أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْخَفَّافُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ سَهْلٍ الْفَقِيهُ- بالموصل- حدّثنا عبد الله بن زياد، حدّثنا معلى بن مهدي، حَدَّثَنَا سَوَّارُ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْعِلْمُ أَفْضَلُ مِنَ الْعِبَادَةِ، وَمِلاكُ الدِّينِ الْوَرَعُ [1] »
. سمعت منه فِي سنة ست وأربعين وأربعمائة. ومات في آخر سنة خمسين وأربعمائة.
2654- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حميد، أَبُو جعفر المقرئ المخضوب [2] .
حدث عَن يحيى بْن هاشم السمسار، وعاصم بْن علي، وأبي بلال الأشعري.
روى عنه عَبْد الصمد بْن علي الطستي، وعبد الباقي بْن قانع، وكَانَ يسكن باب المحول.
وذكره أَبُو الحسن الدَّارَقُطْنِيّ فقال: لَيْسَ بالقوي.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ محمّد، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حُمَيْدٍ الْمُقْرِئُ، حدّثنا أبو بلال الأشعريّ، حدّثنا عامر بن سياف الْيَمَامِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ حَتَّى يَصِلَهُ بِرَمَضَانَ، وَلَمْ يَكُنْ يَصُومُ شَهْرًا تَامًّا إِلا شَعْبَانَ، فَإِنَّهُ كَانَ يَصُومُهُ كُلَّهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ شَعْبَانَ لَمِنْ أَحَبِّ الشُّهُورِ إِلَيْكَ أَنْ تَصُومَهُ؟ فَقَالَ: «نَعَمْ يَا عَائِشَةُ، إِنَّهُ لَيْسَ نَفْسٌ تَمُوتُ فِي سَنَةٍ إِلا كُتِبَ أَجَلُهَا فِي شَعْبَانَ، وَأُحِبُّ أَنْ يُكْتَبَ أَجَلِي وَأَنَا فِي عِبَادَةِ رَبِّي وَعَمَلٍ صَالِحٍ [3] »
. أَخْبَرَنَا السمسار، حدّثنا الصّفّار، أَخْبَرَنَا ابْن قانع: أن أَحْمَد بْن حميد المقرئ مات فِي سنة ست وثمانين ومائتين.
__________
[1] انظر الحديث في: الكامل 3/1293. وكشف الخفا 2/85. وكنز العمال 28657، 28658. والدر المنثور 1/193.
[2] 2654- هذه الترجمة برقم 2339 في المطبوعة.
انظر: ميزان الاعتدال 1/135. ولسان الميزان 1/262. وسؤالات الحاكم للدار قطني برقم 20.
[3] انظر الحديث في: الدر المنثور 6/26(5/203)
2655- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حامد بْن يحيى، أَبُو نصر البلخي [1] .
قدم بغداد وحدث بها عن حام [2] بن نوح البلخي، وعيسى بْن أَحْمَد العسقلاني، وفتح بن هشام البخاري. رَوَى عَنْهُ أَحْمَد بْن جعفر بْن الخلال، ومحمّد ابن المظفر، وعلي بن محمّد السّكّريّ.
أخبرني الأزهري، حدّثنا محمّد بن المظفر الحافظ، حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْن حامد البلخي- قدم علينا حاجّا- حدّثنا حام بن نوح، حدّثنا سالم، عن إبراهيم بن طهمان، عن يحيى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ: أَنَّ عُمَرَ لَمَّا صدر عن منى أناخ وكوم كومة من البطحاء فألقى عليها طَرْفَ ثَوْبِهِ، ثُمَّ اسْتَلْقَى ثُمَّ مَدَّ يَدَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ: اللَّهُمَّ كَبُرَتْ سِنِّي، وَانْتَشَرَتْ رَعِيَّتِي، فَاقْبِضْنِي إِلَيْكَ غَيْرَ مَفْتُونٍ وَلا مُفَرِّطٍ.
وَذَكَرَ بَقِيَّةَ الْحَدِيثِ.
2656- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حامد، البلخي، آخر، يكنى أبا العباس [3] :
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أبو العلاء الواسطي، حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن حامد البلخي- قدم علينا بغداد- حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عبد الله البغداديّ، حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْبَصْرِيُّ العطار- بأنطاكية- حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الضَّحَّاكُ بْنُ حَجْوَةَ، حدّثنا الفريابي، أَخْبَرَنَا سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَكْرِمُوا الْعُلَمَاءَ فَإِنَّهُمْ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ، فَمَنْ أَكْرَمَهُمْ فَقَدْ أكرم الله ورسوله [4] »
. حدّثني الأزهري، حدّثنا الحسين بن أحمد بن بكير، حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن حامد البلخي الجمّال، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ محمّد البغداديّ، حَدَّثَنَا أَبُو يوسف يعقوب بْن إسحاق، مثله سواء.
__________
[1] 2655- هذه الترجمة برقم 2340 في المطبوعة.
[2] في الصميصاطية: «حم» .
[3] 2656- هذه الترجمة برقم 2341 في المطبوعة.
[4] في الحديث في: العلل المتناهية 1/70. وإتحاف السادة المتقين 1/71. وكنز العمال 28764، 28765(5/204)
2657-[1] أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حمدان بْن حبيش، أَبُو علي، المعروف بالبربهاري [2] :
حدث عَن أَحْمَد بْن الوليد الفحام، ومحمد بْن أَبِي العوام الرياحي. روى عنه عبد الله بن عدي الجرجاني، وأبو القاسم الثلاج.
وذكر ابْن الثلاج- فِيما قرأت بخطه- أنه مات فِي شهر ربيع الأول من سنة تسع وعشرين وثلاثمائة.
2658- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حاتم، أَبُو العباس الصيرفِي المروزي [3] :
من ساكني بغداد. حدث عَن أَحْمَد بْن الحسن المصري الأبلي، ومحمد بْن يونس الكديمي. روى عَنْهُ أَبُو حفص بْن شاهين، وأبو الفتح بْن مسرور البلخي.
وَقَالَ أَبُو الفتح: كَانَ يعرف بسبع مجانين، وما علمت من أمره إلا خيرا.
2659-[4] أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حمزة، الفرائضي [5] الرازي.
حدث ببغداد عَن أَبِي العباس الأصم النيسابوري. روى عنه يوسف بْن عُمَرَ القواس.
أَخْبَرَنِي الحسن بن أبي طالب، حدّثنا يوسف بن عمر، حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حمزة الرازي الفرائضي، حدّثنا أبو العبّاس الأصم، أَخْبَرَنَا الربيع بْن سليمان. قَالَ:
كَانَ للشافعي صديق، فبلغه عنه شيء فعاتبه بأبيات أرسلها إليه:
اذهب فإنك من ودادي طالق ... لا طالق مني طلاق البين
فإن ارعويت فإنها تطليقة ... ويقيم ودك لي عَلَى ثنتين
وإن اعوججت شفعتها بمثالها ... فيكون تطليقين في قرءين
وإن الثلاث أتتك مني بتة ... لم يغن عنك شفاعة الثقلين
__________
[1] 2657- هذه الترجمة برقم 2342 في المطبوعة.
[2] البربهاري: هذه النسبة إلى بربهار، وهي الأدوية التي تجلب من الهند من الحشيش والعقاقير والفلوس وغيرها، ويقول البحرية وأهل البصرة لها: البربهار ومن يجلبها يقال له البربهاري (الأنساب 2/125) .
[3] 2658- هذه الترجمة برقم 2343 في المطبوعة.
[4] 2659- هذه الترجمة برقم 2344 في المطبوعة.
[5] الفرائضى: هذه النسبة إلى الفرائض وهي المقدرات وعلم المواريث، ويقال لمن يعلم هذا العلم: الفرضي، والفارض، والفرائضى (الأنساب 9/258)(5/205)
2660- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الحباب بْن بشار، حدث بمصر. [1]
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن سلامة القضاعي قاضي مصر بمكة، أخبرنا عبد العزيز ابن سعيد الحافظ. قال: وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الحباب بْن بشار بغدادي، كتبت عنه عن أَبِي داود وغيره.
2661- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن خالد بْن يزيد بْن غزوان، أَبُو العباس البراثي [2] :
سمع علي بْن الجعد، وعبد اللَّه بن الخزّاز، وكامل بن طلحة، ويحيى بن الحماني، وأَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الموصلي، وسريج بْن يونس، وَالحسن بْن حماد- سجادة- وأباه مُحَمَّد بْن خالد. روى عنه مُحَمَّد بْن مخلد، وإِسْمَاعِيل بْن علي الخطبي، وَمحمد بْن عُمَر بْن الجعابي، وأَحْمَد بْن جعفر بْن سلم، ومخلد بن جعفر، وأبو حفص بن الزيات، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْنِ عُثْمَانَ السواق، حَدَّثَنَا مخلد بْن جعفر الدقاق- من حفظه- حَدَّثَنَا أَبُو العباس البراثي قَالَ: لما مات أبي كنت صبيّا، فجاء الناس عزوني وتكثروا، وجاءني فِيمن جَاءَ بشر الحافِي فقال لي: يا بني إن أباك كَانَ رجلا صالحا، وأرجو أن تكون خلفا منه، بر وَالدتك، ولا تعقها ولا تخالفها، يا بني، الزم السوق فإنها من العافِية، يا بني ولا تصحب من لا خير منه. فلما قام بشر قام إليه رَجُل فقال: يا أبا نصر أَنَا وَالله أحبك. فقال: وكيف لا تحبني ولست لي بجار ولا قرابة؟.
حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ: سمعت حمزة بن يوسف يقول: سألت أبا الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيّ، عَنْ أَبِي الْعَبَّاس أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن خالد البراثي فقال: ثقة مأمون.
أَخْبَرَنَا أَبُو طالب عمر بْن إِبْرَاهِيم الفقيه قَالَ: قَالَ لنا عيسى بْن حامد الرُّخَّجِيّ:
مات أَبُو العباس البراثي سنة اثنتين وثلاثمائة.
حَدَّثَنِي عبيد الله بن أبي الفتح عن طلحة بن محمّد بن جعفر.
__________
[1] 2660- هذه الترجمة برقم 2345 في المطبوعة.
[2] 2661- هذه الترجمة برقم 2346 في المطبوعة.
انظر: سير أعلام النبلاء 9/162. وسؤالات حمزة السهمي للدار قطني 123(5/206)
وأخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حَدَّثَنَا ابْن قانع: أن أبا العباس البراثي مات سنة ثلاثمائة.
وهكذا ذكر أبو مزاحم الخاقاني، كما بلغني عنه، وزاد في المحرم.
2662- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن خالد الكاتب [1] :
حدث عَن يَحْيَى بْن عُثْمَان الحربي. روى عنه مُحَمَّد بْن مخلد.
2663- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن خالد بْن شيرزاذ، أَبُو بَكْر المعروف بالبوراني [2] :
قاضي تكريت. حدث عَن أَبِي عمار المروزي، ومحمد بْن سليمان لوين، والحسين بن عبد الرحمن الاحتياطي. روى عنه ابن مالك القطيعي، وسماه أحمد وروى عنه محمد بن المظفر، ومحمد بن زيد بن مروان، وغيرهما فسموه محمدا، وقد ذكرناه فيما تقدم.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن الحسن الشّافعي، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مَالِكٍ القطيعيّ- إملاء- حدّثنا أحمد بن محمّد القاضي البوراني، حدّثنا الاحتياطي، حدّثنا علي بن حميل، عَنْ جَرِيرِ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةٌ إِلا مَكْتُوبٌ عَلَى كُلِّ وَرَقَةٍ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، عُمَرُ الْفَارُوقُ، عُثْمَانُ ذي النُّورَيْنِ [3] »
. وقد بينا حاله وتاريخ وفاته فِي المحمدين، فغنينا عَن إعادة ذلك.
2664- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن خالد بْن يزيد بْن زياد، المالكي [4] :
حدث عَن أَبِي الأحوص مُحَمَّد بْن الهيثم الْقَاضِي. روى عنه عَبْد اللَّه بْن عدي الجرجاني، وذكر أنه سمع منه ببغداد، وروى أَبُو حفص الكتاني أيضا عنه عَنِ الحارث بْن أَبِي أسامة.
2665- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن خالد، أَبُو بَكْر البروجردي [5] :
قدم بَغْدَاد وَحدث بها عَنْ عَلِيِّ بْن محمد بن عامر النهاوندي. حدّثنا عنه أحمد
__________
[1] 2662- هذه الترجمة برقم 2347 في المطبوعة.
[2] 2663- هذه الترجمة برقم 2348 في المطبوعة.
انظر: الأنساب، للسمعاني 2/325.
[3] انظر الحديث في: اللآلئ المصنوعة 1/165. وتنزيه الشريعة 1/350.
[4] 2664- هذه الترجمة برقم 2349 في المطبوعة.
[5] 2665- هذه الترجمة برقم 2350 في المطبوعة.
انظر: الأنساب، للسمعاني 2/175(5/207)
ابن مُحَمَّد القطيعي.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن أَبِي جعفر، حَدَّثَنَا أبو بكر أحمد بن محمد بن خالد البروجردي- قَدِمَ عَلَيْنَا حَاجًّا فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وثلاثمائة- حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ ابْنِ عامر النهاوندي، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري، حَدَّثَنَا عَبْد الرزاق.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الطِّرَازِيُّ بِنَيْسَابُورَ، حدّثنا أبو حامد أحمد بن علي ابن حسنويه المقرئ، حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدبري- بصنعاء- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرحمن بن زياد بن أنعم، عن عطاء بْنِ يَسَارٍ، عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يَدْخُلُ أَحَدٌ الْجَنَّةُ إِلا بِجَوَازٍ يُكْتَبُ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، هَذَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ لِفُلانِ بْنِ فُلانِ، أَدْخِلُوهُ جَنَّةً عَالِيَةً، قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ [1] »
. لَفْظُ حَدِيثِ النُّهَاوَنْدِيِّ.
2666- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الخطاب بْن عُمَر بْن الخطاب بْن زياد بِن الحارث بْن زيد بْن عَبْد اللَّه، أَبُو العباس الرزاز [2] .
كَانَ ينتسب إِلَى ولاء عمر بْن الخطاب، وحدث عَن زيد بْن أخزم الطائي. روى عَنْهُ أَبُو الْحَسَن بْن لؤلؤ الوراق، وَالقاضي الجراحي، وأبو بكر بْن شاذان.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بن الحسن المالكي، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ لُؤْلُؤٍ، حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن الخطاب- مولى عمر بن الخطاب- حدّثنا زيد بن أخزم الطّائيّ، حدّثنا عبد الصّمد بن عبد الوارث، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جحادة عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنِ الرَّبيعِ بْنِ عُمَيْلَةَ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَحَبُّ الْكَلامِ إِلَى اللَّهِ أَنْ يُقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلا إِلَهَ إِلا الله، والله أَكْبَرُ [3] »
. 2667- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن دلان، أَبُو بَكْر الخيشي [4] .
سمع مُحَمَّد بْن بكار بْن الريان، وأبا بكر بْن أَبِي شيبة، وعبيد الله بن عمر
__________
[1] انظر الحديث في: العلل المتناهية 2/446.
[2] 2666- هذه الترجمة برقم 2351 في المطبوعة.
[3] انظر الحديث في: فتح الباري 11/210.
[4] 2667- هذه الترجمة برقم 2352 في المطبوعة.
انظر: الأنساب، للسمعاني 5/232، 233. وسؤالات حمزة السهمي للدار قطني برقم 120(5/208)
القواريري، وأبا همام الوليد بْن شجاع وأبا خيثمة زهير بْن حرب، وأبا هشام الرفاعي، ويعقوب الدورقي. روى عنه أَبُو بَكْر الشافعي، وإسحاق بْن مُحَمَّد النعالي، وغيرهما.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بن محمّد بن غيلان، أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ دَلانَ الْخَيْشِيُّ، حدّثنا أبو همام، حَدَّثَنَا يَحْيَى- يَعْنِي ابْنَ أَبِي زَائِدَةَ-، عَنْ عبُيَدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رَجُلٍ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ الْبَتَّةَ، فَتَزَوَّجَتْ زَوْجًا فَطَلَّقَهَا قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا، أَتَرْجِعُ إِلَى الأَوَّلِ؟ قَالَ: «لا حَتَّى يَذُوقَ مِنْ عُسَيْلَتِهَا مَا ذَاقَ صَاحِبُهُ [1] »
. وقَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ يَحْيَى- يَعْنِي: ابْنَ سَعِيدٍ-، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ مِثْلَهُ.
حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ: سمعت حمزة بن يوسف يقول: سألت أبا الحسن الدارقطني: عَن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن دلان الخيشي البغدادي فقال: ليس بِهِ بأس.
أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سعيد الفقيه قَالَ: قَالَ لنا القاضي أَبُو الحسين عيسى بْن حامد: مات أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن دلان الخيشي- أَبُو بَكْر- يوم الأربعاء لعشر بقين من شهر ربيع الآخر سنة ثلاثمائة.
2668- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن دراج، أَبُو جعفر القطان [2] .
رازي الأصل. حدث عَنِ الْحَسَن بْن عرفة، وأبي يَحْيَى مُحَمَّد بْن سعيد بْن غالب الضرير العطار. روى عنه أبو حفص بن شاهين، وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ التمار.
أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ أَبِي طالب، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ التّمّار، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن دراج الرّازيّ القطّان، حدّثنا محمّد بن سعيد العطار، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَتْنَا أُمُّ الأَسْوَدِ قَالَتْ: حَدَّثَتْنِي مُنْيَةُ بِنْتُ عُبَيْدِ بْنِ أبي
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح البخاري 7/55. وصحيح مسلم 1057. وفتح الباري 9/362.
[2] 2668- هذه الترجمة برقم 2353 في المطبوعة(5/209)
بَرْزَةَ، عَنْ جَدِّهَا أَبِي بَرْزَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِنِسَائِهِ: «خَيْرُكُنَّ أَطْوَلُكُنَّ يَدًا [1] »
وَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
2669-[2] أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن رميح بْن عصمة بْن وكيع بْن رجاء، أَبُو سعيد النّسوي [3] :
من أهل نسا ولد بالشرمقان، ونشأ بمرو، وسمع العلم بخراسان وغيرها من البلدان، وكتب الكثير، وصنف، وجمع وذاكر العلماء، وكَانَ معدودا فِي حفاظ الحديث، وقدم بغداد دفعات، وحدث بِهَا عَن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن خزيمة، ومحمّد ابن إسحاق السّرّاج، وعبد الله بن محمّد بن شيرويه النيسابوريين، وعبد اللَّه بْن محمود المروزي، ومحمد بْن الفضل السمرقندي، وعمر بْن مُحَمَّد بْن بجير الهمداني، ومحمد بْن عقيل البلخي، وإبراهيم بْن يوسف الهسنجاني، وعمر بْن إسماعيل بْن أَبِي غيلان البغدادي، وعبد اللَّه بْن إِسْحَاق المدائني، ومحمد بْن مُحَمَّد الباغندي، وأبي خليفة الفضل بن حباب الجمحي، وزكريا بْن يَحْيَى الساجي، وعبدان الأهوازي، ومحمد بْن الحسين الأشناني، وعبد اللَّه بْن زيدان الكوفيين، والفضل بْن مُحَمَّد الجندي، ومحمد بْن زبان المصري، ومحمد بْن الحسن بْن قتيبة العسقلاني، وعبد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن سلم المقدسي، وَالحسين بْن عَبْد اللَّه بْن يزيد الرقي، وغيرهم.
حدث عَنْهُ أَبُو الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيّ، وأبو حفص بْن شاهين، ونحوهما من الرفعاء.
وَحَدَّثَنَا عنه أَبُو الْحَسَن بْن رزقويه، وَأبو علي بْن دوما، وعبد الرحمن بْن مُحَمَّد السراج النيسابوري.
وكَانَ ابْن رميح قد أقام بصعدة من بلاد اليمن زمانا طويلا، ثم ورد بغداد حدود سنة خمسين وثلاثمائة، وخرج منها إِلَى نيسابور، فأقام بها ثلاث سنين، ثم عاد إِلَى بغداد فسكنها مديدة، ثم استدعاه أمير المؤمنين [إلى [4]] صعدة فخرج فِي صحبة الحجاج إِلَى مكة، فلما قضى حجه أدركه أجله بالجحفة ودفن هناك.
__________
[1] انظر الحديث في: المطالب العالية 879، 4146. وكنز العمال 15951.
[2] 2669- هذه الترجمة برقم 2354 في المطبوعة.
انظر: سؤالات حمزة السهمي للدار قطني 156. وتاريخ جرجان 81. وتاريخ دمشق 2/52. وميزان الاعتدال 1/135. ولسان الميزان 1/261.
[3] في المطبوعة والأصل: «النخعي» والتصحيح من مصادر ترجمته.
[4] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(5/210)
حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رزق- إملاء في سنة ست وأربعمائة- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رميح النَّسَوِيُّ الحافظ، حدّثنا الفضل بن محمّد الجندي- بمكة- حدّثنا عبد الرّحمن بن محمّد بن أخت عبد الرّزّاق، حدّثنا توبة بن علوان البصريّ، حدّثنا شعبة، عن أبي حمزة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ: لَمَّا زُفَّتْ فَاطِمَةُ إِلَى عَلِيٍّ، كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُدَّامَهَا وَجِبْرِيلُ عَنْ يَمِينِهَا، وَمِيكَائِيلُ عَنْ يَسَارِهَا وَسَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ خَلْفَهَا، يُسَبِّحُونَ اللَّهَ وَيُقَدِّسُونَهُ حَتَّى طَلَعَ الْفَجْرُ.
حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ: سمعت حمزة بن يوسف يقول: سألت أبا زرعة مُحَمَّد بْن يوسف: عَن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن رميح النسوي، فأومأ إِلَى أنه ضعيف أو كذاب، قَالَ حمزة: الشك مني.
قَالَ لي أَبُو نعيم الحافظ: كَانَ أَبُو سَعِيد أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن رميح النسوي ضعيفا. وَالأمر عندنا بخلاف قول أَبِي زرعة وأبي نعيم. فإن ابن رميح كَانَ ثقة ثبتا لم يختلف شيوخنا الذين لقوه فِي ذلك.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر البرقاني قَالَ: قَالَ لي أَبُو الفتح مُحَمَّد بن أبي الفوارس: كان أحمد ابن مُحَمَّد بْن رميح النسوي، ثقة فِي الحديث.
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْن مُحَمَّد أخو الخلال، عَن أبي سعيد الإدريسي قال: أحمد بن محمد بْن رميح النسوي لم أرزق السماع منه. ذكر لي أصحابنا حفظه وتيقظه ومعرفته في الحديث.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ الْمُقْرِئ، عَنْ مُحَمَّد بْن عبد الله الحافظ النيسابوري قال:
أحمد بْن مُحَمَّد بْن رميح النخعي أَبُو سعيد الحافظ ثقة مأمون، توفِي بالجحفة سنة سبع وخمسين وثلاثمائة. ذكر غيره أنه مات فِي صفر ودفن بالجحفة.
2670- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن زكريا بْن أَبِي عتاب، أَبُو بَكْر الحافظ، ويعرف بأخي ميمون [1] .
سكن مصر وحدث بها عَن نصر بْن علي الجهضمي ونحوه. روى عنه أَبُو طَالِب أَحْمَد بْن نصر الحافظ، وأبو القاسم الطبراني، وغيرهما.
__________
[1] 2670- هذه الترجمة برقم 2355 في المطبوعة.
انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/82. وسؤالات البرقاني للدار قطني برقم 18(5/211)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْن شهريار الأصبهاني، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا- أَبُو بَكْرٍ أَخُو مَيْمُونِ الْبَغْدَادِيُّ الْحَافِظُ مُذَاكَرَةً بِمِصْرَ- حدّثنا نصر بن علي، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ جحل، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ الأَبَحُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ جحل، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «مَا سَتَرَ اللَّهُ عَلَى عَبْدٍ فِي الدُّنْيَا فَيُعَيِّرُهُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ [1] »
. حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن علي الصوري، حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن الأزديّ، أَخْبَرَنَا عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن مسرور، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيد بْن يونس قَالَ: أَحْمَد بن محمّد ابن زكريا بْن أَبِي عتاب يكنى أبا بكر يعرف بأخي ميمون، بغدادي، كَانَ حافظا للحديث، وكَانَ يمتنع من أن يحدث، حفظت عنه أحاديث فِي المذاكرة. وكَانَت وفاته بمصر فِي شوَال سنة ست وتسعين ومائتين.
2671- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن زكريا، المعروف بابن طالب، أَبُو عَبْد اللَّه الحربي الكاتب [2] .
حدث عَن أَحْمَد بْن ملاعب المخرمي، ومحمد بْن إسرائيل الجوهري. رَوَى عَنْهُ أَبُو القاسم بن الثلاج، وأحمد بن الفرج بن الحجاج، وكان ثقة ينزل باب التبن وكَانَ حيا فِي سنة ثلاث وثلاثمائة [3] .
2672- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن زكريا، أَبُو العباس النسوي [4] .
قدم بغداد وحدث بها عَن خلف بْن مُحَمَّد الخيام البخاري ونحوه من الخراسانيين.
حَدَّثَنَا عنه أَبُو الْقَاسِمِ الأزهري، وأبو مُحَمَّد الخلال، وكَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا النَّسَوِيُّ- قدم علينا- حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ خَلَفُ بْنُ مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نَصْرِ بْنِ عَبْدِ الرّحمن المعروف بالخيام، حدّثنا أبو هارون
__________
[1] انظر الحديث في: المعجم الصغير للطبراني 1/71. ومجمع الزوائد 10/192. والكامل لابن عدي 5/1705. وإتحاف السادة المتقين 8/284.
[2] 2671- هذه الترجمة برقم 2356 في المطبوعة.
[3] في الصميصاطية: «سنة ثلاثين وثلاثمائة» .
[4] 2672- هذه الترجمة برقم 2357 في المطبوعة(5/212)
سهل بن شاذويه الحافظ، حَدَّثَنَا جَلْوَانُ بْنُ سَمْرَةَ الْبَانَبِيُّ فِي مَنْزِلِ أبي بكر بن حريث، حَدَّثَنَا عِصَامٌ أَبُو مُقَاتِلٍ النَّحْوِيُّ، عَنْ عِيسَى بْن مُوسَى غُنْجَارُ، عَنْ عَبْدِ الْعزِيزِ بْنِ أبي داود، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «انْزِعُوا الطُّسُوسَ وَخَالِفُوا الْمَجُوسَ [1] »
. حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن مُحَمَّد العتيقي قَالَ: توفِي أَبُو العباس النسوي بعينونة ونحن بها في سنة ست وتسعين وثلاثمائة. وعينونة منزل بالحجاز بين مكة ومصر.
2673- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن زياد بْن أيوب، أَبُو علي [1] .
حدث عَن جده زياد، وعن مُحَمَّد بن منصور الطوسي، وعبد الرّحمن بن أَبِي البختري الطائي. روى عنه مُحَمَّد بْن المظفر، وَمحمد بْن إسماعيل الورّاق، وغيرهما.
أخبرني أحمد بن عبد الله الأنماطي، حدّثنا محمّد بن المظفر الحافظ، حَدَّثَنَا أَبُو علي أَحْمَد بن مُحَمَّد بن زياد بن أيّوب الطوسي، حدّثنا جدي زياد بن أيّوب، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادَ، عَنْ مُقْسِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ:
احْتَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ صَائِمٌ مُحْرِمٌ، الأَخْدَعَيْنِ، وَالْكتِفَيْنِ، وَأَعْطَى الْحَجَّامَ أَجْرَهُ، وَلَوْ كَانَ حَرَامًا لَمْ يُعْطِهِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّد بْنُ الْحُسَيْن بْنِ أَحْمَدَ بن عبد الله بن بكير وأبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي الحافظ، حَدَّثَنَا أَبُو علي أَحْمَد بن مُحَمَّد بن زياد بن أيّوب الثقة.
وأَخْبَرَنِي عُبَيْد اللَّه بْن أَبِي الفتح، عَن طلحة بْن مُحَمَّد بْن جعفر.
وأَخْبَرَنَا السمسار، أخبرنا الصّفّار، حَدَّثَنَا ابْن قانع: أن أبا علي بْن زياد بْن أيوب مات فِي سنة عشر وثلاثمائة.
2674- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سماعة، القاضي [3] .
ولاه جعفر المتوكل قضاء مدينة المنصور فِي سنة ثلاث وأربعين ومائتين، بعد وفاة الحسن بْن علي بْن الجعد، وكَانَ الحسن يتولى القضاء عليها، فلم يزل ابن سماعة
__________
[1] انظر الحديث في: العلل المتناهية 2/179. تاريخ ابن عساكر 2/53.
[2] 2673- هذه الترجمة برقم 2358 في المطبوعة.
[3] 2674- هذه الترجمة برقم 2359 في المطبوعة(5/213)
قاضيا عَلَى مدينة المنصور وما يليها إِلَى أن صرف بإبراهيم بْن إسحاق بْن أَبِي العنبس الزهري الكوفِي.
أَخْبَرَنَا علي بْن المحسن، أَخْبَرَنَا طلحة بْن محمد بن جعفر قال: لما توفِي الحسن بْن علي بْن الجعد، استقضى عَلَى مدينة المنصور أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سماعه، وهذا الرجل من أهل الدين وَالعلم، قريب الشبه بأبيه، عفِيف فِي نفسه، وصرف عَن مدينة المنصور سنة ثلاث وخمسين ومائتين.
2675- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سوادة، أَبُو العباس، ويعرف بخشيش [1] .
كوفِي الأصل نزل بغداد. وحدث بها عَن عبيدة بْن حميد الحذاء، وعمرو بْن جرير البجلي، وحماد بْن خالد الخياط، وعمرو بْن عَبْد الغفار، وزيد بْن الحباب. روى عنه قاسم بْن زكريا المطرز، ووكيع القاضي، وأبو عبيد اللَّه مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن المؤمل الناقد، وَمُحَمَّد بْن مخلد العطار.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مهدي، أَخْبَرَنَا محمد بن مخلد العطار، حدثنا أحمد بن محمّد بن سوادة، حَدَّثَنَا عُبَيْدَةُ بْنُ حُمَيْدِ، عْنِ ثُوَيْرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خُذُوا مِنْ هَذَا وَدَعُوا هَذَا [2] » . يَعْنِي شَارِبَهُ الأَعْلَى يُؤْخَذُ مِنْهُ
. أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بن علي البزّاز، أَخْبَرَنَا عُمَر بن مُحَمَّد بن سيف الكاتب، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن العباس اليزيدي قَالَ: أنشدني عمي عبيد اللَّه قَالَ: أنشدني أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سوادة لنفسه:
كن بذكر اللَّه مشتغلا ... لجميع الناس معتزلا
قدك منهم قد عرفتهم ... ليس ذو علم كمن جهلا
لا ترد من مشرب كدرا ... أبدا علا ولا نهلا
ودع الدُّنْيَا لطالبها ... فكأن قد مات أو قتلا
قرأت فِي كتاب الدارقطني بخطه وحدثنيه أَحْمَد بْن مُحَمَّد العتيقي عَنْهُ. قَالَ:
__________
[1] 2675- هذه الترجمة برقم 2360 في المطبوعة.
انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/140.
[2] انظر الحديث في: مسند أحمد 2/65. والمعجم الكبير للطبراني 12/400. ومجمع الزوائد 5/166(5/214)
أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سوادة أَبُو العباس يعرف بخشيش، كوفِي يعتبر بحديثه ولا يحتج بِهِ.
قلت: ما رأيت أحاديثه إلا مستقيمة، فالله أعلم.
أَخْبَرَنَا السمسار، حدّثنا الصّفّار، أَخْبَرَنَا ابْن قانع: أن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سوادة مات فِي سنة ثمان وخمسين ومائتين.
2676-[1] أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سعيد بْن جبلة، أَبُو عَبْد اللَّه الصيرفِي [2] :
سمع سُفْيَان بْن عيينة، ومعن بن عِيسَى، وإسحاق بْن نجيح الملطي، ومحمد بْن إدريس الشافعي وأسود بْن عامر شاذان، وعمرو بْن عَبْد الغفار. روى عنه مُحَمَّد بْن هارون بْن المجدر وهاشم بْن القاسم الهاشمي، وأَحْمَد بْن عَبْد اللَّه الوكيل، وأبو عبيد بن المحاملي.
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، حدّثنا علي بن عمر الحافظ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَد بْن عَبْدِ اللَّهِ بن محمّد الوكيل، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الصَّيْرَفِيُّ، حدّثنا الأسود بن عامر، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ وَالْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ ومُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ أَتَى سُبَاطَةَ قَوْمٍ، قَالَ مُحَمَّدُ- بِالْمَدِينَةِ-: فَبَالَ قَائِمًا، وَتَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ.
قَالَ علي بْن عمر: تفرد بِهِ أسود بْن عامر شاذان، ولا نعلم حدث بِهِ عنه غير أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سعيد الصيرفِي.
أخبرني الأزهري، أخبرنا أبو الحسن الدارقطني قَالَ: أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سعيد الصيرفِي بغدادي.
2677- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سعيد، الوزان [3] .
حدث عَن مُحَمَّد بْن كثير القرشي، وزيد بْن الحباب. روى عنه أَحْمَد بْن مُحَمَّد ابن مسروق الطوسي، وأبو العباس الأزهري النيسابوري.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بكر، أخبرنا دعلج بن أحمد، حدّثنا أحمد بن محمّد بن الأزهر، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الْوَزَّانُ- بغدادي- حدّثنا زيد بن الحباب،
__________
[1] 2676- هذه الترجمة برقم 2361 في المطبوعة.
[2] الصيرفي: هذه النسبة معروفة لمن يبيع الذهب (الأنساب 8/124) .
[3] 2677- هذه الترجمة برقم 2362 في المطبوعة(5/215)
أخبرني مالك بن أنس، أَخْبَرَنَا الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ وَعَلَى رَأْسِهِ مِغْفَرٌ مِنْ حَدِيدٍ.
2678- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سعيد بْن أبان بْن صالح بْن قيس، أَبُو عَبْد اللَّه القرشي، مولى عثمان بْن عفان، ويعرف بالتبعي [1] .
من أَهْل همذان، قدم بَغْدَاد وَحدث بها، عَن أصرم بْن حوشب، وَالقاسم بْن الحكم العرني، وَالحسن بْن موسى الأشيب، وَالعلاء بْن عمرو الحنفِي. حدث عنه مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الحضرمي- مطين- ومحمد بْن إسحاق بْن خزيمة النيسابوري، وَعبد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن ناجية، وَيحيى بن محمد بن صاعد، والْحُسَيْن بْن إِسْمَاعِيل المحاملي، ومُحَمَّد بْن مخلد، وغيرهم. وكَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ المحاملي- إملاء- حدّثنا أحمد بن محمّد التبعي، حدّثنا القاسم بن الحكم، حدّثنا حبيب بن حسّان، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ قالت: ربما رأيت وميض الطِّيبِ فِي مَفْرِقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنَّهُ لَمُحْرِمٌ.
أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى البزاز- بهمذان- حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْل صالح بْن أَحْمَدَ الْحَافِظُ قَالَ: أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أبان القرشي- أبو عبد الله ويعرف بالتبعي- حَدَّثَنَا عَنْهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بُلْبُلٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عبد الله بن الحسين الصّيدلانيّ. قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: وهو صدوق، بلغني أن التُّبَّعِيّ مات بهمذان فِي سنة سبع وستين ومائتين.
2679- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سعيد بْن حازم، المروزي [2] .
قدم بَغْدَاد وَحَدَّثَ بها عَنْ إِبْرَاهِيم بْن عيسى القنطري، وطاهر بْن خالد بْن نزار الأيلي. رَوَى عَنْهُ أَبُو بَكْر بْن مالك القطيعي، ويوسف بْن القاسم الميانجي، إلا أن يوسف ذكر أنه سمع منه بالبصرة.
أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إبراهيم الفقيه، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْنِ مَالِكٍ- إملاء- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ حازم المروزيّ، حدّثنا
__________
[1] 2678- هذه الترجمة برقم 2363 في المطبوعة.
انظر: الجرح والتعديل 2/72. وسير أعلام النبلاء 13/612. والأنساب 3/17.
[2] 2679- هذه الترجمة برقم 2364 في المطبوعة(5/216)
إبراهيم بن عيسى القنطريّ، حدّثنا أحمد بن أبي الحواري، حدّثنا الوليد بن مسلم، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قَالَ لِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجُ، حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَمَّا أُسْرِيَ بِي إِلَى السَّمَاءِ انْتَهَى بِي جِبْرِيلُ إِلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى، فَغَمَسَنِي فِي النُّورِ غَمْسَةً ثُمَّ تَنَحَّى. فَقُلْتُ: حَبِيبِي جِبْرِيلُ أَحْوَجُ مَا كُنْتُ إِلَيْكَ تَدَعُنِي وَتَتَنَحَّى؟ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّكَ فِي مَوْقِفُ لا يَكُونُ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ، وَلا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ، يَقِفُ هاهنا، أَنْتَ مِنَ اللَّهِ أَدْنَى مِنْ أَلْقَابِ إِلَى الْقَوْسِ. فَأَتَانِي الْمَلَكُ. فَقَالَ: إِنَّ الرَّحْمَنَ تَعَالَى يُسَبِّحُ نَفْسَهُ، فَسَمِعْتُ الرَّحْمَنَ يَقُولُ سُبْحَانَ اللَّهِ، مَا أَعْظَمَ اللَّهَ، لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ» قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا لِمَنْ قَالَ هَكَذَا؟ قَالَ لِي: «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ لا تَخْرُجُ رُوحُهُ مِنْ جَسَدِهِ حَتَّى يَرَانِي أُرِيهِ مَوْضِعَهُ مِنَ الْجَنَّةِ أَوْ يَرَى مَنْزِلَهُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَتُصَلِّي عَلَيْهِ الْمَلائِكَةَ صُفُوفًا مَا بَيْنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْض، وَلا يَكُونُ شَيْءٌ إلا يَسْتَغْفِرُ لَهُ تَمَامَ عُمْرِهِ، فَإِذَا مَاتَ وَكَّلَ اللَّهُ بِقَبْرِهِ سَبْعينَ أَلْفَ مَلَكٍ يُسَبِّحُونَ اللَّهَ وَيُعَظِّمُونَ اللَّهَ وَيُهَلِّلُونَ اللَّهَ وَيُكَبِّرُونَ اللَّهَ، كُلَّمَا فَعَلُوا مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا كَانَ لَهُ فِي صَحِيفَتِهِ، فَإِذَا خَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ خَرَجَ آمِنًا مُطْمَئِنًّا لا يَحْزُنُهُ الْفَزَعُ الأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُ الْمَلائِكَةُ سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ [1] »
. هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ. وَرِجَالُ إِسْنَادِهِ كُلُّهُمْ مَعْرُوفُونَ بِالثِّقَةِ إِلا إِبْرَاهِيمَ بْنَ عِيسَى الْقَنْطَرِيُّ فَإِنَّهُ مَجْهُولٌ.
2680- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سَعِيدِ بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن إِبْرَاهِيم بْن زياد بْن عَبْد اللَّه بْن عجلان، أَبُو العباس الكوفِي، المعروف بابن عقدة [2] .
وزياد هو مولى عَبْد الواحد بْن عيسى بْن موسى الهاشمي، عتاقة، وجده عجلان هو مولى عَبْد الرحمن بْن سعيد بْن قيس الهمداني.
قدم أَبُو العباس بغداد فسمع من مُحَمَّد بْن عبيد اللَّه المنادي، وعلي بْن داود القنطري، وَالحسن بْن مكرم، ويحيى بْن أَبِي طالب، وأَحْمَد بن أبي خيثمة، وعبد الله
__________
[1] انظر الحديث في: كنز العمال 31890. والمعجم الكبير للطبراني 10/349. ومجمع الزوائد 1/78.
[2] 2680- هذه الترجمة برقم 2365 في المطبوعة.
انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/35- 37. وسؤالات حمزة السهمي للدار قطني 166.
وسؤالات السلمي للدار قطني ق 2 أ. وسؤالات الحاكم للدار قطني ترجمة 35. وتذكرة الحفاظ 3/841. وميزان الاعتدال 1/137. ولسان الميزان 1/264. وأعيان الشيعة 9/428. والأعلام 1/207(5/217)
ابن روح المدائني، وإسماعيل بْن إسحاق القاضي، ونحوهم. وقدمها فِي آخر عمره فحدث بها عَن هؤلاء الشيوخ، وعن أَحْمَد بْن عَبْد الحميد الحارثي، وعبد اللَّه بْن أَبِي أسامة الكلبي، وإبراهيم بْن أَبِي بكر بْن أَبِي شيبة، وإسحاق بْن إِبْرَاهِيم العقيلي، وأَحْمَد بْن يَحْيَى الصوفِي، وَالحسن بْن علي بْن عفان العامري، ومحمد بْن الحسين الحنيني، ويعقوب بْن يوسف بْن زياد، ومحمد بْن إسماعيل الراشدي، ومحمد بْن أَحْمَد بْن الحسن القطواني، وَالحسن بْن عتبة الكندي، وعبد اللَّه بْن أحمد بْن المستورد، وَالحسن بْن جعفر بْن مدرار، وعبد العزيز بْن مُحَمَّد بْن زبالة المديني، وعبد اللَّه بْن أَبِي مسرة المكي، وغيرهم.
وكَانَ حافظا عالما مكثرا، جمع التراجم وَالأبواب وَالمشيخة، وأكثر الرواية، وانتشر حديثه.
وروى عنه الحفاظ وَالأكابر. مثل أَبِي بكر بْن الجعابي، وعبد اللَّه بْن عدي الجرجاني، وأبي القاسم الطبراني، ومحمد بْن المظفر، وأبي الحسن الدارقطني، وأبي حفص بْن شاهين، وعبد اللَّه بْن موسى الهاشمي، وعمر بْن إِبْرَاهِيم الكتاني، وأبي عبيد اللَّه المرزباني، ومن فِي طبقتهم وبعدهم. وَحَدَّثَنَا عنه أَبُو عُمَرَ بْن مهدي، وأبو الحسين بْن المتيم، وأبو الحسن بْن الصلت.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى بْنِ هَارُونَ بْنِ الصَّلْتِ الأَهْوَازِيُّ، حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الطَّلْحِيُّ، حدّثنا محمّد بن الحسن، حَدَّثَنَا شُرَيْكٌ، عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَنَا عِنْدَهُ وَأَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ-: «يَا عَلِيُّ هَذَانَ سَيِّدَا كُهُولِ أَهْلِ الْجَنَّةِ مِنَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ. إِلا النَّبِيِّينَ والمرسلين [1] »
. أخبرنا أبو عمر بن مهدي، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيد بْن عقدة الكوفيّ الحافظ، حدّثنا يعقوب بن يوسف بن زياد، حدّثنا نصر بن مزاحم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْنُ مَرْوَانَ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ) بِفَضْلِ اللَّهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبِرَحْمَتِهِ عَلِيٌّ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْنِ أحمد بن حماد الواعظ، حدّثنا أبو العبّاس
__________
[1] انظر الحديث في: مسند أحمد 1/80. ومصنف ابن أبي شيبة 12/11(5/218)
أَحْمَد بْنُ مُحَمَّد بْنِ سَعِيدِ بْنِ عَقَدَةَ الكوفِي- إملاء فِي جامع الرصافة فِي صفر من سنة ثلاثين وثلاثمائة- حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن الحسين بْن الحسن بْن الأشقر قَالَ: سمعت عثام بْن علي العامري قَالَ: سمعت سُفْيَان وهو يقول: لا يجتمع حب علي وعثمان إلا فِي قلوب نبلاء الرجال.
قلت: وعقدة هو وَالد أَبِي العباس، وإنما لقب بذلك لعلمه بالتصريف وَالنحو، وكَانَ يورق بالكوفة، ويعلم القرآن وَالأدب.
أَخْبَرَنِي الْقَاضِي أبو العلاء الواسطي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جعفر النجار قَالَ: حكى لنا أَبُو علي النقار قَالَ: سقطت من عقدة دنانير عَلَى باب دار أَبِي ذر الخزاز، فجاء بنخال ليطلبها. قَالَ عقدة: فوجدتها ثم فكرت فقلت: ليس فِي الدُّنْيَا غير دنانيرك؟
فقلت للنخال: هي فِي ذمتك ومضيت وتركته. وكَانَ يؤدب ابْن هشام الخزاز، فلما حذق الصبي وتعلم، وجه إليه ابن هشام دنانير صالحة فردها، فظن ابْن هشام أن عقدة استقلها فأضعفها له فقال عقدة: ما رددتها استقلالا ولكن سألني أن آخذ منه شيئا. ولو دفع إلي الدنيا. قال: وكَانَ عقدة زيديا، وكَانَ ورعا ناسكا، وإنما سمي عقدة لأجل تعقيده فِي التصريف، وكَانَ وراقا جيد الخط، وكَانَ ابنه أَبُو العباس أحفظ من كَانَ فِي عصرنا للحديث.
حدثت عَن أَبِي أَحْمَد مُحَمَّد بْن مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إسحاق الحافظ النيسابوري قَالَ: قَالَ لي أَبُو العباس بْن عقدة: دخل البرديجي الكوفة، فزعم أنه أحفظ مني.
فقلت: لا تطول، تتقدم إِلَى دكَانَ وراق، وتضع القبان، وتزن من الكتب ما شئت. ثم تلقى عَلَيْنَا فنذكره، فبقي.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن علي المقرئ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ النيسابوري قَالَ: سمعتُ أَبَا علي الحافظ يَقُولُ: ما رأيت أحدا أحفظ لحديث الكوفِيين من أَبِي العباس بْن عقدة.
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن علي الصوري- بلفظه- قَالَ: سمعتُ عَبْد الغني بْن سَعِيد الْحَافِظ يقول: سمعت أبا الفضل الوزير يقول: سمعت علي بْن عمر- وهو الدارقطني- يقول: أجمع أهل الكوفة أنه لم ير من زمن عَبْد اللَّه بْن مسعود إِلَى زمن أَبِي العباس بْن عقدة أحفظ منه.(5/219)
حَدَّثَنَا علي بْن أَبِي علي البصري، عَن أَبِيهِ قَالَ: سمعت أبا الطيب أَحْمَد بْن الحسن بْن هرثمة يقول: كنا بحضرة أَبِي العباس بْن عقدة الكوفِي المحدث نكتب عنه- وفِي المجلس رَجُل هاشمي إِلَى جانبه، فجرى حديث حفاظ الحديث فقال أَبُو العباس: أَنَا أجيب في ثلاثمائة ألف حديث من حديث أهل بيت هذا سوى غيرهم.
وضرب بيده عَلَى الهاشمي.
حَدَّثَنَا الصوري قَالَ: سمعتُ عَبْد الغني بْن سَعِيد يقول: سمعت أبا الحسن علي ابن عمر يقول: سمعت أبا العباس بْن عقدة يقول: أنا أجيب في ثلاثمائة ألف حديث من حديث أهل البيت خاصة! قَالَ أَبُو الحسن: وكَانَ أبوه عقدة أنحى الناس.
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يوسف النيسابوري- لفظا- أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن مُحَمَّد ابن حمدويه الحافظ قَالَ: سمعت أبا بكر بْن أَبِي دارم الحافظ- بالكوفة- يقول:
سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاس أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سعيد يقول: أحفظ لأهل البيت ثلاثمائة ألف حديث.
حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّد بْن عَلِيِّ بْن يعقوب- من حفظه غير مرة- قَالَ:
سمعت أبا الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ يَحْيَى الْعَلَوِيُّ يقول: حضر أَبُو العباس بْن عقدة عند أَبِي فِي بعض الأيام، فقال له: يا أبا العباس، قد أكثر الناس علي فِي حفظك الحديث، فأحب أن تخبرني بقدر ما تحفظ؟ فامتنع أَبُو العباس أن يخبره، وأظهر كراهة ذلك، فأعاد المسألة وَقَالَ: عزمت عليك إلا أخبرتني. فقال أَبُو العباس: أحفظ مائة ألف حديث بالإسناد وَالمتن، وأذاكر بثلاثمائة ألف حديث!! قَالَ أَبُو العلاء:
وقد سمعت جماعة من أهل الكوفة وبغداد يذكرون عَن أَبِي العباس بْن عقدة مثل ذلك.
حَدَّثَنَا القاضي أَبُو القاسم علي بْن المحسن التنوخي- من حفظه- قَالَ: سمعت أبا الحسن مُحَمَّد بْن عمر العلوي يقول: كَانَت الرياسة بالكوفة في بني الفدان قبلنا، ثم فشت رياسة بني عبيد اللَّه، فعزم أَبِي عَلَى قتالهم وجمع الجموع فدخل إليه أبو العبّاس ابن عقدة وقد جمع جزءا فِيهِ ست وثلاثون ورقة فِيهَا حديث كثير لا أحفظ قدره، فِي صلة الرحم عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعن أهل البيت، وعن أصحاب الحديث. فاستعظم أَبِي ذلك واستنكره فقال له: يا أبا العباس، بلغني من حفظك للحديث ما استنكرته واستكثرته، فكم تحفظ؟ فقال له: أَنَا أحفظ منسقا من الحديث بالأسانيد وَالمتون(5/220)
خمسين ومائتي ألف حديث، وأذاكر بالأسانيد وبعض المتون والمراسيل والمقاطيع ستمائة ألف حديث.
حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مخلد الوراق- بحضرة أَبِي بكر البرقاني- قَالَ: سمعت عَبْد اللَّه الفارسي- وعرفه البرقاني- يقول: أقمت مع إخوتي بالكوفة عدة سنين نكتب عَن ابْن عقدة، فلما أردنا الانصراف ودعناه، فقال ابن عقدة: قد اكتفِيتم بما سمعتم مني؟ أقل شيخ سمعت منه عندي عنه مائة ألف حديث. قَالَ فقلت: أيها الشيخ نحن إخوة أربعة، قد كتب كل واحد منا عنك مائة ألف حديث! حَدَّثَنِي الصُّورِيُّ قَالَ: قَالَ لِي عَبْد الْغَنِيِّ بْن سَعِيدٍ: سمعت أبا الْحَسَن الدارقطني يَقُول: كَانَ أَبُو العباس بْن عقدة يعلم ما عند الناس ولا يعلم الناس ما عنده.
قَالَ الصوري: وَقَالَ لي أَبُو سعد الماليني: أراد أَبُو العباس بْن عقدة أن ينتقل من الموضع الذي كَانَ فِيهِ إِلَى موضع آخر، فاستأجر من يحمل كتبه، وشارط الحمالين أن يدفع لكل واحد منهم دانقا لكل كرة، فوزن لهم أجورهم مائة درهم، وكانت كتبه ستمائة حمل!.
أَخْبَرَنَا أَبُو منصور مُحَمَّد بْن عيسى الهمداني، حَدَّثَنَا صالح بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد الْحَافِظُ قَالَ: سمعت أبا عَبْد اللَّه الزعفراني يقول: روى ابْن صاعد ببغداد فِي أيامه حديثا أخطأ فِي إسناده، فأنكر عَلَيْهِ ابْن عقدة الحافظ، فخرج عَلَيْهِ أصحاب ابْن صاعد وارتفعوا إِلَى الوزير علي بْن عيسى، وحبس بْن عقدة، فقال الوزير: من يسأل ويرجع إليه؟ فقالوا: ابْن أَبِي حاتم. قَالَ: فكتب إليه الوزير يسأله عَن ذلك، فنظر وتأمل. فإذا الحديث عَلَى ما قَالَ ابْن عقدة، فكتب إليه بذلك، فأطلق ابن عقدة وارتفع شأنه.
حَدَّثَنِي حمزة بْن مُحَمَّد بْن طاهر الدقاق. قَالَ: سمعت جماعة يذكرون أن يَحْيَى ابن صاعد كَانَ يملي حديثه من حفظه من غير نسخة، فأملى يوما فِي مجلسه حديثا عَن أَبِي كريب، عَن حَفْصِ بْن غِيَاثٍ، عَن عُبَيْدِ اللَّه بْن عمر، فعرض عَلَى أَبِي العباس بْن عقدة. فقال: ليس هذا الحديث عند أَبِي مُحَمَّد، عَن أَبِي كريب، وإنما سمعه من أَبِي سعيد الأشج، فاتصل هذا القول بابن صاعد، فنظر فِي أصله فوجده كما قَالَ، فلما اجتمع الناس قَالَ لهم: إنا كنا حدثناكم عَن أَبِي كريب، عَن حفص، عن عبيد اللَّه بحديث كذا ووهمنا فِيهِ، إنما حَدَّثَنَاهُ أَبُو سعيد الأشج عَن حفص بْن غياث، وقد(5/221)
رجعنا عَنِ الرواية الأولة. قلت لحمزة: ابْن عقدة الذي نبه يَحْيَى علي هذا؟ فتوقف ثم قَالَ: ابْن عقدة أو غيره.
حَدَّثَنِي الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ علي الصيمري قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو إسحاق الطبري قَالَ: سمعت ابن الجعابي يقول: دخل ابْن عقدة بغداد ثلاث دفعات، فسمع فِي الدفعة الأولى من إسماعيل القاضي ونحوه، ودخل الثانية فِي حياة ابْن منيع، وطلب مني شيئا من حديث يَحْيَى بْن صاعد لينظر فِيهِ، فجئت إِلَى ابْن صاعد وسألته أن يدفع إِلَى شيئا من حديثه لأحمله إِلَى ابْن عقدة، فدفع إِلَى مسند علي بْن أَبِي طالب، فتعجبت من ذلك وقلت فِي نفسي: كيف دفع إلي هذا وابن عقدة أعرف الناس بِهِ! مع اتساعه فِي حديث الكوفِيين، وحملته إِلَى ابْن عقدة فنظر فِيهِ ثم رده علي. فقلت:
أيها الشيخ هل فِيهِ شيء يستغرب؟ فقال: نعم فِيهِ حديث خطأ، فقلت: أَخْبَرَنِي بِهِ.
فقال: وَالله لا أعرفنك ذلك حتى أجاوز قنطرة الياسرية، وكَانَ يخاف من أصحاب ابْن صاعد، فطالت علي الأيام انتظارا لوعده، فلما خرج إِلَى الكوفة سرت معه، فلما أردت مفارقته قلت: وعدك؟ قال: نعم، الحديث عَن أَبِي سعيد الأشج، عَن يَحْيَى بْن زكريا بْن أَبِي زائدة، ومتى سمع منه؟ وإنما ولد أَبُو سعيد فِي الليلة التي مات فِيهَا يَحْيَى بْن زكريا بْن أَبِي زائدة، فودعته وجئت إلى ابن صاعد فقلت له: ولد أَبُو سعيد الأشج فِي الليلة التي مات فِيهَا يَحْيَى بْن زكريا بْن أَبِي زائدة، فقال: كذا يقولون، فقلت له: فِي كتابك حديث عَنِ الأشج عنه فما حاله؟ فقال لي: عرفك ذلك ابن عقدة؟ فقلت: نعم. فقال: لأجعلن عَلَى كل شجرة من لحمه قطعة. ثم رجع يَحْيَى إِلَى الأصول فوجد الحديث عنده عَن شيخ غير أَبِي سعيد عَن ابْن أَبِي زائدة، وقد أخطأ فِي نقله فجعله عَلَى الصواب أو كما قَالَ.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن علي المقرئ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه أَبُو عَبْد اللَّه النيسابوري قَالَ: قلت لأبي علي الحافظ: إن بعض الناس يقولون فِي أَبِي العباس. قَالَ: فِي ماذا؟
قلت: فِي تفرده بهذه المقحمات عَن هؤلاء المجهولين. فقال: لا تشتغل بمثل هذا، أَبُو العباس إمام حافظ محله محل من يسأل عَنِ التابعين وأتباعهم.
حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ نعيم البصري- لفظا- قَالَ: سمعت مُحَمَّد بْن عدي بْن زحر يقول: سمعت مُحَمَّد بْن الفتح القلانسي يقول: سمعت عَبْد اللَّه بْن(5/222)
أَحْمَد بْن حَنْبَل يقول: منذ نشأ هذا الغلام أفسد حديث الكوفة- يَعْنِي أبا العباس بْن عقدة.
أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ المقرئ الواسطي. أخبرنا أبو سعد أحمد بن يحيى الماليني، أخبرنا أبو أحمد بن عَبْد اللَّه بْن عَدِيٍّ الْحَافِظُ قَالَ: سَمِعْتُ عبدان الأهوازي يقول: ابْن عقدة قد خرج عَن معاني أصحاب الحديث ولا يذكر حديثه معهم- يَعْنِي لما كَانَ يظهر من الكثرة وَالنسخ- وتكلم فِيهِ مطين بأخرة لما حبس كتبه عنه.
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَلِيٍّ الصُّورِيُّ قَالَ: قَالَ لي أَبُو الحسين زيد بْن جعفر العلوي قَالَ لنا أَبُو الحسن علي بْن مُحَمَّد التمار: قَالَ لنا أَبُو العباس بْن سعيد: كان قد أتى كتاب فيه نحو خمسمائة حديث عَن حبيب بْن أَبِي ثابت الأسدي لا أعرف له طريقا.
قَالَ أَبُو الحسن: فلما كَانَ يوم من الأيام قَالَ لبعض وراقيه: قم بنا إِلَى بجيلة موضع المغنيات، فقلت: أيش نعمل؟ فقال: بلى تعال فإنها فائدة لك، قَالَ: فامتنعت عَلَيْهِ، فغلبني عَلَى المجيء، قَالَ: فجئنا جميعا إِلَى الموضع فقال لي: سل عن قصيعة المخنث.
قَالَ: فقلت: اللَّه اللَّه يا سيدي أبا العباس ذا فضيحة لا تفضحنا، قَالَ: فحملني الغيظ فدخلت فسألت عَن قصيعة فخرج إِلَى رَجُل فِي عنقه طبل مخضب بالحناء، فجئت به إليه فقلت: هذا قصيعة فقال: يا هذا امض فاطرح ما عليك وَالبس قميصك وعاود، فمضى ولبس قميصه، وعاد فقال له: ما اسمك؟ قَالَ قصيعة: قَالَ دع هذا عنك هذا شيء لقبك بِهِ هؤلاء، ما اسمك عَلَى الحقيقة؟ قال: محمّد قال: صدقت، ابن محمّد؟ قال: ابن علي. قال: صدقت ابن من؟ قَالَ: ابْن حمزة. قَالَ: صدقت، ابْن من؟ قَالَ: لا أدري وَالله يا أستاذي. قَالَ: أنت مُحَمَّد بْن علي بْن حمزة بْن فلان بْن فلان بْن حبيب بْن أَبِي ثابت الأسدي قَالَ: فأخرج من كمه الجزء فدفعه إليه فقال له:
أمسك هذا فأخذه، ثم قَالَ: ادفعه إلي ثم قَالَ لي: قم انصرف، ثم جعل أَبُو العباس يقول: دفع إِلَى فلان ابن فلان بْن فلان بْن حبيب بْن أَبِي ثابت كتاب جده فكَانَ فِيهِ كذا وكذا.
قلت: وسمعت من يذكر أن الحفاظ كَانُوا إذا أخذوا فِي المذاكرة شرطوا أن يعدلوا عَن حديث أبي العبّاس بن عقدة لاتساعه وكونه مما لا ينضبط.(5/223)
فَحَدَّثَنِي الصوري قَالَ: سمعتُ عَبْد الغني بْن سَعِيد يقول: لما قدم أَبُو الحسن الدارقطني مصر أدرك حمزة بْن مُحَمَّد الكتاني الحافظ في آخر عمره، فاجتمع معه وأخذا يتذاكران فلم يزالا كذلك، حتى ذكر حمزة بن أبي العبّاس بن عقدة حديثا، فقال له أبو الحسن: أنت هاهنا؟ ثم فتح ديوان أَبِي العباس ولم يزل يذكر من حديثه ما أبهر حمزة وحيره، أو كما قَالَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو سعد الماليني- إجازة- وحدثنيه أحمد بن سليمان المقرئ عنه. أَخْبَرَنَا عَبْد الله بْن عدي قَالَ: سمعتُ أبا بكر بْن أَبِي غالب يقول: ابْن عقدة لا يتدين بالحديث، لأنه كَانَ يحمل شيوخا بالكوفة عَلَى الكذب، يسوي لهم نسخة ويأمرهم أن يرووها، كيف يتدين بالحديث، ويعلم أن هذه النسخ هو دفعها إليهم ثم يرويها عنهم؟ وقد بينا ذلك منه فِي غير شيخ بالكوفة.
قَالَ ابْن عدي: وسمعت مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن سليمان الباغندي يحكي فِيهِ شبيها بذلك وَقَالَ: كتب إلينا أنه قد خرج شيخ بالكوفة عنده نسخ الكوفِيين، فقدمنا عَلَيْهِ وقصدنا الشيخ فطالبناه بأصول ما يرويه، واستقصينا عَلَيْهِ، فقال لنا: ليس عندي أصل، إنما جاءني ابْن عقدة بهذه النسخ فقال: اروه يكن لك فِيهِ ذكر، ويرحل إليك أهل بغداد فِيسمعوه منك. أو كما قَالَ.
حَدَّثَنِي علي بْن مُحَمَّد بْن نصر قَالَ: سمعتُ حمزة بْن يُوسُف يَقُولُ: سألتُ أبا الْحَسَن مُحَمَّد بن أَحْمَدَ بْنِ سُفْيَان الْحَافِظ بالكوفة عَن ابْن عقدة فقال.
وأَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْن المعدّل الكوفيّ- في كتابه إلينا- حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سُفْيَان- وَاللفظ لحديث حمزة- قَالَ: دخلت إِلَى دهليز ابْن عقدة وَفِيهِ رَجُل كَانَ مقيما عندنا يقال له أَبُو بَكْر البستي وهو يكتب من أصل عتيق: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن القاسم السوداني، حَدَّثَنَا أَبُو كريب. فقلت له:
أرني، فقال: قد أخذ علِي بْن سعيد أن لا يراه معي أحد، فرفقت بِهِ حتى أخذته منه، فإذا أصل كتاب الأشناني الأول من مسند جابر وفِيهِ سماعي، وخرج ابْن سعيد وهو فِي يدي، فحرد عَلَى البستي وخاصمه. ثم التفت إلي فقال: هذا عارضنا بِهِ الأصل، فأمسكت عنه. قَالَ ابْن سُفْيَان: وهو ذا الكتاب عندي. قَالَ حمزة: سمعت ابْن سُفْيَان يقول: كَانَ أمره أبين من هذا.(5/224)
حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد القصري قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن سُفْيَان الحافظ يقول: وجه إِلَى أَبِي العباس بْن عقدة من خراسان بمال وأمر أن يعطيه إِلَى بعض الضعفاء، وكان على باب جاره صخرة عظيمة، فقال لابنه: ارفع هذه الصخرة، فلم يستطع رفعها لعظمها وثقلها، فقال له: أراك ضعيفا فخذ هذا المال، ودفعه إليه!.
حَدَّثَنَا أَبُو طاهر حمزة بْن مُحَمَّد بْن طاهر الدقاق قَالَ: سئل أَبُو الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيّ- وأَنَا أسمع- عَن أَبِي العباس بْن عقدة فقال: كَانَ رَجُل سوء.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر البرقاني قَالَ: سألتُ أَبَا الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيّ عَن أَبِي الْعَبَّاس بْن عقدة فقلت: أيش أكبر ما فِي نفسك عَلَيْهِ؟ فوقف ثم قَالَ: الإكثار من المناكير.
حدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ: سمعت حمزة بن يوسف يَقُول: سمعت أبا عمر بْن حيويه يقول: كَانَ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سَعِيدِ بْن عَقَدَةَ فِي جامع براثي يملي مثالب أصحاب رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أو قال الشيخين أبا بكر وعمر. فتركت حديثه لا أحدث عنه بشيء، وما سمعت عنه بعد ذلك شيئا. كتب إلينا مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الحسين المعدل- من الكوفة- يذكر أن أبا الحسن بْن سُفْيَان الحافظ حدثهم. قَالَ: سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة فِيهَا مات أَبُو العباس أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد بْن عَبْد الرحمن بْن إِبْرَاهِيم، وكَانَ قَالَ لنا قديما وكتب لي إجازة كتب فِيهَا يقول:
أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سعيد الهمداني مولى سعيد بْن قيس. ثم ترك ذاك أواخر أيامه، وكتب أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سعيد مولى عَبْد الوهاب بْن موسى الهاشمي، ثم ترك ذاك وكتب الحافظ.
مات لسبع خلون من ذي القعدة، وسمعته يقول: ولدت فِي سنة تسع وأربعين ومائتين. ذكر لي عَبْد العزيز بْن علي أن مولده كَانَ ليلة النصف من المحرم من هذه السنة.
2681- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سعيد بْن إسماعيل بْن سعيد بْن منصور، أَبُو سعيد النيسابوري، المعروف بابن أَبِي عثمان الغازي [1] :
وجده سعيد هو المكنى أبو عثمان وكَانَ واعظ أهل نيسابور وشيخ الصوفِية.
__________
[1] 2681- هذه الترجمة برقم 2366 في المطبوعة(5/225)
فأما أَبُو سعيد فكَانَ من عباد اللَّه الصالحين. وقدم بغداد حاجا دفعات عدة، آخرها فِي سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة وحدث بها عَنِ الحسن بْن سُفْيَان النسوي، ومُحَمَّد بْن إسحاق بْن خزيمة النيسابوري، وأبي العباس الأزهري، ومحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن الدغولي، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عمر البسطامي. روى عنه أَبُو بَكْر بْن شاذان، وَالدارقطني، وابن شاهين، وحدثنا عنه أَبُو علي بْن شاذان، وعبد الرحمن بْن عبيد اللَّه الحربي.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن أبي عثمان الغازي النّيسابوريّ- قدم علينا- حدّثنا محمّد بن إسحاق بن خزيمة، حدّثنا عبد الجبّار بن العلاء، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عطاء، عن عمرو ابن شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ عَهَرَ بِأَمَةِ قَوْمٍ، أَوْ بِامْرَأَةٍ حُرَّةٍ، فَالْوَلَدُ زِنَا، يَمُوتُ وَلا يُوَرَّثُ [1] »
. بلغني أن ابْن أَبِي عثمان خرج غازيا إِلَى طرسوس فمات بها.
2682- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سالم، أَبُو حامد النَّيْسَابُورِيّ [2] .
قَدِمَ بَغْدَادَ وَحَدَّثَ بِهَا عَن عَبْد اللَّه بْن الجراح القوهستاني. روى عنه مُحَمَّد بْن مخلد.
2683- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سليمان، أَبُو الحسن العلاف، المعروف بابن الفأفأ [3] .
حدث عَن طالوت بْن عباد، ومُحَمَّد بْن عَبْد الملك بْن أَبِي الشوارب، وصباح بن مروان وهشام بن عمار. روى عنه محمد بن مخلد، والقاضي أبو الحسين بن الأشناني، وإسماعيل بن علية الخطبي، وما علمت من حاله إلا خيرا.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بن مخلد بن جعفر، حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ إِسْمَاعيلُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَطْبِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سليمان العلاف- يعرف بابن الفأفأ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ- إِمْلاءً مِنْ كِتَابِهِ- حدّثنا طالوت بن عبّاد الصّيرفيّ، حدّثنا فضال بن
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح ابن حبان 1699. (موارد الظمآن) .
[2] 2682- هذه الترجمة برقم 2367 في المطبوعة.
[3] 2683- هذه الترجمة برقم 2368 في المطبوعة.
انظر: الأنساب، للسمعاني 9/230، 231(5/226)
جبير حَدَّثَنَا أَبُو أُمَامَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «أَوَّلُ الآيَاتِ طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا [1] »
. حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أحمد بن رزق، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْن علي الخطبي قَالَ: ومات أحمد بن محمّد بن سليمان بن الفأفأ العلاف فِي النصف من المحرم سنة خمس وثمانين ومائتين.
قلت: وكَانَ ينزل بسوق يَحْيَى.
2684- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سليمان بْن حبش، أَبُو جعفر الكاتب [2] :
حدث عَن أَبِي هشام الرفاعي. روى عنه أَبُو حفص بْن شاهين.
أَخْبَرَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الطناجيري، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدّثنا أحمد ابن محمّد بن سليمان بن حبش الكاتب، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ كَثِيرٍ الرِّفَاعِيُّ، حدّثنا أبو بكر بن عياش، حَدَّثَنَا الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّ أَهْلِ النَّارِ يَرَى مَنْزِلَتَهُ مِنَ الْجَنَّةِ، فَيَقُولُونَ: لَوْ هَدَانَا اللَّهُ؟ فَيَكُونَ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً، وَكُلُّ أَهْلِ الْجَنَّةِ يَرَى مَنْزِلَتَهُ مِنَ النَّارِ فَيَقُولُونَ: لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ! فَهَذَا شُكْرُهُمْ [3] »
. حَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ مُحَمَّدُ بن عمر الوكيل، حَدَّثَنَا عُمَر بْن أَحْمَدَ الْوَاعِظ. قَالَ: مَاتَ أَبُو جَعْفَرِ بْنُ حبشٍ الْكَاتِبُ سَنَةَ ثَمَانِ عشرة وثلاثمائة.
2685- أحمد بن محمّد بن أبي سلمة، الرازي [4] :
قدم بغداد وَحَدَّثَ بها عَنْ سهل بْن عُثْمَان العسكري، وحفص بْن عمر المهرقاني، ووهب بْن إِبْرَاهِيم، وأبي جعفر مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الوراق. روى عنه إسحاق بْن مُحَمَّد بن الفضل الزّيّات، وأبو سعيد بن الأعرابي.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ السَّاحِلِيُّ، أَخْبَرَنَا عبد الرحمن بْن عمر التجيبي- بِمصر- حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن أبي
__________
[1] انظر الحديث في: سنن ابن ماجة 4069. والمعجم الكبير للطبراني 8/315. ومصنف ابن أبي شيبة 14/124، 125.
[2] 2684- هذه الترجمة برقم 2369 في المطبوعة.
[3] انظر الحديث في: مسند أحمد 2/512. والمستدرك 2/435. ومجمع الزوائد 10/399.
[4] 2685- هذه الترجمة برقم 2370 في المطبوعة(5/227)
سلمة الرَّازِيُّ- فِي مَجْلِسِ أَبِي يَحْيَى الضَّرِيرُ.
وَأَخْبَرَنَا أبو بكر البرقانيّ، أخبرنا أبو منصور الأزهري الأديب، حدّثنا الحسين بن إدريس الأنصاريّ قالا: حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ الْعَسْكَرِيُّ- زَادَ الْبَرْقَانِيُّ أَبُو مَسْعُودٍ الرَّازِيُّ- ثُمَّ اتْفَقَا قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْعَذْرَاءِ عَنِ ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَنْ لَبِسَ نَعْلا صَفْرَاءَ لَمْ يَزَلْ فِي سُرُورٍ مَا دَامَ لابِسُهَا. وَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى:
فاقِعٌ لَوْنُها تَسُرُّ النَّاظِرِينَ
[البقرة 69] لَفْظُهُمَا سَوَاءٌ.
2686- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سلام بْن عبدويه، أَبُو بَكْر [1] :
سكن مصر وحدث بها عَن عَبْد الأعلى بْن حماد النرسي، وأبي معمر الهذلي، وَداود بْن رشيد، وَمحمد بْن بكار بن الريان السرخسي، ومحمد بْن سليمان لوين، وسوار بْن عَبْد اللَّه العنبري، وزهير بْن مُحَمَّد بْن قمير. روى عنه أَبُو جعفر الطحاوي، وأبو سعيد بْن يونس، ومحمد بْن القاسم الصوفِي المعروف بوليد، والحسن ابن الخضر السيوطي.
أخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حَدَّثَنَا ابْن قانع: أن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سلام توفِي بمصر فِي سنة اثنتين وثلاثمائة.
حدّثني الصوري، أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن الأزديّ، حدّثنا ابن مسرور، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيد بْن يونس قَالَ: أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سلام بْن عبدويه يكنى أبا بكر بغدادي- توفِي بمصر يوم الجمعة لست بقين من جمادى الآخرة سنة اثنتين وثلاثمائة، وعمي قبل وفاته بيسير، وكَانَ رجلا فاضلا من خيار خلق اللَّه عَزَّ وَجَلَّ.
2687- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن السكن بْن عمير بْن سيار، أَبُو الحسن القرشي [2] :
حدث ببلاد فارس، وبأصبهان عَن أَبِي نعيم الحلبي. روى عنه أَبُو حامد أَحْمَد بْن الحسين الأصبهاني، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد بْن إسحاق- وَالد أَبِي نعيم الحافظ- وغيرهم.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الأَصْبَهَانِيُّ السّمسار،
__________
[1] 2686- هذه الترجمة برقم 2371 في المطبوعة.
انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/151.
[2] 2687- هذه الترجمة برقم 2372 في المطبوعة.
انظر: ميزان الاعتدال 1/138. ولسان الميزان 1/266. وسؤالات حمزة السهمي للدارقطني 164(5/228)
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّكَنِ الْبَغْدَادِيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ هِشَامٍ- أَبُو نُعَيْمٍ الْحَلَبِيُّ- حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ الرَّقِّيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: عَرَضَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ: «وَيْحَكَ، مَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟» . قَالَ: مَا أَعْدَدْتَ لَهَا مِنْ كَبِيرِ عَمَلٍ، إِلا أَنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ. قَالَ: «يَا أَعْرَابِيُّ اذْهَبْ فَأَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ [1] »
. قَالَ لنا أَبُو نعيم: قدم أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن السكن البغدادي أصبهان سنة أربع وثلاثمائة. كَانَ القاضي أَبُو أَحْمَد- يَعْنِي العسال- حسن الرأي فِيهِ، وروى عنه.
وذكر أَبُو مُحَمَّد بْن حيان أنه لين.
حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ: سمعت حمزة بْن يوسف يَقُول: سمعت أبا بكر بْن عبدان الشيرازي يقول: قدم عَلَيْنَا أَبُو الحسن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن السكن البغدادي شيراز فِي سنة أربع وثلاثمائة، وحضرت مجلسه، وسمعته منه، ولا أحدث عنه، كَانَ لينا.
2688- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سَهْلِ بْن عَطَاءٍ، أَبُو العباس الأدمي الصّوفيّ [2] .
كان أحد شيوخهم الموصوفين بالعبادة وَالاجتهاد، وكثرة الدرس للقرآن، وحدث بشيء يسير عَن يوسف بْن موسى القطان، وَالفضل بْن زياد صاحب أَحْمَد بْن حَنْبَل، ونحوهما. روى عنه مُحَمَّد بْن عَليّ بْن حبيش النّاقد.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدّثنا محمّد بن علي بن حبيش، حدّثنا أبو العبّاس أحمد ابن محمّد بن سهل بن عطاء الصّوفيّ، حدّثنا يوسف بن موسى القطّان، حدّثنا الحسن ابن بشر البجلي، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنِ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي مَلِيح، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَكْثَرُ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ [3] »
. أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن رزق، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْن عَلِيِّ بْن حُبَيْشٍ
__________
[1] انظر الحديث في: مسند أحمد 3/165، 167. والسنن الكبرى للبيهقي 3/221.
وتاريخ أصبهان 1/160.
[2] 2688- هذه الترجمة برقم 2373 في المطبوعة.
انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/200.
[3] انظر الحديث في: سنن الترمذي 2438. والمستدرك 3/405، 408. وإتحاف السادة المتقين 8/124، 10/496(5/229)
النّاقد، حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلِ بن عطاء الأدمي، حدّثنا الفضل ابن زياد قَالَ: سمعت هارون بْن معروف يقول: أقبلت عَلَى الحديث وتركت القرآن، قَالَ: فرأيت فِي المنام كأن قائلا يقول لي: من آثر الحديث عَلَى القرآن عوقب. قَالَ:
فما حال علي الحول حتى ذهب بصري!.
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ قَالَ: سمعت أبا الحسين بْن حبيش- وذكر أبا العباس بْن عطاء- فقال: كَانَ له فِي كل يوم ختمة، وفي شهر رمضان كل يوم وليلة ثلاث ختمات، وبقي فِي ختمة يستنبط مودع القرآن بضع عشرة سنة، ليستروح إِلَى معاني مودعها، فمات قبل أن يختمها.
حَدَّثَنَا عَبْد العزيز بْن عَلِيّ الوراق قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن الهمذاني- بمكة- يقول: سمعت أبا الحسين مُحَمَّد بْن عيسى بْن خاقان يقول: كَانَ أَبُو العباس بْن عطاء ينام من الليل والنهار ساعتين.
أخبرنا إسماعيل بن محمّد الحيرى، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن السلمي قَالَ:
سَمِعْتُ عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد السجزي يقول: لم أر فِي جملة مشايخ الصوفِية أفهم من ابْن عطاء.
حَدَّثَنَا عَبْدُ العزيزِ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ الهمذاني يقول: حدثنا محمد بن علي بن المأمون قَالَ: سُئِلَ أَحْمَدُ بْنُ عَطَاءٍ عَنْ قَوْلِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ»
. فَقَالَ: عِلْمُ الْحَالِ، وَعِلْمُ الْوَقْتِ، وَعِلْمُ السِّرِّ، فَمَنْ جَهِلَ وَقْتَهُ وَمَا عَلَيْهِ فَقَدْ جَهِلَ الْعِلْمَ الَّذِي أُمِرَ بِهِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَليّ عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن فضالة النيسابوري- بالري- أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن شاذان الرازي المذكر قَالَ: سمعت أبا العباس بْن عطاء- وسئل عَنِ التوبة- فقال: التوبة الرجوع عَن كل شيء ذمه العلم، إِلَى ما مدحه العلم.
أَخْبَرَنَا أَبُو منصور مُحَمَّد بْن عيسى بْن عبد العزيز الهمذاني- بها- حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد الصيقلي قال: سمعت عبد الله بن بيان الجريري يقول: سمعت أحمد ابن عطاء- وسئل عَنِ الدُّنْيَا ما هي؟ - فقال: همة دنية.
حَدَّثَنَا عَبْد العزيز بْن علي قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ الهمذاني يقول: حدثنا مُحَمَّد بْن علي بْن المأمون قَالَ: سمعت أَحْمَد بْن سهل بْن عطاء الأدمي- أبا العباس- يقول: لا يكون غناء النفس إلا للأولياء خاصة. وقد يكون المؤمن غني القلب، ولا(5/230)
يكون غني النفس، وكذلك إسلام النفس لا يكون إلا للأولياء خاصة، وقد يكون المؤمن سليم القلب ولا يكون سليم النفس.
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ قَالَ: سمعت أبا الحسين بْن حبيش يقول: سئل أبو العبّاس ابن عطاء، ما العبودية؟ قال: ترك الاختيار، وملازمة الافتقار.
وأخبرنا أبو نعيم حَدَّثَنَا ابْن حبيش قَالَ: قَالَ أَبُو العباس بْن عطاء: إياك أن تلاحظ مخلوقا وأنت تجد إِلَى ملاحظة الحق سبيلا.
حَدَّثَنَا عَبْد العزيز بن علي قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه الهمذاني يقول: حَدَّثَنَا الحسن بْن عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم قَالَ: سئل أَبُو مُحَمَّد الجريري عَنِ الفقر وَالغنى أيهما أفضل؟ فقال: لو لم يكن من فضل الفقر إلا ثلاث: إسقاط المطالبة، وقطع عن المعصية، وتقديم الدخول إلى الجنة. [لكفى] [1] فنقل هذا الكلام إلى أبي العبّاس ابن عطاء فقال: يا سبحان الله! وأي فضل يكون أفضل مما أضافه الله إلى نفسه؟
وأي شيء يكون أعجز من شيء تنافى الله عنه، لأن الله أضاف الغنى إلى نفسه وتنافى عَنِ الفقر، واعتد عَلَى نبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: وَوَجَدَكَ عائِلًا فَأَغْنى
[الضحى 8] ولم يقل فأفقر، فكان اعتداد الله بالعطاء لا بالفقر، ثم ذكر عند موضع تشريف أسماء العطاء:
إِنْ تَرَكَ خَيْراً
[البقرة 180] ولم يقل إن ترك فقرا. ثم قَالَ بعد ذلك: فإن احتج محتج بأنه عرض عَلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مفاتيح الدُّنْيَا فلم يقبلها ولم يردها، وتركها اختيارا، فهذا صفة التاركين وَالتارك لا يكون إلا غنيا.
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ قَالَ: سمعت أَبِي يقول: سمعت أبا الْعَبَّاس بْن عطاء يقول:
إذا كَانَت نفسك غير ناظرة لقلبك فأدبها بمجالسة الحكماء، ومن أراد أن يستضيء بنور الحكمة فليلاق بها أهل الفهم وَالعقل.
أَخْبَرَنَا أبو علي بن فضالة، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن شاذان الرازي قَالَ:
سمعت أبا العباس بْن عطاء ينشد فِي مجلسه:
الطرق شتى وطرق الحق مفردة ... وَالسالكون طريق الحق أفراد
لا يطلبون ولا تطلب مساعيهم ... فهم عَلَى مهل يمشون قصاد
وَالناس فِي غفلة عما له قصدوا ... فكلهم عَن طريق الحقّ رقّاد
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل(5/231)
أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن السلمي قَالَ: سَمِعْتُ أبا نصر الأصبهاني يقول: سمعت أبا الحسين البصري يقول: كنت فِي مجلس ابْن عطاء فبكى رَجُل فقال: يا هذا، البكاء لا منفذ له هاهنا، أما سمعت قول الشاعر:
قَالَ لي حين رمته ... كل ذا قد علمته
لو بكى طول دهره ... بدم ما رحمته
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ قَالَ: أنشدني مُحَمَّد بْن علي بْن حبيش قَالَ: أنشدني أَبُو العباس بْن عطاء:
ذكرك لي مؤنس يعارضني ... ويوعدني عنك منك بالظفر
وكيف أنساك يا مدى هممي ... وأنت مني بموضع النظر
وَقَالَ أَبُو نعيم: قال: أنشدني ابن حبيش قال: أنشدني أحمد بن سهل بْن عطاء:
بالله أبلغ ما أسعى وأدركه ... لابي ولا بشفِيع لي إِلَى الناس
إذا يئست فكاد اليأس يقلقني ... جَاءَ الغنى عجبا من جانب الياس
أَخْبَرَنَا أَبُو حازم عمر بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم العبدوي- بنيسابور- قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الله الرازي يقول: سمعت أبا الْعَبَّاس بْن عطاء يقول فِي قوله تعالى: فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ
[الواقعة 88، 89] .
قَالَ: الروح النظر إِلَى وجه اللَّه، وَالريحان الاستماع لكلامه، وجنة نعيم هو أن لا يحجب فِيهَا عَنِ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ.
حَدَّثَنَا عَبْد العزيز بن علي قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْن عَبْد اللَّه يَقُولُ: أنشدنا مُحَمَّد بْن عطية لابن عطاء:
ومستحسن للهجر وَالوصل أعذب ... أطالبه ودى فِيأبي ويهرب
فعلمت ألوان الرضا خوف هجره ... وعلمه حبى له كيف يغضب
ولي ألف وجه قد عرفت طريقه ... ولكن بلا قلب إِلَى أين أذهب؟
حَدَّثَنَا عَبْد العزيز بْن علي قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه الهمذاني يقول: سمعت مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم يقول: سمعت أبا العباس بْن عطاء- وقد سئل عَنِ التصوف ما هو؟
- فقال: اتفقت والجنيد عَلَى أن التصوف نزاهة طبع كامنة فِي الإنسان، وحسن خلق مشتمل عَلَى ظاهره.(5/232)
أخبرنا إِسْمَاعِيل بن أَحْمَد الحيري، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد الرَّحْمَن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن السلمي قَالَ: مات أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سَهْلِ بْن عطاء سنة سبع وثلاثمائة.
هكذا قَالَ لنا إسماعيل عَنِ السلمي، وهو وهم.
وَالصواب: ما أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع قَالَ: ومات أَبُو العباس بْن عطاء الأدمي فِي ذي القعدة سنة تسع.
وكذلك حَدَّثَنِي عبيد اللَّه بْن أَبِي الفتح الفارسي، عَنْ طلحة بْن مُحَمَّد بْن جعفر الشاهد.
وأَخْبَرَنِي أَبُو يعلى أَحْمَد بْن عَبْد الواحد، أَخْبَرَنَا علي بْن عُمَر الحربي قَالَ:
وَجدت في كتاب أبي بخط يده: مات أَبُو العباس بْن عطاء لأيام خلت من ذي القعدة سنة تسع وثلاثمائة.
2689- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سهل بْن شعيب بْن عَبْد الكريم، أَبُو العباس البغدادي [1] .
مروذي الأصل، حدث عَن بشر بْن موسى الأسدي، روى عنه أَبُو الفتح بْن مسرور البلخي حديثا واحدا، وذكر أنه سمعه منه ببغداد، ولم يكتب عنه غيره وَقَالَ:
ما علمت من أمره إلا خيرا.
2690- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سهل، أَبُو بَكْر البغدادي [2] .
حدث بدمشق عَن أَبِي مسلم الكجي. رَوَى عَنْهُ تَمَّامُ بْنُ مُحَمَّد بْنِ عَبْد اللَّهِ الرَّازِيُّ.
2691- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سنام، أَبُو العباس الضبعي النحوي [3] .
حدث عَن قاسم بْن مُحَمَّد بْن بشار الأنباري أخبارا وحكايات تتعلق بالأدب.
روى عنه الحسن بْن الحسين بْن علي النوبختي.
__________
[1] 2689- هذه الترجمة برقم 2374 في المطبوعة.
[2] 2690- هذه الترجمة برقم 2375 في المطبوعة.
[3] 2691- هذه الترجمة برقم 2376 في المطبوعة(5/233)
2692- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سيما بْن الفتح، أَبُو عَبْد اللَّه [1] .
حدث عَن إسماعيل بْن مُحَمَّد الصفار، وعمر بْن مُحَمَّد بْن الصباح. حَدَّثَنَا عنه القاضي أَبُو العلاء الواسطي، وأبو الفرج الحسين بْن علي الطناجيري.
2693- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الشاه بْن جرير، أَبُو العباس البزاز [2] .
حدث عَن منصور بْن أَبِي مزاحم، ويحيى بْن معين، وحجاج بْن الشاعر. روى عنه يَحْيَى بْن مُحَمَّد بن صاعد، ومحمد بْن عَبْد الملك التاريخي، وعبد اللَّه بْن إبراهيم ابن هرثمة، وعَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن شاذان، وعبد الصمد بْن عَلِيّ الطستي، وأَحْمَد بْن كامل القاضي. وَقَالَ الدارقطني: كَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، أخبرنا محمّد بن إسماعيل الورّاق، حدّثنا يحيى بن محمّد بن صاعد، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ يُوسُفَ وَأَحْمَدُ بْنُ الشَّاهِ قَالا:
حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مزاحم، حَدَّثَنَا أَبُو شَيْبَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ فِي غَيْرِ شَهْر رَمَضَانَ ثَلاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةٍ، رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ، وَالْوِتْرَ بِثلاثِ، وَثَمَانِ رَكْعَاتٍ.
سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق يقول: سمعت القاضي أبا بكر بْن كامل يقول: سمعت أبا العباس بْن الشاه يقول: سمعت حجاج بْن الشاعر يقول: ما رأت عيناي روحا فِي جسد أفضل من أَحْمَد بْن حَنْبَل.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، أَخْبَرَنَا محمد بن العباس قَالَ: قرئ على ابْن المنادي وأنا أسمع قَالَ: وَأَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الشاه بْن جرير البزاز- يَعْنِي توفِي- يوم الجمعة لخمس خلون من صفر سنة سبع وثمانين- يَعْنِي ومائتين- وكَانَ أحد الثقات وذوي العقول، أريد عَلَى الشهادة عند إسماعيل بْن إسحاق القاضي فأبي ذلك برد جميل.
2694- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن شبيب بْن زياد، أَبُو بَكْر البزاز، يعرف بابن أَبِي شيبة، وربما قيل: ابْن شيبة [3] .
سمع مُحَمَّد بْن بكر بْن خالد القصير، وعمرو بْن علي الفلاس وعبد اللَّه بْن هاشم
__________
[1] 2692- هذه الترجمة برقم 2377 في المطبوعة.
[2] 2693- هذه الترجمة برقم 2378 في المطبوعة.
[3] 2694- هذه الترجمة برقم 2379 في المطبوعة.
انظر: سؤالات حمزة السهمي للدارقطني ترجمة رقم 127(5/234)
الطوسي، ورجاء بْن مرجي المروزي، ومحمد بْن عمرو بْن حنان، ومحمد بْن عَبْد الملك بْن زنجويه، وأَحْمَد بْن الحارث الخراز- صاحب المدايني- وَالحسن بْن عَبْد العزيز الجروي. رَوَى عَنْهُ أَبُو بَكْر الشَّافِعِيّ، ومحمد بْن الخضر بْن أَبِي خزام، وأبو عُمَرَ بْن حيويه، وأَبُو بَكْرِ بْنُ شاذان، وأبو حفص بن شاهين، وغيرهم.
أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَسَنِ قَالَ:
سمعت أبا بكر بْن أَبِي شيبة يقول: ولدت فِي سنة ثلاثين ومائتين.
سمعت أبا القاسم الأزهري يقول: كَانَ أَبُو بَكْر بْن أَبِي شيبة يرى شرب النبيذ، فاجتاز بِهِ أَبُو القاسم بْن منيع يوما وهو جالس عَلَى باب داره فقال له: يا أبا بكر، هو ذا تقلب بالرطل شيء! فقال له ابْن أَبِي شيبة: يا أبا القاسم! هو ذا تكذب عَلَى علي بْن الجعد شيء؟ قلت للأزهري: ممن سمعت هذه الحكاية؟ فقال: من أَبِي الحسن الدارقطني.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن غالب قَالَ: قَالَ لنا أَبُو الحسن الدارقطني: أَبُو بَكْر بْن أَبِي شيبة جار ابْن منيع، ثقة ثقة فِيهِ جلادة.
حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ: سمعت حمزة بن يوسف يقول: وسألت الدارقطني عَن أَبِي بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَبِي شيبة البغدادي. فقَالَ: ثقة.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن أَبِي جَعْفَر القطيعي، حدثنا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الشاهد قال: توفي أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَبِي شيبة البزاز جار ابن منيع في سنة سبع عشرة وثلاثمائة.
حَدَّثَنِي عُبَيْد اللَّهِ بْن عُمَر الْوَاعِظ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مات أَبُو بَكْر بن أَبِي شيبة البزاز فِي جمادى الأولى سنة سبع عشرة.
2695- أَحْمَد بْن مُحَمَّد، بْن أَبِي شحمة الختلي [1] :
حدث عَن أَبِي سالم الرواس. روى عنه مُحَمَّد بْن منصور النوشري.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بن عمر بن بكير المقرئ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ حاتم النوشري، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَحْمَةَ الختلي، حدّثنا أبو سالم
__________
[1] 2695- هذه الترجمة برقم 2380 في المطبوعة(5/235)
الرَّوَّاسُ، عَنْ أَبِي حَفْصٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ أَبَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَتَبَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فَحَسَّنَهَا غُفِرَ لَهُ [1] »
. هَكَذَا رَوَاهُ لَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ مِنْ أَصْلِ كتابه، ولم أر عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَحْمَةَ سِوَى هَذَا الْحَدِيثِ، وَالْمَعْرُوفُ عِنْدَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَحْمَةَ، وَأَخَافُ أَنْ يَكُونَ النُّوشَرِيُّ عَنْهُ رَوَى. إِلا أَنَّهُ غَلِطَ فِي اسْمِهِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
2696- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الصلت، أَبُو عَبْد اللَّه الضرير [2] .
نزل مصر وحدث بها عَن مُحَمَّد بْن زياد بْن زبار الكلبي، وعلي بْن الجعد الجوهري، وغيرهما. روى عنه مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن طنة المصري، وأبو القاسم الطبراني. ووهم بعض الرواة فِي اسمه فجعله مُحَمَّد بْن الصلت.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَهْرَيَارَ الأصبهاني، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّلْتِ الْبَغْدَادِيُّ- بمصر- حدّثنا محمّد بن زياد ابن زبار الكلبي، حَدَّثَنَا شَرْقِيُّ بْنُ الْقَطَّامِيِّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَعْطُوا الأَجِيرَ أَجْرَهُ قَبْلَ أَنْ يَجِفَّ عَرَقُهُ [3] »
. قَالَ سُلَيْمَانُ: لَمْ يَرْوِهِ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ الأشرقي. تَفَرَّدَ بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ.
قلت: ولم يروه عَن مُحَمَّد بْن زياد إلا ابْن الصّلت.
حدّثني الصوري، أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن الأزديّ، حدثنا عبد الواحد بن محمد بن مسرور، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيد بْن يونس قَالَ: أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الصلت الضرير البغدادي يكنى أبا عَبْد اللَّه، حدث عَن علي بْن الجعد وطبقته، توفِي فِي شهر ربيع الأول سنة ثمان- أو تسع- وثمانين ومائتين.
2697-[4] أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الصلت بْن المغلس ابن أخي جبارة بْن المغلس الحماني [5] يكنى أبا العباس.
حدث عَن ثابت بْن مُحَمَّد الزاهد، وأبي نعيم الفضل بْن دكين وأبي غسان
__________
[1] انظر الحديث في: اللآلئ المصنوعة 1/105. وتنزيه الشريعة 1/255. وكشف الخفا 2/573. وأمالي الشجري 1/87.
[2] 2696- هذه الترجمة برقم 2381 في المطبوعة.
[3] انظر الحديث في: سنن ابن ماجة 2443. والسنن الكبرى للبيهقي 6/120، والمعجم الصغير 1/20. ومجمع الزوائد 4/97، 98. ونصب الراية 4/29. والكامل 4/1352، 5/1820.
[4] 2697- هذه الترجمة برقم 2382 في المطبوعة.
[5] الحماني: هذه النسبة إلى بني حمان، وهي قبيلة نزلت الكوفة (الأنساب 4/210)(5/236)
النهدي، وعفان بْن مسلم، وَإسماعيل بْن أَبِي أويس، وَإِبْرَاهِيم بْن المنذر، وأبي عبيد القاسم بْن سلام، وأَحْمَد بْن حَنْبَل، وغيرهم. روى عنه أبو عمرو بن السماك، وأبو علي بن الصواف، وأبو الفتح مُحَمَّد بْن الحسين الأزدي، ومكرم بْن أَحْمَد القاضي، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الحسن بْن مقسم، فِي آخرين. وبعض الناس يقول فِيهِ أَحْمَد بْن الصلت. وبعضهم يقول أَحْمَد بْن عطية، وقد ذكرناه فِيما تقدم.
أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْن بْنِ أَحْمَدَ بن عبد الله بن بكير الصيرفي، أَخْبَرَنَا أَبُو الفَتْح مُحَمَّد بن الحُسَيْن الحَافِظ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّلْتِ الْحِمَّانِيُّ ابن أخي جبارة بن مغلس، حدّثنا ثابت بن محمّد العابد الكوفيّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم: «يدخل الفقراء الجنة قبل الأغنياء بخمسمائة عام» [1]
. أخبرنا الأزهري، أَخْبَرَنَا أَبُو الحسن الدارقطني. قَالَ: ابْن الصلت هذا يضع الأحاديث.
أَنْبَأَنَا أَبُو سعد الماليني، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بن عدي الحافظ قال: أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الصلت أَبُو العباس البغدادي ينزل الشرقية يحدث عَن ثابت الزاهد وعبد الصمد بْن النعمان، وغيرهما من قدماء الشيوخ- قوم قد ماتوا قبل أن يولد بدهر، ما رأيت فِي الكذابين أقل حياء منه، رأيته فِي سنة سبع وتسعين ومائتين قدرت أن له ستين سنة أو نَيَّفَ عليها.
قلت: وكانت وفاته سنة ثمان وثلاثمائة، وقد أسلفنا ذكر ذلك.
2698- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن الصلت بْن دينار، أَبُو بَكْر الكاتب [2] .
سمع مُحَمَّد بْن خالد بْن عَبْد اللَّه، ووهب بْن بقية الواسطيين، وعبد اللَّه بْن عمر الجعفِي، ونحوهم. روى عنه أبو بكر بن الجعابي، وغيره. إلا أنهم سموه مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الصلت، وروى عنه أَبُو العباس بن عَبْد اللَّه بْن موسى الهاشمي، وأبو الفضل الزهري، فسمياه أَحْمَد بْن مُحَمَّد، وقد ذكرناه فِي جملة المحمدين.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد اللَّهِ الْحُسَيْن بن مُحَمَّدِ المؤذن، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى
__________
[1] انظر الحديث في: سنن الترمذي 2353. ومسند أحمد 2/513. وإتحاف السادة المتقين 8/222، 9/287. ومشكاة المصابيح 5243.
[2] 2698- هذه الترجمة برقم 2383 في المطبوعة(5/237)
الهاشمي، حَدَّثَنَا أبو بكر أحمد بن محمد بن الصّلت الكاتب في سنة سبع وثلاثمائة، وكَانَ ثقة.
قلت: وكَانَت وفاته فِي سنة إحدى عشرة وثلاثمائة.
2699- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الصباح، المزني الدولابي [1] .
حدث عَن أَبِيهِ، وعَن روح بْن عبادة. روى عَنْهُ أَبُو حامد الشرقي النيسابوري، ومُحَمَّد بْن مَخْلَد الدُّورِيّ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الفتح، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الْحَافِظُ، حدّثنا محمّد بن مخلد، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ الدُّولابِيُّ، حدّثنا أبي، حَدَّثَنَا إِسْمَاعيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عْنِ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:
وَاقَعَ رَجُلٌ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ، فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَتَصَدَّقَ بِدِينَارٍ.
2700- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الصباح بْن بكر بْن بشار بْن قيس، أَبُو عيسى اللخمي [2] :
أنباري الأصل، حدث عَنِ الفتح بْن شخرف العابد، وأَبِي بكر بْن أَبِي الدُّنْيَا.
روى عنه يوسف بْن عمر القواس، وغيره. وروى عنه ابْن شاهين فقال: حَدَّثَنَا أحمد ابن محمود بْن أَحْمَد بْن الصباح. وسنعيد ذكره بعد إن شاء اللَّه.
حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ أبي طالب، حدّثنا يوسف بن عمر بن مسرور، حَدَّثَنَا أَبُو عِيسَى أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصباح بن بكر بن بشار بن قيس اللخمي، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثنا الحسن بن جهور، حدّثنا مصعب بن المقدام، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: قِيمَةُ كُلُّ امْرِئٍ مَا يُحْسِنُ. قال ابن أَبِي الدُّنْيَا: قَالَ عمرو بْن بحر: لا أعلم فِي كلام الناس كلمة أحكم من هذه الكلمة.
2701- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن صاعد، أَبُو العباس [3] .
سمعت الحسن بْن مُحَمَّد الخلال يذكر كنيته، وهو أخو يوسف ويحيى ابني صاعد
__________
[1] 2699- هذه الترجمة برقم 2384 في المطبوعة.
انظر: الأنساب، للسمعاني 5/370.
[2] 2700- هذه الترجمة برقم 2385 في المطبوعة.
[3] 2701- هذه الترجمة برقم 2386 في المطبوعة(5/238)
وكَانَ الأوسط. حدث عَن عَبْد اللَّه بْن عون الخزاز، ومنجاب بْن الحارث، وأبي بكر وعثمان ابني أَبِي شيبة، ومجاهد بْن موسى، وَالمفضل بْن غسان الغلابي، ومُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن أَبِي عُمَر العَدَني، وصالح بْن عَبْد اللَّه الترمذي. روى عنه عَبْد الله بن سليمان ابن عيسى الفامي، وَالحسين بْن صفوان البرذعي، وأبو بكر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن السري الكوفِي، وأبو بكر بْن خلاد.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الْبَادَا، أخبرنا أحمد بن يوسف بن خلاد، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ- مَوْلَى المنصور- حدّثنا منجاب بن الحارث، حدّثنا عبد الله بن الأجلح، حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ تَغْلِبَ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا هَلَكَ كِسْرَى فَلا كِسْرَى بَعْدَهُ، وَإِذَا هَلَكَ قَيْصَرُ فَلا قَيْصَرَ بَعْدَهُ [1] »
. قَالَ لي الحسن بْن مُحَمَّد الخلال: يَحْيَى بْن مُحَمَّد بْن صاعد له إخوان اسم أحدهما أَحْمَد، وَالآخر يوسف، وكَانَ يَحْيَى أصغرهم سنا، وآخرهم موتا، ويروي عنهم كلهم الحديث.
قرأت بخط أَبِي الْحَسَن الدارقطني. وحدثنيه أَحْمَد بْن مُحَمَّد العتيقي عَنْهُ قَالَ:
أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن صاعد، أخو يَحْيَى ويوسف، بغدادي ليس بقوي، لا يحتج بِهِ.
قلت: ما رأيت له شيئا منكرا، فالله أعلم.
2702- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن صعصعة، أَبُو العباس القزاز، وقيل: البزاز [2] :
حدث عَن عَبْد اللَّه بْن صالح [العجلي، وَمُحَمَّد بْن بكار بْن الريان، ومنصور بْن أَبِي مزاحم، وعبد الرحمن بْن الحسين الحنفي [3]] ومحمد بْن عباد المكي. روى عنه مُحَمَّد بْن عمرو العقيلي، وعبد الصمد بْن عَلِيّ الطستي، وأَحْمَد بْن الحسن المقرئ المعروف بدبيس، وعبد الباقي بْن قانع، وَالطبراني.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَهْرَيَارَ، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَعْصَعَةَ الْبَغْدَادِيُّ، حدّثنا منصور بن أبي مزاحم، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ يُوسُفَ الصَّنْعَانِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بن حبّان،
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح البخاري 4/104، 246، 247. 8/160. وصحيح مسلم، كتاب الفتن 75، 77.
[2] 2702- هذه الترجمة برقم 2387 في المطبوعة.
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل(5/239)
عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا صَلاةَ بَعْدَ الصُّبْحِ حتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَلا بَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ [1] »
. قَالَ سليمان: لم يروه عَن يَحْيَى إلا يزيد، تفرد بِهِ منصور.
2703- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن صالح، أَبُو بَكْر التمار [2] :
حدث عَن كثير بْن يَحْيَى صاحب البصري، ومحمد بْن مسلم بْن وارة الرازي.
حدث عنه أبو عمرو بن السماك، وأبو بكر الشافعي.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ النِّعَالِيُّ قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ وَأَنَا أَسْمَعُ قِيلَ لَهُ: حَدَّثَكَ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ التّمّار، حدّثنا محمّد بن مسلم بن وارة، حدّثنا عبد الله بن رجاء، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَبَشِيِّ بْنِ جُنَادَةَ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ: مَنْ كَانَتْ لَهْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِدَةٌ فَلْيَقُمْ. فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَدَنِي بِثَلاثِ حَثَيَاتٍ مِنْ تَمْرٍ. قَالَ: فَقَال: أَرْسِلُوا إِلَى عَلِيٍّ، فَقَالَ: يَا أَبَا الْحَسَنِ إِنَّ هَذَا يَزْعُمُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَدَهُ أَنْ يَحْثِيَ لَهُ ثَلاثَ حَثَيَاتٍ مِنْ تَمْرٍ، فَاحْثُهَا لَهُ. قَالَ: فَحَثَاهَا. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: عُدُّوهَا فعَدُّوهَا فَوَجَدُوهَا فِي كُلِّ حَثِيَّةٍ سِتِّينَ تَمْرَةٍ، لا تَزِيدُ وَاحِدَةً عَلَى الأُخْرَى قَالَ: فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ: صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُه، قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْهِجْرَةِ وَنَحْنُ خَارِجَانِ مِنَ الْغَارِ نُرِيدُ الْمَدينَةَ:
«كَفِّي وَكَفُّ عَلِيٍّ فِي الْعَدْلِ سَوَاءٌ [3] »
. 2704- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن صالح بْن شعبة، أَبُو الحسن، المعروف بابن كعب الذارع [4] :
واسطي، حدث ببغداد عَن مقدم بْن يَحْيَى، ومحمد بْن عبادة، وإسحاق بْن شاهين الواسطيين، وعن مُحَمَّد بْن سهل البلخي. روى عنه مُحَمَّد بْن المظفر، وعلي بن عمر السّكّريّ.
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح البخاري 1/152، 3/56. وصحيح مسلم، كتاب صلاة المسافرين باب 51. وفتح الباري 4/241.
[2] 2703- هذه الترجمة برقم 2388 في المطبوعة.
[3] انظر الحديث في: العلل المتناهية 1/509. وكنز العمال 32921.
[4] 2704- هذه الترجمة برقم 2389 في المطبوعة(5/240)
أخبرنا محمّد بن عبد الملك القرشي، أخبرنا علي بن عمر الحربيّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ كَعْبٍ الْوَاسِطِيُّ، حدّثنا إسحاق بن شاهين، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ ظهير، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «من بَنَى للَّه مَسْجِدًا وَلَوْ كَمِفْحَصِ قَطَاةٍ، بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ [1] »
. أَخْبَرَنِي أَبُو يعلى أَحْمَد بْن عَبْد الواحد، أَخْبَرَنَا علي بْن عُمَر الحربي قَالَ: وَجدت فِي كتاب أخي بخطه: مات أَبُو الحسن بن كعب في سنة سبع وثلاثمائة بواسط بعد خروجه من بغداد.
حَدَّثَنِي عبيد الله بن أبي الفتح، عن طلحة بْن مُحَمَّد بْن جعفر. وأَخْبَرَنَا السمسار، أخبرنا الصّفّار، حَدَّثَنَا ابْن قانع: أن ابْن كعب الذارع مات بواسط في سنة سبع وثلاثمائة، زاد غيره عَن ابْن قانع: فِي جمادى الآخرة.
2705- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن صالح بْن عَبْد اللَّه، أَبُو يَحْيَى السمرقندي [2] :
قدم بغداد في سنة أربعين وثلاثمائة، وحدث بها عَن مُحَمَّد بْن عقيل الفريابي، ومحمد بْن محمود صاحب يَحْيَى بْن معاذ الرازي. روى عنه يوسف بْن عمر القواس، وأبو القاسم بن الثلاج.
أخبرني الحسن بن أبي طالب، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ الْقَوَّاسُ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي يَحْيَى أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ السَّمَرْقَنْدِيُّ- قَدِمَ عَلَيْنَا- قلت له:
أخبركم محمّد بن عقيل، حدّثنا معاذ- يعني ابن عيسى- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ التَّمِيمِيُّ، عَنِ الحسن بن مسلم، عَنْ نَهْشَلٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ
[الرحمن 60] قَالَ: إنَّ لِلَّهِ عَمُودًا أَحْمَرَ، رَأْسُهُ مَلْوِيٌّ عَلَى قَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ الْعَرْشِ، وأَسْفَلَهُ تَحْتَ الأَرَضِينَ السَّابِعَةِ عَلَى ظَهْرِ الْحُوتِ، فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ تَحَرَّكَ الْحُوتُ، فإذا تَحَرَّكَ الْحُوتُ تَحَرَّكَ الْعَمُودُ، تَحَرَّكَ الْعَرْشُ، فَيَقُولُ اللَّهُ لِلْعَرْشِ: اسْكُنْ. فَيَقُولُ: لا وَعِزَّتِكَ لا أَسْكُنُ حَتَّى تَغْفِرَ لِقَائِلِهَا مَا أَصَابَ قَبْلَهَا مِنْ ذَنْبٍ. فَيَغْفِرُ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ.
__________
[1] انظر الحديث في: مسند أحمد 1/241. وفتح الباري 12/84، 164. وكشف الخفا 2/427.
[2] 2705- هذه الترجمة برقم 2390 في المطبوعة(5/241)
2706- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن صالح، أَبُو العباس الخطيب الْبُرُوجِرْدِيُّ [1] :
سكن بَغْدَاد وحدث بها عَن إِبْرَاهِيم بْن الْحُسَيْن بْن ديزيل الهمذاني. أَخْبَرَنَا عنه هلال بْن محمّد الحفار، ومحمد بْن عُمَر بْن بكير النجار، ومحمد بْن مُحَمَّد بْن عثمان السواق.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْفَتْحِ هِلالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَفَّارُ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بَكِيرٍ- أَبُو بَكْرٍ النَّجَّارُ قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ الْبُرُوجِرْدِيُّ الْخَطِيبُ- زَادَ ابْنُ بَكِيرٍ إملاء من حفظه [2] ثم اتفقا- حدّثنا إبراهيم بن الحسين الهمذاني، حَدَّثَنَا الأَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ كَتَمَ عِلْمًا أَلْجَمَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ [3] »
. أَخْبَرَنِي أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ السواق، أخبرنا أبو العبّاس أحمد ابن مُحَمَّد بْن صَالِح البروجردي الخطيب، قراءة عَلَيْهِ فِي منزله بدرب أَبِي هُرَيْرَةَ، من الجانب الشرقي في شوال سنة ثمان وستين وثلاثمائة، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن الحسين بْن ديزيل الهمذاني فذكر مثله سواء.
2707- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الصقر، أَبُو بَكْر المقرئ، المعروف بابن النَّمَط [4] :
سمع أبا بكر الشافعي. وكتب بالبصرة عَنِ الفاروق بْن عَبْد الكبير الخطابي، ويوسف بْن يعقوب النجيرمي، وأبي قلابة [الرقاشي، و [5]] محمد بْن أَحْمَد بْن حمدان السراج، وعلي بْن الحسن بْن حمدان الشافعي.
كتبت عنه وكَانَ ثقة صَالِحا، ويذكرون أنه كَانَ مستجاب الدعوة. كان يسكن بباب الشام فِي محلة النصرية، وسألته عَن مولده فقال: لا أحقه إلا أني كنت عند الشّافعي في سنة خمسين وثلاثمائة، وأَنَا عاقل محصل. وكَانَ لي فِي ذلك الوقت على
__________
[1] 2706- هذه الترجمة برقم 2391 في المطبوعة.
انظر: الأنساب، للسمعاني 2/175.
[2] في الصميصاطية: «من لفظه» .
[3] انظر الحديث في: صحيح ابن حبان 95، 96. وكشف الخفا 2/352. وإتحاف السادة المتقين 1/109.
[4] 2707- هذه الترجمة برقم 2392 في المطبوعة.
[5] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل(5/242)
التقليل وَالاستظهار عشر سنين. ومات فِي صبيحة يوم الخميس السادس وَالعشرين من المحرم سنة ثمان وعشرين وأربعمائة، ودفن غداة يوم الجمعة فِي مقبرة باب حرب.
2708- أَحْمَدُ بْن مُحَمَّد بْن الضحاك، أَبُو عَبْد اللَّه الْمَتُّوثِيُّ [1] :
قدم بغداد وحدث بها عَن إسحاق بْن وهب العلاف، وأَحْمَد بْن عَبْد الجبار العطاردي. رَوى عَنْهُ أَبُو القاسم بن النحاس، ومحمد بْن خلف بْن جيان الخلال.
أَخْبَرَنَا أَبُو طاهر عمر بن إبراهيم الفقيه، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَيَّانَ الخلّال، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الضَّحَّاكِ الْمَتُّوثِيُّ، حدّثنا إسحاق بن وهب العلاف، حدّثنا محاضر [بن المورع الهمداني [2]] ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يَمْرَضُ مُؤْمِنُ وَلا مُؤْمِنَةٌ، وَلا مُسْلِمٌ وَلا مُسْلِمَةٌ، إِلا حَطَّ اللَّهُ مِنْ خَطَايَاهُ [3] »
. 2709- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الصمد بْن عَلِيّ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن الْعَبَّاس بْن عَبْد المطلب، أَبُو الْعَبَّاس الهاشمي الشاعر، يعرف بأبي الْعَبَرِ [4] :
يقال أنه كَانَ يميل عَلَى آل أَبِي طَالِب ويهجوهم، وقتله رَجُل من أهل الكوفة ببعض نواحيها وكَانَ الرجل سمع منه كلاما استحل بِهِ قتله. وكَانَ يجيد الشعر منذ عهد الأمين إِلَى أيام المتوكل، ثم أخذ فِي الحمق وَالمجون فِي الشعر، وَالكلام المختلف. وَقَالَ جحظة: لم أر أحفظ منه لكل عين، ولا أجود شعرا، ولم يكن فِي الدُّنْيَا صناعة إلّا وهو يعملها بيده.
أخبرنا أبو القاسم الأزهري، أَخْبَرَنَا علي بْن عُمَر الحافظ. قَالَ: أَبُو العبر الهاشمي كنيته أَبُو العباس، ويعرف بأبي العبر، كَانَ أديبا شاعرا، وكَانَ فِي أيام المتوكل يتكسب بالمجون.
أَخْبَرَنِي القاضي أَبُو عَبْد الله الصيمري، حدّثنا محمّد بن عمران المرزباني، حدّثني الصولي، أخبرنا أحمد بن محمّد الأسديّ، حَدَّثَنِي أَبُو العبر وهو أَبُو العباس أَحْمَد بن
__________
[1] 2708- هذه الترجمة برقم 2393 في المطبوعة.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] انظر الحديث في: مسند أحمد 3/346. والترغيب والترهيب 4/293. ومجمع الزوائد 2/301.
[4] 2709- هذه الترجمة برقم 2394 في المطبوعة(5/243)
مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الصَّمَدِ الهاشمي قَالَ: خرج أخي الصغير إِلَى أَحْمَد بْن أَبِي دؤاد إِلَى سر من رأى فشكا إليه خلة، فأمر له بألفِي درهم، فمضى أَبِي بعده فشكا مثل ذلك فلم يعطه شيئا، فقدمت سر من رأى فعرفني أَبِي خبره، فقلت له: قف معي عند باب ابْن أَبِي دؤاد وَكِلِ الكلام إِلَى، فوقف معي وَقَالَ: شأنك، فلما خرج قلت:
أصلح اللَّه القاضي! هذا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الصَّمَدِ الهاشمي يسأل القاضي أن يلحقه بالأصاغر من ولده، فضحك ولعنني أَبِي وانصرف، فوجه إليه ابْن أَبِي دؤاد بثلاثة آلاف درهم. فقلت له: أعطني منها ألفا فو الله لولا ما لعنتني عَلَيْهِ ما أخذت شيئا أبدا. بلغني أن أبا العبر مات فِي سنة خمسين ومائتين.
2710- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن صدقة، أَبُو بَكْر الحافظ [1] :
سمع مُحَمَّد بْن مسكين اليمامي، وبسطام بْن الفضل أخا عارم، ومحمد بْن حرب النشائي، ومن فِي طبقتهم وبعدهم. روى عنه أَبُو بَكْرٍ أَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بْنِ هَارُون الخلال الحنبليّ، وأبو الحسين بن المنادي، وعبد الباقي بْن قانع، وأبو بكر الشافعي، وغيرهم.
وذكره الدارقطني فقال: ثقة ثقة.
وذكره ابْن المنادي فِي كتاب أفواج القراء فقال: كَانَ من الحذق وَالضبط عَلَى نهاية ترضى بين أهل الحديث، كأبي القاسم بْن الجبلي ونظرائه.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رزق، أخبرنا جعفر بن محمّد بن حاتم، حَدَّثَنَا أبو بكر أحمد بن محمد بن صدقة، حدّثنا محمّد بن حرب- يعني الواسطي- حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الثَّقَفِيُّ الْكُوفِيُّ، عَنْ حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَبَّرَ لافْتِتَاحِ الصَّلاةِ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى يُحَاذِيَ بِإِبْهَامَيْهِ أُذُنَيْهِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ قَالَ: سمعت أبا مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْن حيان يقول: ومات أَبُو بَكْر بْن صدقة الحافظ البغدادي فِي المحرم سنة ثلاث وتسعين- يعني ومائتين-.
__________
[1] 2710- هذه الترجمة برقم 2395 في المطبوعة.
انظر: سؤالات الحاكم للدارقطني برقم 38(5/244)
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابْن المنادي وأَنَا أسمع قَالَ: أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن صدقة توفِي لأيام خلت من المحرم سنة ثلاث وتسعين، صلينا عَلَيْهِ بالكُنَاس وحضر أَبُو مُحَمَّد بْن أَبِي العنبر جنازته وَالصلاة عَلَيْهِ، وهو ممن كتب الناس عنه في آخر عمره.
2711- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن بشر، أَبُو العباس المرثدي الأخباري [1] :
حدث عَن طلحة بْن عَبْد اللَّه الطلحي. روى عنه المظفر بن يحيى الشرابي، حَدَّثَنَا أَبُو العباس المرثدي، عَنِ الطلحي قَالَ: أَخْبَرَنِي أَحْمَد- هو ابْن إِبْرَاهِيم- قَالَ:
قَالَ الحسن البصري: ما أعطى اللَّه أحدا شيئا من الدُّنْيَا إلا اختبارا، ولا منعه إلا اختبارا.
2712- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مصعب، أَبُو العباس الجمال [2] :
من أهل أصبهان. أحد من كَانَ يذكر بالعلم، ويوصف بالفضل، حدث عَن أَبِي مسعود أَحْمَد بْن الفرات، ومحمد بْن عصام بْن يزيد، وسليمان بْن شعيب النيسابوري. روى عنه عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن جعفر المعروف بأبي شيخ وغيره من الأصبهانيين، وورد بغداد حاجا وحدث بها، فروى عنه من أهلها أبو طالب أَحْمَد بْن نصر الحافظ.
أَخْبَرَنِي الحسين بْن علي الطناجيري، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ، حدّثنا أحمد ابن نصر بن طالب، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مصعب الأصبهاني- قدم علينا- حَدَّثَنَا سليمان بْن شعيب النيسابوري.
وأَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْهَيْثَمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْخَرَّاطُ- بأصبهان- حدّثنا سليمان ابن أحمد بن أيّوب الطبراني، حدّثنا أحمد بن محمّد الجمّال، أخبرنا سليمان بن شعيب النّيسابوريّ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ الْوَلِيدِ- زَادَ ابْنُ طَالِبٍ: قَاضِي نَيْسَابُورَ، ثُمَّ اتْفَقَا- قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عن أيّوب،
__________
[1] 2711- هذه الترجمة برقم 2396 في المطبوعة.
الأخباري: هذه النسبة إلى الأخبار، ويقال لمن يروي الحكايات، والقصص والنوادر والأخبار (الأنساب 1/151) .
[2] 2712- هذه الترجمة برقم 2397 في المطبوعة.(5/245)
عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا حَلَفَ الرَّجُلُ فَقَالَ: إِنْ شَاءَ اللَّهُ، فَقَدِ اسْتَثْنَى [1] »
. قَالَ لي أَبُو نعيم الحافظ: أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مصعب الجمال أَبُو العباس، أحد العلماء وَالفقهاء توفِي سنة إحدى وثلاثمائة فِي طريق الحج.
2713- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن صَالِح بْن شيخ بْن عميرة، أَبُو الحسن الأسدي [2] :
قريب بشر بْن موسى، صَاحب أخبار وحكايات. حدث عَنِ العباس بْن الفرج الرياشي، ومحمد بْن عثمان بْن أَبِي صفوان البصري، ومحمد بْن عبادة الواسطي، ومحمد بْن سُلَيْمَان لوين، وعبد الرَّحْمَن بْن يونس الرقي، ونحوهم. روى عنه أَبُو بَكْر ابْن الأنباري، ومحمد بْن يَحْيَى الصولي، وَالمظفر بْن يَحْيَى الشرابي، وعلي بْن عَبْد اللَّه ابن المغيرة الجوهري، ومُحَمَّد بْن المظفر، وعلي بْن عُمَر السكري، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُظَفَّرِ السّرّاج، أخبرنا علي بن عمر السّكّريّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَسَدِيُّ- سَنَةَ أَرْبَعٍ وثلاثمائة- حدّثنا محمّد بن سليمان لوين، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي سَلْمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ عَلَى الْمِنْبَرِ: «إِنَّ أَشْعَرَ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَتْ بِهَا الْعَرَبُ، كَلِمَةُ لَبِيدٍ: أَلا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلا اللَّهَ بَاطِلٌ [3] »
. قَالَ الأسدي: العرب تسمى الكلمة القصيدة. وقد روى هذا الشيخ عَن أَحْمَد بْن حَنْبَل حديثا واحدا.
حَدَّثَنَاهُ أَبُو طَالِب يَحْيَى بْن عَلِيِّ بْنِ الطَّيِّبِ الدَّسْكَرِيُّ- لَفْظًا بِحُلْوَانَ- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ المقرئ- بأصبهان- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن شيخ بن عميرة أبو الحسن الأسدي، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حَنْبَل.
وأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْعَبَّاسِ النِّعَالِيُّ، حدّثنا أحمد بن نصر الذارع بالنهروان، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن شيخ بْن عميرة، حدّثنا أحمد بن حنبل،
__________
[1] انظر الحديث في: السنن الكبرى للبيهقي 7/361. ومسند أحمد 2/68.
[2] 2713- هذه الترجمة برقم 2398 في المطبوعة.
انظر: سؤالات حمزة السهمي للدار قطني برقم 129.
[3] انظر الحديث في: صحيح البخاري 5/53. وفتح الباري 10/537، 11، 321(5/246)
حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، حَدَّثَنَا سُفْيَان الثوري، عَن أَبِي سنان، عَن سعيد ابن جبير. فِي قول اللَّه تعالى: وَقَدْ كانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سالِمُونَ
[القلم 43] قَالَ: الصلاة فِي جماعة. قال ابن المقرئ: لم يكن عند هذا الشيخ عَن ابْن حَنْبَل غير هذا.
حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ: سمعت حمزة بن يوسف يقول- وسألت الدارقطني عَن أَبِي الحسن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن صَالِح بْن شيخ بْن عميرة الأسدي- فَقَالَ: ثقة.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن عبد الواحد الوكيل، أَخْبَرَنَا علي بْن عُمَر الحربي قَالَ: وَجدت فِي كتاب أخي بخطه: مات أَبُو الحسن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن صَالِح الأسدي فِي جمادى الأولى لثلاثة عشر يوما بقين منه، سنة سبع وثلاثمائة.
2714- أحمد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن الفضل بْن إِسْمَاعِيل بْن عَلِيّ بن عبد اللَّه بن العباس بن عبد المطلب، أَبُو الفتح الهاشمي [1] :
من أهل سر من رأى. قدم بغداد وَحَدَّثَ بها عَنِ الْحَسَن بْن عرفة، ومحمد بْن عَبْد الملك بْن زنجويه، وعباد بْن الوليد الغبري، وعمرو بن معمر العمركي. روى عنه أبو القاسم بن الثلاج، وأبو القاسم الصيدلاني المقرئ، وأَحْمَد بْن الفرج بْن الحجاج.
وذكر ابْن الثلاج أنه سمع منه فِي سنة ست وعشرين وثلاثمائة، وكَانَ ثقة.
2715-[2] أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه، أَبُو بَكْر الجوهري [3] :
حدث عَنْ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يَزِيد الوراق، ومحمد بْن يوسف بن الطباع، وأَحْمَد بْن الهيثم البزاز، وعمر أَبِي الآذان، وأنس بْن عليل العنزي، وغيرهم. روى عنه أَبُو عبيد اللَّه المرزباني، وابن الثلاج، وابن الصلت المجبر.
وذكر ابْن الثلاج: أنه سمع منه فِي سنة ثلاث وثلاثين فِي دار بانوجة.
__________
[1] 2714- هذه الترجمة برقم 2399 في المطبوعة.
[2] 2715- هذه الترجمة برقم 2400 في المطبوعة.
[3] الجوهري: هذه النسبة إلى بيع الجوهر (الأنساب 3/379)(5/247)
2716- أحمد بن محمد بن عبد الله بن جعفر، أَبُو عيسى الزيات [1] :
حدث عَن أَحْمَد بْن ملاعب، وعبد اللَّه بْن روح. روى عنه الدارقطني.
2717- أحمد بن محمد بن عبد الله بن جعفر، أبو عيسى الصيرفي [2] :
حدث عَن أَحْمَد بْن ملاعب. رَوى عَنه مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن جُميع الصيداوي.
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ بْنِ عِيَاضٍ الْقَاضِي- بِصُورَ- وَأَبُو نَصْرٍ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بن أحمد الوراق- بصيدا- قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جُمَيْعٍ الْغَسَّانِيُّ، أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله بن جعفر- أبو عيسى الصّيرفيّ ببغداد- حدّثنا أحمد بن ملاعب، حَدَّثَنَا موسى بْن داود بحديث ذكره. وأخشى أن يكون هذا وشيخ الدارقطني واحدا، فالله أعلم.
2718- أحمد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بن عمار بن وليد بن حسّان ابن مغفل بْن حسان بْن عَبْد اللَّه بْن مُغَفَّلٍ الْمُزَنِيِّ، صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَبُو حامد الهروي [3] :
قدم بغداد حاجا فِي سنة سبع وأربعين وثلاثمائة، وَحَدَّثَ بها عَن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الحسن، ومُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مخلد الهرويين. حَدَّثَنَا عَنْهُ إِبْرَاهِيم بْن مخلد بْن جَعْفَر الباقرحي.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي حَامِدٍ الْهَرَوِيَّ أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بن عمار بن وليد بن حسان بن مغفل بْن حسان بْن عَبْد اللَّه بْن مُغَفَّلٍ الْمُزَنِيِّ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَنَا أَسْمَعُ- قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الهرويّ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ رَجَاءُ بْنُ فَوْرَجَةَ الْهَرَوِيُّ، حدّثنا مالك بن سليمان، أَخْبَرَنَا الْهَيَّاجُ- يَعْنِي ابْنَ بَسْطَامٍ- عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ:
أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوِ اتَّخَذْتَ مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلَّى؟ قَالَ:
فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى
[البقرة 125] .
__________
[1] 2716- هذه الترجمة برقم 2401 في المطبوعة.
الزيات: هذه النسبة إلى بيع الزيت (الأنساب 6/332) .
[2] 2717- هذه الترجمة برقم 2402 في المطبوعة.
[3] 2718- هذه الترجمة برقم 2403 في المطبوعة(5/248)
2719- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن زياد بْن عباد، أَبُو سهل القطان [1] :
متوثي الأصل سكن دار القطن. وحدث عَنْ مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّهِ المنادي، والحسن ابن مكرم، ويحيى بْن أَبِي طَالِب، ومحمد بْن عيسى بْن حيان، وعبد اللَّه بْن روح المدائنيين ومحمد بْن الجهم السمري، ومحمد بْن الفرج الأزرق، وأبي عوف البزوري، وعلي بْن إِبْرَاهِيم الواسطي، وأَحْمَد بْن عَبْد الجبار العطاردي، وَمحمد بْن الحسين الحنيني، وأبي إسماعيل الترمذي، وإسماعيل بن إسحاق القاضي، وأحمد بن محمد بْن عيسى البرتي، وعبد الكريم بْن الهيثم العاقولي، وخلق كثير سوى هؤلاء من أمثالهم. حَدَّثَنَا عنه أَبُو الْحَسَن بْن رزقويه، وَعلي وَعبد الملك ابنا بشران، وَابن الفضل الْقَطَّان، وعلي بن أحمد الرّزّاز، وأبو الحسن بن الحماني المقرئ وأبو عَلِيّ بْن شاذان، فِي آخرين.
وكان صدوقا أديبا شاعرا، راوية للأدب عن أبي العباس ثعلب وَالمبرد، وأبي سعيد السكري، وكَانَ يميل إِلَى التشيع. وروى عنه الدارقطني، وَالمرزباني، وغيرهما من المتقدمين.
سمعت مُحَمَّد بْن الحسين بْن الفضل القطان يقول: حَدَّثَنِي من سمع أبا سهل بْن زياد يقول: سمى اللَّه المعتزلة كفارا قبل أن ذكر فعلهم فَقَالَ: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقالُوا لِإِخْوانِهِمْ إِذا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كانُوا غُزًّى لَوْ كانُوا عِنْدَنا مَا ماتُوا وَما قُتِلُوا
الآية [آل عمران 156] .
حَدَّثَنِي الأَزْهَرِيّ قَالَ: قَالَ لي أَبُو عَبْد اللَّه بْن بشر القطان: ما رأيت رجلا أحسن انتزاعا لما أراد من آي القرآن من أَبِي سهل بْن زياد. فقلت لابن بشر: ما السبب فِي ذلك؟ فَقَالَ: كَانَ جارنا وكَانَ يديم صلاة الليل، وتلاوة القرآن، فلكثرة درسه صار كأن القرآن نصب عينيه، ينتزع منه ما شاء من غير تعب.
قلت: وكَانَ فِي أَبِي سهل مزاح ودعابة، فَحَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه قَالَ:
سمعت أبا الحسن عَلِيّ بْن نصر بْن الصباح البغدادي بمصر يقول: كنا يوما بين يدي أَبِي سهل بْن زياد، فأخذ بعض أصحاب الحديث سكينا كَانَت بين يديه، فجعل ينظر إليها، فَقَالَ: مالك ولها، أتريد أن تسرقها كما سرقتها أَنَا؟ هذه سكين البغوي سرقتها منه. أو كما قال.
__________
[1] 2719- هذه الترجمة برقم 2404 في المطبوعة.
انظر: المنتظم، لابن الجوزي 5/133. وسير أعلام النبلاء 15/521. والعبر 2/285(5/249)
ذكر أَبُو عَبْد الرَّحْمَن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن السلمي أنه سأل الدارقطني عَن أَبِي سهل ابن زياد. فَقَالَ: ثقة.
سئل أَبُو بَكْر البرقاني- وأَنَا أسمع- عَن أَبِي سهل بْن زياد فَقَالَ: صدوق. وقد روى عنه الدارقطني فِي الصحيح، وإنما كرهوه لمزاح كَانَ فِيهِ.
أَخْبَرَنَا عَبْد الملك بن محمد بن عبد الله الواعظ. قَالَ: توفِي أَبُو سهل بْن زياد يوم السبت لسبع خلون من شعبان سنة خمسين وثلاثمائة، ودفن من الغد.
أَخْبَرَنَا الحسن بْن أَبِي بكر قَالَ: توفِي أَبُو سهل بْن زياد يوم السبت العصر، ودفن يوم الأحد لثمان خلون من شعبان سنة خمسين وثلاثمائة، ودفن بقرب قبر معروف الكرخي، وسنه يوم توفِي إحدى وتسعون سنة وأشهر.
قلت: وذكر أنه ولد فِي صفر من سنة تسع وخمسين ومائتين.
حَدَّثَنَا أَبُو الحسين بْن الفضل- إملاء- قَالَ: توفِي أَبُو سهل بْن زياد القطان للنصف من شعبان سنة خمسين وثلاثمائة. وَالأول أصح.
2720- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه، أبو منصور العنبري الصوفِي النيسابوري [1] :
سكن بغداد وحدث بها عَنْ عَبْد اللَّه بْن أَحْمَدَ بْن عامر الطائي الذي يروي عَن أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْن مُوسَى الرضا. رَوَى عَنْهُ الحاكم أَبُو عَبْد اللَّهِ بْن البيع النيسابوري.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن عَلِيّ الْمُقْرِئ، عَنْ أَبِي عَبْد اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّه بْن أَحْمَد الحافظ قَالَ: أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه العنبري الصوفِي النيسابوري، سكن مدينة السلام نيفا وعشرين سنة، وأثرى بها بعد أن كَانَ لبس المرقعة أكثر من ثلاثين سنة، آخر عهدي بِهِ ببغداد فِي قطيعة الربيع فِي داره سنة ثمان وستين وثلاثمائة، ثم جاءنا نعيه سنة سبعين وثلاثمائة.
2721- أحمد بن محمد بن عبد الله بن يعقوب، أَبُو العباس القطان [2] :
حدث عَن مُحَمَّد بْن مَخْلَد، وَمحمد بْن جَعْفَر المطيري. حَدَّثَنِي عنه عَبْد العزيز ابن علي الأزجي.
__________
[1] 2720- هذه الترجمة برقم 2405 في المطبوعة.
[2] 2721- هذه الترجمة برقم 2406 في المطبوعة(5/250)
حدّثني عبد العزيز بن علي، أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله- أبو العبّاس القطّان- حدّثنا محمّد بن جعفر المطيريّ- به-.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَن أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَد بْن الصّلت الأهوازيّ، أخبرنا محمّد بن جعفر المطيريّ، حدّثنا الحسن بن عرفة، حدّثنا أبو معاوية- زاد ابن الصَّلْتِ: الضَّرِيرَ ثُمَّ اتَّفَقَا- عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو الْفُقَيْمِيِّ، عَنْ مِهْرَانَ بْنِ أَبِي صَفْوَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَرَادَ الْحَجَّ فَلْيَتَعَجَّلْ [1] »
. 2722- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن العباس بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الملك بْن أَبِي الشوارب، أَبُو الْحَسَن القرشي الأموي [2] :
ولي قضاء القضاة بعد أبي محمّد بن الأكفاني، ولم يزل عَلَى القضاء إِلَى حين وفاته. وكَانَ ينزل عَلَى شاطئ دجلة بالجانب الغربي، وكَانَ عفِيفا نزها، وقد سمع من أَبِي عُمَر الزاهد، وعبد الباقي بْن قانع، إلا أنه لم يحدث.
فَحَدَّثَنِي القاضي أَبُو العلاء مُحَمَّد بْن عَلِيّ الواسطي قَالَ: أنشدني قاضي القضاة أَبُو الْحَسَن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَبِي الشوارب قَالَ: أنشدني أَبُو عُمَر مُحَمَّد بْن عَبْد الْوَاحِدِ الزاهد قَالَ: أنشدنا الأستاذ أَبُو العباس أَحْمَد بْن يَحْيَى:
عجبت لمن يخاف حلول فقر ... ويأمن ما يكون من المنون
أتأمن ما يكون بغير شك ... وتخشى ما تُرَجِّمُهُ الظنون
وحدثني أَبُو العلاء الواسطي. قَالَ: روي أن المتوكل دعا مُحَمَّد بْن عَبْد الملك بْن أَبِي الشوارب، وأَحْمَد بْن المعدل، وإبراهيم التيمي من البصرة، وعرض عَلَى كل واحد منهم قضاء البصرة، فاحتج مُحَمَّد بْن عَبْد الملك بالسن العالية، وغير ذلك، واحتج أَحْمَد بْن المعدل بضعف البصر وغير ذلك، وامتنع إِبْرَاهِيم التيمي فَقَالَ: لم يبق غيرك، وجزم عَلَيْهِ فولى. فنزلت حال إِبْرَاهِيم عند أهل العلم، وعلت حال الآخرين.
قَالَ أَبُو العلاء: فيرى الناس أن بركة امتناع مُحَمَّد بْن عَبْد الملك دخلت عَلَى ولده، فولى منهم أربعة وعشرون قاضيا منهم ثمانية تقلدوا قضاء القضاة، آخرهم أَبُو الْحَسَن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه، وما رأينا مثله جلالة، ونزاهة، وصيانة، وسروا.
__________
[1] انظر الحديث في: سنن أبي داود 1733. ومسند أحمد 1/214، 225، 323، 355.
والمستدرك 1/448، 449.
[2] 2722- هذه الترجمة برقم 2407 في المطبوعة.
انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/176- 178(5/251)
قلت: وبلغني أنه ولد فِي اليوم الحادي عشر من ذي القعدة سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، وولي قضاء البصرة قديما.
حَدَّثَنِي القاضي أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن حبيب البصري قَالَ: كَانَ بيني وبين القاضي أَبِي الْحَسَن بْن أَبِي الشوارب بالبصرة أنس كثير، وامتزاج شديد، كَانَ يعدني ولدا وكنت أعده وَالدا، فما علمت له سرا قط لو ظهر عَلَيْهِ استحيا منه. قال ابن حبيب: وكَانَ بالبصرة رَجُل من وجوهها واسع الحال، كثير المال جدا، يعرف بأبي نصر بْن عبدويه، فَقَالَ لي- وقد دخلت عَلَيْهِ عائدا له فِي علة الموت-: فِي صدري سر قد بعلت بكتمانه منذ زمن طويل! وأريد إطلاعك عَلَيْهِ، لما ولي القاضي أَبُو الْحَسَن ابن أَبِي الشوارب القضاء بالبصرة فِي أيام بهاء الدولة، وكان بيني وبينه من الود ما شهرته تغنى عَن ذكره، مضيت إليه وخاطبته فقلت: قد علمت أن هذا الأمر الذي تقلدته يحتاج فِيهِ إِلَى مؤن كثيرة، وأمور لا يقدر عليها، وقد أحضرتك مائتي دينار، وتعلم أني ممن لا يطلب قضاء، ولا شهادة، ولا بيني وبين أحد خصومة أحتاج فِيهَا إِلَى الترافع إليك، وإن حدث لي حدث اقتضى الترافع إليك فبالله عليك إلا حكمت عَلِيّ فِي ذلك بما يجب عَلَى يهودي لو كَانَ فِي موضعي! وأسألك أن تقبض مني هذه الدنانير تستعين بها عَلَى أمرك، فإن قبلتها بسبب المودة التي بيننا فأنت فِي حل منها فِي الدُّنْيَا وَالآخرة، وإن كرهت قبولها على هذا الوجه فهي قرض لي عليك. فَقَالَ: أعلم أن الأمر كما ذكرته، وو الله إني لمحتاج إليها، ولكن لا يراني اللَّه وقد قبلت أعانة عَلَى هذا الأمر، وأسألك بالله إن أطلعت أحدا عَلَى هذا السر ما دمت فِي الدُّنْيَا. قَالَ ابْن عبدويه: فو الله ما ذكرت لأحد هذا السر قبل هذا الوقت. قال ابن حبيب: ومات من يومه ذلك.
مات ابْن أَبِي الشوارب فِي ليلة الخميس الثامن عشر من شوَال سنة سبع عشرة وأربعمائة، وكانت ولايته قضاء القضاة في رجب من سنة خمس وأربعمائة.
2823- أحمد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الصّمد المهتدي بالله، أَبُو عَبْد اللَّه الهاشمي [1] :
خطيب جامع المنصور. تقلد الصلاة بالناس، وَالخطابة فِي سنة ست وثمانين
__________
[1] 2723- هذه الترجمة برقم 2407 مكرر في المطبوعة(5/252)
وثلاثمائة ولم يزل يتولى ذلك إِلَى حين وفاته. وحدث عَن أَحْمَد بْن سلمان النجاد وَكَانَ جميع ما عنده عَنْهُ جزءا واحدا.
كتبت عنه وكَانَ صدوقا دينا، مقبول الشهادة عند الحكام، وبلغني أنه ولد سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ الْمُهْتَدِي بِاللَّهِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ بْنِ الْحَسَنِ الْفَقِيهُ، حدّثنا أحمد بن الخليل، حدّثنا الواقدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمٍ الْمُجْمِرُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ- يَعْنِي خُطْبَتَيْنِ- وَيَجْلِسُ جَلْسَتَيْنِ. مات ابْن المهتدي فِي ليلة الأربعاء السادس من جمادى الأولى سنة ثمان عشرة وأربعمائة، ودفن يوم الأربعاء فِي داره بالنصرية من باب الشام.
2724- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن خالد، أَبُو عَبْد اللَّه، المعروف بابن الكاتب [1] :
سمع أبا علي بن الصواف، وأَحْمَد بْن جَعْفَر بْن سلم، وَعلي بْن عَبْد اللَّه بْن المغيرة، ومحمد بْن أَحْمَد بْن المتيم، ومخلد بْن جعفر، ومن طبقتهم وبعدهم. كتبت عنه وكَانَ صحيح السماع كثيره، ومسكنه فِي درب سليم من الجانب الشرقي. وقيل أن مولده كَانَ فِي سنة ست وثلاثين وثلاثمائة، ومات فِي ليلة الأربعاء الثالث وَالعشرين من المحرم سنة خمس وعشرين وأربعمائة، ودفن فِي صبيحة تلك الليلة.
2725- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد، أَبُو الفضل القاضي الهاشمي، الرشيدي [2] :
من ولد هارون الرشيد مروروذي، ولي القضاء بسجستان، وسمع مُحَمَّد بن أحمد بن إبراهيم الرحابي السجستاني، ومنصور بْن مُحَمَّد الحاكم المروزي، وأبا أَحْمَد الغطريفِي، وغيرهم من الخراسانيين. وقدم بغداد في سنة ست عشرة وأربعمائة وحدث بها وكنت إذ ذاك بنيسابور إلا أني سمعت منه هناك قبل وروده بغداد.
فَحَدَّثَنِي الْحَسَن بْن محمّد الخلّال، حَدَّثَنَا القاضي أَبُو الفضل أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الرشيدي- فِي مسجد دار الخليفة- حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إبراهيم الرحابي بحديث ذكره.
__________
[1] 2724- هذه الترجمة برقم 2408 في المطبوعة.
[2] 2725- هذه الترجمة برقم 2409 في المطبوعة.
انظر: الأنساب، للسمعاني 6/125(5/253)
أنشدنا الْقَاضِي أَبُو العلاء مُحَمَّد بْن عَلِيّ الواسطي قال: أنشدني القاضي الرّشيديّ لنفسه:
لزمت بيتي لأني ... عدمت نفع الخروج
وإن خرجت فإني ... أضيع بين العلوج
أنشدنا أَبُو الفضل الرشيدي- بنيسابور- لنفسه:
قالوا اقتصد فِي الجود إنك منصف ... عدل وذو الإنصاف ليس يجور
فأجبتهم إني سلالة معشر ... لهم لواء فِي الندى منشور
تالله إني شائد ما قد بنى ... جَدِّي الرشيد وقبله المنصور
حَدَّثَنِي مسعود بْن ناصر السجستاني فِي آخر سنة سبع وثلاثين وأربعمائة أنه ترك الرشيدي حيا فِي ذلك الوقت ببُسْتَ.
2726- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن فروخ، أَبُو عَبْد اللَّه، يعرف بابن أَبِي أَحْمَد [1] :
حدث عَن عَبْد الرحمن بْن صَالِح الأزدي. روى عنه مُحَمَّد بْن مخلد.
وَذكر فِيما قرأت بخطه: أَنَّهُ مات فِي يوم الخميس ليومين مضيا من ذي الحجة سنة خمس وسبعين ومائتين.
2727- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن سعيد، أَبُو العباس الأبيوردي [2] :
أحد الفقهاء الشافعيين من أصحاب أَبِي حامد الإسفراييني، سكن بغداد وولي القضاء بها عَلَى الجانب الشرقي بأسره، ومدينة المنصور، فِي أيام ابْن الأكفاني، ثم عزل ورد ابْن الأكفاني إِلَى عمله، وكَانَ يدرس فِي قطيعة الربيع، وله حلقة للفتوى فِي جامع المنصور.
وذكر لي أنه سمع الحديث ببلاد خراسان ولم يكن معه من مسموعاته غير شيء يسير كتبه بالري وبهمذان عَن عَلِيّ بْن القاسم بْن شاذان القاضي، وجعفر بْن عَبْد الله المفناكي [3] وصالح بن أحمد بن محمّد التميمي.
__________
[1] 2726- هذه الترجمة برقم 2410 في المطبوعة.
[2] 2727- هذه الترجمة برقم 2411 في المطبوعة.
انظر: سؤالات الحاكم للدار قطني 21.
[3] في الصميصاطية: «الفناكي»(5/254)
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ السّعيدي، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن يعقوب الرّازيّ- بها- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ، حدّثنا علي بن سهل الرملي، حدّثنا مؤمل بن إسماعيل، حدّثنا سفيان بن عبيد الله، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صَلُّوا فِي بُيُوتِكُمْ وَلا تَتَّخِذُوهَا قُبُورًا [1] »
. وكَانَ الأبيوردي حسن الاعتقاد، جميل الطريقة، ثابت القدم فِي العلم، فصيح اللسان، يقول الشعر.
وذكر لي عُبيد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عُثمان الصيرفِي عمن حدثه أن الْقَاضِي أبا الْعَبَّاس الأبيوردي كَانَ يصوم الدهر وأن غالب إفطاره كَانَ عَلَى الخبز وَالملح، وكَانَ فقيرا يظهر المروءة. قَالَ: ومكث شتوة كاملة لا يملك جبة يلبسها، وكَانَ يقول لأصحابه:
بي علة تمنعني من لبس المحشو، فكَانَوا يظنونه يَعْنِي المرض، وإنما كَانَ يَعْنِي بذلك الفقر، ولا يظهره تصونا ومروءة.
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَلِيّ الصوري أنه سأل الأبيوردي عَن مولده فَقَالَ: فِي سنة سبع وخمسين وثلاثمائة. ومات فِي يوم السبت السادس من جمادى الآخرة سنة خمس وعشرين وأربعمائة، ودفن من الغد فِي مقبرة باب حرب.
2728- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه، أَبُو سعيد الخلال [2] :
حدث عَن سريج بْن يونس روى عنه عُمَر بْن مُحَمَّد المعروف بابن الترمذي.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ جَعْفَرٍ الْخَرْقِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ- الْمَعْروفُ بابن الترمذي البزّاز- حَدَّثَنِي خَالِي أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْخَلالُ قَالَ: حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بن يونس، حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيُّ، عَنْ سَعْدٍ مَوْلَى طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا لَوْ لَمْ أَسْمَعْهُ إِلا مَرَّةً أَوْ مرتين، أو ثلاثا وأَرْبَعًا، حَتَّى عَدَّ سَبْعَ مَرَّاتٍ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «كَانَ ذُو الْكِفْلِ رَجُلا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وكَانَ لا يَتَوَرَّعُ عَنْ ذَنْبٍ عَمِلَهُ، حَتَّى أَتَتْهُ امْرَأَةً فَأَعْطَاهَا سَبْعِينَ دِينَارًا عَلَى أَنْ يَطَأَهَا، فَلَمَّا جَلَسَ مِنْهَا مَجْلِسَ الرَّجُلِ مِنَ امْرَأَتِهِ ارْتَعَدَتْ وَبَكَتْ، فَقَالَ لَهَا: مَالَكِ! أَأَكْرَهْتُكِ؟ فَقَالَتْ: لا، لكن هذا عمل
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح مسلم، صلاة المسافرين باب 29. وفتح الباري 2/384.
[2] 2728- هذه الترجمة برقم 2412 في المطبوعة(5/255)
مَا عَمِلْتُهُ قَطُّ، وَإِنَّمَا حَمَلَنِي عَلَيْهِ الْحَاجَةُ. قَالَ: فَتَعْمَلِينَ هَذَا وَلَمْ تَعْمَلِيهِ قَطُّ! قُومِي فَالدَّنَانِيرُ لَكِ. قَالَ: ثُمَّ قَالَ: وَاللَّهِ لا يَعْصِي ذُو الْكِفْلِ أبَدًا. قَالَ: فَمَاتَ مِنْ لَيْلَتِهِ فَأَصْبَحَ عَلَى بَابِهِ مَكْتُوبٌ: قَدْ غَفَرَ اللَّهُ لِذِي الْكِفْلِ»
. 2729- أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّهِ، أَبُو الْحَسَن التمار المقرئ [1] :
حدث عَن يَحْيَى بْن معين، وعثمان بْن أَبِي شيبة، وأبي همام الوليد بْن شجاع، وأَحْمَد بْن هشام بْن بَهْرام المدائني. رَوَى عَنْهُ أَبُو بَكْر بْن شاذان، ومحمد بْن جَعْفَر النجار، وأبو حفص الكتاني، وعبد اللَّه بْن الحسين الخلال، وغيرهم. وكَانَ غير ثقة، روى أحاديث باطلة.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ القطيعيّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّه الخلّال، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّمَّارُ، حدّثنا عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا يزيد بن هارون، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «قَالَ رَبُّكُمْ تَعَالَى: أَنَا أَهْلٌ أَنْ أُتَّقَى وَلا يُشْرَكُ بِي غَيْرِي، وَأَنَا أَهْلٌ لِمَنِ اتَّقَى أَنْ يُشْرِكَ بِي أَنْ أَغْفِرَ لَهُ [2] »
. أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْعَبَّاسِ النَّجَّارُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبيد الله التّمّار، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ هِشَامِ بْنِ بَهْرَامٍ- أَبُو عبد الله- حدّثنا أبو معاوية، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَبِي بَكْرٍ: «يَا أَبَا بَكْرٍ إِنَّ اللَّهَ أَعْطَانِي ثَوَابَ مَنْ آمَنَ بِي مُنْذُ خَلْقِ اللَّهُ آدَمَ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ، وَإِنَّ اللَّهَ أَعْطَاكَ يَا أَبَا بَكْرٍ ثَوَابَ مَنْ آمَنَ بِي مُنْذُ بَعَثَنِي اللَّهُ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ [3] »
. ذاكرت أبا الْقَاسِم الأزهري حال هذا الشيخ وقلت: أراه ضعيفا لأن فِي حديثه مناكير، فَقَالَ: نعم هو مثل أَبِي سَعِيد العدوي.
حَدَّثَنِي أَبُو طَالِب عُمَر بْن إِبْرَاهِيم الفقيه وعبيد اللَّه بْن أَبِي الفتح الفارسي قَالا:
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْن شاذان قَالَ: سألت أبا الْحَسَن أَحْمَد بْن مُحَمَّد التمار المقرئ فِي أي سنة ولدت؟ فَقَالَ: فِي سنة ثلاث وعشرين ومائتين.
__________
[1] 2729- هذه الترجمة برقم 2413 في المطبوعة.
[2] انظر الحديث في: مسند أحمد بن حنبل 3/142. وسنن الدارمي 2/303. ومشكاة المصابيح 2351. والدر المنثور 6/287. وتفسير ابن كثير 8/299.
[3] انظر الحديث في: كنز العمال 32642(5/256)
حدّثني أحمد بن أبي جعفر، حدثنا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الشاهد. قَالَ:
توفِي أَبُو الْحَسَن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عبيد اللَّه التمار المقرئ في جمادى الآخرة سنة تسع عشرة وثلاثمائة. وذكر أن مولده فِي سنة ثلاث وعشرين ومائتين. هذا القول فِي وفاته خطأ.
وقد أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن زكار، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الوزان، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبيد اللَّه التمار المقرئ- إملاء فِي سوق العطش سنة خمس وعشرين وثلاثمائة- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن معين أَبُو زكريا سنة ثلاث وثلاثين [ومائتين [1]] وأَنَا يومئذ ابْن إحدى عشرة سنة.
2730- أَحْمَد بْن مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إسحاق، أَبُو منصور، المعروف بابن حبابة [2] :
حدث عَن جده أَبِي الْقَاسِم بْن حبابة، كتبت عنه وكَانَ سماعه صحيحا.
أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ حُبَّابَةَ، حدّثنا جدي، حدّثنا يحيى بن محمّد بن صاعد، حدّثنا يعقوب بن إبراهيم، حدّثنا هشيم، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ. وهِشَامٍ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْبِئْرُ جُبَارٌ، وَالْعَجْمَاءُ جُبَارٌ، وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ، وَفِي الرِّكَازِ الْخُمُس [3] »
. مات قرب آخر سنة تسع وثلاثين وأربعمائة.
2731- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الحميد بْن شاكر، أَبُو عَبْد اللَّه الجعفِي:
سمع مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن كناسة الأسدي، وعبد اللَّه بْن بكر السهمي، وهوذة بْن خليفة، ومحمد بْن عُمَر الواقدي، وعبد اللَّه بْن صَالِح العجلي، وَالفضل بْن جبير الوراق. روى عنه مُحَمَّد بْن أَحْمَد الحكيمي، وَعبد الصمد بْن علي الطستي، وأحمد ابن الفضل بن عبّاس بن خزيمة، وأحمد بْن كامل القاضي، وأبو بكر الشافعي، وغيرهم.
وكان أصله من الكوفة إلا أنه سكن بغداد. وذكره الدارقطني فقال: صالح الحديث.
__________
[1] ما بين المعقوفتين: سقط من الأصل.
[2] 2730- هذه الترجمة برقم 2414 في المطبوعة.
[3] انظر الحديث في: صحيح البخاري 2/160، 3/145، 9/15. وصحيح مسلم، كتاب الحدود 45.(5/257)
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الحباب الدّلّال، أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّد بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الجعفيّ، حدّثنا محمّد بن كناسة، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيِّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: يَا لَيْتَنِي كُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَخْلَدِ بن جعفر، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن إبراهيم الحكيمي، حدّثنا أبو عبد الله الكوفيّ الجعفيّ، حدّثنا عبد الله بن صالح، حدّثنا إسرائيل، عن جابر بن عَامِرٍ. قَالَ: لا يَجُوزُ وَلَدُ الزِّنَا في الرقبة.
2732- أحمد بن محمد بن عبد الوهاب بن ثابت بن شداد بن الهاد بن الهدهاد، المعروف بابن أبي الذيال أبو علي [1] :
مروزي الأصل، حدث عَن مُحَمَّد بْن الصباح الجرجرائي، وأحمد بن إبراهيم الدروقي، وعبد الله بن الرومي، وعمر بْن شبة. روى عنه أَحْمَد بْن مُحَمَّد الجوهري، وَالحسين بْن عَلِيّ بْن المرزبان النحوي.
أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ مُحَمَّد بْن عُمَر الوكيل، حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْد الله مُحَمَّد بْن عمران المرزباني، حدّثني أحمد بن محمّد الجوهريّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الذَّيَّالُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْنُ الصَّبَّاحِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: إِنْ سُلِّمَ عَلَيْكَ وَأَنْتَ فِي الصَّلاةِ، فَأَشِرْ بِإِصْبَعَكَ.
2733- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عباد الجوهري [2] :
حدث عَن مُحَمَّد بْن زياد بْن زبار الكلبي. روى عنه أَبُو القاسم الطبراني.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الله بن شهريار، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادٍ الْجَوْهَرِيُّ البغداديّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادِ بْنِ زَبَّارٍ الْكَلْبِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا شرقي بْن القطامي قَالَ: سمعت أبا طلق العائذي يحدث عن شراحيل بْن القعقاع، عَن عمرو بْن معدي كرب الزبيدي قَالَ: لقد رأيتنا من قرب ونحن إذا حججنا قلنا:
لبيك تعظيما إليك عذرا ... هذي زبيد قد أتتك قسرا
يقطعن خبتا وجبالا وعرا ... قد خلفوا الأنداد خلوا صفرا
__________
[1] 2732- هذه الترجمة برقم 2416 في المطبوعة.
[2] 1733- هذه الترجمة برقم 2417 في المطبوعة(5/258)
وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا وُقُوفًا بِبَطْنِ مُحَسِّرٍ نَخَافُ أَنْ تَتَخَطَّفَنَا الْجِنُّ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ارْتَفِعُوا عَنْ بَطْنِ عُرَنَةَ، فَإِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ إِذْ أَسْلَمُوا» وَعَلَّمَنَا التَّلْبِيَةَ «لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ، وَالْمُلْكَ لا شَرِيكَ لَكَ [1] »
. قَالَ سُلَيْمَانُ: لَمْ يَرْوِهِ عَنْ شَرْقِيٍّ إِلا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ.
2734- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عبدة بْن حفص، أَبُو ضمرة المؤدب [2] :
حدث عَن محمود بْن غيلان، وأبي هاشم الرفاعي. روى عنه مُحَمَّد بْن مخلد.
وَذكر فِيما قرأت بخطه أنه مات فِي رجب من سنة سبع وثمانين ومائتين.
2735- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عبدة بْن حفص بْن عبدة بْن هريم، أَبُو الْقَاسِم، ويعرف باليماني [3] :
حدث عَن مُحَمَّد بْن أَبِي العوام الرياحي. روى عنه أَحْمَد بْن الفرج بْن الحجاج الوراق، وذكر أنه سمع منه فِي سنة خمس وعشرين وثلاثمائة.
2736- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عبيدة بْن زياد بْن عَبْد الخالق، أَبُو بَكْر الشعراني النيسابوري [4] :
سافر الكثير، ورحل فِي الحديث إِلَى العراق، وَالشام، ومصر، وسمع من عَلِيّ بْن خشرم المروزيّ، وأحمد بن حفص بن عبيد اللَّه الْقَاضِي، ومحمد بْن رافع القشيري، ومحمد بْن يَحْيَى الذهلي، وموسى بْن نصر الرازي، ويحيى بْن حكيم المقوم، وعمر بْن شبة، وأَحْمَد بْن مَنْصُور الرمادي، وعلي بْن حرب الطّائيّ، ويونس بن حبيب الأصبهاني، وعمر بْن عَبْد اللَّه الأودي، ومحمد بْن عوف الحمصي ويونس بْن عَبْد الأعلى المصري، وغيرهم. وورد بغداد وحدث بِهَا فروى عنه الحسين بْن إسماعيل المحاملي، وأبو بكر الشَّافِعِيّ، وَمحمد بْن عُمَر بْن الجعابي، وعبد الله بن إبراهيم الزينبي. وكَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ- إِمْلاءً- حدّثنا أبو
__________
[1] انظر الحديث في: المعجم الصغير للطبراني 1/59. ومجمع الزوائد 3/222. والمعجم الكبير للطبراني 11/49، 176. وكنز العمال 35560.
[2] 2734- هذه الترجمة برقم 2418 في المطبوعة.
[3] 2735- هذه الترجمة برقم 2419 في المطبوعة.
[4] 2736- هذه الترجمة برقم 2420 في المطبوعة(5/259)
بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدَةَ النَّيْسَابُورِيُّ، حدّثنا أبو بشر يونس بن حبيب، حدّثنا بكر بن بكار، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «سَيِّدُ رَيْحَانَ الْجَنَّةُ الْحِنَّاءُ [1] »
. تَفَرَّدَ بِرِوَايَتِهِ بَكْرُ بْنُ بَكَّارٍ عَنْ شُعْبَةَ، وَلَمْ أَكْتُبْهُ إِلا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ.
2737- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز بْن الجعد، أَبُو بَكْر الوشاء [2] :
سمع مُحَمَّد بْن بكار بْن الريان، وَعبد الأعلى بن حماد، وسويد بْن سَعِيد، وأبا معمر الهذلي، وَأَبَا بَكْر بْن أَبِي شيبة، وَمحمد بْن حميد الرَّازِيّ، وهارون بْن عَبْد اللَّهِ البزاز. رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد بْن مَخْلَد، وَأَبُو بَكْر الشافعي، وأبو علي بن الصواف، وأبو الحسين بْن القنبيطي، وغيرهم.
حدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ: سمعت حمزة بن يوسف يقول: وسألت الدارقطني عَن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الجعد فَقَالَ: ليس به بأس.
أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سعيد الفقيه قَالَ: قَالَ لنا عِيسَى بْن حامد الْقَاضِي: مات أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز بْن الجعد الوشاء يوم السبت لاثنتي عشرة ليلة خلت من شعبان سنة إحدى وثلاثمائة، ودفن فِي مقابر الخيزران.
2738- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الخالق، أَبُو بَكْر الوراق [3] :
سمع أبا همام الوليد بْن شجاع وإبراهيم بْن سَعِيد الجوهري، ومحمد بْن زنبور المكي، وهارون بْن عَبْد اللَّه البزاز، وَالحسن بْن يزيد المؤذن، وأبا بكر أحمد بن محمّد ابن الحجّاج المروزيّ، وَالْعَبَّاس بْن مُحَمَّد الدوري. روى عنه أَحْمَد بْن جَعْفَر بْن سلم، وَعلي بْن مُحَمَّد بْن لؤلؤ، ومحمد بْن المظفر، وغيرهم. وكَانَ ثقة معروفا بالخير وَالصلاح.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن عَلَّان الشروطي، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ عِيسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الطوماري، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْر بْن عَبْد الخالق الوراق قال: كانت لي بنت
__________
[1] انظر الحديث في: مجمع الزوائد 5/157. والأسرار المرفوعة 487. واللآلئ المصنوعة 2/145.
والكامل 7/2498. وتذكرة الموضوعات 161.
[2] 2737- هذه الترجمة برقم 2421 في المطبوعة.
انظر: سير أعلام النبلاء 14/148. والعبر 2/118. والوافي بالوفيات 8/55. والنجوم الزاهرة 3/184. وشذرات الذهب 2/237. وسؤالات السلمي للدار قطني برقم 32.
[3] 2738- هذه الترجمة برقم 2422 في المطبوعة(5/260)
مبتلاة، وكَانَ لها نحو عشر سنين، قَالَ: وكنت أتمنى موتها فماتت، قَالَ: فأريتها فِي النوم وكأن القيامة قد قامت، وكأن صبيانا يأخذون بأيدي آبائهم فِيدخلونهم الجنة، قَالَ: فقلت لبنتي: خذي بيدي ادخليني الجنة، قَالَ: فقالت لي: لا. أنت كنت تتمنى موتي! أَخْبَرَنَا أبو بكر البرقاني قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِم عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم الآبندوني ذكر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الخالق- وراق أَبِي همام- فَقَالَ: لا بأس بِهِ.
حَدَّثَنِي أَبُو بكر أحمد بن محمد المستملي، أخبرنا محمّد بن جعفر الورّاق، أَخْبَرَنَا أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي الحافظ. قَالَ: أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الخالق صدوق.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَتِيقِيُّ قَالَ: سمعت الْقَاضِي أبا الْحَسَن الجراحي يقول:
سنة تسع وثلاثمائة فِيهَا مات أَبُو بَكْر بْن عَبْد الخالق.
أَخْبَرَنِي أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد، أَخْبَرَنَا علي بْن عُمَر الحربي قَالَ: وَجدت فِي كتاب أخي بخطه: مات أَبُو بَكْر بْن عَبْد الخالق- وكَانَ من الصَّالِحين- يوم الجمعة بالغداة لخمس بقين من ربيع الأول سنة تسع وثلاثمائة.
2739- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الكريم بْن يزيد بْن سَعِيد، أَبُو طلحة الفزاري البصري، المعروف بالوساوسي [2] :
سكن بغداد وحدث بِهَا عَن نصر بْن عَلِيّ الجهضمي وعبد اللَّه بْن خبيق الأنطاكي، وزيد بْن أخزم الطائي، ومُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَيْمُونِ الإِسْكَنْدَرَانِيُّ.
روى عنه أَبُو بَكْر بْن شاذان، وأَبُو حفص بْن شاهين، وأبو بكر الأبهري الفقيه، وأبو الفضل الزهري، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّد بْنِ الْحَسَنِ المالكي، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله الأبهري، حَدَّثَنَا أَبُو طَلْحَةَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الكريم الوساوسي- ببغداد- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَيْمُونٍ الإسكندراني، حدّثنا الوليد بن مسلم، حدّثنا
__________
[1] 2739- هذه الترجمة برقم 2423 في المطبوعة.
انظر: ميزان الاعتدال 1/145. ولسان الميزان 1/285. وسؤالات حمزة السهمي للدار قطني برقم 171(5/261)
الْحَكَمُ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ أَكْثَرَ مِنَ الاسْتِغْفَارِ، جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ [1] »
. حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ: سمعت حمزة بْن يُوسُف يَقُول: سألت الدارقطني عَن أَبِي طَلْحَةَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ البصري الوساوسي فَقَالَ:
تكلموا فِيهِ.
سألت أبا بكر البرقاني عَن أَبِي طلحة الفزاري فَقَالَ: ثقة.
حَدَّثَنِي عُبَيْد اللَّه بْن أَبِي الفتح، عَن طلحة بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر: أن أبا طلحة الوساوسي مات سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة. قال غيره لليلتين خلتا من المحرم.
2740- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرحيم، الأصبِهَاني:
[2] قدم بغداد وحدث بِهَا عَن مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن منده. روى عنه ابْن المظفر.
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، أخبرنا محمّد بن المظفر، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحيم الأصبهاني، حدّثنا محمّد بن يحيى بن مندة، حدّثنا روح بن عصام، حدّثني أبي، حَدَّثَنَا سُفْيَانَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْفَعُنِي فَأَنْظُرُ إِلَى لَعِبِ الْحَبَشَةِ [3] .
وَأَخْبَرَنَا أَبُو نعيم، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِم الطبراني وأبو مُحَمَّد بْن حيان. قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن منده مثله.
2741- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عبدان بْن فضال بْن عبيد اللَّه بْن عَبْد الرّحمن ابن الْعَبَّاس، أَبُو الطيب الأسدي الصفار [4] :
كَانَ يسكن بالكرخ فِي سوق الصفارين، وحدث عَن إسماعيل بْن مُحَمَّد بْن أَبِي كثير الفسوي، وأَحْمَد بْن عَلِيّ الخزاز، وأَحْمَد بْن يَحْيَى الحلواني. روى عنه أَبُو الْقَاسِم بن الثلاج، وعبد اللَّه بْن عثمان الصفار، وأبو أحمد الفرضي، وكان ثقة.
__________
[1] انظر الحديث في: مسند أحمد 1/248. والمستدرك 4/262. والمعجم الصغير 2/77.
وإتحاف السادة المتقين 5/56.
[2] 2740- هذه الترجمة برقم 2424 في المطبوعة.
[3] انظر الخبر في: تاريخ أصفهان 1/144، 2/139.
[4] 2741- هذه الترجمة برقم 2425 في المطبوعة(5/262)
قَالَ مُحَمَّد بن أَبِي الفوارس: توفي أَبُو الطّيّب أحمد بن حمد بن عبدان الصّفّار يوم الأحد لاثنتي عشرة خلت من شوال سنة خمسين وثلاثمائة.
2742- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عبدون بْن عيسى، أَبُو بَكْر القطان [1] :
ذكر ابْن الثلاج أنه حدثه عَن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان الباغندي.
2743- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عبدون بْن عمرويه، أَبُو الْحَسَن العطار، يعرف بابن بطيخ [2] :
حدث عَن جعفر الخالدي، وأَحْمَد بْن كامل، ومحمد بْن جَعْفَر بْن أحمد ابن الليث الحافظ، حَدَّثَنِي عنه الْقَاضِي أَبُو العلاء الواسطي، وعبد العزيز بْن عَلِيّ الأزجي.
وَقَالَ لي أَبُو العلاء: كَانَ هذا الشيخ ينزل شارع دار الرقيق، وكَانَ قد سافر وسمع الحديث، وكَانَ يحفظ ويعرف الكلام عَلَى مذهب الأشعري.
وقلده الْقَاضِي أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن الطيب خلافته عَلَى القضاء ببعض نواحي الثغر.
2744- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن أَحْمَد بْن عمر بن عبد الرّحمن ابن عُمَر بْن مُحَمَّد بْن المنكدر بْن عَبْد الله بن الهذيل، أَبُو بَكْر القرشي التيمي، المعروف بالمنكدري [3] :
من أهل مروروذ. سَمِعَ بنيسابور من الحاكم أَبِي عَبْد الله بن البيع، وأبي عَبْد الرحمن السلمي. وورد بغداد فِي حداثته ودرسَ فقه الشافعي عَلَى أَبِي حامد الإسفراييني. وسمع من ابْن هشام الصرصري، وابن الصلت المجبر، وأبي أَحْمَد الفرضي، وأبي عُمَر بْن مهدي.
وعاد إِلَى بلده، ثم رجع إِلَى بغداد وقد علت سنه، وحدث بِهَا وكتبت عنه، وكَانَ فاضلا أديبا شاعرا، وسألته عَن مولده فَقَالَ: ولدت بمروروذ لثلاث بقين من شعبان سنة أربع وسبعين وثلاثمائة.
وبلغنا أنه مات بمروروذ في سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة.
__________
[1] 2742- هذه الترجمة برقم 2426 في المطبوعة.
[2] 2743- هذه الترجمة برقم 2427 في المطبوعة.
[3] 2744- هذه الترجمة برقم 2428 في المطبوعة(5/263)
2745-[1] أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عيسى بْن يزيد بْن السكين، أَبُو جَعْفَر السكوني [2] :
حدث عَن أَبِي يوسف الْقَاضِي، ومحمد بْن الْحَسَن الشيباني، وأبي بكر بن عياش، وإسماعيل بن علية. روى عنه وكيع القاضي، وحمزة بن الحسين السمسار، وعلي بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن مهران السواق، ومحمد بن مخلد العطار.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بن أبي طالب، أخبرنا علي بن عمر الدارقطني، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مخلد وعلي بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن مهران السواق. قَالا: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عِيسَى السكوني.
وَأَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر القطيعيّ، حدّثنا محمّد بن المظفر الحافظ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ محبوب- يعرف بالسخلي- حدّثنا أحمد بن عيسى السّكونيّ، حدّثنا أبو يوسف القاضي، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الْخَلاءَ. قَالَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخُبْثِ وَالْخَبَائِثِ» وَفِي حَدِيثِ ابْنِ أَبِي طَالِب قَالَ: «أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الْخُبْثِ وَالْخَبَائِثِ [3] »
. قَالَ الدارقطني: غريب من حَدِيث أَبِي الأحوص عَن عَبْد اللَّهِ، وَهُوَ غريب من حَدِيث أَبِي إِسْحَاق الشيباني عنه، تفرد بِهِ أَحْمَد بْن مُحَمَّد السكوني عَن أَبِي يُوسُف الْقَاضِي عنه.
قلت: اتفق وكيع وابن مخلد وحمزة وَالسواق عَلَى أن هذا الشيخ: أحمد بن مُحَمَّد بْن عيسى. وزاد ابْن مخلد فِي نسبه: ابْن يزيد بْن السكين. وروى عنه عبد الله ابن مُحَمَّد بْن سَعِيد الجمال فَقَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن عيسى بن السّكين، وقد ذكرناه فِيما تقدم.
قرأت بخط الدارقطني، وحدثنيه أَحْمَد بْن مُحَمَّد العتيقي عَنْهُ قَالَ: أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عيسى السكوني. بغدادي متروك.
__________
[1] 2745- هذه الترجمة برقم 2429 في المطبوعة.
[2] السكوني: هذه النسبة إلى السّكون وهو بطن من كندة (الأنساب 7/101) .
[3] انظر الحديث في: صحيح البخاري 1/48، 8/88. وصحيح مسلم 283. وفتح الباري 1/142، 11/129(5/264)
2746- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عيسى بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الصمد، أَبُو الْحَسَن مولى سَعِيد بْن العاص القرشي، ويعرف بابن أَبِي الورد، وَهُوَ أخو حبش بْن أَبِي الورد، المسمى محمدا [1] :
يعد من زهاد البغداديين، صحب بشر بْن الحارث، وَالحارث المحاسبي، وسريا السقطي. حكى عَنْهُ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مسروق الطوسي وغيره.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَر العطار- بأصبِهَان- قَالَ: سمعت مُحَمَّد بْن الحسين السلمي يقول: أَحْمَد ومحمد ابنا أبي الورد، كانا من جلة مشايخ بغداد، وأحمد كان أصغر من محمّد. ومحمّد صحب أبا حاتم العطار، وصحب بعده سريا السقطي. وأحمد كان من أصحاب سري السقطي، وكان بعد موت سري يحضر حلقة حسن المسوحي يريد أن يكرمه بحضور مجلسه. وكنية أَحْمَد أَبُو الْحَسَن، ومات قبل أخيه مُحَمَّد.
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ، أخبرنا جعفر بن محمّد الخالدي- فِي كتابه- قَالَ: سمعت أبا الْعَبَّاس بْن مسروق يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَبِي الورد يقول:
المريد يعمل بعمله ويرى زيادة عمله ونقصانه. وَالمراد يعمل بعلم اللَّه فِيهِ ولا يشاهد شيئا من أفعاله، بل يشاهد جريان الحق عَلَيْهِ.
أَخْبَرَنِي أَحْمَد بْن عَلِيّ المحتسب، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُوسَى الصُّوفِيُّ قَالَ: سمعت أبا الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن الخشاب البغدادي يقول: سمعت عَبْد السلام بْن مُحَمَّد المخرمي يقول: سمعت أبا عَلِيّ الروذباري يقول: كَانَ أَحْمَد ومحمد ابنا مُحَمَّد بن أبي الورد صحبا أبا عَبْد اللَّهِ النباجي، وكَانَ أَبُو عَبْد اللَّهِ يقول:
من أراد أن يخدم الفقراء فليخدم خدمة ابني أَبِي الورد، صحباني عشرين سنة ما سألاني مسألة قط، وما رأيت منهما منكرا قط.
2747- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عيسى بْن الأزهر، أَبُو الْعَبَّاس البرتي الْقَاضِي [2] .
ولي القضاء ببغداد بعد وفاة أَبِي هشام الرفاعي، وكَانَ قد أخذ الفقه عَن أَبِي سُلَيْمَان الجوزجاني صاحب مُحَمَّد بْن الْحَسَن، وكتب الحديث وصنف المسند
__________
[1] 2746- هذه الترجمة برقم 2430 في المطبوعة.
[2] 2747- هذه الترجمة برقم 2431 في المطبوعة.
انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/337(5/265)
وحدث عَن مسلم بْن إِبْرَاهِيم، وأبي الوليد الطيالسي، وأبي سلمة التبوذكي، ومحمّد ابن كثير، وأبي حذيفة النهدي، والقعنبي، وأبي عُمَر الحوضي، ومسدد، وأبي نعيم الفضل بْن دكين، وأبي غسان مالك بْن إسماعيل، وأَحْمَد بْن يونس، ويحيى الحماني، وعاصم بْن عَلِيّ، وداود بْن عمرو، وخلف بْن هشام، ويحيى بْن يُوسُف الزِّمِّي، وأبي بكر بْن أَبِي شيبة، وغيرهم من البغداديين، وَالبصريين، وَالكوفِيين، وكَانَ ثقة ثبتا حجة، يذكر بالصلاح وَالعبادة. روى عَنْهُ عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد البغوي، ويحيى بْن محمد ابن صاعد، وَالْقَاضِي المحاملي، وابن مخلد، وأبو عَلِيّ الصّفّار، وأبو عمرو بن السَّماك، وَأَحْمَد بْن سلمان النجَّاد، وأبو سهل بن زياد، وجماعة يطول ذكرهم.
أَخْبَرَنَا علي بْن المحسن، أَخْبَرَنَا طلحة بْن محمد بن جعفر قال: مات أَبُو هشام سنة تسع وأربعين ومائتين، فاستقضي أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عيسى البرتي، وكَانَ رجلا من خيار المسلمين، دينا عفِيفا عَلَى مذهب أهل العراق، وكَانَ من أصحاب يحيى بن أكثم، وكان قبل ذلك تقلد واسطا وقطعة من أعمال السواد. وروى كتب مُحَمَّد بْن الْحَسَن، عَن أَبِي سُلَيْمَان الجوزجاني، عَن مُحَمَّد بْن الْحَسَن، وحدث بحَدِيث كثير.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْد اللَّهِ الصيمري، حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ هارون الضّبّيّ، حدّثنا محمّد بن صالح الهاشمي، حَدَّثَنَا أَبُو عُمَر مُحَمَّد بْن يُوسُف الْقَاضِي. قَالَ: ركبت يوما من الأيام مع إسماعيل بْن إِسْحَاق الْقَاضِي إِلَى أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عيسى البرتي- وَهُوَ ملازم لبيته- فرأيته شيخا مصفارا أثر العبادة عَلَيْهِ، ورأيت إسماعيل أعظمه إعظاما شديدا، وسأله عَن نفسه، وأهله وعجائزه، وجلسنا عنده ساعة ثم انصرفنا. فَقَالَ لي إسماعيل: يا بني تعرف هذا الشيخ؟ قلت لا.
قَالَ: هذا البرتي الْقَاضِي، لزم بيته واشتغل بالعبادة، هكذا تكون القضاة لا كما نحن.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن طلحة بْن مُحَمَّد الْمُقْرِئ، أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّد بْن عُثْمَانَ بن الحسن النصيبي، حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن مهدي، أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي أن العلاء بْن صاعد بْن مخلد قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النوم وَهُوَ جالس فِي موضع من المواضع- ذكره- فدخل عَلَيْهِ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْبِرْتِيُّ الْقَاضِي، فقام إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصافحه وقبل بين عينيه، وَقَالَ: مرحبا بالذي يعمل بسنتي وأثري. ثم دخلت عَلَيْهِ بعده وذهبت لأسلم عَلَيْهِ فدفعني عن(5/266)
نفسه وَقَالَ: عليك بالمذبح، قَالَ: فكَانَ إذا دخل أَبُو الْعَبَّاس البرتي إِلَى العلاء بْن صاعد، نهض إليه وقبل بين عينيه وقَالَ: هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يفعل بك.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن أَبِي عَلِيّ قَالَ: قرأنا على الحسين بن هارون، عَن أَبِي الْعَبَّاس بْن سَعِيد قَالَ: أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْبِرْتِيُّ الْقَاضِي سكن بغداد. سمعت عبد الله ابن أَحْمَد يقول: صدوق ما أعلم إلا خيرا.
حَدَّثَنِي الْحَسَن بْن أَبِي طَالِب، عَن أَبِي الحسن الدارقطني قَالَ: أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عيسى البرتي ثقة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابْن المنادي وأَنَا أسمع قَالَ: وتوفِي البرتي الْقَاضِي أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عيسى بْن الأزهر بالجانب الغربي من مدينتنا سنة ثمانين- يَعْنِي ومائتين-.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر قَالَ: قَالَ أَحْمَد بْن كامل الْقَاضِي: ومات البرتي الْقَاضِي ليلة السبت فِي ذي الحجة لتسع عشرة ليلة سنة ثمانين.
2748- أَحْمَد بْن محمّد بن عيسى، أبو بكر البغدادي [1] :
وكَانَ بحمص وحدث عَن أَحْمَد بْن منيع، وَالحسن بْن عرفة، وغيرهما. وله كتاب مصنف فِي تاريخ الحمصيين رواه عنه بكر بْن أَحْمَد بْن حفص الشعراني ولم يقع إلينا أحاديثه ولا عرفناه إلا من جهة بكر.
2749-[2] أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عيسى بْن مروان، أَبُو جَعْفَر الخلنجي [3] :
من أهل الأنبار نزل بغداد وحدث بِهَا عَن صَالِح بْن مالك الخوارزمي، وداود بْن عمرو الضبي. روى عَنْهُ أَحْمَد بْن عَبْد اللَّهِ بْن سُلَيْمَان الفامي، وأَبُو بَكْرٍ الإسماعيلي الجرجاني.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر الْبَرْقَانِيُّ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي، أَخْبَرَنِي أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عيسى الخلنجي البغداديّ، حدّثنا داود بن عمرو، حَدَّثَنَا شَرِيكُ، عَنِ الْمُخْتَارِ، عَنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ، شوَالٌ، وَذُو الْقَعْدَةِ، وَعَشْرٌ من ذي الحجة.
__________
[1] 2748- هذه الترجمة برقم 2432 في المطبوعة.
[2] 2749- هذه الترجمة برقم 2433 في المطبوعة.
[3] الخلنجي: هذه النسبة إلى خلنج، وهو نوع من الخشب (الأنساب 5/166)(5/267)
قال: وحدّثنا داود، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ التَّمِيمِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «شَوَّالٌ وَذُو الْقَعْدَةِ، وَذُو الْحِجَّةِ [1] »
. 2750- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عيسى بْن خالد، أَبُو بَكْر، المعروف بالمكي [2] :
كَانَ ينزل بين السورين، وحدث عَنْ أَبِي العيناء مُحَمَّد بْن الْقَاسِم، وَالْعَبَّاس بْن فضيل بْن رشيد الطبري، ومحمد بْن إِبْرَاهِيم بْن كثير الصوري، وإبراهيم بْن فهد البصري. روى عنه ابْن حيويه، وَالدارقطني، وابن شاهين، وَالمرزباني.
أَخْبَرَنَا أحمد بن محمّد بن غالب، أخبرنا أبو الحسن الدارقطني قَالَ: أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عيسى المكي أَبُو بَكْر لا بأس بِهِ.
بلغني عَن أَبِي الْحَسَن بْن الفرات قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الفتح عبيد اللَّه بْن أَحْمَد النحوي قَالَ: توفِي أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عيسى المكي صاحب أَبِي العيناء فِي جمادى الآخرة سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة.
2751- أحمد بن محمد بن عيسى، أبو بكر المقرئ [3] :
حدث عَن عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن عبدويه الخزّاز، وَالمغيرة بْن مُحَمَّد المهلبي. روى عَنْهُ مُحَمَّد بْن المظفر.
أخبرنا الأزهري، حدّثنا محمّد بن المظفر الحافظ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى أَبُو بكر المقرئ، حدّثنا علي بن الحسن بن عبدويه، أخبرنا أبو النّضر هاشم بن القاسم، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الأَشْعَثِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَذَابُ الْقَبْرِ حَقٌّ [4] »
. 2852- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عِيسَى بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الوهاب بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بن الْعَبَّاس بْن عَبْد المطلب، أَبُو الحسين الهاشمي [5] :
تغرب وحدث ببلاد خراسان، وما وراء النهر، فوقع حديثه إليّ هناك.
__________
[1] انظر الحديث في: مجمع الزوائد 3/218، 6/318. وتاريخ أصبهان 1/120.
[2] 2750- هذه الترجمة برقم 2434 في المطبوعة.
[3] 2751- هذه الترجمة برقم 2435 في المطبوعة.
[4] انظر الحديث في: صحيح البخاري 2/123. وسنن النسائي، كتاب السهو باب 64.
والترغيب والترهيب 4/361.
[5] 2752- هذه الترجمة برقم 2436 في المطبوعة.(5/268)
حَدَّثَنِي الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد المؤدب، عَن أَبِي سعد الإدريسي قال: أحمد بن محمّد ابن عِيسَى بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الوهاب بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ الإمام أَبُو الحسين البغدادي الهاشمي يروي عَن عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد البغوي، قدم عَلَيْنَا سمرقند قديما، وكتبنا عنه وخرج منها ولا ندري أين مات، كَانَ يحدث من حفظه.
2753- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَبِي موسى، أَبُو بَكْر الهاشمي [1] .
واسم أَبِي موسى عِيسَى بْن أَحْمَد بْن مُوسَى بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّهِ بْن معبد بْن الْعَبَّاس بْن عَبْد المطلب. سمع إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الصمد الهاشمي، ومُحَمَّد بْن حمدويه المروزي، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إسماعيل الأدمي، وأَحْمَد بْن عَلِيّ بْن العلاء الجوزجاني، وَالقاضي الْمَحَامِلِيّ، وَالحسين بْن يَحْيَى بْن عياش القطان، ومحمد بْن جَعْفَر المطيري، ونحوهم. حَدَّثَنَا عنه عبيد اللَّه بْن عَبْد العزيز البرذعي، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد العتيقي، وَالْقَاضِي أَبُو الْقَاسِم التنوخي، ومحمد بْن طلحة الكتاني، وغيرهم.
وكَانَ ثقة كتب الناس عنه بانتخاب الدارقطني، وكَانَ مالكي المذهب، وتقلد قضاء المدائن، وسر من رأي، ونصيبين، وديار ربيعة، وغيرها من البلاد، وتولى خطابة جامع المنصور فِي الجمع مدة طويلة.
حَدَّثَنَا علي بن أبي علي قال: قال لنا القاضي أبو بكر بن أبي موسى: مولده في سنة خمس عشرة وثلاثمائة.
حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد العتيقي. قَالَ: سنة تسعين وثلاثمائة، فِيهَا توفِي الْقَاضِي أَبُو بَكْر بْن أَبِي موسى فِي الرابع وَالعشرين من المحرم، وكَانَ ثقة مأمونا.
حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن طلحة الكتاني قَالَ: توفِي الْقَاضِي أَبُو بَكْر بْن أَبِي موسى عشية يوم الأربعاء الثاني والعشرين من المحرم سنة تسعين وثلاثمائة. وصلى عَلَيْهِ فِي غداة يوم الخميس فِي جامع المنصور، ورد إِلَى داره فدفن فِيهَا.
2754- أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ يُونُسَ بْن الْقَاسِم، أَبُو سهل الحنفِي اليمامي [2] .
سكن بغداد وحدث بِهَا عَن جده عُمَر بْن يونس، وعن محمّد بن شرحبيل
__________
[1] 2753- هذه الترجمة برقم 2437 في المطبوعة.
انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/19.
[2] 2754- هذه الترجمة برقم 2438 في المطبوعة(5/269)
الصنعاني، وَالنضر بْن مُحَمَّد اليمامي، وعبد الرزاق بْن همام، وغيرهم. روى عنه الْقَاسِم بْن زكريا المطرز، وأَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن إِسْحَاق الصوفِي، ومحمد بْن مُحَمَّد الباغندي، وأبو بكر بْن أَبِي داود، وكَانَ غير ثقة.
ذكر عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم أنّهُ سأل عنه أباه فَقَالَ: قدم عَلَيْنَا وكَانَ كذابا، وكتبت عنه ولا أحدث عنه.
أَخْبَرَنَا أَبُو سعد الماليني، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن عدي الحافظ قال: أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر اليمامي حدث بأحاديث مناكير عَنْ ثقات، وحدث بنسخ وعجائب.
سمعت عبدان الأهوازي يقول: لم أخرج عَن يَحْيَى بْن أَبِي كثير حين فاتتني عَن أَحْمَد اليمامي النسخة التي يرويها. وكَانَ قاسم المطرز يقول: كتبت عَنِ اليمامي هذا بسر من رأى خمسمائة حَدِيث، ليتها كَانَت خمسة آلاف، ليس عند الناس منها حرف.
وَقال ابن عدي: أَخْبَرَنِي إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيمَ. قَالَ: ذكرت اليمامي هذا لعبيد الكشوري فَقَالَ: هو فِينا كالواقدي فِيكم.
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَلِيّ الصوري، أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن الأزديّ، حدثنا عبد الواحد بن محمد بن مسرور، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيد بْن يونس قَالَ: أَحْمَد بن محمّد ابن عُمَر بْن يونس اليمامي قدم إِلَى مصر، وقد لقيت جماعة ممن كتب عنه. قَالَ لنا عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن سُلَيْمَان علان: كَانَ سلمة بْن شبيب يكذبه.
أنبأَنَا أَحْمَد بْن علي بن محمّد الأصبهاني، أَخْبَرَنَا أبو أحمد محمد بن مُحَمَّد الحافظ النيسابوري قَالَ: أَبُو سهل أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ يُونُسَ اليمامي سكن بغداد، سمعت يَحْيَى بْن مُحَمَّد بْن صاعد يرميه بالكذب.
قرأت بخط أَبِي الْحَسَن الدارقطني وحدثنيه أَحْمَد بن أبي جعفر القطيعي عنه قَالَ:
أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ يُونُسَ بْن الْقَاسِم اليمامي، متروك الْحَدِيث.
2755- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر، أَبُو بَكْر المعروف بالحرابي [1] :
من أَهْل الْبَصْرَة سكن بَغْدَاد وَحدث بِهَا عَن إِبْرَاهِيم بْن سَعِيد الجوهري، ومحمّد
__________
[1] 2755- هذه الترجمة برقم 2439 في المطبوعة.
انظر: الأنساب، للسمعاني 4/91(5/270)
ابن عثمان بْن أَبِي صفوان الثقفِي، ونصر بْن عَلِيّ الجهضمي، وَالحسين بْن بيان الشلاثائي، وعمر بْن عَلِيّ الصيرفِي، وعبدة بْن عَبْد اللَّهِ الصفار، ومُحَمَّد بْن منصور الطوسي. روى عنه أَبُو حفص بن الزيات وغيره.
أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمَالِكِيُّ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا أبو بكر أحمد بن محمد بن عُمَرَ الْحِرَابيُّ الْبَصْرِيُّ- بَعْدَ انْصِرَافِنَا مِنْ مَجْلِسِ إبراهيم بن أيّوب المخرميّ- حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ بَيَانَ الشُّلاثَائِيُّ- أَبُو جَعْفَرٍ- حَدَّثَنَا سَيْفُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مَنْصُورٍ وَالأَعْمَشِ وَعُبَيْدَةَ وَحَبِيبِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُبَاشِرُ بَعْضَ أَزْوَاجِهِ وَهُوَ صَائِمٌ وَكَانَ أَمْلَكَكُمْ لإِرْبِهِ [1] .
2756- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر البزاز [2] .
حدث عَن إِبْرَاهِيم بْن سَعِيد الجوهري، وأبي هشام الرفاعي. روى عنه أَبُو الفضل الزهري.
أخبرنا ابن غالب المقرئ، أخبرنا أبو الفضل عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن الزُّهْرِيّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْبَزَّازُ، حدّثنا إبراهيم بن سعيد الجوهريّ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَسَدِيُّ، عَنْ عِرَاكِ بْنِ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنَ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا عُزِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رُقَيَّةَ امْرَأَةِ عُثْمَانَ ابن عَفَّانَ قَالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ، دَفْنُ الْبَنَاتِ مِنَ الْمُكْرَمَاتِ [3] »
. 2757- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن الْحَسَن بْن عُبَيْد بْن عَمْرِو بْن خالد بْن الرُّفيل، أَبُو الفرج المعدل، المعروف بابن المسلمة [4] :
سمع أباه، وأَحْمَد بْن كامل الْقَاضِي، وأَحْمَد بْن سلمان النجاد، ومحمد بْن عَبْد اللَّهِ بْن علم الصفار، ودعلج بْن أَحْمَد، وإسماعيل بن علي الخطب، وعمر بن جعفر ابن سلم، وأَحْمَد بْن يُوسُف بْن خلاد، وغيرهم.
__________
[1] انظر الخبر في: صحيح البخاري 3/63. وصحيح مسلم، كتاب الحيض باب 1.
[2] 2756- هذه الترجمة برقم 2440 في المطبوعة.
[3] انظر الحديث في: الكامل 2/693. والدرر المنتثرة 84. وتذكرة الموضوعات 217.
والموضوعات 3/235.
[4] 2757- هذه الترجمة برقم 2441 في المطبوعة.
انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/164(5/271)
كتبت عنه وكان ثقة يسكن في الجانب الشرقي فِي درب سليم، ويملي فِي كل سنة مجلسا واحدا فِي أول المحرم، وكَانَ أحد الموصوفِين بالعقل، وَالمذكورين بالفضل، كثير البر وَالمعروف، وكَانَت داره مألفا لأهل العلم. وبلغني أنه ولد فِي آخر ذي القعدة من سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة.
حَدَّثَنِي رئيس الرؤساء، شرف الوزراء جمال الورى أبو القاسم علي بن محمد بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَر قَالَ: كَانَ جَدِّي يختلف فِي درس الفقه إِلَى أَبِي بكر الرازي. قَالَ: وكَانَ يصوم الدهر، ويقرأ فِي كل يوم سبع القرآن، يقرؤه نهارا ويعيد ذلك السبع بعينه فِي ليلته فِي ورده. مات أبو الفرج بن المسلمة فِي يوم الإثنين مستهل ذي القعدة من سنة خمس عشرة وأربعمائة، وكنت إذ ذاك بنيسابور.
حَدَّثَنَا رئيس الرؤساء أَبُو الْقَاسِم مرات كثيرة قَالَ: رأيت أبا الحسين بْن القدوري الفقيه بعد موته فِي المنام فقلت له: كيف حالك؟ فتغير وجهه ودق حتى صار كهيئة الوجه المرئي فِي السيف، دقة وطولا وأشار إِلَى صعوبة الأمر، قلت: فكيف حال الشيخ أَبِي الفرج- يَعْنِي جده- فعاد وجهه إِلَى ما كَانَ عَلَيْهِ. وَقَالَ لي: ومن مثل الشيخ أَبِي الفرج ذاك- ثم رفع يده إِلَى السماء- فقلت فِي نفسي، يريد بهذا قول اللَّه تَعَالَى: وَهُمْ فِي الْغُرُفاتِ آمِنُونَ
[سبأ 37] .
2758- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عثمان، النهرواني [1] :
أَخْبَرَنِي الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّب طَاهِر بْن عَبْد اللَّهِ الطّبريّ، أخبرنا المعافى بن زكريا الجريري، حدّثني أحمد بن محمّد بن عثمان النّهرواني وكتبه لي بخطه قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن السكن المروزي قَالَ: سمعت حبان بْن موسى المروزي يَقُول: سمعت عَبْد اللَّهِ بْن المبارك يَقُول: لا يكون الرجل من أصحاب الْحَدِيث حتى يكتب عمن هو مثله، وعمن هو فوقه، وعمن هو دونه.
2759- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن سعد، أَبُو الفضل الوراق [2] :
حدث عَن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّهِ بْن الجنيد الختلي. روى عنه عبد الله بن عدي الجرجاني وذكر أنه سمع منه بسر من رأى.
__________
[1] 2758- هذه الترجمة برقم 2442 في المطبوعة.
[2] 2759- هذه الترجمة برقم 2443 في المطبوعة(5/272)
2760- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن بحر، أَبُو عَبْد اللَّهِ [1] :
حدث عَن أيوب بْن سُلَيْمَان الصغدي، وعَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حَنْبَل. روى عنه أبو القاسم بن الثلاج، وعَلِيّ بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يُوسُف السامري.
وذكر ابْن الثلاج أنه سمع منه فِي سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة.
2761- أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن الْحَسَن، أَبُو الْحَسَن الديباجي [2] :
حدث عَن أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ التَّسْتُرِيُّ، ومُحَمَّد بْن خَلَفِ بْن عَبْد السَّلامِ الْمَرْوَزِيُّ. روى عنه الدارقطني، وابن شاهين، وأبو حفص الكتاني، وغيرهم.
أخبرنا البرقانيّ، أخبرنا أبو الحسن الدارقطني قال: أحمد بن مُحَمَّد بْن عَلِيّ الديباجي شيخ فاضل.
وَأَخْبَرَنَا البرقاني أن الدارقطني ذكره فِي موضع آخر فَقَالَ: الشيخ الصَّالِح.
حَدَّثَنِي عبيد اللَّه بْن أبي الفتح، عن طلحة بن محمد بن جَعْفَر: أن أبا الْحَسَن الديباجي مات فِي شعبان من سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة.
قلت: وكَانَ قد كف بصره قبل موته بمدة طويلة.
2762-[3] أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن الْحَسَن، أَبُو بَكْر، المعروف بابن السيبي [4] :
من أهل قصر ابْن هبيرة. حدث عَن مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن رميس، وأبي سَعِيد أحمد ابن محمّد الأعرابي. حَدَّثَنِي عنه ابنه أَبُو عَبْد اللَّهِ وكَانَ صدوقا.
حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن علي السيبي، حدّثني أبي أبو بكر وَعَمِّي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ. قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ رُمَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ محمّد ابن الصّبّاح، حدّثنا يزيد بن هارون، أَخْبَرَنَا جُهَيْرُ بْنُ يَزِيدَ الْعَبْدِيُّ عَنْ خِدَاشِ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ شَهِدَ عَلَى مُسْلِمٍ بَشَهَادَةٍ لَيْسَ
__________
[1] 2760- هذه الترجمة برقم 2444 في المطبوعة.
[2] 2761- هذه الترجمة برقم 2445 في المطبوعة.
انظر: الأنساب، للسمعاني 5/391.
[3] 2762- هذه الترجمة برقم 2446 في المطبوعة.
[4] السّيبي: هذه النسبة إلى سيب، وظني أنها قرية بنواحي قصر ابن هبيرة. (الأنساب 7/215)(5/273)
لَهَا بِأَهْلٍ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ [1] »
. 2763- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ، أَبُو عَبْد اللَّهِ الصيرفِي، المعروف بابن الآبنوسي [2] :
سمع عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن الزُّبَيْر الْكُوفِيّ، وعبد اللَّه بْن إِسْحَاق بْنُ إِبْرَاهِيمَ الخراساني، وأبا بكر الشافعي، ودعلج بن أحمد، ومحمّد بن عمر بن الجعابي، وأبا علي بن الصواف، ومن في طبقتهم وبعدهم. وكَانَ كثير الكتب وَالسماع. ولم يرو إلا شيئا يسيرا. حَدَّثَنَا عنه أَبُو بَكْر البرقاني، وَالْقَاضِي أَبُو عَبْد اللَّهِ الصيمري.
سمعت أبا بكر البرقاني ذكر ابْن الآبنوسي فلم يحمد أمره، وَقَالَ: سألني عَن كتاب «الجامع الصحيح» لأبي عِيسَى الترمذي فقلت: هو سماعي لكن ليس لي به نسخة، وقَالَ أَبُو بَكْر: فوجدت فِي كتب ابْن الآبنوسي بعد موته نسخة بكتاب أَبِي عِيسَى قد ترجمها وكتب عليها اسمي واسمه، وسمع لنفسه فِي النسخة مني، فذكرت أَنَا هذه الحكاية لحمزة بْن مُحَمَّد بْن طاهر الدقاق فَقَالَ: لم يكن ابْن الآبنوسي ممن يتعمد الكذب، لكنه كَانَ قد حبب إليه جمع الكتب، فكان إذا دخل له كتاب ترجمة وكتب عَلَيْهِ اسم راويه واسمه قبل أن يسمعه، ثم يسمعه بعد ذلك.
حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِم الأَزْهَرِيّ قَالَ: توفِي أَبُو عَبْد اللَّهِ بْن الآبنوسي بالدينور ودفن بِهَا فِي ذي الحجة من سنة أربع وتسعين وثلاثمائة.
2764- أحمد بن محمّد بن المكتفِي بالله، واسمه: عَلِيّ بْن أَحْمَد المعتضد بالله ابْن أَبِي أَحْمَد الموفق بْن جَعْفَر المتوكل بْن مُحَمَّد المعتصم بْن هارون الرشيد بْن مُحَمَّد المهدي بْن عبد الله المنصور بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيّ بْن عَبْدِ اللَّه بن العباس بن عبد المطلب، يكنى أبا الْحَسَن [3] :
حدث عَن أَبِي الْقَاسِم البغوي، وأبي بكر بْن دريد، وجحظة الشاعر، وإبراهيم بن محمد بن عرفة النحوي، والحسين بن القاسم الكوكبي، وأبي بكر الصولي. حَدَّثَنَا عنه الحسن بن محمد بن عمر النرسي، والقاضي أبو الحسين بن المهتدي بالله،
__________
[1] انظر الحديث في: مسند أحمد 2/509. ومجمع الزوائد 4/200. والترغيب والترهيب 3/222. وإتحاف السادة المتقين 7/563.
[2] 2763- هذه الترجمة برقم 2447 في المطبوعة.
[3] 2764- هذه الترجمة برقم 2448 في المطبوعة(5/274)
والحسين بن محمد بن طاهر الدقاق. والذي رواه شيء يسير، وأكثره حكايات وأشعار.
أَخْبَرَنَا الحسين بن محمّد بن طاهر، أَخْبَرَنَا الأمير أَبُو الْحَسَن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن المكتفي، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْنِ عبد العزيز البغويّ، حدّثنا أبو الربيع الزهراني، حَدَّثَنَا فليح بْن سُلَيْمَان المديني، عَن ابْن شهاب الزهري، عَن عروة بْن الزبير، وسعيد بْن المسيب وعلقمة بْن وقاص الليثي، وعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن عُتْبَةَ، عَنْ عَائِشَةَ- حين قَالَ لها أهل الإفك ما قالوا- فبرأها اللَّه منه. وساق حَدِيث الإفك بطوله.
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَلِيّ الصوري قَالَ: سمعت الأمير أبا مُحَمَّد الْحَسَن بْن عِيسَى ابْن المقتدر بالله ذكر أحمد بن محمّد بن المكتفِي فأنكر روايته الحَدِيث وَقَالَ: وَالله ما سمع من الحَدِيث شيئا قط ولا كَانَ له من السن ما يحتمل السماع من الشيوخ الذين روى عنهم.
2765-[1] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عُثْمَانَ بْن كردي بْن عِيسَى بْن أبان، أَبُو عَبْد اللَّهِ البزاز الأنماطي [2] .
سمع أبا بكر الشافعي، وأبا إِسْحَاق المزكي. كتبت عَنْهُ وكَانَ لا بأس بِهِ. يسكن نهر الدجاج، ومات فِي ليلة الثلاثاء لعشر بقين من صفر سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة، ودفن فِي صبيحة تلك الليلة.
2766- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن نمير، أَبُو سَعِيد الخوارزمي الضرير [3] :
أحد الفقهاء الشافعيين، درس عَلَى أَبِي حامد الإسفراييني. وسكن بغداد ودرس وأفتى، وكَانَ لَهُ حلقة فِي جامع المنصور للفتوى وَالنظر، وكَانَ حافظا متقنا للفقه، يقال لم يكن فِي وقته من الشيوخ بعد أَبِي الطيب الطبري أفقه منه، وكَانَ يقدم عَلَى أَبِي الْقَاسِم الكرخي، وأبي نصر الثابتي، وحدث عن أبي القاسم الصيدلاني. كتبت عنه وكَانَ صدوقا.
أَخْبَرَنَا أَبُو سعيد الخوارزميّ الضّرير، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ المقرئ،
__________
[1] 2765- هذه الترجمة برقم 2449 في المطبوعة.
[2] الأنماطي: هذه النسبة إلى بيع الأنماط وهي الفرش التي تبسط (الأنساب 1/376) .
[3] 2766- هذه الترجمة برقم 2450 في المطبوعة(5/275)
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ النَّيْسَابُوريّ، حدّثنا أحمد بن حفص، حدّثني أبي، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى أَيْنَ الْمُتَحَابُّونَ بِجَلالِي؟ الْيَوْمَ أُظِلُّهُمْ فِي ظِلِّي، يَوْمَ لا ظِلَّ إِلا ظِلِّي [1] »
. مات أَبُو سَعِيد فِي يوم الإثنين العاشر من صفر سنة ثمان وأربعين وأربعمائة، ودفن من الغد فِي مقبرة الشونيزي.
2767- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، المستملي [2] :
حدث عَن أَحْمَد بْن عَلِيّ الحراني. روى عنه مُحَمَّد بْن عبيد اللَّه بْن الشخير.
2768- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن العباس بن عبيد الله بن حفص بْن عُمَر بْن بيان، أَبُو الحسين، المعروف بابن الأخباري [3] :
حدث عَن عَبْد الملك بْن أَحْمَد الزيات، وأبي بكر بْن دريد، وأبي بكر بْن الأنباري النحوي، ونصر بْن أَحْمَد الخبزأرزي، ومحمد بْن يَحْيَى الصولي. حَدَّثَنِي عنه الْقَاضِي أَبُو القاسم التنوخي. وذكر لي أنه سمع منه فِي سنة خمس وسبعين وثلاثمائة.
أخبرنا علي بن المحسن، حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْن أَحْمَد بن مُحَمَّد بن العَبَّاس بن عبيد الله بن حفص بن عمر بن بيان المعروف بابن الأخباري، حدّثنا أبو العبّاس عبد الملك ابن أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحمَنِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ الزّيّات، حدّثنا حفص بن عمرو الربالي، حدّثنا عبد الوهاب- يعني الثّقفيّ- حدّثنا عبيد الله بن سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ التَّلَقِّي وَأَنْ يَبِيعَ حَاضِرٌ لِبَادٍ.
2769- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس بْن عِيسَى بْن الفضل بن عبّاس بن موسى بْنُ عِيسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْد الله بْن الْعَبَّاس بْن عَبْد المطلب، أَبُو الْعَبَّاس، المعروف بابن بكران الهاشمي [4] :
سمع عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن كيسان النحوي. كتبت عنه وكان صدوقا.
__________
[1] انظر الحديث في: السنن الكبرى للبيهقي 10/233. وإتحاف السادة المتقين 6/175.
[2] 2767- هذه الترجمة برقم 2451 في المطبوعة.
[3] 2768- هذه الترجمة برقم 2452 في المطبوعة.
[4] 2769- هذه الترجمة برقم 2453 في المطبوعة(5/276)
أخبرنا أبو العبّاس بن بكران، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ كَيْسَانَ النَّحْوِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ القاضي، أخبرنا عَارِمُ وَأَبُو الرَّبيعِ وَمُسددُ. قَالُوا:
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السُّحُورِ بَرَكَةً [1] »
. سألت أبا الْعَبَّاس عَن مولده فَقَالَ: ولدت فِي آخر سنة ثلاث وستين وثلاثمائة.
قَالَ: وأبي مُحَمَّد يكنى أبا بكر وَهُوَ الملقب ببكران. ومات فجأة فِي يوم الخميس الثاني عشر من شهر ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة، ودفن فِي مقبرة باب حرب.
2770- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عنبس بْن لقيط، أَبُو بَكْر الضبي المروزي [2] :
قدم بغداد وحدث بِهَا عَن سويد بْن نصر. روى عنه مُحَمَّد بْن مخلد.
2771- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عقيل، أَبُو العبّاس بن المقرئ الجوهريّ:
حدث عَن أَبِي كامل الجحدري. روى عنه عَبْد الصمد بْن عَلِيّ الطستي [3] .
2772- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن العلاء [4] :
حدث عَن عُمَر بْن إِبْرَاهِيم الكردي. روى عنه ابْن أخيه مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ العلاء الكاتب.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ علي الواسطي، حدّثنا علي بن عمر الدارقطني.
وأخبرني الحسن بن أبي طالب، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عُمَر الْقَوَّاسُ. قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ العلاء الكاتب، حدّثني عمي أحمد بن محمّد ابن العلاء، حدّثنا عمر بن إبراهيم- يعرف بالكردي- حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن ابن الْمُغِيرَةِ بْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَمَنَّ النَّاسِ عَلَيَّ فِي صُحْبَتِهِ وَذَاتِ يَدِهِ أَبُو بكر الصديق، فحبه وشكره
__________
[1] سبق تخريجه، راجع الفهرس.
[2] 2770- هذه الترجمة برقم 2454 في المطبوعة.
[3] 2771- هذه الترجمة برقم 2455 في المطبوعة.
[4] 2772- هذه الترجمة برقم 2456 في المطبوعة(5/277)
وَحِفْظُهُ وَاجِبٌ عَلَى أُمَّتِي [1] »
. تفرد بروايته عُمَر بْن إِبْرَاهِيم عَن ابْنِ أَبِي ذئب، وغير عُمَر أوثق منه.
2773- أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مُصْعَبِ بن بشر بن فضالة بن عبد الله ابن راشد، أَبُو بشر الكندي الْمَرْوَزِيّ [2] :
قدم بغداد وحدث بِهَا عَن محمود بْن آدم المروزي وغيره. روى عنه مُحَمَّد بْن المظفر، وأبو الفتح الأزدي.
وكَانَ أَبُو بشر من أهل المعرفة وَالفهم، غير أنه لم يكن ثقة، وله من النسخ الموضوعة شيء كثير، ورواياته منتشرة عند الخراسانيين.
حُدِّثْتُ عَنْ أَبِي الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بن محمّد بن عمرو- ببغداد- حدّثنا محمود بن آدم، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الواحد، أخبرنا محمّد بن المظفر الحافظ، أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مصعب بن بشر بن فضالة بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَاشِدٍ الْكِنْدِيُّ، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَاشِدٍ أَحَدَ الْوَفْدِ الَّذِينَ وَفَدُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ الأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ.
قَالَ يُوسُفُ بْنُ عِيسَى بْنِ دِينَارٍ الزُّهْرِيُّ: أَخْبَرَنِي عَمِّي يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا عبسُ بْنُ عَقَارٍ، عَنْ عزرةَ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ مَطَرٍ الْوَرَّاقُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْعَجْمَاءُ جُرْحُهَا جُبَارٌ، وَالْبِئْرُ جُبَارٌ، وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ، وَفِي الرِّكَازِ الْخُمْسُ [3] »
. أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال: سمعت أبا بكر بْن إِسْحَاق- يَعْنِي الصبغي- يقول: قدم أَبُو بِشْرٍ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَمْرٍو المصعبي المروزي نيسابور فحضرني واستعار مني حَدِيث مشايخ العراق، فقلت ما تصنع بِهِ؟ فَقَالَ أنسخه، فإني سمعته كله من أولئك الشيوخ. فقلت له: اذهب إِلَى أَبِي عَلِيّ الثقفِي فإنه قد أكثر عنهم. ولم أدفع إليه حرفا منها، وإنما أردت أن ينصحه
__________
[1] انظر الحديث في: مسند أحمد 3/18. وفتح الباري 7/12. ومصنف ابن أبي شيبة 12/6. وإتحاف السادة المتقين 10/287.
[2] 2773- هذه الترجمة برقم 2457 في المطبوعة.
[3] انظر الحديث في: صحيح البخاري 2/160، 3/145. وصحيح مسلم، كتاب الحدود 45، 46. وفتح الباري 12/254(5/278)
أَبُو عَلِيّ ويمنعه عَن نسخ ما ليس له فِيهِ سماع، فذهب إِلَى أَبِي عَلِيّ واستعار منه جملة من حَدِيث البغداديين، فكَانَ أَبُو عَلِيّ يعيره عشرة أجزاء، فإذا فرغ منها أعاره عشرة أخرى، حتى كتب جملة منها، فعاتبت أبا عَلِيّ عَلَى ذلك وقلت: أَنَا إنما أحلته عليك لتدفعه بموعظة بليغة عَن مثل هذا. فَقَالَ أَبُو عَلِيّ: لا تزر وازرة وزر أخرى.
سمعت أبا نعيم الحافظ يقول: أَبُو بِشْرٍ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مصعب صاحب غرائب ومناكير.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: رأيت بخط الدارقطني مكتوبا: أَبُو بشر أَحْمَد بْن مُحَمَّد المروزي متروك.
قرأت بخط أَبِي الْحَسَن الدارقطني وحدثنيه أَحْمَد بْن أَبِي جَعْفَر عنه قَالَ: أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مصعب بْن بشر أَبُو بشر المروزيّ الفقيه كان مجودا فِي السنة وفِي الرد عَلَى أهل البدع، وكَانَ حافظا عذب اللسان، ولكنه كَانَ يضع الأحاديث عَن أَبِيهِ عَن جده وعن غيرهم، متروك يكذب.
حَدَّثَنِي الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن المؤدب، عَنْ أَبِي سعد الإدريسي. قَالَ: أَحْمَد ابن مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مُصْعَبِ بْنِ بِشْرٍ بن فضالة بن عبد الله بن راشد أَبُو بشر الفقيه المروزي منكر الحَدِيث يضع الحَدِيث عَلَى الثقات، لا يحتج بحَدِيثه، يروي عَن أَبِيهِ وعمه ومحمد بْن عَبْد اللَّهِ بْن قهزاد وعلي بْن خشرم.
وَقَالَ أَبُو سعد: سمعت أبا عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن أَبِي سَعِيد الحافظ يقول: كَانَ أَبُو بشر المروزي يضع الحَدِيث. قَالَ: وكَانَ عند أَبِي عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن أَبِي سَعِيد، عَن أَبِي بشر الكثير، فكَانَ يمتنع من الرواية عنه.
أَخْبَرَنَا أَبُو الوليد الْحَسَن بْن مُحَمَّد الدَّرْبَنْدِيّ. أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ ابن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان الْحَافِظ- بِبُخَارَى- قَالَ: سَمِعْتُ أبا ذر بشر بْن أَبِي بشر يقول:
توفي أَبُو بشر المصعبي فِي سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة، وَهُوَ ابْن ثلاث وسبعين سنة.
2774- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عمار بْن عِيسَى بْن حيان، أَبُو بَكْر القطان، يعرف بسبنك [1] :
وإليه ينسب عُمَر بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم البجلي المعروف بابن سبنك، لأنه كان
__________
[1] 2774- هذه الترجمة برقم 2458 في المطبوعة.(5/279)
جده أَبا أمه. سمع الْحَسَن بْن عرفة، وعبد اللَّه بن مُحَمَّد بن أيوب المخرمي، وعبد الله ابن شبيب البصري، وشعيب بْن أيوب الصريفِيني، وأَحْمَد بْن ملاعب، وغيرهم.
روى عنه ابْن بنته أَبُو الْقَاسِم بْن سبنك، وأبو الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيّ، وأبو حفص بْن شاهين. وكَانَ ينزل بسوق يَحْيَى.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارٍ الْقَطَّانُ من أصل كتابه، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي غُرْزَةَ قَالَ: أَتَانَا رسول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ إِنَّ بَيْعَكُمْ يَحْضُرُهُ الْحَلِفُ وَالْكَذِبُ، فَشُوبُوهُ بِالصَّدَقَةِ» [1]
. قَالَ: وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ جَامِعٍ وَعَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي غَرْزَةَ قَالَ: كُنَّا نُسَمَّى السَّمَاسِرَةَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبَقِيعَ فَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ [2] » نَحْوَهُ.
قَالَ أَبُو بَكْر: قَالَ لنا عَلِيّ بْن عُمَر: حَدِيث إسماعيل عَن قيس تفرد بِهِ عَبْد اللَّهِ بْن أيوب ولم نكتبه إلا عَن شيخنا هذا، وكَانَ من الثقات.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِم الآبَنْدُونِيَّ يقول: أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عمار البغدادي لا بأس بِهِ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن محمد العتيقيّ، حدثنا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الشاهد قال: توفي أبو بكر أحمد بْن مُحَمَّد بْن عِيسَى القطان فِي المحرم سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة.
حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن أَبِي جَعْفَر- وكتب لي بخطه- قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَن أَحْمَد بْن الفرج بْن مَنْصُور بْن الحجاج يَقُولُ: توفِي أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عمار القطان يوم الأحد لإحدى عشرة ليلة خلت من المحرم سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة.
2775- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عليل، أَبُو بَكْر المطيري [3] :
حدث ببغداد عَن أَحْمَد بْن إِسْحَاق بْن صَالِح الوزان. روى عنه عبيد اللَّه بن
__________
[1] انظر الحديث في: سنن أبي داود 3326. وسنن ابن ماجة 2145. وسنن النسائي 7/14. والمستدرك 2/6.
[2] انظر التخريج السابق.
[3] 2775- هذه الترجمة برقم 2459 في المطبوعة(5/280)
محمّد بن سليمان المخرميّ، وأبو القاسم بن الثلاج.
2776- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عاصم، أَبُو بَكْر بْن أَبِي سهل الْحُلْوَانِي، ومحمد هو أَبُو سهل [1] :
سكن بغداد وَحَدَّثَ بِهَا عَنْ يَحْيَى بْن أَبِي طَالِب، وأبي قلابة الرقاشي، وأبي الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن يزيد المبرد، وأبي سَعِيد السكري، وغيرهم. روى عنه أَبُو عُمَر بْن حيويه، وَمُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن الْعَبَّاس النجار، وأبو حفص الكتاني، وأبو الحسن بن الجندي، وكَانَ ثقة من أهل الفهم وَالأدب. عالما بالنسب.
حَدَّثَنِي عبيد اللَّه بْن أَبِي الفتح، عن طلحة بن محمد بن جعفر: أن أبا بكر بْن أَبِي سهل الحُلْوَاني مات في سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة.
2777- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عصام، الترمذي [2] :
قدم بغداد وحدث بِهَا عَن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن شداد الترمذي. روى عنه المعافى ابن زكريا.
أخبرنا القاضي أبو الطّيّب الطّبريّ، حدّثنا المعافى بن زكريا الجريري، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عصام الترمذي، حَدَّثَنَا أَبُو ذَرٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شداد الترمذي، حَدَّثَنَا الْفَرَجُ- وَهُوَ ابْنُ فَضَالَةَ- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ [كَذَا فِي الأَصْلِ وَعَلَيْهِ تَصْحِيحٌ] عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «التَّكْبِيرُ فِي الْعِيدَيْنِ فِي الرَّكْعَةِ الأُولَى سَبْعٌ، وَفِي الثَّانِيَةِ خَمْسٌ [3] »
. 2778- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عصمة، أَبُو نصر النسوي [4] :
قدم بغداد حاجا فِي سنة أربع وخمسين وثلاثمائة. وَحَدَّثَ بِهَا عَنِ الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن مصعب المروزي. كتب عنه أَبُو عَبْد اللَّهِ الحسين بْن أَحْمَد بْن بكير.
2779- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عمرويه بْن آدم [5] :
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو العلاء الواسطي. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّد بْنِ عَمْرَوَيْهِ بْنِ آدم
__________
[1] 2776- هذه الترجمة برقم 2460 في المطبوعة.
[2] 2777- هذه الترجمة برقم 2461 في المطبوعة.
[3] انظر الحديث في: سنن الدارقطني 2/49. وسنن أبي داود 1151. والسنن الكبرى 3/285. ونصب الراية 2/217.
[4] 2778- هذه الترجمة برقم 2462 في المطبوعة.
[5] 2779- هذه الترجمة برقم 2463 في المطبوعة.(5/281)
ببغداد- حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن جعفر بْن أَحْمَد بْن اللّيث، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الهمذاني، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جيهانَ، حدّثنا عبد الله بن بكر السهمي، حدّثنا مبارك بن فضالة، حَدَّثَنَا ثَابِتُ الْبُنَانِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَنَّهُ مَا سَابَقَ أَبَا بَكْرٍ إِلَى خَيْرٍ قَطُّ إِلا سَبَقَهُ بِهِ» [1]
. 2780- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عمران بْن مُوسَى بْن عروة بْن الجراح بْن عَلِيّ ابن زيد بْن بكر بْن حريش، أَبُو الْحَسَن النهشلي، ويعرف بابن الجندي [2] :
نسبه أَبُو عَبْد اللَّهِ بْن كثير فيما قرأته بخطه وذكر أن مولده آخر سنة ست وثلاثمائة.
وقرأت بخط أَبِي الفضل بْن دودان الهاشمي: مولد أبي الحسن بن الجندي يوم الخميس التاسع من المحرم سنة سبع وثلاثمائة.
وَقَالَ لي عَلِيّ بْن المحسن: أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَن بن الجندي أنه ولد سنة خمس وثلاثمائة، وأن أول سماعه سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة.
فروى ابْن الجندي عَن أَبِي الْقَاسِم البغوي، وأبي بكر بْن أَبِي داود، ويحيى بن مُحَمَّد بْن صاعد وأبي سَعِيد العدوي، ويُوسُف بْن يَعْقُوب النِّيسَابُورِيّ، ومن فِي طبقتهم وبعدهم. حَدَّثَنَا عنه أَبُو الْقَاسِم الأزهري، وَالحسن بْن مُحَمَّد الخلال، ومحمد بْن عَلِيّ بْن مخلد الوراق، ومحمد بْن عَبْد العزيز البرذعي، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد العتيقي، وعدة غيرهم، وكَانَ يضعف في روايته، ويطعن عليه من مذهبه.
سألت الأزهري عَن ابْن الجندي فَقَالَ: ليس بشيء. وَقَالَ لي الأزهري أيضا:
حضرت ابْن الجندي وَهُوَ يقرأ عَلَيْهِ كتاب «ديوان الأنواع» الذي سمعه فقال لي: أبو عبد الله بن الآبنوسي: ليس هذا سماعه، وإنما رأى نسخة عَلَى ترجمتها اسم وافق اسمه فادعى ذلك.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن مُحَمَّد الْخَلالُ، وأحمد بْن مُحَمَّد العتيقي قَالا: توفِي أَبُو الْحَسَن ابن الجندي فِي جمادى الآخرة سنة ست وتسعين وثلاثمائة قَالَ العتيقي: وكَانَ يرمي بالتشيع، وكَانَت له أصول حسان.
__________
[1] انظر الحديث في: كنز العمال 35621، 35667
[2] 2780- هذه الترجمة برقم 2464 في المطبوعة.
انظر: ميزان الاعتدال 1/147(5/282)
2781- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن غالب بْن خالد بْن مرداس، أَبُو عَبْد اللَّهِ الزاهد الباهلي البصري، المعروف بغلام خليل [1] :
سكن بغداد وحدث بِهَا عَن دينار بْن عَبْد اللَّهِ الذي يروي عَن أَنَسِ بْن مَالِكٍ، وعن قرة بْن حبيب، ومحمد بْن مسلمة المديني، وسهل بْن عثمان العسكري، وشيبان ابن فروخ، وسليمان الشاذكوني، وغيرهم. رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد بْن مَخْلَد، وَأَبُو عَمْرو ابْن السماك، وأَحْمَد بْن كامل الْقَاضِي.
وَقال ابن أَبِي حاتم الرازي: أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن غالب- غلام الخليل- سئل أَبِي عنه فقال: روى أحاديث مناكير عَن شيوخ مجهولين ولم يكن محله عندي ممن يفتعل الحَدِيث، كَانَ رجلا صَالِحا.
حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عمر المقرئ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ كَامِلِ بْنِ خَلَفٍ الْقَاضِي، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ أَبُو عبد الله، حدّثنا قرة بن حبيب، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنِ ابْنِ عونٍ، عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَتَى الْجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ [2] »
. حدثت عَن أَبِي الْحَسَن الدارقطني قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حاتم مُحَمَّد بْن حبان البستي- إجازة- قَالَ: سمعت أَحْمَد بْن عمرو بْن جابر بالرملة يقول: كنت عند إسماعيل بْن إِسْحَاق الْقَاضِي فدخل عَلَيْهِ غلام الخليل فَقَالَ له فِي خلال ما كَانَ يحدثه: تذكر أيها الْقَاضِي حيث كنا بالمدينة سنة أربع وعشرين نكتب. فالتفت إلينا إسماعيل وَقَالَ: قليلا قليلا يكذب، وما كنت تلك السنة بِهَا.
حَدَّثَنِي الْحَسَن بْن علي التميمي قَالَ: قرأت عَلَى مُحَمَّد بْن الحسين القطان، عَن أَبِي بَكْر مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ الْمُقْرِئُ قَالَ: قَالَ أَبُو جعفر الشعيري: لما حدث غلام خليل عَن بكر بْن عِيسَى عَن أَبِي عوانة، عَن أَبِي مالك الأشجعي عَن أَبِيهِ، قلت: يا أبا عبد الله فإن هذا الرجل حدث عن إِبْرَاهِيم بْن عرعرة، وأَحْمَد بْن حَنْبَل، وَهُوَ قديم الوفاة، ولم تلحقه أنت ولا من فِي سنك ففكر فِي هذا. قَالَ: ثم خفته فقلت له: أحسبك سمعت من رَجُل يقال له بكر بْن عِيسَى حدثك عَن بكر بن
__________
[1] 2781- هذه الترجمة برقم 2465 في المطبوعة.
انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/265. وميزان الاعتدال 1/141. وسؤالات السلمي للدار قطني برقم 60. وسؤالات الحاكم للدار قطني برقم 15. والجرح والتعديل 1/1/73.
[2] سبق تخريجه، راجع الفهرس(5/283)
عِيسَى هذا. قَالَ: فسكت وافترقنا، فلما كَانَ من الغد قَالَ لي: يا أبا جَعْفَر علمت أني نظرت البارحة فِيمن سمعت منه بالبصرة يقال له بكر بْن عِيسَى فوجدتهم ستين رجلا! حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن سُلَيْمَان بْن عَلِيّ الْمُقْرِئ، أَخْبَرَنَا أَبُو سعيد أَحْمَد بْن مُحَمَّد الماليني، أخبرنا عبيد اللَّه بْن عدي الْحَافِظُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْد اللَّهِ النهاوندي- بحران فِي مجلس أَبِي عروبة- يقول: قلت لغلام الخليل: ما هذه الأحاديث الرقائق التي تحدث بِهَا؟ قَالَ: وضعناها لنرقق بِهَا قلوب العامة.
وَقَالَ ابْن عدي: سمعت عبدان الأهوازي يقول: قلت لعبد الرّحمن بن خراش:
هذا الحديث الذي يحدث بِهِ غلام الخليل لسليمان بْن بلال من أين له؟ قَالَ: سرقه من عَبْد اللَّهِ بْن شبيب وسرقه عَبْد اللَّهِ بْن شبيب من النضر بْن سلمة شاذان، ووضعه شاذان.
حدثت عَن مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس الخزاز قَالَ: حَدَّثَنَا أبو الحسين بن المنادي قَالَ:
حَدَّثَنِي أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن وهب البصري المعروف بابن التمار الوراق قَالَ: ما أظهر أَبُو داود السجستاني تكذيب أحد إلا فِي رجلين، الكديمي وغلام خليل. فذكر أحاديث ذكرها فِي الكديمي إنها كذب. وذكر غلام خليل فَقَالَ: ذاك- يَعْنِي صاحب الزنج- كَانَ دجال البصرة وأخشى أن يكون هذا- يَعْنِي غلام خليل- دجال بغداد. ثم قَالَ: قد عرض عَلِيّ من حديثه فنظرت في أربعمائة حَدِيث أسانيدها ومتونها كذب كلها!! أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال: سمعت أبا بكر بْن إِسْحَاق- يَعْنِي الصبغي النِّيسَابُورِيّ- يقول: أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن غالب المعروف بغلام خليل ممن لا أشك فِي كذبه.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر البرقاني. قَالَ: قَالَ عَلِيّ بْن عُمَر الدارقطني: أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن غالب المعروف بغلام خليل، كَانَ ضعيفا فِي الحَدِيث.
قرأت بخط أَبِي الْحَسَن الدارقطني- وحدثنيه أَحْمَد بن أَبِي جَعْفَر القطيعي عنه- قَالَ: أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن غالب بْن خالد بْن مرداس الباهلي يعرف بغلام الخليل متروك.(5/284)
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، عن أحمد بْن كامل الْقَاضِي قَالَ: سنة خمس وسبعين ومائتين توفِي أَبُو عَبْد اللَّه أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن غالب بْن خالد بْن مرداس- غلام خليل- ببغداد فِي رجب منها، وحمل فِي تابوت إِلَى البصرة وغلقت أسواق مدينة السلام، وخرج الرجال وَالنساء وَالصبيان لحضوره وَالصلاة عَلَيْهِ، فأدرك ذلك بعض الناس، وفات بعضهم لسرعة السير بِهِ، ودفن بالبصرة وبنيت عَلَيْهِ قبة، وكَانَ فصيحا يعرب الكلام، ويحفظ علما عظيما، ويخضب بالحناء خضابا قانيا، ويقتات الباقلاء صرفا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال قرئ على ابْن الْمُنَادِي وأَنَا أسمع قَالَ: وأبو عَبْد اللَّهِ غلام خليل بْن عمرو المحلمي مات ليلة الأحد لاثنتين وعشرين من رجب سنة خمس وسبعين، وصلى عَلَيْهِ فِي الدار التي كَانَ ينزلها، وهي دار الكلبي، ثم حمل فِي تابوت محدورا بِهِ إِلَى البصرة، فأكثر من صلى عَلَيْهِ إنما كَانَت صلاتهم إيماء عَلَى شاطئ الدجلة، وانحدر الناس ركبانا ومشاة وفي الزواريق إلى كلواذي ودونها وأسفلها، ودفن بالبصرة.
2782- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن غياث، المروزي [1] :
قدم بغداد وحدث بِهَا عَن عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد الرحمن السعدي المروزي. روى عنه أبو القاسم الطبراني.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ شَهْرَيَارَ الأصبهاني، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني قال: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَيَّاثِ الْمَرْوَزِيُّ- بِبَغْدَادَ- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّعْدِيُّ المروزيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَبُو يَحْيَى الْمَرْوَزِيُّ، حدّثنا هاشم بن مخلد، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الثَّقَفِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ الصَّائِغِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمَذَانِيُّ، عَنْ عَبْدِ الله بن يزيد الحطمي، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: كُنَّا إِذَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَه» لَمْ يَحْنِ أَحَدٌ مِنَّا ظَهْرَهُ حَتَّى يَسْجُدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ نَسْجُدُ مَعَهُ.
قَالَ سُلَيْمَانُ: لَمْ يَرْوِهِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ إِلا أيوب بْن إِبْرَاهِيم تفرد به هشام بْن مخلد.
2783- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الفرج بْن فروخ، أَبُو بَكْر القزويني [2] :
قدم بَغْدَاد وحدث بِهَا عَن إِبْرَاهِيم بْن الحجاج الطالقاني، والمجبر بن الصّلت،
__________
[1] 2782- هذه الترجمة برقم 2466 في المطبوعة.
[2] 2783- هذه الترجمة برقم 2467 في المطبوعة(5/285)
وغيرهما. روى عنه مُحَمَّد بْن مخلد، ومحمد بْن الْحَسَن اليقطيني.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِم الأَزْهَرِيُّ، حدّثنا محمّد بن المظفر الحافظ، حدّثنا محمّد بن مخلد، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَرَجِ بْنِ فرّوخ القزوينيّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ- وَهُوَ ابْنُ فُضَيْلٍ الطالقاني القزوينيّ- حدّثنا القاسم بن الحكم، حَدَّثَنَا مسعر، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَنَتَ شهرا يدعو عَلَى حَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ ثُمَّ تَرَكَهُ.
أخبرنا الحسن بن الحسين النعالي، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْيَقْطِينِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الفرج القزوينيّ- قدم حاجّا- حدّثنا محمّد بن علي الورّاق، حدّثنا محمّد بن الخليل الأهوازيّ، حَدَّثَنَا خَلادُ الصَّفَّارُ، عَنْ مسعر، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُسَيِّبِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «من صَلَّى فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً سوى الفريضة، بني الله له بيتا فِي الْجَنَّةِ [1] »
. 2784- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الفضل بن صالح بن شيخ بن عميرة، أَبُو عبيدة الأسدي [2] :
قرابة بشر بْن موسى. حدث عَن سريج بْن يونس. روى عنه ابْن أخته أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بن شيخ بن عميرة أبو الحسن الأسدي.
2785- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الفضل، أَبُو الْعَبَّاس المؤذن [3] :
سمع هارون بْن عَبْد اللَّهِ البزاز. روى عنه أَبُو حفص بْن شاهين. وذكر أنه كَانَ جارهم.
2786- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الفضل بن جعفر بن محمد الجراح، أَبُو بَكْر الخزاز [4] :
سمع مُحَمَّد بْن هارون الحضرمي، وأَحْمَد بْن الْقَاسِم أخا أَبِي الليث الفرائضي،
__________
[1] انظر الحديث في: سنن أبي داود 1250. وسنن النسائي، كتاب قيام الليل باب 66.
وسنن ابن ماجة 1142.
[2] 2784- هذه الترجمة برقم 2468 في المطبوعة.
[3] 2785- هذه الترجمة برقم 2469 في المطبوعة.
[4] 2786- هذه الترجمة برقم 2470 في المطبوعة.
انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/357(5/286)
وإبراهيم بْن حماد بْن إِسْحَاق الْقَاضِي، وأَحْمَد بْن عَبْد اللَّهِ بْن النيري، وأبا بكر بْن دريد. وروى عَن أَبِي بكر بْن الأنباري قطعة من مصنفاته، وكَانَ ثقة صدوقا، فاضلا دينا، كثير الكتب، حسن الحال، ظاهر الثروة. حَدَّثَنَا عنه القضاة الثلاثة أَبُو العلاء الواسطي، وأبو عَبْد اللَّهِ الصيمري، وأبو الْقَاسِم التنوخي، وأبو بكر بْن بشران، وَالحسن بْن عَلِيّ الجوهري، وغيرهم.
حَدَّثَنَا التنوخي. قَالَ: كَانَ أَبُو بَكْر بْن الجراح يقول: كتبي بعشرة آلاف درهم، وجاريتي بعشرة آلاف درهم، وسلاحي بعشرة آلاف درهم، ودوابي بعشرة آلاف درهم.
قَالَ التنوخي: وكَانَ أحد الفرسان يلبس أداته، ويركب فرسه، ويخرج إِلَى الميدان فِيطارد الفرسان فِيهِ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد العتيقي قَالَ: سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة فِيهَا توفِي أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الجراح يوم الجمعة، ودفن يوم السبت النصف من جمادى الآخرة.
2787-[1] أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الفضل، أَبُو سَعِيد الكرابيسي [2] الفقيه الْمَرْوَزِيُّ:
قدم بَغْدَاد حاجا، وَحدث بها عَن مُحَمَّد بن حمدويه، وعمر بن عليك المروزيين، وعن محمد بن عمر بن حفص التاجر، وأبي الطيب محمد بن محمد الحناط النيسابوريين وغيرهم. حَدَّثَنَا عنه العتيقي.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْعَتِيقِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفضْلِ الْمَرْوَزِيُّ الْفَقِيهُ الْكَرَابِيسِيُّ- قَدِمَ عَلَيْنَا حَاجًّا في سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة- حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ حَمْدَوَيْهِ بْنِ سَهْلٍ المطوّعي، حدّثنا محمود بن آدم، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: رأيت وميض الطِّيبِ فِي مَفَارِقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ ثلاث وهو محرم.
__________
[1] 2787- هذه الترجمة برقم 2471 في المطبوعة.
[2] الكرابيسي: هذه النسبة إلى بيع الثياب (الأنساب 10/371)(5/287)
2788- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن فارس- ويقال: فريس- ابْن سهل، أَبُو بَكْر البزاز [1] :
حدث عَن عبد الله بن إسحاق المدايني، ومحمد بْن مُحَمَّد الباغندي، وعبد اللَّه بْن مُحَمَّد البغوي، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الهيثم الدوري، ويحيى بْن مُحَمَّد بْن صاعد وأبي بكر بْن أَبِي داود. روى عنه ابنه أَبُو الفتح مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي الفوارس، وَالحسن بْن عَلِيّ الجوهري، وكَانَ صدوقا.
أخبرنا الحسن بن علي الجوهريّ، حَدَّثَنَا أبو بكر أحمد بن محمد بن فارس البزّاز، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَدَاينِيُّ، حدّثنا أبو همام الوليد بن شجاع، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلْمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَتَى وَجَبَتْ لَكَ النُّبُوَّةُ؟ قَالَ: «بَيْنَ خَلْقِ آدَمَ وَنَفْخِ الرُّوحِ فِيهِ [2] »
. قَالَ لنا الجوهري: توفِي أَبُو بكر أحمد بن محمد بن فارس البزاز يوم الأربعاء ودفن فِيهِ، وذلك لأربع بقين من المحرم سنة خمس وسبعين وثلاثمائة.
2789- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن قاسم بْن محرز، أَبُو الْعَبَّاس [3] :
بغدادي، يروي عَن يَحْيَى بْن معين. حدث عنه جَعْفَر بْن درستويه بْن المرزبان الفارسي.
2790-[4] أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن كردي، الحناط [5] :
حدث عَن هارون بْن إِسْحَاق الهمداني وأَحْمَد بْن حازم الغفاري. روى عنه ابْن شاهين.
أَخْبَرَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الطَّنَاجِيرِيُّ وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْقُرَشِيُّ قَالُوا: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن كري الحناط، حدّثنا هارون بن إسحاق، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ أَبَانَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كُنْتُ إِلَى جَنْبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ يَسَارِهِ، فَأَخَذَنِي فَأَقَامَنِي عَنْ يمينه.
__________
[1] 2788- هذه الترجمة برقم 2472 في المطبوعة.
[2] انظر الحديث في: المستدرك 2/609. ودلائل النبوة 2/130. والدر المنثور 5/184.
[3] 2789- هذه الترجمة برقم 2473 في المطبوعة.
[4] 2790- هذه الترجمة برقم 2474 في المطبوعة.
[5] الحنّاط: هذه النسبة إلى بيع الحنطة (الأنساب 4/238)(5/288)
2791-[1] أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن كردي، أَبُو نصر الفلاس [2] :
ذكر ابْن الثلاج أنه حدثه فِي سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة عَن أَحْمَد بْن الخليل القطيعي، بيع الطعام.
2792-[3] أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن كادش، أَبُو بَكْر العكبري [4] :
حدث عَن مُحَمَّد بْن جَعْفَر العسكري التميمي، وأبي الطّيّب أحمد بن محمّد ابن عبدان الصفار، وعبد الصمد بْن عَلِيّ الطستي. حَدَّثَنِي عنه أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز العكبري وَقَالَ: سمعت منه بعكبرا في سنة إحدى وأربعمائة، وأثنى عَلَيْهِ.
سألت أبا الْقَاسِم عَبْد الواحد بْن عَلِيّ بْن برهان العكبري عَن ابْن كادش فعرفه ووثقه. وَقَالَ: كَانَ من حفاظ القرآن المجودين، وأثنى عليه ثناء حسنا.
2793- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الليث، أَبُو الحسن [5] :
حدث عن يعقوب بن إبراهيم الدروقي ومحمود بْن خداش. رَوَى عَنْهُ عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم الجرجاني المعروف بالأبندوني.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ الآبَنْدُونِيَّ يَقُولُ: قُرِئَ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ اللَّيْثِ البغداديّ- بها- حدثكم يعقوب الدروقي، حدثنا هشيم، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «لا عهدة بعد أربعة [6] » .
__________
[1] 2791- هذه الترجمة برقم 2475 في المطبوعة.
[2] الفلاس: هذه النسبة إلى بيع الفلوس وكان صيرفيا (الأنساب 9/354) .
[3] 2792- هذه الترجمة برقم 2476 في المطبوعة.
[4] العكبري: هذه النسبة إلى بلدة على الدجلة فوق بغداد بعشرة فراسخ من الجانب الشرقي (الأنساب 9/27، 28) .
[5] 2793- هذه الترجمة برقم 2477 في المطبوعة.
[6] انظر الحديث في: سنن ابن ماجة 2445. ومسند أحمد 4/143. ومجمع الزوائد 4/107. والمستدرك 2/21(5/289)
2794- أَحْمَد أمير المؤمنين، المستعين بالله بْن مُحَمَّد بن محمّد المعتصم بالله ابن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن عبد الله المنصور بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيّ بْن عَبْدِ اللَّه بن العباس بن عبد المطلب، يكنى أبا الْعَبَّاس- وقيل: أبا عَبْد اللَّهِ-[1] :
استخلف بعد المنتصر بالله وكَانَ ينزل بسر من رأى. ثم ورد بغداد وأقام بِهَا إلى أن خلع.
أخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن عرفة، أخبرني أبو مزاحم الكاتب قال: حضرت المستعين وقد دعى ليبايع له بالخلافة فَقَالَ:
أستعين الله وأفعل، فسمى بالمستعين. وبويع له فِي يوم الإثنين لست خلون من شهر ربيع الآخر سنة ثمان وأربعين ومائتين.
أخبرني الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي قال: أخبرنا عمر ابن حفص السدوسي قَالَ: واستخلف أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن المعتصم المستعين بالله يوم الإثنين لأربع خلون من ربيع الآخر سنة ثمان وأربعين ومائتين. وكنيته أَبُو عَبْد اللَّهِ، وأمه أم ولد اسمها مخارق، وقدم المستعين إِلَى بغداد يوم الأربعاء لست من المحرم سنة إحدى وخمسين ومائتين، وبايع أهل سر من رأي المعتز، فكان الحرب فِي صفر فِي آذار.
أَخْبَرَنِي الأزهري، حَدَّثَنَا عُبَيْد الله بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد المقرئ، حَدَّثَنَا محمد بن يحيى النديم قَالَ: حَدَّثَنَا عون بن محمّد الكندي، حَدَّثَنِي عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن داود الهاشمي المعروف بأترجة قَالَ: دخلت عَلَى المستعين وقد خرج من الكرخ فأنشدته:
غدوت بسعد غدوة لَكَ باكره ... فلا زالت الدُّنْيَا بملكك عامره
ونال مواليك الغنى بك ما بقوا ... وعزوا وعزت دولة لَكَ ناصره
بعثت عَلَيْنَا غيث جود ورحمة ... فنلنا بدنيا منك فضلا وآخره
فلا خائف إلا بسطت أمانه ... ولا معدم إلا سددت مفاقره
تبين بفضل المستعين- بفضله ... عَلَى غيره- نعماء فِي الناس ظاهره
قَالَ: فدفع إليه خريطة كَانَت فِي يده مملوءة دنانير، ودعا بغالية فجعل يغلفه بيده.
__________
[1] 2794- هذه الترجمة برقم 2478 في المطبوعة.
انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/56. وتاريخ الطبري 11/82، 37- 136. ومروج الذهب 2/319- 330. والكامل 7/37- 56. والنجوم الزاهرة 2/335. وشذرات الذهب 2/124. وتاريخ الخميس 2/340. وفوات الوفيات 1/68. والأعلام 1/204، 205.(5/290)
أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا محمد ابن أحمد البراء قَالَ: المستعين بالله أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن المعتصم بالله، وكنيته أَبُو الْعَبَّاس، ولي إِلَى أن خلع بسر من رأى بعد دخوله بغداد، وذلك لثلاث عشرة خلت من المحرم، سنتين وتسعة أشهر وتسعة أيام، ومات بالقادسية وكَانَ عمره أربعا وعشرين سنة.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن عَبْد الله الطبري، حدّثنا عبيد الله بن محمّد البزّاز، حدّثنا محمّد بن يحيى النديم، حَدَّثَنَا ميمون بْن هارون قَالَ: بلغني أن المستعين كَانَ يقول بعد ما خلع: اللهم إن كنت خلعتني من الملك، فلا تخلعني من جنتك ورحمتك.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن أَحْمَد بن عمر المقرئ، أَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن أبي قيس، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا قَالَ: وقتل المستعين بالله بموضع يقال له القادسية فِي طريق سر من رأى فِي شوَال سنة اثنتين وخمسين ومائتين. وكَانَ قيام المستعين بالخلافة إِلَى أن خلع وخطب للمعتز بالله بالخلافة ببغداد يوم الجمعة الرابع من المحرم سنة اثنتين وخمسين ومائتين. وكَانَ المستعين بالله أبيض حسن الوجه، ظاهر الدم، بوجهه أثر جدري، حسن اللحية، وأمه أم ولد يقال لها مخارق.
2795- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن الْحَارِثِ بْن عَبْد الرحمن، أَبُو ذر الأزدي، المعروف بابن الباغندي [1] :
سمع عبيد اللَّه بْن سعد الزهري، ومحمد بْن عَلِيّ بْن خلف العطار، وعلى بْن الحسين بْن إشكاب، وعمر بْن شبة النميري، وعلي بْن حرب الطائي، وسعدان بْن نصر المخرمي، وإِسْحَاق بْن سيار النصيبي. روى عنه مُحَمَّد بْن عبيد اللَّه بْن الشخير، وَالْقَاضِي أَبُو الْحَسَن الجراحي، وأبو الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيّ، وأبو حفص بْن شاهين، ويوسف القواس، وَالمعافِي بْن زكريا، وغيرهم.
حدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ: سمعت حمزة بْن يُوسُف يَقُول: سمعت أبا مسعود الدمشقي يقول: سمعت الزينبي ببغداد يقول: دخلت عَلَى مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الباغندي فسمعته يقول: لا تكتبوا عن ابني فإنه يكذب، فدخلت عَلَى ابنه أَبِي ذر فسمعته يقول: لا تكتبوا عَن أَبِي فإنه كذاب!
__________
[1] 2795- هذه الترجمة برقم 2479 في المطبوعة.
انظر: سؤالات السهمي للدارقطني برقم 108، 130(5/291)
قَالَ حمزة: وسألت أبا الْحَسَن الدارقطني، عَن أَبِي ذر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الباغندي فَقَالَ: ما علمت إلا خيرا. وكَانَ أصحابنا يؤثرونه عَلَى أَبِيهِ.
سمعت أبا الفتح مُحَمَّد بْن أبي الفوارس الحافظ- وذكر مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان الباغندي وابنه أَبُو بَكْر وابنه أَبُو ذر- فَقَالَ: أوثقهم أَبُو ذر.
أَخْبَرَنَا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حَدَّثَنَا ابْن قانع: وحَدَّثَنِي عُبَيْد اللَّه بْن أَبِي الفتح، عَنْ طلحة بن محمد بن جعفر أن أبا ذر بن الباغندي مات سنة ست وعشرين وثلاثمائة.
زاد ابْن قانع فِي أول المحرم- وَقَالَ لي عَبْد العزيز بْن عَلِيّ: توفِي أَبُو ذر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان الباغندي فِي يوم الخميس سلخ المحرم سنة ست وعشرين وثلاثمائة.
حدّثني أحمد بن أبي جعفر، حدثنا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الشاهد قَالَ:
توفِي أَبُو ذر الباغندي في صفر سنة ست وعشرين وثلاثمائة.
2796- أَحْمَد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حمدان بْن عبدان بْن هلال، أَبُو بَكْر الأنماطي، ويعرف بابن الصابوني [1] :
حدث عَن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن سُلَيْمَان الحضرمي الكوفِي. روى عنه أبو الفتح ابن مسرور البلخي.
وذكر أَنَّهُ سمع منه بِبَغْدَادَ وَقَالَ كَانَ مولده ببغداد سنة ثمان وسبعين ومائتين، وكَانَ من الثقات الحفاظ المجودين.
2797- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن محمد بن عقيل بن أزهر بْن عقيل، أَبُو الحسين الفقيه الشافعي البلخي [2] :
قدم بغداد حاجًّا وحدث بِها عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن طرخان وغيره. حَدَّثَنَا عنه أَبُو الْحَسَن بْن رزقويه.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بن أَحْمَد بن رزق، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ محمّد ابن عُقَيْلِ بْنِ أَزْهَرَ بْنِ عُقَيْلٍ الْفَقِيهُ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ علي
__________
[1] 2796- هذه الترجمة برقم 2480 في المطبوعة.
[2] 2797- هذه الترجمة برقم 2481 في المطبوعة(5/292)
ابن طرخان، حدّثنا محمّد بن الخليل البلخي، حَدَّثَنَا أَبُو بَدْرٍ شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ السَّكُونِيُّ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ. قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَالَكَ إِذَا جَاءَتْ فَاطِمَةُ قَبَّلْتَهَا حَتَّى تَجْعَلَ لِسَانَكَ فِي فِيهَا كُلِّهِ كَأَنَّكَ تُرِيدُ أَنْ تَلْعَقَهَا عَسَلا؟! قَالَ: «نَعَمْ يَا عَائِشَةُ، إِنِّي لَمَّا أُسْرِيَ بِي إِلَى السَّمَاءِ أَدْخَلَنِي جِبْرِيلُ الْجَنَّةَ فَنَاوَلَنِي مِنْهَا تُفَّاحَةً فَأَكَلْتُهَا، فَصَارَتْ نُطْفَةً فِي صُلْبِي، فَلَمَّا نَزَلْتُ وَاقَعْتُ خَدِيجَةَ فَفَاطِمَةُ مِنْ تِلْكَ النُّطْفَةِ، وَهِيَ حَوْرَاءُ إِنْسِيَّةٌ، كُلَّمَا اشْتَقْتُ إِلَى الْجَنَّةِ قَبَّلْتُهَا [1] » . مُحَمَّدُ بْنُ الْخَلِيلِ مَجْهُولٌ.
2798- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن الفضل، أَبُو عَلِيّ البزاز النِّيسَابُورِيّ [2] :
قدم بغداد حاجا وحدث بِهَا عَن أَبِي حامد بْن الشرقي، ومكي بْن عبدان. حَدَّثَنَا عنه الْقَاضِيان أَبُو العلاء الواسطي، وأبو الْقَاسِم التنوخي، ومحمد بْن عَبْد الملك بْن بشران، وكَانَ ثقة مقبول الشهادة عند الحكام.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ علِيِّ بْنِ يَعْقُوبَ الْقَاضِي، حَدَّثَنَا أَبُو علي أَحْمَد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ النَّيْسَابُورِيُّ- قَدِمَ عَلَيْنَا بَغْدَادَ- حدّثنا أبو حامد أحمد بن محمّد ابن الحسن الشرقي، حدّثنا محمّد بن يحيى، حدّثنا عبد الرّزّاق، أخبرنا ابن جريج، أَخْبَرَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ أَبَا حُمَيْدٍ- وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَاعِدَةَ- حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَعْمَلَ ابْنَ اللُّتْبِيَّةِ أَحَدَ الأَزْدِ وَأَنَّهُ جَاءَ رَسُولَ اللَّهِ، فَلَمَّا حَاسَبَهُ. قَالَ:
هَذَا لكم، وهذا أهدى لِي. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَهَلا جَلَسْتَ فِي بَيْتِ أَبِيكَ وَأُمُّكَ فَتَأْتِيَكَ هَدِيَّتُكَ إِنْ كُنْتَ صَادِقًا [3] » ؟ ثُمَّ قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَطَبَنَا- وَذَكَرَ بَقِيَّةَ الْحَدِيثِ
. حَدَّثَنِي التنوخي قَالَ: أَبُو عَلِيّ أَحْمَد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إسحاق النِّيسَابُورِيّ شيخ ثقة فقيه عَلَى مذهب أَبِي حنيفة، قدم عَلَيْنَا حاجا وسمعنا منه بعد عوده في سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة، وتوفِي بنيسابور فِي هذه السنة.
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَلِيّ الْمُقْرِئ، عَنْ أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الحافظ
__________
[1] انظر الحديث في: كشف الخفا 1/409.
[2] 2798- هذه الترجمة برقم 2482 في المطبوعة.
[3] انظر الحديث في: صحيح ابن خزيمة 2340. وصحيح مسلم، كتاب الإمارة باب 26، 27. ومصنف عبد الرزاق 6950(5/293)
النِّيسَابُورِيّ قَالَ: أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق المعدل أَبُو عَلِيّ البزاز حدث ببغداد ونيسابور، وتوفِي يوم الجمعة الثامن من شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة.
2799- أحمد بن محمد بن محمد بن جعفر، أَبُو الْعَبَّاس الجرجاني [1] :
قدم بغداد حاجًا وحدث بِهَا عَن نعيم بْن أَبِي نعيم، وأبي أَحْمَد بْن عدي، وعبد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم الأبندوني، وغيرهم. حَدَّثَنِي عنه أَحْمَد بْن مُحَمَّد العتيقي.
أَخْبَرَنِي العتيقيّ، حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْجُرْجَانِيُّ- قَدِمَ عَلَيْنَا حَاجًّا في سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة-.
حدّثنا نعيم بن أبي نعيم، حدّثنا بكر بن سهل الدمياطي، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ هِشَامٍ الْبَيْرُوتِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ الأَوْزَاعِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ فَاسْتَثْنَى، ثُمَّ أَتَى مَا حَلَفَ فَلا كَفَّارَةَ عَلَيْهِ [2] »
. 2800- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر، أَبُو بشر الهروي، يعرف بالعالم [3] :
سكن بغداد. وحدث بِهَا عَن عَبْد اللَّهِ بْن جَعْفَر الجابري. حَدَّثَنَا عنه الْقَاضِي أَبُو عَبْد اللَّهِ الحسين بْن علي الصيمري.
أخبرنا الصيمري، حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو بِشْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن محمّد بن جعفر الهرويّ- ببغداد- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ إِسْحَاقَ بن جابر الموصلي- بالبصرة- حدّثنا محمّد بن عبدة الموصلي، حدّثنا إبراهيم بن سعيد الجوهريّ، حدّثنا عبد الصّمد ابن النعمان، حدّثنا كيسان- أبو عمر- عَنِ يَزِيدَ بْنِ بِلالٍ، عَنْ خَبَّابٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إذا صُمْتُمْ فَاسْتَاكُوا بِالْغَدَاةِ وَلا تَسْتَاكُوا بِالْعَشِيِّ، فَإِنَّ الصَّائِمَ إِذَا يَبِسَتْ شَفَتَاهُ كَانَ لَهُ نُورًا بَيْنَ عَيْنَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ [4] » .
__________
[1] 2799- هذه الترجمة برقم 2483 في المطبوعة.
[2] انظر الحديث في: مسند أحمد 2/6، 48، 49.
[3] 2800- هذه الترجمة برقم 2484 في المطبوعة.
[4] انظر الحديث في: المعجم الكبير 4/90. وسنن الدارقطني 2/204. ونصب الراية 2/460(5/294)
حَدَّثَنِي الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِم التنوخي قَالَ: أَبُو بشر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الهروي فقيه عَلَى مذهب الشافعي، وكَانَ يخدم أمير المؤمنين القادر بالله قبل الخلافة، ودرس عَلَيْهِ مذهب الشّافعي. روى أَبُو بشر حَدِيثا كثيرا، وأخبارا وآدابا، وأشعارا وكتبا مصنفة. ومولده بهراة سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة وكَانَ يعرف بالعالم، وتقلد الحسبة بجانبي مدينة السلام، وتقلد قضاء طسوجي مسكن وقطربل وبلاد أذربيجان، وتوفي في يوم الثلاثاء السابع عَشَرَ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ خَمْسٍ وثمانين وثلاثمائة.
2801-[1] أَحْمَد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ جعفر بْن إبراهيم بن حسّان ابن عَلِيّ بْن مُحَمَّد، أَبُو المكارم الصيرفِي، المعروف بابن القديسي [2] :
أحد أصدقائنا، وممن كَانَ يسمع معنا، وَهُوَ ابْن أخت أَبِي الْقَاسِم الأَزْهَرِيّ، بَكَّر بِهِ خاله فِي سماع الحَدِيث من الْحَسَن بْن الْقَاسِم الدباس الذي روى عَن أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ صَاحِبِ أَبِي صَخْرَةَ، وسمعه أيضا من أَبِي الْحَسَن بْن الصلت المجبر، وأبي أَحْمَد الفرضي، وأبي الحسين بْن المتيم، وأبي عُمَر بْن مهدي، وأبي الحسين بن المحاملي، ومن بعدهم.
ولم يزل يحضر معنا المجالس، ويقرأ عَلَى المشايخ، ويديم الكتابة، إِلَى أن توفي مقتولا، قتله بعض اللصوص ليلا طمعا فِي أخذ ماله، وكنت علقت عنه شيئا يسيرا.
حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن مُحَمَّد القديسي، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْقَاسِم الجابر، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن الْقَاسِم الأنباري النّحويّ- إملاء- حدّثني ابن المرزبان، حدّثنا أبو محمّد البلخي، حدّثنا محمّد بن حميد، حَدَّثَنَا جرير قَالَ: جئنا الأعمش يوما فوجدناه قاعدا فِي ناحية أخرى وفِي الموضع خليج من ماء المطر، فجاء رَجُل عَلَيْهِ سواد، فلما أبصر بالأعمش عَلَيْهِ فروة حقره فَقَالَ: قم عبرني هذا الخليج، وجذب يده فأقامه وركبه وَقَالَ: سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هَذَا وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ
[الزخرف 13] فمضى بِهِ الأعمش حتى توسط بِهِ الخليج ثم رمى بِهِ وَقَالَ: وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبارَكاً وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ
[المؤمنون 29] ثم خرج وترك المسود يتخبط فِي الماء.
قتل أَبُو المكارم بن القديسي فِي ليلة الخميس الرابع من شهر ربيع الأول سنة تسع
__________
[1] 2801- هذه الترجمة برقم 2485 في المطبوعة.
[2] القديسي: هذه النسبة إلى قديس أو قديسة، قال السمعاني: وظني أنها من أعمال بغداد (الأنساب 10/77)(5/295)
وعشرين وأربعمائة، وسمعت خاله أبا الْقَاسِم يذكر أنه ولد فِي سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة، وكَانَ يذكر أنه كتب بخطه ألف جزء من الحَدِيث.
2802- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن موسى، أَبُو عِيسَى، المعروف بابن العَرَّاد [1] :
سمع أبا همام الوليد بْن شجاع، وإِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّهِ الهروي، وإِسْحَاق بْن أَبِي إِسْرَائِيل، ومُحَمَّد بْن سُلَيْمَان لوينًا، ويَحْيَى بْن أكثم، ومحمد بْن عَلِيّ الشقيقي، ومحفوظ بْن إِبْرَاهِيم الفركي. روى عنه أَبُو بَكْر الشافعي، وأبو علي بن الصواف، وأبو حفص بن شاهين، وابن الزيات. وكَانَ ثقة يسكن سوق يَحْيَى.
حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نصر قَالَ: سمعتُ حمزة بْن يُوسُف يَقُولُ: سألتُ الدارقطني عَن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن العراد فَقَالَ: ثقة.
حَدَّثَنَا أَبُو طَالِب عُمَر بْن إِبْرَاهِيم الفقيه، حَدَّثَنَا عِيسَى بْن حامد الْقَاضِي. قَالَ:
مات أبو عيسى بن العراد سنة اثنتين وثلاثمائة.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع قَالَ: ومات أَبُو عِيسَى بْن العراد البزاز فِي ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثمائة فِي يوم جمعة، وحمل جماعة عنه لثقته.
قرأت فِي كتاب أَبِي بَكْرٍ أَحْمَد بن جَعْفَر بْن سلم- بخطه- مات أَبُو عِيسَى بن العراد يوم الجمعة لأربع عشرة خلت من ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثمائة، وله يومئذ سبع وسبعون سنة، ومولده سنة خمس وعشرين ومائتين.
2803- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن موسى، أَبُو بَكْر المعروف بالسوانيطي [2] :
حدث عَن ابْن سَعِيد بْن مسلم، وأَحْمَد بْن أَبِي رجاء المصيصي. روى عنه موسى ابن عِيسَى السراج، وروى عنه غيره فَقَالَ: مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن موسى، وذاك أصح.
وقد ذكرناه فِي جملة المحمدين.
أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الفقيه، أخبرنا موسى بن عيسى ابن عبد الله السّرّاج، حَدَّثَنَا أبو بكر أحمد بن محمد بن موسى السوانيطي، حدّثنا
__________
[1] 2802- هذه الترجمة برقم 2486 في المطبوعة.
انظر: سؤالات حمزة السهمي للدار قطني برقم 121.
[2] 2803- هذه الترجمة برقم 2487 في المطبوعة(5/296)
يوسف بن سعيد بن مسلم، حدّثنا قبيصة، حَدَّثَنَا سَلامٌ الطَّوِيلُ، عَنْ زِيَادُ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِتَارِكٍ أَحَدًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ صَبِيحَةَ أَوَّلِ يَوْمٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ إِلا غَفَرَ لَهُ [1] »
. وروى عنه موسى بْن السراج أحاديث عدة سماه فِيهَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن موسى، وكذلك سماه ابْن شاهين. إذ روى عنه فِي الأخبار وَالنزه، وسماه فِي غير ذلك مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن موسى.
2804- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن موسى بْن النضر بْن حكيم بْن عَلِيّ بْن زربي، أَبُو بَكْر، المعروف بابن أَبِي حامد، صاحب بيت المال [2] :
سمع حمدون بْن عباد الفرغاني، ومحمد بْن صَالِح الأنماطي، ومحمّد بن أحمد ابن الجنيد الدقاق، وَالفضل بْن الْعَبَّاس الرازي، وعلي بْن داود القنطري، وعباس بْن مُحَمَّد الدوري، ومحمد بْن عَبْد الملك الدقيقي، وعلي بْن سهل بْن المغيرة، وكثير بْن شهاب القزويني، وَالسري بْن يَحْيَى الكوفِي، ومحمد بْن سعد العوفِي، وإبراهيم بْن الوليد الجشاش. روى عنه مُحَمَّد بْن عبيد اللَّه بْن قفرجل. وأبو الْحَسَن الدارقطني، وأبو الفتح القواس، وكَانَ ثقة صدوقا، جوادا كريما.
حَدَّثَنِي عبيد اللَّه بْن أبي الفتح، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن عُمَر الدارقطني- من حفظه مذاكرة- قَالَ: كَانَ أبو حامد المروروذي قليل الدخول على ابن أَبِي حامد صاحب بيت المال الذي كَانَ يسكن فِي الدار المنسوبة إِلَى ابْن فسانجس عَلَى نهر عِيسَى، وكَانَ فِي مجلسه رَجُل من المتفقهة فغاب عنه أياما، فسأل عنه فأخبر أنه متشاغل بأمر قد قطعه عَن حضور المجلس، فأحضره وسأله عَن حاله، فذكر أنه كَانَ قد اشترى جارية لنفسه، وأنه انقطعت بِهِ النفقة، وضاقت يده فِي تلك السنة لانقطاع المادة عنه من بلده، وكَانَ عليه دين لجماعة من السوقة لم يجد قضاء لذلك دون أن باع الجارية، فلما أن قبض الثمن تذكرها وتشوق إليها، واستوحش من بعدها عنه حتى لم يمكنه التشاغل بفقه ولا بغيره، من شدة تعلق قلبه بِهَا، وذكر أن ابْن أَبِي حامد قد اشتراها، فأوجبت الحال مضى أَبِي حامد الفقيه إِلَى ابْن أَبِي حامد يسأله الإقالة، وأخذ المال من البائع، فمضى ومعه الرجل، فحين استأذن على ابن أبي حامد
__________
[1] انظر الحديث في: الأحاديث الضعيفة 296.
[2] 2804- هذه الترجمة برقم 2488 في المطبوعة(5/297)
أذن له فِي الحال، فلما دخل عَلَيْهِ قربه واستقبله وقام إليه وأكرمه غاية الإكرام، وسأله عَن حاله وعما جَاءَ له، فأخبره أبو حامد بخبر الفقيه، وبيع الجارية وسأله قبض المال ورد الجارية عَلَى صاحبِهَا، فلم يعرف ابْن أَبِي حامد للجارية خبرا، ولا كَانَ عنده علم من أمرها، وذاك أن امرأته كَانَت اشترتها ولم يعلم بذلك، فورد عَلَيْهِ من ذلك مورد تبين فِي وجهه، ثم قام ودخل عَلَى امرأته فسألها عَن جارية اشتريت من سوق النخاسين عَلَى الصفة وَالنعت، فصادف ذلك أن امرأته كَانَت جالسة وَالجارية حاضرة، وهم يصلحون وجهها وقد زينت بالثياب الحسان وَالحلي، وما جرى مجرى ذلك من الزينة. فقالت: يا سيدي هذه الجارية التي التمست، فسر بذلك سرورا تامّا إذ كَانَت عنده رغبة فِي قضاء حاجة أَبِي حامد وإنجاز ما قصد له. فعاد إِلَى أَبِي حامد وَقَالَ له: خفت أن لا تكون الجارية فِي داري وَالآن فهي بحمد اللَّه عندنا، وَالأمر للشيخ أعزه اللَّه- فِي بابِهَا- فأمر ابْن أَبِي حامد بإخراج الجارية إِلَى الجماعة، فحين أخرجت تغير وجه الفتى تغيرا شديدا، فعلم بذلك أن الأمر كما ذكره الفقيه من حبه لها، وصبابته إليها. فَقَالَ له ابن أَبِي حامد: هذه جاريتك فَقَالَ: نعم هذه جاريتي.
واضطرب كلامه من شدة ما نزل بِهِ عند رؤيتها. فَقَالَ له: خذها بارك اللَّه لَكَ فِيهَا، فجزاه أَبُو حامد خيرا، وتشكر له وسأله قبض المال فإنه كَانَ عَلَى حاله، وقدره ثلاثة آلاف درهم، فأبي أن يأخذه وطال الكلام فِي بابه. وَقَالَ له أَبُو حامد: إنما قصدنا نسأل الإقالة ولم نقصد بأخذها عَلَى هذا الوجه. فَقَالَ له ابْن أَبِي حامد: هذا رَجُل فقيه وقد باعها لأجل حاجته وقلة ذات يده، ومتى أخذ المال منه خيف عَلَيْهِ من أن يبيعها ثانية ممن لا يردها عَلَيْهِ، وَالمال يكون فِي ذمته، فإذا جاءه نفقة من بلده جاز أن يرد ذلك. فوهب المال له. وكَانَ عليها من الحلى وَالثياب شيء له قدر كثير، فَقَالَ له أَبُو حامد: إن رأى الشيخ أيده اللَّه أن يتفضل وينفذ مع الجارية من يقبض هذه الثياب وَالحلي الذي عليها، فما لهذا الفقيه أحد ينفذ به على يده. فَقَالَ له: يا سبحان اللَّه!! هذا شيء أسعفناها بِهِ ووهبناه لها، سواء كَانَت فِي ملكنا أو خرجت عَن قبضتنا، ولسنا نرجع فيما وهبناها من ذلك ولا يجوز. فعرف أَبُو حامد أن الوجه ما قاله، فلم يلح عَلَيْهِ فِي ذلك، بل حسن موقعه من قلبه وقلب صاحب الجارية، حيث رجعت عَلَيْهِ بلا ثمن ومعها ما معها من الحلى وَالثياب. فلما أراد أن ينهض ويودعه قال ابن أبي حامد: أريد أن أسألها قبل انصرافها عَن شيء؟ فَقَالَ لها: يا جارية أيما أحب إليك! نحن أو مولاك هذا الذي باعك وأنت الآن له؟ فقالت: يا(5/298)
سيدي أما أنتم فأحسن اللَّه عونكم، وفعل بكم وفعل، فقد أحسنتم إِلَى وأعنتموني، وأما مولاي هذا فلو ملكت منه ما ملك مني لما بعته بالرغائب العظيمة. فاستحسن الجماعة منها ذلك، وما هي عَلَيْهِ من العقل مع الصبا، ثم انصرفوا وودعوه.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو العلاء الواسطي. قَالَ: قَالَ لنا الحسين بْن مُحَمَّد بْن عبيد الدقاق: توفِي أَبُو بَكْر بْن أَبِي حامد صاحب بيت المال فِي سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة.
حَدَّثَنِي عبيد الله بن أبي الفتح، عن طلحة بن محمد بن جعفر: أن أبا بكر بْن أَبِي حامد مات فِي شهر رمضان من سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة.
2805- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن موسى بْن هاشم، أَبُو بَكْر الهمذاني [1] :
قدم بغداد وحدث بِهَا عَنْ مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن سَعِيد، وأَحْمَد بن المسور الضبي الأصبهانيين. روى عنه أبو الحسن الدارقطني، وكان ثقة.
2806-[2] أحمد بن محمد بن موسى بن محمد، أبو عمر المعدل، المعروف بابن العلاف [3] :
سمع إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، والقاضي المحاملي، ومحمد بن يحيى الصولي، ومحمد بن مخلد الدوري، وأبا الحسين بن المنادي، وأبا عمر الزاهد- صاحب ثعلب حَدَّثَنَا عنه أَحْمَد بن علي بن التوزي، وَالْقَاضِي أَبُو الْقَاسِم التنوخي، وكَانَ ثقة.
أخبرنا التّنوخي، حَدَّثَنِي أَبُو عُمَرَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ موسى بن العلاف المخرميّ الشاهد، حدّثنا إبراهيم بن عبد الصّمد الْهَاشِمِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مُوسَى، حدّثني عمي إبراهيم بن محمّد بْن عَبْد الصمد بْن عَلِيّ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَكْرِمُوا الشُّهُودَ فبهم تستخرج الحقوق [4] » .
__________
[1] 2805- هذه الترجمة برقم 2489 في المطبوعة.
انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/318.
[2] 2806- هذه الترجمة برقم 2490 في المطبوعة.
[3] العلاف: هذه النسبة لمن يبيع علف الدواب أو يجمعه من الصحاري ويبيعه (الأنساب 9/95) .
[4] انظر الحديث في: العلل المتناهية 2/275. والدرر المنتثرة 42. وأمالي الشجري 2/237. وتلخيص الحبير 4/198(5/299)
قَالَ لي التنوخي: مات أَبُو عُمَر بْن العلاف فِي يوم الأربعاء لسبع بقين من شهر ربيع الآخر سنة تسعين وثلاثمائة. وَقَالَ لي هلال بن المحسن: مات فِي يوم الخميس لخمس بقين من شهر ربيع الآخر.
2807- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن موسى بْن الْقَاسِم بْن الصلت بْن الحارث بْن مالك بْن سعد بْن قيس بْن عَبْد بْن شرحبيل بْن هاشم بْن عبد مناف بن عبد الدار ابن قصي بْن كلاب، أَبُو الْحَسَن المجبر [1] :
من ساكني الجانب الشرقي. سمع إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الصمد الهاشمي، وَالحسين بْن إسماعيل المحاملي، وأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ- صَاحِبِ أَبِي صَخْرَةَ- ومحمد بن عبيد الله ابن العلاء الكاتب، وأبا بكر [بن] الأنباريّ [2] النّحويّ وأبا الحسين بن المنادي، ومحمد بْن يَحْيَى الصولي، وإسماعيل بْن مُحَمَّد الصَّفَّار، وأبا هارون موسى بْن مُحَمَّد الزرقي. حَدَّثَنَا عنه أَبُو الْقَاسِم الأزهري، وجماعة غيره.
سَمِعْتُ أَبَا بَكْر الْبَرْقَانِيّ- وسئل عَن ابْن الصلت المجبر- فَقَالَ: ابنا الصلت ضعيفان.
سألت أبا طاهر حمزة بْن مُحَمَّد بْن طاهر الدقاق عَن ابْن الصلت فَقَالَ: كَانَ شيخا صَالِحا دينا، سمعنا منه كتاب أحكام القرآن لإسماعيل بْن إِسْحَاق الْقَاضِي، وكَانَ يرويه عَن إسماعيل الصفار، ثم بلغنا أنه قد ابتدأ يحدث بكتاب «الأمثال» لأبي عبيد عَن دعلج عَن عَلِيّ بْن عَبْد العزيز عَن أَبِي عبيد، فمضيت إليه وأنكرت عَلَيْهِ الرواية وَالكتاب، وكَانَ قوم من أصحاب الحَدِيث لقنوه وذكروا له أن دعلج سمع الكتاب من عَلِيّ بْن عَبْد العزيز، فأعلمته أن ذلك القول باطل فامتنع من روايته.
سمعت بعض أصحابنا ذكر ابن الصلت فَقَالَ: كَانَ بعض كتاب «أحكام القرآن» سماع الصّفّار من إسماعيل القاضي، فروى ابن الصلت عنه جميع الكتاب.
حَدَّثَنِي عِيسَى بْن خلف الأندلسي قال: سمعت أبا الحسن بن السوسنجردي يقول:
وقع إلينا أصل فيه [سماع إسماعيل بن محمّد الصّفّار كتاب «الأحكام» تصنيف
__________
[1] 2807- هذه الترجمة برقم 2491 في المطبوعة.
انظر: ميزان الاعتدال 1/132.
[2] في الأصل: «أبا بكر الأنباري»(5/300)
إسماعيل بْن إِسْحَاق الْقَاضِي، فرأيت فِيهِ [1]] سماع ابْن الصلت من أول الكتاب إِلَى سورة الطلاق.
سمعت عَبْد العزيز بْن عَلِيّ الأزجي يقول: عمد ابن الصلت إِلَى كتب لابن أَبِي الدُّنْيَا، كَانَ عُمَر بْن سعد القراطيسي يرويها عنه، فحدث بِهَا عَنِ الحسين بْن صفوان البرذعي، عَن ابْن أَبِي الدُّنْيَا. يشير الأزجي إِلَى أن تلك الكتب لم تكن عند البرذعي.
وَالله أعلم.
حَدَّثَنِي أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمِصْرِيُّ قَالَ: ولد ابْن الصلت المجبر فِي سنة أربع عشرة وثلاثمائة.
قلت: وذكر أَبُو الْحَسَن أَحْمَد بْن رضوان الصيدلاني أن مولد ابن الصّلت في سنة سبع عشرة وثلاثمائة.
حدّثني الأزهري قال: سنة خمس وأربعمائة فيها توفي ابن الصلت المجبر فِي رجب.
حَدَّثَنِي الْحَسَن بْن مُحَمَّد الخلال قَالَ: مات أَبُو الْحَسَن بْن الصلت المجبر فِي يوم الأربعاء لخمس بقين من رجب سنة خمس وأربعمائة، ودفن بباب حرب.
2808- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن موسى، أبو الحسين البزّاز، المعروف بابن الحناط [2] :
سمع أبا بكر النجاد، ومحمد بْن جَعْفَر الأدمي القاري، وعبد الصمد بْن عَلِيّ الطستي ونحوهم. كتبت عنه فِي سنة خمس عشرة وأربعمائة وكَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْحناطِ فِي نهر البزّارين، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مكرم البزّار، حدّثنا الحارث بن محمّد التميمي، حدّثنا الحسن بن موسى، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ أَبُو خَيْثَمَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ:
لَقَدْ رَأَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِي الْخُفَّيْنِ وَالنَّعْلَيْنِ.
2809- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مروان [3] :
حدث عَن داود بْن مهران الدباغ. روى عنه مُحَمَّد بْن مخلد.
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل وأثبت على الهامش، وسقطت كذلك من الصميصاطية.
[2] 2808- هذه الترجمة برقم 2492 في المطبوعة.
[3] 2809- هذه الترجمة برقم 2493 في المطبوعة.(5/301)
حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهدي، أَخْبَرَنَا محمد بن مخلد العطار، حدثنا أحمد بن محمّد بن مروان، حدّثنا داود بن مهران، حدّثنا مسلم ابن خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ طَوَافَكِ بِالْبَيْتِ وَبَيْنَ الصَّفا وَالْمَرْوَةِ كَافِيكِ لِحَجِّكِ وَعُمْرَتِكِ [1] »
. 2810- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن منصور بْن أَبِي مزاحم، أَبُو طَالِب [2] :
نزل الرافقة وحدث بِهَا عَن جده منصور. روى عنه أَبُو طَالِب أَحْمَد بْن نصر بْن طَالِب الحافظ.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ الطّبريّ، أخبرنا علي بن عمر الدارقطني، حدّثنا أبو طالب الحافظ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ أبي مزاحم، حدّثنا جدي، حَدَّثَنَا أَبُو أُوَيْسٍ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْقُوبَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا قَرَأَ وَهُوَ يَؤُمُّ النَّاسَ افْتَتَحَ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ:
هِيَ آيَةٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ، اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ فَاتِحَةَ الْقُرْآنِ، فَإِنَّهَا الآيَةُ السَّابِعَةُ.
هكذا رواه عَن منصور بْن أَبِي مزاحم عثمان بْن خرزاذ الأنطاكي وَالحسن بْن الفضل بْن السمح البوصرائي.
2811- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن منصور، أَبُو بَكْر الحاسب الضرير [3] :
سمع عَلِيّ بْن الجعد، ومحمد بْن بكار بْن الريان، وأبا عمران الوركاني، والحكم ابن موسى. رَوَى عَنْهُ أَبُو بَكْر بْن مالك القطيعي، ومحمد بْن عُمَر بْن الجعابي، وعلي ابن هارون السمسار ومخلد بْن جَعْفَر الدقاق، وغيرهم.
أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي، حدّثنا مخلد بن جعفر، حَدَّثَنَا أبو بكر أحمد ابن محمد بن منصور السرخسي الحاسب، حدّثنا علي بن الجعد، حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمْرَةَ أَوْ غَيْرِهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «المستشار مؤمن [4] » .
__________
[1] انظر الحديث في: سنن الدارقطني 2/262، 263.
[2] 2810- هذه الترجمة برقم 2494 في المطبوعة.
[3] 2811- هذه الترجمة برقم 2495 في المطبوعة.
انظر: سؤالات السهمي للدار قطني برقم 128، 172. ومعجم شيوخ الإسماعيلي برقم 8.
[4] انظر الحديث في: سنن أبي داود 5128. وسنن الترمذي 2822، 2823. وسنن ابن ماجة 3745، 3746. ومسند أحمد 5/274. وكشف الخفا 2/287. والدرر المنتثرة 142(5/302)
حدّثنا البرقانيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الإِسْمَاعِيلِيُّ، أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ منصور الضّرير الحاسب- ببغداد- حَدَّثَنَا الحكم بْن موسى، حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ: سمعت حمزة بْن يُوسُف يَقُول: سألت الدارقطني عَن أَبِي بكر أَحْمَد بْن منصور الحاسب فَقَالَ: ثقة.
أخبرنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ عن أحمد بن كامل الْقَاضِي قَالَ: مات أَبُو بَكْر أَحْمَد ابن منصور الحاسب فِي جمادى الآخرة سنة تسع وتسعين ومائتين، وكَانَ شيخا صَالِحا [1] .
2812- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن منصور، أَبُو بَكْر الأنصاري الدامغاني [2] :
أحد الفقهاء الكبار من أصحاب الرأي. درس عَلَى أَبِي جَعْفَر الطحاوي بمصر. ثم قدم بغداد فدرس بِهَا عَلَى أَبِي الْحَسَن الكرخي، ولما فلج الكرخي جعل الفتوى إليه دون أصحابه فأقام ببغداد دهرا طويلا، يحدث عَنِ الطحاوي ويفتي، روى عنه القاضي أبو محمد بن الأكفاني وغيره.
حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ علي الصيمري قَالَ: كَانَ أَبُو بَكْر الدامغاني الأنصاري أقام عَلَى الطحاوي سنين كثيرة، ثم أقام عَلَى أَبِي الْحَسَن الكرخي، وكَانَ إماما فِي العلم وَالدين، مشارا إليه فِي الورع وَالزهادة وولي القضاء بواسط، لأنه ركبته ديون فخرج إليها.
قَالَ الصيمري: فَحَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِم عَلِيّ بْن مُحَمَّد الواسطي أنه كَانَ ينظر بين الخصوم عَلَى وجه التحكيم، كَانَ يقول للخصمين: أنظر بينكما؟ فإذا قَالا: نعم، نظر بينهما، وربما قَالَ حكمتماني؟ فإذا قَالا نعم نظر بينهما. وكَانَ عند أصحابنا أنه غض من نفسه بولايته الحكم.
2813- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مقاتل، أَبُو بَكْر الرازي [3] :
قدم بغداد وحدث بِهَا عَن أَبِيهِ وَالحسين بْن عِيسَى بْن ميسرة، وأَحْمَد بْن بكر بْن سيف. روى عنه عَبْدُ الباقي بْن قانع، وأبو القاسم الطبراني، والحسين بن مهدي المروزيّ.
__________
[1] في الأصل ما نصه: «آخر الجزء التاسع والثلاثين من تجزئة المؤلف رحمه الله» .
[2] 2812- هذه الترجمة برقم 2496 في المطبوعة.
انظر: الأنساب، للسمعاني 5/259.
[3] 2813- هذه الترجمة برقم 2497 في المطبوعة(5/303)
أخبرنا الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ قَانِعِ بْنِ مَرْزُوقٍ القاضي، حدثنا أحمد بن محمد بن مقاتل الرازي، حدّثنا أبي، حَدَّثَنَا أَبُو مُطِيعٍ، عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ توضأ فمسح رَأْسَهُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْنِ شَهْرَيَارَ الأصبهاني، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُقَاتِلٍ الرّازيّ- ببغداد-
2814- أحمد بن محمّد بن مظفّر، أَبُو الْعَبَّاس [1] :
سمع أَحْمَد بْن حَنْبَل، وسريج بْن يونس، ومحمد بْن حميد الرازي، ويحيى بْن عثمان الحربي، وأَحْمَد بْن عِيسَى المصري. روى عنه أَبُو عمرو بن السماك، وأحمد ابن سلمان النجاد، وأبو بَكْر الشَّافِعِيّ، وعبد الصمد بْن عَلِيّ الطستي، وأبو بَكْر الخلال الحَنْبَلي، وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ المنذر القاضي، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ- إملاء- حدّثنا أحمد بن محمّد بن المظفر، حدّثني يحيى بن عثمان، حَدَّثَنَا بقية بْن الوليد الحمصي، عَن جعبان العنسي، عَن عمرو بْن مهاجر قَالَ: قَالَ لي عُمَر بْن عَبْد العزيز: يا عمرو إذا رأيتني قد ملت عَنِ الحق، فضع يدك فِي تلابيبي ثم هزني ثم قل لي ماذا تصنع؟!
2715- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مسلم البغدادي [2] :
أحسبه نزل مصر وحدث بِهَا عَن غسان بْن الربيع. روى عنه عَلِيّ بْن أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَان المعروف بعلان المصري.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّه الخفاف، أخبرنا محمّد بن المظفر، حدّثنا علي بن أحمد بن سليمان، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الْبَغِدادِيُّ قال: أخبرنا غسان بن الربيع، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ أَبُو زَيْدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَت: نَهَانَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَتَحَدَّثَ مَعَ الرِّجَالِ إِلا مَعَ ذِي محرم.
__________
[1] 2814- هذه الترجمة برقم 2498 في المطبوعة.
[2] 2815- هذه الترجمة برقم 2499 في المطبوعة(5/304)
2816- أحمد بن محمد بن المستلم بن حيان، أَبُو الْعَبَّاس المؤدب، مولى أَبِي الْعَبَّاس السفاح [1] :
حدث عَن محرز بْن عون، وأَحْمَد بْن إبراهيم الموصلي، وأبي موسى الهروي، وعصمة بْن الفضل، ومنصور بْن أَبِي مزاحم، وعبد الرحمن بْن صَالِح وعمرو بْن عثمان الكلابي، وأبي همام الوليد بْن شجاع، وأَحْمَد بْن بجير البزاز، ومُحَمَّد بْن رزق اللَّه الكلوذاني. روى عنه أَحْمَد بْن عِيسَى بْن الحكم المعروف بابن جنية الحربي، وَالْقَاضِي أَبُو الطاهر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّهِ الذهلي- إلا أن الحربي كناه أبا الْحَسَن-.
أَخْبَرَنَا طَلْحَةُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الصَّقْرِ الْكَتَّانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى بْنِ الحكم المقرئ الحربيّ- إملاء- حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ المستلم بن حيّان، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رِزْقِ اللَّهِ- أَبُو بَكْرٍ- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا معاوية بن صالح، عن راشد بن سَعْدٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اتَّقُوا فِرَاسَةَ الْمُؤْمِنِ فَإِنَّهُ يَنْظُرُ بِنُورِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ [2] »
. 2817-[3] أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مهران، السَّوُطِيُّ [4] :
حَدَّث عَنْ أَبِي نُعَيْم الْفَضْل بْن دُكين. روى عنه أَبُو الْقَاسِم الطبراني. وقيل هو:
أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى، فالله أعلم.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَهْرَيَارَ، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مِهْرَانَ السَّوْطِيُّ البغداديّ، حدّثنا أبو نعيم الفضل بن دكين، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ نُبَيْطٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَنَا أَحْمَدُ، وَمُحَمَّدٌ، وَالْحَاشِرُ، وَالْمُقَفِّي، وَالْخَاتِمُ [5] »
. أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، حدّثنا الطبراني، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى السَّوْطِيُّ بإسناده مثله.
__________
[1] 2816- هذه الترجمة برقم 2500 في المطبوعة.
[2] انظر الحديث في: سنن الترمذي 3127. وفتح الباري 12/388. وكشف الخفا 1/42، وتنزيه الشريعة 2/205.
[3] 2817- هذه الترجمة برقم 2501 في المطبوعة.
[4] السوطي: هذه النسبة إلى السوط وعمله (الأنساب 7/192) .
[5] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الفضائل، 142، 125. وصحيح البخاري 6/188، 225(5/305)
2818- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مسروق، أَبُو الْعَبَّاس الصوفِي، يعرف بالطوسي [1] :
حدث عَن خلف بْن هِشَام البزار، ومحمد بْن إسحاق المسيبي، وعلي بن المديني، ومحمد بْن حسان السمتي، وعلي بْن الجعد، وداود بْن رشيد، وهناد بْن السري، ومحمد بْن حسان السمتي، وعلي بْن الجعد، وداود بْن رشيد، وهناد بْن السري، ومحمد بْن حميد الرازي، وَالحارث المحاسبي، وأَحْمَد بْن إبراهيم الدروقي، ومحمّد ابن الحسين البرجلاني، وَالزبير بْن بكار. روى عنه مُحَمَّد بْن مخلد، وأبو عَمْرو بن السماك، وجعفر الخالدي، وأبو بكر الشافعي، وحبيب بْن الْحَسَن القزاز، ومخلد بْن جَعْفَر الدقاق، وَالحسين بْن مُحَمَّد بْن عبيد العسكري، وغيرهم. وكَانَ معروفا بالخير، مذكورا بالصلاح.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْن أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن أَحْمَد الواعظ قَالَ: سمعت جَعْفَر بن محمّد بن نصير الخالدي يقول: سمعت أحمد بن محمد بن مسروق يقول: الحب قيد المحبين إذا صح، وزمام المحبوبين إِلَى المحبين تعطف من الحق عَلَى المحبوب بصدقه.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ- لَفْظًا- حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن الهمذاني- بمكة- حدّثنا الخالدي، حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن مسروق قَالَ: دخلت إِلَى الري، فقصدت أبا موسى الدولابي، وكَانَ فِي ذلك الوقت من أشرف من يذكر، فلقيته فسلمت عَلَيْهِ وأقمت عنده فِي منزله ثلاثة أيام، وكَانَ له تلامذة يتكلم عليهم فأردت الخروج فوقفت عَلَيْهِ لأودعه، فابتدأني وَقَالَ: يا غلام الضيافة ثلاثة أيام، وما كَانَ فوق ذلك فهو صدقة منك عَلِيّ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن علي بْن الحسين المحتسب، حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن الْحُسَيْن الفقيه الهمذاني قَالَ: سمعت جعفر الخالدي يقول: سمعت أبا الْعَبَّاس بْن مسروق يقول:
أردت السفر فودعت وَالدتي وَخَرجت ومضى لي أيام، فلما كَانَ فِي يوم من الأيام وقفت وقفة فلم يكن لي قدم إِلَى قدام، ولم أدر ما العلة! فرجعت فجئت باب الدار ففتحت الجارية الباب فرأيت وَالدتي فِي بيت الدهليز وقد لبست سوادا فأهالني ذلك منها فقلت لها: يا أمي أيش الخبر؟ فقالت: يا بني اعتقدت من وقت خرجت أن ألزم
__________
[1] 2818- هذه الترجمة برقم 2502 في المطبوعة.
انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/107. ولسان الميزان 1/292. وسؤالات حمزة السهمي للدار قطني 165(5/306)
هذا البيت وأصوم ولا أدخل الدار حتى تجيء. فعلمت أن رجوعي وتلك الوقفة كان لأجلها.
أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم عَبْد الكريم بْن هوازن القشيري النيسابوري قَالَ: سمعت مُحَمَّد بْن الحسين السلمي يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْر الرازي يَقُولُ: سمعت الجريري يقول: دعانا أَبُو الْعَبَّاس بْن مسروق ليلة إِلَى بيته فاستقبلنا صديق لنا فقلنا: ارجع معنا فنحن فِي ضيافة الشيخ. فَقَالَ: أنه لم يدعني، فقلت: نحن نستثني كما استثنى رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعائشة، فرددناه فلما بلغ باب الشيخ أَخْبَرَنَاهُ بما قَالَ وقلنا له، فَقَالَ: جعلت موضعي من قبلك أن تجيء إِلَى منزلي من غير دعوة، عَلَى كذا وكذا إن مشيت إِلَى الموضع الذي تقعد فِيهِ إلا عَلَى خدي! وألح ووضع خده عَلَى الأرض، وحمل الرجل ووضع قدمه عَلَى خده من غير أن يوجعه، وسحب الشيخ وجهه عَلَى الأرض إِلَى أن بلغ موضع جلوسه.
حَدَّثَنَا عَبْد العزيز بْن عَلِيٍّ، حدّثنا علي بن عبد الله الهمذاني، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر، عَن أَحْمَد بْن مسروق قَالَ: رأيت كأن القيامة قد قامت، وَالخلق مجتمعون إذ نادى مناد: الصلاة جامعة، فاصطف الناس صفوفا، وأتاني ملك عرض وجهه عرض ميل فِي طول مثل ذلك. فَقَالَ: تقدم فصل بالناس، فتأملت وجهه فإذا بين عينيه مكتوب: جبريل أمين اللَّه، قلت: فأين النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلم؟ فقال: مشغول بنصب الموائد لإخوانه الصوفِية! فقلت: وأَنَا من الصوفِية؟ قيل: نعم، ولكن شغلك كثرة الحَدِيث، فكدت أبكي، فإذا بجنيد يشير إلي أن لا تخاف، لا نأكل حتى تجيء، فانتبهت فيا ليتني صليت أو أكلت! أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ بن يعقوب المعدل، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ الْوَاعِظُ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن نصير، حدّثنا أَبُو الْعَبَّاس بْن مسروق قَالَ: أصبحت عَن مجلس الزعفراني فجئت وَهُوَ يحدث وليس معي محبرة فطلبت من أجلس إليه فأكتب من محبرته، فرأيت شيخا وشابا جالسين فِي باب، فجلست إليهما وبينهما محبرة فاستأذنت الشيخ فقلت: أكتب من المحبرة؟ فَقَالَ الشيخ للشاب: يا حبيب يكتب من المحبرة؟ فَقَالَ الشاب: يا محب الأمر لَكَ، فَقَالَ لي: أكتب، فعجبت من كلامهما فطأطأت رأسي فرأيت عَلَى المحبرة مكتوبا خرطا:
تمكن فِي الفؤاد فما يبالي ... أطال الهجر أم منح الودادا(5/307)
قَالَ: فصحت وأغمي عَلِيّ، فما أفقت حتى انقضى المجلس.
أَخْبَرَنَا عَبْد الكريم بْن هوازن قَالَ: سمعتُ أبا عَبْد الرحمن السلمي يقول:
سمعت مُحَمَّد بْن الْحَسَن البغدادي يقول: سمعت جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن نصير يقول:
سمعت أبا الْعَبَّاس بْن مسروق يقول: قدم عَلَيْنَا شيخ فكَانَ يتكلم عَلَيْنَا فِي هذا الشأن بكلام حسن وكَانَ عذب اللسان، جيد الخاطر، فَقَالَ لنا فِي بعض كلامه: كل ما وقع لكم فِي خاطركم فقولوه لي! فوقع فِي قلبي أنه يهودي، وكَانَ الخاطر يقوي ولا يزول، فذكرت ذلك للجريري، فكبر عَلَيْهِ ذلك. فقلت: لا بد من أن أخبر الرجل بذلك. فقلت له: تقول لنا ما وقع لكم فِي خاطركم فقولوه لي، أنه يقع لي أنك يهودي! فأطرق ساعة ثم رفع رأسه وَقَالَ: صدقت، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّه وَأَشْهَدُ أن مُحَمَّدا رَسُولُ اللَّه، وَقَالَ: قد مارست جميع المذاهب، وكنت أقول إن كَانَ مع قوم منهم شيء فمع هؤلاء، فداخلتكم لاعتبركم، وأنتم عَلَى الحق، وحسن إسلامه.
أَخْبَرَنَا إسماعيل بْن أَحْمَد بْن عَبْد الله الحيري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الحسين بْن موسى السلمي. قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ قَالَ: سمعت مُحَمَّدِ بْن الْحُسَيْنِ يَقُولُ:
سَمِعْتُ عَبْد اللَّهِ بْن عطاء- أبا سَعِيد- يقول: فِي رؤيا طويلة للجنيد قَالَ فِيهَا: فرأيت قوما من الأبدال فِي المنام فقلت: ببغداد أحد من الأولياء؟ قالوا: نعم أَبُو الْعَبَّاس بْن مسروق. فقلت متعجبا: أَبُو الْعَبَّاس بْن مسروق؟ فقالوا: نعم أَبُو الْعَبَّاس بْن مسروق من أهل الأنس بالله عَزَّ وَجَلَّ. وَاللفظ للحيري.
حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ: سمعت حمزة بْن يُوسُف يقول: سمعت الدارقطني يقول: أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مسروق ليس بالقوي يأتي بالمعضلات.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ قَالَ: سَمِعْتُ الحسين بْن مُحَمَّد بْن عبيد الدقاق يقول: توفِي أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مسروق فِي يوم الأحد لعشر بقين من صفر سنة تسع وتسعين ومائتين، وسنة أربع وثمانون سنة عَلَى ما ذكر، ودفن فِي مقابر باب حرب.
ورأيت فِي كتاب ابْن المنادي: سنة ثمان وتسعين ومائتين.(5/308)
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي- وأنا أسمع- وأخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حَدَّثَنَا ابْن قانع قَالا: جميعًا: إن أَبَا الْعَبَّاس بْن مسروق مات فِي سنة ثمان وتسعين ومائتين- زاد ابْن المنادي- فِي صفر.
أَخْبَرَنَا إسماعيل بن أحمد الحيري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن السلمي قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الحافظ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سهل الصوفِي بمكة يقول: رأيت أبا الْعَبَّاس بْن مسروق فِي المنام فقلتُ لَهُ: ما فعل اللَّه بك؟ فَقَالَ:
غفر لي. فقلت: ما فعل الجنيد؟ فَقَالَ: فِي القدس.
2819- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْمُؤَمَّلِ، أَبُو بَكْر الصوري [1] :
قدم بغداد وحدث بِهَا عَنِ الْحُسَيْن بْن ميمون المفسر، وعبد الواحد بْن شعيب الجبلي، وحميد بْن سَعِيد بْن أَبِي دعلج، وَالحسن بْن عرفة، ويونس بْن عَبْد الأعلى، ومُحَمَّدُ بْنُ عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد الحكم، وعباس بْن الوليد البيروتي. رَوَى عَنْهُ أَبُو عَمْرو ابْن السماك، وَأَبُو بكر الشافعي، وعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْمُخَرِّمِيُّ. وذكر عبيد اللَّه: أنه سمع منه فِي سنة تسع وتسعين ومائتين.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ غَيْلانَ البزّاز، حدّثنا محمّد بن عبد الله الشّافعي، حدّثني أحمد بن محمّد بن مؤمل، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ شُعَيْبٍ الْجَبَلِيُّ- بجبلة- حدّثنا خالد بن حباب، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى، فَقَالَ مُوسَى: أَنْتَ آدَمُ الَّذِي خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ، وَأَسْجَدَ لَكَ مَلائِكَتَهُ عَمِلْتَ الْخَطِيئَةَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ مِنَ الْجَنَّةِ؟ قَالَ آدَمُ: أَنْتَ مُوسَى الَّذِي اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِرِسَالَتِهِ، وَأَنْزَلَ عَلَيْكَ التَّوْرَاةَ، وَكَلَّمَكَ تَكْلِيمًا، فَبِكَمْ خَطِيئَتِي سَبَقَتْ خَلْقِي؟» قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى [2] »
. أَخْبَرَنَاهُ أَبُو عُمَرَ بْنُ مهدي، أخبرنا محمّد بن مخلد العطار، حدّثنا أبو حاتم الرّازيّ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحُبَابِ- كَتَبْتُ عَنْهُ بِالشَّامِ- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي مُوسَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى، فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى»
. 2820- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن المغلس، أَبُو الْعَبَّاس الحِمَّاني [3] :
قرأت بخط أَبِي الْحَسَن الدارقطني- وحدثنيه أَحْمَد بْن أَبِي جَعْفَر عنه- قَالَ: أَحْمَد
__________
[1] 2819- هذه الترجمة برقم 2503 في المطبوعة.
[2] سبق تخريجه، راجع الفهرس.
[3] 2820- هذه الترجمة برقم 2504 في المطبوعة(5/309)
ابن محمّد بن المغلّس بن أخي جبارة يعرف بابن الصلت أَبُو الْعَبَّاس، بغدادي يروي عَن ثابت الزاهد، وإسماعيل بْن أَبِي أويس، وأبي عبيد الْقَاسِم بْن سلام، ومن بعدهم يضع الحَدِيث.
قلت: ويقال فِيهِ أَحْمَد بْن الصلت، ويقال أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الصلت بْن المغلس.
وقد ذكرناه فِيما تقدم.
2821- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن المغلس، أَبُو عَبْد اللَّهِ البزاز [1] :
وَهُوَ أخو جَعْفَر وكَانَ الأكبر. سمع مجاهد بْن مُوسَى، وأبا همام السّكونيّ، والحسن بن عيسى بن ما سرجس، ومحمد بْن سُلَيْمَان لُوَيْنًا، وإِسْحَاق بْن أَبِي إِسْرَائِيل، وإبراهيم بْن يَعْقُوب الجوزجاني، وسعيد بْن يَحْيَى الأموي، وأبا هِشَام الرفاعي. روى عنه مخلد بْن جَعْفَر، وأبو بَكْرِ بْن شاذان، وأبو حفص بن شاهين، ويوسف بْن عُمَر القواس. وكَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر الْبَرْقَانِيّ قَالَ: سمعت أبا عُمَر بْن حيويه يَقُول: كَانَ النجاد يستملى على ابن صاعد بآخرة فَقَالَ يوما: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان لوين فَقَالَ له النجاد: يا أبا مُحَمَّد ما بقي من يحدث عنه غيرك ودعا له. فَقَالَ ابْن صاعد: ما فعل أَبُو عبد الله ابن مغلس؟ فقيل له: مات فقال: رحمه الله. قال ابن حيويه: وكَانَ عند أَبِي عَبْد اللَّهِ بْن مغلس عَن لوين كثير قَالَ: ومات قبل ابْن صاعد بشهر أو نحوه.
قَالَ الْبَرْقَانِيّ: قلت لابن حيويه: سمعت هذا من ابْن صاعد؟ قَالَ: نعم.
أَخْبَرَنَا عبيد اللَّه بْن عُمَر بن أحمد الواعظ، عن أبيه.
وأخبرنا أحمد بن أبي جعفر، حدثنا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الشاهد قَالا:
توفِي أَبُو عَبْد اللَّه أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن المغلس البزاز فِي جمادى الأولى سنة ثمان عشرة وثلاثمائة.
2822- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مهدي:
حدث عَنِ الحسن بن عرفة. روى عنه أبو بكر بن أبي حزّام الدّقّاق.
__________
[1] 2821- هذه الترجمة برقم 2505 في المطبوعة.
انظر: ميزان الاعتدال 1/141. ولسان الميزان 1/271. وسؤالات الحاكم للدار قطني برقم 34
[2] 2822- هذه الترجمة برقم 2506 في المطبوعة.(5/310)
أخبرنا الحسن بن الحسين بن العباس النعالي وعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ النَّجَّارُ قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْخَضِرِ بْنِ زكريا الدّقّاق، حدّثنا أحمد بن محمّد بن مهدي، حدّثنا الحسن بن عرفة، حدّثنا سالم بْنُ سَالِمٍ الْبَلْخِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُرْوَةَ بن مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَادَ أَعْمَى أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ [1] »
. 2823- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن معروف، أَبُو حامد النَّيْسَابُورِيّ [2] :
قَدِمَ بَغْدَادَ وَحَدَّثَ بِهَا عَن إِبْرَاهِيم بْن صَالِح الْمَرْوَزِيُّ. روى عنه مُحَمَّد بْن المظفر.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ ابن الْحَسَنِ الْعَبْدِيُّ- قَالَ عَلِيٌّ: أَخْبَرَنَا- وَقَالا: حَدَّثَنَا محمّد بن المظفر الحافظ، حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ معروف النّيسابوريّ، أخبرنا إبراهيم بن صالح المروزيّ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ هشام، عن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْفٍ: أَنَّهُ تَزَوَّجَ امْرَأَةً عَلَى وَزْنِ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ [3] »
. 2824- أَحْمَد بن محمّد بن مخلد التّوزيّ [4] :
حدث عَنْ يَعْقُوب بْن إِبْرَاهِيم الدورقي. رَوَى عنه ابْن ابنه أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أحمد التّوزيّ.
2825- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مكرم، أَبُو الْعَبَّاس البزاز [5] :
سمع يونس بْن عَبْد الأعلى المصري. روى عنه أبو حفص بن شاهين، وعبد الله بن أحمد بن ملك البيّع، وأبو القاسم بن الثلاج.
أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ وَالْحُسَيْنُ بن علي الطناجيري، ومحمّد بن عبد
__________
[1] انظر الحديث في: المعجم الكبير 12/353. الموضوعات 2/173، 175، 186. واللآلئ المصنوعة 2/47.
[2] 2823- هذه الترجمة برقم 2507 في المطبوعة.
[3] انظر الحديث في: صحيح البخاري 1/13، 5/39، 88، 7/31، 8/27، 102.
وصحيح مسلم، كتاب النكاح 79، 80، 81.
[4] 2824- هذه الترجمة برقم 2508 في المطبوعة.
[5] 2825- هذه الترجمة برقم 2509 في المطبوعة(5/311)
الْمَلِكِ الْقُرَشِيُّ قَالُوا:
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الواعظ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُكْرَمٍ الْبَزَّازُ- إملاء من حفظه- حدّثنا يونس بن عبد الأعلى الصدفي، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أَدَّيْتَ زَكَاةَ مَالِكَ أَذْهَبْتَ عَنْكَ شَرَّهُ [1] »
. ذكر ابْن الثلاج أنه سمع من هذا الشيخ في سنة عشرين وثلاثمائة قَالَ: وكَانَ قدم من مصر ونزل بين القصرين.
2826- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن محمود، أَبُو عَبْد الرحمن الفقيه الشافعي النسوي، المعروف بالمحمودي [2] :
ذكر ابْن الثلاج: أنه قدم بَغْدَاد حاجًّا فِي سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة وحدثهم عَنِ الْحَسَن بْن سُفْيَان النسوي.
2827- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن المظفر، أَبُو بَكْر التميمي الأصبِهَاني، يعرف بالقصاب [3] :
ورد عَلَيْنَا وَهُوَ شاب فِي آخر أيام أَبِي عَلِيّ بْن شاذان فسمع منه ومن شيوخ ذلك الوقت. وكَانَ لا بأس بِهِ.
فَحَدَّثَنِي مِنْ لَفْظِهِ وَكِتَابِهِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى بْنِ مَرْدُوَيْهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الْخَفَّافُ، حدّثنا أحمد بن يونس، حدّثنا معاوية بن يحيى، حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ، عَنْ حَسَّانِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اتَّقُوا الْحَجَرَ الْحَرَامَ فِي الْبُنْيَانِ، فَإِنَّهُ أَسَاسُ الْخَرَابِ»
. لم أكتب عنه غير هذا الحَدِيث.
2828- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن نصر الحداد [4] :
حدث عَن عفان بْن مسلم، وفِيض بْن وثيق البصري. روى عنه أَبُو جَعْفَر الحضرمي مطين، ومحمد بْن بركة المعروف ببرداعس الحلبي الحافظ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَامِدٍ البزّاز- بهمذان- حدّثنا القاضي أبو
__________
[1] انظر الحديث في: المستدرك 1/390. والسنن الكبرى للبيهقي 4/84. وكنز العمال 15779، 15762.
[2] 2826- هذه الترجمة برقم 2510 في المطبوعة.
[3] 2827- هذه الترجمة برقم 2511 في المطبوعة.
[4] 2828- هذه الترجمة برقم 2512 في المطبوعة.(5/312)
الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بن عيسى بن عبيد الأسديّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد ابْن عَبْد اللَّه بْن سُلَيْمَان الحضرمي، حدثنا أحمد بن محمد بن نصر البغدادي، حدّثنا الفيض بن وثيق الثّقفيّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الثَّقَفِيُّ، حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ الأَعْوَرُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ وَسَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ: أَنَّ رَجُلا أَعْتَقَ سِتَّةَ أَعْبُدٍ لَهُ عِنْدَ الْمَوْتِ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ غَيْرُهُمْ، فَأَقْرَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهُمْ فَأَعْتَقَ اثْنَيْنِ وَأَرَقَّ أَرْبَعَةً.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَن أَحْمَد بْن عَبْد الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ السُّلَمِيُّ- بدمشق- أَخْبَرَنَا جَدِّي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ بن أبي الحديد، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن بركة بْن إبراهيم الحلبي المعروف ببرداعس، حدثنا أحمد بن محمد بن نصر البغدادي- بحلب- وكان صادقا بالحديث.
حَدَّثَنَا عفان بْن مسلم، حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن أَبِي عَلِيّ قَالَ: قرأنا على الْحُسَيْن بن هارون الضبي، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد قَالَ: أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن نصر الحداد بغدادي سمع عفان بْن مسلم وَالْفِيض بْن وثيق، ونحوهما. وكَانَ بحلب.
2829- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن نصر بْن الهيثم، أَبُو جَعْفَر الضُّبَعِيُّ الأحول [1] :
حدث عَن مُحَمَّد بْن مُوسَى الحرشي، ومحمد بْن بكر بْن خالد القصير، ومحمّد ابن أَبِي معشر المدني، وسوار بْن عَبْد اللَّهِ الْقَاضِي، وإِسْحَاق بْن شاهين، وأبي سَعِيد الأشج، وإبراهيم بْن سَعِيد الجوهري، ويُوسُف بْن مُوسَى القطّان، ومحمّد بن عمرو ابن أَبِي مذعور، وعباس بْن يزيد البحراني. رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد بْن مَخْلَد، وَأَبُو بَكْر الشافعي، وعبد اللَّه بْن مُوسَى الهاشمي، وإسماعيل بْن مُحَمَّد بْن زنجي. وكَانَ صدوقا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ غَيْلانَ، أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الضَّبُعِيُّ الأحول، حدّثنا محمّد بن موسى الحرشي، حدّثنا حسّان بن سياه، حَدَّثَنِي ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا عَائِشَةُ إِذَا جاء الرطب فهنيني [2] » .
__________
[1] 2829- هذه الترجمة برقم 2513 في المطبوعة.
[2] انظر الحديث في: تاريخ أصبهان 2/191. وتنزيه الشريعة 2/255. ولسان الميزان 2/853. والكامل 2/780. والميزان 1806(5/313)
أخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، أَخْبَرَنَا ابْن قانع: أن أبا جَعْفَر الضبعي مات فِي شعبان من سنة إحدى عشرة وثلاثمائة.
2830- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن نصر، أَبُو بَكْر الضبعي البغدادي [1] :
حدث عَن سَعِيد بْن عتاب. روى عنه عبد الله بن عدي الجرجاني وذكر أنه سمع منه بالرقة.
2831- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن نصر، أَبُو حازم الْقَاضِي [2] :
سمع أبا سَعِيد الأشج، وعمرو بْن عَلِيّ الصيرفِي، وأبا مُوسَى مُحَمَّد بْن المثنى، وأبا هِشَام الرفاعي. رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد بْن جَعْفَر زَوْجُ الحُرَّةِ، وَأَبُو حفص بْن شاهين، وغيرهما، وكَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ شاذان، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أحمد ابن جعفر المعدّل- إملاء- حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو حَازِمٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حدّثنا أبو سعيد الأشج، حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُرَاتٍ الْقَزَّازُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ فُرَاتٍ الْقَزَّازِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةٌ إِلا سَاقُهَا مِنْ ذَهَبٍ [3] »
. أخبرنا الأزهري، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَن الدارقطني قَالَ: أَبُو حازم الْقَاضِي أَحْمَد بْن مُحَمَّد كَانَ ببغداد فِي حوض داود، وتوفي سنة ست عشرة- يعني وثلاثمائة- حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّه بْن عُمَر بْن شَاهِينَ عَن أَبِيهِ مثل ذلك.
2832- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن نصر، أَبُو الْحَسَن الصوفِي، يعرف بابن الخوارزميّ [4] :
أخبرنا إسماعيل بن محمّد الحيري، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد الرَّحْمَن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن السلمي. قَالَ: أَحْمَد بْن محمد بْن نصر أَبُو الْحَسَن المعروف بابن الخوارزمي نزيل بغداد صحب الجنيد ومن فوقه من البغداديين، وكَانَ يذهب مذهب أهل الورع، نسبه لنا مُحَمَّد بن عبد الله بن شاذان الرازي.
__________
[1] 2830- هذه الترجمة برقم 2514 في المطبوعة.
[2] 2831- هذه الترجمة برقم 2515 في المطبوعة.
[3] انظر الحديث في: سنن الترمذي 2525. وصحيح ابن حبان 2624. ومشكاة المصابيح 5631. والترغيب والترهيب 4/522. وإتحاف السادة المتقين 10/535.
[4] 2832- هذه الترجمة برقم 2516 في المطبوعة(5/314)
وَقَالَ السلمي: سَمِعْتُ منصور بْن عَبْد اللَّهِ يَقُولُ: سمعت أبا الحسن بن الخوارزمي يقول: من استوحش من الوحدة وَهُوَ حافظ لكتاب ربه فإن تلك الوحشة لا تزول أبدا.
2833- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن نيزك بْن حبيب، أَبُو جَعْفَر، يعرف بالطوسي [1] :
حدث عن يزيد بن هارون، وروح بن عبادة، وقراد أَبِي نوح، وأسود بْن عامر، وأبي أَحْمَد الزبيري. روى عنه إِبْرَاهِيم الحربي، وقاسم بْن زكريا المطرز، وَعَبْد اللَّهِ بْن محمد بْن ناجية، وَالحسين بْن مُحَمَّد بْن عُفَيْر، وأبو حامد الحضرمي، وأَحْمَد بْن الحسين بْن إسحاق الصوفي، وغيرهم.
أخبرني أبو الفرج الطناجيري، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عفير الأنصاريّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَيْزَكَ- جَارُ أحمد ابن منيع- حدّثنا أبو أحمد الزبيري، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ: أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ زِيَادٍ أَخَّرَ الصَّلاةَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَسَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الصَّامِتِ فَضَرَبَ فَخِذِي فَقَالَ: سَأَلْتُ خَلِيلِي أَبَا ذَرٍّ عَنْهَا فَضَرَبَ فَخِذِي وَقَالَ: سَأَلْتُ خَلِيلِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَضَرَبَ فَخْذِي وَقَالَ: «صَلِّ الصَّلاةَ لِمِيقَاتِهَا فَإِنْ أَدْرَكْتَ مَعَهُمْ فَصَلِّهِ وَلا تَقُولَنَّ إِنِّي قَدْ صَلَّيْتُ فَلا أُصَلِّي [2] »
. أَخْبَرَنَا أَبُو يعلى أَحْمَد بْن عبد الواحد الوكيل، أَخْبَرَنَا الحسن بن محمد بن شعبة المروزي، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ محبوب، حَدَّثَنَا أَبُو عِيسَى الترمذي قَالَ: أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن نيزك بغدادي.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن أبي علي قَالَ: قرأنا على الحسين بن هارون، عَن أَبِي الْعَبَّاس بْن سَعِيد قَالَ: أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن نيزك الطوسي فِي أمره نظر، نزل بغداد ومات بِهَا.
بلغني أن ابن نيزك مات في سنة ثمان وأربعين ومائتين.
2834- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَبِي النماش، أَبُو عَبْد اللَّهِ الواسطي الخضيب [3] :
حدث عَن أَبِي مُوسَى مُحَمَّد بْن المثنى. روى عنه عَبْد اللَّهِ بْن عدي الجرجاني.
__________
[1] 2833- هذه الترجمة برقم 2517 في المطبوعة.
انظر: تهذيب الكمال 101 (1/475) . والتقريب 1/25. والخلاصة 12. وتاريخ الإسلام للذهبي (ورقة 130 أحمد الثالث 2917/7) .
[2] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب المساجد باب 41.
[3] 2834- هذه الترجمة برقم 2518 في المطبوعة(5/315)
وذكر أنه سمع منه بِبَغْدَادَ.
2835- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن واصل، أَبُو الْعَبَّاس المقرئ [1] :
سماه ونسبه هكذا أَبُو مزاحم الخاقاني. وقيل بل هو مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن واصل، ومحمد بْن أَحْمَد أصح، وقد ذكرناه فِي جملة المحمدين.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع قَالَ: وتوفي أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن واصل المقرئ صاحب ابْن سعدان النحوي، وخلف البزار المقرئ، فِي جمادى الآخرة سنة ثلاث وسبعين- يَعْنِي ومائتين- فجأة، صلى بالناس صلاة الصبح فِي مسجده، ومضى إِلَى منزل رَجُل كَانَ يغشاه فِي بعض أموره، فبينما هو جالس فِي دهليز الدار يعرض عَلَيْهِ من شعر السبع الطوَال، إذ تغير ومات مكَانَه!.
2836- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن هانئ، أَبُو بَكْر الطائي، ويقال: الكلبي الأثرم [2] :
صاحب أَحْمَد بْن حَنْبَل، سمع حرمي بْن حفص، وعفان بْن مسلم، ومعاوية بْن عمرو، وسليمان بن حرب، وأبا الوليد الطيالسي، وعبد اللَّه بْن مسلمة القعنبي، وأبا نعيم الفضل بْن دكين، وأبا توبة الربيع بْن نافع، وسنيد بْن داود، ونعيم بْن حماد، وَأَبَا بَكْر بْن أَبِي شيبة، وَمحمد بْن عَبْد اللَّهِ بْن نمير. وله كتاب فِي علل الحَدِيث ومسائل أَحْمَد بْن حَنْبَل، تدل عَلَى علمه ومعرفته. روى عنه مُوسَى بْن هارون، ومحمد بْن جَعْفَر الراشدي، وعمر بْن مُحَمَّد بْن عِيسَى الجوهري، ويحيى بْن مُحَمَّد بْن صاعد وغيرهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى بشر بن أحمد الإسفراييني: حدثكم عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن سيار أبو محمّد الفرهاذاني [النسائي [3]] قَالَ: سمعت عباسا العنبري [4] يقول: ما قدم عَلَيْنَا مثل عمرو بْن منصور، وأبي بكر الورّاق. فقلت: من
__________
[1] 2835- هذه الترجمة برقم 2519 في المطبوعة.
[2] 2836- هذه الترجمة برقم 2520 في المطبوعة.
انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/83. والجرح والتعديل 1/2/72. وتذكرة الحفاظ 2/571. وطبقات الحنابلة 1/66- 74. وتهذيب التهذيب 1/78. وبحر الدم برقم 6.
وتهذيب الكمال 103 (1/476) .
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[4] في الأصل: «عباسا الغبري» وما أثبتناه من الصميصاطية وكتب الرجال(5/316)
أَبُو بَكْر؟ قَالَ: الأثرم. فقلت أنا له: لا نرضى أن تقرن صاحبنا بالأثرم، أي إن [1] هذا فوقه.
قلت: وكَانَ الأثرم ممن يعد فِي الحفاظ وَالأذكياء حتى قَالَ فِيهِ يحيى بْن معين:
ما حدثت عَن عَبْد العزيز بْن جَعْفَر الحَنْبَلي قَالَ: حَدَّثَنَا أبو بكر أحمد بن محمد ابن هارون الخلّال، أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد قَالَ: سمعت سَعِيد بْن عتاب يقول:
سمعت يَحْيَى بْن معين يقول: كَانَ أحد أبوي الأثرم جنيا! وَقَالَ الخلال أيضا: أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن صدقة قَالَ: سمعت أبا جَعْفَر بْن إشكاب قَالَ: سمعت يَحْيَى بْن أيوب- وذكر الأثرم- فَقَالَ: أحد أبويه جني! وَقَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْر بْن صدقة قَالَ: سمعت إِبْرَاهِيم الأصبِهَاني يقول: الأثرم أحفظ من أَبِي زرعة الرازي وأتقن.
قَالَ الخلال: وكَانَ عاصم بْن عَلِيّ بْن عاصم لما قدم بغداد، طلب رجلا يخرج له فوائد عليها فلم يوجد له فِي ذلك الوقت إلا أَبُو بَكْر الأثرم، فكأنه لما رآه لم يقع منه بموقع- لحداثة سنه، فَقَالَ له: أخرج كتبك، فجعل يقول له هذا الحَدِيث خطأ، وهذا الحَدِيث كذا، وهذا غلط، وأشياء نحو هذا فَسُرَّ عاصم بِهِ وأملى قريبا من خمسين مجلسا، فعرضت عَلَى أَحْمَد بْن حَنْبَل فَقَالَ: هذه أحاديث صحاح، وكَانَ يعرف الحديث ويحفظه ويعمل [2] الأبواب وَالمسند، فلما صحب أَحْمَد بْن حَنْبَل ترك كل ذاك وأقبل عَلَى مذهب أَبِي عَبْد اللَّهِ، فسمعت أبا بكر الْمَرْوَزِيُّ يقول: قَالَ الأثرم:
كنت أحفظ يعني الفقه وَالاختلاف: فلما صحبت أَحْمَد بْن حَنْبَل تركت ذاك كله وليس أخالف أبا عَبْد اللَّهِ إِلا فِي مسألة واحدة. ذكرها الْمَرْوَزِيُّ قَالَ: فقلت له فلا تخالفه أيضا فِي هذه المسألة، وكَانَ معه تيقظ [3] عجيب جدا.
وأَخْبَرَنِي أَبُو بَكْر بْن صدقة قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِم بن الحبلي قَالَ: قدم رَجُل فَقَالَ لي: أريد رجلا يكتب لي من كتاب الصلاة ما ليس فِي كتب ابْن أَبِي شيبة، قَالَ:
فقلنا- أو فقالوا- ليس لَكَ إلا أَبُو بَكْر الأثرم، قال: فوجه إليه ورقا فكتب ستمائة ورقة من كتاب الصلاة، فنظرنا فإذا ليس فِي كتاب ابْن أَبِي شيبة منه شيء.
__________
[1] في المطبوعة: «أي فإن هذا فوقه» .
[2] في المطبوعة: «ويعلم الأبواب» .
[3] في المطبوعة: «وكان معه سفط عجيب جدا» تصحيف(5/317)
أخبرنا محمّد بن علي المقرئ، أَخْبَرَنَا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن مهران، أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال: سمعت أبا علي صالح ابن مُحَمَّد البغدادي يقول: كَانَ أصحابنا ينكرون عَلَى الأثرم كتاب العلل لأَحْمَد بْن حَنْبَل.
أَخْبَرَنَا أبو بكر البرقانيّ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن عَلِيّ التميمي، حَدَّثَنَا أَبُو عوانة يعقوب ابن إسحاق الإسفرايينيّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر الْمَرْوَزِيُّ قَالَ: وسألته- يَعْنِي أَحْمَد بْن حَنْبَل- عَن أَبِي بَكْر الأثرم قلت: نهيت أن يكتب عنه؟ قَالَ: لم أقل: أنه لا يكتب عنه.
قلت: وكَانَ الأثرم من أهل إسكاف بني الجنيد وبِهَا مات فِيمَا ذكر لي أَبُو يَعْلَى مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن الفراء وقال: حدّثني من رأى [1] قبره هناك.
2837- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن هانئ، أَبُو بَكْر الشطوي [2] :
حدث عَن هارون بْن إِسْحَاق الهمداني، وأبي بكر أَحْمَد بْن مُحَمَّد السالمي.
روى عنه أَبُو حفص بْن شاهين.
أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَانِئٍ الشَّطَوِيُّ- سنة ثمان وثلاثمائة إملاء- حَدَّثَنَا أبو بكر أحمد بن محمد بن سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّاب، حدّثني ابن أبي فديك، عن رباح ابن أبي معروف، عن قيس بن سعد، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَدْخُلُ الْجَنَّةَ رَجُلٌ لا يَبْقَى فِيهَا أَهْلُ دَارٍ وَلا غُرْفَةٍ إِلا قَالُوا مَرْحَبًا مَرْحَبًا» فَقَالَ: أَبُو بكر يا رسول الله، ما ثواب [3] هَذَا الرَّجُلُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ؟ قَالَ «أَجَلْ وَأَنْتَ هُوَ يَا أَبَا بَكْرٍ [4] »
. أَخْبَرَنَا السمسار، أخبرنا الصّفّار، حَدَّثَنَا ابْن قانع أن أبا بكر الشطوي مات في سنة عشر وثلاثمائة بدرب الزعفراني.
__________
[1] في المطبوعة: «من زار قبره هناك» .
[2] 2837- هذه الترجمة برقم 2521 في المطبوعة.
[3] في النسختين «ماتوا» والتصحيح من المعجم الكبير للطبراني، وفي أصل الطبراني:
«ماثوا» وأضاف المحقق الباء تصحيحا منه.
[4] انظر الحديث في: المعجم الكبير للطبراني 11/98. وكنز العمال 32628. والكامل 2/694. ومجمع الزوائد 9/46(5/318)
2838- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن هارون، أَبُو بَكْر الخلال الحَنْبَلي [1] :
سمع الْحَسَن بْن عرفة، وسعدان بْن نصر، وأبا بكر الْمَرْوَزِيُّ، ومحمد بْن عوف الحمصي، ومن فِي طبقتهم وبعدهم. روى عنه عَبْد العزيز بْن جَعْفَر صاحبه، وَالحسن ابن يُوسُف الصيرفِي، ومحمد بْن المظفر. وكَانَ ممن صرف عنايته إِلَى الجمع لعلوم أَحْمَد بْن حَنْبَل وطلبِهَا وسافر لأجلها وكتبِهَا عالية ونازلة وصنفها كتبا. ولم يكن فِيمن ينتحل مذهب أَحْمَد أجمع منه لذلك.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْقُرَشِيُّ، أَخْبَرَنَا محمّد بن المظفر، حَدَّثَنَا أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون الخلال- ببغداد- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ خَالِدٍ الْبَالِسِيُّ قَالَ:
حَدَّثَنَا حفص بن عمر العدني، حدّثنا مالك بن أنس، حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: جَمَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ فِي الْمَدِينَةِ، فَصَلَّى أَرْبَعًا، وَبَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ فَصَلَّى سَبْعًا. قَالَ: مَالِكٌ فِي لَيْلَةٍ مَطِيرَةٍ.
أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيم بْن عُمَر البرمكي عَن عَبْد العزيز بْن جَعْفَر قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بن بشار- وَالخلال بحضرته فِي مسجده- وقد سئل عَن مسألة فَقَالَ:
سلوا الشيخ فكأن السائل أحب جواب بن الْحَسَن فَقَالَ: سلوا الشيخ، هذا الشيخ- يَعْنِي الخلال- إمام فِي مذهب أَحْمَد بْن حَنْبَل، سمعته يقول هذا مرارا.
وَقَالَ عَبْد العزيز: سمعت أبا بكر مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن شهريار يقول: كلنا تبع للخلال لأنه لم يسبقه إِلَى جمعه وعلمه أحد.
قَالَ عَبْد العزيز: وسمعت أبا بكر الشيرجي يقول: الخلّال قد صنف كتبه ويريد منا أن نقعد بين يديه ونسمعها منه وهذا بعيد. فَقَالَ له أَبُو بَكْر بْن شهريار: كل من طلب العلم يقابل أبا بكر الخلال؟ من يقدر عَلَى ما يقدر عَلَيْهِ الخلال من الرواية؟
قال عبد العزيز: وقد رسم في كتابه ومصنفاته إذا حدث عَن شيوخه يقول: أَخْبَرَنَا أَخْبَرَنَا، فقيل له إنهم قد حكوا أنك لم تسمعها وإنما هي إجازة. قَالَ: سبحان اللَّه قولوا فِي كتبنا كلها حَدَّثَنَا.
حَدَّثَنِي عبيد اللَّه بْن أبي الفتح، عن طلحة بن محمد بن جَعْفَر أن أبا بكر الخلال مات فِي سنة إحدى عشرة وثلاثمائة.
__________
[1] 2838- هذه الترجمة برقم 2522 في المطبوعة.
انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/220. وطبقات الحنابلة 2/12. وشذرات الذهب 3/219(5/319)
وَقَالَ لي أَبُو يعلى بْن الفراء: توفِي أَبُو بَكْر الخلال يوم الجمعة قبل الصلاة ليومين خلوا من شهر ربيع الأول سنة إحدى عشرة وثلاثمائة، ودفن فِي يوم السبت إِلَى جنب أَبِي بكر المروذي، وصلى عَلَيْهِ أَبُو عُمَر حمزة بْن الْقَاسِم الهاشمي.
2839-[1] أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن هارون بْن سُلَيْمَان بْن عَلِيّ، أَبُو بَكْر الحربي، المعروف بالرازي وبالديبلي [2] :
حدث عَن جَعْفَر بْن مُحَمَّد الفريابي، وإبراهيم بْن شريك الكوفِي، وذكر أنه قرأ عَلَى حسنون بْن الهيثم الدويري القرآن بحرف عاصم من طريق هبيرة بْن مُحَمَّد عَن حفص بْن سُلَيْمَان عنه. روى عنه أَحْمَد بْن عَلِيّ البادا. وحدثنا عنه أبو علي بن دوما النعال، والقاضي أبو العلاء الواسطي. وكَانَ أَبُو العلاء يسند عنه قراءة عاصم رواية وتلاوة.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ النِّعَالِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ الرَّازِيُّ الحربيّ، أخبرنا جعفر بن محمّد الفريابي، حدّثنا محمّد بن عابد، حدّثنا الهيثم بن حميد، حَدَّثَنِي الْعَلاءُ بْنُ الْحَارِثِ وَأَبُو وَهْبٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ الرَّحَبِيِّ، عَنْ ثَوْبَانِ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ ثَوْبَانُ: بَيْنَا أَنَا أَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ مَرَّ بِرَجُلٍ يَحْتَجِمُ بَعْدَ مَا مَضَى مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ ثَمَانِ عَشْرَةَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ «أَفْطَرَ الحاجم والمحجوم [3] »
. وأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن عَلِيّ المقري الخياط، حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن الخضر السوسنجردي قَالَ: سألت أبا بكر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن هارون المؤدب المعروف بالرازي فِي سنة ست وخمسين- فقلت له: عَلَى من قرأت القرآن؟ فَقَالَ لي:
قرأت عَلَى أَبِي الربيع عامر بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد البر، وقرأ عامر عَلَى أَبِي عَلِيّ حسنون، ولا أدري عَلَى من قرأ حسنون، قَالَ أَبُو الحسين: فاجتمع معي قوم فِي مجلس مخلد بن جعفر الباقر حي فَقَالَ لي منهم من قَالَ: أنه قرأ عَلَى شيخ من ناحيتنا يعرف بالرازي، وأنه قَالَ: قرأت عَلَى حسنون فلم أعرفه. فلما عدت إلى منزلنا
__________
[1] 2839- هذه الترجمة برقم 2523 في المطبوعة.
[2] الدّيبليّ: هذه النسبة إلى ديبل وهي بلدة من بلاد ساحل البحر من بلاد الهند قريبة من السند (الأنساب 5/393) .
[3] انظر الحديث في: سنن أبي داود 2367، 2369، 2370، 2371. وسنن الترمذي 774. وسنن ابن ماجة 1679، 1680، 1681. ومسند أحمد 2/364، 365، 3/474، 480، 4/123، 124، 125، 5/276، 277(5/320)
وسألت عنه فقيل لي هو ابْن هارون، فدخل عَلَيَّ يوما من الأيام فقلت له: يا أبا بكر أليس قلت لي قرأت عَلَى أَبِي الربيع، وقرأ أَبُو الربيع عَلَى حسنون؟ فانكسر وطأطأ رأسه ثم قَالَ: وَإِنْ يَكُ كاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ
[غافر 28] قَالَ أَبُو الحسين: فلقيت أبا حفص عُمَر بن أحمد الآجري المقرئ فقلت له: إن ابْن هارون يقول إني قرأت عَلَى حسنون. فَقَالَ: إنَّا لِلَّهِ لا حول ولا قوة إلا بالله. فعدت إِلَى الَّذِين قرءوا عَلَيْهِ ممن كَانَ يسمع معنا فِي مجلس الباقر حي فأعلمتهم بذلك فانتهوا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن يَعْقُوب أَبُو العلاء الْقَاضِي قَالَ: سألت أبا بكر أحمد ابن مُحَمَّد بْن هارون بْن سُلَيْمَان بْن عَلِيّ الديبلي الرازي عَن مولده فَقَالَ: ولدت سنة خمس وسبعين ومائتين، ومات فِي سنة سبعين وثلاثمائة.
ثم وجدت بعد ذلك فِي كتاب أَبِي العلاء بخطه: توفِي أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن هارون الحربي يوم الاثنين لتسع بقين من رجب سنة سبعين وثلاثمائة.
2840- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن هارون، أَبُو عَبْد اللَّهِ الصيرفِي [1] :
روى عَنْ أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الشَّافِعِيّ. حَدَّثَنِي عَنْهُ عَبْد العزيز بْن عَلِيّ الأزجي.
2841- أحمد بن محمد بْن هلال، أَبُو بَكْر الشطوي [2] :
حدث عَن أَبِي سلمة يَحْيَى بْن المغيرة المخزومي، وأَحْمَد بْن منيع، وأبي كريب مُحَمَّد بْن العلاء، وهارون بْن مُوسَى الفروي، ومحمد بْن عمرو بْن الْعَبَّاس الباهلي، وَالحسن بْن أَبِي الربيع الجرجاني. روى عنه أَبُو الفضل الزهري، ومُحَمَّد بْن المظفر، ومُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الوراق. وروى عنه جماعة غيرهم إلا أنهم سموه مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن هلال. وقد ذكرنا ذلك فِي باب المحمدين.
حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ: سمعت حمزة بن يوسف يقول: وسألت أَبَا الْحَسَن الدارقطني، عَن أَبِي بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن هلال الشطوي البغدادي فَقَالَ:
ثقة.
__________
[1] 2840- هذه الترجمة برقم 2525 في المطبوعة.
انظر: سؤالات حمزة السهمي للدار قطني برقم 131. وسؤالات السلمي للدار قطني برقم 37.
[2] 2841- هذه الترجمة برقم 2526 في المطبوعة(5/321)
حَدَّثَنِي الْحَسَن بن مُحَمَّد الخلال قَالَ: قَالَ لنا أَبُو الْحَسَن بْن لؤلؤ: مات أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن هلال الشطوي سنة ثمان وثلاثمائة.
أَخْبَرَنَا الطناجيري قَالَ: قَالَ لنا أَبُو حفص بْن شاهين مثله سواء.
2842- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الهيثم، أَبُو بَكْر الدوري الدقاق [1] :
حدث عَن أَحْمَد بْن عبدة الضبي، وأَحْمَد بْن منيع، وسليمان بْن عُمَر بْن خالد الأقطع، وسلم بْن جنادة، وَالحسين بْن عَلِيّ بْن الأسود، وَالحسين بْن عَلِيّ بْن جَعْفَر الأحمر. روى عنه أبو الفضل الزهري، ومحمد بن المظفر، وأبو الحسين بن البواب المقرئ. ومُحَمَّد بْن عبيد اللَّه بْن الشخير الصيرفِي، وأبو حفص بْن شاهين أحاديث مستقيمة.
أَخْبَرَنِي الأَزْهَرِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الفتح الصّيرفيّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْهَيْثَمِ الدَّقَّاقُ. سنة ثمان- يعني وثلاثمائة- حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ الضّبّيّ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحِ بْنِ أَبِي الأَسْوَدِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ قَرْمٍ الضَّبِّيُّ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ قَالَ: خَطَبَنَا عَلِيٌّ. فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ [2] »
. 2843- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الهيثم بْن بيان، أَبُو بَكْر الدوري الدلال [3] :
حدث عَن أَحْمَد بْن منيع، وسعيد بْن يَحْيَى الأموي، وعبد الرَّحْمَن بْن يونس الرقي. روى عنه أَبُو بَكْر الأبهري الفقيه، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد وَالد أَبِي الفتح بْن أَبِي الفوارس، وأخشى أن يكون هو وَالَّذِي ذكرناه آنفا قبله واحد، فالله أعلم.
أَخْبَرَنَا علي بن مُحَمَّد بن الحسن المالكي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن مُحَمَّد الأبهري، حَدَّثَنَا أبو بكر أحمد بن محمد بن الهيثم الدّلّال- ببغداد- حدّثنا سعيد بن يحيى الأموي، حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وعَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الْوَلاءِ وَعَنْ هِبَتِهِ.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي بَكْرِ الأبهري الفقيه حدثكم أَبُو بَكْر أَحْمَد بن محمد بن الهيثم الدلال- ببغداد- قال الأبهري وكان ثقة.
__________
[1] 2842- هذه الترجمة برقم 2527 في المطبوعة.
[2] سبق تخريجه، راجع الفهرس.
[3] 2843- هذه الترجمة برقم 2528 في المطبوعة(5/322)
حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد المستملي، حدّثنا محمّد بن جعفر الشروطي، أَخْبَرَنَا أَبُو الفَتْح مُحَمَّد بن الحُسَيْن الحَافِظ قال: أحمد بن محمّد بن الهيثم الدّوريّ ثقة.
أخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، أَخْبَرَنَا ابْن قانع: أن ابْن الهيثم الدلال الدوري مات فِي شهر ربيع الآخر من سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة.
2844- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن هِشَام، أَبُو نصر، يعرف بالطالقاني [1] :
حدث عَن أَبِي نشيط مُحَمَّد بْن هارون الحربي ومن بعده. روى عنه عَلِيّ بْن عُمَر السكري. وحدث عنه غيره فسماه مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن هِشَام، وهكذا سماه السكري فِي موضع آخر. وقد ذكرناه فِي باب المحمدين.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ، حَدَّثَنَا علي بن عمر الحربيّ، حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْن هشام الطالقاني، حدّثنا محمّد بن هارون- أبو نشيط- حدّثنا أبو المغيرة، حدّثنا صفوان، حَدَّثَنَا رَاشِدُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَمَّا عُرِجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ مَرَرْتُ بِقَوْمٍ لَهُمْ أَظَافِيرُ مِنْ نُحَاسٍ يَخْمِشُونَ وُجُوهَهُمْ وَصُدُورَهُمْ. فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلاءِ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَؤُلاءِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ لحوم الناس ويقطعون أعراضهم [2] »
. أخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حَدَّثَنَا ابْن قانع: أن أبا نصر الطالقاني مات فِي ذي الحجة من سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة.
2845- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَبِي مُحَمَّد يَحْيَى بْن المبارك، أَبُو جَعْفَر اليزيدي [3] :
سمع جده يَحْيَى بْن المبارك. وأبا زيد سَعِيد بْن أوس الأنصاري. روى عنه أخوه عبيد اللَّه وابن أخيه مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد اليزيدي، وعون بْن مُحَمَّد الكندي.
وكَانَ أديبا عالما بالنحو شاعرا، مدح المأمون وَالمعتصم وغيرهما. ومات قبل سنة ستين ومائتين بمدة طويلة.
__________
[1] 2844- هذه الترجمة برقم 2528 في المطبوعة.
[2] انظر الحديث في: سنن أبي داود 4878. ومسند أحمد 3/224. والترغيب والترهيب 3/510. ومشكاة المصابيح 5046.
[3] 2845- هذه الترجمة برقم 2529 في المطبوعة.(5/323)
2846- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن سعيد، أَبُو سَعِيد القطان البصري [1] :
سكن بغداد وحدث بِهَا عَن جده يَحْيَى بْن سَعِيد، وعن يونس بن بكير، وعبد الله ابن نمير، ومحمد بْن بشر العبدي، وأبي أسامة الكوفِيين، ويزيد بْن هارون، وأبي داود الطيالسي، وأبي عامر العقدي، وسعيد بْن عامر، ومحمد بن عمر الواقدي، وغيرهم. وروى عنه عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن ناجية، ويحيى بْن مُحَمَّد بْن صاعد، وعبد اللَّه بْن جَعْفَر بْن خشيش، وَالْقَاضِي المحاملي، ومحمد بْن مخلد، وابن عياش القطان.
وَقَالَ عَبْد الرحمن بْن أَبِي حاتم كتبنا عنه وكَانَ صدوقا.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهدي، أَخْبَرَنَا محمد بن مخلد العطار، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ سعيد، حدّثنا أبو أسامة، حَدَّثَنَا أَبُو كُدَيْنَةَ عَنْ مُطَرِّفٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ فِي شَيْءٍ: صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، قُلْتُ: هَذَا شَيْءٌ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: «الْحَرْبُ خَدْعَةٌ [2] » .
أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيم بْن مخلد بن جعفر، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْن يَحْيَى بْنِ عياش القطّان، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ سعيد القطان، أخبرنا أبو عامر العقدي، حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: ما رَجُل ضل بعيره بأرض فلاة، بأشد أتباعا لأثر بعيره من ابْن عُمَر لعمر.
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن أَحْمَد الطبراني قَالَ: سمعت عبدان بْن أَحْمَد يقول: سمعت أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن سَعِيد يقول: قَالَ لي يزيد بْن هارون: أَنْتَ أثقل عندي من نصف رحى البزر، فقلت: يا أبا خالد لم لم تقل من الرحى كله؟ فَقَالَ: إنه إذا كَانَ صحيحا تدحرج، وإذا كَانَ نصفا لم يرفع إلا ببذل الجهد.
أخبرني الطناجيري، حَدَّثَنَا عُمَر بْن أَحْمَدَ الْوَاعِظ قَالَ: قَالَ محمّد بن مخلد فيما
__________
[1] 2846- هذه الترجمة برقم 2530 في المطبوعة.
انظر: تهذيب الكمال 106 (1/483) . والمعجم المشتمل لابن عساكر، ورقة 14.
وتاريخ الإسلام للذهبي، ورقة 222 (أحمد الثالث 2917/7) والإكمال لمغلطاي 1/ورقة 38.
[2] انظر الحديث في: صحيح مسلم 1361، 1362. وسنن أبي داود 2636. وسنن الترمذي 1675. وسنن ابن ماجة 2883، 2834. وفتح الباري 12/287. والدرر المنتثرة 75(5/324)
قرأت عَلَيْهِ: ومات أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن سَعِيد القطان بالعسكر سنة ثمان وخمسين- يَعْنِي ومائتين-.
2847- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى السوطي [1] :
حَدَّث عَنْ أَبِي نُعَيْم الْفَضْل بْن دُكين. روى عنه أَبُو الْقَاسِم الطبراني. وقيل إنه أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مهران، وقد ذكرناه فِيما تقدم.
2848- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن عُمَر بْن حفص، أَبُو بَكْر البزاز الواسطي [2] :
سكن بغداد. وحدث بِهَا عَن مُحَمَّد بْن حاتم الزمي، وعبد اللَّه بْن عمران العابدي، ومحمد بْن سُلَيْمَان لوين، وإِسْحَاق بْن أَبِي إِسْرَائِيل، وعبد الوارث بْن عَبْد الصمد بْن عَبْد الوارث، ومؤمل بْن إهاب. روى عنه عَبْد اللَّهِ بْن عدي الجرجاني وذكر أنه سمع منه ببغداد، وعلي بْن مُحَمَّد بْن لؤلؤ الوراق، ومحمد بْن المظفر الحافظ. وما علمت من حاله إلا خيرا.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو تَمَّامٍ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الواسطي، أخبرنا محمّد بن المظفر، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى- أَبُو بكر- حدّثنا محمّد بن سليمان- لوين- حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ الْبَرَاءُ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْن عَبَّاسٍ قَالَ: دَخَلَ قَبْرَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعَةُ أَنْفُسٍ، وَبُسِطَ تَحْتَهُ قَطِيفَةُ أُرْجُوَانَ.
2849- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى، أَبُو الحسين الدوسي الصيرفِي الأنباري [3] :
حدث عَن عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد البغوي، وعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ الْمُهْتَدِي بالله، وأَبِي بَكْر عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن زِيَاد النِّيسَابُورِيّ، حَدَّثَنَا عنه أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّه البزاز الأنباري.
أخبرنا أبو طاهر الأنباريّ، حَدَّثَنَا أبو الْحُسَيْن أَحْمَد بن مُحَمَّد بن يحيى الصّيرفيّ الدوسي الأنباريّ، حدّثنا أبو القاسم ابن بنت منيع، حدّثنا داود بن رشيد، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ- هُوَ ابْنُ مُسْلِمٍ- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائبِ الْبَكْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ عمرو
__________
[1] 2847- هذه الترجمة برقم 2532 في المطبوعة.
[2] 2848- هذه الترجمة برقم 2533 في المطبوعة.
[3] 2849- هذه الترجمة برقم 2534 في المطبوعة(5/325)
ابن سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «حَقُّ كَبِيرِ الإِخْوَةِ عَلَى صَغِيرِهِمْ كَحَقِّ الْوَالِدِ عَلَى وَلَدِهِ [1] »
. قَالَ لي أَبُو طاهر: سمعت من أَبِي الحسين الدوسي فِي سنتي ثمان وتسع وسبعين وثلاثمائة.
2850- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يزيد الوراق، ويعرف بالأيتاخيّ [2] :
من أهل سر من رأى وقدم بغداد وحدث بها عن هاني بْن يَحْيَى، وشبابة بْن سوار، ويحيى بْن معين وأَحْمَد بْن حَنْبَل. رَوَى عَنْهُ أَبُو بَكْر بْن الأنباري النحوي، ومحمد بْن جَعْفَر المطيري، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الجوهري، وعلي بْن الفضل الستوري، وأبو بكر الشافعي.
وَقَالَ الدارقطني: ليس بالقوي.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ الْوَرَّاقُ، حدّثنا شبابة، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ شُمَيْسَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم نَهَى عَنِ الْقَزَعِ لِلصِّبْيَانِ.
هَذَا غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ عن شميسة، تَفَرَّدَ بِرِوَايَتِهِ الإِيتَاخِيُّ عَنْ شَبَابَةَ عَنْهُ.
حدثت عَنْ عَبْد العزيز بْن جعفر قَالَ: حدثنا أَبُو بَكْر الخلال قَالَ: وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يزيد الوراق، قدم عَلَيْنَا من سر من رأى وسمعنا منه، وكَانَ شيخا كبيرا ثقة.
2851- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يزيد بْن سليم، مولى بني هاشم، أَبُو عَبْد اللَّهِ [3] :
حدث بسر من رأى عَنِ الحسين بْن الْحَسَن الأشقر، ورجاء بْن سلمة. روى عنه الهيثم بْن خلف الدوري، ومحمد بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان الباغندي، وأَحْمَد بْن فاذويه الطحان.
__________
[1] انظر الحديث في: الفوائد المجموعة 258. وتذكرة الموضوعات 203. ومشكاة المصابيح 4946. وإتحاف السادة المتقين 6/322.
[2] 2850- هذه الترجمة برقم 2535 في المطبوعة.
انظر: ميزان الاعتدال 1/296. ولسان الميزان 1/152. وسؤالات الحاكم للدار قطني برقم 27.
[3] 2851- هذه الترجمة برقم 2535 في المطبوعة(5/326)
حَدَّثَنَا أَبُو الْفَرَجِ عَبْد الْوَهَّابِ بْن الْحُسَيْنِ بْنِ عُمَرَ بْنِ برهان الغزال- بصور- أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفِ الدّقّاق، حدّثنا الهيثم بن خلف الدّوريّ، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن يزيد بْن سليم مولى بني هاشم- بالعسكر. قَالَ الهيثم: وَهُوَ صدوق ثقة.
2852- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يزيد، أَبُو العباس الفقيه الكرجي [1] :
سكن بغداد وحدث بِهَا عَن أَبِي مسعود الرازي، وعبد العزيز بْن معاوية القرشي البصري، وأحمد بن عبد الرحمن الحراني، ويوسف بن سعيد بن مسلم المصيصي.
روى عنه عمر بن بشران السكري، وابن لؤلؤ الوراق، وأبو الحسين بن البواب، ومحمد بن المظفر.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ البرقانيّ، أخبرنا عمر بن بشران، حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد ابن يَزِيدَ الْكَرَجِيُّ- إِمْلاءً فِي الْقَطِيعَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وثلاثمائة- وكان ثقة يحفظ- حدّثنا أبو مسعود أحمد بن الفرات، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ وَحَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَتَانِي جِبْرِيلُ فَقَالَ: يا مُحَمَّدُ بَشِّرِ النَّاسَ مَنْ مَاتَ لا يُشْرِكُ بِاللَّهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ [2] »
. قرأتُ فِي كتاب أَبِي عمرو عُثمان بْن جابر العطار: توفِي أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يزيد الكرجي الفقيه صاحب كتب أَبِي مسعود يوم الأحد ليوم بقي من جمادى الأولى سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة.
2853- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يزيد، أَبُو بَكْر النرسي [3] :
حدث ببغداد عَن أَبِي أسامة عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد الحلبي. رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد بْن جَعْفَر الْمَعْرُوف بزوج الحرة.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ شاذان، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَعْرُوفُ بِزَوْجِ الْحرَّةِ- إملاء- حَدَّثَنَا أبو بكر أحمد بن محمد بن يزيد النّرسي، حدّثنا أبو أسامة الحلبي، حدّثنا يعقوب بن كعب، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ وَمُغِيرَةَ، عَنْ عمر ابن إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «إِنِّي لأَعْرِفُ آخِرَ النَّاسِ خُرُوجًا مِنَ النَّارِ، رَجُلٌ يَخْرُجُ مِنْهَا زَحْفًا، فَيُقَالُ لَهُ انْطَلِقْ فادخل الجنة، فيجد
__________
[1] 2852- هذه الترجمة برقم 2536 في المطبوعة.
[2] سبق تخريجه، راجع الفهرس.
[3] 2853- هذه الترجمة برقم 2537 في المطبوعة(5/327)
النَّاسَ قَدْ أَخَذُوا الْمَنَازِلَ، فَيُقَالُ لَهُ: تَذْكُرُ الزَّمَانَ الَّذِي كُنْتَ فِيهِ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ. فَيُقَالُ لَهُ: تَمَنَّ، فَيَتَمَنَّى فَيُقَالُ لَهُ: لَكَ مَا تَمَنَّيْتَ وَعَشَرَةَ أَضْعَافِ ذَلِكَ، فَيَقُولُ أَتَسْخَرُ بِي وَأَنْتَ الْمَلِكُ؟» فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ [1]
. 2854- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يزيد بْن يَحْيَى، أَبُو الْحَسَن الزعفراني [2] :
كَانَ يسكن وراء نهر عِيسَى بْن عَلِيّ الهاشمي، وحدث عَن مُحَمَّد بْن داود القنطري، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد التبعي، ومحمّد بن المهاجر القاضي، وحمدان ابن عُمَر البزاز، وَالحسين بْن أَبِي زيد الدباغ، ومحمود بْن علقمة الْمَرْوَزِيُّ. روى عنه أَبُو الفضل الزهري، وأبو الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيّ، وأبو حفص بْن شاهين، ويوسف بن عمر القواس، وأبو القاسم بن الثلاج. وغيرهم. وكَانَ ثقة.
حَدَّثَنِي الْحَسَن بْن أَبِي طَالِب أن يُوسُف بْن عُمَر القواس سمى شيوخه الثقات فذكر منهم أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يزيد الزعفراني.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن أبي جعفر، حدثنا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الشاهد قَالَ:
توفِي أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن يزيد الزعفراني فِي شوَال سنة خمس وعشرين وثلاثمائة.
2855- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن أَبِي الحارث، أَبُو جَعْفَر البزاز [3] :
سمع حجاج بْن مُحَمَّد الأعور، ومحمد بْن مصعب القرقساني، وروح بْن عبادة، وَالحسن بْن مُوسَى الأشيب، ويحيى بْن يعلى المحاربي، ومعلى بْن منصور الرازي، ويونس بْن مُحَمَّد المؤدب، ومُوسَى بْن داود الضبي. روى عنه يَحْيَى بْن مُحَمَّد بْن صاعد، ومحمد بْن مخلد الدوري، وأبو الحسين بن المنادي، وأبو عوانة الإسفراييني، وعلي بْن إِسْحَاق المادرائي، وغيرهم. وكَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْن بْن أَحْمَدَ الحرشي- بنيسابور- حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ- بِبَغْدَادَ- حدّثنا المعلى بن منصور، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ وَهُوَ محرم. هكذا قال الأصم بن الحارث.
__________
[1] انظر الحديث في: سنن الترمذي 2595، 2596. ومسند أحمد 1/378، 5/170.
ومصنف ابن أبي شيبة 13/120. وشرح السنة 15/188.
[2] 2854- هذه الترجمة برقم 2538 في المطبوعة.
[3] 2855- هذه الترجمة برقم 2539 في المطبوعة(5/328)
وقد أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، أخبرنا محمّد بن إسماعيل الورّاق، حدّثنا يحيى بن محمّد بن صاعد، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَبِي الحارث، حَدَّثَنَا معلى بْن منصور- وساق بإسناده مثله سواء-.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع قَالَ: وتوفي أَبُو جَعْفَر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَبِي الحارث فِي هذه الأيام- يَعْنِي فِي شهر ربيع الآخر من سنة سبعين ومائتين-.
حَدَّثَنِي عَبْد الْعَزِيزِ بْن أَحْمَدَ بْن عَلِيّ الكتاني- بدمشق- أخبرنا مكي بن محمّد ابن الغمر المؤدّب، حدثنا أَبُو سُلَيْمَان مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن زبر قَالَ: سنة سبعين قال- أي فِيهَا- مات أَبُو جَعْفَر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَبِي الحارث يوم الأحد آخر جمادى الآخرة.
2856- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يُوسُف البلخي، ويعرف بالحربيّ [1] :
قدم بغداد وحدث بِهَا عَن مكي بْن إِبْرَاهِيم. روى عنه مُحَمَّد بْن مخلد.
2857- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن شاهين، أَبُو عَبْد اللَّهِ الشيباني [2] :
وَهُوَ جد أَبِي حفص بْن شاهين لأمه، سمع الربيع بْن ثعلب، وعبد اللَّه بْن مطيع، ومجاهد بْن مُوسَى، وأبا همام السكوني، وعبد اللَّه بْن عُمَر بن أبان، والحسن بن الصّبّاح البزّاز، وهارون بن عبد الله الجمّال، ومحمّد بن عبد الله المخرميّ، ويعقوب ابن إبراهيم الدروقي، ويُوسُف بْن مُوسَى، وزياد بْن أيوب، وأبا الأشعث أَحْمَد بْن المقدام. روى عنه أَبُو بَكْر النجاد، وأَحْمَد بْن سندي الحداد، ومخلد بْن جَعْفَر الدقاق، وغيرهم.
وكَانَ ثقة ثبتا عارفا، وسافر إِلَى الشام ومصر، وكتب بتلك البلاد ثم رجع من الرحلة وأقام ببغداد إِلَى أن توفِي.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الواعظ، حدّثنا مخلد بن جعفر، حدثنا أَبُو عَبْد الله أحمد بْن يوسف بْن شاهين، حدّثنا عبد الله بن عمر، حدّثنا عبدة، حَدَّثَنَا مُجَالِدٌ، عَنْ أَبِي الْوَدَّاكِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَقْتُلُ الْمَارِقِينَ أَحَبُّ الْفِئَتَيْنِ إلى الله وأقرب الفئتين من الله [3] » .
__________
[1] 2856- هذه الترجمة برقم 2540 في المطبوعة.
[2] 2857- هذه الترجمة برقم 2541 في المطبوعة.
[3] انظر الحديث في: كنز العمال 31253، 31601(5/329)
حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّه بْن عُمَر بْن شَاهِينَ، عَن أَبِيهِ قَالَ: توفِي جَدِّي أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن شاهين فِي سنة إحدى وثلاثمائة بعد الفريابي بشهور.
2858-[1] أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يونس بن مسعدة بن خباب، وقيل: جناب بْن سَعِيد بْن سويد بْن عَبْد الرحمن بْن معاوية بْن حسان بْن نصر بْن حذيفة بن بدر، أَبُو الْعَبَّاس الفزاري [2] الأصبِهَاني:
سكن بغداد وَحَدَّثَ بِهَا عَنْ أَحْمَد بْن عصام، وأسيد بْن عاصم، ومحمد بْن إِبْرَاهِيم بْن شبيب، ومحمد بْن زكريا الأصبِهَانيين، وعن إِبْرَاهِيم بْن ديزيل الهمذاني، وجَعْفَر بْن درستويه الفارسي، وغيرهم. روى عنه أَبُو عُمَر بْن حيويه، وأبو الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيّ، وَأَبُو حَفْص بْن شاهين، ومحمد بن نصر بن مكرم، وَالمعافى بْن زكريا، وكَانَ ثقة.
حَدَّثَنَا أبو بكر البرقانيّ، حَدَّثَنِي أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ حَيَّوَيْهِ الخرّاز، حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن مسعدة الفزاري- وأثنى عَلَيْهِ أَبُو عُمَر خيرا-.
أخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، أَخْبَرَنَا ابْن قانع أن أبا الْعَبَّاس الأصبِهَاني مات فِي ذي القعدة من سنة تسع وعشرين وثلاثمائة.
2859- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يُوسُف الهاشمي [3] :
حدث عَن سعدان بْن نصر المخرمي. روى عنه أَبُو حفص بْن شاهين.
2860- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن يَعْقُوب، أَبُو الْعَبَّاس السقطي، المعروف بختن الصرصري [4] :
حدث عَن يُوسُف بْن يَعْقُوب الْقَاضِي، ومُوسَى بْن هارون، وأبو برزة [الفضل ابن مُحَمَّد [5]] الحاسب، ومحمد بْن يَحْيَى الحفار، وغيرهم. حَدَّثَنَا عنه أَبُو الفرج بْن سميكة الْقَاضِي، ومحمد بْن طلحة النعالي، وأبو بكر الْبَرْقَانِيّ، وأبو نعيم
__________
[1] 2858- هذه الترجمة برقم 2542 في المطبوعة.
[2] الفزاري: هذه النسبة إلى فزارة، وهي قبيلة كان منها جماعة من العلماء والأئمة (الأنساب 9/297) .
[3] 2859- هذه الترجمة برقم 2543 في المطبوعة.
[4] 2860- هذه الترجمة برقم 2544 في المطبوعة.
انظر: الأنساب، للسمعاني 7/92.
[5] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل(5/330)
الحافظ، وأبو عمر الحسن بن عثمان بن الفلو الواعظ.
سألت البرقاني عَن أَبِي الْعَبَّاس ختن الصرصري فَقَالَ: تكلم فِيهِ أَبُو بَكْر بن البقال وغيره، فذلك الَّذِي زهدني فِيهِ. وسألته عنه مرة أخرى. فَقَالَ: كَانَ عندي أنه ثقة حتى حدّثني أبو بكر بن البقّال أنه غلط فِي روايته وروى من كتاب لم يكن سماعه فِيهِ صحيحا، كَانَ السماع محكوكا فأَنَا لا أروي عنه إلّا مضموما مع غيره.
حَدَّثَنِي عبيد اللَّه بْن أَبِي الفتح، عَن مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس بْن الفرات قَالَ: أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْنِ يُوسُفَ المعروف [بختن [1]] الصرصري كَانَ جميل الأمر إِلَى الثقة ما هو.
حَدَّثَنَا أَبُو عُمَر الْحَسَن بْن عثمان الواعظ قَالَ: توفي أبو العبّاس في شعبان سنة إحدى وستين وثلاثمائة.
قَالَ مُحَمَّد بن أَبِي الفوارس: توفي أَبُو العبّاس [ختن [2]] الصرصري يوم الإثنين لثمان خلت من شعبان سنة إحدى وستين وثلاثمائة.
2861- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن يَعْقُوب، أَبُو بَكْر الدهان المؤدب [3] :
سرخسي الأصل. حدث عَن أَبِي الْقَاسِم البغوي. روى عنه أَبُو الفتح بْن مسرور البلخي وذكر أَنَّهُ سمع منه بِبَغْدَادَ. وَقَالَ: ما علمت من أمره إلا خيرا.
2862- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن مُحَمَّد بْن دوست، أَبُو عَبْد اللَّهِ البزاز [4] :
حدث عَن مُحَمَّد بْن جَعْفَر المطيري، وأبي عَبْد اللَّهِ بْن عياش القطان، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَبِي سَعِيد الدوري، وأبي عَبْد اللَّهِ الحكيمي، وعمر بْن الْحَسَن بْن الأشناني، وأبي الْحَسَن المصري، وإسماعيل بْن مُحَمَّد الصفار، وأبي علي البرذعي، ومن فِي طبقتهم وبعدهم.
وكَانَ مكثرا من الحَدِيث، عارفا بِهِ، حافظا له، مكث مدة يملى في جامع المنصور
__________
[1] «ختن» ساقطة من الأصل في الموضعين.
[2] «ختن» ساقطة من الأصل في الموضعين.
[3] 2861- هذه الترجمة برقم 2545 في المطبوعة.
[4] 2862- هذه الترجمة برقم 2546 في المطبوعة.
انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/121(5/331)
بعد وفاة أَبِي طاهر المخلص، ثم انقطع عَنِ الخروج ولزم بيته. كتب عنه الْحَسَن بْن مُحَمَّد الخلال، وحمزة بْن مُحَمَّد بْن طاهر الدقاق، وأبو الْقَاسِم الأزهري وهبة اللَّه ابن الحسين الطبري، وعامة أصحابنا، وسمعت منه جزءا واحدا.
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الأشناني قَالَ: سمعت ابْن دوست يقول: ولدت فِي صفر من سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة.
سمعت الحسين بْن مُحَمَّد بْن طاهر الدقاق يقول: لما مات أَبُو الْقَاسِم بْن حبابة أملى ابْن دوست فِي مكَانَه من جامع المنصور، ومكث سنة يملي من حفظه. وكَانَ ابْن شاهين وَالمخلص إذ ذاك فِي الأحياء، ثم تكلم مُحَمَّد بْن أَبِي الفوارس فِي روايته عَنِ المطيري وطعن عَلَيْهِ.
سمعت أبا الْقَاسِم الأزهري يقول: ابْن دوست ضعيف رأيت كتبه كلها طرية، وكَانَ يذكر أن أصوله العتق غرقت فاستدرك نسخها.
سألت أبا بكر الْبَرْقَانِيّ عَن ابْن دوست فَقَالَ: كَانَ يسرد الحَدِيث من حفظه، وتكلموا فِيهِ. وقيل إنه كَانَ يكتب الأجزاء ويتربِهَا ليظن أنها عتق.
حَدَّثَنِي عِيسَى بْن أَحْمَد بْن عثمان الهمذاني قَالَ: سمعت حمزة بْن مُحَمَّد بْن طاهر يقول: مكث ابْن دوست سبع عشرة سنة يملي الحَدِيث وكَانَ إذا سئل عَن شيء أملى من حفظه فِي معنى ما سئل عنه.
قَالَ عِيسَى: وكَانَ ابْن دوست فهما بالحَدِيث، عارفا بالفقه عَلَى مذهب مالك، وكَانَ عنده عَن إسماعيل الصفار وحده ملء صندوق سوى ما كان عنده من غيره! قَالَ: وكَانَ يذاكر بحضرة أَبِي الْحَسَن الدارقطني، ويتكلم فِي علم الحَدِيث. فتكلم فِيهِ الدارقطني بذلك السبب. وكَانَ مُحَمَّد بْن أَبِي الفوارس ينكر عَلَيْنَا مُضِيَّنَا إليه وسماعنا منه، ثم جَاءَ بعد ذلك وسمع منه.
حَدَّثَنِي أَبُو عَبْد اللَّهِ الصوري. قَالَ: قَالَ لي حمزة بْن مُحَمَّد بْن طاهر: قلت لخالي أَبِي عَبْد اللَّهِ بْن دوست: أراك تملي المجالس من حفظك، فلم لا تملي من كتابك؟
فَقَالَ لي: انظر فِيما أمليه فإن كان لك فِيهِ زلل أو خطأ لم أمل من حفظي، وإن كان جميعه صوابا فما الحاجة إِلَى الكتاب! أو كما قال.(5/332)
مات أَبُو عَبْد اللَّهِ بْن دوست فِي شهر رمضان من سنة سبع وأربعمائة ودفن حذاء منارة مسجد جامع المدينة فِي يوم مطير.
2863- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يزديار بْن رستم، أَبُو جَعْفَر النحوي الطبري [1] :
سكن بغداد وحدث بِهَا عَن نصير بْن يُوسُف، وهاشم بن عبد العزيز صاحبي علي ابن حمزة الكسائي. روى عنه أَحْمَد بْن جَعْفَر بْن سلم، وعمر بْن مُحَمَّد بْن سيف الكاتب وذكر ابْن سيف أنه سمع منه فِي سنة أربع وثلاثمائة.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المقرئ الحذاء، حدّثنا أحمد بن جعفر بن محمّد ابن سلم الختلي، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رستم الطّبريّ النّحوي، حدّثنا أبو المنذر نصير بن يوسف، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَغْرَاءَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: إِنِّي قَدْ سَمِعْتُ الْقُرَّاءَ فَوَجَدْتُهُمْ مُتَقَارِبيِنَ، فَاقْرَءُوا كَمَا عُلِّمْتُمْ، فَإِنَّمَا هُوَ كَقَوْلِ أَحَدِكُمْ هَلُمَّ وَتَعَالَ.
2864- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يونس بْن نمير، أَبُو إِسْحَاق البزاز الهروي [2] :
قدم بغداد وحدث بِهَا عَن عَبْد الجليل الهروي- شيخ له- روى عنه عَلِيّ بْن عُمَر السكري.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، حدّثنا علي بن عمر الحربيّ، حدّثنا أحمد بن محمّد ابن يُونُسَ بْنِ نُمَيْرٍ الْبَزَّازُ- أَبُو إِسْحَاقَ الْهَرَوِيُّ- أخبرنا أبو حاتم عبد الجليل الهرويّ، حدّثنا الوليد بن الفضل العنزي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الزُّبَيْرُ ابْنُ عَمَّتِي، وَحَوَارِيِّي مِنْ أُمَّتِي [3] »
. 2865- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يَعْقُوب بْن عَبْد اللَّهِ، أَبُو الحسين الوراق البغدادي المعروف بابن توتو [4] :
حدث بدمشق عَن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن هارون العسكري، وجَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن نصير الخالدي. رَوَى عَنْهُ تَمَّامُ بْنُ مُحَمَّد بْنِ عَبْد اللَّهِ الرَّازِيُّ.
__________
[1] 2863- هذه الترجمة برقم 2547 في المطبوعة.
[2] 2864- هذه الترجمة برقم 2458 في المطبوعة.
[3] انظر الحديث في: مسند أحمد 3/314. ومصنف ابن أبي شيبة 12/92. والأحاديث الصحيحة 1877. وكنز العمال 33292.
[4] 2865- هذه الترجمة برقم 2549 في المطبوعة(5/333)
2866- أحمد بن محمد بن يَعْقُوب بْن عَبْد اللَّهِ بْن ميدان، أَبُو بَكْر الوراق الفارسي [1] :
حدث عَن عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد البغوي، وَيحيى بْن مُحَمَّد بْن صاعد، وأحمد بن محمد بْن الجراح الضراب، وأبي بكر بْن مجاهد المقرئ، وعَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق الْمَرْوَزِيّ، وعبد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن يَعْقُوب البخاري، حَدَّثَنَا عنه الْقَاضِيان أَبُو العلاء الواسطي، وأبو الْقَاسِم التنوخي، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد العتيقي، وعبد العزيز بْن عَلِيّ الأزجي، ومحمد بْن عَلِيّ بْن الفتح الحربي.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ علي بن الفتح، حَدَّثَنَا أبو بكر أحمد بن محمد بن يعقوب الفارسي الورّاق، حدّثنا عبد الله بن محمّد البغويّ، حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا عثمان ابن عُمَرَ بْنِ صَفْوَانَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لا نَذْرَ فِي مَعْصِيَةٍ وَكَفَّارَتُهُ كَفَّارَةُ يَمِينٍ [2] »
. حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن عَلِيّ المحتسب، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَبِي الفوارس قَالَ: كَانَ أَبُو بَكْر الفارسي الوراق ضعيفا جدا فِيما يدعي عَن ابْن منيع، وكَانَ سماعه فِي المتأخرين لا بأس بِهِ. قَالَ: وكَانَ رديء المذهب أيضا.
حَدَّثَنِي العتيقي وَالتنوخي قَالا: توفِي أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يَعْقُوب الفارسي الكاغدي فِي يوم الأربعاء الثاني وَالعشرين من ذي القعدة سنة تسعين وثلاثمائة.
قَالَ العتيقي: وكَانَ ثقة ينزل قطيعة الربيع.
ذكر من لم يحفظ اسم جده من أصحاب هذه الترجمة
2867- أَحْمَد بْن مُحَمَّد، أَبُو حفص الصفار [3] :
حدث عَن عَبْد الوارث بْن سَعِيد، وجَعْفَر بْن سُلَيْمَان، وسُفْيَان بْن عيينة، ومحمّد ابن سواء. روى عنه أَبُو بَكْر بْن أَبِي خيثمة، ومحمد بْن الفضل بْن جابر السقطي، وأَحْمَد بْن يَحْيَى بْن إِسْحَاق الحلواني وَأبو بكر بْن أَبِي الدُّنْيَا، وإِسْحَاق بْن سنين الختلي.
__________
[1] 2866- هذه الترجمة برقم 2550 في المطبوعة.
[2] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب النذر/ باب 3. وفتح الباري 11/587.
[3] 2867- هذه الترجمة برقم 2551 في المطبوعة.(5/334)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَتُّوثِيُّ، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطّان، حدّثنا محمّد بن الفضل السّقطيّ، حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ الصَّفَّارُ- أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَوَاءٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تَزَالُ جَهَنَّمُ يُلْقَى فِيهَا فَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ حَتَّى يَضَعَ الْجَبَّارُ قَدَمَهُ فِيهَا فَيَنْزَوِي بَعْضُهَا فِي بَعْضٍ، فَتَقُولُ: قَطْ قَطْ قَطْ!، وَلا يَزَالُ فِي الْجَنَّةِ فَضْلٌ حَتَّى يُنْشِئَ اللَّهُ لَهَا خَلْقًا فَيُسْكِنَهُمْ فَضْلَ الْجَنَّةِ [1] »
. أَخْبَرَنَا الحسين بن علي الصيمري، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ، حدّثنا محمّد ابن الحسين الزعفراني، حدّثنا أحمد بن زهير، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد الصفار- شيخ صحبنا إلى البصرة من أهل بغداد-.
حَدَّثَنَا ابْن عيينة قرأت عَلَى الْبَرْقَانِيّ عَن محمد بن العباس، حدّثنا أحمد بن محمّد ابن مسعدة، حدّثنا جعفر بن درستويه، حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز قَالَ: سمعت يحيى بن معين وذكر أبا حفص الصفار أَحْمَد بْن مُحَمَّد البصري الَّذِي كَانَ فِي الكرخ. فَقَالَ: لا بأس بِهِ.
2868- أَحْمَد بْن محمد المخرمي [2] :
حدث عَن عَبْد العزيز بْن الرماح. روى عنه أَبُو البختري العنبري.
حدّثنا الأزهري، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدّثنا إسماعيل بن العبّاس الورّاق، حَدَّثَنَا أَبُو الْبَخْتَرِيِّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شاكر، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُخَرِّمِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الرَّمَّاحِ، عَنْ سُفْيَانَ بْن عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْن أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابن عبّاس قال: لَمَّا قَتَلَ ابْنُ آدَمَ أَخَاهُ قَالَ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلامُ:
تَغَيَّرَتِ الْبِلادُ وَمَنْ عَلَيْهَا ... فَوَجْهُ الأَرْضِ مُغْبَرٌّ قَبِيحُ
تَغَيَّرَ كُلُّ ذِي لَوْنٍ وَطَعْمٍ ... وَقَلَّ بَشَاشَةُ الْوَجْهِ الصَّبِيحُ
قَتَلَ قَابِيلُ هَابِيلا أَخَاهُ ... فوا حزنا مضى الوجه المليح
فأجابه إبليس:
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح البخاري 8/168. وصحيح مسلم، كتاب الجنة باب 13.
وفتح الباري 8/595.
[2] 2868- هذه الترجمة برقم 2552 في المطبوعة(5/335)
تنحّ عن البلاد وساكنيها ... فها فِي الْخُلْدِ ضَاقَ بِكَ الْفَسِيحُ
وَكُنْتَ بِهَا وَزَوْجُكَ فِي رَخَاءٍ ... وَقَلْبُكَ مِنْ أَذَى الدُّنْيَا مُرِيحُ
فَمَا انْفَكَّتْ مُكَايَدَتِي وَمَكْرِي ... إِلَى أَنْ فَاتَكَ الثَّمَنُ الرَّبِيحُ
فَلَوْلا رَحْمَةُ الْجَبَّارِ أَضْحَى ... بِكَفِّكَ مِنْ جِنَانِ الْخُلْدِ رِيحُ
وَجَاوَرَنَا عَدُوٌّ لَيْسَ يَفْنَى ... عَدُوٌّ مَا يَمُوتُ فَنَسْتَرِيحُ
2869- أَحْمَد بن محمّد، أبو الحارث الصّائغ [1] :
من أصحاب أَحْمَد بْن حَنْبَل. أكثر رواية المسائل عَنْهُ.
حدثت عَنْ عَبْد العزيز بْن جعفر قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بكر الخلال قَالَ: وأَبُو الحارث الصائغ أَحْمَد بْن مُحَمَّد من أصحاب أَبِي عَبْد اللَّهِ كَانَ أَبُو عَبْد اللَّهِ يأنس بِهِ، وكَانَ يقدمه. ويكرمه، وكَانَ له عنده موضع جليل.
وروى عَن أَبِي عَبْد اللَّهِ مسائل كثيرة جدا بضعة عشر جزءا، وجود الرواية عَن أَبِي عَبْد اللَّهِ.
2870- أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأدمي [2] :
حَدَّث عَنْ أَبِي نُعَيْم الْفَضْل بْن دُكين. روى عنه أَبُو سعيد الأعرابي.
حدّثني الصوري، أخبرنا عبد الرّحمن بن عمر المصري، أخبرنا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، حدّثنا أحمد بن محمّد الأدمي البغداديّ، حدّثنا أبو نعيم الفضل بن دكين، حَدَّثَنَا مُوسَى الْفَرَّاءُ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عُثْمَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «خِيَارُكُمْ- أَوْ أَفْضَلُكُمْ- مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ [3] »
. أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إبراهيم البزّاز- بالبصرة- حدّثنا الحسن بن محمّد بن عثمان النّسوي، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حدّثنا أبو نعيم الفضل بن دكين بإسناد نَحْوَهُ.
2871- أَحْمَد بْن مُحَمَّد، أَبُو الْعَبَّاس المؤدب [4] :
حدث عَن خالد بْن خداش. روى عنه أبو الحسين بن شاذان البزّاز.
__________
[1] 2869- هذه الترجمة برقم 2553 في المطبوعة.
[2] 2870- هذه الترجمة برقم 2554 في المطبوعة.
[3] سبق تخريجه، راجع الفهرس.
[4] 2871- هذه الترجمة برقم 2555 في المطبوعة(5/336)
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الحناني، حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد بن جعفر ابن شاذان البزّاز- إملاء- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن مُحَمَّد المؤدب، حدّثنا خالد بن خداش، حدّثنا إسحاق بن الفرات، حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ، عَن يَحْيَى بْن أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: قَالَ داود النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لابنه سُلَيْمَان: يا بني، أتدري ما جهد البلاء؟ قَالَ: لا، قَالَ: شراء الخبز من السوق، وَالانتقال من منزل إِلَى منزل.
2872- أَحْمَد بْن مُحَمَّد، أَبُو بَكْر البغدادي [1] :
حدث بمصر عَن يَحْيَى بْن أيوب المقابري. روى عنه الطَّبَرَانِيّ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شهريار، حدّثنا سليمان بن أحمد الطبراني، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ- بمصر- حدّثنا يحيى بن أيّوب المقابري، حدّثنا يوسف بن الماجشون، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بن علي بن الْحَنَفِيَّةِ قَالَ: قُلْتُ لأَبِي: يَا أَبَتِ مَنْ أَفْضَلُ هَذِهِ الأُمَّةِ. قَالَ: نَبِيُّهَا يَا بُنَيَّ. قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ يَا أَبَتِ؟ قَالَ: ثُمَّ أَبُو بَكْرٍ. قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ يَا أَبَتِ؟ قَالَ: ثُمَّ عُمَرُ. قَالَ: فَمَا مَنَعَنِي أَنْ أَسْأَلَهُ عَنِ الثَّالِثِ إِلا مَخَافَةَ أَنْ يَصُكَّنِيَ بِعُثْمَانَ!
2873- أَحْمَد بْن مُحَمَّد، أَبُو عَبْد اللَّهِ، المعروف بالنزلي [2] :
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن حماد الواعظ، حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ حَمْزَةُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْهَاشِمِيُّ- إِمْلاءً فِي سَنَةِ ثَلاثٍ وثلاثين وثلاثمائة- من ولد أنس بن مالك- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ- صَاحِبُ الشَّامَةِ- حدّثنا هيثم، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَمَّا أُسْرِيَ بِي إِلَى السَّمَاءِ قَرَّبَنِي رَبِّي تَعَالَى حَتَّى كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ كَقَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى، لا بَلْ أَدْنَى، وَعَلَّمَنِي السِّمَاتَ قال: يا حبيبي مُحَمَّدُ، قُلْتُ: لَبَّيْكَ يا رَبِّ، قَالَ: هَلْ غَمَّكَ أَنْ جَعَلْتُكَ آخِرَ النَّبِيِّينَ؟ قُلْتُ: يَا رَبِّ لا، قَالَ: حَبِيبِي فَهَلْ غَمَّ أُمَّتَكَ أَنْ جَعَلْتَهُمْ آخِرَ الأُمَمِ؟ قُلْتُ:
يَا رَبِّ لا، قَالَ: أَبْلِغْ أُمَّتَكَ عَنِّي السَّلامَ، وَأَخْبِرْهُمْ أَنِّي جَعَلْتُهُمْ آخِرَ الأُمَمِ لأَفْضَحَ الأُمَمِ عِنْدَهُمْ، ولا أفضحهم عند الأمم [3] » .
__________
[1] 2872- هذه الترجمة برقم 2556 في المطبوعة.
[2] 2873- هذه الترجمة برقم 2557 في المطبوعة.
[3] انظر الحديث في: العلل المتناهية 1/176. والدر المنثور 4/158. وكنز العمال 32111(5/337)
2874- أَحْمَد بْن مُحَمَّد، أَبُو الحسين النوري [1] :
شيخ الصوفِية فِي وقته، كَانَ مذكورا بكثرة الاجتهاد وحسن العبادة، وقد رُوِيَ عنه عَن سري السقطي حَدِيث مسند.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْن أَحْمَد الحيري، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد الرَّحْمَن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن السلمي قَالَ: أَحْمَد بْن مُحَمَّد النوري كنيته أَبُو الحسين، ويقال مُحَمَّد بْن مُحَمَّد- وأَحْمَد أصح- بغدادي المولد وَالمنشأ، كَانَ يعرف بابن البغوي قديما، وأصله من خراسان من ناحية بغ، كَانَ الجنيد يعظم شأنه. مات قبل الجنيد، ولما مات الجنيد أمر أن يدفن بجنبه فلم يفعل، وَهُوَ أعلم العراقيين بلطائف علم القوم.
سمعت أبا نعيم الحافظ يقول: النوري هو أَحْمَد بْن مُحَمَّد، بغدادي حدث عَن سري السقطي.
أَخْبَرَنِي أَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَالِينِيُّ- قِرَاءَةً- أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ الْخُتُلِّيُّ قَالَ: ذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الدِّهْقَانُ قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ أَبِي الْحُسَيْنِ النُّورِيِّ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْبَغَوِيِّ الصُّوفِيِّ، فَقُلْتُ لَهُ: مَا الَّذِي تَحْفَظُ عَنِ السَّرِيِّ السَّقَطِيِّ؟ فَقَالَ:
حَدَّثَنَا السَّرِيُّ عَنْ مَعْرُوفٍ الْكَرْخِيِّ عَنِ ابْنِ السَّمَّاكِ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ قَضَى لأَخِيهِ الْمُسْلِمِ حَاجَةً كَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ كَمَنْ خَدَمَ اللَّهَ عُمْرَهُ [2] »
. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى: فَذَهَبْتُ إِلَى سَرِيٍّ فَسَأَلْتُهُ عَنْهُ فَقَالَ: سَمِعْتُ مَعْرُوفًا يَقُولُ:
خَرَجْتُ إِلَى الْكُوفَةِ فَرَأَيْتُ رَجُلا مِنَ الزُّهَّادِ يُقَالُ لَهُ ابْنُ السَّمَّاكِ، فَتَذَاكَرْنَا الْعِلْمَ فَقَالَ لِي: حدّثنا الثوري عن الأعمش مثله.
__________
[1] 2874- هذه الترجمة برقم 2558 في المطبوعة.
انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/73. وطبقات الصوفية 164- 169. وحلية الأولياء 10/249- 255. وصفة الصفوة 2/249. والرسالة القشيرية 16. ونتائج الأفكار القدسية 1/148. والطبقات الكبرى للشعراني 1/102. والبداية والنهاية 11/106. وسير النبلاء 9/156- 158. واللباب 3/243. والكواكب الدرية 1/194- 196. وطبقات الأولياء 15.
[2] انظر الحديث في: قضاء الحوائج لابن أبي الدنيا 25. والعلل المتناهية 2/20. وكنز العمال 16456، 16457. وإتحاف السادة المتقين 6/292(5/338)
أخبرناه أحمد بن أبي جعفر القطيعيّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْمترفقِ الطَّرَسُوسِيُّ الصُّوفِيُّ- بِمِصْرَ- قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحُسَيْنِ أَحْمَدَ بن محمّد المالكي يقول: حدّثنا أبو الحسين أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ النُّورِيُّ الْبَغْدَادِيُّ الْمَعْرُوفُ بِالْبَغَوِيِّ، حَدَّثَنَا سَرِيُّ بْنُ الْمُغَلِّسِ السَّقَطِيُّ أَبُو الْحَسَنِ، حدّثنا معروف الكرخي الزاهد، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ السَّمَّاكِ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَضَى لأَخِيهِ الْمُسْلِمِ حَاجَةً كَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ كَمَنْ حَجَّ وَاعْتَمَرَ [1] »
. أَخْبَرَنِي أَبُو الْفَضْل عَبْد الصمد بْن مُحَمَّد الخطيب، حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن الحسين الهمذاني الفقيه قَالَ: سمعت جعفر الخالدي يقول: سمعت أبا أَحْمَد المغازلي يقول:
ما رأيت أعبد ولا أطوع لِلَّهِ من أَبِي الحسين النوري.
حَدَّثَنَا عَبْد العزيز بْن عَلِيّ الوراق قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن الْحَسَن بْن جهضم الهمذاني- بمكة- يقول: حَدَّثَنِي عَبْد الكريم بْن أَحْمَد بْن عَبْد الكريم البيع قَالَ: قَالَ أَبُو أَحْمَد المغازلي: ما رأيت أحدا قط أعبد من النوري. قيل: ولا جنيد؟
قَالَ: ولا جنيد. وكَانَت له قنينة تسع خمسة أرطال ماء يشربِهَا فِي خمسة أيام وقت إفطاره.
وَقَالَ عَبْد الكريم: حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَر الفرغاني. قَالَ: مكث أَبُو الحسين النوري عشرين سنة يأخذ من بيته رغيفِين ويخرج ليمضي إِلَى السوق فِيتصدق بالرغيفِين، ويدخل إِلَى مسجد فلا يزال يركع حتى يجيء وقت سوقه، فإذا جَاءَ الوقت مضى إِلَى السوق، فِيظن أستاذه أنه قد تغدى فِي منزله ومن في بيته عندهم أنه أخذ معه غداءه، وَهُوَ صائم.
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ قَالَ: سمعت أبا الفرج الورثاني يقول: سمعت عَلِيّ بْن عَبْد الرحيم يقول: دخلت عَلَى النوري ذات يوم فرأيت رجليه منتفختين، فسألته عَن أمره فَقَالَ: طالبتني نفسي بأكل التمر، فجعلت أدافعها فتأبي عَلِيّ، فخرجت واشتريت، فلما أن أكلت قلت لها قومي حتى تصلي، فأبت عَلِيّ، فقلت: لِلَّهِ عَلِيّ إن قعدت عَلَى الأرض أربعين يوما فما قعدت.
أخبرني أحمد بن علي المحتسب، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُوسَى الصُّوفِيُّ
__________
[1] انظر التخريج السابق(5/339)
قَالَ: سمعت نصر بْن أَبِي نصر العطار يقول: سمعت عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ البغدادي يقول: سمعت فارسا الجمال يقول: لحق أبا الحسين النوري علة وَالجنيد علة، فالجنيد أخبر عَن وجده، وَالنوري كتم، فقيل له: لم لم تخبر كما أخبر صاحبك؟ فَقَالَ: ما كنا نبتلي ببلوى نوقع عليها الشكوى، ثم أنشأ يقول:
إن كنت للسقم أهلا ... فأَنْتَ للشكر أهلا
عذب فلم يبق قلب ... يقول للسقم مهلا
فأعيد عَلَى الجنيد ذلك فَقَالَ: ما كنا شاكين، ولكن أردنا أن نكشف غين القدرة فِينا.
أَخْبَرَنَا إسماعيل بن أحمد الحيري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن السلمي قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ البغدادي- بنيسابور- يقول: سمعت أبا عُمَر الأنماطي يقول: اعتل النوري فبعث إليه الجنيد بصرة فِيهَا دراهم، وعاده، فرده النوري، ثم اعتل الجنيد بعد ذلك، فدخل عليه النوري عائدا فقعد عنه رأسه، ووضع يده على جبهته، فعوفي في ساعته، فَقَالَ النوري للجنيد: إذا عدت إخوانك فارفقهم بمثل هذا البر.
أَخْبَرَنِي عَبْد الصمد بن محمّد الخطيب، حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن الحسين الهمذاني قَالَ:
سمعت جعفر الخالدي يقول: سمعت الجنيد يقول: سمعت النوري يقول: كنت بالرقة فجاءني المريدون الَّذِين كَانُوا بِهَا وقالوا: نخرج ونصطاد السمك؟ فقالوا لي:
يا أبا الحسين، هات مع عبادتك واجتهادك وما أَنْتَ عَلَيْهِ من الاجتهاد سمكة يكون فِيهَا ثلاثة أرطال لا تزيد ولا تنقص! فقلت لمولاي: إن لم يخرج لي الساعة سمكة فيها ما قد ذكر وإلّا أرمين بنفسي فِي الفرات، فأخرجت سمكة فوزنتها فإذا فِيهَا ثلاثة أرطال لا زيادة ولا نقصان، قَالَ الجنيد: فقلت له: يا أبا الحسين، لو لم تخرج كنت ترمي بنفسك؟ قَالَ: نعم!.
حَدَّثَنَا عَبْد العزيز بن عَلِيّ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جهضم يقول: حَدَّثَنِي عُمَر النجار. قَالَ: دخل أَبُو الحسين النوري إلى الماء يغتسل فجاء لص فأخذ ثيابه، فخرج من الماء فلم يجد ثيابه، فرجع إِلَى الماء فلم يكن إلا قليل حتى جَاءَ اللص معه ثيابه فوضعها مكَانَها، وقد جفت يده اليمنى، فخرج أَبُو الحسين من الماء ولبس ثيابه وَقَالَ: سيدي، قد رد عَلِيّ ثيابي رد عَلَيْهِ يده، فرد اللَّه عَلَيْهِ يده ومضى.(5/340)
أَخْبَرَنَا رضوان بن مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَن الدينوري قال: سمعت معروف بن محمد بن معروف الصّوفيّ- بالري- يقول: سمعت الخالدي يقول: سئل النوري: كيف حالك؟
فَقَالَ: كيف حال من ليس معه من اللَّه إلا الله.
وقال الخالدي: أنشدني النوري لنفسه:
الذكر يقطعني وَالوجد يطلعني ... وَالحق يمنع عَن هذا وعن ذاك
فلا وجود ولا سر أسر بِهِ ... حسبي فؤادي إذا ناديت لباك
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ قَالَ: سمعت محمد بن الحسين النيسابوري يقول: سمعت أبا بكر مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الرازي يقول: سمعت القناد يقول: سمعت أبا الحسين النوري يقول: رأيت غلاما جميلا ببغداد فنظرت إليه، ثم أردت أن أردد النظر فقلت له: تلبسون النعال الصرارة وتمشون فِي الطرقات. قال: أحسنت، أتجمش بالعلم؟
فأنشأ يقول:
تأمل بعين الحق إن كنت ناظرا ... إِلَى صفة فِيهَا بدائع فاطر
ولا تعط حظ النفس منها لما بِهَا ... وكن ناظرا بالحق قدرة قادر
وَأَخْبَرَنَا أَبُو نعيم قَالَ: سمعت عُمَر البناء البغدادي- بمكة- يحكي. قَالَ: لما كَانَت محنة غلام الخليل، ونسب الصوفِية إِلَى الزندقة، أمر الخليفة بالقبض عليهم، فأخذ فِي جملة من أخذ النوري فِي جماعة، فأدخلوا عَلِيّ الخليفة فأمر بضرب أعناقهم! فتقدم النوري مبتدرا إِلَى السياف ليضرب عنقه، فَقَالَ له السياف: ما دعاك إِلَى الابتدار إِلَى القتل من بين أصحابك؟ فَقَالَ: آثرت حياتهم عَلَى حياتي هذه اللحظة! فتوقف السياف عَن قتله، ورفع أمره إِلَى الخليفة فرد أمرهم إِلَى قاضي القضاة، وكَانَ يلي القضاء يومئذ إسماعيل بْن إِسْحَاق، فتقدم إليه النوري فسأله عَن مسائل فِي العبادات من الطهارة وَالصلاة، فأجابه. ثم قَالَ له: وبعد هذا لِلَّهِ عباد يسمعون بالله، وينطقون بالله، ويصدرون بالله، ويردون بالله، ويأكلون بالله، ويلبسون بالله. فلما سمع إسماعيل كلامه بكى بكاء طويلا ثم دخل عَلَى الخليفة فَقَالَ: إن كَانَ هؤلاء القوم زنادقة فليس فِي الأرض موحد، فأمر بتخليتهم، وسأله السلطان يومئذ من أين يأكلون؟ فَقَالَ: لسنا نعرف الأسباب التي يستجلب بِهَا الرزق، نحن قوم مدبرون.
وَقَالَ لي: من وصل إِلَى وده أنس بقربه، ومن توصل بالوداد اصطفاه من بين العباد.(5/341)
حدّثنا عبد العزيز بن علي، حدّثنا علي بن عبد الله الهمذاني، حدثنا محمد بن علي بن المأمون قال: حَدَّثَتْنَا فاطمة- خادمة أَبِي حمزة مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم وَالجنيد بْن مُحَمَّد وأبي الحسين النوري- وكانت تلقب زيتونة- قَالَت: جئت ذات يوم إِلَى النوري وكَانَ يوما باردا شديد البرد وَالريح، فوجدته فِي المسجد وحده جالسا، فقلت له: أجيئك بشيء تأكله؟ فقال: نعم هاتي. قلت: إيش تشتهي أجيئك بِهِ؟ فَقَالَ:
خبز ولبن. فقلت: يوم مثل هذا بارد وأنت فقريب من المثلوج! أجيئك بغيره. فَقَالَ:
هذا فضول منك، هاتي ما أقوله لَكَ. فجئته بخبز ولبن فِي قدح ووضعته بين يديه، وجعلت بين يديه خفة فِيهَا نار، وَهُوَ يقلب النار بيده ويستدفِئ، ثم أخذ يأكل الخبز باللبن، وكَانَ إذا أخذ اللقمة يسيل اللبن عَلِيّ ذراعه، فِيغسل سواد الدخان من ذراعه، فقلت فِي نفسي: يا رب؟ ما أوضر أولياءك! ترى ما فِيهم واحد نظيف الثوب وَالبدن؟ فخرجت من عنده وجلست عَلَى دكَانَ بالقرب من مسجد إِبْرَاهِيم الخواص، وَإِلَى جانبه بالقرب منه مجلس صاحب الشرطة. فبينا أَنَا جالسة إذا بامرأة قد ضربت بيدها إلي وقالت: رزمتي أخذتها الساعة من بين يدي، وما أخذها غيرك. واجتمع عَلَيْنَا الناس- وَالمرأة تصيح- ما أخذ رزمتي غيرها، واتصل الكلام إِلَى صاحب الشرطة، فجاء أصحاب الشرطة وحملوني وَالمرأة معي متعلقة بي، فوجه بنا صاحب الشرطة إِلَى الوَالي- يَعْنِي الأمير- وبلغ ذلك النوري، فخرج من المسجد وجاء عَلَى أثرنا، فلحقنا ونحن بين يدي الوَالي، وَالمرأة تدعي عَلِيّ رزمتها، فدخل النوري وَقَالَ للوَالي: لا تتعرض لهذه المرأة فإنها بريئة، وعرف الوَالي بأبي الحسين النوري، فصاح الوَالي: ما حيلتي ومعها خصمها. فَقَالَ له النوري: قد عرفتك وَأَنْتَ أعلم وخرج، فبينما هم كذلك إذا بجارية سوداء قد أقبلت وقالت: يا أمرأة خلي عنها، فقد حملت أَنَا الرزمة إِلَى البيت، قَالَت: ومن أين أخذتها؟ قَالَت: من بين يديك! فأخذ النوري بيدي وَقَالَ: قولي أَنْتِ ما أوضر أولياءك.
حَدَّثَنَا عَبْد الكريم بْن هوازن القشيري النيسابوري قَالَ: سمعت أبا حاتم محمّد ابن أَحْمَد بْن يَحْيَى السجستاني يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا نصر السراج يقول: كَانَ سبب وفاة أَبِي الحسين النوري أنه سمع هذا البيت:
لا زلت أنزل من ودادك منزلا ... تتحير الألباب عند نزوله(5/342)
فتواجد النوري وهام فِي الصحراء فوقع فِي أجمة قصب قد قطعت وبقى أصوله مثل السيوف، فكَانَ يمشي عليها ويعيد البيت إِلَى الغداة، وَالدم يسيل من رجليه ثم وقع مثل السكران، فورمت قدماه ومات.
حَدَّثَنَا أَبُو نصر إِبْرَاهِيم بْن هبة اللَّه بْن إبراهيم الجرباذقاني- بها- حَدَّثَنَا معمر بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن زياد الأصبهاني، أَخْبَرَنِي منصور بْن مُحَمَّد قَالَ: سمعت عَبْد الله ابن شنبذين يقول: سمعت أبا الْحَسَن القناد يقول: مات أَبُو الحسين النوري فِي مسجد الشونيزي مقفعا يَعْنِي جالسا- وبقي أربعة أيام لم يعلم بموته أحد، فلم يمكن مده عَلَى المغتسل، فلما حملت جنازته نادى الشبلي خلفه: اضربوا على الأرض المنابر فقد رفع العلم من الأرض.
حَدَّثَنَا إسماعيل بن أحمد الحيري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن السلمي قَالَ: سَمِعْتُ أبا بكر الرازي يقول: سألت عَلِيّ بْن عَبْد الرحيم عَن موت النوري فَقَالَ: مات سنة خمسة وتسعين ومائتين.
2875- أَحْمَد بْن مُحَمَّد القنطري [1] :
حدث عَن مُحَمَّد بْن عبيد بْن حساب. روى عنه عَبْد العزيز بْن جَعْفَر الحَنْبَلي غلام الخلال.
حَدَّثَنَا بشر بن عبد الله الفاتني، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يزداذ الفقيه، أخبرنا أحمد بن محمّد القنطريّ، حدّثنا محمّد بن عبيد بن حساب، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَعْتَقَ صَفِيَّةَ وَجَعَلَ عِتْقَهَا صَدَاقَهَا.
2876- أَحْمَد بْن مُحَمَّد، أَبُو حنش السقطي [2] :
حدث عَن أَبِي خيثمة زهير بْن حرب. رَوَى عَنْهُ أَبُو جَعْفَر بْن متيم.
حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يعقوب، أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن حماد بن متيم، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو حَنَشٍ السَّقَطِيُّ سنة تسع وتسعين ومائتين- حدّثنا أبو خيثمة زهير بن حرب، أخبرنا الحسين بن موسى، حدّثنا ابن
__________
[1] 2875- هذه الترجمة برقم 2559 في المطبوعة.
[2] 2876- هذه الترجمة برقم 2560 في المطبوعة(5/343)
لهيعة، حَدَّثَنَا دَرَّاجٍ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً، الْوَرَقَةُ مِنْهَا تُغَطِّي جَزِيرَةَ الْعَرَبِ! أَعْلَى الشَّجَرَةِ كِسْوَةٌ لأَهْلِ الْجَنَّةِ، وَأَسْفَلَ الشَّجَرَةِ خَيْلٌ بَلَقٌ، سروجها زُمُرُّدٍ أَخْضَرَ، وَلُجُمُهَا دُرٌّ أَبْيَضُ، لا تَرُوثُ وَلا تَبُولُ، لَهَا أَجْنِحَةٌ تَطِيرُ بِأَوْلِيَاءِ اللَّهِ حَيْثُ يَشَاءُونَ، فَيَقُولُ مَنْ دُونَ تِلْكَ الشَّجَرَةِ:
يَا رب بم نال هَؤُلاءِ هَذَا؟ فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: كَانُوا يَصُومُونَ وأنتم تفطرون، وكانوا يُصَلُّونَ وَأَنْتُمْ تَنَامُونَ، وَكَانُوا يَتَصَدَّقُونَ وَأَنْتُمْ تَبْخَلُونَ، وَكَانُوا يُجَاهِدُونَ وَأَنْتُمْ تَقْعُدُونَ، مَنْ تَرَكَ الْحَجَّ لِحَاجَةٍ مِنْ حَوَائِجِ الناس لم تقض له تلك الحجة حَتَّى يَنْظُرَ إِلَى الْمُخَلِّفِينَ قَدِمُوا، وَمَنْ أَنْفَقَ مالا فيما يرضى الله فظن أن لا يُخْلَفُ عَلَيْهِ، لَمْ يَمُتْ حَتَّى يُنْفِقَ أَضْعَافَهُ فِيمَا يُسْخِطُ اللَّهَ، وَمَنْ تَرَكَ مَعُونَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ فِيمَا يُؤْجَرُ عَلَيْهِ، لَمْ يَمُتْ حَتَّى يُبْتَلَى بِمَعُونَةِ مَنْ يَأْثَمُ فِيهِ وَلا يُؤْجَرُ عَلَيْهِ [1] »
. 2877- أَحْمَد بْن مُحَمَّد الصيدلاني [2] :
حدث عَن إِسْحَاق بْن وهب الواسطي، وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَيْشُونَ الْحَرَّانِيُّ.
روى عنه أَبُو الْقَاسِم الطَّبَرَانِيّ، وَعلي بْن عُمَر السكري. وذكر عَلِيّ أنه سمع منه فِي سنة ثلاث وثلاثمائة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَهْرَيَارَ، حدّثنا سليمان بن أحمد بن أيّوب، أخبرنا أحمد بن محمّد الصّيدلانيّ البغداديّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَيْشُونٍ الحراني، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي دَاوُدَ الحراني، حَدَّثَنَا سَلامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَيْرُ أُمَّتِي الْقَرْنُ الَّذِي بُعِثْتُ فِيهِمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ [3] »
. قَالَ سُلَيْمَان: لَمْ يَرْوِهِ عَن قَتَادَةَ إِلا ابْن أَبِي مطيع، تفرد بِهِ ابْن سُلَيْمَان.
قلت: هكذا رواه سُلَيْمَان الطبراني، وإنما هو عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عيشون.
2878- أَحْمَد بْن مُحَمَّد، أَبُو الْحَسَن بْن السكري المقرئ الرقي [4] :
حدث ببغداد عَن مُحَمَّد بْن سهل بْن حماد العسكري. روى عنه أَبُو حفص الكتاني.
__________
[1] انظر الحديث في: سنن ابن ماجة 4335. ومسند أحمد 2/404، 438، 455، 462، 469، 482، 3/110، 135. وفتح الباري 8/627.
[2] 2877- هذه الترجمة برقم 2561 في المطبوعة.
[3] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب فضائل الصحابة باب 52.
[4] 2878- هذه الترجمة برقم 2562 في المطبوعة(5/344)
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الطّيّب، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السّكّريّ الرقي المقرئ، حدّثنا محمّد ابن سهل بن حماد العسكريّ، أخبرنا مؤمل بن إسماعيل، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عْنِ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوتِرُ بِسَبْعٍ وَخَمْسٍ وَلا يَفْصِلُ بَيْنَهُنَّ بِتَسْلِيمٍ وَلا كَلامٍ.
2879- أَحْمَد بْن مُحَمَّد، أَبُو المنذر، يعرف بالبوسنجي [1] :
ذكر ابْن الثلاج أنه حدثه عَن مُحَمَّد بْن إسماعيل الحساني.
2880- أَحْمَد بْن مُحَمَّد، أَبُو جَعْفَر، يعرف بالمروزي [2] :
حدث عَن أَبِي إِبْرَاهِيم أَحْمَد بْن سعد الزهري، ويحيى بْن أَبِي طَالِب، وصَالِح بْن مُحَمَّد الرازي، وأَحْمَد بْن بشر المرثدي. روى عنه أَبُو الفضل الزهري.
أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ النجار، حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْل عُبَيْد اللَّهِ بْن عَبْد الرَّحْمَن الزُّهْرِيّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ- أَبُو جَعْفَرٍ الْمَرْوَزِيُّ- حدّثنا يحيى بن أبي طالب-.
وَأَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الحرشي قال: حدّثنا أبو العبّاس محمّد ابن يعقوب الأصم، حدّثنا يحيى بن أبي طالب، حدّثنا زيد بن الحباب، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ- وفِي حَدِيثِ الأَصَمِّ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ وَرْدَانَ- عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الصَّلاةِ فِي السَّرَاوِيلِ.
قَالَ أَبُو الْفَضْلِ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ: فِقْهُ هَذَا الْحَدِيثُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الصَّلاةِ فِي السَّرَاوِيلِ وَحْدَهُ.
2881- أَحْمَد بْن مُحَمَّد، أَبُو بَكْر الجيرنجي [3] :
قدم بغداد حاجا وحدث بِهَا عَن عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ الكرماني. روى عنه أَبُو الحسين ابْن البواب.
__________
[1] 2879- هذه الترجمة برقم 2563 في المطبوعة.
[2] 2880- هذه الترجمة برقم 2564 في المطبوعة.
[3] 2881- هذه الترجمة برقم 2565 في المطبوعة.
انظر: الأنساب، للسمعاني 3/410.(5/345)
أَخْبَرَنَا الْقَاضِيَانِ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الدَّاوُدِيُّ وَأَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْمُحَسِّنِ التَّنُوخِيُّ قَالا: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ المقرئ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ- زَادَ عَلِيٌّ أَبُو بَكْرٍ- ثُمَّ اتَّفَقَا الْجِيرَنْجِيُّ- قَدِمَ عَلَيْنَا حَاجًّا- حدّثنا عبد الله بن علي الكرماني، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاذٍ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ عَامِرٍ أَنَّ رَجُلا سَأَلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو قَالَ: إِنِّي لَسْتُ مِنْ أَحَادِيثِكَ الَّتِي تُحَدِّثُ فِي شَيْءٍ، حَدِّثْنِي شَيْئًا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَجَمَ لَهَا هُنَيَّةً. ثُمَّ قَالَ: وَرَبِّ هذا البيت رب هَذِهِ الْكَعْبَةِ لا أُحَدِّثُكَ إِلا بِشَيْءٍ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «الْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ السُّوءَ، وَالْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ [1] »
. 2882- أَحْمَد بْن مُحَمَّد، أَبُو الْحَسَن الواسطي [2] :
حدث ببغداد عَن مُحَمَّد بْن الجهم السمري. روى عنه أَبُو الحسين بْن جميع الصيداوي.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ بْنِ عِيَاضٍ الْقَاضِي- بِصُورَ- وَأَبُو نَصْرٍ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بن أحمد الوراق- بصيدا- قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جُمَيْعٍ الْغَسَّانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ- أَبُو الْحَسَنِ الْوَاسِطِيُّ ببغداد- حدّثنا محمّد بن الجهم السّمريّ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ السُّكَّرِيُّ، عَنْ هَارُونَ الأَعْوَرِ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: أنه كان يقرأ ملك يَوْمِ الدِّينِ.
2883- أَحْمَد بْن مُحَمَّد الْمَرْوَزِيُّ [3] :
قدم بغداد وَحَدَّثَ بِهَا عَن أَبِي المرجى مُحَمَّد بْن حمدويه الْمَرْوَزِيُّ. روى عنه أَبُو بَكْر بْن إسماعيل الورّاق.
أخبرنا الأزهري، حدّثنا محمّد بن إسماعيل الورّاق، حدّثنا أحمد بن محمّد المروزيّ، حَدَّثَنَا أَبُو المرجي مُحَمَّد بْن حمدويه الْمَرْوَزِيُّ قَالَ: سمعت أبا همام البغدادي- واسمه السري- قَالَ: رأيتُ يزيد بْن هارون فِي المنام فقلت له: ما فعل بك الرب تَعَالَى؟ قَالَ: حيث وضعوني فِي قبري، سألني منكر ونكير عن الإسلام فقلت
__________
[1] انظر الحديث في: مسند أحمد 2/206، 3/154. ومجمع الزوائد 1/54. وصحيح ابن حبان 26 (موارد) والترغيب والترهيب 3/354.
[2] 2882- هذه الترجمة برقم 2566 في المطبوعة.
[3] 2883- هذه الترجمة برقم 2567 في المطبوعة(5/346)
لهما: أَنَا أعلم الناس الإسلام منذ خمسين سنة، تسألاني عَنِ الإسلام؟ أشهد أن اللَّه ربي وربكما ورب كل شيء، قَالَ: فخرجا من عندي.
2884- أَحْمَد بْن مُحَمَّد المؤدب، ويعرف بالسَّرْخَسِيّ [1] :
حدث عَن أَبِي الْعَبَّاس البرتي الْقَاضِي حَدِيثا منكرا. رواه عنه الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن الْقَاسِم المخزومي.
حَدَّثَنَاهُ أَحْمَد بْن مُحَمَّد العتيقيّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ المؤدّب، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد السَّرْخَسِيّ المؤدب- من حفظه- حدّثنا أحمد بن عيسى البرتي القاضي، حدّثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي، حَدَّثَنِي مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سمعت أَبِي عَلى المنبر وَهُوَ يقول: إن للناس وجوها فأكرموا وجوه الناس. رجاله كلهم معروفون بالثقة إلا المؤدب.
2885-[2] أحمد بن محمد، أبو الحسن العروضي [3] :
ذكر ابن الثلاج أنه حدثه عَن عبيد بْن عَبْد الواحد بْن شريك البزار. وَقَالَ: مات فِي سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة.
2886-[4] أَحْمَد بْن مُحَمَّد، أَبُو الطيب الضراب [5] نزيل سمرقند:
حَدَّثَنِي الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد المؤدب، عَن أبي سعد عبد الرحمن بن محمد الإدريسي قَالَ: أَحْمَد بْن مُحَمَّد أَبُو الطيب الضراب البغدادي سكن سمرقند. ومات بِهَا فِيما أعلم بعد الخمسين وثلاثمائة. كان يروي عَن أَبِي الْقَاسِم عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد المنيعي وغيره من حفظه، لم أر له أصلا أعتمده، إلا أنه كَانَ حافظا للقرآن مواظبا عَلَى قراءته.
ذكر من اسمه أَحْمَد واسم أَبِيهِ مُوسَى
2887- أَحْمَد بْن مُوسَى، أَبُو عباد الأشقر [6] :
حدث عَنِ الْحَسَن بْن بشر بْن سلم البجلي. روى عنه مُحَمَّد بْن مخلد الدّوريّ.
__________
[1] 2884- هذه الترجمة برقم 2568 في المطبوعة.
[2] 2885- هذه الترجمة برقم 2569 في المطبوعة.
[3] العروضي: هذه النسبة إلى «العروض» وهي التي بها أوزان الشعر (الأنساب 8/437)
[4] 2886- هذه الترجمة برقم 2570 في المطبوعة.
[5] الضراب: هذه النسبة إلى «ضرب» الدنانير والدراهم (الأنساب 8/150)
[6] 2887- هذه الترجمة برقم 2571 في المطبوعة(5/347)
أخبرنا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهدي، أَخْبَرَنَا محمد بن مخلد العطار، حدثنا أحمد بن موسى أبو عبّاد الأشقر، حدّثنا حسن بن بشر، حَدَّثَنَا قَيْسٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَوَضَّأُ وَهُوَ جُنُبٌ ثُمَّ يَنَامُ.
2888- أَحْمَد بْن مُوسَى بْن عطاء بْن بحر [1] :
حدث بمصر عَن يَحْيَى بْن السكن البصري. روى عنه أَحْمَد بْن يَحْيَى بْن زكير المصري.
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْدِ اللَّه النجار، أخبرنا محمّد بن المظفر الحافظ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زكير- بمصر- حدّثنا أبو جعفر أحمد بن موسى ابن عطاء بن بحر، حدّثنا يحيى بن السّكن- أبو محمّد- حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَفْضَلُ صَلاتِكُمْ فِي بُيُوتِكُمْ، إِلا صَلاةَ الْجَمَاعَةِ [2] »
. حَدَّثَنِيهِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الخلّال، حدّثنا علي بن عمرو الحريريّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ ماسن الهرويّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زُكَيْرٍ الأَزْدِيُّ الحافظ بمصر، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى بْنِ عَطَاءِ بْنِ بَحْرٍ الْبَغْدَادِيُّ بِإِسْنَادِهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَفْضَلُ صَلاتِكُمْ فِي بُيُوتِكُمْ، إِلا الْمَكْتُوبَةَ [3] »
. 2889- أَحْمَد بْن مُوسَى بْن يزيد بْن مُوسَى، أَبُو جَعْفَر البزاز المقرئ، المعروف بالشطوي [4] :
كَانَ ينزل سر من رأى، وحدث عَن مُحَمَّد بْن سابق، وزكريا بْن عدي، وعمر ابن حفص بْن غياث، وإِسْحَاق بْن كعب، وأَحْمَد بْن يونس، وهارون بْن معروف، وغيرهم. روى عَنه مُحَمَّد بْن مَخلد، وَمُحَمَّد بن جعفر المطيريّ وأبو بكر الأدمي القارئ، ومحمّد بن أحمد المعروف بابن المحرم.
__________
[1] 2888- هذه الترجمة برقم 2572 في المطبوعة.
[2] انظر الحديث في: سنن الترمذي 450. وسنن النسائي، كتاب قيام الليل 1. ومسند أحمد 5/186.
[3] انظر التخريج السابق.
[4] 2889- هذه الترجمة برقم 2573 في المطبوعة.
انظر: سؤالات الحاكم للدار قطني برقم 16(5/348)
وقَالَ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبِي حاتم الرَّازِيّ: كتبت عنه مع أَبِي وَهُوَ صدوق.
وذكره الدارقطني فَقَالَ: ثقة.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله المعدّل، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَدَمِيُّ الْقَارِئُ، حدّثنا أحمد بن موسى، حدّثنا محمّد بن سابق، حدّثنا مالك ابن مِغْوَلٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى وَبِيصِ الطِّيبِ [1] فِي مَفْرِقِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُو مُحْرِمٌ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عبد الواحد، أَخْبَرَنَا محمد بن العباس قَالَ: قرئ على ابْن المنادي وأَنَا أسمع: أن أَحْمَد بْن مُوسَى الشطوي مات بسر من رأى لست خلون من ربيع الأول سنة سبع وسبعين ومائتين. قَالَ: وكَانَ صَالِحا مقبولا عند الحكام. ومن أهل القرآن وَالحَدِيث.
2890- أَحْمَد بْن أَبِي عمران، أَبُو جَعْفَر الفقيه [2] :
أحد أصحاب الرأي. واسم أَبِي عمران مُوسَى بْن عِيسَى. نزل أَبُو جَعْفَر مصر، وحدث بِهَا عَن عاصم بْن عَلِيّ، وسعيد بْن سُلَيْمَان الواسطيين، وعلي بْن الجعد، ومحمد بْن الصباح، وبشر بْن الوليد وإِسْحَاق بْن إسماعيل، وغيرهم. وَهُوَ أستاذ أَبِي جَعْفَر الطحاوي، وكَانَ ضريرا. روى عنه الطحاوي.
قَالَ لي الْقَاضِي أَبُو عَبْد اللَّهِ الصيمري: أَبُو جَعْفَر أَحْمَد بْن أَبِي عمران أستاذ أَبِي جَعْفَر الطحاوي، وكَانَ شيخ أصحابنا بمصر فِي وقته وأخذ العلم عَن مُحَمَّد بْن سماعه، وبشر بْن الوليد، وأضرابهما.
حَدَّثَنَا الصوري، أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن الأزديّ، حدثنا عبد الواحد بن محمد بن مسرور، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيد بْن يونس قَالَ: أَحْمَد بْن أَبِي عمران الفقيه يكنى أبا جَعْفَر، واسم أَبِي عمران مُوسَى بْن عِيسَى من أهل بغداد. وكان مكينا في العلم، حسن الدراية بألوان من العلم كثيرة، وكان ضرير البصر، وحدث بحديث كثير من حفظه، وكَانَ ثقة، وكَانَ قدم إِلَى مصر مع أَبِي أيوب صاحب خراج مصر، فأقام بمصر إِلَى أن توفِي بِهَا فِي المحرم سنة ثمانين ومائتين.
__________
[1] 1 في الصيمصاطية: «وميض الطيب» .
[2] 2890- هذه الترجمة برقم 2574 في المطبوعة.
انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/338(5/349)
2891- أحمد بن أبي عمران، أبو العبّاس البغداديّ الخياط، وَهُوَ أَحْمَد بْن مُوسَى بْن الحر المعدل القنطري [1] :
سمع عفان بْن مسلم، وأبا نعيم، وأبا الوليد الطيالسي، وعبد اللَّه بْن عَبْد الوهاب الحجبي، وعُبَيْد اللَّه بْن معاذ العنبري، ومحمد بْن المنهال الضرير، ومحمد بْن معاوية النِّيسَابُورِيّ. روى عنه مُحَمَّد بْن مخلد، ومحمد بن العباس بن نجيح، وأحمد بن عثمان بن الأدمي، وعبد الله بن إسحاق بن الخراساني، وأبو عَلِيّ بْن خزيمة، وأبو بكر الشافعي، وغيرهم.
وَقَالَ الدارقطني: هو ثقة.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله الواعظ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ خُزَيْمَةَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى بْنِ أَبِي عِمْرَانَ الخياط المعدّل، حدّثنا عبيد الله بن معاذ، حدّثنا أبي، حَدَّثَنَا الأَشْعَثُ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كُنَّا لا نَرَى بِكِرَاءِ الأَرْضِ الْبَيْضَاءِ بَأْسًا حَتَّى أَخْبَرَنَا رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ كِرَاءِ الأَرْضِ.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن أَبِي عَلِيّ الْبَصْرِيُّ قَالَ: قرأَنَا عَلَى الْحُسَيْن بْن هارون الضبي، عن أبي العباس بن سَعِيد. قَالَ: أَحْمَد بْن مُوسَى بْن أَبِي عمران بْن الحر البغدادي القنطري، سألت عنه عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حَنْبَل فَقَالَ: ثقة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع قَالَ: وتوفي أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن أَبِي عمران الخياط لأيام بقين من ربيع الآخر سنة اثنتين وثمانين، كَانَ ينزل قنطرة البردان.
2892- أَحْمَد بْن مُوسَى، أَبُو الْعَبَّاس الجوهري، يعرف بأخي خزري [2] :
حدث عَنِ الْحُسَيْن بْن حريث الْمَرْوَزِيُّ، وإِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّهِ بْن بشار الواسطي، وسعيد بْن عمرو السكوني الحمصي، وَالربيع بْن سُلَيْمَان المصري. روى عنه أحمد ابن كامل الْقَاضِي، وأبو بكر بْن سلم الختلي، وأبو الْقَاسِم الطبراني، وَالحسن بْن مُحَمَّد السكوني الكوفِي، وعِيسَى بْن حامد الرخجي، وكَانَ ثقة.
__________
[1] 2891- هذه الترجمة برقم 2575 في المطبوعة.
انظر: سؤالات الحاكم للدار قطني 9.
[2] 2892- هذه الترجمة برقم 2576 في المطبوعة(5/350)
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه الزّهريّ، أخبرنا عيسى بن حامد القاضي، حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن موسى بن أخي خزري، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن بشار الواسطي، حدّثنا نعيم بن المورع بن توبة العنبري، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الإِسْلامَ نَظِيفٌ فَتَنَظَّفُوا، فَإِنَّهُ لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلا نَظِيفٌ [1] »
قَالَ نُعَيْمٌ: يَعْنِي النَّظِيفَ فِي الدِّينِ مِنَ الذُّنُوبِ.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو طَالِب. قَالَ: قَالَ لنا عِيسَى بْن حامد: مات أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن مُوسَى أخو خزري في شوال سنة أربع وثلاثمائة.
قلت: وذكر مُحَمَّد بْن مخلد أنه توفِي فِي شهر رمضان.
2893- أَحْمَد بْن مُوسَى بْن الْعَبَّاس، أَبُو حامد الخيوطي [2] :
حدث عَنْ عُمَر بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن المعروف بابن التل، وَالحسن بْن عرفة، وأبي إسماعيل الترمذي. روى عنه مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن الشخير الصيرفِي، وعلي بْن عُمَر السكري، إلا أن السكري سمى أباه عِيسَى. وقد تقدم ذكرنا إياه.
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَرْذَعِيُّ وَالْحَسَنُ بْن عَلِيّ الْجَوْهَرِيُّ قَالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى بْنِ العبّاس الخيوطيّ، حدّثنا عمر بن محمّد الأسديّ، حدّثنا أبي محمّد بن الحسن، حَدَّثَنَا أَبُو هِلالٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ [3] »
. 2894- أَحْمَد بْن مُوسَى بْن إِسْحَاق بْن مُوسَى، أَبُو عَبْد اللَّهِ الأنصاري [4] :
كوفِي الأصل، واسطي المولد، بغدادي الدار، حدث عَن أَبِيهِ، وعن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الأصفر، وسهل بْن بحر، ومُوسَى بْن سُفْيَان الجنديسابوريين، ويحيى بْن يونس الشيرازي، وأبي يُوسُف القلوسي. روى عنه أَحْمَد بْن كامل، وابن لؤلؤ الوراق، وَمُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن الشخير، وأَبُو حفص بن شاهين، والمعافى بن زكريا، وابن الثلاج، وكَانَ ثقة. وتقلد قضاء البصرة وبعض بلاد فارس.
__________
[1] انظر الحديث في: الدرر المنتثرة 60. والجامع الكبير 5377.
[2] 2893- هذه الترجمة برقم 2577 في المطبوعة.
انظر: الأنساب، للسمعاني 5/237.
[3] سبق تخريجه، راجع الفهرس.
[4] 2894- هذه الترجمة برقم 2578 في المطبوعة(5/351)
أخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حَدَّثَنَا ابْن قانع: أن أَحْمَد بْن مُوسَى بْن إِسْحَاق الأنصاري مات فِي رجب من سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة.
قرأت على الحسن بن أبي بكر، عن أَحْمَد بْن كامل قَالَ: توفِي أَبُو عَبْد الله أحمد ابن مُوسَى بْن إِسْحَاق الأنصاري ببغداد فِي رجب سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة.
وكَانَ مولده بواسط فِي سنة ثلاث وخمسين ومائتين، وكَانَ وقت وفاته يتقلد القضاء عَلَى بعض فارس، وقد حدث ولم يغير شيبه.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن أَبِي جَعْفَر، حدثنا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الشاهد قَالَ:
توفِي أَحْمَد بْن مُوسَى بْن إِسْحَاق الْقَاضِي الأنصاري فِي شعبان سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة، ومولده بواسط سنة ثلاث وخمسين ومائتين.
2895- أَحْمَد بن مُوسَى بْن يُوسُف، أَبُو الْعَبَّاس، المعروف بالتّوزيّ [1] .
ذكر ابْن الثلاج أنه حدثه عَنْ إِبْرَاهِيم بْن هانئ النِّيسَابُورِيّ.
2896- أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مُجَاهِدٍ، أبو بكر المقري [2] :
كَانَ شيخ القراء فِي وقته، وَالمقدم منهم عَلَى أهل عصره، وحدث عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَيُّوب المخرمي ومحمد بْن عَبْد اللَّهِ الزهيري، وزيد بن إسماعيل الصائغ، وسعدان بْن نصر، وأَحْمَد بْن منصور الرمادي، ومُحَمَّد بْن إِسْحَاق الصاغاني، وعباس الترقفِي وعباس الدوري، ومحمد بْن الجهم السمري، ومحمد بْن سعد العوفِي، وأبي يُوسُف القلوسي، وأبي رفاعة العدوي، وخلق كثير من طبقتهم وممن بعدهم. رَوَى عَنْهُ أَبُو طَاهِرِ بْن أَبِي هَاشِمٍ، وأَحْمَد بْن عِيسَى بْن جنية، وأبو بكر بْن الجعابي، وأبو القاسم ابن النخاس، وأبو الحسين بن البواب، وأبو بكر بْن شاذان، وطلحة بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر، وأبو الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيّ، وأبو حفص بْن شاهين، وعِيسَى بْن عَلِيّ، وأبو حفص الكتاني، فِي آخرين.
وكَانَ ثقة مأمونا، يسكن بالجانب الشرقي نحو مربعة الخرسي.
حدثت عَن طلحة بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر قَالَ: ولد أَبُو بَكْر بْن مجاهد فِي شهر ربيع
__________
[1] 2895- هذه الترجمة برقم 2579 في المطبوعة.
[2] 2896- هذه الترجمة برقم 2580 في المطبوعة.
انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/357. والبداية والنهاية 11/185. وغاية النهاية 1/139. والأعلام 1/261(5/352)
الآخر من سنة خمس وأربعين ومائتين، كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْن الْمُعَدَّل من الكوفة يذكر أن أبا الْحَسَن مُحَمَّد بن أَحْمَدَ بْنِ سُفْيَان الحافظ حدثهم قَالَ: حَدَّثَنِي بعض البغداديين عَن أَحْمَد بن يحيى النّحويّ قَالَ: فِي سنة ست وثمانين- يَعْنِي ومائتين- ما بقي فِي عصرنا هذا أحد أعلم بكتاب اللَّه من أَبِي بكر بْن مجاهد! أَخْبَرَنِي عُبَيْد الله بْن أبي الفتح الفارسي، حدّثنا أبو الفضل الزّهريّ، حَدَّثَنَا أَبُو الفتح مُحَمَّد بْن عُمَر الرفاء قال: سمعت أبا بكر المحبري بالنهروان قَالَ: صليت خلف أَبِي بكر بْن مجاهد صلاة الغداة فاستفتح بقراءة الحمد ثم سكت، ثم استفتح ثانية ثم سكت، ثم ابتدأ بالقراءة. فقلت: أيها الشيخ رأيت اليوم منك عجبا! فَقَالَ لي:
شهدت المكَانَ؟ فقلت: نعم. فَقَالَ أشهدتك اللَّه إن حدثت بِهِ عني إِلَى أن أواري تحت أطباق الثرى. فَقَالَ لي: يا بني ما هو إلا أن كبرت تكبيرة الأحرام حتى كأني بالحجب قد انكشفت ما بيني وبين رب العزة تَعَالَى، سرا بسر، ثم استفتحت بقراءة الحمد فاستجمع كل حمد لِلَّهِ فِي كتابه ما بين عيني، فلم أدر بأي الحمد أبتدئ.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيّ عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن فضالة النِّيسَابُورِيّ الحافظ- بالري- قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ المطلب الشيباني يقول: تقدمت إِلَى أَبِي بكر بْن مجاهد لأقرأ عَلَيْهِ، فتقدم إليه رَجُل وافر اللحية، كبير الهامة، فابتدأ ليقرأ فَقَالَ: ترفق يا خليلي.
سمعت مُحَمَّد بْن الجهم السمري يقول: سمعت الفراء يقول: أدب النفس، ثم أدب الدرس.
حَدَّثَنِي الأزهري قَالَ: سمعت عِيسَى بْن عَلِيّ بْن عِيسَى الوزير يَقُولُ: أنشدني أَبُو بَكْر بن مجاهد- وقد جئته عائدا وأطال عنده قوم كَانُوا قد حضروا للعيادة- فَقَالَ لي:
يا أبا الْقَاسِم عيادة ثم ماذا؟ فصرف من حضر وهممت بالانصراف معهم، فأمرني بالرجوع إليه ثم أنشدني عَن مُحَمَّد بْن الجهم:
لا تضجرن مريضا جئت عائده ... إن العيادة يوم إثر يومين
بل سله عَن حاله وادع الإله له ... واقعد بقدر فواق بين حلبين
من زار غبا أخا دامت مودته ... وكان ذاك صلاحا للخليلين(5/353)
حدّثني علي بن أبي علي البصريّ، حدثني أبو محمد عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن إبراهيم القاضي، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْر بْن الجعابي. قَالَ: كنت يوما عند أبي بكر ابن مجاهد فِي مسجده، فأتاه بعض غلمانه فَقَالَ له: يا أستاذ. إن رأيت أن تجملني بحضورك غدا دارنا! فَقَالَ له أَبُو بَكْر: ومن معنا؟ فَقَالَ له: أصحابنا المسجدية، ومن يرى الشيخ، فَقَالَ أَبُو بَكْر: ينبغي أن تدعو أبا بكر- يَعْنِيني- فأقبل الفتى عَلِيّ يسألني، فقلت له: هوذا تطفل بي، لو أرادني الرجل لأفردني بالسؤال، فَقَالَ: دع هذا يا بغيض. فقلت له: السمع وَالطاعة. فَقَالَ لي الرجل: إن الأستاذ قد آثرك فمن تؤثر أَنْتَ أن أدعو لَكَ؟ فقلت له: الحسين بْن غريب. قَالَ: السمع وَالطاعة، ونهض الفتى، فلما كان من الغد وافى إلى مسجد أبي بكر، فسألنا النهوض معه إلى منزله، فقال أبو بكر لأصحابه: قوموا وامضوا متقطعين وخالفوا الطرق، ففعلوا، ثم أقبل على الفتى فقال له: اسبقنا، فإني أَنَا وأبو بكر نجيئك. فقلت أَنَا له: إيش عملت فِي إحضار ابْن غريب؟ فَقَالَ لي: قد أخذت الوعد عَلَيْهِ من أمس وأَنَا أنفذ إليه رسولا ثانيا. ومضى وجلس أَبُو بَكْر ففرغ من شغيلات له، ثم إنا نهضنا جميعا وعبرنا الجانب الغربي وصعدنا درب النخلة وكانت دار الفتى فِيهِ، فوجدناه مترقبا لنا.
فدخلنا فدعا بماء فغسلنا أيدينا، ثم أتى بجونة فوضعها بين أيدينا، فقلت في نفسي: ما أدري مروءة هذا الفتى؟ أيش فِي الجونة مما يعمنا! ففتحها فإذا فِيهَا بزماورد، وأوساط ولفات، وسنبوسج، فأكلنا أكلا عظيما مفرطا، وَالجونة عَلَى حالها وما فِيهَا من هذا الطعام عَلَى غاية الكثرة وَالوفور، وشلنا أيدينا فاستدعى الحلوى، فأتى بفالوذج غرف حار بماء ورد عَلَى مائدة كبيرة، فاستكثرنا منه، فعجبت من ظرف طعامه، ونظافته وطيبه، وحسنه وتمام مروءته، من غير إجحاف ولا إسراف، وغسلنا أيدينا فقلت له: أين ابْن غريب؟ فَقَالَ لي عند بعض الرؤساء وقد حال بيننا وبينه، فشق عَلِيّ وتبين أَبُو بَكْر بْن مجاهد ذلك مني، فَقَالَ لي: هاهنا من ينوب عَن ابْن غريب. فتحدّثنا ساعة. فقلت له: لا أرى للنائب عَن ابْن غريب خبرا ولا أثرا، فدافعني فصبرت ساعة، ثم كررت الخطاب عَلَيْهِ وألححت، ولست أعلم من هو النائب بالحقيقة عَن ابْن غريب. فَقَالَ للفتى: هات قضيبا، فأتاه بِهِ، فأخذه أَبُو بَكْر ووقع واندفع يغني، فغناني نيفا وأربعين صوتا فِي غاية الْحَسَن وَالطيبة وَالإطراب، فأشجاني وحيرني فقلت له: يا أستاذ متى تعلمت هذا وكيف تعلمته! فَقَالَ: يا بارد تعلمته لبغيض مثلك لا يحضر الدعوة إلا بمغن، ومضى لنا يوم طيب معه.(5/354)
حَدَّثَنِي أَبُو الفضل مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز المهدي الخطيب قَالَ: سمعت الحسين بْن مُحَمَّد بْن خلف المقرئ- جارنا- يقول: سمعت أبا الفضل الزهري يقول: انتبه أَبِي فِي الليلة التي مات فِيهَا أَبُو بَكْر بْن مجاهد المقرئ فَقَالَ: يا بني ترى من مات الليلة؟
فإني قد رأيت فِي منامي كَانَ قائلا يقول: قد مات الليلة مقوم وحي اللَّه منذ خمسين سنة، فلما أصبحنا إذا ابْن مجاهد قد مات.
قرأت عَلى الْحَسَن بن أبي بكر عن أَحْمَد بن كامل الْقَاضِي. قَالَ: توفي أَبُو بكر ابن مجاهد المقرئ يوم الأربعاء ودفن فِي يوم الخميس لعشر بقين من شعبان سنة أربع وعشرين وثلاثمائة.
حدّثني الأزهري، حدثنا محمد بن العباس الخزاز قال: مات أَبُو بَكْر بْن مجاهد المقرئ يوم الأربعاء وقت العصر، وأخرج يوم الخميس ضحوة. وصلى عَلَيْهِ الْحَسَن بْن عَبْد العزيز الهاشمي الإمام عند باب البستان فِي الجانب الشرقي، ودفن فِي مقبرة له بباب البستان، وذلك لتسع بقين من شعبان سنة أربع وعشرين وثلاثمائة.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن عَلانَ الشُّرُوطِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ عِيسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَد الطوماري- قراءة عَلَيْهِ- قَالَ: رأيت أبا بكر بْن مجاهد فِي النوم كأنه يقرأ فكأني أقول له: يا سيدي أَنْتَ ميت وتقرأ؟ فكأنه يقول لي: كنت أدعو فِي دبر كل صلاة وعند ختم القرآن أن يجعلني ممن يقرأ فِي قبره، فأَنَا ممن يقرأ فِي قبره.
2897- أَحْمَد بْن مُوسَى بْن يونس بْن حرب بْن شبيب بْن زيد بْن إِبْرَاهِيم، التميمي، أَبُو زرعة المكي [1] :
قدم بَغْدَاد وحدث بِهَا عَن أَحْمَد بْن أَبِي روح، وَالحسن بْن أَبِي سَعِيد الشيباني.
روى عنه أَبُو الطيب مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن عِيسَى بْن الكدوش الوراق، وعبد اللَّه بن محمّد بن السقاء الواسطي، وأبو بكر بن المقرئ الأصبِهَاني.
حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيٍّ الدَّسْكَرِيُّ- لَفْظًا بِحُلْوَانَ- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُقْرِئِ بأصبهان، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى الْمَكِّيُّ- ببغداد- حدّثنا أحمد بن أبي روح، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَمِيلٍ قَالَ: حدّثني عَمِّي سَهْلُ بْنُ جَمِيلِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ أَبِي مُقَاتِلٍ السَّمَرْقَنْدِيِّ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زِيَادٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: لَمَّا مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَدُوا فِي ثِيَابِهِ نَافِجَةَ مِسْكٍ يُطَيِّبُ بِهَا ثيابه.
__________
[1] 2897- هذه الترجمة برقم 2581 في المطبوعة(5/355)
2898- أَحْمَد بْن مُوسَى بْن عمران، أَبُو بَكْر القواس [1] :
حدث عَن يَحْيَى بْن أَبِي طَالِب، ومحمد بْن أَحْمَد بْن فضالة الْمَرْوَزِيُّ. روى عنه أَبُو حفص الكتاني المقرئ، وأبو الْقَاسِم بن الثلاج.
2899- أَحْمَد بْن مُوسَى بْن عَبْد اللَّهِ بن إسحاق، أبو بكر الزّاهد، المعروف بالرّوشنائي [2] :
من أهل مصراثا- وهي قرية تحت كلوذان-. سمع أبا بكر بْن مالك القطيعي، وأبا مُحَمَّد بْن ماسي، ومحمد بْن أَحْمَد المفِيد. كتبت عنه فِي قريته- ونعم العبد كَانَ فضلا وديانة، وصلاحا، وعبادة، وكَانَ له بيت إِلَى جنب مسجده يدخله ويغلقه عَلَى نفسه، ويشتغل فِيهِ بالعبادة ولا يخرج منه إلا لصلاة الجماعة، وكَانَ شيخنا أَبُو الحسين بْن بشران يزوره فِي الأحيان، ويقيم عنده العدد من الأيام متبركا برؤيته، ومستروحا إلى مشاهدته.
أخبرنا أبو بكر الروشنائي- فِي شهر ربيع الأول من سنة سبع وأربعمائة- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَيُّوبَ بْنِ ماسي البزّاز، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله الكبشيّ، حدّثنا الأنصاريّ، حدّثنا سليمان- يعني التميمي- أَنَّ أَبَا عُثْمَانَ النَّهْدِيَّ حَدَّثَهُمْ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «قُمْتُ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ فَإِذَا عَامَّةُ مَنْ دَخَلَهَا الْمَسَاكِينُ، وَقُمْتُ عَلَى بَابِ النَّارِ فَإِذَا عَامَّةُ مَنْ دَخَلَهَا النِّسَاءُ» [3]
. مات الروشنائي بمصراثا ليلة السبت التاسع وَالعشرين من رجب سنة إحدى عشرة وأربعمائة، وخرج الناس من بغداد حتى حضروا الصلاة عَلَيْهِ، وكَانَ الجمع كثيرا جدا، ودفن فِي قريته.
__________
[1] 2898- هذه الترجمة برقم 2582 في المطبوعة.
[2] 2899- هذه الترجمة برقم 2583 في المطبوعة.
انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/143.
[3] انظر الحديث في: صحيح البخاري 7/39، 8/141. وصحيح مسلم، كتاب الذكر والدعاء باب 26. وفتح الباري 11/415.(5/356)
ذكر من اسمه أَحْمَد واسم أَبِيهِ منصور
2900- أَحْمَد بْن منصور بْن سلمة، أَبُو جَعْفَر الخزاعي [1] :
حدث عَن أَبِيهِ. روى عنه مُحَمَّد بْن مخلد. وروى عنه غيره فسماه محمدا، وقد ذكرناه فِي جملة المحمدين.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهدي، أَخْبَرَنَا محمد بن مخلد العطار، حدثنا أحمد بن منصور بن سلمة، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قِتَالُ الْمُؤْمِنِ كُفْرٌ، وَسِبَابُهُ فسوق [2] »
. أخبرنا أبو سعد الماليني- إجازة- حدّثنا مُحَمَّد بن الْعَبَّاس بن أَحْمَدَ بْنِ الفرات، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن مخلد قَالَ: سنة سبع وخمسين- يعني ومائتين- فيها قتل أحمد بن منصور بن سلمة الخزاعي، أبو جعفر في غرة ذي القعدة بصر صر، أخبرت بذلك.
2901- أحمد بن منصور بن راشد، أبو صالح الحنظلي المروزي، ويلقب زاج [3] :
ورد بغداد حاجا في سنة أربع وخمسين ومائتين، وحدث بِهَا عَنِ النضر بْن شميل، وَالحسين بن علي الجعفيّ، ويعلى ومحمّد ابني عبيد، وعمر بن يونس اليمامي، وأبي عامر العقدي، وروح بن عبادة، وسلمة بن سليمان، وعلي بن الحسن بن شقيق المروزيّين، وغيرهم. روى عنه مسلم بن الحجاج النيسابوري، وقاسم بْن زكريا المطرز، وأبو القاسم البغوي، ويحيى بن محمد بن صاعد، وأحمد بن محمد بن يزيد الزعفراني، والحسين المحاملي، ومحمد بْن مخلد.
وَقَالَ ابْن أَبِي حاتم: سئل أَبِي عَنْهُ فَقَالَ: صدوق.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى بْنِ هَارُونَ بْنِ الصَّلْتِ الأهوازيّ، حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ المحاملي- إملاء- حدّثنا أحمد بن منصور- زاج- حدّثنا علي بن الحسن، أخبرنا أبو حمزة، عن عاصم بن
__________
[1] 2900- هذه الترجمة برقم 2584 في المطبوعة
[2] سبق تخريجه، راجع الفهرس.
[3] 2901- هذه الترجمة برقم 2585 في المطبوعة.(5/357)
كُلَيْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْجُوَيْرِيَةِ. قَالَ: أَصَبْتُ جَرَّةً فِي إِمَارَةِ مُعَاوِيَةَ فِيهَا دَنَانِيرُ بِأَرْضِ الرُّومِ، وَعَلَيْنَا رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَالُ لَهُ مَعْنُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: فَأَتَيْنَاهُ بِهَا فَقَسَّمَهَا بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ، وَأَعْطَانِي مِثْلَ مَا أَعْطَى رَجُلا ثُمَّ قَالَ: لَوْلا أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ، وَرَأَيْتُهُ يَفْعَلُهُ، يَقُولُ: «لا نفل إلا بَعْدَ الْخُمُسِ»
لأَعْطَيْتُكَ. ثُمَّ أَخَذَ يَعْرِضُ عَلَيَّ مِنْ نَصِيبِهِ، قَالَ: فَأَبَيْتُ فَقُلْتُ: مَا أَنَا بِأَحَقَّ بِهِ مِنْكَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ مهدي، أخبرنا محمّد بن مخلد، حدّثنا أحمد بن منصور بن راشد، حدّثنا النّضر، حَدَّثَنَا صَالِحٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ نبْهَانَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُبَاشِرُهَا وَهِيَ طَامِثٌ، وَعَلَيْهَا إِزَارٌ إِلَى الرُّكْبَتَيْنِ.
أَخْبَرَنِي الحسين بْن عَلِيّ أَبُو الفرج الطناجيري، حَدَّثَنَا عُمَر بْن أَحْمَدَ الواعظ قَالَ:
سمعت أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يَزِيد الزعفراني يقول: مات أَحْمَد بْن منصور- زاج- سنة ثَمان وخمسين ومائتين.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ، أخبرني سعيد ابن مُحَمَّد الصوفِي، عَن أَبِي أَحْمَد مُحَمَّد بْن أَحْمَد الحنفِي، عَن شيوخه قَالَ: مات أَبُو صَالِح أَحْمَد بْن منصور- زاج- فِي شهر ذي الحجة اليوم الثالث من وفاة أَبِي داود سليمان بْن معبد السنجي، وَهُوَ يوم الخميس العاشر من ذي الحجة سنة سبع وخمسين ومائتين.
2902- أَحْمَد بْن منصور بْن سيار بْن معارك، أَبُو بَكْر الرمادي [1] :
سمع عَبْد الرزاق بْن همام، وأبا النضر هاشم بْن الْقَاسِم، وزيد بْن الحباب، ويزيد ابن أَبِي حكيم وأبا داود الطيالسي، ويزيد بْن هارون، ويحيى بن إسحاق السيلحيني، وأسود بْن عامر، ومعاذ بْن فضالة، وعلي بْن الجعد، وأبا سلمة التبوذكي، وأبا حذيفة النهدي، وعمرو بْن الْقَاسِم بْن حكام، وَالقعنبي، ونعيم بْن حماد الْمَرْوَزِيُّ، وسعيد بْن أَبِي مريم، ويحيى بْن بكير، وحرملة بْن يَحْيَى المصريين، وَعبد المجيد بْن عَبْد العزيز بْن أَبِي رواد، وعبد الملك بْن إِبْرَاهِيم الجدي، وأبا عاصم النبيل، وعفان بْن مسلم، وعبيد اللَّه بْن مُوسَى، ويحيى بْن الحماني، وأَحْمَد بْن حَنْبَل، وهناد بن
__________
[1] 2902- هذه الترجمة برقم 2586 في المطبوعة.
انظر: تهذيب الكمال 113 (1/492) . والجرح والتعديل 1/1/78. وتذهيب التهذيب ورقة 27(5/358)
السري، وهارون بْن معروف، وعثمان بْن عُمَر بْن فارس، وهشام بْن عمار ودحيما، وغيرهم من أهل العراق، وَالحجاز، وَاليمن، وَالشام، ومصر.
وكَانَ قد رحل وأكثر السماع وَالكتابة، وصنف المسند، وروى عنه إسماعيل بْن إِسْحَاق الْقَاضِي، وقاسم المطرز، وأبو الْقَاسِم البغوي، وَيحيى بْن صاعد، وَالْقَاضِي المحاملي، وَمحمد بْن مخلد، وَالحسين بْن يَحْيَى بْن عياش، وَإسماعيل بْن مُحَمَّد الصفار.
وَقال ابْن أَبِي حاتم: كتبنا عنه مع أَبِي، وكَانَ أَبِي يوثقه.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّلْتِ الأهوازي، حدّثنا القاضي الحسين بن إسماعيل المحاملي، حدّثنا أحمد بن منصور، حدّثنا عبد الرّزّاق، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَتْنِي حَفْصَةُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ بَعْدَ مَا يَطْلُعُ الْفَجْرُ، - أَوْ قَالَتْ: - حِينَ يُصْبِحُ الْفَجْرَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ هِلالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَفَّارُ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَيَّاشٍ الْقَطَّانُ، حدّثنا أحمد بن منصور بن سيار، حدّثنا زيد بن الحباب، حدّثني ابن لهيعة، حَدَّثَنِي بُكَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَشَجِّ، عن بشر بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ جَاءَهُ مِنْ أَخِيهِ مَعْرُوفٌ مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ وَلا إِشْرَافٍ فَلْيَقْبَلْهُ، فَإِنَّمَا هُوَ رِزْقٌ سَاقَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ [1] »
. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، حدّثنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار، حدّثنا أحمد ابن مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ- سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ وَفِيهَا مات- حدّثنا إبراهيم أبو إسحاق الطالقاني، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابن جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَتَاهُ الْفَيْءُ قَسَّمَهُ مِنْ يَوْمِهِ فَيُعْطِي الآهِلَ حَظَّيْنِ وَيُعْطِي الْعَزَبَ حَظًّا.
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَلِيّ الصوري، أَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّد عَبْد الغني بْن سَعِيد بن علي الأزديّ- الحافظ- أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الله، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيم بْن جابر قَالَ: سمعت عباسا الدّوريّ يقول- وذكر عنده أحمد بن منصور الرمادي-
__________
[1] انظر الحديث في: طبقات ابن سعد 4/2/70. وكشف الخفا 2/228. والتمهيد 5/93. والأحاديث الصحيحة 1005(5/359)
فقال: ومالنا نحن وَالرمادي؟ لقد أردت الخروج إِلَى البصرة أَنَا ورجل ذكره عَبَّاس، فَقَالَ الرجل: ترافقني. فقلت: بيني وبينك الرمادي، فقلنا له فَقَالَ: ليس هو من بابتك، أَنْتَ تكتب مالا يكتب، وَهُوَ يكتب مالا تكتب، فنحن نتحاكم إليه فِي ذلك الوقت.
وَقال ابن جابر: حَدَّثَنِي أَبُو يعلى الوراق عَن عَبَّاس الدوري. قَالَ: أَنَا أسكت من أمر الرمادي عَن شيء أخاف أن لا يسعني، كنت ربما سمعت يَحْيَى بْن معين يقول:
قَالَ أَبُو بَكْر الرمادي.
وَقال ابن جابر: حَدَّثَنِي بعض أصحابنا عَن إِبْرَاهِيم الأصبِهَاني قَالَ: لو أن رجلين قَالَ أحدهما: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْن أَبِي شيبة وَقَالَ الآخر: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر الرمادي، كَانَا سواء.
قَالَ ابْن جابر: وحدثنا بعض أصحابنا عَن أخي خطاب قَالَ: هو أثبت منه- يَعْنِي الرمادي أثبت من أَبِي بكر بن أبي شيبة-.
حدّثني الصوري، أخبرني عبد الغني بن سعيد، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْنِ عَبْد اللَّهِ، حَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن رجاء البصري قَالَ: قلت لأبي داود السجستاني:
لم أرك تحدث عَنِ الرمادي؟ قَالَ: رأيته يصحب الواقفة، فلم أحدث عنه.
حَدَّثَنِي عبيد اللَّه بْن أَبِي الفتح، عَن أَبِي الْحَسَن الدارقطني قَالَ: أَحْمَد بْن منصور الرمادي ثقة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابْن المنادي وأَنَا أسمع: أن أَحْمَد بْن منصور بْن سيار الرمادي مات يوم الخميس لأربع بقين من ربيع الآخر سنة خمس وستين ومائتين، وقد استكمل ثلاثا وثمانين سنة، كَانَ ميلاده فِي سنة اثنتين وثمانين ومائة، وصلى عَلَيْهِ إِبْرَاهِيم بْن أرمه الأصبِهَاني.
2903-[1] أَحْمَد بْن منصور بن حبيب، أبو بكر الخصيب [2] :
مروزي الأصل حدث عَن عفان بْن مسلم، وعمرو بْن عبيد المكتب. رَوَى عَنْهُ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُعْبَةَ الأنصاري، وإسماعيل الخطبي.
__________
[1] 2903- هذه الترجمة برقم 2587 في المطبوعة.
[2] في الصميصاطية: «الخضيب» في الموضعين(5/360)
أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْخُطَبِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ حَبِيبٍ أَبُو بكر المروزيّ الخصيب، حدّثنا عفان، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَيْفَ أَنْعَمُ وَصَاحِبُ الصُّوَرِ قَدِ الْتَقَمَ الْقَرْنَ، وَحَنَا ظَهْرُهُ يَنْظُرُ تِجَاهَ الْعَرْشِ كَأَنَّ عَيْنَيْهِ كَوْكَبَانِ دُرِّيَّانِ، لَمْ يَطْرِفْ قَطُّ مَخَافَةَ أَنْ يُؤْمَرَ مِنْ قِبَلِ ذَلِكَ [1] »
. 2904- أَحْمَد بْن منصور، أَبُو بكر ابن أخت ابن العطار [2] :
حدث عَن بركة بْن مُحَمَّد الحلبي. رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد بْن مَخْلَد الدوري.
2905- أَحْمَد بن منصور المدايني، مولى الْعَبَّاس بْن عبيد اللَّه الهاشمي [3] :
حدث عَن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق المسيبي. روى عنه إسماعيل بْن الْعَبَّاس الوراق، وأبو الْقَاسِم الطبراني.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن شهريار، حدّثنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدّثنا أحمد بن منصور المدائنيّ- مولى بني هاشم- حدّثنا محمّد بن إسحاق المسيبي، حَدَّثَنَا أَبُو ضَمْرَةَ أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: ذُكِرَ فِي زَمَانِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَسْفٌ قِبَلَ الْمَشْرِقِ، فَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ يُخْسَفُ بِأَرْضٍ فِيهَا الْمُسْلِمُونَ؟ فَقَالَ: «نَعَمْ، إِذَا كَانَ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْخَبَثُ [4] »
. قَالَ سُلَيْمَان: لم يروه عَن يَحْيَى عَن أنس إلا أَبُو ضمرة، تفرد بِهِ المسيبي.
2906- أَحْمَد بْن منصور بْن الذَّيال، أَبُو الْعَبَّاس المقرئ، ويعرف بالزبيدي [5] :
روى عنه أَبُو المفضل الشيباني عَن عَبْد الوهاب بْن الحكم الوراق، وَالمحفوظ عندنا الفضل بْن منصور الزبيدي، فالله أعلم.
__________
[1] انظر الحديث في: سنن الترمذي 2431، 2433. ومسند أحمد 1/326، 4/374، 3/7. وفتح الباري 11/368.
[2] 2904- هذه الترجمة برقم 2588 في المطبوعة.
[3] 2905- هذه الترجمة برقم 2889 في المطبوعة.
[4] انظر الحديث في: صحيح مسلم 1207، 1208. وسنن الترمذي 2187. ومسند أحمد 6/428. وفتح الباري 13/60، 106.
[5] 2906- هذه الترجمة برقم 2590 في المطبوعة(5/361)
2907- أَحْمَد بْن منصور بْن عَبْد الرحمن، السراج [1] :
حدث عَن خلف بْن مُحَمَّد المعروف بكردوس الواسطي. روى عنه أَبُو حفص بْن شاهين.
2908- أَحْمَد بْن منصور، أَبُو الْحَسَن المقرئ البزاز [2] :
حدث عَن مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن التركي. روى عنه عَبْد اللَّهِ بْن عُثْمَان الصَّفَّار.
2909- أَحْمَد بْن منصور بْن الأغر، أَبُو الْعَبَّاس اليشكري [3] :
مؤدب الأمير أَبِي مُحَمَّد الْحَسَن بْن عِيسَى بْن المقتدر بالله. وَهُوَ من أهل الدينور، سكن بَغْدَاد وَحدث بِهَا عَن أَبِي بَكْر بْن أَبِي دَاوُد السجستاني، وسليمان بن عيسى الجوهري، وأبي بكر بْن دريد، وإبراهيم بْن مُحَمَّد بْن عرفة نفطويه، وأبي بكر بن الأنباري، ومحمد بن يحيى الصولي، والغالب على روايته الأخبار والحكايات. حَدَّثَنَا عنه الأمير أبو مُحَمَّد الْحَسَن بْن عِيسَى بْن المقتدر بالله.
أَخْبَرَنَا الأَمِيرُ أَبُو محمّد، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْيَشْكُرِيُّ- إملاء في سنة ست وخمسين وثلاثمائة- حدّثنا أبو أيّوب سليمان بن عيسى، حدّثنا أبو هشام الرفاعي، حدّثنا أبو بكر بن عياش، حَدَّثَنَا الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرٍ، وَلا يَدْخُلُ النَّارَ مَنْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ [4] »
. قَالَ لنا الأمير: مات أَبُو الْعَبَّاس اليشكري نحو سنة سبعين وثلاثمائة.
2910- أَحْمَد بْن منصور بْن مُحَمَّد بْن حاتم، أَبُو بَكْر الوراق، المعروف بالنوشري [5] :
سمع يَحْيَى بْن مُحَمَّد بْن صاعد، وأَحْمَد بْن سُلَيْمَان الطوسي، وإبراهيم بْن عَبْد الصمد الهاشمي، وأَحْمَد بْن عَلِيّ بْن العلاء الجوزجاني، وَالحسين بْن إسماعيل
__________
[1] 2907- هذه الترجمة برقم 2591 في المطبوعة.
[2] 2908- هذه الترجمة برقم 2592 في المطبوعة.
[3] 2909- هذه الترجمة برقم 2593 في المطبوعة.
[4] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الإيمان باب 39. وسنن الترمذي 1998، 1999. وسنن أبي داود 4091. وسنن ابن ماجة 59، 4173. وفتح الباري 10/259، 260.
[5] 2910- هذه الترجمة برقم 2594 في المطبوعة(5/362)
المحاملي، ومحمد بْن مخلد الدوري، ومن فِي طبقتهم. حَدَّثَنَا عنه الأزهري، وعبد العزيز بْن عَلِيّ الأزجي، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد العتيقي، ومحمد بْن أَبِي نصر النرسي، وأبو الْقَاسِم التنوخي، وغيرهم، وكَانَ ثقة.
حَدَّثَنِي التنوخي قَالَ: قَالَ لي النوشري: مولدي في سنة ثمان وثلاثمائة، وأول سماعي من ابْن صاعد فِي سنة ثمان عشرة. ومات فِي يوم الجمعة الثاني عشر من المحرم سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن حَسْنُونَ النَّرْسِيُّ. قَالَ: توفِي أَبُو بَكْر النوشري يوم الأحد، ودفن يوم الاثنين النصف من المحرم سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة.
ذكر من اسمه أَحْمَد واسم أَبِيهِ محمود
2911-[1] أحمد بن محمود [بن نافع [2]] أَبُو الْعَبَّاس الشروي [3] :
حدث عَن عاصم بْن علي، وعبد السّلام بن مطهر، وأبو الوليد الطّيالسيّ، وعبد الله بن أبي بكر العتكي، والخليل بن سلم، وعمران بن ميسرة، وأبي همام السكوني.
رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد بْن مَخْلَد، وأبو الْحُسَيْن بن المنادي، ومحمد بن جعفر المطيري.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع قَالَ: أبو العباس أحمد بن محمود الشروي- حموه أبو الْعَبَّاس بْن علان الوراق- توفِي قبل النصف من جمادى الآخرة سنة أربع وسبعين- يَعْنِي ومائتين- قَالَ:
وكَانَ أحد الموصوفِين بالرمي، المشتهرين به، مع صلاح وصبر جميل.
2912- أَحْمَد بْن محمود بْن مقاتل بْن صبيح، أَبُو الْحَسَن الفقيه الهروي [4] :
قدم بَغْدَاد وَحدث بها عَنْ شيبان بْن فروخ الأبلي، وعبد الأعلى بْن حماد النرسي، ومُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن أَبِي عُمَر العَدَني، وهناد بْن السري الكوفِي، ومحمد بْن يَحْيَى الذهلي ويونس بن عبد الأعلى المصري، وغيرهم. روى عنه أحمد بن كامل
__________
[1] 2911- هذه الترجمة برقم 2595 في المطبوعة.
انظر: الأنساب، للسمعاني 7/328. والإكمال 5/134.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] الشروي: هذه النسبة- فيما أظن- إلى «الشراة» (الأنساب 7/327) .
[4] 2912- هذه الترجمة برقم 2596 في المطبوعة(5/363)
الْقَاضِي، وذكر أنه سمع منه فِي سنة خمس وتسعين ومائتين.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، حدّثنا أحمد بن كامل القاضي، حدّثنا أحمد بن محمود، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْمُسْلِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عفان الصنعاني، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ- هُوَ الذِّمَارِيُّ- عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ هِشَامٍ صَاحِبِ الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَدَّ نِكَاحَ بِكْرٍ وَثَيِّبٍ أَنْكَحَهُمَا أَبُوهُمَا وَهُمَا كَارِهَتَانِ، فَرَدَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِكَاحَهُمَا.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن أَبِي عَلِيّ قَالَ: قرأنا على الحسين بن هارون عن أبي الْعَبَّاس بْن سَعِيد قَالَ: أَحْمَد بْن محمود بْن مقاتل بْن صبيح- أَبُو الْحَسَن الهروي- سمعت داود ابن يَحْيَى يقول: قل من رأيت من هؤلاء الغرباء خيرا منه.
2913- أَحْمَد بْن محمود الأنباري [1] :
حدث أَحْمَد بْن نصر الذارع عنه عَن سويد بْن سَعِيد. وَالذارع ليس بحجة.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ النِّعَالِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ عبد الله البغداديّ الذارع- نزيل النهروان- حدّثنا أحمد بن محمود الأنباريّ- بالأنبار- حدّثنا سويد بن سعيد الحدثاني، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ أَبِي يَحْيَى الْقَتَّاتِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «مَنْ عَشِقَ وَكَتَمَ وَعَفَّ فَمَاتَ فَهُوَ شَهِيدٌ [2] »
. 2914- أَحْمَد بْن محمود بْن أَحْمَد بْن الصباح بْن بكير بْن سنان، أَبُو عِيسَى اللخمي الأنباري [3] :
حدث ببغداد عَن عَلِيّ بْن حرب الموصلي، وأبي عتبة أَحْمَد بْن الفرج الحمصي، وأَبِي بَكْر بْن أَبِي الدُّنْيَا. روى عنه أَبُو حفص بْن شاهين، وإبراهيم بْن سَعِيد الزّهريّ.
وَقَالَ غيرهما: هو أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الصباح، وقد ذكرنا ذلك فِيما تقدم.
أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْقُرَشِيُّ قَالا: أَخْبَرَنَا عُمَرُ ابن أحمد الواعظ، حدثنا أحمد بن محمود بن أحمد بن الصّبّاح اللخمي، حدّثنا
__________
[1] 2913- هذه الترجمة برقم 2597 في المطبوعة.
[2] انظر الحديث في: الدرر المنتثرة 152. والعلل المتناهية 2/286. وكشف الخفا 2/363، 364. وإتحاف السادة المتقين 7/440.
[3] 2914- هذه الترجمة برقم 2598 في المطبوعة(5/364)
أحمد بن الفرج، حدّثنا بقية، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «لا هجر فَوْقَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ، فَمَنْ هَجَرَ فَوْقَ ثَلاثٍ أَوْ بَعْدَ ذَلِكَ دَخَلَ النَّارَ [1] »
. حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّه بْن عُمَرَ بْن شَاهِينَ عَن أبيه قال: مات أبو عيسى أحمد بن محمود اللخمي في سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة.
2915- أَحْمَد بْن محمود بْن أَحْمَد بْن خليد، أَبُو الحسين الشمعي البغدادي [2] :
نزل بيت المقدس، وحدث بمصر عن أبي الْعَبَّاس الكديمي، وأبي مُسْلِم الكجي، وَعَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ بْن حَنْبَل، وبشر بْن مُوسَى، ومُوسَى بْن هارون، ومحمد بْن يَحْيَى الْمَرْوَزِيُّ، ومحمد بْن عبدوس بْن كامل، ويُوسُف بْن يَعْقُوب الْقَاضِي، ويحيى بْن مُحَمَّد بْن البختري الحناني، وأبي شعيب الحراني، وخلف بْن عمرو العكبري، وجَعْفَر الفريابي، وإبراهيم بْن شريك الأسدي، وأَحْمَد بْن الْحَسَن بْن عَبْد الجبار الصوفِي.
روى عنه مُحَمَّد بْن الفضل بْن نظيف الفراء المصري.
وذكر أنه سمع منه فِي سنة خمسين وثلاثمائة. وبلغني أنه مات بمصر فِي شوَال من سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة، وكَانَ صدوقا.
2916-[3] أَحْمَد بْن محمود بْن زكريا بْن خرزاذ، أَبُو بَكْر الْقَاضِي الأهوازي، ويعرف بالسينيزي [4] :
سمع أبا مسلم الكجي، وأبا شعيب الحراني، ومطينا الكوفيّ، وأبا حصين محمّد ابن الحسين الوادعي، وأَحْمَد بْن الْحَسَن المضري الأبلي، وإسماعيل بْن مُحَمَّد المزني، ومحمد بْن يَحْيَى الْمَرْوَزِيُّ، وأَحْمَد بْن يَحْيَى الحلواني، ومحمد بْن جعفر القتات، وزكريا بْن يَحْيَى الساجي. وقدم بغداد وحدث بِهَا. فكتب عنه أَبُو الْحَسَن الدارقطني، وأبو عَبْد اللَّهِ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن دُوَسْتَ، وكان ثقة.
__________
[1] سبق تخريجه، راجع الفهرس.
[2] 2915- هذه الترجمة برقم 2599 في المطبوعة.
[3] 2916- هذه الترجمة برقم 2600 في المطبوعة.
انظر: الأنساب، للسمعاني 7/231.
[4] السينيزي: هذه النسبة إلى سينيز، وهي فيما أظن من قرى الأهواز (الأنساب 7/231)(5/365)
أخبرني محمّد بن عبد الملك القرشي، حدّثنا علي بن عمر الحافظ، حدّثنا أحمد ابن محمود بن خرزاذ القاضي، أَخْبَرَنَا أَبُو شُعَيْبٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ.
وأخبرنا محمّد بن أبي علي الأصبهاني، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مَحْمُودِ بْنِ خُرَّزَاذَ الْقَاضِي- بِالأَهْوَازِ- قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي شُعَيْبٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ قَالَ: حَدَّثَنَا خالد بن يزيد العمري، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سَلِيمٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ- زَادَ الْحَافِظُ: الْخُدْرِيُّ. ثُمَّ اتَّفَقَا-: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ قَالَ اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى أَدَاءِ شُكْرِكَ وَذِكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ، فَقَدِ اجْتَهَدَ فِي الدُّعَاءِ [1] »
. لَفْظُهُمَا سَوَاءٌ.
أَخْبَرَنَا الحسين بْن مُحَمَّد- أخو الخلّال- حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيد عامر بْن مُحَمَّد بْن عامر البزاز- ببسطام- قَالَ: أنشدني الْقَاضِي أَحْمَد بْن محمود- ببغداد- قَالَ:
أنشدني عُمَر بْن عِيسَى التيمي:
إن الكريم الَّذِي تبقى مودته ... ويحفظ السر إن صافى وإن صرما
ليس الكريم الَّذِي إن زل صاحبه ... نثّ الَّذِي كَانَ من أسراره علما
قرأت بخط الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بكير: توفِي أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن محمود ابن خرزاذ الْقَاضِي بالأهواز لاحد عشر بقين من ذي القعدة سنة ست وَخمسين وثلاثمائة.
ذكر من اسمه أَحْمَد واسم أَبِيهِ المبارك
2917- أَحْمَد بْن المبارك البغدادي [2] :
حدث فِي الغربة عَن أَبِي داود الطيالسي، وعبد الصمد بْن عَبْد الوارث. رَوَى عَنْهُ أَبُو طاهر الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن فِيل الأنطاكي.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ يُوسُفُ بْنُ رَبَاحِ بْنِ عَلِيٍّ البصريّ، أخبرنا علي بن الحسين بن
__________
[1] انظر الحديث في: مسند أحمد 5/245، 247. ودلائل النبوة 3/200. وسنن أبي داود 1527. وكشف الخفا 1/212. وفتح الباري 11/133.
[2] 2917- هذه الترجمة برقم 2601 في المطبوعة.(5/366)
بندار الأذني، حدّثنا أبو الطاهر بن فيل، أخبرنا أحمد بن المبارك البغداديّ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «اطَّلَعْتُ فِي الْجَنَّةِ فَإِذَا أَكْثَرُ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءُ، وَاطَّلَعْتُ فِي النَّارِ فَإِذَا أَكْثَرُ أَهْلِهَا النِّسَاءُ» [1]
. 2918- أَحْمَد بْن المبارك، أَبُو عَبْد اللَّهِ الإسماعيلي [2] :
سكن الرقة وحدث بِهَا عَن عبيد اللَّه بْن عُمَر القواريري، وأبي معمر القطيعي.
روى عنه أَبُو عروبة الحراني، ومحمد بْن عَبْد اللَّهِ المعروف بمكحول البيروتي. وإنما قيل له الإسماعيلي لأنه كَانَ يعتني بجمع حَدِيث إسماعيل بْن أَبِي خالد.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْن طلحة بْن مُحَمَّد الْمُقْرِئ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن صالح الأبهري الفقيه، حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوبَةَ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَوْدُودٍ- بحران- حدّثنا الإسماعيلي- أحمد بن المبارك- حدّثنا أبو معمر، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ السُّلَمِيُّ عَنْ خُصَيْفٍ عَنْ مِقْسَمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَجُلا انْتَعَلَ وَهُوَ قَائِمٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَحْدَثَ، فَنَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَنْتَعِلَ الرَّجُلُ وَهُوَ قَائِمٌ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن عَلِيّ البادا، وَأَبُو بَكْر البرقاني، وإسحاق بْن إِبْرَاهِيم بْن مَخْلَد الفارسي، وعلي بْن أَبِي عَلِيّ البصري. قَالُوا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الله الأبهري، حَدَّثَنَا أَبُو عروبة الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد الحراني قَالَ: الإسماعيلي أَحْمَد بْن المبارك أَبُو عَبْد اللَّهِ بغدادي لا يخضب، كَانَ وكيلا بناحية الرها لقاضي بغداد، ثم صار إِلَى الرقة فمات بِهَا فِي سنة ثلاث وستين ومائتين.
2919-[3] أَحْمَد بْن المبارك بْن أَحْمَد، أَبُو بَكْر [البراثي [4]] ، المعروف أبي الرجال:
من أهل براثا- وهي قرية من سواد نهر الملك- سمع بالبصرة من عَلِيّ بن محمّد ابن مُوسَى التمار، كتبت عنه فِي قريته، وكَانَ فاضلا صَالِحا من أهل القرآن، كثير التعبد، وكَانَ له بيت ينفرد فِيهِ ولا يخرج منه إلا فِي أوقات الصلوات ويشتغل فِيهِ بالعبادة.
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح البخاري 4/142، 8/119، 141. وصحيح مسلم، كتاب الذكر والدعاء 94
[2] 2918- هذه الترجمة برقم 2602 في المطبوعة.
[3] 2919- هذه الترجمة برقم 2603 في المطبوعة.
انظر: الأنساب، للسمعاني 2/118.
[4] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(5/367)
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمُبَارَكِ- أَبُو الرِّجَالِ فِي ستة عشرين وأربعمائة، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَن علي بْن مُحَمَّد بْن موسى التّمّار بالبصرة- إملاء- حدّثنا أحمد بن إسحاق بن إبراهيم، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ، وَخَالِدُ بْنُ يُوسُفَ السَّمْتِيُّ.
قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ عَبْدِ الأَعْلَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ أُلْجِمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ» [1]
. مات أَبُو الرجال: ببراثا في سنة ثلاثين وأربعمائة.
ذكر من اسمه أَحْمَد واسم أَبِيهِ معروف
2920- أَحْمَد بْن معروف بْن بشر بْن مُوسَى، أَبُو الْحَسَن الخشاب [2] :
سمع الحارث بْن أَبِي أسامة، وَالحسين بْن فهم، وأبا البختري عَبْد الله بن محمّد ابن شاكر. روى عنه أَبُو عُمَر بْن حيويه، وأحمد بن محمّد بن عمران بن الجندي، وكَانَ ثقة.
حَدَّثَنِي الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن الخلال قَالَ: قَالَ لنا أَبُو الْحَسَن بْن الجندي: توفِي أَبُو الْحَسَن أَحْمَد بْن معروف الخشاب ليلة السبت، ودفن يوم السبت لليلتين خلتا من ذي الحجة سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة.
حَدَّثَنِي عبيد الله بن أبي الفتح، عن طَلْحَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ: أَنَّ ابْنَ معروف الخشاب مات فِي سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة.
2921- أَحْمَد بْن معروف بْن مُحَمَّد، أَبُو الفرج البزاز [3] :
حدث عَن أَبِي بكر بْن داود السجستاني. حَدَّثَنَا عَنْهُ عَبْد العزيز بْن عَلِيّ الأزَجِيّ.
وسألته عنه فَقَالَ: نبيل ثقة.
وَهُوَ أخو عَلِيّ بْن معروف، وكَانَا يسكنان عندنا بباب الأزج، وهما ممن عرف بالفضل وَالصلاح وَالانتساب إِلَى مذهب أَحْمَد بْن حَنْبَل، وسمعت من أَبِي الفرج نحو ثلاثة أحاديث، وأما أخوه علي فسمعت منه أحاديث كثيرة.
__________
[1] سبق تخريجه، راجع الفهرس.
[2] 2920- هذه الترجمة برقم 2604 في المطبوعة.
[3] 2921- هذه الترجمة برقم 2605 في المطبوعة(5/368)
ذكر الأسماء المفردة فِي هذا الحرف
2922- أَحْمَد بْن منيع بْن عَبْد الرحمن، أَبُو جَعْفَر الأصم [1] :
مروروذي الأصل وَهُوَ جد أَبِي الْقَاسِم البغوي لأمه. سمع عَبْد العزيز بْن أَبِي حازم، وهشيم بْن بشير، ومروان بْن معاوية، ويحيى بْن زكريا بْن أَبِي زائدة، وعبد الله ابن المبارك، وداود بْن الزبرقان، وسُفْيَان بْن عيينة، وَالنضر بْن إسماعيل أبا المغيرة، ويَزِيدَ بْن هارون. رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد بْن إسماعيل البخاري، ومسلم بْن الحجاج، ومحمد بْن إِسْحَاق الصاغاني، وأبو داود السجستاني، وأبو عَبْد الرحمن النسوي، وقاسم بْن زكريا المطرز، وَعَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن ناجية، وعبد اللَّه بْن مُحَمَّد البغوي، وغيرهم.
حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن عَلِيّ الجوهري، أَخْبَرَنَا عُمَر بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الصَّمَدِ المقرئ، حدّثنا ابن منيع، حدّثني جدي، حَدَّثَنِي عَبْد العزيز بْن أَبِي حازم، عَن يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: كَانَ الناس ينفلون من الخمس.
قال ابن منيع: ليس عند جَدِّي عَن ابْن أَبِي حازم غير هذا.
أخبرني الحسن بن علي التميمي، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدّثنا أبو القاسم ابن منيع قَالَ: أخبرت عَن جَدِّي أَحْمَد بْن منيع أنه قَالَ: أَنَا أختم منذ أربعين سنة، أو نحو ذلك- فِي كل ثلاث.
أخبرنا محمّد بن علي المقرئ، أَخْبَرَنَا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن مهران، أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال: وسألتُ أَبَا عَلِيٍّ صَالِح بْن مُحَمَّد الْبَغْدَادِيَّ، عَن أَحْمَد بْن منيع فَقَالَ: ثقة.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، أخبرنا علي بن عمر الدارقطني، حدّثنا الحسن بن رشيق المصري، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، عن أبيه. ثم حدّثني الصوري، أَخْبَرَنَا الخصيب بْن عَبْد اللَّه الْقَاضِي قال: ناولني عبد الكريم وكتب لي بخطه قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: أَحْمَد بْن منيع بغدادي ثقة.
__________
[1] 2922- هذه الترجمة برقم 2606 في المطبوعة.
انظر: المنتظم، لابن الجوزي 11/324. والتاريخ الكبير 2/6. والتاريخ الصغير 2/379.
والجرح والتعديل 2/77. وتذكرة الحفاظ 2/481. والعبر 1/442. والبداية والنهاية 10/346. وشذرات الذهب 2/105(5/369)
أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان، حدّثنا جعفر بن محمّد بن نصير الخالدي، حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي قَالَ: ومات أَحْمَد بْن منيع سنة أربع وأربعين ومائتين.
حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن أَبِي جعفر، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن المظفر قَالَ: قَالَ عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد البغوي: مات جَدِّي أَحْمَد بْن منيع ببغداد لأيام بقين من شوَال سنة أربع وأربعين، وكَانَ مولده سنة ستين هو وأبو خيثمة زهير بْن حرب.
2923- أَحْمَد بْن محمويه بن أبي سلمة المدايني [1] :
حدث عَن منصور بْن عمار. روى عنه أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن فضالة، وسعيد بْن سلمة التّوزيّ.
أخبرنا البرقانيّ، أخبرنا أبو علي الصواف، حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو سَعِيدُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ كيسان التّوزيّ، حدّثنا أحمد بن أبي سلمة المدائنيّ، حدّثنا منصور بن عمّار، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ دَرَّاجٍ أَبِي السَّمْحِ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الشِّيَاعِ، وَالشِّيَاعُ: الْمُفَاخَرَةُ فِي الْجِمَاعِ.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن عُمَر الدَّاوُدِيُّ وَأَبُو بِشْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَكِيلُ قَالا: أَخْبَرَنَا محمّد بن المظفر الحافظ، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الدّقّاق.
وأخبرني الحسن بن محمّد الخلّال، حدّثنا محمّد بن المظفر، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ الدّقّاق، حدّثنا أحمد بن علي بن فضالة، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَحْمَوَيْهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ المدائنيّ، حدّثنا منصور بن عمّار، حدّثني معروف- أَبُو الْخَطَّابِ- قَالَ:
سَمِعْتُ وَاثِلَةَ بْنَ الأَسْقَعِ يَقُولُ: سَمِعْتُ أُمَّ سَلَمَةَ تَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَتَى امْرَأَةً مِنْ نِسَائِهِ، غَمَّضَ عَيْنَيْهِ وَقَنَّعَ رَأْسَهُ. زَادَ الْخَلالُ: وَقَالَ لِلَّتِي تَكُونُ تَحْتَهُ: «عَلَيْكِ بالسكينة والوقار [2] » .
2924- أحمد بن معاوية بن بكير بْن معاوية، أَبُو بَكْر الباهلي البصري [3] :
سكن سر من رأى وَحدث بِهَا عَن إِسْمَاعِيل بن عياش، ووكيع بن الجرّاح،
__________
[1] 2923- هذه الترجمة برقم 2607 في المطبوعة.
[2] انظر الحديث في: مجمع الزوائد 4/295. وطبقات ابن سعد 1/2/58. وإتحاف السادة المتقين 5/372.
[3] 2924- هذه الترجمة برقم 2608 في المطبوعة(5/370)
وإسماعيل بْن مجالد بْن سَعِيد، وعباد بْن عباد المهلبي، وإبراهيم بْن سعد، وَالنضر بْن شميل. روى عنه عُمَر بْن شبة النميري، وعبد اللَّه بْن أَبِي سعد الوراق، وسوادة بن علي الأحمسي، ومحمّد بن محمّد الباغنجي، وغيرهم.
وكَانَ صاحب أخبار، وراوية للآداب، ولم يكن بِهِ بأس.
2925- أَحْمَد بْن المقدام بْن سُلَيْمَان بْن الأشعث بْن أسلم بْن سويد بْن الأسود بْن ربيعة بْن سنان، أَبُو الأشعث العجلي البصري [1] :
قدم بغداد وَحَدَّثَ بِهَا عَنْ حَمَّاد بْن زَيْد، وحزم بْن أَبِي حزم، وَعَبْد اللَّهِ بْن جَعْفَر المديني، ومحمد بن أبي عدي، وفضيل بن سليمان، وفضيل بْن عياض، وخالد بْن الحارث، ومعتمر بْن سُلَيْمَان، ويزيد بْن زريع، ومحمد بْن عَبْد الرحمن الطفاوي، وعثام بْن عَلِيّ، وبشر بْن المفضل، وعبد الوهاب الثقفِي. روى عنه مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل البخاري فِي صحيحه، وقاسم بْن زكريا المطرز، وَعَبْد اللَّهِ بْن محمد بْن ناجية، ومحمد بْن مُحَمَّد الباغندي، وعبد اللَّه بْن مُحَمَّد البغوي، وَيحيى بْن صاعد، وأحمد بن علي الجوزجاني وَالْقَاضِي المحاملي، وَالحسين بْن يَحْيَى بْن عياش.
وقال ابن أبي حاتم: سئل أبي عن أَحْمَد بْن المقدام. فَقَالَ: صَالِح الحَدِيث، محله الصدق.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهدي، حدّثنا القاضي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيُّ- إملاء- حدّثنا أبو الأشعث، حدّثنا خالد بن الحارث، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ نُبَيْحٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تَمْشُوا بَيْنَ يَدِي- أَوْ قَالَ خَلْفِي- وَقَالَ: هَذَا مَكَانُ- أَوْ مَقَامُ الْمَلائِكَةِ [2] »
. قَالَ: وَقَالَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: جِئْتُ [3] أَسْعَى إِلَى نَبِيِّ الله كأني شرارة.
هذا غريب وتفرد بِهِ أَبُو الأشعث عنه.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن أبي جعفر، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد الْحَدَّادُ- بِتِنِّيسَ- حدثنا أبو القاسم جَعْفَر بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الجروي [4]- بتنيس- حَدَّثَنَا أَبُو الأشعث أَحْمَد بْن المقدام البصري-
__________
[1] 2925- هذه الترجمة برقم 2609 في المطبوعة.
[2] انظر الحديث في: المستدرك 4/281. والأحاديث الصحيحة 1557.
[3] 2 في الصميصاطية: «حيث أسعى» .
[4] في المطبوعة والنسختين: «الحروي» والتصحيح من الأنساب للسمعاني(5/371)
ببغداد فِي قطيعة الربيع، فِي مسجد السلولي، فِي شهر رمضان سنة تسع وأربعين ومائتين- حَدَّثَنَا المعتمر بْن سُلَيْمَان، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد الأكبر وَالحسن بْن الحسين النعالي قَالا: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْوَرَّاقُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يونس العصفري قَالَ: قَالَ أَبُو الأشعث: كنت قد كتبت عَن جَعْفَر بْن سُلَيْمَان الضبعي وعبد الوارث بْن سَعِيد، فكنا يوما فِي مجلس يزيد بْن زريع، فاقبل عَلَيْنَا فَقَالَ: بلغني أن جماعة منكم يأتون جَعْفَر بْن سُلَيْمَان الضّبعيّ وعبد الوارث، فمن كتب عنهما فلا يقربن مجلسي، فإن جعفر بن سليمان رافضي وعبد الوارث [التنوري] [1] معتزلي، وما رأيت التنوري أتى الجمعة قط.
قَالَ أَبُو الأشعث: وكنت مع معلى فِي جنازة أَبي عوانة فما أدري أصليت عَلَيْهِ أم لا؟ ومات جرير بْن حازم أول سنة تسع وسبعين ومائة، ومات حماد بْن زيد فِي آخرها. رأيت حماد بْن زيد لا يخضب بالحناء، ورأيت جَعْفَر بْن سليمان الضبعي أبيض الرأس وَاللحية لا يخضب، ورأيت نوح بن قيس يخضب الحناء، وأظن بشر بن المفضّل كان كذلك، ورأيت يزيد بن زريع، وشعيبا، ويحيى بن سعيد، بيض اللحى، وخالد ابن الحارث، ومحمد بْن عَبْد الرحمن، بيض اللحي، ورأيت عيينة أبيض الرأس وَاللحية، ورأيت عُمَر بْن عَلِيّ المقدمي يخضب بسواد، ورأيت عَبْد الوارث التنوري لا يخضب.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بُكَيْرٍ الْمُقْرِئُ، أَخْبَرَنَا أَبُو دُلَفَ عَبْد الْعَزِيزِ بْن مُحَمَّد بن أَحْمَد بن عبد العزيز، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم البزار، حَدَّثَنَا أَبُو الأشعث قَالَ: كتب إِلَيَّ قوم من أهل العسكر يسألوني أكتب لهم أحاديث فكتبت بها إليهم، ثم كتبت إليهم:
وهذا كتابي فافهموه فإنه ... كتابي إليكم وَالكتاب رَسُولُ
وهذا سماعي من رجال لقيتهم ... لهم ورع فِي دينهم وعقول
فإن شئتم فارووه عني فإنكم ... تقولون ما قد قلته وأقول
ألا فاحذروا التصحيف فِيهِ فربما ... يغير من تصحيفه المعقول
هكذا روى الشعر مفسودا.
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل(5/372)
وقد حَدَّثَنِيهِ عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ المؤدب، حدّثنا أحمد بن إسحاق النهاوندي، حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن عبد الرحمن بْن خلاد الرامهرمزي، حَدَّثَنَا يُوسُف مسطاح [1] قَالَ:
سمعت أَحْمَد بْن المقدام أبا الأشعث العجلي يقول: كتب إِلَى جماعة من أهل بغداد يسألوني إجازة فكتبت إليهم:
كتابي هذا فافهموه فإنّه ... كتابي إليكم والكتاب رسول
وفِيهِ سماع من رجال لقيتهم ... لهم بصر فِي علمهم وعقول
فإن شئتم فارووه عني فإنكم ... تقولون ما قد قلته وأقول
ألا فاحذروا التّصحيف فيه فربّما ... تغيّر معقول له ومقول
أَخْبَرَنَا أَبُو سعد الماليني- قراءة- أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ قال: سمعت عبدان الأهوازي يقول: سمعت أبا داود السجستاني يقول: أَنَا لا أحدث عَن أَبِي الأشعث- يَعْنِي أَحْمَد بْن المقدام- قلت: لم؟ قَالَ: لأنه كَانَ يُعَلِّمُ الْمُجَّانَ الْمُجُونَ، كَانَ مجان بالبصرة يصررون صرر الدراهم ويطرحونها عَلَى الطريق، ويجلسون ناحية فإذا مر- يَعْنِي رجلا- بصرة أراد أن يأخذها، صاحوا ضعها ليخجل الرجل. فعلم أَبُو الأشعث المارة بالبصرة: هيئوا صرر زجاج كصررهم، فإذا مررتم بصررهم فاردتم أخذها فصاحوا بكم فاطرحوا صرر الزجاج الَّذِي معكم، وخذوا صرر الدراهم، ففعلوا ذلك. فأَنَا لا أحدث عنه لهذا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ المقرئ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران، أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال: وَسَأَلْتُ أَبَا عَلِيٍّ صَالِحَ بْنَ مُحَمَّدٍ عَنْ حَدِيث أَبِي الأشعث فَقَالَ:
أَبُو الأشعث ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أخي بشر الإسفراييني حدثكم مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن خزيمة قَالَ: أَبُو الأشعث البصري كَانَ كيسا صاحب حَدِيث.
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن يُوسُف النيسابوري، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي بمصر، حدثنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي، أخبرني أبي قال: أبو الأشعث أحمد ابن المقدام بْن سُلَيْمَان العجلي بصري ليس بِهِ بأس.
أخبرنا الأزهري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن العباس قَالَ: قَالَ لنا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الكندي.
__________
[1] في الصميصاطية: «مشكاح»(5/373)
وأخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد البغوي: مات أَبُو الأشعث أَحْمَد بْن المقدام سنة ثلاث وخمسين- زاد الأزهري ومائتين.
أخبرني الطناجيري، حَدَّثَنَا عُمَر بْن أَحْمَدَ الْوَاعِظ قَالَ: وجدتُ في كتاب جدي.
قال أبو بَكْر: ومات أَبُو الأشعث أَحْمَد بْن المقدام العجلي فِي المحرم سنة ثلاث وخمسين ومائتين.
قرأتُ عَلَى البرقاني، عن أبي إسحاق المزكي قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق السراج. قَالَ: مات أَبُو الأشعث العجلي بالبصرة فِي صفر سنة ثلاث وخمسين ومائتين، وكَانَ يُخضب بالحمرة.
قَالَ أَبُو الأشعث: ولدت قبل موت أَبِي جعفر بسنتين [1] .
2926- أَحْمَد بْن مالك بْن حبيب، أَبُو حفص المؤدب [2] :
حدث عَن أسود بْن عامر شاذان. روى عنه عبد الله بن أَحْمَد بن حنبل.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف- حدّثنا عبد الله بن أحمد، حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ أَحْمَدُ بْنُ مَالِكِ بْنِ حَبِيبٍ الْمُؤَدِّبُ- كَتَبَ لِي بِخَطِّهِ وقَرَأَهُ عَلَيَّ- قال: حدّثنا الأسود بن عامر، حدّثنا إسرائيل، عن أسباط بن غزرة، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي وَحْشِيَّةِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَاهُ يَهُودِيٌّ، فَعَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ، فَقَالَ لَهُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ يَا مُحَمَّدُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَهْدِيكُمُ اللَّهُ [3] »
. 2927- أَحْمَدَ بْن المؤمل بْن أبان بْن تمام، وَالد أَبِي عبيد الناقد [4] :
حدث عَن بشر بْن مُحَمَّد بْن أبان السكري. روى عنه ابنه أَبُو عبيد مُحَمَّد بْن أَحْمَد.
أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ أبي طالب، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، حدّثنا أبو عبيد
__________
[1] في الأصل ما نصه: «آخر الجزء الأربعين من تجزئة المؤلف رحمه الله» .
[2] 2926- هذه الترجمة برقم 2610 في المطبوعة.
[3] انظر الحديث في: سنن أبي داود 5038. وسنن الترمذي 2739. والمستدرك 4/268. ومسند أحمد 1/204، 4/400، 411.
[4] 2927- هذه الترجمة برقم 2611 في المطبوعة(5/374)
مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ المؤمل، حدّثنا أبي، حدّثنا بشر بن محمّد السّكّريّ، حدّثنا علي ابن أَبِي خَدِيجَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيِّ: أَنَّ رَجُلا مِنَ الأَنْصَارِ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَخِي حَلَفَ بِالطَّلاقِ أَنْ لا يُكَلِّمَنِي، فَهَلْ تَجِدُ لَهُ مَخْرَجًا؟ قَالَ: «وَكَيْفَ حَلَفَ» قَالَ: قَالَ امْرَأَتُهُ طَالِقٌ ثَلاثًا إِنْ كَلَّمَنِي، قَالَ: «كَيْفَ ضَنُّهَا بِزَوْجِهَا؟» قَالَ: مَا أَضَنَّهَا بِهِ. قَالَ: «كَيْفَ ضَنُّهُ بِهَا؟» . قَالَ: مَا أَضَنَّهُ بِهَا. قَالَ: «يَدَعُهَا حَتَّى تَنْقَضِيَ عِدَّتُهَا ثَلاثَ حِيَضٍ ثُمَّ كَلِّمْ أَخَاكَ، فَلْيَخْطُبْهَا بِمَهْرٍ جَدِيدٍ وَنِكَاحٍ جَدِيدٍ فَتَكُونُ عِنْدَهُ عَلَى تَطْلِيقَتَيْنِ» [1]
. مُحَمَّد بْن عَبْد الملك ضعيف.
2928- أَحْمَد بْن المطهر، البغدادي [2] :
نزل المصيصة وحدث بِهَا عَن مُحَمَّد بْن الْقَاسِم الأسدي، ويزيد بْن أَبِي حكيم العدني، وصَالِح بْن بيان الساحلي، وروح بْن أسلم البصري. روى عنه عَلِيّ بْن عَبْد الصمد الطيالسي، وعبد اللَّه بْن الصقر السكري، ومحمد بْن مُحَمَّد الباغندي، وغيرهم.
كَتَبَ إِلَيَّ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُرِّيِّ- مِنْ دِمَشْقَ- قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْفَرَائِضِيُّ.
وحَدَّثَنِي عَبْد الْعَزِيزِ بْن أَبِي طَاهِر الصوفِي، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ شَبَابِ بْنِ نهار ابن سلْيمَانَ بْنِ دَاوُدَ بْنِ الْفَيْضِ السُّلَمِيُّ الْجَلابُ- بدمشق- أخبرنا الحسين بن إبراهيم ابن جابر الفرائضي، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الحسين- بسندفا قال: قال عبد العزيز بن أبي طاهر الصّوفيّ: مِنْ أَعْمَالِ مِصْرَ- قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مطهر البغداديّ- بالمصيصة سنة ست وخمسين ومائتين- حدّثنا يزيد بن أبي حكيم العدني، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُمَرَ. قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَيْرٍ فَتَأَخَّرْتُ فَسَمِعْتُ صَارِخًا يَصْرُخُ، فَخَشِيتُ أَنْ يَكُونَ نَزَلَ فِيَّ قُرْآنٌ، قَالَ: فَجِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «لَقَدْ نَزَلَ عَلَيَّ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ سُورَةٌ هِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ» ثُمَّ قَرَأَ: إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً
لفظ حديث الصّوفيّ.
__________
[1] انظر الحديث في: الموضوعات 2/278. وتنزيه الشريعة 2/202. والفوائد المجموعة 139.
[2] 2928- هذه الترجمة برقم 2612 في المطبوعة(5/375)
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، حدّثنا عبد الملك بن الحسن المعدّل، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُظَفَّرِ.
وأَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْنُ إِسْمَاعِيل بْنِ عُمَرَ الْبَجَلِيُّ، أَخْبَرَنَا عمر بن أحمد الواعظ، حَدَّثَنَا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي قالا: حدّثنا أحمد بن مطهر المصيصي، حدّثنا روح بن أسلم، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الرُّمَّانِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ- وفِي حَدِيثِ الْبَاغَنْدِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْمُونٍ الصائغ، عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرٍ:
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الضَّبُعُ صَيْدٌ وَفِيهِ جَزَاءُ كَبْشٍ مُسِنٍّ إِذَا أَصَابَهُ الْمُحْرِمُ، وَتُؤْكَلُ أَيْضًا» [1]
. وقال الباغندي: إذا أصابِهَا المحرم، قَالَ وتؤكل.
قلت: إنما نسبنا أَحْمَد بْن المطهر إِلَى المصيصة لأن أَحْمَد سكنها، ولعله بِهَا مات، وأظنه قدم من المصيصة إِلَى بغداد فسمع منه بِهَا البغداديون، وَالله أعلم.
2929- أَحْمَد بْن مَخْلَدٍ، أَبُو جَعْفَر الدقاق [2] :
حدث عَنْ أَبِي بدر شجاع بْن الوليد. روى عنه مُحَمَّد بْن مخلد الدوري.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهدي، أَخْبَرَنَا محمد بن مخلد العطار، حدثنا أحمد بن مخلد أبو جعفر الدّقّاق، حدّثنا أبو بدر، حدّثنا عبّاد ابن كثير، حَدَّثَنِي عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عَقِيلٍ قَالَ: حَدَّثَتْنِي الرُّبَيِّعُ بِنْتُ مُعَوِّذٍ: أَنَّهَا رَأَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ ثَلاثًا ثَلاثًا إِلَى أَنْ بَلَغَ رَأْسَهُ.
2930- أَحْمَد بْن ملاعب بْن حيان، أَبُو الفضل المخرمي الحافظ [3] :
سمع عَبْد اللَّهِ بْن بكر السهمي، وعفان بْن مسلم، وعاصم بْن عَلِيّ، وأبا نعيم الفضل بن دكين، وعبد الصّمد بْن النعمان، وأبا غسان مالك بْن إسماعيل، وثابت بْن محمد الزاهد، ويحيى بْن يعلى المحاربي، وعمر بْن حفص بْن غياث، ومعاوية بْن عمرو الأزدي، ومحمد بْن سَعِيد بْن الأصبِهَاني، وأَحْمَد بْن جناب المصيصي. روى عنه مُوسَى بْن هارون وَيحيى بْن صاعد، ومحمد بْن مَخْلَد، ومحمد بْن أحمد الحكيمي، وإسماعيل بْن مُحَمَّد الصفار، وَمُحَمَّد بْن عمرو الرزاز، وأبو عمرو بن
__________
[1] انظر الحديث في: السنن الكبرى للبيهقي 5/183، 9/9. والمستدرك 1/453.
وصحيح ابن خزيمة 2648. وسنن الدارقطني 2/245.
[2] 2929- هذه الترجمة برقم 2613 في المطبوعة.
[3] 2930- هذه الترجمة برقم 2614 في المطبوعة(5/376)
السماك، وأَحْمَد بْن سلمان النجاد، وَمُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن عتَّاب، وأبو هارون مُوسَى بْن مُحَمَّد الزرقي، وَغيرهم.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَخْلَدِ بْنِ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَكِيمِيُّ، حدّثنا أحمد بن ملاعب، حدّثنا علي بن عاصم بن علي، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ اسْتَأْذَنَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحِجَامَةِ، فَأَمَرَ أَبَا طَيْبَةَ فَحَجَمَهَا. قَالَ: أَحْسَبُ أَنَّهُ كَانَ أَخَاهَا مِنَ الرَّضَاعَةِ، أَوْ غُلامًا لَمْ يَحْتَلِمْ.
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ برهان الغزال، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْبَخْتَرِيِّ الرَّزَّازُ- إِمْلاءً- حدّثنا أحمد بن ملاعب، حدّثنا جندل بن والق، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ- وَهُوَ ابْنُ عَمْرٍو- عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «عُمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ تَعْدِلُ حَجَّةً [1] »
. قرأت فِي أصل كتاب دعلج بْن أَحْمَد- وأخبرناه أَبُو بكر البرقانيّ، عن أبي عمر ابن حيويه وأبي الْحَسَن الدارقطني- قَالا: حَدَّثَنَا دعلج. قَالَ: سئل مُوسَى بْن هارون عَن أَحْمَد بْن ملاعب. فَقَالَ: من الثقات.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن أَبِي عَلِيّ قَالَ: قرأنا على الحسين بْن هارون، عَن أَبِي الْعَبَّاس بْن سَعِيد قَالَ: سَمِعْتُ عَبْد الرَّحْمَن بْن يُوسُف بْن خراش وَالحسين بْن مُحَمَّد بْن حاتم يقولان: أَحْمَد بْن ملاعب ثقة متقن.
وسمعت عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد يقول: أَحْمَد بْن ملاعب ثقة.
قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: وسمعت أَحْمَد بْن ملاعب يقول: ما أحدث إلا ما أحفظه مثل حفظي للقرآن. ورأيته يفصل بين الفاء وَالواو فِي الحَدِيث.
حَدَّثَنِي الْحَسَن بْن أَبِي طَالِب، عَنْ أَبِي الْحَسَن الدارقطني قَالَ: أَحْمَد بن ملاعب ابن حيان بغدادي ثقة. أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله المعدّل، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيّ إِسْمَاعِيلُ بْن مُحَمَّد الصَّفَّارُ قَالَ: سمعت أَحْمَد بْن ملاعب يقول: ولدت يوم الإثنين لسبع خلون من ذي القعدة سنة إحدى وتسعين، وَقَالَ لنا فِي اليوم الَّذِي قَالَ لنا هذا:
لي اليوم ثمانون سنة وخمسون يوما.
__________
[1] انظر الحديث في: سنن أبي داود، كتاب المناسك بابا 79. وسنن الترمذي 939.
وسنن ابن ماجة 2991، 2995. وفتح الباري 4/113(5/377)
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، عن أحمد بْن كامل الْقَاضِي. قَالَ: مات أَحْمَد بْن ملاعب فِي جمادى الأولى سنة خمس وسبعين ومائتين، وكَانَ من شيوخ المحدثين وثقاتهم، وحفاظهم.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس. قال: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع قال: وأبو الفضل أحمد بْن ملاعب مات يوم الأربعاء لأربع عشرة خلت من جمادى الأولى سنة خمس وسبعين، ودفن فِي مقابر النجادين، وكَانَ من أحفظ الناس للحَدِيث إِلَى أن مات عَلَى ذلك، وكَانَ موصوفا بحفظ القرآن.
2931- أَحْمَد بْن مصعب بْن سرويه، أَبُو منصور القنطري [1] :
حدث عَن سهل بْن زنجله. رَوَى عَنْهُ عَبْد الصمد الطستي.
2932- أَحْمَد بْن الممتنع بْن عَبْد اللَّهِ بْن طَالِب، أَبُو الطيب القرشي الأيلي [2] :
سكن بغداد وَحَدَّثَ بِهَا عَنْ أَحْمَد بْن سَعِيد الهمداني، وزكريا بْن يَحْيَى الوقاد، وهارون بْن سَعِيد الأيلي، وأَحْمَد بْن عمرو بْن السرح المصري، ونحوهم. روى عنه أَبُو بَكْر الشافعي، وعمر بن نوح البجلي، وأبو حفص بن الزيات.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ غَيْلانَ البزّاز، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشافعي، حدّثنا أحمد بن الممتنع، حدّثنا أبو جعفر أحمد بن سعيد، حدّثنا عبد الله بن وهب، أَخْبَرَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن عُتْبَةَ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يَقُولُ: «كَانَ رَجُلٌ يُدَايِنُ النَّاسَ، فَإِذَا أُعْسِرَ الْمُعْسِرُ قَالَ لِفَتَاهُ: تَجَاوَزْ عَنْهُ لَعَلَّ اللَّهُ أَنْ يَتَجَاوَزَ عَنَّا، فَلَقِيَ اللَّهَ فَتَجَاوَزَ عَنْهُ [3] »
. حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نصر الدينوري قَالَ: سمعت حمزة بْن يُوسُف السهمي يقول: وسألت الدارقطني عَن أَحْمَد بْن الممتنع- أَبِي الطيب الأيلي- فَقَالَ: صَالِح.
حَدَّثَنِي الأزهري، عَن طلحة بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر.
وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع.
__________
[1] 2931- هذه الترجمة برقم 2615 في المطبوعة.
[2] 2932- هذه الترجمة برقم 2616 في المطبوعة.
[3] انظر الحديث في: صحيح البخاري 4/214. وصحيح مسلم، كتاب المساقاة باب 6.
ومسند أحمد 2/263، 339.(5/378)
وأخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حَدَّثَنَا ابْن قانع: أن أبا الطيب بْن الممتنع مات في سنة أربع وثلاثمائة. زاد ابْن المنادي فِي شهر رمضان.
قرأت فِي كتاب عثمان بْن جابر العطار: قدم أَبُو الطيب بْن الممتنع من الشام، ومات هاهنا يوم الأربعاء لسبع خلون من شهر رمضان سنة أربع وثلاثمائة.
2933-[1] أَحْمَد بْن مكرم بْن خالد بْن صَالِح، أبو الحسن البرتي [2] :
حدث عن علي بن المديني. روي عنه عَبْد العزيز بْن جَعْفَر الخرقي، ومحمّد بن إبراهيم بن نيطرا، ومُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الْوَرَّاق، ومُحَمَّد بْن المظفر، أحاديث مستقيمة.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو تَمَّامٍ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْوَاسِطِيُّ، أخبرنا محمّد بن المظفر الحافظ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُكْرَمِ بْنِ خالد البرتي، حدّثنا علي بن المديني، حدّثنا روح بن عبادة، حَدَّثَنَا بِسْطَامُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ خَلِيفَةَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْغُبَرِيَّ قَالَ: سَمِعْتُ عَائِذَ بْنَ عَمْرٍو الْمُزَنِيَّ يَقُولُ: بَيْنَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَعْرَابِيٌّ قَدْ أَلَحَّ عَلَيْهِ الْمَسْأَلَةَ يَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَطْعِمْنِي. فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ مَنْزِلَهُ فَأَخَذَ بِعِضَادَتَيِ الْحُجْرَةِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَقَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا فِي الْمَسْأَلَةِ مَا سَأَلَ أَحَدٌ إِلا لَيْلَةَ بَيْنِهِ» . ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِطَعَامٍ.
2934- أَحْمَد بْن مسعود الوزان [3] :
حدث عَن عثمان بْن هِشَام بْن الفضل بْن دلهم، وعباس بْن مُحَمَّد الدوري، وخلف بْن مُحَمَّد الواسطي. روى عنه ابْن المظفر.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي خَازِمٍ العبدي، حدّثنا محمّد بن المظفر، حدّثنا أحمد بن مسعود الوزان، حدّثنا عثمان بن هشام بن الفضل، حدّثنا يحيى بن السّكن، حدّثنا شعبة، حَدَّثَنَا الأَشْعَثُ بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَى مُسْبِلٍ إِزَارَهُ [4] » .
__________
[1] 2933- هذه الترجمة برقم 2617 في المطبوعة.
[2] البرتي: هذه النسبة إلى «برت» ، وهي مدينة بنواحي بغداد (الأنساب 2/127) .
[3] 2934- هذه الترجمة برقم 2618 في المطبوعة.
[4] انظر الحديث في: المعجم الكبير للطبراني 12/41. وحلية الأولياء 7/192. وتاريخ ابن عساكر 4/294(5/379)
2935- أحمد بن مطرف، أَبُو الْحَسَن الْقَاضِي البستي [1] :
حدث بسر من رأى عَن أَبِي يَحْيَى بْن أَبِي ميسرة المكي، وهشام بْن عَلِيّ السيرافِي، وجَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن سوار النِّيسَابُورِيّ. روى عنه عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يُوسُف السامري، وذكر أنه سمع منه فِي سنة سبع وعشرين وثلاثمائة.
2936- أَحْمَد بْن المطلب بْن عَبْد اللَّهِ بْن هارون الواثق بن محمّد المعتصم ابن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن عبد الله المنصور بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيّ بْن عَبْدِ اللَّه بن العباس بن عبد المطلب، أَبُو بَكْر الهاشمي [2] :
سمع أبا مسلم الكجي، ومُوسَى بْن إِسْحَاق الأنصاري، وجَعْفَر بْن مُحَمَّد الفريابي، وَالْقَاسِم بْن زكريا المطرز. رَوَى عَنْهُ أَبُو الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيّ، وأبو حفص بْن الآجري، وإبراهيم بْن مخلد الباقرحي، وكَانَ ثقة دينا صَالِحا.
وَقَالَ أَبُو الفتح عبيد اللَّه بْن أَحْمَد النحوي- فِيما بلغني عنه: كَانَ أَبُو بَكْر بْن المطلب من الستر وَالصيانة لنفسه فِي الاعتزال عَنِ الدُّنْيَا وأهلها، وَالورع ما يجل وصفه.
أخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حَدَّثَنَا ابْن قانع قَالَ: مات أَبُو بَكْر بن عبد المطّلب الهاشمي فِي ذي الحجة سنة أربع وأربعين وثلاثمائة.
2937- أَحْمَد بْن محبوب بْن سُلَيْمَان، أَبُو الْحَسَن الفقيه الصوفِي، يعرف بغلام أَبِي الأديان [3] :
وكَانَ أَبُو الأديان من شيوخ الصوفِية، سمع أَحْمَد بْن محبوب أبا مسلم الكجي، وَمحمد بْن عُثْمَان بْن أَبِي شيبة، وَمحمد بْن يَحْيَى الْمَرْوَزِيُّ، ومحمد بْن يُوسُف بْن البركي، وَالحسن بْن عَلِيّ بْن المتوكل، ومحمد بْن الحسين الأنماطي، وأبا السري مُحَمَّد بْن نعيم الأنصاري، وأبا برزة الحاسب، ويُوسُف بْن يَعْقُوب الْقَاضِي، ومحمّد ابن عَبْد اللَّهِ الحضرمي، وأبا خليفة الجمحي، وغيرهم من شيوخ الشام، ومصر. حَدَّثَنَا عنه مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إِسْحَاق البزاز، وكَانَ ثقة. سكن مكة وحدث بِهَا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ البزّاز، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مَحْبُوبِ بْنِ
__________
[1] 2935- هذه الترجمة برقم 2619 في المطبوعة.
[2] 2936- هذه الترجمة برقم 2620 في المطبوعة.
[3] 2937- هذه الترجمة برقم 2621 في المطبوعة(5/380)
سليمان الفقيه- بمكة- حدّثنا محمّد بن الحسين الأنماطي، حدّثنا سعد بن زنبور، حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن عُمَر، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مِنْ حُسْنِ إِسْلامِ المرء تركه مالا يَعْنِيهِ [1] »
. بلغني أن أَحْمَد بْن محبوب مات بمدينة رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ودفن بها، في سنة سبع وخمسين وثلاثمائة.
2938- أَحْمَد بْن مرحب بْن أَحْمَد بْن إِسْحَاق، أَبُو الفرج الفارسي الصيرفِي [2] :
حدث عَن عِيسَى بْن عَلِيّ بْن عِيسَى الوزير، وأبي حفص الكتاني. كتبت عنه وكَانَ سماعه صحيحا، ومسكنه بباب الشعير.
أخبرني أحمد بن مرحب، أخبرنا عيسى بن علي بن عيسى، حدّثنا عبد الله بن محد البغويّ، حدّثنا عيسى بن سالم، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يقول: «يَتْبَعُ الْمَيِّتَ ثَلاثَةٌ، فَيَرْجِعُ اثْنَانِ وَيَبْقَى وَاحِدٌ، يَتْبَعُهُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ وَعَمَلُهُ، فَيَرْجِعُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ، وَيَبْقَى عَمَلُهُ [3] »
. سألت أَحْمَد بْن مرحب عَن مولده فقال: في سنة سبعين وثلاثمائة. ومات فِي ليلة الاثنين التاسع مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الآخِرِ مِنْ سَنَةِ إِحْدَى وخمسين وأربعمائة، وذلك بعد خروجي من بغداد إِلَى الشام.
__________
[1] انظر الحديث في: الكامل 3/907، 4/1588، 6/2341. ومسند أحمد 1/20.
وحلية الأولياء 8/249.
[2] 2938- هذه الترجمة برقم 2622 في المطبوعة.
[3] انظر الحديث في: صحيح البخاري 8/134. وصحيح مسلم، كتاب الزهد. وفتح الباري 11/362(5/381)
حرف النون [من آباء الأحمدين]
2939- أَحْمَد بْن نصر بْن مالك بْن الهيثم بْن عوف بْن وهب بْن عميرة بْن هاجر بْن عمير بْن عَبْد العزى بْن قمير بْن حبشية بْن سلول بْن كعب بن عمرو، أَبُو عَبْد اللَّهِ الخزاعي [1] :
وسويقة نصر ببغداد منسوبة إلى أبيه مالك بْن الهيثم، جد أَحْمَد بْن نصر كَانَ أحد نقباء بني الْعَبَّاس فِي ابتداء الدولة الهاشمية، وعمرو الَّذِي سقنا نسبه إليه هو عمرو بْن لحي بْن قمعة بْن خندف الَّذِي
قَالَ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «رأيت عمرو بْن لحي أبا بني كعب هؤلاء يجر قصبه فِي النار، لأنه أول من بحر البحيرة، وسيب السائبة، ووصل الوصيلة، وحمى الحامي، وغير دين إسماعيل بْن إِبْرَاهِيم عليهما السلام [2] »
. أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بكر، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ. وَأَبُو سَهْلِ بْنُ زِيَادٍ قَالا: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الجبار العطاردي، حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ سَهْلِ بْنِ شُعَيْبٍ، عَنِ ابْنِ سُفْيَانَ الأَسْلَمِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نَزَلَ الْقُرْآنُ عَلَى لُغَةِ الْكَعْبَيْنِ، كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ وَهُوَ أَبُو قُرَيْشٍ، وَكَعْبِ بْنِ عَمْرٍو وَهُوَ أَبُو خُزَاعَةَ [3] »
. أَخْبَرَنَا الحسين بْن عَلِيّ الصيمري، أخبرنا علي بن الحسن الرّازيّ، حدّثنا محمد بن الحسين الزعفراني، حدّثنا أحمد بن زهير، أَخْبَرَنَا مصعب- وَهُوَ ابْن عَبْد اللَّهِ الزبيري- قَالَ: عمرو بْن لحي بْن قمعة بْن خندف يقولون أنه أَبُو خزاعة، وخزاعة تقول:
كعب بْن عمرو بْن ربيعة بْن حارثة بْن عمرو بْن عامر بْن غسان، ويأبون هذا النسب وَالله أعلم. إن كَانَ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ما روى فرسول اللَّه أعلم، وما قَالَ فهو الحق.
قلت: وكَانَ أَحْمَد بْن نصر من أهل الفضل وَالعلم، مشهورا بالخير أمارا بالمعروف، قوَالا بالحق، وسمع الحَدِيث من مالك بْن أنس، وحماد بْن زيد، ورباح بْن زيد، وعبد الصمد بْن معقل، وهشيم بْن بشير، وعبد العزيز بْن أَبِي رزمة، ومحمد بْن ثور، وعلي بْن الحسين بْن واقد. ولم يرو إلا شيئا يسيرا. روى عنه يَحْيَى بن معين،
__________
[1] 2939- هذه الترجمة برقم 2623 في المطبوعة.
انظر: المنتظم، لابن الجوزي 11/165- 172. وتهذيب الكمال 119 (1/505) .
والجرح والتعديل 1/1/79. وطبقات الحنابلة 1/80. وتهذيب التهذيب 1/87.
[2] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الجنة باب 13. وصحيح البخاري 4/224، 6/69. وفتح الباري 8/283، 285.
[3] سبق تخريجه، راجع الفهرس(5/382)
ويَعْقُوب وأَحْمَد ابنا إِبْرَاهِيم الدورقي، ومحمد بْن يوسف بن الطباع، ومحمد بْن المطلب الخزاعي، ومحمد بْن يُوسُف الصابوني.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى إِسْحَاق النعالي حدثكم عَبْد اللَّه بْن إِسْحَاق المدايني، حدّثنا محمّد بن بشر، حدّثنا أحمد- يعني ابن كثير- حدّثني أحمد ابن نصر بْن مالك قَالَ: كلمت مالك بْن أنس وسألته عَن حَدِيث فَقَالَ لغلام له: جأ عنقه وأقمه.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بكر، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس بْن نَجِيحٍ الْبَزَّارُ- من لفظه- أخبرني محمّد بن المطّلب الخزاعي، حدّثنا أحمد بن نصر بن مالك، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عُمَرَ عَنِ اسْتِلامِ الْحَجَرِ فَقَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُهُ. قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ: أَرَأَيْتَ إِنْ زُحِمْتَ أَوْ غُلِبْتَ عَلَيْهِ؟ قَالَ: اجْعَلْ أَرَأَيْتَ بِالْيَمَنِ، رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَلِمُهُ. قَالَ ابْنُ نَجِيحٍ: فِي كتابي: الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ وَالصَّوَابُ ابْنُ عَرَبِيٍّ.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ جَعْفَرٍ الإِمَامُ- بأصبهان- حدّثنا أبو بكر محمّد بن جعفر ابن حفص المغازلي، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ أيّوب الأخرم، حدّثنا يعقوب بن إبراهيم- يعني الدورقي- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ مَالِكٍ الْخُزَاعِيُّ المقتول، حَدَّثَنَا عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رُزْمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ الْعَتَكِيُّ عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْوِتْرُ وَاجِبٌ، فَمَنْ لَمْ يُوتِرْ فَلَيْسَ مِنَّا [1] »
. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَتُّوثِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله القطّان، حدّثنا محمّد بن يوسف الصابوني الحافظ، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن نصر الخزاعي قَالَ: حَدَّثَنَا الحسين بْن مُحَمَّد الْمَرْوَزِيُّ- شيخ له- عَن ابْن جريج قَالَ: قَالَ عطاء: المعتكف كأنه محرم بين يدي الرحمن تَعَالَى، يقول لا أبرح حتى تغفر لي.
حَدَّثَنِي عَبْد العزيز بن علي الورّاق، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّه بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان الْمُخَرِّمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن عليل المطيري، حدّثني داود بن سليمان، حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سمعت أَحْمَد بْن نصر بْن مالك الخزاعي يقول: رأيت مصابا قد وقع فقرأت فِي أذنه، فكلمتني الجنية من جوفه فقالت: يا أبا عَبْد اللَّهِ بالله دعني أخنقه، فإنه يقول القرآن مخلوق.
__________
[1] انظر الحديث في: المعجم الكبير 4/175. ومجمع الفوائد 2/240. ومصنف عبد الرزاق 4634، 4768. وكنز العمال 19539(5/383)
حدّثنا الحسن بن علي الجوهريّ، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْقَاسِم بْن جَعْفَر الكوكبي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قَالَ: سمعت يَحْيَى بْن معين- وذكر أَحْمَد بْن نصر بْن مالك فترحم عَلَيْهِ- وَقَالَ: قد ختم اللَّه له بالشهادة.
قلت ليحيى: كتبت عنه شيئا؟ قَالَ: نعم! نظرت له فِي مشايخ الجنديين، وأحاديث عَبْد الصمد بْن معقل وعبد اللَّه بْن عمرو بْن مسلم الجندي. قلت ليحيى: من يحدث عَن عَبْد اللَّهِ بْن عمرو بْن مسلم؟ قَالَ عَبْد الرزاق. قلت: ثقة هو؟ قَالَ: ثقة ليس بِهِ بأس. قلت: فأبوه عمرو بْن مسلم الَّذِي يحدث عَن طاوس كيف هو؟ قَالَ: وأبوه لا بأس بِهِ.
ثم قَالَ يَحْيَى: كَانَ عند أَحْمَد بْن نصر مصنفات هشيم كلها، وعن مالك أحاديث كبار. ثم قَالَ يَحْيَى: كَانَ أَحْمَد يقول: ما دخل عَلَيْهِ أحد يصدقه- يعني الخليفة- ثم قَالَ يَحْيَى: ما كَانَ يحدث كَانَ يقول لست موضع ذاك- يعني أَحْمَد بْن نصر بْن مالك رحمه اللَّه- وأحسن يَحْيَى الثناء عَلَيْهِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الحسين القطّان، أخبرنا جعفر بن محمّد الخُلْدي [1] ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الحضرمي قَالَ: وقتل أَحْمَد بْن نصر بْن مالك الخزاعي سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
قلت: وكَانَ قتله فِي خلافة الواثق لامتناعه عَنِ القول بخلق القرآن.
حَدَّثَنِي الْقَاضِي أَبُو عَبْد اللَّهِ الصيمري، حدّثنا محمّد بن عمران المرزباني، أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن يَحْيَى الصولي قَالَ: كَانَ أَحْمَد بْن نصر بْن مالك بْن الهيثم الخزاعي من أهل الحَدِيث، وكَانَ جده من رؤساء نقباء بني الْعَبَّاس، وكَانَ أَحْمَد وسهل بن سلامة- حين كان المأمون بخراسان- بايعا الناس عَلَى الأمر بالمعروف وَالنهي عَنِ المنكر، إِلَى أن دخل المأمون بغداد فرفق بسهل حتى لبس السواد، وأخذ الأرزاق، ولزم أَحْمَد بيته، ثم إن أمره تحرك ببغداد فِي آخر أيام الواثق واجتمع إليه خلق من الناس يأمرون بالمعروف إِلَى أن ملكوا بغداد، وتعدى رجلان من أصحابه يقال لأحدهما طَالِب فِي الجانب الغربي، ويقال للآخر أَبُو هارون فِي الجانب الشرقي، وكَانَا موسرين فبذلا مالا وعزما عَلَى الوثوب ببغداد فِي شعبان سنة إحدى وثلاثين ومائتين، فنم عليهم قوم
__________
[1] في المطبوعة: «الخالدي»(5/384)
إِلَى إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم، فأخذ جماعة فِيهم أَحْمَد بْن نصر وأخذ صاحبيه طالبا وأبا هارون فقيدهما، ووجد فِي منزل أحدهما أعلاما، وضرب خادما لأحمد بن نصر فأقر أن هؤلاء كَانُوا يصيرون إليه ليلا فِيعرفونه ما عملوا، فحملهم إسحاق مقيدين إلى سرمن رأى، فجلس لهم الواثق وَقَالَ لأَحْمَد بْن نصر: دع ما أخذت له، ما تقول فِي القرآن؟ قَالَ: كلام اللَّه. قَالَ: أفمخلوق هو؟ قَالَ: هو كلام اللَّه. قَالَ:
أفترى ربك فِي القيامة؟ قَالَ: كذا جاءت الرواية، فَقَالَ: ويحك يرى كما يرى المحدود المتجسم؟ يحويه مكَانَ، ويحصره الناظر، أَنَا أكفر برب هذه صفته، ما تقولون فِيهِ؟ فقال عَبْد الرحمن بْن إِسْحَاق- وكَانَ قاضيا عَلَى الجانب الغربي ببغداد فعزل- هو حلال الدم، وَقَالَ جماعة من الفقهاء كما قَالَ. فأظهر ابْن أَبِي دؤاد أنه كاره لقتله، فَقَالَ للواثق: يا أمير المؤمنين شيخ مختل لعل بِهِ عاهة أو تغير عقل، يؤخر أمره. فَقَالَ الواثق: ما أراه إلا مؤديا لكفره، قائما بما يعتقده منه. ودعا الواثق بالصمصامة وَقَالَ: إذا قمت إليه فلا يقومن أحد معي، فإني أحتسب خطاي إِلَى هذا الكافر الَّذِي يعبد ربا لا نعبده ولا نعرفه بالصفة التي وصفه بِهَا. ثم أمر بالنطع فأجلس عَلَيْهِ وَهُوَ مقيد، وأمر بشد رأسه بحبل، وأمرهم أن يمدوه ومشى إليه حتى ضرب عنقه، وأمر بحمل رأسه إِلَى بغداد، فنصب فِي الجانب الشرقي أياما، وفِي الجانب الغربي أياما، وتتبع رؤساء أصحابه فوضعوا فِي الحبوس.
أَخْبَرَنَا عبيد اللَّهِ بْن عُمَر الواعظ، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: سمعت أبا مُحَمَّد الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن بحر الحربي يقول: سمعت جعفر بْن مُحَمَّد الصائغ يقول: بصر عيناي- وإلّا فعميتا- وسمع أذناي- وإلا فصمتا- أَحْمَد بْن نصر الخزاعي حيث ضربت عنقه يقول رأسه: لا اله إلا اللَّه، أو كما قَالَ.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بن عبد الله الحذاء المقرئ، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن جَعْفَر بْن سلم الختلي، حَدَّثَنَا أبو بكر أحمد بن مُحَمَّد بن عبد الخالق، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر المروذي قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا عبد اللَّه- يعني أَحْمَد بن حنبل- وذكر أَحْمَد بْن نصر- فَقَالَ: رحمه اللَّه، ما كَانَ أسخاه لقد جاد بنفسه.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أحمد بن يعقوب أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال: سمعت أبا الْعَبَّاس السياري يقول: سمعت أبا الْعَبَّاس بْن سَعِيد- قلت: وليس بابن عقدة هذا شيخ مروزي- قَالَ: لم يصبر فِي المحنة إلا أربعة كلهم من أهل مرو أَحْمَد بْن حَنْبَل(5/385)
أَبُو عَبْد اللَّهِ، وأَحْمَد بْن نصر بْن مالك الخزاعي، ومحمد بْن نوح بْن ميمون المضروب، ونعيم بْن حماد وقد مات فِي السجن مقيدا- فأما أَحْمَد بْن نصر فضربت عنقه، وهذه نسخة الرقعة المعلقة فِي إذن أَحْمَد بْن نصر بْن مالك: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ «هذا رأس أَحْمَد بْن نصر بْن مالك دعاه عَبْد اللَّهِ الإمام هارون- وَهُوَ الواثق بالله أمير المؤمنين- إِلَى القول بخلق القرآن ونفى التشبيه فأبي إلا المعاندة فجعله اللَّه إِلَى ناره، وكتب مُحَمَّد بْن عَبْد الملك» .
ومات مُحَمَّد بْن نوح فِي فتنة المأمون، وَالمعتصم ضرب أَحْمَد بْن حَنْبَل، وَالواثق قتل أَحْمَد بْن نصر، وكذلك نعيم بْن حماد. ولما جلس المتوكل دخل عَلَيْهِ عبد العزيز ابن يَحْيَى المكي. فَقَالَ: يا أمير المؤمنين ما رؤي أعجب من أمر الواثق قتل أَحْمَد بْن نصر وكَانَ لسانه يقرأ القرآن إِلَى أن دفن. قَالَ: فوجد المتوكل من ذلك وساءه ما سمعه فِي أخيه، إذ دخل عَلَيْهِ محمّد بن عبد الملك الزيات فَقَالَ له: يا ابْن عَبْد الملك! فِي قلبي من قتل أَحْمَد بْن نصر. فَقَالَ: يا أمير المؤمنين أحرقني اللَّه بالنار إن قتله أمير المؤمنين الواثق إلا كافرا. قَالَ: ودخل عَلَيْهِ هرثمة فَقَالَ: يا هرثمة فِي قلبي من قتل أَحْمَد بْن نصر. فَقَالَ: يا أمير المؤمنين قطعني اللَّه إربا إربا إن قتله أمير المؤمنين الواثق إلا كافرا، قَالَ: ودخل عَلَيْهِ أَحْمَد بْن أَبِي دؤاد. فَقَالَ: يا أَحْمَد فِي قلبي من قتل أَحْمَد بْن نصر، فَقَالَ: يا أمير المؤمنين ضربني اللَّه بالفالج إن قتله أمير المؤمنين الواثق إلا كافرا. قَالَ المتوكل: فأما ابْن الزيات فأَنَا أحرقته بالنار، وأما هرثمة فإنه هرب وتبدى واجتاز بقبيلة خزاعة فعرفه رَجُل فِي الحي فَقَالَ: يا معشر خزاعة هذا الَّذِي قتل ابْن عمكم أَحْمَد بْن نصر فقطعوه إربا إربا، وأما ابْن أَبِي دؤاد فقد سجنه اللَّه فِي جلده.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أَبِي بكر، عَن أَحْمَد بْن كامل الْقَاضِي، قَالَ: حمل أَحْمَد بْن نصر ابن مالك الخزاعي من بغداد إِلَى سر من رأى، فقتله الواثق فِي يوم الخميس ليومين بقيا من شعبان سنة إحدى وثلاثين، وفِي يوم السبت مستهل شهر رمضان نصب رأسه ببغداد عَلَى رأس الجسر.
وأخبرني أَبِي أنه رآه قَالَ: وكَانَ شيخا أبيض الرأس وَاللحية. وأخبرني أنه وكل برأسه من يحفظه بعد أن نصب برأس الجسر، وأن الموكل بِهِ ذكر أنه يراه بالليل(5/386)
يستدير إِلَى القبلة بوجهه فِيقرأ سورة يس بلسان طلق، وأنه لما أخبر بذلك طلب فخاف عَلَى نفسه فهرب.
أَخْبَرَنَا أَبُو نصر إِبْرَاهِيم بْن هبة اللَّه بْن إبراهيم الجرباذقاني- بها- حدّثنا معمر بن أحمد الأصبهاني، أَخْبَرَنِي أَبُو عمرو عثمان بْن مُحَمَّد العثماني أجازه قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن إبراهيم، حدّثنا أبي، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن إسماعيل بْن خلف قَالَ:
كَانَ أَحْمَد بْن نصر خلى، فلما قتل فِي المحنة وصلب رأسه أخبرت أن الرأس يقرأ القرآن، فمضيت فبت بقرب من الرأس مشرفا عَلَيْهِ، وكَانَ عنده رجالة وفرسان يحفظونه، فلما هدأت العيون سمعت الرأس تقرأ: الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ
[العنكبوت 1، 2] فاقشعر جلدي. ثم رأيته بعد ذلك فِي المنام وعليه السندس وَالإستبرق وعلى رأسه تاج فقلت: ما فعل اللَّه بك يا أخي؟
قَالَ: غفر لي وأدخلني الجنة إلا أني كنت مغموما ثلاثة أيام. قلت: ولم؟ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مر بي فلما بلغ خشبتي حول وجهه عني، فقلت له بعد ذلك: يا رَسُولَ اللَّه، قتلت عَلَى الحق أو عَلَى الباطل؟. فَقَالَ: أَنْتَ عَلَى الحق ولكن قتلك رَجُل من أهل بيتي. فإذا بلغت إليك أستحي منك.
قرأت عَلَى أَبِي بَكْر الْبَرْقَانِيّ، عَن أَبِي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى المزكي، أخبرنا محمد بن إسحاق السراج قَالَ: سمعت أبا بكر المطوعي قَالَ: لما جيء برأس أَحْمَد بْن نصر صلبوه عَلَى الجسر، كَانَت الريح تديره قبل القبلة، فاقعدوا له رجلا معه قصبة أو رمح، فكَانَ إذا دار نحو القبلة أداره إِلَى خلاف القبلة.
قَالَ: وسمعت خلف بْن سالم يقول: بعد ما قتل أَحْمَد بْن نصر وقيل له ألا تسمع ما الناس فِيهِ يا أبا مُحَمَّد؟ قَالَ: وما ذاك! قَالَ: يقولون إن رأس أَحْمَد بْن نصر يقرأ القرآن. قَالَ: كَانَ رأس يَحْيَى بْن زكريا يقرأ.
وَقَالَ السراج: سمعت عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد يقول: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن الْحَسَن قَالَ:
رأى بعض أصحابنا أَحْمَد بْن نصر بْن مالك فِي النوم بعد ما قتل، فَقَالَ: ما فعل بك ربك؟ فقال: ما كانت إلا غفوة حتى لقيت اللَّه فضحك إِلَيَّ.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي طَاهِرٍ الدقاق، أخبرنا أبو بكر النجاد، حدّثنا عبد الله بن أحمد، حدّثنا أبو الحسن بن العطار محمّد ابن مُحَمَّد قَالَ: سمعت أبا جَعْفَر الأنصاري قَالَ: سمعت مُحَمَّد بْن عبيد- وكَانَ(5/387)
من خيار الناس- يقول: رأيت أَحْمَد بْن نصر فِي منامي فقلت: يا أبا عَبْد اللَّه ما صنع بك ربك؟ فقال: غضبت له فأباحني النظر إِلَى وجهه تَعَالَى.
قلت: لم يزل رأس أَحْمَد بْن نصر منصوبا ببغداد، وجسده مصلوبا [1] بسرمن رأى ست سنين إلى أن حط، وجمع بين رأسه وبدنه، ودفن بالجانب الشرقي في المقبرة المعروفة بالمالكية.
أنبأَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن رزق، أخبرنا محمد بن عمر بن غالب الجعفي، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْن هارون قَالَ: دفن أَحْمَد بْن نصر بْن مالك ببغداد فِي شوَال سنة سبع وثلاثين بعد الفطر بيوم أو يومين.
حَدَّثَنَا أَحْمَد بن أبي جعفر، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن المظفر قَالَ: قَالَ عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد البغوي: سنة سبع وثلاثين فِيهَا دفن أَحْمَد بْن نصر بْن مالك الخزاعي بعد الفطر بيومين.
قرأت عَلَى الْبَرْقَانِيّ عَن أَبِي إِسْحَاق المزكي قَالَ: قَالَ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق السراج:
قتل أَحْمَد بْن نصر بْن مالك يوم السبت غرة رمضان سنة إحدى وثلاثين، وأنزل رأسه وأَنَا حاضر ببغداد يوم الثلاثاء لثلاث خلت من شوَال سنة سبع وثلاثين ومائتين.
2940- أَحْمَد بْن نصر بْن حماد بْن عجلان، أَبُو جَعْفَر البجلي الوراق [2] :
حدث عَن أَبِيهِ، وعَنْ بِشْرِ بْن الْحَارِثِ. رَوَىْ عَنْهُ مُحَمَّد بْنُ مخلد الدوري، وعبيد اللَّه بْن عَبْد الرحمن السكري إلا أن عبيد اللَّه سماه محمدا.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ بن مهدي، حدّثنا محمد بن مخلد العطار، حدثنا أحمد بن نصر ابن حماد، حدّثنا أبي، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يَتْرُكُ اللَّهُ أَحَدًا يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلا غَفَرَ لَهُ [3] »
. أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن أَبِي عَلِيّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاس عَبْد اللَّهِ بْن مُوسَى الهاشمي، حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن السكري، حدّثنا محمّد بن نصر بن حماد، حدّثنا أبي بنحوه.
__________
[1] «مصلوبا» ساقطة من الأصل والمطبوعة، وأضفناها من المنتظم وتهذيب الكمال.
[2] 2940- هذه الترجمة برقم 2624 في المطبوعة.
[3] انظر الحديث في: الأحاديث الضعيفة 5/180(5/388)
قرأت فِي كتاب مُحَمَّد بن مخلد بخطه: مات أَبُو جَعْفَر أَحْمَد بْن نصر بْن حماد بْن عجلان البجلي الوراق، فِي شهر رمضان سنة سبعين ومائتين.
2941- أَحْمَد بْن نصر بْن حميد بْن الوازع، أَبُو بَكْر البزاز [1] :
كَانَ ينزل بالجانب الشرقي من مربعة أَبِي عبيد اللَّه، وحدث عَن مُحَمَّد بْن أبان الواسطي، وزكريا بْن يَحْيَى زحمويه، وعبد الرحمن بْن صَالِح الأزدي، ومحمد بْن عبد الله الأرزّيّ. روى عنه محمد بن مخلد، ومحمد بن العبّاس بن نجيح، وأبو سهل ابن زياد، وكَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، حدّثنا محمّد بن العبّاس بن نجيح، حدّثنا أحمد ابن نصر، حدّثنا زكريا بن يحيى زحمويه، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: كُنْتُ خَلْفَ أَبِي هُرَيْرَةَ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ، فَجَعَلَ يَمُدُّ الْوُضُوءَ إِلَى إِبِطَيْهِ، فَقُلْتُ: مَاذَا يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟ فَقَالَ: أنتم ها هاهنا يا بني فرّوخ؟ لو علمت أنكم هاهنا مَا تَوَضَّأْتُ هَذَا الْوُضُوءَ، سَمِعْتُ خَلِيلِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «الْحِلْيَةُ تَبْلُغُ مِنَ الْمُؤْمِنِ حَيْثُ يَبْلُغُ الْوُضُوءُ [2] » .
ذكر مُحَمَّد بْن مخلد فِيما قرأت بخطه: أن أَحْمَد بْن نصر بْن حميد بْن الوازع مات فِي جمادى الآخرة من سنة أربع وثمانين ومائتين. روى عَن هذا الشيخ بعض الناس فسماه محمدا، وقد ذكرناه فِي المحمدين.
2942- أَحْمَد بْن نصر، أَبُو عَبْد الرحمن الواسطي [3] :
سكن بغداد وحدث بِهَا عَن مُحَمَّد بْن وزير الواسطي، ومحمد بْن حرب النشائي، وهارون بْن حميد، وغيره. روى عنه أَبُو الفضل الزهري.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بن عمر بن روح النهرواني، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْوَاسِطِيُّ أَحْمَدُ بْنُ نصر قال: حدّثنا محمّد بن وزير، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَعْدَانَ الْعَبْدِيُّ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا عظمت نعمة الله على عبد، إلّا عظمت
__________
[1] 2941- هذه الترجمة برقم 2625 في المطبوعة.
[2] انظر الحديث في: مسند أبي عوانة 1/244.
[3] 2942- هذه الترجمة برقم 2626 في المطبوعة(5/389)
مَئُونَةُ النَّاسِ عَلَيْهِ، فَمَنْ لَمْ يَحْتَمِلْ تِلْكَ المؤونة فَقَدْ عَرَّضَ نِعْمَةَ اللَّهِ لِلزَّوَالِ [1] »
. أَخْبَرَنَا عُبَيْد اللَّه بْن عُمَر الواعظ، عَنْ أبيه قال: ومات أَبُو عَبْد الرحمن الواسطي فِي شوَال سنة خمس عشرة- يعني وثلاثمائة-.
2943- أَحْمَد بْن نصر، أَبُو بَكْر العطار [2] :
حدث عَنِ الْحَسَن بْن عرفة، وعبدوس بْن بشر، وحميد بن الربيع، وَالحسن بْن مُحَمَّد الزعفراني، وعلي بْن حرب الطائي، وعبد اللَّه بْن أيوب المخرمي، وسعدان بْن نصر، وبنان بْن يَحْيَى المغازلي، أحاديث مستقيمة. روى عنه إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن جَعْفَر الخرقي المقرئ.
أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّوَّاقُ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ الْخَرَقِيُّ، حدّثنا أبو بكر أحمد بن نصر العطار، حدّثنا بنان بن يحيى المغازلي، حدّثنا عبد الله بن رجاء، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيل عَنْ مُسْلِمٍ- بَيَّاعِ الملاء- عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ خَاتَمُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَلَقَةً مِنْ فِضَّةٍ.
2944- أَحْمَد بْن نصر بْن سندويه بْن يَعْقُوب بْن حسان، أَبُو بَكْر المعروف بحبشون البندار [3] :
سمع يُوسُف بْن مُوسَى القطان، وَالحسن بْن عرفة، وعلي بْن شعيب السمسار، ومحمد بْن عَبْد اللَّهِ المخرمي، وأبا نشيط مُحَمَّد بن هارون، وإبراهيم بن مجشر. روى عنه القاضي أبو الْحَسَن الجراحي، وأبو الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيّ، وأبو حفص بْن شاهين، ويوسف بْن عمر القواس، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم الأزهري، حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن عُمَر الحافظ قَالَ: أَحْمَد بْن نصر بْن سندويه أَبُو بَكْر البندار يعرف بحبشون البصلاني صدوق كتبنا عنه.
قَرَأْتُ فِي كِتَابِ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ الثَّلاجِ بخطه: توفِي أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن نصر بْن سندويه البندار المعروف بحبشون، فِي ربيع الأول سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة.
__________
[1] انظر الحديث في: الترغيب والترهيب 3/391. وقضاء الحوائج لابن أبي الدنيا 48.
وتذكرة الموضوعات 64. ولسان الميزان 1/978. والكامل 1/178. وإتحاف السادة المتقين 8/176.
[2] 2943- هذه الترجمة برقم 2627 في المطبوعة.
[3] 2944- هذه الترجمة برقم 2628 في المطبوعة.(5/390)
2945- أَحْمَد بْن نصر بْن طَالِب، أَبُو طَالِب الحافظ [1] :
سمع الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد الدوري، وإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَيْمُونٍ الْعِجْلِيُّ، وعثمان بْن مُحَمَّد بْن بلج البصري، وأَحْمَد بْن أصرم المغفلي، وسليمان بْن عَبْد الحميد البهراني، ويحيى بْن عثمان بْن صَالِح المصري، وإبراهيم بْن مُحَمَّد بْن برة الصنعاني، وإِسْحَاق بن إبراهيم الديري. روى عنه أَبُو عُمَر بْن حيويه الخزاز، وعَبْد اللَّه بْن مُوسَى الهاشمي، ومحمد بْن المظفر، وَالدارقطني، وابن شاهين، وكَانَ ثقة ثبتا.
سمعت الْبَرْقَانِيّ يقول: كَانَ الدارقطني يقول: أَبُو طَالِب أَحْمَد بْن نصر الحافظ أستاذي.
أَخْبَرَنِي الأزهري، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْن شاذان قَالَ: سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة فِيهَا توفِي أَبُو طَالِب الحافظ.
حَدَّثَنِي عبيد الله بن أبي الفتح، عن طلحة، عن محمّد بن جعفر. وأخبرنا السّمسار، حدّثنا الصّفّار، حَدَّثَنَا ابْن قانع: أن أبا طَالِب أَحْمَد بْن نصر الحافظ، مات فِي شهر رمضان سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة.
وأخبرنا أحمد بن أبي جعفر، حدثنا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الشاهد قَالَ:
توفِي أَبُو طَالِب أَحْمَد بْن نصر الحافظ فِي شوَال سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة.
2946- أَحْمَد بْن نصر بْن سَعِيد، أَبُو سُلَيْمَان النهرواني، ويعرف بابن أَبِي هراسة [2] :
حدث عَن إِبْرَاهِيم بْن إسحاق الأحمدي- شيخ من شيوخ الشيعة- روى عنه أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه الدوري الوراق. وقال: قدم علينا من النهروان.
__________
[1] 2945- هذه الترجمة برقم 2629 في المطبوعة.
انظر: سير أعلام النبلاء 15/68. وسؤالات السلمي للدار قطني 135. والعبر 2/198.
وطبقات الحفاظ 347. وتذكرة الحفاظ 3/832. وشذرات الذهب 2/298. والوافي بالوفيات 8/212.
[2] 2946- هذه الترجمة برقم 2630 في المطبوعة(5/391)
2947- أَحْمَد بْن نصر بْن مُحَمَّد بْن إشكاب بْن الْحَسَن، أَبُو نصر الْقَاضِي الزعفراني البخاري [1] :
قدم بغداد حاجا وحدث بِهَا عَنْ عَبْد اللَّه بْن عَبْد الْوَهَّاب القزويني، وأَحْمَد بْن جَعْفَر بْن نصر الجمال، ومحمد بْن إِسْحَاق الشاذياخي النِّيسَابُورِيّ، وإبراهيم بْن إِسْحَاق الزوزني، وَالحسين بْن أَحْمَد الزعفراني، وَالحسين بْن مُحَمَّد بْن مُوسَى القمي، وإسماعيل بْن الحسين الرازي، ومحمد بْن يَحْيَى بْن خالد الْمَرْوَزِيُّ وغيرهم.
كتب الناس عنه بانتقاء الدارقطني. وروى هو عنه، ومحمد بْن إسماعيل الوراق، وابن شاهين، وَالحسن بْن عثمان بْن جابر العطار. وَحَدَّثَنَا عنه أَبُو الْحَسَن بْن رزقويه، وَأبو عقيل القزاز، وأبو عَلِيّ بْن شاذان، ومحمد بْن طلحة النعالي، وكَانَ ثقة.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن رِزْقٍ، حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ نَصْرِ بن محمد الزعفراني البخاريّ- قدم للحج- حدّثنا عبد الله بن طاهر القزوينيّ، حدّثنا إسماعيل بن توبة، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ عَنْ نَاصِحٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا من عمل أُطِيعَ اللَّهُ فِيهِ أَعْجَلَ ثَوَابًا مِنْ صِلَةِ الرَّحِمِ، وَمَا مِنْ عَمَلٍ عُصِيَ اللَّهُ فِيهِ أَعْجَلَ عُقُوبَةً مِنَ الْبَغْيِ، وَالْيَمِينُ الْفَاجِرَةُ تَدَعُ الدِّيَارَ بَلاقِعَ [2] »
. أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أَبِي بكر، أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو نصر أَحْمَد بْن نصر بْن مُحَمَّد بْن إشكاب البخاري فِي ذي القعدة من سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة قَالَ: سمعت إسماعيل بْن الحسين الرازي يقول: سمعت يَحْيَى بْن معاذ يقول: لا يزال العبد مقرونا بالتواني ما دام مقيما عَلَى وعد الأماني.
2948- أَحْمَد بْن نصر بْن عَبْد اللَّهِ بْن الفتح، أَبُو بَكْر الذارع [3] :
نزل النهروان وحدث بِهَا عَنِ الحارث بْن أَبِي أسامة، وإسماعيل بْن إِسْحَاق الْقَاضِي، وأَحْمَد بْن يَحْيَى بْن ثعلب، وأبي شعيب الحراني، ومحمد بْن عَبْد اللَّهِ الحضرمي مطين، وَالحسن بْن عليل العنزي، وأَحْمَد بْن عَلِيّ الأبَّار، وَالحسن بْن عَلِيّ المعمري، ويُوسُف بْن يَعْقُوب الْقَاضِي، وأبي شبيل الواقدي، وأحمد بن مسروق
__________
[1] 2947- هذه الترجمة برقم 2631 في المطبوعة.
[2] انظر الحديث في: كنز العمال 2962.
[3] 2948- هذه الترجمة برقم 2632 في المطبوعة(5/392)
الطوسي وأَحْمَد بْن المغلس الحماني، وجماعة غير هؤلاء ممن لا يعرف. وفِي حَدِيثه نكرة تدل عَلَى أنه ليس بثقة. حَدَّثَنَا عنه أَبُو الفرج عَلِيّ بْن الْحَسَن خطيب النهروان وَالحسين بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر الصيرفِي الأصم، وأبو عَلِيّ بْن دوما النعالي.
وذكر لنا ابْن دوما أنه سمع منه فِي سنة خمس وستين وثلاثمائة. وحدثنا عنه ابْن دوما فِي موضع آخر. فَقَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَصْرٍ الذَّارِعُ.
2949- أَحْمَد بْن نصر بْن مُحَمَّد، أَبُو الْحَسَن الزهري، يعرف بالخرزي. سكن نيسابور [1] :
أَخْبَرَنَا محمّد بن علي المقرئ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه أَبُو عَبْد اللَّهِ الحافظ النِّيسَابُورِيّ قَالَ: سمعت أبا الْحَسَن أَحْمَد بْن نصر بْن مُحَمَّد الزهري البغدادي الخرزي نزيل نيسابور يقول: أنشدني نصر بْن أحمد الخبزأرزي لنفسه:
وكان الصّديق يزور الصّدي ... ق لشرب المدام وعزف القيان
فصار الصديق يزور الصّدي ... ق لبث الهموم وشكوى الزمان
قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ: توفِي أَبُو الْحَسَن الزهري بنيسابور فِي شهر رمضان سنة ثمانين وثلاثمائة، وسمعته غير مرة يذكر سماعه من أَبِي عَبْد اللَّهِ بْن مخلد، وأبي عَبْد اللَّهِ بن المحاملي.
مفاريد الأسماء من حرف النون
2950- أَحْمَد بْن النعمان بْن مهران، أَبُو جَعْفَر القزّاز [2] :
نزل الكوفة وحدث بها.
فأخبرنا علي بن أبي علي البصريّ قرأنا، على الْحُسَيْن بن هارون الضبي، عن أَبِي الْعَبَّاس بْن سَعِيد قَالَ: أَحْمَد بْن النعمان بْن مهران أَبُو جَعْفَر البغدادي القزاز سكن الكوفة سمع أبا بكر بْن أَبِي شيبة، وبشر بْن الوليد، وعبد اللَّه بْن عُمَر، وهذه الطبقة.
ورأيته لا يخضب. توفِي في يوم الروس سنة إحدى وثمانين ومائتين بالكوفة.
__________
[1] 2949- هذه الترجمة برقم 2633 في المطبوعة.
[2] 2950- هذه الترجمة برقم 2634 في المطبوعة(5/393)
2951- أَحْمَد بْن النضر بْن بحر، أَبُو جَعْفَر العسكري [1] :
من أهل عسكر مكرم. قدم بَغْدَاد وَحدث بِهَا عَن سَعِيد بْن حفص النفِيلي، ومصعب بْن سَعِيد المصيصي، ويحيى بْن رجاء بن أبي عبيدة الحراني، وعبد الرّحمن ابن عبيد اللَّه الحلبي، وحامد بْن يَحْيَى البلخي، ومحمد بْن مصفى الحمصي. روى عنه عَبْد اللَّهِ بن إسحاق المدايني، وإسماعيل بْن علي الْخُطبي، وعبد الباقي بْن قانع الْقَاضِي، ومحمد بْن عَلِيّ بْن سهل الإمام.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، حدّثنا إسماعيل بن علي الخطبي، حدّثنا أحمد بن النّضر العسكريّ، حدّثنا أبو خيثمة مصعب بن سعيد، حدّثنا زيد بن صالح، عن يحيى ابن سَعِيدٍ، عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ امْرَأَةً كَانَتْ تَرْعَى غَنَمًا لِكَعْبٍ، فَخَافَتْ عَلَى شَاةٍ مِنْهَا أَنْ تَسْبِقَهَا بِنَفْسِهَا، فَذَبَحَتْهَا بِمَرْوَةٍ، فَذَكَرُوهُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَرَهُمْ بِأَكْلِهَا.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عيسى الحظراني، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ هِشَامِ بْنِ عمرو البلديّ- ببلد- حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ النَّضْرِ الْعَسْكَرِيُّ ببغداد، حدّثنا سعيد بن حفص، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ وَسَالِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ أَكْلِ الْحُمُرِ الأَهْلِيَّةِ.
أَخْبَرَنَا السمسار، حدّثنا الصّفّار، حَدَّثَنَا ابن قانع: أن أَحْمَد بْن النضر بْن بحر مات فِي سنة تسعين ومائتين.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس. قال: قرئ على ابْن المنادي وأَنَا أسمع قَالَ: وجاءنا الخبر بموت أَبِي جَعْفَر أَحْمَد بْن النضر العسكري- عسكر مكرم- خرج من عندنا إِلَى الرقة فمات بِهَا ليومين خلوا من ذي الحجة سنة تسعين. كَانَ من ثقات الناس، وأكثرهم كتابا. وقيل لنا- ولم نسمع هذا منه- أن جده لأمه سهل بْن مُحَمَّد بْن الزبير العسكري.
2952- أَحْمَد بْن نباتة، أَبُو عَبْد اللَّهِ [2] :
سمع عَبْد الوهاب بْن عَبْد الحكم الوزان. روى عنه مُحَمَّد بْن مخلد.
وَذكر فِيما قرأت بخطه أنه مات فِي رجب من سنة خمس وثلاثمائة.
__________
[1] 2951- هذه الترجمة برقم 2635 في المطبوعة.
[2] 2952- هذه الترجمة برقم 2636 في المطبوعة(5/394)
حرف الواو [من آباء الأحمدين]
2953- أَحْمَد بْن واصل المقرئ، وَالد أَبِي الْعَبَّاس [1] :
قرأ عَلَى عَلِيّ بْن حمزة الكسائي. وروى عنه اليزيدي صاحب أَبِي عمرو بْن العلاء. حدث عنه ابنه أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد، وقيل إن اسمه مُحَمَّد بْن واصل، واسم أَبِيهِ أَحْمَد.
وقد ذكرنا ذلك فِيما تقدم، وَالَّذِين قالوا: إن أبا الْعَبَّاس هو مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن واصل أكثر، وقولهم أظهر.
2954-[2] أَحْمَد بْن الوليد بْن أبان، أَبُو جَعْفَر الكرابيسي [3] المعدل:
سمع إسماعيل بْن أبان، وإسماعيل بْن أَبِي أويس، وعبيد اللَّه بْن مُوسَى، وزكريا ابن عدي. روى عنه يَحْيَى بْن صاعد، وَالحسين بْن إِسْمَاعِيل المحاملي، ومُحَمَّد بْن مخلد، ويَعْقُوب بْن عَبْد الرحمن الخصاص. وما علمت من حاله إلا خيرا.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ مهدي، أَخْبَرَنَا محمد بن مخلد العطار، حدثنا أحمد بن الوليد ابن أبان، حدّثنا عبيد الله بن موسى، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: مَا سَمِعْنَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَاحَ الدُّعَاءَ عَلَى الْجِنَازَةِ، وَلا أَبُو بَكْرٍ، وَلا عُمَرُ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد اللَّه بْن مُحَمَّد البغوي: مات أَحْمَد بْن الوليد الكرابيسي بالعمق، منصرفه من مكة سنة تسع وخمسين- يَعْنِي ومائتين-
2955- أَحْمَد بْن الوليد القطيعي [4] :
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن أَبِي عَلِيّ قَالَ: قرأنا على الحسين بن هارون، عَن أَبِي الْعَبَّاس بْن سَعِيد قَالَ: أَحْمَد بْن الوليد القطيعي بغدادي. سمع يَحْيَى بن محمّد الحارثي. وكثير ابن يَحْيَى البصري، وغيرهما.
2956- أَحْمَد بْن الوليد القلانسي [5] :
حَدَّث عَن روح بْن عبادة. روى عَنْهُ مُحَمَّد بْن مخلد الدّوريّ.
__________
[1] 2953- هذه الترجمة برقم 2637 في المطبوعة.
[2] 2954- هذه الترجمة برقم 2638 في المطبوعة.
[3] الكرابيسي: هذه النسبة إلى بيع الثياب (الأنساب 10/371) .
[4] 2955- هذه الترجمة برقم 2639 في المطبوعة.
[5] 2956- هذه الترجمة برقم 2640 في المطبوعة(5/395)
أخبرنا أبو عمر بن مهدي، أخبرنا محمّد بن مخلد، حدّثنا أحمد بن الوليد القلانسي، حدّثنا روح، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سَيَّارٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الْحَصَاةِ.
غريب من حَدِيث شعبة لم يروه عنه إلا روح بْن عبادة. وحدث بِهِ عَن روح:
أَحْمَد بْن حَنْبَل، وعبد اللَّه بْن هاشم الطوسي. وكان أحمد بن حنبل يسأل عنه.
2957- أَحْمَد بْن الوليد المخرمي [1] :
حدث عَن أَبِي اليمان الحكم بْن نافع. روى عنه مُحَمَّد بْن مخلد أيضا.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ المحسن المعدّل، حَدَّثَنَا أَبُو غَانِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْرَقُ، حدّثنا محمد بن مخلد العطار، حدثنا أحمد بن الْوَلِيدِ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْبَلَدِيُّ قَالا:
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا عُفَيْرُ بْنُ مَعْدَانَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يَأْخُذُ أَحَدُكُمْ مِنْ طُولِ لِحْيَتِهِ وَلَكِنْ مِنَ الصُّدْغَيْنِ [2] »
. قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ بْن مخلد: هذا أَحْمَد بْن الوليد المخرميّ يسوى فلسا.
2958- أَحْمَد بْن الوليد، أَبُو بَكْر الأمي [3] :
حدث بالرملة عَن يَحْيَى بْن هاشم السمسار، وعبد اللَّه بْن عمرو بْن حسان الواقعي. روى عَنْهُ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن أعين الحمصي وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الإِسْفَرَايِينِيُّ، وخيثمة بْن سُلَيْمَان الأطرابلسي، وغيرهم.
أخبرنا الأزهري، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ إبراهيم الأبندوني الجرجاني، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمٍ- أَمْلاهُ عَلَيْنَا حفظا- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْوَلِيدِ الأُمِّيُّ الْبَغْدَادِيُّ- بِالرَّمْلَةِ- حدّثنا يحيى بن هاشم، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: خَطَبَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلا يَسْرِقُ السَّارِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ» . فَقَالَ رَجُلٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَهُوَ كَافِرٌ؟ قَالَ: لا، وَلَمْ يَأْمُرْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نُحَدِّثَكُمْ بِالرُّخَصِ، إِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، إِذَا قَالَ هُو
__________
[1] 2957- هذه الترجمة برقم 2641 في المطبوعة.
[2] انظر الحديث في: الموضوعات 3/52. والفوائد المجموعة 198. وتنزيه الشريعة 2/274. واللآلئ المصنوعة 2/144. والكامل 5/2018.
[3] 2958- هذه الترجمة برقم 2642 في المطبوعة(5/396)
لي حلال، ولا يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمُنٌ إِذَا قَالَ هُوَ لِي حَلالٌ، وَلا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ إِذَا قَالَ هُوَ لِي حَلالُ [1] »
. 2959- أَحْمَد بْن الوليد بْن أَبِي الوليد، أَبُو بَكْر الفحام [2] :
وَهُوَ أخو مُحَمَّد بْن الوليد، سمع يزيد بْن هارون، وعبد الوهاب بْن عطاء، وأسود بْن عامر شاذان، وروح بْن عبادة، وأبا المنذر إسماعيل بْن عُمَر، وحجاج بْن مُحَمَّد الأعور، وأبا أَحْمَد الزبيري، وكثير بْن هِشَام. رَوَى عَنْهُ يَحْيَى بْن صاعد، ومُحَمَّد بْن مخلد، وأبو الحسين بن المنادي، وعلي بْن مُحَمَّد بْن عبيد الحافظ، وإسماعيل بْن مُحَمَّد الصفار وَمُحَمَّد بْن عمرو الرّزّاز، وأبو عمرو بن السماك، وحمزة بْن مُحَمَّد الدهقان، وغيرهم. وكَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا هِلالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَفَّارُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْبَخْتَرِيِّ الرَّزَّازُ- إملاء- حدّثنا أحمد بن الوليد الفحام، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَعْوَرُ قَالَ:
قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ، عَنْ أيّوب، عن خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ- مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِي فَقَالَ: «إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ التُّرْبَةَ يَوْمَ السَّبْتِ، وَخَلَقَ مِنْهَا الْجِبَالَ يَوْمَ الأَحَدِ وَخَلَقَ الشَّجَرَ يَوْمَ الاثْنَيْنِ، وَخَلَقَ الْمَكْرُوهَ يَوْمَ الثُّلاثَاءِ، وَخَلَقَ النُّورَ يَوْمَ الأَرْبَعَاءِ وَبَثَّ فِيهَا الدَّوَابَّ يَوْمَ الْخَمِيسِ، وَخَلَقَ آدَمَ بَعْدَ الْعَصْرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، آخِرُ الْخَلْقِ فِي آخِرِ سَاعَةٍ مِنْ سَاعَاتِ الْجُمُعَةِ، فِيمَا بَيْنَ الْعَصْرِ إِلَى اللَّيْلِ [3] »
. أَخْبَرَنَا عَلِيٌّ وَعَبْدُ الْمَلِكِ ابْنَا مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ. قَالا: أَخْبَرَنَا حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ، حدّثنا أحمد بن الوليد، حدّثنا أبو أحمد الزبيري، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ جُزْءٌ مِنْ خَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ [4] »
. قرأت فِي كتاب مُحَمَّد بن مخلد بخطه: سنة ثلاث وسبعين ثلاث وسبعين ومائتين فِيهَا مات أَحْمَد بْن الوليد الفحام فِي شهر ربيع الآخر.
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح البخاري 3/178، 7/136، 8/195، 197. وصحيح مسلم، كتاب الإيمان باب 24. وفتح الباري 5/119، 12/8، 114.
[2] 2959- هذه الترجمة برقم 2643 في المطبوعة.
انظر: الأنساب، للسمعاني 9/240.
[3] انظر الحديث في: صحيح ابن خزيمة 1731. وكنز العمال 15125.
[4] انظر الحديث في: الأحاديث الصحيحة 1869(5/397)
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ قَالَ: سمعت أبا مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْن حيان يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَد بْن محمود بْن صبيح يقول: ومات أَحْمَد بْن الوليد الفحام لخمس خلون من جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين ومائتين.
أخبرنا أحمد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابْن المنادي وأَنَا أسمع قَالَ: وَجاءنا نعي أَحْمَد بْن الوليد الفحام من البصرة فِي هذا الشهر- يَعْنِي جمادى الآخرة سنة ثلاث وسبعين ومائتين- قَالَ: وقد كتبنا عنه بالكرخ قبل أن يخرج إِلَى البصرة.
2960- أَحْمَد بْن الوليد بْن خالد، البغدادي [1] :
حدث عَن مُحَمَّد بْن أيوب بْن سويد. روى عنه أَبُو نُعَيْمٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عدي الجرجاني.
2961- أَحْمَد بْن الوليد بْن إِبْرَاهِيم بْن الْعَبَّاس بْن الوليد بْن راشد بْن صبيح ابن عَبْد اللَّهِ بْن حوَالة، أَبُو عَبْد اللَّهِ الأزدي [2] :
وعبد اللَّه بْن حوَالة مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وكَانَ أحمد بن الوليد من أهل واسط، سكن بَغْدَاد وحدث بِهَا عَن مُحَمَّد بْن حرب النشائي، وأَحْمَد بْن سنان، وعمار بْن خالد، وجابر بْن كردي الواسطيين، وعن شعيب بْن أيوب الصريفِيني.
وأَحْمَد بْن رشد الكوفِي، وغيرهم. رَوَى عَنْهُ أَبُو بَكْر الشَّافِعِيّ، ومحمد بْن عَلِيّ بْن حبيش، وعلي بْن الْحَسَن بْن جَعْفَر المخرمي، ومحمد بْن جَعْفَر زوج الحرّة، وأبو عمر ابن حيويه، وعبد اللَّه بْن مُوسَى الهاشمي، وأبو حفص بن شاهين، وأبو حفص بْن شاهين، وكَانَ صدوقا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ غَيْلانَ الْبَزَّازُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن إبراهيم الشافعي، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ الْوَلِيدِ بن إبراهيم بن حوالة، حدّثنا عمّار بن خالد، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ غُرَابٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو وَجْزَةَ عَنْ رَجُلٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَأْكُلُ فَقَالَ لِي:
«اقْعُدْ فَكُلْ مِنْ بَيْنِ يَدَيْكَ، وَسَمِّ اللَّهَ، وَكُلْ بِيَمِينِكَ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ [3] »
. فما زالت أكلتي.
__________
[1] 2960- هذه الترجمة برقم 2644 في المطبوعة.
[2] 2961- هذه الترجمة برقم 2645 في المطبوعة.
[3] انظر الحديث في: صحيح البخاري 7/88. وصحيح مسلم، كتاب الأشربة باب 13.
وفتح الباري 9/521، 523(5/398)
حَدَّثَنِي عُبَيْد اللَّهِ بْن عُمَر الْوَاعِظ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مات أَحْمَد بْن الوليد بْن حوالة سنة خمس عشرة- يعني وثلاثمائة-.
2962- أَحْمَد بْن وهب، أَبُو جَعْفَر الصوفِي [1] :
ذكره عبد الرّحمن السّلميّ النّيسابوريّ في تاريخه.
أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الحسين النِّيسَابُورِيّ قَالَ: أَحْمَد ابن وهب أَبُو جَعْفَر دخل البصرة وصحب أبا حاتم العطار. وكَانَ أستاذ يَعْقُوب الزيات، وكَانَ نازلا فِي مسجد الشونيزيه. مات سنة سبعين ومائتين أو بعدها بقليل.
2963- أَحْمَد بْن وهب الزيات من مشايخ الصوفية أيضا [2] :
أخبرنا إسماعيل الحيرى، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الحسين. قَالَ: أَحْمَد بْن وهب الزيات من أصحاب بشر- يَعْنِي ابْن الحارث- وسري بْن المغلس، وحارث بْن أسد المحاسبي. قَالَ: وكَانَ من أقران الجنيد، وكَانَ يقعد معه فِي المسجد الجامع ببغداد حتى مات أَحْمَد بْن وهب وكَانَ الجنيد يبجله ويقدمه عَلَى نفسه.
2964- أَحْمَد بْن وهب بْن عمرو بْن عثمان، أَبُو الْعَبَّاس الرقي المعيطي [3] :
من ولد عقبة بْن أَبِي معيط، قدم بغداد وحدث بها عن حكم بْن سيف الرقي، وأظنه ببغداد مات. روى عنه مخلد بْن جَعْفَر الباقرحي.
أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ بْنِ يُوسُفَ الْوَاعِظُ، حدّثنا مخلد بن جعفر الدّقّاق، حدّثني أبو العبّاس أَحْمَد بْن وهب بْن عَمْرو بْن عُثْمَان بْن مُحَمَّد بْن خَالِد بن الوليد بن عقبة بن أبي معيط بن عبد شمس الرقي، حَدَّثَنَا حَكِيمُ بْنُ سَيْفٍ الرَّقِّيُّ أَبُو عَمْرٍو الأسديّ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ أَسْبَغَ الْوُضُوءَ فِي الْبَرْدِ الشَّدِيدِ، كَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ كِفْلانِ، وَمَنْ أَسْبَغَ الْوُضُوءَ فِي الْحَرِّ الشَّدِيدِ، كَانَ لَهُ مِنَ الأجر كفل [4] » .
__________
[1] 2962- هذه الترجمة برقم 2646 في المطبوعة.
[2] 2963- هذه الترجمة برقم 2647 في المطبوعة.
[3] 2964- هذه الترجمة برقم 2648 في المطبوعة.
[4] انظر الحديث في: الترغيب والترهيب 1/158. ومجمع الزوائد 1/237. والأحاديث الضعيفة 839، 840(5/399)
أخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حَدَّثَنَا ابْن قانع: أن أَحْمَد بْن وهب المعيطي قدم من الجزيرة، ومات فِي سنة تسع وتسعين ومائتين.
2965- أَحْمَد بْن وهبان بْن العلاء بْن شداد، أَبُو بَكْر التغلبي [1] :
حدث عَنِ الْحَسَن بْن شبيب المؤدب. روى عنه أبو بكر بن الجعابي.
2966- أَحْمَد بْن وهبان بْن هِشَام [2] :
أظنه سكن الكوفة. وحدث عَن إِسْحَاق بْن بهلول التنوخي. روى عنه أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن غوث أَبُو الهيثم الكوفِي.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الحافظ- إملاء- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَوْثٍ أَبُو الهيثم الكندي، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ وَهْبَانَ بْنِ هِشَامٍ الْبَغْدَادِيُّ، حدّثنا إسحاق بن بهلول، حدّثنا أبي، حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عن كَثِيرِ بْنِ أَفْلَحَ عَنْ عُبَيْدٍ- سنَوطَا- عَنْ خَوْلَةَ بِنْتِ قَيْسِ بْنِ فِهْرٍ الأَنْصَارِيَّةِ امْرَأَةِ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «يَا حَمْزَةُ إِنَّ الدُّنْيَا خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، فَمَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا بُورِكَ لَهُ فِيهَا، وَرُبَّ مُتَخَوِّضٍ فِي مَالِ اللَّهِ وَمَالِ رَسُولِهِ لَهُ النَّارُ [3] »
. حرف الهاء [من آباء الأحمدين]
2967- أَحْمَد بْن الهيثم بْن أَبِي داود، يعرف بالمصري [4] :
جار الْقَاضِي أَبِي عَبْد اللَّهِ المحاملي. حدث عَن عَبْد اللَّهِ بْن رجاء الغداني. روى عنه المحاملي. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيُّ قَالَ: هَذَا كِتَابُ جَدِّي بِخَطِّ يَدِهِ، وَدَفَعَهُ إِلَيْنَا فَقَرَأْتُ فِيهِ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْهَيْثَمِ بْنِ أبي داود المصري- جارنا- حدّثنا عبد الله بن رجاء، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وَعُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحَرَ هَدْيَهُ يوم صدر بالتنعيم.
__________
[1] 2965- هذه الترجمة برقم 2649 في المطبوعة.
[2] 2966- هذه الترجمة برقم 2650 في المطبوعة.
[3] انظر الحديث في: صحيح مسلم 2098. وسنن الترمذي 2191. وسنن ابن ماجة 4000. ومسند أحمد 6/364. وصحيح ابن خزيمة 1699.
[4] 2967- هذه الترجمة برقم 2651 في المطبوعة(5/400)
2968-[1] أَحْمَد بْن الهيثم بْن فراس، أَبُو عَبْد اللَّهِ السامي [2] :
صاحب أخبار وحكايات عَن أَبِيهِ وعن غيره. روى عنه الْحَسَن بْن عليل العنزي، ومحمد بْن مُوسَى بْن حماد البربري، ومُحَمَّد بْن خلف بْن المرزبان، وَالحسين بْن الْقَاسِم الكوكبي، ومحمد بْن أَحْمَد الحكيمي. وَهُوَ: أحمد بن الهيثم بن فراس بن عطاء بْن شعيب بْن خولي بْن جُدَيْد بن عوف بن ذُهْل بْن عوف بْن المجرم بْن بكر ابن عمرو بْن عوف بْن عباد بْن لؤي بْن الحارث بْن سامة بْن لؤي.
2969- أَحْمَد بْن الهيثم بْن زياد، العاقولي [3] :
حدث عَن إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله التيمي. روى عنه ابْن أخيه مُحَمَّد بْن عَبْد الكريم بْن الهيثم.
2970- أَحْمَد بْن الهيثم بْن منصور، الدوري [4] :
حدث عَن سورة بْن الحكم. روى عنه ابنه مُحَمَّد.
2971- أَحْمَد بْن الهيثم بْن خالد، أَبُو جَعْفَر البزاز العسكري [5] :
من أهل سر من رأى. حدث ببغداد عَن عثمان بْن الهيثم، وَالخليل بْن زكريا، وعفان بْن مسلم، وَالقعنبي ومحمد بْن عُمَر القصبي، والوليد بن صالح، وعبيد بن يعيش. روى عنه محمد بن عبيد الله بن العلاء الكاتب، وأحمد بن مُحَمَّد الجوهري، وعَبْد اللَّهِ بْن إسحاق الخراساني، وعبد الباقي بن قانع، وأبو بكر الشافعي.
وَقَالَ الدارقطني: كان ثقة.
أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ العلاف، أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْهَيْثَمِ بْنِ خَالِدٍ الْبَزَّازُ- بباب الطاق- حدّثنا محمّد بن عمر القصبي، حدّثنا المفضّل بن محمّد النّحويّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُهَاجِرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، عَنْ عُبَيْدَةَ السَّلْمَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: صَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المنبر فاستنهضني
__________
[1] 2968- هذه الترجمة برقم 2652 في المطبوعة.
[2] السامي: هذه النسبة إلى سامة بن لؤي بن غالب (الأنساب 7/16) .
[3] 2969- هذه الترجمة برقم 2653 في المطبوعة.
[4] 2970- هذه الترجمة برقم 2654 في المطبوعة.
[5] 2971- هذه الترجمة برقم 2655 في المطبوعة.
انظر: سؤالات الحاكم للدار قطني برقم 17.(5/401)
فَقَالَ لِي: «اقْرَأْ» فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ سُورَةَ النِّسَاءِ حَتَّى إِذَا بَلَغْتُ: فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً
[النساء 41] غَمَزَنِي بِرِجْلِهِ فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَإِذَا عَيْنَاهُ تُهْرِيقَانِ فَقَالَ: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ غَضًّا كَمَا أُنْزِلَ فَلْيَقْرَأْهُ عَلَى قِرَاءَةِ ابْنِ أُمِّ عبد [1] » .
أخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حَدَّثَنَا ابْن قانع: أن أَحْمَد بْن الهيثم البزاز مات بسر من رأى فِي سنة ثمانين ومائتين، وكذا ذكر مُحَمَّد بْن مخلد وَقَالَ: فِي شعبان.
2972- أَحْمَد بْن الهيثم بْن خارجة بْن يزيد بْن جابر، أَبُو عَبْد اللَّهِ الشعراني [2] :
حدث عَن إسماعيل بْن أَبِي أويس. روى عنه عَبْد الصمد بْن عَلِيّ الطستي.
2973-[3] أَحْمَد بْن الهيثم بْن إسماعيل، أَبُو عَلِيّ الخطاب الشوكي [4] :
حدث عَن عَبْد الوهاب بْن الحكم الوراق. روى عنه أَبُو مزاحم الخاقاني، وعمر ابن بشران السّكّريّ.
أخبرنا أبو بكر البرقانيّ، حدّثنا عمر بن بشران- لفظا- حدّثنا أحمد ابن الهيثم بن إسماعيل الشوكي- وكان ثقة- حدّثنا عبد الوهاب بن الحكم الورّاق، حدّثنا يحيى ابن سُلَيْمٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَافَرْنَا مَعَ محمّد رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، فَكَانُوا يُصَلُّونَ الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، وَلا يُصَلُّونَ قَبْلَهَا وَلا بَعْدَهَا.
قَالَ الْبَرْقَانِيُّ: قَالَ لَنَا الدارقطني: تَفَرَّدَ بِهِ يَحْيَى بْن سليم عَن عبيد اللَّه.
قرأت بخط مُحَمَّد بْن مخلد الدوري: سنة ثمان وثلاثمائة فِيهَا مات أَبُو عَلِيّ بْن الهيثم الشوكي جارنا في شهر ربيع الأول.
__________
[1] انظر الحديث في: سنن ابن ماجة 138. ومسند أحمد 1/445، 4/279. والمستدرك 2/227، 3/318. وإتحاف السادة المتقين 4/298.
[2] 2972- هذه الترجمة برقم 2656 في المطبوعة.
[3] 2973- هذه الترجمة برقم 2657 في المطبوعة.
[4] الشوكي: هذه النسبة إلى «الشوك» وحمله وتحصيله، وببغداد قنطرة يقال لها «قنطرة الشوك» (الأنساب 7/412)(5/402)
2974- أَحْمَد بْن الهيثم بْن خالد، الدينوري [1] :
حدث ببغداد عَن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَمْدَانَ بْنِ وَهْبٍ الْحَافِظُ الدينوري. أَخْبَرَنَا عنه مُحَمَّد بْن طلحة النِّعالي.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بن طلحة، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْهَيْثَمِ بْنِ خَالِدٍ الدِّينَوَرِيُّ- إملاء في جامع المنصور- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَمْدَانَ بْنِ وَهْبٍ الحافظ، حدّثنا محمّد بن جعفر العابد، حَدَّثَنَا أَبُو السَّرِيِّ مَنْصُورُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ الدُّرَيْكِ، عَنْ يَعْلَى بْنِ منبه قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «تَقُولُ جَهَنَّمُ لِلْمُؤْمِنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ جُزْ يَا مُؤْمِنُ فَقَدْ أَطْفَأَ نُورُكَ لَهَبِي [2] »
. هكذا قَالَ عَن منصور بْن عمار عَن خالد بْن دريك. وروى هذا الحَدِيث سليم بْن منصور بْن عمار عن أبيه، واختلف فيه فقال إسحاق بن الحسن الحربي عَن سليم عَن أَبِيهِ عَن بَشِيرِ بْن طَلْحَةَ عَن خَالِدِ بْن دريك عَن يعلى. ورواه أَحْمَد بْن الحسين بْن إِسْحَاق الصوفِي. عَن سليم، عَن أَبِيهِ، عَن هِقْلِ بْن زِيَادٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَن خَالِدِ بْن الدُّرَيْكِ، عَن بَشِيرِ بْنِ طَلْحَةَ، عن يعلى بن منبه. وَالله أعلم.
2975- أَحْمَد بْن هارون، أَبُو عشانة [3] :
حدث عن أبي عبيد القاسم بن سلام. روى عنه بدر بْن الهيثم الْقَاضِي الكوفِي.
أَخْبَرَنِي الحسن بن محمّد الخلّال، حدّثنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَاقُولِيُّ، حدّثنا بدر بن الهيثم، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ هَارُونَ أَبُو عُشَّانَةَ الْبَغْدَادِيُّ، حدّثنا القاسم بن سلّام، حَدَّثَنَا أَبُو الأَسْوَدِ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ بُكَيْرٍ عَنْ نَافِعٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَسْتَجْمِرُ بِالأَلُوَّةِ غَيْرَ مُطَرَّاةٍ، وَالْكَافُورُ يَطْرَحُهُ مَعَ الأَلُوَّةِ ثُمَّ يَقُولُ: هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُ. قَالَ الْقَاضِي: الأُلْوَةُ- الْعَنْبَرُ-.
2976- أَحْمَد بْن هارون، أَبُو جَعْفَر الكرخي الضرير [4] :
من أهل كرخ سر من رأى. حدث عَن عبيد اللَّه بْن مُحَمَّد العيشي، وخلف بْن سالم المخرمي، وعمر بْن شبة، ويحيى الحمّانيّ، والحسين بن مرزوق الموصلي.
__________
[1] 2974- هذه الترجمة برقم 2658 في المطبوعة.
[2] انظر الحديث في: حلية الأولياء 9/329.
[3] 2975- هذه الترجمة برقم 2659 في المطبوعة.
[4] 2976- هذه الترجمة برقم 2660 في المطبوعة(5/403)
روى عنه إِسْحَاق بْن أَحْمَد الكاذي.
2977- أَحْمَد بْن هارون بْن روح، أَبُو بَكْر البرذعي، ويعرف بالبرديجي [1] :
سكن بغداد: وحدث بِهَا عَن أَبِي سَعِيد الأشج، وهارون بْن إِسْحَاق الهمداني، ويوسف بن سعيد بن مسلم، وعمرو بن عبد الله الأودي، ومحمد بن حمدون الكرماني، وعلي بن الحسين بن إشكاب، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، وبحر بن نصر المصري وغيرهم. روى عنه أَبُو بَكْر الشافعي، وأبو علي بن الصواف، وعلي بن محمد بن لؤلؤ، وكان ثقة فاضلا، فهما حافظا.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بن محمّد المؤدّب، أخبرنا محمّد بن أحمد بن الحسن، حدّثنا أحمد بن هارون البرديجي، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الشيرازي، حدّثنا جدي سعد ابن الصّلت، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: جَمَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ مِنْ غَيْرِ خَوْفٍ وَلا مَطَرٍ. فَقِيلَ لابْنِ عَبَّاسٍ: وَلِمَ فَعَلَ ذَلِكَ؟ قَالَ: كَيْ لا تُحْرَجَ أُمَّتُهُ.
خالفه عبيد اللَّه بْن عمرو فرواه عَنِ الأعمش عَن سَعِيد بْن جبير لم يذكر بينهما أحدا. كذلك قَالَ عَلِيّ بْن حجر عَن عبيد اللَّه. وَقَالَ عمرو بْن عثمان الكلابي عَن عبيد اللَّه بْن عمرو عَنِ الأْعَمَشِ عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ. ورواه حماد بْن شعيب، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْرٍ، عَن ابْنِ عَبَّاسٍ.
وَالمشهور ما رواه وكيع وغيره عَنِ الأَعْمَشُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
حدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ: سمعت حمزة بن يوسف يقول: سألت أبا الْحَسَن عَلِيّ بْن عُمَر الحافظ، عَن أَبِي بكر البرديجي فَقَالَ: ثقة مأمون جبل.
أَخْبَرَنَا أبو منصور محمد بن عيسى الهمذاني، حَدَّثَنَا صَالِح بْن أَحْمَدَ الْحَافِظُ قَالَ:
أَحْمَد بْن هارون بْن روح أَبُو بَكْر ويعرف بالبرديجي صدوق من الحفاظ.
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ قَالَ: سمعت أبا مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بن
__________
[1] 2977- هذه الترجمة برقم 2661 في المطبوعة.
انظر: سؤالات السهمي للدار قطني برقم 3. وسير أعلام النبلاء 9/2/170. وتاريخ ابن عساكر 1/110. ومعجم شيوخ الإسماعيلي ترجمة 35(5/404)
حيّان يقول: سنة إحدى وثلاثمائة فِيهَا مات أَحْمَد بْن هارون بْن روح البرذعي ببغداد.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أَبِي بكر عن أحمد بن كامل القاضي قال: وتوفي أَحْمَد بْن هارون البرديجي فِي شهر رمضان من سنة إحدى وثلاثمائة، وكَانَ من حفاظ الحَدِيث المذكورين بالحفظ، وَالفقه، ولم يغير شيبه.
2978- أَحْمَد بْن هارون، أَبُو الْعَبَّاس، يعرف بشيطان الطاق [1] :
من أهل سر من رأى، حَدَّث عَنِ الْحَسَن بْن يزيد الجصاص، روى عنه ابْن لؤلؤ الوراق.
أَخْبَرَنَا أَبُو بكر البرقانيّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ لُؤْلُؤٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ هَارُونَ الْمَعْرُوفُ بشيطان الطاق- بسر من رأى- حدّثنا الحسن بن يزيد الجصّاص، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَحَبَّ قَوْمًا عَلَى أَعْمَالِهِمْ حُشِرَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي زُمْرَتِهِمْ، فَحُوسِبَ بِحِسَابِهِمْ، وَإِنْ لَمْ يَعْمَلْ أَعْمَالَهُمْ [2] »
. 2979- أَحْمَد بْن هارون بْن إِبْرَاهِيم بْن مهران، أَبُو الْعَبَّاس المؤدب الدينوري [3] :
سكن بغداد وحدث بِهَا عَن إِسْحَاق بْن صدقة بْن صبيح الدينوري، وعبيد اللَّه بْن أَحْمَد بْن منصور الكسائي. رَوَى عَنْهُ أَبُو الْحَسَن الدارقطني، وَأَبُو الْقَاسِم بن الثلاج، وأَبُو الْحَسَن بْن الحمامي الْمُقْرِئ.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أحمد بن عمر المقرئ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مهران الدّينوريّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ صَدَقَةَ بْنِ صُبَيْحٍ الدِّينَوَرِيُّ، حدّثنا خالد بن مخلد، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ- يَعْنِي ابْنَ بِلالٍ- عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَهِيَ لِرَجُلٍ أَجْرٌ، وَلِرَجُلٍ سِتْرٌ، وَعَلَى رَجُلٍ وِزْرٌ: فَأَمَّا الَّذِي هِيَ لَهُ أَجْرٌ فالذي يتخذها
__________
[1] 2978- هذه الترجمة برقم 2662 في المطبوعة.
[2] انظر الحديث في: المعجم الكبير 3/3. ومجمع الزوائد 10/281. وكشف الخفا 2/309.
[3] 2979- هذه الترجمة برقم 2663 في المطبوعة(5/405)
ويحبسها فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَذَاكَ لا يَعْلِفُهَا إِلا كَانَ لَهُ أَجْرٌ، وَلَمْ يَعْرِضْ لَهُ مَرْجٌ فَرَعَاهَا فِيهِ ثُمَّ تُغَيِّبُ فِي بُطُونِهَا إِلا كَانَ لَهُ أَجْرٌ وَلَوْ عُرِضَ لَهَا نَهْرٌ فَسَقَاهَا مِنْهُ لَمْ يَغِبْ فِي بُطُونِهَا شَيْءٌ مِنْهُ أَوْ قَطْرَةٌ لَهُ إِلا كَانَتْ لَهُ أَجْرًا حَتَّى أَنَّهُ لَيُدْرِكُ الأَجْرَ فِي أَبْوَالِهَا، وَأَرْوَاثِهَا، وَأَمَّا الَّذِي هِيَ لَهُ سِتْرٌ، فَالَّذِي يَتِّخِذُهَا تَعَفُّفًا، وَتَجَمُّلا، وَتَكَرُّمًا، وَلا يَنْسَى حَقَّ بُطُونِهَا، وَظُهُورِهَا، فِي عُسْرِهَا وَيُسْرِهَا، وَأَمَّا الَّذِي هِيَ عَلَيْهِ وِزْرٌ فَالَّذِي يَتَّخِذُهَا أَشَرًا، وَبَطَرًا، ورئاء النَّاسِ وَبَذَخًا عَلَيْهِمْ» . قَالُوا: فَالْحُمُرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: مَا أُنْزَلَ عَلَيَّ فِيهَا شَيْءٌ إِلا هَذِهِ الآيَةُ الْجَامِعَةُ: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ. وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ
[الزلزلة 7، 8] [1]
. 2980- أحمد بن هارون بن أحمد بن هارون بْن الخليل بْن عَبْد اللَّهِ بْن الْقَاسِم بْن مُحَمَّد بْن يزيد بْن المهلب، أَبُو الحسين المهلبي [2] :
حدث عَن أَبِي الْقَاسِم البغوي، وعَبْد اللَّه بْن مُحَمَّدِ بْنِ زياد النيسابوري، حَدَّثَنَا عَنْهُ أَحْمَد بْن مُحَمَّد العتيقي.
أَخْبَرَنَا العتيقيّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ هَارُونَ الْمُهَلَّبِيُّ- فِي سَنَةِ تِسْعِينَ وثلاثمائة- حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغويّ، حدّثنا وهب بن بقية، حَدَّثَنَا خَالِدٌ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ لَوْنُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أسمر. رأيت سماع أبي بكر بن البقال وغيره من هذا الشيخ.
2981- أَحْمَد بْن هِشَام بْن بهرام، أبو عبد الله المدايني [3] :
حدث عَن أَبِيهِ، وعن إِسْحَاق بْن يُوسُف الأزرق، وشبابة بْن سوار، ويزيد بْن هارون، ووكيع بْن الجراح، وأبي معاوية الضرير، وإِسْحَاق بْن سُلَيْمَان الرازي. روى عَنْهُ عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن ناجية، وأبو أَحْمَد مُحَمَّد بْن مُحَمَّد المطرز، ومُحَمَّد بْن مُحَمَّد الباغندي، ويَحْيَى بْن مُحَمَّد بْن صاعد، وأبو بكر بْن أَبِي داود، وغيرهم.
وكَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ دُوسْتَ العلاف، أخبرنا محمّد بن عبد الله
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح البخاري 4/34، 104، 252. وصحيح مسلم، كتاب الإمارة 97، 96، 98، وكتاب الزكاة باب 6.
[2] 2980- هذه الترجمة برقم 2664 في المطبوعة.
[3] 2981- هذه الترجمة برقم 2665 في المطبوعة(5/406)
الشّافعي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ- أَبُو أحمد المطرز- حدّثنا أحمد بن هشام ابن بهرام، حدّثنا إسحاق بن يوسف، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلاةُ فَلا صَلاةَ إِلا الْمَكْتُوبَةَ [1] »
. قال ابن دوست: كذا قَالَ عَن إسماعيل بْن مسلم، وكذا فِي أصله.
أَخْبَرَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُمَرَ الْبَجَلِيُّ، أَخْبَرَنَا عمر بن أحمد الواعظ، حدّثنا محمّد بن محمّد بن سليمان، حدّثنا أحمد بن هشام بن بهرام، حدّثنا إسحاق بن يوسف الأزرق، حَدَّثَنَا سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلاةُ فَلا صَلاةَ إِلا الْمَكْتُوبَةُ [2] »
. 2982- أَحْمَد بْن هِشَام الحربي [3] :
حدث عَن عَلِيّ بْن داود الْمَرْوَزِيُّ. روى عنه أَبُو بَكْر بْن المرزبان الأخباري.
أَخْبَرَنِي أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَقِيهُ، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفِ بْنِ الْمَرْزُبَانِ- إِجَازَةً- وَحَدَّثَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ حُرَيْثٍ الْكَاتِبُ عنه، حدّثني أحمد بن هشام الحربيّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ دَاوُدَ الْمَرْوَزِيُّ- وَلَيْسَ بِالْقَنْطَرِيِّ- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ وَاقِدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَزْهَرَ، عَنْ أَبَانٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم: «لا تُجَالِسُوا أَبْنَاءَ الْمُلُوكِ، فَإِنَّ الأَنْفُسَ تَشْتَاقُ إِلَيْهِمْ مَا لا تَشْتَاقُ إِلَى الْجَوَارِي الْعَوَاتِقِ [4] »
. 2983- أَحْمَد بْن هِشَام، أَبُو بَكْر الأنماطي:
حدث عَن أَحْمَد بْن عَبْد الجبار العطاردي. روى عنه أَبُو عَبْد اللَّه بْن بطة العكبري.
2984- أَحْمَد بْن هِشَام بْن حميد، أَبُو بَكْر المصري:
سكن البصرة وحدث بِهَا عَن يَحْيَى بْن أبي طالب، وأحمد بن عبد الجبّار
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الصلاة 63، 64.
[2] سبق تخريجه.
[3] 2982- هذه الترجمة برقم 2666 في المطبوعة.
[4] انظر الحديث في: العلل المتناهية 2/284
[5] 2984- هذه الترجمة برقم 2668 في المطبوعة.(5/407)
العطاردي، ومحمد بْن الجهم السمري، ومحمد بْن أَبِي العوام الرياحي، وَالحسن بْن سلام السواق، وَإِبْرَاهِيم بْن مهدي الأبلي، حَدَّثَنَا عنه الْقَاضِيان: أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الواحد الهاشمي، وأبو عُمَر مُحَمَّد بْن عَبْد الرحمن بْن أشتافنا.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ بن عبد الواحد- بالبصرة- حدّثنا أحمد بن هشام المصري، حدّثنا محمّد بن الجهم السّمريّ، حدّثنا روح بن عبادة، حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنِ ابْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قَالَ: «مَنْ أَصَابَ ذَنْبًا أُقِيمَ عَلَيْهِ حَدُّ ذَلِكَ الذَّنْبِ، فَهُوَ كَفَّارَتُهُ [1] »
. أَخْبَرَنَا أبو المظفر مُحَمَّد بن الحسن بن أحمد المروزيّ، أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ العزيز الجرجاني- بالري- حدّثنا أحمد بن هشام بن حميد الحضرمي البغداديّ- بالبصرة- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن أَبِي طَالِب بحَدِيث ذكره.
2985- أَحْمَد بْن هوذة، أَبُو سُلَيْمَان النهرواني [2] :
حدث عَن إِبْرَاهِيم بْن إِسْحَاق الأحمري. روى عنه أَحْمَد بْن الفرج بْن الحجاج الوراق إجازة.
2986- أَحْمَد بْن هاشم بْن مُحَمَّد بْن هاشم، أَبُو الْعَبَّاس الكناني الكوفِي، يعرف بالْفَيدي، وبالطريقي [3] :
قدم بغداد وحدث بِهَا عَن عبيد بْن كثير التمار، وعن مُحَمَّد بْن سحيم البعلبكي، ومحمد بْن نوح بْن حرب العسكري، وأَحْمَد بْن سَعِيد بْن شاهين، وَالحسن بْن مُحَمَّد الأصبِهَاني الجوهري. روى عنه أَبُو الْعَبَّاس عَبْد اللَّه بْن موسى الهاشمي، وأبو حفص بن شاهين، وأبو الحسن بن الجندي، والمعافى بن زكريا، وأبو القاسم بن الثلاج.
وذكر ابْن الثلاج: أَنَّهُ سَمِعَ منه فِي سنة عشرين وثلاثمائة بباب المحول.
أَخْبَرَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الطَّنَاجِيرِيُّ، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ، حدّثنا أحمد
__________
[1] انظر الحديث في: مسند أحمد 5/214. والمعجم الكبير للطبراني 4/102. وسنن الدارقطني 3/214. وفتح الباري 12/84.
[2] 2985- هذه الترجمة برقم 2669 في المطبوعة.
[3] 2986- هذه الترجمة برقم 2670 في المطبوعة.
انظر: الأنساب، للسمعاني 9/359، 360(5/408)
ابن هاشم بن محمّد الفيدي- إملاء- حدّثنا محمّد بن نوح بن حرب، حدّثنا مدرار ابن آدم، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ شَكَا الْوَحْشَةَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ: «اتَّخِذْ زَوْجَ حَمَامٍ يُؤْنِسْكَ بِاللَّيْلِ [1] »
. 2987-[2] أَحْمَد بن هشام بْن يَعْقُوب، أَبُو بَكْر العكبري [3] :
أَخْبَرَنَا بِحَدِيثه أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد اللَّهِ بْن خَلَف بْن بُخَيْت الدّقّاق، أخبرنا جدي، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ هَاشِمِ بْنِ يعقوب العكبريّ، حَدَّثَنَا أَبُو إِبْرَاهِيمَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُوسُفَ- بِعُمَانَ- حدّثنا محمّد بن كثير، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ: أَنَّ طَبِيبًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ضِفْدَعٍ يَجْعَلُهَا فِي دَوَاءٍ. فَنَهَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَتْلِهَا.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ جَعْفَرٍ الإِمَامُ- بأصبهان- حدّثنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدّثنا معاذ بن المثني، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن كثير بإسناده مثله.
2988- أَحْمَد بن الهزيل بن السّري بن شاذا [4] :
أخبرني الحسن بن محمّد الخلّال، حدّثنا أبو أحمد عبيد الله بن أحمد الهزيل التاني. حدّثنا أبي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أيوب الرازي.
حرف الياء [من آباء الأحمدين]
ذكر من اسمه أَحْمَد واسم أَبِيهِ يَحْيَى
2989- أَحْمَد بْن يَحْيَى بْن عَبْد العزيز، أَبُو عَبْد الرحمن الشافعي المتكلم [5] :
حدث عَنِ الوليد بْن مسلم الدمشقي، ومحمد بْن إدريس الشافعي. روى عَنْهُ أَبُو عَلِيّ أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم القوهستاني، وأَبُو جَعْفَر الحضرمي مطين.
كَتَبَ إِلَيَّ محمَدُ بْنُ أحمد بن عبد الله الجواليقي من الكوفة يَذْكُرُ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي حصين الهمداني أخبرهم.
__________
[1] انظر الحديث في: اللآلئ المصنوعة 2/125. والكامل 6/2141، 5/1812.
[2] 2987- هذه الترجمة برقم 2671 في المطبوعة.
[3] العكبري: بلدة على الدجلة فوق بغداد بعشرة فراسخ من الجانب الشرقي (الأنساب 9/27، 28) .
[4] 2988- هذه الترجمة برقم 2672 في المطبوعة.
[5] 2989- هذه الترجمة برقم 2673 في المطبوعة(5/409)
ثُمَّ أَخْبَرَنِي الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصَّيْمَرِيُّ- قراءة- حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ الصيرفي، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي حُصَيْنٍ، حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى- أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشّافعي- حدّثنا الوليد ابن مسلم، حدّثنا الأوزاعي، حَدَّثَنِي أَبُو النَّجَاشِيِّ مَوْلَى رَافِعٍ- عَنْ رَافِعٍ قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ نَنْحَرُ الْجَزُورَ، فَنُجْزِئُ عَشَرَةَ أَجْزَاءٍ، ثُمَّ نَطْبُخُ فَنَأْكُلُ لَحْمًا نَضِيجًا قَبْلَ أَنْ نُصَلِّيَ الْمَغْرِبَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الملِك القرشي، أخبرنا عياش بن الحسن البندار، حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني، أخبرني زكريا بن يحيى الساجي، حدّثني أبو داود قال:
سمعت أبا ثور يقول: كنا نختلف إِلَى الشافعي ومعنا أبو عبد الرّحمن الشّافعي، فكان يقول: لا تدفعوا إِلَى أَبِي عبد الرحمن يعرض لكم فإنه يخطئ. وكَانَ ضعيف البصر.
أَخْبَرَنِي الأزهري، أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن عُمَر الدارقطني قَالَ: أَبُو عَبْد الرحمن الشافعي المتكلم البغدادي- اسمه أَحْمَد بْن يَحْيَى- كَانَ من كبار أصحاب الشافعي الملازمين له ببغداد، ثم صار من أصحاب ابْن أَبِي دؤاد واتبعه عَلَى رأيه.
2990- أَحْمَد بْن يَحْيَى بْن عطاء، أَبُو عَبْد اللَّهِ الجلاب [1] :
سكن سر من رأى وحدث بِهَا عَن مُحَمَّد بْن ربيعة الكلابي، ومحمد بْن الْحَسَن الهمداني، وشبابة بْن سوار، ويزيد بْن هارون، وعبد الوهاب بْن عطاء، وإِسْحَاق الأزرق. روى عنه الْحَسَن بْن عَلِيّ المعمري، ومحمد بْن إِبْرَاهِيم بْن نيروز الأنماطي، ويَعْقُوب بْن إِبْرَاهِيم المعروف بالجراب.
أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الخلّال، حدّثنا يوسف بن عمر القواس، حدّثنا محمّد ابن إبراهيم بن نيروز- إملاء- حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْجَلابُ- بِسَامَرَّا إِمْلاءً-.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ التَّنُوخِيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أحمد بن عيسى البزّاز، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَطَاءٍ الْجَلابُ، حدّثنا محمّد بن الحسن الهمداني، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ. وفِي حَدِيثِ التَّنُوخِيِّ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ- عَنْ عَبْد الْمَلِكِ بْن عُمَيْرٍ عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ، وَإِنَّمَا الْحِلْمُ بِالتَّحَلُّمِ، مَنْ يَتَحَرَّ الخير يعطه، ومن
__________
[1] 2990- هذه الترجمة برقم 2674 في المطبوعة(5/410)
يَتَّقِ الشَّرَّ يُوقَهُ، ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ لم يسكن الدرجات العلى، وَلا أَقُولُ لَكُمُ الْجَنَّةُ، مَنْ تَكَهَّنَ، أَوِ اسْتَقْسَمَ أَوْ رَدَّهُ مِنْ سَفَرٍ تَطَيُّرٌ [1] »
. أَخْبَرَنَا عَلِيّ بن أبي علي قَالَ: قرأنا على الحسين بْن هارون عَن ابْن سَعِيد قَالَ:
أَحْمَد بْن يَحْيَى بْن عطاء الجلاب العسكري معروف الحديث.
أخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حَدَّثَنَا ابْن قانع: أن أَحْمَد بْن يَحْيَى بْن عطاء الجلاب، مات بسر من رأى فِي سنة ثلاث وخمسين ومائتين.
2991- أَحْمَد بْن يَحْيَى بْن أَبِي يُوسُف يَعْقُوب بْن إِبْرَاهِيم الْقَاضِي [2] :
ولي القضاء بمدينة السلام بعد إِبْرَاهِيم بْن أَبِي العنبس الكوفِي.
أَخْبَرَنِي الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن، حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة قال: وولي أَحْمَد بْن يَحْيَى بْن أَبِي يُوسُف قضاء مدينة المنصور فِي سنة أربع وخمسين.
أَخْبَرَنَا علي بْن المحسن، أَخْبَرَنَا طلحة بْن يحيى بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر قَالَ:
واستقضى أَحْمَد بْن يَحْيَى بْن أَبِي يُوسُف الْقَاضِي فِي سنة أربع وخمسين [ومائتين [3]] وكَانَ متوسطا فِي أمره، شديد المحبة للدنيا. وكَانَ صَالِح الفقه عَلَى مذهب أهل العراق، ولا أعلمه حدث بشيء، ثم عزل واستقضى ثانية وعزل، وولي الأهواز، ثم وجه بِهِ إِلَى خراسان فمات بالري.
2992- أَحْمَد بْن يَحْيَى بْن مالك بْن كثير بْن راشد، وقيل: أَحْمَد بْن يَحْيَى ابن مالك بْن زكريا بْن راشد بْن كثير بن مالك الهمداني [4] :
كوفي الأصل وو يعرف بالسوسي. سكن سر من رأى وحدث بِهَا: عَن عَلِيّ بْن عاصم، وشبابة بْن سوار، ويزيد بْن هارون، وعبد الوهاب بْن عطاء، ونصر بْن حماد الوراق، وعبد الأعلى بن سليمان، وكثير بن هشام، وأبي أحمد الزبيري، وزيد بن الحباب، وشجاع بن الوليد، وعلي بن جعفر المدائني. رَوَى عَنْهُ أَبُو أَحْمَد مُحَمَّد بْن مُحَمَّد المطرز، ويحيى بن صاعد، وأبو ذر الباغندي، ومحمد بْن أَحْمَد الأثرم، ومحمد بْن أَحْمَد بن يعقوب بن شيبة.
وَقَالَ ابن أبي حاتم الرازي: سمعت أَبِي يقول: كتبنا عنه وسئل عنه فقال: صدوق.
__________
[1] انظر الحديث في: العلل المتناهية 1/76، 2/223. والدرر المنتثرة 51. ومجمع الزوائد 1/128. وحلية الأولياء 5/174. وفتح الباري 1/161. وإتحاف السادة المتقين 1/91، 8/27.
[2] 2991- هذه الترجمة برقم 2675 في المطبوعة.
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[4] 2992- هذه الترجمة برقم 2676 في المطبوعة(5/411)
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عبد الواحد الهاشمي، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ الأَثْرَمُ- فِي سَنَةِ ثَلاثِينَ وثلاثمائة- قَالَ:
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ مَالِكٍ السُّوسِيُّ- فِي شَعْبَانَ سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَتَيْنِ- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ خَالِدٍ وهِشَامٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: «لا تَلَقَّوُا الْجَلَبَ، فَمَنْ تَلَقَّى جَلْبًا فَصَاحِبُه بِالْخِيَارِ إِذَا دَخَلَ السُّوقَ [1] »
. أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن أبي علي قَالَ: قرأنا على الحسين بْن هارون عَن ابْن سَعِيد قَالَ:
أَحْمَد بْن يَحْيَى بْن مالك السوسي، سكن العسكر.
سمعت عَبْد الرحمن بْن يُوسُف- يَعْنِي ابْن خداش- يثني عليه، بلغني: أن أحمد ابن يَحْيَى السوسي مات فِي يوم الخميس ودفن فِي يوم الجمعة لليلتين بقيتا من شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وستين ومائتين، وَهُوَ أخو أَبِي غسان مالك بْن يَحْيَى الَّذِي [كان فِي [2]] دميرة من نواحي مصر.
2993- أَحْمَد بْن يَحْيَى الأنباري [3] :
حدث عَن ثابت بْن مُحَمَّد الزاهد الكوفِي. روى عنه أَبُو جَعْفَر المطين.
أخبرنا الحسن بن الحسين النعالي، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خَلادٍ النَّصِيبِيُّ.
قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْحَضْرَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يحيى الأنباريّ، حدّثنا ثابت بن محمّد، حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ عَنِ الْعَلاءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «أَدُّوا الْعَزَائِمَ، وَاقْبَلُوا الرُّخَصَ، وَدَعُوا النَّاسَ فَقَدْ كُفِيتُمُوهُمْ [4] »
. 2994- أَحْمَد بْن يَحْيَى، أَبُو جَعْفَر السوطي [5] :
حدث عَن عفان بْن مسلم وأبي نعيم الفضل بْن دكين، وأَحْمَد بْن عَبْد اللَّهِ بْن يونس، وقتيبة بْن سَعِيد. روى عنه هبة اللَّه بْن محمد بن حبش الفراء، وأَبُو علي مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن أَحْمَد بْن المعتمر البصريّ.
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب البيوع باب 5.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] 2993- هذه الترجمة برقم 2677 في المطبوعة.
[4] انظر الحديث في: كنز العمال 5337.
[5] 2994- هذه الترجمة برقم 2678 في المطبوعة(5/412)
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ محمد بن عثمان البجلي، حدّثنا هبة الله ابن محمّد الفراء، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى السَّوْطِيُّ- سنة سبع وثمانين ومائتين- حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ الْبَلْخِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ مِشْرَحِ ابن هَاعَانَ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «كُلُّ صَلاةٍ لا يُقْرَأُ فِيهَا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ فَهِيَ خِدَاجٌ، فَهِيَ خِدَاجٌ غَيْرَ تَمَامٍ [1] »
. وقد روى أَبُو الْقَاسِم الطبراني عَن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى السوطي عَن أَبِي نعيم الفضل بْن دكين، وذكرناه فيما تقدم وهو هذا.
2995- أحمد بن يحيى بن الربيع بن سليمان [2] :
حدث عَن إِسْحَاق بْن عُمَر السليطي. روى عنه أبو القاسم الطبراني.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الله بن شهريار الأصبهاني، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ سليمان البغداديّ، حدّثنا إسحاق بن عمر بن سليط، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ مَيْمُونٍ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ- شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ- عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي غَرْزَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا معشر التجار إنكم يحضر [3] بَيْعَكُمْ بِأَيْمَانٍ وَلَغْوٍ فَشُوبُوهَا بِشَيْءٍ مِنَ الصَّدَقَةِ [4] »
. قَالَ سُلَيْمَان: لم يروه عَن أَبِي حمزة إلا حماد بْن سلمة.
2996- أَحْمَد بْن يَحْيَى بْن أَبِي الْعَبَّاس، أَبُو سَعِيد الخوارزمي [5] :
قدم بَغْدَاد وحدث بِهَا عَن أَحْمَد بْن نصر الفراء، وسليمان بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد العزيز بْن أَبِي ثابت المديني، ومحمد بْن عَبْد اللَّهِ بْن قهزاد الْمَرْوَزِيُّ. روى عنه محمّد ابن مخلد الدوري، وأَحْمَد بْن إِسْحَاق بْن نيخاب [6] الطيبي، وأبو الْقَاسِم الطبراني.
أَخْبَرَنَا ابْنُ شَهْرَيَارَ، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدّثنا أحمد بن يحيى بن
__________
[1] انظر الحديث في: مسند أحمد 2/478.
[2] 2995- هذه الترجمة برقم 2679 في المطبوعة.
[3] في الأصل: «إنكم تحصرون» والتصحيح من مصادر الحديث.
[4] انظر الحديث في: مسند أحمد 4/6، 280. وسنن أبي داود 3310، 3311. وسنن الترمذي 1222، 1223. وسنن النسائي 7/14، 14- 15، 247. وسنن ابن ماجة 2145. والمستدرك 2/5. والمعجم الكبير للطبراني 18/354- 359.
[5] 2996- هذه الترجمة برقم 2680 في المطبوعة.
[6] تقدم تصحيحه من «بنجاب» إلى «نيخاب»(5/413)
أَبِي الْعَبَّاسِ الْخُوَارِزْمِيُّ- بِبَغْدَادَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ ومائتين- أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي ثابت المديني، حدّثنا أبي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُسَيْنٍ، عن علي ابن الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ [1] »
. قَالَ الطبراني: لا يروي هذا الحَدِيث عَنِ الحسين بْن عَلِيّ إلا بهذا الإسناد، تفرد بِهِ سُلَيْمَان، ولا كتبناه إِلا عَنْ هَذَا الشَّيْخِ.
قرأت بخط أَبِي الْحَسَن الدارقطني- وحدثنيه عنه أَحْمَد بْن مُحَمَّد العتيقي- قَالَ:
أَحْمَد بْن يَحْيَى بْن أَبِي الْعَبَّاس الخوارزمي يحدث عَن ابْن قهزاد وغيره، لا يحتج بِهِ.
2997- أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زَيْدِ بْنِ سَيَّارٍ، أَبُو الْعَبَّاس النحوي الشيباني مولاهم، المعروف بثعلب [2] :
إمام الكوفِيين فِي النحو وَاللغة. سمع إِبْرَاهِيم بْن المنذر الحزامي، ومحمد بْن سلّام الجمحي، ومحمّد بن زياد بن الأعرابي، وعلي بْن المغيرة الأثرم، وسلمة بْن عاصم، وعبيد اللَّه بْن عُمَر القواريري، وَالزبير بْن بكار. روى عنه مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس اليزيدي، وعلي بْن سُلَيْمَان الأخفش، وإبراهيم بْن محمّد بن عرفة الأزديّ، وأبو بكر بن الأنباري، وعبد الرحمن بْن مُحَمَّد الزهري، وأبو عَبْد اللَّهِ الحكيمي، وأَحْمَد بْن كامل الْقَاضِي، وأبو عُمَر الزاهد، وأبو سهل زياد، ومحمد بْن الْحَسَن بْن مقسم، وغيرهم.
وكَانَ ثقة حجة، دينا صَالِحا، مشهورا بالحفظ وصدق اللهجة، وَالمعرفة بالغريب، ورواية الشعر القديم، مقدما عند الشيوخ مذ هو حدث، ويقال: إن أبا عبد الله بن الأعرابي كَانَ يشك فِي الشيء فِيقول له: ما عندك يا أبا الْعَبَّاس فِي هذا؟ ثقة بغزارة حفظه، وولد فِي سنة مائتين. وكَانَ يقول: طلبت العربية وَاللغة فِي سنة ست عشرة ومائتين، وابتدأت بالنظر فِي حدود الفراء وسني ثمان عشرة سنة، وبلغت خمسا وعشرين سنة وما بقي عَلَيَّ مسألة للفراء إلا وأَنَا أحفظها، وأحفظ موضعها من الكتاب، ولم يبق شيء من كتب الفراء فِي هذا الوقت إلا قد حفظته.
__________
[1] سبق تخريجه، راجع الفهرس.
[2] 2997- هذه الترجمة برقم 2681 في المطبوعة.
انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/24- 25. وفيات الأعيان 1/36- 37. ومعجم الأدباء 5/102- 146. وسؤالات السلمي للدار قطني برقم 26.(5/414)
حدّثني عبيد الله بن أبي الفتح، حدّثنا أبو الفضل بن المأمون الهاشمي، حدّثنا أبو بكر بن الأنباري قَالَ: سمعت أَحْمَد بْن يَحْيَى يقول: سمعت من عبيد اللَّه بْن عُمَر القواريري مائة ألف حَدِيث.
أَخْبَرَنَا أَبُو يعلى أَحْمَد بن عبد الواحد الوكيل، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمران ابن عروة، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر العجوزي قَالَ: سمعت ثعلبا يقول: مات معروف الكرخي سنة مائتين، وفِيهَا ولدت.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيّ عِيسَى بْن مُحَمَّد الجريحي، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن يَحْيَى ثعلب قَالَ: كنت أحب أن أرى أَحْمَد بْن حَنْبَل فصرت إليه، فلما دخلت عَلَيْهِ قَالَ لي: فِيم تنظر؟ فقلت: فِي النحو وَالعربية، فأنشدني أَبُو عَبْد اللَّهِ أَحْمَد بْن حَنْبَل:
إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل ... خلوت ولكن قل عَلَيَّ رقيب
ولا تحسبن اللَّه يغفل ما مضى ... ولا أن ما تخفى عَلَيْهِ يغيب
لهونا عَنِ الأيام حتى تتابعت ... ذنوب عَلَى آثارهن ذنوب
فَيَا ليت أن اللَّه يغفر ما مضى ... ويأذن فِي توباتنا فنتوب
أَخْبَرَنَا الْقَاضِيان أَبُو عَبْد اللَّهِ الصَّيْمَرِيّ وَأبو الْقَاسِم التنوخي. قالا: أخبرنا أبو الحسن المنصور بن محمّد بن منصور الحربيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد الزهري- وفِي حَدِيث التنوخي قَالَ: سمعت أبا مُحَمَّد الزهري- يقول: كَانَ لثعلب عزاء ببعض أهله فتأخرت عنه لأنه خفِي عني، ثم قصدته معتذرا فَقَالَ لي: يا أبا مُحَمَّد ما بك حاجة إِلَى أن تتكلف عذرا، فإن الصديق لا يحاسب، وَالعدو لا يحتسب له- وَاللفظ للتنوخي.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْنِ أبي جعفر الأخرم، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ عِيسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَد بْن عُمَر الطوماري قَالَ: حضر أَبُو الْعَبَّاس بْن الفرات عند ثعلب وكَانَ سمينا عظيم الخلق فَقَالَ له: يا أبا الْعَبَّاس ما أهملت حاجتك وقد أحكمتها، فَقَالَ له: أَنْتَ فِي الْبَرِّ بُرٌّ، وَفِي الْبَحْرِ دُرٌّ.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد اللَّهِ الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر الخالع قَالَ: أنشدنا أَبُو عُمَر محمّد ابن عَبْد الواحد قَالَ: أنشدنا ثعلب:
إذا ما شئت أن تبلو صديقا ... فجرب وده عند الدراهم
فعند طلابِهَا تبدو هنات ... وتعرف ثم أخلاق الأكارم(5/415)
أَخْبَرَنَا أَبُو الفرج عَلِيّ بْن الحسن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر الخطيب- بالنهروان- حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن نصر الذارع قَالَ: سمعت ثعلبا ينشد:
إذا أَنْتَ لم تلبس لباسا من التقى ... تقلبت عريانا وإن كنت كاسيا
حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن أَبِي عَلِيّ البصريّ، حَدَّثَنَا منصور بْن مُحَمَّد الحربي قَالَ: سمعت أبا مُحَمَّد عَبْد الرَّحْمَنِ بْن مُحَمَّد الزهري يقول: كَانَت بيني وبين أَبِي الْعَبَّاس ثعلب مودة وكيدة، وكنت أستشيره فِي أموري، فجئته يوما أشاوره فِي الانْتَقال من محلة إِلَى أخرى لتأذيي بالجوار. فَقَالَ لي: يا أبا مُحَمَّد العرب تقول: صبرك عَلَى أذى من تعرف، خير لَكَ من استحداث مالا تعرف.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن أَبِي جَعْفَر القطيعي، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن إِسْحَاق الجلاب قَالَ: قيل لإبراهيم الحربي: إن ثعلبا يلحن فِي كلامه! فَقَالَ: أيش يكون إذا لحن فِي كلامه؟ كَانَ هِشَام- يَعْنِي النحوي- يلحن فِي كلامه، وكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يكلم صبيانه وأهله بالنبطية.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الحسين بْن الفضل القطان، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ النقاش المقرئ أن حمد بن موسى بْن الْعَبَّاس أخبرهم قَالَ: كتب أَبُو الْعَبَّاس عَبْد اللَّهِ بْن المعتز إِلَى أَبِي الْعَبَّاس أَحْمَد بْن يَحْيَى:
ما وجد صاد فِي الحبال موثق ... بِماء مزن بارد مصفق
بالريح لم يطرق ولم يرنق ... جادت بِهِ أخلاف دجن مطبق
فِي صخرة لم تر شمسًا تبرق ... فهو عليها كالزجاج الأزرق
صريح غيثٍ خالصٍ لم يمذق ... إلا كوجدي بك لكن أتقي
يا فاتحا لكل باب مغلق ... وصيرفِيا ناقدًا للمنطق
إن قَالَ هذا بهرج لم ينفق ... إنا عَلَى البعاد وَالتفرق
لنلتقي بالذكر إن لم نلتق
فأجابه أَبُو الْعَبَّاس ثعلب فِي فصل من رقعته: نحن وإن لم نلتق كما قَالَ رؤبة:
إني وإن لَم ترني فإنني ... أراك بالغيب وإن لم ترني
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن علي البزّاز. أخبرنا أبو سعيد الحسن ابن عَبْد اللَّهِ السيرافِي قَالَ: أنشدنا أَبُو بَكْر بن أبي الأزهر لنفسه:(5/416)
شكى ما به من هوى منصب ... إِلَى إلفه الأوصب الأنصب
فباتا يخدان حرّ الخدو ... د بفِيض دموعهما السكب
ويعتنقان وقلباهما ... عَلَى مثل جمر الغضا الملهب
إِلَى أن بدا فِي الدجى ساطع ... من الصبح يسطو عَلَى الغيهب
فيا حسنها ليلة لو تم ... دّ طوَال الدهور فلم تذهب
وهل ترجعن بلذاتها ... عَلَى حال أمن من الرقب
أيا طَالِب العلم لا تمهل ... نّ وعذ بالمبرّد أو ثعلب
تجد عند هذين علم الورى ... فلا تك كالجمل الأجرب
علوم الخلائق مقرونة ... بهذين فِي الشرق وَالمغرب
قلت: كَانَ بين أَبُوي الْعَبَّاس ثعلب وَالمبرد منافرات كثيرة، وَالناس مختلفون فِي تفضيل كل واحد منهما عَلَى صاحبه.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن الحسين صاحب الْعَبَّاسي، أخبرنا إسماعيل بن سعيد المعدّل، حدثنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكَوْكَبِيُّ، أَخْبَرَنِي أَحْمَد بْن عَلِيّ- بوقة- قَالَ: كنت عند أَبِي الْعَبَّاس أَحْمَد بْن يَحْيَى ثعلب إذ جاءه إنسان جاهل فَقَالَ: يا أبا الْعَبَّاس قد هجاك المبرد. فَقَالَ: بماذا؟ فأنشده:
أقسم بالمبتسم العذب ... ومشتكي الصب إِلَى الصب
لو كتب النحو عَنِ الرب ... ما زاده إلا عمى القلب
قَالَ: فَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: أنشدني من أنشده أَبُو عمرو بْن العلاء:
شاتمني عَبْد بني مِسْمَعٍ ... فصنت عنه النفس وَالعرضا
ولم أجبه لاحتقاري له ... ومن يعض الكلب إن عضا؟
حَدَّثَنِي أَبُو طاهر أَحْمَد بْن نجا بْن عَبْد الصمد البزاز قَالَ: سمعت أبا أَحْمَد الفرضي يقول: سمعت أبا مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْن الخراساني المعدل يقول: قَالَ لي أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد اللَّهِ بْن طاهر قَالَ لي أَبِي:
حضرت مجلس أخي مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن طاهر، وحضره أبو العباس أحمد بن يحيى، وأبو العباس محمد بن يزيد المبرد النّحويّان، فقال لي أخي محمّد بن عَبْد اللَّهِ:
قد حضر هذان الشيخان، وأَنَا أحب أن أعرف أيهما أعلم، أو نحو هذا من الكلام.(5/417)
فاجلس فِي الدار الفلانية- قد سماها- ويحضر هذان الشيخان بحضرتك، ويتناظران ففعلت ما أمر وحضرا، فتناظرا فِي شيء من علم النحو مما أعرفه، فكنت أشاركهما فِيهِ، إِلَى أن دققا فلم أفهم، ثم عدت إليه بعد انقضاء المجلس فسألني فقلت: إنهما تكلما فيما أعرف فشاركتهما فِي معرفتي، ثم دققا فلم أعرف ما قَالا، ولا وَالله يا سيدي ما يعرف أعلمهما إلا من هو أعلم منهما، ولست ذاك الرجل. فَقَالَ لي أخي:
أحسنت وَالله، هذا أحسن- يَعْنِي اعترافه بذلك-.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر التميمي بالكوفة قَالَ: قَالَ لنا أَبُو عُمَر- يَعْنِي مُحَمَّد بْن عبد الواحد- سألت أبا بكر ابن السراج فقلت: أي الرجلين أعلم، أثعلب أم المبرد؟ فَقَالَ: ما أقول فِي رجلين العالم بينهما. قَالَ: ولما مات المبرد وقف رَجُل عَلَى ثعلب فَقَالَ:
بيت من الأداب أصبح نصفه ... خربا وسائر نصفه فسيخرب
مات المبرد وانقضت أيامه ... ومع المبرد سوف يذهب ثعلب
وأرى لكم أن تكتبوا ألفاظه ... إذ كَانَت الألفاظ مما يكتب
أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الْمُحْتَسِبُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن موسى المعروف بابن العلاف، حَدَّثَنَا أَبُو عُمَر الزاهد قَالَ: كنت فِي مجلس أَبِي الْعَبَّاس ثعلب فسأله سائل عَن شيء فَقَالَ: لا أدري. فَقَالَ له: أتقول لا أدري وإليك تضرب أكباد الإبل، وإليك الرحلة من كل بلد؟! فَقَالَ له ثعلب: لو كَانَ لأمك بعدد مالا أدري بعر لاستغنت.
أَنْبَأَنِي الْقَاضِي أَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن سلامة بْن جعفر القضاعي المصري، أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْقُوب يُوسُف بْن يَعْقُوب بْن إسماعيل ابن خرزاذ النجيرمي، حَدَّثَنَا أَبُو الحسين عَلِيّ بْن أَحْمَد المهلبي، أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن الرّوذباري، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الملك التاريخي قَالَ: أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن يَحْيَى ثعلب فاروق النحويين، وَالمعاير عَلَى اللغويين، من الكوفِيين وَالبصريين، أصدقهم لسانا، وأعظمهم شأَنَا، وأبعدهم ذكرا، وأرفعهم قدرا، وأصحهم علما، وأوسعهم حلما، وأتقنهم حفظا، وأوفرهم حظا فِي الدين وَالدنيا.
حَدَّثَنِي الفضل بْن سلمة بْن عاصم قَالَ: رأس أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن يَحْيَى ثعلب النحوي، واختلف الناس إليه فِي سنة خمس وعشرين ومائتين.(5/418)
وَقَالَ التاريخي: سمعت إِبْرَاهِيم الحربي يقول: - وقد تكلم الناس في الاسم والمسمى- بلغني أن أبا الْعَبَّاس أَحْمَد بْن يَحْيَى النحوي قد كره الكلام فِي الاسم وَالمسمى، وقد كرهت لكم ما كره أَحْمَد بْن يَحْيَى، ورضيت لكم ولنفسي ما رضى أَحْمَد بْن يَحْيَى.
وَقَالَ التاريخي: سمعت أبا الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن يزيد المبرد يقول: أعلم الكوفِيين ثعلب. فذكر له الفراء، فَقَالَ: لا يَعْشُرُهُ.
قَالَ التاريخي: وكَانَ أَبُو الصقر إسماعيل بْن بلبل الشيباني قد ذكر أبا الْعَبَّاس ثعلبا للناصر لدين اللَّه الموفق بالله، وأخرج له رِزْقًا سَنِيًّا سُلْطَانِيًّا، فحسن موضع ذلك من أهل العلم وَالأدب، وَقَالَ قائلهم لأبي الصقر وأبي العبّاس- في أبيات ذكرها:
فيا جبلي شيبان لا زلتما لها ... حليفِي فخار فِي الورى وتفضل
فهذا ليوم الجود وَالسيف وَالقنا ... وَأَنْتَ لبسط العلم غير مبخل
عليك أبا الْعَبَّاس كُلُّ مُعَوِّلٍ ... لأنك بعد اللَّه خير معول
فككت حدود النحو بعد انغلاقه ... وأوضحته شرحا وتبيان مشكل
فكم ساكن فِي ظل نعمتك التي ... على الدّهر أبقى من ثبير ويذبل
فأصبحت للإخوان بالعلم باعثا ... وأخصبت منه منزلا بعد منزل
قَالَ: وَقَالَ بعض أصحابه- يَعْنِي أصحاب أَبِي الْعَبَّاس- يرثيه:
مات ابْن يَحْيَى فماتت دولة الأدب ... ومات أَحْمَد أنحى العجم وَالعرب
فإن تولى أَبُو الْعَبَّاس مفتقدا ... فلم يمت ذكره فِي الناس وَالكتب
أَخْبَرَنِي أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن يعقوب الكاتب، حَدَّثَنِي جدي محمد بن عبيد الله بن قفرجل، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يَحْيَى قَالَ: كنا يوما عند أَبِي الْعَبَّاس أَحْمَد بْن يَحْيَى فضجر، فقال له شيخ خضيب من الظاهرية: لو علمت مالك من الأجر فِي إفادة الناس العلم لصبرت عَلَى أذاهم، فَقَالَ: لولا ذاك ما تعذبت، ثم انشد بعقب هذا:
يعابثن بالقضبان كل مفلج ... بِهِ الظلم لم تفلل لهن غروب
رضابا كطعم الشهد يحلو متونه ... من الصّرو أو غصن الأراك قضيب
أولئك لولاهن ما سقت نضوة ... لحاج وما استقبلت برد جنوب(5/419)
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَلِيّ الصوري- حفظًا- قَالَ: سمعت أبا الْقَاسِم عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن سختويه، وَالحسين بْن سُلَيْمَان بْن بدر الصوريين يقولان: سمعنا أبا عَبْد اللَّهِ أَحْمَد بْن عطاء الروذباري يقول: سمعت أبا بكر بْن مجاهد يقول: كنت عند أَبِي الْعَبَّاس أَحْمَد بْن يَحْيَى ثعلب فَقَالَ لي: يا أبا بكر اشتغل أصحاب القرآن بالقرآن ففازوا، واشتغل أهل الفقه بالفقه ففازوا، واشتغل أصحاب الحديث بالحديث ففازوا، واشتغلت أنا بزيد وعمرو، فليت شعري ماذا يكون حالي في الآخرة؟ فانصرفت من عنده فرأيت تلك الليلة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ فَقَالَ لي: أقرئ أبا الْعَبَّاس مني السلام وقل له: إنك صاحب العلم المستطيل.
قال ابن سختويه: قَالَ لنا أَبُو عَبْد اللَّهِ الروذباري: أراد أن الكلام بِهِ يكمل، وَالخطاب بِهِ يجمل. وَقال ابن بدر: قَالَ لنا الروذباري: أراد أن جميع العلوم مفتقرة إليه.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَبِي جَعْفَر الأخرم قَالَ: أنشدنا أَبُو عَلِيٍّ عِيسَى بْن مُحَمَّد الطوماري قَالَ: أنشدنا أَبُو الْعَبَّاس ثعلب:
مضى أمس بما فِيهِ ... ويومي ما أرجيه
ولي فِي غد الجائي ... جمام سوف أقضيه
فإما سوف يمضيني ... وإما سوف أمضيه
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو العلاء الواسطي قَالَ: أنشدنا أَبُو عَبْد اللَّهِ الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان الكاتب قَالَ: أنشدنا إِسْحَاق بْن أَحْمَد الكاذي قَالَ: أنشدنا أَبُو الْعَبَّاس أحمد ابن يَحْيَى ثعلب:
بلغت من عمري ثمانينا ... وكنت لا آمل خمسينا
فالحمد لِلَّهِ وشكرا له ... إذ زاد فِي عمري ثلاثينا
وأسأل اللَّه بلوغا إِلَى ... مرضاته آمين آمينا
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْن علي الْخُطبي قَالَ: مات أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن يَحْيَى النحوي الْمَعْرُوف بثعلب يوم السبت لثلاث عشرة ليلة بقين من جمادى الأولى سنة إحدى وتسعين ومائتين، وكَانَ مولده سنة مائتين.
قلت: ودفن فِي مقبرة باب الشام وقبره ظاهر معروف.(5/420)
2998- أحمد بن يحيى بن مهني، أَبُو بَكْر الأزدي، ويعرف بنقمة [1] :
حدث عَن سعد بْن أَبِي الربيع السمان، وبشر بْن الوليد، وهارون بْن عَبْد اللَّهِ البزاز، وإِسْحَاق ابن أبي إسرائيل. روى عنه أَبُو الْحُسَيْنِ بْن المنادي، وعبد الصمد بْن عَلِيّ الطستي، وَأَبُو الْقَاسِم الطَّبَرَانِيّ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَهْرَيَارَ، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدّثنا أحمد بن يحيى الأزديّ البغداديّ، حدّثنا بشر بن الوليد القاضي الكندي، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ عَنْ خَيْثَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أُدْخِلَ امْرَأَةً عَلَى زَوْجِهَا لَمْ تَقْبِضْ مِنْ مَهْرِهَا شَيْئًا.
قَالَ سُلَيْمَان: لَمْ يَرْوِهِ عَن مَنْصُورٍ إِلا شريك.
2999- أَحْمَد بْن يَحْيَى بْن إِسْحَاق، أَبُو جَعْفَر البجلي الحلواني [2] :
وَهُوَ أخو خازم بْن يَحْيَى. سكن بَغْدَاد وَحدث بِهَا عَن سَعِيد بْن سُلَيْمَان الواسطي، وأَحْمَد بْن عَبْد اللَّهِ بْن يونس، وعتيق بْن يَعْقُوب الزبيري، وفِيض بْن وثيق البصري، ويحيى بْن الحماني، ويحيى بْن معين، وأَحْمَد بْن حَنْبَل. رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد بْن مَخْلَد، وأبو عمرو بن السماك، وأَحْمَد بْن سلمان النجاد، وأَحْمَد بْن عِيسَى بْن الهيثم التمار، وعبد الباقي بْن قانع، وأبو سهل بْن زياد، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا علي بن أبي علي قَالَ: قرأنا على الحسين بْن هارون، عَن أَبِي الْعَبَّاس بْن سَعِيد قَالَ: أَحْمَد بْن يَحْيَى الحلواني سمعت عَبْد الرحمن بْن يُوسُف بْن خراش وَالحسين بن محمّد بن حاتم يقولان: ثقة.
أخبرني الحسن بن محمّد الخلّال، حدّثنا عمر بن أحمد بن عثمان، حدّثنا أحمد ابن عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ الفرائضي قَالَ: أَحْمَد بْن يَحْيَى الحلواني ثقة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أحمد بن رزق، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْن علي الْخُطبي قَالَ: مات أَبُو جَعْفَر أَحْمَد بْن يَحْيَى الحلواني يوم الإثنين لخمس بقين من ذي الحجة سنة ست وتسعين ومائتين.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أَبِي بَكْرٍ عَنْ أَحْمَد بْن كامل الْقَاضِي. قَالَ: توفِي أَحْمَد بْن يحيى
__________
[1] 2998- هذه الترجمة برقم 2682 في المطبوعة.
[2] 2999- هذه الترجمة برقم 2683 في المطبوعة(5/421)
الحلواني الأحول يوم الإثنين لست بقين من جمادى الآخرة سنة ست وتسعين ومائتين وكَانَ يذكر عنه زهد ونسك، وكثرة حَدِيث، ولا أعلمه غير شيبة، وهكذا ذكر مُحَمَّد بْن مخلد أنه مات فِي جمادى الآخرة. قرأت ذلك بخطه.
3000- أَحْمَد بْن يَحْيَى بْن حبيب، التمار [1] :
حدث عَن إِسْحَاق بْن شاهين، وشعيب بْن عَبْد الحميد الواسطيين، ومحمد بن بشار بندار، وعلي بن الحسين الدرهمي، ومحمد بن الوليد البسري. روى عنه أحمد ابن كامل القاضي.
3001-[2] أحمد بن يحيى بن زكريا، أبو جعفر الشعيري [3] الضرير:
حدث عَن أَبِي كريب محمد بن العلاء الكوفي. روى عنه عبد الصمد بْن علي الطستي. وذكر أنه كَانَ ينزل فِي المخرم.
3002- أَحْمَد بْن يَحْيَى، أَبُو الْعَبَّاس الخزاعي [4] :
حدث عَنْ يَعْقُوب بْن إِبْرَاهِيم الدورقي. رَوَى عنه عُمَر بْن أَحْمَد بْن يُوسُف البزاز.
أَخْبَرَنَا بُشْرَى بْنُ عَبْدِ الله الرومي، حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يوسف المعروف بابن نعيم البزّاز، حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن يحيى الخزاعي، حدّثنا يعقوب ابن إبراهيم، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عبد اللَّه بن سلمة قَالَ:
سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: خَيْرُ النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو بكر، وخير الناس بعد أبي بَكْرٍ عُمَرُ.
3003- أَحْمَد بْن يَحْيَى، أَبُو عَبْد اللَّهِ المعروف بابن الجلاء [5] :
من كبار مشايخ الصوفِية انتقل عَن بغداد فسكن الشام.
سمعت أبا نعيم الحافظ يقول: أَبُو عَبْد اللَّهِ بن الجلاء أحمد بن يحيى بغدادي،
__________
[1] 3000- هذه الترجمة برقم 2684 في المطبوعة.
[2] 3001- هذه الترجمة برقم 2685 في المطبوعة.
[3] الشعيري: هذه النسبة إلى بيع «الشعير» وإلى «باب الشعير» وهي محلة معروفة بالكرخ (الأنساب 7/352، 353) .
[4] 3002- هذه الترجمة برقم 2686 في المطبوعة.
[5] 3003- هذه الترجمة برقم 2687 في المطبوعة.
انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/181(5/422)
سكن الرملة، صحب ذا النون، وأبا تراب، وأبوه يَحْيَى الجلاء أحد الأئمة له النكت اللطيفة.
حَدَّثَنَا عَبْد العزيز بْن عَلِيّ الوراق قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن الهمذاني يقول: سمعت مُحَمَّد بْن داود يقول: ما رأت عيناي بالعراق ولا بالحجاز، ولا بالشام ولا بالجبل، مثل أَبِي عَبْد اللَّهِ بْن الجلاء وكَانَ فِي ممشاذ خمس خصال لم تكن واحدة منها فِي ابْن الجلاء.
أَخْبَرَنِي أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن الحسين، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الحسين النيسابوري قَالَ:
سمعت جدي إسماعيل بن نجيد يقول: كان يقول: إن فِي الدُّنْيَا ثلاثة من أئمة الصوفِية لا رابع لهم: أَبُو عثمان بنيسابور، وَالجنيد ببغداد، وأبو عبد الله بن الجلاء بالشام.
حَدَّثَنَا عَبْد العزيز بن عَلِيّ، حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن بن جهضم- بمكة- حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن الجلندي المقري قَالَ: سمعت أبا عَبْد اللَّهِ بْن الجلاء يقول: كنت بمكة مجاورا مع ذي النون فجعنا أياما كثيرة لم يفتح لنا بشيء، فلما كَانَ ذات يوم قام ذو النون قبل صلاة الظهر ليصعد إِلَى الجبل يتوضأ للصلاة وأَنَا خلفه فرأيت قشور الموز مطروحا فِي الوادي وَهُوَ طري، فقلت فِي نفسي: آخذ منه كفا أو كفِين أتركه فِي كمي ولا يراني الشيخ حتى إذا صرنا فِي الجبل، ومضى الشيخ يتمسح أكلته. قَالَ: فأخذته وتركته فِي كمي وعيني إِلَى الشيخ لئلا يراني. فلما صرنا فِي الجبل وانقطعنا عَنِ الناس التفت إلي وَقَالَ: اطرح ما فِي كمك يا شره، فطرحته وأَنَا خجل.
وتمسحنا للصلاة، ورجعنا إِلَى المسجد، وصلينا الظهر والعصر والمغرب وعشاء الآخرة، فلما كَانَ بعد ساعة إذا انسان قد جَاءَ ومعه طعام عَلَيْهِ مكبة، فوقف ينظر إِلَى ذي النون. فَقَالَ له ذو النون: مر فدعه قدام ذاك وأومأ إِلَيَّ بيده، فتركه بين يدي، فانتظرت الشيخ ليأكل فلم أره يقوم من مكانه. ثم نظر إلي وَقَالَ: كل! فقلت: آكل وحدي؟ فَقَالَ: نعم! أَنْتَ طلبت نحن ما طلبنا شيئا، يأكل الطعام من طلبة، فأقبلت آكل وأَنَا خجل مما جرى، أو كما قَالَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظ قَالَ: سَمِعْتُ محمد بن الْحَسَن بْن عَلِيّ اليقطيني يقول:
حضرت أبا عبد الله الجلاء وقيل له: هؤلاء الذين يدخلون البادية بلا زاد ولا عدة يزعمون أنهم متوكلة فيموتون؟ قَالَ: هذا فعل رجال الحق، فإن ماتوا فالدية عَلَى القاتل.(5/423)
أخبرني أحمد بن علي المحتسب، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ السلمي قَالَ: سمعت محمد بن عبد الله الرازي يقول: سمعت أبا عُمَر الدمشقي يقول: قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ بْن الجلاء: لا تضيعن حق أخيك اتكالا عَلَى ما بينك وبينه من المودة وَالصداقة، فإن اللَّه تَعَالَى فرض لكل مؤمن حقوقا لا يضيعها إلا من لم يراع حقوق اللَّه عَلَيْهِ.
حَدَّثَنِي عَبْد العزيز بْن أَحْمَد الكتاني- بدمشق- أخبرنا مكي بن محمد بن الغمر المؤدب، أَخْبَرَنَا أَبُو سُلَيْمَان مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن زبر [1] قَالَ: قَالَ أَبُو يَعْقُوب الأدرعي: توفِي أَبُو عَبْد اللَّهِ بْن الجلاء يوم السبت لاثنتي عشرة خلت من رجب سنة ست وثلاثمائة.
3004- أَحْمَد بْن يَحْيَى بْن عَلِيّ بْن يَحْيَى بْن المنجم، أَبُو الْحَسَن [2] :
ذكر أَبُو عبيد اللَّه المرزباني أنه كَانَ أحد متكلمي المعتزلة مقدما فِيهم. وَقَالَ: توفِي سنة سبع وعشرين وثلاثمائة، وقد جاوز التسعين.
قلت: وحدث المرزباني عنه عَن أَبِيهِ وعميه أَحْمَد وهارون.
3005- أَحْمَد بْن يَحْيَى، قاضي النهروان [3] :
حدث عَن عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حَنْبَل. روى عنه عَبْد اللَّهِ بْن إِبْرَاهِيم الآبندوني.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِم الأبندوني يقول: أَخْبَرَنِي أحمد بن يحيى- قاضي النهروان- حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ.
وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ محمّد بن رزق، أَخْبَرَنَا هبة الله بن محمد بن حبش الفراء، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا يحيى بن معين، حَدَّثَنَا مَعْنٌ عَنْ مَالِكٍ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَانَ لا يُصَافِحُ النِّسَاءَ. وَاللَّفْظُ لِلْبَرْقَانِيِّ.
3006- أَحْمَد بْن يَحْيَى، أَبُو بَكْر التمار [4] :
حدث عَن مُحَمَّد بْن يونس الكديمي. روى عنه مُحَمَّد بْن عبيد اللَّه بْن مُحَمَّد النجار المقرئ.
__________
[1] في الصميصاطية: «بن زير» .
[2] 3004- هذه الترجمة برقم 2688 في المطبوعة.
[3] 3005- هذه الترجمة برقم 2689 في المطبوعة.
[4] 3006- هذه الترجمة برقم 2690 في المطبوعة(5/424)
3007- أحمد بن يحيى بن محمد بن شاذان بْن يزيد، أَبُو عِيسَى الجوهري [1] :
حدث عَن أَحْمَد بْن عَبْد الجبار العطاردي، وعن جده مُحَمَّد بْن شاذان، أحاديث مستقيمة. حَدَّثَنَا عنه أَبُو الحسين بْن الفضل.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الحسين بن الفضل القطان، حَدَّثَنَا أَبُو عِيسَى أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ محمّد بن شاذان الجوهريّ، حدّثنا أحمد بن عبد الجبّار، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ الأَزْهَرِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُقَيْلٍ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّهُ قَالَ لِعُمَرَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنْ سَرَّكَ أَنْ تَلْحَقَ بِصَاحِبَيْكَ فَاقْصُرِ الأَمَلَ، وَكُلْ دُونَ الشِّبَعِ، وَانْكُسِ الإِزَارَ، وَارْقَعِ الْقَمِيصَ، وَاخْصِفِ النَّعْلَ تَلْحَقْ بِهِمَا.
ذكر من اسمه أَحْمَد واسم أَبِيهِ يُوسُف
3008- أَحْمَد بْن يُوسُف بْن الْقَاسِم بْن صبيح، أَبُو جَعْفَر الكاتب مولى بني عجل [2] :
كان من أفضل كتاب المأمون، وأذكاهم وأفطنهم وأجمعهم للمحاسن، وكَانَ جيد الكلام، فصيح اللسان، حسن اللفظ، مليح الخط، يقول الشعر فِي الغزل وَالمديح وَالهجاء، وله أخبار مع إِبْرَاهِيم بْن المهدي، وأبي العتاهية، ومحمد بْن نسير وغيرهم.
أَخْبَرَنِي عُمَر بن إبراهيم الفقيه، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن خلف بْن المرزبان- إجازة- أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن الفضل الْمَرْوَزِيُّ قَالَ: قَالَ رجل لأحمد ابن يُوسُف كاتب المأمون: وَالله ما أدري أيك أحسن، أما وليه اللَّه من خلقك، أم ما وليته من أخلاقك.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن أبي علي المعدّل، حدّثنا محمّد بن عمران المرزباني، حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن سُلَيْمَان الأخفش قَالَ: قَالَ أَحْمَد بْن يُوسُف الكاتب: رآني عَبْد الحميد بن يحيى أكتب خطا رديا. فَقَالَ لي: إن أردت أن يجود خطك. فأطل جلفتك، وأسمنها.
وحرف قطتك، وأيمنها. ثم قَالَ:
إذا جرح الكتاب كَانَ قسيهم ... دويا وأقلام الدوي لهم نبلا
قَالَ الأخفش: قوله جلفتك، أراد فتحة رأس القلم.
__________
[1] 3007- هذه الترجمة برقم 2691 في المطبوعة.
[2] 3008- هذه الترجمة برقم 2692 في المطبوعة.
انظر: المنتظم، لابن الجوزي 10/251(5/425)
أَخْبَرَنَا أَبُو عبد اللَّه الحسين بْن الحسن بن محمد بن القاسم المخزومي، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن يحيى الصولي- إملاء- حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن الْعَبَّاس النوفلي قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الحارث النوفلي- قَالَ الصولي: وقد رأيت أبا الحارث هذا وكَانَ رَجُل صدق- قَالَ: كنت أبغض الْقَاسِم بْن عبيد اللَّه لمكروه نالني منه، فلما مات أخوه الْحَسَن قلت عَلَى لسان ابْن بسام:
قل لأبي الْقَاسِم المرجى ... قابلك الدهر بالعجائب
مات لَكَ ابْن وكَانَ زينا ... وعاش ذو الشين وَالمعائب
حياة هذا كموت هذا ... فليس تخلو من المصائب
قَالَ الصولي: وإنما أخذه من قول أَحْمَد بْن يُوسُف الكاتب لبعض إخوانه من الكتاب، وقد ماتت له بنت وكَانَ له أخ يُضَعِّفُ فكتب إليه:
أَنْتَ تبقى ونحن طرا فداكا ... أحسن اللَّه- ذو الجلال- عزاكا
فلقد جل خطب دهر أتانا ... بمقادير أثقلت ببغاكا
عجبا للمنون كيف أتتها ... وتخطت عَبْد الحميد أخاكا
شملتنا المصيبتان جميعا ... فقدنا هذه ورؤية ذاكا
قَالَ الصولي: وإنما أخذه أَحْمَد بْن يُوسُف من قول أَبِي نواس فِي التسوية- وزاد فِي المعنى إرادة وكراهية- قَالَ أَبُو نواس: لما مات الرشيد وقام الأمين، يعزي الفضل ابن الربيع:
تعز أبا الْعَبَّاس عَن خير هالك ... بأكرم حي كَانَ أو هو كائن
حوادث أيام تدور صروفها ... لهن مساو مرة ومحاسن
وفا الحي بالميت الَّذِي غيب الثرى ... فلا أَنْتَ مغبون ولا الموت غابن
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عبد الله المعدّل، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعيّ، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، حَدَّثَنَا الحسين بْن عَبْد الرحمن قَالَ: أشرف أَحْمَد بْن يُوسُف وَهُوَ بالموت عَلَى بستان له عَلَى شاطئ دجلة فجعل يتأمله ويتأمل دجلة ثم تنفس وَقَالَ متمثلا:
ما أطيب العيش لولا موت صاحبه ... ففيه ما شئت من عيب لعائبه [1]
قَالَ: فما أنزلناه حتى مات.
__________
[1] انظر: المنتظم 10/252(5/426)
بلغني أن أَحْمَد بْن يُوسُف الكاتب مات فِي سنة ثلاث عشرة ومائتين.
3009- أَحْمَد بْن يُوسُف، أَبُو عَبْد اللَّهِ التغلبي [1] :
وَهُوَ أَحْمَد بْن يُوسُف بْن خالد بْن سُلَيْمَان بْن يزيد بْن داره بْن سنان بْن طارق ابن شهاب بْن حنيف بْن النعمان بْن زَيْد بْن مالك بْن حرقة بْن ثعلبة بْن بكر بْن حبيب بْن عمرو بْن غنم بْن ثعلب بْن وائل بْن قاسط بْن هنب بْن أفصى بْن دعمي بْن جديلة بْن أسد بْن ربيعة بْن نزار بْن معد بْن عدنان.
نسبه أَبُو عَبْد اللَّه إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عرفة الأزدي فِيما حدّثني أبو القاسم الأزهري، حدّثنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان، حدّثنا ابن عرفة، حدثنا أبو عبد الله أحمد بن يوسف، وساق نسبه كما ذكرته.
حدث عَن سُلَيْمَان بْن حرب ومسلم بْن إِبْرَاهِيم، وعفان بْن مسلم، ومحمد بْن سابق، ورويم بْن يزيد، وأَحْمَد بْن عمران الأخنسي، وأحمد بن أبي نافع الموصلي، وأبي عبيد القاسم بن سلام، والمسيب بن واضح. روى عنه أبو عبد الله نفطويه النحوي، ومحمد بن مخلد، ومحمد بن أحمد الحكيمي، وأبو عمرو بن السماك، ومكرم بن أحمد القاضي، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الْقَطَّان، أخبرنا عُثْمَان بن أحمد الدّقّاق، حدّثنا أحمد بن يوسف التّغلبي، أَخْبَرَنَا رُوَيْمٌ، قَالَ عُثْمَانُ وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سليمان الواسطي، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ قَالا: حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: وَقَالَ عَاصِمٌ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ مَرَّتَيْنِ [2] »
. أَخْبَرَنَا إبراهيم بن مخلد بن جعفر، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن إبراهيم الحكيمي، حدّثنا أحمد بن يوسف التّغلبي، حدّثنا سليمان بْن حرب، حَدَّثَنَا حماد بْن زيد، حَدَّثَنَا غيلان بْن جرير، عَن سَعِيد بْن المسيب قَالَ: أصلحت بين عَلِيّ وعثمان ثم لم يبرحا حتى استغفر كل واحد منهما لصاحبه.
__________
[1] 3009- هذه الترجمة برقم 2693 في المطبوعة.
[2] انظر الحديث في: صحيح البخاري 8/38. وصحيح مسلم، كتاب الزهد باب 12.
وسنن ابن ماجة 3982، 3983. وسنن أبي داود 4862. ومسند أحمد 4862. والمعجم الكبير 12/278، 17/19. وفتح الباري 10/530. والدرر المنتثرة 178.(5/427)
أَخْبَرَنَا علي بن أبي علي قَالَ: قرأنا على الحسين بن هارون، عن أبي العباس بْن سَعِيد قَالَ: سَمِعْتُ عَبْد الرَّحْمَن بْن يُوسُف يقول: أَحْمَد بْن يُوسُف ثقة مأمون.
قَالَ: وسمعت عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد يقول: أَحْمَد بْن يُوسُف التغلبي ثقة.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن أَبِي جعفر، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن مظفر قَالَ: قَالَ عَبْد الله مُحَمَّد البغوي: مات أَحْمَد بْن يُوسُف صاحب أَبِي عبيد فِي جمادى الآخرة سنة ثلاث وسبعين.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع قَالَ: ومات أَبُو عَبْد اللَّه أَحْمَد بْن يُوسُف بْن خالد التغلبي الأحول صاحب أَبِي عبيد لست بقين من هذا الشهر- يَعْنِي جمادى الآخرة من سنة ثلاث وسبعين ومائتين- بالجانب الشرقي من مدينتنا.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن أَبِي عَلِيّ قَالَ: قرأنا على الحسين بن هارون، عَن ابْن سَعِيد قَالَ:
توفِي أَحْمَد بْن يُوسُف التغلبي يوم الجمعة أول يوم من رجب سنة ثلاث وسبعين ومائتين.
3010- أَحْمَد بْن يُوسُف بْن الضحاك بْن أبان بْن زياد، أَبُو عَبْد اللَّهِ المخرمي الفقيه [1] :
سمع مُحَمَّد بْن مُوسَى الحرشي، وبشر بْن آدم ابْن بنت أزهر السمان، ومحمد بْن خالد بْن خداش، وقاسم بْن زكريا الكوفِي، وأبا كريب مُحَمَّد بْن العلاء الهمذاني، وغيرهم. روى عنه مُحَمَّد بْن مخلد الدوري، وأبو علي بن الصواف، وعمر بْن بشران السكري، وأبو جَعْفَر اليقطيني، ومحمد بْن المظفر، وكَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو تَمَّامٍ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْن الحسن الواسطي، أخبرنا محمّد بن المظفر الحافظ، حدّثنا أحمد بن يوسف بن الضّحّاك، حدّثنا محمّد بن مرداس، حدّثنا محمّد بن أبي السماك، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا كَانَ أحدكم صائما فأكل وشرب فليتم صومه، فإن الله أطعمه وسقاه [2] » .
__________
[1] 3010- هذه الترجمة برقم 2694 في المطبوعة.
[2] سبق تخريجه، راجع الفهرس(5/428)
أخبرنا أبو بكر البرقانيّ، حَدَّثَنَا عُمَر بْن بشران قَالَ: أَحْمَد بْن يُوسُف بْن الضحاك الفقيه نبيل ثقة.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابْن الْمُنَادِي وأَنَا أسمع قَالَ: وأَبُو عَبْد اللَّهِ أَحْمَد بْن يُوسُف بْن الضحاك توفِي لاثنين وعشرين من رجب سنة ست وثلاثمائة.
3011- أحمد بن يوسف بن عبد الله السمسار، أَبُو الْعَبَّاس [1] :
حدث عَن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن إشكاب، ومُحَمَّد بْن عَبْد الملك الدقيقي. رَوَى عَنْهُ أبو نعيم عمر بن أحمد الوكيل.
أَخْبَرَنَا بُشْرَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الفَاتِنِيُّ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ الْوَكِيلُ قَالَ:
حَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ السِّمْسَارُ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن الحسين بن أشكاب، حدّثنا جعفر بن عون، حدّثنا مسعر، عن عمر بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنِ الأَغَرِّ الْمُزَنِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إِلَى ربكم فو الذي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لأَتُوبُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ [2] »
. 3012-[3] أَحْمَد بْن يُوسُف بْن أَحْمَد بْن خلاد بْن منصور بْن أَحْمَد بْن خلاد، أَبُو بَكْر العطار [4] :
وأصله من نصيبين. سمع مُحَمَّد بْن الفرج الأزرق، وَالحارث بْن أَبِي أسامة وإسماعيل بْن إِسْحَاق الْقَاضِي، ومحمد بْن غالب التمتام، وعبيد بْن شريك البزاز وأَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن ملحان، ومحمد بن يونس الكديمي، وأحمد بن محمد بْن صاعد وإبراهيم بْن إِسْحَاق الحربي، وإِسْحَاق بن الحسن الحربيّ، ومحمّد بن عثمان ابن أَبِي شيبة. روى عنه أَبُو الْحَسَن الدارقطني. وَحَدَّثَنَا عَنْهُ أَبُو الْحَسَن بْن رزقويه، ومحمد بْن أَبِي الفوارس، وَالْقَاضِي أَبُو الفرج بْن سميكة، وهلال بْن مُحَمَّد الحفار، وَالحسين بْن شجاع الصوفِي، وعلي بْن مُحَمَّد الإيادي، وَأَبُو عَلِيِّ بْن شَاذَانَ، وَأَبُو نعيم الأصبِهَاني، وجماعة غيرهم. وكَانَ أحد الشيوخ المعدلين عند الحكام.
__________
[1] 3011- هذه الترجمة برقم 2695 في المطبوعة.
[2] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الذكر 42. ومسند أحمد 4/211، 260.
وطبقات ابن سعد 6/32. وأمالي الشجري 2/294.
[3] 3012- هذه الترجمة برقم 2696 في المطبوعة.
[4] العطار: هذه النسبة إلى بيع العطر والطيب (الأنساب 8/474)(5/429)
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن علي الصوري قَالَ: سمعت الْحَسَن بْن شهاب العكبري يقول:
حضرت مع أَبِي الْحَسَن الدارقطني عند أَحْمَد بْن يُوسُف بْن خلاد، فجرى ذكر الصاع وَالمد فَقَالَ ابْن خلاد لأبي الْحَسَن: أيما أكبر، الصاع أو المد؟ فَقَالَ لنا أَبُو الْحَسَن: انظروا إِلَى شيخكم الَّذِي تسمعون منه وَإِلَى ما سأل عنه! أو كما قَالَ.
قلت: كَانَ ابْن خلاد لا يعرف من العلم شيئا، غير أن سماعه كَانَ صحيحا.
سمعت أبا نعيم الحافظ يقول: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْن خلاد- وكَانَ ثقة- قَالَ لنا أَبُو عَلِيّ بْن شَاذَانَ: توفِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خَلادٍ العطار النصيبي يوم الأربعاء ودفن يوم الخميس لعشر خلون من صفر من سنة تسع وخمسين وثلاثمائة.
وقَالَ محمد بن أبي الفوارس: توفي ابن خلاد عشية الثلاثاء، ودفن يوم الأربعاء، لأربع عشرة ليلة بقين من صفر سنة تسع وخمسين وثلاثمائة، وكَانَ ثقة مضى أمره عَلَى جميل ولم يكن يعرف بالحديث.
3013- أحمد بن يوسف الأزرق بن يعقوب بن إِسْحَاق بْن البهلول بْن حسان بْن سنان، أَبُو الْحَسَن التنوخي [1] :
أنباري الأصل حدث عَن عُمَر بْن إِسْمَاعِيل بْن أَبِي غيلان الثقفي، ومحمد بْن جرير الطبري، وعبد اللَّه بْن إسحاق المدايني، وإِسْحَاق بْن بنان بْن معن الأنماطي، وَمُحَمَّد بْن مُحَمَّد الباغندي، وأَحْمَد بْن عَبْد اللَّهِ بْن سابور الدقاق، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَبِي العجوز، وأبي صخرة الكاتب، وأَحْمَد بْن عِيسَى بْن السكين البلدي، وأبي الليث الفرائضي، وأخيه أَحْمَد بْن الْقَاسِم وعبد اللَّه بْن محمّد البغويّ، وغيرهم من هذه الطبقة.
حدّثتنا عنه ابنته طاهرة، وعلى بْن المحسن التنوخي، وكَانَ سماعه صحيحا، وذكر مُحَمَّد بْن أَبِي الفوارس أنه كَانَ مشتهرا بالاعتزال داعية إليه.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُحَسِّنِ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْرَقُ، حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي غَيْلانَ الثَّقَفِيُّ- فِي صَفَرٍ سَنَةَ تِسْعٍ وثلاثمائة- حدّثنا علي بن الجعد، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ قَالَ: سَمِعْتُ مطرفا يحدث عن عمران
__________
[1] 3013- هذه الترجمة برقم 2697 في المطبوعة.
انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/323(5/430)
ابن الحصين قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَقَلَّ سَاكِنِ الْجَنَّةِ النِّسَاءُ» [1]
. قَالَ لِي عَلِيُّ بْنُ الْمُحَسِّنِ: وُلِدَ أَبُو الْحَسَن بْن الأزرق ببغداد فِي المحرم لعشر خلون منه من سنة سبع وتسعين ومائتين، سمعته يذكر ذلك. وحمل عَن جماعة من أهل الأدب منهم عَلِيّ بْن سُلَيْمَان الأخفش، وابن دريد، وابن شقير النحوي، ونفطويه.
وكَانَ حافظا للقرآن، قرأه كله مرارا عَلَى ابْن مجاهد بقراءة أَبِي عمرو بْن العلاء، وأخذ شيئا من النحو عَن أَبِي بكر بْن السراج، وأبي إِسْحَاق الزجاج، وحمل قطعة من اللغة وَالنحو عَن ابْن الأنباري، ونفطويه، وقرأ الكلام والأصول على أبي بكر بن الأخشاد ثم عَلَى أَبِي هاشم الجبائي، ودرس من الفقه قطعة عَلَى أَبِي الْحَسَن الكرخي، ومات يوم الجمعة لست وعشرين ليلة خلت من المحرم سنة سبع وسبعين وثلاثمائة، وكَانَ منزله بالجانب الشرقي من مدينة السلام بقرب باب البستان.
ذكر لي هلال بْن المحسن وفاته كما قَالَ لي التنوخي، وحدثتنا طاهرة بنت أحمد ابن يُوسُف الأزرق قَالَت: توفِي أَبِي يوم الجمعة لأربع خلون من المحرم سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة.
قلت: وَهُوَ أخو أَبِي غانم مُحَمَّد بْن يُوسُف الأزرق.
3014- أَحْمَد بْن يُوسُف بْن وصيف الصياد [2] :
حدث عَن أَبِي حامد مُحَمَّد بْن هارون الحضرمي، وإسماعيل بْن الْعَبَّاس الوراق، ونفطويه النحوي. حَدَّثَنِي عَنْهُ عَبْد العزيز بْن عَلِيّ الأزجي، وكَانَ صدوقا.
حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عليّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ وَصِيفٍ الصَّيَّادُ، حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الْحَضْرَمِيُّ، حدّثنا إسحاق بن إسرائيل، حدّثنا كثير بن عبد الله الأيلي، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النار [3] » .
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح مسلم 2097. ومسند أحمد 4/427. والمعجم الكبير للطبراني 18/128. وحلية الأولياء 3/85. وشرح السنة 15/228.
[2] 3014- هذه الترجمة برقم 2698 في المطبوعة.
[3] سبق تخريجه، راجع الفهرس(5/431)
ذكر من اسمه أَحْمَد واسم أَبِيهِ يونس
3015- أَحْمَد بْن يونس بْن المسيب، أَبُو الْعَبَّاس الضبي [1] :
كوفِي الأصل، بغدادي المنشأ، نزل أصبِهَان وحدث بِهَا عَن يَعْقُوب بْن إِبْرَاهِيم بْن سعد، وحجاج بْن مُحَمَّد الأعور، وأسود بْن عامر شاذان، ويونس بْن مُحَمَّد المؤدب، ومحمد بْن عبيد الطنافسي وأخيه يعلى بْن عبيد، ومحاضر بْن المورع، وأحوص بْن جواب، وأبي بدر شجاع بْن الوليد، ومكي بْن إِبْرَاهِيم. روى عنه أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن يَعْقُوب الأصم النِّيسَابُورِيّ، ومحمد بْن عَبْد اللَّهِ الصفار، وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ الأصبِهَانيان، وَعبد الرحمن بْن أَبِي حاتم الرازي.
وَقال ابن أَبِي حاتم: هو بغدادي نزل أصبِهَان، وكَانَ محله عندنا الصدق.
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بن موسى بن الفضل الصّيرفيّ- بنيسابور- حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله بن أحمد الصّفّار الأصبهاني- إملاء- حدّثنا أحمد بن يونس ابن المسيب الضّبّيّ البغداديّ، حَدَّثَنَا مُحَاضِرٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:
«لا يَزْنِي الْعَبْدُ حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلا يَسْرِقُ حِينَ يسرق وهو مؤمن [2] » .
وأخبرنا أبو سعيد، حدّثنا محمّد، حدّثنا أحمد، حدّثنا محاضر، حَدَّثَنَا هِشَام، عَن أَبِي الزناد- أراه عَنِ الأَعْرَجِ- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: مثل هذا.
وأخبرنا أبو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بن فارس، حدّثنا أحمد بن يونس الضّبّيّ، حدّثنا أبو الجواب الأحوص بن جوّاب، حدّثنا يونس بن أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَجَدَ خَوَّى.
أَخْبَرَنَا عَبْد الكريم بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد المحاملي، أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن عُمَر الحافظ قَالَ: أَحْمَد بْن يونس بْن المسيب الضبي أَبُو الْعَبَّاس كوفِي سكن أصبِهَان كثير الحَدِيث من الثقات.
سَمِعْتُ أَبَا نعيم الْحَافِظُ يَقُولُ: أَحْمَد بْن يونس بْن المسيب بْن زهير بْن عُمَر بن
__________
[1] 3015- هذه الترجمة برقم 2699 في المطبوعة.
انظر: سؤالات الحاكم للدارقطني برقم 1. والجرح والتعديل 1/1/81.
[2] سبق تخريجه، راجع الفهرس(5/432)
جميل بْن الأعرج بْن رَبِيعَة بْن مسعود بْن منقذ بْن كرز بن كعب بن بجالة بن ذهل ابن مالك بْن بَكْر بْن سعد بْن ضبة الكوفِي الضبي قدم أصبِهَان، وكتب أهل بغداد بعدالته وأمانته وَهُوَ ابْن عم داود بْن عمرو بْن المسيب الضبي، توفِي سنة ثمان وستين ومائتين.
قلت: قد نسب مُحَمَّد بْن سعد كاتب الواقدي وَعَبْدُ اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْدِ الْعَزِيزِ البغوي: داود بْن عمرو خلاف ما ذكر أبو نعيم هاهنا، ونحن نسوقه عند داود بْن عمرو إن شاء اللَّه.
3016- أَحْمَد بْن يُونُسَ بْن بَكْرِ بْن الْخَلِيلِ، أَبُو بَكْر الوراق [1] :
هكذا نسبه أَبُو بَكْر الشافعي فِي بعض رواياته عنه. ورَوَى عَنْهُ عَبْد الصمد بْن عَلِيّ الطستي، والشّافعي أيضا. فقالا: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن بكر بْن يونس وذاك أصح. وقد ذكرناه فِي موضعه من كتابنا.
3017- أَحْمَد بْن يونس بْن خشنام بْن المرزبان، أَبُو الْعَبَّاس الضبي الأصبِهَاني [2] :
ذكر لي أَبُو نعيم الحافظ: أنه سكن بغداد وحدث بِهَا.
قلت: حدث عَن أَحْمَد بْن يونس بْن المسيب الضبي. روى عنه عُمَر بْن مُحَمَّد ابن السري البغدادي، ومحمد بْن المظفر، وأبو الْحَسَن الدارقطني.
أخبرنا أبو نعيم، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّرِيِّ بْنِ سهل، حدّثنا أحمد بن يونس بن خشنام الأصبهاني، حدّثنا أحمد بن يونس الضّبّيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ عُقْبَةَ- أَخٍ لِسَعِيدِ بْنِ عُبَيْدٍ الطَّائِيِّ- عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ فَقُلْنَا لَهُ: مَا تُنْكِرُ مِمَّا كَانَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: مَا أُنْكِرُ شَيْئًا إِلا أَنَّكُمْ لا تُقِيمُونَ صُفُوفَكُمْ.
3018- أَحْمَد بْن يونس بْن أَحْمَد بن علي بن الحسن بن عبد الوهاب، أَبُو الْحَسَن الطبري [3] :
قدم بَغْدَاد وحدث بِهَا عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، وأَحْمَد بن خالد بن
__________
[1] 3016- هذه الترجمة برقم 2700 في المطبوعة.
[2] 3017- هذه الترجمة برقم 2701 في المطبوعة.
[3] 3018- هذه الترجمة برقم 2702 في المطبوعة(5/433)
مصعب الرازيين. حَدَّثَنِي عنه أَبُو الْقَاسِم الأزهري، وعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جَعْفَرٍ المالكي.
أخبرني الأزهري، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ بْنِ أحمد بن علي بن الحسن ابن عبد الوهاب الطّبريّ- قدم علينا- حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْنِ حبيب الواسطي- المعروف بالخباز- حدّثنا عبد الله بن غالب العبادانيّ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَذْحِجِيُّ، عَنْ عَلقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ أَبِي حَبِيبَةَ [الطَّائِيِّ [1]] عَنِ الأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ لَمْ يَرْحَمِ الْمُسْلِمِينَ فَلَنْ يَرْحَمَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ [2] »
. ذكر من اسمه أَحْمَد واسم أَبِيهِ يَعْقُوب
3019- أَحْمَد بْن يَعْقُوب بْن إِبْرَاهِيم، أَبُو الْعَبَّاس المقرئ، ويعرف بابن أخي العرق [3] :
حدث عَن مُحَمَّد بْن أبان البلخي، وهدية بْن عَبْد الوهاب الْمَرْوَزِيُّ، ومحمد بْن بكار بْن الريان، وداود بْن رشيد، وجبارة بْن مغلس، ويُوسُف بْن مُوسَى. روى عنه أَبُو بَكْر الشافعي، وأَحْمَد بْن كامل الْقَاضِي، وعِيسَى بْن حامد الرخجي، ومخلد بْن جَعْفَر الدقاق، وكَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ غَيْلانَ البزّاز، حدّثنا محمّد بن عبد الله الشّافعي، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْمُقْرِئُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَاجِيَةَ قَالا: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حدّثنا الوليد بن مسلم بن أَبِي غَسَّانَ مُحَمَّدِ بْنِ مُطَرِّفٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَرْجَانَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم قَالَ: «مَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً أَعْتَقَ اللَّهُ بِكُلِّ إِرْبٍ مِنْهَا إِرْبًا مِنْهُ مِنَ النَّارِ، حَتَّى بِالْيَدِ الْيَدُ، وَبِالرِّجْلِ الرِّجْلُ، وَبِالْفَرْجِ الْفَرْجُ [4] »
. فَقَالَ لهُ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ: يَا سَعِيدُ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ أبي
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] انظر الحديث في: مسند أحمد 4/358، 361. ومجمع الزوائد 8/187. وفتح الباري 10/440.
[3] 3019- هذه الترجمة برقم 2703 في المطبوعة.
[4] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب العتق 21. وصحيح البخاري 8/81. وفتح الباري 11/207(5/434)
هُرَيْرَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ! قَالَ لِغُلامٍ لَهُ أَقْرَبَ غِلْمَانِهِ: ادْعُ لِي قِبْطِيّ. فَلَمَّا قَامَ بَيْنَ يَدَيْهِ.
قَالَ: اذْهَبْ فَأَنْتَ حُرٌّ لِوَجْهِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِب عُمَر بْن إبراهيم الفقيه قَالَ: قَالَ لنا عيسى بن حامد بْن بشر الْقَاضِي: ومات أَحْمَد بْن يَعْقُوب بْن أخي العرق المقرئ سنة ثلاثمائة.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابْن المنادي وأَنَا أسمع قَالَ: ومات فِي جمادى الأولى سنة إحدى وثلاثمائة أَبُو الْعَبَّاس المقرئ المعروف بابن أخي العرق، من أعلى جانبنا كتب عنه نفر يسير حكايات، وحديثه كالمعدود قلة.
قرأت فِي كتاب مُحَمَّد بْن مخلد بخطه: سنة إحدى وثلاثمائة فِيهَا مات أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن يَعْقُوب بن إبراهيم البزّاز المقرئ المعروف بابن أخي العرق فِي جمادى الأولى.
3020- أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ العطار الخضيب [1] :
حدث عَن أَحْمَد بن إبراهيم الدروقي، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر اليمامي، وعن أخيه مُحَمَّد بْن يَعْقُوب. روى عنه مُحَمَّد بن أحمد المفيد الجرجاني، وأبو حفص بْن شاهين، وأبو القاسم بْن الثلاج، إلا أن ابْن شاهين سماه محمدا وسمى أخاه أَحْمَد.
وذكر ابْن الثلاج فِيما قرأت بخطه أنه توفِي لثمان بقين من شعبان سنة ثمان عشرة وثلاثمائة.
3021- أَحْمَد بْن يَعْقُوب بْن يُوسُف، أَبُو جَعْفَر النّحويّ المعروف ببرزويه [2] :
أصبِهَاني سكن بغداد وحدث بِهَا عَن أَبِي الْعَبَّاس الخزاعي، ومحمد بْن نصير، وعلي بْن رستم، وسلم بْن عصام، ومحمد بْن يَحْيَى بْن منده الأصبِهَانيين، وعن أَبِي خليفة الفضل بن الحباب البصري، ومحمد بْن مُحَمَّد الواسطي، وعلي بْن سراج المصري ومحمد بْن الْعَبَّاس اليزيدي، ومحمد بْن يَحْيَى بن الحسين العمي، وعبد الله ابن صَالِح البخاري، ومحمد بْن طاهر بْن أَبِي الدميك، وَعمر بْن أَيُّوب السقطي، وَعبد اللَّه بْن الصقر السكري، وغيرهم. حَدَّثَنَا عنه أَبُو الحسين بن رزقويه، وأبو علي ابن شاذان.
__________
[1] 3020- هذه الترجمة برقم 2704 في المطبوعة.
[2] 3021- هذه الترجمة برقم 2705 في المطبوعة(5/435)
قرأت بخط أَبِي بكر بْن شاذان: توفِي أَبُو جَعْفَر أَحْمَد بْن يَعْقُوب الأصبِهَاني فِي رجب من سنة أربع وخمسين وثلاثمائة، وكَانَ يلقب ببرزويه غلام نفطويه.
3022- أَحْمَد بْن يَعْقُوب بْن أَبِي عَبْد اللَّهِ، أَبُو بَكْر اللخمي، ويعرف بالقَرَنْجُلِيِّ [1] :
من أهل الأنبار، حدث عن إِبْرَاهِيم بن إسحاق الحرمي ونحوه. روى عنه ابنه مُحَمَّد ومحمد بْن إسحاق بن محمّد الطل الأنباري، وكَانَ ثقة.
3023- أَحْمَد بْن يَعْقُوب بْن أَحْمَد بْن المهرجان، أَبُو الْحَسَن المعدل [2] :
حدث عَنِ الْحَسَن بْن علويه القطان، ومحمد بْن يَحْيَى بْن سُلَيْمَان الْمَرْوَزِيُّ، ومحمد بْن جَعْفَر القتات، وأَحْمَد بْن زنجويه المخرمي، ومحمد بن هارون بن بزيه الهاشمي. حَدَّثَنَا عنه أَبُو الْحَسَن بْن رزقويه، وأبو نعيم الأصبِهَاني.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رزق، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ أحمد بن المهرجان المعدّل، حدّثنا أحمد بن عمر المخرميّ، حدّثني عبد الوهاب بن الضّحّاك السّلميّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جبير ابن نُفَيْرٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ اتَّخَذَنِي خَلِيلا كَمَا اتَّخَذَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلا، وَمَنْزِلِي وَمَنْزِلُ إِبْرَاهِيمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي الْجَنَّةِ تِجَاهَيْنِ، وَالْعَبَّاسُ بَيْنَنَا مُؤْمِنٌ بَيْنَ خَلِيلَيْنِ [3] »
. أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن يَعْقُوب بْن المهرجان المعدل ببغداد وكَانَ ثقة.
قرأت بخط أَبِي بشر مُحَمَّد بْن عُمَر الوكيل: توفِي أَبُو الْحَسَن بْن المهرجان الشاهد فِي سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة.
__________
[1] 3022- هذه الترجمة برقم 2706 في المطبوعة.
انظر: الأنساب، للسمعاني 10/113.
[2] 3023- هذه الترجمة برقم 2707 في المطبوعة.
[3] انظر الحديث في: سنن ابن ماجة 141. والمستدرك 2/550. والمعجم الكبير 8/237.
والموضوعات 2/32. والعلل المتناهية 1/248(5/436)
ذكر من اسمه أَحْمَد واسم أَبِيهِ يزيد
3024- أَحْمَد بْن يزيد، أَبُو العوام الرياحي [1] :
حدث عن مالك بن أنس، وإبراهيم ابن أَبِي يَحْيَى، وهشيم بْن بشير، ومحمد بْن يزيد الواسطي، وحفص بْن عُمَر العمري، ويحيى بْن ميمون الهدادي [2] ، وأبي أسامة حماد بْن أسامة. روى عنه ابنه مُحَمَّد، وكَانَ ثقة. وكان يستملى على إسماعيل بن علية.
أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْن عتّاب، حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْعَوَّامِ، حدّثنا أبي، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن ميمون الهدادي، عَن يونس بْن عبيد، عَنِ الْحَسَن. قَالَ: لا يمكن أحدكم أذنه من صاحب بدعة.
أَخْبَرَنِي أَبُو الفرج الطناجيري، حَدَّثَنَا عُمَر بْن أحمد الواعظ، حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد الرياحي قَالَ: قَالَ أَبِي: سمعت أَبِي أَحْمَد يقول: استمليت يوما لإسماعيل بن علية فضجرت من كثرة ما يرددون عَلِيّ. فَقَالَ لي إسماعيل: يا أبا العوام إن للرئاسة مئونة.
3025- أَحْمَد بْن يزيد بْن كردي، أَبُو عَلِيّ الكوفِي [3] :
حدث ببغداد عَن أَبِي الوليد مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن برد الأنطاكي. روى عنه أبو بكر ابن شاذان.
حدّثني الأزهري، حدّثنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيّ أَحْمَد بْن يزيد بْن كردي الكوفيّ في النخاسين، حَدَّثَنَا أَبُو الوليد الأنطاكي بحَدِيث ذكره.
[ومن مفاريد الأسماء فِي هَذَا الحرف]
3026- أَحْمَد بْن يزداذ بْن حمزة، أَبُو جَعْفَر الخياط [4] :
سكن الكوفة وحدث بِهَا عَن عمرو بْن عَبْد الغفار الفقيمي، وعثمان بن عمر بن
__________
[1] 3024- هذه الترجمة برقم 2708 في المطبوعة.
انظر: الأنساب، للسمعاني 6/200.
[2] في الأصل: «الهذاذي» والتصحيح من الأنساب.
[3] 3025- هذه الترجمة برقم 2709 في المطبوعة
[4] 3026- هذه الترجمة برقم 2710 في المطبوعة.(5/437)
فارس. روى عنه عَبْد اللَّهِ بْن زيدان البجلي، وَالحسن بْن مُحَمَّد بْن شعبة، وَيحيى بْن مُحَمَّد بن صاعد، وأبو بكر بن أَبِي داود، وَالْقَاسِم بْن جَعْفَر الشيباني الكوفِي.
أخبرنا الأزهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن حَمَّاد بْن سُفْيَان الحافظ بالكوفة، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عمران الشّيبانيّ، حدّثنا أحمد بن يزداذ البغداديّ، حَدَّثَنَا عَمْرُو- يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الْغَفَّارِ- عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «لا تَتَّخِذُوا شَيْئًا فِيهِ الرُّوحُ غَرَضًا» [1]
. أَخْبَرَنِي عُبَيْد الله بْن أبي الفتح الفارسي، أَخْبَرَنَا أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ التَّيْمُلِيُّ الكوفي، حدّثنا عبد الله بن زيدان، حدّثنا أحمد بن يزداذ البغداديّ، حدّثنا عثمان بن عمر، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
كَانَ آخِرُ قَوْلِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ حِينَ أُلْقِيَ فِي النَّارِ حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن الحسين القطّان، حدّثنا جعفر الخالدي، حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله الحضرمي قَالَ: ومات أحمد بن يزداذ الخياط سنة خمس وخمسين ومائتين.
3027- أَحْمَد بْن ياسر، أَبُو بَكْر بْن أَبِي سَعِيد [2] :
حدث عَن أَحْمَد بْن أَبِي الحواري. روى عنه مُحَمَّد بْن مخلد الدوري.
وقرأت فِي كتابه بخطه سنة ثمان وسبعين ومائتين، فِيهَا مات أَبُو بَكْر بْن أَبِي سَعِيد أَحْمَد بْن ياسر، وكَانَ أَبُو بَكْر من خيار المسلمين- يوم الأحد لأربع خلون من صفر.
ذكر من لم يحفظ لنا اسم أَبِيهِ ممن يسمى أَحْمَد
3028- أَحْمَد أَبُو بَكْر الصفار [3] :
حدث عَنِ الهيثم بْن خارجة. روى عنه مُحَمَّد بْن مخلد.
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَلِيّ الصوري، أخبرنا محمّد بن أحمد بن جميع، أخبرنا محمّد
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح مسلم 1549. وفتح الباري 9/644.
[2] 3027- هذه الترجمة برقم 2711 في المطبوعة.
[3] 3028- هذه الترجمة برقم 2712 في المطبوعة(5/438)
ابن مخلد قَالَ: قرأت عَلَى أَبِي بكر أَحْمَد الصفار قلت: حدثكم الهيثم بْن خارجة قَالَ: حَدَّثَنَا إسماعيل- يَعْنِي ابْن عياش- عَن يافع بْن عامر، عَن عَلِيّ بْن أَبِي طلحة:
أن ميمونة زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كفنت فِي درع معصفر.
قرأت فِي كتاب مُحَمَّد بن مخلد بخطه: سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ فِيهَا مَاتَ أَبُو بَكْر الصفار أَحْمَد يوم ثلاثاء فِي شهر ربيع الآخر.
3029- أَحْمَد أَبُو الْعَبَّاس المؤدب [1] :
من مشايخ الصوفِية. حكى عَن سري بْن مغلس السقطي. روى عنه أَبُو عَلِيّ الروذباري، ومحمد بْن عبيد اللَّه بْن شاذان الرازي.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَليّ عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن فضالة النِّيسَابُورِيّ- بالري- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن شَاذَانَ الرَّازِيّ بِنَيْسَابُورَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاس المؤدب يقول: دخلت عَلَى سري السقطي يوما فَقَالَ: لأعجبنك من عصفور يجيء فِيسقط عَلَى هذا الرواق، فأكون قد أعددت له لقمة فأفتها فِي كفِي، فِيسقط على أطراف أَنَاملي فِيأكل، فلما كَانَ فِي وقت من الأوقات سقط عَلَى الرواق ففتت الخبز فِي يدي، فلم يسقط عَلَى يدي كما كَانَ، ففكرت فِي سري ما العلة فِي وحشته مني؟ فوجدتني قد أكلت ملحا طيبا، فقلت فِي سري: أَنَا تائب من الملح الطيب، فسقط عَلَى يدي فأكل وانصرف.
حَدَّثَنَا عَبْد العزيز بن علي الورّاق، حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن الهمذاني- بمكة- حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن المأمون الكرجي، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيّ الروذباري- بمصر- قَالَ: قَالَ لي أبو العبّاس أحمد بن المؤدب: يا أبا عَلِيّ، من أين أخذ صوفِية عصرنا هذا الأنس بالأحداث؟ فقلت له: يا سيدي أَنْتَ بهم أعرف، وقد تصحبهم السلامة فِي كثير من الأمور، فَقَالَ: هيهات يا أبا عَلِيّ، قد رأينا من كان أقوى إيمانا منهم، إذا رأى الحديث قد أقبل يفر كفراره من الزحف، وإنما ذلك عَلَى حسب الأوقات التي تغلب الأحوَال عَلَى أهلها، فِيأخذها عَن تصرف الطباع. ما أكبر الخطر ما أكثر الغلط!! قَالَ أَبُو عَلِيّ: وسمعت جنيدا يقول: جَاءَ رَجُل إِلَى أَبِي عَبْد الله أحمد بن محمّد
__________
[1] 3029- هذه الترجمة برقم 2713 في المطبوعة(5/439)
ابن حَنْبَل ومعه غلام حسن الوجه، فَقَالَ له: من هذا؟ قَالَ: ابني. فَقَالَ أَحْمَد: لا تجيء بِهِ معك مرة أخرى. فلما قام قيل له: أيد اللَّه الشيخ إنه رَجُل مستور، وابنه أفضل منه. فَقَالَ أَحْمَد: الَّذِي قصدنا إليه من هذا الباب ليس يمنع منه سترهما، عَلَى هذا رأينا أشياخنا، وبه خبرونا عَن أسلافهم.
هذا آخر باب أَحْمَد.
آخر الجزء الخامس.(5/440)
الجزء السادس
[تتمة باب الألف]
(بسم الله الرّحمن الرّحيم)
ذكر من اسمه إِبْرَاهِيم عَلَى ما تقدم من ترتيب حروف المعجم
[من يسمى إبراهيم ونعرف اسم أبيه]
حرف الألف من آباء الإبراهيمين
3031- إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّهِ بْن يعيش، أَبُو إِسْحَاق [1] :
سمع يزيد بْن هارون وعبد الوهاب بْن عطاء، ومحمد بْن عُمَر الواقدي، وأبا المنذر إسماعيل بْن عُمَر، وخلقا من هذه الطبقة. وكَانَ ثقة فهما صنف المسند وجوده، وكَانَ قد انتقل إِلَى همذان وسكنها وحصل حَدِيثه عند أهلها. وَروى عنه من الغرباء محمّد بن جعفر بْن خلف القوهستاني وغيره.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أبي بكر، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ نَيْخَابَ الطِّيبِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْعَلاءِ الزعفراني، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَغْدَادِيُّ، حدّثنا أبو أحمد، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَيْرَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي زَوْجُ دُرَّةَ بِنْتِ أَبِي لَهَبٍ. قَالَ: دخل عليّ رسول الله عليه السلام حِينَ تَزَوَّجْتُ دُرَّةَ بِنْتَ أَبِي لَهَبٍ فَقَالَ: «هَلْ مِنْ لَهْوٍ؟» [2]
. أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي علي البصريّ، حدّثنا محمّد بن المظفّر- لفظا- حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله بن عبد الرّحمن الزعفراني، حدّثنا إبراهيم بن أحمد.
__________
نود أن نلفت نظر القارئ إلى أنه قد سقط سهوا الرقم 3030 عند ترقيم التراجم، فلا يتوهم القارئ أن هناك ترجمة ساقطة.
[1] 3031- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/126.
[2] انظر الحديث في: مسند أحمد 4/67، 5/379. ومجمع الزوائد 4/289. وكنز العمال 40636.(6/3)
وأَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن طَلْحَةَ بْن مُحَمَّد الْمُقْرِئ، أَخْبَرَنَا صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ الْهَمَذَانِيُّ- قَدِمَ عَلَيْنَا- حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الحسن المعروف بابن أبي الحسناء، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعِيشَ الْبَغْدَادِيُّ، أخبرنا أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ عليه السلام فِي سَفَرٍ، فَرَأَى قَوْمًا يَتَوَضَّئُونَ أَعْقَابُهُمْ تَلُوحُ. فَقَالَ: «أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ، وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ» [1]
. هذا لفظ حَدِيث صَالِح.
وفِي حَدِيث ابْن المظفّر: مر النبي عليه السّلام بِقَوْمٍ تَوَضَّئُوا تَلُوحُ أَعْقَابُهُمْ فَقَالَ: «وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ»
. هَكَذَا قَالَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ مُجَاهِدٍ.
وَالْمَحْفُوظُ عَنْ مَنْصُورٌ عَنْ هِلالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ أَبِي يَحْيَى. وَرَوَاه كَذَلِكَ أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، عَن سُفْيَانَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو منصور مُحَمَّد بْن عيسى بْن عبد العزيز الهمذاني بها، أخبرنا أَبُو الفضل صالح بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد الْحَافِظُ قَالَ: إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّهِ بْن يعيش ناقلة بغداد سكن همذان. روى عَن يزيد بْن هارون، وزيد بْن الحباب، وأبي داود الحفري، وَالأسود بْن عامر، وعبد الوهاب الخفاف، وأبي أَحْمَد الزبيري، وأبي الجواب الأحوص بْن جواب، وعثمان بْن عُمَر بْن فارس، ويعلى ومحمد ابني عبيد، وأبي النضر هاشم بْن الْقَاسِم، وأبي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، ويَعْقُوب بْن إِسْحَاق الحضرمي. روى عنه مُحَمَّد بْن إِسْحَاق المسوحي، وزيد بن نشيط، ومحمّد ابن خالد الراسبي البصري، وعبد العزيز بْن مُحَمَّد، وعبدوس بْن إِسْحَاق، وعِيسَى بْن يزيد إمام الجامع. حَدَّثَنَا عنه أَحْمَد بْن الْحَسَن بْن عزوز المسند وغيره، وَالحسن بْن عَلِيّ، ومحمد بْن عَبْد اللَّهِ- يعني الزعفراني- وأَحْمَد بْن مُحَمَّد المقرئ.
وسمعت أَبِي يحكي عَن بعض مشايخ بلدنا أنه قَالَ: كنت بالبصرة أيام أَبِي خليفة وغيره، وبِهَا شيخ عنده مسند إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد، قَالَ: فرأيتهم يحرصون عَلَى سماعه ويكتبونه إذ ذاك. قَالَ صَالِح: لجلالة إِبْرَاهِيم عندهم.
وسمعت أَبِي يقول: سمعت عَلِيّ بْن عِيسَى يقول: أنفق إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد عَلى باب يزيد بْن هارون نحو عشرة آلاف درهم! قَالَ: وسمعت أَبِي يقول: قَالَ لي
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الطهارة 26. وسنن أبي داود، الطهارة 46.
والنسائي، الطهارة 105.(6/4)
أَبُو عَبْد الرحمن النهاوندي: إذا ورد الحَدِيث عَن إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد فشد يدك بِهِ.
وكَانَ كتب عنه وَهُوَ صدوق ثقة.
وَقَالَ صَالِح: قال ابن أَبِي حاتم: مررنا بهمذان ولم نكتب عنه سنة ست وخمسين ومائتين، وانصرفنا فِي سنة سبع وقد توفي وكَانَ صدوقا.
3032- إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن النعمان، أَبُو إسحاق الأزديّ:
بصري الأصل، وحَدَّث عَن عَبْد اللَّهِ بْن داود الخريبي، وعبد الرحيم بْن حماد البصري، وأبي عاصم الشيباني وإبراهيم بْن المنذر الحزامي، وغيرهم. روى عنه محمّد ابن مخلد الدوري، ومحمد بْن مُوسَى البربِهَاري، ويزيد بْن إسماعيل الخلال.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مَخْلَدٍ الْوَرَّاقُ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمران، حدّثنا محمّد بن مخلد، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد الأزدي أَبُو إِسْحَاق، حدّثنا محمّد ابن مسمع، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ راشد بْن سعد المعافري. قَالَ:
رأيت رجلا يمشي إِلَى وراء! قَالَ: قلت: لِمَ تمشي إِلَى وراء؟ قَالَ: من انقلاب الزمان.
3033- إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن مروان، أَبُو إِسْحَاق الواسطي [1] :
قدم بغداد وَحَدَّثَ بِهَا عَنْ هدبة بْن خَالِد، وجبارة بْن مغلس، وخليفة بْن خياط، ومحمد بْن عقبة السدوسي، وسليمان بن أحمد الجرشي، ومحمد بن أبان الواسطي، وسعيد بن أبي الربيع السمان، وزكريا بن يحيى زحمويه. رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد بْن مَخْلَد، وذكر أَنَّهُ سمع منه في فرضة عمان، وعبد الصمد بْن عَلِيّ الطستي، وعثمان بْن مُحَمَّد بْن بشر السقطي. وذكر عثمان أنه سمع منه فِي سنة خمس وثمانين ومائتين.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ الْبَيِّعُ، حدّثنا إبراهيم ابن أحمد الواسطيّ، حدّثنا محمّد بن أبان، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله عليه السّلام: «نُصِرْتُ بِالصَّبَا، وَأُهْلِكُتْ عَادٌ بِالدَّبُورِ» [2]
. ذكر أَبُو عَبْد اللَّهِ بْن البيع أَنَّهُ سَمِعَ الدارقطني يقول: إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن مروان ليس بالقوي.
__________
[1] 3033- انظر الحديث في: صحيح مسلم 617. وصحيح البخاري 2/41. 4/132، 166،
5/140. وفتح الباري 2/520، 7/399.(6/5)
3034- إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن عُمَر بْن حفص بْن الجهم بْن واقد بْن عَبْد اللَّهِ، أَبُو إِسْحَاق الوكيعي:
سمع أباه، وعِيسَى بْن إِبْرَاهِيم البركى، وشيبان بْن فروخ الأبلي، وعبيد اللَّه بْن معاذ العنبري، وسعد بْن زنبور، وعمرو بْن مُحَمَّد الناقد. روى عنه القاضي المحاملي، وعبد الصمد الطستي، وأبو سهل بْن زياد، وعبد الباقي بْن قانع، وجَعْفَر بْن مُحَمَّد ابن الحكم المؤدب.
حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهدي، أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ المحامليّ، حدّثنا إبراهيم بن أحمد بن عمر، حدّثنا أبي، حدّثنا وهب بن إسماعيل، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دثار، عن عائشة قالت: ربما حتته [1] من ثوب رسول الله عليه السّلام وَهُوَ يُصَلِّي.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق، حدّثنا عبد الصّمد بن علي، حدثنا إبراهيم بن أحمد بن عمر الوكيعي، حدّثنا عمرو النّاقد، حَدَّثَنَا ابْن يمان قَالَ: قَالَ سُفْيَان: أول العبادة الصمت، ثم طلب العلم، ثم حفظه، ثم العمل بِهِ، ثم نشره [2] .
أَخْبَرَنَا أَبُو منصور محمد بن عيسى الهمذاني، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن مُحَمَّد الرازي الضّرير، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْن طرخان الحافظ قَالَ: سألت عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد عَن إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن عُمَر الوكيعي فأحسن القول فِيهِ.
حَدَّثَنِي عُبَيْد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ بْن عُثْمَان الصيرفِي. قَالَ: قَالَ أَبُو الْحَسَن الدارقطني:
إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن عُمَر الوكيعي ثقة.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع قال: وإِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن عُمَر بْن حفص بْن الجهم بْن واقد بْن عَبْد اللَّه مولى حذيفة بْن اليمان- وكَانَ ضريرا- من أعلم الناس بالفرائض.
مات يوم الأحد لثلاث خلون من الحجة سنة تسع وثمانين- يعني ومائتين- ودفن من الغد، صلى عَلَيْهِ مُوسَى بْن إِسْحَاق الأنصاري فِي مسجد الأنصار الكبير ونحن معه.
__________
[1] 3034- أي: المني.
[2] في الأصل: «ثم حفظه، ثم العمل الحمل به، ثم نشره» .(6/6)
3035-[1] إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد، أَبُو إِسْحَاق المارستاني [2] :
أحد شيوخ الصوفِية، حكى عنه أَبُو مُحَمَّد الجريري.
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ قَالَ: سمعت أبا الْحَسَن بْن مقسم يحكى عَن أَبِي مُحَمَّد الجريري قَالَ: سمعت أبا إِسْحَاق المارستاني يقول: رأيت الخضر عَلَيْهِ السلام فعلمني عشر كلمات وأحصاها بيده: اللهم أني أسألك الإقبال عليك، وَالإصغاء إليك، وَالفهم عنك، وَالبصيرة فِي أمرك، وَالنفاذ فِي طاعتك، وَالمواظبة عَلَى إرادتك، وَالمبادرة فِي خدمتك، وحسن الأدب فِي معاملتك، وَالتسليم وَالتفويض إليك.
قَالَ لي أَبُو نعيم: اسم أَبِي إِسْحَاق المارستاني إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد، بغدادي كَانَ الجنيد له مؤاخيا.
3036- إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن إسماعيل، أَبُو إِسْحَاق الخواص [3] :
من أهل سر من رأى، وَهُوَ أحد شيوخ الصوفِية، وممن يذكر بالتوكل وكثرة الأسفار إِلَى مكة وغيرها عَلَى التجريد، وله كتب مصنفة. روى عنه جعفر الخالدي وغيره.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، أخبرنا جعفر بن محمّد بن نصير الخالدي- فِي كتابه- قَالَ: سمعت إِبْرَاهِيم الخواص يقول: سلكت فِي البادية إِلَى مكة سبعة عشر طريقا، فِيهَا طريق من ذهب، وطريق من فضة! حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بن الحارث التّميميّ الحبلي- بلفظه- قال: سمعت جعفر الخالدي يقول: سمعت إِبْرَاهِيم الخواص يقول: نزلت إِلَى مشرعة الساج من بغداد، وكان الماء مدّادا، والريح يلعب بالموج، فرأيت رجلا بين الموج يمشي عَلَى الماء، فسجدت وجعلت بيني وبين اللَّه أن لا أرفع رأسي حتى أعلم من الرجل، فلم أطل فِي السجود حتى حركني فَقَالَ لي: قم ولا تعاود، فأنا إِبْرَاهِيم بْن عَلِيّ الخراساني! حَدَّثَنَا عَبْد العزيز بْن عَلِيّ الورّاق، حدّثنا علي بن عبد الله الهمذاني، حدّثنا
__________
[1] 3035- انظر: حلية الأولياء، لأبي نعيم.
[2] المارستاني: نسبة إلى المارستان المعروف. (لب اللباب للسيوطي 232) .
[3] 3036- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/26. والطبقات الكبرى للشعراني 1/83 وسماه هناك إبراهيم بن إسماعيل. والأعلام 1/28.(6/7)
إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ العطار قَالَ: سمعت إِبْرَاهِيم الخواص يقول: أَنَا أعرف من بقى فِي حجة واحدة سبع سنين، ومكث فِي مسيرة يوم واحد أربعة أشهر مرارا كثيرة- يعني بِهِ نفسه- وَالله أعلم.
أَخْبَرَنَا أَبُو حازم عُمَر بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم العبدوي بنيسابور قَالَ: سمعت مُحَمَّد ابن عَلِيّ بْن الحسين الحسنى يقول: سمعت جَعْفَر بْن الْقَاسِم البغدادي يقول: سمعت إِبْرَاهِيم الخواص يقول: جعت مرة فِي السفر جوعا شديدا، قَالَ: فاستقبلني أعرابي فَقَالَ لي: يا رغيب البطن، قلت: يا هذا فإني لم آكل مذ أيام، فَقَالَ: الدعوى تهتك ستر المدعين فمالك وَالتوكل.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم عَبْد الكريم بْن هوازن القشيري النيسابوري قَالَ: سمعت أبا عبد الرحمن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن السلمي يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاس البغدادي يقول:
سمعت الفرغاني يقول: كَانَ إِبْرَاهِيم الخواص مجردا فِي التوكل يدقق فِيهِ، وكَانَ لا يفارقه إبرة وخيوط، وركوة ومقراض، فقيل له: يا أبا إسحاق لم تحمل هذا وأنت تمنع من كل شيء؟ فقال: مثل هذا لا ينقض التوكل؛ لأن لِلَّهِ عَلَيْنَا فرائض؛ وَالفقير لا يكون عَلَيْهِ إلا ثوب واحد، فربما يتخرق ثوبه، فإذا لم يكن معه إبرة وخيوط تبدو عورته فتفسد عَلَيْهِ صلاته، وإذا لم يكن معه ركوة تفسد عَلَيْهِ طهارته، وإذا رأيت الفقير بلا ركوة ولا إبرة وخيوط فاتهمه فِي صلاته.
أَخْبَرَنِي أَحْمَد بْن عَلِيّ التّوزيّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُوسَى الصُّوفِيُّ قَالَ:
سمعت أبا بكر الرازي قَالَ: سمعت أبا عثمان الأدمي قَالَ: سمعت إِبْرَاهِيم الخواص- وسئل عَنِ الورع- فَقَالَ: أن لا يتكلم العبد إلا بالحق، غضب أو رضي. ويكون اهتمامه بما يرضي اللَّه تَعَالَى. قَالَ: وَقَالَ إِبْرَاهِيم الخواص: العلم كله فِي كلمتين:
لا تتكلف ما كفِيت ولا تضيع ما استكفِيت.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِم الأزهري، حدّثنا محمّد بن زيد بن مروان، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن سعدان قَالَ: قلت لإبراهيم الخواص: يا أبا إِسْحَاق، ما علامة المحب؟ قَالَ:
ترك ما تحب لمن تحب.
وأخبرني الأزهري قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد قَالَ: قَالَ لنا مُحَمَّد بْن سعدان: قَالَ لي إِبْرَاهِيم الخواص: الناس فِي طريق الآخرة عَلَى ثلاثة أوجه: صوفي، وليفِي، وشعري، فأما الليفِي فهو الَّذِي يحب اللفِيف فإن مر في طريق كان معه قوم فيزن مجلسه ويصف(6/8)
للناس موضعه، وَالشعرى الَّذِي استشعر ما يدور فِي العامة من ذكره غير حال يعرفه مع ربه فهو مستشعر لذلك مسرور بِهِ، وَالصوفي هو الَّذِي اشتق اسمه من الصفاء فصفا ونأى.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُبَيْدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ علي النّيسابوريّ، أخبرنا علي بن محمّد القزويني، أخبرنا علي بن أحمد البرناني قَالَ: أنشدني مُحَمَّد بْن الحسين قَالَ:
أنشدني إبراهيم بن فاتك لإبراهيم الخوّاص:
لقد وضع الطريق إليك حقا ... فما أحد أرادك يستدل
فإن ورد الشتاء فأَنْتَ صيف ... وإن ورد المصيف فأَنْتَ ظل
حَدَّثَنَا أَبُو نصر إِبْرَاهِيم بْن هبة اللَّه بْن إبراهيم الجرباذقاني- بها لفظا- حدّثنا معمّر ابن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن زِيَاد الأَصْبَهَانِيّ قَالَ: سمعت أبا مسلم السقاء يقول: سمعت بعض أصحابنا يحكي عَن إِبْرَاهِيم الخواص أنه قَالَ: كَانَ لي وقتا فترة فكنت أخرج كل يوم إِلَى شط نهر كبير كَانَ حوَاليه الخوص، فكنت أقطع شيئا من ذلك وأسفه قفافا فأطرحه فِي ذلك النهر، وأتسلى بذلك وكأني كنت مطالبا بِهِ، فجرى وقتي عَلَى ذلك أياما كثيرة، فتفكرت يوما وقلت: أمضي خلف ما أطرحه فِي الماء من القفاف لأنظر أين يذهب! فكنت أمضي عَلَى شط النهر ساعات ولم أعمل ذلك اليوم، حتى أتيت فِي الشط موضعا وإذا عجوز قاعدة عَلَى شط النهر وهي تبكي، فقلت لها مالك تبكين؟ فقالت: أعلم أن لي خمسة من الأيتام مات أبوهم، فأصابني الفقر وَالشدة، فأتيت يوما هذا الموضع فجاء عَلَى رأس الماء قفاف من الخوص فأخذتها وبعتها وأنفقت عليهم، فأتيت اليوم الثاني وَالثالث وَالقفاف تجيء عَلَى رأس الماء، فكنت آخذها وأبيعها حتى اليوم، فاليوم جئت فِي الوقت وأَنَا منتظره وما جاءت. قَالَ إِبْرَاهِيم الخواص: فرفعت يدي إلى السماء وقلت: إلهي لو علمت أن لها خمسة من العيال لزدت فِي العمل، فقلت للعجوز: لا تغتمي فإني الَّذِي كنت أعمل ذلك، فمضيت معها ورأيت موضعها، فكَانَت فقيرة كما قَالَت، فأقمت بأمرها وأمر عيالها سنين. أو كما قَالَ.
حَدَّثَنَا عَبْد العزيز بن علي الورّاق، حدّثنا علي بن عبد الله الهمذاني، حدّثنا إبراهيم ابن أحمد بن علي، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر الكتاني، قَالَ: رأيت كأن القيامة قد قامت؛ فأول(6/9)
من خرج من عند اللَّه أَبُو جَعْفَر الدينوري وكتابه بيمينه وَهُوَ يضحك، ثم خرج إِبْرَاهِيم الخواص بعده وكتابه بيمينه وَهُوَ يدرس القرآن.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَر العطّار- بأصبهان- حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد الرَّحْمَن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن السلمي النِّيسَابُورِيّ، قَالَ: إِبْرَاهِيم الخواص هو إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن إسماعيل، كنيته أَبُو إِسْحَاق من أهل العسكر، صحب أبا عَبْد اللَّهِ المغربي ومات بالري وبِهَا قبره. وكَانَ أحد المذكورين بالتوكل وَالسياحات، بلغني أنه مات سنة إحدى وتسعين ومائتين، وتولى غسله ودفنه يُوسُف بْن الحسين.
قلت: ذكر غيره أنه مات سنة أربع وثمانين ومائتين.
3037- إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْنِ سَهْلِ بْنِ شَوْكَرَ، أَبُو يُوسُفَ الْبَغْدَادِيُّ:
حدث بالكوفة عَنِ الربيع بْن ثعلب، وعمر بْن إسماعيل بْن مجالد. روى عنه أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى الطَّلْحِيُّ.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ أَحْمَدَ بن حرب الدّهّان، أنبأنا أبو بكر الطلحي- بالكوفة- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَهْلِ بْنِ شوكر أبو يوسف البغدادي، حدّثنا الرّبيع بن ثعلب، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ طَرَفَةَ. قَالَ: إن رجلين اختصما إلى النبي عليه السّلام فِي نَاقَةٍ لَيْسَتْ فِي يَدِ وَاحِدٍ مِنْهُمَا، وَأَقَامَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بَيِّنَةً أَنَّهَا نَاقَتُهُ. فَجَعَلَهَا رسول الله عليه السّلام بَيْنَهُمَا نِصْفَيْنِ.
3038- إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّهِ، أَبُو إِسْحَاق الرازي [1] :
قاضي قزوين. ورد بَغْدَاد حاجا وحدث بها عَنْ مُحَمَّد بن أيوب الرازي، ويُوسُف بْن مُوسَى المروروذي، وغيرهما. رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد بْن المظفر، وَأَبُو حَفْص ابن شاهين، وَالمعافى بْن زكريا.
3039- إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد، الهمذاني:
شيخ قدم بَغْدَاد، وحدث بِهَا عَن إِبْرَاهِيم بْن الحسين بن ديزيل. روى عنه أحمد ابن الفرج بن منصور الحجاج. وذكر أنه سَمِعَ منه فِي سنة ثَمان وعشرين وثلاثمائة.
__________
[1] 3038- الرازي: هذه النسبة إلى الري، وهي بلدة كبيرة من بلاد الديلم بين قومس والجبال، وألحقوا الزاي في النسبة تخفيفا (الأنساب 6/41) .(6/10)
3040- إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد، أَبُو إِسْحَاق الْمَرْوَزِيُّ:
أحد الأئمة من فقهاء الشافعيين، شرح المذهب ولخصه، وأقام ببغداد دهرا طويلا يدرس ويفتي، وأنجب من أصحابه خلق كثير، ثم انتقل فِي آخر عمره إِلَى مصر، فأدركه أجله بِهَا، وإليه ينسب درب الْمَرْوَزِيُّ الَّذِي فِي قطيعة الربيع.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ. قَالَ: توفي أَبُو إِسْحَاق الْمَرْوَزِيُّ الفقيه بمصر لتسع خلون من رجب سنة أربعين وثلاثمائة، ودفن عند قبر الشافعي.
قرأت فِي كتاب مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عُمَر بْن الْفياض أن الضحاك قَالَ: توفِي أَبُو إِسْحَاق الْمَرْوَزِيُّ الفقيه بمصر بعد عتمة من ليلة يوم السبت لإحدى عشرة ليلة خلت من رجب سنة أربعين وثلاثمائة. ودفن عند قبر الشافعي.
3041- إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن منصور، أَبُو إِسْحَاق الخضيب [1] مولى بني هاشم:
حدّث عن أحمد بن علي الأدبار. روى عنه أَبُو الفتح بْن مسرور البلخي، وَقَالَ:
سمعت منه ببغداد.
3042- إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن الحسن بْن علي، أَبُو الحسن المقرئ، يعرف بالرباعي:
سكن مصر وحدث بِهَا عَن جَعْفَر بْن مُحَمَّد الفريابي. روى عنه أَبُو الفتح بْن مسرور أيضا وَقَالَ: ما علمت من أمره إلا خيرا.
ومات بمصر ودفن يوم الثلاثاء لليلتين خلتا من ذي الحجة سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة. قرأت ذلك فِي كتاب ابْن مسرور بخطه.
3043- إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مُوسَى، أَبُو اليسر الأنصاري، المعروف بابن الجوزي [2] :
من أهل الموصل قدم بغداد حاجا، وحدث بِهَا عن بشران بن عبد الملك ومحمّد ابن حمدان الموصليين، ومحمد بن أحمد بن محمد بن المقدمي. حَدَّثَنَا عنه أَبُو الْحَسَن بْن رزقويه.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بن أَحْمَد بن رزق، حدّثنا أبو اليسر إبراهيم بن محمّد بن موسى
__________
[1] 3041- الخضيب: هذا الاسم لمن يخضب لحيته بالحمرة على وجه السنة (الأنساب 5/142) .
[2] 3043- الجوزي: هذه النسبة إلى الجوز وبيعه (الأنساب 3/367) .(6/11)
الجوزي الموصليّ- قدم حاجّا- حدّثنا القاضي المقدمي، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم بن حبيب، حَدَّثَنَا قريش بْن أنس عَن حبيب بْن الشهيد. قَالَ: كنت جالسا عند إياس بْن معاوية، وأتاه رَجُل فسأله عَن مسألة، فطول عَلَيْهِ، فأقبل عَلَيْهِ إياس فَقَالَ: إن كنت تريد الفتيا فعليك بالحسن فإنه معلمي ومعلم أَبِي، وإن كنت تريد القضاء فعليك بعبد الملك بْن يعلى- قَالَ: وكَانَ عَلى قضاء البصرة يومئذ- وإن كنت تريد الصلح فعليك بحميد الطويل- وتدري ما يقول لَكَ؟ حط عنه شيئا، ويقول لصاحبك زده شيئا، حتى يصلح بينكما- وإن كنت تريد الشغب فعليك بصَالِح السدوسي- وتدري ما يقول لَكَ؟ يقول لَكَ: اجحد ما عليك، وادع ما ليس لَكَ، وادع بينة غيباء.
حَدَّثَنِي أَبُو الحسين عَبْد الصمد بْن مُحَمَّد بْن الفضل القابوسي، عَن أَبِي الفتح سُلَيْمَان بْن الفتح بْن أَحْمَد السراج الموصلي. قَالَ: كَانَ أَبُو اليسر إِبْرَاهِيم بْن أحمد ابن مُحَمَّد بْن مُوسَى الأنصاري فقيها شاعرا، عروضيا، وعدل، وكَانَ فِي العدالة له حظ مقبول القول، فأما شعره فجيد حسن.
فمنه: ما أنشدني- وكتبته من لفظه- قَالَ: كتب إِلَى أَبُو منصور طاهر- وكَانَ نازلا عندي فِي المحلة فانتقل- بهذه الأبيات وسألني الجواب عنها:
يا أخي يا عديل روحي ونفسي ... وصفيّ من بين أهلي وجنسي
وحشتي بالبعاد منك على حس ... ب سروري بالقرب منك وأنسي
فابق لي سالما عَلَى كل حال ... ما دجا الليل أو بدا ضوء شمس
فأجبته:
أَنَا أفديك من رئيس جليل ... وقليل له الفداء بنفسي
كنت فِي القرب منه فِي كل وقت ... فِي سرور مجدد لي وأنس
ونعيم مجدد وحبور ... كل يوم لديه أضحى وأمسي
فكأن الأيام أيّام عيد ... وافقت لاجتماعنا يوم عرس
وكأن الظلام زاد ضحاء ... حين ألقاه فِيهِ أو ضوء شمس
فنأى واغتديت بعد تنائ ... يه كأني فِي ضيق لحد وحبس
وتبدلت بعد طائر سعد ... لفراقي له بطائر نحس
بي إليه عَلَى اقتراب مزار ... ظمأ فوق ما بوارد خمس(6/12)
يا رئيسا آباؤه السّادة الصّ ... يد نمته من خير أصل وغرس
وَالأديب الَّذِي أبرّ على ك ... لّ أديب فِي كل معنى وجنس
قد أتتني أبياتك الغرر الزّه ... ر اللواتي تُحْيَى بِهَا كل نفس
وأزالت عني همومي بفقدي ... ك وأحيت موسدا تحت رمس
وتسليت عَن بعادك لا عن ... ك بدر أودعته بطن طرس
من قريض حكى الّلآلي في ج ... يد فتون لكل جن وأنس
فاسلم الدهر وابق لي أبدا أن ... ت معافى فأَنْتَ سهمي وترسي
قَالَ أَبُو اليسر: وكان مُحَمَّد بْن الأصبغ صديقنا من أهل الأدب، ويعجبه أن يكاتب إخوانه ويكاتبونه بكلام يخرج منه إِلَى شعر، ومن الشعر إِلَى كلام بلا انفصال، فاعتل فِي بعض الأيام وشرب دواء، فكتبت إليه: بسم اللَّه الرحمن الرحيم. كيف كنت يا سيدي أطال اللَّه بقاءك، من شربك للدواء جعل اللَّه فِيك شفاءك:
فإني لما أظهرته من تألم ... أشد لما تشكوه منك تألما
أرى بي من الأوصاب ما بك بل أرى ال ... ذي بي لعمري منك أدهى وأعظما
فلا زلت طول الدهر فِي كل نعمة ... معافى عَلَى رغم الحسود مسلما
وأعقبك اللَّه السلامة إثر ما ... شربت فأعطاك الشفاء متمما
ودمت عَلَى مر الليالي مبلغا ... أمانيك محبوا بذاك مكرما
فلو وقي أحد من صرف دهر، وعوفي من ألم وشر، لكرم طباعه، وطيب نجاره، وشرف فعاله، وخيرية جملته، وكمال حريته، لكنت الموقي من ذلك. لكن اللَّه أحسن اختيارا منك لنفسك، فأثاب اللَّه عَلَى ما أعل، وضاعف عَلَيْهِ الأجر وَالحمد، وَهُوَ يقيني فِيك، ويحرسك ويكفِيك، ويصرف عنك الأسواء ويمنحك النعماء، فما حق نفسك أن تعرم ولا جسمك أن يألم، لولا ما أراد اللَّه فِي ذلك من خير لَكَ، ثم أقول:
ولو أنصفتك الحادثات لزايلت ... رباعك واحتلت رباع الألائم
وأصبحت الآلام لا تهتدي إِلَى ... ذراك ولا تنحو سبيل الأكارم
وما كنت إلّا سائر الدّهر سالما ... موقّى عَلَى رغم العدا وَالمراغم
وقد كَانَ ينبغي لَكَ جعلني اللَّه فداك مع علمك بتعلق قلبي بك، وتطلعي إِلَى علم خبرك، أن تكون قد مننت بتعريفِي من ذلك ما أسكن إليه وأكثر حمد اللَّه عَلَيْهِ وَالسلام.(6/13)
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيد الحسين بْن عُثْمَان الشيرازي قَالَ: قَالَ لنا أَبُو عَبْد اللَّهِ يَحْيَى بْن حمزة بْن الحسين بْن فارس الموصلي: مات أَبُو اليسر إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد الجوزي الأنصاريّ في سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة.
3044- إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن الْحَسَن، أَبُو إِسْحَاق المقرئ القرميسيني [1] :
رحل وطوف فِي البلاد شرقا وغربا، وكتب بخراسان، وَالعراق، وَالشام، ومصر، وحدث عَن بشر بْن مُوسَى، وأبي الْعَبَّاس الكديمي، وأبي معشر الدارمي، وعبد اللَّه بْن ناجية، وَالحسن بْن سُفْيَان النسوي، ومُحَمَّد بْن إِسْحَاق السّرّاج النّيسابوريّ، ومحمّد ابن نصير، وعلي بْن رستم الأصبِهَانيين، وعبد اللَّه بن جعفر الأبلّيّ، وَالْقَاسِم بْن الليث التنيسي، وَالحسين بْن حميد العكي، وأبي عَبْد الرحمن النسائي، وعبد الرحمن بْن الْقَاسِم الدمشقي، وأَحْمَد بْن داود الحراني، وابن قتيبة العسقلاني، وعبد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن سلم، وزكريا بْن يَحْيَى المقدسيين، ويحيى بْن زكريا القاساني، وأَحْمَد بْن صَالِح المؤدب الصوري، ومحمد بْن خالد الراسبي البصري، وغيرهم.
وكَانَ ثقة صَالِحا، استوطن الموصل. وورد بغداد وحدث بِهَا، فكتب عنه من أهلها أَبُو الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيّ، وأبو حفص الكتاني، ومُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الْوَرَّاق، ومُحَمَّد بْن المظفر، ومحمد بْن جَعْفَر بْن الْعَبَّاس النجار، وعبد اللَّه بْن عثمان الصفار، وَالحسين بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّهِ بْن بُكَيْرٍ الْقَاضِي، وأبو الْقَاسِم الْحَسَن بْن الحسين بْن المنذر. حَدَّثَنَا عنه أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن عُمَر الخطراني البلدي، وعلى بْن أَحْمَد الحمامي، وكَانَا سمعا منه بالموصل.
قرأت بخط أَبِي عَبْد اللَّهِ بْن بكير، حدّثنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن القرميسيني- قدم عَلَيْنَا بغداد من الموصل- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بن أحمد بن عمر المقرئ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ الْقِرْمِيسِينِيُّ الصُّوفِيُّ- وَمَا كتبناه إلّا عنه- حدّثنا أبو محمّد أحمد بن محمّد ابن حبيب، حدّثنا محمّد بن أبي محمّد المروزيّ، حدّثنا ابن عيسى الرملي- يعني يحيى- حدّثنا سفيان بن سعيد الثّوري، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ أَفْلَحَ، عَنْ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ عليه السّلام: «أَتَانِي جِبْرِيلُ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، رَبُّكَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلامَ وَيَقُولُ: إِنَّ مِنْ عِبَادِي مَنْ لا يَصْلُحُ إِيمَانُهُ إِلا بِالْغِنَى وَلَوْ أَفْقَرْتُهُ لَكَفَرَ، وإِنَّ مِنْ عِبَادِي مَنْ لا يَصْلُحُ إِيمَانُهُ إلّا بالفقر ولو
__________
[1] 3044- القرمسيني: نسبة إلى قرميسين، مدينة بالعراق (لب اللباب للسيوطي 206) .(6/14)
أَغْنَيْتُهُ لَكَفَرَ، وإِنَّ مِنْ عِبَادِي مَنْ لا يَصْلُحُ إِيمَانُهُ إِلا بِالسُّقْمِ وَلَوْ أَصْحَحْتُهُ لَكَفَرَ، وإِنَّ مِنْ عِبَادِي مَنْ لا يَصْلُحُ إِيمَانُهُ إِلا بِالصِّحَّةِ وَلَوْ أَسْقَمْتُهُ لَكَفَرَ» [1]
. حَدَّثَنِي الْحَسَن بْن عَلِيّ التميمي، حدّثنا محمّد بن إسماعيل الورّاق، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَدَ بْن الْحَسَن المقرئ الخياط- الشيخ الصَّالِح- حدثنَا أَبُو سعد الْحُسَيْن بْن عُثْمَان الشيرازي قَالَ: قَالَ لنا يَحْيَى بْن حمزة بْن الحسين الموصلي:
ومات إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن الْحَسَن أَبُو إِسْحَاق القرميسيني بالموصل في سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة.
3045- إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم، المخرمي [2] :
خال أبي الحسن بن الجندي. حدث عَن أَحْمَد بْن فرج المقرئ، والمفضل بن محمّد الحنيني، وَالخضر بْن داود المكي، وَالحسين بْن مُحَمَّد بْن عفِير الأنصاري، وعلى بْن الْعَبَّاس المقانعي. روى عنه ابْن أخته أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن عمران بن الجندي، أخبرني الحسين بن محمّد الخلّال، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمران، حَدَّثَنِي خالي إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن فرج المقرئ، حَدَّثَنِي يَعْقُوب بْن السكيت قَالَ: كَانَ أمية بْن أَبِي الصلت يشرب. قَالَ: فجاء غراب فنعب نعبة، فَقَالَ له أمية: بفِيك التراب. ثم نعب نعبة أخرى فَقَالَ: بفِيك التراب. ثم أقبل عَلَى أصحابه فَقَالَ: تدرون ما قَالَ هذا الغراب؟ زعم أني أشرب هذا الكأس ثم أتكئ فأموت، ثم نعب نعبة أخرى فَقَالَ:
وآية ذلك أني أقع عَلَى هذه المزبلة فابتلع عظما ثم أقع فأموت. قَالَ: فوقع الغراب عَلَى المزبلة فابتلع عظما فمات! فَقَالَ أمية: أما هذا فقد صدقني عَن نفسه، ولكن لأنظرن أيصدقني عَن نفسي؟ قَالَ: فشرب الكأس ثم اتكأ فمات!
3046- إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّهِ، أَبُو إِسْحَاق المقرئ البزوري [3] :
حدث عَن يُوسُف بْن يَعْقُوب الْقَاضِي، وَمحمد بْن عُثْمَان بْن أَبِي شيبة، وَأحمد ابن الحسين بْن نصر الحذاء، وجَعْفَر الفريابي، وأَحْمَد بن فرج المقرئ، وإبراهيم بن
__________
[1] انظر الحديث في: العلل المتناهية 1/31، 32. والأولياء لابن أبي الدنيا 1. وتهذيب ابن عساكر 2/248. وكنز العمال 43433.
[2] 3045- المخرمي: نسبة إلى المخرّم، محلة ببغداد نزلها ولد يزيد بن مخرم (لب اللباب للسيوطي 239) .
[3] 3046- البزوري: هذه النسبة إلى البزور وهي جمع البزر (الأنساب 2/198) .(6/15)
هاشم البغوي، ومحمد بْن جرير الطبري، وعلي بْن إِسْحَاق بْن زاطيا؛ وإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَاتِمِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمَدَنِيُّ. حَدَّثَنَا عنه أبو الحسن بن الحماني المقرئ وأبو نعيم الأصبِهَاني؛ ومُحَمَّد بْن عُمَر بْن بكير النجار.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بن بكير، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَدَ بْن إِبْرَاهِيمَ البزوري المقرئ، حدّثنا القاضي جعفر بن محمّد الفريابي، حدّثنا قتيبة بن سعيد، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ عَنِ المطّلب عن أبيه، أن رسول الله عليه السّلام قَالَ: «إِنَّ السَّعَادَةَ كُلَّ السَّعَادَةِ؛ طُولُ الْعُمْرِ فِي طَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ» [1]
. قَالَ مُحَمَّد بْن أَبِي الفوارس: توفِي أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد البزوري يوم الخميس لست بقين من ذي الحجة سنة إحدى وستين وثلاثمائة، وكَانَ من أهل القرآن وَالستر، ولم يكن محمودا فِي الرواية، وكَانَ فِيهِ غفلة وتساهل.
3047- إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد، أَبُو إِسْحَاق الطّبريّ النّجويّ، يعرف بتيزون:
كَانَ من أهل الفضل وَالأدب، وسكن بغداد، وصحب أبا عُمَر الزاهد- صاحب ثعلب- وأخذ عنه وعن غيره علما كثيرا. وذكر أبو القاسم بن الثلاج أنه حدثه عَنْ إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الوهاب الأبزاري الطبري صاحب أَبِي حاتم السجستاني.
3048- إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن عُمَر بْن حمدان، أبو إسحاق الفقيه، المعروف بابن شاقلاء [2] :
أحد شيوخ الحَنْبَلية. قَالَ لي أَبُو يعلى مُحَمَّد بْن الحسين بْن الفراء: كَانَ رجلا جليل القدر، حسن الهيئة، كثير الرواية، حسن الكلام فِي الفقه غير أنه لم يطل له العمر.
3049- إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن جَعْفَر بْن مُوسَى بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّهِ بْن سلام، أَبُو إِسْحَاق المقرئ الخرقي [3] :
من أهل الجانب الشرقي، كَانَ يسكن ناحية سوق يحيى في درب أيّوب وحدث
__________
[1] انظر الحديث في: كنز العمال 22651. والجامع الكبير للسيوطي 5582.
[2] 3048- انظر: الأنساب، للسمعاني 7/257، 268. وطبقات الحنابلة 2/128. وتاج العروس 7/392. وتوفي سنة 369 عن أربع وخمسين سنة.
[3] 3049- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14، 306.(6/16)
عَن جَعْفَر بْن مُحَمَّد الفريابي، وسعيد بْن سعدان الكاتب، وأبي معشر الدارمي، ومحمد بْن طاهر بْن أَبِي الدميك، ومحمد بْن الْحَسَن بْن بدينا، وعلي بْن سليم المقرئ، وأَحْمَد بْن سهل الأشناني، وهيثم بْن خلف الدوري، وغيرهم.
حَدَّثَنَا عنه عَلِيّ بْن طلحة المقرئ، وعلي بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن السمسار، ومحمد ابن مُحَمَّد بْن عثمان السواق، وعلي بْن المحسن التنوخي، وأبو مُحَمَّد الجوهري، وكَانَ ثقة صَالِحا. وكَانَ يذكر أن سلاما الَّذِي سقنا نسبه إليه كَانَ خازن المهدي أمير المؤمنين.
حَدَّثَنِي الأزهري، عَن مُحَمَّد بْن العباس بْن الفرات قَالَ: كَانَ إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد الخرقي ثقة خيرا فاضلا جميل الأمر، حَدَّثَنِي التنوخي أن الخرقي مات لليلتين خلتا من ذي الحجة سنة أربع وسبعين وثلاثمائة.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد العتيقي قَالَ: سنة أربع وسبعين وثلاثمائة فِيهَا توفِي أَبُو الْقَاسِم إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد الخرقي يوم الخميس لست خلون من ذي الحجة وكَانَ ثقة أمينا. وكذا ذكر مُحَمَّد بْن أَبِي الفوارس وفاته.
وَأَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن عَلِيّ الجوهري قَالَ: توفِي إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن جَعْفَر الخرقي يوم السبت الثامن من ذي الحجة سنة أربع وسبعين وثلاثمائة.
3050- إبراهيم بن أحمد بن عبد الرحمن، المفسر:
حدث عَن أَبِي الْقَاسِم عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد البغوي. حَدَّثَنَا عنه أَبُو مُحَمَّد الْحَسَن ابن محمّد الخلّال.
حدّثنا الخلّال- لفظا- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُفَسِّرُ- وَلَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ غَيْرَ هَذَا الْحَدِيثِ- حدّثنا أبو القاسم البغويّ، حدّثني بَعْضُ أَصْحَابِنَا- قَالَ الْخَلالُ: هُوَ يَحْيَى بْنُ صاعد- حدّثنا الحسن بن مدرك الطحاوي، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَوْدِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ:
دَخَلْنَا عَلَى أسير صاحب رسول الله عليه السّلام فقال: قال رسول الله عليه السّلام: «لا يأتيك من الحيا إلّا خير» [1] .
__________
[1] 3050- انظر الحديث في: التاريخ الكبير للبخاري 8/423. وطبقات ابن سعد 7/47. وكنز العمال 5786.(6/17)
3051- إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن بشران بْن زكريا بْن أَحْمَد بْن الحجاج بْن سيار بْن بيان، أبو إسحاق الصّيرفيّ [1] ، يلقب سنان:
سمع عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد البغوي، وأبا بَكْر بْن أَبِي داود، ويحيى بْن مُحَمَّد بْن صاعد، وأَحْمَد بْن إِسْحَاق بْن البهلول، وجَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن المغلس، ومحمد بْن نوح الجنديسابوري، وَالحسن بْن مُحَمَّد بْن شعبة وأبا أَحْمَد مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الحضرمي. حَدَّثَنَا عنه الأزهري، وأَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْن جَعْفَر.
وَقَالَ لي الأزهري: كَانَ هذا الشيخ ثقة ثقة انتقى عَلَيْهِ الدارقطني وكتبنا بانتخابه عنه.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عبد الواحد، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بِشْرَانَ الصَّيْرَفِيُّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن المغلِّس، حدّثنا أبو سعيد الأشج، حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قال رسول الله عليه السّلام: «لا تَمْنَعُوا إِمَاءَ اللَّهِ مَسَاجِدَ اللَّهِ وَلْيَخْرُجْنَ تفلات» [2] .
حدّثني الأزهري قال: سنة ثمانين وثلاثمائة فيها توفي إبراهيم ابن بشران الصيرفِي فِي ذي الحجة وكَانَ ثقة جميل الأمر وما كَانَ يعرف الحَدِيث.
قال ابن أَبِي الفوارس: توفِي يوم السبت لثلاث عشرة بقيت من ذي الحجة.
3052- إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن نصر بْن مُحَمَّد، أَبُو إِسْحَاق الكاتب، يعرف بابن البازيار [3] :
حدث عَن أَبِي القاسم البغويّ، ويزداذ بْن عَبْد الرحمن الكاتب. حَدَّثَنَا عنه أَحْمَد ابن عَلِيّ بْن الحسين التوزي.
أَخْبَرَنَا ابْنُ التَّوَّزِيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ نَصْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكَاتِبُ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْبَازِيَارِ، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغويّ، حدّثنا
__________
[1] 3051- الصّيرفيّ: هذه النسبة معروفة لمن يبيع الذهب (الأنساب 8/124) .
[2] انظر الحديث في: صحيح البخاري 2/7. وصحيح مسلم، كتاب الصلاة باب 30.
وفتح الباري 2/350، 382، 4/77.
[3] 3052- البازيار: هذه اللفظة لمن يحفظ الباز؛ وهو من الجوارح التي يصطاد بها (الأنساب 2/36) .(6/18)
قطن بن بشير أبو عبّاد، حدّثنا جعفر بن سليمان، حدّثنا عتيبة الضّرير، حدّثنا يزيد بْنُ أَصْرَمَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: مَاتَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ وَتَرَكَ دينارا ودرهما.
فذكروا ذلك لرسول الله عليه السّلام فَقَالَ: «كَيَّتَانِ، صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ» [1]
. 3053- إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّهِ، أَبُو إِسْحَاق الطبري المقرئ [2] :
كَانَ أحد الشهود ببغداد، وذكر لي أَبُو الْقَاسِم التنوخي أنه شهد أيضا بالبصرة وَالأبلة، وواسط، وَالأهواز، وعسكر مكرم، وتستر، وَالكوفة، ومكة، وَالمدينة قَالَ:
وأم بالناس فِي المسجد الحرام أيام الموسم، وما تقدم فِيهِ من ليس بقرشي غيره، وكَانَ يكتم مولده، ويقال ولد سنة أربع وعشرين وثلاثمائة. وَهُوَ مالكي المذهب.
قلت: وسكن بغداد وحدث بِهَا عَن إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد الصَّفَّار، وأبي عمرو بن السماك، وأَحْمَد بْن سُلَيْمَان العباداني، وعلي بْن إدريس الستوري، ومن فِي طبقتهم وبعدهم. وكَانَ أبو الحسن الدارقطني خرج له خمسمائة جزء، وكَانَ كريما سخيا مفضلا عَلَى أهل العلم، حسن المعاشرة، جميل الأخلاق، وداره مجمع أهل القرآن وَالحَدِيث، وكَانَ ثقة.
حَدَّثَنَا عنه الْقَاضِيان أَبُو العلاء الواسطي، وأبو الْقَاسِم التنوخي، ومحمد بْن طلحة النعالي، وَالحسن بْن أَبِي الفضل الشرمقاني.
حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن أَبِي عَلِيّ المعدل قَالَ: قصد أَبُو الحسين بْن سمعون الواعظ أبا إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد الطبري، ليهنئه بقدومه من البصرة فِي سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة، فجلس فِي الموضع الَّذِي جرت عادة أَبِي إِسْحَاق بالجلوس فِيهِ لصلاة الجمعة من جامع المدينة، ولم يك وافى- فلما جَاءَ وَالتقيا قام إليه وسلم عَلَيْهِ وَقَالَ له بعد أن جلسا:
الصبر إلا عنك محمود ... وَالعيش إلا بك منكود
ويوم تأتي سالما غانما ... يوم عَلَى الإخوان مسعود
مذ غبت غاب الخير من عندنا ... وإن تعد فالخير مردود
__________
[1] انظر الحديث في: مسند أحمد، 1/137، 138. والمعجم الكبير للطبراني 8/124، 176. ومجمع الزوائد 3/41، 125، 10/240/241.
[2] 3053- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/38.(6/19)
حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّد الخلال قَالَ: مات أَبُو إسحاق الطّبريّ سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة.
حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن مُحَمَّد العتيقي قَالَ: سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة توفِي أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد الطبري شيخ الشهود ومتقدمهم، وكان ثقة.
3054- إِبْرَاهِيم بْن إسماعيل بْن إِبْرَاهِيم بْن مقسم، أَبُو إِسْحَاق البصري الأسدي، المعروف بابن علية [1] :
كَانَ أحد المتكلمين وممن يقول بخلق القرآن، وجرت له مع أَبِي عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن إدريس الشافعي مناظرات في بغداد ومصر.
حدّثني عبيد الله بن أبي الفتح، أخبرنا الحسن بن الحسين الهمذاني الفقيه، حدّثني الزبير بن عبد الواحد، حَدَّثَنِي أَبُو عِيسَى يُوسُف بْن يَعْقُوب بْن مِهْرَانَ الأنماطيّ- ببغداد- حَدَّثَنَا أَبُو سُلَيْمَان داود بْن عَلِيّ الأصبِهَاني، حَدَّثَنِي الحارث بْن سريج النقال قَالَ: دخلت عَلَى الشافعي يوما- وعنده أَحْمَد بْن حَنْبَل وَالحسين القلاس- وكَانَ الحسين أحد تلاميذ الشافعي المقدمين فِي حفظ الحَدِيث- وعنده جماعة من أهل الحَدِيث، وَالبيت غاص بالناس، وبين يديه إبراهيم بن إسماعيل بن علية وَهُوَ يكلمه فِي خبر الواحد، فقلت: يا أبا عَبْد اللَّهِ، عندك وجوه الناس وقد أقبلت عَلَى هذا المبتدع تكلمه؟ فَقَالَ لي- وهم يبتسم- كلامي لهذا بحضرتهم أنفع لهم من كلامي لهم.
قَالَ: فقالوا: صدق. قَالَ: فأقبل عَلَيْهِ الشافعي فَقَالَ له: ألست تزعم أن الحجة هي الإجماع؟ قَالَ: فَقَالَ نعم! فَقَالَ الشافعي: خبرني عَن خبر الواحد العدل، أبإجماع دفعته أم بغير إجماع؟ قَالَ: فانقطع إِبْرَاهِيم ولم يجب، وسر القوم بذلك.
أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِب عُمَر بْن إبراهيم الفقيه، أخبرنا عيّاش بن الحسن بن عيّاش، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن الْحُسَيْنِ الزعفراني، أخبرني زكريّا بن يحيى السّاجيّ، حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن مردك الرازي قَالَ: سمعت صَالِح بْن أَبِي صَالِح- كاتب الليث- يقول: كنا مع الشافعي فِي مجلسه فجعل يتكلم في تثبيت خبر الواحد عن النبي عليه السّلام، فكتبناه وذهبنا بِهِ إِلَى إِبْرَاهِيم بْن إسماعيل بن علية، وكَانَ من غلمان أَبِي بكر الأصم، وكَانَ مجلسه بمصر عند باب الضوَال، فلما قرأَنَا عَلَيْهِ جعل يحتج لإبطاله، فكتبنا ما قال ابن علية وذهبنا بِهِ إِلَى الشافعي فنقضه الشافعي وتكلم بإبطال ما قال ابن علية؛ ثم كتبنا
__________
[1] 3054- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 11/30. ولسان الميزان 1/34. والأعلام 1/32.(6/20)
ما قَالَ الشافعي وذهبنا بِهِ إِلَى ابْن علية، فجعل يحتج بإبطال ما قَالَ الشافعي، فكتبناه ثم جئنا بِهِ إِلَى الشافعي. فَقَالَ الشافعي: إن ابْن علية ضال قد جلس عند باب الضوَال! يضل الناس.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيم بن عمر البرمكيّ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفِ الدّقّاق، حَدَّثَنَا عُمَر بْن مُحَمَّد بْن عِيسَى الجوهري، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر الأثرم قَالَ: وذكر لأبي عَبْد اللَّهِ- يَعْنِي أَحْمَد بْن حَنْبَل- إِبْرَاهِيم بن إسماعيل بن عليّة فقال: ضال مضلل. ثم قَالَ: رحم اللَّه سُلَيْمَان بْن حرب. ذكر عنده رَجُل فسئل عنه فَقَالَ سُلَيْمَان: تجيء إِلَى من ينبغي أن يقدم فِيضرب عنقه فتذكره! أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَيُّوبَ العكبري- إجازة- أخبرنا عَلِيّ بن أَحْمَدَ بْنِ أَبِي غسان البصريّ- بها- أَخْبَرَنَا زكريا بْن يَحْيَى الساجي.
ثم أَخْبَرَنَا عُمَر بْن إبراهيم بْن سَعِيد الزهري ومحمد بْن عَبْد الملك القرشي قراءة عليهما. قَالا: أخبرنا عيّاش بن الحسن، حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني، أَخْبَرَنِي زكريا بْن يَحْيَى قَالَ: قلت لداود بْن عَلِيّ الأصبِهَاني إن إِبْرَاهِيم بْن إسماعيل بن علية وعِيسَى بْن أبان وضعا عَلَى الشافعي كتابا، وردا عَلَيْهِ، فلو نقضتَهُ عليهم! فَقَالَ: أما عِيسَى بْن أبان فليس هو من أهل العلم عندي، وليس كتابه بشيء، وليس له معنى، الصبيان ينقضونه، إنما أعانه عَلَيْهِ ابْن سختان، ولكني قد وضعت عَلَى إِبْرَاهِيم بن إسماعيل بن علية نقض كتابه وأَنَا عَلَى إتمامه، وذهب إِلَى أنه كَانَ أحج.
وأَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن علي بن أيوب إجازة، أخبرنا بن أبي غسان، حَدَّثَنَا زكريا الساجي.
ثم أَخْبَرَنَا عُمَر بْن إِبْرَاهِيم ومحمد بْن عَبْد الملك- قراءة-. قَالا: حَدَّثَنَا عياش بن الحسن، حدّثنا الزعفراني، أخبرني زكريّا بن يحيى، حَدَّثَنِي شباب بْن درست قَالَ:
سمعت يَعْقُوب بْن سُفْيَان الفارسي يقول: خرج إِبْرَاهِيم بْن إسماعيل بن علية ليلة من مسجد مصر- وقد صلى العتمة وَهُوَ فِي زقاق القناديل ومعه رَجُل- فَقَالَ له الرجل:
إني قرأت البارحة سورة الأنعام فرأيت بعضها ينقض بعضا! فَقَالَ إِبْرَاهِيم بن إسماعيل بن علية: ما لم تر أكثر.
أَخْبَرَنِي الْحَسَن بن أبي بكر، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الجوري- فِي كتابه إلينا من شيراز- أخبرنا أحمد بن حمدان بن الخضر، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن يونس الضبي أَبُو حسان(6/21)
الزيادي قَالَ: سنة ثمان عشرة ومائتين فِيهَا مات إبراهيم بن إسماعيل بن علية ببغداد ليلة عرفة، ويكنى أبا إِسْحَاق وَهُوَ ابْن سبع وستين، قيل أنه مات بمصر.
كذلك ذكر أَبُو سَعِيد عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَدَ بْن يونس بْن عَبْد الأعلى المصري فِي كتاب «الغرباء» الَّذِي ذكر لي مُحَمَّد بْن عَلِيّ الصوري أن مُحَمَّد بْن عَبْد الرحمن الأزدي حدثهم بِهِ. قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بن مسرور، حَدَّثَنَا ابْن يونس قَالَ: إِبْرَاهِيم بْن إسماعيل بن إبراهيم بن علية بصري قدم مصر وسكنها. وله مصنفات فِي الفقه تشبه الجدل. حدث عنه بحر بن نصر الخولاني، ويس بْن أَبِي زرارة، وغيرهما. توفِي بمصر سنة ثمان عشرة ومائتين.
3055- إِبْرَاهِيم بْن إسماعيل بْن مُحَمَّد؛ أَبُو إِسْحَاق السوطي [1] :
حدث عَن عفان بْن مسلم وأبي معمر المقعد، وعبد الحكم بْن عَبْد اللَّهِ المصري، وبشر بن سيحان، وعبد الرحمن بن المبارك العيشي، وإبراهيم بن بشار الرمادي، وكثير بن يحيى البصري. روى عنه أحمد بن عثمان بن يحيى الأدمي، وعبد الله بن إسحاق بن الخراساني، وغيرهما.
وذكره الدَّارَقُطْنِيّ فَقَالَ: لا بأس بِهِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الحسين القطّان، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ يَحْيَى الأَدَمِيُّ، حدّثنا إبراهيم بن إسماعيل السّوطيّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَكَمِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمِصْرِيُّ- بمكة- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ الْحُبَابِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ. عن النبي عليه السّلام: أَنَّهُ دَخَلَ مَكَّةَ عَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ البغويّ، حدّثنا إبراهيم بن إسماعيل، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ سَيْحَانَ عَنْ حَلْبَسٍ الْكَلْبِيِّ.
وأَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الفضل بنيسابور- واللفظ له- حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ الصَّفَّارُ الأَصْبَهَانِيُّ- إِمْلاءً فِي سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة- حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ محمّد السّوطيّ- ببغداد- حدّثنا بشر بن سيحان، حدّثنا حلبس الكلبيّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي زَوَّجْتُ
__________
[1] 3055- السّوطي: هذه النسبة إلى السّوط وعمله (الأنساب 7/192) .(6/22)
ابْنَتِي وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ تُعِينَنِي، قَالَ: «مَا عِنْدِي شَيْءٌ وَلَكِنِ الْقَنِي غَدًا فِي وَقْتٍ تَجِيئُنِي وَقَدْ أَجَفْتُ الْبَابَ، وَجِئْنِي مَعَكَ بِقَارُورَةٍ وَاسِعَةِ الرَّأْسِ وَعُودِ شَجَرَةٍ» . قَالَ: فَجَاءَ فَجَعَلَ يَسْلِتُ الْعِرْقَ عَنْ ذِرَاعَيْهِ حَتَّى مَلأَ الْقَارُورَةَ، قَالَ: «خُذْهَا وَأْمُرْ أَهْلَكَ إِذَا أَرَادَتْ أَنْ تَطَيَّبَ أَنْ تَغْمِسَ هَذَا الْعُودَ فِي الْقَارُورَةِ فَتَطَيَّبَ بِهِ» فَكَانَتْ إِذَا تَطَيَّبَتْ شَمَّ أَهْلُ الْمَدِينَةِ رِيحًا طَيِّبًا فَسُمُّوا الْمُطَيَّبِينَ [1]
. أَخْبَرَنَا السمسار، حدّثنا الصّفّار، حَدَّثَنَا ابْن قانع.
وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع: أن إِبْرَاهِيم بْن إسماعيل السوطي مات فِي سنة اثنتين وثمانين ومائتين. وأساء ابْن المنادي القول فِيهِ لأجل مذهبه.
3056- إِبْرَاهِيم بْن إِسْحَاق بْن عِيسَى، أَبُو إِسْحَاق الطالقاني [2] :
قدم بغداد وحدث بِهَا عَن منكدر بْن مُحَمَّد بْن الْمُنْكَدِر، وعبد اللَّه بْن المبارك، وَالوليد بْن مسلم، ويحيى بْن سَعِيد العطار، وبقية بن الوليد الحمصيين. رَوَى عَنْهُ أَحْمَد بْن حَنْبَل، وَأَحْمَدُ بْن إبراهيم الدورقي، ويعقوب بن شيبة السدوسي، وأحمد ابن منصور الرمادي ومحمد بْن إسحاق الصاغاني، وعباس بْن مُحَمَّد الدوري.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التميمي، حدّثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حَدَّثَنَا عبد الله ابن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي، حدّثنا إبراهيم بن إسحاق الطّالقاني، حدّثنا الوليد ابن مُسْلِمٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ حَسَّانٍ قَالَ: سَمِعْتُ عبد الله بن بشر الْمَازِنِيَّ يَقُولُ: تَرَوْنَ يَدِي هَذِهِ؟ فَأَنَا بَايَعْتُ بها رسول الله عليه السّلام. وقال رسول الله: «لا تَصُومُوا يَوْمَ السَّبْتِ إِلا فِيمَا افْتُرِضَ عليكم» [3]
. أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان، أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار، حدّثنا عبّاس بن محمّد، حدّثنا أبو إسحاق الطّالقاني، حدّثنا ابن المبارك، عن إبراهيم بن
__________
[1] انظر الحديث في: مجمع الزوائد 8/283. والمطالب العالية 3860. والموضوعات 1/292.
[2] 3056- انظر: تهذيب الكمال 145 (2/39) . وإكمال مغلطاي 1/ورقة 45. وثقات ابن حبان 1/ورقة 12. وتهذيب التهذيب 1/104. والجرح والتعديل 1/1/86. والتاريخ الكبير 1/1/273. وتذهيب التهذيب 1/ورقة 33. والكاشف 1/75.
[3] انظر الحديث في: سنن أبي داود 2421. وسنن الترمذي 744. وسنن ابن ماجة 1726. وسنن الدارمي 2/19.(6/23)
طَهْمَانَ- قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: وَسَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ: كَانَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ ثَبْتًا فِي الْحَدِيثِ- عَنْ حُسَيْنٍ الْمُكْتِبِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ. قَالَ:
كَانَتْ بِي بَوَاسِيرُ فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ عليه السّلام فَقَالَ: «صَلِّ قَائِمًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَصَلِّ قَاعِدًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ» [1]
. أَخْبَرَنِي الحسين بن علي الصيمري، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ، حدّثنا محمّد ابن الحسين الزعفراني، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن زهير قَالَ: وسئل يَحْيَى بْن معين عَن إِبْرَاهِيم الطالقاني فَقَالَ: ثقة.
أخبرني الأزهري، حدّثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حدّثنا جدي، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن إِسْحَاق الطالقاني- أَبُو إِسْحَاق ثقة ثبت، كَانَ يقول بالأرجاء.
أَخْبَرَنَا ابْن المفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدّثنا أبو أحمد بن فارس، حَدَّثَنَا البخاري قَالَ: إِبْرَاهِيم بْن إِسْحَاق بْن عِيسَى أَبُو إِسْحَاق الطالقاني كَانَ حيا سنة أربع عشرة ومائتين.
قرأت بخط أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان البخاري المعروف بغنجار الحافظ: توفِي أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن إِسْحَاق بْن عِيسَى الطالقاني بمرو فِي سنة خمس عشرة ومائتين.
3057- إِبْرَاهِيم بْن إِسْحَاق بْن أَبِي العنبس، أَبُو إِسْحَاق الزهري الْقَاضِي الكوفِي [2] :
سمع جَعْفَر بْن عون العمري، وإِسْحَاق بْن منصور السلولي، ويعلى بْن عبيد الطنافسي. روى عنه أَبُو بَكْر بْن أَبِي الدُّنْيَا، ومحمد بْن خلف وكيع؛ وأَحْمَد بْن إسماعيل الأدمي؛ وَشعيب بْن مُحَمَّد الذارع؛ وَيحيى بْن صاعد، وعامة الكوفِيين.
وولي قضاء مدينة المنصور بعد أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سماعة؛ وكان ثقة خيرا فاضلا دينا صَالِحا.
وَقَالَ مُحَمَّد بْن خلف وكيع: كتبت عنه وَهُوَ عَلَى قضاء مدينة المنصور فِي سنة ثلاث وخمسين ومائتين.
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح البخاري 2/60. وسنن أبي داود 952. وسنن الترمذي 372. وسنن ابن ماجة 1223. وفتح الباري 2/587.
[2] 3057- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/282.(6/24)
أخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن، حدّثنا إبراهيم بن محمّد ابن عرفة قَالَ: سنة ثلاث وخمسين ومائتين فيها ولي ابن أبي العنبس قضاء مدينة السلام بعد ابن سماعة.
أخبرنا علي ابن المحسن، أَخْبَرَنَا طلحة بْن مُحَمَّد بْن جعفر قال: صرف أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سماعة واستقضى مكَانَه إِبْرَاهِيم بْن إِسْحَاق بْن أَبِي العنبس وذلك فِي سنة ثلاث وخمسين وكَانَ تقلد قضاء الكوفة. وهذا رَجُل جليل القدر، صَالِح العلم حسن الدين، ومن أصحاب الحَدِيث، حمل الناس عنه حَدِيثا كثيرا، وكَانَ سبب صرفه أن الموفق أراد منه أن يدفع إليه أموَال الأيتام عَلَى سبيل القرض فأبي أن يدفعها وَقَالَ: لا وَالله ولا حبة منها! فصرفه عَنِ الحكم فِي سنة أربع وخمسين ومائتين، ورد إِلَى قضاء الكوفة.
حَدَّثَنِي عبيد اللَّه بن أبي الفتح، عن أبي الحسن الدارقطني قَالَ: إِبْرَاهِيم بْن أَبِي العنبس الكوفِي ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ قَالَ: سمعت أبا مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بن حيّان قال: سَمِعْتُ أَحْمَد بْن محمود بْن صبيح يَقُولُ: ومات إِبْرَاهِيم بْن أَبِي العنبس قاضي الكوفة سنة سبع وسبعين- يَعْنِي ومائتين-.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْنُ عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع قال: وإبراهيم بن أبي العنبس قاضي الكوفة أَخْبَرَنَا أنه مات يوم الثلاثاء لثلاث بقين من ربيع الآخر سنة سبع وسبعين، وقد بلغ ثلاثا وتسعين سنة.
3058- إِبْرَاهِيم بْن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن مهران بْن عَبْد اللَّهِ، أَبُو إِسْحَاق الثقفِي السراج [1] النِّيسَابُورِيّ:
أخو إسماعيل ومحمد. سمع يَحْيَى بْن يَحْيَى التميمي، ويزيد بْن صَالِح الفراء، وعبد الأعلى بْن حماد النرسي، ومحمد بْن معاوية، وعبد الجبار بْن عاصم، ويحيى ابْن الحماني، وأبا الربيع الزهراني، ويَعْقُوب بْن حميد بْن كاسب، وأبا مصعب أحمد ابن أَبِي بكر الزهري، وإِسْحَاق بْن راهويه، وأَحْمَد بْن حَنْبَل، ووهب بْن بقية، وأبا بكر بْن أَبِي شيبة، وعبيد اللَّه القواريري، وإِسْحَاق بن شاهين، ومحمّد بن رافع.
__________
[1] 3058- السّرّاج: هذا منسوب إلى عمل السرج، وهو الذي يوضع على الفرس (الأنساب 7/65) .(6/25)
روى عنه أخوه مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، ويحيى بن محمد بن صاعد، ومحمد بن مخلد، وأبو الحسين بن المنادي، وَمُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن عتَّاب، وأبو سهل بْن زياد، ومحمد بْن عَبْد اللَّهِ الشافعي، وغيرهم.
وكَانَ قد نزل بَغْدَاد وَأقام بِهَا إِلَى حين وَفاته، وكَانَ أَحْمَد بْن حَنْبَل يحضره ويفطر عنده وينبسط فِي منزله وَهُوَ أكبر إخوته.
وَقَالَ الدارقطني: كَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطّان، حدّثنا إبراهيم بن إسحاق السّرّاج النّيسابوريّ، حدّثنا يحيى بن يحيى، حَدَّثَنَا عَبْثَرٌ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ رجل من أصحاب النبي عليه السّلام. أن رسول الله عليه السّلام قَالَ: «إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ فَإِذَا انْكَسَفَتَا فَافْزَعُوا إِلَى الصَّلاةِ» [1]
. أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ موسى الصيرفي، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله ابن أحمد الصّفّار الأصبهانيّ- إملاء- حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ أخو أبي العبّاس ببغداد، حدّثنا محمّد بن معاوية النّيسابوريّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَفْوَانَ، عَنِ ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُنَزِّلُ فِي كُلِّ يَوْمٍ مِائَةَ رَحْمَةٍ، سِتِّينَ مِنْهَا عَلَى الطَّائِفِينَ بِالْبَيْتِ، وَعِشْرِينَ عَلَى أَهْلِ مَكَّةَ، وَعِشْرِينَ عَلَى سَائِرِ النَّاسِ» [2]
. حَدَّثَنِي الْحَسَن بْن مُحَمَّد الخلال، عَن أَبِي الْحَسَن الدارقطني قَالَ: إِبْرَاهِيم بْن إِسْحَاق السراج ثقة.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن يَعْقُوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال: سمعت مُحَمَّد بْن إسماعيل اليشكري يَقُولُ: سمعت أَبَا الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن إِسْحَاق يقول: أقام أخي إِبْرَاهِيم ببغداد خمسين سنة، وتوفي فِي ذي الحجة من سنة إحدى وثمانين ومائتين.
هكذا قَالَ وَهُوَ وهم، أراه من اليشكري، وَالصواب: ما أخبرنا محمّد بن عبد
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح البخاري 2/44، 46، 49، 4/132، 7/40، 182.
وصحيح مسلم، كتاب الكسوف 1، 3، 17، 21، 29.
[2] انظر الحديث في: ميزان الاعتدال 8188. وكنز العمال 2018. والجامع الكبير 5346.(6/26)
الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع قال: إبراهيم ابن إِسْحَاق النِّيسَابُورِيّ المعروف بالسراج فِي صفر سنة ثلاث وثمانين- يعني ومائتين، مات- كَانَ ينزل بالجانب الغربي نواحي قطيعة الربيع.
وكذلك ذكر وفاته مُحَمَّد بْن مخلد فِيما قرأت بخطه.
ثم أخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حَدَّثَنَا ابْن قانع أن إِبْرَاهِيم بْن إِسْحَاق السراج توفي سنة ثلاث وثمانين ومائتين.
وأَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن الْحُسَيْن التوزي قَالَ: قرأنا على أَحْمَد بْن الفرج بْن الحجاج، عَن أَبِي الْعَبَّاس بْن سَعِيد. قَالَ: توفي إِبْرَاهِيم بْن إِسْحَاق السراج النِّيسَابُورِيّ ببغداد لعشر خلت من صفر سنة ثلاث وثمانين ومائتين.
3059- إِبْرَاهِيم بْن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن بشير بْن عَبْد اللَّهِ بْن ديسم، أَبُو إِسْحَاق الحربي [1] :
ولد فِي سنة ثمان وتسعين ومائة. وسمع أَبَا نعيم الْفَضْل بْن دُكين، وَعفان بْن مسلم، وعبد اللَّه بْن صَالِح العجلي، ومُوسَى بْن إسماعيل التبوذكي، وأبا عُمَر الحوضي، ومسددا، وعبيد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عائشة، وعمرو بْن مرزوق، وسعيد بْن سُلَيْمَان الواسطي، وعلي بْن الجعد، وخلف بْن هِشَام، وعاصم بْن عَلِيّ، ومحمد بْن مقاتل الْمَرْوَزِيُّ، وأَحْمَد بْن يونس، وَمحمد بْن بكار بْن الريان، وقتيبة بن سعيد، ويحيى بن الحماني، وأَحْمَد بْن حَنْبَل، وعثمان بْن أَبِي شيبة، وعبيد اللَّه القواريري، وخلقا من أمثالهم. روى عنه مُوسَى بْن هارون الحافظ، ويحيى بن صاعد، وأبو بكر ابن أَبِي داود، وَالحسين المحاملي، ومحمد بْن مخلد، وأبو بكر بن الأنباري النحوي، وإبراهيم بْن حبيش بْن دينار، وعثمان بْن عبدويه، وعبيد اللَّه بْن أَحْمَد بن بكير، وأبو عمرو بن السماك، وأَحْمَد بْن سلمان النجاد، وأبو عُمَر الزاهد- صاحب ثعلب-، وأبو سهل بْن زياد، ومحمّد بن علي بن علوان المقرئ، والقاضي أبو الحسين ابن الأشناني، ومحمد بن عبد الله الشافعي، وعمر بن جعفر بن سلم، وأبو بكر بن مالك القطيعي، وغيرهم.
__________
[1] 3059- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/379- 386. وتذكرة الحفاظ 2/584. وإرشاد الأريب 1/37. وصفة الصفوة 2/228. وطبقات أبي يعلى 1/86. واللباب 1/290. وفوات الوفيات 1/3. وطبقات الأدباء للأنباري 276. والأنساب للسمعاني 4/99. وشذرات الذهب 2/190. وطبقات الشافعية 4/121.(6/27)
وكان إماما في العلم، رأسا في الزهد، عارفا بالفقه، بصيرا بالأحكام، حافظا للحديث، مميزا لعلله، قيما بالأدب، جماعا للغة، وصنف كتبا كثيرة، منها غريب الحديث وغيره، وكان أصله من مرو.
قرأت في كتاب أبي بكر مُحَمَّد بن عبد الله بن بشران، بخطه: سمعت أبا إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن حبيش يقول: سمعت أبا إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن إِسْحَاق بْن إبراهيم بن بشير ابن عَبْد اللَّهِ بْن ديسم الْمَرْوَزِيُّ. قَالَ: أمي تغلبية، وكَانَ أخوَالي نصارى أكثرهم.
فقلت له: لم سميت إِبْرَاهِيم الحربي؟ فَقَالَ: صحبت قوما من الكرخ عَلَى الحَدِيث، وعندهم ما جاز قنطرة العتيقة: من الحربية، فسموني الحربي بذلك. وَقَالَ: قطائعنا فِي المراوزة- يَعْنِي عندنا فِي الكابلية- كان لي فيها اثنتان وعشرون دارا وبستانا، قال ابن حبيش: وكَانَ يصف لنا نخلة نخلة، ودارا دارا. قَالَ: فبعتها وأنفقتها على الحديث، وورثت من خال بحولايا [1] عشرين ومائة جريب فِيهَا رطبة، فلم أفرغ لها، ولا ذهبت أخذت منها لا أصلا ولا فرعا، فذهبت إِلَى الآن.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهدي قال: أخبرنا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ المحاملي، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْوَرَّاقُ وَإِبْرَاهِيمُ ابن إسحاق قالا: حدّثنا أبو نعيم، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَنْبَسِ- زَادَ ابْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ سَعِيدَ بْنَ كَثِيرٍ- عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كُنْتُ أُفْرِكُ الْمَنِيَّ مِنْ ثَوْبِ رَسُولِ اللَّهِ عليه السّلام. هَذَا حَدِيثُ ابْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
وَقَالَ: إِبْرَاهِيمُ عَنْ أَبِي الْعَنْبَسِ عَنْ أَبِيهِ. قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: إِنْ كُنْتُ لأَحُكُّ الْمَنِيَّ.
وَقَالَت: بِإِصْبَعِهَا فِي رَاحَتِهَا لَمْ تَزِدْنَا عَلَى هَذَا شَيْئًا.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أَخْبَرَنَا أَبُو أَيُّوب سليمان ابن إِسْحَاق بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْن الخليل الجلاب. قَالَ: سمعت إِبْرَاهِيم الحربي يقول: رأيت أبا سلمة الخزاعي الَّذِي روى عنه أَحْمَد بْن حَنْبَل ولم أسمع منه، وكَانَ ينزل ربض حمزة، ورأيت يَحْيَى بْن غيلان وكَانَ ينزل دار أَبِي زيد ولم أسمع منه، وكَانَ عنده عَن أَبِي عوانة ومفضل، وكل طير عندنا فاره فهو من حمام يَحْيَى بْن غيلان. قيل له:
رأيت أبا كامل- يعني مظفر بْن مدرك؟ قَالَ: لا، لم أره؛ وكَانَ ينزل عندنا هاهنا، ومات فِي سنة مات روح بْن عبادة، وكَانَ يسمع منه أَحْمَد بْن حَنْبَل، ويحيى بن
__________
[1] قرية بنواحي النهروان.(6/28)
معين، وكَانَا أول ما جاءا إليه لم يحدثهم سنة شيئا، فعدوا الأيام فلما تمت سنة جاءوا فحدثهم، وكَانَ ثقة ليس بِهِ بأس.
أَخْبَرَنِي عَلِيّ بْن أحمد الرزاز، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشافعي قَالَ:
سمعت إِبْرَاهِيم الحربي يقول: جئت عارم بْن الفضل فطرح لي حصيرا عَلَى الباب، ثم خرج إِلَى فَقَالَ لي: مرحبا، أيش كَانَ خبرك؟ ما رأيتك منذ مدة، قَالَ إِبْرَاهِيم:
وما كنت جئته قبل ذلك. فَقَالَ لي قَالَ ابن المبارك:
أيها الطالب علما ... ائت حماد بْن زيد
فاستفد حلما وعلما ... ثم قيده بقيد
وَالقيد بقيد، وجعل يشير عَلَى أصبعه مرارا. فعلمت أنه قد اختلط فتركته وانصرفت.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن جعفر بن غيلان الشروطي، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ عِيسَى بْنُ مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن عمرو بْن عَبْد الملك بْن عَبْد العزيز بْن جريج الطوماري. قَالَ: جئت إِلَى إِبْرَاهِيم الحربي وقد فاتني حَدِيث، فأخذته وجئت إليه فقلت: قد فاتني هذا الحَدِيث، فَقَالَ لي: ضعه عَلَى رأسك، فوضعت الجزء عَلَى رأسي، وكَانَ إِلَى جنبه مُحَمَّد بْن خلف وكيع فَقَالَ له: يا سيدي هذا من ولد عَبْد الملك بْن جريج، فأدناني ثم قَالَ:
حَدَّثَنَا أحمد بن منصور، حَدَّثَنَا عفان- ثم قَالَ لوكيع: لو قلت لَكَ حَدَّثَنَا عفان من أين كنت تعلم؟ فَقَالَ رَجُل من أهل خراسان: يا أبا إِسْحَاق لو قلت فِيما لم تسمع من عفّان سمعت ما حول اللَّه هذه الوجوه إليك.
أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد المروروذي، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْن مُحَمَّد الحافظ- بنيسابور- قَالَ: سمعتُ أَبَا عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الصَّفَّارُ يقول: سمعت إِبْرَاهِيم بْن إِسْحَاق الحربي- وحدث عَن حميد بْن زنجويه عَن عَبْد اللَّهِ بْن صَالِح العجلي بحَدِيث فَقَالَ- اللهم لَكَ الحمد- ورفع يديه فحمد اللَّه، ثم قَالَ: عندي عَن عَبْد اللَّهِ بْن صَالِح العجلي قمطر، وليس عندي عَن حميد غير هذا الطبق، وأَنَا أَحْمَد اللَّه عَلَى الصدق.
قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ الحافظ: زادني فِيهِ بعض أصحابنا عَن أَبِي عَبْد اللَّهِ الصفار قَالَ:
فقام رَجُل من المجلس فَقَالَ: يا أبا إِسْحَاق لو قلت فِيما لم تسمع سمعت لم يقبل اللَّه بهذه الوجوه عليك.(6/29)
حدّثنا عبد العزيز بن علي الورّاق، حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن جهضم الهمذاني، حدّثنا الخالدي، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن خَالِد بْن ماهان- ويعرف بابن أسد- قَالَ: سمعت إِبْرَاهِيم بْن إِسْحَاق يقول: أجمع عقلاء كل أمة أنه من لم يجر مع القدر لم يتهنأ بعيشه، كَانَ يكون قميصي أنظف قميص وإزاري أوسخ إزار، ما حدثت نفسي أنهما يستويان قط، وفرد عقبي مقطوع وفرد عقبي الآخر صحيح، أمشي بهما وأدور بغداد كلها، هذا الجانب، وذلك الجانب، ولا أحدث نفسي أني أصلحها، وما شكوت إِلَى أمي، ولا إلى إخوتي، ولا إلي امرأتي، ولا إلي بناتي قط حمى وجدتها.
الرجل هو الَّذِي يدخل غمه عَلَى نفسه ولا يغم عياله. كَانَ بي شقيقة خمسا وأربعين سنة ما أخبرت بِهَا أحدا قط! ولي عشر سنين أبصر بفرد عين ما أخبرت بِهِ أحدا، وأفنيت من عمري ثلاثين سنة برغيفِين، إن جاءتني بهما أمي أو أختي أكلت، وإلا بقيت جائعا عطشان إِلَى الليلة الثانية، وأفنيت ثلاثين سنة من عمري برغيف فِي اليوم وَالليلة، إن جاءتني امرأتي أو إحدى بناتي بِهِ أكلته، وإلا بقيت جائعا عطشان إِلَى الليلة الآخرى، وَالآن آكل نصف رغيف وأربع عشرة تمرة إن كَانَ برنيا، أو نيفا وعشرين إن كَانَ دقلا، ومرضت ابنتي فمضت امرأتي فأقامت عندها شهرا، فقام إفطاري فِي هذا الشهر بدرهم ودانقين ونصف! ودخلت الحمام واشتريت لهم صابونا بدانقين، فقام نفقة شهر رمضان كله بدرهم وأربعة دوانق ونصف.
أَخْبَرَنِي عبيد اللَّه بْن أَبِي الفتح، حدثنا عمر بن أحمد بن هارون المقرئ أن أبا الْقَاسِم بْن بكير حدثه قَالَ: سمعت إِبْرَاهِيم الحربي يقول: ما كنا نعرف من هذه الأطبخة شيئا، كنت أجيء من عشي إلي عشي وقد هيأت لي أمي باذنجانة مشوية، أو لعقة ين [1] أو باقة فجل.
وَقَالَ عُمَر: سمعت أبا عَلِيّ الخياط المعروف بالميت يقول: كنت يوما جالسا مع إِبْرَاهِيم عَلَى باب داره، فلما أن أصبحنا قَالَ لي: يا أبا عَلِيّ، قم إِلَى شغلك فإن عندي فجلة قد أكلت البارحة خضرها أقوم أتغدى بجزرتها.
حدّثني أبو القاسم الأزهري، حَدَّثَنَا عبيد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن حمدان قَالَ:
سمعت أبا بكر بْن أيّوب العكبري يقول: سمعت الحربي- يَعْنِي إِبْرَاهِيم- يقول: ما تروحت ولا روحت قط، ولا أكلت من شيء واحد في يوم مرتين.
__________
[1] البن: الطرق من الشحم والسمن.(6/30)
حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن الحربي- حفظا- قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحُسَيْن بْن سمعون يَقُولُ: قال أحمد بن سلمان القطيعيّ: ضقت إضاقة فمضيت إِلَى إِبْرَاهِيم الحربي لأبثه ما أنا فيه فقال لي: لا يضق صدرك، فإن اللَّه من وراء المعونة؛ وإني ضقت مرة حتى انتهى أمري فِي الإضاقة إِلَى أن عدم عيالي قوتهم، فقالت لي الزوجة:
هب أني وإياك نصبر، فكيف نصنع بِهَاتين الصبيتين؟ فهات شيئا من كتبك حتى نبيعه أو نرهنه، فضننت بذاك. وقلت: اقترضي لهما شيئا وأنظريني بقية اليوم وَالليلة، وكَانَ لي بيت فِي دهليز داري فِيهِ كتبي. فكنت أجلس فيه للنسخ وللنظر، فلما كَانَ فِي تلك الليلة إذا داق يدق الباب. فقلت: من هذا؟ فَقَالَ: رَجُل من الجيران؛ فقلت: ادخل! فَقَالَ: اطفِئ السراج حتى أدخل، فكبيت عَلَى السراج شيئا وقلت: ادخل، فدخل وترك إِلَى جانبي شيئا، وانصرف فكشفت عَنِ السراج ونظرت فإذا منديل له قيمة، وفِيهِ أنواع من الطعام، وكاغد فيه خمسمائة درهم، فدعوت الزوجة وقلت: أنبهي الصبيان حتى يأكلوا. ولما كَانَ من الغد قضينا دينا كَانَ عَلَيْنَا من تلك الدراهم، وكَانَ وقت مجيء الحاج من خراسان، فجلست عَلى بابي من غد تلك الليلة وإذا جمال يقود جملين عليهما حملان ورقا وَهُوَ يسأل عَن منزل إِبْرَاهِيم الحربي، فانتهى إلي فقلت: أَنَا إِبْرَاهِيم الحربي، فحط الحملين، وَقَالَ: هذان الحملان أنفذهما لَكَ رَجُل من أهل خراسان، فقلت: من هو؟ فَقَالَ: قد استحلفني أن لا أقول من هو.
أَخْبَرَنِي أَبُو نصر مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله القاضي- بالدّينور- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق السني الحافظ قَالَ: سمعت أبا عثمان الرازي يقول: جَاءَ رَجُل من أصحاب المعتضد إِلَى إِبْرَاهِيم الحربي بعشرة آلاف درهم من عند المعتضد، يسأله عَن أمر أمير المؤمنين تفرقة ذلك فرده، فانصرف الرسول، ثم عاد فَقَالَ: إن أمير المؤمنين يسألك أن تفرقه فِي جيرانك، فَقَالَ: عافاك اللَّه هذا مال لم نشغل أنفسنا بجمعه فلا نشغلها بتفرقته، قل لأمير المؤمنين إن تركتنا وإلا تحولنا من جوارك! حدّثني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن، حدّثنا أحمد بن مروان، حدّثنا أبو القاسم بن الجبلي قَالَ: اعتل إِبْرَاهِيم الحربي علة حتى أشرف عَلَى الموت، فدخلت إليه يوما فَقَالَ لي: يا أبا الْقَاسِم، أَنَا فِي أمر عظيم مع ابنتي، ثم قَالَ لها:
قومي اخرجي إِلَى عمك، فخرجت فألقت عَلَى وجهها خمارها، فَقَالَ إِبْرَاهِيم: هذا(6/31)
عمك كلميه، فقالت لي: يا عم نحن فِي أمر عظيم، لا فِي الدُّنْيَا ولا في الآخرة، الشهر والدهر مالنا طعام إلا كسر يابسة وملح، وربما عدمنا الملح، وبالأمس قد وجه إليه المعتضد مع بدر ألف دينار فلم يأخذها، ووجه إليه فلان وفلان فلم يأخذ منها شيئا.
وَهُوَ عليل. فالتفت الحربيّ إليها، وتبسم فقال لها: يا بنية إنما خفت الفقر؟ قال: نعم.
فَقَالَ لها: انظري إِلَى تلك الزاوية، فنظرت فإذا كتب، فَقَالَ: هناك اثنا عشر ألف جزء لغة وغريب كتبتها بخطي، إذا مت فوجهي فِي كل يوم بجزء تبيعيه بدرهم، فمن كَانَ عنده اثنا عشر ألف درهم ليس هو فقير! أَخْبَرَنِي الْحَسَن بْن عَلِيّ الجوهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس الخزاز. قَالَ: سمعت أبا عُمَر مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد اللغوي يقول: سمعت ثعلبا يقول: ما فقدت إِبْرَاهِيم الحربي من مجلس لغة أو نحو خمسين سنة! قَالَ أَبُو عُمَر: وسمعت ثعلبا يقول ذلك مرارا.
قَالَ مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، وسمعت أبا الحسين بن المنادي يقول: سمعت أَحْمَد بْن يَحْيَى يقول: ما فقدت إِبْرَاهِيم الحربي من مجلس نحو أو لغة خمسين سنة.
حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ قَالَ: قَالَ عُمَر بْن أَحْمَد بْن هارون المقرئ قَالَ لنا أَبُو القاسم بن بكير: سمعت إِبْرَاهِيم يقول: بقيت عَلَى سور الرهينة عشرين سنة أكتب.
حَدَّثَنِي الأزهري قَالَ: سمعت أبا سعد عَبْد الرحمن بْن مُحَمَّد الإستراباذي يقول:
سمعت أبا أَحْمَد بْن عدي يقول: سمعت أبا عمران الأشيب يقول: قَالَ رَجُل لإبراهيم الحربي: كيف قويت عَلَى جميع هذه الكتب؟ قال: فغضب وقال: بلحمي ودمي.
أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السكري قَالَ: سمعت أبا بكر الشافعي يقول: قَالَ إِبْرَاهِيم الحربي: ما أخذت عَلَى علم قط أجرا إلا مرة واحدة، فإني وقفت عَلَى بقال فوزنت له قيراطا إلا فلسا، فسألني عَن مسألة فأجبته، فَقَالَ للغلام: أعطه بقيراط ولا تنقصه شيئا، فزادني فلسا.
أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سعيد الفقيه، أَخْبَرَنَا مقاتل بْن مُحَمَّد بْن بنان العكي قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ إِسْحَاقَ الْمَعْرُوفَ بِالْحَرْبِيِّ يَقُولُ- وَقَدْ سَأَلُوهُ عَنْ حَدِيثِ عَبَّاسٍ الْبَقَّالِ- فقال: أخرجت إِلَى الْكَبْشِ وَوَزَنْتُ لِعَبَّاسٍ الْبَقَّالِ دَانِقًا إِلا(6/32)
فَلْسًا، فَقَالَ: يَا أَبَا إِسْحَاقَ حدِّثني حَدِيثًا فِي السَّخَاءِ، فَلَعَلَّ اللَّهُ يَشْرَحُ صَدْرِي فَأَعْمَلُ شَيْئًا، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: نَعَمْ رُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ أَنَّهُ كَانَ مَارًّا فِي بَعْضِ حِيطَانِ الْمَدِينَةِ، فَرَأَى أَسْوَدَ بِيَدِهِ رَغِيفٌ يَأْكُلُ لُقْمَةً وَيُطْعِمُ الْكَلْبَ لُقْمَةً، إِلَى أَنْ شَاطَرَهُ الرَّغِيفَ. فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ: مَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ شَاطَرْتَهُ وَلَمْ تُغَابِنْهُ فِيهِ بِشَيْءٍ؟ فَقَالَ:
اسْتَحَتْ عَيْنَايَ مِنْ عَيْنَيْهِ أَنْ أُغَابِنَهُ، فَقَالَ لَهُ: غُلامُ مَنْ أَنْتَ؟ فَقَالَ: غُلامُ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ، فَقَالَ: وَالْحَائِطُ؟ قَالَ لأَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ، فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ: أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ لا بَرَحْتَ حَتَّى أَعُودَ إِلَيْكَ، فَمَرَّ وَاشْتَرَى الْغُلامَ وَالْحَائِطَ، وَجَاءَ إِلَى الْغُلامِ فَقَالَ: يَا غُلامُ قَدِ اشْتَرَيْتُكَ، قَالَ: فَقَامَ قَائِمًا فَقَالَ: السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ وَلَكَ يَا مَوْلايَ، قال: وقد اشترى الحائط وأنت حر لوجه الله، والحائظ هِبَةٌ مِنِّي إِلَيْكَ. قَالَ:
فَقَالَ الْغُلامُ: يَا مَوْلايَ قَدْ وَهَبْتُ الْحَائِطَ لِلَّذِي وَهَبْتَنِي لَهُ! قال: فقال عبّاس البقال:
أحسن وَاللَّهِ يَا أَبَا إِسْحَاقَ، لأَبِي إِسْحَاقَ دَانِقٌ إِلا فلسا أعطه بِدَانِقٍ مَا يُرِيدُ. فَقُلْتُ:
وَاللَّهِ لا أَخَذْتُ إِلا بِدَانِقٍ إِلا فِلْسًا.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن أبي جعفر، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أَخْبَرَنَا أَبُو أَيُّوب سليمان ابن إِسْحَاق الجلاب قَالَ: قَالَ أَبُو إِسْحَاق الحربي: كان لنا جار نخاس في البيت يقال له عَبَّاس، قد أتى عَلَيْهِ خمس وثمانون سنة، قال: فسألته امرأة عَن مسألة فقالت له:
زوج ابنتي طلقها. قَالَ: فرضيت أَنْتَ وأبوها؟ قَالَت: لا، قَالَ: لا يجوز حتى ترضى الأم وَالأب! قَالَ: فقالت له: قد سألت أبا إِسْحَاق فَقَالَ قد طلقت. قَالَ: فَقَالَ ويدري أَبُو إِسْحَاق؟! أَنَا أبصر من أَبِي إِسْحَاق وأعلم وأكبر، أَنَا ألقيت عَلَى أَبِي إِسْحَاق مسألة فلم يخرج منها.
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَلِيّ الصوري، أخبرنا عبد الرّحمن بن عمر التجيبي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق الملحمي الْقَاضِي قَالَ: سمعت عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد يقول: كَانَ أَبِي يقول: امض إِلَى إِبْرَاهِيم الحربي حتى يلقى عليك الفرائض.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر قَالَ: قَالَ لنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ: لما مات سَعِيد بْن أَحْمَد بْن حَنْبَل، جَاءَ إِبْرَاهِيم- يَعْنِي الحربي- إِلَى عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد، فقام إليه عَبْد اللَّهِ فَقَالَ: تقوم إِلَى؟ قَالَ: لم لا أقوم، وَالله لو رآك أَبِي لقام إليك. قَالَ:
وَالله لو رأى ابْن عيينة أباك لقام إليه.
حَدَّثَنِي عَبْد الْعَزِيزِ بْن أَبِي طَاهِر الصوفِي، حدّثني عبد الوهّاب بن جعفر الميداني، حدثنا أَبُو سُلَيْمَان مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن زبر، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: قَالَ لي أَبُو(6/33)
عَلِيّ الحسين بْن فهم- وذكر إِبْرَاهِيم الحربي-: وَالله يا أبا مُحَمَّد لا ترى عيناك مثل أَبِي إِسْحَاق أيام الدُّنْيَا، ولقد رأيت وجالست الناس من صنوف أهل العلم وَالحذق بكل فن منه، فما رأيت رجلا أكمل فِي ذلك كله من أَبِي إِسْحَاق رحمه الله.
أخبرني أبو بكر أحمد بن عبد الواحد المنكدري، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن الحافظ- بنيسابور- قَالَ: سمعت مُحَمَّد بْن صَالِح الْقَاضِي يقول: لا نعلم أن بغداد أخرجت مثل إِبْرَاهِيم بْن إِسْحَاق الحربي فِي الأدب، وَالفقه، وَالحَدِيث، وَالزهد.
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن أَبِي الْحَسَن الساحلي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن مُحَمَّد بْن الطل الأنباري- بها- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن يَعْقُوب بْن أبي عبد الله القرنجلي اللخمي، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن إِسْحَاق الحربي- وما رأيت بعيني مثله- أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن أَبِي علي المعدّل، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزاز، حَدَّثَنَا أَبُو أيوب سُلَيْمَان بْن إِسْحَاق بْن الخليل البزاز قَالَ: سمعت إِبْرَاهِيم الحربي. يقول: فِي كتاب أَبِي عبيد غريب الحَدِيث ثلاثة وخمسون حَدِيثا ليس لها أصل، قد عَلَّمْتُ عليها فِي كتاب السروي، منها:
أتت امرأة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفِي يدها مناجد [1] .
ونهى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن لبس السراويلات المخرفجة [2] .
وأتى النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وسلم أهل قاه [3] .
وَقَالَ عُمَر للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لو أمرت بهذا البيت فَسُفِّرَ [4] .
وعن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ للنساء: إذا جعتن خجلتن، وإذا شبعتن دقعتن [5]
. أَخْبَرَنِي أبو الفرج الطناجيري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عبيد اللَّه بْن جَعْفَر بن حمدان القصري، حدّثنا جعفر بن محمّد بن نصير، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاس بْن مسروق قَالَ: قَالَ لي إِبْرَاهِيم الحربي: لا تحدث فتسخن عينك كما سخنت عيني. فقلت له: فما أعمل؟ قَالَ:
تطأطئ رأسك وتسكت. فقلت: فأنت لم تحدث؟ قَالَ: ليس وجهي من خشب.
حَدَّثَنِي أَبُو الفرج عَبْد الوهاب بْن عَبْد العزيز بْن الحارث التميمي قَالَ: قرئ على
__________
[1] المناجد: جمع منجد؛ حلي مكلل بالفصوص، وهو من لؤلؤ وذهب أو قرنفل في عرض شبر يأخذ من العنق إلى أسفل الثديين، يقع على موضع النجاد.
[2] المخرفجة: السراويل الواسعة الطويلة التي تقع على ظهور القدمين.
[3] القاه: الطاعة، والمعنى: أهل الطاعة.
[4] سفر: كنس، والمسفرة: المكنسة.
[5] الدقع: الخضوع في طلب الحاجة.(6/34)
أَبِي الحسين العتكي وأَنَا أسمع قَالَ: سمعت إِبْرَاهِيم الحربي يقول لجماعة عنده: من تعدون الغريب فِي زمانكم هذا؟ فَقَالَ واحد منهم: الغريب من نأى عَن وطنه، وَقَالَ آخر: الغريب من فارق أحبابه، وَقَالَ كل واحد منهم شيئا، فَقَالَ إِبْرَاهِيم: الغريب فِي زماننا رَجُل صَالِح عاش بين قوم صَالِحين، إن أمر بالمعروف آزروه، وإن نهى عَنِ المنكر أعانوه وإن احتاج إِلَى سبب من الدُّنْيَا مانوه، ثم ماتوا وتركوه!! حَدَّثَنِي الحسن بن محمّد الخلّال، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عمران، حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن جعفر بْن درستويه قَالَ: اجتمع إِبْرَاهِيم الحربي، وأَحْمَد بْن يَحْيَى ثعلب، فَقَالَ ثعلب لإبراهيم: متى يستغنى الرجل عَن ملاقاة العلماء؟ فَقَالَ له إِبْرَاهِيم: إذا علم ما قالوا، وَإِلَى أي شيء ذهبوا فِيما قالوا.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بْنِ أبي جعفر الأخرم، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ عِيسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بن عمر الطوماري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن خلف وكيع. قَالَ: كَانَ لإبراهيم الحربي ابْن، وكَانَ له إحدى عشرة سنة قد حفظ القرآن، ولقنه من الفقه شيئا كثيرا، قَالَ: فمات، فجئت أعزيه، قَالَ: فَقَالَ لي: كنت أشتهي موت ابني هذا، قَالَ: قلت: يا أبا إِسْحَاق أَنْتَ عالم الدُّنْيَا تقول مثل هذا فِي صبي قد أنجب، ولقنته الحَدِيث وَالفقه؟ قَالَ: نعم، رأيت فِي النوم كأن القيامة قد قامت، وكأن صبيانا بأيديهم قلال فِيهَا ماء يستقبلون الناس يسقونهم، وكأن اليوم يوم حار شديد حره، قَالَ: فقلت لأحدهم: أسقني من هذا الماء، قَالَ: فنظر إِلَى وَقَالَ: ليس أَنْتَ أَبِي.
فقلت: فأيش أَنْتَم؟ قَالَ: فَقَالَ: نحن الصبيان الَّذِين متنا فِي دار الدُّنْيَا، وخلفنا آباءنا نستقبلهم فنسقيهم الماء، قَالَ: فلهذا تمنيت موته.
أخبرنا عمر بن إبراهيم الفقيه، أَخْبَرَنَا مقاتل بْن مُحَمَّد بْن بنان العكي قَالَ:
حضرت مع أَبِي وأخي عند أَبِي إِسْحَاق- يَعْنِي إِبْرَاهِيم الحربي- فَقَالَ إِبْرَاهِيم لأبي:
هؤلاء أولادك؟ قَالَ: نعم! قَالَ: احذر لا يرونك حيث نهاك اللَّه فتسقط من أعينهم.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أَبِي بكر، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الشافعي قَالَ:
سمعت إِبْرَاهِيم الحربي يقول: عندي عن علي بن المديني قمطر لا أحدث عنه بشيء، لأني رأيته مع المغرب وبيده نعله مبادرا، فقلت: إِلَى أين؟ قَالَ: ألحق الصلاة مع أَبِي عَبْد اللَّهِ، قلت: من أَبُو عَبْد اللَّهِ؟ قال: ابن أبي دؤاد. فقلت: والله لأحدثت عنك.
أَخْبَرَنَا الحسين بْن مُحَمَّد أخو الخلال، أخبرنا إبراهيم بن عبيد الله بن إبراهيم السّقطيّ- بجرجان- حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيّ أَحْمَد بْن الحسين شعبة، حدّثنا أحمد بن جعفر(6/35)
الهاشمي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عبيد اللَّه الكاتب قَالَ: كنت يوما عند مُحَمَّد بْن يزيد المبرد فأنشدني هذين البيتين:
جسمي معي غير أن الروح عندكم ... فالجسم فِي غربة وَالروح فِي وطن
فليعجب الناس مني أن لي بدنا ... لا روح فِيهِ ولي روح بلا بدن
ثم قَالَ: ما أظن قَالَت الشعراء أحسن من هذا! فقلت: ولا قول الآخر؟ قَالَ:
هيه، قلت الَّذِي يقول:
فارقتكم ومكثت بعدكم ... ما هكذا كَانَ الَّذِي يجب
فالآن ألقى الناس معتذرا ... من أن أعيش وأَنْتَم غيب
قَالَ: ولا هذا. قلت ولا قول خالد الكاتب:
روحان لي روح تضمنها ... جسدي وأخرى حازها بلد
وأظن غائبتي كشاهدتي ... بمكَانَها تجد الَّذِي أجد
قَالَ: ولا هذا. قلت: أَنْتَ إذا هويت الشيء ملت إليه ولم تعدل إِلَى غيره قَالَ: لا ولكنه الحق. فأتيت ثعلبا فأخبرته فقال ثعلب: ألا أنشدته:
غابوا فصار الجسم من بعدهم ... ما تنظر العين له فيا
بأي وجه أتلقاهم ... إذا رأوني بعدهم حيا؟
يا خجلتي منه ومن قوله ... ما ضرك الفقد لنا شيا
قَالَ: فأتيت إبراهيم بن إسحاق الحربي فأخبرته، فقال: ألا أنشدته:
يا حيائي ممن أحب إذا ما ... قَالَ بعد الفراق أني حييت؟
لو صدقت الهوى حبيبا على الصّحّ ... ة لما نأى لكنت تموت
قَالَ: فرجعت إِلَى المبرد. فَقَالَ: أستغفر اللَّه إلا هذين البيتين- يَعْنِي بيتي إِبْرَاهِيم-.
أَخْبَرَنَا أَبُو منصور مُحَمَّد بْن عيسى بْن عبد العزيز البزاز- بهمذان- حدّثنا محبوب ابن مُحَمَّد البرديجي قاضي سراوان قَالَ: أنشدنا أَبُو سَعِيد الْحَسَن بْن زكريا العدوي- ببغداد- قَالَ: أنشدني إِبْرَاهِيم الحربي:
أنكرت ذلي فأي شيء ... أحسن من ذلة المحب؟
أليس شوقي وفَيْض دمعي ... وضعف جسمي شهود حبي؟(6/36)
قَالَ إِبْرَاهِيم: هؤلاء شهود ثقات. أَخْبَرَنِي الأزهري قَالَ: أنشدنا الحسين بْن أَحْمَد الصيرفِي قَالَ: أنشدنا أَبُو عَلِيّ الطوسي قَالَ: أنشدنا بعض أصحابنا لإبراهيم الحربي- وقد قرأ رَجُل ضرير عنده فلم يكن طيب الصوت-:
اثنان إذا عدا ... فخير لهم الموت
فقير ماله زهد ... وأعمى ماله صوت
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد عَبْد الملك بن محمد بن سلمان العطّار، أخبرنا أبو الفضل عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن الزُّهْرِيّ، حَدَّثَنَا أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ بْن مُحَمَّد الزهري قَالَ: سمعت إِبْرَاهِيم الحربي يقول: ما أنشدت بيتا من الشعر قط إلا قرأت بعده: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ
ثلاث مرات.
أَخْبَرَنِي محمّد بن جعفر بن علان، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيّ الطوماري قَالَ: أنشدنا إِبْرَاهِيم الحربي:
إذا مات المعالج من سقام ... فِيوشك للمعالج أن يموت
حَدَّثَنِي أَبُو النجيب عَبْد الغفار بْن عَبْد الواحد الأرموي قَالَ: سمعت أبا يعلى الحافظ القزويني يقول: سمعت حمزة بْن مُحَمَّد العلوي يقول: سمعت عِيسَى بْن مُحَمَّد الطوماري يقول: دخلنا عَلَى إِبْرَاهِيم الحربي- وَهُوَ مريض- وقد كَانَ يحمل ماؤه إِلَى الطبيب، وكَانَ يجيء إليه فِيعالجه، فجاءت الجارية وردت الماء وقالت: مات الطبيب! فبكى ثم أنشأ يقول:
إذا مات المعالج من سقام ... فِيوشك للمعالج أن يموت
حَدَّثَنِي الْحَسَن بْن أبي الطّيّب، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ، حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن الْحَسَن الْبَزَّازُ قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيَّ يَقُولُ- وقد دخل عَلَيْهِ قوم يعودونه- فقالوا: كيف تجدك يا أبا إِسْحَاق؟ قَالَ: أجدني كما قَالَ الشاعر:
دبّ فيّ البلاء سفلا وعلوا ... وأراني أذوب عضوا فعضوا
بليت جدتي بطاعة نفسي ... فتذكرت طاعة اللَّه نضوا
حَدَّثَنِي الأَزْهَرِيُّ قَالَ: قَالَ أَبُو الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيُّ: إِبْرَاهِيم الحربي ثقة.
ذكر أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ السلمي أنه سأل الدارقطني عَن إِبْرَاهِيم الحربي فَقَالَ: كَانَ إماما وكَانَ يقاس بأَحْمَد بْن حَنْبَل فِي زهده وعلمه وورعه.(6/37)
وحَدَّثَنِي عُبَيْد اللَّه بْن أَبِي الفتح، عَنْ أَبِي الْحَسَن الدارقطني قَالَ: أَبُو إِسْحَاقَ إِبْراهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ إمام مصنف عالم بكل شيء، بارع فِي كل علم، صدوق.
مات ببغداد سنة خمس وثمانين ومائتين.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْن علي الخطبي. قَالَ: ومات أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن إِسْحَاق الحربي يوم الإثنين لتسع بقين من ذي الحجة، ودفن يوم الثلاثاء لثمان بقين من ذي الحجة سنة خمس وثمانين ومائتين، وصلى عَلَيْهِ يُوسُف ابن يَعْقُوب الْقَاضِي فِي شارع باب الأنبار، وكَانَ الجمع كثيرا جدا، وكَانَ يوما فِي عقب مطر ووحل، ودفن فِي بيته، رحمه اللَّه.
3060- إِبْرَاهِيم بْن إِسْحَاق، أَبُو إِسْحَاق الأنصاري، ويعرف بالغسيلي؛ لأنه من ولد حنظلة بْن عَبْد اللَّهِ غسيل الملائكة [1] :
نزل نيسابور وحدث بِهَا عَن أَبِي إِبْرَاهِيم التُّرجمانيّ، وعبد الأعلى بْن حماد النرسي، ومحمد بْن سُلَيْمَان لوين، ومجاهد بْن مُوسَى، وأَحْمَد بْن منيع، ومُحَمَّد بْن بشار بندار، ومُحَمَّد بن المثنى، وعمرو بن عَلِيّ وغيرهم. روى عنه مُحَمَّد بْن يَعْقُوب الشيباني، المعروف بالأخرم، ومحمد بْن داود بْن سليمان الزاهد، ومحمّد بن أحمد ابن يَحْيَى الحيري، وكَانَ غير ثقة. وَهُوَ إِبْرَاهِيم بْن إِسْحَاق بْن عِيسَى بْن سلمة بْن سليمان بن عَبْد اللَّهِ بْن حنظلة. هكذا نسبه أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن صَالِح بْن هانئ النِّيسَابُورِيّ.
وَقَالَ أَبُو حاتم مُحَمَّد بْن حبان البستي: هو إِبْرَاهِيم بْن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن عِيسَى بْن مُحَمَّد بْن مسلمة بْن سُلَيْمَان بْن عَبْد اللَّهِ بْن حنظلة الغسيل.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبيّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حدّثنا إبراهيم بن إسحاق البغدادي الأنصاريّ، حَدَّثَنَا عَبْد الأعلى بْن حماد بحَدِيث ذكره.
وأخبرني ابن يعقوب، أخبرنا محمّد بن نعيم، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يحيى المجيري، حدّثنا إبراهيم بن إسحاق الغسيلي، حدّثنا لوين محمّد بن سليمان المصيصي، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا نِكَاحَ إِلا بِوَلِيٍّ» [2] .
__________
[1] 3060- انظر: الأنساب، للسمعاني 9/152.
[2] انظر الحديث في: سنن أبي داود 2085. وسنن الترمذي 1101، 1102. وسنن ابن ماجة 1880، 1881. وفتح الباري 9/184، 191.(6/38)
قَالَ ابْن نعيم: سمعت مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس الضبي يذكر أن الغسيلي لما حدث بهراة بهذا الحَدِيث، شنعوا عَلَيْهِ وأنكروه وقالوا: هذا حَدِيث عَلِيّ بْن حجر.
قرأت عَلَى الْقَاضِي أَبِي العلاء الواسطي، عَن أَبِي حامد أَحْمَد بْن الحسين الْمَرْوَزِيُّ. قَالَ: سمعت مُحَمَّد بْن يحيى البوسنجي يقول: خرج إِبْرَاهِيم بْن إِسْحَاق الغسيلي من نيسابور فورد هراة وأقام بِهَا مدة، ثم جاءنا إلى بوسنج وأقام عندنا، فسمعنا منه كتبه المصنفة. وتوفِي ببوسنج سنة ثلاث وتسعين- يَعْنِي ومائتين-.
3061- إِبْرَاهِيم بْن إِسْحَاق بْن أَبِي خضرون، أَبُو إِسْحَاق الصيدلاني [1] :
من أهل سر من رأى. حَدَّث عَن إِسْحَاق بْن أَبِي إِسْرَائِيل، ومحمد بْن المثنى العنزي. روى عنه عَبْد اللَّهِ بْن عدي، وأبو بكر الإسماعيلي الجرجانيان. إلا أن ابْن عدي قَالَ: هو إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عِيسَى بْن أَبِي خضرون. فالله أعلم.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بن محمد بن غالب، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي خَضْرُونٍ- صَيْدَنَانِيٌّ بِسُرَّ مَنْ رَأَى إِمْلاءً مِنْ حِفْظِهِ- حدّثنا محمّد بن المثني، حدّثنا روح بن عبادة، حَدَّثَنَا مَسْلَمَةُ بْنُ الصَّلْتِ الشَّيْبَانِيُّ عَنْ زِيَادٍ- وَهُوَ ابْنُ أَبِي حَسَّانٍ- قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَغَاثَ مَلْهُوفًا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ثَلاثًا وَسَبْعِينَ مَغْفِرَةً، وَاحِدَةٌ مِنْهَا فِيهَا صَلاحُ أَمْرِهِ كُلِّهِ، وَاثْنَتَانِ وَسَبْعُونَ دَرَجَاتٍ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» [2]
. 3062-[3] إِبْرَاهِيم بْن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن يَعْقُوب، أَبُو إِسْحَاق الشيرجي [4] الخضيب الحَنْبَلي:
حدث عَن عَبَّاس الدوري، وعلي بْن دَاوُد القنطري، ويحيى بْن أَبِي طَالِب. روى عنه أَبُو الْحَسَن الدارقطني، وذكر ابْن الثلاج أنه سمع منه.
أَخْبَرَنَا السمسار، حدّثنا الصّفّار، حَدَّثَنَا ابْن قانع: أن إِبْرَاهِيم الشيرجي صاحب الْمَرْوَزِيُّ مات فِي جمادى الآخرة من سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة.
__________
[1] 3061- الصيدلاني: هذه النسبة لمن يبيع الأدوية والعقاقير (الأنساب 8/122) .
[2] انظر الحديث في: تذكرة الموضوعات 69. واللآلئ المصنوعة 2/46. والضعفاء للعقيلي 2/77. ومجمع الزوائد 8/191. وقضاء الحوائج لابن أبي الدنيا 29.
[3] 3062- انظر: الأنساب، للسمعاني 7/454. وطبقات الحنابلة 2/16.
[4] الشّيرجي: هذه النسبة إلى بيع دهن الشيرج، وهو دهن السمسم (الأنساب 7/454) .(6/39)
حدّثني أبو يعلى الفرا الحَنْبَلي قَالَ: مات أَبُو إِسْحَاق الشيرجي صاحب المروزيّ في سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة، وصلى عَلَيْهِ أَبُو عُمَر حمزة بْن الْقَاسِم الهاشمي، ودفن عند قبر أَحْمَد بْن حَنْبَل.
3063- إِبْرَاهِيم بْن إِسْحَاق بْن بشر بْن مُوسَى بْن صَالِح بْن شيخ بْن عميرة، أَبُو إِسْحَاق الأسدي:
سكن دمشق. وحدث بِهَا عَن جده بشر بْن مُوسَى. روى عنه أَبُو الفتح بن مسرور البلخي.
3064- إبراهيم بن أورمة بْن سياوش بْن فروخ، أَبُو إِسْحَاق الأصبِهَاني الحافظ [1] :
نسبه أَبُو نعيم أَحْمَد بْن عَبْد الله. سكن بغداد وكان يتلقى الحَدِيث عَلَى شيوخها وحدث شيئا يسيرا عَن عاصم بْن النضر الأحول، وصَالِح بْن حاتم بْن وردان، وعمرو بْن عَلِيّ الصيرفِي، ونصر بْن عَلِيّ الجهضمي، وأبي حاتم السجستاني. روى عنه أَبُو بَكْر بْن أَبِي الدُّنْيَا، وأبو الْعَبَّاس بْن مسروق الطوسي، ومحمد بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان الباغندي، وغيرهم.
وَقَالَ لي أَبُو نعيم الحافظ: إِبْرَاهِيم بْن أورمة المفِيد فاق أهل عصره فِي المعرفة وَالحفظ، أقام بالعراق يكتبون بفائدته، توفِي بعد سنة سبعين ومائتين بأصبِهَان. وقيل توفِي ببغداد سنة إحدى وسبعين ومائتين. أصيب بكتبه أيام فتنة البصرة، فلم يخرج له كبير حَدِيث. حدث عنه أَبُو داود السجستاني- هذا كله قول أَبِي نعيم-.
[قلت] [2] : وفي تاريخ وفاة إبراهيم بن أورمة المذكور هاهنا وهم لأن إِبْرَاهِيم توفِي قبل سنة سبعين عندنا ببغداد لا بأصبِهَان، وسنذكر ذلك إن شاء اللَّه.
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو أَحْمَد مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن إبراهيم، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى- يَعْنِي ابْنَ مَنْدَهْ- قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أورمةَ يَقُولُ:
حَدَّثَنِي عاصم بن النّضر الأحول، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَجُلا يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ فَقَالَ: «كُلْ بِيَمِينِكَ» [3] .
__________
[1] 3064- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/208.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] انظر الحديث في: مسند أحمد 4/45، 46، 50. وسنن الدارمي 2/97. وفتح الباري 9/521، 522.(6/40)
وأخبرنا أبو نعيم، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أورمةَ يَقُولُ: حَدَّثَنَا صالح بن حاتم بن وردان، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
عَلَّمَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التَّشَهُّدَ. الْحَدِيثَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الحنائي، حدّثنا جعفر بن محمّد بن نصير الخالدي- إملاء- حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مسروق. قَالَ: حدّثني إبراهيم بن أورمة الأصبهانيّ، حدّثني أبو حاتم السجستاني، حَدَّثَنَا الأصمعي قَالَ: جلس يوما إِلَى نافع ابن أَبِي نعيم رَجُل فِيهِ بذخ، تياه صلف، ثم قام فَقَالَ نافع بْن أَبِي نعيم:
ما أقبح التيه بلا جود ... وَالتيه شيء غير محمود
ما التيه إلا ثقل فِي الفتى ... يجل عَن وصف وتحديد
أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ أَحْمَد بْن الْحُسَيْنِ بْن مُحَمَّد الْقَاضِي- بالدينور- قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق السُّنِّيُّ يقول: حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد القزويني قَالَ: سمعت أبا عَلِيّ القهستاني يقول لإسماعيل بْن إسماعيل القاضي: ستة أربع وستين ومائتين- أيها الْقَاضِي؛ قد رأيت شيوخا: أَحْمَد، ويحيى، وعلي، وابن أَبِي شيبة، وزهير، وخلف، وإني لم أستكثر منهم، فلو أن إِبْرَاهِيم الأصبِهَاني كَانَ فِي عصرهم لكَانَ كأحدهم أو يقدمهم، فَقَالَ له إسماعيل: صدقت ما أبعدت، ما أبعدت.
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطيّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بن ثابت الحافظ الرّازيّ- ببغداد- حَدَّثَنَا عُمَر بْن سهل بْن إسماعيل الحافظ قَالَ: سمعت البرديجي يقول: قلت لفضلك الرازي: تعرف السدي عَن أَبِي الضحى عَن مسروق عَن ابْن عَبَّاس، المرجان اللؤلؤ الكبار؟ فَقَالَ: ليس من هذا شيء.
فأتينا إِبْرَاهِيم بْن أورمة الأصبِهَاني فقلت: يا أبا إِسْحَاق، السدى عَن أَبِي الضحى عَن مسروق عَن ابْن عَبَّاس. فَقَالَ: بابا المرجان، فقلت لفضلك: يا جابار فِي الحَدِيث يحسنه إِبْرَاهِيم ليس أَنْتَ.
حَدَّثَنِي الْحَسَن بْن مُحَمَّد الخلال، عَن أَبِي الحسن الدارقطني قال: إبراهيم بن أورمه الأصبهانيّ الحافظ ثقة نبيل. أخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حدّثنا ابن قانع:
أن إبراهيم بن أورمه الأصبِهَاني الحافظ مات سنة ست وستين ومائتين فِي ذي الحجة.(6/41)
وأخبرنا محمد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابْن المنادي وأَنَا أسمع قَالَ: أَبُو إِسْحَاق إبراهيم بن أورمة الأصبِهَاني أصابه المطر فِي آخر مجلس انتخب فِيهِ علي الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد الدوري وذلك يوم الاثنين لثلاث بقين من شعبان سنة ست وستين، وكَانَ مطرا شديدا فاعتل لذلك، ثم توفِي يوم السبت صلاة المغرب، ودفن يوم الأحد بالكناس إِلَى جنب قبر أَبِي جَعْفَر مُحَمَّد بْن عَبْد الملك الدقيقي، وتولى الصلاة عَلَيْهِ عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن حميد لأربع خلون من عشر ذي الحجة وله حينئذ خمس وخمسون سنة، وما رأينا فِي معناه مثله.
3065- إِبْرَاهِيم بْن آزر:
حكى عَن أَحْمَد بْن حَنْبَل. روى عنه ابنه إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم.
أخبرني الحسن بن محمّد الخلّال، حدّثنا عبد الله بن عثمان الصّفّار، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِم إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن آزر الفقيه، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حضرت أَحْمَد بْن حَنْبَل- وسأله رَجُل عما جرى بين عَلِيّ ومعاوية- فأعرض عنه، فقيل له: يا أبا عَبْد اللَّهِ، هو رَجُل من بني هاشم. فأقبل عَلَيْهِ فَقَالَ: اقرأ: تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَها مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلا تُسْئَلُونَ عَمَّا كانُوا يَعْمَلُونَ*
[البقرة 134، 141] .
3066- إِبْرَاهِيم بْن أسباط بْن السكن، أَبُو إِسْحَاق البزاز [1] :
كوفِي الأصل سمع عاصم بْن عَلِيّ، وصَالِح بْن مالك الخوارزمي، ومُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن سهم الأنطاكي وإسماعيل بْن عِيسَى العطار، ومنصور بْن أَبِي مزاحم، وعمرو بْن مُحَمَّد الناقد، وعبد الأعلى بْن حماد النرسي، وبشر بْن الوليد الكندي، وعثمان بْن أَبِي شيبة. رَوَى عَنْهُ أَبُو الحسين بْن المنادي، وعبد الباقي بن قانع، وأبو علي بن الصواف، ومحمّد بن عمر بن الجعابي، وأبو حفص بن الزيات، وغيرهم.
حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَلالُ- لفظا- حَدَّثَنَا عمر بن محمد بن علي الزيات، حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن أسباط، حدّثنا عاصم بن علي، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسٍ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ» قَالَ: حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ: «مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النار» [2] .
__________
[1] 3066- انظر: سؤالات حمزة السهمي للدار قطني برقم 180.
[2] سبق تخريجه، راجع الفهرس.(6/42)
قَالَ لي الخلال: لم يكن عند إِبْرَاهِيم بْن أسباط، عَن عاصم بْن عَلِيّ غير هذا الحَدِيث.
حَدَّثَنِي الأَزْهَرِيّ، عَن أَبِي الْحَسَن الدارقطني قَالَ: إِبْرَاهِيم بْن أسباط بْن السكن بغدادي ثقة.
حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ: سمعت حمزة بْن يُوسُف يَقُولُ: سألت الدارقطني عَن إِبْرَاهِيم بْن أسباط فَقَالَ: ثقة.
حَدَّثَنِي عُبَيْد اللَّهِ بْن أَبِي الفتح عَن طلحة بْن مُحَمَّد بْن جعفر. وأخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حَدَّثَنَا ابْن قانع: أن إِبْرَاهِيم بْن أسباط مات في سنة إحدى وثلاثمائة.
وأخبرنا محمد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابْن المنادي وأَنَا أسمع قَالَ: ومات إِبْرَاهِيم بْن أسباط الكوفِي بالجانب الغربي عَلَى خندق الصيفيات صَالِح الأمر، وذاك فِي جمادى سنة اثنتين وثلاثمائة.
3067- إِبْرَاهِيم بْن أيوب الطبري، حدث ببغداد:
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَهْرَيَارَ الأصبهاني، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدّثنا إبراهيم بن أيّوب الطّبريّ- ببغداد- حدّثنا محمّد بن الوليد الكرخي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زَبَالَةَ الْمَخْزُومِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ تَلْبِيَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَتْ: «لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ، وَالْمُلْكَ لا شريك لك» [1]
. قَالَ سُلَيْمَانُ: لَمْ يَرْوِهِ عَن عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عجلان إلا ابْن زبالة.
3068- إِبْرَاهِيم بْن إدريس، أَبُو إِسْحَاق النحوي:
حدث عَنْ قاسم بْن مُحَمَّد الأنباري. رَوَى عنه الْقَاضِي أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن المحامليّ.
__________
[1] 3067- انظر الحديث في: صحيح البخاري 2/170. وصحيح مسلم، كتاب الحج باب 3.
وفتح الباري 1/360.(6/43)
حرف الباء من آباء الإبراهيمين
3069- إِبْرَاهِيم بْن بكر، أَبُو إِسْحَاق الشيباني [1] :
كوفِي وقيل بصري. سكن بغداد وحدث بِهَا عَن جعفر بن الزبير الشامي، والحسن ابن عمارة، وشعبة بْن الحجاج، وخالد بْن عَبْد الله الواسطيّ، وعبد العزيز بن أبي داود. روى عنه مُحَمَّد بْن الحسين البرجلاني، وَالحسين بن أبي زيد الدباغ، وإبراهيم ابن أسد الأدمي، ويحيى بْن أَبِي طَالِب.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ إسماعيل المحامليّ، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطّان، حدّثنا يحيى بن أبي طالب، حدّثنا إبراهيم- يعني ابن بكر الشّيبانيّ- حدّثنا جعفر بن الزبير، عن القاسم بن أَبِي أُمَامَةَ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَيُّمَا رَجُلٍ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» [2]
. أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا أحمد ابن إبراهيم التستري، حدّثنا الحسين بن أبي زيد الدباغ، حدّثنا إبراهيم بن بكر الشّيبانيّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَصْعَةٍ مِنْ ثَرِيدٍ فَقَالَ: «كُلُوا مِنْ حَوَالَيْهَا وَلا تَأْكُلُوا مِنْ وَسَطِهَا، فَإِنَّ الْبَرَكَةَ تَنْزِلُ فِي وَسَطِهَا [3] »
. قَالَ أَبُو نعيم: لم يروه عَن شعبة إلا إِبْرَاهِيم.
حدثت عَن أَبِي الْحَسَن بْن الفرات قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَن بن يوسف بن علي الصّيرفيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هارون الخلّال، أخبرني محمّد بن علي، حَدَّثَنَا مهنا- وَهُوَ ابْن يَحْيَى- قَالَ: سألت أَحْمَد- يعني ابْن حنبل- عن إبراهيم ابن بكر الشيباني يكون فِي طاقات العكي درب عَلِيّ بْن سمرة قَالَ: قد رأيته كَانَ أعور، قلت كيف؟ قَالَ: كَانَت أحاديثه موضوعة.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن أبي جعفر القطيعيّ، أَخْبَرَنَا يُوسُف بْن أَحْمَد بْن يُوسُف الصيدلاني- بمكة- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ مُوسَى الْعُقَيْلِيُّ قَالَ: إِبْرَاهِيم بْن بكر الشيباني بصري كثير الوهم.
__________
[1] 3069- الشيباني: هذه النسبة إلى شيبان، وهي قبيلة معروفة في بكر بن وائل (الأنساب 7/431) .
[2] سبق تخريجه، راجع الفهرس.
[3] انظر الحديث في: سنن أبي داود، كتاب الأطعمة باب 18. وسنن ابن ماجة 3275.
والمستدرك 4/116، 117.(6/44)
أخبرنا أبو سعد الماليني- إجازة- أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ قال: إِبْرَاهِيم بْن بكر أَبُو إِسْحَاق الكوفِي الأعور كان ببغداد سرق الحَدِيث.
حَدَّثَنِي أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد المستملي، أخبرنا محمّد بن جعفر الشروطي، أَخْبَرَنَا أَبُو الفَتْح مُحَمَّد بن الحُسَيْن الحَافِظ قَالَ: إِبْرَاهِيم بْن بكر الشيباني منكر الحَدِيث.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الْبَرْقَانِيّ قَالَ: سمعت أبا الْحَسَن الدارقطني يقول:
إِبْرَاهِيم بْن بكر الشيباني بغدادي متروك.
3070- إِبْرَاهِيم بْن بشار بْن مُحَمَّد، أَبُو إِسْحَاق الخراساني الصوفِي:
خادم إِبْرَاهِيم بْن أدهم، كَانَ ينتسب إِلَى ولاء معقل بْن يسار، قدم بغداد وَحَدَّثَ بِهَا عَنْ حَمَّاد بْن زَيْد، وجَعْفَر بْن سُلَيْمَان، وإبراهيم بْن أدهم، وفضيل بْن عياض، ويُوسُف بْن أسباط. روى عنه عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن شبويه الْمَرْوَزِيُّ، وإِبْرَاهِيم بْن نَصْرٍ مَوْلَى مَنْصُورِ بْن الْمَهْدِيِّ، وأَحْمَد بْن أَبِي عوف البزوري.
قرأت عَلى الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد- أخي الخلال- عَن أَبِي سعد عَبْد الرحمن بْن مُحَمَّد الإدريسي قَالَ: حَدَّثَنِي أحمد بن محمّد الباهليّ البخاريّ، حَدَّثَنَا بكر بْن منير البخاري قَالَ: سَمِعْتُ عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن شبويه الْمَرْوَزِيُّ يقول: سمعت إِبْرَاهِيم بْن بشار- وقدم عَلَيْنَا ونحن ببغداد- فذكر عنه خيرا.
حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رزق- إملاء، وقراءة عليه- حدّثنا جعفر بن محمّد بن نصر الخالدي، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن نَصْرٍ- مَوْلَى مَنْصُورِ بْنِ الْمَهْدِيِّ- حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيم بْن بشار الصوفِي الخراساني خادم إِبْرَاهِيم بْن أدهم. قَالَ:
وقف رَجُل صوفِي عَلَى إِبْرَاهِيم بْن أدهم فَقَالَ: يا أبا إِسْحَاق، لم حُجِبَتِ القلوبُ عَنِ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ؟ قَالَ: لأنها أحبت ما أبغض اللَّه، أحبت الدُّنْيَا، ومالت إِلَى دار الغرور وَاللهو واللعب، وترك العمل لدار فِيهَا حياة الأبد، فِي نعيم لا يزول ولا ينفد، خالد مخلد، فِي ملك سرمد، لا نفاد له ولا انقطاع.
حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن أَبِي عَلِيّ المعدل، حدّثنا عبد الله بن إبراهيم الزينبي، حدّثنا أحمد بن أبي عوف، حدّثنا إبراهيم بن بشّار، حَدَّثَنِي أَبُو أيوب المقرئ. قَالَ: كلم اللَّه تَعَالَى مُوسَى مائة ألف كلمة، وأربعة وعشرين ألف كلمة، فذكر كلمة كلمة قَالَ له: «يا ابْن عمران، كل خدن لَكَ لا يؤازرك عَلَى طاعتي فاتخذه عدوا كائنا من كان» .(6/45)
3071- إبراهيم بن بيهويه بن منصور بن منصور بْن مُوسَى، الفارسي:
حدث عنه أَبُو الْقَاسِم بن الثلاج، عَن إِبْرَاهِيم بْن الهيثم البلدي، ونصر بْن منصور التنوخي.
أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي علي، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْن عَبْد اللَّه الشاهد، حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَيْهَوَيْهِ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ مُوسَى الْفَارِسِيُّ- بِقَطِيعَةِ الرّبيع تاجر ثقة من كتابه- حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ التَّنُوخِيُّ- مِنْ سَاكِنِي مَرْوَ قَدِمَ عَلَيْنَا بَغْدَادَ فِي سنة سبعين ومائتين- حدّثنا آدم بن أبي إياس، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ. قَالَ: أَدْرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُقْرَنَيْنِ يَمْشِيَانِ إِلَى الْبَيْتِ، فَقَالَ: «مَا بَالُ الْقِرَان؟» .
قَالُوا: نَذَرَا أَنْ يَمْشِيَا إِلَى الْبَيْتِ مُقْرَنَيْنِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ هَذَا بِنَذْرٌ، اقْطَعُوا قِرَانَهُمَا» فَقَطَعُوا قِرَانَهُمَا، وَنَظَرَ وَهُوَ يَخْطُبُ إِلَى أَعْرَابِيٍّ قَائِمٍ فِي الشَّمْسِ فَقَالَ لَهُ: «مَا شَأْنُكَ؟» . فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ نَذَرْتُ أَنْ لا أَزَالَ قَائِمًا فِي الشَّمْسِ حَتَّى تَفْرُغَ. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ هَذَا بِنَذْرٍ، إِنَّمَا النَّذْرُ مَا ابْتُغِيَ بِهِ وَجْهُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَتَبَارَكَ وَتَعَالَى» [1]
. حرف الثاء من آباء الإبراهيمين
3072- إِبْرَاهِيم بْن ثابت، أَبُو إِسْحَاق الدعاء [2] :
حكى عَنِ الجنيد بْن مُحَمَّد، وأبي ثمامة الأنصاري. روى عنه يُوسُف بْن عُمَر القواس، وعلي بْن الْحَسَن الصيقلي القزويني، وأبو عَبْد الرحمن السلمي النِّيسَابُورِيّ.
حَدَّثَنِي الْحَسَن بْن أَبِي طَالِبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يوسف بن عمر القواس، حدّثنا إبراهيم ابن ثابت الدعاء قَالَ: سمعت أبا ثمامة الأنصاري قَالَ: كنت عند ذي النون المصري فَقَالَ له رجل ممن كان حاضرا: يا أبا الفيض رضي الله عنك؛ عظني بموعظة أحفظها عنك. فَقَالَ له: وتقبل؟ قَالَ: أرجو إن شاء اللَّه. قَالَ: توسد الصبر، وعانق الفقر، وخالف النفس، وقاتل الهوى، وكن مع الله حيث كنت.
__________
[1] 3071- انظر الحديث في: مسند أحمد 2/183. ومجمع الزوائد 4/186. وكنز العمال 46587.
[2] 3072- الدّعّاء: هذا لمن يدعو كثيرا واشتهر بذلك (الأنساب 5/3180) .(6/46)
أَخْبَرَنِي الحسين بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن المؤدب، أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن ابن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الصيقلي القزويني الواعظ بهمذان قَالَ: سمعت إِبْرَاهِيم بْن ثابت الدعاء الزاهد ببغداد يقول: سمعت أبا الْقَاسِم الجنيد بْن مُحَمَّد يَقُولُ: سَمِعْتُ سريا السقطي يقول: صليت وردي ليلة ومددت رجلي فِي المحراب، فنوديت؛ يا سري كذا تجالس الملوك؟! قَالَ: فضممت رجلي وقلت: وعزتك لا مددتها أبدا. قَالَ الجنيد: فبقي بعد ذلك ستين سنة ما مد رجله ليلا ولا نهارا! أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الحسين النِّيسَابُورِيّ قَالَ: قلت لإبراهيم بْن ثابت- وقت مفارقته- أوصني: فَقَالَ: دع ما تندم عَلَيْهِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد الرحمن إسماعيل بن أحمد بن عبد الله الحيري، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد الرَّحْمَن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن السلمي قَالَ: إِبْرَاهِيم بْن ثابت الدعاء أَبُو إِسْحَاق البغدادي كَانَ لقي الجنيد، وصحب المشايخ بعده، وكَانَ من أورع المشايخ وأزهدهم، وأحسنهم حالا، وَالزمهم لطريقة الشريعة، وكَانَ يكون له الحلقة ببغداد فِي الجامع، لقيته وشاهدته وسمعت عليا الرومي يقول: توفِي سنة تسع وستين وثلاثمائة.
حَدَّثَنِي أَبُو الحسين هلال بْن المحسن الكاتب قَالَ: توفِي أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن ثابت الدّعّاء في صفر سنة سبعين وثلاثمائة، وقد بلغ مائة سنة.
حرف الجيم من آباء الإبراهيمين
3073- إِبْرَاهِيم بْن جَعْفَر المتوكل عَلَى اللَّه بْن مُحَمَّد المعتصم بالله بْن هارون الرشيد بْن مُحَمَّد المهدي بن عبد الله المنصور بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيّ بْن عَبْدِ اللَّه بن الْعَبَّاس بْن عَبْد المطلب:
عقد له أخوه المعتز بالله الأمر من بعده، ولقبه المؤيد بالله، ودعا له بذلك عَلَى المنابر فِي سائر الممالك، ثم بلغ المعتز بالله عنه أمر كرهه، فضربه وطالبه بأن يحل الناس من بيعته ففعل، ثم حبسه يوما وأخرج من محبسه ميتا لا أثر بِهِ. وذلك لثمان ليال بقين من رجب سنة اثنتين وخمسين ومائتين.
3074- إِبْرَاهِيم بْن جَعْفَر بْن مُحَمَّد الفقيه، المعروف بابن المخلص، البصري:
سكن بغداد وحدث بِهَا عَن مُحَمَّد بْن مهدي بْن هلال الأسدي، ومحمّد بن(6/47)
أيوب العباداني ويَعْقُوب بْن عَبْد الرحمن الواعظ. روى عنه أَبُو عمرو بن السماك، وعبد الملك بْن الْحَسَن السقطي.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدّثنا إبراهيم بن جعفر البصريّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَهْدِيِّ بْنِ هِلالٍ الأَسْدِيُّ، حَدَّثَنِي ابْنُ مَهْدِيٍّ.
وَأَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ يُوسُفَ المعدل، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَعْفَرٍ الْبَصْرِيُّ الْفَقِيهُ- فِي مجلس يوسف القاضي- حدّثنا محمّد بن مهديّ بن هلال، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ تَعَلَّمَ بَابًا مِنَ الْعِلْمِ عَمِلَ بِهِ أَوْ لَمْ يَعْمَلْ بِهِ كَانَ أَفْضَلَ مِنْ صَلاةِ أَلْفِ رَكْعَةٍ، فَإِنْ هُوَ عَمِلَ بِهِ أَوْ عَلَّمَهُ كَانَ لَهُ ثَوَابُهُ وَثَوَابُ مَنْ يَعْمَلُ بِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» [1]
. 3075- إِبْرَاهِيم بْن جَعْفَر الفقيه:
حدث عَن سويد بْن سَعِيد. روى عنه أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الصَّرْصَرِيِّ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ محمّد النّعاليّ، حدّثنا أحمد بن محمّد الصرصري، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَعْفَرٍ الْفَقِيهُ، عَنْ سُوَيْدِ بن سعيد الحدثاني قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ أَبِي يَحْيَى الْقَتَّاتِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ عَشِقَ وَكَتَمَ وَعَفَّ ثُمَّ مَاتَ مَاتَ شَهِيدًا» [2]
. أَحْسَبُ هَذَا غَيْرَ الْبَصْرِيِّ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
3076- إِبْرَاهِيم أمير المؤمنين المتقى لِلَّهِ بْن جَعْفَر المقتدر باللَّه بْن أَحْمَدَ المعتضد بالله بْن أَبِي أَحْمَد الموفق بالله بْن جَعْفَر المتوكل على اللَّه بْن مُحَمَّد المعتصم بالله بن الرشيد بن محمد المهدي بن عبد الله المنصور بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيّ بْن عَبْدِ اللَّه بْن الْعَبَّاس بْن عَبْد المطلب، يكنى أبا إِسْحَاق، ولي الخلافة بعد أخيه الراضي بالله [3] :
أَخْبَرَنَا عبيد اللَّه بْن عُمَر بْن أحمد الواعظ، حدّثنا أبي قال: المتقى لله أبو إسحاق
__________
[1] 3074- انظر الحديث في: إتحاف السادة المتقين 2/100. وكنز العمال 28852.
[2] 3075- سبق تخريجه، راجع الفهرس.
[3] 3076- انظر: تاريخ الخميس 2/352. ومروج الذهب 2/412- 420. وفوات الوفيات 1/4.
وأخبار الراضي والمتقي 186- 285. وأخبار الخلفاء لابن الساعي 81. والنبراس 119.
والأعلام 1/35.(6/48)
إِبْرَاهِيم بْن جَعْفَر المقتدر بالله، وأمه أم ولد تسمى خلوب، أدركت خلافته، ومولده فِي شعبان سنة سبع وتسعين ومائتين، واستخلف يوم الأربعاء لعشر بقين من ربيع الأول ستة تسع وعشرين وثلاثمائة، فكَانَت خلافته ثلاث سنين وأحد عشر شهرا، وخلع يوم السبت لعشر بقين من صفر سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة، بموضع يقال له السندية عَلَى نهر عِيسَى، وسملت عينا المتقي لِلَّهِ من آخر نهار يومه فذهبتا، وكَانَت سنه يوم خلع خمسا وثلاثين سنة وأشهرا، وكَانَ رجلا معتدل الخلق، حسن الجسم، قصير الأنف، أبيض مشربا حمرة، فِي شعره شقرة وجعودة، حسن اللحية كثها، ليس بالطويل ولا بالقصير، أشهل العينين، لم يشب.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن أَبِي عَلِيّ البصري، حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: قَالَ لي أَبُو الحسين بْن عياش:
اجتمعت فِي أيام المتقي إِسْحَاقات كثيرة، فانسحقت خلافة بني الْعَبَّاس فِي أيامه وانهدمت قبة المنصور الخضراء التي كان بها فخرهم فقلت له: ما كَانَت الإِسْحَاقات؟ قَالَ: كَانَ يكنى أبا إِسْحَاق، وكَانَ وزيره القراريطي يكنى بأبي إِسْحَاق، وكَانَ قاضيه ابْن إِسْحَاق الخرقي، وكَانَ محتسبه أَبُو إِسْحَاق بْن بطحاء، وكَانَ صاحب شرطته أَبُو إِسْحَاق بْن أَحْمَد ابْن أمير خراسان، وكَانَت داره القديمة فِي دار إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم المصيصي، وكَانَت الدار نفسها دار إِسْحَاق بْن كَنْدَاج.
وَقَالَ لي: كَانَ مع هذا يتأله، وفِيهِ صلاح وكثرة صيام وصلاة، وكَانَ لا يشرب النبيذ، وقيل أنه لم يشربه قط، وكَانَ فِيهِ كف عَن كثير مما كَانَ من تقدمه يرتكبه، وكان فيه وفاء وقناعة.
وبلغني أن المتقي لِلَّهِ عاش بعد أن خلع من الخلافة أربعا وعشرين سنة، وتوفِي يوم الإثنين لأربع عشرة ليلة بقيت من شعبان سنة سبع وخمسين وثلاثمائة، ودفن فِي الجانب الغربي بدار إِسْحَاق فِي تربته، وكَانَ مبلغ عمره ستين سنة وأياما.
3077- إِبْرَاهِيم بْن جابر بْن عَبْد الرحمن، الْمَرْوَزِيُّ، يعرف بالبح:
سكن بغداد وحدث بِهَا عَن عَبْد الرحيم بْن هارون الغساني، ومُوسَى بْن داود الضبي، وحماد بْن المهاجر. روى عنه عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حَنْبَل، وأَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن إِسْحَاق الصوفِي، ومحمد بْن مُحَمَّد الباغندي، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُحَسِّنِ التنّوخيّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَاهبزد الأصبهانيّ، حدّثنا محمّد بن محمّد الباغندي، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَابِرٍ الْمَرْوَزِيُّ.(6/49)
وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْقَاهِرِ بن أسد الأسديّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْد اللَّهِ بْن عبد المطّلب، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ يُونُسَ بْنِ السكن بن صغير القنطري، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَابِرٍ الْكَاتِبُ الْمَرْوَزِيُّ- بِبَغْدَادَ- حدّثنا عبد الرّحيم بن هارون الغساني.
أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ. قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ لَمْ يَعْرِفْ فَضْلَ نِعْمَةِ اللَّهِ عَلَيْهِ إِلا فِي مَطْعَمِهِ وَمَشْرَبِهِ فَقَدْ قَصَرَ عِلْمُهُ وَدَنَا عَذَابُهُ» [1]
. أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن أَبِي جَعْفَر القطيعي وَالْقَاضِي أَبُو العلاء الواسطي. قَالا: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن إِسْحَاقَ الصوفِي، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيم بْن جابر بْن عَبْد الرحمن الْمَرْوَزِيُّ البح، وكَانَ ثقة.
3078- إِبْرَاهِيم بْن جابر بْن عِيسَى، أَبُو إِسْحَاق الغطريفي [2] :
حدث عَنِ الحر بْن مالك، وأَحْمَد بْن شجاع الْمَرْوَزِيُّ، وعَبْد اللَّهِ بْن عَبْد العزيز بْن أَبِي داود. رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد بْن مَخْلَد وغيره.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهديّ، أخبرنا محمّد بن مخلد العطّار، حدّثنا إبراهيم بن جابر بن عيسى، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ شُجَاعٍ الْمَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنَا حَكِيمُ بْنُ زَيْدٍ- وَقَدْ رَوَى عَنْهُ الشّيبانيّ- عَنْ إِبْرَاهِيمَ الصَّائِغِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَيْرُ الشُّهَدَاءِ حَمْزَةُ، وَرَجُلٌ قَامَ فَأَمَرَ وَنَهَى فَقُتِلَ عَلَى ذَلِكَ» [3]
. قرأت فِي كتاب ابن مخلد بخطه: سنة خمس وستين ومائتين فيها مات أبو إسحاق ابن جابر بْن عِيسَى فِي شهر ربيع الآخر.
3079- إِبْرَاهِيم بْن جابر، أَبُو إِسْحَاق الفقيه:
حدث عَنِ الحسين بْن عَبْد الرحمن الجرجرائي، وَالحسن بْن أَبِي الربيع الجرجاني، وأَحْمَد بْن مَنْصُور الرمادي، وعباس بْن مُحَمَّد الدوري، ومُحَمَّد بن عَبْد الملك الدقيقي، وحمدان بْن عَلِيّ الوراق، روى عنه أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بْنِ هَارُون
__________
[1] 3077- انظر الحديث في: كنز العمال 6477. والكامل لابن عدي 5/1922.
[2] 3078- الغطريفي: هذه النسبة إلى الغطريف وهو جد المنتسب إليه (الأنساب 9/159) .
[3] انظر الحديث في: إتحاف السادة المتقين 7/64. وتخريج الإحياء 2/377.(6/50)
الخلال، وأبو الْقَاسِم الطبراني، وعبيد اللَّه بْن عَبْد الرحمن الزهري، وكَانَ ثقة إماما.
وله كتاب مصنف فِي اختلاف الفقهاء جم المنافع كثير الفوائد.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْن شهريار الأصبهاني، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدّثنا إبراهيم بن جابر الفقيه البغدادي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الدَّقِيقِيُّ الْوَاسِطِيُّ، حدّثنا معلى بن عبد الرّحمن الواسطيّ، حدّثنا شريك، عن عاصم ابن سُلَيْمَانَ الأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ إِذَا جَامَعُوا نِسَاءَهُمْ عَادُوا أَبْكَارًا» [1]
. قَالَ سُلَيْمَان: لم يروه عَن عاصم إلا شريك، تفرد بِهِ معلى.
حَدَّثَنِي الأَزْهَرِيّ، عَنْ أَبِي الْحَسَن الدارقطني قَالَ: إِبْرَاهِيم بْن جابر أَبُو إِسْحَاق الفقيه صاحب كتاب «الاختلاف» ؛ إمام فاضل.
ذكر لي أَبُو بَكْر الْبَرْقَانِيّ أن أربعة من أهل العلم اجتمع لهم الفقه وَالحَدِيث، أحدهم إِبْرَاهِيم بْن جابر.
بلغني أن إِبْرَاهِيم بْن جابر ولد فِي سنة خمس وثمانين ومائتين، ومات فِي شهر ربيع الآخر من سنة عشر وثلاثمائة.
حرف الحاء من آباء الإبراهيمين
3080- إِبْرَاهِيم بْن الْحَسَن بْن الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب، أمه فاطمة بنت الْحُسَيْن بْنِ عَلِيّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ:
وَيُقَالُ إنه كَانَ أشبه الناس برسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أخذه أَبُو جَعْفَر المنصور وأخذ أخاه عَبْد اللَّهِ فحبسهما بسبب مُحَمَّد وإبراهيم ابني عَبْد اللَّهِ بْن الْحَسَن، وذكر مُحَمَّد بْن سلام الجمحي أن إِبْرَاهِيم بْن الْحَسَن مات ببغداد.
كذلك حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن أَبِي طالب، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن إبراهيم، أخبرنا أبو أحمد محمّد بن أحمد الجريري، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن الحارث الخزاز. قَالَ: قَالَ محمّد ابن ابن سلام الجمحي: وأما إِبْرَاهِيم بْن الْحَسَن بْن الْحَسَن بْن عَلِيّ فمات ببغداد.
__________
[1] 3079- انظر الحديث في: العلل المتناهية 2/448. وتنزيه الشريعة 276. وكشف الخفا 1/263. والمعجم الصغير 1/91.(6/51)
قلت: وَالصحيح أن وفاته كَانَت بالهاشمية فِي محبسه.
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْعَلَوِيُّ، حَدَّثَنِي جَدِّي يَحْيَى بْن الْحَسَن بْن جَعْفَر قَالَ: توفي إِبْرَاهِيم بْن الْحَسَن بْن الْحَسَن سنة خمس وأربعين ومائة بالهاشمية وَهُوَ فِي حبس أَبِي جَعْفَر، وَهُوَ ابْن سبع وستين سنة، وَهُوَ أول من مات فِي الحبس من بني الْحَسَن، وتوفي فِي شهر ربيع الأول.
3081- إِبْرَاهِيم بْن الحارث بْن إسماعيل، أَبُو إِسْحَاق البغدادي [1] :
سكن نيسابور وحدث بِهَا عَن يزيد بْن هارون، وأبي النضر هاشم بْن الْقَاسِم، وَحجاج بْن مُحَمَّد الأعور، وَيحيى بْن أَبِي بكير، وأقرانهم. روى عنه مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل البخاري فِي صحيحه وجعفر بن محمّد بن نصر الحصيري [2] . وإبراهيم ابن أبي طالب، وأبو حامد بن الشرقي، ومكي بن عبدان، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة، النيسابوريون.
وسمعت هبة بن الحسن بن منصور الطبراني يقول: ولد إِبْرَاهِيم بْن الحارث بْن إسماعيل البغدادي بالموصل، ونشأ ببغداد، ونزل بنيسابور.
حَدَّثَنِي أَبُو مَسْعُودٍ سُلَيْمَانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ محمّد بن سليمان الأصبهانيّ- لفظا- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَعْفَرٍ الْيَزْدِيُّ، حدّثنا محمّد بن الحسين القطّان، حدّثنا إبراهيم بن الحارث البغدادي، حدّثنا يحيى بن أبي بكير الكرمانيّ، حدّثنا زهير بن معاوية الجعفي، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، خَتَنِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَخِي جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ- قَالَ: وَاللَّهِ مَا تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ مَوْتِهِ دِينَارًا، وَلا دِرْهَمًا، وَلا عَبْدًا، وَلا أَمَةً، وَلا شَيْئًا، إِلا بَغْلَتَهُ الْبَيْضَاءَ، وَأَرْضًا جَعَلَهَا صَدَقَةً.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يعقوب، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْل مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم المزكي قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن زياد قَالَ: مات إِبْرَاهِيم بْن الحارث البغدادي بنيسابور سنة خمس وستين ومائتين.
وقال أبو نعيم: قرأت بخط أَبِي عمرو المستملي: دفن إبراهيم بن الحارث البغدادي
__________
[1] 3081- انظر: تهذيب الكمال 158 (2/65) . وتذهيب الكمال 1/ورقة 34. والكاشف 1/78.
وإكمال مغلطاي 1/ق 50. والوافي للصفدي 5/342.
[2] في المطبوعة، والصيمصاطية: «الخضيري» خطأ، والصحيح ما في الأصل وما أثبتناه.(6/52)
يوم الثلاثاء لسبع ليال خلون من المحرم سنة خمس وستين ومائتين بعد الظهر، وصلى عَلَيْهِ يَحْيَى بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى، وكنت فِي الصف الأول.
3082- إِبْرَاهِيم بْن الحارث بْن مصعب بْن الوليد بْن عبادة بْن الصامت، أَبُو إِسْحَاق العبادي [1] :
نزل الثغر الشامي، وحدث عن علي بن المديني، وعَبْد الرَّحْمَنِ بْن عفان الصوفِي.
روى عنه أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَبِي مُوسَى الأَنْطَاكِيُّ، وأبو بكر بْن أَبِي داود السجستاني.
وَقَالَ ابن أَبِي داود: كَانَ إِبْرَاهِيم بْن الحارث البغدادي بغداديا، كتبنا عنه بطرسوس.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أحمد بن رزق، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن عتاب، حدّثنا أحمد بن أبي موسى- بأنطاكية- حدّثنا إبراهيم بن الحارث، حَدَّثَنَا عَبْد الرحمن بْن عفان عَن إسماعيل القاري. قَالَ: قَالَ لي فضيل بْن عياض. حَدَّثَنَا إسماعيل: كل حزن بلاء، إلّا حزن التائب.
وأخبرنا ابن رزق، أخبرنا ابن عتّاب، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَبِي مُوسَى، حَدَّثَنَا إبراهيم بن الحارث العبّاديّ، حدّثنا عبد الرّحمن بن عفّان، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْن عياش قَالَ: صليت خلف فضيل بْن عياض المغرب وعلي ابنه إِلَى جانبي فقرأ:
أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ
فلما قَالَ: لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ
[التكاثر 1: 6] سقط عَلِيّ بْن فضيل عَلَى وجهه مغشيا عَلَيْهِ، وبقى فضيل عند الآية، فقلت فِي نفسي: ويحك ما عندك من الخوف ما عند فضيل وعلي؟ فلم أزل أَنْتَظر عليا فما أفاق إِلَى ثلث من الليل بقى.
حدثت عَن عَبْد العزيز بن جعفر الحنبلي قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَد بْنُ مُحَمَّدِ بْن هارون الخلال. قَالَ: إِبْرَاهِيم بْن الحارث العبادي رَجُل من كبار أصحاب أَبِي عَبْد اللَّهِ- يعني أَحْمَد بْن حَنْبَل- روى عنه أَبُو بَكْر الأثرم، وحرب بْن إسماعيل، وجماعة من الشيوخ المتقدمين، وكَانَ أَبُو عَبْد اللَّهِ يعظمه ويرفع قدره، ويحتمله فِي أشياء لا يحتمل فِيهَا غيره، يبسطه فِي الكلام بحضرته، ويتوقف أَبُو عَبْد اللَّهِ عَنِ الجواب فِي الشيء
__________
[1] 3082- انظر: تهذيب الكمال 159 (2/66) .(6/53)
فِيجيب بحضرة أَبِي عَبْد اللَّهِ، فِيعجب أَبُو عَبْد اللَّهِ ويقول: جزاك اللَّه خيرا يا أبا إِسْحَاق، حكى ذلك أَبُو بَكْر الأثرم [1] .
3083- إِبْرَاهِيم بْن حيان البيع:
حدث عَن خلف بْن سالم المخرمي. روى عنه أَحْمَد بْن يوسف بن السماك الفقيه.
أخبرني أبو القاسم الأزهري، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ- مِنْ لَفْظِهِ- حدثنا أبو عبد الله أحمد بن يوسف الضحاك. قال: حدّثنا إبراهيم بن حيّان البيّع البغدادي، حدّثنا خلف بن سالم، حدّثنا محمّد بن جعفر غندر، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ هُشَيْمٍ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَيْسَ الْخَبَرُ كَالْمُعَايَنَةِ» [2]
. وَهَكَذَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ الْمُخَرِّمِيُّ عَنْ خَلَفِ بْنِ سَالِمٍ.
3084- إِبْرَاهِيم بْن حكيم القصار [3] :
حدث عَن عبيد اللَّه بْن عُمَر القواريري. رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد بْن مَخْلَد.
أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الفقيه، حدّثنا علي بن عمر الحافظ، حدّثنا محمّد بن مخلد، حدّثني إبراهيم بن حكيم القصّار، حدّثنا عبيد الله القواريري، حدّثنا محمّد بن الحارث، عن ابن السلماني، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا شُفْعَةَ لِصَغِيرٍ، وَلا لِغَائِبٍ، وَلا لِشَرِيكٍ، وَالشُّفْعَةُ كَحَلِّ الْعِقَالِ» [4]
. 3085- إِبْرَاهِيم بْن الحسين بْن عَلِيّ، أَبُو إِسْحَاق الخضيب [5] الصفار:
حدث عَن عبيد اللَّه بْن عُمَر القواريري. روى عنه عَبْد الصمد بْن عَلِيّ الطستي.
3086- إِبْرَاهِيم بْن الحسين بْن الفرج، الهمذاني:
وَهُوَ أخو أَبِي ميسرة مُحَمَّد بْن الحسين. ورد بغداد حاجا. وحدث بها عن محمد
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/66، 67.
[2] 3083- انظر الحديث في: مسند أحمد 1/271. وصحيح ابن حبان 2087. والدرر المنتثرة 134. وكشف الخفا 2/236. والكامل لابن عدي 1/203، 4/1580، 7/2493، 2596.
[3] 3084- القصّار: هذه النسبة إلى قصارة (الأنساب/ 163) .
[4] انظر الحديث في: السنن الكبرى للبيهقي 6/108. والكامل لابن عدي 6/2188.
وكنز العمال 17718.
[5] 3085- الخضيب: هذا الاسم لمن يخضب لحيته بالحمرة على وجه السنة (الأنساب 5/142) .(6/54)
ابن خليد الحنفِي، وعبد الحميد بْن عصام الجرجاني. روى عنه مُحَمَّد بْن مخلد، وأبو الْقَاسِم الطبراني.
أخبرني الأزهري، حدّثنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان، حدّثنا محمّد بن مخلد، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْعَلاءِ أخو أبي ميسرة الهمذاني، حدّثنا محمّد بن خليد، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «زُرْ غِبًّا، تَزْدَدْ حُبًّا» [1]
. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَهْرَيَارَ، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْعَلاءِ الهمذاني- ببغداد سنة سبع وثمانين ومائتين- أخبرنا عبد الحميد بن عصام الجرجاني، حدّثنا أبو داود الطيالسي، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ قَالَ: خَطَبَنَا عُمَرُ بِالْجَابِيَةِ فَقَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقَامِي فِيكُمْ فَقَالَ: «أَكْرِمُوا أَصْحَابِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَفْشُو الْكَذِبُ حَتَّى يَشْهَدَ الرَّجُلُ وَلَمْ يُسْتَشْهَدْ، وَيَحْلِفَ ولَمْ يُسْتَحْلَفْ، فَمَنْ أَرَادَ بُحْبُحَةَ الْجَنَّةِ فَلْيَلْزَمِ الْجَمَاعَةَ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الْوَاحِدِ وَهُوَ مِنَ الاثْنَيْنِ أَبْعَدُ، أَلا لا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ فَإِنَّ ثَالِثَهُمَا الشَّيْطَانُ، أَلا وَمَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ وَسَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ فَهُوَ مُؤْمِنٌ» [2]
. قَالَ سُلَيْمَان: لَمْ يَرْوِهِ عَن شُعْبَةَ إِلا أَبُو داود، تفرد بِهِ ابْن عصام.
أَخْبَرَنَا أَبُو منصور مُحَمَّد بْن عيسى بْن عبد العزيز البزّاز- بهمذان- حدّثنا صالح ابن أحمد بن محمّد الواعظ. قَالَ: إِبْرَاهِيم بْن الحسين بْن الفرج أخو أَبِي ميسرة؛ روى عَن عَبْد الحميد بْن عصام الجرجاني وضربائه. روى عنه الطبراني بأصبهان، ويدل على أنه كتب عنه فِي طريق الحج، و [أنه] [3] روى عنه أَبُو عمران مُوسَى بْن سَعِيد وَقَالَ لي: كتبت عنه فِي طريق الحج. قَالَ صَالِح: ولم يكن يعرف عندنا بالتحَدِيث وَهُوَ شيخ ليس بالمشهور.
3087- إِبْرَاهِيم بْن الحسين بْن زريق، أبو إسحاق:
هو ابْن أخت مُحَمَّد بْن مخلد الدوري، حدث عَنِ الربيع بْن ثعلب. روى عنه خاله محمّد بن مخلد.
__________
[1] 3086- انظر الحديث في: المستدرك 3/347، 4/330. ومجمع الزوائد 8/75. والمعجم الكبير 4/26. والصغير 1/107. وكشف الخفا 1/528. والعلل المتناهية 2/253
[2] انظر الحديث في: المعجم الصغير للطبراني 1/89. وشرح السنة 9/27.
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(6/55)
حَدَّثَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ البيّع، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرِ بْنِ عِمْرَانَ الرَّازِيُّ، أخبرنا محمّد بن مخلد، حدّثني إبراهيم بن الحسين بن زريق بن أختي، أخبرنا الرّبيع- يعني ابن ثعلب- حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْمُؤَدِّبُ عَنْ عَاصِمٍ. قَالَ: أَخَذْتُ بِيَدِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فَطَافَ بِالْبَيْتِ، فَكَانَ لا يُحَاذَى بِشَيْءٍ مِنَ الأَرْكَانِ إِلا رَفَعَ يَدَيْهِ وَكَبَّرَ، قَالَ عَاصِمٌ: فَرَجَعَ حَيْثُ أَخَذْتُ بِيَدِهِ الَّتِي بَايَعَ بِهَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أنبأَنَا أَبُو سعد الماليني قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد بْن الفرات قال: حدّثنا مُحَمَّد بْن مخلد قَالَ: سنة تسع وتسعين ومائتين فيها مات أَبُو إسحاق بن أختي- إِبْرَاهِيم بْن الحسين بْن زريق.
3088- إِبْرَاهِيم بْن الحسين بْن داود بْن مُوسَى، أَبُو إِسْحَاق القطان [1] :
حدث عَن مُحَمَّد بْن خَلَفِ بْنِ عَبْدِ السَّلامِ الْمَرْوَزِيُّ، ومُحَمَّد بْن أَبِي هارون الوراق. رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الوراق، ويُوسُف بْن عُمَر القواس، وأبو الْقَاسِم ابْن الثلاج.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْن أَبِي عُثْمَان الدقاق، حدّثنا محمّد ابن إسماعيل الورّاق، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ داود القّطّان- سنة إحدى عشرة وثلاثمائة- حدّثنا محمّد بن خلف المروزيّ، حدّثنا موسى بن إبراهيم المروزيّ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خُلِقْتُ أَنَا وَهَارُونُ بْنُ عِمْرَانَ، وَيَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، مِنْ طَيِنَةٍ وَاحِدَةٍ» [2]
. 3089- إِبْرَاهِيم بْن الحسين بْن حكمان، أَبُو منصور الصيرفِي المعروف بابن الكرجي:
سمع أَحْمَد بْن عبيد بْن إسماعيل الصفار، وأبا بكر الشافعي، وأبا عَلِيّ بن الصواف وهذه الطبقة. وكَانَ قد أكثر الكتاب، وأراد أن يصنف مسندا معللا، فكَانَ أَبُو الْحَسَن الدارقطني يحضره عنده فِي كل أسبوع يوما، ويعلم عَلَى الأحاديث فِي أصوله، وينقلها شيخنا أَبُو بَكْر البرقاني، وكان إذ ذاك بورق له ويملى عليه أبو
__________
[1] 3088- القطان: هذه النسبة إلى بيع القطن (الأنساب 10/184) .
[2] انظر الحديث في: الموضوعات، لابن الجوزي 1/339. وتنزيه الشريعة 1/351.
واللآلئ المصنوعة 1/165. والفوائد المجموعة 342.(6/56)
الْحَسَن علل الأحاديث، حتى خرج من ذلك شيئا كثيرا، وتوفِي أَبُو منصور قبل استتمامه، فنقل الْبَرْقَانِيّ كلام الدارقطني ورتبه عَلَى المسند، وقرأه عَلَى أَبِي الْحَسَن وسمعه الناس بقراءته. فهو كتاب «العلل» الَّذِي دونه الناس عَنِ الدارقطني. وقد حدث الدارقطني عَن أَبِي منصور بن الكرجيّ في كتاب «المدبج» [1] حَدِيثا.
أَخْبَرَنَاهُ الْقَاضِي أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أحمد الدلوي، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الدَّارَقُطْنِيُّ قَالَ: حَدَّثَ أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُعْبَةَ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَعْمَرٍ الْعمركِيُّ، حدّثنا يعلى بن عبيد، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ ابن عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا وَضَعَ رِجْلَهُ فِي الْغَرْزِ، وَاسْتَوَتْ بِهِ نَاقَتُهُ، أَهَلَّ مِنْ مَسْجِدِ ذِي الْحُلَيْفَةِ.
قَالَ أَبُو الْحَسَن الدارقطني: حَدَّثَنِي بِهِ إِبْرَاهِيم بْن الحسين، حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن مُحَمَّد النعالي عنه.
أَخْبَرَنَا أبو بكر البرقاني، أخبرنا إسحاق بن محمّد النّعاليّ، أخبرنا ابن شعبة، حَدَّثَنَا عمرو بْن معمر العمركي بنحوه.
سألت البرقاني عن أبي منصور بن الكرجي فقلت له: هل كتبت عنه؟ فَقَالَ:
علقت عنه شيئا يسيرا.
قَالَ الْبَرْقَانِيّ: ولم أر مثل أَبِي منصور، صحبته نحوا من عشرين سنة أدام فِيهَا الصيام! قَالَ: وكَانَ وقت العتمة كل ليلة يصلي أربع ركعات، يقرأ فيها سبع القرآن، كل ركعة جزءا. ومات قبل الدارقطني بسنين كثيرة.
3090- إبراهيم بْن الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيم بْن موسى بن عمران، أبو إسحاق التميمي الخراساني:
قدم بغداد حاجا وحدث بِهَا عَنِ الحسين بْن عَلِيّ الطالقاني. حَدَّثَنِي عنه أَبُو الفرج الحسين بْن عَلِيّ الطناجيري.
أخبرنا الطناجيري، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْن الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيم بْن موسى بن عمران التَّمِيمِيُّ- قَدِمَ عَلَيْنَا حَاجًّا فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وثمانين وثلاثمائة- حدّثنا أبو الْحُسَيْنِ بْنُ عَلِيٍّ الْفَقِيهُ الزَّاهِدُ الطَّالْقَانِيُّ- بِهَا- حدّثنا عمار بن ياسر بن عبد
__________
[1] 3089- في الأصل: «كتاب المدبج» .(6/57)
المجيد الهروي، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَفَّانَ بْنِ حَبِيبٍ النَّيْسَابُورِيُّ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ خَادِمُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى كُلَّ يَوْمٍ: أَنَا الْعَزِيزُ، مَنْ أَرَادَ عِزَّ الدَّارَيْنِ فَلْيُطِعِ الْعَزِيزَ»
. 3091- إِبْرَاهِيم بْن الحسين، أَبُو إسحاق البنّا الحَنْبَلي:
حدث عَن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق المقرئ المعروف بشاموخ [1] ، حدّثني عنه عبد العزيز ابن عَلِيّ الأزجي.
3092- إِبْرَاهِيم بْن الحسين، أَبُو إِسْحَاق المؤدب المعروف بالحلاج:
كَانَ متأدبا متفقها، قارئا للقرآن، يقول الشعر، أنشدني لنفسه:
غاب الحبيب فناءتني مخائله ... وجاد دمعي فانهلت هواطله
وبان صبري كما بان الحبيب ومن ... يبن كذا صبره فالشوق قاتله
وَالقتل أيسر من دهر أخاتله ... بين الأَنَام ومن ضد أجامله
وإنما عيشة الإنسان حين يرى ... يوما يؤاتيه أو خلا يشاكله
وأنشدني لنفسه أيضا:
لست لطيب الديار أذكره ... ولا لبعد المزار أهجره
لكن أمرا جرى عَلَى قدر ... سبحان من للفراق قدره
ما كنت أدري بأن فرقته ... تكشف عني ما كنت أستره
ولا ظننت الفراق يقتلني ... فكنت أرضى فِي الحب أيسره
مات أَبُو إِسْحَاق الحلاج فِي شعبان من سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة.
3093- إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمَّادِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْن حَمَّاد بن زيد بن درهم، أبو إسحاق الأزدي، مولى آل جرير بن حازم [2] :
سمع أَحْمَد بْن عبيد اللَّه بْن الْحَسَن العنبري وعلى بْن مسلم الطوسي، وزيد بْن أخزم، وحميد بْن الربيع، وعِيسَى بْن أَبِي حرب، وَالحسن بْن عرفة، ومحمد بْن عَبْد الملك بْن زنجويه، وعلي بْن حرب الطائي، وعبد الله بن شبيب الرّبيع. روى عنه
__________
[1] 3091- في الصميصاطية: «المعروف نساموح» وفي الأصل: «يسناموح» وصححناها من طبقات الحنابلة.
[2] 3093- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/352. وسؤالات حمزة السهمي للدار قطني 179.(6/58)
القاضي أبو الْحَسَن الجراحي وأبو الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيّ، وأبو حفص بْن شاهين، ويوسف ابن عُمَر القواس، وَعمر بْن إِبْرَاهِيم الكتاني، وَأبو طاهر المخلص.
وحَدَّثَنِي الْحَسَن بْن أَبِي طَالِب أن يُوسُف القواس ذكره فِي جملة شيوخه الثقات.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن حسنون النرسي، حدّثنا عمر بن إبراهيم المقرئ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن حماد الأزدي- القاضي الشّيخ الصّالح الرضى- حَدَّثَنِي عبد اللَّهِ بْن أَبِي الفتح عَنْ أَبِي الْحَسَن الدارقطني قَالَ: أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمَّادِ بْنِ إِسْحَاقَ بْن إِسْمَاعِيل بْن حَمَّاد بن زيد ثقة فاضل.
حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ: سمعت حمزة بْن يُوسُف يَقُول: سألت الدارقطني عَن أَبِي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن حماد الْقَاضِي فَقَالَ: ثقة جبل.
حَدَّثَنِي الْحَسَن بْن مُحَمَّد الخلال. قَالَ: قَالَ لنا الْقَاضِي أَبُو الْحَسَن الجراحي: ما جئت إِلَى إِبْرَاهِيم بْن حماد قط إلا وجدته قائما يصلى، أو جالسا يقرأ! قَالَ الخلال: وَقَالَ يُوسُف بْن عُمَر القواس: كنت فِي مجلس أَبِي بكر النِّيسَابُورِيّ فَقَالَ المستملي: رحم اللَّه من ترحم عَلَى إِبْرَاهِيم بْن حماد- وكَانَ قد مات- فسمعت أبا بكر النِّيسَابُورِيّ يقول: لقد ذكرت رجلا ما رأيت أعبد منه.
أَخْبَرَنَا علي بن أبي علي قَالَ: قَالَ لنا أَبُو بَكْر بْن شَاذَانَ: وفِي هذه السنة- يعني سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة- توفِي إِبْرَاهِيم بْن حماد الْقَاضِي.
أَخْبَرَنِي الأزهري، حدثنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان قال: توفِي ابْن عرفة النحوي يوم الأربعاء لست خلون من صفر سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة، وتوفي إبراهيم بن حمّاد بعد وفاة ابن عرفة بيوم.
قَالَ لي عَبْد العزيز بْن عَلِيّ الوراق: توفِي إِبْرَاهِيم بْن حماد فِي يوم الخميس لست خَلون من صفر سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة. ولد فِي رجب من سنة أربعين ومائتين.
3094- إِبْرَاهِيم بن حمّاد بن إبراهيم بن يونس، المعروف بابن نيطرا:
من أهل دير العاقول. حدث عَن شعيب بْن أيوب الصريفِيني، ومحمد بْن عَبْد الملك الدقيقي، وأَحْمَد بْن عَبْد الجبار العطاردي، وأبي داود السجستاني. روى عنه ابنه مُحَمَّد.(6/59)
حدّثني أبو القاسم الأزهري، حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن حمدان الدير العاقولي، حَدَّثَنَا أَبِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْدَانَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، حدّثنا شعيب بن أيّوب، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ سَالِمٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لا يُصَوِّرُ أَحَدٌ صُورَةً إِلا قِيلَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةُ أَحْيِ مَا خَلَقْتَ» [1]
. 3095- إِبْرَاهِيم بْن حبيش بْن دينار، أَبُو إِسْحَاق المعدل:
بغوي الأصل، حدّثنا عَن عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن أَبِي مرة المكي، وأبي الوليد بْن برد الأنطاكي، وإبراهيم الحربي، وأبي مسلم الكجي، وأبي الْعَبَّاس الكديمي. روى عنه أَبُو حفص بْن شاهين، ومحمد بْن جَعْفَر بْن الْعَبَّاس النجار، وعمر بْن إِبْرَاهِيم الكتاني، وغيرهم.
3096- إِبْرَاهِيم بْن حامد بْن شباب، الأصبِهَاني:
قدم بَغْدَاد وَحَدَّثَ بِهَا عَنْ أَحْمَد بْن رستم. روى عنه شيخنا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَسْنُونَ النرسي.
أجاز لي أَبُو نصر بْن حسنون- وحدثنيه ثقة من أصحابنا عنه- قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم ابن حامد بن شبّاب الأصبهانيّ، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مهدي قَالَ: سمعت يَحْيَى بن أكثم يقول: لما أراد المأمون أن يزوج ابنته من الرضى قَالَ لي: يا يَحْيَى تكلم، فأجللته أن أقول له أنكحت، قَالَ: فقلت له: يا أمير المؤمنين أَنْتَ الحاكم الأكبر، وَأَنْتَ أولى بالكلام. فَقَالَ: الحمد لِلَّهِ الَّذِي تصاغرت الأمور بمشيئته، ولا اله إلا اللَّه إقرارا بربوبيته، وصلى اللَّه عَلَى مُحَمَّد عند ذكره. أما بعد: فإن اللَّه جعل النكاح الَّذِي رضيه لكما سببا للمناسبة، ألا وإني قد زوجت زينب ابنتي من عَلِيّ بْن مُوسَى الرضي، وأمهرنا عنه أربعمائة درهم.
3097- إِبْرَاهِيم بْن حمزة بْن مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس بْن الْفَضْلِ بْن الحارث بْن جنادة بْن شبيب بْن يزيد، أَبُو إِسْحَاق الدهقان [2] :
حدث عَن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الباغندي وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الضحاك، وسعيد بْن سعدان الكاتب، ويحيى بْن مُحَمَّد بْن صاعد. كتب عنه أَبُو الْحَسَن بْن رزقويه.
ورَوَى عَنْهُ أَبُو نصر مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن إِبْرَاهِيم الإسماعيلي الجرجاني.
__________
[1] 3094- انظر الحديث في: مسند أحمد 2/139. والمعجم الكبير للطبراني 12/308، 309.
[2] 3097- الدهقان: هذه اللفظة لمن كان مقدم ناحية من القرى (الأنساب 5/379) .(6/60)
3098- إِبْرَاهِيم بْن حمد بْن يُوسُف بْن إِبْرَاهِيم بْن أبان، أَبُو الفضل الهمذاني التاجر [1] :
ساكن بخارى. قدم بغداد فِي آخر سنة أربعين وأربعمائة، وسمع من أَبِي منصور ابْن السواق، وحدث عَن منصور بْن نصر الكاغدي- صاحب الهيثم بن كليب الشاسي- وعن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْقَاسِم الفارسي- صاحب أَبِي بكر بْن خنب- وعن غيرهما.
كتبت عنه حَدِيثين فقط وكَانَ صدوقا دينا. وَقَالَ لي: ولدت بهمذان، وحملت إِلَى بخارى، ولي تسع سنين.
حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْدٍ- بلفظه- أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الحسين المراجلي- ببخارى- حدّثنا خلف بن محمّد بن إسماعيل، حدّثنا موسى بن أفلح، حدّثنا نصر بن المغيرة، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ مُوسَى غُنْجَارٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بن أبي زياد، عن أبان بن عَيَّاشٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «مَا يُتَخَوَّفُ مِنَ الْعَمَلِ أَشَدُّ مِنَ الْعَمَلِ» [2] . فَقِيلَ: يا رسول الله فكيف ذَاكَ؟ قَالَ: «إِنَّ الرَّجُلَ مِنْ أُمَّتِي يَعْمَلُ فِي السِّرِّ فَتَكْتِبُ الْحَفَظَةُ فِي السِّرِّ فَإِذَا حَدَّثَ بِهِ النَّاسَ يُنْسَخُ مِنَ السِّرِّ إِلَى الْعَلانِيَةِ، فَإِذَا أُعْجِبَ بِهِ نُسِخَ مِنَ الْعَلانِيَةِ إِلَى الرِّيَاءِ فَيَبْطُلُ، فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ بِالْعُجْبِ» [3]
. بلغني أنه توفِي ببخارى فِي سنة ستين وأربعمائة.
حرف الخاء من آباء الإبراهيمين
3099- إِبْرَاهِيم بْن خثيم بْن عراك بْن مالك [4] :
مديني الأصل. نزل بغداد وحدث بِهَا عَن أَبِيهِ. روى عنه أَبُو جَعْفَر النفِيلي، ومحمد بْن إِسْحَاق البلخي، وسريج بْن يونس، ومحمد بن موسى الحرشي، وغيرهم.
__________
[1] 3098- التاجر: اشتهر بهذه النسبة جماعة كثيرة اشتغلوا بالتجارة غير أن جمعا عرفوا بهذا الاسم (الأنساب 3/8، 9) .
[2] انظر الحديث في: الموضوعات، لابن الجوزي 3/154.
[3] انظر الحديث في: الموضوعات، لابن الجوزي 1/154. واللآلئ المصنوعة 2/178.
[4] 3099- انظر: الضعفاء للنسائي برقم 13. وميزان الاعتدال 1/30.(6/61)
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدّل، أخبرنا عُثْمَان بْن أَحْمَدَ الدَّقَّاق، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أحمد بن البراء، حدّثنا سريج بن يونس، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خُثَيْمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- يَرْفَعُ الْحَدِيثَ- قَالَ: «مَهْلا عَنِ اللَّهِ مَهْلا، فَإِنَّهُ لَوْلا شَبَابٌ خُشَّعٌ، وَشُيُوخٌ رُكَّعٌ، وَبَهَائِمُ رُتَّعٌ، وَأَطْفَالٌ رُضَّعٌ، لَصَبَبْتُ عَلَيْهِمُ الْعَذَابَ صَبًّا صَبًّا [1] » .
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيد مُحَمَّد بْن مُوسَى بْن الفضل بْن شاذان الصيرفِي- بنيسابور- قَالَ:
سمعتُ أَبَا الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن يعقوب الأصم يقول: سمعت العباس بْن مُحَمَّد الدوري يَقُول: سَمِعْتُ يَحْيَى بْن معين يَقُول: ابْن خثيم بْن عراك بْن مالك كَانَ الناس يصيحون يا ديكليس، وكَانَ لا يكتب عنه.
أنبأَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن عبد الله الكاتب، حدّثنا محمّد بن حميد المخرمي، حدثنا علي بن الحسين بن حبان قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده. قَالَ: أَبُو زكريا إِبْرَاهِيم بْن خثيم بْن عراك بن مالك قد سمعت منه كان هاهنا عَلَى السيب يصيح بِهِ الصبيان: ذا كلاس، لم يكن ثقة ولا مأمونا، رَجُل سوء خبيث.
دفع إِلَيَّ مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزقويه أصل كتابه الَّذِي سمعه من مكرم بْن أحمد القاضي فنقلت منه، ثم حدّثني أبو القاسم الأزهري، أخبرنا عبيد الله بن عثمان الدّقّاق، أخبرنا مكرم بن أحمد، حَدَّثَنِي يزيد بْن الهيثم قَالَ: سمعت يَحْيَى بْن معين يقول: وإبراهيم بْن خثيم بْن عراك ليس بشيء.
حدّثنا أبو محمّد بن عبد العزيز بن أَحْمَد بن علي الكتاني- بدمشق لفظا- حدّثنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني، حَدَّثَنَا عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي، حدّثنا القاسم بن عيسى العصار، حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال: إبراهيم بن خثيم ابن عراك غير مقنع.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر الْبَرْقَانِيّ، حدّثنا يعقوب بن موسى الفقيه الأردبيلي، حدّثنا أحمد ابن طاهر بن النجم الميانجي، أخبرنا سعيد بن عمر البردعي. قَالَ: قلت لأبي زرعة- يَعْنِي الرازي- إِبْرَاهِيم بْن خثيم بْن عراك بْن مالك؟ قَالَ: ليس بالقوي.
قَالَ سَعِيد: وقد كَانَ فِي كتابي حَدِيث عَن زياد بْن أيوب، عَن إبراهيم بن خثيم
__________
[1] انظر الحديث في: السنن الكبرى للبيهقي 3/345. والكامل لابن عدي 1/243. وكنز العمال 5988.(6/62)
ابن عراك بْن مالك، فسألت زيادا عنه فلم يقرأه عَلَيَّ، وذكر أن أَحْمَد بْن حَنْبَل نهاه أن يروى عنه. أو كلاما هذا معناه.
حَدَّثَنَا الْبَرْقَانِيّ، أخبرنا أحمد بن سعيد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: إِبْرَاهِيم بْن خثيم بْن عراك بْن مالك متروك الحَدِيث بغدادي.
3100- إِبْرَاهِيم بْن خالد بْن أَبِي اليمان، أَبُو ثور الكلبي الفقيه [1] :
سمع سُفْيَان بْن عيينة، وإسماعيل بن عُلَيَّةَ، ووكيعا، وأبا معاوية، وعبيدة بْن حميد، وزيد بْن هارون، وَأَبَا قطن عمرو بْن الهيثم، ومحمد بْن عبيد الطنافسي، ومحمد بْن إدريس الشافعي. روى عَنْهُ أَبُو داود السجستاني، ومسلم بْن الحجاج النِّيسَابُورِيّ وعبيد بْن مُحَمَّد بْن خلف البزار، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد البراثي، وقاسم بْن زكريا المطرز وإدريس بْن عَبْد الكريم الحداد، ومحمد بْن صَالِح بْن ذريح العكبري.
وكَانَ أحد الثقات المأمونين، ومن الأئمة الأعلام فِي الدين، وله كتب مصنفة فِي الأحكام جمع فِيهَا بين الحَدِيث وَالفقه [2] .
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم الْحُسَيْن بْن أَحْمَدَ بْن عُثْمَان بن شيطا البزاز، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُعَلَّى الشُّونِيزِيُّ، حدّثنا أبو العبّاس البراثي، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ أَبُو ثَوْرٍ الْكَلْبِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ خِلاسٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَوْ تَعْلَمُونَ- أَوْ يَعْلَمُونَ- مَا فِي الصَّفِّ الأَوَّلِ كَانَتْ قُرْعَةٌ» [3]
. أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يحيى العطشي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ ذَرِيحٍ الْعُكْبَرِيُّ، حدّثنا أبو ثور، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَضَ زَكَاةَ الْفِطْرِ مِنْ رَمَضَانَ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، عَلَى كُلِّ حُرٍّ أَوْ عَبْدٍ، ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى مِنَ المسلمين.
__________
[1] 3100- انظر: تهذيب الكمال 169 (2/80- 83) . والثقات لابن حبان 1/ورقة 14. والجرح والتعديل 1/1/98. وتذكرة الحفاظ 512. وتذهيب الكمال 1/ورقة 35. والكاشف 1/80. الجمع 1/21. ووفيات الأعيان 1/7. والوافي للصفدي 5/344. وميزان الاعتدال 1/29. والمنتظم، لابن الجوزي 11/271.
[2] انظر: تهذيب الكمال 2/82.
[3] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الصلاة 131.(6/63)
أخبرني علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزاز، حَدَّثَنَا أَبُو مزاحم مُوسَى بْن عُبَيْد اللَّه بْن يَحْيَى بْن خاقان. قَالَ: قَالَ لي عمي، سألت أبا عبد الله أحمد ابن مُحَمَّد بْن حَنْبَل عَنِ المعروف بأبي ثور فَقَالَ: ما بلغني عنه إلا خيرا، إلا أنه لا يعجبني الكلام الَّذِي يصيرونه فِي كتبهم [1] .
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن عُمَر المقرئ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْن أَحْمَد الدَّقَّاقُ قَالَ: رأيت عَلَى كتاب أَبِي مُحَمَّد الْحَسَن بْن المغيرة الدقاق سمعت سهل بْن عَلِيّ الدوري، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر الأعين مُحَمَّد بْن أَبِي عتاب قَالَ: سألت أَحْمَد بْن حَنْبَل: ما تقول فِي أَبِي ثور؟ قَالَ: أعرفه بالسنة منذ خمسين سنة، هو عندي فِي مسلاخ سُفْيَان الثوري [2] .
وفِيما أجاز لي أَبُو سعد الماليني وحدثنيه أحمد بن سليمان بن علي المقرئ عنه.
أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن خالد البراثي. قَالَ:
كنت عند أَحْمَد بْن حَنْبَل فسأله رَجُل عَن مسألة فِي الحلال وَالحرام. فَقَالَ له أَحْمَد:
سل عافاك اللَّه غيرنا. قَالَ: إنما نريد جوابك يا أبا عَبْد اللَّهِ، فَقَالَ: سل عافاك اللَّه غيرنا، سل الفقهاء، سل أبا ثور [3] .
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن يُوسُف القطّان، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي بمصر، أَخْبَرَنَا عبد الكريم بن أبي عَبْد الرَّحْمَن أحمد بن شعيب النسائي، أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ:
أَبُو ثور إِبْرَاهِيم بْن خالد الكلبي ثقة مأمون أحد الفقهاء.
أَخْبَرَنَا محمّد بن حمد بن علي الدّقّاق، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِيُّ- بِالْبَصْرَةِ- قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَن بن عبد الرحمن بن خلاد، حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سهيل، حَدَّثَنِي رَجُلٌ ذَكَرَهُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، قَالَ ابْنُ خَلادٍ: وَأُنْسِيتُ أَنَا اسْمَهُ. قَالَ: وَقَفَتِ امَرَأَةٌ عَلَى مَجْلِسٍ فِيهِ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، وَأَبُو خَيْثَمَةَ، وَخَلَفُ بْنُ سَالِمٍ، فِي جَمَاعَةٍ يَتَذَاكَرُونَ الْحَدِيثَ، فَسَمِعَتْهُمْ يَقُولُونَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَوَاهُ فُلانٌ، وَمَا حَدَّثَ بِهِ غَيْرُ فُلانٍ، فَسَأَلْتُهُمْ عَنِ الْحَائِضِ تَغْسِلُ الْمَوْتَى- وَكَانَتْ غَاسِلَةً- فَلَمْ يُجِبْهَا أَحَدٌ مِنْهُم- وَكَانُوا جَمَاعَةً- وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَنْظُرُ إِلَى بَعْضٍ، فَأَقْبَلَ أَبُو ثَوْرٍ
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/81.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/81- 82.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/82.(6/64)
فَقَالُوا لَهَا: عَلَيْكِ بِالْمُقْبِلِ، فَالْتَفَتَتْ إِلَيْهِ وَقَدْ دَنَا مِنْهَا فَسَأَلَتْهُ فَقَالَ: نَعَمْ تَغْسِلُ الْمَيِّتَ، لِحَدِيثِ الْقَاسِمِ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهَا: «أَمَا إِنَّ حَيْضَتَكِ لَيْسَتْ فِي يَدِكِ» [1]
. وَلِقَوْلِهَا: كُنْتُ أَفْرُقُ رَأْسَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَاءِ وَأَنَا حَائِضٌ.
قَالَ أَبُو ثَوْرٍ: فَإِذَا فَرَقَتْ رَأْسَ الْحَيِّ فَالْمَيِّتُ أَوْلَى بِهِ. فَقَالُوا: نَعَمْ رَوَاهُ فلان، وحدّثناه فلان، وتعرفونه به مِنْ طَرِيقِ كَذَا. وَخَاضُوا فِي الطُّرُقِ وَالرِّوَايَاتِ فقالت المرأة: وأين كُنْتُمْ إِلَى الآنَ؟.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْن أَيُّوبَ العكبري- فِي كتابه- أخبرنا عَلِيّ بن أَحْمَدَ بْنِ أَبِي غسان البصريّ- بها- حدثنا زكريا بن يحيى الساجي.
ثم أخبرنا محمّد بن عبد الملك القرشيّ- قراءة- أخبرنا عيّاش بن الحسن البندار، حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني، أَخْبَرَنِي زكريا بْن يَحْيَى قَالَ: سمعت بدر بْن مجاهد يقول: قَالَ لي سُلَيْمَان الشاذكوني: اكتب رأي الشافعي، واخرج إِلَى أَبِي ثور فاكتب عنه، فإنه مذهب أصحابنا الَّذِي كنا نعرفه، وامض إِلَى أَبِي ثور لا يفوتك بنفسه [2] .
قلت: كَانَ أَبُو ثور أولا يتفقه بالرأي، ويذهب إِلَى قول أهل العراق، حتى قدم الشافعي بغداد، فاختلف أَبُو ثور إليه، ورجع عَنِ الرأي إِلَى الحَدِيث [3] .
حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن أبي جعفر القطيعيّ، أخبرنا علي بن عبد العزيز البرذعي، أخبرنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم، أَخْبَرَنِي أَبُو عثمان الخوارزمي- نزيل مكة فِيما كتب إِلَى- قَالَ: قَالَ أَبُو ثور: كنت أَنَا وإِسْحَاق بْن راهويه وحسين الكرابيسي، وذكر جماعة من العراقيين ما تركنا بدعتنا حتى رأينا الشافعي.
قَالَ أبو عثمان: وحدثنا أَبُو عَبْد اللَّهِ النسوي عَن أَبِي ثور قَالَ: لما ورد الشافعي العراق جاءني حسين الكرابيسي- وكان يختلف معي إلى أصحاب الرأي- فقال: قد ورد رجل من أصحاب الحديث يتفقه فقم بنا نسخر به، فقمت وذهبنا حتى دخلنا عليه فسأله الحسين عَن مسألة فلم يزل الشافعي يقول: قَالَ اللَّه وَقَالَ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أظلم علينا البيت، فتركنا بدعتنا واتبعناه.
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الحيض 11.
[2]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/82.
[3]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/83.(6/65)
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْبَصْرِيُّ، حدّثنا زكريّا ابن يحيى السّاجيّ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأُمَوِيُّ، عَنْ أَبِي ثَوْرٍ. قَالَ: كُنْتُ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، فَلَمَّا قَدِمَ الشَّافِعِيُّ عَلَيْنَا جِئْتُ إِلَى مَجْلِسِهِ شِبْهَ الْمُسْتَهْزِئِ فَسَأَلْتُهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ مِنَ الدُّورِ فَلَمْ يُجِبْنِي وَقَالَ: كَيْفَ تَرْفَعُ يَدَيْكَ فِي الصَّلاةِ؟ فَقُلْتُ:
هَكَذَا، فَقَالَ: أَخْطَأْتَ! فَقُلْتُ: هَكَذَا، فَقَالَ: أَخْطَأْتَ! قُلْتُ: فَكَيْفَ أَصْنَعُ؟ قَالَ:
حَدَّثَنِي سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ بِحَذْوِ مَنْكِبَيْهِ، وَإِذَا رَكَعَ وَإِذَا رَفَعَ.
قَالَ أَبُو ثَوْرٍ: فَوَقَعَ فِي قَلْبِي مِنْ ذَلِكَ. فَجَعَلْتُ أَزِيدُ فِي الْمَجِيءِ وَأَقْصُرُ مِنَ الاخْتِلافِ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ. فَقَالَ لِي مُحَمَّدٌ يَوْمًا: يَا أَبَا ثَوْرٍ أَحْسَبُ هَذَا الْحِجَازِيَّ قَدْ غَلَبَ عَلَيْكَ. قَالَ: قُلْتُ: أَجَلِ، الْحَقُّ مَعَهُ! قَالَ: وَكَيْفَ ذَلِكَ قَالَ: قُلْتُ:
كَيْفَ تَرْفَعُ يَدَيْكَ فِي الصَّلاةِ فَأَجَابَنِي عَلَى نَحْوِ مَا أَخْبَرْتُ الشَّافِعِيَّ فَقُلْتُ: أَخْطَأْتَ.
فَقَالَ: كَيْفَ أَصْنَعُ؟ قُلْتُ: حَدَّثَنِي الشَّافِعِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ وَإِذَا رَكَعَ وَإِذَا رَفَعَ.
قَالَ أَبُو ثَوْرٍ: فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ شهر وعلم الشافعي أني لَزِمْتُهُ لِلتَّعَلُّمِ مِنْهُ. قَالَ: يَا أَبَا ثَوْرٍ خُذْ مَسْأَلَتَكَ فِي الدُّورِ فَإِنَّمَا مَنَعَنِي أَنْ أُجِيبَكَ يَوْمَئِذٍ لأَنَّكَ كُنْتَ مُتَعَنِّتًا.
أَخْبَرَنَا أَبُو سعد الماليني- إجازة- وحدثنيه أحمد بن سليمان المقرئ عنه، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّهِ بْن عدي قَالَ: وسمعت البرائي يقول: سمعت عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حَنْبَل يقول: انصرفت من جنازة أَبِي ثور. فَقَالَ لي أَبِي: أين كنت؟ قلت: فِي جنازة أَبِي ثور، فَقَالَ: رحمه اللَّه إنه كَانَ فقيها.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن عيسى بْن الهيثم التمار، حدثنا أبو محمد عبيد بن محمد بن خلف البزار.
وأخبرنا محمّد بن الحسين القطّان، أخبرنا جعفر بن محمّد بن نصير الخالدي، حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي قَالا: مات أَبُو ثور- زاد الحضرمي- إِبْرَاهِيم بْن خالد الكلبي. ثم قَالا: سنة أربعين ومائتين.
قَالَ عبيد: فِي صفر.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن أَبِي جعفر قَالَ: أَخْبَرَنَا محمد بن المظفر قَالَ: قَالَ عبد الله بن مُحَمَّد البغوي: مات أَبُو ثور إِبْرَاهِيم بْن خالد الكلبي ببغداد سنة أربعين، وشهدت جنازته وكتبت عنه.(6/66)
قلت: ودفن أَبُو ثور فِي مقبرة باب الكناس.
3101- إِبْرَاهِيم بْن خفِيف، أَبُو إِسْحَاق، مولى عَبْد اللَّهِ بْن بشر المرثدي الكاتب:
حدث عَن مُحَمَّد بْن بهنام الأصبِهَاني. روى عنه أَبُو عبيد الله المرزباني، وعبيد الله ابن أَحْمَد المعروف بابن المنشئ الكاتب.
أَخْبَرَنِي عَلِيّ بن أيّوب القمي، حدّثنا محمّد بن عمران بن موسى، أخبرني إبراهيم بن خفيف المرثدي، أخبرني محمّد بن بهنام الأصبهانيّ، حدّثنا يحيى بن مدرك الطائي، حَدَّثَنَا هِشَام بْن مُحَمَّد الكلبي. قَالَ: ذكروا أن سُلَيْمَان بْن عَبْد الملك قدم المدينة فأرسل إِلَى أَبِي حازم فأتاه. فَقَالَ له سُلَيْمَان: يا أبا حازم ما هذا الجفاء؟
قَالَ: وأي جفاء رأيت مني. قَالَ: أتاني أهل المدينة ولم تأتني! قَالَ: يا أمير المؤمنين وكف يكون إتيان من غير معرفة متقدمة وَالله ما عرفتني قبل هذا اليوم! ولا أَنَا رأيتك فاعذر. قَالَ: فالتفت سُلَيْمَان إِلَى الزهري فَقَالَ: أصاب الشيخ وصدق. قَالَ سُلَيْمَان: يا أبا حازم، ما لنا نكره الموت؟ قَالَ: لأنكم أخربتم آخرتكم وعمرتم دنياكم، فكرهتم أن تنقلوا من العمران إِلَى الخراب. قَالَ سُلَيْمَان: صدقت يا أبا حازم كيف القدوم عَلَى اللَّه تَعَالَى؟ قَالَ: أما المحسن فكالغائب يقدم عَلَى أهله مسرورا وأما المسيء فكالآبق يقدم عَلَى مولاه محزونا.
حَدَّثَنِي هلال بْن المحسن الكاتب قَالَ: مات إِبْرَاهِيم بْن خفِيف صاحب ديوان النفقات، يوم الأحد لأربع خلون من المحرم سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة.
حرف الدال من آباء الإبراهيمين
3102- إِبْرَاهِيم بْن دينار، أَبُو إِسْحَاق التمار [1] :
سمع هشيم بْن بشير، ومعتمر بْن سُلَيْمَان، وسُفْيَان بن عيينة، وأبا قطن عمرو بن الهيثم، وحجاج بْن مُحَمَّد الأعور، ومصعب بْن سلام، وعبيد الله بن موسى.
__________
[1] 3102- انظر: تهذيب الكمال 171 (2/84- 85) . وثقات ابن حبان وجعله شخصين: إبراهيم ابن دينار الكوفي، وإبراهيم بن دينار، أبو إسحاق. والجرح والتعديل 1/1/98. والجمع لابن القيسراني 1/21. وتذهيب الكمال 1/ورقة 35. والكاشف 1/80.(6/67)
روى عنه أَبُو زرعة الرازي، ومسلم بْن الحجاج النِّيسَابُورِيّ، وعباس الدوري، ومحمد بْن غالب التمتام، وإِبْرَاهِيم الحربي، وَأَبُو بَكْر بْن أَبِي الدُّنْيَا، وَمحمد بْن إِبْرَاهِيم بْن جناد، ومُوسَى بْن هارون وعبد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حَنْبَل، وأَحْمَد بْن أَبِي عوف البزوري.
وَقَالَ أَبُو زرعة الرازي: كَانَ إِبْرَاهِيم بْن دينار بغداديا ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ مَكِّيُّ بْنُ عَلِيٍّ الْحَرِيرِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ. قَالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْهَيْثَمِ الأَنْبَارِيُّ، حدّثنا إبراهيم بن إسحاق الحربيّ، حدّثنا إبراهيم بن دينار التّمّار، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لِلْجَارِ أَنْ يَضَعَ خَشَبَةً فِي جِدَارِهِ» [1]
. أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بن مُوسَى البزاز، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمِصْرِيُّ، حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن جناد، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن دينار رَجُل ثقة.
حدثت عَنْ مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس بْن الفرات قال: أخبرني الحسن بن يوسف الصّيرفيّ، أخبرنا أبو بكر الخلّال، أخبرني محمّد بن علي، أَخْبَرَنَا مهنا قَالَ: سألت أَحْمَد عَن إِبْرَاهِيم بْن دينار يكون بالكرخ. قَالَ: هو صديق لأبي مسلم المستملي.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن أَبِي جعفر، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد البغوي: مات إبراهيم بن دينار سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.
3103- إِبْرَاهِيم بْن درستويه، أَبُو إِسْحَاق الفارسي الشيرازي:
قدم بغداد وحدث بِهَا عَن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان لوين، ومحمد بْن يَحْيَى الحُجْري الكوفِي، وَالنضر بْن سلمة شاذان ومُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن أَبِي عُمَر العَدَني، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد السالمي المديني. روي عنه عَبْد الله بن إسحاق المداينيّ، ومحمد بْن أَحْمَد بْن الخطاب العمري، وأبو بكر بْن أَبِي دارم الكوفِي، وأبو عَلِيّ بن الصواف، وأبو الْقَاسِم الطبراني، وأَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الإسماعيلي الجرجاني.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْن شهريار الأصبهاني، أخبرنا أبو القاسم سليمان ابن أيّوب بن أحمد الطبراني، حدّثنا إبراهيم بن درستويه الشّيرازيّ- ببغداد-.
__________
[1] انظر الحديث في: سنن الدارقطني 4/228.(6/68)
وأخبرنا الحسن بن علي الجوهريّ، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزاز، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَدَاينِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دُرُسْتُوَيْهِ- وَاللَّفْظُ لِلطَّبَرَانِيُّ- قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْحَجَرِيُّ الْكِنْدِيُّ الْكُوفِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الأَجْلَحِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: جَاءَ الْعَبَّاسُ يَعُودُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَرَضِهِ، فَرَفَعَهُ فَأَجْلَسَهُ فِي مَجْلِسِه عَلَى سَرِيرِهِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «رَفَعَكَ اللَّهُ يَا عَمِّ» فَقَالَ الْعَبَّاسُ: هَذَا عَلِيٌّ يَسْتَأْذِنُ؟ فَقَالَ: «يَدْخُلُ» فَدَخَلَ وَمَعَهُ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ: هَؤُلاءِ وَلَدُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «هُمْ وَلَدُكَ يَا عَمِّ» . قَالَ: أَتُحِبُّهُمَا؟ قَالَ:
«أَحَبَّكَ اللَّهُ كَمَا أُحِبُّهُمَا» [1] .
قَالَ الطَّبَرَانِيُّ: لَمْ يَرْوِهِ عَنْ عِكْرِمَةَ إِلا الأَجْلَحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَاسْمُهُ يَحْيَى وَيُكَنَّى أَبَا حُجَيَّةَ تَفَرَّدَ بِهِ ابْنُهُ عَنْهُ.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن درستويه الفارسي ببغداد، حَدَّثَنَا أبو بكر أحمد بن محمد بن سالم.
3104- إِبْرَاهِيم بْن دارم بْن أَحْمَد بْن الحسين بْن عبيد اللَّه بْن المغيرة بْن عبيد اللَّه، أَبُو إِسْحَاق الدارمي، ويعرف بنهشل النّهشلي [2] :
ونهشل هو الغالب عَلَى اسمه سمع عَلِيّ بْن حرب الطائي، وأحمد بن أبي سليمان القواريري، وعمر بْن شبة النميري، وعباس بْن عَبْد اللَّه الترقفِي. رَوَى عَنْهُ عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن لؤلؤ، ومحمد بْن المظفر، وأبو عبد الله بن العسكري، وأبو الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيّ، وأبو حفص بْن شاهين، ويوسف بن عمر القواس، والمعافى بن زكريا، وأبو حفص الكتاني، وَالطيب بْن يمن، وغيرهم، وكَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا بُشرى بْن عَبْد اللَّهِ الرومي قَالَ: سمعت الحسين بْن مُحَمَّد بْن عبيد العسكري يقول: سمعت أبا إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن دارم الدارمي المعروف بنهشل. قَالَ:
كنت أكتب فِي تخريجي [3] للحَدِيث قَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تسليما. قَالَ: فَرَأَيْتُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي المنام كأنه قد أخذ شيئا مما أكتبه فنظر فِيهِ. قَالَ: فَقَالَ: هذا جيد
__________
[1] 3103- انظر الحديث في: العلل المتناهية 1/256. والضعفاء للعقيلي 4/148. وتهذيب ابن عساكر 4/206، 7/239.
[2] 3104- الدارمي: هذه النسبة إلى بني دارم، وهو دارم بن مالك بن حنظلة بن زيد مناة بن تميم (الأنساب 5/249- 250) .
[3] في الأصل: «في تخير يحيى للحديث» تصحيف.(6/69)
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، حَدَّثَنَا يُوسُف بْن عُمَر القواس. قَالَ: أَبُو إِسْحَاق نهشل بْن دارم اسمه إِبْرَاهِيم بْن دارم بْن أَحْمَد بْن الحسين بْن عبيد اللَّه بْن المغيرة بْن عبيد اللَّه. وَقَالَ لنا: إن ابْن صاعد كتب عني. قَالَ يُوسُف: مات نهشل فِي أول ذي القعدة سنة خمس وعشرين وثلاثمائة.
أخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، أَخْبَرَنَا ابْن قانع: أن نهشل بْن دارم المحتسب مات فِي شوَال من سنة خمس وعشرين وثلاثمائة، وله ثمانون سنة.
3105- إِبْرَاهِيم بْن دُبَيْس بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ الحداد:
حدث عَن أَحْمَد بْن ملاعب، ومحمد بْن الجهم السمري، ومحمد بن الحسين الحنيني، وأحمد بن محمد البرتي، ومحمد بن سليمان الباغندي، وجعفر بن محمد ابن الحسن الرازي. روى عنه محمد بن خلف بن حيان الخلال، وأبو الحسن الدارقطني، وأحمد بن محمد الجندي، وكان ثقة. وزعم الدارقطني أنه كَانَ يلقب سبات.
3106- إِبْرَاهِيم بْن داود بْن سُلَيْمَان، المنادي:
حدث عَنْ عَبَّاس بْن مُحَمَّد الدوري. رَوَى عنه أَحْمَد بْن الفرج بْن الحجاج.
حرف الرّاء من آباء الإبراهيمين
3107- إبراهيم بن رستم، أبو بكر الفقيه المروذي [1] :
سمع منصور بْن عَبْد الحميد- شيخ يروى عَن أنس بْن مالك- وسمع أيضا مالك ابن أنس، ومُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي ذئب، وسُفْيَان الثوري، وشعبة بْن الحجاج، وقيس بْن الربيع، ويَعْقُوب القمي، وحماد بْن سلمة، وأبا حمزة السكري، وإسماعيل بْن عياش، ونوح بْن أَبِي مريم، وخارجة بْن مصعب، وبقية بْن الوليد.
وقدم بغداد غير مرة وحدث بِهَا، فروى عنه من العراقيين سَعِيد بْن سُلَيْمَان سعدويه، وأَحْمَد بْن حَنْبَل، وزهير بْن حرب.
حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بن حمّاد الواعظ، حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ المحامليّ- إملاء- حدّثنا يوسف بن موسى، حدّثنا
__________
[1] 3107- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 10/235.(6/70)
إبراهيم بن رستم، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ: «مَنْ أَذَّنَ خَمْسَ صَلَوَاتٍ- إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا- غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَمَنْ أَمَّ أَصْحَابَهُ خَمْسَ صَلَوَاتٍ- إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا- غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» [1]
. أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاس قاسم بْن الْقَاسِم السياري- بمرو- حدّثنا عيسى بن محمّد بن عيسى، حَدَّثَنَا الْعَبَّاس بْن مصعب قَالَ: كَانَ إِبْرَاهِيم بْن رستم من أهل كرمان، ثم نزل مرو فِي سكة الدباغين، وكَانَ إِبْرَاهِيم أولا من أصحاب الحَدِيث فحفظ الحَدِيث، فنقم عَلَيْهِ من أحاديث فخرج إِلَى مُحَمَّد بْن الْحَسَن وغيره من أهل الرأي، فكتب كتبهم وحفظ كلامهم فاختلف الناس إليه، وعرض عَلَيْهِ القضاء فلم يقبله، فدعاه المأمون فقربه منه وحدثه، وأتاه ذو الرياستين إِلَى منزله مسلما، فلم يتحرك له، ولا فرق أصحابه عنه فَقَالَ له إشكاب: - وكَانَ رجلا متكلما- عجبا لَكَ، يأتيك وزير الخليفة فلا [تقوم له و [2]] تقوم من أجل هؤلاء الدباغين عندك؟! فَقَالَ رَجُل من أولئك المتفقهة: نحن من دباغي الدين الَّذِي رفع إِبْرَاهِيم بْن رستم حتى جاءه وزير الخليفة! فسكت إشكاب.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ محمد بْنِ إِبْرَاهِيم الأشناني- بنيسابور- قَالَ:
سمعت أبا الْحَسَن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت أبا سعيد عثمان بن سعيد الدارمي يقول: وسألته- يعني يحيى بن معين- عن إِبْرَاهِيم بْن رستم.
فَقَالَ: ثقة.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَن الدارقطني. قَالَ: إِبْرَاهِيم بْن رستم المروذي ليس بالقوي.
أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمّد بن نعيم، أَخْبَرَنِي أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّهِ المعدّل، حدّثنا إِسْحَاق الثقفِي. قَالَ: مات إِبْرَاهِيم بْن رستم المروذي بنيسابور سنة عشر ومائتين.
__________
[1] انظر الحديث في: السنن الكبرى للبيهقي 1/433. والأحاديث الضعيفة 851. وكنز العمال 20906.
[2] ما بين المعقوفتين زيادة من المنتظم.(6/71)
وقَالَ ابن نُعَيْم: قرأتُ بِخط أبي عمرو المستملي: سمعت إسحاق بن إبراهيم الحفصي يقول: مات إبراهيم بن رستم المروذي بنيسابور، قدمها حاجا، وقد مرض بسرخس، فبقي عندنا تسعة أيام وَهُوَ عليل، ومات اليوم العاشر، وَهُوَ يوم الأربعاء لعشر بقين من جمادى الآخرة سنة إحدى عشرة ومائتين، فِي دار إسماعيل الطوسي فِي سكة حفص، وصلى عَلَيْهِ الأمير مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن حميد الطاهري، ودفن بباب معمر.
3108- إِبْرَاهِيم بْن راشد بْن سُلَيْمَان، أَبُو إِسْحَاق الأدمي [1] :
سمع مُحَمَّد بْن خالد بْن عثمة البصري، وإبراهيم بْن بكير الشيباني، وحفص بْن عُمَر الأبلي، وَالحسن بْن عمرو السدوسي، ويعلى بْن عَبْد الرحمن، ويحيى بْن حماد- صاحب أَبِي عوانة- وداود بْن مهران الدباغ، وعبدان بن عثمان المروزي، وَغيرهم.
روى عنه مُحَمَّد بْن غالب التمتام، وَأبو بَكْر بْن أَبِي الدنيا، وَمحمد بْن عبدوس بن كامل السراج، وهيثم بن خلف الدوري، ومحمد بن خلف وكيع، ومحمد بن جعفر الديباجي، وأبو ذر أحمد بن محمد الباغندي، والحسين والقاسم ابنا إِسْمَاعِيل المحاملي، ومحمد بْن مَخْلَد الدوري وَكَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيُّ، حدّثنا إبراهيم بن راشد الأدمي، حدّثنا حجاج بن نصير، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنِ الْوَلِيدِ بن بِشْرٍ، عَنْ حُمْرَانَ، عَنْ عُثْمَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ حَدِيثِ قَبْلَهُ قَالَ: «مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ» [2]
. أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الصّلت الأهوازي، أخبرنا محمّد ابن مخلد، حدّثنا إبراهيم بن راشد، حدّثنا عبد الله بن رجاء، حَدَّثَنَا أَبُو معاوية، عَن ابْن الأعمش، عَنِ الأعمش، عَن إِبْرَاهِيم قَالَ: إنما يكره المنديل بعد الوضوء مخافة العادة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عبد الواحد، أَخْبَرَنَا محمد بن العباس قَالَ: قرئ على ابْن المنادي وأَنَا أسمع قَالَ: ومات إِبْرَاهِيم بْن راشد الأدمى سنة أربع وستين- يَعْنِي ومائتين- فِي ربيع الأول لأربع بقين منه يوم جمعة، وكان قد بلغ الثمانين.
__________
[1] 3108- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/191.
[2] انظر الحديث في: صحيح مسلم 55. ومسند أحمد 1/65، 69. والمصنف لابن أبي شيبة 3/238.(6/72)
3109- إِبْرَاهِيم بْن رزق بْن بيان، الكلوذاني:
من أهل كلواذي. وَهُوَ أخو حبوش بْن رزق اللَّه المصري، ذكره أَبُو سَعِيد بْن يونس المصري فِي تاريخه وَقَالَ: مولده ببلده، ومولد أخيه بمصر. ولم يزد أَبُو سَعِيد عَلَى ذلك.
3110- إِبْرَاهِيم بْن رزق، أَبُو إِسْحَاق:
حدث عَن يَعْقُوب بْن سواك صاحب بِشْرِ بْن الْحَارِثِ. رَوَىْ عَنْهُ مُحَمَّد بْن غالب الجعفِي وذكر أنه سمع منه فِي طاقات العكي من مدينة أَبِي جَعْفَر المنصور.
3111- إِبْرَاهِيم بْن رجاء، أَبُو إِسْحَاق المقرئ:
حدث عَن يَعْقُوب بْن إِبْرَاهِيم الدورقي وحميد بْن الربيع اللخمي، ومحمد بْن حسان الأزرق، وأبي السائب سلم بْن جنادة ومحمد بْن مسلم بْن وارة، وعباس بْن مُحَمَّد الدوري. روى عنه مُحَمَّد بْن عُمَر بْن زنبور الوراق.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْفَرَجِ الطناجيري، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ زُنْبُورٍ الْوَرَّاقُ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ رَجَاءٍ الْمُقْرِئُ- سَنَة ثَلاثَ عَشْرَةَ- قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ الدَّوْرَقِيُّ، حدّثنا يزيد بن هارون، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قَالَ: «إِذَا بَاتَتِ الْمَرْأَة هَاجِرَةً فِرَاشِ زَوْجِهَا، بَاتَتْ تَلْعَنُهَا الْمَلائِكَةُ حَتَّى تُصْبِحَ» [1]
. حرف الزاي من آباء الإبراهيمين
3112- إِبْرَاهِيم بْن زياد القرشي [2] :
حدث عَن ابْن شهاب الزهري، وعبد الكريم بْن مالك، وعن خصيف بْن عَبْد الرحمن الحربيين، وسليمان الأعمش، وخلف بْن أَبِي يزيد السلمي. روى عنه مُحَمَّد ابن بكار بْن الريان الرصافِي، وَهُوَ شامي سكن بغداد، وفِي حَدِيثه نُكْرَةٌ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ النَّجَّارُ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سليمان المخرمي، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَيُّوبَ، حدّثنا محمّد بن بكّار بن
__________
[1] 3111- انظر الحديث في: صحيح البخاري 8/39. وصحيح مسلم، كتاب النكاح 120.
[2] 3112- انظر: كلام ابن معين، رواية ابن طهمان برقم 311.(6/73)
الرّيّان، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ زِيَادٍ الْقُرَشِيُّ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ أَعَانَ عَلَى بَاطِلٍ لِيَدْحَضَ بِبَاطِلِهِ حَقًّا فَقَدْ بَرِئَ مِنْ ذِمَّةِ اللَّهِ وَذِمَّةِ رَسُولِهِ، وَمَنْ مَشَى إِلَى سُلْطَانِ اللَّهِ فِي الأَرْضِ لِيُذِلَّهُ أَذَلَّ اللَّهُ رَقَبَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ- أَوْ قَالَ: إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ- مَعَ مَا يُدَّخَرُ لَهُ مِنْ خِزْيٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَسُلْطَانُ اللَّهِ فِي الأَرْضِ كِتَابُ اللَّهِ وَسُنَّةُ نَبِيِّهِ، وَمَنِ اسْتَعْمَلَ رَجُلا وَهُوَ يَجِدُ غَيْرَهُ خَيْرًا مِنْهُ وَأَعْلَمَ مِنْهُ بِكِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ فَقَدْ خَانَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَجَمِيعَ الْمُؤْمِنِينَ، وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ شَيْئًا لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ لَهُ فِي حَاجَةٍ حَتَّى يَنْظُرَ فِي حَاجَاتِهِمْ، وَيُؤَدِّي إِلَيْهِمْ حُقُوقَهُمْ، وَمَنْ أَكَلَ دِرْهَمَ رِبًا كَانَ عَلَيْهِ مِثْلُ إِثْمِ ست وثلاثين زنية فِي الإِسْلامِ، وَمَنْ نَبَتَ لَحْمُهُ مِنْ سُحْتٍ فَالنَّارُ أَوْلَى بِهِ» [1]
. أَنْبَأَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عيسى البَزَّاز، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّد بْن عُمَر بْن سَلْمٍ القاضي، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن عبيد الشهرزوري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن بكار قَالَ:
سمعنا من قيس بْن الربيع وإبراهيم بْن زياد القرشي ببغداد قديما. دفع إلي أبو الحسن ابن رزقويه أصل كتابه الَّذِي سمعه من مكرم بْن أَحْمَد الْقَاضِي فنقلت منه.
ثم حَدَّثَنِي الأزهري، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّهِ بْن عثمان بْن يَحْيَى، أخبرنا مكرم، حَدَّثَنَا يزيد بْن الهيثم البادا قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بْن معين يقول: إِبْرَاهِيم بْن زياد القرشي لا أعرفه.
3113- إِبْرَاهِيم بْن زياد، أَبُو إِسْحَاق الخياط:
سمع شريك بْن عَبْد اللَّهِ النخعي، وإبراهيم بْن سعد الزهري، وَالفرج بْن فضالة، وأبا عوانة، وسوار بْن مصعب، وغيرهم. روى عنه الْحَسَن بْن سلام السواق، وبشر ابن مُوسَى الأسدي.
وَقَالَ ابْن أَبِي حاتم الرازي: كتب عنه أَبِي ببغداد، وسئل عنه فَقَالَ: شيخ.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بكر، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَلامٍ السَّوَّاقُ وَبِشْرُ بْنُ مُوسَى الأَسْدِيُّ. قَالا: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ زِيَادٍ الخيّاط، حَدَّثَنَا سَوَّارُ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «مَنْ كَتَمَ عِلْمًا يُنْتَفَعُ بِهِ أَلْجَمَهُ اللَّهُ يوم القيامة بلجام من النار» [2] .
__________
[1] انظر الحديث في: العلل المتناهية 2/277. والأحاديث الصحيحة 3/18. وحلية الأولياء 5/248.
[2] 3113- انظر الحديث في: العلل المتناهية 1/92. والمعجم الكبير 11/5. وإتحاف السادة المتقين 1/109.(6/74)
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَزَّازُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، أخبرنا بشر بن مسوى، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن زياد الخياط الكرخي- فِي المحرم سنة أربع عشرة ومائتين ببغداد- حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَن أَبِي إِسْحَاق، عَنِ الْبَرَاءِ فِي قول اللَّه تَعَالَى:
عَذاباً دُونَ ذلِكَ
[الطور 47] قَالَ: عَذاب القبر.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الحسين القطّان، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدّثنا أبو أحمد بن فارس، حَدَّثَنَا البخاري. قَالَ: إِبْرَاهِيم بْن زياد الخياط بغدادي.
3114- إِبْرَاهِيم بْن زياد، أَبُو إِسْحَاق المعروف بسبلان [1] :
سمع الفرج بْن فضالة، وحماد بْن زيد، وهشيم بْن بشير، وعباد بْن عباد. روى عنه عَبَّاس بْن مُحَمَّد الدوري، ومسلم بْن الحجاج النِّيسَابُورِيّ، وَالحسن بْن عَلِيّ النسوي، وَعَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ بْن حَنْبَل، وأحمد بْن الْحَسَن بْن عَبْد الجبار الصوفي.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَرَشِيُّ وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ مُوسَى ابن الْفَضْلِ الصَّيْرَفِيُّ- جَمِيعًا بِنَيْسَابُورَ. قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأصم، حدّثنا العبّاس بن محمّد الدوري، حدّثنا إبراهيم بن زياد- يعني سبلان- حدّثنا عبّاد بن عبّاد، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنِ الْمَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شَبِيبٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ. قَالَ: دَفَعَتْنِي أُمِّي إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْدِمُهُ قَالَ: فَأَتَى عَلَيَّ وَقَدْ صَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ وَأَنَا مُضْطَجِعٌ، قَالَ: فَرَكَضَنِي بِرِجْلِهِ فَقَالَ: «أَلا أَدُلُّكَ عَلَى بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ؟» قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: «لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ [2] »
. حدثت عَن مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس بْن الفرات قال: أخبرني الحسن بن يوسف الصّيرفيّ، أخبرنا أبو بكر الخلّال، أخبرني محمّد بن علي، حدثنا مهنا قال: سألت أحمد عن إبراهيم بْن زياد سبلان يكون فِي الكرخ قَالَ: لا بأس بِهِ، كَانَ معنا عند هشيم وقد سمع من عباد بْن عباد المهلبي [3] .
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ بْنِ عياض القاضي- بصور- أخبرنا محمّد بن
__________
[1] 3114- انظر: تهذيب الكمال 172 (2/85- 87) والجرح 1/1/100. وثقات ابن حبان 1/ورقة 14. والجمع، لابن القيسراني 1/21. والكاشف 1/80.
[2] انظر الحديث في: سنن الترمذي 3581. ومسند أحمد 3/422، 5/288، 242، 244.
والمستدرك 4/290.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/86.(6/75)
أحمد بن جميع الغساني، حَدَّثَنَا ابْن مخلد قَالَ: سمعت أبا بكر أَحْمَد بْن عثمان قَالَ:
سمعت أَحْمَد بْن حَنْبَل يقول: إذا مات إِبْرَاهِيم سبلان ذهب علم عباد بْن عباد [1] .
قرأت عَلَى أَبِي بكر البرقاني، عَنْ مُحَمَّد بْن العباس الخزاز قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مسعدة الفزاري، حدّثنا جعفر بن درستويه، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْقَاسِم بْن محرز قال: سمعت يحيى بن معين يقول: سبلان- يَعْنِي إِبْرَاهِيم بْن زياد- ما كَانَ بِهِ بأس المسكين [2] .
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن الحسين صاحب العبّاسي، أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا محمد بن إسماعيل الفارسي قال: حدثنا بكر بن سهل، حَدَّثَنَا عَبْد الخالق بن منصور قَالَ: وسألت يَحْيَى بْن معين، عَن سبلان فَقَالَ: ثقة.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن يَعْقُوب، أخبرنا محمّد بن نعيم، أَخْبَرَنِي علي بن مُحَمَّد المروزي قال: سألت صَالِحا- جزرة- عَن إِبْرَاهِيم بْن زياد سبلان فَقَالَ:
ثقة [3] .
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن يُوسُف القطان النيسابوري- بلفظه- أَخْبَرَنَا الخصيب بْن عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد الْقَاضِي- بمصر- أَخْبَرَنَا عَبْد الكريم بْن أَبِي عَبْد الرَّحْمَن أحمد بن شعيب، أخبرني أبي. قال: أبو إسحاق إبراهيم بن زياد سبلان ليس بِهِ بأس، كَانَ ببغداد.
أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان، أخبرنا جعفر بن محمّد الخالدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد ابْن عَبْد اللَّه بْن سُلَيْمَان الحضرمي قَالَ: سنة ثمان وعشرين ومائتين فيها مات إبراهيم ابن زياد سبلان.
قرأت عَلَى الْبَرْقَانِيّ، عَن أَبِي إسحاق المزكي قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق الثقفِي قَالَ: سمعت الجوهري- يَعْنِي حاتم بْن الليث- وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن بكر وسلمان بن ثوبة يقولون: إِبْرَاهِيم بْن زياد سبلان يكنى أبا إِسْحَاق، مات ببغداد سنة ثمان وعشرين ومائتين فِي ذي الحجة.
أنبأَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن رزق، أخبرنا محمد بن عمر بن غالب، أخبرنا موسى
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/86.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/86.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/86- 87.(6/76)
ابن هارون. قَالَ: مات إِبْرَاهِيم بْن زياد سبلان ببغداد يوم الأربعاء لستة أيام مضت من ذي الحجة سنة ثمان وعشرين، وكَانَ يخضب رأسه ولحيته، وكَانَ قد ضبب أسنانه بذهب [1] .
3115- إِبْرَاهِيم بْن زياد، البجلي:
حدث عَن مُحَمَّد بْن زياد الميموني. روى عنه مُحَمَّد بْن أَبِي عوف البزوري.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ محمد بن علي الواسطيّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَيُّوبَ- إملاء- حدّثنا أحمد بن أبي عوف، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ زِيَادٍ الْبَجَلِيُّ- يَنْزِلُ مَدِينَةَ أبي جعفر- حدّثنا محمّد بن زياد الرّقي، حَدَّثَنِي مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ: شَكَى أَبُو أَيُّوبَ الأَنْصَارِيُّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَمْرًا فَقَدَهُ مِنَ الْخِزَانَةِ فَقَالَ:
«ذَلِكَ عَمَلُ الشَّيْطَانِ فَارْصُدْهُ، فَإِذَا سَمِعْتَ الْحَرَكَةَ فَقُلْ: بِسْمِ اللَّهِ أَجِبْ رَسُولَ اللَّهِ [2] »
. وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ.
3116- إِبْرَاهِيم بْن زياد بْن إِبْرَاهِيم، أَبُو إِسْحَاق الصائغ:
سمع سُفْيَان بْن عيينة وإسماعيل بن عُلَيَّةَ، وعبد اللَّه بْن نمير، وأبا أسامة، وأسود ابن عامر شاذان. روى عنه أَبُو زرعة، وأبو حاتم الرازيان وأَحْمَد بْن عمرو بْن عَبْد الخالق، ويحيى بْن مُحَمَّد بْن صاعد، وغيرهم.
وَقَالَ أَبُو زرعة الرازي: كَانَ حجاج بْن الشاعر يحسن القول فِيهِ وَالثناء عَلَيْهِ.
حَدَّثَنِي محمّد بن علي الصوري، أخبرنا عبد الرّحمن بن عمر المقرئ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن زياد، حَدَّثَنَا سوادة بْن عَلِيّ الأحمسي ابْن بنت عبد الله بن نمير، حدّثنا إبراهيم بن زياد الصائغ البغدادي، حَدَّثَنَا شاذان بحَدِيث ذكره.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْقَزْوِينِيُّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَلَمَةَ الْقَطَّانُ، حدثنا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ- مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ- حدّثنا إبراهيم ابن زِيَادِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الصَّائِغُ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: قَالَ ابْنُ الشَّاعِرِ مَا نَشَأَ فِي أَصْحَابِنَا مثله.
حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ سُفيَانَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِي كَبْشَةَ الأَنْمَارِيِّ. قَالَ أَبُو أُسَامَةَ:
وحدّثني مفضل بن مهلهل، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ ابن أبي
__________
[6] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/87.
[2] 3115- سبق تخريجه، راجع الفهرس.(6/77)
كَبْشَةَ الأَنْمَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ. قَالَ: ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «مَثَلُ هَذِهِ الأُمَّةِ مَثَلُ أَرْبَعَةِ نَفَرٍ:
رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ عِلْمًا وَمَالا فَهُوَ يَعْمَلُ فِي مَالِهِ بِعِلْمِهِ، يَصِلُ بِهِ رَحِمَهُ، وَيُؤَدِّي حَقَّهُ.
وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ عِلْمًا وَلَمْ يُؤْتِهِ مَالا فَهُوَ يَقُولُ: لَوْ أَنَّ لِي مِثْلَ مَالِ فُلانٍ لَعَمِلْتُ فِيهِ مِثْلَ مَا يَعْمِلُ فَهُمَا فِي الأَجْرِ سَوَاءٌ. وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالا وَلَمْ يُؤْتِهِ عِلْمًا فَهُوَ يَتَخَبَّطُ فِي مَالِهِ لا يُؤَدِّي حَقَّهُ، وَلا يَصِلُ رَحِمَهُ. وَرَجُلٌ لَمْ يُؤْتِهِ اللَّهُ مَالا وَلَمْ يُؤْتِهِ عِلْمًا يَقُولُ: لَوْ أَنَّ لِي مِثْلَ مال فلان لَعَمِلْتُ مِثْلَهُ، فَهُمَا فِي الإِثْمِ سَوَاءٌ» [1]
. 3117- إِبْرَاهِيم بْن زياد المؤدب، يعرف بابن النجار:
مروزي سكن بَغْدَاد وَحدث بِهَا عَنِ النَّضْر بْن شميل. روى عَنْهُ محمّد بن أحمد ابن أسد الهروي، وَالْقَاضِي المحاملي ومُحَمَّد بْن مَخْلَد الدوري.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ بن مهديّ، أخبرنا محمّد بن مخلد العطّار، حدّثنا إبراهيم بن زياد المؤّدّب، حدّثنا النّضر بن شميل، حَدَّثَنَا صَالِحٌ- يَعْنِي ابْنَ أَبِي الأَخْضَرِ- عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ يَوْمًا أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِصِيَامِهِ، فَلَمَّا فُرِضَ رَمَضَانُ كَانَ مَنْ شَاءَ صَامَهُ، وَمَنْ شَاءَ أَفْطَرَهُ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْمَحَامِلِيُّ قَالَ: وَجَدتُ فِي كِتَابِ جَدِّي الْحُسَيْنِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بِخَطِّ يَدِهِ، حَدَّثَنَا إبراهيم المؤدّب المخرمي، حدّثنا النّضر بن شميل، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن الأزرق، عن قَيْسٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمر، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ صَلاتُهُ، فَإِنْ كَانَ أَكْمَلَهَا وَإِلا قَالَ تَعَالَى: انْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ؟ فَإِنْ وُجِدَ لَهُ تَطَوُّعٌ قَالَ: أَكْمِلُوا لَهُ الْمَكْتُوبَةَ، ثُمَّ تُؤْخَذُ الأَعْمَالُ عَلَى ذَلِكَ» [2]
. 3118- إِبْرَاهِيم بْن زيد بْن إِسْحَاق، أَبُو إِسْحَاق البغدادي:
حدث عَن نصر بْن عَلِيّ الجهضمي، وَالْقَاسِم بْن يزيد الوزان، وأَحْمَد بْن منصور الرمادي. روى عنه أَبُو هُرَيْرَةَ أَحْمَد بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي العصام العدويّ المصريّ.
__________
[1] 3116- انظر الحديث في: سنن ابن ماجة 4228. ومسند أحمد 4/220. والسنن الكبرى للبيهقي 4/189. وإتحاف السادة المتقين 8/61.
[2] 3117- انظر الحديث في: سنن النسائي 1/234. ومسند أحمد 4/65، 5/377. وفتح الباري 11/396.(6/78)
حرف السّين من آباء الإبراهيمين
3119- إِبْرَاهِيم بْن سعد بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَبُو إِسْحَاق الزهري [1] :
من أهل مدينة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ. سمع أباه، وابن شهاب الزهري وهشام بْن عروة، وصَالِح بْن كيسان، ومحمد بْن إِسْحَاق بْن يسار. روى عنه يزيد بْن عَبْد اللَّهِ بْن الهاد، وشعبة بْن الحجاج، وَالليث بْن سعد، وابناه يَعْقُوب وسعد ابنا إبراهيم، ونوح ابن يزيد، وعبد الرحمن بن مهدي، ويزيد بْن هارون، ويونس بْن مُحَمَّد المؤدب، وأبو داود الطيالسي، وسليمان بْن داود الهاشمي، وعبد العزيز بْن عَبْد اللَّهِ الأويسي، وعلي بْن الجعد، وَمُحَمَّد بْن جَعْفَر الوركَانَي، وأَحْمَد بْن حَنْبَل وغيرهم.
كَانَ قد نزل بَغْدَاد وَأقام بِهَا إِلَى حين وَفاته، ولم يزل ببغداد من عقبه جماعة يروون العلم حتى انقرضوا بأخرة.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أحمد بن الحسن الجرشي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ. وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بن أبي بكر، حدّثنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حَدَّثَنَا حَنْبَل بْنُ إِسْحَاقَ. قَالا: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بن داود الهاشمي، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ فَأَبْرِدُوهَا بِالْمَاءِ» [2]
. قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ: لَمْ أَسْمَعْ مِنْ هِشَامٍ شَيْئًا إِلا هَذَا الْحَدِيثَ الْوَاحِدَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الطَّبِيبُ الْمُعَدَّلُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْل عُبَيْد اللَّهِ بْن عَبْد الرَّحْمَن الزُّهْرِيّ، حدّثني عمي سعد بن محمّد الزّهريّ، حدّثنا عمي أحمد بن سعد، حدّثنا علي بن الجعد، حدّثنا شعبة، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اتخذ خاتما فصه حبشي.
__________
[1] 3119- انظر: تهذيب الكمال 174 (2/88- 94) . والمنتظم، لابن الجوزي 9/84. تاريخ يحيى برواية الدوري 2/264. وطبقات ابن سعد 7/322. وتاريخ خليفة 456. والكامل لابن عدي 2/ق 53، 56. وميزان الاعتدال 1/33، 34. والتاريخ الكبير 1/1/288. والوافي 5/352. والجمع 1/16. وإكمال مغلطاي 1/ق 52، 53. وتذهيب التهذيب 1/ق 36.
[2] انظر الحديث في: صحيح البخاري 4/146، 7/167. وصحيح مسلم، كتاب السّلام 78، 79، 80، 81، 84. وفتح الباري 10/174، 175.(6/79)
أَخْبَرَنَا محمد بن عمر بن بكير المقرئ، أخبرنا مخلد بن جعفر الدّقّاق. وحدّثنا عمارة بن هارون بن الحسن، حدّثنا أحمد بن سعد الزّهريّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ قَالَ: سَأَلْتُ شُعْبَةَ بْنَ الْحَجَّاجِ عَنْ حَدِيثٍ لِسَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ. فَقَالَ لِي: فَأَيْنَ أَنْتَ عَنِ ابْنِهِ؟ قُلْتُ: وَأَيْنَ ذَا؟ قَالَ: نَازِلٌ عَلَى عُمَارَةَ بْنِ حَمْزَةَ. فَأَتَيْتُهُ فَحَدَّثَنِي عَنِ ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اتَّخَذَ خَاتَمًا فَاتَّخَذَ النَّاسُ خَوَاتِيمَ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
أخبرنا أحمد بن محمّد العتيقي، أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن عدي بْن زحر البصري- فِي كتابه إليّ- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سمعت أبا داود سُلَيْمَان بْن الأشعث يقول: وإبراهيم بْن سعد ولي بيت المال ببغداد.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا إسماعيل بن علي الخطبي وأبو علي بن الصواف وأحمد بْن جَعْفَر بْن حمدان. قالوا: حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حَنْبَل قَالَ:
ولد إِبْرَاهِيم بْن سعد سنة ثمان ومائة. أَخْبَرَنِي بذلك بعض ولده.
أنبأَنَا أَبُو عَبْد الله أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، حدّثنا الحسين بن أحمد الهروي، حَدَّثَنَا يَعْقُوب بْن إِسْحَاق بْن محمود الْفَقِيه قَالَ: قَالَ صَالِح بْن مُحَمَّد:
إِبْرَاهِيم بْن سعد سماعه من الزهري ليس بذاك لأنه كَانَ صغيرا حين سمع من الزهري وأنبأَنَا ابن الكاتب، أخبرنا محمّد بن حميد المخرمي، حدّثنا علي بن الحسين بن حبان: وجدتُ فِي كتاب أَبِي بِخط يده عَن يَحْيَى بْن معين. قَالَ: إِبْرَاهِيم بْن سعد أثبت من الوليد بْن كثير، ومن ابْن إِسْحَاق جميعا. وسئل أَبُو زكريا: أيهما أحب إليك فِي الزهري؛ إِبْرَاهِيم بْن سعد أو ابْن أَبِي ذئب؟ فَقَالَ: إِبْرَاهِيم أحب إلي من ابْن أَبِي ذئب فِي الزهري، ابْن أَبِي ذئب يقولون لم يصحح عَنِ الزهري شيئا.
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيد مُحَمَّد بْن مُوسَى الصيرفي قَالَ: سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب الأصم يقول: سمعت العباس بن محمد الجوري يقول: قلت ليحيى بْن معين:
فصَالِح بْن كيسان؟ قَالَ: ليس بِهِ بأس فِي الزهري. قيل ليحيى: إِبْرَاهِيم بْن سعد، قَالَ: وليس بِهِ بأس. وَقَالَ عَبَّاس: سمعت يَحْيَى يقول- فِي حَدِيث جمع القرآن- ليس أحد حدث بِهِ أحسن من إِبْرَاهِيم بْن سعد، وقد حدث مالك منه بطرف.
أَخْبَرَنِي أَحْمَد بْن عبد الله الأنماطيّ، أخبرنا محمّد بن المظفّر، أخبرنا علي بن أحمد بن سليمان المصري، حَدَّثَنَا أحمد بن سعد بن أبي مريم قَالَ: سمعت يَحْيَى بْن معين يقول.(6/80)
وأَخْبَرَنِي عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى السكري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الله الشافعي، حدّثنا جعفر بن محمّد الأزهر، حَدَّثَنَا ابْن الغلابي، عَن يَحْيَى بْن معين. قَالَ: إِبْرَاهِيم بْن سعد ثقة. زاد بْن أَبِي مريم: حجة [1] .
أَخْبَرَنَا أَبُو تمام عَبْد الكريم وأبو الغنائم عَبْد الصمد ابنا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بن الحسن ابن الفضل بْن المأمون. قَالا: أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بن موسى البخاريّ، حدّثنا محمود بن إسحاق الخزاعي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البخاري.
قَالَ: قَالَ لي إِبْرَاهِيم بْن حمزة: كَانَ عند إِبْرَاهِيم بْن سعد عَن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق نحو من سبعة عشر ألف حَدِيث فِي الأحكام، سوى المغازي. وإبراهيم بْن سعد من أكثر أهل المدينة حَدِيثا فِي زمانه.
أَخْبَرَنَا أَبُو بكر البرقاني، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه الغوزمي، أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاريّ، حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال:
سمعت أَحْمَد بْن حَنْبَل. قَالَ: كَانَ وكيع كف عَن حَدِيث إِبْرَاهِيم بْن سعد، ثم حدث عنه بعد. قلت: لم؟ قَالَ: لا أدري، إِبْرَاهِيم ثقة [2] ! أَخْبَرَنَا حمزة بْن مُحَمَّد بن طاهر الدقاق، حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله بن صالح العجليّ، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: إِبْرَاهِيم بْن سعد بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ مدني ثقة، يقال: أنه كَانَ أسود [3] .
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بن طلحة المقرئ، أَخْبَرَنَا أبو الفتح محمد بن إبراهيم الطرسوسي، أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش.
قَالَ: إِبْرَاهِيم بْن سعد صدوق، من أهل المدينة، وأبوه كَانَ من جلة المسلمين، وكَانَ عَلى قضاء المدينة [4] .
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن أَبِي علي المعدّل، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن يزيد بْن مهران الصفار الضرير، حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن خلف بْن قديد أبو القاسم- بمصر- حَدَّثَنَا عُبَيْد اللَّه بْن سَعِيد بْن كثير بْن عفِير، عَن أَبِيهِ. قَالَ: قدم إِبْرَاهِيم بن
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/91.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/91.
[3] انظر الحديث في: تهذيب الكمال 2/92. وثقات العجلي ق 3.
[4] انظر الحديث في: تهذيب الكمال 2/92.(6/81)
سعد الزهري العراق سنة أربع وثمانين ومائة، فأكرمه الرشيد وأظهر بره، وسئل عَنِ الغناء فافتي بتحليله، وأتاه بعض أصحاب الحَدِيث ليسمع منه أحاديث الزهري فسمعه يتغنى. فَقَالَ: لقد كنت حريصا عَلَى أن أسمع منك، فأما الآن فلا سمعت منك حَدِيثا أبدا. فَقَالَ: إذا لا أفقد إلا شخصك. عَلَيَّ وعَلَيَّ إن حدثت ببغداد ما أقمت حَدِيثا حتى أغنى قبله، وشاعت هذه عنه في بغداد، فبلغت الرشيد فدعا بِهِ فسأله عَن حَدِيث المخزومية التي قطعها النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سرقة الحلى، فدعا بعود، فَقَالَ الرشيد:
أعود المجمر؟ قَالَ: لا، ولكن عود الطرب. فتبسم ففهمها إِبْرَاهِيم بْن سعد، فَقَالَ:
لعله بلغك يا أمير المؤمنين حَدِيث السفِيهِ الَّذِي آذاني بالأمس وألجأني إِلَى أن حلفت؟
قَالَ: نعم! ودعا له الرشيد بعود فغناه:
يا أم طلحة إنّ البين قد أفدا ... قل الثواء لئن كَانَ الرحيل غدا
فقال الرشيد: من كَانَ من فقهائكم يكره السماع؟ قَالَ: من ربطه اللَّه. قَالَ: فهل بلغك عَن مالك بْن أنس فِي هذا شيء؟ قَالَ: لا وَالله إلا أن أَبِي أَخْبَرَنِي أنهم اجتمعوا فِي مدعاة كَانَت فِي بني يربوع، وهم يومئذ جلة، ومالك أقلهم من فقهه وقدره، ومعهم دفوف ومعازف وعيدان يغنون ويلعبون، ومع مالك دف مربع وَهُوَ يغنيهم:
سليمى أجمعت بينا ... فأين لقاؤها أينا
وقد قَالَت لأتراب ... لها زهر تلاقينا
تعالين فقد طاب ... لنا العيش تعالينا
فضحك الرشيد ووصله بمال عظيم. وفِي هذه السنة مات إِبْرَاهِيم بْن سعد وَهُوَ ابْن خمس وسبعين سنة، يكنى أبا إِسْحَاق.
قلت: قد اختلف فِي وقت وفاته.
فأخبرنا عبد الله بن أبي الفتح، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزاز، أخبرنا إبراهيم بن محمّد الكنديّ، حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّد بْن المثنى. قَالَ: ومات إِبْرَاهِيم بْن سعد سنة ثنتين أو ثلاث وثمانين.
وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن الْفَضْل الْقَطَّان، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، حدّثنا يعقوب بن سفين. قال: قال علي بن المديني: مات إِبْرَاهِيم بْن سعد سنة ثلاث وثمانين ومائة، مات وَهُوَ ابْن ثلاث وسبعين.(6/82)
أخبرنا أبو سعيد بن حسنويه، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ، حدّثنا عمر بن أحمد الأهوازي، حَدَّثَنَا خليفة بْن خياط.
وأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى بشر الإسفراييني- بِهَا- حدّثكم عبد الله ابن محمّد بن ناجية، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عباد. قَالا: مات إِبْرَاهِيم بن سعد سنة ثلاث وثمانين.
أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ المعدل، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، حدثنا محمد بن سعد. قال: إبراهيم بن سعد ابن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الرحمن بْن عوف الزهري، ويكنى أبا إِسْحَاق مات ببغداد سنة ثلاث وثمانين ومائة، وَهُوَ ابْن خمس وسبعين سنة.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن معروف قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قَالَ: مات إِبْرَاهِيم بْن سعد الزهري ببغداد سنة ثلاث وثمانين ومائة، ودفن فِي مقابر باب التبن.
أَخْبَرَنَا الحسين بْن علي الصيمري، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن زهير. قَالَ: وإبراهيم بْن سعد أَبُو إِسْحَاق مات ببغداد، يقال سنة ثلاث وثمانين ومائة.
أَخْبَرَنِي الْحَسَن بْن أَبِي بكر، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عمران الجوري- فِي كتابه إلي من شيراز- قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن حمدان بْن الحضر، حَدَّثَنَا أحمد بن يونس الضبي. قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حسان الزيادي. قَالَ: سنة أربع وثمانين ومائة فِيهَا مات إِبْرَاهِيم بْن سعد، وَهُوَ ابْن خمس وسبعين، ويكنى أبا إِسْحَاق.
أَخْبَرَنِي ابن الفضل القطّان، أخبرنا دَعْلَجِ بْنِ أَحْمَدَ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأبار قَالَ: سمعت أبا مروان العثماني يقول: سمعت من إِبْرَاهِيم بْن سعد سنة خمس وثمانين، ومات بعد ذلك [1] .
3120- إِبْرَاهِيم بْن سعد، أَبُو إِسْحَاق العلوي:
أحد شيوخ الصوفِية وزهادهم انتقل عَن بغداد إِلَى الشام فاستوطن بلادها، ويحكى عنه كرامات وعجائب.
__________
[1] في الأصل ما نصه: آخر الجزء الثاني والأربعين من تجزئة المؤلف رحمه الله تعالى.(6/83)
أخبرني إِسْمَاعِيل بن أَحْمَد الحيري، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد الرَّحْمَن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن السلمي. قَالَ: إِبْرَاهِيم بْن سعد العلوي أَبُو إِسْحَاق كَانَ حسنيا من أهل بغداد، وكَانَ يقال له الشريف الزاهد، وكَانَ أستاذ أَبِي الحارث الأولاسي، حكي عنه أَبُو الحارث.
قَالَ: كنت معه فِي البحر فبسط كساءه عَلَى الماء وصلى عَلَيْهِ!! أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا عَبْد المنعم بْن عُمَر بْن عَبْد الله الأصبهانيّ، حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن يَحْيَى بْن حمويه الكرماني- بمكة- قَالَ: قَالَ أَبُو الْحَسَن التمار. قَالَ: أَبُو الحارث الأولاسي خرجت من حصن أولاس أريد البحر، فَقَالَ بعض إخواني: لا تخرج فإني قد هيأت لك عجة تأكل قَالَ: فجلست وأكلت معه ونزلت إِلَى الساحل فإذا أَنَا بإبراهيم بْن سعد العلوي قائما يصلى، فقلت فِي نفسي ما أشك إلّا أنه يريد أن يقول امش معي عَلَى الماء، ولئن قَالَ لي لأمشين معه، فما استحكمت الخاطر حتى سلم ثم قَالَ: هيه يا أبا الحارث امش عَلَى الخاطر، فقلت: بسم اللَّه فمشى هو عَلَى الماء، وذهبت أمشي فغاصت رجلي فالتفت إلي وَقَالَ: يا أبا الحارث العجة أخذت برجلك.
3121- إِبْرَاهِيم بْن سُلَيْمَان بْن رزين، أَبُو إسماعيل المؤدب [1] :
سمع عَبْد الملك بْن عمير وعاصما الأحول، وإسماعيل بْن أَبِي خالد، وعمر مولى غفرة، وعبد اللَّه بْن مسلم بْن هرمز، ومجالد بْن سَعِيد. روى عنه عَبْد اللَّهِ بْن عون الحراز، ومحمد بْن الصباح الدولابي، وسريج بْن يونس، وأبو عمر الدوري، وشجاع ابن مخلد، ويحيى بْن يَحْيَى النِّيسَابُورِيّ، وَالحسن بْن عرفة، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الحسين القطان، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدّثنا أبو أحمد بن فارس، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إسماعيل البخاري. قَالَ: إِبْرَاهِيم بْن سُلَيْمَان بْن رزين أَبُو إسماعيل مؤدب آل أَبِي عبيد اللَّه كَانَ يكون ببغداد.
أخبرنا الحسن بن علي الجوهريّ، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزاز، حدّثنا محمّد ابن القاسم الكوكبي، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله الجنيد قَالَ: سُئِلَ يَحْيَى بْن معين عَن أَبِي إسماعيل المؤدب. فَقَالَ: ثقة.
أَخْبَرَنَا يُوسُف بن رباح البصريّ، أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس-
__________
[1] 3121- انظر: تهذيب الكمال 178 (2/99) . وميزان الاعتدال 1/36. وتهذيب التهذيب 1/125. والجرح والتعديل 1/1/102. وثقات ابن حبان 1/ق 15.(6/84)
بمصر- حدّثنا أبو بشر الدّولابي، حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْد اللَّه مُعَاويَة بْن صالِح. قال: إبراهيم ابن سُلَيْمَان مؤدب بني أَبِي عبيد اللَّه، قَالَ يَحْيَى بْن معين: ثقة صحيح الكتاب كتبت عنه.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي قال: وسئل الطيالسي عَن أَبِي إسماعيل المؤدب فَقَالَ: قَالَ يَحْيَى- يَعْنِي ابْن معين- ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الأشناني قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول:
قلت ليحيى بن معين: فأبو إسماعيل المؤدب ما حاله؟ فَقَالَ: ثقة [1] .
أَخْبَرَنَا حمزة بْن مُحَمَّد بْن طاهر الدقاق، حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: أَبُو إسماعيل المؤدب ثقة سكن بغداد [2] .
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن يُوسُف القطان النّيسابوريّ- بلفظه- أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي، أَخْبَرَنَا عبد الكريم بن أبي عَبْد الرَّحْمَن النسائي، أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: أَبُو إسماعيل إِبْرَاهِيم بْن سُلَيْمَان المؤدب بغدادي ليس بِهِ بأس [3] .
أَخْبَرَنَا علي بن طلحة المقرئ، أَخْبَرَنَا أبو الفتح محمد بن إبراهيم الطرسوسي، أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش.
قَالَ: وإبراهيم بْن سُلَيْمَان المؤدب أَبُو إسماعيل كَانَ صدوقا [4] .
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن أَحْمَدَ الأهوازي، أخبرنا أبو على الحسين بن محمد الشافعي بالأهواز- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سألته- يَعْنِي أبا داود سُلَيْمَان بْن الأشعث- عَن أَبِي إسماعيل المؤدب فَقَالَ: ثقة. ورأيت أَحْمَد بْن حَنْبَل يكتب أحاديثه بنزول.
أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ الصيرفي، عن أبي الحسن الدارقطني قال:
إبراهيم بْن سُلَيْمَان أَبُو إسماعيل المؤدب بغدادي ثقة [5] .
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/100.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/100.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/101.
[4] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/101.
[5] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/100.(6/85)
3122- إِبْرَاهِيم بْن سُلَيْمَان المؤدب:
حدث عَن عُمَر بْن مدرك الرازي. روى عَنْهُ أَبُو بَكْر الأبهري الْفَقِيه.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الحسن المالكي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن صالح الأبهري، حدّثنا إبراهيم بن سليمان المؤّدّب- ببغداد- حدّثنا عمر بن مدرك الرّازيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ النَّيْسَابُورِيُّ، عَنْ حُسَيْنٍ الْجُعْفِيِّ عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا كَانَ لِلْعَبْدِ ذُنُوبٌ وَخَطَايَا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ ابْتُلِيَ بِالْغُمُومِ وَالأَحْزَانِ لِيَكُونَ كَفَّارَةً لِذُنُوبِهِ»
. 3123- إِبْرَاهِيم بْن سُلَيْمَان بْن حمويه الدهان، أَبُو إِسْحَاق الْمَرْوَزِيُّ:
قدم بغداد حاجا فِي سنة تسع عشرة وثلاثمائة، وَحَدَّثَ بِهَا عَنْ مُحَمَّد بْن عبدة الْمَرْوَزِيُّ وغيره. روى عنه الْقَاضِي أَبُو الْحَسَن الجراحي، وأبو حفص بْن شاهين، والمعافى بْن زكريا الجريري.
أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ أَبِي طالب، حدّثنا علي بن الحسن الجراحي- إملاء- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ حَمُّوَيْهِ الْمَرْوَزِيُّ، حدّثنا محمّد بن عبدة المروزيّ، حدّثنا علي ابن الحسن بن شقيق، أخبرنا عبد الله بن المبارك، أخبرنا يونس عن ابن شهاب، أَخْبَرَنِي حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِقَوْمٍ عَذَابًا أَصَابَ الْعَذَابُ مَنْ كَانَ فِيهِمْ، ثُمَّ بُعِثُوا عَلَى أَعْمَالِهِمْ» [1]
. 3124- إِبْرَاهِيم بْن السري بْن المغلس السقطي، يكنى أبا إِسْحَاق:
حكى عَن أَبِيهِ حكايات. روى عنه أَبُو الْعَبَّاس السراج النِّيسَابُورِيّ، ولا أعلم روى عنه غيره.
أَخْبَرَنَا إسماعيل بْن أحمد الحيري، أخبرنا محمد بن الحسين السلمي قال: إبراهيم ابن السري السقطي كنيته أَبُو إِسْحَاق يرجع إِلَى زهد وتقر وأحوَال فِي المعاملات سنية، قريب السيرة من أَبِيهِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الْقَطَّان، أخبرنا عُثْمَان بن أحمد الدقاق، حدثنا محمد ابن إِسْحَاق السَّرَّاج قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيم بْن السَّرِيّ يقول: سمعت أَبِي يقول: لو أشفقت هذه النفوس عَلَى أديانها، للاقت السرور فِي أبدانها.
__________
[1] 3123- انظر الحديث في: صحيح البخاري 9/71. ومسند أحمد 2/110، 136. وفتح الباري 13/60.(6/86)
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاس السَّرَّاج. قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيم بْن السَّرِيّ السقطي يقول: سمعت أَبِي يقول:
عجبت لمن غدا وراح فِي طلب الأرباح، وَهُوَ مثل نفسه لا يربح أبدا.
3125- إِبْرَاهِيم بْن السري، أَبُو إِسْحَاق المقرئ:
أراه حدث بالكوفة عَنْ إِسْحَاق بْن أَبِي إِسْرَائِيل. رَوَى عَنْهُ عَبْد اللَّهِ بْن يَحْيَى الطلحي.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ أَحْمَدَ الدَّهَّانُ، أخبرنا أبو بكر الطلحي- بالكوفة- حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الْمُقِرُئ البغدادي- من حفظه- حدّثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ الصَّنْعَانِيُّ- قَاضِي صَنْعَاءَ- حدّثنا عبد الله بن بحير، عن هاني مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ: أَنَّ عُثْمَانَ كَانَ إِذَا نَظَر إِلَى الْقَبْرِ بَكَى حَتَّى تَبْتَلَّ لِحْيَتُهُ، فَقِيلَ: تَذْكُرُ النَّارَ فَلا تَبْكِي وَتَذْكُرُ الْقَبْرَ فَتَبْكِي؟! فَقَالَ:
سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ الْقَبْرَ أَوَّلُ مَنَازِلَ الآخِرَةِ، وَمَا رَأَيْتُ مَنْظَرًا قَطُّ إِلا وَالْقَبْرُ أَفَظْعُ مِنْهُ» [1]
. 3126- إِبْرَاهِيم بْن السري بْن سهل، أَبُو إِسْحَاق النحوي الزجاج [2] :
صاحب كتاب «معاني القرآن» . كَانَ من أهل الفضل وَالدين، حسن الاعتقاد، جميل المذهب، وله مصنفات حسان فِي الأدب. روى عَنْهُ عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن المغيرة وغيره.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن أَبِي علي المعدّل، أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَن أَحْمَد بْن يُوسُف الأزرق- في كتابه- حدّثني أبو محمّد بن درستويه النّحويّ، حَدَّثَنِي الزجاج. قَالَ: كنت أخرط الزجاج فاشتهيت النحو، فلزمت المبرد لتعلمه، وكَانَ لا يعلم مجانا، ولا يعلم بأجرة إلا عَلَى قدرها، فَقَالَ لي: أي شيء صناعتك؟ قلت: أخرط الزجاج وكسبي فِي كل يوم درهم ودانقان، أو درهم ونصف، وأريد أن تبالغ فِي تعليمي وأنا أعطيك كل يوم
__________
[1] 3125- انظر الحديث في: سنن ابن ماجة 4267. وسنن الترمذي 2308. والمستدرك 1/371. والسنن الكبرى 4/56.
[2] 3126- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/223. ومعجم الأدباء 1/47. ونزهة الألباء 308.
وآداب اللغة 2/81. ووفيات الأعيان 1/11. وشذرات الذهب 2/259. والأعلام 1/40. والبداية والنهاية 11/148. والعبر 2/148. واللباب 1/397. ومرآة الجنان 2/262. والنجوم الزاهرة 3/208.(6/87)
درهما، وأشرط لَكَ أني أعطيك إياه أبدا إِلَى أن يفرق الموت بيننا استغنيت عَنِ التعليم أو احتجت إليه. قَالَ: فلزمته وكنت أخدمه فِي أموره مع ذلك وأعطيه الدرهم، فِينصحني فِي العلم حتى استقللت، فجاءه كتاب بعض بني مارمة [1] من الصراة يلتمسون معلما نحويا لأولادهم، فقلت له: أسمني لهم، فأسماني فخرجت فكنت أعلمهم وأنفد إليه كل شهر ثلاثين درهما، وأتفقده بعد ذلك بما أقدر عَلَيْهِ، ومضت مدة عَلَى ذلك، فطلب منه عبيد اللَّه بْن سُلَيْمَان مؤدبا لابنه الْقَاسِم فَقَالَ له: لا أعرف لَكَ إلا رجلا زَجَّاجًا بالصَّرَاةِ مع بني مارمة، قَالَ: فكتب إليهم عبيد اللَّه فاستنزلهم عني فتركوني له فأحضرني وأسلم الْقَاسِم إليَّ، فكَانَ ذلك سبب غناي. وكنت أعطي المبرد ذلك الدرهم فِي كل يوم إِلَى أن مات، ولا أخليه من التفقد معه بحسب طاقتي.
وأخبرني علي بن أبي علي، أخبرني أبي، حَدَّثَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْنِ عبّاس القاضي، حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن السري الزجاج. قَالَ: كنت أؤدب الْقَاسِم بْن عبيد اللَّه وأقول له: إن بلغك اللَّه مبلغ أبيك ووليت الوزارة ماذا تصنع بي؟
فِيقول: ما أحببت. فأقول له: تعطيني عشرين ألف دينار؟ وكَانَت غاية أمنيتي، فما مضت إلا سنون حتى ولي الْقَاسِم الوزارة وأَنَا عَلَى ملازمتي له، وقد صرت نديمه، فدعتني نفسي إِلَى إذكاره بالوعد ثم هبته، فلما كَانَ فِي اليوم الثالث من وزارته قَالَ لي: يا أبا إِسْحَاق لم أرك أذكرتني بالنذر! فقلت: عولت عَلَى رعاية الوزير أيده اللَّه، وأنه لا يحتاج إِلَى إذكار لنذر عَلَيْهِ فِي أمر خادم واجب الحق، فَقَالَ لي: أنه المعتضد، ولولاه ما تعاظمني دفع ذلك إليك فِي مكَانَ واحد، ولكن أخاف أن يصير لي معه حَدِيث فاسمح لي بأخذه متفرقا. فقلت: يا سيدي افعل. فَقَالَ: اجلس للناس وخذ رقاعهم فِي الحوائج الكبار، واستعجل عليها ولا تمتنع من مسألتي شيئا تخاطب فِيهِ، صحيحا كَانَ أو محالا، إِلَى أن يحصل لَكَ مال النذر. قَالَ: ففعلت ذلك وكنت أعرض عَلَيْهِ كل يوم رقاعا فِيوقع فِيهَا، وربما قَالَ لي: كم ضمن لَكَ عَلَى هذا فأقول كذا وكذا، فِيقول غبنت، هذا يساوي كذا وكذا، ارجع فاستزد فأراجع القوم فلا أزال أماكسهم ويزيدونني حتى أبلغ الحد الَّذِي رسمه، قَالَ: وعرضت عَلَيْهِ شيئا عظيما، فحصلت عندي عشرون ألف دينار وأكثر منها فِي مديدة، فَقَالَ لي بعد شهور: يا أبا
__________
[1] هكذا في النسختين، وفي بغية الوعاة: «مارقة» .(6/88)
إِسْحَاق حصل مال النذر؟ فقلت: لا! فسكت، وكنت أعرض فِيسألني فِي كل شهر أو نحوه هل حصل المال؟ فأقول لا خوفا من انقطاع الكسب، إِلَى أن حصل عندي ضعف ذلك المال، وسألني يوما فاستحييت من الكذب المتصل، فقلت: قد حصل ذلك ببركة الوزير. فَقَالَ: فَرَّجْتَ وَالله عني فقد كنت مشغول القلب إِلَى أن يحصل لَكَ، قَالَ: ثم أخذ الدواة ووقع لي إِلَى خازنه بثلاثة آلاف دينار صلة، فأخذتها، وامتنعت أن أعرض عَلَيْهِ شيئا ولم أدر كيف أقع منه، فلما كَانَ من غد جئته وجلست عَلَى رسمي. فأومأ إِلَى هات ما معك يستدعي مني الرقاع عَلَى الرسم، فقلت ما أخذت من أحد رقعة لأن النذر قد وقع الوفاء بِهِ، ولم أدر كيف أقع من الوزير، فَقَالَ: يا سبحان اللَّه أتراني كنت أقطع عنك شيئا قد صار لَكَ عادة، وعلم بِهِ الناس وصارت تلك بِهِ منزلة عندهم وجاه، وغدو ورواح إِلَى بابك، ولا يعلم سبب انقطاعه فِيظن ذلك لضعف جاهك عندي، أو تغير رتبتك، اعرض عَلَيَّ عَلَى رسمك وخذ بلا حساب. فقبلت يده وباكرته من غد بالرقاع، فكنت أعرض عَلَيْهِ كل يوم شيئا إِلَى أن مات، وقد تأثلت حالي هذه.
أَخْبَرَنَا أَبُو الجوائز الْحَسَن بن علي بن ماري الكاتب الواسطيّ، حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِم عَلِيّ بْن طلحة بْن كردان النحوي قَالَ: سمعت أبا عَلِيّ الفارسي يقول: دخلت مع شيخنا أَبِي إِسْحَاق الزجاج عَلَى الْقَاسِم بْن عبيد اللَّه الوزير، فورد إليه خادم وساره بشيء استبشر له، ثم تقدم إِلَى شيخنا أَبِي إِسْحَاق بالملازمة إِلَى أن يعود، ثم نهض فلم يكن بأسرع من أن عاد وفِي وجهه أثر الوجوم، فسأله شيخنا عَن ذلك لأنس كَانَ بينه وبينه فَقَالَ له: كَانَت تختلف إلينا جارية لإحدى المغنيات فسمتها أن تبيَعْنِي إياها وامتنعت من ذلك، ثم أشار عليها أحد من نصحها بان تهديها إِلَى رجاء أن أضاعف لها ثمنها؛ فلما وردت أعلمني الخادم بذلك فنهضت مستبشرا لافتضاضها؛ فوجدتها قد حاضت. فكَانَ مني ما ترى، فأخذ شيخنا الدواة من بين يديه وكتب:
فارس ماض بحربته ... حاذق بالطعن فِي الظلم
رام أن يدمي فريسته ... فاتقته من دم بدم
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ طَاهِرُ بْن عَبْدِ اللَّهِ الطّبريّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن طلحة اليزدادي قَالَ: حَدَّثَنِي الْقَاضِي مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن المحرم أنه جرى بين إبراهيم بن السري الزجاج النحوي وبين المعروف بمسينة [1] وكَانَ من أهل العلم- شر، فاتصل
__________
[1] هكذا في النسختين، وفي بغية الوعاة: «مسيند» .(6/89)
ونسجه إبليس وأحكمه حتى خرج إِبْرَاهِيم بْن السري الزجاج إِلَى حد الشتم، فكتب إليه مسينة:
أَبى الزجاج إلا شتم عرضي ... لينفعه فآثمه وضره
وأقسم صادقا ما كَانَ حر ... ليطلق لفظه فِي شتم حره
ولو أني كررت لفر مني ... ولكن للمنون عَلِيّ كره
فأصبح قد وقاه اللَّه شري ... ليوم لا وقاه اللَّه شره
فلما اتصل هذا بالزجاج قصده راجلا حتى اعتذر إليه، وسأله الصفح.
حَدَّثَنِي أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد العزال، حدّثنا علي بن عبد العزيز الطّاهري، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد الوراق- جار كَانَ لنا-. قَالَ: كنت بشارع الأنبار وأَنَا صبي فِي يوم نيروز، فعبر رَجُل راكب، فبادر بعض الصبيان فأقلب عَلَيْهِ ماء، فأنشأ يقول وَهُوَ ينفض رداءه من الماء:
إذا قل ماء الوجه قل حياؤه ... ولا خير فِي وجه إذا قلّ ماءه
فلما عبر قيل لنا: هذا هو أَبُو إِسْحَاق الزجاج! قَالَ الطاهري: شارع الأنبار هو النافذ إِلَى الكبش وَالأسد.
بلغني عَنْ مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس بْن الفرات قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الفتح عبيد اللَّه بْن أَحْمَد النحوي. قَالَ: توفِي أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن السري الزجاج النحوي فِي جمادى الآخرة سنة إحدى عشرة وثلاثمائة. قَالَ غيره: مات يوم الجمعة لإحدى عشرة ليلة بقيت من الشهر.
3127- إِبْرَاهِيم بْن سَعِيد، أَبُو إِسْحَاق الجوهري [1] :
سمع سُفْيَان بْن عيينة، وأبا معاوية الضرير، ومحمد بْن فضيل بْن غزوان، وأبا أسامة، وروح بْن عبادة، وزيد بْن الحباب، وعبيد بْن أَبِي قرة، وسعد بْن عَبْد الحميد بْن جَعْفَر، وأبو داود الحفزي وحجاج بْن مُحَمَّد الأعور، ومحمد بْن بشر العبدي، وخلف ابن تميم، ومحمد بْن الْقَاسِم الأسدي، وغيرهم. روى عنه أَبُو حاتم الرازي، وأبو بكر ابن أَبِي الدُّنْيَا، ومُوسَى بْن هارون الْحَافِظُ، وإدريس بْن عَبْد الكريم المقرئ، وأبو عَبْد الرحمن النسائي وأَحْمَد بْن عَلِيّ الأبار، ويحيى بْن محمد بن صاعد، في آخرين.
__________
[1] 3127- انظر: تهذيب الكمال 176 (2/95- 98) والمنتظم، لابن الجوزي 12/64- 65.
وإكمال مغلطاي 1/ورقة 53. والميزان 1/36.(6/90)
وكَانَ مكثرا ثقة ثبتا. صنف «المسند» وانتقل عَن بغداد، فسكن عين زربة مرابطا بِهَا إِلَى أن مات.
قرأت عَلَى الْقَاضِي أَبِي العلاء الواسطي، عَن يُوسُف بْن إِبْرَاهِيم الجرجاني قَالَ:
أَخْبَرَنَا أبو نعيم بن عدي، حَدَّثَنَا عَبْد الرحمن بْن يُوسُف قَالَ: سمعت حجاج بْن الشاعر يقول: رأيت إِبْرَاهِيم بْن سعيد الجوهريّ عن أَبِي نعيم، وأبو نعيم يقرأ وَهُوَ نائم، وكَانَ الحجاج يقع فِيهِ.
أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللَّه بْن الْحَسَن بْن مَنْصُورٍ الطَّبَرِيُّ. قال: أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن هارون، حَدَّثَنَا الحسن بن صالح، حَدَّثَنَا هَارُون بْن يَعْقُوب الهاشمي قَالَ: سمعت أَبِي سأل أبا عَبْد اللَّهِ- يَعْنِي أَحْمَد بْن حَنْبَل- عَن إِبْرَاهِيم بْن سَعِيد قَالَ: لم يزل يكتب الحَدِيث قديما. قلت: فأكتب عنه؟ قَالَ: نعم.
أنبأَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن رزق، حدّثنا أبو علي بن الصواف- إملاء- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاس البراثي قَالَ: قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل- وسأله مُوسَى بْن هارون وَهُوَ معي عَن إِبْرَاهِيم بْن سَعِيد الجوهري- فَقَالَ: كثير الكتاب، كتب فأكثر، واستأذنه في الكتابة عنه فأذن له [1] .
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن عبد الله الكاتب، أخبرنا إبراهيم بن محمّد ابن يحيى المزكيّ، حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن الدغولي، حدّثنا عبد الله بن جعفر ابن خاقان الْمَرْوَزِيُّ السلمي قَالَ: سألت إِبْرَاهِيم بْن سَعِيد الجوهري عَن حَدِيث لأبي بكر الصديق فقال لجاريته: أخرجي إليّ الجزء [2] الثالث وَالعشرين من مسند أَبِي بكر. فقلت له: لا يصح لأبي بكر خمسون حَدِيثا، من أين ثلاثة وعشرون جزءا؟
فَقَالَ: كل حَدِيث لم يكن عندي من مائة وجه فأَنَا فِيهِ يتيم [3] .
قلت: وكَانَ لسعيد وَالد إِبْرَاهِيم اتساع من الدُّنْيَا، وأفضال عَلَى العلماء، فلذلك تمكن ابنه من السماع، وقدر عَلَى الإكثار عَنِ الشيوخ، وَصَفُّ الْجَوْهَرِيِّ بِبَغْدَادَ: إليه ينسب.
__________
[1] في الأصل والمطبوع: «واستأذنه في الكتاب عنه» .
انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/97.
[2] «الجزء» زيادة من تهذيب الكمال.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/97.(6/91)
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَر الحسن بْن عثمان بْن أحمد الواعظ، أخبرنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الحكم المؤدّب، حَدَّثَنَا جَعْفَر بْن مُحَمَّد الفريابي قَالَ: سمعت إِبْرَاهِيم الهروي يقول: حج سَعِيد الجوهري فحمل معه أربعمائة رَجُل من الزوار سوى حشمه يحج بهم! وكَانَ فِيهم إسماعيل بْن عياش، وهشيم بْن بشير، وكنت أَنَا معهم فِي إمارة هارون الرشيد.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاس الفضل بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن الفضل الأبهري، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ علي بن المقرئ- بأصبهان- حَدَّثَنَا عُمَر بْن عثمان قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيَّ يَقُولُ: دخلت عَلى أَحْمَد بْن حَنْبَل أُسَلِّمُ عَلَيْهِ، فمددت يدي إليه فصافحني، فلما أن خرجت قَالَ: ما أحسن أدب هذا الفتي، لو انكب عَلَيْنَا كنا نحتاج أن نقوم.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر الْبَرْقَانِيّ، أخبرني علي بن عمر الدارقطني، حدّثنا الحسن بن رشيق المصريّ، حدثنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي، عن أبيه.
ثم أخبرني محمد بن علي الصوري، حَدَّثَنَا الخصيب بْن عَبْد اللَّه الْقَاضِي قَالَ:
ناولني عبد الكريم وكتب لي بخطه. قَالَ: سمعت أَبِي يقول: إِبْرَاهِيم بْن سَعِيد الجوهري بغدادي ثقة.
أَخْبَرَنَا السمسار، أخبرنا الصّفّار، حَدَّثَنَا ابْن قانع: أن إِبْرَاهِيم بْن سَعِيد الجوهري مات فِي سنة سبع وأربعين ومائتين [1] ذكر ابْن قانع أنه مات فِي سنة ثلاث وخمسين ومائتين.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن أَبِي جَعْفَرٍ القطيعي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن همام الشّيبانيّ- بالكوفة- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ الشَّعْرَانِيُّ، حدّثنا إبراهيم بن سعيد الجوهريّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَسَّانٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مهديّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سعيد القطّان، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هذه الآية: وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ
[الفتح 9] قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا ذَاكَ؟» قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ.
قال: «لتنصروه» [2] .
__________
[1] نقل المزي عن ابن قانع أنه توفي سنة تسع وأربعين ومائتين، وانظر: الإكمال لمغلطاي 1/ق 35.
[2] انظر الحديث في: الدر المنثور للسيوطي 6/71.(6/92)
قَالَ أَبُو مُحَمَّد بْن أَبِي سُفْيَان: سمعت الحَدِيث من إِبْرَاهِيم بْن سعيد ببغداد، ثم ذكر لي هذا الحَدِيث بالشام وقد دخل إِلَى الثغر، فصرت إليه إِلَى عين زربة- وكَانَ قد سكنها- وذلك فِي سنة ثلاث وخمسين فِي رحلتي الثانية إِلَى الثغر، فسألته عَن هذا الحَدِيث فرددني مرارا ثم حَدَّثَنِي بِهِ لفظا كما قدمت من ذكره، ومات فِي هذه السنة.
قَالَ أَبُو مُحَمَّد: وليس هذا الحَدِيث اليوم عند أحد- فِيما أعلم- إلا عندي.
3128- إِبْرَاهِيم بْن سَعِيد بْن عثمان، أَبُو الطيب الخلال [1] :
حدث عَن أَحْمَد بْن الحسين بْن إِسْحَاق الصوفِي. روى عنه شيخنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن مُحَمَّد بْن الْقَاسِم المخزومي، وذكر أَنَّهُ سمع منه فِي مجلس أَبِي عُمَر الزاهد.
3129- إِبْرَاهِيم بْن سَعِيد بْن إِبْرَاهِيم، أَبُو مُحَمَّد الزهري:
وَالد أَبِي طَالِب الفقيه المعروف بابن حمامة. حدث عَن يَحْيَى بْن مُحَمَّد بْن صاعد وغيره. حَدَّثَنَا عنه ابنه أَبُو طَالِب وذكر لنا أنه إِبْرَاهِيم بْن سَعِيد بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد ابن بجاد بْن مُوسَى بْن سعد بْن أَبِي وقاص.
قَالَ لنا أَبُو طَالِب: أهل المعرفة بالنسب يقولون نجاد بْن مُوسَى بالنون وأصحاب الحَدِيث يقولون بجاد بالباء.
قلت: وكذلك ذكر أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ السعدي فِي كتاب نسب ولد سعد بْن أَبِي وقاص بجادا بالباء.
أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ عمر بن إبراهيم، حدّثني أبي، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ هَارُونَ الأصبهاني، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَجَّاجِ بْنِ حَفْصٍ الضَّبِّيُّ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ نَسِيَ صَلاةً فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا» [2]
. سألت أبا طَالِب عَن موت أَبِيهِ. فَقَالَ: توفي سنة خمس وسبعين وثلاثمائة، وكان مولده في سنة ثلاث وثلاثمائة. قَالَ: وسمع فِي حياة أَبِي الْقَاسِم البغوي من ابْن صاعد ونحوه، ولم يسمع من البغويّ شيئا.
__________
[1] 3128- الخلال: هذه النسبة إلى عمل الخل أو بيعه (الأنساب 5/217) .
[2] 3129- سبق تخريجه، راجع الفهرس.(6/93)
3130- إِبْرَاهِيم بْن سَعِيد بْن إِبْرَاهِيم، أَبُو مُحَمَّد البصري:
نزل بغداد وحدث بِهَا عَن يَحْيَى بْن مُحَمَّد بْن صاعد، وأَحْمَد بْن إِسْحَاق بْن البهلول. حَدَّثَنَا عنه أَبُو الْقَاسِم الأزهري، وأبو مُحَمَّد الخلال.
أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَلالُ قال: حدثنا إِبْرَاهِيم بْن سَعِيد بْن إِبْرَاهِيم- أَبُو مُحَمَّد البصريّ- قَالَ الْخَلالُ: وَلَيْسَ بِوَالِدِ أَبِي طَالِبِ بْنِ حمامة- حدّثنا يحيى بن صاعد، حَدَّثَنَا أَبُو حُصَيْنٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بن يونس، حدّثنا عبثر، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ طَرَفَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ. قَالَ: دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ رَافِعُو أَيْدِينَا- يَعْنِي فِي الصَّلاةِ- فَقَالَ: «كَأَنَّهَا أَذْنَابُ الْخَيْلِ الشُّمُسِ- اسْكُنُوا فِي الصَّلاةِ» . قَالَ: ودخل علينا ونحن متفرقون. فقال: «مالكم عِزِينَ» [1]
. قَالَ لي الْحَسَن: سمعت من هذا الشّيخ في سنة خمس وسبعين وثلاثمائة، ومات في سنة ست وسبعين وثلاثمائة.
3131- إِبْرَاهِيم بْن سيار، أَبُو إِسْحَاق النظام [2] :
ورد بغداد وكَانَ أحد فرسان أهل النظر وَالكلام عَلَى مذهب المعتزلة، وله فِي ذلك تصانيف عدة، وكَانَ أيضا متأدبا، وله شعر دقيق المعاني عَلَى طريقة المتكلمين، وأبو عثمان الجاحظ كثير الحكايات عنه.
أَخْبَرَنِي الأزهري، حَدَّثَنَا عُبَيْد الله بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد المقرئ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يَحْيَى النديم.
وأخبرني الحسين بن علي الصيمري، حدّثنا محمّد بن عمران المرزباني، أخبرني محمّد بن يحيى، حدّثنا المبرد، حَدَّثَنِي عمرو بْن بحر الجاحظ قَالَ: سمعت النظام يَقُولُ: العلمُ شيء لا يُعطيك بعضه حتى تعطيه كلك، فإذا أعطيته كلك فأَنْتَ من إعطائه لَكَ البعض عَلَى خطر. هذا آخر حَدِيث الأزهري، وزاد المرزباني قَالَ مُحَمَّد بْن يَحْيَى: فأخذ هذا المعنى منصور النمري، فقلبه إِلَى الجود فَقَالَ يمدح آل زائدة:
الجود أخشن مسا يا بني مطر ... من أن تبزكموه كف مستلب
ما أعلم الناس أن البذل مكسبة ... للحمد لكنّه يأتي على النّشب
__________
[1] 3130- انظر الحديث في: المعجم الكبير للطبراني 2/223.
[2] 3131- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 11/66.(6/94)
أَخْبَرَنِي الصيمري قَالَ: قَالَ لنا أَبُو عبيد اللَّه المرزباني: كَانَ لإبراهيم مذهب فِي ترقيق الشعر وتدقيق المعاني لم يسبق إليه، ذهب فِيهِ مذاهب أصحاب الكلام المدققين، ومنه ما أنشدنيه عَبْد اللَّهِ بْن يَحْيَى العسكري:
وشادن ينطق بالطرف ... يقصر عنه منتهى الوصف
رق فلو بزت سرابيله ... علقه الجو من اللطف
يجرحه اللحظ بتكراره ... ويشتكي الإيماء بالطرف
أفديه من مُغْرًى بما ساءني ... كأنه يعلم ما أخفِي
حَدَّثَنِي عبيد اللَّه بْن أَبِي الفتح، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن حميد الصولي، حدّثنا مغيرة بن محمّد، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حضرت مجلسا فِيهِ النظام وأبو الهذيل فأنشد النظام:
رق فلو بزت سرابيله ... علقه الجو من اللطف
يجرحه اللحظ بتكراره ... ويشتكي الإيماء بالطّرف
أخبرني الصيمري، حدّثنا المرزباني، حَدَّثَنِي أَبُو الحسين عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد الخصيبي، حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عروس الشاعر. قَالَ: قَالَ الجاحظ: - وأحسبه قَالَ:
حَدَّثَنِي الجاحظ- قَالَ: اجتمع أَبُو شمر وثمامة وعلي بن هيثم وإبراهيم النظام وخرجوا إِلَى باب الشماسية، فنظروا إِلَى موضع استطابوه فاجتمعوا فِيهِ ووجهوا بي لأشتري لهم من السوق ببغداد ما يحتاجون إليه، وساق خبرا، له موضع غير هذا، وإنما كان مقصود ما ذكر، ورود النّظّام بغداد.
3132- إِبْرَاهِيم بْن سيار، أَبُو إِسْحَاق الصوفِي:
سكن المصيصة وحدث بدمشق عَن مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ الْهَمْدَانِيُّ، ومحمد بْن ربيعة الكلابي، وإسماعيل بن علية، وأبي معاوية الضرير، وسُفْيَان بْن عيينة، وحجاج بْن مُحَمَّد الأعور، ومحمد بْن عبيد الطنافسي. روى عنه مُحَمَّد بْن يزيد بْن عَبْد الصمد الدمشقي.
أَخْبَرَنِي أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بن عبد الواحد الوكيل، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الناصح الفقيه- بمصر- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ الدّمشقيّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَيَّارٍ أَبِي زَيْدٍ- بَغْدَادِيٌّ سكن المصيصة- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْهَمْدَانِيُّ الْكُوفِيُّ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي(6/95)
هُرَيْرَةَ قَالَ: جَاءَتْ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ تَسْأَلُهُ خَادِمًا فَقَالَ:
«قُولِي اللهم رب السماوات السَّبْعِ، وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ، مُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْقُرآنِ، فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى، أَعُوذُ بِكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ، أَنْتَ الأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ لَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ لَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ، اقْضِ عَنِّي الدَّيْنَ، وَأَعِذْنِي مِنَ الْفَقْرِ» [1]
. 3133- إبراهيم بن سهل المداينيّ:
أَخْبَرَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الدَّقَّاق. قَالَ: قرأنا على الْحُسَيْن بن هارون الضبي، عن أبي العباس بن سعيد. قال: إبراهيم بن سهل المدائني [يروى] [2] عَن مُحَمَّد بْن كثير الكوفِي وغيره. روى عنه الحكم بْن سُلَيْمَان الجبلي وغيره.
3134- إِبْرَاهِيم بْن سهل، المدائني الكاتب:
حدث عَن عمرو بْن حميد قاضي الدينور، وأَحْمَد بْن معاوية بْن بكر البصري.
روى عنه أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الجوهري.
أَخْبَرَنَا الصيمري، حدّثنا محمّد بن عمران المرزباني، حدّثني أحمد بن محمّد الجوهريّ، حدّثنا إبراهيم بن سهل المدائني، حدّثنا أحمد بن معاوية الباهليّ، حَدَّثَنِي العتبي عَن مُحَمَّد بْن واسع. قَالَ: قَالَ لي الْحَسَن: لم يبق من العيش إلا ثلاث؛ أخ لَكَ تصيب من عشرته خيرا، فإن زغت عَنِ الطريق قومك، وكفاف من عيش ليس لأحد عليك فِيهِ تبعة، وصلاة في جمع تُكْفَى سهوها وتستوجب أجرها.
3135- إِبْرَاهِيم بْن سعدان بْن حمزة الشيباني:
ختن عَلِيّ بْن المغيرة الأثرم، حدث عَنِ الأصمعي، وحجاج بْن نصير، وسليمان بْن حرب، وعارم بْن الفضل. روى عنه قاسم بْن مُحَمَّد الأنباري، ومحمد بْن جعفر المطيري.
__________
[1] 3132- انظر الحديث في: المستدرك 3/156. وكنز العمال 16689.
[2] 3133- ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(6/96)
حرف الشّين من آباء الإبراهيمين
3136- إبراهيم بن شماس، أبو إسحاق السمرقندي [1] :
ورد بغداد، وحدث بها عن: إسماعيل بن عياش، ومسلم بن خالد الزنجي، وفضيل بن عياض، وأبي إِسْحَاق الفزاري، وَعَبْد اللَّهِ بْن المبارك، وسفيان بْن عيينة، وبقية بن الوليد، ووكيع بن الجراح. روى عنه أحمد بن حنبل، وداود بن رُشَيْد، وأبو خيثمة زهير بْن حرب، ومحمد بْن أبي عتاب الأعين، وعباس بن محمد الدوري، وأحمد بن ملاعب، وأحمد بن علي البربهاري.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن رزق، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرحمن العسكري، حدّثنا أحمد بن ملاعب، حدّثنا إبراهيم بن شمّاس، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إذا زنت وليدة أحدكم فليجدها ولا يثرب عليها، فإن عادت فليجدها الْحَدَّ وَلا يُثَرِّبْ عَلَيْهَا، فَإِنْ عَادَتْ فَلْيَجْلِدْهَا الحد ولا يثرب عليها، فَإِنْ عَادَتِ الرَّابِعَةَ فَلْيَبِعْهَا وَلَوْ بِحَبْلٍ مِنْ شَعْرٍ» [2]
. أَخْبَرَنِي أَبُو الْفَرَجِ الطَّنَاجِيرِيُّ، حدّثنا علي بن عمر الختلي، حدّثنا أبو القاسم عيسى بن سليمان، حدّثنا داود بن رشيد، حدّثنا إبراهيم بن الشّمّاس، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَائِشَةَ. قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أَتَى عَلَيَّ يَوْمٌ لا أَزْدَادُ فِيهِ عِلْمًا فَلا بُورِكَ لِي فِي طُلُوعِ شَمْسِ ذَلِكَ الْيَوْمِ» [3]
. أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدّثنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدّثنا أحمد بن علي البربهاري، حدّثنا إبراهيم بن شمّاس، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ، عَنْ سَلامَانِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هريرة، عن
__________
[1] 3136- انظر: تهذيب الكمال 182 (2/105- 107) . والإكمال لمغلطاي 1/ورقة 54. وثقات ابن حبان 1/ورقة 15، وذكر أن وفاته سنة 221. والتاريخ الكبير 1/1/293. والجرح والتعديل 1/1/105. والمنتظم، لابن الجوزي 11/66.
[2] انظر الحديث في: صحيح البخاري 3/197. وصحيح مسلم، السجود 31. وفتح الباري 5/178، 180، 12/163.
[3] انظر الحديث في: اللآلئ المصنوعة 10/109. والفوائد المجموعة 275. وكشف الخفا 1/77. والأحاديث الضعيفة 37، 380.(6/97)
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَرَأَيْتُمْ مَا أُعْطِيَ سُلَيْمَانُ مِنْ مُلْكِهِ فَإِنَّ ذَلِكَ لَمْ يَزِدْهُ إِلا تَخَشُّعًا. وَمَا كَانَ يَرْفَعُ طَرْفَهُ إِلَى السَّمَاءِ تَخَشُّعًا مِنْ رَبِّهِ» [1]
. قَالَ لي أبو نعيم: إبراهيم بن شماس سمرقندي سكن بغداد.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الصَّابُونِيُّ- فيما أذن أن نرويه عنه- أخبرنا علي ابن محمّد بن سعيد الموصليّ، حدّثنا موسى بن محمّد الغساني، حدّثني أحمد بن محمّد المروزيّ قَالَ: قَالَ لي أَبُو عبد اللَّه: - يعني أَحْمَد بْن حنبل- دخل على إبراهيم ابن شماس وأنا في السجن- يعني أيام المحنة- قَالَ: فسألني عن شيء من أمر الحديث فاعتللت بشيء، فقال لي إبراهيم: أليس كنت تحفظ لنا عند وكيع!.
قلت: ذكر أيام المحنة في هذا الخبر خطأ لا شك فيه، لأن إبراهيم مات قبل ذلك الوقت بزمان بعيد.
أَخْبَرَنِي الأزهري، عن أبي الحسن الدارقطني. قَالَ: إبراهيم بن شماس سمرقندي ثقة.
أَخْبَرَنَا إبراهيم بن عمر البرمكيّ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفِ الدّقّاق، حدّثنا عمر بن محمّد الجوهريّ، حدثنا أَبُو بكر الأثرم قَالَ: سَمِعْت أَبَا عَبْد الله- وهو أحمد بن حنبل- ذكر إبراهيم بن شماس السمرقندي فأحسن الثناء عليه، قال: كتب لي بعض أصحابنا أنه أوصى بمائة ألف يشترى بها أسرى من الترك، قَالَ: فاشترينا مائتي نفس أو نحو ذا، قَالَ أبو عبد الله: قتلته الترك أيضا، فانظر ما ختم له به مع القتل! وذكره مرة أخرى فقال: صاحب سنة، وكانت له نكاية في الترك [2] .
قرأت على الْحَسَن بْن أَبِي الْقَاسِم، عَنْ أبي سعيد أَحْمَد بْن رميح النسوي قَالَ:
سَمِعْتُ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن بسطام يَقُولُ: سَمِعْتُ أحمد بن سيار بن أيوب يقول: إبراهيم بن شماس أبو إسحاق كان صاحب سنة وجماعة، كتب العلم وجالس الناس. روى عن أبي إسحاق الفزاري، ومروان بن معاوية، وأبي بكر بن عياش، وابن المبارك، ووكيع، وغيرهم. ورأيت إسحاق بن إبراهيم- يعني ابن راهويه- يعظم من أمره، ويحرضنا على الكتابة عنه، وكان رجلا ضخما عظيم الهامة، حسن
__________
[1] انظر الحديث في: حلية الأولياء 10/128.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/106.(6/98)
البضعة [1] ، أحمر الرأس واللحية، حسن المجالسة، يفد على الملوك، وله حظ من الغزو، وكان فارسا شجاعا، قتلته [2] الترك وهو جائي [3] من ضيعته، وهو غار لم يشعر بهم، وذلك خارج من سمرقند، ولم يعرفوه، وقتل رحمه الله يوم الاثنين، ودفن يوم الأربعاء في المحرم سنة إحدى وعشرين ومائتين [4] .
حَدَّثَنِي الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن المؤدب، عن أبي سعيد الإدريسي. قَالَ:
إبراهيم بن شماس الغازي السمرقندي كنيته أبو إسحاق، كان شجاعا بطلا مبارزا، عالما فاضلا عاملا، ثقة ثبتا في الرواية، متعصبا لأهل السنة، كثير الغزو [5] .
قَالَ أحمد بن سيار: قتل إبراهيم بن شماس سنة إحدى وعشرين ومائتين [6] .
وَقَالَ إبراهيم بن عبد الرحمن الدّرامي: سنة عشرين ومائتين قتل إبراهيم بن شماس [7] .
قَالَ أبو سعد: والأصح عندي قول إبراهيم، فإنه حكي لي عن أبي يعقوب يوسف ابن علي الأبار مثل قوله.
3137- إِبْرَاهِيمُ بْنُ شَرِيكِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ خَالِدٍ بن خليد، أبو إسحاق الأسدي الكوفي [8] :
نزل بغداد مدة وحدث بها عن أحمد بن يونس، ومنجاب بن الحارث وشهاب ابن عباد، وأبي بكر وعثمان ابني أبي شيبة، وعقبة بن مكرم الضبي. روى عنه أحمد ابن جعفر بن المنادي، وأبو بكر الشافعي، ومخلد بن جعفر، وعبد اللَّه بْنُ إِبْرَاهِيمَ الزبيبي، وأبو حفص بن الزيات، وأبو الحسن بن لؤلؤ، وأبو الفضل الزهري، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بُكَيْرٍ المقرئ، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن جعفر بْن مُحَمَّد بْن سلم الختلي، حدّثنا إبراهيم بن شريك الكوفيّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ،
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: «حسن الصفة» والتصحيح من تهذيب الكمال.
[2] في الأصل والمطبوعة: «قتله» والتصحيح من تهذيب الكمال.
[3] في الأصل والمطبوعة: «وهو جاء» والتصحيح من تهذيب الكمال.
[4]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/106.
[5]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/106.
[6]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/106.
[7]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/106.
[8] 3137- انظر: سؤالات حمزة السهمي للدار قطني برقم 178.(6/99)
حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ الْحَسَنِ وَعَبْدِ اللَّهِ ابني محمد عَنْ أَبِيهِمَا أَنَّ عَلِيًّا قَالَ لابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ مُتْعَةِ النِّسَاءِ يَوْمَ خَيْبَرَ، وَعَنْ أَكْلِ لُحُومِ الْحُمُرِ الإِنْسِيَّةِ.
حَدَّثَنِي عُبَيْد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ بْن عُثْمَان الصيرفي، عن أبي الحسن الدارقطني قَالَ:
إبراهيم بن شريك بن الفضل أبو إسحاق كوفي ثقة.
حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ: سمعت حمزة بن يونس يَقُول: سألت أبا الْحَسَن الدارقطني عن أبي إسحاق إبراهيم بن شريك الأسدي فقال: ثقة.
وَقَالَ حمزة: سمعت أبا حفص عمر بن مخلد الزيات يقول: سمعت ابن عبدة يقول: ما دخل عليكم أوثق من إبراهيم بن شريك الأسدي.
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل. قَالَ: وفي شوال من هذه السنة- يعني سنة إحدى وثلاثمائة- توفي إبراهيم بن شريك الكوفي وحمل إلى الكوفة، ومنها كان قدم قبل وفاته بشهور، ولم يغير شيبه.
أَخْبَرَنَا أَبُو طالب عُمَر بْن إبراهيم الفقيه. قَالَ: قَالَ لنا عيسى بن حامد بن بشر القاضي: ومات ابن شريك سنة اثنتين وثلاثمائة.
3138- إبراهيم بن الشّاذ بن محمّد بن إسحاق الجبلي:
من موضع يقال له جبل الفضة، سكن هراة. وورد بغداد في سنة سبع وأربعين وثلاثمائة، وحدث بها عَنْ مُحَمَّد بْن عَبْد الرحمن السامي، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة السلمي. روى عنه أبو الحسن بن رزقويه وغيره.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقَوَيْهِ- إِجَازَةً- وحدّثنيه الحسن بن محمّد الخلّال عنه، حدّثنا إبراهيم بن الشّاذ بن محمّد الهروي الجبليّ من جبل الفضة- إملاء- حدّثنا محمّد بن إسحاق بن خزيمة، حدّثنا محمّد بن ميمون بخبر غريب، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ عَنْ زُبَيْدٍ عَنْ مُرَّةَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: إِنَّ نَبِيَّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ سِدْرَةَ الْمُنْتَهَى فِي الْخَبَرِ قَالَ: «إِنِّي مُنْبِئُكُمْ بِشَجَرَةٍ فِيهَا مِثْلُ وَكْرَيِ الطَّيْرِ، فَجَلَسَ جِبْرِيلُ فِي أَحَدِهِمَا وَجَلَسْتُ أَنَا فِي الآخَرِ ثُمَّ شَخُصَتْ بِنَا فَصَارَ جِبْرِيلُ كَالْحِلْسِ الْمُلْقَى، فَعَلِمْتُ أَنَّهُ أَشَدُّ خَوْفًا لله مني» [1] .
__________
[1] 3138- انظر الحديث في: العلل المتناهية 1/177.(6/100)
وروى عبد الله بن محمّد بن الثلاج عن هذا الشيخ فقال: حَدَّثَنَا إبراهيم بن محمّد الشّاذي الجبليّ.
حرف الصّاد من آباء الإبراهيمين
3139- إبراهيم بن صرمة بن أبي صرمة، الأنصاري المديني:
صهر يحيى بن سعيد الأنصاري. روى عن يحيى بن سعيد. حدث عنه شعيب بن سلمة، وأحمد بن حاتم الطويل، وعبد الله بن موسى بن شيبة، وإبراهيم بن الوليد بن سلمة الطبراني وفي حديثه غرائب لا يتابع عليها.
وَذَكَرَ عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حَاتِمٍ أنّهُ سأل أباه عنه فقال: شيخ مديني سكن بغداد، قَالَ: قلت: ما حاله؟ قَالَ: شيخ.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بكر، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف، حدّثنا محمّد بن اللّيث الجوهريّ، حدّثنا شعيب بن سلمة، حدّثنا إبراهيم بن صرمة، حدّثنا يحيى بن سعيد، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَا أَذِنَ اللَّهُ لِشَيْءٍ مَا أَذَنَ لِنَبِيٍّ حَسَنِ الصَّوْتِ يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ يَجْهَرُ بِهِ» [1]
. ذكر مُحَمَّد بْن أَبِي الفوارس أن مُحَمَّد بن حميد المخرمي أخبرهم، حدثنا علي بن الحسين بن حبان. قال: وجدت فِي كتاب أَبِي بِخط يده سألته- يعني يحيى بن معين- عن إبراهيم بن صرمة الأنصاري فقال: كذاب خبيث يكذب على الله وعلى رسوله.
3140- إبراهيم بن صدقة:
من أهل المدائن. حدث عن داود بن المحبر، وأبي يحيى زكريا بن عبد الرحمن الملطي. روى عنه أبو الحسن بن البراء، وبكر بن أحمد بن مقبل البصري.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا محمد ابن أحمد بن البراء، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ صَدَقَةَ- صَدِيقُ شُعَيْبِ بْنِ حرب- حدّثنا
__________
[1] 3139- انظر الحديث في: صحيح البخاري 6/236، 9/173، 193. وصحيح مسلم، كتاب صلاة المسافرين باب 34.(6/101)
زَكَرِيَّا بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُو يَحْيَى الْمَلْطِيُّ. قَالَ: لَمَّا فُتِحَتِ الشَّامُ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أُصِيبَ جَبَلٌ فِيهِ غَارٌ، فَإِذَا عَلَى الْغَارِ قُفْلٌ فَكُسِرَ الْقُفْلُ، فَوُجِدَ فِي الْغَارِ لَوْحٌ مِنْ حَدِيدٍ فِيهِ مَكْتُوبٌ بِمَاءِ الذهب:
ما اختلف اللّيل والنّهار ولا ... دَارَتْ نُجُومُ السَّمَاءِ فِي الْفَلَكِ
إِلا تَنَقَّلَ النّعيم عن ملك ... قد انقضى ملكه إلى ملك
وَمُلْكُ ذِي الْعَرْشِ دَائِمٌ أَبَدًا ... لَيْسَ بِفَانٍ ولا بمشترك
قال: فَبُعِثَ بِاللَّوْحِ إِلَى عُمَرَ فَقَرَأَهُ ثُمَّ بَكَى. وَقَالَ: رَحِمَ اللَّهُ كَاتِبَ هَذَا، هَذَا مُؤْمِنٌ لَمْ يَجِدْ لإِيمَانِهِ مَوْضِعًا يَسْتُرُهُ فِيهِ إِلا هَذَا الْغَارَ.
3141- إبراهيم بن الصباح، أبو إسحاق الدقاق [1] :
حدث عن أبي بكر بن عياش، وعبد الله بن إبراهيم الغفاري. روى عنه محمد بن عيسى بن شيبة البزاز، والقاضي المحامليّ.
أخبرنا الأزهري، حدّثنا عبد الرّزّاق بن إسماعيل، حدّثنا الحسين بن إسماعيل، حَدَّثَنَا إبراهيم بن الصباح- سنة ست وأربعين ومائتين- حدّثنا أبو بكر بن عيّاش، حَدَّثَنَا عاصم بن بهدلة قَالَ: دخلت على عمر بن عبد العزيز وعليه ثياب غسيلة فقومتها ثمانين درهما [2] مع عمامة كانت عليه وعنده رجل رافع صوته. فقال له عمر: اخفض من صوتك فإنما يكفي الرجل من الكلام قدر ما يسمع.
3142- إبراهيم بن الصلت الصوفي:
ذكره أَبُو عَبْد الرَّحْمَن السلمي فِي تاريخه.
أخبرنا إسماعيل بن أحمد، أخبرنا محمد بن الحسين السلمي قال: إبراهيم بن الصلت البغدادي يرجع إلى سخاء وتعهد للفقراء. صحب حارثا المحاسبي وبشرا الحافي.
__________
[1] 3141- الدقاق: هذه النسبة إلى الدقيق وعمله بيعه (الأنساب 5/325) .
[2] في الصميصاطية: «ثمني درهم» .(6/102)
حرف الطّاء من آباء الإبراهيمين
3143- إبراهيم بن طهمان، أبو سعيد الخراساني [1] :
ولد بهراة، ونشأ بنيسابور. ورحل في طلب العلم فلقي جماعة من التابعين، وأخذ عنهم، مثل عبد الله بن دينار مولى ابن عمر، وأبي الزبير محمد بن مسلم القرشي، وعمرو بن دينار، وأبي حازم الأعرج وأبي إسحاق السبيعي، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وسماك بن حرب، ومحمد بن زياد القرشي، وثابت البناني، وموسى بن عقبة. وأخذ عن خلق كثير من بعد هؤلاء. روى عنه صفوان بن سليم، وأبو حنيفة النعمان بن ثابت، وعبد اللَّه بْن المبارك، وسفيان بْن عيينة، وخالد بن نزار، ووكيع، وأبو معاوية الضرير، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبو عامر العقدي، ومحمد بن سابق، ويحيى بن أبي بكير وغيرهم. وكان إبراهيم ورد بغداد وحدث بها ثم انتقل إلى مكة فسكنها إلى آخر عمره.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله المعدّل، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدّثنا الحسن بن سلّام السواق، حدّثنا محمّد بن سابق، حدّثنا إبراهيم بن طهمان، عن أيّوب- يعني ابن مُوسَى- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الزُّهْرِيِّ، عَنِ الرّبيع [بن سبرة] [2] عَنْ أَبِيهِ. قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ مُتْعَةِ النِّسَاءِ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ.
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن علي الصيمري قَالَ: أَخْبَرَنَا الحسين بن هارون الضبي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَر بن سلم الْحَافِظ قَالَ: إبراهيم بن طهمان خراساني قدم بغداد.
هكذا قال محمّد بن صالح وكيلجة. قلت لمحمد بن سابق: أين كتبت عن إبراهيم بن طهمان؟ فقال: ببغداد قدم علينا يريد الحج. قَالَ محمد بن عمر: حَدَّثَنِيهِ أحمد بن محمد بن سعيد عنه.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن عُمَرَ بن بكير الْمُقْرِئ، أَخْبَرَنَا الحسين بن أحمد الهروي
__________
[1] 3143- انظر: تهذيب الكمال 186 (2/108- 115) . والتاريخ الكبير 1/1/294. والجرح والتعديل 1/1/107. والثقات لابن حبان 1/ورقة 15. والثقات لابن شاهين ورقة 7.
ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ورقة 4. والجمع 1/16. وتذكرة الحافظ 1/213.
والكاشف 1/83. وميزان الاعتدال 1/38. وديوان الضعفاء ورقة 7. والجواهر المضية للقرشي 1/392. والعقد الثمين للفاسي 3/215. والطبقات السنية للتميمي 1/229.
وإكمال مغلطاي 1/ورقة 55- 57. وتهذيب التهذيب 1/129. والمنتظم، لابن الجوزي 8/265.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(6/103)
الصّفّار، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ ياسين، أَخْبَرَنَا محمد بن صالح بن سهل قَالَ: سمعت يحيى بن أكتم يقول: كان إبراهيم بن طهمان من أنبل من حدث بخراسان والعراق والحجاز، وأوثقهم وأوسعهم علما.
وَقَالَ أحمد: أَخْبَرَنَا المسعودي- وهو الفضل بن عبد الله- حَدَّثَنَا عبد الله بن مالك عن عمه غسان. قَالَ: كان إبراهيم بن طهمان حسن الخلق، واسع الأمر، سخي النفس، يطعم الناس ويصلهم، ولا يرضى بأصحابه حتى ينالوا من طعامه.
وقال: أخبرني الفضل بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن مالك عن عمه غسان بن سليمان. قَالَ: كنا نختلف إلى إبراهيم بن طهمان إلى القرية، فكان لا يرضى منا حتى يطعمنا، وكان شيخا واسع القلب، وكانت قريته باشان من القصبة على فرسخ.
أَخْبَرَنَا ابن بكير، حدّثنا الحسين بن أحمد الصّفّار، حدثنا أحمد بن محمد بن ياسين قال: سمعت محمد بن عبد الرحيم يقول: كان إبراهيم بن طهمان من أهل باشان، معروف الدار بها والقرابة، وكان داره ومقامه بقصور المدينة، باب فيروزآباذ، إلى أن خرج عنها. وكان يطعم الطعام أهل العلم كل من يأتيه، لا يرضى لهم إلا بذلك.
أَخْبَرَنَا ابن بكير، أخبرنا الحسين بن أحمد، حدّثنا أحمد بن محمّد بن ياسين، حدّثنا عثمان بن سعيد، حَدَّثَنَا نعيم بن حماد. قَالَ: سمعت عن إبراهيم بن طهمان منذ أكثر من ستين سنة. كان يقال له إنه مرجئ. قَالَ عثمان: وكان إبراهيم هرويا ثقة في الحديث، لم يزل الأئمة يشتهون حديثه، ويرغبون فيه، ويوثقونه.
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين القطّان، أخبرنا دَعْلَجِ بْنِ أَحْمَدَ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأبار، حدّثنا محمّد بن حميد الرّازيّ، حَدَّثَنَا جرير. قَالَ: رأيت رجلا على باب الأعمش تركي الوجه فقال: كان نوح النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرجئا، فذكرته للمغيرة فقال: فعل الله بهم وفعل، لا يرضون حتى ينحلوا بدعتهم للأنبياء! هو إبراهيم بن طهمان.
قرأت على الْحَسَن بْن أَبِي الْقَاسِم، عَنْ أبي سعيد بْن رميح النسوي قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَد بْن محمد بْن بسطام يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَد بْن سيار بن أيوب يقول: كان إبراهيم بن طهمان هروي الأصل، ونزل نيسابور ومات بمكة، وكان جالس الناس فكتب الكثير، ودون كتبه، ولم يتهم في روايته. روى عنه ابن المبارك، وعاش إلى أن كتب عنه علي بن الحسين بن واقد سنة ستين ومائة بمكة. وكان الناس اليوم في حديثه(6/104)
أرغب، وكان كراهية الناس فيه فيما مضى أنه ابتلي برأي الإرجاء وممن روى عنه الكثير خالد بن نزار الأيلي.
وسمعت إسحاق بن إبراهيم يقول: لو عرفت من إبراهيم بن طهمان بمرو ما عرفت منه بنيسابور ما استحللت أن أروي عنه- يعني من رأي الإرجاء-.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عبد الواحد بْن علي البزاز، أخبرنا عمر بن محمّد بن يوسف، حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي دَاوُد السجستاني قَالَ: سمعت أبي يقول: إبراهيم بن طهمان ثقة، وكان من أهل سرخس، فخرج يريد الحج فقدم نيسابور فوجدهم على قول جهم، فقال: الإقامة على هؤلاء أفضل من الحج، فأقام فنقلهم من قول جهم إلى الإرجاء.
أَخْبَرَنِي أبو الفتح عبد الملك بن عمر الرزاز، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حَدَّثَنِي الوزير أبو الفضل جعفر بن الفضل بن جعفر بن مُحَمَّد بن موسى بن الفرات- بمصر- حَدَّثَنَا أبو بكر محمد بن موسى بن يعقوب بن المأمون الهاشمي، حَدَّثَنَا أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب، حَدَّثَنَا الحسين بن منصور، عن الحسين بن الوليد قَالَ:
لقيت مالك بن أنس فسألته عن حديث فقال: لقد طال عهدي بهذا الحديث، فمن أين جئت به؟ قلت: حَدَّثَنِي به عنك إبراهيم بن طهمان. قَالَ: أبو سعيد؟ كيف تركته؟ قلت: تركته بخير، قَالَ: هو بعد يقول: أنا عند الله مؤمن؟ قلت له: وما أنكرت من قوله يا أبا عبد الله؟ فسكت عني وأطرق ساعة ثم قَالَ: لم أسمع السلف يقولونه.
أَخْبَرَنِي أبو بكر البرقاني، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن خيرويه الهروي، أخبرنا الحسين بْن إدريس قَالَ: سمعت ابْن عمار يقول: إبراهيم بن طهمان ضعيف وهو مضطرب الحديث.
وأخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه الغوزمي، أخبرني الحسين بن إدريس الأنصاريّ، حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال: سمعت أحمد بن حنبل. قَالَ: إبراهيم بن طهمان هو صحيح الحديث، مقارب إلا أنه كان يرى الإرجاء.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ الدّقّاق، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن، حدثنا عمر بن محمد بن شعيب الصابوني، حَدَّثَنَا حنبل بن إسحاق قَالَ:(6/105)
سمعت أبا عبد الله يقول: كان إبراهيم بن طهمان من أهل خراسان من نيسابور، وكان مرجئا، وكان شديدا على الجهمية.
حَدَّثَنَا عبد العزيز بن أَحْمَد بن علي الكتاني- لفظا بدمشق- قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الوهاب بن جعفر الميداني، حَدَّثَنَا أَبُو هاشم عَبْد الجبار بْن عَبْد الصّمد السّلميّ، حدّثنا القاسم بن عيسى العصار، حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني. قال: إبراهيم ابن طهمان كان فاضلا يُرْمَى بالإرجاء.
أَخْبَرَنَا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطيّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ محمد الخلّال، حَدَّثَنَا معروف بن محمد الجرجاني قَالَ: سمعت أبا حاتم الرّازيّ يقول: شيخان من خراسان مرجئان ثقتان؛ أبو حمزة السكري، وإبراهيم بن طهمان.
أَخْبَرَنَا علي بن طلحة المقرئ، أَخْبَرَنَا أبو الفتح محمد بن إبراهيم الطرسوسي، أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش.
قال: إبراهيم طهمان صدوق في الحديث، وكان مرجئا خراسانيا.
أَخْبَرَنَا محمد بن عمر بن بكير، أخبرنا الحسين بن أحمد الصّفّار، حدّثنا أحمد ابن مُحَمَّد بْن ياسين قَالَ: سمعتُ أَحْمَد بْن نجدة وعلي بن محمد. يقولان: سمعنا أبا الصلت يقول: سمعت سفيان بن عيينة يقول: ما قدم علينا خراساني أفضل من أبي رجاء عبد الله بن واقد الهروي. قلت له: فإبراهيم بن طهمان؟ قَالَ: كان ذاك مرجئا قَالَ علي: أبو الصلت: لم يكن إرجاؤهم هذا المذهب الخبيث، أن الإيمان قول بلا عمل، وأن ترك العمل لا يضر بالإيمان، بل كان إرجاؤهم أنهم كانوا يرجون لأهل الكبائر الغفران، ردا على الخوارج وغيرهم الذين يكفرون الناس بالذنوب، فكانوا يرجون ولا يكفرون بالذنوب- ونحن كذلك [1] .
سمعت وكيع بن الجراح يقول: سمعت سفيان الثوري في آخر أمره يقول: نحن نرجو لجميع أهل الذنوب والكبائر الذين يدينون ديننا، ويصلون صلاتنا، وإن عملوا أي عمل كان شديدا على الجهمية [2] .
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/112.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/112.(6/106)
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: وسألته- يعني يحيى ابن معين- عن إبراهيم بن طهمان فَقَالَ: ليس بِهِ بأس.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن عبد الله بن محمد الأنماطيّ، أخبرنا محمّد بن المظفّر الحافظ، أَخْبَرَنَا عَلِيّ بن أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَان المعروف بعلان المصريّ، حَدَّثَنَا أحمد بن سعيد بن أبي مريم قَالَ: وسألته- يعني يحيى بن معين- عن إبراهيم بن طهمان فقال: ليس به بأس يكتب حديثه. وإبراهيم بن طهمان خراساني سكن مكة.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد الأكبر، أنبأنا محمّد بن العبّاس، أنبأنا أحمد بن سعيد السوسي. وأخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدّثنا أبي، حَدَّثَنَا محمد بن مخلد. قالا: حَدَّثَنَا الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد قَالَ: سألتُ يَحْيَى بْن معين عن إبراهيم بن طهمان فَقَالَ: ثقة.
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّهِ بْن يَحْيَى السكري، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشافعي، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حدّثنا ابن العلائي عن يحيى بن معين. قال: إبراهيم بن طهمان خراساني ثقة، نزل مكة.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبيّ، أَخْبَرَنَا أبو سعيد عمرو بن محمد بن منصور، حَدَّثَنَا محمد بن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي.
قَالَ: سمعت أبي يثني على إبراهيم بن طهمان ويذكر أنه كان صحيح الحديث، حسن الدراية، كثير السماع، ما كان بخراسان أكثر سماعا منه، وهو ثقة أَخْبَرَنَا حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق، حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ، حَدَّثَنِي أبي قَالَ: إبراهيم الطهماني لا بأس بِهِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عُمَر بن بُكَيْر، أخبرنا الحسين بن أحمد، حدّثنا أحمد بن محمّد ابن ياسين قَالَ: سمعت صالح بن محمد يقول: إبراهيم بن طهمان هروي ثقة، حسن الحديث، كثير الحديث، يميل شيئا إلى الإرجاء في الإيمان، حبب الله حديثه إلى الناس، جيد الرواية، حسن الحديث.
أخبرنا ابن بكير، أخبرنا الحسين، حَدَّثَنَا ابن ياسين قَالَ: سمعت إسحاق بن(6/107)
محمد- بورجة [1]- يقول: قَالَ مالك بن سليمان: كان لإبراهيم بن طهمان جراية من بيت المال فاخرة، يأخذ في كل وقت وكان يسخو به، قَالَ: فسئل مسألة يوما من الأيام في مجلس الخليفة فقال: لا أدري فقالوا له: تأخذ في كل شهر كذا وكذا ولا تحسن مسألة؟! قَالَ: إنما آخذه على ما أحسن، ولو أخذت على مالا أحسن لفني بيت المال علي ولا يفني ما لا أحسن، فأعجب أمير المؤمنين جوابه، وأمر له بجائزة فاخرة وزاد في جرايته [2] .
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمّد بن نعيم، حدثني أبو محمد عبد الله بن محمد الفقيه- بخوار الري- حدّثنا محمّد بن صالح الصيمري- بالري- حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الكريم قَالَ: سمعت أحمد بن حنبل- وذكر عنده إبراهيم بن طهمان وكان متكئا من علة فاستوى جالسا- وَقَالَ: لا ينبغي أن يذكر الصالحون فيتكأ! ثم قَالَ أحمد: حَدَّثَنِي رجل من أصحاب ابن المبارك قَالَ: رأيت ابن المبارك في المنام ومعه شيخ مهيب فقلت: من هذا معك؟ قَالَ: أما تعرف؟ هذا سفيان الثوري، قلت: من أين أقبلتم؟ قَالَ: نحن نزور كل يوم إبراهيم بن طهمان. قلت: وأين تزورونه؟ قَالَ: في دار الصديقين دار يحيى بن زكريّا.
أخبرني الحسين بن علي الطناجيري، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدّثني محمّد ابن عمر بن غالب، حدّثني جعفر بن محمّد النّيسابوريّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ: مات إبراهيم بن طهمان في سنة ثمان وخمسين ومائة.
قلت: هذا وَهم، وَالصواب ما:
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عمر بن بكير، حدّثنا الحسين بن أحمد الصّفّار، حدّثنا أحمد بن محمّد بن ياسين، أَخْبَرَنَا المسعودي قَالَ: سمعت مالك بن سليمان يقول: مات إبراهيم بن طهمان سنة ثلاث وستين بمكة. ولم يخلف مثله.
__________
[1] في المطبوعة والأصل: «بودجة» تصحيف.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/113.(6/108)
حرف العين من آباء الإبراهيمين
3144- إبراهيم بن عثمان، أبو شيبة، مولى بني عبس [1] :
من أهل الكوفة، ولي قضاء واسط، وحدث عن الحكم بن عتيبة، وعبد الملك بن عميرة، وهشام بن عروة وأبي إسحاق السبيعي، والعباس بن ذريح. روى عنه شعبة ابن الحجاج، ويزيد بن هارون، وشبابة بن سوار، والبهلول بن حسان التنوخي، وسعيد بن سليمان سعدويه، وعلي بن الجعد، وغيرهم. وذكر عَلِيٌّ أنه قدم بغداد فكتب عنه بها.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أحمد بن حمّاد الواعظ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إسحاق بن البهلول الأزرق التنّوخيّ- إملاء- أَخْبَرَنِي جَدِّي قِرَاءَةً عَلَيْهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي شَيْبَةَ- إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُثْمَانَ- عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ:
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ حُرَيْثٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «الْكَمْأَةُ مِنَ الْمَنِّ وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ» [2]
. أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بن مُوسَى البزّاز، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أحمد المصريّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ أَبُو الْعَلاءِ الْوَكِيعِيُّ، أخبرنا علي بن الجعد، حدّثنا أبو شيبة، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى يَقُولُ:
سَمِعْتُ كَعْبَ بْنَ عُجْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يَقُولُ: «مُعَقِّبَاتٌ لا يَخِيبُ قَائِلُهُنَّ- أَوْ فَاعِلُهُنَّ- يُكَبِّرُ اللَّهَ أَرْبَعًا وَثَلاثِينَ وَيَحْمَدُ اللَّهَ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ، وَيُسَبِّحُ اللَّهَ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ، فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ» [3]
. أَنْبَأَنَا علي بن محمد بن عيسى، حَدَّثَنَا محمد بن عمر بن سلم الحافظ قال: حدّثني محمّد بن حفص، حدّثنا حاتم بن اللّيث، حدّثني علي بن الجعد، حَدَّثَنَا أبو شيبة إبراهيم بن عثمان العبسي- قدم بغداد وكان على قضاء واسط. كتبت عنه في مسجد
__________
[1] 3144- انظر: تهذيب الكمال 212 (2/147- 151) . والطبقات الكبرى لابن سعد 6/384.
والمجروحين 1/104. وإكمال مغلطاي 1/ورقة 60. وتاريخ ابن معين 2/12. وميزان الاعتدال 1/47. والضعفاء للنسائي 383. والجرح والتعديل 1/1/115. والتاريخ الكبير 1/1/310.
[2] انظر الحديث في: صحيح البخاري 6/22، 75، 7/64. وصحيح مسلم، كتاب الأشربة 157. وفتح الباري 8/163، 10/163.
[3] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب المساجد 144، 145.(6/109)
الجامع، أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدّثنا حنبل بن إسحاق، حدّثنا سليمان بن أبي شيخ بأصلة بن سليمان [1] قَالَ: سمعت شعبة يقول لمحمد بن أبي شيبة: أبوك يحدث عن الحكم؟ قَالَ: نعم. قَالَ: فأنا رأيته عند الحكم وهو غلام في أذنه قرط أو شنف، فقلت للحكم: من هذا؟ قَالَ: ابن أخت لي.
أخبرنا الأزهري، حدّثنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان، حدّثنا أبو بكر بن دريد، حَدَّثَنَا أبو حاتم عن العتبي، عن أبيه قَالَ: قَالَ موسى بن عيسى- وهو يومئذ أمير الكوفة- لأبي شيبة: مالك لا تأتيني؟ فقال: أصلحك الله إن أتيتك فقربتني فتنتني، وإن باعدتني أحزنتني، وليس عندي ما أخافك عليه، ولا عندك ما أرجو. فما رد عليه شيئا [2] .
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد الأكبر، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أخبرنا أحمد بن سعيد بن مرابا، حدّثنا عبّاس بن محمّد، حدّثنا يحيى بن معين، حدّثنا نوح بن دارج، حَدَّثَنِي إبراهيم بن عثمان بن خواستي، وهو أبو شيبة- جد بني [3] أبي شيبة.
وَقَالَ العباس: سمعت يحيى يقول: قَالَ يزيد بن هارون: ما قضى على الناس رجل- يعني في زمانه- أعدل في قضاء منه، وكان يزيد بن هارون على كتابته أيام كان قاضيا [4] .
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا جعفر بن محمّد بن نصير الخالدي، حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرميّ، حدّثنا محمّد بن موسى، حدّثنا المثنّى- هو ابن معاذ- حَدَّثَنَا أبي قَالَ: كتبت إلى شعبة- وهو ببغداد- أسأله عن أبي شيبة القاضي أروي عنه؟ قَالَ: فكتب إلي: لا ترو عنه فإنه رجل مذموم، وإذا قرأت كتابي فمزقه.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد بن عبد الله المعدّل، أخبرنا محمّد بن أحمد بن الحسن، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أبي، حَدَّثَنَا أمية بن خالد قَالَ: قلت لشعبة:
__________
[1] هكذا في الصميصاطية، وفي الأصل: «سليم بن أبي شيخ» ثم بياض نحو كلمة، ثم « ... ابن سليمان» .
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/150.
[3] في المطبوعة والأصل: «حدثني أبي شيبة» تحريف.
[4] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/151.(6/110)
إن أبا شيبة حَدَّثَنَا عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ليلى أنه قَالَ: شهد صفين من أهل بدر سبعون رجلا، قَالَ: كذب والله، لقد ذاكرت الحكم ذاك، وذكرناه في بيته، فما وجدنا شهد صفين أحد من أهل بدر غير خزيمة بن ثابت [1] .
قَرَأْتُ فِي كِتَابِ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ الفرات بخطه، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس الضبي الْهَرَوِيّ، حَدَّثَنَا يَعْقُوب بْن إِسْحَاق بْن مَحْمُودٍ الْفَقِيه قَالَ: قَالَ صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ: أَبُو شَيْبَةَ قَاضِي وَاسِطٍ ضَعِيفٌ، رَوَى عَنِ الْحَكَمِ أَحَادِيثَ مَنَاكِيرَ لا يَكْتُبُ حَدِيثَهُ، مِنْهَا [2] :
عَنِ الْحَكَمِ عْنِ مِقْسَمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي فِي رَمَضَانَ عِشْرِينَ رَكْعَةً، وَالْوَتْرَ.
وَأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَنَا أَنْ نَقْرَأَ عَلَى الْجَنَازَةِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ، وَغَيْرِ ذَا أَحَادِيثُ مَنَاكِيرُ.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين: فأبو شيبة الذي يروي عنه يزيد؟ فقال: أبو هؤلاء؟ قلت: نعم. فقال: ليس بثقة [3] .
أَخْبَرَنَا أبو بكر البرقاني، أخبرنا الحسن بْن عَلِيّ التميمي، حَدَّثَنَا أَبُو عوانة يَعْقُوب ابن إِسْحَاق الأسفراييني، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر المروذي قَالَ: وسئل أَبُو عَبْد الله أحمد بن حنبل عن أبي شيبة فضعفه [4] .
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ بن علي الكتاني، حدّثنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني، حَدَّثَنَا عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي، حدّثنا القاسم بن عيسى العصار، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن يعقوب الجوزجاني. قَالَ: أَبُو شيبة إبراهيم بن عثمان ساقط [5] .
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى السكري، أَخْبَرَنَا محمّد بن عبد الله الشافعي، حدّثنا
__________
[1]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/150.
[2]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/149.
[3]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/148.
[4]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/148.
[5]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/148.(6/111)
جعفر بن محمّد بن الأزهر، حَدَّثَنَا ابن الغلابي قَالَ: وممن حدث عنه شعبة من الضعفاء إبراهيم بن عثمان أبو شيبة [1] .
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين القطّان، أَخْبَرَنَا علي بن إبراهيم المستملي، أَخْبَرَنِي محمد ابن إبراهيم بْن شعيب الغازي قَالَ: سمعت مُحَمَّد بن إسماعيل البخاري يقول:
إبراهيم بن عثمان أبو شيبة العبسي قاضي واسط سكتوا عنه [2] .
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري في كتابه، حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سمعت أبا داود سُلَيْمَان بْن الأشعث يقول:
إبراهيم بن عثمان أبو شيبة القاضي ضعيف الحديث [3] .
أخبرنا أبو بكر البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، حدّثنا أبي قال: إبراهيم بن عثمان بن شيبة متروك الحديث [4] .
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمّد بن عبيد اللَّهِ النيسابوري قَالَ:
سمعتُ أَبَا علي الْحَافِظ يقول: أبو شيبة إبراهيم بن عثمان ليس بالقوي [5] .
أَخْبَرَنَا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّد الْمُفِيدُ، أَخْبَرَنَا محمد بن معاذ أبو جعفر الهروي، حَدَّثَنَا أَبُو داود سُلَيْمَان بْن معبد السنجي قَالَ: قَالَ الهيثم بْن عدي: وأبو شيبة إبراهيم بن عثمان توفي في خلافة هارون [6] .
أَخْبَرَنَا الحسن بن الحسين بن العباس، أخبرنا جدي إسحاق بن محمّد النّعاليّ، أخبرنا عبد الله بن إسحاق المدائني، حَدَّثَنَا قعنب بن المحرر قَالَ: ومات أبو شيبة واسمه إبراهيم بن عثمان سنة تسع وستين ومائة [7] .
3145- إبراهيم بن عطية، أبو إسماعيل الثقفي الواسطي:
كان يتولى النظر في السواد، وحدث عن يونس بن خباب، ومغيرة بن مقسم،
__________
[1]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/149.
[2]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/148.
[3]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/148.
[4]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/148.
[5]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/148.
[6]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/151.
[7]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/151.(6/112)
ومنصور بن المعتز، وقدم بغداد وحدث بها. فروى عنه الربيع بن ثعلب وغيره.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ المقرئ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى الطَّلْحِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَهْلِ بْنِ شوكر البغدادي، حدّثنا الرّبيع بن ثعلب، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَطِيَّةَ الثَّقَفِيُّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عن ربعي بن خراش، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ عُقْبَةَ بْنِ عَمْرٍو. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلامِ النُّبُوَّةِ الأولى، إذا لم تستح فَافْعَلْ مَا شِئْتَ» [1]
. أَنْبَأَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عيسى البَزَّاز، حدّثنا محمّد بن عمرو بن سلم الحافظ، حدّثني إسحاق بن موسى، حَدَّثَنَا أَبُو داود قَالَ: سمعتُ أَحْمَد بْن حنبل يَقُولُ:
إبراهيم بن عطية كان يلي السواد وكنا نكتب عنه.
أَخْبَرَنَا إبراهيم بن عمر البرمكي، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفِ الدقاق قال:
حدثنا عمر بن محمد الجوهري، حَدَّثَنَا أبو بكر الأثرم. قَالَ: ذكر لأبي عبد الله حديث عن إبراهيم في دفن المصحف فقال: ذاك ليس له أصل. رواه إبراهيم بن عطية، وقد رواه هشيم فضعفه أبو عبد الله.
قَالَ الأثرم: وسمعت الهيثم بن خارجة ذكر إبراهيم بن عطية فقال: أبو عبد الله هذا قد كنا كتبنا عنه، ولكنه ممن لا ينبغي أن يروى عنه ولا يكتب من حديثه شيء.
قرأت في نسخة الكتاب الذي ذكر لنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي أنه سمعه من أبي العباس الأصم وفقد أصله بِهِ.
ثُمَّ أَخْبَرَنِي أَحْمَد بْن مُحَمَّد العتيقي، أَخْبَرَنَا عثمان بْن مُحَمَّد المخرمي قَالَ:
أَخْبَرَنِي الأصم أنّ الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد حدثهم قَالَ: سألت يحيى بن معين عن أحاديث يرويها هشيم عن مغيرة عن إبراهيم «النظر في مرآة الحجام دناءة» [2] ، «وإذا بلي المصحف دفن» وأشباه هذه الأحاديث، فقال: سمعها هشيم من إبراهيم بن عطية الواسطي عن مغيرة. قلت ليحيى: إبراهيم هذا سمع من مغيرة هذه الأحاديث؟ قَالَ:
كان إبراهيم هذا لا يساوي شيئا، وينبغي أن يكون قد سمع من مغيرة، فهشيم إنما سمع هذه الأحاديث منه عن مغيرة، وكان يقول مغيرة: هكذا قَالَ يحيى أو شبيها بهذا.
__________
[1] 3145- سبق تخريجه، راجع الفهرس.
[2] انظر الحديث في: كشف الخفا 2/454.(6/113)
حدّثنا محمّد بن الحسين القطّان، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدّثنا أبو أحمد بن فارس، حَدَّثَنَا البخاري. قَالَ: إبراهيم بن عطية الواسطي الثقفي أبو إسماعيل عنده مناكير، مات سنة إحدى وثمانين ومائة، كان هشيم يدلس به، ذكر موته ابنه الحسن بن إبراهيم.
3146- إبراهيم بن أبي العباس، - ويقال: ابن العباس- أبو إسحاق، المعروف بالسامري [1] :
حدث عن أبي أويس، وأبي معشر المدنيّين، وإسماعيل بن عباس وشريك بن عبد الله، وأيوب بن جابر، وخلف بن خليفة، ومحمد بن حمير الحمصي، وغيرهم. روى عنه أَحْمَد بْن حَنْبَل، وَمحمد بْن الحسين بن إشكاب ومحمد بن إسحاق الصاغاني، والعباس بن محمد الدوري، وبنان بن سليمان الدقاق.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، حدّثنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار، حدّثنا عبّاس ابن محمّد الدوري، حدّثنا إبراهيم بن أبي العبّاس السّامريّ، حَدَّثَنَا أَبُو أُوَيْسٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وحُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» [2]
. قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالأَمْرُ عَلَى ذَلِكَ. ثُمَّ كَانَ الأَمْرُ فِي خِلافَةِ أَبِي بَكْرٍ وَصَدْرًا مِنْ خِلافَةِ عُمَرَ عَلَى ذَلِكَ.
أَخْبَرَنِي عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد الدَّقَّاق، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا عمر ابن محمّد الصابوني، حدثنا حنبل بن إسحاق قال: قال أبو عبد الله: إبراهيم بن أبي العباس صالح الحديث.
حدثت عَنْ مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس بْن الفرات قال: أَخْبَرَنَا الحسن بن يوسف الصيرفي، أخبرنا أبو بكر الخلّال، أخبرني محمّد بن علي، حدثنا مهنا. قال: سألت أحمد عن إبراهيم بن أبي العبّاس يسكن باب الرصافة فقال: لا بأس به ثقة. قلت: من أين هو؟
قال: من الأبناء.
__________
[1] 3146- انظر: تهذيب الكمال 188 (2/116) والجرح والتعديل 1/1/121. وطبقات ابن سعد 7/346. وثقات ابن حبان 1/ورقة 16.
[2] انظر الحديث في: صحيح البخاري 1/16، 3/33، 58، 59. وصحيح مسلم، كتاب الصلاة 173. وفتح الباري 1/92، 4/250.(6/114)
أخبرنا البرقاني، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن عَلِيّ التميمي، حَدَّثَنَا أَبُو عوانة يعقوب بن إسحاق، حدّثنا أبو عبيد الله أبو معاوية بن صالح الدّمشقيّ، حَدَّثَنِي إبراهيم بن أبي العباس بغدادي ثِقَةً.
حَدَّثَنِي الْحَسَن بْن مُحَمَّد الخلال. قَالَ: قَالَ أبو الحسن الدارقطني: إبراهيم بن أبي العباس السامري بغدادي ثقة.
أخبرني الأزهري، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزاز، أخبرنا أحمد بن معروف، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد. قال: إبراهيم بن العباس يكنى أبا إسحاق ويعرف بالسامري، روى عن أبي أويس وشريك وغيرهما، وكان قد اختلط في آخر عمره، فحجبه أهله في منزله حتى مات [1] .
3147-[2] إبراهيم بْن العباس بْن مُحَمَّد بْن صول، مولى يزيد بن المهلب، يكنى أبا إسحاق الصّولي [3] :
وأصله من خراسان. وكان كاتبا من أشعر الكتاب، وأرقهم لسانا، وأسيرهم قولا، وله ديوان شعر مشهور، وكان صول جد أبيه وفيروز أخوين تركيين ملكين بجرجان يدينان بالمجوسية، فلما دخل يزيد بن المهلب جرجان أمنهما، فأسلم صول على يده، ولم يزل معه حتى قتل يوم العقر. وقد روى إبراهيم بن العباس عن علي بن موسى الرضى.
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطيّ، حَدَّثَنَا عبد الغفار بن عبيد الله المقرئ، أخبرنا محمّد بن يحيى الصّولي، أخبرنا أبو ذكوان، حَدَّثَنَا إبراهيم بن العباس، عن علي بن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر. قَالَ: سأل رجل أبي- جعفر ابن محمد: ما بال القرآن لا يزداد على النشر والدرس إلا غضاضة؟ فقال: لأن الله لم يجعله لزمان دون زمان، ولا لناس دون ناس، فهو في كل زمان جديد، وعند كل قوم غض، إلى يوم القيامة.
أَخْبَرَنِي أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عبد الواحد المروروذي، حدّثنا عبيد الله بن محمّد بن
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/118.
[2] 3147- انظر: الأنساب للسمعاني 8/112.
[3] «الصولي» إضافة من الأنساب ليست في الأصول.(6/115)
أحمد المقرئ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن يحيى الصولي. قال: أنشدنا محمّد بن يحيى ثعلب قَالَ: أنشدنا إبراهيم بن العبّاس الكاتب لنفسه:
كم قد تجرعت من حزن ومن غصص ... إذا تجدد حزن هون الماضي
وكم غضبت فما باليتموا غضبي ... حتى رجعت بقلب ساخط راضي
قَالَ أبو بكر الصولي: كأنه أخذه عندي من قول خاله العباس بن الأحنف:
تعلمت ألوان الرضا خوف عتبها ... وعلمها حبي لها كيف تغضب
ولي غير وجه قد عرفت مكانه ... ولكن بلا قلب إلى أين أذهب؟
أَخْبَرَنِي عبيد الله بن أبي الفتح، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا إبراهيم بن محمّد ابن عرفة. قَالَ: ومات إبراهيم بن العباس في هذه السنة- يعني سنة ثلاث وأربعين ومائتين-.
قلت: قَالَ غيره: للنصف من شعبان وبسر من رأى كانت وفاته.
3148- إبراهيم بن عبد الله بن حاتم، أبو إسحاق، المعروف بالهروي [1] :
سمع عبد الرَّحْمَن بْن أَبِي الزناد، وعبد العزيز بْن محمد الدراوردي، وإسماعيل ابن جعفر الزرقي، وخلف بن خليفة الأشجعي، وإسماعيل بن علية، وهشيم بن بشير، وجرير بن عبد الحميد. روى عنه الحارث بن أبي أسامة، وإِبْرَاهِيم الحربي، وَأَبُو بَكْر بْن أَبِي الدنيا، وَالحسن بْن علي المعمري، وموسى بن هارون، وأحمد بن الحسين الصوفي وجعفر الفريابي، وعبد الله بن إسحاق المدائني.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ الإيادي، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خَلادٍ الْعَطَّارِ، حدّثنا الحارث بن محمّد، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله، حدّثنا إسماعيل ابن جَعْفَرٍ، عَنِ الْعَلاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لا عَدْوَى، وَلا هَامَّةَ، وَلا نَوْءَ، وَلا صَفَرَ» [2]
. نَوْء مِنَ الأنوَاءِ.
أَنْبَأَنَا أحمد بن محمّد بن عبيد الكاتب، أخبرنا الحسين بن أحمد الهروي، حَدَّثَنَا أَبُو الفضل يَعْقُوب بن إِسْحَاق بن محمود الفقيه، حَدَّثَنَا صالح بن محمد. قَالَ:
سمعت إبراهيم بن عبد الله يقول: ما من حديث من حديث هشيم إلا وقد سمعته ما
__________
[1] 3148- انظر: تهذيب الكمال 190 (2/119) . والمنتظم، لابن الجوزي 11/323. وإكمال مغلطاي 1/ورقة 57. وميزان الاعتدال 1/39. وثقات ابن حبان 1/ورقة 16.
[2] انظر الحديث في: صحيح البخاري 7/164. وصحيح مسلم، كتاب السّلام باب 34.
وفتح الباري 10/215، 158.(6/116)
بين العشرين مرة إلى ثلاثين مرة، وكنت أوقفه، كنت أسمع من سعيد الجوهري أبي إبراهيم، قَالَ صالح: أعلم الناس بحديث هشيم عمرو بن عون وإبراهيم بن عبد الله الهروي، أصله هروي كان ببغداد.
أخبرنا أبو بكر البرقاني، أخبرنا محمّد بن عثمان النصيبي، حدّثنا أبو الميمون البجلي، حَدَّثَنَا أَبُو زرعة عَبْد الرَّحْمَن بْن عمرو قال: سمعت رجلا قال ليحيى بن معين: عمن نكتب حديث هشيم؟ قَالَ: عن إبراهيم الهروي وسريج بن يونس [1] .
أَخْبَرَنِي الأزهري، حدثنا عبد الرحمن بن عمر الخلال.
وأَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن علي الوراق، أخبرنا محمد بن عمر بن حميد البزاز. قالا: حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: حَدَّثَنِي خال أبي أبو العبّاس عبد الله بن هبيرة بن الصلت قَالَ: سألت يحيى بن معين قلت: يا أبا زكريا من أصحاب هشيم الذين يعتمد عليهم؟ فقال: إبراهيم الهروي، ومحمد بن الصباح الدولابي [2] .
وأنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، أخبرنا محمّد بن حميد المخرمي، حدثنا علي بن الحسين بن حبان. قال: وجدتُ فِي كتاب أبي بِخط يده: سألتُ أبا زكريا- وهو يحيى بن معين- قلت: اختلف محمد بن الصباح والهروي في حديث عن هشيم، لمن يقضى منهما؟ قَالَ: حتى يجيء ثالث، قلت: ليس ثالث. قَالَ: ينظر في الحديث إن كان حدث به غير هشيم إنسان فكان الصواب في يد أحدهما كان القول قوله. قلت: فإن كان لم يحدث به أحد غير هشيم، قَالَ: كان الهروي أكيسهما وأيقظهما، ومحمد بن الصباح ثقة [3] .
أَخْبَرَنَا أبو بكر البرقاني، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه الهروي، أَخْبَرَنَا الحسين بن إدريس. قَالَ: قَالَ أَبُو داود سُلَيْمَان بْن الأشعث: إبراهيم الهروي ضعيف [4] .
حدّثنا محمّد بن علي الصوري- لفظا- أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي،
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/121.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/121.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/121.
[4] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/121.(6/117)
أَخْبَرَنَا عبد الكريم بن أبي عَبْد الرَّحْمَن النسائي، أخبرني أبي. قَالَ: أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حاتم الهروي ليس بالقوي.
قرأت على البرقاني عن محمد بن العباس الخزاز قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مسعدة الفزاري، حدّثنا جعفر بن درستويه، حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن القاسم بن مُحْرِز قَالَ: وسألت يَحْيَى بْن مَعِين، عَنْ إبراهيم بن حاتم الهروي فَقَالَ: لا بأس به.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ علي المقرئ، أَخْبَرَنَا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن مهران، أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال: سمعت أَبَا عَلِيٍّ صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: إبراهيم بن عبد الله الهروي صدوق.
قرأت في كتاب أبي الحسن بن الفرات- بخطه- أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن العباس بْن أَحْمَد الضبي الهروي، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ ياسين. قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيَّ يَقُولُ: كان إبراهيم الهروي حافظا متقنا تقيا، ما كان هاهنا أحد مثله.
وسمعت إبراهيم الحربي يقول: كان إبراهيم الهروي يديم الصيام إلى أن يأتيه أحد يدعوه إلى طعامه فيفطر، وكان أكولا، وكان يأكل حَمَلا وحده! أَخْبَرَنِي الحسن بْن مُحَمَّد الخلال، عَنْ أبي الحسن الدارقطني. قَالَ: إبراهيم بن عبد الله الهروي ثقة ثبت.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، أخبرنا عبد الله بن إسحاق المعدّل، أَخْبَرَنَا الحارث بْن مُحَمَّد. قَالَ: سنة أربع وأربعين ومائتين فيها مات إبراهيم بن عبد الله الهروي المحدث في شهر رمضان بسر من رأى.
3149- إبراهيم بن عبد الله بن بشار، الواسطي:
قدم بَغْدَاد وَحدث بِهَا عَنْ يَزِيد بْن هارون، وسرور بن المغيرة- قرابة منصور بن زاذان- وأبي عامر العقدي. روى عنه عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن ناجية، ويحيى بن صاعد.
أَخْبَرَنِي أبو القاسم الأزهري، حدّثنا عبد العزيز بن أبي صابر، حدّثنا يحيى بن محمّد بن صاعد، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن بشار- قدم علينا سنة أربع وأربعين ومائتين- حَدَّثَنَا سرور بن المغيرة عن عباد بن منصور بحديث ذكره.(6/118)
3150- إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد، أبو إسحاق، المعروف بالختلي [1] :
صاحب كتب الزهد والرقائق، بغدادي سكن سر من رأى وحدث بِها عن أبي سلمة التبوذكي، وسليمان بن حرب، وعمر بن مرزوق، ويحيى بن بكير، ويوسف ابن عدي، وعبدة بن يحيى بن معين، سؤالات كثيرة الفائدة تدل على فهمه. رَوَىْ عَنْهُ أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ مَسْرُوْقٍ الطَّوْسِيُّ، ومحمد بن القاسم الكوكبي، ومحمد بن أحمد ابن هارون العسكري، وأحمد بن محمد بن إسماعيل الأدمي، وكان ثقة.
3151- إبراهيم بن عبد الله بن مسلم بن ماعز بن المهاجر، أبو مسلم البصري، المعروف بالكجّي وبالكشيّ [2] :
سمع محمد بن عبد الله الأنصاري، وعبد الرّحمن بن حمّاد الشّعبيّ، وحجاج بن نصير الفساطيطي، وحجاج بن منهال الأنماطي، وأبا عاصم النبيل، ومسلم بْن إِبْرَاهِيمَ، وَعبد اللَّه بْن مسلمة القعنبي، وأبا الوليد الطيالسي، وسليمان بن حرب، وعمرو بن مرزوق، ومحمد بن عرعرة، وعبد الملك بن قريب الأصمعي، وعبد الله ابن رجاء الغداني، ومعاذ بن عبد الله العوذي، وجماعة من أمثال هؤلاء. روى عنه أبو القاسم البغوي، وإسماعيل بن محمد الصفار، وأبو عمرو بن السَّماك، وَأَحْمَد بْن سلمان النجَّاد، وأبو سهل بْن زياد، ومحمد بْن جعفر الأدمي القاري، وأبو بكر الشافعي، وجعفر الخالدي، وعبد الباقي بن قانع، وإسماعيل الخطبي؛ وأبو بكر بن مالك القطيعي، وأبو محمد بن ماسي، وغيرهم.
وكان من أهل الفضل والعلم والأمانة، نزل بغداد وروى بها حديثا كثيرا، وذكر أن مولده كان في سنة مائتين.
حَدَّثَنِي أبو القاسم الأزهري، حَدَّثَنَا عبيد اللَّه بن عثمان بن يَحْيَى الدقاق، حَدَّثَنَا إسماعيل الخطبي قَالَ: سمعت أبا مسلم إبراهيم بن عبد الله يقول: كتبت الحديث وعبد الله بن داود حي؛ ولم أقصده لأني كنت يوما في بيت عمتي ولها بنون أكبر مني فلم أرهم فسألت عنهم فقالوا: قد مضوا إلى عبد الله بن داود فأبطئوا، ثم جاءوا يذمونه وقالوا: طلبناه في منزله فلم نجده، وقالوا: هو في بسيتينة له بالقرب، فقصدناه
__________
[1] 3150- الختلي: قرية على طريق خراسان إذا خرجت من بغداد بنواحي الدسكرة (الأنساب 5/44) .
[2] 3151- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/34.(6/119)
فإذا هو فيها، فسلمنا عليه وسألناه أن يحدثنا فقال: متعت بكم، أنا في شغل عن هذا؛ هذه البسيتينة لي فيها معاش وتحتاج أن تسقى وليس لي من يسقيها، فقلنا: نحن ندير الدولاب ونسقيها، فقال: إن حضرتكم نية فافعلوا، قَالَ: فتشلحنا وأدرنا الدولاب حتى سقينا البستان، ثم قلنا له: حَدَّثَنَا الآن. قال: متعت بكم ليس لي نية في أن أحدثكم، وأنتم كانت لكم نية تؤجرون عليها.
قَالَ إسماعيل: سمعت أبا مسلم يحكي هذه الحكاية بهذا المعنى ألفاظا تشبهها ونحوها.
حَدَّثَنَا بشرى بن عبد الله الرومي قَالَ: سمعتُ أَبَا بَكْر أَحْمَد بْن جَعْفَر بن سلم يقول: لما قدم علينا أبو مسلم الكجي أملى الحديث في رحبة غسان، وكان في مجلسه سبعة مستملين يبلغ كل واحد منهم صاحبه الذي يليه. وكتب الناس عنه قياما بأيديهم المحابر، ثم مسحت الرحبة وحسب من حضر بمحبرة فبلغ ذلك نيفا وأربعين ألف محبرة سوى النظارة! قَالَ ابن سلم: وبلغني أن أبا مسلم كان نذر أن يتصدق إذا حدث بعشرة آلاف درهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ بْنِ محمد القرشيّ، حدّثنا عبد الله بن إبراهيم ابن أيّوب، حدّثنا ابن ماسي، حَدَّثَنِي أَبُو مُسْلِمٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِيُّ الكجي.
قَالَ: خرجت يوما في حاجة لي سحرا فغرني القمر وكان يوما باردا، وإذا الحمام قد فتح، فقلت أدخل إلى الحمام قبل مضيّى في حاجتي، فقلت للحمامي: يا حمامي أدخل حمامك أحد؟ فقال: لا، فدخلت الحمام فساعة فتحت الباب قَالَ لي قائل: أبو مسلم أسلم تسلم، ثم أنشأ يقول:
لك الحمد إما على نعمة ... وإما على نقمة تدفع
تشاء فتفعل ما شئته ... وتسمع من حيث لا يسمع
قال: فبادرت وخرجت وأنا جزع، فقلت للحمامي: أليس زعمت أنه ليس في الحمام أحد؟! فقال لي: هل سمعت شيئا؟ فأخبرته بما كان، فقال لي: ذاك جنى يتراءى لنا في كل حين، وينشدنا الشعر فقلت: هل عندك من شعره شيء؟ فقال لي:
نعم، وأنشدني:(6/120)
أيها المذنب المفرط مهلا ... كم تمادي وتكسب الذنب جهلا
كم وكم تسخط الجليل بفعل ... سمج وهو يحسن الصنع فعلا
كيف تهدا جفون من ليس يدري ... أرضي عنه من على العرش أم لا
أَخْبَرَنِي علي بن أبي علي، أَخْبَرَنَا محمد بن عمران المَرْزُباني أن مُحَمَّد بن يَحْيَى أخبره قَالَ: كان أبو مسلم الكجي، وأسد بن جهور يتقلدان أعمالا بالشام، فقال البحتري يمدحهما:
هل تبدين لي الأيام عارفة ... لدى أبي مسلم الكجي أو أسد
كلاهما آخذ للمجد أهبته ... وباعث بعد وعد اليوم نجح غد
لله دركما من سيدي ومن ... أحويتما من معاليه إلى أمد
وجدت عندكما الجدوى ميسرة ... أوان لا أحد يجدي على أحد
وقد تطلبت جهدي ثالثا لكما ... عند الليالي فلم تفعل ولم تكد
لن يبعد الله مني حاجة أمما ... وأنتما غايتي فيها ومعتمدي
إن تقرضا، فقضاء لا يريث وإن ... وهبتما فقبول الرّفد والصّفد
وفي القوافي إذا سومتها بدع ... يثقلن في الوزن أو يكثرن في العدد
فيها جزاء لما يأتي الرسول به ... من عاجل سلس أو آجل نكد
وَقَالَ المرزباني: حَدَّثَنِي أحمد بن زياد قَالَ: حَدَّثَنِي يحيى بن البحتري. قَالَ: قَالَ أبي يمدح أبا مسلم الكجي من قصيدة أولها:
هين ما يقول فيك اللاحي ... ولعمري لئن دعوتك للجو
د لقدما لبيتني بالنجاح ... خلق كالغمام ليس له بر
ق سوى بشر وجهك الوضاح ... ارتياحا للطالبين وبذلا
والمعالي للباذل المرتاح ... وكلا جانبيك سبط الخوافي
حين يسمو أثيث ريش الجناح
أَخْبَرَنَا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أَخْبَرَنَا دَعْلَجِ بْنِ أَحْمَدَ قَالَ: سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ هارون يقول: أبو مسلم الكشي ثقة.
أَخْبَرَنِي الأزهري، عن أبي الحسن الدارقطني. قَالَ: أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله ابن مسلم البصريّ يعرف بالكجي صدوق ثقة.(6/121)
حَدَّثَنِي محمد بن علي الصوري قَالَ: سألت عبد الغني بن سعيد الحافظ عن أبي مسلم الكجي فقال: ثقة نبيل.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْن علي الخطبي. قَالَ: ومات أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي يوم الأحد لسبع خلون من المحرم سنة اثنتين وتسعين ومائتين، وأحدر به إلى البصرة فدفن هناك.
3152- إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أيوب، أبو إسحاق المخرمي [1] :
حدث عن سعيد بن محمد الجرمي، وصالح بن مالك الخوارزمي، والفضل بن غانم القاضي، وَعبيد اللَّه بْن عُمَر القواريري، وَإسحاق بْن أبي إسرائيل، وسري السقطي. روى عنه أبو علي بن الصواف، وأبو عبد الله بن العسكري، وأبو حفص ابن الزيات، وعبيد الله بن عبد الرحمن الزهري. وغيرهم.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بكر، أخبرنا محمّد بن أحمد بن الحسن، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن أَيُّوب المُخَرِّمي، حدّثنا سعيد بن محمّد الجرمي، حدّثنا أبو عبيد الحدّاد، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، وَيُعْطِي عَلَيْهِ مَا لا يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ» . قَالَ: وَكَانَ يُقَالُ:
«خُذُوا الناس بالميسور وَلا تملوهُمْ» [2]
. قَالَ قَتَادَةُ: فَإِنَّ الْمُؤْمِنِينَ قَوْمٌ رُفَقَاءُ رُحَمَاءُ.
أَخْبَرَنِي محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال: سمعت أبا بكر الإسماعيلي يقول لأبي علي الحافظ: كتبت عن أبي إسحاق المخرمي ببغداد؟
فقال له أبو علي: نعم. قال: فما قولك فيه؟ فقال أبو علي: كان لا ينكر له، لقي الجرمي وأقرانه. فقال الإسماعيلي: ما هو عندي إلا صدوق.
أَخْبَرَنَا علي بن عبد العزيز الطّاهري، حَدَّثَنَا أبو أحمد عبيد الله بن العباس الشطوي، حَدَّثَنَا إبراهيم بن أيوب المخرمي. وَأَخْبَرَنَا عُبَيْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد اللَّهِ النّجّار- واللفظ له- أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ المخرمي، حدّثنا إبراهيم ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَيُّوبَ الدَّقَّاقُ قَالَ: حَدَّثَنَا القواريري، حدّثنا جعفر بن سليمان عن
__________
[1] 3152- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/168. وميزان الاعتدال 1/41. وشذرات الذهب 2/243. ومعجم شيوخ الإسماعيلي 179. والعبر 2/127. ولسان الميزان 1/72.
وسؤالات السهمي للدار قطني 183. والموضوعات 2/193- 194.
[2] انظر الحديث في: صحيح البخاري 8/14، 71، 104. وصحيح مسلم، كتاب البر والصلة 77. وفتح الباري 8/137، 10/449، 12، 280، 13/339.(6/122)
مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُوحِي إِلَى الْحَفَظَةِ لا تَكْتُبُوا عَلَى صَوَّامِ عِبَادِي بَعْدَ الْعَصْرِ سَيِّئَةً» [1]
. حدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ: سمعت حمزة بن يوسف السهمي يقول:
سألت الدارقطني عَنْ إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن أَيُّوب أَبِي إِسْحَاقَ الْمُخَرِّمِيِّ فَقَالَ: لَيْسَ بِثِقَةٍ، حَدَّثَ عَنْ قَوْمٍ ثِقَاتٍ بِأَحَادِيثَ بَاطِلَةٍ.
رَوَى عَنْ خَالِدِ بْنِ خِدَاشٍ وَالْقَوَارِيرِيِّ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ الْمَلائِكَةَ أَنْ لا يكتبوا على الصائم مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ بَعْدَ الْعَصْرِ ذَنْبًا» [2]
قَالَ وَهَذَا بَاطِلٌ، وَالإِسْنَادُ ثِقَاتٌ كُلُّهُمْ.
هكذا ذكر حمزة عن الدارقطني أن المخرمي روى هذا الحديث عن خالد بن خداش والقواريري عن جعفر.
وقد أَخْبَرَنَا محمد بن عمر بن بكير المقرئ، حدّثنا أبو القاسم الحسين بن محمّد ابن الحسن البزاز قَالَ: حَدَّثَنِي جَدُّ أَبِي أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن أَيُّوب المُخَرِّمي الفقيه، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَرْوَزِيُّ.
قَالا: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سليمان الضبعي عن مالك بن دينار بالحديث، فالله أعلم.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع.
وأخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حدثنا ابن قانع: أن إبراهيم بن عبد الله بن أيوب مات في سنة أربع وثلاثمائة.
قَالَ ابن المنادي: يوم الاثنين، ودفن من الغد يوم الثلاثاء ليومين بقيا من شهر رمضان.
3153- إبراهيم بن عبد الله بن يعقوب بن إبراهيم بن سليمان، أبو إسحاق- وقيل: أبو القاسم- الهاشمي المخرمي [3] :
حدث عن أبي همام السكوني، وعبد الله بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن أبي بكير،
__________
[1] انظر الحديث في: الموضوعات، لابن الجوزي 2/193. وميزان الاعتدال 126. ولسان الميزان 1/193. وكنز العمال 23640.
[2] انظر التخريج السابق.
[3] 3153- انظر: سؤالات حمزة السهمي للدار قطني برقم 183.(6/123)
وغيرهما. روى عنه أبو عمرو بن السماك، وأبو القاسم بن النخاس، وأبو الحسن بن البواب المقرئان، وعَلِيّ بْن عُمَر السكري.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ المقرئ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ الهاشمي- في المخرم- حدّثنا أبو همام، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عِيسَى- وَهُوَ الْحَنَفِيُّ أخو سليم بن عيسى بن الْحَكَمِ بْنِ أَبَانٍ- عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يَتَمَنَّ أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ فَإِنَّهُ لا يَدْرِي مَا قَدَّمَ لِنَفْسِهِ» [1]
. 3154- إبراهيم بن عبد الله بن يعقوب بن عبدوس، أبو القاسم المخرمي:
حدث عَن أَحْمَد بْن إِسْحَاق بْن صالح الوزان. روى عنه عبد الله بن عدي الجرجاني، وذكر أنه سمع منه ببغداد.
3155- إبراهيم بن عبد الله، أبو إسحاق المصري البزاز:
سكن بغداد وحدث بها عن خشنام بن أخت بشر بن الحارث حكايات. روى عنه يوسف بْن عُمَرَ القواس.
أَخْبَرَنِي أبو محمد الخلّال، حدّثنا يوسف بن عمر، حَدَّثَنَا أَبُو إسحاق إبراهيم بن عبد الله المصريّ البزّاز- وكان صوفيّا- حدّثنا أبو مزاحم خشنام بن أخت بشر بن الحارث قَالَ: سمعت خالي بشرا يقول- وقد عذله أبو نصر التمار على انقطاعه عن الناس- فقال: هذا أوان السكوت، ولزوم البيوت.
3156- إبراهيم بن عبد الله بن محمد، أبو إسحاق:
أراه حدث في الغربة. روى عن يعقوب بن إسحاق العطار البصري حديثا رواه عنه أحمد بن محمد بن حامد البلخي وقيل إنه إبراهيم بن محمد بن عبد الله.
وقد ذكرنا الحديث في ترجمة أحمد بن محمد بن حامد فغنينا عن إعادته.
3157- إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مخلد، أبو القاسم الطرائفي [2] البغدادي:
حدث بمصر عَنْ جَعْفَر بْن مُحَمَّد الفريابي. رَوَى عَنْهُ أَبُو مُحَمَّد عَبْد الرَّحْمَن بْن عمر بن النحاس المصري، وذكر أنه سمع منه فِي سنة أربعين وثلاثمائة.
__________
[1] انظر الحديث في: مسند أحمد 3/163، 171، 5/111، 6/495. والمعجم الصغير 1/77.
[2] 3157- الطرائفي: هذه النسبة إلى بيع «الطرائف» وشرائها، وهي الأشياء المليحة المتخذة من الخشب (الأنساب 8/225) .(6/124)
3158- إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم بْن عبيد بْن زياد بْن مهران بْن البختري، أَبُو إسحاق:
وهو عم أبي القاسم بن الثلاج. وأصله من حلوان.
ذكر أبو القاسم أنه ولد في سنة إحدى وثمانين ومائتين، وسمع الحسين بن محمّد ابن عفير الأنصاري ومحمد بن محمد الباغندي، ومحمد بن الحسين الأشناني، وأبا القاسم البغوي. روى عنه ابن أخيه أبو القاسم، وعَبْد الْوَهَّاب بْن عَبْد اللَّه المري الدِّمَشْقِيّ.
وذكر ابن أخيه أنه توفي برحبة مالك بن طوق، ودفن بها في سنة خمس وستين وثلاثمائة.
3159- إبراهيم بن عبد الله بن إسحاق بن جعفر بن إسحاق، أبو إسحاق الأصبهاني، ويعرف بالقصار [1] :
سمع بأصبهان من الوليد بن أبان، والحسن بن محمد الداركي، وأقرانهما. وسافر إلى الشام، فكتب عن جماعة من شيوخها، ثم عاد إلى خراسان فسمع من عبد الله بن محمد بن شيرويه، ومحمد بن إسحاق السّرّاج، ونحوهما. وسكن بنيسابور إلى أن توفي بها، وورد بغداد حاجا وحدث بها. فذكر ابن الثلاج أنه سمع منه، وحدثنا عنه أبو نعيم الحافظ، وأحمد بن علي بن محمد اليزدي وكان سماعهما منه بنيسابور.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْمُعَدَّلُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله أَبُو عَبْد اللَّهِ النَّيْسَابُورِيُّ الْحَافِظُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ إبراهيم بن عبد الله المعدّل الأصبهانيّ- ببغداد سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة- يَقُولُ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ مُدْرِكٍ الرَّسْعَنِيَّ- بِرَأْسِ الْعَيْنِ- يَقُولُ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَطَاءً يَقُولُ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا يَقُولُ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَقُولُ: سَمِعْتُ صُهَيْبًا يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَا آمَنَ بِالْقُرْآنِ مَنِ اسْتَحَلَّ مَحَارِمَهُ» [2]
. قَالَ أبو عبد الله: إبراهيم بن عبد الله معروف بالقصار، وإنما لقب به لأنه كان
__________
[1] 3159- انظر: الأنساب، للسمعاني 10/163- 164.
[2] انظر الحديث في: سنن الترمذي 2918. ومصنف ابن أبي شيبة 10/537. والمعجم الكبير 8/36. ومجمع الزوائد 1/177.(6/125)
يغسل الموتى لورعه وزهده، واجتهاده في العبادة، ومتابعته السنة، حج معنا أبو إسحاق ومعه ابنه أبو سعيد وحدثا جميعا ببغداد. ثم انصرفا وتوفي أبو سعيد، وبقي أبو إسحاق يحدث، ويشهد، ويغسل الموتى، إلى أن توفي في سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة، وهو ابن مائة سنة وثلاث وسنين.
3160- إبراهيم بن علي بن سلمة بن عامر بن هرمة، أبو إسحاق الفهريّ المدنيّ [1] :
شاعر مفلق. فصيح مسهب، مجيد حسن القول، سائر الشعر، وهو أحد الشعراء المخضرمين، أدرك الدولتين الأموية والهاشمية، وقدم بغداد علي أبي جعفر المنصور ومدحه فأجازه. وأحسن صلته، وكان ممن اشتهر بالانقطاع إلى الطالبيين.
أَخْبَرَنَا أبو القاسم الأزهري، وعَبْد الكريم بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ الضبي. قالا:
أَخْبَرَنَا علي بن عمر الحافظ. قَالَ: هرمة بن هذيل بن ربيع بن عامر بن صبح بن عدي بن قيس بن الحارث بن فهر، من ولده إبراهيم بن علي بن سلمة بن عامر بن هرمة الشاعر مقدم في شعراء المحدثين. قدمه محمد بن داود بن الجراح على بشار وأبي نواس وغيرهما.
أَخْبَرَنِي أبو القاسم الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا إبراهيم بن محمّد ابن عرفة. قَالَ: وفي هذه السنة- يعني سنة خمس وأربعين ومائة- تحول المنصور إلى مدينة السلام واستتم بناءها سنة ست وأربعين ثم كتب إلى أهل المدينة أن يوفدوا عليه خطباءهم وشعراءهم، فكان فيمن وفد عليه إبراهيم بن هرمة. قَالَ: فلم تكن في الدنيا خطبة أبغض إلي من خطبة تقربني منه، واجتمع الخطباء والشعراء من كل مدينة، وعلى المنصور ستر يرى الناس من ورائه ولا يرونه، وأبو الخصيب حاجبه قائم يقول:
يا أمير المؤمنين هذا فلان الخطيب فيقول: اخطب. ويقول: هذا فلان الشاعر. فيقول:
أنشد. حتى كنت آخر من بقي فقال: يا أمير المؤمنين هذا ابن هرمة، فسمعته يقول:
لا مرحبا ولا أهلا. ولا أنعم الله به عينا. فقلت: إنا لله وإنا إليه راجعون! ذهبت والله نفسي، ثم رجعت إلى نفسي فقلت: يا نفس هذا موقف إن لم تشتدي فيه هلكت فقال أبو الخصيب: أنشد فأنشدته:
سرى ثوبه عنك الصبي المتخايل ... وقرب للبين الخليط المزايل
__________
[1] 3160- انظر: المنتظم، لابن الجوزير 9/21. والبداية والنهاية 10/169.(6/126)
حتى انتهيت إلى قولي:
له لحظات في خفاء سريرة ... إذا كرها فيها عقاب ونائل
فأما الذي أمنته يأمن الردى ... وأما الذي حاولت بالثكل ثاكل
فقال: يا غلام، ارفع عني الستر! فرفع، فإذا وجهه كأنه فلقة قمر، ثم قَالَ: تمم القصيدة فلما فرغت قَالَ: ادن، فدنوت، ثم قَالَ: اجلس؛ فجلست، وبين يديه مخصرة فقال: يا إبراهيم قد بلغتني عنك أشياء لولا ذلك لفضلتك على نظرائك، فأقر لي بذنوبك أعفها عنك. فقلت: هذا رجل فقيه عالم، وإنما يريد أن يقتلني بحجة تجب علي! فقلت: يا أمير المؤمنين كل ذنب بلغك مما عفوته عني فأنا مقر به فتناول المخصرة فضربني بها. فقلت:
أصبر من ذي ضاغط عركرك ... ألقى بواني زوره للمبرك
ثم ثني فضربني فقلت:
أصبر من عود بجنبيه جلب ... قد أثر البطان فيه والحقب
فقال: قد أمرت لك بعشرة آلاف درهم، وخلعة، وألحقتك بنظرائك من طريح بن إسماعيل، ورؤبة بن العجاج، ولئن بلغني عنك أمر أكرهه لأقتلنك. قلت: نعم! أنت في حل وفي سعة من دمي إن بلغك أمر تكرهه، قَالَ ابن هرمة: فأتيت المدينة. فأتاني رجل من الطالبيين فسلم علي فقلت: تنح عني لا تشيط بدمي.
أَخْبَرَنِي عبيد الله بن أبي الفتح، حدّثنا محمّد بن حميد الخزاز، حدّثنا ابن قانع، حدّثنا محمّد بن زكريّا، حدّثنا عبيد الله بن عائشة. قَالَ: لما قدم ابن هرمة على أبي جعفر مدحه فأعطاه عشرة آلاف درهم وقال: يا ابن هرمة إن الزمان ضيق بأهله فاشتر بهذه إبلا عوامل؛ وإياك أن تقول: كلما مدحت أمير المؤمنين أعطاني مثلها هيهات والعود إلى مثلها.
أَخْبَرَنَا أَبُو عبد اللَّه الحسين بْن الحسن بن محمد بن القاسم المخزومي، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن يحيى الصولي، حدّثنا محمّد بن زكريّا الغلابي، حَدَّثَنَا أحمد بن عيسى- وذكر ابن هرمة قَالَ: وكان متصلا بنا- وهو القائل فينا:
ومهما ألام على حبهم ... فإني أحب بني فاطمه
بني بنت من جاء بالمحكما ... ت وبالدين والسنة القائمه
فلست أبالي بحبي لهم ... سواهم من النعم السائمه(6/127)
قَالَ: فقيل له في دولة بني العباس: ألست القائل كذا- وأنشدوه هذه الأبيات-؟
فقال: أعض الله قائلها بهن أمه، فقال له من يثق به: ألست أنت قائلها؟! قَالَ: بلى ولكن أعض بهن أمي خير من أن أقتل.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن علي البزاز، أَخْبَرَنَا عُمَر بن مُحَمَّد بن سيف الكاتب، حدّثنا محمّد بن العبّاس اليزيدي، حدّثنا الزبير بن بكّار، حدّثنا محمّد ابن ثابت، حَدَّثَنِي محمد بن فضالة النحوي. قَالَ: لقي رجل من قريش ممن كان خرج مع إبراهيم بن عبد الله بن حسن؛ إبراهيم بن علي بن هرمة الشاعر فقال له: ما الخبر؟ ما فعل الناس يا أبا إسحاق فقال ابن هرمة:
أرى الناس في أمر سحيل فلا تزل ... على ثقة أو تبصر الأمر مبرما
وأمسك بأطراف الكلام فإنه ... نجاتك مما خفت أمرا مجمجما
فلست على رجع الكلام بقادر ... إذا القول عن زلاته فارق الفما
وكائن ترى من وافر العرض صامتا ... وآخر أردى نفسه أن تكلما
حَدَّثَنَا أبو جعفر محمّد بن علان الورّاق، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَمَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هاشم بن محمد بن هارون الخزاعي، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قريب بن أخي الأصمعي عن عمه. قَالَ: قَالَ لي رجل من أهل الشام: قدمت المدينة فقصدت منزل إبراهيم بن هرمة، فإذا بنية له صغيرة تلعب بالطين، فقلت لها:
ما فعل أبوك؟ قالت: وفد إلى بعض الأجواد، فما لنا به علم منذ مدة. فقلت: انحري لنا ناقة فإنا أضيافك، قالت: والله ما عندنا. قلت: فشاة، قالت: والله ما عندنا، قلت فدجاجة، قالت: والله ما عندنا. قلت: فأعطينا بيضة. قالت: والله ما عندنا، قلت:
فباطل ما قَالَ أبوك:
كم ناقة قد وجأت منحرها ... بمستهل الشؤبوب أو جمل
قالت: فذلك الفعل من أبي هو الذي أصارنا إلى أن ليس عندنا شيء!! أَخْبَرَنَا الحسن بن علي الجوهريّ، أَخْبَرَنَا محمد بن عمران الكاتب. قَالَ: قَالَ أبو الحسن الأخفش: قَالَ لنا ثعلب مرة إن الأصمعي. قَالَ: ختم الشعر بإبراهيم بن هرمة، وهو آخر الحجج.(6/128)
3161- إبراهيم بْن عليّ بْن حسن بْن عليّ بْن أبي رافع، الرافعي المديني [1] :
حدث عن أبيه علي، وعن عمه أيوب بن حسن، وعن عَلِيّ بْن عُمَر بْن عَلِيّ بْن حسين، وكثير بن عبد الله المزني، وغيرهم. روى عنه إبراهيم بن حمزة الزبيري، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، ومحمد بن إسحاق المسيبي، وأبو ثابت محمد بن عبيد الله المدني، ويعقوب بن حميد بن كاسب. كان ينزل بغداد بأخرة ومات بها.
أَخْبَرَنَا أبو بكر بن محمد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بْن سَعِيد الدارمي يَقُولُ: قلت- يعني ليحيى بن معين- فإبراهيم بن علي الرافعي، من هو؟ فقال: شيخ مات بالقرب، كان هاهنا ليس به بأس. قلت: يقول: حَدَّثَنِي عمي أيوب بن حسن كيف هو؟ فقال: ليس به بأس [2] .
3162- إبراهيم بن علي المستملي الواسطي:
حدث ببغداد عن أحمد بن سعيد الجمال. روى عنه أبو القاسم الطبراني.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بن عبيد الله بن شهريار الأصبهانيّ، حدّثنا سليمان بن أحمد الطبراني، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَاسِطِيُّ الْمُسْتَمْلِيُّ- بِبَغْدَادَ- حدّثنا أحمد بن سعيد الجمال.
وحدّثنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أحمد بن كامل القاضي، حدّثنا أحمد بن سعيد الجمال، حدّثنا أبو نعيم، حدّثنا هشيم، حَدَّثَنَا عَوْفٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ابْنُ السَّبِيلِ أَوَّلُ شَارِبٍ» [3]
. زَادَ سُلَيْمَانُ- يَعْنِي مِنْ زَمْزَمَ- وَقَالَ: لَمْ يَرْوِهِ عَنْ عَوْفٍ إِلا هُشَيْمٌ، وَلا عَنْ هُشَيْمٍ إِلا أَبُو نُعَيْمٍ. تَفَرَّدَ بِهِ أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الْبَغْدَادِيُّ.
3163- إبراهيم بن علي، أبو محمد الفارسي ابن بنت إسحاق بن إبراهيم، المعروف بشاذان:
حدث عن جده شاذان. روى عنه محمد بن مخلد الدوري، وأبو سهل بن زياد القطان.
__________
[1] 3161- انظر: تهذيب الكمال 216 (2/155- 156) . والجرح والتعديل 1/1/116. والتاريخ الكبير 1/1/310. والكامل لابن عدي 2/ورقة 65. وثقات ابن حبان 1/ورقة 17.
وميزان الاعتدال 1/49- 50.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/156.
[3] 3162- انظر الحديث في: المعجم الصغير للطبراني 1/92. ومجمع الزوائد 3/286.(6/129)
3164- إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن محمد بْن عَبْد العزيز بْن عَبْد اللَّه بْن عمر بن الخطاب، أبو إسحاق العمري الموصلي:
قدم بغداد وحدث بها عَنْ عَبْد الغفار بْن عبد اللَّه بْن الزبير، ومعلى بن مهدي، ومحمد بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمار، وبسطام بن جعفر المواصلة، وغيرهم. روى عنه يحيى ابن محمد بن صاعد، وأحمد بن سلمان النجاد، وجعفر الخالدي، وأبو طاهر بن أبي هاشم، وكان ثقة.
أخبرنا أبو بكر البرقاني، أخبرنا أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ إبراهيم بن محمد بْن عَبْد العزيز بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الْمَوْصِلِيُّ- ببغداد- حدّثنا بسطام بن جعفر، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَدِينِيُّ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: إِنْ كُنْتُ لأُفَتِّلُ لِهَدْيِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقَلائِدَ، ثُمَّ يَبْعَثُ بِهِ وَهُوَ مُقِيمٌ عِنْدَنَا، لا يَجْتَنِبُ شَيْئًا مِمَّا يَجْتَنِبُهُ الْمُحْرِمُ.
أَخْبَرَنِي الأزهري، عن أبي الحسن الدارقطني. قال: إبراهيم بن علي العمري موصلي ثقة. كتب إِلَيَّ أَبُو الفرج مُحَمَّد بْن إِدْرِيس الموصلي يذكر أن أَبَا مَنْصُور المظفر بْن محمد الطوسي حدثهم قال أَبُو زكريا يَزِيد بْن مُحَمَّد بْن إياس الأزدي في كتاب «طبقات العلماء والمحدثين من أهل الموصل» . قال: ومنهم أبو إسحاق إبراهيم ابن علي بن إبراهيم بن محمد بْن عَبْد العزيز بْن عَبْد اللَّه بْن عمر بن الخطاب، روى عن معلى بن مهدي، وبسطام بن جعفر، وابن عمار، وعبد الغفار بن عبد الله. روى عن عبد الغفار كتاب «القراءات» عن العباس بن الفضل الأنصاري، وحدث وكتب عنه- وكان قد فقد سمعه- توفي في سنة ست وثلاثمائة.
3165- إبراهيم بن علي بن الحسن بن سليمان بن شريح بن إسحاق، أبو إسحاق القافلائي [1] :
حدّث عن أحمد بن عبيد الله القرشيّ، وأبي قلابة الرقاشي، ويزيد بن الهيثم البادا، وأحمد بن إبراهيم بن ملحان [2] . روى عنه محمد بن المظفر، وأحمد بن الفرج بن الحجّاج.
__________
[1] 3165- القافلاني: هذه النسبة إلى حرفة عجيبة: اسم لمن يشتري السفن الكبار المنحدرة من الموصل، والمصعدة من البصرة، ويكسرها ويبيع خشبها وقيرها وقفلها، والقفل الحديد الذي فيها يقال لمن يفعل هذه الصنعة القافلاني (الأنساب 10/30) .
[2] في الصميصاطية: «ملخان» .(6/130)
أخبرنا أحمد بن عبد الله الأنماطيّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بن سليمان بن شريح، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ.
وأَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عبد الواحد الهاشمي- بالبصرة- حدّثنا علي بن إسحاق المادرائي، حدّثنا أحمد بن عبيد الله النرسي، أخبرنا أحمد بن يونس، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُوضِعُ [1] فِي وَادِي مُحَسِّرٍ.
قال أبو بكر بن النرسي: هذا عندي في موضعين؛ موضع موقوف وهاهنا هو مسند: لفظ حديث ابن المظفر.
3166- إبراهيم بن علي بن الحسن، أبو إسحاق القطيعي:
روى عن الحسن بن الهيثم بن الحلال مسائل محمد بن موسى بن مشيش لأحمد ابن حنبل. حدث عنه أبو عبد اللَّه بن بطة العكبري.
3167- إبراهيم بن علي بن الحسين بن سيبخت، أبو الفتح:
سكن مصر وحدث بها عَن أَبِي القاسم البغوي، وأبي بكر بْن أبي داود، ويحيى ابن صاعد، ومن بعدهم، حدثنا عنه أبو الفتح عبد الملك بن عمر بن خلف الرزاز.
وكان ضعيفا سيئ الحال في الرواية.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الملك بن عمر، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سيبخت- أبو الفتح البغدادي بمصر- حدّثنا عبد الله بن محمّد البغويّ، حدّثنا أبو نصر التّمّار، حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَصَمُّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ النَّظَرِ فِي النُّجُومِ [2] .
حدثني عبد العزيز بن محمد النخشبي. قال: رأيت بمصر حديث الزّهريّ عن مالك المدنيّ يرويه عبيد بن محمد النساج، عن أحمد بن شبيب بن سعيد، عن أبيه، عن يونس بن يزيد، عن الزهري، قد رواه ابن سيبخت عن رجل من أهل العراق مشهور بالثقة عن عمرو بن علي، عن أحمد بن شبيب.
__________
[1] يوضع: الإيضاع: سرعة السير.
[2] 3167- انظر الخبر في: الكامل لابن عدي 5/1916. ومجمع الزوائد 5/116. والضعفاء العقيلي 3/353.(6/131)
قلت: وهذا باطل من حديث عمرو بن علي، ولم نر هذا الحديث إلا من رواية عبيد النساج عن أحمد بن شبيب، غير أن أبا بكر المفيد قد رواه عن الحسن بن إسماعيل الربعي، عن أحمد بن سيار المروزي، عن أحمد بن شبيب. والربعي مجهول، وقول المفيد غير مقبول. والله أعلم.
بلغني أن ابن سيبخت توفي بمصر في جمادى الآخرة من سنة أربع وتسعين وثلاثمائة.
3168- إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن أحمد، أبو إسحاق بن البيضاوي [1] :
وهو أخو محمد بن علي بن إبراهيم، وكان الأكبر. سمع محمد بن المظفر، وأبا عُمَر بْن حيويه وأبا بكر بْن شاذان، ومن كان في طبقتهم. وحدث في الغربة.
ذكر لي عبد العزيز ابن أحمد الكتاني أنه كتب عنه بدمشق في سنة عشرين وأربعمائة، وكان صدوقا صالحا، مات بمصر.
3169- إِبْرَاهِيمَ بْن عيسى بْن أَبِي جعفر المنصور، ويعرف بابن بريه الهاشمي:
نسب إلى أمه وهي بريه بنت إبراهيم بن يحيى بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه بن العباس بن عبد المطلب. كان يصلي بالناس في مسجد جامع المنصور الجمعات وغيرها حتى مات. وكان صاحب علم وتنسك.
3170- إبراهيم بن عيسى بن القاسم، أبو إسحاق الكافوري [2] :
حدث بدمشق عن أبي سعيد العدوي. روى عنه تمام بن عبد الله الرازي وعفان بن محمد.
3171- إبراهيم بن عبد الرزاق، الضرير:
حدث عن إسماعيل بن أبي مسعود، وسعيد بن سليمان المعروف بسعدويه الواسطي. روى عنه محمد بن مخلد الدوري وعثمان بن جعفر بن اللبان، ومحمد ابن جعفر الخرائطي.
أخبرنا أبو بكر البرقاني، أخبرنا علي بن عمر الدارقطني، حدّثنا محمّد بن مخلد، حدثنا إبراهيم بن عبد الرزاق. قال الدارقطني: هو بغدادي ثقة.
__________
[1] 3168- البيضاوي: هذه النسبة إلى بيضاء وهي بلدة من بلاد فارس (الأنساب 2/368) .
[2] 3170- انظر: الأنساب، للسمعاني 10/329.(6/132)
3172- إبراهيم بن عبد الرحيم بن عمر، أبو إسحاق ويعرف بابن دَنُوقا [1] :
سمع محمد بن سابق، وسهل بن عامر البجلي، وعباس بن الفضل الأزرق، والحارث بن خليفة، وأبا معمر الهذلي. روى عنه يحيى بن صاعد، وأبو الحسين بن المنادي، ومحمد بن أحمد الحكيمي، وإسماعيل بْن مُحَمَّد الصَّفَّار، وَمُحَمَّد بْن عمرو الرزاز، ومحمد بْن الْعَبَّاس بن نجيح، ومحمّد بن حمزة الدهقان، وغيرهم.
وقال الدارقطني: هو ثقة.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله المعدل، أَخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْبَخْتَرِيِّ الرَّزَّازُ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الرّحيم، حدّثنا عبّاس بن الفضل الأزرق، أَخْبَرَنَا هَمَّامُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عَقِيلٍ، عن رُبَيِّعٍ بِنْتِ مُعَوِّذِ بْنِ عَفْرَاءَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا فَتَوَضَّأَ بِقَدْرِ الْمُدِّ، ثُمَّ مَسَحَ رَأْسَهُ مُقَدَّمَهُ وَمُؤَخَّرَهُ، وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ.
أخبرنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن إبراهيم الحكيمي، حدثنا إبراهيم بن عبد الرحيم بن دنوقا، حدّثنا أبو معمّر، حدثنا أبو أسامة.
قال: كنت عند سفيان الثوري فحدثه زائدة بن قدامة، عَنْ شُعْبَة، عَنْ سَلَمَة بن كهيل، عَنْ سعيد بْن جبير فِي قوله تعالى: فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللَّهُ
[الزمر 68] قال: الشهداء حول العرش متقلدي السيوف.
قال سفيان: إنك لتحدثني عن ثقة ولكن قلبي يأبَى ذاك. قال: فكتب سفيان: من سفيان بن سعيد إلى شعبة بن الحجاج؛ فإن رجلا ثقة حدث عنك عَنْ سَلَمَة بن كهيل، عَنْ سعيد بن جبير في قوله: فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ.
قال: فكتب شعبة إلى سفيان: من شعبة بن الحجاج إلى سفيان بن سعيد؛ إن هذا الرجل أوهم عليَّ، إنما حَدَّثَنِي عمارة بن أَبِي حفصة عن حجر عن سعيد بن جبير.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع. قال: وإبراهيم بن عبد الرحيم بن عمر بن دنوقا أبو إسحاق ثخين الستر، صدوق في الرواية، كتب الناس عنه فأكثروا.
مات يَوْمَ الْخَمِيسِ لِسَبْعٍ خَلَوْنَ مِنْ جُمَادَى الأُولَى سنة تسع وسبعين، يعني ومائتين.
__________
[1] 3172- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/328.(6/133)
3173- إبراهيم بن عبد السلام بن محمد بن شاكر بن سعد بن قيس، أبو إسحاق الوشاء [1] :
حدث عن أحمد بن عبدة الضبي، والجراح بن مخلد، وأبي كريب محمد بن العلاء، والحسين بن علي بن الأسود، ودليل بن خالد بن نجيح، ويونس بن عبد الأعلى المصري، وغيرهم. روى عنه أَحْمَد بْن عُثْمَان بْن يَحْيَى الأدمي، وإسماعيل بْن علي الْخُطبي، وأبو بَكْر الشافعي، ومحمد بن عبد الله الصفار الأصبهاني، وأبو القاسم الطبراني، وأحمد بن مسعود الزبيري المصري. وكان قد كف بصره في آخر عمره، وانتقل إلى مصر، فمات بها.
وذكره الدارقطني فقال: ضعيف.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَخْلَدِ بْنِ جعفر، حدّثني إسماعيل بن علي الخطبي، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ- أَبُو إِسْحَاقَ الضّرير- حدّثنا حسين بن الأسود، حدّثني فضيل، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: «مَقْعَدُ الْكَافِرِ فِي النَّارِ مَسِيرَةُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ، وَضِرْسُهُ مِثْلُ أُحُدٍ» [2]
. حدثنا محمد بن علي الصوري، أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن الأزديّ، حدثنا عبد الواحد بن محمد بن مسرور، حدثنا أبو سعيد بن يونس. قال: إبراهيم بن عبد السلام البغدادي المكفوف يكنى أبا إسحاق حدث بمصر وتوفي بمصر سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
3174- إبراهيم بن عبد العزيز بن صالح، أبو إسحاق الصّالحي [3] :
حدّث عن أبي سعيد الأشج، وهارون بن حاتم الكوفيين، ومحمد بن عمرو بن أبي مذعور، وغيرهم. روى عنه مُحَمَّد بْن مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَان الباغندي، ومحمد بن مخلد الدوري، وأبو عبد الله الحكيمي، وعبد الصمد بن علي الطستي.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع. قال: وأبو إسحاق إبراهيم بن عبد العزيز الصالحي من ولد صالح
__________
[1] 3173- الوشّاء: هذه النسبة إلى بيع الوشي، وهو نوع من ثياب الإبريسم. (لب اللباب ص 275.)
[2] انظر الحديث في: مسند أحمد 3/29. ومجمع الزوائد 10/391. والمستدرك 4/598.
[3] 3174- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/375.(6/134)
صاحب المصلى، كان يعرف بالطلب والصلاح، كتب الناس عنه ووثقوه، وكان ينزل درب سليم بالرصافة.
مات في جمادى الأولى سنة أربع وثمانين.
3175- إبراهيم بن عمران، أبو إسحاق الكرماني:
قدم بغداد وحدث بها عَن الربيع بْن سُلَيْمَان المصري. روى عنه أبو حفص بن الزيات.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْخَطَّابِ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ نَصْرِ بْنِ مُكْرِمٍ، وعلي بن المحسن التنوّخيّ. قالا: أنبأنا عمر بن محمّد بن علي النّاقد، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عِمْرَانَ الْكِرْمَانِيُّ- في دار كعب سنة اثنتين وثلاثمائة- حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ.
وأَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله السّرّاج- بنيسابور- حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدّثنا الرّبيع بن سليمان، حدّثنا بشر بن بكير، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ.
وَفِي حَدِيثِ الْكَرْمَانِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: «مَا مِنْ عَبْدٍ يَمُرُّ بِقَبْرِ رَجُلٍ كَانَ يَعْرِفُهُ فِي الدُّنْيَا فَيُسَلِّمُ عَلَيْهِ إِلا عَرَفَهُ وَرَدَّ عَلَيْهِ السَّلامَ» [1]
. 3176- إبراهيم بن عبد الوهاب العطار:
حدث عَنِ الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن الصباح الزعفراني. روى عنه محمد بن الحسن ابن مقسم المقرئ.
3177- إبراهيم بن عبد الصمد بْن مُوسَى بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن محمد ابن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، أبو إسحاق الهاشمي [2] :
حدث عَنْ أَبِي مصعب أَحْمَد بْن أَبِي بَكْر الزهري، والحسين بن الحسن المروزي، وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي، ومحمد بن الوليد البسري، وخلاد بن أسلم،
__________
[1] 3175- انظر الحديث في: كنز العمال 42556. والعلل المتناهية 2/429.
[2] 3177- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/367. وسؤالات السهمي للدار قطني 182. وشذرات الذهب 2/306.(6/135)
وعبيد بن أسباط بن محمد وعن أبيه عبد الصمد بن موسى. روى عنه أبو الحسين بن البواب المقرئ، وأبو الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيّ، وأبو حفص بْن شاهين، ويوسف بن عمر القواس، وأبو حفص الكتاني، وجماعة آخرهم أحمد بن محمد بن الصلت المجبر.
وكان إبراهيم يسكن سر من رأى، وحدث بها وببغداد.
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جعفر المالكي، أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي موسى الهاشمي، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْهَاشِمِيُّ، حدّثني أبي، حَدَّثَنِي عَمِّي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَكْرِمُوا الشُّهُودَ فَإِنَّ اللَّهَ يَسْتَخْرِجُ بِهِمُ الْحُقُوقَ، وَيَدْفَعُ بِهِمُ الظُّلْمَ» [1]
. تَفَرَّدَ بِرِوَايَةِ هَذَا الْحَدِيثِ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مُوسَى الْهَاشِمِيُّ بِهَذَا الإِسْنَادِ.
حدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ: سمعت حمزة بن يوسف يَقُول: سمعت أبا الحسن بن لؤلؤ الوراق يقول: رحلت إلى سامرا إلى إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي على أن أسمع الموطأ، فلم أر له أصلا صحيحا، فتركته وخرجت ولم أسمع.
قال حمزة: وسألت الدارقطني عن إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي- روى عن أبي مصعب عن مالك الموطأ؟ فقال: سمعت القاضي محمد بن علي الهاشمي المعروف بابن أم شيبان يقول: رأيت على كتاب «الموطأ» المسموع من أبي مصعب الزهري عن مالك، رأيت السماع على ظهره سماعا قديما صحيحا: سمع الأمير عبد الصمد بن موسى الهاشمي، وابنه إبراهيم.
حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ قَالَ: سمعت محمد بن حميد الخزاز يقول: سَمِعْتُ الْقَاضِي أَبَا الْحَسَن مُحَمَّد بْن صالح الهاشمي يقول: رأيت أصل كتاب أبي إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، عَنْ أَبِي مصعب أَحْمَد بْن أَبِي بَكْر الموطأ سماعه مع أبيه بالخط العتيق خط الأصل.
حَدَّثَنِي عبيد الله بن أبي الفتح عن طلحة بْن مُحَمَّد بْن جعفر.
وأَخْبَرَنَا السمسار، أخبرنا الصّفّار، حدثنا ابن قانع: أن إبراهيم بن عبد الصمد الْهَاشِمِيُّ مَاتَ بِسُرَّ مَنْ رَأَى فِي سَنَةِ خمس وعشرين وثلاثمائة. قال ابن قانع: في أول المحرم.
__________
[1] انظر الحديث في: العلل المتناهية 2/275. والدرر المنتثرة 42. وأمالي الشجري 2/237. ولسان الميزان 1/314، 4/57.(6/136)
3178- إبراهيم بن عبد الرحمن بن حامد، أبو إسحاق المؤدب:
حدث عن الحسن بن علويه القطان. حَدَّثَنَا عنه محمد بن عمر بن بكير النّجّار.
أخبرنا ابن بكير، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن حامد المؤدّب، حدّثنا الحسن بن علويه القطّان، حدّثنا إسماعيل بن عيسى، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْقَسَّامِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَاذَا يَحِلُّ لِلرَّجُلِ مِنِ امْرَأَتِهِ إِذَا كَانَتْ حَائِضًا؟ فَقَالَ: «مَا فَوْقَ سُرَّتِهَا أو مئزرها، والاستعفاف عَنْ ذَلِكَ أَفْضَلُ» [1]
. 3179- إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الخبّاب بن بشار بن يوسف، أبو القاسم الدلال [2] :
سمع محمد بن عبد الله الشافعي، وأحمد بْن يوسف بْن خلاد. كتبنا عَنْهُ وكان ثقة يسكن بالجانب الشرقي.
ومات في يوم الثلاثاء ودفن يوم الأربعاء التاسع والعشرين من صفر سنة سبع عشرة وأربعمائة.
3180- إبراهيم بْن عُمَر بْن أَحْمَدَ بْن إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل بن بهران، أبو إسحاق، المعروف بالبرمكي [3] :
سمعت من يذكر أن سلفه كانوا يسكنون قديما ببغداد في محلة تعرف بالبرامكة.
وقيل: بل كانوا يسكنون قرية تسمى البرمكية فنسبوا إليها. سمع إبراهيم أبا بكر بْن مالك القطيعي، وأبا مُحَمَّد بْن ماسي، وَعَبْد اللَّهِ بْن إِبْرَاهِيم الزبيبي، وأبا الفتح الأزدي الموصلي، وإسحاق بن سعد النسوي، وأبا بكر بن بخيت الدقاق، ومن في طبقتهم وبعدهم.
وسألته عن مولده فقال: ولدت ليلة الاثنين التاسع والعشرين من شهر رمضان سنة إحدى وستين وثلاثمائة.
كتبنا عنه وكان صدوقا دينا فقيها على مذهب أحمد بن حنبل، وله حلقة الفتوى في جامع المنصور.
__________
[1] 3178- انظر الحديث في: سنن أبي داود، كتاب الطهارة باب 83. ومشكاة المصابيح 552.
والدر المنثور 1/260. وكنز العمال 44896.
[2] 3179- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/178.
[3] 3180- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/341.(6/137)
ومات في يوم الأحد ودفن يوم الاثنين الثامن من ذي الحجة سنة خمس وأربعين وأربعمائة، وكنت إذ ذاك بمكة، ودفن في مقبرة باب حرب.
حرف الغين من آباء الإبراهيمين
3181- إبراهيم بن غياث بن علي بن سليمان بن داود، أبو إسحاق النعالي، ويقال: الطرائفي [1] :
حدث عن عبد الله بن مُحَمَّد بن ناجية، وعبد اللَّه بن العباس الطيالسي ومحمد بْن مُحَمَّد الباغندي، وأبي الْقَاسِم البغوي، وأبي بكر بْن أَبِي داود، ومُحَمَّد بْن هارون الحضرمي، وَأحمد بْن إسحاق بْن البهلول، وَيحيى بْن محمّد بن صاعد، وحبشون ابن موسى الخلال، وأبي طالب أحمد بن نصر الحافظ. حدثنا عنه أبو الحسن محمّد ابن طلحة النعالي، وأبو بكر محمد بن عبد الله بن أبي زيد الأنماطي.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ غَيَّاثِ بْنِ علي النّعاليّ، حدّثنا عبد الله بن العبّاس الطيالسي، حدّثنا عبد الله بن معاوية الجمحي، حَدَّثَنَا الْحَمَّادَانِ؛ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ- عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السُّحُورِ بَرَكَةً» [2]
. أَخْبَرَنَا ابْن أبي زيد الأنماطي، حدّثنا إبراهيم بن غيّاث الطّرائفي، حدثنا أبو طالب أحمد بن نصر الحافظ، حدثنا علي بن عبد الله الخولاني، عن حرملة بن يحيى، عن الشافعي. قال: سميت بالعراق ناصر الحديث.
حرف الفاء من آباء الإبراهيمين
3182- إبراهيم بن الفضل بن حيان، الحلواني [3] :
قاضى سر من رأى. نزل بَغْدَاد وحدث بها عَن أَحْمَد بْن عَبْد الجبّار العطّاري، ومحمد بن عبد الرحمن بن يونس السراج. روى عنه المعافى بن زكريّا الجريري.
__________
[1] 3181- الطرائفي: هذه النسبة إلى بيع الطرائف وشرائها، وهي الأشياء المليحة المتخذة من الخشب (الأنساب 8/225) .
[2] سبق تخريجه، راجع الفهرس.
[3] 3182- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/209.(6/138)
أخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حدثنا ابن قانع: أن إبراهيم بن الفضل الحلوانيّ مات في سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة. قال: وكان قاضيا.
حرف القاف من آباء الإبراهيمين
3183- إبراهيم بن القعقاع، أبو إسحاق [1] :
بغوي الأصل، حدث عن عبيد بن إسحاق العطار الكوفي، وسعيد بن هبيرة الكعبي، ومحمد بن عبد الواهب الحارثي. روى عنه قاسم بن زكريا المطرز، ومحمد ابن جعفر المهلّبي، وَالقاضي الْمَحَامِلِيّ، وَمحمد بْن مخلد، وَكَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهدي، حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ المحامليّ- إملاء- حدّثنا إبراهيم بن القعقاع، حدّثنا عبيد بن إسحاق، حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُو شَهِيدٌ» [2]
. وَأَخْبَرَنَا ابن مهديّ، أخبرنا محمّد بن مخلد العطّار، حدّثنا إبراهيم بن القعقاع، حدّثنا أبو مالك سعيد بن هبيرة، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ: «لا هِجْرَةَ فَوْقَ ثَلاثٍ، فَمَنْ مَاتَ دَخَلَ النَّارَ» [3] . مَوْقُوفٌ.
حدثنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن المظفر. قال: قال عبد الله بن محمد البغوي: مات إبراهيم بن القعقاع سنة خمس وستين- يعنى ومائتين- وكذلك قرأت بخط محمد بن مخلد وزاد في ذي الحجة.
حرف اللام من آباء الإبراهيمين
3184- إبراهيم بن الليث النخشبي [4] :
قدم بَغْدَاد وَحدث بها عَنْ عَلِيِّ بْن خشرم المروزي. روى عنه أبو عبيد بن حربويه، وذكر أنه سمع منه في مجلس الحسن بن محمد بن الصّبّاح الزعفراني.
__________
[1] 3183- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/198.
[2] سبق تخريجه، راجع الفهرس.
[3] سبق تخريجه، راجع الفهرس.
[4] 3184- النخشبي: نسبة إلى نخشب، وهي نسف (لب اللباب 261) .(6/139)
أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَاعِظُ- من أصل كتابه- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عبيد القاضي علي بن الحسين بن حرب، حدثنا إبراهيم بن الليث النخشبي في مجلس الزعفراني، حدّثنا علي بن خشرم، أخبرني رجل من جيران الفضيل- يعني ابن عياض- من يبرود قال: كان الفضيل يقطع الطريق وحده، قال:
فخرج ذات ليلة ليقطع الطريق فإذا هو بقافلة قد انتهت إليه ليلا، فقال بعضهم لبعض: اعدلوا بنا إلى هذه القرية فإن أمامنا رجلا يقطع الطريق يقال له: الفضيل.
قال: فسمع الفضيل فأرعد فقال: يا قوم أنا الفضيل، جوزوا والله لأجتهدن أن لا أعصي الله أبدا!! فرجع فترك ما كان عليه.
حرف الميم من آباء الإبراهيمين
3185- إبراهيم بن محمد المهدي بن عبد الله المنصور بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيّ بْن عَبْدِ اللَّه بن العباس بن عبد المطلب، أبو إسحاق، ويعرف بابن شكلة [1] :
بويع له بالخلافة ببغداد في أيام المأمون، وقاتل الحسن بن سهل، وكان الحسن أميرا من قبل المأمون فهزمه إبراهيم، فتوجه نحوه حميد الطوسي فقاتله فهزمه حميد، واستخفى إبراهيم مدة طويلة حتى ظفر به المأمون فعفا عنه، وكان أسود حالك اللون، عظيم الجثة ولم يُر في أولاد الخلفاء قبله أفصح منه لسانا، ولا أجود شعرا.
أخبرني أبو القاسم الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا إبراهيم بن محمّد ابن عرفة. قال: بعث المأمون إلى علي بن موسى الرضى فحمله وبايع له بولاية العهد، فغضب من ذلك بنو العباس وقالوا: لا يخرج الأمر عن أيدينا، وبايعوا إبراهيم بن المهدي، فخرج إلى الحسن بن سهل فهزمه وألحقه بواسط، وأقام إبراهيم بن المهدي بالمدائن، ثم وجه الحسن بن هشام وحميدا الطوسي فاقتتلوا، فهزمهم حميد واستخفى إبراهيم، فلم يعرف خبره حتى قدم المأمون فأخذه.
أخبرنا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا أبي قال: قال إسماعيل بن علي:
وبايع أهل بغداد لأبي إسحاق إبراهيم بن المهدي لله ببغداد في داره المنسوبة إليه
__________
[1] 3185- انظر: وفيات الأعيان 1/8. والأغاني 10/69، 94. ولسان الميزان 1/98. وأشعار أولاد الخلفاء 17- 49. والأعلام 1/59- 60.(6/140)
في ناحية سوق العطش، وسموه المبارك، ويقال سمي المرضي، وذلك يوم الجمعة لخمس خلون من المحرم سنة اثنتين ومائتين، وأمه أم ولد يقال لها شكلة، وبها يعرف، فغلب على الكوفة والسواد. وخطب له على المنابر، وعسكر بالمدائن، ثم رجع إلى بغداد فأقام بها، والحسن بن سهل مقيم في حدود واسط خليفة المأمون، والمأمون ببلاد خراسان، لم يزل إبراهيم مقيما ببغداد على أمره يدعى بإمرة المؤمنين، ويخطب له على منبر بغداد، وما غلب عليه من السواد والكوفة، ثم دخل المأمون متوجها إلى العراق وقد توفي علي بن موسى الرضي، فلما أشرف المأمون على العراق، وقرب من بغداد، وضعف أمر إبراهيم بن المهدي، وقصرت يده، وتفرق الناس عنه، فلم يزل على ذلك إلى أن حضر الأضحى من سنة ثلاث ومائتين، فركب إبراهيم في زي الخلافة يصلي بالناس صلاة الأضحى، وهو ينظر إلى عسكر علي بن هشام مقدمة المأمون، ثم انصرف من الصلاة فنزل قصر الرصافة وغدا الناس فيه، ومضى من يومه إلى داره المعروفة به، فلم يزل فيها إلى آخر النهار، ثم خرج منها بالليل فاستتر وانقضى أمره فكانت مدته منذ يوم بويع له بمدينة السلام إلى يوم استتاره سنة وأحد عشر شهرا وخمسة أيام، وكانت سنة يوم بويع تسعا وثلاثين سنة وشهرين وخمسة أيام، واستتر وسنه إحدى وأربعون سنة وشهر والأيام، لأن مولده غرة ذي القعدة من سنة اثنتين وستين ومائة، وأقام في استتاره ست سنين وأربعة أشهر وعشرة أيام، وظفر به المأمون لثلاث عشرة بقين من ربيع الآخر سنة عشر ومائتين، فعفا عنه واستبقاه ولم يزل حيا ظاهرا مكرما إلى أن توفي.
أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا محمد ابن أحمد بن البراء. قال: وفي سنة اثنتين ومائتين خالف إبراهيم بن المهدي وبايع لنفسه، وفي سنة ثلاث خُلِعَ إبراهيم، وقدم المأمون بغداد في سنة أربع في صفر، وأخذ إبراهيم في سنة عشر.
أَخْبَرَنَا أَبُو عبد اللَّه الحسين بْن الحسن بن محمد بن القاسم المخزومي، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ العبّاس الصّولي، حدثني عون بن محمد قال: أنشدني إبراهيم بن المهديّ- وكان ينتقل في المواضع- فنزل بقرب أخت له، فوجهت إليه بجارية حسنة الوجه لتخدمه وقالت لها: أنت له. ولم يعلم إبراهيم بقولها ذلك فأعجبته فقال:(6/141)
بأبي من أنا مأسو ... ر بلا أسر لديه
والّذي أجللت خدّي ... هـ فقبّلت يديه
والّذي يقتلني ظل ... ما ولا يعدى عليه
أنا ضيف وجزا ... ء الضيف إحسان إليه
قلت: وكان وافر الفضل، غزير الأدب، واسع النفس، سخى الكف، وكان معروفا بصنعة الغناء، حاذقا بها، وله يقول دعبل بن علي يتقرب بذلك إلى المأمون:
نفر ابن شكلة بالعراق وأهلها ... فهفا إليه كل أطلس مائق
إن كان إبراهيم مضطلعا بها ... فلتصلحن من بعده لمخارق
وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ رَوْحٍ النَّهْرَوَانِيُّ، أخبرنا المعافى بن زكريّا الجريري، حدّثنا أحمد بن إبراهيم الطّبريّ، حَدَّثَنِي محمد بن القاسم بن مهرويه قال: وجدت في كتاب أبي بخطه: لما بويع إبراهيم بن المهديّ ببغداد قال: المال عنده وكان قد لجأ إليه أعراب من أعراب السواد وغيرهم واحتبس عليهم العطاء، فجعل إبراهيم يسوفهم بالمال ولا يرون لذلك حقيقة، إلى أن اجتمعوا يوما فخرج رسول إبراهيم إليهم وصرح لهم أنه لا مال عنده، فقال قوم من غوغاء أهل بغداد: فإن لم يكن المال فأخرجوا لنا خليفتنا فليغن لأهل هذا الجانب ثلاثة أصوات، ولأهل ذلك الجانب ثلاثة أصوات، فيكون عطاء لهم. قال أبي: فأنشدني دعبل في ذلك:
يا معشر الأعراب لا تغلطوا ... خذوا عطاياكم ولا تسخطوا
فسوف يعطيكم حنينية [1] ... لا تدخل الكيس ولا تربط
والمعبديات لقوادكم ... وما بهذا أحد يغبط
فهكذا يرزق أصحابه ... خليفة مصحفه البربط
حدثنا محمد بن عبد الواحد الأكبر، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزاز، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عيسى المكي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن القاسم بن خلاد. قَالَ: لما طال على إبراهيم بن شكلة الاختفاء وضجر، كتب إلى المأمون: وَلِيُّ الثأر محكم في القصاص، والعفو أقرب للتقوى، ومن تناوله الاغترار بما مد له من أسباب الرجاء أمن غادية الدهر على نفسه، وقد جعل الله أمير المؤمنين فوق كل ذي عفو، كما جعل
__________
[1] هكذا في الأصل والمطبوعة.(6/142)
كل ذي ذنب دونه، فإن عفا فبفضله، وإن عاقب فبحقه. فوقع المأمون في قصته أمانه.
وقال فيها: القدرة تذهب الحفيظة، وكفى بالندم إنابة، وعفو الله أوسع من كل شيء.
ولما دخل إبراهيم على المأمون قال:
إن أكن مذنبا فحظّي أخطأ ... ت فدع عنك كثرة التأنيب
قل كما قال يوسف لبني يع ... قوب لما أتوه لا تثريب
فقال: لا تثريب.
أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبيّ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ مُوسَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَالِينِيُّ، حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن سعيد، حدّثنا محمّد بن حميد بن فروى البصريّ، حَدَّثَنِي أَبِي حُمَيْدِ بْنِ فَرْوَةَ. قَالَ: لَمَّا اسْتَقَرَّتْ لِلْمَأْمُونِ الْخِلافَةُ دَعَا إِبْرَاهِيمَ بْنَ الْمَهْدِيِّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ شِكْلَةَ فَوَقَفَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ: يَا إِبْرَاهِيمُ أَنْتَ الْمُتَوَثِّبُ عَلَيْنَا تَدَّعِي الْخَلافَةَ؟ فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْتَ وَلِيُّ الثَّارِ، وَالْمُحَكَّمُ فِي الْقَصَاصِ، وَالْعَفْوُ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى، وقد جعلك الله فوق كل ذي عفو، كما جعل كل ذِي ذَنْبٍ دُونَكَ، فَإِنْ أَخَذْتَ أَخَذْتَ بِحَقٍّ، وَإِنْ عَفَوْتَ عَفَوْتَ بِفَضْلٍ، وَلَقَدْ حَضَرْتَ أَبِي- وَهُوَ جَدُّكَ- وَأُتِيَ بِرَجُلٍ وَكَانَ جُرْمُهُ أَعْظَمُ مِنْ جُرْمِي فَأَمَرَ بِقَتْلِهِ، وَعِنْدَهُ الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ. فَقَالَ الْمُبَارَكُ: إِنْ رَأَى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَسْتَأَنِي فِي أَمْرِ هَذَا الرَّجُلِ حَتَّى أُحَدِّثُهُ بِحَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنَ الْحَسَنِ. قَالَ: إِيهٍ يَا مُبَارَكُ. فَقَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: «إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَى مُنَادٍ مِنْ بُطْنَانِ الْعَرْشِ: ألا لَيَقُومَنَّ الْعَافُونَ مِنَ الْخُلَفَاءِ إِلَى أَكْرَمِ الْجَزَاءِ، فَلا يَقُومُ إِلا مَنْ عَفَا» [1]
فَقَالَ الْخَلِيفَةُ: إِيهًا يَا مُبَارَكُ قَدْ قَبِلْتُ الْحَدِيثَ بِقَبُولِهِ، وَعَفَوْتُ عنك، هاهنا يا عم، ها هنا يَا عَمُّ.
حدثنا أبو نعيم الحافظ- إملاء- حدّثنا أحمد بن محمّد بن مقسم، حدّثنا محمّد ابن يحيى، حدثنا المبرد، عن أبي محلم. قال: قال إبراهيم بن المهديّ لأمير المؤمنين لما أخذ: ذنبي أعظم من أن يحيط به عذر، وعفوك أعظم من أن يتعاظمه ذنب. فقال المأمون: حسبك، فإنا إن قتلناك فلله وإن عفونا عنك فلله عَزَّ وَجَلَّ.
أخبرنا ابن روح النهرواني، أخبرنا المعافى بن زكريّا، حدّثنا الحسين بن القاسم
__________
[1] انظر الحديث في: العلل المتناهية 1/262. والبداية والنهاية 10/291.(6/143)
الكوكبي، حدّثنا ابن عجلان، حدثني حماد بن إسحاق، عن أبيه قال: دخلت على ابن شكلة في بقايا غضب المأمون عليه فقلت:
هي المقادير تجري في أعنتها ... فاصبر فليس لها صبر على حال
يوما تريش خسيس الحال ترفعه ... إلى السماء ويوما تخفض العالي
فأطرق ثم قال:
غيب الأناة وإن سرت عواقبها ... أن لا خلود وأن ليس الفتى حجرا
فما مضى ذلك اليوم حتى بعث إليه المأمون بالرضا، ودعاه للمنادمة. والتقيت معه في مجلس المأمون فقلت: ليهنك الرضاء فقال: ليهنك مثله من متيم- وكانت جارية أهواها- فحسن موقع ذلك عندي فقلت:
ومن لي بأن ترضى وقد صح عندها ... ولوعي بأخرى من بنات الأعاجم؟
أخبرنا أبو جعفر، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ، أَخْبَرَنَا أَبُو أَيُّوبَ سُلَيْمَانُ بْنُ إِسْحَاقَ الْجَلابُ. قال: قال إبراهيم الحربي: نادى المأمون سنة ثمان ومائتين ببغداد:
إن أمير المؤمنين قد عفا عن عمه إبراهيم بن المهدي، وكان إبراهيم حسن الوجه حسن الغناء، حسن المجلس. وكان حبسه عند ابن أبي خالد قبل ذلك سنة. قال إبراهيم: وقال المأمون أيش ترون فيه؟ قال: فقالوا: ما رأينا خليفتين حيين. قال:
فقال: أرأيتم إن كان الله فضل أمير المؤمنين بذلك؟ قال إبراهيم: وكنت مع القواريري أمشي فرأى إبراهيم بن المهدي؛ فتركني وذهب حتى سلم عليه وقبل فخذه، وكان تحته حمار. فبلغ القواريري منه فخذه.
أخبرنا أحمد بن عمر بن روح، أخبرنا المعافى بن زكريّا، حدّثنا أحمد بن جعفر ابن موسى البرمكي. قال: قال خالد الكاتب: وقف على رجل بعد العشاء متلفع برداء عدني أسود، ومعه غلام معه صرة فقال لي: أنت خالد؟ قلت: نعم. قال: أنت الذي تقول:
قد بكى العاذل لي من رحمتي ... فبكائي لبكاء العاذل
قلت: نعم. قال: يا غلام ادفع إليه الذي معك. قلت: وما هذا؟ قال: ثلاثمائة دينار.
قلت: والله لا أقبلها أو أعرفك. قال: أنا إبراهيم بن المهدي.
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري، أخبرنا محمد بن العباس قال: أنشدني عبيد الله ابن أحمد المروروذي قال: أنشدني أبي لإبراهيم بن المهديّ:(6/144)
قد شاب رأسي ورأس الحرص لم يشب ... إن الحريص على الدنيا لفي تعب
مالي أراني إذا طالبت مرتبة ... فنلتها طمحت عيني إلى رتب؟
قد ينبغي لي مع ما حزت من أدب ... ألّا أخوض في أمر ينقص بي
لو كان يصدقني ذهني بفكرته ... ما اشتد غمي على الدنيا ولا نصبي
أسعى وأجهد فيما لست أدركه ... والموت يكدح في زندي وفي عصبي
بالله ربك كم بيتا مررت به ... قد كان يعمر باللذات والطرب
طارت عقاب المنايا في جوانبه ... فصار من بعدها للويل والحرب
فامسك عنانك لا تجمح به ظلع ... فلا وعيشك ما الأرزاق بالطلب
قد يرزق العبد لم تتعب رواحله ... ويحرم الرزق من لم يؤت من طلب
مع أنني واجد في الناس واحدة ... الرزق والنوك مقرونان في سبب
وخصلة ليس فيها من ينازعني ... الرزق أروغ شيء عن ذوي الأدب
يا ثاقب الفكر كم أبصرت ذا حمق ... الرزق أغرى به من لازم الجرب
أخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة قال: ومات إبراهيم بن المهدي سنة أربع وعشرين ومائتين. أَخْبَرَنِي الْحَسَن بْن أبي بكر قَالَ: كتب إليَّ مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عمران الجوري من شيراز يذكر أن أحمد ابن حمدان بن الخضر أخبرهم قال: أحمد بن يونس الضّبيّ حَدَّثَنِي أَبُو حسَّان الزِّيادي. قَالَ: سنة أربع وعشرين ومائتين فيها مات إبراهيم بن المهدي يوم الجمعة لسبع خلون من شهر رمضان، وصلى عليه المعتصم بالله أمير المؤمنين.
3186- إبراهيم بن محمد بن عرعرة بن البرند [1] بن النعمان بن علجة بن الأقفع بْن كزمان بْن الحارث بْن حارثة بْن مالك بن سعد بن عبيدة بن سامة بن الحارث بن لؤي بن غالب، ويقال عبيدة بن الحارث بن أسامة بن لؤي بن غالب، أبو إسحاق السامي البصري [1] :
سكن بغداد. وَحَدَّثَ بِها عَنْ يَحْيَى بْن سعيد القطان، وعبد الرحمن بْن مهدي،
__________
[1] 3186- انظر: تهذيب الكمال 233 (2/178) والمنتظم، لابن الجوزي 11/170. وحلية الأولياء 10/381. وطبقات الصوفية للسلمي 434. والأنساب للسمعاني 5/176. وصفة الصفوة 2/264. واللباب لابن الأثير 1/382. وإكمال مغلطاي 1/ورقة 68. وميزان الاعتدال 1/56. والجمع 1/23.(6/145)
ومحمد بن جعفر غندر، ومحمد بن بكر البرساني، ومعن بن عيسى، وعبد الوهاب الثقفي، وحرمي بن عمارة، ومعاذ بن هشام، وأزهر بن سعد السمان، ومعتمر بن سليمان، وجعفر بن سليمان، وقراد أبي نوح، وزيد بن الحباب، وأبي نعيم الفضل بن دكين، وعبد الرَّزَّاق بْن همام. رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق الصاغاني، وَمحمد بْن خَالِد بْن يزيد الآجري، وَأَحْمَد بْن إسحاق بن صالح الورّاق، وجعفر بن محمد الطيالسي، وصالح جزرة، ومحمد بن عبدوس بن كامل وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ بْنِ البرند [1] ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَقَبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَّ الْغُلامَ الَّذِي قَتَلَهُ الْخِضْرُ طُبِعَ كَافِرًا، وَلَوْ أَدْرَكَ لأَرْهَقَ أَبَوَيْهِ طُغْيَانًا وَكُفْرًا» [2]
. أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدّثنا أبي، حدثنا عثمان بن جعفر بن محمد الحربي، حدثنا محمد بن عبيد الله. قال: كنت عند أحمد بن حنبل، فقال له إبراهيم ابن خرزاذ: يا أبا عبد الله إن ابن عرعرة يحدث! فقال: أف، لا يبالون عمن كتبوا- يعنى إبراهيم بن عرعرة [3]-.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، حدّثني أبو الشيخ الأصبهانيّ، وأخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكيّ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفِ الدّقّاق، حدثنا عمر بن محمد الجوهري- واللفظ لأبي الشّيخ- قالا: حدثنا الأثرم قال: قلت لأبي عبد الله- يعنى أحمد بن حنبل-: تحفظ عن قتادة عن أبي حسان عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يزور البيت كل ليلة؟ فقال: كتبوه من كتاب معاذ، ولم يسمعوه. قلت: هاهنا إنسان يزعم أنه قد سمعه من معاذ، فأنكر ذلك.
قال: من هو؟ قلت: إبراهيم بن عرعرة، فتغير وجهه ونفض يده. وقال: كذب وزور، سبحان الله ما سمعوه منه! إنما قال فلان كتبناه من كتابه، ولم يسمعه سبحان الله، واستعظم ذلك منه [4] .
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: «بن اليزيد» تصحيف.
[2] سبق تخريجه، راجع الفهرس.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/179.
[4] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/180.(6/146)
وَقَدْ أَخْبَرَنَا بِالْحَدِيثِ عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعَلافُ، أَخْبَرَنَا أبو بكر الشافعي، حدّثنا إسماعيل القاضي، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ قَالَ: رَوَى قَتَادَةُ حَدِيثًا غَرِيبًا لا يُحْفَظُ عَنْ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِ قَتَادَةَ إِلا مِنْ حَدِيثِ هِشَامٍ، فَنَسَخْتُهُ مِنْ كِتَابِ ابْنِهِ مُعَاذِ بْنِ هِشَامٍ وَهُوَ حَاضِرٌ، لَمْ أَسْمَعُهُ مِنْهُ عَنْ قَتَادَةَ. وَقَالَ لي معاذ: هاته حتى أقرأه. قُلْتُ: دَعْهُ الْيَوْمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَسَّانٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَزُورُ الْبَيْتَ كُلَّ لَيْلَةٍ مَا أَقَامَ بِمِنًى. قَالَ: وَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا وَاطَأَهُ عَلَيْهِ. قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: هَكَذَا هُوَ فِي الْكِتَابِ [1] .
وما الذي يمنع أن يكون إبراهيم بن محمد بن عرعرة سمع هذا الحديث من معاذ مع سماعه منه غيره؟ وقد قال ابن أَبِي حاتم الرَّازِيّ فِي كتاب «الجرح والتعديل» :
سئل أبي عن إبراهيم بن عرعرة فقال: صدوق [2] .
وأنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، أخبرنا محمّد بن حميد المخرمي، حدثنا علي بن الحسين بن حبان. قال: وجدت في كتاب أبي [3] بخط يده. قلت له- يعني ليحيى بن معين- ابن عرعرة؟ قال: ثقة معروف بالحديث، كان يحيى بن سعيد يكرمه، مشهور بالطلب، كيس الكتاب، ولكنه يفسد نفسه يدخل في كل شيء [4] .
أخبرنا أبو سعد الماليني- قراءة- أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ قال: سمعت القاسم بن صفوان البرذعي يقول: قال لنا عثمان ابن خرزاذ: أحفظ من رأيت أربعة، فذكر فيهم إبراهيم بن عرعرة [5] .
أخبرنا محمد بن الحسين القطّان، أخبرنا جعفر بن محمّد الخالدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد ابْن عَبْد اللَّه بْن سُلَيْمَان الحضرمي. قَالَ: سنة إحدى وثلاثين ومائتين فيها مات إبراهيم ابن عرعرة [6] .
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن المظفر. قال: قال عبد الله بن محمد البغوي: مات إبراهيم بن عرعرة في رمضان سنة إحدى وثلاثين ومائتين [7] .
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/180.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/181، والجرح والتعديل 1/1/124.
[3] في المطبوعة والأصل: «كتاب أخي» تحريف.
[4]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/181.
[5]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/181.
[6]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/182.
[7]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/182.(6/147)
أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا محمد بن عمر بن غالب، أخبرنا موسى ابن هارون. قال: مات إبراهيم بن محمد بن عرعرة ببغداد، يوم الاثنين لسبع بقين من شهر رمضان سنة إحدى وثلاثين، لا يخضب [1] .
3187- إبراهيم بن محمد، أبو إسحاق التيمي [2] :
قاضى البصرة. ورد بغداد لما أشخصه المتوكل ليوليه القضاء، وحدث بسر من رأى عَنْ سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، ويحيى بْن سَعِيد القطان، وَأبي عامر العقدي، وَروح بْن عبادة، وَأبي عاصم النبيل، وعثمان بن عمر بن فارس. روى عنه إبراهيم الحربي، وأبو بكر ابن أبي الدنيا، وسهل بن أبي سهل الواسطي، وعبد الله بن ناجية، ومحمد بن هارون الحضرمي، وأبو بكر بن دريد، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أخبرنا عمر بن جعفر بن سالم، حدّثنا إبراهيم ابن إسحاق الحربيّ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد، حدّثنا أبو عاصم، أخبرنا ابن جريج، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ. قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرًا قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْعَبَّاسُ يَنْقُلانِ الْحِجَارَةِ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اجْعَلْ إِزَارَكَ عَلَى عُنُقِكَ فَفَعَلَ، فَسَقَطَ إِلَى الأَرْضِ، فَطَمَحَتْ عَيْنَاهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ: «رُدُّوا عَلَيَّ إِزَارِي» فَائْتَزَرَ بِهِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْحَسَنِ الشَّاهِدُ- بِالْبَصْرَةِ- حَدَّثَنَا أَبُو رَوْقٍ الْهِزَّانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاضِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ- وَعَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ. قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَخْنَسِ عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ جُعِلَ قَاضِيًا بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ فَقَدْ ذُبِحَ بِغَيْرِ سِكِّينٍ» [3]
. أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا إبراهيم بن محمّد ابن عرفة. قال: وأشخص إبراهيم بن محمد التيمي ومُحَمَّد بْن عَبْد الملك بْن أَبِي الشوارب، فلما حضرا دار المتوكل أمر بإدخال ابن أبي الشوارب، فلما دخل عليه قال: إني أريدك للقضاء. فقال: يا أمير المؤمنين لا أصلح له. فقال: تأبون يا بني
__________
[1]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/182.
[2] 3187- انظر: تهذيب الكمال 232 (2/176) . والمنتظم، لابن الجوزي 12/36. وإكمال مغلطاي 1/ورقة 68.
[3] انظر الحديث في: مسند أحمد 2/365. وسنن أبي داود، كتاب الأقضية باب 1.
وسنن الترمذي 1325. وسنن ابن ماجة 2308.(6/148)
أمية إلا كبرا!! فقال: والله يا أمير المؤمنين ما بي كبر، ولكني لا أصلح للحكم. فأمر بإخراجه. وكان هو وإبراهيم التيمي قد تعاقدا أن لا يتولى واحد منهما القضاء. فدعي بإبراهيم فقال له المتوكل: إني أريدك للقضاء. فقال: على شريطة يا أمير المؤمنين.
قال: وما هي؟ قال: أن تدعو لي دعوة، فإن دعوة الإمام العادل مستجابة. فولّاه وخرج على بن أبي الشوارب في الخِلَع.
أخبرنا أبو الحسن علي بن طلحة بن محمد المقرئ، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزاز، حَدَّثَنَا أَبُو مزاحم مُوسَى بْن عُبَيْد اللَّه بْن يَحْيَى بْن خاقان. قَالَ: قَالَ لي عمي أَبُو عليّ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن يَحْيَى بْن خاقان: أمر المتوكل بمساءلة [1] أَحْمَد بْن حنبل عَمَّن يتقلد القضاء؟ قَالَ أبو مزاحم: فسأله عمى، فأجابه أحمد في ذلك، فسألت عمى أن يخرج إلي جوابه فكتبته ثم أقر لي بصحته وفيه، سألته عَن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد التيمي قاضي البصرة فقال: ما بلغني عنه إلا الجميل [2] .
أخبرنا أبو القاسم عَبْد الواحد بْن عليّ بْن عَبْد الواحد البصريّ الواعظ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ التوزي- بالبصرة- قال: حدثنا إبراهيم بن علي الهجيمي، حدثنا أبو خالد عبد العزيز بن معاوية القرشي العتابي قال: أنشدني الجماز:
بنو تيم بنو تيم ... لهم شأن من الشان
ففي السلم أبو بكر ... وفي الشرك ابن جدعان
وهذا اليوم قاضينا ... فهاتوا هل له ثاني؟
قال الهجيمي: - يعنى إبراهيم التيمي-.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غالب الخوارزمي قال: قال لنا أبو الحسن الدارقطني: إبراهيم بن محمد التيمي القاضي بصري ثقة [3] .
بلغني عَنْ مُحَمَّد بْن خلف وكيع: أن إبراهيم بن محمد التيمي ولي قضاء البصرة في سنة تسع وثلاثين ومائتين. قال: ومات في ذي الحجة سنة خمسين ومائتين وهو على القضاء [4] .
__________
[1] في المطبوعة والأصل: «بمسألة» تصحيف.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/177.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/178.
[4] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/178.(6/149)
3188- إبراهيم بن محمد بن الدهقان، أبو إسحاق البغدادي:
حَدَّث عَنْ أَبِي نُعَيْم الْفَضْل بْن دُكين. روى عنه محمد بن مخلد، وذكره ابن أَبِي حاتم الرَّازِيّ فِي كتاب «الجرح والتعديل» . قال: سمعت منه مع أبي.
3189- إبراهيم بن محمد بن مروان بن هشام، أبو إسحاق المعروف بالعتيق:
حدث عَنْ عَبْد المجيد بْن عَبْد العزيز بْن أبي داود، ويعقوب بن إسحاق الحضرمي، وأبي أحمد الزبيري، ويعلى بن عبيد الطنافسي، وعبد العزيز بن أبان القرشي، وعبد الله بن صالح العجلي، ومطرف بن عبد الله المديني. روى عنه يحيى ابن محمد بن صاعد، ومحمد بن القاسم ابن بنت كعب، ومُحَمَّد بْن مَخْلَد.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ مَهْدِيٍّ، أخبرنا محمّد بن مخلد العطّار، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ قَالَ: يعقوب بن إسحاق، حَدَّثَنَا زَائِدَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ. قَالَتْ: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبِنَاءِ الْمَسَاجِدِ فِي الدُّورِ، وَأَنْ تُطَيَّبَ وَتُطَهَّرَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: سُئِلَ أَبُو الحسن الدارقطني وأنا أسمع عن إبراهيم بن محمد العتيق. فقال: غمزوه.
قرأت فِي كتاب مُحَمَّد بن مخلد بخطه: سنة ثلاث وستين ومائتين فيها مات إبراهيم بن محمد بن مروان بن هشام العتيق، يوم الأربعاء لعشر بقين من شهر ربيع الآخر.
3190- إبراهيم بن محمد بن إسماعيل، أبو إسحاق المسمعي [1] البصري:
ورد بغداد وحدث بها عن مسلم بن إبراهيم، وأبي الوليد الطيالسي، وعمرو بن مرزوق. روى عنه عبد الصمد بن علي الطستي، وأبو بكر الشافعي.
وذكره بالدارقطني فقال: ضعيف.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن إسماعيل المسمعي، حدثنا أبو الوليد- وهو هشام بن عبد الملك الطيالسي- حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ ابن أبي ليلى. قال: كتب أبو
__________
[1] 3190- المسمعي: هذه النسبة إلى مسمع (لب اللباب 235) .(6/150)
الدرداء إلى مسلمة بن مخلد الأنصاري أما بعد. فإن العبد إذا عمل بطاعة الله أحبه الله، وإذا أحبه الله حببه إلى خلقه، وإذا عمل بمعصية الله أبغضه الله، وإذا أبغضه الله بغضه إلى خلقه.
أَخْبَرَنَا أَبُو سعد محمد بن موسى بن الفضل الصيرفي- بنيسابور- أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصّفّار الأصبهانيّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ أَبُو إسحاق المسمعي البصريّ- ببغداد- أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ النِّعَالِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِسْمَعِيُّ، حدّثنا عمرو بن مرزوق، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّمَا الأعمال بالنيات» [1] وَذَكَرَ الْحَدِيثَ
. هَكَذَا رَوَاهُ الْمِسْمَعِيُّ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَرْزُوقٍ عَنْ شُعْبَةَ. وقيل إن أبا العباس الكديمي وجعفر بن محمد الزيادي تابعاه عليه فروياه عن عمرو هكذا، وهو غلط لأن عَمْرًا إنما رواه عن زهير بن معاوية عن يحيى بن سعيد لا عن شعبة.
3191- إبراهيم بن محمد بن بكار بن الريان، مولى بني هاشم:
حَدَّثَ عن أَبِيهِ. روى عنه أبو القاسم الطبراني.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شهريار الأصبهاني، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَكَّارٍ الرَّيَّانُ البغدادي، حدّثني أبي، حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ سَالِمٍ الأَفْطَسِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ مُحْرِمًا وَقَصَتْهُ رَاحِلَتُهُ فَمَاتَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اغْسِلُوهُ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ، وَكَفِّنُوهُ فِي ثَوْبَيْهِ، وَلا تُخَمِّرُوا رَأْسَهُ، وَلا تُقَرِّبُوهُ طِيبًا فَإِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلَبِّيًا» [2] .
قَالَ سُلَيْمَان: لَمْ يَرْوِهِ عَنْ سَالِمٍ إِلا قَيْسٌ، تَفَرَّدَ بِهِ ابْنُ بَكَّارٍ [3] .
3192- إبراهيم بن محمد بن أبي الشيوخ، أبو إسحاق الأدمى:
حدث عَن أَبِي همام الوليد بْن شجاع السكوني، وإسحاق بْن بهلول التنوخي.
رَوَى عَنْهُ أَبُو الْحُسَيْن أَحْمَد بْن جَعْفَر بْن مُحَمَّد بن عبيد الله المنادي.
__________
[1] سبق تخريجه، راجع الفهرس.
[2] 3191- انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الحج 14، 93، 94، 96، 97، 99. وفتح الباري 4/64.
[3] على هامش الأصل: «آخر الثالث والأربعين من تجزئة المصنف رحمه الله» .(6/151)
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع. قَالَ: ومات من جانبنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ [بْنِ] [1] أَبِي الشيوخ الأدمى بعد الأضحى بيومين، سنة ست وتسعين ومائتين في يوم جمعة، كتب الناس عنه ووثقوه، وكان قد شهد ثم امتنع بعد ذلك فترك الشهادة.
3193- إبراهيم بن محمد بن الحسن، أبو إسحاق الحريري:
حدث عن يحيى بن عبد الله القرشي. روى عنه محمد بن مخلد.
3194- إبراهيم بن محمد بن الهيثم، أبو القاسم القطيعي [2] :
كان يسكن قطيعة عيسى بن علي في جوار عبيد العجل. وحدث عن منصور بن أبي مزاحم، وأبي معمر الهذلي، وعمرو بن محمد الناقد، وسليمان بن عمر الرقى، ومحمد بن الصباح الجرجرائي، ونصر بن علي الجهضمي، ونحوهم. رَوَى عَنْهُ الْقَاضِي أَبُو عَبْد اللَّه المحاملي، وأَبُو الْحُسَيْنِ بن المنادي، وعبد الصمد بْن علي الطستي، وإِسْمَاعِيل بْن علي الخطبي، وغيرهم.
وذكره الدارقطني فقال: ثقة صدوق.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَخْلَدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُعَدَّلُ، حدّثني إسماعيل بن علي الخطبي، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْهَيْثَمِ أَبُو القاسم الكرخي، حدّثنا عمرو النّاقد، حدّثنا سليمان بن عبيد الله، حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنَامَ تَوَضَّأَ وُضُوءَهُ للصلاة- يعني- وهو جنب.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع. قَالَ: وأبو القاسم إبراهيم بن محمد [بن] [3] الهيثم القطيعي صاحب الطعام، مات في جمادى الآخرة سنة إحدى وثلاثمائة كان حسن المعرفة بالحديث، وثقة متيقظا، منزله في الجانب الغربي في قطيعة عيسى، كتب الناس عنه.
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] 3194- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/144.
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(6/152)
3195- إبراهيم بن محمد بن عيسى، أبو إسحاق، يعرف بابن أبي خصرون:
حدث عَنْ إِسْحَاق بْن أَبِي إسرائيل. رَوَى عَنْهُ عبد الله بن عدي الجرجاني وذكر أنه سمع منه بسر من رأى.
3196- إبراهيم بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بن العباس بن عبد المطلب أبو إسحاق الهاشمي:
حدث عن عمرو بن علي. روى عنه ابن عدي أيضا وذكر أنه سمع منه بسر من رأى.
3197- إبراهيم بن محمد بن عرفة، الأنباري:
حدث عن سويد بن سعيد. روى عنه أبو القاسم الطبراني.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الله بن شهريار الأصبهانيّ، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرَفَةَ الأَنْبَارِيُّ- بالأنبار- حدّثنا سويد بن سعيد، حَدَّثَنَا الصَّبِيُّ بْنُ الأَشْعَثِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ بن هاني، عَنْ عَلِيٍّ. قَالَ: اسْتَأْذَنَ عَمَّارٌ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «مَرْحَبًا بِالطَّيِّبِ الْمُطَيَّبِ» [1]
. 3198- إبراهيم بن محمد الفقيه، يلقب قلنسوة:
حدث بمصر عَنْ يوسف بْن مُوسَى القطان. رَوَى عَنْهُ الطبراني أيضًا.
أَخْبَرَنَا ابْنُ شَهْريَارَ، أخبرنا سليمان بن أحمد، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ الْفَقِيهُ- قُلُنْسُوةُ بِمِصْرَ- قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو زُهَيْرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مِغْرَاءَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَوَدُّ أَهْلُ الْعَافِيَةِ أَنَّ لُحُومَهُمْ قُرِضَتْ بِالْمَقَارِيضِ لِمَا يَرَوْنَ لأَهْلِ الْبَلاءِ مِنْ جَزِيلِ الثَّوَابِ» [2]
. قَالَ سُلَيْمَانُ: لَمْ يَرْوِهِ عَنِ الأَعْمَشِ إِلا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَغْرَاءَ.
3199- إبراهيم بن محمد بن الحسن، السامري:
حدث عن أبي بدر عباد بن الوليد الغبري. روى عنه أبو بكر الشافعي.
__________
[1] 3197- انظر الحديث في: سنن الترمذي 3798. وسنن ابن ماجة 147. والمعجم الصغير 1/87. والمستدرك 3/388.
[2] 3198- انظر الحديث في: المعجم الصغير 1/88. والموضوعات، لابن الجوزي 3/202. وتنزيه الشريعة 2/355. والفوائد المجموعة 264.(6/153)
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشافعي، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ السَّامِرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَدْرٍ عَبَّادُ بْنُ الْوَلِيدِ الْغُبَرِيُّ، حدّثنا أبو فاطمة، حَدَّثَنَا الْيَمَانُ بْنُ يَزِيدَ- وَكَانَ مِنْ خِيَارِ النَّاسِ- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حِمْيَرَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ جَدِّهِ حُسَيْنٍ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَصْحَابَ الْكَبَائِرِ مِنْ مُوَحِّدِي الأُمَمِ كُلِّهِمُ الَّذِينَ مَاتُوا عَلَى كَبَائِرِهِمْ غَيْرَ نَادِمِينَ وَلا تَائِبِينَ، مَنْ دَخَلَ النَّارَ مِنْهُمْ فِي الْبَابِ الأَوَّلِ مِنْ جَهَنَّمَ، لا تَزْرَقُّ أَعْيُنُهُمْ وَلا تَسْوَدُّ وُجُوهُهُمْ، وَلا يُقَرَّنُونَ، وَلا يُغَلُّونَ بِالسَّلاسِلِ، وَلا يُجَرَّعُونَ الْحَمِيمَ، وَلا يُلَبَّسُونَ الْقَطِرَانَ، حَرَّمَ اللَّهُ أَجْسَادَهُمْ عَلَى الْخُلُودِ مِنْ أَجْلِ التَّوْحِيدِ، وَصورهم عَلَى النَّارِ مِنْ أَجْلِ السُّجُودِ» [1]
. وَذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلا.
3200- إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن زياد بن عباد، أخو أبي سهل بن زياد القطان:
حدث عَنْ أَحْمَد بْن مَنْصُور الرمادي. رَوَى عنه أخوه أبو سهل في الأخبار والنوادر.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد القطان، حدثني أخي إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن زياد، حدّثنا أحمد بن منصور أبو بكر، حدّثنا نعيم ابن حماد قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْن عَيَّاشٍ يَقُولُ: قدم علينا يحيى بن سعيد القطان يروى في النبيذ، فروى فيه تشديدا. قال: فقلت له: يا صبي عمن تروى هذه الأحاديث.
حَدَّثَنَا أَبُو إسحاق عَنْ عمرو بْن ميمون. قَالَ: شهدت عُمَر حين طعن أتى بنبيذ شديد فشربه.
وحدثنا الأعمش، عن إبراهيم بن علقمة. قال: شربت عند عبد الله نبيذا شديدا يسكر آخره.
قال نعيم: وعجبنا من قول أبي بكر بن عياش ليحيى بن سعيد! يا صبي.
__________
[1] 3199- انظر الحديث في: العلل المتناهية 2/456، 457. وإتحاف السادة المتقين 10/560.
والدر المنثور 4/93.(6/154)
3201- إبراهيم بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن جعفر، أَبُو إسحاق الكندي الصيرفي المعروف بابن الخنازيري [1] :
أخو أبي بكر وكان الأصغر، حدث عَنْ عمرو بْن عَلِيّ الفلاس، وأبي مُوسَى مُحَمَّد بن المثنى، والفضل بن يعقوب الجزري، وعبدة بن عبد الله الصّفّار، والحسين ابن بيان الشلاثائي، وزيد بن أخزم الطائي، وزياد بن يحيى الحساني، ونحوهم. روى عنه أحمد بن تاج الوراق، وأبو عمر بن حيويه، ومُحَمَّد بن عبيد الله بن الشخير، في آخرين.
حَدَّثَنِي الحسن بْن مُحَمَّد الخلال، عَن أَبِي الحسن الدارقطني. قال: إبراهيم بن محمد الكندي المعروف [بابن] [2] الخنازيري ثقة. حَدَّثَنِي عبيد الله بن أبي الفتح عَن طلحة بْن مُحَمَّد بْن جعفر أن أبا إسحاق الكندي المعروف [بابن] [3] الخنازيري مات في سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة.
3202- إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أيوب بن بشير، أبو القاسم الصائغ:
حدث عن محمد بن حسان الأزرق، وإسحاق بن إبراهيم البغوي، وعلي بن الْحُسَيْن بن إشكاب، والْحَسَن بن مُحَمَّد الزعفراني، ومحمد بن عبد الملك بن زنجويه، وعَبْد اللَّه بْن أيوب المخرمي، وَأَحْمَد بْن منصور زاج، ويحيى بن إسحاق السافري، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، وإبراهيم بن إسحاق الحربي. وروى عن عبد الله بن مسلم بن قتيبة مصنفاته. حدث عنه أبو محمد عبد الرحمن بن محمّد الزّهريّ، وعلي ابن عُمَر السكري وَكَانَ ثِقَةً.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْنُ عَلِيّ بن أَبِي الفتح الحربيّ، أخبرنا علي بن عمر السّكّري، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ بْنِ بشير الصّائغ، حدّثنا علي بن أشكاب، حدّثنا عمرو ابن محمّد بن الحسن البصريّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ دُعَاءٍ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ أَنْ يَقُولَ الْعَبْدُ؛ اللَّهُمَّ ارْحَمْ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ رَحْمَةً عَامَّةً» [4]
. بلغني أن الصائغ مات في جمادى من سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة.
__________
[1] 3201- انظر: الأنساب، للسمعاني 5/182.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[4] 3202- انظر الحديث في: كنز العمال 3212. والكامل لابن عدي 4/1621.(6/155)
3203- إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن واقد بْن مُحَمَّد بْن زيد بْن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر بْن الْخَطَّاب، أبو إسحاق العمرى الكُوفِيّ [1] :
قدم بَغْدَاد وحدث بها عَن أَبِي كريب مُحَمَّد بْن العلاء، وسلم بن جنادة، ومحمّد ابن إسماعيل الأحمسي الكوفيين، وأبي سبرة بن محمد بن عبد الرحمن المديني، والحسن بن عرفة العبدي وأبي فروة الرهاوي. روى عنه محمد بن المظفر، وأبو الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيّ، وأبو حفص بْن شاهين.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، وَعَلِيُّ بن أبي خازم الْوَاسِطِيُّ قَالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَطَّابِيُّ الْعُمَرِيُّ الْوَاقِدِيُّ، حدّثنا محمّد بن العلاء أبو كريب، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ عَمِّهِ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْجَدَلِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ كَيْفَ كَانَ خُلُقُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَتْ: كَأَحْسَنِ النَّاسِ خُلُقًا، لَمْ يَكُنْ فَاحِشًا وَلا مُتَفَحِّشًا، وَلا سَخَّابًا في الأسواق، ولا يجزى بِالسَّيِّئَةِ مِثْلِهَا، وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَصْفَحُ.
كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْن الْمُعَدَّل من الكوفة يذكر أن أَبَا الْحَسَن مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن حَمَّاد بْنِ سفيان الحافظ حدثهم. قال: سنة ثماني عشرة وثلاثمائة فيها مات أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ العمرى ببغداد وجيء به فدفن بالكوفة، وكان أحد شهود الحاكم، وأحد الوجوه. وبلغ سنا عالية، ثم تكلم فيه بالكوفة وببغداد والله أعلم.
حَدَّثَنِي الْحَسَن بْن مُحَمَّد الخلال قَالَ: وجدت في كتاب أبي الفتح القواس: مات أبو إسحاق إبراهيم بن محمد العمرى ببغداد سنة عشرين وثلاثمائة وكان قد قدم من الكوفة سنة ست عشرة وثلاثمائة.
أخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حدثنا ابن قانع: أن أبا إسحاق العمرى مات في ذي الحجة من سنة عشرين وثلاثمائة.
3204- إبراهيم بن محمد بن إبراهيم- ويقال: إبراهيم بن محمّد بن علي ابن الحسين بن عبد الله بن رستم بن دينار بن عبيد الله، أبو إسحاق البزاز، ويعرف بابن بقيرة [2] :
حدّث عن علي بن المديني، والمفضل بن غسان الغلابي، ومحمد بن سليمان لوين
__________
[1] 3203- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/273.
[2] 3204- انظر: سؤالات حمزة السهمي للدار قطني برقم 184.(6/156)
وإسحاق بن أبي إسرائيل، والحسن بن حماد سجادة، ويحيى بن أكتم، وإبراهيم بن عبد الله الهروي، ومحمد بن حرب النشائي، وعلي بن الحسين الدرهمي، وأبي هشام الرفاعي، ومحمد بن أبي مذعور ومُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه المخرمي، ويعقوب الدورقي، وحجاج بن الشاعر. روى عنه أَبُو بكر بْن شاذان، وأَبُو الحسن الدارقطني، وأبو القاسم بن الثلاج.
أخبرنا محمد بن علي بن الفتح، حدّثنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا إبراهيم بن محمد بن علي- يعرف بابن بقيرة وكان ضعيفا- أخبرني الأزهري قال: سمعت أبا الحسن الدارقطني ذكر إبراهيم بن محمّد بقيرة فقال: كان ضعيفا.
حدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ: سَمِعْتُ حَمْزَةَ بْنَ يُوسُفَ السَّهْمِيَّ يَقُولُ:
سَمِعْتُ الحسن بن علي البصري يقول: إبراهيم بن محمد بن إبراهيم أبو إسحاق البغدادي البزاز ليس بالمرضي.
أخبرنا السمسار، أخبرنا الصّفّار، حدّثنا ابن قانع: أن ابن بقيرة مات سنة تسع عشرة وثلاثمائة.
قرأت بخط أبي القاسم بن الثلاج: توفي أبو إسحاق بن بقيرة في صفر سنة ثلاث وعشرين.
3205- إبراهيم بن محمد بن عرفة بن سليمان بن المغيرة بْن حبيب بْن المهلب بْن أبي صفرة، أبو عبد الله العتكي الأسديّ الواسطي الملقب نفطويه النحوي [1] :
سكن بغداد وحدث بِها عن إسحاق بن وهب العلاف، وخلف بن محمد كردوس ومحمد بن عبد الملك الدقيقي الواسطيين، وشعيب بن أيوب الصريفيني وَعباس بْن مُحَمَّد الدوري، وَعبد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن شاكر، وأحمد بن عبد الجبار العطاردي، وعبد الكريم بن الهيثم العاقولي، وغيرهم. روى عنه أبو بكر مُحَمَّد بن عبد الله الشافعي، وأبو طاهر بن أبي هاشم المقرئ. وأبو عمر بن حيويه، وأحمد
__________
[1] 3205- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/350. والعبر 2/198. والنجوم الزاهرة 3/249.
ومعجم المصنفين 4/379. والبداية والنهاية 11/183. ووفيات الأعيان 1/47- 49.
والفهرست لابن النديم 81. وطبقات القراء لابن الجزري 1/25. وميزان الاعتدال 1/64.
ونزهة الألباء 26. ولسان الميزان 1/109. وطبقات المفسرين للداودي ترجمة 21. وإنباه الرواة 1/176. ومرآة الجنان لليافعي 2/287. ومعجم الأدباء 1/307. وشذرات الذهب 2/298، 299.(6/157)
ابن إبراهيم بن شاذان، وأبو عبيد اللَّه المرزباني، والمعافى بْن زكريا.
وكان صدوقا وله مصنفات كثيرة منها كتاب كبير في غريب القرآن وكتاب التاريخ وغيرهما.
حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ الطيب الدَّسْكَرِيُّ- لَفْظًا بِحُلْوَانَ- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ المقرئ بأصبهان، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْن عرفة نفطويه، حدّثنا أبو البختريّ، حدّثنا أبو داود، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ مُحْرِمًا وَقَصَتْهُ نَاقَتُهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اغْسِلُوهُ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ وَكَفِّنُوهُ فِي ثَوْبَيْهِ» [1] الْحَدِيثُ
. قال ابن المقرئ: هكذا قال مسعر عن عمرو وإنما هو أبو داود عن سفيان والله أعلم.
أخبرني صوابه محمّد بن عبد الملك القرشيّ، أخبرنا علي بن عمر الدارقطني، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدَانَ الصَّيْدَلانِيُّ بواسط، حدّثنا شعيب بن أيّوب، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ: مَاتَ رَجُلٌ- يَعْنِي مُحْرِمًا- فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اغْسِلُوهُ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ وَكَفِّنُوهُ فِي ثِيَابِهِ وَلا تُخَمِّرُوا رَأْسَهُ وَلا وَجْهَهُ فَإِنَّهُ يُبْعَثُ يُلَبِّي» [2]
. قال الدارقطني: وحدث بهذا الحديث أبو عبد الله النحوي إبراهيم بن محمد بن عرفة الملقب نفطويه عن شعيب بن أيوب فوهم عليه فيه فحدث به عنه عن أبي داود الحفري، عن مسعر، عن عمرو بن دينار وهذا وهم قبيح، والصواب: سفيان كما ذكرناه عن الصيدلاني عن شعيب، والله أعلم.
قُلْتُ: أَمَّا ابْنُ الْمُقْرِئِ فَرَوَاهُ عَنْ نِفْطَوَيْهِ عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ. وهو عبد الله بن محمّد ابن شَاكِرٍ كَمَا ذَكَرْنَاهُ أَوَّلا، لا عَنْ شُعَيْبِ بْنِ أَيُّوبَ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الشِّمَّاخِيُّ الْهَرَوِيُّ، عَنْ نِفْطَوَيْهِ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ. غَيْرَ أَنَّهُ أَسْقَطَ مِنْ إِسْنَادِهِ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ. وَرَوَاهُ أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الأَزْدِيُّ الْمَوْصِلِيُّ عَنْ نَفْطَوَيْهِ عَنْ شُعَيْبِ بْنِ أَيُّوبَ كَمَا ذَكَرَ أَبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ.
كَذَلِكَ قَرَأْتُهُ عَلَى الْقَاضِي أَبِي الْعَلاءِ الْوَاسِطِيِّ، عَنْ أبي الفتح الأزديّ. قال:
حدّثنا
__________
[1] سبق تخريجه، راجع الفهرس.
[2] سبق تخريجه، راجع الفهرس.(6/158)
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرَفَةَ نِفْطَوَيْهِ قَالَ: حدّثنا شعيب بن أيّوب، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَجُلا خَرَّ عَنْ رَاحِلَتِهِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اغْسِلُوهُ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ وَكَفِّنُوهُ فِي ثَوْبَيْهِ، وَلا تُخَمِّرُوا رَأْسَهُ، فَإِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلَبِّيًا» [1]
. قَالَ الأَزْدِيُّ: بَلَغَنِي أَنَّ نِفْطَوَيْهِ رَجَعَ عَنْهُ.
أخبرنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني، أخبرنا منصور بن ملاعب بن جعفر الصيرفي قال: أنشدني إبراهيم بن محمّد- يعني لنفسه-:
أستغفر الله مما يعلم الله ... إن الشقي لمن لم يرحم الله
هبه تجاوز لي عن كلّ مظلمة ... وا سوأتا من حيائي يوم ألقاه
أَخْبَرَنَا أَبُو منصور مُحَمَّد بْن عِيسَى بْن عَبْد العزيز البزار- بهمذان- قال: أنشدني أبو بكر المقرئ- بأصبهان- قال: أنشدني أبو عبد الله نفطويه لنفسه:
كم قد خلوت بمن أهوى فيمنعني ... منه الحياء وخوف الله والحذر
كم قد خلوت بمن أهوى فيقنعني ... منه الفكاهة والتحديث والنظر
أهوى الملاح وأهوى أن أجالسهم ... وليس لي في حرام منهم وطر
كذلك الحب لا إتيان معصية ... لا خير في لذة من بعدها سقر
حَدَّثَنِي عُبَيْد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ بْن عُثْمَان الصيرفي. قَالَ: قَالَ لنا أَبُو بَكْر بْن شَاذَانَ:
بَكَّرَ إبراهيم بن محمد بن عرفة نفطويه يوما إلى درب الرواسين، فلم يعرف الموضع فتقدم إلى رجل يبيع البقل فقال له: أيها الشيخ كيف الطريق إلى درب الرواسين؟
قال: فالتفت البقلي إلى جار له فقال: يا فلان ألا ترى إلى الغلام فعل الله به وصنع، فقد احتبس علي، فقال: وما الذي تريد منه؟ قال: لم يبادر فيجيئني بالسلق، بأي شيء أصفع هذا العاض بظر أمه- لا يكنى- قال: فتركه ابن عرفة وانصرف من غير أن يجيبه بشيء.
ذكر أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ السلمي أنه سأل أبا الحسن الدارقطني، عن إبراهيم بن محمد بن عرفة فَقَالَ: لا بأس بِهِ.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بكر، عن أحمد بن كامل القاضي. قال: توفي أَبُو عَبْد اللَّه إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عرفة المعروف بنفطويه في يوم الأربعاء لست خلون من صفر
__________
[1] سبق تخريجه، راجع الفهرس.(6/159)
سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة، ودفن في يوم الخميس في مقابر باب الكوفة، وصلى عليه البربهاري رئيس الحنبلية، وكان حسن الافتنان في العلوم، وذكر أن مولده سنة أربعين ومائتين، وكان يخضب بالوسمة.
أخبرني الأزهري، حدثنا أحمد بن إبراهيم قال: توفي ابن عرفة النحوي الأزدي يوم الأربعاء بعد طلوع الشمس بساعة لست خلون من صفر سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة ودفن من يومه بباب الكوفة مع صلاة العصر، وصلى عليه أبو محمّد البربهاري.
3206- إبراهيم بن محمد بن عبد الرحيم بن منصور، أبو إسحاق القواس [1] المعصوب:
صاحب عبد الرحمن بن خراش. حدث عن أحمد بن أبي يَحيى المعروف بكَرْنيب ومحمد بن سليمان الباغندي، ومخول بن محمد المستملي، وأيوب بن سليمان الملطي، وأبي فروة الرهاوي. روى عنه القاضي أبو الحسن الجراحي، وأبو الحسن الدارقطني، وأبو القاسم بن الثلاج؛ وذكر أنه مات في صفر من سنة خمس وعشرين وثلاثمائة.
3207- إبراهيم بن محمد بن خالد بن يزيد بن عيسى بن عبد الحميد، يعرف بالمروزي:
حدث عَنْ يَحْيَى بْن أَبِي طالب. رَوَى عنه عبد العزيز بن جعفر الخرقي.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، حدّثنا عبد العزيز بن جعفر الخرقي، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْمَرْوَزِيُّ، حدّثنا يحيى بن أبي طالب، أخبرني معروف- أبو محفوظ العابد- حَدَّثَنِي الرَّبِيعُ بْنُ صَبِيحٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَوْ أَدْرَكْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ مَا سَأَلْتُ اللَّهَ إِلا الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، حدّثنا عثمان بن محمّد الدّقّاق، حدّثنا يحيى بن أبي طالب، أخبرنا معروف الكرخي؛ مثله سواء.
3208- إبراهيم بن محمد بن سهل. أبو إسحاق:
نيسابوري الأصل. حدث عَن يَحْيَى بْن أَبِي طالب، والحارث بْن أَبِي أسامة، ويوسف بن يعقوب القاضي. روى عنه يوسف بن عمر القواس.
__________
[1] 3206- القوّاس: المنتسب إليها لعمل القسيّ وبيعها (الأنساب 10/257) .(6/160)
أخبرني الحسن بن أبي طالب، حدّثنا يوسف القواس، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلٍ أَبُو إسحاق النّيسابوريّ، حدّثنا يحيى بن أبي طالب، حَدَّثَنَا مَعْرُوفٌ الْكَرْخِيُّ- أَبُو مَحْفُوظٍ الْعَابِدُ- عَنِ الرَّبِيعُ بْنُ صَبِيحٍ، عَنِ الْحَسَنِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَوْ أَدْرَكْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ مَا سَأَلْتُ رَبِّي تَعَالَى إِلا الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ.
3209- إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن خلاد بن يسار، أبو إسحاق مولى النضر بن عبد الجبار الكندي الأنماطي الهمذاني:
قدم بَغْدَاد وحدث بها عَن إِبْرَاهِيم بْن الْحُسَيْن بْن ديزيل. رَوَى عَنْهُ أَبُو القاسم بن الثلاج، وأبو الحسين بن جميع الصيداوي.
وذكر ابن الثلاج أنه قدم من همذان إلى بغداد في سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ بْنِ عِيَاضٍ الْقَاضِي- بِصُورَ- وَأَبُو نَصْرٍ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بن أحمد الوراق- بصيدا- قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جُمَيْعٍ الْغَسَّانِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْهَمَذَانِيُّ الأنماطيّ- ببغداد- حدّثنا إبراهيم بن الحسين الهمذاني، حدّثنا موسى بن إسماعيل المنقري، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ: كَانَ فِيمَا دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ: «اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَسْمَعُ كَلامِي، وَتَرَى مَكَانِي، وَتَعْلَمُ سِرِّي وَعَلانِيَّتِي، لا يَخْفَى عَلَيْكَ شَيْءٌ مِنْ أَمْرِي، وَأَنَا الْبَائِسُ الْفَقِيرُ، الْمُسْتَغِيثُ الْمُسْتَجِيرُ الْوَجِلُ الْمُشْفِقُ، الْمُقِرُّ الْمُعْتَرِفُ بِذَنْبِهِ، أَسْأَلُكَ مَسْأَلَةَ الْمِسْكِينِ، وَأَبْتَهِلُ إِلَيْكَ ابْتِهَالَ الْمُذْنِبِ الذَّلِيلِ، وَأَدْعُوكَ دُعَاءَ الْخَائِفِ الضَّرِيرِ، مَنْ خَضَعَتْ لَكَ رَقَبَتُهُ، وَفَاضَتْ لَكَ عَبْرَتُهُ، وَذَلَّ لَكَ جِسْمُهُ، وَرَغِمَ لَكَ أَنْفُهُ، اللَّهُمَّ لا تَجْعَلَنِي بِدُعَائِكَ شَقِيًّا، وَكُنْ بِي رَءُوفًا رَحِيمًا، يَا خَيْرَ الْمَسْئُولِينَ، وَيَا خَيْرَ الْمُعْطِينَ» [1]
. 3210- إبراهيم بن مُحَمَّد بن داود بن سليمان، أبو بكر العطار [2] :
حدث عن محمد بن شعبة بن جوان، ومحمد بْن أَبِي العوام الرياحي. روى عنه عبد الله بن أحمد التمار المعروف ببرغوث.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ، حدّثنا عبد الله بن أحمد التّمّار، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ بْنِ سُلَيْمَانَ الْعَطَّارُ- فِي جِوَارِنَا بِبَغْدَادَ- حدّثنا أبو علي
__________
[1] 3209- انظر الحديث في: المعجم الكبير للطبراني 11/174. وأمالي الشجري 2/60. والعلل المتناهية 2/360. وإتحاف السادة المتقين 4/375.
[2] 3210- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/76.(6/161)
محمّد بن شعبة بن جوان، حدّثنا وهب بن جرير، حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ الأَعْمَشَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى سُبَاطَةَ قَوْمٍ فَبَالَ عَلَيْهَا قَائِمًا، ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ.
3211- إبراهيم بن محمد بن مسلم بن عثمان بن عبد الله، أبو إسحاق الرازي، ويعرف بابن وارة:
سكن بغداد وَحَدَّثَ بِها عَنْ يَحْيَى بْن أيوب العلاف المصري، وأحمد بن محمّد ابن الحجاج بن رشدين، وبكر بن سهل الدمياطي، ومحمد بن جعفر الرازي. روى عنه أبو بكر بن شاذان وما علمت من حاله إلا خيرا.
3212- إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيّ بن بطحا بن علي بن مسقلة التميمي، أبو إسحاق المحتسب [1] :
سمع أباه، وحماد بن الحسن بن عنبسة، وعلي بن حرب الطائي، وأحمد بن سعد الزهري، وعباس بْن عَبْد اللَّه الترقفي، وعباس بْن مُحَمَّد الدوري، وَأحمد بْن عَبْد الجبار العطاردي، وَمحمد بْن الجهم السمري، وأَحْمَد بن ملاعب المخرمي، والحسن بن مكرم البزاز، ومحمد بن أبي الحنين الكوفي، في آخرين من طبقتهم.
رَوَى عَنْهُ أَبُو الْحَسَن الدارقطني، ويوسف بْن عمر القواس، وأبو بكر بن أبي موسى الهاشمي، وأبو حفص بن الآجري المقرئ، وجماعة آخرهم عُبَيْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن أَبِي مُسْلِم الفرضي.
وحَدَّثَنِي الْحَسَن بْن مُحَمَّد الخلال أن يوسف بن عمر القواس ذكر ابن بطحا في جملة شيوخه الثقات.
أخبرنا أبو بكر البرقاني، حدثنا علي بن عمر الحافظ. قال: إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيّ بن بطحا ثقة فاضل.
قَالَ لي عبد العزيز بن علي الوراق: ولد إبراهيم بن بطحا المحتسب في أول سنة خمسين ومائتين، وتوفي يوم الجمعة لعشر خلون من صفر سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة.
__________
[1] 3212- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/307.(6/162)
3213- إبراهيم بن محمد بن أحمد بن أبي ثابت، أبو إسحاق العطار:
حدث ببلاد الشام عن الحسن بن عرفة، وسعدان بن نصر، وعمران بن بكار الحمصي، والربيع بن سليمان المرادي، ويحيى بن أبي طالب، وأحمد بن بكر البالسي، وإبراهيم بن مرزوق البصري. ولم يكن عنده عن الحسن بن عرفة إلا حديث واحد. رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد بْن المظفر، وَأَبُو حَفْص بن شاهين، وجماعة من الغرباء.
كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ يَذْكُرُ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ بْنَ مُحَمَّدِ ابن أَحْمَدَ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ الْعَطَّارَ أَخْبَرَهُمْ فِي سنة ست وثلاثين وثلاثمائة.
وحدّثني محمّد بن علي الصوري، حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن جُمَيْعٍ الْغَسَّانِيُّ، حدّثنا إبراهيم ابن مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ أَبُو إِسْحَاقَ الْبَغْدَادِيُّ- بصيدا- حدّثنا أحمد بن بكرويه البالسي، حدّثنا محمّد بن كثير، حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يَغْلَقُ الرَّهْنُ، لَهُ غُنْمُهُ وَعَلَيْهِ غُرْمُهُ» [1]
وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ ابْنِ جُمَيْعٍ.
بلغني أن ابن أبي ثابت سكن دمشق ومات بها وكان ثقة.
فحدثني أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ علي الكتاني- بدمشق بلفظه- أخبرنا مكي بن محمد بن الغمر المؤدب، أَخْبَرَنَا أَبُو سُلَيْمَان مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن زبر [2] قال: سنة ثمان وثلاثين- يعني وثلاثمائة- فيها توفي أبو إسحاق إبراهيم بن أبي ثابت.
كتب إليَّ عَبْد الرَّحْمَنِ بن عُثْمَان الدمشقي يذكر أن ابن أبي ثابت مات فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الآخِرِ مِنْ سَنَةِ ثَمَانٍ وثلاثين وثلاثمائة.
3214- إبراهيم بن محمد بن أحمد بن هشام، أبو إسحاق الفقيه الأمين:
من أهل بخارى. سمع أبا علي صالح بن محمد جزرة، وسهل بن شادويه، وقيس ابن أنيف البخاريين، وسمع بمرو عبد العزيز بن حاتم، وأبا الموجه محمد بن عمرو الفزاري والعباس بن عُزَيْر القطان. وقدم بغداد حاجا وحدث بها فروى عنه من أهلها أبو عمر بن حيويه، وعبيد الله بن عثمان الدّقّاق.
__________
[1] 3213- انظر الحديث في: المستدرك 2/51. وسنن ابن ماجة 2441. وصحيح ابن حبان 1123. والسنن الكبرى للبيهقي 6/40، 44.
[2] في الصميصاطية: «بن زير» وفي الأصل: «ابن زمر» والتصحيح من كتب الرجال.(6/163)
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، حَدَّثَنِي عُبيد الله بن عثمان بن يحيى الدقاق، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن أحمد البخاري الأمين- في رجوعه من الحج- حدّثنا أبو الموجه، حدثنا عبدان قال: سمعت عبد الله يقول: الإسناد عندي من الدين، لولا الإسناد لقال من شاء ما شاء ولكن إذا قيل له: من حدثك؟ بقي.
قال عبدان: ذكر هذا عند ذكر الزنادقة وما يضعون من الأحاديث.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن عَلِيّ الْمُقْرِئ، عَنْ مُحَمَّد بْن عبد الله الحافظ النيسابوري. قال:
إبراهيم بن محمد بن أحمد الفقيه أبو إسحاق البخاريّ؛ بقية أهل النظر في عصره.
قدم بغداد حاجّا سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة وكتبنا عنه بانتخاب أبي علي الحافظ، ثم توفي في تلك السنة، فإنه لم ينصرف من تلك الحجة.
أَخْبَرَنِي أبو الوليد الحسن بن محمد البلخي، أخبرنا محمّد بن أحمد بن محمّد ابن سليمان الحافظ- ببخارى- قال: سمعت محمد بن حفص بن أسلم يقول: توفي أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الأمين في سنة ست وأربعين وثلاثمائة.
3215- إبراهيم بن محمد بن عبد الله، أبو إسحاق الحنبلي:
حدثني الحسين بن محمد بن الحسين المؤدّب، عن أبي سعد عن عبد الرحمن بن محمد الإدريسي. قَالَ: إبراهيم بن محمد بن عبد الله البغدادي كنيته أبو إسحاق يعرف بالحنبلي، حدث بسمرقند، وبالشاش عن عباد بن علي بن مرزوق، ومحمد بن أبي الدميك، وعمر بن الحسن القاضي، وعبد الله بن أحمد الدولابي، وغيرهم.
حدثني عنه القاسم بن محمد الفقيه الإبريسمي بسمرقند، والحسن بن منصور الأسفيجابي بأسفيجاب.
3216- إبراهيم بن محمد بن بندار بن عبيد الله بن عبد الكريم، أبو إسحاق الطبري:
نزل بغداد وحدث بها عن أبي يزيد خالد بن النضر القرشيّ، وأبي عيسى خالد ابن غسان السلمي البصريين، وسهل بن أبي سهل الواسطي، وخلف بن علي بن إبراهيم القطيعي، وخلف بن أحمد بن خلف الضرير البغداديين. سمع منه أبو الحسن ابن رِزْقوَيْهِ.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ- فيما أذن لي أن أرويه عنه- قَالَ: قرأت على أَبِي إسحاق إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن بندار الطبري النحوي- في مجلس النجاد في صفر سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة- قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يزيد خالد بْن النضر القرشيّ.(6/164)
3217- إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن مهران بن ورده بن كوشاد [1] ، أبو إسحاق:
أصبهاني الأصل، وولد هو وأبوه ببغداد، وسكن الرملة، وتولى بها الحسبة.
وحدث بمصر عن ميمون بن هارون الكاتب حديثا منكرا، رواه عنه أبو الفتح بن مسرور البلخي.
3218- إبراهيم بن محمد بن شهاب، أبو الطيب العطار [2] :
حدث عن أبي مسلم الكجي ومحمد بْن يونس الكديمي، وعبد الله بن أيّوب الحراز، وإبراهيم بن محمد العمرى. روى عنه أبو عبيد الله المرزباني، وحدثنا عنه محمد بن طلحة النعالي. وكان أحد متكلمي المعتزلة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ أَبُو الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا أَبُو الطَّيِّبِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شهاب العطّار، حدّثنا عبد الله بن أيّوب القربي، حدّثنا أبو الوليد الطيالسي، حَدَّثَنَا شُعْبَةَ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الإِمَامُ ضَامِنٌ، وَالْمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤَذِّنِينَ، وَارْشُدِ الأَئِمَّةَ» [3]
. أَخْبَرَنِي القاضي أَبُو عَبْد اللَّه الْحُسَيْن بْن علي الصيمري، حدثنا محمد بن عمران المرزباني. قال: كان أبو الطيب إبراهيم بن محمد بن شهاب العطار أحد مشايخ المتكلمين والفقهاء على مذاهب العراقيين، عاشرني في منزلي أربعين سنة أو أكثر منها معاشرة متصلة غير منقطعة، ومات في شهر ربيع الأخر سنة ست وخمسين وثلاثمائة، عن أربع وثمانين- أو خمس وثمانين-.
3219- إبراهيم بن محمد بن يحيى بن سختويه بن عبد الله، أبو إسحاق المزكي النَّيْسَابُورِيّ [4] :
سمع مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن خزيمة، ومحمد بن إسحاق السراج، وأبا العباس الماسرجسي، وأحمد بن محمد الأزهري، ومحمد بن المسيب الأرغياني، ونحوهم من
__________
[1] 3217- هكذا في النسختين، ولم أظفر بترجمته فيما بين يدي من مصادر.
[2] 3218- العطار: هذه النسبة إلى بيع العطر والطيب (الأنساب 8/474) .
[3] سبق تخريجه، راجع الفهرس.
[4] 3219- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/216.(6/165)
النيسابوريين. وسمع بالري من عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبِي حاتم، وَأحمد بْن خالد الحروري. وسمع ببغداد من أبي حامد محمد بن هارون الحضرمي وطبقته. وسمع بالحجاز من أبي عبيد الله محمد بن الربيع بن سليمان الجيزي المقرئ ونظرائه وسمع بسرخس من محمد بن عبد الرحمن الدغولي وأقرانه.
وكان ثقة ثبتا، مكثرا مواصلا للحج. انتخب عليه في بغداد أبو الحسن الدارقطني، وكتب عنه الناس بانتخابه علما كثيرا. وروى ببغداد مصنفات أبي العباس السراج، مثل كتاب «التاريخ» ، وكتاب «الإخوة والأخوات» ، وغيرهما من كتبه. وروى أيضا «تاريخ البخاري الكبير» ، وعدة من كتب مسلم بن الحجاج.
حَدَّثَنَا عنه أَبُو الْحَسَن بْن رزقويه، وَمحمد بْن أَبِي الفوارس، وعلي بْن أَحْمَدَ الرزاز، وأبو علي بن شاذان، ومكي بن علي الجريري، وأحمد بن عبد الله المحاملي، وأبو طالب بن غيلان، وأبو بكر البرقاني، وأبو نعيم الأصبهاني، وجماعة غيرهم.
وكان عند البرقاني عنه سفط- أو سفطان- ولم يخرج عنه في صحيحه شيئا، فسألته عن ذلك فقال: حديثه كثير الغرائب وفي نفسي منه شيء، فلذلك لم أرو عنه في الصحيح. فلما حصلت بنيسابور في رحلتي إليها سألت أهلها عن حال أبي إسحاق المزكي فأثنوا عليه أحسن الثناء، وذكروه أجمل الذكر، ثم لما رجعت إلى بغداد ذكرت ذلك للبرقاني فقال: قد أخرجت في الصحيح أحاديث كثيرة بنزول، وأعلم أنها عندي تعلو عن أبي إسحاق المزكي إلا أني لا أقدر على إخراجها لكبر السن، وضعف البصر، وتعذر وقوفي على خَطّي لدقته- أو كما قال.
حدّثني أَبُو الْقَاسِم الْحُسَيْن بْن أَحْمَدَ بْن عُثْمَان بن شيطا البزاز قَالَ: سمعت أبا إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى المزكي يقول: أنفقت على الحديث بدرا من الدنانير، وقدمت بغداد في سنة ست عشرة لأسمع من ابن صاعد ومعي خمسون ألف درهم بضاعة، ورجعت إلى نيسابور ومعي أقل من ثلثها! أنفقت ما ذهب منها على أصحاب الحديث.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن عَلِيّ الْمُقْرِئ عَنْ مُحَمَّد بْن عبد الله الحافظ. قال: كان إبراهيم ابن محمد بن يحيى المزكي من العباد المجتهدين الحجاجين المنفقين على العلماء والمستورين. عقد له الإملاء بنيسابور سنة ست وثلاثين وثلاثمائة، وهو أسود الرأس واللحية، وزُكِّي في تلك السنة، وكنا بعد في مجلسه أربعة عشر محدثا منهم أبو العباس الأصم، وأبو عبد الله بن الأخرم، وأبو عبد الله الصفار، ومحمد بن صالح، وأقرانهم.(6/166)
وتوفي بسوسنقين ليلة الأربعاء غرة شعبان سنة اثنتين وستين وثلاثمائة، وحمل تابوته فصلينا عليه، ودفن في داره، وهو يوم مات ابن سبع وستين سنة.
قلت: سوسنقين، منزل بين همذان وساوة، وقال محمد بن أبي الفوارس: اتُّصِلَ بنا أن أبا إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّدِ بْن يَحْيَى النيسابوري المزكي توفي بساوة في سنة اثنتين وستين وثلاثمائة. وكان قد صدر من عندنا وحمل إلى نيسابور.
3220- إبراهيم بن محمد بن أحمد بن خنب، البخاري:
قدم بغداد وحدث بها عَنْ خلف بن محمد الخيام. روى عنه الدارقطني.
3221- إبراهيم بن مُحمد بن أحمد بن محمويه، أبو القاسم النصرآباذي النيسابوري الصوفي [1] :
قدم بغداد وحدث بها عن عبد الله بن محمد بن الحسن الشرقي، وأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ بِلالٍ النيسابوريين، ومُحَمَّدِ بْنِ عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد السلام المعروف بمكحول البيروتي، وغيرهم. حَدَّثَنَا عنه القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي- وكان ثقة- وحدثنا عنه أبو حازم العبدوي بنيسابور.
أخبرنا أبو العلاء الواسطيّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مَحْمَوَيْهِ النَّصْرَآبَاذِيُّ- قَدِمَ عَلَيْنَا حَاجًّا في سنة ست وستين وثلاثمائة- قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّرْقِيِّ، حدّثنا محمّد بن يحيى، حدّثنا عبد الصّمد بن عبد الوارث، حَدَّثَنِي أَبِي وَحَفْصُ بْنُ غَيَّاثٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ. قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَسَحَ مُقَدَّمَ رَأْسِهِ حَتَّى بَلَغَ مَوْضِعَ الْقَذَالِ [2] مِنْ مُقَدَّمِ عُنُقِهِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم عَبْد الكريم بْن هوازن القشيري النيسابوري قَالَ: سمعتُ أَبَا عَبْد الرَّحْمَن السلمي يَقُولُ: سمعت النصرآباذي يقول: سجنك نفسك، إذا خرجت منها وقعت في راحة الأبد.
قال لي القشيري: أبو القاسم إبراهيم بن محمد النصرآباذي شيخ خراسان في وقته- يعنى في التصوف- صحب الشبلي، وأبا على الروذباري، والمرتعش. وجاور بمكة
__________
[1] 3221- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/256.
[2] القذال: جماع مؤخر الرأس.(6/167)
سنة ست وستين وثلاثمائة، ومات بها سنة سبع وستين وثلاثمائة، وكان عالما بالحديث، كثير الرواية.
3222- إبراهيم بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بن بكير:
حدث عن محمد بْن مُحَمَّد الباغندي. حَدَّثَنَا عنه مُحَمَّد بْن علي بن مخلد الوراق.
أخبرنا ابن مخلد، أخبرنا إبراهيم بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بن بكير، حَدَّثَنَا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، حدّثنا سويد بن سعيد، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفْرَدَ الْحَجَّ.
3223- إبراهيم بن محمد بن جعفر، أبو القاسم، يعرف بابن الساجي [1] :
كان يتفقه على مذهب أحمد بن حنبل. وحدث عن إسماعيل بن محمد الصفار، وعلي بن محمد المصري، وأبي عمرو بن السماك. حَدَّثَنِي عَنْهُ عَبْد العزيز بْن علي الأزجي وأثنى عليه خيرا، وذكر لي أنه مات فِي جمادى الأولى من سنة تسع وسبعين وثلاثمائة. قال: ودفن بباب الأزج.
3224- إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن محمد، أبو إسحاق التاجر المروزي، ويعرف بالزجاجي [2] :
قدم بَغْدَاد حاجا، وحدث بها عَن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن العباس السوسقاني وعلي ابن محمد الحبيبي [3] ، ومحمد بن أحمد بن محمد بن حاتم، ومحمّد بن عبد الله ابن موسى صاحبي أبي الموجه الفزاري، وعن خلف بن محمد الخيام البخاري. حدثنا عنه أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الملك بْن محمد بن بشران.
أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ بِشْرَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الزُّجَاجِيُّ التَّاجِرُ الْمَرْوَزِيُّ- قَدِمَ عَلَيْنَا حَاجًّا- وَسَمِعْنَا [مِنْهُ] [4] بَعْدَ رُجُوعِهِ مِنَ الْحَجِّ فِي صَفَرٍ من سنة ثمانين وثلاثمائة في جامع المنصور بانتخاب الدارقطني قال:
__________
[1] 3223- الساجي: هذه النسبة إلى السّاج، وهو خشب يحمل من البحر إلى البصرة تعمل منه الأشياء (الأنساب 7/5) .
[2] 3224- انظر: الأنساب، للسمعاني (6/258) .
[3] في الأصل: «الجيبني» وفي الصميصاطية: «الجيبي» والتصحيح من كتب الرجال.
[4] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(6/168)
حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ العبّاس الخطيب السوسقاني المروزيّ، حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن هلال، حدّثنا علي بن الحسن بن شقيق، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَمَا يَخْشَى أَحَدُكُمْ أَنْ يَرْفَعُ رَأْسَهُ قَبْلَ الإِمَامِ أَنْ يُحَوِّلَ اللَّهُ رَأْسَهُ رَأْسَ حِمَارٍ» [1]
. 3225- إبراهيم بن محمد بن الفتح، أبو إسحاق المصيصي، ويعرف بالجلى [2] :
سكن بغداد وحدث بها عن محمد بن سفيان الصفار المصيصي، ومحمد بن إبراهيم بن البطال، حَدَّثَنَا عَنْهُ أَبُو بَكْر البرقاني، وَأَبُو الْقَاسِم الأزهري، وعَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُثْمَان الدقاق، وأحمد بن محمد العتيقي، وعلي بن المحسن التنوخي، وأبو حازم محمد بن الحسين بن الفراء.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَتْحِ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْجِلِّيِّ الْمِصِّيصِيِّ قُلْتُ: حَدَّثَكُمْ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ البطال الصعدي ثم المصيصي، حدّثنا محمّد بن قدامة، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ خَلِيلِي وَصَفِيِّي صَاحِبُ هَذِهِ الْحُجْرَةِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا نُزِعَتِ الرَّحْمَةُ إِلا مِنْ شَقِيٍّ» [3] .
سألت أبا بكر البرقاني عن الجلى. فقال: ليس به بأس.
وسألته عنه مرة أخرى. فقال: صدوق.
حدثني علي بن المحسن التنوخي قال: أبو إسحاق الجلى شيخ ثقة ولد بالمصيصة وطرأ إلى بغداد بعد أخذ المصيصة ونزل العطارين بالجانب الغربي من بغداد وتوفي سنة خمس وثمانين وثلاثمائة.
أخبرنا الأزهري. قال: توفي أبو إسحاق الجلى المصيصي ببغداد يوم الثلاثاء الثالث عشر من ذي الحجة سنة خمس وثمانين وثلاثمائة، ودفن في مقبرة الشونيزية وكان ثقة.
أخبرنا العتيقي قال: أبو إسحاق الجلى المصيصي شيخ ثقة، مأمون صالح، يحفظ حديثه، قدم علينا من الثغر وتوفي يوم الثلاثاء الثالث عشر من ذي الحجة سنة خمس وثمانين وثلاثمائة، ودفن في مقبرة الشونيزي.
__________
[1] سبق تخريجه، راجع الفهرس.
[2] 3225- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/374.
[3] انظر الحديث في: المستدرك 4/248، 249. وكشف الخفا 2/272. والعلل المتناهية 2/245.(6/169)
3226- إبراهيم بن محمد، أبو زرعة الفقيه الإستراباذي:
قدم بغداد وحدث بها عن نعيم بن عبد الملك بن محمد بن عدي الجرجاني، حَدَّثَنَا عنه الْقَاضِي أَبُو عَبْد اللَّه الصيمري.
أخبرني الصيمري، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الإِسْتَرَابَاذِيُّ الفقيه ببغداد، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ نُعَيْمُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بن محمّد، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ الدِّمْيَاطِيُّ بِمَكَّةَ.
وَأَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أحمد الحرشي- بنيسابور- حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سَهْلِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ أَبُو محمّد القرشيّ الدمياطي، حدّثنا عمرو بن هاشم، أخبرنا سليمان بن أبي كريمة، عن هشام ابن حَسَّانَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! الْمَرْأَةُ رُبَّمَا تَتَزَوَّجُ الزَّوْجَيْنِ وَالثَّلاثَةِ وَالأَرْبَعَةِ ثُمَّ تَمُوتُ، فَتَدْخُلُ الْجَنَّةَ، فَيَدْخُلُونَ مَعَهَا، مَنْ يَكُونُ زَوْجُهَا؟ قَالَ: «يَا أُمَّ سَلَمَةَ إِنَّهَا تُخَيَّرُ فَتَخْتَارُ أَحْسَنَهُمْ خُلُقًا فَتَقُولُ: يَا رَبِّ إِنَّ هَذَا كَانَ أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا فِي الدُّنْيَا فَزَوِّجْنِيهِ، يَا أُمَّ سَلَمَةَ: ذَهَبَ الْخُلُقُ الْحَسَنُ بِخَيْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ» [1]
. وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ الصَّيْمَرِيِّ.
3227- إبراهيم بن محمد بن عبيد، أبو مسعود الدمشقي الحافظ [2] :
سافر الكثير وسمع وكتب ببغداد، والكوفة، والبصرة، وواسط، والأهواز، وأصبهان، وبلاد خراسان. فسمع ببغداد من أصحاب أبي شعيب الحراني، ومحمّد ابن يحيى المروزي ويوسف بن يعقوب القاضي، وجعفر الفريابي. وبالكوفة من أصحاب أبي جعفر المطين، وأبي حصين الوادعي. وبالبصرة من أصحاب أبي خليفة الجمحي وبواسط من أبي محمّد بن السقاء. وبالأهواز من أحمد بن عبدان الشيرازي وأقرانه وبأصبهان من أبي بكر بن المقرئ ونحوه. وبخراسان من أصحاب الحسن بن سفيان [3] وأبي بكر بن خزيمة، ومحمد بن إسحاق السراج، وأمثالهم. ثم استوطن بغداد بأخرة، وكان له عناية بصحيحي البخاري ومسلم، وعمل تعليقة أطراف
__________
[1] 3226- انظر الحديث في: كنز العمال 45582. والترغيب والترهيب 4/537. والعلل المتناهية 2/161.
[2] 3227- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/78.
[3] هكذا في الصميصاطية، وفي الأصل: «الحسن بن معين» .(6/170)
الكتابين، ولم يرو من الحديث إلا شيئا يسيرا على سبيل التذكرة، حدثنا عنه أبو القاسم الطبري وكان صدوقا، دينا ورعا فهما.
أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْن الْحَسَن بْن مَنْصُورٍ الطَّبَرِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ الْحَافِظُ- أبو مسعود- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ المزني الواسطيّ- بها- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْوَلِيدُ بْنُ بُنَانِ بْنِ مَسْلَمَةَ الْمُقْرِئُ الْوَاسِطِيُّ.
وَأَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الواسطي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الحافظ بواسط، حدّثنا الوليد بن بنان الواسطيّ، حدّثنا الضّرير بن سلمة، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ- وَقَالَ أَبُو العلاء بن عَمْرٍو- ثُمَّ اتَّفَقَا- الْفِهْرِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابن عُمَرَ، عَنْ أَخِيهِ يَحْيَى بْنِ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَخِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا أَتَى وَادِيَ مُحَسِّرٍ حَرَّكَ رَاحِلَتَهُ وَقَالَ: «عَلَيْكُمْ بِحَصَى الْخَذْفِ» [1]
. حَدثني أحمد بن محمد العتيقي. قال: مات أبو مسعود الدمشقي في سنة إحدى وأربعمائة.
قلت: وببغداد توفي وصلى عليه أبو حامد الإسفراييني وكان وصيه، ودفن في مقبرة جامع المنصور قريبا من السكك.
3228- إبراهيم بن محمد بن كردزاذ، أبو إسحاق المؤدّب القاضي:
سمع محمد بن إسماعيل الوراق، وعلي بن محمد بن لؤلؤ. كتبت عنه وكان صحيح السماع.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ كُرْدَزَاذَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ الْعَبَّاسِ الْوَرَّاقُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ مَرْوَانَ الْفِهْرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي قَبِيلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ لَمْ يَتَوَلَّ قَبْضَ نَفْسِهِ إِلا اللَّهُ تَعَالَى» [2]
. سمعت منه في سنة أربع وعشرين وأربعمائة، ومات فيها أو في خمس وعشرين.
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الحج 268. وسنن الترمذي 5/258، 267، 269.
[2] 3228- انظر الحديث في: تذكرة الموضوعات 79. وإتحاف السادة المتقين 5/133. وكنز العمال 2566.(6/171)
3229- إِبْرَاهِيمُ بْن مُحَمَّد بْنِ عُمَر بْن يَحْيَى بْن الْحُسَيْن بن أحمد بن عمر ابن يَحْيَى بْن الْحُسَيْن بْن زيد بْن عَلِيّ بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو طاهر العلوي [1] :
كان ينزل في درب جميل وحدث عن أبي المفضل الشيباني. كتبت عنه وكان سماعه صحيحا.
أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عمر العلويّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الشّيبانيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو حَامِدٍ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ حميد الحضرميّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ النَّطَّاحِ أَبُو عبد الله البصريّ، حدّثنا المنذر بن زياد الطائي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ بْن عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ أَجْرَى اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ فَرَجًا لِمُسْلِمٍ فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كَرْبَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ» [2]
. سمعت أبا طاهر العلوي يقول: ولدت ببابل في سنة تسع وستين وثلاثمائة.
ومات ببغداد في ليلة الأربعاء، ودفن يوم الأربعاء الرابع عشر من صفر سنة ست وأربعين وأربعمائة، وكنت إذ ذاك في طريق الحجاز، راجعا إلى الشام من مكة.
3230- إبراهيم بن المختار، أبو إسماعيل التميمي الرازي [3] :
حدث عن محمد بن إسحاق بن يسار، وابن جريج، ومالك بْن أنس. روى عنه مُحَمَّد بْن حميد الرازي. وقدم بغداد وحدث بها.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد الأكبر، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزار، حدّثنا أحمد بن سعيد السوسي، حدّثنا عبّاس بن محمّد.
وأخبرنا الأزهري، أخبرنا محمّد بن عمر الحافظ، حدّثنا ابن مخلد، حدثنا عباس قال: سمعت يحيى يقول: إبراهيم بن المختار رازي، قد رأيته ببغداد يقال له: ابن حبّويه [4] .
__________
[1] 3229- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/345.
[2] انظر الحديث في: تهذيب ابن عساكر 7/358. وكنز العمال 43083.
[3] 3230- انظر: تهذيب الكمال 240 (2/194- 196) . والجرح والتعديل 1/1/138. والتاريخ الكبير 1/1/330. وثقات ابن حبان 1/ورقة 19. وإكمال مغلطاي 1/ورقة 70.
وميزان الاعتدال 1/65. وديوان الضعفاء ورقة 10.
[4] تصحفت في كل المواضع إلى: «ابن حبوية» .(6/172)
قرأنا على الْحَسَن بْن عَلِيّ الجوهري عَنْ مُحَمَّد بن العباس قَالَ: حدثنا محمد بن القاسم الكوكبي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد. قال: سألت يحيى بن معين، عن إبراهيم بن المختار الرازي فقال: قد رأيته ببغداد دهرا من الدهر. قلت: كتبت عنه شيئا؟ قال: لا. قلت: فكيف حديثه؟ فقال: ليس بذاك.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا دعلج، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن علي الأبار. قَالَ: وَسألته- يعنى أبا غسان زُنَيْجا- عن إبراهيم بن المختار. فقال: تركته، ولم يرضه [1] .
أخبرنا أحمد بن محمّد العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري في كتابه قال:
حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سمعت أبا داود سُلَيْمَان بْن الأشعث يقول: إبراهيم بن المختار ليس به بأس، يقال له ابن حبويه [2] .
أخبرنا ابن الفضل القطّان، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي قال أبو أحمد بن فارس حدثنا البخاري. قال: إبراهيم بن المختار أبو إسماعيل التّميميّ من أهل خوار [3] موضع بالري يقال: بين موته وبين موت ابن المبارك سنة [4] .
3231- إبراهيم بن ماهان بن بهمن، أبو إسحاق المعروف بالموصلي [5] :
وهو من أرجان ينتسب إلى ولاء الحنظليين وأصله من الفرس، وإنما سمي الموصلي لأنه صحب بالكوفة فتيانا في طلب الغناء فاشتد عليه أخواله في ذلك فخرج من الكوفة إلى الموصل ثم عاد إلى الكوفة، فقال له أخواله: مرحبا بالصبي الموصلي، فبقي ذلك عليه. وكان ماهان أبوه خرج من أرجان بأم إبراهيم وهي حامل، فقدم الكوفة فولد إبراهيم بها في بني عبد الله بن دارم سنة خمس وعشرين ومائة، ونظر في الأدب وقال الشعر، وطلب عربي الغناء وعجميه، وسافر فيه إلى البلاد حتى برع في العلم به، واتصل بالخلفاء والملوك، ولم يزل ببغداد إلى حين وفاته.
حدثني علي بن المحسن. قَالَ: وجدت في كتاب جدي علي بن مُحَمَّد بن أبي الفهم التنوخي، حدّثنا الحرمي بن أبي العلاء، حدثنا أَبُو خالد يزيد بن مُحَمَّد المهلبي قال: سمعت إسحاق بن إبراهيم الموصلي يقول: نحن قوم من أهل أرجان،
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/195.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/196.
[3] تصحفت في الأصل والمطبوعة إلى: «خار» .
[4] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/196.
[5] 3231- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 9/156، 11/226.(6/173)
سقط أبي إلى الموصل في طلب الرزق فما أقام بها إلا أربعة أشهر، ثم قدم بغداد فقال الناس: الموصلي، لقدومه منها، ولم يكن من أهلها. قال: وأبي إبراهيم بن ماهان.
قال: وهو عندنا ابن ميمون. قال: وكانت في أيدينا ضياع لبعض الحنظليين فتوليناهم.
أخبرنا علي بن عبد العزيز الطاهري، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الجوهري، حدّثنا أحمد بن سعيد الدّمشقيّ، حدّثنا الزبير بن بكّار، حدثني إسحاق- يعني ابن إبراهيم الموصلي- عن أبيه إبراهيم. قال: جاءني غلامي فقال بالباب رجل حائك يطلب عليك الإذن؟ فقلت: ويلك مالي ولحائك! قال: لا أدري غير أنه قد حلف بالطلاق لا ينصرف حتى يكلمك بحاجته! فقلت: ائذن له. فدخل فقلت: ما حاجتك؟ قال: جعلني الله فداك أنا رجل حائك، وكان عندي بالأمس جماعة من أصحابي وإنا نتذاكر بالغناء والمقدمين فيه، فأجمع من حضر أنك رأس القوم وبندارهم وسيدهم في هذه الصناعة، فحلفت بالطلاق- طلاق ابنة عمى وأعز الخلق عليّ- ثقة مني بكرمك على أن تشرب عندي غدا وتغنيني فإن رأيت جعلني الله فداك تمن على عبدك بذلك فعلت. قال: فقلت له: أين منزلك؟ قال: في دور الصحابة قال: قلت:
فصف للغلام موضعه وانصرف فإني رائح إليك. فوصف للغلام موضعه فلما صليت الظهر وكنت أمرت الغلام أن يحمل معه قنينة وقدحا ومصلى وخريطة العود، ومضيت حتى صرت إلى منزله، فلما دخلت قام إلي الحاكة فأكبوا علي فقبلوا أطرافي وعرضوا عليّ الطعام. فقلت: قد تقدمت في الأكل، فشربت من نبيذي ثم تناولت العود فقلت: اقترح. فقال لي الحائك غنني بحياتي:
يقولون لي لو كان بالرّمل لم يمت ... نسيبة والطراق يكذب قيلها
فغنيت فقال: أحسنت والله جعلني الله فداك. ثم قلت: اقترح فقال: غنني بحياتي:
وخطا بأطراف الأسنة مضجعي ... وردا على عينيّ فضل ردائيا
فغنيت. فقال: أحسنت والله جعلني الله فداك. ثم شربت وقلت: اقترح فقال:
غنني بحياتي:
أحقا عباد الله أن لست واردا ... ولا صادرا إلا عليّ رقيب
فقلت: يا ابن اللخناء أنت بابن سريج أشبه منك بالحاكة، فغنيته ثم قلت: والله إنك إن عدتَ ثانية حلت امرأتك لغلامي قبل أن تحل لك، ثم انصرفت وجاء رسول أمير المؤمنين الرشيد يطلبني، فمضيت من فوري ذلك فدخلت على الرشيد. فقال: أين(6/174)
كنت يا إبراهيم؟ فقلت: ولي الأمان يا سيدي؟ قال: ولك الأمان. فأخبرته فضحك وقال: هذا أنبل حائك على ظهر الأرض، وقال: والله لقد كرمت في أمره، وأحسنت في إجابته، وبعث على المكان إلى الحائك فاستنطقه وساءله فاستطابه واستظرفه، وأمر له بثلاثين ألف درهم.
قرأت على الحسن بن على الجوهري، عن أبي عبيد الله المرزباني. قال: حدثنا محمّد بن يحيى، حدّثنا محمّد بن عبد الله التّميميّ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل، عن أبيه. قال: كان الرشيد قد أمر بحبس إبراهيم الموصلي لشيء جرى بينه وبين ابن جامع في مجلسه، فتاب إبراهيم من الغناء، فأمر الرشيد بحبسه حتى يغنى، فكتب أبو العتاهية إلى سلم الخاسر:
سلم يا سلم ليس دونك سر ... حبس الموصلي فالعيش مر
ما استطاب اللّذّات قد سكن الم ... طبق رأس اللذات في الأرض حر
حبس اللهو والسّرور فما في الأ ... رض شيء يلهى به ويسر
أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ بْن عَبْد الله البيّع، أخبرنا إبراهيم بن مخلد، حدّثنا علي بن الحسين الأصبهانيّ، أخبرني إسماعيل بن يونس، حدّثنا عمر ابن شبة. قَالَ: مات إبراهيم الموصلي في سنة ثمان وثمانين ومائة.
حَدَّثَنَا الْحَسَن بن أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَحْمَد بن كامل القاضي. قال: مات إبراهيم الموصلي المغني والد إسحاق فيما ذكر سنة ثلاث عشرة ومائتين ببغداد، وقيل إن القول الأول أصح، والله أعلم.
3232- إبراهيم بن مهدي، المعروف بالمصيصي [1] :
وهو بغدادي انتقل إلى المصيصة فسكنها وحدث عن إبراهيم بن سعد، وحماد بن زيد، وصالح بن عمر، وعلي بن مسهر، وأبي حفص الأبار، ومعتمر بن سليمان، وأبي المليح الرقى. روى عنه أحمد بن حنبل، ويعقوب الدورقي، وزهير بن مُحَمَّدِ بْنِ قمير، والحسن بن محمد الزعفراني، وعباس بن محمد الدوري، وأبو داود السجستاني، وعبد اللَّه بن أَحْمَد الدورقي، والحسن بن علي بن الوليد الفارسي، وغيرهم.
__________
[1] 3232- انظر: تهذيب الكمال 251 (2/214- 216) . والمنتظم، لابن الجوزي 11/100.
والتاريخ الكبير 1/1/331. والجرح والتعديل 1/1/139. ومغلطاي 1/ورقة 72. وابن حبان في الثقات 1/ورقة 72. وتهذيب التهذيب 1/169. وميزان الاعتدال 1/68.(6/175)
ذكره ابن أبي حاتم الرازي فقال: بغدادي الأصل سكن المصيصة. وقال أيضا:
سمعت أبي يقول: حدثنا إبراهيم بن مهدي- وكان ثقة-[1] .
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهدي، أخبرنا الحسين بن يحيى بن عبّاس القطّان، حدّثنا الحسن بن محمّد بن الصّبّاح، حدّثنا إبراهيم بن مهديّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُعَاذٍ الْمَكِّيِّ. قَالَ: قَالَ سَعْدٌ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صَلاتَانِ لا صَلاةَ بَعْدَهُمَا؛ الْعَصْرُ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ؛ وَالْفَجْرُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ» [2]
. أخبرنا علي بن الحسين- صاحب العبّاسي- أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا محمّد بن إسماعيل الفارسيّ، حدّثنا بكر بن سهل، حَدَّثَنَا عَبْد الخالق بْن مَنْصُور. قَالَ: وسئل يحيى بن معين عن إبراهيم بن مهدي الطرسوسي فقال: كان رجلا مسلما. فقيل له: أهو ثقة؟ فقال: ما أراه يكذب [3] .
أخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حدثنا ابن قانع: أن إبراهيم بن مهدي المصيصي مات سنة خمس وعشرين ومائتين. قال ابن قانع: قدم بغداد [4] .
3233- إبراهيم بن مهدي بن عبد الرحمن بن سعيد بن جعفر، أبو إسحاق الأبلى [5] :
قدم بَغْدَاد، وَحدث بها عَنْ شيبان بْن فروخ، وبشر بن معاذ العقدي، وهلال بن يحيى الرازي، ومحمد بن جامع العطار، وأبي الفضل الرياشي، ومحمد بن عقبة السدوسي. روى عنه أبو مزاحم الخاقاني، ومحمّد بن عبد الملك التاريخي، ومحمّد ابن مخلد، وأبو عبد الله الحكيمي، وإسماعيل بْن مُحَمَّد الصفار، وَأَبُو سهل بْن زياد، وغيرهم.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله القطّان، حدّثنا إبراهيم بن مهديّ الأبلّيّ، حدّثنا شيبان، حدّثنا عثمان بن مقسم- أبو سلمة البيكندي
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/216.
[2] سبق تخريجه، راجع الفهرس.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/216.
[4] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/216.
[5] 3233- انظر: تهذيب الكمال 252 (2/216- 217) . وميزان الاعتدال 1/68. وإكمال مغلطاي 1/ورقة 72.(6/176)
وَيَزِيدُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَتَى الْجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ» [1]
. أخبرنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر، حدثنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَكِيمِيُّ، حدّثنا إبراهيم بن مهديّ، حدثنا نصر بن علي الجهضمي، عن الأصمعي. قال: مررت بأعرابية تمدح مغزلها وهي تقول:
رأيتك بعد الله تجبر فاقتي ... إذا ما جفاني الأقربون تعود
دراهم بيض لا تزال ترى لنا ... وثوب إذا ما شئت منك جديد
فلو كنت عبدا يستغل حسدنني ... وأنت على كسب العبيد تزيد
حدثني أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الغزّال، أخبرنا محمّد بن جعفر الشروطي، أَخْبَرَنَا أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي الحافظ. قال: إبراهيم بن مهدي الأبلي، يضع الحديث، مشهور بذاك، لا ينبغي أن يخرج عنه حديث ولا ذكر [2] .
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع: أن إبراهيم بن مهدي الأبلى مات في سنة ثمانين ومائتين.
3234- إبراهيم بن مصعب الرازي [3] :
روى عن سلمة بن الفضل كتاب «المغازي» لمحمد بن إسحاق. وذكره عبد الرحمن بن أبي حاتم. فقال: حدثنا الحسين بن الحسن قال: سمعت يحيى بن معين يقول: ببغداد رجل من أهل الري يقال له إبراهيم بن مصعب يحدث بكتاب سلمة عن محمد بن إسحاق، وهو صدوق، أرى أن تكتبوها عنه.
3235- إبراهيم بن المنذر بن عبد الله بن المنذر بن المغيرة بن عبد الله بن خالد بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى، أبو إسحاق الأسدي الحزامي:
من أهل مدينة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم. سمع مالك بن أنس، وسفيان بن عيينة، وعبد الله
__________
[1] سبق تخريجه، راجع الفهرس.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/217.
[3] 3235- انظر: تهذيب الكمال 249 (2/207- 211) . والمنتظم، لابن الجوزي 11/238.
والجرح والتعديل 1/1/139. وإكمال مغلطاي 1/ورقة 71. وثقات ابن حبان 1/ورقة 19. وطبقات الشافعية 2/82.(6/177)
ابن وهب، ويعقوب بن جعفر بن أبي كثير، ومعن بن عيسى، وأنس بن عياض، ومحمد بن مليح. روى عنه محمد بْن إِسْمَاعِيل البخاري، ويعقوب بْن سُفْيَان الفسوي، وأحمد بن يوسف التغلبي، وزياد بن أيوب، وأحمد بْن أَبِي خيثمة، وجعفر بْن مُحَمَّد بْن شاكر الصائغ، وعبد الله بن أحمد الدورقي، وأبو العباس ثعلب النحوي، وأحمد بن زنجويه المخرمي، وغيرهم. وكان ثقة. ورد بغداد وحدث بها.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله المعدّل، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَدَمِيُّ القاري، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، حدّثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، حدّثنا معن بن عيسى، حَدَّثَنَا الْمُنْكَدِرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ التَّيْمِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَجَعَ مِنَ الطَّرِيقِ مَاشِيًا، فَسَلَكَ السُّوقَ حَتَّى أَتَى مَوْضِعَ الْبِرْكَةِ فَوَقَفَ.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أبي بَكْر قَالَ: كتب إلي مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ الجوري- من شيراز- يذكر أن عبدان بن أحمد الهمذاني حدثهم قَالَ: سمعتُ أَبَا حاتِم الرازي يقول:
إبراهيم بن المنذر، وإبراهيم بن حمزة، إبراهيم بن المنذر أعرف بالحديث إلا إنه خلط في القرآن، جاء إلى أحمد بن حنبل فاستأذن عليه فلم يأذن له، وجلس حتى خرج فسلم عليه، فلم يرد عليه السلام [1] .
أخبرنا بشرى بن عبد الله الرومي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدّثنا محمّد بن جعفر الرّاشدي، حدثنا أَبُو بكر الأثرم قَالَ: سَمِعْت أَبَا عَبْدِ اللَّهِ- يعني أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ- يَقُولُ: أي شيء يبلغني عن الحزامي، لقد جاء بعد قدومه من العسكر، فلما رأيته أخذتني الحمية، فقلت: ما جاء بك إليّ؟ قالها أبو عبد الله بانتهار. قال: فخرج [2] فلقي أبا يوسف- يعنى عمه- فجعل يعتذر [3] .
أخبرني أبو بكر البرقاني، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الملك الأدمي، حدثنا أبو بكر محمد بن علي الإيادي قال: حدثنا زكريا بن يحيى الساجي.
قال: إبراهيم بن المنذر الحزامي بلغني أن أَحْمَد بن حنبل كَانَ يتكلم فيه ويذمه، وقصد إليه ببغداد ليسلم عليه فلم يأذن له، وكان قدم إلى ابن أبي دؤاد قاصدا من المدينة، عنده مناكير [4] .
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/210.
[2] تصحف في المطبوعة والأصل: «فرح» ووضع بعدها نقطتين فكأنه جعله اسما.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/210.
[4] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/210.(6/178)
قلت: أما المناكير فقل ما يوجد في حديثه إلّا أن يكون عن المجهولين ومن ليس بمشهور عند المحدثين، ومع هذا فإن يحيى بن معين وغيره من الحفاظ كانوا يرضونه ويوثقونه [1] .
أخبرنا علي بن الحسين صاحب العبّاسي، أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا محمّد بن إسماعيل الفارسيّ، حدّثنا بكر بن سهل، حَدَّثَنَا عَبْد الخالق بن منصور. قَالَ: وسألت يحيى بن معين عن الحزامي فقال: ثقة [2] .
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْنِ محمد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد ابن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدّارمي يقول: ورأيت يحيى ابن معين كتب عن إبراهيم بن المنذر الحزامي أحاديث ابن وهب، ظننتها المغازي [3] .
أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبيّ، أخبرني علي ابن مُحَمَّد المروزي قال: سألت صالحا جزرة عن إبراهيم بن المنذر فقال: صدوق [4] .
حدثني الصوري، أخبرنا الخصيب بن عبد الله، أَخْبَرَنَا عبد الكريم بن أبي عَبْد الرَّحْمَن النسائي، أخبرني أبي. قال: أبو إسحاق إبراهيم بن المنذر ليس به بأس [5] .
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين بن الفضل القطان، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، حَدَّثَنَا يعقوب بْن سُفْيَان.
وَأَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا جعفر بن محمّد الخالدي، حدّثنا محمّد بن عبد الله ابن سليمان الحضرمي. قالا: سنة ست وثلاثين ومائتين؛ فيها مات إبراهيم بن المنذر.
قال الحضرمي: وكان لا يخضب. وقال يعقوب: في المحرم، صدر من الحج فمات بالمدينة.
3236- إبراهيم بن منصور بن موسى، السامري:
أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ محمّد الخلّال، حدّثنا أحمد بن جعفر القطيعيّ- إملاء- حدّثنا بشر بن موسى، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ مُوسَى السَّامِرِيُّ، حدّثنا علي بن سعيد
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/210.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/209.
[3]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/209.
[4]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/209.
[5]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/209.(6/179)
الباهليّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ» [1]
. 3237- إبراهيم بن مهران بن رستم، أبو إسحاق المروزي:
وهو: ابن أخت رواد بن الجراح العسقلاني.
قدم بغداد وحدث بها عن الليث بن سعد، وعبد الله بن لهيعة المصريّين، وشريك ابن عبد الله الكوفي. روى عنه عمر بن حفص السدوسي، وعبد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حَنْبَل، وَموسى بْن هارون، وأحمد بن الحسين بن إسحاق الصوفي.
أخبرنا الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ البغويّ، حدّثنا موسى بن هارون، وأحمد بْن الحسين بْن إِسْحَاق الصوفي، حَدَّثَنَا أبو إسحاق إبراهيم ابن مهران- جار الهيثم بن خارجة- أخبرنا الليث بن سعد.
وأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْقَاسِمِ النَّرْسِيُّ- واللفظ له- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ إِبْرَاهِيمَ الشافعي، حدّثنا أحمد بن الحسين الصّوفيّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مِهْرَانَ بْنِ رُسْتُمَ الْمَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ الْقَيْسِيُّ مَوْلَى بَنِي رِفَاعَةَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ بِمِصْرَ عَنْ مُوسَى بْنِ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ اللَّخْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ. قَالَ: خَطَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ابْنَتَهُ مِنْ فَاطِمَةَ وَأَكْثَرَ تَرَدُّدَهُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: يَا أَبَا الْحَسَنِ مَا يَحْمِلُنِي عَلَى كَثْرَةِ تَرَدُّدِي إِلَيْكَ إِلا حَدِيثٌ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «كُلُّ سَبَبٍ وَصِهْرٍ مُنْقَطِعٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِلا سَبَبِي وَنَسَبِي» [2]
. فَأَحْبَبْتُ أَنْ يَكُونَ لِي مِنْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ سَبَبٌ وَصِهْرٌ. فَقَامَ عَلِيٌّ فَأَمَرَ بِابْنَتِهِ مِنْ فَاطِمَةَ فَزُيِّنَتْ ثُمَّ بَعَثَ بِهَا إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ، فَلَمَّا رَآهَا قَامَ إِلَيْهَا فَأَخَذَ بِسَاقِهَا وَقَالَ:
قُولِي لأَبِيكِ قَدْ رَضِيتُ، قَدْ رَضِيتُ، قَدْ رَضِيتُ. فَلَمَّا جَاءَتِ الْجَارِيَةُ إِلَى أَبِيهَا قَالَ لَهَا: مَا قَالَ لَكِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَتْ: دَعَانِي وَقَبَّلَنِي فَلَمَّا قُمْتُ أَخَذَ بِسَاقِي وَقَالَ:
قُولِي لأَبِيكِ قَدْ رَضِيتُ. فَأَنْكَحَهَا إِيَّاهُ فَوَلَدَتْ لَهُ زَيْدَ بْنَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَعَاشَ حَتَّى كَانَ رَجُلا ثم مات.
__________
[1] 3236- انظر الحديث في: صحيح البخاري 1/16، 3/33. وصحيح مسلم، كتاب صلاة المسافرين 175. وفتح الباري 1/92، 4/115، 255.
[2] 3237- انظر الحديث في: المستدرك 7/114. والسنن الكبرى للبيهقي 7/114. والمعجم الكبير للطبراني 3/36، 11/243. ومجمع الزوائد 4/271، 272.(6/180)
أخبرنا الحسن بن علي التّميميّ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حَدَّثَنَا عبد الله ابن أحمد بن حنبل، حدّثني إبراهيم بن مهران بن رستم، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ الْحَضْرَمِيُّ- سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِينَ- عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ أَنَّ عُتْبَةَ بْنَ غَزْوَانَ السُّلَمِيَّ قَالَ: إِنَّ الدُّنْيَا قَدْ تَوَلَّتْ حِذَاءً، وَآذَنَتْ بِصَرْمٍ، وَلَمْ يَبْقَ مِنْهَا إِلا صَبَابَةً كَصَبَابَةِ الإِنَاءِ، وَأَنْتُمْ مُنْتَقِلُونَ إِلَى دَارٍ غَيْرِهَا، فَانْتَقِلُوا بِخَيْرِ مَا بِحَضْرَتِكُمْ. فَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ الْحَجَرَ يُرْمَى بِهِ فِي جَهَنَّمَ فَيَهْوِي فِيهَا سَبْعِينَ خَرِيفًا، وَأَنَّ مَا بَيْنَ مِصْرَاعَيِّ الْجَنَّةِ لأَرْبَعِينَ عَامًا، وَلَيَأْتِيَنَّ عليه يوم و [هو] [1] كَظِيظُ الزِّحَامِ، وَلَقَدْ رَأَيْتَنِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَابِعُ سَبْعَةٍ قَدْ قَرَحَتْ أَشْدَاقُنَا مِنْ أَكْلِ وَرَقِ الشَّجَرِ حَتَّى وَجَدْتُ بُرْدَةً فَاقْتَسَمْتُهَا بَيْنِي وَبَيْنَ سَعْدٍ، وَمَا مِنَّا الْيَوْمَ إِلا أَمِيرٌ عَلَى مِصْرَ، وَإِنَّهَا لَمْ تَكُنْ نُبُوَّةً إِلا تَنَاسَخَتْ حَتَّى تَكُونَ مُلْكَا، فَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ فِي نَفْسِي عَظِيمًا، وَعِنْدَ اللَّهِ صَغِيرًا، وَسَتُجَرِّبُونَ الأُمَرَاءَ بَعْدِي.
3238- إبراهيم بن مكتوم، أبو إسحاق السلمي:
وراق المصاحف. كان يسكن سر من رأى، وحدث عَن أبي داود الطيالسي، ووهب بن جرير، وعبد الله بن داود الخريبي، وعمرو بن عاصم، وعبد الصمد بن عبد الوارث، وأبي عامر العقدي وأبي سلمة التبوذكي. روى عنه أحمد بن ملاعب، ويحيى بن محمد بن صاعد، وعلي بن إسماعيل بن حماد، وأبو روق الهزاني، وغيرهم.
وقال أبو جعفر الطحاوي: إبراهيم بن مكتوم بصري صار إلى بغداد فحدث هناك.
وهو عند أهل الحديث معروف ثقة.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْحَسَنِ الشاهد- بالبصرة- حدّثنا أبو روق الهزاني، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْوَرَّاقُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَكْتُومٍ السُّلَمِيُّ بِسُرَّ مَنْ رَأَى سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ ومائتين.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، عَنْ حُرَيْثِ بْنِ السَّائِبِ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ حُمْرَانَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ. قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَيْسَ لابْنِ آدَمَ فِيمَا سِوَى ثَلاثٍ حَقٌّ، بَيْتٍ يُكِنُّهُ، وَطَعَامٍ يُقِيمُ صُلْبَهُ، وَثَوْبٍ يَسْتُرُهُ» [2]
. قَالَ الْحَسَنُ: قُلْتُ لِحُمْرَانَ: مَالَكَ لا تَعْمَلُ بِهَذَا الْحَدِيثِ؟! قَالَ: الدُّنْيَا تُقَاعِدُ بِي.
__________
[1] ما بين المعقوفتين زيادة من النهاية.
[2] 3238- انظر الحديث في: سنن الترمذي 2341. والمستدرك 4/312. وتفسير القرطبي 4/36، 7/240، 14/308، 20/178. وإتحاف السادة المتقين 9/301.(6/181)
3239- إبراهيم بن مجشر بن معدان، أبو إسحاق الكاتب:
حدث عن عبد اللَّهِ بْن المبارك، وأبي بكر بْن عياش، وسلمة بن صالح، وهشيم بن بشير، وعبيدة بن حميد، ووكيع بن الجراح، وعبدة بن سُلَيْمَان، وعباد بن العوام، وجرير بن عبد الحميد، وأبي مُعَاويَة الضرير، وأسباط بْن مُحَمَّد. رَوى عَنْهُ عبد الله ابن محمد بن ناجية، وجعفر بْن مُحَمَّد الصندلي، وَأَحْمَد بْن مُحَمَّد بن إسماعيل الأدمي والقاضي المحاملي، والحسين بن يحيى بْن عياش.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ بْن مهدي، حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ المحامليّ، حدّثنا إبراهيم بن مجشر، حدّثنا عبيدة بن حميد، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ رُفَيْعٍ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ طَرَفَةَ. قَالَ: أَتَى رَجُلٌ عَدِيَّ بْنَ حاتم وهو بالدو فَسَأَلَهُ. فَقَالَ لَهُ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ: مَا مَعِي هَاهُنَا شَيْءٌ، وَلَكِنْ لِي دِرْعٌ وَمِغْفَرٌ بِالْكُوفَةِ فَاكْتُبْ إِلَيْهِمْ فَيَدْفَعُونَهُ إِلَيْكَ؟ فَقَالَ: إِنَّمَا أريد أن تغنيني بِثَمَنِ خَادِمٍ. فَقَالَ عَدِيٌّ: - وَغَضِبَ- أَلَسْتَ مِنْ بَنِي فُلانٍ؟ لأَكْتُبَنَّ إِلَيْهِمْ فِيكَ، وَلأَعْتَذِرَنَّ إِلَيْهِمْ فِيكَ، دِرْعِي وَمِغْفَرِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ عَبْدٍ وعبد وعبد. فَلَمَّا سَمِعَ ذَاكَ الرَّجُلُ طَمِعَ. قَالَ: فَقَالَ: وَيُحَسَّنُ وَيُجَمَّلُ. قَالَ: فَقَالَ عَدِيٌّ: لَوْلا أَنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَى مَا هُوَ أَبْقَى مِنْهَا، فَلْيَنْظُرْ مَا هُوَ أَبْقَى فَلْيَأْخُذْ به وليكفر بيمينه» [1] مَا فَعَلْتُ
. أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ هِلالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَر الْحَفَّارُ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَيَّاشٍ الْقَطَّانُ، حدّثنا إبراهيم بن مجشر، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الرَّهْنُ مَحْلُوبٌ وَمَرْكُوبٌ.»
قَالَ:
فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لإِبْرَاهِيمَ فَقَالَ: إِنْ كَانُوا لَيَكْرَهُونَ أَنْ يَسْتَمْتِعُوا مِنَ الرَّهْنِ بِشَيْءٍ.
تفرد برواية هذا الحديث عن أبي معاوية مرفوعا إبراهيم بن مجشر. ورفعه أيضا أبو عوانة عن الأعمش. ورواه غيره عن أبي معاوية مَوْقُوفًا لَمْ يَذْكُرْ فِيهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وكذلك رواه سفيان الثوري وهشيم ومحمد بن فضيل وجرير بن عبد الحميد عن الأعمش موقوفا. وهو المحفوظ من حديثيه.
قرأت على البرقاني، عن أبي إسحاق المزكي قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق السراج قَالَ: سمعت الفضل بن سهل يتكلم في إبراهيم بن المجشر [2] ويكذبه.
__________
[1] 3239- انظر الحديث في: السنن الكبرى للبيهقي 6/38. والمستدرك 2/58. وسنن الدارقطني 3/34، 5/74. وحلية الأولياء 5/45. والكامل لابن عدي 1/272، 2/575، 7/2504، 2727.
[2] تصحف في الصيمصاطية إلى «المحشر» .(6/182)
أَخْبَرَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الدَّقَّاق قَالَ: قرأنا على الْحُسَيْن بن هارون الضبي، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سَعِيدٍ. قال: إبراهيم بن مجشر البغدادي فيه نظر.
أَنْبَأَنَا أَبُو سعد الماليني، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بن عدي الحافظ قال: إبراهيم بن مجشر ضعيف يسرق الحديث.
قرأت على البرقاني عَنِ المُزَكِّي قَالَ: أَخْبَرَنَا السراج قال: مات أبو إسحاق إبراهيم ابن المجشر لخمس بقين من جمادى الآخرة سنة أربع وخمسين ومائتين.
3240- إبراهيم بن المبارك بن عبد الله، أبو إسحاق:
صاحب النرسي. حدث عن أبي بكر بن عياش. روى عنه محمد بن مخلد.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا أَبُو غَانِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْرَقُ، حدّثنا محمّد ابن مخلد، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُبَارَكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ صَاحِبُ النَّرْسِيُّ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ ومائتين، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ. قَالَ: جَاءَ أَهْلُ نَجْرَانَ إِلَى عَلِيٍّ فَقَالُوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ شَفَاعَتُكَ بِلِسَانِكَ، وَكِتَابُكَ بِيَدِكَ، أَخْرَجَنَا عُمَرُ مِنْ أَرْضِنَا فَرَدَّنَا إِلَيْهَا. فَقَالَ: وَيْلَكُمْ إِنَّ عُمَرَ كَانَ رَشِيدَ الأَمْرِ فَلا أُغَيِّرُ شَيْئًا صَنَعَهُ.
وقال: حدثنا محمّد بن مخلد، حدثنا إبراهيم قال: رأيت هشيما وإنه لمخضوب خضابا حسنا، ورأيت جرير بن عبد الحميد وكان لا يخضب، ورأيت أبا بكر بن عياش كأنه بدوي كأنه بعض الحمالين يخضب بحمرة، ورأيت فضيل بن عياض بمكة ولم أكتب عنه وهو يخضب.
3241- إبراهيم بن مالك بن بهبوذ، أبو إسحاق البزاز [1] :
سمع أبا أسامة حماد بن أسامة وزيد بن الحباب، وعبيد الله بن موسى، ومحمّد ابن عبيد الطنافسي، وجعفر بن عون، ومحاضر بن المورع، ويحيى بن زكريا بن أبي الحواجب، ويزيد بْن هارون، وعبد الوهاب بْن عطاء، وروح بن عبادة، وأبا داود الحفري. روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا، وموسى بن هارون، وقاسم بْن زكريا المطرز، ويحيى بْن مُحَمَّد بن صاعد، وعمر بن مُحَمَّد بن شعيب الصابوني، ومحمّد ابن مخلد الدوري، وابن أبي حاتم الرّازيّ.
__________
[1] 3241- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/192.(6/183)
وَقَالَ ابن أبي حاتم: سمعتُ منه مَعَ عبد الله بن أحمد بن حنبل. أخبرنا أبو عمر ابن مهديّ، أخبرنا محمّد بن مخلد العطّار، حدّثنا إبراهيم بن مالك، حدثنا يحيى بن زكريا، عن إدريس، عن طلحة. قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي هذه الآية: وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي
[الحجر 87] . قال: هي السبع الطوال.
حدّثني الصوري، أخبرنا محمّد بن أحمد بن جميع، أخبرنا محمّد بن مخلد، حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن مالك- وكان من خيار المسلمين- حدّثني الحسين بْن مُحَمَّد الخلال، عَنْ أبي الحسن الدارقطني قال: إبراهيم بن مالك البزاز ثِقَةً.
أَخْبَرَنَا عُبَيْد اللَّهِ بْن عُمَر بْن شاهين، عَنْ أبيه قَالَ: وجدت في كتاب جدي قال:
سمعت أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن بكر. قَالَ: مات إبراهيم بن مالك بن بهبوذ سنة أربع وستين- يعني ومائتين-.
أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع. قال: وإبراهيم بن مالك مات يوم السبت لثلاث عشرة ليلة خلون من رجب سنة أربع وستين، وقد بلغ الثمانين.
3242- إبراهيم بن مسلم، الحذيفي [1] :
أَخْبَرَنَا أَبُو منصور مُحَمَّد بْن عيسى بْن عبد العزيز البزار- بهمذان- حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْل صالح بْن أَحْمَدَ الْحَافِظُ. قال: إبراهيم بن مسلم الحذيفي وهو ابن مسلم بن عثمان بن مسلم بن مسعود بن مسلم بن ربيعة بن حذيفة بن اليمان العبسي، بغدادي الأصل سكن همذان. روى عنه عفّان بن مسلم، وسليمان بن حرب، وأبو الوليد موسى بن إسماعيل، ومحمد بن كثير، وسعيد بن سليمان، وإبراهيم بن المنذر، وعمرو بن مرزوق، وسعيد بن يعقوب الطالقاني، محله الصدق. حدثنا عنه الحسن بن علي- يعني ابن أبي الحسناء- وأحمد بن محمد- يعنى ابن أوس المقرئ- وقال صالح: سمعت أبا جعفر- هو الصفار- يقول: بلغني عن إبراهيم أنه قال عندي عن موسى بن إسماعيل سبعون ألفا.
3243- إبراهيم بن معاوية بن حبلة، أبو إسحاق الباهلي:
حدث عن عمه عبد الرّحمن بن حبلة، وأبي نعيم الْفَضْل بْن دكين، ومسلم بْن
__________
[1] 3242- انظر: الأنساب، للسمعاني 4/90.(6/184)
إبراهيم، وأبي الوليد الطيالسي. رَوَى عَنْهُ حَمْزة بْن القاسم الهاشمي، وإسماعيل بْن مُحَمَّد الصفار وكان من أهل البصرة فسكن بغداد.
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بُرْهَانَ الْغَزَّالُ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ- إِمْلاءً- حدّثنا إبراهيم بن معاوية، حدّثنا مسلم بن إبراهيم، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَرَأَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ مِائَتَيْ مَرَّةٍ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ذُنُوبَ مِائَتَيْ سَنَةٍ» [1]
. 3244- إبراهيم بن موسى بن إسحاق، أبو إسحاق الجوزي المعروف بالتوزي [2] :
سمع بشر بن الوليد القاضي، وعبد الأعلى بن حمّاد النرسي، ومحمّد بن عبد الله ابن عمار الموصلي، ومجاهد بن موسى، وأبا بكر وعثمان ابني أبي شيبة، وأحمد بن عيسى المصري، وعبد الله بن عمر الجعفي، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وهارون بن راشد المستملي، وهارون بن عبد الله البزار، ومحمد بن أبي عبد الرحمن المقرئ وسعيد بن يحيى الأموي، وعلي بن مسلم الطوسي. روى عنه أَبُو الحسين بْن المنادي، وعبد الباقي بن قانع، وأبو علي بن الصواف، وعبد الله بن إبراهيم بن ماسي، وأبو حفص الزيات، وأبو الحسن بن لؤلؤ، وكَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن الحسن، حدّثنا إبراهيم بن موسى الجوزي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ الموصلي، حَدَّثَنَا مُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ [3] ، وَفَخْرَهَا بِالآبَاءِ، مُؤْمِنٌ تَقِيٌّ، وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ، النَّاسُ بَنُو آدَمَ، وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ. لَيَدَعُنَّ رِجَالٌ فَخْرَهُمْ بِأَقْوَامٍ إِنَّمَا هُمْ فَحْمٌ مِنْ فَحْمِ جَهَنَّمَ، أَوْ لَيَكُونَنَّ أَهْوَنَ عَلَى اللَّهِ مِنَ الْجِعْلانِ» [4]
. حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الدارقطني. قال: إبراهيم بن موسى الجوزي صدوق.
__________
[1] 3243- انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الإيمان 15، 16، 18.
[2] 3244- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/168.
[3] عبية الجاهلية: الكبر (النهاية) .
[4] انظر الحديث في: سنن أبي داود 5116. ومسند أحمد 2/361، 542. والسنن الكبرى للبيهقي 10/232. وإتحاف السادة المتقين 8/375.(6/185)
أَخْبَرَنِي عبيد اللَّه بْن أَبِي الفتح، عَن طلحة بْن مُحَمَّد بْن جعفر.
وأَخْبَرَنَا السمسار، أخبرنا الصّفّار، حدثنا ابن قانع: أن إبراهيم بن موسى الجوزي مات في سنة ثلاث وثلاثمائة.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع. قال: إبراهيم بن موسى أبو إسحاق الجوزي ويقال له أيضا التوزي توفي يوم الأربعاء مساء ودفن من الغد يوم الخميس لثلاث بقين من جمادى الآخرة سنة أربع وثلاثمائة.
3245- إبراهيم بن موسى بن عبد الله بن أبان، أبو إسحاق، ويعرف بابن الرواس:
حدث عَن أَبِي همام الوليد بْن شجاع، وسوار بن عبد الله، ومحمد بن سهل بن عسكر، ويونس بْن عبد الأعلى، والربيع بْن سُلَيْمَان المصريين. رَوَى عَنْهُ أَبُو بَكْر بن شاذان، وأَبُو عمر بن حيويه، ومُحَمَّد بن عبيد اللَّه بن الشخير.
حَدَّثَنِي الْحَسَن بْن أَبِي طالب، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن إبراهيم بن شاذان، أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن موسى بن عبد الله بن أبان الرواس شيخ ثقة يخضب بالحمرة.
3246- إبراهيم بن محمويه الصوفي:
ذكره أَبُو عَبْد الرَّحْمَن السلمي فِي «تاريخ الصّوفيّة» فقال: أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيرى، أخبرنا محمد بن الحسين السلمي. قال: إبراهيم بن محمويه بغدادي من قدماء أصحاب رويم.
3247- إبراهيم بن مسرور، أبو إسحاق الفامي [1] :
حدث عن محمد بن عبد الملك بن زنجويه، وإسماعيل بن إسحاق القاضي. روى عنه محمد بن عبيد الله قفرجل.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ قفرجل، حدّثني جدي محمّد بن عبيد الله ابن الفضل، حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن مسرور الفامي قال: سمعت ابن زنجويه يقول: سمعت الحميدي يقول: سمعت ابن عيينة يقول: اعرف الناس ودعهم.
__________
[1] 3247- الفامي: هذه النسبة إلى الحرفة، وهي لمن يبيع الأشياء من الفواكه اليابسة، ويقال له:
البقال (الأنساب 9/234) .(6/186)
3248- إبراهيم بن ميمون. أحد شيوخ الصوفية:
أخبرنا إسماعيل الحيرى، أخبرنا محمد بن الحسين السلمي. قال: إبراهيم بن ميمون بغدادي من أصحاب الجنيد، نزل الرملة ومات بها.
3249- إبراهيم بن المظفر بن عبيد الله بن خفيف، أبو إسحاق السمسار، ويقال: البندار:
حدث عن إبراهيم بن عبد الله الزينبي، وأبي حامد محمد بن هارون الحضرمي، وأمية بن محمّد بن إبراهيم البصريّ، وأحمد بْن إِسْحَاق بْن البهلول التنوخي، ويحيى ابن صاعد. حَدَّثَنَا عنه محمد بن عمر بن بكير النجار. روى عنه أبو طالب عمر بن إبراهيم الزّهريّ.
أخبرنا ابن بكير، أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن المظفر بن عبيد الله بن خفيف، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ- بالعسكر- حدّثنا علي بن نصر، حدّثنا وهب ابن جرير، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى عَلَى قَبْرٍ وَصَلَّيْنَا مَعَهُ.
3250-[1] إبراهيم بن مخلد بن جعفر بن مخلد بن سهل بن حمران بن مافيا حسنس [2] بن فيروز بن كسرى قُباذ، أبو إسحاق، المعروف بالباقرحي:
ذكر لي نسبه ابنه إسحاق. سَمِعَ الْحُسَيْن بْن يَحْيَى بْن عياش القطان، وحمزة بن القاسم الهاشمي، وأبا عبد الله الحكيمي، وعلي بن محمد المصري، وعبد الله بن جعفر ابن درستويه النحوي، وأحمد بن كامل القاضي، ومكرم بن أحمد، وأبا طاهر بن أبي هاشم المقرئ، وعبد الله بن إسحاق بن الخراساني، وخلقا كثيرا من هذه الطبقة.
كتبنا عنه وكان صدوقا صحيح الكتاب، حسن النقل، جيد الضبط، ومن أهل العلم والمعرفة بالأدب، واستخلفه القاضي أبو بكر بن صبر على الفرض، وشهد عنده بعد سنة سبعين وثلاثمائة، وشهد أيضا عند أبي عبد الله الضبي، وأبي محمد بن الأكفاني، وغيرهم. وكان ينتحل في الفقه مذهب محمد بن جرير الطبري ومسكنه في مربعة أبي عبيد الله من الجانب الشرقي.
وسمعته يقول: ولدت في سنة خمس وعشرين وثلاثمائة.
__________
[1] 3250- انظر: الأنساب، للسمعاني 2/49.
[2] هكذا في النسختين. وفي الأنساب للسمعاني: «ابن مافنا حسنس» وفي إحدى نسخ الأنساب: «ابن مافنا حشيش» .(6/187)
ثم حدثني ابنه إسحاق قال: حدثني أبي أن مولده في يوم الاثنين السابع من شعبان سنة خمس وعشرين وثلاثمائة.
حدّثني عبيد الله بن أحمد بن عمر الصيرفي قال: كان القاضي أبو الفرج المعافى ابن زكريّا يقول: اعبروا بأبي إسحاق الباقر حيّ فإنه نبكة علم.
حدّثني أبو إسحاق علي بن المحسن قال: أنشدني أبو إسحاق إبراهيم بن مخلد ابن جعفر لنفسه: إلى القاضي أبي محمد الأسدي يستعتبه في قصة جرت له معه:
ما لي جفيت وعندي عادة لكم ... موفورة من حباء الجاه والمال
أعوذ بالله من حال تغيركم ... أبوء منها بمعنى اللام والذال
قد أكثر الناس من عرب ومن عجم ... على وليكم في القيل والقال
هذا يقول عصى أمرا لسيده ... أعوذ بالله من زيف وإضلال
وذا يقول لجرم منه قابله ... فقد أطالوا لعمر الله بلبالي
والله يشهد لي أني أطيعكم ... - ديانة- ولو أن الدهر مغتالي
وما أسر بأن الأرض تجمع لي ... وأنت منحرف عني ولا قالي
إن كان ذنب فعفو منك يغفره ... وذاك أسبق في ظني وآمالي
فانظر لعبدك لا تشمت أعاديه ... بتركه بين إغفال وإهمال
انظر إليه بعين منك تلبسه ... إقبال جدك منه ثوب إقبال
واجعل له في ذراك اليوم منزلة ... تعليه إن الذي أعليته عال
توفي إبراهيم بن مخلد وقت العصر من يوم الأربعاء السابع عشر من ذي الحجة سنة عشر وأربعمائة ودفن من الغد في مقبرة الخيزران بقرب قبر أبي حنيفة.
حرف النّون من آباء الإبراهيمين
3251- إبراهيم بن أبي الليث، أبو إسحاق، واسم أبي الليث: نصر [1] :
ترمذي الأصل، بغدادي الدار، حدث عن فرج بن فضالة، وشريك بن عبد الله، وعبيد الله الأشجعي، وهشيم. رَوَى عَنْهُ أَحْمَد بْن حنبل، وابنه عَبْد الله، وعلي بن المديني وإبراهيم بن هاني النيسابوري، ويزيد بن الهيثم البادا، ومحمد بن الفضل الوصيفي.(6/188)
وقال ابن أبي حاتم الرازي: سئل أبي عنه فقال: كان أحمد بن حنبل يجمل القول فيه، ويحيى بن معين يَحْمل عليه.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْقَاسِمِ النَّرْسِيُّ، أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ الْهَيْثَمِ بْنِ طَهْمَانَ الْبَادَا- سنة ست وسبعين ومائتين- حدّثنا إبراهيم بن نصر، حَدَّثَنَا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ عَنْ لُقْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ. قَالَ: حَجَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَجَّةَ الْوَدَاعِ فَخَطَبَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: «يَا أيها النَّاسُ لَعَلَّكُمْ لا تَرَوْنِي بَعْدَ عَامِكُمْ هَذَا» فَقَالَ رَجُلٌ طَوِيلٌ أَشْعَثُ كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا الَّذِي نَفْعَلُ؟ قَالَ: «اعْبُدُوا رَبَّكُمْ، وَصَلُّوا خَمْسَكُمْ، وَصُومُوا شَهْرَكُمْ، وَحُجُّوا بَيْتَ رَبِّكُمْ، وَأَدُّوا زَكَاةَ أَمْوَالِكُمْ طَيِّبَةً بِهَا أَنْفُسُكُمْ، تَدْخُلُوا جَنَّةَ رَبِّكُمْ» [1]
. أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بن علي التّميميّ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حَدَّثَنَا عبد الله ابن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي، حدّثنا إبراهيم بن أبي اللّيث، حَدَّثَنَا الأَشْجَعِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ الثَّقَفِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ عَلَيْهِ خَاتَمٌ مِنْ ذَهَبٍ عَظِيمٍ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَتُزَكِّي هَذَا؟» فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا زَكَاةُ هَذَا؟ فَلَمَّا أَدْبَرَ الرَّجُلُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «جَمْرَةٌ عَظِيمَةٌ عَلَيْهِ» [2]
. أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ مَنْصُورُ بْن رَبِيعَةَ بْن أحمد بن خطيب الدّينور- بها- أخبرنا علي ابن أحمد بن علي بن راشد، أخبرنا أحمد بن يحيى بن الجارود، حدّثنا علي بن المديني، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي اللَّيْثِ- صَاحِبُ الأَشْجَعِيِّ- حدّثنا هشيم، حَدَّثَنَا مَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْحَيَاءُ مِنَ الإِيمَانِ، وَالإِيمَانُ فِي الْجَنَّةِ، وَالْبَذَاءُ مِنَ الْجَفَاءِ، وَالْجَفَاءُ فِي النَّارِ» [3]
. قال ابن الجارود: كان على يحدث عن إبراهيم هذا، والبغداديون يحملون عنه، وما زال علي يحدث عنه إلى أن مات.
قلت: قد حكى عبد الله بن علي بن المديني أن أباه ترك الرواية عنه.
أخبرني أبو القاسم الأزهري، حدّثنا عبد اللَّه بْن عُثْمَان الصفار، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
__________
[1] 3251- انظر: ميزان الاعتدال 1/54.
[2] انظر الحديث في: مسند أحمد 4/171. ومجمع الزوائد 3/67.
[3] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الإيمان 59. وفتح الباري 10/338، 522.(6/189)
عمران بن موسى الصّيرفيّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ. قال: سمعت أبي- وسئل عن صاحب الأشجعي إبراهيم بن أبي الليث-؟ فقال: ما زلت أسمع أن كتب الأشجعي عنده وهو إذ ذاك بخراسان، وكنت أسأل عنه فقيل لي إنه روى أحاديث هشيم عن يعلى بن عطاء فقال: لعل هشيما دلسها لهم، فقيل له: رواها عن هشيم غيره؟ قال: لا. قلت له: تحدث عن صاحب الأشجعي. قال: لا.
أخبرنا علي بن الحسين- صاحب العباسي- أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا محمّد بن إسماعيل الفارسيّ، حدّثنا بكر بن سهل، حَدَّثَنَا عَبْد الخالق بْن مَنْصُور. قَالَ: وسئل يحيى بن معين عن ابن أبي الليث فقال: ثقة ولكنه أحمق.
قلت: هذا القول من يحيى في توثيقه كان قديما، ثم أساء القول فيه بعد وذمه ذما شديدا.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَتِيقِيُّ، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سمعت أبا داود سُلَيْمَان بْن الأشعث- وَذَكَرَ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَبِي اللَّيْثِ- فَقَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: أَفْسَدَ نَفْسَهُ فِي خَمْسَةِ أَحَادِيثَ عِنْدَهُ لَوْ كَانَتْ بِالْجَبَلِ لَكَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُرْحَلَ فِيهَا. قَالَ أَبُو دَاوُدَ:
صَدَقَ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَ عَنْ هُشَيْمٍ حديثا عن يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ فَزَعَمُوا أَنَّ أَبَا مَالِكٍ حَدَّثَ بِهِ، وَحَدَّثَ عَنْ شَرِيكٍ عَنْ سَالِمٍ عَنْ سَعِيدٍ فِي مَقَامٍ كَرِيمٍ، وَحَدِيثَ تَفْتَرِقُ هَذِهِ الأُمَّةُ عَلَى بِضْعٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً، قَوْمٍ يَقِيسُونَ الأُمُورَ بِرَأْيِهِمْ، وَحَدِيثَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ فِي الرُّؤْيَةِ؛ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى، وَحَدِيثَ هُشَيْمٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْحَيَاءُ مِنَ الإِيمَانِ» [1]
. وَحَدِيثَ سَعْدَوَيْهِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَلانَ الْوَرَّاقُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الفَتْح مُحَمَّد بن الحُسَيْن الحَافِظ، حدثنا محمد بن جعفر بن يزيد الصيرفي قَالَ: سمعت أبا الْعَبَّاسِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ يقول: كنا نختلف إلى إبراهيم بن نصر بن أبي الليث سنة ست عشرة ومائتين أنا وأبي أحمد ويحيى بن معين ومحمد بن نوح وأحمد بن حنبل في غير مجلس نسمع منه تفسير الأشجعي، فكان يقرؤه علينا من صحيفة كبيرة، فأول من فطن له- أي أنه كذاب- أبي فقال له: يا أبا إسحاق هذه الصحيفة كأنها أصل الأشجعي؟ قال: نعم، كانت له نسختان فوهب لي نسخة، فسكت أبي، فلما خرجنا
__________
[1] انظر التخريج السابق.(6/190)
من عنده قال لي: أي بني ذهب عناؤنا إلى هذا الشيخ باطلا، الأشجعي كان رجلا فقيرا وكان يوصل، وقد رأيناه وسمعنا منه، من أين كان يمكنه أن يكون له نسختان؟
فلا تقل شيئا واسكت. فلم يزل أمره مستورا حتى حدث بحديث أبي الزبير عن جابر في الرؤية، وأقبل يتبع كل حديث فيه رؤية يدعيه، فأنكر عليه ذلك يحيى بن معين لكثرة حديثه ما ادعى وتوقى أن يقول فيه شيئا. وحدث بحديث عوف بن مالك أن الله إذا تكلم تكلم بثلاثمائة لسان فقال يحيى: هذا الحديث أنكر على نعيم الفارض من أين سمع هذا من الوليد بن مسلم؟! فجاء رجل خراساني فقال: أنا دفعته إلى إبراهيم بن أبي الليث في رقعة تلك الجمعة. فقال يحيى: لا يسقط حديث رجل برجل واحد، فلما كان بعد قليل حدث بأحاديث حماد بن سلمة عن يعلى بن عطاء عن وكيع بن عدس عن عمه أبي رزين: أين كان ربنا قبل أن يخلق السموات والأرض، وضحك ربنا من قنوط عباده. حدث بها عن هشيم بن بشير، عن يعلى بن عطاء، فقال يحيى بن معين: إبراهيم بن أبي الليث كذاب لا حفظه الله! سرق الحديث، اذهبوا فقولوا له يخرجها من أصل عتيق، فهذه أحاديث حماد بن سلمة لم يشركه فيها أحد، ولو حدث بها عن هشيم، عن يعلى بن عطاء ليس فيها خير. قلنا: لعل هشيما أن يكون دلسها كما يدلس؟ فقال: هشيم أخبرنا يعلى بن عطاء علمنا أنه كذاب وكان يحيى إذا ذكره قال: أبو عراجة. وكان يجمع. قال أحمد بن الدورقي:
والذي أظن في أمر كتب الأشجعي أن إبراهيم بن أبي الليث خرج إلى مكة مع ولد أحمد بن نصر فمر بالكوفة، ومضى إلى عيال أبي عبيدة بن الأشجعي بعد موته، فاشترى كتب الأشجعي وقعد يحدث بها.
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: صاحب الأشجعي كذاب خبيث، يسرق حديث الناس. جرير بن عثمان كتبه له أبو الدرداء، وأما ما روى عن المحاربي عن عاصم فإنه يكذب.
قال لي يحيى بن آدم: إن حديث عاصم عَنْ أَبِي عثمان عَنْ جرير ما رواه أحد إلا عمار بْن سيف.
قلت: يعنى حديث جَرِيرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «تبنى مدينة بين دجلة ودجيل» [1] .
__________
[1] سبق تخريجه في بداية الكتاب.(6/191)
وقد ذكرناه في صدر هذا الكتاب وبينا وجوهه وعلله.
حدثت عَنْ مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس بْن الفرات. قَالَ: حَدَّثَنَا الحسن بن يوسف الصّيرفيّ، أخبرنا أبو بكر الخلّال، أَخْبَرَنَا أَبُو بكر المروذي. قَالَ: قلت لأبي عبد الله- يعنى أحمد بن حنبل-: إني سألت يحيى عن صاحب الأشجعي فقال: لا أعرفه، فعجب.
وقال: كان يختلف معنا إليه ما أعجب ذا! ثم قال: كان جليس ليحيى هو الذي أغرى بينه وبين يحيى حتى تكلم فيه. قلت: إنهم يقولون إنك قد توقفت في أمره؟
قال: أما منذ بلغني أن شعبة حدث بحديث وكيع بن حدس فقد سكن ما بقلبي، وقد روى معاذ منه شيئا، ورواه ابن أبي عدي عن شعبة، وقد يكون هشيم دلسه. وأما حديث عيسى بن يونس فقد حدث به رجل بخراسان وحدث به آخر بالرملة، وحدث به غير واحد. ثم قال: أنا رأيت كتاب الأشجعي في بيته، وقد كان سمع الجامع وكان لا يحدث به، وكان يقرأ علينا كتاب الأشجعي فيقول: هذا سمعته وهذا لم أسمعه في كتاب الصلاة. فرجل يدع حديثا كثيرا يقول لم يسمعه، يدعى حديثين! إيش هذا من الكلام.؟
أخبرنا بشرى بن عبد الله الرومي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدّثنا محمّد بن جعفر الرّاشدي، حَدَّثَنَا أبو بكر الأثرم. قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ذَكَرَ الْحَدِيثَ الَّذِي رَوَاهُ إبراهيم بن أبي الليث، عَنْ هُشَيْمٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ وكيع ابن حدس، عن أبي رزين. قلت للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هل نرى ربنا. وتلك الأحاديث معه؟
فقال: بلغني أنه في كتب عبد الله بن موسى. وقال: انظر في كتب عبد الله بن موسى لعلك أن تجده. فأتيت منزل عبد الله بن موسى فأُخْرِجت إليَّ كُتُبه عن هشيم فنظرت فيها، ثم أتيت أبا عبد الله فقلت له: نظرت في كتب عبد الله بن موسى صاحب هشيم فلم أجد الحديث، ونظرت في أحاديث يعلى بن عطاء فلم أجده، وذاك أني وجدت أحاديث يعلى في موضع واحد فلم يكن فيها.
قرأت على أبي بكر البرقاني عَنْ مُحَمَّد بْن العباس الخزاز قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن مسعدة، حدّثنا جعفر بن درستويه، حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز قال: سمعت يحيى بن معين وذكر إبراهيم بن أبي اللّيث، فذكر عنه شيئا لم أحفظه. فقيل له: يا أبا زكريا إن أحمد بن حنبل يختلف إليه ويكتب عنه! فقال: لو اختلف إليه ثمانون كلهم مثل منصور بن المعتمر ما كان إلّا كذّابا.(6/192)
أخبرني الأزهري، حدّثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حدثنا جدي. قال: إبراهيم بن أبي الليث كان أصحابنا كتبوا عنه ثم تركوه، وكانت عنده كتب الأشجعي، وكان معروفا بها ولم يقتصر على الذي عنده حتى تخطى إلى أحاديث موضوعة.
وقال جدي: حدثني أحمد بن الْعَبَّاس قَالَ: سمعت يَحْيَى بْن معين يقول: ابْن أبي الليث يكذب في الحديث، ولو حدث بما سمع كان خيرا له.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الْقَطَّان، أخبرنا عُثْمَان بن أحمد الدّقّاق، حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاسِطِيُّ. قَالَ: قَالَ أَبُو حفص عمرو بْن عَلِيّ: وإبراهيم بن نصر صاحب الأشجعي متروك الحديث كان يكذب.
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ: قَالَ مُحَمَّد بْن العباس العصمي، حَدَّثَنَا أَبُو الفضل يَعْقُوب بْن إِسْحَاق بن محمود الهروي الفقيه، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ صالح بْن مُحَمَّد الأسدي قال:
إبراهيم بن أبي الليث كان يكذب عشرين سنة، وقد أشكل أمره على يحيى وأحمد وعلي بن المديني حتى ظهر بعد بالكذب فتركوا حديثه.
وأخبرني البرقاني، حدّثني محمّد بن أحمد الأدمي، حدّثنا محمّد بن علي الإيادي، حدثنا زكريا بن يحيى الساجي. قال: إبراهيم بن نصر وهو ابن أبي الليث صاحب الأشجعي متروك الأحاديث، عمد إلى أحاديث حماد بن سلمة عن يعلى بن عطاء في الرؤية فحدث بها عن هشيم.
أخبرنا ابن الفضل القطّان، أخبرنا جعفر بن محمّد الخالدي، حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي. قَالَ: سنة أربع وثلاثين ومائتين، فيها مات إبراهيم بن أبي الليث صاحب الأشجعي.
قلت: وببغداد مات.
3252- إبراهيم بن نصر بن محمد بن نصر بن زيد بن عبد الله، أبو إسحاق الكندي [1] :
سمع عفان بْن مُسْلِم، ومعاوية بْن عمرو، وقبيصة بن عقبة، والحسن بن قتيبة، وعبد المنعم بن إدريس، والخليل بن زكريا. روى عنه ابنه إسحاق، ومحمّد بن
__________
[1] 3252- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/225.(6/193)
مخلد العطار، وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ البزاز، وأبو الحسين بن المنادي وقال:
وكان من عباد الله الصالحين.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ البرقاني، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدّثنا ابن مخلد، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ الْكِنْدِيُّ- مِنْ أَصْلِ كتابه- قال: حدّثنا قبيصة، حدّثنا سفيان بن عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ. قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «أَسْلَمُ سَالَمَهَا اللَّهُ، وَغِفَارُ غَفَرَ اللَّهُ لَهَا وَعُصَيَّةُ عَصَتِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ» [1]
. قَالَ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ: وَرَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ بُهْلُولٍ عَنْ حُسَيْنٍ الْجُعْفِيِّ، عَنِ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرٍ، وَلَمْ يُتَابَعْ عَلَيْهِ، وَالصَّحِيحُ عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابن دِينَارٍ. وَكَذَلِكَ رَوَاهُ مَالِكٌ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ.
أَخْبَرَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الدَّقَّاق قَالَ: قرأنا على الْحُسَيْن بن هارون الضبي عن أبي العباس بن سعيد. قال: إبراهيم بن نصر الكندي البغدادي ثقة.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن المظفر. قال: قال عبد الله بن محمد البغوي: سنة سبع وستين فيها مات إبراهيم بن نصر بسويقة نصر.
أخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حدثنا، ابن قانع: أن إبراهيم بن نصر مات في سنة تسع وستين ومائتين، وهكذا ذكر مُحَمَّد بْن مخلد فيما قرأت بخطه.
3253- إبراهيم بن نصر المنصوري، مولى منصور بن المهدي:
حدث عن إبراهيم بن بشار الخراساني- صاحب إبراهيم بن أدهم- وعن العلاء بن مسلمة الرواس. روى عنه جعفر الخالدي، ومحمد بن سعيد الحربي المعروف بابن الضرير، وأبو بكر المفيد الجرجرائي.
3254- إبراهيم بن النضر بن مروان بن سويد، العطار:
حدث عَنْ عَبَّاس بْن عَبْد اللَّهِ الترقفي. روى عنه ابنه موسى.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ مُوسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ النضر ابن مروان المقرئ العطّار، حدّثنا أبي إبراهيم بن النّضر، حدّثنا عبّاس الترقفي، حدّثنا رواد بن الجراح، حدّثنا سفيان، حدّثنا منصور، حدّثنا ربعي عن حذيفة. قال: قال
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح البخاري 2/33، 4/220. وصحيح مسلم، كتاب فضائل الصحابة 132، 184، 185، 186، 187. والمساجد 307، 308. وفتح الباري 2/492.(6/194)
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَيْرُكُمْ فِي الْمِائَتَيْنِ كُلُّ خَفِيفِ الْحَاذِ» قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْخَفِيفُ الْحَاذِ؟ قَالَ: «الَّذِي لا أَهْلَ لَهُ وَلا وَلَدَ» [1]
. قال موسى: قال أبي: قال العباس: فتكلم الناس في هذا الحديث، فَرَأَيْتُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي المنام. فقلت: يا رسول الله حدثنا رواد بن الجراح، حدّثنا سفيان، حدّثنا منصور، حدثنا ربعي عن حذيفة عنك أنك قلت: «خيركم في المائتين كل خفيف الحاذ» ؟
فَقَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صدق رواد بن الجراح، وصدق سفيان، وصدق منصور، وصدق ربعي، وصدق حذيفة، أنا قلت: «خيركم في المائتين كل خفيف الحاذ» [2]
. 3255- إبراهيم بن نَجِيح بن إبراهيم بن محمد بن الحسين، أبو القاسم الفقيه، مولى بني زهرة [3] :
من أهل الكوفة، نزل بَغْدَاد وحدث بِهَا عَنْ أَبِيهِ، وعن مُحَمَّد بن إسحاق البكائي.
رَوَى عَنْهُ الْقَاضِي أَبُو الْحَسَن الجراحي، ومحمد بن المظفر.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو تَمَّامٍ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْن الْحَسَنِ الْوَاسِطِيُّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الله ابن محمّد بن عبد الله الحذاء. قالا: حدّثنا محمّد بن المظفّر الحافظ، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَجِيحِ بْنِ إبراهيم، حدّثنا أبي، حدّثنا معمّر بن بكّار السّعدي، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ. قَالَ: ارْتَدَّتِ امْرَأَةٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَالُ لَهَا أُمُّ مَرْوَانَ، فَأَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُعْرَضَ عَلَيْهَا الإِسْلامُ، فَإِنْ أَسْلَمَتْ وَإِلا قُتِلَتْ.
كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْن الْمُعَدَّل- من الكوفة- يذكر أن مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن حَمَّاد بْن سُفْيَان الحافظ حدثهم. قال: سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة فيها مات أبو القاسم إبراهيم بن نجيح بن إبراهيم الزهري مولاهم الفقيه ببغداد، وجيء به إلى الكوفة فدفن فيها، وكان فقيه الكوفة لا يتقدم عليه، وكان من أحفظ الناس للسنن، وصنف كتاب «السنن» وإنما عامته من حفظه، وكان صاحب قرآن وخير، وفضل وصدق.
__________
[1] 3254- انظر الحديث في: العلل المتناهية 2/146. والكامل لابن عدي 3/1037. والأسرار المرفوعة 483. وتخريج الإحياء 2/24. وتاريخ ابن عساكر 5/334.
[2] انظر التخريج السابق.
[3] 3255- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/250.(6/195)
3256- إبراهيم بن أبي نعيم القفصي [1] :
حدث عن إبراهيم بن نصر المنصوري. روى عَنْهُ عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن جهضم الهمذاني.
أخبرنا عبد العزيز بن علي الورّاق، حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن الهمذاني- بمكة- حدثنا إبراهيم بن أبي نعيم القفصي.
وأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، وَعَلِيُّ بْنُ أحمد بن عمر المقرئ. قالا: حدّثنا جعفر الخالدي قال: أخبرنا إبراهيم بن نصر قال: سمعت إبراهيم بن بشار يقول:
سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: الناس أربعة في الورع؛ فمنهم ورع عن القليل والكثير ومنهم ورع عن القليل وإذا أشرف على الكثير لم يتورع عنه، ومنهم ورع عن الكثير ويدنس ورعه بالقليل، ومنهم من لا يتورع عن قليل ولا كثير.
حرف الواو من آباء الإبراهيمين
3257- إبراهيم بن الوليد بن أيوب، أبو إسحاق الجشاش [2] :
سمع أبا نعيم، والقعنبي، وسعد بن عبد الحميد بن جعفر، وعفان، وأبا سلمة التبوذكي، وعبد اللَّه بْن صالح العجلي، وسعيد بْن داود الزبيري، وإسماعيل بن أبي أويس، وأبا نصر التمار، وأحمد بن يونس، ويحيى بن الحماني، وأبا بلال الأشعري، وشيبان بن فروخ، وعبيد الله بن محمّد بن عائشة. روى عنه الحسن بن يحيى بن عيّاش القطّان، وأَبُو الْحُسَيْنِ بن المنادي، ومحمد بن عمرو الرزاز، وأَبُو بَكْر بْن أَبِي حامد صاحب بيت المال، وعبد الله بن عيسى الفامي، وأبو عمرو بن السماك، وإسماعيل بْن مُحَمَّد الصفار، وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا هِلالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَفَّارُ، أَخْبَرَنَا إسماعيل بن محمّد الصّفّار- وكان ثقة- حدّثنا إبراهيم بن الوليد الجشاش، حَدَّثَنَا عَفَّانُ وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ الأُبُلِّيُّ.
قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْن سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْن زَيْد، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «رأيت
__________
[1] 3256- القفصيّ: هذه النسبة إلى القفص، وهي قرية على دجلة من أعمال الدجيل، على ثلاثة فراسخ (الأنساب 10/213) .
[2] 3257- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/250.(6/196)
لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي رِجَالا تُقْرَضُ شِفَاهُهُمْ بِمَقَارِيضَ مِنْ نَارٍ. قُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ مَنْ هَؤُلاءِ؟
قَالَ: هَؤُلاءِ خُطَبَاءٌ مِنْ أُمَّتِكَ يَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَيَنْسَوْنَ أَنْفُسَهُمْ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا يَعْقِلُونَ!» [1]
. حَدَّثَنِي الحسن بْن مُحَمَّد الخلال، عَن أَبِي الحسن الدارقطني. قال: إبراهيم بن الوليد الجشاش ثقة.
أخبرني الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر عَنْ عُثْمَان بْن أحمد الدقاق. قال: مات إبراهيم بن الوليد الجشاش في المحرم سنة اثنتين وسبعين ومائتين.
حرف الهاء من آباء الإبراهيمين
3258- إبراهيم بن هدبة، أبو هدبة الفارسي:
كان بالبصرة ثم خرج إلى أصبهان، والري، ووافى بغداد، وحدث بها عن أنس ابن مالك بالأباطيل. روى عنه عيسى بن سالم الشاشي، وحميد بن الربيع اللخمي، وسعدان بن نصر الثّقفيّ، ومحمّد بن عبيد الله بن المنادي، والخضر بن أبان الكوفي، وغيرهم. وسمعت أبا نعيم الحافظ يقول: قدم أبو هدبة إبراهيم بن هدبة أصبهان وحدث بها عن أنس بن مالك، فرفع ذلك إلى جرير بن عبد الحميد فصدقه.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار، حَدَّثَنَا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُدْبَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «طُوبَى لِمَنْ رَآنِي، وَمَنْ رَأَى مَنْ رَآنِي، وَلِمَنْ رَأَى مَنْ رَأَى مَنْ رَآنِي» [2]
. حَدَّثَنَا أَبُو طالب بن يحيى بن علي بن الطيب الدسكري- لفظا بحلوان- حدّثنا أبو أحمد بن محمّد أحمد بن الغطريف- إملاء بجرجان- أخبرنا أبو خليفة، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر الأصبهانيّ، حَدَّثَنَا أَبُو هُدْبَةَ. قَالَ- وَعَرَفَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ وَكَانَ مِنْ أَهْلِ دِسْتِ مَيْسَانَ- قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رسول
__________
[1] انظر الحديث في: مسند أحمد 3/239، 5/10. ومشكاة المصابيح 5149. والدر المنثور 1/64. والترغيب والترهيب 3/234.
[2] 3258- سبق تخريجه، راجع الفهرس.(6/197)
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ غَسَّلَ وَاغْتَسَلَ، وَبَكَّرَ وَابْتَكَرَ، وَأَتَى الْجُمُعَةَ وَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ، غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الأُخْرَى» [1]
. أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي العزائم- بالكوفة- حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْخِضْرُ بْنُ أَبَانَ الْمُقْرِئُ، حدّثنا إبراهيم بن هدبة، حَدَّثَنَا أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَيُّمَا امْرَأَةٍ خَرَجَتْ مِنْ غَيْرِ أَمْرِ زَوْجِهَا كَانَتْ فِي سَخَطِ اللَّهِ حَتَّى تَرْجِعَ إِلَى بَيْتِهَا، أَوْ يَرْضَى عَنْهَا» [2]
. وبِإِسْنَادِهِ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ فِي جَهَنَّمَ بَحْرًا أَسْوَدَ مُظْلِمًا مُنْتِنَ الرِّيحِ يُغْرِقُ اللَّهُ فيه كل مَنْ أَكَلَ رِزْقَهُ وَعَبَدَ غَيْرَهُ» [3]
. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْبَخْتَرِيِّ الرَّزَّازُ- إِمْلاءً- حدّثنا محمّد بن عبيد الله المنادي، حَدَّثَنَا أَبُو هُدْبَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عليه وسلم تبع جَنَازَةً فَإِذَا هُوَ بِنِسْوَةٍ خَلْفَ الْجَنَازَةِ، قَالَ: فَنَظَرَ إِلَيْهِنَّ وَهُوَ يَقُولُ: «ارْجِعْنَ مَأْزُورَاتٍ غَيْرَ مَأْجُورَاتٍ، مُفْتِنَاتِ الأَحْيَاءِ، مُؤْذِيَاتِ الأَمْوَاتِ» [4]
. أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، أخبرنا أبو مسلم بن مهران، أخبرني محمّد بن زكريّاء الشروطي- بنسف- حدثنا يحيى بن بدر. قال: قال أحمد بن حنبل: إبراهيم بن هدبة لا شيء، روى أحاديث مناكير.
قال يحيى بن بدر: وقال يحيى بن معين: إبراهيم بن هدبة هو الفارسي أبو هدبة لا بأس به ثقة.
قلت: المحفوظ عن يحيى وغيره ضد هذا القول.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد أبو عبد الله، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزاز، حدّثنا أحمد بن سعيد بن مرابا، حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول:
قدم أبو هدبة فاجتمع عليه الخلق فقالوا له: أخرج رجلك! فقالوا ليحيى: لم قالوا له أخرج رجلك؟ قال: كانوا يخافون أن تكون رجله رجل حمار، يكون شيطانا، أو قال: فيكون شيطانا!
__________
[1] انظر الحديث في: مسند أحمد 2/209، 4/104. وفتح الباري 2/366. ومجمع الزوائد 2/178.
[2] سبق تخريجه، راجع الفهرس.
[3] انظر الحديث في: تنزيه الشريعة 2/379. والكامل لابن عدي 1/211. واللآلئ المصنوعة 1/245. وتاريخ أصبهان 3/171.
[4] انظر الحديث في: سنن ابن ماجة 1578. والسنن الكبرى للبيهقي 4/77، 6/176.
وكشف الخفا 117. والعلل المتناهية 2/420.(6/198)
بلغني عَنْ إبراهيم بْن عبد اللَّه بْن الجنيد قَالَ: سمعت يَحْيَى بْن معين- وَسئل عن أبي هدبة- قال: قدم علينا هاهنا فكتبنا عنه عن أنس بن مالك، ثم تبين لنا كذبه، كذاب خبيث.
أخبرني أبو القاسم الأزهري، حَدَّثَنَا عبيد اللَّه بْن عثمان بْن يَحْيَى قَالَ: حدّثنا إسماعيل بن محمّد الأديب، حدّثنا الحسن بن الفضل بن السمح، حدثنا محمد بن عيسى- يعني ابن الطباع- حدثنا عمر بن هارون قال: قلت لأبي هدبة: ذهبت إلى الري فحدثت الناس عن أنس بن مالك. فقال: دعنا منك نريد الخبز.
أخبرني الحسن بن محمّد الخلّال، حدّثنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن، أخبرنا الحسين بن محمّد بن عفير، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن سنان قَالَ: سمعت مُحَمَّد بن بلال راوية عمران القطان. قال: أبو هدبة عدو الله، وكان عندنا هاهنا يُحَفِّل الغنم فيبيعها.
قال: وكان ينكر أن يحدث عن أنس.
أَخْبَرَنَا علي بن مُحَمَّد بن الحسن المالكي، أخبرنا عبد اللَّه بْن عُثْمَان الصفار، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمران بن موسى الصيرفي، حدثنا عَبْد اللَّه بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه المديني قال: سمعت أبي يقول: كان أبو هدبة يقول: حدثني أنس بن مالك. قيل لأبي: كان يصدق؟ قال: من أين! وضعفه جدا.
أخبرني محمد بن الحسين القطان، أخبرنا دَعْلَجِ بْنِ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأبار قَالَ: سألت مجاهد بن موسى عن أبي هدبة. قال: قال علي بن ثابت: هو أكذب من حماري هذا. وقال هشيم: قد طلبنا أصحاب أنس منذ عشرين سنة فلم نقدر عليهم.
أَنْبَأَنَا أَبُو سعد الماليني، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بن عدي الحافظ قال: سمعت عبد الملك بن محمد- يعنى أبا نعيم الجرجاني- يقول: أخبرني محمد بن عبيد الله المنادي. قال:
كان أبو هدبة هاهنا ببغداد يسأل الناس عن الطريق.
قال عبد الملك: وبلغني أنه كان رقاصا بالبصرة يدعى إلى العرائس فيرقص لهم.
أخبرني الأزهري، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا عمر بن الحسن قال:
أخبرني محمد بن إسماعيل بن عطيّة البصريّ، حدّثنا نصر بن علي، حدثنا بشر بن عمر. قال: كان في جوارنا هاهنا عرس، فدعي إليه أبو هدبة- صاحب أنس- فأكل وشرب وسكر فجعل يغنى ويقول:(6/199)
أخذ النمل ثيابي ... فترقصت لهنه
أخذ النمل ثيابي ... فترقّصت لهنّه
أخبرنا أبو بكر البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، حدثنا أبي. قال: إبراهيم بن هدبة أبو هدبة متروك الحديث.
3259- إبراهيم بن هاشم بن مشكان:
سمع هشيم بن بشير، ومحمد بن عمر الواقدي، وجرير بن عبد الحميد، ويزيد بن هارون، وبشر بن الحارث. روى عنه يعقوب بن شيبة، وأحمد بن بشر المرثدي، ومحمد بن يوسف الصابوني الحافظ.
أَخْبَرَنَا أَبُو منصور مُحَمَّد بن علي بن إسحاق- خازن دار الكتب- أخبرنا محمّد ابن عبد الله بن إبراهيم، حدّثنا أحمد بن بشر المرثدي، حدّثنا هاشم عن بشر بن الحارث، عن أبي الوليد قال: سمعت شعبة يقول: وجدت قلبي في الشعر أسلم منه في الحديث.
أَخْبَرَنِي إبراهيم بن مخلد- فيما أذن أن أرويه عنه- حَدَّثَنَا أحمد بن كامل القاضي. قَالَ: قَالَ لي محمّد بن موسى- وهو البربري-: الذين اجتمعت عندهم كتب الواقدي أربعة أنفس؛ محمد بن سعد الكاتب، وأبو حسان الزيادي، وإبراهيم ابن سعيد الجوهري، وإبراهيم بن هاشم بن مشكان.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدّل، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدّثنا دبيس المعدّل، أخبرنا علي بن أبي الربيع- وسألته عن هذا-. قال: سمعت بشر بن الحارث يقول: أريد أن أطلب طرد أو أقصي أو أجفو إبراهيم بن هاشم منذ كذا.
وكذا فقلت له: يا أبا نصر إنه والله من أمثل من يأتيك، قال: ثم تداركها، فقلت:
أقدمت على بشر في شيء رآه؟! قلت: إني والله يا أبا نصر ما أخبره. قال: فسكت، قال أبو الفضل- يعني دبيسا- فخرج منه وأقفى مثل الحمار.
أخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حدثنا ابن قانع: أن إبراهيم بن هاشم بن مشكان صاحب بشر بن الحارث مات في سنة اثنتين وأربعين ومائتين.(6/200)
3260- إبراهيم بن هاشم بن الحسين بن هاشم، أبو إسحاق البيع، المعروف بالبغوي [1] :
سمع أمية بن بسطام، وإبراهيم بن الحجاج السامي، وأبا الرّبيع الزهراني، وعلي ابن الجعد، ومحرز بن عون، ومحمد بن بكار، وأحمد بن حنبل، وأحمد بن سعيد الدارمي. رَوى عَنْهُ أَحْمَد بْن سلمان النجاد، وعبد الباقي بن قانع، وجعفر الخالدي وإسماعيل بْن علي الْخُطبي، وأَبُو بَكْر الشَّافِعِيّ، وعلي بن مُحَمَّدِ بْنِ لؤلؤ الوراق.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بن مخلد بن جعفر، حدّثني إسماعيل بن علي الخطبي، حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن هاشم، حدّثنا أبو الرّبيع الزهراني، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ مَيْمُونٍ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَرَأَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ مِائَتَيْ مَرَّةٍ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَلْفًا وخمسمائة حَسَنَةٍ، إِلا أَنْ يَكُونَ عَلَيْهِ دَيْنٌ» [2]
. أَخْبَرَنِي الأزهري قَالَ: قَالَ أَبُو الْحَسَن الدارقطني: إبراهيم بن هاشم البغوي ثقة.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْن علي الْخُطبي. قَالَ: مات أبو إسحاق إبراهيم بن هاشم البغوي، يوم الخميس سلخ جمادى الآخرة سنة سبع وتسعين ومائتين.
قلت: وَكَانَ مولده سنة سبع ومائتين.
3261- إبراهيم بن هاني، أبو إسحاق النيسابوري [3] :
كان أحد الأبدال، ورحل في العلم إلى العراق، والشام، ومصر، ومكة، ثم استوطن بغداد، وحدث بِها عن عبيد الله بن موسى العبسي، ويعلى ومحمد ابني عبيد، وقبيصة بن عقبة، وخلاد بن يحيى، وأبي عبد الرّحمن المقبري، وأبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج، وأبي صالح عبد الله بن صالح المصري، وإبراهيم بن عبد الله بن العلا بن زبر، وأيوب بن خالد الحراني، وعلي بن عياش، وأبي اليمان، وأمثالهم. روى عنه عبد الله بن أَحْمَد بن حنبل، ومحمد بن عبدوس بن كامل، وعبد الله بن محمد البغوي، وَعبد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن ناجية، وَيحيى بن محمد بن صاعد، وأَحْمَد بن مُحَمَّد بن هارون الخلال وعَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ زياد النيسابوري،
__________
[1] 3260- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/97.
[2] انظر الحديث في: الموضوعات، لابن الجوزي 2/244. والعلل المتناهية 1/106.
[3] 3261- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/197.(6/201)
والْحُسَيْن بْن إِسْمَاعِيل المحاملي، ومُحَمَّد بْن مخلد الدوري، وإسماعيل بن محمد الصفار، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْن أَحْمَد بْن الصّلت الأهوازي، حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ المحامليّ، حدّثنا إبراهيم بن هاني، حدّثنا عبيد الله- يعني ابن موسى- حَدَّثَنَا شَيْبَانُ عَنْ يَحْيَى أَنَّ نَافِعًا أَخْبَرَهُ عَنْ حَفْصَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ بَيْنَ النِّدَاءِ وَالإِقَامَةِ مِنْ صَلاةِ الصُّبْحِ.
رواه جماعة عَنْ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ حَفْصَةَ، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وكذلك رواه عمر بن محمد بن زيد، ومالك بن أنس، واللّيث بن سعد، وموسى ابن عقبة. وغيرهم عن نافع.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ مَهْدِيٍّ، أخبرنا محمّد بن مخلد العطّار، حدّثنا إبراهيم بن هاني، حدّثنا محمّد بن عبد الواهب أَبُو شِهَابٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيَشْرَبَنَّ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي الْخَمْرَ يُسَمُّونَهَا بِغَيْرِ اسْمِهَا» [1]
. أخبرنا الْحَسَن بن مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيل بن أشناس البزاز، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ لُؤْلُؤٍ الْوَرَّاقُ- إملاء- حدثنا أحمد بن عيسى بن السكين البلدي- بواسط- قال:
سمعت أخي قال: حدثنا يزيد بن هارون بن عيسى قال: سمعت من يخبر عن أحمد ابن حنبل قال: إن يكن أحد ممن يعرف من الأبدال فإبراهيم بن هاني.
كذا أخبرناه ابن أشناس وفي إسناده وهم. وأحسب صوابه قال: سمعت أخي يزيد بن هارون بن عيسى. والله أعلم.
أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ جعفر المؤدّب، حدّثنا عمر بن أحمد المروروذي، حدثنا أبو بكر النيسابوري قال: حدثني أبو موسى الطوسي- في جنازة إبراهيم بن هاني- قال: سمعت ابن زنجويه يقول: قال أحمد بن حنبل: إن كان ببغداد رجل من الأبدال فأبو إسحاق النيسابوري. واللفظ لابن عبد الواحد.
__________
[1] انظر الحديث في: سنن أبي داود 3688. وسنن ابن ماجة 4020. ومسند أحمد 5/342. وفتح الباري 10/51. والأحاديث الصحيحة 1/138، 701.(6/202)
حدثت عن عبد العزيز بن جعفر الحنبلي قال: أخبرنا أبو بكر الخلّال، أخبرنا علي ابن الحسن بن هارون، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم بن هاني. قال: كان أحمد بن حنبل مختفيا هاهنا عندنا في الدار. فقال لي أحمد بن حنبل: ليس أطيق ما يطيق أبوك- يعنى من العبادة-.
وقال الخلال: أخبرني يوسف بن موسى قال: سألت أبا عبد الله امرأة عن وصية فذكرت له أبا إسحاق النيسابوري. فقال أبو عبد الله: أبو إسحاق ثقة.
أَخْبَرَنِي الأزهري قَالَ: قَالَ أَبُو الْحَسَن الدارقطني: إبراهيم بن هاني النيسابوري أبو إسحاق ثقة فاضل، سكن بغداد.
أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزاز، حدثنا أبو بكر النيسابوري. قال: حضرت إبراهيم بن هاني عند وفاته فجعل يقول لابنه إسحاق: يا إسحاق ارفع الستر قال: يا أبت الستر مرفوع. قال: أنا عطشان، فجاءه بماء قال:
غابت الشمس؟ قال: لا. قال: فرده ثم قال: لمثل هذا فليعمل العاملون. ثم خرجت روحه.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال: قرأت على أَحْمَد بْن عيسى بْن الهيثم التمار قَالَ: حَدَّثَنَا عبيد بن مُحَمَّدِ بْنِ خلف البزار. قَالَ: مات إبراهيم بن هاني والرمادي في سنة خمس وستين ومائتين.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع. قال: وإبراهيم بن هاني النيسابوري صاحب أحمد بن حنبل، توفي يوم الأربعاء لأربع خلون من ربيع الآخر سنة خمس وستين.
3262- إبراهيم بن هشام، المداينيّ:
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ المعدل، أخبرنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الكندي- بمكة- حدثنا محمد بن جعفر الخرائطي قال: حدثني أحمد بن جعفر، حدّثني إبراهيم بن هشام المداينيّ، عن محمد بن الحسين، عن فضيل، عن رزين أبي أسماء. أن رجلا دخل غيضة فقال: لو خلوت هاهنا بمعصية من كان يراني؟ فسمع صوتا ملأ ما بين [السماء والأرض] [1] : أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ
[الملك 14] .
__________
[1] 3262- ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(6/203)
3263- إبراهيم بن الهيثم بن المهلب، أبو إسحاق البلدي [1] :
سكن بغداد وحدث بِهَا عَنْ عَلِيّ بْن عياش، وأبي اليمان الحمصيين، وآدم بن أبي إياس، والهيثم بن جميل، وأبي صالح كاتب الليث، وأبي شيخ الحراني. روى عنه عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن ناجية، والقاضي المحاملي، ومحمد بْن مخلد، ومحمد بْن عمرو الرزاز، وإسماعيل بن مُحَمَّد الصفار، وأَحْمَد بن سلمان النجاد، ومكرم بن أحمد القاضي، وأبو سهل بْن زياد، وأبو بَكْرٍ الشَّافِعِيِّ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الصَّلْتِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ المحامليّ، حدّثنا إبراهيم بن الهيثم، حدّثنا آدم، حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ حَفْصَةَ. قَالَتْ: مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي بَعْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ إِلا رَكْعَتَيْنِ.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بن أبي بكر، أَخْبَرَنَا مُكْرِمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُكْرِمٍ القاضي، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْبَلَدِيُّ- بِبَغْدَادَ سَنَةَ ثمان وسبعين ومائتين- حدّثنا أبي، حَدَّثَنَا كُرَيْدُ بْنُ رَوَاحَةَ، عَنْ أَبِي هِلالٍ الرَّاسِبِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور» [2]
. وَهِيَ الرِّيحُ الْعَقِيمُ.
أَنْبَأَنَا أَبُو سعد الماليني، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بن عدي الحافظ. قال: إبراهيم بن الهيثم البلدي حدث ببغداد بحديث الغار عن الهيثم بن جميل، عَنْ مُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فكذبه فيه الناس وواجهوه به، وبلغني أن أول من أنكر عليه في المجلس أحمد بن هارون البرديجي.
قال ابن عدي: سمعت حاجب بن أركين يقول: سمعت محمد بن عوف يقول:
ما سمع من الهيثم بن جميل حديث الغار إلا أنا والحسن بن منصور البالسي. قال ابن عدي: وإبراهيم بن الهيثم أحاديثه مستقيمة سوى هذا الحديث الواحد الذي أنكروه عليه، وقد فتشت حديثه فلم أر له حديثا منكرا من جهته، إلا أن يكون من جهة من روى عنه.
__________
[1] 3263- انظر: المنتظم، لابن الجوزير 12/300.
[2] انظر الحديث في: صحيح مسلم 617. وصحيح البخاري 2/41، 4/132، 166، 5/140. وفتح الباري 2/520، 7/399.(6/204)
قلت: قد روى حديث الغار عن الهيثم جماعة، وإبراهيم بن الهيثم عندنا ثقة ثبت لا يختلف شيوخنا فيه، وما حكاه ابن عدي من الإنكار عليه لم أر أحدا من علمائنا يعرفه، ولو ثبت لم يؤثر قدحا فيه، لأن جماعة من المتقدمين أنكر عليهم بعض رواياتهم، ولم يمنع ذلك من الاحتجاج بهم، مثل أبي سلمة موسى بن إسماعيل التبوذكي، فإن يحيى بن معين أنكر عليه رواياته عن همام، عن ثابت، عن أنس، عن أبي بكر الصديق. قَالَ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ونحن في الغار لو أن أحدهم- يعنى المشركين- رفع قدميه لأبصرنا! فَقَالَ: «يَا أَبَا بَكْرٍ مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللَّهُ ثالثهما» [1]
. وزعم يحيى أنه وجد هذا الحديث على ظهر كتاب أبي سلمة واتهمه بأنه لم يسمعه من همام، والتمس يحيى من التبوذكي أن يحلف عليه أنه سمعه، فلم يمنع هذا الإنكار من الاحتجاج بحديث أبي سلمة، ولو فتش الحديث لوجد فيه مثل هذا كثير.
وأما قول محمد بن عوف إن حديث الغار لم يسمعه من الهيثم بن جميل إلا هو والحسن بن منصور فلا حجة فيه، لجواز أن يكون قد سمعه من لم يعلم به.
وَقَدْ أخبرنا بِالْحَدِيثِ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله القطّان، حدّثنا إبراهيم بن الهيثم، حدّثنا الهيثم بن جميل، حدثنا مبارك عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وذكر قصة الغار بطوله.
أخبرناه أبو طاهر أحمد بن محمّد بن الحسين الخفاف، أخبرنا عبد الله بن القاسم ابن سهل الفقيه- بالموصل- حدّثنا عبد الله بن أبي سفيان، حدّثنا محمّد بن عوف الحمصي، حدّثنا الهيثم بن جميل، حدثنا مبارك بن فضالة بإسناده مثله سواء.
قال أبو محمد عبد الله بن أبي سفيان: ما علمت أني كتبت هذا الإسناد إلا عن محمد بن عوف.
وَأَخْبَرَنِيهِ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ فِي كِتَابِهِ إِلَيَّ قَالَ: أَخْبَرَنَا خَيْثَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ حَيْدَرَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْبَلَدِيُّ. قَالا: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ جميل، حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَّ ثَلاثَةً أَوَوْا إِلَى غَارٍ فَانْطَبَقَ عَلَيْهِمْ»
، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُظَفَّرِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ، أخبرنا زاهر بن أحمد السرخسي،
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح البخاري 5/4، 6/9. وصحيح مسلم 1854.(6/205)
حدّثنا محمّد بن المسيب الأرغياني، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ وَأَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ.
قَالا: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ، حدّثنا المبارك بن فضالة، حدّثنا الحسن، حَدَّثَنَا أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّ ثَلاثَةَ رَهْطٍ كَانُوا فِي غَارٍ فَانْطَبَقَ عَلَيْهِمُ الْغَارُ، قَالُوا: هَلُمَّ فَلْيَدْعُ كُلُّ إِنْسَانٍ مِنَّا بِأَفْضَلِ عَمَلِهِ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ
. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ وعبد العزيز بن علي القرشيّان. قالا: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ الآدَمِيُّ بانتخاب الدارقطني، حدّثنا الحسن بن محمّد بن شعبة، حدّثنا الهيثم بن خالد بن يزيد، حدّثنا الهيثم بن جميل، حَدَّثَنَا مُبَارَكٌ- يَعْنِي ابْنَ فَضَالَةَ- عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ثَلاثَةُ نَفَرٍ فِي غَارٍ، فَانْطَبَقَ عَلَيْهِمْ» . وَذَكَرَ الْحَدِيثَ
. أَخْبَرَنِي الأزهري قَالَ: قَالَ أَبُو الْحَسَن الدارقطني: إبراهيم بن الهيثم البلدي ثقة.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي. قال:
ومات إبراهيم بن الهيثم البلدي في يوم الخميس، وَدفن يوم الجمعة لثمان بقينَ من شهر جمادى الآخرة سنة سبع وسبعين ومائتين.
أخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حدثنا ابن قانع: أن إبراهيم بن الهيثم مات في سنة ثمان وسبعين ومائتين.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع. قال: وإبراهيم بن الهيثم البلديّ توفي لأيام بقين من جمادى الآخرة سنة ثمان وسبعين.
حرف الياء من آباء الإبراهيمين
3264- إبراهيم بن أبي مُحَمَّد يَحْيَى بن المبارك بن المغيرة، أبو إسحاق العدوي، المعروف بابن اليزيدي [1] :
وهو بصري سكن بغداد وكان ذا قدر وفضل، وحظ وافر من الأدب. سمع ابن أبي زيد الأنصاريّ، وأبا سعيد الأصمعي، وله كتاب مصنف يفتخر به اليزيديون،
__________
[1] 3264- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 11/100.(6/206)
وهو: ما اتفق لفظه واختلف معناه، نحو من سبعمائة ورقة، رواه عنه ابن أخيه عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مُحَمَّدٍ اليزيدي، وذكر إبراهيم أنه بدأ يعمل ذلك الكتاب وهو ابن سبع عشرة سنة، ولم يزل يعمله إلى أن أتت عليه ستون سنة، وله كتاب «مصادر القرآن» ، وكتاب في بناء الكعبة وأخبارها، وكان شاعرا مجيدا.
قرأت على الحسن بن على الجوهري، عن أبي عبيد الله المرزباني قَالَ: حدثنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الوشاء، حدثنا أبو علي إسماعيل بن يحيى بن المبارك اليزيدي. قال: قال إبراهيم بن أبي محمد أخي: كنت يوما عند المأمون وليس معنا إلا المعتصم، فأخذت الكأس من المعتصم فعربد عليّ فلم أحتمل ذلك وأجبته. فأخفى ذلك المأمون ولم يظهر ذلك الإظهار، فلما صرت من الغد إلى المأمون كما كنت أصير قال لي الحاجب: أمرت أن لا آذن لك، فدعوت بدواة وقرطاس وكتبت:
أنا المذنب الخطاء والعفو واسع ... ولو لم يكن ذنب لما عرف العفو
سكرت فأبدت مني الكأس بعض ما ... كرهت وما أن يستوي السكر والصحو
ولا سيما إذ كنت عند خليفة ... وفي مجلس ما إن يليق به اللغو
ولولا حميا الكأس كان احتمال ما ... بَدَهتُ به لا شك فيه هو السرو
تنصلت من ذنبي تنصل ضارع ... إلى من إليه يغفر العمد والسّهو
فإن يعف عني ألف خطوي واسعا ... وإلا يكن عفو فقد قصر الخطو
قال: فأدخلها الحاجب ثم خرج إليّ فأدخلني. فمد المأمون باعيه فأكببت على يديه فقبلتهما، فضمني إليه وأجلسني.
قال المرزباني: وحدثني العباس بن أحمد النحوي أن المأمون وقع على ظهر هذه الأبيات:
إنما مجلس الندامى بساط ... للمودات بينهم وضعوه
فإذا ما انتهوا إلى ما أرادوا ... من حديث ولذّة رفعوه
3265- إبراهيم بن يزداذ البهزي [1] :
حدّث بأصبهان عَنْ مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن عَبْد الكريم الأزدي. روى عنه محمد بن يحيى بن منده الأصبهاني خبرا ذكرناه في أول هذا الكتاب.
وقرأت فِي كتاب مُحَمَّد بْن مخلد بخطه: سنة تسع وتسعين ومائتين، مات فيها إبراهيم بن يزداذ أبو إسحاق البهزي في صفر.
__________
[1] 3265- «البهزي» إضافة من نهاية الترجمة.(6/207)
3266- إبراهيم بن يوسف، أبو إسحاق البزاز، مولى بني هاشم:
حدث عن عطية بن بقية بن الوليد، وعبد الرحمن بن يونس الرقى. روى عنه أبو القاسم الطبراني.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ شَهْرَيَارَ الأصبهانيّ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا إبراهيم بن يوسف البزّاز البغدادي، حدّثنا عبد الرّحمن بن يونس الرّقي، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ. قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَغُلامٌ لَهُ حَبَشِيٌّ يَغْمِزُ ظَهْرَهُ. فَقُلْتُ: مَا شَأْنَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ: «إِنَّ النَّاقَةَ اقْتَحَمَتْ بِي» [1]
. قَالَ سُلَيْمَانُ: لَمْ يَرْوِهِ عَنْ زَيْدٍ إِلا هِشَامٌ، وَلا عَنْ هِشَامٍ إِلا أَبُو الْقَاسِمِ. تَفَرَّدَ بِهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ.
3267- إبراهيم بن اليسع، أبو إسحاق الشّعبيّ [2] :
حدث عن الفتح بن شخرف. روى عنه منصور بن محمد الحذاء المقرئ.
وممن يسمى إبراهيم ولا نعرف اسم أبيه
3268- إبراهيم الآجري [3] الكبير:
كان أحد المشهورين بالفضل، معروفا بالصلاح والخير.
أخبرنا علي بن أحمد الرزاز. قال: سمعت جعفر بن محمد بن نصير الخالدي يَقُولُ: سَمِعْتُ الجنيد بْن مُحَمَّد يَقُولُ: سَمِعْتُ عبدون الزجاج يقول: قال لي إبراهيم الآجري- وكان من الفاضلين- لأن ترد إلى الله همك ساعة خير مما طلعت عليه الشمس.
3269- إبراهيم الآجري- آخر-:
يحكى عن إبراهيم الذي تقدم ذكره ما أخبرنيه الأزهري قَالَ: حَدَّثَنَا عبيد اللَّه بْن عثمان بن يحيى، حدّثنا علي بن محمّد الواعظ، حدّثنا أحمد بن محمّد الطوسي
__________
[1] 3266- انظر الحديث في: المعجم الصغير للطبراني 1/83. ومجمع الزوائد 5/96. وكنز العمال 18668.
[2] 3267- هكذا في الأصل، وفي الصميصاطية: «الشيعي» .
[3] 3268- الآجري: هذه النسبة إلى عمل الآجر وبيعه (الأنساب 1/94) .(6/208)
قال: سمعت إبراهيم الآجري- وكان من أفاضل أمة محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: سمعت أستاذنا إبراهيم الآجري الكبير يقول: كنت يوما قاعدا على باب المسجد في يوم شات، إذ مر بي رجل عليه خرقتان فظننت أنه من هؤلاء الذين يسألون. فقلت في نفسي: لو عمل هذا بيده لكان خيرا له. قال: ومضى الرجل، فلما كان بالليل أتاني ملكان فأخذا بضبعي ثم أدخلاني المسجد الذي كنت على بابه قاعدا، فإذا رجل نائم عليه خرقتان. فكشفا عن وجهه فإذا هو الذي مر بي. فقالا لي: كل لحمه. فقلت:
ما اغتبته. قالا لي: بل حادثت نفسك بغيبته، ومثلك لا يرضى منه بمثل هذا. قال:
فانتبهت فزعا فمكثت ثلاثين يوما أقعد على باب ذلك المسجد لا أقوم منه إلا لفرض، أنتظر أن يمر بي فأستحله، فلما كان يوم الثلاثين مر بي على حاله والخرقتان عليه، فوثبت إليه فغمز وغمزت خلفه، فلما خفت أن يفوتني قلت: يا هذا أكلمك! قال: فالتفت إلي ثم قال: يا إبراهيم وأنت أيضا ممن يغتاب المؤمنين بقلبه؟ قال:
فسقطت مغشيا عليّ، فأفقت وهو عند رأسي فقال: أتعود؟ قلت: لا، ثم غاب من بين عيني فلم أره بعد ذلك.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، أخبرنا جعفر بن محمّد الخالدي في كتابه، حدثنا أبو العباس بن مسروق وأبو محمد الجريري وأبو أحمد المغازلي، وغيرهم، عن إبراهيم الآجري: أن يهوديا جاءه يقتضيه شيئا من ثمن قصب فكلمه [في أن يسلم] [1] فقال له: أرني شيئا أعرف به شرف الإسلام وفضله على ديني حتى أسلم. قال:
فقال: أو تفعل؟ قال: نعم! قال: هاتِ رداءك قال: فأخذه فجعله في رداء نفسه ولف رداءه عليه ورمى به في النار- نار أتون الآجر- ودخل في أثره فأخذ الرداء وخرج من النار، ففتح رداء نفسه فإذا هو صحيح، وأخرج رداء اليهودي حراقا أسود من جوف رداء نفسه، فأسلم اليهودي.
3270- إبراهيم الكبشي، المعدل [2] :
كان عنده حديثان أحدهما عن الحكم بن موسى والآخر عن هناد بن السّري.
وأخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، أخبرنا ابن قانع: أن إبراهيم الكبشيّ مات سنة سبع وتسعين ومائتين.
هذا آخر باب إبراهيم
__________
[1] 3269- ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] 3270- انظر: الأنساب، للسمعاني 10/342.(6/209)
ذكر من اسمه إسماعيل
جعلت أسماء الرجال في ذلك على ترتيب طبقاتهم وموتهم دون اعتبار الحروف:
3271- إسماعيل بن سالم، أبو يحيى الأسدي [1] :
يقال: إنه أخو محمد بن سالم، وبعض الناس ينكر أن يكون أخاه. سمع عامرا الشعبي، وسعيد بن جبير، وأبا صالح ذكوان، وعلقمة بن وائل، وأبا صالح الحنفي.
روى عنه سفيان الثوري، وأبو عوانة، وهشيم بن بشير، وابنه يحيى بن إسماعيل.
وهو من أهل الكوفة نزل بغداد قبل تمصيرها.
كذلك أخبرنا أَبُو حازم مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد الفراء، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن أبي أسامة الحلبي، حَدَّثَنَا أَبُو عمران موسى بْن القاسم بْن الأشنب، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، حدثنا محمد بن سعد. قال: وكان ببغداد- قبل أن تبنى وتسكن- إسماعيل بن سالم الذي روى عنه هشيم وأصحابه.
وأخبرني أبو القاسم الأزهري، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزاز، أخبرنا أحمد بن معروف، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد. قال: إسماعيل بن سالم الأسدي الذي روى عنه هشيم وأصحابه كان ثقة ثبتا، وكان أصله من أهل الكوفة، ثم تحول فسكن بغداد قبل أن تبنَى وتسكن، وكانت ببغداد لهشام بن عبد الملك وغيره من الخلفاء خمسمائة فارس رابطة. يغيرون على الخوارج إذا خرجوا في ناحيتهم قبل أن يضعف أمرهم [1] .
أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْقُرَشِيُّ.
وأخبرنا الحسن بن علي الجوهريّ، أخبرنا محمد بن العباس. قالا: أخبرنا أحمد
__________
[1] 3271- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 7/236. وتهذيب الكمال 447 (3/98) . والتاريخ الكبير 1/1/356. والطبقات الكبرى لابن سعد 7/2/67. والمعرفة ليعقوب 3/96. والجرح والتعديل 1/1/172. والثقات لابن شاهين ورقة 2. والكامل لابن عدي 2/ورقة 90.
وإكمال مغلطاي 1/ورقة 116. وثقات ابن حبان 1/ورقة 33. والكاشف 1/123.
وتهذيب التهذيب 1/302.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 2/99. وطبقات ابن سعد 7/2/67.(6/210)
ابن جعفر بن المنادي. قال: كان بها- يعنى بغداد- أول أيام أبي الْعَبَّاس عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب المعروف بالسفاح، وهو أول الخلفاء من بني العباس، إسماعيل بن سالم الأسدي، وكنيته أبو يحيى. وذلك قبل أن تعمر بغداد في سنة نيف وثلاثين ومائة [1] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ وَعَلِيُّ بن محمد بن عبد الله. قالا: أخبرنا محمّد ابن أحمد بن الحسن الصواف، حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل. قَالَ: سئل أبي وأنا أسمع عن فراس بن يحيى، وإسماعيل بن سالم. قال: فراس بن يحيى أقدم موتا من إسماعيل، وإسماعيل أوثق منه- يعنى في الحديث- فراس فيه شيء من ضعف، وإسماعيل بن سالم أحسن استقامة منه- يعنى في الحديث- وأقدم سماعا، إسماعيل سمع من سعيد بن جبير [2] .
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن، حدثنا عبد الله بن أحمد.
قال: سألته- يعنى أباه- عن إسماعيل بن سالم. فقال: ثقة ثقة [3] .
أخبرنا أبو بكر البرقاني، أَخْبَرَنَا أبو أحمد الحسين بن علي التميمي، حدثنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفراييني، حَدَّثَنَا أبو بكر أحمد بن محمد بن الحجاج المروذي- بطرسوس- قَالَ: قُلْتُ- يعني لأحمد بن حنبل-: كيف كان إسماعيل بن سالم، قال: ليس به بأس. قلت [4] : إنه حكى عن أبي عوانة عن إسماعيل بن سالم أنه سمع زبيرا يقول: وذكر [5] في قصة لمعاوية. قال: ومن سمع هذا من أبي عوانة؟
ثم قال: قد كانت عنده أحاديث الشيعة. وقد نظر له شعبة في كتبه [6] .
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه الغرزمي، حدّثنا الحسين بن إدريس الأنصاريّ، حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال: قلت لأحمد ابن حنبل: إسماعيل بن سالم؟ قال: بخ [7] !.
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/99- 100.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/100.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/100.
[4] ظن ناشر المطبوعة أن الكلام للمؤلف بينما هو للمروذي.
[5] في المطبوعة: «كان في قصة معاوية» .
[6]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/100.
[7]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/100.(6/211)
وسمعت أحمد بن حنبل يقول: إسماعيل بن سالم صالح الحديث. قلت له: هو أكبر أو مطرف؟ قال: هو أكبر [1] .
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين: فإسماعيل بن سالم كيف حديثه؟ قال: ثقة [2] .
أخبرنا أحمد بن عبد الله الأنماطي، أخبرنا محمّد بن المظفّر الحافظ، حدّثنا علي ابن أحمد بن سليمان البزّاز- بمصر- حَدَّثَنَا أحمد بن سعد بن أبي مريم قال: سمعت يحيى بن معين يقول: إسماعيل بن سالم ثقة حَجَّةٍ [3] .
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أحمد الواعظ، حدّثنا أبي، حدّثنا الحسين بن صدقة، حَدَّثَنَا أحمد بن أبي خيثمة قَالَ: سمعت يحيى يقول: إسماعيل بن سالم الأسدي ثقة.
قال ابن أبي خيثمة: أصله كوفي نزل بغداد. حدّثنا الحسين بن علي الصيمري، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني، حَدَّثَنَا أحمد بن زهير قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: إسماعيل بن سالم الأسدي ثقة، أوثق من أساطين مسجد الجامع، سمع منه هشيم، ولم يسمع منه شريك [4] .
وسمعت يحيى بن معين يقول: إسماعيل بن سالم قد روى عن أبي صالح ذكوان صاحب الأعمش، وروى أيضا عن أبي صالح الحنفي.
أخبرنا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا أبو القاسم محمّد بن إبراهيم الطرسوسي، أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش.
قال: إسماعيل بن سالم كوفي ثقة.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيُّ. قَالَ: سمعت أبا الْحَسَن الدارقطني يقول: هشيم عن إسماعيل بن سالم كوفي ثقة [5] .
__________
[1]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/101.
[2]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/101.
[3]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/101.
[4]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/101. والجرح والتعديل 1/1/172.
[5]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/101.(6/212)
3272- إسماعيل بن إبراهيم، أبو إبراهيم، صاحب الرقيق:
حدث عن شرحبيل بن سعد. روى عنه أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم الهذلي.
أنبأني أحمد بن علي الأصبهانيّ، أخبرنا أَبُو أَحْمَد مُحَمَّد بن مُحَمَّدِ بْنِ إسحاق الحافظ. قال: أبو إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم صاحب الرقيق بغدادي.
وكذا قال أَبُو الْحُسَيْن أَحْمَد بْن جَعْفَر بْن مُحَمَّد بن عبيد الله بن المنادي في كتاب «الأسماء والكنى» ، بلغني ذلك عنه.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ القطّان، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدّثنا أبو أحمد بن فارس، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ. قَالَ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ صَاحِبُ الرَّقِيقِ عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ؛ أَوْتَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثَلاثٍ، وَصَلَّى فِي ثَوْبٍ. سمع منه أبو معمر إسماعيل الهروي.
3273- إسماعيل بن زكريا بن مرة، أبو زياد الخلقاني، مولى بني أسد بن خزيمة، يلقب شقوصا [1] :
وهو كوفي الأصل سمع إسماعيل بْن أَبِي خَالِد. وَأبا إسحاق الشيباني وَسليمان الأعمش، وعُبَيْد الله بْن عُمر الْعُمري، وسهيل بن أبي صالح، وأشعث بن سوار، ومحمد بن عجلان، ومالك بن مغول، ومسعرا. روى عَنْهُ سَعِيد بْن سُلَيْمَان سعدويه، ومُحَمَّد بن الصباح الدولابي، وأبو الربيع الزهراني، ومحمد بن بكار بن الريان، ومحمد بن سليمان لوين.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ بن نصر الستوري، حدّثنا عمر بن جعفر ابن سلم، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ يَعْقُوبُ بْنُ يُوسُفَ الْمُطَّوِعِيُّ- سنة أربع وثمانين ومائتين- حدّثنا محمّد بن بكّار، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا أَبُو زِيَادٍ، عَنِ الأعمش، وعن مسعر ابن كِدَامٍ، وَعَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ كُلِّهِمْ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ فِي الصَّلاةِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مجيد» [2] .
__________
[1] 3273- انظر: تهذيب الكمال 445 (3/92- 96) . والمنتظم، لابن الجوزي 8/345. والمعرفة 2/170. وثقات ابن شاهين ورقة 2. وتاريخ ابن معين 2/34. والكامل لابن عدي (ع/ ورقة 122) . والجرح والتعديل 1/1/170. والطبقات الكبرى 7/2/70. والجمع 1/25. وميزان الاعتدال 1/229.
[2] سبق تخريجه، راجع الفهرس.(6/213)
أَنْبَأَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عيسى البَزَّاز، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّد بْن عُمَر بْن سَلْمٍ القاضي، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن عبيد الشهرزوري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن بكار. قَالَ:
سمعنا من قيس بن الربيع وإسماعيل بن زكريا ببغداد قديما.
أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدّثنا أبو أحمد بن فارس البخاري. قال: حدثني سليمان أبو الربيع قال: سمعت عبد الله بن داود يقول: كان إسماعيل بن زكريا يأتي الأعمش فيجلس بجنبه، ونحن ناحية.
أخبرنا بشرى بن عبد الله الرومي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن جعفر الراشدي.
وَأَخْبَرَنَا إبراهيم بن عمر البرمكيّ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفِ الدّقّاق، حَدَّثَنَا عمر بْن مُحَمَّد الجوهري. قالا: حَدَّثَنَا أَبُو بكر الأثرم قَالَ: سَمِعْت أَبَا عَبْد الله- يعنى أحمد بن حنبل- وذكر إسماعيل بن زكريا فقال: هو أبو زياد. ثم قال: لم نكتب نحن عن هذا شيئا، كأنه يقول: لم ندركه.
أخبرنا البرقاني، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حسنويه الهروي، أخبرنا الحسين بن إدريس، حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن الأشعث. قَالَ: قلت لأحمد بن حنبل: إسماعيل بن زكريا؟ قال: هو أبو زياد كان هاهنا، ما كان بِهِ بأس [1] .
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن أَبِي جعفر القطيعي، حَدَّثَنَا يوسف بن أحمد بن يوسف الصيدلاني- بمكة- حدّثنا محمّد بن عمرو العقيلي، حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن أَحْمَد قَالَ:
سمعت أبي يقول: إسماعيل بن زكريا الخلقاني حديثه حديث مقارب.
أخبرنا أبو بكر البرقاني، أخبرنا الحسين بن علي التّميميّ النّيسابوريّ، حدثنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفراييني، حدثنا أبو الحسن الميموني قال: قلت لأبي عبد الله: إسماعيل بن زكريا كيف هو؟ قال لي: أما الأحاديث المشهورة التي يرويها، فهو فيها مقارب الحديث، صالح، ولكن ليس ينشرح الصدر له، ليس يعرف، هكذا- يريد بالطلب [2]-.
قال الميموني: قلت ليحيى بن معين: إسماعيل بن زكريا؟ قال: هو ضعيف الحديث [3] .
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/94.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/94.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/94.(6/214)
أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، حَدَّثَنَا يعقوب بْن سُفْيَان قَالَ: قَالَ الفضل بن زياد: وسألت أبا عبد الله [1] عن أبي شهاب وإسماعيل بن زكريا فقال: كلاهما ثقة، وكان إسماعيل أقدم رواية من مغيرة وأبي فروة، إلا أن أبا شهاب كأنه [2] .
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين:
فإسماعيل بن زكريا أحب إليك في الحديث أو يحيى بن زكريا؟ قال: لم؟ أهما أخوان عندك؟! قلت: لا. ولكني أردت في الحديث، فقال: يحيى أحب إليّ [3] .
قلت: - يعني يَحْيَى بْن زكريا بْن أبي زائدة- أخبرنا البرقاني، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن عَلِيّ التميمي، حَدَّثَنَا أَبُو عوانة الأسفراييني، حدّثنا الميموني قال: قلت لأبي زكريا- يعنى يحيى بن معين- إسماعيل بن زكريا، عَنِ الأَعْمَشُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ وابن عباس. قالا: إذا آلى الرجل من امرأته فمضت أربعة أشهر فهي تطليقة بائنة. قلت: عنهما خلاف ذا؟ قال: نعم سفيان، وشعبة جميعا يرويان خلاف ذا والحديث خطأ، قلت: ممن أتى؟ قال: إسماعيل بن زكريا هو ضعيف الحديث، قلت: فمنه أتى؟ قال: لا هو مشهور عن الأعمش، قلت: فمن الأعمش أتى؟ قال: نعم كذا أظن أنه أتى من الأعمش.
دَفَع إليَّ مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق كتابه الذي سمعه من مكرم بْن أَحْمَد القاضي فنقلت منه.
ثم أخبرني الأزهري، أَخْبَرَنَا عبيد اللَّه بْن عثمان بْن يحيى، حدّثنا مكرم، حَدَّثَنَا يزيد بْن الهيثم قَالَ: سمعت يحيى بْن معين يقول: إسماعيل بن زكريا ليس به بأس [4] .
وَقَالَ في موضع آخر: إسماعيل بن زكريا صالح الحديث. قيل له: أفحجة [5] هو؟
قال: الحجة شيء آخر [6] .
__________
[1] في المطبوعة والأصل: «وسألت عبد الله» .
[2] في المطبوعة والأصل: «دانه» وانظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/94.
[3]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/94.
[4]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/94.
[5] في الأصل والمطبوعة: «قيل له فحجة» .
[6]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/94.(6/215)
أخبرنا الصيمري، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني، حَدَّثَنَا أحمد بن زهير. قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: إسماعيل بن زكريا الخلقاني ثقة.
أخبرنَا أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا أحمد ابن سعيد بن مرابا، حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سألت يحيى بن معين عن إسماعيل ابن زكريا الخلقاني فقال: ثقة [1] .
أَخْبَرَنَا علي بْن طلحة المقرئ، أخبرنا محمّد بن إبراهيم الطرسوسي، أخبرنا محمّد ابن محمّد بن داود الكرجيّ، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش. قال:
إسماعيل بن زكريا الخلقاني صدوق [2] .
أخبرني الأزهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد. قال: إسماعيل بن زكريا بن مرة مولى لبني سُوَاءة [3] بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة، ويكنى أبا زياد، وكان تاجرا في الطعام وغيره، وهو من أهل الكوفة، فنزل بغداد في ربض حميد بن قحطبة، ومات بها في أول سنة ثلاث وسبعين ومائة، وهو ابن خمس وستين سنة [4] .
أخبرنا الصيمري، حدّثنا الرّازيّ، حدّثنا الزعفراني، حدّثنا أحمد بن زهير، حدّثنا محمّد بن الصّبّاح الدّولابي، حدثنا إسماعيل بن زكريا مولى بني أسد- ومات سنة ثلاث وسبعين [5] .
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله القطّان، حدّثنا موسى بن هارون، أخبرني أبي عن أبي الأحوص البغوي. قال: مات إسماعيل ابن زكريّا سنة أربع وسبعين.
__________
[1]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/95.
[2]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/95.
[3] في المطبوعة: «لبنى سواة» .
[4]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/95.
[5]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/95.(6/216)
3274- إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير، أبو إبراهيم الأنصاري، مولى بني زريق [1] :
قارئ أهل مدينة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، وهو أخو محمد وكثير ويحيى ويعقوب بني جعفر. سمع عبد الله بن دينار مولى ابن عمر، والعلاء بن عبد الرحمن مولى الحرقة، وشَريك بْن عَبْد الله بْن أبي نَمر، وربيعة بن أبي عبد الرحمن، وعمرو بن أبي عمرو، وأبا سهيل نافع بن مالك، وحميدا الطويل، وسعد بن سعيد بن قيس الأنصاري، وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، وداود بن قيس الفراء، ومالك بن أنس. روى عنه سريج بن النعمان الجوهري، وسعيد بن سُلَيْمَان الواسطي وسليمان بن داود الهاشمي، ومحمّد ابن الصباح الدولابي، ويحيى بن أيوب العابد، وداود بن عمرو الضبي، وأبو معمر الهذلي، والهيثم بن خارجة، وأبو همام السكوني، وأبو عمر الدوري، وغيرهم.
وكان قد أقام ببغداد يؤدب علي بن المهدي المعروف بابن زرة، ولم يزل بها إلى حين وفاته.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ برهان الغزّال، حدّثنا أحمد بن سلمان النجاد، حدّثنا إبراهيم بن إسحاق، حدّثنا محمّد بن الصّبّاح، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ الْعَلاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ» [2]
. أخبرنا محمد بن الحسين القطّان، أخبرنا علي بن إبراهيم، حدّثنا أبو أحمد بن فارس، حدثنا البخاري. قال: إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير، مولى بني زريق الأنصاري المديني، نسيد القطواني كان يكون ببغداد.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ قال: سمعت أبا عمر حفص بن عمر الدوري.
قال: إسماعيل بن جعفر يكنى أبا إبراهيم.
أخبرنا الصيمري، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني، حدثنا أحمد بن زهير قال: سمعت مصعبا يقول: إسماعيل بن جعفر بن
__________
[1] 3274- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 9/48. والبداية والنهاية 10/175.
[2] انظر الحديث في: صحيح البخاري 8/148، 150، 158، 9/58. وصحيح مسلم، كتاب الفضائل 25، 26، 32.(6/217)
أبي كثير من رقيق عبد الله بن الزبير، فانتسبهم [1] الناس فانتموا إلى بني زريق من الأنصار، ولم يكونوا عبيدا، ولكنهم خافوا حيث أخذوا، وأبي المغيرة أن يكتبهم في دعوة آل الزبير. قال: أنتم من الأنصار [2] .
وَقَالَ أَحْمَد بن زهير: سَمِعْتُ يَحْيَى بن معين يقول: إسماعيل بن جعفر ثقة مأمون قليل الخطأ صدوق [3] .
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين:
فإسماعيل بن جعفر كيف هو؟ فقال: ثقة [4] .
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْن الفضل الصيرفي قَالَ: سمعت أبا الْعَبَّاس محمد بن يعقوب الأصم يقول: سمعت العباس بْن مُحَمَّد الدوري يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: إسماعيل بن جعفر أثبت من ابن أبي حازم، وأثبت من الدراوردي، ومن أبي ضمرة.
وَقَالَ العباس- في موضع آخر-: سمعت يحيى يقول: إسماعيل بن جعفر المدني وأخوه محمد بن جعفر ثقتان جميعا.
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى السكري، أَخْبَرَنَا محمّد بن عبد الله الشافعي، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حَدَّثَنَا ابن الغلابي. قَالَ: قَالَ يحيى بن معين: وإسماعيل ابن جعفر وأخوه محمد بن جعفر ثقتان.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا أَبُو القاسم مُوسَى بْن إِبْرَاهِيم بْن النّضر العطّار، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قَالَ: سمعت عليا- يعني ابْن المديني- يقول:
إسماعيل بن جعفر وأخوه محمد بن جعفر المدنيان ثقتان.
أخبرنا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا محمّد بن إبراهيم الطرسوسي، أخبرنا محمّد ابن حمد بن داود الكرجيّ، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش. قال: إسماعيل ابن جعفر ويحيى بن جعفر وكثير بن جعفر كلهم صادقون من أهل المدينة.
__________
[1] في المطبوعة: «فاقتسمهم» .
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/57.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/59.
[4] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/59.(6/218)
أخبرني الأزهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف الخشاب، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد. قال: إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير كان ثقة من أهل المدينة، فقدم بغداد فلم يزل بها حتى مات.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى، حَدَّثَنَا أبو العباس محمد بن إسحاق الثقفي، حدّثنا حاتم بن اللّيث الجوهريّ، حدثنا الهيثم بن خارجة.
قال: مات إسماعيل بن جعفر ببغداد سنة ثمانين ومائة [1] .
3275- إسماعيل بن محمد بن عبد الرحمن، المدائني:
حدث عن جويبر بن سعيد. روى عنه سلام بن سليمان المدائني.
أَخْبَرَنَا أَبُو يعلى أَحْمَد بن عبد الواحد الوكيل، حدّثنا كوهي بن الحسن الفارسيّ، حدثنا أَحْمَد بْن الْقَاسِم أخو أَبِي الليث الفرائضي، حدّثنا محمّد بن حبش المأموني، حدّثنا سلّام بن سليمان الثّقفيّ، حدثنا إسماعيل بن محمد بن عبد الرحمن المدائني، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قال: نزلت في على ثلاثمائة آية [2] .
3276- إسماعيل بن عياش بن سليم، أبو عتبة العنسي [3] :
من أهل حمص، سمع: محمد بن زياد الألهاني، وشرحبيل بن مسلم، وبحير بن سعد، وأبا بكر بن عبد الله بن أبي مريم، ويحيى بْن سعيد الأنصاري، وسهيل بْن أبي صالح، وعبد الله بن عثمان بن خثيم. روى عنه سليمان الأعمش، وفرج بن فضالة، وَعبد اللَّه بْن المبارك، وَيزيد بْن هارون، وأبو داود الطيالسي، وعبد الله بن صالح العجلي، وَمحمد بْن بكار بْن الريان، وَأبو إِبْرَاهِيم الترجماني، وداود بن عمرو الضبي، والحسن بن عرفة العبدي.
وكان إسماعيل قد قدم بغداد على أبي جعفر المنصور وولاه خزانة الكسوة، وحدث ببغداد حديثا كثيرا [4] .
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/60.
[2] 3275- على هامش الأصل: «آخر الجزء الرابع والأربعين» .
[3] 3276- انظر: تهذيب الكمال 472 (3/163) . والبداية والنهاية 9/67. والتاريخ الكبير 1/1/269.
والكامل، لابن عدي 2/ورقة 96. والجرح والتعديل 1/1/191. وتهذيب ابن عساكر 3/42. والمعرفة 2/423. وميزان الاعتدال 1/241. وأحوال الرجال للجوزجاني ورقة 32. وتهذيب التهذيب 1/325.
[4] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/168.(6/219)
أخبرنا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهديّ البزّاز، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْعَطَّارُ، حدّثنا الحسن بن عرفة، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عقبة ويحيى بن سعيد الأنصاريّ، وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهَلَّ حِينَ اسْتَوَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن أَحْمَدَ الأهوازي، أخبرنا أبو على الحسين بن محمد الشافعي- بالأهواز- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سمعته- يعني أبا داود السجستاني- يقول: قال يزيد بن هارون: ما رأيت عربيا أحفظ من إسماعيل ابن عياش [1] .
قال أبو داود: قدم إسماعيل قدمتين، قدم هو وحريز [2] بن عثمان الكوفة في مساحة أرض حمص، وقدمة قدمها إلى بغداد، سمع منه البغداديون، وسمع يزيد بن هارون من إسماعيل بن عياش ببغداد في القدمة الأولى [3] .
أخبرنا الحسين بن علي الصيمري، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني، حَدَّثَنَا أحمد بن زهير قَالَ: سمعت يحيى بن معين. يقول: مضيت إلى إسماعيل بن عياش فرأيته قاعدا عند دار الجوهري على غرفة وما معه إلّا رجلان، ينظران في كتابه، فرجعت ولم أسمع شيئا، وكان يحدثهم بنحو من خمسمائة في اليوم أكثر أو أقل، وهم أسفل وهو فوق، فيأخذون كتابه فينسخونه من غدوة إلى الليل.
أخبرني الحسن بن محمد الخلال، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ القَوَّاسُ قَالَ: سَمِعْتُ أبا طالب الحافظ يقول: سمعت العباس بْن مُحَمَّد الدوري يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: قدم علينا إسماعيل بن عياش فنزل شارع عمرو الرومي فقعد على روشن وقرأ على الناس صحيفة ورمى بها إليهم، فلم آخذ منها شيئا لأني لم أكن أنظر فيها.
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطيّ، حَدَّثَنَا عمر بْن أَحْمَد الواعظ.
وأَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن أحمد ابن محمويّه بالبصرة، حدّثنا سليمان بن عبد الحميد، حدثنا يحيى بن صالح. قال: ما رأيت رجلا أكبر نفسا من إسماعيل بن عياش، كنا إذا أتينا إلى مزرعته لا يرضى لنا
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/172.
[2] تصحفت في المطبوعة إلى: «هو وجرير بن عثمان» .
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/172.(6/220)
إلا بالخروف والخبيص، وسمعته يقول: ورثت عن أبي أربعة آلاف دينار فأنفقتها في طلب العلم [1] .
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا يوسف بن أحمد الصّيدلاني، حدّثنا محمّد بن عمرو العقيلي، حدثنا زكريا بن يحيى الحلواني- أبو أحمد- حَدَّثَنَا أحمد بن سعد بن أبي مريم قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جعفر يقول: رجلان هما صاحبا حديث بلدهما، إسماعيل بن عياش، وعبد الله بن لهيعة [2] .
أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، حَدَّثَنَا يعقوب بْن سفيان قَالَ: حَدَّثَنَا الفضل- يعني ابن زياد- قال: وقال أحمد بن حنبل: ليس أحد أروى لحديث الشاميين من إسماعيل بن عيّاش، والوليد ابن مسلم.
أخبرنا بشرى بن عبد الله، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا محمد بن جعفر الراشدي.
وأخبرنا أبو إسحاق البرمكيّ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفِ، حدثنا عمر بن محمد الجوهري. قالا: أخبرنا أَبُو بكر الأثرم قَالَ: سَمِعْت أَبَا عَبْد الله: يُسْأل عن عبد العزيز بن عبيد الله الذي روى عنه إسماعيل بن عياش فقال: كنت أظن أنه مجهول حتى سألت عنه بحمص فإذا هو عندهم معروف، ولا أعلم أحدا روى عنه غير إسماعيل؟ قال: وقالوا: هو من ولد صهيب، قيل لأبي عبد الله: أي شيء الحديث الذي رواه إسماعيل فأنكره عليه ابن المبارك؟! فقال: كان ابن المبارك كتب عن إسماعيل بن عياش بحمص عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ كَانَ إِذَا صلى وحده أيام التشريق لم يكبر، فلما جاء إسماعيل إلى هنا حدث به عن عبد العزيز وعبيد الله ومُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ فذكر ذلك لابن المبارك: فقال موسى بن عقبة أعطاني كتابه فليس هذا فيه.
قُلْتُ: قَدْ رَوَى الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ إلّا أنه جعل مكان عَبْد العزيز بْن عَبْد اللَّه بْن عمر الْعُمَرِيَّ.
كَذَلِكَ أَخْبَرَنَاهُ أَبُو عُمَرَ بْنُ مَهْدِيٍّ وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/170.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/171.(6/221)
ابن الْفَضْلِ وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى السُّكَّرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بِن مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَخْلَدٍ. قَالُوا: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، حدّثنا الحسن بن عرفة، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْن عُمَر وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ كَانَ فِي أَيَّامِ التَّشْرِيقِ إِذَا لَمْ يُصَلِّ فِي الْجَمَاعَةِ لَمْ يُكَبِّرْ أَيَّامَ التَّشْرِيقِ.
أخبرني محمد بن الحسين القطان، أخبرنا دَعْلَجِ بْنِ أَحْمَدَ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأبار، حدثنا الحسن بن علي قال: سمعت يزيد بن هارون قال: شهدت شعبة يسمع من الفرج بن فضالة عن إسماعيل بن عياش.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان قال: كنت أسمع أصحابنا يقولون: علم الشام عند إسماعيل بن عياش، والوليد بن مسلم [1] .
وقال يعقوب: سمعت أبا اليمان يقول: كتبت كتب إسماعيل بن عياش ولم أدع منها شيئا في القراطيس، وقدم خراساني وكلم إسماعيل أن يحتال له في نسخة تشترى وتقرأ عليه، قال: فدعاني إسماعيل فقال: يا حكم إنك لم تحج فهل لك أن تبيع الكتب من هذا الخراسانيّ وتحج فتكتب واقرأ عليك؟ فقلت: فلعلك تموت! فقال:
استخر الله! وإن قبلت مني فعلت ما أقول لك، فبعت الكتب منه وكانت في قراطيس بثلاثين دينارا، وحججنا ورجعت وكتبت الكتب بدريهمات، وقرأها علي.
قال: وكان أصحابنا لهم رغبة في العلم، وطلب شديد بالشام، والمدينة، ومكة، وكانوا يقولون: نجهد في الطلب ونتعب أبداننا، ونغيب فإذا جئنا وجدنا كل ما كتبنا عند إسماعيل.
قال يعقوب: وتكلم قوم في إسماعيل وإسماعيل ثقة عدل، أعلم الناس بحديث الشام، ولا يدفعه دافع، وأكثر ما تكلموا قالوا: يُغْرِب عن ثقات المدنيين والمكيين [2] .
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا إسماعيل بن علي الخطبي قال: قَالَ أَبُو عَبْد الرَّحْمَن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَدَ بْن حنبل: قال أبي لداود بن عمرو الضبي وأنا أسمع:
يا أبا سليمان كان يحدثكم إسماعيل بن عياش هذه الأحاديث بحفظه! قال: نعم! ما
__________
[1]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/171.
[2]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/171.(6/222)
رأيت معه كتابا قط. فقال له: لقد كان حافظا كم كان يحفظ؟ قال: شيئا كثيرا. قال له: كان يحفظ عشرة آلاف؟ قال: عشرة آلاف، وعشرة آلاف، وعشرة آلاف، فقال له أبي: هذا كان مثل وكيع [1] .
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله السراج- بنيسابور- قال:
سمعت أبا سعيد بن رميح يقول: سمعت عمر بن بحير يقول: سألت محمد بن إسماعيل البخاري عن إسماعيل بن عياش فقال: إذا حدث عن أهل بلده فصحيح، وإذا حدث عن غير أهل بلده ففيه نظر [2] .
أخبرنا أبو بكر البرقاني، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن عَلِيّ التميمي، حَدَّثَنَا أَبُو عوانة يعقوب ابن إِسْحَاق الأسفراييني، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر المروذي قَالَ: سألته- يعني أحمد بن حنبل- عن إسماعيل بن عياش فحسن روايته عن الشاميين. وقال: هو فيهم أحسن حالا مما روى عن المدنيين وغيرهم [3] .
وأخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن محمّد بن حسنويه الغرزمي، أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاريّ، حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث. قال: وسألت أحمد عن إسماعيل بن عياش. فقال: ما حدث عن مشايخهم [4] ؟ قلت: الشاميين. قال: نعم! فأما ما حدّث عن غيرهم فعنده مناكير [5] .
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بْن سُفْيَان قَالَ: قَالَ علي: ضرب عَبْد الرَّحْمَن على حديث إِسْمَاعِيل بن عياش، وعلى حديث المبارك بن فضالة.
أَخْبَرَنَا عبد اللَّه بن أَحْمَد بن علي السوذرجاني- بأصبهان- أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، حدثنا محمد بن الحسن بن علي بن بحر، حدثنا أبو حفص عمرو بن علي.
قال: كان عبد الرحمن لا يحدث عن إسماعيل بن عيّاش، فقال له رجل: مرة [6]
__________
[1]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/170- 171.
[2]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/177.
[3]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/174.
[4] في المطبوعة: «عمن حدث من مشايخهم» . وفي النسختين: «ما حدث من مشايخهم، والتصحيح من تهذيب الكمال.
[5] في المطبوعة: «فأما حديث غيرهم عنده مناكير» . وانظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/175.
[6] في الأصل: «مرة يا أبا داود» . وفي الصميصاطية: «من يا أبا داود» .(6/223)
حدثنا أبو داود عن أبي عتبة. فقال له عبد الرحمن: هذا إسماعيل بن عياش؟ فقال له الرجل: لو كان إسماعيل بن عياش ما كنيته. فسألت عنه أبا داود فقال: حدثنا إسماعيل بن عياش أبو عتبة.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين: فإسماعيل بن عياش كيف هو عندك؟ قال: أرجو أن لا يكون به بأس [1] .
أخبرنا الحسين بن علي الطناجيري، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا ابن صدقة قال: قال ابن أبي خيثمة: سمعت يحيى بن معين يقول: إسماعيل بن عياش ثقة، والعراقيون يكرهون حديثه [2] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أَخْبَرَنَا هبة الله بن محمد بن حبش الفراء، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن عُثْمَانَ بْن أَبِي شيبة قَالَ: وسمعت يَحْيَى بن معين- وذكر عنده إسماعيل بن عياش فقال: كان ثقة فيما يروي عن أصحابه أهل الشام، وما روى عن غيرهم فخلط فيها [3] .
أخبرنا أبو الفتح مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَهْرَيَارَ الأَصْبَهَانِيُّ، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: سمعت يحيى بن معين يقول: إسماعيل بن عياش ثقة فيما روى عن الشاميين، وأما روايته عن أهل الحجاز فإن كتابه ضاع فخلط في حفظه عنهم [4] .
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى السكري، أَخْبَرَنَا محمّد بن عبد الله الشافعي، حدّثنا جعفر بن محمّد الأزهر، حدّثنا ابن الغلابي. قال: سمعت يحيى بن معين يقول:
إسماعيل بن عياش ثقة في أهل الشام. وأما ما روى عن غيرهم ففيه شيء.
أخبرنا علي بن الحسين، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْبَزَّازُ، حدّثنا عبد الله بن محمّد البغويّ، حدّثني عبّاس- هو ابن محمّد الدوري- قال: سمعت يحيى يقول: إسماعيل بن عياش ثقة. قال يحيى: كان إسماعيل أحب إلى في أهل الشام من بقية. وقال يحيى: إسماعيل بن عياش أحب إلي من فرج بن فضالة.
__________
[1]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/174.
[2]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/174.
[3]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/174.
[4]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/174.(6/224)
أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمَالِكِيُّ، أخبرنا عبد اللَّه بْن عُثْمَان الصفار، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمران الصّيرفيّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ الْمَدِينِيُّ قَالَ: وسألته- يعنى أباه- عن إسماعيل بن عياش قلت: إن يحيى بن معين يقول: هو ثقة فيما يروي عن أهل الشام، وأما ما روى عن غير أهل الشام ففيه شيء. فضعفه فيما روى عن أهل الشام وغيرهم [1] .
وَقَالَ عبد اللَّه في موضع آخر: سمعت أبي يقول: ما كان أحد أعلم بحديث أهل الشام من إسماعيل بن عياش لو ثبت على حديث أهل الشام، ولكنه خلط في حديثه عن أهل العراق. وحدثنا عنه عبد الرحمن، ثم ضرب على حديثه. قال: وسمعت أبي يقول: إسماعيل بن عياش عندي ضعيف، وحدث عنه عبد الرحمن بن مهدي قديما وتركه [2] .
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْن إِبْرَاهِيمَ بْن النَّضْر الْعَطَّار، حدّثنا محمّد ابن عثمان بن أبي شيبة قَالَ: سألت عليا- يعني ابن المديني- عن إسماعيل بن عياش فقال: كان يوثق فيما يروي عن أصحابه أهل الشام، فأما ما يروي عن غير أهل الشام ففيه ضعف [3] .
أخبرني أبو القاسم الأزهري، حدّثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا مُحَمَّد ابن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حدثنا جدي. قال: وإسماعيل بن عياش ثقة عند يحيى بن معين وأصحابنا فيما روى عن الشاميين خاصة، وفي روايته عن أهل العراق وأهل المدينة اضطراب كثير، وكان عالما بناحيته [4] .
أخبرنا أبو الفضل القطّان، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدّثنا سهل بن أحمد الواسطيّ، حدثنا أبو حفص عمرو بن علي. قال: وإسماعيل بن عياش إذا حدث عن أهل بلاده فصحيح، وإذا حدث عن أهل المدينة مثل هشام بن عروة ويحيى بن سعيد وسهيل بن أبي صالح فليس بشيء [5] .
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا يوسف بن أحمد الصّيدلاني، حدّثنا محمّد بن
__________
[1]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/176.
[2]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/176- 177.
[3]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/3/175.
[4]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/177.
[5]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/176.(6/225)
عمرو العقيلي، حدّثنا محمّد بن إسماعيل، حدّثنا الحسن بن علي، حدثنا أبو صالح الفراء. قال: قلت لأبي إسحاق الفزاري: إني أريد مكة، وأريد أن أمر بحمص، وثم رجل يقال له إسماعيل بن عياش فأسمع منه؟ قال: ذاك رجل لا يدري ما يخرج من رأسه [1] .
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، حدثنا أبي. قال: إسماعيل بن عياش ضعيف.
أخبرنا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا محمّد بن إبراهيم الطرسوسي، أخبرنا محمّد ابن محمّد بن داود الكرجيّ، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش. قال:
إسماعيل بن عياش ضعيف الحديث.
أخبرني محمّد بن الحسين القطّان، أخبرنا دَعْلَجِ بْنِ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأبار قَالَ: سألت عمرو بن عثمان عن إسماعيل بن عياش متى مات؟ فقال: سنة إحدى- أو اثنتين- وثمانين. قال: وقال لي أبي: قال لي ابن عيينة: مولد ابن عياش قبل سنة ست. قال: وكيف ذهب عنه أصحابه وأنا مولدي سنة ثمان؟ قال: قلت: يا أبا محمد وأنت بكرت.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أَخْبَرَنَا إسماعيل بن علي الخطبي وأبو علي بن الصواف. قالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ. قَالَ: قَالَ أبي: ولد ابن عياش- يعنى إسماعيل- سنة ست ومائة.
أخبرني الطناجيري، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا إسحاق بن موسى الرملي قال: سمعت محمد بن عوف يقول: سمعت يزيد بن عبد ربه يقول: كان مولد إسماعيل بن عياش سنة اثنتين ومائة، ومات سنة إحدى وثمانين ومائة.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن الحسين، أخبرنا دعلج، أخبرنا أحمد بن علي الأبار، حدثنا الحسن بن علي قال: سمعت حيوة يقول: مات إسماعيل بن عياش سنة إحدى وثمانين.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان قال:
سمعت الحجاج بن محمد الخولاني. قال: مات إسماعيل بن عياش سنة إحدى وثمانين ومائة يوم الثلاثاء لست مضت من جمادى.
__________
[1]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/179.(6/226)
قرأت على الحسن بن أبي بكر، عن أَحْمَد بْن كامل الْقَاضِي. قَالَ: مات أَبُو عتبة إسماعيل بن عياش الحمصي الأزرق عنسي في سنة إحدى وثمانين ومائة، وكان قد نزل ببغداد وولاه المنصور خزانة الكسوة.
أَخْبَرَنَا أَبُو خازم مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد الفراء، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن أبي أسامة الحلبي.
وأخبرني الطناجيري، حدثنا عمر بن أحمد. قالا: حدثنا موسى بن القاسم، حدثنا عبد الله بن محمد. قال: قال ابن سعد: إسماعيل بن عياش الحمصي ويكنى أبا عتبة، توفي سنة اثنتين وثمانين ومائة.
أَخْبَرَنِي الْحَسَن بْن أبي بكر قَالَ: أَخْبَرَنَا محمد بن إبراهيم بن عمران الجوري- في كتابه إلينا من شيراز- أخبرنا أحمد بن حمدان بن الخضر، حدّثنا أحمد بن يونس الضّبيّ، حدّثني أبو حسّان الريادي. قَالَ: سنة اثنتين وثَمانين ومائة، فيها مات إسماعيل بن عياش الحمصي يكنى أبا عتبة [1] .
أخبرنا أبو سعيد بن حسنويه، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ، حدّثنا عمر بن أحمد الأهوازي، حدثنا خليفة بن خياط. قال: مات إسماعيل بن عياش سنة اثنتين وثمانين ومائة [2] .
3277- إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم، أبو بشر الأسدي مولاهم، ويعرف بابن علية [4] :
من أهل البصرة وأصله كوفي، سمع من أبي التياح الضبعي حديثا واحدا. وروى الكثير عن عبد العزيز بن صهيب وأيوب السختياني، وابن عون، وسليمان التيمي، وداود بن أبي هند، وحميد الطويل، وعبد الله بن أبي نجيح، وسهيل بن أبي صالح،
__________
[1]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/180.
[2]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/181.
[3]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/181.
[4] 3277- انظر: تهذيب الكمال 417 (3/23) . والمنتظم، لابن الجوزي 9/225. وكلام ابن معين في الرجال، رواية ابن طهمان 401. والجمع 1/23. وميزان الاعتدال 1/216. والمعرفة ليعقوب 2/158. والجرح والتعديل 1/1/153. والثقات لابن شاهين ورقة 3. والطبقات الكبرى لابن سعد 7/2/70. والتاريخ الكبير 1/1/342. وإكمال مغلطاي 1/ورقة 108.
والسابق واللاحق للخطيب ورقة 38. وتاريخ الإسلام ورقة 193- 194 (آيا صوفيا 3006) .(6/227)
وليث بن أبي سليم، وغيرهم. حدث عنه ابن جريج، وشعبة، وإبراهيم بن طهمان، وحماد بن زيد، وعبد الرحمن بن مهدي، وَأحمد بْن حَنْبَل، وَيحيى بْن معين، وَعلي ابن المديني، وزهير بن حرب، وداود بن رُشَيْد، وأحمد بن منيع، وبندار بن بشار، ومحمد بن المثنى، ويعقوب الدورقي، والحسن بن عرفة، في آخرين. ولي ابن علية المظالم ببغداد في أيام هارون الرشيد، وحدث بها إلى أن توفي.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ المحامليّ- إملاء- حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ الدَّوْرَقِيُّ، حدّثنا ابن عليّة، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ثَلاثَةٌ يؤتون أجورهم مَرَّتَيْنِ؛ رَجُلٌ آمَنَ بِالْكِتَابِ الأَوَّلِ وَالْكِتَابِ الآخَرِ، وَرَجُلٌ كَانَتْ لَهُ أَمَةٌ فَأَدَّبَهَا فَأَحْسَنَ تَأْدِيبَهَا ثُمَّ أَعْتَقَهَا فَتَزَوَّجَهَا، وَعَبْدٌ مَمْلُوكٌ أَحْسَنَ عِبَادَةَ رَبِّهِ وَنَصَحَ لِسَيِّدِهِ» [1]
. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ وَمُحَمَّدُ بن الحسين بن الفضيل فِي آخَرِينَ قَالُوا:
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصّفّار، حدّثنا الحسن بن عرفة، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُلَيَّةَ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ، وَمَا أَسْكَرَ الْفَرَقُ فَالْحَسْوَةُ حَرَامٌ» [2]
. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ إِسْمَاعِيل المحاملي، أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، حدّثنا موسى بن سهل، حدّثنا إسماعيل بن عليّة، أَخْبَرَنَا عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَتَزَعْفَرَ الرَّجُلُ.
أَخْبَرَنَاهُ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بن روح النهرواني، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَابِدٍ الخلال، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَرَاثِيُّ، حدّثنا علي بن الجعد، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُلَيَّةَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.
قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ التَّزَعْفُرِ.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن عَلِيّ الجوهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن
__________
[1] انظر الحديث في: سنن الترمذي 1116. وسنن ابن ماجة 6/115. ومسند أحمد 4/405. والدارمي 2/155.
[2] سبق تخريجه، راجع الفهرس.(6/228)
معروف الخشّاب، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد. قال: إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم مولى عبد الرحمن بن قطبة الأسدي- أسد خزيمة- من أهل الكوفة، وكان مقسم من سبى القيقانية ما بين خراسان وزابلستان، وكان إبراهيم بن مقسم تاجرا من أهل الكوفة، وكان يقدم البصرة بتجارته فيبيع ويرجع، فتخلف فتزوج علية بنت حسان مولاة لبني شيبان- وكانت امرأة نبيلة عاقلة برزة لها دار بالعوقة تعرف بها، وكان صالح المري وغيره من وجوه البصرة وفقهائها يدخلون عليها فتبرز لهم وتحادثهم وتسائلهم، فولدت لإبراهيم إسماعيل سنة عشر ومائة فنسب إليها وأقام بالبصرة، وولدت لإبراهيم بعد إسماعيل ربعي بن إبراهيم، وكان إسماعيل يكنى أبا بشر وكان ثقة ثبتا في الحديث حجة، وقد ولي صدقات البصرة، وولى ببغداد المظالم في آخر خلافة هارون، ونزل هو وولده بغداد، واشترى بها دارا، وتوفي ببغداد ودفن فِي مقابر عَبْد الله بْن مالك، وصلى عليه ابنه إبراهيم بن إسماعيل [1] .
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي، أخبرنا محمّد ابن إسحاق السراج قال: سمعت إسماعيل بن أبي الحارث يقول: حدثنا أحمد بن حنبل. قال: ولد ابن علية سنة عشر ومائة.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري في كتابه، حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سمعت أبا داود سُلَيْمَان بْن الأشعث قال: كان ابن علية يكره أن يقال له ابن علية، هو رجل من أهل الكوفة بزاز هو مولى بني أسد.
قال: وسمعت أبا داود يقول: إسماعيل بن علية ولي المظالم.
أخبرنا أبو الحسين بن بشران- إجازة- أخبرنا دعلج بن أحمد قَالَ: سمعت أحمد ابن سلمة قال: سمعت العلاء بن عمرو يقول: إسماعيل بن إبراهيم يقول: من قال ابن علية فقد اغتابني.
قلت: وزعم علي بن حجر؛ أن علية ليست أمه، وإنما هي جدته أم أمه، وقد سقنا الخبر بذلك في كتاب «الجامع» [2] .
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، أخبرنا إبراهيم بن محمّد المزكيّ، أخبرنا محمد بن إسحاق السراج قَالَ: سمعت مؤملا- يعني ابن هشام- يقول: سمعت إسماعيل
__________
[1] انظر الخبر في: طبقات ابن سعد 7/2/70. وتهذيب الكمال 3/30، 31.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/31.(6/229)
يقول: لقيت محمد بن المنكدر وسمعت منه أربعة أحاديث، فقلت: ذا شيخ، فلما قدمت البصرة فإذا أيوب يقول: حدثنا محمد بن المنكدر.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزاز، حَدَّثَنَا أَبُو أَيُّوبَ سُلَيْمَانُ بْنُ إِسْحَاقَ الْجَلابُ قَالَ: سمعت إبراهيم الحربي يقول: سمعت عبيد الله بن عائشة يقول: قال لي عبد الوارث: أتتني علية بابنها. فقالت: هذا ابني يكون معك ويأخذ بأخلاقك؛ قال: وكان من أجمل غلام بالبصرة، قال: فكنت إذا مررت بقوم جلوس قلت له تقدم، فكنت أجيء بعده إلى المحدث، قال إبراهيم: فخرج [ابن] [1] عليه وأهل البصرة لا يشكون أنه أثبت من عبد الوارث.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدّثنا أبي، حدّثنا محمّد بن مخلد، حدّثنا العبّاس بن محمّد، حدّثني أبو بكر بن أبي الأسود.
وأخبرني الأزهري، حدّثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أحمد ابن يعقوب، حدّثنا جدي، حدثني أبو بكر بن أبي الأسود قال: سمعت غندرا يقول:
نشأت في الحديث يوم نشأت، وليس أحد يقدم في الحديث على إسماعيل بن عليّة [2] .
أخبرنا ابن الفضل، حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن جعفر بْن درستويه، أخبرنا يعقوب بن سفيان، حدثني محمد- يعنى ابن عبد الرحيم- قال: قال على: ما أقول إن أحدا أثبت في الحديث من إسماعيل. قال علي: قال يحيى: أنا لم أر إسماعيل يطلب الحديث، وكنا نعلم به قد سمع وترك. قال علي: وما رأى عبد الرحمن لإسماعيل كتابا قط.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى المزكي- وأنا أسمع- حدثكم أبو العباس السراج قال: سمعت زياد بن أيوب. قال:
ما رأيت لابن علية كتابا قط، وكان يقال: ابن علية يعد الحروف [3] .
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدّثنا إبراهيم بن يحيى، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق الثقفي قَالَ: سمعتُ عبيد الله بن جرير بن جبلة يقول: قال أبو سلمة: قال وهيب: حفظ إسماعيل بن عليّة، وكتاب عبد الوهّاب.
__________
[1] في الأصل: «فحرج عليه» .
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/29.
[3]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/30.(6/230)
وأخبرنا أبو نعيم، أخبرنا إبراهيم قال: أخبرنا محمد بن إسحاق، حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: كانوا يقولون: الحفاظ أربعة؛ إسماعيل بن عليّة، وعبد الوارث، ويزيد ابن زريع، ووهيب [1] .
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدّثنا حنبل بن إسحاق، حدّثنا علي- وهو ابن المديني- قال: سمعت يحيى يقول: إسماعيل بن علية أثبت من وهيب [2] .
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب، حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَبْد الرحيم قَالَ: سَمِعْتُ عليا قال: سمعت حاتم بن وردان. قال: كان يحيى وإسماعيل ووهيب وعبد الوهاب يجلسون إلى أيوب، وإذا قاموا جلسوا كلهم حول إسماعيل يسألونه كلهم كيف قال؟ قال: وابن عليّة يرد!.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سمعت أبا داود يقول: أرواهم عن الجريري [3] إسماعيل بن علية.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم هِبَةُ اللَّه بْن الْحَسَن بْن مَنْصُور الطبري، أخبرنا علي بن محمّد بن عمر، أخبرنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن سنان قَالَ: سَمِعْتُ عَبْد الرحمن بْن مهدي يقول: ابن علية أثبت من هشيم [4] .
أخبرني الأزهري، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حدثنا جدي. قال: حدثني الهيثم بن خالد. قال: اجتمع حفاظ أهل البصرة، فقال أهل الكوفة لأهل البصرة: نَحُّوا عنا إسماعيل وهاتوا من شئتم [5] .
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عثمان التّميميّ- بدمشق- أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ يُوسُفُ بْنُ الْقَاسِمِ الميانجي قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْر بْن أبي داود: سمعت أبي يقول: أخطأ الناس إلا بشر بن المفضل، وإسماعيل بن عليّة [6] .
__________
[1]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/29.
[2]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/28.
[3] في الأصل: «الجزيري» . وفي الصميصاطية: «الحريري» . وما أثبتناه من تهذيب الكمال وكتب الرجال.
[4]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/28.
[5]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/30.
[6]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/30.(6/231)
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ قَالَ: قرئ عَلَى عُمَر بْن نوح البجلي- وأنا أسمع- سمعت عبد الله ابن سليمان يقول: سمعت أبي يقول: ما أحد من المحدثين إلا وقد أخطأ إلا إسماعيل بن علية، وبشر بن المفضل.
أخبرنا أبو سعد الماليني- قراءة- أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ، أخبرنا الحسن ابن علي بن زفر قال: سمعت عباس بن عبد العظيم يقول: سمعت علي بن المديني يقول: المحدثون صحفوا وأخطئوا ما خلا أربعة: يزيد بن زريع، وابن علية، وبشر بن المفضل، وعبد الوارث بن سعيد.
أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبيّ، أخبرني يحيى ابن منصور القاضي، حدثنا أحمد بن سلمة قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَد بْن سَعِيد الدارمي يَقُولُ: لا يعرف لابن علية غلط إلا في حديث جابر، حديث المدبر، جعل اسم الغلام اسم المولى، واسم المولى اسم الغلام.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ. قَالا:
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: قال أبي:
كان حماد بن زيد لا يعبأ إذا خالفه الثقفي ووهيب، وكان يهاب- أو يتهيب- إسماعيل بن عليّة إذا خالفه [1] .
أخبرنا أبو نعيم، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق الثقفي قَالَ: سمعتُ زياد بن أيوب يقول: سمعت يزيد بن هارون يقول: وذكر حديثا عن حماد بن زيد عن أيوب عن مجاهد. قال: خرجه علينا عليٌّ فقلت له ابن علية رواه عن أيّوب عن مجاهد، قال: خرجه علي، قال: وظن أني قلت ابن عيينة.
فقال: ليس ابن عيينة عندنا في أيوب مثل حماد، فقلت: إنما قلت ابن علية، فقال:
ابن علية! ابن علية! ثم سكت.
أخبرنا الصيمري، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ، حدّثنا محمّد بن الحسين، حدّثنا أحمد بن زهير، حدثنا يحيى بن معين. قال: سمعت من سأل عبد الرحمن بن مهدي عن إسماعيل بن علية. فقال: ثقة قال أحمد بن زهير: يقال أنه مات ببغداد، ودفن فِي مقابر عَبْد الله بْن مالك.
__________
[1]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/29.(6/232)
أَخْبَرَنَا البرقاني، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن خميرويه الهروي، أخبرنا الحسين بْن إدريس قَالَ: سمعت ابْن عمار يقول: إسماعيل بن علية كنيته أبو بشر، وكان حجة.
قرأت على البرقاني عن محمد بن العباس. قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن مسعدة الفزاري، حدّثنا جعفر بن درستويه [حدّثنا] [1] ابن المرزبان، حدّثنا أحمد ابن مُحَمَّد بْن القاسم بْن محرز قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: ابن علية كان ثقة مأمونا صدوقا مسلما ورعا تقيا [2] .
أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق، أخبرنا أبو علي بن الصواف، حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: قال أبي: قال لي زيد بن الحباب: أفدني عن ابن علية؟ قال:
فأتيته بكتب من حديث إسماعيل، فجعل لا يكاد يكتب إلا آراء الرجال- الشيء الصغير- ابن عون عن محمّد، وخالد عن أبي قلابة، ورأى الرجال. ثم ذهب إلى ابن علية فسأله عن تلك الأحاديث، وكان ابن علية يحب إذا سئل أن يسأل عن الأحاديث المسندة أو الإسناد.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا عبد الرحمن بن عمر الخلال قال: سمعت أبا بكر بن شيبة يقول: سمعت عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حنبل يقول: سمعت أبي يقول: فاتني مالك، فأخلف الله عليّ سفيان بن عيينة، وفاتني حماد بن زيد، فأخلف الله عليّ إسماعيل ابن علية [3] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَتُّوثِيُّ، وَالحسن بْن أَبِي بَكْر. قَالا: أَخْبَرَنَا أَبُو سهل أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن عبد الله بن زياد القطّان، حَدَّثَنَا عبد الكريم بن الهيثم قال:
سمعت عبيد بن يعيش يقول: سمعت يونس بن بكير يقول: سمعت شعبة يقول: ابن علية سيد المحدثين [4] .
أخبرنا البرقاني. قال: قرأت على زاهر السرخسي حدثكم محمد بن عبد الرحمن الدغولي، حدّثنا عمران بن موسى، حدّثنا أحمد بن إبراهيم، حدثني عفان بن مسلم قال: سمعت حماد بن سلمة يقول: كنا نشبه إسماعيل بن عليّة بشمائل يونس بن عبيد [5] .
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/29.
[3]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/29.
[4]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/28.
[5]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/28.(6/233)
قَالَ أَبُو عبد اللَّه- يعني أَحْمَد بْن إبراهيم- أخبرني بعض أصحابنا أن ابن علية لم يضحك منذ عشرين سنة! أنبأنا أَبُو الْحَسَن بْن رزقويه وَأبو الْحُسَيْن بْن بشران. قالا: أخبرنا دعلج بن أحمد قال: سمعت أبا الفضل أحمد بن سلمة النيسابوري قال: سمعت ابن عمرو بن زرارة يقول: صحبت ابن علية أربع عشرة سنة، فما رأيته ضحك فيها، وصحبته سبع سنين فما رأيته تبسم فيها [1] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رزق- قراءة- أخبرنا عُثْمَان بْن أَحْمَدَ الدَّقَّاق، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أحمد بن البراء، حدثنا ابن المديني. قال: بت عند إسماعيل بن علية ليلة، فكان يقرأ ثلث القرآن، وما رأيته ضحك قط.
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطيّ، حدثنا أبو الفوارس إبراهيم بن أحمد بن محمّد الفارسيّ، حدثنا أبو الحسين يحيى بن محمد بن قلب، حدّثنا مسبح ابن حاتم، حَدَّثَنَا عبيد الله بن محمد بن حفص بن عائشة، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ؛ أن عبد الله بن المبارك كان يتجر في البز، كان يقول: لولا خمسة ما اتجرت، فقيل له: يا أبا محمد من الخمسة؟ فقال: سفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، والفضيل بن عياض، ومحمد بن السماك، وابن علية، قال: وكان يخرج فيتجر إلى خراسان، فكلما ربح من شيء أخذ القوت للعيال ونفقة الحج، والباقي يصل به إخوانه الخمسة. قال: فقدم سنة فقيل له قد ولي ابن علية القضاء، فلم يأته ولم يصله بالصرة التي كان يصله بها في كل سنة، فبلغ ابن علية أن ابن المبارك قد قدم، فركب إليه فتنكس على رأسه فلم يرفع به عبد الله رأسا، ولم يكلمه فانصرف. فلما كان من غد كتب إليه رقعة: بسم الله الرحمن الرحيم، أسعدك الله بطاعته، وتولاك بحفظه، وحاطك بحياطته، قد كنت منتظرا لبرك وصلتك أتبرك بها، وجئتك أمس فلم تكلمني، ورأيتك واجدا عليّ، فأي شيء رأيت منه؟. فلما وردت الرقعة على عبد الله ابن المبارك دعا بالدواة والقرطاس وقال: يأبَى هذا الرجل إلا أن نقشر له العصا، ثم كتب إليه: بسم الله الرحمن الرّحيم،
__________
[1]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/30.(6/234)
يا جاعل الدين له بازيا ... يصطاد أموال المساكين
احتلت للدنيا ولذاتها ... بحيلة تذهب بالدين
فصرت مجنونا بها بعد ما ... كنت دواء للمجانين
أين رواياتك في سردها ... عن ابن عون وابن سيرين
أين رواياتك في سردها ... لترك أبواب السلاطين
إن قلت أكرهت فذا باطل ... زل حمار العلم في الطين
فلما وقف ابن علية على هذه الأبيات قام من مجلس القضاء، فوطئ بساط هارون وقال: يا أمير المؤمنين! الله الله ارحم شيبتي فإني لا أصبر للخطأ، فقال له هارون:
لعل هذا المجنون أغرى عليك؟ فقال: الله الله أنقذني أنقذك الله، فأعفاه من القضاء، فلما اتصل بعبد الله بن المبارك ذلك، وجه إليه بالصرة! أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدّثنا محمّد بن أحمد ابن البراء، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ. قَالَ: لما ولي ابن علية صدقات البصرة كتب إليه عبد الله بن المبارك هذه الأبيات:
يا جاعل الدين له بازيا ... يصطاد أموال المساكين
احتلت للدنيا ولذاتها ... بحيلة تذهب بالدين
فصرت مجنونا بها بعد ما ... كنت دواء للمجانين
أين رواياتك والقول في ... إتيان أبواب السلاطين
أين رواياتك في سردها ... عن ابن عون وابن سيرين
إن كنت أكرهت فماذا كذا ... زل حمار العلم في الطين
قال: فجعل ابن عليّة يقرؤها ويبكى.
وقال ابن البراء، أخبرنا علي بن المديني قال: بت عند ابن علية، وما رأيته ضحك بعد توليه صدقات البصرة.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّد بن عبد الله الدّقّاق، أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بن شجاع البخاريّ، أخبرنا خلف بن محمّد الخيام، أخبرنا سهل بن شادويه قَالَ: سمعتُ عليًّا- يعني ابن خشرم- يَقُولُ: قلت لوكيع:
رأيت ابن علية يشرب النبيذ حتى يحمل على الحمار، يحتاج من يرده إلى منزله! إذا(6/235)
رأيت البصري يشرب فاتهمه، وإذا رأيت الكوفي يشرب فلا تتهمه. قلت: وكيف؟! قال الكوفي يشربه تدينا، والبصري يتركه تدينا.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد المزكيّ، أخبرنا محمد بن إسحاق السراج قَالَ: سمعت علي بن سهل بن المغيرة قال: حدثنا عفّان، حدثنا حماد بن سلمة. قال: ما كنا نشبه شمائل إسماعيل بن علية إلا بشمائل يونس بن عبيد، حتى دخل فيما دخل فيه. قال عفان مرة أخرى: حتى أحدث ما أحدث. قال عفان: وكان ابن علية وهو شاب، من العباد بالبصرة.
قلت: والحدث الذي حفظ على ابن علية؛ شيء يتعلق بالكلام في القرآن.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزاز، حَدَّثَنَا أَبُو أَيُّوبَ سُلَيْمَانُ بْنُ إِسْحَاقَ الْجَلابُ. قَالَ: قال إبراهيم الحربي- وسأله أبو يعقوب فقال- دخل ابن علية على محمد بن هارون فقال له: يا ابن كذا وكذا- أي شتمه- إيش قلت؟ فقال: أنا تائب إلى الله لم أعلم، أخطأت. فقال: إنما كان حدث بهذا الحديث «تجيء البقرة وآل عمران يوم القيامة كأنهما غمامتان- أو غيايتان، أو فرقان من طير صواف- يحاجان عن صاحبهما» [1] . قال فقيل لابن علية، ألهما لسانان؟ قال: نعم، فكيف تكلما! فقيل: إنه يقول القرآن مخلوق، وإنما غلط.
كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ يذكر أن خيثمة بن سليمان القرشي أخبرهم قال: حدثنا أبو بكر يحيى بن أبي طالب. قال: كنا مع أبي سلمة منصور بن سلمة الخزاعي، فأراد أن يحدث عن زهير بن معاوية فسبقه لسانه فقال:
حدّثنا إسماعيل بن علية فقال: لا ولا كرامة أن يكون إسماعيل بن علية مثل زهير، ثم قال: أردت زهيرا، ثم قال: ليس من قارف الذنب كمن لا يقارفه، ثم قال: أنا والله استتبته- يعنى إسماعيل-.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان، حَدَّثَنِي الفضل بْن زياد. قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْد اللَّه أَحْمَد بْن حنبل عن وهيب وإسماعيل بن إبراهيم بن علية. قلت: أيهما أحب إليك إذا اختلفا؟ فقال: وهيب، كان عبد الرّحمن ابن مهدي يختار وهيبا على إسماعيل. قلت: في حفظه؟ قال: في كل شيء ما زال
__________
[1] سبق تخريجه، راجع الفهرس.(6/236)
إسماعيل وضيعا من الكلام الذي تكلم به إلى أن مات. قلت: أليس قد رجع وتاب على رءوس الناس؟ فقال: بلى ولكن ما زال مبغضا لأهل الحديث بعد كلامه ذاك إلى أن مات، ولقد بلغني أنه أدخل على محمد بن هارون- ثم قال لي ابن هارون- قلت: نعم أعرفه قال: فلما رآه زحف إليه وجعل محمد يقول له: يا ابن.. يا ابن. تتكلم في القرآن!؟ قال: وجعل إسماعيل يقول له: جعله الله فداه زلة من عالم جعله الله فداه زلة من عالم ردده أبو عبد الله غير مرة وفخم كلامه، كأنه يحكى إسماعيل.
ثم قال لي أبو عبد الله: لعل الله أن يغفر له بها- يعني محمّد بن هارون- ثم ردد الكلام وقال: لعل الله أن يغفر له لإنكاره على إسماعيل. ثم قال: بعد هو ثبت- يعنى إسماعيل- قلت: يا أبا عبد الله إن عبد الوهاب قال: لا يحب قلبي إسماعيل أبدا لقد رأيته في المنام كأن وجهه أسود، فقال أبو عبد الله: عافى الله عبد الوهاب. ثم قال:
كان معنا رجل من الأنصار يختلف، فأدخلني على إسماعيل فلما رآني غضب وقال:
من أدخل هذا عليّ؟ فلم يزل مبغضا لأهل الحديث بعد ذاك الكلام، لقد لزمته عشر سنين إلا أن أغيب، ثم جعل يحرك رأسه كأنه يتلهف ثم قال: وكان لا ينصف في الحديث. قلت: كيف كان لا ينصف؟ قال: كان يحدث بالشفاعات، ما أحسن الإنصاف في كل شيء.
وأخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله، حدثنا يعقوب قال: سمعت سليمان بن حرب يقول: حماد بن زيد في أيوب أكثر من كل من روى عن أيوب. قال: أما عبد الوارث فقد قال: كتبت حديث أيوب بعد موته بحفظي، ومثل هذا يجيء فيه ما يجيء وكان يثني على وهيب بن خالد، إلا أنه يعرض به أنه كان تاجرا قد شغله سوقه. وأما إسماعيل فكان يعرض فيما دخل فيه، فحضرته يوما وكهل من أهل بغداد يكلمه، ويفخم أمر إسماعيل ويعظمه، وسليمان يأبَى عليه، حتى قال: صار إليكم فرخص إليكم في شرب المسكر، وعن من أخذ الأمانة؟ أراد المذاهب، فقال البغدادي: يا أبا أيوب كنت إذا نظرت في وجهه رأيت ذاك الوقار. وإذا نظرت في قفاه رأيت الخشوع، فقال سليمان: وكان ينبغي أن ينسلخ من مجالسة أيوب ويونس وابن عون.
قلت: وقد روى عن ابن علية في القرآن قول أهل الحق.
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري، أخبرنا محمّد بن المظفّر الحافظ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ قال: حَدَّثَنَا عبد الصمد بن يزيد مردويه قال: سمعت إسماعيل ابن علية يقول: القرآن كلام الله غير مخلوق.(6/237)
أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدّثنا حسن بن إسحاق قال: حدثني أبو عبد الله. قال: وابن علية- يعنى ولد- سنة عشر ومائة- سمعته منه. ومات سنة ثلاث وتسعين.
أخبرنا علي بن أَحْمَد الرزاز، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن الحسن الصواف، حدّثنا بشر بن موسى، حدثنا عمرو بن علي. قال: وولد إسماعيل بن علية سنة عشر ومائة، ومات سنة ثلاث وتسعين.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى، أخبرنا محمد بن إسحاق السراج قَالَ: سمعت زياد بن أيوب ومحمود بن خداش يقولان: مات ابن علية سنة ثلاث وتسعين [1] .
أخبرنا محمّد بن الحسين بن الفضل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بْن سفيان، حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن فضيل. قال: كنا بمكة سنة ثلاث وتسعين ومائة، فقدم علينا راشد الخفاف [2] فقال: دفنا إسماعيل ابن علية يوم الخميس لخمس أو ست بقين من ذي القعدة، وقال: سرنا تسعة أيام [3] .
أخبرني الأزهري، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر، أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حدّثنا جدي. قال: إسماعيل بن علية ثبت جدا، توفي يوم الثلاثاء لثلاث عشرة ليلة خلت من ذي القعدة سنة ثلاث وتسعين ومائة، ودفن يوم الأربعاء ببغداد [4] .
3278- إسماعيل بن أبان، أبو إسحاق الغنوي الكوفي [5] :
حَدَّث عَنْ هشام بْن عروة، وَإسماعيل بْن أَبِي خَالِد، وَعبد الملك بْن جريج، وَمسعر بْن كدام، وَسفيان الثَّوْرِيّ. روى عنه إبراهيم بن سعيد الجوهري، ومحمّد بن
__________
[1]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/31.
[2] في الأصل: «الحنان» . وفي الصميصاطية: بدون نقط، والتصحيح من تهذيب الكمال.
[3]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/32.
[4]- انظر: تهذيب الكمال 3/32.
[5] 3278- انظر: تهذيب الكمال 412 (3/11- 13) . والتاريخ الكبير 1/1/347. والصغير 266.
والجرح والتعديل 1/1/160. وأحوال الرجال للجوزجاني 17- 18. والكامل لابن عدي ورقة 113 الجزء الثاني. والضعفاء للنسائي 284. والمجروحين 1/128. وميزان الاعتدال 1/211- 212. وإكمال مغلطاي 1/ورقة 106- 107.(6/238)
عبد الله بن أبي الثلج، وأحمد بن عبد الله بن يزيد المؤدب، وأحمد بن الوليد الفحام، وكان سيئ الحال في الرواية، وقدم بغداد وحدث بها أحاديث تبين الناس كذبه فيها، فتجنبوا السماع منه، واطرحوا الرواية عنه.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله المعدّل، أَخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْبَخْتَرِيِّ الرَّزَّازُ، حدّثنا أحمد بن الوليد الفحام، حدّثنا إسماعيل بن أبان، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَطُّ عِنْدِي رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ.
أَخْبَرَنِي عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد الدَّقَّاق، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن، حدثنا عمر بن محمد بن شعيب الصابوني، حَدَّثَنَا حنبل بْن إسحاق قَالَ: سئل أَبُو عبد اللَّه أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حنبل وأنا أسمع عن إسماعيل بن أبان الغنوي فقال:
أعطانا كتاب فطر، فإذا هو كتاب عتيق ملحق فيه: فطر عن أبي الطفيل عن عليّ في لبس الخضرة. فقيل لأبي عبد الله: كيف ذاك؟ فقال: يصف فيه محمد بن زبيدة وما كان. قال: أبو عبد الله: فرددت الكتاب. قال له عباس العنبري: فناظرته؟ قال: أي شيء أناظره في هذا. قال أبو عبد الله: فكتب إلي كتابا أني كنت أطلب هذه الأحاديث. قال: فلم آته بعد.
أخبرنا علي بن محمد المعدّل، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن الحسن قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد- إجازة- قَالَ: سألت أبي عن إسماعيل بن أبان الغنوي فقال: كتبنا عنه عن هشام بن عروة وغيره، ثم حدث بأحاديث في الخضرة أحاديث موضوعة، أراه قال: عن فطر أو غيره فتركناه.
أخبرني الحسين بن علي الصيمري، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ، حدّثنا محمّد ابن الحسين الزعفراني، حَدَّثَنَا أحمد بن زهير قَالَ: سمعت يحيى بن معين. يقول:
وضع إسماعيل بن أبان الغنوي حديثا عن فطر، عن أبي الطفيل، عن علي قال:
السابع من ولد العباس يلبس الخضرة، حديثا لم يكن منه شيء.
بلغني عن إسحاق بن عبد الله بن أخت يحيى بن معين. قال: سألت أبا زكريا عن حديث جرير، تبنى مدينة بين دجلة ودجيل. فقال: حديث باطل، لما جاء إسماعيل ابن أبان إلى هاهنا جاءه أحمد وغيره فإذا هو قد حدث بهذا الحديث عن مسعر فقال له أحمد: ممن سمعت هذا؟. قال: من مسعر. فدفع الكتاب إليه وما حدث عنه إلى الساعة.(6/239)
أخبرنا علي بن الحسين- صاحب العبّاسي- أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا محمّد بن إسماعيل الفارسيّ، حدّثنا بكر بن سهل، حَدَّثَنَا عَبْد الخالق بْن منصور قَالَ: سمعتُ يحيى بن معين يقول: كان إسماعيل بن أبان يضع الحديث.
أخبرنا عبد الله بن عمر الواعظ، حدّثنا أبي، حَدَّثَنَا الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بن معين يقول: إسماعيل بن أبان الغنوي كذاب لا يكتب حديثه وإسماعيل بن أبان الوراق ثقة.
أخبرني علي بن محمد المالكي، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار، حدّثنا محمّد ابن عمران الصّيرفيّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ قال: سمعت أبي يقول: وأما إسماعيل بن أبان الغنوي فكتبت عنه وتركته، وضعفه جدا.
أخبرنا أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، أخبرنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدّثنا علي بن أحمد بن زكريّاء الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله بن صالح العجليّ، حدثني أبي قال: إسماعيل بن أبان ضعيف الحديث، يحدث عن ابن أبي خالد وهشام بن عروة، أدركناه ولم نكتب عنه شيئا.
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ بن علي الكتاني- لفظا بدمشق- حدّثنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني، حَدَّثَنَا أَبُو هاشم عَبْد الجبار بْن عَبْد الصّمد السّلميّ الإمام، حَدَّثَنَا أَبُو بكر القاسم بْن عيسى العصار، حَدَّثَنَا أَبُو إسحاق إبراهيم بْن يعقوب الجوزجاني. قال: إسماعيل بن أبان الذي كان يروي بالكوفة عن هشام بن عروة ظهر منه على الكذب [1] .
أخبرنا ابن الفضل القطّان، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدّثنا أبو أحمد بن فارس، حدثنا البخاري. قال: إسماعيل بن أبان متروك الحديث- هو أبو إسحاق الخياط الكوفي أراه الغنويّ- تركه أحمد [2] .
أخبرنا أبو حازم العبدوي الْحَافِظ قَالَ: سمعت مُحَمَّد بن عَبْد اللَّهِ الجوزقي يقول:
قرئ على مكي بن عبدان وَأنا أسمع قَالَ: سمعت مسلم بْن الحجاج يَقُولُ: أبو إسحاق إسماعيل بن أبان الغنوي الخياط متروك الحديث.
أخبرنا أبو بكر البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدّثنا عبد الكريم بن
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/12.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/12.(6/240)
أحمد بن شعيب النسائي، حدّثنا أبا. قال: إسماعيل بن أبان يروى عن هشام بن عروة كوفي متروك الحديث [1] .
وأخبرني البرقاني، حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد الآدمي، حدّثنا محمّد بن علي الإيادي، حدثنا زكريا بن يحيى الساجي. قال: إسماعيل بن أبان الغنوي متروك الحديث عنده مناكير.
3279- إسماعيل بن عمر، أبو المنذر الواسطي [2] :
قال أبو زرعة الرازي: يعد في البغداديين، وذكره محمد بن سعد فيمن كان ببغداد من العلماء. حدث عن قرة بن خالد، وعيسى بن طهمان، والبراء بن سليم الضبي، ويونس بن أبي إسحاق، وداود بن قيس الفراء، ومالك بن مغول وسفيان الثوري ومالك بْن أنس. رَوَى عَنْهُ أَحْمَد بْن حَنْبَل، ويحيى بْن معين، وزهير بن حرب، ومحمد بن الحسين البرجلاني، ومحمد بن سعد كاتب الواقدي، والحسن بن الصباح البزاز، وأَحْمَد بْن مَنْصُور الرمادي، وعباس بْن مُحَمَّد الدوري، ومحمد بن أَحْمَدَ بن الجنيد الدقاق، والحسن بن مكرم البزاز وكان ثقة [3] .
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ بْن الحسن الشاهد- بالبصرة- حدّثنا علي بن إسحاق المادرائي، حدّثنا محمّد بن أحمد بن الجنيد، حدّثنا أبو المنذر إسماعيل بن عمر، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُنَيْنٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَلِيٍّ. قَالَ: نَهَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ التَّخَتُّمِ بِالذَّهَبِ أَوْ أَقْرَأُ رَاكِعًا، أَوْ سَاجِدًا.
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى السكري، أَخْبَرَنَا محمّد بن عبد الله الشافعي، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حدّثنا ابن الغلابي، حدثنا يحيى بن معين، عن أبي المنذر، من تجار أهل واسط، ليس به بأس، وهو إسماعيل بن عمر [4] .
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/12. وفيه: «ليس بثقة» .
[2] 3279- انظر: تهذيب الكمال 468 (3/154) والجرح والتعديل 1/1/189. وطبقات ابن سعد 7/2/69. وثقات ابن حبان 1/ورقة 34. والتاريخ الكبير 1/1/370. وإكمال مغلطاي 1/ورقة 121. والكاشف 1/126. وتهذيب ابن حجر 1/319.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/156.
[4] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/156.(6/241)
3280- إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة النعمان بن ثابت، يكنى أبا حيان- وقيل: أبا عبد الله [1] :
ولي قضاء الجانب الشرقي من بغداد بعد محمد بن عبد الله الأنصاري فأقام مدة ثم صرف، وولي قضاء البصرة أيضا لما عزل عنه يحيى بن أكثم، وكان إسماعيل أحد الفقهاء على مذهب جده أبي حنيفة. وحدث عن أبيه، وعن مالك بن مغول، وعمر ابن ذر، ومُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي ذئب، والقاسم بن معن، وأبي شهاب الحناط. روى عنه غسان بن المفضل الغلابي، وعمر بن إبراهيم الثقفي، وسهل بن عُثْمَان العسكري، وعبد المؤمن بن عَلِيّ الرازي.
أنبأنا إبراهيم بن مخلد، أَخْبَرَنَا إسماعيل بن علي الخطبي. قال: ولي إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة قضاء الرصافة سنة أربع وتسعين.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عيسى البزاز- فيما أذن أن نرويه عنه- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ سَلْمٍ. قَالَ: إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة استقضاه محمد بن هارون الأمين على الجانب الشرقي بعد أن عزل محمد بن عبد الله الأنصاري، وهو من كبار الفقهاء.
قلت: وبلغني أن ولايته قضاء البصرة كانت سنة عشر ومائتين، فأقام بها سنة ثم عزل بعيسى بن أبان.
أخبرنا علي بن أبي علي، أخبرنا طلحة بن محمّد بن جعفر، حدّثني محمّد بن أحمد التّنوخيّ، حدّثنا ابن حيّان- وهو وكيع القاضي- أخبرني إبراهيم بن أبي عثمان، عن العباس بن ميمون قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّد بن عَبْد الله الأَنْصَارِيّ. يقول: ما ولى القضاء من لدن عمر بن الخطاب إلى اليوم أعلم من إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة! فقال له أبو بكر الجبي: يا أبا عبد الله ولا الحسن بن أبي الحسن؟! قال: لا والله! ولا الحسن.
قال ابن حيان: وأخبرني أبو العيناء قال: قال رجل لإسماعيل: قد ذهب نصفك، قال: لو بقيت مني شعرة لبقي منها ما يقضي عليك!.
وقال ابن حيان: عن أبي العيناء. قال: لما ولي إسماعيل البصرة دس إليه الأنصاري- يعنى محمد بن عبد الله- إنسانا يسأله عن مسألة فقال: أبقى الله القاضي، رجل
__________
[1] 3280- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 10/248.(6/242)
قال لامرأته. فقطع عليه إسماعيل وقال: قل للذي دسك إن القضاة لا تفتي.
أخبرنا الصيمري، حدّثنا محمّد بن عمران المرزباني، حدّثنا محمّد بن أحمد الكاتب، حَدَّثَنَا أَبُو العيناء مُحَمَّد بْن الْقَاسِم قَالَ: قال إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة: ما ورد علي مثل امرأة تقدمت إلي فقالت: أيها القاضي، ابن عمى زوجني من هذا ولم أعلم، فلما علمت رددت، قال: فقلت لها: ومتى رددت؟ قالت: وقت علمت، قلت: ومتى علمت؟ قال: وقت رددت، قال: فما رأيت مثلها.
أخبرنا الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ طَاهِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطّبريّ، حدّثنا المعافى بن زكريّا، حدثنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَكِيمِيُّ قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْد الله مُحَمَّد بْن القاسم:
لما عزل إسماعيل بن حماد عن البصرة شيعوه. فقالوا: عففت عن أموالنا وعن دمائنا، فقال إسماعيل بن حماد: وعن أبنائكم!! يعرض بيحيى بن أكثم في اللواط.
أَخْبَرَنَا أَبُو يعلى أَحْمَد بن عبد الواحد الوكيل، أخبرنا إسماعيل بن سعيد المعدّل، حدّثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، حدثنا أبو العيناء. قال: قال إسماعيل بن حمّاد ابن أبي حنيفة قال لي المأمون: ما أطلق بشرك! قال: قلت: إنه يقوم علينا رخيصا.
أخبرنا محمّد بن علي المقرئ، أَخْبَرَنَا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن مهران، أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي. قال: قال أبو علي صالح بن محمد:
إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة كان جهميا ليس هو بثقة. أخبرني البرقاني، حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد الآدمي، حدّثنا محمّد بن علي الإيادي، حدّثنا زكريّا بن يحيى السّاجيّ، حدّثني أبو حاتم الرّازيّ، حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري قال:
سمعت سعيد بن سالم الباهلي يقول: سمعت إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة- في دار المأمون- يقول: القرآن مخلوق، وهو ديني ودين أبي ودين جدي. بلغني أنه توفي في سنة اثنتي عشرة ومائتين.
3281- إسماعيل بن مجالد بن سعيد بن عمير بن ذي مران بن شرحبيل بن ربيعة بن مرثد بن جشم بن حاشد بن جشم بن خيوان بن نوف بن همدان- وهو أوسلة- بن مالك بن زيد بن أوسلة بن ربيعة بن الخيار بن مالك بن زيد بن كهلان ابن سبأ، أبو عمر الهمداني الكوفي [1] :
نزل بغداد وحدث بها عَنْ أبيه وعن بيان بن بشر الأحمسي، وإسماعيل بن أبي
__________
[1] 3281- انظر: تهذيب الكمال 475 (3/184) . وتاريخ ابن معين 2/36. والتاريخ الكبير-(6/243)
خالد، وأبي إسحاق السبيعي، وسماك بن حرب. روى عنه ابنه عمرو بن إسماعيل، وإبراهيم بن زياد سبلان، وسريج بن يونس، ويحيى بن معين، ومسعد بن زنبور، وعثمان بن أبي شيبة، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهديّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يعقوب بن شيبة السدوسي، حدثنا جدي. قال: وفي كتابي عن يحيى بن معين في عرض ما سمعت منه قال: حدثنا إسماعيل بن مجالد، عن بيان، عن وبرة، عن همام بن الحارث. قال: قال عمار بن ياسر: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وما معه إلا خمسة أعبد، وامرأتان، وأبو بكر. قال جدي: ولم أر على هذا الحديث علامة السماع.
أخبرني الصيمري، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني، حَدَّثَنَا أحمد بن زهير قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: إسماعيل بن مجالد كان يكون عندنا ببغداد.
حدثت عَنْ مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس بْن الفرات قال: أخبرني الحسن بن يوسف الصّيرفيّ، أخبرنا أبو بكر الخلّال، أخبرني محمّد بن علي، حدّثنا مهني. قال: قال لي أحمد: إسماعيل بن مجالد كان هاهنا ببغداد، قلت: أدركته؟ قال: نعم. قلت:
سمعت منه؟ قال: لا، قلت: من أين هو؟ قال: كوفي.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدّثنا أبي، حدثنا عبد الله بن سليمان ومكرم بن أحمد. قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حنبل قَالَ: سألت يحيى بن معين عن إسماعيل بن مجالد بن سعيد فقال: قد كتبت عنه، كان يحدث عن أبي إسحاق وسماك، وبيان، ليس به بأس [1] .
قال عبد الله بن أحمد: وسألت أبي فقال: ما أراه إلا صدوقا [2] .
أخبرني الصيمري، حدّثنا الرّازيّ، حدّثنا محمّد بن الحسين، حَدَّثَنَا أحمد بن زهير قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول.
__________
1/1/374. والجرح والتعديل 1/1/200. وميزان الاعتدال 1/246. والضعفاء للنسائي 284. وأحوال الرجال للجوزجاني ورقة 15. والضعفاء للعقيلي ورقة 35. والكاشف 1/128. وديوان الضعفاء ورقة 16. ومن تكلم فيه وهو موثق، ورقة 6.
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/185.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/185.(6/244)
وأخبرنا أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا أحمد ابن سعيد بن مرابا، حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سمعت يحيى يقول: إسماعيل بن مجالد ثقة [1] .
حدثنا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، حدّثنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني، حَدَّثَنَا عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي، حدّثنا القاسم بن عيسى العصار، حدّثنا إبراهيم ابن يعقوب الجوزجاني. قال: إسماعيل بن مجالد بن سعيد غير محمود [2] .
أخبرنا البرقاني، حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن طاهر بْن النجم الميانجي، حَدَّثَنَا سعيد بْن عَمْرو البرذعي قَالَ: قلت لأبي زرعة- يعنى الرازي- فإسماعيل بن مجالد كيف هو؟ قال: ليس هو ممن يكذب بمرة، هو وسط [3] .
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سمعت أبا داود يقول: إسماعيل بن مجالد هو أثبت من مجالد [4] .
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، حدّثنا أبي قال: إسماعيل بن مجالد ليس بالقوي.
3282- إسماعيل بن إبراهيم، أبو سعيد الأقرع:
حدث عَنْ مالك بْن أنس. روى عنه أحمد بن خالد الخلال.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ المؤدب، أَخْبَرَنَا أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي، حدّثنا القاسم بن زكريّا المطرز، حدّثنا أحمد بن خالد الخلّال، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَقْرَعُ- إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ- عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ نَافِعٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اعْفُوا اللحى» [5]
. أخبرني الأزهري، حَدَّثَنَا علي بن عمر الحافظ قَالَ: إسماعيل بن إبراهيم أبو سعيد الأقرع بغدادي.
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/186.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/186.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/186.
[4] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/186.
[5] 3282- انظر الحديث في: سنن النسائي، كتاب الزينة باب 2. ومسند أحمد 2/52، 156، 356. وكشف الخفا 2/162.(6/245)
3283- إسماعيل بن داود الجوزي:
روى عن مالك بن أنس حكاية، ولم يقع إليّ له رواية سواها.
أخبرني الأزهري، حَدَّثَنَا علي بن عمر الحافظ قَالَ: ذكر أبو إسحاق إبراهيم بن حماد قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنِ مُحَمَّدٍ أَبُو الْقَاسِمِ الدّقّاق، حدّثنا محمّد بن صالح، حدثنا إسماعيل بن داود الجوزي، عن مالك بن أنس. قال: لو كان هذا الحديث هو المعمول به لعملت به الأئمة، أبو بكر وعمر وعثمان بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن يصلى الإمام قاعدا، ومن خلفه قعودا.
قال علي بن عمر: إسماعيل بن داود الجوزي بغدادي.
3284- إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله بْن طلحة بْن عَبْد الله بْن عَبْد الرحمن بن أبي بكر الصديق، يكنى أبا يحيى:
وهو كوفي، حدث عن إسماعيل بن أبي خالد، ومسعر بن كدام، وأبي حنيفة، وسفيان الثوري، ومالك بن أنس. روى عنه أبو معمر صالح بن حرب، والحسن بن يزيد الجصاص، ومحمد بن حرب النشائي، وسعدان بن يزيد العسكري، ومحمد بن يحيى بن رزين المصيصي، ويحيى بن عبيد الله الذي يروي عنه عبد الله بن المبارك، هو أبوه.
ونسب بعض الناس إسماعيل بن يحيى إلى أنه من أهل بغداد، وليس بغداديّا، إنما هو كوفي، وأراه حدث ببغداد فنسب إليها.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ البرقاني، أخبرنا منصور البوسنجي- بها- حدّثنا أحمد بن جعفر ابن نصر الجمال، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الرَّقِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَحْيَى الْبَغْدَادِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ سَمِعَ سُورَةَ يس عَدَلَتْ لَهُ عِشْرِينَ دِينَارًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَمَنْ قَرَأَهَا عَدَلَتْ عِشْرِينَ حَجَّةً، وَمَنْ كَتَبَهَا وَشَرِبَهَا أَدْخَلَتْ جَوْفَهُ أَلْفَ يَقِينٍ، وَأَلْفَ نُورٍ، وَأَلْفَ بَرَكَةٍ، وَأَلْفَ رَحْمَةٍ، وَأَلْفَ رِزْقٍ، وَنَزَعَتْ مِنْهُ كُلَّ غِلٍّ وَدَاءٍ» [1]
. أخبرنا الصَّيْمَرِيُّ قَالَ: قَرَأْنَا عَلَى الْحُسَيْنِ بْنِ هَارُونَ الضبي، عن أبي العباس بن
__________
[1] 3284- انظر الحديث في: الموضوعات 1/246. والفوائد المجموعة 300. واللآلئ المصنوعة 1/121. وتنزيه الشريعة 1/286.(6/246)
سعيد قَالَ: حَدَّثَنِي عبد اللَّه بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن قتيبة. قَالَ: سمعت رجلا قال لابن نمير- وذكر له حديثا عن أبي حنيفة- فقال: من روى هذا عنه؟ قال: إسماعيل بن يحيى التيمي. فقال: دع ذا عنك، أنا لا أعتد على أبي حنيفة ولا غيره بشيء يرويه عنه إسماعيل بن يَحْيَى.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ النَّرْسِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْن القاسم الدّهّان، حَدَّثَنَا أبو علي محمد بن سعيد الحراني. قال: سمعت أبا عمر هلالا- يعني ابن العلاء الرقي- يقول: قدم علينا إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله التيمي، فنزل دار المضرب على قوم لا يجمل به النزول على مثلهم، فكان أول ما حدّثنا قال:
حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، ثم ذكر مسعرا وغيره. وكان هاهنا وراق يكنى أبا عبيد الله يكتب الحديث وكان مما حدثنا إسماعيل بحديث أبي سنان عن الضحاك عن النزال إلا أنه أقصر من حديث إسحاق الأزرق، فأتاه أبو عبيد الله الوراق فقال:
القاضي يدعوك، فخرجنا معه نصرة له وغضبا له حتى دخل على عبد الرحمن بن إسحاق القاضي ودخلنا معه، فقال له عبد الرحمن: أين منزلك؟ قال: بالكوفة في الكناسة قال: مثلك في هذا النسب والسن لا يعرف بالكوفة؟ قال: خرجت منها زمان المهدي صلوات الله عليه، قال أبو عمر: فلما سمعتها منه ذهب من قلبي، وكان عبد الله بن جعفر حاضرا للمجلس فقال: قدم علينا أيام ابن علية فزعم أنه من آل ابن أبي مليكة.
أخبرنا محمّد بن علي المقرئ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن مُحَمَّد النيسابوري قَالَ: سمعتُ أَبَا علي الحافظ يَقُولُ: إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله التيمي كذاب.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا علي بن عمر الدارقطني. قال: إسماعيل بن يحيى التيمي يحدث عن الثقات بما لا يتابع عليه.
أخبرني الأزهري، حَدَّثَنَا علي بن عمر الحافظ قَالَ: إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله التيمي كوفي الأصل ضعيف متروك الحديث.
3285- إسماعيل بن أبي إسماعيل المؤدب، واسم أبي إسماعيل: إبراهيم بن سليمان بن رزين:
حدث عن أبيه، وعن سليمان بن أرقم. وروى عن مالك بن أنس روى عنه معاوية بن صالح الأشعري، والحارث بن أبي أسامة التميمي.(6/247)
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الله الحربيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشافعي، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ، حدّثنا إسماعيل بن أبي إسماعيل المؤدّب، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَرْقَمَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قال: «من الرزقة يُمْنٌ» [1]
. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَلانَ الْوَرَّاقُ- قراءة-. قال: قال لنا أبو الفتح محمّد ابن الحسين الأزدي الحافظ: إسماعيل بن أبي إسماعيل المؤدب ضعيف منكر الحديث.
قرأت بخط أَبِي الْحَسَن الدارقطني- وحدثنيه أَحْمَد بن أبي جعفر القطيعي عنه.
قال: إسماعيل بن أبي إسماعيل المؤدب، واسم أبي إسماعيل إبراهيم بن سليمان- ضعيف لا يحتج به.
3286- إسماعيل بن زياد الدولابي:
حدث عن مالك بن أنس، وأبي يوسف القاضي. روى عنه ابنه محمد بن إسماعيل.
أخبرني الأزهري، حَدَّثَنَا علي بن عمر الحافظ. قَالَ: إسماعيل بن زياد الدولابي بغدادي.
3287- إسماعيل بن أبي مسعود، أبو إسحاق، كاتب الواقدي:
حدث عن عباد بن العوام، وعبد الله بن إدريس الأودي، وخلف بن خليفة الأشجعي. روى عنه إبراهيم بن عبد الرزاق، وعباس الدوري، وعبد الكريم بن الهيثم العاقولي.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بكر أحمد بن الحسن بْنِ أَحْمَدَ الْحَرَشِيُّ. وَأَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ الصَّيْرَفِيُّ- جَمِيعًا بِنَيْسَابُورَ- قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأصم، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ.
وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بن أبي بكر، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطّان، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ الْهَيْثَمِ قَالا: حَدَّثَنَا إسماعيل بن أبي مسعود، حدّثنا عبد الله بن إدريس، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
__________
[1] 3285- انظر الحديث في: الموضوعات 1/162. وكنز العمال 11/30749، 30750.(6/248)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لِهَذَا الْعَبْدِ الصَّالِحِ الَّذِي تَحَرَّكَ لَهُ الْعَرْشُ، وَفُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَوَاتِ، وَشَهِدَهُ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنَ الْمَلائِكَةِ لَمْ يَهْبِطُوا إِلَى الأَرْضِ قَبْلَ ذَلِكَ وَلَقَدْ ضُمَّ ضَمَّةً ثُمَّ أُفْرِجَ عَنْهُ» [1]
- يَعْنِي سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ- وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ الدُّورِيِّ.
حُدِّثْتُ عَنْ يوسف بن عُمَر القواس قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدِ بْنِ حَفْصٍ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الرّزّاق، حدثنا إسماعيل بن أبي مسعود- أبو إسحاق، كتبنا عنه في منزل عمرو الناقد- أَخْبَرَنَا علي بن مُحَمَّد بن الحسن المالكي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن مُحَمَّد الأبهري، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْد اللَّهِ بْن سُلَيْمَان بْنِ الأشعث، حدّثنا أحمد بن محمّد بن السّكن، حدثنا إسماعيل بن أبي مسعود بغدادي ثقة.
3288- إسماعيل بن القاسم بن سويد بن كيسان، أبو إسحاق العنزي، المعروف بأبي العتاهية الشاعر [2] :
أصله من عين التمر، ومنشؤه الكوفة، ثم سكن بغداد. وأبو العتاهية لَقَبٌ لُقِّبَ به لاضطراب كان فيه. وقيل بل كان يحب المجون والخلاعة فكني لعتوه أبا العتاهية، وهو أحد من سار قوله، وانتشر شعره، وشاع ذكره، ويقال إن أحدا لم يجتمع له ديوانه بكماله لعظمه، وكان يقول في الغزل والمديح والهجاء قديما، ثم تنسك وعدل عن ذلك إلى الشعر في الزهد وطريقة الوعظ، فأحسن القول فيه، وجود وأربى على كل من ذهب ذلك المذهب. وأكثر شعره حكم وأمثال، وكان سهل القول، قريب المأخذ، بعيدا من التكلف، متقدما في الطبع.
حدثني عبيد الله بن أبي الفتح، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن، حدّثنا عبيد الله ابن عبد الرّحمن السّكّري، حدثنا عبد الله بن أبي سعد الوراق، حدثني علي بن الحسن بن عبيد الشيباني، حدثني هارون بن سعدان. قال: كنت جالسا مع أبي نواس
__________
[1] 3287- انظر الحديث في: مسند أحمد 3/327. والمعجم الكبير للطبراني 6/13. وطبقات ابن سعد 3/2/9.
[2] 3288- انظر: وفيات الأعيان 1/71. ومعاهد التنصيص 2/285. ولسان الميزان 1/426. والشعر والشعراء 309. والأغاني 4/1. والأعلام 1/321. والمنتظم، لابن الجوزي 10/236- 243.(6/249)
في بعض طرق بغداد وجعل الناس يمرون به وهو ممدود الرجل بين بني هاشم وفتيانهم، والقواد وأبنائهم، ووجوه أهل بغداد، فكل يسلم عليه فلا يقوم إلى أحد منهم، ولا يقبض رجله إليه، إذ اقبل شيخ راكبا على حمار مريسي، وعليه ثوبان ديبقيان، قميص ورداء، قد تقنع به ورده على أذنيه فوثب إليه أبو نواس، وأمسك الشيخ عليه حماره واعتنقا، وجعل أبو نواس يحادثه وهو قائم على رجليه، فمكثا بذلك مليا حتى رأيت أبا نواس يرفع إحدى رجليه ويضعها على الأخرى مستريحا من الإعياء، ثم انصرف الشيخ، وأقبل أبو نواس فجلس في مكانه، فقال له بعض من بالحضرة: من هذا الشيخ الذي رأيتك تعظمه هذا الإعظام، وتجله هذا الإجلال؟
فقال: هذا إسماعيل بن القاسم أبو العتاهية، فقال له السائل: لم أجللته هذا الإجلال؟
وساعة منك عند الناس أكثر منه! قال: ويحك لا تفعل، فو الله ما رأيته قط إلا توهمت أنه سماويٌّ وأنا أَرْضِيٌّ.
أخبرنا علي بن الحسين- صاحب العباسي- أخبرنا علي بن الحسن الرّازيّ. أخبرنا الحسين بن القاسم الكوكبي، حدثنا ابن أبي سعد. قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ معاوية المهلّبي. حدّثني أبو تمام. قال: تكتب من شعر أبي العتاهية خمسة أبيات، فإن أحدا لم يشركه فيها ولا تهيأ لاحد مثلها قوله:
الناس في غفلاتهم ... ورحى المنية تطحن
والذي قال في أحمد بن يوسف:
ألم تر أن الفقر يرجى له الغنى ... وأن الغنى يخشى عليه من الفقر
وقوله في موسى أمير المؤمنين:
ولما استقلوا بأثقالهم ... وقد أزمعوا بالذي أزمعوا
قرنت التفاتي بآثارهم ... وأتبعتهم مقلة تدمع
وقوله:
هب الدنيا تساق إليك عفوا ... أليس مصير ذاك إلى زوال؟!
أخبرني علي بن أيوب القمي، أخبرنا محمّد بن عمران المرزباني، أخبرنا إبراهيم ابن محمد بن عرفة، عن محمد بن يزيد النحوي. قال: لا أعلم شيئا من غزل أبي العتاهية ومديحه يخلو من صنعة، وربما كانت من القصيدة في موضعين، فمن شعره الذي كان يستطرف قوله:(6/250)
آه من غمي وكربي ... آه من شدة حبي
ما أشد الحب يا سبح ... انك اللهم ربّي
لم أنل منه نوالا ... غير أن كدر شربي
أنت ممّن خلق الرّحم ... ن من ذي الخلق حسبي
ولقد قلت وجمر ال ... حبّ قد أقرح قلبي
يا بلائي من غزال ... قد سبا قلبي ولبّى
قال: ومن مليح أشعاره قوله:
من لم يذق لصبابة طعما ... فلقد أحطت بطعمها علما
إني منحت مودّتي سكنا ... فرأيته قد عدها جرما
يا عتب ما أنا عن صنيعك بي ... أعمى ولكن الهوى أعمى
والله ما أبقيت من جسدي ... لحما ولا أبقيت لي عظما
إن الذي لم يدر ما كلفي ... ليرى على وجهي به وَسْمَا
قال: ومن شعره المختار قوله:
يا عتب هجرك مورثي الأدواء ... والهجر ليس لودنا بجزاء
يا صاحبي لقد لقيت من الهوى ... جهدا وكل مذلة وعناء
علق الفؤاد بحبها من شقوتي ... والحب داعية لكل بلاء
إني لأرجوها وأحذرها فقد ... أصبحت بين مخافة ورجاء
بخلت على بودها وصفائها ... ومنحتها ودي ومحض صفائي
فتخالف الأهواء فيما بيننا ... والموت عند تخالف الأهواء
أخبرنا أبو بكر البرقاني، أخبرنا محمد بن العباس بن محمد الخزاز، حدّثنا محمّد ابن المرزبان، أَخْبَرَنِي عبد الله بن مُحَمَّد قَالَ: أَخْبَرَنِي الحسين بن عبد الرحمن. قال:
قال الرشيد لأبي العتاهية: الناس يزعمون أنك زنديق؟ فقال: يا سيدي كيف أكون زنديقا وأنا القائل:
أيا عجبي كيف يعصى الإل ... هـ أم كيف يجحده جاحد؟
ولله في كل تحريكة ... وفي كل تسكينة شاهد
وفي كل شيء له آية ... تدل على أنه واحد(6/251)
أخبرنا الحسن بن علي الجوهريّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عمران بن موسى الكاتب، حدّثنا عبد الواحد بن محمّد الخصيبي، حدثني أبو الفضل ميمون بن هارون قال:
حدّثني أبو العبر قال: جلس منصور بن عمار بعض مجالسه، فحمد الله وأثنى عليه وقال: إني أشهدكم أن أبا العتاهية زنديق، فبلغ ذلك أبا العتاهية فكتب إليه:
إن يوم الحساب يوم عسير ... ليس للظالمين فيه نصير
فاتخذ عدّة لمطّلع القبر وهـ ... ول الصراط يا منصور
ووجه بها أبو العتاهية إلى منصور، فندم على قوله وحمد الله وأثنى عليه وقال:
أشهدكم أن أبا العتاهية قد اعترف بالموت والبعث، ومن اعترف بذلك فقد برئ مما قذف به.
أخبرني علي بن أيّوب القمي، أخبرنا محمّد بن عمران المرزباني، أخبرني محمّد ابن يحيى. قال: حدثني محمد بن موسى البربري، أخبرني أبو عبد الله محمد بن علي الهاشمي، عن أبي شعيب أحمد بن يزيد- صاحب ابن أبي دؤاد- قال: قلت لأبي العتاهية: يا أبا إسحاق، حدثني بقصتك مع عتبة؟ فقال لي: أحدثك؛ قدمنا من الكوفة ثلاثة فتيان شبابا أدباء، وليس لنا ببغداد من نقصده، فنزلنا غرفة بالقرب من الجسر، فكنا نبكر فنجلس في المسجد الذي بباب الجسر في كل غداة، فمرت بنا يوما امرأة راكبة معها خدم سودان، فقلنا: من هذه؟ قالوا: خالصة، فقال أحدنا: قد عشقت خالصة وعمل فيها شعرا. فأعناه عليه، ثم لم نلبث أن مرت أخرى راكبة معها خدم بيضان، فقلنا: من هذه؟ فقالوا: عتبة، فقلت: قد عشقت عتبة، فلم نزل كذلك في كل يوم إلى أن التأمت لنا أشعار كثيرة، فدفع صاحبي بشعره إلى خالصة، ودفعت أنا بشعري إلى عتبة، وألححنا إلحاحا شديدا، فمرة تقبل أشعارنا، ومرة نطرد، إلى أن أجدوا في طردنا، فجلست عتبة يوما في أصحاب الجوهر، ومضيت فلبست ثياب راهب ودفعت ثيابي إلى إنسان كان معي، وسألت عن رجل كبير من أهل السوق، فدللت على شيخ صائغ، فجئت إليه فقلت: إني قد رغبت في الإسلام على يدي هذه المرأة، فقام معي وجمع جماعة من أهل السوق وجاءها فقال: إن الله قد ساق إليك أجرا، هذا راهب قد رغب في الإسلام على يديك، فقالت: هاتوه، فدنوت منها فقلت: أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عبده ورسوله، وقطعت الزنار ودنوت فقبلت يدها، فلما فعلت ذلك رفعت البرنس فعرفتني فقالت: نَحُّوه لعنه الله، فقالوا: لا تلعنيه فقد أسلم! فقالت: إنما فعلت ذلك لقذره، فعرضوا عليّ كسوة،(6/252)
فقلت ليست لي حاجة إلى هذه، وإنما أردت أن أشرف بولائها، فالحمد لله الذي مَنَّ عليّ بحضوركم، وجلست، فجعلوا يعلمونني الحمد! وصليت معهم العصر، وأنا في ذاك بين يديها أنظر إليها لا تقدر لي على حيلة، فلما انصرفت لقيت خالصة فشكت إليها فقالت: ليس يخلو هذان من أن يكونا عاشقين، أو مستأكلين، فصح عزمهما على امتحاننا بمال على أن ندع التعرض لهما، فإن قبلنا المال فنحن مستأكلان، وإن لم نقبله فنحن عاشقان.
فلما كان الغد مرت خالصة، فعرض لها صاحبها، فقال له الخدم: اتبعنا فاتبعهم، ثم لم نلبث أن مرت عتبة، فقال لي الخدم: اتبعنا فاتبعتهم، فمضت بي إلى منزل خليط لها بزاز، فلما جلست دعت بي فقالت لي: يا هذا إنك شاب وأرى لك أدبا وأنا حرمة خليفة، وقد تأنيتك، فإن أنت كففت والا أنهيت ذلك إلى أمير المؤمنين، ثم لم آمن عليك. قلت: فافعلي بأبي أنت وأمي فإنك إن سفكت دمى أرحتني، فأسألك بالله إلا فعلت ذلك، إذ لم يكن لي فيك نصيب، فإما الحبس والحياة ولا أراك فأنت في حرج من ذاك، فقالت: لا تفعل يا هذا وأبق على نفسك، وخذ هذه الخمسمائة الدّينار واخرج عن هذه البلد، فلما سمعت ذكر المال وليت هاربا فقالت: ردوه، فلم تزل تردني، فقلت: جعلت فداك، ما أصنع بعرض من الدنيا وأنا لا أراك، وإنك لتبطئين يوما واحدا عن الركوب فتضيق بي الأرض بما رحبت، وهي تأبَى إلا ذكر المال حتى جعلت لي ألف دينار، فأبيت وجاذبتها مجاذبة شديدة، وقلت لو أعطيتني جميع ما يحويه الخليفة ما كانت لي فيه حاجة وأنا لا أراك بعد أن أجد السبيل إلى رؤيتك، وخرجت فجئت الغرفة التي كنا ننزلها، فإذا صاحبي مورم الأذنين، وقد امتحن بمثل محنتي، فلما مد يده إلى المال صفعوه، وحلفت خالصة لئن رأته بعد ذلك لتودعنه الحبس، فاستشارني في المقام فقلت: اخرج وإياك أن تقدر عليك، ثم التقتا فأخبرت كل واحدة صاحبتها الخبر، وأحمدتني عتبة وصح عندها أني محب محق، فلما كان بعد أيام دعتني عتبة فقالت: بحياتي عليك- إن كنت تعزها- إلا أخذت ما يعطيك الخادم فأصلحت به من شأنك، فقد غمني سوء حالك، فامتنعت فقالت:
ليس هذا مما تظن، ولكني لا أحب أن أراك في هذا الزي، فقلت: لو أمكنني أن تريني في زي المهدي لفعلت ذلك، فأقسمت علي فأخذت الصرة فإذا فيها ثلاثمائة دينار، فاكتسيت كسوة حسنة، واشتريت حمارا.
أخبرنا أبو حنيفة عبد الوهاب بن علي بن الحسن المؤدب، حدّثنا المعافى بن زكريّا الجريري، حدثنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَكِيمِيُّ، حدّثنا أحمد بن أبي خيثمة،(6/253)
حدثنا عتاهية بن أبي عتاهية قال: أقبل أبي يمدح المهدي ويجتهد في الوصول إليه، فلما تطاولت أيامه أحب أن يشهر نفسه بأمر يصل به إليه، فلما بصر بعتبة راكبة في جمع من الخدم تتصرف في حوائج الخلافة، تعرض لها وأمل أن يكون تولعه بها هو السبب الموصل له إلى حاجته، وانهمك في التشبيب والتعرض في كل مكان لها، والتفرد بذكرها وإظهار شدة عشقها، وكان أول شعر قاله فيها:
راعني يا زيد صوت الغراب ... بحذاري للبين من أحبابي
يا بلائي ويا تقلقل أحشا ... ئي وتعسي لطائر نعّاب
أفصح البين بالنّعيب وما أفص ... ح لي في نعيبه بالإياب
فاستهلت مدامعي جزعا من ... هـ بدمع ينهل بالتسكاب
ومنعت الرقاد حتى كأني ... أرمد العين أو كحلت بصاب
قلت للقلب إذ طوى وصل سعدى ... لهواه البعيد بالأنساب
أنت مثل الّذي يقرّ من القطر ... حذار الندى إلى الميزاب
وهي طويلة وقال في عتبة:
ولقد طربت إليك حتى ... صرت من ألم التصابي
يجد الجليس إذا دنا ... ريح الصبابة من ثيابي!!
وقال فيها أيضا:
وإني لمعذور على طول حبها ... لأن لها وجها يدل على عذري
إذا ما بدت والبدر ليلة تمه ... رأيت لها فضلا مبينا على البدر
وتهتز من تحت الثياب كأنها ... قضيب من الريحان في ورق خضر
أبَى الله إلا أن أموت صبابة ... بساحرة العينين طيبة النشر
وتبسم عن ثغر نقي كأنه ... من اللؤلؤ المكنون في صدف البحر
يخبرني عنه السواك بطيبه ... ولست به لولا السواك بذي خبر
أَخْبَرَنِي الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّب طَاهِر بْن عَبْد اللَّهِ الطبري، أخبرنا المعافى بن زكريّا، حدّثنا أحمد بن إبراهيم الطّبريّ، حدّثنا علي بن محمد بن أبي عمرو البكري بن بكر ابن وائل، حدثني علي بن عثمان قال: حدثني أشجع السّلميّ. قال: أذن لنا المهديّ(6/254)
والشعراء في الدخول عليه، فدخلنا، فأمرنا بالجلوس، واتفق أن جلس إلى جنبي بشّار، وسكت المهدي، وسكت الناس، فسمع بشار حسا، فقال لي: يا أشجع من هذا؟
فقلت: أبو العتاهية. قال: فقال لي: أتراه ينشد في هذا المحفل؟! فقلت: أحسب سيفعل، قال: فأمره المهدي أن ينشد فأنشده:
ألا ما لسيدتي مالها
قال: فنخسني بمرفقه ثم قال لي: ويحك، رأيت أجسر [1] من هذا ينشد مثل هذا الشعر في هذا الموضع! حتى بلغ إلى هذا الموضع:
أتته الخلافة منقادة ... إليه تجرر أذيالها
فلم تك تصلح إلا له ... ولم يك يصلح إلا لها
ولو رامها أحد غيره ... لزلزلت الأرض زلزالها
ولو لم تطعه بنات النّفو ... س لما قبل الله أعمالها
قال: فقال بشار: انظر ويحك يا أشجع، هل طار الخليفة عن فراشه! قال: لا، والله ما انصرف أحد من ذلك المجلس بجائزة غير أبي العتاهية.
أَخْبَرَنَا أَبُو يعلى أَحْمَد بن عبد الواحد الوكيل، أخبرنا إسماعيل بن سعد المعدّل، حَدَّثَنَا الحسين بن القاسم الكوكبي. قَالَ: قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بن القاسم، أخبرنا العتبي قال: رؤي مروان بن أبي حفصة واقفا بباب الجسر، كئيبا آسفا، ينكت بسوطه في معرفة دابته فقيل له: يا أبا السمط ما الذي نراه بك؟ قال: أخبركم بالعجب، مدحت أمير المؤمنين فوصفت له ناقتي من خطامها إلى خفيها، ووصفت الفيافي من اليمامة إلى بابه أرضا أرضا، ورملة رملة، حتى إذا أشفيت منه على غناء الدهر، جاء ابن بياعة النخاخير- يعنى أبا العتاهية- فأنشده بيتين فضعضع بهما شعري، وسواه في الجائزة بي! فقيل له: وما البيتان؟ فأنشد:
إن المطايا تشتكيك لأنها ... تطوي إليك سبا سبا ورمالا
فإذا رحلن بنا رحلن مخفة ... وإذا رجعن بنا رجعن ثقالا
أخبرنا أبو حنيفة المؤدّب، حدّثنا المعافى بن زكريّا، حدّثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، حدّثنا عسل بن ذكوان، أخبرنا دماذ عن حماد بن شقيق قال: قال أبو
__________
[1] في المطبوعة: «أحر» .(6/255)
سلمة الغنوي: قلت لأبي العتاهية: ما الذي صرفك عن قول الغزل إلى قول الزهد؟
قال: إذًا والله أخبرك، إني لما قلت:
الله بيني وبين مولاتي ... أهدت لي الصد والملالات
منحتها مهجتي وخالصتي ... فكان هجرانها مكافاتي
هيمني حبها وصيرني ... أحدوثة في جميع جاراتي
رأيت في المنام في تلك الليلة كأن آتيا أتاني فقال: ما أصبت أحدا تدخله بينك وبين عتبة يحكم لك عليها بالمعصية إلا الله تعالى؟ فانتبهت مذعورا وتبت إلى الله تعالى من ساعتي من قول الغزل.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ عِيسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بن عمر الطوماري، حدثنا أبو العباس المبرد عن الرياشي. قال: أقبل أبو العتاهية ومعه سلة محاجم، فجلس إلينا وقال: لست أبرح أو تأتوني بمن أحجمه، فجئنا ببعض عبيدنا، فحجمه ثم أنشأ يقول:
ألا إنما التقوى هي العز والكرم ... وحبك للدنيا هو الذل والعدم
وليس على عبد تقى نقيصة ... إذا صحح التقوى وإن حاك أو حجم
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا محمد ابن أحمد بن البراء قَالَ: حدثت عن يحيى بن معين قَالَ: سمعت أبا العتاهية ينشد:
ألا إنما التقوى هي العز والكرم ... وحبك للدنيا هو الذل والسقم
وذكر البيت الثاني مثل ما تقدم.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدّثنا محمّد بن علي بن حبيش، حدّثنا أحمد بن محمّد ابن إسحاق الورّاق، حدّثنا أحمد بن عبد الله الكوفيّ، حدثنا ابن أبي شيخ قال:
بكرت إلى سكة ابن نيبخت في حاجة، فرأيت أبا نواس في السكة، فجلست إليه فمر بنا أبو العتاهية على حمار، فسلم ثم أومأ برأسه إلى أبي نواس وأنشأ يقول:
لا ترقدن لعينك السهر ... وانظر إلى ما تصنع الغير
انظر إلى غير مصرفة ... إن كان ينفع عينك النظر
وإذا سألت فلم تجد أحدا ... فسل الزمان فعنده الخبر
أنت الذي لا شيء تملكه ... وأحق منك بمالك القدر
قال: فنظر لي أبو نواس ثم قال: أَفَسِحْرٌ هذا أَمْ أَنْتُمْ لا تُبْصِرُونَ
[الطور 15] .(6/256)
أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدّثنا محمّد بن أحمد ابن البراء، حدثنا أحمد بن علي بن مرزوق. قال: دخلت على أبي العتاهية في مرضه الذي مات فيه- وكان له صديقا- وكان أبو العتاهية قد أغمض عينيه، قال: فقالوا لي: كلمه. فقلت: أبا إسحاق! فلما سمع صوتي فتح عينيه، فقلت له: أعزز على العلماء بمصرعك. قال: فقال لي أبو العتاهية:
ستمضي مع الأيّام كلّ مصيبة ... وتحدث أحداث تنسى المصائبا
ثم أغمض عينيه وخفت.
قال ابن البراء: وأنشدني لأبي العتاهية وهو يكيد بنفسه:
يا نفس قد مثّلت حا ... لي هذه لك منذ حين
وشككت أني ناصح ... لك فاستملت إلى الظنون
فتأملي ضعف الحرا ... ك وكله بعد السكون
وتيقني أن الذي ... بك من علامات المنون
أخبرنا إبراهيم بن مخلد- إجازة- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ البغويّ، أخبرنا الحارث بن محمّد، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد. قَالَ: سنة إحدى عشرة وَمائتين فيها مات أبو العتاهية الشاعر يوم الاثنين لثمان ليال خلون من جمادى الآخرة.
قرأت على الحسن بن أبي بكر، عن أَحْمَد بْن كامل الْقَاضِي. قَالَ: مات أَبُو العتاهية إسماعيل بن القاسم بن سويد بن كيسان الجرار مولى عنزة فيما ذكر، سنة ثلاث عشرة ومائتين ببغداد.
قلت: ذكر محمد بن أبي العتاهية أن أبا العتاهية ولد في سنة ثلاثين ومائة، وأنه مات ببغداد وقبره على نهر عيسى قبالة قنطرة الزياتين.
حدثني عَبْد العزيز بْن عَلِيّ الوراق. قَالَ: سَمِعْتُ عبيد الله بن أحمد بن علي المقري يقول: سمعت محمد بن مخلد العطار يقول: سمعت إسحاق بن إبراهيم البغوي يقول: قرأت على قبر أبي العتاهية:
أذن حي تسمعي ... اسمعي ثم عي وعي
أنا رهن بمضجعي ... فاحذري مثل مصرعي
عشت تسعين حجة ... ثم فارقت مجمعي
ليس زاد سوى التقى ... فخذي منه أو دعي(6/257)
3289- إسماعيل بْنِ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْد اللَّه بْن العباس بن عبد المطلب، أبو الحسن [1] :
كان من وجوه بني هاشم وأفاضلهم، وتوفي ببغداد على ما أَخْبَرَنِي الحسن بن أبي بكر، قَالَ: كتب إليَّ مُحَمَّد بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن عمران الجوري يذكر أن أحمد بن حمدان الخضر أخبرهم قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بن يونس الضبي قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حسان الزيادي.
قَالَ: سنة ست عشرة ومائتين فيها مات إسماعيل بْنِ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْد اللَّه بْن العباس ببغداد، وهو ابن سبعين سنة، ويكنى أبا الحسن، وكان طويلا يخضب بالحناء.
3290- إسماعيل بن عبد الله، أبو شيخ:
حدث عن علي بن يسار، أو سيار- شيخ له مجهول- روى عنه أحمد بن إبراهيم ابن ملحان، ولا يحفظ له سوى حديث واحد.
أَخْبَرَنَاهُ عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُؤَدِّبُ وعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الإِيَادِيُّ قَالَ عَلِيٌّ: حَدَّثَنَا، وَقَالَ الآخَرُ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إبراهيم الشافعي، حدّثنا أحمد بن إبراهيم بن ملحان، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ- الْمَعْرُوفُ بِأَبِي شيخ- حدّثنا علي بن يسار قَالَ: وَجَّهَنِي الْخُرْسِيُّ إِلَى عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيِّ فَأَتَيْتُهُ وَعِنْدَهُ خَيْلٌ تُعْرَضُ عَلَيْهِ، فمر به فَرَسٌ أَشْقَرُ فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «الْخَيْلُ فِي نَوَاصِي شُقْرُهَا الْخَيْرُ» [2]
. رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خَلادٍ الْعَطَّارُ عَنِ ابْنِ مِلْحَانَ فَقَالَ: عَلِيُّ بْنُ سَيَّارٍ.
حدّثني أحمد بن محمّد المستملي، أخبرنا محمّد بن جعفر الشروطي، أَخْبَرَنَا أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي الحافظ قال: إسماعيل بن عبد الله أبو شيخ البغدادي متروك الحديث.
3291- إسماعيل بن سيار بن مهدي، أبو زيد الصائغ:
حدث عن عبد القدوس بن حبيب الشامي. روى عنه ابنه زيد.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله المعدّل، أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار،
__________
[1] 3289- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 10/275.
[2] 3290- انظر الحديث في: صحيح البخاري 4/252. وصحيح مسلم، الإمارة 96.(6/258)
أخبرنا زيد بن إسماعيل الصّائغ، حدّثنا أبي، حدّثنا عبد القدوس عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لا قَطْعَ فِي زَمَنِ الْمَجَاعِ» [1]
. 3292- إسماعيل بن عبد الله بن زرارة، أبو الحسن السكري الرقى [2] :
قدم بغداد وَحَدَّثَ بِها عَنْ حَمَّاد بْن زَيْد، وعبد العزيز بن عبد الرحمن القرشي، وعبد الوهاب الثقفي، وشريك بن عبد الله النخعي، وداود بن الزبرقان. روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل، ومحمد بن الفضل بن جابر السقطي، وإسحاق بن سنين الختلي، والحسن بن علي بن الوليد الفارسي، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الدَّلالُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ الطَّسْتِيُّ- إِمْلاءً- حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُرَارَةَ الرقي، حدّثنا حمّاد بن زيد، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ ثَقُلَ جَعَلَ يَتَغَشَّاهُ الْكَرْبُ، فَأَسْنَدَتْهُ فَاطِمَةُ إِلَى صَدْرِهَا قَالَتْ: يَا كَرْبَ أَبَتَاهُ، قَالَ: «إِنَّهُ لا كَرْبَ عَلَى أَبِيكِ بَعْدَ الْيَوْمِ» ثُمَّ قَالَتْ حِينَ قُبِضَ يَا أَبَتَاهُ مِنْ رَبِّهِ مَا أَدْنَاهُ، يَا أَبَتَاهُ جَنَّةُ الْفِرْدَوْسِ مَأْوَاهُ، يَا أَبَتَاهُ إِلَى جِبْرِيلَ نَنْعَاهُ، يَا أَبَتَاهُ أَجَابَ رَبًّا دَعَاهُ. قَالَ أَنَسٌ: قَالَتْ لِي فَاطِمَةُ: يَا أَنَسُ أَطَابَتْ أَنْفُسُكُمْ أَنْ تَحْثُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ التُّرَابَ؟ [3] .
حَدَّثَنِي الحسن بْن مُحَمَّد الخلال، عَن أَبِي الحسن الدارقطني قال: إسماعيل بن عبد الله السكري ثقة.
أَخْبَرَنَا عُبيد الله بْن أَحْمَد بْن عُثمان الصيرفي، والحسن بن محمد بن عمر النرسي.
قَالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَد بْن القاسم الدّهّان، حدّثنا أبو علي محمّد ابن سعيد بن عبد الرحمن الحراني قال: سمعت إبراهيم بن إسماعيل بن عبد الله بن زرارة يقول: مات أبي بالبصرة سنة تسع وعشرين ومائتين [4] .
3293- إسماعيل بن عيسى العطار:
سمع إسماعيل بن زكريا الخلقاني، والمسيب بن شريك، وخلف بن خليفة،
__________
[1] 3291- انظر الحديث في: تاريخ أصبهان 1/319.
[2] 3292- انظر: تهذيب الكمال 457 (3/119) . والمنتظم، لابن الجوزي 11/145. والتاريخ الكبير 1/1/366. وثقات ابن حبان 1/ورقة 34. وإكمال مغلطاي 1/ورقة 118.
والجرح والتعديل 1/1/181.
[3] انظر الحديث في: سنن ابن ماجة 1629. ودلائل النبوة للبيهقي 7/212. والشمائل للترمذي 211.
[4] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/121.(6/259)
ومحمد بن الفضل بن عطية، وهياج بن بسطام، وداود بن الزبرقان، وزياد بن عبد الله البكائي، وطاهر بن عمرو النصيبي، وغيرهم. وروى عن أَبِي حذيفة إسحاق بن بشر البخاري كتاب المبتدأ والفتوح. روى عنه الحسن بن علويه القطّان، وكان ثقة، وأحمد بن علي بن جابر البربهاري، ومحمد بن السري بن مهران، وإسماعيل بن الفضل البلخي، وكَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي، حدّثنا أحمد بن علي البربهاري، حدّثنا إسماعيل بن عيسى العطّار، حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى عَنْ لَيْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رُكُوبِ الْجَلالَةِ.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا أبو بكر أحمد بن عيسى بن الهيثم التّمّار، حدثنا أبو محمد عبيد بن مُحَمَّدِ بْنِ خلف البزار. قَالَ: مات إسماعيل بن عيسى العطار في رمضان سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.
3294- إسماعيل بن شداد المقرئ [1] :
يقال إنه كان من أضبط الناس لقراءة حمزة بن حبيب الزيات، وكان قرأ بها على سليم بن عيسى، وأقرأ بها دهرا طويلا ببغداد، قرأ عليه أحمد بن علي الخزاز. روى عنه يحيى بن أبي طالب، عن سفيان بن عيينة.
3295- إسماعيل بن إبراهيم بن شداد، الخراساني:
أَخْبَرَنِي أَبُو القاسم الأزهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد بن علي بن الخليل البزار- بنصيبين- أخبرنا مبارك بن عبد الله، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم بن شدّاد الخراسانيّ- ببغداد- حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ. أَنَّهُ مَرَّ بِرَجُلٍ فَقِيلَ لَهُ إِنَّ هَذَا يُبَلِّغُ الأُمَرَاءَ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَتَّاتٌ» [2]
- يَعْنِي نَمَّامًا.
3296- إسماعيل بن ذواد:
حدث عن ذواد بن عليّة الحارثي حديثا منكرا. رواه عنه محمد بن أحمد بن السّكن صاحب الطعام.
__________
[1] 3293- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 11/182.
[2] 3295- انظر الحديث في: صحيح البخاري 8/21. وصحيح مسلم، الإيمان 45. وفتح الباري 10/472.(6/260)
أَنْبَأَنَا أَبُو سعد الماليني، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بن عدي، حدّثنا محمّد بن جعفر المطيري، حدّثنا محمّد بن أحمد بن السّكن، حدّثنا إسماعيل بن ذواد- بغدادي- حدّثنا ذواد ابن عليّة عن عبد الله بن عثمان بن خيثم، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ، عَنْ عبد الله ابْنُ عَمْرٍو. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا مَلَكَ اثْنَا عَشَرَ مِنْ بَنِي كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ كَانَ النَّقْفُ وَالنِّقَافُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» [1]
. قَالَ ذَوَّادٌ: قَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ وَأَنَا أَطُوفُ مَعَهُ: وَرَبِّ هَذِهِ الْبِنْيَةِ لَقَدْ حَدَّثْتُكَ كَمَا حَدَّثَنِي أَبُو الطُّفَيْلِ عَامِرُ بْنُ وَاثِلَةَ.
3297- إسماعيل بن إبراهيم بن بسام، أبو إبراهيم الترجماني [2] :
سمع شعيب بن صفوان التميمي، وإسماعيل بن عياش، وعامر بن يساف، وصالحا المري، وعيسى بن يونس، وبقية بن الوليد، وداود بن الزبرقان، وهشيم بن بشير، وأبا حفص الأبار. روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا، وصالح بن محمد جزرة، وَعَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ بْن حنبل وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الصيرفي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل. قَالَ: رأيت أبا إبراهيم جَاءَ يَوْمًا فَسَلَّمَ عَلَى أَبِي فَقَالَ لِي: أيش يحدث؟ فقلت: يحدث عن شعيب بن صفوان، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ «إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ طَعَامُ الأَثِيمِ» [3] . قال: الأثيم أبو جهل. فكتبه وكتب معه أحاديث.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي- ببغداد- وعبد الوهاب بن الحسين بن عمر ابن برهان الغزال- بصور- قالا: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ النَّاقِدُ، حدثنا أبو الحسن أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن إِسْحَاقَ الصُّوفِيُّ. قَالَ: قَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حنبل قَالَ لي أبي: اذهب إلى أبي إبراهيم الترجماني فأقرئه السلام وقل له: وجه
__________
[1] 3296- انظر الحديث في: مجمع الزوائد 5/190. وفتح الباري 13/213. وميزان الاعتدال 870. ولسان الميزان 1/1264.
[2] 3297- انظر: تهذيب الكمال 413 (3/13- 16) . والطبقات الكبرى لابن سعد 7/2/95.
والجرح والتعديل 1/1/157. وثقات ابن شاهين ورقة 4. وتهذيب ابن عساكر 3/16.
والتاريخ الصغير للبخاري 232. ووفيات ابن زبر ورقة 71. وثقات ابن حبان 1/ورقة 31. والكاشف 1/117. وإكمال مغلطاي 1/ورقة 107. وتذهيب التهذيب 1/ورقة 60. وتهذيب ابن حجر 1/271.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/15.(6/261)
إلي بكتاب شعيب بن صفوان، قال: فجئت إليه فأقرأته من أبي السلام وقلت له:
يقول لك أبي ابعث إلي بكتاب شعيب بن صفوان. قال: نعم يا أبا مسعود أخرج كتاب شعيب بن صفوان، قال: فأخرجه فدفعه إلي، قال: فجئت به إلى أبي، قال:
فجعل ينظر فيه، قال: ثم قال لي: ما رأيت أحسن من هذه الأحاديث! اكتب، قال:
فجعل ينتقي ويملي علي، قال: ثم ذهب أبي وذهبت معه إلى أبي إبراهيم فقرأها علينا.
أخبرنا أبو سعيد الصيرفي، حدّثنا محمّد بن يعقوب الأصم، حَدَّثَنَا عبد الله بن أحمد. قَالَ: سألت أبي عن أبي إبراهيم الترجماني فقال: كان مع أبي أيوب وليس به بأس [1] .
أخبرنا عبد الله بن عمر الواعظ، حدّثنا أبي، حدثنا عبد الله بن سليمان- هو الفامي-. قَالَ: قَالَ عَبْد الله بْن أَحْمَد: سألتُ يحيى بن معين عن أبي إبراهيم الترجماني فَقَالَ: ليس بِهِ بأس [2] .
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري. قال: سئل أبو داود عن أبي إبراهيم الترجماني فقال: لا بأس به [3] .
حدثنا محمد بن علي الصوري، أَخْبَرَنَا الخصيب بْن عَبْد اللَّه الْقَاضِي- بمصر- حدثنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي، أخبرني أبي. قال: أبو إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم الترجماني لَيْسَ بِهِ بأسٌ [4] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن رزق، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن عيسى بْن الهيثم التمار، حَدَّثَنَا عبيد بن مُحَمَّدِ بْنِ خلف البزار. قَالَ: مات أبو إبراهيم الترجماني في سنة خمس وثلاثين ومائتين [5] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن الحسين القطّان، أخبرنا جعفر بن محمّد الخالدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد ابْن عَبْد اللَّه بْن سُلَيْمَان الحضرمي قَالَ: سنة ست وثلاثين ومائتين فيها مات أبو إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم التّرجماني [6] .
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/15.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/15.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/15.
[4] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/15.
[5] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/15.(6/262)
قرأت على البرقاني عن إبراهيم بن محمد المزكيّ، أنبأنا محمد بن إسحاق الثقفي. قَالَ: مات أبو إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم بن بسام- ببغداد- لست خلون من المحرم سنة ست وثلاثين ومائتين [1] .
3298- إسماعيل بن محمد بن جبلة، أبو إبراهيم السراج المعقب:
حدث عن عباد بن العوام، وعباد بن عباد المهلبي، وَمروان بْن معاوية الفزاري.
رَوَى عَنْهُ أَحْمَد بْن حنبل، وابنه عَبْد الله بن أحمد، ومحمد بن سعد العوفي، ومحمّد ابن العباس الكابلي.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْمَاطِيُّ. قَالا: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ابن جعفر بن حمدان، حدّثنا عبد الله بن أحمد. حدّثني أبي، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ- وَهُوَ أَبُو إِبْرَاهِيمَ الْمُعَقِّبُ- قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادٌ- يَعْنِي ابْنَ عَبَّادٍ- عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ: حَالَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ قُرَيْشٍ وَالأَنْصَارِ فِي دَارِي الَّتِي فِي الْمَدِينَةِ.
قال أبو عبد الرحمن عبد الله: وحدثناه أبو إبراهيم المعقب، وكان من خيار الناس، وعظم أبو عبد الرحمن أمره جدا.
أخبرنا بشرى بن عبد الله، حدّثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل. قَالَ: أبو إبراهيم المعقب إسماعيل بن محمد بن جبلة السّرّاج كان أبي حدّثنا عنه وهو حي وبعد ما مات.
أخبرني أحمد بن علي المحتسب، حدثنا عُمَر بْن القاسم بْن مُحَمَّد أَبُو الحسين المقرئ، حدّثنا محمّد بن مخلد العطّار، حدثني أبو عبد الله محمد بن العباس الكابلي. قَالَ: سألت أبا عَبْد اللَّهِ- يعني أَحْمَد بْن حنبل- عن أبي إبراهيم الملقب بالسّرّاج؟ فقال: كان ينزل هاهنا قبل أن يتحول إليكم إلى ذاك الجانب، ثقة، وجعل يثني عليه. وذكر حديث عباد عن إسماعيل.
فقال لي الكابلي: فجئت إلى أبي إبراهيم فسألته فحدثني أبو إبراهيم، قال: حدثنا عباد بن العوام عن إسماعيل بن أبي خالد: كنا في كتاب القاسم بن مخيمرة فكان يعلمنا ولا يأخذ منا.
__________
[1]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/15.(6/263)
3299- إسماعيل بن إبراهيم بن معمر بن الحسن، أبو معمر الهذلي، وقيل: مولى بني تميم [1] :
من ساكني قطيعة الربيع، كان ينزل درب أبي خلف، وهو هروي الأصل. سمع إبراهيم بن سعد، وإسماعيل بن عياش، وَهشيم بْن بشير، وَعبد اللَّه بْن المبارك، وسفيان بْن عيينة، وخلف بن خليفة، وجرير بن عبد الحميد، ومروان بن معاوية، وعبد السلام بن حرب، وحفص بن غياث، ويحيى بن يمان. رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد بْن يَحْيَى الذهلي، ومُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الْبُخَاريّ، ومسلم بْن الحجاج وأبو يحيى صاعقة، وعباس بن محمد الدوري، وإبراهيم الحربي، وجعفر بن محمد بن كزال، ومحمد بن عبدوس بن كامل السراج، وعَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ بْنِ حنبل، وعَبْد اللَّه بن صالح البخاري.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلِ وعَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُؤَدِّبُ.
قَالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصواف، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل.
وأخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله القطّان، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ. قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو معمّر، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ السُّوقِ- قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ زَعَمُوا: أَنَّهُ حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ- عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ عَنِ الْعَلاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ.
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَمْكُثُ الْمُهَاجِرُ بَعْدَ قَضَاءِ نُسُكِهِ ثَلاثًا» [2]
. أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ قَالَ: أَخْبَرَنَا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن مهران، حدّثنا عبد المؤمن بن خلف النسفي، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ- أَبُو عَلِيٍّ الْبَغْدَادِيُّ- حدّثنا أبو معمّر، حدثنا جرير بن عبد الحميد عن سفيان الثوري، عن سفيان، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ السُّوقِ، عَنْ عَبْدِ الرحمن بن حميد، عن السائب بن يزيد، عن العلاء بن الْحَضْرَمِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَخَّصَ للمهاجر أن يقيم بعد العصر [3] ثلاثا.
__________
[1] 3299- انظر: تهذيب الكمال 416 (3/19) . والمنتظم، لابن الجوزي 11/239. والطبقات الكبرى لابن سعد 7/2/95. والجرح والتعديل 1/1/157. وتاريخ ابن معين 2/29.
وميزان الاعتدال 1/221. وإكمال مغلطاي 1/ورقة 107. والثقات لابن شاهين الورقة 4.
والكاشف 1/118. والتاريخ الصغير للبخاري 232.
[2] انظر الحديث في: سنن الترمذي 949. وسنن النسائي، تقصير الصلاة باب 4.
والمعجم الكبير للطبراني 18/97، 96. وطبقات ابن سعد 1/135. ومسند أحمد 5/52.
[3] أي بعد الصدور من منى بعد أيام التشريق.(6/264)
قال أبو علي: غلط فيه أبو معمر، إنما روى هذا سفيان عن رجل من أهل السوق، ويرون أنه حاتم بن إسماعيل.
قلت: أما رواية صالح هذه عن أبي معمر التي ألزمه فيها الغلط بسبب تسميته الرجل الذي روى الثوري عنه هذا الحديث؛ فقد روينا عن عبد الله بن أحمد ومحمد بن غالب- جميعا- عن أبي معمر خلافها، وأنه لم يسم الرجل فيها، ويحتمل أن يكون أبو معمر روى الحديث لصالح كما ذكره، ثم رجع أبو معمر بعد عن ذلك إلى القول الذي رواه عنه عبد الله بن أحمد ومحمد بن غالب.
وقد وافقهما على روايتهما الحسن بن علي بن شبيب المعمري، عن أبي معمر، على أن عثمان بن أبي شيبة أيضا قد روى هذا الحديث عن جرير مثل رواية صالح عن أبي معمر إياه، وهذا الحديث محفوظ عن سفيان بن عيينة وعن حاتم بن إسماعيل جميعا عن عبد الرحمن بن حميد، فأما رواية المعمري عن أبي معمر بموافقة عبد الله ابن أحمد ومحمد بن غالب على قولهما.
فَأَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الحافظ، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطبراني، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سُلَيْمَانُ، وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ علي المعمّري، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ الْقَطِيعِيُّ. قَالا: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بن عبد الحميد، عن سفيان الثوري، عن رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ السُّوقِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «لا يَمْكُثُ أَحَدٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ بِمَكَّةَ بَعْدَ قَضَاءِ نُسُكِهِ فَوْقَ ثَلاثٍ» [1]
. قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ: الرَّجُلُ الَّذِي رَوَى عَنْهُ سُفْيَانُ هَذَا الْحَدِيثَ هُوَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، وَيُقَالُ هُوَ حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَلَمْ يَرْوِهِ عَنْ سُفْيَانَ إِلا جَرِيرٌ.
قلت: وأرى أن الطبراني حمل حديث عثمان بن أبي شيبة على حديث أبي معمر في ترك تسمية الرجل، لأن المحفوظ عن عثمان أنه كان يسمي الرجل في روايته، كَذَلِكَ:
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى السكري، أَخْبَرَنَا محمّد بن أحمد بن الحسن، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة العبسي، حدّثنا أبي، حدّثنا جرير بن عبد الحميد، عن
__________
[1] انظر الحديث في: حلية الأولياء 7/307.(6/265)
سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ سُفْيَانَ- رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ السُّوقِ- عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يَمْكُثُ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ بِمَكَّةَ بَعْدَ قَضَاءِ النُّسُكِ فَوْقَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ» [1]
. وَأَخْبَرَنِي أبو سعد الماليني- قراءة- أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب، حدّثنا جعفر بن أحمد الدّهقان، حدّثنا عثمان بن محمّد، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ سُفْيَانَ بن عيينة، عن عبد الرحمن بن حميد بن السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يُقِيمُ الْمُهَاجِرُ بِمَكَّةَ بَعْدَ أَنْ يَقْضِيَ نسكه ثلاثا» [2]
. أخبرنا أبو بكر البرقاني، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن النخاس، حدّثنا محمّد بن محمّد الباغندي، حدثنا عثمان بن أبي شيبة- في المسند- أخبرنا جرير عبد الحميد عن سفيان الثوري عن رجل مِنْ أَهْلِ السُّوقِ يُقَالُ لَهُ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يَمْكُثُ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ بِمَكَّةَ بَعْدَ قضاء النسك عن فوق ثلاث» [3]
. قال الباغندي: حدّثنا عبد الله بن محمّد الزّهريّ، حدثنا سفيان بن عيينة بإسناده مثله.
أخبرنا أحمد بن عبد الله الأنماطيّ، حدّثنا محمّد بن المظفّر الحافظ، حدّثنا محمّد ابن محمّد، حدثنا عثمان بن أبي شيبة نحو ما تقدم، ولم يذكر حديث عبد الله بن محمد الزهري، وهكذا رواه أبو العباس بن عقدة عن داود بن يحيى عن عثمان بْن أَبِي شيبة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن محمد بن حسنويه النرسي، أخبرنا موسى بن عيسى ابن عبد الله السّرّاج، حدّثنا محمّد بن محمّد بن سليمان، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ- فِي مَسْجِدِ الجامع- حدثنا جرير بن عبد الحميد، عن سفيان، عن عبد الرحمن بن حميد، عن السائب بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «لا يَمْكُثُ الْمُهَاجِرُ بَعْدَ قَضَاءِ نُسُكِهِ فَوْقَ ثلاثة أيام» [4] .
__________
[1] انظر التخريج السابق.
[2] انظر هامش رقم (1) .
[3] انظر هامش رقم (3) .
[4]- انظر التخريج السابق.(6/266)
أخبرنا أحمد بن عبد الله الأنماطيّ، حدّثنا محمّد بن المظفّر، حدّثنا محمّد بن محمّد بن سليمان، حدثنا عثمان بن أبي شيبة- في «المسند» - حدثنا جرير بن عبد الحميد، عن سفيان، عن عبد الرحمن بن حميد، عن السائب بن يزيد بالحديث.
وهذا خلاف رواية ابن النخاس التي ذكر الباغندي أن عثمان حدثهم في «المسند» ، فالله أعلم.
وقد رواه جعفر بن محمد الفريابي، عن عثمان بن أبي شيبة هكذا، ونسب سفيان في روايته إلى أنه الثوري.
كَذَلِكَ أَخْبَرَنَا أَبُو بكر البرقاني، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، وَأَخْبَرَنَا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَرِيبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَزَّازُ. قَالا: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ، أخبرنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا جرير بن عبد الحميد، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يَمْكُثُ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ بِمَكَّةَ بَعْدَ قَضَاءِ النُّسُكِ فَوْقَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ» [1]
. وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدٍ.
أَخْبَرْنَاهُ أَحْمَدُ بن محمّد بن غالب الفقيه، حدّثنا عمر بن نوح البجلي، حدّثنا أبو خليفة، حدّثنا مسدد، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «يَمْكُثُ الْمُهَاجِرُ بِمَكَّةَ ثَلاثًا بَعْدَ قَضَاءِ نُسُكِهِ» [2]
. أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي قال: حدثنا الحسين بن فهم- أبو علي- قال: قال لي جعفر الطيالسي: قال يحيى بن معين:
- وذكر أبا معمر- لا صلى الله عليه، ذهب إلى الرقة فحدث بخمسة آلاف حديث، أخطأ في ثلاثة آلاف! قال أبو علي: ما حدث أبو معمر حتى مات يحيى بن معين [3] .
قلت: في هذا القول نظر، ويبعد صحته عند من اعتبر، ولو كان صحيحا لدون
__________
[1]- انظر التخريج السابق.
[2]- انظر الحديث في: انظر هامش رقم (3) .
[3]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/21.(6/267)
أصحاب الحديث ما غلط أبو معمر فيه لعظمه وفحشه، ولم يغفلوا عنه، كما دونوا ما أخطأ فيه شعبة بن الحجاج، ومعمر بن راشد، ومالك بن أنس، وغيرهم، مع قلته في اتساع رواياتهم، والأشبه في هذا المعنى [1] :
ما أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي بَكْرِ أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي:
سمعت أبا يعلى أحمد بن علي بن المثنى يحكى: أن أبا معمر حدث بالموصل بنحو ألفي حديث حفظا، فلما رجع إلى بغداد كتب إليهم بالصحيح من أحاديث كان أخطأ فيها، أحسبه قال- نحو ثلاثين أو أربعين [2] .
أخبرنا علي بن الحسين- صاحب العبّاسي- حدّثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إسماعيل الفارسيّ، حدّثنا بكر بن سهل، حَدَّثَنَا عَبْد الخالق بْن مَنْصُور. قَالَ: - وسئل يحيى بن معين عن أبي معمر الكرخي- فقال: مثل أبي معمر لا يسأل عنه، أنا أعرفه يكتب الحديث وهو غلام، ثقة مأمون [3] .
أخبرني أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا عثمان بن محمّد المخرمي، أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن يعقوب الأصم أن الْعَبَّاس بن محمد بن حاتم حدثهم قَالَ: سُئِلَ يَحْيَى بْن معين عَنْ أبي معمر وعن هارون بن معروف فقال: أبو معمر كان أكيس من هارون.
أخبرني الأزهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن معروف الخشاب، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد. قال: أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم ابن معمر الهروي صاحب سنة وفضل وخير، وهو ثقة ثبت.
أخبرنا البرقاني، حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، حدّثنا أحمد بن طاهر بن النجم، حَدَّثَنَا سعيد بْن عَمْرو البرذعي قَالَ: سمعت أبا زرعة يَقُولُ: كان أَحْمَد بْن حنبل لا يرى الكتابة عن أبي نصر التمار، ولا عن أبي معمر، ولا يحيى بن معين، ولا أحد ممن امتحن فأجاب [4] .
حدثني عبيد الله بن أبي الفتح، حدثنا عمر بن إبراهيم المقرئ قال: سمعت أحمد ابن علي الديباجي يقول: سمعت عبيد بن شريك يقول: كان أبو معمّر القطيعيّ
__________
[1]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/21.
[2]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/21.
[3]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/21.
وقد وضع الناشر فاصلة قبل «وهو غلام» فغيّر المعنى.
[4]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/20، 21.(6/268)
من شدة إدلاله بالسنة يقول: لو تكلمت بغلتي لقالت إنها سنية. قال: فأخذ في المحنة فأجاب، فلما خرج قال: كفرنا وخرجنا [1] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي طاهر الدقاق، أخبرنا أحمد بن سلمان، حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: سمعت أبا معمر- يعني الهذلي- يقول: القرآن كلام الله ليس بمخلوق، من شك في أنه غير مخلوق فهو جهمي، لا بل شر من جهمي.
أخبرنا عَبْد الْعَزِيزِ بْن مُحَمَّد بْن نَصْرٍ السُّتُورِيُّ، حدّثنا أحمد بن سلمان النجاد، حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن أَحْمَد قَالَ: سمعت أبا معمر الهذلي يقول: من زعم أن الله لا يتكلم ولا يسمع ولا يبصر ولا يغضب ولا يرضى- وذكر أشياء من هذه الصفات- فهو كافر بالله، إن رأيتموه على بئر فألقوه فيها، بهذا أُدينُ اللَّهَ لأنهم كفار [2] .
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ: سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول: حدّث البخاريّ عن أبي، عن معمر القطيعي، وحدث عن رجل عنه، والرجل هو صاعقة، واسم أبي معمر هذا إسماعيل بن إبراهيم الهذلي، أصله هروي، ثم أقام ببغداد.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا أحمد بن عيسى بن الهيثم التمار، حَدَّثَنَا عُبَيْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن خلف البزار. قال: مات أبو معمر الهذلي يوم الاثنين للنصف من جمادى الأولى سنة ست وثلاثين ومائتين [3] .
3300- إسماعيل بن خالد بن سليمان المروزي:
قدم بغداد وحدث بها نسخة عن يعلى الأشدق، عن عبد الله بن جراد العقيلي.
روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا القرشي ومعاذ بن المثنى العنبري.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بن عبد الله المعدّل، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْجَوْزِيُّ، أخبرنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثنا إسماعيل بن خالد، حدّثنا يعلى بن الأشدق، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَرَادٍ. قَالَ: قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ يَكْذِبُ الْمُؤْمِنُ؟. قَالَ: «لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ مَنْ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ» [4]
. أخبرنا الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن، حدّثنا أحمد بن عيسى بن
__________
[1]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/20.
[2] 16- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/22.
[3] 17- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 3/23.
[4] 3300- انظر الحديث في: إتحاف السادة المتقين 7/514.(6/269)