وكان في الجامع إما نيف وأربعون حلقة أو خمسون حلقة، فلما دخل بغداد ما زال يقعد في حلقة حلقة ويقول لهم: قَالَ الله وَقَالَ الرسول. وهم يقولون: قَالَ أصحابنا.
حتى ما بقي في المسجد حلقة غيره [1] .
أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاس الفضل بْن عَبْد الرَّحْمَنِ الأبهري قَالَ: سمعت أبا عبد الله محمّد ابن أحمد بن عبد الأحد الأندلسي بأصبهان قال سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الجارود الرَّقِّيّ قَالَ سمعت المزني يَقُولُ رَأَيْتُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المنام، فسألته عن الشافعي فقال لي: «من أراد محبتي وسنتي فعليه بمحمد بن إدريس الشافعي المطلبي، فإنه مني وأنا منه [2] » .
أخبرنا الأزهري قال أنبأنا الحسن بن الحسين الهمداني قال نبأنا الزبير بن عبد الواحد الأسدآبادي قال نبأنا أبو عمران موسى بن عمران القلزمي بها قال نبأنا أبو عبد الله السكري في مجلس الربيع بن سليمان قال نبأنا أحمد بن حسن الترمذي قَالَ: كنت في الروضة فأغفيت، فإذا النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد أقبل، فقمت إليه فقلت: يا رسول الله، قد كثر الاختلاف في الدين، فما تقول في رأي أبي حنيفة؟ فقال: أف، ونفض يده. قلت فما تقول في رأي مالك؟ فرفع يده وطأطأ وَقَالَ: أصاب وأخطأ. قلت: فما تقول في رأي الشافعي؟ قَالَ: بأبي ابن عمي أحيا سنتي.
أنشدني هبة اللَّه بْن مُحَمَّد بْن علي الشيرازي قَالَ أنشدنا المظفر بن أحمد بن محمد الفقيه قَالَ أنشدني علي بن محمد الجرجاني لبعضهم:
مثل الشافعي في العلماء ... مثل البدر في نجوم السماء
قل لمن قاسه بنعمان جهلا ... أيقاس الضياء بالظلماء
أَخْبَرَنِي أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شُعَيْبٍ الروياني قال نبأنا عياش بن الحسن ابن عياش قَالَ سمعت أحمد بن عيسى بن الهيثم التمار يقول سمعت عبيد بن محمد ابن خلف البزاز يقول: سئل أبو ثور فقيل له: أيما أفقه الشافعي أو محمد بن الحسن؟
فقال أبو ثور: الشافعي أفقه من محمد، وأبي يوسف، وأبي حنيفة، وحماد، وإبراهيم، وعلقمة، والأسود.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ قَالَ نبأنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيٍّ قال سمعت
__________
[1]- انظر: تهذيب الكمال 24/375.
[2]- انظر: تهذيب الكمال 24/375.(2/67)
إبراهيم بن علي بن عبد الرحيم بالموصل يحكي عن الربيع قَالَ: سمعت الشافعي يقول في قصة ذكرها:
قد أصبحت نفسي تتوق إلى مصر ... ومن دونها أرض المهامة والقفر
فو الله ما أدري أللفوز والغنى ... أساق إليها أم أساق إلى قبري [1] ؟
قَالَ: فو الله ما كان إلا بعد قليل حتى سيق إليهما جميعا.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر قال أنبأنا عليّ بن عبد العزيز قال أنبأنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ المصري قَالَ: ولد الشافعي في سنة خمسين ومائة، ومات في آخر يوم من رجب سنة أربع ومائتين. عاش أربعا وخمسين سنة [2] .
أخبرنا أبو سعد المالينيّ قال أنبأنا عبد الله بن عدي الحافظ قَالَ: قرأت على قبر محمد بن إدريس الشافعي بمصر، على لوحين حجارة أحدهما عند رأسه، والآخر عند رجليه، نسبه إلى إبراهيم الخليل عليه السلام.
هذا قبر محمد بن إدريس الشافعي وَهُوَ يَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّ الجنة حق، وأن النار حق، وأن السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيهَا، وَأَنَّ اللَّهَ يبعث من في القبور، وأن صلاته ونسكه ومحياه ومماته لله رب العالمين، لا شريك له وبذلك أمر وهو من المسلمين، عليه حي وعليه مات وعليه يبعث حيا إن شاء الله. توفي أبو عبد الله ليوم بقي من رجب سنة أربع ومائتين [3] .
أَخْبَرَنَا إسماعيل بن علي الإستراباذي قَالَ سمعت طاهر بن محمّد البكريّ يقول:
نبأنا الحسن بن حبيب الدمشقي قَالَ حَدَّثَنِي الربيع بن سليمان قَالَ رأيت الشافعي بعد وفاته في المنام فقلت: يا أبا عبد اللَّه ما صنع الله بك؟ قَالَ: أجلسني على كرسي من ذهب ونثر علي اللؤلؤ الرطب [4] .
قرأت على أبي بكر محمد بن موسى الخوارزمي، عن أبي عبد الله محمد بن المعلى الأزدي قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن دُرَيْدٍ الأزدي يرثي أبا عبد الله الشّافعيّ:
__________
[1]- انظر: تهذيب الكمال 24/376. ومعجم الأدباء 17/319.
[2]- انظر: تهذيب الكمال 24/376.
[3]- انظر: تهذيب الكمال 24/376، 377.
[4]- انظر: تهذيب الكمال 24/377.(2/68)
بملتفتيه للمشيب طوالع ... ذوائد عن ورد التصابي روادع
تصرّفنه طوع العنان وربما ... دعاه الصبا فاقتاده وهو طائع
ومن لم يزعه لبه وحياؤه ... فليس له من شيب فوديه وازع
هل النافر المدعو للحظ راجع ... أم النصح مقبول أم الوعظ نافع؟
أم الهمك المهموم بالجمع عالم ... بأن الذي يرعى من المال ضائع؟
وأن قصاراه على فرط ضنه ... فراق الذي أضحى له وهو جامع
ويخمل ذكر المرء ذي المال بعده ... ولكن جمع العلم للمرء رافع
ألم تر آثار ابن إدريس بعده ... دلائلها في المشكلات لوامع
معالم يفنى الدهر وهي خوالد ... وتنخفض الأعلام وهي فوارع
مناهج فيها للهدى متصرف ... موارد فيها للرشاد شرائع
ظواهرها حكم ومستنبطاتها ... لما حكم التفريق فيه جوامع
لرأى ابن إدريس ابن عم محمد ... ضياء إذا ما أظلم الخطب ساطع
إذا المعضلات المشكلات تشابهت ... سما منه نور في دجاهن لامع
أبى الله إلا رفعه وعلوه ... وليس لما يعليه ذو العرش واضع
توخى الهدى فاستنقذته يد التقى ... من الزيغ إن الزيغ للمرء صارع
ولاذ بآثار الرسول فحكمه ... لحكم رسول الله في الناس تابع
وعول في أحكامه وقضائه ... على ما قضى في الوحي والحق ناصع
بطيء عن الرأي المخوف التباسه ... إليه إذا لم يخش لبسا مسارع
جرت لبحور العلم أمداد فكره ... لها مدد في العالمين يتابع
وأنشا له منشية من خير معدن ... خلائق هن الباهرات البوارع
تسربل بالتقوى وليدا وناشئا ... وخص بلب الكهل مذ هو يافع
وهذب حتى لم تشر بفضيلة ... إذا التمست إلا إليه الأصابع
فمن يك علم الشافعي إمامه ... فمرتعه في باحة العلم واسع
سلام على قبر تضمن جسمه ... وجادت عليه المدجنات الهوامع
لقد غيبت أثراؤه جسم ماجد ... جليل إذا التفت عليه المجامع
لئن فجعتنا الحادثات بشخصه ... لهن لما حكمن فيه فواجع
فأحكامه فينا بدور زواهر ... وآثاره فينا نجوم طوالع [1]
__________
[1]- انظر: تهذيب الكمال 24/377، 378.(2/69)
سمعت القاضي أبا الطيب طاهر بْن عَبْد الله الطبري يقول: لقد جمع أبو بكر بن دريد قوافيه في صدفها [1] ، ووضع أوصافه في حقها، فيما رثى به أفصح الفقهاء لسانا، وأبرعهم بيانا، وأجزلهم ألفاظا، وأغزرهم علما، وأثبتهم نحيزة، وأكثرهم نصيرة:
وإذا قرأت كلامه قدرته ... سحبان أو يوفي على سحبان
لو كان شاهده معد خاطبا ... وذوو الفصاحة من بني قحطان
لأقر كل طائعين بأنه ... أولاهم بفصاحة وبيان
هادي الأنام من الضلالة والعمى ... ومجيرها من جاحم النيران
رب العلوم إذا أجال قداحه ... لم يختلف في فوزهن اثنان
ذو فطنة في المشكلات وخاطر ... أمضى وأنفذ من شباة سنان
وإذا تفكر عالم في كتبه ... يبغي التقى وشرائط الإيمان
متبينا للدين غير مقلد ... يسمو بهمته إلى الرضوان
أضحت وجوه الحق في صفحاتها ... ترمى إليه بواضح البرهان
من حجة ضمن الوفاء بنصرها ... نص الرسول ومحكم القرآن
ودلالة تجلو مطالع سيرها ... غر القرائح من ذوى الأذهان
حتى ترى متبصرا في دينه ... مغلول غرب الشك بالإيقان
الله وفقه اتباع رسوله ... وكتابه الأصلين في التبيان
وأمده من عنده بمعونة ... حتى أناف بها على الأعيان
وأراه بطلان المذاهب قبله ... ممّن قضى بالرأي والحسبان [2]
قال الشيخ أبو بكر لو استوفينا مناقب الشافعي وأخباره لاشتملت على عدة من الأجزاء، لكن اقتصرنا منها على هذا المقدار، ميلا إلى التخفيف، وإيثارا للاختصار، ونحن نورد معالم الشافعي ومناقبه على الاستقصاء في كتب نفرده لها، إن شاء الله.
455- محمد بن إدريس بن المنذر بن داود بن مهران، أبو حاتم الحنظلي الرازي [3] :
كان أحد الأئمة الحفاظ الأثبات، مشهورا بالعلم، مذكورا بالفضل. وسمع محمّد
__________
[1] في المطبوعة: (صدقها) تصحيف.
[2]- انظر: تهذيب الكمال 378، 379.
[3] 455- انظر: تاريخ أبى زرعة الدمشقي: 78، 79، 116، 327، والجرح والتعديل: 1/349- 375، -(2/70)
ابن عبد الله الأنصاري، وأبا زيد النحوي، وعثمان بن الهيثم المؤذن، وهوذة بن خليفة، وعبيد الله بن موسى، وعتاب بن زياد، وأبا مسهر الدمشقي، وأبا الجماهر محمد بن عثمان التنوخي، وسعيد بن أبي مريم المصري، وأبا اليمان الحمصي في أمثالهم. وكان أول كتبه الحديث في سنة تسع ومائتين. روى عنه يونس بْن عبد الأعلى، والربيع بْن سليمان المصريان، وهما أكبر منه سنا، وأقدم سماعا، وأبو زرعة الرازي، والدمشقي، ومحمد بن عوف الحمصي. وقدم بغداد وحدث بها وروى عنه من أهلها أَحْمَد بْن منصور الرمادي، وإبراهيم بن إسحاق الحربي، وقاسم بْن زكريا المطرز، وَعَبْد اللَّهِ بْن محمد بن ناجية، وأحمد بن إسحاق بن صالح الوزان، وأبو بكر بن أبي الدنيا، والقاضي المحاملي، ومحمد بن مخلد الدوري، والحسين بن يحيى ابن عياش القطان، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهدي قال أنبأنا محمّد بن مخلد العطّار قال نبأنا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ نبأنا عبد العزيز بن الخطّاب، عن أبيه قال: ولد لي غُلامٌ فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: وُلِدَ لِي غُلامٌ فَمَا أُسَمِّيهِ؟ قَالَ: «سمّه بأحبّ الناس إلىّ حمزة [1] » .
هذا غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ تَفَرَّدَ بِرِوَايَتِهِ عَبْدُ العزيز بن الخطّاب عن قيس ابن الرَّبِيعِ عَنْهُ، وَرَوَاهُ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ، مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الأسفَاطِيُّ وَغَيْرُهُ مِنَ الأَكَابِرِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى بْنِ هَارُونَ بْنِ الصَّلْتِ الأهوازي قال نا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ المحامليّ إملاء قال نا أبو حاتم الرّازيّ قال نا داود بن عبد الله الجعفري قال نا حَاتِمٌ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رَفِيعٍ، عَنِ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إن الله تعالى
__________
- 7/الترجمة 1133، وثقات ابن حبان: 9/137، والسابق واللاحق: 323، وشيوخ أبى داود للجياني، الورقة 90، والمعجم المشتمل، الترجمة 755، والمنتظم لابن الجوزي: 5/107- 108، والكامل في التاريخ: 7/439، وسير أعلام النبلاء: 13/247، وتذكرة الحفاظ: 2/567، والكاشف: 3/الترجمة 4778، وتذهيب التهذيب: 3/الورقة 182، وتاريخ الإسلام، الورقة 127 (أوقاف 5882) ، ونهاية السول، الورقة 314، وتهذيب التهذيب: 9/31- 34، والتقريب: 2/143، وخلاصة الخزرجي: 2/الترجمة: 6041، وشذرات الذهب: 2/171. والمنتظم، لابن الجوزي 12/284. وتهذيب الكمال 5050 (24/381) .
[1] انظر الحديث في: المستدرك 3/196. وكنز العمال 45231.(2/71)
يقول: يا ابن آدَمَ إِنْ لَقِيتَنِي بِمِلْءِ الأَرْضِ ذُنُوبًا لا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا، لَقِيتُكَ بِمِثْلِهَا مَغْفِرَةً [1] » .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ قال نا أحمد بن سليمان النّجّاد قال: نا إبراهيم ابن إِسْحَاقَ- يَعْنِي الْحَرْبِيَّ- قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الرَّيِّ يُقَالُ لَهُ أَبُو حَاتِمٍ قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ بِنْتِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا جَلَسَ بَيْن شُعَبِهَا الأَرْبَعِ فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ [2] » .
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ قَالَ نبأنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان قَالَ: حكى لنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ قَالَ سمعت أبا حاتم يقول: نحن من أهل أصبهان من قرية جز، وكان أهلنا يقدمون علينا في حياة أبي، ثم انقطعوا عنا.
أَخْبَرَنِي أَبُو زرعة روح بْن مُحَمَّد الرازي إجازة شافهني بها قال أنبأنا علي بن محمد بن عمر القصار الفقيه قال نبأنا عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي حاتِم قَالَ سمعتُ أبي يقول: أول سنة خرجت في طلب الحديث أقمت سنين أحصيت ما مشيت على قدميّ زيادة على ألف فرسخ، فلم أزل أحصى حتى لما زاد على ألف فرسخ تركته [3] .
وَقَالَ سمعت أبي يقول بقيت بالبصرة في سنة أربع عشرة ومائتين ثمانية أشهر، وكان في نفسي أن أقيم سنة، فانقطعت نفقتي، فجعلت أبيع ثيابي شيئا بعد شيء حتى بقيت بلا نفقه، ومضيت أطوف مع صديق لي إلى المشيخة وأسمع منهم إلى المساء، فانصرف رفيقي ورجعت إلى بيت خال، فجعلت أشرب الماء من الجوع، ثم أصبحت من الغد وغدا على رفيقي، فجعلت أطوف معه في سماع الحديث على جوع شديد، فانصرف عني وانصرفت جائعا، فلما كان الغد غدا عليّ فقال مرّ بنا على المشايخ. فقلت: أنا ضعيف لا يمكنني. قَالَ: ما ضعفك؟ قلت: لا أكتمك أمري.
قد مضى يومان ما طعمت فيهما، فقال لي رفيقي: معي دينار فأنا أواسيك بنصفه، ونجعل النصف الأخر في الكراء، فخرجنا من البصرة وقبضت منه النصف دينار [4] .
__________
[1] انظر الحديث في: سيأتي تخريجه، راجع الفهرس.
[2] انظر الحديث في: صحيح البخاري 1/80 وصحيح مسلم، وكتاب الحيض 87، 88. ومسند أحمد 2/334. وصحيح ابن خزيمة 227. وفتح الباري 1/395.
[3] انظر: تهذيب الكمال 24/386.
[4] انظر: تهذيب الكمال 24/386.(2/72)
قال عبد الرحمن: سمعت أبي يقول قلت على باب أبي الوليد الطيالسي من أغرب علي حديثا غريبا مسندا صحيحا لم أسمع به، فله علي درهم يتصدق به. وقد حضر على باب الوليد خلق من الخلق، أبو زرعة فمن دونه، وإنما كان مرادي أن يلقى على ما لم أسمع به ليقولوا هو عند فلان، فأذهب فاسمع، وكان مرادي أن أستخرج منهم ما ليس عندي، فما تهيأ لأحد منهم أن يغرب على حديثا [1] .
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الْحَافِظ قَالَ أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن عبد الله الضبي في كتابه. وأَخْبَرَنِي أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد المنكدري قال نبأنا محمد بن عبد الله الضبي بنيسابور قَالَ أنبأنا أبو الفضل محمد بن إبراهيم الهاشمي قَالَ نبأنا أحمد بن سلمة قَالَ: ما رأيت بعد إسحاق- يعني ابن راهويه- ومحمد بن يحيى، أحفظ للحديث ولا أعلم بمعانيه من أبي حاتم محمد بن إدريس [2] .
أَخْبَرَنَا أبو سعد الماليني قراءة قَالَ أنبأنا عَبْد اللَّه بْن عَدِيٍّ الْحَافِظُ قَالَ سَمِعْتُ القاسم بن صفوان البرذعي يقول سمعت أبا حاتم الرازي يقول: أورع من رأيت أربعة، آدم بن أبي إياس، وثابت بن محمد الزاهد الكوفي، وأحمد بن حنبل، وأبو زرعة.
قَالَ القاسم فذكرته لعثمان بن خرزاذ فقال عثمان: أنا أقول أحفظ من رأيت أربعة، محمد بن المنهال، وإبراهيم بن عرعرة، وأبو زرعة، وأبو حاتم [3] .
أجاز لي أبو زرعة الرازي أن علي بن محمد بن عمر القصار أخبرهم قال نبأنا عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي حاتِم قَالَ سمعتُ يونس بني عبد الأعلى يقول: أبو زرعة وأبو حاتم إماما خراسان، ودعا لهما، وَقَالَ: بقاؤهما صلاح للمسلمين.
وَقَالَ عبد الرحمن سمعت أبي يقول جرى بيني وبين أبي زرعة يوما تمييز الحديث ومعرفته، فجعل يذكر أحاديث ويذكر عللها، وكذلك كنت أذكر أحاديث خطأ وعللها وخطأ الشيوخ فقال لي: يا أبا حاتم، قل من يفهم هذا، ما أعز هذا، إذا رفعت هذا من واحد واثنين فما أقل من تجد من يحسن هذا، وربما أشك في شيء أو يتخالجني شيء في حديث فإلى أن ألتقي معك لا أجد من يشفيني منه. قَالَ أبي:
وكذلك كان أمري [4] .
__________
[1] انظر: تهذيب الكمال 24/387.
[2]- انظر: تهذيب الكمال 24/388.
[3]- انظر: تهذيب الكمال 24/388.
[4]- انظر: تهذيب الكمال 24/387.(2/73)
أَخْبَرَنَا أَبُو منصور مُحَمَّد بْن عيسى بْن عبد العزيز البزّاز بهمذان قال نبأنا صالح ابن أحمد بن محمّد الحافظ قال نبأنا الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا حَاتِمٍ يَقُولُ قَالَ لِي أَبُو زُرْعَةَ: تَرْفَعُ يَدَيْكَ فِي الْقُنُوتِ؟ قُلْتُ: لا فَقُلْتُ لَهُ: فَتَرَفُع أَنْتَ؟ قَالَ نَعَمْ. فَقُلْتُ: مَا حُجَّتُكَ؟ قَالَ حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ. قُلْتُ رَوَاهُ لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ. قَالَ حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ. قُلْتُ رَوَاهُ ابْنُ لَهِيعَةَ. قَالَ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ. قُلْتُ رَوَاهَ عَوْفٌ.
قَالَ: فَمَا حُجَّتُكَ فِي تَرْكِهِ؟ قُلْتُ: حَدِيثُ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لا يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي شَيْءٍ مِنَ الدُّعَاءِ إِلا فِي الاسْتِسْقَاءِ. فَسَكَتَ [1] .
أَخْبَرَنَا أبو زرعة الرازي إجازة قال أنبأنا عليّ بن محمّد بن عمر قال نبأنا عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي حاتِم قَالَ سمعتُ موسى بن إسحاق يقول: ما رأيت أحفظ من أبيك. قَالَ عبد الرحمن وقد رأى أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وأبا بكر بن أبي شيبة، وابن نمير، وغيرهم. فقلت له: فرأيت أبا زرعة؟ فقال لا. وَقَالَ عبد الرحمن:
سمعت أبي يقول قَالَ لي هشام بن عمار أي شيء تحفظ عن الأذواء؟ قلت له ذو الأصابع، وذو الجوشن، وذو الزوائد، وذو اليدين، وذو اللحية الكلابي، وعددت له ستة، فضحك وَقَالَ: حفظنا نحن ثلاثة، وزدت أنت ثلاثة.
أَخْبَرَنِي أحمد بن محمد العتيقي قال نبأنا عبد الرحمن بن عمر بن نصر الدمشقي بها قال نبأنا أبو عبد الله أحمد بن القاسم القاضي قال نبأنا ابن أبي حاتِم الرازي قَالَ سمعتُ أبي يَقُولُ: أكتب أحسن ما تسمع، واحفظ أحسن ما تكتب، وذاكر بأحسن ما تحفظ [2] .
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْمُعَدَّلُ قَالَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بن مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق السوطي قَالَ أنشدنا محمد بن هارون الرازي قَالَ أنشدنا أبو حاتم الرازي:
تفكرت في الدنيا فأبصرت رشدها ... وذللت بالتقوى من الله خدها
أسأت بها ظنا فأخلفت وعدها ... وأصبحت مولاها وقد كنت عبدها
حدثت عن أبي الحسن علي بن عمر الحافظ قال نبأنا أبو عيسى العروضي-: قال نبأنا أَبُو عَبْد الرَّحْمَن أَحْمَد بْن شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ قَالَ محمد بن إدريس أبو حاتم رازي، ثقة [3] .
__________
[1]- انظر: تهذيب الكمال 24/389.
[2]- انظر: تهذيب الكمال 24/387.
[3]- انظر: تهذيب الكمال 24/384.(2/74)
أخبرنا علي بن محمد الدَّقَّاق قَالَ قرأنا على الْحُسَيْن بْن هارون الضبي عن أبي العباس بْن سَعِيد قَالَ سَمِعْتُ عَبْد الرَّحْمَن بْن يُوسُف بْن خراش يقول: كان أبو حاتم من أهل الأمانة والمعرفة.
سمعت أبا نعيم الحافظ يقول أبو حاتم الرازي إمام في الحفظ.
وَقَالَ لنا هبة اللَّه بْن الحسن الطبري: كان أبو حاتم الرازي إماما عالما بالحديث، حافظا له، متقنا متثبتا [1] .
قَالَ أبو أحمد الحافظ روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري.
وَقَالَ هبة الله أخرجه الكلاباذي في كتابه- يعني الذي جمع فيه أسامي شيوخ البخاري- وَقَالَ أنه أخرج عنه، قَالَ هبة الله: فلعله من الأسماء المطلقة التي لم ينسبها البخاري: والله أعلم.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم قَالَ سمعت أبا مُحَمَّد عبد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن حيان يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَد بْن محمود بْن صبيح يَقُولُ سنة سبع وسبعين فيها مات أبو حاتم الرازي بالري [2] .
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد قال نبأنا محمد بن العباس قال قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع قَالَ: وجاءنا الخبر مع الرحالين بموت أبي حاتم الرازي أنه مات في شعبان سنة سبع وسبعين ومائتين [3] .
456- محمد بن إدريس، أبو بكر الشعراني:
حدث عن أبي نصر التمار، وموسى بن إبراهيم الأنصاري. روى عنه أبو علي الصفر، وحمزة بن محمد الدهقان.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بن عبد الله المعدّل قال نبأنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ أَبُو بَكْرٍ الشَّعْرَانِيُّ- شَيْخٌ كَتَبْتُ عَنْهُ فِي دُكَّانِ أَبِي الْعَبَّاسِ بْنِ إسحاق- قال نبأنا أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ العزيز قال نبأنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ وَيُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسِ قَالَ: «الْمُسْلِمُ مَنِ سَلِمَ الناس من
__________
[1]- انظر: تهذيب الكمال 24/385.
[2]- انظر: تهذيب الكمال 24/390.
[3]- انظر: تهذيب الكمال 24/390.(2/75)
لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُؤْمِنُ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ السُّوءَ [1] » .
قال أبو علي الصفار: قَالَ لنا هذا الشيخ هكذا قَالَ لنا أبو نصر التمار.
457- محمد بن إدريس بن وهب الأعور [2] :
حَدَّثَنِي محمد بن علي الصوري قال أنبأنا محمّد بن عبد الرّحمن الأزدي قال أنبأنا أَبُو الفتح عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن مسرور قال نبأنا أبو سعيد بن يونس. قَالَ:
محمد بن إدريس بن وهب الأعور البغدادي قدم مصر وكتبت عنه.
توفي في جمادى الأولى سنة سبع عشرة وثلاثمائة. وَقَالَ لي ابنه أبو عبد الله إن أباه حدث عن سعدان بن نصر وطبقة نحوه.
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه أبان
458- محمد بن أبان بن وزير، أبو بكر البلخي [3] :
مستملي وكيع. قدم بَغْدَاد، وَحَدَّثَ بِهَا عَنْ أَبِي بَكْر بْن عياش، وسفيان بن عيينة، وعقبة بن خالد، وعبد الله بن إدريس، ومروان بن معاوية، وأبي خالد الأحمر، ووكيع ابن الجرّاح، وأبي أمامة، وعبد الله بن وهب، ويحيى بن سعيد القطان، ومحمد بن جعفر غندر. روى عنه إسماعيل بن إسحاق القاضي، وإبراهيم بن إسحاق الحربي، والحسن بن علي المعمري، وموسى بن هارون، ومحمد بن هشام بن أبي الدميك، وعَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ بْنِ حنبل، وعَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد البغوي، ومحمد بْن هارون بْن المجدر.
__________
[1] 456- انظر الحديث في: صحيح البخاري 1/9، 8/127. وصحيح مسلم، كتاب الإيمان 65. وفتح الباري 1/53، 11/316.
[2] 457- الأعور: هذه اللفظة إنما تقال للممتع بإحدى عينيه (الأنساب 1/317) .
[3] 458- انظر ترجمته في: علل أحمد: 1/412، 234، وتاريخ البخاري الصغير: 2/383، والكنى لمسلم، الورقة 12، والجرح والتعديل 7/الترجمة 1124، وثقات ابن حبان 9/102، وتاريخ الخطيب: 2/78، ورجال البخاري للباجى: 2/619، والجمع لابن القيسراني: 2/457، والمعجم المشتمل، الترجمة 749، وسير أعلام النبلاء: 11511/، وتذكرة الحفاظ: 2/498، والعبر: 1/443، وتذهيب التهذيب: 3/الورقة 177، وميزان الاعتدال: 3/الترجمة 7132، وتاريخ الإسلام، الورقة 181 (أحمد الثالث 2917/7) ، ورجال ابن ماجة، الورقة 16، ونهاية السول، الورقة 312، وتهذيب التهذيب: 9/3- 4، والتقريب: 2/140، وخلاصة الخزرجي: 2/الترجمة 6010، وشذرات الذهب: 2/105. وتهذيب الكمال 5021 (24/296) . والمنتظم، لابن الجوزي 11/327.(2/76)
وحدث عنه أيضا مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل البخاري فِي كتابه «الصحيح» .
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الطاهري قال نبأنا أبو الفضل عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن الزُّهْرِيّ قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ الْمُجَدِّرِ قال نبأنا محمّد بن أبان البلخيّ قال نبأنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ محرر بن أبي هريرة، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا أَهَلَّ مُهِلٌّ قَطُّ إِلا آبَتِ الشمس بذنوبه» .
تفرد بروايته محمّد بن أبان، عن عبد الرزاق، عن الثوري، وخالفه الحسن بن أبي الربيع الجرجاني. فرواه عن عبد الرزاق، عن ياسين الزيات، عن ابن المنكدر.
أخبرناه ابن رباح البصريّ قال أنبأنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس بمصر قال نبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْقَزْوِينِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ قَالَ أنبأنا عبد الرّزّاق قال نا يَاسِينُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ مُحَرِّرِ بْنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا أَهَلَّ مُهِلٌّ إِلا آبَتِ الشَّمْسُ بِذُنُوبِهِ [1] » .
أَخْبَرَنَا أبو المظفر مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن أحمد القرينيني قال: نا محمّد بن عبد الرّحمن الذّهبيّ قال نا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ حنبل أن محمد بن أبان يستملي لنا عند وكيع [2] .
أخبرنا أبو بكر البرقانيّ قال أنبأنا الحسين بن عليّ التّميميّ النّيسابوري قال نبأنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفراييني قَالَ نبأنا أبو بكر المروزي قَالَ قلت لأبي عبد الله فأبو بكر مستملي وكيع تعرفه؟ قَالَ: نعم، قد كان معنا يكتب الحديث، كتب لي كتابا بخطه أظنه قَالَ الطلاق. قلت إنه حدث بحديث أنكروه ما أقل من هو عنده عن عبد الرزاق هو عندك؟ وكان عند خلف. قَالَ: قد كان معنا تلك السنة [3] .
قَرَأْتُ فِي أَصْلِ كِتَابِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْفَوَارِسِ الَّذِي سَمِعَهُ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الرّحمن الطلقي بجرجان قال نبأنا أَبُو نُعَيْمٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عدي قَالَ نَبَّأَنَا عَبْدُ الله بْن أَحْمَد قَالَ قَدِمَ عَلَيْنَا رَجُلٌ مِنْ بَلْخَ يُقَالُ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ، فَسَأَلْتُ أَبِي عَنْهُ فَعَرَفَهُ، وَذَكَرَ أَنَّهُ كَانَ مَعَهُمْ عِنْدَ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، وكتبنا عنه، وكان قد حدّثنا
__________
[1] انظر التخريج السابق.
[2] انظر: تهذيب الكمال 24/298.
[3] انظر تهذيب الكمال 24/299.(2/77)
عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيِّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَظُنُّهُ قَالَ رَاكِبًا- وَتَحْتَهُ- أَوْ قَالَ عَلَيْهِ- قَطِيفَةٌ مِنْ أَرْضِ الْجَزِيرَةِ. فَأَنْكَرَهُ أَبِي فَقُلْتُ لَهُ: تَرَاهُ وَهِمَ؟ فَقَالَ: يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ كَذَلِكَ. فَلَمَّا كَانَ بَعْدُ، قَالَ علمت أني تَفَكَّرْتُ فِي ذَلِكَ الْحَدِيثِ وَقَدْ كَانَ الثَّقَفِيُّ حَدَّثَنَاهُ عَنْ أَيُّوبَ.
يَقُولُ الثَّقَفِيُّ وَكَانَ الْبَتِّيُّ يَفْعَلُ كَذَا، وَيَقُولُ كَذَا رَأْيُ الْبَتِّيِّ، وَكُنْتُ أَنَا أَكْتُبُهُ، فَكَانَ يَنْظُرُ إِلَيَّ إِذَا كَتَبْتُهُ فَكَانَ يُعْجِبُهُ ذَلِكَ، فَأَظُنُّ أَنَّ هَذَا كَتَبَ هَذَا الإِسْنَادَ. وَقَالَ الثَّقَفِيُّ فِي أَثَرِ هَذَا الإِسْنَادِ: رَأَيْتُ الْبَتِّيَّ عَلَيْهِ قَطِيفَةٌ مِنْ أَرْضِ الْجَزِيرَةِ. فإذا كان في الحديث رأيت النبي أراد أن يقول رأيت البتي فأخطأ فقال النبي قَالَ: فَأَخْبَرْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَبَانٍ بِهَذَا فَرَجَعَ عَنِ الْحَدِيثِ وَقَالَ اضْرِبُوا عَلَيْهِ.
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ وَلِهَذَا مَخْرَجٌ يُوقَفُ عَلَيْهِ، وَذَلِكَ أَنَّ الثَّقَفِيَّ قَدْ رَوَاهُ عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ أَنَّ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ قَالَ أَسَرَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلا مِنْ بَنِي عُقَيْلٍ فَأَوْثَقُوهُ وَتَرَكُوهُ فِي الْحَرَّةِ، فَمَرَّ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ مَعَهُ، أَوْ قَالَ أَتَى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى حِمَارٍ وَتَحْتَهُ قَطِيفَةٌ فِي بَعْضِ أَرْضِ الْحَرَّةِ أَوِ الْجَزِيرَةِ؟ فَنَادَاهُ يَا مُحَمَّدُ، فذكر الحديث بطوله، فلم يغلط محمد بن أبان من الجهة التي ذكر أبو عبد الله أحمد ابن حنبل أنه لعله غلط فيما بين النبي والبتي، وذلك أن الحديث ذكر فيه قطيفة في بعض أرض الحرة أو الجزيرة.
حَدَّثَنَا بهذا الحديث عمر بن شبة البصريّ قال: نبأنا عبد الوهاب الثقفي، عن أيوب بإسناده بطوله ليس فيه أبو المهلب.
أَخْبَرَنِي محمد بْن يَعْقُوب قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْن نعيم الضبي قَالَ سمعت عَبْد الرحمن بْن مُحَمَّد الإستراباذي [1] يقول سمعت أحمد بن قتيبة يقول سمعت عمرو ابن حماد بن فرافصة وكان يختلف إلى محمد بن أبان المستملي- يقول قدمت الكوفة فأتيت أبا بكر بن أبي شيبة فسألني عن محمد بن أبان فقلت: خلّفته على أن يقدم فإنه كان أزمع على الخروج، قَالَ: ليته قدم حتى ينتفع به [2] .
حَدَّثَنَا محمد بن علي الصوري قال أنبأنا الخصيب بن عبد الله القاضي بمصر قَالَ أنبأنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي قَالَ: أَخْبَرَنِي أبي قَالَ محمد بن أبان أبو بكر البلخيّ مستملي وكيع ثقة [3] .
__________
[1] في الأصل: (السناباذى)
[2] انظر: تهذيب الكمال 34/299.
[3] انظر: تهذيب الكمال 24/299.(2/78)
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ قَالَ أنبأنا محمد بن المظفر قَالَ: قَالَ عبد الله ابن محمّد بن البغوي: مات محمد بن أبان البلخي ببلخ سنة أربع وأربعين- يعني ومائتين- وكذلك قَالَ موسى بن هارون، وزاد في المحرم [1] .
459- محمد بن أبان، المخرمي:
حدث عَن داود بْن مهران الدباغ. روى عنه أَحْمَد بن حفص السعدي.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ قال أنبأنا أبو بكر الإسماعيلي قال نبأنا أحمد ابن حفص السّعدي إملاء قال نبأنا محمّد بن أبان المخرّميّ قال: نبأنا داود بن مهران قال نبأنا سَيْفُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنِ الأَغَرِّ، عَنْ سَلْمَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَوَّلُكُمْ واردة عَلَى الْحَوْضِ، أَوَّلُكُمْ إِسْلامًا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ [2] » .
460- محمد بن أبان العلاف [3] :
حدث عن عامر بن سيار الحلبي. روى عنه مُحَمَّد بْن مخلد الدوري.
أَخْبَرَنِي أحمد بن علي بن محمد المحتسب قَالَ نبأنا عُمَر بْن القاسم بْن مُحَمَّد المقرئ قَالَ نبأنا محمّد بن مخلد العطّار قال نبأنا محمّد بن أبان العلّاف قال نبأنا عامر ابن سيّار قال نبأنا سليمان بن أرقم عن الحسن، أن عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان كانا يرزقان المؤذنين والأئمة والمعلمين والقضاة.
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه أسد
461-[4] محمد بن أسد، أبو عبد الله الخراساني، يعرف بالخشي [5] :
نسب بذلك إلى قرية من قرى إسفرايين. سمع عبد الله بن المبارك، وعمر بن هارون البلخي، وفضيل بن عياض، وسفيان بن عيينة، والوليد بن مسلم، ومحمد بن إسماعيل بن أبي فديك، وبقية بن الوليد، وإسماعيل بن علية، ووكيع بن الجرّاح.
__________
[1]- انظر: تهذيب الكمال 24/300.
[2] 459- انظر: الحديث في: المستدرك 3/136. والموضوعات 1/347. واللآلئ المصنوعة 1/169.
والفوائد المجموعة 346. وتنزيه الشريعة 1/377.
[3] 460- العلاف: هذه النسبة لمن يبيع علف الدواب أو يجمعه من الصحارى ويبيعه (الأنساب 9/95) .
[4] 461- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 11/327.
[5] في الأصل: (هنيل) .(2/79)
وقدم بغداد وحدث بها فروى عنه محمد بن إسحاق الصغاني، وجعفر بْن مُحَمَّد بْن شاكر الصائغ، وإبراهيم الحربي، إلا أنه سماه أحمد، وغيرهم. وكَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ بن إسحاق الصغاني قال نبأنا محمّد بن أسد قال نبأنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ قَالَ سَأَلْتُ الزُّهْرِيَّ: أَيُّ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَعَاذَتْ مِنْهُ؟ فَقَالَ: حَدَّثَنِي عُرْوَةُ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ بِنْتَ الْجَوْنِ الْكِلابِيَّةَ لَمَّا أُدْخِلَتْ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ. قَالَ: «لَقَدْ عُذْتِ بِعَظِيمٍ، الْحَقِي بِأَهْلِكِ [1] » .
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن يعقوب قال أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْن نعيم الضبي قَالَ سَمِعْتُ أبا سعيد بْن أبي بكر بْن أبي عثمان يقول سمعت أبا عوانة الأسفرائيني يقول حدّث محمد بن أسد ببغداد وهو ابن خمس وعشرين سنة.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد الدَّقَّاق قَالَ قرأنا على الْحُسَيْن بْن هارون، عن أبي العباس ابن سعيد قَالَ: محمد بن أسد الخشى سمعت عبد الله بن أسامة الكلبي يقول كان ثقة جيد الفهم.
462- محمد بن أسد بن أبي الحارث:
سمع محمد بن سلمة الحراني، ومحمد بن كثير الكوفي. روى عنه عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن ناجية، وأحمد بْن الحسين بْن إِسْحَاق الصوفي، والقاضي أبو عبد الله المحاملي.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَزَّارُ قَالَ أنبأنا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الزَّيَّاتُ قَالَ نبأنا ابن ناجية قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ أَسَدِ بْنِ أَبِي الْحَارِثِ قَالَ نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا جَلَسَ يَتَحَدَّثُ يُكْثِرُ أَنْ يَرْفَعَ طَرْفَهُ إِلَى السَّمَاءِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْقَاسِمِ النَّرْسِيُّ قَالَ أنبأنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ. قال نبأنا أحمد بن الحسين أبو الحسين الصّوفيّ قال نبأنا محمد بن أسد بن أبي الحارث وكان ثقة.
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح البخاري 7/53. وفتح الباري 9/356.(2/80)
463- محمد بن أسد بن الحارث بن كثير بن غزوان، أبو الطيب الكاتب الأشقر [1] :
حدث عن عمير بن مرداس الدونقي. روى عنه أبو حفص بن شاهين، وابن الثلاج.
464- محمد بن أسد بن علي بن سعيد، أبو الحسن الكاتب المقرئ [2] :
سمع أبا بكر أحمد بن سلمان النجاد، وعلي بن محمد بن الزبير الكوفي، وجعفر الخلدي، وعبد الملك بن الحسن السقطي، وجماعة من هذه الطبقة. كتبت عنه وكان صدوقا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَسَدٍ قال أنبأنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادُ قَالَ قُرِئَ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ أَحْمَدَ بْنِ الْخَلِيلِ الْبُرْجُلانِيُّ وَأَنَا أسمع قال نبأنا محمّد بن عمر الواقدي قال أنبأنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ، عَنِ ابْنِ مَرْسَا قَالَ سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَقُولُ: كَسَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبَيْتَ الْحِبَرَاتِ.
مات محمد بن أسد في يوم الأحد لليلتين خلتا من المحرم سنة عشر وأربعمائة، ودفن في مقبرة الشونيزي.
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه أزهر
465- محمد بن أزهر، أبو جعفر الكاتب [3] :
سمع أبا نعيم الفضل بْن دكين، وَأبا الوليد الطيالسي، وعمرو بن مرزوق، ومسددا، وسويد بن سعيد، وسليمان الشاذكوني. روى عنه محمد بن خلف وكيع، وأحمد بْن الفضل بْن خزيمة، وأَبُو بَكْرٍ الشافعي.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله الواعظ قال أنبأنا أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ خُزَيْمَةَ قال نبأنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الأَزْهَرِ الْكَاتِبُ قَالَ نبأنا سليمان الشاذكوني قال نبأنا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمِ بْنِ الْبُرَيْدِ، وَيُونُسُ بْنُ بكير قالا نبأنا عليّ
__________
[1] 463- انظر: الأنساب للسمعاني 1/275.
[2] 464- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/137.
[3] 465- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/330.(2/81)
ابن الْحَزَوَّرِ، عَنْ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ سَمِعْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ يَقُولُ لأَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ [1] » قَالَ: نَعَمْ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الواحد قال نبأنا محمد بن العباس قال قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع، قَالَ: مات أبو جعفر محمد بن أزهر في جمادى الأولى سنة تسع وسبعين- يعنى ومائتين- وكان قد بلغ الثمانين، وكان عند الناس مقبولا.
466- محمد بن أزهر بن نجم بن القاسم بن حرب، أبو بكر التميمي البخاري:
قدم بغداد وحدث بِهَا عَن أَبِي شهاب معمر بْن مُحَمَّد العوفي، وعبد الصمد بن الفضل البلخيين، وعلي بن إسماعيل الفرغاني، وغيرهم. روى عنه محمد بْن إِسْحَاق القطيعي، وَأَبُو حَفْص بْن شاهين، وهو نسبه، ويوسف بن عمر القواس، إلا أن يوسف قَالَ نبأنا محمد بن أزهر بن محمد بن القاسم.
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه أيوب
467- محمد بن أيوب بن المعافى بن العباس، أبو بكر العكبري [2] :
حدث عن إسماعيل بن إسحاق القاضي، وإبراهيم بن إسحاق الحربي، والحارث ابن أبي أسامة، وبشر بن موسى، ومحمد بن أحمد بن المهدي. روى عنه علي بن عمرو الجريري، وأبو عبد الله بن بطة، وأحمد بن سهيل العكبريان، وكان صالحا زاهدا.
حَدَّثَنِي أَبُو القاسم عَبْد الواحد بْن علي الأسدي قَالَ: كان أبو عبد الله بن بطة يقول: ما رأيت أفضل من أبي بكر بن أيوب أبا مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْعَكْبَرِيُّ يقول: مات أبو بكر بن أيوب في شهر رمضان في سنة تسع وعشرين وثلاثمائة.
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح البخاري 1/38، 2/102، 4/207، 8/54. وصحيح مسلم، المقدمة 3، 4. وفتح الباري 10/578.
[2] 467- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/17.(2/82)
468- محمد بن أيوب بن سليمان بن يوسف بن أشروسنبذاد، أبو عبد الله العودي [1] الكلهي:
قدم بغداد وحدث بها عن أبي المهلب سليمان بن محمد بن الحسن الصيني عن الأعمش حديثا منكرا، رواه عنه أَبُو بَكْرٍ أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن شاذان.
ذكر مفاريد الأسماء في هذه الترجمة
469- محمّد بن أمية الكاتب [2] :
من ظرفاء كتاب البغداديين وشعرائهم. وهو محمد بْن أَبِي أمية بْن عَمْرو مولى بني أمية بن عبد شمس، وأصله من البصرة، وله إخوة وأقارب كلهم شعراء. فمنهم أمية، وعلى، والعباس، وسعيد، بنو أمية ذكرهم دعبل بن علي. هكذا.
وَقَالَ في موضع آخر: أصبنا آل أبي أمية الكاتب شعراء كلهم منهم شيخهم أمية، ومحمد ابنه، وابنه علي بن أمية، وابنه عبد الله بن أمية، وابنه أبو العباس بن أمية، وأخوه علي بن أبي أمية كان شاعرا، ومحمد بن أبي أمية، وسعيد بن أبي أمية، وقد اختلطت أشعارهم، واختلفت الروايات أيضا في أنسابهم، إلا أن محمد بن أبي أمية أشهرهم ذكرا، وأكثرهم شعرا، وأحسنهم قولا، والباقون أشعارهم نزرة يسيرة جدا.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ روح النهرواني قال أنبأنا المعافى بن زكريّا الجريري قال نبأنا محمّد بن يحيى الصولي قال نبأنا عون بن محمد الكندي قَالَ خرجت مع محمّد بن أمية إلى ناحية الجسر ببغداد فرأى فتى من أولاد الكتاب جميلا، فمازحه فغضب وهدده، فطلب من غلامه دواة وكتب من وقته:
دون باب الجسر دار لهوى ... لا أسميه ومن شاء فطن
قَالَ كالمازح واستعلمني ... أنت صب عاشق لي أو لمن؟
قلت سل قلبك يخبرك به ... فتحامى بعد ما كان مجن
حسن ذا الوجه لا يسلمني ... أبدا منه إلى غير حسن
ثم دفع الرقعة إليه، فاعتذر وحلف أنه لم يعرفه.
__________
[1] 468- العودي: هذه النسبة إلى (العود) وهو خشبة تلقى على النار ليتضوع كريح المسك (الأنساب 9/85) .
[1] 469- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 9/210- 211. والبداية والنهاية 10/212.(2/83)
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بن المحسن الْقَاضِي قَالَ حَدَّثَنِي أبي أبو علي المحسن بن علي قَالَ نبأنا أبو بكر الصولي قال نبأنا عون بن محمد الكندي قَالَ قَالَ لي محمد بن أبي أمية الكاتب كنت أنا وأخي نكتب للعباس بن الفضل بن الربيع، فجاءه أبو العتاهية مسلما، فأمره بالمقام عنده فقال: على شريطة أن ينشدني كاتبك هذا من شعره، وأومأ إلي. فقال: ذلك لك وتغدينا، فقال الشرط؟ فأمرني أن أنشده فحصرت وقلت ما أجسر على ذلك ولا ذاك قدري. فقال إن أنشدني وإلا قمت. فجد بي فأنشدته:
رب قول منك لا أنساه لي ... واجب الشكر وإن لم تفعل
أقطع الدهر بظن حسن ... وأجلي غمرة ما تنجلي
وأرى الأيام لا تدني الذي ... أرتجي منك وتدني أجلي
كلما أملت يوما صالحا ... عرض المكروه لي في أملي
قَالَ فبكى أبو العتاهية أشد بكاء ثم قَالَ إن لم تزدني قمت. فقال لي: زده، فأنشدته:
بنفسي من يناجيه ... ضميري بأمانيه
ومن يعرض عن ذكري ... كأني لست أعنيه
لقد أسرفت في الذل ... كما أسفرت في التيه
أما تعرف لي إحسا ... ن يوم فتجازيه؟ [1]
قال فزاد والله بكاؤه.
470- محمد بْن أمية بْن أَبِي أمية الكاتب، وهو ابن أخي محمد بن أبي أمية:
شاعر رقيق الشعر، وقد اختلط شعره بشعر عمه، لان كثيرا من الناس لم يفرقوا بينهما.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْبَصْرِيُّ قَالَ أنبأنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاس الخزاز قَالَ أنشدنا أَبُو بكر بن الأنباريّ قَالَ أنشدنا أحمد بن عبيد النحوي لمحمد بن أمية:
تتيه جهلا بلا دين ولا حسب ... على ذوي الدين والأنساب والحسب
من هاشم أنتم بخ بخ وأنت غدا ... مولى وبعد غد جلف من العرب
إن صح هذا فأنت الناس كلهم ... يا هاشمي ويا مولى ويا عربي
__________
[1] انظر: المنتظم 9/211.(2/84)
471- محمد بن إسرائيل بن يعقوب، أبو بكر الجوهري [1] :
سمع محمد بن سابق، ومعاوية بن عمرو، وعمار بن عبد الجبار، وعمرو بن حكام. روى عنه ابنه طلحة، ويحيى بْنِ صاعد، والقاضي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ المحاملي، وأَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ خُزَيْمَةَ، وأحمد بْن كامل الْقَاضِي، وأبو بكر الشافعي.
وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهدي قال نبأنا الحسين بن إسماعيل المحامليّ إملاء قال نبأنا محمّد بن إسرائيل الجوهريّ قال نبأنا عمرو بن حكام قال نبأنا شُعْبَةُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَمَّا قَالَ فِرْعَوْنُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ جَعَلَ جِبْرِيلُ يَحْثُو فِي فِيهِ الطِّينَ وَالتُّرَابَ» [2] .
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد قال نبأنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع قَالَ مات محمد بن إسرائيل الجوهري في ربيع الأول سنة تسع وسبعين ومائتين.
وكذلك قرأت فِي كتاب مُحَمَّد بن مخلد بخطه. ثم أَخْبَرَنَا علي بن محمد السمسار قَالَ أنبأنا عبد الله بن عثمان الصّفّار قال نبأنا عبد الباقي بن قانع أن محمّد ابن إسرائيل مات في سنة تسع وسبعين. قَالَ عبد الباقي وقيل سنة ثمانين.
472- محمد بن أنس، أبو جعفر الشعوبي:
حدث عن يعقوب بن إسماعيل بن صبيح، ويعقوب بن سواك. روى عنه ميمون ابن هارون الكاتب، وأبو عمر الزاهد.
أَخْبَرَنِي الحسن بن أبي بكر قال أنبأنا محمد بن عبد الواحد أبو عمر الزاهد فيما أذن أن نرويه عه قال نبأنا محمد بن أنس الشعوبي أبو جعفر قَالَ نبأنا ابن سواك قَالَ كنا عند أبي نصر بشر بن الحارث في الشارع، قَالَ فوقفت عليه جارية ما رأينا أحسن منها فقالت: يا شيخ أين مكان باب حرب؟ قَالَ فقال لها هذا الباب الذي يقال له باب حرب. ثم جاء بعدها غلام ما رأينا أحسن منه قال فسأله يا شيخ أين مكان باب حرب؟ فأطرق بشر فزاد عليه الغلام في السؤال، قَالَ فغمض عينيه فقلنا للغلام
__________
[1] 471- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/313.
[2] انظر الحديث في: تذكرة الموضوعات لابن القيسراني.(2/85)
تعال أيش تريد؟ فقال باب حرب. قلنا بين يديك. قَالَ فلما غاب قلنا لأبي نصر يا أبا نصر جاءتك جارية فاجبتها وكلمتها، وجاءك غلام فلم تكلمه؟ قَالَ فقال: نعم يروى عن سفيان الثوري أنه قَالَ مع الجارية شيطان، ومع الغلام شيطانان فخشيت على نفسي من شيطانيه.
473- محمد بن الأغلب، أبو الحسن:
حدث عَن أَبِي الأحوص مُحَمَّد بْن الهيثم الْقَاضِي. رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه ابْن خلف بن بخيت الدقاق.
474- محمد بن الأشعث بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن العباس، أَبُو الحسن الطائي المروزي:
قدم بغداد وحدث بِهَا عَنِ الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن مصعب السنجي. روى عنه محمد بن إسماعيل الوراق.
أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ قَالَ نبأنا محمّد بن إسماعيل الورّاق إملاء قال نبأنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الأَشْعَثِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ الطَّائِيُّ الْمَرْوَزِيُّ- قَدِمَ علينا للحج- قال نبأنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُصَعْبٍ السِّنْجِيُّ قَالَ نبأنا عليّ بن المثنّى الطهوي قال نبأنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ حَدَّثَنِي مَطَرُ بن أبي مطر، عن أنس ابن مَالِكٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَأَى عَلِيًّا مُقْبِلا فَقَالَ: «أَنَا وَهَذَا حُجَّةٌ عَلَى أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ [1] » .
آخر حرف الألف في آباء المحمّدين
__________
[1] 474- انظر الحديث في: اللآلئ المصنوعة 1/189. والفوائد المجموعة 373. وتنزيه الشريعة 1/360. وكنز العمال 33013. وميزان الاعتدال 8590.(2/86)
حرف الباء في آباء المحمدين
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه بشر
475- محمد بن بشر بن مروان:
سمع علي بن هاشم بن البريد. روى عنه أحمد بن مهران الأصبهاني.
أَخْبَرَنَا أبو سعيد محمد بن موسى بن الصلت [1] بن شاذان الصّيرفيّ بنيسابور قال أنبأنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ الأَصْبَهَانِيُّ قَالَ نبأنا أحمد بن مهران الأصبهانيّ قال نبأنا محمد بن بشر بن مروان ببغداد قَالَ نبأنا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمِ بْنِ الْبُرَيْدِ، عَنْ أَبِيهِ، عن زيد بن علي قَالَ: البراءة من أبي بكر وعمر وعثمان البراءة من على، والبراءة من على البراءة من أبي بكر وعمر وعثمان.
476- محمد بن بشر البغدادي:
حدث عن إسحاق بن نجيح الملطي. روى عنه النعمان بن مدرك الرسعني.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ طَلْحَةُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الصَّقْرِ الْكَتَّانِيُّ قَالَ نبأنا أَبُو سُلَيْمَانَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ الحراني قال نبأنا النعمان بن مدرك برأس العين قال نبأنا محمّد بن بشر البغداديّ قال: نبأنا إِسْحَاقُ بْنُ نَجِيحٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَتَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ وَهُوَ وَالٍ بالْيَمَنِ: «مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ سَلامٌ عَلَيْكَ إِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكَ اللَّهَ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ، أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ ابْنَكَ فُلانًا قَدْ تُوُفِّيَ فِي يَوْمِ كَذَا وَكَذَا، فَأَعْظَمَ اللَّهُ لَكَ الأَجْرَ، وَأَلْهَمَكَ الصَّبْرَ، وَرَزَقَكَ الصَّبْرَ عِنْدَ الْبَلاءِ، وَالشُّكْرَ عِنْدَ الرَّخَاءِ، أَنْفُسُنَا وَأَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا مِنْ مَوَاهِبِ اللَّهِ الْهَنِيَّةِ، وَعَوَارِيهِ الْمُسْتَوْدَعَةِ، يُمَتِّعُنَا بِهَا إِلَى أجل معدود، ويقضيها لِوَقْتٍ مَعْلُومٍ، وَحَقُّهُ عَلَيْنَا هُنَاكَ إِذَا أَبْلانَا الصَّبْرُ، فَعَلَيْكَ بِتَقْوَى اللَّهِ وَحُسْنِ الْعَزَاءِ، فَإِنَّ الْحُزْنَ لا يَرُدُّ مَيِّتًا، وَلا يُؤَخِّرُ أَجَلا، وَإِنَّ الأَسَفَ لا يَرُدُّ مَا هُوَ نَازِلٌ بِالْعِبَادِ [2] » .
__________
[1] 475- في المخطوط (الفضل بن شاذان)
[2] 476- انظر الحديث في: كنز العمال 15/42621، 42963.(2/87)
477- محمّد بن بشر المداينيّ:
أَخْبَرَنِي بِحَدِيثِهِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَلالُ قَالَ نا محمّد بن موسى الحافظ قال: نا أحمد بن محمّد بن سعيد قال: نا الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زرارة قال: نا محمّد بن بشر المدايني قال: نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ التَّبَعِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي مِسْعَرٌ وأَبُو حَنِيفَةَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عَلاقَةَ، عَنْ قُطْبَةَ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي إِحْدَى رَكْعَتَيِ الفجر: وَالنَّخْلَ باسِقاتٍ لَها طَلْعٌ نَضِيدٌ.
478- محمد بن بشر، أبو عبد الله الرقى:
حدث عن خلف بن بيان كتاب الحيل في الفقه لأبي حنيفة، رواه عنه أبو الطيب مُحَمَّد بْن الحسين بْن حميد بْن الربيع الكوفي، وذكر أنه سمعه منه في سنة ثمان وخمسين ومائتين بسر من رأى.
479- محمد بن بشر بن حبيب، البزّار:
حدث عن يحيى بن نصر بن حاجب الْمَرْوَزِيُّ. روى عنه مُحَمَّد بْن مخلد الدوري.
أَخْبَرَنَا أبو عمر بن مهديّ قال أنبأنا محمّد بن مخلد قال نبأنا محمّد بن بشر بن حبيب البزّار قال نبأنا يَحْيَى بْنُ نَصْرِ بْنِ حَاجِبٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: اتَّخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاتَمًا وَفَصُّهُ حَبَشِيٌّ.
480- محمد بن أبي بشر الدقاق:
والد يحيى بن محمد بن أبي بشر. حدث عن معاذ بن معاذ العنبري. روى عنه الحسن بن مكرم البزار.
481- محمد بن بشر بن مطر، أبو بكر الوراق [1] :
وهو أخو خطاب بن بشر المذكر. سمع عاصم بن علي، وأحمد بن حاتم الطويل، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن نمير، ويحيى بْن يوسف الزمي، وشيبان بن فروخ، وطبقتهم.
روى عنه مُوسَى بْن هارون، وَيحيى بْن محمد بن صاعد، وأبو جعفر بن بريه الهاشمي، وأبو بكر الشافعي، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ قَالَ نبأنا محمّد بن العبّاس الخزّاز قال أنبأنا
__________
[1] 481- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/388.(2/88)
أبو أيوب سليمان بن إسحاق الحلاب قَالَ: قَالَ لي إبراهيم الحربي: أخو خطاب صدوق لا يكذب.
حَدَّثَنِي الحسن بن أبي طالب، عن علي بن عمر الحافظ قَالَ محمد بن بشر بن مطر ثقة.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد قال نبأنا محمد بن العباس قال قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع قَالَ: مات أخو خطاب في شهر رمضان سنة خمس وثمانين ومائتين.
482- محمد بن بشر بن مروان، أبو عبد الله الصيرفي [1] :
حدث عن عبد الله بن حيران، ومحمد بن حسان السمتي، ومحمد بن عمران بن أبي ليلى، والمنذر بن عمار بن حبيب بن أبي الأشرس، وإِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه الْهَرَوِيّ.
رَوَى عَنْهُ يحيى بن صاعد، وعبد الباقي بن قانع، وغيرهما أحاديث مستقيمة.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله الواعظ قال أنبأنا عبد الباقي بن قانع الحافظ قال نبأنا محمّد بن بشر بن مروان قال نبأنا المنذر بن عمّار [2] قال نبأنا أبو شيبة، عن زياد بْنِ عَلاقَةَ. وَأَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عَلاقَةَ. وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ النَّهْشَلِيُّ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عَلاقَةَ، عَنْ قُطْبَةَ بْنِ مَالِكٍ. وَقَالَ أَبُو شَيْبَةَ أَوْ عَرْفَجَةَ. قَالَ:
سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي صَلاةِ الْغَدَاةِ: وَالنَّخْلَ باسِقاتٍ لَها طَلْعٌ نَضِيدٌ
[ق 10] .
أخبرنا السّمسار قال أنبأنا الصّفّار قال نبأنا ابن قانع أن محمد بن بشر بن مروان الصيرفي مات في سنة ثمان وثمانين ومائتين.
483- محمد بن بشر بن موسى بن مروان، أبو بكر القراطيسي [3] :
أصله من أنطاكية وكان يسكن بدار كعب، وحدث عن الحسن بن عرفة، ومُحَمَّد بن شُعْبَة بن جوان. روى عنه الْقَاضِي أَبُو الْحسنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْجَرَّاحِيُّ، ويُوسُفُ بْن عُمَر القَوَّاسُ. وذكر يوسف أنه سمع منه في سنة عشرين وثلاثمائة.
حدّثني الحسن بن أبي طالب قال نا عليّ بن الحسن بن مطرف قال نا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرِ بْنِ مَرْوَانَ الأنطاكيّ القراطيسي قال نا الحسن بن عرفة قال نا عبد الله ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يُنْكِرُ الاشْتِرَاطَ فِي الْحَجِّ وَيَقُولُ: أَلَيْسَ حَسْبَكُمْ سُنَّةُ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم؟
__________
[1] 482- انظر المنتظم، لابن الجوزي 12/420.
[2] في الأصل: (بن عماد)
[3] 483- انظر: الأنساب للسمعاني (10/84، 85) .(2/89)
484- محمد بن بشر بن مروان، أبو بكر القراطيسي [1] :
من أهل دمشق، قدم بغداد وحدث بها عن بحر بن نصر، والربيع بْن سُلَيْمَان المصريين. رَوَى عَنْهُ أَبُو الحسن الدارقطني، ومحمد بن جعفر بن العباس النجار.
أَخْبَرَنِي أبو القاسم الأزهري قَالَ أنبأنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ قَالَ نبأنا محمد بن بشر بن مروان القراطيسي أبو بكر الدمشقي قدم علينا في سنة عشرين وثلاثمائة قال نبأنا بحر بن نصر بن سابق الخولاني بفسطاط مصر.
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه بكر
485- محمد بن بكر بن عثمان، وقيل أبو عبد الله البصري، يعرف بالبرساني، وبرسان من الأزد [2] :
سمع ابن جريج، وسعيد بْن أبي عروبة، وشُعبة بْن الحجاج. وقدم بغداد وحدث بها فروى عنه من أهلها أَحْمَد بْن حَنْبَل، وَيحيى بْن معين، وهارون بن عبد الله البزّار، وعلي بن مسلم الطوسي، في آخرين.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الواحد الهاشميّ بالبصرة قال:
نبأنا الحسين بن يحيى بن عياش قال نبأنا عليّ بن مسلم قال نبأنا محمّد بن بكر قال:
__________
[1] 484- انظر: الأنساب للسمعاني (10/85)
[2] 485- انظر: طبقات ابن سعد: 7/296، وتاريخ الدوري: 2/506، وتاريخ الدارمي، الترجمة 804، وابن الجنيد، الورقة 25، وتاريخ خليفة: 471، وطبقاته 226، وعلل أحمد: 1/142، 303، 308، و 2/181، 231، 274، 178، وتاريخ البخاري الكبير: 1/الترجمة 96، وتاريخه الصغير: 2/299، والكنى لمسلم، الورقة 72، وسؤالات الآجرى لأبى داود: 4/الورقة 6، 10، والمعرفة ليعقوب: 2/277، وتاريخ أبى زرعة الدمشقي: 241، 412، 457، 566، وتاريخ واسط: 122، والجرح والتعديل: 7/الترجمة 1175، وثقات ابن حبان: 7/442، 9/38، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه، الورقة 153، والسابق واللاحق: 69، ورجال البخاري للباجى: 2/621، والجمع لابن القيسراني: 2/435، وسير أعلام النبلاء: 9/421، والكاشف: 3/الترجمة 4814، والعبر: 1/341، والمغني: 2/الترجمة 5334، وميزان الاعتدال: 3/الترجمة 7277، وتذهيب التهذيب: 3/الورقة 192، وتاريخ الإسلام، الورقة 63 (أيا صوفيا 3007) ، وشرح علل الترمذي لابن رجب: 403، ونهاية السول، 317، وتهذيب التهذيب: 9/77- 78، والتقريب: 2/147، وخلاصة الخزرجي: 2/الترجمة 6084، وشذرات الذهب: 2/7. وتهذيب الكمال 5092 (24/530) والمنتظم، لابن الجوزي 10/120.(2/90)
نبأنا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَوْلا أَنْ لا تَدَافَنُوا لَدَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُسْمِعَكُمْ عذاب القبر [1] » .
أخبرني الحسن بن عليّ الحنفي قال نبأنا الحسين بن هارون الضّبّيّ قال أنبأنا محمّد ابن عُمَرَ الْحَافِظُ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن عَمْرِو بْن عَبْد الخالق البزّاز، نا أبي، عن رجل قال نبأنا عمران بن محمّد المسجدي قال نبأنا محمّد بن بكر البرساني إملاء ببغداد.
قال المؤلف أخبرنا أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن [عَبْد الواحد [2]] قال أنبأنا محمّد بن العباس [الخزّاز قال نا [3]] أَحْمَد بن سعيد بن [مرابا السوسي قَالَ ثنا عياش بن محمّد قال ثنا يحيى بن معين قال ثنا محمد بن بكر البرساني [4]] وكان ظريفا [5] .
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ محمد بْنِ إِبْرَاهِيم الأشناني بنيسابور قَالَ سمعت أبا الحسن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن عبدوس الطرائفي يقول سمعت أبا سعيد عثمان بن سعيد الدارمي يقول قلت ليحيى بن معين: فالبرساني؟ قَالَ: ثقة [6] .
أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ الدّقّاق قال أنبأنا أحمد بن إبراهيم البزّاز قال نبأنا عمر بن محمد بن شعيب الصابوني قَالَ نبأنا حنبل بن إسحاق قَالَ قَالَ أبو عبد الله- يعني أحمد بن حنبل-: محمد بن بكر، صالح الحديث.
أَخْبَرَنَا أَبُو طاهر حمزة بْن مُحَمَّد بْن طاهر الدقاق قال نبأنا الوليد بن بكر الأندلسي قال نبأنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي- بأطرابلس الغرب- قال نبأنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد اللَّه بْن صالح قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: محمد بن بكر البرساني بصري ثقة.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر قال أنبأنا محمد بن عدي البصري في كتابه قَالَ حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سألت أبا داود عن محمد بن بكر فقال: ثقة.
__________
[1] انظر الحديث في: مسند الإمام أحمد 3/144، 153. وأمالى الشجري 2/303. والأحاديث الصحيحة 158. وتاريخ ابن عساكر 4/159. ومسند الحميدي 1187.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[4] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[5] انظر: تهذيب الكمال 24/532.
[6] انظر: تهذيب الكمال 24/532، 533.(2/91)
أخبرنا أبو بكر البرقانيّ قال أنبأنا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حميرويه الهرويّ قال أنبأنا الْحُسَيْن بْن إدريس الأنصاري قَالَ قَالَ ابْن عمار: محمد بن بكر البرساني لم يكن صاحب حديث. قَالَ: تركناه لم نسمع منه.
قال الشيخ أبو بكر: يعني أنه لم يكن كغيره من الحفاظ في وقته، وهم يَحْيَى بْن سَعِيد القطان، وعبد الرَّحْمَن بْن مهدي، وأشباههما.
أَخْبَرَنَا أَبُو سعيد بْن حسنويه قَالَ أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن محمد بن جعفر قَالَ نبأنا عمر ابن أحمد الأهوازيّ قال نبأنا خليفة بن خياط قَالَ: ومحمد بن بكر البرساني، يكنى أبا عثمان، مات سنة ثلاث ومائتين.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم الأزهري، وَأبو مُحَمَّد الجوهري قالا نبأنا محمّد بن العبّاس قال أنبأنا أحمد بن معروف بن عثمان البرساني من الأزد، يكنى أبا عبد الله وكان ثقة.
مات بالبصرة في ذي الحجة سنة ثلاث وَمائتين فِي خلافة عَبْد اللَّهِ بْن هارون.
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين بن الفضل القطان قال أنبأنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي قال نبأنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي قَالَ سنة ثلاث ومائتين فيها مات محمد بن بكر البرساني في جمادى الآخرة.
أَخْبَرَنَا الأزهري قال أنبأنا محمّد بن العبّاس قال أنبأنا إبراهيم بن محمّد الكندي قال نبأنا أَبُو موسى مُحَمَّد بْن المثنى قَالَ: مات محمد بن بكر البرساني سنة أربع ومائتين.
486- محمد بن بكر بن خالد، أبو جعفر القصير، كاتب أبي يوسف القاضي [1] :
سمع عبد العزيز بن محمد الدراوردي، وعبد العزيز بن أبي حازم، وفضيل بن عياض وأبا صيفي بشير بن ميمون، ومحمد بن مناذر الشاعر. روى عنه ابنه أحمد، وأحمد بن علي الخزّاز، وشعيب بن محمّد الذّارع، وأحمد بن محمد بن نصر الضبعي، ومحمد بن بنان الخلال، وأحمد بن محمد بن شبيب بن أبي شيبة، وصالح ابن أحمد القيراطي. وكَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ العلاف قال أنبأنا محمّد بن عبد الله بن
__________
[1] 486- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/32.(2/92)
إبراهيم الشّافعيّ قال أنبأنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَكْرٍ الْقَصِيرُ قَالَ نبأنا أبي قال نبأنا يَعْقُوبُ بْنُ دَاوُدَ، عَنِ ابْنِ تَلِيدَانَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَاجِرُوا تُوَرِّثُوا أَبْنَاءَكُمْ مَجْدًا [1] » .
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُمَرَ الْبَجَلِيُّ قَالَ: قَالَ لنا أبو الحسن الدارقطني:
محمد بن بكر بن خالد القصير النيسابوري سكن بغداد.
أَخْبَرَنِي الحسين بن علي الطناجيري قال نبأنا عُمر بْن أَحْمَد الواعظ قَالَ: وجدتُ فِي كتاب جدي عن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن بكر قَالَ: مات أبي محمد بن بكر بن خالد لسبع خلون من ذي القعدة سنة تسع وأربعين ومائتين.
487-[2] محمد بن بكر بن محمد بن مذكر، أبو جعفر، يعرف بالجاورساني [3] :
سكن بخارى وحدث بها عن أبي يحيى الحماني، وأبي أسامة حماد بن أسامة، والحسين بن علي الجعفي، وسعيد بن عامر الضبعي. روى عنه أحمد بن محمد بن الخليل، وإسحاق بن أحمد بن خلف البخاريان.
ويقال إنه كان كثير الصلاة، حسن العبادة، وكان ضريرا، وكان يحدث من حفظه وكان حافظا.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْوَلِيدِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدربندي قال أنبأنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ محمّد بن سليمان البخاريّ قال نبأنا أبو نصر أحمد بن أبي حامد الباهلي قال نبأنا إسحاق بن أحمد بن خلف قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبَغْدَادِيُّ- سَكَنَ بُخَارَى- قَالَ أنبأنا أَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ عَنْ سُلَيْمَانَ قَالَ: رَأَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يُصَلِّي عِنْدَ الْكَعْبَةِ، فَكَانَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ قَامَ حَتَّى تَسْتَوِيَ غُضُونُ بَطْنِهِ.
قال إسحاق بن أحمد: سمعت حريث بن أبي الورقاء يسأل محمد بن بكر: من سليمان هذا؟ فقال: سليمان بن مهران الكوفي- يعني الأعمش- أَخْبَرَنِي أبو الوليد
__________
[1] انظر الحديث في: إتحاف السادة المتقين 5/346، 6/159. وكنز العمال 15057، 44564.
والعلل المتناهية 6/44.
[2] 487- انظر: الأنساب للسمعاني 3/168.
[3] الجاورسانى: هذه النسبة إلى جاورسان، محلة بهمذان أو قرية (الأنساب 3/168. ومعجم البلدان) .(2/93)
قال أنبأنا محمّد قال نبأنا سهل بن عثمان السلمي قَالَ: سمعت أحمد بن خالد بن الخليل يقول: توفي محمد بن بكر البغدادي بآمل في سنة ثمان وخمسين ومائتين.
قال الشيخ أبو بكر: يعني آمل جيحون لا آمل طبرستان.
488- محمد بن بكر، أبو يوسف الفقيه [1] :
حدث عن عبد الرَّزَّاق بْن همام. روى عنه مُحَمَّد بْن مخلد العطار.
489- محمد بن بكر بن محمد بن مسعود بن علويه بن مخلد، أبو النضر القرشي السمرقندي:
ذكر أبو القاسم بن الثلاج أنه قدم بَغْدَاد حاجا فِي سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة.
وحدثهم عن عمر بن محمد بن يحيى السمرقندي.
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه بكير
490- محمد بن بكير بن واصل، أبو الحسين الحضرمي [2] :
سمع شريك بن عبد الله النخعي، وعمر بن مسافر البصري، وخالد بن عبد الله الواسطي، ومصعب بن سلام الكوفي، وأبا معشر المدني، وعبد الله بن وهب المصري.
روى عنه مُحَمَّد بْن إِسْحَاق الصاغاني، وعباس بْن مُحَمَّد الدوري، وأحمد بن أبي خيثمة النسائي، وإبراهيم بن إسحاق الحربي، وعيسى بن عبد الله زغاث [3] وغيرهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ محمد الوراق قال نبأنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار إملاء قال نبأنا محمّد بن إسحاق الصاغاني قال نا محمّد بن بكير الحضرمي قال نبأنا شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النُّجُودِ، وعَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ- رَفَعَهُ: «خَيْرُكُمْ مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ وأقرأه [4] » .
__________
[1] 488- انظر: ميزان الاعتدال 3/492 وقال الذهبي: (لا يدرى من ذا) .
[2] 490- انظر: تاريخ البخاري الكبير: 1/الترجمة 91، والجرح والتعديل: 7/الترجمة 1186، وثقات ابن حبان 9/82، والعبر: 1/383، وتذهيب التهذيب: 3/الورقة 193، وتاريخ الإسلام، الورقة 216 (أيا صوفيا 3007) ، ونهاية السول، الورقة 318، وتهذيب التهذيب: 9/81- 82، والتقريب: 2/148، وتهذيب الكمال 5098 (24/543) . والمنتظم، لابن الجوزي 11/335.
[3] في المخطوط: (رغات) بالراء والتاء المثناة.
[4] انظر الحديث في: المعجم الكبير للطبراني 10/200. وإتحاف السادة المتقين 4/464. والأحاديث الصحيحة 3/169. وكنز العمال 2354، 2355.(2/94)
أخبرنا ابن الفضل القطّان قال أنبأنا عليّ بن إبراهيم المستملي قال نبأنا أبو أحمد محمد بن سليمان بن فارس قال نبأنا محمد بن إسماعيل البخاري قَالَ محمد بن بكير بن واصل الحضرمي بغدادي.
حَدَّثَنِي عبيد الله بن أبي الفتح، وعبد العزيز بن أبي الحسن قالا نبأنا عبد الرّحمن ابن عمر الخلّال قال نبأنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة قال نبأنا جدي قَالَ: محمد بن بكير الحضرمي شيخ ثقة صدوق.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد الدَّقَّاق قَالَ قرأنا على الْحُسَيْن بْن هارون، عَن أَبِي الْعَبَّاس بْن سَعِيد قَالَ سمعت محمد بن غالب يقول: نبأنا محمد بن بكير الحضرمي الثقة.
491- محمد بن بكير بن محمد بن بكير بن واصل، أبو الحسين الحضرمي:
سمع مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمار الموصلي، ومحمد بن يزيد المحاربي مولى بني هاشم، وعثمان بن عبد الله القرشي. روى عنه مُحَمَّد بْن مخلد.
وَذكر فِيما قرأت بخطه أنه مات فِي شوال من سنة اثنتين وستين ومائتين.
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه بيان
492- محمد بن بيان بن حمران المداينيّ [1] :
أصله من تفليس. حدث عن أبيه، وعن حمّاد بن يزيد، وعثمان البري، ومروان ابن شجاع الجزري، وسعيد بن مسلمة الأموي، وعبد الله بن حماد التفليسي، والمعافى بن عمران، وعبد العزيز بن خالد، ويحيى بن نصر بن حاجب، وأبي عبد الرحمن المقرئ. روى عنه أحمد بن يوسف بن يعقوب الجعفي الكوفي.
أَخْبَرَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّيْمَرِيُّ قَالَ نبأنا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الحلواني قال نبأنا أَبُو العباس أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سعيد قَالَ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ بَيَانٍ- وَهُوَ ابْنُ حُمْرَانَ الْمَدَائِنِيُّ- قال نبأنا أَبِي، وَمَرْوَانُ بْنُ شُجَاعٍ، وَسَعِيدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عن عثمان بن
__________
[1] 492- انظر: ميزان الاعتدال 3/494.(2/95)
مُحَمَّدٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: تَذَاكَرْنَا لَحْمَ الصَّيْدِ يَأْكُلُهُ الْمُحْرِمُ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَائِمٌ، فَارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُنَا فَاسْتَيْقَظَ فَقَالَ: «فِيمَ تَنَازَعُونَ؟» قُلْنَا فِي لَحْمِ الصَّيْدِ، فَأَمَرَنَا بِأَكْلِهِ [1] .
قَالَ وحدّثنا أبي قال نبأنا ابْنِ جُرَيْجٍ، وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنِ ابْنِ الْمُنَكْدِرِ، عن عثمان ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ.
493- محمد بن بيان بن مسلم، أبو العباس الثقفي [2] :
حدث عَن الحسن بن عرفة. روى عنه مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن الشخير الصيرفِي.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ قَالَ نا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ قَالَ نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ بَيَانِ بْنِ مُسْلِمٍ الثَّقَفِيُّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْبَخْتَرِيِّ فِي مَجْلِسِ ابْنِ أَبِي دَاوُدَ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ.
قَالَ ابْنُ الشِّخِّيرِ وَكَانَ ثِقَةً، أَمْلَى عَلَيْنَا مِنْ أَصْلِهِ قال نا الحسن بن عرفة قال نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ سُورَةُ التِّينِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرِحَ لَهَا فَرَحًا شَدِيدًا حَتَّى بَانَ لَنَا شِدَّةُ فَرَحِهِ، فَسَأَلْنَا ابْنَ عَبَّاسٍ بَعْدَ ذَلِكَ عَنْ تَفْسِيرِهَا فَقَالَ: أَمَّا قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: وَالتِّينِ فَبِلادُ الشَّامِ،: وَالزَّيْتُونِ فَبِلادُ فِلِسْطِينَ، وَطُورِ سِينِينَ فَطُورِ سِينَا الَّذِي كَلَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ مُوسَى، وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ فَبَلَدُ مَكَّةَ، وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان في أحسن تقويم محمّد، ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ عُبَّادُ اللاتِ وَالْعُزَّى، إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طالب، أليس الله بأحكم الحاكمين بَعَثَكَ فِيهِمْ نَبِيًّا وَجَمَعَكُمْ عَلَى التَّقْوَى يَا محمّد.
قال الشيخ أبو بكر: هذا الحديث بهذا الإسناد باطل، لا أصل له يصح فيما نعلم، والرجال المذكورون في إسناده كلهم أئمة مشهورون غير محمد بن بيان، ونرى العلة من جهته، وتوثيق ابن الشخير له ليس بشيء، لأن من أورد مثل هذا الحديث بهذا الإسناد قد أغنى أهل العلم عن أن ينظروا في حاله، ويبحثوا عن أمره، ولعله كان يتظاهر بالصلاح فأحسن ابن الشخير به الظن وأثنى عليه لذلك، وقد قَالَ يحيى بن سعيد القطان: ما رأيت الصالحين في شيء أكذب منهم في الحديث.
__________
[1] انظر الحديث في: تاريخ ابن عساكر 4/347. ومسند أبى حنيفة 1/542.
[1] 493- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/162. وميزان الاعتدال 3/493.(2/96)
ذكر الأسماء المفردة في هذا الباب
494- محمد بن أبي بلال [1] :
حدث عَنْ مالك بْن أنس، روى عنه موسى بن هارون الحافظ.
قرأت على أبي بكر البرقاني، عَنْ مُحَمَّد بْن العباس الخزاز قَالَ نبأنا أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مسعدة الفزاري قال نبأنا أبو الفضل جعفر بن درستويه بن المرزبان الفسوي قال نبأنا أبو العباس أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز قَالَ سألت يَحْيَى بن معين، عن ابن أبي بلال- شيخ كان ببغداد- كتبت عنه في طريق باب الأنبار اشتر العين، قال: ليس به بأس.
حُدِّثت عَنْ مُحَمَّد بْن عمران المرزباني قَالَ حَدَّثَنِي عبد الباقي بن قانع قال: محمد ابن أبي بلال صالح توفى ببغداد.
أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق قال أنبأنا محمّد بن عمر بن غالب قال أنبأنا موسى بن هارون قَالَ: مات محمد بن أبي بلال ببغداد سنة ثمان وعشرين- يعني ومائتين.
495- محمد بن بشير بن مروان بن عطاء، أبو جعفر الكنديّ الواعظ، يعرف بالدّعا [2] :
حدث عن محمد بن صبيح بن السماك، وإسماعيل بن علية، وعبد اللَّه بْن المبارك وسفيان بْن عيينة، وأبي حفص الأبار، ويحيى بن يمان، وقران بن تمام، وعلي بن مجاهد. روى عنه أحمد بن أبي خيثم، وصالح بن عمران الدعا، وَأبو بَكْر بْن أَبِي الدُّنْيَا، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بن مسروق الطوسي، ويوسف بن الحكم بن سعيد، وأحمد ابن زنجويه القطان، ومحمد بن يحيى بن عمر الواسطي، وأبو يعلى الموصلي.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْن عثمان الأنماطيّ قال: نبأنا أبو بكر محمّد ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ إِمْلاءً قَالَ نبأنا أحمد بن زنجويه القطّان قال نبأنا محمّد بن بشير الكندي الدّعاء قال نبأنا قُرَّانُ بْنُ تَمَّامٍ، عَنْ أَبِي طَاهِرٍ مَوْلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إن الله اختارني واختار لي أصحابا،
__________
[1] 494- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 11/140.
[2] 495- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 11/245. وميزان الاعتدال 3/491.(2/97)
وَاخْتَارَ لِي مِنْهُمْ أَصْهَارًا وَأَنْصَارًا، فَمَنْ حَفِظَنِي فِيهِمْ حَفِظَهُ اللَّهُ، وَمَنْ آذَانِي فِيهِمْ آذَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ [1] »
. رواه غيره عن قران عن أبي عياض مولى الحسن بن علي عن أنس.
أَخْبَرَنَا أبو بكر البرقاني قَالَ أنبأنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي قال أنبأنا أبو العباس محمد بن إسحاق الثقفي قَالَ نبأنا عبد الله بن محمد قَالَ: محمد بن بشير صدوق.
أَخْبَرَنَا الحسن بن علي الجوهري قَالَ أنبأنا محمّد بن العبّاس الخزّاز قال نبأنا محمّد ابن القاسم بن جعفر الكوكبي قال نبأنا إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّهِ بْن الجنيد الختلي قَالَ سمعت يحيى بن معين يقول: محمد بن بشير القاضي ليس بثقة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُمَرَ الْبَجَلِيُّ قَالَ: قَالَ لنا أبو الحسن الدارقطني:
محمد بن بشير الكندي الدعّا ليس بالقوي في حديثه.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن أَبِي جَعْفَر قَالَ أنبأنا محمد بن المظفر قَالَ: قَالَ عبد الله بن محمد البغوي: مات محمد بن بشير الدعا في جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين- يعني ومائتين محمد بن أحمد بن رزق قَالَ أنبأنا محمّد بن عمر بن غالب قال أنبأنا موسى بن هارون قَالَ: مات محمد بن بشير أبو جعفر الدعا ببغداد يوم الثلاثاء لثلاث بقين من جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين، وشهدت جنازته. أبيض الراس واللحية.
496- محمد بن بكار بن الريان، أبو عبد الله الرصافي، مولى بني هاشم [2] :
سمع الفرج بن فضالة، وقيس بن الربيع، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، والجراح بن
__________
[1] انظر الحديث في: المستدرك 3/632. ومجمع الزوائد 10/17. والسنة لابن أبى عاصم 2/483.
وحلية الأولياء 2/11. والمعجم الكبير للطبراني 17/140. والجامع الكبير 4629، 4631.
[2] 496- انظر: علل أحمد: 2/366، وتاريخ الدارمي، الترجمة 818، وابن طهمان الترجمة 76، وتاريخ البخاري الكبير: 1/الترجمة 83، وتاريخه الصغير: 2/369، والكنى لمسلم، الورقة 64، والكنى للدولابي: 2/59، والجرح والتعديل: 7/الترجمة 1174، وثقات ابن حبان: 9/88، وثقات ابن شاهين، الترجمة 1211، ورجال صحيح مسلم لابن منجوبه، الورقة 152، وشيوخ أبى داود للجياني، الورقة 90، وإكمال ابن ماكولا: 4/111، والجمع لابن القيسراني: 2/469، والمعجم المشتمل، الترجمة 773، وسير أعلام النبلاء: 11/112، والعبر: 1/428، والكاشف: 3/الترجمة 4812، وتذهيب التهذيب: 3/الورقة 192، وتاريخ الإسلام، الورقة، (أحمد الثالث 2917) ، ونهاية السول، الورقة 317، وتهذيب التهذيب: 9/92، والتقريب: 2/147، وخلاصة الخزرجي:
2/الترجمة 6082، وشذرات الذهب: 2/90. وتهذيب الكمال 5090 (24/525) . والمنتظم، لابن الجوزي 11/262.(2/98)
أبي مليح- أبا وكيع- وعبد الحميد بن بهرام، وفليح بن سليمان، وأبا معشر المدني، وعطاف بن خالد، وحسان بن إبراهيم. رَوى عَنْهُ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق الصاغاني، وَأَحْمَد بن أبي خيثمة، ويعقوب بن يوسف المطوعي وإبراهيم بن هاشم البغوي، وحامد بْن مُحَمَّد بْن شعيب البلخي، وأحمد بْن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ موسى الصيرفي قال نبأنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال نبأنا محمّد بن إسحاق الصاغاني قال أنبأنا محمّد بن بكار قال نبأنا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَعَلَ عِدَّةَ بَرِيرَةَ عِدَّةَ الْمُطَلَّقَةِ حِينَ فَارَقَتْ زَوْجَهَا.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني قَالَ سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: وسألته- يعني يحيى ابن معين- عن محمد بن بكار فقال: شيخ لا بأس به [1] .
أخبرنا أبو الحسن بن عليّ بن الحسين صاحب العبّاسي قال أنبأنا عبد الرّحمن بن عمر الخلّال قال نبأنا محمد بن إسماعيل بن إسحاق الفارسي قَالَ نبأنا بكر بن سهل قال نبأنا عَبْد الخالق بْن مَنْصُور قَالَ: سألت يَحْيَى بن معين عن ابن بكار فقال: ثقة.
أنبأنا ابن رزق قال أنبأنا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الْحَسَن قَالَ نَبَّأَنَا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: كان أبي لا يرى بالكتاب عن هؤلاء الشيوخ بأسا، وكان يرضاهم، وقد حَدَّثَنَا عن بعضهم: منهم محمد بن بكار [2] .
أَخْبَرَنِي محمد بن أحمد بن يعقوب قال أنبأنا مُحَمَّد بْن نعيم الضبي قَالَ أَخْبَرَنِي عَلِيّ بن محمّد الحبيبي بمصر قَالَ: وَسألته- يعني صالح بْن مُحَمَّد جزرة- عن محمد ابن بكار فقال صدوق يحدث عن الصّنعانيّ [3] .
حَدَّثَنِي الحسن بن أبي طالب، عن علي بن عمر الحافظ قَالَ: محمد بن بكار بن الريان ثقة.
أَخْبَرَنَا هبة اللَّه بْن الْحَسَن الطبري قَالَ أنبأنا أحمد بن عبيد قال أنبأنا محمّد بن
__________
[1] انظر: تهذيب الكمال 24/528.
[2] انظر: تهذيب الكمال 24/528.
[3] انظر: تهذيب الكمال 24/528. وتحريف في المطبوعة إلى (يحدث عن الضعفى)(2/99)
الحسين- هو الزعفراني- قال نبأنا أحمد بن أبي خيثمة قَالَ: سمعت محمد بن بكار في سنة اثنتين وثلاثين ومائتين يقول: أنا اليوم ابن سبع وثمانين سنة.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَر قَالَ أنبأنا أحمد بن المظفر قَالَ قَالَ عبد الله بن محمد البغوي: مات محمد بن بكار بن الريان في ربيع الأخر سنة ثمان وثلاثين [1] . كتبت عنه.
497- محمد بن بشار بن عثمان بن كيسان، أبو بكر البصري، يعرف ببندار [2] :
سمع مُحَمَّد بن جعفر غندرًا، ومُحَمَّد بن أبي عدي، وعبد الوهاب الثقفي، ووكيع بن الجراح، وعباد بن موسى، وعبد الرحمن بن مهدي، ويحيى بن سعيد القطان، وخالد بن الحارث، وروح بن عبادة. روى عنه إِبْرَاهِيم بْن إسحاق الحربي وَأبو بَكْر بْن أَبِي الدنيا، وَعبد اللَّه بْن أَحْمَدَ بْنِ حنبل، وعَبْد اللَّهِ بْن محمد بن ياسين، وقاسم بْن زكريا المطرز، وَعَبْد اللَّهِ بْن محمد البغوي، ومحمد بن إسماعيل البصلاني، وأبو بكر بن أَبِي داود، ويحيى بن مُحَمَّدِ بن صاعد، وَغيرهم. وَقدم بَغْدَاد وَحدث بها.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قال أنبأنا الحسين بن عليّ التّميميّ قال أنبأنا أبو العباس محمد بن إسحاق الثقفي قَالَ نبأنا بُنْدَارٌ مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ أَبُو بَكْرٍ بِبَغْدَادَ منذ ستين سنة قال نبأنا عبد الرّحمن بن مهديّ قال نبأنا سُفْيَانُ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: لَمْ يُقَصَّ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَلا أَبِي بَكْرٍ، وَلا عُمَرَ، وَلَكِنَّهُ شَيْءٌ أحدّثوه بعد قتل عثمان.
__________
[1] انظر: تهذيب الكمال 24/528.
[2] 497- انظر: علل أحمد: 2/297، 290، وتاريخ البخاري الكبير: 1/الترجمة 98، وتاريخه الصغير: 2/396، والكنى لمسلم، الورقة 12، وثقات العجلى، الورقة 46، وسؤالات الآجرى لأبى داود: 3/368، و 4/الورقة، والمعرفة ليعقوب، انظر الفهرست، والجرح والتعديل: 7/الترجمة 1187، وثقات ابن حبان: 9/111، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه، الورقة 135 والسابق واللاحق: 321، ورجال البخاري للباجى: 2/621، وشيوخ أبي داود للجياني، الورقة 90، والجمع لابن القيسراني: 2/435، والمعجم المشتمل، الترجمة 772، والكامل في التاريخ: 7/177، وسير أعلام النبلاء: 12/144، وتذكرة الحفاظ: 2/511، والكاشف/ 3: الترجمة 4808، والعبر 2/3، والمغني: 2/الترجمة 5327، وتذهيب التهذيب: 3/الورقة 191، وميزان الاعتدال: 3/الترجمة 7269، وتاريخ الإسلام، الورقة 270، (أحمد الثالث 2917/7) ونهاية السول، الورقة 317، وتهذيب التهذيب: 9/70- 73، والتقريب: 2/147، وخلاصة الخزرجي: 2/الترجمة 6078، وشذرات الذهب: 2/162، وتهذيب الكمال 5086 (24/511) . والمنتظم، لابن الجوزي 12/60.(2/100)
أَخْبَرَنَا طاهر بْن عَبْد العزيز بْن عيسى الدّعّا قال أنبأنا إسحاق بن سعد بن الحسن ابن سُفْيَان النَّسوي قَالَ سمعتُ أَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن خُزيمة يَقُول سمعتُ بُندارا يَقُولُ: اختلفت إِلَى يَحْيَى بْن سَعِيد القطان- ذكر أكثر من عشرين سنة- قال بندارا: ولو عاش يحيى بعد تلك المدة لكنت أسمع منه شيئا كثيرا. هذا معنى حكايته [1] .
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ الكاتب قال أنبأنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي قال نبأنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّغُولِيُّ السرخسي قال نبأنا عبد اللَّه بْن جعفر بْن خاقان المروزي السلمي قال سمعت بندارا يقول: أردت الخروج- يعني السفر- في طلب الحديث فمنعتنى أمي، فأطعتها ولم أخرج فبورك لي فيه [2] .
أَخْبَرَنَا أَبُو عَليّ عَبْد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمَد بْن فضالة النِّيسَابُورِيّ الْحَافِظ بالري قَالَ سمعت أبا أَحْمَد يوسف بن مُحَمَّد الطوسي يَقُولُ سمعت مُحَمَّد بْن المسيب يَقُولُ سمعتُ مُحَمَّد بْن بشار يقول: قد كتب عنى خمسة قرون، وسألوني الحديث وأنا ابن ثمان عشرة، فاستحييت أن أحدثهم في المدينة، فأخرجتهم إلى البستان وأطعمتهم الرّطب، وحدّثتهم [3] .
أخبرنا أبو الحسن بن أحمد بن محمد بن صالح الهاشمي الكوفي بالبصرة قال نبأنا خلف بن محمّد الخيام ببخارى قال نبأنا نصر بن أحمد قَالَ: مر الشاذكوني يوما بالبصرة على حمار، فمر على بندار فقام إليه وَقَالَ: سلام الله عليك يا أبا أيوب.
فقال الشاذكوني لبندار: من أنت؟ قَالَ: أنا بندار، قَالَ فقنعه بالسوط- يعني وَقَالَ يا كذا وكذا- أتحدث وأنا حي؟
قرأت عَلَى أَبِي بكر البرقاني، عَنْ إِبْرَاهِيم بن محمد بن يحيى المزكي قَالَ أَنْبَأنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق السراج قَالَ سمعت أبا سيار يقول سمعت بندارا يقول: ولدت في السنة التي مات فيها حماد بن سلمة، ومات حماد بن سلمة سنة سبع وستين ومائة.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن أَبِي علي الأَصْبَهَانِيّ قَالَ أنبأنا أبو على الحسين بن محمد الشافعي بالأهواز قال أنبأنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سمعت أبا داود سليمان
__________
[1] انظر: تهذيب الكمال 24/214.
[2] انظر: تهذيب الكمال 24/514.
[3] انظر: تهذيب الكمال 24/517.(2/101)
ابن الأشعث يقول: كتبت عن بندار نحوا من خمسين ألف حديث، وكتبت عن أبي موسى شيئا وهو أثبت من بندار. ثم قَالَ: لولا سلامة في بندار ترك حديثه [1] .
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ البزّار قال أنبأنا الوليد بن بكر الأندلسي قال نبأنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي قال نبأنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله قَالَ حَدَّثَنِي أبي قَالَ: بندار بن بشار يكنى أبا بكر كثير الحديث وكان حائكا.
أَخْبَرَنِي الحسن بن علي الجوهري قَالَ: نبأنا محمّد بن العبّاس قال نبأنا أبو بكر الصولي قال نبأنا إسحاق بن إبراهيم القزاز قَالَ: كنا عند بندار فقال في حديث عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال له رجل يسخر منه: أعيذك بالله ما أفصحك!! فقال: كنا إذا خرجنا من عند روح دخلنا إلى أبي عبيدة. فقال قد بان ذاك عليك [2] .
أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد بن غالب قال أنبأنا أبو بكر الإسماعيلي قال نبأنا عبد الله ابن محمد بن سيار الفرهياني قَالَ سمعت أبا حفص عمرو بْن علي حلف أن بندارا يكذب فيما يروى عن يحيى. وَقَالَ الفرهياني: سمعت أبا موسى- وكان صنف حديث داود بن أبي هند ولم يكن بندار صنفة- فسمعت أبا موسى يقول: منا قوم لو قدروا أن يسرقوا حديث داود لسرقوه- يعني به بندارا.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الأزهري، وَعلي بْن مُحَمَّد السّمسار قالا أنبأنا عبد الله بن عثمان الصّفّار قال: أنبأنا محمّد بن عمران الصّيرفيّ قال نبأنا عَبْد اللَّه بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه الْمَدِينِيُّ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي وَسَأَلْتُهُ عَنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ بُنْدَارٌ عَنِ ابْنِ مَهْدِيٍّ عَنْ أَبِي بكر ابن عَيَّاشٍ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السُّحُورِ بَرَكَةً [3] »
. فَقَالَ: هَذَا كَذِبٌ. قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو دَاوُدَ مَوْقُوفًا، وَأَنْكَرَهُ أَشَدَّ الإِنْكَارِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن عَلَّان الشروطي فيما أذن أن نرويه عنه قال نا أبو الْفَتْحِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الأَزْدِيِّ الْحَافِظِ قَالَ نا محمّد بن جعفر المطيري قال نا عبد الله بن الدورقي قَالَ: كنا عند يحيى بن معين وجرى ذكر بندار، فرأيت يحيى لا يعبأ به ويستضعفه. قَالَ ابن الدورقي: ورأيت القواريري لا يرضاه وَقَالَ: كان صاحب
__________
[1] انظر: تهذيب الكمال 24/514.
[2] انظر: تهذيب الكمال 24/514.
[3] سبق تخريجه، راجع الفهرست.(2/102)
حمام. قَالَ الأزدي: بندار قد كتب الناس عنه وقبلوه، وليس قول يحيى والقواريري مما يجرحه، وما رأيت أحدا يذكره إلا بخير وصدق [1] .
أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد بن غالب قال أنبأنا أبو بكر الإسماعيلي قَالَ سمعتُ عَبْد الله بْن مُحَمَّد بْن سيار الفرهياني يقول: أبو موسى وبندار ثقتان، وأبو موسى أحج لأنه كان لا يقرأ إلا من كتابه، وبندار يقرأ من كل كتاب [2] .
قال الشيخ أبو بكر: بندار وإن كان يقرأ من كل كتاب فإنه كان يحفظ حديثه.
وقد أَخْبَرَنِي محمد بن أحمد بن يعقوب قال أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْن نعيم الضبي قَالَ سَمِعْتُ أبا أحمد بن محمّد الحسين الشّيباني يقول سمعت أبا بكر بن إسحاق يقول سمعت بندارا يقول: ما جلست مجلسي هذا حتى حفظت جميع ما خرجت.
أخبرنا البرقانيّ قَالَ أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْن جَعْفَر البوشنجي قال نبأنا محمّد ابن إسحاق بن خزيمة قال: نبأنا الإمام محمد بن بشار بندار [3] .
أَخْبَرَنَا حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق قال نبأنا الوليد بن بكر الأندلسي قال نبأنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي قال نبأنا صالح بن أَحْمَد بن عبد اللَّه أبو مسلم قَالَ حَدَّثَنِي أبي قَالَ: بندار بن بشار بصري ثقة كثير الحديث [4] .
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ أنبأنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ قَالَ نبأنا الحسن بن رشيق قال نبأنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي، عَنْ أَبِيهِ. ثُمَّ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصوري قال أنبأنا الخصيب بن عبد الله القاضي قال نبأنا عبد الكريم بن أحمد النسائي قَالَ أَخْبَرَنِي أبي قَالَ: محمد بن بشار بندار بصري. قَالَ ابن رشيق صالح.
وَقَالَ الخصيب ليس به بأس.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ قَالَ نبأنا مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن عمرو بن زيد الجرجاني قَالَ سمعت محمد بن المسيب: يقول لما مات بندار جاء رجل إلى أبي موسى فقال: يا أبا موسى، البشرى مات بندار. قَالَ: جئت تبشرني بموته؟ عليّ
__________
[1]- انظر: تهذيب الكمال 24/516.
[2]- انظر: تهذيب الكمال 24/516.
[3]- انظر: تهذيب الكمال 24/517.
[4]- انظر: تهذيب الكمال 24/517.(2/103)
ثلاثون حجة إن حدثت أبدا بحديث. فبقي أبو موسى بعد بندار تسعين يوما ولم يحدث بحديث ومات [1] .
أَخْبَرَنَا أبو القاسم الأزهري قال أنبأنا مُحَمَّد بْن العباس قَالَ قَالَ لنا أَبُو إسحاق إِبْرَاهِيم بْن محمد الكندي: مات بندار محمد بن بشّار في رجب سنة اثنتين وخمسين ومائتين [2] .
498- محمد بن بحر بن مطر، أبو بكر البزّار [3] :
سمع يزيد بن هارون، وأبا بكر شجاع بن الوليد، وأبا النضر هاشم بن القاسم، والحسن بن قتيبة المدائني، ومعمر بن مخلد السروجي. روى عنه أحمد بن محمد بن عمر المنكدري، وأبو جعفر الطحاوي، وعثمان بن محمد السمرقندي، وأَبُو كَثِيرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي الجحيم البصري.
أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الفتح الفارسي قال نبأنا محمّد بن المظفر قال نبأنا أَبُو كَثِيرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي الجحيم قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ بَحْرِ بْنِ مَطَرٍ الْبَغْدَادِيُّ بِمَكَّةَ قال نبأنا الحسن بن قتيبة قال نبأنا شُعْبَةُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ ذَكْوَانَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إِلَى فِرَاشِهِ فَلَمْ تُجِبْهُ لَعَنَتْهَا الْمَلائِكَةُ [4] »
. 499- محمد بن بابشاذ، أبو عبيد الله البصري [5] :
سكن بغداد وحدث بِهَا عَن عبيد الله بن معاذ العنبري، وبشر بن معاذ العقدي، وسلمة بن حبيب النيسابوري، والحسن بن الحسين الأسواري. روى عنه عبد العزيز ابن محمد بن إبراهيم بن الواثق الهاشمي، وعمر بن بشران السكري، ومحمد بن خلف بن جيان الخلال، وغيرهم. في حديثه غرائب ومناكير.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر البرقاني قَالَ أنبأنا عُمَرُ بْنُ بِشْرَانَ وَمُحَمَّدُ بْنُ خَلَفِ بْنِ جَيَّانَ الْخَلالُ. وَأَخْبَرَنَا الْقَاضِيَانِ أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَاسِطِيُّ وعليّ بن المحسن
__________
[1]- انظر: تهذيب الكمال 24/518.
[2]- انظر: تهذيب الكمال 24/518.
[3] 498- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/61.
[4] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب النكاح 122. وسنن أبى داود 2141.
[5] 499- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/185.(2/104)
أبو القاسم التّنوخيّ قالا: نبأنا محمّد بن خلف بن جيان قال نبأنا أبو عبيد الله محمّد ابن بَابْشَاذَ الْبَصْرِيُّ- زَادَ ابْنُ بِشْرَانَ- مَوْلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَقَالَ الْقَاضِيَانِ فِي حَدِيثِهِمَا بِبَغْدَادَ.
وحَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ الطيب الدسكري لفظا بحلوان قال أنبأنا أبو بكر بن المقرئ بأصبهان قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ بَابْشَاذَ أَخُو سَهْلٍ الْجُبَّائِيُّ بِبَغْدَادَ قال نبأنا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ أَبُو عَلِيٍ الأَسْوَارِيُّ قَالَ نبأنا سفيان بن سعيد التوزي عَنْ آدَمَ بْنِ عَلِيٍّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ عَلَيْهِ عَبَاءَةٌ قَدْ خَلَّهَا عَلَى صَدْرِهِ بِخِلالٍ. فَنَزَلَ عَلَيْهِ جِبْرِيلُ فَقَالَ: مَالِيَ أَرَى أَبَا بَكْرٍ عَلَيْهِ عَبَاءَةٌ قَدْ خَلَّهَا عَلَى صَدْرِهِ بِخِلالٍ؟ قَالَ: «أَنْفَقَ مَالَهُ عَلَيَّ قَبْلَ الْفَتْحِ» . قَالَ فَأَقْرِئْهُ عَنِ اللَّهِ السَّلامَ وَقُلْ لَهُ يَقُولُ لَكَ رَبُّكَ يَا أَبَا بَكْرٍ أَرَاضٍ أَنْتَ عَنِّي فِي فَقْرِكَ هَذَا أَمْ سَاخِطٌ؟ قَالَ فَالْتَفَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ: «يَا أَبَا بَكْرٍ هَذَا جِبْرِيلُ يُقْرِئُكَ عَنِ اللَّهِ السَّلامَ وَيَقُولُ لَكَ أَرَاضٍ أَنْتَ عَنِّي فِي فَقْرِكَ هَذَا أَمْ سَاخِطٌ؟» [1] قَالَ: فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ وَقَالَ أَعَلَى رَبِّي أَسْخَطُ، أَنَا عَنْ رَبِّي رَاضٍ، أَنَا عَنْ رَبِّي رَاضٍ، أَنَا عَنْ رَبِّي رَاضٍ.
وَأَخْبَرَنَا التّنوخيّ قال نا محمّد بن خلف بن جيان قال نا محمّد بن بابشاذ قال نا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ صُبَيْحٍ الْيَمَانِيُّ الشَّيْبَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْعَلاءُ بْنُ عَمْرٍو الْحَنَفِيُّ قَالَ نبأنا الأَشْجَعِيُّ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ آدَمَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. العلاء ابن عمرو الشيباني عن أبي إسحاق الفزاري عن الثوري.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصُّلْحِيُّ قَالَ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْحَافِظُ قال نا أبو عبيد الله محمد بن بابشاذ البصري بِهَا- وَكَانَ يَسْأَلُ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ كَثِيرًا ولم يكتبه إلا عنه- قال نبأنا أحمد بن إسحاق الأهوازيّ قال نبأنا أبو أحمد الزبيري قال نبأنا سُفْيَانُ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ هُشَيْمٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ حَدِيدٍ، عَنْ صَخْرٍ الْغَامِدِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لأُمَّتِي فِي بكورها [2] » .
قال الشيخ أبو بكر: ذكر هشيم في هذا الحديث خطأ فاحش، والصواب عن شعبة عن يعلى بن عطاء نفسه. كَذَلِكَ رَوَاهُ عَنْ شُعْبَةَ كَافَّةُ أَصْحَابِهِ، وَرَوَاهُ أَيْضًا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ، وقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ شُعْبَةَ على الصواب.
__________
[1] انظر الحديث في: حلية الأولياء 7/105. واتحاف السادة المتقين 6/191.
[2] سبق تخريجه، راجع الفهرست.(2/105)
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال نبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فارس قال نبأنا يونس بن حبيب قال نبأنا أبو داود قال نبأنا شُعْبَةُ قَالَ أَخْبَرَنِي يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ قَالَ سَمِعْتُ عُمَارَةَ بْنَ حَدِيدٍ يُحَدِّثُ عَنْ صَخْرٍ الْغَامِدِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا [1] »
. أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ جَعْفَرٍ الإِمَامُ بِأَصْبَهَانَ قال نبأنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ قَالَ نبأنا ابن أبي مريم قال نبأنا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ سُلَيْمَانُ وَحَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الرقي قال نبأنا قبيصة قالا نبأنا سُفْيَانُ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ يَعْلَى بِنَحْوِهِ.
أَخْبَرَنَا السّمسار قال أنبأنا الصّفّار قال نبأنا ابن قانع أن محمد بن بابشاذ مات في سنة ست وثلاثمائة.
500- محمد بن بنان بن معن، أبو إسحاق الخلال [2] :
سمع محمد بن معاوية بن صالح، ومحمد بن بكر بن خالد النيسابوري، وهارون ابن إسحاق الهمداني، وأحمد بن محمد بن أبي بكر السالمي، وأبا موسى محمد بن المثنى، ومهنى بن يحيى السامي، وأبا عبيد الله يحيى بن محمد البزار. روى عنه عمر ابن أحمد بن يوسف الوكيل، وعليّ بن أحمد السكري، وأبو الفضل الزهري.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ بُشْرَى بْنُ عبد الله الرومي قال نبأنا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ الْوَكِيلُ قَالَ نبأنا أَبُو إِسْحَاقَ مُحَمَّدُ بْنُ بَنَانٍ- جَارُ الْقَاضِي المحامليّ- قال نبأنا هارون بن إسحاق الهمداني قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْقَنَّادُ، عَنْ مِسْعَرٍ عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ الْعَدَوِيِّ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ قَالَ: خَرَجَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ تسعة خمسة وأربعة، أحد العددين من العجم، والآخر من العرب، فَقَالَ:
«اسْمَعُوا، هَلْ سَمِعْتُمْ؟ إِنَّهُ سَيَكُونُ بَعْدِي أُمَرَاءُ فَمَنْ دَخَلَ عَلَيْهِمْ فَصَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ، وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ، فَلَيْسَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُ وَلَيْسَ بِوَارِدٍ عَلَى الْحَوْضِ، وَمَنْ لَمْ يَدْخُلْ عَلَيْهِمْ وَلَمْ يُصَدِّقْهُمْ بِكَذِبِهِمْ، وَلَمْ يُعِنْهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ، فَهُوَ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ وَسَيَرِدُ عَلَى الْحَوْضِ [3] »
. أَخْبَرَنَا أبو القاسم الأزهري قَالَ أنبأنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ قَالَ: محمد بن بنان الخلال بغدادي، سكن درب الآجر لم يكن به بأس.
__________
[1] سبق تخريجه، راجع الفهرست.
[2] 500- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/214.
[3] انظر الحديث في: سنن الترمذي 2259. وسنن النسائي 7/161. وكنز العمال 4891.(2/106)
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ قال أنبأنا علي بْن عُمَر الحربي قَالَ وَجدت فِي كتاب أخي: مات ابن بنان الخلال الذي كان ينزل درب الأجر لسبع بقين من شعبان سنة عشر وثلاثمائة.
501- محمد بن بدر، أبو بكر، كان والده يعرف ببدر الحمامي، غلام بن طولون، ويسمى بدر الكبير [1] :
وكان أميرا على بلاد فارس كلها وتوفي بتلك النواحي. فقام ابنه محمّد في الناحية مقامه، وضبط عمله، وكتب السلطان إليه بالولاية مكان أبيه، وكتب إلى من معه من القواد بالسمع والطاعة له. فأطاعه الناس وصار أميرا على بلاد فارس مدة، ثم قدم بغداد. وحدث بها عَنْ بكر بْن سهل الدمياطي، وحماد بن مدرك، وأبى عبد الرحمن النسوي. روى عنه الدارقطني وحَدَّثَنَا عنه عَلِيّ بن أَحْمَدَ بْنِ عُمَر الْمُقْرِئ، وأبو نعيم الأصبهاني، وبشرى بن عبد الله الفاتني.
أَخْبَرَنَا الأَزْهَرِيُّ قَالَ أنبأنا عليّ بن عمر الدّارقطنيّ قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ بَدْرٍ.
وَأَخْبَرَنَا بُشْرَى بْنُ عَبْدِ الله قال أنبأنا محمّد بن بدر قال نبأنا بكر بن سهل قال نبأنا عبد الله بن يوسف قال نبأنا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي الْعَصْرَ ثُمَّ يَذْهَبُ الذَّاهِبُ إِلَى قُبَاءَ، فَيَأْتِيهِمْ وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ.
سألت أبا نعيم الحافظ، عن محمد بن بدر فقال: كان ثقة صحيح السماع.
حدثت عن أبي العبّاس محمّد بن الفرات قَالَ: توفي محمد بن بدر الحمامي في رجب سنة أربع وستين وثلاثمائة. وكان ثقة إن شاء الله. ما علمته ولم يكن من أهل هذا الشأن- يعني الحديث- ولا يحسنه، وكان له مذهب في الرفض.
قال الشيخ أبو بكر وببغداد كانت وفاته.
502- محمد بن بكران بن عمران بن موسى بن المبارك أبو عبد الله البزّار، يعرف بابن الرازي [2] :
سمع الْحُسَيْن بْن إِسْمَاعِيل المحاملي، ومُحَمَّد بْن مخلد الدوري. حَدَّثَنَا عنه أَبُو بكر
__________
[1] 501- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/241. وميزان الاعتدال 3/489.
[2] 502- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/88.(2/107)
البرقاني، وعبد العزيز بْن عَلِيّ الأزجي، والحسن بْن علي بن عبد الله المقرئ، وأَبُو بَكْر أَحْمَد بْن سُلَيْمَانَ بْن عَلِيٍّ الواسطي.
سألت عنه البرقاني فقال: ثقة ثقة.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد العتيقي قَالَ: سنة اثنين وأربعمائة فيها توفي محمد بن بكران بن الرازي ثقة.
حَدَّثَنِي عبد العزيز بن علي قَالَ: توفي أبو عبد الله بن الرازي في يوم الخميس لعشر بقين من جمادى الآخرة سنة اثنتين وأربعمائة ودفن في مقبرة الشونيزي.
حرف التاء في آباء المحمّدين
503- محمد بن تميم المخرمي:
حدث عن عيسى بن إسحاق بن موسى الخطمي، وأحمد بْن مُحَمَّد بْن غالب الباهلي. روى عنه أحمد بن الحسن بن بطانة البصري، وعمر بن محمد بن سيف الكاتب.
أَخْبَرَنَا أبو الحسن علي بن حمزة بن أحمد المؤذن بجامع البصرة قال نبأنا أبو العبّاس أحمد بن الحسن بين بطانة قَالَ حَدَّثَنِي محمد بن تميم المخرمي قال نا ابن أبي موسى- يعني عيسى بن إسحاق- قال حدّثني أبي قال نبأنا أبو خالد الأحمر قَالَ: لما كلم الله تعالى موسى عليه السلام عرض إبليس على الجبل، فإذا جبريل عليه السلام قد وافاه فقال: اخز يا لعين أيش تعمل ها هنا؟ قَالَ جئت أتوقع من موسى ما توقعت من أبيه.
فقال له جبريل: اخز يا لعين، ثم قعد جبريل يبكي حيال موسى، فأنطق الله الجبّة أو الورنبانقة [1] فقالت: يا جبريل أيش هذا البكاء؟ قَالَ إني في القرب من الله تعالى وإني لأشتهي أن أسمع كلام الله كما يسمعه موسى. قالت: الجبة يا جبريل أنا جبة موسى وأنا على جلد موسى، أنا أقرب إلى موسى أو أنت؟ والكلام هو ألطف اللغات وهو مثل الرعد القاصف، يا جبريل أنا لا أسمعه فتسمعه أنت؟
__________
[1] 503- هكذا في الأصل، وفي المخطوط: (الززنيانقة) .(2/108)
حرف الثاء في آباء المحمّدين
504- محمد بن ثمامة بن وكيع، أبو بكر السراج [1] :
حدث عن محمد بن سعيد الأيلي. روى عنه أَبُو الفتح مُحَمَّد بْن الحسين الأزدي الموصلي. قَرَأْتُ فِي كِتَابِ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ الْفُرَاتِ بِخَطِّهِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الأزديّ قال نا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ ثُمَامَةَ بْنِ وَكِيعٍ السّرّاج ببغداد قال نا محمّد بن سعيد الأيلي قال نا سَعِيدُ بْنُ سَلامٍ الْعَطَّارُ.
وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ جَعْفَرٍ الأَصْبَهَانِيُّ قَالَ نبأنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ اللَّخْمِيُّ قَالَ نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ كَيْسَانَ الْمِصِّيصِيُّ قَالَ نبأنا سعيد بن سلام العطّار قال نبأنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَابِسِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ تَوَاضَعُوا فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يَقُولُ: «مَنْ تَوَاضَع لِلَّهِ رَفَعَهُ اللَّهُ [2]
وَقَالَ: انْتَعِشْ رَفَعَكَ اللَّهُ، فَهُوَ فِي نَفْسِهِ صَغِيرٌ وَفِي أَعْيُنِ النَّاسِ عَظِيمٌ، وَمَنْ تَكَبَّرَ خَفَضَهُ اللَّهُ [3] . وَقَالَ: اخْسَأْ خَفَضَكَ اللَّهُ، فَهُوَ فِي أعين الله صَغِيرٌ وَفِي نَفْسِهِ كَبِير، حَتَّى يَكُونَ أَهْوَنَ عَلَيْهِمْ مِنْ كَلْبٍ» . لفظ حديث ابن كيسان، وهو غريب من حديث الثوري، تفرد به سعيد بن سلام عنه.
505- محمد بن ثابت بن أحمد، أبو بكر الواسطي [4] :
قدم بغداد وحدث بها عن شعيب بن أبي أيوب الصريفِيني، ومحمد بْن عَبْد الملك الدقيقي، وعباس بْن عَبْد اللَّه الترقفي، وعباس بْن مُحَمَّد الدوري، ومحمد بْن أَبِي العوام الرياحي. روى عنه أَبُو حفص بْن شاهين، وَعمر بْن إِبْرَاهِيمَ الكتاني، وأحمد ابن الفرج بن الحجاج، وعبد الواحد بن علي الحرقي. وكان ثقة. كتب الناس عنه بانتخاب أبي أحمد الزيدي.
__________
[1] 504- السراج: هذا منسوب الى عمل السرج (الأنساب للسمعاني 7/65)
[2] انظر الحديث في: اللآلئ المصنوعة 2/128. والعلل المتناهية 2/326. وكشف الخفا 2/335.
ومشكاة المصابيح 5119. وفتح الباري 11/347. ومجمع الزوائد 8/82. وحلية الأولياء 7/129، 8/46.
[3] انظر الحديث في: الترغيب والترهيب 3/560.
[4] 505- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/242.(2/109)
أخبرني الحسين بن عليّ الطناجيريّ قال أنبأنا عمر بن أحمد الواعظ قال نبأنا محمد بن ثابت بن أحمد الواسطي- قدم علينا- قال نبأنا شعيب بن أيوب.
506- محمد بن ثابت بن عبد الله بن ثابت، أبو الحسن الصيرفي [1] :
سمع أبا علي إسماعيل بن محمد الصفار، وأبا عمرو بن السّمّاك، وعبد الصّمد ابن علي الطستي. حَدَّثَنِي عنه عُبَيْد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَان الصيرفي.
ذكر أبو عبد اللَّه أَحْمَد بن مُحَمَّد بن علي الآبنوسي فيما قرأت بخطه أن محمد بن ثابت الصيرفي توفي يوم السبت ودفن يوم الأحد الثامن من شهر رمضان سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة.
حرف الجيم في آباء المحمدين
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه جعفر
507- محمد بن جعفر بن عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب [2] :
كان فاضلا أديبا وعاقلا لبيبا، مشهورا بالسخاء والجود والمروءة، وكان له اختصاص بأبي جعفر المنصور.
فأَخْبَرَنِي عبيد الله بن أبي الفتح قَالَ أنبأنا أحمد بن إبراهيم البزّار قال نبأنا إِبْرَاهِيم ابن مُحَمَّد بْن عرفة قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو العباس المنصوري، عن يحيى بن زكريا مولى علي ابن عبد الله، عن أبيه قَالَ: كان المنصور يعجب بمحمّد بن جعفر بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، يؤانسه ويفاوضه ويداعبه ويلتذ بمحادثته. وكان أديبا لبيبا لسنا، وكان لحسن منزلته من المنصور، وعظيم قدره عنده، يفزع إليه الناس في حوائجهم، فيكلمه فيها فيقضيها، حتى أكثر عليه من الحوائج وأفرط، فأمر الربيع أن يحجبه، فلما حجبه قعد في منزله أياما، فظمئ المنصور إلى رؤيته، وقرم إلى محادثته، فقال: يا ربيع إن جميع لذات مولاك، قد أخلقن عنده، ورثثن في عينه، سوى لذته من
__________
[1] 506- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/41.
[1] 507- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 8/216.(2/110)
محادثة محمد بن جعفر فإنها تجدد عنده في كل يوم وليلة، وقد كدرها على بكثرة ما يحملني عليه من حوائج الناس، فاحتل لمولاك فيما كدر عليه من لذته. فقال الربيع: أفعل يا أمير المؤمنين. وخرج من عنده فأتى محمد بن جعفر فعاتبه على ما يحمل المنصور عليه من حوائج الناس وسأله إعفاءه من ذلك. فنضح عن نفسه فيما عاتبه عليه، وأجابه إلى أن لا يسأله حاجة لأحد. فأمره بالغدو على المنصور، ورجع إلى المنصور فأعلمه ذلك.
وبلغ قوما من قريش قدموا العراق لحوائجهم ما كان من أمر محمد بن جعفر ومن الربيع، وأنه عازم على الغدو على المنصور، وكتبوا حوائجهم في رقاع ووقفوا بها على طريق محمد بن جعفر. فلما غدا يريد المنصور عرضوا له بها، ومتوا إليه بقراباتهم، وتوسلوا بأرحامهم، وسألوه إيصال رقاعهم، والتماس نجاح ما فيها. فاعتذر إليهم وسألهم أن يعفوه من ذلك فأبوا أن يقبلوا ذلك منه، وألحوا عليه فقال: لست أكلم المنصور في حاجة لأحد من الناس، فإن أحببتم أن تودعوا رقاعكم كمي فافعلوا. فقذفوا رقاعهم في كمه ومضى حتى دخل على المنصور وهو في الخضراء مشرف على مدينة السلام ودجلة والصراة وما حولهما من البساتين والمزارع. فعاتبه فنضح عن نفسه، ثم حادثه ساعة قَالَ له المنصور: أما ترى حسن مستشرفنا هذا؟ قَالَ: أرى يا أمير المؤمنين فبارك الله لك فيما آتاك، وهنأك بإتمام النعمة عليك ما أعطاك، فما بنت العرب في دولة الإسلام، ولا العجم في مدة الكفر، مدينة أحصن ولا أحسن ولا أجمع للخصال المحمودة منها، وقد سمجتها في عيني يا أمير المؤمنين خصلة. قَالَ: وما هي؟ قَالَ ليس لي فيها ضيعة. فتبسم وقَالَ فإني أحسنها في عينيك بثلاث ضياع أقطعك في أكنافها، فاغد على أمير المؤمنين يسجل لك بها. فقال: أنت والله يا أمير المؤمنين سهل الموارد، كريم المصادر، فجعل الله باقي عمرك أكثر من ماضيه، فقد بررت فأفضلت، ووصلت فأجزلت، وأنعمت فأسبغت، فبدرت الرقاع من كمه وهو يتشكر له، فأقبل يردهن في [كمه [1]] ويقول ارجعن خاسئات، فضحك وَقَالَ: بحق أمير المؤمنين عليك لما أخبرته خبر هذه الرقاع؟ فأعلمه فقال: أبيت يا ابن معلم الخير إلا كرما، فف للقوم بضمانك، وألقها عن كمك لننظر في حوائجهم. فطرح الرقاع بين يديه. فتصفحها ثم دفعها إلى الربيع، ثم التفت إليه فتمثل بقول امرئ القيس:
لسنا وإن أحسابنا كرمت ... نبنى ونفعل مثلما فعلوا
نبني كما كانت أوائلنا ... يوما على الأحساب نتكل
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط الأصل.(2/111)
ثم قَالَ قد قضى أمير المؤمنين حوائجهم، فأمرهم بلقاء الربيع. قَالَ: محمد فخرجت من عند أمير المؤمنين وقد ربحت وأربحت.
508- محمد بْنُ جَعْفَر بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيّ بْنِ الْحُسَيْن بن علي بن أبي طالب عليهم السّلام، أبو جعفر [1] :
وهو أخو إسحاق وموسى وعلي بني جعفر. حدث عن أبيه. روى عنه إبراهيم بن المنذر الخزامي، وعتيق بن يعقوب الزبيري، ويعقوب بن حميد بن كاسب، ومحمد ابن منصور الجواز، ومُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن أَبِي عُمَر العَدَني.
وكان محمد بن جعفر قد خرج بمكة في أيام المأمون ودعا إلي نفسه، فبايعه أهل الحجاز بالخلافة، وهو أول من بايعوا له من ولد علي بن أبي طالب وذلك في سنة مائتين. فحج بالناس أبو إسحاق المعتصم، وبعث إليه من حاربه وقبض عليه وأورده بغداد في صحبته، والمأمون إذ ذاك بخراسان، فوجه به إليه فعفا عنه ولم يمكث إلا يسيرا حتى توفي عنده.
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر قال أنبأنا أبو محمد الحسين بن محمد بن يحيى بن الحسن العلوي قال نبأنا جدي قَالَ: كان محمد بن جعفر شجاعا عاقلا فاضلا، وكان يصوم يوما ويفطر يوما، وكانت زوجته خديجة بنت عبد الله بن الحسين تقول:
ما خرج من عندنا في ثوب قط فرجع حتى يكسوه.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن عبد الله الكاتب قال أنبأنا مخلد بن جعفر قال نبأنا محمد بن خلف وكيع قَالَ أَخْبَرَنِي الحارث بن أبي أسامة، عن محمد بن سعد، عن محمد بن عمر أن محمد بن جعفر بن محمد وابن الأفطس تحركا بمكة، فبعث إليهما المعتصم- وكان حج بالناس سنة مائتين- بعث إليهما من قاتلهما وظفر بهما وقدم بهما معه إلى بغداد. وقَالَ وكيع: محمد بن جعفر بن محمد كان قد بايعه أهل الحجاز وتهامة بالخلافة، ولم يبايعوا بعد علي بن أبي طالب لعلوي غيره.
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين القطان قَالَ أنبأنا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال نبأنا يعقوب بن سفيان قَالَ: وبايعوا محمد بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد بْنِ عَلِيِّ بْنِ حسين بن علي بن أبي طالب بالخلافة يوم الجمعة لثلاث خلون من شهر ربيع الآخر سنة
__________
[1] 508- انظر: الكامل لابن الأثير 6/121. وتاريخ ابن خلدون 3/244. والأعلام 6/69. ومقاتل الطالبيين 353.(2/112)
مائتين، فلم يزل يسلم عليه بالخلافة حتى كان يوم الثلاثاء لخمس خلون من جمادى الأولى سنة مائتين.
قَالَ يعقوب سمعت أبا بشر بكر بن خلف قَالَ: قد أخذ أبو شعيب بيدي فأدخلني إلى محمد بن جعفر بن محمد فبايعته، وأمر لي بشقة ديباج مما كان نزعه من الكعبة قَالَ فتركته على أبي شعيب. وطرح من تلك الكسوة على الدواب، دوابه ودواب أصحابه.
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر قَالَ أنبأنا الحسن بن محمّد بن يحيى قال نا جدي قَالَ قَالَ أبو موسى العباسي: كان جدي لما ولاه المأمون اليمن خلف عياله وثقله بمكة، فخرج بها محمد بن جعفر في سنة تسع وتسعين ومائة، فضرب على ما كان لجدي من مال قليل وكثير، فقدم جدي إسحاق بن موسى من اليمن وقد ولاه المأمون الموسم والصلاة بأهله، فوجد محمد بن جعفر قد حال بين أمواله وعياله، فبعث إليه:
إن حاربتني لقيت مني ما تكره. فدخل بينهم ابن أبي مسرة جد هذا الذي كان بمكة المخزومي القاضي، حتى ضمن له جدي ألا يحاربه إلا أن يأتيه مدد من المأمون فينفيه من مكة. فلجأ جدي إلى ذات عرق ولم يبق من أثاثه ولا من ثقله قليل ولا كثير إلا أخذه محمد بن جعفر، فبينا جدي بذات عرق إذ أتاه عيسى الجلودي بمن معه، فانحدر إلى مكة محاربا لمحمد بن جعفر، فوجد الكعبة قد عريت وكسوها أثواب حبر، ووجدوه قد كتب على أبواب المسجد: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» . فأسرع الجند ليمحوه قال: لا تمحوه واكتبوا: «بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ» ثم أخذ محمد بن جعفر فقال: قد كنت قد حدثت الناس بروايات لتفسد عليهم دينهم، فقم فأكذب نفسك، وأصعده المنبر وألبسه دراعة سوداء. فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قَالَ: أيها الناس إني قد حدثتكم بأحاديث زورتها. فشق الناس الكتب والسماع الذي كانوا سمعوه منه، ثم نزل عن المنبر. فأحسن جدي رفده وأطلقه إلى المدينة. فخرج من المدينة إلى المأمون بخراسان.
أخبرنا ابن الفضل القطّان قال أنبأنا عليّ بن إبراهيم المستملي قال نا محمّد بن سليمان بن فارس قال نا البخاري قَالَ محمد بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد بْنِ عَلِيِّ بْنِ(2/113)
حسين بن علي الهاشمي قَالَ لي إبراهيم بن المنذر كان إسحاق أخوه أوثق منه وأقدم سنا.
أَخْبَرَنِي الحسن بن أبي بكر قَالَ كتب إليَّ مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عمران الجوري من شيراز يذكر أن أحمد بن حمدان بن الخضر أخبرهم قال أنبأنا أَحْمَد بْن يونس الضبي قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو حسان الزيادي قَالَ سنة ثلاث وَمائتين فيها مات محمد بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد بْنِ عَلِيِّ بْنِ حسين بجرجان في شعبان. ويكنى أبا جعفر. وصلى عليه المأمون.
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر قال أنبأنا الحسن بن محمّد بن يحيى قال نبأنا جدي قال نبأنا داود بن المبارك قَالَ توفي محمد بن جعفر بخراسان مع المأمون، فركب المأمون لشهوده، فلقيهم قد خرجوا به، فلما نظر إلى السرير نزل فترجل ورفع عن تراقيه، ثم دخل بين العمودين فلم يزل بينهما حتى وضع، وتقدم فصلى عليه، ثم حمله حتى بلغ به القبر، ثم دخل قبره فلم يزل فيه حتى بني عليه، ثم خرج فقام على القبر وهو يدق. فقال له عبد الله بن الحسن- ودعا له-: يا أمير المؤمنين إنك قد تعبت، فلو ركبت فقال له المأمون: إن هذه رحم قطعت من مائتي سنة. قَالَ الحسن قَالَ جدي وروى في هذا الحديث أنه قَالَ: هذا حق ضيع من مائتي سنة.
509- محمد بن جعفر، أبو جعفر المدائني [1] :
سمع ورقاء بن عمر، وشعبة، ومنصور بن أبي الأسود، ومستلم بن سعيد، ومحمد بن طلحة بن مصرف. روى عنه أَحْمَد بْن حَنْبَل، وَحجاج بْن يوسف الشاعر، وعليّ بن شعيب البزّار، وحاتم بن الليث الجوهري، وعباس بن محمد الدوري، ومحمد بن أبي العوام الرياحي.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ محمد بن عبد الله المعدل قال أنبأنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار
__________
[1] 509- انظر: علل أحمد: 1/76، وتاريخ البخاري الكبير: 1/الترجمة 121، وتاريخ البخاري الصغير: 2/316، والكنى لمسلم، الورقة 17، والكنى للدولابي: 1/134، وضعفاء العقيلي، الورقة 188، والجرح والتعديل 7/الترجمة 1224، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه، الورقة 154، والجمع لابن القيسراني: 2/469، وضعفاء ابن الجوزي، الورقة 136، والكاشف: 3/الترجمة 4840، وديوان الضعفاء، الترجمة 3632، والمغني: 2/الترجمة 5354، وتذهيب التهذيب: 3/الورقة 195، وميزان الاعتدال: 3/الترجمة 7310، وتاريخ الإسلام، الورقة 63، (أيا صوفيا 3007) ، ونهاية السول، الورقة 319، وتهذيب التهذيب 9/98- 99، والتقريب 151/2:، وخلاصة الخزرجي: 2/الترجمة 6116. وتهذيب الكمال 5121 (25/10) والمنتظم 10/155.(2/114)
قال نبأنا عبّاس بن محمّد الدوري قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَدَائِنِيُّ قَالَ نبأنا مسلم بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْعَمَلُ فِي الْهَرْجِ كَالْهِجْرَةِ إِلَيَّ [1] »
. قرأت في كتاب أبي الحسن بن الفرات بخطه أَخْبَرَنِي الحسن بن يوسف الصّيرفيّ قال أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بْنِ هَارُون الخلال قَالَ أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن علي قَالَ نبأنا مهنأ قَالَ: سألت أحمد، عن محمد بن جعفر المدائني. قَالَ: لا بأس به.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ قَالَ أنبأنا مُحَمَّد بْن عدي بْن زحر البصري فِي كتابه قال أنبأنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ سئل أَبُو داود سليمان بْن الأشعث عَنِ محمّد بن جعفر المدائني فقال: ليس له بأس.
أخبرنا ابن الفضل القطّان قال أنبأنا جعفر بن محمّد الخلدي قال نبأنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي قَالَ سنة ست ومائتين فيها مات محمد بن جعفر المدائني.
510- محمد بن جعفر بن زياد بن أبي هاشم، أبو عمران الوركاني [2] :
من أهل خراسان سكن بَغْدَاد، وحدث بها عَنْ إِبْرَاهِيم بْن سعد الزّهريّ، وأيّوب ابن جابر الحنفي، ومالك بن أنس، وشريك بن عبد الله، وأبي شهاب الخيّاط، وفضيل ابن عياض. روى عنه يحيى بن معين، وعباس الدوري، وأحمد بْن أَبِي خيثمة، والحارث بْن أَبِي أسامة، وأحمد بن بشر الطيالسي، ومحمد بن يوسف التركي، ومحمد بن عبدوس بن كامل، وعبد اللَّه بْن أَحْمَدَ بْنِ حنبل، وعَبْد اللَّهِ بْن محمد البغوي.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق قال أنبأنا إسماعيل بن عليّ الخطبي قال نبأنا أبو
__________
[1] انظر الحديث في: مسند الإمام أحمد 5/25. والمعجم الصغير للطبراني 2/58.
[1] 510- انظر: طبقات ابن سعد: 7/347، وسؤالات ابن الجنيد، الورقة 50 ن وعلل أحمد: 2/266، والجرح والتعديل: 7/الترجمة 1225، وثقات ابن حبان: 9/89، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه، الورقة 153، وشيوخ أبى داود للجياني: الورقة 90، والجمع لابن القيسراني: 2/469، والمعجم المشتمل: الترجمة 780، والمنتظم لابن الجوزي: 6/227، والكاشف: 3/الترجمة 4835، وتذهيب التهذيب: 3/الورقة 194، وتاريخ الإسلام، الورقة 217 (أيا صوفيا 3007) ، ونهاية السول، الورقة 319، وتهذيب التهذيب: 9/93- 94، والتقريب: 2/150، وخلاصة الخزرجي: 2/الترجمة 6111. وتهذيب الكمال 5116 (24/580) . والمنتظم، لابن الجوزي 11/140.(2/115)
علي الحسين بن فهم قَالَ حَدَّثَنِي يحيى بن معين قال نبأنا الوركاني محمد بن جعفر قَالَ سمعت فضيلا يقول: ينادي مناد يوم القيامة أين الذين أكلت عيالاتهم أماناتهم؟
قَالَ أبو علي: ورأيت يحيى يبكى عند هذا.
أَخْبَرَنَا أبو بكر البرقاني قَالَ قَالَ مُحَمَّد بْن العباس العصمي نبأنا يَعْقُوب بْن إِسْحَاق بْن محمود الْفَقِيه قَالَ أنبأنا أَبُو عَلِيٍّ صالح بْن مُحَمَّد الأسدي قَالَ محمد بن جعفر الوركاني كان أحمد يوثقه ويشير به.
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن حسنويه الهرويّ قال أنبأنا الحسين بن إدريس الأنصاريّ قال نبأنا سليمان بن الأشعث قَالَ رأيت أحمد يكتب عن محمد بن جعفر الوركاني.
أَخْبَرَنَا أَبُو حازم عمر بن أَحْمَد بْنُ إبراهيم العبدوي بنيسابور قال أنبأنا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ العبدي بجرجان قال أنبأنا أبو الحسن القافلائي قال نبأنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ حَضَرْتُ أَبِي يَسْمَعُ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْوَرْكَانِيُّ، فَمَرَّ عَلَى حَدِيثِ شَرِيكٍ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجَمَ يَهِودِيًّا وَيَهُودِيَّةً.
فقال أبي يا أبا عمران إنما هذا عن شَرِيكٌ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ. فلعل شريكا سبقه لسانه؟. فقال الوركاني: قد نظر يحيى بن معين في هذا. فقال أبي وما يدري يحيى بن معين؟ أو كل شيء يعرفه يحيى؟ اضرب عليه، فضرب عليه.
أَخْبَرَنَا علي بن الحسين صاحب [1] العباسي قال أنبأنا عبد الرّحمن بن عمر قال نبأنا محمّد بن إسماعيل الفارسيّ قال نبأنا بكر بن سهل قال نبأنا عَبْد الخالق بن منصور قَالَ وسَأَلْتُهُ- يعني يحيى بن معين- عن الوركاني فقال: ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الصيرفي قال نبأنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم وأَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق قَالَ أنبأنا إسماعيل بن علي الخطبي قالا:
قَالَ أَبُو عَبْد الرَّحْمَن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَدَ بْن حنبل: مات الوركاني في سنة ثمان وعشرين ومائتين في رمضان.
ذكر موسى بن هارون أنه توفي لتسع بقين من شهر رمضان.
__________
[1] في المخطوطة: (حاجب العباسي)(2/116)
511-[1] محمّد بن جعفر بن أبي مؤاتية [2] :، أبو جعفر الكلبي:
ذكر بعض أهل العلم أنه بغدادي سكن في فيد، ومات بها، وحَدَّثَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيِّ، ومحمد بْن فضيل بْن غزوان، ووكيع بْن الجراح، ويحيى بن يمان، وجابر بن نوح، روى عنه مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الْبُخَارِيّ فِي صحيحه، ويعقوب بن شيبة، ومحمد بن إبراهيم بن عبد الحميد الحلواني.
512- محمد بن جعفر، أبو جعفر البغدادي:
حدث عن داود بن صغير. رَوَى عَنْهُ إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن سنين الختلي.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الروزبهاني قالا نبأنا عثمان بن أحمد الدّقّاق قال نبأنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْخُتَّلِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ ابن جعفر أبو جعفر البغداديّ قال: نبأنا داود بن صغير قال حدّثني كثير النوّا، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قُلْتُ لِجِبْرِيلَ حِينَ أُسْرِيَ بِيَ إِلَى السَّمَاءِ يَا جِبْرِيلُ، أعلى أُمَّتِي حِسَابٌ؟ قَالَ: كُلُّ أُمَّتِكَ عَلَيْهَا حِسَابٌ، مَا خَلا أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ فَإِذَا كَانَ يوم القيامة قِيلَ يَا أَبَا بَكْرٍ ادْخُلِ الْجَنَّةَ، قَالَ: مَا أَدْخُلُ حَتَّى أُدْخِلَ مَعِيَ مَنْ كَانَ يُحِبُّنِي فِي الدُّنْيَا [3] »
. 513- محمد بن جعفر بن الحارث، الخزاز القنطري [4] :
حدث عن خالد بن عمرو القرشي. روى عنه أبو بكر بن خزيمة النّيسابوري.
أخبرنا أبو بكر البرقانيّ قال أنبأنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي قال نبأنا محمّد بن إسحاق بن خزيمة قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْحَارِثِ الْخَزَّازُ بِقَنْطَرَةَ بردان قال نبأنا خالد بن عمرو القرشيّ قال نبأنا سهل بن يوسف بن سهل بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: لَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ حَجَّةِ الْوَدَاعِ إِلَى الْمَدِينَةِ، صَعِدَ الْمِنْبَرَ، فحمد الله وأثنى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ لَمْ يَسُؤْنِي قَطُّ فَاعْرِفُوا لَهُ ذَلِكَ، أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَاضٍ عَنْ عُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ، وَطَلْحَةَ، وَالزُّبَيْرِ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَسَعْدِ بْنِ أبي وقاص، والمهاجرين الأولين، فاعرفوا
__________
[1] 511- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 11/141.
[2] في الخلاصة: (مواثة) .
[3] 512- انظر الحديث: العلل المتناهية 1/158. وكنز العمال 32611.
[4] 513- انظر: الأنساب، للسمعاني 10/245.(2/117)
ذَلِكَ لَهُمْ، يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لأَهْلِ بَدْرٍ وَالْحُدَيْبِيَةِ، يَا أَيُّهَا النَّاسُ لا تَتَّبِعُونَ فِي أَصْحَابِي وَأَخْتَانِي وَأَصْهَارِي، يَا أَيُّهَا النَّاسُ لا يَطْلُبَنَّكُمُ اللَّهُ بِمَظْلَمَةِ أَحَدٍ مِنْهُمْ فَإِنَّهَا مِمَّا لا يُوهَبُ، يَا أَيُّهَا النَّاسُ ارْفَعُوا أَلْسِنَتَكُمْ عَنِ الْمُسْلِمِينَ، وَإِذَا مَاتَ الرَّجُلُ مِنْهُمْ فَقُولُوا خَيْرًا [1] »
. روى أبو بكر بن أبي الدنيا وغيره عن هذا الشيخ عن سيار بن حاتم العتري، إلا أنهم سموه محمد بن الحارث ولم يذكروا في نسبه جعفرا، ونحن نذكره في حرف الحاء إن شاء الله.
514- محمّد بن جعفر المنتصر بالله بْن جَعْفَر المتوكل عَلَى اللَّه بْن مُحَمَّد المعتصم بالله بْن هارون الرشيد بْن مُحَمَّد المهدي بن عبد الله المنصور بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيّ بْن عَبْدِ اللَّه بْن الْعَبَّاس بْن عَبْد المطلب، يكنى أبا جعفر، ويقال أبا العباس، ويقال أبا عبد الله [2] :
ولد بسر من رأى، ويقال إن مولده كان على ما أنباني إبراهيم بن مخلد قال أنبأنا إسماعيل بن علي قَالَ محمد المنتصر بالله مولده في ربيع الأخر سنة اثنتين وعشرين ومائتين.
أَخْبَرَنِي بذلك عبد الواحد بن المهتدي بالله قَالَ إسماعيل: استخلف المنتصر بالله في صبيحة الليلة التي قتل أبوه فيها، وذلك يوم الأربعاء لأربع خلون من شوال سنة سبع وأربعين ومائتين، وكان أبوه ولاه العهد بعده قبل إخوته المعتز والمؤيد، فبويع له بعد قتل أبيه بالخلافة، ثم توفي ليلة السبت لثلاث خلون من ربيع الآخر سنة ثمان وأربعين. ويقال توفي يوم الأحد لأربع خلون من ربيع الآخر وهو ابن ست وعشرين سنة، وكانت خلافته ستة أشهر كاملة، وكان قصيرا أسمر ضخم الهامة عظيم البطن جسيما على عينه اليمنى أثر وقع أصابه وهو صغير.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ المفيد قال نبأنا أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد الأنصاريّ المعروف بالدولابي قال أخبرني
__________
[1] انظر الحديث في: المعجم الكبير للطبراني 6/126. ولسان الميزان 3/424، 4/719. وتاريخ ابن عساكر 6/129.
[2] 514- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/15. وتاريخ ابن الأثير 7/32، 36. والطبري 11/69- 81.
وتاريخ اليعقوبي 3/217. والأغانى 9/300. وتاريخ الخميس 2/339. ومروج الذهب 2/311- 319. وفوات الوفيات 2/184. والأعلام 6/70.(2/118)
هارون بن محمد بن إسحاق قَالَ كان المنتصر بالله ربعة من الرجال، أسمر كبير العينين، مسمنا مبصر الخلق، مليح الوجه، جيد اللحية، حسن المضحك، ونقش خاتمه محمد رسول الله. وله خاتم آخر نقشه المنتصر بالله. يكنى أبا جعفر وأمه أم ولد يُقالُ لَهَا حبشية، رومية. بويع يوم الأربعاء لأربع ليال خلون من شوال سنة سبع وأربعين ومائتين.
وَقَالَ أبو بشر أَخْبَرَنِي أبو موسى العباسي قَالَ: استخلف المنتصر بالله وهو ابن أربع وعشرين سنة.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن أَبِي علي الأَصْبَهَانِيّ قَالَ نبأنا الحسن بْن عبد اللَّه بْن سعيد العسكري قال نبأنا محمد بن يحيى قَالَ سمعت عبد الله بن المعتز يقول قَالَ: المنتصر بالله: والله ما عز ذو باطل ولو طلع القمر من جبينه، ولا ذل ذو حق ولو أطبق العالم عليه.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْمُعَدَّلُ قَالَ نبأنا محمّد بن العبّاس الخزّاز لفظا قال نبأنا مُحَمَّد بْن خَلَف بْن المرزبان قَالَ حَدَّثَنِي أحمد بن حبيب قَالَ حَدَّثَنِي علي بن يحيى المنجم قَالَ: جلس المنتصر في مجلس كان أمر أن يفرش له بفرش ديباج مثقل بالذهب، وكان في بعض البسط دائرة كبيرة فيها مثال فرس وعليه راكب وعلى رأسه تاج، وحول الدائرة كتابه بالفارسية، فلما جلس المنتصر وجلس الندماء، وقف على رأسه وجوه الموالي والقواد، فنظر إلى تلك الدائرة وإلى الكتاب الذي حولها فقال لبغا: أيش هذا الكتاب؟ فقال: لا أعلم يا سيدي. فسأل من حضر من الندماء فلم يحسن أحد أن يقرأه، فالتفت إلى وصيف وقال أحضر لي من يقرأ هذا الكتاب فأحضر رجلا فقرأ الكتاب فقطب، فقال له المنتصر: ما هو؟ فقال: يا أمير المؤمنين بعض حماقات الفرس، قَالَ: أَخْبَرَنِي ما هو؟ قَالَ يا أمير المؤمنين ليس له معنى، فألح عليه وغضب. قَالَ يقول أنا شيروية بن كسرى بن هرمز، قتلت أبي فلم أمتع بالملك إلا ستة أشهر. فتغير وجه المنتصر وقام عن مجلسه إلى النساء، فلم يملك إلا ستة أشهر.
أَخْبَرَنَا عبد العزيز بن علي قَالَ أنبأنا محمّد بن أحمد المفيد قال نبأنا أبو بشر الدولابي قَالَ أَخْبَرَنِي علي بْن الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن عُمَر بْن شبة قَالَ حَدَّثَنِي أحمد بن الخصيب قَالَ حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ قَالَ دخلت على المنتصر بالله فقال لي: يا جعفر لقد عولجت فما أسمع بأذني ولا أبصر بعيني، وكان في مرضه الذي مات فيه.(2/119)
وَقَالَ أبو بشر سمعت محمد بن أزهر الكاتب يقول اعتل المنتصر بالله يوم الخميس لخمس بقين من ربيع الأول، أصابته الذبحة في حلقه، ومات مع صلاة العصر من يوم الأحد لخمس ليالٍ خَلَون من شهر ربيع الآخر، وصلى عليه أحمد بن محمد بن المعتصم بسر من رأى. ويقال إن الطيفوري سمه في محاجمه. فكانت خلافته ستة أشهر.
قَالَ: وسمعت أبا عبد الله جعفر بن علي الهاشمي قَالَ: مات المنتصر بالله يوم الأحد لخمس ليال خلون من شهر ربيع الأول من سنة ثماني وأربعين ومائتين، وصلى عليه ابن عمه أحمد بن محمد المستعين بالله، ودفن في سر من رأى في موضع يقال له الجوسق.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال نبأنا عثمان بن أحمد الدقاق قال نبأنا محمّد ابن أحمد بن البراء قَالَ: ولد المنتصر بالله بسر من رأى، ومات بسر من رأى، وهو أول من أظهر قبره في خلفاء بني العباس، وكان عمره أربعا وعشرين سنة، وكنيته أبو جعفر.
أَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن عمر المقرئ قال أنبأنا علي بن أحمد بن أبي قيس الرَّفَّاء قال نبأنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا قَالَ: مات المنتصر بسر من رأى وله أربع وعشرون سنة، ويكنى أبا عبد الله.
515- محمد أمير المؤمنين المعتز بالله بْن جَعْفَر المتوكل عَلَى اللَّه بْن مُحَمَّد بن المعتصم بالله، يكنى أبا عبد الله، وقيل إن اسمه الزبير [1] :
وكان مولده بسر من رأى. فأنبأنى إبراهيم بن مخلد قال أنبأنا إسماعيل بن علي أن المعتز بالله ولد في شهر ربيع الأخر سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.
وَأَخْبَرَنَا الحسين بن علي الحنفي قَالَ أنبأنا الحسين بن هارون الضّبّيّ قال أنبأنا محمد بن عمر الحافظ أن مولد المعتز يوم الخميس الحادي عشر من شهر ربيع الأول سنة ثلاث وثلاثين ومائتين. قَالَ وكان منزله بسر من رأى.
قال الشيخ أبو بكر: والقول الأول عندنا أصح. بويع المعتز بسر من رأى عند خلع المستعين.
وَأَخْبَرَنَا عبد العزيز بن عليّ قال أنبأنا محمّد بن أحمد المفيد قال:
نبأنا أبو بشر الدولابي قَالَ أَخْبَرَنِي جعفر بن عليّ الهاشميّ قال: خرج
__________
[1] 515- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/96. وتاريخ ابن الأثير 7/45- 64. وتاريخ اليعقوبي 3/222.
والطبري 11/162. والأغانى 9/318. وتاريخ الخميس 2/340. ومروج الذهب 2/330- 338.
وفوات الوفيات 2/185. والأعلام 6/70.(2/120)
أحمد الإمام المستعين بالله أمير المؤمنين من سر من رأى يوم الأحد لخمس خلون من المحرم سنة إحدى وخمسين ومائتين إلى بغداد، فوثب أهل سر من رأى فبايعوا لأبي عبد الله المعتز بالله.
قَالَ أبو بشر وَأَخْبَرَنِي أبو موسى العباسي قَالَ: لما أنزل المعتز بالله من لؤلؤة وبويع له، ركب إلى أمه وهي في القصر المعروف بالهاروني، فلما دخل عليها وسألته عن خبره قَالَ لها: قد كنت كالمريض المدنف وأنا الآن كالذي وقع في النزع- يعني أنه قد بويع له بسر من رأى والمستعين خليفة مجتمع عليه في الشرق والغرب.
وَقَالَ أبو بشر أَخْبَرَنِي علي بن الحسن بن علي قَالَ: لما سأل الأتراك المستعين بالله الرجوع إلى سر من رأى فأبى عليهم، قدموا سر من رأى يوم الأربعاء لثلاث عشرة ليلة خلت من المحرم، فاجتمع الموالي وكسروا باب لؤلؤة، وأنزلوا المعتز بالله فبايعوه وخلعوا المستعين، فركب المعتز بالله إلى دار العامة يوم الخميس في المحرم سنة إحدى وخمسين ومائتين فبايعه الناس، وعقد لنفسه لواء أسود وخلع على إبراهيم المؤيد بالله، وعلى أحمد المعتمد على الله، وعلى أبي أحمد الموفق، وأنهضه إلى بغداد مطالبا ببيعته التي أكدها له المتوكل على الله في أعناقهم، ومعه جماعة من الفقهاء، فشخص أبو أحمد يوم السبت لسبع بقين من المحرم، وحصن محمد بن عبد الله بن طاهر بغداد، ورم سورها، وأصلح أبوابها. وعسكر أبو أحمد بالشماسية ووقع الحرب يوم السبت للنصف من صفر واتصلت الوقائع.
قَالَ أبو بشر وسمعت جعفر بن علي الهاشمي يقول: بويع المعتز يوم الأربعاء لاثنتي عشرة ليلة خلت من المحرم. وتوجه أبو أحمد بن المتوكل على الله إلى بغداد في عشرة آلاف من سر من رأى، فواقع أهل بغداد فقتل من الفريقين خلق عظيم، وكانت هذه السنة فتنة المعتز والمستعين.
قَالَ وَأَخْبَرَنِي أبو موسى العباسي قَالَ: لما وجه المعتز بالله أخاه أبا أحمد الموفق فحصرهم، وأقام المستعين بالله ببغداد إلى أن خلع سنة، واشتد الحصار على أهل بغداد، وقد كان أهل بغداد لما دخل إليهم المستعين أحبوه ومالوا نحوه غاية الميل، حتى نزل بهم من الحصار ما نزل فنسبوا محمد بن عبد الله بن طاهر إلى المداهنة في أمر المستعين بالله، وهاجموا منزله يريدون نفسه.
قَالَ: وأَخْبَرَنِي علي بن الحسن بن علي قَالَ شرع في خلع المستعين بالله فوثبت العامة على محمد بن عبد الله بن طاهر وتذمرت عليه، ونقل المستعين بالله من داره(2/121)
إلى الرصافة. قَالَ وَأَخْبَرَنِي أبو موسى العباسي قَالَ فدس محمد بن عبد الله بن طاهر إلى المستعين بالله من يعرض له بالخلع على أنه يتوثق له من المعتز بالله ويسلم إليه الأمر، وكان المستعين بالله رجلا صالحا ضعيفا، فأجاب المستعين بالله إلى ذلك وكره الدماء بعد أن لم يجد ناصرا.
قَالَ: وَأَخْبَرَنِي جعفر بن علي قَالَ خلع أحمد المستعين بالله نفسه من الخلافة في المحرم أول سنة اثنتين وخمسين ومائتين.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر قَالَ أنبأنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قال أنبأنا عمر بن حفص قَالَ: ودعي للمعتز ببغداد يوم الجمعة لثلاث خلون من المحرم سنة اثنتين وخمسين ومائتين.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن رزق قَالَ أنبأنا عثمان بن أحمد الدّقّاق قال نبأنا محمد بن أحمد بن البراء قَالَ: ثم استخلف المعتز بالله أبو عبد الله محمد بن المتوكل على الله. قَالَ إبراهيم بن العباس:
الله أظهر دينه ... وأعزه بمحمد
والله أكرم بالخلا ... فة جعفر بن محمد
والله أيد عهده ... بمحمد ومحمد
ومؤيد لمؤيدي ... ن إلى النبي محمد
أَخْبَرَنَا عبد العزيز بن عليّ قال أنبأنا محمّد بن أحمد المفيد قال نبأنا أبو بشر الدولابي قَالَ أَخْبَرَنِي جعفر بن علي بن إبراهيم قَالَ كانت الجماعة على أبي عبد الله المعتز بالله واسمه الزبير بن جعفر بن محمد، وأمه قبيحة أم ولد رومية، في المحرم سنة اثنتين وخمسين ومائتين. وإنما تحسب أيام ملكه منذ يوم خلع المستعين.
وَقَالَ أبو بشر سمعت أبا الجعد يقول: اسم المعتز بالله الزبير، ويقال محمد.
وقَالَ أَخْبَرَنِي جعفر بن علي الهاشمي قَالَ كان المعتز بالله رجلا طويلا جسيما وسيما، أبيض مشربا حمرة، أدعج العينين حسنهما، أقنى الأنف، حسن الوجه، مليحا جعد الشعر كث اللحية، مدور الوجه، حسن المضحك، شديد سواد الشعر، أكحل العينين، مات وهو ابن أربع وعشرين سنة. وكان قاضية الحسن بن أبي الشوارب، ونقش خاتمه محمد رسول الله. وله خاتم آخر نقشه: المعتز بالله.
حدّثنا أَبُو سَعْدٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ السمان لفظا بالري قال نبأنا الحسن ابن محمّد بن يحيى الشّافعيّ بسامراء قال نبأنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَسَّانٍ(2/122)
قال نبأنا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ الطَّائِيُّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى الْمُعْتَزِّ بِاللَّهِ، فَمَا رَأَيْتُ خَلِيفَةً كَانَ أَحْسَنَ وَجْهًا مِنْهُ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ سَجَدْتُ، فَقَالَ: يَا شَيْخُ يُسْجَدُ لأَحَدٍ مِنْ دُونِ اللَّهِ؟
قُلْتُ حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ النَّبِيلُ قال نبأنا بَكَّارُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا رَأَى مَا يَفْرَحُ بِهِ، أَوْ بُشِّرَ بِمَا يَسُرُّهُ، سَجَدَ شُكْرًا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
أَخْبَرَنِي أبو القاسم الأزهري قال نبأنا عبيد الله بن محمّد المقرئ قال نبأنا محمّد ابن يحيى الصولي قَالَ حَدَّثَنِي أبو الغوث بن البخترى قَالَ حَدَّثَنِي أبي قَالَ: نظر إلي المعتز وأنا أنظر في وجهه فقال إلى أي شيء تنظر؟ قلت: إلى كمال أمير المؤمنين في جمال وجهه وجميل أفعاله.
حَدَّثَنِي الحسن بن أبي طالب قَالَ نبأنا عبيد الله بن أحمد بن علي قَالَ نبأنا يزداد ابن عبد الرحمن قَالَ قَالَ لي الزبير بن بكار صرت إلى أبي عبد الله المعتز بالله وهو أمير، فلما علم بمكاني خرج مستعجلا فعثر، فأنشا يقول:
يموت الفتى من عثرة بلسانه ... وليس يموت المرء من عثرة الرجل
أخبرني عبد الله بن أبي الفتح قال: أنبأنا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس الخزاز قَالَ: أنشدنا مُحَمَّد ابن خلف بن المرزبان قَالَ: أنشدت للمعتز بالله:
يدنو السرور إذا دنا بك منزل ... ويغيب صفو العيش حين تغيب
قال الشيخ أبو بكر مكث المعتز بالله في الخلافة إلى أن خلع نفسه وسلم الأمر للمهتدي بالله.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق قَالَ أنبأنا عثمان بن أحمد قَالَ: قَالَ ابن البراء:
كانت خلافه المعتز إلى أن خلع يوم الإثنين لثلاث بقين من رجب سنة خمس وخمسين ومائتين، أربع سنين وستة أشهر وأربعة عشر يوما، وعمره ثلاثا وعشرين سنة، وأظهر قبره، وبقي الأمر يومين- يعني بعد قتله- حتى استخلف المهتدي بالله.
أَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن عمر المقرئ قال أنبأنا علي بن أحمد بن أبي قيس الرَّفَّاء قال نبأنا ابن أبي الدنيا قَالَ: بويع المعتز بالله في المحرم سنة اثنتين وخمسين ومائتين عند خلع المستعين بالله، ومات في يوم الثاني من شهر رمضان بسر من رأى ودفن بموضع يقال له باب السميدع سنة خمس وخمسين ومائتين وله ثلاث وعشرون سنة. وكانت خلافة المعتز بالله من يوم دعى له بالخلافة ببغداد إلى يوم دفن ثلاث سنين وسبعة أشهر إلا ثلاثة أيام. هكذا ذكر ابن أبي الدنيا أن وفاة المعتز كانت في شهر رمضان.(2/123)
وأخبرنا الحسن بن أبي بكر قال أنبأنا الشّافعيّ قال أنبأنا عمر بن حفص أن المعتز قتل يوم السبت ليومين من شعبان.
وَأَخْبَرَنَا عبد العزيز بن عليّ قال أنبأنا المفيد قال نبأنا أبو بشر الدولابي قَالَ أَخْبَرَنِي جعفر بن علي الهاشمي أن المعتز بالله صلى عليه محمد بن الواثق المهتدي بالله، ودفن عند قبر المنتصر بالله يوم السبت لثلاث خلون من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين.
516- محمد بن جعفر بن راشد، أبو جعفر الفارسي، يلقب لقلوق [1] :
وأصله من بلخ سمع عبيد الله بن تمام، ومنصور بن عمار، ويحيى بن السّكن، وبكر بن بكار. روى عنه الهيثم بْن خلف الدوري، ومحمد بن خلف وكيع، والحسن بْن مُحَمَّد بْن شعبة، ومحمد بْن مخلد الدوري، وكان ثقة.
وقرأت يوما على أبي بكر البرقاني حَدَّثَنَا الحسن بن محمد بن شعبة عن محمّد ابن جعفر بن مانبذة [2] فقال البرقاني: هو لقلوق.
أخبرنا أبو عمر بن مهدي قال أنبأنا محمّد بن مخلد العطّار قال نبأنا محمّد بن جعفر لقلوق قال نبأنا عبيد الله بن تمام قال نبأنا دَاوُدُ عَنْ عَامِرٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لا يَزَالُ هَذَا الدِّينُ عَزِيزًا إِلَى اثنى عشر خَلِيفَةً» . قَالَ فَكَبَّرَ النَّاسُ وَضَجُّوا وَقَالَ كَلِمَةً خَفِيَّةً. فَقُلْتُ لأَبِي: يَا أَبَةِ مَا قَالَ فَقَالَ قَالَ: «كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ [3] » .
517- محمد بْن جعفر بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بن العباس بن عبد المطلب، أبو العباس الهاشمي [4] :
حدث عن أبي إِبْرَاهِيم الترجماني. روى عنه محمد بن مخلد. وذكر في تاريخه الذي قرأته بخطه أنه توفي في ذي الحجة من سنة ست وسبعين ومائتين.
__________
[1] 516- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/279.
[2] في المخطوط: (مامندة)
[3] انظر الحديث في: صحيح مسلم، وكتاب الإمارة باب 1 رقم 9. ومسند أحمد 5/99. وفتح الباري 13/211. وسنن أبى داود 4280، 4281.
[4] 517- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/279. وميزان الاعتدال 1/500.(2/124)
518- محْمَد بْن جعفر المتوكل عَلَى اللَّه بْن مُحَمَّد المعتصم بالله، يكنى أبا أحمد، ولقبه الموفق بالله [1] :
كان أخوه المعتمد قد عقد له ولاية العهد بعد ابنه جعفر، فمات الموفق قبل موت المعتمد بسنة وأشهر. ويقال إن اسمه كان طلحة.
أَنْبَأَنِي إبراهيم بن مخلد قال أنبأنا إسماعيل بن علي قَالَ وكان المعتمد على الله عقد العهد بعده لابنه جعفر وسماه المفوض إلى الله، وعقد العهد بعد ابن جعفر لأخيه أبي أحمد وسماه الموفق بالله، واسم الموفق محمد بن جعفر المتوكل على الله. وكان هذا العقد يوم الأربعاء لاثنتي عشرة ليلة خلت من شوال سنة إحدى وستين ومائتين، وكان جعفر يومئذ صغيرا، فشرط في العهد إن حدث به حدث الموت ولم يبلغ جعفر ويكمل للأمر أن يكون الأمر لأبي أحمد أولا، ثم لجعفر من بعده، فلم يزل أمر أبي أحمد يقوى ويزيد حتى صار الجيش كله تحت يديه، والأمر كله إليه، وكان قتل صاحب الزنج بالبصرة على يديه، فملك الأمر، وأحبه الناس وأطاعوه وتسمى بعد قتل البصري الخارجي بالناصر لدين الله مضافا إلى الموفق بالله، فكان يخطب له على المنابر بلقبين يقال اللهم أصلح الأمير الناصر لدين الله أبا أحمد الموفق بالله ولى عهد المسلمين أخا أمير المؤمنين، فلم يزل على ذلك إلى أن توفي ليلة الخميس لثمان بقين من صفر سنة ثمان وسبعين ومائتين في القصر المعروف بالحسنى على شاطئ دجلة، ودفن بالرصافة ليلا، وله من السن يومئذ تسعة وأربعون سنة تنتقص شهرا وأياما، لأن مولده فيما ذكر لي في ربيع الأول يوم الأربعاء لليلتين خلتا منه سنة تسع وعشرين ومائتين. وأمه أم ولد أدركت أيامه وتوفيت قبله بسنتين.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق قَالَ أنبأنا عثمان بن أحمد قال نبأنا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن البراء قَالَ: ومات الموفق يوم الجمعة لثمان بقين من صفر سنة ثمان وسبعين ومائتين، ودفن بالرصافة مع أمه- رصافة بغداد.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ نبأنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ قال أنبأنا عمر بن حفص قَالَ وتوفي أبو أحمد الموفق بالله يوم الأربعاء ودفن ليلة الخميس لثمان خلون من صفر أول يوم من حزيران سنة ثمان وسبعين. هكذا قَالَ عمر بن حفص لثمان خلون من صفر. والقول الأول أشبه بالصواب، والله أعلم.
__________
[1] 518- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/303.(2/125)
519- محمد بن جعفر بن محمد بن يزيد بن ميسرة، يعرف بابن الرازي:
حدث عن أبي بكر بن أبي الأسود، وشجاع بن مخلد، وأبى همام الوليد بن شجاع، وأبى سلمة الجوباري. روى عنه أبو نعيم بن عدي الجرجاني، وأبو القاسم البطراني. وما علمت من حاله إلا خيرا.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْن شهريار الأصبهانيّ قال أنبأنا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ قَالَ نبأنا محمّد بن جعفر الرّازيّ ببغداد قال نبأنا الوليد بن شجاع بن الوليد قال نبأنا عويد بْنُ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا سُئِلْتَ أَيَّ الأَجَلَيْنِ قَضَى موسى عليه السّلام؟ فَقُلْ خَيْرَهُمَا وَأَبَرَّهُمَا، وَإِنْ سُئِلْتَ أَيَّ الْمَرْأَتَيْنِ تَزَوَّجَ؟ فَقُلِ الصُّغْرَى مِنْهُمَا وَهِيَ الَّتِي جَاءَتْ فقالت يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ. فَقَالَ: مَا رَأَيْتِ مِنْ قُوَّتِهِ؟ قَالَتْ أَخَذَ حَجَرًا ثَقِيلا فَأَلْقَاهُ عَنِ الْبِئْرِ. قَالَ: وَمَا الَّذِي رَأَيْتِ مِنْ أَمَانَتِهِ؟ قَالَتْ قَالَ لِي امْشِي خَلْفِي وَلا تَمْشِي أَمَامِي [1] »
. قال سليمان: ولم يروه عن أبي عمران إلا ابنه.
أَخْبَرَنَا عليّ بن محمّد السّمسار قال أنبأنا عبد الله بن عثمان الصّفّار قال: نا عبد الباقي بن قانع أن محمد بن جعفر الرازي مات في سنة تسع وثمانين ومائتين.
520- محمد بن جعفر بن سهل، أبو أحمد الختلي [2] :
حدث عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عيسى المقرئ المعروف بالفسطاطي. روى عنه زكريا بن يحيى والد المعافى، وذكر أنه سمع منه بالنهروان في سنة إحدى وتسعين ومائتين.
521- محمد بن جعفر بن محمد بن أعين، أبو بكر، وهو أخو عبيد الله بن جعفر [3] :
نزل مصر وحدث بِهَا عَن عاصم بْن عَلِيّ، والحسن بن بشر البجلي، وأبى بكر بن أبي شيبة. روى عنه المصريون، وأبو القاسم الطبراني.
__________
[1] 519- انظر الحديث في: المعجم الصغير للطبراني 2/19. ومجمع الزوائد 8/203.
[2] 520- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/47.
[3] 521- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/47.(2/126)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَهْرَيَارَ قال أنبأنا سليمان بن أحمد الطبراني قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَهْرَيَارَ قَالَ أنبأنا سليمان: بن أحمد الطبراني قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَعْيَنَ الْبَغْدَادِيُّ بِمِصْرَ قال نبأنا عاصم بن عليّ قال نبأنا عَبْدُ الْحَكِيمِ بْنُ مَنْصُورٍ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ ثَلاثًا وَهُنَّ كَائِنَاتٌ زَلَّةُ عَالِمٍ، وَجِدَالُ مُنَافِقٍ، وَدُنْيَا تُفْتَحُ عَلَيْكُمْ [1] »
. قَالَ سليمان لم يروه عن عبد الملك إلا عبد الحكيم، ولا يروى عن معاذ إلا بهذا الإسناد.
حَدَّثَنَا محمد بن علي الصوري قال أنبأنا محمد بن عبد الرحمن الأزدي قال حدثنا عبد الواحد بن محمد بن مسرور قَالَ نبأنا أبو سعيد بن يونس قَالَ: محمد بن جعفر بن أعين يكنى أبا بكر، بغدادي قدم مصر وحدث بها وكان ثقة.
توفي بمصر في جمادى الأولى سنة ثلاث وتسعين ومائتين. وَقَالَ ابن يونس مرة أخرى: توفي في شهر ربيع الأول.
قال الشيخ أبو بكر ذكر: أبو جعفر الطحاوي أنه مات يوم الجمعة لتسع عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول.
522- محمد بن جعفر بن محمد بن حبيب بن أزهر، أبو عمر القتات الكوفي، وهو أخو الحسين بن جعفر [2] :
قدم بغداد، وَحَدَّثَ بِها عَنْ أَبِي نعيم الفضل بن دكين، وأحمد بن يونس، ومنجاب بن الحارث. روى عنه إِسْمَاعِيل بْن عَلِيّ الخطبي، وأَبُو بكر الشافعي، ومُحَمَّد بن عمر الجعابي، وعبد الله بن إبراهيم الزبيبي، والحسن بن جعفر الحرفي، وغيرهم. وكان ضعيفا.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ علي الواسطي قال نبأنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بن حماد بن متيم قَالَ: قدم علينا محمد بن جعفر بن حبيب القتات من الكوفة سنة تسع وتسعين وَمائتين. حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نصر الدينوري قال:
__________
[1] انظر الحديث في: المعجم الصغير للطبراني 2/85. ومجمع الزوائد 1/186. وإتحاف السادة المتقين 1/373، 374. وكنز العمال 43879.
[2] 522- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/139. وميزان الاعتدال 3/501. وسؤالات حمزة السهمي للدارقطنى 105.(2/127)
سمعت حمزة بْن يُوسُف يَقُول: سألت الدارقطني عن محمد بن جعفر القتات فقال:
تكلموا في سماعه من أبي نعيم [1] .
أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعِيد الفقيه قَالَ قَالَ لنا عِيسَى بْن حامد القاضي ومات أبو عمر محمد بن جعفر بن حبيب القتات الكوفي ببغداد غرة جمادى الأولى سنة ثلاثمائة.
حَدَّثَنِي عَبْد العزيز بْن عَلِيّ قَالَ سَمِعْتُ أبا سعيد الحسن بن جعفر الحرفي يقول توفي أبو عمر القتات يوم السبت ضحوة النهار لست خلون من جمادى الأولى سنة ثلاثمائة. وذكر لي غير عبد العزيز أنه لما توفي حمل من يومه إلى الكوفة.
523- محمد بن جعفر بن حفص بن عمر بن راشد، أبو بكر الربعي الحنفي، يعرف بابن الإمام [2] :
سكن دمياط، وحدث بها عن إسماعيل بن أبي أويس، وأحمد بن يونس، ويحيى ابن عبد الحميد الحماني، وعليّ بن المديني، ومؤمل بن إهاب، وغيرهم. روى عنه المصريون.
أنبأنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَهْرَيَارَ قَالَ أنبأنا سليمان بن أحمد الطبراني قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الإِمَامِ بِمَدِينَةِ دِمْيَاطَ قال حدّثني عليّ بن المديني قال نبأنا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ قَالَ حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّ عَمْرَةَ بِنْتَ عبد الرّحمن أخبرته عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: لَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُدْخِلُ عَلَيَّ رَأْسَهُ وَهُوَ مُعْتَكِفٌ فَأُرَجِّلُهُ، وَكَانَ لا يَدْخُلُ بَيْتَهُ إِلا لِحَاجَةِ الإِنْسَانِ. قَالَ سُلَيْمَانُ: لَمْ يَرْوِهِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ إِلا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، تَفَرَّدَ بِهِ عليّ بن الْمَدِينِيِّ.
قرأت على أَحْمَد بن عَليّ المحتسب، عن أبي الحسن الدارقطني قَالَ قرأت في كتاب الوزير- يعني أبا الفضل بن خنزابة- سماعه من محمد بن موسى بن يعقوب ابن المأمون قَالَ: سمعت أبا بكر بن الإمام الدمياطي يقول لأبي عبد الرحمن النسائي:
ولدت في سنة أربع عشرة- يعني ومائتين- ففي أي سنة ولدت يا أبا عبد الرحمن؟
فقال أبو عبد الرحمن: يشبه أن يكون في سنة خمس عشرة ومائتين لأن رحلتي الأولى إلى قتيبة كانت في سنة ثلاثين ومائتين، أقمت عنده سنة وشهرين.
__________
[1] انظر: سؤالات حمزة السهمي للدارقطنى 105.
[2] 523- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/139.(2/128)
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ أنبأنا عَلِيُّ بن عمر الحافظ قال نبأنا الحسن بن رشيق قال نبأنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي، عَنْ أَبِيهِ. ثُمَّ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصوري قال أنبأنا الخصيب بْن عَبْد اللَّه الْقَاضِي قَالَ ناولني عبد الكريم بْن أبي عبد الرحمن وكتب لي بخطه قَالَ سمعت أبي يقول: محمد بن جعفر بن الإمام دمياطي ثقة.
وَحَدَّثَنَا الصوري قال أنبأنا محمّد بن عبد الرّحمن الأزديّ قال نبأنا عبد الواحد ابن محمّد قال نبأنا أبو سعيد بن يونس قَالَ محمد بن جعفر بن مُحَمَّد بن حفص بن عُمَر بن راشد مولى بني حنيفة يكنى أبا بكر يعرف بابن الإمام، بغدادي قدم مصر، كان تاجرا وسكن دمياط وحدّث بها وكان ثقة. توفي بدمياط يوم الأربعاء لعشر خلون من ذي الحجة سنة ثلاثمائة.
524- محمد بن جعفر بن عبد الله بن جابر بن يوسف، أبو جعفر الراشدي [1] :
سمع عبد الأعلى بن حماد النرسي، وأبا نشيط محمد بن هارون الحربي. وحدث عن أبي بكر الأثرم بكتاب العلل لأحمد بْن حَنْبَل. رَوَى عَنْهُ أَبُو بَكْر بْن مالك القطيعي، وأَحْمَدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الذَّارِعُ، وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْعَبَّاسِ النعالي قال أنبأنا أَحْمَدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الذَّارِعُ قال نبأنا أبو جعفر محمد بن جعفر الراشدي قال نبأنا عبد الأعلى بن حمّاد النرسي قال نبأنا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَخَّصَ لِرُعَاةِ الإِبِلِ أَنْ يَرْمُوا بِاللَّيْلِ، قرأت فِي كتاب مُحَمَّد بن مخلد بخطه: مات محمد بن جعفر الراشدي سلخ ذي القعدة سنة ثلاثمائة.
وأخبرنا محمّد بن عبد الواحد قال نبأنا محمد بن العباس قال قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع قَالَ: محمد بن جعفر الراشدي كان يقدم إلى مدينتنا من الراشدية.
مات في المحرم سنة إحدى وثلاثمائة.
__________
[1] 524- انظر: السابق واللاحق: 217، وأنساب السمعاني: 5/341، والمعجم المشتمل، الترجمة 781، والمنتظم لابن الجوزي: 6/120، وسير أعلام النبلاء: 13/568، والكاشف: 3/الترجمة 4837، وتذهيب التهذيب: 3/الورقة 194، والعبر: 2/115، وتاريخ الإسلام، الورقة 305 (أوقاف 5882) ، ونهاية السول، الورقة 319، وتهذيب التهذيب: 9/95، والتقريب: 2/150، وخلاصة الخزرجي: 2/الترجمة 6113. وتهذيب الكمال 5118 (24/585) . والمنتظم، لابن الجوزي 13/148.(2/129)
525- محمد بن جعفر بن نصر بن عون، أبو بكر البغدادي الكرخي:
حدث عن عُثْمَان بن أَبِي شَيْبَة. رَوَى عنه عبد الله بن عدي الجرجاني. وذكر أنه سمع منه ببلد [1] .
526- محمد بن جعفر الصيدلاني صهر أبي العباس المبرد على ابنته، ويلقب برمه:
كان أديبا شاعرا. وروى عنه أبو هفان الشاعر أخبارا. حدث عنه أبو الفرج الأصبهاني وغيره.
أنشدني أبو القاسم الأزهري قَالَ أنشدني إبراهيم بن أبي علي قَالَ أنشدني القاضي ابن كامل قَالَ أنشدني محمد بن جعفر برمة النحوي ختن المبرد على ابنته لنفسه:
أما ترى الروض قد لاحت زخارفه ... ونشرت في رباه الريط والحلل
واعتم بالأرجوان البيت منه فما ... يبدو لنا منه إلا مونق خضل
فالنرجس الغض يرنو من محاجره ... إلى الورا مقل تحيا بها المقل
تبر حواه لجين فوق أعمدة ... من الزمرد فيها الزهر مكتهل
فعج بنا نصطبح يا صاح صافية ... صهباء في كأسها من لمعها شعل
فقد تجلت لنا عن حسن بهجتها ... رياض قطربّل واللهو مشتمل
وعندنا شادن شدت قراطقه ... على نقا وقضيب فهو معتدل
يدور بالكأس بين الشرب آونة ... ما دام للشرب منها العل والنهل
وقينة إن تشأ غنتك من طرب ... ودع هريرة إن الركب مرتحل
وإن أشرت إلى صوت تكرره ... أنا محيوك فاسلم أيها الطلل
ليست بمظهرة تيها ولا صلفا ... وليس يغضبها التجميش والقبل
فنحن في تحف منها وفي غزل ... مما يغازلنا طرف لها غزل
هذا نعيم ذوي اللذات ما نعموا ... في عيشهم واليه ينتهى المثل
527- محمد بن جعفر بن عوسجة البغدادي:
حدث عن داود بن رشيد، روى عنه علي بن الحسن بن علان الحراني الحافظ.
حَدَّثَنِي عبد العزيز بن أبي طاهر، أنبأنا تمام بن محمّد الرّازيّ، نبأنا عليّ بن الحسن ابن علان الحراني، نبأنا محمد بن جعفر بن أحمد بن عوسجة ببغداد.
__________
[1] 525- بلد: مدينة معروفة في الجزيرة.(2/130)
528- مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَر بن سلام، أبو بكر الشعيري [1] :
حدث عن عمار بن خالد الواسطي. رَوَى عَنْهُ أَبُو بكر أَحْمَد بْنُ إِبْرَاهِيمَ الإسماعيلي الجرجاني.
أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيُّ قَالَ نبأنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ سَلامٍ الشعيري ببغداد قال نبأنا عمّار بن خالد قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي الأَشْهَبِ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ صَلَّى الْجُمُعَةَ فَلْيُصَلِّ بَعْدَهَا أَرْبَعًا» .
529- محمد بن جعفر القواذي [2] :
حَدَّثَنَا محمد بن عليّ الصوري قال أنبأنا محمّد بن عبد الرّحمن الأزديّ قال نبأنا عبد الواحد بن محمد بن مسرور قَالَ نبأنا أبو سعيد بن يونس قَالَ: محمد بن جعفر القواذي من أهل بغداد، قدم مصر، وكتب عنه، وكان يلزم تنيس ويتجر بها، وله بها دار حسنة. توفي بمصر في رجب سنة عشر وثلاثمائة.
530- محمد بن جعفر البزاز:
حدث بحلب عن مجاهد بن موسى. روى عنه أبو بكر المفيد حديثا منكرا.
أَخْبَرَنِيهِ أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ قراءة قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ المفيد قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِيُّ بِحَلَبَ إِمْلاءً مِنْ كتابه قال نبأنا مجاهد بن موسى قال نبأنا معن بن عيسى قال نبأنا مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ إِلَى مَجْلِسٍ فَأَوْسِعْ لَهُ فَلْيَجْلِسْ فَإِنَّهَا كَرَامَةٌ أَكْرَمَهُ اللَّهُ بِهَا وَأَخُوهُ الْمُسْلِمُ، فَإِنْ لَمْ يُوسَعْ لَهُ فَلْيَنْظُرْ أَوْسَعَ موضع فليجلس فيه [3] »
. قال الشيخ أبو بكر لم أكتبه إلا من هذا الوجه.
531- محمد بن جعفر بن أبي داود الأنباري:
حدث عن أحمد بن بكر البالسي، ويوسف بن يعقوب الخوارزمي. روى عنه أبو بكر الشافعي.
أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَر المكتب قال أنبأنا محمّد بن عبد الله بن
__________
[1] 528- انظر: الأنساب للسمعاني 7/353.
[2] 529- انظر: الأنساب، للسمعاني 10/254.
[3] 530- انظر الحديث في: كنز العمال 25420.(2/131)
إبراهيم قال نا محمد بن جعفر بن أبي داود الأنباري قَالَ حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْخَوَارِزْمِيُّ بِدَالِيَةِ مالك بن طوق قال: نا عفان قال نا حَمَّادٌ، عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ حَدَّثَنِي ابْنَايَ عَنِّي، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَجْعَلَ فَصَّ الْخَاتَمِ مِمَّا سِوَاهُ [1] .
532- محمد بن جعفر بن العباس بن عيسى بن أبي جعفر المنصور، ويكنى أبا جعفر الهاشمي [2] :
كان خطيب الجامع بمدينة المنصور قبل أبي عمر حمزة بن القاسم.
أنبأنا إبراهيم بن مخلد قال أنبأنا إسماعيل بن علي قَالَ وقلد أمير المؤمنين- يعني المقتدر بالله- الصلاة بالجانب الغربي من مدينة السلام أبا جعفر محمد بن جعفر بن العباس بن عيسى بن المنصور، فتولى ذلك حتى توفي يوم السبت لثمان بقين من ذي الحجة سنة عشر وثلاثمائة. فصلى ابنه بعده جمعا ثم ولي الصلاة مكانه أبو عمر حمزة ابن القاسم.
533- محمد بن جعفر بن بكر بن إبراهيم، أبو الحسين البزاز، يعرف بابن الخوارزمي [3] :
وهو أخو عبد العزيز بن جعفر. سمع عثمان بن أبي شيبة، وأحمد بن إبراهيم الدورقي، وعمرو بن علي، وأبا موسى محمد بن المثنى، وخلاد بن أسلم. روى عنه سعد بن محمد الصيرفي، ومحمد بن جعفر المعروف بزوج الحرة، وأبو الحسين بن البواب المقرئ، وَأبو حفص بْن شاهين. وَكَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد السمسار قَالَ أنبأنا عبد الله بن عثمان الصّفّار قال نبأنا ابن قانع أن ابن الخوارزمي مات في سنة أربع عشرة وثلاثمائة.
534- مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ بن شبيب، أبو الحس الصيرفي، يعرف بابن الكوفي [4] :
حدث عن إسحاق بن أبي إسرائيل، ومحمد بن سليمان لوين، ومحمد بن صالح المعروف بكيلجة. روى عنه أبو الحسين بن البواب، ومحمّد بن المظفر، وابن شاهين.
__________
[1] 531- انظر الخبر في كنز العمال 18308.
[2] 532- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/533، 214-
[3] 533- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/258.
[4] 534- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/271.(2/132)
أخبرنا السّمسار قال أخبرنا الصّفّار قال نبأنا ابن قانع أن أبا الحسن بن الكوفي الصيرفي مات في صفر من سنة خمس عشرة وثلاثمائة.
535- محمد بن جعفر بن محمد بن المهلب، أبو الطيب الديباجي [1] :
سمع يعقوب بن إبراهيم الدورقي، وأبا الأشعث أحمد بن المقدام، وعباد بن الوليد الغبري، والحسن بن عرفة، والحسن بن محمد الزعفراني، وإبراهيم بن راشد الأدمي، وصالح بْن أَحْمَد بْن حَنْبَل، رَوَى عَنْهُ أَبُو بَكْر الشَّافِعِيّ، ومحمد بْن الحسن اليقطيني، والقاضي أبو الحسن الجراحي، وأبو الحسين بن المظفر، وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا طَلْحَةُ بْنُ عَلِيٍّ الْكِتَّانِيُّ قَالَ نبأنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قال نبأنا محمّد بن جعفر بن المهلّب قال نبأنا صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قال أنبأنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيَوَةَ، عَنْ كَاتِبِ الْمُغِيرَةِ، عَنِ الْمُغِيرَةِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَسَحَ أَعْلَى الْخُفَّيْنِ وَأَسْفَلَهُ. قال أبي: فذكرت ذلك لعبد الرحمن بن مهدي فذكر عن ابن المبارك عن ثور قَالَ حدثت عن رجاء، عن كاتب المغيرة- ولم يذكر المغيرة- قَالَ أبي: ولا أرى الحديث يثبت. وقد روى عن أسعد وأنس أنهما مسحا أعلي الخفين.
حَدَّثَنِي عبيد الله بن أبي الفتح، عن طلحة بن محمد بن جعفر أن محمد بن جعفر ابن المهلّب مات في سنة ست عشرة وثلاثمائة.
536- محمد بن جعفر بن القاسم بن سماعه، أبو الطّيّب البزّار:
سمع طاهر بن خالد بن نزار. روى عنه عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن يعقوب بْن البواب المقرئ.
537- محمد بن جعفر بن محمد بن خلف، أبو بلال التميمي:
حدث عن الحسن بن عرفة العبدي. روى عنه أبو أحمد بن عدي الجرجاني.
وذكر أنه سمع منه بسر من رأى.
538- محمد بن جعفر بن الدوري:
حدث عن أبي السائب سلم بن جنادة. روى عنه أبو جعفر عمر بن أحمد بن شاهين.
__________
[1] 535- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/276. والأنساب، للسمعاني 5/391.(2/133)
539- محمد بن جعفر الخلال:
حدث عن علي بن حرب الطائي. وروى عنه ابن شاهين أيضا.
540- محمد بن جعفر بن محمد الداودي:
حدث عن أبي يحيى محمد بن عبد الرحيم المعروف بصاعقة. روى عنه محمّد ابن المظفر.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْمُعَدَّلُ قَالَ نبأنا محمّد بن المظفر الحافظ لفظا قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الدَّاوُدِيُّ قَالَ قَرَأْتُ عَلَى أَبِي يَحْيَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ قُلْتُ: حَدَّثَكُمْ خَالِدُ بْنُ عَمْرٍو الْقُرَشِيُّ قال أنبأنا سُفْيَانُ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْن عَبَّاسٍ مِثْلَ حَدِيثِ شَيْبَانَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: ذَكَرَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ وَقَصَتْ بِهِ نَاقَتُهُ فَمَاتَ وَهُوَ مُحْرِمٌ، فَقَالَ: «كَفِّنُوهُ وَلا تُغَطُّوا رَأْسَهُ وَلا تُمِسُّوهُ طِيبًا فَإِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وهو يلبي [1] »
. فقال: نعم.
قال الشيخ أبو بكر: وهكذا رواه عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن ناجية، ويحيى بن محمّد ابن صاعد عن محمد بن عبد الرحيم وخالفه جعفر بن محمد بن الحسن الكوفي فرواه عن خالد بن عمرو بن سُفْيَانَ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ سعيد بن جبير.
541- محمد بن جعفر بن حمويه، أبو عبد الله الصائغ الرازي:
ذكر أَبُو الْقَاسِم عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْنِ الثلاج أنه قدم بغداد حاجا وحدثهم في دار القطن عن أبي حاتم محمد بن إدريس الرّازيّ في سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة.
542- محمد بن جعفر بن يزيد بن عبد الله، أبو جعفر النهاوندي الوراق:
حدث عن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان الباغندي. رَوَى عَنْهُ عَبْد الله بن عدي الجرجاني.
وذكر أنه سمع منه ببغداد.
543- محمد بن جعفر بن محمد بن بقية، أبو بكر السامري، يعرف بالحمراني [2] :
قدم بغداد وحدث بها عن أبي الحسن علي بن حرب الموصلي، وأبي حاتم الرازي روى عنه محمد بن المظفر الحافظ.
__________
[1] 540- انظر الحديث في: مسند الإمام أحمد 1/266. وسنن أبى داود 3238، 3239، 3240.
والسنن الكبرى للبيهقي 3/319.
[2] 543- انظر: الأنساب للسمعاني 4/218.(2/134)
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن محمد الأنماطي قال أنبأنا محمّد بن المظفر قال أنبأنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بن بقية الحمراني [1]- قدم من سامراء- قال نبأنا أبو حاتم الرّازيّ قال نبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ نبأنا حَمَّادُ بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَدْعُو: «اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي جَسَدِي وَعَافِنِي فِي بَصَرِي، وَاجْعَلْهُ الْوَارِثَ مِنِّي، لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ، سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالمين [2] »
. قال الشيخ أبو بكر: وهكذا رواه حمزة بن حبيب الزيات عن حبيب، ورواه أبو مريم عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أبي ثابت، عن مولى لقريش، عن عروة بن الزبير.
544- محمد بن جعفر بن حمكويه. أبو العباس الرَّازِيّ [3] :
قدم بغداد، وَحَدَّثَ بِهَا عَنْ أَبِي حاتِم الرّازيّ، وعمر بن مدرك القاضي، ومحمّد ابن أبي يحيى الزعفراني. وروى عن يحيى بن معاذ الواعظ حكايات. روى عنه أبو حفص الكتاني، والمعافى بن زكريّا الجريري، وأحمد بن محمد بن مقسم المقرئ.
أَخْبَرَنِي أبو القاسم الأزهري قال نبأنا عمر بن إبراهيم المقرئ قال نبأنا محمد بن جعفر الرازي- قدم علينا- قَالَ نبأنا أبو حاتم محمد بن إدريس.
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ قَالَ: سمعت أبا الحسن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الحسن بْن مقسم يقول: سمعت أبا العباس بن حمكويه الرازي يقول سمعت يَحْيَى بْن معاذ يقول: اترك الدنيا قبل أن تتركك، واسترض ربك قبل ملاقاته، واعمر بيتك الذي تسكنه قبل انتقالك إليه- يعني القبر-، قَالَ وسمعت يحيى بن معاذ يقول: إنما ينشطون إليه على قدر منازلهم لديه.
قَالَ: وسمعت يحيى يقول: من كان قلبه مع الحسنات لم تضره السيئات، ومن كان قلبه مع السيئات لم تنفعه الحسنات. قَالَ وسمعت يحيى يقول: لا تسكن إلى نفسك وإن دعتك إلى الرغائب.
قَالَ وسمعت يحيى يقول الدنيا: بحر التلف، والنجاة منها الزهد فيها.
__________
[1] الحمرانى: هذه النسبة لقوم ينتمون الى حمران بن أعين (الأنساب 4/217) .
[2] انظر الحديث في: سنن الترمذي 3481. والمستدرك 1/530. ومسند الامام أحمد 5/42. وسنن أبى داود 5090. ومشكاة المصابيح 2413.
[3] 544- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/277.(2/135)
أَخْبَرَنَا أبو حازم عمر بن أَحْمَد بْنُ إبراهيم العبدوي بنيسابور قال سمعت أحمد ابن محمد بن الخليل يقول سمعت أحمد بن محمد بن يعقوب المقرئ يقول سمعت أبا العباس بن حمكويه يقول سمعت يحيى بن معاذ يقول: قوت الأجساد المطاعم، وقوت النفوس الهوى، وقوت القلوب الذكر، وقوت العقول الفكر.
545-[1] محمد بن جعفر بن محمد، أبو العباس الخواتيمي [2] :
سمع الحسن بن عرفة، ومحمد بن علي بن مهران الوراق. روى عنه أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني.
546- محمد بن جعفر بن محمد بن غسان، أبو الحسن المدائني:
حدث عن محمد بن الجهم السمري، وأبي إسماعيل الترمذي. روى عنه محمّد ابن المظفر، والقاضي أبو الحسن الجراحي.
547- محمد بن جعفر، أبو بكر العطار النحوي، يلقب خرتك [3] :
من أهل المخرم. حدث عَنِ الحسن بْن عرفة، وعباس بْن مُحَمَّد الدوري. روى عنه مُحَمَّد بْن المظفر، وأبو الحسن الدارقطني.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ قَالَ نبأنا محمّد بن المظفر قال نبأنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْعَطَّارُ الْمَخْرَمِيُّ.
وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ قَالَ نبأنا عليّ بن عمر الحافظ قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْعَطَّارُ النَّحْوِيُّ الْمُلَقَّبُ خُرْتَكٍ قال نبأنا الحسن بن عرفة قال نبأنا عبد الرّحمن ابن عَبْدِ اللَّهِ الْعُمَرِيُّ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَانَ مُصَلِّيًا بَعْدَ الْجُمُعَةِ فَلْيُصَلِّ أَرْبَعًا [4] »
. قَالَ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ: غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعُمَرِيُّ عَنْ سهيل، تفرد به شيخنا عن الحسن بن عرفة عنه.
__________
[1] 545- انظر: الأنساب، للسمعاني 5/193.
[2] الخواتيمي: هذه النسبة إلى الخواتيم، وهي جمع خاتم (الأنساب 5/193)
[3] 547- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/277.
[4] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الجمعة 69. وسنن أبى داود 1131. وكنز العمال 21224.(2/136)
548- محمد بن جعفر بن سليمان بن نوح النهرواني:
حدث عن أحمد بن منصور الرمادي، وأبي قلابة الرقاشي، والحارث بن أسامة التميمي. روى عنه المعافى بن زكريا الجريري.
549- محمد بن جعفر بن حمدان، أبو الحسين القماطري [1] :
حدث عن أبي عتبة أحمد بن الفرج الحمصي، وأبي علي أحمد بن الفرج الجشمي، ويَحْيَى بْن أَبِي طالب. رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد بْن المظفر، والدارقطني.
550- محمد بن جعفر بن رميس بن عمرو، أبو بكر القصري [2] :
سمع أبا علقمة الفروي، والحسن بن محمّد بن الصباح الزعفراني، وعثمان بن سعيد بن نوح المقرئ، وجماعة من هذه الطبقة. روى عَنه أَبُو الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيّ.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ أنبأنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الحافظ قال نبأنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ رُمَيْسٍ بالقصر قال نبأنا عثمان بن سعيد بن نوح المقرئ قال نبأنا قبيصة قال نبأنا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ:
وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى
[الليل 1] والذَّكَرَ وَالْأُنْثى *
[الليل 3] .
قَالَ أَبُو بَكْر قَالَ لنا عَلِيّ بْن عمر: غريب من حديث منصور بن المعتمر عن إبراهيم، وهو غريب عن حديث الثوري عن منصور، تفرد به عثمان بن معبد عن قبيصة عنه، ولم نكتبه إلا عن شيخنا، وكان من الثقات.
حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ محمد القصري المعروف بابن السيني قَالَ حَدَّثَنِي عمي قَالَ سمعت محمد بن جعفر بن رميس يقول: بعت صف الحدادين ببغداد بثلاثة آلاف دينار، فأنفقتها كلها على الحديث.
قَالَ أبو عبد الله: وكان ابن رميس بغداديا نزل القصر، وأقام بها إلى حين وفاته.
ومات في سنة ست وعشرين وثلاثمائة.
551- محمد بْن جعفر بْن مُحَمَّد بْن سهل بْن شاكر، أبو بكر الخرائطي [3] :
من أهل سر من رأى. سمع إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد، وعباد بن الوليد الغبري،
__________
[1] 549- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/277. والأنساب، للسمعاني 10/224.
[2] 550- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/376. والأنساب، للسمعاني 10/173.
[3] 551- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/381. والأنساب، للسمعاني 5/71.(2/137)
وحماد بن الحسن بن عنبسة، والحسن بن عرفة، وعمر بن شبة، وطاهر بن خالد بن بزار، وعباس بن عبد الله الترقفي. وكان حسن الأخبار، مليح التصانيف، سكن الشام وحدث بها، فحصل حديثه عند أهلها. ومن مصنفاته كتاب «اعتلال القلوب» ، كان علي وعبد الملك ابنا بشران يرويانه عن أبي العباس أحمد بن إبراهيم الكندي، سمعاه منه بمكة عن الخرائطي.
وَقَالَ لي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ علي الكتاني الدمشقي قدم محمد بن جعفر الخرائطي دمشق في سنة خمس وعشرين وثلاثمائة ومات بعد ذلك بعسقلان.
وَحَدَّثَنِي عبد العزيز الكتاني أيضا قال أنبأنا مكي بن محمد بن الغمر المؤدب قَالَ أنبأنا أَبُو سُلَيْمَان مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن زير قَالَ سنة سبع وعشرين- يعنى وثلاثمائة- فيها توفي أبو بكر محمد بن جعفر الخرائطي في شهر ربيع الأول.
552- محمد بن جعفر بن محمد بن نوح، أبو نعيم الحافظ [1] :
بغدادي نزل الرملة، وحدث بها عن قاسم بن الحسن الصائغ، وعن أبي الوليد بن برد الأنطاكي، ومحمد بن شداد المسمعي، ومحمّد بن يوسف بن عيسى بن الطباع، وعَبْد اللَّه بْن أَحْمَدَ بْن إِبْرَاهِيم الدَّوْرَقِيُّ، وجعفر بن محمد الطيالسي، ومحمد بن غالب التمتام. روى عنه: محمد بن المظفر الحافظ، وأبو بكر بن المقرئ الأصبهاني، ومحمد بن أحمد بن عمران المطرز، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْمُعَدَّلُ قَالَ نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عِمرْانَ الْجُشَمِيُّ قَالَ نبأنا أَبُو نُعَيْمٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ بِالرَّمْلَةِ.
وَأَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الواسطي قال نبأنا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بن ثابت الحافظ الرّازيّ ببغداد قال أنبأنا أبو نعيم محمّد بن جعفر ابن مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ بِالرَّمْلَةِ- وَمَا سَمِعْتُهُ إِلا مِنْهُ- قال نبأنا محمّد بن غالب قال نبأنا نوح بن ميمون المضروب قال نبأنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ قَالَ أَخْبَرَنِي وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ جُدْعَانَ، عَنْ جَدَّتِهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا وَصِيفَةً لَهُ فَأَبْطَأَتْ عَلَيْهِ فَقَالَ: «لَوْلا مَخَافَةُ الْقِصَاصِ لأَوْجَعْتُكِ بِهَذَا السِّوَاكِ [2] »
. حَدَّثَنِي عبد العزيز الكتاني قال أنبأنا مكي بن محمّد بن الغمر قال أنبأنا أبو
__________
[1] 552- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/381.
[2] انظر الحديث في: المطالب العالية 3311. ومجمع الزوائد 2/140.(2/138)
سليمان مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن زير. قَالَ وفي هذه السنة- يعني سنة سبع وعشرين وثلاثمائة- توفي أبو نعيم محمد بن جعفر بالرملة.
553- محمد بن جعفر بن بكار، أبو الطيب الكاتب:
ذكر أبو القاسم بن الثلاج أنه حدثه عَنْ أَبِي قلابة الرقاشي.
554- محمد بن جعفر بن حمدان، أبو عبد الله البغدادي:
ذكره لي أَبُو نعيم الحافظ وَقَالَ: قدم أصبهان. يروى عن هلال بن العلاء وغيره.
555- محمد بن جعفر بن محمد بن الحس بن المستفاض، أبو الحسن بن أبي بكر الفريابي [1] :
حدث عن أبي يوسف يعقوب بن إسحاق القلوسي، ومحمد بن أحمد بن الجنيد الدقاق، وعباس بن محمد الدوري، وإسحاق بن سيار النصيبي، والمطلب بن شعيب المصري، وموسى بن الحسن الصقلي، والحسن بن كليب الأنصاري، ونحوهم. روى عنه مُحَمَّد بْن إسماعيل الوراق، ويُوسُف بن عمر القواس، وأبو حفص بن شاهين، وأبو حفص الكتاني، وكان ثِقَةً.
أَخْبَرَنَا عُبَيْد اللَّهِ بْن عُمَر بْن أَحْمَد الواعظ، عَنْ أبيه قَالَ: سمعت أبا الْحَسَن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن مُحَمَّد الفريابي يقول ولدت سنة سبع وأربعين ومائتين.
556- محمد بن جعفر بن محمد بن وهب بن جراح، أبو عيسى البزّار المقرئ:
ذكر أبو القاسم بن الثلاج أنه قرأ عليه القرآن مرارا، وأنه حدثه عن أبي مسلم الكجي.
557- محمد بن جعفر بن أَحْمَد بْن إِدْرِيس بْن يوسف بْن شَدَّاد، أبو علي:
حدث عَنْ مُحَمَّد بن أَيُّوبَ الرَّازِيّ. روى عنه محمد بن جميع الصيداوي.
حَدَّثَنِي محمد بن علي الصوري قال أنبأنا أبو الحسين بن جميع قال نبأنا محمد بن جعفر بن أَحْمَد بْن إِدْرِيس بْن يوسف بْن شَدَّاد أبو عليّ ببغداد.
__________
[1] 555- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/381.(2/139)
558- محمد بن جعفر بن أحمد، أبو بكر القاضي الرافقي، يعرف بابن الصابوني [1] :
قدم بغداد، وحدّث به عن أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن نبيط بن شريط الأشجعي، وعن الحسن بن جرير الصوري، وأحمد بن محمد بن الصلت البغدادي نزيل مصر، روى عنه أبو الحسن الدارقطني.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ قال نبأنا عليّ بن عمر الحافظ قال نبأنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ الصابوني الرافقي- قدم علينا- قال نبأنا الحسن بن جرير الصوري قال نبأنا مهديّ بن جعفر قال نبأنا روّاد قال نبأنا مَعْقِلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلا يَسْرِقُ السَّارِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلا يَنْتَهِبُ نَهْبَةً يَرْفَعُ النَّاسُ إِلَيْهِ فِيهَا أَبْصَارُهُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ [2] »
. قَالَ علي بن عمر: صحيح من حديث الأعمش، وهو غريب من حديث معقل بن عبيد الله، عن الأعمش أن كان راويه حفظه، تفرد به رواد بن الجراح عنه، وتفرد به مهدى بن جعفر، عن رواد، والصحيح عن رواد، عن محمد بن عبيد الله، عن الأعمش.
559- محمد أمير المؤمنين الرّاضي بن جعفر المقتدر بالله أحمد بن المعتضد باللَّه بْن أَبِي أَحْمَد الموفق بْن جَعْفَر المتوكل بْن مُحَمَّد المعتصم بْن هارون الرشيد بْن مُحَمَّد المهدي بْن عبد الله المنصور بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيّ بْن عَبْدِ اللَّه بن العباس بن عبد المطلب، يكنى أبا العباس [3] :
استخلف بعد عمه أبي منصور الملقب بالقاهر.
فأنبأنا إبراهيم بن مخلد قَالَ أنبأنا إسماعيل بن علي قَالَ استخلف أبو العباس الراضي بالله محمّد بن جعفر المقتدر بالله يوم الأربعاء لست ليال خلون من جمادى
__________
[1] 558- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/381.
[2] انظر الحديث في: صحيح البخاري 3/178، 7/136، 8/195، 197. وصحيح مسلم، كتاب الإيمان باب 24. وفتح الباري 5/119، 12/81، 114.
[3] 559- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/17. والكامل لابن الأثير 8/89. والبداية والنهاية 11/196.
وفوات الوفيات 2/185. وتاريخ الخميس 2/351. ومروج الذهب 2/404. والأعلام 6/71.(2/140)
الأولى من سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة، وأمه أم ولد رومية تسمى ظلوم أدركت خلافته. ومولده في رجب سنة سبع وتسعين ومائتين، وتوفي ليلة السبت لست عشرة ليلة خلت من ربيع الأول من سنة تسع وعشرين وثلاثمائة. ودفن ليلة الأحد في الرصافة، وكانت خلافته ست سنين وعشرة أشهر وعشرة أيام. وتوفي وهو ابن إحدى وثلاثين سنة وثمانية أشهر. وكان قصير القامة، نحيف الجسم، أسمر رقيق السمرة، دري اللون، أسود الشعر سبطه، في وجهه طول، وفي مقدم لحيته تمام، وفي شعرها رقة. هكذا رأيته.
قَالَ لنا الحسن بن أبي بكر: كانت مدة خلافة الراضي ست سنين وعشرة أشهر، ومات بمدينة السلام.
قَالَ وَحَدَّثَنِي أبي قَالَ: صليت الجمعة وراء الراضي فسمعته يقرأ: «بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا» بالإدغام.
قال الشيخ أبو بكر كان للراضي فضائل كثيرة، وختم الخلفاء في أمور عدة، فمنها أنه آخر خليفة له شعر مدون، وآخر خليفة انفرد بتدبير الجيوش والأموال، وآخر خليفة خطب على منبر يوم جمعة، وآخر خليفة جالس الجلساء ووصل إليه الندماء، وآخر خليفة كانت نفقته وجوائزه وعطاياه وجراياته وخزائنه ومطابخه ومجالسه وخدمه وحجابة وأموره، كل ذلك يجرى على ترتيب المتقدمين من الخلفاء.
أَخْبَرَنَا أبو الحسن العباس بن عمر بن العباس الكلوذاني قَالَ سمعت أبا بكر محمد ابن يحيى الصولي يقول سمعت أمير المؤمنين الراضي بالله يقول: لله أقوام هم مفاتيح الخير، وأقوام مفاتيح الشر، من أراد: به خيرا قصد به أهل الخير وجعله الوسيلة إلينا فنقضي حاجته، فهو الشريك في الثواب والشكر، ومن أراد الله بن سوءا عدل به إلى غيرنا فهو الشريك في الوزر والإثم. والله المستعان على كل حال.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن المحسن التنوخي، عَنْ أَبِيهِ قَالَ سمعت أبا بكر محمد بن يحيى الصولي يحكى أنه دخل إلى الراضي وهو يبنى شيئا، أو يهدم شيئا، فأنشده أبياتا، وكان الراضي جالسا على أجرة حيال الصناع قَالَ: وكنت أنا وجماعة من الجلساء فأمرنا بالجلوس بحضرته، فأخذ كل واحد منا آجرة فجلس عليها، واتفق أني أخذت آجرتين ملتزقتين بشيء من إسفيداج فجلست عليهما، فلما قمنا أمر أن توزن أجرة كل واحد ويدفع إليه بوزنه دراهم أو دنانير- قَالَ: أتى الشك مني- قَالَ: فتضاعفت جائزتي على جوائز الحاضرين بتضاعف وزن آجرتي على آجرهم.(2/141)
أَخْبَرَنَا أَبُو مُسْلِم حَمد بْن مُحَمَّد بْن عبد الرحمن بن بندار القاضي بقاشان قَالَ نبأنا أبي قال أنبأنا أبو الحسن السلامى قَالَ حَدَّثَنِي الْحَسَن بْن مُحَمَّد القزويني قَالَ سمعتُ أَبَا بكر النحوي يقول: من ألطف رقعة كتبت في الاعتذار رقعة كتبها أمير المؤمنين الراضي إلى أخيه أبي إسحاق المتقى، وقد كان جرى بينهما كلام بحضرة المؤدب، وكان الأخ قد تعدى على الراضي، فكتب إليه الراضي:
بسم الله الرحمن الرحيم، أنا معترف لك بالعبودية فرضا، وأنت معترف لي بالأخوة فضلا، والعبد يذنب، والمولى يعفو، وقد قال الشّاعر:
إذا الذي يغضب من غير شي ... اعتب فعتباك حبيب إلي
أنت على أنك لي ظالم ... أعز خلق الله كل علي
قَالَ فجاءه أبو إسحاق فانكب عليه، فقام إليه الراضي وكان الأكبر فتعانقا وتصالحا.
حَدَّثَنَا أبو طاهر محمد بن علي البيع قَالَ أنبانا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن موسى القرشي قَالَ قرئ على أبي بكر محمد بن يحيى الصولي وأنا أسمع للراضي بالله:
كل صفو إلى كدر ... كل أمن إلى حذر
ومصير الشباب للمو ... ت فيه أو الكبر
در در المشيب من ... واعظ ينذر البشر
أيها الآمل الذي ... تاه في لجة الغرر
أرين من كان قبلنا ... درس الشخص والأثر
سيرد المعار من ... عمره كله خطر
رب إني ذخرت عن ... دك أرجوك مدخر
إنني مؤمن بما ... بين الوحي في السور
واعترافي بترك نف ... عي وإيثاري الضرر
رب فاغفر لي الخطى ... ئة يا خير من غفر
560- محمد بن جعفر بن سعيد، أبو بكر الجوهري [1] :
حدث في الغربة عَنِ الْحَسَن بن عرفة. روى عنه عَلِيّ بن الحسن بن المثنى العنبري.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْن بن مُحَمَّدِ بن الحسن المؤدّب قال: حدّثني عليّ بن
__________
[1] 560- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/148.(2/142)
الحسن بن المثّنّى العنبريّ بأستراباذ قال نبأنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ سَعِيدٍ الجوهريّ البغداديّ بأرّجان قال نبأنا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ مهديّ وجماعة قالوا أنبأنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار قال نبأنا الحسن بن عرفة قال نبأنا إسماعيل بن عياش قال نبأنا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يَقْرَأُ الْجُنُبُ وَلا الْحَائِضُ شَيْئًا مِنَ الْقُرْآنِ [1] »
. لَفْظُ حَدِيثِ الْجَوْهَرِيِّ.
561- مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَزِيدَ، أبو بكر الصّيرفيّ المطيري من أهل مطيرة سر من رأى:
سكن بَغْدَاد، وحدث بها عَنِ الحسن بْن عرفة، وعلي بن حرب، ويحيى بن عياش القطان، وعباس بْن عَبْد اللَّه الترقفي، وعباس بْن محمد الدوري، والحسن بن علي بن عفان الكوفي، وأَبِي البختري عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ شاكر العنبري، وجماعة نحوهم.
روى عنه أبو الحسين بن البواب، وأبو الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيّ، وأبو حفص بْن شاهين، وغيرهم من المتقدمين. وَحَدَّثَنَا عنه أبو الْحَسَن بن الصلت الأهوازيّ. قال الدارقطني:
هو ثقة مأمون.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى بْنِ هَارُونَ بْنِ الصَّلْتِ قال أنبأنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَزِيدَ المطيري قال نبأنا الحسن بن عرفة قال نبأنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْعَمِيُّ الْبَصْرِيُّ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَبَا ذَرٍّ إِذَا طَبَخْتَ فَأَكْثِرِ الْمَرَقَ وَتَعَاهَدْ جِيرَانَكَ، أَوْ قَالَ اقْسِمْ فِي جِيرَانِكَ [2] »
. أَخْبَرَنَا الحسين بن عليّ الطّناجيريّ قال أنبأنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الْحَافِظُ قَالَ:
كان المطيري صدوقا ثقة.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ قَالَ: قَالَ لنا أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الطّاهري: كان أبو بكر المطيري ينزل في درب خزاعة، وكان حافظا للحديث، وكان لا بأس به في دينه والثقة.
__________
[1] انظر الحديث في: سنن الترمذي 131. وسنن ابن ماجة 596. وحلية الأولياء 4/22. وسنن الدارقطني 2/561، 87- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/62.
[2] 561- انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب البر والصلة 142. ومسند أحمد 5/149. وشرح السنة 6/157.(2/143)
أَخْبَرَنِي عبيد اللَّه بْن أَبِي الفتح عَن طلحة بْن مُحَمَّد بْن جعفر. وأَخْبَرَنَا السمسار قال أنبأنا الصّفّار قال نبأنا ابن قانع أن المطيري مات في سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة.
وزاد ابن قانع: في صفر.
562- محمد بن جعفر بن أحمد، أبو بكر التميمي العسكري:
حدث عَن أَبِي بكر بْن أَبِي الدنيا، ومقاتل بن صالح المطرز. روى عنه محمد بن فارس الغوري.
563- محمد بن جَعْفَر بن مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَر بن الحسن بن جعفر بن الحسن ابن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهم السّلام، أبو الحسن العلوي، يعرف بأبي قيراط [1] :
كان نقيب الطالبيين ببغداد، وحدث عن أبيه، وعن سليمان بن علي الكاتب.
روى عنه مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الْوَرَّاق.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاذٍ عَبْدُ الْغَالِبِ بْنُ جَعْفَرٍ الضَّرَّابُ قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْوَرَّاقُ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْن جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بن جعفر العلوي قال أنبأنا سُلَيْمَانُ بْنُ عَلِيٍّ الْكَاتِبُ قَالَ حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بن جعفر بن محمد بن عبد الله عن عمر ابن عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «شَفَاعَتِي لأُمَّتِي من أحب أهلي بَيْتِي وَهُمْ شِيعَتِي [2] »
. حَدَّثَنِي محمد بن علي الصوري، عن عبد الغني بن سعيد الحافظ أن محمد بن جعفر المعروف بأبي قيراط- وكان نقيب الطالبيين- توفي ببغداد في ذي الحجة من سنة خمس وأربعين وثلاثمائة.
564- محمد بْن جعفر بْن مُحَمَّد بْن سلم بْن راشد الختلي، أخو عمر وأحمد:
سمع جعفر بن محمد بن شاكر الصائغ، ومحمد بن غالب التمتام، وطبقتهما.
وأحسبه لم يحدث لكن روى أخوه أحمد عن وجوده في كتابه.
__________
[1] 563- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/106.
[2] انظر الحديث في: كنز العمال 34179، 39057.(2/144)
أَخْبَرَنَا محمد بن عمر بن بكير المقرئ والحسن بن الحسين بن العباس النعالي قالا:
أنبأنا أَحْمَد بْن جعفر بْن مُحَمَّد بْن سلم الختلي قَالَ: أصبت في كتاب أخي محمد بن جعفر بن سلم حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ قَالَ نا عفان قال نا حمّاد بن سلمة قال نا عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أنه قَالَ: بلغت ثمانين سنة وما شيء عندي أخوف من النساء. وكان ذهب بصره.
565- محمد بن جعفر بن محمد بن فضالة بن يزيد بن عبد الملك، أبو بكر الأدمي القارئ الشاهد صاحب الألحان [1] :
كان من أحسن الناس صوتا بالقرآن، وأجهرهم بالقراءة. وحدث عن أَحْمَد بْن عبيد بْن ناصح، وعبد اللَّه بن الحسن الهاشمي، ومحمد بن يوسف بن الطباع، وأحمد بن عبيد الله النرسي، وأحمد بن موسى الشطوي، والحارث بن محمد بْن أبي أسامة، وعَبْد اللَّه بْن أَحْمَدَ بْن إِبْرَاهِيم الدَّوْرَقِيُّ، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة.
حَدَّثَنَا عنه أبو الحسن بن رزقويه، وأَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَسْنُونَ النَّرْسِيُّ، وأبو الحسين بن بشران، وعلي بن أحمد بن عمر المقرئ، وأبو علي بن شاذان، وغيرهم.
حَدَّثَنَا القاضي أَبُو القاسم علي بْن المحسن التنوخي من حفظه في المذاكرة غير مرة قال نبأنا الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْن عَبْد اللَّه الأسدي المعروف بابن الأكفاني قَالَ سمعت أبي يقول حججت في بعض السنين وحج في تلك السنة أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، وأبو بكر الأدمي القارئ، فلما صرنا. بمدينة الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جاءني أبو القاسم البغوي فقال لي: يا أبا بكر هاهنا رجل ضرير قد جمع حلقة فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقعد يقص ويروي الكذب من الأحاديث الموضوعة، والأخبار المفتعلة، فإن رأيت أن نمضي إليه لننكر عليه ذلك ونمنعه منه؟ فقلت له: يا أبا القاسم إن كلامك لا يؤثر مع هذا الجمع الكثير، والخلق العظيم، ولسنا ببغداد فيعرف لنا موضعنا، وننزل منازلنا، ولكن هاهنا أمر آخر وهو الصواب، وأقبلت على أبي بكر الأدمي فقلت: استعد واقرأ. فما هو إلا أن ابتدأ بالقراءة حتى انفلت الحلقة، وانفصل الناس جميعا وأحاطوا بنا يسمعون قراءة أبي بكر، وتركوا الضرير وحده، فسمعته يقول لقائده: خذ بيدي فهكذا تزول النعم.
__________
[1] 565- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/122. وميزان الاعتدال 3/502.(2/145)
وأَخْبَرَنَا علي بن المحسن قَالَ حَدَّثَنِي أبي قَالَ حَدَّثَنِي أبو محمد يحيى بن محمد ابن فهد قَالَ حَدَّثَنِي ذرة الصوفي قَالَ: كنت بائتا بكلواذى على سطح عال، فلما هدأ الليل قمت لأصلي، فسمعت صوتا ضعيفا يجيء من بعد، فأصغيت إليه وتأملته شديدا، فإذا هو صوت أبي بكر الأدمي، فقدرته منحدرا في دجلة، وأصغيت فلم أجد الصوت يقرب ولا يزيد على ذلك القدر ساعة ثم انقطع، فشككت في الأمر وصليت ونمت، وبكرت فدخلت بغداد على ساعتين من النهار أو أقل، وكنت مجتازا في السمارية، فإذا بابي بكر الأدمي ينزل إلى الشط من دار أبي عبد الله الموسائي العلوي التي بقرب فرضة جعفر على دجلة، فصعدت إليه وسألته عن خبره، فأخبرني بسلامته، وقلت: أين بت البارحة؟ فقال في هذه الدار. فقلت قرأت؟ قَالَ نعم. قلت:
أي وقت؟ قَالَ بعد نصف الليل إلى قريب من الثلث الأخير. قَالَ فنظرت فإذا هو الوقت الذي سمعت فيه صوته بكلواذي، فتعجبت من ذلك عجبا شديدا بان له في.
فقال: مالك؟ فقلت إني سمعت صوتك البارحة وأنا على سطح بكلواذى وتشككت، فلولا أنك أخبرتني الساعة بهذا على غير اتفاق ما صدقت. قَالَ:
فاحكها للناس عني. فأنا أحكيها دائما.
حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن أَبِي عَلِيّ المعدل قَالَ نبأنا أبو بكر بن أبي موسى القاضي وأبو إسحاق الطبري وغيرهما قالوا سمعنا أبا جَعْفَرٍ عَبْد اللَّه بْن إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم بن برية الإمام يقول: رأيت أبا بكر الأدمي في النوم بعد موته بمديدة، فقلتُ لَهُ: ما فعل اللَّه بك؟ فَقَالَ: أوقفني بين يديه، وقاسيت شديدا، وأمورا صعبة. فقلت له: فتلك الليالي والمواقف والقرآن؟ فقال ما كان شيء أضر علي منها لأنها كانت للدنيا. فقلت له:
فإلى أي شيء انتهى أمرك؟ قَالَ قَالَ لي تعالى: آليت على نفسي أن لا أعذب أبناء الثمانين. قَالَ محمد بن أبي الفوارس سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة فيها مات محمد بن جعفر الأدمي، وكان قد خلط فيما حدث.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ سَمِعْتُ أبي يسأل أبا بكر محمد بن جعفر الأدمي:
في أي سنة ولدت؟ فقال: يوم الأحد لعشر بقين من رجب سنة ستين ومائتين.
حَدَّثَنَا محمد بن الحسين بْن الفضل إملاء قَالَ: توفِي أَبُو بكر الأدمي القارئ يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من شهر ربيع الأول ودفن في هذا اليوم سنة ثمان وأربعين(2/146)
وثلاثمائة، ودفن إلى جنب أبي عمر الزاهد في الصفة التي بحذاء قبر معروف الكرخي، وتوفي أبو عبد اللَّه بْن أبي بكر الأدمي بعده بقليل ودفن إلى جنبه.
566- محمد بن جعفر، أبو علي يلقب غندرا:
حدث عن الحسن بن علي المعمري. روى عنه أحمد بن الفرج بن حجاج.
567- محمد بن جعفر، بن حشيش، أَبُو عَبْد اللَّه:
حدث عَنْ مُحَمَّد بْن عُثْمَان بن أَبِي شيبة الكوفي. روى عنه إِبْرَاهِيم بْن مخلد بْن جَعْفَر الباقرحي.
568- محمد بن جعفر بن أحمد بن عيسى، أبو الطيب الوراق، يعرف بابن الكدوش [1] :
سمع حامد بن مُحَمَّدِ بْنِ شعيب البلخي، ومفضل بن محمّد الجندي، وعبد الله ابن محمد بن زياد النيسابوري. وحدث شيئا يسيرا. روى عنه عبيد اللَّه بْن عُثْمَان بْن يحيى الدقاق.
قَالَ محمد بن أبي الفوارس: سنة سبع وخمسين وثلاثمائة فيها مات أبو الطيب محمد بن جعفر يعرف بابن الكدوش يوم الأحد لإحدى عشرة ليلة خلت من جمادى الأولى. ومولده سنة ثمانين ومائتين. وكان صاحب كتاب، وكان ثقة، مأمونا، مستور، حسن المذهب، سمعت منه.
569- محمد بن جعفر بن دران بن سليمان بن إسحاق بن إبراهيم، أبو الطيب، يلقب غندرا [2] :
سمع أبا خليفة الفضل بن الحباب، وأبا يعلى الموصلي، وإبراهيم بن عبد الله النّجيرمي، في أمثالهم. رَوى عَنْهُ أَبُو الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيّ، وأبو حفص الكتاني. وكان أبو الطيب هذا قد انتقل إلى مصر فسكنها وبها سمع منه الدارقطني. وأما الكتاني فسمع منه ببغداد.
أَخْبَرَنَا أبو القاسم الأزهري قال نبأنا عَلِيّ بْن عُمَر الحافظ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو الطيب محمد بن جعفر بن دران غندر البغداديّ بمصر قال نبأنا محمّد بن أحمد بن شيبان
__________
[1] 568- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/193. والأنساب للسمعاني 10/366، 367.
[2] 569- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/194.(2/147)
الخلال بالرملة، وَحَدَّثَنِي محمد بن علي الصوري، عن أبي العباس أحمد بن محمّد ابن زكريا النسوي قَالَ: محمد بن جعفر بن دران غندر أبو الطيب البغدادي، لقي الشيوخ السادة من نساك بغداد والصوفية مثل الجنيد وأقرانه، وكتب الحديث وروى، وسكن مصر في آخر عمره ومات بها سنة سبع وخمسين وثلاثمائة. قَالَ غيره: مات في شهر ربيع الآخر سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة.
570- محمد بن جعفر، أبو بكر القاضي، يعرف بغندر أَيْضًا [1] :
أَخْبَرَنَا بُشْرَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرومي قال نبأنا أبو بكر محمّد بن جعفر الفامي المعروف بغندر مولى فاتن المقتدري في سنة ستين وثلاثمائة.
قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي شَاكِرٍ مَسَرَّةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ مَوْلَى الْمُتَوَكِّلِ عَلَى اللَّهِ قَالَ نبأنا الحسن بن يزيد قال نبأنا عبد الله بن المبارك قال نبأنا سليمان بن مهران: قال إبراهيم ابن جَعْفَرٍ الأَنْصَارِيُّ الْمَعْرُوفُ بِالرَّاهِبِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَجْعَلَ عَبْدًا لِلْخِلافَةِ مَسَحَ يَدَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ [2] »
. قال الشيخ أبو بكر: مسرة بن عبد الله ذاهب الحديث.
571- مُحَمَّدُ بْن جَعْفَرِ بْن مُحَمَّد بْن الْهَيْثَمِ بْن عمران بن بريدة، أبو بكر البندار، أنباري الأصل [3] :
سمع أحمد بن الخليل البرجلاني، ومحمد بن أبي العوام الرياحي وجعفر بن محمد الصائغ، وأبا إسماعيل الترمذي، وهو آخر من حدث عنهم. وروى أيضا عن إبراهيم ابن إسحاق الحربي.
حَدَّثَنَا عنه أَبُو الحسين بْن الفضل القطان، وأبو الفرج بن سميكة، وعلي بن أحمد الرزاز، ومكي بن علي الحريري، وأبو علي بن شاذان، وأبو بكر البرقاني، وبشرى بن عبد الله الفاتني.
قرأت بخط علي بن أحمد الرزاز: سألت الشيخ- يعني أبا بكر بن الهيثم- عن مولده فقال: في شوال سنة سبع وستين ومائتين.
__________
[1] 570- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 9/229
[2] انظر الحديث في: الموضوعات لابن الجوزي 3/97. اللآلئ المصنوعة 2/213. والأحاديث الضعيفة 805. والدر المنثور 5/323. والجامع الكبير 4668.
[3] 571- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/207.(2/148)
سألت البرقاني عن ابن الهيثم فقلت: هل تكلم فيه أحد؟ فقال: لا. قَالَ: وكان سماعه صحيحا بخط أبيه.
قَالَ لنا أَبُو عَلِيّ بْن شاذان: توفِي ابن الهيثم في محرم سنة ستين وثلاثمائة.
قَالَ محمد بن أبي الفوارس: سنة ستين وثلاثمائة فيها مات محمد بن جعفر بن الهيثم يوم عاشوراء فجأة، ومولده سنة ثمان وستين ومائتين، وكان عنده إسناد انتقى عليه عمر البصري، وكان قريب الأمر فيه بعض الشيء، وكانت له أصول بخط أبيه جياد.
572- محمد بن جعفر، أبو بكر الكتاني الأحول المؤدب:
حدث عن عباس بن يوسف الشكلي، وعن جدار بن بكر الدبيلي. روى عنه يوسف بن عمر القواس.
573- محمد بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن كنانة، أبو بكر المؤدب [1] :
حدث عن أبي مسلم الكجي، وأبي العباس الكديمي، ومحمد بْن سهل العطار.
حَدَّثَنَا عنه علي بْن أَحْمَد الرزاز، وبشرى بْن عَبْد اللَّه الفاتني.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أحمد الرّزّاز قال نبأنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بن عبد الله المؤدّب قال نبأنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو مُسْلِمٍ الْكَجِّيُّ قال نبأنا مسلم بن إبراهيم قال نبأنا هشام قال نبأنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لا يَمْنَعَنَّ أَحَدُكُمْ جَارَهُ أَنْ يَضَعَ خَشَبَةً فِي حَائِطِهِ [2] »
. أَخْبَرَنِي أحمد بن [علي [3]] المحتسب قال أنبأنا محمد بن أبي الفوارس قَالَ:
محمد بن جعفر المؤدب بسوق عباسة، لم يكن عندي بذاك، كان فيه تساهل.
حدثت عن أبي الحسن محمد بن العباس بن الفرات قَالَ: توفي أبو بكر محمد بن جعفر بن كنانة المؤدب في جمادى الأولى سنة ست وستين وثلاثمائة، وكان قريب الأمر.
__________
[1] 573- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/250. وميزان الاعتدال 3/501.
[2] انظر الحديث في: مسند أحمد 2/274، 447. والسنن الكبرى للبيهقي 6/68، 69. وسنن الدارقطني 4/228. وإتحاف السادة المتقين 6/310. ومكارم الأخلاق 43.
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(2/149)
574- محمد بن جعفر بن الحسين بن محمد بن زكريا، أبو بكر الوراق، يلقب غندرا [1] :
كان جوالا، حدث ببلاد فارس وخراسان عن محمّد بن محمّد الباغندي، ويحيى ابن محمّد بن صعد، وأبى بكر بن دريد النحوي، وأبى عروبة الحراني، وعبد الله بن أبي سفيان الموصلي، وأبى على محمد بن سعيد الحافظ نزيل الرقة، وأبى الحسن بن جوصا الدمشقي، ومكحول البيروتي، وأبى جعفر الطحاوي، وأسامة بن علي بن سعيد الرازي. حَدَّثَنَا عنه عمر بن أبي سعد الزاهد الهروي، وأبو نعيم الأصبهاني، وكان حافظا ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ قَالَ نبأنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا غُنْدَرٌ الْوَرَّاقُ الْبَغْدَادِيُّ- قَدِمَ عَلَيْنَا- قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ قَالَ نبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ عيشون قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي دَاوُدَ قَالَ نبأنا دَاوُدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ، عَنْ مَطَرٍ الْوَرَّاقِ، عَنْ هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «ذَهَابُ الْبَصَرِ مَغْفِرَةٌ لِلذُّنُوبِ، وَذَهَابُ السَّمْعِ مَغْفِرَةٌ لِلذُّنُوبِ، وَمَا نَقَصَ مِنَ الْجَسَدِ فَعَلَى قَدْرِ ذَلِكَ [2] »
. قَالَ لِي أَبُو نُعَيْمٍ: تُوُفِّيَ غُنْدَرٌ بِخُرَاسَانَ بَعْدَ سنة ستين وثلاثمائة.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يعقوب، عَنْ مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّد النيسابوري الحافظ أن غندرا خرج من مرو قاصدا بخارى، فمات في المفازة في سنة سبعين وثلاثمائة.
575- محمد بن جعفر بن محمد، أبو الفتح الهمدانيّ، يعرف بابن المراغي [3] :
سكن بغداد، وروى بها عن أبي جعفر أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن مُسْلِم بن قتيبة.
حدث عنه الْقَاضِي أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن الْقَاسِم المحاملي، وذكر أنه سمع
__________
[1] 574- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/279.
[2] انظر الحديث في: اللآلئ المصنوعة 2/215. والأحاديث الضعيفة 827. وتذكرة الموضوعات 207. وكنز العمال 6532.
[3] 575- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/319. وبغية الوعاة 28. والإمتاع والمؤانسة 1/133.
والأعلام 6/71.(2/150)
منه في سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة. كان من أهل الأدب، عالما بالنحو واللغة، وله كتاب صنفه وسماه كتاب «البهجة» ، على مثال الكتاب «الكامل» للمبرد.
576- مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ بْن الحسن بن وهب، أبو بكر الحريري المعدل، يعرف بزوج الحرة [1] :
سمع مُحَمَّد بْن جرير الطبري، وعبد اللَّه بْن محمد البغوي، والحسن بن محمي المخرمي، وأبا بكر بن أبي داود، والعباس بْن يوسف الشكلي. حَدَّثَنَا عَنْهُ أَبُو الحسن ابن رزقويه، وأبو بكر البرقاني، والحسن وعبد الله ابنا أبي بكر بن شاذان.
وسألت البرقاني عنه فقال: بغدادي جليل، أحد العدول الثقات.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بن المحسن الْقَاضِي قَالَ حَدَّثَنِي أبي قَالَ حَدَّثَنِي الأمير أبو الفضل جعفر بن المكتفي بالله قَالَ كانت بنت بدر مولى المعتضد بالله زوج أمير المؤمنين المقتدر بالله، فأقامت عنده سنين وكان لها مكرما، وعليها مفضلا الإفضال العظيم فتأثلت حالها، وانضاف ذلك إلى عظيم نعمتها الموروثة، وقتل المقتدر فأفلتت من النكبة، وسلم لها جميع أموالها وذخائرها حتى لم يذهب لها شيء، وخرجت عن الدار، فكان يدخل إلى مطبخها حدث يحمل فيه على رأسه، يعرف بمحمد بن جعفر ابن أبي عسرون، كان حركا فنفق على القهارمة بخدمته، فنقلوه إلى أن صار وكيل المطبخ، وبلغها خبره ورأته فاستكاستة فردت إليه الوكالة في غير المطبخ، وتراقى أمره حتى صار ينظر في ضياعها وعقارها، وغلب عليها وصارت تكلمه من وراء ستر، وخلف باب أو ستارة، وزاد اختصاصه بها حتى علق بقلبها، فاستدعيته إلى تزويجها فلم يجسر على ذلك، فجسرته، وبذلت له مالا حتى تم لها ذلك، وقد كانت حاله تأثلت بها، وأعطته لما أرادت ذلك منه أموالا جعلها لنفسه نعمة ظاهرة لئلا يمنعها أولياؤها منه بالفقر وأنه ليس بكفء، ثم هادت القضاة بهدايا جليلة حتى زوجوها منه، واعترض الأولياء فغالبتهم بالحكم والدراهم فتم له ذلك ولها، فأقام معها سنين ثم ماتت، فحصل له من مالها نحو ثلاثمائة ألف دينار ظاهرة وباطنة، فهو يتقلب إلى الآن فيها. قَالَ أبي: وقد رأيت أنا هذا الرجل وهو شيخ عاقل شاهد مقبول، توصل بالمال إلى أن قبله أبو السائب القاضي، حتى أقر في يده وقوف الحرة ووصيتها، لأنها وصّت الحرّة لأجل تزويج المقتدر بها. وكذا إعادة الخلفاء لغلبة المماليك عليهم إذا كانت لهم زوجة قيل الحرة.
__________
[1] 576- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/297.(2/151)
قَالَ لنا أبو علي بن شاذان كان: محمد بن جعفر زوج الحرة جارنا وسمعت منه مجالس من أمالية. وكان يحضره في مجلس الحديث القاضي الجراحي، وأبو الحسين بْن المظفر، وأبو عُمَر بْن حيويه، وأبو الْحَسَن الدارقطني، وغيرهم من الشيوخ.
وتوفي ليلة الجمعة ودفن يوم الجمعة لأربع خلون من صفر سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة بالقرب من قبر معروف الكرخي وحضرت مع أبي الصلاة عليه.
577- محمد بن جعفر بن الحس بْن سُلَيْمَان بْن علي بْن صالح، صاحب المصلي، يكنى أبا الفرج [1] :
حدث عن الهيثم بن خلف الدوري، وعَبْد اللَّهِ بْن إِسْحَاق المدايني، ومحمد بن محمد الباغندي، والحسن بن الطيب الشجاعي، ومحمّد بن إبراهيم البرني، وعبد الله ابن جعفر بن أعين، وأبي القاسم البغوي، وعبد اللَّه بْن أَبِي داود، وأبى الليث الفرائضي، والْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن عفير، وأبى صخرة الكاتب، ونحوهم. وروى عن خلق كثير من الغرباء، مثل أبي عروبة الحراني، وأبي الحسن بن جَوْصا الدمشقي، ومكحول البيروتي، والحسين بن أحمد بن بسطام الأبلي، ومحمد بن سعيد الترخمي، وسعيد بن علي بن خليل النصيبي، وغيرهم.
حدّثنا أبو الحسن النعيمي، والقاضي أبو القاسم التنوخي أحاديث تدل على سوء ضبطه، وضعف حاله.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْمُعَدَّلُ قَالَ نبأنا أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ صَاحِبُ الْمُصَلَّى مِنْ حفظه قال نبأنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي قال نبأنا أَبُو نُعَيْمٍ عُبَيْدُ بْنُ هِشَامٍ الْحَلَبِيُّ قَالَ نبأنا مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «انتظار الفرج عبادة [1] »
. قال الشيخ أبو بكر: وهم هذا الشيخ على الباغندي وعلى من فوقه في هذا الحديث وهما قبيحا، لأنه لا يعرف إلا من رواية سليمان بن سلمة الخبائري عن بقية ابن الوليد، عن مالك، وكذلك حدث به الباغندي.
أَخْبَرَنِيهِ أَبُو الْقَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ قال أنبأنا محمّد بن المظفر قال أنبأنا
__________
[1] 577- انظر- المنتظم، لابن الجوزي 14/308. وسؤالات حمزة السهمي للدارقطنى 42.
[1] انظر الحديث في: أمالى الشجري 1/22. وكشف الخفا 1/239، 2/27. والعلل المتناهية 2/321. والدرر المنتثرة 27. وإتحاف السادة المتقين 9/9/27. ولسان الميزان 4/1060.(2/152)
مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ أَبُو بَكْرٍ [الواسطي قال ثنا سليمان [1]] بن سلمة الخبائري قال نبأنا بقية بن الوليد قال نبأنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ الأَصْبَحِيُّ الْمَدِينِيُّ قَالَ أَخْبَرَنِي ابن شهاب الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْعِبَادَةُ انْتِظَارُ الْفَرَجِ مِنَ اللَّهِ [2] »
. قال أبو بكر: أنكرته عليه أشد الإنكار، وقلت: ليس من هذا شيء البتة، وكان أمر سليمان هذا شيئا عجيبا الله أعلم به. وقد رواه شيخ كذاب، كان بعسكر مكرم عن عيسى بن أحمد العسقلاني عن بقية، وأفحش في الجرأة على ذلك لأنه معروف أن الخبائري تفرد به، والله أعلم.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ قَالَ نبأنا محمّد بن جعفر الصالحي قال نبأنا حمد بن مُحَمَّدِ بْنِ بشار بن أَبِي العجوز قال نبأنا الحسن بن هارون بن عقار قال نبأنا جرير ابن عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لا يُمْلِي مَصَاحِفَنَا إِلا غِلْمَانُ بَنِي هاشم [3] »
. قال الشيخ أبو بكر: وقد وهم الصالحي أيضا في متن هذا الحديث، وصوابه عن ابن أبي العجوز.
أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُؤَدِّبُ قال أنبأنا أبو الفتح محمد ابن الحسين الأزدي قال نبأنا الحسن بن هارون بن أخي سلمة بن عقار قال نبأنا جرير ابن عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يُمْلِيَنَّ مَصَاحِفَنَا إِلا غِلْمَانُ قُرَيْشٍ، أَوْ غِلْمَانُ ثَقِيفٍ [4] » .
وَهَكَذَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ عَنِ ابْنِ أَبِي الْعَجُوزِ. وَهَذَا الْحَدِيثُ تَفَرَّدَ بِرَفْعِهِ ابْنُ أَبِي الْعَجُوزِ، وَهُوَ مَحْفُوظٌ مِنْ قَوْلِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ.
حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نصر الدينوري قَالَ سمعت حمزة بن يوسف السهمي يقول: أبو الفرج محمد بن صالح بن جعفر البغدادي من ساكني البصرة، في الجزيرة، ضعيف لا يحتج بحديثه، ما رأيت له أصلا جيدا، ولا رأيت أحدا يثنى عليه خيرا.
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] انظر التخريج السابق.
[3] انظر الحديث في: كنز العمال 37983.
[4] انظر التخريج السابق.(2/153)
وسمعت جماعته يحكون أنه غصب كتب أبي مسلم بن مهران البغدادي، وحدث بها، ولم يكن له فيها سماع. هكذا قَالَ حمزة اسمه محمد بن صالح بن جعفر، والصواب محمد بن جعفر بن صالح.
قَالَ لنا القاضي أَبُو القاسم علي بْن المحسن التنوخي كان محمد بن جعفر هذا يصحب جدي القاضي أبا القاسم التنوخي سنين كثيرة ويلزمه، وسمعته يقول: ولدت ببغداد في يوم الخميس لسبع ليال خلون من صفر سنة ست وتسعين ومائتين. وتوفي سنة أربع وسبعمائة وثلاثمائة بالبصرة، وكان انحدر إليها فأدركه أجله بها.
578- محمد بن جعفر بن زيد، أبو الطيب المكتب [1] :
حدث عَنْ أَبِي الْقَاسِم البغوي، حَدَّثَنَا عَنْهُ ابنه عبد الغفار.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ مُحَمَّدٍ من حفظه قال نبأنا أبي أبو الطّيّب محمّد بن جعفر المكتب قال نبأنا عبد الله بن محمّد البغويّ قال نبأنا طالوت بن عبّاد قال نبأنا فضال ابن جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَوَّلُ الآيَاتِ طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا [2] »
. لم يكن عند عبد الغفار عن أبيه غير هذا الحديث. وَحَدَّثَنِي من سمعه يقول: ولد أبي سنة إحدى وثلاثمائة، وسمعته أنا يقول: مات أبي في شعبان من سنة سبع وسبعين وثلاثمائة.
579- محمد بن جعفر بن عبد الله، أبو الحسين المقرئ، يعرف بالصابوني [3] :
من أهل برذعة. قدم بَغْدَاد حاجا وحدث بها عَنْ مُحَمَّد بن أحمد بن أسد بن حرارة البرذعي بنسخة بشر بن عمرو بن سام.
قَالَ لي أبو القاسم الأزهري قرئ عليه في جامع المنصور في أيام الدارقطني، وكنت إذ ذاك عليلا فلم أتمكن أن أسمع منه، وأخذ لي أبو عبد الله بن بكير إجازته.
قال الشيخ أبو بكر: روى عنه أبو الحسن الدارقطني.
__________
[1] 578- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/328.
[2] انظر الحديث في: سنن ابن ماجة 4069. والمعجم الكبير للطبراني 8/315. ومصنف ابن أبى شيبة 14/124، 125. والكامل لابن عدى 6/2047.
[3] 579- انظر: الأنساب للسمعاني 2/153، 8/7.(2/154)
580- محمد بن جعفر بن العباس بن جعفر، أبو بكر النجار [1] :
سمع محمد بن هارون المجدر، وأبو حامد الحضرمي، ويحيى بْن مُحَمَّد بْن صاعد، وَأَبَا بكر النيسابوري، ويوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول.
حَدَّثَنِي عنه الحسن بن محمد الخلال، وذكر لي أنه كان يلقب غندرا. وَقَالَ: كان ثقة فهما يحفظ القرآن حفظا حسنا، وتوفي في المحرم سنة تسع وسبعين وثلاثمائة.
581- محمد بن جعفر بن محمد بن عبد الكريم بن بديل، أبو الفضل الخزاعي الجرجاني [2] :
قدم بغداد، وحدث بها عن يوسف بن يعقوب النجيرمي البصري، وأحمد بن عبيد الله النهرتيري، ومحمد بن أحمد بن إسحاق الشاهد الأهوازي، والحسن بْن عبد اللَّه بْن سعيد العسكري، وأبى بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي. كتب عنه أحمد بن عمر بن البقال. وحَدَّثَنَا عنه القاضي أَبُو القاسم التنوخي.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ قَالَ نبأنا أبو الفضل محمد بن جعفر بن محمد الخزاعي في سنة أربع وثمانين وثلاثمائة قال: قرأت على أبي الحسين أحمد بْن مُحَمَّدِ بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن هارون بْن جعفر قلت: حدثك أبوك محمد بن الحسن، عن أبي جعفر عبد الله بن فاخر؟ قال: نبأنا محمد بن الحسن الشيباني قَالَ صلى بنا أبو حنيفة في شهر رمضان وقرأ حروفا قد اختارها لنفسه من الحروف التي قرأهن الصحابة والتابعون، قرأ أبو حنيفة: مَلِكِ يَوْمَ الدِّينِ. على مثال فعل ونصب اليوم جعله مفعولا، وقرأ في سورة الأنعام: لا تَنْفَعُ نَفْسٌ. بالتاء والرفع. قَالَ أبو الفضل ولست أعرف الرفع مع التاء. وقرأ في سورة يوسف: قَدْ شَعَفَهَا حُبًّا بالعين المهملة، وقرأ في سورة يس: فَأَعْشَيْنَاهُمْ بالعين غير معجمة، وقرأ في سورة الفلق:
مِنْ شَرٍّ مَا خَلَقَ بالتنوين. وذكر حروفا كثيرة سوى هذه.
قال الشيخ أبو بكر: كان أبو الفضل الخزاعي شديد العناية بعلم القراءات، ورأيت له مصنفا يشتمل على أسانيد القراءات المذكورة فيه، عدة من الأجزاء، فأعظمت ذلك واستنكرته، حتى ذكر لي بعض من يعتنى بعلوم القراءات أنه كان يخلط تخليطا قبيحا، ولم يكن على ما يرويه مأمونا.
__________
[1] 580- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/341.
[2] 581- انظر: الأنساب، للسمعاني 2/109، 110.(2/155)
وحكى لي القاضي أبو العلاء الواسطي عنه أنه وضع كتابا في الحروف ونسبه إلى أبي حنيفة.
قَالَ أبو العلاء فأخذت خط الدارقطني وجماعة من أهل العلم كانوا في ذلك الوقت، بأن ذلك الكتاب موضوع لا أصل له. فكبر عليه ذلك، وخرج من بغداد إلى الجبل، ثم بلغني بعد أن حاله اشتهرت عند أهل الجبل، وسقطت هناك منزلته.
وَقَالَ لي القاضي أبو العلاء أيضا: كتبت عن أبي الفضل الخزاعي بواسط وذكر لي هو أن اسمه كميل، ثم غير اسمه بعد وتسمى محمدا.
582- محمد بن جعفر بن عبد العزيز المتوكل على الله، أبو العباس الهاشمي:
حَدَّثَنِي أبو القاسم الأزهري قَالَ أنشدني أبو العباس محمّد بن جعفر بن عبد العزيز المتوكل الهاشميّ قال أنشدنا الصولي:
أيها المستحل ظلمي وهجري ... لك طول البقاء قد مات صبري
قَالَ لي: لا أقل من صبر يوم ... بالقليل القليل ينفد عمري
قَالَ لي الأزهري: رأيت هذا الشيخ في دكّان سعيد الوراق فأنشدني من حفظه أبياتا علقتها عنه، وذكر لي أن عنده عن الصولي وغيره.
583- مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن هارون بن فروة بن ناجية بن مالك، أبو الحسن التميمي النحوي المعروف بابن النجار [1] :
من أهل الكوفة، قدم بغداد وَحَدَّثَ بها عن محمد بن الحسين الأشناني، وعبيد الله بن ثابت الحريري، وإسحاق بن محمد بن مروان، ومحمد بن القاسم بن زكريا المحاربي، وأبى بكر بن دريد، ونفطويه، وأبى روق الهزاني، ومحمد بن يحيى الصولي، حَدَّثَنَا عنه مُحَمَّد بْن علي بْن مخلد الوراق، وأحمد بن عليّ بن التوزي، وأبو الْقَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْوَكِيلُ وغيرهم.
وذكر لي الحسن بن علي بن عبد الله المقرئ، وأبو يعلى أَحْمَد بن عبد الواحد الوكيل أنهما سمعا منه ببغداد في سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة.
__________
[1] 583- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/88. وإرشاد الأريب 6/467. وغاية النهاية 2/111.
وشذرات الذهب 3/164. وبغية الوعاة 28. والأعلام 6/71.(2/156)
أخبرنا أبو الفتح سليمان بن أيوب الرازي بأيلة في طريق الحج قَالَ قَالَ لنا أبو الحسن محمد بن جعفر بن النجار ولدت سنة ثلاث وثلاثمائة. هكذا ذكر أبي.
حَدَّثَنِي أبو القاسم الأزهري قَالَ سمعت ابن النجار يذكر أن مولده في سنة ثلاث وثلاثمائة في المحرم لست عشرة ليلة خلت منه بالكوفة.
قَالَ لي القاضي أبو العلاء الواسطي توفي ابن النجار في سنة اثنتين وأربعمائة وهو آخر من حدث عن الأشناني.
أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد العتيقي، وأَبُو مَنْصُور مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْنِ عَبْد العزيز العكبري قالا توفي أبو الحسن محمد بن جعفر بن النجار المقرئ بالكوفة في جمادى الأولى سنة اثنتين وأربعمائة. قَالَ العتيقي ثقة.
584- محمد بن جعفر بن علان، أبو جعفر الورّاق الشّروطيّ، يعرف بالطوابقيّ [1] :
كان شيخا مستورا من أهل القرآن، ضابطا لحروف قراءات كانت تقرأ عليه.
وحدث عن أحمد بن يوسف بن خلاد، وأبي عَلِيّ الطوماري، ومخلد بن جعفر، ومحمد بن الحسين الأزدي، وأبى جعفر بن المتيم، وأبى عبد الله الشّمّاخي الهرويّ، وغيرهم.
كتبت عنه كان صدوقا، ومات في ذي القعدة من سنة إحدى وعشرين وأربعمائة، ودفن في مقبرة باب الدير، وحين توفي كنت غائبا عن بغداد في رحلتي إلى أصبهان.
585- محمد بن جعفر، أبو الحسن المعروف بالجهرمي [2] :
أحد الشّعراء الذين لقيناهم وسمعنا منه وكان يجيد القول، ومسكنه في دار القطن.
ولد في سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة، ومات في يوم السبت التاسع عشر من جمادى الآخرة من سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة.
__________
[1] 584- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/210.
[2] 585- انظر: الأنساب للسمعاني 3/391. والمنتظم لابن الجوزي 15/283.(2/157)
ذكر الأسماء المفردة من آباء المحمدين في هذا الحرف
586- محمد بن جوان بن شعبة، ويقال: محمد بن شعبة بن جوان، كنيته أبو علي [1] :
أَخْبَرَنَا أبو القاسم الأزهري قَالَ أنبأنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ قَالَ: محمد بن جوان ابن شعبة، ويقال محمد بن شعبة بن جوان. حَدَّثَنَا عنه إبراهيم بن حماد فقال لنا فيه:
محمد بن جوان بن شعبة. وَحَدَّثَنَا عنه القاضي أبو عبد الله المحاملي وغيره فقالوا:
محمد بن شعبة بن جوان، له مسند ومصنف.
قال الشيخ أبو بكر: حدث عن مؤمل بن إسماعيل، وأبى عاصم النبيل، وأبى داود الطيالسي، وعمر بن محمد بن أبي رزين، وعَبْد اللَّهِ بْن رجاء الغداني. روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد ومحمّد بن مخلد العطّار، وغيرهم. وسنعيد ذكره في حرف الشين: إن شاء الله.
أَخْبَرَنَا السّمسار قال أنبأنا الصّفّار قال نبأنا ابن قانع أن محمد بن جوان بن شعبة البصريّ مات في ربيع الآخر من سنة ثمان وخمسين ومائتين.
587- محمّد الجارود بن دينار، أبو جعفر القطان [2] :
سمع يحيى بن نصر بن حاجب، وعبد الصمد بن حسان، وأبا نعيم الفضل بن دكين، وغيرهم. روى عنه يَحْيَى بن مُحَمَّد بن صاعد، ومحمّد بن مخلد، وإسماعيل ابن محمد الصفار، وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهدي قال نبأنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ قَالَ حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ زِيَادٍ الْمَخْزُومِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نَحْنُ الآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَوَّلُ زُمْرَةٍ مِنْ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ سَبْعُونَ أَلْفًا لا حِسَابَ عَلَيْهِمْ، صُورَةُ كُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ كَأَضْوَإِ نَجْمٍ فِي السَّمَاءِ، ثُمَّ هُمْ بعد لك منازل [3] » .
__________
[1] 586- انظر: المنتظم لابن الجوزي 12/145.
[2] 587- انظر: المنتظم لابن الجوزي 12/145.
[3] انظر الحديث في: صحيح البخاري 8/159، 9/8، وفتح الباري 1/345، 2/354، 382، 11/517، 12/216، 423، مشكاة المصابيح 1354.(2/158)
588- محمد بن الجهم بن هارون، أبو عبد الله الكاتب السمري [1] :
سمع يعلى بن عبيد الطنافسي، وعبد الوهاب بن عطاء، ويزيد بن هارون، وجعفر ابن عون وعبد العزيز بن أبان، وآدم بن أبي إياس. وروى عنه أبو زكريا يحيى بن زياد الفراء تصانيفه. حدث عنه موسى بن هارون الحافظ، وقاسم بن محمد الأنباري، وأبو بكر بن مجاهد المقرئ، وإبراهيم بن محمد نفطوية النحوي، وعبيد الله بن أحمد ابن بكير التميمي، وإسماعيل بن محمد الصفار، وعبد الله بن إسحاق البغوي، وأبو سهل بن زياد القطان، وأحمد بْن كامل القاضي، وأبو بكر الشافعي، وغيرهم.
وقال الدارقطنيّ: ثقة صدوق.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الحنائي قال نبأنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار إملاء قال نبأنا محمّد بن الجهم بن هارون قال نبأنا جعفر بن عون قال أنبأنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ: كَانَ النَّاسُ عُمَّالَ أَنْفُسِهِمْ، فَكَانُوا يَرُوحُونَ إِلَى الْجُمُعَةِ بِهَيْأَتِهِمْ، فَكَانَ يُقَالُ لَهُمْ: لَوِ اغْتَسَلْتُمْ.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الدَّقَّاق قَالَ قرأنا على الْحُسَيْن بن هارون الضبي، عن أبي العباس بن سعيد قَالَ: محمد بن الجهم السمري سألت عنه عبد الله بن أحمد فقال: صدوق ما أعلم إلا خيرا.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: أنبأنا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الشافعي قَالَ: ومات محمد بن الجهم يوم الاثنين أول يوم من رجب سَنَةَ سَبْعَ وَسَبْعِينَ وَمِائَتَيْنِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْد الواحد قال نبأنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن الْمُنَادِي وأَنَا أسمع قَالَ: وَأَبُو عَبْد اللَّه محمد بن الجهم السمري صاحب الفراء، مات يوم الأحد المغرب، ودفن يوم الاثنين وقت الظهر بالكناس سلخ جمادى الآخرة سنة سبع وسبعين، وله تسع وثمانون سنة.
589- محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب، أبو جعفر الطبري [2] :
سمع محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وأحمد
__________
[1] 588- انظر: المنتظم لابن الجوزي 12/285، والأنساب للسمعاني 7/137، وسؤالات الحاكم للدارقطني 169.
[2] 589- انظر: المنتظم لابن الجوزي 13/215، وإرشاد الأريب 6/423، وتذكرة الحفاظ 2/351، ووفيات الأعيان 1/456، وطبقات السبكي 2/135- 140، ومفتاح السعادة 1/205، 415 ثم(2/159)
ابن منيع البغوي، ومحمد بن حميد الرازي، وأبا همام الوليد بن شجاع، وأبا كريب محمد بن العلاء، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، وأبا سعيد الأشج، وعمرو بن علي، ومحمد بن بشار، ومحمد بن المثنى، وخلقا كثيرا نحوهم من أهل العراق، والشام ومصر. حدث عنه أحمد بن كامل الْقَاضِي، ومحمد بن عَبْد اللَّهِ الشافعي، ومخلد بن جعفر، في آخرين.
أَخْبَرَنِي أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّد بْنُ الْحُسَيْن بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ قَالَ نا مَخْلَدُ بْنُ جَعْفَرٍ.
وَأَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَد بْنُ أَبِي طالب الكاتب قالا: نبأنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ يَزِيدَ الطَّبَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الكريم أبو زرعة الرّازيّ قال نا ثابت بن محمّد قال نا سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَجُلٍ مَكْشُوفَةٍ فَخِذُهُ فَقَالَ لَهُ: «غَطِّ فَخِذَكَ، فَإِنَّ فَخِذَ الرَّجُلِ مِنَ الْعَوْرَةِ [1] »
. قَالَ أبو طالب ذكر أبي أن حديث الثوري غريب، حدث به مخلد وأبو جعفر بن أبي طالب عن الطبري. هكذا قَالَ.
وقد حَدَّثَنَا أبو زرعة الرازي- يعني أحمد بن الحسين- عن ابن نومرد، عن أبي زرعة، عن ثابت، عن الثوري، عن حبيب، عن طاوس، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم صلى في كسوف الشمس» . وإلى جنبه حديث أَبِي يَحْيَى الْقَتَّاتِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عباس «مر النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم على رجل مكشوفة فخذه [2] » . قَالَ أبي: فيشبه أن يكون أبو زرعة الرازي حدث به مرة من حفظه إن لم يكن الطبري أخطأ عليه فإن القول قول ابن نومرد.
وقد روى عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عَاصِمِ بن ضمرة، عن علي أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ على رجل مكشوفة فخذه. من وجه غير مرضى، فالله أعلم.
__________
- 2/176، والبداية والنهاية 11/145، وغاية النهاية 2/106، وميزان الاعتدال 3/498- 499، ولسان الميزان 5/100.
[1] انظر الحديث في: مسند أحمد 1/572، 3/974، وسنن الترمذي 2798، والسنن الكبرى للبيهقي 2/119، والمستدرك 4/181، والمعجم الكبير للطبراني 2/304، ونصب الراية 4/243، 244.
[2] انظر التخريج السابق.(2/160)
قال الشيخ أبو بكر: استوطن الطبري بغداد وأقام بِهَا إِلَى حين وفاته، وكَانَ أحد أئمة العلماء: يحكم بقوله، ويرجع إلى رأيه لمعرفته وفضله. وكان قد جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره، وكان حافظا لكتاب الله، عارفا بالقراءات، بصيرا بالمعاني، فقيها في أحكام القرآن، عالما بالسنن وطرقها، وصحيحها وسقيمها، وناسخها ومنسوخها، عارفا بأقوال الصحابة والتابعين، ومن بعدهم من الخالفين في الأحكام، ومسائل الحلال والحرام، عارفا بأيام الناس وأخبارهم، وله الكتاب المشهور في «تاريخ الأمم والملوك» ، وكتاب في التفسير لم يصنف أحد مثله، وكتاب سماه «تهذيب الآثار» لم أر سواه في معناه إلا أنه لم يتمه، وله في أصول الفقه وفروعه كتب كثيرة، واختيار من أقاويل الفقهاء، وتفرد. بمسائل حفظت عنه.
وسمعت على بْن عبيد اللَّه بْن عَبْد الغفار اللغوي المعروف بالسمسماني يحكي أن محمد بن جرير مكث أربعين سنة يكتب في كل يوم منها أربعين ورقة.
وبلغني عن أبي حامد أحمد بن أبي طاهر الفقيه الإسفرائيني أنه قَالَ: لو سافر رجل إلى الصين حتى يحصل له كتاب تفسير محمد بن جرير لم يكن ذلك كثيرا. أو كلاما هذا معناه.
أَخْبَرَنَا القاضي أبو عبد الله محمّد قال ثنا عليّ بن أحمد بن الصناع [ ... [1]]
عبيد الله بن أحمد السّمسار وأبي [ ... ] أن أبا جعفر الطبري قَالَ لأصحابه:
[أتنشطون لتفسير القرآن. قالوا: كم يكون] قدره؟ فقال ثلاثون [ألف ورقة، فقالوا:
هذا مما تفنى الأعمار] قبل تمامه، فاختصره في [نحو ثلاثة آلاف ورقة. ثم قَالَ:] هل تنشطون لتاريخ العالم من آدم إلى وقتنا هذا؟ قالوا: كم يكون قدره؟ فذكر نحوا مما [ذكره في التفسير فأجابوه بمثل ذلك] . فقال: إنا لله، ماتت الهمم.
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن يَعْقُوب قَالَ أَنْبَأَنَا محمد بن عبد الله النيسابوري الحافظ قال: سمعت أبا بكر بن بالويه يقول قَالَ لي أبو بكر محمد بن إسحاق- يعني ابن خزيمة- بلغني أنك [كتبت [2]] التفسير عن محمد بن جرير؟ قلت: بلى كتبت التفسير عنه إملاء. قَالَ: كله؟ قلت: نعم. قَالَ: في أي سنة؟ قلت: من سنة ثلاث وثمانين إلى سنة تسعين. قَالَ فاستعاره مني أبو بكر فرده بعد سنين، ثم قَالَ: قد نظرت فيه من أوله إلى آخره ولم أعلم على أديم الأرض أعلم من محمد بن جرير، ولقد ظلمته الحنابلة.
__________
[1] النص بالمخطوط مطموس وأكملناه من الأنساب للسمعاني 8/206.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(2/161)
سمعت أبا حازم عُمَر بْن أَحْمَد بْنُ إِبْرَاهِيمَ العبدوي بنيسابور يقول سمعت حسينك واسمه الحسين بن علي التميمي يقول لما رجعت من بغداد إلى نيسابور سألني محمد بن إسحاق بن خزيمة، فقال لي: ممن سمعت ببغداد؟ فذكرت له جماعة ممن سمعت منهم، فقال هل سمعت من محمد بن جرير شيئا؟ فقلت له: لا إنه ببغداد لا يدخل عليه لأجل الحنابلة، وكانت تمنع منه، فقال: لو سمعت منه لكان خيرا لك من جميع من سمعت منه سواه.
حَدَّثَنِي أبو القاسم الأزهري قَالَ حكى لنا أبو الحسن بن رزقويه، عن أبي علي الطوماري قَالَ كنت أحمل القنديل في شهر رمضان بين يدي أبي بكر بن مجاهد إلى المسجد لصلاة التراويح، فخرج ليلة من ليالي العشر الأواخر من داره واجتاز على مسجده، فلم يدخله وأنا معه، وسار حتى انتهى إلى آخر سوق العطش، فوقف بباب مسجد محمد بن جرير ومحمد يقرأ سورة الرحمن، فاستمع قراءته طويلا، ثم انصرف فقلت له: يا أستاذ، تركت الناس ينتظرونك وجئت تسمع قراءة هذا؟ فقال:
يا أبا علي دع هذا عنك، ما ظننت أن الله تعالى خلق بشرا يحسن يقرأ هذا القراءة.
أو كما قَالَ.
حَدَّثَنِي أبو الفرج محمد بن عبيد الله بن محمد الخرجوشي الشيرازي لفظا قَالَ سمعت أحمد بن منصور بن محمد الشيرازي يقول سمعت محمد بن أحمد الصحاف السجستاني يقول سمعت أبا العباس البكري من ولد أبي بكر الصديق يقول: جمعت الرحلة بين محمد بن جرير، وَمحمد بْن إسحاق بْن خزيمة، وَمحمد بْن نصر المروزيّ، ومحمّد بن هارون الروياني، فأرملوا ولم يبق عندهم ما يقوتهم، وأضر بهم الجوع، فاجتمعوا ليلة في منزل كانوا يأوون إليه، فاتفق رأيهم على أن يستهموا ويضربوا القرعة، فمن خرجت عليه القرعة سأل لأصحابه: الطعام، فخرجت القرعة على محمد بن إسحاق بن خزيمة، فقال لأصحابه أمهلوني حتى أتوضأ وأصلي صلاة الخيرة، قَالَ فاندفع في الصلاة فإذا هم بالشموع وخصي من قبل والي مصر يدق الباب، ففتحوا الباب، فنزل عن دابته فقال أيكم محمد بن نصر؟
فقيل: هو هذا. فأخرج صرة فيها خمسون دينارا فدفعها إليه، ثم قَالَ أيكم محمد بن جرير؟ فقالوا هو ذا. فأخرج صرة فيها خمسون دينارا فدفعها إليه، ثم قَالَ أيكم محمد ابن هارون؟ فقالوا هو ذا. فأخرج صرة فيها خمسون دينارا فدفعها إليه، ثم قَالَ أيكم محمد بن إسحاق بن خزيمة؟ فقالوا هو ذا يصلي. فلما فرغ دفع إليه الصرة وفيها خمسون دينارا. ثم قَالَ: إن الأمير كان قائلا بالأمس، فرأى في المنام خيالا قَالَ إن(2/162)
المحامد طووا كشحهم جياعا فأنفذ إليكم هذه الصرار، وأقسم عليكم إذا نفدت فابعثوا إلي أمدكم.
أنشدنا علي بْن عَبْد العزيز الطاهري، ومحمد بْن جعفر بن علان الشروطي قالا أنشدنا مخلد بن جعفر الدقاق قَالَ أنشدنا محمد بن جرير الطبري:
إذا أعسرت لم يعلم رفيقي ... وأستغني فيستغني صديقي
حيائي حافظ لي ماء وجهي ... ورفقي في مطالبتي رفيقي
ولو أني سمحت ببذل وجهي ... لكنت إلى الغنى سهل الطريق
وأنشدنا الطاهري والشروطي قالا: أنشدنا مخلد بن جعفر قَالَ أنشدنا محمد بن جرير:
خلقان لا أرضى طريقهما ... بطر الغنى ومذلة الفقر
فإذا غنيت فلا تكن بطرا ... وإذا افتقرت فته على الدهر
أَخْبَرَنَا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي قال نبأنا سهل بن أحمد الديباجي قَالَ: قَالَ لنا أبو جعفر محمد بن جرير الطبري كتب إلي أحمد بن عيسى العلوي من البلد:
ألا إن إخوان الثقات قليل ... وهل لي إلى ذاك القليل سبيل
سل الناس تعرف غثهم من سمينهم ... فكل عليه شاهد ودليل
قَالَ أبو جعفر: فأجبته:
يسيء أميري الظن في جهد جاهد ... فهل لي بحسن الظن منه سبيل
تأمل أميري ما ظننت وقلته ... فإن جميل الظن منك جميل
أَخْبَرَنَا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه قَالَ: قَالَ لنا عيسى بن حامد بن بشر القاضي: مات محمد بن جرير الطبري يوم السبت بالعشي، ودفن يوم الأحد بالغداة في داره لأربع بقين من شوال سنة عشر وثلاثمائة.
قرأت على الحسن بن أبي بكر، عن أَحْمَد بن كامل الْقَاضِي قَالَ: توفي أَبُو جعفر محمد بن جرير الطبري في وقت المغرب من عشية الأحد ليومين بقيا من شوال سنة عشر وثلاثمائة.
ودفن وقد أضحى النهار من يوم الاثنين غد ذلك اليوم في داره برحبة يعقوب ولم يغير شيبه، وكان السواد في شعر رأسه ولحيته كثيرا.(2/163)
وَأَخْبَرَنِي أن مولده في آخر سنة أربع أو أول سنة خمس وعشرين ومائتين، وكان أسمر إلى الأدمة، أعين، نحيف الجسم، مديد القامة، فصيح اللسان، ولم يؤذن به أحد، واجتمع عليه من لا يحصيهم عددا إلا الله، وصلى على قبره عدة شهور ليلا ونهارا، ورثاه خلق كثير من أهل الدين والأدب، فقال ابن الأعرابي في مرثية له طويلة:
حدث مفظع وخطب جليل ... دق عن مثله اصطبار الصبور
قام ناعي العلوم أجمع لما ... قام ناعي محمد بن جرير
فهوت أنجم لها زاهرات ... مؤذنات رسومها بالدثور
وتغشى ضياءها النير الإش ... راق ثوب الدجنة الديجور
وغدا روضها الأنيق هشيما ... ثم عادت سهولها كالوعور
يا أبا جعفر مضيت حميدا ... غير وإن في الجد والتشمير
بين أجر على اجتهادك موفو ... ر وسعي إلى التقى مشكور
مستحقا به الخلود لدى جن ... ة عدن في غبطة وسرور
قرأت على أبي الحسين هبة الله بن الحسن الأديب لأبي بكر مُحَمَّد بن الحسن بن دريد يرثي أبا جعفر الطبري:
لن تستطيع لأمر الله تعقيبا ... فاستنجد الصبر أو فاستشعر الحوبا
وافزع إلى كنف التسليم وارض بما ... قضى المهيمن مكروها ومحبوبا
إن العزاء إذا عزته جائحة ... ذلت عريكته فانقاد مجنوبا
فإن قرنت إليه العزم أيده ... حتى يعود لديه الحزن مغلوبا
فارم الأسى بالأسى يطفي مواقعها ... جمرا خلال ضلوع الصدر مشبوبا
الأسى: الحزن، والأسى جمع أسوة، كقوله تعالى: لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ.
من صاحب الدهر لم يعدم مجلجلة ... يظل منها طوال العيش منكوبا
إنّ البلية لا وفر تزعزعه ... أيدي الحوادث تشتيتا وتشذيبا
ولا تفرق آلاف يفوت بهم ... بين يغادر حبل الوصل مقضوبا
لكن فقدان من أضحى بمصرعه ... نور الهدى وبهاء العلم مسلوبا
أودي أبو جعفر والعلم فاصطحبا ... أعظم بذا صاحبا إذ ذاك مصحوبا
إن المنية لم تتلف به رجلا ... بل أتلفت علما للدين منصوبا(2/164)
أهدى الردى للثرى إذ نال مهجته ... نجما على من يعادي الحق مصبوبا
كان الزمان به تصفو مشاربه ... فالآن أصبح بالتكدير مقطوبا
كلا وأيامه الغر التي جعلت ... للعلم نورا وللتقوى محاريبا
لا ينسري الدهر عن شبه له أبدا ... ما استوقف الحج بالأنصاب أركوبا
أوفى بعهد وأورى عند مظلمة ... زندا وآكد إبراما وتأديبا
منه وأرصن حلما عند مزعجة ... تغادر القلبي الذهن منخوبا
إذا انتضى الرأي في إيضاح مشكلة ... أعاد منهجها المطموس ملحوبا
لا يعزب الحلم في عتب وفي نزق ... ولا يجرع ذا الزلات تثريبا
لا يولج اللغو والعوراء مسمعه ... ولا يفارق ما يغشيه تأنيبا
إن قَالَ قاد زمام الصدق منطقه ... أو آثر الصمت أولى النفس تهييبا
لقلبه ناظرا تقوى سما بهما ... فأيقظ الفكر ترغيبا وترهيبا
تجلو مواعظه رين القلوب كما ... يجلو ضياء سنا الصبح الغياهيبا
سيان ظاهره البادي وباطنه ... فلا تراه على العلات مجدوبا
لا يأمن العجز والتقصير مادحه ... ولا يخاف على الإطناب تكذيبا
ودت بقاع بلاد الله لو جعلت ... قبرا له فحباها جسمه طيبا
كانت حياتك للدنيا وساكنها ... نورا فأصبح عنها النور محجوبا
لو تعلم الأرض ما وارت لقد خشعت ... أقطارها لك إجلالا وترحيبا
كنت المقوم من زيغ ومن ظلع ... وفاك نصحا وتسديدا وتأديبا
وكنت جامع أخلاق مطهرة ... مهذبا من قراف الجهل تهذيبا
فإن تنلك من الأقدار طالبة ... لم يثنها العجز عما عز مطلوبا
فإن للموت وردا ممقرا فظعا ... على كراهته لا بد مشروبا
إن يندبوك فقد ثلّث عروشهم ... وأصبح العلم مرثيا ومندوبا
ومن أعاجيب ما جاء الزمان به ... وقد يبين لنا الدهر الأعاجيبا
أن قد طوتك غموض الأرض في لحف ... وكنت تملأ منها السهل واللوبا
590- محمد بن جمعة بن خلف، أبو قريش القهستاني [1] :
كان ضابطا متقنا حافظا، كثير السماع والرحلة، جمع المسندين على الرجال
__________
[1] 590- انظر: المنتظم لابن الجوزي 13/254، والأنساب للسمعاني 10/271.(2/165)
والأبواب، وصنف حديث الأئمة مالك، والثوري، وشعبة، ويحيى بن سعيد، وغيرهم. وكان يذاكر بحديثهم حفاظ عصره فيغلبهم. سمع محمد بن حميد الرازي، وأحمد بن منيع البغوي، ومحمد بن زنبور المكي، وأبا كريب محمد بن العلاء الهمداني، وإبراهيم بن أحمد بن يعيش، ويحيى بن حكيم المقوم، وعلي بن سعيد بن شهريار، ومحمد بن المثنى العنزي، وسلم بن جنادة، ومحمد بن سهل بن عسكر، وعبد الجبار بن العلاء، وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي، ومحمد بن حسان الأزرق.
وانتشر حديثه بخراسان، وقدم بغداد، وحدث بِها، فروى عنه من أهلها مُحَمَّد بن مخلد الدوري، وأبو بكر الشافعي.
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، ومُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَهْرَيَارَ قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا، وَقَالَ مُحَمَّدٌ أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ قال نبأنا محمد بن جمعة بن خلف أبو قريش القهستاني ببغداد قال نبأنا الحسين بن إدريس الهرويّ قال نبأنا خالد بن هياج بن بسطام قال نبأنا أبي قال نبأنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، عَنْ عَلِيٍّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ ثَلاثًا ثَلاثًا.
قَالَ ابْنُ شَهْرَيَارَ قَالَ سلمان لَمْ يَرْوِهِ عَنْ سُفْيَانَ إِلا هَيَّاجٌ، وَتَفَرَّدَ بِهِ خَالِدٌ. وَرَوَاهُ غَيْرُهُ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ خَالِدٍ نَفْسِهِ.
أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد بن غالب قَالَ قَالَ لَنَا أَبُو الْحَسَنِ الدارقطني: وَذَكَرَ هَذَا الحديث- تفرد به خالد عن أبيه قال ورواه قاسم الحرمي عن الثوري عن خالد لم يذكر شريكا.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب قال نا مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّد النَّيْسَابُورِيّ قال: سمعت أبا علي الحافظ يقول نا أبو قريش محمّد بن جمعة القهستاني الحافظ الثقة الأمين.
أَخْبَرَنَا أبو القاسم الأزهري قال نا علي بن عمر الحافظ قَالَ أبو قريش محمد بن جمعة بن خلف القهستاني حافظ، حديثه عند أهل خراسان.
أَخْبَرَنِي محمد بن أحمد بن يعقوب قال أنبأنا محمد بن عبد الله النيسابوري قَالَ سمعت أبا الحسين بن يعقوب يقول توفي أبو قريش بقهستان سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة.(2/166)
591- محمد بن جبريل الشمعي:
حدث عَنْ أَحْمَد بْن ملاعب المخرمي. روى عنه مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن مُحَمَّد القطيعي.
(هذا آخر حرف الجيم من أباء المحمدين)
حرف الحاء في آباء المحمدين
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه الحسن
592- محمد بن الحسن بن أبي يزيد، أبو الحسن الهمداني ثم المعشاري [1] :
من أهل الكوفة، قدم بغداد، وَحَدَّثَ بها عن عمرو بن قيس الملائي، وهشام بن عروة، وجعفر بن محمّد، وعايذ المكتب، وأبى حمزة الثمالي. روى عنه سريج بن يونس، ومحمّد بن هشام المروروذي، وشهاب بن عباد، وحسين بن عبد الأول، وعمرو بن زرارة وغيرهم.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بن الحسين النعالي قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ الْخَضِرِ بْنِ زَكَرِيَّا الدَّقَّاقُ قَالَ نبأنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَبِيبٍ قال نبأنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ هِشَامٍ [الْمَرْوَرُّوذِيُّ [2]] قال نبأنا محمّد بن الحسن الهمداني، عن عائذ الْمُكْتِبِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ مَاتَ فِي هَذَا الْوَجْهِ مِنْ حَاجٍّ أَوْ مُعْتَمِرٍ، لَمْ يُعْرَضْ وَلَمْ يحاسب وقيل له ادخل الجنة [3] » .
__________
[1] 592- انظر: تاريخ الدوري: 2/510، وعلل أحمد: 2/188، 258، وتاريخ البخاري الكبير: 1/الترجمة 150، والكنى لمسلم، الورقة 23، والمعرفة ليعقوب: 3/56، وضعفاء النسائي، الترجمة 537، وضعفاء العقيلي، الورقة 189، والجرح والتعديل: 7/الترجمة 1248، والمجروحين لابن حبان:
2/276، والكامل لابن عدي: 3/الورقة 56، وسؤالات البرقاني للدارقطني: الترجمة 471، وضعفاء ابن الجوزي، الورقة 137، وسير أعلام النبلاء: 9/304، والكاشف: 3/الترجمة 4868، وديوان الضعفاء، الترجمة 3665، والمغني: 2/الترجمة 5413، وتذهيب التهذيب: 3/الورقة 198، وتاريخ الإسلام: الورقة 254 (أيا صوفيا 3006) ، وميزان الاعتدال: 3/الترجمة 7382، وشرح علل الترمذي لابن رجب: 203، والكشف الحثيث: 644، ونهاية السول، الورقة 322، وتهذيب التهذيب: 9/120- 121، والتقريب: 2/154، وخلاصة الخزرجي: 2/الترجمة 6150، وتهذيب الكمال 52/76 (5153) .
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] انظر الحديث في: سنن الدارقطني 2/298، وكشف الخفا 2/298، والفوائد المجموعة 110، وتنزيه الشريعة 2/172، واللآلئ المصنوعة 2/71، والضعفاء للعقيلي 3/410.(2/167)
أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان قال نا عليّ بن إبراهيم المستملي قال نا أبو أحمد محمد بن سليمان بن فارس قال نا البخاري قَالَ قَالَ لي عمرو بن زرارة، حَدَّثَنَا محمد بن الحسن أبو الحسن الهمداني- نزل واسطا رأيته ببغداد- عن عباد المنقري، وسعيد بن عبد الرحمن.
قَالَ البخاري وَقَالَ مخلد بن مالك نا محمد بن الحسن أبو الحسن الهمداني، كوفي وكان ببغداد.
قرأت في أصل محمد بن أحمد بن رزق نا محمّد بن أحمد بن الحسن قال نا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: سألت أبي.
وأخبرنا ابن الفضل قال نا عليّ بن إبراهيم قال نا أبو أحمد بن فارس قَالَ سمعت البخاري يقول يذكر عن أحمد أنه سئل عَن مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ الْهَمْدَانِيُّ، فقال: ما أراه يسوى شيئا، كان ينزل عند مقابر الخيزران، جعل يحدثنا بأحاديث يجيء بها كما يحدث بها ابن أبي زائدة وأبو معاوية.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد بن عبد الله المعدّل قال نا محمّد بن أحمد الصّوّاف قال نا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ سمعت أبي يقول محمد بن الحسن الهمداني ضعيف.
أَخْبَرَنِي عبد الله بن يحيى السكري قَالَ أنبأنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ قال أنبأنا جعفر بن محمّد بن الأزهر قال نبأنا ابن الغلابي قال قال أبو زكرياء يحيى بن معين محمد بن الحسن الهمداني الكوفي لَيْسَ بثقة.
أَخْبَرَنَا عُبَيْد الله بْن عُمَر الواعظ قال نبأنا أبي قال نبأنا الحسن بن أحمد- يعني الإصطخري- قَالَ قُرئ عَلَى الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد قَالَ سمعت يحيى بن معين يقول:
محمد بن الحسن بن أبي يزيد كذّاب.
أَخْبَرَنَا ابْن الفضل قَالَ أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن جعفر بن درستويه قال نبأنا يعقوب بن سفيان قَالَ: محمد بن الحسن الهمداني، ومحمد بن الحسن الأسدي ضعيفان.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَلِيّ الأصبهاني قَالَ أنبأنا أبو على الحسين بن محمد الشافعي بالأهواز قال أنبأنا أبو عبيد الله بن علي الآجري قَالَ سألت أبا داود سليمان ابن الأشعث قلت له: محمد بن الحسن بن أبي يزيد؟ قَالَ: هذا كذاب، وثب على كتب أبيه.(2/168)
أخبرنا علي بن محمد الدَّقَّاق قَالَ قرأنا على الْحُسَيْن بْن هارون، عن أبي العباس ابن سَعِيد قَالَ سَمِعْتُ عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد يقول: محمد بن الحسن بن أبي يزيد ممن دخل بغداد من الكوفيين وحدث بها فلم يحمد أمره.
أَخْبَرَنَا أبو بكر البرقانيّي قال أنبأنا أَحْمَد بْن سعيد بْن سعد وكيل دعلج قال نبأنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي بمصر قَالَ حَدَّثَنِي أبي قَالَ محمد بن الحسن ابن أبي يزيد متروك الحديث.
وأَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ قُلْتُ لأبي الْحَسَن الدارقطني محمد بن الحسن الهمداني عن جعفر بن محمد يروى عنه سريج بن يونس؟ قَالَ: كوفي لا شيء.
593- محمد بن الحسن بن فرقد، أبو عبد الله الشيباني مولاهم [1] :
صاحب أبي حنيفة وإمام أهل الرأي، أصله دمشقي من أهل قرية تسمى حرستا.
قدم أبوه العراق فولد محمد بواسط، ونشأ بالكوفة. وسمع العلم بها من أبي حنيفة، ومسعر بن كدام، وسفيان الثوري، وعمر بن ذر، ومالك بن مغول.
وكتب أيضا عن مالك بن أنس، وأبى عمرو الأوزاعي، وزمعة بن صالح، وبكير ابن عامر، وأبى يوسف القاضي، وسكن بغداد وحدث بها. فروى عنه محمد بن إدريس الشافعي، وأبو سليمان الجوزجاني، وهشام بن عبيد الله الرازي، وأبو عبيد القاسم بن سلام، وإسماعيل بن توبة وعلي بن مسلم الطوسي، وغيرهم.
وكان الرشيد ولاه القضاء وخرج معه في سفره إلى خراسان، فمات بالري، ودفن بها.
أخبرني أبو القاسم الأزهري قال نبأنا محمّد بن العبّاس الخزّاز قال أنبأنا أحمد بن معروف الخشّاب قال نبأنا الحسين بن فهم قال نبأنا محمد بن سعد قَالَ محمد بن الحسن كان أصله من أهل الجزيرة، وكان أبوه في جند أهل الشام فقدم واسطا، فولد محمد بها في سنة اثنتين وثلاثين ومائة، ونشأ بالكوفة وطلب العلم، وطلب الحديث، وسمع سماعا كثيرا، وجالس أبا حنيفة وسمع منه، ونظر في الرأي فغلب عليه، وعرف به، ونفذ فيه. وقدم بغداد فنزلها واختلف إليه الناس وسمعوا منه الحديث والرأي، وخرج إلى الرقة وهارون أمير المؤمنين بها، فولاه قضاء الرقة ثم
__________
[1] 593- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 9/173. والأنساب للسمعاني 7/433.(2/169)
عزله، فقدم بغداد، فلما خرج هارون إلي الري الخرجة الأولى أمره فخرج معه، فمات بالري سنة تسع وثمانين ومائة وهو ابن ثمان وخمسين سنة.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْمُعَدَّلُ قَالَ أنبأنا طلحة بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر قَالَ أَخْبَرَنِي أبو عروبة في كتابه إلي قَالَ حَدَّثَنِي عمرو بن أبي عمرو قَالَ: قَالَ محمد بن الحسن:
ترك أبي ثلاثين ألف درهم، فأنفقت خمسة عشر ألفا على النحو والشعر، وخمسة عشر ألفا على الحديث والفقة.
أَخْبَرَنَا الحسين بن عليّ الطناجيريّ قال نبأنا عمر بن أحمد الواعظ قال نبأنا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن زياد النَّيْسَابُوريّ قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْد اللَّهِ بْن عَبْدِ الْحَكَمِ.
وَأَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ طَاهِرُ بْن عَبْدِ اللَّهِ الطّبريّ- واللفظ له- قال نبأنا محمد بن عثمان بن الحسن القاضي قَالَ نبأنا محمّد بن يوسف الهرويّ بدمشق قال أنبأنا محمد بن عبد الحكم قَالَ سمعت الشافعي يقول قَالَ محمد بن الحسن: أقمت على باب مالك ثلاث سنين وكسرا، وكان يقول إنه سمع منه لفظا أكثر من سبعمائة حديث. قال: وكان إذا حدثهم عن غير مالك لم يجبه إلا [القليل [1]] من الناس. فقال ما أعلم أحدا أسوأ نثا [2] على أصحابه منكم، إذا حدثتكم عن مالك ملأتم على الموضع، وإذا حدّثتكم عن أصحابكم إنما تأتوني متكارهين.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي علي قال أنبأنا طلحة بْن مُحَمَّد بْن جعفر قَالَ حَدَّثَنِي مُكْرَمٌ الْقَاضِي قَالَ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَطِيَّةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدٍ يَقُولُ كُنَّا مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، إِذْ أَقْبَلَ الرَّشِيدُ فَقَامَ إليه النَّاسُ كُلُّهُمْ إِلا مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ، فَإِنَّهُ لَمْ يَقُمْ، وَكَانَ الْحَسَنُ بْنُ زِيَادٍ ثَقِيلَ القلب [ممتلئ البطن [3]] عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، فَقَامَ وَدَخَلَ النَّاسُ مِنْ أَصْحَابِ الْخَلِيفَةِ، فَأَمْهَلَ الرَّشِيدُ يَسِيرًا ثُمَّ خرج الآذن. فقال محمّد ابن الحسن. فجزع أصحابه له فَأُدْخِلَ فَأَمْهَلَ، ثُمَّ خَرَجَ طَيِّبَ النَّفْسِ مَسْرُورًا فَقَالَ:
قَالَ لِي مَالَكَ لَمْ تَقُمْ مَعَ النَّاسِ؟ قُلْتُ: كَرِهْتُ أَنْ أَخْرُجَ عَنِ الطَّبَقَةِ الَّتِي جَعَلْتَنِي فِيهَا، إِنَّكَ أَهَّلْتَنِي لِلْعِلْمِ فَكَرِهْتُ أَنْ أَخْرُجَ مِنْهُ إِلَى طَبَقَةِ الْخِدْمَةِ الَّتِي هي خارجة منه،
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] نث الخبر: أى أفشاه.
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(2/170)
وَإِنَّ ابْنَ عَمِّكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَتَمَثَّلَ لَهُ الرِّجَالُ قِيَامًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ [1] » . وإنه إنما أراد بذلك العلماء، فمن قام بحق الخدمة وإعزاز الملك فهو هيبة للعدو، ومن قعد اتبع السنة التي عنكم أخذت فهو زين لكم. قَالَ: صدقت يا محمد.
ثم قَالَ إن عمر بن الخطاب صالح بني تغلب على ألا ينصروا أبناءهم، وقد نصروا أبناءهم، وحلت بذلك دماؤهم، فما ترى؟ قَالَ قلت: إن عمر أمرهم بذلك وقد نصروا أبناءهم بعد عمر، واحتمل ذلك عثمان وابن عمك، وكان من العلم ما لا خفاء به عليك، وجرت بذلك السنن، فهذا صلح من الخلفاء بعده ولا شيء يلحقك في ذلك، وقد كشفت لك العلم ورأيك أعلى. قَالَ: لكنا نجريه على ما أجروه إن شاء الله، إن الله أمر نبيه بالمشورة، فكان يشاور في أمره، ثم يأتيه جبريل عليه السّلام بتوفيق الله، ولكن عليك بالدعاء لمن ولاه الله أمرك، ومر أصحابك بذلك، وقد أمرت لك بشيء تفرقه على أصحابك، فخرج له مال كثير ففرقه.
أَخْبَرَنِي أبو الوليد الدربندي قال نا مُحَمَّد بن أبي بكر الوراق ببخارى قَالَ نا محمّد بن أحمد بن حرب قال نا أحمد بن عبد الواحد بن رفيد قَالَ سمعت أبا عصمة سعد بن معاذ يقول سمعت إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة يقول كان محمّد ابن الحسن له مجلس في مسجد الكوفة وهو ابن عشرين سنة.
أَخْبَرَنَا علي بن المحسن التنوخي قَالَ وجدت في كتاب جدي حَدَّثَنَا الحرمي بن أبي العلاء المكي قال نبأنا إِسْحَاق بْن مُحَمَّد بْن أبان النخعي قَالَ حدّثني هانئ بن ضيفي قَالَ حَدَّثَنِي مجاشع بن يوسف قَالَ كنت بالمدينة عند مالك وهو يفتى الناس، فدخل عليه محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة وهو حدث، فقال: ما تقول في جنب لا يجد الماء إلا في المسجد؟ فقال مالك لا يدخل الجنب المسجد. قَالَ فكيف يصنع وقد حضرت الصلاة وهو يرى الماء؟ قَالَ فجعل مالك يكرر لا يدخل الجنب المسجد.
فلما أكثر عليه قَالَ له مالك فما تقول أنت في هذا؟ قَالَ يتيمم ويدخل فيأخذ الماء من المسجد ويخرج فيغتسل. قَالَ: من أين أنت؟ قَالَ من أهل هذه- وأشار إلى الأرض- فقال ما من أهل المدينة أحد لا أعرفه. فقال: ما أكثر من لا تعرف، ثم نهض. قالوا
__________
[1] انظر الحديث في: مسند أحمد 4/91، وسنن أبى داود 5229. والمعجم الكبير للطبراني 19/352. وفتح الباري 11/50. والترغيب والترهيب 3/431. ومجمع الزوائد 8/40. وتذكرة الموضوعات 172.(2/171)
لمالك هذا محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة. فقال مالك: محمد بن الحسن كيف يكذب وقد ذكر أنه من أهل المدينة؟ قالوا إنما قَالَ من أهل هذه وأشار إلى الأرض.
قَالَ: هذا أشد على من ذاك.
كتب إليّ محمّد أبو عبد الرحمن بن عثمان الدمشقي يذكر أن خيثمة بن سليمان القرشيّ أخبرهم قال نا سُلَيْمَان بن عبد الحميد البهراني قَالَ سمعت يحيى بن صالح يقول قَالَ لي ابن أكثم: قد رأيت مالكا وسمعت منه ورافقت محمد بن الحسن فأيهما كان أفقة؟ فقلت: محمد بن الحسن [فيما يأخذه لنفسه [1]] أفقه من مالك.
أَخْبَرَنَا علي بن أبي علي قال أنبأنا طلحة بْن مُحَمَّد: قَالَ حَدَّثَنِي مكرم بْن أحمد قال نا أحمد بن عطية قال سمعت أبا عبيد يقول: ما رأيت أعلم بكتاب الله من محمد بن الحسن.
حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ الطيب العجلي بحلوان قال أنبأنا أبو بكر بن المقرئ بأصبهان قال نبأنا أبو عمارة حمزة بن علي المصري قَالَ سمعت الربيع بن سليمان يقول سمعت الشافعي يقول: لو أشاء أن أقول إن القرآن نزل بلغة محمد بن الحسن لقلته لفصاحته.
أَخْبَرَنَا رضوان بن محمد الدينوري قَالَ سمعت الحسين بن جعفر العنزي بالري يقول سمعت أبا بكر بن المنذر يقول سمعت المزني يقول سمعت الشافعي يقول: ما رأيت سمينا أخف روحا من محمد بن الحسن، وما رأيت أفصح منه، كنت إذا رأيته يقرأ كأن القرآن نزل بلغته.
حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْخَلالُ قال أنبأنا علي [2] بن عمرو الجريري أن أبا القاسم عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن كاس النخعي حدثهم قال نبأنا أحمد بن حماد بن سفيان قَالَ سمعت الربيع بن سُلَيْمَان قَالَ سمعت الشَّافِعِيّ يَقُولُ: ما رأيت أعقل من محمد بن الحسن.
وَقَالَ النخعي حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ نبأنا عباس الدوري قَالَ سمعت يَحْيَى بْن معين يَقُولُ كتبت الجامع الصغير عن محمد بن الحسن.
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] في الأنساب: أبو على بن عمرو الجريري.(2/172)
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال أنبأنا عثمان بن أحمد الدّقّاق قال أنبأنا محمد بن إسماعيل التمار الرقي قال حدثني الربيع قَالَ سمعت الشافعي يقول حملت عن محمد بن الحسن وقر بختي كتبا.
أَخْبَرَنَا أَبُو بشر مُحَمَّد بْن عُمَر الوكيل قَالَ نبأنا عمر بن أحمد الواعظ.
وأَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ بن يوسف الواعظ قال أنبأنا عبيد الله ابن عثمان الدّقّاق قالا نبأنا إبراهيم بن محمد بن أحمد البخاري قَالَ حدّثني عبّاس ابن عزيز أبو الفضل- زاد عبيد الله القطان- ثم اتفقا، قال نبأنا حرملة بن يحيى قال نبأنا محمد بن إدريس الشافعي قَالَ كان محمد بن الحسن الشيباني إذا أخذ في المسألة كأنه قرآن ينزل عليه لا يقدم حرفا ولا يؤخر.
أَخْبَرَنَا علي بن أبي علي قَالَ أنبأنا طلحة بْن مُحَمَّد بْن جعفر قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حُبَيْشٍ البغوي قَالَ حَدَّثَنِي جعفر بن ياسين قَالَ سمعت الربيع بن سليمان يقول: وقف رجل على الشافعي فسأله عن مسألة فأجابه، فقال له الرجل: يا أبا عبد الله خالفك الفقهاء. فقال له الشافعي: وهل رأيت فقيها قط؟ اللهم إلا أن تكون رأيت محمد بن الحسن، فإنه كان يملأ العين والقلب، وما رأيت مبدنا قط أذكى من محمد بن الحسن.
وَقَالَ ابن حبيش حَدَّثَنِي جَعْفَر بْن ياسين قَالَ كنت عِنْدَ المزني، فوقف عَلَيْهِ رَجُل فسأله عَن أهل العراق، فقال لَهُ: ما تَقُولُ فِي أبي حنيفة؟ قَالَ: سيدهم. قَالَ فأبو يوسف؟ قَالَ أحدهم قياسا.
حَدَّثَنِي الحسن بن محمد الخلّال قال أنبأنا علي بن عمرو الجريري أن علي بن محمد النخعي حدثهم قال نا أحمد بن حماد بن سفيان قَالَ سمعت المزني يقول سمعت الشافعي يقول: أمن الناس علي في الفقه محمد بن الحسن.
وَقَالَ النّخعيّ نبأنا البخترى بن محمد قَالَ سمعت محمد بن سماعه يقول قَالَ محمد بن الحسن لأهله: لا تسألوني حاجة من حوائج الدنيا تشغلوا قلبي، وخذوا ما تحتاجون إليه من وكيلي، فإنه أقل لهمي، وأفرغ لقلبي.
أَخْبَرَنَا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، قال نا محمّد بن جعفر الكوفيّ التّميميّ قَالَ: قَالَ لنا أبو علي الحسن بن داود: فخر أهل البصرة بأربعة كتب، منها كتاب «البيان والتبيين» للجاحظ، وكتاب «الحيوان» له، وكتاب(2/173)
«سيبويه» ، و «كتاب الخليل في العين» . ونحن نفتخر بسبعة وعشرين ألف مسألة في الحلال والحرام عملها رجل من أهل الكوفة يقال له محمد بن الحسن قياسية عقلية لا يسع الناس جهلها، وكتاب الفراء في المعاني، وكتاب «المصادر في القرآن» ، وكتاب «الوقف والابتداء فيه» ، وكتاب «الواحد والجميع» فيه، سوى باقي الحدود. ولنا واحد أملى من أخبار مثل كل كتاب ألف البصريون، وهو ابن الأعرابي، وكان أوحد الناس في اللغة.
حَدَّثَنِي الخلال قَالَ نا عَلِيّ بْن عمرو أن عَلِيّ بْن مُحَمَّد النّخعيّ حدّثهم قال نا أبو بكر القراطيسي قال نا إبراهيم الحربي قَالَ سألت أحمد بن حنبل، قلت: هذه المسائل الدقائق من أين لك؟ قَالَ: من كتب محمد بن الحسن.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق قَالَ أنبأنا عثمان بن أحمد الدّقّاق قال نبأنا محمد بن إسماعيل التمار قَالَ حَدَّثَنِي الربيع قال سمعت الشّافعيّ يقول ما ناظرت أحدا إلا تمعر [1] وجهه ما خلا محمد بن الحسن.
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين القطان قَالَ أنبأنا دعلج بن أحمد قال أنبأنا أحمد بن علي الأبار قَالَ حَدَّثَنِي يونس- يعني ابن عبد الأعلى- قَالَ سمعت الشافعي يقول ناظرت محمد بن الحسن وعليه ثياب رقاق، فجعل تنتفخ أوداجه ويصيح حتى لم يبق له زر إلا انقطع [2] . قلت ما كان لصاحبك أن يتكلم ولا كان لصاحبي أن يسكت.
قَالَ قلت له نشدتك بالله هل تعلم أن صاحبي كان عالما بكتاب الله؟ قَالَ نعم قَالَ قلت فهل كان عالما بِحَدِيثِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ نعم قَالَ قلت أفما كان عاقلا. قَالَ نعم. قلت فهل كان صاحبك جاهلا بكتاب الله؟ قَالَ نعم قلت وبما جاء عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ نعم. قلت أو كان عاقلا؟ قَالَ نعم. قَالَ قلت: صاحبي فيه ثلاث خصال لا يستقيم لأحد أن يكون قاضيا إلا بهن أو كلاما هذا معناه.
أخبرنا ابن رزق قال أنبأنا عثمان بن أحمد قال نبأنا محمد بن إسماعيل التمار الرقي قال حدثني أحمد بن خالد الكرماني قَالَ سمعت المقدمي بالبصرة يقول قَالَ الشافعي لم يزل محمد بن الحسن عندي عظيما جليلا، أنفقت على كتبه ستين دينارا
__________
[1] على هامش المخطوطة: «هذا شاهد بكذب الحكاية التي بعدها لما بينهما من التناقض، فاعرف ذلك» .
[2] هكذا في الأصلين، ولعل هنا سقط.(2/174)
حتى جمعني وإياه مجلس عند الرشيد، فابتدأ محمد بن الحسن، فقال يا أمير المؤمنين، إن أهل المدينة خالفوا كتاب الله نصا، وأحكام رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإجماع المسلمين.
فأخذني ما قدم وما حدث. فقلت: ألا أراك قد قصدت لأهل بيت النبوة ومن نزل القرآن فيهم وأحكم الأحكام فيهم، وقبر رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أظهرهم، عمدت تهجوهم، أرأيتك أنت بأي شيء قضيت بشهادة امرأة واحدة قابلة حتى تورث ابن خليفة ملك الدنيا ومالا عظيما؟ قَالَ بعلي بن أبي طالب.
قلت: إنما رواه عن علي رجل مجهول يقال له عبد الله بن نجى [1] ، ورواه جار الجعفي وكان يؤمن بالرجعة.
سمعت سفيان بن عيينة يقول دخلت على جابر الجعفي فسألني عن شيء من أمر الكهنة، ونحن معنا قضاء رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقضاء علي بن أبي طالب، أنه قضى به بين أهل العراق. وقلت له: ما تقول في القسامة؟ قَالَ استفهام. قلت يا سبحان الله تزعم أن رسول رب العالمين حكم في أمته بالاستفهام؟ يستفهم ولا يحكم به؟ قَالَ فسمعها هارون فقال ما هذا؟ علي بالسيف والنطع، فلما جيء بهما قلت يا أمير المؤمنين، والله ما هذا عقده في القسامة وإنه ليقول فيها بخلاف هذا، ولكن المتناظران إذا تناظرا أحب أحدهما أن يدخل على صاحبه حجة يكبته بها. قَالَ فسرى عن هارون. قَالَ فلما خرجنا من عنده قَالَ لي: كنت قد أشطت بدمي. قَالَ قلت فقد خلصك الله الآن.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَتُّوثِيُّ قال أنبأنا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ يَحْيَى الأَدَمِيُّ قَالَ نبأنا محمد بن إسماعيل أبو إسماعيل قَالَ سمعت أحمد بن حنبل- وذكر ابتداء محمد بن الحسن، فقال كان يذهب مذهب جهم.
أَخْبَرَنَا أبو طالب أحمد بن نصر بن طالب قال نا أبو النصر إسماعيل بن ميمون العجلي قَالَ حَدَّثَنِي عمى نوح بن ميمون قَالَ دعاني محمد بن الحسن إلى أن أقول القرآن مخلوق، فأبيت عليه فقال لي: زهدت في نصفك. فقلت له بل زهدت في كلك.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ قُرِئَ عَلَى إسحاق النعالي وأنا أسمع حدثكم عبد الله ابن إسحاق المدايني قال نا حنبل بْن إِسْحَاق قَالَ سَمِعْتُ عمي- يعني أحمد بن حنبل- يقول وكان يعقوب أبو يوسف متصفا في الحديث، فأما أبو حنيفة ومحمّد بن
__________
[1] في المخطوط: «عبد الله بن نجيي»(2/175)
الحسن فكانا مخالفين للأثر، وهذان لهما رأى سوء. يعني أبا حنيفة، ومحمد بن الحسن.
وأخبرنا البرقانيّ قال نا يعقوب بن موسى الأردبيلي قال نبأنا أَحْمَد بْن طاهر بْن النجم الميانجي قَالَ نبأنا سعيد بْن عَمْرو البرذعي قَالَ سمعت أبا زرعة- يعني الرازي- يَقُولُ كَانَ أَبُو حنيفة جهميًا، وكان مُحَمَّد بْن الْحَسَن جهميًا، وكان أَبُو يوسف سليما من التجهم.
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد الملك الآدمي قَالَ نَبَّأَنَا مُحَمَّد بْن عليّ الإياديّ قال نبأنا زكريا الساجي قَالَ محمد بن الحسن كان يقول بقول جهم وكان مرجئا.
كتب إِلَى عَبْد الرَّحْمَنِ بن عُثْمَان الدمشقي يذكر أن خيثمة بن سُلَيْمَان القرشي أخبرهم قال نبأنا سليمان بن عبد الحميد البهراني قَالَ حَدَّثَنَا عبد السلام بن محمد قَالَ سمعت بقية يقول قيل لإسماعيل بن عياش: يا أبا عتبة، قد رافق محمد بن الحسن يحيى بن صالح من الكوفة إلى مكة. قَالَ أما إنه لو رافق خنزيرا كان خيرا له منه.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق قال نا أحمد بن علي بن عمر بن حبيش الرازي قَالَ سمعت محمد بن أحمد بن عصام يقول سمعت محمد بن سعد بن محمد بن الحسن بن عطية العوفي يَقُولُ سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ- وَسَأَلْتُهُ عَنْ محمد بن الحسن فقال: كذاب.
قرأت على الحسن بن أبي بكر، عن أحمد بن كامل القاضي قَالَ أَخْبَرَنِي أحمد بن القاسم، عن بشر بن الوليد قَالَ قَالَ أبو يوسف قولوا لهذا الكذاب- يعني محمد بن الحسن- هذا الذي يرويه عنى سمعه مني؟
أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب قال أنبأنا محمّد بن حميد المخرّميّ قال نبأنا علي بن الحسين بن حبان قال وجدت في كتاب أبي بخط يده قَالَ أبو زكريا- يعني يحيى بن معين- سمعت محمد بن الحسن صاحب الرأي، وقيل له هذه الكتب سمعتها من أبي يوسف؟ فقال لا والله ما سمعتها منه، ولكني من أعلم الناس بها، وما سمعت من أبي يوسف إلا «الجامع الصغير» .(2/176)
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي قال أنبأنا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُوسَى البابسيري قَالَ أنبأنا أبو أمية الأحوص بن المفضل الغلابي قَالَ: قال أبى الحسن اللؤلؤي، ومحمد بن الحسن، كلاهما ضعيفان.
أنبأنا القاضي أَبُو مُحَمَّدٍ يُوسُفُ بْنُ رَبَاحِ [1] بْنِ عَلِيٍّ النصري، أنا أحمد بن [محمد بن إسماعيل المهندس بمصر قال ثنا أبو بشر [2]] محمد بن أحمد بن حماد، نا معاوية بن صالح [بن أبي عبد الله قَالَ سمعت يحيى بن معين [3]] يقول: محمد ابن الحسن ضعيف.
أَخْبَرَنِي عبد الله بن يحيى السكري قَالَ أنبأنا [4] محمّد بن عبد الله الشّافعيّ قال ثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر قال ثنا ابن الغلابي قَالَ قَالَ يحيى بن معين محمد بن الحسن لَيْسَ بشيء.
أَخْبَرَنِي أَحْمَد بن عبد اللَّه الأنماطي قَالَ أنبأنا محمّد بن المظفر الحافظ، نا [عليّ ابن أحمد بن سليمان المصري قال أنا أحمد بن سعيد بن أبي مريم [5]] حدّثهم قال وسألته- يعني ابن معين-[عن محمد بن الحسن فقال [6]] : ليس بشيء فلا تكتب حديثه.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْن القطان قَالَ أنبأنا عثمان بن أحمد الدّقّاق قال نبأنا أبو العباس سهل بن أحمد الواسطي قَالَ نبأنا أبو حفص عمرو بن علي الصيرفي قَالَ محمد بن الحسن صاحب الرأي ضعيف.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَلِيّ الأصبهاني قَالَ أنبأنا الحسين بن محمّد الشّافعيّ بالأهواز قال أنبأنا أبو عبيد محمد بن علي بن عثمان الآجري قَالَ وسألته- يعني أبا داود السجستاني- عن محمد بن الحسن الشيباني فقال: لا شيء لا يكتب حديثه.
أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد بن غالب قَالَ سألت أبا الحسن الدارقطني، عن مُحَمَّد بن الْحَسَن صاحب أبي حنيفة، فقال قَالَ يحيى بن معين: كذاب. وَقَالَ فيه أحمد: يعني ابن حنبل- نحو هذا. قَالَ أبو الحسن وعندي لا يستحق الترك.
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[4] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[5] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[6] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(2/177)
أَخْبَرَنَا علي بن مُحَمَّد بن الحسن المالكي قال أنبأنا عبد الله بن عليّ بن المديني، عن أبيه قَالَ وسألته عن أسد بن عمرو، والحسن بن زياد اللؤلؤي، ومحمد بن الحسن، فضعف أسدا والحسن بن زياد. وَقَالَ محمد بن الحسن صدوق.
أَخْبَرَنَا أبو سعيد الحسن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن حسنويه الأصبهانيّ قَالَ أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْن جَعْفَرِ بْنِ حبّان قال أنبأنا عمر بن أحمد الأهوازيّ قال نبأنا خليفة بن خياط قَالَ: محمد بن الحسن القاضي يكنى أبا عبد الله مولى بني شيبان، مات بالري سنة تسع وثمانين ومائة.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن الْحُسَيْن التوزي قَالَ أنبأنا القاضي أبو عمر أحمد بن محمد بن موسى بن محمد المعروف بابن العلاف قَالَ نبأنا أبو عمرو الزاهد قَالَ سمعت أحمد بن يحيى يقول توفي الكسائي ومحمد بْن الحسن فِي يوم واحد. فقال الرشيد دفنت اليوم اللغة والفقه.
أخبرنا أبو نعيم الأصبهاني الحافظ قال نبأنا أبو طلحة تمام بن محمد بن علي الأزدي بالبصرة قَالَ أنشدنا القاضي محمد بن أحمد بن أبي حازم قَالَ أنشدنا الرياشي قَالَ أنشدنا اليزيدي لنفسه يرثى محمد بن الحسن والكسائي، وكانا خرجا مع الرشيد إلى الري فماتا بها في يوم واحد:
أسيت على قاضي القضاة محمد ... فأذويت دمعي والعيون هجود
وقلت إذا ما الخطب أشكل من لنا ... بإيضاحه يوما وأنت فقيد
وأقلقني موت الكسائي بعده ... وكادت بي الأرض الفضاء تميد
هما عالمانا أوديا وتخرما ... فما لهما في العالمين نديد
أَخْبَرَنَا علي بن أبي علي قال نا طلحة بْن مُحَمَّد قَالَ حَدَّثَنِي مكرم بْن أحمد القاضي قال نا أحمد بن محمّد بن المفلس قال نا سليمان بن أبي شيخ قال حدّثني ابن أبي رجاء القاضي قَالَ سمعت محمويه- وكنا نعده من الأبدال- قال رأيت محمّد ابن الحسن في المنام فقلت: يا أبا عبد اللَّه إلام صرت؟ قَالَ قَالَ لي: إني لم أجعلك وعاء للعلم وأنا أريد أن أعذبك، قلت فما فعل أبو يوسف؟ قَالَ فوقي. قلت فما فعل أبو حنيفة؟ قَالَ فوق أبي يوسف بطبقات.(2/178)
594- محمد بن أبي عتاب، أبو بكر الأعين، واسم أبي عتاب الحسن [1] :
كذلك أَخْبَرَنَا أبو حازم عمر بن أحمد العبدوي قَالَ سمعت أبا بكر الجوزقي يقول أنبأنا مكي بن عبدان قَالَ سمعت مسلم بْن الحجاج يَقُولُ أَبُو بكر بن أبي عتاب محمد بن الحسن بن طريف الأعين. وهكذا قَالَ عبد الرحمن بن أبي حاتم.
وقيل إن اسم أبي عتاب طريف.
كذلك أَخْبَرَنَا حمزة بن محمد بن طاهر قَالَ أنبأنا أحمد بن إبراهيم البزّاز قال نبأنا عبد الله بن محمد البغوي قَالَ أبو بكر الأعين محمّد بن طريف. هو هكذا قَالَ محمد بن عبد الله الحضرمي الكوفي، ومحمد بن إسحاق السراج النيسابوري.
فحدث أبو بكر عَن روح بْن عبادة، ووهب بْن جرير، وأسود بن عامر شاذان، ومؤمل بن إسماعيل، وزيد بن الحباب، وعبد الصمد بن النعمان. روى عنه عباس بن مُحَمَّد الدوري. وأبو شعيب الحراني وأحمد بن أبي عوف البزوري، وغيرهم. وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا علي بْن الْحُسَيْن صاحب العباسي قال أنبأنا عبد الرّحمن بن عمر الخلّال قال نبأنا محمّد بن إسماعيل الفارسيّ قال: نبأنا بكر بن سهل قال نبأنا عَبْد الخالق بْن مَنْصُور قَالَ: وسُئِلَ يَحْيَى بْن معين عَن أبي بَكْر الأعين فقال ليس هو من أصحاب الحديث.
قال الشيخ أبو بكر عنى يحيى بذلك أنه لم يكن من الحفاظ لعلله، والنقّاد لطرقه، مثل عليّ بن المديني ونحوه. وأما الصدق والضبط لما سمعه فلم يكن مدفوعا عنه.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ قَالَ أنبأنا محمد بن المظفر قَالَ: قَالَ عبد الله ابن محمد البغوي: مات أبو بكر الأعين ببغداد سنة أربعين وكتبت عنه.
أخبرنا ابن الفضل القطّان قال أنبأنا جعفر بن محمّد الخلدي قال نبأنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي.
__________
[1] 594- انظر: تاريخ البخاري الصغير: 2/372، والجرح والتعديل: 7/الترجمة 1259، وثقات ابن حبان:
9/95، وأنساب السمعاني: 1/318، والمعجم المشتمل، الترجمة 906، والكامل في التاريخ:
7/305، والكاشف: 3/الترجمة 5113، وتذكرة الحفاظ: 2/552، والعبر: 1/433، وتذهيب التهذيب: 3/الورقة 230، وتاريخ الإسلام، الورقة 70 (أحمد الثالث 2917) ، ونهاية السول، الورقة 341، وتهذيب التهذيب: 9/334- 335، والتقريب: 2/189، وخلاصة الخزرجي: 2/الترجمة 6487. وتهذيب الكمال 5452 (25/77)(2/179)
وقرأت على البرقاني عَنْ إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى المزكي قال أنبأنا أبو العباس محمد بن إسحاق الثقفي. قالا: مات أبو بكر الأعين محمد بن طريف. قَالَ الحضرمي سنة أربعين ومائتين. وَقَالَ الثقفي: ببغداد يوم الثلاثاء لثلاث عشرة بقين من جمادى الأولى سنة أربعين.
595- محمد بن الحسن بن سعيد، أبو جعفر الأصبهاني [1] :
سكن بغداد، وحدث بها عن بكر بن بكار، ومحمد بن بكير الحضرمي. روى عنه محمد بن خلف وكيع، ويحيى بن محمد بن صاعد، ومحمد بن مخلد، ومحمّد ابن جعفر المطيري، وأبو الحسين بن المنادي. وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى بْنِ هَارُونَ بْنِ الصَّلْتِ قال نا محمّد بن مخلد العطّار قال نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ سَعِيدٍ الأَصْبَهَانِيُّ قَالَ نا بكر بن بكار قال نا حمزة الزّيّات قال نا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِي صَلاةِ الْفَجْرِ: الم تَنْزِيلُ
السَّجْدَةِ، وهَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا حَمْزَةُ الزَّيَّاتُ قال نبأنا أَبُو فَرْوَةَ عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَذَكَرَ مِثْلَهُ.
596- مُحَمَّد بْن الحسن بْن نافع، أَبُو عوانة الباهلي الْبَصْرِيّ [2] :
قدم بغداد، وحدث بِهَا عَنْ سلم بن سليمان الضبي، والحسن بن بشر بن سلم البجلي، وعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَائِشَةَ التَّيْمِيُّ. رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد بْن مَخْلَد، وَعَبْد اللَّهِ ابن محمد بن أبي سعيد البزار، وإسماعيل بن محمد الصفار. أحاديث مستقيمة.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ بن مهديّ قال نا محمّد بن مخلد [الدوري [3]] قال نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ نَافِعٍ الْبَاهِلِيُّ قَالَ نا سلم بن سليمان الضّبّيّ قال نا الصَّلْتُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النار [4] » .
__________
[1] 595- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/145.
[2] 596- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/155.
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[4] انظر الحديث في: صحيح البخاري 1/38- 2/102، 4/207، 8/54. وصحيح مسلم، المقدمة 3، 4. وفتح الباري 10/578.(2/180)
597- محمد بن الحسن بن علي بن طوق، أبو بكر الحرثيّ، يعرف بالختلي:
سمع مسلم بن إبراهيم، وعبد الله بن صالح العجلي، ومنجاب بن الحارث، وجندل بن والق، وغيرهم. روى عنه عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ بن حنبل، ومحمد بْن مَخْلَد الْعَطَّار، ومحمد بْن عمرو الرزاز.
أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَسْنُونَ النَّرْسِيُّ قال نا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْبَخْتَرِيِّ الرَّزَّازُ إِمْلاءً قال نا محمّد بن الحسن الختّليّ الحربيّ قال نا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُمَامَةَ- يَعْنِي الرَّقِّيَّ- قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَعْفَرٍ، عن غير واحد- ابن سيرين وَغَيْرِهِ- عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ يَرْفَعُ الْحَدِيثَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: «مَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ، والله أكبر، لا إله إلا اللَّهُ وَحْدَهُ، لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ، يَعْقِدُهُنَّ خَمْسًا بِأَصَابِعِهِ، ثُمَّ قَالَ مَنْ قَالَهُنَّ فِي يَوْمٍ أَوْ لَيْلَةٍ أَوْ شَهْرٍ ثُمَّ مَاتَ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ، أَوْ تِلْكَ اللَّيْلَةِ، أَوْ ذاك الشهر، غفر له ذنبه [1] » .
قال الشيخ أبو بكر: هذا حديث غريب جدا من رواية أبي إسحاق عن أبي صالح السمان، ومن رواية محمد بن سيرين عن أبي إسحاق، لم أكتبه إلا من هذا الوجه.
598- محمد بن الحسن بن يعقوب، يعرف بالحاجب:
حدث عن عبد الصمد بن حسان. روى عنه عَبْد الباقي بْن قانع الْقَاضِي.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الحسين القطّان قال نا عبد الباقي بن قانع القاضي قال نا محمّد ابن الحسن بن يعقوب الحاجب قال نا عبد الصّمد بن حسّان قال نا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانٍ، عَنْ أَبِي جَنَابٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ يُثَيْعٍ [2] ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ [3] »
. 599- محمد بن الحسن بن دينار، أبو العباس الأحول:
حدث عن محمّد بن زياد بن الأعرابي. روى عنه نفطويه النّحويّ. وكان ثقة أديبا عالما بالعربية، وله مصنفات منها كتاب «الدواهي» ، وكتاب «الأشباه» وغيرها.
__________
[1] 597- انظر الحديث في: صحيح مسلم 2071. وسنن الترمذي 3468. والمستدرك 1/501.
ومجمع الزوائد 1/16، 21، 3/252، 10/84.
[2] 598- في الخلاصة: «ابن يثيغ»
[3] انظر الحديث في: سنن الترمذي 3768. وسنن ابن ماجة 118. ومسند أحمد 3/3، 62، 64، 82. والمستدرك 3/166، 167، ومشكاة المصابيح 54/6. وأمالى الشجري 1/44، 2/235.(2/181)
600- مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَن بن حيدرة، أبو العباس البزاز المعدل:
سمع منجاب بن الحارث، والقاسم بن أبي شيبة، وجعفر بن حميد. روى عنه عبد الباقي بن قانع، وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا ابْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ قَالَ نبأنا عبد الباقي بن قانع قال نبأنا محمّد بن الحسن ابن حيدرة قال نا القاسم بن أبي شيبة قال نا أبو تميلة، عن أبي المنيب عبد الله بن عبيد الله العتكي، عن عطاء بن جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِصَوْمِ عَاشُورَاءَ.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد قال نبأنا محمد بن العباس قال قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع قَالَ: أبو العباس محمد بن الحسن بن حيدرة ترك الشهادة عند إسماعيل بن إسحاق القاضي، وكان يتفقه بكتب أبي عبيد، وقد روى شيئا من الحديث يسيرا.
توفي لأربع بقين من المحرم سنة سبع وثمانين- يعني ومائتين.
601- مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن مسعود بْن الْحَسَن بن مسعود بن عبادة بن سعد ابن عُثْمَان بْن خلدة بْن مَخْلَد بْن عامر، الأنصاري الزرقي المديني [1] :
أَخْبَرَنَا علي بن محمد الدَّقَّاق قَالَ قرأنا على الْحُسَيْن بْن هارون الضبي، عن أبي العباس بن سعيد قال: محمد بن الحسن بن مسعود الأنصاري الزرقي، نزل بغداد، وسمع بكر بن عبد الوهاب، وموسى بن عبد الله بن موسى العلوي، وغيرهما. وكان حسن الفهم، ورأيته لا يخضب.
قال الشيخ أبو بكر حدث عَنْهُ أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن نَصْرٍ القاضي، ومحمد بن أحمد بن نصر الكاتب شيخ القاضي أبي بكر بن الجعابي.
602- محمد بن الحسن بن إبراهيم بن زياد بن عجلان، أبو شيخ الأصبهاني:
وقيل هو محمد بن الحسين. وأنا أذكره في ترجمة محمد بن الحسين إن شاء الله تعالى.
603- محمد بن الحسن، أبو الحسين صاحب النرسي:
خوارزمي الأصل. حدث عن يحيى بن هاشم السّمسار، وعليّ بن الجعد، وأبي
__________
[1] 601- انظر: الأنساب للسمعاني 6/268، 269.(2/182)
نصر التمار، وخلف بن هشام، ومحمد بن بكار، والهيثم بن خارجة، ويحيى بن معين، وعليّ بن المديني، وأحمد بن حنبل، وأَبِي خيثمة زهير بْن حرب. رَوَى عَنْهُ مكرم بْن أَحْمَدَ الْقَاضِي.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق قال نا مكرم بن أحمد القاضي قال نا أبو الحسين محمد بن الحسن الخوارزمي قَالَ سمعت عليّ بن المديني يقول قَالَ عبد الرحمن بن مهدي: الرجل إلى الحديث أحوج منه إلى الأكل والشرب. وَقَالَ: الحديث يفسر القرآن.
كتب إِلَيَّ أَبُو الفرج مُحَمَّد بْن إِدْرِيس الموصلي يذكر أن أَبَا مَنْصُور المظفر بْن محمد الطوسي حدثهم قَالَ نا أَبُو زكريا يَزِيد بْن مُحَمَّد بْن إياس الأزدي قَالَ:
محمد بن الحسن أبو الحسين الخوارزمي، قطن الموصل وكان في حديثه لين، توفي بالموصل في سنة أربع وتسعين ومائتين.
604- محمد بن الحسن بن الفرج، أبو بكر الهمدانيّ المعدل [1] :
قدم بغداد، وحدث بِها عن عبد الحميد بن عصام وغيره. رَوَى عَنْهُ جعفر بْن مُحَمَّد بْن نصير الخلدي، وأبو بَكْر الشافعي، وَمُحَمَّد بْن عُمر بن سلم الجعابي.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْقَاسِمِ النَّرْسِيُّ، وَعُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعَلافُ قالوا أنبأنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قال نبأنا محمّد بن الحسن بن الفرج الهمداني قال نا عبد الحميد بن عصام قال نا أبو داود قال نا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ قَالَ: خَطَبَنَا عُمَرُ بِالْجَابِيَةِ فقال: قام فينا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقَامِي فَقَالَ: «أَكْرِمُوا أَصْحَابِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَفْشُو الْكَذِبُ حَتَّى يَشْهَدَ الرَّجُلُ وَمَا يُسْتَشْهَدُ، وَحَتَّى يَحْلِفَ الرَّجُلُ وَإِنْ لَمْ يُسْتَحْلَفْ، فمن أراد بحيحة الْجَنَّةِ فَلْيَلْزَمِ الْجَمَاعَةَ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الْوَاحِدِ وَهُوَ مِنَ الاثْنَيْنِ أَبْعَدُ، أَلا لا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ ثَالِثُهُمَا، أَلا مَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ، وَسَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ فَهُوَ مُؤْمِنٌ [2] » .
قَالَ الشيخ أبو بكر: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ عَنْ عبد الملك بن عمير،
__________
[1] 604- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/540.
[2] انظر الحديث في: المعجم الصغير للطبراني 1/89. وشرح السنة 9/27. وعلل الحديث 2583، 2629. ومسند الحميدي 32. وكنز العمال 32487.(2/183)
لا نَعْلَمُ رَوَاهُ غَيْرُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عِصَامٍ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ عَنْهُ، وَخَالَفَهُ يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ الأَصْبَهَانِيُّ فَرَوَاهُ عَنْ أَبِي دَاوُدَ، عن جابر بن حازم، عن عبد الملك بن عمير.
أخبرناه أبو نعيم الحافظ قال نبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فارس قال نبأنا يونس بن حبيب قال نبأنا أبو داود قال نبأنا جرير بن حازم، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ- فَذَكَرَ نَحْوَهُ.
أَخْبَرَنَا أَبُو منصور مُحَمَّد بْن عيسى بْن عبد العزيز البزّاز بهمذان قال نبأنا أَبُو الفضل صالح بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد الحافظ في كتاب «طبقات الهمذانيين» قَالَ: محمد ابن الحسن بن الفرج أبو بكر المعدل أصله من أصبهان. روى عن محمد بن عبيد، والقاسم بن محمد المروزي، وأبي عمار، والعباس بن يزيد، وأحمد بن بديل، وأبي عبد الله الجرجاني. روى عنه محمد بن عبد الله الشافعي ببغداد. وَحَدَّثَنَا عنه أبو بكر بن مصلح بالري. وروى عنه أبي وعامة مشايخ بلدنا في أيامه وهو صدوق.
605- محمد بن الحسن بن الوازع، أبو داود الجمال:
من أهل مرو، قدم بغداد، وحدث بها عن أبي عاصم المروزي، عن النضر بن محمد السياري وغيره. روى عنه محمد بن مخلد الدوري في جمعه حديث أبي حنيفة.
606- محمد بن الحسن بن بور البلخي [1] :
قدم بغداد، وحدث بها عن أبي زكريا يحيى بن خالد شيخ خراساني. رَوَى عَنْهُ أَبُو بَكْر الشَّافِعِيّ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُؤَدِّبُ قَالَ أنبأنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ بُورٍ الْبَلْخِيُّ قَالَ نبأنا يحيى بن خالد أبو زكريّا قال نبأنا مَنْصُورُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [أَنَّهُ [2]] قَالَ: «لا تَزَالُ أُمَّتِي بِخَيْرٍ مَا دَامَ فِيهِمْ مَنْ رَآنِي وَمَنْ رَأَى مَنْ رَآنِي وَمَنْ رَأَى مَنْ رَأَى مَنْ رَآنِي ثَلاثَ مَرَّاتٍ [3] » .
__________
[1] 606- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 17/92.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] انظر الحديث في: كنز العمال 32501.(2/184)
607- محمّد بن الحسن بن سمعة بن حيّان، وقيل ابن سماعه بن مهران، وقيل محمد بن الحسن بن موسى بن رفاعة، أبو الحسين، ويقال أبو الحسن الحضرمي [1] :
من أهل الكوفة. قدم بغداد، وَحَدَّثَ بها عَنْ أَبِي نعيم الفضل بن دكين، ومحمّد ابن عبد الأعلى الصنعاني. رَوَى عَنْهُ أَبُو بَكْر الشَّافِعِيّ، ومحمد بْن علي بن حبيش، وأبو بكر بن الجعابي، ومحمد بن غريب البزاز، وأبو سعيد الحرفي، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ نبأنا محمّد بن الحسن بن سماعة قال نبأنا أبو نعيم الفضل بن دكين قال نبأنا مجمّع ابن يَحْيَى الأَنْصَارِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلِ بْنِ حَنِيفٍ قَالَ سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ: إِذَا كَبَّرَ الْمُؤَذِّنُ اثْنَتَيْنِ كَبَّرَ اثْنَتَيْنِ، وَإِذَا شَهِدَ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ اثْنَتَيْنِ شَهِدَ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ اثْنَتَيْنِ، وَإِذَا شَهِدَ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ اثْنَتَيْنِ، شَهِدَ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ اثْنَتَيْنِ، ثُمَّ الْتَفَتَ فَقَالَ: هَكَذَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول عن الأَذَانِ.
حدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ سمعت حمزة بْن يُوسُف السهمي يقول:
وسألت الدارقطني، عن محمد بن الحسن أبي الحسن الحضرمي الكوفيّ-[قال [2] روى عن أبي نعيم، ليس بالقوي.
حَدَّثَنِي عَبْد العزيز بْن عَلِيّ الوراق قَالَ سَمِعْتُ أبا سعيد الحسن بن جعفر الحربي يقول: توفي أبو الحسن محمد بن سماعة الطحان يوم الاثنين بالعشي لأربع بقين من جمادى الأولى سنة ثلاثمائة.
قال الشيخ أبو بكر: وببغداد كانت وفاته.
608- محمد بن الحسن الدوري:
حدث عن أبي عتبة أحمد بن الفرج، ومحمد بن عوف الحمصيين. روى عنه أبو بكر الشافعي. وقد قيل فيه محمد بن الحسين أيضا.
أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السكري قال أنبأنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حدّثني محمّد بن الحسن الدوري قال نبأنا محمّد بن عوف قال نبأنا
__________
[1] 607- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/139. وسؤالات حمزة السهمي للدارقطنى 13/139.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(2/185)
مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الْبَصْرِيُّ أَبُو بَكْرٍ قَالَ نبأنا عُمَرُ بْنُ مَنِيعٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَزْمَةٌ عَلَى أُمَّتِي أَنْ لا يَتَكَلَّمُوا فِي الْقَدَرِ [1] »
. 609- محمد بن الحسن بْن مُحَمَّد بْن الحارث، أَبُو عَبْد اللَّه الأنباري، يعرف بالقرنجلي [2] :
سمع إِسْحَاق بْن بهلول التنوخي. روى عنه أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيمَ الإسماعيلي الجرجاني. وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ قال أنبأنا أبو بكر الإسماعيلي قال نبأنا أبو عبد الله مُحَمَّد بن الحسن بن مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ الأَنْبَارِيُّ بِهَا يُعْرَفُ بِالْقَرَنْجُلِيِّ قال أنبأنا إسحاق بن بهلول قال نبأنا إِسْحَاقُ بْنُ الطَّبَّاعِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الطِّيَرَةِ، قَالَ: «ذَلِكَ شَيْءٌ يَجِدُهُ أَحَدُكُمُ فِي نَفْسِهِ فَلا يَصُدَّنَّكُمْ [3] »
. 610- محمد بن الحسن بن العلاء، أبو عبد الله السمسار، يعرف بالخواتيمي [4] :
وهو أخو علي بن الحسن السمسار. كان يسكن في جوار أحمد بن الحسن الصوفي، وحدث عَنْ أبي بَكْر وعثمان ابني أبي شيبة، ومحمد بن حميد الرازي، وداود بن رشيد، والزبير بن بكار، وغيرهم. روي عنه عبد العزيز بن جعفر الخرقي، وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَزَّارُ قَالَ أنبأنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْخَرَقِيُّ قال نبأنا محمّد بن الحسن الخواتيمي قال نبأنا محمّد بن حميد قال نبأنا سلمة بن الفضل قال أنبأنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَأْكُلُ فِي مِعًى وَاحِدٍ، وَالْكَافِرُ يَأْكُلُ فِي سبعة أمعاء [5] » .
__________
[1] 608- انظر الحديث في: الكامل، لابن عدى 4/1620. والعلل المتناهية 1/147، 150. وكنز العمال 561، 562.
[2] 609- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/140.
[3] انظر الحديث في: التمهيد 9/281. والتجريد 853.
[4] 610- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/164.
[5] انظر الحديث في: صحيح البخاري 7/92. وفتح الباري 9/536. ومسند أحمد 2/145، 3/333. والترغيب والترهيب 3/135. والمصنف لعبد الرزاق 19559.(2/186)
أخبرنا عليّ بن محمّد السّمسار قال أنبأنا عبد الله بن عثمان الصّفّار قال نبأنا ابن قانع أن أبا عبد الله بن العلاء السّمسار مات في سنة ثلاث وثلاثمائة.
611- محمد بن الحسن بن العباس، أبو عبد الله [البغدادي] [1] :
حدث عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ معاوية الجمحي، وعبد الله بن أبي بدر القطربلي. روى عنه عبد الله بن زيدان الكوفي، وأَبُو الْعَبَّاس بْن عقدة.
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الطناجيريّ قال أنبأنا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ هِشَامٍ التّيملي بالكوفة قال نبأنا عبد الله بن زيدان قال نبأنا محمد بن الحسن بن العباس أبو عبد الله البغداديّ قال نبأنا عبد الله بن معاوية الجمحي قال نبأنا صالح المري، عن سعيد الجريري، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا كَانَ أُمَرَاؤُكُمْ خِيَارَكُمْ، وَأَغْنِيَاؤُكُمْ سُمَحَاءَكُمْ، وَأُمُورُكُمْ شُورَى بَيْنَكُمْ، فَظَهْرُ الأَرْضِ خَيْرٌ لَكُمْ مِنْ بَطْنِهَا، وَإِذَا كَانَ أُمَرَاؤُكُمْ شِرَارَكُمْ، وَأَغْنِيَاؤُكُمْ بُخَلاءَكُمْ، وَأُمُورُكُمْ إِلَى نِسَائِكُمْ، فَبَطْنُ الأَرْضِ خَيْرٌ لَكُمْ مِنْ ظَهْرِهَا» .
أخبرنا أحمد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الصلت إجازة- أن لم أكن سمعته منه- قال أنبأنا أَبُو العباس أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سعيد قال نبأنا محمد بن الحسن بن العباس البغدادي قَالَ نبأنا عبد الله بن أبي بدر القطربلي.
612- محمد بن الحسن بن الجعد، أبو جعفر البزّار:
حدث عن سفيان بن وكيع. روى عنه أبو بكر الإسماعيلي فسماه محمدا. وروى عنه غيره فسماه أحمد، وهو بذاك أشهر، ونحن نذكره في موضعه في باب الألف إن شاء الله.
613- محمد بن الحسن بن الحسين بن عثمان بن حبيب بن زياد بن ضبة، أبو جعفر:
حدث عن أبي شعيب صالح بن زياد السوسي. رَوَى عَنْهُ عُبَيْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن شنبة الدينوري.
أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ عَلِيِّ بن حرب المقرئ الدّينوريّ قال نبأنا أَبُو أَحْمَد عُبَيْد اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شنبة القاضي قال نبأنا أبو جعفر محمّد بن الحسن بن
__________
[1] 611- «البغدادي» أضفناها من سند الحديث التالي.(2/187)
الحسين بن عثمان بن حبيب بن زياد بن ضبة البغداديّ قال نبأنا صَالِحُ بْنُ زِيَادٍ السُّوسِيُّ أَبُو شُعَيْبٍ قَالَ نبأنا حُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَلْخِيُّ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ مُوسَى السِّينَانِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنِينُ الْمَرِيضِ تَسْبِيحٌ، وَصِيَاحُهُ تَهْلِيلٌ، وَنَفَسُهُ صَدَقَةٌ، وَنَوْمُهُ عَلَى الْفِرَاشِ عِبَادَةٌ، وَتَقَلُّبُهُ مِنْ جَنْبٍ إِلَى جَنْبٍ كَأَنَّمَا يُقَاتِلُ الْعَدُوَّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، يَقُولُ اللَّهُ لِمَلائِكَتِهِ: اكْتُبُوا لِعَبْدِي أَحْسَنَ مَا كَانَ يَعْمَلُ فِي صِحَّتِهِ، فَإِذَا قَامَ ثُمَّ مَشَى كَانَ كَمَنْ لا ذنب له [1] »
. قال الشيخ أبو بكر أبو شعيب ومن فوقه كلهم معروفون بالثقة، إلا البلخي فإنه مجهول.
614- محمد بن الحسن، البغدادي:
رَوَى عَنْهُ أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الأَزْدِيُّ فَقَالَ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ البغداديّ قال نبأنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَوْنٍ، عَنْ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نِعْمَ الإِدَامُ الْخَلُّ [2] »
. أَخْبَرَنِيهِ الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ الْوَاسِطِيُّ، عَنِ الأَزْدِيِّ هَكَذَا وَهُوَ خَطَأٌ، إِنَّمَا يُحْفَظُ مِنْ رِوَايَةِ مِسْعَرٍ عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ عَنْ جَابِرٍ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
615- محمد بن الحسن بن هارون بن بدينا، أبو جعفر الموصلي [3] :
سكن بَغْدَاد، وَحَدَّثَ بها عَنْ أَحْمَد بْن عبدة الضبي، وأبي همام السكوني، ومحمد بن عبد الله بن عمار، ومحمد بن زنبور المكي. روى عنه إسماعيل بن علي الخطبي، وأحمد بن إِبْرَاهِيم القديسي، وأَبُو بَكْرِ بْنُ مالك القطيعي، وعيسى بن حامد الرخجي، وغيرهم.
حدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ سمعت حمزة السهمي يقول وسألت الدارقطني عن أبي جعفر بن الحسن بن هارون بن بدينا، فقال: لا بأس به، ما علمت إِلا خيرا.
حَدَّثَنِي عُبَيْد اللَّهِ بن أَبِي الفتح، عن طلحة بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر. وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن
__________
[1] 613- انظر الحديث في: العلل المتناهية 2/382. والجامع الكبير 4612. وكنز العمال 6705.
[2] 614- انظر الحديث في: صحيح مسلم 1622، 1621. وسنن أبى داود 3820. وسنن الترمذي 1839، 1840، 1842. وسنن النسائي، كتاب الإيمان باب 21. وفتح الباري 10/500.
[3] 615- انظر: سؤالات حمزة السهمي للدارقطنى رقم 77.(2/188)
عبد الواحد قال نبأنا محمد بن العباس قال قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع قالا: توفي ابن بدينا سنة ثمان وثلاثمائة. قَالَ ابن المنادي في شوال.
أَخْبَرَنِي أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل قال أنبأنا علي بْن عُمَر الحربي قَالَ وَجدت فِي كتاب أخي بخطه مات أبو جعفر بن بدينا سنة ثمان وثلاثمائة يوم الثلاثاء لسبع بقين من شوال.
616- محمد بن الحسن بن علي بن حامد، أبو بكر البخاري:
قدم بغداد حاجا، وحدث بِهَا عَن عبد الله بن يحيى السرخسي. روى عنه عليّ ابن عمر بن محمّد السكري.
نا أَبُو مَنْصُورٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بن عمر السكري قال ثنا جدي قال ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حَامِدٍ الْبُخَارِيُّ-[قَدِمَ حَاجًّا [1]] فِي سَنَةِ تسع وثلاثمائة. قال نبأنا عبد الله بن يحيى السرخسي قال نبأنا الحسين بن المبارك بطبرية الشام قال نبأنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ [2] »
. 617- محمد بن الحسن، أبو بكر النخاس، يعرف بالقصير:
وكان ينزل المخرم، وحدث عَن عُمَر بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن الكوفي. روى عنه أبو بكر الإسماعيلي.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ محمد بن غالب قال أنبأنا أبو بكر الإسماعيلي قال أنبأنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ النَّخَّاسُ الْمَعْرُوفُ بالقصير ببغداد قال نبأنا عمر بن محمّد بن الحسن قال نبأنا أبي قال نبأنا عُتْبَةُ أَبُو عَمْرٍو، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فقال: «من يكلؤنا الليلة [3] » . وذكر الحديث.
__________
[1] 616- ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] سبق تخريجه، راجع الفهرس.
[3] 617- انظر الحديث في: سنن أبى داود 447. ومسند أحمد 1/494، 81، 90. وسنن النسائي 1/298. ومصنف ابن أبى شيبة 2/64، 14/161. ونصب الراية 1/282. وفتح الباري 1/448.(2/189)
618- محمد بن الحسن بن أزهر بن جبير بن جعفر، أبو بكر القطائعي الدعاء الأصم [1] :
حدث عن قعنب بن المحرر الباهلي، والعباس بن يزيد البحراني، وعمر بن شبة النميري، ومحمد بْن عَبْد الملك بْن زنجويه، وأَحْمَد بن منصور الرمادي، وحميد بن الربيع، وعباس بْن مُحمد الدوري. روى عنه أَبُو عمرو بن السماك كتاب «الحيدة» ، ومُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُخَيْتٍ الدَّقَّاقُ، وعبيد الله بن أبي سمرة البغوي، وأبو حفص ابن شاهين، ومحمد بن جعفر النجار، ومحمد بن إسحاق القطيعي، وعمر بن إبراهيم الكتاني، وكان غير ثقة. يروي الموضوعات عن الثقات.
أَخْبَرَنِي الحسن بن أبي طالب قال نا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْعَبَّاسِ النَّجَّارُ قَالَ نا محمّد بن الحسن العسكريّ قال نا العبّاس بن يزيد البحراني قال نا إسماعيل ابن عليّة قال نا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «وُزِنَ حِبْرُ الْعُلَمَاءِ بِدَمِ الشُّهَدَاءِ فَرَجَحَ عَلَيْهِمْ [2] »
. أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ الْبَرْمَكِيُّ قَالَ أنبأنا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن خَلَف بْن بخيت الدّقّاق قال نبأنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الأَزْهَرِ الدعاء الأطروش قال نبأنا عبّاس الدوري قال نبأنا قبيصة بن عقبة قال نبأنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: لَمَّا أَنْ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ مُهَاجِرًا مِنْ مَكَّةَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ أَكْثَرُوا عَلَيْهِ الْيَهُودُ الْمَسَائِلَ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُجِيبُهُمْ جَوَابًا مُدَارَكًا بِإِذْنِ اللَّهِ، وَكَانَتْ خَدِيجَةُ قَدْ مَاتَتْ بَمَكَّةَ، فَلَمَّا أَنْ دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وَاسْتَوْطَنَهَا، طَلَبَ التَّزْوِيجَ. فَقَالَ لَهُمْ: «أَنْكِحُونِي» . فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ بِخِرْقَةٍ مِنَ الْجَنَّةِ طُولُهَا ذِرَاعَانِ فِي عَرْضِ شِبْرٍ فِيهَا صُورَةٌ لَمْ يَرَ الرَّاءُونَ أَحْسَنَ مِنْهَا، فَنَشَرَهَا جِبْرِيلُ وَقَالَ لَهُ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ لَكَ أَنْ تَزَوَّجْ عَلَى هَذِهِ الصُّورَةِ. فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَا مِنْ أَيْنَ لِي مِثْلُ هَذَه الصُّورَةِ يا جبريل؟» قال لَهُ جِبْرِيلُ: إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ لَكَ تَزَوَّجْ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ. فَمَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مَنْزِلِ أَبِي بَكْرٍ فَقَرَعَ الْبَابَ ثُمَّ قَالَ: «يَا أَبَا بَكْرٍ إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أُصَاهِرَكَ» . وَكَانَ لَهُ ثَلاثُ بَنَاتٍ فَعَرَضَهُنَّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أَتَزَوَّجَ هَذِهِ الْجَارِيَةَ [3] » . وَهِيَ عَائِشَةُ، فَتَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
__________
[1] 618- انظر: ميزان الاعتدال 3/517. والأنساب للسمعاني 10/188.
[2] انظر الحديث في: الفوائد المجموعة 287. والأسرار المرفوعة 312، 313. والعلل المتناهية 1/71. والدرر المتنثرة 141.
[3] انظر الحديث في: ميزان الاعتدال، ترجمة 7395. ولسان الميزان 5/431. والموضوعات 2/8.
وتنزيه الشريعة 1/421.(2/190)
قال الشيخ أبو بكر: رِجَالُ هَذَيْنِ الْحَدِيثَيْنِ كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ غَيْرَ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، وَنَرَى الْحَدِيثَيْنِ مِمَّا صَنَعَتْ يَدَاهُ.
وذكر أبو القاسم بن الثلاج فيما قرأت بخطه أنه توفي في أول سنة عشرين وثلاثمائة.
619- محمد بن الحسن بن الحسين بن الخطاب بن فرات بن حيان، أبو بكر العجلي، ويعرف بالكاراتي [1] :
حدث عن أبي يحيى مُحَمَّد بن سعيد العطار، وحمدون بن عباد الفرغاني، وزيد ابن إسماعيل الصائغ، وسعدان بن نصر، وأبى البخترى العنبريّ. روى عنه أَبُو عمرو ابْن السماك، ومُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن الشخير، وأَبُو بكر بن شاذان أحاديث مستقيمة.
620- محمد بْن الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن مالك بْن أشرس بْن عَبْد اللَّه بْن منجاب، الشيباني، يعرف بابن الأشناني:
حدث عن علي بن سهل بن المغيرة البزاز. روى عنه أخوه القاضي أبو الحسين بن الأشناني.
أَخْبَرَنَا علي بن المحسن القاضي قال أنبأنا إبراهيم بن أحمد بن محمد المقرئ قَالَ نبأنا الْقَاضِي أَبُو الْحُسَيْن عُمَر بْن الْحَسَن بْن عَلِيِّ بْنِ مَالِكٍ الشيباني قَالَ أَخْبَرَنِي أخي محمد بن الحسن بن علي بن مالك قَالَ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ سَهْلِ بْنِ الْمُغِيرَةِ قَالَ قلت لعفان بن مسلم. أين سمعت من عمر بن أبي زائدة؟ قَالَ: سمعت منه بالبصرة، قدم مخاصما إلى سوار في ميراث كان له، فقال لسوار: تقضى لي بشاهد ويمين يا سوار؟
فقال له سوار: ليس هذا مذهبي. قَالَ فغضب عمر بن أبي زائدة فهجا سوارا فقال:
سفهني ولم أكن سفيها ... ولا بقوم سفهوا شبيها
لو كان هذا قاضيا فقيها ... لكان مثلي عنده وجيها
621- محمد بن الحسن بن دريد بن عتاهية، أبو بكر الأزدي [2] :
بصري المولد، ونشأ بعمان، وتنقل في جزائر البحر، والبصرة، وفارس، وطلب
__________
[1] 619- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/312.
[2] 621- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/329. وسؤالات حمزة السهمي للدارقطنى 60. وإرشاد الأريب 6/483. ووفيات الأعيان 1/497. وطبقات الشافعية 2/145. وآداب اللغة 2/188. ولسان الميزان 5/132. وخزانة الأدب للبغدادى 1/490- 491. والأعلام 6/80، 81. ومرآة الجنان 2/282.(2/191)
الأدب وعلم النحو واللغة، وكان أبوه من الرؤساء وذوي اليسار. وورد بغداد بعد أن أسن، فأقام بها إلى آخر عمره. وحدث عن عبد الرّحمن بن أخي الأصمعي، وأبي حاتم السجستاني، وأبى الفضل الرياشي. وكان رأس أهل العلم، والمقدم في حفظ اللغة والأنساب وأشعار العرب، وله شعر كثير. روى عنه أبو سعيد السيرافي، وعمر بن محمد بن سيف، وأبو بكر بن شاذان، وأبو عبيد الله المرزباني، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا علي بن أبي علي قال نبأنا أَحْمَد بن إِبْرَاهِيم بن الْحَسَن قَالَ: قَالَ لنا ابن دريد أنا محمد بن الحسن بن دريد بن عتاهية بن حنتم بن الحسن بن حمامي بن جرو ابن واسع بن سلمة بن حاضر بن أسد بن عدي بن عمرو بن مالك بن فهم- قبيل- ابن غانم بن دوس- قبيل- بن عدثان بن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عَبْد الله بْن مالك بْن نصر بْن الأزد- قبيل- بْن الغوث بْن نبت بْن مَالِك بْن زَيْد بْن كهلان بْن سبإ بْن يشجب بْن يعرب بن قحطان. قَالَ ابن دريد: وحمامي هذا أول من أسلم من آبائي، وهو من السبعين ركبا الذين خرجوا مع عمرو بن العاص من عمان إلى المدينة لما بلغهم وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أدوه: وفي هذا يقول قائلهم:
وفينا لعمرو يوم عمرو كأنه ... طريد نفته مذحج والسكاسك
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن أَبِي علي الأَصْبَهَانِيّ قَالَ نبأنا الحسن بْن عبد اللَّه بْن سعيد اللغوي قَالَ سمعت ابن دريد يقول: مولدي بالبصرة سكة صالح سنة ثلاث وعشرين وَمائتين.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن علي المحتسب قَالَ أنبأنا إسماعيل بن سعيد المعدل قَالَ أنشدنا أبو بكر بن دريد، وَقَالَ هذا أول شيء قلته من الشعر:
ثوب الشباب علي اليوم بهجته ... وسوف تنزعه عنى يد الكبر
أنا ابن عشرين ما زادت ولا نقصت ... إن ابن عشرين من شيب على خطر
سمعت أبا بكر محمد بن روق بن علي الأسدي يقول كان يقال إن أبا بكر بن دريد أعلم الشعراء، وأشعر العلماء.
حَدَّثَنِي علي بن المحسن التنوخي، عَنْ أَبِي الْحَسَن أَحْمَد بن يوسف الأزرق قَالَ حَدَّثَنِي جماعة، عن أبي بكر بن دريد إنه قَالَ: كان أبو عثمان الأشنانداني معلمي،(2/192)
وكان عمي الحسين بن دريد يتولى تربيتي، فإذا أراد الأكل استدعى أبا عثمان يأكل معه، فدخل عمي يوما وأبو عثمان المعلم يرويني قصيدة الحارث بن حلزة التي أولها آذنتنا ببينها أسماء. فقال لي عمي: إذا حفظت هذه القصيدة وهبت لك كذا وكذا.
ثم دعا بالمعلم ليأكل معه، فدخل إليه فأكلا وتحدثا بعد الأكل ساعة، فإلى أن رجع المعلم حفظت ديوان الحارث بن حلزة بأسره، فخرج المعلم فعرفته ذلك، فاستعظمه وأخذ يعتبره علي فوجدني قد حفظته، فدخل إلى عمي فأخبره، فأعطاني ما كان وعدني به.
قَالَ أبو الحسن: وكان أبو بكر واسع الحفظ جدا ما رأيت أحفظ منه، كان يقرأ عليه دواوين العرب كلها أو أكثرها فيسابق إلى إتمامها ويحفظها، وما رأيته قد قرئ عليه ديوان شاعر إلا وهو يسابق إلى روايته لحفظه له.
حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ سمعت حمزة بن يوسف يقول سألت أبا الحسن الدارقطني، عن ابن دريد فقال تكلموا فيه.
وَقَالَ حمزة: سمعت أبا بكر الأبهري المالكي يقول جلست إلى جنب ابن دريد وهو يحدث ومعه جزء فيه [ما [1]] قَالَ الأصمعي، فكان يقول في واحد حَدَّثَنَا الرياشي، وفي آخر حَدَّثَنَا أبو حاتم، وفي آخر حَدَّثَنَا ابن أخي الأصمعي، عن الأصمعي [يقول [2]] : كما يجيء على قلبه.
كتب إلى أبو ذر الهرويّ سمعت ابن شاهين يقول: كنا ندخل على ابن دريد ونستحي مما نرى من العيدان المعلقة، والشراب المصفى موضوع، وقد كان جاوز التسعين سنة [3] .
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن أَبِي عَلِيّ قَالَ سمعت أبا بكر بن شاذان يَقُول مات ابن دريد سنة إحدى وعشرين.
قرأت على الحسن بن أبي بكر، عن أَحْمَد بْن كامل الْقَاضِي قَالَ: مات أَبُو بكر ابن دريد في يوم الأربعاء لثنتي عشرة ليلة بقين من شعبان سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة.
حدّثني محمّد بن عليّ الصوري قال أنبأنا الحسن بن أحمد بن نصر القاضي قَالَ
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] هذا النص بالكامل ساقط من المطبوعة ونوه إليه في الهامش أنه مطموس.(2/193)
نبأنا أبو العلاء حمد بن عبد العزيز قَالَ كنت في جنازة أبي بكر بن دريد وفيها جحظة فأنشدنا لنفسه:
فقدت بابن دريد كل فائدة ... لما غدا ثالث الأحجار والترب
وكنت أبكى لفقد الجود مجتهدا ... فصرت أبكى لفقد الجود والأدب
حَدَّثَنِي هبة الله بن الحسن الأديب قَالَ قرأت بخط المحسن بن علي أن ابن دريد لما توفي حملت جنازته إلى مقبرة الخيزران ليدفن بها، وكان قد جاء في ذلك اليوم طش من مطر، وإذا بجنازة أخرى من نفر قد أقبلوا بها من ناحية باب الطاق، فنظروا إذا هي جنازة أبي هاشم الجبائي. فقال الناس. مات علم اللغة والكلام بموت ابن دريد والجبائي، فدفنا جميعا في الخيزرانية.
622- محمد بن الحسن بن بخيت، أبو بكر الخطيب العكبري:
حدث عَنْ يَحْيَى بْن أَبِي طالب. رَوَى عنه عبد الله بن عدي الجرجاني، وذكر أنه سمع منه بعكبرا.
623- محمد بن الحسن بن حفص، أبو بكر الكاتب:
حدث عن محمد بن سنان القزاز. روى عنه أَبُو الفضل عُبَيْد اللَّهِ بْن عَبْد الرَّحْمَن الزُّهْرِيّ، وذكر أنه سمع منه في مجلس يحيى بْن محمد بن صاعد. وروى عنه أبو عمر بن حيويه إلا أنه سمى أباه الحسين. ونحن نعيد ذكره، إن شاء الله.
624- محمد بن الحسن بن علي بن سعيد، يعرف بالترمذي:
حدث عَن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عيسى البرتي. روى عنه المعافى بن زكريا.
625- محمد بن الحسن بن الفرج، الأنماطي:
حدث عن علي بن حرب الطائي. روى عنه يوسف بن عمر القواس.
626- محمد بن الحسن بن حماد، أبو بكر، يعرف بالمروزي وبالبرذعي:
حدث عَنْ عَبْد العزيز بْن عَبْد اللَّهِ الهاشمي، وأحمد بن محمد بن غالب الباهلي، ومُحَمَّدُ بْنُ هِشَامِ بْنِ أَبِي الدُّمَيْكِ الْمُسْتَمْلِي. روى عَنْهُ أَبُو حفص بْن شاهين، وأبو حفص الكتاني المقرئ.(2/194)
627- محمد بن الحسن بن يزيد بن عبيد بن أبي خبزة، أبو بكر الرقي [1] :
قدم بغداد في سنة ثلاثين وثلاثمائة، وحدّث به عَن هلال بْن العلاء، وحفص بْن عُمَر، وإبراهيم بن إسماعيل بن زرارة الرقيين، وعن أبي شبيل عبيد الله بن عَبْد الرَّحْمَن الختلي، والحسن بن عتاب المقرئ. روى عنه أبو الحسن الدارقطني، وأَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جامع الدهان، وما علمت من حاله إِلا خيرا.
أَخْبَرَنِي أَبُو القاسم الأزهري قال نبأنا عليّ بن عمر الحافظ قال نبأنا أبو بكر محمد بن الحسن بن يزيد بن أبي خبزة الرقي- قدم علينا- قَالَ نبأنا الحسن بن عتاب المقرئ.
قال الشيخ أبو بكر: بلغني أن ابن أبي خبزة كان حيا في سنة ست وثلاثين وثلاثمائة.
628- محمد بن الحسن بن علي بن محمد، القطان المعروف والده بابن علويه:
حدث عن محمد بن الربيع بن شاهين البصري. روى عنه أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ النخاس المقرئ.
629- محمد بن الحسن بن الفرج، أبو بكر المقرئ المؤذن الأنباري:
سكن بغداد، وَحَدَّثَ بها عَنْ: أَحْمَد بْن عبيد الله النرسي، وعبد الله بن الحسن الهاشمي، ومسلم بن عيسى الصفار، وإِبْرَاهِيم بن الهيثم البلدي، وعبد اللَّه بن أحمد الدوري، والحارث بْن أَبِي أسامة، وَمُحَمَّد بْن يونس الكديمي، ومحمد بن العباس الكابلي، ومحمد بن عُثْمَان بن أَبِي شيبة الكوفي. روى عنه: مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الوراق، وعلى بن محمد بن علويه الجوهري، وأحمد بن الفرج بن الحجاج. وكان محمد بن الحسن قد انتقل عن بغداد إلى البصرة فسكنها، وأحسبه مات بها. حَدَّثَنَا عنه من البصريين: علي بن القاسم النجاد الشاهد، وأَبُو مُحَمَّد الحسن بْن علي بْن أَحْمَد السابوري، وأبو عمر بن اشتافنا [2] القاضي.
أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَلالُ قَالَ: نبأنا محمّد بن إسماعيل الورّاق قال: نبأنا
__________
[1] 627- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/73. والتاريخ 2/395.
[2] 629- في المخطوط: «ابن اشتافينا» .(2/195)
محمّد بن المؤذن أبو بكر قال: نبأنا أَبُو عِيسَى مُسْلِمُ بْنُ عِيسَى بْنِ مُسْلِمٍ الصّفّار قال نبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ الْخُرَيْبِيُّ.
وأَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْحَسَنِ الْمُعَدَّلُ بالبصرة قال: نبأنا محمّد بن الحسن بن الفرج قال: نبأنا مسلم بن عيسى قال: نبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ طَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ طَعْمَ الإِيمَانِ وَحَلاوَتَهُ: أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ فِي اللَّهِ وَيُبْغِضَ فِي اللَّهِ، وَلَوْ أُوقِدَتْ لَهُ نَارٌ أَنْ يَقَعَ فِيهَا كَانَ أَحَبَّ إليه ممن أَنْ يُشْرِكَ بِاللَّهِ» زَادَ الْخَلالُ: «شَيْئًا [1] »
. 630- محمد بن الحسن بن زيد السامري:
حدث عن: جعفر بن محمد الطيالسي. روى عنه: عبد الله بن عدي الحافظ.
631- محمد بن الحسن بن محمد بن إسماعيل، أبو عبد الله الأنباري:
سكن مصر، وحدث بها عن: شجاع بن أسلم الحاسب. روى عنه: أبو زرعة أَحْمَد بن الْحُسَيْن الرازي وغيره.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو زُرْعَةَ رَوْحُ بْنُ مُحَمَّدِ بن أحمد الرّازيّ قال: نبأنا، أَبُو زُرْعَةَ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الرَّازِيُّ الْحَافِظُ وَكَتَبَهُ لِي بِخَطِّهِ.
وأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْمُعَدَّلُ قَالَ: أنبأنا أبو زرعة الرّازيّ قال: نبأنا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الأَنْبَارِيُّ بِمِصْرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو كَامِلٍ شُجَاعُ بْنُ أَسْلَمٍ الْحَاسِبُ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ مُقَاتِلٍ صَاحِبُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْفَقِيهُ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الرَّجُلَ يَصُومُ وَيُصَلِّي وَيَحُجُّ وَيَعْتَمِرُ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أُعْطَى بِقَدْرِ عَقْلِهِ [2] »
. قال الشيخ أبو بكر: لا يثبت هذا الحديث عن مالك، وشجاع بن أسلم، وأبو بكر ابن مقاتل: مجهولان.
__________
[1] انظر الحديث: في «صحيح مسلم» ، كتاب الإيمان 67، 68. ومسند أحمد 3/103، 174، 230. وصحيح ابن حبان 285. وفتح الباري 1/60، 72. وسنن الترمذي 2624. والنسائي، كتاب الإيمان باب 2.
[2] 631- انظر الحديث في: الجامع الكبير 5520، وإتحاف السادة المتقين 8/490.(2/196)
وقد رواه أبو الفتح بن مسرور البلخي، عن أبي عبد الله الأنباري غير أنه سمى أباه الحسين، وَقَالَ: كان من الثقات. وذكر أنه سمع منه في ذي القعدة من سنة ست وأربعين وثلاثمائة.
632- مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الملك بْن أبي الشوارب، أبو الحسن القرشي ثم الأموي [1] :
ولي القضاء بمدينة السلام، وحدث عن: أحمد بن محمد بن مسروق الطوسي.
روى عنه: الحسين بن محمد بن سليمان الكاتب.
أَخْبَرَنَا علي بن المحسن قَالَ أنبأنا طلحة بن محمد بن جعفر قَالَ: استخلف المستكفي بالله في صفر سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة، فاستقضى على مدينة المنصور والشرقية أبا الحسن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الملك بْن أبي الشوارب. وذكر طلحة أنه كان رجلا واسع الأخلاق، كريما جوادا، طلابة للحديث، قَالَ: ثم قبض عليه في صفر سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة، فلما كان في رجب من هذه السنة قبض على المستكفي واستخلف المطيع، فقلد أبا الحسن الشرقية، والحرمين، واليمن، ومصر، وسر من رأى، وقطعة من أعمال السواد، وبعض أعمال الشام، وسقى الفرات، وواسط، ثم صرف عن جميع ذلك في رجب سنة خمس وثلاثين.
أنبأنا إبراهيم بن مخلد قال: أنبأنا إسماعيل بن علي قَالَ: وعزل محمد بن الحسن ابن أبي الشوارب عن جميع ما كان يتقلده من أعمال القضاء، وأمر أمير المؤمنين المستكفي بالله بالقبض عليه، ففعل ذلك في يوم الثلاثاء لخمس خلون من صفر سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة. وكان قبيح الذكر فيما يتولاه من الأعمال، منسوبا إلى الاسترشاء في الأحكام والعمل فيها بما لا يجوز، وقد شاع ذلك عنه، وكثر الحديث به.
قرأت فِي كتاب أَبِي عُمَر مُحَمَّد بن علي بن عمر الفياض عرفني عبد الباقي بن قانع: أن أبا الحسن محمّد بن أبي الشوارب القاضي ولد في آخر سنة اثنتين وتسعين ومائتين.
__________
[1] 632- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/117 والبداية والنهاية 11/233، 234.(2/197)
قَالَ مُحَمَّد بن أَبِي الفوارس: توفي أَبُو الحسن محمّد بن أبي الحسن بن عبد الله بن أبي الشوارب في رمضان سنة سبع وأربعين وثلاثمائة.
633- محمد بن الحسن بن علي بن الفرج، أبو عبد الله العسكري، يعرف بابن حبابة:
ذكر أَبُو الْقَاسِم عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْنِ الثلاج: أنه حدثهم عن محمد بن يونس الكديمي.
634- محمد بن الحسن بن علي بن الحارث، أبو إسحاق القلانسي الهرويّ:
ذكر ابن الحلاج أيضًا أنه قدم بغداد حاجًّا، وحدثهم عن أحمد بن محمد بن ياسين الحافظ.
635- مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ بن هارون بن جعفر بن سند، أبو بكر المقرئ النقاش [1] :
نسبه أبو حفص بن شاهين. وهو موصلي الأصل، ويقال: أنه مولى أبي دجانة سماك بن خرشة الأنصاري. وكان عالما بحروف القرآن، حافظا للتفسير، صنف فيه كتابا سماه «شفاء الصدور» .، وله تصانيف في القراءات وغيرها من العلوم. وكان سافر الكثير شرقا وغربا، وكتب بالكوفة، والبصرة، ومكة، ومصر، والشام، والجزيرة، والموصل، والجبال، وببلاد خراسان، وما وراء النهر.
وحدث عن: إسحاق بن سفيان الختلي، وأبو مسلم الكجي، وإبراهيم بن زهير الحلواني، وَمحمد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَان الحضرمي، وَمحمد بْن عَلِيّ بْن زيد الصائغ المكي، وأحمد بن محمد بن رشدين المصري، ومحمد بن عَبْد الرَّحْمَنِ السامي، والحسين بن إدريس الهرويين، والحسن بن سفيان النسوي، وخلق يطول ذكرهم، روى عنه: أبو بكر بن مجاهد، وجعفر بن محمد الخلدي، وأبو الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيّ، وأبو حفص بْن شاهين. وَحَدَّثَنَا عَنْهُ: أَبُو الْحَسَن بْن رزقويه، وَمحمد بْن الحسين بن الفضل، ومحمد بن أبي الفوارس، وأبو الحسن بن الحمامي المقرئ، وعبد الرحمن بن عبيد الله الحربيّ، وجماعة آخرهم أبو عليّ بن شاذان. وفي أحاديثه مناكير بأسانيد مشهورة.
__________
[1] 635- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/148. والبداية والنهاية 11/242. ووفيات الأعيان 1/489.
وإرشاد الأريب 6/496. وغاية النهاية 2/119. وميزان الاعتدال 3/45. ومفتاح السعادة 1/416. والأعلام 6/81.(2/198)
أَخْبَرَنِي أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ البزّاز بعكبرا قال: نبأنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ النقاش إملاء قال: نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْمُقْرِئُ بِالْمِصِّيصَةِ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَمَّادِ بْنِ سُفْيَانَ الْقَاضِي، وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هِشَامٍ بِطَبَرِسْتَانَ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ الأَنْصَارِيُّ بِهَرَاةَ، وَنَصْرُ بْنُ مَنْصُورٍ النَّحْوِيُّ بِحِمْصَ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ قِيرَاطٍ بِدِمَشْقَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ بِالرَّمْلَةِ، وَأَحْمَدُ بْنُ أَبِي مُوسَى وَالْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَنْطَاكِيَّانِ بِأَنْطَاكِيَّةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أيّوب القلّا بِطَبَرِيَّةَ، وَيَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقَاضِي بِحِمْصَ قَالُوا: نبأنا كثير بن عبيد قال: نبأنا بَقِيَّةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَن أَبِيهِ، عَنْ عائشة قالت: قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنْ يَدْعُونَ مَنْ دُونِهِ إِلا أُنْثَى- إِلا نَصْرَ بْنَ مَنْصُورٍ قَالَ فِي حَدِيثِهِ: حَدَّثَنَا كثير قال: نبأنا بَقِيَّةُ، وَالْمُعَافَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ.
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ قال: نبأنا أَبُو غَالِبِ ابْنُ بِنْتِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرٍو قَالَ حَدَّثَنِي جَدِّي مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: نبأنا زائدة، عن لَيْثٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سَأَلْتُ الله ألا يستجيب لدعاء حَبِيبٍ عَلَى حَبِيبِهِ [1] »
. حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ، عن أبي الحسن علي بن عمر الحافظ قَالَ: حَدَّثَ أَبُو بَكْرٍ النَّقَّاشُ بِحَدِيثِ أَبِي غَالِبٍ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ أَخِي أبي بكر بن بنت معاوية لأبيه فقال: نا أبو غالب قال نا جَدِّي مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَائِدَةَ عَنْ لَيْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سَأَلْتُ الله ألا يَسْتَجِيبَ دُعَاءَ حَبِيبٍ عَلَى حَبِيبِهِ [2] »
. فَأَنْكَرْتُ عَلَيْهِ هَذَا الْحَدِيثَ وَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ أَبَا غَالِبٍ لَيْسَ هُوَ ابْنَ بِنْتِ مُعَاوِيَةَ وَإِنَّمَا أَخُوهُ لأَبِيهِ. ابْنِ بِنْتِ مُعَاوِيَةَ وَمُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو ثِقَةٌ وَزَائِدَةُ مِنَ الأَثْبَاتِ الأَئِمَّةِ، وَهَذَا حَدِيثٌ كَذِبٌ مَوْضُوعٌ مُرَكَّبٌ فَرَجَعَ عَنْهُ. وَقَالَ: هُوَ فِي كِتَابِي وَلَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ أَبِي غَالِبٍ وَأَرَانِي كِتَابًا لَهُ فِيهِ هَذَا الْحَدِيثُ عَلَى ظَهْرِهِ أبو غالب قال نبأنا جدي. قال أبو
__________
[1] انظر الحديث في: الموضوعات 1/173. واللآلئ المصنوعة 2/186. وتنزيه الشريعة 2/319.
وتذكرة الموضوعات 56.
[2] انظر التخريج السابق.(2/199)
الْحَسَنِ: وَأَحْسَبُ أَنَّهُ نَقَلَهُ مِنْ كِتَابٍ عِنْدَهُ أَنَّهُ صَحِيحٌ. وَكَانَ هَذَا الْحَدِيثُ مُرَكَّبًا فِي الْكِتَابِ عَلَى أَبِي غالب فتوهم أَنَّهُ مِنْ حَدِيثٍ أَبِي غَالِبٍ وَاسْتَغْرَبَهُ وَكَتَبَهُ، فَلَمَّا وَقَفْنَاهُ عَلَيْهِ رَجَعَ عَنْهُ. قَالَ أبو الحسن: وحدث بحديث عن يحيى بن محمد بن صاعد، فقال فيه: حَدَّثَنَا يحيى بن محمد المديني قال نا إدريس بن عيسى القطان عن شيخ له ثقة- إما إسحاق الأزرق أو زيد بن الحباب- أحد هذين، الشك من أبي الحسن عن سفيان الثوري عَنْ قَابُوسَ بْنِ أَبِي ظَبْيَانَ عَنْ أَبِيهِ عن ابن عباس قصة إبراهيم والحسن والحسين، وهذا حديث باطل كذب على كل من رواه، ابن صاعد فمن فوقه. وأحسب حديثه أنه وقع إليه كتاب لرجل غير موثوق به قد وضعه في كتابه أو وضع له علي أبي محمد بن صاعد فظن أنه من صحيح حديثه فرواه فدخل عليه الوهم وظن أنه من سماعه من ابن صاعد.
قال الشيخ أبو بكر: لا أعرف وجه قول أبي الحسن في أبي غالب إنه ليس بابن بنت معاوية بن عمرو لأن أبا غالب كان يذكر أن معاوية بن جده. وأما حديث النقاش عنه فقد رواه عنه أيضا أبو علي الكوكبي.
أَخْبَرَنَاهُ أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بن عبد الواحد الوكيل قال أنبأنا إسماعيل بن سعيد المعدّل قال نبأنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكَوْكَبِيُّ قَالَ نبأنا أَبُو غَالِبٍ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ ابْنِ بِنْتِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرٍو قَالَ حَدَّثَنِي جَدِّي مُعَاوِيَةُ عَمْرٍو عَنْ زَائِدَةَ عَنِ اللَّيْثِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم: «سألت ربي ألا يشفع حبيبا يدعو علي حبيبه [1] »
. قال الشيخ أبو بكر: والحديث الثاني إنما هو عن زيد بن الحباب لا عن إسحاق الأزرق وقد.
أَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ المقرئ قال نبأنا محمّد بن الحسن النقاش قال: نبأنا يحيى بن محمد بن عبد الملك الخياط قال نبأنا إدريس بن عيسى المخزوميّ القطّان قال نبأنا زيد بن الحباب قال نبأنا سفيان الثوري عَنْ قَابُوسَ بْنِ أَبِي ظَبْيَانَ عَنْ أَبِيهِ عن أبي الْعَبَّاسِ. قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى فَخِذِهِ الأَيْسَرِ ابْنُهُ إِبْرَاهِيمُ، وَعَلَى فَخِذِهِ الأَيْمَنِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، تَارَةً يُقَبِّلُ هَذَا وَتَارَةً يُقَبِّلُ هَذَا، إِذْ هَبَطَ عَلَيْهِ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ بِوَحْيٍ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ فَلَمَّا سُرِّيَ عَنْهُ. قَالَ: أَتَانِي جِبْرِيلُ من ربي
__________
[1] انظر الحديث في: الموضوعات لابن الجوزي 1/173.(2/200)
فقال: يَا مُحَمَّدُ إِنَّ رَبَّكَ يَقْرَأُ عَلَيْكِ السَّلامُ وَيَقُولُ لَكَ: لَسْتُ أَجْمَعُهُمَا لَكَ فَافْدِ أَحَدَهُمَا بِصَاحِبِهِ» . فَنَظَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ فَبَكَى، وَنَظَرَ إِلَى الْحُسَيْنِ فَبَكَى ثُمَّ قَالَ:
«إِنَّ إِبْرَاهِيمَ أُمُّهُ أَمَةٌ وَمَتَى مَاتَ لَمْ يَحْزَنْ عَلَيْهِ غَيْرِي، وَأُمَّ الْحُسَيْنِ فَاطِمَةُ وَأَبُوهُ عَلِيٌّ ابْنُ عَمِّي لَحْمِي وَدَمِي وَمَتَى مَاتَ حَزِنَتِ ابْنَتِي وَحَزِنَ ابْنُ عَمِّي وَحَزِنْتُ أَنَا عَلَيْهِ وَأَنَا أُوثِرُ حُزْنِي عَلَى حُزْنِهِمَا، يَا جِبْرِيلُ تَقْبِضُ إِبْرَاهِيمَ، فَدَيْتُهُ بِإِبْرَاهِيمَ» . قَالَ فَقُبِضَ بَعْدَ ثَلاثٍ. فَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَأَى الْحُسَيْنَ مُقْبِلا قَبَّلَهُ وَضَمَّهُ إِلَى صَدْرِهِ وَرَشَفَ ثَنَايَاهُ وَقَالَ: «فديت من فديته بابني إبراهيم [1] » .
قال الشيخ أبو بكر: دلس النقاش بن صاعد فقال نا يحيى بن محمد بن عبد الملك الخياط، وأقل مما شرح في هذين الحديثين تسقط به عدالة المحدث ويترك الاحتجاج به.
حَدَّثَنِي عُبَيْد اللَّهِ بن أَبِي الفتح عن طلحة بن محمد بن جعفر أنه ذكر النقاش فقال: كان يكذب في الحديث والغالب عليه القصص.
سألت أبا بكر البرقاني عن النقاش فقال: كل حديثه منكر. وَحَدَّثَنِي من سمع أبا بكر ذكر [2] تفسير النقاش فقال: ليس فيه حديث صحيح.
حَدَّثَنِي محمد بن يحيى الكرماني قَالَ: سمعت هبة اللَّه بن الْحَسَن الطبري ذكر تفسير النقاش فقال: ذاك إشفى الصدور، وليس بشفاء الصدور.
سمعت أبا الحسين بن الفضل القطان يقول: حضرت أبا بكر النقاش وهو يجود بنفسه في يوم الثلاثاء لثلاث خلون من شوال سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة فجعل يحرك شفتيه بشيء لا أعلم ما هو ثم نادى بعلو صوته: «لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ» يرددها ثلاثا، ثم خرجت نفسه. ذكر محمد بن أبي الفوارس أن مولد النقاش في سنة ست وستين ومائتين.
سمعت أبا الحسين بن رزقويه يقول: توفي أبو بكر النقاش يوم الثلاثاء ليومين مضيا من شوال سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة ودفن غداة يوم الأربعاء.
قال الشيخ أبو بكر: في داره دفن، وكان يسكن دار القطن.
__________
[1] انظر الحديث في: اللآلئ المصنوعة 2/202 وتنزيه الشريعة 1/408.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(2/201)
636- محمد بن الحسن بن مسعود، أبو بكر التمار [1] :
سمع معاذ بن المثنى العنبري، ومحمد بن يونس الكديمي، حَدَّثَنَا عنه أَبُو الْحَسَن بْن رزقويه، وكَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رزق قال أنبأنا إسماعيل بن علي الخطبي وأبو بكر محمد بن الحسين بْن رزقويه وكَانَ ثِقَةً.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رزق قال أنبأنا إسماعيل بن علي الخطبي وأبو بكر محمد بن الحسن بن مسعود التمار الأصم- واللفظ للخُطَبي- قال نبأنا محمّد بن يونس القرشيّ قال نبأنا شهاب بن عبّاد قال نبأنا محمد بن سليم قَالَ: قلت له من محمد بن سليم؟ قَالَ: لا أدري. قَالَ: نبأنا ابن المبارك عن ابن العميا عن أبيه. قَالَ:
وفدت إلى معاوية [فاستنسبني [2]] فانتسبت له فعرفني فقال: إن المعرفة نسب من الأنساب، أرفع حوائجك قبح الله معرفة لا تنفع.
637- محمد بن الحسن بن القاسم، أبو أحمد الكاتب [3] :
حدث عَن بشر بْن مُوسَى روى عنه ابن رزقويه أيضا.
638- محمد بن الحسن بن يعقوب بْن الْحَسَن بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن سليمان بن داود بن عبيد الله بن مقسم، أبو بكر المقري العطار [4] :
سمع أبا السري موسى بن الحسن الجلاجلي، وأبا مسلم الكجي، ومحمد بْن عثمان بْن أَبِي شيبة، وموسى بن إسحاق الأنصاري، وأبا العباس ثعلبا، والحسن بن علوية القطان، ومحمد بن يحيى المروزي، ومحمد بن الليث الجوهريّ، وإدريس بن عبد الحكيم الحداد. حَدَّثَنَا عنه أَبُو الْحَسَن بْن رزقويه، وَعلي بن أحمد الرزاز، والحسين بن شجاع الصوفي، وأبو عَلِيّ بن شاذان وغيرهم. وكان ثقة.
أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَلالُ قَالَ نا عَلِيُّ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَهْلٍ الْحَرِيرِيُّ قَالَ نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مِقْسَمٍ- مِنْ أَصْلِ كتابه- قال نا أَبُو السَّرِيِّ مُوسَى بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي عبّاد قال نا محمّد بن مصعب القرقساني قال نبأنا الأوزاعي عن الزّهريّ عن أنس ابن مالك: أن النبي لله دخل مكة وعلى رأسه المغفر.
__________
[1] 636- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/149.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] 637- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/149.
[4] 638- انظر: المنتظم: لابن الجوزي 14/170.(2/202)
لم أكتب هذا الحديث إلا عن الخلال وقد وهم محمد بن مصعب، فقد رواه علي ابن الحسن بن عبدويه الخزاز عن ابن مصعب عن مالك بن أنس عن الزهري، وذاك الصواب.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى السُّكَّرِيُّ قَالَ نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدَوَيْهِ الْخَزَّازُ قال نا محمّد بن مصعب القرقساني قال نبأنا مالك عن الأزهري عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ عَامَ الْفَتْحِ وَعَلَى رَأْسِهِ مِغْفَرٌ.
كان ابن مقسم من أحفظ الناس لنحو الكوفيين وأعرفهم بالقراءات، وله في التفسير، معاني القرآن كتاب جليل سماه «كتاب الأنوار» . وله أيضا في القراءات وعلوم النحو تصانيف عدة.
ومما طعن عليه به أنه عمد إلى حروف من القرآن فخالف الإجماع فيها وقرأها على وجوه ذكر أنها تجوز في اللغة والعربية، وشاع ذلك عنه عند أهل العلم فأنكروه عليه، وارتفع الأمر إلى السلطان، فأحضره واستتابه بحضرة القراء والفقهاء فأذعن بالتوبة، وكتب محضر بتوبته، وأثبت جماعة من حضر ذلك المجلس خطوطهم فيه بالشهادة عليه، وقيل إنه لم ينزع عن تلك الحروف وكان يقرئ بها إلى حين وفاته.
وقد ذكر حاله أبو طاهر بن أبي هاشم المقرئ صاحب أبي بكر بن مجاهد في كتابه الذي سماه «كتاب التبيان» فقال فيما.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ المقرئ قال أنبأنا أبو طاهر عبد الواحد ابن عُمَر بْن مُحَمَّد بْن أَبِي هاشم. قَالَ: وقد نبغ نابغ في عصرنا هذا فزعم أن كل ما صح عنده وجهٌ في العربية لحرف من القرآن يوافق خط المصحف فقراءته جائزة في الصلاة وغيرها، فابتدع بقيله هذا بدعة ضل بها عن قصد السبيل، وأورط نفسه في مزلة عظمت بها جنايته على الإسلام وأهله، وحاول إلحاق كتاب الله من الباطل ما لا يأتيه من بين يديه ولا من خلفه، إذ جعل لأهل الإلحاد في دين الله بسيئ رأيه طريقا إلى مغالطة أهل الحق بتخير القراءات من جهة البحث والاستخراج بالأراء دون الاعتصام والتمسك بالأثر المفترض. وقد كان أبو بكر شيخنا نضر الله وجهه نشله من بدعته المضلة باستتابته منها، وأشهد عليه الحكام والشهود المقبولين عن الحكام بتركه ما أوقع نفسه فيه من الضلالة بعد أن سئل البرهان على صحة ما ذهب إليه فلم(2/203)
يأت بطائل، ولم يكن له حجة قوية ولا ضعيفة، واستوهب أبو بكر رضي الله عنه تأديبه من السلطان عند توبته، وإظهاره الإقلاع عن بدعته، ثم عاود في وقتنا هذا إلى ما كان ابتدعه واستغوى من أصاغر المسلمين ممن هو في الغفلة والغباوة دونه، ظنا منه أن ذلك يكون للناس دينا، وأن يجعلوه فيما ابتدعه إماما، ولن يعدو ما ضل به مجلسه لأن الله قد علمنا أنه حافظ كتابه من لفظ الزائغين، وشبهات الملحدين بقوله: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ
[الحجر 9] .
ثم ذكر أبو طاهر كلاما كثيرا وَقَالَ بعده: وقد دخلت عليه شبهة لا تخيل بطولها وفسادها على ذي لب وفطنة صحيحة، وذلك أنه قال: لما كان لخلف بن هشام، وأبي عبيد، وابن سعدان، أن يختاروا، وكان ذلك لهم مباحا غير منكر، كان ذلك لي أيضا مباحا غير مستنكر فلو كان حذا حذوهم فيما اختاروه، وسلك طريقا كطريقهم؛ كان ذلك مباحا له ولغيره غير مستنكر، وذلك أن خلفا ترك حروفا من حروف حمزة واختار أن يقرأ على مذهب نافع، وأما أبو عبيد وابن سعدان فلم يتجاوز واحد منهما قراءة أئمة القراء بالأمصار، ولو كان هذا الغافل نحا نحوهم كان مسوغا لذلك غير ممنوع منه، ولا معيب عليه، بل إنما كان النكير عليه شذوذه عما عليه الأئمة الذين هم الحجة فيما جاءوا به مجتمعين ومختلفين.
وذكر أبو طاهر كلاما كثيرا نقلنا منه هذا المقدار، ومن آثر الوقوف عليه فليعمد للنظر في أول كتاب «البيان» فإنه مستقصى هناك.
حَدَّثَنِي أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد المستملي الغزال قَالَ: سمعت أبا أحمد الفرضي غير مرة يقول: رأيت في المنام كأني في المسجد الجامع أصلي مع الناس، وكان محمّد ابن الحسن بن مقسم قد ولي ظهره القبلة وهو يصلي مستدبرها، فأولت ذلك مخالفته الأئمة فيما اختاره لنفسه من القراءات.
قال الشيخ أبو بكر: ذكرت هذه الحكاية لأبي يعلى بن السراج المقرئ. فقال: وأنا سمعتها من أبي أحمد الفرضي.
قَالَ محمد بن أبي الفوارس: توفي ابن مقسم في شهر ربيع الأخر سنة أربع وخمسين وثلاثمائة، ومولده سنة خمس وستين ومائتين. ويقال إن ابنه أدخل عليه حديثا، والله أعلم.(2/204)
أَخْبَرَنَا الحسن بْن أَبِي بكر. قَالَ: توفِي أبو بكر بن مقسم يوم الخميس لثمان خلون من شهر ربيع الأخر سنة أربع وخمسين وثلاثمائة، توفي على ساعات من النهار ودفن بعد صلاة الظهر من يومه.
639- مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أبو بكر الدقاق، يعرف بابن الكوفي:
سمع محمد بن عثمان بن أبي شيبة، والحسن بن علي بن المتوكل، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حَنْبَل، والْحَسَن بن علي بن الوليد الفارسي، وأبا مسلم الكجي، ومحمد بن العباس المؤدب، وأحمد بن علي الأبار، وكان ثقة.
حَدَّثَنَا عنه أبو الحسن بن رزقويه في مواضع عدة، فسمى أباه الحسن، وكذلك سمى أباه عبد الله بن عثمان الصفار في روايته عنه. وحدّثنا عنه محمّد بن طلحة النعالي، وعلي بن أحمد الرزاز. فقالا: نا محمد بن الحسين. وكذلك قَالَ أبو الحسن الدارقطني وأبو إسحاق الطبري في روايتهما عنه. وَقَالَ مثله ابن رزقويه في غير موضع ونحن نسوق عنه حديثا في باب محمد بن الحسين، إن شاء الله.
640- محمد بن الحسن بن الصباح، أبو الحسن الكاتب:
حكى عن أبي عمر محمد بن يوسف القاضي حكاية نوردها بعد في أخبار محمّد ابن داود بن علي الأصبهاني، إن شاء الله.
641- محمد بن الحسن بن سعيد بن الخشاب، أبو العباس المخرمي الصوفي [1] :
صاحب حكايات عن أبي جعفر محمد بن عبد الله الفرغاني، وأبي بكر الشبلي.
روى عنه: أبو عبد الرحمن السلمي النيسابوري، والحاكم أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الله الحافظ. وكان قد نزل بنيسابور ثم خرج إلى مكة فتوفي بها.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ عَن أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الحافظ النيسابوري. قَالَ: محمد بن الحسن بن محمد بن سعيد الصوفي أبو العباس البغدادي المعروف بابن الخشاب كان من أظرف من قدم نيسابور من البغداديين، وأكملهم عقلا ودينا، وأكثرهم تعظيما [للسنة وتعصبا لها [2]] .
دخل بلاد خراسان، وأقام عندنا سنين، وسمع الحديث الكثير، ثم حج
__________
[1] 641- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/212.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(2/205)
وجاور بمكة ومات بها سنة إحدى وستين وثلاثمائة.
642- محمد بن الحسن بن كوثر بن علي، أبو بحر البربهاري [1] :
حدث عن محمد بن الفرج الأزرق، وَمحمد بْن غالب التمتام، وَإسماعيل بْن إِسْحَاق القاضي، وإبراهيم الحربي، ومحمد بن سليمان الباغندي، وأبي العباس الكديمي، وغيرهم. انتخب عليه أبو الْحَسَن الدارقطني. وَحَدَّثَنَا عَنْهُ أَبُو الْحَسَن بْن رزقويه، وعَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الحذاء، وعلي بن أحمد الرزاز، ومحمّد بن عمر ابن بكير النجار، ومكي بن علي الحريري، وأبو بكر البرقاني، وعبيد الله بن عمر بن شاهين، وأبو نعيم الأصبهاني.
وسألت أبا نعيم عنه. فقال: كان الدارقطني يقول لنا: اقتصروا من حديث أبي بحر على ما انتخبته حسب.
حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ: سمعت حمزة السهمي يقول: سألت أبا الحسن الدارقطني عن محمد بن الحسن بن كوثر أبي بحر البربهاري. فقال: كان له أصل صحيح وسماع صحيح، وأصل رديء فحدث بذا وبذاك فأفسده.
سمعت أبا الفتح محمد بن أبي الفوارس. يقول: أبو بحر بن الكوثر شيخ فيه نظر.
حَدَّثَنَا أبو بكر البرقاني قَالَ سمعت من أبي بحر بن كوثر وحضرت عنده يوما.
فقال لنا ابن السرخسي: سأريكم أن الشيخ كذاب، وَقَالَ لأبي بحر: أيها الشيخ، فلان ابن فلان كان ينزل في الموضع الفلاني، هل سمعت منه؟ فقال أبو بحر: نعم قد سمعت منه. قَالَ أبو بكر [البرقاني [2]] وكان بن السرخسي قد اختلق ما سأله عنه ولم يكن للمسأله أصل.
وقرأت على البرقاني حديثا عن أبي بحر فقال: خرج عنه أبو الفتح بن أبي الفوارس في الصحيح. قلت له: وكذلك فعل أبو نعيم الأصبهاني. فقال، أبو بكر، ما يسوى أبو بكر عندي كعب. ثم سمعه ذكره مرة أخرى فقال: كان كذابا.
قَالَ محمد بن أبي الفوارس: مولد أبي بحر في سنة ست وستين ومائتين، وكان مخلطا وله أصول جياد وله أشياء ردية، ومات سنة اثنتين وستين وثلاثمائة.
__________
[1] 642- انظر: المنتظم لابن الجوزي 14/219. وميزان الاعتدال 3/519. والأنساب للسمعاني 2/145.
وسؤالات حمزة السهمي 104.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(2/206)
حدثت عَن أَبِي الْحَسَن بْن الفرات قَالَ: كان أبو بحر بن كوثر البربهاري مخلطا، وظهر منه في آخر عمره أشياء منكرة. منها: أنه حدث عن يحيى بن أبي طالب وعبدوس المدائني فغفله قوم من أصحاب الحديث فقرءوا عليه ذلك، وكانت له أصول كثيرة جيدة فخلط ذلك بغيره وغلبت الغفلة عليه.
643- محمد بْن الْحَسَنِ بْن عَلِيِّ بْن مُحَمَّد بْن عيسى بن يقطين، أبو جعفر البزاز اليقطيني [1] :
سمع أبا خليفة الفضل بن الحباب الجمحي، والحسين بن عمر بن أبي الأحوص الكوفي، وأبا يعلى أحمد بن علي الموصلي، ومُحَمَّد بن مُحَمَّد الباغندي، وأبا القاسم البغوي، ومن في طبقتهم.
وكان قد سافر وكتب بالجزيرة والشام وغيرهما من البلدان فأكثر؛ وكان صدوقا فهما.
حَدَّثَنَا عنه أبو نعيم الأصبهاني، وعَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الحذاء، وعبد الله بن أبي لحسين بن بشران، وعلي بن عبد العزيز الطاهري، وأبو علي بن دوما النعالي، وغيرهم.
حدثت عَن أَبِي الْحَسَن بْن الفرات. قَالَ: كان جعفر اليقطيني جميل الأمر في الحديث، ثقة، وانتقى عليه من الحفاظ عمر البصري، وابن مظفر، والدارقطني.
قَالَ لي أبو بكر البرقاني: كان اليقطيني حسن الحديث، ولم أرزق أن أسمع منه إلا شيئا يسيرا [2] . فقلت: له أكان ثقة؟ قَالَ: نعم. قلت للبرقاني مرة أخرى- وذكر اليقطيني: أكان ثقة؟ فقال: لم أسمع فيه إلا خيرا، غير أني رأيت في جمعه لحديث مسعر أحاديث منكرة. فقلت لأبي بكر: الحمل في تلك الأحاديث على غيره لأنها من وجوه فيها نظر عن الشاميين وغيرهم، فأما أن يكون على اليقطيني فيها حمل من جهته فلا.
حَدَّثَنِي أَبُو طَالِب عُمَر بْن إِبْرَاهِيم الفقيه. قَالَ: توفي اليقطيني في يوم الأربعاء، ودفن في يوم الخميس الرابع عشر من شهر ربيع الآخر سنة سبع وستين وثلاثمائة.
__________
[1] 643- انظر: المنتظم لابن الجوزي 14/258.
[2] من هنا حتى آخر الترجمة سقط من المخطوط.(2/207)
644- محمّد بن الحسن بن محمد بن بردخرشاد، أبو عبد الله السروي السراجي الرازي ساكن بغداد [1] :
سمع أحمد بن خالد المروزي، وعمر بن أحمد بن علي الجوهري، وعلي بن محمد بن مهروية القزويني، وأبا نعيم بن عدي الأستراباذي وعَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم الرَّازِيّ، حَدَّثَنَا عَنْهُ أَبُو الْحَسَن بْن رزقويه، وَعلي بْن عَبْد العزيز الطاهري، وَأَبُو بَكْر البرقاني، والحسن بن محمد الخلال.
وسألت عنه البرقاني. فَقَالَ: ثقة.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد العتيقي. قَالَ: سنة أربع وسبعين وثلاثمائة فيها توفي أبو عبد الله مُحَمَّد بن الحسن بن محمّد الرّازيّ السّرّاجي دلال الخز السوسي، وكان ثقة أمينا مستورا.
أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شعيب الروياني. قَالَ: سمعت من أبي عبد الله السراجي في قطيعة الربيع.، وتوفي ليلة الجمعة الثاني من ذي القعدة سنة أربع وسبعين وثلاثمائة، ودفن يوم الجمعة قبل الصلاة في تربة له.
645- محمد بن الحسن بن سليمان، أبو بكر، يعرف بالقزويني [2] :
حدث عن جعفر بن محمد الفريابي، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، ومحمد بن صالح بن ذريح العبري، وأبي القاسم البغوي، ومحمد بْن هَارُون الحضرمي، وإسماعيل بْن الْعَبَّاس الْوَرَّاق، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أبي شيبة البزاز.
وحدّثنا عنه محمّد علي بن محمد بن الحسن المالكي.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الحسين قال نبأنا أبو بكر محمّد بن الحسن ابن سُلَيْمَانَ الْقَزْوِينِيُّ- سَمِعْتُ مِنْهُ فِي شَارِعِ الْعَتَّابِيِّينَ- قال نبأنا أبو بكر الفريابي قال: نبأنا هشام بن عمّار الدمشقي قال نبأنا صدقة بن خالد قال نبأنا عثمان بن أبي عاتكة عن عليّ بن يزيد عن القاسم بن أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ. أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «عَلَيْكُمْ بِهَذَا الْعِلْمِ قَبْلَ أَنْ يُقْبَضَ وَقَبْلَ أَنْ يُرْفَعَ» . ثُمَّ جَمَعَ بَيْنَ أُصْبُعَيْهِ الْوُسْطَى وَالَّتِي تَلِي الإِبْهَامَ ثُمَّ قَالَ: «الْعَالِمُ وَالْمُتَعَلِّمُ شَرِيكَانِ فِي الأَجْرِ ولا خير في سائر الناس بعد [[3] 1] » .
__________
[1] 644- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/308 والأنساب، للسمعاني 7/76 وفيه: «بردخشاذ» .
[2] 645- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/315.
[3] انظر الحديث في: سنن ابن ماجة 228. والترغيب والترهيب 1/100. وكنز العمال 28791، 29371.(2/208)
قال الشيخ أبو بكر: وكان عند المالكي عن هذا الشيخ جزء واحد عن جماعة الشيوخ الذين ذكرتهم، وكان في أكثر الأحاديث تخليط في الأسانيد والمتون.
وَقَالَ لي المالكي: مات هذا الشيخ في يوم الخميس غرة شعبان من سنة خمس وسبعين وثلاثمائة.
646- محمد بن الحسن بن محمد بن جعفر بن حفص، أبو الفضل الكاتب:
حدث عن يعقوب بن محمد بن عبد الوهاب الدوري، وأحمد بن محمد بن مسعدة الأصبهاني، وعلي بن محمد بن عبد الْحَافِظُ، وَالْحُسَيْن بْن إِسْمَاعِيل المحاملي، ومُحَمَّد بْن مخلد، وعبد الغافر بن سلامة الحمصي، وعلي بن محمد المصري. حَدَّثَنَا عنه أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْن أَبِي عُثْمَان الدّقّاق، وأبو عبد الله الحسين ابن الحسن الأنماطي، وعبد العزيز بْن عَلِيّ الأزجى.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ نبأنا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ ابن جعفر بن حفص الكاتب قال نبأنا يعقوب بن محمد بن عبد الوهاب الدوري قال نبأنا أحمد بن عبد الجبّار التّميميّ قال نبأنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ حُصَيْنٍ عَنْ محمّد ابن جُحَادَةَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَنَسٍ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ طَلَسَتْ مَا فِي صَحِيفَتِهِ مِنَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى يَعُودَ إِلَى مِثْلِهَا»
. سألت ابن أبي عثمان عن هذا الشيخ. فقال: كان فاضلا صالحا دينا، يجلس بقرب حلقة ابن إسماعيل الوراق في جامع المنصور وهناك سمعت منه.
647- محمد بن الحسن بن أحمد بن قشيش، أبو بكر السمسار [1] :
سمع إسماعيل بن محمد الصفار، وأبا عمرو بن السماك، وأحمد بن سلمان النجاد، وجعفر الخلدي.
وكان صدوقا من أهل القرآن، وينتحل في الفقه مذهب أحمد بن حنبل.
حَدَّثَنِي عنه ابنه علي وسمعته يقول: توفي أبي أول يوم من المحرم سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة.
648- محمد بن الحسن بن جعفر بن محمد البحيري النَّيْسَابُورِيّ [2] :
قدم بَغْدَاد وحدث بها عَن مُحَمَّد بن محمد بن سعيد البحيري. حَدَّثَنَا عنه القاضي أبو العلاء الواسطي.
__________
[1] 647- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/12.
[2] 648- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/12.(2/209)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَعْقُوبَ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: أنبأنا محمّد بن الحسن بن جعفر ابن مُحَمَّدٍ الْبَحِيريُّ النَّيْسَابُورِيُّ بِبَغْدَادَ فِي دَرْبِ السَّلُولِيِّ قال نبأنا أبو العبّاس محمّد ابن محمّد بن سعيد البحيري قال نبأنا الفضل بن عبد الله قال نبأنا مالك بن سليمان قال نبأنا شُعْبَةُ وإِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لا نِكَاحَ إِلا بِوَلِيٍّ [1] »
. 649- محمد بن الحسن بن عبدان بن الحسن بن مهران، أبو بكر الصيرفي [2] :
سمع أبا القاسم البغوي، ويحيى بن محمد بن صاعد، وأبا أحمد بن المهتدي، والحسين بن إسماعيل المحاملي.
حَدَّثَنِي عنه عُبَيْد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَان الصيرفي وسألته عنه. فقلت: أكان ثقة؟
فقال: فوق الثقة.
650- محمد بن الحسن بن المظفر، أبو علي اللغوي المعروف بالحاتمي [3] :
روى عن أبي عمر الزاهد وغيره أخبارا أملاها في مجالس الأدب. حَدَّثَنَا عنه عليّ ابن المحسن القاضي التنوخي. وَقَالَ لي: مات الحاتمي في يوم الأربعاء لثلاث بقين من شهر ربيع الآخر سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة.
651- محمد بن الحسن بن سليم، أبو بكر النجاد:
سمع أبا العباس بن عقدة، ومحمد بن جعفر المطيري، وعلي بن محمد المصري.
حَدَّثَنَا عنه أَبُو الْقَاسِمِ الأزهري، وأحمد بن محمد العتيقي. وقالا لي: توفي محمّد ابن الحسن بن سليم في يوم الأحد.
وَقَالَ لي الأزهري: في ليلة الأحد، ودفن يوم الأحد العاشر من شهر ربيع الآخر سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة.
قَالَ العتيقي: ثقة مأمون صاحب كتب كثيرة.
__________
[1] انظر الحديث في: سنن أبي داود 2085. وسنن الترمذي 1101، 1102. وسنن ابن ماجة 1880، 1881. ومسند أحمد 4/394، 413، 418، 6/260. والدارمي 2/237. والمستدرك 2/169، 170، 171، 172.
[2] 649- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/12.
[3] 650- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/13.(2/210)
652- مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن الفضل بْن المأمون، أبو بكر الهاشمي:
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قال أنبأنا الأخوان ابنا المأمون. قالا: نا أَبُو الْعَبَّاسِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الزّيّات قال نا حفص بن عمرو الرّبالي قال نا عبد الرّحمن بن مهديّ قال نبأنا سفيان قال نبأنا الهزهاز بن ميزن عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ أَنَّ عَدِيَّ بْنَ فَرَسٍ جَعَلَ لَهُ رَوَّادُ بْنُ عَمَّارٍ بَغْلَةً عَلَى أَنْ يُخَيِّرَ امْرَأَتَهُ ثَلاثًا، فَخَيَّرَهَا ثَلاثًا، كُلَّ ذَلِكَ تَخْتَارُ زَوْجَهَا- وَكَانَ مَعَهَا- حَتَّى قَدِمَ عَلَيْهِمْ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ مَسْلَمَةُ بْنُ رَافِعٍ، فَأَتَى عَلِيًّا فَقَالَ: لَئِنْ قَرَبْتَهَا لأَرْجُمَنَّكَ.
سألت أبا تمام عبد الكريم بْنُ عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن الفضل بن المأمون عن ابني المأمون اللذين حَدَّثَنَا عنهما أبو بكر البرقاني. فقال: هما أخوا جدي اسم كل واحد منهما محمد، قَالَ وكان جدي محمد بن الحسن يكنى أبا الحسن وهو أكبر إخوته وتقدمت وفاته، مات بعد سنة خمسين وثلاثمائة وعندنا كتاب له كان أبونا سمعه منه ولم يخرج عنه شيء من العلم. وأما أخواه فهما أبو بكر وأبو الفضل وقد حدثا. سمع من أبي بكر أبو بكر: البرقانيّ؛ تقدمت وفاته علي وفاة أخيه أبي الفضل.
قال الشيخ أبو بكر: وقد ...
أَخْبَرَنِي القاضي أَبُو عَبْد اللَّه الْحُسَيْن بْن علي الصيمري قال نبأنا أبو الفضل محمد وأبو الحسين عبد الله ابنا الحسن بن الفضل بن المأمون. قالا: نبأنا أبو العباس عبد الملك بن أحمد الزيات بالحديث الذي ذكرناه عن البرقاني عن ابني المأمون. وَقَالَ لي الصيمري: سمعت من أبي الفضل محمد وأبى بكر محمد وأبى الحسين بن عبد الله ابن الحسن بن الفضل بن المأمون وكان سماعهم في موضع واحد وأبو الفضل أكبرهم ويتلوه أبو بكر ثم أبو الحسين، وكان لهم أخ يكنى أبا الحسن واسمه أيضا محمد مات قديما.
653- مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن الفضل بْن المأمون، أبو الفضل الهاشمي [1] :
سَمِعَ أبا بَكْرٍ عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن زِيَادٍ النيسابوري، وسعيد بن محمد أخا الزبير الحافظ، وأحمد بن نصر بن سندوية، وعبد الملك بن أحمد بن نصر الزيات، والقاضي أبا عبد الله المحامليّ، وأبا بكر بن الأنباري. حَدَّثَنَا عَنْهُ أَبُو بَكْر البرقاني، وَأَبُو الْقَاسِم
__________
[1] 653- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/51.(2/211)
الأزهري، وحمزة بن محمّد بن ظاهر الدقاق. وهبة الله بن الحسن الطبري، وعلي بن عبيد الله السمسماني النحوي، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد العتيقي قَالَ: سنة ست وتسعين وثلاثمائة فيها توفي أبو الفضل بن المأمون الهاشمي ثقة.
حَدَّثَنِي أحمد بن علي بن الحسين المحتسب وهلال بن المحسن الكاتب.
قَالَا: توفي أَبُو الفضل مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن المأمون يوم السبت سلخ شهر ربيع الأول.
وَقَالَ هلال: ربيع الآخر من سنة ست وسبعين وثلاثمائة وله ست وثمانون سنة.
654- محمد بْن الْحَسَن بْن مُحمد بْن أَحْمَد بْن محمويه، أبو بكر [1] :
سكن البصرة وحدث ببغداد عَن أَبِي القاسم البغوي، وأبي بكر بْن أبي داود، وأبي بكر بن مجاهد المقرئ. حَدَّثَنَا عنه الْقَاضِي أَبُو عَبْد اللَّهِ الحسين بْن علي الصيمري.
أخبرنا الصّيمريّ قال نبأنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مَحْمَوَيْهِ- قَدِمَ عَلَيْنَا مِنَ البصرة- قال نا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْعَبَّاسِ بْن مجاهد المقرئ قال نا محمّد بن عليّ السرخسي قال نا بكر بن خداش قال نا عِيسَى بْنُ الْمُسَيِّبِ عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ. قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «أَلا إِنَّ أَرْفَعَ النَّاسِ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ إِمَامٌ عَادِلٌ، وَأَشَدَّ النَّاسِ عَذَابًا إِمَامٌ غَيْرُ عَادِلٍ [2] »
. قَالَ لي الصيمري: هذا الشيخ عم جابر بن ياسين وأصله بغدادي إلا أنه انتقل إلى البصرة فنزلها.
655- محمد بن الحسن بن عمرو بن الحسن، أبو الحسن المؤدب، يعرف بابن أبي حسان [3] :
حدث عن أبي العباس بن عقدة، وإسماعيل بْن مُحَمَّد الصفار، وَمُحَمَّد بْن عمرو الرّزّاز، وأحمد بن عثمان بن الأدمي، وأحمد بن سليمان العباداني. حَدَّثَنَا عنه أحمد ابن محمّد العتيقي.
__________
[1] 654- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/13.
[2] انظر الحديث في الجامع الكبير 6174. وكنز العمال 14611. ومسند أبي حنيفة.
[3] 655- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/52.(2/212)
656- محمد بن الحسن بن عبد الرحمن، أبو بكر الرازي، يعرف بابن الوارث:
قدم علينا في أيام [أبي [1]] عمر بن مهدي، وحدث عن أبي عبد الله محمد بن أحمد بانياك الأرجائي. علقت عنه أحاديث.
657- محمد بن الحسن بن محمد، أبو العلاء الوراق [2] :
سمع إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الصَّفَّار، ومُحَمَّد بْن يحيى بْن عُمَر بْن عَلِيّ بن حرب الطائي، وأحمد بن كامل القاضي، وبكار بن أحمد المقرئ، وكتب بالبصرة عن محمد بن أحمد بن محمويه العسكريّ، وأبو بشر بن دستكوتا، وعلي بن الحسين بن جعفر القطان، ومحمد بن عبد الله بن سفيان المعمري. كتبنا عنه وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا أبو العلاء الورّاق قال نبأنا أبو الحسن بن عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ جَعْفَرٍ الْقَطَّانُ- إِمْلاءً بالبصرة في سنة ست وثلاثين وثلاثمائة- قال نبأنا محمّد بن يونس قال نبأنا الضّحاك بن مخلد قال أنبأنا ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةً وَإِنِّي اخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ [3] »
. سألت أبا العلاء عن مولده فذكر لي أنه ولد في سنة ثماني عشرة وثلاثمائة. وكان ينزل بالجانب الشرقي ناحية سوق يحيى، ومات في يوم الخميس الثاني والعشرين من شهر ربيع الأول سنة اثنتي عشرة وأربعمائة ودفن في مقبرة الخيزران.
658- محمد بن الحسن بن علي بْن ثابت بْن أَحْمَد بْن إِسْمَاعِيل، أبو بكر المعروف بالنعماني [4] :
سمع من عبد الخالق بن الحسن بن أبي رؤبة، وأحمد بن سندي الحداد شيئا يسيرا. كتبت عنه وكان سماعه صحيحا، يسكن ناحية سوق الطعام.
أَخْبَرَنَا أبو بكر النعماني قال نبأنا عبد الخالق بن الحسن بن أبي رؤبة أبو محمّد المعدّل إملاء قال نا محمّد بن سليمان بن الحارث قال نبأنا أبو منصور قال نبأنا سفيان
__________
[1] 656- في الأصل: «أيام عمر بن المهدي» .
[2] 657- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/15.
[3] انظر الحديث في: مسند أحمد 2/426، 3/134. والسنن الكبري للبيهقي 8/17، 10/190، ومصنف عبد الرزاق 20864. وفتح الباري 12/378.
[4] 658- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/244.(2/213)
عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ. قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ يَسْأَلُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَيُّ الإِسْلامِ أَفْضَلُ؟. قَالَ: أَنْ يَسْلَمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِكَ وَيَدِكَ [1] »
. قَالَ لنا أبو بكر النعماني: ولدت في سنة تسع وأربعين وثلاثمائة، ومات في ليلة الخميس الرابع من جمادى الآخرة سنة خمس وعشرين وأربعمائة. ودفن في صبيحة تلك الليلة بمقبرة باب الدير.
659- محمد بن الحسن بن العباس، أبو يعلى المطرز، يعرف بابن الكرجي:
كان صاحبا لنا مختصّا بنا، سمع منا الكثير من أبي عمر بن مهدي، وأبي الحسين ابن المتيم، وأبي الحسن بن الصلت الأهوازي. وكان قد سمع قبلنا من ابن الصلت المجبر، وأبي أحمد الفرضي، وغيرهما.
علقت عنه أحاديث يسيرة. وكان صدوقا مستورا حافظا للقرآن. وتوفي وهو شاب؛ وكانت وفاته في ليلة السبت السابع والعشرين من شهر رمضان سنة سبع وعشرين وأربعمائة، ودفن صبيحة تلك الليلة فِي مقبرة باب الدير. وأحسبه لم يبلغ سنة الأربعين، وكان الشيب كثيرا في لحيته.
قال الشيخ أبو بكر: رأيت أبا يعلى محمد بن الحسن الكرجي في المنام بعد موته بنحو من سنة وهو على صورة حسنة، وهيئة جميلة، لابسا ثيابا بيضا ولحيته سوداء شديدة السواد، فسلم علي. ثم قَالَ لي ابتداء، وهو مستبشر يكاد أن يضحك: إن الله تعالى غفر لي ذنوبي كلها. أو نحو هذا من القول. ومشى معي يحدثني حديثه قبل موته، وأنا أظنه يريد أن يسوق الحديث إلى إعلامي ما لقيه في حال قبضه وبعد مفارقته الدنيا. ثم انتبهت.
660- محمد بن الحسن بن أحمد بن موسى بن عمران، أبو الحسين الأهوازي، ويعرف بابن علي الأصبهاني [2] :
قدم علينا من الأهواز، وسكن بين السورين، وخرج له أبو الحسن النعيمي أجزاء من حديثه، وسمع منه شيخنا أبو بكر البرقاني. وسمعنا منه. فحدثنا عن محمد
__________
[1] انظر الحديث في: مسند أحمد 2/160، 3/372، 4/114. والسنن الكبري للبيهقي 10/243. وشرح السنة 1/30. وصحيح ابن حبان 158. وفتح الباري 10/446. والترغيب والترهيب 3/379.
[2] 660- انظر: ميزان الاعتدال 3/516.(2/214)
ابن إسحاق بن دارا، وأحمد بن محمود بن خرزاد، ومحمد بن أحمد بن إسحاق الشاهد الأهوازيين، وعن أبي أَحْمَدَ الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ العسكري، وأبي علي أَحْمَد بن مُحَمَّد بن جعفر الصولي، وغيرهم.
وسمعته يقول: ولدت في آخر سنة خمس وأربعين وثلاثمائة.
وكان قد أخرج إلينا فروعا بخطه قد كتبها من حديث شيوخه المتأخرين عن متقدمي البغداديين الذين في طبقة عباس الدوري ونحوه. فظننت أن الغفلة غلبت عليه فإنه لم يكن يحسن شيئا من صناعة الحديث، حتى حَدَّثَنِي عبد السلام بن الحسين الدباس- وكان لا بأس به معروفا بالستر والصيانة. قَالَ: دخلت على الأهوازي يوما وبين يديه كتاب فيه أخبار مجموعة وهو صحيفة لا يوجد [فيها [1]] سماع. فرأيت الأهوازي قد نقل منه أخبارا عدة إلى مواضع متفرقة من كتبه. وأنشأ لكل خبر منها إسنادا. أو كما قَالَ.
قال الشيخ أبو بكر: وقد رأينا للأهوازي أصولا كثيرة سماعه فيها صحيح بخط محمد بن أبي الفوارس عن محمد بن الطيب البلوطي وغيره. وكان سماعه أيضا صحيحا لكتاب «تاريخ البخاري الكبير» فقرئ عليه ببغداد عن أحمد بن عبدان الشيرازي، ومن أصل ابن أبي الفوارس قرئ وفيه سماع الأهوازي، وكان عند أبي جعفر الطوابيقي عن أبي أَحْمَد بن مُحَمَّد بن جعفر الصولي حديث مسند عن الجاحظ فحضرت الأهوازي وقد سأله بعض أصحابنا بعد أن أراه ذلك الحديث بخط حدث كان يقال له: ابن الصقر، مكتوبا.
حَدَّثَنَا أبو جعفر الطوابيقي وأبو الحسين الأهوازي. قالا: نبأنا الصولي. فقال له:
أسمعت هذا الحديث من الصولي؟ فقال: نعم، اقرأه علي. فقرأه ثم قَالَ: اكتبه لي فكتبه له. وكنت قبل ذلك قد نظرت في كتب الأهوازي ولا أظن تركت عنده شيئًا لم أطالعه، ولم يكن الحديث في كتبه ويركبها ويضعها علي الشيوخ. وقد عثرت له وغير واحد من أصحابنا عَلَى ذلك، والله أعلم.
حَدَّثَنِي أبو الوليد الْحَسَن بن مُحَمَّد الدربندي قَالَ: سمعت أبا نصر أحمد بن عليّ ابن عبدوس الجصاص بالأهواز يقول: كنا نسمي ابن أبي علي الأصبهانيّ جراب الكذب.
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(2/215)
قال الشيخ أبو بكر: أقام الأهوازي ببغداد سبع سنين ثم خرج إلى الأهواز، وبلغتنا وفاته في سنة ثمان وعشرين وأربعمائة.
661- مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن عَبْد اللَّه بْن الحسن، أبو عبد الله البزاز المقرئ، ويعرف بابن الشمعي [1] :
من أهل باب الطاق. حدث عن: أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد البزوري، وأبي بكر بن مالك القطيعي.
كتب عنه بعض أصحابنا وسمعته يثني عليه، ثم رأيت شيئا من كتبه وفيه سماعه ملحق بخط طري، وكان الكتاب قديما لغيره. والله أعلم. مات ابن الشمعي في المحرم من سنة تسع وعشرين وأربعمائة.
662- محمد بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إسحاق، أبو المظفر المروزي القرينيني [2] :
وقرينين ناحية من نواحي مرو. سكن بغداد وحدث بها عَنْ زاهر بْن أَحْمَد السرخسي، وأبي طاهر المخلص، وغيرهما. كتبت عنه وكان صدوقا يتفقه على مذهب الشافعي.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْمُظَفَّرِ المروزيّ قال أنبأنا أَبُو عَلِيٍّ زَاهِرُ بْنُ أَحْمَدَ السَّرَخْسِيُّ بِهَا قال نبأنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ الأَرْغِيَانِيُّ قال نبأنا عبد الله بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد الملك بْن أَبِي رومان الإسكندراني قال نبأنا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ. قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لا يَرِيبُكَ فَإِنَّكَ لَنْ تَجِدَ فَقْدَ شَيْءٍ تَرَكْتَهُ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ [3] »
. غريب من حديث مالك لا أعلم روى إلا من هذا الوجه. مات أبو المظفر بناحية شهرزور على ما بلغنا في ذي القعدة من سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة.
663- محمد بن الحسن بن الفضل بن العباس، أبو يعلى الصوفي البصري [4] :
أذهب عمره في السفر والتغرب، وقدم علينا بَغْدَاد وَحَدَّثَ بِهَا عَنْ أَبِي بَكْر بْن
__________
[1] 661- انظر الأنساب للسمعاني 7/388.
[2] 662- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/278.
[3] انظر الحديث في: سنن الترمذي 2518. وسنن النسائي، كتاب الأشربة باب 48. ومسند أحمد 1/200، 3/112، 153. وصحيح ابن حبان 512. ومشكاة المصابيح 2773. وفتح الباري 4/293.
[4] 663- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/278.(2/216)
أبي الحديد الدمشقي، وأبي الحسين بن جميع الغساني، كتبت عنه وكان صدوقا، وذكر لِي أَنَّهُ سمع من زاهر بْن أَحْمَدَ السرخسي وغيره من أهل خراسان.
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْبَصْرِيُّ فِي دَارِ الْقَاضِي أَبِي القاسم التّنوخيّ قال نبأنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْحَكَمِ السُّلَمِيُّ بِدِمَشْقَ قَالَ نبأنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ سَهْلٍ الخرائطي قال نبأنا عمر بن شبة قال نبأنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا ضَرَبَ أحدكم فليتجنب الْوَجْهَ وَلا يَقُولَنَّ قَبَّحَ اللَّهُ وَجْهَكَ وَوَجْهَ مَنْ أَشْبَهَ وَجْهَكَ؛ فَإِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ [1] »
. سألت أبا يعلى عن مولده. فقال: في سنة ثمان وستين وثلاثمائة. وكان قدومه علينا في سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة، وخرج في ذلك الوقت إلى الشام وغاب عنا خبره. وكان شيخا مليحا ظريفا من أهل الفضل والأدب حسن الشعر. ومن مليح قوله:
يا أبا القاسم الذي قسم الرحم ... ن من راحتيه رزق الأنام
أنا في الشعر مثل مولاي في الجو ... د حليفا مكارم ونظام
وإذا ما وصلتني فأمير ال ... جود أعطى المنى أمير الكلام
وله أيضا في عجوز أكول:
لي عجوز كأنها الب ... در في ليلة المطر
ناطق عن جميع أع ... ضائها شاهد الكبر
غير أضراسها ففي ... ها لذي اللب معتبر
أعظم غير أنها ... أعظم تطحن الحجر
664- محمد بْن الْحَسَن بْن عِيسَى بْن عَبْد اللَّه، أبو طاهر المعروف بابن شرارة الناقد [2] :
سمع أبا بكر بْن مالك القطيعي، وأبا مُحَمَّد بْن ماسي، وَعَبْد اللَّهِ بْن إِبْرَاهِيم الزينبي، ومحمد بْن إِسْمَاعِيل الوراق. كتبنا عنه، وكان صدوقا يسكن نهر طابق.
__________
[1] انظر الحديث في: مسند أحمد 2/434. وسنن الترمذي 1950. وسنن أبي داود 4493. والسنن الكبري للبيهقي 8/327. ومشكاة المصابيح 3631. ونصب الراية 3/324.
[2] 664- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/307.(2/217)
أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ النَّاقِدُ قال نبأنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال نبأنا جعفر بن محمّد الفريابي قال نبأنا إسحاق بن راهويه قال نبأنا أبو جعفر الحنفي قال نبأنا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ. عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ [1] »
. سألت أبا طاهر عن مولده فقال: في أحد الربيعين من سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة، ومات في أول ذي القعدة من سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة.
665- محمد بن الْحَسَن بن مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَر بن داود بن الحسن، أبو نصر ابن عم أبي عبد الله السّلماسيّ [2] :
[سمع محمّد أبا الطّاهر المخلص، ومحمّد بن عليّ بن نصر الديباجي. كتبت عنه وكان صدوقا، روى شيئا يسيرا.
أنبأنا أبو نصر بن السلماسي [3]] قال نبأنا أبو طاهر بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ الْمُخَلِّصُ قَالَ نبأنا أحمد بن محمد بن أبي شيبة قَالَ نبأنا محمّد بن يحيى الأزديّ قال نبأنا سعيد بن عامر بن خشيش أبي محرز قَالَ سمعت أبا عمران الجوني. يقول:
وهبك تنجو، بعد كم تنجو؟. مات أبو نصر في ليلة الجمعة ودفن يوم الجمعة الثامن من شهر ربيع الآخر سنة أربع وأربعين وأربعمائة.
666- محمد بن الحسن بن عثمان بن عمر أبو طاهر الأنباري [4] :
سكن بغداد وكان قدمها في سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة. وسمع من الحسين بن هارون الضبي، وأبى عبد الله بن دوست.
كتبت عنه في سوق السقط وكان صدوقا. مات في النصف الأول من شهر ربيع الأول سنة ثمان وأربعين وأربعمائة [5] .
__________
[1] سبق تخريجه، راجع الفهرس.
[2] 665- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/338. والأنساب للسمعاني 7/108.
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[4] 666- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 16/11.
[5] في المخطوط ما نصه: «تم الجزء الأول من هذه القسمة ويتلوه إن شاء الله ذكر من اسمه محمد واسم أبيه الحسين، والخير يكون إن شاء الله تعالى، والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم وحسبنا الله وكفى» . والأصل مأخوذ من جامع أزبك اليوسفي بمصر.(2/218)
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه الحسين
667- محمد بن الحسين، أبو جعفر، ويعرف بأبي شيخ البرجلاني، نسب إلى محلة البرجلانية [1] :
وهو صاحب كتاب «الزهد والرقائق» . سمع الحسين بن علي الجعفي، وزيد بن الحباب، وسعيد بن عامر، وأزهر بن سعد السمان، وطلق بن غنام، وخالد بن عمرو الأموي، وغيرهم، روى عنه إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن الجنيد، وَأبو بَكْر بْن أَبِي الدُّنْيَا، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مسروق الطوسي.
أَخْبَرَنَا روح بْن مُحَمَّد الرازي إجازة شافهني بِهَا أن إبراهيم بن محمد بن بشر أخبرهم قَالَ: أنبأنا عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي حاتِم قَالَ سمعتُ أبي يقول: ذكر لي أن رجلا سأل أحمد بن حنبل عن شيء من حديث الزهد فقال: عليك بمحمد بن الحسين البرجلاني. بلغني عن إبراهيم بن إسحاق الحربي أنه سئل عن محمد بن الحسين البرجلاني. فقال: ما علمت إلا خيرا.
وذكر ابن أبي الدنيا: أنه مات في سنة ثمان وثلاثين ومائتين.
668- محمد بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحُرِّ بْنِ زعلان، أبو جعفر العامري يعرف بابن إشكاب. لأن أباه يلقب إشكابا [2] :
ولمحمد أخ أكبر منه يسمى عليا وأصلهم من خراسان من بلد نسا. وكان محمد حافظا سمع أبا المنذر إسماعيل بن عمر، وأبا النضر هاشم بن القاسم، ومصعب بن المقدام، ومحمد بن أبي عبيدة المسعودي، ومعاوية بْن هشام، وَعبد الصمد بْن عَبْد الوارث، وأبا نوح المعروف بقرادة، وإسحاق بن سليمان الرازي. روى عنه: البخاري في صحيحه حديثين. وحدث عنه عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل، وابنه الحر بن محمّد ابن إشكاب، ويحيى بن صاعد، ومحمد بن مخلد الدوري.
__________
[1] 667- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 11/262. وميزان الاعتدال 3/522.
[2] 668- انظر: تهذيب الكمال 5154 (25/79) والجرح والتعديل: 7/الترجمة 1262، وثقات ابن حبان: 9/124، ورجال البخاري للباجي: 2/628، والجمع لابن القيسراني 1/458، والمعجم المشتمل، الترجمة 798، وسير أعلام النبلاء: 12/352، وتذكرة الحفاظ: 2/574، والكاشف:
3/الترجمة 4869، وتذهيب التهذيب: 3/الورقة 198 وتاريخ الإسلام، الورقة 56 (أوقاف 5882) ، ونهاية السول، الورقة 322، وتهذيب التهذيب: 9/121- 122، والتقريب: 2/155 وخلاصة الخزرجي: 2/الترجمة 6151.(2/219)
وقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: كَتَبْتُ عَنْهُ مَعَ أَبِي وهو ثقة. سئل أَبِي عنه فَقَالَ: صدوق.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ مَهْدِيٍّ قَالَ أنبأنا محمّد بن مخلد العطّار قال نبأنا محمّد بن أشكاب قال نبأنا معاوية بن هشام قال نبأنا سُفْيَانُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ مِقْسَمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ. أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَرْدَفَهُ حِينَ أَفَاضَ مِنْ عَرَفَةَ.
قَالَ: فَمَا رَأَيْتُ نَاقَتَهُ رَافِعَةً يَدَهَا عَادِيَةً حَتَّى أَتَى جَمْعًا.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الدَّقَّاق قَالَ قرأنا على الْحُسَيْن بن هارون الضبي عن أبي العباس بن سعيد. قَالَ: محمد بن الحسين بن إبراهيم أبو جعفر البغداديّ بن إشكاب؛ سمعت عَبْد الرحمن بْن يُوسُف بْن خراش. يقول: كان من أهل العلم والأمانة.
أخبرني الحسين بن عليّ الطّناجيريّ قال نبأنا عُمَر بْن أَحْمَدَ الْوَاعِظ قَالَ قرأتُ عَلَى محمد بن مخلد. قَالَ: مات محمد بن إشكاب في المحرم من سنة إحدى وستين.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد قال نبأنا محمد بن العباس قال قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع. قَالَ: أبو جعفر محمد بن الحسين بن إشكاب العامري توفي يوم الثلاثاء لعشر خلون من المحرم سنة إحدى وستين ومائتين، وله ثمانون سنة.
وذكر لنا عنه أن ميلاده كان في سنة إحدى وثمانين ومائة. وقد يغلط في تاريخ موته. فيقال: في آخر سنة ستين ومائتين.
669- محمد بن الحسين، جار ابن إشكاب، يعرف ببنان:
حدث عن مسعود السكري عن يحيى بن إسحاق السيلحيني حديثا رواه أبو مزاحم الخاقاني عن حامد بن محمد المؤدب البصري عنه.
670- محمد بن الحسين بن معدان، أبو جعفر البجلي، يعرف بمهيار الوراق [1] :
حدث عن إسماعيل بن أبي أويس، ومحبوب بن موسى الأنطاكي، وجمعة بن عبد الله البلخي. روى عنه القاسم بْن زكريا المطرز، ويحيى بْن مُحَمَّد بْن صاعد، وكان ثقة.
671- محمد بن الحسين، أبو جعفر البندار [2] :
حدث عن أبي الربيع الزهراني. روى عنه: محمّد بن مخلد.
__________
[1] 670- انظر المنتظم، لابن الجوزي 12/280.
[2] 671- انظر: المنتظم، لابن الجوزي، 12/185.(2/220)
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن عُمَر بن إسماعيل الداودي قَالَ أنبأنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ قَالَ أنبأنا محمّد بن مخلد قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبُنْدَارُ أَبُو جَعْفَرٍ قَالَ نبأنا أبو الرّبيع قال نبأنا عبّاد بن العوام قال نبأنا الْحَجَّاجُ عَنْ حُصَيْنٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنِ الْحَارِثِ عَنْ عَلِيٍّ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا نِكَاحَ إِلا بِوَلِيٍّ وَلا نِكَاحَ إِلا بِشُهُودٍ [1] »
. قَالَ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ: هكذا حدّثناه ابن مخلد مرفوعا.
قال الشيخ أبو بكر: رواه معلى بن منصور عن عبّاد بْنِ الْعَوَّامِ مَوْقُوفًا مِنْ قَوْلِ عَلِيٍّ.
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ حَجَّاجٍ مَوْقُوفًا.
قرأت فِي كتاب مُحَمَّد بن مخلد بخطه: سنة اثنتين وستين ومائتين فيها مات محمّد ابن الحسين البندار أبو جعفر في شهر رمضان.
672- محمد بن الحسين، أبو نصر الدهقان:
حدث عن أحمد بن سعيد الهمداني. روى عنه محمد بن مخلد أيضا.
673- محمد بن الحسين بن المبارك، أبو جعفر، يعرف بالأعرابي، ويقال: عرابي [2] :
سمع أسود بن عامر شاذان، ويونس بن المؤدّب، وعمر بن حماد بن طلحة، وأبا غسان مالك بن إسماعيل، وجماعة من هذه الطبقة. روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد، ومحمد بن مخلد، وغيرهما، وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ مَهْدِيٍّ قَالَ قُرِئَ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ مَخْلَدٍ الْعَطَّارِ وَأَنَا أسمع في صفر سنة ثلاثين وثلاثمائة قال: نبأنا محمّد بن الحسين قال نبأنا شاذان قال نبأنا سفيان الثوري عن أبي قيس عن هذيل عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ. قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْوَاشِمَةَ وَالْمَوْشُومَةَ، وَالْوَاصِلَةَ والموصولة، والمحلل وَالْمُحَلَّلَ لَهُ، وَآكِلَ الرِّبَا وَمُطْعِمَهُ [3] .
رَوَاهُ غَيْرُ ابْنِ مَهْدِيٍّ عَنِ ابْنِ مَخْلَدٍ فَبَيَّنَ أَنَّ محمّدا بن الحسين هو الأعرابي.
__________
[1] سبق تخريجه قريبا، وانظر الفهرس.
[2] 673- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/240.
[3] انظر الحديث في: صحيح البخاري 7/212، 214. وصحيح مسلم، كتاب اللباس باب 33، وسنن أبي داود 4169. ومسند أحمد 1/434 والسنن الكبري للبيهقي 7/312. وفتح الباري 10/372، 378.(2/221)
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد قال نبأنا محمد بن العباس قال قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع. قَالَ: وتوفي محمد بن الحسين الأعرابي لعشر بقين من شهر رمضان سنة سبعين ومائتين وكان كثير السماع كتب الناس عنه على سداد. ثم توفي ابنه وكان شابا نفيسا يحفظ الحديث فتغير لذلك إلى أن مات.
674- محمد بن الحسين بن موسى بن أبي الحنين، أبو جعفر الخزاز المعروف بالحنيني [1] :
من أهل الكوفة، قدم بغداد وَحَدَّثَ بها عن عبيد الله بن موسى العبسي، ومالك ابن إسماعيل النهدي، وعمر بن حفص بن غياث النخعي، ويحيى بن يعلى المحاربي وأبي نعيم الفضل بن دكين، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، وكان عنده عنه موطأ مالك، روى عنه يَحْيَى بْنِ صاعد، والْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ المحاملي، ومُحَمَّد بْن مخلد الدوري، وإِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد الصّفّار، وأبو عمرو بن السماك، ومكرم بن أحمد القاضي، وأبو سهل بن زياد، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا أبو القاسم الأزهري قَالَ أنبأنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ. قَالَ: محمد بن الحسين بن موسى بن أبي الحنين الكوفي الخزاز صنف مسندا وحدث به، كان ثقة صدوقا. حَدَّثَنَا عنه جماعة من شيوخنا.
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ قَالَ: سمعت أبا مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْن حيان يَقُولُ سَمِعْتُ أَحْمَد بْن محمود بن صبيح يقول: سنة سبع وسبعين فيها مات محمد بن الحسين الحنيني بالكوفة.
أخبرنا محمّد بن عبد الواحد قال نبأنا محمد بن العباس قال قرئ على ابن المنادي وأَنَا أسمعُ. قَالَ: وجاءنا الخبر بِموت محمد بن الحسين بن أبي الحنين أنه مات في جمادى الآخرة سنة سبع وسبعين- يعني ومائتين.
675- محمد بن الحسين بن سعيد، أبو جعفر بن البستنبان [2] :
كان يسكن سر من رأى. وحدث بها عن الحسن بن بشر البجلي، وهشام بْن بِهْرام المدائني. رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد بْن مخلد، ومحمد بن جعفر المطيري، ومحمد بن أحمد بن المحرم، وعبد الباقي بن قانع، وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ جَعْفَرٍ الإِمَامُ بِأَصْبَهَانَ قال نبأنا سليمان بن
__________
[1] 674- انظر: الأنساب للسمعاني 4/257، 258.
[2] 675- انظر: الأنساب، للسمعاني 2/206، 207.(2/222)
أحمد بن أيّوب الطبراني قال نبأنا محمّد بن الحسين بن البستنبان بسر من رأى قال نبأنا هشام بن بهرام المدائني قال نبأنا إسحاق الأزرق قال نبأنا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لا هِجْرَةَ فَوْقَ ثَلاثٍ، فَمَا كَانَ فَوْقَ ثَلاثٍ فَمَاتَ دَخَلَ النَّارَ [1] »
. أَخْبَرَنَا علي بن محمّد السّمسار قال أنبأنا عبد الله بن عثمان الصفار قال نبأنا ابن قانع أن أبا جعفر البستنبان مات بسر من رأى في سنة تسع وثمانين ومائتين.
676- محمد بن الحسين بن إبراهيم بن زياد بن عجلان، أبو شيخ الأصبهانيّ [2] :
هو أبهري الأصل، سمعت أبا نعيم الحافظ ينسبه كذلك. سكن بغداد وحدث بها عن محمد بن موسى الحرشي، وأبي بكر الأثرم، والحسن بن محمد الزعفراني، روى عنه: أبو بكر الشافعي غير أنه قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن الحسن أبو جعفر ويعرف بأبي الشيخ.
قال الشيخ أبو بكر: وكان ثقة.
أخبرنا أبو نعيم قال نبأنا سليمان بن أحمد الطبراني قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ أَبُو الشَّيْخِ الأَبْهَرِيُّ الأَصْبَهَانِيُّ ببغداد قال نبأنا محمّد بن موسى الحرشي قال نبأنا سُهَيْلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِي قِلابَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ لَمْ يَرْضَ بِقَضَاءِ اللَّهِ، وَيُؤْمِنْ بِقَدَرِ اللَّهِ، فَلْيَلْتَمِسْ إِلَهًا غَيْرَ اللَّهِ عَزَّ وجل [3]
يقال: إِنَّ هَذَا الْحَدِيثَ لَمْ يَرْوِهِ عَنْ خَالِدٍ غَيْرُ سُهَيْلٍ وَتَفَرَّدَ بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الحَرَشِيُّ عَنْهُ.
أَخْبَرَنَا أبو عبد الله الحسين بن الضحاك بن محمّد الأنماطيّ قال نبأنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ قال نبأنا أبو شيخ محمد بن الحسين الأصبهاني قَالَ نبأنا الحسن الزعفراني قال نبأنا الحجّاج بن محمّد قال: نبأنا شعبة عن الحجاج بن دينار عن منصور عن الحكم: أنه كان يشرب وهو يصلي.
__________
[1] انظر الحديث في: مسند أحمد 2/392، 456. وحلية الأولياء 8/126.
[2] 676- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/407.
[3] انظر الحديث في: المعجم الصغير للطبراني 2/48. وتاريخ أصبهان 2/228. والأحاديث الضعيفة 506. وإتحاف السادة المتقين 9/651.(2/223)
قَالَ الحجاج: سئل شعبة في التطوع؟ قَالَ: نعم؟ قَالَ لي أبو نعيم: سكن أبو الشيخ محمد بن الحسين الأصبهاني بغداد وتوفي بها سنة ست وثمانين ومائتين.
وَأَخْبَرَنَا السمسار قال أنبأنا الصّفّار قال نبأنا ابن قانع: أن أبا الشيخ الأصبهانيّ مات في سنة تسعين ومائتين.
677- محمد بن الحسين بن حريقا البزاز:
حدث عن الحسن بن موسى الأشيب. روى عنه عبد الله بن إسحاق الخراساني المعدل.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بكر قال أنبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَغَوِيُّ قال نبأنا محمّد بن الحسين بن حريقا البزّار قال نبأنا الحسن بن موسى الأشيب قال نبأنا أَبُو هِلالٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم: «الْحَسَدُ يَأْكُلُ الْحَسَنَاتِ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ [1] »
. 678- محمد بن الحسين بن عبد الرحمن، أبو العباس الأنماطي [2] :
سمع سعيد بْن سُلَيْمَان الواسطي، ويحيى بْن يوسف الزمي، وداود بن عمرو الضبي. وعَبْد الرَّحْمَنِ بْن صَالِح الأزدي، ومحمد بْن عبد الرّحمن الأرزّيّ، ويحيى ابن معين، وهارون بن عبد الله البزار، روى عنه: يحيى بن محمد بن صاعد، ومحمد ابن مخلد، وعلي بن محمد المصري، وعبد الباقي بْن قانع، وَإسماعيل بْن علي الخطبي، وَأبو بكر بْن خلاد، وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا السمسار قال أنبأنا الصّفّار قال نبأنا ابن قانع: أن أبا العباس بن الحسين الأنماطي مات في سنة تسعين ومائتين.
وَأَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد قال نبأنا محمد بن العباس قال قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع. قَالَ: أبو العباس محمد بن الحسين الأنماطي حمل الناس عنه لثقته وصلاحه. توفي لأيام مضت من شهر رمضان سنة ثلاث وتسعين ومائتين.
وهكذا ذكر محمد بن مخلد وفاته فيما قرأت بخطه.
__________
[1] 677- انظر الحديث في: سنن ابن ماجة 4210 والكامل لابن عدي 5/1887، 7/2554.
وكشف الخفا 1/426، 430. والدر المنثور 6/419.
[2] 678- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/19.(2/224)
679- محمد بن الحسين بن الفرج، أبو ميسرة الهمداني [1] :
كان أحد من يفهم شأن الحديث، وصنف مسندا سمع منه، وقدم بغداد وحدث بها عن كامل بن طلحة الجحدري وطبقته. روى عنه مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الباغندي، وَأبو سهل بْن زياد، وعبد الباقي بْن قانع.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ أنبأنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطّان قال نبأنا أَبُو مَيْسَرَةَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ نبأنا وهب بن بقية قال نبأنا خَالِدٌ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ عَنْ جَرِيرٍ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ لا يَرْحَمُ لا يرحم [2] » .
قال ونبأنا خالد عن إسماعيل عن عامر عَنْ جَرِيرٍ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ لا يَرْحَمُ لا يُرْحَمُ [3] »
. أَخْبَرَنَا أبو منصور محمد بن عيسى بين عبد العزيز البزّار بهمذان قال نبأنا صالح بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد الْحَافِظُ. قَالَ: محمد بن الحسين بن الفرج أبو ميسرة.
روى عن شيبان بن فروخ، وهوذة بن خليفة، وعبد الواحد بن غياث، وكامل بن طلحة، ومحمد بن عبد الجبار. وكان يحسن هذا الشأن وهو صدوق. روى عنه محمد بن سليمان الحضرمي وقال نبأنا محمّد بن العلاء الهمداني. وإنما هو ابن أبي العلاء واسمه الفرج.
680- محمد بن الحسين بن حبيب، أبو حصين الوادعي القاضي [4] :
من أهل الكوفة قدم بغداد وَحَدَّثَ بها عن أحمد بن يونس اليربوعي، ويحيى بن عبد الواحد الحماني، وعون بن سلام، وجندل بن والق، وعبد الحميد بن صالح.
روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد، والحسين بن إسماعيل المحامليّ، وأبو عمرو بن السّمّاك، وأحمد بن سليمان النجاد، وإسماعيل بن علي الخطبي.
وكان فهما «صنّف المسند» . وقال الدّارقطنيّ: كان ثقة.
__________
[1] 679- لمنتظم، لابن الجوزي 13/20.
[2] انظر الحديث في: صحيح البخاري 8/9، 12. وصحيح مسلم، كتاب الفضائل 65. وفتح الباري 10/426، 438.
[3] انظر التخريج السابق.
[4] 680- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/90.(2/225)
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ بن جعفر العطّار قال نبأنا عثمان بن أحمد الدّقّاق إملاء قال نبأنا أَبُو حُصَيْنٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَاضِي الْكُوفِيُّ قال نبأنا عبد الحميد بن صالح قال نبأنا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُقْبَةَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو قَبِيلٍ عَنْ أَبِي عُشَانَةَ الْمَعَافِرِيِّ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ إِلَى الْمَسْجِدِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا عَشْرَ حَسَنَاتٍ، وَالْقَاعِدُ فِي الْمَسْجِدِ يَنْتَظِرُ- يَعْنِي الْصَلاةَ- كَالْقَانِتِ وَيُكْتَبُ مِنَ المصلين حتى يرجع بَيْتِهِ [1] »
. أَخْبَرَنِي علي بن محمد الدَّقَّاق قَالَ قرأنا على الْحُسَيْن بْن هارون عن أبي العبّاس ابْنِ سَعِيدٍ قَالَ سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ إِسْحَاقَ الصواف. يقول: أبو حصين صدوق معروف بالطلب ثقة.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال أنبأنا إِسْمَاعِيل بْن علي الْخُطبي. قَالَ: مات أَبُو حصين الكوفي بالكوفة سنة ست وتسعين.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ قَالَ: نبأنا محمد بن العباس قال قرئ على ابن المنادي وأنا أسمعُ. قَالَ: وجاءنا الخَبَر بوفاة أبي حصين الوادعي من الكوفة أنها كانت في شهر رمضان سنة ست وتسعين. وقد كان قاضيا كتبنا عنه بالكوفة في سنة ثمانين ومائتين، ثم قدم إلى مدينتنا ولم أكتب ها هنا عنه شيئا.
681- محمد بن الحسين، يعرف بحمدي [2] :
حدث عن بشر بن الوليد الكندي، وحيان بن بشر الأسدي. روى عنه محمد بن مخلد.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الصَّقْرِ الْكَتَّانِيُّ قَالَ نبأنا محمّد بن العبّاس الخزّاز قال أنبأنا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الحسين يعرف بحمدي قال أنبأنا بشر بن الوليد قال نبأنا أَبُو بَكْرٍ الْخُلْقَانِيُّ عَنْ يُوسُفَ بْنِ صُهَيْبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ. أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: رَدَّ الغامدية نحو أَرْبَعَ مِرَارٍ نَحْوًا مِنْ ثَلاثِ سِنِينَ، كُلُّ ذَلِكَ تُقِرُّ بِالزِّنَا ثُمَّ رَجَمَهَا بَعْد سِنِينَ.
__________
[1] انظر الحديث في: مسند أحمد 4/159. وشرح السنة 2/359. والترغيب والترهيب 2/359.
والترغيب والترهيب 2/459.
[2] 681- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/91.(2/226)
682-[1] محمّد بن الحسين بن حمدويه، الجرتي [2] :
حدث عن يعقوب بن سواك. روى عنه أبو طالب بن البهلول التنوخي.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الله بن الحسين الخفاف قَالَ أنبأنا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إِسْحَاقَ بْن البهلول الْقَاضِي قال نبأنا محمّد بن الحسين بن حمدويه الجرني قَالَ سمعت يعقوب بن سواك يقول سمعت بشر بن الحارث يقول:
العلم حسن لمن عمل به، ومن لم يعمل به ما أضره، وَقَالَ: هذه حجج. أو قَالَ: هذه حجة- يعني على من علم.
قَالَ: وسمعت يعقوب بن سواك يقول سمعت بشر بن منصور يقول، من كلام المسيح عليه السلام: من علم وعمل وعلّم فذاك يدعى عظيما في ملكوت السماوات.
قال الشيخ أبو بكر: هكذا قَالَ. وبشر بن منصور قديم يروي عن عبد الرحمن بن مهدي، وقد سقط اسم الشيخ يعقوب بن سواك الذي روى له عن بشر بن منصور، فالله أعلم.
683- محمد بن الحسين، أبو عبد الله. جد أبي سعيد الحرفي لأمه:
حدث عن أبي إِبْرَاهِيم الترجماني، روى عنه أبو سعيد. أَخْبَرَنِي عبد العزيز بن علي الأزجي قال نبأنا أبو سعيد الْحَسَن بن جَعْفَر بن مُحَمَّدِ بْنِ الوضاح السمسار قَالَ حَدَّثَنِي جدي لأمي أبو عبد الله بن الحسين قال نبأنا أبو إبراهيم الترجماني قَالَ سمعت صالحا المري يقول: سمعت الحسن يقول: أُنْذِرُكُمْ سَوْفَ أَقُومُ، سَوْفَ أُصَلِّي، سَوْفَ أَصُومُ.
684- محمد بن الحسين، أبو جعفر الدقاق:
حدث عن القاسم بن بشر بن معروف. روى عنه أبو عبد الله بن العسكري وذكر أنه كان ابن عمة جدة عبيد بن أحمد وأنه سمع منه في سنة ثلاثمائة.
أَخْبَرَنَا علي بن مُحَمَّد بن الحسن المالكي قال أنبأنا الْحُسَيْن بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ الْعَسْكَرِيُّ، قَالَ نبأنا محمّد بن الحسين الدّقّاق نبأنا القاسم بن بشر قال نبأنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ سَمِعْتُ الأوزاعي يقول حدّثني عبد الرّحمن بن
__________
[1] 682- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/91.
[2] في الأصل: «الجرني» ولم أجد هذه النسبة في أنساب السمعاني.(2/227)
الْقَاسِمِ قَالَ حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: «إِذَا جَاوَزَ الْخِتَانُ الْخِتَانَ؛ فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ [1] » فَعَلْتُهُ أَنَا وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلّم وَسَلَّمَ فَاغْتَسَلْنَا.
685- محمد بن الحسين بن خالد، أبو الحسن القنبيطي [1] :
سمع إبراهيم بن سعيد الجوهري، وعمر بن إسماعيل بن مجالد، وإسحاق بن إبراهيم البغوي، والحسين بن علي الصدائي، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، ومحمّد ابن حسان الأزرق. روى عنه ابن بنته عيسى بن حامد الرخجي، وأبو عليّ بن الصواف، ومحمد بن أحمد بن يحيى العطشي، وَعلي بْن مُحَمَّد بْن لؤلؤ الوراق، وكَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رزق قال نبأنا أبو عليّ بن الصّوّاف قال نبأنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن خالد القنبيطي قال نبأنا إبراهيم بن سعيد قال نبأنا محمد بن سعيد الأموي عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِيهِ عن المهلب بن أبي صفرة.
قَالَ: سَأَلْنَا أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لِمَ قُلْتُمْ فِي عُثْمَانَ أَعْلاهَا فَوْقًا؟ قَالُوا: لأَنَّهُ لَمْ يَتَزَوَّجْ رَجُلٌ مِنَ الأَوَّلِينَ وَلا الآخِرِينَ ابْنَتَيْ نَبِيٍّ غَيْرَهُ.
أَخْبَرَنَا الحسن بن الحسين النعالي قَالَ: قَالَ لنا عيسى بن حامد القنبيطي: كنت مع جدي فرآه منقار فقال له: لو أخذت معاوية على كتفك لقال الناس رافضي، ولو أخذت أنا عليا على كتفي لقال الناس ناصبي.
قال الشيخ أبو بكر أحسب أن القائل هذا القنبيطي، لأن المعروف بمنقار هو الذي كان يرمى بالرفض، والله أعلم.
أَخْبَرَنَا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه قَالَ: قَالَ لنا أبو الحسين عيسى بن حامد ابن بشر بن عيسى القاضي: مات محمد بن الحسين بن خالد أو الحسن القنبيطي، جدي، يوم الثلاثاء لليلتين خلتا من صفر سنة أربع وثلاثمائة.
686- محمد بن الحسين بن شهريار، أبو بكر القطان [3] :
بلخي الأصل، حدث عن النضر بن طاهر البصريّ، وبشر بن معاذ العقدي. روى
__________
[1] 684- انظر الحديث في: سنن الترمذي 109. ومسند أحمد 5/234.، والمعجم الكبير للطبراني 4/317. وفتح الباري 1/395.
[2] 685- انظر: المنتظم لابن الجوزي 13/297 والأنساب للسمعاني 10/237، 238. والقنبيطي: هذه النسبة إلى القنبيط وبيعه (الأنساب 10/237) .
[3] 686- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/186. وسؤالات حمزة السهمي للدارقطني 94.(2/228)
عن عمر بن علي الفلاس كتاب التاريخ. حدث عنه أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيّ، وَمحمد بْن عُمَر الجعابي، وأبو القاسم بن النخاس المقرئ، وعلي بْن مُحَمَّد بْن لؤلؤ الوراق، ومحمد بْن المظفر الحافظ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ محمد بن غالب قَالَ سمعت أبا بكر الإسماعيلي يقول سمعت ابن ناجية يقول: يكذب. - يعني ابن شهريار- يروي عن سلمان بن توبة النهرواني وقد مات قبل أن يسمع منه. فقيل له: فقاسم- يعني المطرز- يحدث عن هذا؟ قَالَ ابن ناجية: كان لقاسم إليه رحلة أو قَالَ طريق هناك. قَالَ ابن غالب: أنا أشك كيف.
قَالَ الإسماعيلي: حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ سمعت حمزة بْن يُوسُف السهمي يقول: وسألت الدارقطني عن محمد بن الحسين بن شهريار. فَقَالَ: ليس بِهِ بأس.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن أبي جعفر قَالَ سمعت القاضي أبا الحسين الجرّاحي يقول: سنة خمس وثلاثمائة فيها مات محمد بن الحسين بن شهريار.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ قَرَأْتُ عَلَى أَبِي القاسم بن النخاس توفي أبو بكر محمد بن الحسين بن شهريار البلخي القطان في المحرم من سنة ست وثلاثمائة.
أخبرنا محمّد بن عبد الواحد قال نبأنا محمد بن العباس قال قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع فذكر مثله.
قَالَ ابن المنادي: كانت وفاته بالجانب الغربي في شارع الأنباريين.
687- محمد بن الحسين بن علي، التميمي:
روى عن محمد بن إسماعيل بن جعفر القرشي عن الأصمعي حروف أبي عمرو بن العلاء. حدث عنه أبو القاسم بن النخاس وذكر أنه سمع منه فِي سنة تسع وثلاثمائة.
688- محمد بن الحسين بن مكرم، أبو بكر البغدادي [1] :
سمع بشر بْن الوليد، ومحمد بْن بكار بن الريان، وعبيد الله بن عمر القواريري،
__________
[1] 688- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/207. وسؤالات حمزة السهمي للدارقطني 27. وشذرات الذهب 2/258 وفيه: «أبو بكر محمد بن الحسين بن المكرم البغدادي» .(2/229)
ومنصور بن أبي مزاحم، وأبا همام السكوني، وخلقا من هذه الطبقة. وانتقل إلى البصرة فسكنها حتى مات بها. روى عنه محمد بن مخلد الدوري؛ والبصريون وغيرهم من الغرباء.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَهْرَيَارَ الأصبهانيّ قال: أنبأنا سليمان بن أحمد الطبراني قال: نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُكْرَمٍ الْبَغْدَادِيُّ بِالْبَصْرَةِ قال: نبأنا أبو حاتم السجستاني، حدّثني أبو الوليد الدربندي قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْن أَحْمَد التوزي بالبصرة، قال: نبأنا أَبُو إسحاق إبراهيم بْن علي الهجيمي قَالَ: سمعت إبراهيم بن فهد يقول: ما قدم علينا من بغداد أعلم بِحَدِيثِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أبي بكر بن مكرم بحديث البصرة خاصة، ولا أعرَف منه.
حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ: سمعت حمزة السهمي. يقول: وسألت الدارقطني عن محمد بن الحسين بن مكرم أبي بكر البغدادي فَقَالَ ثقة [1] .
حَدَّثَنِي عُبَيْد اللَّهِ بْن أَبِي الفتح عَن طلحة بْن مُحَمَّد بْن جعفر. وأخبرنا السمسار قال نبأنا الصّفّار قال نبأنا ابن قانع: أن أبا بكر بن مكرم مات بالبصرة في ذي القعدة من سنة تسع وثلاثمائة.
689- محمد بن الحسين بن السكن:
حدث عن جعفر بن محمد الطيالسي. روى عنه أبو بكر بن المقرئ الأصبهاني.
وذكر أنه سمع منه في مجلس حامد بن محمد بن شعيب البلخي.
690- محمد بن الحسين بن حفص بن عمر، أبو جعفر الخثعمي الأشناني الكوفي [2] :
قدم بَغْدَاد وَحدث بها عَنْ عباد بْن يعقوب الرواجني، وعباد بن أحمد العرزمي.
وأبي كريب محمد بن العلاء الهمداني، وموسى بن عبد الرّحمن المسروقي، ومحمّد ابن عبيد المحاربي، وفضالة بن الفضيل التّميميّ. روى عنه محمد بن سليمان الباغندي، والقاضي أبو عبد الله المحامليّ، وأبو عمر بن السّمّاك، ومحمّد بن عمر الجعابي، ومحمد بن زيد بن مروان، وأبو الحسين بن البواب المقرئ، ومحمد بن المظفر الحافظ، وغيرهم.
__________
[1] انظر سؤالات حمزة السهمي للدارقطني 27.
[2] 690- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/271. وسؤالات الحاكم للدارقطني 220. وسؤالات حمزة السهمي للدارقطني 15.(2/230)
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال أنبأنا أبو بكر الإسماعيلي قال نبأنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حَفْصٍ الأشناني- ببغداد من كتابه إملاء- قال نبأنا عباد بن أحمد بن عبد الرحمن العرزمي.
أَخْبَرَنَا أحمد بن عبد الله بن محمد الأنماطيّ قال أنبأنا محمد بن المظفر قال أنبأنا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي التّميميّ قال نبأنا أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ عَنِ الثَّوْرِيِّ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الأَسْوَدِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم: «من قتل حية فإنما قتل كافرا [1] »
. وأخبرنا الأنماطيّ قال أنبأنا ابْنُ الْمُظَفَّرِ قَالَ حَدَّثَنَاهُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حَفْصٍ قال نبأنا فضالة بن الفضل قال نبأنا أبو داود قال نبأنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَتَلَ حَيَّةً قَتَلَ كَافِرًا [2] »
. قال الشيخ أبو بكر: هَكَذَا رَوَى فَضَالَةُ بْنُ الْفَضْلِ عَنْ أَبِي دَاوُدَ مَرْفُوعًا، وَرَوَاهُ سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ عَنْ أَبِي دَاوُدَ مَوْقُوفًا لَمْ يَذْكُرْ فِيهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
حدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ سمعت حمزة السهمي. يقول: سألت الدارقطني عَنِ محمد بن الحسين بن حفص الأشناني. فقال: ثقة مأمون.
كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْن الْمُعَدَّل من الكوفة، وَحَدَّثَنِي مُحَمَّد بن عليّ الصوري عنه قال نبأنا أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن حَمَّاد بْن سفيان الحافظ. قَالَ: سنة خمس عشرة وثلاثمائة فيها مات أبو جعفر محمد بن الحسين ابن حفص بن عمر الخثعمي مولى الأشناني لسبع خلون من صفر يوم الخميس.
وَأَخْبَرَنِي بعض أصحابنا أنه سمعه يقول: إنه ولد سنة إحدى وعشرين ومائتين.
وكان ثقة حجة.
691- محمد بن الحسين بن حفص، أبو بكر الكاتب:
حدث عن محمد بن سنان القزاز، وأحمد بْن عبيد بْن ناصح. رَوَى عَنْهُ أَبُو الفضل عُبَيْد اللَّهِ بْن عَبْد الرَّحْمَن الزُّهْرِيّ، وأبو عمر بن حيوية. إلا أن الفضل سمى أباه الحسن، وقد ذكرناه فيما تقدم.
__________
[1] انظر الحديث في: مسند أحمد 1/395 والمعجم الكبير للطبراني 10/130، 258. وكشف الخفا 2/373 ومصنف ابن أبي شيبة 5/405. ومجمع الزوائد 4/46. والترغيب 3/624.
[2] انظر التخريج السابق.(2/231)
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْعَتِيقِيُّ قال نبأنا أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ حَيَّوَيْهِ قَالَ نبأنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حَفْصٍ الْكَاتِبُ إِمْلاءً بَعْدَ ابْنِ صَاعِدٍ سَنَةَ سِتَّ عشرة وثلاثمائة قال نبأنا أحمد بن عبيد بن ناصح قال نبأنا عَمْرُو بْنُ جَرِيرٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسِ عَنْ جَرِيرٍ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «إن الله ليستحي أَنْ يُعَذِّبَ عَبْدَهُ أَوْ أَمَتَهُ إِذَا أَسَنَّا في الإسلام [1] »
. قال الشيخ أبو بكر: وَقَرَأْتُ فِي كِتَابِ أَبِي عُمَرَ بْنِ حَيُّوَيْهِ هَذَا الْحَدِيثَ هَكَذَا بِخَطِّهِ.
692- محمد بن الحسين بن عبيد، أبو عبد الله المطبخي السامري [2] :
سمع عمرو بن علي، وعلي بن حرب، وفضل بْن سهل الأعرج. رَوَى عَنْهُ عَبْد الله بن عدي الجرجاني، وأبو جعفر اليقطيني.
وذكر ابن عدي أنه سمع منه بسر من رأى. وَقَالَ: كان شيخا صالحا.
أَخْبَرَنَا الحسن بن الحسين النعالي قال أنبأنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْيَقْطِينِيُّ قَالَ نبأنا محمّد بن الحسين السامري قال نبأنا عمرو بن عليّ قال نبأنا وَكِيعٌ عَنْ مِسْعَرٍ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ:
سيحان وجيحان والنيل والفرات كلهن من الجنة. موقوف.
693- محمد بن الحسين بن زريق، أبو بكر القصار:
حدث بمكة عَنْ سلم بْن جنادة السوائي. رَوَى عَنْهُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُقْرِئِ الأصبِهَاني.
حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيٍّ الدَّسْكَرِيُّ لَفْظًا مِنْ كِتَابِهِ بِحُلْوَانَ قَالَ أنبأنا أبو بكر ابن المقرئ بأصبهان قال نبأنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ زُرَيْقٍ البغداديّ القصّار بمكة قال نبأنا سلم بن جنادة قال نبأنا وَكِيعٌ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ عَنِ الْبَرَاءِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: رَجَمَ.
694- مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عمار، أبو الفضل، يعرف بابن أبي سعد الهَرَويّ:
قدم بَغْدَاد حاجا وحدث بها عَنْ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن إِبْرَاهِيمَ الأنصاري الهرويّ.
__________
[1] 691- انظر الحديث في: اللآلئ المصنوعة 1/70. والجامع الكبير 5026. وكنز العمال 42673.
[2] 692- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/271.(2/232)
روى عنه مُحَمَّد بْن المظفر، ومُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن حَمَّاد بْن سُفْيَان الْكُوفِيّ، وكان ثقة حافظا. وقيل إن اسم أبيه الحسن، والله أعلم.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ قَالَ نبأنا محمّد بن المظفر قال نبأنا أبو الفضل محمّد ابن أَبِي الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارٍ الْهَرَوِيُّ المعروف بابن أبي سعيد- قدم علينا للحج سنة سبع عشرة وثلاثمائة- قال نبأنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الأنصاري قال حدّثني أبي قال: نبأنا غَسَّانُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ إِسْحَاقَ- يَعْنِي ابْنَ أَبِي فَرْوَةَ- عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُنَيْنٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ عَلِيٍّ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى مَرَّةً فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ كَانَ صَفِيقًا مُتَّزِرًا بِهِ، وَمَرَّةً كَانَ وَاسِعًا فَصَلَّى مُلْتَحِفًا.
قَرَأْتُ فِي كِتَابِ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ الثَّلاجِ بخطه: قتل أبو الفضل محمد بن الحسين المعروف بابن أبي الحسين مع أخيه في يوم الاثنين قبل التروية بيوم في المسجد الحرام.
قتلهما القرمطي ابن أبي سعيد الجنابي في السنة التي دخل القرمطي مكة سبع عشرة وثلاثمائة.
695- مُحَمَّد بْن الحسين بْن حميد بْن الربيع بن مالك، أبو الطيب اللخمي الكوفي [1] :
سكن بغداد وحدث بِهَا عَن أَبِي سَعِيد الأشج، ومحمد بن ثواب الهباري، وجده حميد بن الربيع، وهارون بن إسحاق الهمداني، والخضر بن أبان الهاشميّ، ومحمّد ابن الحجاج الضبي، وإبراهيم بن أبي العنبس القاضي، وأحمد بن حازم الغفاري، وغيرهم. روى عنه الحسين بن محمد بن عفير الأنصاري، وأبو طاهر بن أبي هاشم المقرئ، وأبو حفص بن الزّيّات، ومحمّد بن المظفر، وأبو بكر شاذان، وأبو حفص بن شاهين، وأبو حفص الكتاني.
وَأَنْبَأَنِي أحمد بن علي اليزدي قَالَ أنبأنا أَبُو أَحْمَد مُحَمَّد بن مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بن إسحاق الحافظ قَالَ: محمد بن الحسين بن حميد، كان أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني سيئ الرأي فيه.
أَخْبَرَنِي أبو بكر أحمد بن سليمان المقرئ الواسطي قَالَ أنبأنا أحمد بن محمّد الهرويّ قال أنبأنا عَبْد اللَّه بْن عدي قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن ثابت عن أحمد بن محمّد
__________
[1] 695- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/297.(2/233)
ابن سعيد قَالَ: كنت عند الحضرمي، فمر عليه ابن للحسين بن حميد الخزاز. فقال:
هذا كذاب ابن كذاب.
قَالَ ابن عدي: وقد رأيت أنا ابن الحسين بن حميد هذا كان شيخا وراقا على باب جامع الكوفة.
قال الشيخ أبو بكر: في الجرح بما يحكيه أبو العباس بن سعيد نظر.
حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ سمعت حمزة السهمي يقول سألت أبا بكر بن عبدان عن ابن عقدة إذا حكى حكاية عن غيره من الشيوخ في الجرح هل يقبل قوله أم لا؟ قَالَ: لا يقبل.
وقد أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد بن غالب قال أنبأنا أبو يعلى الطوسي. قال: محمّد ابن الحسين بن حميد بن الربيع كان ثقة يفهم.
حَدَّثَنِي عبيد الله بن أحمد الصيرفي قَالَ سَمِعْتُ أَبَا بَكْر بْن شَاذَانَ يَقُولُ: سألت أبا الطيب مُحَمَّد بْن الحسين بْن حميد بْن الربيع أن يملي علي شيئا فأبى، ثم سألته فأجاب، فقلت له: أعطني ورقة. فقال لي: والورق من عندي؟ اكتب وأنشدني هذه الأبيات:
رب ما أقبح عندي عاشقا ... مستهاما يتفقا سمنا
قلت من ذاك أنا فاستضحكت ... ثم قالت من تراه فأنا؟
قلت زوريني فقالت عجبا ... أنا والله إذا قاري منى
إذ يصلي وعليه زيتهم ... أنت تهواني وآتيك أنا؟
أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْمُعَدَّلُ فِي كِتَابِهِ إِلَيَّ مِنَ الْكُوفَةِ وَحَدَّثَنِيهِ الصُّورِيُّ عَنْهُ قَالَ نبأنا أبو الحسين بْنُ سُفْيَانَ الْحَافِظُ. قَالَ: سَنَةَ ثَمَانِي عَشْرَةَ وثلاثمائة فِيهَا مَاتَ أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ الرَّبِيعِ اللَّخْمِيُّ مِنْ أَنْفُسِهِمْ بِبَغْدَادَ، وَجِيءَ بِهِ فَدُفِنَ بِالْكُوفَةِ، وَكَانَ قَدْ خَرَجَ فِي وَقْتِ دُخُولِ الْقِرْمِطِيِّ الْكُوفَةَ سَنَةَ خمس عشرة وثلاثمائة وَلَمْ يَعُدْ إِلَى أَنْ مَاتَ، وَكَانَ ثِقَةً صَاحِبَ مَذْهَبٍ حَسَنٍ وَجَمَاعَةٍ وَأَمْرٍ بِمَعْرُوفٍ وَنَهْيٍ عَنْ مُنْكَرٍ. وَكَانَ مِمَّنْ يُطْلَبُ لِلشَّهَادَةِ فَيَأْبَى ذَلِكَ، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: وُلِدْتُ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ.
أَخْبَرَنَا عُبَيْد اللَّه بْن عُمَر الواعظ عَن أبيه. قَالَ: ومات محمد بن الحسين بن حميد ابن الربيع غرة ذي القعدة سنة ثماني عشرة [وثلاثمائة [1]] . وحمل إلى الكوفة.
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(2/234)
696- محمد بن الحسين بن أحمد الأزرق:
حدث عن أحمد بن [أبي [1]] الصلت بن المغلس الحماني، روى عنه أبو الحسن الدارقطني.
697- محمد بن الحسين بن سعيد بن أبان، أبو جعفر الهمدانيّ [2] :
قدم بَغْدَاد وحدث بِهَا عَن أَحْمَد بْن محمد بن رشدين المصري، ومحمد بن مشكان الأنطاكيّ، وعبد الله بن أحمد بن مسرة المكي، وغيرهم. روى عنه أبو الحسين بن البواب، والقاضي أبو الحسن الجراحي، والدارقطني.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ القرشي قال أنبأنا الْقَاضِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مطرف الجرّاحي قال نبأنا محمد بن الحسين بن سعيد بن أبان الهمذاني قال نبأنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَجَّاجٍ- يَعْنِي ابْنَ رشدين.
وأخبرنا أبو نعيم الحافظ قال نبأنا سليمان بن أحمد الطبراني قال نبأنا ابن رشدين قال نبأنا حميد بن عليّ البجليّ قال نبأنا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ أَبِي عُشَّانَةَ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عُمَرَ.
قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَمَّا اسْتَقَرَّ أَهْلُ الْجَنَّةِ فِي الْجَنَّةِ قَالَتِ الجنة يا رب وَعَدْتَنِي أَنْ تُزَيِّنَنِي بِرُكْنَيْنِ مِنْ أَرْكَانِكَ؟ قَالَ: أَلَمْ أُزَيِّنَكِ بِالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ؟ قَالَ فَمَاسَتِ الْجَنَّةُ مَيْسًا كَمَا تَمِيسُ الْعَرُوسُ [3] »
. لَفْظُ الْجَرَّاحِيِّ وَحَدِيثُهُ أَتَمُّ. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنْ أَبِي عُشَّانَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرْسَلا، وَبَعْضُ النَّاسِ رَوَاهُ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنْ أَبِي عُشَّانَةَ قَالَ: بَلَغَنِي، فَذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَرْفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ أنبأنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ. قَالَ: محمد بن الحسين بن سعيد الهمذاني ثقة.
حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ سمعت حمزة السهمي يقول سألت أبا محمد ابن غلام الزهري وأبا بكر بن عدي المنقري: عن محمد بن الحسين الهمذاني ذكروا أنه من ولد عمرو بن الحمق الخزاعي. فقالا: ليس هو بالمرضي. وحكيا عنه أنه قال:
__________
[1] 696- ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] 697- انظر: سؤالات حمزة السهمي للدارقطني 70.
[3] انظر الحديث في: الموضوعات لابن الجوزي 1/405. وتاريخ ابن عساكر 4/213.(2/235)
كان عندنا بهمذان برد شديد، وكان على سطحنا مري في آنية، فانكسرت الآنية وانصب المري على السطح، فجمد حتى صار مثل الجلد، فقطعت منه خفين ولبستهما وركبت به إلى دار السلطان: أو كما قَالَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو منصور مُحَمَّد بْن عيسى الهمذاني قَالَ نبأنا صالح بن أحمد الحافظ.
قَالَ: محمد بن الحسين بن سعيد بن أبان أبو بجعفر ويعرف بالطيّان، روى عن محمّد ابن الجهم السمري، وإبراهيم بن الهيثم البلدي، ويحيى بْن أبي طالب، وعبد اللَّه بْن أبي ميسرة، وإبراهيم بن الحسين، وإبراهيم بن نصر. وكان جار أبي عبد الله بن بليل ومصلاه في مسجده ويحدث فيه، ولم يسمع منه شيئا. وتركنا الكتابة عنه في هوى عبد الرحمن بن حمدان. وكان عبد عبد الرحمن يسيء القول فيه في سماع «المسند» لإبراهيم بن نصر، وهو يتكلم في عبد الرحمن ويفرط، وكان والدي يندم على تركنا الكتابة عنه والسماع منه.
698- محمد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّدِ بْنِ حاتم بن يزيد، وأبو الحسن المعروف والده بعبيد العجل:
حدث عن زكريّا بن يحيى المروزيّ، وموسى بن يحيى المروزي، وموسى بن هارون الطوسي، وحماد بن محمد الواسطي. روى عنه أَبُو بكر بن شاذان، وأَبُو الحسن الدارقطني.
وبلغني عَن أَبِي الفتح عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد النحوي أنه ذكره. فقال: كان سيئ الحال في الحديث.
حَدَّثَنِي عُبَيْد اللَّهِ بن أَبِي الفتح عن طلحة بن محمد بن جعفر. وأَخْبَرَنَا علي بن محمّد السّمسار قال أنبأنا عبد الله بن عثمان الصّفّار قال نبأنا عبد الباقي بن قانع: أن أبا الحسن بن عبيد مات في سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة. زاد عبد الباقي: في رجب.
وقرأتُ فِي كتاب أبي عمرو عُثمان بْن محمد بن جابر: أن ابن عبيد توفي في يوم الثلاثاء لأربع عشرة ليلة بقين من رجب.
699- محمد بن الحسين بن حمدون، صاحب الطعام:
حدث عن أَبِي إِسْمَاعِيل مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الترمذي، رَوَى عَنْهُ أبو الحسن الدارقطني.
700- محمّد بن الحسين بن سعيد، أبو عبد الله الزعفراني الواسطي [1] :
سمع أحمد بن الخليل البرجلاني، وأبا بكر أحمد بن أبي خيثمة النسائي، وأبا الأحوص محمد بن الهيثم العكبري، وزكريا بن يحيى الساجي. وكان عنده عن أبي
__________
[1] 700- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/73.(2/236)
خيثمة كتاب التاريخ. وقدم بغداد وحدث بها فروى عنه من أهلها عياش بن الحسن ابن عياش مناقب الشافعي تصنيف زكريا الساجي، وَحَدَّثَنَا عنه القاضي أبو عمر القاسم الهاشمي، وكان سمع منه بالبصرة وكان ثقة.
قرأت في كتاب الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بن المسلمة حَدَّثَنَا أبو القاسم عياش بن الحسن بن عياش الشوكي قال نبأنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ محمّد ابن سعيد الزعفراني الواسطيّ- قدم علينا- قال نبأنا أحمد بن أبي خيثمة.
قال الشيخ أبو بكر: بلغني أن أبا عبد الرّحمن الزعفراني مات في شوال سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة.
701- محمّد بن الحسين، أبر بكر العطار:
حدث عَنْ عَبَّاس بْن مُحَمَّد الدوري، رَوَى عنه يوسف بن عمر القواس.
702- محمد بن الحسين بن المحاملي:
حدث عن أبي إسماعيل الترمذي، ومحمد بن شاذان الجوهري. روى عنه ابنه الْحَسَيْنِ.
703- مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مسعود، أبو بكر الحريري:
ذكر أَبُو الْقَاسِم عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد الثلاج: أنه حدثهم في سنة سبع وأربعين وثلاثمائة عن محمد بن العباس المؤدب.
704- محمد بن الحسين بن علي بن إبراهيم، أبو بكر الدقاق، يعرف بابن الكوفي:
وقيل: إنه محمد بن الحسن. وقد تقدم ذكرنا له في ترجمة محمد بن الحسن.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْن مُحَمَّدٍ النِّعَالِيُّ قَالَ نبأنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الدَّقَّاقُ قَالَ نبأنا محمّد بن العبّاس المؤدّب قال نبأنا عفان بن مسلم قال نبأنا شعبة قال أنبأنا عَدِيٌّ عَنِ الْبَرَاءِ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الأَنْصَارِ: «لا يُحِبُّهُمْ إِلا مُؤْمِنٌ وَلا يُبْغِضُهُمْ إِلا مُنَافِقٌ [1] » قال قلت: أنت سمعته؟ قال: إياى حدّث.
__________
[1] 704- انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الإيمان باب 33، وسنن الترمذي 3900. ومسند أحمد 4/292.(2/237)
705- محمد بن الحسين بن علي بن الحسن بن يحيى بن حسّان بن الوضّاح ابن حسّان، أبو عبد الله الأنباريّ، يعرف بالوضّاحي الشاعر [1] :
انتقل إلى خراسان فنزلها وسكن نيسابور، وكان يذكر أنه سمع الحديث من القاضي أبي عبد الله المحاملي، ومحمد بن مخلد الدوري، وأبي روق الهزاني، وأقرانهم. ولم يسمع منه الحديث لكن يروي عنه أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ النيسابوري شيئا من شعره. وَقَالَ: كان من أشعر من ذكر في وقته.
أَخْبَرَنِي الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الواسطي قال أنبأنا مُحَمَّد بْن عَبْد الله أَبُو عَبْد الله الحافظ النيسابوري قَالَ أنشدنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّد بن الحسين الوضاحي قصيدته التي يعارض بها قصيدة امرئ القيس ويذكر فيها قبيلته وعشيرته:
كشفت لمن أهوى قناع التجمل ... وعاصيت فيما ساءني قول عذّلي
ومن جاهر اللذات أدرك سؤله ... وأصبح من عذل العذول بمعزل
وهذه قصيدة طويلة يقول في آخرها في ذكر وطنه وأهله:
سقى الله باب الكرخ ربعا ومنزلا ... ومن حله صوب السحاب المجلجل
ولا زالت الأنواء تهمى بوبلها ... على منزل من ربعه بعد منزل
فروت ربا الوضاح صوب عهادها ... وسحت عزاليها ببركة زلزل
وشيمت بباب الشام منها لوامع ... لها أرج يجرى بريا القرنفل
ديار بها يجني السرور جناية ... وترتشف اللّذات في كل منهل
وكائن بباب الكرخ من ذات وقفة ... قتول بعطفيها وحوراء عيطل
ومن مقلة عبرى لفقد أنيسها ... ومن كبد حرى وقلب معذل
فلو أن باكي دمنة الدار باللوى ... وجارتها أم الرباب بمأسل
رأى عرصات الكرخ أو حل أرضها ... لأمسك عن ذكر الدخول فحومل
قَالَ أبو عبد الله: توفي أبو عبد الله الوضاحي بنيسابور. في شهر رمضان سنة خمس وخمسين وثلاثمائة.
__________
[1] 705- انظر المنتظم، لابن الجوزي 14/177. والكامل لابن الأثير 8/189. والوافي بالوفيات 3/5..
ويتيمة الدهر 4/268.(2/238)
706- مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بن علي بن إبراهيم، أبو سليمان الحراني [1] :
سكن بغداد وحدث بِها عَن أَبِي خليفة الفضل بْن الحباب البصري، وعبدان بن أحمد الأهوازي، وأبي يعلى الموصلي، ومحمد بْن الحسن بْن قتيبة العسقلاني، وعبد الله بن محمد بن يوسف القلزمي، وغيرهم من أهل الشام ومصر. كتب الناس عنه بانتخاب الدارقطني. وَحَدَّثَنَا عنه أبو الحسن علي بن أحمد المقرئ، ومكي بن علي الحريري، ومحمد بن أحمد بن عمر الصابوني، وأبو علي بن شاذان في آخرين.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ المقرئ قال نبأنا أبو سليمان محمّد بن الحسين الحراني- كان أحد الثقات.
قَالَ محمد بن أبي الفوارس: أبو سليمان الحراني كان مولده بحران ثم انتقل إلى نصيبين فأقام بها، وكان شيخا ثقة مستورا حسن المذهب. توفي يوم الثلاثاء لعشر بقين من شهر رمضان سنة سبع وخمسين وثلاثمائة.
707- محمد بن الحسين بن عبد الله، أبو بكر الآجري [2] :
سمع أبا مسلم الكجي، وَأَبَا شُعَيْب الحراني وَأحمد بْن يَحْيَى الحلواني. وجعفر بن محمد الفريابي، والمفضل بن محمد الجندي، وأحمد بن عمر بن زنجويه القطان، وقاسم بْن زكريا المطرز، وأحمد بْن الْحَسَن بن عبد الجبار الصوفي، وهارون بن يوسف بن زياد، وخلقا من أقرانهم. وكان ثقة صدوقا دينا وله تصانيف كثيرة، وحدث ببغداد قبل سنة ثلاثين وثلاثمائة، ثم انتقل إلى مكة فسكنها حتى توفي بها.
حَدَّثَنَا عَنْهُ عَلِيّ وَعبد الملك ابنا بشران، وَعلي بْن أَحْمَد بن عمر المقرئ، ومحمود بن عمر العكبري، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، وأبو نعيم الأصبهاني وكلهم سمع منه بمكة.
708- محمد بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن إسحاق بن المستنير، أبو بكر الحضرمي:
من أهل الكوفة. حدث ببغداد عن أبيه، وعن الحسين بن محمّد بن الحسين بن
__________
[1] 706- الحراني: حران بلدة من الجزيرة كان بها ومنها جماعة من الفضلاء والعلماء في كل فن وهي من ديار ربيعة: الأنساب للسمعاني 4/96.
[2] 707- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/208.(2/239)
مصعب. روى عنه أبو القاسم بن الثّلّاج، وأبو مضر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الإسماعيلي الجرجاني.
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن الحسن المؤدب أخو الخلّال قال أنبأنا مُحَمَّد بْن أَبِي بكر الإسماعيلي بجرجان قَالَ أخبرني أبو بكر محمد بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن إسحاق بن المستنير بن عمران بن جعفر بن فروخ بن زادان الحضرمي الكوفيّ البزّاز ببغداد قال نبأنا أبي: الحسين بن محمّد قال نبأنا أبو نعيم الفضل بن دكين.
قرأت في كتاب ابن الثلاج بخطه: مات أبو بكر محمد بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن إسحاق بن المستنير الكوفي للنصف من المحرم سنة ثلاث وستين وثلاثمائة.
709- محمد بْن الْحُسَيْن بْن أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن عَبْد اللَّه بْن يزيد بن النعمان، أبو الفتح الأزدي الموصلي [1] :
نزل بغداد وحدث بها عن أبي يعلى الموصلي، والعيثم بن خلف الدوري، وعليّ بن السّرّاج المصري، ومحمد بْن جرير الطبري، وأحمد بْن الْحَسَن بن عبد الجبار الصوفي، وأبي عروبة الحراني، ومحمد بْن مُحَمَّد الباغندي. حَدَّثَنَا عنه مُحَمَّد بْن جعفر بن علان الشروطي، وعبد الغفار بن محمد المؤدب، وأَبُو طَالِبٍ مُحَمَّد بْنُ الْحُسَيْن بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بكير، وإِبْرَاهِيم بن عمر البرمكي، وغيرهم. وفي حديثه غرائب ومناكير، وكان حافظا صنف كتبا في علوم الحديث.
وَسَأَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ جَعْفَرِ بْنِ عَلانَ عَنْهُ فَذَكَرَهُ بِالْحِفْظِ وَحُسْنِ الْمَعْرِفَةِ بِالْحَدِيثِ وَأَثْنَى عَلَيْهِ.
فَحَدَّثَنِي أَبُو النَّجِيبِ عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الأُرْمَوِيُّ. قَالَ: رَأَيْتُ أَهْلَ الْمَوْصِلِ يُوهِنُونَ أَبَا الْفَتْحِ الأَزْدِيَّ جِدًّا وَلا يَعُدُّونَهُ شَيْئًا.
قَالَ وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَدَقَةَ الْمَوْصِلِيُّ أَنَّ أَبَا الْفَتْحِ قَدِمَ بَغْدَادَ عَلَى الأَمِيرِ- يَعْنِي ابْنَ بُوَيْهِ فَوَضَعَ لَهُ حَدِيثًا: أَنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يَنْزِلُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صُورَتِهِ. قَالَ فَأَجَازَهُ وَأَعْطَاهُ دَرَاهِمَ كَثِيرَةً.
سألت أبا بكر البرقاني عن أبي الفتح الأزدي فأشار إلى أنه كان ضعيفا. وَقَالَ:
رأيته في جامع المدينة وأصحاب الحديث لا يرفعون به رأسا ويتجنبونه.
__________
[1] 709- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/308. وميزان الاعتدال 3/523.(2/240)
قَالَ لنا عبد الغفار بن محمد المؤدب: مات أبو الفتح الأزدي في سنة سبع وستين وثلاثمائة.
وقرأت بخط أبي القاسم بن الثلاج: توفي أبو الفتح الأزدي في سنة أربع وسبعين وثلاثمائة بالموصل.
710- محمد بن الحسين بن عمران، أبو عمر:
أَخْبَرَنِي أَبُو الْمُظَفَّرِ هَنَّادُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ نَصْرٍ النَّسَفِيُّ قَالَ سَمِعْتُ أبا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْجُوزَجَانِيَّ بِهَا يَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا عمر محمّد ابن الْحُسَيْنِ بْنِ عِمْرَانَ الْبَغْدَادِيَّ يَقُولُ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْن عَبْد الله بن حُلَيْسٍ يَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ بَكْرَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْمَازِنِيَّ يَقُولُ سَمِعْتُ سِيبَوَيْهِ يَقُولُ سَمِعْتُ الخليل ابن أَحْمَدَ الْعَرُوضِيَّ يَقُولُ سَمِعْتُ ذَرًّا الْهَمْدَانِيَّ يَقُولُ سَمِعْتُ الْحَارِثَ الْعُكْلِيَّ يَقُولُ سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «أَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِي الدُّنْيَا هُمْ أَهْلُ المعروف في الآخرة [1] »
. قال الشيخ أبو بكر: ومحمد بن الحسين هذا هو الذي يسمي نفسه لاحقا، وكان يضع الحديث ونحن نورد ذكره في موضعه من كتابنا على الاستقصاء، إن شاء الله.
711- محمد بن الحسين بن جعفر بن المفضل بن أدهم بن بكير بن سعد بن سعيد بن الحارث، أبو الطيب التيملي النخاس الكوفي [2] :
قدم بغداد وحدث عن عبد الله بن زيدان البجلي، وعلي بن العباس المقانعي، وإسحاق بن محمد بن مروان. حَدَّثَنَا عنه أَبُو مُحَمَّد الخلال، وأبو الْقَاسِم الأزهري.
حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَلالُ قال نبأني القاضي أبو بكر بن مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَاقُولِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بن جعفر النخاس. قالا: نبأنا عليّ بن العبّاس المقانعي قال نبأنا محمّد بن الحسن البرجواني قال نبأنا
__________
[1] 710- انظر الحديث في: المستدرك 1/124. والمعجم الصغير للطبراني 1/74، 262. والمصنف لابن أبي شيبة 8/361. وكشف الخفا 1/307. ومجمع الزوائد 7/262، 263. والعلل المتناهية 2/16- 18.
[2] 711- انظر: الأنساب، للسمعاني 3/115.(2/241)
مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَلَمَةَ عَنْ أَبِيهِ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «يَؤُمُّكُمْ أَكْثَرُكُمْ قُرْآنًا [1] »
. قَالَ لي أبو القاسم الأزهري: قدم علينا أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ التَّيْمُلِيُّ الْكُوفِيُّ بغداد في سنة ست وسبعين وثلاثمائة، فكتب الناس عنه ثم رجع إلى الكوفة، قَالَ: وكان ثقة يتشيع.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد العتيقي. قَالَ سنة سبع وثمانين وثلاثمائة فيها توفي أبو الطّيّب بن الحسين بن النخاس بالكوفة في شهر ربيع الآخر، ثقة مأمون صاحب أصول حسان.
712- محمد بن الحسين بن محمد، أبو عبد الله النقار:
حدّث عن أبي عمرو بن السماك، وفارس بن محمد الغوري. حَدَّثَنِي عنه أبو القاسم الأزهري.
713- محمد بْن الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن زيد بْن عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن زيد بْن علي بن الحسين بْن عَلِيّ بْن أَبِي طالب، أَبُو الْحُسَيْن المعروف بابن الشبيه العلوي [2] :
حدث عن عبد العزيز بن إسحاق بن البقال المتكلم على مذاهب الزيدية من الشيعة. حَدَّثَنِي عنه علي بن المحسن التنوخي.
أَخْبَرَنِي عليّ بن المحسن قال نبأنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن علي بن الشَّبِيهِ الْعَلَوِيُّ بِإِفَادَةِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بكير قال نبأنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ جعفر بن البقال الزيدي قال نبأنا أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ الأَزَمِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي بَحْرُ بْنُ يَحْيَى الأزمي قال نبأنا عبد الكريم بن روح قال نبأنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ. أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ نُزُولَ اللَّهِ تَعَالَى إِلَى الشَّيْءِ إِقْبَالُهُ عَلَيْهِ مِنْ غَيْرِ نُزُولٍ [2] » .
__________
[1] انظر الحديث في: مسند أحمد 5/71. وسنن أبي داود 585. والسنن الكبرى للبيهقي 3/125. وسنن النسائي 2/76. ومسند أبي عوانة 2/35.
[2] 713- انظر الحديث في: تنزيه الشريعة 1/138. واللآلئ المصنوعة 1/15. وميزان الاعتدال 5083. ولسان الميزان 4/67.(2/242)
714- محمد بن الحسين بن محمد بن إبراهيم بن مهران بن ماله، أبو بكر الحربي:
سمع أبا جعفر بن بريه الهاشمي، ودعلج بن أحمد، وأبا بحر بن كوثر البربهاري، وعليّ بن العبّاس البرداني، حدّثني عنه الزهري، وعبد العزيز بْن عَلِيّ الأزجي، ومُحَمَّد بْن علي بن الفتح الحربي.
وَقَالَ لي الأزهري: كان شيخا صالحا.
715- محمد بْن الحسين بْن مُوسَى بْن مُحَمَّد بْن موسى بن إبراهيم بن موسى ابن جَعْفَر بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بن علي بن أبي طالب، أبو الحسن العلوي نقيب الطالبيين ببغداد، كان يلقب بالرضي ذا الحسبين [1] :
وهو أخو أبي القاسم المعروف بالمرتضى، وكان من أهل الفضل والأدب والعلم.
ذكر لي أحمد بن عمر بن روح عنه أن تلقن القرآن بعد أن دخل في السن، فجمع حفظه في مدة يسيرة. قَالَ: وصنف كتابا في معاني القرآن يتعذر وجود مثله، وكان شاعرا محسنا.
سَمِعْتُ أَبَا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الله الكاتب بحضرة أبي الحسن بن محفوظ وكان أحد الرؤساء يقول: سمعت جماعة من أهل العلم بالأدب يقولون: الرضي أشعر قريش. فقال ابن محفوظ: هذا صحيح. وقد كان في قريش من يجيد القول إلا أن شعره قليل، فأما مجيد مكثر فليس إلا الرضي.
أنشدني القاضي أَبُو العلاء مُحَمَّد بْن علي. قَالَ أنشدنا الشريف أبو الحسن الرضي لنفسه:
اشتر العز بما شئ ... ت فما العز بغالي
بقصار الصفر إن شئت ... أو السمر الطوال
ليس بالمغبون عقلا ... من شرى عزا بمال
إنما يدخر الما ... ل لأثمان المعالي
قَالَ لي علي بن أبي علي: ولد الرضي ببغداد في سنة تسع وخمسين وثلاثمائة، وكانت وفاته يوم الأحد السادس من المحرم سنة ست وأربعمائة، ودفن في داره بمسجد الأنباريّين.
__________
[1] 715- انظر: ميزان الاعتدال 3/523.(2/243)
716- مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْن مُحَمَّد بْن الهيثم، أبو عمر البسطامي الواعظ الفقيه على مذهب الشافعي [1] :
ولي قضاء نيسابور وقدم بَغْدَاد وَحدث بها عَن أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الجارود الرَّقِّيّ، وسليمان بن أحمد الطبراني، وأبي بكر القباب الأصبهانيّ، وأحمد بن محمود ابن خرزاد الأهوازي. حَدَّثَنِي عنه الحسن بن محمد الخلال.
وذكر لي: أنه قدم بغداد في حياة أبي حامد الإسفراييني. قَالَ: وكان إماما نظارا، وكان أبو حامد يعظمه ويجله.
حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بن أبي طالب قال: نبأنا أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبِسْطَامِيُّ قَالَ:
نبأنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْجَارُودِ قَالَ نبأنا محمّد بن عبد الملك الدقيقي وعثمان ابن خرزاد الأنطاكيّ وعبّاس بن محمّد الدوري. قالوا: نبأنا عفان بن مسلم قال نبأنا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم: «قول الله تعالى يا ابن آدَمَ أَنَا بُدُّكَ اللازِمُ فَاعْمَلْ لِبُدِّكَ، كُلُّ النَّاسِ لَكَ مِنْهُمْ بُدٌّ وَلَيْسَ لَكَ مِنِّي بد [2] »
. قال الشيخ أبو بكر: هَذَا الْحَدِيثُ مَوْضُوعُ الْمَتْنِ مُرَكَّبٌ عَلَى هَذَا الإِسْنَادِ، وَكُلُّ رِجَالِهِ مَشْهُورُونَ مَعْرُوفُونَ بِالصِّدْقِ إِلا ابْنَ الْجَارُودِ فإنه كذاب ولم يكتبه إِلا مِنْ حَدِيثِهِ.
حَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْمُؤَذِّنُ وأبو بكر محمد بن يحيى بن إبراهيم النيسابوريان. قالا: توفي أبو عمر البسطامي بنيسابور في سنة سبع وأربعمائة.
717- محمد بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن مُوسَى، أَبُو عبد الرحمن السلمي الصوفي النيسابوري [3] :
قدم بغداد مرات وحدث بها عن شيوخ خراسان، منهم: أبو العباس الأصم، وأحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي، وإسماعيل بن نجيد السلمي، وغيرهم.
حَدَّثَنَا عنه أَبُو القاسم الأَزْهَرِيُّ، والْقَاضِي أَبُو العلاء الواسطي، وأَحْمَد بن عبد الواحد الوكيل، وأحمد بن علي التوزي، وأبو الحسن محمد بن عبد الواحد، ومحمد بن علي بن الفتح الحربيّ.
__________
[1] 716- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/123.
[2] انظر الحديث في: الموضوعات 3/136 واللآلئ المصنوعة 2/172.
[3] 717- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/150. وميزان الاعتدال 3/523.(2/244)
وكان ذا عناية بأخبار الصوفية، وصنف لهم سننا وتفسيرا وتاريخا.
وَقَالَ لي محمد بن يوسف القطان النيسابوري: كان أبو عبد الرحمن السلمي غير ثقة، ولم يكن سمع من الأصم إلا شيئا يسيرا، فلما مات الحكم أبو عبد الله بن البيع حدث عن الأصم بتاريخ يحيى بن معين وبأشياء كثيرة سواه. قال: وكان يضع للصوفية الأحاديث.
قال الشيخ أبو بكر: قدر أبي عبد الرحمن عند أهل بلده جليل، ومحله في طائفته كبير، وقد كان مع ذلك صاحب حديث مجودا جمع شيوخا وتراجم وأبوابا، وبنيسابور له دويرة معروفة يسكنها الصوفية قد دخلتها، وقبره هناك يتبركون بزيارته قد رأيته وزرته.
أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم عَبْد الكريم بْن هوازن القشيري النيسابوري قَالَ: كنت بين يدي أبي علي الحسن بن علي الدقاق فجرى حديث أبي عبد الرحمن السلمي وأنه يقوم في السماع موافقة للفقراء. فقال أبو علي: مثله في حاله، لعل السكون أولى به.
ثم قَالَ لي: امض إليه فستجده قاعدا في بيت كتبه، وعلى وجه الكتب مجلدة حمراء مربعة صغيرة فيها أشعار الحسين بن منصور، فاحمل تلك المجلدة ولا تقل له شيئا وجئني بها. وكانت وقت الهاجرة فدخلت على أبي عبد الرحمن وإذا هو في بيت كتبه والمجلدة موضوعة بحيث ذكر، فلما قعدت أخذ أبو عبد الرحمن في الحديث.
وَقَالَ: كان بعض الناس ينكر على واحد من العلماء حركته في السماع، فرئي ذلك الإنسان يوما خاليا في بيت وهو يدور كالمتواجد، فسئل عن حاله. فقال: كانت مسألة مشكلة علي فتبين لي معناها فلم أتمالك من السرور حتى قمت أدور، فقيل له:
مثل هذا يكون حالهم. قَالَ القشيري: فلما رأيت ما أمرني أبو علي ووصف لي على الوجه الذي قَالَ وجرى على لسان أبي عبد الرحمن ما قد كان ذكره به؛ وتحيرت وقلت: كيف أفعل بينهما؟ ثم أفكرت في نفسي وقلت لا وجه إلا الصدق، فقلت:
إن الأستاذ أبا علي وصف هذه المجلدة وَقَالَ لي احملها إلي من غير أن تستأذن الشيخ، وأنا أخافك وليس يمكنني مخالفته، فأيش تأمر؟ فأخرج أجزاء مجموعة من كلام الحسين بن منصور وفيها تصنيف له سماه كتاب «الصيهور في نقض الدهور» وَقَالَ: احمل هذه إليه وقل له إني أطالع تلك المجلدة، فأنقل منها أبياتا إلى مصنفاتي فخرجت.(2/245)
حَدَّثَنِي أبو بكر محمد بن يحيى بن إبراهيم المزكي النّيسابوري وأبو الوليد الحسن ابن محمّد الدربندي. قال: توفي أبو عبد الرحمن السلمي في سنة اثنتي عشرة وأربعمائة. قَالَ أبو الوليد: يوم الأحد الثالث من شعبان بنيسابور.
718- مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ بن يعقوب بن يوسف بن سالم، أبو الحسين الأزرق القطان [1] :
متوثي الأصل. سمع أبا إسماعيل بن محمد الصفار، ومحمد بن يحيى بن عمر ابن عليّ بن حرب، وأبا عمرو بن السماك، وأحمد بْن سلمان النجاد، وَعَبْد اللَّهِ بْن جعفر بن درستويه، وأبا الحسين بن ماتى الكوفي، وجعفرا الخلدي، وأبا سهل بْن زياد، ومحمد بْن الْحَسَن النقاش، وحمزة بن محمّد العقبي، وأحمد بن عثمان بن الأدمي، في أمثالهم.
كتبنا عنه وكان ثقة. انتخب عليه محمد بن أبي الفوارس، وهبة الله بن الحسن الطبري. وسألته عَنْ مولده فَقَالَ: ولدت فِي شوال من سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة.
وكان يسكن دار الفطن، وتوفي عند انتصاف الليل من ليلة الاثنين الثالث من شهر رمضان سنة خمس عشرة وأربعمائة، ودفن في صبيحة تلك الليلة في مقبرة باب الدير.
وكنت إذ ذاك غائبا في رحلتي إلى نيسابور.
719- محمد بْن الحسين بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد، أَبُو بكر الوراق، يعرف بابن الخفاف [2] :
حدث عن أحمد بن جعفر بْن مالك القطيعي، ومخلد بْن جعفر الدقاق، وأبي الحسين الزينبي، وعلي بن محمد بن لؤلؤ الوراق، وأبي بكر المفيد.
كتبت عنه وكان سماعه من ابن مالك ثابتا في الأصل الذي قرأت عليه منه. وأما رواياته عن الآخرين فكانت من فروع كتبها بخطه. وَحَدَّثَنَا عن جماعة كثيرة لا تعرف ذكر أنه كتب عنهم في السفر، وكان غير ثقة لا أشك أنه كان يركب الأحاديث ويضعها على من يرويها عنه ويختلق أسماء وأنسابا عجيبة لقوم حدث عنهم، وعندي عنه من تلك الأباطيل أشياء، وكنت عرضت بعضها على هبة الله بن الحسن الطبري فخرق كتابي بها. وجعل يعجب مني كيف أسمع منه.
__________
[1] 718- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/169.
[2] 719- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/187. وميزان الاعتدال 3/524.(2/246)
وَقَالَ لي ابن الخفاف: احترق مرة سوق باب الطاق، فاحترق من كتبي ألف وثمانون منا كلها سماعي حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ الخفاف بلفظه قال نبأنا عبد الله بن محمّد الصائغ قال نبأنا بشر بن موسى بن صالح قال نبأنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَسْعُودِيِّ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ. عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن جبريل عن ميكائيل عن إسرافيل عن الرَّفِيعِ عَنِ اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى: أَنَّهُ أَظْهَرَ فِي اللَّوْحِ أَنْ يُخْبِرَ الرَّفِيعَ وَأَنْ يُخْبِرَ الرَّفِيعُ إِسْرَافِيلَ وَأَنْ يُخْبِرَ إِسْرَافِيلُ مِيكَائِيلَ وَأَنْ يُخْبِرَ مِيكَائِيلُ جِبْرِيلَ وَأَنْ يُخْبِرَ جِبْرِيلُ مُحَمَّدًا صلّى الله عليه وسلّم، أَنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيْكَ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ مِائَةَ مَرَّةٍ صَلَّيْتُ عَلَيْهِ أَلْفَيْ صَلاةٍ، وَيَقْضِي له ألف حاجة أيسرها أن يعتقه من النار.
قال الشيخ أبو بكر: هذا الحديث باطل الإِسْنَادِ، وَالرِّجَالُ الْمَذْكُورُونَ فِي إِسْنَادِهِ كُلُّهُمْ مَعْرُوفُونَ سِوَى الصَّائِغِ، وَنَرَى أَنَّ ابْنَ الْخَفَّافِ اخْتَلَقَ اسْمَهُ وَرَكَّبَ الْحَدِيثَ عَلَيْهِ، وَنُسْخَةُ بِشْرِ بْنِ موسى عن المقرئ، والله اعلم. مات ابن الخفاف في ذي الحجة من سنة ثماني عشرة وأربعمائة.
720- محمد بن الحسين بن عبيد الله بن عمر بن حمدون، أبو يعلى الصيرفي المعروف بابن السراج:
سمع أبا الْفَضْلِ عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن الزُّهْرِيّ.
كتبت عنه وكان ثقة، وهو أحد الحفاظ لحروف القرآن، ومذاهب القراء، وعلم النحو، يشار إليه في ذلك، وله مصنف في القراءات.
حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى بن السّرّاج بلفظه قال أنبأنا أبو الفضل بن عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ. قَالَ نبأنا جعفر الفريابي قال نبأنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ. أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا حُرِمَهَا فِي الآخِرَةِ [1] »
. سمعت أبا يعلى يقول: ولدت في أحد الرّبيعين من سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة يوم الأحد بعد العصر.
وجدت ذلك بخط والدي. وتوفي ليلة الجمعة الثامن والعشرين من ذي الحجة سنة
__________
[1] 720- انظر الحديث في: صحيح البخاري 7/135. وصحيح مسلم، كتاب الأشربة 74. وسنن النسائي 8/318. وسنن الترمذي 1861. ومسند أحمد 2/98. وفتح الباري 10/30.(2/247)
سبع وعشرين وأربعمائة، ودفن صبيحة تلك الليلة فِي مقبرة باب حرب. وكان منزله بباب الشام.
721- محمد بن الحسين بن علي بن حمدون، أبو الحسن اليعقوبي [1] :
من أهل بعقوبا، ولي الحسبة ببغداد، وولي القضاء ببعقوبا. وحدّث عن أبي القاسم بن الصيدلاني. وكان يذكر أنه سمع من عيسى بن علي بن عيسى. كتبت عنه ببعقوبا وكان صدوقا.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حَمْدُونٍ الْقَاضِي بِبَعْقُوبَا فِي سَنَةِ تِسْعٍ وعشرين وأربعمائة قال أنبأنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ قال نبأنا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زياد النّيسابوري الفقيه قال نبأنا يونس بن عبد الأعلى قال نبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو عَلِيٍّ الْخَوْلانِيُّ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ عَنْ عَبْدِ الله ابْنِ عُمَرَ. قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «كَتَبَ اللَّهُ مَقَادِيرَ الْخَلائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ. قَالَ: وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ [2] »
. سألت ابن حمدون عن مولده. فقال: ولدت في سنة سبع وسبعين وثلاثمائة، وقتل بحلوان في شهر ربيع الأول من سنة ثلاثين وأربعمائة. قتله أبو الشوك أمير الأكراد.
722- مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن خلف بن أحمد، أبو خازم، يعرف بابن الفراء [3] :
سمع أبا الفضل الزهري، وعلي بن عمر السكري، وأبا عُمَر بن حيويه، وأبا الْحَسَن الدارقطني، وأبا حفص بن شاهين، وعليّ بن حسّان الرقمي، ومُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ عَرَفَةَ، ومُحَمَّد بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أخي ميمي، ومن بعدهم.
كتبنا عنه وكان لا بأس به. رأيت له أصولا سماعه ثم بلغنا عنه أنه خلط في التحديث بمصر واشترى من الوراقين صحفا فروى منها، وكان يذهب إلى الاعتزال.
حَدَّثَنَا أَبُو خَازِمِ بن الفرّاء بلفظه فقال أنبأنا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ الْمَرْوَرُّوذِيُّ قَالَ نبأنا محمّد بن محمّد بن سليمان قال نبأنا هشام بن عمّار قال نبأنا رفدة بن قضاعة الغسّاني قال نبأنا الأَوْزَاعِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عمر اللّيثي
__________
[1] 721- انظر: المنتظم لابن الجوزي 15/271.
[2] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب القدر باب 2. وفتح الباري 11/489.
[3] 722- انظر: ميزان الاعتدال 3/524.(2/248)
عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ. قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ مَعَ كُلِّ تَكْبِيرَةٍ فِي الصَّلاةِ الْمَكْتُوبَةِ.
غَرِيبٌ لَمْ أَكْتُبْهُ إِلا بِهَذَا الإِسْنَادِ. مات أبو خازم بتنيس في يوم الخميس السابع عشر من المحرم في سنة ثلاثين وأربعمائة، ودفن بدمياط.
723- محمد بن الحسين بن محمد بن جعفر، أبو الفتح الشيباني العطار، يعرف بقطيط [1] :
أحد من تغرب وسافر الكثير إلى البصرة، ومكة، ومصر، والشام، والجزيرة، وبلاد الثغور، وبلاد فارس. وحدث عن أبي الفضل الزهري، وطاهر بن لبوة البصري، ومحمد بن النضر النخاس، ومحمد بن المظفر، وعليّ بن عمران الحربيّ، وأبي حفص ابن شاهين، ويوسف بن عمر القواس، ومحمد بن الطيب البلوطي، وغيرهم من أهل البصرة والأهواز وتستر وأصبهان.
سمعت منه في دار أبي القاسم الأزهري جزءا من تخريج أبي الحسن النعيمي له عن هؤلاء الشيوخ، وكان شيخا ظريفا مليح المحاضرة، يسلك طريق التصوف.
وسمعته يقول: ولدت ببغداد في سنة خمس وخمسين وثلاثمائة، وولد أبي ببغداد، وجدى محمد من أهل سامرا، وجعفر جد أبي من أهل البادية، ولما ولدت سميت قطيطا على أسماء أهل البادية، فكان اسمي إلى أن كبرت، ثم إن بعض أهلي سماني محمدا فاسمي الآن قطيط ولقبي محمّد هو الغالب علي.
توفي أبو الفتح قطيط بالأهواز في سنة أربع وثلاثين وأربعمائة.
724- مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّه بن بكير، أبو طالب التاجر [2] :
سمع أبا بكر بن مالك القطيعي، والخيّر أبا محمّد السّبيعيّ، وعبد الله بن إبراهيم ابن ماسي، ومخلد بن جعفر الدقاق، والحسين بن علي التميمي، وأبا الفتح محمد بن الحسين الأزدي.
كتبنا عنه وكان صدوقا، وسماعاته كلها بخط أبيه. وسألته عَنْ مولده. فَقَالَ:
ولدت فِي يوم الثلاثاء لثلاث خلون من ذي القعدة سنة سبع وخمسين وثلاثمائة ومات
__________
[1] 723- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/288.
[2] 724- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/300.(2/249)
في يوم الأربعاء ثالث جمادى الآخرة من سنة ست وثلاثين وأربعمائة، ودفن من الغد وهو يوم الخميس فِي مقبرة الجصاصين على نهر عيسى بن علي الهاشمي بين محلة التوثة ودرب الآجر.
725- محمد بن الحسين بن عمر بن بزهان، أبو الحسن الغزال [1] :
سمع إِسْحَاقُ بْنُ سَعْدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ سُفْيَانَ النسوي، وأبا عبد الله بن العسكريّ، ومُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن خَلَف بْن بُخَيْت الدّقّاق، وأبا حفص بن الزّيّات. وأبا الحسن ابن لؤلؤ، ومحمد بن المظفر، وأبا بكر محمد بن عبد الله الأبهري، وأبا الفضل الزهري.
كتبنا عنه شيئا يسيرا بعد أن كف بصره وكان صدوقا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بن بزهان في جامع المنصور قال أنبأنا أبو الفضل عبيد الله ابن عبد الرّحمن الزّهريّ قال نبأنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْفِرْيَابِيُّ قَالَ نبأنا قتيبة ابن سَعِيدٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عائشة. قالت: كُنْتُ أُرَجِّلُ رَأْسَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا حَائِضٌ.
سمعت منه في سنة سبع وثلاثين وأربعمائة. وسألته عَن مولده. فقال: فِي سنة ست وستين وثلاثمائة.
هكذا حفظت عنه ثم حَدَّثَنِي أَبُو الْفَرَجِ عَبْد الْوَهَّابِ بْن الْحُسَيْنِ بْن عُمَرَ بْنِ برهان بصور. قَالَ: ولد أخي محمد في سنة ستين وثلاثمائة، فالله أعلم.
726- محمد بن الحسين بن أبي سليمان محمد بن الحسين بن علي بن إبراهيم، أبو الحسين بن الحراني الشاهد [2] :
سمع أبا بكر بْن مالك القطيعي، وأبا محمد بن ماسي، والحسن بن علي البادا، ومحمد بن المظفر، وأبا الفضل الزهري، ومُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن حَمَّاد بْن سُفْيَان، وعلي بن عبد الرحمن البكائي الكوفيين.
كتبت عنه وكان صدوقا. وسألته عَنْ مولده فَقَالَ: فِي شوال من سنة إحدى وستين وثلاثمائة.
__________
[1] 725- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/312.
[2] 726- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/307.(2/250)
ومات في ليلة الجمعة لست عشرة ليلة خلت من صفر سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة، ودفن في صبيحة تلك الليلة بباب حرب.
727- محمد بن الْحُسَيْن بن عثمان بن الْحَسَن، أبو بكر، الهمدانيّ الصيرفي [1] :
سَمِعَ أَبَا الْحَسَن الدارقطني، وأبا القاسم بْن حبابة. كتبت عنه ولم يكن به بأس.
أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الهمداني قَالَ أنبأنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ قَالَ نبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ قَالَ نبأنا كثير بن عبيد قال نبأنا بَقِيَّةُ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْبَرَاءِ. أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَنَتَ فِي صَلاةِ الصُّبْحِ وَالْمَغْرِبِ. سَأَلْتُهُ عَن مولده. فقال: فِي سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة، ومات في سنة ثمان وأربعين وأربعمائة.
728- مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدُونٍ، أبو طاهر البزاز الموصلي [2] :
ولد بالموصل ونشأ ببغداد وسمع أبا عمر بن حيويه، وطلحة بن محمد بن جعفر، وأبا بكر بن شاذان، وأبا الْحَسَن الدارقطني، وأبا عبد الله بن بطة العكبري، وغيرهم.
كتبت عنه وكان صدوقا يسكن بدرب الزعفراني حذاء مسجد البصريين.
أخبرنا ابن سعدون قال نبأنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن قال نبأنا أبو نعيم الفضل ابن دكين قال نبأنا سُفْيَانُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ زِرٍّ عَنْ عَلِيٍّ. قَالَ:
عَهِدَ إِلَيَّ النَّبِيُّ الأُمِّيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلا يُحِبَّنِي إِلا مُؤْمِنٌ وَلا يُبْغِضَنِي إِلا مُنَافِقٌ.
قال الشيخ أبو بكر: مشهور من حديث الأعمش، وغريب من حديث سفيان الثوري عنه، لا نعلم رواه سوى أبي نعيم، ولا رواه عن أبي نعيم إلا فهد بن سليمان، وما كتبناه إلا من حديث الغافقي عن فهد.
سألت ابن سعدون عن مولده. فقال: ولدت بالموصل في سنة ثمان وأربعين وأربعمائة في شهر ربيع الأول.
__________
[1] 727- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 16/12.
[2] 728- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 16/12.(2/251)
729- مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَن بن عَلِيّ بن بكران، أبو علي المعروف بالجازري [1] :
من أهل النهروان. سكن بغداد وحدث بها عن محمد بن موسى بن المثنى الداودي، والمعافى بْن زكريا الجريري، كتبت عنه وكان صدوقا، وسألته عن مولده.
فَقَالَ: فِي ربيع الأول سنة أربع وسبعين وثلاثمائة.
ومات فِي شهر ربيع الأول من سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة.
730- مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن خلف بن أحمد، أبو يعلى المعروف بابن الفراء [2] :
وهو أخو أبي خازم. كان أحد الفقهاء الحنابلة وله تصانيف على مذهب أحمد بن حنبل، درس وأفتى سنين كثيرة وشهد عند أبي عبد الله بن ماكولا، وعند قاضي القضاة أَبِي عَبْد اللَّه الدامغاني فقبلا شهادته، وولي النظر في الحكم بحريم دار الخلافة، وحدث عن أبي القاسم بن حبابة، وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَد بْنِ مَالِكٍ الْبَيِّعُ، وعلي بن معروف البزاز، وعلى بْن عمر الحربي، وعيسى بْن علي بن عيسى الوزير، وإسماعيل ابن سعيد بن سويد. كتبنا عنه وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْن مُحَمَّد الفراء قَالَ أنبأنا عبيد الله بن محمّد ابن إسحاق قال نبأنا عليّ بن الجعد قال أنبأنا شُعْبَةُ عَنْ ثَابِتٍ. قَالَ: كَانَ أَنَسُ يَنْعَتُ لَنَا صَلاةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّي. فَإِذَا قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، يَقُومُ حَتَّى نَقُولَ قَدْ نَسِيَ.
حَدَّثَنِي أبو القاسم الأزهري. قَالَ: كان أبو الحسين بن المحامليّ يقول: ما تحضرنا أحد من الحنابلة أعقل من أبي يعلى بن الفرا. سألته عن مولده فقال: ولدت لسبع وعشرين أو ثمان وعشرين ليلة خلت من المحرم سنة ثمانين وثلاثمائة [3] .
وتوفي في ليلة الاثنين بين العشاءين ودفن يوم الاثنين التاسع عشر من رمضان سنة ثمان وخمسين وأربعمائة في مقبرة باب حرب.
__________
[1] 729- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 16/64.
[2] 730- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 16/98.
[3] العبارة مطموسة هنا وصححناها من كتب الرجال.(2/252)
731- مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَن بن أبي علانة، أبو سعد [1] :
سمع أبا طاهر المخلص، وأبا علي بن حمكان الفقيه. كتبت عنه وكان سماعه صحيحا.
أَخْبَرَنِي أَبُو سَعْدِ بْنُ أَبِي عَلانَةَ قال نبأنا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ قال نبأنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغويّ قال نبأنا طالوت بن عبّاد قال نبأنا حَرْبُ بْنُ سُرَيْجٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ. أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «صَلاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى وَالْوِتْرُ بِرَكْعَةٍ [2] »
. سألته عن مولده قَالَ: في سنة ثمانين وثلاثمائة.
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه حميد
732- محمد بن حميد، أبو سفيان اليشكري يعرف بالمعمري [3] :
سمع معمر بن راشد، ولرحلته إليه سمي المعمري. وسمع أيضا هشام بن حسان، وسفيان الثوري. روى عنه محمد بن عيسى بن الطباع، وعبد الله بن نمير، وأبو سعيد الأشج. وكان مذكورا بالصلاح والعبادة.
أَخْبَرَنَا طَلْحَةُ بْنُ عَلِيِّ بن صقر الكتاني قال أنبأنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قال نبأنا مُحَمَّد بْن عبد اللَّه بْن عتاب بْن مربع قال نبأنا عبد الله بن عون الخراز قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ- يَعْنِي أَبَا سُفْيَانَ الْمَعْمَرِيَّ- قال نبأنا سفيان عن
__________
[1] 731- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 16/122.
[2] انظر الحديث في: فتح الباري 2/477، 478، 8/238.
[3] 732- انظر: تهذيب الكمال 5168 25/109، وتاريخ الدوري: 2/512، وتاريخ الدارمي، الترجمة 795، وابن الجنيد، الورقة 23، وابن محرز، الترجمة 280، وعلل أحمد: 2/94، وتاريخ البخاري الكبير: 1/الترجمة 166، والكنى لمسلم، الورقة 47، وضعفاء العقيلي، الورقة 190، والجرح والتعديل: 7/الترجمة 1272، وثقات ابن حبان: 9/45، 68، وثقات ابن شاهين، الترجمة 1286، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه، الورقة 154 والجمع لابن القيسراني: 2/470، ورجال البخاري للباجي: 2/630، وسير أعلام النبلاء: 9/39، والعبر: 3/283. والكاشف: 3/الترجمة 488، وتذهيب التهذيب: 3/الورقة 199، وميزان الاعتدال: 3/الترجمة 7452، ونهاية السول، الورقة 323، وتهذيب التهذيب: 9/131- 132، والتقريب: 2/156، وخلاصة الخزرجي:
2/الترجمة 6167. والمنتظم 9/68.(2/253)
الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وَسَلَّمَ: «نَحْنُ الآخِرُونَ السَّابِقُونَ إِلى الْجَنَّةِ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِنَا وَأُوتِينَاهُ مِنْ بَعْدِهِمْ، فَهَدَانَا اللَّهُ لَهُ فَالْيَوْمَ لَنَا وَغَدًا لِلْيَهُودِ وَبَعْدَ غد للنصارى [1] »
. أخبرنا الحسين بن عليّ بن الصّيمريّ قال نبأنا الحسين بن هارون الضّبّيّ قال أنبأنا محمد بن عمر الحافظ قَالَ حَدَّثَنِي عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن سعيد قال نبأ محمد بن محمد بن العطار أبو الحسن قال نبأنا سريج بن يونس قال نبأنا أبو سفيان المعمري ببغداد- وكان فاضلا- حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن يوسف القطان النيسابوري قَالَ أنبأنا الخصيب بن عبد الله القاضي بمصر قَالَ أنبأنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي قَالَ أَخْبَرَنِي أبي قَالَ أَخْبَرَنِي عبيد الله بن فضالة قَالَ قلت ليحيى- وهو ابن يحيى:
محمد بن حميد من أين كان؟ قَالَ: بصري، وكان يكون ببغداد، قلت: أين كتب عن معمر؟ قَالَ: باليمن.
أَخْبَرَنَا الحسن بن علي الجوهري قال أنبأنا محمد بن العباس الخزاز قال: نبأنا محمد بن القاسم الكوكبي قال: نبأنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد. قال سألت يحيى بن معين عن أبي سفيان المعمري محمد بن حميد وتفسيره عن معمر. فقال:
كان ثقة. قَالَ لي: عرضنا بعضها على معمر وبعضها كان يحدثنا والكتاب في البيت ثم يجيء فيوقع عليه. قَالَ: ولو قلت إني قد سمعته كله. قلت ليحيى بن معين: فأيما أحب إليك عبد الرزاق أو هو؟ قال: عبد الرازق أحب إلي.
أَخْبَرَنَا أبو بكر البرقاني قَالَ قَالَ مُحَمَّد بْن العباس العصمي حَدَّثَنَا أَبُو الفضل يَعْقُوب بن إِسْحَاق بن محمود الهروي الفقيه قال أنبأنا أَبُو عَلِيٍّ صالح بْن مُحَمَّد الأسدي قَالَ سمعت يحيى بن معين يقول: أبو سفيان محمد بن حميد المعمري أحب إلي من عبد الرزاق.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ محمد بْنِ إِبْرَاهِيم الأشناني بنيسابور قَالَ سمعت أبا الحسن أَحْمَد بْن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول سمعت عثمان بْن سَعِيد الدارمي يَقُولُ: سألتُ يَحْيَى بْن معين عن أبي سفيان الذي يروي عن معمر.
فقال: رجل صدوق.
أَخْبَرَنِي عبد الله بن يحيى السكري قَالَ أنبأنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ قال أنبأنا
__________
[1] انظر الحديث في: مسند أحمد 2/243، 249. والسنن الكبري للبيهقي 1/298، 3/170، 188. وصحيح ابن خزيمة 1720. ومشكاة المصابيح 5763.(2/254)
محمّد بن عبد الله الشّافعيّ قال نبأنا جعفر بن محمّد بن الأزهري قال نبأنا ابْن الغلابي قَالَ قَالَ أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بن معين: كان المعمري ثقة.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ قَالَ أنبأنا أبو بكر محمد بن عدي البصري في كتابه قَالَ نبأنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري. قَالَ: سألتُ أَبَا داود سُلَيْمَان بْن الأشعث عَن أبي سفيان المعمري. فقال: محمد بن حميد ثقة.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد السمسار قَالَ أنبأنا عبد الله بن عثمان الصّفّار قال أنبأنا ابن قانع: أن أبا سفيان المعمري مات في سنة اثنتين وثمانين ومائة.
733- محمد بن حميد بن حيان، أبو عبد الله الرازي [1] :
قدم بغداد وحدث بها عن عبد الله بن المبارك، ويعقوب بن عبد الله القمي، وجرير ابن عبد الحميد، وإبراهيم بن المختار، ومهران بن أبي عمر، وحكام بن سلم. رَوَى عَنْهُ أَحْمَد بْن حنبل، وابنه عَبْد الله بن أحمد، والحسن بن علي بن شبيب المعمري، وأحمد بْن علي الأبار، وعبد اللَّه بْن مُحَمَّد البغوي، ومُحَمَّد بن محمد الباغندي، وغيرهم.
حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ السكري بحلوان قال: أنبأنا أبو بكر بن المقرئ قال نبأنا علي بن محمد بن الطلاس الرازي قَالَ: نبأنا مهران قَالَ: سمعت أبا زرعة.
يقول: من فاته ابن حميد يحتاج أن ينزل في عشرة آلاف حديث، ومن فاته هشام بن عمار يحتاج أن ينزل في عشرة آلاف حديث [2] .
__________
[1] 733- انظر: تهذيب الكمال 5167 25/97. وتاريخ البخاري الكبير: 1/167، وتاريخه الصغير:
2/386، وأحوال رجال الجوزجاني ترجمة 382، والكنى لمسلم، الورقة 65، وأبو زرعة الرازي 738، 583، والمعرفة ليعقوب: 1/167، 234، 235، 557، 2/162، 175، و 3/332، وضعفاء العقيلي، الورقة 190، والجرح والتعديل: 7/الترجمة 1275، والمجروحين لابن حبان:
2/303، والكامل لابن عدي: 3/الورقة 99، والسابق واللاحق: 102، وموضح أوهام الجمع والتفريق: 2/367، والمعجم المشتمل، الترجمة 804، وضعفاء ابن الجوزي، الورقة 138، والكامل في التاريخ: 7/120، وسير أعلام النبلاء: 11/503، والكاشف: 3/الترجمة 4879، وديوان الضعفاء، الترجمة 3680، والمغني: 2/الترجمة 5449، والعبر: 1/451، و 2/101، 146، 170، والميزان: 3/الترجمة 7453، وتذهيب التهذيب: 3/الورقة 199، وميزان الاعتدال: 3/الترجمة 7453، ورجال ابن ماجة، الورقة 16، والكشف الحثيث، الترجمة 653، ونهاية السول، الورقة 323، وتهذيب التهذيب: 9/127- 131، والتقريب: 2/156، وخلاصة الخزرجي: 2/الترجمة 6166، وشذرات الذهب: 1/118. والمنتظم، لابن الجوزي 12/15.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/99.(2/255)
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ قَالَ: سمعت أَبِي يقول: سمعت إبراهيم بن مالك القطان يقول: سمعت محمد بن حميد يقول: دخلت بغداد فاستقبلني أحمد بن حنبل ويحيى. فسألوني: أحاديث يعقوب القمي. فوزعوا الأوراق فيما بينهم وكتبوه وقرأته عليهم [1] .
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر الواعظ قال نبأنا أبي قال نبأنا مكرم بن أحمد قَالَ نَبَّأَنَا عَبْدُ اللَّه بْن أَحْمَد قَالَ: سمعت أبي يقول: لا يزال بالري علم ما دام محمد بن حميد حيا [2] .
قَالَ أبو عبد الرحمن عبد الله: حيث قدم علينا محمد بن حميد- يعني الرازي- كان أبي بالعسكر، فلما خرج قدم أبي وجعل أصحابه يسألونه عن ابن حميد. فقال لي: ما لهؤلاء يسألوني عن ابن حميد؟ قلت: قدم هاهنا فحدثهم بأحاديث لا يعرفونها. قَالَ لي: كتبت عنه؟ قلت: نعم كتبت عنه جزءا. قَالَ: اعرض علي.
فعرضتها عليه، فقال: أما حديثه عن ابن المبارك وجرير فهو صحيح، وأما حديثه عن أهل الري فهو أعلم [3] .
أَخْبَرَنَا بشرى بن عبد الله الرومي قال: نبأنا أبو عمرو محمد بن محمد بن إسماعيل الفامي النيسابوري قال: سمعت أبا قريش بن جمعة بن خلف القائني الحافظ. يقول: قلت لمحمد بن يحيى الذهلي: ما تقول في محمد بن حميد؟ قَالَ: ألا تراني هو ذا أحدث عنه قَالَ: وكنت في مجلس أبي بكر الصاغاني- محمد بن إسحاق. فقال: حَدَّثَنَا محمد بن حميد فقلت: تحدث عن ابن حميد؟ فقال: وما لي لا أحدث وقد حدث عَنْهُ أَحْمَد بْن حنبل، ويحيى بْن معين؟ [4] .
أَخْبَرَنِي الحسن بن علي الجوهري قَالَ: قرأنا على الْحُسَيْن بن هارون الضبي، عَن أَبِي الْعَبَّاس بْن سَعِيد قَالَ: سمعت عبد الله بن أحمد يقول: حَدَّثَنَا أبي قَالَ: نبأنا محمد بن حميد، قَالَ عبد الله: روى عنه أبي غير شيء.
أَخْبَرَنِي عَبْد الباقي بْن عَبْد الكريم بْن عمر المؤدب قَالَ: قرأنا على الحسين بن
__________
[1] انظر: تهذيب الكمال 25/99.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/100.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/100.
[4] انظر الخبر: تهذيب الكمال 25/100، 101.(2/256)
هارون، عن ابن سعيد قَالَ: سمعت جَعْفَر بْن أبي عُثْمَان الطيالسي يقول: ابن حميد ثقة، كتب عنه: يحيى، وروى عنه من يقول فيه هو أكبر منهم [1] .
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر الواعظ قال: نبأنا أبي قال: نبأنا الحسين بن صدقة قال:
نبأنا ابن أبي خيثمة. قَالَ سئل يَحْيَى بْن معين عَن مُحَمَّد بْن حميد الرازي، فقال:
ليس به بأس، رازي كيس [2] .
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ. قَالَ قُرِئَ عَلَى مُحَمَّد بْن عبد اللَّه بْن خميرويه وأنا أسمع:
أخبركم يحيى بْن أَحْمَد بْن زياد قَالَ: ذُكِرَ محمد بن حميد الرازي عند ابن معين فقال: ليس به بأس [3] .
أَخْبَرَنَا البرقاني وأبو القاسم الأزهري. قالا: أنبأنا عبد الرّحمن بن عمر الخلّال قال: نبأنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة قال: نبأنا جدي. قَالَ: محمد بن حميد الرازي كثير المناكير [4] .
أخبرنا ابن الفضل القطّان قال نبأني عليّ بن إبراهيم المستملي قال نبأنا أبو أحمد ابن فارس قال: نبأنا محمد بن إسماعيل البخاري. قَالَ: محمد بن حميد أبو عبد الله الرازي حديثه فيه نظر [5] .
قرأت على مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ عَنْ يوسف بن إبراهيم الجرجاني قال أنبأنا أَبُو نُعَيْمٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عدي قال: سمعت عثمان بن خرزاد الأنطاكيّ يقول: نبأنا عليّ بن المديني وأبو بكر بن أبي شيبة. قالا: نبأنا يحيى بن أبي بكير قاضي كرمان- وهو رجل من أهل الكوفة- عن عيينة بن الغصن عن الحسن. قَالَ:
إن الله تعالى لم يجعل الأغلال في أعناق أهل النار لأنهم أعجزوا الرب، ولكن جعلها في أعناقهم إذا طفا بهم اللهب أرسبتهم.
قَالَ عثمان: سمعت الفضل بن أبي حسان يقول: كنت عند أبي نعيم وهو الفضل ابن دكين ويعقوب بن فلان عنده فقدم ابن حميد. فقال لنا أبو نعيم: إن دللتكم
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/101.
[2]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/101.
[3]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/102.
[4]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/102.
[5]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/102.(2/257)
على شيخ قدم أي شيء تعطوني؟ قالوا من هو قَالَ: بفالوذج؟ قلنا: نعم قَالَ: ابن حميد من أهل الري. قَالَ: فذهبنا فكتبنا عنه.
قَالَ وَقَالَ لنا سمعت من نعيم بن ميسرة وعندي عنه. فقلنا له عندك هذا الحديث؟
وذكرنا له حديث يحيى بن أبي بكير. فقال: لا لم أسمعه. قَالَ الفضل بن سهل:
فقدم علينا ابن حميد مرة ثانية فنزل دار القطن، فإذا هو يحدث به: فقلت: انظروا إلى هذا الكذاب. قَالَ أبو نعيم بن عدي: وإنما نسبوه إلى الكذب في ذلك وإن كان قد يجوز أن ينساه، لأن ابن حميد من حفاظ أهل الحديث، ونعيم بن ميسرة من كبار شيوخه وأحاديثه قليلة عزيزة عند الناس. وابن حميد يحدث عنه بأحاديث يسيرة، وقد كانوا ذكروا بذلك عن يحيى بن أبي بكير إذ كان هذا الحديث يعرف بابن أبي بكير، فلما حدث به أنكروا عليه. ومع ذلك فقد جربوه في غير هذا الحديث فوجدوه متهما.
وسمعت أبا حاتم محمد بن إدريس الرازي في منزله وعنده عبد الرحمن بن يوسف بن خراش وجماعة من مشايخ أهل الري وحفاظهم للحديث، فذكروا ابن حميد وأجمعوا على أنه ضعيف في الحديث جدا، وأنه يحدث بما لم يسمعه، وأنه يأخذ أحاديث لأهل البصرة والكوفة فيحدث بها عن الرازيين.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن يعقوب قال: أنبأنا مُحَمَّد بْن نعيم الضبي قَالَ: أَخْبَرَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد الحبيبي. قَالَ: وَسألته- يعني صالح بْن مُحَمَّد جزرة- عن محمد بن حميد الرازي. فقال: كان كلما بلغه من حديث سفيان يحيله على مهران، وما بلغه من حديث منصور يحيله على عمرو بن [أبي [1]] قيس، وما بلغه من حديث الأعمش يحيله على مثل هؤلاء، وعلى عنبسة. قَالَ أبو علي: كل شيء كان يحدثنا ابن حميد كنا نتهمه فيه [2] .
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن يَعْقُوب المعدل قَالَ أنبأنا أبو مسلم بن مهران الحافظ قال أنبأنا عبد المؤمن بن خلف النسفي: قَالَ وسمعت أَبَا عَلِيٍّ صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ.
يَقُولُ: محمد بن حميد كانت أحاديثه تزيد وما رأيت أحدا أجرأ على الله منه، كان يأخذ أحاديث الناس فيقلب بعضها على بعض [3] .
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل والمطبوع.
[2]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/103.
[3]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/103.(2/258)
أَخْبَرَنَا أبو بكر البرقاني قَالَ: قَالَ مُحَمَّد بْن العباس العصمي: نبأنا يَعْقُوب بْن إِسْحَاق بْن محمود الْفَقِيه قَالَ: أنبأنا صالح بن محمد الأسدي قَالَ: ما رأيت أحدا أحذق بالكذب من رجلين: سليمان بن الشاذكوني، ومحمد بن حميد الرازي، وكان يحفظ حديثه كله، فكان حديثه كل يوم يزيد.
أخبرنا البرقانيّ قال: أنبأنا القاضي أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن جعفر المالكيّ ببغداد قال: نبأنا القاضي أبو خازم عبد المؤمن بن المتوكل بن مشكان ببيروت قال:
أنبأنا أَبُو الجهم أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن طلاب المشغراني.
وحَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد بْن عليّ الكتاني بدمشق لفظا قال: نبأنا أَبُو الْحُسَيْنِ عبد الوهاب بن جَعْفَر الميداني قال: نبأنا أبو هاشم عبد الجبّار ابن عبد الصّمد السلمي الإمام قال: نبأنا أَبُو بكر القاسم بن عيسى العصار. قالا: نبأنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني. قَالَ: محمد بن حميد الرازي رديء المذهب غير ثقة [1] .
أَخْبَرَنَا الحسن بْن علي الجوهري قَالَ: أنبأنا محمّد بن العبّاس قال: نبأنا أبو بكر النيسابوري قَالَ: سمعت فضلك الرازي يقول: عندي عن ابن حميد خمسون ألف حديث لا أحدث عنه بحرف.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن يعقوب قال: أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْن نعيم الضبي قَالَ: سَمِعْتُ أبا الفضل مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم يقول: سمعت أبا العباس محمد بن شاذان يقول:
سمعت إسحاق بن منصور يقول: قرأ علينا ابن حميد كتاب «المغازي» عن سلمة، فقضي من القضاء أني صرت إلى علي بن مهران فرأيته يقرأ كتاب «المغازي» عن سلمة، فقلت له: قرأ علينا محمّد بن حميد [يعني عن سلمة [2]] قال: فتعجب عليّ ابن مهران، وَقَالَ: سمعه محمد بن حميد مني [3] .
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بن حمويه بن أبزك الهمذاني بِها قَالَ: أنبأنا أحمد ابن عبد الرحمن الشيرازي قَالَ: سمعت أبا عبد الله بشر بن محمد المزني يقول:
سمعت أبا العبّاس أحمد بن الأزهري يقول: سمعت إسحاق بن منصور. يقول:
__________
[1]- انظر الخبر في تهذيب الكمال 25/102. وأحوال الرجال ترجمة 382.
[2] ما بين المعقوفتين زيادة من تهذيب الكمال.
[3]- انظر الخبر في تهذيب الكمال 25/102، 103.(2/259)
أشهد على محمد بن حميد، وعبيد بن إسحاق العطار، بين يدي الله: أنهما كذابان [1] .
أَخْبَرَنِي عبيد الله بن أبي الفتح قال: نبأنا محمّد بن العبّاس الخزّاز قال: نبأنا عليّ ابن إبراهيم المستملي قال: نبأنا أبو القاسم ابن أخي زرعة- يعني الرازي- قَالَ:
سألت أبا زرعة عن محمد بن حميد، فأومأ بإصبعه إلى فمه. فقلت له: كان يكذب؟
فقال برأسه: نعم. قلت له: كان قد شاخ لعله كان يعمل عليه ويدلس عليه؟ فقال: لا يا بني كان يتعمد [2] .
حَدَّثَنَا محمد بن عليّ الصوري قال: أنبأنا أبو الحسين الخصيب بن عبد الله القاضي بمصر قَالَ: أنبأنا أبو موسى عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي قَالَ:
أَخْبَرَنِي أبي قَالَ: محمد بن حميد الرازي ليس بثقة [3] .
أَخْبَرَنِي عبد الباقي بن عبد الكريم قَالَ: قرأنا على الْحُسَيْن بن هارون الضبي، عَن أَبِي الْعَبَّاس بْن سَعِيد قَالَ: سمعت داود بن يحيى يقول: حَدَّثَنَا عنه- يعني محمد بن حميد- أبو حاتم قديما ثم تركه بأخرة.
قَالَ: وسمعت عَبْد الرحمن بْن يُوسُف بْن خراش يقول: حَدَّثَنَا ابن حميد وكان والله يكذب [4] .
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال: نبأنا يعقوب بن موسى الأردبيلي قال: نبأنا أَحْمَد بْن طاهر بْن النجم الميانجي قَالَ: نبأنا سعيد بْن عَمْرو البرذعي قَالَ: قلت لأبي حاتم:
أصح ما صح عندك في محمد بن حميد الرازي أي شيء هو؟ فقال لي: كان بلغني عن شيخ من الخلقانيين أو الجوالقيين أو نحو ما قَالَ أبو حاتم: أن عنده كتابا عن أبي زهير، فحضرته أنا وفتى من أهل الري من أصحابنا، فأخرج إلينا ذلك الكتاب، فنظرت فيه، فإذا الكتاب ليس من حديث أبي زهير، وهي من أحاديث علي بن مجاهد، فأبى أن يرجع، فقمت عنه، قلت لصاحبي: هذا كذاب لا يحسن يكذب. أو نحو ما قَالَ أبو حاتم، قَالَ: ثم إني أتيت محمد بن حميد بعد ذاك، فأخرج إلي ذلك الجزء الذي رأيته عند ذاك الشيخ بعينه، فقلت لمحمد بن حميد: ممن سمعت هذا؟
__________
[1]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/103.
[2]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/105.
[3]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/102.
[4]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/105، 106. وتاريخ أبي زرعة 738- 740.(2/260)
قَالَ: من علي بن مجاهد وقع الكتاب إلى حاذق لا يجهل ما بين علي إلى أبي زهير، وكتبت منها أحاديث فقرأها علي محمد بن حميد وَقَالَ فيها: حَدَّثَنَا علي بن مجاهد، فأسقط في يدي وتحيرت، فأتيت الشاب الذي كان معي يوم أتيت ذلك الشيخ، فأخذت بيده فصرنا جميعا إلى الشيخ، فسألناه عن الكتاب الذي كان قد أخرجه إلينا يومئذ، فقال: ليس الكتاب عندي اليوم، قد استعاره مني محمد بن حميد منذ أيام.
قال أبو حاتم: فبهذا استدلت على أنه كان يومئ إلى أنه أمر مكشوف.
أخبرنا ابن الفضل قال: أنبأنا عليّ بن إبراهيم قال: نبأنا أبو أحمد بن فارس قال:
نبأنا البخاريّ.
وأخبرنا السّمسار قال: أنبأنا الصّفار قال: نبأنا ابن قانع: أن محمد بن حميد مات في سنة ثمان وأربعين ومائتين.
أَخْبَرَنَا أبو حازم عمر بن أَحْمَد بْنُ إبراهيم العبدوي بنيسابور قال: أخبرني عليّ ابن مفلح القزويني قَالَ: سمعت أحمد بن محمود الزنجاني قَالَ: سمعت الحسن بن الليث الرازي. قَالَ: رأيت محمد بن حميد الرازي في المنام فقلت: يا أبا عبد اللَّه ما فعل اللَّه بك؟ قَالَ: غفر لي. فقلت: بماذا؟ قَالَ: برجائي إياه منذ ثمانين سنة.
734- محمد بن حميد بن سهيل بن إسماعيل بن شداد، أبو بكر المخرمي [1] :
سمع أبا خليفة الفضل بن الحباب الجمحي، وجعفر بن محمّد الفريابي، والهيثم ابن خلف الدوري، وقاسم بن زكريا المطرز، وأبا العبّاس البراثي، وأحمد بن الحسن ابن عَبْد الجبار الصوفي، وعلي بْن الحسين بْن حبان، ومحمد بن جرير الطبري. روى عنه الدّارقطنيّ. وحدّثنا عنه الحسن بن رزقويه، وهلال بن محمد الحفار، وعبيد الله ابن عمر بن البقال، وعلي بن المظفر الأصبهاني، وبشرى بن عبد الله الرومي، ومحمّد ابن عمر بن درهم، وأبو نعيم الحافظ.
أَخْبَرَنَا هِلالُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَفَّارُ قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ سُهَيْلٍ الْمَخْرَمِيُّ ثُمَّ أخبرنا أبو القاسم الأزهري قال نبأنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ قَالَ حَدَّثَنِي عُمَرُ بن أحمد ابْنِ الْقَصَبَانِيِّ وَمُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ سُهَيْلٍ قال نبأنا أَبُو حَامِدٍ النَّيْسَابُورِيُّ أَحْمَدُ بْنُ زَكَرِيَّا قَالَ حدّثني محمّد بن إسحاق البكروي قال نبأنا يحيى قال قرأت على مالك
__________
[1] 734- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/213 وميزان الاعتدال 3/531.(2/261)
ابن أَنَسٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَانَ لا يَأْكُلُ الثُّومَ وَلا الْكُرَّاثَ وَلا الْبَصَلَ مِنْ أَجْلِ أَنَّ الْمَلائِكَةَ تأتيه، وأنه يكلم جبريل [1] .
قال الأزهري لنا عن محمّد بن عمر: تفرد به محمد بن إسحاق البكري بهذا الإسناد وهو ضعيف. وهذا وهم، وفي «الموطإ» عن الزهري عن سليمان بن يسار مرسل عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ معنى هذا.
سألت أبا نعيم الحافظ عن محمد بن حميد المخرمي. فقال: ثقة.
وحدثت عن أبي الحسن مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس بْن الفرات. قَالَ: أَبُو بكر محمد بن حميد المخرمي كان عنده أحاديث غرائب، كتب مع الحفاظ القدماء إلا أنه كان منه تخليط في أشياء قبل أن يموت، ولا أحسبه تعمد ذلك لأنه كان جميل الأمر، إلا أن الإنسان تلحقه الغفلة.
سألت أبا بكر البرقاني عن محمد بن حميد المخرمي. فقال: ضعيف.
وَقَالَ لي أبو بكر: كان منصور بن الكرجي قد سمع منه فلم يخرّج عَنْهُ شيئا.
قَالَ مُحَمَّد بْن أَبِي الفوارس: محمد بن حميد المخرمي كان فيه تساهل شديد، كان سمع حديثا كثيرا إلا أنه كان فيه شره.
مات في شهر ربيع الأول سنة إحدى وستين وثلاثمائة.
735- محمد بن حميد، أبو بكر اللخمي الخزاز، وهو مُحَمَّد بْن حُمَيْدِ بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن حميد بْن الربيع بن حميد بن مالك بن سحيم بن مالك بن عايذ اللَّه بْن عوذ بْن معاوية بْن عبيد بْن زر بْن غنم بْن أرش بْن أريش بن جديلة ابن لخم [2] :
نسبه لي أبو القاسم الأزهري وهو وأحمد بن محمد العتيقي حدثاني عنه عَن يوسف بْن يعقوب بْن إِسْحَاق بْن البهلول، ومحمد بن سهل بن هارون العسكري، وأبي بكر الصولي، وأبي عبد الله الحكيمي.
وَقَالَ لي الأزهري: ولد محمد بن حميد للنصف من شعبان سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة وكان ثقة. وذكره لي مرة أخرى: فقال: كان ضعيفا.
أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ سعدون البزاز. قَالَ: توفي أبو بكر بن حميد في سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة.
__________
[1] انظر الخبر في: إتحاف السادة المتقين 7/122. وحلية الأولياء 6/332. والتمهيد 6/418.
[2] 735- انظر: ميزان الاعتدال 3/513.(2/262)
وقال لي الأزهري وأحمد بن محمّد بن العتيقي: توفي محمّد بن الخزاز في ليلة السبت.
وَقَالَ العتيقي: يوم الجمعة، ثم اتفقا. فقالا: ودفن يوم السبت الحادي والعشرين من جمادى الأولى سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة.
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه حاتم
736- محمد بن حاتم بن ميمون، أبو عبد الله، يعرف بالسمين [1] :
مروزي الأصل. سكن قطيعة الربيع وحدث عن سفيان بن عيينة، وعبد الرّحمن ابن مهدي، ويزيد بن هارون، ووكيع بن الجراح، وشبابة بن سوار، وإسحاق بن منصور، وعمرو بن محمد العنقزي. روى عنه أَبُو زرعة، وأبو حاتم الرازيان، ومسلم ابن الحجاج النيسابوري، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، وغيرهم.
أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَاعِظُ قال نبأنا محمّد بن المظفر قال نبأنا أحمد بن الحسن الصوفي قال نبأنا محمّد بن حاتم المروزيّ- في قطيعة الرّبيع- قال نبأنا ابْنُ مَهْدِيٍّ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قيل لبني إسرائيل: ادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطاياكُمْ.
فَدَخَلُوا الْبَابَ يَزْحَفُونَ على ستاههم وَقَالُوا حَبَّةٌ فِي شَعْرَةٍ [2] »
. قرأت في كتاب الحسن بن الفرات بخطه: أَخْبَرَنِي الحسن بن يونس الصّيرفيّ قال أنبأنا أبو بكر الخلّال قال أنبأنا عبدان بن صالح الأنطاكي قَالَ: سمعت أحمد بن
__________
[1] 736- انظر: تهذيب الكمال 5126 25/20 وطبقات ابن سعد: 7/359، وسؤالات ابن محرز عن ابن معين،: الترجمة 376، وتاريخ البخاري الكبير: 1/الترجمة 173، وتاريخه الصغير: 2/366، والجرح والتعديل: 7/الترجمة 1303، وثقات ابن حبان: 9/86، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه، الورقة 154، ورجال البخاري للباجي: 2/630، والجمع لابن القيسراني: 2/471، والمعجم المشتمل، الترجمة 787، وسير أعلام النبلاء: 11/450، والكاشف: 3/الترجمة 4845، وديوان الضعفاء، الترجمة 3636، والمغني: 2/الترجمة 5366، وتذهيب التهذيب: 3/الورقة 195، وميزان الاعتدال: 3/الترجمة 7330، وتاريخ الإسلام، الورقة 66 أحمد الثالث 2917/7، ونهاية السول، الورقة 320، وتهذيب التهذيب: 9/101- 102، والتقريب: 2/152، وخلاصة الخزرجي: 2/الترجمة 6121، وشذرات الذهب: 2/86، والمنتظم لابن الجوزي 11/233.
[2] انظر الحديث في: صحيح البخاري 4/190، 6/23، 76. وصحيح مسلم، كتاب التفسير.
وفتح الباري 8/164، 304.(2/263)
حنبل يقول: جعل يحيى بن سعيد القطان لابن أبي خدويه، ولمحمد بن حاتم السمين، كل يوم ثلاثين حديثا.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الأزهري قال نبأنا عبد الله بن عثمان الصّفّار قال أنبأنا محمّد ابن عمران الصّيرفيّ قال نبأنا عَبْد اللَّه بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه الْمَدِينِيُّ. قَالَ قُلْتُ لأَبِي:
شَيْءٌ رَوَاهُ ابْنُ حَاتِمٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ سَالِمٍ عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ هُلْبٍ [1] عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ. صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لا يَأْتِي أَحَدُكُمْ بِشَاةٍ لَهَا يَعَارٌ»
. قَالَ: هَذَا كَذِبٌ. إِنَّمَا رَوَى هَذَا أَبُو دَاوُدَ. قلت: شيئا أيضا رواه عن أبي يزيد الخراز عن جعفر ابن برقان عن ميمون بن مهران قَالَ: المؤذن يتنحنح قبل الأذان ثلاثا [2] . فقال:
أدركت أنا أبا يزيد وهو رقي وأنكره.
قرأت عَلَى أَبِي بَكْر الْبَرْقَانِيّ عَن أَبِي إسحاق إبراهيم بن محمد المزكي قال أنبأنا محمد بن إسحاق الثقفي قَالَ سمعت أحمد بن محمد الجعفي أبا عبد الله قَالَ سمعت يحيى- يعني ابن معين- يقول: محمد بن حاتم بن ميمون كذاب.
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين القطّان قَالَ أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق قَالَ نبأنا سهل ابن أحمد الواسطيّ قال نبأنا أبو حفص عمرو بن علي. قَالَ: ومحمد بن حاتم السمين ليس بشيء [3] .
حدثت عن مُحَمَّدُ بْنُ عمران بن مُوسَى قَالَ حَدَّثَنِي عبد الباقي بن قانع: أن مُحَمَّدُ بْنُ عمران بن مُوسَى قَالَ حَدَّثَنِي عبد الباقي بن قانع: أن محمد بن حاتم بن ميمون، صالح [4] .
أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد بن غالب قَالَ قَالَ لنا أبو الحسن الدارقطني: محمد بن حاتم بن ميمون السمين بغدادي ثقة أصله مروزي [5] .
قرأت على البرقانيّ عن المزكي قال أنبأنا أبو العباس الثقفي. قَالَ وأخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي قال أنبأنا محمد بن المظفر قَالَ: قَالَ عبد الله بن محمد البغوي: إن محمد بن حاتم بن ميمون مات سنة خمس وثلاثين ومائتين.
__________
[1] تحريف في المطبوعة: قبيصة بن هلب: إلى قبيصة بن مهلب.
[2] انظر المنتظم 11/233.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/22.
[4] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/22. وفيه: محمد بن حاتم بن ميمون صدوق.
[5] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/22.(2/264)
قَالَ الثقفي: ببغداد وزاد البغوي: في ذي الحجة [1] .
قال الشيخ أبو بكر: وكذلك ذكر موسى بن هارون. وَقَالَ: يوم الأربعاء لخمس بقين من ذي الحجة.
وأخبرنا عليّ بن محمّد السّمسار قال أنبأنا عبد الله بن عثمان الصّفّار قال نبأنا ابن قانع قَالَ: قيل إن محمد بن حاتم السمين مات في أول سنة ست وثلاثين ومائتين.
737- محمد بن حاتم بن سليمان، أبو جعفر، ويقال: أبو عبد الله الزمي المؤدب [2] :
سمع هشيم بن بشير، وعبيدة بن حميد، والقاسم بن مالك المزني. وجرير بْن عبد الحميد. روى عنه أَبُو حاتم الرازي، وأبو عيسى الترمذي، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل، ومحمد بن هشام بن أبي الدميك، وأبو حامد محمد بن هارون الحضرمي.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بن الحسين الفضل قال نبأنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله ابن زياد القطّان قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ هِشَامٍ الْمُسْتَمْلِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بن حاتم الزّمي قال نبأنا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الْحَجَّاجِ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ أُلْجِمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ [3] »
. أَخْبَرَنَا أبو بكر البرقاني قَالَ: قَالَ مُحَمَّد بْن العباس العصمي حَدَّثَنَا يَعْقُوب بْن إِسْحَاق بْن مَحْمُودٍ الْفَقِيه قال أنبأنا أَبُو عَلِيٍّ صالح بْن مُحَمَّد الأسدي. قَالَ: محمّد ابن حاتم المؤدب ثقة بغدادي.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُمَرَ الْبَجَلِيُّ قَالَ قَالَ لنا أبو الحسن الدارقطني: محمد بن حاتم الزمي ثقة.
أَخْبَرَنِي الحسين بن علي الطناجيري قَالَ نبأنا عُمر بْن أَحْمَد الواعظ قَالَ: وجدتُ فِي كتاب جدي عن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن بكر. قَالَ: مات محمد بن حاتم المؤدب سنة ست وأربعين ومائتين.
__________
[1]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/22.
[2] 737- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 11/351.
[3] انظر الحديث في: مسند أحمد 2/263، 305، 495. والمستدرك 1/101. والمعجم الكبير للطبراني 8/401، 10/125 وكشف الخفا 2/35.(2/265)
738- محمد بن حاتم بن بزيع، أبو سعيد، ويقال: أبو بكر [1] :
سمع جعفر بْن عون العمري، وَعبيد اللَّه بْن مُوسَى العبسي، وإسحاق بن منصور السلولي، وأسود بن عامر شاذان. روى عنه مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل البخاري فِي صحيحه، وأبو داود السجستاني، وابنه عبد الله، وَعبد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن ناجية، وَغيرهم.
أَخْبَرَنَا علي بن مُحَمَّد بن الحسن المالكي قال أنبأنا عمر بن محمّد بن حاتم بن بزيع قال أنبأنا إسحاق بن منصور قال نبأنا ابْنُ عَيَّاشٍ عَنِ ابْنِ أَرْقَمَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّهُ غَسَّلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَعَصَر بَطْنَهُ فِي الْوُسْطَى فَلَمْ يُخْرِجْ شَيْئًا. فَقَالَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي طَيِّبًا فِي الْحَيَاةِ وَطَيِّبًا فِي الْمَوْتِ.
أَخْبَرَنَا أبو بكر البرقاني قَالَ أنبأنا عليّ بن عمر الحافظ قال أنبأنا الحسن بن رشيق قال نبأنا عبد الكريم بن عبد الرحمن النسائي عن أبيه. ثم حَدَّثَنِي محمد بن علي الصوري قال أنبأنا الخصيب بْن عَبْد اللَّه الْقَاضِي. قَالَ: ناولني عبد الكريم بْن أبي عبد الرحمن وكتب لي بخطه قَالَ: سمعت أبي يقول: محمد بن حاتم بغدادي ثقة.
وكنيته أبو سعيد.
قرأت على البرقاني عن المزكي قال أنبأنا محمد بن إسحاق الثقفي. قَالَ: مات محمد بن حاتم بن بزيع يكنى أبا سعيد ببغداد فِي شهر رمضان سنة تسع وأربعين ومائتين.
739-[2] محمد بن حاتم بن نعيم بن عبد الحميد، أبو عبد الله [المروزيّ ثم المصّيصيّ] [3] :
ذكر أبو سعيد بن يونس المصري أنه بغدادي.
__________
[1] 738- انظر: تهذيب الكمال 5124 (25/16) وتاريخ البخاري الصغير: 2/388 وثقات ابن حبان 9/108، ورجال البخاري للباجي: 2/629، وتسمية شيوخ أبي داود للجياني، الورقة 90، والجمع لابن القيسراني: 2/458، والمعجم المشتمل، الترجمة 785، والكاشف: 3/الترجمة 4843، وتذهيب التهذيب: 3/الورقة 195، وميزان الاعتدال: 3/الترجمة 7332، ونهاية السول، الورقة 319، وتهذيب التهذيب: 9/100- 101، والتقريب: 2/151، وخلاصة الخزرجي:
2/الترجمة 6119. والمنتظم، لابن الجوزي 12/32.
[2] 739- انظر: تهذيب الكمال 5127 (25/24) والمعجم المشتمل، الترجمة 788، والكاشف 3/الترجمة 4846، وتذهيب التهذيب: 3/الورقة 195، وميزان الاعتدال: 3/الترجمة 7333، وتاريخ الإسلام، الورقة 66 (أحمد الثالث 2917/7) ونهاية السول، الورقة 320، وتهذيب التهذيب:
89/102- 103، والتقريب: 2/152 وخلاصة الخزرجي: 2/الترجمة 6122.
[3] ما بين المعقوفتين زيادة من تهذيب الكمال.(2/266)
كذلك حَدَّثَنَا محمد بن علي الصوري قَالَ أنبأنا محمّد بن عبد الرّحمن الأزديّ قال نبأنا أبو الفتح بن مسرور قال أنبأنا أَبُو سَعِيد عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن يونس.
قَالَ: محمد بن حاتم بن نعيم بغدادي قدم مصر وحدّث بها.
قال الشيخ أبو بكر: وهذا القول عندي وهم لأنه مروزي وليس ببغدادي، وروايته عن نعيم بن حماد وسويد بن نصر المروزيّين، حدّث عنه ابن عبد الرحمن النسائي ووصفه بالثقة.
حَدَّثَنِي الصوري قال أنبأنا الخصيب بن عبد الله قال أنبأنا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ أَحْمَد بْن شُعَيْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبِي، قَالَ: أبو عبد الله محمد بن حاتم بن نعيم بن عبد الحميد مروزي. ثقة.
740- محمد بن حاتم بن السرف بن نوح، أبو علي الأزدي:
من الغرباء. وأظنه رازيا قدم بغداد وَحَدَّثَ بها عَنْ مُوسَى بْن نصر، روى عنه عمر ابن أحمد المعروف بابن القصباني.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بُكَيْرٍ الْمُقْرِئُ قَالَ أنبأنا عمر بن أحمد بن عمر ابن محمّد الحارث القاضي قال نبأنا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمِ بْنِ السَّرَفِ بْنِ نُوحٍ الأَزْدِيُّ قَدِمَ عَلَيْنَا سَنَةِ ثَمَانٍ وثلاثمائة قال نبأنا موسى بن نصر قال نبأنا بَشَّارُ بْنُ قِيرَاطٍ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمُرَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ أَقْبَلَ شَابٌّ جَمِيلٌ حَسَنُ اللُّغَةِ طَيِّبُ الريح عليه ثياب بيض فقال:
السلام عليك يَا رَسُولَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ، فَرَدَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ: أَدْنُو مِنْكَ؟
قَالَ: ادْنُ [1] ، فَذَكَرَ حَدِيثَ الْقَدَرِ بِطُولِهِ.
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه حماد
741- محمد بن حماد بن بكر بن حماد، أبو بكر المقرئ صاحب خلف بن هشام [2] :
سمع يزيد بْن هارون، وعبد اللَّه بْن بكر السهمي، وسليمان بن حرب، وخلف بن
__________
[1] 740- انظر الحديث في: مسند أحمد 1/88، 111، 136. وإتحاف السادة المتقين 7/51.
[2] 741- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/215.(2/267)
هشام، وأحمد بن حنبل. روى عنه وكيع القاضي، ومحمّد بن أبي الثلج، وأحمد بن محمد بن شاهين، وعلي بن محمد بْن مهران السواق، ومحمد بْن مَخْلَد الْعَطَّار، وأبو سعيد بن الأعرابي.
وكان أحد القراء المجودين، ومن عباد الله الصالحين. وبلغني عن إبراهيم الحربي.
قَالَ: كان أبو بكر بن حماد المقرئ في أصحابه مثل أبي عبيد في أصحابه.
وذكر أحمد بن محمد بن هارون الخلال: أن أحمد بن حنبل كان يصلي خلف أبي بكر بن حمّاد في شهر رمضان وغيره، وكان أحمد يجله ويكرمه.
حدّثني محمّد بن أبي الحسن قال أنبأنا عبد الرّحمن بن عمر التجيبي قال أنبأنا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الأعرابي قَالَ أَخْبَرَنِي أبو بكر بن حماد. قَالَ: قيل ليزيد بن هارون: لم تحدث بفضائل عثمان ولا نحدث بفضائل علي؟ قَالَ:
إن أصحاب عثمان مأمونون على علي، وأصحاب علي ليسوا بالمأمونين على عثمان.
أَخْبَرَنِي أحمد بن محمد العتيقي قَالَ نبأنا محمّد بن العبّاس الخزّاز قال نبأنا جعفر ابن محمّد الصندلي قال أنبأنا أبو بكر بن حماد قَالَ: لما أتيت خلادا- يعني ابن عيسى المقرئ- فسلمت عليه أخذ بيدي فأقعدني إلى جنبه. فقال لي: على من قرأت؟
فقلت: أنا رجل متعلم. فقال: ألست أنت متعلما الساعة إذا قرأت علمت على من قرأت. فلما فرغ الغلام الذي يقرأ عليه. قَالَ لي: هات. قَالَ فلما ابتدأت قلت: بسم الله الرحمن الرحيم وشددت الراء. ضحك. ثم قَالَ: أنت من غلمان خلف. فقلت:
يا أبا عيسى ساحر أنت؟ فقال لا ولكن إذا جاء غلمان خلف عرفتهم. وإذا جاء غلمان رويم عرفتهم، وإذا جاء غلمان إسماعيل عرفتهم.
حَدَّثَنِي الأزهري عن مُحَمَّد بن العباس قَالَ نبأنا أحمد بن جعفر بن محمد في كتاب أفواج القراء. قَالَ: وكان أبو بكر بن حماد من أحد القراء الصالحين الذين لزموا الاستقامة على الخير وضبط الحرف.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد قَالَ نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ عباس قَالَ قرئ عَلى ابن المنادي وأنا أسمع: أن محمد بن حماد المقرئ توفي بالجانب الغربي من مدينة السلام وذلك يوم الجمعة لأربع خلون من ربيع الآخر سنة سبع وستين ومائتين. قَالَ: ودفن بعد العصر في مقابر التبانين.(2/268)
742- محمد بن حماد، أبو عبد الله الرازي الطهراني [1] :
سمع عبيد الله بن موسى، وعبد الرزاق بن همام، وأبا عاصم النَّبِيّل، وحفص بن عمر العدني، وعبيد الله بن عبد المجيد الحنفي. وكان جوالا حدث بالري، وبغداد، والشام. روى عنه: أبو بكر بن أبي الدنيا، وأَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن نصر بْن بجير القاضي، وغيره.
وقَالَ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبِي حاتم الرَّازِيّ: سمعت منه مع أَبِي بالري، وببغداد، وبإسكندرية، وهو صدوق ثقة [2] .
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، قَالَ: أنبأنا عَلِيُّ بن عمر الحافظ قال: نبأنا القاضي أحمد ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَصْرِ بْنِ بُجَيْرٍ قَالَ: نبأنا محمّد بن حمّاد الطّهراني قال أنبأنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا حَاضِرٌ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ عَنِ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ مِسْتَجَابَةٌ وَإِنْ كانت من فاجر فجوره عَلَى نَفْسِهِ [3] »
. قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: وَقَدْ سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي مَعْشَرٍ. أَخْبَرَنِي عبد الباقي بن عبد الكريم المؤدب قَالَ قرأنا على الْحُسَيْن بن هارون الضبي عن أبي العباس بن سعيد. قَالَ:
محمد بن حماد الرازي الطهراني، سمعت عَبْد الرحمن بْن يُوسُف بْن خراش يقول:
كان عدلا ثقة [4] .
حَدَّثَنِي الحسن بْن مُحَمَّد الخلال عَن أَبِي الحسن الدارقطني. قَالَ: محمد بن حماد أبو عبد الله الطهراني ثقة [5] .
__________
[1] 742- انظر: تهذيب الكمال 5162 (25/89) والجرح والتعديل: 7/الترجمة 1320، وثقات ابن حبان: 9/129، والمعجم المشتمل، الترجمة 803، وسير النبلاء: 12/628، والكاشف: 4875، وميزان الاعتدال: 3/الترجمة 7443، وتذهيب التهذيب: 3/الورقة 198، والعبر: 2/48، وتاريخ الإسلام، الورقة 131 (أوقاف 5882) ، ونهاية السول، الورقة 322، وتذهيب التهذيب:
9/124- 126، والتقريب: 2/155، وخلاصة الخزرجي: 2/الترجمة 6160، وشذرات الذهب: 2/161. الطهراني، بالطاء المهملة قيده أبو سعد السمعاني في الأنساب (8/274) .
والمنتظم لابن الجوزي 12/170، 247.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/90.
[3] انظر الحديث في: مسند أحمد 2/367. ومصنف ابن أبي شيبة 10/275. وكشف الخفا 1/488. ومجمع الزوائد 10/151.
[4] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/91.
[5] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/91.(2/269)
حدثنا محمد بن علي الصوري قال أنبأنا محمد بن عبد الرحمن الأزديّ قال نبأنا عبد الواحد بن محمد بن مسرور قَالَ نبأنا أبو سعيد بن يونس. قَالَ توفي محمد بن حماد الطهراني بعسقلان سنة إحدى وسبعين ومائتين، ليلة الجمعة لثمان بقينَ من شهر ربيع الآخر.
743- محمد بْن حَمَّاد بْن إِسْحَاق بْن إِسْمَاعِيل بْن حَمَّاد بن زيد بن درهم، الأزدي القاضي [1] :
حدث عن سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ المديني. روى عنه: أخوه إبراهيم ابن حماد.
أَخْبَرَنِي أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَقِيهُ قال أنبأنا عليّ بن عمر الحافظ بن حمّاد قال نبأنا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ قال نبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ابن حَسَنِ بْنِ حَسَنٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. قال: كان النبي لله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فِي صَلاتِهِ.
حدث به أبو العباس بن عقدة عن عمر بن جعفر المزني عن محمد بن حماد.
بلغني عن محمد بن خلف وكيع. قَالَ: استقضي محمد بن حماد بن إسحاق على البصرة قبل يوسف بن يعقوب القاضي والد أبي عمر. قَالَ وكان محمد بن حماد شابا عفيفا سريا قد كتب علما كثيرا وفهم وضم إليه قضاء واسط وكور دجلة، وكان يلزم الموفق بالله حيث كان، فيستخلف على البصرة محمد بن أسيد- رجلا من أهل البصرة- ثم توفي محمد بن حماد في سنة ست وسبعين ومائتين.
744- محمد بن حماد بن ماهان بن زياد بن عبد الله، أبو جعفر الدباغ [2] :
فارسي الأصل. سمع علي بن عثمان اللاحقي، وعيسى بن إبراهيم البركي، وعلي ابن المديني، ومحمد بن عقبة السدوسي. روى عنه: حمزة بْن مُحَمَّد الدهقان، وَأَبُو سهل بْن زياد القطان. وَقَالَ الدارقطني: ليس بالقوي.
أَخْبَرَنَا السمسار قال أنبأنا الصّفّار قال نبأنا ابن قانع: أن محمد بن ماهان الدباغ مات في سنة أربع وثمانين ومائتين.
__________
[1] 743- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/320.
[2] 744- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/388. وميزان الاعتدال 3/528.(2/270)
أخبرنا محمّد بن عبد الواحد قال نبأنا محمد بن العباس قال قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع. قَالَ: ومحمد بن حماد بن ماهان الدباغ كان عنده حديث كثير عن مسدد وغيره، وكتاب الحروف عن أبي الربيع الزهراني، مات على ستر وقبول في جمادى الآخرة سنة خمس وثمانين ومائتين.
745- محمد بن حماد بن إبراهيم، أبو أحمد النيسابوري:
قدم بَغْدَاد وَحدث بِهَا عَنْ أَحْمَد بْن عبد الله الهروي الجوباري. روى عنه محمد ابن علي المحاملي.
746- محمد بن حماد الجوزجاني [1] :
قدم بَغْدَاد. وحدث بِهَا عَنْ أَحْمَد بْن حفص بْن عَبْد اللَّهِ النَّيْسَابُورِيّ. روى عنه أبو القاسم الطبراني.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ شَهْرَيَارَ الأصبهاني قال أَنْبَأَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ قَالَ: نبأنا محمّد بن حمّاد الجوزجاني ببغداد قال نبأنا أحمد ابن حفص قال حدّثني أبي قال نبأنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تَنَاجَشُوا، وَلا تَبَاغَضُوا، وَلا تَحَاسَدُوا، وَلا تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا كَمَا أَمَرَكُمُ اللَّهُ [2] »
. قَالَ سُلَيْمَانُ: لَمْ يَرْوِهِ عَنِ الأَعْمَشِ إِلا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ [3] .
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه حسان
747- محمد بن حسان بن خالد، أبو جعفر السمتي [4] :
سمع يوسف بن يعقوب الماجشون، وهشيم بن بشير، وعباد بن عباد المهلّبي،
__________
[1] 746- الجوزجاني: هذه النسبة إلى مدينة بخراسان مما يلي بلخ يقال لها الجوزجانان، والنسبة إليها جوزجاني (الأنساب 3/361) .
[2] انظر الحديث في: فتح الباري 10/484،
[3] في الأصل هامش مطموس غير واضح منه سوى ما يلي: « ... الصيدلاني إمام مسجد بني هاشم ... نقلت عن أحمد بن المقدام: روى عنه ... حمويه» .
[4] 747- انظر: تهذيب الكمال 5141 (25/49) وسؤالات ابن محرز لابن معين، الترجمة 321، والجرح والتعديل: 7/الترجمة 1306، وثقات ابن حبان: 9/48، وشيوخ أبي داود للجياني، الورقة 90، -(2/271)
وسيف بن محمد الثوري، وسفيان بْن عيينة. روى عنه مُحَمَّد بن علي الوراق، وأحمد بن أبي خيثمة، والحسن بْن علي بْن الوليد الفارسي، ومحمد بْن أَحْمَد بْن البراء، وَعبد اللَّه بْن محمد البغوي.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْن بْن الْفَضْل القطان قال: أنبأنا أبو الحسين أحمد بن عثمان الغزي المعروف بابن بويان قال: نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ- وَيُعْرَفُ بِحَمْدَانَ- قَالَ: نبأنا السمتي محمّد بن حسّان قال: نبأنا سيف بن محمّد بن أُخْتِ سُفْيَانَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ حَبَّةَ بْنِ جُوَيْنٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: بَيْنَا أَنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَيْرٍ لأَبِي طَالِبٍ، أَشْرَفَ عَلَيْنَا أَبُو طَالِبٍ فَبَصُرَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:
«يَا عَمِّ أَلا تَنْزِلُ فَتُصَلِّي مَعَنَا؟» . قَالَ: ابْنَ أَخِي، إِنِّي لأَعْلَمُ أَنَّكَ عَلَى حَقٍّ، وَلَكِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَسْجُدَ فَتَعْلُونِي اسْتِي، وَلَكِنِ انزل علينا يا جعفر فصل جَنَاحَ ابْنِ عَمِّكَ. فَنَزَلَ جَعْفَرُ فَصَلَّى عَنْ يَسَارِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا قَضَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاتَهُ الْتَفَتَ إِلَى جَعْفَرٍ فَقَالَ: «أَمَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ وَصَلَكَ بِجَنَاحَيْنِ تَطِيرُ بِهِمَا فِي الْجَنَّةِ كما وصلت جناح ابن عمك [1] »
. قال الشيخ أبو بكر: تفرد برواية هَذَا الحديث عَنْ سُفْيَان الثوري ابن أخته سيف ابن محمّد، ولا نعلم رواه إلا السمتي.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله المعدل قَالَ: أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق قَالَ: نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ البراء قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن حسان السمتي قَالَ: كان لي ابن عم وكنت به معجبا فتوفي، فرثيته بهذه الأبيات فأنشدني، في ذلك:
طامن حشاك فكلنا ميت ... وإذا ظفرت فقصرك الفوت
هيئ لأحمد في الثرى بيت ... وخلا له من أهله بيت
فكأن مولده كان وفاته ... صوت دعا فأجابه صوت
حكم الإله على بريته ... إن الحياة قصاصها الموت
أَخْبَرَنَا أبو بكر البرقانيّ قال: أنبأنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه الهرويّ
__________
- والمعجم المشتمل، الترجمة 794. وضعفاء ابن الجوزي الورقة 138، والكاشف: 3/الترجمة 4858، وديوان الضعفاء، الترجمة 3652، والمغني: 2/الترجمة 5396، وتذهيب التهذيب:
3/197، وميزان الاعتدال: 3/الترجمة 7368، ونهاية السول، الورقة 321، وتهذيب التهذيب:
9/11، والتقريب: 2/153، وخلاصة الخزرجي: 2/6138. والمنتظم، لابن الجوزي 11/141.
والأنساب للسمعاني 7/133.
[1] انظر الحديث في: العلل المتناهية 1/270. وتنزيه الشريعة 1/419. وكنز العمال 36917.(2/272)
قال: أنبأنا الحسين بن إدريس الأنصاريّ قال: نبأنا سليمان بن الأشعث قَالَ: سمعت أحمد بن حنبل- سئل عن محمد بن حسان السمتي- فقال: مالي بِهِ ذَاكَ الْخبر، وتكلم بكلام كأنه رأى الكتابة عنه [1] .
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن عثمان التّميميّ بدمشق قال: أنبأني الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ يُوسُفُ بْنُ الْقَاسِمِ الْمَيَانَجِيُّ قال: نبأنا أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِليّ قَالَ: وذكر لَهُ- يعني يحيى بْن معين- شيخ يحدث عنه القواريري يقال له السمتي فقال: كذاب رجل سوء. فقال له رجل: يا أبا زكريا، السمتي الذي كان هاهنا بالمدينة؟ فقال: لا؛ هذا رجل لا بأس به إن شاء الله، وذاك رأيته بمكة في المسجد الحرام كان كذابا [2] .
قرأت على البرقاني، عن محمد بن العباس الخزاز قَالَ: نبأنا أحمد بن محمد بن مسعدة الفزاري قَالَ: نبأنا جعفر بن درستويه قال: نبأنا أحمد بن محمّد بن القاسم ابن محرز قَالَ: سألت يحيى بن معين عن السمتي محمد بن حسان البغدادي فقال:
ليس به بأس [3] .
حَدَّثَنِي أبو القاسم الأزهري قَالَ: سئل الدارقطني عن محمد بن حسان بن خالد السمتي فقال: ليس بالقوي [4] .
أَخْبَرَنَا محمد بن إسماعيل البجلي قَالَ: قَالَ لنا أبو الحسن الدارقطني: محمد بن حسان السمتي ثقة، يحدث عن الضعفى [5] .
حَدَّثَنَا يحيى بن علي الدسكري، قال: أنبأنا أبو بكر بن المقرئ قال: نبأنا ابن منيع قال: نبأنا أبو جعفر محمد بن حسان بن خالد السمتي سنة ثمان وعشرين ومائتين وفيها مات.
وَأَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن رزق قَالَ: أنبأنا محمّد بن عمر بن غالب قال: أنبأنا موسى بن هارون قَالَ: مات محمد بن حسان السمتي ببغداد يوم الخميس لسبعة أيام مضين من ذي الحجة سنة ثمان وعشرين، وكَانَ لا يخضب [6] .
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/51.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/51.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/51.
[4] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/51.
[5] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/51.
[6]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/52.(2/273)
748- محمد بن حسان، أبو عبد الله:
أَخْبَرَنَا حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق قال: نبأنا الوليد بن بكر الأندلسي قال:
نبأنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي قال: نبأنا صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي قَالَ: حَدَّثَنِي أبي قَالَ: أبو عبد الله محمد بن حسان بغدادي ثقة، رجل صالح، كانت بضاعته ستمائة دينار، وركب بحر القلزم فغرق، فذهبت بضاعته. وقال أيضا: محمّد ابن حسان نزل أنطاكية بغدادي.
749- محمد بن حسان بن فيروز، أبو جعفر الأزرق، مولى معن بن زائدة الشيباني [1] :
سمع سفيان بن عيينة، والوليد بن مسلم، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الرّحمن ابن مهدى، ووكيعا، وعبد الله بن سعيد، وأبا قطن عمرو بن الهيثم، وريحان بن سعيد، وأبا عامر العقدي. روى عنه إسماعيل بن العباس الورّاق، ومحمّد بن جعفر ابن رميس، وَمحمد بْن مخلد، وَغيرهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهدي قال: أنبأنا محمّد بن مخلد العطّار قال: نبأنا محمّد بن حسّان قال: نبأنا ابْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ بِلالٍ: أَنَّهُ قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا تَسْبِقْنِي بِآمِينَ. هَكَذَا رَوَاهُ أَبُو عُمَرَ ابن مَهْدِيٍّ لَنَا مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ.
وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بن عليّ الصولي لفظا قال: أنبأنا محمّد بن أحمد بن جميع قال:
نبأنا محمّد بن مخلد قال: نبأنا محمّد بن حسّان قال: نبأنا ابن مهديّ، عن سفيان.
أخبرنا أبو بكر البرقانيّ قال: أنبأنا أبو عبد الله محمد بن الحسن السراجي قال:
أنبأنا ابن أبي حاتم قال: نبأنا محمّد بن حسّان قال: نبأنا عبد الرّحمن بن مهديّ قال نبأنا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ- يَعْنِي الأَحْوَلَ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ بِلالٍ: أَنَّهُ قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وسلّم:
لا تسبقني بآمين.
__________
[1] 749- انظر: تهذيب الكمال 5142 (25/52) والجرح والتعديل: 7/الترجمة 1309، وثقات ابن حبان: 9: 9/129، والمعجم المشتمل، الترجمة 795، والمنتظم لابن الجوزي: 6/197، والكاشف: 3/الترجمة 4859، وتذهيب التهذيب: 3/الورقة 197، وميزان الاعتدال: 3/الترجمة 7369، وتاريخ الإسلام: الورقة 321، وتهذيب التهذيب: 9/112، والتقريب: 2/153، وخلاصة الخزرجي: 2/الترجمة 6139، والمنتظم، لابن الجوزي 12/135.(2/274)
وَهَذَا هُوَ الصَّوَابُ، وَحَدِيثُ أَبِي عُمَرَ بْنِ مَهْدِيٍّ خَطَأٌ، وَقَدْ رَوَاهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ أَيْضًا عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ عَاصِمٍ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ جَعْفَرٍ الإِمَامُ بِأَصْبَهَانَ قال: نبأنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ اللَّخْمِيُّ قَالَ: نبأنا إِسْحَاقُ الدَّبَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ: قَالَ بِلالٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا تَسْبِقْنِي بِآمِينَ.
أَخْبَرَنِي علي بن محمد الدَّقَّاق قَالَ: قرأنا على الْحُسَيْن بْن هارون، عن أبي العبّاس ابن سعيد قَالَ: محمد بن حسان الأزرق بغدادي، سمعت عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد يقول:
كَانَ صدوقا لا بأس به [1] .
أَخْبَرَنَا محمد بن إسماعيل البجلي قَالَ: قَالَ لنا أبو الحسن الدارقطني: محمد بن حسان الأزرق ثقة [2] .
أَخْبَرَنِي الحسين بن علي الطناجيري قَالَ: نبأنا عُمر بْن أَحْمَد الواعظ قَالَ: وجدتُ فِي كتاب جدي: سمعت ابن أبي بكر يقول: مات محمد بن حسان الأزرق سنة سبع وخمسين ومائتين [3] .
حدثت عن محمد بن عمران الكاتب قَالَ: قَالَ محمد بن مخلد: مات محمد بن حسان الأزرق يوم الخميس لثمان خلون من ذي القعدة سنة سبع وخمسين ومائتين.
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه حبيب
750- محمد بن حبيب بن محمد، الجارودي [4] :
بصري قدم بغداد، وحدث بها عَنْ عبد العزيز بن أَبِي حازم. روى عنه أحمد بن علي الخزاز، والحسن بن عليل العنزي، وعبد اللَّه بْن مُحَمَّد البغوي، وكان صدوقا.
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/54.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/54.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/54.
[4] 750- الجارودي: هذه النسبة إلى «الجارود» وهو اسم لبعض أجداد المنتسب (الأنساب للسمعاني 3/159) .(2/275)
751- محمد بن حبيب، صاحب كتاب «المحبر» [1] :
حدث عن هشام بن محمد الكلبي روى عنه: مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أبي عرابة، وأبو سعيد السكري.
وكان عالما بالنسب وأخبار العرب، موثقا في روايته. ويقال: إن حبيبا اسم أمه.
وقيل: بل اسم أبيه، فالله أعلم.
حَدَّثَنِي العلاء بْن أَبِي المغيرة الأندلسي قَالَ: أنبأنا عليّ بن نقا الورّاق قال: أنبأنا عبد الغنى بن سعيد الأزديّ قال: نبأنا عبد الله بن عبد الرحمن الأردني قَالَ: نبأنا أبو الطاهر القاضي قَالَ: محمد بن حبيب صاحب كتاب «المحبر» حبيب: أمه، وهو ولد ملاعنة.
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر قَالَ: أنبأنا مُحمد بن الحسن بن مقسم المقرئ قَالَ: نبأنا أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب قَالَ: حضرت مجلس ابن حبيب فلم يمل. فقلت:
ويحك أمل مالك؟ فلم يفعل حتى قمت، وكان والله حافظا صدوقا الحق، وكان يعقوب أعلم منه، وكان هو أحفظ للأنساب والأخبار منه.
أَخْبَرَنِي عبد الباقي بن عبد الكريم المؤدب قَالَ: قرأنا على الحسين بن هارون عن ابن سعيد قَالَ: محمد بن حبيب صاحب كتاب «المحبر» وغيره بغدادي.
بلغني عن أبي سعيد السكري قَالَ: توفي محمد بن حبيب يوم الخميس لسبع بقين من ذي الحجة سنة خمس وأربعين ومائتين، بسر من رأى.
752- محمد بن حبيب الشيلماني [2] :
حدث عن عبد الله بن بكر السهمي. روى عنه يوسف بن يعقوب الأزرق التنوخي.
أخبرنا الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ طَاهِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطّبريّ قَالَ أنبأنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ قَالَ نبأنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ بَهْلُولٍ قال نبأنا محمّد بن حبيب
__________
[1] 751- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 11/335. وبغية الوعاة 29. وإرشاد الأريب 6/473. وآداب اللغة 2/193. والمحبر 503. وفهرست ابن النديم 106. ودائرة المعارف الإسلامية 1/130.
واللباب 3/104. وتحفة الأريب فيمن نسب إلى غير أبيه للفيروزآبادي 1/108 (خط) . والأعلام 6/78.
[2] 752- انظر: الأنساب للسمعاني 7/476.(2/276)
الشّيلمانيّ قال نبأنا عبد الله بن بكر قال نبأنا سَوَّارٌ أَبُو حَمْزَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مُرُوا صِبْيَانَكُمْ بِالصَّلاةِ فِي سَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا فِي عَشْرٍ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ، وَإِذَا زَوَّجَ الرَّجُلُ مِنْكُمْ عَبْدَهُ أَوْ أَجِيرَهُ فَلا يَرَيَنَّ مَا بَيْنَ رُكْبَتِهِ وَسُرَّتِهِ؛ فَإِنَّ مَا بَيْنَ سُرَّتِهِ وَرُكْبَتِهِ مِنْ عَوْرَتِهِ [1] » .
753- مُحَمَّد بن حبيب، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ البزاز:
سمع أحمد بن حنبل، وشجاع بن مخلد. روى عنه الحسن بن أبي العنبر، وغيره.
حدثت عَنْ عَبْد العزيز بْن جعفر الحنبلي قال أنبأنا أبو بكر الخلّال. قال: ومحمّد ابن حبيب أبو عبد الله البزاز، عنده عن أبي عبد الله جزء مسائل حسان، ولم أكن عرفته قديما فذكرها لي أبو الطيب المؤدب فسمعتها منه عن محمد بن حبيب، وكانت عند أبي محمد بن أبي العنبر أيضا عن محمد بن حبيب، وهو رجل معروف جليل من أصحاب أبي عبد اللَّهِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد قَالَ نبأنا محمد بن العباس قال قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع. قَالَ: أبو عبد الله بن حبيب كتب ولكنه كان يمتنع أن يحدث، مشهور بالستر. سنة إحدى وتسعين ومائتين- يعني مات فيها.
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه الحجاج
754- محمد بن الحجاج، أبو إبراهيم اللخمي [2] :
من أهل واسط، سكن بَغْدَاد وحدث بِهَا عن عبد الملك بن عمير، ومجالد بن سعيد. روى عنه داود بن مهران الدباغ، ومحمد بن حسان السمتي، ويحيى بن أيوب المقابري، وسريج بن يونس.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن عبد الله الكاتب قال أنبأنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ سليمان المقرئ قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الْمُقْرِئُ الْمَعْرُوفُ بِالسَّوَّاقِ قَالَ نبأنا يحيى بن أيّوب قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَجَّاجِ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عمير عن
__________
[1] انظر الحديث في: سنن أبي داود، كتاب الصلاة باب 26. والسنن الكبرى للبيهقي 2/11.
[2] 754- انظر: ميزان الاعتدال 3/509.(2/277)
رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ عَنْ حُذَيْفَةَ. أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَطْعَمَنِي جِبْرِيلُ الْهَرِيسَةَ لِتَشُدَّ ظَهْرِي لِقِيَامِ الليل [1] »
. أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الإِيَادِيُّ ومحمّد بن جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ الصَّائِغُ قَالَ نبأنا داود بن مهران قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ حَجَّاجٍ مِنْ أَهْلِ وَاسِطَ عَنْ عَبْدِ الْمَلَكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى ورِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ عَنْ حُذَيْفَةَ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم لِجِبْرِيلَ: «أَطْعِمْنِي هَرِيسَةً أَشُدُّ بِهَا ظَهْرِي لِقِيَامِ اللَّيْلِ [2] »
. وهكذا رواه الحسن بن علي بن المتوكل عن يحيى بن أيوب عن محمد بن الحجاج إلا أنه قَالَ عن ابن أبي ليلى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وعن ربعي عَنْ حُذَيْفَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَخْبَرَنِي الأَزْهَرِيُّ قَالَ أنبأنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ قَالَ نبأنا أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الضَّبِّيُّ قَالَ نبأنا أبو الحسين الْوَاسِطِيُّ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْمَجِيدِ قال نبأنا مَنْصُورُ بْنُ الْمُهَاجِرِ أَبُو الْحَسَنِ الْبُزُورِيُّ قَالَ نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَجَّاجِ اللَّخْمِيُّ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ اللَّخْمِيِّ عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَمَرَنِي جِبْرِيلُ بِأَكْلِ الْهَرِيسَةِ أَشُدُّ ظَهْرِي، وَأَتَقَوَّى بِهَا عَلَى الصَّلاةِ [3] »
. أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر الواعظ قال نبأنا أبي قال نبأنا محمّد بن مخلد قال نبأنا الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد قَالَ سمعتُ يَحْيَى بْن معين يقول: محمد بن الحجاج الواسطي كان يحدث بحديث: أطعمني جبريل هريسة. كان ينزل فصيل الكرخ ليس بثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ محمد الأشناني بنيسابور قَالَ سمعت أبا الْحَسَن أَحْمَد بْن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين: فمحمد بن الحجاج اللخمي الواسطي كيف هو؟ قَالَ:
كذاب.
أَخْبَرَنَا أبو بكر البرقاني قَالَ أنبأنا بشر بْن أَحْمَد الإسفراييني قَالَ: سمعت أبا يعلى الموصليّ.
__________
[1] انظر الحديث في: الموضوعات 3/17. واللآلئ المصنوعة 2/127. وتنزيه الشريعة 1/200.
والكامل 6/2155. والأحاديث الضعيفة 690. وإتحاف السادة المتقين 5/310.
[2] انظر التخريج السابق.
[3] انظر التخريج السابق.(2/278)
وأَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عثمان الدمشقي قال أنبأنا يوسف ابن القاسم الميانجى قال نبأنا أبو يعلى الموصلي قَالَ سمعت أبا زكريا يحيى بن معين وذكر له حديث يحدث به يحيى بن أيوب عن محمد بن الحجاج في الهريسة فقال:
سمعت منه، وكان أرى صاحب هريسة كذابا خبيثا.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر قال أنبأنا محمد بن عدي البصري في كتابه قَالَ نبأنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سألتُ أَبَا داود سُلَيْمَان بْن الأشعث عَن محمّد ابن الحجاج اللخمي فقال: ليس بثقة.
أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد بن غالب قَالَ سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول:
محمد بن الحجاج اللخمي كذاب من أهل واسط، هو صاحب حديث الهريسة.
أَخْبَرَنَا أبو حازم عمر بن أحمد العبدوي بنيسابور قَالَ سَمِعْتُ أَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الله الجوزقى يقول أنبأنا مكي بن عبدان قَالَ سمعت مسلم بْن الحجاج يَقُولُ: أَبُو إبراهيم محمد بن الحجاج اللخمي الواسطي عن مجالد بن سعيد منكر الحديث.
وحديثه عن مجالد.
أَخْبَرَنَا بِهِ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ قال نبأنا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الأَشْعَثِ الْمُقْرِئُ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ جنية قال نبأنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْوَلِيدِ الْفَارِسِيُّ قَالَ نبأنا محمّد بن حسّان السّمتى قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَجَّاجِ- يَعْنِي اللَّخْمِيَّ- عَنْ مُجَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ: قَدِمَ وَفْدُ عَبْدُ الْقَيْسِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «أَيُّكُمْ يَعْرِفُ قسَّ بْنَ سَاعِدَةَ الإِيَادِيَّ؟» . قَالَ: كُلُّنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ نَعْرِفُهُ. قَالَ: «فَمَا فَعَلَ؟» . قَالُوا: هَلَكَ. قَالَ: مَا أَنْسَاهُ بِعُكَاظٍ فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ عَلَى جَمَلٍ لَهُ أَحْمَرَ وَهُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ وَهُوَ يَقُولُ: أَيُّهَا النَّاسُ اجْتَمِعُوا وَاسْمَعُوا وَعُوا، مَنْ عَاشَ مَاتَ، وَمَنْ مَاتَ فَاتَ، وَكُلُّ مَا هُوَ آتٍ آتٍ، إِنَّ فِي السَّمَاءِ لَخَبَرًا، وَإِنَّ فِي الأَرْضِ لَعِبَرًا، مِهَادٌ مَوْضُوعٌ، وَسَقْفٌ مَرْفُوعٌ، وَنُجُومٌ تَمُورُ، وَبِحَارٌ لا تَغُورُ، أَقْسَمَ قِسٌّ قَسَمًا، لَئِنْ كَانَ فِي الأَمْرِ رِضًا، لَتَعُودُنَّ سَخَطًا، إِنَّ لِلَّهِ دِينًا هُوَ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ دِينِكُمُ الَّذِي أَنْتُمْ عَلَيْهِ، مَا لِي أَرَى النَّاسَ يَذْهَبُونَ فَلا يَرْجِعُونَ؟ أَرَضُوا فَأَقَامُوا، أَمْ تُرِكُوا فَنَامُوا» . ثُمَّ قَالَ: «أيكم يروى شعره؟ [1] » فأنشدوه:
__________
[1] انظر الحديث في: المعجم الكبير للطبراني 12/88. ودلائل النبوة للبيهقي 1/28.(2/279)
في الذاهبين الأول ... ين مِنَ الْقُرُونِ لَنَا بَصَائِرْ
لَمَّا رَأَيْتُ مَوَارِدًا ... لِلْمَوْتِ لَيْسَ لَهَا مَصَادِرْ
وَرَأَيْتُ قَوْمِي نَحْوَهَا ... يَسْعَى الأَصَاغِرُ وَالأَكَابِرْ
لا يَرْجِعُ الْمَاضِي إِلَيَّ ... وَلا مِنَ الْبَاقِينَ غَابِرْ
أَيْقَنْتُ أَنِّي لا محا ... لة حَيْثُ صَارَ الْقَوْمُ صَائِرْ
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ محمّد المستملي قال أنبأنا محمّد بن جعفر الورّاق قال أنبأنا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الأَزْدِيُّ وَذَكَرَ حَدِيثًا لِقِسٍّ هَذَا فَقَالَ: مَوْضُوعٌ لا أَصْلَ له.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن الْحُسَيْن القطان قَالَ أنبأنا عليّ بن إبراهيم المستملي قال نبأنا أبو أحمد بن فارس قال نبأنا الْبُخَارِيُّ. قَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ حَجَّاجٍ اللَّخْمِيُّ عَنْ مُجَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ: قَدِمَ قِسُّ بْنُ سَاعِدَةَ، مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
قَالَ ابنه حماد: مات سنة إحدى وثمانين ومائة.
755- محمد بن الحجاج مولى العباس بن محمد، الهاشمي، ويقال: إنه مخزومي، يكنى: أبا عبد الله، وقيل: أبا جعفر، ويعرف بالمصفر، وقيل إنه واسطي أيضا [1] :
سكن بغداد وحدث بها عن شعبة، وعبد العزيز الدراوردي، وخوات بن صالح ابن خوات بن جبير، وبرية بن عمر بن سفينة. روى عنه عمرو بن محمد الناقد وأبو بكر الأعين، والفضل بن سهل الأعرج، وإبراهيم بن راشد الأدمي، وجعفر بن محمد ابن شاكر الصائغ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن بشران الواعظ قال أنبأنا أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ خُزَيْمَةَ قال نبأنا جعفر بن محمّد الصائغ قال نبأنا محمّد بن الحجّاج المصفر قال نبأنا شُعْبَةُ قَالَ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ أَبُو مَسْلَمَةَ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنِي مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي أَبُو قَتَادَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ لِعَمَّارٍ: «تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ [2] »
. أَخْبَرَنَا علي بن محمد بن عبد الله المعدل قال أنبأنا محمّد بن أحمد بن الحسن قال أنبأنا عبد الله بن أحمد إجازة وأخبرنا العتيقي قال أنبأنا يوسف بن أحمد الصيدلاني
__________
[1] 755- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 10/279. وكلام ابن معين في الرجال، رواية ابن طهمان 130.
ولسان الميزان 5/118.
[2] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الفتن 73. فتح الباري 7/74، 13/85.(2/280)
قال نبأنا محمّد بن عمرو العقيلي قَالَ نَبَّأَنَا عَبْدُ الله بْن أَحْمَد قَالَ سألت أبي عن محمد بن الحجاج المصفر فقال: تركت حديثه. أو تركنا حديثه.
أَخْبَرَنَا عُبَيْد الله بْن عُمَر الواعظ قال نبأنا أبي قال نبأنا محمّد بن مخلد قال نبأنا الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد قَالَ سمعتُ يَحْيَى بْن معين يقول: محمد بن الحجاج المصفر ليس بثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو عمر محمد بن العباس الخزاز قال نبأنا أحمد بن محمد بن مسعدة الفزاري قَالَ نبأنا جعفر بن درستويه الفسوي قال نبأنا أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز قَالَ سمعت يحيى بن معين يقول: محمد بن الحجاج المخزومي- يعني المصفر- كان يحدث عن شعبة بأحاديث منكرة، أنا رأيت كتابه وكتبت عنه ما كان في كتابه وليس هو بشيء.
أخبرنا ابن الفضل قال أنبأنا عليّ بن إبراهيم قال نبأنا أبو أحمد بن فارس قال نبأنا البخاري. قَالَ: محمد بن حجاج المصفر القرشي أبو عبد الله كان ببغداد سكتوا عنه.
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال نبأنا يعقوب بن موسى الأردبيلي قال نبأنا أحمد بن طاهر بن النّجم قال نبأنا سعيد بْن عَمْرو البرذعي قَالَ: قلت لأبي زرعة عبيد الله بن عبد الكريم: محمد بن الحجاج اللخمي؟ قَالَ: يروي أحاديث موضوعة عن عبد الملك بن عمير وغيره قلت: محمد بن الحجاج المصفر؟ قَالَ: وهذا أيضا يروي أباطيل عن شعبة والدراوردي. قلت: فهما قريبان من السوا؟ قَالَ: لا، اللخمي كان في أيام هشيم وهذا بعد. قلت: إنما أردت أنهما يتقاربان في رواية الأباطيل؟ قَالَ: أما في هذا فيتقاربان.
أَخْبَرَنَا أَبُو حازم العبدوي قَالَ سمعت مُحَمَّد بن عبد الله الجوزقي يقول أنبأنا مكي بن عبدان قَالَ سمعت مسلم بْن الحجاج يَقُولُ: أَبُو عبد الله محمد بن الحجاج المصفر تركوه.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر قال أنبأنا محمد بن عدي البصري في كتابه قَالَ نبأنا أبو عبيد محمد بن علي قَالَ سألت أبا داود عن محمد بن الحجاج المصفر؟ فقال:
الواسطي غير ثقة.
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ أنبأنا أبو الحسين أحمد بن سعيد بن سعيد قال نبأنا عبد الكريم ابن أحمد بن شعيب النّسائيّ بمصر قال نبأنا أبي. قَالَ: محمد بن الحجاج المصفر متروك الحديث.(2/281)
حدّثني أحمد بن محمّد المستملي قال أنبأنا محمّد بن جعفر الورّاق قال أنبأنا محمد بن الحسين الأزدي الحافظ. قَالَ: محمد بن الحجاج المصفر متروك الحديث.
مات ببغداد سنة ست عشرة ومائتين.
قرأتُ عَلَى الْبَرْقَانِيّ عَن أَبِي إِسْحَاق المزكي قال أنبأنا مُحَمَّد بْن إسحاق الثقفي قَالَ سمعت الجوهري- يَعْنِي حاتم بْن الليث- يقول: محمد بن الحجاج المصفر أبو جعفر مولى العباس بن محمد الهاشمي، وكان يتشيع ترك حديثه مات ببغداد سنة عشرة ومائتين.
756- مُحَمَّد بْن الحجاج بْن جَعْفَر بْن إياس بن نذير بن بلال بن عكابة بن كسيب بن علقمة بن مرهوب بن عبيد بن هاجر بْن كعب بْن بجالة بْن ذهل بْن مالك بن سعد بن ضبة بن أد، أبو الفضل الضبي [1] :
قرأت نسبة هذا بخط محمد بن مخلد الدوري، وهو كوفي قدم بغداد غير مرة وَحَدَّثَ بها عَنْ أَبِي بَكْر بْن عياش، وعبد الرحيم بن سليمان، ومحمد بْن فضيل بْن غزوان، وأبي معاوية الضرير، وسفيان بن عيينة، وعبد الله بن داود الخريبي. روى عن يحيى بْن مُحَمَّد بْن صاعد، وأبو عُمَر مُحَمَّد بْن يُوسُف القاضي، وأحمد بْن محمد ابن الجراح الضراب، وإسماعيل بن الْعَبَّاس الْوَرَّاق، والْحُسَيْن بْن إِسْمَاعِيل المحاملي، ومُحَمَّد بْن مخلد وغيرهم.
أَخْبَرَنِي عبد الباقي بن عبد الكريم المؤدب قال قرأنا على الحسين بن هارون عن أبي العباس بن سعيد. قَالَ: محمد بن الحجاج الضبي الكوفي في أمره نظر. أَخْبَرَنِي الحسين بن عليّ الطناجيريّ قال نبأنا عُمَر بْن أَحْمَدَ الْوَاعِظ قَالَ قرأتُ عَلَى محمد بن مخلد. قَالَ: ومات محمد بن الحجاج الضبي الكوفي سنة إحدى وستين ومائتين.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد قَالَ نبأنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع. قَالَ: توفي محمد بن الحجاج بن نذير الضبي الكوفي بمدينة السلام، وذلك أنه دخل من الكوفة فأقام نحوا من شهر وحدث الناس ثم أدركه الموت في ربيع الأول سنة إحدى وستين ومائتين، وكان قد استكمل سبعا وتسعين سنة ودخل في ثماني وتسعين.
__________
[1] 756- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/185.(2/282)
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه حفص
757- مُحَمَّدُ بْنُ حَفْص بْن عُمَر بْن عَبْد العزيز بْن صهبان، أبو جعفر الأزدي [1] المعروف والده بأبي عمر الدوري المقرئ:
سمع أباه، وقبيصة بن عقبة، وأبا بكر بن أبي شيبة، وَيحيى بْن عَبْد الحميد الحماني، وَأحمد بْن حنبل، وأحمد بن إبراهيم الدورقي. روى عنه أبو العباس بن واصل المقرئ. وحدث عنه أبوه أحاديث كثيرة في كتاب «قراءة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» ، وقد أوردناها في كتاب «رواية الآباء عن الأبناء» .
758- مُحَمَّدُ بْنُ حَفْص بْن عُمَر بْن عَبْد العزيز بْن صهبان، أبو بكر الأزدي المعروف والده بأبي عمر الدوري المقرئ:
وهو أخو أبي جعفر. سمع أسود بْن عامر شاذان، وأحمد بْن إِسْحَاق الحضرمي، ومحمد بْن مصعب القرقساني، وَأَبَا نعيم الْفَضْل بن دكين، وحجاج بن محمد، والحكم بن مُوسَى، ويحيى بن أَيُّوبَ العابد، ويحيى بن أبي بكير، وأبا عبيد القاسم ابن سلام. روى عنه جماعة: منهم عبد الله بن إسحاق المدائني، وحاجب بن أركين الفرغاني، ومحمد بن مخلد الدوري، وسماه صاحب حاجب بن أركين: أحمد. ونحن نذكره بعد في باب أحمد، أن شاء اللَّه.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهدي قال أنبأنا محمّد بن مخلد العطّار قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ الدُّورِيُّ قَالَ نبأنا أحمد بن إسحاق قال نبأنا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ بَيَانٍ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْبُزَاقُ في المسجد خطيئة، وكفارتها دفنها [2] »
. قال الشيخ أبو بكر: كذا رواه محمد بن أبي عمر الدوري قَالَ فيه عن بيان عن أنس، وهو وهم، إنما رواه أبو عوانة عن قتادة عن أنس؛ ولا نعلم روى هذا الحديث عن أحمد بن إسحاق إلا محمد بن حفص.
قرأت فِي كتاب مُحَمَّد بن مخلد بخطه: سنة تسع وخمسين ومائتين فيها مات أبو بكر محمد بن أبي عمر الضرير المقرئ.
__________
[1] 757- الأزدي: هذه النسبة إلى شنوءة (الأنساب للسمعاني 1/197) .
[2] 758- انظر الحديث في: صحيح البخاري 1/113. وصحيح مسلم، كتاب المساجد 55. وفتح الباري 1/511.(2/283)
759- محمّد بن حفص، أبو الأسد المروزي:
حدث عن حماد بن عمرو النصيبي وعن بشر بن الحارث. وكان يسكن في جوار بشر. روى عنه محمد بن هشام بن أبي الدميك المستملي.
أَخْبَرَنِي الطناجيري قَالَ نبأنا أحمد بن منصور النوشري قال نبأنا محمد بن مخلد قَالَ حَدَّثَنِي أبو جعفر محمّد بن هشام بن البختري قَالَ: سمعت أبا الأسد محمد بن حفص جار بشر. قَالَ: دخلنا على بشر بن الحارث وهو مريض فقال له رجل:
أوصني. قَالَ: إذا دخلت على مريض فلا تطل القعود عنده.
760- محمد بن حفص بن أبي الجعد، البزاز، يعرف بمندل بن سندل:
حدث عن عمرو بن علي الصيرفي، ومُحَمَّد بن يَحْيَى بن عبد الكريم الأزدي.
رَوَى عَنْهُ أَبُو بَكْر الشَّافِعِيّ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ مُحَمَّدٍ المؤدب قال أنبأنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ حَفْصِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ الْمَعْرُوفُ بابن سندل البزّاز قال نبأنا عمرو بن عليّ قال نبأنا أبو داود قال نبأنا زَمْعَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ جَابِرٍ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نِعْمَ السُّحُورُ التَّمْرُ [1] »
. ذكر من اسمه محمد واسم أبيه حمدان
761- محمد بن حمدان بن سفيان، أبو عبد الله الطرائفي المخرمي [2] :
سمع علي بن مسلم الطوسي، والحسن بن رفعة، ومحمد بن عبد الملك بن زنجويه، ومحمد بن زياد بن عبد العزيز الثقفي، وغيرهم من البغداديين والرازيين والمصريين. روى عنه أحمد بن قاج [3] الوراق، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْد اللَّهِ بن الشخير.
__________
[1] 760- انظر الحديث في: المعجم الكبير للطبراني 7/189. ومجمع الزوائد 3/151. والترغيب والترهيب 2/139. وحلية الأولياء 3/350.
[2] 761- انظر: الأنساب للسمعاني 8/288. والطرائفي: هذه النسبة إلى بيع «الطرائف» وشرائها، وهي الأشياء المليحة المتخذة من الخشب.
[3] في المطبوعة والأصل: «بن تاج» ، والتصحيح من كتب الرجال، وكذلك في موضع ترجمته في الجزء الرابع من هذا الكتاب.(2/284)
أَخْبَرَنَا أَبُو منصور مُحَمَّد بْن عيسى البزاز بهمدان قال: نبأنا أَبُو الفضل صالح بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد الحافظ في كتاب «طبقات الهمذانيين» . قَالَ: محمد بن أحمد بن سفيان أبو عبد الله البغدادي ويعرف بالطرائفي، قدم علينا سنة ثماني عشرة- يعني وثلاثمائة- روى عن موسى بن نصر الرازي، وعلي بن مسلم الطوسي؛ ومحمد بْن عَبْد الملك بْن زنجويه، والحسن بْن عرفة، والربيع بن سليمان، ومحمد بن سليمان بن أبي فاطمة المصريين، وإبراهيم بن أحمد بن النعمان الأزدي، وفهد بن سليمان؛ والحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني؛ وحمدون بن عباد الفرغاني، وإبراهيم بن مرزوق، وعيسى بن جعفر الوراق، وعلي بن عبد الرحمن بن المغيرة المصري، وأبي زرعة؛ وأبي حاتم الرازيين. سمعت منه مع أبي؛ وكان عنده عامة كتب الشافعي «الأم» وغيره عن الربيع، وكان رجلا سهلا حسن الأخلاق، يصبر على التحديث؛ واسع العلم صدوقا [1] .
762- محمد بن حمدان بن بغداد؛ أبو بكر الصيدلاني [2] :
سمع أبا نشيط محمد بن هارون الحربي، وتميم بن بهلول الرازي، وعباسا الدوري؛ وأبا يحيى محمد بن سعيد بن غالب العطار؛ ويوسف بن أحمد بن الحكم البصري. روى عنه أَبُو حفص بن شاهين؛ والمعافى بن زكريّا الجريري؛ وعبد الله بن عثمان الصفار.
763- محمد بن حمدان بن حماد، أبو بكر الصيدلاني:
سمع أبا الأشعث أحمد بن المقدام العجلي، وفضل بن يعقوب الرّخامي، وعبد الله ابن روح المدايني. روى عنه: مُحَمَّد بْن خلف بْن جيان الخلّال، ومحمّد بن المظفر، وأبو القاسم بْن النخاس المقرئ، وأبو عمر بن حيويه. وكان ثقة يتفقة على مذهب أحمد بن حنبل.
أخبرني أبو القاسم الأزهري قال: نبأنا محمّد بن العبّاس الخزّاز قال نبأنا محمد بن حمدان بن حماد أبو بكر الصيدلاني قال: نبأنا أَبُو الأَشْعَثِ.
وأَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَخْلَدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُعَدَّلُ وَأَبُو الْفَتْحِ هِلالُ بن محمّد ابن جعفر الحفّار قال إبراهيم نبأنا وقال هلال أنبأنا الحسين بن يحيى بن عياش
__________
[2] انظر: الأنساب 8/228.
[2] 762- الصيدلاني: هذه النسبة لمن يبيع الأدوية والعقاقير (الأنساب للسمعاني 8/122) .(2/285)
القطّان قال نبأنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام قال نبأنا فضيل بن عياض قال نبأنا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى» قَالَ: يَعْلَمُ السِّرَّ فِي نَفْسِكَ. وَقَالَ الصَّيْدَلانِيُّ: مَا تُسِرُّ فِي نَفْسِكَ وَيَعْلَمُ مَا تَعْمَلُ غَدًا.
أَخْبَرَنَا أبو بكر البرقاني قال أنبأنا أبو بكر محمد بن خلف بن جيان. قَالَ: أبو بكر محمد بن حمدان الصيدلاني ثقة.
764- محمد بن حمدان بن مالك، أبو الحسن العاجي [1] :
حدث عَنْ عَبَّاس بْن مُحَمَّد الدوري. رَوَى عَنْهُ عَلِيّ بْن عمرو الحريري.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ رَوْحٍ النهرواني بها قال أنبأنا عليّ بن عمرو الحريريّ قال نبأنا محمد بن حمدان العاجي ببغداد.
قرأت فِي كتاب أَبِي عَمْرو بْن جابر: توفي أبو الحسن محمد بن حمدان بن مالك العاجي، يوم الأحد لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر رمضان سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة.
وقد ذكرنا فيما تقدم محمد بن أحمد بن مالك العاجي وهو هذا وليس بغيره.
765- محمد بن حمدان بن صالح بن يزيد بن عثمان بن صالح، أبو بكر الضّبّيّ [2] :
روى عنه أبو القاسم بن الثلاج عن الحسن بن عرفة حديثين منكرين، وذكر أنه حدثه بهما من حفظه في بستان حفص. وَقَالَ: مات في سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة.
766- محمد بن حمدان بن الهيثم، أبو بكر بن الهيثم، أبو بكر الجوهري [3] :
ذكر ابْن الثلاج أَيْضًا: أنه حدثهم عَنْ أحمد بن يحيى بن مالك السوسي. وَقَالَ:
توفي في شوال من سنة تسع وعشرين وثلاثمائة.
__________
[1] 764- انظر: الأنساب للسمعاني 8/310. والعاجي: هذه النسبة إلى «العاج» وهو ما يعمل من عظم الفيل (الأنساب 8/310) .
[2] 765- انظر: ميزان الاعتدال 3/528.
[3] 766- الجوهري: هذه النسبة إلى بيع الجوهر (الأنساب للسمعاني 3/379) .(2/286)
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه حامد
767- محمد بن حامد بن حرب، أبو الفضل البلخي، يعرف بالعمائمي [1] :
قدم بَغْدَاد وَحدث بها عَنْ عَلِيِّ بْن سلمة اللّبقي. روى عنه محمّد بن سهل بن المحاملي المقرئ.
768- محمد بن حامد بن محمد بن إبراهيم بن إسماعيل، أبو أحمد السلمي الخراساني [2] :
ورد بَغْدَاد حاجا وحدث بِهَا عَن مُحَمَّد بن زيد السلمي النيسابوري وغيره أحاديث منكرة. روى عنه محمد بن إسحاق القطيعي.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ رَوْحٍ النَّهْرَوَانِيُّ بِالنَّهْرَوَانِ مِنْ أَصْلِ كتابه قال نبأنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَطِيعِيُّ إِمْلاءً قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ حَامِدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ السُّلَمِيُّ- قَدِمَ عَلَيْنَا حاجا- قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ السُّلَمِيُّ قال نبأنا سليمان بن قيس عن أبي يعلى بْنِ الْمُهَاجِرِ عَنْ أَبَانٍ عَنْ أَنَسٍ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم: «سَيَأْتِي مِنْ بَعْدِي رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ النُّعْمَانُ بْنُ ثَابِتٍ وَيُكَنَّى أَبَا حَنِيفَةَ لَيُحْيِيَنَّ دِينَ اللَّهِ وَسُنَّتِي عَلَى يَدَيْهِ [3] »
. لم أكتب هذا الحديث إلا من هذا الوجه؛ وهو باطل موضوع. ومحمد بن يزيد متروك الحديث، وسليمان بن قيس وأبو المعلى مجهولان، وأبان بن أبي عياش رمي بالكذب.
769- محمد بن حامد بن محمد، أبو صالح، يعرف بالداودي:
حدث عن الحسن بن مكرم، وأبي قلابة الرقاشي، وأحمد بن محمد بن عيسى البرتي، وأبي العباس الكديمي. روى عنه أَبُو الْفَرَجِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ المنشئ الكاتب.
__________
[1] 767- انظر: الأنساب للسمعاني 9/53.
[2] 768- انظر: ميزان الاعتدال 3/506. وسؤالات حمزة السهمي للدارقطني 32.
[3] انظر الحديث في: الموضوعات لابن الجوزي 2/49. واللآلئ المصنوعة 1/238.(2/287)
770- محمد بن حامد بن محمد بن الحارث بن عبد الحميد، أبو رجاء التميمي [1] :
حدث عن محمد بن الجهم السمري، ومحمد بن يحيى الكسائي المقرئ. روى عنه أبو القاسم بن الثلاج، وأبو محمد بن النحاس المصري.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصُّورِيُّ قَالَ أنبأنا عبد الرّحمن بن عمر التجيبي قال أنبأنا أَبُو رَجَاءٍ مُحَمَّدُ بْنُ حَامِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ التَّمِيمِيُّ الْبَغْدَادِيُّ. بِمَكَّةَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وثلاثمائة قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ الْجَهْمِ السِّمَّرِيُّ الْكَاتِبُ.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّد بْن مُوسَى الصَّيْرَفِيُّ بِنَيْسَابُورَ قال نبأنا أبو العبّاس محمّد ابن يعقوب الأصم قال نبأنا محمّد بن الجهم قال نبأنا يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الْفَرَّاءُ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ زَادَ التَّمِيمِيُّ وَلَيْسَ بِصَاحِبِ هُشَيْمٍ وَهُوَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ ثُمَّ اتَّفَقَا قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو رَوْقٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ.
قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ: إِنَّهُ عَمِلَ غَيْرَ صَالِحٍ.
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه حبش
771- محمد بن حبش، أبو بكر الواعظ الضرير:
سكن مصر وحدث بها عن سعيد بن يحيى الأموي. روى عنه: عبد الله بن جعفر ابن الورد المصري.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن سلامة بْن جعفر القضاعي المصري بمكة في المسجد الحرام قال أنبأنا عبد الغني بن سعيد الحافظ. قَالَ: محمد بن حبش أبو بكر القاص الضرير الرجل الصالح، حدث بمصر عن سعيد بن يحيى الأموي. حَدَّثَنَا عنه أبو محمد بن ورد.
حدّثنا محمّد بن عليّ الصوري قال أنبأنا محمّد بن عبد الرّحمن الأزديّ قال نبأنا عبد الواحد بن محمد بن مسرور قَالَ نبأنا أبو سعيد بن يونس. قَالَ: محمد بن حبش الواعظ أبو بكر الضرير، بغدادي قدم مصر قديما وهو شاب وكان من حفاظ
__________
[1] 770- انظر: ميزان الاعتدال 3/506.(2/288)
القرآن، وكان حسن الصوت بالقرآن، وكان يجلس للناس حين كبرت سنه في المسجد الجامع ويقص ويقرأ بألحان ويعظ الناس، وكان يصلي بالناس في قيام شهر رمضان في المسجد الجامع العتيق، وكان كريما سمحا.
توفي بمصر سنة أربع عشرة وثلاثمائة.
772- محمد بن حبش بن مسعود بن خالد بن يزيد، أبو بكر السراج [1] :
سمع محمد بن سليمان لوينا، وخلاد بن أسلم. روى عنه إبراهيم بن أحمد بن بشران الصيرفي، والقاضي أَبُو مُحَمَّد عُبَيْد اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ معروف؛ وغيرهما أحاديث مستقيمة.
حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيٍّ الدَّسْكَرِيُّ لَفْظًا بِحُلْوَانَ قال أنبأنا أبو بكر بن المقرئ بأصبهان قال نبأنا محمد بن حبش بن مسعود بن خالد السّرّاج البغداديّ ببغداد قال نبأنا لوين محمّد بن سليمان قال نبأنا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ نُبَيْحٍ الْعَنَزِيِّ عَنْ جَابِرٍ. قَالَ: قُتِلَ أَبِي وَخَالِي يَوْمَ أُحُدٍ، فَحَمَلَتْهُمَا أُمِّي عَلَى بَعِيرٍ، فَأَتَتْ بِهِمَا الْمَدِينَةَ فَنَادَى مُنَادِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنْ رُدُّوا الْقَتْلَى إِلَى مَصَارِعِهِمْ.
773- محمد بن حبش بن محمد بن صالح؛ أبو بكر الْوَرَّاق:
ذكر ابْن الثلاج أَنَّهُ حدثه عَنْ أَبِي السّري الجلاجلي في سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة.
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه حمزة
774- محمد بن حمزة بْن زِيَاد بْن سَعْد بْن عبيد بن نصر، أبو علي، طوسي الأصل [2] :
حدث عن أبيه. رَوَىْ عَنْهُ: مُوْسَى بْن هَارُوْنَ الْحَافِظُ، وَمُحَمَّدُ بْن خلف وكيع، ومُحَمَّد بْن مَخْلَد.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ مَهْدِيٍّ قَالَ أنبأنا محمّد بن مخلد العطّار قال نبأنا محمّد بن
__________
[1] 772- السراج: هذا منسوب إلى عمل السرج، وهو الذي يوضع على الفرس (7/65) .
[2] 774- انظر: ميزان الاعتدال 3/529.(2/289)
حمزة بن زياد الطوسي قال نبأنا أبي قال نبأنا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ عَنْ عُبَيْدٍ الْمُكْتِبِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «جَهَنَّمُ تُحِيطُ بِالدُّنْيَا وَالْجَنَّةُ مِنْ وَرَائِهَا، فَلِذَلِكَ صَارَ الصِّرَاطُ عَلَى جَهَّنَمَ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ [1] »
. 775- محمد بن حمزة بن أحمد بن جعفر بن حرب، أبو علي الدهان [2] :
سمع أبا بكر الطلحي، وعلي بن عبد الرحمن البكائي الكوفيَّين، وأبا بَكْرِ بْنُ مالك القطيعي، وعمر بن مُحَمَّدِ بن سيف الكاتب. كتبنا عنه وكان صدوقا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَمْزَةَ الدَّهَّانُ فِي سُوقِ العطّارين قال أنبأنا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى الطَّلْحِيُّ بالكوفة قال نبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ غَنَّامِ بْنِ حَفْصِ بْنِ غياث النّخعيّ أبو محمّد قال نبأنا عليّ بن حكيم الأودي قال أنبأنا شَرِيكٌ عَنِ الشَّيْبَانِيِّ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ: نَاوَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَلْوًا مِنْ زَمْزَمَ فَشَرِبَ وَهُوَ قَائِمٌ.
سألت أبا علي بن حمزة عن مولده. فقال: ولدت ببغداد يوم الخميس لسبع خلون من شعبان سنة خمس وأربعين وثلاثمائة. قَالَ: وكنت أختلف إلى الكوفة فسمعت بها من الطلحي في سنة تسع وخمسين فيما أظن، كذا قَالَ.
ومات في ليلة السبت الحادي والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة ودفن صبيحة تِلْكَ اللَّيْلَةَ.
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه الحارث
776- محمد بن الحارث بن إسماعيل، الخزاز:
حدث عن سيار بن حاتم العنزي.
وعبد الله بن داود التمار [3] . محمّد يلقب حمدون. روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا وغيره.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَهْرَيَارَ الأصبهانيّ قال أنبأنا سليمان بن أحمد
__________
[1] انظر الحديث في: الأحاديث الضعيفة 366. وكنز العمال 39028.
[2] 775- انظر: الأنساب 5/377.
والدهان: هذا يقال لمن يبيع الدهن (الأنساب 5/377) .
[3] 776- في الهامش مطموس بمقدار كلمتين.(2/290)
الطبراني قال نبأنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْمُثَنَّى الْجُهَنِيُّ التُّسْتَرِيُّ قال نبأنا محمّد بن الحارث الخزاز البغداديّ قال نبأنا سيّار بن حاتم قال نبأنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «رَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي. فَقَالَ:
يَا مُحَمَّدُ أَقْرِئْ أمتك السلام مني وَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ الْجَنَّةَ طَيِّبَةُ التُّرْبَةِ، عَذْبَةُ الْمَاءِ وَأَنَّهَا قِيعَانُ، وَغِرَاسُهَا قَوْلُ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ [1] »
. قَالَ سُلَيْمَانُ: لَمْ يَرْوِهِ عَنِ الْقَاسِمِ إِلا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَلا عَنْهُ إِلا عَبْدُ الْوَاحِدِ، وَلَمْ يَرْوِهِ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ مَرْفُوعًا إِلا سَيَّارٌ.
قال الشيخ أبو بكر: وقد روى أبو بكر بن خزيمة النيسابوري عن محمّد بن جعفر ابن الحارث الخزاز، عن خالد بن عمرو الأموي، ولا أحسب شيخ ابن خزيمة إلا هذا فالله أعلم.
777- محمد بن الحارث، أبو بكر الإيادي. كان قاضي مصر:
حدّثنا الثوري قال: أنبأنا محمّد بن عبد الرّحمن الأزديّ قال نبأنا ابن مسرور قال نبأنا أبو سعيد بن يونس. قَالَ: محمد بن أبي الليث، واسم أبي الليث الحارث الإيادي، قاضي مصر يكنى أبا بكر، توفي ببغداد سنة خمسين ومائتين. ويقال إن أصله من بلخ.
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه حمويه
778- محمد بن حمويه بن حديد بن هارون بن إدريس بن عبد الله، أبو بكر الفرغاني [2] :
أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ السُّكَّرِيُّ قَالَ نبأنا جدي قال نبأنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ حَمُّوَيْهِ بْنِ حَدِيدِ بن هارون بن إدريس بن عبد الله الفرغاني في سنة إحدى عشرة وثلاثمائة- قدم علينا حاجا- قال نبأنا أَبُو جَعْفَرٍ الْوَرَّاقُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الأزهر قال نبأنا إبراهيم بن سليمان الزّيّات عن عبد
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الإيمان باب 74. وسنن الترمذي 3131.
[2] 778- انظر: الأنساب للسمعاني 9/276.(2/291)
الحكيم عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ: «كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمِعَ ضَجَّةً فَتَغَيَّرَ لَوْنُهُ، فَقِيلَ: مَا هَذِهِ؟ قَالَ: «حجر وقع في جهنم منذ سَبْعِينَ سَنَةً الآنَ صَارَ فِي قَعْرِهَا [1] »
. 779- محمد بن حمويه بن عباد، أبو بكر النيسابوري، يعرف بالطهماني [2] :
وإنما سمي بذلك لجمعة حديث إبراهيم بن طهمان. سمع أَحْمَد بْن حفص بْن عَبْد اللَّه السلمي، ومحمد بن يزيد السلمي، ومحمد بن الوليد بن أبان الهاشمي.
روى عنه أَبُو إِسْحَاقَ الْمُزَكِّي، وَالْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، وأبو أحمد الغطريفي. قدم بغداد وحدث بها، فروى عنه من أهلها أبو بَكْر الشافعي. وكَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إبراهيم بن غيلان البزّاز قال أنبأنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ قال نبأنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ حَمُّوَيْهِ النَّيْسَابُورِيُّ. وَحَدَّثَنِي الحسين بن عبد الله السّمرقنديّ. قالا: نبأنا أَحْمَدُ بْنُ حَفْصٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ: أَنَّهَا أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا اشْتَرَتْ نُمْرُقَةً فِيهَا تَصَاوِيرُ، فَلَمَّا رَآهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ بِالْبَابِ وَلَمْ يَدْخُلْ، فَعَرَفَتْ عَائِشَةُ وَأَنْكَرَتْ وَجْهَهُ. فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ تُبْتُ إِلَى اللَّهِ، مَاذَا أَذْنَبْتُ. فَقَالَ:
«مَا هَذِهِ النُّمْرُقَةُ؟» . قَالَتْ: اشْتَرَيْتُهَا لَكَ تَجْلِسُ عَلَيْهَا وَتَوَسَّدَهَا، فَقَالَ: إِنَّ أَصْحَابَ هَذِهِ الصُّورِ يُعَذَّبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يُقَالُ لَهُمْ: أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ، وَإِنَّ الْبَيْتَ الَّذِي فِيهِ الصُّوَرُ لا تَدْخُلُهُ الْمَلائِكَةُ [3]
. أَخْبَرَنِي محمد بن أحمد بن يعقوب قال أنبأنا مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمٍ الضَّبِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّد بْنِ حمويه الطهماني. قال: توفي أبي يوم الخميس السادس والعشرين من شعبان سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة.
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الجنة 31. ومسند أحمد 2/371، وإتحاف السادة المتقين 10/512.
[2] 779- انظر: الأنساب للسمعاني 8/276.
[3] انظر الحديث في: فتح الباري 10/389.(2/292)
ذكر مفاريد الأسماء في هذا الحرف
780- محمد بن حيان، أبو الأحوص البغوي [1] :
سكن بغداد، وحدث بِهَا عَنْ: عبد العزيز بن أَبِي حازم، وإسماعيل بن علية، وهشيم، وحماد بن خالد، وحميد بن عبد الرحمن الرواسي، رَوَى عَنْهُ: أَحْمَد بْن حَنْبَل، وَأَحْمَدُ بْن منيع، وعباس الدوري، وصالح جزرة، وإبراهيم الحربي، وآخر من روى عَنْهُ: عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد البغوي.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الحسين صاحب العباسي قال: أنبأنا عبد الرّحمن بن عمر الخلّال قال: نبأنا محمّد بن إسماعيل الفارسيّ قال: نبأنا بكر بن سهل قال: نبأنا عبد الخالق ابن منصور قَالَ: وسَأَلْتُهُ- يعني يَحْيَى بن معين- عن أبي الأحوص فقال: ليته حدث بما سمع، فكيف يكذب؟ [2] .
أَخْبَرَنَا هبة اللَّه بْن الْحَسَن الطبري قَالَ: أنبأنا أحمد بن عبيد قال: أنبأنا محمّد بن الحسين قال: نبأنا أحمد بن أبي خيثمة قَالَ: سمعت يحيى يقول: أبو الأحوص محمد بن حيان ثقة [3] .
أخبرنا أبو بكر البرقانيّ قال: أنبأنا عبد الرّحمن بن عمر قال: نبأنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة قال: نبأنا جدي. قَالَ: أبو الأحوص البغوي كان ثبتا [4] .
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ: قَالَ مُحَمَّد بْن العباس العصمي نبأنا يعقوب بن إسحاق بن محمود قال: أنبأنا صالح بن محمد الأسدي. قَالَ: محمد بن حيّان البغويّ صدوق [5] .
__________
[1] 780- انظر: تهذيب الكمال 5172 (25/121) طبقات ابن سعد: 7/352، وسؤالات ابن محرز لابن معين، الترجمة 1470، وعلل أحمد: 1/119، والكنى لمسلم، الورقة 7، والجرح والتعديل:
7/الترجمة 1317، وثقات ابن حبان: 9/73، وثقات ابن شاهين، الترجمة 1283، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه، الورقة 154، والجمع لابن القيسراني: 2/471، وأنساب السمعاني:
2/254، والمعجم المشتمل، الترجمة 805، والكاشف: 3/الترجمة 4884، وتذكرة الحفاظ:
2/442، وتذهيب التهذيب: 3/الورقة 199، ونهاية السول، الورقة 323، وتهذيب التهذيب:
9/136- 137، والتقريب: 2/156، وخلاصة الخزرجي: 2/الترجمة 6173. والمنتظم، لابن الجوزي 11/126.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/126.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/122.
[4] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/122.
[5] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/122.(2/293)
أخبرنا عليّ بن عمر المقرئ قال: أنبأنا إسماعيل بن عليّ الخطبي قال: نبأنا عبد الله ابن أحمد بن حنبل.
وأخبرنا محمد بن الحسين القطّان قال: أنبأنا جعفر بن محمّد الخلدي قال: نبأنا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الحضرمي قالا: سنة سبع وعشرين ومائتين فيها مات أبو الأحوص محمد بن حيان البغوي.
أَخْبَرَنَا الحسين بن علي الصيمري قَالَ: نبأنا عليّ بن الحسن الرّازيّ قال نبأنا محمّد بن الحسين الزعفراني قال: نبأنا أحمد بن زهير قَالَ: مات أبو الأحوص محمّد ابن حيان في ذي الحجة سنة سبع وعشرين ومائتين [1] .
781- محمد بن حازم بن عمرو، أبو جعفر الباهلي الشاعر:
ولد بالبصرة ونشأ بها وانتقل إلى بغداد فسكنها. ومدح من الخلفاء المأمون خاصة، وكان حسن الشعر، مطبوع القول، وله أخبار معروفة.
782- محمد بن حزابة، أبو عبد الله العابد [2] :
سمع القاسم بن الوليد الهمداني، وإسحاق بن منصور السّلوليّ، ومحمّد بن جعفر المدايني، وعبد الصمد بْن عَبْد الوارث. رَوَى عَنْهُ عَلِيّ بْن عَبْد الصمد الطيالسي، وأحمد بن علي بن العلاء الجوزجاني، وغيرهما. وكان ثقة ينزل في جوار زياد بن أيوب المعروف بدلّويه.
أخبرنا ابن الفضل قال أنبأنا عليّ بن إبراهيم المستملي قال أنبأنا أبو أحمد بن فارس قال نبأنا محمّد بن حزابة البغداديّ أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعَلافُ قال أنبأنا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عبد الصّمد ما غمّها قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حُزَابَةَ الْعَابِدُ قَالَ نبأنا محمّد بن جعفر المدايني قال نبأنا شهبة عن بسطام ابن مُسْلِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَيُّمَا إِهَابٍ دُبِغَ فقد طهر [3] » .
__________
[1] انظر: تهذيب الكمال 25/122، 123.
[2] 782- انظر: تهذيب الكمال 5140 (25/48) والمعجم المشتمل، الترجمة 793، والكاشف: 3/الترجمة 4857، وتذهيب التهذيب: 3/الورقة 196، وتاريخ الإسلام، الورقة 272 (أحمد الثالث 2917/7) ، ونهاية السول، الورقة 321، وتهذيب التهذيب: 9/110- 11، والتقريب:
2/153، وخلاصة الخزرجي: 2/6137.
[3] انظر الحديث في: سنن النسائي، الفرع والعتيرة باب 4. وسنن الترمذي 1728. وسنن ابن ماجة 3609. ومسند أحمد 1/219، 270، 343.(2/294)
783- محمد بن أبي الحكم بن سعيد، أبو جعفر البزاز الحنبلي:
حدث عن عبيد الله بن موسى، ومنصور بن أبي نويرة، ومحمد بن الجنيد، وعبد العزيز بن عبد الله الأويسي. روى عنه إسحاق بن سلمة الكوفي، ومحمد بن مخلد.
وذكر في تاريخه الذي قرأته بخطه: أنه توفي في شوال من سنة ست وستين ومائتين.
784- محمّد بن الحكم بن يوسف بن حدير، الترمذي:
قدم بَغْدَاد وَحَدَّثَ بها عَنْ إِسْمَاعِيل بْن بشر الغزال صاحب عصام بْن يوسف.
رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد بْن مخلد.
785- محمد بن حجة، أبو بكر البزاز:
حدث عن يحيى بن عبد الحميد الحماني، ومحمد بن خليل المخرمي.
روى عنه عبيد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن السكري، وأحمد بن عبيد بن إسماعيل الصفار.
أَخْبَرَنَا السمسار قال أنبأنا الصّفّار قال أنبأنا ابن قانع: أن أبا بكر بن حجة مات في سنة ثلاث وثمانين ومائتين.
786- محمد بن حنيفة بن محمد بن ماهان، أبو حنيفة القصبي الواسطي [1] :
سكن بغداد وحدث بها عن عمه أحمد بن محمد بن ماهان وعن المقدم بن محمد بن يحيى المقدمي، وخالد بن يوسف السمتي، والحسن بن جبلة الشيرازي.
رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد بْن مَخْلَد، وَأَبُو بَكْر الشافعي، ومحمد بن الحسن بن مقسم، وإسماعيل بن علي الخطبي، ومخلد بن جعفر الدّقّاق، وغيرهم. وذكره [2] الدارقطنيّ، وقال: ليس بالقوي.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْمُعَدَّلُ قَالَ نبأنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الرَّزَّازُ قَالَ نبأنا أَبِو حَنِيفَةَ مُحَمَّدُ بْنُ حَنِيفَةَ بْنِ مَاهَانَ الْقَصَبِيُّ- إِمْلاءً فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَتَيْنِ ببغداد في درب الديزج- قال نبأنا الحسن بن جبلة الشّيرازيّ قال نبأنا مَرْحُومُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعَطَّارُ عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ عَنْ يَزِيدَ بْنِ بَابَنُوسَ عَنْ عائشة [3] أن أبا بكر دخل
__________
[1] 786- انظر: الأنساب، للسمعاني 10/168.
[2] «وذكره» ساقطة من المطبوعة والأصول.
[3] ابتداء من هنا حتى آخر الترجمة تم استدراك النقص من ترجمة «محمد بن حنيفة» في القسم الثاني من الجزء الخامس، حيث وضع طابع المطبوعة في هذا القسم بقية تراجم المحمدين لعدم توافر المخطوط أثناء الطبع. ولقد آثرنا إدراج هذا القسم بالكامل هنا لمناسبته لترتيب الكتاب، وسنشير في(2/295)
عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ وَفَاتِهِ، فَوَضَعَ فِيهِ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَوَضَعَ يَدَهُ علي صدره وقال: وا نبياه، وا صفياه، وا خليلاه.
787- محمد بن حجر بن الجعد بن سلمة بن جحدر، الكندي [1] :
حدث عن سفيان بن زياد البلديّ، وإبراهيم بن الحسين الهمذاني، والحسن بن عليّ بن بحر بن مري. روى عنه: أبو حفص بن شاهين.
788-[2] محمد بن حمدون بن مالك، أبو عبد الله البغداديّ المعروف بالشّكلي [3] :
سمع محمد بن محمد الباغندي، وعلي بن العباس المقانعي الكوفيّ، ومحمّد بن الحسين الخثعمي، ومحمد بن جعفر بن رميس القصري. رَوَى عَنْهُ: الحاكم أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الحافظ النيسابوري، وذكر أنه نزل نيسابور، قَالَ: وكان من المشهورين بطلب الحديث والسماع ببغداد، وبالثروة واليسار، ثم إنه احتاج في هذه الديار، وكان يورق في آخر عمره إلى أن توفي بنيسابور سنة خمسين وثلاثمائة.
حَدَّثَنِي محمد بن علي بن يعقوب الْمُقْرِئ، عَنْ مُحَمَّد بن عَبْد اللَّهِ الْحَافِظ بذلك.
789- مُحَمَّدُ بْنُ حَمْدَوَيْهِ بْنِ سَهْلِ بْنِ يَزْدَاذَ، أبو نصر المَرْوَزِيّ [4] :
سكن بَغْدَاد وَحَدَّثَ بها عَنْ: أَبِي دَاوُد السنجي، ومحمود بن آدم، وأبي الموجه محمد بن عمرو المروزيين. روى عنه: أَبُو عُمَر بْن حيويه، وأبو الحسين الدارقطني، ويوسف بن عمرو القواس، وأبو أحمد بن جامع الدهان.
أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد بن غالب قَالَ: حَدَّثَنِي أبو الحسن الدارقطنيّ، حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ حَمْدَوَيْهِ الْمَرْوَزِيُّ، وعلي بن الفضل بن طاهر- ثقتان نبيلان حافظان- أَخْبَرَنِي محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال: سمعت أبا حفص الزاهد يقول: توفي أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ حَمْدَوَيْهِ بْنِ سَهْلٍ الثقة، ليلة الثلاثاء الثالث عشر من رجب سنة سبع وعشرين وثلاثمائة.
__________
- الهامش لرقم الترجمة في المطبوعة. كما تجدر الإشارة إلى أننا قد تصرفنا في ترتيب هذه التراجم بما يتناسب والترتيب الأبجدي للتراجم.
[1] 787- هذه الترجمة برقم 2716 في المطبوعة.
[2] 788- هذه الترجمة برقم 2719 في المطبوعة.
[3] الشكلي: هذه النسبة إلى ش ك ل (الأنساب 7/375) .
[4] 789- هذه الترجمة برقم 2717 في المطبوعة. انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/18.(2/296)
أخبرنا أبو الوليد الدربندي، أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن سلمان الحافظ- ببخارى- قَالَ: سمعت أبا عمرو عثمان بن محمد بن حمدويه المروزي يقول: توفي أبي بمرو سنة تسع وعشرين وثلاثمائة. وهذا القول عندي أصح، والله أعلم.
790-[1] محمد بن حسنويه بن إبراهيم، أبو سعيد الإشكيبي الأبيوردي [2] الفقيه:
قدم بغداد، وحدث بها عن الحاكم أبي الفضل محمد بن الحسين المروزي، والحسن بن أحمد المحاربي، ومحمّد بن عبد الله بن حمدون، وحازم بن أحمد السرخسي، وأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْخَفَّافُ النَّيْسَابُورِيُّ. كتبت عنه، وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ حَسْنَوَيْهِ الأَبْيَوَرْدِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عمر الخفّاف النّيسابوري. أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، حدّثنا قتيبة، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ يَفْتَتِحُونَ الْقِرَاءَةَ بِالْحَمْدِ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
بلغني أن أبا سعيد ولي القضاء بتستر ومات بها في سنة ثلاثين وأربعمائة [3] .
791- محمد بن حبان بن الأزهر، أبو بكر الباهلي الْبَصْرِيّ [4] :
سكن بغداد، وحدث بها عَنْ: أَبِي عاصم النبيل، وعمرو بن مرزوق، وأبي معمر الضرير العابد، وكثير بن يحيى، وعمرو بن الحصين. روى عنه: القاضي أبو طاهر محمد بن أحمد الذهلي، وأبو بكر بن الجعابي، وأَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الزَّيَّاتُ، وعمر بن محمد بن سبنك البجلي، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُحَسِّنِ التَّنُوخِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ البجليّ، أخبرنا محمّد بن حبان بن عمرو الباهلي، حدّثنا أبو معمر الضّرير العابد، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ حَمَلَ أَخَاهُ عَلَى شِسْعِ نَعْلٍ فَكَأَنَّمَا حَمَلَهُ عَلَى فَرَسٍ شَاكِ السلاح إلى سبيل الله [5] » .
__________
[1] 790- هذه الترجمة برقم 2721 في المطبوعة.
[2] الأبيوردي: هذه النسبة إلى أبيورد، وهي بلدة من بلاد خراسان (الأنساب 1/128) .
[3] علي هامش الأصل: آخر الخامس عشر.
[4] 791- هذه الترجمة برقم 2715 في المطبوعة.
انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/148.
[5] انظر الحديث في: حلية الأولياء 5/189. والعلل المتناهية 2/14. وكنز العمال 13436، 43096.(2/297)
قَالَ لنا التنوخي: سمعت عمر بن محمد يقول: أول ما كتبت الحديث في سنة ثلاثمائة من ابن حبان، ومات في سنة إحدى وثلاثمائة.
أخبرنا أبو بكر البقراني قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ إبراهيم الآبندوني يقول: محمد بن حبان بن الأزهر العنزي كان لا بأس به إن شاء الله.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن سلامة القضاعي المصري- بمكة- أَخْبَرَنَا عَبْد الغني بْن سَعِيد الْحَافِظُ قَالَ: محمد بن حبان بصري يحدث بمناكير، حدث عنه أبو قتيبة مسلم بن الفضل.
سمعت محمد بن علي الصوري يقول: محمد بن حبان بن الأزهر ضعيف.
792-[1] محمد بن حمكان بن يوسف، أبو مسلم القطان [2] الكرجي:
قدم بغداد حاجا، وحدث بها عَنْ: جعفر بن أحمد بن فارس الأصبهاني، ومحمّد ابن أحمد بن سليمان الهروي. رَوَى عَنْهُ الْقَاضِي أَبُو الْحَسَن الجراحي، ومحمد بن المظفر.
وذكر ابن الثلاج أَنَّهُ سمع منه وَقَالَ: غرق في دجلة يوم الخميس لست بقين من ذي الحجة سنة خمس وأربعين وثلاثمائة.
793-[3] محمد بن حيويه بن المؤمل، أبو بكر الكرجي [4] ، يعرف بابن أبي روضة:
نزل همذان، وحدث بها عن: أسيد بن عاصم، وأبي الكجي، وإسحاق بن إبراهيم الديري، وذكر ابْن الثلاج- فيما قرأت بخطه: أنه قدم بغداد حاجا، ونزل سوق يحيى في سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة. وحدّثهم عن محمّد بن العبّاس النشائي.
وهذا الكرجي كان قد عمر حتى لقيه شيخنا أبو بكر البرقاني، وكتب عنه بعد سنة ستين وثلاثمائة.
أخبرنا البرقانيّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ حَيُّوَيْهِ بْنِ الْمُؤَمَّلِ المعروف بابن أبي روضة
__________
[1] 792- هذه الترجمة برقم 2718 في المطبوعة.
[2] القطان: هذه النسبة إلى بيع القطن (الأنساب (10/184) .
[3] 793- هذه الترجمة برقم 2720 في المطبوعة.
[4] الكرجي: هذه النسبة إلى الكرج، وهي بلدة من بلاد الجبل بين أصبهان وهمذان (الأنساب 10/379) .(2/298)
الْكَرَجِيُّ بِهَمَذَانَ- وَكَانَ غَيْرَ مُوَثَّقٍ عِنْدَهُمْ- قَالَ: حَدَّثَنَا أَسِيدُ بْنُ عاصم الأصبهانيّ، حدّثنا عمرو بن حكام، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «تسحروا فإن في السحور بركة [1] »
. تفرد به أسيد عن عمرو بن حكام عن شعبة.
سمعت البرقاني ذكر هذا الكرجي في موضع آخر فقال: لم يكن ثبتا.
حرف الخاء من آباء المحمّدين
794- محمد بن خازم، أبو معاوية التميمي السعدي، مولى سعد بن زيد مناة [2] :
من أهل الكوفة. وكان ضريرا، يقال إنه عمي وهو ابن أربع، وقيل: ثمان سنين، وقدم بغداد، وحدث بها عن: سليمان الأعمش وَهشام بْن عروة، وَعبيد اللَّه بْن عُمَر ابن حفص وإسماعيل بن أبي خالد، وَأبي إسحاق الشيباني، وَليث بْن أَبِي سليم.
رَوَى عَنْهُ: أَحْمَد بْن حَنْبَل، ويحيى بْن معين، وأبو خيثمة زهير بن حرب، ويعقوب ابن إبراهيم الدورقي؛ وخلف بن سالم؛ ويوسف بن موسى، وَالحسن بْن مُحَمَّد الزعفراني، وَالحسن بْن عرفة، وسعدان بن نصر؛ فيمن لا يحصى.
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح البخاري 3/38، 78. وصحيح مسلم، كتاب الصيام 45. وفتح الباري 4/139.
[2] 794- هذه الترجمة برقم 2735 في المطبوعة.
انظر: تهذيب الكمال 5173 (25/123) . وطبقات ابن سعد: 6/392، وتاريخ الدوري:
2/512، وتاريخ الدارمي، التراجم 49، 59، 678، وابن محرز، التراجم 385، 874، 921، 925، وابن طهمان، الترجمة 49، وتاريخ خليفة: 466، وطبقاته: 170، وعلل ابن المديني:
74، 77، وعلل أحمد: 1/119. 194، 121، 147، 386، 387، و 2/29، 63، وتاريخ البخاري الكبير: 1/الترجمة 191، وثقات العجلي، الورقة 47، وأبو زرعة الرازي: وسؤالات الآجري لأبي داود: 3/147، 160، وتاريخ أبي زرعة الدمشقي: 302، 303، وتاريخ واسط:
40، 211، والكنى للدولابي: 2/117، والجرح والتعديل: 7/الترجمة 1360، وثقات ابن حبان: 7/441، وسنن الدارقطني: 1/172، وثقات ابن شاهين، الترجمة 1273، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه، الورقة 155، ورجال البخاري للباجي: 2/631، والجمع لابن القيسراني:
2/437، وأنساب السمعاني: 8/152، والكامل في التاريخ: 6/251، وسير أعلام النبلاء:
9/73، وتاريخ الإسلام، الورقة 298، (أيا صوفيا 3006) ، والكاشف: 3/الترجمة 4885، وتذهيب التهذيب: 3/الورقة 200، وميزان الاعتدال: 3/الترجمة 7466 و 4/10618، وجامع التحصيل، الترجمة 678 وشرح علل الترمذي لابن رجب: 206، 458، نهاية السول، الورقة 323، وتهذيب التهذيب: 9/137- 139، والتقريب: 2/157، وخلاصة الخزرجي:
2/الترجمة 6174. والمنتظم، لابن الجوزي 10/21.(2/299)
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى البزاز- فيما أذن أن نرويه عَنْهُ- حَدَّثَنَا قاسم بن سعيد بن مسيب بن شريك قَالَ: رأيت أبا معاوية محمد بن خازم يحدث الناس ببغداد.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدثنا حنبل بن إسحاق قال: حدثني أبو عبد الله قَالَ.
وأخبرنا الحسين بن علي الصّيمريّ، حدّثنا عليّ بن الحسين الرّازيّ، حدّثنا محمّد ابن الحسين الزعفراني، حَدَّثَنَا أحمد بن زهير، قَالَ: سمعت يحيى بن معين، وأحمد ابن حنبل يقولان: ولد أبو معاوية سنة ثلاث عشرة ومائة.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سمعت أبا داود يقول: عمي أبو معاوية وله أربع سنين، قَالَ: فأقاموا علي مأتما.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، حدّثنا جعفر بن محمّد بن نصير الخالدي- إملاء- حدّثنا الحسين ابن مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُصْعَبٍ الْكُوفِيُّ- بِالْكُوفَةِ- قال: حدّثني جعفر بن محمّد ابن الهذيل، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ الصِّينِيُّ، قَالَ سَمِعْتُ أَبَا مُعَاوِيَةَ يَقُولُ: حَجَجْتُ مَعَ جَدِّي اَبي أُمِّي وَأَنَا غُلامٌ، فَرَآنِي أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ لِجَدِّي: مَا يَكُونُ هَذَا الْغُلامُ مِنْكَ؟ قَالَ:
ابْنِي. قَالَ: لَيْسَ بِابْنِكَ قَالَ: ابْنُ ابْنَتِي. قَالَ: ابْنُ ابْنَتِكَ وليكونن له شأن، وليطأن برجليه هاتين بساط الْمُلُوكِ. قَالَ: فَلَمَّا قَدِمَ الرَّشِيدُ بَعَثَ إِلَيَّ، فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَيْهِ ذَكَرْتُ حَدِيثَ الأَعْرَابِيِّ، فَأَقْبَلْتُ أَلْتَمِسُ بِرِجْلِي الْبِسَاطَ. قَالَ: يَا أَبَا مُعَاوِيَةَ لم تلتمس؟ قُلْتُ:
يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، حَجَجْتُ مَعَ جَدِّي، وَحَدَّثْتُهُ بِالْحَدِيثِ فَأُعْجِبَ بِهِ. قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ:
وَحَرَّكَنِي شَيْءٌ فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَحْتَاجُ إِلَى مَوْضِعِ الْخَلاءِ، فَقَالَ لِلأَمِينِ وَالْمَأْمُونِ خُذَا بِيَدِ عَمِّكُمَا فَأَرِيَاهُ الْمَوْضِعَ، فَأَخَذَا بِيَدِي فَأَدْخَلانِي إلى الموضع، فشممت مِنْهُ رَائِحَةً طَيِّبَةً. فَقَالا: يَا أَبَا مُعَاوِيَةَ، هَذَا الْمَوْضِعُ فَشَأْنَكَ. فَقَضَيْتُ حَاجَتِي فحدثته أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ لَهُمْ نَبْزٌ يُقَالُ لَهُمُ الرَّافِضَةُ، مَنْ لَقِيَهُمْ فَلْيَقْتُلْهُمْ فَإِنَّهُمْ مُشْرِكُونَ [1] »
. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الفضل القطان، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن
__________
[1] انظر الحديث في: كنز العمال 31637. وتنزيه الشريعة 2/59، 224. والعلل المتناهية 1/160. وحلية الأولياء 4/95.(2/300)
درستويه، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: سمعت عَلِيَّ بن المديني يقول: قال محمّد ابن خَازِمٍ: كُنْتُ أَقْرَأُ حَدِيثَ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ هَارُونَ، فكلما قُلْتُ: قال رسول الله، قَالَ: صَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِي وَمَوْلايَ، حَتَّى ذَكَرْتُ حَدِيثَ «الْتَقَى آدَمُ وَمُوسَى» ، فَقَالَ عَمُّهُ: وَسَمَّاهُ عَلَيَّ- فَذَهَبَ عَلَيَّ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَيْنَ الْتَقَيَا؟ قَالَ: فَغَضِبَ هَارُونُ، وَقَالَ: مَنْ طَرَحَ إِلَيْكَ هَذَا وَأَمَرَ بِهِ؟ قَالَ: فَحُبِسَ وَوَكَّلَ بِي مِنْ حَشَمِهِ مَنْ أَدْخَلَنِي إِلَيْهِ فِي مَحْبَسِهِ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، وَاللَّهِ مَا هُوَ إِلا شَيْءٌ خَطَرَ بِبَالِي، وَحَلَفَ لِي بِالْعِتْقِ وَصَدَقَةِ الْمَالِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ مُغَلَّظَاتِ الأَيْمَانِ مَا سَمِعْتُ مِنْ أَحَدٍ، وَلا جَرَى بيني وبين أحد في هذا الكلام، وَمَا هُوَ إِلا شَيْءٌ خَطَرَ بِبَالِي لَمْ يجر بيني وبين أَحَدٌ فِيهِ كَلامٌ، قَالَ: فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ كَلَّمْتُهُ قَالَ:
لِيَدُلَّنِي عَلَى مَنْ طَرَحَ إِلَيْهِ هَذَا الْكَلامُ. فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَدْ حَلَفَ بِالْعِتْقِ ومغلظات الأيمان أنه إنما هو شَيْءٌ خَطَرَ بِبَالِي لَمْ يَجْرِ بَيْنِي وَبَيْنَ أَحَدٍ فِيهِ كَلامٌ. قَالَ:
فَأَمَرَ بِهِ فَأُطْلِقَ مِنَ الْحَبْسِ وَقَالَ لِي: يَا مُحَمَّدُ، وَيْحَكَ إِنَّمَا تَوَهَّمْتَ أَنَّهُ طَرَح إِلَيْهِ بَعْضُ الْمُلْحِدِينَ هَذَا الْكَلامُ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ فَيَدُلُّنِي عَلَيْهِمْ فَأَسْتَبِيحَهُمْ، وَإِلا فَأَنَا عَلَى يَقِينٍ أَنَّ الْقُرَشِيَّ لا يَتَزَنْدَقُ. قال هذا ونَحْوَهُ مِنَ الْكَلامِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَر الحسن بْن عثمان بْن أحمد الواعظ، أَخْبَرَنَا جعفر بن محمد بن أحمد الواسطي، حَدَّثَنَا أَبُو الطَّيِّبِ النُّعْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَاضِي، أخبرنا أحمد بن زكريّا ابن سفيان قَالَ: سمعت أصحابنا يقولون: قَالَ أبو معاوية: دخلت على هارون- يعني أمير المؤمنين- فقال لي: يا أبا معاوية: هممت أنه من ثبت خلافة علي فعلت به وفعلت به؟ فسكت. فقال لي: تكلم. قَالَ: قلت: إن أذنت لي تكلمت. قَالَ: تكلم، فقلت: يا أمير المؤمنين قالت تيم: منا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسلم، وقالت عدي: منا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقالت بنو أمية: منا خليفة الخلفاء، فأين حظكم يا بني هاشم من الخلافة؟ والله ما حظكم فيها إلا ابن أبي طالب. فقال: والله يا أبا معاوية لا يبلغني أن أحدا لم يثبت خلافة علي إلا فعلت به كذا وكذا.
أَخْبَرَنَا أبو القاسم الأزهري، أخبرنا عمر بن بن أحمد الواعظ، حدّثنا عبد الله بن محمّد، حَدَّثَنَا محمود بن غيلان قَالَ: قَالَ أبو نعيم: سمعت الأعمش يقول لأبي(2/301)
معاوية: أما أنت فقد ربطت رأس كيسك. وَقَالَ محمود: سمعت شبابة يقول: جاء أبو معاوية حتى جلس في مجلس شعبة، فرفع رأسه فقال: من هذا انظروا؟ فإذا هو أبو معاوية فقال: يا أبا معاوية، سمعت حديث كذا وكذا من الأعمش؟ قَالَ نعم. قَالَ شعبة: هذا صاحب الأعمش فاعرفوه.
أَخْبَرَنَا أبو بكر البرقاني، حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَمِيرَوَيْهِ الْهَرَوِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَينُ بْنُ إدريس قَالَ: سمعت ابن عمار يقول: قَالَ أبو معاوية: كان أهل خراسان يجيئون فيسمعون من شعبة فيحدثهم عن الأعمش، قَالَ: فكان شعبة لا يحدثهم حتى يقعدني معه فيقول: يا أبا معاوية، أليس هو كذا وكذا؟ فإذا قلت نعم حدّثهم. فقال ابن عمّار: يراد من هذا أن معاوية كان أثبت فيه من شعبة.
كَتَبَ إِلَيَّ أَبو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعِيدٍ الحوفي- من مصر- وحدّثني عليّ ابن الحسن بن عمر القرشي- بِصُورَ عَنْهُ- قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ رَشِيقٍ العسكريّ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن زريق قَالَ: سئل أحمد بن الحسن السكري الحافظ- وأنا جالس- من أحب إليك في أصحاب الأعمش؟ قَالَ: أبو معاوية أعرف به، وبعده الثوري، وبعده شعبة، والباقون بعد.
أَخْبَرَنِي الأزهري، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حدّثنا جدي، حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن داود الحداني قَالَ: سمعتُ أبا معاوية الضرير يقول: البصراء كانوا علي عيالا عند الأعمش.
قرأت على محمد بن الحسين الأزرق، عَنْ دعلج بْن أَحْمَد قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن عليّ الأبّار، حَدَّثَنَا داود بن حماد قَالَ: سمعت أبا معاوية- وقيل له إن حفص بن غياث يخالفك في بعض الحديث- فقال: لو أخبر حفص بأنا نخالفه لرجع إلى قولنا، لقد رأيتهم كلهم يجيئون إلى بابي هذا فأملي عليهم ما سمعوا من الأعمش.
كَتَبَ إِلَيْنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ يذكر أن أبا ميمون البجليّ أخبرهم حَدَّثَنَا أَبُو زرعة عَبْد الرَّحْمَن بْن عمرو قَالَ: سمعت أبا نعيم يقول: لزم أبو معاوية الأعمش عشرين سنة [1] .
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن محمّد، أخبرنا محمّد بن أحمد بن الحسن، حدّثنا
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/131. وتاريخ أبي زرعة 303.(2/302)
عبد اللَّه بْن أَحْمَد قَالَ: سمعت أبي يقول: كان معاوية إذا سئل عن أحاديث الأعمش يقول: قد صار حديث الأعمش في فمي علقما أو هو أمر من العلقم، لكثرة ما يردد عليه حديث الأعمش [1] .
أَخْبَرَنِي الحسن بن محمّد الخلّال حَدَّثَنَا أحمد بن إبراهيم البزاز قَالَ: قرئ على الْحُسَيْن بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُفَيْر الأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أبو جعفر أحمد بن سنان قَالَ:
سمعت أبا معاوية يقول: كم تسألوني عن الأعمش، سلوني عن حديث عبيد الله، أرأيتم لو قيل لأحدكم اقرإ الحمد، فجاء آخر فقال: اقرإ الحمد. فقرأ، ثم جاء آخر فقال: اقرإ الحمد، أليس كان يتبرم؟ الأعمش الأعمش الأعمش؟.
أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد العتيقي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أَخْبَرَنَا أَبُو أَيُّوب سُلَيْمَان بْن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن الخليل الجلاب قَالَ: سمعت إِبْرَاهِيم الحربي يقول:
قَالَ لي الوكيعي: ما أدركنا أحدا كان أعلم بأحاديث الأعمش من أبي معاوية.
أَخْبَرَنَا أَبُو الفتح منصور بْن ربيعة الزُّهْرِيّ الخطيب- بالدينور- حَدَّثَنَا علي بن أحمد بن علي بن راشد، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن يَحْيَى بْن الجارود قَالَ: قال عليّ بن المديني: كتبنا عن أبي معاوية الأعمش، ألفا وخمسمائة حديث، وكان عند جرير ألف ومائتا حديث عن الأعمش، وكان عند الأعمش ما لم يكن عند أبي معاوية أربعمائة ونيف وخمسون حديثا [2] .
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن، حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: سمعت أبي ذكر أبا معاوية الضرير فقال: كان والله حافظا للقرآن.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدّثنا أبي، حدّثنا الحسين بن صدقة، حدّثنا ابن أبي خيثمة، حَدَّثَنَا يحيى بن معين قَالَ قَالَ لنا وكيع: من تلزمون؟ قال قلنا: نلزم معاوية، قَالَ: أما إنه كان يعد علينا في حياة الأعمش ألفا وسبعمائة. فقلت لأبي معاوية: إن وكيعا قَالَ كذا وكذا. فقال: صدق، ولكني مرضت مرضة فأنسيت أربعمائة [3] .
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/128.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/130.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/130.(2/303)
أخبرنا محمد بن عبد الواحد أخبرنا محمد بن العبّاس، حدّثنا أحمد بن سعيد السوسي، حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سمعت يحيى يقول قَالَ: أبو معاوية الضرير:
حفظت من الأعمش ألفا وستمائة فمرضت مرضة فذهب عني منها أربعمائة، فكان عند أبي معاوية ألف ومائتان. قَالَ يحيى: وكان عند وكيع عن الأعمش ثمانمائة.
قلت ليحيى: كان أبو معاوية أحسنهم حديثا عن الأعمش؟ قَالَ: كانت الأحاديث الكبار العالية عنده [1] .
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن خلف العكبري. أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بن شجاع البخاريّ، أخبرنا خلف بن محمّد الخيام، حَدَّثَنَا سهل بن شاذويه قَالَ: سمعت علي بن خشرم يقول: وماشيت وكيعا إلى الجمعة فقال لي: يا علي إلى من تختلف؟ فقلت: إلى فلان وفلان وإلى أبي معاوية الضرير.
قَالَ: فقال وكيع: اختلف إليه فإنك إن تركته ذهب علم الأخفش على أنه مرجئ، فقلت: يا أبا سفيان، دعاني إلى الإرجاء فأبيت عليه. فقال لي وكيع: هلا قلت له كما قَالَ له الأعمش: لا تفلح أنت ولا أصحابك المرجئة؟
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدّثنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا عَبْد الله بْن جَابِر، حَدَّثَنَا جَعْفَر بْن نوح قَالَ: سمعت محمد بن عثمان- كذا قَالَ لنا أبو نعيم- وليس بمحمّد ابن عثمان وإنما هو محمّد بن عيسى بن الطباع- يقول: قال ابن البادش: أبو معاوية مرجئ كبير.
أَخْبَرَنَا حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق، حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي- بأطرابلس الغرب- حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله بن صالح العجليّ، حَدَّثَنِي أبي قَالَ: أبو معاوية الضرير محمد بن خازم الحماني كوفي ثقة، وكان يرى الإرجاء، كان لين القول- يعني فيه- وسمع من الأعمش ألفي حديث، فمرض فنسي منها ستمائة حديث.
أخبرنا أبو بكر البرقانيّ، أخبرنا أحمد بن حمدويه الهرويّ، أخبرنا الحسن بْن إدريس الأنصاري قَالَ: قَالَ ابْن عمار: سمعت أبا معاوية الضرير يقول: كل حديث أقول فيه حَدَّثَنَا فهو ما حفظته من فيّ المحدث، وما قلت: وذكر فلان، فهو ما لم أحفظ من فيه، وقرئ علي من كتاب، فعرفته فحفظته مما قرئ علي.
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/130.(2/304)
أَخْبَرَنِي عبد الباقي بن عبد الكريم المؤدب قَالَ: قرأنا على الْحُسَيْن بن هارون الضبي، عن أَبِي العباس بن سعيد قَالَ: حَدَّثَنِي عبد اللَّه بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن قتيبة قَالَ:
سمعت ابن نمير يقول: كان أبو معاوية لا يضبط شيئا من حديثه ضبطه لحديث الأعمش، كان يضطرب في غيره اضطرابا شديدا.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسين، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: قَالَ لي: أبو معاوية في غير حديث الأعمش مضطرب لا يحفظها حفظا جيدا.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حَدَّثَنَا أَبُو عبيد مُحَمَّد بْن علي قَالَ: قَالَ أبو داود: أبو معاوية إذا جاز حديث الأعمش كثر خطؤه، يخطئ على هشام بن عروة، وعليّ بن إسماعيل، وعلى عبد الله بن عمر.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العبّاس، حدّثنا ابن مرابا حَدَّثَنَا عباس، قَالَ: سمعت يحيى يقول: روى أبو معاوية عن عبيد الله بن عمر أحاديث مناكير. قَالَ يحيى: وروى أبو معاوية عن سهيل حديثا لم يروه غيره: كنا نعد زمن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن طلحة بْن مُحَمَّد الْمُقْرِئ أخبرنا محمّد بن إبراهيم الطرطوسي، أخبرنا محمّد بن محمّد بن داود الكردي قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قَالَ: أبو معاوية الضرير صدوق وهو في الأعمش ثقة، وفي غير الأعمش فيه اضطراب.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الأشناني قَالَ: سمعت أَحْمَد بن محمد بن عبدوس الطرائفي، يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يَقُولُ: سألتُ يَحْيَى بْن معين قلت: فأبو معاوية أحب إليك من وكيع؟ فقال: أبو معاوية أعلم به- يعني الأعمش.
أخبرنا هبة الله بن الحسن الطّبريّ، أخبرنا أحمد بن عبيد، حدّثنا محمّد بن الحسين، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن زهير قَالَ: قيل ليحيى بن معين: أيما أحب إليك في الأعمش، عيسى بن يونس، أو حفص بن غياث، أو أبو معاوية.
أَخْبَرَنَا إبراهيم بن محمد بن سليمان المؤدب- بأصبهان- أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا سلامة بن محمود القيسي- بعسقلان- حَدَّثَنَا أيوب بن إسحاق بن(2/305)
سافري قَالَ: سألت أحمد ويحيى عن أبي معاوية وجرير قالا: أبو معاوية أحب إلينا- يعنيان في الأعمش.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العبّاس، أخبرنا ابن مرابا، حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو معاوية أثبت من جرير في الأعمش.
أخبرنا البرقانيّ، أخبرنا ابن خميرويه، حدّثنا الحسين بن إدريس قال: سألت بن عمار عن علي بن مسهر وأبي معاوية أيهما أكثر في الأعمش؟ قالا: أبو معاوية.
أخبرني الأزهري، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ابن شيبة، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: محمد بن خازم الضرير مولى لبني عمرو بن سعد بن زيد مناة بن تميم رهط سعير بن الخمس، وكان من الثقات وربما دلس، وكان يرى الإرجاء، فيقال: إن وكيعا لم يحضر جنازته لذلك.
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا جعفر بن محمّد الخالدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد ابْن عَبْد اللَّه بْن سُلَيْمَان الحضرمي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عبد اللَّه بْن نمير قَالَ: مات أبو معاوية سنة أربع وتسعين ومائة.
أخبرنا ابن الفضل القطّان، أخبرنا دَعْلَجِ بْنِ أَحْمَدَ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأبّار، حدّثنا سلم بن جنادة أبو السائب.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدّل، أخبرنا عُثْمَان بْن أَحْمَدَ الدَّقَّاق، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أحمد بن البراء.
أخبرني الحسن بن عليّ لجوهري، أخبرنا محمّد بن المظفر، أخبرنا محمّد بن محمّد سليمان قالا: قال عليّ بن المديني.
وأخبرني الحسين بن عليّ الطناجيريّ، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدّثنا محمّد ابن سليمان الباهلي قَالَ: سمعت مُحَمَّد بن الحجاج يقول: توفي أبو معاوية. وفي حديث أبي السائب وعلي: مات أبو معاوية سنة خمس وتسعين ومائة.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أخبرنا إبراهيم بن محمّد الكندي، حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّد بْن المثنى قَالَ: ومات أبو معاوية ومحمد بن الفضيل سنة خمس وتسعين ومائة في شهر واحد.(2/306)
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا ابن درستويه، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حدّثنا محمّد ابن فضيل قَالَ: مات أبو معاوية الضرير سنة خمس وتسعين ومائة في آخر صفر أو في أول شهر ربيع. وولد أبو معاوية سنة ثلاث عشرة ومائة.
ذكر من اسمه محمّد واسم أبيه خاقان وخالد
795- محمد بن خاقان بن موسى بن صبيح بن مرزوق [1] :
مروزي الأصل. وهو عم عُبَيْد اللَّهِ بْن يَحْيَى بْن خاقان الوزير. حكى عن عبد الله ابن المبارك. روى عنه: أخوه أحمد بن خاقان.
أخبرنا عليّ بن طلحة المقرئ، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا أبو مزاحم الخاقاني، حَدَّثَنِي أبو زكريا يحيى بن زكريا المعروف بالسني، حَدَّثَنِي أبو الحسن أحمد بن خاقان بن موسى قَالَ: سمعت أخي محمد بن خاقان يقول: شيعنا ابن المبارك في آخر خرجة خرج فقلنا له: أوصنا. فقال: لا تتخذوا الرأي إماما.
796- مُحَمَّد بْن خالد بْن يزيد بْن غزوان، أبو عبد الله البراثي. والد أبي العباس [2] :
كان من أهل الدين والفضل، والجلالة والنبل، ذا حال من الدنيا حسنة، معروفا بالبر واصطناع الخير، وكان صديقا لبشر بن الحارث يأنس إليه في أموره.
فأخبرني أبو القاسم الأزهري، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، حَدَّثَنَا أبو مُحَمَّد الزهري قَالَ: سمعت إِبْرَاهِيم الحربي يقول مالك؟ يقع على واحد شيء من السماء؟
ولكن كان لبشر صديق.
قَالَ أبو محمد الزهري: كان أبو عبد الله البرائي صديقا لبشر وكان يجهز إلى الثغر، وكان موسرا.
قَالَ الزهري: كأن إبراهيم الحربي أومأ إلى أن بشرا كان يأنس بأبي عبد الله البراثي ويقبل منه الصلة ونحوها.
__________
[1] 795- هذه الترجمة برقم 2737 في المطبوعة.
[2] 796- هذه الترجمة برقم 2730 في المطبوعة. انظر: المنتظم، لابن الجوزي 11/263 والأنساب للسمعاني 2/118.(2/307)
قلت: وقد أثبت البراثي الحديث عَنْ هشيم بْن بشير، وَسفيان بْن عيينة. وروى عنه ابنه أبو العباس.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ البرقانيّ، أخبرنا بشر بن أحمد الأسفراييني، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَرَاثِيُّ، حَدَّثَنِي أَبي مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ غَزْوَانَ المروزيّ المعروف بأبي عبد الله البراثي، حَدَّثَنَا هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ أَبُو مُعَاوِيَةَ السُّلَمِيُّ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ حَدِيدٍ، عَنْ صَخْرٍ الْغَامِدِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا [1] »
. قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا بَعَثَ سَرِيَّةً أَوْ جَيْشًا بَعَثَهُمْ أَوَّلَ النَّهَارِ، فَأَثْرَى وَكَثُرَ مَالُهُ، أَوْ أَثْرَى وَحَسُنَ حَالُهُ، هَكَذَا قَالَ. وَإِنَّمَا هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ غَزْوَانَ.
797- محمد بن خالد بن يَزِيد، أَبُو بَكْر الآجري [2] :
سمع أَبَا نعيم الفضل بن دكين، وسعيد بن داود الزبيري؛ وسريج بن النعمان، وعفان بن مسلم، وخلف بن سالم، وعبد الرحمن بن صالح. رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَمْرو ابْن السماك، وَأَبُو سهل بن زياد، وأبو بكر الشافعي وكان ثقة. وربما سماه الشافعي أحمد بن خالد؛ وكذلك سماه أبو الحسين المنادي. ونحن نعيد ذكره في باب أحمد إن شاء الله.
798- محمد بن خالد، الآجري [3] :
شيخ آخر، يحكي عنه جعفر بن محمّد الخالدي كثيرا؛ وكان عبدا صالحا متصوفا.
أخبرني أبو نعيم الحافظ، أخبرنا جعفر الخالدي- في كتابه إلي- قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن خالد الآجري قَالَ: كنت أعمل الآجر، فبينما أنا أمشي بين أشراج الآجر المضروبة، إذ سمعت شرجا يقول لشرج: عليك السلام؛ الليلة أدخل النار. قَالَ:
فنهيت الأجراء أن يطرحوها في النار؛ وصارت الكتل باقية على حالها وما عملت- يعني طبخ الآجر- بعد ذلك [4] .
__________
[1] سبق تخريجه، راجع الفهرس.
[2] 797- هذه الترجمة برقم 2731 في المطبوعة. انظر: الأنساب، للسمعاني 1/94.
[3] 798- هذه الترجمة برقم 2732 في المطبوعة. انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/164.
[4] انظر الخبر في: المنتظم 13/164، 165.(2/308)
ذكر من اسمه محمّد واسم أبيه خشنام وخشيش
799- محمد بن خشنام، أَبُو عَبْد اللَّه الأصبهاني [1] :
قدم بغداد، وَحَدَّثَ بها عن: يوسف بن عدي، وسعيد بن عفير، وإبراهيم بن محمد الشافعي. روى عنه: محمد بن مخلد الدوري.
800- محمد بن خشيش، أبو بكر، يعرف بأبي خشة [2] :
سَمع يَحْيَى بْن معين. رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّد بْن مخلد.
أَخْبَرَنَا الأَزْهَرِيُّ، أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ، حدّثنا محمّد بن مخلد، حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبي خشة قَالَ: سمعت يحيى- يعني ابن معين- يقول: عليّ الحناط كان كوفيا وانتقل إلى المدينة وكان خياطا، ترك ذاك وصار حناطا، ثم ترك ذاك وصار يبيع الخبط.
قرأت في كتاب ابن مخلد: سنة أربع وسبعين ومائتين فيها مات أبو بكر محمد بن أبي خشة في صفر.
801- محمد بن أبي الخصيب، الأنطاكي [3] :
سمع مالك بن أنس، وعبد الله بن لهيعة وعبد الجبّار بن الورد. روى عنه: عبّاس ابن محمد الدوري، وإبراهيم بن إسحاق الحربي، وأحمد بن زكريا الجوهري، ومحمد بن يوسف الصابوني، ومحمد بن غالب التمتام، وكان ثقة. قدم بغداد وبها كانت وفاته.
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ موسى بن الفضل بن شاذان الصّيرفيّ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدّثنا العبّاس بن محمّد الدوري، حدّثنا محمّد بن أبي الخصيب الأنطاكيّ، حدّثنا ابن لهيعة، حَدَّثَنِي بُكَيْرُ بْنُ الأَشَجِّ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ:
قلت لعبد الله بن عمر: ما كان أَكْثَرَ مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الرخص؟ قَالَ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنِّي لأَرْجُو أَنْ لا يَمُوتَ أَحَدٌ يَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مُخْلِصًا مِنْ قَلْبِهِ فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ [4] » .
__________
[1] 799- هذه الترجمة برقم 2741 في المطبوعة.
[2] 800- هذه الترجمة برقم 2739 في المطبوعة.
[3] 801- هذه الترجمة برقم 2736 في المطبوعة.
انظر: المنتظم، لابن الجوزي 11/39.
[4] انظر الحديث الحديث في: ميزان الاعتدال 4530 وكنز العمال 153، 154.(2/309)
أخبرنا عليّ بن محمّد السّمسار، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار، حَدَّثَنَا ابن قانع: أن محمد بن أبي الخصيب الأنطاكي مات سنة ثمان عشرة ومائتين ببغداد.
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه الخضر
802- محمد بن الخضر، أبو علي الوراق [1] :
حدث عن عبد الله الخياط صاحب بِشْرِ بْن الْحَارِثِ. رَوَىْ عَنْهُ: مُحَمَّد بْن مخلد، وذكر أنه سمع منه عند أبي بكر المروذي.
أخبرنا أبو الْحَسَن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى بْنِ هَارُونَ بْنِ الصَّلْتِ الأهوازيّ، حدّثنا محمّد بن مخلد، حَدَّثَنَا أبو علي محمد بن الخضر الوراق قال:
حدّثني عبيد الله- هو الخياط- قَالَ: سمعت بشر بن الحارث يقول: من اشتهى أن يأكل الخبز بالملح فليس بجائع.
803- محمد بن الخضر بن زكريا بن عثمان بن سختان بن أبي خزام. ويقال: ابن خزام، أبو بكر المقرئ [2] :
سمع الحسين بن مُحَمَّدِ بْنِ عفير، وَعَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد البغوي، ومُحَمَّد بْن عبد الله ابن ثابت الأشناذي، ومحمد بن هارون بن المجدر، وأَحْمَد بن مُحَمَّد بن أبي شيبة، وأَحْمَد بن عيسى بن السكن البلدي. حَدَّثَنَا عنه: أبو الحسن مُحَمَّد بن أَحْمَد بن عمر الصابوني، وأبو علي بن دوما النعالي، والقاضيان أَبُو العلاء الواسطي، وَأَبُو الْقَاسِم التنوخي، وكان ثقة.
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه الخطّاب
804- محمد بن الخطاب، أبو الخطاب الخطابي العدوي، مولى آل عمر بن الخطاب [3] :
حَدَّث عَنْ: أَبِي نُعَيْم الْفَضْل بْن دُكين. روى عنه: عبد الباقي بن قانع.
__________
[1] 802- هذه الترجمة برقم 2733 في المطبوعة.
[2] 803- هذه الترجمة برقم 2734 في المطبوعة.
[3] 804- هذه الترجمة برقم 2742 في المطبوعة.(2/310)
أنبأنا أحمد بن عليّ اليزدي، أخبرنا أبو أحمد قَالَ: أبو الخطاب محمد بن الخطاب العدوي مولى عمر بن الخطاب سكن بغداد.
أَخْبَرَنَا السّمسار أَخْبَرَنَا الصفار، حَدَّثَنَا ابن قانع: أن محمد بن الخطاب الخطّابي توفي سنة أربع وثمانين ومائتين.
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه خلف
805- مُحَمَّد بْن خلف بْن حَيَّان بْن صدقة بن زياد، أبو بكر الضبي القاضي، المعروف بوكيع [1] :
كان عالما فاضلا عارفا بالسير وأيام الناس وأخبارهم، وله مصنفات كثيرة منها:
كتاب «الطريق» ، وكتاب «الشريف» ، وكتاب «عدد آي القرآن» والاختلاف فيه.
بلغني أن أبا بكر بن مجاهد سئل أن يصنف كتابا في العدد. فقال: قد كفانا ذاك وكيع. وكتب أخر سوى ذلك، وكان حسن الأخبار. حدث عن الزبير بن بكار، وأبو حذافة السهمي، ومحمد بن الوليد البشري، والحسن بن عرفة، والعلاء بن سالم، وعلي بن مسلم الطوسي، ومحمد بن عبد الله المخرّميّ، وعليّ بن شعيب، والحسن ابن محمد الزعفراني، ومحمد بن عبد الرحمن الصيرفي، وعلي ومحمد ابني إشكاب، والعباس بن أبي طالب، ومحمد بن عثمان بن كرامة، وخلق كثير من أمثالهم. وكان يسكن بالجانب الشرقي في درب أم حكيم.
روى عَنْهُ: أَحْمَد بْن كامل الْقَاضِي، وأبو عليّ بن الصواف، وأبو طالب بن البهلول، ومحمد بْن عُمَر بْن الجعابي، وعلي بْن محمد بن لؤلؤ، وموسى بن جعفر ابن عرفة السمسار، وأبو جعفر بن المتيم، ومحمد بن المظفر، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا عَبْد الكريم بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد المحاملي، أَخْبَرَنَا علي بْن عُمَر الحافظ قَالَ: أَبُو بكر مُحَمَّد بْن خلف بْن حَيَّان بْن صدقة بن زياد البغدادي المعروف بوكيع
__________
[1] 805- هذه الترجمة برقم 2726 في المطبوعة.
انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/186، والبداية والنهاية 11/130. وغاية النهاية 2/137.
والوافي بالوفيات 3/43. والأعلام 6/114، 115، والإكمال 2/319. والأنساب للسمعاني 8/146 وفيه: «بن جيان بالجيم» علي خلاف جميع المصادر.(2/311)
القاضي الضبي، كان فاضلا، نبيلا، فصيحا، من أهل القرآن والفقه والنحو، وله تصانيف كثيرة في أخبار القضاة، وفي عدد آي القرآن، وكتاب «الشريف» ، و «الرمي والنضال» ، و «المكاييل والموازين» وغير ذلك.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مَخْلَدٍ الْوَرَّاقُ، أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد بن عمران، قَالَ:
أنشدنا أبو بكر محمد بن علي كاتب صافي قَالَ: أنشدنا وكيع محمد بن خلف لنفسه:
إذا ما غدت طلابة العلم تبتغي ... من العلم يوما ما يخلد في الكتب
عدوت بتشمير وجد عليهم ... ومحبرتي أذني ودفترها قلبي
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابْن المنادي وأَنَا أسمع، قَالَ: أَبُو بَكْر المعروف بوكيع حمل أقل الناس عنه نزرا من الحديث وشيئا من تصانيفه للين شهر به.
قرأت على الحسن بن أبي بكر، عن أحمد بن كامل قَالَ: مات محمد بن خلف ابن حيان بن صدقة أبو بكر وكيع في يوم الأحد لست بقين من شهر ربيع الأول سنة ست وثلاثمائة. وكان يتقلد على كور الأهواز كلها.
806- محمد بن خلف بن عبد السلام، أبو عبد الله الأعور، يعرف بالمروزي لأنه كان يسكن محلة المراوزة [1] :
حدث عَن: يحيى بْن هاشم السمسار، وعاصم بن علي، وعلي بن الجعد، وموسى بن إبراهيم المروزي، وأبي بلال الأشعري. روى عنه: أبو عمر بن السماك، ومحمد بْن العباس بْن نجيح، وعبد الصمد بْن عَلِيّ الطستي، وأبو بَكْر الشافعي، في آخرين. وكان صدوقا. وذكره الدَّارَقُطْنِيّ فَقَالَ: لا بأس بِهِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ الْبَزَّازُ، وأَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحِنَّائِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ.
وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أحمد الرزاز، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله بن إبراهيم الشافعي.
وأخبرنا الحسن بن أبي بكر، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ نَجِيحٍ قَالُوا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ الْمَرْوَزِيُّ. قَالَ الشَّافِعِيُّ: الأعور. وقال ابن نَجِيحٍ: أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، ثُمَّ اتَّفَقُوا قَالَ: حدّثنا يحيى بن هاشم، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ بِهِ، فَإِنْ كَانَ لا بُدَّ فَاعِلا
__________
[1] 806- هذه الترجمة برقم 2724 في المطبوعة.(2/312)
فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتِ الْحَيَاةُ خَيْرًا لِي، وتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتِ الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي [1] »
. لَفْظُ عُثْمَانَ والشافعي سواء، ولفظ ابن نَجِيحٍ نَحْوَهُ. هذا غريب من حديث الأعمش عن شعبة. تفرد بروايته عنه يحيى بن هاشم. وتفرد به عن يحيى محمد بن خلف.
وقد قيل: عن سهل بن بحر القناد، وأحمد بن أبي صلاية أيضا عن يحيى بن هاشم.
والمعروف رواية محمد بن خلف، والله أعلم.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد السّمسار، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار، حَدَّثَنَا عبد الباقي بن قانع: أن محمد بن خلف بن عبد السلام مات في سنة إحدى وثمانين ومائتين.
807-[2] محمد بن خلف بن محمد بن سليمان بن أيوب، أبو عبد الله النهرديري، يعرف بالقرتائي [3] :
سكن الصليق وقدم بغداد في سنة إحدى وعشرين وأربعمائة، وأملى في جامع المدينة مجلسا، حدث فيه عن أحمد بن عبيد الله بن القاسم النهرديري، والحسن بن أحمد بن أبي زيد، وأبي شجاع محمد بن فارس البصريين، وغيرهم من أهل البصرة.
كتب عنه أصحابنا ولم أسمع منه شيئا ولا رأيته.
808- مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَيَّانَ- بالجيم- ابن الطيب بن زرعة، أبو بكر الفقيه المقرئ الخلال [4] :
سمع عمر بن أيوب السقطي، وقاسم بن زكريا المطرز، وعبد العزيز بن محمد بن دينار الفارسي، وعلي بْن إِسْحَاق بْن زاطيا، وأحمد بْن سهل الأشناني، وأبا بكر بن المجدر، ومحمد بن يحيى العمي، وحامد بن شعيب البلخيّ، ومحمّد بن باشاذ البصري. وكان ثقة سكن بستان أم جعفر. حَدَّثَنَا عنه أَبُو بَكْرٍ البرقاني، والقاضيان أَبُو العلاء الواسطي، وَأَبُو الْقَاسِم التنوخي، وأبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه.
حدثت عَنْ مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس بْن الفرات قَالَ: تُوُفِّيَ أبو بكر محمد بن خلف بن جيان في ذي الحجة سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة، وكان ثقة.
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الذكر والدعاء باب 4. وسنن الترمذي 970. وسنن أبي داود، كتاب الجنائز باب 13. وفتح الباري 11/150، 13/221.
[2] 807- هذه الترجمة برقم 2729 في المطبوعة. انظر: الأنساب، للسمعاني 10/89.
[3] القرتائي: هذه النسبة إلى قرتا، وظني أنها من قري البحر من عمان (الأنساب 10/89) .
[4] 808- هذه الترجمة برقم 2728 في المطبوعة. انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/287.(2/313)
وكذلك ذكر بن أبي الفوارس إلا أنه قَالَ: توفي يوم الأربعاء الخامس من ذي الحجة.
809- محمد بن خلف بن المرزباني بن بسام، أبو بكر الآجري المحولي [1] :
كان يسكن باب المحول فنسب إليه، وكان أخباريا مصنفا حسن التأليف. حدث عن محمد بن أبي السوي الأزدي، وأحمد بن منصور الرمادي، والزبير بن بكار، وعبد اللَّه بْن أَبِي سعد الوراق، وأحمد بْن أبي خيثمة، وعيسى بن عبد الله الطيالسي، وأبي بكر بن أبي أبي الدنيا، والحارث بن أبي أسامة، ونحوهم. روى عنه: أَبُو بَكْر بْن الأنباري النحوي، وأبو جعفر بن بريه الهاشمي، وأبو الفضل بن المتوكل، وجماعة آخرهم أبو عمر بن حيويه.
أَخْبَرَنَا علي بن أبي علي المعدّل، حَدَّثَنَا محمد بن العباس الخزاز قَالَ: كتب أَبُو بَكْر مُحَمَّد بن خلف بن المرزبان إلى جدي يعاتبه:
أجميل بالمرء يخلف وعدا ... أو يجازي الوصول بالقرب بعدا؟
ما مللناك إذ مللت ولم نن ... فك نزداد مذ عقلناك ودا
فعلام استحق هجرك من لي ... س يرى منك يا ابن حيوة بدا؟
يحفظ العهد حين نقضك للعه ... د ويأتي الذي تحب مجدا
يا أبا بكر بن يحيى نداء ... من أخ لم تزل لديه مفدى
لك مذ دام صرف وجهك أيا ... م طوال أعدها لك عدا
وتناسيت ما سألت وقد أس ... لفت فيما سألت مدحا وحمدا
خاطبا منك دعوة واستماعا ... لفظ من لا نرى له الدهر ندا
فتناهى إلي أمس حديث ... كاد يقضي علي حزنا ووجدا
زعموا أن أحمد الخير ما زا ... ل لديكم يشدو ثلاثا ويشدي
فلماذا جفوتنا بعد وصل ... ونقضت العهود عهدا فعهدا
ألبخل عراك؟ فالبخل قد كا ... ن إلى راحتيك لا يتهدى
أو ملال فليس مثلك من م ... ل أخا لا يحل في الحب عقدا
دائم الود لا يصد ولو جا ... ر عليه خليله وتعدى
فاعطف الوصل نحو من منح الوص ... ل وراجع بالوصل أولى وأجدى
__________
[1] 809- هذه الترجمة برقم 2727 في المطبوعة. انظر المنتظم، لابن الجوزي 13/207.(2/314)
أي شيء أنكى لقلب محب ... حال منه نحس المطالع سعدا؟
أدرك الحاسد الشمات وقد كا ... ن قديما لهجرنا يتصدى
طالما يبتغي القطيعة بالحي ... لة بيني وبينكم ليس يهدى
لو تراه لخلته نال ما أم ... ل يختال لاهيا يقتدى
أنت أعطيته أمانيه جورا ... وزمانا قد كان في ذاك أكدى
فاستمع ما أقول إني وعه ... د الله أهوى استماع أحمد جدا
واقتراحي بعد انبساطي إليه ... تلك هند تصد للهجر صدا
وحدثني أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَر القطيعي قَالَ: سمعت القاضي أبا الحسن الجراحي يذكر.
وأخبرنا علي بن أبي علي، حَدَّثَنَا محمد بن العباس. قالا: مات أَبُو بَكْر مُحَمَّد بن خلف بن المرزبان سنة تسع وثلاثمائة.
810- محمد بن خلف، أبو بكر المقرئ، يعرف بالحدادي [1] :
سمع الحسين بن علي الجعفي، وعبد الله بن نمير الخارقي، وأبا يحيى الحماني، ومعاوية بن هشام، وزيد بن الحباب، ويعقوب الحضرمي، وخلف بن تميم، وعمار بن عبد الجبار. روى عنه: وكيع القاضي، ويحيى بْن مُحَمَّد بْن صاعد، والْقَاضِي أَبُو عَبْد الله المحاملي، وَمُحَمَّد بن مخلد، وحدث عنه أيضا محمد بن إسماعيل البخاري في «صحيحة» .
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهدي، أخبرنا محمّد بن مخلد العطّار، حدّثنا محمّد بن خلف الحدّادي، حدّثنا معاوية بن هشام، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنِ ابْنِ جَارِيَةَ الأَنْصَارِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ أَخَاكُمُ النَّجَاشِيَّ قَدْ مَاتَ فَصَلُّوا عَلَيْهِ [2] » . قال فصفنا صَفَّيْنِ
. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الْفَقِيهُ، أخبرنا أبو الحسن الدّارقطنيّ، أخبرنا القاضي المحامليّ، حَدَّثَنَا محمد بن خلف المقرئ، قَالَ الدارقطني: بغدادي حدادي فاضل.
__________
[1] 810- هذه الترجمة برقم 2723 في المطبوعة. انظر: المنتظم لابن الجوزي 12/169. والأنساب للسمعاني 4/75.
[2] انظر الحديث في: مسند أحمد 4/360، 363، 439. وسنن الترمذي 1039. وسنن ابن ماجة 1535، 1536.(2/315)
حَدَّثَنِي الْحَسَن بْن أَبِي طَالِب، عَن أَبِي الحسن الدارقطني قَالَ: محمد بن خلف المقرئ الحدادي ثقة.
ذكر لنا هبة اللَّه بن الْحَسَن بن منصور الطيري: أن محمد بن خلف الحدادي مات فِي شهر ربيع الأول من سنة إحدى وستين ومائتين.
811- محمد بن خلف، أبو عبد الله، يعرف بابن مزدة [1] :
من شيوخ محمد بن مخلد الدوري. ذكر ابن مخلد في تاريخه أنه توفي سنة تسع وخمسين ومائتين.
812- محمد بن خلف الدوري [2] :
أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الرَّزَّازُ- مِنْ أصل كتابه- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ محمّد بن سهل الإمام، أخبرنا محمّد بن خلف الدوري، حدّثنا عنبس بن إسماعيل- من كتابه- حدّثنا شعيب بن حرب، حَدَّثَنَا سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ:
حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، عَنِ رِبْعِيٍّ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْمَسْجِدَ فَلْيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يَقْعُدَ [3] »
. كذا قَالَ لي الرزاز في هذا الحديث: محمد بن خلف وأخاف أن يكون محمد بن مخلد، فإن ابن مخلد قد روى هذا الحديث عن عنبس، والله أعلم.
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه خليفة، والخليل وخميس
813- محمد بن خليفة بن صدقة، أبو جعفر، يعرف بعنبر [4] :
من أهل دير العاقول، قدم بغداد، وحدث بها عن مسلم بن إبراهيم، وأبي سلمة
__________
[1] 811- هذه الترجمة برقم 2722 في المطبوعة.
[2] 812- هذه الترجمة برقم 2725 في المطبوعة.
[3] انظر الحديث في: صحيح البخاري 1/121. وصحيح مسلم، كتاب صلاة المسافرين 69.
وفتح الباري 1/537.
[4] 813- هذه الترجمة برقم 2740 في المطبوعة. انظر تهذيب الكمال 5196 (25/165) ، وتذهيب التهذيب: 3/الورقة 202، ونهاية السول، الورقة 325، وتهذيب التهذيب: 9/150، والتقريب:
2/159، وخلاصة الخزرجي: 2/الترجمة 6197،. ووقع في التقريب: غندر، وما أظنه أصاب في ذلك، وقيد علي الصواب في التبصير: 3/903. والمنتظم، لابن الجوزي 12/280.(2/316)
التبوذكي، ومحمد بن كثير العبدي، وعبد السلام بن مطهر، وأبي نعيم الفضل بْن دُكين، وَعفان بْن مسلم، وإسماعيل بن أبي إدريس، وسعيد بن منصور. روى عَنْهُ:
مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عتاب، وأحمد بن محمد الضحاك، وأبو سهل بن زياد القطان، ورواياته مستقيمة، ذكره الدارقطني فقال: صدوق.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بن الحسين الأزرق، وحَدَّثَنَا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عَنْبَرٌ مُحَمَّدُ بْنُ خَلِيفَةَ بْنِ صَدَقَةَ، حدّثنا مسلم بن إبراهيم، حدّثنا عقبة بن خالد الشّنّي، حدّثني أبو عمر النَّدَبِيُّ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ فِي جَنَازَةِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، فَسَمِعَ نِسْوَةً يَبْكِينَ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «الْمَيِّتُ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ الْحَيِّ [1] »
. بلغني أن محمد بن خليفة مات بدير العاقول في سنة ست وسبعين ومائتين.
814- محمد بن الخليل، بن عيسى، أبو جعفر المخرمي [2] :
سمع عبيد الله بن موسى، وروح بن عبادة، وحجاج بن محمد، وعبد الصمد بن النعمان، ومحمد بن عبد الله البياضي، ومحمد بن عبيد الطنافسي، وسعيد بن منصور. روى عنه: وكيع القاضي، وعبد الله بن الهيثم الطبني، ومُحَمَّد بن مخلد الدوري، ومُحَمَّد بن جَعْفَر المطيري وحمزة بن القاسم الهاشمي، وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ الْوَاعِظُ مَوْلَى بَنِي هاشم، حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ حَمْزَةُ بْنُ الْقَاسِمِ الْهَاشِمِيُّ، حدّثنا محمّد بن الخليل، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِمْرَانَ البياضي، حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «عَلَى الرَّجُلِ السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ فِيمَا أَحَبَّ وَكَرِهَ، إِلا أَنْ يُؤْمَرَ بِمَعْصِيَةٍ، فَإِذَا أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ فَلا طَاعَةَ لأَحَدٍ فِي مَعْصِيةِ اللَّهِ عَزَّ وجل [3] » .
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح البخاري 2/102. وصحيح مسلم، كتاب الجنائز 17. وسنن النسائي 4/15. وسنن ابن ماجة 1594. والسنن الكبرى للبيهقي 4/71.
[2] 814- هذه الترجمة برقم 2738 في المطبوعة.
انظر: تهذيب الكمال 5198 (168، 25) . وثقات ابن حبان: 9/136، وتذهيب التهذيب:
3/الورقة 202، ونهاية السول، الورقة 325، وتهذيب التهذيب: 9/151- 152، والتقريب:
2/159، وخلاصة الخزرجي: 2/الترجمة 6199. والمنتظم، لابن الجوزي 12/227.
[3] انظر الحديث بلفظ: «لا طاعة في معصية الله، إنما الطاعة في المعروف» .: في صحيح البخاري 9/109، وصحيح مسلم، كتاب الإمارة، باب 8. وفتح الباري 8/60، 13، 123.(2/317)
أخبرنا أبو بكر البرقانيّ، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرحمن السكري، حَدَّثَنِي محمد بن حجة، قَالَ: محمد بن الخليل صاحبنا كان من خيار الناس.
قرأت فِي كتاب مُحَمَّد بن مخلد بخطه: سنة تسع وستين ومائتين، فيها جاء نعي محمد بن الخليل من بلد في شعبان.
815- محمد بن خميس بن جميل، أبو بكر [1] :
حدث بصور عن: هشام بن إسحاق الكناني صاحب جعفر بن محمد القلانسي الرملي، وعن أبي عبد الله الروذباري، حَدَّثَنِي عنه: محمد بن عليّ الصوري.
حدّثني الصوري، أَخْبَرَنَا أبو بكر محمد بن خميس بن جميل البغداديّ- بصور- حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد اللَّه أَحْمَد بْن عطاء بن أحمد، أخبرني محمّد بن الحسن صاحب سهل ابن عبد الله قَالَ: قَالَ سهل: من كان مقيما على أدنى شبهة في أدنى وقت فقلبه محجوب عن الله عَزَّ وَجَلَّ.
حرف الدال من آباء المحمدين
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه داود
816- محمد بن داود، أبو بكر الصوفي، يعرف بالزّقيّ [2] :
وهو دينوري الأصل، أقام ببغداد مدة ثم انتقل إلى دمشق فسكنها، وكان من كبار شيوخ الصوفية له عندهم قدر كبير، ومحل خطير، وكان أحد حفاظ القرآن، قرأ على أَبِي بكر بن مجاهد. وسمع محمد بن جعفر الخرائطي.
أَخْبَرَنَا أبو حازم عمر بن أحمد العبدوي- بنيسابور- قَالَ: سمعت عبد الملك بن محمد القشيري يقول: سمعت عبد الله بن محمد الدمشقي قَالَ: سمعت محمّد بن
__________
[1] 815- هذه الترجمة برقم 2743 في المطبوعة.
[2] 816- هذه الترجمة برقم 2758 في المطبوعة: انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/20. والبداية والنهاية 11/271.(2/318)
داود الرقي يقول: كنت مارا ببغداد، وإذا ببعض الفقراء يمر في الطريق، وإذا بمغن يغني وهو يقول:
أمد كفى بالخضوع ... إلى الذي جاد بالمنيع
قال: فشهق الفقير شهقة وخر ميتا.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْن أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن أحمد الواعظ قَالَ: سمعت أبا بكر الرقي- بدمشق- يقول: سمعت أبا بكر الزقاق يقول: بني أمرنا هذا- يعني التصوف- على أربع: لا نأكل إلا عن فاقة، ولا ننام إلا عن غلبة، ولا نسكت إلا عن خيفة، ولا نتكلم إلا عن جد.
وَقَالَ أيضا: سمعت الزقاق يقول: كل أحد نسب إلا الفقراء؛ فإنهم ينتسبون إلى الله تعالى، وكل حسب ونسب ينقطع إلا حسبهم ونسبهم، فإن نسبهم الصدق، وحسبهم الصبر.
حَدَّثَنَا عَبْد العزيز بْن أَبِي الحسن القرميسيني قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ الهمذاني- بمكة- يقول: حَدَّثَنِي محمد بن داود- يعني الرقي- قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْد اللَّه أَحْمَد بْن الجلاء يقول: كنت بذي الحليفة وأنا أريد الحج والناس يحرمون، فرأيت شابا قد صب عليه الماء يريد الإحرام وأنا أنظر إليه، فقال: يا رب أريد أن أقول لبيك اللهم لبيك، فأخشى أن تجيبني لا لبيك ولا سعديك، وبقي يردد هذا القول مرارا كثيرة وأنا أتسمع عليه، فلما أكثر قلت له: ليس لك بد من الإحرام فقل، فقال يا شيخ أخشى إن قلت لبيك اللهم لبيك أجابني لا لبيك ولا سعديك. فقلت له: أحسن ظنك وقل معي: لبيك اللهم لبيك فقال: لبيك اللهم وطولها وخرجت نفسه مع قوله اللهم وسقط ميتا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عِيسَى بْن عَبْد العزيز البزاز- بهمذان- حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن جهضم، حَدَّثَنَا أبو بكر محمد بن داود قَالَ: سألت الزقاق أبا بكر: لمن أصحب؟
فقال: لمن سقط بينك وبينه مؤنة التحفظ، ثم سألته مرة أخرى: لمن أصحب؟ فقال:
من يعلم منك بما يعلمه الله منك فتأمنه على ذلك.
حَدَّثَنِي محمد بن أبي الحسن عَنْ أبي العباس أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن زكريا النسوي قَالَ: مات أبو بكر الرقي بدمشق سنة تسع وخمسين وثلاثمائة.(2/319)
وحَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْكَتَّانِيُّ قَالَ: حدّثني أبو الحسين بن الميداني قَالَ توفي أبو بكر محمد بن داود الدّينوريّ المعروف بالزقي لسبع خلون من جمادى الأولى سنة ستين وثلاثمائة.
817- محمد بن داود بن جابر [1] :
حدث عن أبي إِبْرَاهِيم الترجماني. روى عنه: أبو القاسم الطبراني.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله بن شهريار، حدّثنا سليمان بن أحمد بن أيّوب، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ جَابِرٍ الْبَغْدَادِيُّ، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم الترجماني، حدثنا صالح المري، عن سعيد الْجَرِيرِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَيَّ أَحْسَنُكُمْ أَخْلاقًا الْمُوَطَّئُونَ أَكْنَافًا الَّذِينَ يَأْلَفُونَ وَيُؤْلَفُونَ، وَأَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ الْمَشَّاءُونَ بِالنَّمِيمَةِ، الْمُفَرِّقُونَ بَيْنَ الأَحِبَّةِ، الْمُلْتَمِسُونَ لِلْبُرَآءِ الْعَنَتَ [2] »
. قَالَ سُلَيْمَانُ: لَمْ يَرْوِهِ عَنِ الْجُرَيْرِيِّ إِلا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ.
818- محمد بن داود بن الجراح، أبو عبد الله الكاتب [3] :
وهو عم علي بن عيسى الوزير، كان من علماء الكتاب فاضلا عارفا بأيام الناس، وأخبار الخلفاء والوزراء، وله في ذلك مصنّفات معروفة، وحدّث عن: عمر بن شبة النميري، وعبيد الله بن سعد الزهري، وأبي يعلى زكريا بن يحيى المنقري. روى عَنْهُ:
أَحْمَد بْن عَبْد اللَّهِ بْن عمار، والقاضي عمر بن الحسن بن الأشناذي، وغيرهما.
أخبرنا محمّد بن عبيد الله بن شهريار الأصبهانيّ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ الْجَرَّاحِ- أَبُو عبد الله- حدّثنا عبيد الله بن سعد الزّهريّ، حَدَّثَنَا عَمِّي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عبد العزيز بن مسلم مولى آل رافع الأنصاريّ قال: حدّثني إبراهيم بن عبيد بن رفاعة بن رافع، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَبِي عَيَّاشٍ زيد ابن الصَّامِتِ أَخِي بَنِي زُرَيْقٍ وَقَدْ جَلَسَ وَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدَ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ، يَا مَنَّانُ يَا بَدِيعَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ. فَقَالَ رَسُولُ الله
__________
[1] 817- هذه الترجمة برقم 2752 في المطبوعة.
[2] انظر الحديث في: مسند أحمد 4/193. وصحيح ابن حبان 1917. والمعجم الكبير للطبراني 2/ومصنف ابن أبي شيبة 8/327. والمعجم الصغير 2/25. ومجمع الزوائد 8/21.
[3] 818- هذه الترجمة برقم 2749 في المطبوعة. انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/91.(2/320)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِنَفَرٍ مَعَهُ مَنْ أَصْحَابِهِ: هَلْ تَرَوْنَ مَا دَعَا بِهِ الرَّجُلَ؟» قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ «لَقَدْ دَعَا اللَّهَ بِاسْمِهِ الأَعْظَمِ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى [1] »
. قَالَ سُلَيْمَانُ: لَمْ يَرْوِهِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ إِلا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ مولاهم تفرد به محمّد ابن إسحاق.
أخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة: قَالَ: وكان محمد بن أبي داود بن الجراح في عصره أوحد في العلم بالأخبار، وتوفي سنة ست وتسعين ومائتين.
قلت: وبلغني أن وفاته كانت في شهر ربيع الآخر، وأنه ولد في سنة ثلاث وأربعين ومائتين في الليلة التي توفي فيها إبراهيم بن العباس الصولي.
819- محمد بن داود بن حمدان، أبو بكر الكرخي [2] :
حدّث عن: الحسين بن عرفة، وعلي بن حرب، وأحمد بن عبيد بن ناصح، ومحمد بْن أَبِي العوام الرياحي. روى عنه: أحمد بن العباس الأقلامي- شيخ سمع منه عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الْمُقْرِئ الحذاء.
820- محمد بن داود بن سليمان، أبو بكر المقرئ الخشاب [3] :
حدث عن: جعفر بن محمد الفريابي، وأحمد بن الحسين الصوفي، وعلي بْن إِسْحَاق بْن زاطيا، ومحمد بْن القاسم بن هشام السمسار، وأبي جعفر بن بدينا.
وكان يذكر أنه ولد في سنة إحدى وسبعين ومائتين، وسمع الحديث على الكبر.
حَدَّثَنَا عنه: محمد بن طلحة بن محمد النعالي وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ سليمان المقرئ الخشّاب، حدّثنا أبو عبد لله أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ، حدّثنا أبو إبراهيم الترجماني، حَدَّثَنَا الْفَرَجُ بْنُ فُضَالَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ مَوْلَى أُمِّ مَعْبَدٍ، عَنْ أُمِّ مَعْبَدٍ الْخُزَاعِيَّةِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلّم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَدْعُو: «اللَّهُمَّ طَهِّرْ قَلْبِي مِنَ النِّفَاقِ، وَعَمَلِي مِنَ الرِّيَاءِ، وَلِسَانِي مِنَ الْكَذِبِ، وَعَيْنِي مِنَ الْخِيَانَةِ؛ فَإِنَّكَ تَعْلَمُ خائنة الأعين وما تخفي الصدور [4] » .
__________
[1] انظر الحديث في: مسند أحمد 3/245، 265. وسنن أبي داود 1495. وسنن النسائي، كتاب السهو باب 58. وصحيح ابن حبان 22382. ومجمع الزوائد 10/156. والمعجم الصغير 2/96.
[2] 819- هذه الترجمة برقم 2755 في المطبوعة.
[3] 820- هذه الترجمة برقم 2759 في المطبوعة.
[4] انظر الحديث في: إتحاف السادة المتقين 7/514. ومشكاة المصابيح 3501. والجامع الكبير-(2/321)
821- محمد بن داود بن سليمان، أبو العباس البغدادي [1] :
حدث بدمشق عن مصعب بن عبد الله الزبيري. روى عنه: محمد بن إسماعيل الفارسي.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْقُرَشِيُّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ قَالَ: قرأت عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْفَارِسِيِّ- مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ وَاعْتَرَفَ بِهِ- قَالَ:
حَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ سليمان البغداديّ- بدمشق- حدثنا مصعب بن عبد الله الزبيري، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عبيد، عن ثابت، عن أنس: أن رجلا كان يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ فَيَقْرَأُ مَعَ كُلِّ سُورَةٍ «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ»
قَالَ: فَشَكَاهُ قَوْمُهُ- أَوْ أَصْحَابُهُ- إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا يَحْمِلُكَ عَلَى هَذَا؟» قَالَ: إِنِّي أُحِبُّهَا. قَالَ: «حَبَّهَا الَّذِي أَدْخَلَكَ الْجَنَّةَ» [2]
. هكذا قَالَ: عن عبيد الله بن عمر عن يونس بن ثابت، ورواه أبو القاسم البغوي عن مصعب لم يذكر فيه يونس، وذلك الصواب.
أخبرناه الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ طَاهِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطبري، أخبرنا أبو عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّد بْنِ إِسْحَاقَ الْبَزَّازُ، حدثنا عبد الله بن محمّد البغوي، حدثنا مصعب بن عبد الله، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ عبيد الله بن عمر، عن ثابت، عن أنس أن رجلا كان يلزم قراءة قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ- وساق الحديث [1] .
822- محمد بن داود بن سليمان بن جعفر، أبو بكر الزاهد النيسابوري:
قدم بغداد قبل سنة ثلاثمائة وأقام بها، وحدث عَنْ: مُحَمَّد بْن عَمْرو الحرشي، وَمحمد بْن إبراهيم البوسنجي، ومحمد بن النضر الجارودي، ومحمد بن أيوب الرازي، وجعفر بن محمد الترك، وإبراهيم بن علي، ويحيى بن داود الخفاف، وإبراهيم بن أبي طالب، ومحمد بن عَبْد الرَّحْمَنِ السامي، والحسين بن إدريس الأنصاري، وَالحسن بْن سفيان النسوي، وَعمران بْن مُوسَى السختياني، وأبي خليفة البصري، وعبدان الأهوازي، وجعفر الفريابي، ومحمد بن جعفر القتات، والمفضل بن محمد الجندي، وأبي عبد الرحمن النسائي، وأحمد بن زيد القزاز المكي، وأبي يعلى الموصلي، وكان ثقة فهما، صنف أبوابا وشيوخا. وسمع منه: يحيى بن محمّد بن
__________
- 9744. والدر المنثور 5/349، وكنز العمال 3660.
[1] 821- هذه الترجمة برقم 2751 في المطبوعة.
[2] انظر الحديث في: صحيح ابن خزيمة 537. وصحيح ابن حبان 1774. والدر المنثور 6/822، 410- هذه الترجمة برقم 2757 في المطبوعة. انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/93.(2/322)
صاعد، وأبو بكر بن داود السجستاني. روى عنه: محمد بن مخلد الدوري، وأبو العباس بن عقدة، وأبو الحسن الدارقطني، ويوسف القواس، وعبيد الله بن عثمان بن يحيى، وأبو عبد الله بن دوست، ورجع في آخر عمره إلى نيسابور فتوفي بها.
أَخْبَرَنَا أحمد بن عليّ التوزي، أخبرنا يوسف بن عمر القوّاس، حَدَّثَنَا محمد بن داود النيسابوري- وكان يقال إنه من الأولياء- وأخبرنا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن غالب قَالَ: سألتُ أَبَا الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيّ عَن أَبِي بكر محمد بن داود بن سليمان النيسابوري فقال: فاضل ثقة.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن يَعْقُوب، عَنْ مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّد الحافظ النيسابوري قَالَ: توفي أبو بكر مُحَمَّد بن داود بن سليمان الزاهد يوم الجمعة لعشر بقين من شهر ربيع الأول سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة، وكان من المقبولين بالحجاز، ومصر، والشام والعراقَيْن، وبلاد خراسان.
823- محمد بن داود بن سليمان بن جندل بن هند بن عبّاد- وقيل: عبادة- ابن عمرو بن هند، أبو عيسى الهمداني [1] :
من ولد مرو بن مرة الحمكي، وهو كوفي، قدم بغداد، وحدث بها عن: الحسين ابن علي بن الأسود العجلي، وعباد بن الوليد الغبري، والحسن بن عرفة. روى عنه:
فارس بن محمد الغوري، وأبو الحسين بن البواب المقرئ، وأبو حفص بن شاهين، ويوسف بن عمر القواس.
824- محمد بن داود بن سليمان بن سيّار بن بيان، الفقيه أبو بكر [2] :
نزل مصر، وحدث بها عن: أبي جعفر الطبري، وعثمان بن نصر الطائي. رَوَى عَنْهُ: أَبُو الفتح عَبْد الْوَاحِدِ بْن مُحَمَّد بْن سرور البلخي. وكان ثقة.
حَدَّثَنَا محمد بن علي الصوري، أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن الأزديّ، حدثنا عبد الواحد بن محمد بن مسرور، حدثنا أبو سعيد بن يونس قال: محمد بن داود بن سليمان يكنى أبا بكر، بغدادي قدم مصر، وكان يتولى القضاء بتنيس، وكان يروي كتب محمد بن جرير الطبري عنه، حدّث عن جماعة من البغداديين، وكان نظيفا عاقلا، وولي ديوان الأحباس بمصر. توفي يوم الخميس لثلاث بقين من جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين وثلاثمائة.
__________
[1] 823- هذه الترجمة برقم 2754 في المطبوعة.
[2] 824- هذه الترجمة برقم 2756 في المطبوعة.(2/323)
825-[1] محمد بن داود بن صدقة، أبو جعفر الشحام [2] المطيري:
من أهل مطيرة سر من رأى. حدّث عن: أبي الفضل بن دكين، وأبي سعد الأشج. روى عنه: محمد بن جعفر المطيري.
أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن يوسف، حدّثنا محمّد بن جعفر المطيري، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ صَدَقَةَ الشَّحَّامُ: أبو جعفر المعروف بالمطيري، حدثنا أبو نعيم، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ قَيْسٍ الْحَضْرَمِيُّ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ قَالَ: قَالَ مُعَاوِيَةُ: إِنْ كَانَ قِتَالُ عَلِيٍّ إِلا عَلَى دَمِ عُثْمَانَ.
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: كَانَ أَبُو نُعَيْمٍ قَدْ تَرَكَ هَذَا الْحَدِيثَ فَلَمْ يَكُنْ يُحَدِّثُ بِهِ فَسَأَلَهُ عَنْهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَمُوسَى الْخَنْدَقِيُّ فَحَدَّثَنَا بِهِ.
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: وَسَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الأَشَجَّ يَقُولُ: قَيْسُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ هُوَ قَيْسُ بْنُ رُمَّانَةَ رَافِضِيٌّ.
826- محمد بن داود بن علي بن خلف، أبو بكر الأصبهاني، صاحب كتاب «الزهرة» [3] :
كان عالما أديبا، شاعرا ظريفا، وله في «الزهرة» أحاديث عن عباس بن محمد الدوري وطبقته، ولم نكتب له حديثا اتصل فيه الإسناد بيننا وبينه غير حديث واحد، ذكره عنه أبو عبد الله نفطويه النحوي في قصة نحن نوردها في أخباره بعد إن شاء الله.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الأصبهانيّ، أخبرني جعفر الخالدي- في كتابه إلي- قَالَ: سمعت رويم بن محمد بن رويم بن يزيد يقول: كنا عند داود بن عليّ الأصبهانيّ إذ دخل عليه ابنه محمد وهو يبكي، فضمه إليه وَقَالَ: ما يبكيك؟ قَالَ: الصبيان يلقبوني. قَالَ فعلى إيش حتى أنهاهم؟ قَالَ: يقولون لي شيئا. قَالَ: قل لي ما هو حتى أنهاهم عن الذي يقولون؟ قَالَ: يقولون لي: يا عصفور الشوك. قَالَ فضحك داود، فقال له ابنه:
أنت أشد علي من الصبيان، مم تضحك؟ فقال داود: لا إله إلا الله، ما الألقاب إلا من السماء، ما أنت يا بني إلا عصفور الشوك [4] .
__________
[1] 825- هذه الترجمة برقم 2747 في المطبوعة.
[2] الشحام: هذه النسبة إلى بيع الشحم (الأنساب 7296) .
[3] 826- هذه الترجمة برقم 2750 في المطبوعة.
انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/98. والنجوم الزاهرة 3/171. ووفيات الأعيان 1/478. ومروج الذهب 8/254. والوافي بالوفيات 3/58- 61. واللباب 2/100. والأعلام 6/120.
[4] انظر الخبر في: المنتظم 13/98، 99.(2/324)
أخبرنا عليّ بن أبي علي، حَدَّثَنَا القاضي أبو الحسن الخرزي الداودي، قَالَ: لما جلس محمد بن داود بن علي الأصبهاني بعد وفاة أبيه في حلقته يفتي، استصغروه عن ذلك، فدسوا إليه رجلا وقالوا له: سله عن حد السكر ما هو، فأتاه الرجل فسأله عن حد السكر ما هو، ومتى يكون الإنسان سكران؟ فقال محمد: إذا عزبت عنه الهموم، وباح بسره المكتوم. فاستحسن ذلك منه وعلم موضعه من العلم [1] .
حَدَّثَنِي الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ طَاهِرُ بْنُ عَبْد اللَّهِ الطبري قَالَ: حَدَّثَنِي أبو العباس الخضري- شيخ كان بطبرستان وكان ممن يحضر مجلس محمد بن داود الأصبهاني- قَالَ: كنت جالسا عند أبي بكر محمد بن داود فجاءته امرأة فقالت له: ما تقول في رجل عنده زوجة لا هو ممسكها، ولا هو مطلقها؟ ومعنى قولها: لا ممسكها أنه لا يقدر علي نفقتها. فقال أبو بكر بن داود: اختلف في ذلك أهل العلم فقال قائلون:
تؤمر بالصبر والاحتساب، ويبعث على التطلب والاكتساب. وَقَالَ قائلون: يؤمر بالإنفاق، وإلا يحمل على الطلاق. قَالَ أبو العباس: فلم تفهم قوله وأعادت مسألته وقالت له: رجل له زوجة لا هو ممسكها ولا هو مطلقها؟ فقال: يا هذه قد أجبتك عن مسألتك، وأرشدتك إلى طلبتك، ولست بسلطان فأمضي، ولا قاضي فأقضي، ولا زوج فأرضي، انصرفي رحمك الله. قَالَ: فانصرفت المرأة ولم تفهم جوابه، قَالَ لي القاضي أبو الطيب: كان الخضري شافعي المذهب إلا أنه كان يعجب بابن داود يقرظه ويصف فضله.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الجازري، حدّثنا المعافى بن زكريّا الجريري، حَدَّثَنَا محمد بن يحيى الصولي قَالَ: كنت عند ثعلب جالسا فجاء محمّد بن داود الأصبهانيّ فقال له: أهاهنا شيء من صبوتك لله فأنشده:
سقى الله أياما لنا ولياليا ... لهن بأكناف الشباب ملاعب
إذا العيش غض والنمان بعزة ... وشاهد آفات المحبين غائب [2]
حدّثنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني، أَخْبَرَنِي بعض أصحابنا قَالَ: كتب بعض أهل الأدب إلى أبي بكر بن داود الفقيه الأصبهانيّ:
يا بن داود يا فقيه العراق ... أفتنا في قواتل الأحداق
هل عليها القصاص في القتل يوما ... أم حلال لها دم العشاق
__________
[1] انظر الخبر في: المنتظم 13/99.
[2] انظر الخبر والأبيات في: المنتظم 13/99.(2/325)
فأجابه ابن داود:
عندي جواب مسائل العشاق ... أسمعه من قلق الحشا مشتاق
لما سألت عن الهوى أهل الهوى ... أجريت دمعا لم يكن بالراق
أخطأت في نفس السؤال وإن تصب ... تك في الهوى شنقا من الأشناق
لو أن معشوقا يعذب عاشقا ... كان المعذب أنعم العشاق؟
أَخْبَرَنَا الحسن بن الحسين بن العباس النعالي قَالَ: أنشدنا أَحْمَد بْن نصر الذارع قَالَ: سمعتُ أَبَا بكر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن داود بن علي الأصبهاني ينشد:
ومن يمنع العذب الزلال ويمتنع ... من الشرب من سؤر الكلاب تغضبا
خليق إذا ما لم يجد شرب غيره ... وخاف المنايا أن يدل ويشربا
إذا لم يقدر للفتى ما أراده ... أراد الذي يقضى له شاء أم أبي
حَدَّثَنِي الأزهري قَالَ: أنشدنا مُحَمَّد بْن جعفر الهاشمي قَالَ: أنشدنا عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد الأنباري قَالَ أنشدني مُحَمَّد بْن داود الأصبهاني لنفسه:
وإني لأدري أن فِي الصبر راحة ... ولكن إنفاقي عَلَى الصبر من عمري
فلا تطف نار الشوق بالشوق طالبا ... سلوا فإن الجمر يسعر بالجمر
أَخْبَرَنَا أبو عبد الرحمن إسماعيل بن أحمد النّيسابوري، حَدَّثَنَا أبو نصر بن أبي عبد الله الشيرازي قَالَ: حَدَّثَنِي أبو الحسين محمد بن الحسين الظاهري البصريّ- من حفظه- حَدَّثَنَا أبو الحسن محمد بن الحسن بن الصباح الداودي البغداديّ الكاتب- بالرملة- حَدَّثَنَا القاضي أبو عمر محمد بن يوسف بن يعقوب الأزدي ببغداد قَالَ:
كنت أساير أبا بَكْر مُحَمَّد بْن دَاوُد بْن عَلِيّ ببغداد، فإذا جارية تغني شيئا من شعره هو:
أشكو عليل فؤاد أنت متلفه ... شكوى عليل إلى إلف يعلله
سقمي تزيد مع الأيام كثرته ... وأنت في عظم ما ألقى تقلله
الله حرم قتلي في الهوى سفها ... وأنت يا قاتلي ظلما تحلله؟
فقال محمد بن داود: كيف السبيل إلى استرجاع هذا؟ فقال القاضي أبو عمر:
هيهات سارت به الركبان [1] .
__________
[4] انظر الخبر في: المنتظم 13/100.(2/326)
أخبرنا أبو الحسن بن أبي طالب، أخبرنا أحمد بن محمد بن عمران قال: أنشدنا القاسم بن وهب بن جامع لمحمد بن داود الأصبهاني:
قدمت قلبك قد والله برح بي ... شوق إليك فهل لي فيك من حظ؟
قلبي يغار على عيني إذا نظرت ... بقيا عليك فما أروى من اللحظ
قَالَ: وأنشدنا القاسم له أيضا:
جعلت فداك إن صلحت فداء ... لنفسك نفس مثلي أو وقاء
وكيف يجوز أن تفديك نفسي ... وليس محل نفسينا سواء؟
حَدَّثَنِي محمد بن الحسن الساحلي قَالَ: سمعت أبا الحسن سليمان بن عبد الله بن رستم المعدل يقول: سمعت جدي يحيى بن مكي بن رجاء يقول: سمعت أبا بكر محمد بن داود الأصبهاني ينشد:
العذر يلحقه التحريف والكذب ... وليس في غير ما يرضيك لي أرب
وقد أسأت فبالنعمى التي سلفت ... إلا مننت بعفو ماله سبب
أَخْبَرَنَا أبو منصور باي بن جعفر الجيلي، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمران، حَدَّثَنَا عبيد الله بن أبي يزيد بن أحمد بن يعقوب الأنباري أبو طالب قَالَ: قَالَ لي القحطبي: قَالَ لي محمد بن داود الأصبهاني: ما انفككت من هوى منذ دخلت الكُتّاب: قَالَ: وَقَالَ لي سمعت محمد بن داود يقول: بدأت بعمل كتاب «الزَّهرة» وأنا في الكتاب، ونظر أبي في أكثره [1] .
أنبأنا أبو سعد الماليني، حَدَّثَنَا أبو محمد الْحَسَن بْن إِبْرَاهِيم بْن الْحُسَيْن الليثي بمصر قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن الحسين قَالَ: كان محمد بن داود وأبو العباس بن سريج يسيران في طريق ضيقة، فقال أبو العباس: الطرق الضيقة تورث العقوق، فقال له محمد بن داود: وتوجب الحقوق.
وَقَالَ أبو العباس بن سريج لمحمد بن داود- في كلام ناظرَهُ فيه: عليك بكتاب «الزهرة» : فقال: ذاك كتاب عملناه هزلا، فاعمل أنت مثله جدا.
قَالَ أبو محمد الليثي: وحدثنا عبيد الله بن عبد الكريم، قَالَ: كان محمد بن داود خصما لأبي العباس بن سريج القاضي وكانا يتناظران ويترادّان في الكتب، فلما بلغ
__________
[1] انظر الخبر والأبيات في: المنتظم 13/100.(2/327)
ابن سريج موت محمد بن داود نحى مخاده ومشاوره وجلس للتعزية. وَقَالَ: ما آسى إلا على تراب أكل لسان محمد بن داود [1] .
حَدَّثَنِي الحسن بْن أَبِي طالب قَالَ: أنشدنا يحيى بن عليّ بن يحيى العمريّ قَالَ:
أنشدنا أبو محمد جعفر بن محمد الصّوفيّ قال: أنشدنا بعض إخواننا لأبي بكر محمد بن داود الفقيه:
حملت جبال الحب فيك وإنني ... لأعجز عن حمل القميص وأضعف
وما الحب من حسن ولا من سماجة ... ولكنه شيء به الروح تكلف
حَدَّثَنِي مكي بن إبراهيم الفارسي قَالَ: أنشدنا ابن كامل الدمشقي لأبي بكر محمد بن داود بن علي في حبيبه محمد بن زخرف:
يا يوسف الحسن تمثيلا وتشبيها ... يا طلعة ليس إلا البدر يحكيها
من شك في الحور فلينظر إليك فما ... صيغت معانيك إلا من معانيها
ما للبدور وللتحذيف يا أملي ... نور البدور عن التحذيف يغنيها
إن الدنانير لا تجلى وإن عتقت ... ولا يزاد على النقش الذي فيها
أَنْبَأَنَا أبو سعد الماليني، حدّثنا الحسن بن إبراهيم اللّيثي، حَدَّثَنِي الحسين بن القاسم قَالَ: كان محمد بن داود يميل إلى محمد بن جامع الصيدلاني، وبسببه عمل الكتاب «الزهرة» ، وَقَالَ في أوله: وما ننكر من تغير الزمان وأنت أحد مغيريه، ومن جفاء الإخوان وأنت المقدم فيه، ومن عجيب ما يأتي به الزمان ظالم يتظلم، وغابن يتندم، ومطاع يستنصر. قَالَ الحسن: وبلغنا أن محمد بن جامع دخل الحمام وأصلح من وجهه، وأخذ المرآة فنظر إلى وجهه فغطاه، وركب إلى محمد بن داود، فلما رآه مغطى الوجه خاف أن يكون لحقته آفة. فقال: ما الخبر؟ فقال: رأيت وجهي الساعة في المرآة فغطيته وأحببت ألا يراه أحد قبلك: فغشي على محمد بن داود.
قَالَ الليثي: وَحَدَّثَنِي محمد بن إبراهيم بن سكرة القاضي قَالَ: كان محمد بن جامع ينفق على محمد بن داود، وما عرف فيما مضى من الزمان معشوق ينفق على عاشق إلا هو.
أَخْبَرَنَا علي بن المحسن التّنوخيّ، أخبرنا أبي حدّثني أبو العبّاس أبو الحسن بن
__________
[1] انظر في ذلك: المنتظم 13/101.(2/328)
عبد الله بن أحمد بن المغلس الداودي قَالَ: كان أبو بكر محمّد بن داود وأبو العبّاس ابن سريج إذا حضرا مجلس القاضي أبي عمر- يعني محمد بن يوسف- لم يجر بين اثنين فيما يتفاوضانه أحسن ما يجري بينهما، وكان ابن سريج كثيرا ما يتقدم أبا بكر في الحضور إلى المجلس، فتقدمه في الحضور أبو بكر يوما فسأله حدث من الشافعيين عن العود الموجب للكفارة في الظهار ما هو؟ فقال: إنه إعادة القول ثانيا وهو مذهبه ومذهب داود، فطالبه بالدليل فشرع فيه ودخل ابن سريج فاستشرحهم ما جرى فشرحوه، فقال ابن سريج لابن داود: أولا يا أبا بكر أعزك الله هذا قول مَنْ مِنَ المسلمين تقدمكم فيه؟ فاستشاط أبو بكر من ذلك. وَقَالَ: أتقدر أن من اعتقدت قولهم إجماع في هذه المسألة إجماع عندي، أحسن أحوالهم أن أعدهم خلافا وهيهات أن يكونوا كذلك! فغضب ابن سريج وَقَالَ له: أنت يا أبا بكر بكتاب «الزهرة» أمهر منك في هذه الطريقة، فقال أبو بكر: وبكتاب «الزهرة» تعيرني، والله ما تحسن تستتم قراءته قراءة من يفهم، وإنه لمن أحد المناقب إذ كنت أقول فيه:
أكرر في روض المحاسن مقلتي ... وأمنع نفسي أن تنال محرما
وينطق سري عن مترجم خاطري ... فلولا اختلاسي رده لتكلما
رأيت الهوى دعوى من الناس كلهم ... فما إن أرى حبا صحيحا مسلما
فقال له ابن سريج: أو علي تفخر بهذا القول وأنا الذي أقول:
ومساهر بالغنج من لحظاته ... قد بت أمنعه لذيذ سباته
ضنا بحسن حديثه وعتابه ... وأكرر اللحظات في وجناته
حتى إذا ما الصبح لاح عموده ... ولى بخاتم ربه وبراته
فقال ابن داود لأبي عمر: أيّد الله القاضي، قد أقر على نفسه بالمبيت على الحال التي ذكرها وادعى البراءة مما توجبه، فعليه إقامة البينة. فقال ابن سريج: من مذهبي أن المقر إذا أقر إقرارا وناطه بصفة كان إقراره موكولا إلى صفته. فقال ابن داود:
للشافعي في هذه المسألة قولان. فقال ابن سريج: فهذا القول الذي قلته اختياري الساعة.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَيُّوبَ الْقُمِّيُّ- إِمْلاءً مِنْ حِفْظِهِ- حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ الْمَرْزُبَانِيُّ، وأَبُو عُمَرَ بْن حيويه، وأَبُو بَكْرِ بْنُ شَاذَانَ قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرَفَةَ النَّحْوِيُّ- نَفْطَوَيْهِ- قَالَ: دخلت علي محمّد(2/329)
ابن دَاوُدَ الأَصْبَهَانِيِّ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ فَقُلْتُ: لَهُ كَيْفَ تَجِدُكَ؟ فَقَالَ: حُبُّ مَنْ تَعَلَّمَ أَوْرَثَنِي مَا تَرَى، فَقُلْتُ: مَا مَنَعَكَ مِنَ الاسْتِمْتَاعِ بِهِ مَعَ الْقُدْرَةِ عَلَيْهِ؟ فَقَالَ:
الاسْتِمْتَاعُ عَلَى وَجْهَيْنِ؛ أَحَدُهُمَا النَّظَرُ الْمُبَاحُ، وَالثَّانِي اللَّذَّةُ الْمَحْظُورَةُ. فَأَمَّا النَّظَرُ الْمُبَاحُ فَأَوْرَثَنِي مَا تَرَى، وَأَمَّا اللَّذَّةُ الْمَحْظُورَةُ، فَإِنَّهُ مَنَعَنِي مِنْهَا مَا.
حَدَّثَنِي به أبي، حدّثنا سويد بن سعيد، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ أَبِي يَحْيَى الْقَتَّاتُ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ عَشِقَ وَكَتَمَ وَعَفَّ وَصَبَرَ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ وَأَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ [1] »
. ثم أنشد لنفسه:
أنظر إلى السحر يجري في لواحظه ... وانظر إلى دعج في طرفه الساجي
وانظر إلى شعرات فوق عارضه ... كأنهن نمال دب في عاج
وأنشدنا لنفسه:
ما لهم أنكروا سوادا بخدي ... هـ ولا ينكرون ورد الغصون
إن يكن عيب خده بدد الش ... عر فعيب العيون شعر الجفون
فقلت له: نفيت القياس في الفقه وأثبته في الشعر. فقال: غلبة الهوى، وملكة النفوس دعوا إليه، قَالَ: ومات في ليلته أو في اليوم الثاني.
قرأت على الحسن بن أبي بكر، عن أحمد بن كامل القاضي أن يوسف بن يعقوب القاضي مات يوم الاثنين لتسع خلون من شهر رمضان سنة سبع وتسعين ومائتين. قَالَ: وفي اليوم الذي مات يوسف فيه مات محمد بن داود بن علي الأصبهاني. ثم حدثنا الْقَاضِي أَبُو بكر مُحَمَّد بْن عُمَر الداودي قَالَ: قَالَ لنا أَبُو الْقَاسِم عَبْد اللَّهِ بن مُحَمَّد الشاهد: قَالَ لنا أحمد بن كامل: توفي محمد بن داود الفقيه في سنة سبع ومائتين بعد وفاة يوسف القاضي، قَالَ لنا الداودي: كانت وفاة محمد بن داود لسبع خلون من شوال. وَقَالَ غيره: مات لأيام بقين من شهر رمضان.
827-[2] محمد بن داود بن مالك، أبو بكر الشعيري [3] :
كان فهما عالما بالحديث، وحدث عن عبد الملك بن عبد ربه الطائي، وهارون بن
__________
[1]- انظر الحديث في: كشف الخفا 2/363، 364 وإتحاف السادة المتقين 7/439، 440.
والدرر المنثورة 152. والعلل المتناهية 2/285. والفوائد المجموعة 255. والأسرار المرفوعة 353.
[2] 827- هذه الترجمة برقم 2753 في المطبوعة.
[3] الشعيري: هذه النسبة إلى بيع الشعير (الأنساب 7/352) .(2/330)
سفيان المستملي. روى عنه: الطبراني، وأبو بكر الإسماعيلي الجرجاني، وقد قيل: إنه محمد بن مالك بن داود فأنا أعيد ذكره بعد، إن شاء الله.
أخبرنا ابن شهريار، أخبرنا سليمان بن أحمد، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ مَالِكٍ الشَّعِيرِيُّ البغداديّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ الطَّائِيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ أَبِي شَيْخٌ كَبِيرٌ لا يَسْتَطِيعُ الْحَجَّ أَفَأَحُجُّ عَنْهُ؟ قَالَ: «نَعَمْ حُجَّ عَنْ أَبِيكَ [1] »
. قَالَ سُلَيْمَانُ: لَمْ يَرْوِهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ سِمَاكٍ إِلا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيّ المحتسب قَالَ: قرأنا على أحمد بن الفرج الحجاج، عَن أَبِي الْعَبَّاس بْن سَعِيد قَالَ: توفي أبو بكر محمد بن داود بن مالك الشعيري البغدادي بطريق مكة في ذي القعدة سنة سبع وتسعين ومائتين ورأيته لا يَخْضب.
828-[2] محمد بن داود بن ميمون، البوصرائي [3] :
قدم بغداد، وحدث بها عَن: مُحَمَّد بْن الصباح الجرجرائي. رَوَى عَنْهُ: مَخْلَد بن جَعْفَر الدَّقَّاق.
أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ بن يوسف الواعظ، حدّثنا مخلد بن جعفر، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ مَيْمُونٍ الْبُوصَرَائِيُّ، حدّثنا محمّد بن الصباح بن سفيان، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ أَبِي عُمَيْرِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ: حَدَّثَتْنِي عُمُومَتِي مِنَ الأَنْصَارِ أَنَّهُمْ أُغْمِيَ عَلَيْهِمْ هِلالُ شَوَّالٍ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، فجاءوا الأعراب فشهدوا عند رسول الله أَنَّهُمْ رَأَوُا الْهِلالَ بِالأَمْسِ، فَأَمَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُفْطِرُوا مِنْ يَوْمِهِمْ وَأَنْ يَخْرُجُوا لِعِيدِهِمْ مِنَ الْغَدِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ: فَأَصَابَ النَّاسُ مِثْلَ هَذَا عَلَى عَهْدِ هَارُونَ فَحَدَّثَهُمْ هُشَيْمٌ بِهَذَا الْحَدِيثِ فَأَجَازَهُ بِعَشَرَةِ آلاف.
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح البخاري 3/23، 9/125. وسنن الترمذي 667، 929، ومسند أحمد 1/329. والمعجم الكبير 18/286. وفتح الباري 13/296.
[2] 828- هذه الترجمة برقم 2748 في المطبوعة.
[3] البوصرائي: هذه النسبة إلى بوصرا، وهي قرية من قرى بغداد (الأنساب 2/333) . انظر:
الأنساب للسمعاني 2/334.(2/331)
829- محمد بن داود القطان، البغدادي، يعرف بالعفاني [1] :
حدث عن: روح بن عبادة، وشبابة بن سوار، وحجاج بن محمد، وأبي النضر.
قَالَ ابن أبي حاتم الرازي: كتب أبي عنه بالري وسئل عنه فقال: بغدادي شيخ.
830-[2] محمد بن داود بن أبي نصر، القومسي [3] :
سكن بغداد، وحدث بها عن: مسلم بن إبراهيم، وأبي سلمة التبوذكي، وأبي حذيفة النهدي، وعمرو بْن خَالِد الحراني، ويحيى بْن بكير المصري، وسهل بن عثمان العسكري. رَوَى عَنْهُ: إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد الصفار، وَأَبُو جعفر الرزاز، وغيرهما.
أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَد بْن حسنون النرسي، أخبرنا محمّد بن عمرو بن البختري- إملاء- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ أَبِي نَصْرٍ القومسي، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ وَعَمِّهِ: أَنَّهُمَا رَأَيَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُضْطَجِعًا عَلَى ظَهْرِهِ، وَاضِعًا إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الأُخْرَى [4] .
أَخْبَرَنِي علي بن أبي علي قَالَ: قرأنا على الْحُسَيْن بن هارون الضبي، عن أَبِي العباس بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْن سليمان يثني على محمد بن داود.
وأَخْبَرَنِي عَبْد الباقي بْن عَبْد الكريم بْن عُمَر المؤدب قَالَ: قرأنا على الحسين بن هارون، عن ابن سعيد قَالَ: محمد بن داود القومسي سألت عنه محمد بن عبد الله ابن سليمان فقال: كان هو وأخوه عندنا ها هنا من أصحاب الحديث ثقتين.
831- محمد بن داود بن يزيد، أبو جعفر التميمي القنطري [5] :
أخو علي بن داود وهو الأكبر. سمع آدم بن أبي أناس العسقلاني، وسعيد بن أبي
__________
[1] 829- هذه الترجمة برقم 2745 في المطبوعة.
[2] 830- هذه الترجمة برقم 2746 في المطبوعة.
انظر: الأنساب، للسمعاني 10/262.
[3] القومسي: هذه ناحية يقال لها بالفارسية: كومش، وهي من بسطام إلى سمنان وهما من قومس، وهي على طريق خراسان إذا توجه العراقي إليها (الأنساب 10/261) .
[4] انظر الخبر في: الأنساب 10/262.
[5] 831- هذه الترجمة برقم 2744 في المطبوعة. انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/146.(2/332)
مريم المصري، وجبرون بن واقد المغربي. روى عنه: قاسم بن زكريّا المطرّز، وهارون ابن عليّ المرزوق، ويحيى بن محمد بن صاعد، وعبد اللَّه بْن إِسْحَاق المدائني، ومحمد بْن مخلد العطار. وكان ثقة. وذكر ابن مخلد: أنه لم يره يضحك ولا يبتسم تورعا وديانة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الملك القرشيّ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ الأَدَمِيُّ، حدّثنا عبد الله بن إسحاق المدائني، حدّثنا محمّد بن داود الأكبر، حدّثنا جبرون بن واقد، حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنْ هِشَامٍ عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ خَيْرُ أَهْلِ السَّمَوَاتِ، وَخَيْرُ أَهْلِ الأَرْضِ، وخير الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين.» [1]
لَمْ أَكْتُبْهُ إِلا مِنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ داود. رواه عنه أخوه علي.
أخبرني الطناجيري، حَدَّثَنَا عُمَر بْن أَحْمَدَ الْوَاعِظ قَالَ: قَالَ مُحَمَّد بْن مخلد فيما قرأت عَلَيْهِ: مات محمد بن داود أخو علي بن داود- يعني القنطري الأكبر- في رجب سنة ثمان وخمسين- يعني ومائتين- ذكر غيره عن ابن مخلد: أنه توفي يوم الأحد لثمان بقين من رجب.
ذكر مفاريد الأسماء في هذا الحرف
832- محمد بن درهم العبسي:
من أهل المداين. حدث عن: كعب بن عبد الرحمن الأنصاري. روى عنه شبابة ابن سوار، ومحمّد بن جعفر المدايني، وأبو داود الطيالسي، وعاصم بن علي، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ العبيدي، حدّثنا عاصم بن عليّ، حدّثنا محمّد بن درهم المدايني، عَنْ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى عَلَى رَهْطٍ مِنَ الأَنْصَارِ قَدْ أَسَّسُوا مَسْجِدًا لَهُمْ لِيَبْنُوهُ فَقَالَ: «أَوْسِعُوهُ تملئوه [2] » .
__________
[1] انظر الحديث في: كنز العمال 832، 32686- هذه الترجمة برقم 2760 في المطبوعة.
انظر لسان الميزان 5/162. وتاريخ ابن معين 2/514.
[2] 832- انظر الحديث في: السنن الكبري للبيهقي 2/439، وصحيح ابن خزيمة 1320. والمطالب العالية 496. ومنحة المعبود 2335. وميزان الاعتدال 7503.(2/333)
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: سُئِلَ أَبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ عَنْ حَدِيثِ عبد الرحمن بن كعب ابن مَالِكٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: انْتَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الأَنْصَارِ وَهُمْ يُؤَسِّسُونَ مَسْجِدًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ووَسِّعُوهُ تَمْلَئُوهُ»
. فَقَالَ: يَرْوِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ دِرْهَمٍ المدايني، واختلف عنه فرواه محمّد بن جعفر المدايني، وَحَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، وَسَعِيدُ بْنُ زَكَرِيَّا فَقَالُوا: عَنْ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ. وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ دِرْهَمٍ، عَنْ كَعْبٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ وَلَمْ يَقُولا عَنْ أَبِيهِ. وَرَوَاهُ قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ دِرْهَمٍ فَقَالَ: عَنْ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْنَدَهُ عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، وَالْقَوْلُ قَوْلُ مَنْ أَسْنَدَهُ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ لاتِّفَاقِهِمْ عَلَى خِلافِ قَيْسٍ. وَمُحَمَّدُ بْنُ دِرْهَمٍ ضَعِيفٌ. وَالْحَدِيثُ غَيْرُ ثَابِتٍ.
أخبرنا ابن الفضل أخبرنا عليّ بن إبراهيم المستملي، حدّثنا أبو أحمد بن فارس، حَدَّثَنَا محمد بن إسماعيل البخاري قَالَ: محمد بن درهم العبسي قَالَ لي عبد الله الجعفي عن شبابة كَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عَبْد الواحد الأكبر، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أخبرنا أحمد بن سعيد بن مرايا، حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: محمد بن درهم الذي يروي عنه شبابة لَيْسَ بِشَيْءٍ.
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى السكري، أَخْبَرَنَا أبو بكر الشّافعيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد ابن الأزهر، وأخبرنا بن الغلابي قَالَ: قَالَ يَحْيَى بْن معين: مُحَمَّد بن درهم ليس بثقة.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري في كتابه- أخبرنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري. قَالَ: سألت أبا داود عن محمد بن درهم فقال:
سمعت يحيى بن معين يقول: ليس بشيء. قلت: من أين هو؟ قَالَ: مدائني. في كتابي حديث- يعني- قد خرجت عليه.
833- محمد بن دبيس بن بكار، المقرئ البندار [1] :
سمع أبا همام الوليد بْن شجاع ومحمد بن رزق الله الكلوذاني، وأبا هشام الرفاعي. روى عنه: أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ النحاس، وعمر بن بشران السكري، وكان ثقة.
__________
[1] 833- هذه الترجمة برقم 2764 في المطبوعة. انظر الأنساب، للسمعاني 2/311، 312.(2/334)
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، أَخْبَرَنَا علي بْن عُمَر الحربي قَالَ:
وَجدت في كتاب أخي: مات ابن دبيس البندار في سنة إحدى عشرة وثلاثمائة.
أخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حَدَّثَنَا ابن قانع: أن ابن دبيس البندار بالكرخ مات في سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة.
834- محمد بن دليل بن بشر بن سابق، أبو بكر الإسكندراني [1] :
سمع عبد الله بن خبيق الأنطاكي وطبقته، وقدم بغداد، فحدث بها وبالكوفة روى عنه: عَبْد الرَّحْمَنِ بْن الْعَبَّاس وَالد أبي طاهر المخلص، وأبو الحسن أحمد بن الفرج بن الخلال، ومُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن حَمَّاد بْن سُفْيَان الْكُوفِيُّ، وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الحافظ، حدثنا عبد الرحمن بن العباس، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ دَلِيلٍ الْمِصْرِيُّ- قدم علينا ببغداد- حدّثنا محمّد بن سنجر، حدّثنا هانئ بن سعيد، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ الْمَرْزُبَانِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ ثَوْبَانِ- مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ تَوَضَّأَ فَأَسْبَغَ الْوُضُوءَ ثُمَّ قَالَ عِنْدَ فَرَاغِهِ: أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أن محمّدا رسول الله، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ التَّوَّابِينَ وَاجْعَلْنِي مِنَ الْمُتَطَهِّرِينَ فَتَحَ اللَّهُ لَهُ ثَمَانِيَةَ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ يَدْخُلُ مِنْ أَيُّهَا شَاءَ [2] »
. 835- محمد بن دهقان البغدادي [3] :
روى عن محمد بن بشر العبدي، قَالَ ابن أبي حاتم كتب عنه أبي.
836-[4] محمد بن ديسم، أبو علي الدقاق [5] :
أصله من ترمذ، ونزل سر من رأى، وحدث بها: عَن مُوسَى بن إسماعيل التبوذكي، وعفان بن مسلم، وأبي نعيم، وخالد بن خداش، وإِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَاتِمٍ الْهَرَوِيُّ، وخلف بن يحيى الخراساني. روى عنه: محمد بن الفتح القلانسي، وأبو مزاحم الخاقاني، ومحمد بن جعفر الخرائطي، ومحمد بن أَحْمَد الأثرم.
وَقَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي حاتِم: كتبت عَنْهُ مع أبي وهو صدوق.
__________
[1] 834- هذه الترجمة برقم 2763 في المطبوعة. انظر: الأنساب للسمعاني 1/247، 248.
[2] انظر الحديث في: السنن الكبرى للبيهقي 1/78. وإتحاف السادة المتقين 2/368، وعمل اليوم والليلة ولابن السني 28، 30.
[3] 835- هذه الترجمة برقم 2761 في المطبوعة.
[4] 836- هذه الترجمة برقم 2762 في المطبوعة.
[5] الدقاق: هذه النسبة إلى الدقيق وعمله وبيعه (الأنساب 5/325) .(2/335)
أخبرنا الحسن بن عليّ الجوهريّ، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حَدَّثَنَا أبو مزاحم الخاقاني قَالَ: كان محمد بن ديسم- أبو علي- أحد الثقات.
837- مُحَمَّد بن دينار بن مُوسَى بن دينار بن بيان بن أزدويه بن زاذنوش بن بهرام، مولى عمر بن الخطاب، الدقاق [1] :
حدث عن: علي بن حرب الطائي. روى عنه ابن ابنه الحسين بن أحمد بن محمّد ابن دينار المعدّل.
حرف الذال من آباء المحمّدين
838- محمد بن ذؤيب، أبو العباس النهشلي التميمي، المعروف بالعماني الراجز [2] :
قدم بغداد، ومدح هارون الرشيد، والفضل بن الربيع، وكان من أهل الجزيرة، فطرأ إلى عمان مرة ثم رجع إلى بلده فقيل له العماني، وغلب عليه. وعمر عمرا طويلا. يذكر الأصمعي أنه مات وهو بن ثلاثين ومائة سنة. ويقال: إن أشعر الرجاز الرشيديين أربعة، العماني أولهم.
قرأت علي الحسين بن على الجوهري، عن أبي عبيد الله المرزباني قال: أخبرني محمّد بن العبّاس، حَدَّثَنَا محمد بن يزيد النحوي. قَالَ: دخل محمد بن ذؤيب العماني على الرشيد فأنشده أرجوزة- يصف فيها فرسا شبه أذنيه بقلم محرّف- فقال:
كأن أذنيه إذا تشوفا ... قادمة أو قلما محرفا
فقال له الرشيد: دع كأن، وقل: نخال. حتى يستوي الإعراب.
__________
[1] 837- هذه الترجمة برقم 2765 في المطبوعة.
[2] 838- هذه الترجمة برقم 2766 في المطبوعة. انظر: الوافي بالوفيات 2/66. ومختار الأغاني 10/335.
وطبقات ابن المعتز 109- 114 والأعلام 6/123.(2/336)
حرف الراء من آباء المحمّدين
839- محمد بن راشد، أبو يحيى الخزاعي الشامي [1] :
من أهل دمشق، ويعرف بالمكحولي، سمع مكحولا أبا عبد الله الهذلي، وسليمان ابن موسى الدمشقي، وعبدة بن أبي لبابة. روى عنه: سفيان الثوري، وشعبة، ويحيى ابن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبو نعيم، وعبد الرزاق بن همام، والهيثم بن جميل، وأبو النضر هاشم بن القاسم، وعلي بن الجعد. وكان قد انتقل إلى البصرة فنزلها، وقدم بغداد وحدث بها.
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الصيرفي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: وسألته- يعني أباه- عن محمد بن راشد الذي يحدث عن مكحول فقال: ثقة.
وَقَالَ عبد الرزاق: ما رأيت أحدا أورع في الحديث منه [2] يعني محمد بن راشد.
وقال أبو النّضر كنت أرضّي شعبة بالرصافة، فمر محمد بن راشد فقال شعبة: ما كتبت عن هذا أما إنه صدوق، ولكنه شيعي، أو قدري؟ شك أبي [3] . قَالَ أبي: ابن المبارك حدث عنه، ووكيع، وابن مهدي.
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين الأزرق، أخبرنا دَعْلَجِ بْنِ أَحْمَدَ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ
__________
[1] 839- هذه الترجمة برقم 2767 في المطبوعة.
انظر: تهذيب الكمال 5208 (25/186) . وتاريخ الدوري: 2/515، وسؤالات ابن الجنيد، الورقات 10، 19، 53، وابن طهمان، الترجمة 34، وعلل أحمد: 2/42، 185، 310، وتاريخ البخاري الكبير. 1/الترجمة 212، وتاريخه الصغير: 2/173، وأحوال الرجال للجوزجاني، الترجمة 287، والمعرفة ليعقوب: 2/125، 395، وضعفاء النسائي الترجمة 548 وضعفاء العقيلي، الورقة 190، والجرح والتعديل: 7/الترجمة 138، والمجروحين لابن حبان: 2/253، والكامل لابن عدي: 3/الورقة 69، وسنن الدارقطني: 3/176، وسؤالات البرقاني له، الترجمة 431، وثقات ابن شاهين، الترجمة 1218، وضعفاء ابن الجوزي، الورقة 139، وسير أعلام النبلاء: 7/343 والكاشف: 3/الترجمة 4913، وديوان الضعفاء، الترجمة 370، والمغني: 2/الترجمة 5490، ومن تكلم فيه وهو موثق، الورقة 27، وتذهيب التهذيب: 3/الورقة 302، وميزان الاعتدال: 3/الترجمة 8057، وشرح علل الترمذي لابن رجب: 093، ونهاية السول، الورقة 623، وتهذيب التهذيب.
9/851- 061- والتقريب: 2/061، وخلاصة الخزرجي: 2/الترجمة 1162.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 52/981.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 52/881.(2/337)
الأبّار، حَدَّثَنَا علي بن سعيد العلاف قَالَ: سمعت أبا النضر يقول: كنت عند باب الرصافة، فسلم علي شعبة، فمر محمد بن راشد الخزاعي فقال لي: كتبت عن هذا شيئا؟ ثم قَالَ: لا تكتب عنه فإنه قدري.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن خميرويه الهرويّ، أَخْبَرَنَا الحسين بن إدريس قَالَ: قَالَ ابن عمار: سألت زيد بن أبي الزرقاء، عن محمد بن راشد، فقال:
سألت عنه عبد الله بن المبارك فقال: صدوق اللسان، ورآه اتهم بالقدر [1] .
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا بن درستويه، حَدَّثَنَا يَعْقُوب بن سفيان قَالَ: سألت عَبْد الرحمن بن إبراهيم قلت له: محمد بن راشد؟ قَالَ: كان يذكر بالقدر إلا أنه مستقيم الحديث [2] .
أَخْبَرَنَا بشرى بن عبد الله الرومي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا أبو جعفر محمد بن جعفر الراشدي، حدثنا أَبُو بكر الأثرم قَالَ: سَمِعْت أَبَا عَبْدِ اللَّهِ- يَعْنِي أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ- ذُكِرَ محمد بن راشد فقال: لا بأس به- يعني في الحديث- قلت له: كان يقول بالقدر. فقال: كذا يقولون.
أَخْبَرَنَا محمد بن عليّ الصالحي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُوسَى البابسيري- بواسط- أَخْبَرَنَا أَبُو أمية الأحوص بْن المفضل بْن غسان الغلابي قَالَ: قَالَ أبي: يقولون في محمّد بن راشد إنه معتل الحديث.
قال يحيى بن معين: هو شامي، دمشقي، خزاعي، وهو ممن هرب من مروان، ونزل العراق، فأقام بها حتى هلك أيام المهدي، وكان ممن طلبه مروان بدم الوليد بن يزيد، وذلك أن أهل دمشق قتلوا الوليد.
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى السكري، أَخْبَرَنَا أبو بكر الشّافعيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حَدَّثَنَا ابن الغلابي قَالَ: قَالَ يحيى بن معين: ومحمد بن راشد صاحب مكحول شامي نزل البصرة.
قَالَ أبو زكريا: محمد بن راشد ثقة.
أَخْبَرَنَا الحسن بن علي الجوهري، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، حدّثنا محمّد ابن القاسم الكوكبي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: سمعت يحيى بن
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 52/881.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 52/091، والمعرفة والتاريخ 2/593.(2/338)
معين وسأله أبو طالب عن محمد بن راشد الشامي فقال: صالح كان بالبصرة وقد دخل بغداد وكان ثقة صدوقا.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ النَّضْرِ بْنِ مَرْوَانَ العطّار، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة. قال: وسألت عليا- يعني بن المديني- عن محمد بن راشد فقال: كان ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ السَّلامِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْقُرَشِيُّ- بِأَصْبَهَانَ- قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أحمد الطبراني، حَدَّثَنَا أبو زرعة الدمشقي قَالَ: قلت لعبد الرحمن بن إبراهيم- دحيم: ما تقول في محمد بن راشد؟ فقال: ثقة. وكان يميل إلى هوى.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الْقَطَّان، أخبرنا عُثْمَان بن أحمد الدّقّاق، حدّثنا سهل بن أحمد الواسطيّ، حَدَّثَنَا عمرو بن علي قَالَ: كان محمد بن راشد صاحب مكحول يذهب إلى القدر.
حدّثنا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، حدّثنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني، حَدَّثَنَا عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي، حدّثنا القاسم بن عيسى العصار، حدّثنا إبراهيم ابن يعقوب الجوزجاني قَالَ: محمد بن راشد كان مشتملا على غير بدعة، وكان فيما سمعت متحريا للصدق في حديثه.
أَخْبَرَنِي أبو القاسم الأزهري، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر، حدّثنا محمّد بن أحمد ابن يعقوب بن شيبة، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: محمد بن راشد الخزاعي الشامي صدوق [1] .
أَخْبَرَنَا علي بن طلحة المقرئ، أَخْبَرَنَا محمد بن إبراهيم الطرسوسي.
وَأَخْبَرَنِي الحسين بن عليّ الصيمري، حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازيّ قالا: حدّثنا محمّد بن محمّد بن داود الكرخي، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قَالَ:
محمد بن راشد المكحولي من أهل الشام متروك الحديث. هذا لفظ الطرسوسي.
وَقَالَ الرازي: محمد بن راشد ضعيف الحديث.
أَخْبَرَنَا أبو بكر البرقانيّ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ، حَدَّثَنَا أبي قَالَ: محمد بن راشد يروي عن مكحول ليس بالقوي [2] .
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 52/091.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 52/091.(2/339)
وأَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الحَسَن الدَّارَقُطْنيّ يقول: ومحمد بن راشد المكحولي كان بالبصرة يعتبر به [1] .
كتب إِلَى عَبْد الرَّحْمَنِ بن عُثْمَان الدمشقي يذكر أن أبا الميمون البجلي أخبرهم قَالَ: حَدَّثَنَا أبو زرعة عبد الرحمن ابن بنت عمرو النصري قَالَ: بلغني عن أبي مسهر أنه قيل له: كيف لم تكتب عن محمد بن راشد؟ قَالَ: كان يرى الخروج على الأئمة [2] .
وَقَالَ أبو زرعة: حَدَّثَنِي محمد بن العلاء قَالَ: مات محمد بن راشد بعد سنة ستين ومائة [3] .
840- محمد بن راشد، البغدادي [4] :
حدث عَنْ: بقية بن الوليد. روى عنه: إسحاق بن زياد الأبلي.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ طَلْحَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ تَمَّامٍ الهاشميّ البصريّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ الأسفاطي، حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شبيب- عبيد المؤذن، حدّثنا إسحاق بن زياد، حدّثنا محمّد بن راشد البغداديّ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ الْعَرْزَمِيِّ، عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَوَّلُ تُحْفَةِ الْمُؤْمِنِ أَنْ يُغْفَرَ لِمَنْ خَرَجَ في جنازته [5] »
. محمد بن راشد هذا عندنا مجهول.
841- محمد بن ربح بن سليمان، أبو بكر البزاز [6] :
سمع يزيد بن هارون، ويعقوب بن إسحاق الحضرمي، وأبا نعيم الفضل بن دكين.
روى عنه: مُحَمَّد بن عثمان بن ثابت الصيدلاني، وَأبو سهل بْن زِيَاد الْقَطَّان، وَأبو بَكْر الشافعي، ودعلج بن أحمد، وكان ثقة.
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 52/091.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 52/191.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 52/191.
[4] 840- هذه الترجمة برقم 2768 في المطبوعة.
[5] انظر الحديث في: الموضوعات 3/226. والعلل المتناهية 1/382. وكنز العمال 42352.
والجامع الكبير 66368. وفي المطبوعة والأصل: «أول تحية» .
[6] 841- هذه الترجمة برقم 2776 في المطبوعة.(2/340)
أخبرنا السّمسار، حدّثنا الصّفّار، حَدَّثَنَا ابن قانع: أن ابن ربح مات في سنة ثلاث وثمانين ومائتين.
842- محمد بن الربيع بن شاهين، البصري [1] :
قدم بغداد، وحدث بِهَا عن: أبي الوليد الطيالسي، وعيسى بن إبراهيم البركي.
روى عنه: محمد بن الحسن بن علويه القطان، وأبو القاسم الطبراني.
أَخْبَرَنَا ابن شهريار، حدّثنا سليمان بن أحمد بن أيّوب، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ شَاهِينَ الْبَصْرِيُّ- ببغداد- حدّثنا عيسى بن إبراهيم البركي، حدّثنا بشر بن المفضل، حدّثنا قرة بن خالد، عن أبي حمزة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَشَجِّ عَبْدِ الْقَيْسِ: «إِنَّ فِيكَ خَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ: الْحِلْمُ، وَالأَنَاةُ [2] »
. قَالَ سُلَيْمَانُ: لَمْ يَرْوِهِ عَنْ قُرَّةَ إِلا بشر.
843- محمّد بن ربيعة، أبو عبد الكلابي، ويقال: الرؤاسي ابن عم وكيع بن الجراح [3] :
سمع إسماعيل بن أبي خالد، وسليمان الأعمش، وابن أبي ليلى، وسفيان الثوري، وابن جريج، وكاملا أبا العلاء، وهو من أهل الكوفة، قدم بغداد، وَحَدَّثَ بِها. فروى عنه من أهلها: مُحَمَّد بن عيسى بن الطباع، وأبو مسلم المستملي، ويحيى بن معين، والحكم بن موسى، وسريج بن يونس، وزياد بن أيوب، وعلي بن الحسين بن إشكاب، وغيرهم.
__________
[1] 842- هذه الترجمة برقم 2777 في المطبوعة.
[2] انظر الحديث في: صحيح مسلم، وكتاب الإيمان 25، 26. وسنن الترمذي 1/20. وسنن أبي داود 5225. وسنن ابن ماجة 4187. ومسند أحمد 3/23، 50، 4/206. والسنن الكبرى 7/102.
[3] 843- هذه الترجمة برقم 2769 في المطبوعة.
انظر: تهذيب الكمال 5210 (25/196) . وتاريخ الدوري: 2/515، وتاريخ الدارمي، الترجمة 797، وعلل أحمد 2/200، وتاريخ البخاري الكبير: 1/الترجمة 208، وسؤالات الآجرى لأبى داود: 3/125، والجرح والتعديل: 7/الترجمة 1383، وثقات ابن حبان: 9/38، وسؤالات البرقاني للدارقطنى، الترجمة 430، وثقات ابن شاهين، التراجم 1221، 1229، 1284، والكاشف: 3/الترجمة 4915، وتذهيب التهذيب: 3/الورقة 203، وتاريخ الإسلام الورقة 255 (أيا صوفيا 3006) ، وميزان الاعتدال: 3/الترجمة 7515، ورجال ابن ماجة، الورقة 12، ونهاية السول، الورقة 326، وتهذيب التهذيب: 9/162- 163، والتقريب: وخلاصة الخزرجي:
2/الترجمة 6213.(2/341)
أخبرنا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهديّ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَيَّاشٍ الْقَطَّانُ، حدّثنا عليّ بن أشكاب، حدّثنا محمّد بن ربيعة، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَبْغَضَ الرجال إلى الله الأَلَدُّ الْخَصِمُ [1] »
. أَخْبَرَنَا أبو الْحَسَن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الصلت الأهوازيّ، حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ المحاملي- إملاء- قَالَ حَدَّثَنَا زياد بن أيّوب، حدّثنا محمّد- يعني ابن ربيعة- حَدَّثَنَا مسافر أبو عبد الله الجصاص، عن الحكم بن عتيبة قَالَ: سئل علي بن أبي طالب عن إدبار النجوم، قَالَ: الركعتان قبل الفجر.
أَخْبَرَنِي عبد الباقي بن عبد الكريم المؤدب قَالَ: قرأنا على الحسين بن هارون عن أبي العباس بن سعيد قَالَ: أَخْبَرَنِي محمد بن عبد العزيز بن محمد بن ربيعة قَالَ:
محمد بن ربيعة بن سليمان بن الحارث بن ربيعة بن عمرو بن مليل بن عبد الله بن أبي بكر بن كلاب.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عيسى البزاز فيما أذن أن نرويه عَنْهُ قَالَ: حَدَّثَنَا محمّد ابن عمر بن سلم الحافظ قَالَ: محمد بن ربيعة أبو عبد الله الكلابي الرؤاسي، كوفي حدث ببغداد وتوفي بها.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الأشناني قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين: محمد بن ربيعة الكوفي من هو؟ قَالَ: ثقة [2] .
أَخْبَرَنَا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سألتُ أَبَا داود سُلَيْمَان بْن الأشعث: عن محمد بن ربيعة الكلابي فقال: ثقة، رفيق أبي نعيم إلى البصرة، خرج هو وأبو نعيم وابن داود [3] .
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدّثنا أبي، حدّثنا نصر بن القاسم الفرائضيّ حَدَّثَنَا محمد بن إبراهيم بن فرنة الخوارزمي قال: محمّد بن ربيعة الكوفيّ ثقة.
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح البخاري 3/171. وصحيح مسلم ص 2054. وسنن النسائي 8/248. وفتح الباري 5/106.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/198.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/198.(2/342)
أخبرني الأزهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف الخشّاب، أخبرنا الْحُسَيْن بْن فهم حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قَالَ: مُحَمَّد بْن ربيعة الكلابي ويكنى أبا عبد الله توفي ببغداد.
أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد بن غالب قَالَ: سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول: محمد ابن ربيعة الكلابي يروي عنه أبو كريب ثقة [1] .
844- محمد بن أبي رجاء الخراساني [2] :
ولي القضاء ببغداد أيام المأمون، وهو من أصحاب أبي يوسف القاضي.
أَخْبَرَنَا علي بن الحسن المعدّل، حَدَّثَنَا طلحة بْن مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَر قَالَ: لما قدم المأمون بغداد استقضى على الشرقية محمد بن أبي رجاء الخراساني، وهذا رجل من المقدمين في مذهب أبي حنيفة، وهو من أصحاب أبي يوسف، حسن العلم بالحساب والدور والمقايسة، وكانت له مسائل غلقة، ومات سنة سبع ومائتين، فضم عمله إلى محمد بن سماعة وهو قاض على مدينة المنصور.
أَنْبَأَنَا إبراهيم بن مخلد، أخبرنا عبد الله بن إسحاق البغويّ، أخبرنا الحارث بن محمّد، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد، قَالَ: سنة سبع ومائتين فيها مات محمد بن أبي رجاء القاضي ببغداد يوم الجمعة لثلاث عشرة بقين من جمادى الآخرة.
845- محمد بن رجاء بن السندي، أبو عبد الله النيسابوري [3] :
والد محمد بن محمد، وهو من إسفرايين- رستاق نيسابور- سمع النضر بن شميل، ومكي بن إبراهيم. روى عنه: ابنه محمّد، وإبراهيم بن عليّ الذهلي، ومحمّد ابن إسحاق بن خزيمة، وقدم بغداد حاجا وحدث بها، فروى عنه من أهلها أبو بكر ابن أبي الدنيا القرشي، وأحمد بن بشر المرثدي.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْن عَبْد اللَّه بْن بشران المعدل قال: حدّثنا الحسين بن صفوان البردعي، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الدنيا، حدّثنا محمّد بن رجاء بن السندي،
__________
[1] انظر الخبر في: سؤالات البرقاني للدارقطنى 430. وتهذيب الكمال 25/198.
[2] 844- هذه الترجمة برقم 2770 في المطبوعة.
انظر: المنتظم، لابن الجوزي 10/168.
[3] 845- هذه الترجمة برقم 2771 في المطبوعة.
انظر: الأنساب للسمعاني 7/169.(2/343)
أخبرنا النّضر بن شميل، أخبرنا شعبة، حَدَّثَنَا عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: جَعَلَ جِبْرِيلُ يَدُسُّ الطِّينَ فِي فِي فِرْعَوْنَ مِنْ أجل قول لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ.
كَذَا رَوَاهُ لَنَا ابْنُ بِشْرَانَ مَوْقُوفًا. ورواه إسحاق بن راهويه، وحميد بن زنجويه كلاهما عن النضر بن شميل، فرفعاه إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ورواه وكيع عن شعبة موقوفا.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله الصّفار- إملاء- حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ بِشْرٍ الْمَرْثَدِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَجَاءِ بن السندي، حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ [1] »
. قَالَ ابْنُ نُعَيْمٍ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الْحَافِظَ يَقُولُ: حَجَّ مُحَمَّدُ بْنُ رَجَاءٍ وَحَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ بِبَغْدَادَ، فَلَمَّا انْصَرَفَ نَظَرَ فِي كِتَابِهِ وَلَيْسَ فِيهِ عَائِشَةُ فَكَتَبَ إِلَيْهِمْ بِذَلِكَ.
قرأت على محمد بن علي بن أحمد المعدل، عَنْ مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّد الحافظ النَّيْسَابُورِيّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بن يعقوب الحافظ يقول: رجاء ابن السندي وابنه أبو عبد الله وابنه أبو بكر ثلاثتهم ثقات أثبات.
846- محمد بن رزق الله، أبو بكر الكلوذاني [2] :
سَمِعَ: يَزِيد بْن هارون، وشبابة بْن سَوَّار، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد، وزيد بن الحباب العكلي، وأبا اليمان الحمصي، ومحمد بن يوسف الفريابي، وحبيب بن أبي حبيب- كاتب مالك، وأبا صالح كاتب الليث. روى عنه: عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن ناجية، وأبو حامد محمد بن هارون الحضرمي، ويحيى بن محمد بن صاعد، وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الواسطي، وعباس بن يوسف الشكلي، ويوسف بن يعقوب التنوخي، وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أحمد بن حمّاد الواعظ، حدّثنا أبو بكر
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح البخاري 2/6، 3/196، 4/6، 7/34، 41، 9/77. وفتح الباري 2/380، 5/181، 9/254.
[2] 846- هذه الترجمة برقم 2772 في المطبوعة.
انظر: الأنساب للسمعاني 10/460.(2/344)
يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول الأزرق- إملاء- حَدَّثَنَا محمد بن رزق الله الكلوذاني- فِي سَنَةِ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ- قَالَ: حَدَّثَنِي أبو صالح، حَدَّثَنِي ابن لهيعة، عن قيس بن الحجاج قَالَ: قَالَ عمرو بن العاص: الإسلام يهدم ما كان قبله.
أَخْبَرَنِي أَبُو الفرج الطناجيري، حَدَّثَنَا عُمَر بْن أَحْمَد الواعظ، قَالَ: وجدتُ في كتاب جدي عن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن بكر قَالَ: ومات الكلوذاني في شوال سنة تسع وأربعين ومائتين.
847- محمّد بن رنين بن يحيى بن سحيم، أبو عبد الله البعلبكي [1] :
قدم بغداد، وحدث بها عن العباس بن الوليد بن يزيد البيروتي. روى عنه: محمّد ابن مخلد الدوري.
848-[2] محمد بن روح العكبري [3] :
حدث عن: يحيى بن هاشم السمسار. روى عنه: عثمان بن إسماعيل السكري.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ، حدّثنا عليّ بن عمر الحافظ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَكْرٍ السُّكَّرِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَوْحٍ الْعُكْبَرِيُّ- بِعُكْبَرَا- وَكَانَ صَدِيقًا لأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، وَكَانَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ إِذَا خَرَجَ إِلَى عُكْبَرَا يَنْزِلُ عَلَيْهِ- قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ هَاشِمٍ السّمسار، حَدَّثَنَا مِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ، عَنْ يَزِيدَ الْفَقِيرِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «تَعَاهَدُوا نِعَالَكُمْ عِنْدَ أَبْوَابِ الْمَسَاجِدِ [4] »
. قَالَ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ: غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ مسعر عن يزيد الفقير، تفرد به يحيى بن هاشم عنه، ولم نكتبه إلا عن أبي القاسم السكري، وكان من الثقات.
849- محمد بن روح البزاز [5] :
حدث عن: أبي إبراهيم الترجماني، ومحمد بن عباد المكي. روى عنه: عبد الباقي ابن قانع، وأبو القاسم الطبراني.
__________
[1] 847- هذه الترجمة برقم 2775 في المطبوعة.
[2] 848- هذه الترجمة برقم 2773 في المطبوعة.
[3] العكبرا: بلدة على الدجلة فوق بغداد بعشرة فراسخ من الجانب الشرقي (الأنساب 9/27، 28) .
[4] انظر الحديث في: مصنف ابن أبى شيبة 2/417. ومصنف عبد الرزاق 1515. وإتحاف السادة المتقين 3/407. وكنز العمال 20799.
[5] 849- هذه الترجمة برقم 2774 في المطبوعة.(2/345)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَهْرَيَارَ الأصبهانيّ، أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيّوب، حدّثنا محمّد بن روح البغداديّ، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم الترجماني، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُو حَفْصٍ الأَبَّارُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَبِي الأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ، وَلْيَحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، وَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ [1] »
. قَالَ سُلَيْمَانُ: لَمْ يَرْوِهِ عَنِ الأَعْمَشِ إِلا أبو حفص، تفرد به الترجماني.
حرف الزاي من آباء المحمّدين
850- محمد بن زاهر بن حرب بن شداد، أبو جعفر [2] :
وهو أخو القاسم بن زاهر وابن أخي أبي خيثمة النسائي. سكن دمشق، وحدث بها عن: أحمد بن شبويه المروزي. روى عنه: محمود بن إبراهيم بن سميع الدمشقي، والعباس بن الوليد بن مزيد البيروتي.
وقَالَ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبِي حاتم الرَّازِيّ: سألت أبي عنه فقال: كان بدمشق، توفي هناك وأنا صليت عليه، وكان من أقراني، ولم يكن به بأس.
851-[3] محمد بن زرعان بن محمد بن صالح بن أيوب، أبو بكر الأنماطي [4] :
سمع محمد بن جعفر الفريابي، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، وأحمد ابن محمد بن عبد الكريم الفزاري، وأبا ذر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الباغندي.
حَدَّثَنَا عنه: القاضي أبو الفرج بن سميكة، وأبو بكر البرقاني، وأبو الحسن أحمد بن محمد المؤدب المعروف بالزعفراني.
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الذبائح 57. وسنن النسائي 7/227، 229، 230.
وسنن أبي داود 2815. وسنن الترمذي 1409. وسنن ابن ماجة 2170. ومسند أحمد 4/23، 124، 125، 133.
[2] 850- هذه الترجمة برقم 2791 في المطبوعة.
[3] 851- هذه الترجمة برقم 2794 في المطبوعة.
[4] الأنماطي: هذه النسبة إلى بيع الأنماط، وهي الفرش التي تبسط (الأنساب 1/376) .(2/346)
أخبرني أبو الحسن الزعفراني، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زُرْعَانِ الأَنْمَاطِيُّ- فِي سَنَةِ أربع وستين وثلاثمائة- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ قَالَ:
حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عن شعبة، عن خبيب بْنِ الشَّهِيدِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى عَلَى قَبْرِ امْرَأَةٍ بَعْدَ مَا دُفِنَتْ.
سَأَلْتُ أَبَا بَكْرٍ الْبَرْقَانِيَّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زرعَانَ فَقَالَ: ثقة.
852- محمد بن زرعة بن شداد، أبو عبد الله البلخي [1] :
قدم بَغْدَاد، وَحدث بها: عَن قتيبة بْن سعيد. روى عنه: مُحَمَّد بن مخلد، وإِسْمَاعِيل بن عَلِيّ الخطبي.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَخْلَدِ بن جعفر، حدّثني إسماعيل بن عليّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زُرْعَةَ بْنِ شَدَّادٍ الْبَلْخِيُّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ- قَدِمَ عَلَيْنَا سَنَةَ سَبْعٍ وثمانين، يعني ومائتين.
حدّثنا قتيبة بن سعيد، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ الْقُرَشِيُّ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: «أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِذَا سَجَدَ الْعَبْدُ سَجَدَ مَعَهُ سَبْعَةُ آرَابٍ: وَجْهُهُ، وَكَفَّاهُ، وَرُكْبَتَاهُ، وَقَدَمَاهُ [2] » .
أَخْبَرَنَا عليّ بن محمّد السّمسار، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار، حَدَّثَنَا ابن قانع: أن محمد بن زرعة البلخي قدم بغداد حاجا سنة ثمان وثمانين ومائتين.
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه زكريا
853- محمد بن زكريا، والد ميمون الحافظ، يكنى أبا جعفر [3] :
سمع: مخلد بن الحسين وحجاج بن محمد، وأشعث بن شعبة المصيصي. روى عنه: عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن ناجية، والحسين بْن إسماعيل المحاملي، وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا أبو بكر البرقانيّ، أخبرنا بشر بن أحمد الأسفراييني، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَاجِيَةَ، حدّثنا محمّد بن زكريّا أبو ميمون، حدّثنا أشعث بن شعبة، عن
__________
[1] 852- هذه الترجمة برقم 2793 في المطبوعة.
[2] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الصلاة 231. وسنن أبي داود 891. وسنن الترمذي 272. وسنن النسائي 2/210، 108. وسنن ابن ماجة 885. وفتح الباري 2/296.
[3] 853- هذه الترجمة برقم 2783 في المطبوعة.(2/347)
أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ يُحَدِّثُ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: حَشَوْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَمْرَقَةً فِيهَا صُوَرٌ، فَلَمَّا جَاءَ فَقَامَ عَلَى الْبَابِ تَغَيَّرَ لَوْنُهُ حِينَ رَآهَا، وَاحْمَرَّ وَجْهُهُ، قَالَتْ: مَا أَحْدَثْتُ؟ أَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مِمَّا صَنَعْنَا، قَالَ:
«مَا هَذِهِ؟» قُلْتُ: صَنَعْتُهَا لَكَ لِتَجْلِسَ عَلَيْهَا فَقَالَ: «إِنَّ أَصْحَابَ هَذِهِ الصُّورِ يُعَذَّبُونَ» أُرَاهُ قَالَ: «يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيُقَالُ لَهُمْ أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ، وَإِنَّ الْمَلائِكَةَ لا تَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ [1] »
. قرأت على البرقاني، عَنْ إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى المزكي قال: أخبرنا محمّد ابن إسحاق الثقفي قَالَ: مات محمد بن زكريا أبو جعفر ببغداد في آخر جمادى الآخرة سنة أربع وخمسين- يعني ومائتين.
854- محمد بن زكريا بن يحيى بن الصلت بن رزين بن عبد الرحمن، أبو بكر المؤدب [2] :
حدث عن: سويد بن سعد الحديثي، وموسى بن إبراهيم المروزي. روى عنه عبد الصمد بن علي الطستي، وعمر بن الحسن بن الأشناني.
855- محمد بن زكريا بن سعيد بن أبان بن الوليد [3] :
بخاري الأصل. حدث عن: أبي بدر عباد بن الوليد الغبري. روى عنه: أبو بكر بن المقرئ الأصبهاني.
أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ الطَّيِّبِ الدسكري- بحلوان- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيٍّ بن المقرئ- بأصبهان- حدّثنا محمّد بن زكريّا بن سعيد ابن أبان بن الوليد البخاريّ- ببغداد- حدّثنا أبو بدر عبّاد بن الوليد، حدّثنا محمّد بن عرعرة، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ [4] »
. رَوَاهُ أَبُو يَحْيَى مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْبَزَّازُ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ راشد الأدميّ، عن محمّد
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح البخاري 3/83، 7/33، 216، 217، 9/197. وصحيح مسلم، كتاب اللباس 96. وفتح الباري 9/249، 10/389، 392.
[2] 854- هذه الترجمة برقم 2784 في المطبوعة.
[3] 855- هذه الترجمة برقم 2785 في المطبوعة.
[4] انظر الحديث في: صحيح مسلم 55. ومسند أحمد 5/229. وإتحاف السادة المتقين 9/180، 10/274.(2/348)
ابن عَرْعَرَةَ قَالا: عَنْ أَنَسٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَكَذَلِكَ رَوَاهُ غُنْدَرٌ، وَمُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، وَعُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ شُعْبَةَ. وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ذَلِكَ.
856- محمد بن زكريا بن إبراهيم بن إسماعيل، أبو الحسن الدقاق، ويقال: الفقيه [1] :
من أهل سر من رأى. سكن بَغْدَاد بباب الشام، وحدث عن القاسم بن الصباح البزاز، وسعدان بن يزيد، وأبي نافع ابن بنت يزيد بن هارون، وشعيب بن أيوب الصريفيني، وعلي بن حرب الموصلي. روى عنه: أَبُو الفتح مُحَمَّد بْن الحسين الأزدي، والقاضي أبو الحسن الجراحي، ويوسف بن عمر القواس، أحاديث مستقيمة.
حَدَّثَنِي الحسين بن أبي طالب، حدّثنا يوسف بن عمر القوّاس، حَدَّثَنَا محمد بن زكريا الفقيه سنة عشرين وثلاثمائة وفيها مات.
857- محمد بن زكريا بن يحيى بن داود بن سليمان بن مسبح، أبو علي البغدادي الأعرج، يعرف بالمسبحي [2] :
نزل بخارى، وحدث بها عن أبي شعيب الحراني، ويوسف بن يعقوب الْقَاضِي، وأبي خليفة الجمحي، ومطين الكوفي، وإبراهيم بن شريك الأسدي. روى عنه:
مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن مُحَمَّد بْنِ يَحْيَى بن منده الأصبهاني. قرأت بخط أبي عبد الله الغنجار البخاري: توفي أبو عليّ بن زكريا بن يحيى المسبحي بجوزجانان في سنة خمسين وثلاثمائة.
ذكر من اسمه محمّد واسم أبيه زنجويه
858- محمد بن زنجويه بن زيد، أبو جعفر المؤذن البصري [3] :
سكن بغداد بالمخرم، وحدث عن: سلم بن قتيبة، ومالك بن شعير بن الخمس،
__________
[1] 856- هذه الترجمة برقم 2786 في المطبوعة.
[2] 857- هذه الترجمة برقم 2787 في المطبوعة.
[3] 858- هذه الترجمة برقم 2792 في المطبوعة.(2/349)
وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة. روى عَنْهُ: أَحْمَد بْن محمد بن يزيد الزعفراني، والقاضي أبو عبد الله المحامليّ، وأخوه عبيد القاسم بن إسماعيل.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيُّ قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ جَدِّي بِخَطِّ يَدِهِ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَنْجَوَيْهِ بْنِ زَيْدٍ الْمُؤَذِّنُ- أبو جعفر المخرّميّ- حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لا يَتَوَارَثُ أَهْلُ مِلَّتَيْنِ شَتَّى [1] »
. أَخْبَرَنِي الحسين بن عليّ الطناجيري، حَدَّثَنَا عُمَر بْن أَحْمَدَ الْوَاعِظ قَالَ حدثنا أحمد بن يزيد الزعفراني، حَدَّثَنَا محمد بن زنجويه بن زيد البصري: ومات في شهر رمضان سنة سبع وخمسين ومائتين.
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه زياد
859- محمد بن زياد، اليشكري الطحان، يعرف بالميموني [2] :
حدث عن: ميمون بن مهران- نسب إليه لذلك. روى عنه الربيع بن ثعلب، وزياد ابن يحيى الحساني وغيرهما.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بن الفتح، حدّثنا عليّ بن عمر الحافظ، حدّثنا أبو طلحة أحمد ابن محمّد بن عبد الكريم، حدّثنا زياد بن يحيى أبو الخطّاب، حدّثنا محمّد بن زياد،
__________
[1] انظر الحديث في: سنن الترمذي 2108. وسنن أبي داود 2911. وسنن ابن ماجة 2731.
ومسند أحمد 2/178، 195. والمستدرك 2/240.
[2] 859- هذه الترجمة برقم 2778 في المطبوعة.
انظر: تهذيب الكمال 5224 (25/222) . وتاريخ الدوري: 2/516، وابن الجنيد، الورقة 33، وعلل أحمد 2/257، وتاريخ البخاري الكبير: 1/الترجمة 226، وتاريخه الصغير: 2/188، وأحوال الرجال للجوزجانى، الترجمة 317، وسؤالات الآجرى لأبى داود: 3/321، والترمذي (3709) ، وضعفاء النسائي، الترجمة 547، وضعفاء العقيلي، الورقة 191، والجرح والتعديل: 7/الترجمة 1412، والمجروحين لابن حبان: 2/250، وثقاته: 7/443، والكامل لابن عدى: 3/الورقة 37، وضعفاء الدارقطني، الترجمة 466، وسننه: 1/102، وضعفاء ابن الجوزي، الورقة 139، والكاشف: 3/الترجمة 4927، وديوان الضعفاء، الترجمة 3718، والمغني 2/الترجمة 5518، وتذهيب التهذيب: 3/الورقة 204، وتاريخ الإسلام، الورقة 10 (أيا صوفيا 3006) ، وميزان الاعتدال: 3/الترجمة 7547، والكشف الحثيث، الترجمة 665، ونهاية السول، الورقة 327، وتهذيب التهذيب: 9/170- 172، والتقريب: 2/162، وخلاصة الخزرجي: 2/الترجمة 6229.(2/350)
حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اتَّخِذُوا الْحَمَامَ الْمَقَاصِيصَ فَإِنَّهَا تُلْهِي الْجِنَّ عَنْ صِبْيَانِكُمْ [1] »
. أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، أَخْبَرَنَا هبة الله بن محمد بن حبش الفراء، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: كان ببغداد قوم يضعون الحديث كذّابين، منهم محمد بن زياد كان يضع الحديث [2] .
أخبرنا الجوهريّ، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: محمد بن زياد الطحان ليس بشيء كذاب- الذي روى عن ميمون بن مهران ما يروي.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدّثنا أبي، حَدَّثَنَا عبد الله بن سليمان- يعني الوراق- حَدَّثَنَا عبد الله بن أحمد قَالَ: وسألته- يعني أباه- عن محمد بن زياد: كان يحدث عن ميمون بن مهران قَالَ: كذاب، خبيث، أعور، يضع الحديث [3] .
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سألت أبا داود، عن محمد بن زياد الميموني فقال: سمعت أحمد بن علي الآجري قَالَ: سألت أبا داود، عن محمد بن زياد الميموني فقال: سمعت أحمد بن حنبل، قَالَ: ما كان أجرأه بقول: حَدَّثَنَا ميمون بن مهران [4] .
أَخْبَرَنَا علي بن مُحَمَّد بن الحسن المالكي، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار، حدّثنا محمّد بن عمران الصّيرفيّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ قَالَ: سألت أبي عن محمد بن زياد- صاحب ميمون بن مهران- قَالَ: كتبت عنه كتابا فرميت به وضعّفه جدا [5] .
قرأنا عَلِيّ الجوهري، عَنْ مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن القاسم الكوكبي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: قال لنا هارون بن سروة- ويحيى
__________
[1] انظر الحديث في: المجروحين 2/250. وميزان الاعتدال 5564، 7547. والأحاديث الضعيفة 18. والمنار المنيف 198.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/224.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/223. والعلل للإمام أحمد 2/257.
[4] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/223. وسؤالات الآجرى 3/321.
[5] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/225.(2/351)
ابن معين يسمع- جاء كتاب البغداديين إلى أبي المليح، وأنا حاضر يسألونه عن محمّد ابن زياد الطحان فقال: جاءنا محمد بن زياد الطحان الأعور بعد ما مات ميمون بن مهران.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ علي الكتاني- لفظا بدمشق- حدّثنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني، حَدَّثَنَا أَبُو هاشم عَبْد الجبار بْن عَبْد الصّمد السلمي، حدّثنا القاسم بن عيسى العصار، حَدَّثَنَا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قَالَ: محمد ابن زياد الطحان كان كذابا [1] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الحسين بن الفضل القطان، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدّثنا سهل بن أحمد الواسطيّ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: وَمُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ- صَاحِبُ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ- مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ كَذَّابٌ، مُنْكَرُ الْحَدِيثِ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ:
حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «زَيِّنُوا مجالس نسائكم بالمغزل [2] »
. وأخبرنا ابن الفضل، أَخْبَرَنَا علي بن إبراهيم المستملي، أَخْبَرَنِي محمد بن إبراهيم ابن شعيب الغازي قَالَ: سمعت مُحَمَّد بْن إسماعيل البخاريّ يقول: محمّد بن زياد ابن مهران صاحب ميمون-؛ هو متروك الحديث [3] .
قَالَ عمرو بن زرارة: كان محمّد يتهم بوضح الحديث [4] .
أخبرنا أبو بكر البرقانيّ، حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، حدّثنا أحمد بن طاهر بن النّجم، حَدَّثَنَا سعيد بْن عَمْرو البرذعي قَالَ: سمعت أبا زرعة يقول: محمّد ابن زياد صاحب ميمون كان يكذب [5] .
أَخْبَرَنَا أحمد بن عبد الواحد الوكيل، أَخْبَرَنَا الحسن بن محمد بن شعبة المروزي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن محبوب قَالَ: قَالَ أبو عيسى الترمذي: محمد بن زياد صاحب ميمون بن مهران ضعيف في الحديث جدّا [6] .
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/224. وأحوال الرجال للجوزجاني 363.
[2]- انظر الخبر والحديث في: تهذيب الكمال 25/224.
[3]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/224. والضعفاء الصغير للبخاري 317.
[4]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/224، 225.
[5]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/224.
[6]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/225. وسنن الترمذي 3709.(2/352)
أخبرنا البرقانيّ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ، حَدَّثَنَا أبي قَالَ: محمد بن زياد يروي عن ميمون بن مهران متروك الحديث [1] .
860- محمد بن زياد، وليس بالميموني [2] :
أخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأنماطيّ، أخبرنا محمّد بن المظفر الحافظ، أَخْبَرَنَا علي بن أَحْمَد بْن سليمان المقرئ، حَدَّثَنَا أحمد بن سعيد بن أبي مريم قَالَ: قَالَ لي غير يحيى: يعني ابن معين- محمد بن زياد- وليس ابن ميمون- قدم بغداد، يروي عن سعيد بن أبي سعيد المقبري.
861- محمد بن زياد بن زبار، أبو عبد الله الكلبي [3] :
حدث عن: أبي مودود المديني، وشرقي بن القطامي. روى عنه زهير بن محمد ابن قمير، وأحمد بن منصور الرمادي، وأبو أمية الطرسوسي، وأحمد بن علي الخزاز، ومحمد بن غالب التمتام، وأحمد بن عبيد بن ناصح، وغيرهم.
وَقَالَ أبو حاتم الرازي: أتينا محمد بن زياد بن زبار ببغداد وكان شيخا شاعرا وقعدنا في دهليزه ننتظره- وكان غائبا- فجاءنا فذكر أنه قد ضجر، فلما نظرنا إليه علمنا أنه ليس من البابة، فذهبنا ولم نرجع إليه.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْمَحَامِلِيُّ قَالَ: وَجَدتُ فِي كِتَابِ جَدِّي الْحُسَيْنِ بْنِ إسماعيل القاضي بخط يده: حَدَّثَنَا زهير بن محمد بن زهير المروزيّ، حَدَّثَنَا محمد بن زيد الكلبي- كذا قَالَ لنا زهير- قَالَ: حَدَّثَنَا شرقي بن قطامي.
وأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَهْرَيَارَ، حدّثنا سليمان بن أحمد الطبرانيّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادٍ الْجَوْهَرِيُّ البغداديّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادِ بْنِ زَبَّارٍ الْكَلْبِيُّ، حَدَّثَنَا شَرْقِيُّ بْنُ الْقُطَامِيِّ، عَنْ أَبِي طَلْقٍ الْعَائِذِيِّ، عَنْ شَرَاحِيلَ بْنِ الْقَعْقَاعِ قَالَ:
سمعت عَمْرَو بْنَ مَعْدِي كَرِبَ يَقُولُ: نَقُولُ كَمَا عَلَّمَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَبَّيْكَ
__________
[1]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/225. والضعفاء والمتروكون 547.
[2] 860- هذه الترجمة برقم 2779 في المطبوعة.
[3] 861- هذه الترجمة برقم 2780 في المطبوعة.
انظر: ميزان الاعتدال 3/552.(2/353)
اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ لا شَرِيكَ لَكَ» [1] .
لَفْظُ حديث المحامليّ، لا نعلم روى هذا الحديث عن شرقي غير محمّد بن زياد ابن زبار.
أخبرنا ابن الفضل، حدّثنا عليّ بن إبراهيم المستملي، حدّثنا أبو أحمد بن فارس، حَدَّثَنَا محمد بن إسماعيل البخاري قَالَ: محمد بن زياد بن زبار الكلبي بغدادي أبو عبد الله.
أَنْبَأَنَا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن أَحْمَد الصفار الْهَرَوِيّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوب بْن إِسْحَاق بْن مَحْمُودٍ الْفَقِيه قَالَ: قَالَ أَبُو عَلِيٍّ صَالِحُ ابن محمد: ومحمد بن زياد بن زبار: قَالَ يحيى بن معين: لا شيء، قَالَ أبو علي:
وكان يكون ببغداد يروي الشعر وأيام الناس ليس بذاك.
862- محمد بن زياد، أبو عبد الله مولى بني هاشم، يعرف بابن الأعرابيّ، صاحب اللغة [2] :
كان أحد العالمين بها، والمشار إليهم في معرفتها، كثير الحفظ لها، ويقال: لم يكن في الكوفيين أشبه برواية البصريين منه. وكان يزعم أن الأصمعي، وأبا عبيدة لا يحسنان قليلا ولا كثيرا. وحدث عن: أبي معاوية الضرير. روى عنه: أَبُو إسحاق إبراهيم بْن إسحاق الحربي، وأبو العباس ثعلب، وأبو عكرمة الضبي، وأبو شعيب الحراني، وَكَانَ ثِقَةً.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَتُّوثِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن زياد القطّان، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ الْحَرَّانِيُّ، حدّثني أبو عبد الله بن الأعرابيّ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُنْتُ لَكَ كَأَبِي زَرْعٍ لأُمِّ زَرْعٍ» [3] .
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح البخاري 2/170، 7/209. وصحيح مسلم، وكتاب الحج باب 3، 19. وفتح الباري 1/360.
[2] 862- هذه الترجمة برقم 2781 في المطبوعة.
انظر: المنتظم، لابن الجوزي 11/172. ووفيات الأعيان 1/492. والوافي بالوفيات 3/79. ونزهة الألباب 207. وطبقات النحويين 213. وإرشاد الأريب 7/5. والأعلام 6/131.
[3] انظر الحديث في: صحيح البخاري 7/35. وصحيح مسلم، كتاب فضائل الصحابة باب 14.
وفتح الباري 9/256، 257.(2/354)
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر قَالَ: قَالَ لنا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ يُوسُفَ الأصبهاني النحوي. فأما أبو عبد الله محمد بن زياد الأعرابي؛ فكانت طرائقه طرائق الفقهاء والعلماء ومذاهب جلة شيوخ المحدثين، وأحفظ الناس للغات والأيام والأنساب.
أَخْبَرَنِي أبو عبد الله بن عرفة وغيره قَالَ: قَالَ أبو العباس أحمد بن يحيى: قَالَ لي ابن الأعرابي: أمللت عليهم قبل أن تجيئني يا أحمد حمل جمل.
قَالَ أبو جعفر: وسمعت أبا الحسن بن الكوفي يقول: قَالَ أبو العباس أحمد بن يحيى: انتهى علم اللغة والحفظ إلى ابن الأعرابي.
قَالَ أبو جعفر: وَحَدَّثَنِي محمد بن عبد الواحد قَالَ: سمعت أَحْمَد بْن يَحْيَى يقول: سمعت ابن الأعرابي يقول- في كلمة رواها الأصمعي: سمعته من ألف أعرابي خلاف ما قاله الأصمعي.
قَالَ أبو جعفر: وسمعت أبا عبد الله بن عرفة يقول: سمعت أبا جعفر القحطبي يقول: لما مات ابن الأعرابي ذهبنا نشتري كتبه، فوجدنا كتبه رقاقا، وأوراقا، ورقاعا، ولم أر في كتبه شكلة إلا الفتحات. قَالَ: وما رؤي في يد ابن الأعرابي كتاب قط، وكان من أوثق الناس.
وقال أبو جعفر: أخبرنا قاسم الأنباري قَالَ: سمعت أحمد بن عبيد بن ناصح يقول: أنشدنا ابن الأعرابي بيتا في كتاب «المفضل» للضبي قَالَ: هذا البيت المصراع الأول فيه أنشدناه في هذا الكتاب، والمصراع الثاني أنشدناه هشام بن محمد الكلبي.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ، حدّثنا محمد بن عبد الله النيسابوري الحافظ قال: سمعت مُحَمَّد بن صالح بن هانئ يَقُول: سمعت الفضل بن محمد الشعراني يقول: كان للناس رءوس، كان سفيان الثوري رأسا في الحديث، وأبو حنيفة رأسا في القياس، والكسائي رأسا في القرآن، فلم يبق اليوم رأس في فن من الفنون أكبر من ابن الأعرابي، فإنه رأس في كلام العرب.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن سُلَيْمَانَ بْن عَلِيٍّ المقرئ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن الْقَاسِم الأنباري، حدّثنا محمّد بن أحمد ابن النضر- وهو ابن بنت معاوية بن عمرو- قَالَ: كان أبو عبد الله بن الأعرابيّ(2/355)
جارنا وكان ليلة أحسن ليل. وذكر لنا أن ابن أبي دؤاد سأله: أتعرف في اللغة استوى بمعنى استولى؟ فقال: لا أعرفه.
أخبرني الأزهريّ، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أَخْبَرَنَا إبراهيم بن محمد بن عرفة الأزدي، حَدَّثَنَا داود بن علي قَالَ: كنا عند ابن الأعرابي فأتاه رجل فقال: يا أبا عبد الله، ما معنى قول الله تعالى: الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى
[طه 5] قَالَ: هو على عرشه كما أخبر. قَالَ الرجل: ليس كذاك هو يا أبا عبد الله، إنما معنى قوله استوى، استولى: فقال ابن الأعرابي: اسكت ما يدريك ما هذا؟ العرب لا تقول لرجل استولى على الشيء حتى يكون له فيه مضاد، فأيهما غلب قيل استولى عليه، والله لا مضاد له، وهو على عرشه كما أخبر، والاستيلاء بعد المغالبة، قَالَ النابغة:
ألا لمثلك أو من أنت سابقه ... سبق الجواد إذا استولى على الأمد
أَخْبَرَنَا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطيّ، حدّثنا عليّ بن عمر الحافظ، حَدَّثَنَا أبو علي الكوكبي الحسين بن القاسم بن جعفر، حَدَّثَنَا أبو عكرمة الضبي قَالَ:
حَدَّثَنِي محمد بن زياد الأعرابي قَالَ: بعث إلي المأمون فسرت إليه، وهو في بستان يمشي مع يحيى بن أكثم، فرأيتهما موليين، فجلست، فلما أقبلا قمت، فسلمت عليه بالخلافة، فسمعته يقول ليحيى: يا أبا محمد، ما أحسن أدبه رآنا موليين فجلس، ثم رآنا مقبلين فقام، ثم رد علي السلام وَقَالَ: يا محمد، أَخْبِرْنِي عن أحسن ما قيل في الشراب. فقلت: يا أمير المؤمنين قوله:
تريك القذى من دونها وهي دونه ... إذا ذاقها من ذاقها يتمطق
فقال: أشعر منه الذي يقول: - يعني أبا نواس-
فتمشت فِي مفاصلهم ... كتمشي البرء فِي السقم
فعلت في البيت إذ مزجت ... مثل فعل الصبح في الظلم
واهتدى ساري الظلام بها ... كاهتداء السفر بالعلم
فقلت: فائدة يا أمير المؤمنين. فقال: أَخْبَرَنِي عن قول هند بنت عتبة:
نحن بنات طارق ... نمشي على النمارق
من طارق هذا؟ قَالَ: فنظرت في نسبها فلم أجده فقلت: يا أمير المؤمنين ما أعرف في نسبها! فقال: إنما أرادت النجم، وانتسبت إليه بحسنها، من قول الله تعالى:(2/356)
وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ
الآية. فقلت: فائدتان يا أمير المؤمنين. فقال: أنا بؤبؤ هذا الأمر وأنت بؤبؤه. ثم دحا إلي بعنبرة وكان يقلبها في يده، بعتها بخمسة آلاف درهم.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن إِسْحَاق بْن وهب البندار، حَدَّثَنَا أَبُو غالب عَلِيّ بْن أَحْمَدَ بْن النضر قَالَ: ومات ابن الأعرابي في سنة اثنتين.
أخبرني الأزهريّ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن عرفة قَالَ: وفي هذا السنة مات أبو عبد الله محمد بن زياد الأعرابيّ- يعني سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
أَخْبَرَنِي الْحَسَن بْن أبي بكر قَالَ: كتب إِلَى مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ الجوري يذكر أن أحمد بن حمدان بن الخضر أخبرهم. قَالَ: قَالَ أبو العباس أحمد بن يونس بن المسيب الضبي: مات أبو عبد الله بن الأعرابي- صاحب الغريب- في سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
قُلْتُ: وبسر من رأى كانت وفاته، وصلى عليه أحمد بن أبي دؤاد القاضي وبلغ من السن على ما يقال ثمانين سنة.
863-[1] محمد بن زياد، العابد الكلوذاني [2] ، صاحب إبراهيم الخواص:
حَدَّثَنَا أَبُو نصر إِبْرَاهِيم بْن هبة اللَّه بْن إبراهيم الجرباذقاني، أخبرنا أبو منصور معمر ابن أحمد بن محمّد بن زياد الأصبهانيّ، أخبرني أحمد بن الحسين البغداديّ، أخبرني محمّد بن زياد المقيم بكلواذي- وكان قد بكى حتى ذهبت عيناه-. قَالَ: سألت إبراهيم الخواص: عن أعجب ما رآه في البادية فقال: كنت ليلة من الليالي في البادية فنمت على حجر، فإذا أنا بشيطان قد جاء وقال: قم من هاهنا، فقلت: اذهب.
فقال: إني أرفسك فتهلك! فقلت: افعل ما شئت، فرفسني فوقعت رجله علي كأنها خرقة، فقال: أنت ولي لله، من أنت؟ قلت: أنا إبراهيم الخواص. قَالَ: صدقت. ثم قَالَ: يا إبراهيم، معي حلال وحرام، فأما الحلال فرمان من الجبل المباح، وأما الحرام فحيتان مررت على صيادين وهما يصطادان فتخاونا فأخذت الخيانة، فكل أنت الحلال ودع الحرام.
__________
[1] 863- هذه الترجمة برقم 2782 في المطبوعة.
[2] الكلواذاني: هذه النسبة إلى كلواذان، وهي قرية من قرى بغداد على خمسة فراسخ منها (الأنساب 10/460) .(2/357)
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه زيد
864- مُحَمَّد بْن زيد بْن علي بْن الحسين بن عَلِيّ بن أَبِي طالب، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الهاشمي [1] :
وهو أخو يحيى وعيسى بن زيد. ورد بغداد في أيام المهدي.
أَخْبَرَنِي الحسين بن عليّ الصيمري، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ الصيرفي، حدّثنا محمّد بن عمر الحافظ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفِ بْنِ حيّان القاضي، حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن مُحَمَّد بْن أبان النخعي، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّخَعِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ عَلَى بَابِ الْمَهْدِيِّ وَمُحَمَّدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ فَقَالَ محمّد ابن زَيْدٍ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا بَأْسَ بِبَوْلِ الْحِمَارِ وَكُلُّ مَا أُكِلَ لَحْمُهُ» [2]
. أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْعَلَوِيُّ، حدّثنا جدي، حَدَّثَنِي عبيد الله بن محمد بن عمر قَالَ: أوصى محمد بن عبد الله- يعني ابن الحسن بن الحسين- فقال: إن حدث بي حدث فالأمر إلى أخي إبراهيم بن عبد الله، فإن أصيب إبراهيم بن عبد الله، فالأمر إلى عيسى بن زيد بن علي ومحمد بن زيد بن علي. قَالَ جدي: وكان محمد بن زيد من رجالات بني هاشم لسانا وبيانا.
865-[3] محمد بن زيد بن ثابت الصيرفي [4] :
حدث عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ النَّيْسَابُورِيِّ. رَوَى عَنْهُ: عبد الصمد بن علي الطستي.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بن أحمد بن رزق، حدّثنا عبد الصّمد بن عليّ الطستيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ الصَّيْرَفِيُّ، حدّثنا محمّد بن معاوية، حدّثنا عبّاد بن عبّاد، عن الصَّلْتِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ صُهْبَانَ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنْ هَذِهِ الآيَةِ: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ
__________
[1] 864- هذه الترجمة برقم 2788 في المطبوعة.
[2] انظر الحديث في: كشف الخفا 2/486. واللآلئ المصنوعة 2/2. والأسرار المرفوعة 380.
وتذكرة الموضوعات 33. والفوائد المجموعة 2/66. ومشكاة المصابيح 515.
[3] 865- هذه الترجمة برقم 2789 في المطبوعة.
[4] الصيرفي: هذه النسبة معروفة لمن يبيع الذهب (الأنساب 8/124)(2/358)
فَقَالَتْ: السَّابِقُ مَضَى عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَشَهِدَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ بِالْجَنَّةِ وَالرِّزْقِ. وَالْمُقْتَصِدُ مَنِ اتَّبَعَ أَمْرَهُ مِنْ أَصْحَابِهِ حَتَّى لَحِقَ بِهِ، وَالظَّالِمُ لِنَفْسِهِ مِثْلِي وَمِثْلُكَ.
866- محمد بن زيد بن علي بن جعفر بن محمد بن مروان بن راشد، أبو عبد الله الأبزاري، مولى معاوية بن إسحاق الأنصاري [1] :
سمع عبد الله بن محمد بن ناجية، وعبد الله بن الصقر السكري، وأحمد بن الممتنع القرشي، وأبا حازم إبراهيم بن محمد الحضرمي، وأحمد بن عمر بن زنجويه القطان، وحامد بْن مُحَمَّد بْن شُعَيْب البلخي، ومحمد بْن مُحَمَّد بْن عقبة الشيباني الكوفي، ومحمد بن الحسين الأشناني، وغيرهم من هذه الطبقة. وكان قد سكن الكوفة فنسب إليها، وقدم بغداد وحدث بها. فحدثنا عنه: محمد بن الفرج بن علي البزاز، وأبو الفرج الطناجيري، وأبو الْقَاسِم الأزهري، وعلي بْنُ الْمُحْسِنِ التَّنُوخِيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، وجماعة سواهم.
سألت أبا بكر البرقاني، عن محمد بن زيد بن مروان فقال: ثقة نبيل. وسألته عَنْهُ مرة أخرى فَقَالَ: ثقة أمين.
قَالَ لي أبو القاسم الأزهري: قدم علينا أبو عبد الله بن مروان بغداد، وحدث بها، وكان ثقة، جميل الظاهر، ومولده ومنشؤه ببغداد، ثم خرج إلى الكوفة فأقام بها، واتصل بنا أنه توفي في صفر من سنة سبع وسبعين وثلاثمائة.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد العتيقي قَالَ: سنة سبع وسبعين وثلاثمائة فيها توفي بالكوفة أبو عبد الله بن مروان الأبزاري، في صفر، وكان ثقة مأمونا انتقى عليه الدارقطنيّ، وسمعنا منه ببغداد.
__________
[1] 866- هذه الترجمة برقم 2790 في المطبوعة.
انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/328.(2/359)
حرف السين من آباء المحمّدين
867- محمد بن سابق، أبو جعفر- وقيل: أبو سعيد- البزاز، مولى بني تميم [1] :
وأصله فارسي سكن الكوفة. ثم قدم بغداد فنزلها، وحدث بها عن مالك بن مغول، وشيبان النحوي، وإسرائيل بن يونس، وإبراهيم بن طهمان، وورقاء بن عمير.
روى عنه: أَحْمَد بْن حنبل، وأبو خيثمة، ومحمد بن إسحاق الصغاني، وعباس بن محمد الدوري، وأحمد بْن أَبِي خيثمة، وجعفر بْن مُحَمَّد بن شاكر الصائغ، ومحمد ابن غالب التمتام في آخرين.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ بن نصر الستوري، حدّثنا أحمد بن سلمان النجّاد، حدّثنا جعفر بن محمّد الصّائغ، حدّثنا محمّد بن سابق- قال النجّاد- أبو بكر.
وأخبرنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَدَ بْن حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا محمّد بن سابق، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ، وَلا اللَّعَّانِ، وَلا الْفَاحِشِ، وَلا الْبَذِيءِ» [2]
. وَقَالَ ابْنُ سَابِقٍ مَرَّةً: «لَيْسَ بِالطَّعَّانِ وَلا بِاللَّعَّانِ» وَاللَّفْظُ لأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْن الْحُسَيْن الدَّقَّاق قَالَ: قرأنا على الحسين بن هارون
__________
[1] 867- هذه الترجمة برقم 2858 في المطبوعة.
انظر: تهذيب الكمال 5230 (25/234) وطبقات ابن سعد: 7/324، وتاريخ البخاري الكبير: 1/الترجمة 316، وتاريخه الصغير: 2/334، والكنى لمسلم، الورقة 18، وثقات العجلى، الورقة 47، والمعرفة ليعقوب: 2/758، 3/145، والجرح والتعديل: 7/1528، وثقات ابن حبان: 9/61، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه، الورقة 156، ورجال البخاري للباجى: 2/679، والجمع لابن القيسراني: 2/439، وأنساب السمعاني: 1/202، والمعجم المشتمل، الترجمة 825، وضعفاء ابن الجوزي، الورقة 141، والكاشف: 3/الترجمة 4933، والمغني 2/الترجمة 5538، والعبر: 1/365، ومن تكلم فيه وهو موثق، الورقة 27، وتذهيب التهذيب: 3/الورقة 205، وميزان الاعتدال: 3/الترجمة 7568، وتاريخ الإسلام الورقة 150 (أيا صوفيا 3007) ونهاية السول، الورقة 327، وتهذيب التهذيب: 9/174- 175، والتقريب: 2/163، وخلاصة الخزرجي: 2/الترجمة 6237، وشذرات الذهب: 2/29 والمنتظم، لابن الجوزي 10/259.
[2] انظر الحديث في: سنن الترمذي 1977. والسنن الكبرى للبيهقي 10/193، 243.
والمستدرك 1/120 وصحيح ابن حبان 480. ومشكاة المصابيح 4847.(2/360)
الضبي، عن أَبِي العباس بن سعيد قَالَ: حَدَّثَنَا نَجِيحُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: سمعت أَبَا بَكْرِ بْن أَبِي شَيْبَةَ وَذُكِرَ حَدِيثُ مُحَمَّدِ بْنِ سَابِقٍ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ»
فَقَالَ: إِنْ كَانَ حَفِظَهُ فَهُوَ حَدِيثٌ غَرِيبٌ.
أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ القطّان؛ أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا محمد بن أحمد بن يعقوب قال: حدثنا جدي قال: سمعت عليّ بن الْمَدِينِيِّ- وَذُكِرَ هَذَا الْحَدِيثُ- فَقَالَ: رَوَاهُ ابْنُ سَابِقٍ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ»
. فَقَالَ عَلِيٌّ:
هَذَا مُنْكَرٌ مِنْ حَدِيثِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، وَإِنَّمَا هَذَا مِنْ حَدِيثِ أَبِي وَائِلٍ مِنْ غَيْرِ حَدِيثِ الأَعْمَشِ.
قُلْتُ: رَوَاهُ لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ زُبَيْدٍ الْيَامِيِّ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، إِلا أَنَّهُ وَقَفَهُ وَلَمْ يَرْفَعْهُ.
وَرَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ زِيَادٍ الْعَطَّارُ الْكُوفِيُّ- وَكَانَ صَدُوقًا- عَنْ إِسْرَائِيلَ فَخَالَفَ فِيهِ مُحَمَّدَ بْنَ سَابِقٍ.
أَخْبَرَنِيهِ أَحْمَدُ بن عبد الملك، أخبرنا عبد الرّحمن بن عمر، حدّثنا محمّد بن أحمد ابن يعقوب، حَدَّثَنَا جَدِّي قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ زِيَادٍ الْعَطَّارُ- مِنْ كِتَابِهِ- عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ، وَلا اللَّعَّانِ، وَلا الْفَاحِشِ، وَلا الْبَذِيءِ»
. لَمْ يَزِدْ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ فِي ذِكْرِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَلَى هَذَا وَلَمْ يَعْرِفْهُ وَلا قَالَ إِنَّهُ ابْنُ أَبِي لَيْلَى، فَاللَّهُ أَعْلَمُ.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عليّ بن إبراهيم المستملي، حدثنا أبو أحمد بن فارس قال: حدثنا البخاريّ قال: محمّد بن سابق البغداديّ يقال مولى لبني تميم كان بالكوفة أصله فارسي.
أخبرنا عليّ بن عبد العزيز الطّاهري، أخبرنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن قَالَ: وجدت في كتاب جدي أبي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ سعد الزهري، عن يحيى بن معين قَالَ: محمد بن سابق يروي عنه أبو خيثمة ضعيف.(2/361)
أخبرنا الصّيمريّ، حدّثنا عليّ بن الحسين الرّازيّ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزّعفرانيّ، حَدَّثَنَا أحمد بن زهير قَالَ: سئل يحيى بن معين عن محمد بن سابق البزاز، فقال: ضعيف [1] .
قَالَ أحمد بن زهير: مات محمد بن سابق ببغداد.
أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْن الْحَسَن بْن مَنْصُورٍ الطَّبَرِيُّ، أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الله بن القاسم قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: محمد بن سابق كان ثقة صدوقا.
أخبرني الأزهريّ، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ابن شيبة، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: محمد بن سابق كان شيخا صدوقا ثقة، وليس ممن يؤثر الضبط [2] للحديث [3] .
أَخْبَرَنَا علي بن محمد الدَّقَّاق قَالَ: قرأنا على الْحُسَيْن بْن هارون، عن ابن سعيد قَالَ: سمعت محمد بن صالح- يعني كيلجة- وذكر محمد بن سابق فقال: كان خيارا لا بأس به [4] .
حَدَّثَنِي محمد بن يوسف النيسابوري، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي، أَخْبَرَنَا عبد الكريم بن أبي عَبْد الرَّحْمَن، أَخْبَرَنِي أبي قَالَ: أبو جعفر محمد بن سابق بغدادي ليس به بأس [5] .
أَخْبَرَنَا حمزة بْن مُحَمَّد بن طاهر الدقاق، حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حَدَّثَنَا أبو مسلم صالح بن أحمد العجلي، حَدَّثَنِي أبي قَالَ: محمد بن سابق كوفي ثقة، روى عنه زهير بن حرب.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن عَلِيّ الجوهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قَالَ: مُحَمَّد بْن سابق، ويكنى أبا جعفر مولى بني تميم كان من أهل الكوفة ونزل بغداد في قطيعة الرّبيع، وتجر بها ومات ببغداد [6] .
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/236.
[2] هكذا في الأصل، وفي تهذيب الكمال: «وليس ممن يوصف بالضبط للحديث» وهو أصح.
[3] انظر: تهذيب الكمال 25/236.
[4] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/236.
[5] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/236.
[6] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/237.(2/362)
أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان، أخبرنا جعفر بن محمّد الخالدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد ابْن عَبْد اللَّه بْن سُلَيْمَان الحضرمي قَالَ: مات محمد بن سابق الكوفي ببغداد سنة ثلاث عشرة ومائتين [1] .
قرأت على الحسين بن أبي بكر، عن أحمد بن كامل. وأخبرنا السّمسار، أَخْبَرَنَا الصفار، حَدَّثَنَا ابن قانع قَالا: مات محمد بن سابق البغداديّ سنة أربع عشرة ومائتين.
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه السري
868- محمد بن السري بن سهل، أبو بكر البزاز [2] :
سمع بشر بن الوليد الكندي، وسريج بن يونس. روى عنه: أَحْمَد بن كامل القاضي، وعبد الباقي بن قانع، وأبو القاسم الطبراني، وَكَانَ ثِقَةً.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شهريار، أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيّوب، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ السَّرِيِّ بْنِ سَهْلٍ الْبَزَّازُ البغداديّ، حدّثنا بشر بن الوليد القاضي، حدّثنا سليمان بن داود اليامي، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلْمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَحْفُوا الشَّوَارِبَ وَأَعْفُوا اللِّحَى» [3]
. قال سليمان: لم يروه عن يحيى بن أبي كثير إلا سليمان.
أَخْبَرَنَا السمسار، أَخْبَرَنَا الصفار، حَدَّثَنَا ابن قانع: أن محمد بن السري البزّاز مات بسر من رأى سنة إحدى وتسعين ومائتين.
869- محمد بن السري بن سهل؛ أبو بكر القنطري [3] :
سمع: مُحَمَّد بْن بكار بْن الريان، وعثمان بن أبي شيبة، ويحيى بن شعيب اليماني، ومحمد بن إسحاق المسيبي، وعبد اللَّه بْن عُمَر بْن أبان الْكُوفيّ، وأحمد بن
__________
[1]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/237.
[2] 868- هذه الترجمة برقم 2837 في المطبوعة.
[3] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الطهارة 52. وسنن الترمذي 2763. وسنن النسائي 1/6، 8/129. وسنن ابن ماجة 182. ومسند أحمد 2/16.
[4] 869- هذه الترجمة برقم 2838 في المطبوعة.
انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/130.(2/363)
إبراهيم الدورقي. روى عنه: أحمد بن جعفر بن سلم الختلي، ومُحَمَّد بن حميد المخرمي، ومخلد بن جعفر الدقاق، وعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي عَزَّةَ الْعَطَّارُ، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْن جَعْفَرٍ البردعي، أخبرنا عليّ بن إبراهيم ابن أبي عزة العطّار، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ السَّرِيِّ الْقَنْطَرِيُّ- الْبَزَّازُ سَنَةَ ثمان وتسعين ومائتين- حدّثنا محمّد بن بكّار بن الرّيّان، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نِعْمَ الشَّهْرُ شَهْرُ رَمَضَانَ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجِنَانِ، وَتُصَفَّدُ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ، وَيُغْفَرُ فِيهِ إِلا لِمَنْ أَبَى» [1] . قَالُوا: وَمَنْ يَأْبَى يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟
قَالَ: الَّذِي يَأْبَى أَنْ يَسْتَغْفِرَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ
. حدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ: سمعت حمزة بن يوسف السهمي يقول:
سألت الدارقطني، عن محمد بن السري القنطري فقال: ثقة.
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيم الفقيه قَالَ: قَالَ لنا القاضي أَبُو الحسين عيسى بْن حامد الرخجي: ومات محمد بن السري القنطري يوم السبت للنصف من جمادى الأولى سنة تسع وتسعين ومائتين.
870- محمد بن السري بن مهران الناقد [2] :
سمع إبراهيم بن زياد سبلان، وإسماعيل بن عيسى العطار، ومحمد بن عبد الله الأرزي، ويوسف بن موسى القطان. رَوَى عَنْهُ: عَبْد الباقي بْن قانع، ومحمد بن عليّ ابن حبيش الناقد، وأبو القاسم الطبراني، وكان ثقة.
أخبرنا ابن شهريار، أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيّوب، حدّثنا محمّد بن السّري ابن مهران النّاقد البغداديّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَرُزِّيُّ الْبَغْدَادِيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ تَمَّامٍ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ عَلِيًّا خَطَبَ بِنْتَ أَبِي جَهْلٍ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ كنت تزوجتها فَرُدَّ عَلَيْنَا ابْنَتَنَا» [3] .
قَالَ سُلَيْمَانُ: لَمْ يَرْوِهِ عَنْ خَالِدٍ إِلا ابْنُ تَمَّامٍ، تَفَرَّدَ بِهِ الأرزيّ.
__________
[1] انظر الحديث في: كنز العمال 23701.
[2] 870- هذه الترجمة برقم 2839 في المطبوعة.
[3] انظر الحديث في: مجمع الزوائد 9/203.(2/364)
871- محمد بن السري بن سهل، أبو المؤمل البغدادي [1] :
حدث عن: الحسن بن عرفة العبدي. روى عنه: عمر بن علي بن الحسن العتكي الخطيب ساكن بيت المقدس.
872- محمد بن السري بن عثمان، أبو بكر التمار [2] :
حدث عَنِ: الحسن بْن عرفة، وأحمد بْن منصور الرمادي، ومحمد بن عبيد الله المنادي، وعباس بْن مُحَمَّد الدوري، ويحيى بْن أَبِي طَالِب، ومحمد بْن عيسى بن حيان المدائني، وأَبِي بكر بْن أَبِي الدُّنْيَا. روى عَنْهُ: مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن بُخيت الدقاق، ومحمّد بن عبد الله بن الشخير، وفارس بن محمد الغوري، وأبو الحسن الدارقطني، ومحمد بن عمر بن زنبور الوراق. روى عنه: يوسف بن عمر القواس فقال:
حَدَّثَنَا محمد بن عثمان بن السري.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: سُئِلَ أَبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ عَنْ حَدِيثِ حدّث بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو بكر محمّد بن السري التّمّار، حدّثنا عبّاس الدّوريّ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» [3]
. فَقَالَ: هَذَا لا يَصِحُّ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، وَلا عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، وَلا عَنِ الثَّوْرِيِّ، وَلَعَلَّ هَذَا الشَّيْخَ دَخَلَ عَلَيْهِ حَدِيثٌ فِي حَدِيثٍ.
873- محمد بن السري، أبو بكر النحوي، المعروف بابن السراج [4] :
كان أحد العلماء المذكورين بالأدب وعلم العربية، صحب أبا العبّاس المبرد،
__________
[1] 871- هذه الترجمة برقم 2840 في المطبوعة.
[2] 872- هذه الترجمة برقم 2841 في المطبوعة.
انظر: ميزان الاعتدال 3/559.
[3] سبق تخريجه، راجع الفهرس.
[4] 873- هذه الترجمة برقم 2842 في المطبوعة.
انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/277. وبغية الوعاة 44. ووفيات الأعيان 1/503. وطبقات النحويين 122. والوافي بالوفيات 3/86. ونزهة الألباء 313. والأعلام 6/136.(2/365)
وأخذ عنه العلم. روى عنه: أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي؛ وأبو سعيد السيرافي، وعلي بن عيسى الرماني. وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْنُ أَبِي عَلِيّ، حَدَّثَنَا علي بن عيسى بن علي النحوي قَالَ: كان أبو بكر بن السراج يقرأ عليه كتاب «الأصول» الذي صنفه فمر فيه باب استحسنه بعض الحاضرين فقال: هذا والله أحسن من كتاب المقتضب. فأنكر عليه أبو بكر ذلك وَقَالَ: لا تقل هذا، وتمثل ببيت- وكان كثيرا مما يتمثل فيما يجري له من الأمور بأبيات حسنة- فأنشد حينئذ:
ولكن بكت قبلي، فهاج لي البكا ... بكاها، فقلت الفضل للمتقدم
قَالَ: وحضر في يوم من الأيام بنى له صغير فأظهر من الميل إليه، والمحبة له، ما يكثر من ذلك. فقال له بعض الحاضرين: أتحبه أيها الشيخ؟ فقال متمثلا:
أحبه حب الشحيح ماله ... قد كان ذاق الفقر ثم ناله
بلغني عَن أَبِي الفتح عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد النحوي: أن أبا بكر محمد بن السري السراج مات في يوم الأحد لثلاث ليال بقين من ذي الحجة سنة ست عشرة وثلاثمائة.
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه سعد
874- محمد بن سعد، أبو سعد الأنصاري الأشهلي [1] :
من أهل المدينة، سكن بغداد، وحدث بها عن محمد بن عجلان. روى عنه:
محمد بن عبد الله المخرمي.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْقُرَشِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَتِيقِيُّ قَالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ العبّاس الخزّاز، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الأشقر، حدّثنا
__________
[1] 874- هذه الترجمة برقم 2843 في المطبوعة.
انظر: تهذيب الكمال 5240 (25/263) وتاريخ البخاري الكبير: 1/الترجمة 250، والكنى لمسلم، الورقة 48، والجرح والتعديل: 7/الترجمة 1429، وثقات ابن حبان: 9/41، وسنن الدارقطني 1/328، وأنساب السمعاني: 1/284، والكاشف: 3/الترجمة 4941، وتذهيب التهذيب: 3/الورقة 206، وميزان الاعتدال: 3/الترجمة 7590، وتاريخ الإسلام، الورقة 255 (أيا صوفيا 3006) ونهاية السول، الورقة 328، وتهذيب التهذيب: 9/184، والتقريب: 2/164، وخلاصة الخزرجي: 2/الترجمة 6249.(2/366)
محمّد بن عبد الله المخرميّ، حدّثنا محمّد بن سعد الأشهلي، حَدَّثَنَا ابْنُ عَجْلانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا جُعِلَ الإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ فَلا تَخْتَلِفُوا عَلَيْهِ، فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَإِذَا قَرَأَ فَأَنْصِتُوا، وَإِذَا قَالَ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ فَقُولُوا: آمِينَ، وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا قَالَ: سمع الله لمن حمده، فقولوا: رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، وَإِذَا صَلَّى جَالِسًا فَصَلُّوا جُلُوسًا» [1]
. أَخْبَرَنَا أَبُو حازم العبدوي قَالَ: سمعتُ أَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الجوزقي يَقُولُ:
أخبرنا مكي بن عبدان قَالَ: سمعت مسلم بْن الحجاج يَقُولُ: أَبُو سعد محمد بن سعد الأشهلي كان ببغداد.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني قَالَ: سمعت أبا الحسن أحمد بن محمد ابن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول- وسألته يعني يحيى بن معين- عن محمد بن سعد الأنصاري، فَقَالَ: ثقة.
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن يُوسُف القطان النيسابوري، حَدَّثَنَا الخصيب بْن عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد الْقَاضِي، أَخْبَرَنَا عبد الكريم بن أبي عَبْد الرَّحْمَن أحمد بن شعيب النّسائيّ، أَخْبَرَنِي أبي قَالَ: أبو سعد محمد بن سعد الأنصاري ثقة مديني كان ببغداد.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا عليّ بن إبراهيم المستملي، حدّثنا أبو أحمد بن فارس، حَدَّثَنَا البخاري قَالَ: محمد بن سعد الأشهلي الأنصاري أبو سعد مات قبل المائتين، كان ببغداد مديني الأصل سمع ابن عجلان.
875- محمد بن سعد بن محمد بن الحسن بن عطية بن سعد بن جنادة، أبو جعفر العوفي [2] :
من بني عوف بن سعد- فخذ- من بني عمرو بن عياذ بن يشكر بن بكر بن وائل ابن قاسط بْن هنب بْن أفصى بْن دعمي بْن جديلة بْن أسد بْن ربيعة بْن نزار بن معد ابن عدنان.
وَقَالَ أحمد بن كامل القاضي: هو محمد بن سعد بن محمد بن الحسن بن عطية
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح البخاري 1/184، 203، 2/59. وصحيح مسلم، وكتاب الصلاة 77. وفتح الباري 2/209.
[2] 875- هذه الترجمة برقم 2845 في المطبوعة.
انظر: الأنساب للسمعاني 9/89- 90.(2/367)
ابن سعد بن جنادة بن أسد بن لاحب بن عبد بن عامر بن صعصعة بن ظرب بن عمرو بن عياذ بن يشكر بن الحرث بن عمرو بن قيس بن عَيْلان بْن مضر بْن نزار بْن معد بْن عدنان. حدث عَن: يزيد بْن هارون؛ وروح بْن عبادة، وعبد الله بن بكر السهمي، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد، وأبي عبد الرحمن المقرئ، وأبيه سعد بن محمد، وغيرهم. روى عنه: يَحْيَى بن مُحَمَّد بن صاعد، وَمُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، وَأَبُوْ عَبْدِ اللَّهِ الْحَكِيْمِيُّ، وَعَبْد اللَّهِ بْن إِسْحَاق البغوي وأحمد بْن كامل القاضي، وكان لينا في الحديث. وذكر الحاكم أَبُو عَبْد اللَّهِ بْن البيع: أَنَّهُ سمع الدارقطني ذكره، فَقَالَ:
لا بأس بِهِ.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ المقرئ، أخبرنا أحمد بن كامل، أخبرنا محمّد بن سعيد العوفيّ، حدّثنا روح بن عبادة، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: حَدَّثَ أَبُو بُرْدَةَ بْنُ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَوْ شَهِدْتَنَا ونَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَحَسِبْتَ أَنَّ رِيحَنَا رِيحُ الضَّأْنِ مِنْ لُبْسِ الصُّوفِ.
تفرد برواية هذا الحديث هكذا محمد بن سعد عن روح، وتفرد به ابن كامل عن محمد بن سعد، وهو وهم، وصوابه: عن روح بن سعيد- بدلا من شعبة.
أَخْبَرَنَاهُ عَلِيٌّ وَعَبْدُ الْمَلِكِ ابْنَا مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ قَالا: أَخْبَرَنَا حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ، حدّثنا الحارث بن محمّد، حدّثنا روح. وأخبرناه الحسن بن أبي بكر، حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ بْن إِسْحَاق بْنِ إِبْرَاهِيم الْبَغَوِيُّ، حدّثنا عبد الله بن الحسن الهاشميّ، حدّثنا روح بن عبادة، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: حَدَّثَ أَبُو بُرْدَةَ بْنُ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَوْ شَهِدْتَنَا وَنَحْنُ مَعَ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ أَصَابَتْنَا السَّمَاءُ لَحَسِبْتَ رِيحَنَا رِيحَ الضَّأْنِ مِنْ لُبْسِنَا الصُّوفَ.
أخبرنا الحسن بن علي التميمي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حَدَّثَنَا عبد الله ابن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي، حدّثنا روح، حَدَّثَنَا سعيد، عن قتادة بنحوه.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على أبي الحسين بن المنادي وأنا أسمع قَالَ: ومحمد بن سعد بن الحسن بن عطية العوفي كان ينزل درب النهر قرب البيعة بالجانب الشرقي من مدينتنا آخر سويقة نصر بن مالك، توفي سلخ ربيع الآخر سنة ست وسبعين- يعني ومائتين-.(2/368)
876- محمد بن سعد بن منيع، أبو عبد الله مولى بني هاشم، وهو كاتب الواقدي [1] :
سمع: سفيان بن عيينة، وإسماعيل بن عُلَيَّةَ، ومحمد بن أبي فديك، وأبا حمزة أنس بن عياض، ومعن بن عيسى، والوليد بن مسلم، ومن بعدهم. وكان من أهل الفضل والعلم، وصنف كتابا كبيرا في طبقات الصحابة والتابعين، والخالفين إلى وقته، فأجاد فيه وأحسن. روى عنه: الحارث بْن أَبِي أسامة، وَالحسين بْن فهم وَأبو بَكْر بْن أَبِي الدنيا [2] .
أَنْبَأَنَا إبراهيم بن مخلد، حَدَّثَنَا أحمد بن كامل القاضي قَالَ: قَالَ لي محمد بن موسى: الذين اجتمعت عندهم كتب الواقدي أربعة أنفس: محمد بن سعد الكاتب أولهم.
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ كامل الْقَاضِي قَالَ: سَمِعْتُ الحسين ابن فهم يقول: كنت عند مصعب الزبيري فمر بنا يحيى بن معين فقال له مصعب: يا أبا زكريا حدثنا محمد بن سعد الكاتب بكذا وكذا- وذكر حديثا- فقال له يحيى:
كذب.
[قلت] : ومحمد بن سعد عندنا من أهل العدالة، وحديثه يدل على صدقه، فإنه يتحرى في كثير من رواياته، ولعل مصعبا الزبيري ذكر ليحيى عنه حديثا من المناكير التي يرويها الواقديّ فنسبه إلى الكذب.
وقد قَالَ ابن أبي حاتم الرازي: سألت أبي عن محمد بن سعد فقال: يصدق، جاء إلى القواريري وسأله عن أحاديث فحدثه.
أَخْبَرَنَا أبو القاسم الأزهري، أخبرنا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أَخْبَرَنَا أَبُو أَيُّوب سُلَيْمَان ابن إسحاق بن الخليل قَالَ: سمعت إبراهيم الحربي يقول: كان أحمد بن حنبل
__________
[1] 876- هذه الترجمة برقم 2844 في المطبوعة.
انظر: تهذيب الكمال 5237 (25/255) . وتاريخ خليفة: 18، 22، والمعرفة ليعقوب: 7/الترجمة 1433، والسابق واللاحق: 65، والكامل في التاريخ: 6/423، و 7/18، وسير أعلام النبلاء: 10/664، وتذكرة الحفاظ: 425، والكاشف: 3/الترجمة 4939، والعبر: 1/1210، 277، 407، وتهذيب التهذيب: 9/182- 183، والتقريب: 2/163، وخلاصة الخزرجي: 2/الترجمة 6246، وشذرات الذهب: 2/69. والمنتظم، لابن الجوزي 11/161.
[2] انظر: تهذيب الكمال 25/255- 258.(2/369)
يوجه في كل جمعة بحنبل بن إسحاق إلى ابن سعد، يأخذ منه جزءين من حديث الواقدي، ينظر فيهما إلى الجمعة الأخرى، ثم يردهما ويأخذ غيرهما، قَالَ إبراهيم:
ولو ذهب سمعهما، كان خيرا له.
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين القطّان، أخبرنا جعفر الخالدي، حدّثنا محمّد بن عبد الله ابن سليمان الأزرقي قَالَ: سنة ثلاثين ومائتين فيها مات محمد بن سعد كاتب الواقدي.
أخبرني الأزهريّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن معروف الخشاب قَالَ: حَدَّثَنَا الحسين بن فهم قَالَ: محمد بن سعد صاحب الواقدي، وهو مولى الحسين بْن عَبْد اللَّه بْن عُبَيْد اللَّه بْن العباس بن عبد المطلب؛ توفي ببغداد يوم الأحد لأربع خلون من جمادى الآخرة سنة ثلاثين ومائتين ودفن في مقبرة باب الشام، وهو ابن اثنتين وستين سنة. وكان كثير العلم، كثير الحديث والرواية، وكثير الطلب، وكثير الكتب، كتب الحديث وغيره من كتب الغريب والفقه.
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه سعدان
877- محمد بن سعدان، أبو جعفر النحوي الضرير [1] :
كان أحد القراء، وله كتاب مصنف في النحو، وكتاب كبير في القراءات. روى فيه عن: عبد الله بن إدريس، وأبي تميلة يحيى بن واضح، وإسحاق بن محمد المسيبي، وأبي معاوية الضرير، والمسيب بن شريك، وعبد العزيز بن أبان. روى عنه:
مُحَمَّد بن سعد كاتب الواقدي، ومحمد بْن أَحْمَد بْن البراء، وَعبد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل، ومحمد بن يحيى، وعبيد بن محمد المرزبان، وغيرهم وكان ثِقَةٍ.
أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَخْلَدِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: قرأت عَلَى أَبِي طَاهِرٍ عَبْدِ الْوَاحِدِ بن عمر ابن مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي هَاشِمٍ الْمُقْرِئُ قُلْتُ لَهُ أخبركم عبيد الله بن محمّد المروزيّ، أخبرنا محمّد بن سعدان، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانٍ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدٍ الْمُكْتِبِ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ: أَنَّ عَلِيًّا قَرَأَ: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ
فهمز ومد وشدد.
__________
[1] 877- هذه الترجمة برقم 2846 في المطبوعة.
انظر: المنتظم، لابن الجوزي 11/172. ونكت الهميان 252. وبغية الوعاة 45. وغاية النهاية 2/143. ونزهة الألباء 21. والأعلام 6/137.(2/370)
حدثت عن: مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْن أحمد بن جعفر بن محمد ابن عبيد الله المنادي في تسمية قراء أهل مدينة السلام قَالَ: وكان أبو جعفر محمد بن سعدان النحوي الضرير يقرئ بقراءة حمزة ثم اختار لنفسه، ففسد عليه الأصل والفرع، إلّا أنه كان نحويا.
أخبرنا الأزهريّ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة قال:
وفي هذه السنة مات محمد بن سعدان النحوي- يعني سنة إحدى وثلاثين ومائتين- ذكر غير ابن عرفة أن وفاته كانت يوم عرفة من السنة.
878- محمد بن سعدان البزاز [1] :
شَيْخٌ غَيْرُ مَشْهُورٍ. رَوَى عَنْ: الْقَعْنَبِيِّ حَدِيثًا مُنْكَرًا.
أَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْفَتْحِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بن عبد الصّمد الدليل- بأصبهان- أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الأَشْعَثِ- بِمِصْرَ- حدّثنا محمّد بن سعدان البزّاز، حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، عَنْ مَالِكٍ.
وَأَخْبَرَنَاهُ الأَزْهَرِيُّ- وَاللَّفْظُ له- حدّثنا عليّ بن عمر الحافظ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْيَامُورِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الأَشْعَثِ بِمِصْرَ، حدّثنا محمّد بن سعدان البزّاز البغداديّ، حدّثنا عبد الله بن مسلمة، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ خَاتَمُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ وَرَقٍ وَكَانَ فَصُّهُ حَبَشِيًّا.
قَالَ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ: هَذَا حديث غير مَحْفُوظٌ مِنْ حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ، وَهُوَ غَرِيبٌ عَنْ مَالِكٍ، تَفَرَّدَ بِهِ ابْنُ الأَشْعَثِ وَكَانَ ضَعِيفًا عَنْ شَيْخِهِ هَذَا عَنِ الْقَعْنَبِيِّ. وَلا يَصِحُّ عَنْ مَالِكٍ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
879- محمد بن سعدان، أبو جعفر البزاز [2] :
حدث عن: أبي جعفر النفيلي، وفيض بن وثيق وغيرهما. روى عنه: أبو عبد الله الحكيمي.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَخْلَدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُعَدَّلُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن
__________
[1] 878- هذه الترجمة برقم 2847 في المطبوعة.
[2] 879- هذه الترجمة برقم 2848 في المطبوعة.(2/371)
إبراهيم الحكيمي، حدّثنا محمّد بن سعدان أبو جعفر، حَدَّثَنَا الفيض بن وثيق، عن رجل- سقط اسمه من الكتاب- قال: حدّثنا مسعر، حَدَّثَنَا أبو عون، عن عرفجة قَالَ: قَالَ أبو بكر الصديق: من استطاع منكم أن يبكي فليبك، ومن لم يستطع فليتباك.
قَالَ: وقَالَ أبو بكر الصديق: اتقوا الملاعن. قيل: يا خليفة رسول الله، وما الملاعن؟
قَالَ: يلقي القذر في الطريق، أو الشيء يكرهه الناس. فيقولون لعن الله من فعل هذا.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع قَالَ: ومات أَبُو جعفر محمد بن سعدان البزاز، خال أمي، وذلك سلخ شعبان سنة سبع وسبعين- يعني ومائتين- قال: وكان قد سمع من الحسين بن عليّ أبي شيبة [1] في نحو من خمسمائة شيخ وما حدث إلا بشيء يسير.
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه سعيد
880- محمد بْن سعيد بْن أبان بْن سعيد بْن العاص بن سَعِيد بْن العاص بْن أمية بْن عَبْد شمس بن عبد مناف، أبو عبد الله القرشي ثم الأموي [2] :
كوفي، سكن بَغْدَادَ، وَحَدَّثَ بِهَا عَنْ: عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عمير، وَهشام بْن عروة، وَإسماعيل بْن أَبِي خَالِد، وأبي إسحاق الشيباني، وسليمان التيمي، وعبد العزيز بن رفيع، وغيرهم. روى عنه: ابْن أخيه سعيد بْن يَحْيَى الأموي.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن إِسْحَاق الثقفي، حدّثنا سعيد بن يحيى بن سعيد، حدّثنا عمي محمّد بن سعيد، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ فَلْيُجِبْ، فَإِنْ كَانَ صَائِمًا فَلْيُصَلِّ، وَإِنْ كَانَ مُفْطِرًا أَكَلَ» [3]
. أَخْبَرَنِي أبو القاسم الأزهري، حدّثنا محمّد بن المظفر، حدّثنا محمّد بن موسى
__________
[1] هكذا في الأصل.
[2] 880- هذه الترجمة برقم 2813 في المطبوعة.
[3] انظر الحديث في: صحيح مسلم، وكتاب النكاح 106. وفتح الباري 9 م 246.(2/372)
الحضرمي، حَدَّثَنَا إبراهيم بن أبي داود. قَالَ: قَالَ يحيى بن معين: بنو سعيد الأموي خمسة؛ عنبسة بن سعيد، ويحيى بن سعيد، وعبيد بن سعيد، ومحمد بن سعيد، وعبد الله بن سعيد. كانوا ببغداد كلهم إلا عبيد بن سعيد، وكان محمد أكبرهم.
روى عن: عبد الملك بن عمير، ولم يكتب عنه كبير أحد، كان صاحب سلطان هو وأخوه عبد الله.
قلت: وقد كان لهم أخ سادس يقال له: أبان، أخل بذكره يحيى بن معين.
حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن غالب قَالَ: قَالَ أبو الحسن الدارقطني: بنو سعيد بن أبان بن سعيد الأموي ستة، رووا الحديث كلهم، أكبرهم: محمّد بن سعيد، ويحيى ابن سعيد، وعبيد بن سعيد، وعبد الله بن سعيد، وكان نحويا عالما باللغة، يحكي عنه أبو عبيد، وعنبسة بن سعيد، وأبان بن سعيد كلهم ثقات. فأما محمد بن سعيد فيحدث عن داود بن أبي هند، وسليمان التيمي، وإسماعيل بن أبي خالد، وهشام بن عروة، وأبي إسحاق الشيباني، وغيرهم، وأما يحيى بن سعيد فيحدث عن يحيى بن سعيد الأنصاري، ومحمد بن عمرو، والأعمش، وهشام بن عروة، ومحمّد بن إسحاق. وأما عبيدة فيروي عن إسرائيل ونظرائه. وأما عبد الله بن سعيد فمتحقق باللغة والشعر. وأما عنبسة بن سعيد فيروي عن ابن المبارك ونظرائه. وأما أبان بن سعيد فيروي عن زهير ومفضل بن صدقة ونظرائهما.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد المزكي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق الثقفي قَالَ: سمعتُ أبا بكر بن أبي الدنيا يقول: سمعت سليمان بن أبي شيخ- واسطي ثقة- قَالَ: قَالَ لي يحيى بن سعيد: محمد أخي أكبر مني بعشر سنين.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل القطّان، حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن جعفر بْن درستويه، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان قَالَ: سمعت سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي قَالَ: سمعت أبا بكر بن عياش وجاء إلى أبي يعزيه عن أخيه محمد بن سعيد وكان أكبر منه فقال لأبي: متى ولد؟
فقال: مقتل الجرّاح. فقال أبو بكر: ذاك محتكمي.
قلت: الجراح هو ابن عبد الله قتلته الترك بأذربيجان غازيا في سنة اثنتي عشرة ومائة.
وأخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عليّ بن إبراهيم المستملي، أخبرنا أبو أحمد بن فارس،(2/373)
حَدَّثَنَا البخاري قَالَ: حَدَّثَنِي سعيد بن يحيى قَالَ: مات أبي سنة أربع وتسعين ومائة، ومات عمي- يعني محمدا- قبله بسنة.
أَخْبَرَنَا السمسار، أَخْبَرَنَا الصفار، حَدَّثَنَا ابن قانع: أن محمد بن سعيد الأموي مات في سنة ثلاث وسبعين ومائة.
881-[1] محمد بن سعيد الطائفي [2] :
قَدِمَ بَغْدَادَ، وَحَدَّثَ بِهَا عَنْ: عَبْدِ الْمَلِكِ بن جريج. روى عنه: أبو عتبة أحمد بن الفرج الحجازي ساكن حمص.
كَتَبَ إِلَيَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عثمان الدّورقيّ يَذْكُرُ أَنَّ خَيْثَمَةَ بْنَ سُلَيْمَانَ الأَطْرَابُلُسِيَّ أَخْبَرَهُمْ.
ثُمَّ أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَتِيقِيُّ- قِرَاءَةً- حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ تَمَّامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله الرازي- بدمشق- حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ خَيْثَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ.
وحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصُّورِيُّ- لَفْظًا- قَالَ: قَرَأْتُ على أبي عبد الله الحسين ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْبَصْرِيِّ، قُلْتُ: أَخْبَرَكُمْ أَبُو الْحَسَنِ خَيْثَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ بن حيدرة القرشيّ، حَدَّثَنَا أَبُو عُتْبَةَ أَحْمَدُ بْنُ الْفَرَجِ الْحِجَازِيُّ، حدّثنا محمّد ابن سَعِيدٍ الطَّائِفِيُّ- زَادَ الْعَتِيقِيُّ وَالصُّورِيُّ فِي حَدِيثِهِمَا- بِبَغْدَادَ ثُمَّ اتَّفَقُوا، قَالَ:
حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ عَلَى أَهْلِ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْشَةٌ فِي قُبُورِهِمْ، كَأَنِّي أَنْظَرُ إِلَيْهِمْ إِذَا انْفَلَقَتِ الأَرْضُ عَنْهُمْ يَقُولُونَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَالنَّاسُ بُهْمٌ» [3]
. 882-[4] محمد بن سعيد بن زياد، أبو سعيد القرشي البصري الأثرم، المعروف بالكريزي [5] :
سكن بَغْدَادَ، وَحَدَّثَ بِها عَنْ: حَمَّاد بْن سلمة، وهمّام بن يحيى، وأبان العطّار،
__________
[1] 881- هذه الترجمة برقم 2814 في المطبوعة.
انظر: الأنساب، للسمعاني 8/185.
[2] الطائفي: هذه النسبة إلى الطائف الأنساب (8/184) .
[3] انظر الحديث في: الكامل 2/498. ومجمع الزوائد 10/82، 33. والمطالب العالية 3395.
وكشف الخفا 2/240. وتذكرة الموضوعات 54. وإتحاف السادة المتقين 5/10.
[4] 882- هذه الترجمة برقم 2815 في المطبوعة.
[5] الكريزي: هذه النسبة إلى كريز وهو بطن من عبد شمس، وهو كريز بن ربيعة بْن حبيب بْن عَبْد شمس بْن عَبْد مناف (الأنساب 10/411) .(2/374)
وربيعة بن كلثوم، وأبي هلال الراسبي؛ وأبي الأشهب، وأبي عوانة. روى عنه: عبد الرحمن بن الأزهر، ويعقوب بن سفيان، ومحمد بن غالب التمتام.
وَقَالَ عبد الرحمن بن أبي حاتم: سمع منه أبا ولم يحدث عنه، سمعته يقول: هو منكر الحديث، مضطرب الحديث، ضعيف. كان عفان اتكأ عليه.
وَقَالَ ابن أَبِي حاتم أَيْضًا: سألت أَبِي زرعة عن محمد بن سعيد بن زياد البصري فقال: ضعيف الحديث. كتبت عنه بالبصرة، وكتب عنه أبو حاتم ببغداد، وليس بشيء، وترك حديثه ولم يقرأ علينا.
ذَكَرَ لَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ: أَنَّ يَعْقُوبَ بْنَ مُوسَى الأَرْدُبِيلِيَّ حَدَّثَهُمْ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْنُ طَاهِرِ بن النجم، حَدَّثَنَا سعيد بْن عَمْرو البرذعي قَالَ: قلت لأَبِي زُرْعَةَ:
مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الأَثْرَمِ؟ قَالَ: لَيْسَ، كَأَنَّهُ يَقُولُ: لَيْسَ بِشَيْءٍ. قُلْتُ: أَيُّ شَيْءٍ أَنْكَرَ عَلَيْهِ؟ قَالَ: عَنْ هَمَّامٍ وَأَبِي هِلالٍ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم: «ليس المسلم من يشبع وجاره طاوى» [1]
. أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال: أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا محمّد ابن غالب، حدّثنا محمّد بن سعيد القرشيّ، حدّثنا همّام بن يحيى، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ قَالَ: أَمَرَنَا نَبِيُّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُسَلِّمَ بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ.
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين القطّان، أخبرنا جعفر الخالدي، حدّثنا محمّد بن عبد الله ابن سُلَيْمَان الحضرمي قَالَ: سنة إحدى وثلاثين ومائتين، فيها مات محمد بن سعيد الأثرم البصري.
أخبرنا السّمسار، أَخْبَرَنَا الصفار، حَدَّثَنَا ابن قانع: أن محمد بن سعيد الأثرم مات بالبصرة سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
883- محمد بن سعيد بن غالب، أبو يحيى العطار الضرير [2] :
سمع: سفيان بن عيينة، وإسماعيل بن عُلَيَّةَ، وحمّاد بن زيد الخيّاط، وعبد المجيد
__________
[1] انظر الحديث في: العلل المتناهية 2/37.
[2] 883- هذه الترجمة برقم 2816 في المطبوعة.
انظر: تهذيب الكمال 5245 (25/274) والجرح والتعديل: 7/الترجمة 1451، وثقات ابن حبان: 9/128، وتذهيب التهذيب: 3/الورقة 207، وتهذيب التهذيب: 9/189، والتقريب:
2/164، وخلاصة الخزرجي: 2/الترجمة 6254.(2/375)
ابن أبي رواد، ويحيى بن آدم، وعبيدة بن حميد، وأبا معاوية الضرير، وعبد الله بن نمير، وأبا أسامة، ومعاذ بن معاذ، وأسباط بن محمد، ومحمد بْن إدريس الشافعي.
روى عَنْهُ: أَبُو العباس بن سريج الفقيه، ويحيى بْن صاعد، وإسماعيل بْن الْعَبَّاس الوراق، والقاضي المحاملي، ومحمد بْن مخلد، وغيرهم، وكَانَ ثقة. قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: كَتَبْتُ عَنْهُ مَعَ أَبِي وهو صدوق.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهدي، أخبرنا محمّد بن مخلد العطّار، حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ غالب العطّار، حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ يُبَلِّغُ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَيَضْرِبَنَّ النَّاسُ أَكْبَادَ الإِبِلِ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ فَلا يَجِدُونَ عَالِمًا أَعْلَمَ مِنْ عَالِمِ المدينة»
. أخبرني الأزهريّ، أَخْبَرَنَا أبو الحسن الدارقطني قَالَ: أَبُو يَحْيَى مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ غَالِبٍ العطار بغدادي.
أخبرني الطناجيري، حَدَّثَنَا عُمَر بْن أَحْمَدَ الْوَاعِظ قَالَ: قرأتُ عَلَى مُحَمَّد بن مخلد. قَالَ: ومات أَبُو يحيى العطار في شوال سنة إحدى وستين ومائتين.
884- محمد بن سعيد بن خالد بن عبد الرحمن، أبو الحسن [1] :
نزل نيسابور، وحدث بِهَا عَن: يزيد بْن هارون، وشبابة بن سوار، وسعيد بن سليمان الواسطي. روى عنه: أبو أحمد بن فارس الدلال، ومكي بن عبدان النيسابوريان.
حُدِّثْتُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْمُزَكِّي قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ فارس، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ أَبُو الْحَسَنِ الْبَغْدَادِيُّ نزيل نيسابور، حدّثنا يزيد بن هارون، حدّثنا همّام بن يحيى، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكَلَ مِنْ كَتِفٍ ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ.
885-[2] محمد بن سعيد بن عبد الله، أبو عبد الله الخزاز [3] :
سوسي الأصل، حدث عن: يحيى بن عنبسة البصري. روى عنه: محمد بن مخلد.
__________
[1] 884- هذه الترجمة برقم 2817 في المطبوعة.
[2] 885- هذه الترجمة برقم 2818 في المطبوعة.
[3] الخزاز: اشتهر بهذه الصنعة والحرفة جماعة من أهل العراقين من أئمة الدين وعلماء المسلمين (الأنساب 5/102)(2/376)
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ بْنِ عِيَاضِ بْنِ أَبِي عَقِيلٍ الْقَاضِي- بِصُورَ- أخبرنا محمّد بن أحمد بن جميع، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حدّثنا محمّد ابن سعيد بن عبد الله أبو عبد الله الخزّاز السّوسي، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَنْبَسَةَ الْمِصِّيصِيُّ- أَصْلُهُ بَصْرِيٌّ- حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سَيِّدَا كُهُولِ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ فِي الْجَنَّةِ مِثْلُ الثُّرَيَّا فِي السَّمَاءِ» [1]
. قَالَ يَحْيَى: وَأَبْعَدُ فَوْقَ ذَاكَ.
886- محمد بن سعيد بن زياد المقرئ الجمال [2] :
أخو أحمد بن سعيد، وكان الأكبر، حدث عن: علي بن عاصم، وإسحاق بن يوسف الأزرق، وعبد المنعم بن إدريس. روى عنه: ابنه عبد الله، وأبو الطيب محمد ابن جعفر الدّيباجيّ، ومحمّد بن مخلد الدوري، وكان ثقة.
887-[3] محمد بن سعيد بن هناد، أبو غانم الخزاعيّ البوسنجيّ [4] :
نزل بغداد، وحدث بها عَنْ: سفيان بْن عيينة، وشيبان بن فروخ، وأبو الوليد الطيالسي، وسعيد بن منصور، وقتيبة بن سعيد، ويحيى بن خلف الطرسوسي، وعبد الرَّحْمَن بْن المبارك العيشي. رَوَى عَنْهُ: أبو بكر مُحَمَّد بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن المنذر النيسابوري، ومُحَمَّد بْن مخلد.
أَخْبَرَنِي الْحَسَن بْن علي بْن محمد التميمي، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ، حدّثنا محمّد بن مخلد، حَدَّثَنَا أبو غانم محمد بن سعيد بن هنّاد البوسنجيّ قَالَ: سمعت يحيى بن خلف بن الربيع الطرسوسي يقول: جاء رجل إلى مالك بن أنس وأنا شاهد فقال له: يا أبا عبد الله، ما تقول في رجل يقول: القرآن مخلوق؟! قَالَ: كافر زنديق خذوه فاقتلوه. قَالَ: إنما أحكي لك كلاما سمعته. قَالَ: لم أسمعه من أحد إنما سمعته منك.
__________
[2] انظر الحديث في: كنز العمال 32664، 36084.
[2] 886- هذه الترجمة برقم 2819 في المطبوعة.
انظر: الأنساب، للسمعاني 3/294.
[3] 887- هذه الترجمة برقم 2820 في المطبوعة.
[4] البوسنجى: بوسنج من قرى ترمذ (كما في معجم البلدان) .(2/377)
888- محمد بن سعيد بن محمد بن سعيد بن عمرو، أبو عبد الله المروزي، يعرف بالبورقي [1] .
قدم بغداد، وحدث بها عَنْ: مُحَمَّد بن عَلِيّ بن الْحَسَن بن شقيق، وأحمد بن عبد الله الفرماياني، وأحمد بن محمّد السلموني وغيرهم. روى عنه: أَبُو بكر الشافعي، وعيسى بن حامد الرخجي، وغيرهما.
أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ غَيْلانَ البزّاز، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشافعي، حَدَّثَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن سعيد بن محمّد بن سعيد ابن عمرو البورقي- قدم حاجّا- حدّثنا أحمد بن محمّد بن مقاتل، حدّثنا محمّد بن مردويه، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ حَفْصُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عليّ، عن أبيه، عن عمه محمّد بن الْحَنَفِيَّةِ قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ:
أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ فَرَضَ لِلْفُقَرَاءِ فِي أَمْوَالِ الأَغْنِيَاءِ قَدْرُ مَا يَسَعُهُمْ، فَإِنْ مَنَعُوهُمْ حَتَّى يَجُوعُوا وَيَعْرُوا وَيَجْهَدُوا؛ حَاسَبَهُمُ اللَّهُ حِسَابًا شَدِيدًا، وَعَذَّبَهُمْ عَذَابًا نُكْرًا» [2]
. أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سعيد الفقيه، أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحُسَيْن عِيسَى بْن حامد بن بشر الرخجي، حَدَّثَنَا محمد بن سعيد بن محمد بن سعيد البورقي المروزي سنة تسع وتسعين ومائتين- قدم علينا.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ علي الواسطي، أَخْبَرَنَا أبو زيد بن عامر الكوفيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الْبُورَقِيُّ- قَدِمَ عَلَيْنَا سنة ست وثلاثمائة.
أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمّد السلموني، حدّثنا محمّد بن مقاتل الرّازيّ، حَدَّثَنَا الْفُرَاتُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ تَرَكَ دِرْهَمًا مِنْ حَرَامٍ أَعْتَقَهُ اللَّهُ من النار،
__________
[1] 888- هذه الترجمة برقم 2821 في المطبوعة.
انظر: الأنساب للسمعاني 2/326.
[2] انظر الحديث في: أمالى الشجري 2/170. وحلية الأولياء 3/178. وكنز العمال 15883.
والجامع الكبير 4885.(2/378)
وَمَنْ تَرَكَ دِرْهَمًا مِنْ شُبْهَةٍ أَعْطَاهُ اللَّهُ ثَوَابَ نَبِيٍّ مِنَ الأَنْبِيَاءِ، وَمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ لا تُكْتَبُ عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ أَيَّامَ حَيَاتِهِ، وَدَخَلَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ» [1]
. حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نصر الدينوري قَالَ: سمعت حمزة بن يوسف السهمي يقول: محمد بن سعيد البورقي كذاب، حدث بغير حديث وضعه.
حُدِّثْتُ عَنْ أَبِي عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الحافظ النّيسابوري قال: أخبرني سعيد ابن عُبَيْدٍ الصُّوفِيُّ، عَنْ أَبِي أَحْمَدَ الْحَنَفِيِّ قَالَ: تُوُفِّيَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ البُورَقِيُّ بِمَرْوَ يَوْمَ الْخَمِيسِ، وَدُفِنَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ قَبْلَ الصَّلاةِ لأَرْبَعَ عَشْرَةَ خَلَوْنَ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ ثَمَانِي عَشْرَةَ وثلاثمائة.
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ: هَذَا الْبُورَقِيُّ قد وضع من المناكير على الثقات مالا يُحْصَى، وَأَفْحَشُهَا: رِوَايَتُهُ عَنْ بَعْضِ مَشَايِخِهِ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ موسى السناني، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا زَعَمَ أَنَّهُ قَالَ: «سَيَكُونُ فِي أُمَّتِي رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو حَنِيفَةَ هُوَ سِرَاجُ أُمَّتِي»
. هَكَذَا حَدَّثَ بِهِ فِي بِلادِ خُرَاسَانَ، ثُمَّ حَدَّثَ بِهِ بِالْعِرَاقِ بِإِسْنَادِهِ، وَزَادَ فِيهِ أَنَّهُ قَالَ:
«وَسَيَكُونُ فِي أُمَّتِي رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ فِتْنَتُهُ عَلَى أُمَّتِي أَضَرُّ مِنْ فِتْنَةِ إِبْلِيسَ» .
قُلْتُ: مَا كَانَ أَجْرَأَ هَذَا الرَّجُلَ عَلَى الْكَذِبِ، كَأَنَّهُ لَمْ يَسْمَعْ حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ غَلَبَةِ الْهَوَى، وَنَسْأَلُهُ التَّوْفِيقَ لِمَا يُحِبُّ وَيَرْضَى.
889- محمد بن سعيد، أبو بكر الحربي الصوفي [2] :
كان أحد شيوخهم، وحدث عن: سري السّقطيّ، رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه ابْن شاذان الرّازيّ.
أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيزاني [3] ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد الرَّحْمَن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن السلمي في كتاب «تاريخ الصوفية» قَالَ: محمد بن سعيد أبو بكر من مشايخ بغداد ينزل الحربية، صحب سريا السّقطيّ.
__________
[1] انظر الحديث في: الموضوعات 2/250. وتنزيه الشريعة 2/189. والفوائد المجموعة 150.
واللآلئ المصنوعة 2/84.
[2] 889- هذه الترجمة برقم 2822 في المطبوعة.
[3] في الأصل والمطبوعة: «الحيرانى» والتصحيح من الأنساب.(2/379)
وَقَالَ أبو عبد الرحمن: سمعت أبا بكر البجلي يَقُولُ: سمعت أبا بكر محمد بن سعيد الحربي يقول: سمعت السري يقول: قلت لمعروف الكرخي: كل من دعاك أجبته؟ قَالَ: إنما أنا ضيف حيث أنزلني نزلت.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَليّ عَبْد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أحمد بن فضالة النّيسابوري- بالري- أخبرنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شاذان الرازي المذكر- بنيسابور- قَالَ: سمعت أبي بكر الحربي يقول: سمعت سريا السقطي يقول: مكثت عشرين سنة أطوف بالساحل أطلب صادقا فدخلت يوما إلى مغار، فإذا أنا بزمنى وعميان ومجذمين قعود.
فقلت: ما تصنعون ها هنا؟ قالوا: ننتظر شخصا يخرج علينا، يمر بيده علينا فنعافى.
فقلت: إن كان صادق فاليوم! قَالَ: فجلست فخرج كهل وعليه مدرعة من شعر فسلم وجلس، ثم أمر يده على عمى هذا فأبصر، وأمر يده على زمانة هذا فصح، وأمر يده على جذام هذا فبرأ، ثم قام موليا، فضربت يدي إليه فقال لي: سري خل عني، فإنه غيور، لا يطلع على سرك فيراك وقد سكنت إلى غيره فتسقط من عينه.
890-[1] محمد بن سعيد بن يحيى بن سعيد، أبو عبد الله البزوري [2] :
كوفي الأصل، حدث عن: عمر بن شبة، وعلي بن حرب، وعباس الدوري. روى عنه: أبو الحسين بن المنادي، ومحمد بن جعفر المعروف بزوج الحرة، وأبو بكر بن شاذان، وَمُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن الشخير، وأَبُو حَفْص بْن شاهين.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيّ بْن يَعْقُوب المعدل، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْن الفتح، حَدَّثَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن سعيد البزوريّ، حدّثنا عبّاس بن محمّد، حدّثنا قبيصة، حدّثنا سفيان الثوري، عن الرّبيع، عن صبيح، عن يزيد الرّقاشيّ، عن أنس ابن مَالِكٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «الْحَلِيمُ رَشِيدٌ فِي الدُّنْيَا رَشِيدٌ فِي الآخرة» [3]
. وبإسناده: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كاد الحليم أن يكون نبيا» [4] .
__________
[1] 890- هذه الترجمة برقم 2823 في المطبوعة.
[2] البزوري: هذه النسبة إلى البزور وهي جمع البزر، وعندنا يقال هذا لمن يبيع البزور للبقول.
(الأنساب 2/189)
[3] انظر الحديث في: العلل المتناهية 2/246. وكنز العمال 5810.
[4] انظر الحديث في: كنز العمال 5813.(2/380)
891- محمد بن سعيد بن حماد بن ماهان بن زياد بن عبد الله، أبو سالم الجلودي [1] :
وهو ابن أخي محمد بن حماد الدباغ، سمع: الحسن بن عرفة، ومحمد بْن عبيد اللَّه المنادي، ومحمد بْن عبد الملك الدقيقي. وروى عن: أبي داود السجستاني كتاب «السنن» . حدث عنه: أبو القاسم بن النخاس المقرئ، وأبو الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيّ، وأبو حفص بْن شاهين، ويوسف بْن عمر القواس، وغيرهم.
وحَدَّثَنِي الْحَسَن بْن أَبِي طَالِب: أن يُوسُف القواس ذكره فِي جملة شيوخه الثقات.
أَخْبَرَنَا السمسار، أخبرنا الصفّار، حَدَّثَنَا ابن قانع: أن أبا سالم الجلودي مات في سنة تسع وعشرين وثلاثمائة. ذكر غيره أنه توفي في شعبان.
892- محمد بن سعيد بن الشفق، أبو بكر [2] :
حدث بطرسوس عن: موسى بن إسحاق الأنصاري، وعبد الله بن جابر الطرسوسي. روى عنه: علي بن الحسن بن المثنى الإستراباذي.
أَخْبَرَنَا الحسين بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن المؤدب قَالَ: حدثني عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْمُثَنَّى الْعَنْبَرِيُّ- بِإِسْتَرَابَاذَ- حدثنا أبو بكر محمد بن سعيد بن الشفق البغداديّ- بطرسوس- حدثنا القاضي أبو بكر موسى بن إسحاق.
وأَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن عَبْد الْوَاحِدِ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الصُّوفِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا أبو نصر التّمّار، حَدَّثَنِي كَوْثَرٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْخَمْرَ وَعَاصِرَهَا وَالْمُعْتَصِرَةَ لَهُ، وَالْجَالِبَ وَالْمَجْلُوبَ إِلَيْهِ، وَالْبَائِعَ وَالْمُشْتَرِي، وَالسَّاقِي والشَّارِبَ، وَحَرَّمَ ثَمَنَهَا عَلَى الْمُسْلِمِينَ» [3] لَفْظُهُمَا سَوَاءٌ
. 893- محمد بن سعيد، أبو بكر الحربي الزاهد، يعرف بابن الضرير [4] :
روى عن: إبراهيم بن نصر المنصوري، وغيره. حَدَّثَنَا عَنْهُ: أَبُو الْحَسَن بْن رزقويه، وَكَانَ ثقة.
__________
[1] 891- هذه الترجمة برقم 2824 في المطبوعة.
انظر: الأنساب 3/285.
[2] 892- هذه الترجمة برقم 2825 في المطبوعة.
[3] انظر الحديث في: السنن الكبرى للبيهقي 8/287. والمعجم الكبير للطبراني 12/233، 234. ونصب الراية 4/264. والجامع الكبير 4951.
[4] 893- هذه الترجمة برقم 2826 في المطبوعة.
انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/149.(2/381)
أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق، أخبرنا أبو بكر محمد بن سعيد الحربي- المعروف بابن الضّرير الزّاهد- حدثنا محمد بن أحمد بن خالد بن يزيد، حَدَّثَنَا أبو الفضل- يعني محمد بن أبي هارون الورّاق- حدّثنا محمّد بن المبارك، حدّثنا خلف ابن هشام قَالَ: سمعت معروفا- يعني الكرخي- يقول: كان يقول هذا الدعاء للفقر أو قَالَ للدين- شك خلف- أن يقول العبد في السحر خمسا وعشرين ومرة: لا إله إلا الله، الله أكبر كبيرا، سبحان الله والحمد لله كثيرا، اللهم إني أسألك من فضلك ورحمتك فإنهما بيدك لا يملكهما سواك- أو غيرك.
أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، أَخْبَرَنَا عبد الواحد بن أبي الحسن الفقيه قَالَ: سمعت أبي يقول: سمعت أبا بكر بن الضرير الزاهد يقول: دافعت الشهوات حتى صارت شهوتي المدافعة حسب.
حَدَّثَنِي الحسن بن أَحْمَد بن عبد الله الصوفي، قَالَ: قَالَ لنا علي بن أَحْمَد بن عمر المقرئ: مات أبو بكر الضرير الزاهد- وكان ينزل الحربية- في شهر ربيع الأول سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة.
894- محمد بن سعيد بن عبدان بن سهلان بن مهدان، أبو الفرج البغدادي [1] :
نزل الشام وسكن طبرية، وحدث بدمشق، وبمصر، عن: محمد بن بحر بن الحسين العمي، وأبي سعيد العدوي، وغيرهما. رَوَى عَنْهُ: تَمام بْنُ مُحَمَّد بْنِ عَبْد اللَّهِ الرَّازِيُّ، وأبو الفتح بن مسرور البلخي، وذكر أبو الفتح أنه سمع منه فِي سنة خمس وخمسين وثلاثمائة، قَالَ: وسألته عن مولده فقال: ولدت ببغداد في ذي الحجة من سنة سبع وثمانين ومائتين. قَالَ أبو الفتح: وكان ثقة.
895- مُحَمَّد بن سعيد، أَبُو عبد الله الكاتب [2] :
أَخْبَرَنَا القاضي أبو العلاء الواسطيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الكاتب- ببغداد من كتابه- حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ بَكْرَانُ بْنُ حَمْدَانَ بْنِ سهلان، حدّثنا محمّد بن
__________
[1] 894- هذه الترجمة برقم 2827 في المطبوعة.
[2] 895- هذه الترجمة برقم 2828 في المطبوعة.(2/382)
أحمد بن موسى، حدّثنا داود بن أيّوب الأيلي، حدّثني أبي، حدّثنا بكر بن صدقة، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ لا يقبض العلم انتزاعا مِنَ النَّاسِ؛ وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ حَتَّى إِذَا لَمْ يُتْرَكْ عَالِمًا؛ اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالا» [1] وَذَكَرَ بَقِيَّةَ الْحَدِيثِ
. ذكر من اسمه محمّد واسم أبيه سفيان
896- محمّد بن سفيان بن عنّويه، أبو العباس الحنائي، ويعرف بحبشون [2] :
حدث عن: أبي يحيى محمد بن عبد الرّحيم البزاز، وعلي بن شعيب السمسار، والحسن بْن عرفة، وأبي يَحْيَى مُحَمَّد بْن سَعِيد الْعَطَّار، وَمحمد بْن عمرو بن حنان الحمصي، وأبي عتبة أحمد بن الفرج الحجازي. روى عنه: عبد الله بن الزينبي، وعبيد الله بن عباس الشطوي، وعلي بن محمّد بن لؤلؤ الورّاق.
ذكر من اسمه محمّد واسم أبيه سلم وسلمة
897- محمد بن سلم بن يزيد بن خالد، أبو جعفر الواسطي [3] :
سكن بغداد، وَحَدَّثَ بها عَنْ: أَحْمَد بْن سنان القطان، وأيوب بن حسان، ومحمد بن عثمان بن مخلد، ومحمد بن عبادة، وشعيب بن أيوب الصريفيني، وأحمد بن رشد بن خيثم الهلالي، وأحمد بن عبد الله بن معاوية الحذاء. روى عنه:
عَبْدُ الباقي بْن قانع، وأبو العبّاس عبد الله بن الطّيّب العجليّ، أخبرنا أبو بكر بن المقرئ- بأصبهان- حَدَّثَنَا الشَّيْخُ الصَّالِحُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ سلم بن زيد الورّاق- ببغداد- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو قطن، حدّثنا شعبة، عن مالك ابن حَرْبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشْكَلَ العين، منهوش العقب.
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح البخاري 1/36. وصحيح مسلم، وكتاب العلم 13. وفتح الباري 1/194، 13/284.
[2] 896- هذه الترجمة برقم 2863 في المطبوعة.
انظر: الأنساب، للمعاني 4/246.
[3] 897- هذه الترجمة برقم 2864 في المطبوعة.(2/383)
أخبرنا عليّ بن محمّد السّمسار، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار، حَدَّثَنَا ابن قانع: أن محمد بن سلم المؤدّب مات في سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة.
قلت: وببغداد كانت وفاته.
898- محمد بن سلمة بن قربا، أبو عبد الله الربعي [1] :
نزل عسقلان، وحدث بها عن: بشر بن الوليد الكندي، ومحمود بن خداش، وأبي الأشعث أحمد بن المقدام، وعثمان بن أبي شيبة، وَمحمد بْن أَبِي السري العسقلاني. رَوَى عَنْهُ: عبد الله بن عدي الجرجاني، ومحمد بن حبان البستي، وأبو القاسم الآبندوني، وأبو بكر بن المقرئ الأصبهاني.
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ الطّيّب العجليّ- بحلوان- حدّثنا أبو بكر بن المقرئ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ قَرْبَا الْبَغْدَادِيُّ- الرَّبَعِيُّ- نَزِيلُ عَسْقَلانِ الشَّامِ- حدّثنا بشر بن الوليد، حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَعَلَّمَ عِلْمًا مِمَّا يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ اللَّهِ لا يَتَعَلَّمُهُ إِلا لِيُصِيبَ بِهِ عَرَضًا مِنَ الدُّنْيَا لَمْ يَجِدْ عَرْفَ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» [2]
. حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ: سمعت حمزة بن يوسف يقول- وسألت أبا الحسن الدارقطني- عن محمد بن سلمة بن قربا أبي عبد الله البغدادي نزيل عسقلان فقال: ليس هو بالقوي.
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه سليم
899- محمد بن سليم، أبو عبد الله القاضي [3] :
كوفي الأصل حدث عن: إبراهيم بن سعد، وشريك بن عبد الله، وجعفر بن سليمان، وعبد العزيز الدراوردي، وهشيم بن بشير. روى عنه: محمد بن سعد
__________
[1] 898- هذه الترجمة برقم 2862 في المطبوعة.
[2] انظر الحديث في: سنن أبي داود، كتاب العلم باب 12. وسنن ابن ماجة 252. ومسند أحمد 2/338. والمستدرك 1/85. ومصنف ابن أبي شيبة 8/543.
[3] 899- هذه الترجمة برقم 2849 في المطبوعة.
انظر: ميزان الاعتدال 3/574.(2/384)
كاتب الواقدي. وَقَالَ ابن أبي حاتم الرازي: سمع منه أبي ببغداد وسئل أبي عنه فقال: أثنى عليه الأعين، وأفادني عنه وكتبت عنه على ضعف فيه.
أخبرني الأزهريّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف، حَدَّثَنَا الحسين بن فهم قَالَ: محمد بن سليم يكنى أبا عبد الله العبدي وقد سمع سماعا كثيرا، وولى القضاء ببادرايا وباكسيايا أيام المأمون، ورأيت أصحاب الحديث يتقون حديثه، والرواية عنه.
أَنْبَأَنَا أحمد بن محمد الكاتب، أخبرنا محمّد بن حميد المخرميّ، حدثنا علي بن الحسين بن حبان قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده: قَالَ أبو زكريا- يعني يحيى ابن معين-: وأما ابن سليم، فهو والله صاحبنا، وهو لنا محب، ولكن ليس فيه حيلة البتة، وما رأيت أحدا قط يشير بالكتاب عنه، ولا يرشد إليه. وفي موضع آخر: قلت لأبي زكريا: محمد بن سليم؟ فقال: قد والله سمع سماعا كثيرا، وهو معروف، ولكنه لا يقصر على ما سمع يتناول ما لم يسمع. قلت له: يُكْتَب عنه؟ قَالَ: لا.
أَخْبَرَنِي الحسين بن علي الصيمري، حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازيّ، حدّثنا محمّد ابن الحسين الزّعفرانيّ، حَدَّثَنَا أحمد بن زهير قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول:
محمد بن سليم ليس بثقة. قلت: لم صار ليس بثقة؟ قَالَ: لأنه يكذب في الحديث.
900- محمد بن سليم، أبو جعفر السراج [1] :
حدث عن: حفص بن عبد الله النيسابوري، وأصرم بن حوشب، ويحيى بن أبي بكير، وإسحاق بن عيسى الطباع. روى عنه: يحيى بن محمد بن صاعد، ومحمّد ابن مَخْلَد، وَكَانَ ثِقَةً.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهدي، أخبرنا محمّد بن مخلد، حدّثنا محمّد بن سليم السّرّاج، حدّثنا حفص بن عبد الله، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنِ الْحَجَّاجِ- يَعْنِي ابْنَ الْحَجَّاجِ- عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أُمِرْتُ أَنْ أصلي على سبع، ولا أكف ثوبا، ولا شعرا» [2] .
__________
[1] 900- هذه الترجمة برقم 2850 في المطبوعة.
[2] انظر الحديث في: صحيح البخاري 1/206، 207 وصحيح مسلم، كتاب الصلاة 228، 231. وسنن النسائي 2/215. وسنن ابن ماجة 884. وفتح الباري 2/272، 297، 299.(2/385)
أَخْبَرَنِي أَبُو الفرج الطناجيري، حَدَّثَنَا عُمَر بْن أَحْمَدَ الْوَاعِظ قَالَ: قرأتُ عَلَى مُحَمَّد بْن مخلد العطار قَالَ: مات محمد بن سليم السراج فِي جمادى الأولى سنة اثنتين وستين ومائتين.
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه سليمان
901- مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن العباس بن عبد المطلب الهاشمي، أخو جعفر وإسحاق [1] :
كان عظيم أهله، وجليل رهطه، وولي إمارة البصرة في عهد المهدي، ثم قدم بغداد على الرشيد لما أفضت الخلافة إليه.
فأخبرني أبو القاسم الأزهريّ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا إبراهيم بن محمّد ابن عرفة قَالَ: ولما بويع الرشيد بالخلافة قدم عليه محمد بن سليمان وافدا، فأكرمه وأعظمه وبره وصنع به ما لم يصنع بأحد، وزاده فيما كان يتولاه من أعمال البصرة كور دجلة، والأعمال المفردة، والبحرين، والغوص، وعمان، واليمامة، وكور الأهواز، وكور فارس. ولم يجمع هذا لأحد غيره، فلما أراد الخروج شيعه الرشيد إلى كلواذي، روى محمّد بن سليمان بن عليّ حديثا مسندا ولا يحفظ له غيره.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، أخبرنا محمّد بن إسماعيل المستملي، حدّثنا يحيى بن محمّد بن صاعد، حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بن حيّان العتكي، حَدَّثَنَا صَالِحٌ النَّاجِيُّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ أَمِيرِ الْبَصْرَةِ فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي الأَكْبَرِ- يَعْنِي ابْنَ عَبَّاسٍ- أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «امْسَحْ رَأْسَ الْيَتِيمِ هَكَذَا إِلَى مُقَدَّمِ رَأْسِهِ، وَمَنْ لَهُ أَبٌ هَكَذَا إِلَى مُؤَخَّرِ رَأْسِهِ» [2]
. أَخْبَرَنِي الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا ابن عرفة، قال: دخلت سنة
__________
[1] 901- هذه الترجمة برقم 2795 في المطبوعة.
انظر: المنتظم، لابن الجوزي 8/350.
[2] انظر الحديث في: مسند أحمد 2/263، 387. والترغيب والترهيب 3/349. والجامع الكبير 4458. ومشكاة المصابيح 5001.(2/386)
ثلاث وسبعين- يعني ومائة- ففيها توفي محمد بن سليمان، وسنه إحدى وخمسون سنة وخمسة أشهر، وأمر الرشيد بقبض أموال محمد بن سليمان فأخذ له ودائع وأموالا من منزله كانت نيفا وخمسين ألف ألف درهم.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أبي بَكْر قَالَ: كتب إِلَى مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ الجوري يذكر أن أحمد ابن حمدان بن الخضر أخبرهم قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن يونس الضبي قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حسان الزيادي، قَالَ: سنة ثلاث وسبعين ومائة، فيها ماتت الخيزران ليلة الجمعة لثلاث بقين من جمادى الآخرة، وفيها مات محمد بن سليمان في ذلك اليوم أيضا.
902- محمد بن أبي داود الأنباري، واسم أبي داود سليمان [1] :
سمع وكيع بن الجراح، وأبا أسامة، وعبد الوهاب بن عطاء، وأبا عامر العقدي.
روى عنه: يعقوب بن شيبة السدوسي، وأبو داود السجستاني، وكَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْهَاشِمِيُّ- بِالْبَصْرَةِ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عمر اللؤلؤي، حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث، حدثنا محمد بن سليمان الأنباري، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سهل ابن سعد، قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ الرِّجَالَ عَاقِدِي أُزُرِهِمْ فِي أَعْنَاقِهِمْ مِنْ ضِيقِ الأُزُرِ، خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصَّلاةِ كَأَمْثَالِ الصِّبْيَانِ، فَقَالَ قَائِلٌ: يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ لا تَرْفَعْنَ رُءُوسَكُنَّ حَتَّى يَرْفَعَ الرِّجَالُ.
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا جعفر بن محمد الخالدي، حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، قَالَ: سنة أربع وَثَلاثِينَ وَمِائَتَيْنِ فِيهَا مات محمد بْن أَبِي داود الأنباري.
903- محمد بن سليمان بن حبيب بن جبير، أبو جعفر الأسدي، المعروف بلوين [2] :
كوفي الأصل. سمع مالك بن أنس، وسليمان بن بلال، وعبد الرحمن بن أبي
__________
[1] 902- هذه الترجمة برقم 2796 في المطبوعة.
انظر: تهذيب الكمال 5264 (25/314) وتسمية شيوخ أبي داود للجياني، الورقة 90، والمعجم والمشتمل، الترجمة 836، والكاشف: 3/الترجمة 4962، وتذهيب التهذيب: 3/الورقة 209، ونهاية السول، الورقة 330، وتهذيب التهذيب: 9/203، والتقريب: 2/167، وخلاصة الخزرجي: 2/الترجمة 6275.
[2] 903- هذه الترجمة برقم 2797 في المطبوعة.
انظر: تهذيب الكمال 5257 (25/297) تاريخ البخاري الكبير: 1/الترجمة 276، والكنى(2/387)
الزناد، وحماد بن زيد، وأبا عوانة وحديج بن معاوية، وشريك بن عبد الله، وسفيان ابن عيينة. روى عَنْهُ: أَحْمَد بْن مَنْصُور الرمادي، ومحمد بْن عبيد الله المنادي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وحامد بن محمد بن شعيب، ومحمد بْن مُحَمَّد الباغندي، وعبد اللَّه بْن محمد البغوي، وأبو بكر بن أبي داود السجستاني، في آخرين. وآخر من روى عنه من البغداديين: يحيى بن محمد بن صاعد، وكان لوين قد نزل المصيصة. وقدم بغداد مرات. وحدث بها حديثا كثيرا، ثم رجع إلى المصيصة ومات بأذنة.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن محمد الأصبهاني المعروف الفيج- سمعت منه بهمذان- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَانَ بْنِ محمّد الشّيرازيّ الحافظ- بالأهواز- حدّثنا عليّ بن الحسين بن معدان، حَدَّثَنَا لوين- ببغداد- في مدينة أبي جعفر سنة أربعين ومائتين، حَدَّثَنَا شريك، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَر بْنِ بُكَيْرٍ النَّجَّارُ وَأَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عُمَرَ بْنِ بُرْهَانَ الْغَزَّالُ، قَالا:
حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْن عَبْد الرَّحْمَن الزُّهْرِيّ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن هارون ابن حميد المجدر، حدّثنا محمّد بن سليمان لوين، حدّثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو ابن دِينَارٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ قَوْمٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلَ عَلِيٌّ فَخَرَجُوا، فَلَمَّا خَرَجُوا تَلاوَمُوا فَرَجَعُوا. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا أَنَا أَدْخَلْتُهُ وَأَخْرَجْتُكُمْ، بَلِ اللَّهُ أَدْخَلَهُ وَأَخْرَجَكُمْ [1] » .
أَخْبَرَنَا أَبُو بكر البرقانيّ، أَخْبَرَنَا أبو أحمد الحسين بن علي التميمي، حدثنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفراييني، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْمَرُّوذِيُّ قَالَ: وَذَكَرَ- يَعْنِي أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ- لُوَيْنًا فَقَالَ: قَدْ حَدَّثَ حَدِيثًا مُنْكَرًا عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ مَا لَهُ أصل. قلت:
__________
- لمسلم، الورقة 17، والجرح والتعديل: 7/الترجمة 1468، وثقات ابن حبان: 9/101، وموضح أوهام الجمع والتفريق: 368، وإكمال ابن ماكولا: 7/192، وتسمية شيوخ أبي داود للجياني، الورقة 90، والمعجم المشتمل، الترجمة 834، والكامل في التاريخ: 7/94، وسير أعلام النبلاء:
11/500، والعبر: 1/447، و 2/120، والكاشف: 3/الترجمة 4955، وتذهيب التهذيب: 3/الورقة 208، ونهاية السول، الورقة 329، وتهذيب التهذيب: 9/198- 199، والتقريب: 2/166، وخلاصة الخزرجي: 2/الترجمة 6268، وشذرات الذهب: 2/112. والمنتظم، لابن الجوزي 11/351.
[1] انظر الحديث في: المستدرك 3/116. والمعجم الكبير للطبراني 12/147. ومجمع الزوائد 9/115. وإتحاف السادة المتقين 7/104. وكنز العمال 32887. وتخريج الإحياء 2/358.(2/388)
أَيْشِ هُوَ؟ قَالَ: عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عن أبي جعفر عن إبراهيم بن سعد، عَنْ أَبِيهِ قِصَّةَ عَلِيٍّ؛ مَا أَنَا بِالَّذِي أَخْرَجْتُكُمْ، وَلَكِنَّ اللَّهَ أَخْرَجَكُمْ، فَأَنْكَرَهُ إِنْكَارًا شَدِيدًا: وقال:
ماله أَصْلٌ.
قُلْتُ: أَظُنُّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَنْكَرَ عَلَى لُوَيْنٍ رِوَايَتَهُ مُتَّصِلا، فَإِنَّ الْحَدِيثَ مَحْفُوظٌ عَنْ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنة، غَيْرَ أَنَّهُ مُرْسَلٌ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. كَذَلِكَ.
أَخْبَرَنَاهُ الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أحمد الحرشي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدثنا بحر بن نصر بن سابق الخولاني، حدّثنا عبد الله بن وهب، أخبرني سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عن أبي جعفر، عن إبراهيم بن سعد بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: دَخَلَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ نَاسٌ فَخَرَجُوا يَقُولُونَ: مَا أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَخْرُجَ، فَدَخَلُوا فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «مَا أَنَا أَدْخَلْتُهُ وَأَخْرَجْتُكُمْ، وَلَكِنَّ اللَّهَ أَدْخَلَهُ وَأَخْرَجَكُمْ» [1]
وَرَوَاهُ الْحُمَيْدِيُّ أَيْضًا عَنْ سُفْيَانَ.
أَخْبَرَنَاهُ ابْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن جعفر بن درستويه، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حدّثنا الحميدي، حدّثنا سفيان، حَدَّثَنَا عَمْرٌو قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَأَبُو جَعْفَرٍ فَمَرَرْنَا بِإِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ فَقَالَ لي: أَنْظِرْنِي حَتَّى أَسْأَلَهُ عَنْ حَدِيثٍ يُحَدِّثُهُ. قَالَ عَمْرٌو: فَذَهَبَ إِلَيْهِ ثُمَّ جَاءَنِي فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّ عَلِيًّا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ نَاسٌ، فَدَخَلَ فَلَمَّا دَخَلَ عَلِيٌّ خَرَجُوا، ثُمَّ إِنَّهُمْ قَالُوا: وَاللَّهِ مَا أَخْرَجَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلِمَ خَرَجْنَا؟ فَرَجَعُوا فَدَخَلُوا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنِّي وَاللَّهِ مَا أَخْرَجْتُكُمْ وَأَدْخَلْتُهُ، وَلَكِنَّ اللَّهَ هُوَ أَدْخَلَهُ وَأَخْرَجَكُمْ» [2]
. وأخبرنا ابن الفضل، حدّثنا عليّ بن إبراهيم المستملي، حدّثنا محمّد بن سليمان بن فارس، حَدَّثَنَا البخاري قَالَ: محمد بن سليمان بن حبيب أبو جعفر بغدادي يقال له لوين.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه النيسابوري- فِي كتابه- قَالَ:
سمعت أبا بكر مُحَمَّد بن مُحَمَّد المذكر يقول: سمعت أبا محمد البلاذري يقول:
سمعت محمد بن جرير يقول: إنما لقب محمد بن سليمان المصيصي بلوين لأنه كان يبيع الدواب ببغداد فيقول: هذا الفرس له لوين، هذا الفرس له فديد، فلقب لوين.
__________
[1] انظر التخريج السابق.
[2] انظر التخريج السابق.(2/389)
ذكر غير ابن جرير أن أمه هي التي لقبته لوينا.
قرأت في كتاب عُبَيْد الله بن جَعْفَر بن أحمد بن حمدان، حدّثنا أبو يعلى عثمان ابن الحسن الطوسي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن الْقَاسِم الأَزْدِيّ، قَالَ: قَالَ لوين محمد بن سليمان: لقبتني أمي لوينا وقد رضيت.
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جعفر البرذعيّ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن، أخبرنا أحمد بن القاسم بن نصر، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ حَبِيبٍ لُوَيْنٌ- سنة أربعين ومائتين- حَدَّثَنَا شريك بن عبد الله قَالَ أحمد بن القاسم: قال أبي لمحمّد ابن سليمان: كم لك؟ قَالَ: مائة وثلاث عشرة سنة.
أَخْبَرَنِي محمد بن علي الصوري، أَخْبَرَنِي عبيد الله بن القاسم الهمداني- بأطرابلس- أَخْبَرَنَا عبد الرحمن بن إسماعيل العروضي- بمصر- أَخْبَرَنَا أبو عبد الرحمن النسائي، قَالَ: محمد بن سليمان لوين ثقة.
أَخْبَرَنَا السمسار قَالَ: أَخْبَرَنَا الصفار، حَدَّثَنَا ابن قانع قَالَ: سنة أربعين ومائتين فيها قدم لوين آخر قدمة- يعني إلى بغداد-.
كتب إلي عبد الرحمن بن عبد العزيز بن أحمد بن إسحاق الحلبي السراج- من دمشق- أن محمد بن جعفر بن محمد بن هشام بن السقاء أخبرهم- بحلب- قَالَ:
قَالَ أبو جعفر محمد بن علي المزني الطرائفي: مات لوين بالثغر سنة خمس وأربعين بأذنة: وكنت فيمن صلى عليه.
أَخْبَرَنِي الأزهريّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ لُؤْلُؤٍ الْوَرَّاقُ، حدّثنا القاسم بن إبراهيم ابن أحمد الملطي المعروف بالصّوفيّ- ببغداد- حَدَّثَنَا لوين أبو جعفر محمد بن سليمان بن حبيب الكوفي المنتقل إلى المصيصة في سنة ست وأربعين ومائتين بأذنة، وهو في المحفة يحمل بين أربعة، وهي السنة التي مات فيها بأذنة وحمل في طن من أذنة إلى المصيصة فدفن بالمصيصة.
أَخْبَرَنَا أحمد بن عليّ المحتسب، أَخْبَرَنِي عمر بن القاسم بن محمد المقرئ، حدّثنا أبو القاسم بْن أَحْمَد الملطي المعروف بالصوفي بالموصل، قدمها سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة- حَدَّثَنَا أبو جعفر محمد بن سليمان بن حبيب العلاف الكوفي المنتقل إلى المصيصة سنة ست وأربعين ومائتين بأذنة- وكان قد غضب على أولاده، فانتقل من المصيصة إلى أذنة وهي السنة التي مات في آخرها.(2/390)
أخبرنا الحسن بن محمّد الخلّال، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمران، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن يحيى قَالَ: وفي سنة ست وأربعين مات محمد بن سليمان لوين.
904- محمد بن سليمان بن هشام بن بنت سعيدة بنت مطر، الوراق أبو علي الشطوي ويعرف بأخي هشام [1] :
حدث عن: محمد بن أبي عدي، وإسماعيل بن علية، وعبيدة بن حميد، والمحاربي، ووكيع، وأبي معاوية الضرير، وأبي أسامة حماد بْن أسامة. روى عنه:
حمزة بن الحسين السمسار، والقاضي أبو عبد الله المحاملي، وأحمد بن محمد بن سلم المخرمي، ومحمد بن مخلد الدوري. وغيرهم.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيُّ قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ جَدِّي بِخَطِّ يَدِهِ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بن سليمان أخو هشام، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ مِسْعَرٍ وَسُفْيَانَ.
وأَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الواحد، أخبرنا أبو الفضل عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن الزُّهْرِيّ، حدّثنا حمزة بن الحسين السّمسار، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الشَّطَوِيُّ.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو بكر البرقانيّ، أخبرنا محمّد بن خشنام النّيسابوري، حدّثنا محمّد بن جمعة- أبو قريش- حدّثنا محمّد بن سليمان، حدّثنا أبو أسامة، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، وَسُفْيَانُ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم: «لزوال الدّنيا أيسر عند الله من قتل مؤمن» [2] .
__________
[1] 904- هذه الترجمة برقم 2798 في المطبوعة.
انظر: تهذيب الكمال 5263 (25/311) والمجروحين لابن حبان: 2/304، وثقاته 9/131، والكامل لابن عدى: 3/الورقة 100، والمعجم المشتمل، الترجمة 835، وضعفاء ابن الجوزي، الورقة 141، والكاشف: 3/الترجمة 4961، وديوان الضعفاء، الترجمة 3745، والمغني: 2/الترجمة 5581، وتذهيب التهذيب: 3/الورقة 208، وميزان الاعتدال: 3/الترجمة 7624، وتاريخ الإسلام، الورقة 59 (أوقاف 5882) ، والكشف الحثيث، الترجمة 672، ونهاية السول، الورقة 329، وتهذيب التهذيب: 9/201- 203، والتقريب: 2/167، وخلاصة الخزرجي: 2/الترجمة 6274.
[2] انظر الحديث في: سنن الترمذي 1395. وسنن النسائي 7/82. وسنن ابن ماجة 2619.
والسنن الكبرى للبيهقي 8/23. وكشف الخفا 2/137. ومشكاة المصابيح 2463، 3462.(2/391)
هَذَا لَفْظُ الْمَحَامِلِيِّ وَقَالَ الآخَرَانِ: أَيْسَرُ عَلَى اللَّهِ. قَالَ أَبُو قُرَيْشٍ: يَقُولُونَ إِنَّ مِسْعَرًا لَمْ يَرْوِ عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ. وَهَكَذَا حَدَّثَنَا هَذَا الشَّيْخُ عَنْ مِسْعَرٍ وَسُفْيَانَ.
قُلْتُ: قَدْ تَابَعَهُ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الأَسْوَدِ الْعِجْلِيُّ فَرَوَاهُ عَنْ أَبِي أُسَامَةَ كَذَلِكَ.
أَخْبَرَنَاهُ إبراهيم بن مخلد بن جعفر، حدّثني إسماعيل بن عليّ الخطبي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْعَبَّاسِ النَّسَائِيُّ، حدّثنا الحسين بن عليّ بن الأسود، حدّثنا أبو أسامة، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، وَسُفْيَانُ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ قَتْلِ الْمُؤْمِنِ» [1]
. حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْكَتَّانِيُّ، حَدَّثَنَا تَمَّامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيُّ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحِ بْنِ سِنَانٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ هشام، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَمَّا أُسْرِيَ بِي إِلَى السَّمَاءِ، فَصِرْتُ إِلَى السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ سَقَطَ فِي حِجْرِي تُفَّاحَةٌ، فَأَخَذْتُهَا بِيَدِي، فَانْفَلَقَتْ فَخَرَجَ مِنْهَا حَوْرَاءُ تُقَهْقِهُ، فَقُلْتُ لَهَا: تَكَلَّمِي لِمَنْ أَنْتِ؟
قَالَتْ: لِلْمَقْتُولِ شَهِيدًا عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ» [2]
. هَذَا الْحَدِيثُ مُنْكَرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ، وَكُلُّ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ سِوَى مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ هِشَامٍ، وَالْحِمْلُ فِيهِ عَلَيْهِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
أَخْبَرَنِي علي بن محمد الدَّقَّاق قَالَ: قرأنا على الْحُسَيْن بْن هارون، عن أبي العباس بن سعيد قَالَ: محمد بن سليمان البغدادي ابن بنت مطر في أمره نظر، بلغني عن أبي علي الحسين بن علي الحافظ النيسابوري قَالَ: محمد بن سليمان بن هشام، وهو ابن بنت مطر، ضعيف مُنكرُ الحديث.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع: أن محمد بن سليمان ابن بنت مطر الخزاز توفي بالكرخ سنة خمس وستين ومائتين.
__________
[1] انظر التخريج السابق.
[2] انظر الحديث في: الموضوعات 1/329. 1/329. وتنزيه الشريعة 1/374. وكنز العمال 36235. والأسرار المرفوعة 135.(2/392)
905- محمد بن سليمان بن إسماعيل بن أبي الورد بن قيس بن فهد بْن ثعلبة بْن غَنم بْن مالك بْن النجار، أبو عبد الله، ويعرف بأبي العيناء الأنصاري [1] :
روى عن: إِبْرَاهِيمُ بْنُ صَرْمَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأنصاري بنسخة. حدث عنه:
محمد بن مخلد الدوري، ومحمد بن أحمد بن البستنبان.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الأزهريّ، حدّثنا المعافى بن زكريا الجريري، حدّثنا محمّد بن أحمد بن راشد، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أبي الورد، حدّثنا إبراهيم ابن صِرْمَةَ الأَنْصَارِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَتَى الْجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ» [2]
. تَفَرَّدَ بِهِ إِبْرَاهِيمُ عن ابن سَعِيدٍ.
906- محمد بن سليمان بن سهل بن زريق [3] :
حدث عن: سعيد بن سليمان الواسطي، ومهدي بن حفص، رَوَى عَنْهُ: مكرم بْن أَحْمَدَ الْقَاضِي.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أخبرنا مكرم بن أحمد القاضي، حدّثنا محمّد بن سليمان بن زريق- سنة ثمان وسبعين ومائتين- حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ حَفْصٍ الصُّوفِيُّ قَالَ:
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ محمّد بن المنادي، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «غَيِّرُوا الشَّيْبَ- تَقَلَّبُوهُ سَوَادًا» [4]
. 907- محمد بن سليمان بن الحارث، أبو بكر الواسطي المعروف بالباغندي [5] :
ذكر لي أبو الحسن علي بن أحمد النعيمي أن جده الحارث بن منصور صاحب سفيان الثوري، فأنكرت ذلك لأني لا أعلم للحارث بن منصور ولدا، ثم رأيت بعض أهل العلم قد نسب الباغندي فقال: مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن الحارث بْن عَبْد الرحمن الأزدي، سكن بغداد، وحدث بِها عَنْ: مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الْأَنْصَارِيّ، وعبيد الله بن
__________
[1] 905- هذه الترجمة برقم 2799 في المطبوعة.
[2] سبق تخريجه، راجع الفهرس.
[3] 906- هذه الترجمة برقم 2800 في المطبوعة.
[4] هكذا في الأصل والمطبوعة، ولفظ الحديث في أغلب المصادر: «ولا تقربوه السواد» انظر الحديث في: مسند أحمد 3/247. واتحاف السادة المتقين 2/420. والمستدرك 3/245.
[5] 907- هذه الترجمة برقم 2801 في المطبوعة.
انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/369. والأنساب للسمعاني 2/46.(2/393)
موسى العنبسي، وثابت بن محمد الزاهد، وخلاد بن يحيى، وأبي منصور الحارث بن منصور، وأبي نعيم الْفَضْل بْن دكين، وقبيصة بْن عقبة، وأبي غسان مالك بن إسماعيل، وعارم بن الفضل، وأبي الوليد الطيالسي. ورى عنه: ابنه محمد، والقاضي المحاملي، وإسماعيل بن محمّد الصفّار، وأبو عمرو بن السماك، وأَحْمَد بْن سلمان النجاد، وأَبُو بَكْرٍ الشافعي، ومحمد بن الحسن بن مقسم، وعبد الخالق بن أبي روبا، وعبد الله بن إسحاق البغوي، وغيرهم.
حدثت عن محمد بن العباس الهروي العصمي قَالَ: سمعت أبا جعفر الأرزناني يقول: رأيت أبا داود السجستاني جاثيا بين يدي محمد بن سليمان الباغندي يسأله عن الحديث.
قلت: والباغندي مذكور بالضعف، ولا أعلم لأية علة ضعف فإن رواياته كلها مستقيمة، ولا أعلم في حديثه منكرا.
أَخْبَرَنَا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، أَخْبَرَنَا عبد الله بن إبراهيم الزينبي قَالَ: قَالَ لنا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن أبي الطيب المؤدب، سمعت أبا بكر محمد بن سليمان بن الحارث يقول: ابني محمد كذاب.
قَالَ: وسمعت أبا بكر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سليمان المعروف بالباغندي يقول: أبي كذاب.
سمعت أبا الفتح محمد بن أبي الفوارس- وسأله أبو محمّد الخلّال، عن محمّد ابن سليمان الباغندي- فقال: ضعيف الحديث.
ذكر أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ السلمي: أنه سأل أبا الحسن الدارقطني عن محمد بن سليمان الباغندي الكبير فقال: لا بأس به.
أخبرنا السّمسار، أَخْبَرَنَا الصفار، حَدَّثَنَا ابن قانع: أن محمد بن سليمان الباغندي مات في سنة ثلاث وثمانين ومائتين.
وأخبرنا محمد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع، فقال: مات أبو بكر محمد بن سليمان بن الحارث الواسطي المعروف بالباغندي ليلة الاثنين ودفن من الغد بعد الظهر لأربع عشرة بقيت من ذي الحجة سنة ثلاث وثمانين، وكان حيا كميت.(2/394)
قرأت على الحسن بن أبي بكر أحمد بن كامل القاضي قَالَ: سنة أربع وثمانين ومائتين فيها مات محمد بن سليمان الباغندي. وسنة ثلاث أصح.
908- محمد بن سليمان بن هارون، أبو بكر الصوفي [1] :
نزل مصر، وحدث بها عَن: مُحَمَّد بْن عبيد بن ميمون المدينيّ. روى عنه: محمّد ابن إسماعيل الفارسي، وأبو القاسم الطبراني، وغيرهما.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَهْرَيَارَ الأصبهاني، أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الصُّوفِيُّ الْبَغْدَادِيُّ- بِمِصْرَ سنة ثمانين ومائتين- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ مَيْمُونٍ التَّبَّانُ الْمَدِينِيُّ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ- قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا رَضَاعَ بَعْدَ فِصَالٍ، وَلا يُتْمَ بَعْدَ حُلُمٍ» [2]
. قَالَ سليمان: لم يروه عن أبان إلا موسى بن عقبة، ولا عن موسى إلا محمد بن جعفر، ولا عن محمّد بن جعفر إلا عبيد التبان. تفرد به محمد بن سليمان عن محمد بن عبيد.
909- محمد بن سليمان بن مسكين، أبو الحسن البغدادي [3] :
كَتَبَ إِلَى عَبْد الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَان الدِّمَشْقِيُّ، وحَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ الصُّوفِيُّ عَنْهُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَارِثِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن عمارة بن أبي الخطّاب اللّيثي، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ مِسْكِينٍ الْبَغْدَادِيُّ- بِصُورٍ- قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عليّ، عن سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي سُوَيْدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: زَعَمَتِ الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ خَوْلَةُ بِنْتُ حَكِيمٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ وَهُوَ مُحْتَضِنٌ أَحَدَ ابْنَيِ ابْنَتِهِ حَسَنًا أَوْ حُسَيْنًا وَهُوَ يَقُولُ: «إِنَّكُمْ لَتَجْبُنُونَ وَتَجْهَلُونَ وَإِنَّكُمْ لَمِنْ رَيْحَانِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ» [4]
. وحدث أيضا عن محمد بن عمرو بن عبد الله الهروي عن حجاج بن نصير.
__________
[1] 908- هذه الترجمة برقم 2802 في المطبوعة.
[2] انظر الحديث في: السنن الكبرى للبيهقي 7/319، 320 ن 461. والمعجم الصغير للطبراني 2/68. ومصنف عبد الرزاق 13901. والمطالب العالية 1707.
[3] 909- هذه الترجمة برقم 2803 في المطبوعة.
[4] انظر الحديث في: الجامع الكبير 7550. وتاريخ جرجان 475. والعزلة 37. وكنز العمال 45614. وإتحاف السادة المتقين 8/208، 219.(2/395)
910- محمد بن سليمان بن محبوب، أبو عبد الله الحافظ، يعرف بالسخل [1] :
حدث عن: الحسن بن مخلد، وأحمد بن عيسى السكوني، وسعيد بن عثمان التنوخي، ومحمد بن عوف الحمصي، وعمرو بن ثور الجذامي. روى عنه: مُحَمَّد بْن جعفر المطيري، ومحمد بن عمر الجعابي، وأحمد بن جَعْفَر بن سلم، وإسحاق بن محمد النعالي، ومحمد بن المظفر الحافظ.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قُرِئَ عَلَى إسحاق النِّعَالِيِّ- وَأَنَا أَسْمَعُ- حَدَّثَكُمْ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ مَحْبُوبٍ- يُعْرَفُ بِالسَّخْلِ الْحَافِظِ- قَالَ لِي الْبَرْقَانِيُّ:
هُوَ بَغْدَادِيٌّ- قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بن مخلد، حدّثنا هشيم، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ إِلَى الْجُمُعَةِ فَلْيَغْتَسِلْ» [2]
. 911-[3] محمد بن سليمان بن بابويه بن فهرويه بن عبد الله مرزوق، أبو بكر العلاف [4] المخرمي:
سمع الربيع بن ثعلب، وعبد الملك بن عبدويه الطائي، والوليد بن شجاع السكوني، ويعقوب الدورقي. روى عنه: ابنه عبد الله، وأبو بكر بن مالك القطيعي، وغيرهما.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله النجار، أخبرنا عبيد الله بن محمد ابن سليمان بن بابويه بن فهرويه المخرميّ، حدّثنا أبي محمّد بن سليمان، حَدَّثَنَا أبو الفضل الربيع بن ثعلب، عن محمد بن زياد اليشكري، عن ميمون بن مهران، عن علي قَالَ: النساء أربع، القرثع، والوعوع، وغل لا ينزع، وجامعة تجمع:
فأما القرثع فالسمجة، وأما الوعوع فالصخابة، وأما الغل الذي لا ينزع فالمرأة السوء، وللرجل منها أولاد لا يدري كيف يتخلص، وأما الجامعة التي تجمع فهي التي تجمع الشمل، وتلم الشعث.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع: أن أبا بكر محمد بن سليمان بن بيان العلاف توفي في ربيع الآخر من سنة سبع وثلاثمائة.
__________
[1] 910- هذه الترجمة برقم 2804 في المطبوعة.
[2] سبق تخريجه، راجع الفهرس.
[3] 911- هذه الترجمة برقم 2805 في المطبوعة.
[4] العلاف: هذه النسبة لمن يبيع علف الدواب أو يجمعه من الصحارى ويبيعه (الأنساب 9/95)(2/396)
912- مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن عبد الكريم بن مخلد بن محمد بن خالد، أبو أحمد البزاز، يعرف بابن أخي سوس [1] :
حدث عن: قتيبة بن سعيد، وعبد الملك بْن عبد ربه الطائي. روى عنه: محمد بن المظفر.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن عُمَر بن إسماعيل الداودي، حدّثنا محمّد بن المظفر الحافظ، حدّثنا أبو أحمد بن محمّد بن سليمان بن أخي سوس، أخبرنا قتيبة بن سعيد، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ دَرَّاجٍ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لا حَلِيمَ إِلا ذُو عَثْرَةٍ، وَلا حَكِيمَ إِلا ذُو تَجْرِبَةٍ» [2] .
913-[3] محمد بن أبي سليمان، أبو الحسن الخضيب الزجاج [4] :
حَدَّث عَن: عَبْد الأعلى بْن حَمَّاد النَّرسي. رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيُّ الْجُرْجَانِيُّ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ محمد بن غالب، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي، حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ الزّجّاج الخضيب- ببغداد حفظا- حدّثنا عبد الأعلى النّرسيّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْوَرْدِ قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءً يَقُولُ: وُلِدَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بكر غلام فقيل: عق عنه جزورا. فقال: لا إِلا مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «شَاتَانِ مُكَافَأَتَانِ» [5]
. 914- محمد بْن سُلَيْمَان بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن عمرو بن الحصين، أبو جعفر الباهلي النعماني [6] :
قدم بغداد، وحدث بها عن: عبد الله بن عبد الصمد بن أبي خداش، والحسين بن عبد الرحمن الجرجرائي، وأحمد بن بديل اليامي، ومحمّد بن حسّان الأمويّ،
__________
[1] 912- هذه الترجمة برقم 2806 في المطبوعة.
[2] انظر الحديث في: سنن الترمذي 2033. ومسند أحمد 3/8، 69. والمستدرك 4/293.
وصحيح ابن حبان 2078. وفتح الباري 10/529.
[3] 913- هذه الترجمة برقم 2807 في المطبوعة.
[4] الزجاج: هذه النسبة لمن يعمل الزجاج. (الأنساب 6/257)
[5] انظر الحديث في: الكامل لابن عدى 5/1737.
[6] 914- هذه الترجمة برقم 2808 في المطبوعة.(2/397)
وعباس بن يزيد البحراني، ومُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه المخرمي. رَوَى عَنْهُ: أَبُو الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيّ، وأبو حفص بْن شاهين، ويوسف بْن عُمَر القواس، وغيرهم.
حَدَّثَنِي الحسن بن أبي طالب، حَدَّثَنَا يوسف القواس قَالَ: قدم علينا أبو جعفر محمد بن سليمان النعماني- سنة إحدى وعشرين.
أخبرنا محمد بن علي بن الفتح قَالَ: سمعت أبا الحسن الدارقطني ذكر محمد بن سليمان بن محمد النعماني فقال: كان من الثقات.
أخبرنا السّمسار، أخبرنا الصفّار، حَدَّثَنَا عبد الباقي بن قانع: أن النعماني مات بالنعمانية فِي ذي الحجة من سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة.
ذكر غير عبد الباقي: أن وفاته كانت لثلاث بقين من ذي الحجة.
915- محمد بن سليمان، أبو الحسين البصري، يعرف بجوذاب [1] :
نزل بَغْدَاد، وحدث بها عَنْ أبيه، وعن أَبِي العيناء محمد بن القاسم، ومحمد بن يزيد المبرد، وأبي العباس ثعلب، والحارث بن أبي أسامة، وكان أديبا شاعرا. روى عنه: الدارقطني، وأحمد بن عبيد الله الكلوذاني، والحسن بن الحسين النوبختي.
916- محمد بن سليمان بن علي، أبو جعفر [2] :
نزل الرملة، حكى عن: أبي العباس ثعلب. روى عنه: أبو بكر بن المقرئ الأصبِهَاني.
حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيٍّ الدَّسْكَرِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُقْرِئِ- بِأَصْبَهَانَ- قَالَ: سمعت أبا جعفر محمد بن سليمان بن علي البغدادي بالرملة قَالَ: حضرنا ثعلبا وهو جالس فأراد أن يمد رجله فقال: إن من الظرف، ترك الظرف، عن أهل الظرف، ومد رجله.
917- محمد بْن سُلَيْمَان بْن منصور بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن منصور بْن مُوسَى بْن سعد بن مالك بن جابر بن وهب بن ضباب، أبو الحسن الأزرق، يعرف: بابن عندلك [3] :
حدث عن: علي بن إسماعيل بن أبي النجم، سمع منه بسميساط عن جبارة بن
__________
[1] 915- هذه الترجمة برقم 2809 في المطبوعة.
[2] 916- هذه الترجمة برقم 2810 في المطبوعة.
[3] 917- هذه الترجمة برقم 2811 في المطبوعة.(2/398)
مغلس. روى عنه: أَبُو الفتح بْن مسرور البلخي، وذكر أنه سمع منه في منزله بالجانب الغربي من بغداد وَقَالَ: كان ثقة.
918- محمد بْن سُلَيْمَان بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن الفضل، أبو بكر العكبري [1] :
روى عن: عمر بن يحيى بن داود السامري، وأبي طالب بن شهاب العكبري، وأحمد بن عُثْمَان بن يَحْيَى الأدمي. حَدَّثَنَا عنه: أبو القاسم الأزهري، وذكر لنا أنه سمع منه بعكبرا.
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه سلام
919- محمد بن سلام بن عبيد الله بن سالم، أبو عبد الله البصري [2] :
مولى قدامة بن مظعون الجمحي، وهو أخو عبد الرحمن بن سلام، كان من أهل الأدب، وصنف كتابا في «طبقات الشعراء» ، وحدث عن: حماد بن سلمة، ومبارك ابن فضالة، وزائدة بن أبي الرقاد، وأبي عوانة، وقدم بغداد فأقام بها إلى حين وفاته.
روى عنه: أَبُو بَكْر بْن أَبِي خيثمة، وَعَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بن حَنْبَل، وَأَبُو العباس ثعلب، وأبو بكر المطوعي، وأبو العباس أحمد بن علي الأبار، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أخبرنا محمد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا أبو بكر المطوعي.
وأخبرنا الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر، أخبرنا عَبْد اللَّهِ بن إسحاق البغويّ، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قالا: حدّثنا محمّد بن سلّام الجمحي، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هَمَّامٍ قَالَ: بَالَ جَرِيرٌ بن عبد الله فتوضأ ومسح على الذي [1] يعجبهم من ذلك أن إسلام جرير كان بعد نزول المائدة. لفظ المطوعي.
قَالَ عبد الله بن أحمد: فحدثت به أبي فقال: هذا ليس من حديث مغيرة، هذا حديث الأعمش، أخطأ هذا الشيخ على أبي عوانة.
__________
[1] 918- هذه الترجمة برقم 2812 في المطبوعة.
[2] 919- هذه الترجمة برقم 2851 في المطبوعة.
انظر: المنتظم، لابن الجوزي 11/172.(2/399)
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصْبَهَانِيُّ، حدّثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب، حدّثنا محمّد بن سلّام الجمحي، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ بْنُ أَبِي الرُّقَادِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لأُمِّ عَطِيَّةَ: «إِذَا خَفَضْتِ فَأَشِمِّي وَلا تَنْهَكِي، فَإِنَّهُ أَنْضَرُ لِلْوَجْهِ، وَأَحْظَى عِنْدَ الزَّوْجِ» [1]
. قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الْوَاحِدِ اللُّغَوِيَّ يَقُولُ: كَانَ هَذَا الْحَدِيثُ عِنْدَ أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَلامٍ فَكَانُوا يَسْأَلُونَهُ عَنْهُ. فَقَالَ:
رَأَيْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ عِنْدَ مُحَمَّدِ بْنِ سَلامٍ يَسْأَلُهُ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَهْرَيَارَ، حدّثنا سليمان بن أحمد الطّبرانيّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى- يُلَقَّبُ النَّحْوِيَّ- وَأَخْبَرَنَا الحسن بن أحمد بن إبراهيم، حدّثنا محمّد ابن الحسن بن مقسم المقرئ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زيد بن سيّار بن ثَعْلَبٌ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ، عَنْ زائدة بن أبي الرقاد، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأُمِّ عَطِيَّةَ: «يَا أُمَّ عَطِيَّةَ، إِذَا خَفَضْتِ فَأَشِمِّي وَلا تَنْهَكِي، فَإِنَّهُ أَضْوَأُ لِلْوَجْهِ، وَأَحْظَى عِنْدَ الزَّوْجِ» [2]
. لَفْظُ حَدِيثِ ابن مِقْسَمٍ وَقَالَ: قَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ: رَأَيْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ بَيْنَ يَدَيْ مُحَمَّدِ بْنِ سَلامٍ يَسْأَلُهُ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ وَلَمْ يَذْكُرِ الطَّبَرَانِيُّ هَذَا الْكَلامَ.
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أحمد بن يعقوب الأصبهانيّ، حَدَّثَنَا أبو خليفة عن الرياشي قَالَ: أحاديث محمد بن سلام عندنا مثل حديث أيوب عن محمد بن أبي هريرة.
قَالَ أبو خليفة: وَقَالَ لي أبي مثل ذلك.
أَخْبَرَنِي محمد بن أحمد بن يعقوب، حدّثنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ، أخبرني عليّ ابن مُحَمَّد الحبيبي- بِمرو-. قَالَ: سألتُ أَبَا عَلِيّ صالح بن محمد جزرة الحافظ عن عبد الرحمن ومحمد ابني سلام الجمحيين. فقال: صدوقان. ورأيت يحيى بن معين يختلف إليهما.
__________
[1] انظر الحديث في: السنن الكبرى للبيهقي 8/324. والمعجم الصغير للطبراني 1/47.
والكنى للدولابي 2/122. وميزان الاعتدال 7610، 2824. واللسان 5/631. ومجمع الزوائد 5/172. والأحاديث الصحيحة 722. وكنز العمال 17453، 45308، 45309.
[2] انظر التخريج السابق.(2/400)
أخبرني الحسين بن عليّ الصّيمريّ، حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازيّ، حدّثنا محمّد ابن الحسين الزّعفرانيّ، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن زهير قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يقول: لا يكتب عن محمد بن سلام الحديث، رجل يرمي بالقدر، إنما يكتب عنه الشعر، فأما الحديث فلا. قَالَ أحمد: وكان يحيى بن معين قد ذهب كتب عنه. كتبت أنا ليحيى بن معين النسب عنه بخطي، وسمعت القواريري يقول: كنت أمر بزائدة بن أبي الرقاد وهو ملقى على بابه، وكتبت عنه حديثه، وكان عنده درج كتبت كل شيء كان عنده، وأنكر هذا الحديث الذي حَدَّثَنَا به محمد بن سلام.
قلت: يعني حديث زائدة الذي رويناه.
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيَّانِ قَالا:
حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أحمد بن عثمان بن شيبة، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: كان محمد بن سلام له علم بالشعر والأخبار.
أَخْبَرَنِي أحمد بن محمد بن أحمد بن يعقوب الكاتب، حَدَّثَنِي جدي مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ قفرجل، حدّثنا محمّد بن يحيى النديم، حَدَّثَنَا الحسين بن فهم قَالَ: قدم علينا محمد بن سلام سنة اثنتين وعشرين ومائتين، فاعتل علة شديدة، فما تخلف عنه أحد، وأهدى إليه الأجلاء أطباءهم، وكان ابن ماسويه ممن أهدي إليه، فلما جسه ونظر إليه قَالَ له: ما أرى من العلة كما أرى من الجزع! فقال: والله ما ذاك لحرص على الدنيا مع اثنتين وثمانين سنة؛ ولكن الإنسان في غفلة حتى يوقظ بعلة، ولو وقفت بعرفات وقفة، وزرت قَبر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زورة، وقضيت أشياء في نفسي، لرأيت ما اشتد علي من هذا قد سهل. فقال له ابن ماسويه: فلا تجزع، فقد رأيت في عرقك من الحرارة الغريزية وقوتها ما إن سلمك الله من العوارض بلغك عشر سنين أخرى. قَالَ الحسين بن فهم: فوافق كلامه قدرا، فعاش محمد عشر سنين بعد ذلك، ومات سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.
وأخبرني أحمد بن محمّد، حَدَّثَنِي جدي محمد بن عبيد الله بن قفرجل، حدّثنا محمّد بن يحيى، حَدَّثَنَا الفضل بن الحباب أبو خليفة القاضي قَالَ: ابيضت لحية محمد بن سلام ورأسه وله سبع وعشرون سنة. وسمعته يقول: أفنيت ثلاثة أهلين تزوجت وأطفلت فماتوا، ثم فعلت مثل ذلك فماتوا، ثم فعلت الثالثة فماتوا، وها أنا ذا(2/401)
في الرابعة ولا أولاد. وكان أبو خليفة إذا حدث بهذا الحديث أنشد شعر النابغة الجعدي:
ثلاثة أهلين أفنيتهم ... وكان الإله هو المستآسا
المستآس: المستعاض.
أَنْبَأَنَا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا محمد بن عمر بن غالب، حدّثنا موسى ابن هارون.
وأخبرنا السّمسار، أَخْبَرَنَا الصفار، حَدَّثَنَا ابن قانع قَالا: مات محمد بن سلام في بغداد سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
920- محمد بن سلام [1] :
أحد شيوخ الصوفية. ذكره أَبُو عَبْد الرَّحْمَن السلمي فِي تاريخه. كذلك أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري، أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين السلمي، قَالَ: محمد بن سلام بغدادي من أصحاب الجنيد.
ذكر من اسمه محمّد واسم أبيه سماعة وسنان
921- محمد بن سماعة بن عبيد الله بن هلال بن وكيع بن بشر، أبو عبد الله التميمي [2] :
كان أحد أصحاب الرأي وولي القضاء ببغداد، وحدث عن الليث بن سعد وأبي يوسف القاضي، ومحمد بن الحسن، والمسيب بن شريك، ويعلى بن خالد الرازي.
روى عنه: الحسن بْن مُحَمَّد بْن عنبر الوشا.
أخبرني الأزهريّ، حدثنا مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن الشخير الصيرفِي، حدّثنا الحسن ابن محمّد بن عنبر، حدّثنا محمّد بن سماعة، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة، عن رسول
__________
[1] 920- هذه الترجمة برقم 2852 في المطبوعة.
[2] 921- هذه الترجمة برقم 2859 في المطبوعة.
انظر: تهذيب الكمال 5266 (25/317) أخبار القضاة لوكيع: 3/282، وسير أعلام النبلاء:
10/646، وتذهيب التهذيب: 3/الورقة 209، ونهاية السول، الورقة 330، وتهذيب التهذيب:
9/204 ت 205، والتقريب: 2/167، وخلاصة الخزرجي: 2/الترجمة 6277. والمنتظم، لابن الجوزي 11/197.(2/402)
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «يَا عَائِشَةُ إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَرَادَ بِأَهْلِ بَيْتٍ خَيْرًا أَدْخَلَ عَلَيْهِمُ الرِّفْقَ» [1]
. وَعَنْ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَوْ أَنَّكُمْ لا تُذْنِبُونَ لَخَلَقَ اللَّهُ خَلْقًا يُذْنِبُونَ فَيَغْفِرُ لَهُمْ» [2]
. وَعَنْ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِرَجُلٍ مَجْهُودٍ فِي سَفَرٍ فَقَالَ: «مَا شَأْنُهُ» ؟ فَقِيلَ: صَائِمٌ. فَقَالَ: «أَفْطِرْ، فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنَ الْبِرِّ الصِّيَامُ فِي السَّفَرِ» [3]
. أَنْبَأَنَا إبراهيم بن مخلد قَالَ: أَخْبَرَنَا إسماعيل بن علي الخطبي قال: استقضى الرشيد أبا يوسف- صاحب أبي حنيفة- في قضاء مدينة المنصور، وتوفي وهو على قضاء القضاة، وبقي ابنه يوسف بن أبي يوسف على قضاء مدينة المنصور حتى توفي، فولي مكانه محمد بن سماعة التميمي.
قَالَ لي الْقَاضِي أَبُو عَبْد اللَّهِ الصيمري: ومن أصحاب أبي يوسف ومحمد جميعا أبو عبد الله محمد بن سماعة وهو من الحفاظ الثقات، كتب النوادر عن أبي يوسف ومحمد جميعا، وروى الكتب والأمالي، وولي القضاء ببغداد لأمير المؤمنين المأمون، فلم يزل ناظرا إلى أن ضعف بصره في أيام المعتصم فاستعفاه.
قَالَ يحيى بن معين: لو كان أصحاب الحديث يصدقون في الحديث كما يصدق محمد بن سماعة في الرأي، لكانوا فيه على نهاية. هذا كله عن الصيمري.
قلت: ولي ابن سماعة قضاء مدينة المنصور في سنة اثنتين وتسعين ومائة بعد موت يوسف بن أبي يوسف، فلم يزل على القضاء إلى أن ضعف بصره على ما ذكر لي الصيمري، لكن المأمون عزله لا المعتصم. فضم عمله إلى إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة، وتوفي بعد تركه القضاء بمدة طويلة.
__________
[1] انظر الحديث في: مسند أحمد 6/104. ومصنف ابن أبي شيبة 8/323. وسنن أبي داود 2478. وإتحاف السادة المتقين 8/46. والأحاديث الصحيحة 1219، 523.
[2] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب التوبة باب 2. والمستدرك 4/246. وكنز العمال 10365.
[3] انظر الحديث في: سنن أبي داود، كتاب الصيام باب 43. وسنن النسائي 4/176، 177.
وسنن ابن ماجة 1664، 1665. وسنن الترمذي 710. ومسند أحمد 3/319، 5/434. وفتح الباري 4/184.(2/403)
أَخْبَرَنَا أبو عمر الحسن بن عثمان الواعظ، أَخْبَرَنَا جعفر بن محمد الواسطي المؤدب قَالَ: أَخْبَرَنَا الحسين بن عبيد الله الأبزاري قَالَ: سمعت إبراهيم بن سعيد يقول: كنت واقفا على رأس المأمون فقال لي: يا إبراهيم. قلت: لبيك؟ قَالَ: عشرة من أعمال البر لا يصعد إلى الله والله منها شيء. قَالَ: قلت: نبئني ما هي يا أمير المؤمنين؟ قال: بكاء إبراهيم بن بريهة على المنبر، وخشوع عبد الرحمن بن إسحاق، وتقشف ابن سماعة، وصلاة ابن جبغويه بالليل، وصلاة عياش الضحى، وصيام ابن السندي الاثنين والخميس، وحديث أبي رجاء، وقصص مرجى، وصدقة حفصويه، وكتاب «اليتامي» لعلي بن قريش.
أَخْبَرَنَا القاضي أبو العلاء الواسطيّ، حدّثنا أبو الطّيّب محمّد بن زيد التّميميّ، حدّثنا أبو زيد المقرئ، حدّثنا أبو الحسين زيد بن محمّد، حدّثنا جعفر بن محمّد بن دهقان، حَدَّثَنَا محمد بن عمران الضبي قَالَ: سمعت محمد بن سماعة القاضي قَالَ:
مكثت أربعين سنة لم تفتني التكبيرة الأولى إلا يوما واحدا ماتت فيه أمي ففاتتني صلاة واحدة في جماعة، فقمت فصليت خمسا وعشرين صلاة أريد بذلك التضعيف، فغلبتني عيني، فأتاني آت فقال: يا محمّد، قد صليت خمسا وعشرين صلاة، ولكن كيف لك بتأمين الملائكة؟ [1] .
أخبرنا ابن الحسن، أخبرنا طلحة بن محمّد بن جعفر، حدّثني مكرم بن أحمد، حَدَّثَنَا أحمد بن عطية قَالَ: كان محمد بن سماعة القاضي يصلي كل يوم مائتي ركعة.
قَالَ طلحة: توفي ابن سماعة في سنة ثلاث وثلاثين ومائتين، وله مائة سنة وثلاث سنين، كان مولده سنة ثلاثين ومائة.
قلت: ذكر محمد بن جرير الطبري، أنه توفي في شعبان.
922- محمد السمين [2] :
من مشايخ الصوفية. حكى عنه الجنيد بن محمد.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمَد الحيري، أَخْبَرَنَا أبو عبد الرحمن السلمي قَالَ: محمد السمين بغدادي كان أستاذ الجنيد. ويقال إنه كان مجاب الدعوة.
__________
[4] انظر الخبر في: المنتظم 11/197، 198.
[2] 922- هذه الترجمة برقم 2866 في المطبوعة.
انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/170.(2/404)
حَدَّثَنَا عبد العزيز بن أبي الحسن قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جهضم الصوفي- بمكة- يقول: حدّثنا الخالدي قَالَ: قَالَ جنيد: قَالَ لي محمد السمين: كنت في طريق الكوفة بقرب الصحراء التي ببريقيا- قال جنيد: وأحسب أنه قال ذلك في وقت الظهيرة- والطريق منقطع، فرأيت على الطريق جملا قد سقط ومات، ورأيت عليه سبعة أو ثمانية من السباع تتناهش وتحمل بعضها على بعض، فلما أن رأيتهم كأن نفسي اضطربت- وكانوا على قارعة الطريق- فقالت لي نفسي تميل يمينا أو شمالا.
فأبيت عليها إلا أن آخذ على قارعة الطريق، فحملتها على أن مشيت حتى وقفت عليهم بالقرب منهم كأحدهم، ثم رجعت إلى نفسي لأنظر كيف هي! فإذا الروع معي قائم، فأبيت أن أبرح وهذه صفتي، فوضعت جنبي فنمت مضطجعا فتغشاني النوم، فنمت وأنا علي تلك الحالة والسباع في المكان على ذلك الذي كانوا عليه، فمضى بي وقت وأنا نائم ثم استيقظت، فإذا السباع قد تفرقت ولم يبق منها شيء، وإذا الذي كنت أجده قد زال عني، فقمت وأنا على تلك الهيئة فمشيت.
أَخْبَرَنَا إسماعيل بن أحمد الحيري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن النيسابوري قَالَ:
سمعتُ مُحَمَّد بن الحسن البغدادي يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّد بْن عَبْد الله الفرغاني يقول:
سمعت مؤملا المغازلي يقول: كنت أصحب محمد السمين، فسافرت معه حتى بلغت ما بين تكريت والموصل، فبينا نحن في برية نسير إذ زأر السبع من قريب، فجزعت وتغيرت وظهر ذلك على صفتي، وهممت أبادر فضبطني وَقَالَ لي:
يا مؤمل! التوكل ها هنا ليس في مسجد الجامع.
923- محمّد بن سنان بن يزيد بن الزّيّال بن خالد بن خالد بن عبد الله بن يزيد بن سعيد، مولى عثمان بن عفان أبو الحسن القزاز البصري [1] :
وهو أخو يزيد بن سنان الذي كان بمصر. سكن محمد بغداد، وحدث بها عن:
محمد بن بكر البرساني، وعمر بن يونس اليامي، وأبي عاصم النبيل، ووهب بن
__________
[1] 923- هذه الترجمة برقم 2860 في المطبوعة.
انظر: تهذيب الكمال 5268 (25/323) تاريخ واسط: 68، الجرح والتعديل: 7/الترجمة 1517، وثقات ابن حبان: 9/133، وضعفاء ابن الجوزي، الورقة 141، وسير أعلام النبلاء:
12/554، وديوان الضعفاء، الترجمة 3757، والمغني: 2/الترجمة 5601، وميزان الاعتدال:
3/الترجمة 7651، وتذهيب التهذيب: 3/الورقة 209، ونهاية السول، الورقة 330، وتهذيب التهذيب: 9/206، والتقريب: 2/167، وخلاصة الخزرجي: 2/الترجمة 6281.(2/405)
جرير، وروح بن عبادة، وقريش بن أنس، وأبي عامر العقدي، ويحيى بن أبي بكير، وعمر بن محمد بن أبي رزين. روى عنه: إبراهيم الحربي، ويحيى بْن مُحَمَّد بْن صاعد، وَأَبُو ذر بْن الباغندي، والْحُسَيْن بْن إِسْمَاعِيل المحاملي، ومُحَمَّد بْن مخلد، ومحمد بن جعفر المطيري، ومحمد بن عبد الملك التاريخي، وإسماعيل بن محمد الصفار، وغيرهم.
وروى الحاكم أَبُو عَبْد اللَّهِ بْن البيع أَنَّهُ سمع الدارقطني يقول: محمد بن سنان القزاز أصله بصري، سكن بَغْدَاد لا بأس به.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الصّلت الأهوازيّ، حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ محمد بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيُّ- إِمْلاءً- قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ النُّمَيْرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الْقَزَّازُ قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسلم ابن هرمز قال: حدّثنا عَمِّي سُلَيْمُ بْنُ هُرْمُزَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: أَوْصَانِي خَلِيلِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ لا أَنَامَ إِلا عَلَى وَتْرٍ وَرَكْعَتَيِ الصُّبْحِ أَوِ الْفَجْرِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهديّ، أخبرنا محمّد بن مخلد العطّار، حدّثنا محمد بن سنان، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمِّدِ بْنِ أَبِي رَزِينٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَيَمَّمَ بِمَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ مِرْبَدُ النَّعَمِ، وَهُوَ يَرَى بُيُوتَ الْمَدِينَةِ.
تَفَرَّدَ بِرِوَايَتِهِ مَرْفُوعًا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ بِهَذَا الإِسْنَادِ، وَتَابَعَهُ مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْكُدَيْمِيُّ فَرَوَاهُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي رَزِينٍ كَذَلِكَ.
والمحفوظ ما: أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر القطيعي، حَدَّثَنَا يوسف بن أحمد بن يوسف الصيدلاني- بمكة- حدّثنا محمّد بن عمرو العقيليّ، حدّثنا موسى بن إسحاق، حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حَدَّثَنَا ابن علية، عن أيوب، عن نافع: أن ابن عمر تيمم في مربد النعم فقال بيده على الأخرى فمسح بها على يديه إلى المرفقين.
وَأَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن يَعْقُوب الأصم، أخبرنا الرّبيع بن سليمان، أخبرنا الشّافعيّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ تَيَمَّمَ بِمِرْبَدِ النَّعَمِ وَصَلَّى الْعَصْرَ، ثُمَّ دَخَلَ الْمَدِينَةَ وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ فَلَمْ يُعِدِ الصَّلاةَ.(2/406)
أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ وَسُئِلَ عَنْ حَدِيثِ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ تَيَمَّمَ بِمِرْبَدِ النَّعَمِ وَهُوَ يَرَى بُيُوتَ الْمَدِينَةِ.
فَقَالَ: يَرْوِيهِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، وَاخْتُلِفَ عَنْهُ فَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانِ بْنِ يَزِيدَ الْقَزَّازُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي رَزِينٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَغَيْرُهُ يَرْوِيهِ: عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَوْقُوفًا. وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ صَاحِبُ الْمَغَازِي: عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ مِنْ فِعْلِهِ مَوْقُوفًا.
أَخْبَرَنِي محمد بن أبي علي الأصبهانيّ، أخبرنا أبو على الحسين بن محمد الشافعي- بالأهواز- أَخْبَرَنَا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: وسمعته- يعني أبا داود السجستاني- يتكلم في محمد بن سنان يطلق فيه الكذب.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد الدَّقَّاق قَالَ: قرأنا على الْحُسَيْن بْن هارون، عن ابن سعيد قَالَ: محمد بن سنان القزاز البصري في أمره نظر.
سمعت عبد الرحمن بن يوسف ذكره فقال: ليس عندي بثقة.
ذكر روح بن محمد الرازي: أن إبراهيم بن محمد بن مبشر أجاز له- قَالَ:
أَخْبَرَنَا عبد الرحمن بن أبي حاتم قَالَ: محمد بن سنان القزاز البصريّ كتب عنه أبي بالبصرة وكان مستورا في ذلك الوقت فأتيته أنا ببغداد، سألت عنه عبد الرّحمن ابن خراش فقال: هو كذاب، روى حديث والان عن روح بن عبادة فذهب حديثه.
قُلْتُ: حَدِيثُ وَالانَ رَوَاهُ النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، عَنْ أَبِي نَعَامَةَ الْعَدَوِيِّ، عَنْ أَبِي هُنَيْدَةَ الْبَرَاءِ بْنِ نَوْفلٍ، عَنْ وَالانَ العدوي، عن حذيفة بن اليمان، عن أبي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ حَدِيثٌ طَوِيلٌ فِي الشَّفَاعَةِ، وَلَيْسَ يُعْرَفُ لِوَالانَ حَدِيثٌ غَيْرُهُ.
أَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْحَسَنِ الشَّاهِدُ- بِالْبَصْرَةِ- حدّثنا عليّ بن إسحاق المادرائي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُنَادِي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رزمة، حدّثنا النّضر بن شميل، حدّثنا أبو نعامة، حَدَّثَنَا أَبُو هُنَيْدَةَ الْبَرَاءُ بْنُ نَوْفَلٍ، عَنْ(2/407)
وَالانَ الْعَدَوِيِّ، عَنْ حُذَيْفَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصَّدِّيقِ قَالَ: أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ فَصَلَّى الْغَدَاةَ ثُمَّ جَلَسَ حَتَّى إِذَا كَانَ مِنَ الضُّحَى ضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ. وَسَاقَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ.
وَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بكر، أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، حدّثنا إسماعيل بن إسحاق، حدّثنا عليّ بن المدينيّ، حدّثنا روح بن عبادة القيسي، حَدَّثَنَا أَبُو نَعَامَةَ الْعَدَوِيُّ عَمْرُو بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنِي أَبُو هُنَيْدَةَ الْبَرَاءُ بْنُ نَوْفَلٍ، عَنْ والان العدوي، عن حذيفة بن اليمان، عن أَبِي بَكْرٍ قَالَ: أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ فَصَلَّى الْغَدَاةَ ثُمَّ جَلَسَ- فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ.
قَالَ الشافعي: سمعت إسماعيل بن إسحاق يقول: حَدَّثَنِي عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: حدثنيه أبي، عن علي بن المديني مثله. قد ذكرت أنه لا يعرف له غير هذا الحديث. وأردت بذلك حديثا مرفوعا فإن مالك بن عمير قد روى عن والان: أنه سأل عبد الله بن مسعود عن نازلة فأفتاه فيها.
أَخْبَرَنِي عبد الباقي بن عبد الكريم المؤدب، أخبرنا عبد الرّحمن بن عمر، حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب قال: سمعت جدي يعقوب بن شيبة يقول: قَالَ لي علي ابن المديني: ما سمع هذا الحديث من روح غيري، وغير سهل بن أبي خدويه.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد قال: حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع قَالَ: ومات محمد بن سنان البصري عندنا وكان كبير السن ولم نره للشغل بجدي في ذلك الوقت.
أخبرنا السّمسار، أَخْبَرَنَا الصفار، حَدَّثَنَا ابن قانع: أن محمد بن سنان القزاز مات في سنة إحدى وسبعين ومائتين. قَالَ غيره عن عبد الباقي بن قانع: في جمادى الآخرة.
وَقَالَ محمد بن مخلد: مات في رجب.
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه سهل وسهلان
924- محمد بن سهل البغدادي [1] :
حدث عن: عمر بن موسى الوجيهي. روى عنه: أبو الفضل العباس بن الفرج الرياشي خبرا ذكره عنه أبو العباس بن مسروق الطوسي في كتاب «المتيمين» .
__________
[1] 924- هذه الترجمة برقم 2829 في المطبوعة.(2/408)
925- محمد بن سهل بن عسكر بن عمارة بن دويد، أبو بكر مولى بني تميم [1] :
بخاري سكن بغداد، وحدث بها عَنْ: عبد الرزاق بن همام، وآدم بن أبي إياس، وعبد الله بن يوسف التنيسي، وسعيد بن أبي مريم المصري، وأشباههم. روى عنه:
إِبْرَاهِيم بْن إسحاق الحربي، وَأبو بَكْر بْن أَبِي الدنيا، وَعبد اللَّه بن مُحَمَّد البغوي، ويحيى بْن مُحَمَّد بْن صاعد، وغيرهم.
حَدَّثَنَا عبد العزيز بن أبي الحسن القرميسيني، حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن جهضم، حدّثنا الخالدي- يعني جعفرا- حدّثنا أحمد بن مسروق قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن سهل ابن عسكر البخاري قَالَ: كنت أمشي في طريق مكة إذ سمعت رجلا مغربيا على بغل، وبين يديه مناد ينادي: من أصاب هميانا له ألف دينار. قَالَ: وإذا إنسان أعرج عليه أطمار رثة خلقان يقول للمغربي: أيش علامة الهميان؟ قال: كذا وكذا وفيه بضائع لقوم، وأنا أعطي من مالي ألف دينار. فقال الفقير: من يقرأ الكتابة؟ قَالَ ابن عسكر: فقلت: أنا أقرأ. قَالَ: اعدلوا بنا ناحية من الطريق، فعدلنا، فأخرج الهميان فجعل المغربي يقول: حبتين لفلانة ابنة فلان بخمسمائة دينار، وحبة لفلان بمائة دينار، وجعل يعد، فإذا هو كما قَالَ. فحل المغربي هميانه وَقَالَ: خذ ألف دينار الذي وعدت على وجادة الهميان. فقال الأعرج: لو كان قيمة الهميان الذي أعطيتك عندي بعرتين ما كنت تراه! فكيف آخذ منك ألف دينار على ما هذا قيمته؟ وقام ومضى ولم يأخذ منه شيئا.
أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد بن غالب، أخبرنا أبو الحسن الدّارقطنيّ، أخبرنا الحسن بن رشيق، حدثنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النّسائيّ، عن أبيه. ثم حدّثني محمّد ابن عليّ الصّوريّ، أخبرنا الخضيب بْن عَبْد اللَّه الْقَاضِي قَالَ: ناولني عَبْد الكريم
__________
[1] 925- هذه الترجمة برقم 2830 في المطبوعة.
انظر: تهذيب الكمال 5269 (25/325) تاريخ البخاري الصغير: 2/394، والكنى لمسلم، الورقة 12، والجرح والتعديل: 7/الترجمة 1503، وثقات ابن حبان: 9/127، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه، الورقة 156، والجمع لابن القيسراني: 2/472، والمعجم المشتمل، الترجمة 840، والكاشف: 3/الترجمة 4964، وتذهيب التهذيب: 3/الورقة: 209، وتاريخ الإسلام، الورقة 274 (أحمد الثالث 2917/7) ، ونهاية السول، الورقة 330، وتهذيب التهذيب:
9/207، والتقريب: 2 م 167، وخلاصة الخزرجي: 2/الترجمة 6282. والمنتظم، لابن الجوزي 14/149.(2/409)
ابن أبي عبد الرحمن- وكتب لي بخطه- قَالَ: سمعت أبي يقول: محمد بن سهل بن عسكر بخاري ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا عيسى بْن حامد الرخجي قَالَ: حَدَّثَنِي جدي- يعني محمد بن الحسين القنبيطي- قَالَ: مات محمد بن سهل بن عسكر البخاري سنة إحدى وخمسين ومائتين.
أَخْبَرَنَا أحمد بن جعفر، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد البغوي: مات محمد بن سهل بن عسكر البخاري في شعبان سنة إحدى وخمسين.
قرأت عَلَى أَبِي بكر البرقاني، عَنْ إِبْرَاهِيم بن محمّد المزكي، أَخْبَرَنَا محمد بن إسحاق الثقفي قَالَ: محمد بن سهل بن عسكر- أبو بكر البخاري- سكن بغداد، مات بها لسبع أو لعشر بقين من شعبان سنة إحدى وخمسين ومائتين.
قَالَ لي محمد بن سهل: أنا مولى بني تميم.
ذكر بعض أهل العلم أن وفاته كانت ليلة الثلاثاء لسبع بقين من شعبان.
926- محمد بن أبي السري الأزدي، واسم أبي السري سهل بن بسام، وكنية محمد، أبو جعفر [1] :
روى عن: هشام بن محمد الكلبي مصنفاته، وعن إسحاق بن يوسف الأزرق.
حدث عنه: أبو أحمد محمد بن موسى البربري، ومحمد بن خلف المرزبان، وأبو سعيد السكري، وأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارِ بْنِ أَبِي العجوز وغيرهم.
927- محمد بن سهل بن عبد الرحمن، أبو عبد الله العطار، مولى بني أسد [2] :
وقيل: محمد بن سهل بن الحسن بن محمد بن ميمون مولى بني أمية.
حدث عن: عمرو بن عبد الجبّار اليامي، وعبد الله بن محمّد البلوى، ومضارب ابن نزيل الكلبي، وغيرهم. رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّد بْن مَخْلَد الْعَطَّار، وعبد الله بن محمد ابن جعفر بن شاذان البزاز، وأبو بكر الشافعي، وعبد الله بن جعفر الزبيبي، وأبو بكر الجعابي، ومخلد بن جعفر الدقاق.
أَخْبَرَنَا أَبُو الحسن بن محمّد بن عبيد الله الحنائي، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن
__________
[1] 926- هذه الترجمة برقم 2831 في المطبوعة.
[2] 927- هذه الترجمة برقم 2832 في المطبوعة.(2/410)
إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ- إِمْلاءً- قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ العطّار، حَدَّثَنِي أَبُو يَحْيَى عَمْرُو بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ اليامي، حدّثني أبي، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلاءِ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «ابْنُ سُمَيَّةَ تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ قَاتَلُهُ وسالبه في النار» [1]
. كذا قَالَ عن الحسن عن أنس، والمحفوظ عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ.
أَخْبَرَنِي أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ بن عبد الله بن بكير، أخبرنا مخلد ابن جعفر، حدّثنا محمّد بن سهل بن الحسين العطّار، حدّثنا مضارب بن نزيل الكلبيّ، حدّثنا أبي، حدّثنا الفريابي- محمّد بن يوسف- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بِن عَجْلانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «المؤمن يسير المؤونة» [2]
. أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال: قَالَ الدارقطني: محمد بن سهل العطار كان ممن يضع الحديث.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِم الأَزْهَرِيّ قَالَ: قَالَ لنا أبو الحسن الدارقطني: محمد بن سهل العطار متروك.
سمعت أبا محمد الحسن بن محمد الخلال يقول: كان محمد بن سهل العطار يضع الحديث.
928- محمد بن سهل بن إسماعيل، أبو بكر المؤدب [3] :
حدث عَنْ: سريج بْن يونس. رَوَى عَنْهُ: أَبُو بكر الشافعي؛ وأبو بكر الجعابي.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ طَلْحَةَ بْن أَحْمَدَ بْن هارون الواعظ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، حدّثنا محمّد بن سهل المؤدّب، حدّثنا سريج بن يونس، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كُفِّنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بثلاثة أَثْوَابٍ بِيضٍ لَيْسَ فِيهَا قَمِيصٌ وَلا عِمَامَةٌ.
__________
[1] انظر الحديث في: كنز العمال 33547، 33535. 33524. والجامع الكبير 2/286، 573.
[2] انظر الحديث في: حلية الأولياء 8/46. وكشف الخفا 2/407. والأسرار المرفوعة 364.
وتنزيه الشريعة 2/212. والموضوعات 2/281. واللآلئ المصنوعة 2/99. وتذكرة الموضوعات 14.
[3] 928- هذه الترجمة برقم 2833 في المطبوعة.(2/411)
929- محمد بن سهل بن الفضيل، أبو عبد الله الكاتب [1] :
سمع الزبير بن بكار، وعمر بن شبة، وعيسى بْن أبي حرب الصفار، وعلي بْن داود القنطري. روى عنه: عبيد الله الحوشي، وأبو الحسن الدارقطني، ويُوسُفُ بْنُ عُمَرَ القَوَّاسُ، وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا السّمسار، أَخْبَرَنَا الصفار، حَدَّثَنَا ابن قانع: أن محمد بن سهل الكاتب مات في صفر سنة خمس وعشرين وثلاثمائة. ذكر غيره أنه توفي يوم الأربعاء لثلاث عشرة ليلة خلت من صفر ودفن في يومه.
930- محمد بن سهل بن هارون بن موسى، أبو بكر العسكري [2] :
سمع: حميد بن الربيع، والحسن بن عرفة، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن سَعِيد القطان. روى عنه: القاضي أبو الحسن الجراحي، وطالب بن عثمان الأزدي، وغيرهما. وكان ثقة.
حدّثني محمّد بن عليّ الصّوريّ، أَخْبَرَنَا أبو الميمون عبد الرحمن بن أحمد بن محمّد- بصيدا- أَخْبَرَنَا أبو بكر محمد بن سهل بن هارون العسكري- المعروف بالفامي ببغداد- قَالَ لي عَبْد العزيز بْن علي الوراق: توفي محمد بن سهل بن هارون العسكري ومنزله بباب حرب فِي يوم الأربعاء لخمس بقين من رجب سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة.
وذكر غيره أنه ولد في سنة سبع وثلاثين ومائتين.
931- محمد بن سهل بن محمد بن أحمد بن سعيد، أبو جعفر الجمال [3] :
حدث عن: أبي حنيفة محمد بن حنيفة الواسطي، ومحمد بن معاذ الهروي.
روى عنه: مُحَمَّد بْن المظفر.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ البصريّ، أخبرنا محمّد بن المظفر الحافظ- لفظا- حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ محمّد بن أحمد بن سعيد الجمّال، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاذِ بْنِ عِيسَى بْنِ ضِرَارِ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ أَسَدِ بْنِ هَاشِمِ
__________
[1] 929- هذه الترجمة برقم 2834 في المطبوعة.
[2] 930- هذه الترجمة برقم 2835 في المطبوعة.
[3] 931- هذه الترجمة برقم 2836 في المطبوعة.
انظر: الأنساب، للسمعاني 3/297.(2/412)
ابن عبد مناف، حدّثنا أبي، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَرَاسَةَ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَتَى الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَلَّبِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا لَنَعْرِفُ الضَّغَائِنَ فِي أُنَاسٍ مِنْ قَوْمِنَا مِنْ وَقَائِعَ أَوْقَعْنَاهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَمَا وَاللَّهِ إِنَّهُمْ لا يَبْلُغُونَ خَيْرًا حَتَّى يُحِبُّوكُمْ لِقَرَابَتِي» ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَرْجُو سَلْهَبَ شَفَاعَتِي وَلا يرجوها بنو عبد المطّلب» [1]
. لا أَعْلَمُ ذَكَرَ فِيهِ عَائِشَةَ وَمَسْرُوقًا عَنِ الثَّوْرِيِّ غَيْرَ ابْنِ هَرَاسَةَ، وَالْمَحْفُوظُ عَنْ أَبِي الضُّحَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
كَذَلِكَ
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بن أحمد بن رزق، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله القطّان، حدّثنا محمّد بن غالب بن حرب، حدّثنا أبو حذيفة، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: جَاءَ الْعَبَّاسُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّكَ قَدْ تَرَكْتَ فِينَا ضَغَائِنَ مُنْذُ صَنَعْتَ الَّذِي صَنَعْتَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يَبْلُغُوا الْخَيْرَ- أَوْ قَالَ الإِيمَانَ- حَتَّى يُحِبُّوكُمْ لِلَّهِ وَلِقَرَابَتِي، أَتَرْجُو سِلْهِمُ- حَيٌّ مِنْ مُرَادٍ- شَفَاعَتِي وَلا يَرْجُو بَنُو عَبْدِ الْمُطَّلِبِ شَفَاعَتِي؟» [2]
. ورواه أبو نعيم عن الثوري فأرسله ولم يذكر فيه ابن عباس.
932- محمد بن سهلان بن غالب بن يزيد بن مزيد، أبو بكر المقرئ [3] :
حدث أبو القاسم بن الثلاج عنه عن محمد بن يحيى بن سليمان المروزيّ.
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه سويد
933- محمد بن سويد بن يزيد، أبو جعفر الطحان [4] :
سمع: عاصم بن علي، وإسماعيل بن أبي أويس، وإبراهيم بن محمد الشافعي، وعبد العزيز بن عبد الله الأويسي. روى عنه: الهيثم بن خلف الدّوريّ، وأحمد بن
__________
[1] انظر الحديث في: الجامع الكبير 2/745 (المسانيد) ، 4225. وكنز العمال 37320. والدر المنثور 6/7. وتاريخ ابن عساكر 7/243.
[2] انظر الحديث في: المعجم الكبير للطبراني 11/433. وأمالى الشجري 1/154. ومسند أحمد 3/212. وفتح الباري 8/320. والدر المنثور 6/7.
[3] 932- هذه الترجمة برقم 2865 في المطبوعة.
[4] 933- هذه الترجمة برقم 2853 في المطبوعة. انظر: الأنساب، للسمعاني 8/217.(2/413)
عثمان بن يحيى الأدمي، ومحمد بن العباس بن نجيح، وأحمد بن الفضل بن خزيمة، وكَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع قَالَ: ومات محمد بن سويد الطحان لأيام بقين من ذي الحجة سنة اثنتين وثمانين- يعني ومائتين.
934- محمد بن سويد بن محمد بن زياد، أبو إسحاق الزيات [1] :
حدث عن: محمد بن إسماعيل الأحمسي، وأحمد بن الحجاج بن الصلت. روى عنه: ابن لؤلؤ الوراق، وعمر بن بشران السكري، وكان ثقة.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْوَرَّاقُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُوَيْدٍ- أَبُو إِسْحَاقِ الزَّيَّاتُ- حدّثنا أحمد بن الحجّاج بن الصّلت، حدّثنا سلمة بن حفص، حدّثنا الصّلت بن الحجّاج الأسدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَلَّى لَيْلَةَ الْقَدْرِ الْعِشَاءَ وَالْفَجْرَ فِي جَمَاعَةٍ فَقَدْ أَخَذَ مِنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ بِالنَّصِيبِ الْوَافِرِ» [2]
. لا أَعْلَمُ رَوَاهُ عَنِ ابْنِ جُحَادَةَ إِلا الصَّلْتَ بْنَ الْحَجَّاجِ.
ذكر من اسمه محمّد واسم أبيه سيّار وسيرين
935- محمد بن سيار بن نصر الترمذي [3] :
قدم بغداد، وحدث بها عن: أبيه. رَوى عَنْهُ: عَبْد الباقي بْن قانع.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّد الأَزْرَقُ، حدّثنا عبد الباقي بن قانع، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَيَّارِ بْنِ نَصْرٍ التِّرْمِذِيُّ، حدّثنا أبي، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ بَحْرٍ السَّقَّاءِ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أن النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ مَلَكَ مَيْمُونَةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ وَبَعْدَ مَا أحل [بنى لها] [4] .
__________
[1] 934- هذه الترجمة برقم 2854 في المطبوعة. انظر: الأنساب، للسمعاني 6/332.
[2] انظر الحديث في: الكامل لابن عدي 4/1400.
[3] 935- هذه الترجمة برقم 2861 في المطبوعة.
[4] ما بين المعقوفتين زيادة لتمام المعنى والموافق للأثر.(2/414)
936- محمد بن سيرين، أبو بكر البصري، مولى أنس بن مالك [1] :
سمع أبا هريرة، وعبد اللَّه بْن عمر، وعبد اللَّه بْن الزبير، وعمران بن حصين، وأنس بن مالك. روى عنه: قتادة بن دعامة، وخالد الحذاء، وأيوب السختياني، وهشام بن حسان، وعبد الله بن عون، وجرير بن حازم، وغيرهم. وكان محمد أحد الفقهاء من أهل البصرة، والمذكورين بالورع في وقته، وقدم المدائن.
كما حدّثنا عبد الله بن علي بن محمد القرشي، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَيُّوبَ البزّاز، أَخْبَرَنَا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي، أخبرنا القعنبي، حَدَّثَنَا عقبة عن محمد بن سيرين قَالَ: صليت صلاة مع عبيدة السلماني بالمدائن، فلما قضى صلاته دعا بعشاء، فأتي فيما أتي به بخبز ولبن وسمن، فأكل وأكلنا معه، ثم حَدَّثَنَا حتى حضرت العصر ثم قام عبيدة فأذن وأقام، ثم صلى بنا العصر لم يتوضأ، لا هو ولا أحد ممن أكل معه فيما بين الصلاتين.
أَخْبَرَنَا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: سمعت هدبة بن خالد يقول: سمعت أخي أمية بن خالد يقول: وكان سيرين مولى أنس بن مالك أبو محمد بن سيرين من أهل جرجرايا.
__________
[1] 936- هذه الترجمة برقم 2857 في المطبوعة. انظر: تهذيب الكمال 5280 (25/344) . وطبقات ابن سعد 7/193. وتاريخ الدوري 2/520. وتاريخ ابن معين رواية ابن طهمان، ترجمة 406، وابن محرز، التراجم 601، 630، 677، 1049، 1451، وتاريخ الخليفة: 118، 340، وطبقاته:
210، وعلل ابن المديني: 42، 43، 52، 60، 64، 69، وعلل أحمد، انظر الفهرس، وتاريخ البخاري الكبير: 1/الترجمة 251، وتاريخه الصغير: 1/159، 223، 245، 246، 259، 260، وترتيب علل الترمذي الكبير، الورقة 75، والكنى لمسلم، الورقة 10، وثقات العجلي، الورقة 10، وسؤالات الآجري لأبي داود: 4/الورقة 9، 13، 5/الورقة 2، والمعرفة ليعقوب، انظر الفهرس، والقضاة لوكيع: 2/326، والكنى للدولابي: 1/122، والجرح والتعديل، 7/الترجمة 1518، وتقدمته: 129، والمراسيل: 186، وثقات ابن حبان: 5/348، 349، وكشف الأستار (292) ، وعلل الدارقطني: 2/الورقة 93، و 3/الورقة 127، 130، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه، الورقة 155، وحلية الأولياء: 2/263- 282، والسابق واللاحق: 141، ورجال البخاري للباجي:
2/676، والجمع لابن القيسراني: 2/439، والكامل في التاريخ: 2/395، و 3/462، 488، و 4/242، 360، و 5/155، وتهذيب النووي: 1/82، وسير أعلام النبلاء: 4/606- 622، والكاشف: 3/الترجمة 4971، والعبر: 1/206، 208، 216، 223، 225، 239، 245، 251، وتذهيب التهذيب: 3/الورقة 211، وتاريخ الإسلام: 4/192، وجامع التحصيل، الترجمة 683، ونهاية السول، الورقة 331، وتهذيب التهذيب: 9/214- 217، والتقريب: 2/169، وخلاصة الخزرجي: 2/الترجمة 6293، وشذرات الذهب: 1/138. والمنتظم، لابن الجوزي 7/138.(2/415)
أخبرنا محمّد بن عبد الواحد الأكبر، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عيسى المكي، حدّثنا محمّد بن القاسم- أبو العيناء- حَدَّثَنَا ابن عائشة قال: كان سيرين أبو محمد بن سيرين من أهل جرجرايا، وكان يعمل القدور النحاس، فجاء إلى عين التمر يعمل بها، فسباه خالد بن الوليد، وكان يسار أبو الحسن البصري من أهل ميسان، فسبى، فهو مولى الأنصار.
أَخْبَرَنِي الحسين بن عليّ الصّيمريّ، حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازيّ، حدّثنا محمّد ابن الحسين الزّعفرانيّ، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن زهير قَالَ: أَخْبَرَنِي مصعب بن عبد الله الزبيري قَالَ: محمد بن سيرين من عين التمر من سبي خالد بن الوليد، وكان خالد ابن الوليد وجد بها أربعين غلاما مختفين فأنكرهم. فقالوا: إنا كنا أهل مملكة، ففرقهم في الناس فكان سيرين منهم، فكاتبه أنس فعتق في الكتاب.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إبراهيم البزّاز- بالبصرة- حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيّ الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن عثمان الفسوي، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حدّثنا سليمان بْن حرب، حَدَّثَنَا حماد بْن زيد، عن عبيد الله بن أبي بكر بن أنس بن مالك قَالَ: هذه مكاتبة سيرين عندنا: «هذا ما كاتب عليه أنس بن مالك فتاه سيرين على كذا وكذا ألفا، وعلى غلامين يعملان عمله» .
وأخبرنا عليّ، حدّثنا الحسن، حدّثنا يعقوب، حدّثنا سليمان بن حرب، حَدَّثَنَا حماد، عَنْ هِشَامِ بْنَ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سيرين قَالَ: حج بنا أبو الوليد ونحن سبعة ولد سيرين، فمر بنا على المدينة فلما دخلنا على زيد بن ثابت قيل له هؤلاء بنو سيرين: قَالَ: فقال زيد: هذان لأم، وهذان لأم، وهذان لأم، وهذان لأم، وهذا لأم. قَالَ: فما أخطأ. وكان معبد أخا محمد لأمه.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا عليّ بن إبراهيم المستملي، حدّثنا أبو أحمد بن فارس، حدّثنا البخاريّ، حَدَّثَنِي أحمد بن سليمان قَالَ: سمعت ابن علية قَالَ: كنا نسمع أن ابن سيرين ولد في سنتين بقيتا من إمارة عثمان، ومحمد أكبر من أنس- يعني أنس بن سيرين-.
أخبرنا عليّ بن طلحة المقرئ، أخبرنا محمّد بن إبراهيم الطرسوسي، أخبرنا محمّد ابن محمّد بن داود الكرجيّ، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال: محمّد ابن سيرين، ويحيى بن سيرين، ومعبد بن سيرين، وأنس بن سيرين، وحفصة بنت سيرين هؤلاء الإخوة كلهم ثقات.(2/416)
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْن إِبْرَاهِيمَ بْن النَّضْر الْعَطَّار، حدّثنا محمّد ابن عُثْمَان بْن أَبِي شيبة قَالَ: سمعت عليا- يعني ابن المديني- يقول: أصحاب أبي هريرة هؤلاء الستة: سعيد بن المسيب، وأبو سلمة، والأعرج؛ وأبو صالح؛ ومحمّد ابن سيرين؛ وطاوس. وكان همام بن منبه يشبه حديثه حديثهم إلا أحرفا.
أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ السّري النهرواني، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أحمد بن مالك الإسكافيّ، حدّثنا أبو الأحوص محمّد بن الهيثم، حدّثنا سليمان بن حرب، حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ أَخْضَرَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ لا يَرْفَعُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ إِلا ثَلاثَةَ أَحَادِيثَ: «جَاءَكُمْ أَهْلُ الْيَمَنِ» «وَصَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِحْدَى صَلاتَيِ الْعَشِيِّ» وَالآخَرُ نَسِيَهُ [1] .
أَخْبَرَنَا حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق، حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ، حَدَّثَنِي أبي قَالَ: ومحمد بن سيرين يكنى أبا بكر، بصري تابعي ثقة، وهو من أروى الناس عن شريح وعبيدة، وإنما تأدب بالكوفيين أصحاب عبد الله.
أَخْبَرَنَا أبو سعيد الصّيرفيّ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: قَالَ أبي: سمع محمد بن سيرين من أبي هريرة، وابن عمر، وأنس. ولم يسمع من ابن عباس شيئا، كلها يقول: نبئت عن ابن عباس. وقد سمع من عمران بن حصين.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد بن عبد الله المعدّل، حدّثنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدّثنا عيسى بن محمّد الإسكافيّ.
وأخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق، أَخْبَرَنَا إسماعيل بن علي الخطبي، وأبو علي بن الصواف، وأحمد بْن جعفر بْن حمدان قالوا: أَخْبَرَنَا عَبْد الله بن أحمد، حَدَّثَنَا أبي قالا: حَدَّثَنَا أمية بن خالد قَالَ: سمعت شعبة قَالَ: قَالَ خالد الحذاء: كل شيء قَالَ محمد: نبئت عن ابن عباس؛ إنما سمعه من عكرمة، لقيه أيام المختار بالكوفة.
واللفظ لابن رزق.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى، أخبرنا محمّد بن
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/351.(2/417)
إسحاق الثقفي، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا بهز بن أسد، حَدَّثَنَا حماد بن زيد قَالَ: قَالَ أيوب: سمع محمد [من] ابن عمر حديثين.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل القطّان، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، حدّثنا يعقوب ابن سفيان قال: حدّثني العبّاس بن محمّد، حدّثنا عون بن عمارة، حدّثنا هشام بن حسّان، حَدَّثَنِي أصدق من أدركت من البشر- محمد بن سيرين- أخبرنا ابن رزق، أَخْبَرَنَا إسماعيل بن علي الخطبي، وأبو علي بن الصواف، وأحمد بْن جعفر بْن حمدان، قالوا: أَخْبَرَنَا عَبْد الله بن أحمد، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا حمّاد بن زيد، حَدَّثَنَا عاصم قَالَ: سمعت مورقا العجلي يقول: ما رأيت رجلا أفقه في ورعه، ولا أورع في فقهه؛ من محمد بن سيرين. قَالَ: وَقَالَ أبو قلابة: اصرفوه حيث شئتم فلتجدنه أشدكم ورعا، وأملككم لنفسه [1] .
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر، أخبرنا عَبْد الله بن إسحاق البغويّ، حدّثنا عبد الملك ابن محمّد، حدّثنا قريش بن أنس، حَدَّثَنَا عبد الحميد بن عبد الله بن يسار قَالَ: لما حبس ابن سيرين في السجن قَالَ له السجان: إذا كان الليل فاذهب إلى أهلك فإذا أصبحت فتعال. فقال ابن سيرين: لا والله، لا أعينك على خيانة السلطان.
قلت: وكان حبس ابن سيرين في سبب دين ركبه لبعض الغرباء.
أخبرني أبو القاسم الأزهريّ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم البزّاز، حدّثنا عبد الله بن محمّد البغويّ، حدّثنا أبو نصر التّمّار، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ قَالَ:
قَالَ لي مُحَمَّد بْن سيرين: يا أبا محمد إنه لم يكن يمنعني من مجالستكم إلا مخافة الشهرة، فلم يزل بي البلاء حتى أخذ بلحيتي فأقمت على المصطبة فقيل: هذا ابن سيرين يأكل أموال الناس. قَالَ: وكان عليه دين كثير.
أَخْبَرَنَا علي بن أبي علي المعدّل، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، حدّثنا محمّد ابن القاسم الأنباريّ، حدّثني أبي، حدّثنا أحمد بن عبيد، أَخْبَرَنَا المدائني قَالَ: كان سبب حبس ابن سيرين في الدين أنه اشترى زيتا بأربعين ألف درهم فوجد في زق منه فأرة فقال: الفأرة كانت في المعصرة، فصب الزيت كله. وكان يقول: عيرت رجلا بشيء مذ ثلاثين سنة أحسبني عوقبت به، وكانوا يرون أنه عير رجلا بالفقر فابتلى به.
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/351.(2/418)
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي، حدّثنا أبو العبّاس بن يعقوب الأصم، حدّثنا إبراهيم بن سليمان البرلسي، حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن، حدّثنا ابن سواء، حَدَّثَنَا أبو هلال قَالَ: مات محمد بن سيرين وعليه أربعون ألف درهم.
أخبرنا البرقانيّ، حدّثنا أَبُو الطَّيِّبِ طَاهِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطَّبَرِيُّ، ومحمد بن علي بن مخلد الوراق، أَخْبَرَنَا علي بن عمر الحربي.
وأخبرنا حمزة بن محمّد بن طاهر، أَخْبَرَنَا الحسن بن أحمد بن سعيد المالكي قَالا:
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الله الصّوفيّ، حدّثنا يحيى بن معين، حَدَّثَنَا معتمر بن سليمان، عن ابن عون قَالَ: كان محمد من أرجى الناس لهذه الأمة، وأشد الناس إزراء على نفسه [1] .
حَدَّثَنَا الأزهريّ، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدّثنا محمّد بن منصور، حدّثنا نصر بن عليّ، حَدَّثَنِي بشر بن عمر قَالَ: حدثتنا أم عبدان امرأة هشام بن حسان قالت: كنا نزولا مع محمد بن سيرين في الدار؛ فكنا نسمع بكاءه بالليل، وضحكه بالنهار [2] .
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله القطّان، حَدَّثَنَا محمد بن يونس قَالَ: حَدَّثَنَا الأصمعي، حَدَّثَنَا الصقر- يعني ابن حبيب- قَالَ: مر ابن سيرين برواس قد أخرج رأسه فغشي عليه.
حَدَّثَنِي الْحَسَن بْن أَبِي طالب، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن إبراهيم البزّاز، حدّثنا أحمد بن الخطّاب الزرّاد، حدّثنا زيد بن أخرم، حَدَّثَنَا سعيد بن عامر، عن هشام بن حسان قَالَ: ترك محمد بن سيرين أن يفتي في شيء ما يرون به بأسا قال: وكان يتجر، فإذا ارتاب في شيء في تجارته تركه، حتى ترك التجارة قالا: وَقَالَ محمد بن سيرين: ما أتيت امرأة في نوم ولا يقظة إلا أم عبد الله- يعني زوجته- قَالَ: وَقَالَ ابن سيرين: إني أرى المرأة في المنام فأعرف أنها لا تحل لي، فأصرف بصري عنها.
حَدَّثَنِي الحسن بن محمّد الخلّال، حدّثنا عبد الله بن عثمان الصفّار، حدّثنا الحسين ابن إسماعيل، حدّثنا محمود بن خداش، حدّثنا يوسف بن عطيّة الصفّار، حَدَّثَنَا أبو بكر صاحب القوارير قَالَ: جاء رجل إلى محمد بن سيرين فادعى عليه درهمين
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/351.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/352.(2/419)
فأبى أن يعطيه وَقَالَ له: تحلف. قَالَ: نعم. قال له: يا أبا بكر تحلف على درهمين؟
قَالَ: لا أطعمه حراما وأنا أعلم [1] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُبَيْشٍ التّمّار، حدّثنا إسماعيل بن محمّد الصفّار، حدّثنا جعفر الورّاق، حدّثنا مثنى- يعني معاذ بن معاذ- حَدَّثَنَا أبي قَالَ:
سمعت ابن عون يقول: لو أن في الدنيا مثل ثلاثة: محمد بن سيرين بالعراق، والقاسم بن محمد بالحجاز، ورجاء بن حيوة بالشام، ولم يك في هؤلاء مثل محمد.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، أخبرنا إسماعيل الخطبي، وأبو عليّ بن الصواف، وأحمد بْن جَعْفَر بْن حمدان قالوا: حَدَّثَنَا عَبْد الله بن أحمد، حدّثني أبي، حدّثنا عفّان، حدّثنا حمّاد بن زيد، حَدَّثَنَا شعيب بن الحبحاب قَالَ: كان عامر الشعبي يقول لنا: عليكم بذاك الأصم- يعني محمّد بن سيرين [2]-.
وقال: حدّثنا أبي، حدّثنا عفّان، حدّثنا حمّاد بن زيد، أَخْبَرَنَا أيوب قَالَ: رأيت الحسن في النوم مقيدا؛ ورأيت ابن سيرين مقيدا في النوم.
قلت: روى في الحديث عَن رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أنه عبر القيد في النوم ثباتا في الدين.
أخبرنا ابن الفضل، حدّثنا ابن درستويه، أخبرنا يعقوب بن سفيان، حَدَّثَنَا أبو النعمان قَالَ: حَدَّثَنَا حماد، عن أيوب قَالَ: قَالَ أبو قلابة: وأينا يطيق ما يطيق محمّد ابن سيرين يركب مثل حد السنان! وَقَالَ: حَدَّثَنَا يعقوب، حدّثنا المعلى بن أسد، حدّثنا أبو عوانة قال: رأيت محمّد ابن سيرين مر في السوق فجعل [3] لا يمر بقوم إلا سبحوا وذكروا الله عَزَّ وَجَلَّ.
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى السكري، أَخْبَرَنَا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حدّثنا ابن الغلابي، حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن حرب قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّاد بن زيد قَالَ: سمعت عثمان البتي يقول: لم يكن بهذه البصرة [4] أحد أعلم بالقضاء من محمد بن سيرين.
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/352.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/352.
[3] العبارة في الأصل هكذا: «رأيت محمد بن سيرين مر في السوق عند أصحاب ... فكان لا يمر» .
[4] في المطبوعة والأصل: «بهذه النقرة» .(2/420)
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا إسماعيل الخطبي، وأبو عليّ الصّوّاف، وأحمد بن جعفر ابن حمدان، حدّثنا عبد الله بن أحمد، حدّثني أبي، حَدَّثَنَا عبد الرزاق، عن معمر قَالَ: كان أيوب يقول: إنه ليعز علي أن أسمع لمحمد حديثا لم أسمعه منه. قَالَ معمر: وإنه ليعز علي أن أسمع لأيوب حديثا لم أسمعه من أيوب [1] .
أَخْبَرَنَا محمد بن علي الصلحي، أخبرنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حدّثنا محمّد بن معاذ المروي، حَدَّثَنَا أَبُو داود السنجي قَالَ: قَالَ الهيثم بن عدي: ومحمّد ابن سيرين مولى أنس بن مالك الأنصاري توفي سنة عشر ومائة.
أخبرنا الحسين بن الحسين النعالي، أَخْبَرَنَا جدي لأمي إسحاق بن محمّد النّعاليّ، أخبرنا عبد الله بن إسحاق المدائنيّ، حَدَّثَنَا قعنب بن المحرر بن قعنب. قَالَ: ومات الحسن ومحمد بن سيرين بالبصرة سنة عشر ومائة [2] .
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا ابن درستويه، حدّثنا يعقوب، حدّثني سعيد بن أسد، حَدَّثَنَا ضمرة، عن ابن شوذب قَالَ: مات ابن سيرين بعد الحسن بمائة ليلة [3] .
أَخْبَرَنَا أبو سعيد الصّيرفيّ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدّثنا عبد الله بن أحمد، حدّثني أبي، حَدَّثَنَا خالد بن خداش قَالَ: قَالَ حماد بن زيد: مات الحسن في أول يوم من رجب سنة عشر وصليت عليه، ومات محمد لتسع مضين من شوال سنة عشر.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدّل، أخبرنا الحسين بن صفوان البردعي، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّد بْنِ عُبَيْدٍ الْقُرَشِيُّ، حدّثني محمّد بن الحسين، حَدَّثَنَا بشر بن عمر الزَّهْرَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ هشام بن حسان، عن حفصة ابنة راشد. قالت: كان مروان المحلمي لي جارا، وكان ناصبا مجتهدا. قالت: فمات فوجدت عليه وجدا شديدا، فرأيته فيما يرى النائم فقلت: يا أبا عَبْد اللَّه ما صنع بك ربك؟ قَالَ: أدخلني الجنة. قلت: ثم ماذا؟ قَالَ: ثم رفعت إلى أصحاب اليمين. قلت:
ثم ماذا؟ قَالَ: ثم رفعت إلى المقربين. قلت: فمن رأيت ثَمّ من إخوانك؟ قَالَ: رأيت ثَمّ الحسن، ومحمد بن سيرين، وميمون بن سياه.
__________
[1]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/353.
[2]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/353.
[3]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/353.(2/421)
وَقَالَ عبد الله: حَدَّثَنِي محمد بن إدريس، حدّثنا سعيد بن سليمان بن الخالد النشيطي، أَخْبَرَنَا حماد بن سلمة، عن أبي محمد قَالَ حماد- وكان من خيار الناس، وكان مؤذن سكة الموالي- قَالَ: اشتكيت شكاة فأغمي علي، فأريت كأني أدخلت الجنة فسألت عن الحسن بن أبي الحسن، فقيل لي: هيهات، ذاك يسجد على شجر الجنة.
قَالَ: وسألت عن ابن سيرين، فقيل لي فيه قولا حسنا مما قيل لي في الحسن.
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه سيما
937- محمد بن سيما، أبو الحسن النيسابوري [1] :
كان أبوه سيما مولى محمد بن شعيب القطان، سمع: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شيرويه، وجعفر بن أحمد بن نصر الحصيري، وأبا العباس أحمد بن محمد الأزهري، ومحمد بن المسيب الأرغياني، وغيرهم. قدم بغداد ولا أعلمه حدث بها لكن بنيسابور حدث. رَوَى عَنْهُ: الحاكم أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الله بن البيع الحافظ، وذكر أنه توفي ببغداد في سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة.
938- محمد بن سيما بن الفتح، أبو بكر الحنبلي [2] :
بغدادي سمع: عبد الله بن إسحاق المدايني، وعبد الله بن محمّد البغويّ، ويحيى ابن محمد بن صاعد، حَدَّثَنَا عنه أبو نعيم الحافظ وكان صدوقا.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ- إِمْلاءً- حدّثنا محمّد بن الفتح الحنبلي، حدّثنا عبد الله بن محمّد ابن عبد العزيز، حدّثنا داود بن رشيد، حدّثنا محمّد بن ربيعة، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زِيَادٍ الدِّمَشْقِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ادْرَءُوا الْحُدُودَ عَنِ الْمُسْلِمِينَ مَا اسْتَطَعْتُمْ، فَإِنْ وَجَدْتُمْ لِلْمُسْلِمِينَ مَخْرَجًا فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ، فَإِنَّ الإِمَامَ إِنْ يُخْطِئُ فِي الْعَفْوِ خَيْرٌ مِنْ أَنْ يُخْطِئُ فِي العقوبة» [3] .
__________
[1] 937- هذه الترجمة برقم 2855 في المطبوعة.
[2] 938- هذه الترجمة برقم 2856 في المطبوعة.:
[3] انظر الحديث في: سنن الترمذي 1424. والمستدرك 4/384. والسنن الكبرى للبيهقي 8/238. وكشف الخفا 1/73. ومشكاة المصابيح 3570. ونصب الراية 3/309.(2/422)
حرف الشين من آباء المحمّدين
939- محمد بن شجاع بن نبهان البزاز، مولى قريش [1] :
كان يسكن المدائن، وحدث عن: عبد الملك بن أبي بشير، وعبد الرحمن بن محمد المحاربي. روى عنه: نعيم بن حماد، وغيره.
ذكر ذلك عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبِي حاتم في كتاب «الجرح والتعديل» وَقَالَ: سمعت أبي يقول: سكتوا عنه.
وأخبرنا ابن الفضل القطّان، أخبرنا عليّ بن إبراهيم المستملي، حدّثنا أبو أحمد بن فارس، حَدَّثَنَا البخاري قَالَ: محمد بن شجاع بن نبهان مولى قريش المروي سكتوا عنه.
940- محمد بن شجاع، أبو عبد الله المروذي [2] :
سكن بغداد، وحدث بها عَنْ: سفيان بْن عيينة؛ وأبي عبيدة الحداد، ووكيع بن الجراح، وإسماعيل بن علية. روى عنه: يعقوب بْن سفيان، وعبد اللَّه بن محمد بن ناجية، وإسحاق بن بنان الأنماطي، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بن إبراهيم الفقيه، أخبرنا عبد الله بن العبّاس الشطويّ، أخبرنا عبد الله بن ناجية، حدّثنا محمّد بن شجاع المرّوذيّ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي السَّفَرِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْمِعْرَاضِ فَقَالَ: «إِذَا أَصَابَ بِحَدِّهِ فَكُلْ، وَإِذَا أَصَابَ بِعُرْضِهِ فَلا تَأْكُلْ فَإِنَّهُ وَقِيذٌ» [3] .
__________
[1] 939- هذه الترجمة برقم 2867 في المطبوعة.
[2] 940- هذه الترجمة برقم 2868 في المطبوعة. انظر: تهذيب الكمال 5248 (25/358) . تاريخ البخاري الصغير: 2/308، وثقات ابن حبان: 9/135، والمعجم المشتمل، الترجمة 843، والكاشف: 3/الترجمة 4974، وتذهيب التهذيب: 3/الورقة 212، وتاريخ الإسلام، الورقة 189، ونهاية السول، الورقة 331، وتهذيب التهذيب: 9/218، والتقريب: 2/169، وخلاصة الخزرجي: 2/الترجمة 6298.
[3] انظر الحديث في: صحيح البخاري 3/70، 111. وصحيح مسلم 1530. ومسند أحمد 4/377، 380. والسنن الكبرى للبيهقي 9/236. ونصب الراية 4/316.(2/423)
أخبرنا علي بن محمد الدَّقَّاق قَالَ: قرأنا على الْحُسَيْن بْن هارون، عن أبي العباس ابن سعيد قَالَ: محمد بن شجاع المروذي نزل بغداد. سمعت محمد بن أحمد بن أبي خيثمة يقول كان من الثقات.
قرأت عَلَى أَبِي بكر البرقاني، عَنْ إِبْرَاهِيم بن محمد بن يحيى المزكي قال: أَخْبَرَنَا أبو العباس محمد بن إسحاق الثقفي قَالَ: مات أبو عبد الله محمد بن شجاع المروذي ببغداد في شعبان أو رمضان سنة أربع وأربعين ومائتين.
أخبرنا السّمسار، أَخْبَرَنَا الصفار، حَدَّثَنَا ابن قانع: أن محمد بن شجاع المروذي مات في سنة سبع وأربعين ومائتين، والأول أصح، والله أعلم.
941- محمد بن شجاع، أبو عبد الله، يعرف بابن الثلجي [1] :
كان فقيه أهل العراق في وقته، وهو من أصحاب الحسن بن زياد اللؤلؤي، وحدّث عن يحيى بن آدم، وإسماعيل بن علية، ووكيع، وأبي أسامة، وعبيد الله بن موسى، ومحمد بن عمر الواقدي. روى عنه: يعقوب بن شيبة، وابن ابنه مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يعقوب، وعبد الوهاب بن أبي حبة، وعَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن ثابت البزاز في آخرين.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ المالكي، أخبرنا أبو بكر الأبهري، أخبرنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ شيبة- ببغداد- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُجَاعٍ الثَّلْجِيُّ- أَبُو عَبْدِ الله- حدّثنا يحيى بن آدم، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الشَّقِيُّ مَنْ شَقِيَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ» [2]
. قَالَ يَحْيَى بْنُ آدَمَ: مَا حَدَّثْتُ بِهَذَا الْحَدِيثِ غَيْرَكَ.
أَخْبَرَنِي الأزهري، حَدَّثَنَا عبيد اللَّه بن عثمان بن يَحْيَى، حدّثنا أبو الحسن محمّد
__________
[1] 941- هذه الترجمة برقم 2869 في المطبوعة. انظر: تهذيب الكمال 5286 (25/362) . والكامل لابن عدي: 3/الورقة 106، وأنساب السمعاني: 3/138، والكامل في التاريخ: 7/337، وضعفاء ابن الجوزي، الورقة 141، وسير أعلام النبلاء: 12/379، وديوان الضعفاء، الترجمة 3764، والمغني:
2/الترجمة 5611، وميزان الاعتدال: 3/الترجمة 7664، وتذهيب التهذيب: 3/الورقة 212، والعبر: 2/33، والكشف الحثيث، الترجمة 678، ونهاية السول، الورقة 331، وتهذيب التهذيب:
9/220- 221، والتقريب: 2/169، وخلاصة الخزرجي: 2/الترجمة 6298، وشذرات الذهب: 2/151. والمنتظم لابن الجوزي 17/342.
[2] انظر الحديث في: المعجم الكبير للطبراني 3/194. والسنة لابن أبي عاصم 1/78، 83.
ومجمع الزوائد 7/193. والدرر المنتثرة 96. وكشف الخفا 2/16.(2/424)
ابن إبراهيم بن حبيش البغوي قَالَ: وكان ينزل في درب يعقوب الحسين بن أبي مالك، وكان ينزل فيه أيضا محمد بن شجاع الثلجي. ودرب يعقوب منسوب إلى يعقوب بن سوار أحد قواد المهدي. قَالَ: والدرجة إليه منسوبة، وقد رأيت من ولده عدة. قَالَ: ومن ولده المعروف بعبد الله بن يعقوب الثلجي الذي تنصر ببلاد الروم، وليس بينه وبين محمد بن شجاع قرابة.
أَنْبَأَنَا إبراهيم بن مخلد، حدّثنا أحمد بن كامل القاضي، حدّثني أبو الحسن عليّ ابن صالح بن أحمد بن الحسن بن صالح البغويّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَبْد الله أَبُو عَبْد الله الهروي- صاحب محمد بن شجاع الثلجي- قال: سمعت أبا عبد الله محمّد ابن شجاع الثلجي يقول: ولدت في ثلاثة وعشرين يوما من شهر رمضان سنة إحدى وثمانين ومائة، وتوفي وهو في صلاة العصر ساجدا لأربع ليال خلون من ذي الحجة سنة ست وستين ومائتين، ودفن في بيت من داره ملاصقا للمسجد، وأخرج للبيت شباك إلى الطريق، ومدفنه في الدرب المعروف بدرب المعوج الملاصق لدار محمد بن عبد الله بن طاهر.
قَالَ أبو الحسن: وحكى لي جدي أنه سمع أبا عبد الله محمد بن شجاع يقول:
ادفنوني في هذا البيت، فإنه لم يبق فيه طابق إلا ختمت عليه القرآن. وكان محمد بن شجاع يذهب إلى الوقف في القرآن.
فأخبرنا الحسن بن علي التّميميّ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: سمعت القواريري يقول قبل أن يموت بعشرة أيام- وذكر ابن الثلجي- فقال: هو كافر. فذكرت ذلك لإسماعيل القاضي فسكت. فقلت له:
ما أكفره إلا بشيء سمعه منه؟ قَالَ: نعم [1] .
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن طلحة المقرئ، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، حَدَّثَنَا أَبُو مزاحم مُوسَى بْن عُبَيْد اللَّه بن يحيى بن خاقان، عن عمه أبي عليّ عَبْد الرَّحْمَن بْن يَحْيَى بْن خاقان أنه سأل أحمد بن حنبل عن ابن الثلجي فقال: مبتدع صاحب هوى [2] .
أَخْبَرَنِي عبد الغفار بن محمّد المؤدّب، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ الْوَاعِظُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا محمّد بن خلف وكيع، حدّثنا السّري بن
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/363.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/363.(2/425)
مكرم قَالَ: بعث المتوكل إلى أحمد بن حنبل يسأله عن ابن الثلجي، ويحيى بن أكتم في ولاية القضاء، فقال: أما ابن الثلجي فلا ولا على حارس [1] .
أَخْبَرَنِي أبو بكر البرقانيّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الملك الأدميّ، حَدَّثَنَا محمد بن علي بن أبي داود البصريّ، حَدَّثَنَا زكريا بن يحيى الساجي قَالَ: فأما محمد بن شجاع الثلجي فكان كذابا، احتال في إبطال الحديث عَن رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ورده نصرة لأبي حنيفة ورأيه [2] .
حدّثني أحمد بن محمّد المستملي، أخبرنا محمّد بن جعفر الورّاق، أَخْبَرَنَا أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي الحافظ قَالَ: محمد بن شجاع الثلجي البغدادي كذاب، لا تحل الرواية عنه لسوء مذهبه، وزيغه عن الدين [3] .
أَخْبَرَنِي الحسن بن أبي طالب، أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حبيش- من حفظه إملاء- قَالَ: مات محمد بن شجاع في آخر سنة خمس وستين- أو أول سنة ست وستين-.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع قَالَ: ومحمد بن شجاع الثلجي كان يتفقه ويقرئ الناس القرآن، مات فجأة وذلك في ذي الحجة سنة ست وستين ومائتين.
قرأتُ عَلَى الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر عن أحمد بن كامل القاضي قَالَ: ولعشر خلون من ذي الحجة سنة ست وستين ومائتين، مات أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ شُجَاعٍ الْثلْجيُّ فقيه العراقين في وقته.
942- محمد بن شوكر بن رافع بن شداد، أبو جعفر [4] :
طوسي الأصل. سمع إسماعيل بن جعفر، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد، وأبا أسامة حماد بن أسامة، والقاسم بن الحكم العرني. روى عنه: يعقوب بن إبراهيم البزاز المعروف بالجراب، وغيره وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد الدَّقَّاق قَالَ: قرأنا على الْحُسَيْن بْن هارون، عن ابن سعيد.
قال: محمّد بن شوكر بغدادي.
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/363.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/363. وفيه: «نصرة لفلان ومذهبه» .
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/363.
[4] 942- هذه الترجمة برقم 2870 في المطبوعة.(2/426)
943- محمد بن شعبة بن جوان، أبو علي، ويقال: محمد بن جوان بن شعبة [1] :
وقد ذكرناه في حرف الجيم، وهو بصري سكن بغداد وحدث بها وكان ثقة.
أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، حدّثنا يوسف بن عمر القوّاس، حَدَّثَنَا محمد بن بشر بن موسى القراطيسي، حَدَّثَنَا محمد بن شعبة بن جوان- ببغداد، في خان عاصم- أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهديّ، أخبرنا محمّد بن مخلد، حدّثنا محمّد بن شعبة بن جوان، حدّثنا أبو عاصم، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ علقمة قَالَ: قَالَ عبد الله: لعن آكل الربا وموكله. وحدث عنه: إِسْمَاعِيل بْن الْعَبَّاس الْوَرَّاق، وَعَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بن إسحاق حامض رأسه، فقالا: حَدَّثَنَا محمد بن شعبة بن جوان.
944- محمد بن شداد بن عيسى، أبو يعلى المسمعي يعرف بزرقان [2] :
كان أحد المتكلمين على مذاهب المعتزلة، وحدث عن يحيى بن سعيد القطان، وأبي زكير المديني، وعباد بن صهيب، وأبي عاصم النبيل، وعون بن عمارة، وأبي عامر العقدي، وروح بن عبادة، وجعفر بن عون، وعبيد الله بن موسى. روى عنه:
الحسين بن صفوان البرذعي، ومكرم بن أحمد القاضي، وَأَبُوْ بَكْرٍ الشَّافِعِيِّ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ مَيَّاحٍ السّكريّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ إِبْرَاهِيمَ الشّافعيّ، حدّثنا محمّد بن شدّاد المسمعيّ، حدّثنا أبو زكير، حدّثنا هِشَامِ ابْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُوا الْبَلَحَ بِالتَّمْرِ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ إِذَا رَآهُ غَضِبَ وَقَالَ: عَاشَ ابْنُ آدَمَ حَتَّى أَكَلَ الْجَدِيدَ بِالْخَلِقِ» [3]
. تفرد برواية هذا الحديث عن هشام أبو زكير يحيى بن محمد بن قيس. وقد رواه عنه أيضا غير المسمعيّ.
سألت أبا بكر البرقاني، عن محمد بن شداد المسمعي فقال: ضعيف جدا. وَقَالَ لي مرة أخرى: المسمعي لا يحتج به.
__________
[1] 943- هذه الترجمة برقم 2871 في المطبوعة.
[2] 944- هذه الترجمة برقم 2872 في المطبوعة.
[3] انظر الحديث في: المستدرك 4/120، 121 والكامل 7/2698. واللآلئ المصنوعة 2/131.
والضعفاء للعقيلي 4/427. وكنز العمال 28198.(2/427)
وَقَالَ لي مرة أخرى: كان أبو الحسن الدارقطني يقول: محمد بن شداد المسمعي، لا يكتب حديثه.
حَدَّثَنِي عُبَيْد اللَّهِ بْن عُمَر الْوَاعِظ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أبو بكر الشافعي قَالَ:
ومات محمد بن شداد المسمعي سنة ثمان وسبعين.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيّ المحتسب قَالَ: قرأنا عَلَى أَحْمَد بْن الفرج بْن الحجاج، عَن أبي العباس بن سعيد قَالَ: سنة تسع وسبعين ومائتين توفي أبو يعلى المسمعي ببغداد.
945-[1] محمد بن شاذان بن يزيد، أبو بكر الجوهري [2] :
سمع هوذة بن خليفة، وزكريا بن عدي، ومعلى بن منصور، وعمرو بن حكام.
روى عنه: الحسين بن إسماعيل المحاملي، وَأَحْمَد بْن سلمان النجاد، وعبد الصمد بْن عَلِيّ الطستي، وأَحْمَد بْن كامل القاضي، وعبد الباقي بْن قانع، وغيرهم. وذكره الدارقطني فقال: ثقة صدوق.
قرأت على الحسن بن أبي بكر، عن أحمد بن كامل القاضي قَالَ: كان محمد بن شاذان الجوهري ثقة في الحديث مأمونا.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْن علي الخطبي قَالَ: ومات أبو بكر بن شاذان الجوهري يوم السبت لخمس بقين من جمادى الأولى سنة ست وثمانين.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، أَخْبَرَنَا محمد بن العباس قَالَ: قرئ على ابْن المنادي وأَنَا أسمع قَالَ: وأبو بكر الجوهري واسمه محمد بن شاذان، مات ليلة السبت ودفن يوم السبت لأربع خلون من جمادى الأولى سنة ست وثمانين- يعني ومائتين- كان عنده كتاب المعلى بن منصور، وكان له حين توفي ثلاث وتسعون سنة.
946- محمد بن شاذان بن درست، الخضيب [3] :
حدث عن: عمرو بن مرزوق، وبشر بن أبي الوضاح. روى عنه: محمد بن مخلد الدّوريّ.
__________
[1] 945- هذه الترجمة برقم 2873 في المطبوعة.
[2] الجوهري: هذه النسبة إلى بيع الجوهر (الأنساب 3/379) .
[3] 946- هذه الترجمة برقم 2874 في المطبوعة. انظر: الأنساب، للسمعاني 5/143.(2/428)
947- محمد بن شيرويه بن عيسى [1] :
حَدَّثَ عَنْ: أَبِي بَكْر بْن أَبِي شَيْبَةَ. روى عنه: عبد الصمد بن علي الطستي.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد بن عبد الله المعدّل، أَخْبَرَنَا عبد الصمد بن علي بن محمد ابن مكرم، حَدَّثَنَا أبو بكر محمد بن شيرويه بن عيسى، حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن مهدي، عن زمعة، عن سلمة بن وهرام، عن طاوس قَالَ:
ما جعل العلم، أو ما حمل العلم في مثل جراب حلم.
948- محمد بن شعيب بن صالح، أبو عبد الله البخاري [2] :
قدم بَغْدَاد حاجا وحدث بِهَا عَن: أَبِي شهاب معمر بْن مُحَمَّد البلخي، وصالح بن محمد جزرة. رَوَى عَنْهُ: عَلِيّ بْنُ عُمَر بْنِ مُحَمَّد السكري.
أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ الورّاق، حدّثنا عليّ بن عمر السّكريّ- إملاء- حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ صَالِحٍ الْبُخَارِيُّ- قَدِمَ عَلَيْنَا حَاجًّا فِي سنة ثمان وثلاثمائة.
أخبرنا أَبُو شِهَابٍ مُعَمَّرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُعَمَّرٍ البلخيّ، حَدَّثَنَا مَكِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ.
وأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّد بْنِ الْحَسَن الخطيب البلخيّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَاذَانَ الْفَقِيهُ- ببلخ- حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ مُعَمَّرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَوْفِيُّ، حدّثنا المكّيّ بن إبراهيم، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: أَوْصَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَبْعٍ، أَوْصَانِي: «أَنْ أَنْظُرُ إِلَى مَنْ هُوَ دُونِي وَلا أَنْظُرُ إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقِي، وَأَوْصَانِي بِحُبِّ الْمَسَاكِينِ وَالدُّنُوِّ مِنْهُمْ، وَأَوْصَانِي بِأَنْ أَقُولَ- وَفِي حَدِيثِ ابْنِ شَاذَانَ أَنْ أَقُولَ الْحَقَّ- وَإِنْ كَانَ مُرًّا، وَأَوْصَانِي أَنْ أَصِلَ رَحِمِي وإن أدبرت، وأوصاني أن لا أخاف من الله لومة لائم، وأوصاني ألا أَسْأَلَ النَّاسَ شَيْئًا، وَأَوْصَانِي أَنْ أَسْتَكْثِرَ مِنْ قَوْلِ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ [3] » .
__________
[1] 947- هذه الترجمة برقم 2875 في المطبوعة.
[2] 948- هذه الترجمة برقم 2876 في المطبوعة.
[3] انظر الحديث في: مجمع الزوائد 4/217. والترغيب والترهيب 4/148.(2/429)
949-[1] محمد بن شريك بن محمد، أبو بكر الإسفرايينيّ [2] :
سمع: الحسين بن الفضل البجليّ، وطبقته بنيسابور. وورد بغداد، فكتب بها عن:
الحارث بن أبي أسامة ونحوه، وخرج إلى البصرة فسمع بها من: إبراهيم بن فهد الساجي وأقرانه. وحج فكتب بمكة عن محمد بن علي بن زيد الصائغ، وكان يكثر المقام بنيسابور، وقدم بَغْدَاد بأخرة، وحدث بها فروى عنه من أهلها: أبو الحسين بن البواب المقرئ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَتِيقِيُّ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ المقرئ، حَدَّثَنَا محمد بن شريك الإسفراييني- قدم للحج- حَدَّثَنَا محمد بن الجنيد النيسابوري أن أبا مسهر أخبرهم قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيد بْن عَبْد العزيز يَقُول: من استخار واستشار فقد قضى ما عَلَيْهِ.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يعقوب، أخبرنا محمد بن عبد الله بن حمدويه النيسابوري قَالَ: سمعت أبا حفص الزاهد يذكر: أن محمد بن شريك الإسفراييني توفي ليلة الأحد لخمس وعشرين خلت من المحرم سنة ست وعشرين وثلاثمائة.
قلت: وكانت وفاته بنيسابور، وحمل إلى إسفرايين فدفن بها.
حرف الصاد من آباء المحمدين
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه صالح
950- محمد بن صالح، أبو إسماعيل الواسطي مولى ثقيف ويعرف بالبطيخي [3] :
سكن بغداد، وَحَدَّثَ بها عَنْ: مالك بْن أنس، وعبد الرحمن بن إسحاق الواسطي، والعباس بن الفضل الأنصاري، والحجاج بن دينار. روى عنه: إبراهيم بن المنذر الحزامي، ومُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ الْمُخَرِّمِيُّ، والحسن بن عرفة العبدي.
__________
[1] 949- هذه الترجمة برقم 2877 في المطبوعة.
[2] الإسفراييني: هذه النسبة إلى أسفرايين، وهي بليدة بنواحي نيسابور على منتصف الطريق من جرجان، وقيل: إن نسا وأبيورد وأسفرايين عرائس ينشزن على المبتدعين، وقيل لها المهرجان (الأنساب 1/235) .
[3] 950- هذه الترجمة برقم 2878 في المطبوعة. انظر: الأنساب، للسمعاني 2/242.(2/430)
أخبرنا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ الدِّيبَاجِيُّ، وَأَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْنِ رِزْقٍ الثَّانِي، وأَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّد بْن الْحُسَيْنِ بْن مُحَمَّد بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السكوني، وأَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بِن مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَخْلَدٍ الْبَزَّازُ قَالُوا:
أَخْبَرَنَا أَبُو عليّ إسماعيل بن محمّد الصفّار، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُحَمَّدِ، عن عُمَرَ بْنِ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمًا عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ- يَعْنِي مِنْبَرَ رَسُولِ اللَّهِ- وَهُوَ يحكي [عن] رَبَّهُ تَعَالَى فَقَالَ: «إِنَّ اللَّهَ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ جَمَعَ السَّمَوَاتِ السَّبْعَ وَالأَرَضِينَ السَّبْعَ فِي قَبْضَتِهِ» . ثُمَّ قَالَ هَكَذَا وَشَدَّ قَبْضَتَهُ ثم قبضها، «ثُمَّ يَقُولُ:
أَنَا اللَّهُ، أَنَا الرَّحْمَنُ، أَنَا الْمَلِكُ، أَنَا الْقُدُّوسُ، أَنَا السَّلَامُ، أَنَا الْمُهَيْمِنُ، أَنَا الْعَزِيزُ، أَنَا الْجَبَّارُ، أَنَا الْمُتَكَبِّرُ، أَنَا الَّذِي بَدَأْتُ الدُّنْيَا وَلَمْ تَكُ شَيْئًا، أَنَا الَّذِي أُعِيدُهَا، أَيْنَ الْمُلُوكُ أَيْنَ الْجَبَابِرَةُ» [1]
. أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا عليّ بن إبراهيم المستملي، حدّثنا أبو أحمد بن فارس، حَدَّثَنَا البخاري قَالَ: محمد بن صالح البطيخي أبو إسماعيل؛ كان ببغداد أصله واسطي.
وأَخْبَرَنَا أَبُو حازم العبدوي قَالَ: سمعت مُحَمَّد بن عبد الله الجوزقي يقول: أخبرنا مكي بن عبدان قَالَ: سمعت مسلم بْن الحجاج يَقُولُ: أَبُو إسماعيل محمد بن صالح البطيخي أصله واسطي سكن بغداد.
951- محمد بن صالح الفزاري، الخياط [2] :
سمع شريك بن عبد الله، وسفيان بن عيينة وأبا عبيدة الحداد. روى عنه: جعفر بن محمد بن كزال، وصالح بن محمّد جزرة، وأبو العباس بن واصل المقرئ، وإسحاق ابن إبراهيم بن سنين الختلي، وأحمد بن الحسن الصوفي، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ العباس النعالي، أخبرنا عبيد الله بن العبّاس الشّطويّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الْخَيَّاطُ الْفَزَارِيُّ- سَنَةَ تسع وعشرين- حدّثنا أبو عبيدة الحدّاد، حدّثنا عبد الرّحمن بن
__________
[1] انظر الحديث في: الجامع الكبير 4645. والموضوعات 1/305.
[2] 951- هذه الترجمة برقم 2879 في المطبوعة. انظر: الأنساب، للسمعاني 5/225.(2/431)
بُدَيْلٍ الْعُقَيْلِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ لِلَّهِ لأَهْلِينَ مِنَ النَّاسِ» قِيلَ: مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ أَهْلُ اللَّهِ وَخَاصَّتِهِ» [1]
. قرأت على أبي بكر الْبَرْقَانِيّ، عن مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد ابن مسعدة الفزاريّ، حدّثنا جعفر بن درستويه، حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن القاسم بن مُحْرِز قَالَ: وسألت يَحْيَى بْن مَعِين عَن مُحَمَّد بْن صالح الخياط- شيخ كان يكون على الدجيل في مربعة الخوارزمية يحدث عن أبي عبيدة الحداد وغيره- قَالَ: ليس به بأس.
قرأت في كتاب أبي الحسن بن الفرات- بخطه- أَخْبَرَنَا محمد بن العباس الهروي، حَدَّثَنَا يَعْقُوب بْن إِسْحَاق بْن محمود الْفَقِيه، أَخْبَرَنَا صالح بن محمد الأسدي قَالَ: محمد بن صالح الخيّاط ثقة.
أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان، أخبرنا جعفر بن محمّد الخالدي، حدّثنا محمّد ابن عبد الله الحضرمي قَالَ: سنة ثلاثين ومائتين فيها مات محمد بن صالح البغدادي.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد البغوي: مات محمد بن صالح الخياط ببغداد سنة ثلاثين.
أَخْبَرَنَا السمسار، أَخْبَرَنَا الصفار، حَدَّثَنَا ابن قانع: أن محمد بن صالح الخياط مات فِي شهر ربيع الآخر من سنة ثلاثين ومائتين.
952- محمد بن صالح بن مهران، المعروف بابن النطاح، مولى بني هاشم، يكنى أبا عبد الله، وقيل: أبا جعفر [2] :
بصري قدم بغداد، وحدث بها عن: يوسف بن عطية الصفار، وعون بن كهمس، والمنذر بن زناد الطائي، وأرطاة أبي حاتم، ومعتمر بْن سُلَيْمَان رَوى عَنه: أَحْمَد بْن علي الخزاز، وبشر بن موسى الأسدي، وأحمد بن القاسم بن مساور الجوهريّ،
__________
[1] انظر الحديث في: سنن ابن ماجة 215. ومسند أحمد 3/127، 128، 242. والمستدرك 1/556. وسنن الدارمي 2/433.
[2] 952- هذه الترجمة برقم 2880 في المطبوعة. انظر: تهذيب الكمال 5295 (25/381) ثقات ابن حبان: 9/125، والمغني: 2/الترجمة 5627، وتذهيب التهذيب: 3/الورقة 213، وميزان الاعتدال: 3/الترجمة 7685، وتهذيب التذهيب: 9/227، والتقريب: 2/170، وخلاصة الخزرجي: 2/الترجمة 6310.(2/432)
والهيثم بن خلف الدوري، وعبد اللَّه بن مُحَمَّد بن ناجية. وكان أخباريّا ناسبا، راوية للسير، وله كتاب «الدولة» ، وهو أول من صنف في أخبارها كتابا.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الحافظ- إملاء- حدّثنا محمّد بن عليّ بن حبيش، أخبرنا أحمد بن القاسم بن مساور، حدّثنا محمّد بن صالح بن النّطّاح، حَدَّثَنَا أَرْطَاةُ- أَبُو حَاتِمٍ- قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قَالَ: «لَوْلا أَنْ تَكُونَ سُنَّةٌ لأَمَرْتُ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلاةٍ» [1]
. قَالَ لَنَا أَبُو نُعَيْمٍ: يُقَالُ: إِنَّ هَذَا مِمَّا تَفَرَّدَ بِهِ أَرْطَاةُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ.
أَخْبَرَنِي أحمد بن علي بن الحسين التوزي، حَدَّثَنَا عبيد الله بن محمد بن أحمد البزّاز، حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن عبدان الصفار، حدّثنا أحمد بن عليّ الخزّاز، حَدَّثَنَا أبو عبد الله محمد بن صالح- قدم علينا بغداد- أَخْبَرَنِي أبو بشر محمد بن عمر الوكيل، حَدَّثَنَا عمر بن أحمد بن عثمان قَالَ: سنة اثنتين وخمسين ومائتين فيها مات محمد بن صالح النطاح.
953- مُحَمَّد بْن صالح بْن عَبْد الرَّحْمَن، أَبُو بكر الأنماطي، يعرف بكيلجة [2] :
سمع مُسْلِم بْن إِبْرَاهِيم، وعفان بْن مُسْلِم، وأبا سلمة التبوذكي، وأبا معمر المقعد، وعبد الله بن عبد الوهاب الحجبي، وسعيد بن أبي مريم المصري، ومحبوب بن موسى الفراء. روى عنه: يحيى بن محمد بن صاعد، وَعبيد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَنِ السكري، وَالقاضي أَبُو عَبْد اللَّه المحاملي، ومحمد بْن مخلد الدوري، وإسماعيل بن محمد الصفار، وغيرهم. وكان حافظا متقنا ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مهديّ، حدّثنا الحسين بن إسماعيل المحامليّ، حدّثنا محمّد بن صالح بن أبي مريم، أخبرنا يحيى بن أيوب، أخبرني يحيى ابن سعيد، أَخْبَرَنِي أَبُو صَالِحٍ: أَنَّ رَجُلا مِنْ بَنِي أسد حدّثه قال: مررت على أبي
__________
[1] انظر الحديث في: المطالب العالية 1970. والكنى للدولابي 1/143. ومجمع الزوائد 2/98، 5/323.
[2] 953- هذه الترجمة برقم 2881 في المطبوعة. انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/247. تهذيب الكمال 5294 (25/379) . وسير أعلام النبلاء: 12/524، وتذهيب التهذيب: 3/الورقة 213، ونهاية السول، الورقة 332، وتهذيب التهذيب: 9/226- 227، والتقريب: 2/170، وخلاصة الخزرجي: 2/الترجمة 6309/وشذرات الذهب: 2/161.(2/433)
ذَرٍّ بِالرَّبْذةِ فَحَدَّثَنِي أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مِنْ أَشَدِّ أمتي حبا لي أناس يَكُونُونَ بَعْدِي يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعْطِي أَهْلَهُ وَمَالَهُ بِأَنْ يَرَانِي» [1]
. أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله المعدّل، أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصفّار، حدّثنا محمّد بن صالح الأنماطيّ، حدّثنا أبو صالح الفراء، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي عَلَى رَاحِلَتِهِ حَيْثُ تَوَجَّهَتْ بِهِ. تَفَرَّدَ بِهِ أَبُو إِسْحَاقَ عَنِ الثَّوْرِيِّ.
أَخْبَرَنِي محمد بن أبي علي الأصبهانيّ، أخبرنا أبو على الحسين بن محمد الشافعي- بالأهواز- قال: أخبرنا أبو عبيد محمد بن عَليّ الآجري قَالَ: وسألته- يعني أبا داود السجستاني- عن كيلجة فقال: صدوق.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد الدَّقَّاق قَالَ: قرأنا على الْحُسَيْن بْن هارون، عن أبي العباس ابن سعيد قَالَ: حَدَّثَنَا الفضل بن أشرس قَالَ: كنا مع بكر بن خلف ثَمّ- وأشار إلى الميزاب بحذاء البيت- فطلع محمد بن صالح فقال بكر بن خلف: قد جاءكم من ينقر هذا العلم تنقيرا.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أخبرنا عليّ بن عمر الدّارقطنيّ، حدّثنا الحسن بن رشيق، حدثنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النَّسَائِيُّ، عَنْ أَبِيهِ: ثُمَّ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عليّ الصّوريّ، حَدَّثَنَا الخصيب بْن عَبْد اللَّه الْقَاضِي قَالَ: ناولني عبد الكريم- وكتب لي بخطه. قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: أَحْمَد بن صالح بغدادي ثقة.
حَدَّثَنِي أبو القاسم الأزهري، عن الدارقطني مثل ذلك وزاد قال: سمعت أبي يقول: ويقال: اسمه محمد- يعني كيلجة.
قلت: وهو محمد بلا شك. وقد كان محمد بن مخلد الدوري يسميه أيضا أحمد في بعض رواياته عنه.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد البغوي: مات محمد بن صالح كيلجة بمكة سنة إحدى وسبعين.
أَخْبَرَنِي علي بن محمد الدَّقَّاق قَالَ: قرأنا على الْحُسَيْن بْن هارون، عن أبي سعيد
__________
[1] انظر الحديث في: مسند أحمد 2/417. والاستذكار 1/273. والأحاديث صحيحة 3/406.
وكنز العمال 12/34490.(2/434)
قَالَ: توفي محمد بن صالح بن عبد الرحمن الحافظ أبو بكر الأنماطي البغدادي بمكة سنة إحدى وسبعين ومائتين، ورأيته لا يخضب.
قرأت بخط مُحَمَّد بْن مَخْلَد: سنة اثنتين وسبعين ومائتين فيها- يعني أن محمد بن صالح كيلجة مات بمكة.
قلت: والصحيح أنه مات سنة إحدى وسبعين.
954- محمد بن صالح بن شعبة، أبو عبد الله الواسطي، يعرف بكعب الذارع:
قدم بَغْدَاد، وَحدث بها عَنْ: عاصم بْن علي، وعمر بن حفص بن غياث، وأبي سلمة التبوذكي، وعباد بن موسى القرشي، وموسى بن إسماعيل الختلي، وداود بن شبيب البصري. روى عنه: يحيى بن محمد بن صاعد، ومحمد بن عمرو الرزاز، ومُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عتاب، وأبو بكر بن مالك الإسكافي، وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله المعدّل، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْبَخْتَرِيِّ الرّزّاز، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ شُعْبَةَ- أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْوَاسِطِيُّ إِمْلاءً بِبَغْدَادَ فِي قَنْطَرَةِ الْعَتِيقَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِين وَمِائَتَيْنِ فِي مَسْجِدِ النخلة- حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو سُهَيْلٍ نَافِعُ بْنُ مَالِكِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ طلحة بن عبد اللَّهِ: أَنَّ أَعْرَابِيًّا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَخْبِرْنِي مَاذَا افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ مِنَ الصَّلاةِ؟ قَالَ: «صَلَوَاتٌ خَمْسٌ» قَالَ: أَخْبِرْنِي عَمَّا افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ مِنَ الصِّيَامِ؟ قَالَ: «صِيَامُ شَهْرِ رَمَضَانَ» . قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَمَّا افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ مِنَ الزَّكَاةِ؟ قَالَ: فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَرَائِعِ الإِسْلامِ.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع. وأخبرنا السّمسار، أخبرنا الصفّار، حَدَّثَنَا ابن قانع: أن كعبا الذارع مات في سنة ست وسبعين ومائتين. زاد ابن المنادي: في ذي القعدة.
955- مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْبَغْدَادِيُّ:
سمع أحمد بن حنبل، وأبا زرعة الرَّازِيّ. روى عنه: عُمَر بن مُحَمَّدِ بن إسحاق العطار. وسنورد حديثه في أخبار أبي زرعة الرازي إن شاء الله.
__________
[1] 954- هذه الترجمة برقم 2882 في المطبوعة. انظر: الأنساب، للسمعاني 6/7، 8.
[1] 955- هذه الترجمة برقم 2883 في المطبوعة.(2/435)
956-[1] محمد بن أبي شعيب السوسي، واسمه: صالح بن زياد بن عبد الله ابن إسماعيل بن إبراهيم بن الجارود بن مقترح الدّشتكيّ [2] ، يكنى: أبا المعصوم:
وهو من أهل الرقة، قدم بغداد حاجا في سنة ست وثلاثمائة، وحدث عن: أبيه عن اليزيدي قراءة أبي عمرو بن العلاء. روى عنه: عثمان بن أحمد بن سمعان الرزاز.
957- محمد بن صالح بن ذريح بن حكيم بن هرمز، أبو جعفر العكبري [3] :
سمع: جبارة بن مغلس، وعثمان بن أبي شيبة، وهناد بن السري، وعبد الأعلى بْن حماد النرسي، وبشر بْن معاذ العقدي، وأبا مصعب الزهري، وسفيان بن وكيع بن الجراح، وأبا ثور الفقيه، ومحمد بن طريف البجلي. روى عنه: أبو الحسين بن المنادي، وأبو عليّ بن الصواف، وإسحاق بن محمد النعالي، وأبو حفص بن الزيات، ومُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن خَلَف بْن بُخَيْت الدقاق، ومحمد بن المظفر، وكان ثقة.
حدث ببغداد.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ الْجُنَيْدِ الْخُطَبِيُّ، حدّثنا عمرو بن محمّد بن عليّ الصّيرفيّ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ ذريح العكبريّ- سنة اثنتين وثلاثمائة في سوق يحيى- حدّثنا محمّد بن طريف، حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَاعَ مُدَبَّرًا فِي دَيْنٍ.
حَدَّثَنَا عبيد اللَّه بْن عُمَر الواعظ عَنْ أبيه قَالَ: سنة ست وثلاثمائة فيها مات ابن ذريح العكبري.
أَخْبَرَنِي أبو القاسم الأزهري، عَن طلحة بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر. وأَخْبَرَنَا السّمسار، أخبرنا الصفّار، حَدَّثَنَا ابن قانع: أن ابن ذريح مات في سنة ست وثلاثمائة- زاد ابن قانع في ذي الحجة- قالا: وقيل في سنة سبع.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع قَالَ: وتوفي محمد بن صالح بن ذريح العكبري بمدينتنا وحمل إلى عكبرا لأيام بقيت من ذي الحجة سنة سبع وثلاثمائة.
__________
[1] 956- هذه الترجمة برقم 2884 في المطبوعة.
[2] الدشتكي: هذه النسبة إلى دشتك، وهي قرية بالري، وقرية بأصبهان، ومحلة بأستراباذ (الأنساب 5/313) .
[3] 957- هذه الترجمة برقم 2885 في المطبوعة. انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/187.(2/436)
قرأت بخط مُحَمَّد بن مخلد الدوري: سنة ثمان وثلاثمائة فيها مات ابن ذريح العكبريّ أول المحرم.
958-[1] محمد بن صالح بن أبي العوام، أبو جعفر الصائغ [2] :
حدث عن: إبراهيم بن سعيد الجوهري، وأحمد بن منيع البغوي، وخلاد بن أسلم، وأبي هشام الرفاعي، وسوار بن عبد الله العنبري. روى عنه: عمر بن محمّد ابن حميد بن بهتة.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْن بُكير الْمُقْرِئ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ بهتة المناشر، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ أَبِي الْعَوَّامِ- أبو جعفر الصّائغ-، حدّثنا إبراهيم بن سعيد، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ- وَنَحْنُ تِسْعَةُ نَفَرٍ- وَبَيْنَنَا وِسَادَةُ أُدْمٍ فَقَالَ: «إِنَّهُ سَيَكُونُ أُمَرَاءُ يَكْذِبُونَ وَيَظْلِمُونَ، فَمَنْ صَدَّقَهُمْ بِكِذْبِهِمْ وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ؛ فَلَيْسَ مِنِّي وَلا أَنَا مِنْهُ، وَلا يَرِدُ عَلَيَّ الْحَوْضَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ لَمْ يُصَدِّقْهُمْ بِكِذْبِهِمْ وَلَمْ يُعِنْهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ؛ فَهُوَ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ وَيَرِدُ عَلَيَّ الْحَوْضَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» [3]
. الْمَحْفُوظُ: عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَاصِمٍ وَهُوَ الْعَدَوِيُّ.
959- محمد بن صالح بْن خَلَفِ بْنِ دَاوُد بْن سَعِيد بْن عبد الله، أبو بكر الجواربي [4] :
حدث عن: عمرو بن علي الفلاس، وحميد بن زنجويه، والحصين بن علي بن الأسود، وأَبِي الأشعث أَحْمَد بن المقدام. روى عنه: مُحَمَّد بن المظفر، وأبو الحسن الدارقطني وغيرهما، وكان صدوقا.
أخبرنا السّمسار، أخبرنا الصفّار، حَدَّثَنَا ابن قانع قَالَ: ومات الجواربي- في خان منيرة- سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة.
__________
[1] 958- هذه الترجمة برقم 2886 في المطبوعة.
[2] الصائغ: هذه النسبة إلى عمل «الصياغة» وهو صوغ الذهب (الأنساب 8/23) .
[3] انظر الحديث في: المستدرك 1/78. ومصنف ابن أبي شيبة 11/453. والسنة لابن أبي عاصم 2/351. والدر المنثور 6/388. وكنز العمال 14403.
[4] 959- هذه الترجمة برقم 2887 في المطبوعة. انظر: الأنساب، للسمعاني 3/331.(2/437)
960- مُحَمَّد بْن صالح بْن علي بْن يَحْيَى بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عبيد الله ابن عِيسَى بْن مُوسَى بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بن العباس بن عبد المطلب، أبو الحارث الهاشمي، يعرف بابن أم شيبان [1] :
وهو أخو القاضي أبي الحسن محمد بن صالح، وكان الأصغر سمع عبد الله بن زيدان البجلي، ومحمد بن الحسين الخثعمي، ويحيى بن محمّد بن صاعد، وإبراهيم ابن محمد بن عرفة النحوي، والقاضي أبا عبد الله المحاملي وأبا العباس بن عقدة.
ودرس فقه مالك. وخرج عن بغداد إلى خراسان، فحدث بها. رَوَى عَنْهُ: الحاكم أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الله النيسابوري.
حدثت عَنْ أَبِي عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الحافظ قَالَ: ورد مُحَمَّد بْن صالح بْن علي بْن يَحْيَى أبو الحارث ابن أم شيبان القاضي الهاشمي نيسابور وأقام بها مدة يتكلم على مذهب مالك ثم دخل بخارى فقلد قضاء نسا سنة خمس وخمسين وثلاثمائة. وتوفي ببغداد سنة ستين وثلاثمائة.
ذكرت هذا لأبي العلاء محمد بن علي القاضي الواسطي فقال: مات محمد بن صالح بن أم شيبان أخو أبو الحسن بخراسان.
ثم أَخْبَرَنِي أبو الوليد الدربندي، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ ببخارى قَالَ: توفي أبو الحارث محمد بن صالح بن علي الهاشمي ببخارى، ليلة الجمعة في ربيع الأول سنة ستين وثلاثمائة.
961- مُحَمَّد بْن صالح بْن علي بْن يَحْيَى بن عبد الله، أبو الحسن الهاشمي المعروف بابن أم شيبان [2] :
أخو أبي الحارث الذي ذكرناه آنفا، وهو الأكبر، وأصلهما من الكوفة، ولي أبو الحسن القضاء ببغداد وَحَدَّثَ بها عَنْ مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عقبة الشيباني، وعبد الله ابن زيدان البجلي. حَدَّثَنَا عنه: مُحَمَّد بن طلحة النعالي، وأبو بكر البرقاني.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ طلحة النّعاليّ، حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى الْهَاشِمِيُّ ابْنُ أم شيبان- حدّثنا عبد الله بن زيدان، حدّثنا
__________
[1] 960- هذه الترجمة برقم 2888 في المطبوعة. انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/209.
[2] 961- هذه الترجمة برقم 2889 في المطبوعة. انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/273. والبداية والنهاية 11/296.(2/438)
هشام بن يونس النّهشلي، حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ مُوسَى الْفَرَّاءِ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عُثْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «أَفْضَلُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ» [1]
. أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن المحسن التنوخي، أخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر قال: لما نقل المستكفي بالله أبا السائب عن القضاء بمدينة المنصور- وذلك في يوم الاثنين مستهل شهر ربيع الأول سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة- قلد في هذا اليوم أبا الْحَسَن مُحَمَّد بْن صالح بْن عَلِيّ بْن يَحْيَى بن عبد الله بن محمد بن عبيد اللَّه بْن عِيسَى بْن مُوسَى بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه بن العباس بن عبد المطلب، ويعرف هو وأهله ببني أم شيبان، وهي والدة يحيى بن عبد الله جد أبيه، وهي المكناة بأم شيبان واسمها كنيتها، وهي بنت يحيى بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن زكريا بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأم زكرياء بن طلحة أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق، وأم أبيه صالح بن علي؛ فاطمة بنت جعفر بن محمد بن عمار البرجمي قاضي القضاة بسر من رأى. قَالَ طلحة: فقد ولده ثلاثة من الصحابة من قريش وله ولادة في البراجم من العرب، والقاضي أبو الحسن محمد بن صالح من أهل الكوفة وبها ولد ونشأ، وكتب الحديث، وقدم بغداد سنة إحدى وثلاثمائة مع أبيه، ثم تكرر دخوله إياها، ثم دخل سنة سبع وثلاثمائة فقرأ علي أبي بكر بن مجاهد ولقي الشيوخ، ثم انتقل إلى الحضرة فاستوطنها في سنة ست عشرة وثلاثمائة، وصاهر قاضي القضاة أبا عمر محمد بن يوسف على بنت بنته. قَالَ طلحة: وأبو الحسن رجل عظيم القدر، وافر العقل، واسع العلم، كثير الطلب للحديث، حسن التصنيف، مدمن الدرس والمذاكرة، ينظر في فنون العلم والآداب، متوسط في الفقه على مذهب مالك، ولا أعلم قاضيا تقلد القضاء بمدينة السلام من بني هاشم غيره، ثم قلده المطيع قضاء الشرقية مضافا إلى مدينة المنصور. وذلك في رجب سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة، فصار على قضاء الجانب الغربي بأسره إلى شهر ربيع الآخر سنة ست وثلاثين وثلاثمائة، فإن بغداد جمعت لأبي السائب عتبة بن عبيد الله، وقلد القاضي أبو الحسن مصر وأعمالها، والرملة وقطعة من أعمال الشام.
حَدَّثَنِي علي بن أبي علي البصري قَالَ: سمعت أبي يقول: قَالَ عضد الدولة يوما
__________
[1] انظر الحديث في: سنن الترمذي 2908. وسنن ابن ماجة 211، 212. ومسند أحمد 1/57، 69. ومصنف عبد الرزاق 5995.(2/439)
وأنا حاضر- وقد جرى ذكر أهل بغداد وكان يذمهم كثيرا ويثلبهم-: ما وقعت عيني في هذا البلد على أحد يستحق التفضيل، أو أن يسمى برجل غير نفسين؛ ولما ميزتهما علمت أنهما ليسا من أهل بغداد. قَالَ أبي: فتشوفت لمعرفتهما ولم أسأله عنهما، وبان له ذلك في وجهي فقال: أما أحدهما وأولاهما بالتفضيل، فأبو الحسن ابن أم شيبان، والآخر محمد بن عمر- يعني العلوي- وهما كوفيان.
قَالَ محمد بن أبي الفوارس: مات القاضي أبو الحسن ابن أم شيبان فجأة في جمادى الأولى سنة تسع وستين وثلاثمائة، قال: ومولده سنة ست وتسعين وكان نبيلا سريا فاضلا. وما رأينا مثله في معناه في الصدق.
ذكر لي علي بن المحسن: أن مولده كان في يوم عاشوراء من سنة أربع وتسعين ومائتين.
962- محمد بن صالح، أبو بكر السقطي المقرئ [1] :
أخبرنا أحمد بن محمّد العتيقي، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ السَّقِطيُّ المقرئ- إملاء في جامع المنصور- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي زَيْدٍ الْفَقِيهُ- بمكة- حدّثنا محمّد بن يونس، حدّثنا قريش وهو ابن أنس، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ عَلَى حِرَاءٍ هُوَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ، فَرَجَفَ بِهِمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اثْبُتْ حِرَاءُ فَمَا عَلَيْكَ إِلا نَبِيٌّ وَصِدِّيقٌ وَشَهِيدَانِ» [2]
. 963- محمد بن صالح بن جَعْفَر بن مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَر بن زياد بن ميسرة، أبو الحسن يعرف بابن الرازي القاضي [3] :
سمع إسماعيل بن علي الخطبي، كتبت عنه وكان صدوقا يسكن قريبا من دار إسحاق، ويحكى عنه أنه كان يذهب إلى الاعتزال.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ جعفر بن الرّازيّ، أخبرنا إسماعيل ابن عليّ الخطبي، حدّثنا محمّد بن العبّاس المؤدّب، حدّثنا إبراهيم بن أبي اللّيث، حَدَّثَنَا الأَشْجَعِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أبي الضحى، عن مسروق، عن
__________
[1] 962- هذه الترجمة برقم 2890 في المطبوعة.
[2] انظر الحديث في: سنن الترمذي 2757. وسنن ابن ماجة 134. ومسند أحمد 1/189، 5/346. والمستدرك 3/451. وصحيح ابن حبان 2918.
[3] 963- هذه الترجمة برقم 2891 في المطبوعة.(2/440)
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ: وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها
. قَالَ: هُوَ بلعم ابن أَوْبَرَ. مات ابن الرازي فِي يوم السبت السادس من جمادى الآخرة سنة خمس عشرة وأربعمائة.
وقرأت بخط أبي طاهر بن الأشناني: سألت ابن الرازي، عن مولده فقال: ولدت في جمادى من سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة.
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه الصباح
964- محمد بن الصباح، أبو جعفر البزاز، مولى مزينة، ويعرف بالدولابي [1] :
سمع إبراهيم بن سعد، وإسماعيل بن زكريا الخلقاني، وإسماعيل بن جعفر، وشريك بن عبد اللَّه وعبد الرحمن بن أبي الزناد، وهشيم بن بشير، وأبا قطن عمرو ابن الهيثم. رَوَى عَنْهُ: أَحْمَد بْن حنبل، وابنه عَبْد الله بن أحمد، وإبراهيم الحربي، وأحمد بن علي الخزاز، وعيسى بن عبد الله الطيالسي، وَمُحَمَّد بْن بشر بْن مطر، وَأَحْمَد بْن يحيى الحلواني، وكان أصله من هراة، ومسكنه ببغداد إلى حين وفاته.
نَقَلْتُ مِنْ أَصْلِ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ رِزْقَوَيْهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن الحسن، حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: كان أبي لا يرى بالكتاب عن هؤلاء الشيوخ بأسا وقد حَدَّثَنَا عن بعضهم، منهم محمد بن الصباح.
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّد اللخمي- بالأنبار- أخبرنا الحسين بن ميمون ابن محمّد البزّاز- بمصر- أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شعبان بن زكير، حدّثنا
__________
[1] 964- هذه الترجمة برقم 2892 في المطبوعة. انظر: تهذيب الكمال 5298 (25/388) . وطبقات ابن سعد 7/342، وعلل أحمد: 1/241، 251، و 2/79، 91، وتاريخ البخاري الكبير: 1/الترجمة 347، وتاريخه الصغير: 2/356، والكنى لمسلم، الورقة 18، وثقات العجلي، الورقة 47، وتاريخ واسط: 82، 84، والكنى للدولابي: 1/134، والجرح والتعديل: 7/الترجمة 1569، وثقات ابن حبان، 9/78، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه، الورقة 156، ورجال البخاري للباجي:
2/649، وتسمية شيوخ أبي داود، الورقة 91، والجمع لابن القيسراني: 2/440، وسير أعلام النبلاء: 10/670، والكاشف: 3/الترجمة 4984، والعبر: 1/399، وتذهيب التهذيب: 3/الورقة 214، وتاريخ الإسلام، الورقة 219 (أيا صوفيا 3007) ، وميزان الاعتدال: 3/الترجمة 7695، ورجال ابن ماجة، الورقة 16، ونهاية السول، الورقة 332، وتهذيب التهذيب: 9/229- 231، والتقريب: 2/171، وخلاصة الخزرجي 2/الترجمة 6313، وشذرات الذهب 2/62. والمنتظم 11/127.(2/441)
محمّد بن سعيد التستري، حَدَّثَنَا أبو محمد القاسم بن نصر المخرمي قَالَ: سألت أحمد بن حنبل، عن محمد بن الصباح الدولابي، فقال شيخنا: يحدث عن ابن أبي الزناد وإبراهيم بن سعد، ثقة.
أنبأنا أحمد بن محمّد الكاتب، أخبرنا محمّد بن حميد المخرميّ، حدثنا علي بن الحسين بن حبان قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده قَالَ: قَالَ أَبُو زَكَرِيَّا- يعني يَحْيَى بْن معين- محمد بن الصباح ثقة مأمون.
أَخْبَرَنَا حمزة بن محمّد بن طاهر، حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حَدَّثَنَا أبو مسلم صالح بن أحمد العجلي، حَدَّثَنِي أبي قَالَ: محمد بن الصباح يسكن بغداد ثقة.
أخبرنا أبو بكر البرقانيّ، أَخْبَرَنَا عبد الرحمن بن عمر بن أحمد الخلّال، حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: محمد بن الصباح الدولابي كان ثقة صاحب حديث.
أَخْبَرَنِي أبو القاسم الأزهريّ، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر، حدّثنا محمّد بن أحمد ابن يعقوب، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: كان محمد بن الصباح الدولابي ثقة عالما بهشيم.
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين القطّان، أخبرنا جعفر الخالدي، حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله الحضرمي قَالَ: سنة سبع وعشرين ومائتين فيها مات محمد بن الصباح الدولابي ببغداد.
أخبرنا الأزهريّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف، أخبرنا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قَالَ: مُحَمَّد بْن الصباح البزاز- وهو الدولابي- كان ينزل باب الكرخ، ومات في آخر المحرم سنة سبع وعشرين ومائتين.
أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا محمد بن عمر بن غالب، أخبرنا موسى ابن هارون قَالَ: مات محمد بن الصباح الدولابي ببغداد يوم الأربعاء لأربع عشرة ليلة من المحرم سنة سبع وعشرين وقد جاز السبعين.(2/442)
965- محمد بن الصباح بن سفيان بن أبي سفيان، أبو جعفر، المعروف بالجرجرائي، مولى عمر بن عبد العزيز [1] :
كان ينزل المخرم. وحدث عن: عاصم بن سويد، وعبد العزيز بن مُحَمَّد الدراوردي، وسفيان بن عيينة، وزكريا بن منظور، وجرير بن عبد الحميد، وهشيم، وسيف بن محمّد. رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن البراء، وَأحمد بْن عَلِيّ الأبار، وَموسى بْن هارون، ومحمد بن صالح بن ذريح العكبري، وابن ابنه جعفر بن أحمد ابن محمد بن الصباح، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا محمد ابن أحمد بن البراء، حدّثنا محمّد بن الصّبّاح الجرجرائي، أخبرنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الْمُقْسِطِينَ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ عَنْ يَمِينِ الرَّحْمَنِ تَعَالَى- وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ- الَّذِينَ يَعْدِلُونَ فِي حُكْمِهِمْ وَمَا وَلُوا» [2]
. أَخْبَرَنِي الأزهريّ، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا جَدِّي قَالَ: ذُكِرَ لِيَحْيَى بْنِ مَعِينِ، ابْنُ الصَّبَّاحِ- يَعْنِي الْجَرْجَرَائِيَّ- فَقَالَ يَحْيَى: حَدَّثَ بِحَدِيثٍ مُنْكَرٍ: عَنْ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صِنْفَانِ لَيْسَ فِي الإِسْلامِ لَهُمَا نَصِيبٌ؛ الْمُرْجِئَةُ والقدرية» [3] .
__________
[1] 965- هذه الترجمة برقم 2893 في المطبوعة. انظر: تهذيب الكمال 5297 (25/384) . تاريخ الدوري: 2/522، وابن محرز، الترجمة 291، وتاريخ البخاري الكبير: 1/الترجمة 348، وتاريخه الصغير: 2/373، والكنى لمسلم، الورقة 18، والمعرفة ليعقوب: 3/382، وتاريخ واسط: 20، 36، 50، 129، 153، 183، والكنى للدولابي: 1/134، والجرح والتعديل: 7/الترجمة 1570، وثقات ابن حبان: 9/103، والمعجم المشتمل، الترجمة 844، وسير أعلام النبلاء:
10/672، والكاشف: 3/الترجمة 4983، والمغني: 2/الترجمة 5632، وتذهيب التهذيب: 3/الورقة 214، وتاريخ الإسلام، الورقة 69 (أحمد الثالث 2917/7) ، ورجال ابن ماجة، الورقة 17، ونهاية السول، الورقة 332، وتهذيب التهذيب: 9/360، والتقريب: 2/171، وخلاصة الخزرجي: 2/الترجمة 6312. والمنتظم، لابن الجوزي 11/281.
[2] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الإمارة باب 18. وسنن النسائي 8/221. ومسند أحمد 2/159. والمستدرك 4/88. ومشكاة المصابيح 6390. والترغيب والترهيب 3/60.
[3] انظر الحديث في: سنن الترمذي 2149. وسنن ابن ماجة 62، 73. والسنة لابن أبي عاصم 1/153، 2/461، 462. والعلل المتناهية 1/152، 154.(2/443)
وَهَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ جِدًّا كَالْمَوْضُوعِ. وَإِنَّمَا يَرْوِيهِ عَلِيُّ بْنُ نِزَارٍ شَيْخٌ ضَعِيفٌ وَاهِي الْحَدِيثِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَلَمْ يَذْكُرْ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، مُحَمَّدَ بْنَ الصَّبَّاحِ هَذَا بِسُوءٍ.
قُلْتُ: رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَلِيُّ بْنُ نِزَارٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وَجَابِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. كذلك.
أخبرنا الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر، أخبرنا أَحْمَد بْن كامل الْقَاضِي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الفرج، حدّثنا يونس بن محمّد، حدّثنا عبد الله بن محمّد الّليثي، حَدَّثَنَا ابْنُ نَزَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَنْ جَابِرٍ قَالا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صِنْفَانِ مِنْ أُمَّتِي لَيْسَ لَهُمَا فِي الإِسْلامِ نَصِيبٌ؛ أَهْلُ الإِرْجَاءِ وَأَهْلُ الْقَدَرِ» [1]
. قرأت على أبي بكر الْبَرْقَانِيّ، عن مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد ابن مسعدة، أخبرنا جعفر بن درستويه، حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز قَالَ: سألت يحيى بن معين، عن محمد بن الصباح الجرجرائي فقال: ليس به بأس من أهل المخرم ولكن انتقل. قلت: عنده عن الوليد بن مسلم كتاب صالح، وعن ابن عيينة حديث كثير؟ فقال: ليس به بأس.
أَخْبَرَنَا علي بْن محمد الدَّقَّاق قَالَ: قرأنا على الْحُسَيْن بْن هارون، عن ابن سعيد قَالَ: محمد بن الصباح الجرجرائي، سمعت محمد بن عبد الله بن سليمان يقول:
كان ثقة.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد البغوي: مات محمد بن الصباح الجرجرائي بجرجرايا سنة أربعين- يعني ومائتين-.
966- محمد بن الصباح، أبو يعقوب الصوفي [2] :
أَخْبَرَنَا إسماعيل بن أحمد الحيري، أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين السلمي قَالَ: محمد ابن الصباح أبو يعقوب بغدادي كان من جلساء سري السقطي، وكان قريب السن منه. وهو من الطبقة الأولى جالسهم الجنيد وصحبهم.
__________
[1] انظر التخريج السابق.
[2] 966- هذه الترجمة برقم 2894 في المطبوعة.(2/444)
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه صبيح
967- محمد بن صبيح، أبو العباس المذكر مولى بني عجل، ويعرف بابن السماك [1] :
سمع هشام بْن عروة، وإِسْمَاعِيل بْن أبي خَالِد، وسليمان بن الأعمش، وعائذ بن نسير، ويزيد بن أبي زياد، والسري بن يحيى، والعوام بن حوشب، وسفيان الثوري.
روى عنه: الحسين بن علي الجعفي، وعمر بن حفص بن غياث، ويحيى بن يحيى النيسابوري، وعبد الله بن صالح العجلي، والعلاء بن عمرو الحنفي، ويحيى بن أيوب المقابري، وأحمد بن حنبل. وهو كوفي، قدم بغداد زمن هارون الرشيد، فمكث بها مدة، ثم رجع إلى الكوفة فمات بها.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ المقرئ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الآجُرِّيُّ- بِمَكَّةَ، في المسجد الحرام- حدّثنا أحمد بن يحيى الحلوانيّ، حدّثنا يحيى بن أيّوب العابد، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَبِيحِ بْنِ السَّمَّاكِ، عَنْ عَائِذِ بْنِ نُسَيْرٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ مَاتَ فِي هَذَا الْوَجْهِ مِنْ حَاجٍّ أَوْ مُعْتَمِرٍ، لَمْ يُعْرَضْ وَلَمْ يُحَاسَبْ، وَقِيلَ لَهُ ادْخُلِ الْجَنَّةَ» [2]
. وَقَالَتْ عَائِشَةُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ يُبَاهِي بِالطَّائِفِينَ» [3]
. أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا عليّ بن إبراهيم المستملي، حدّثنا أبو أحمد بن فارس، حدّثنا البخاريّ. قال: محمّد بن السماك القاص كوفي سمع عائذ بن نسير عن محمّد ابن عبد الله، عن عطاء، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ويقال: محمد بن صبيح بن السماك أبو العباس قدم بغداد.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أخبرنا محمد بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، وأَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّد بْنُ الْحُسَيْن بْنِ أَحْمَدَ بن بكير، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أبي، حدّثنا محمّد بن السِّمَاكِ- زَادَ الشَّافِعِيُّ- أَبُو الْعَبَّاسِ- ثُمَّ اتَّفَقَا- عن يزيد بن أبي زياد، عن
__________
[1] 967- هذه الترجمة برقم 2895 في المطبوعة. انظر: المنتظم، لابن الجوزي 9/86.
[2] انظر الحديث في: سنن الدارقطني 2/298. واللآلئ المصنوعة 2/71. وكشف الخفا 2/298.
والفوائد المجموعة 110. وتنزيه الشريعة 2/172.
[3] انظر الحديث في: حلية الأولياء 8/216. والمطالب العالية 1140. ومجمع الزوائد 3/208.
والترغيب والترهيب 2/178. والدر المنثور 1/212.(2/445)
الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تَشْتَرُوا السَّمَكَ فِي الْمَاءِ فَإِنَّهُ غَرَرٌ» [1]
. قَالَ القطيعي: قَالَ أبو عبد الرحمن: قَالَ أبي: وحدثنا به هشيم عن يزيد فلم يرفعه.
قلت: كذلك رواه زائدة، عن قدامة، عن يزيد بن أبي زياد موقوفا على ابن مسعود وهو الصحيح.
أَخْبَرَنَا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم. وأخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أبي قال: سمعت محمّد بن السماك يقول: كتبت إلى صديق لي: إن الرجاء حبل في قلبك قيد في رجلك، فأخرج الرجاء من قلبك، تحل القيد من رجلك.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْد اللَّه الأصبهانيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن نصير الخالدي، حدّثنا أحمد بن محمّد بن مسروق، حَدَّثَنَا محمد بن بشير الكندي العابد قَالَ: سمعت ابن السماك العابد يقول: الذباب على العذرة؛ أحسن من القارئ على أبواب الملوك.
أخبرنا عبد العزيز بن عليّ الورّاق، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُفِيدُ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بن إسماعيل الربعيّ، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن إبراهيم الفهري، عن ابن السماك:
أنه كان يعاتب نفسه يقول فيما يعاتبها به: تقولين قول الزاهدين، وتعملين عمل المنافقين؟ والجنة تطمعين تدخلين؟ هيهات للجنة قوما آخرين.
كذا رواه لنا عبد العزيز والصواب: هيهات إن للجنة قوما آخرين، ولهم أعمال غير ما تعملين.
أَخْبَرَنَا إسماعيل بن أحمد النّيسابوري، أخبرنا زاهر بن أحمد السّرخسيّ، حدّثنا محّمد بن معاذ الماليني، حَدَّثَنَا الفرياناني- يعني أحمد بن عبد الله- حَدَّثَنَا أحمد بن حميد قَالَ: قَالَ محمد بن السماك: كم من شيء إذا لم ينفع لم يضر، ولكن العلم إذا لم ينفع ضر.
__________
[1] انظر الحديث في: السنن الكبرى للبيهقي 5/340. والمعجم الكبير للطبراني 10/258. وحلية الأولياء 8/214.(2/446)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَتُّوثِيُّ، أَخْبَرَنَا أبو الحسن علي بن محمد المصري- فيما أجاز لنا- حدّثنا أحمد بن محمّد الكوفيّ، حَدَّثَنَا عبد الله بن عبد الرحمن الخوارزمي، حَدَّثَنَا أحمد بن حماد قَالَ: كان ابن السّمّاك يقول: يا ابن آدم إنما تغدو في كسب الأرباح فاجعل نفسك فيما تكسبها، فإنك لن تكسب مثلها. ثم يقول:
أراك تحب أن تدعى حكيما ... وأنت لكل ما تهوى ركوب
وتضحك دائبا ظهرا لبطن ... وتذكر ما عملت فلا تتوب
أَخْبَرَنَا أبو القاسم الأزهريّ، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي هارون بن سفيان المستملي، حدّثني عبد الله بن صالح العجليّ، حَدَّثَنِي محمد بن صبيح مولى بني عجل. وهو ابن السماك- قَالَ: كتب رجل من مياسير أهل بغداد إلي يسألني أن أصف له الدّنيا، فكتبت إليه: أما بعد، فالله حفها بالشهوات، ثم ملأها بالآفات، ومزج حلالها بالمؤونات، ومزج حرامها بالتبعات، فحلالها حساب، وحرامها عذاب.
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بُرْهَانَ الْغَزَّالُ، حَدَّثَنَا عبد الباقي بن قانع القاضي- إملاء- حدّثنا بشر بن موسى، حَدَّثَنَا عبد الله بن صالح قَالَ: كتب رجل إلى محمد ابن السماك: صف لي الدنيا، فكتب إليه، ثم ذكر نحو ما تقدم.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ- إِمْلاءً- حدّثنا جعفر بن محمّد بن نصير الخالدي، حدّثنا أحمد بن محمّد بن مسروق، حَدَّثَنِي محمد بن خلف التيمي قَالَ:
سمعت أبي يقول: دخلت مع محمّد بن السماك على مريض مدنف فسأله عن حاله ثم انصرف، وهو يقول:
ما يعرف المرء إذا لم يصب ... بنكبة ما موقع العافيه
والميت لا يألم ما مضه ... ومستريح صاحب الواقيه
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن عَلِيّ الجوهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن العبّاس الخزّاز، حدّثنا علّان الرّزّاز، حَدَّثَنَا الجاماسبي قَالَ: قَالَ لي رجل: كنت عند ابن السماك إذ جاءه رجل فقال له: أعزك الله، إني قد أتيتك في حاجة. فقال: والله ما عندنا صفر ولا بيض قَالَ: والله ما جئنا في شيء من هذين الجوهرين. قَالَ: وفيم ذاك؟ قَالَ: سألني هذا الرجل أن أكلمك في أن تكلم بعض إخوانك في صداق أهله. قَالَ: فأخذ ابن السّمّاك(2/447)
رقعة وكتب فيها: أطال الله بقاك يا أبا العباس إن الدهر قد كلح فجرح وجمح فطمح، وأفسد ما أصلح، فإن لم تعن عليه فضح. ودفعها إلى الرجل فقال: أوصلها إلى الفضل بن يحيى، قَالَ: فأوصلها فدعا الفضل صاحب بيت ماله فقال: ما في بيت ما لنا؟ قَالَ: ألف ومائتا دينار وثلاثون ألف درهم قَالَ: احملها إلى أبي العباس وأعلمه أنا في ضيقة. فلما أتي بالمال. قَالَ: ادفعوه إلى الرجل فقال: إنما يكفي هذا الرجل ألف أو ألفان، قَالَ: ما جاء بسببه فهو له.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن يوسف بن دوست البزاز، وأَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّه بْن بشران المعدل- قَالَ أحمد: حَدَّثَنَا وَقَالَ علي: أَخْبَرَنَا عليّ بن محمّد المصري، حدّثنا محمّد بن عمرو بن خالد، حَدَّثَنَا أبي قَالَ: بعث هارون أمير المؤمنين إلى محمّد بن السماك في آخر شعبان فأحضره، فقال له يحيى بن خالد: أتدري لم بعث إليك أمير المؤمنين؟ قَالَ: لا أدري. قَالَ له يحيى بن خالد:
بعث لما بلغه عنك من حسن دعائك للخاصة والعامة، فقال له ابن السماك: أما ما بلغ أمير المؤمنين عني من ذلك فبستر الله الذي ستره علي، ولولا ستره لم يبق لنا ثناء ولا التقاء على مودة، فالستر هو الذي أجلسني بين يديك يا أمير المؤمنين، إني والله ما رأيت وجها أحسن من وجهك، فلا تحرق وجهك بالنار. قَالَ: فبكى هارون بكاء شديدا ثم دعا بماء فاستسقى فأتى بقدح فيه ماء فقال: يا أمير المؤمنين: أكلمك بكلمة قبل أن تشرب هذا الماء؟ قَالَ: قل ما أحببت، قَالَ يا أمير المؤمنين لو مُنعت هذه الشربة إلا بالدنيا وما فيها أكنت تفتديها بالدنيا وما فيها حتى تصل إليك فقال: نعم! قَالَ: فاشرب ريا بارك الله فيك. فلما فرغ من شربه قَالَ له: يا أمير المؤمنين، أرأيت لو مُنعت إخراج هذه الشربة منك إلا بالدنيا وما فيها أكنت تفتدي ذلك بالدنيا وما فيها؟ قَالَ: نعم! قَالَ: يا أمير المؤمنين فما تصنع بشيء شربة ماء خير منه؟ قَالَ:
فبكى هارون واشتد بكاؤه، قَالَ: فقال يحيى بن خالد: يا ابن السماك قد آذيت أمير المؤمنين، فقال له: وأنت يا يحيى فلا يغرنك رفاهية العيش ولينه.
أَخْبَرَنِي بكران بن الطيب السقطي- بجرجرايا- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّد الْمُفِيدُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، حدّثنا أبي، حَدَّثَنِي أبي المغيرة بن شعيب قَالَ: حضرت يحيى بن خالد البرمكي يقول لابن السماك: إذا دخلت على هارون أمير المؤمنين فأوجز ولا تكثر عليه، قَالَ: فلما دخل عليه وقام بين يديه قَالَ:(2/448)
يا أمير المؤمنين: إن لك بين يدي الله مقاما، وإن لك من مقامك منصرفا فانظر إلى أين منصرفك، إلى الجنة أم إلى النار؟! قَالَ: فبكى هارون حتى كاد أن يموت.
أَخْبَرَنِي أبو القاسم الأزهريّ، حدّثنا الحسين بن محمّد الدهقان، حدّثنا محمّد بن الحسن المقرئ، حَدَّثَنَا أحمد بْن عَبْد العزيز قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن منصور. قَالَ: لما حضرت ابن السماك الوفاة. قَالَ: اللهم إنك تعلم أني لم أجلس مجلسا للناس إلا لأحببك إلي خلقك، وأحبب خلقك إليك.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد الدَّقَّاق قَالَ: قرأنا على الْحُسَيْن بْن هارون، عن أبي العباس ابن سعيد. قَالَ: حَدَّثَنِي عبد اللَّه بْنُ إِبْرَاهِيم بْن قتيبة قَالَ: سَمِعْتُ ابْن نمير يقول:
حدّثنا محمّد بن السماك وكان صدوقا، ما علمته ربما حدث عن الضعفى.
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا جعفر بن محمّد الخالدي، أخبرنا محمّد ابن عبد الله الحضرمي قَالَ: مات أبو العباس محمّد بن صبيح بن السماك سنة ثلاث وثمانين ومائة.
968- محمد بن صبيح [1] :
ذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ فِي كِتَابِ «التَّارِيخِ» فَقَالَ: فيما أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عليّ بن إبراهيم، حدّثنا ابن فارس، حَدَّثَنَا الْبُخَارِيُّ قَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ صُبَيْحٍ الْبَغْدَادِيُّ سَمِعَ خَطَّابَ بْنَ الْقَاسِمِ. سَمِعَ مِنْهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.
وَأَخْبَرَنَا بِحَدِيثِهِ أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَد بْن الصلت الأهوازي، أخبرنا محمّد بن مخلد العطّار، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدّثنا أبي، حدّثنا محمّد ابن صبيح، حَدَّثَنَا خَطَّابُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُوتِرَ وَهُوَ مُسَافِرٌ نَزَلَ بِالأَرْضِ فأوتر.
ومحمد بن صبيح هذا يكنى أبا عبد الله ويعرف بالأغر، وهو موصلي لا بغدادي.
حدث عن المعافى بن عمران، وسابق الحجام، والعبّاس بن الفضل الأنصاريّ. روى عنه: علي بن حرب الموصلي وكانت وفاته في سنة ثمان وعشرين ومائتين، وقد وهم البخاري في قوله إنه بغدادي، اللهم إلا أن يكون ورد بغداد فنسبه إليها لأجل ذلك.
__________
[1] 968- هذه الترجمة برقم 2896 في المطبوعة.(2/449)
969- محمد بن صبيح، أبو عبد الله البغدادي [1] :
قدم أصبهان، وحدث عن مجاشع بن عمرو. وروى عنه محمّد بن النضير الزبيري.
قَالَ ذلك أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن مَنْدَة الأصبهاني، فِي كتاب «الأسماء والكنى» .
970- محمد بن صبيح، صاحب معروف الكرخي [2] :
روى أبو بكر محمد بن المبارك عنه عن معروف حكايات.
ومن مفاريد الأسماء في هذا الحرف
971- محمد بن الصقر بن يحيى بن السري بن ثروان، أبو بكر الموصلي [3] :
عم شيخنا محمد بن همام بن الصقر. سكن بغداد وحدث بِهَا عَن مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس بْن الفضل صاحب الطعام الموصلي، وعن أحمد بن جعفر بن أبي توبة الشيرازي. حَدَّثَنِي عنه أَحْمَد بن مُحَمَّد العتيقي وَقَالَ لي: كان صدوقا.
حرف الضاد من آباء المحمّدين
972- محمّد بن الضّو بن الصلصال بن الدلهمس بن حمل بن جندلة ابن بجيلة بن منقذ بن تميم بن ربيعة، أبو جعفر الكوفي، ويعرف بأبي الغضنفر [4] :
قدم بغداد، وأقام بها مدة ثم رجع إلى الكوفة. وكان يروي عن أبيه، وعن عطاف ابن خالد المخزومي. حدث عنه علي بن سعيد العسكريّ، وأبو عمارة محمّد بن أحمد المهدي، وموسى بن محمد الخياط السامري، وعلي بن أحمد بن مروان بن نقيس المقرئ، ومحمد بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان الباغندي وغيرهم.
__________
[1] 969- هذه الترجمة برقم 2897 في المطبوعة.
[2] 970- هذه الترجمة برقم 2898 في المطبوعة.
[3] 971- هذه الترجمة برقم 2899 في المطبوعة.
[4] 972- هذه الترجمة برقم 2900 في المطبوعة.(2/450)
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي سَمُرَةَ الْبَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، حدّثنا محمّد بن ضو بن الصلصال بن الدلهمس، حدّثني أبي ضو بْنُ صَلْصَالٍ عَنْ صَلْصَالِ بْنِ الدَّلَهْمَسِ. قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يَقُولُ: «لا تَزَالُ أُمَّتِي فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهَا مَا لَمْ يُؤَخِّرُوا الْمَغْرِبَ إِلَى اشْتِبَاكِ النُّجُومِ وَلَمْ يُؤَخِّرُوا صَلاةَ الْفَجْرِ إِلَى إِمْحَاقِ النجوم، ولم يكلوا الجنائز إلى أهلها» [1]
. هذا الحديث يحفظ بغير هذا الإسناد ومحمد بن الضو ليس بمحل لأن يؤخذ عنه العلم لأنه كان كذابا، وكان أحد المتهتكين بشرب الخمور، والمجاهرة بالفجور.
أَخْبَرَنِي أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل، أَخْبَرَنَا عبيد اللَّه بْن عثمان بْن يحيى الدقاق، حدثنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَكِيمِيُّ، حَدَّثَنَا ميمون بْن هارون الكاتب، عَن أبي محمد عمر بن محمد بن عبد الملك الزيات، عن محمّد بن ضو بن الصلصال بن الدلهمس قَالَ: كان أبو نواس يزورني إلى الكوفة فيأتي بيت خمّار بالحيرة يقال له: حابر، وكان نظيفا، نظيف الثوب، وكان يعتّق الشراب فيكون عنده ما يأتي عليه سنون، قَالَ: فرأى في يدي يوما منه شيئا عجيبا في نهاية الحسن وطيب الرائحة فقال لي: يا أبا جعفر لا يجتمع هذا والهم في صدر. قَالَ: وكان معجبا بضرب الطنبور فكان إذا جاءني جمعت له ضُرّاب الطنابير ومعدنهم الكوفة، فكان يسكر في الليلة سكرات قَالَ: فجاءني مرة من ذاك، فقال: قد حدث أمر، فقلت:
ما هو؟ قَالَ: نهاني أمير المؤمنين محمد عن شرب الخمر، وأنشدني:
أيها الرائحان باللوم لوما ... لا أذوق المدام إلا شميما
القصيدة. فقلت: ما تريد أن تفعل؟ فقال: لا أشربها، أخاف أن يبلغه أني شربتها، فأتيناه بنبيذ وجلسنا في منزل جابر، فلما دارت الكأس بيننا أنشأت أقول فأذكره قوله لي:
عتبَتْ عليك محاسن الخمر ... أم غيرتك نوائب الدهر
فصرفت وجهك عن معتقة ... تفتر عن حلق من الشذر
يسعى بها ذو غنة غنج ... متنعم الوجنات بالسحر
ونسيت قولك حين تمزجها ... فتزول مثل كواكب النسر
لا تحسبن عقار خابية ... والهم يجتمعان في صدر
__________
[1] انظر الحديث في: المستدرك 1/370. والمعجم الكبير للطبراني 8/94. ومجمع الزوائد 1/311، -(2/451)
قَالَ: فقال: هاتها في كذا وكذا من أم محمد، فأخذها فشرب، ثم شخص إلي محمد فقال له: أين كنت؟ قَالَ: عند صديقي الكوفي وحدثه الحديث. قَالَ: فقال لي: ما صنعت حين أنشدك الشعر؟ قَالَ: شربتها والله يا أمير المؤمنين. قَالَ: أحسنت وأجملت، ثم قَالَ: اشخص حتى تحمل إلي صديقك هذا. قَالَ: فشخص فحملني إليه، فلم أزل مع محمد حتى قتل.
973- محمد بن الضحاك بن عمرو بن أبي عاصم النبيل، الشيباني- واسمه: الضحاك- بن مخلد بن الضحاك بن مسلم بن رافع بن رفيع بن الأسود ابن عمرو بن زالان بن هلال بن ثعلبة بن شيبان، وكنية محمد: أبو علي [1] :
نشأ بأصبهان وكتب بها الحديث. ثم انتقل إلى بغداد فسكنها. وروى بها عن عمه أحمد بن أبي عاصم كتاب «الآحاد والمثاني» ، حدث به عنه جعفر الخالدي.
وحدّث أبو علي أيضا عن أسيد بن عاصم وعمران بن عبد الرّحيم الأصبهانيّين، وعن أحمد بن يحيى بن مالك السوسي، وأحمد بن عبد العزيز بن معاوية اليمامي، وسهل ابن عبد الله بن الفرخان الزاهد. روى عنه: أبو الصيدا ناجية بن حيّان القاضي، وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى أَبُو الْعَبَّاسِ الْهَاشِمِيُّ، ومُحَمَّد بْن المظفر الحافظ.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ، أخبرنا محمّد بن المظفر، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ الضَّحَّاكِ بْنِ عمرو بن الضّحاك بن مخلد، أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ أَبُو سَعِيدٍ الأصبهانيّ، حدّثنا بكّار بن الحسن، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ حَمَّادِ بْنِ أَبِي حَنِيفَةَ، عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ نَافِعِ، عن جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الأَيِّمُ أَحَقُّ بِنَفْسِهَا مِنْ وَلِيِّهَا، وَالْبِكْرُ تُسْتَأْمَرُ، وَصَمْتُهَا إقرارها» [2]
. أخبرنا السّمسار، أَخْبَرَنَا الصفار، حَدَّثَنَا ابن قانع: أن محمد بن الضحاك بن أبي عاصم النبيل مات فِي شهر ربيع الأول من سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة.
__________
- 3/32. والدر المنثور 1/299. ومصنف عبد الرزاق 6530. وفي أغلب المصادر بلفظ: «لا تزال أمتى في مسكة من دينها..» وهو الأقرب إلى الصواب.
[1] 973- هذه الترجمة برقم 2901 في المطبوعة.
[2] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب النكاح 66. وسنن أبي داود 2098. وسنن الترمذي 1108. وسنن النسائي 6/84. ومسند أحمد 1/219، 242. وكشف الخفا 1/327.(2/452)
حرف الطاء من آباء المحمدين
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه طاهر
974- محمد بن طاهر بن عبد الله بن طاهر، أبو العباس النيسابوري الأمير [1] :
سمع إسحاق بن راهويه، ومحمد بن يحيى الزّهريّ. روى عنه: أحمد بن حاتم المروزي، وكان محمد ورد بغداد في أيام المقتدر بالله فمات بها.
أخبرني أبو القاسم الأزهريّ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا إبراهيم بن محمّد ابن عرفة، قَالَ: ومات محمد بن طاهر بن عبد الله بن طاهر سنة ثمان وتسعين ومائتين، ودفن إلى جنب عمه محمد بن عبد الله بن طاهر.
975- محمد بن طاهر بن خالد بن البختري، أبو العباس المعروف بابن أبي الدميك [2] :
سمع عبد الله بن محمّد بن عائشة، وإبراهيم بن زياد سبلان، وعليّ بن المديني، وسليمان بن الفضل الزيدي. روى عنه: جعفر بن محمّد الخالدي، وعبد العزيز بن جعفر الخرقي، وعمر بن نوح البجلي، ومخلد بن جعفر، ومحمد بن المظفر، وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله المعدّل، أخبرنا جعفر بن محمّد بن نصير، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ طَاهِرِ بْنِ أبي الدميك، حدّثنا سليمان بن الفضل الزيدي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مِنْ حُسْنِ عِبَادَةِ الْمَرْءِ حُسْنُ ظَنِّهِ» [3]
. بلغني أن ابن أبي الدميك مات في يوم الثلاثاء لسبع خلون من جمادى الآخرة سنة خمس وثلاثمائة.
976- محمد بن طاهر، أبو العباس الطاهري [4] :
كان إخباريا. حدث عن: أبي العباس ثعلب. روى عنه: أبو عبيد الله المرزبانيّ.
__________
[1] 974- هذه الترجمة برقم 2902 في المطبوعة. انظر:
[2] 975- هذه الترجمة برقم 2903 في المطبوعة. انظر: الأنساب، للسمعاني 5/341، 342.
[3] انظر الحديث في: كنز العمال 3/5851.
[4] 976- هذه الترجمة برقم 2904 في المطبوعة. انظر: الأنساب، للسمعاني 8/181.(2/453)
أخبرني عليّ بن أيوب القمي، أخبرنا محمّد بن عمران المرزبانيّ، حدّثني محمّد ابن طاهر الطّاهري، حدّثنا أحمد بن يحيى النّحويّ، حدّثني عبد الله بن شبيب، حَدَّثَنِي عمر بن عثمان قَالَ: مرت سكينة بعروة بن أذينة فقالت له: يا أبا عامر أنت الذي تقول:
يا نظرة لي ضرت يوم ذي سلم ... حتى متى لي هذا الضر في نظري
قالت- وأبسستها سري فبحت به- ... قد كنت عندي تحب الستر، فاستتر
ألست تبصر من حولي؟ فقلت لها ... غطي هواك وما ألقى على بصري
وأنت القائل:
إذا وجدت أذى للحب في كبدي ... أقبلت نحو سقاء القوم أبترد
هذا بردت ببرد الماء ظاهره ... فمن لحر على الأحشاء يتقد؟
قالت: هن حرائر- وأشارت إلى جواريها- إن كان خرج هذا من قلب سليم.
وقد أَخْبَرَنَا بهذا الخبر الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو عليّ الطوماري، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْد اللَّهِ بْن شبيب، حدّثني أبو معاوية عبد الجبّار ابن سعيد المساحقي قَالَ: وقفت سكينة على ابن أذينة- فذكر نحوه في المعنى إلا أنه اختصره ولم يذكر من الشعر غير بيتين فقط.
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه الطيب
977- محمد بن الطيب بن محمد، أبو الفرج الحافظ، يعرف بالبلوطي [1] :
سمع أبا بكر ابن أَبِي داود السجستاني، ومحمد بْن سليمان النعماني، وأحمد بن محمد بن الجراح الضراب، وجبير بن محمد الواسطي، ومحمد بن أحمد بن البستنبان، وأبا ذر بن الباغندي. حَدَّثَنَا عنه: أبو نعيم الحافظ، ومحمد بن أبي الفوارس، وأبو الفتح محمّد بن الحسين العطار، ومحمد بن أبي علي الأصبهاني.
وكان ثقة. انتقل إلى الأهواز فسكنها إلى حين وفاته. وبها سمع منه شيوخنا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْن أَحْمَد الأهوازي، أخبرنا أبو الفرج محمّد بن الطّيّب
__________
[1] 977- هذه الترجمة برقم 2905 في المطبوعة. انظر: الأنساب، للسمعاني 2/298.(2/454)
ابن مُحَمَّدٍ الْبَلُّوطِيُّ الْحَافِظُ الْبَغْدَادِيُّ- بِالأَهْوَازِ- قَالَ: أَخْبَرَنَا جبير الواسطيّ، ومحمّد ابن أحمد بن أسد الهرويّ، وأبو الذر أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ- وَاللَّفْظُ لَهُ- قَالُوا:
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ جَرِيرِ بْنِ جَبَلَةَ، حدّثنا أبو زيد الهرويّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ: قَالَ مُعَاذٌ: يَا مَعْشَرَ الْعَرَبِ اعْلَمُوا أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» [1]
. 978- محمد بن الطيب بن محمد، أبو بكر القاضي، المعروف بابن الباقلاني [2] :
المتكلم على مذهب الأشعري من أهل البصرة. سكن بغداد، وسمع بها الحديث من أبي بَكْر بْن مالك القطيعي، وأبي محمد بن ماسي، وأبي أحمد الحسين بن علي النيسابوري، خرج له محمد بن أبي الفوارس وحدثنا عنه: القاضي أبو جعفر محمّد ابن أحمد السّمنانيّ، وكان ثقة.
فأما الكلام فكان أعرف الناس به، وأحسنهم خاطرا، وأجودهم لسانا، وأوضحهم بيانا، وأصحهم عبارة، وله التصانيف الكثيرة المنتشرة في الرد على المخالفين من الرافضة، والمعتزلة، والجهمية، والخوارج وغيرهم. وحدث أن ابن المعلم- شيخ الرافضة ومتكلمها- حضر بعض مجالس النظر مع أصحاب له إذ أقبل القاضي أبو بكر الأشعري فالتفت ابن المعلم إلى أصحابه وَقَالَ لهم: قد جاءكم الشيطان! فسمع القاضي كلامهم- وكان بعيدا من القوم- فلما جلس أقبل على ابن المعلم وأصحابه وَقَالَ لهم: قَالَ الله تعالى: أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّياطِينَ عَلَى الْكافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا
أي إن كنت شيطانا فأنتم كفار، وقد أرسلت عليكم.
حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي عثمان الدقاق وغيره أن الملك الملقب بعضد الدولة كان قد بعث القاضي أبا بكر بن الباقلاني في رسالة إلى ملك الروم، فلما ورد مدينته عرف الملك خبره، وبين له محله من العلم وموضعه، فأفكر الملك في أمره وعلم أنه لا يكفر له إذ دخل عليه، كما جرى رسم الرعية أن تقبل الأرض بين يدي الملوك ثم نتجت له الفكرة أن يضع سريره الذي يجلس عليه وراء باب لطيف
__________
[1] سبق تخريجه، راجع الفهرس.
[2] 978- هذه الترجمة برقم 2906 في المطبوعة. انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/96. والأنساب، للسمعاني 2/51.(2/455)
لا يمكن أحدا أن يدخل منه إلا راكعا ليدخل القاضي منه على تلك الحال فيكون عوضا من تكفيره بين يديه. فلما وضع سريره في ذلك الموضع أمر بإدخال القاضي من الباب، فسار حتى وصل إلى المكان، فلما رآه تفكر فيه ثم فطن بالقصة فأدار ظهره، وحنا رأسه راكعا ودخل من الباب وهو يمشي إلى خلفه قد استقبل الملك بدبره حتى صار بين يديه، ثم رفع رأسه ونصب ظهره، وأدار وجهه حينئذ إلى الملك! فعجب من فطنته، ووقعت له الهيبة في نفسه.
سمعت أبا الفرج محمد بن عمران الخلال يقول: كان ورد القاضي أبي بكر محمد بن الطيب في كل ليلة عشرين ترويحة، ما يتركها في حضر ولا سفر. قَالَ:
وكان كل ليلة إذا صلى العشاء وقضى ورده وضع الدواة بين يديه وكتب خمسا وثلاثين ورقة تصنيفا من حفظه، وكان يذكر أن كتبه بالمداد أسهل عليه من الكتب بالحبر، فإذا صلى الفجر دفع إلى بعض أصحابه ما صنفه في ليلته وأمره بقراءته عليه.
وأملى عليه الزيادات فيه.
قَالَ أبو الفرج: وسمعت أبا بكر الخوارزمي يقول: كل مصنف ببغداد إنما ينقل من كتب الناس إلى تصانيفه سوى القاضي أبي بكر، فإن صدره يحوي علمه وعلم الناس.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْحَرْبِيُّ المالكي قَالَ: كان القاضي أبو بكر الأشعري يهم بأن يختصر ما يصنفه فلا يقدر على ذلك لسعة علمه، وكثرة حفظه.
قَالَ: وما صنف أحد خلافا إلا احتاج أن يطالع كتب المخالفين غير القاضي أبي بكر، فإن جميع ما كان يذكر خلاف الناس فيه صنفه من حفظه.
حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عمرو الأستوائي قال: كان أبو محمّد اليافعي يقول: لو أوصى رجل بثلث ماله أن يدفع إلى أفصح الناس لوجب أن يدفع لأبي بكر الأشعري، حَدَّثَنِي عبد الصمد بن سلامة المقرئ، عن القاضي أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه البيضاوي قَالَ: رأيت في المنام كأني دخلت مسجدي الذي أدرس فيه فرأيت رجلا جالسا في المحراب وآخر يقرأ عليه ويتلو تلاوة لا شيء أحسن منها. فقلت: من هذا القارئ ومن الذي يقرأ عليه؟ فقيل لي: أما الجالس في المحراب فهو رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأما القارئ عليه فهو أبو بكر الأشعري يدرس عليه الشريعة.(2/456)
أنشدني أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْنِ دالان قَالَ: أنشدني أبو الحسن علي بن عيسى السكري لنفسه- يمدح القاضي أبا بكر محمد بن الطيب- من قصيدة أولها:
يا عتب هل لتعتبي من معتب ... أم هل لديك لراغب من مرغب؟
إلى أن قَالَ:
أنا من علمت فلا تظني غيره ... صعب على خطب الزمان الأصعب
لكنني طوع لكل خريدة ... رود الشباب وكل خود خرعب
من كل ساجية الجفون كأنما ... ترنو إذا نظرت بعيني ربرب
بيضاء أخلصها النعيم، كأنما ... يجلو مجردها حشاشة مقضب
ملكت محبات القلوب ببهجة ... مخلوقة من عفة وتحبب
فكأنها من حيث ما قابلتها ... شيم الإمام محمد بن الطيب
اليعربي فصاحة وبلاغة ... والأشعري إذا اعتزي للمذهب
قاض إذا التبس القضاء على الحجى ... كشفت له الآراء كل مغيّب
لا يستريح إذا الشكوك تخالجت ... إلا إلى لب كريم المنصب
وصلته همته بأبعد غاية ... أعيا المريد لها سبيل المطلب
أهدى له ثمر القلوب محبة ... وحباه حسن الذكر من لم يحبب
ما زال ينصر دين أحمد صادعا ... بالحق، يهدي للطريق الأصوب
والناس بين مضلَّل ومضلِّل ... ومكذَّب فيما أتى ومكذِّب
حتى انجلت تلك الضلالة واهتدى الس ... اري وأشرق جنح ذاك الغيهب
بمحاسن لم تكتسب بتكلف ... لكنهن سجية لمهذب
وبديهة تجني الصواب، وإنما ... تُجنى الفوائد من لبيب مسهب
شرفا أبا بكر وقدرا صاعدا ... يختب في شرق العلى والمغرب
متنقلا من سؤدد في سؤدد ... ومرددا من منقب في منقب
أعذر حسودك في الذي أوليته ... إذ فاز منه بجد قدح أخيب
فلقد حللت من العلاء بذروة ... صماء تسفر عن حمى المستصعب
حييت بك الآمال بعد مماتها ... والغيث خصب للمكان المجدب
فإذا رعين، رعين أخصب مرتع ... وإذا وردن، وردن أعذب مشرب
وإذا صدرن، صدرن أحمد مصدر ... من خير منتجب لأكرم منجب(2/457)
أنصبت نفسك للثناء فحزته ... إن الثناء عدو من لم ينصب
وإذا الكلام تطاردت فرسانه ... وتحامت الأقران كل مجرب
ألفيته من لبه وجنانه ... ولسانه وبيانه في مقنب
ذو مجلس فلك تضيء بروجه ... عن كل أزهر كالصباح الأشهب
متوقد إلا لديك ضياؤه ... والشمس تمنع من ضياء الكوكب
يا سيدا زرع القلوب مهابة ... تسقي بماء محبة لم تنضب
آنستني، فأنست منك بشيمة ... بيضاء تأنف بالثناء الأطيب
فعجزت في وصفيك، غير مقصر ... ونطقت في مدحيك، غير مكذب
فاسلم- سلمت من الزمان وصرفه ... فلأنت أمرع من ربيع المخصب
فإذا سلمت لنا فأية نعمة ... لم نعطها؟ وبلية لم تسلب؟
حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن أَبِي عَلِيّ المعدل قَالَ: مات القاضي أبو بكر محمد بن الطيب في يوم السبت لسبع بقين من ذي القعدة سنة ثلاث وأربعمائة.
قلت: وصلى عليه ابنه الحسن ودفنه في داره بدرب المجوس من نهر طابق ثم انتقل بعد ذلك فدفن في مقبرة باب حرب.
أنشدني أبو نصر عبد السيد بن محمد بن عبد الواحد الفقيه لبعضهم يرثي القاضي أبا بكر محمد بن الطيب:
انظر إلى جبل تمشي الرجال به ... وانظر إلى القبر ما يحوي من الصلف
انظر إلى صارم الإسلام منغمدا ... وانظر إلى درة الإسلام في الصدف
حَدَّثَنِي أَبُو الْفَضْل عُبَيْد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ بْن علي المقري قَالَ: مضيت أنا وأبو علي بن شاذان وأَبُو القاسم عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عثمان الصيرفي إلى قبر القاضي أبي بكر الأشعري لنترحم عليه، وذلك بعد موته بشهر، فرفعت مصحفا كان موضوعا على قبره وقلت: اللهم بيّن لي في هذا المصحف حال القاضي أبي بكر وما الذي آل إليه أمره، ثم فتحت المصحف فوجدت مكتوبا فيه: يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوها وَأَنْتُمْ لَها كارِهُونَ
[هود 28] .(2/458)
979- محمد بن الطيب بن سعيد بن موسى، أبو بكر الصباغ [1] :
كان يسكن الخضيرية من الجانب الشرقي، وحدث عَنْ: أَحْمَد بْن سلمان النجاد، وأبي بكر الشافعي، وأحمد بن يوسف بن خلاد، ومحمد بن يوسف بن حمدان الهمذاني. كتبنا عنه وكان صدوقا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بن الطّيّب الصّبّاغ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ بْنِ الْحَسَنِ النَّجَّادُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، حدّثنا عليّ بن عاصم، حدّثنا عبد الرّحمن بن يزيد، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الرَّاكِبُ شَيْطَانٌ، وَالاثْنَانِ شَيْطَانَانِ وَالثَّلاثَةُ ركب» [2]
. سمعت رئيس الرؤساء أبا القاسم علي بن الحسن يقول: تزوج محمّد بن الطّيّب الصّبّاغ زيادة على تسعمائة امرأة!.
سمعت محمد بن الطيب يقول: ولدت في سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة. ومات في يوم الجمعة التاسع من شهر ربيع الآخر سنة ثمان وَعشرين وأربعمائة.
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه طلحة
980- محمد بن طلحة بن محمد بن عثمان، أبو الحسن النعالي [3] :
شيخ كان يكتب معنا الحديث إلى أن مات، ويتتبع الغرائب والمناكير، وحدث عن أبي بكر الشافعي وأبي بحر بن كوثر البربهاري، وأبي عمرو بن سنقة، ومحمّد بن عمر بن الجعابي، وحبيب بْن الحسن القزاز، وعَبْد الخالق بْن الْحَسَن بْن أَبِي روبا، وابن مالك القطيعي، وغيرهم. كتبت عنه وكان رافضيا.
حَدَّثَنِي أبو القاسم الأزهري، قَالَ: ذكر ابن طلحة بحضرتي يوما معاوية بن أبي سفيان فلعنه.
توفي ابن طلحة النعالي في يوم الأحد لسبع خلون من شهر ربيع الأول، سنة ثلاث عشرة وأربعمائة.
__________
[1] 979- هذه الترجمة برقم 2907 في المطبوعة. انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/232.
[2] انظر الحديث في: سنن أبي داود 2607. وسنن الترمذي 1674. ومسند أحمد 2/186، 214. والمستدرك 2/102. والسنن الكبرى للبيهقي 5/257.
[3] 980- هذه الترجمة برقم 2908 في المطبوعة.(2/459)
981- مُحَمَّد بْن طلحة بْن الحَسَن، أَبُو بكر الدقاق، يعرف بغلام الأواني [1] :
حدث عن: محمد بن أحمد بن يحيى العطشي.
ذكر لي الحسين بن محمّد المتوثي أنه سمع منه وأنه مات في المحرم من سنة عشرين وأربعمائة، ودفن عند قبر معروف الكرخي وكان صدوقا.
982- محمد بن طلحة بن علي بن الصقر بن عبد المجيب، أبو عبد الله الكتاني [2] :
سمع: أبا عُمَر بْن حيويه، ومُحَمَّد بْن زَيْد بْن عَلِيّ بْن مَرْوَانَ الأَنْصَارِيُّ، وأبا القاسم بن حبابة، وأبا طاهر المخلص، والْقَاضِي أبا بكر بن أَبِي موسى الهاشمي.
كتبت عنه وكان صدوقا ديّنا من أهل القرآن، وسألته عَن مولده. فقال: ولدت فِي صفر من سنة أربع وستين وثلاثمائة. ومات في ليلة السبت الثامن عشر من شهر ربيع الأول سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة، ودفن يوم السبت في مقبرة الشونيزي.
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه طريف
983- محمد بن أبي عتاب، أبو بكر الأعين، واسم أبي عتاب طريف، وقيل: الحسن بن طريف [3] :
وقد ذكرناه فيما تقدم من ترجمة: محمد بن الحسن.
984- محمّد بن طريف الحنفي المؤدب [4] :
قَرَأْتُ فِي أَصْلِ كِتَابِ أَبِي بَكْرٍ الْبَرْقَانِيِّ بِخَطِّهِ: أَمْلَى عَلَيْنَا الْقَاضِي أبو محمّد بن الأَكْفَانِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَن المقرئ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَرِيفٍ الْحَنَفِيُّ الْمُؤَدِّبُ- عَلَى شط نهر عيسى- حدّثنا أحمد بن إبراهيم، حَدَّثَنَا أَبُو زُهَيْرٍ، عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ سَالِمٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قرأ: فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ
[محمد 35] قال ابن المنتشر: منتصبة السين.
__________
[1] 981- هذه الترجمة برقم 2909 في المطبوعة.
[2] 982- هذه الترجمة برقم 2910 في المطبوعة. انظر: الأنساب، للسمعاني 10/353، 354.
[3] 983- هذه الترجمة برقم 2911 في المطبوعة. انظر المنتظم 11/280 وقد سبق
[4] 984- هذه الترجمة برقم 2912 في المطبوعة.(2/460)
ومحمد بن طريف هذا هو محمد بن يوسف بن يعقوب الرازي، وسنذكر قصته في موضعه، إن شاء الله.
اسم مفرد في هذا الحرف
985- محمد بن طارق البغدادي [1] :
أَخْبَرَنِي محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن عبد الله بن حمدويه النَّيْسَابُورِيّ قَالَ: قرأت بخط أَبِي عَمْرو المستملي: سمعتُ عَبْد الله بْن بشر الطالقاني يَقُولُ: سمعت محمد بن طارق البغدادي يقول: كنت جالسا إلى جنب أحمد بْنِ حنبل، فقلت: يا أبا عَبْد اللَّهِ استمد من محبرتك؟ فنظر إلى. فقال: لم يبلغ ورعي وورعك هذا، وتبسم.
(آخر الجزء الثاني)
__________
[1] 985- هذه الترجمة برقم 2913 في المطبوعة.(2/461)
الجزء الثالث
(بسم الله الرّحمن الرّحيم)
[تتمة باب محمد]
حرف العين من آباء المحمدين
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه عَبْد اللَّه
986- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عمرو بن عثمان بن عفان بن أبي العاص بْن أمية بْن عَبْد شمس بْن عبد مناف، أبو عبد الله القرشي، ثم الأموي [1] :
من أهل مدينة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وكان يعرف بالديباج لحسن وجهه، وهو أخو القاسم بن عبد الله. حدث عن أبيه، وعن نافع مولى ابن عمر، وأبي الزناد عبد الله بن ذكوان روى عنه: عبد العزيز بن محمد الدراوردي، وجماعة من أهل المدينة. وقيل:
إنه قدم على المنصور بغداد وليس يثبت ذلك عندي إلا أنا نذكر ما قيل في ذلك.
أَنْبَأَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عيسى البَزَّاز، حدثنا القاضي أبو بكر محمد بن عمر
__________
[1] 986- هذه الترجمة برقم 2914 في المطبوعة.
انظر: تهذيب الكمال 536 (25/516) وطبقات ابن سعد: 9/الورقة 200، وتاريخ الدوري: 2/524، وتاريخ البخاري الكبير: 1/الترجمة 417، وتاريخه الصغير: 1/322، و 2/81، وضعفاؤه الصغير، الترجمة 325، والكنى لمسلم الورقة 62، وثقات العجلي، الورقة 47، والجرح والتعديل: 7/الترجمة 1635، وثقات ابن حبان: 7/417، والكامل لابن عدي: 3/الورقة 76، وأنساب السمعاني: 5/390، وأنساب القرشيين: 107، 153، والكامل في التاريخ: 5/224، 374، 522، 524، 525، و 6/214، وسير أعلام النبلاء: 6/224، والكاشف: 3/الترجمة 5039، وديوان الضعفاء، الترجمة 3811، والمغني: 2/الترجمة 5667، وتذهيب التهذيب: 3/الورقة 219، وتاريخ الإسلام:
6/121، وميزان الاعتدال: 3/الترجمة 7744، ورجال ابن ماجة، الورقة 8، ونهاية السول، الورقة 336، وتهذيب التهذيب: 9/268- 269، والتقريب: 2/179، وخلاصة الخزرجي: 2/الترجمة 6385(3/3)
الجعابي قَالَ: مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عثمان بن عفان يقال له الديباج، قدم على المنصور بغداد، وقيل كان محبوسا بالهاشمية في أمر محمد وإبراهيم ابني عبد الله ابن الحسن وبها مات ولم يصح دخوله بغداد.
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله القطّان، حَدَّثَنَا إسماعيل بن إسحاق القاضي قَالَ: سمعت علي بن المديني يقول: مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عثمان بن عفان، هو: أخو عبد الله بن حسن بن حسين لأمه.
وكان يقال له: الديباج، وأمه فاطمة بنت الحسين [1] .
قلت: كانت فاطمة بنت الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن أَبِي طالب عند الْحَسَن بْن الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن أبي طالب، فولدت له عبد الله وحسينا، ثم مات عنها، فخلف عليها بعده عبد الله بن عمرو بن عثمان، فولدت له الديباج. وكان جوادا ممدحا، ظاهر المروءة.
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين القطّان، أَخْبَرَنَا محمد بن الحسن النقاش: أن الْحَسَن بْن سفيان أخبرهم قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بن المنذر، حدّثنا محمّد بن معن الغفاري، حدثنا مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عثمان قَالَ: جمعتنا أمنا فاطمة بنت الحسين بن علي فقالت: يا بني، إنه والله ما نال أحد من أهل السفه بسفههم شيئا، ولا أدركوا ما أدركوه، من لذاتهم إلا وقد ناله أهل المروءات بمروءاتهم، فاستتروا بجميل ستر اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ [2] .
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بكر، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْعَلَوِيُّ، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: حَدَّثَنِي إسماعيل بن يعقوب قَالَ: سمعت عمي عبد الله بن موسى يقول:
كان عبد الله بن الحسن يقول: أبغضت مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عثمان أيام ولد بغضا ما أبغضته أحدا قط، ثم كبر وتربى فأحببته حبا ما أحببته أحدا قط [3] .
أَخْبَرَنَا علي بن عبد العزيز الطاهري، أَخْبَرَنَا علي بن عبد الله بن العباس بن المغيرة الجوهريّ، حدّثنا أحمد بن سعيد الدمشقي، حَدَّثَنِي الزبير بن بكار قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ أبي السائب. قَالَ: احتجت إلى لقحة فكتبت إلى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عثمان أسأله أن يبعث إلى بلقحة فإني لعلى بابي فإذا بزجر إبل
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/518.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/519.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/519(3/4)
وإذا فيها عبد يزجر بها. فقلت له: يا هذا ليس ها هنا الطريق. فقال: أردت أبا السائب فقلت: فأنا أبو السائب، فدفع إلي كتاب مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عثمان فإذا فيه: أتاني كتابك تطلب لقحة وقد جمعت ما كان بحضرتنا منها وهي تسع عشرة لقحة وبعثت معها بعبد راع، وهن بدن، وهو حر إن رجع مما بعثت به شيء في مالي أبدا، قَالَ: فبعت منهن بثلاثمائة دينار سوى ما احتبست لحاجتي [1] .
أَخْبَرَنَا أبو القاسم الأزهريّ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم البزّاز، حدّثنا أحمد بن سليمان الطوسي، حَدَّثَنَا الزبير بن بكار قَالَ: أنشدني سليمان بن عياش السعدي لأبي وجزة السعدي يمدح مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عثمان بن عفان:
وجدنا المحض الأبيض من قريش ... فتى بين الخليفة والرسول
أتاك المجد من هَنَّا وهَنَّا ... وكنت له بمعتلج السيول
فما للمجد دونك من مبيت ... وما للمجد دونك من مقيل
ولا ممضي وراءك تبتغيه ... وما هو قابل بك من بديل
فدى لك من يصد الحق عنه ... ومن يرضي أخاه بالقليل
فلولا أنت ما حملت ركابي ... مؤثلة وما حمدت رحيلي [2]
أَخْبَرَنَا علي بن محمد بن عبد الله المعدّل، أخبرنا الحسين بن صفوان، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الدّنيا، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قَالَ: مُحَمَّد بْن عبد الله بن عمرو ابن عثمان بن عفان ويكنى: أبا عبد الله مات في حبس أبي جعفر [3] .
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدّثنا أبو أحمد بن فارس، حدّثنا البخاريّ، حدّثني إبراهيم بم المنذر، حَدَّثَنَا معن قَالَ: أخذ أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْنُ عَبْد اللَّهِ بْنِ عمرو بن عثمان بن عفان في سنة خمس وأربعين، وزعموا أنه قتله ليلة جاءه خروج محمد بن عبد الله بن حسن المدينة [4] .
أخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حَدَّثَنَا ابن قانع قَالَ: ومُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بن عفان قتله المنصور أبو جعفر سنة خمس وأربعين- يعني ومائه- وبعث برأسه إلى خراسان [5] .
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/519، 520.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/521، 522.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/522.
[4] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/522.
[5] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/522، 523(3/5)
987- محمد بن عبد الله بن المهاجر، النصري يعرف بالشعيثي [1] :
من أهل دمشق. حدث عن أبيه وعن زفر بن وثيمة. روى عنه: وكيع بن الجراح، وعبد الله بن نمير، وعمر بن علي المقدمي، وغيرهم. وكان ممن قدم بغداد وحدث بها.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ القطّان، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان. قَالَ هشام بن الغاز: ومحمد بن عبد الله الشعيثي- وسمى جماعة من الشاميين- ثم قَالَ: منهم من حمل ومنهم من قدم إلى بغداد، وكتب أصحابنا عنه ببغداد.
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى السكري، أَخْبَرَنَا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد الأزهريّ، حدّثنا ابن الغلابي، حَدَّثَنِي أبي، عن معاذ بن معاذ. قَالَ:
لقيت محمد بن عبد الله الشعيثي- وكان أبو جعفر قد ولاه بيت المال. وَقَالَ: إنه كان ولينا في زمن بني أمية- فأحسن الولاية. قَالَ معاذ: وكان معه ابن له لقيا- أرى- مكحولا.
حَدَّثَنَا أبو القاسم الأزهريّ، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، أخبرنا محمّد بن إسماعيل الفارسي، حَدَّثَنَا أبو زرعة الدمشقي- في تسمية الأصاغر من أصحاب واثلة ابن الأسقع. قَالَ: ومحمد بن عبد الله الشعيثي قالوا: إنه أدركه ولا نعلم له عنه حديثا.
أخبرنا السّكريّ، حدّثنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حَدَّثَنَا ابن الغلابي قَالَ: محمد بن عبد الله بن مهاجر الشعيثي ثقة.
كَتَبَ إِلَيْنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ يذكر أن أبا الميمون العجليّ أخبرهم
__________
[1] 987- هذه الترجمة برقم 2915 في المطبوعة.
انظر: تهذيب الكمال 5376 (25/559) وتاريخ الدوري: 2/524، وابن محرز، الترجمة 406، وتاريخ البخاري الكبير: 1/الترجمة 398، والمعرفة ليعقوب: 1/141، 142، وتاريخ أبي زرعة الدمشقي: 75، 261، 702، وتاريخ واسط: 288، والجرح والتعديل:
7/الترجمة 1654، والمراسيل: 182، وثقات ابن حبان: 7/407، وضعفاء ابن الجوزي، الورقة 142، والكاشف: 3/الترجمة 5050، وديوان الضعفاء، الترجمة 3801، والمغني:
الترجمة 5670، وتذهيب التهذيب: 3/الورقة 222، وميزان الاعتدال: 3/الترجمة 7749، ورجال ابن ماجة، الورقة 8، وجامع التحصيل، الترجمة 688، ونهاية السول، الورقة 337، وتهذيب التهذيب: 9/280- 281، وخلاصة الخزرجي: 2/الترجمة 6397(3/6)
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَمْرٍو النَّصْري قَالَ: سألت أبا سفيان عبيد الله ابن سنان النصري: عن تاريخ موت محمد بن عبد الله الشعيثي النصري. قَالَ: قد رأيته وجالسته. مات بعد سنة أربع وخمسين ومائة بيسير.
988- محمد بْن عَبْد اللَّهِ بْن علاثة بْن علقمة بن مالك بن عمرو بن عويمر ابن ربيعة بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، أبو اليسير العقيلي [1] :
من أهل حران وهو أخو سليمان وزياد. حدث عن هشام بن حسان، والأوزاعي، وعلي بن بذيمة، وعبيد الله بن عمر العمري. وروى عنه: عبد الله بن المبارك، ووكيع ومحمد بن سلمة الحراني، وحرمي بن حفص، وغيرهم. وكان قاضيا بالجانب الشرقي من بغداد زمن المهدي.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن عَلِيّ البادا وَأَبُو بَكْر البرقاني وإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَخْلَدٍ الْفَارِسِيُّ. قَالُوا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الأبهري، أَخْبَرَنَا أَبُو عروبة الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد الحراني. قَالَ: محمد بن عبد الله بن علاثة العقيلي ولي القضاء للمهدي، وذكروا أنه يكنى أبا اليسير.
أَنْبَأَنَا إبراهيم بن مخلد، حَدَّثَنَا إسماعيل بن علي الخطبي. قَالَ: استقضى المهدي مُحَمَّد بْن عبد اللَّه بْن علاثة الكلابي، وعافية بن يزيد، جميعا على الجانب الشرقي من مدينة السلام. وكان زياد بن عبد الله بن علاثة يخلف أخاه على القضاء بعسكر المهدي.
__________
[1] 988- هذه الترجمة برقم 2916 في المطبوعة.
انظر تهذيب الكمال 5366 (25/524) . طبقات ابن سعد: 7/323، 483، وتاريخ الدوري: 2/514، وتاريخ الدارمي، الترجمة 808، وطبقات خليفة: 320، وتاريخ البخاري الكبير: 1/الترجمة 399، والتاريخ الصغير: 2/187، والقضاة لوكيع: 3/251، وضعفاء العقيلي، الورقة 194، والجرح والتعديل: 7/الترجمة 1638، والمجروحين لابن حبان: 2/279، والكامل لابن عدي: 3/الورقة 78، وسنن الدارقطني: 1/102،، 221، وضعفاء أبي نعيم، الترجمة 222، والمدخل إلى الصحيح: 201، وضعفاء ابن الجوزي، الورقة 142، والكامل في التاريخ: 6/37، 45، 56، 80، 83، وسير أعلام النبلاء: 7/308، والكاشف: 3/الترجمة 5041، وديوان الضعفاء، الترجمة 3794، والمغني: 2/الترجمة 5668، وتذهيب التهذيب: 3/الورقة 220، وميزان الاعتدال: 3/الترجمة 7746، ونهاية السول، الورقة 336، وتهذيب التهذيب: 9/269- 271، والتقريب، 2/179، وخلاصة الخزرجي: 2/الترجمة 6387. والمنتظم، لابن الجوزي 8/301(3/7)
قلت: وكان محمد بن عبد الله بن علاثة صديقا لسفيان الثوري، فلما ولي القضاء أنكر عليه سفيان ذلك.
فأخبرني علي بْن المحسن، أَخْبَرَنَا طلحة بْن مُحَمَّد بن جعفر، حدّثني عبد الباقي ابن قانع قَالَ: حَدَّثَنِي بعض شيوخنا قَالَ: استأذن ابن علاثة على سفيان الثوري بعد أن ولي القضاء، فدخل عمار بن محمد ابن أخت سفيان يستأذن له على سفيان، فلم يأذن له، وكان سفيان يعجن كسبا للشاة، فلم يزل معه عمار حتى أذن له فدخل ابن علاثة، فلم يحول سفيان وجهه إليه، ثم قَالَ له: يا ابن علاثة ألهذا كتبت العلم؟! لو اشتريت صبرا بدرهم؟ - يعني سميكا- ثم درت في سكك الكوفة لكان خيرا من هذا.
قرأت في كتاب أبي الحسن بن الفرات- بخطه- أَخْبَرَنِي أخي أَبُو الْقَاسِم عُبَيْد اللَّهِ ابن العبّاس بن الفرات، أَخْبَرَنَا علي بن سراج قَالَ: محمد بن عبد الله بن علاثة؛ يقال له قاضي الجن! وذلك أن بئرا كانت بين حران وحصن مسلمة فكان من يشرب منها خبطته الجن قَالَ: فوقف عليها فقال: أيها الجن إنا قد قضينا بينكم وبين الإنس فلهم النهار ولكم الليل، قَالَ: فكان الرجل إذا استسقى منها بالنهار لم يصبه شيء [1] .
حَدَّثَنِي أحمد بن محمّد المستملي، أخبرنا محمّد بن جعفر الورّاق، أخبرنا محمّد ابن الحسين أبو الفتح الحافظ قَالَ: محمد بن عبد الله بن علاثة هو عندي واهي الحديث، لا يحل يكتب حديثه عن الأوزاعي.
وَقَالَ البخاري: روى عنه وكيع في حفظه نظر. قَالَ أبو الفتح: ولسنا نقنع بهذا من البخاري، محمد بن علاثة حديثه يدل على كذبه، وكان أحد العضل في التزيد عن الأوزاعي.
قلت: قد أفرط أبو الفتح في الميل على ابن علاثة وأحسبه وقعت إليه روايات لعمرو بن الحصين عن ابن علاثة فنسبه إلى الكذب لأجلها، والعلة في تلك من جهة عمرو بن الحصين فإنه كان كذابا. وأما ابن علاثة فقد وصفه يحيى بن معين بالثقة، ولم أحفظ لأحد من الأئمة فيه خلاف ما وصفه به يحيى.
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/528(3/8)
أَخْبَرَنَا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل الصيرفي قَالَ: سمعت أبا الْعَبَّاس مُحَمَّد بن يعقوب الأصم يقول: سمعت العباس بْن مُحَمَّد الدوري يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: محمد بن علاثة ثقة، يروي عنه حفص بن غياث وغيره.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّد الأشناني. قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَن أَحْمَد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول:
وسألته- يعني يحيى بن معين- عن محمد بن علاثة: من هو؟ فقال: ثقة.
أنبأنا محمّد بن أحمد بن رزق، أخبرنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي، أخبرنا محمّد بن إسحاق الثقفي، حدّثنا حاتم بن اللّيث الجوهريّ، حَدَّثَنَا علي بن الجعد.
قَالَ: كان محمد بن عبد الله بن علاثة من أهل حران، ولاه المهدي قضاء بغداد عسكر المهدي فرأيت ابن علاثة ببغداد في مسجد الجامع بالرصافة في زمان المهدي، وأظن أنه مات في سنة ثلاث وستين ومائة أو نحو ذلك فيما أعلم [1] .
قلت: وحكى ابن الجعابي عن رجل لقيه بالجزيرة من ولد ابن علاثة أنه مات في سنة ثمان وستين ومائة.
989- محمد أمير المؤمنين المهدي بن عبد الله المنصور بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيّ بْن عَبْدِ اللَّه بن العباس بن عبد المطلب، يكنى أبا عبد الله [2] :
وأمه أم موسى بنت منصور الحميرية ولد بإيذج في سنة سبع وعشرين ومائة.
واستخلف يوم مات المنصور بمكة وقام بأمر بيعته الربيع بن يونس. وأتاه بالخبر منارة البربري مولاه في يوم الثلاثاء لست عشرة ليلة خلت من ذي الحجة. والمهدي إذ ذاك ببغداد فأقام بعد قدوم منارة يومين لم يظهر الخبر، ثم خطب الناس يوم الخميس ونعى لهم المنصور وبويع بيعة العامة، وذلك في سنة ثمان وخمسين ومائة.
أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الرَّزَّازُ، أخبرنا أحمد بن سلمان النّجّاد، حدّثنا محمّد بن عثمان العبسي، حدّثنا أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا فضل بن مرزوق عن ميسرة-
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/528.
[2] 989- هذه الترجمة برقم 2917 في المطبوعة.
انظر: المنتظم، لابن الجوزي 8/205- 219، 8/315- 317. وتاريخ الطبري 8/168- 186. وفوات الوفيات 2/225. ودول الإسلام 1/86. والبدء والتاريخ 6/95. واليعقوبي 3/125. والمروج 2/194- 201. والوافي بالوفيات 3/300(3/9)
يَعْنِي ابْنَ حَبِيبٍ- عَنِ الْمِنْهَالِ- يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو- عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مِنَّا ثَلاثَةٌ؛ مِنَّا الْمَنْصُورُ، وَمِنَّا السَّفَّاحُ، وَمِنَّا الْمَهْدِيُّ [1] .
وَقَدْ ذُكِرَ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ رِوَايَةِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرْفُوعًا فِي أَوَّلِ الْكِتَابِ، فَغَنِينَا عَنْ إِعَادَتِهِ هاهنا.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدّثنا سليمان بن أحمد الطّبرانيّ، حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَاتِمٍ المرادي، حدّثنا نعيم بن حمّاد، حدّثنا يحيى بن يمان، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ وَزَائِدَةُ عَنْ عَاصِمٍ أَبِي وَائِلٍ عن ذرّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْمَهْدِيُّ يُواطِئُ اسْمُهُ اسْمِي وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمَ أَبِي»
. وأخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدّثنا الطّبرانيّ، حدّثنا أبو زيد، حدّثنا نعيم بن حمّاد، حَدَّثَنَا بقية وعبد القدوس- يعني ابن الحجاج- عن صفوان، عن شريح بن عبيد، عن كعب قَالَ: ما المهدي إلا من قريش، وما الخلافة إلا فيهم غير أن له أصلا ونسبا في اليمن.
أَخْبَرَنِي الحسن بن أبي بكر قَالَ: كتب إِلَى مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ الجوري يذكر أن أحمد بن حمدان بن الخضر أخبرهم قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بن يونس الضبي قَالَ: حدثني أبو حسان الزيادي قَالَ: سنة ثمان وخمسين ومائة بها بويع المهدي محمد بن عبد الله ابن مُحَمَّد بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه بْن العباس. ويكنى أبا عبد الله وأمه أم موسى بنت منصور بْن عَبْد الله بْن شهر بْن ذي شهير بن أبي سرح بن شرحبيل بن زيد بن ذي مثوب بن الأشهل بن مثوب بن الحارث بن ثمر ذي الجناح بن لهيعة بن ينعم بن يكنف من ولد ذي رعين من حمير، وأمها بربرية يقال لها أروى. بويع يوم مات أبو جعفر بمكة. وكان مولده سنة سبع وعشرين ومائة وكان طويلا أسمر جعدا بعينه اليمنى نكتة بياض.
أَخْبَرَنَا الحسن بن محمد الجوهري، أَخْبَرَنَا أَبُو عُبَيْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن عمران المرزباني، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عيسى المكي، حدّثنا محمّد بن القاسم بن خلاد، حدّثنا المعاذي قَالَ: لما جدد المهدي البيعة لنفسه بعد وفاة المنصور كان أول من هنأه بالخلافة وعزاه أبو دلامة فقال:
عيناي، واحدة ترى مسرورة ... بأميرها جذلى، وأخرى تذرف
__________
[1] انظر الخبر في: المنتظم 8/205(3/10)
تبكي وتضحك تارة، ويسوؤها ... ما أنكرت ويسرها ما تعرف
فيسوءها موت الخليفة محرما ... ويسرها أن قام هذا الأرأف
ما إن رأيت كما رأيت ولا أرى ... شعرا أرجله وآخر ينتف
هلك الخليفة يال أمة أحمد ... وأتاكم من بعده من يخلف
أهدى لهذا الله فضل خلافة ... ولذاك جنات النعيم تزخرف
قَالَ: فَأَمَرَ الْمَهْدِيُّ بِالنِّدَاءِ بِالرَّصَافَةِ: إِنَّ الصَّلَاةَ جَامِعَةٌ، وَخَطَبَ فَنَعَى الْمَنْصُورُ وَقَالَ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَبْدٌ دُعِيَ فَأَجَابَ، وَأُمِرَ فَأَطَاعَ، وَاغْرَوْرَقَتْ عَيْنَاهُ. فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ بَكَى عِنْدَ فِرَاقِ الأَحِبَّةِ، وَلَقَدْ فَارَقْتُ عَظِيمًا وَقُلِّدْتُ جَسِيمًا. وَعِنْدَ اللَّهِ أَحْتَسِبُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. وَبِهِ عَزَّ وَجَلَّ أَسْتَعِينُ عَلَى خِلافَةِ الْمُسْلِمِينَ.
أَخْبَرَنِي أبو القاسم الأزهريّ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا إبراهيم بن محمّد ابن عرفة النّحويّ، أَخْبَرَنِي أبو العباس المنصوري قَالَ: لما حصلت في يد المهدي الخزائن والأموال وذخائر المنصور أخذ في رد المظالم وأخرج ما في الخزائن ففرقه حتى أكثر من ذلك، وبر أهله وأقرباءه ومواليه وذوي الحرمة به، وأخرج لأهل بيته أرزاقا لكل واحد منهم في كل شهر خمسمائة درهم لكل رجل ستة آلاف درهم في السنة، وأخرج لهم في الأقسام لكل رجل عشرة آلاف درهم، وزاد بعضهم، وأمر ببناء مسجد الرصافة، وحاط حائطها، وخندق خندقها. وذلك كله في السنة التي قدم فيها مدينة السلام.
أَخْبَرَنَا الحسن بن علي الجوهريّ، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، حدّثنا عبيد الله ابن أحمد المروروذي، حَدَّثَنِي أبي قَالَ: حكى لنا عن الربيع أنه قَالَ: مات المنصور وفي بيت المال شيء لم يجمعه خليفة قط قبله مائة ألف ألف درهم وستون ألف ألف درهم، فلما صارت الخلافة إلى المهدي قسم ذلك وأنفقه. وَقَالَ الربيع: نظرنا في نفقة المنصور فإذا هو ينفق في كل سنة ألفي درهم مما يجيء من مال الشراة.
وأَخْبَرَنَا الْجَوْهَرِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْن الْعَبَّاس قَالَ: حَدَّثَنَا عبيد اللَّه بْن أحمد، حَدَّثَنِي أبي قَالَ: أخبرت أن الربيع قَالَ: فتح المنصور يوما خزانة مما قبض من خزائن مروان بن محمّد فأحصى فيها اثنى عشر ألف عدل خز. فأخرج منها ثوبا وَقَالَ: يا ربيع اقطع من هذا الثوب جبتين، لي واحدة ولمحمد واحدة، فقلت: لا يجيء منه هذا(3/11)
قَالَ: فاقطع لي منه جبة وقلنسوة، وبخل بثوب آخر يخرجه للمهدي، فلما أفضت الخلافة إلى المهدي أمر بتلك الخزانة بعينها ففرقت على الموالي والغلمان والخدم.
أَخْبَرَنَا علي بن عبد العزيز الطاهري، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الجوهري، حدّثنا أحمد بن سعيد الدمشقي، أخبرنا الزّبير بن بكّار، أَخْبَرَنِي يونس بن عبد الله الخياط قَالَ: دخل ابن الخياط المكي على أمير المؤمنين المهدي وقد مدحه، فأمر له بخمسين ألف درهم، فلما قبضها فرقها على الناس وَقَالَ:
أخذت بكفي كفه أبتغي الغنى ... ولم أدر أن الجود من كفه يعدي
فلا أنا منه ما أفاد ذوو الغنى ... أفدت، وأعداني فبددت ما عندي
فنمى إلى المهدي؛ فأعطاه بدل كل درهم دينارا! [1] .
أَخْبَرَنَا سلامة بن الحسين المقرئ، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدّثنا الحسين بن إسماعيل، حدّثنا عبد الله بن أبي سعد، حدّثنا هارون بن ميمون الخزاعيّ، حَدَّثَنَا أبو حزية الباذغيسي [2] ، قَالَ: قَالَ المهدي أمير المؤمنين: ما توسل إلي أحد بوسيلة، ولا تذرع بذريعة، هي أقرب إلى ما يحب من تذكيري يدا سلفت مني إليه أتبعها أختها، وأحسن ربها، لأن منة الأواخر يقطع شكر الأوائل [3] .
أَخْبَرَنِي محمد بن عبد الواحد بن محمّد الأكبر، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أخبرنا محمّد بن خلف بن المرزبان، أخبرني محمّد بن الفضل، أَخْبَرَنِي بعض أهل الأدب عن حسن الوصيف قَالَ: قعد المهدي قعودا عاما للناس، فدخل رجل وفي يده نعل في مناديل، فقال: يا أمير المؤمنين هذه نعل رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَدْ أهديتها لك.
فقال: هاتها، فدفعها إليه، فقبل باطنها ووضعها على عينيه، وأمر للرجل بعشرة آلاف درهم. فلما أخذها وانصرف قَالَ لجلسائه: أترون أني لم أعلم أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم [ير النعل] هذه فضلا عن أن يكون لبسها؟ ولو كذبناه. قال الناس: أتيت أمير المؤمنين بنعل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فردها علي، وكان من يصدقه أكثر ممن يدفع خبره، إذ كان من شأن العامة الميل إلى أشكالها، والنصرة للضعيف على القوي وإن كان ظالما، فاشترينا لسانه، وقبلنا هديته، وصدقنا قوله، ورأينا الذي فعلناه أنجح وأرجح [4] .
__________
[1] انظر الخبر في: المنتظم 8/209.
[2] في المنتظم: «أبو حزمة الباذغيس» .
[3] انظر الخبر في: المنتظم 8/210.
[4] انظر الخبر في: المنتظم 8/210، 211(3/12)
أخبرنا أبو الحسن الطاهري، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، حدّثنا أحمد بن سعيد، حدّثنا الزّبير بن بكّار، حَدَّثَنِي المدائني قَالَ: دخل على المهدي رجل فقال: يا أمير المؤمنين إن المنصور شتمني وقذف أبي؛ فإما أمرتني أن أحلله وإما عوضتني فاستغفرت له. قَالَ: ولم شتمك؟ قَالَ: شتمت عدوه بحضرته فغضب. قَالَ: ومن عدوه الذي غضب لشتمه؟ قَالَ: إبراهيم بن عبد الله بن حسن. قَالَ: إن إبراهيم أمس به رحما وأوجب عليه حقا؛ فإن كان شتمك كما زعمت فعن رحمه ذب، وعن عرضه دفع، وما أساء من انتصر لابن عمه قَالَ: إنه كان عدوا له. قَالَ: فلم ينتصر للعداوة إنما انتصر للرحم. فأسكت الرجل. فلما ذهب ليولي، قَالَ لعلك: أردت أمرا فلم تجد له ذريعة عندك أبلغ من هذه الدعوى؟ قَالَ: نعم. فتبسم ثم أمر له بخمسة آلاف درهم.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن أبي الفتح الفارسي، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، حدّثنا محمّد بن خلف بن المرزبان، حَدَّثَنِي أبو الحسن عبد الله بن محمد، حَدَّثَنَا محمد بن زياد قَالَ: دخل مروان بن أبي حفصة على المهدي وعنده جماعة، فأنشده:
صحا بعد جهل واستراحت عواذله
قَالَ: فقال لي: ويلك كم هي بيتا؟ قلت: يا أمير المؤمنين سبعون بيتا. قَالَ: فإن لك عندي سبعين ألفا. قَالَ: فقلت في نفسي بالنسيئة: إنا لله وإنا إليه راجعون؟ ثم قلت: يا أمير المؤمنين اسمع مني أبياتا حضرت فما في الأرض أنبل من كفيلي، قَالَ:
هات. فاندفعت فأنشدته:
كفا كم بعباس أبي الفضل والدا ... فما من أب إلا أبو الفضل فاضله
كأن أمير المؤمنين محمّدا ... أبو جعفر في كل أمر يحاوله
إليك قصرنا النصف من صلواتنا ... مسيرة شهر بعد شهر نواصله
فلا نحن نخشى أن يخيب مسيرنا ... إليك ولكن أهنأ الخير عاجله
قَالَ: فتبسم وَقَالَ: عجلوها له، فحملت إلي من وقتها.
أَخْبَرَنَا أبو الفرج أحمد بن عمر بن عثمان الغضاري، أخبرنا جعفر بن محمّد بن نصير الخالدي، حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن مسروق الطوسي، حَدَّثَنِي عبد الله بن هارون بن موسى الفروي، حَدَّثَنَا عبد الملك بْن عَبْد العزيز بْن عَبْد اللَّه بْن أبي سلمة عن أبيه قَالَ: دخل أبي وأصحابه على المهدي بالمدينة، فدخل عليه المغيرة بن(3/13)
عبد الرحمن المخزومي وأبو السائب والعثماني وابن أخت الأحوص، فقال لهم:
أنشدوني، فأنشده عبد العزيز الماجشون:
وللناس بدر في السماء يرونه ... وأنت لنا بدر على الأرض مقمر
فبالله يا بدر السماء وضوءه ... تراك تكافي عشر مالك أضمر؟
وما البدر إلا دون وجهك في الدجي ... يغيب فتبدو حين غاب فتقمر
وما نظرت عيني إلى البدر طالعا ... وأنت تمشى في الثياب فتسحر
وأنشده ابن أخت الأحوص:
قالت كلابة: من هذا؟ فقلت لها ... هذا الذي أنت من أعدائه زعموا
إني امرؤ لج بي حب فأحرضني ... حتى بليت وحتى شفني السقم
وأنشده المغيرة بن عبد الرحمن:
رمى البين من قلبي السواد، فأوجعا ... وصاح فصيح بالرحيل، فاسمعا
وغرد حادي البين وانشقت العصا ... وأصبحت مسلوب الفؤاد مفجعا
كفا حزنا من حادث الدهر أنني ... أرى البين لا أسطيع للبين مدفعا
وقد كنت قبل البين بالبين جاهلا ... فيا لك بين ما أمَرَّ وأفظعا
وأنشده أبو السائب:
أصيخا لداعي حب ليلى فيمما ... صدور المطايا نحوها فتسمعا
خليلي إن ليلى أقامت فإنني ... مقيم وإن بانت فبينا بنا معا
وإن أثبتت ليلى بربع غدوها ... فعيذا لنا بالله أن نتزعزعا
قَالَ: والله لأغنينكم فأجاز أربعة بعشرة آلاف دينار عشرة آلاف دينار.
أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الحسن الخلّال، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمران، حدّثنا محمّد بن القاسم الأنباريّ، حدّثنا الحسن بن علي العنزي، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْن سُلَيْمَان بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن العبّاس، حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي فَائِقَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ أَمْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَتْ: إِنَّا يَوْمًا عِنْدَ الْمَهْدِيِّ أَمِيرِ الْمُؤمِنِينَ، وَكَانَ قَدْ خَرَجَ مُتَنَزِّهًا إِلَى الأَنْبَارِ- إِذْ دَخَل عَلَيْهِ الرَّبِيعُ وَمَعَهُ قِطَعةٌ مِنْ جِرَابٍ فِيهِ كِتَابَةٌ بِرَمَادٍ وَخَاتَمٌ مِنْ طِينٍ قَدْ عُجِنَ بِالرَّمَادِ، وَهُوَ مَطْبُوعٌ بِخَاتَمِ الْخِلافَةِ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا رَأَيْتُ أَعْجَبَ مِنْ هَذِهِ الرُّقْعَةِ؟ جَاءَنِي بِهَا رَجُلٌ أَعْرَابِيٌّ وَهُوَ يُنَادِي: هَذَا كِتَابُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الْمَهْدِيِّ دُلُّونِي عَلَى هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي يُسَمَّى الرَّبِيعَ، فَقَدْ(3/14)
أمرني أن أدفعها إليه، وهذه الرقعة. فأخذها الْمَهْدِيُّ وَضَحِكَ وَقَالَ: صَدَقَ هَذَا خَطِّي وَهَذَا خَاتَمِي أَفَلا أُخْبِرُكُمْ بِالْقِصَّةِ كَيْفَ كَانَتْ؟ قُلْنَا: أمير المؤمنين أعلى عينا فِي ذَلِكَ.
قَالَ: خَرَجْتُ أَمْسَ إِلَى الصَّيْدِ في غب سَمَاءٍ. فَلَمَّا أَصَحَّتْ هَاجَ عَلَيْنَا ضَبَابٌ شَدِيدٌ وَفَقَدْتُ أَصْحَابِي حَتَّى مَا رَأَيْتُ مِنْهُمْ أَحَدًا وَأَصَابَنِي مِنَ الْبَرْدِ وَالْجُوعِ وَالْعَطَشِ مَا اللَّهُ بِهِ أَعْلَمُ، وَتَحَيَّرْتُ عِنْدَ ذَلِكَ، فَذَكَرْتُ دُعَاءً سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي يَحْكِيهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَفَعَهُ قَالَ: «مَنْ قَالَ إِذَا أَصْبَحَ وَإِذَا أَمْسَى: بِسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ، اعْتَصَمْتُ بِاللَّهِ وَتَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ، حَسْبِيَ اللَّهُ لا حول ولا قوة إلا باللَّه العلي الْعَظِيمِ، وُقِيَ وَكُفِيَ وَشُفِيَ مِنَ الْحَرْقِ وَالْغَرَقِ وَالْهَدْمِ وَمِيتَةِ السَّوْءِ» فَلَمَّا قُلْتُهَا رُفِعَ لِي ضَوْءُ نَارٍ فقصدتها فإذا بهذا الأَعْرَابِيُّ فِي خَيْمَةٍ لَهُ، وَإِذَا هُوَ يُوقِدُ نَارًا بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقُلْتُ: أَيُّهَا الأَعْرَابِيُّ! هَلْ مِنْ ضِيَافَةٍ؟ قَالَ: انْزِلْ. فَنَزَلْتُ. فَقَالَ لِزَوْجَتِهِ: هَاتِي ذَاكَ الشَّعِيرَ، فَأَتَتْ بِهِ فَقَالَ: اطْحَنِيهِ، فَابْتَدَأَتْ تَطْحَنُهُ فَقُلْتُ لَهُ: اسْقِنِي مَاءً، فَأَتَانِي بِسِقَاءٍ فِيهِ مُذْقَةٌ مِنْ لَبَنٍ أَكْثَرُهَا مَاءٌ فَشَرِبْتُ مِنْهَا شَرْبَةً مَا شَرِبْتُ شَيْئًا قَطُّ، إِلا هِيَ أَطْيَبُ مِنْهُ. قَالَ: وَأَعْطَانِي حِلْسًا، فَوَضَعْتُ رَأْسِي عَلَيْهِ فَنِمْتُ نَوْمَةً مَا نِمْتُ نَوْمَةً أَطْيَبُ مِنْهَا وَأَلَذُّ، ثُمَّ انْتَبَهْتُ فَإِذَا هُوَ قَدْ وَثَبَ إِلَى شُوَيْهَةٍ فَذَبَحَهَا، وَإِذَا امْرَأَتُهُ تَقُولُ لَهُ:
وَيْحَكَ قَتَلْتَ نَفْسَكَ وَصِبْيَتَكَ، إِنَّمَا كَانَ مَعَاشُكُمْ مِنْ هَذِهِ الشَّاةِ فَذَبَحْتَهَا فَبِأَيِّ شَيْءٍ نَعِيشُ؟ قَالَ: فَقُلْتُ: لا عَلَيْكِ هَاتِ الشَّاةَ فَشَقَقْتُ جَوْفَهَا وَاسْتَخْرَجْتُ كَبِدَهَا بِسِكِّينٍ كَانَتْ فِي خُفِّي، فَشَرَّحْتُهَا ثُمَّ طَرَحْتُهَا عَلَى النَّارِ فَأَكْلَتُهَا، ثُمَّ قُلْتُ: هَلْ عِنْدَكَ شَيْءٌ أَكْتُبُ لَكَ فِيهِ؟ فَجَاءَنِي بِهَذِهِ الْقِطْعَةِ الْجِرَابِ، فَأَخَذْتُ عُودًا مِنَ الزِّنَادِ الَّذِي كَانَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَكَتَبْتُ لَهُ هَذَا الْكِتَابَ، وَخَتَمْتُهُ بِهَذَا الْخَاتَمِ وَأَمَرْتُهُ أَنْ يَجِيءَ وَيَسْأَلَ عَلَى الرَّبِيعِ فَيَدْفَعَهَا إِلَيْهِ، فَإِذَا فِي الرُّقْعَةِ خمسمائة أَلْفِ دِرْهَمٍ فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا أَرَدْتُ إِلا خمسين ألف درهم، ولكن جرت بخمسمائة أَلْفِ دِرْهَمٍ لا أَنْقُصُ وَاللَّهِ مِنْهَا دِرْهَمًا وَاحِدًا وَلَوْ لَمْ يَكُنْ فِي بَيْتِ الْمَالِ غَيْرُهَا، احْمِلُوهَا مَعَهُ، فَمَا كَانَ إِلا قَلِيلا حَتَّى كَثُرَتْ إِبِلُهُ وَشَاؤُهُ وَصَارَ مَنْزِلا مِنَ الْمَنَازِلِ يَنْزِلُهُ النَّاسُ مِمَّنْ أَرَادَ الْحَجَّ مِنَ الأَنْبَارِ إِلَى مَكَّةَ، وَسُمِّيَ مَنْزِلَ مُضَيِّفِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الْمَهْدِيِّ [1] .
أَخْبَرَنِي أبو القاسم الأزهريّ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا إبراهيم بن محمّد ابن عرفة قَالَ: وخرج المهدي يوما إلى الصيد فانقطع عن خاصته، فدفع إلى أعرابي،
__________
[1] انظر الخبر في: المنتظم 8/211، 212(3/15)
وهو يريد البول فقال: يا أعرابي احفظ علي فرسي حتى أبول، فسعى نحوه وأخذ بركابه، فنزل المهدي ودفع الفرس إليه، فأقبل الأعرابي على السرج يقلع حليته، وفطن المهدي وقد أخذ حاجته، فقدم إليه فرسه وجاءت الخيل نحوه وأحاطت به، ونذر بها الأعرابي فولى هاربا، فأمر برده فقال- وخاف أن يكون قد غمز به- فقال: خذوا ما أخذنا منكم ودعونا نذهب إلى حرق الله وناره! فقال المهدي- وصاح به- تعال لا بأس عليه، فقال: ما تشاء جعلني الله فداء فرسك. فضحك من حضره وقالوا: ويلك، هل رأيت إنسانا قط قَالَ هذا؟ قَالَ: فما أقول؟ قالوا: قل جعلني الله فداءك يا أمير المؤمنين. قال: أو هذا أمير المؤمنين؟! قالوا: نعم! قَالَ: والله لئن أرضاه هذا مني ما يرضيني ذاك فيه، ولكن جعل الله جبريل وميكائيل فداءه وجعلني فداءهما. فضحك المهدي واستطابه، وأمر له بعشرة آلاف درهم، فأخذها وانصرف. قَالَ ابن عرفة:
وبلغني أن المهدي لما فرغ من بناء عيسى آباذ ركب في جماعة يسير لينظر، فدخله مفاجأة وأخرج من كان هناك من الناس. وبقي رجلان خفيا عن أبصار الأعوان، فرأى المهدي أحدهما، وهو دهش ما يعقل فقال: من أنت؟ قَالَ: أنا، أنا، أنا، قَالَ:
ويلك من أنت؟ قَالَ: لا أدري. قَالَ: ألك حاجة؟ قَالَ: لا لا. قَالَ: أخرجوه أخرج الله نفسه. فدفع في قفاه فلما خرج قَالَ لغلام له: اتبعه من حيث لا يعلم، فاسأل عن أمره ومهنته فإني أخاله حائكا، فخرج الغلام يقفوه. ثم رأى الآخر فاستنطقه، فأجابه بقلب جريء، ولسان منبسط، فقال: من أنت؟ فقال: رجل من أبناء رجال فأتمتع بالنظر، وأكثر الدعاء لأمير المؤمنين بطول المدة وتمام النعمة، ونماء العز والسلامة.
قَالَ: أفلك حاجة؟ قَالَ: نعم، خطبت ابنة عمي فردني أبوها، وَقَالَ: لا مال لك.
والناس يرغبون في الأموال، وأنا بها مشعوف، ولها وامق. قَالَ: قد أمرت لك بخمسين ألف درهم، قَالَ: جعلني الله فداءك يا أمير المؤمنين قد وصلت فأجزلت الصلة، ومننت فأعظمت المنة، فجعل الله باقي عمرك أكثر من ماضيه، وآخر أيامك خيرا من أولها، وأمتعك بما أنعم به، وأمتع رعيتك بك. فأمر أن تعجل له صلته، ووجه ببعض خاصته معه وَقَالَ: سل عن مهنته فإني أخاله كاتبا. فرجع الرسولان معا، فقال الأول: وجدت الأول حائكا. وَقَالَ الآخر: وجدت الرجل كاتبا، فقال المهدي: لم تخف علي مخاطبة الكاتب والحائك [1] .
__________
[1] انظر الخبر في: المنتظم 8/212- 214(3/16)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مَخْلَدٍ الْوَرَّاقُ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمران، حَدَّثَنَا محمد بن يحيى الصولي قَالَ: قَالَ عمرو بن أبي عمرو الأعجمي: اعترضت امرأةٌ المهديَّ فقالت: يا عَصَبة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انظر في حاجتي. فقال المهدي: ما سمعتها من أحد قبلها، ثم قَالَ: اقضوا حاجتها وأعطوها عشرة آلاف درهم [1] .
أَخْبَرَنَا علي بن أحمد الرّزّاز، أَخْبَرَنَا أحمد بن قانع بن مرزوق القاضي، حدّثنا أبو شعيب الحراني، حدّثنا أبو زيد قال: سمعت الضّحّاك يقول: قدم المهدي علينا البصرة فخرج يصلي العصر، فقام إليه أعرابي فقال: يا أمير المؤمنين مر المؤذن لا يقيم حتى أتوضأ! فضحك المهدي وَقَالَ للمؤذن: لا تقم حتى يتوضأ الأعرابي.
أَخْبَرَنِي الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الواسطي، أخبرنا سهل بن أحمد الدّيباجيّ، حدّثنا أبو خليفة، حَدَّثَنَا رفيع بن سلمة، عن أبي عبيدة قَالَ: كان المهدي يصلي بنا الصلوات في المسجد الجامع بالبصرة لما قدمها، فأقيمت الصلاة يوما، فقال أعرابي: يا أمير المؤمنين لست على طهر، وقد رغبت إلى الله في الصلاة خلفك فمر هؤلاء أن ينتظروني. فقال: انتظروه رحمكم الله. ودخل إلى المحراب ووقف إلى أن قيل له قد جاء الرجل فكبر. فعجب الناس من سماحة أخلاقه.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّه بن إبراهيم الهاشمي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْبَخْتَرِيِّ الرَّزَّازُ. وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ المعدل، أخبرنا عثمان ابن أحمد الدقاق قالا: حَدَّثَنَا محمد بن أحمد بن البراء، حَدَّثَنِي عبيد الله بن فرقد مولى المهدي قَالَ: هاجت ريح زمن المهدي، فدخل المهدي بيتا في جوف بيت، فألزق خده بالتراب ثم قَالَ: اللهم إني بريء من هذه الجناية كِلْ هذا الخلق غيري، فإن كنت المطلوب من بين خلقك فهأنذا بين يديك، اللهم لا تشمت بي أهل الأديان، فلم يزل كذلك حتى انجلت الريح [2] . واللفظ لحديث الرزاز.
أَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن عمر المقرئ، أَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن أبي قيس، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدّنيا، حَدَّثَنَا عباس- يعني ابن هشام- عَنْ أَبِيهِ قَالَ: توفي المهدي بقرية يقال لها الرذ، ليلة الخميس لثمان بقين من المحرم سنة تسع وستين.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، حدّثنا عثمان بن أحمد، حدّثنا أبو الحسين بن
__________
[1] انظر الخبر في: المنتظم 8/214.
[2] انظر الخبر في: المنتظم 8/214، 215(3/17)
البراء قَالَ: ومات المهدي بالرذ من ماسبذان لثمان بقين من المحرم سنة تسع وستين ومائة، وكان نقش خاتمه: العزة لله، وكان عمره ثلاثا وأربعين سنة وخلافته عشر سنين وشهر وخمسة أيام.
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم قَالَ: قَالَ أبو بكر السدوسي: توفي المهدي بماسبذان، وصلى عليه الرشيد وتوفي وله ثلاث وأربعون سنة.
أَخْبَرَنَا علي بن أحمد المقرئ، أَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن أبي قيس، أخبرنا أبو بكر ابن أبي الدّنيا، حَدَّثَنِي العجلي عن عمرو بن محمد عن أبي معشر قَالَ: توفي المهدي وهو ابن ثلاث وأربعين سنة.
وَقَالَ ابن أبي الدنيا: حَدَّثَنَا محمد بن صالح قَالَ: حَدَّثَنِي عبد الله بن محمّد المظفري قَالَ: توفي المهدي وهو ابن خمس وأربعين سنة.
990- محمد بن عبد الله بن رزين، أبو الشّيص الشّاعر، يكنى: أبا جعفر، وأبا الشيص لقب [1] :
وهو ابن عم دعبل بن علي الخزاعي، وقيل: هو محمد بن رزين. وكان عم دعبل والأول أصح. كان أحد شعراء الرشيد وله فيه مدائح كثيرة. ولما مات الرشيد رثاه ومدح الأمين. ومما يستحسن من شعره قصيدته الضادية التي أولها:
أبقى الزمان به ندوب عضاض ... ورمى سواد قرونه ببياض
وهي قصيدة مشهورة سائرة.
قرأت على الحسن بن على الجوهري، عن أبي عبيد الله المرزباني قَالَ: روى عن عبد الله بن المعتز عن أبي خلف العامري- من بني عامر بن صعصعة-. قَالَ: من قَالَ إنه كان في الدنيا أشعر من أبي الشيص فكذبه، والله للشعر على لسانه كان أسهل من شرب الماء على العطاش، ولقد كان يفضل على شعراء زمانه يقرون له بذلك لا يستنكفون، وكان من أعذب الناس ألفاظا، وأجودهم كلاما، وأحكمهم رصفا، وكان وصافا للشراب، مداحا للملوك، ودعبل بن علي ابن عمه. ويقال: إنه منه استقى وحفظ أشعاره كلها، فاحتذى عليها.
وَقَالَ المرزباني: حَدَّثَنِي علي بن هارون، أَخْبَرَنِي أبي قَالَ: من بارع شعر أبي
__________
[1] 990- هذه الترجمة برقم 2918 في المطبوعة(3/18)
الشيص قوله يمدح الرشيد عند ورود الخبر بهزيمة نقفور وفتح بلد الروم من قصيدة:
شددت أمير المؤمنين قوى الملك ... صدعت بفتح الروم أفئدة الترك
قريت سيوف الله هام عدوه ... وطأطأت للإسلام ناصية الشرك
فأصبحت مسرورا ولا بغى ضاحكا ... وأصبح نقفور على ملكه يبكي
أَخْبَرَنَا علي بن أبي علي المعدّل، حَدَّثَنَا محمد بن عبد الرحيم الأزدي الكاتب، حَدَّثَنَا الحسين بْن القاسم الكوكبي قَالَ: أنشدني أحمد بن صدقة لأبي الشيص:
جاء الرسول ببشرى منك تطمعني ... فكان أكبر وهمي أنه وهما
فما فرحت ولكن زادني حزنا ... علمي بأن رسولي لم يكن فهما
كم من سريرة حب قد خلوت بها ... ودمعة تملأ القرطاس والقلما
991- محمد بن عبد الله بن الزبير بن عمر بن درهم، أبو أحمد الكوفي الزبيري مولى بني أسد [1] :
سمع مسعر بن كدام، ومالك بن مغول، وسفيان الثوري، ومالك بن أنس، وإسرائيل بن يونس، وبشير بن سلمان. رَوَى عَنْهُ: أَحْمَد بْن حنبل، وَأَبُو بَكْر بْن أَبِي شيبة، وعبيد اللَّه بْن عمر القواريري، وأبو خيثمة زهير بن حرب، والفضل بن سهل الأعرج، وأحمد بن الوليد الفحام، وغيرهم. قدم أبو أحمد بغداد وحدث بها. وذكر ابن الجعابي أن له أخا يسمى حسنا من وجوه الشيعة يروى عنه.
__________
[1] 991- هذه الترجمة برقم 2919 في المطبوعة.
انظر: تهذيب الكمال 5343 (25/476) . طبقات ابن سعد: 6/402، وتاريخ الدوري:
2/523، وتاريخ الدارمي، الترجمة 95، وتاريخ خليفة 471، وطبقاته: 172، وعلل أحمد: 1/16، 126، 141، 173، 198، 256، 259، 361، وتاريخ البخاري الكبير: 1/الترجمة 400، وتاريخه الصغير: 2/398، والكنى لمسلم، الورقة 5، وثقات العجلي، الورقة 47، والترمذي (417، 2835) ، والمعرفة ليعقوب: 1/483، 519، 717، و 2/558، و 3/92، 107، 241، وتاريخ أبي زرعة الدمشقي: 478، 609، والجرح والتعديل: 7/الترجمة 1611، وثقات ابن حبان: 9/58، وثقات ابن شاهين، الترجمة 1262، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه، الورقة 157، ورجال البخاري للباجي: 2/652، والجمع لابن القيسراني: 2/441، وسير أعلام النبلاء: 9/529، والكاشف:
3/الترجمة 5023، والعبر: 1/341، وتذهيب التهذيب: 3/الورقة 217، وميزان الاعتدال: 3/الترجمة 7750، وتاريخ الإسلام، الورقة 64 (أيا صوفيا 3007) ونهاية السول، الورقة 334، وتهذيب التهذيب: 9/254- 255، والتقريب: 2/176، وخلاصة الخزرجي: 2/الترجمة 6365، وشذرات الذهب: 2/7(3/19)
أنبأنا أحمد بن علي اليزدي، أَخْبَرَنَا أبو أحمد الحافظ قَالَ: أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزبير الأسدي مولى لبني أسد، وليس من ولد الزبير بن العوام، كوفي قدم بغداد.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد الأكبر، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، حَدَّثَنَا أحمد بن سعيد بن مرابا السوسي، حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: الزبيري كان يبيع القت بزبالة وإنما سماه أهل بغداد الزبيري، وهو محمّد ابن عبد الله بن الزبير وليس هو من الزّبيريين. وكل ما أذكره عن يحيى بن معين بهذا الإسناد فهو عن محمد بن عبد الواحد الأكبر المكنى: أبا عبد الله، ولم يكن سماع أخيه محمد المكنى أبا الحسن.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن عبد الله الكاتب، أخبرنا إبراهيم بن محمّد ابن يحيى المزكي، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّغُولِيُّ السّرخسيّ، حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن جعفر بْن خاقان المروزي السلمي، قَالَ: سمعت نصر بن عَلِيّ يَقُولُ: سمعت أبي أحمد الزبيري يقول: لا أبالي إن سرق مني كتاب سفيان، إني أحفظه كله.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْبَصْرِيُّ قَالَ: قرأنا على الحسين بن هارون عن أَبِي العباس بن سعيد قَالَ: حَدَّثَنِي عبد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم بْن قتيبة قَالَ: سَمِعْتُ ابْن نمير يقول: أبو أحمد الزبيري صدوق وهو في الطبقة الثالثة من أصحاب الثوري. ما علمت إلا خيرا، مشهور بالطلب، ثقة صحيح الكتاب، وكان صديق أبي نعيم، وسماعهما قريب، أبو نعيم أسن منه وأقدم سماعا.
أَخْبَرَنِي عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد الدَّقَّاق، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن، أَخْبَرَنَا عمر بن مُحَمَّد بن شعيب الصابوني، حدثنا حنبل بن إسحاق قَالَ: قَالَ أبو عبد الله- يعني أحمد بن حنبل-: أبو أحمد الزبيري كان كثير الخطإ في حديث سفيان.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين: فالزبيري- أعني أبا أحمد-؟ قَالَ: ليس به بأس.
أَخْبَرَنَا حمزة بْن مُحَمَّد بن طاهر الدقاق، حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدّثنا(3/20)
علي بن أحمد بن زكريا الهاشميّ، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ، حَدَّثَنِي أبي قَالَ: محمد بن عبد الله بن الزبير الأسدي يكنى أبا أحمد كوفي ثقة وكان يتشيع.
أَخْبَرَنَا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا محمّد بن إبراهيم الطرسوسي، أخبرنا محمّد ابن محمّد بن داود الكرجيّ، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال: محمّد ابن عبد الله الأسدي أبو أحمد الزبيري، صدوق.
حدّثنا محمّد بن علي الصوري، أَخْبَرَنَا الخصيب بْن عَبْد اللَّه الْقَاضِي، أَخْبَرَنَا عبد الكريم بن أبي عَبْد الرَّحْمَن النّسائيّ، أَخْبَرَنِي أبي قَالَ: أبو أحمد محمد بن عبد الله ابن الزبير الأسدي، كوفي لَيْسَ بِهِ بأس.
أَخْبَرَنِي الْحُسَيْن بْن عليّ الصّيمريّ، أخبرنا علي بن الحسن الرّازيّ، حدّثنا محمّد ابن الحسين الزّعفرانيّ، حدّثنا أحمد بن زهير، حَدَّثَنَا محمد بن يزيد قَالَ: كان محمد بن عبد الله الأسدي يصوم الدهر، وكان إذا تسحر برغيف لم يصدع فإذا تسحر بنصف رغيف صدع من نصف النهار إلى آخره، فإن لم يتسحر صدع يومه أجمع.
أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق، أَخْبَرَنَا إسماعيل بن علي الخطبي وأبو علي بن الصواف وأحمد بْن جعفر بْن حمدان. قالوا: أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ:
حَدَّثَنِي أبي قَالَ: مات أبو أحمد سنة ثلاث ومائتين.
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين القطّان، أخبرنا جعفر بن محمّد الخالدي، حدّثنا محمّد ابن عَبْد اللَّهِ الحضرمي قَالَ: سنة ثلاث وَمائتين فيها مات أبو أحمد محمّد بن عبد الله ابن الزبير الزبيري الأسدي في جمادى الأولى بالأهواز.
992- محمد بن عبد الله بن عبد الأعلى بن عبد الله بن خليفة بن زهير بن نضلة بن معاوية بن مازن بن كعب بن ذؤيبة بن أسامة بن نصر بن قعين بن الحارث ابن ثعلبة بن دودان، ويعرف بابن كناسة، أبو يحيى الكوفي الأسدي [1] :
ويقال: إن كناسة، لقب أبيه عبد الله، وقيل: لقب جده عبد الأعلى، وهو ابن أخت إبراهيم بن أدهم الزّاهد.
__________
[1] 992- هذه الترجمة برقم 2920 في المطبوعة انظر: التهذيب الكمال 5353 (25/492) وطبقات ابن سعد: 6/401، وتاريخ الدوري:(3/21)
وكان عالما بالعربية وأيام الناس والشعر. ورد بَغْدَاد وحدث بِهَا عَنْ: هشام بْن عروة، وإِسْمَاعِيل بن أَبِي خالد، وسليمان الأَعْمَش، وجعفر بن برقان. روى عنه:
أَحْمَد بْن حنبل، وأبو خيثمة النسائي، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، ومحمد بن سعد العوفي، وعبد اللَّه بن الْحَسَن الهاشمي، وأَحْمَد بن منصور الرمادي، وأَحْمَد بن سعيد الجمال، والحارث بن أبي أسامة وغيرهم.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أحمد بن كامل القاضي، حدّثنا محمّد بن سعد الْعَوْفِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَمَّالُ قَالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كناسة، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «غَيِّرُوا الشَّيْبَ وَلا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ» [1]
وَاللَّفْظُ لِمُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ وَسِيَاقُهُ لَهُ.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العبّاس، حدّثنا أحمد بن سعيد السّوسي، حَدَّثَنَا عباس بن محمد، قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: حديث ابن كناسة حديث «غيروا الشيب» إنما هو عن عروة مرسل.
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال: سُئِلَ أَبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ عَنْ حَدِيثِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنِ الزُّبَيْرِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «غيرو الشَّيْبَ وَلا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ»
فَقَالَ: هُوَ حَدِيثٌ يَرْوِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ كُنَّاسَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَخِيهِ عُثْمَانَ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الزُّبَيْرِ وَلَمْ يُتَابَعْ عَلَيْهِ، وَرُوِيَ عَنِ الثَّوْرِيِّ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَ ذَلِكَ زَيْدُ بْنُ الْحَرِيشِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَجَاءٍ عَنِ الثَّوْرِيِّ. وَكَذَلِكَ رُوِيَ عَنْ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ الْحَبَطِيِّ عَنْ هشام. رواه الحافظ مِنْ أَصْحَابِ هِشَامٍ عَنْ هِشَامٍ عَنْ عُرْوَةَ مُرْسَلا وَهُوَ الصَّحِيحُ.
قُلْتُ: أَمَّا حَدِيثُ الثَّوْرِيِّ
فَحَدَّثَنَاهُ أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الطّيّب
__________
2/523، وتاريخ البخاري الكبير: 1/الترجمة 409، وثقات العجلي، الورقة 48، والجرح والتعديل: 7/الترجمة 1628، وثقات ابن حبان: 7/443، وحلية الأولياء:
2/180، وسير أعلام النبلاء: 508- 509، والكاشف: 3/الترجمة 5031، والعبر:
1/353، والمغني: 2/الترجمة 5665، وتذهيب التهذيب: 3/الورقة 218، وميزان الاعتدال: 3/الترجمة 7739، ونهاية السول، الورقة 335، وتهذيب التهذيب: 9/259- 260، والتقريب: 2/177، وخلاصة الخزرجي: 2/الترجمة 6374، وشذرات الذهب: 2/17. والمنتظم، لابن الجوزي 10/168.
[1] انظر الحديث في: سنن الترمذي 1752. وسنن النسائي 8/137، 138. ومسند أحمد 1/165، 2/261. وفتح الباري 10/355(3/22)
الدسكري- بحلوان لفظا- أخبرنا أبو بكر بن المقرئ- بأصبهان- حدّثنا أبو محمّد عبدان بن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى بْنِ زياد الجواليقي القاضي العسكريّ، حدّثنا زيد بن الحريش، حَدَّثَنَا ابْنُ رَجَاءٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «غَيِّرُوا الشَّيْبَ وَلا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ»
. قال ابن المقرئ: أنا سألت عبدان عن هذا الحديث، وَحَدَّثَنِي جماعة من أصحابنا عن يحيى بن صاعد عن عبدان بهذا الحديث. وهكذا رواه أبو مروان يَحَْيَى بْنُ أَبِي زَكَرِيَّا الْغَسَّانِيُّ عَنْ هِشَامِ، ورواه عيسى بن يونس عن هشام عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ونحن نذكر حديثه في ترجمة أحمد بن جناب إن شاء الله. ورواه محمّد ابن بِشْرٍ الْعَبْدِيُّ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَخِيهِ عُثْمَانَ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ مُرْسَلا.
أَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بُكَيْرٍ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ- إِمْلاءً- حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد بْن حنبل، حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن بشر العبدي، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «غَيِّرُوا الشَّيْبَ وَلا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ»
. وَرَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ مِنْ غَيْرِ ذِكْرٍ لعثمان أخيه. وَأَرْسَلَهُ أَيْضًا.
أَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدّثنا علي بن شعيب، حدّثنا ابن نمير، حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «غَيِّرُوا الشَّيْبَ وَلا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ»
. أَخْبَرَنَا أحمد بن عمر بن روح النهرواني، أخبرنا المعافى بن زكريا الجريري.
وأخبرنا علي بن أبي علي البصريّ، حَدَّثَنَا محمد بن العباس الخزاز قالا: حَدَّثَنَا محمّد بن القاسم الأنباريّ، حدّثنا محمّد بن المرزبان، حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد قَالَ:
رأى رجل محمد بن كناسة يحمل بيده بطن شاة، فقال له: أنا أحمله لك، فقال: لا ينقص الكامل من كماله ما جر من نفع إلى عياله.
أخبرني الأزهريّ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان، حَدَّثَنَا إبراهيم بن محمد النحوي قَالَ: حَدَّثَنِي الفضل الربيعي، حَدَّثَنِي حماد بن إسحاق بن إبراهيم عن أبيه قَالَ: أتيت محمد بن كناسة لأكتب عنه فكثر عليه أصحاب الحديث فتضجر بهم وتجهمهم، فلما انصرفوا عنه دنوت منه فهش إلي واستبشر بي وبسط من وجهه(3/23)
فقلت له: لقد تعجبت من تفاوت حالتيك. فقال لي: أضجرني هؤلاء بسوء آدابهم فلما جئتني أنت انبسطت إليك وأنشدتك، وقد حضرني في هذا المعنى بيتان وهما:
فيّ انقباض وحشمة فإذا ... صادفت أهل الوفاء والكرم
أرسلت نفسي على سجيتها ... وقلت ما قلت غير محتشم
فقلت له: وددت والله أن هذين البيتين لي بنصف ما أملك، فقال: قد وفر الله عليك مالك، والله ما سمعهما أحد ولا قلتهما إلا الساعة، فقلت له: فكيف لي بعلم نفسي أنهما ليسا لي.
أَخْبَرَنَا عبد الملك بن محمد بن عبد الله الواعظ، أخبرنا أبو علي أحمد بن الفضل ابن خزيمة قَالَ: أنشدنا أحمد بن سعيد الجمال قَالَ: أنشدني محمد بن كناسة لنفسه:
فيَّ انقباض وحشمة [1] ............... ...
وذكر البيتين.
حَدَّثَنَا علي بن أبي علي، حدّثنا محمّد بن عمران بن موسى، حَدَّثَنَا أبو الحسن علي بن سليمان الأخفش قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ محمد الأبزاري المعروف بمنقار قَالَ: حَدَّثَنِي إسحاق الموصلي قال: أنشدنا ابن كناسة- ويحيى بن معين في مجلسه-:
فيّ انقباض وحشمة فإذا ... صادفت أهل الوفاء والكرم
أرسلت نفسي على سجيتها ... وقلت ما قلت غير محتشم
قَالَ: فقال لي إسحاق فأذكرت ابن كناسة هذين البيتين بعد، فقال: لكني أنشدك اليوم:
ضعفت عن الإخوان حتى جفوتهم ... على غير زهد في الإخاء ولا الود
ولكن أيامي تخرّمن قوتي ... فما أبلغ الحاجات إلا على جهد
أخبرني الحسين بن علي الصّيمريّ، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ، حدّثنا محمّد ابن الحسين الزّعفرانيّ، حَدَّثَنَا أحمد بن زهير- وذكر محمد بن كناسة في تسمية من قدم بغداد من أهل الكوفة- قَالَ: سئل يحيى بن معين عن محمد بن كناسة فقال:
ثقة.
__________
[1] انظر الخبر والأبيات في: تهذيب الكمال 25/495(3/24)
أخبرنا علي بن أبي علي المعدّل، حدّثنا أحمد بن عبد الله الدّوريّ، حدّثنا محمّد ابن عبد الله بن الحسين العلّاف، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ، حَدَّثَنَا أبي قَالَ:
ابن كناسة كان شيخا ثقة صدوقا.
أخبرني الأزهريّ، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: محمد بن كناسة أسدي من أنفسهم، وهو ثقة صالح التثبيت، وهو ابن أخت إبراهيم بن أدهم الزاهد، وكان له علم بالعربية والشعر وأيام الناس.
وذكره علي بن المديني يوما فقال: هو ثقة صدوق، قَالَ جدي: توفي بالكوفة لثلاث ليال خلون من شوال سنة سبع ومائتين. في خلافة المأمون.
قُلْتُ: وبلغني أن مولده كَانَ فِي سنة ثلاث وعشرين ومائة.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سئل أبو داود عن محمد بن كناسة فقال:
ثقة.
أخبرنا عنه أحمد بن حنبل، أَخْبَرَنَا حمزة بن مُحَمَّدِ بْنِ طاهر، أخبرنا الوليد بن بكر، حدّثنا علي بن أحمد بن زكريا، حَدَّثَنَا أبو مسلم صالح بن أحمد العجلي، حَدَّثَنِي أبي قَالَ: ومحمد بن كناسة الأسدي كوفي يكنى: أبا يحيى، ثقة.
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين القطّان، أخبرنا جعفر الخالدي، حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله الحضرمي قَالَ: سنة سبع ومائتين فيها مات محمد بن كناسة الأسدي.
وقد ذكرنا عن يعقوب بن شيبة مثل هذا القول. وأخبرنا السّمسار، أَخْبَرَنَا الصفار، حَدَّثَنَا ابن قانع: أن محمد بن كناسة مات في سنة تسع ومائتين. ونرى الأول أصح، والله أعلم.
993- محمد بن عبد الله بن المثنى بن أنس بن مالك، أبو عبد الله الأنصاري [1] :
من أهل البصرة. سمع أباه، وسليمان التيمي، وحميدا الطويل، ومحمد بن عمرو ابن علقمة، وحبيب بن الشهيد، ومالك بن دينار. روى عنه: أبو الوليد الطيالسي،
__________
[1] 993- هذه الترجمة برقم 2921 في المطبوعة.
انظر: تهذيب الكمال 5372 (25/539) وطبقات ابن سعد: 7/294، وابن محرز عن ابن(3/25)
وعبد الواحد بن غياث، وقتيبة بن سعيد، وأحمد بن حنبل، ومحمّد بن سعيد، ومحمد بن عبد الرحمن الصيرفي، وَمُحَمَّد بْن إِسْحَاق الصاغاني، وَمحمد بْن إِسْمَاعِيل الْبُخَارِيّ، وَأبو حاتِم الرَّازِيّ، وإسماعيل بن إسحاق القاضي، وغيرهم.
وكان قد جالس في الفقه سوار بن عبد الله، وعبيد الله بن الحسن العنبري، وعثمان البتي، وولي قضاء البصرة أيام الرشيد بعد معاذ بن معاذ، وقدم بغداد فولي بها القضاء وحدث بها ثم رجع إلى البصرة فمات [1] .
أخبرنا علي بن أحمد الرّزّاز، أخبرنا أبو علي بن الصواف، حدّثنا بشر بن موسى، حَدَّثَنَا عمرو بن علي قَالَ: وولد محمد بن عبد الله بن المثنى الأنصاري سنة ثمان عشرة.
أخبرنا علي بن أبي علي، حدّثنا طلحة بن محمّد بن جعفر، أَخْبَرَنِي إبراهيم بن محمد بن أيوب عن ابن قتيبة: أن الرشيد قلد محمد بن عبد الله الأنصاري القضاء بالجانب الشرقي- يعني من بغداد- بعد العوفي في آخر خلافته- فلما ولي محمد- وهو الأمين- عزله وولى مكانه عون بن عبد الله، وولي محمد بن عبد الله المظالم بعد إسماعيل بن علية.
أَخْبَرَنَا أبو طاهر محمد بن أحمد بن علي الدقاق، وأَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ المؤدب قالا: حَدَّثَنَا أحمد بن إسحاق النهاوندي- بالبصرة- حَدَّثَنَا الْحَسَن بن عبد الرحمن بن خلاد، حَدَّثَنِي عبد الله بن محمد بن أبان الخيّاط- من أهل رامهرمز- حدّثنا القاسم بن نصر المخرميّ، حَدَّثَنَا سليمان بن داود المنقري قَالَ: وجه المأمون
__________
معين، الترجمتان 632، 897، وعلل أحمد: 1/218، 343، وتاريخ البخاري الكبير:
1/الترجمة 396، وتاريخه الصغير: 2/331، وسؤالات الآجري لأبي داود: 5/الورقة 12، والمعرفة ليعقوب: (انظر الفهرس) والترمذي (2678) ، والقضاة لوكيع: 2/154 و 3/268، وضعفاء العقيلي، الورقة 194، والجرح والتعديل: 7/الترجمة 1655، وثقات ابن حبان: 7/443، والمدخل إلى الصحيح: 197، والجمع لابن القيسراني: 2/411، والمعجم المشتمل، الترجمة 874، والكامل في التاريخ: 6/418، وسير أعلام النبلاء:
9/532، والكاشف: 3/الترجمة 5046، والمغني: 2/الترجمة 1685، والعبر: 1/367، وتذهيب التهذيب: 3/الورقة 221، وتاريخ الإسلام، الورقة 151 (أيا صوفيا 3007) ، وميزان الاعتدال: 3/الترجمة 7765، ونهاية السول، الورقة 336، وتهذيب التهذيب:
9/274- 276، والتقريب: 2/180، وخلاصة الخزرجي: 2/الترجمة 6393، وشذرات الذهب: 2/35. والمنتظم، لابن الجوزي 10/271.
[1] انظر: تهذيب الكمال 25/546(3/26)
عبد الله بن هارون إلى محمد بن عبد الله الأنصاري بخمسين ألف درهم وأمره أن يقسمها بين الفقهاء بالبصرة، فكان هلال بن مسلم يتكلم عن أصحابه. قَالَ الأنصاري: وكنت أنا أتكلم عن أصحابي. فقال هلال: هي لي ولأصحابي. وقلت أنا: بل هي لي ولأصحابي، فاختلفنا فقلت لهلال: كيف تتشهد؟ فقال هلال: أو مثلي يسأل عن التشهد؟ فتشهد على حديث ابن مسعود. فقال له الأنصاري: من حدثك به ومن أين ثبت عندك؟ فبقي هلال ولم يجبه. فقال الأنصاري: تصلي في كل يوم وليلة خمس صلوات وتردد فيها هذا اللاك وأنت لا تدري من رواه عن نبيك صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ! قد باعد الله بينك وبين الفقه. فقسمها الأنصاري في أصحابه [1] .
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أبو بكر أحمد بن الحسن الحشري، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدّثنا محمّد بن إسحاق الصاغاني، حدّثنا محمّد بن عبد الله الأنصاريّ، حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ احْتَجَمَ صَائِمًا مُحْرِمًا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن الحسن أن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: قَالَ أَبِي، وَقَالَ أَبُو خَيْثَمَةَ:
أَنْكَرَ مُعَاذٌ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ حَدِيثَ الأَنْصَارِيِّ- يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الله بن حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ- عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: احْتَجَمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُو مُحْرِمٌ صَائِمٌ.
قُلْتُ: لَمْ يَرْوِهِ عَنْ حَبِيبٍ هَكَذَا غَيْرُ الأَنْصَارِيِّ، وَيُقَالُ: إِنَّهُ وَهِمَ فِيهِ وَالصَّوَابُ مَا.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعِيدٍ الْحَوْفِيُّ- فِي كِتَابِهِ إِلَيْنَا مِنْ مِصْرَ- قَالَ:
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَكَرِيَّا النَّيْسَابُورِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ، عَنْ مَيْمُونَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ وَهُوَ محل [2] .
وَقَدْ رَوَى الأَنْصَارِيُّ أَيْضًا حَدِيثَ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ هذا وهكذا. وَيُقَالُ إِنَّ غُلامًا لَهُ أَدْخَلَ عَلَيْهِ حَدِيثَ ابْنِ عَبَّاسٍ.
أَخْبَرَنَا بُشْرَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرُّومِيُّ، حدّثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدّثنا محمّد بن جعفر الرّاشدي، حدثنا أَبُو بكر الأثرم قَالَ: سَمِعْت أَبَا عَبْد الله- يعني
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/545- 546.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/543- 544(3/27)
أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ- يَقُولُ: مَا كَانَ يَضَعُ الأَنْصَارِيُّ عِنْدَ أصحاب الْحَدِيثِ إِلا النَّظَرَ فِي الرَّأْيِ، وَأَمَّا السَّمَاعُ فَقَدْ سَمِعَ.
وَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ذَكَرَ الْحَدِيثَ الَّذِي رَوَاهُ الأَنْصَارِيُّ عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ عَنْ مَيْمُونِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ احْتَجَمَ وَهُوَ صَائِمٌ فَضَعَّفَهُ. وَقَالَ: كَانَتْ ذَهَبَتْ لِلأَنْصَارِيِّ كُتُبٌ فَكَانَ بَعْدُ يُحَدِّثُ مِنْ كتب غلامه أبي حكم- أَرَاهُ. قَالَ: فَكَانَ هَذَا مِنْ تِلْكَ [1] .
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، حدّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بْن سفيان قال: سئل على بن الْمَدِينِيِّ عَنْ حَدِيثِ الأَنْصَارِيِّ عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَمَ وَهُوَ صَائِمٌ قَالَ: لَيْسَ مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ، إِنَّمَا أَرَادَ حَدِيثَ حَبِيبٍ عَنْ مَيْمُونٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ: تَزَوَّجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَيْمُونَةَ مُحْرِمًا [2] .
أَخْبَرَنِي أبو بكر البرقاني، حدّثني محمّد بن أحمد الأدميّ، حدّثنا محمّد بن علي الإيادي، حَدَّثَنَا زكريا الساجي قَالَ: محمد بن عبد الله الأنصاري رجل جليل عالم لم يكن عندهم من فرسان الحديث مثل يحيى القطان ونظرائه غلب عليه الرأي [3] .
أخبرنا أبو سعد الماليني- قراءة- أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ. أَخْبَرَنَا زكريا الساجي قَالَ: حدثت عن يحيى بن معين قَالَ: كان محمد بن عبد الله الأنصاري يليق به القضاء فقيل له: يا أبا زكريا فالحديث فقال:
للحرب أقوام لها خلقوا ... وللدواوين كتّاب وحسّاب [4]
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى السكري، أَخْبَرَنَا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حَدَّثَنَا ابْن الغلابي، عَن يَحْيَى بْن معين قَالَ: والأنصاري ثقة.
حَدَّثَنَا محمد بن علي الصّوريّ، حدّثنا الخصيب بن عبد الله القاضي، أَخْبَرَنَا عبد الكريم بن أبي عَبْد الرَّحْمَن النّسائيّ. أَخْبَرَنِي أبي قَالَ: محمد بن عبد الله الأنصاريّ بصري ليس به بأس.
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/544- 545.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/545.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/543.
[4] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/543(3/28)
أخبرنا ابن الفضل القطّان، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه قَالَ: حَدَّثَنَا يعقوب بْن سفيان قَالَ: سنة أربع عشرة ومائتين مات محمد بن عبد الله الأنصاريّ وسمعت الأنصاريّ سنة اثنتي عشرة يقول: قد أشرفت على أربع وتسعين سنة.
قلت: وهم يعقوب في ذكر وفاة الأنصاريّ. والصحيح ما:
أخبرنا الأزهر، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أخبرنا إبراهيم بن محمّد الكندي، أَخْبَرَنَا أَبُو موسى مُحَمَّد بْن المثنى قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّد بن عَبْد الله الأَنْصَارِيّ سنة اثنتي عشرة ومائتين يقول: ولدت سنة ثماني عشرة ومائة ولي أربع وتسعون سنة إلّا شهرين. كان يأتي علي قبل اليوم عشرة أيام لا أشرب فيه الماء واليوم أشرب كل يومين. فقيل له: كنت تشرب اللبن؟ قَالَ: اللبن مثل الماء، قيل له: فعسل؟ قَالَ: لا.
قال أبو موسى: ومات محمد بن عبد الله الأنصاري سنة خمس عشرة ومائتين. وَقَالَ أيضا: سمعت الأنصاري يقول: ما أتيت سلطانا قط إلا وأنا كاره [1] .
قرأت على الحسن بن أبي بكر، عن أحمد بن كامل القاضي قَالَ: مات محمد بن عبد الله الأنصاري فيما ذكر إسماعيل بن إسحاق سنة خمس عشرة ومائتين. قَالَ:
وكان مولده في السنة التي ولد فيها عبد الله بن المبارك، وهي سنة ثماني عشرة ومائة، وولى القضاء ببغداد وكان من أصحاب زفر بن الهذيل وأبي يوسف [2] .
حدّثنا أبو سعيد الْحُسَيْن بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد اللَّهِ بْن حسنويه الكاتب بأصبهان، أَخْبَرَنَا عبد الله بن محمد بن يزيد الخشاب، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْقُرَشِيُّ قَالَ:
مات الأنصاري سنة خمس عشرة ومائتين وعاش نيفا وتسعين سنة [3] .
حدّثنا الْحَسَن بْن عَلِيّ الجوهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن العبّاس، أخبرنا محمّد بن معروف، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قَالَ: لم يزل الأنصاري بالبصرة يحدث إلى أن مات بها في رجب سنة خمس عشرة ومائتين.
994- مُحَمَّد بْن عَبْد الله أَبُو عَبْد الله البينوني البصري [4] :
سكن بغداد وحدث بها عن المبارك بن فضالة. روى عنه: الحسن بن الصّبّاح
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/547.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/547- 548.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/548.
[4] 994- هذه الترجمة برقم 2922 في المطبوعة.
انظر: الأنساب للسمعاني 2/378، 379(3/29)
البزاز، ومُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ أَبِي الأَسَدِ الضَّرِيرُ، ومحمد بن علي ابن أخت غزال، وعثمان بن معبد بن نوح المقرئ، ومحمد بن غالب التمتام.
أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بن يوسف الغلاف، أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ أَبِي الأَسَدِ الضّرير، حدّثنا أبو عبد الله البينوني، حدّثنا مبارك ابن فُضَالَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمَّا قُبِضَ- يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ بِالْمَدِينَةِ قَبَّارَانِ رَجُلٌ يَلْحَدُ وَرَجُلٌ يَضْرَحُ. قَالَ: فَاجْتَمَعَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: نُرْسِلُ إِلَيْهِمَا فَأَيُّهُمَا سَبَقَ أَمَرْنَاهُ فَحَفَرَ، فَسَبَقَ الْلاحِدُ فَلَحَدَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَارَتْ سُنَّةً.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بُكَيْرٍ النَّجَّارُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَحْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ كَوْثَرٍ البربهاري، حدّثنا محمّد بن غالب، حدّثنا محمّد بن عبد الله البينوني، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أنس قال: لحد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَحْدًا.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدّثنا أبو أحمد بن فارس، حَدَّثَنَا البخاري قَالَ: أبو عبد الله محمد بن عبد الله البينوني كان ببغداد، سمع مبارك ابن فضالة، سمع منه حسن بن الصباح.
995- محمد بن عبد الله بن عبد الرزاق بن عمر بن عبد الله بن جميل بن عامر بن جذيم بن سلامان بن ربيعة بن سعد بن جمح بن عمر بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب [1] :
من أهل مدينة رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. كَانَ مذكورا بالفضل موصوفا بالجلالة والنبل؛ وولى ببغداد بيت المال زمن المأمون أمير المؤمنين.
أَخْبَرَنَا بذلك الأزهريّ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حَدَّثَنَا أحمد بن سليمان الطوسي قَالَ: قَالَ الزبير بْن بكار. وَمُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن عبد الرزاق بن عمر بن عبد الله بن جميل كان في صحابة أمير المؤمنين وولاه بيت المال ببغداد، وأمه عمارة بنت نافع بن عمر بن عبد الله بن جميل.
__________
[1] 995- هذه الترجمة برقم 2923 في المطبوعة.(3/30)
996- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْنِ عبد الملك بن مسلم، أبو عبد الله الرقاشي [1] :
والد أبي قلابة من أهل البصرة. سمع مالك بن أنس، وحماد بن زيد، ووهيب بن خالد وجعفر بن سليمان، ويزيد بن زريع، ومعتمر بن سليمان، وبشر بن المفضل.
روى عنه: ابنه أبو قلابة، ومحمد بن يَحْيَى الذهلي، ومُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الْبُخاري، وأبو حاتِم الرازي، وحنبل بن إسحاق، ويعقوب بن شيبة، ومحمد بن الحسين البرجلاني، وأبو إسماعيل الترمذي وَقَالَ محمد بن يحيى: كان متقنا.
وذكر ابن أبي حاتم الرازي أنه قدم بغداد. وَقَالَ أيضا: سمعت أبي يقول: حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله الرقاشي الثقة الرضا.
حدّثنا محمّد بن الحسين القطّان، حدّثنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدّثنا حنبل بن إسحاق، حدّثنا محمّد بن عبد الله الرّقاشيّ، حدّثنا معتمر بن سليمان، أخبرنا كهمس عن أبي السليل [ضريب بن نفير] عَنْ أَبِي ذَرٍّ: أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنِّي لأَعْلَمُ آيَةً لَوْ أَخَذَ النَّاسُ بِهَا كَفَتْهُمْ: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً
[الطلاق 2] [2] » .
أخبرنا حمزة بن محمّد بن طاهر، حدّثنا الوليد بن بكر، حدّثنا علي بن أحمد بن زكريا. وأخبرنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ، حَدَّثَنِي أبي قَالَ:
محمد بن عبد الله الرقاشي يكنى بأبي عبد الله، بصري ثقة متعبد عاقل، يقال إنه كان يصلي في اليوم والليلة أربعمائة ركعة.
أخبرني الأزهريّ، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: محمد بن عبد الله الرّقاشيّ، ثقة ثبت.
__________
[1] 996- هذه الترجمة برقم 2924 في المطبوعة.
انظر: تهذيب الكمال 5374 (25/551) . والمنتظم، لابن الجوزي 11/49. وتاريخ البخاري الكبير: 1/الترجمة 406، والكنى لمسلم، الورقة 64، وثقات العجلي، الورقة 47، والمعرفة ليعقوب: 2/85، 97، 122، والجرح والتعديل: 7/الترجمة 1657، وثقات ابن حبان: 9/73- 74، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه، الورقة 157، ورجال البخاري للباجي: 2/653، والجمع لابن القيسراني: 2/442، والمعجم المشتمل، الترجمة 870، والكاشف: 3/الترجمة 5048، وتذكرة الحفاظ: 461، وتذهيب التهذيب: 3/الورقة 221، وتاريخ الإسلام، الورقة 15 (أيا صوفيا 3007) ، ونهاية السول، الورقة 337، وتهذيب التهذيب: 9/277- 278، والتقريب: 2/180، وخلاصة الخزرجي: 2/الترجمة 6395.
[2] انظر الحديث في: سنن الدارمي 2/303، ومشكاة المصابيح 5306. وزوائد مسند أحمد 146(3/31)
أخبرنا محمّد بن علي الصّوريّ، حدّثنا الخصيب بن عبد الله، حَدَّثَنَا عبد الكريم ابن أبي عبد الرحمن النّسائيّ، أَخْبَرَنِي أبي قَالَ: أبو عبد الله محمد بن عبد الله الرقاشي بصري ليس به بأس.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم، حدّثنا ابن فارس، حَدَّثَنَا البخاري قَالَ:
محمد بن عبد الله الرقاشي أبو عبد الله مات قبل سنة عشرين ومائتين.
أخبرنا الأزهريّ، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أخبرنا إبراهيم بن محمّد الكندي، حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّد بْن المثنى قَالَ: مات محمد بن عبد الله الرقاشي سنة تسع عشرة ومائتين.
997- محمد بن عبد الله، أبو جعفر الحذاء الأنباري [1] :
سمع فضيل بن عياض، وسفيان بْن عُيَيْنَة، وشعيب بْن حرب. روى عنه: أحمد ابن حنبل، وحنبل بن إسحاق، وإسحاق بن بهلول الأنباري، ويعقوب بن شيبة، وعبد الكريم بن الهيثم العاقولي، وإبراهيم بْن عَبْد الرَّحيم بْن دنُوقا.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدّثنا حنبل بن إسحاق، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو جَعْفَرٍ الأنباري الحذاء.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الصَّيْرَفِيُّ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: سمعت أبي يقول: حَدَّثَنَا أبو جعفر الحذاء قَالَ: قلت لسفيان بن عيينة: إن هذا يتكلم في القدر- أعني إبراهيم بن أبي يحيى- قَالَ: عرفوا الناس بدعته وسلوا ربكم العافية. لفظ حديث أحمد، وهو أتم.
أخبرني الأزهريّ، حَدَّثَنَا عُبَيْد الله بْن مُحَمَّد بْن حمدان العكبريّ، أخبرنا أبو الطّيّب بن بهلول قَالَ: قَالَ أبو العباس بن أصرم: وإذا رأيت الأنباري يحب أبا جعفر الحذاء ومثنى بن جامع الأنباري فاعلم أنه صاحب سنة.
أخبرني الأزهريّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قَالَ: وكان بالأنبار محمد بن عبد الله الحذاء، ويكنى أبا جعفر، وكانت عنده أحاديث، وكان ثقة.
__________
[1] 997- هذه الترجمة برقم 2925 في المطبوعة(3/32)
998- محمد بن عبد الله، أبو جعفر الأرزي [1] :
سمع عاصم بن هلال، وروح بن عطاء بن أبي ميمونة، وإسماعيل بن علية، ومعتمر بن سليمان، وأبا تميلة يحيى بن واضح، وحماد بن واقد، وكريد بن رواحة، وعبد الوهاب بن عطاء. روى عنه: مُحَمَّد بْن إِسْحَاق الصاغاني، وعباس بْن مُحَمَّد الدوري، وأحمد بْن أَبِي خيثمة وجعفر بْن مُحَمَّد الطيالسي، وأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدنيا، وعَبْد اللَّهِ بن أحمد بن حنبل وَغيرهم.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَخْلَدِ بْنِ جَعْفَرٍ، حدثنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَكِيمِيُّ، حدّثنا العبّاس بن محمّد، حدّثنا محمّد بن عبد الله الأرزيّ، حدّثنا عاصم بن هلال، حَدَّثَنَا أيوب عن محمد بن سيرين: أن عمر كان إذا سمع صوت دف أو كبر فقالوا:
عرس أو ختان سكت.
أَخْبَرَنَا أبو سعد الماليني، حَدَّثَنَا علي بن عيسى بن المثنى الماليني، أخبرنا أبو العبّاس الحسن بن سفيان، حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله الأرزي- ببغداد ثقة مأمون. قَالَ أبو العباس: كتبت مع أبي زرعة من هذا الشيخ.
أَخْبَرَنِي الأزهري، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، أَخْبَرَنَا جدي قَالَ: محمد بن عبد الله الرزي كان شيخا صدوقا.
قرأت على البرقاني، عن محمد بن العباس العصمي قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوب بْن إِسْحَاق بْن محمود الفقيه، أَخْبَرَنَا صالح بن محمد الأسدي. قَالَ: محمد بن عبد الله الرزي ثقة.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن أَبِي عَلِيّ قَالَ: قرأنا على الحسين بن هارون عن أبي العباس بن سعيد قَالَ: محمد بن عبد الله الأرزي البغدادي؛ سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول: كان ثقة.
__________
[1] 998- هذه الترجمة برقم 2926 في المطبوعة.
انظر: تهذيب الكمال 5382 (25/575) . وتاريخ البخاري الكبير: 1/الترجمة 430، وتاريخ واسط: 259- 260، وثقات ابن حبان 9/84، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه، الورقة 157، وتسمية شيوخ أبي داود للجياني، الورقة 91، والجمع لابن القيسراني: 2/472، والمعجم المشتمل، الترجمة 878، والكاشف: 3/الترجمة 5056، وتذهيب التهذيب: 3/الورقة 223، وتاريخ الإسلام، الورقة 70 (أحمد الثالث 2917/7) ، ونهاية السول، الورقة 337، وتهذيب التهذيب: 9/285، والتقريب 2/181، وخلاصة الخزرجي: 2/الترجمة 6405(3/33)
أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق، حَدَّثَنَا محمد بن عمر بن غالب، حدّثنا موسى بن هارون.
وأخبرنا السّمسار، أَخْبَرَنَا الصفار، حَدَّثَنَا ابن قانع: أن محمد بن عبد الله الأرزّيّ مات سنة إحدى وثلاثين ومائتين. قَالَ ابن قانع: ببغداد.
999- مُحَمَّد بْن عَبْد الله، أَبُو عَبْد الله الأخباري البغدادي [1] :
حدث عن عبد الله بن حكيم بن أبي بكر الداهري. روى عنه يحيى بن بدر السّمرقنديّ.
1000- محمّد بن عبد الله بن المؤذن [2] :
كان أحد أصحاب الرأي، وولي القضاء بمدينة السلام.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن المحسن، حَدَّثَنَا طلحة بْن مُحَمَّد بْنِ جَعْفَر قَالَ: لما توفي حيان بن بشر استقضي محمد بن عبد الله المؤذن من أهل السواد، وكان صالحا من أصحاب أبي حنيفة في الفقه، ولا أعلمه حدث بشيء. وَقَالَ طلحة: حَدَّثَنِي عبد الباقي بن قانع قَالَ: حَدَّثَنِي إسحاق بن ديمهر التوزي قَالَ: حَدَّثَنِي من حضر ابن المؤذن القاضي- وهو يموت- فقال: انقلوني من هذا الموضع. فنقل، فجاء عصفور بحبة من حنطة فرمى بها على صدره، فما زال يقرضها حتى فرغ منها ثم مات! وكان ممن يحسن الثناء عليه.
أَخْبَرَنِي علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا أبو مزاحم موسى ابن عبيد الله قَالَ: سأل عمي أَبُو عليّ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن يَحْيَى؛ أحمد بن حنبل عن ابن المؤذن. فقال: كان مع ابن أبي داود وفي ناحيته ولا أعرف رأيه اليوم.
1001- محمد بن عبد الله، أبو جعفر المعروف بالإسكافي [3] :
أحد المتكلمين من معتزلة البغداديين، له تصانيف معروفة. وكان الحسين بن علي الكرابيسي يتكلم معه ويناظره، وبلغني أنه مات في سنة أربعين ومائتين.
__________
[1] 999- هذه الترجمة برقم 2927 في المطبوعة.
[2] 1000- هذه الترجمة برقم 2928 في المطبوعة.
[3] 1001- هذه الترجمة برقم 2929 في المطبوعة.
انظر: الأنساب، للسمعاني 1/245(3/34)
1002- محمد بن عبد الله، القطان [1] :
حدث عن عبد الرّحمن بن مغرا. روى عنه: أبو داود السجستاني في كتاب «المراسيل» . وَقَالَ: محمد بن عبد الله القطان رجل من أهل بغداد، وكان أحمد يكرمه، مات بطرسوس.
1003- محمد بن عبد الله بن عمار بن سوادة، أبو جعفر المخرمي [2] :
نزيل الموصل. كان أحد أهل الفضل، والمتحققين بالعلم، حسن الحفظ، كثير الحديث. روى عن عيسى بن يونس، وسفيان بن عيينة، ومن عاصرهما. وكان تاجرا قدم بغداد غير مرة، وجالس بها الحفاظ، وذاكرهم وحدثهم روى عنه: علي بن حرب الموصلي، ويعقوب بن سفيان الفسوي، وعلي بن عبد العزيز البغويّ، وهيذام ابن قتيبة المروزي، وعلي بْن أَحْمَدَ بْن النضر الأزدي، وَمحمد بْن غالب التمتام، وَعبد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل، وعبيد العجل، والحسن بن علي المعمري، وجعفر الفريابي، ومحمد بن محمد الباغندي، ومحمد بن الحسن بن بدينا، وروى عنه:
الحسين بن إدريس الهروي كتابا في علل الحديث ومعرفة الشيوخ.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بن علي التميميّ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حَدَّثَنَا عبد الله ابن أحمد بن حنبل، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ، حدّثنا القاسم الجرفي، عَنْ سُفْيَانَ عَنْ خَالِدِ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ ثَلاثًا ثَلاثًا.
حَدَّثَنَا أبو بكر البرقاني، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن خميرويه الهرويّ، أخبرنا الحسين بن إدريس، أخبرنا ابن عمار قَالَ: سمعت المعافى بن عمران- وسألته- إني أعطى دراهم هنا وآخذها ببغداد، حيث أشتري منها شيئا وأبيعه. فقال: تركت المسألة، فلم أدر ما يقول حتى أعدت عليه. قَالَ: فقال: ذهابك إلى بغداد
__________
[1] 1002- هذه الترجمة برقم 2930 في المطبوعة.
[2] 1003- هذه الترجمة برقم 2931 في المطبوعة.
انظر: تهذيب الكمال 5362 (25/509) . والجرح والتعديل 7/الترجمة 1641. وثقات ابن حبان 9/113. والكامل لابن عدي 3/الورقة 101. والمعجم المشتمل، الترجمة 868.
وسير أعلام النبلاء 11/469. والكاشف 3/الترجمة 5038. وديوان الضعفاء، الترجمة 3807. والمغني 2/الترجمة 5673. وتذهيب التهذيب 3/الورقة 219. وميزان الاعتدال 3/7753. وتاريخ الإسلام/ الورقة 190 (أحمد الثالث 2917/7) . ونهاية السول، الورقة 335، وتهذيب التهذيب 9/265- 266. والتقريب 2/178. وخلاصة الخزرجي 2/الترجمة 6383. وشذرات الذهب 2/101(3/35)
ودخولك بغداد أشد عليك مما تسأل عنه! قَالَ ابن عمار: ولدت سنة اثنتين وستين ومائة.
حَدَّثَنِي أَبُو النجيب عَبْد الغفار بْن عَبْد الواحد الارموي، حدّثنا أبو الفرج محمّد ابن إدريس بن محمّد الموصلي- بها- حَدَّثَنَا أَبُو منصور المظفر بْن مُحَمَّد الطوسي، حَدَّثَنَا أَبُو زكريا يَزِيد بْن مُحَمَّد بْن إياس الأزدي- فِي كتاب طبقات العلماء من أهل الموصل- قَالَ: مُحَمَّد بْن عبد اللَّه بْن عمار الغامدي من الأزد؛ كان فهما بالحديث وبعلله، رحالا فيه، جماعا له. سمع من هشيم، وسفيان بن عيينة، وعبد اللَّه بْن إدريس، ومُحَمَّد بْن فضيل، وعيسى بن يونس، وأبي أسامة، ويحيى بْن سَعِيد القَطَّان، ووكيع بْن الجراح، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبي معاوية. وتوفي في سنة اثنتين وأربعين ومائتين.
وَقَالَ أبو زكريا: حَدَّثَنِي عبيد العجل قَالَ: سمعت أبا يوسف القلوسي يقول لإسماعيل القاضي: مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمار الموصلي مثل علي بن المديني- يعني في علم الحديث- ورأيت عبيدا يعظم أمره، ويرفع قدره [1] .
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا علي بن أحمد ابن النّضر، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ- ورأيت علي بن المديني يقدمه-[2] .
أَخْبَرَنَا علي بن أبي علي قَالَ: قرأنا على الحسين بن هارون عن ابن سعيد قَالَ:
سمعت محمد بن غالب يقول: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارَ الثقة، كان من أهل الحديث. قَالَ ابن سعيد: وسألت عبد الله بن أحمد عنه. فقال: ثقة [3] .
أخبرنا ابن الفضل، حدّثنا ابن درستويه، حَدَّثَنَا يعقوب بْن سفيان قَالَ: وعفيف بْن سالم موصلي ثقة.
حَدَّثَنِي عنه مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمار الموصلي ومحمد بن عمّار ثقة.
أخبرني الصّوريّ، أخبرنا عبيد الله بن القاسم الهمدانيّ، أخبرنا عبد الرّحمن بن إسماعيل العروضي، حَدَّثَنَا أبو عبد الرحمن النسائي قَالَ: مُحَمَّد بْن عبد اللَّه بْن عمار موصلي ثقة صاحب حديث [4] .
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/511، 512.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/511.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/511.
[4] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/512(3/36)
1004- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن طَاهِر بْن الحسن بن مصعب، أبو العباس الخزاعي [1] :
كَانَ شَيْخًا فاضلا، وأديبا شاعرا، وهو أمير بن أمير بن أَمِيرٍ. وَلِيَ إِمَارَةَ بَغْدَادَ فِي أَيَّامِ الْمُتَوَكِّلِ، وَكَانَ مَأَلِفًا لأَهْلِ الْعِلْمِ والأَدَبِ، وَقَدْ أَسْنَدَ حَدِيثًا عَنْ أَبِي الصَّلْتِ الْهَرَوِيِّ.
أَخْبَرَنَاهُ مُحَمَّدُ بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن عبد الله بن حمدويه النّيسابوريّ، حدّثني علي بن محمّد المذكر، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الْفَقِيهُ الرّازيّ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاهِرٍ قَالَ: كُنْتُ وَاقِفًا عَلَى رَأْسِ أَبِي وَعِنْدَهُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ، وَأَبُو الصَّلْتِ الْهَرَوِيُّ، فَقَالَ أَبِي: لِيُحَدِّثَنِي كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ بِحَدِيثٍ؛ فَقَالَ أَبُو الصلت: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرِّضَا- وَكَانَ وَاللَّهِ رِضًا كَمَا سُمِّيَ- عَنْ أَبِيهِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيٍّ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «الإيمان قَوْلٌ وَعَمَلٌ» . فَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَا هَذَا الإِسْنَادُ! فَقَالَ لَهُ أبي: هذا سعوط المجانين، إذا سَعَطَ بِهِ الْمَجْنُونُ بَرَأَ.
أَخْبَرَنِي أحمد بن محمد بن أحمد بن يعقوب، حدّثني جدي محمّد بن عبيد الله ابن قفرجل، أخبرنا محمّد بن يحيى النديم، حَدَّثَنَا أحمد بن يزيد المهلبي قَالَ: كانت لأبي حاجة إلى محمد بن عبد الله بن طاهر، فكتب إليه:
ألا مبلغ عني الأمير محمدا ... مقالا له فضل علي القول بارع
لنا حاجة إن أمكنتك قضيتها ... وإن هي لم تمكن فعذرك واسع
فأنت وإن كنت الجواد بعينه ... فلست بمعطي الناس ما الله مانع
فإن يور زند الطاهري فبالحرى ... وإلا فقد تنبو السيوف القواطع
حدّثنا محمّد بن يحيى، حَدَّثَنَا محمد بن موسى البربري قَالَ: كان الحسن بن وهب عند محمد بن عبد الله بن طاهر، فعرضت سحابة فبرقت ورعدت ومطرت، فقال كل من حضر فيها شيئا، فقال الحسن:
__________
[1] 1004- هذه الترجمة برقم 2932 في المطبوعة.
انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/68. وفوات الوفيات 2/26. والنجوم الزاهرة 2/340.
والديارات 79- 83. والوافي بالوفيات 3/304. والمحبر 376. والأعلام 6/222(3/37)
هطلتنا السماء هطلا دراكا ... عارض المرزبان فيها السماكا
قلت للبرق- إذ توقد فيها ... يا زناد السماء من أوراكا
أحبيب نأيته فجفاكا ... فهو العارض الذي استبكاكا
أم تشبهت بالأمير أبي العب ... اس في جود فلست هناكا [1]
أَخْبَرَنِي علي بن أيوب القمي، حدّثنا محمّد بن عمران المرزباني، أخبرني محمّد ابن يحيى، حدّثني أبو الغوث- يعني ابن البحتري- قَالَ: حمل محمد بن عبد الله بن طاهر، أبي علي برذون بلا سرج ولا لجام فقال من قصيدة أولها:
غرام ما أتيح من الغرام ... ............... .........
محمّد يا بن عبد الله لولا ... نداك لغاض معروف الكرام
لكم بيت الأعاجم حيث يبنى ... ومفتخر المرازبة العظام
وما استجديت إلا جئت عفوا ... بفيض البحر أو صوب الغمام
وكم من سؤدد غلست فيه ... ولم تربع على النفر النيام
أراجعتي يداك بأعوجيى ... كقدح النبع في الريش اللوام
بأدهم كالظلام أغر يجلو ... بغرته دياجير الظلام
ترى أحجاله يصعدن فيه ... صعود البرق في الغيم الجهام
وما حسن بأن تهديه فذا ... سليب السرج منزوع اللجام
فأتمم ما مننت به وأنعم ... فما المعروف إلا بالتمام
وَأَخْبَرَنِي علي بن أيوب المرزباني قال: أنشدني علي بن هارون البحتري يمدح محمد بن عبد الله من قصيدة أولها:
فؤاد بذكر الظاعنين موكل ... ............... ............
إلى معقل للملك لولا اعتزامه ... ومنعته ما كان للملك معقل
إلى مصعبي العزم يسطو فيعتدي ... ومتسع المعروف، يعطي فيجزل
إذا جاد أغضى العاذلون وكفهم ... قديم مساعيه التي تتقيل
ومن ذا يلوم البحر إن بات زاخرا ... بفيض، وصوب المزن إن راح يهطل
ولم أر بحرا كالأمير محمد ... إذا ما غدا ينهلّ أو يتهلل
حياة النفوس المرهقات ومأمن ... يثوب إليه الخائفون وموئل
__________
[1] انظر الخبر والأبيات في: المنتظم 12/68، 69(3/38)
أعيرت به بغداد سكب غمامة ... تعل البلاد من نداها وتنهل
وقد فقدت أنس الخلافة وانتحى ... على أهلها خطب من الدهر معضل
تلين وتقسو شدة وتألفا ... وتملي فتستأني وتقضى فتعدل
وما زلت مدلولا على كل خطة ... من المجد ما ترقا وما تتوقل
تدار كني الإحسان منك ومسني ... على حاجة ذاك الجدى والتطول
ودافعت عني حين لا الفتح يبتغى ... لدفع الذي أخشى ولا المتوكل
أَخْبَرَنَا أبو علي أحمد بن عبد الواحد الوكيل أخبر إسماعيل بن سعيد المعدل قَالَ:
حَدَّثَنَا الحسين بن القاسم الكوكبي، حدّثني محمّد بن عجلان، أَخْبَرَنِي ابن السكيت أن محمد بن عبد الله بن طاهر عزم على الحج، فخرجت إليه جارية له شاعرة فبكت لما رأت آلة السفر، فقال محمد بن عبد الله:
دمعة كاللؤلؤ الرط ... ب على الخد الأسيل
هطلت في ساعة البي ... ن من الطرف الكحيل
ثم قَالَ لها، أجيزيني فقالت:
حين هم القمر البا ... هر عنا بالأفول
إنما تفتضح العش ... شاق في وقت الرحيل [1]
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن عَلِيّ الجوهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن العبّاس الخزّاز، حدّثنا عبيد الله ابن أحمد، حَدَّثَنَا أبي قَالَ: كتب محمد بن عبد الله بن طاهر إلى جارية كان يحبها:
ماذا تقولين فيمن شفة سقم ... من جهد حبك حتى صار حيرانا؟
فأجابته:
إذا رأينا محبا قد أضر به ... جهد الصبابة أوليناه إحسانا [2]
أنشدنا عَلِيّ بْن أَيُّوب القمي قَالَ: أنشدنا محمد بن عمران بن موسى لمحمد بن عبد الله بن طاهر- وأحسن-:
أواصل من هويت على خلال ... أذود بهن أسباب التقالي
وفاء لا يحول به انتكاث ... وود لا تخوّنه الليالي
وأحفظ سره والغيب منه ... وأرعى عهده في كل حال
__________
[1] انظر الخبر والأبيات في: المنتظم 12/69.
[2] انظر الخبر والأبيات في: المنتظم 12/70(3/39)
وأوثره على عسر ويسر ... وينفذ حكمه في سر مالي
وأقبل عفوه عودا وبدءا ... وأجهد إن تجوّز في الوصال
ولا آتى له عذرا إذا ما ... تنصل من مقال أو فعال
وأغفر نبوة الإدلال منه ... إذا ما لم يكن غير الدلال
وأستبقيه بالهجران إما ... أصر وغره مني احتمالي
فإن يعتب رجعت له بكلي ... ولم أخطر إساءته ببالي
وإن يلحح به داء دفين ... أصرّم من حبائله حبالي
وما أنا بالملول وما التجني ... ولا الغدر المذمم من شمالي
أَخْبَرَنِي أبو القاسم الأزهريّ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا إبراهيم بن محمّد ابن عرفة قَالَ: وفي هذه السنة- يعني سنة ثلاث وخمسين ومائتين- لإحدى عشرة ليلة خلت من ذي القعدة؛ انكسف القمر في أول الليل حتى ذهب أكثره فلما انتصف الليل مات محمد بن عبد الله بن طاهر، وكان به خراج في حلقه، فاشتد حتى عولج بالفتائل، وفي وفاته يقول عبيد اللَّه بْن عَبْد اللَّهِ بْن طاهر:
هد ركن الخلافة الموطود ... زال عنه السرادق الممدود
يا كسوفان ليلة الأحد النح ... س أحلتكما النجوم السعود
أحد كان حده من نحوس ... جمعت حدها إليه الأحود
وأحد كان حده مثل حد الس ... يف كالنار شب منها الوقود
كسف البدر والأمير جميعا ... فانجلى البدر والأمير غميد
قَالَ: ودفن في مقابر قريش.
1005- محمد بن عبد الله بن شعيب، أبو بكر الشاعر، مولى بني مخزون، ويعرف بالأخيطل [1] :
قرأت فِي كتاب أَبِي عُبَيْد اللَّهِ المرزباني بخطه- وحدثنيه علي بن المحسن عنه. قَالَ:
الأخيطل وهو محمد بن عبد الله بن شعيب مولى بني مخزون، ويكنى أبا بكر من أهل الأهواز، قدم بغداد ومدح محمد بن عبد الله بن طاهر، وهو ظريف مليح الشعر. يسلك طريق أبي تمام الطائي ويحذو حذوه، وكان يهاجي الحمدوني وهو القائل:
__________
[1] 1005- هذه الترجمة برقم 2933 المطبوعة.(3/40)
أسمعت أذن رجائي نغمة النعم ... فأرعني أذنا أمرجك في كلمي
رياض شعر إذا ما الفكر أمطرها ... فهما تروى لها لب الفتى الفهم
فما اقتراب الهوى من عاشق دنف ... ألذ من ماء شعر جال في كرم!
1006- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن صَالِح بْن مسلم العجلي [1] :
أَخْبَرَنَا علي بن أبي علي قَالَ: قرأنا على الحسين بن هارون عن أبي العباس بن سعيد قَالَ: مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن صَالِح بْن مسلم العجلي الكوفي نزل بغداد، سمع أباه، وشبابة بن سوار وغيرهما.
قلت: هذا الشيخ اسمه أحمد لا محمد، ويكنى أبا الحسن، وكان حافظا متقنا ورعا، نشأ ببغداد، ثم انتقل إلى بلاد المغرب فسكنها، وهو مشهور عند أهلها، وسنذكره بعد في موضعه من كتابنا إن شاء الله تعالى.
1007- محمد بن عبد الله بن المبارك، أبو جعفر المخرمي [2] :
قاضي حلوان. سمع يَحْيَى بْن سَعِيد القطان، وعبد الرَّحْمَن بْن مهدي، ووكيعا، وعبد الله بن نمير، وأبا أسامة وصفوان بن عيسى، وأزهر بن سعد، وكان من أحفظ الناس للأثر، وأعلمهم بالحديث. روى عنه: مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل البخاري فِي صحيحه، وأبو حاتم الرازي، ويعقوب بن سفيان، وإبراهيم الحربي، وأبو عبد الرحمن النسائي، ومحمد بْن مُحَمَّد الباغندي ويحيى بْن مُحَمَّد بْنِ صاعد، والقاضي المحاملي.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى بْنِ هَارُونَ بْنِ الصَّلْتِ
__________
[1] 1006) - هذه الترجمة برقم 2934 المطبوعة.
[2] 1007- هذه الترجمة برقم 2935 المطبوعة.
انظر: تهذيب الكمال 5371 (25/534) . الكنى لمسلم، الورقة 18، والجرح والتعديل: 7/الترجمة 1658، وثقات ابن حبان 9/121، ورجال البخاري للباجي:
2/654، وإكمال ابن ماكولا: 7/311، وتسمية شيوخ أبي داود للحياني، الورقة 91، والجمع لابن القيسراني: 2/461، والمعجم المشتمل؛ الترجمة 873، والمنتظم لابن الجوزي:
6/137، وسير أعلام النبلاء: 12/265، والكاشف: 3/الترجمة 5045، وتذهيب التهذيب: 3/الورقة 220، والعبر: 2/6، 7، وتاريخ الإسلام، الورقة 274 (أحمد الثالث 2917/7) ، ونهاية السول، الورقة 336، وتهذيب التهذيب: 9/272- 274، والتقريب: 2/179، وخلاصة الخزرجي: 2/الترجمة 6392، وشذرات الذهب: 2/129.
والمنتظم، لابن الجوزي 12/75(3/41)
الأهوازي، حدّثنا الحسين بن إسماعيل المحامليّ- إملاء- حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَخْرَمِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانٍ الأَزْرَقُ قالوا: حدّثنا يحيى ابن سَعِيدٍ عَنِ التَّيْمِيِّ وَابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «هُمَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا جَمِيعًا» [1]- يَعْنِي رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ-
وَهَذَا لَفْظُ يَعْقُوبَ وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ.
أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد بن غالب، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الله ابن محمد بن سيار الفرهياني قَالَ: سمعتهم يقولون: قدم علي بن المديني بغداد واجتمع إليه الناس فلما تفرقوا قيل له: من وجدت أكيس القوم؟ قَالَ: هذا الغلام المخرمي [2] .
أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ الحسن الطّبريّ. أخبرنا عبيد الله بن محمّد، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُسْتَمْلِي قَالَ: سَمِعْتُ أحمد بن نصر بن طالب أبي طَالِبٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَخَا مَيْمُونٍ يَقُولُ: قَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: قَالَ لِي أَبِي: كَتَبْتُ حَدِيثَ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: كُنَّا نَغْسِلُ الْمَيِّتَ فَمِنَّا مَنْ يَغْتَسِلُ وَمِنَّا مَنْ لا يَغْتَسِلُ؟. قَالَ:
قُلْتُ: لا، قَالَ: في ذاك الْجَانِبِ الْمُخَرِّمِ شَابٌّ يُقَالُ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ يُحَدِّثُ بِهِ عَنْ أَبِي هِشَامٍ الْمَخْزُومِيِّ عَنْ وُهَيْبٍ فَاكْتُبْهُ عَنْهُ [3] .
أَخْبَرَنَا ابن غالب، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن سيار قَالَ: سمعت المخرمي يقول: ذكر أبو خيثمة يوما فقال: كم تحفظون لابن جريج عن أبيه- وكان يحيى بن معين ثمة- فما أجاب البتة في واحد واندفعت أنا فقلت. وَقَالَ عبد الله: كنا نصف المخرمي بالمعرفة فذكرناه لصاحب حديث يقال له: عمر بن إسماعيل أبو عامر- من أهل يبرود- فقال: إن كيلجة أفادني أبوابا وَقَالَ الحديث فيها عزيز وأنا أذكر لكم بعض تلك الأبواب حتى تسألوا عنه المخرمي، فذكر: الرجل يدرك الوتر من صلاته، من قَالَ: يتشهد، ومن قَالَ: لا يتشهد. فلما أتيناه سألناه فقال لنا المخرمي: ليس ذاك من صناعتكم، ما حاجتكم إليه؟ وذاك أنه كان يرانا نتبع المسند فقلنا: فحدثنا بما عندك فيه، فحدثنا على المكان ستة أحاديث، فرجعنا إلى الذي قَالَ لنا فقلنا له: أملى علينا فيه ستة أحاديث، قَالَ: ذا هول من الأهوال [4] .
__________
[1] انظر الحديث في: مسند أحمد 6/51.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/537.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/536.
[4] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/538(3/42)
أَخْبَرَنَا علي بن أبي علي قَالَ: قرأنا على الحسين بن هارون عن ابن سعيد قَالَ:
سمعت نصر بن أحمد بن نصر يقول: كان محمد بن عبد الله المخرمي من الحفاظ المتقنين المأمونين.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا علي بن عمر الدّارقطنيّ، حدّثنا الحسن بن رشيق، حدثنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النّسائيّ، عن أبيه. ثم حدّثني الصّوريّ، حدثنا الخصيب بن عبد الله قَالَ: ناولني عبد الكريم بْن أبي عبد الرحمن- وكتب لي بخطه- قَالَ: سمعت أبي يقول: محمد بن عبد الله بن المبارك مخرمي ثقة وكنيته أبو جعفر.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ محمد الأنماطيّ، أخبرنا محمّد بن المظفر، حدّثنا محمّد بن محمّد بن الباغندي، حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله بن المبارك، وكان حافظا متقنا [1] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُمَرَ الْبَجَلِيُّ قَالَ: قَالَ لي أبو الحسن الدارقطني:
محمد بن عبد الله بن المبارك أبو جعفر القاضي بغدادي ثقة كان حافظا [2] .
أَخْبَرَنَا السّمسار، أَخْبَرَنَا الصفار، حَدَّثَنَا ابن قانع: أن مُحَمَّد بْن عبد اللَّه بْن المبارك المخرمي مات في سنة أربع وخمسين ومائتين.
1008- محمد بن عبد الله بن يحيى بن زكريا، أبو بكر الشاعر، المعروف بابن الخبازة [3] :
له شعر كثير في الزهد والرقائق والتذكير بالموت والمواعظ، وكان عاصر أحمد بن حنبل ورثاه حين مات.
أَخْبَرَنَا محمّد بن علي بن الحسين التوزيّ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ القَوَّاسُ قَالَ:
سَمِعْتُ أبا بكر بن مالك القطيعي يحكي- أظنه عن عبد الله بن أحمد- قَالَ: كنت أدعو ابن الخبازة وكان أبي ينهانا عن التغبير فكنت إذا كان عندي أكتمه من أبي لئلا يسمع، قَالَ: فكان ذات ليلة عندي وكان يقول، فعرضت لأبي عندنا حاجة وكانوا في زقاق، فجاء فسمعه يقول فتسمع فوقع في سمعه شيء من قوله، فخرجت لأنظر فإذا بأبي يترجح ذاهبا وجائيا، فرددت الباب ودخلت فلما أن كان من الغد قَالَ لي:
يا بني إذا كان مثل هذا، نعم هذا الكلام أو معناه.
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/536.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/537.
[3] 1008- هذه الترجمة برقم 2936 المطبوعة(3/43)
1009- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن إِسْمَاعِيل بْن أبي الثلج، وعبد الله هو المكنى أبا الثلج، وكنية محمد، أبو بكر [1] :
رازي الأصل. سمع: مصعب بن المقدام، وروح بن عبادة، وَعبد الصمد بْن عَبْد الوارث، وَقرادا أبا نوح، وأبا عاصم النبيل، وأبا النضر، وسعيد بن عامر، والحسن ابن موسى الأشيب. روى عنه: البخاري في صحيحه، وابن ابنه مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد بْن أَبِي الثلج، وأبو بكر بْن أَبِي داود السجستاني، وَقَالَ ابن أبي حاتم: محمد ابن عبد الله بن أبي الثلج البغدادي كتبت عنه مع أبي وهو صدوق.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَنْصُورٍ الْبُوسَنْجِيِّ- بها- حدثكم أحمد ابن جعفر بن نصر الجمّال الرّازيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ البغداديّ، حدّثنا عبد الرّحمن بن غزوان، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَبَا ذَرٍّ، ادْعُ قَوْمَكَ، غِفَارٌ غَفَرَ اللَّهُ لَهَا، وَأَسْلَمُ سَالَمَهَا اللَّهُ»
. قال لنا البرقاني: بلغني عن موسى بن هارون قَالَ: لم يرو شعبة من إسلام أبي ذر إلا هاتين الكلمتين.
أخبرنا السّمسار، أَخْبَرَنَا الصفار، حَدَّثَنَا ابن قانع: أن محمد بن عبد الله بن إسماعيل المعروف بابن أبي الثلج مات في سنة سبع وخمسين ومائتين، قَالَ ابن قانع:
أَخْبَرَنِي بذلك ابن ابنه.
1010- محمد بن عبد الله بن ميمون، أبو بكر الإسكندراني [2] :
بغدادي الأصل سكن الإسكندرية فنسب إليها، وحدّث عن الوليد بن مسلم،
__________
[1] 1009- هذه الترجمة برقم 2937 المطبوعة.
انظر: تهذيب الكمال 5327 (25/449) . والجرح والتعديل: 7/الترجمة 1596، وثقات ابن حبان: 9/135، ورجال البخاري للباجي: 2/655، والجمع لابن القيسراني 2/461، والمعجم المشتمل، الترجمة 856، والكاشف: 3/الترجمة 5010، وتذهيب التهذيب:
3/الورقة 216، وتاريخ الإسلام، الورقة 271 (أحمد الثالث 2917/7) ، ونهاية السول، الورقة 334، وتهذيب التهذيب: 9/247- 248، والتقريب: 2/174، وخلاصة الخزرجي: 2/الترجمة 6346.
[2] 1010- هذه الترجمة برقم 2938 المطبوعة.
انظر: تهذيب الكمال 5378 (25/564) . والجرح والتعديل: 7/الترجمة 1651، وتسمية شيوخ أبي داود، الورقة 91، والمعجم المشتمل، الترجمة 875، وسير أعلام النبلاء:
12/480، والكاشف: 3/الترجمة 5052، والمغني: 2/الترجمة 5687، وتذهيب التهذيب(3/44)
وسالم بن ميمون الخواص ومؤمل بن عبد الرحمن الثقفي. روى عنه: مُحَمَّد بْن هارون بْن المجدر، ويحيى بن صاعد وأبو بكر بن أبي داود. وَقَالَ ابن أبي حاتم:
كتبت عنه بالإسكندرية وهو صدوق ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو بكر البرقاني، أخبرنا الحسين بن علي التّميميّ، أخبرنا أبو بكر محمّد ابن إسحاق بن خزيمة، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَيْمُونٍ- بغدادي بالإسكندرية- حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ. قَالَ: حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «قَالَ اللَّهُ: أَنَا الرَّحْمَنُ، وَأَنَا خَلَقْتُ الرَّحِمَ، وَاشْتَقَقْتُ لها اسما مِنِ اسْمِي، فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ وَمَنْ قَطَعَهَا بَتَتُّهُ» [1]
. حدثت عن أبي الحسن الدارقطني قَالَ: كتبت من خط أبي جعفر الطحاوي قَالَ:
توفي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ميمون البغدادي في يوم الخميس لإحدى عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وستين ومائتين.
1011- محمد بن عبد الله بن المستورد، أبو بكر، ويعرف بأبي سيار الحافظ [2] :
سمع أبا نعيم الْفَضْل بْن دكين، وَأَبَا جعفر النفيلي، ويوسف بن عدي، ويحيى ابن بكير المقرئ، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن نمير الْكُوفِيّ، والمعافى بن سليمان الرسعني، ونصر بن عاصم الأنطاكي. روى عنه: يحيى بن صاعد، والقاضي المحاملي، ومحمّد ابن مخلد، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الصلت، أخبرنا محمّد بن مخلد الدّوريّ، حَدَّثَنَا أبو سيار محمد بن عبد الله بن المستورد، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عبد اللَّه بْن نمير، حَدَّثَنِي إبراهيم بن محمد بن مالك الهمداني قَالَ: سمعت خالد بن علقمة وعبد الملك بن سلع ونصر بن خارجة كلهم عن عبد خير بن يزيد قَالَ: قَالَ علي: أَلا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ هَذِهِ الأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا؛ أَبُو بَكْر وَعُمَرُ، وقد كانت منا أشياء، فإن يعف الله فبرحمته وإن يعذب فبذنوبنا.
__________
3/الورقة 222، والعبر: 2/250، وميزان الاعتدال: 3/الترجمة 7770، وتاريخ الإسلام، الورقة 27 (أوقاف 5882) ونهاية السول، الورقة 337، وتهذيب التهذيب:
9/281- 282، والتقريب: 2/180، وخلاصة الخزرجي: 2/الترجمة 6400.
[1] انظر الحديث في: المستدرك 1/348، 4/158. والسنن الكبري للبيهقي 7/26. وسنن أبي داود 1694، 1965. ومسند أحمد 2/498. وكشف الخفا 2/150.
[2] 1011- هذه الترجمة برقم 2939 في المطبوعة(3/45)
أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق، حدّثنا إبراهيم بن محمّد المزكى، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن إِسْحَاق الثقفي السراج- وذكر أبا سيار- فقال: ثقة مأمون.
قَالَ لي أبو نعيم الحافظ: قدم أبو سيار محمد بن عبد الله بن المستورد البغدادي أصبهان، فقال إبراهيم بن أورمة: ما قدم عليكم مثل أبي سيار.
أَخْبَرَنِي أَبُو الفرج الْحُسَيْن بْن عَلِيّ الطناجيري، حَدَّثَنَا عُمَر بْن أَحْمَدَ الْوَاعِظ قَالَ:
قرأتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ مَخْلَدٍ الْعَطَّارِ. قَالَ: وَمَاتَ أبو سيار سنة اثنتين وستين، زاد غير ابن مخلد: في شوال.
1012- محمد بن عبد الله بن يزيد بن حيان، أبو عبد الله الأعشم، مولى بني هاشم ويعرف بالمنتوف [1] :
سمع شبابة بن سوار، وعلي بن عاصم، وروح بن عبادة، وعبد العزيز بن أبان.
روى عنه: أحمد بن هارون البرديجي، وَالقاضي الْمَحَامِلِيّ، وَمحمد بْن مخلد، وَكَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهدي، حدّثنا محمّد بن مخلد العطّار، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مَوْلَى بَنِي هاشم، حدّثنا شبابة، حَدَّثَنَا خَارِجَةُ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أُرِيتُكِ فِي الْمَنَامِ مَرَّتَيْنِ، كُنْتُ أُوتَى بِكِ فِي سَرَقَةٍ مِنْ حَرِيرٍ، فَيُقَالُ لِي: يَا مُحَمَّدُ، هَذِهِ امْرَأَتُكَ فَاكْشِفْهَا فَإِذَا هِيَ أَنْتِ فَأَقُولُ: إِنْ يَكُنْ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ يُمْضِهِ»
. قرأت في كتاب ابن مخلد بخطه: في سنة أربع وستين ومائتين فيها مات محمد بن عبد الله المنتوف، مولى بني هاشم في المحرم.
1013- محمد بْن عَبْد اللَّه بْن جعفر، أَبُو بَكْر الزهيري، جار أحمد بن حنبل [2] :
كان أحد الصالحين، وحدث عن الهيثم بن جميل، وعمرو بن عاصم، وعلي بن قادم وإسماعيل بن أبي أويس، وأبي بلال الأشعري. روى عنه: عبد الله بن أَحْمَد بن حنبل، ومحمد بن خلف وكيع، والعباس بن العبّاس بن المغيرة الجوهريّ، والحسين ابن إسماعيل المحامليّ، ومحمّد بن مخلد الدّوريّ.
__________
[1] 1012- هذه الترجمة برقم 2940 في المطبوعة.
[2] 1013- هذه الترجمة برقم 2941 في المطبوعة.
انظر: الأنساب، للسمعاني 6/331(3/46)
أخبرنا أبو عمر بن مهدي، حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ المحامليّ- إملاء- حدّثنا أبو بكر الزّهيري، حدّثنا الهيثم- يعني ابن جميل- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُثَنَّى عَنْ ثُمَامَةَ عَنْ أَنَسٍ: أَنَّهُ كَانَ إِذَا كَلَّمَ أَحَدًا أَوْ نَازَعَهُ فَعَلَ ذَلِكَ ثَلاثًا ويَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْعَلُهُ.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، حدّثنا عبد الله بن إسحاق البغويّ، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْنِ جعفر- جارنا- حدّثنا أبو عون الزّيادي، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَكَّةَ نُرِيدُ الْمَدِينَةَ فَمَرَرْنَا بِرَاعٍ فَحَلَبْتُ لَهُ كُثْبَةَ لَبَنٍ ثُمَّ أَتَيْتُهُ بِهَا فَشَرِبَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
غريب جدا من رواية الأعمش عن أبي إسحاق، لا أعلم حدث به غير عبد الواحد ابن زياد، والله أعلم.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ قَالَ: قَالَ لنا أبو الحسن الدارقطني: محمد بن عبد الله الزهيري بغدادي ثقة.
أخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حَدَّثَنَا ابن قانع: أن أبا بكر الزهيري مات فِي شوال من سنة خمس وستين ومائتين.
قرأت بخط مُحَمَّد بْن مخلد: سنة خمس وستين ومائتين فِيهَا مات أَبُو بكر الزهيري يوم الثلاثاء لأربع عشرة بقين من شوال. بلغني أنه كان قائما يصلي فخر ميتا.
1014- محمد بن عبد الله بن نمير، البغدادي [1] :
حَدَّثَنِي محمد بن علي الصوري- لفظا من كتابه- حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر المصري، حَدَّثَنَا أبو القاسم نصر بن محمد بن يعقوب الموصلي، حدّثنا أبو بكر محمّد ابن عبد الصّمد، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عبد اللَّه بْن نمير البغداديّ، حدّثنا سلم [بن ميمون] الخوّاص، حَدَّثَنَا الحارث بن الحكم قَالَ: أنزل الله في بعض الكتب: أنا الله لا إله إلا أنا، لولا أني قضيت النتن على الميت لحبسه أهله في البيت، وأنا الله لا إله إلا أنا، لولا أني قضيت السوس على الطعام لخزنه الملوك، وأنا الله لا إله إلا أنا، مرخص الأسعار
__________
[1] 1014- هذه الترجمة برقم 2942 في المطبوعة(3/47)
والبلاد مجدبة، وأنا الله لا إله إلا أنا، مغلي الأسعار والأهراء ملأى، وأنا الله لا إله إلا أنا، لولا أني أسكنت الأمل القلوب لأهلكها التفكر.
1015- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أبي بكر، العمري [1] :
حدث بمصر. كذلك حَدَّثَنَا الصوري، أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن الأزديّ، حدّثنا أبو الفتح بن مسرور، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيد عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن يونس قَالَ:
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أبي بكر بْن مُحَمَّد بْن زيد بْن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر بْن الْخَطَّاب، من سكان بغداد قدم مصر وحدث بِها عَنْ: مُحَمَّد بْن يوسف الفريابي، وأبي نعيم، ومعاوية بن عمرو، وعفان، وطبقة نحوهم.
1016- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَبُو عبد الله المسروقي [2] :
حدث عن وجوده في كتاب جده. روى عنه: محمد بن مخلد في مسند أبي حنيفة.
1017- محمد بن عبد الله بن مسلم، الصفار اللاحقي [3] :
حدث عن علي بن موسى بن جعفر العلوي. روى عنه: عمر بن أحمد بن روح البصري.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بُكَيْرٍ النَّجَّارُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مسلم الختلي، حَدَّثَنَا عمر بن أحمد بن روح الساجي- بالبصرة- حدّثنا محمّد بن عبد الله ابن مسلم اللاحقي الصفار ببغداد قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن موسى الرضا، حدّثنا أبي موسى، حَدَّثَنَا أبي جَعْفَر بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيّ بْن الْحُسَيْن، عن أبيه، عن جده قَالَ: قَالَ أمير المؤمنين: - يعني عليا- صيام شهر الصبر وثلاثة أيام من الشهر؛ صيام الدهر، من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها.
1018- محمد بن عبد الله، أبو لقمان النخاس [4] :
نزل مصر وحدث بها عن أبي النضر هاشم بن القاسم الكناني، وعبيد الله بن موسى، وسفيان بن بشر الكوفيين. روى عنه: أبو عبيد اللَّه مُحَمَّد بن الربيع الجيزي،
__________
[1] 1015- هذه الترجمة برقم 2943 في المطبوعة.
[2] 1016- هذه الترجمة برقم 2944 في المطبوعة.
[3] 1017- هذه الترجمة برقم 2945 في المطبوعة.
[4] 1018- هذه الترجمة برقم 2946 في المطبوعة(3/48)
وعبد الرحمن بن إسماعيل، ومحمد بن محمد بن الأشعث الكوفيان ساكنا مصر.
وكان ضعيفا يروي المنكرات عن الثقات.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّد بن الحسن بن محمد الوراق، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ جَعْفَرٍ الْقَطَّانُ- بِالْبَصْرَةِ إِمْلاءً فِي سَنَةِ سِتٍّ وثلاثين وثلاثمائة- حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الرَّبِيعِ- بِمِصْرَ- حَدَّثَنَا أَبُو لُقْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ القاسم، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اتَّقُوا غَضَبَ عُمَرَ، فَإِنَّ اللَّهَ يَغْضَبُ إِذَا غضب» [1]
. أخبرنا التّنوخيّ، أخبرنا سهل بن أحمد الدّيباجيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمِّدِ بْنِ الأَشْعَثِ الْكُوفِيُّ- بمصر- حَدَّثَنَا أَبُو لُقْمَانَ الْبَغْدَادِيُّ وَجَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّازِيُّ. قَالا:
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ بشر، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ بُدَيْلَ بْنَ وَرْقَاءَ الْخُزَاعِيَّ يُنَادِي أَيَّامَ مِنًى: «إِنَّهَا أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ» [2] .
ذكر أَبُو سَعِيد بْن يونس المصري فِي كتابه إلىّ: قَالَ لي مُحَمَّد بْن عَلِيّ الصوري أن مُحَمَّد بن عبد الرحمن الأزدي أخبرهم به عن أبي الفتح بن مسرور عن ابن يونس:
أن أبا لقمان توفي بمصر سنة ستين ومائتين.
1019- محمد بن عبد الله بن منصور، أبو إسماعيل الشيباني العسكري، الفقيه صاحب الرأي، يعرف بالبطيخي [3] :
حدث عن: سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، ومحمد بن أبي السري العسقلاني، وسفيان بن بشر الكوفي. رَوَى عَنْهُ: الْقَاضِي أَبُو عَبْد اللَّه المحاملي، وعبد الله بن إسحاق بن الخراساني، وعبد الباقي بن قانع الْقَاضِي.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْر، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّهِ بْن إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ البغوي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَنْصُورٍ أبو إسماعيل الفقيه، حدّثنا محمّد بن أبي السّري، حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد العمي، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ وَالْحَسَنِ، عَنْ
__________
[1] انظر الحديث في: لسان الميزان 5/791. وكنز العمال 32786.
[2] انظر الحديث في: مسند أحمد 1/169، 174، 3/415، 451. والسنن الكبرى للبيهقي 4/298. وصحيح ابن خزيمة 2960. وفتح الباري 2/456.
[3] 1019- هذه الترجمة برقم 2947 في المطبوعة(3/49)
أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَجَدَ بَعْدَ السَّلامِ وَالْكَلامِ. قَالَ الْحَسَنُ: فَنُسِخَ وَثَبَتَتِ السَّجْدَتَانِ.
قرأت بخط أبي الحسن الدارقطني: أبو إسماعيل البطيخي ثقة.
أَخْبَرَنَا السمسار، أخبرنا الصّفّار، حَدَّثَنَا ابن قانع: أن أبا إسماعيل البطيخي مات في سنة ثلاث وثمانين ومائتين.
1020- محمد بن عبد الله بن سفيان، الخضيب، يعرف بزرقان الزيات [1] :
حدث عن: عبد الله بن صالح العجلي، ومسدد. روى عنه: يحيى بن محمد بن صاعد، وأبو سهل بن زياد القطان، وما علمت من حاله إلا خيرا، وذكره الدارقطني فقال: لا بأس به.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الحسين الأزرق، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن زياد القطّان، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُفْيَانَ- ويعرف بزرقان الزيّات- حدّثنا مسدد، حدّثنا هشيم، حَدَّثَنَا الشَّيْبَانِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعَ غَزَوَاتٍ نَأْكُلُ الْجَرَادَ.
رواه يحيى بن محمد بن صاعد، عن زرقان، ورواه الدارقطني عن ابن زياد القطان، وهو غريب من حديث هشيم عن الشيباني، وغريب من حديث مسدد عن هشيم، تفرد به زرقان، والمحفوظ عن مسدد عن أبي عوانة، عن أبي يعفور، عن ابن أبي أوفى، وقد روي عن يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ، عَنْ الشيباني وأبي يعفور، عن ابن أبي أوفى.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع قَالَ: سنة ثلاث وثمانين ومائتين؛ توفي زرقان الزيات الذي كان يحدث عن عبد الله بن صالح العجليّ المقرئ وذلك لأيام من شوال.
1021-[2] محمد بن عبد الله بن عتاب، أبو بكر الأنماطي [3] ، يعرف بابن المربع:
سمع عاصم بن علي، وأحمد بن يونس، وسنيد بن داود، ويَحْيَى بْن معين. رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّد بْن مَخْلَد، وأحمد بْن كامل، وأبو بكر الشافعي، وكان ثقة.
__________
[1] 1020- هذه الترجمة برقم 2948 في المطبوعة.
انظر: الأنساب، للسمعاني 6/333.
[2] 1021- هذه الترجمة برقم 2949 في المطبوعة.
[3] الأنماطي: هذه النسبة إلى بيع الأنماط وهي الفرش التي تبسط (الأنساب 1/376) .(3/50)
أخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حَدَّثَنَا ابن قانع: أن ابن مربع مات في سنة أربع وثمانين ومائتين.
وقرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي أن محمد بن عبد الله ابن عتاب بن المربع مات في جمادى الآخرة من سنة ست وثمانين ومائتين قَالَ: ولا أعلمه غيّر شيبه، والصواب عندنا قول ابن كامل، والله أعلم.
1022- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِهْرَانَ، الدَّيْنَوَرِيُّ [1] :
سكن بغداد وحدث بِهَا عن: عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، وأحمد بن عبد الله ابن يونس، وحرب بن الحسن الطحان أحاديث مستقيمة. روى عنه: عَبْدُ الباقي بْن قانع، وأبو بكر الشافعي، وذكره الدارقطني فقال: صدوق.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الْبَادَا، أخبرنا عبد الباقي بن قانع، حدّثنا محمّد ابن عبد الله بن مهران الدّينوريّ، حدّثنا عبد العزيز الأويسي، حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ فِي زَمَانِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتَوَضَّئُونَ جَمِيعًا.
أخبرنا السّمسار، أَخْبَرَنَا الصفار، حَدَّثَنَا ابن قانع: أن مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِهْرَانَ الدَّيْنَوَرِيُّ مات في سنة ثمان وثمانين ومائتين.
1023-[2] محمد بن عبد الله بن نميل، الخلال [3] :
حدث عن أحمد بْن عَبْد الله بْن يونس. روى عنه: عبد الباقي بْن قانع.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ القطّان، حدّثنا عبد الباقي بن قانع القاضي، حدّثنا محمّد ابن عبد الله بن نميل الخلّال، حدّثنا أحمد بن يونس، حدّثنا عمرو بن شمر، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ رَجُلا يُصَلِّي بِالنَّاسِ ثُمَّ أَنْظُرُ قَوْمًا تَخَلَّفُوا عَنِ الصَّلَاةِ فَأُحَرِّقُ عَلَيْهِمْ بِيُوتَهُمْ»
. أَخْبَرَنَا السمسار، أخبرنا الصّفّار، حَدَّثَنَا ابن قانع: أن ابن نميل الخلال مات في سنة ثمان وثمانين ومائتين.
قلت: في البغداديين أيضا إسماعيل بن نميل الخلال وهو في طبقة محمد بن عبد الله
__________
[1] 1022- هذه الترجمة برقم 2950 في المطبوعة.
[2] 1023- هذه الترجمة برقم 2951 في المطبوعة.
[3] الخلّال: هذه النسبة إلى عمل الخل أو بيعه (الأنساب 5/217)(3/51)
ابن نميل هذا، ولم يسم عبد الباقي بن قانع الذي ذكر تاريخ وفاته، وما أعلم أي الرجلين عني، إلا أنه يغلب على ظني أنه أراد محمد بن عبد الله هذا، والله أعلم.
1024] محمد بن عبد الله بن زياد بن عباد، القطان [1] :
والد أبي سهل وأصله من متوث. حدث عن: إبراهيم بن الحجاج، وعبد الله بن الجارود السلمي، وغيرهما من البصريين. روى عنه: ابنه أبو سهل أحاديث يسيرة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَتُّوثِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن زياد القطّان، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الله بن الجاورد السّلميّ- بالبصرة- حدّثنا عبد الوارث بن سعيد، حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلاءِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدٍ الْبَهْرَانِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُنْبَذُ لَهُ فَيَشْرَبُهُ الْيَوْمَ وَاللَّيْلَةَ، وَمِنَ الْغَدِ وَلَيْلَتِهِ، فَإِذَا كَانَ اليوم الثالث أمر أَنْ يُسْقَى الْخَدَمُ أَوْ يُهْرَاقَ.
1025- محمد بن عبد الله العدوي، يعرف بالقرمطي [2] :
مديني الأصل حدث عن: بكر بن عبد الوهاب، ويحيى بن سليمان بن فضالة.
روى عنه: مُحَمَّد بْن عُمَر بْن غالب وأبو الْقَاسِم الطبراني.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن شهريار، أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب، حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله القرمطي- من ولد عامر بن ربيعة بغداد-.
وَأَخْبَرَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْخَرَّاطُ- بأصبهان- أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقِرْمِطِيُّ الْعَدَوِيُّ- من ولد عامر بن ربيعة- حدّثنا عثمان بن يعقوب العثماني، حدّثنا محمّد بن طلحة التّيميّ، حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ أَسِيدِ بْنِ ظَهِيرٍ.
وَحَدَّثَنِي أَيْضًا عَن أُخْتِهِ سُعْدَى بِنْتِ ثَابِتٍ عَنْ أَبِيهِمَا ثَابِتٍ عَنْ جَدِّهِمَا أُسَيْدِ بْنِ ظُهَيْرٍ قَالَ: اسْتَصْغَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَافِعَ بْنَ خَدِيجٍ يَوْمَ أحد، فقال له عَمُّهُ ظُهَيْرٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ رَجُلٌ رام، فأجازه رسول الله فَأَصَابَهُ سَهْمٌ فِي لَبَّتِهِ فَجَاءَ بِهِ عَمُّهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ ابْنَ أَخِي أَصَابَهُ سَهْمٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إن أحببت أن
__________
[1] 1024- هذه الترجمة برقم 2952 في المطبوعة.
[2] 1025- هذه الترجمة برقم 2953 في المطبوعة.
انظر: الأنساب، للسمعاني 10/109، 110(3/52)
تخرجه أَخْرَجْنَاهُ، وَإِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ تَدَعَهُ فَإِنَّهُ إِنْ مَاتَ وَهُوَ فِيهِ مَاتَ شَهِيدًا» [1]
. قال أبو القاسم: إنما نسبوا إلى القرامطة لأن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأى عامرا جدهم يمشي فقال: «إنه ليقرمط في مشيته»
. 1026- مُحَمَّد بْن عَبْد الله، أَبُو عَبْد الله تلميذ بشر بن الحارث [1] :
روى أبو بكر المفيد عنه عن بشر وسري السقطي والفتح بن شخرف. ولا أعرف راويا عنه سوى المفيد وليس بمعروف عندنا، فالله أعلم.
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الماليني، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يعقوب- الشيخ الصالح- حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله- تلميذ بشر بن الحارث- حدّثنا السّري بن مغلس السّقطيّ، حدّثنا يحيى بن اليمان، حَدَّثَنِي عَبْدُ السَّلامِ بْنُ حَرْبٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بَيْنَمَا جِبْرِيلُ يَطُوفُ بِي أَبْوَابَ الْجَنَّةِ قُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ أَرِنِي الْبَابَ الَّذِي تَدْخُلُ مِنْهُ أُمَّتِي، قَالَ فَأَرَانِيهِ» . قَالَ: فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَكَ حَتَّى أَنْظُرَ إِلَيْهِ. قَالَ: فَقَالَ: «يَا أَبَا بَكْرٍ أَمَا إِنَّكَ أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُهُ مِنْ أُمَّتِي»
. أَخْبَرَنَا عبد العزيز بن علي الطّحّان، أَخْبَرَنَا أبو بكر المفيد قَالَ: سَمِعت أبا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الله تلميذ بشر بن الحارث يقول: سمعت بشر بن الحارث يقول: ينبغي لنا ألّا نحب هذه الدار لأنها دار يعصى الله فيها، فو الله لو لم يكن منا إلا أنا أحببنا شيئا أبغضه الله تعالى لكفانا.
1027- محمد بن عبد الله بن بكر بن واقد، أبو جعفر السراج [3] :
نزل الأهواز وحدث بها عن مردويه- صاحب فضيل بن عياض- وعن محمد بن عباد المكي، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي. روى عنه: أهل فارس، وكان مستقيم الحديث.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غالب، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَاقِدٍ البغداديّ- بالأهواز- حدّثنا يعقوب الدّورقيّ، حدّثنا عفّان، حدّثنا
__________
[1] انظر الحديث في: المعجم الكبير للطبراني 1// 179، 569. والتاريخ الكبير 2/28.
وكنز العمال 33289/37049.
[2] 1026- هذه الترجمة برقم 2954 في المطبوعة.
[3] 1027- هذه الترجمة برقم 2955 في المطبوعة.
انظر: الأنساب، للسمعاني 7/66(3/53)
همّام، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ حَدَّثَهُ قَالَ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَنَحْنُ فِي الْغَارِ- لو أَنَّ أَحَدَهُمْ يَنْظُرُ إِلَى قَدَمَيْهِ لأَبْصَرَنَا تَحْتَ قَدَمَيْهِ! قَالَ: «يَا أَبَا بَكْرٍ مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا» [1]
. أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الحسن الشاهد- بالبصرة- حدّثنا علي بن إسحاق المادرائي، حَدَّثَنَا محمد بن أحمد بن السكن أبو خراسان ومحمد بن عبيد الله المنادي وعلي بن سهل بن المغيرة وأحمد بن حرب البزاز أبو جعفر ومحمد بن غالب بن حرب وجامع بن إسماعيل الصائغ وعبد الله بن الحسن الحراني قالوا: حَدَّثَنَا عفان بن مسلم، حَدَّثَنَا همام بن يحيى الأزدي بإسناده مثله سواء.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع قَالَ: وبلغتنا وفاة أبي جعفر محمد بن عبد الله بن بكر بن واقد السراج- من سوق الأهواز- أنها كانت في آخر جمادى الآخرة سنة ثمان وتسعين ومائتين.
1028- محمد بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيّ بْن مُحَمَّدِ بْن عَبْد الملك بْن أبي الشوارب، الأموي، يعرف بالأحنف [2] :
كان يخلف أباه عبد الله بن علي على القضاء بمدينة السلام، أَخْبَرَنَا علي بْن المحسن، أَخْبَرَنَا طلحة بْن محمد بن جعفر قال: لم يزل عبد الله بن علي بن محمّد ابن عبد الملك بن أبي الشوارب واليا- يعني على القضاء بالجانب الشرقي من بغداد وعلى الكرخ أيضا- من شهر ربيع الأول سنة ست وتسعين ومائتين إلى ليلة السبت لثلاث عشرة ليلة خلت من جمادى الآخرة سنة ثمان وتسعين ومائتين فإن الفالج ضربه فيها وأسكت، فاستخلف له ابنه محمد بن عبد الله على عمله كله في يوم الخميس لاثنتي عشرة ليلة بقيت من جمادى الآخرة سنة ثمان وتسعين، وكان سريا جميلا واسع الأخلاق قريبا من الناس، ولم يكن له خشونة فاضطربت الأمور بنظره، ولُبِّس عليه في أكثر أحواله، وكانت أمور السلطان أيضا كلها قد اضطربت ولم يزل على خلافة أبيه إلى سنة إحدى وثلاثمائة.
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح البخاري 5/4، 6/9. وسنن الترمذي 3096. وصحيح مسلم 1854. ومشكاة المصابيح 5868. وإتحاف السادة المتقين 7/68، 111.
[2] 1028- هذه الترجمة برقم 2956 في المطبوعة.
انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/149(3/54)
أنبأني إبراهيم بن مخلد، أَخْبَرَنَا إسماعيل بن علي أن محمد بن عبد الله بن علي توفي ببغداد يوم السبت لتسع خلون من جمادى الأولى سنة إحدى وثلاثمائة، وتوفي أبوه عبد الله بن علي يوم الثلاثاء لسبع بقين من رجب، فكان بينه وبين أبيه ثلاثة وسبعون يوما ودفن معه في موضع واحد بالقرب من مقابر باب الشام.
1029- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ المنتجع، أبو عمرو الْمَرْوَزِيُّ [1] :
قدم بَغْدَاد حاجا وَحدث بِهَا عَن علي بن خشرم، وأحمد بن عبد الله الفرياناني، ومحمد بن إسماعيل الأحمسي، وغيرهم. روى عنه: مُحَمَّد بْن المظفر، وعلي بْن عُمَر السكري، وَكَانَ ثِقَةً.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ علي الواسطي، أخبرنا محمّد بن المظفر، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الَّلِه بْنِ عَمْرٍو الْمَرْوَزِيُّ. وَحَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الخلّال، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ السُّكَّرِيُّ، حدثنا محمد بن عبد الله بن عمرو ابن المنتجع- قدم علينا حاجّا- حدّثنا علي بن خشرم، حدّثنا حجّاج بن محمّد عن ابن جعدية، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا عُبِدَ اللَّهُ بِشَيْءٍ أَفْضَلُ مِنْ فِقْهٍ فِي الدِّينِ» [2]
. 1030-[3] محمد بن عبد الله بن جورويه، أبو بكر الرازي، وقيل: الجنديسابوري [4] :
قدم بغداد وَحَدَّثَ بِهَا عَنْ أَبِي حاتِم الرازي وجماعة من طبقته. روى عنه: أَبُو العباس عبد اللَّه بْن موسى الهاشمي، ومحمد بْن المظفر وغيرهما.
أخبرني الأزهريّ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّيبانيّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْنِ جورويه الجنديسابوري- ببغداد سنة إحدى عشرة وثلاثمائة- حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن غيلان بحديث ذكره.
__________
[1] 1029- هذه الترجمة برقم 2957 في المطبوعة.
[2] انظر الحديث في: السنن الكبرى للبيهقي 1/102، وسنن الدارقطني 3/79. والمطالب العالية 3068، 3069. وكشف الخفا 2/265، 417. وإتحاف السادة المتقين 1/81، ومجمع الزوائد 1/121.
[3] 1030- هذه الترجمة برقم 2958 في المطبوعة.
[4] الجنديسابوري: هذه النسبة إلى بلدة من بلاد كور الأهواز وهي خوزستان، يقال لها:
جنديسابور (الأنساب 3/318)(3/55)
أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح، حدّثنا محمّد بن المظفر الحافظ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُورُوَيْهِ الرّازيّ، حدّثنا عمر بن الخطّاب، حدّثنا محمّد بن يونس، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ. وأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ جَعْفَرٍ الإِمَامُ- بِأَصْبَهَانَ- أخبرنا سليمان بن أحمد الطّبرانيّ، حدّثنا ابن أبي مريم، حدّثنا الفريابي، حدثنا سُفْيَانَ عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: جَاءَتِ الْحُمَّى تَسْتَأْذِنُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «مَنْ أَنْتِ؟ قَالَتْ:
الْحُمَّى، قَالَ: أَتَعْرِفِينَ أَهْلَ قِبَاءٍ؟ قَالَتْ: نَعَمْ. قَالَ: اذْهَبِي إِلَيْهِمْ» فَذَهَبَتْ إِلَيْهِمْ، فَنَالُوا مِنْهَا شِدَّةً، فَشَكَوْا ذَاكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «إِنْ شِئْتُمْ دَعَوْتُ اللَّهَ فَكَشَفَهَا عَنْكُمْ، وَإِنْ شِئْتُمْ كَانَتْ لَكُمْ كَفَّارَةً وَطَهُورًا» قَالُوا: تَكُونُ لَنَا كَفَّارَةً وَطَهُورًا [1] .
لَفْظُ حَدِيثِ ابْنِ الْمُظَفَّرِ.
1031- محمد بن عبد الله بن سليمان بن عبد الله، النوفلي [2] :
ذكر لي أبو نعيم الأصبهاني أنه بغدادي قدم أصبهان. ثم أَخْبَرَنَا أبو نعيم، حدّثنا أحمد بن بندار بن إسحاق، حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان النوفلي، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ قَالَ: قَالَ لنا عبد الصّمد بن عبد الوارث، حَدَّثَنَا قرة بن خالد، عن مرة بن سعيد، عن عبد الله بن معبد قَالَ: سمعت ابن عباس على منبر البصرة يقول: اللهم أصلح عبدك وخليفتك عليا أهل الحق أمير المؤمنين.
1032- محمد بن عبد الله السامري [3] :
حدث عن علي بن حرب الموصلي. روى عنه: عَبْد اللَّهِ بْن إِبْرَاهِيم الآبندوني.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ الآبَنْدُونِيَّ يَقُولُ: قَرَأْتُ على محمّد بن عبد الله السّامري بِبَغْدَادَ- وَذَكَرَ الآبَنْدُونِيُّ أَنَّهُ لا بَأْسَ بِهِ.
حَدَّثَكُمْ عَلِيُّ بن حرب، حدّثنا القاسم بن يزيد الجرمي، حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثٍ قَبْلَهُ قَالَ: «خَمْسٌ مِنَ الْفِطْرَةِ، تَقْلِيمُ الأَظْفَارِ، وَقَصُّ الشارب، ونتف الإبط، وحلق العانة، والاختتان» [4] .
__________
[1] انظر الحديث في: مسند أحمد 5/28، 6/378. والمستدرك 1/346. ودلائل النبوة للبيهقي 6/159. وصحيح ابن حبان 704.
[2] 1031- هذه الترجمة برقم 2959 في المطبوعة.
[3] 1032- هذه الترجمة برقم 2960 في المطبوعة.
[4] انظر الحديث في: سنن أبي داود، الترجل باب 16. وسنن الترمذي 2756. وسنن النسائي 1/14، 7/129، 181. وسنن ابن ماجة 292. وفتح الباري 10/334(3/56)
وَكَذَا رَوَاهُ مَعْنُ بْنُ عِيسَى وَالْقَعْنَبِيُّ وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى وَأَبُو مُصْعَبٍ عَنْ مَالِكٍ مَوْقُوفًا، وَرَوَاهُ بِشْرُ بْنُ عُمَرَ الزَّهْرَانِيُّ، عَنْ مَالِكٍ بإسناده مَرْفُوعًا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
1033- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن سَعِيد بْن هارون، أبو بكر الأصبهاني [1] :
وهو ابن أخي أبي صالح عبد الرحمن بن سعيد. سكن بغداد وَحَدَّثَ بها عَنْ أَحْمَد بْن عصام، وعبد الله بن محمد بن زكريا، وأسيد بن عاصم الأصبهانيين وغيرهم. روى عنه: أبو الحسين بن البواب، وأبو بَكْرِ بْنُ شاذان، وأبو [حفص بن] شاهين، وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الحافظ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ هَارُونَ الأَصْبَهَانِيُّ- بِبَغْدَادَ- حدّثنا أبو يعلى يعقوب ابن محمّد بن أبي الربيع البصريّ، حدّثنا سليمة بن محمّد السّمرقنديّ، حدّثنا خالد ابن يزيد العمريّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها
[الزلزلة 4] :
«هَلْ تَدْرُونَ مَا أَخْبَارُهَا؟» قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «فَإِنَّ أَخْبَارَهَا أَنْ تَقُولَ عُمِلَ علىّ في يوم كذا وكذا وفي يوم كذا وكذا» [2]
. قَرَأْتُ فِي كِتَابِ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ الثَّلاجِ بخطه: توفي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن سَعِيد بْن هارون ابن أخي أبي صالح الأصبهاني في شهر ربيع الأول سنة سبع عشرة وثلاثمائة.
1034- محمد بن عبد الله الحطاب [3] :
حدث عن علي بن عبد الله القراطيسي. روى عنه أبو حفص بن شاهين.
1035- مُحَمَّد بن عبد اللَّه بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن ثابت، أبو بكر الأشناني [4] :
حدث عَنْ عَلِيّ بْن الجعد، ويحيى بْن معين، وأبي بكر بْن أَبِي شيبة، وإسحاق بن راهويه، وأحمد بن حنبل، وأبي خيثمة زهير بن حرب، وهشام بن عمار، وسري
__________
[1] 1033- هذه الترجمة برقم 2961 في المطبوعة.
[2] انظر الحديث في: تاريخ أصبهان 2/272.
[3] 1034- هذه الترجمة برقم 2962 في المطبوعة.
انظر: الأنساب، للسمعاني 4/168.
[4] 1035- هذه الترجمة برقم 2963 في المطبوعة.
انظر: الأنساب، للسمعاني 1/280(3/57)
السقطي، أحاديث باطلة، وكان كذابا يضع الحديث. روى عنه: أبو عمرو بن السما، والقاضي أبو الحسن الجراحي، ومحمد بْن الخضر بْن أَبِي خزام، وأبو بكر بن شاذان وغيرهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله المعدل، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْنِ إبراهيم، حدّثنا هشام بن عمّار، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُحَارِبٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «هَبَطَ عَلَيَّ جِبْرِيلُ فَقَالَ:
يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلامَ. وَيَقُولُ: حَبِيبِي إِنِّي كَسَوْتُ حُسْنَ يُوسُفَ مِنْ نُورِ الْكُرْسِيِّ وَكَسَوْتُ حُسْنَ وَجْهِكَ مِنْ نُورِ عَرْشِي، وَمَا خَلَقْتُ خَلْقًا أَحْسَنَ مِنْكَ يَا مُحَمَّدُ» [1]
ذكره الأُشْنَانِيُّ مَرَّةً أُخْرَى بِإِسْنَادٍ غَيْرِ هَذَا.
أَخْبَرَنَاهُ محمّد بن طلحة النّعاليّ، حدّثنا أحمد بن محمّد الصرصري، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الأشناني، حدّثنا علي بن الجعد، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «هَبَطَ عَلَيَّ جِبْرِيلُ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلامَ وَيَقُولُ لَكَ: حَبِيبِي إِنِّي كَسَوْتُ حُسْنَ وَجْهِ يُوسُفَ مِنْ نُورِ الْكُرْسِيِّ وَكَسَوْتُ حُسْنَ وَجْهِكَ مِنْ نُورِ عَرْشِي، وَمَا خَلَقْتُ خَلْقًا أَحْسَنَ مِنْكَ يَا مُحَمَّدُ»
. وَرَوَاهُ مَرَّةً ثَالِثَةً خِلافَ مَا تَقَدَّمَ.
أَخْبَرَنِيهِ أَبُو الْقَاسِمِ الأزهريّ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم البزّاز، حدّثنا محمّد بن عبد الله الأشناني، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الرَّازِيُّ- بِسُرَّ مَنْ رأى سنة اثنتين وأربعين ومائتين- حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى عَنْ سُلَيْمَانَ الطَّوِيلِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَالِبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَحْوِهِ.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ علي الواسطيّ، حدّثنا علي بن الحسن الجرّاحي، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الأشناني- إملاء من حفظه- حدّثنا أبو خيثمة زهير بن حرب، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا صَافَحَ الْمُؤْمِنُ الْمُؤْمِنَ نَزَلَتْ عَلَيْهِمَا مائة رحمة، تسعة وتسعون لأَبَشِّهِمَا وَأَحْسَنِهِمَا خُلُقًا» [2]
. رَوَاهُ الأُشْنَانِيُّ مَرَّةً أُخْرَى فَوَضَعَ لَهُ إسنادا غير هذا.
__________
[1] انظر الحديث في: الموضوعات 1/283. واللآلئ المصنوعة 1/152. والفوائد المجموعة 332. 403. وتنزيه الشريعة 1/325، 343.
[2] انظر الحديث في: اللآلئ المصنوعة 2/155. وتنزيه الشريعة 2/294. والفوائد المجموعة 226. وتذكرة الموضوعات 163. ولسان الميزان 5/4/804(3/58)
أخبرنيه عبد الله بن أبي الفتح، حدّثنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن، حدّثنا محمّد ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الأُشْنَانِيُّ- إِمْلاءً سَنَةِ عشر وثلاثمائة- حدّثنا يحيى بن معين، أخبرنا عبد الله بن إدريس، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ حَدِيثِ الْجَرَّاحِيِّ سَوَاءً.
أَخْبَرَنِي أَبُو سَعْدٍ الماليني- قراءة- حدّثنا أبو بكر بْن مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ الفقيه، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْنِ إبراهيم بن ثابت، حدّثنا سري بن المغلس، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ.
وأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بُكَيْرٍ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْن عَبْد اللَّه بن الوتد، حدّثنا محمّد بن عبد الله الأشناني، حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ السَّكْسَكِيِّ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ- كَذَا قَالَ لِي أَبُو سَعْدٍ وَابْنُ بُكَيْرٍ مَعًا- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَّكِئًا عَلَى عَلِيٍّ وَإِذَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ قَدْ أَقْبَلا. فَقَالَ: «يَا أَبَا الْحَسَنِ أَحِبَّهُمَا فَبِحُبِّهِمَا تَدْخُلُ الْجَنَّةَ» [1] .
رَوَاهُ الأُشْنَانِيُّ مَرَّةً أُخْرَى فَرَكَّبَ لَهُ إِسْنَادًا غَيْرَ هَذَا.
حَدَّثَنِيهِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ- مِنْ كتابه- حدّثنا أبو بكر بن شاذان، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْنِ إبراهيم بن ثابت الأشناني، حَدَّثَنَا سَرِيُّ بْنُ مُغَلِّسٍ السَّقَطِيُّ- سَنَةَ إِحْدَى وسبعين ومائتين- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَّكِئًا عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَإِذَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ قَدْ أَقْبَلا فَقَالَ لَهُ: «يَا أَبَا الْحَسَنِ أَحِبَّهُمَا، فَبِحُبِّهِمَا تَدْخُلُ الْجَنَّةَ» .
وَلَوْ لَمْ يَذْكُرِ التَّارِيخَ كَانَ أَخْفَى لِبَلِيَّتِهِ وَأَسْتَرَ لِفَضِيحَتِهِ. وَذَلِكَ أَنَّ سَرِيًّا مَاتَ فِي سَنَةِ ثَلاثٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَتَيْنِ وَلا نَعْلَمُ خِلافًا فِي ذَلِكَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيّ بْن يَعْقُوب المعدل، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْخَضِرِ بْنِ زكريا بن أبي خزام المقرئ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ثَابِتٍ الأشناني، حَدَّثَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مَعِينِ بْنِ عَوْنٍ بن زياد حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ بْنِ يَزِيدَ الأزديّ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ عَنْ عَمْرِو بْنِ مرة الجملي، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ اتَّخَذَ لأَبِي بَكْرٍ فِي أَعْلَى عِلِّيِّينَ قُبَّةً من
__________
[1] انظر الحديث في: الموضوعات 1/323. واللآلئ المصنوعة 1/158(3/59)
يَاقُوتَةٍ بَيْضَاءَ مُعَلَّقَةً بِالْقُدْرَةِ تَخْتَرِقُهَا رِيَاحُ الرَّحْمَةِ. لِلْقُبَّةِ أَرْبَعَةُ آلافِ بَابٍ، كُلَّمَا اشْتَاقَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى اللَّهِ انْفَتَحَ مِنْهَا بَابٌ يَنْظُرُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ» [1]
. من ركب هذا الحديث على مثل هذا الإسناد فما أبقى من اطراح الحشمة والجرأة على الكذب شيئا. ونعوذ بالله من الخذلان، ونسأله العصمة عن تزيين الشيطان إنه ولي ذلك والقادر عليه.
قَالَ مُحَمَّد بن أَبِي الفوارس قرأت عَلَى أبي الحسن الدارقطني قَالَ: مُحَمَّدِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ ثابت الأشناني كذاب دجال.
أَخْبَرَنِي الأَزْهَرِيُّ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم البزّاز، حدّثنا محمّد بن عبد الله الأشناني، حدّثنا يحيى بن معين، حدّثنا الأسود بن عامر، حدّثنا شريك عن الأعمش عن المنهال عن عمرو بن عُبَادَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيِّ- كَذَا قَالَ- عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ جَمَعَ مَالا مِنْ مَأْثَمٍ، فَوَصَلَ بِهِ رَحِمًا أَوْ تَصَدَّقَ مِنْهُ، أَوْ جَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، جُمِعَ جَمِيعًا فَقَذَف بِهِ فِي جَهَنَّمَ» [2]
. وَرَوَاهُ الأُشْنَانِيُّ مَرَّةً أُخْرَى بِإِسْنَادٍ غَيْرِ هَذَا.
أَخْبَرَنَاهُ محمّد بن طلحة النّعاليّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْفَرَجِ الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن محمّد ابن جعفر الحمال، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الأشناني، حدّثنا أحمد بن حنبل، حدّثنا عبد الرّزّاق، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ جَمَعَ مَالا مِنْ مَأْثَمٍ فَأَوْصَلَ بِهِ رَحِمًا أَوْ تَصَدَّقَ بِهِ، أَوْ جَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، جُمِعَ جَمِيعُهُ فَقُذِفَ بِهِ فِي جَهَنَّمَ»
. حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَلالُ، حدّثنا أبو بكر بن شاذان، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بن ثابت الأشناني، حدّثنا حنبل بن إسحاق بن حنبل، حدّثنا وكيع، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم قال: «هبط جِبْرِيلُ وَعَلَيْهِ طِنْفِسَةٌ وَهُوَ مُتَخَلِّلٌ بِهَا، فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ مَا نَزَلْتَ إِلَيَّ فِي مِثْلِ هَذَا الزِّيِّ؟ قَالَ:
إِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمَلائِكَةَ أَنْ تَتَخَلَّلَ فِي السَّمَاءِ كَتَخَلُّلِ أَبِي بَكْرٍ في الأرض» [3] .
__________
[1] انظر الحديث في: تنزيه الشريعة 1/343. والفوائد المجموعة 332. واللآلئ المصنوعة 1/151.
[2] انظر الحديث في: تنزيه الشريعة 2/298. والفوائد المجموعة 146. وتذكرة الموضوعات 134.
[3] انظر الحديث في: الموضوعات 1/314. والفوائد المجموعة 332. واللآلئ المصنوعة 1/152.(3/60)
ما أبعد الأشناني من التوفيق تراه ما علم أن حنبلا لم يرو عن وكيع ولا أدركه أيضا! ولست أشك أن هذا الرجل ما كان يعرف من الصنعة شيئا. وقد سمعت بعض شيوخنا ذكره فقال: كان يضع الحديث.
وأنا أقول: إنه كان يضع مالا يحسنه، غير أنه والله أعلم- أخذ أسانيد صحيحة من بعض الصحف فركب عليها هذه البلايا ونسأل الله السلامة في الدنيا والآخرة.
1036- محمد بن عبد الله، أبو بكر الزقاق [1] :
أحد شيوخ الصوفية الكبار، وكان من أهل المجاهدات وله أخوال عجيبة وكرامات.
حَدَّثَنَا عَبْد العزيز بْن أَبِي الحسن القرميسيني قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن جهضم يقول: سمعت أبا بكر الرّقيّ يقول: خرجت في وسط السنة إلى مكة وأنا حدث السن، وفي وسطي نصف جل وعلى كتفي نصف جل، فرمدت عيني في الطريق فكنت أمسح دموعي بالجل، فأقرح الجل الموضع فكان يخرج الدم مع الدموع، فمن شدة الإرادة وقوة سروري بحالي لم أفرق بين الدموع والدم، وذهبت عيني في تلك الحجة! وكانت الشمس إذا أثرت في يدي قبلت يدي ووضعتها على عيني سرورا مني بالبلاء.
وحدثنا عبد العزيز أيضا، حَدَّثَنَا أبو الحسن علي بن عبد الله الهمذاني- بمكة- حَدَّثَنِي حسين بن محمد السراج قَالَ: قَالَ جنيد: رأيت إبليس في منامي وكأنه عريان، فقلت له: ما تستحي من الناس؟ فقال: يا لله، هؤلاء عندك من الناس؟ لو كانوا من الناس ما تلاعبت بهم كما تتلاعب الصبيان بالكرة، ولكن الناس غير هؤلاء.
فقلت له: ومن هم؟ فقال: قوم في مسجد الشونيزي قد أضنوا قلبي وأنحلوا جسمي، كلما هممت بهم أشاروا إلى الله تعالى أكاد أحترق. قَالَ جنيد: فانتبهت ولبست ثيابي وجئت إلى مسجد الشونيزي وعلي ليل، فلما دخلت المسجد إذ أنا بثلاثة أنفس جلوس رءوسهم في مرقعاتهم، فلما أحسوا بي قد دخلت المسجد أخرج أحدهم رأسه وَقَالَ: يا أبا القاسم أنت كلما قيل لك شيء تقبل؟! قَالَ أبو الحسن: ذكر لي أبو عبد الله بن جابار أن الثلاثة الذين كانوا في مسجد
__________
[1] 1036- هذه الترجمة برقم 2964 في المطبوعة.
انظر: الأنساب، للسمعاني 6/291(3/61)
الشونيزي: أحدهم أبو حمزة، وأبو الحسين النوري، وأبو بكر الزقاق.
حَدَّثَنَا عبد العزيز بن أبي الحسن قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حضهم يقول:
سمعت الحسن بن أحمد بن عبد العزيز يقول: سمعت الزقاق يقول: لي سبعون سنة أرب هذا الفقر. من لم يصحبه في فقره الورع أكل الحرام النض.
كتب إلى أبو حاتم أحمد بن الحسن الرازي يذكر أنه سمع محمد بن أحمد بن عبد الوهاب الحافظ يقول: حَدَّثَنَا أبو سعيد أحمد بن محمّد الصّوفيّ، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن أحمد بن عيسى عن أبي الأديان قَالَ: كنت مع أستاذي أبي بكر الزقاق فمر حدث، فنظرت إليه فرآني أستاذي وأنا أنظر إليه فقال: يا بني لتجدن غبه ولو بعد حين. فبقيت عشرين سنة وأنا أراعي ما أجد ذلك الغب، فنمت ليلة وأنا متفكر فيه فأصبحت وقد نسيت القرآن كله.
1037- محمد بن عبد الله، أبو بكر الشقاق الصوفي [1] :
أَخْبَرَنَا إسماعيل بن أحمد النّيسابوريّ، أخبرنا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن السلمي قَالَ: أَبُو بَكْر الشقاق بغدادي اسمه محمد بن عبد الله من أصحاب الجنيد، من أقران أبي العباس بن عطاء والكتاني. صحب أبا سعيد الخزاز.
ذكر غير السلمي أن اسم الشقاق أحمد بن عبد الله، كذلك أنبأني أبو سعد الماليني، حدّثنا ثقيف بن عبد الله، حدّثنا أحمد بن أحمد المقرئ، حَدَّثَنَا أحمد بن عبد الله أبو بكر الشقاق صاحب أبي سعيد قَالَ: قَالَ أبو سعيد الخزاز: إذا بكت أعين الخائفين فقد كاتبوا الله بدموعهم.
حَدَّثَنَا عبد العزيز بن أبي الحسن، أَخْبَرَنَا علي بن عبد الله بن جهضم، حدّثنا يحيى ابن المؤمل، حَدَّثَنَا أبو بكر الشقاق قَالَ: سمعت أبا سعيد الخزاز يقول: سمعت محمد بن منصور يقول: كان بالكوفة رجل متعبد يأكل في كل يوم نصف رغيف وكان قاعدا لا ينضجع، ويضع جبهته على ركبته من صلاة إلى صلاة، لا يتطوع بشيء غير الفرائض، ولا يتكلم البتة. فقلت له: لو تطوعت؟ فقال: افهم ما ألقيه إليك، إني لست أعصيه. قَالَ أبو سعيد: هذا عبد رفع الله قدر موافقته لله فلزمها، إذا كان الأمر له، ورفع له قدر مخالفته فاجتنبها، وذلك من علمه بالله، حتى توقف ونظر:
من الآمر له والناهي، فبذل في موافقته لله جهده.
__________
[1] 1037- هذه الترجمة برقم 2965 في المطبوعة.
انظر: الأنساب، للسمعاني 7/359(3/62)
1038- محمد بن عبد الله بن يوسف، أبو بكر المهري [1] :
بصري سكن بَغْدَاد وَحدث بِهَا عَنِ: النَّضْر بْن طاهر، وعلي بن الحسين الدرهمي، وموسى بن خاقان، والحسن بن عرفة، والقاسم بن زاهر بن حرب. روى عنه: محمد ابن جعفر- زوج الحرة- والقاضي أبو الحسن الجراحي، ومحمّد بن خلف بن جيان، وأبو عُمَرَ بْن حيويه، وأَبُو بَكْرِ بْن شاذان، وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ الواسطيّ، أخبرنا أبو بكر محمد بن خلف بن جيان، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ المهري، حدّثنا الحسن بن عرفة، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَمَّا عُرِجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ مَا مَرَرْتُ بِسَمَاءٍ إِلا وَجَدْتُ فِيهَا مَكْتُوبًا مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَأَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ مِنْ خَلْفِي» [2]
. هذا حديث غريب من رواية الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، ومن رواية أبي معاوية عن الأعمش، تفرد بروايته محمد بن عبد الله المهري إن كان محفوظا عنه عن الحسن بن عرفة ونراه غلطا. وَصَوَابُهُ:
مَا أَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ علي الجوهريّ، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ، حدّثنا إسماعيل بْن حَمَّاد بْن إِسْحَاق بْن إِسْمَاعِيل بْن حَمَّاد بن زيد، حدّثنا الحسن بن عرفة، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مَرَرْتُ بِسَمَاءٍ إِلا رَأَيْتُ فِيهَا مَكْتُوبًا مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ»
وَعِنْدَ الْحَسَنِ بْنِ عَرَفَةَ فِيهِ إِسْنَادٌ آخَرُ.
أَخْبَرَنَاهُ أَبُو عُمَرَ بْنُ مَهْدِيٍّ وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ البزّار وَأَبُو الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى السُّكَّرِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بِن مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ابن مَخْلَدٍ. قَالُوا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ قَالَ:
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْغِفَارِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: «عُرِجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ فَمَا مَرَرْتُ بِسَمَاءٍ إلّا وجدت اسمي فِيهَا مَكْتُوبًا، مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَأَبُو بَكْرٍ الصّدّيق من خلفي» [3] .
__________
[1] 1038- هذه الترجمة برقم 2966 في المطبوعة.
[2] انظر الحديث في: الدر المنثور 4/152. وكنز العمال، 15383، 15545.
[3] انظر الحديث في: الموضوعات 1/318. واللآلئ المصنوعة 1/153. وتنزيه الشريعة 1/372. وتذكرة الموضوعات 93. وكنز العمال 32580(3/63)
1039- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن غيلان، أبو بكر الخزاز، يعرف بالسوسي [1] :
سمع سوار بن عبد الله القاضي، ومحمد بن يزيد الأدمي، والحسن بن الجنيد، وأحمد بن منيع، والحسن بن الصّبّاح البزّاز، والفضل بن الصباح السمسار. رَوَى عَنْهُ: عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن لؤلؤ، ومحمد بن عبيد الله بن قفرجل، وأَبُو بَكْرِ بْنُ شاذان، وأبو الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيّ، وأبو حفص بن شاهين، ويوسف بن عمر القواس.
أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد بن غالب قَالَ: قَالَ لنا أبو الحسن الدارقطني: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَيْلانَ الْخَزَّازُ كان من ثقات المسلمين.
حَدَّثَنِي عبد العزيز بن علي الأزجي ومحمد بن إسماعيل بن عمر البجلي قَالا:
قَالَ لنا أَبُو الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيّ: كَانَ شيخنا محمد بن عبد الله بن غيلان من الثقات.
حَدَّثَنِي عبد اللَّه بن أَبِي الفتح عن طلحة بن محمد بن جعفر. وَحَدَّثَنِي الحسن بن محمد الخلال قَالَ: قرأت في كتاب أبي الحسين البواب بخطه. وأخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حَدَّثَنَا ابن قانع قالوا جميعا: أن ابن غيلان مات في سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة زاد ابن قانع في رجب.
1040-[2] مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن زياد بن يزيد بن هارون، أبو عبد الله الزعفراني، المعروف بابن بلبل [3] ، وهو أخو القاسم بن عبد الله:
سكن همذان وقدم بغداد غير مرة، وحدث بها عن: أحمد بن بديل اليامي، والحسن بن أبي الربيع الجرجاني، وطبقة نحوهما. روى عنه: علي بن عمرو الحريري، وأبو الحسن الدارقطني وغيرهما.
أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ رَوْحٍ النَّهْرَوَانِيُّ- بِهَا- أخبرنا علي بن عمرو الحريري، أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الله الزعفراني- ببغداد- حدّثنا عمر بن مدرك، أَخْبَرَنَا أبو منصور محمد بن عيسى الهمذاني، حَدَّثَنَا أَبُو الفضل صالح بْن أَحْمَد بْن محمد الحافظ- في كتاب «طبقات أهل همذان» - قَالَ: مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
__________
[1] 1039- هذه الترجمة برقم 2967 في المطبوعة.
انظر: الأنساب، للسمعاني 7/190.
[2] 1040- هذه الترجمة برقم 2968 في المطبوعة.
انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/355.
[3] في الأصل والمطبوعة: «ابن بليل» وفي ترجمة «القاسم بن عبد الله بن عبد الرحمن» أخوه في الجزء 12: «بلبل» بموحدتين، وهكذا ضبط في التوضيح والنزهة معا وغيرهما(3/64)
ابن زياد بن يزيد بن هارون أبو عبد الله الرجل الصالح، أصلهم من واسط، يعرف أبوه ببلبل الزعفراني. روى عَنْ: الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن الصباح الزعفراني، وأَحْمَد بْن مَنْصُور الرمادي، وسعدان بْن نصر، والحسن بن أبي الربيع، وأبي يحيى محمد بن غالب العطار، وعلي ومحمد ابني الحسين بن إشكاب، وعلي بن سهل العفاني، والعباس بن محمد الدوري، وأبي زرعة عبيد الله بن عبد الكريم، وأبي حاتم، ومحمد بن مسلم بن وارة، والمنذر بن شاذان الرازيين، وإبراهيم بن أحمد بن يعيش، وإبراهيم بن مسعود، وأحمد بن بديل، وأحمد بن محمد البيعي، وأحمد بن منصور زاج. سمعت منه مع أبي وكتبنا عنه الكثير، وهو ثقة صدوق ورع. سمع منه:
القاسم بن أبي صالح، وأبو عمران موسى بن سعيد الفراء، ومحمد بن يحيى، وأبو جعفر الصفار، وعامة كهول بلدنا في وقته؛ ورووا عنه.
قَالَ صالح: سمعته يقول: عندي عن أبي زرعة نحو خمسين ألف حديث.
وسمعته يَقُولُ: رَأَيْتُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المنام سنة نيف وتسعين ومائتين وفي رأسه ولحيته بياض كثير فقلت: يا رسول الله بلغنا أنه لم يكن في رأسك ولحيتك إلا شعرات بيض فقال: ذاك لدخول سنة ثلاثمائة.
قال صالح: توفي سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة.
1041- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن، أَبُو بكر العلاف، ويعرف بالمستعيني [1] :
كان ينزل بسوق يحيى. وحدث عن علي بن حرب، وأبي النَّضْرِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَيْمُونٍ الفقيه، والحسن بن عرفة، وحماد بن الحسن بن عنبسة، وعبد الله ابن علي بن المدينيّ، ومحمّد بن يوسف بن الطباع. روى عنه: محمد بن إسحاق القطيعي، وأبو الحسن الدارقطني، ويوسف بن عمر القواس، وعَبْد اللَّهِ بْن عُثْمَان الصَّفَّار، وكان ثقة.
أخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حَدَّثَنَا ابن قانع أن المستعيني العلاف مات في شعبان من سنة خمس وعشرين وثلاثمائة.
حَدَّثَنِي أحمد بن أبي جعفر القطيعي- وكتبه لي بخطه- قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَن أَحْمَد بْن الفرج بن منصور الوراق يقول: توفي أبو بكر المستعيني
__________
[1] 1041- هذه الترجمة برقم 2969 في المطبوعة(3/65)
العلاف يوم الخميس لأربع عشرة ليلة خلت من شعبان سنة خمس وعشرين وثلاثمائة.
وحَدَّثَنِي عُبَيْد اللَّه بْن أَبِي الفتح، عَنْ طلحة بن محمد بن جعفر: أن المستعيني مات في سنة ست وعشرين وثلاثمائة. والأول الصواب، والله أعلم.
1042- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الحكم، أبو أحمد السمرقندي [1] :
قدم بَغْدَاد حاجا وحدث بها عَن حبيش بن سعيد، وخلف بن محمد بن عيسى الواسطيين، وإبراهيم بن الحسن بن عيسى الحراني. رَوَى عَنْهُ: عَلِيّ بْنُ عُمَر بْنِ مُحَمَّد السكري.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ، أخبرنا علي بن عمر الحربي، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَكَمِ السَّمَرْقَنْدِيُّ- قَدِمَ حَاجًّا- حدّثني حبيش بن سعيد- بواسط- حدّثنا يزيد بن هارون، حَدَّثَنَا سَلامُ بْنُ مِسْكِينٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: إِنَّ أَهْلَ النَّارِ لَيَبْكُونَ الدَّمَ بَعْدَ الدُّمُوعِ، وَلِمِثْلِ ما هم فيه فليبك لَهُ.
1043 [2]- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الصَّمَدِ، أبو بكر الجراحي [3] :
حدث عَنْ: أَبِي الأشعث أَحْمَد بْن المقدام العجلي، وحميد بن الربيع، وعلي بن الحسين بن إشكاب ومحمد بن عمرو بن حنان، والحسن بن محمد الزعفراني، وسعدان بن نصر، وعلي بن داود القنطري، وعباس الدوري، ومحمد بْن أَبِي العوام الرياحي، وجعفر الصائغ، وإسماعيل بن إسحاق القاضي- أحاديث مستقيمة. روى عنه: أَبُو الطيب عُثْمَان بْن عَمْرو بْن المنتاب.
1044- محمد بن عبد الله بن الحسن، التمار [4] :
حدث عَن الحسن بن عرفة. روى عنه: ابن أخيه أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْد اللَّه التّمّار.
__________
[1] 1042- هذه الترجمة برقم 2970 في المطبوعة.
[2] 1043- هذه الترجمة برقم 2971 في المطبوعة.
[3] الجراحي: هذه النسبة إلى الجراح (الأنساب 3/214) .
[4] 1044- هذه الترجمة برقم 2973 في المطبوعة.
انظر: الأنساب، للسمعاني 4/193(3/66)
1045- مُحَمَّدِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عبيد بْن زياد بْن مهران بْن البختري، أبو بكر الحلواني:
والد أبي القاسم عبد الله بن محمد الثلاج الشاهد. ولد بحلوان على ما حكى ابنه أبو القاسم أنه قال له في سنة سبعين ومائتين، ونزل بغداد وحدث عن: إبراهيم بن زهير الحلواني، ويوسف بن يعقوب القاضي، وأبي خليفة الفضل بن الحباب البصري، وزكريا بن يحيى الساجي.
ذكر ابنه أنه سمع منه وقال: غرق بإشكاب البصل على دجلة. وهو خارج إلى واسط في أواخر شهر رمضان من سنة ست وعشرين وثلاثمائة.
1046-[1] محمد بن عبد الله السواق [2] :
حدث عَنْ: أَحْمَد بْن مَنْصُور الرمادي. رَوَى عنه: عبد العزيز بن جعفر الحنبلي المعروف بغلام الخلال.
أخبرنا بشرى بن عبد الله، أخبرنا عبد العزيز بن جعفر الفقيه، حدّثنا محمّد بن عبد الله السواق، حدّثنا أحمد بن منصور، حدّثنا عبد الرّزّاق، حدّثنا معمر، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ وَثَابِتٌ عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ خَيَّاطًا دَعَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى طَعَامِهِ، فَذَهَبْتُ مَعَهُ فَأُتِينَا بِصَحْفَةٍ فِيهَا مَرَقٌ، قَدْ جُعِلَ فِيهَا دُبَّاءٌ، فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَتَبَّعُ الدُّبَّاءَ لِيَأْكُلَهُ.
1047- محمد بن عبد الله بن عبد الواحد، وقيل: ابن عبد الكريم بن عبد المغيث، أبو جعفر البقلي [3] :
حدث عن محمد وعلي ابني الحسين بن إشكاب، وأحمد بن إبراهيم البوسنجيّ، ومحمد بن مهاجر أخي حنيف. روى عنه: محمد بن إبراهيم بن نيطرا العاقولي، ومحمد بن المظفر، وأبو بكر الأبهري الفقيه، والمعافى بن زكريا الجريري.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي بَكْرِ الأبهري حدثكم أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْنُ عَبْد اللَّهِ بْنِ عبد الواحد، ببغداد قَالَ الأبهري: وَكَانَ ثِقَةً.
حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن أَبِي جَعْفَر قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَن أَحْمَد بْن الفرج الورّاق
__________
[1] 1046- هذه الترجمة برقم 2974 في المطبوعة.
[2] السوّاق: هذه النسبة إلى بيع السّويق (الأنساب 7/181) .
[3] 1047- هذه الترجمة برقم 2975 في المطبوعة.
انظر: الأنساب، للسمعاني 2/265(3/67)
يقول: توفي أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْنُ عَبْد اللَّهِ بْنِ عبد الكريم البقلي يوم الثلاثاء لعشر خلون من ربيع الآخر سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة.
1048- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن العباس بْن مُحَمَّدِ بْنِ عبد الملك بن أَبِي الشوارب، أبو الفضل الأموي [1] :
ولي القضاء ببغداد في خلافة المتقي بالله ولا أعلم في أي وقت مات.
أَخْبَرَنَا علي بْن المحسن، أَخْبَرَنَا طلحة بْن محمد بن جعفر قال: استتر القاضي أحمد بن عبد الله بن إسحاق وهو المعروف بالخرقي بعد ثلاثة أشهر من تقلده القضاء لما خرج المتقي إلى الموصل، فاستخلف على مدينة المنصور أبا الفضل مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن العباس بْن مُحَمَّدِ بْنِ عبد الملك بن أَبِي الشوارب، ثم عاد المتقي فظهر أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن إسحاق وكان يحكم بنفسه.
1049- محمد بن عبد الله، أبو بكر الفقيه الشافعي، المعروف بالصيرفي [2] :
له تصانيف في أصول الفقه، وكان فهما عالما، وسمع الحديث من أحمد بن منصور الرمادي، ومن بعده، لكنه لم يرو كثير شيء.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ مَكِّيِّ بْنِ عثمان الأزدي المصري- بدمشق- حَدَّثَنَا القاضي أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن إسحاق بن يزيد الحلبي- بمصر- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الصّيرفيّ الشّافعيّ- ببغداد- حدّثنا الرمادي، حدّثنا إسماعيل بن عبد الكريم بن عبد الصمد بن معقل عن وهب بن منبه قَالَ: الدراهم والدنانير خواتيم الله في الأرض، من ذهب بخاتم الله قضيت حاجته.
أخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حَدَّثَنَا ابن قانع: أن أبا بكر الشافعي مات فِي شهر ربيع الآخر من سنة ثلاثين وثلاثمائة. قَالَ غيره عَنِ ابن قانع: مات فِي يوم الخميس لثمان بقين من الشهر.
1050- مُحَمَّدِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّه بْنِ الْحُسَيْن بْنِ عَلِيِّ بْنِ جعفر بن عامر، أبو بكر الأسدي [3] :
والد القاضي أبي مُحَمَّد عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد المعروف بابن الأكفاني. حدّث عن
__________
[1] 1048- هذه الترجمة برقم 2976 في المطبوعة.
[2] 1049- هذه الترجمة برقم 2977 في المطبوعة.
انظر: وفيات الأعيان 1/458. والوافي بالوفيات 3/346. وطبقات الشافعية 2/169.
ومفتاح السعادة 2/178. والأعلام 6/224.
[3] 1050- هذه الترجمة برقم 2978 في المطبوعة(3/68)
أحمد بن عبد الجبار العطّاردي، وفوزان صاحب أحمد بن حنبل. روى عنه ابنه أبو محمد، وكان ثقة نبيلا.
1051- محمد بن عبد الله بن هارون، أبو حامد، يعرف بابن أسد [1] :
حكى عن إبراهيم الحربي قوله.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد اللَّه بْن بشران المعدل قَالَ: وجدت في كتاب والدي بخطه سمعت أبا عبد الله الحسين بن بكران المتطبب قَالَ: سمعت أبا حامد محمد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هَارُونَ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ أسد يقول: سمعت إبراهيم الحربي يقول: منكر زماننا معروف زمان ما أتى، ومعروف زماننا منكر زمان قد مضى، ولئن نقص غيرنا منا كما نقصنا من غيرنا، ينزل الناس حتى يصيروا بمنزلة القردة والخنازير.
سمى غيره هذا الشيخ أحمد بن عبد الله، وسنذكره بعد في باب أحمد، إن شاء الله.
1052-[2] محمد بن عبد الله، أبو بكر الآبنوسي [3] الطلاء:
حدث عَن: مُحَمَّد بْن الحسن بْن بدينا. روى عنه: عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه التمار، وذكر أنه سمع منه فِي جامع الرصافة.
1053- محمد بن عبد الله بن الجنيد، أبو الحسين التميميّ البزّاز [4] :
ذكر أبو القاسم بن الثلاج أنه حدثه عَنْ عَبْد اللَّه بْن أَحْمَدَ بْن حنبل.
1054- محمد بن عبد الله، أبو جعفر الفرغاني الصوفي [5] :
نزل بغداد ولزم الجنيد بن محمّد، واشتهر بصحبته وروى عنه كلامه. حكى عنه أبو العباس محمد بن الحسن بن الخشاب وغيره.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن النيسابوري قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا العبّاس بن الخشاب يقول: سمعت أبا جعفر محمد بن عبد الله الفرغاني يقول: التوكل باللسان يورث الدعوى، والتوكل بالقلب يورث المعنى.
__________
[1] 1051- هذه الترجمة برقم 2979 في المطبوعة.
[2] 1052- هذه الترجمة برقم 2980 في المطبوعة.
[3] الآبنوسي: هذه النسبة إلى آبنوس، وهو نوع من الخشب البحري يعمل منه أشياء.
(الأنساب 1/93) .
[4] 1053- هذه الترجمة برقم 2981 في المطبوعة.
[5] 1054- هذه الترجمة برقم 2982 في المطبوعة(3/69)
1055- محمد بن عبد الله بن محمد، المروذي [1] :
قدم بَغْدَاد وَحدث بها عَنْ زيد بْن المهتدي. روى عنه أبو حفص بن شاهين.
1056- محمد بن عبد الله بن سفيان بن أبي سفيان محمد بن حميد، المعمري، يكنى أبا بكر [2] :
سمع مُحَمَّد بْن الفرج الأزرق، وَالحارث بْن أَبِي أسامة، ومحمد بْن سُلَيْمَان الباغندي، وإسماعيل بْن إسحاق القاضي، وإبراهيم بن إسحاق بن الحسين الحربيين، ومحمّد بن المطلب الخزاعي، ومحمد بن يونس الكديمي، والحسن بن علي المعمري.
حدث عَنْهُ أَبُو الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيّ، وأبو حفص بْن شاهين وأبو القاسم بن الثلاج، وكان ثقة. انتقل إلى البصرة بأخرة وأحسبه بها مات.
أَخْبَرَنَا عَنْهُ: الْقَاضِي أَبُو عُمَر بْن عَبْد الواحد الهاشمي، وأَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الوراق، وذكر لنا أَبُو العلاء أَنَّهُ سمع منه في سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة بالبصرة.
1057- محمد بن عبد الله بن دينار، أبو عبد الله المعدل الزاهد، من أهل نيسابور [3] :
سمع الحسين بن الفضل البجلي، والسري بن خزيمة، ومحمد بن أحمد بن أنس، ومحمد بن أشرس، وأحمد بن محمد بن نصر اللباد، وأحمد بن سلمة النيسابوريين.
روى عنه أهل بلده، وقدم حاجا وحدث بها، فروى عنه من أهلها أبو حفص بن شاهين، وكان ثقة، وكان فقيها عارفا بمذهب أبي حنيفة، ورغب عن الفتوى لاشتغاله بالعبادة، ويقال إنه لم ير في وقته لأهل الرأي أشد اجتهادا ولا أدوم صيام النهار، وقيام الليل منه، مع صبره على الفقر وطلبه للكسب الحلال، وأكله من عمل يده. وكان يحج في كل عشر سنين. ويغزو في كل ثلاث سنين.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو العلاء الواسطيّ، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ، أخبرنا محمّد ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ النَّيْسَابُورِيُّ- قَدِمَ حَاجًّا- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَصْرٍ اللَّبَّادُ، حدّثنا عمر بن إبراهيم، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبد الرحمن بْنِ أَبِي ذئب، حدّثنا أبو
__________
[1] 1055- هذه الترجمة برقم 2983 في المطبوعة.
[2] 1056- هذه الترجمة برقم 2984 في المطبوعة.
[3] 1057- هذه الترجمة برقم 2985 في المطبوعة.(3/70)
حاتم عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «حُبُّ أَبِي بَكْرٍ وَشُكْرُهُ وَاجِبٌ عَلَى أُمَّتِي» [1]
. تَفَرَّدَ بِهِ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ- وَيُعْرَفُ بِالْكُرْدِيِّ- عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، وَعُمَرُ ذَاهِبُ الْحَدِيثِ.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن يَعْقُوب عَنْ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه النَّيْسَابُورِيّ الْحَافِظُ قَالَ: توفي محمد بن عبد الله بن دينار المعدل منصرفه من الحج ببغداد يوم الاثنين غرة صفر سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة، ودفن يوم الثلاثاء في مقبرة الخيزران بقرب أبي حنيفة.
1058- محمد بن عبد الله بن جبلة بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن، أَبُو بكر المقرئ البغدادي، ساكن طرسوس [2] :
قدم دمشق قبل سنة أربعين وثلاثمائة وحدث بِهَا عَن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن غالب- غلام الخليل- البصري، وإسحاق الحربي، وأحمد بن حاتم بن ماهان السامري، والحارث بن أبي أسامة التميمي، ونحوهم. رَوَى عَنْهُ تَمَّامُ بْنُ مُحَمَّد بْنِ عَبْد اللَّهِ الرَّازِيُّ.
وقَالَ لي عبد العزيز بن أحمد الكتاني: حدث هذا الشيخ عن يوسف بن سعيد بن مسلم، وأحمد بن شيبان الرملي وكان شيخا فيه نظر.
1059- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عتاب بن محمد بن أبي الورقاء فائد بن عبد الرحمن، أبو بكر العبدي [3] :
وفائد أبو الورقاء هو الذي يروي عن عبد الله بن أبي أوفى. سمع محمد بن القاسم بن المغيرة الجوهري، ويحيى بن أبي طالب، ومحمد بن أبي العوام، ومحمّد ابن صالح الذارع، والحسن بن سلام السواق، والحارث بْن أَبِي أسامة، ومُحَمَّد بْن غالب التمتام. روى عنه أبو الْحَسَن الدارقطني، وَحَدَّثَنَا عَنْهُ أَبُو الْحَسَن بْن رزقويه، وأَبُو الحسين بن الفضل القطّان وكان ثقة.
__________
[1] انظر الحديث في: تنزيه الشريعة 1/387. والعلل المتناهية 1/184. وكنز العمال 32593.
[2] 1058- هذه الترجمة برقم 2986 في المطبوعة.
[3] 1059- هذه الترجمة برقم 2987 في المطبوعة(3/71)
حدّثنا محمّد بن الحسين بن الفضل، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْنِ أحمد ابن عتّاب، حدّثنا يحيى بن أبي طالب أبو عامر العقدي، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال- يعني-: «بِئْسَ مَا لأَحَدِكُمْ أَنْ يَقُولَ نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وَكَيْتَ، بَلْ هُوَ نُسِّيَ أَوْ أُنْسِيَ، وَاسْتَذْكَرُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ أَشَدُّ تَفَصِّيًا مِنْ صُدُورِ الرِّجَالِ مِنَ النَّعَمِ مِنْ عُقُلِهَا» [1]
. حَدَّثَنَا ابن الفضل قَالَ: قَالَ ابن عتاب: ولدت في شعبان لست بقين من سنة اثنتين وستين ومائتين.
قرأت في كتاب أبي الحسن بن رزقويه: توفي محمد بن عبد الله بن عتاب في يوم الإثنين لخمس بقين من المحرم سنة أربع وأربعين وثلاثمائة.
وحَدَّثَنِي عُبَيْد اللَّه بْن أَبِي الفتح عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ: أَنَّ ابْنَ عتاب مات في صفر من سنة أربع وأربعين وثلاثمائة.
1060- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن يزيد بن الحكم بن فرّوخ بن الشاه بن شيرزاذ بن هزار بنده، أبو بكر البغدادي [2] :
مروزي الأصل كان ينزل قريبا من بستان القس، وكان أبوه أحد الكتاب ببغداد.
خرج أبو بكر عن بغداد إلى مصر، فحدث بها عَن أَحْمَد بْن إِسْحَاق بْن صالح الوزان. رَوَى عَنْهُ: أَبُو الفتح عَبْد الْوَاحِدِ بْن مُحَمَّد بْن مسرور، وَقَالَ: كان ثقة.
وتوفي ببعض قرى مصر قريبا من سنة خمس وأربعين وثلاثمائة.
1061- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ العباس بن موسى بن إبراهيم، أبو بكر، ويقال: أبو طاهر المعروف بابن أبي القطري الوراق الأباوردي [3] :
قدم بغداد وحدث بها عن: عبد الله بن محمد بن خلاد القطان البصري. روى عنه: أَبُو الفتح بْن مسرور أيضا، وذكر أنه سمع منه بقصر وضاح قريبا من الشرقية.
قال: وكان ثقة.
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح البخاري 6/238. وسنن النسائي، كتاب الافتتاح باب 36.
وفتح الباري 9/79، 82، 85. ومشكاة المصابيح 2188.
[2] 1060- هذه الترجمة برقم 2988 في المطبوعة.
[3] 1061- هذه الترجمة برقم 2989 في المطبوعة.
انظر: الأنساب، للسمعاني 1/111(3/72)
1062- محمد بن عبد الله بن عبيد، أبو عبد الله الزعفراني [1] الفقيه:
حدث عن: أحمد بن الهيثم البزاز، وإسماعيل بْن إِسْحَاق الْقَاضِي، ومحمد بْن غالب التمتام وطبقتهم. روى عنه: أَبُو الفتح بن مسرور، وَقَالَ: سمعت منه في جامع المنصور، وما علمت من أمره إلا خيرا.
1063- محمد بن عبد الله بن عمرويه، أبو عبد الله، ويقال: أبو بكر الصفار، ويعرف بابن علم [2] :
سمع محمد بن إسحاق الصاغاني، وأحمد بن أبي خيثمة. وكان جميع ما عنده عنهما جزءا واحدا، وفي آخره حكايات عن صالح وعبد الله ابني أحمد بن حنبل، ومحمد بن نصر الصائغ. حَدَّثَنَا عنه ابن رزقويه، وابن الفضل الْقَطَّان، وهلال بن محمد الحفار، وأبو علي بن شاذان، وغيرهم. ولم أسمع أحدا من أصحابنا يقول فيه إلا خيرا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، وَهِلالُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَفَّارُ- قَالَ: مُحَمَّدٌ أَخْبَرَنَا، وَقَالَ هِلالٌ: حَدَّثَنَا- أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله بن عمرويه الصّفّار، حدّثنا محمّد ابن إسحاق الصاغاني، حدّثنا حسن بن موسى الأشيب، أخبرنا عقبة الأصم، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِلْمُنَافِقِ يَا سَيِّدُ فَقَدْ أَغْضَبَ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ» [3]
. قَالَ مُحَمَّد بْن أَبِي الفوارس: يقال إن ابن علم كان قد أتى عليه مائة سنة وسنة واحدة وإن مولده سنة ثمان وأربعين ومائتين. وَقَالَ لنا أبو علي بن شاذان: سمعت من أبي عبد الله بن علم سنة تسع وأربعين وثلاثمائة، وفي هذه السنة مات يوم الخميس لثلاث خلون من شعبان، وكان قد جاوز المائة سنة.
1064- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد، أَبُو الحسين الهروي المزني [4] :
من ولد عبد الله بن مغفل، قدم بغداد وحدث بها عن أبي نصر أحمد بن محمد ابن عبد الله القيسي الأنصاري. روى عنه الدارقطني.
__________
[1] 1062- هذه الترجمة برقم 2990 في المطبوعة.
[2] 1063- هذه الترجمة برقم 2991 في المطبوعة.
[3] انظر الحديث في: المستدرك 4/311. والأحاديث الصحيحة 101. وكنز العمال 861، 13362
[4] 1064- هذه الترجمة برقم 2992 في المطبوعة.(3/73)
1065- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مرة، أبو الحسن بن أبي عمر المقرئ النقاش [1] :
سمع أبا علي الحسن بن الحسين الصواف، وأبا جعفر بن بدينا. حدّثنا عنه علي ابن المظفر- المعروف بالأصبهاني- وكان ثقة صالحا، دينا فاضلا.
أَخْبَرَنَا علي بْن المظفر، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّد بْن مرة المقرئ النقاش- إملاء- حَدَّثَنَا أبو علي الحسن بن الحسين الصواف، حدّثنا أحمد بن المقدام، حَدَّثَنَا بشر بن المفضل، عن الجراح قَالَ: حَدَّثَنِي فرقد السبخي قَالَ: قَالَ لي إبراهيم: يا فرقد هل تدري ما سوء الحساب؟ قلت: لا. قَالَ: أن يحاسب العبد بذنبه كله لا يغفر له منه شيء.
قرأت بخط أبي الحسن أحمد بن رضوان المقرئ: توفي ابن أبي عمر النقاش في سنة اثنتين وخمسين- يعني وثلاثمائة- عشية يوم الأربعاء ودفن في يوم الخميس لأربع بقين من شهر ربيع الأول.
1066- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن بشر بن مغفل بْن حسان بْن عَبْد اللَّه بْن مُغَفَّلٍ الْمُزَنِيِّ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يكنى أبا عبد الله [2] :
وهو من أهل هراة. قدم بَغْدَاد حاجا وحدث بها لما صدر من حجه وذلك في سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة عن أحمد بن نجدة الهروي، وعن علي بن محمد بن عيسى الجكاني نسخة أَبِي اليمان الحكم بْن نافع. رَوَى عَنْهُ الدارقطني، وَحَدَّثَنَا عَنْهُ أَبُو الْحَسَن بْن رزقويه، وأبو علي بن شاذان، وهو نسبه لنا وكَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ وَالْحَسَنُ بْنَ أَبِي بَكْرٍ. قَالا: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِيُّ الْمُزَنِيُّ- مِنْ وَلَدِ عبد الله بن مغفّل- أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عيسى بن عبد الرّحمن الجكاني، أخبرنا أبو اليمان الحكم بن نافع.
أَخْبَرَنِي شُعَيْبُ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزّهريّ، أخبرني سالم بن عبد الله بن
__________
[1] 1065- هذه الترجمة برقم 2993 في المطبوعة.
[2] 1066- هذه الترجمة برقم 2994 في المطبوعة(3/74)
عُمَرَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: شَرِبَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ وَشَرِبَ مَعَهُ أَبُو سَرُوعَةَ عُقْبَةُ بْنُ الْحَارِثِ- وَنَحْنُ بِمِصْرَ فِي خِلافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ- فَسَكِرَا، فَلَمَّا صَحَوَا انْطَلَقَا إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ- وَهُوَ أَمِيرُ مِصْرَ- فَقَالا: طَهِّرْنَا فَإِنَّا قَدْ سَكِرْنَا مِنْ شَرَابٍ شَرِبْنَاهُ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: وَلَمْ أَشْعُرْ أَنَّهُمَا أَتَيَا عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ، قَالَ: فَذَكَرَ لِي أَخِي أَنَّهُ قَدْ سَكِرَ، فَقُلْتُ لَهُ: ادْخُلِ الدَّارَ أُطَهِّرْكَ. فَآذَنَنِي أَنَّهُ قَدْ حَدَّثَ الأَمِيرَ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: فَقُلْتُ وَاللَّهِ لا تُحْلَقُ الْيَوْمَ عَلَى رُءُوسِ النَّاسِ، ادْخُلْ أَحْلِقْكَ- وَكَانُوا إِذْ ذَاكَ يَحْلِقُونَ مَعَ الْحَدِّ فَدَخَلَ مَعِي الدَّارَ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَحَلَقْتُ أَخِي بِيَدِي، ثُمَّ جَلَدَهُمْ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ فَسَمِعَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ. فَكَتَبَ إِلَى عَمْرٍو: أَنِ ابْعَثْ إِلَيَّ بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُمَرَ عَلَى قَتْبٍ، فَفَعَلَ ذَلِكَ عَمْرٌو، فَلَمَّا قَدِمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَلَى عُمَرَ جَلَدَهُ وَعَاقَبَهُ مِنْ أَجْلِ مَكَانِهِ مِنْهُ، ثُمَّ أَرْسَلَهُ، فَلَبِثَ أَشْهُرًا صَحِيحًا ثُمَّ أَصَابَهُ قَدَرُهُ، فَيَحْسَبُ عَامَّةُ النَّاسِ أَنَّهُ مَاتَ مِنْ جَلْدِ عُمَرَ وَلَمْ يَمُتْ مِنْ جَلْدِهِ.
سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الْبَرْقَانِيَّ سُئِلَ عَنِ الْمُغَفَّلِيِّ فَقَالَ: هُوَ ابْنُ عَمِّ شَيْخِنَا بِشْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُزَنِيِّ، قِيلَ فَكَيْفَ حَالُهُ؟ قَالَ: لَمْ أُدْرِكْهُ، قِيلَ: فَهَلْ سَمِعْتَ أَهْلَ هَرَاةَ يَذْكُرُونَهُ بِشَيْءٍ؟ فَقَالَ: مَا سَمِعْتُ فِيهِ إِلا خَيْرًا.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يعقوب عَنْ مُحَمَّد بن عبد الله النّيسابوريّ أن محمّد ابن عبد الله المغفلي مات بنيسابور في يوم السبت الثامن عشر من جمادى الأولى سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة، وقد قارب الثمانين سنة.
1067- مُحَمَّدِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عبدويه بن موسى بن بيان، أبو بكر البزاز، المعروف بالشافعي [1] :
ولد بجبل وسكن بغداد وسمع محمد بْن الجهم السمري، ومحمد بْن الفرج الأزرق، وأبا قلابة الرقاشي، ومحمد بن شداد المسمعي، وأحمد بن عبيد الله النرسي، وعبد الله بن روح المدائني، وأبا الوليد بن برد الأنطاكي، ومحمد بن ربح البزاز، ومحمد بن مسلمة الواسطي، وَمحمد بْن سُلَيْمَان الباغندي وَمحمد بْن غالب التمتام، وأحمد بْن مُحَمَّد البِرْتي، وإسماعيل بْن إِسْحَاق القاضي، وأبا إسماعيل الترمذي، وجماعة يطول ذكرهم. وكان ثقة ثبتا كثير الحديث حسن التصنيف، جمع أبوابا وشيوخا، وكتب عنه قديما وحديثا.
__________
[1] 1067- هذه الترجمة برقم 2995 في المطبوعة. انظر: الأعلام 6/224(3/75)
فحدثني محمد بن علي بن مخلد قَالَ: رأيت جزءا فيه مجلس كتب عن ابن صاعد في سنة ثمان عشرة وثلاثمائة، وبعده مجلس كتب عن أبي بكر الشافعي في ذلك الوقت. ولما منعت الديلم ببغداد الناس أن يذكروا فضائل الصحابة، وكتبت سب السلف على المساجد؛ كان الشافعي يتعمد في ذلك الوقت إملاء الفضائل في جامع المدينة، وفي مسجده بباب الشام، ويفعل ذلك حسبة، ويعده قربة.
وَحَدَّثَنِي أبو القاسم الأزهري أنه سمع الحسن بن رزقويه لما حدث يقول: أدركتني دعوة أبي بكر الشافعي، وذلك أنه دعا الله لي بأن أبقى حتى أحدث، فاستجيب له فيّ. فروى عن الشافعي وأبي الحسن الدارقطني، وأبي حفص بْن شاهين، ومن بعدهما. وحدثنا عنه ابن رزقويه، وابن الْفَضْل الْقَطَّان، وَأَبُو الْقَاسِم بْن المنذر، وعبد العزيز بن محمد الستوري، ومحمد بْن أَبِي الفوارس، وعلي بْن أَحْمَدَ بن عمر المقرئ، وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى السُّكَّرِيُّ، وَعلي بْن أَحْمَد الرزاز، وطلحة بن عَلِيّ الكتاني، ومحمد بن عمر النرسي، وجماعة آخرهم أبو طالب بن غيلان السمسار.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ غَيْلانَ- من أصل كتابه غير مرة- حدّثنا أبو بكر الشّافعيّ- إملاء- حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن عيسى البرتي القاضي، حدّثنا أبو معمر، حدّثنا عبد الوارث، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَسْمَاءَ. قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَلْ فِي الْبَيْتِ إِلا أَنْتُمْ يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَلَّبِ؟» قُلْنَا: لا يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: «إِذَا نَزَلَ بِأَحَدِكُمْ، هُمٌّ أَوْ غَمٌّ، أَوْ سَقَمٌ، أَوْ أَزْلٌ، أَوْ لأْوَاءٌ- قَالَ: وَذَكَرَ السَّادِسَةَ فَنَسِيتُهَا- فَلْيَقُلْ: اللَّهُ، اللَّهُ رَبِّي لا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا» [1]
. هكذا رواه الشافعي عن البرتي، ووهم فيه، إذ قدم محمد بن عبد الله على مسعر، وصوابه عن أبي معاوية وهو شيبان بن عبد الرحمن عن مسعر عن محمّد. وكذلك رواه غير الشافعي عن البرتي.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بن أحمد بن رزق، حدّثنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار، حدّثنا أحمد ابن محمّد بن عيسى القاضي. وأخبرناه الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو سهل بن زياد القطّان، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ.
__________
[1] انظر الحديث في: أمالي الشجري 1/229، 235. والكامل 1/397. وكنز العمال 3415، 3411(3/76)
وحدّثنا عبد الوارث، حدّثنا شيبان، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ قَالَتْ: جَمَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهْلَهُ فَقَالَ: «هَلْ إِلا أَنْتُمْ يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ؟» فَقُلْنَا: لا. فَقَالَ: «إِذَا نَزَلَ بِأَحَدٍ مِنْكُمْ كَرْبٌ، أَوْ غَمٌّ، أَوْ سَقَمٌ- وَفِي حَدِيثِ ابْنِ زِيَادٍ- إِذَا نَزَلَ بِأَحَدٍ مِنْكُمْ غَمٌّ، أَوْ هَمٌّ، أَوْ سَقَمٌ، أَوْ لأْوَاءٌ، أَوْ أَزْلٌ- وَذَكَرَ السَّابِعَةَ فَأُنْسِيتُهَا- فَلْيَقُلِ: اللَّهُ، اللَّهُ رَبِّي لا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا ثَلاثَ مَرَّاتٍ» [1]
. أَخْبَرَنَا الأزهري، أَخْبَرَنَا أبو الحسن الدارقطني. قَالَ: شيخنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إبراهيم الشافعي؛ كان يقول لنا إنه جبلي وكان ثقة مأمونا.
حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ: سَمِعْتُ حَمْزَةَ بْنَ يُوسُفَ السَّهْمِيَّ يَقُولُ: - وَسُئِلَ الدارقطني عن محمد بن عبد الله الشافعي- فقال: أبو بكر جبلي ثقة مأمون، ما كان في ذلك الزمان أوثق منه، ما رأيت له إلا أصولا صحيحة متقنة قد ضبط سماعه فيها أحسن الضبط.
أَخْبَرَنِي علي بن أحمد الرزاز قَالَ: سمعت أبا بكر الشافعي يقول: ولدت في أحد الجمادين سنة ستين ومائتين.
حَدَّثَنِي محمد بن أحمد بن رزقويه وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى السُّكَّرِيُّ وَالحسين بن شجاع الصوفي ومحمد بن عمر النرسي: أن الشافعي مات في سنة أربع وخمسين وثلاثمائة.
قَالَ ابن رزقويه: توفي يوم الأربعاء ودفن يوم الجمعة باكرا لثلاث عشرة بقين من ذي الحجة وصليت على قبره بقرب قبر أحمد بن حنبل.
وَقَالَ السكري: توفي يوم الثلاثاء لأربع عشرة بقين من ذي الحجة، ودفن يوم الأربعاء بالغداة.
وَقَالَ الصوفي: توفي يوم الأربعاء وقت الظهر ودفن يوم الخميس لتسع خلون من ذي الحجة.
وَقَالَ النرسي: توفي في يوم الأربعاء ودفن يوم الخميس باكرا لثلاث عشر بقين من ذي الحجة. قرأت بخط الدّارقطنيّ مثل قول النّرسيّ.
__________
[2] انظر التخريج السابق(3/77)
1068- مُحَمَّدِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أحمد بن غالب بن مشكان، أبو سعيد، المروزي [1] :
قدم بغداد وحدث بِهَا عَن: عَبْد الله بن محمود السعدي، ويحيى بن ساسويه، ومحمد بن عمير بن هشام الرازي. روى عنه: أَبُو الفتح مُحَمَّد بْن الحسين الأزدي، وأبو الحسن الدارقطني، وابن رزقويه، وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ النّعاليّ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن إبراهيم المروزيّ- قدم علينا في سنة أربع وخمسين وثلاثمائة- حدّثنا عبد الله بن محمود، حدّثنا ابن أبي عمر العدني، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ الْمِصْرِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ دَرَّاجٍ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّجُلَ يَتَعَاهَدُ الْمَسَاجِدَ فَاشْهَدُوا لَهُ بِالإِيمَانِ فَإِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ» [2]
. 1069- محمد بن عبد الله بن يوسف بن سوار بن مسمع بن ثابت، أبو أحمد البزاز البخاري: [3]
قدم بغداد حاجا وحدث بِهَا عَن مسبح بن سعيد، وإسحاق بن أحمد بن خلف البخاريين، وعمر بن محمد بن يحيى السمرقندي، وأحمد بن محمد بن الفضل البلخي، وأبي نعيم بن عدي الجرجاني. روى عنه الدارقطني، وسمع منه أبو الحسن ابن رزقويه.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن عُمَر بن إسماعيل الدّاوديّ، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْن يوسف بن سوار البخاري- قدم للحج- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يعقوب عَنْ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه النَّيْسَابُورِيّ قَالَ: توفي أبو أحمد بن يوسف البزاز ببخارى سنة سبع وخمسين وثلاثمائة، وكان من الأمناء الصالحين.
أَخْبَرَنِي أبو الوليد الدربندي، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ
__________
[1] 1068- هذه الترجمة برقم 2996 في المطبوعة.
[2] انظر الحديث في: مسند أحمد 3/68. وسنن الترمذي 2617، 3093. ومشكاة المصابيح 7235. والمستدرك 1/212. وكشف الخفا 938، 2/411.
[3] 1069- هذه الترجمة برقم 2997 في المطبوعة(3/78)
ببخارى قَالَ: توفي محمد بن عبد الله بن يوسف بن سوار الشافعي البزاز ليلة الاثنين لسبع بقين من شوال سنة ستين وثلاثمائة.
1070- مُحَمَّدِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عبدة بن قطن بن إبراهيم، أبو الحسن التميميّ المعروف بالسليتي [1] :
من أهل نيسابور. سمع محمد بن إبراهيم البوسنجيّ، وجعفر بن محمد الترك، وإبراهيم بن علي الذهلي، وموسى بن العباس الجويني، وقدم بغداد وحدث بها.
حَدَّثَنَا عنه ابْن رزقويه. وكَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رزق، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إبراهيم ابن عبدة السليتي، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ الْعَبَّاسِ الْجُوِينِيُّ- أَبُو عِمْرَانَ القاضي بخبر غريب-
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ العبّاس الحراني أبو الحسين، حدّثنا المعافى، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مَعْنٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ لا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ النَّاسِ وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ فَإِذَا لَمْ يَتْرُكْ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤَسَاءَ جُهَّالا، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا» [2]
. أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يعقوب، عَنْ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه النَّيْسَابُورِيّ قَالَ: توفي أبو الحسن بن عبدة السليتي ليلة الثلاثاء الثالث والعشرين من المحرم سنة أربع وستين وثلاثمائة. ودفن ذلك اليوم. وهو ابن اثنتين وتسعين سنة.
1071- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن خالد، السامري [3] :
سكن بلاد الشام وحدث عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّد البغوي، وأبي بَكْر بْن أَبِي دَاوُد.
رَوَى عَنْهُ تمام بن محمّد الداري. وذكر أنه كان حافظا.
1072- محمد بْنِ عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ بن الْحَسَن بن عبد الرحمن بن عمرو، أبو الفضل السختياني [4] :
من أهل مرو. قدم بغداد في سنة ثمان وستين وثلاثمائة، وحدّث بها عن أبي عصمة
__________
[1] 1070- هذه الترجمة برقم 2998 في المطبوعة.
[2] انظر الحديث في: صحيح البخاري 1/36. وصحيح مسلم، كتاب العلم 13. وفتح الباري 1/194، 13/284.
[3] 1071- هذه الترجمة برقم 2999 في المطبوعة.
[4] 1072- هذه الترجمة برقم 3000 في المطبوعة.
انظر: الأنساب، للسمعاني 7/54(3/79)
محمد بن أحمد بن عباد المروزي، عن أبي رجاء محمد بن حمدويه الهورقاني كتاب «تاريخ المراوزة» . روى عنه أبو أحمد بن جامع الدهان، وأبو عَبْد اللَّهِ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الآبنوسي، وأبو بكر محمد بن الفرج البزاز، وكان ثقة.
1073- محمد بن عبد الله بن محمد الكلوذاني [1] :
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْعَبَّاسُ بْنُ عُمَرَ بن العبّاس الكلوذانيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد الكلوذانيّ- بمدينة السلام- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ يزيد الثقفي الخطيب- بحديثة الفرات- حدّثنا محمّد بن سلمة الأمويّ- بهيت- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الأُمَوِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ آبَائِهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «أَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَى دَاوُدَ: يَا دَاوُدُ إِنَّ الْعَبْدَ لَيَأْتِي بِالْحَسَنَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَحْكُمُهُ بِهَا فِي الْجَنَّةِ، قَالَ دَاوُدُ: يَا رَبِّ وَمَنْ هَذَا الْعَبْدُ الَّذِي يَأْتِيكَ بِالْحَسَنَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَتَحْكُمُهُ بِهَا فِي الْجَنَّةِ؟ قَالَ: عَبْدٌ مُؤْمِنٌ سَعَى فِي حَاجَةِ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ أَحَبَّ قَضَاءَهَا على يديه قضيت أَوْ لَمْ تُقْضَ» [2]
. عباس الكلوذاني غير ثقة وشيخه الذي حَدَّثَنَا عنه مجهول ويغلب على ظني أنه أبو الفضل الشيباني نسبه عباس إلى أنه كلوذاني لينستر أمره. وأبو الفضل يروي عن أحمد بن سعيد الثقفي.
1074- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إسماعيل، أبو بكر البزاز [3] :
سمع جعفر بن محمد بن المغلس، وأحمد بن عبد الله الوكيل، وأبا بكر عبد الله ابن محمد بن زياد النيسابوري. وروى عن محمد بن أحمد بن هارون الفقيه، عن إبراهيم بن الجنيد كتبه، حَدَّثَنَا عنه عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الحذاء المقرئ، وأبو بكر البرقاني.
وسألت البرقاني عنه فقال: كان فاضلا زاهدا يقرئ القرآن وينزل مربعة الحرسي، وكَانَ ثقة.
قَالَ مُحَمَّد بْن أَبِي الفوارس: توفِي أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن إِسْمَاعِيل البزاز يوم الأربعاء سلخ جمادى الآخرة سنة تسع وستين وثلاثمائة، وكان خيرا دينا ثقة
__________
[1] 1073- هذه الترجمة برقم 3001 في المطبوعة.
[2] انظر الحديث في: كشف الخفا 1/308، 493.
[3] 1074- هذه الترجمة برقم 3002 في المطبوعة.(3/80)
صالحا. ودفن إلى جنب قبر أبي الحسن المصري، وكان قديما يصلي بالمصري.
1075- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن خَلَف بْن بخيت، أبو بكر الدقاق العكبري [1] :
سكن بغداد وحدث بها عَن خلف بْن عمرو، وَمُحَمَّد بْن صالِح بن ذريح العكبريين، وجعفر الفريابي، ومحمد بن جرير الطبري، والحسن بْن الطيب الشجاعي، ومحمد بْن مُحَمَّد الباغنديّ، وعمر بن محمّد الشذائي، ومن بعدهم.
حَدَّثَنَا عنه ابن ابنه أبو الحسن أحمد بن الحسين، وعلي بن عبد العزيز الطاهري، وعَبْد الْوَهَّابِ بْن الْحُسَيْنِ بْن عُمَر بْن بُرْهَانَ الغزال، وإبراهيم بن عمر البرمكي، وكان ثقة.
وهو مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن خَلَف بْن بخيت بن محمد بن عبد الله بن نصر بن أعين بن مالك بن نهار بن ثعلبة بن قطيب بن بهشل بن مسعود بن الأسود بن علقمة ابن عدي بن عمرو بن عائذ بن خالد بن غيلان بْن مضر بْن نزار بْن معد بْن عدنان.
نسبه لنا أحمد بن الحسين بن أبي بكر بن بخيت وَقَالَ لنا: مات جدي في سنة خمس وسبعين وثلاثمائة. وقد وهم في هذا القول.
والصواب ما حدثت عَن أَبِي الْحَسَن بْن الفرات. قَالَ: توفي أبو بكر بن بخيت الدقاق في ذي القعدة سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة، وكان ثقة مستورا حسن الأصول.
ثم أَخْبَرَنَا إبراهيم بن عمر البرمكي قَالَ: توفي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خلف ابن بخيت الدقاق في يوم الأربعاء مستهل ذي القعدة سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة.
1076- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ صالح، أبو بكر الفقيه المالكي الأبهري [2] :
سكن بغداد وحدث بِها عَنْ أبي عروبة الحراني، ومحمد بن محمد الباغندي، ومحمد بن الحسين الأشناني، وعبد الله بن زيدان الكوفي، وأبي بكر بن أبي داود السجستاني وخلق سواهم من البغداديين والغرباء.
وله تصانيف في شرح مذهب مالك بن أنس والاحتجاج له، والرد على من خالفه، وكان إمام أصحابه في وقته.
__________
[1] 1075- هذه الترجمة برقم 3003 في المطبوعة.
[2] 1076- هذه الترجمة برقم 3004 في المطبوعة.
انظر: الوافي بالوفيات 3/308. واللباب 1/20. والأعلام 6/225(3/81)
حَدَّثَنَا عنه: إبراهيم بن مخلد، وابنه إسحاق بن إبراهيم، وأحمد بْن عَلِيّ البادا، وَأَبُو بَكْر البرقاني، ومحمّد بن مؤمل الأنباري، وعلي بن محمد بن الحسن الحربي، والقاضي أبو القاسم التنوخي، والحسن بْن علي الجوهري، وغيرهم.
وذكره مُحَمَّد بْن أَبِي الفوارس فقال: كان ثقة أمينا مستورا. وانتهت إليه الرياسة في مذهب مالك.
حَدَّثَنَا محمد بن المؤمل الأنباريّ، حَدَّثَنَا أبو بكر الأبهري- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ صالح بن عمر بن حفص بن عمر بن مصعب بن الزّبير بن سعد بن كعب ابن عبّاد بن النزل بن مرة بن عبيد بن الحارث بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم، حَدَّثَنَا القاضي أبو العلاء الواسطي قَالَ: كان أبو بكر الأبهري معظما عند سائر العلماء في وقته لا يشهد محضرا إلا كان هو المقدم فيه، وإذا جلس قاضي القضاة أبو الحسن ابن أم شيبان أقعده عن يمينه، والخلق كلهم من القضاة والشهود والفقهاء وغيرهم دونه.
وسئل أن يلي القضاء فامتنع، فاستشير فيمن يصلح لذلك فقال: أبو بكر أحمد بن علي الرازي، وكان الرازي تزيد حاله على منزلة الرهبان في العبادة فأريد للقضاء فامتنع، وأشار بأن يولى الأبهري. فلما لم يجب واحد منهما للقضاء ولي غيرهما.
حَدَّثَنَا علي بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن الحربي قَالَ: جاء رجل إلى أبي بكر الأبهري يشاوره في السفر، فأنشده:
متى تحسب صديقك لا يقلوا ... وإن تخبر يقلوا في الحساب
وتركك مطلب الحاجات عز ... ومطلبها يذل عرى الرقاب
وقرب الدار في الإقتار خير ... من العيش الموسع في اغتراب
قَالَ لي عبد العزيز بن علي الوراق، وأحمد بن محمد العتيقي: مات أبو بكر الأبهري في يوم السبت لسبع خلون من شوال سنة خمس وسبعين وثلاثمائة.
قَالَ عبد العزيز: ودفن من يومه وصلى عليه أبو حفص بن الآجري.
وَقَالَ العتيقي: ومولده سنة تسع وثمانين ومائتين. إليه انتهت الرياسة في مذهب مالك.
أَخْبَرَنَا أبو بكر البرقاني قَالَ: توفي أبو بكر الأبهري الفقيه في ذي القعدة من سنة خمس وسبعين وثلاثمائة. والأول أصح، ومثله ذكر محمد بن أبي الفوارس.(3/82)
1077- مُحَمَّد بن عبد اللَّه بن الْحَسَن، الصفار [1] :
حدث عَن جعفر بْن حمدان الشحام الموصلي. حَدَّثَنَا عَنْهُ أَبُو بَكْر البرقاني. وذكر لنا أنه سمع منه في مدينة المنصور.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قُرِئَ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ- فِي الْمَدِينَةِ- وَأَنَا أسمع حدثكم جعفر بن حمدان الموصلي، حدّثنا أحمد بن عبد الله العنبريّ الأسدي بن الحارث، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ: أَنَّهُمْ أَصَابُوا سَبْيًا لَهُنَّ أزواجا يَوْمَ أَوْطَاسَ، فَتَخَوَّفُوا فَأُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: وَالْمُحْصَناتُ مِنَ النِّساءِ إِلَّا ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ
[النساء 24] .
1078- محمد بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد العزيز بْن شاذان، أبو بكر الرازي المذكر [2] :
كان جوالا كثير الأسفار. وروى حكايات الصوفية عن يوسف بن الحسين الرازي، وأبي بكر الكتاني، وأبي محمد الجريري، وأبي بكر بن طاهر الأبهري، وأبي بكر الشبلي وغيرهم. حَدَّثَنَا عنه أبو حازم العبدوي بنيسابور، وأبو علي بن فضالة النيسابوري- بالري- وأبو نعيم الحافظ- بأصبهان- وَقَالَ لي أبو نعيم: سمعت منه ببغداد، وكان قدمها مع أبي إسحاق المزكي.
قلت: وكان أبو عبد الرحمن السلمي كثير الحكايات عنه، مليا بالسماع منه.
حدثت عن أبي سعد عبد الرحمن بن محمد الإدريسي قَالَ: محمد بن عبد الله ابن شاذان الرازي يعرف بالصوفي، كان ينزل سمرقند تارة، ومرة ببخارى، ومرة بنيسابور، ليس في الرواية بذاك.
حَدَّثَنِي محمد بن أحمد بن يعقوب عَن أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الحافظ النيسابوري قَالَ: محمد بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد العزيز بْن شاذان المذكر أبو بكر الرازي، ورد نيسابور سنة أربعين وثلاثمائة والمشايخ متوافرون وهو محمود عند جماعتهم في التصوف، وصحبة الفقراء ومجالستهم، فعلقت في ذلك الوقت عنه حكايات للمتصوفة.
__________
[1] 1077- هذه الترجمة برقم 3005 في المطبوعة.
[2] 1078- هذه الترجمة برقم 3006 في المطبوعة.
انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/320(3/83)
ثم إني دخلت الري سنة سبع وستين فصادفته بها وهو ينتسب إلى محمد بن أيوب، فأخبرني عبد العزيز بن أبان أنه أملى عليهم: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أيوب بن يحيى بن الضريس البجلي. فقلت لعبد العزيز: لا تذكر هذا لأحد حتى ألتقي به فخلوت به وزجرته فانزجر فترك ذلك النسب، ولو سمع أهل الري بذلك لتولد منه ما يكرهه، فإن محمد بن أيوب لم يعقب ولدا ذكرا قط- ثم إنا التقينا بنيسابور سنة سبعين وثلاثمائة، وما كنت رأيته قبل ذلك يحدث بالمسانيد- فحدث عن علي بن عبد العزيز وأقرانه والله يرحمنا وإياه.
توفي أبو بكر الرازي بنيسابور يوم الأحد الثالث والعشرين من جمادى الآخرة سنة ست وسبعين وثلاثمائة.
1079- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أحمد بن أيوب، أبو بكر القطان [1] :
سمع محمد بن جرير الطبري، وإسحاق بن محمد بن مروان الكوفي، وأحمد بن عبيد الله بن عمار. حَدَّثَنَا عنه أَبُو مُحَمَّد الخلال، وأبو الْقَاسِم الأزهري، والقاضي أبو بكر بن الأخضر، وأحمد بن علي بن التوزي، والحسن بن علي الجوهري.
وسمعت الأزهري ذكره فقال: كان سماعه صحيحا من أبي جعفر الطبري، إلا أنه كان رافضيا خبيث المذهب.
سألت القاضي أبا بكر مُحَمَّد بْن عُمَر الداودي عن ابن أيوب فقال: كان ثقة صحيح السماع. قلت: ذكر أنه كان سيئ المذهب في الرفض. فقال: ما سمعت منه في هذا المعنى شيئا أنكره لكني أحسبه كان يذهب إلى تفضيل علي.
قَالَ لي عبيد الله بن أبي الفتح: توفي أبو بكر بن أيوب القطان في يوم الأحد مستهل جمادى الآخرة من سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة. ودفن من الغد.
وذكر ابن أبي الفوارس أن وفاته كانت في يوم الاثنين لليلتين خلتا من جمادى الأولى.
1080- محمد بن عبد الله بن هارون بن يحيى، أبو بكر الدقاق، يعرف بابن الصابوني [2] :
سمع أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الأدمي، وإسماعيل بن محمد الصّفّار،
__________
[1] 1079- هذه الترجمة برقم 3007 في المطبوعة.
[2] 1080- هذه الترجمة برقم 3008 في المطبوعة(3/84)
ومحمّد بن عمرو الرّزّاز، وأبا عمرو بن السّمّاك، وجعفر الخادلي. حَدَّثَنِي عَنْهُ عَبْد العزيز بْن علي الأزجي.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد العتيقي قَالَ: سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة فيها توفي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يحيى الدقاق، المعروف بالصابوني في شوال. ثقة مأمون.
1081- محمد بن عبد الله بن سكرة، أبو الحسن الهاشمي، من ولد علي بن المهدي، المعروف بابن رائطة [1] :
شاعر مليح الشعر، مطبوع القول. روى لنا عنه القاضي أبو القاسم التنوخي مقطعات من شعره، وكان يصف لنا خفة روحه، وطيب مزاحه.
أنشدني علي بن المحسن قَالَ: أنشدني أبو الحسن بن سكرة الهاشمي لنفسه:
في وجه إنسانة كلفت بها ... أربعة ما اجتمعن في أحد
الوجه بدر والصدغ غالية ... والريق خمر والثغر من برد
وأنشدني علي بن المحسن قَالَ: أنشدني ابن سكرة لنفسه:
وقائل قَالَ لي: لا بد من فرج ... فقلت- واغتظت- لم لا بد من فرج
فقال لي بعد حين قلت وا عجبا ... من يضمن العمر لي يا بارد الحجج
أَخْبَرَنَا أبو الجوائز الحسن بن علي الواسطي قَالَ: سمعت محمد بن سكرة الهاشمي يقول: دخلت حماما وخرجت- وقد سرق مداسي- فعدت إلى داري حافيا وأنا أقول:
إليك أذم حمام ابن موسى ... وإن فاق المنى طيبا وحرا
تكاثرت اللصوص عليه حتى ... ليحفى من يطيف به ويعرى
ولم أفقد به ثوبا ولكن ... دخلت محمدا وخرجت بشرا
حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن الحسين التوزي قَالَ: توفي محمد بن عبد الله بن سكرة الهاشمي يوم الأربعاء الحادي عشر من شهر ربيع الآخر سنة خمس وَثمانين وثلاثمائة.
__________
[1] 1081- هذه الترجمة برقم 3009 في المطبوعة.
انظر: وفيات الأعيان 1/526. ويتيمة الدهر 2/188- 211. والوافي بالوفيات 3/308.
والأعلام 6/225. والمنتظم، لابن الجوزي 14/382(3/85)
1082- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عبيد الله، أبو المفضل الشيباني الكوفي [1] :
نزل بَغْدَاد وَحدث بِهَا عَنْ مُحَمَّد بْن جرير الطبري، ومحمد بْن العباس اليزيدي، ومحمد بْن مُحَمَّد الباغندي، وعبد اللَّه بْن محمد البغوي، وأبي بكر بْن أَبِي داود، ومحمد بْن الحسين الأشناني، وعبد اللَّه بْن أبي سفيان الموصلي، ومحمّد بن القاسم ابن زكريا المحاربي، وعن خلق كثير من المصريين، والشاميين، والجزريين، وأهل الثغور معروفين ومجهولين.
وكان يروي غرائب الحديث، وسؤالات الشيوخ. فكتب الناس عنه بانتخاب الدارقطني، ثم بان كذبه فمزقوا حديثه، وأبطلوا روايته. وكان بعد يضع الأحاديث للرافضة ويملي في مسجد الشرقية.
حَدَّثَنِي عنه أبو الحسن النعيمي، والقاضي أبو العلاء الواسطي، وأبو محمد الخلال، وأبو القاسم الأزهري، وأحمد بن محمد العتيقي، وعبد الملك بن عبد القاهر الأسدي، والقاضي التنوخي، وغيرهم.
حَدَّثَنِي عبد الملك بن عبد القاهر قَالَ: أَبُو الْمُفَضَّلِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عبيد الله بن البهلول بن همام بن المطلب بن همام بن مطر بن بحر بن مرة بن همّام ابن مرة بن ذهل بن شيبان.
سمعت الأزهري ذكر أبا المفضل فأساء ذكره والثناء عليه ثم قَالَ: وقد كان يحفظ.
وَقَالَ أبو الحسن الدارقطني: أبو المفضل يشبه الشيوخ.
حَدَّثَنِي القاضي أبو العلاء الواسطي قَالَ: كان أبو المفضل حسن الهيئة، جميل الظاهر، نظيف اللبسة.
وسمعت الدارقطني سئل عنه فقال: يشبه الشيوخ.
سألت حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق عن أبي المفضل فقال: كان يضع الحديث وقد كتبت عنه، وكان له سمت ووقار.
__________
[1] 1082- هذه الترجمة برقم 3010 في المطبوعة.
انظر: الذريعة 2/314. والأعلام 6/225، 226(3/86)
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْعَطَّارُ- قطيط- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُطَّلِبِ الشَّيْبَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ العراد الكبير، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شمُونٍ الْبَصْرِيُّ، حدّثنا أبو شعيب حميد بن شعيب، حَدَّثَنِي أَبُو جَمِيلَةَ، عَنْ أَبَانَ بْنِ تَغْلِبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: مَا تَحَبَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِأَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَدَاءِ مَا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ» [1] . وَذَكَرَ الْحَدِيثَ
. سمعت من يذكر أن أبا المفضل لما حدث عن ابن العراد قيل له: من أيها سمعت من الأكبر أو الأصغر؟ - وكانا أخوين- فقال: من الأكبر، فسئل عن السنة التي سمع منه فيها فذكر وقتا مات ابن العراد الأكبر قبله بمدة، فكذبه الدارقطني في ذلك، وأسقط حديثه.
وَقَالَ لي الأزهري: كان أبو المفضل دجالا كذابا، ما رأينا له أصلا قط، وكان معه فروع فوائد قد خرجها في مائة جزء فيها سؤالات كل شيخ. ولما حدّث عن أبي عيسى بن العراد كذبه الدارقطني في روايته عنه، لأنه زعم أنه سمع منه في سنة عشر وثلاثمائة، وكانت وفاته سنة خمس وثلاثمائة.
كذا قَالَ لي الأزهري وهو خطأ؛ كانت وفاة أبي عيسى في سنة اثنتين وثلاثمائة.
قَالَ لي الأزهري: وقد كان الدارقطني انتخب عليه وكتب الناس بانتخابه على أبي المفضل سبعة عشر جزءا. وظاهر أمره أنه كان يسرق الحديث.
وأخبرنا علي بن أبي علي قَالَ: سألت أبا المفضل عن مولده فقال: في سنة سبع وتسعين ومائتين. وأول سماعي الصحيح سنة ست وثلاثمائة.
حدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ: سمعت حمزة بن يوسف يقول: ذكر لأبي الحسن الدارقطني أن أبا المفضل الشيباني حدث عن العمري عن أبي كريز بحديث شعبة عَنِ الْحَكَمِ عْنِ مِقْسَمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: لا يحرم بالحج إلا في أشهر الحج، قَالَ أبو الحسن:
حدث عدو الله بهذا؟ معاذ الله ما حدث العمري بهذا البتة هو ذا يركب أيضا.
حَدَّثَنِي الأزهري قَالَ: توفي أبو المفضل فِي شهر ربيع الآخر من سنة سبع وثمانين وثلاثمائة.
__________
[1] انظر الحديث في: كنز العمال 1159، 1679(3/87)
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد العتيقي قَالَ: سنة سبع وثمانين وثلاثمائة فيها توفي أبو المفضل الشيباني ببغداد في التاسع والعشرين من شهر ربيع الآخر وكان كثير التخليط.
1083- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إسحاق بن حسان، أبو عبد الله الحريري [1] :
سمع عبد الوهاب بن عيسى بن أبي حية الأنماطي، وأبا حامد محمد بن هارون الحضرمي، وأبا بَكْرٍ عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن زِيَادٍ النِّيسَابُورِيّ. حَدَّثَنَا عنه أَحْمَد بْن مُحَمَّد العتيقي، والحسين بن جعفر السلماسي.
وَقَالَ العتيقي: جميع ما كان عنده جزء واحد قَالَ: وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا الْعَتِيقِيُّ، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحريري، حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الْحَضْرَمِيُّ، حدّثنا يوسف بن موسى القطّان، حدّثنا وكيع، حَدَّثَنَا أَبُو حَنِيفَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ بَاعَ عَبْدًا وَلَهُ مَالٌ فَمَالُهُ لِلْبَائِعِ إِلا أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ» [2]
. 1084- مُحَمَّد بْن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن هارون، أبو الحسين الدقاق، المعروف بابن أخي ميمي [3] :
سمع عبد الله بن محمد البغوي. ومن بعده، حَدَّثَنَا عنه مُحَمَّد بْن علي بْن مخلد، وأبو حازم بن الفراء، وأبو القاسم الأزهري، ومحمد بن علي بن الفتح، والقاضي التنوخي وغيرهم.
حَدَّثَنِي الأزهري قَالَ: قَالَ لنا [ابن] أخي ميمي: مولدي يوم الثلاثاء. وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ قَالَ: سمعت ابن أخي ميمي يقول: ولدت في يوم الثلاثاء العاشر من صفر سنة أربع وثلاثمائة.
حَدَّثَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ القاضي قَالَ: لم يزل ابن أخي ميمون يكتب الحديث إلى أن مات. وكتب عن الشيوخ المتأخرين مثل ابن إسماعيل الوراق
__________
[1] 1083- هذه الترجمة برقم 3011 في المطبوعة.
[2] انظر الحديث في: سنن أبي داود، كتاب البيوع باب 44. وسنن النسائي، كتاب البيوع باب 76. وفتح الباري 5/181.
[3] 1084- هذه الترجمة برقم 3012 في المطبوعة.
انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/21. وشذرات الذهب 3/143. والعبر 3/47. والبداية والنهاية 11/327. والأعلام 6/226(3/88)
ونحوه، ولم أر شيخا أحسن بشرا منه، ما لقيته معبسا وجهه قط. وقيل لي: إنه مكث أربعين سنة لم ينم على ظهر سطح، إنما كان يبيت في داره شتاء وصيفا.
حَدَّثَنِي أحمد بن محمد العتيقي قَالَ: كان أبو عمر بن حيويه ينزل في القرب منا، وكنت أبكر إليه في سماع الحديث ما جئت إليه قط إلا وجدت ابن أخي ميمي قد سبقني، وكان مسكن ابن أخي ميمي في قطيعة الدقيق آخر بغداد. ومسكن ابن حيويه في قطيعة الربيع.
أَخْبَرَنَا العتيقي قَالَ: توفي أبو الحسين بن أخي ميمي ليلة الخميس سلخ رجب من سنة تسعين وثلاثمائة وكان ثقة مأمونا كتب الحديث إلى أن توفي.
قَالَ ابن أبي الفوارس: توفي ابن أخي ميمي في ليلة الجمعة الثامن والعشرين من شعبان سنة تسعين وثلاثمائة. وكان ثقة مأمونا دينا فاضلا.
1085- محمد بن عبد الله بن إسحاق، أبو الفرج القاضي، المعروف بالعماني [1] :
حدث عن القاضي المحاملي، ومحمد بن مخلد.
حَدَّثَنَا عَنْهُ العتيقي، وسألته عَنْهُ فقال: كَانَ يكون في صف البزازين وكان صالحا ثقة، ولم يكن عنده إلّا شيء يسير.
1086- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد، أَبُو بكر الجوهري [2] :
سمع خيثمة بن سليمان الأطرابلسي.
حَدَّثَنِي عنه أحمد بن محمد العتيقي أيضا وسألته عنه. فقال: كان شيخا ثقة صالحا ينزل دار كعب، ويؤم بالناس في مسجد أبي القاسم بن حبابة، وابن حبابة دلني عليه. وَقَالَ لي: اكتب عنه فإنه شيخ صالح يقال إنه مستجاب الدعوة منذ أربعين سنة. قَالَ: ولم يكن عنده غير جزء واحد عن خيثمة حسب.
أَخْبَرَنِي الْعَتِيقِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْنِ أحمد الجوهريّ، حَدَّثَنَا خَيْثَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ حَيْدَرَةَ الْقُرَشِيُّ- بدمشق- حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى- بِالْكُوفَةِ- وأخبرنا أَبُو بَكْر أَحْمَد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إبراهيم الأشناني- بنيسابور
__________
[1] 1085- هذه الترجمة برقم 3013 في المطبوعة.
[2] 1086- هذه الترجمة برقم 3014 في المطبوعة(3/89)
- حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدّثنا السّري بن يحيى، حدّثنا سعيد ابن إبراهيم، حدّثنا سيف بن عمر عن دليل بْنِ دَاوُدَ، عَنْ يَزِيدَ الْبَهِيِّ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ إِنَّكَ بَارَكْتَ لأُمَّتِي فِي صَحَابَتِي فَلا تَسْلِبْهُمُ الْبَرَكَةَ، وَبَارَكْتَ لأَصْحَابِي فِي أَبِي بَكْرٍ فَلا تَسْلِبْهُ الْبَرَكَةَ. وَاجْمَعْهُمْ عَلَيْهِ وَلا تَنْشُرْ أَمْرَهُ فَإِنَّهُ لَمْ يَزَلْ يُؤْثِرُ أَمْرَكَ عَلَى أَمْرِهِ، اللَّهُمَّ وَأَعِنْ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، وَصَبِّرْ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ، وَوَفِّقْ عَلَيًّا، وَاغْفِرْ لِطَلْحَةَ، وَثَبِّتِ الزُّبَيْرَ، وَسَلِّمْ سَعْدًا، وَوَقِّرْ عَبْدَ الرَّحْمَنِ، وَأَلْحِقْ بِي السَّابِقِينَ الأَوَّلِينَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالتَّابِعِينَ بِإِحْسَانٍ» [1] . لَفْظُ حَدِيثِ الأَصَمِّ
. 1087- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن بحر بن خالد بن صفوان بن عمرو بن الأهتم، أبو بكر التميمي، المعروف بابن المقدر الأصبهاني [2] :
سكن بغداد وحدث بِهَا عَن أبي عمرو عثمان بن أحمد الدّقّاق المعروف بابن السّمّاك. روى عنه أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْن عَلِيٍّ بن الآبنوسي.
وكان سماعه منه مع أبيه في سنة تسعين وثلاثمائة.
1088- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن إِسْمَاعِيل بْن محمد بن منصور، أبو الحسين الناصح [3] :
حدث عن القاضي الحسين بن إسماعيل المحاملي، حَدَّثَنِي عنه أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد بن محمود الوكيل.
1089- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ السري، أبو عمرو القباني النَّيْسَابُورِيّ [4] :
قَدِمَ بَغْدَادَ وَحَدَّثَ بِهَا عَنْ أَبِي العباس مُحَمَّد بن يَعْقُوب الأصم. كتب عنه عبد الله بن بكير.
__________
[1] انظر الحديث في: الموضوعات 2/30. واللآلئ المصنوعة 1/223. وتنزيه الشريعة 9/2. والفوائد المجموعة 410. وكنز العمال 33136. والجامع الكبير 9742.
[2] 1087- هذه الترجمة برقم 3015 في المطبوعة.
[3] 1088- هذه الترجمة برقم 3016 في المطبوعة.
[4] 1089- هذه الترجمة برقم 3017 في المطبوعة.(3/90)
1090- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن القاسم بن جامع، أبو أحمد الدهان [1] :
سمع محمد بن حمدويه المروزي، وأَحْمَد بْن عَلِيّ بْن العلاء الجوزجاني، وَالْقَاضِي المحاملي ومحمد بْن مخلد، ويوسف بْن يَعْقُوبَ بن إسحاق بن البهلول، والحسين ابن يحيى بن عياش القطّان، وغيرهم.
حَدَّثَنَا عَنْهُ أَبُو بَكْر البرقاني، وَأَبُو الْقَاسِم الأزهري، وأبو الفضل بن دودان الهاشمي، والحسن بن محمد بن عمر النرسي.
سألت البرقاني عن أبي أحمد بن جامع فقال: كان شيخا- كما سر- صالحا، سمع من المحاملي ونحوه، ولم يزل يسمع معنا الحديث إلى أن مات. قلت: أكان ثقة؟
فقال: ثقة ثقة.
حَدَّثَنِي الْحَسَن بْن مُحَمَّد الْخَلالُ وأحمد بْن مُحَمَّد العتيقي قالا: مات أبو أحمد ابن جامع الدهقان في رجب من سنة تسع وتسعين وثلاثمائة. قَالَ العتيقي: ثقة مأمون.
1091- محمد بن عبد الله بن الحسن، أبو الحسن المهرجاني [2] :
من أهل نيسابور. قدم بَغْدَاد وحدث بها عَنْ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن بالويه العدل وغيره. حَدَّثَنِي عنه أبو محمد الخلال.
1092- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إسحاق بن خازم، أبو عبد الله الخوارزمي [3] :
ذكر لي القاضي أبو العلاء الواسطي أنه قدم بغداد وحدثهم بِها عن أبي شيخ عبد الله بن محمد بن جعفر الأصبهاني.
1093- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أحمد بن حماد، أبو الحسن الْقَاضِي الموصلي [4] :
قدم بَغْدَاد وحدث بِها عَنْ أَبِي العباس أَحْمَد بن إبراهيم الإمام، والحسن بن هشام
__________
[1] 1090- هذه الترجمة برقم 3018 في المطبوعة.
انظر: الأنساب، للسمعاني 5/377.
[2] 1091- هذه الترجمة برقم 3019 في المطبوعة.
[3] 1092- هذه الترجمة برقم 3020 في المطبوعة.
[4] 1093- هذه الترجمة برقم 3021 في المطبوعة(3/91)
ابن عمرو البلديين، ومحمد بن العباس بن الفضل الخياط، وأَبِي العباس أَحْمَد بن الْحَسَن بن إسحاق الرازي- الذي كان بمصر- ومحمد بن جعفر الأدميّ القاري، وأحمد بن كامل القاضي، وأبي علي بن الصواف. حَدَّثَنِي عَنْهُ عَبْد العزيز بْن علي الأزجي، وأبو طاهر محمد بن علي بن أحمد بن الأنباري الواعظ.
وَقَالَ لي أبو طاهر: قدم علينا بغداد وسمعنا منه في سنة إحدى وأربعمائة.
1094- محمد بن عبد الله بن الحسن، أبو الحسين البصري، المعروف بابن اللبان [1] :
سمع أبا العباس محمد بن أحمد الأثرم، والحسن بن محمد بن عثمان الفسوي، ومحمد بن أحمد بن محمويه العسكري، وأبا بكر بن داسه.
وقدم بغداد. وحدث بها فذكر لي القاضي أبو الطيب الطبري أنه سمع كتاب السنن عن ابن داسة عن أبي داود السجستاني.
وَحَدَّثَنِي عنه أيضا أبو محمد الخلال، وعبد العزيز بْن علي الأزجي، وكان ثقة.
وانتهى إليه علم الفرائض وقسمة المواريث، فلم يكن في وقته أعلم بذلك منه، وصنف فيه كتبا اشتهرت.
حَدَّثَنِي أبو بكر الخلال، وأبو الحسن العتيقي قالا: مات أبو الحسين بن اللّبّان في سنة اثنتين وأربعمائة.
قَالَ الخلال: في شهر ربيع الأول. ذكر لي أحمد بن علي بن التوزي أن وفاته كانت يوم الخميس الثالث من الشهر.
1095- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن، أَبُو عبد الله الجعفي القاضي الكوفي، المعروف بابن الهرواني [2] :
سمع علي بن محمد بن هارون الحميري، ومحمد بن القاسم بن زكريا المحاربي، ونحوهما.
وقدم بغداد وحدث بها، وكان ثقة فاضلا جليلا يقرئ القرآن ويفتي في الفقه على مذهب أبي حنيفة، وكان من عاصره من الكوفيين يقول: لم يكن بالكوفة من
__________
[1] 1094- هذه الترجمة برقم 3022 في المطبوعة.
[2] 1095- هذه الترجمة برقم 3023 في المطبوعة(3/92)
ز من عبد الله بن مسعود إلى وقته أفقه منه. حدّثنا عنه أبو القاسم الأزهري وغيره.
حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّه بْن أَبِي الفتح، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوَانِيُّ الْكُوفِيُّ- ببغداد- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ الْحِمْيَرِيُّ، حدّثنا أبو كريب محمّد بن العلاء، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ فُرَاتٍ الْقَزَّازُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ تَسُوسُهُمُ الأَنْبِيَاءُ، كُلَّمَا ذَهَبَ نَبِيٌّ خَلَفُهُ نَبِيٌّ، وَإِنَّهُ لَيْسَ كَائِنٌ بَعْدِي نَبِيٌّ» . قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا يَكُونُ؟
قَالَ: «يَكُونُ خُلَفَاءٌ وَيَكْثُرُونَ» . قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا نَصْنَعُ؟ قَالَ: «أَوْفُوا بَيْعَةَ الأَوَّلِ فَالأَوَّلِ، أَدُّوا الَّذِي عَلَيْكُمْ، وَيَسْأَلُهُمُ اللَّهُ الَّذِي عَلَيْهِمْ» [1]
. حَدَّثَنَا العتيقي وعلي بن المحسن التنوخي قالا: توفي القاضي أبو عبد الله الهرواني بالكوفة في سنة اثنتين وأربعمائة.
قَالَ العتيقي: في رجب، ثقة صالح على مذهب أبي حنيفة، ما رأيت بالكوفة مثله.
أَخْبَرَنِي أَبُو مَنْصُور مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ العكبريّ قال: توفي الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله الجعفيّ بالكوفة في رجب سنة اثنتين وأربعمائة، وكان مولده في سنة خمس وثلاثمائة، وشهد في سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة.
وقال لي أحمد بن علي بن التوزيّ: توفي القاضي أبو عبد الله بن الهرواني بالكوفة في ليلة الخميس الثاني عشر من رجب سنة اثنتين وأربعمائة، وله خمس وتسعون سنة.
1096- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حمدويه بن نعيم بن الحكم الضبي، يعرف بابن البيع [2] :
من أهل نيسابور. كان من أهل الفضل والعلم والمعرفة والحفظ، وله في علوم الحديث مصنفات عدة. [ورد] [3] بغداد في شبيبته فكتب بها عن أبي عمرو بن السماك، وأحمد بن سلمان النجاد، وأبي سهل بْن زياد، ودعلج بْن أَحْمَدَ، ونحوهم من الشيوخ. ثم وردها وقد علت سنه، فحدث بها عَنْ أَبِي العباس الأصم، وأبي
__________
[1] انظر الحديث في: سنن ابن ماجة 2871. ومسند أحمد 2/297. ومصنف ابن أبي شيبة 15/58. والسنة لابن أبي عاصم 2/512.
[2] 1096- هذه الترجمة برقم 3024 في المطبوعة.
انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/109.
[3] «ورد» أضيفت لتمام المعنى(3/93)
عبد الله بن الأخرم، وأبي علي الحافظ، ومحمد بن صالح بن هاني وغيرهم من شيوخ خراسان. روى عنه الدارقطني. وحَدَّثَنَا عنه محمد بن أبي الفوارس، والقاضي أبو العلاء الواسطي، وغيرهما، وكان ثقة. ولد سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة وأول سماعه في سنة ثلاثين وثلاثمائة.
حَدَّثَنِي أبو القاسم الأزهري قَالَ: ورد أبو عبد الله بن البيع بغداد قديما فقال لأصحاب الحديث: ذكر لي أن حافظكم- يعني أبا الحسن الدارقطني- خرّج لشيخ واحد خمسمائة جزء وتكلم على كل حديث منها، فأروني بعض تخريجه، فحمل إليه بعض الأجزاء التي خرجها الدارقطني لأبي إسحاق الطبري، فنظر في الجزء الأول فرأى حديثا لعطية العوفي في أول الجزء فقال: أول حديثه خرجه لعطية وعطية ضعيف؟ ثم رمى الجزء من يده ولم ينظر في شيء من باقي الأجزاء، أو كما قَالَ.
وقد سمعت القاضي أبا العلاء الواسطي يحكي نحو هذا إلا أنه ذكر أن صاحب، القصة أبو عمرو البحيري النيسابوري لا ابن البيع. وقول أبي العلاء أشبه بالصواب والله أعلم.
حَدَّثَنِي بعض أصحابنا عن أبي الفضل بن الفلكي الهمذاني- وكان رحل إلى نيسابور وأقام بها- أنه قَالَ: كان كتاب تاريخ النيسابوريين الذي صنفه الحاكم أبو عبد الله بن البيع، أحد ما رحلت إلى نيسابور بسببه. وكان ابن البيع يميل إلى التشيع.
فحدثني أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الأرموي بنيسابور- وكان شيخا صالحا فاضلا عالما- قَالَ: جمع الحاكم أبو عبد الله أحاديث زعم أنها صحاح على شرط البخاري ومسلم يلزمهما إخراجها في صحيحيهما، منها الحديث الطائر «ومن كنت مولاه فعلى مولاه» فأنكر عليه أصحاب الحديث ذلك ولم يلتفتوا فيه إلى قوله، ولا صوبوه في فعله.
حَدَّثَنِي الأزهري ومحمد بن يحيى بن إبراهيم المزكي قالا: مات أبو عبد الله بن البيّع بنيسابور في سنة خمس وأربعمائة. قَالَ محمد: في صفر.
1097- مُحَمَّد بن عبد اللَّه بن بندار، أبو بكر الخفاف الكرجي [1] :
سكن بغداد وَحَدَّثَ بِها عَنْ أَحْمَد بْن يوسف بن خلاد. حَدَّثَنَا عنه ابنه عبد الله وسألته عن وفاته فقال: في سنة ثمان وأربعمائة.
__________
[1] 1097- هذه الترجمة برقم 3025 في المطبوعة(3/94)
1098- محمد بْن عَبْد الله بْن إِبْرَاهِيم، أَبُو الْحَسَن، المعروف بابن الصيني [1] :
رازي الأصل. كَانَ يسكن باب الشام. وَحَدَّثَ عَنْ أَبِي عمرو بن السماك.
حَدَّثَنِي عَنْهُ أَبُو الفضل مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز بن المهدي الهاشمي.
وذكر لي أنه كان أحد الشهود المعدلين، وأنه كان رجلا من أهل القرآن كثير الصلاة والتهجد، قَالَ: ومات في جمادى الأولى من سنة عشر وأربعمائة.
1099- محمد بن عبد الله بن أبان بن قديس بن صفوان، أبو بكر الهيتي التغلبي، ويعرف بابن أبي عباية [2] :
قدم علينا في سنة ست وأربعمائة، وكان يملي في جامع المنصور بعد أبي الحسن بن رزقويه، وكتبنا عنه أماليه، وقرأنا عليه شيئا من أصوله عن أبي عمرو بن السماك، وأَحْمَد بْن سلمان النجاد، ومحمد بْن جعفر الأدمي ورضوان بن أحمد بن غزوان، ومحمد بن الحجاج السلمي الرقيين، والحسن بن علي بن الدقم الكوفي، وغيرهم.
وحدثنا أيضا عن أبي الطَّيِّبِ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ- وذكر لنا أنه سمع منه بالرحبة بحديث أبي الطيب هذا عن أحمد بن منصور الرمادي وجماعة من القدماء، وكانت أصول أبي بكر الهيتي سقيمة كثيرة الخطأ، إلا أنه كان شيخا مستورا صالحا، فقيرا مقلا، معروفا بالخير وكان مغفلا مع خلوه من علم الحديث.
وحدّثنا عن شيخ شيخه وهو لا يعلم.
ولقد حَدَّثَنَا في مجلس الإملاء فقال: حَدَّثَنَا أبو الحسن علي بن العباس المقانعي وذكر عنه حديثا طويلا هو في كتابي إلى الآن على الخطإ لأني لا أعلم من حدثه به عن المقانعي، وكنت إذ ذاك مبتدئا في كتب الحديث فلم أقف على أنه وهم فأسأله عنه وحدثنا يوما آخر فقال: حَدَّثَنَا محمد بن علي بن حبيب الرقي المري الطرائفي وأظن الحديثين عنده عن ابن الدقم، والله أعلم.
حَدَّثَنِي الأزهري قَالَ: أَخْبَرَنِي أبو بكر الهيتي أن مولده في يوم الخميس لثمان خلون من جمادى الآخرة سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة، وبلغنا أنه توفي يوم عيد الفطر من سنة عشر وأربعمائة، وكان خرج من بغداد قاصدا هيت فأدركه أجله بالأنبار ودفن بها.
ثم حَدَّثَنِي بعض الهيتيين بعد عدة من السنين أن وفاته كانت بهيت، فالله أعلم.
__________
[1] 1098- هذه الترجمة برقم 3026 في المطبوعة.
[2] 1099- هذه الترجمة برقم 3027 في المطبوعة(3/95)
1100- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أبي زيد، أبو بكر الأنماطي [1] :
كان يسكن محلة التوثة وحدث عن عمر بن جعفر بن سلم وغيره. كتبت عنه شيئا يسيرا وكان صدوقا.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي زَيْدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُمَرُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ سلم الختلي، حدّثنا محمّد بن يونس القرشيّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ السُّوَائِيُّ، حدّثنا سفيان بن سعيد الثّوري، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ حَدِيدٍ، عَنْ صَخْرٍ الْغَامِدِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا» [2]
. مات ابن أبي زيد في سنة سبع عشرة وأربعمائة.
1101- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن محمد، أبو عبد الله البيضاوي الفقيه [3] :
سكن بغداد في درب السلولي. وكان يدرس الفقه ويفتي على مذهب الشافعي.
وولي القضاء بربع الكرخ، وحدث شيئا يسيرا عن أبي بكر بن مالك القطيعي، والْحُسَيْن بن مُحَمَّدِ بن عبيد العسكري. كتبت عنه وكان ثقة صدوقا دينا سديدا.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ البيضاويّ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ الدَّقَّاقُ، أخبرنا محمّد بن الحسين الدّقّاق، حدّثنا القاسم بن بشر، حدّثنا محمّد بن إسماعيل ابن أبي فديك، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْفَضْلِ أَنَّهُ سَمِعَ الْمَقْبُرِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مُعْتَرَكُ الْمَنَايَا بَيْنَ السَّبْعِينَ وَالسِّتِّينَ» [4]
. مات القاضي أبو عبد الله البيضاويّ فجأة في ليلة الجمعة الرابع عشر من رجب سنة أربع وعشرين وأربعمائة ودفن صبيحة تلك الليلة فِي مقبرة باب حرب.
1102- مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْد اللَّهِ بْن يحيى، أبو الحسين المقرئ المؤدب [5] :
سمع أبا الحسن الدارقطني، وأبا حفص بن شاهين، وأبا حفص الكناني، وأبا
__________
[1] 1100- هذه الترجمة برقم 3028 في المطبوعة.
[2] سبق تخريجه، راجع الفهرس.
[3] 1101- هذه الترجمة برقم 3029 في المطبوعة.
انظر: الأنساب، للسمعاني 2/368.
[4] انظر الحديث في: فتح الباري 11/239. وتفسير القرطبي 5/145. وتفسير ابن كثير 9/541. والأحاديث الصحيحة 1517.
[5] 1102- هذه الترجمة برقم 3030 في المطبوعة(3/96)
طاهر المخلص. كتبت عنه وكان ثقة يسكن درب اليهود النافذ إلى قطيعة عيسى بن علي الهاشمي، وكان ضريرا.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الَّلِه بْنِ عُبَيْد اللَّهِ بْن يحيى، أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن الذهبي، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، حدّثنا الصّلت بن مسعود الجحدري، حدّثنا جعفر بن سليمان، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي حُسَيْنٍ الْمَكِّيُّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ جَمِيلَةَ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَثْقَلَ مَا يُوضَعُ فِي الْمِيزَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حُسْنُ الْخُلُقِ» [1]
. سألت أبا الحسين بن يحيى عن مولده فقال: لعشر بقين من ذي الحجة سنة اثنتين وستين وثلاثمائة. ومات في يوم الجمعة ودفن يوم السبت سادس المحرم من سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة [2] .
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه عبد الرحمن
1103- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ الحارث بن أبي ذئب، أبو الحارث القرشي المدني [3] :
أحد بني عامر بن لؤي بن غالب ثم من ولد عبد ود بن نصير بن حسل بن عامر، وهو أخو المغيرة بن عبد الرحمن بن أبي ذئب. سمع عكرمة مولى ابن عباس، ونافعا مولى ابن عمر، وصالحا مولى التوأمة، وأبا سعيد المقبري، وشعبة مولى ابن عباس، وأبا الزناد، ومحمد بن المنكدر، وابن شهاب الزّهريّ، وغيرهم.
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح ابن حبان 1920.
[2] إلى هنا ينتهي الجزء الساقط من نسخ دار الكتب المصرية وهي تكملة تراجم المحمدين.
[3] 1103- هذه الترجمة برقم 787 في المطبوعة.
انظر: تهذيب الكمال 5408 (25/630) وطبقات ابن سعد: 9/الورقة 243، وتاريخ الدوري: 2/525، وتاريخ الدارمي الترجمة 30، وابن محرز، التراجم 618، 624، 1043، 1119، 1120، 1123، 1436، 1642، 1643، وتاريخ خليفة: 429، وطبقاته: 262، 273، وعلل أحمد: 1/179، 193، وتاريخ البخاري الكبير:
1/الترجمة 455، وتاريخه الصغير، 2/73، 132، وترتيب علل الترمذي الكبير، الورقة 5، 54، وأحوال الرجال للجوزجاني، الترجمة 344، والكنى لمسلم، الورقة 25، والمعرفة ليعقوب، انظر (الفهرس، والترمذي 2747) ، وتاريخ أبي زرعة الدمشقي: 442، 508، 510، 592، 618، 643، والجرح والتعديل: 7/الترجمة 1704، والمراسيل:(3/97)
وكان فقيها صالحا ورعا يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر. أقدمه المهدي أمير المؤمنين بغداد وحدث بها ثم رجع يريد المدينة فمات بالكوفة.
روى عنه سفيان الثوري ووكيع، ويزيد بن هارون، وعبد الله بن المبارك، ويحيى ابن سعيد القطان، وروح بن عبادة، وحجاج بن محم، وآدم بن أبي إياس، وشبابة بن سوار، وعثمان بن عُمَر بن فارس، والحسن بن محمد المروزي، وعلي بن الجعد، وجماعة سواهم.
أخبرني أبو القاسم الأزهريّ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم البزّاز، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي قال: وقَالَ مصعب بن عبد الله الزبيري: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ الحارث بن أبي ذئب، واسم أبي ذئب: هشام بن شعبة بن عبد الله بن أبي قيس بن عبد ود كان فقيه أهل المدينة. وأمه بريهة بنت عبد الرحمن، وخاله الحارث ابن عبد الرحمن بن أبي ذئب، وكان ابن أبي ذئب يأمر بالمعروف.
قَالَ مصعب: وبعث المهدي إلى ابن أبي ذئب فأتاه ثم انصرف من بغداد فمات بالكوفة.
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين القطّان، أخبرنا ابن درستويه، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان قَالَ: قَالَ إبراهيم بن المنذر: ولد ابن أبي ذئب سنة ثمانين سنة الجحاف.
أَخْبَرَنَا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قَالَ: سمعتُ الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد الدوري يَقُولُ: سمعت يحيى بن معين يقول: قد رأى ابن أبي ذئب عكرمة مولى ابن عباس. وَقَالَ العباس في موضع آخر: سمعت يحيى يقول: ابن أبي ذئب سمع من عكرمة مولى ابن عبّاس.
__________
196، 197، وثقات ابن حبان: 7/390، وكشف الأستار (1581) ، وسنن الدارقطني: 3/229، وثقات ابن شاهين، الترجمة 1193، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه، الورقة 158، والسابق واللاحق: 319، ورجال البخاري للباجي: 2/660، والجمع لابن القيسراني: 2/444، وأنساب القرشيين: 443، والكامل في التاريخ:
6/42، وتهذيب التهذيب: 1/89، وابن خلكان: 4/183، وسير أعلام النبلاء:
7/459، وتاريخ الإسلام، 6/281، والكاشف: 3/الترجمة 5075، والعبر: 2/231، وتذهيب التهذيب: 3/الورقة 225، وميزان الاعتدال: 3/الترجمة 7837، وجامع التحصيل، الترجمة 693، ونهاية السول، الورقة 338، وتهذيب التهذيب: 9/303- 307، والتقريب: 2/184، وخلاصة الخزرجي: 2/الترجمة 6441، وشذرات الذهب:
1/245. والمنتظم، لابن الجوزي 8/232. وسؤالات ابن أبي شيبة 134(3/98)
أخبرنا عبيد الله بن أبي الفتح، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر، حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب قال: حَدَّثَنِي جدي قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْن معين يَقُولُ: قَالَ لي حجاج الأعور: كنت أجيء إلى ابن أبي ذئب ببغداد أعرض عليه ما سمعت منه لأصححه، فما اجترئ أن أصلح بين يديه، حتى أقوم فأتوارى بأسطوانة أو بشيء فأصلح ثم أعود إليه [1] .
أخبرني الأزهريّ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا ابن منيع قال: رأيت في كتاب عليّ بن المدينيّ أن أبا عبد الله أحمد بن حنبل وَحَدَّثَنِي صالح بن أحمد عن علي قَالَ:
سمعتُ يَحْيَى بْن سَعِيد يَقُولُ: كان ابن أبي ذئب عسرا. قَالَ علي: قلت: عسرا؟ [2] قَالَ: أعسر أهل الدنيا، إن كان معك كتاب اقرأه، وإن لم يكن معك كتاب فإنما هو حفظ [3] [قال علي: فقلت ليحيى: فأخبرني عن ابن أبي ذئب ومن كنت تحفظ عنه كيف كنت تصنع فيه؟ فقال: كنت أتحفظها وأكتبها] .
أخبرنا هبة الله بن الحسن الطّبريّ، أخبرنا عيسى بن علي، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ قَالَ: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول: كان ابن أبي ذئب رجلا صالحا يأمر بالمعروف. وكان يشبه بسعيد بن المسيب [4] .
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن محمّد بن حسنويه، أخبرنا الحسن بن إدريس الأنصاريّ، حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول:
كان ابن أبي ذئب يشبه بسعيد بن المسيب. قيل لأحمد: خلف مثله ببلاده؟ قَالَ: لا، ولا بغيرها- يعني ابن أبي ذئب [5]-.
وقال ابن أبي داود: سمعت أحمد يقول: كان ابن أبي ذئب ثقة صدوقا. أفضل من مالك بن أنس، إلا أن مالكا أشد تنقية للرجال منه، ابن أبي ذئب لا يبالي عمن يحدث.
أَخْبَرَنَا الحسن بن علي الجوهريّ، أَخْبَرَنَا محمد بن القاسم بن خلاد. قَالَ: لما حج
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/640.
[1] 2 في المطبوعة والأصل: «عمن» والتصحيح من تهذيب الكمال.
[3] انظر الخبر إلى هنا في: تهذيب الكمال 25/639- 640. وبقية الخبر ليست في الأصل وتم إكماله من تهذيب الكمال.
[4] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/635.
[5] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/634(3/99)
المهدي دخل مسجد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلم يبق أحد إلا قام إلا ابن أبي ذئب، فقال له المسيب ابن زهير: قم هذا أمير المؤمنين! فقال ابن أبي ذئب: إنما يقوم الناس لرب العالمين.
فقال المهدي: دعه فقد قامت كل شعرة في رأسي [1] .
أَخْبَرَنَا الأزهري. حدّثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، حَدَّثَنِي هارون بن سفيان قَالَ: قَالَ أبو نعيم: حججت سنة حج أبو جعفر وأنا ابن إحدى وعشرين سنة ومعه ابن أبي ذئب، ومالك بن أنس، فدعا ابن أبي ذئب فأقعده معه على دار الندوة عند غروب الشمس. فقال له: ما تقول في الحسن بن زيد ابن الحسن بن فاطمة؟ قَالَ: فقال: إنه ليتحرى العدل. فقال له: ما تقول فيّ مرتين أو ثلاثا؟ فقال: ورب هذه البنية إنك لجائر. قَالَ: فأخذ الربيع بلحيته، فقال له أبو جعفر: كف يا ابن اللخناء. وأمر له بثلاثمائة دينار [2] .
أخبرنا الجوهريّ، أخبرنا محمّد بن عمران، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عيسى المكي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن القاسم بن خلاد قَالَ: قَالَ ابن أبي ذئب للمنصور: يا أمير المؤمنين قد هلك الناس، فلو أعنتهم بما في يديك من الفيء؟ قَالَ: ويلك لولا ما سددت من الثغور، وبعثت من الجيوش لكنت تؤتى في منزلك وتذبح. فقال ابن أبي ذئب: فقد سد الثغور وجيّش الجيوش، وفتح الفتوح، وأعطى الناس أعطياتهم من هو خير منك. قَالَ: ومن هو ويلك؟ قَالَ: عمر بن الخطاب. فنكس المنصور رأسه، والسيف بيد المسيب، والعمود بيد مالك بن الهيثم، فلم يعرض له، والتفت إلى محمّد ابن إبراهيم الإمام. فقال: هذا الشيخ خير أهل الحجاز [3] .
حَدَّثَنِي عُبَيْد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ بْن عُثْمَان الصيرفي، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، وأخبرنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْن عَليّ بْن مُحَمَّد الْقُرَشِيُّ، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا عبد الله بن محمّد البغويّ، حدّثنا يحيى بن أيوب العابد، حدّثني أبو عمر عبد الله بن كبير ابن أخي إسماعيل بن جعفر، حَدَّثَنِي حسن بن زيد قَالَ: كان ولي عبد الصمد على المدينة. قَالَ: فعاقب بعض القرشيين وحبسه حبسا ضيقا، قَالَ: وكتب بعض قرابته إلى أبي جعفر فشكى ذلك إليه وأخبره، فكتب أبو جعفر إلى المدينة وأرسل رسولا وَقَالَ: اذهب فانظر قوما من العلماء فأدخلهم عليه حتى يروا حاله، وتكتبوا إلى
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/642.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/640- 641.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/641- 642.(3/100)
بها، فأدخلوا عليه في حبسه مالك بن أنس، وابن أبي ذئب، وابن أبي سبرة، وغيرهم من العلماء. فقال: اكتبوا بما ترون إلى أمير المؤمنين قَالَ: وكان عبد الصمد لما بلغه الخبر حل عنه الوثاق وألبسه ثيابا. وكنس البيت الذي كان فيه ورشه ثم أدخلهم عليه فقال لهم الرسول: اكتبوا بما رأيتم. فأخذوا يكتبون: يشهد فلان، وفلان، فقال ابن أبي ذئب: لا تكتب شهادتي أنا أكتب شهادتي بيدي، إذا فرغت فارم إلى بالقرطاس.
فكتبوا محبسا لينا، ورأينا هيئة حسنة، وذكروا ما يشبه هذا الكلام. قَالَ: ثم دفع القرطاس إلى ابن أبي ذئب فلما نظر في الكتاب فرأى هذا الموضع. قَالَ: يا مالك داهنت وفعلت وفعلت وملت إلى الهوى، لكن اكتب: رأيت محبسا ضيقا وأمرا شديدا، قَالَ: فجعل يذكر شدة الحبس. قَالَ: وبعث بالكتاب إلى أبي جعفر قَالَ:
فقدم أبو جعفر حاجا فمر بالمدينة فدعاهم، فلما دخلوا عليه جعلوا يذكرون وجعل ابن أبي ذئب يذكر شدة الحبس وضيقه، وشدة عبد الصمد وما يلقون منه. قَالَ:
وجعل أبو جعفر يتغير لونه وينظر إلى عبد الصمد غضبان، قَالَ الحسن بن زيد: فلما رأيت ذلك رأيت أن ألينه، وخشيت على عبد الصمد من أبي جعفر أن يعجل عليه.
فقلت: يا أمير المؤمنين، ويرضي هذا أحدا؟. قَالَ ابن أبي ذئب: أما والله إن سألني عنك لأخبرنه. فقال أبو جعفر: وإني أسألك فقال: يا أمير المؤمنين ولي علينا ففعل بنا وفعل وأطنب فيّ، فلما ملأني غيظا قلت: أفيرضي هذا أحدا يا أمير المؤمنين؟، سله عن نفسك، فقال له أبو جعفر: فإني أسألك عن نفسي. فقال: لا تسألني. فقال:
أنشدك بالله كيف تراني؟ قَالَ: اللهم لا أعلمك إلا ظالما جائرا. قَالَ: فقام إليه وفي يده عمود، فجلس قربه. قَالَ الحسن بن زيد: فجمعت إلي ثوبي مخافة أن يصيبني من دمه. فقلت: ألا تضرب العمود؟ فجعل يقول له: يا مجوسي أتقول هذا لخليفة الله في أرضه؟ وجعل يرددها عليه، وابن أبي ذئب يقول: نشدتني بالله يا عبد الله إنك نشدتني بالله. قَالَ: ولم ينله بسوء. قَالَ: وتفرقوا على ذلك.
قَالَ أبو زكريا العابد: وَحَدَّثَنِي بهذا الحديث كله أبو عيسى كوفي نخعي وزاد فيه:
فلما كان الغد دعي به ليدخل على أبي جعفر وكان لأبي جعفر خادم كريم عليه، قَالَ أبو عيسى: حدّثني فلان قال: فلقد رأيت ذلك الخادم حين دنا ابن أبي ذئب من الباب ليدخل على أبي جعفر قام إليه الخادم، وكان أمر أن يدخله، فجعل يمس على صدر بن أبي ذئب ويقول: مرحبا برجل لا تأخذه في الله لومة لائم.(3/101)
أخبرنا علي بن عبد العزيز الطاهري، أخبرنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى، حَدَّثَنَا محمد بن المسيب قَالَ: سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول: سمعت الشافعي يقول:
ما فاتني أحد فأسفت عليه ما أسفت على الليث وابن أبي ذئب [1] .
أَخْبَرَنَا سلامة بن المقرئ الخفاف، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدّثنا الحسين بن إسماعيل، حدّثنا عبد الله بن أبي سعد، حَدَّثَنِي ثابت بن عبد الرحمن بن أبي بكر، عن يونس بن الخياط قَالَ: جاء أعرابي إلى ابن أبي ذئب يستفتيه، فأفتاه بطلاق زوجته. قال: فنزل الأعرابيّ وقال: انظر يا ابن أبي ذئب؟ قَالَ: قد نظرت. قَالَ: فولى وهو يقول:
أتيت ابن أبي ذيب أبتغي الفقه عنده ... فطلق حبى البت بتت أنامله
أطلق في فتوى ابن أبي ذئب حليلتي ... وعند ابن أبي ذئب أهله وحلائله
قرأت على محمد بن الحسين الأزرق، عَنْ دعلج بْن أَحْمَد قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن علي الأبار قَالَ: سألت مصعبا الزبيري عن ابن أبي ذئب، وقلت له: حدثونا عن ابن أبي عاصم أنه قَالَ: كان ابن أبي ذئب قدريا، فقال: معاذ الله، إنما كان في زمن المهدي قد أخذوا أهل القدر بالمدينة وضربوهم ونفوهم، فجاء قوم من أهل القدر فجلسوا إليه واعتصموا به من الضرب. فقال قوم: إنما جلسوا إليه لأنه يرى القدر، لقد حَدَّثَنِي من أثق به أنه ما تكلم فيه قط [2] .
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم الأزهري وَأبو مُحَمَّد الجوهري قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أَخْبَرَنَا أَبُو أَيُّوبَ سُلَيْمَانُ بْنُ إِسْحَاقَ الْجَلابُ، حدّثنا الحارث بن محمّد، حدّثنا مُحَمَّد بْن سعد، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عُمر قَالَ: كان مُحَمَّد بن عبد الرحمن بن أَبِي ذئب يكنى أبا الحارث، ولد سنة ثمانين عام الجحاف، وكان من أورع الناس وأفضلهم، وكانوا يرمونه بالقدر، وما كان قدريا، لقد كان ينفي قولهم ويعيبه، ولكنه كان رجلا كريما يجلس إليه كل أحد ويغشاه فلا يطرده ولا يقول له شيئا، وإن هو مرض عاده، فكانوا يتهمونه بالقدر لهذا وشبهه، وكان يصلي الليل أدمع ويجتهد في العبادة، ولو قيل له: إن القيامة تقوم غدا ما كان فيه مزيد من الاجتهاد. وَأَخْبَرَنِي أخوه، قَالَ: كان يصوم يوما ويفطر يوما، فوقعت الرجفة بالشام، فقدم رجل من أهل
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/636.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/636(3/102)
الشام يسأله عن الرجفة، فأقبل يحدثه وهو يستمع لقوله، فلما قضى حديثه، فكان ذلك اليوم إفطاره قلت له: قم تغدى. قَالَ: دعه اليوم. قَالَ: فسرد من ذلك اليوم إلى أن مات. وكان شديد الحال يتعشى بالخبز والزيت؟ وكان له طيلسان وقميص، فكان يشتي فيه ويصيف، وكان من رجال الناس طرامة وقولا بالحق، وكان يتشبب [1] في حداثته حتى كبر وطلب الحديث؛ وَقَالَ: لو طلبته وانا صغير كنت أدركت مشايخ فطرت فيهم؛ وكنت أتهاون بهذا الأمر حتى كبرت وعقلت، وكان يحفظ حديثه، لم يكن له كتاب ولا شيء ينظر فيه، ولا له حديث مثبت في شيء [2] .
أخبرنا عبد الله القطان قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حَدَّثَنِي الفضل بن زياد عن أحمد بن حنبل، قَالَ: بلغ ابن أبي ذئب أن مالكا لم يأخذ بحديث «البيعين بالخيار» . قَالَ: يستتاب وإلا ضربت عنقه. ومالك لم يرد الحديث، ولكن تأوله على غير ذلك. فقال شامي: من أعلم؟ مالك، أو ابن أبي ذئب؟ فقال:
ابن أبي ذئب في هذا أكبر من مالك؛ وابن أبي ذئب أصلح في دينه [3] وأورع ورعا، وأقوم بالحق من مالك عند السلاطين؛ وقد دخل ابن أبي ذئب على أبي جعفر فلم يهبه [4] أن قَالَ له الحق؛ قَالَ: الظلم فاش ببابك. وأبو جعفر أبو جعفر [5] .
وَقَالَ حماد بن أبي خالد: كان يشبه ابن أبي ذئب بسعيد بن المسيب في زمانه؛ وما كان ابن أبي ذئب ومالك في موضع عند السلطان إلا تكلم ابن أبي ذئب [6] بالحق والأمر والنهي ومالك ساكت، وإنما كان يقال ابن أبي ذئب. وسعيد بن إبراهيم؛ أصحاب أمر ونهي. فقيل له: ما تقول في حديثه؟ قَالَ: كان ثقة في حديثه، صدوقا صالحا ورعا [7] .
قَالَ يعقوب: ابن أبي ذئب قرشي ومالك يماني.
__________
[1] في المطبوعة والأصل: «وكان ينسب في» . والتصحيح من تهذيب الكمال.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/636- 637.
وطبقات ابن سعد 9/ق 243، 244.
[3] في تهذيب الكمال: «أصلح في بدنه» .
[4] في تهذيب الكمال: «فلم يهله» .
[5] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/637- 638. والمعرفة والتاريخ 1/686.
[6] «ومالك في موضع عند السلطان إلا تكلم ابن أبي ذئب» ساقطة من المطبوعة والأصل، وأكملناها من تهذيب الكمال.
[7] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/638. والمعرفة والتاريخ 2/163(3/103)
أخبرنا أبو بكر البرقاني، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن عَلِيّ التميمي، حَدَّثَنَا أَبُو عوانة يعقوب الأسفراييني، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر الْمَرْوَزِيُّ قَالَ: وسألته- يَعْنِي أَحْمَد بْن حنبل- عَن ابن أبي ذئب كيف هو؟ قَالَ: ثقة. فقلت: في الزهري؟ قَالَ: كذا وكذا، حدث بأحاديث كأنه أراد: خولف [1] .
أَخْبَرَنَا الحسين بن شجاع الصّوفيّ، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي قال: قَالَ جعفر الطيالسي: قَالَ يحيى بن معين: ابن أبي ذئب لم يسمع من الزهري شيئا.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يَقُولُ: قلت ليحيى بْن معين: فابن أبي ذئب ما حاله في الزهري؟ فقال: ابن أبي ذئب ثقة.
أخبرنا أبو عمرو بن مهدي إجازة، وَحَدَّثَنِي ثقة سمعته منه قَالَ: أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: ابن أبي ذئب ثقة [2] ، غير أن روايته عن الزهري خاصة قد تكلم الناس فيها، فطعن بعضهم فيها بالاضطراب، وذكر بعضهم أن سماعه عن الزهري عرض ولم يطعن بغير ذلك، والعرض عند جميع ما أدركنا صحيح [3] .
وَقَالَ جدي: سمعت يحيى [وأحمد] [4] يتناظران في ابن أبي ذئب، وعبد الله ابن جعفر المخرمي، فقدم أحمد المخرمي على ابن أبي ذئب، فقال له يحيى: المخرمي شيخ وأيش عنده من الحديث؟ وأطرى ابن أبي ذئب وقدمه على المخرميّ تقديما كريما متفاوتا. فقلت لعلي بعد ذلك: أيهما أحب إليك؟ ابن أبي ذئب أو المخرمي. فقال علي: ابن أبي ذئب أحب إلي. ثم قال: ابن أبي ذئب صاحب حديث، وأي شيء عند المخرمي من الحديث؟ قَالَ: وسألت عليا عن سماع ابن أبي ذئب من الزهري فقال:
هو عرض. قلت له: وإن كان عرضا كيف؟ قال: هي مقاربة أكثر.
أخبرني أحمد بن سعد بن أبي مريم قَالَ: سمعت يَحْيَى بن معين يَقُول: ابن أبي ذئب ثقة [5] .
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/637.
[2] في تهذيب الكمال: «ثقة صدوق» .
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/635.
[4] ما بين المعقوفتين ساقطة من الأصل.
[5] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/635 ونصه كما يلي: «ابن أبي ذئب ثقة، وكل من روى عنه ابن أبي ذئب إلا أبا جابر البياضي، وكل من روى عنه مالك ثقة إلا عبد الكريم أبا أمية»(3/104)
أخبرنا يوسف بن رباح البصريّ، أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس بمصر، حَدَّثَنَا أبو بشر محمد بن أحمد بن حمّاد، حَدَّثَنَا معاوية بن صالح قَالَ:
سمعت يحيى [يقول] ابن أبي ذئب مدني ثقة [1] .
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، حدّثنا موسى بن هارون بن النّضر العطّار، حدّثنا محمّد ابن عثمان بن أبي شيبة. قَالَ: وسألت عليا- يعني بن المديني- عن مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ أبي ذئب فقال: كان عندنا ثقة، وكانوا يوهنونه في أشياء رواها عن الزهري [2] .
أَخْبَرَنَا أبو الفضل، أخبرنا ابن درستويه، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حَدَّثَنَا الفضل- هو ابن زياد- قَالَ: وسئل أَحْمَد بن مُحَمَّد بن حنبل قيل له: ابن عجلان أحب إليك أو ابن أبي ذئب؟ فقال: كلا الرجلين ثقة، ما فيهما إلا ثقة.
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّهِ بْن يَحْيَى السكري، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حدّثنا بن الغلابي قَالَ: قَالَ أَبُو زَكَرِيَّا- وَهُوَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ- ابن أبي ذئب اثبت من ابن عجلان في سعيد بن أبي سعيد المقبري، اختلطت على ابن عجلان فأرسلها [3] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن يَعْقُوب المعدل، أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن محمد المفيد. حدّثنا محمّد بن معاذ الهرويّ، حَدَّثَنَا أَبُو داود السنجي قَالَ: قَالَ الهيثم بن عدي: ومُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي ذئب، من بني عامر بن لؤي توفي في العام الذي استخلف فيه المهدي.
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين القطّان، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان قَالَ: حَدَّثَنِي إبراهيم بن المنذر قَالَ: حَدَّثَنِي ابن أبي فديك قَالَ:
مات ابن أبي ذئب سنة ثمان وخمسين ومائة.
وأخبرنا أبو الفضل، أخبرنا ابن درستويه، حَدَّثَنَا يعقوب قَالَ: قَالَ أبو نعيم: مات ابن أبي ذئب سنة تسع وخمسين ومائة. قول ابن أبي فديك وهم وهذا هو الصواب.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم الأزهري وَأبو مُحَمَّد الْجَوْهَرِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس،
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/639.
[2] انظر الخبر في: سؤالات ابن أبي شيبة 134.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/639(3/105)
أَخْبَرَنَا أَبُو أَيُّوب سُلَيْمَان بْن إِسْحَاق الْجَلابُ، حدّثنا الحارث بن محمّد، حدّثنا مُحَمَّد بْن سعد، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عُمر قَالَ: لما ولي جعفر بن سليمان على المدينة المرة الأولى؛ أرسل إلى ابن أبي ذئب بمائة دينار، فاشترى منها ساجا كرديا بعشرة دنانير، فلبسه عمره، ثم لبسه ولده بعده ثلاثين سنة، وكانت حاله ضعيفة جدّا.
فأرسل إليه فقدم به عليهم بغداد، فلم يزالوا به حتى قبل منهم فأعطوه ألف دينار، فلم يقبل، فقالوا خذها وفرقها فيمن رأيته فأخذها فانصرف يريد المدينة، فلما كان بالكوفة اشتكى ومات فدفن بالكوفة. وذلك سنة تسع وخمسين ومائة؛ وهو يومئذ ابن تسع وسبعين سنة.
أَخْبَرَنَا علي بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله المعدل، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعيّ، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدّنيا، حَدَّثَنَا محمد بن سعد قَالَ: ابن أبي ذئب واسمه مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ أبي ذئب من بني عامر بن لؤي، ويكنى أبا الحارث مات بالكوفة سنة تسع وخمسين ومائة، وهو ابن تسع وسبعين سنة، وكان يفتي بالبلد.
وَقَالَ البرذعي: حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثنا ابن أبي شيخ قال: سمعت رجلا يقول لأبي شيبة القاضي: وصل أمير المؤمنين المهدي ابن أبي ذئب فأسنى جائزته، فانصرف مسرورا يريد المدينة، فلما كان بالحيرة مات قَالَ: فقال أبو شيبة واسترجع: هكذا يأتي الإنسان الموت أسر ما كان، وأشر ما كان حتفا. قَالَ: فمات أبو شيبة أسر ما كان.
1104- محمد بن عبد الرحمن بن أبي الزناد، واسم أَبِي الزناد: عبد اللَّه بن ذكوان، مولى رملة بنت شيبة، وكنية محمد: أبو عبد الله المدني [1] :
كان يطلب الحديث مع أبيه ولقي عامة شيوخه، وكان بينهما في السن سبع عشرة سنة. سكن بغداد ومات بها وحديثه قليل لا أعلم روى عنه غير واحد.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدّل، أخبرنا الحسين بن صفوان، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدّنيا.
وأخبرنا عبيد الله بن أبي الفتح، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أَخْبَرَنَا أَبُو أَيُّوب
__________
[1] 1104- هذه الترجمة برقم 788 في المطبوعة.
انظر: المنتظم، لابن الجوزي 9/4(3/106)
سليمان بن إسحاق الجلاب، حَدَّثَنَا الحارث بن محمد قالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قَالَ: مُحَمَّد بْن عبد الرحمن بن أبي الزناد يكنى أبا عبد الله، وكان بينه وبين أبيه في السن سبع عشرة سنة، وفي الموت إحدى وعشرين ليلة، هذا آخر حديث ابن أبي الدنيا.
زاد الحارث: ودفنا في مقابر باب التين.
قال محمّد بن عمر: كان محمد بن عبد الرحمن قد لقي رجال أبيه علقمة بن أبي علقمة، وشَريك بْن عَبْد الله بْن أبي نَمر، وكل رجال أبيه غير أبي الزناد. فكان يسأل أن يحدث فيأبى ويقول: أحدث وأبي حي؟ إلا الخاصة به، والحديث بعد الحديث وكان بارا بأبيه معظما هائبا له، وكان في محمد بن عبد الرحمن خصال لا يستغنى عن واحدة منهن، الخصلة منهن تكون في الرجل فيكون من الكملة، قراءة القرآن، قراءة السنة والعربية، والعروض والحساب، ووضع الكتب في البردات والسجلات وادّكار الحقوق. فكان أعرف الناس بحساب القسم؛ وبالفرائض وبحسابها وبالحديث إتقانا له ومعرفة به.
قَالَ محمد بن سعد: لم يحدث عنه أحد إلا محمد بن عمر.
أَخْبَرَنَا الحسن بن علي الصّيمريّ، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزّعفرانيّ، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن زهير قَالَ: أَخْبَرَنِي مصعب- يعني الزبيري- قَالَ:
كان أبو الزناد أحسب أهل المدينة؛ وابنه وابن ابنه.
أَخْبَرَنَا الجوهري والأزهريّ. قالا: حدّثنا محمّد بن العبّاس، أخبرنا سليمان بن إسحاق الجلاب، حدّثنا الحارث بن محمّد، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سَعْد قَالَ: قَالَ مُحَمَّد ابن عمر: سمعت محمد بن عمران الطلحي قاضيا وأتي بكتاب يقرأ عليه. فقال:
أعرض على محمد بن عبد الرحمن؟ فقال: لا. فقال: اذهب به فأعرضه عليه ثم جئني به.
وقال: أخبرنا محمّد بن عمر، أَخْبَرَنَا سليمان بن بلال قَالَ: ما رأيت أحدا يجترئ على زيد بن أسلم غير محمد بن عبد الرحمن، فإني سمعته يقول لزيد بن أسلم:
سمعت يا أبا أسامة؟ قَالَ محمد بن عمر: وكان محمد بن عبد الرحمن من أبر الناس بأبيه، وكان أبوه يكون في الحلقة وهو متأخر عنها؛ فيقول أبوه: يا محمد فلا يجيبه(3/107)
حتى يثب فيقوم على رأسه فيلبيه. فيأمره بحاجته فلا يستأنيه هيبة له حتى يسأل من ذلك عن أبيه فيخبره.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الحسين القطّان، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدّثنا أبو أحمد بن فارس، حَدَّثَنَا الْبُخَارِيُّ قَالَ: وَرَوَى إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ عَنِ الدَّرَاوَرْدِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عن الأعرج، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم: «اتقوا المجذوم» [1]
. وفي موضعين من هذا الحديث خطأ، رواية الدراوردي عن أبي الزناد، والثاني رواية محمد بن عبد الرحمن عن جده أبي الزناد، وقد ذكر أن محمدا لم يروه عن جده، وأن الواقدي انفرد بالرواية عن محمد. وَقَدْ رَوَى حَدِيثَ الدَّرَاوَرْدِيِّ هَذَا غَيْرُ الْبُخَارِيِّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَمْزَةَ عَلَى الصَّوَابِ.
أَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بن أبي بكر، أَخْبَرَنَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَطَّانُ، حدّثنا إسماعيل بن إسحاق، حدّثنا إبراهيم بن حمزة، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لا عَدْوَى وَلا هَامَةَ وَلا صَفَرَ وَاتَّقُوا الْمَجْذُومَ كَمَا يُتَّقَى الأَسَدُ» [2]
. وأخبرنا علي وعبد الملك ابنا بشران قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْفَاكِهِيُّ بمكة، حدّثنا أبو يحيى بن أبي مسرة، حدّثنا يحيى بن محمّد الحارثي، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بن عبد الله بن عمرو مثله سواء.
وأخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطيّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ المزني بواسط، أخبرنا أبو يعلى الموصلي، حدّثنا عبد العزيز بن سلّام، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بنحوه.
على أن البخاريّ قد قال: حديث إبراهيم بن حمزة حدثنا مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عثمان عن أبي الزناد لم يزد على هذا القدر فاتفق على بن المدينيّ ويحيى ابن محمد الحارثي وعبد الرحمن بن سلام الجمحي وإسماعيل بن إسحاق بن إبراهيم
__________
[1] انظر الحديث في: السنن الكبرى للبيهقي 7/218. والتاريخ الكبير 1/155. وكنز العمال 28331، 28617. والأحاديث الصحيحة 2/424.
[2] انظر الحديث في: صحيح البخاري 7/164. وصحيح مسلم، كتاب السلام باب 34.
وفتح الباري 10/214، 344(3/108)
ابن حمزة. على أن الحديث عند الدراوردي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بن عثمان وهو المعروف بالديباج عن أبي الزناد، وهو الصحيح.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد بن عبد الله المعدّل، أخبرنا الحسين بن صفوان، حدّثنا عبد الله بن أبي الدّنيا، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن سعد قَالَ: مات عبد الرحمن بن أبي الزناد سنة أربع وسبعين ومائة، وابنه محمد مات ببغداد بعد أبيه بإحدى وعشرين ليلة وهو ابن أربع وخمسين.
أخبرني الأزهريّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف، حدّثنا الحسين، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قَالَ: مُحَمَّد بْن عبد الرحمن بن أبي الزناد وكان ثقة مات بعد أبيه بإحدى وعشرين ليلة، ودفن في مقابر الخيزران.
كذا قَالَ ابن فهم عن ابن سعد. وقد تقدمت رواية الحارث عنه أنه دفن في مقبرة باب الدير. والله أعلم.
1105- محمد بن عبد الرحمن، أبو المنذر الطفاوي البصري [1] :
سمع هشام بن عروة، وسليمان الأعمش، وأيوب السّجستانيّ. روى عنه أيضا أبو خيثمة زهير بن حرب وعمرو بن محمد الناقد، ومحمد بن عبد الله الأزدي، وعلي ابن المديني، وأبو الأشعث أحمد بن المقدام العجلي.
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ محمد بن موسى الصيرفي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدّثنا محمّد بن إسحاق الصاغاني، حدّثنا محمّد بن عبد الله المروي، حدّثنا
__________
[1] 1105- هذه الترجمة برقم 789 في المطبوعة.
انظر: تهذيب الكمال 5413 (25/652) وتاريخ الدوري: 2/527، وطبقات خليفة:
225، وعلل أحمد: 1/12، 30، وتاريخ البخاري الكبير: 1/الترجمة 465، وابو زرعة الرازي، 389، وسؤالات الأجري لأبي داود: 4/الورقة 9، والجرح والتعديل: 7/الترجمة 1747، وثقات ابن حبان: 7/442، والكامل لابن عدي: 3/الورقة 65، وثقات ابن شاهين، الترجمة 1234، ورجال البخاري للباجي: 2/661، والجمع لابن القيسراني: 2/461، وضعفاء ابن الجوزي، الورقة 143، والكاشف: 3/الترجمة 5080، وديوان الضعفاء، الترجمة 3824، والمغني: 2/الترجمة 5726، ومن تكلم فيه وهو موثق، الورقة 28، وتذهيب التهذيب: 3/الورقة 226، وتاريخ الإسلام، الورقة 3006، وميزان الاعتدال: 3/الترجمة 7830، ونهاية السول، الورقة 339، وتهذيب التهذيب: 9/309- 310، والتقريب: 2/185، وخلاصة الخزرجي: 2/الترجمة 6446(3/109)
محمّد بن عبد الرّحمن الطّفاويّ، حدّثنا هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ [عَنْ عُرْوَةَ] [1] عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَقْتُلَ ذَا الطُّفْيَتَيْنِ فَإِنَّهُنَّ يَلْتَمِسْنَ الأَبْصَارَ، ويصبن الحبالى.
أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، أخبرنا محمّد بن حميد المخرميّ، حدثنا علي بن الحسين بن حبان قال: وجدت في كتاب أخي بخط يده: سئل أبو زكريا- يعني يحيى بن معين- عن محمد بن عبد الرحمن الطّفاويّ وقال: قدم [علينا] هاهنا لم يكن به [بأس، البصريون يرضونه] [2] .
وفي نسخة الكتاب الذي ذكره لنا أَبُو سَعِيد الصيرفي أَنَّهُ سمعه من محمد بن يعقوب الأصم نقد أصله به قَالَ: سمعتُ الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد الدوري يَقُولُ: سمعت يحيى بن معين يقول: محمد بن عبد الرحمن الطفاوي ليس به بأس.
أخبرنا أبو بكر البرقاني، حدّثنا أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي، حدّثنا الحضرمي- يعني معنا- قَالَ: سألت أحمد بن حنبل عن الطفاوي- يعني محمد بن عبد الرحمن- فقال: كان يدلس [3] .
أخبرني الحسن بن علي الجوهريّ، أخبرنا محمّد بن المظفر الحافظ، أخبرنا محمّد ابن محمّد بن سليمان، حدّثنا علي بن المديني قَالَ: محمد بن عبد الرحمن الطفاوي كان ثقة [4] .
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري في كتابه، حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سألتُ أَبَا داود سُلَيْمَان بْن الأشعث عن محمّد ابن عبد الرحمن الطفاوي فقال: ليس به بأس [5] .
أَخْبَرَنَا علي بْن محمّد السّمسار، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار، حَدَّثَنَا ابن قانع: أن محمد بن عبد الرحمن الطفاوي مات في سنة سبع وثمانين ومائة.
__________
[1] ما بين المعقوفتين ساقطة من الأصل.
[2] العبارة في الأصل هكذا: «قدم هاهنا، لم يكن به» .
انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/654.
[3] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/653.
[4] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/654.
[5] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 25/654.(3/110)
1106- محمد بن عبد الرحمن بن يزيد بن محمد بن حنظلة بن أبي سلمة ابن سفيان بن عبد الأسد بن هلال بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَر بن مخزوم بن يقظة بن مرّة ابن كعب بن لؤي بن غالب، أبو عمر المخزومي [1] :
من أهل مكة. ولي القضاء ببغداد بعد محمد بن عمر الواقدي، وكان قد سمع الحديث من ابن جريج، وروى عنه مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن زبالة المخزومي.
أَخْبَرَنِي أبو القاسم الأزهريّ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا أحمد بن سليمان الطوسي، حَدَّثَنَا الزبير بن بكار قَالَ: محمد بن عبد الرحمن بن أبي سلمة بن سفيان ابن عبد الأسد من ولد أبي سلمة بن سفيان بن عبد الأسد، استقضاه أمير المؤمنين موسى على مكة، وكان قد استخلفه على القضاء بمكة محمد بن عبد الرحمن المخزومي المعروف بالأوقص حين توفي، فولاه أمير المؤمنين موسى القضاء وأقره أمير المؤمنين الرشيد حتى صرفه المأمون، فولاه قضاء بغداد أشهرا ثم صرفه.
وَقَالَ الزبير: حَدَّثَنِي عمي مصعب بن عبد الله عن جدي عبد الله بن مصعب قَالَ:
كنت عند أمير المؤمنين الرشيد فقال له بعض جلسائه في مُحَمَّد بن عبد الرحمن: هو حدث السن وليس مثله يلي القضاء فقلت: لا يضيع فتى من قريش في مجلس أنا فيه، فأقبلت عليهم فقلت لهم: وهل عاب الله أحدا بالحداثة؟ أمير المؤمنين حدث السن أفتعيبونه؟ وقد قَالَ الله تعالى: سَمِعْنا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقالُ لَهُ إِبْراهِيمُ
[الأنبياء 60] .
فقال لهم أمير المؤمنين: صدق؛ أنا حدث السن أتعيبونني بالحداثة؟ وأقره على القضاء.
أَخْبَرَنَا علي بْن المحسن، أَخْبَرَنَا طلحة بْن محمد بن جعفر قال: لما توفي الواقدي استقضى المأمون أبا عمر محمد بن عبد الرحمن المخزومي قاضي مكة، وهو رجل من أهل العلم حسن الطريقة فلم يلبث إلا يسيرا حتى عزله، وقد روى عنه الحديث.
قلت: وكانت ولايته أيضا بعسكر المهدي من شرقي بغداد، وذلك في سنة ثمان ومائتين. ولما عزل لحق بمكة فأقام بها إلى أيام المعتصم، قدم بغداد وافدا عليه.
فأخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان قَالَ:
وشهدت محمد بن عبد الرحمن القاضي المخزومي جاء إلى سليمان بن حرب، وكان
__________
[1] 1106- هذه الترجمة برقم 790 في المطبوعة.
انظر: المنتظم، لابن الجوزي 10/181(3/111)
قد كتب إلى سليمان بن حرب أن يقف على القضاء- يعني بمكة- يسلم عليه ويودعه، وخرج إلى بغداد فقال له سليمان: ما يخرجك؟ قَالَ: أذهب فأعزي أمير المؤمنين- يعني المعتصم- عن الماضي، وأهنيه فيما يستقبل. فقال سليمان: ويحك إنما تخرج لعل ابن أبي داود يعمل لك في قضاء مكة وهو لا يفعل، فإنه قد خرج ابن الحر فسيقضيه ليتخذه صنيعه يذكر به، وأنت لا تكون صنيعة له، أنت أجل من ذلك وخرج. فكان كما قَالَ سليمان.
1107- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عبد الرحمن بن زيد بن ثابت ابن الضحاك بن خليفة، صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويكنى محمد: أبا عبد الرحمن الأشهلي المدني [1] :
سكن بغداد وحدث بها عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، وعبد الله بن نمير، وغيرهما. روى عنه ابن العباس، وأبو العباس بن مسروق في كتاب أخبار عقلاء المجانين.
1108- محمد بن عبد الرحمن بن سهم، الأنطاكي [2] :
قدم بغداد وحدث بها عن عبد الله بن المبارك، وأبي إسحاق الفزاري، وبقية بن الوليد. روى عنه مُحَمَّد بْن الفضل بْن جابر السقطي، وعلي بن محمّد بن النّضر الأزديّ، وعبد الرّحمن بن محمد البغوي. وكان ثقة.
سمعت حمزة بْن مُحَمَّد بْن طاهر يقول: قدم محمد بن عبد الرحمن بن سهم الأنطاكي بغداد، وبها سمع منه أبو القاسم البغوي.
1109- محمد بن عبد الرحمن بن فهم، والد الحسين [3] :
سمع أبا سلمة منصور بن سلمة الخزاعي، وإسحاق بن إبراهيم الموصلي. روى عنه ابنه الحسين.
أخبرني أحمد بن عمر بن نوح النهرواني، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ
__________
[1] 1107- هذه الترجمة برقم 791 في المطبوعة.
انظر: الأنساب، للسمعاني 1/284.
[2] 1108- هذه الترجمة برقم 792 في المطبوعة.
انظر: الأنساب، للسمعاني 1/371.
[3] 1109- هذه الترجمة برقم 793 في المطبوعة(3/112)
المقرئ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أبي سعيد، حَدَّثَنَا حسين بن محمد بن عبد الرحمن- يعني ابن فهم- حدّثنا أبي، حَدَّثَنِي إسحاق الموصلي قَالَ: قَالَ لي المعتصم: يا أبا إسحاق إذا نُصِرَ الهوى ذهب الرأي.
1110-[1] محمد بن أبي نوح عبد الرحمن بن غزوان [2] مولى خزاعة المعروف والده بقراد، يكنى: أبا عبد الله:
حدث عن مالك بن أنس، وشريك بن عبد اللَّه، وصمصام بن إسماعيل، وخريد ابن عبد الحميد، وعبد الله بن المبارك، وعيسى بن يونس وعبيد الله الأشجعي، أحاديث منكرة. روى عنه: أحمد بن الحسين بن هارون الصباحي، وعَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ ياسين، وأَحْمَد بْن عَبْد اللَّهِ بْن سابور الدقاق، وعلي بن الحسن المروزي، وأحمد بن عبد الله بن السري، والحسين بن إسماعيل المحاملي.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الشّافعيّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ، حدّثنا أبو القاسم المروزيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَزْوَانَ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ لِلَّهِ أَهْلِينَ فِي الأَرْضِ» قِيلَ: مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «هُمْ أَهْلِ الْقُرْآنِ» [3]
. أَخْبَرَنَا عُبَيْد اللَّهِ بْن أَبِي الفتح، أَخْبَرَنَا أبو الحسن الدارقطني قَالَ: تفرد به ابن عزوان، وكان كذابا فلا يصح عن مالك ولا عن الزهري، والله أعلم.
قَالَ أبو الحسن: وإنما يروي هكذا عن بديل بن ميسرة عن أنس.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد قال: قال أبو الحسن الدّارقطنيّ: محمّد ابن عبد الرّحمن بن أبي نوح بن قراد متروك.
1111-[4] محمد بن عبد الرحمن بن بحر بن بهرام الهروي، ويعرف بالعتبي [5] :
قرأت فِي سماع مُحَمَّد بْن أَبِي الفوارس عن أبي عبد الله العصبي عن أحمد بن
__________
[1] 1110- هذه الترجمة برقم 794 في المطبوعة.
انظر: الأنساب، للسمعاني 10/81، 82.
[2] 1 في الأصل: «بن عزوان» والتصحيح من كتب الرجال.
[3] انظر الحديث في: سنن ابن ماجة 215. ومسند أحمد 3/127، 128، 242.
والمستدرك 1/556. وكشف الخفا 1/293.
[4] 1111- هذه الترجمة برقم 795 في المطبوعة.
[5] العتبي: هذه النسبة إلى عتبة بن أبي سفيان (الأنساب 8/379)(3/113)
محمد بن ياسين الهروي قَالَ: محمد بن عبد الرحمن العتبي كان يكون بالري، ومات بالري، وهو محمد بن عبد الرحمن بن بحر بن بهدام من الثقات صاحب حديث. سمع حسينا الجعفي، وأبا عاصم؛ ويزيد بن هارون، والناس. حدث بهراة، وبغداد، والري، فلم يطعنوا فيه بشيء.
سمعت أبا جعفر الشامي يقول: إنه مات سنة إحدى وستين ومائتين.
1112- محمد بن عبد الرّحمن بن حرّة الطبري [1] :
حدث عن الحسين بن إسماعيل الطبري. روى عنه محمد بن عبيد العجل.
أَخْبَرَنَا الأزهريّ، أخبرنا علي بن عمر الحافظ قال: محمد بن عبد الرّحمن بن حرة الطبري حدث ببغداد بنسخة لمقاتل بن حيان من رواية نوح بن أبي مريم عنه؛ رواها عن شيخ له يقال له حسين بن إسماعيل الطّبريّ.
أخبرنا محمّد بن إسماعيل الدّاوديّ، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدّثنا محمّد ابن الحسين بن محمّد بن حاتم، حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن الطّبريّ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ خَالِدٍ الطَّبَرِيُّ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ سَعِيدٍ أَبُو الْمُثَنَّى، عَنْ أَبِي عِصْمَةَ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ، عَن مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَيُّمَا امْرَأَةٍ زَوَّجَتْ نَفْسَهَا مِنْ غَيْرِ وَلِيٍّ فَهِيَ زَانِيَةٌ» [2]
. 1113- محمد بن عبد الرحمن، أبو جعفر الصيرفي [3] :
كان ممن يوصف بالعقل والدين والعلم، وحدث عن سفيان بن عيينة، ويزيد بن هارون؛ وشبابة بن سوار، وكثير بن هشام. روى عنه محمد بن خلف وكيع، والقاضي المحامليّ وغيرهما.
أخبرني الأزهريّ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى. وأخبرنا الحسن بن علي الجوهريّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ قَالا: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَن أَحْمَد بْن جَعْفَر بْن مُحَمَّدٍ في تسمية من كان من أهل العلم بالجانب الشرقي من مدينة السلام. قَالَ:
ومنهم أبو جعفر محمد بن عبد الرحمن الصيرفي وكان يعد من العقلاء. وقد حدّث
__________
[1] 1112- هذه الترجمة برقم 796 في المطبوعة.
[2] انظر الحديث في: العلل المتناهية 2/132.
[3] 1113- هذه الترجمة برقم 797 في المطبوعة.
انظر: الأنساب، للسمعاني 12/204(3/114)
وكان مذهبه في بذل الحديث أنه كان يسأل من يقصده عن مدينة بعد مدينة هل بقى فيها أحد يحدث؟ فإن قيل له ما بقى فيها محدث، خرج إليها في سر ثم حدثهم ورجع. وكان من الديانة على نهاية.
حَدَّثَنِي الحسن بْن مُحَمَّد الخلال، عَن أَبِي الحسن الدارقطني قَالَ: محمد بن عبد الرحمن الصيرفي ثقة.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد، أَخْبَرَنَا محمد بن العباس قَالَ: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع: أن أبا جَعْفَر مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ الصيرفي مات ليلة السبت؛ ودفن يوم السبت لسبع خلون من ربيع الآخر سنة خمس وستين ومائتين. قَالَ: وكان من عقلاء الرجال وساداتهم.
قلت: وكان محمد بن عبد الرحمن فيما بلغني يذكر أنه ولد سنة خمس وسبعين ومائة.
1114- محمد بن عبد الرحمن البغدادي [1] :
شَيْخٌ رَوَى عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ بِشْرٍ الْهَرَوِيُّ حَدِيثًا.
أَخْبَرَنَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ. أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي، أخبرنا محمّد بن يوسف الهرويّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَغْدَادِيُّ بمصر، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ سَهْلٍ أَبُو هَارُونَ الرَّازِيُّ، حدّثنا إسحاق بن الأزرق، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ الْجُشَمِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلا وَفِي سُرَّتِهِ مِنْ تُرْبَتِهِ الَّتِي تَوَلَّدَ مِنْهَا؛ فَإِذَا رُدَّ إِلَى أَرْذَلِ عُمُرِهِ رُدَّ إِلَى تُرْبَتِهِ الَّتِي خُلِقَ مِنْهَا حَتَّى يُدْفَنَ فِيهَا؛ وإني وأبا بَكْرٍ وَعُمَرُ خُلِقْنَا مِنْ تُرْبَةٍ وَاحِدَةٍ وَفِيهَا نُدْفَنُ» [2]
. غريب من حديث الثوري عن الشيباني لا أعلم يروي إلا من هذا الوجه. وقيل:
إن محمد بن مهاجر المعروف بأخي حنيف رواه عن إسحاق بن الأزرق.
1115- محمد بن عبد الرحمن بن مهران؛ أبو العباس [3] :
حدث عَنْ مسلم بْن إِبْرَاهِيمَ وَعبد اللَّه بْن رجاء؛ وأبي حذيفة موسى بن مسعود؛
__________
[1] 1114- هذه الترجمة برقم 798 في المطبوعة.
[2] انظر الحديث في: اللآلئ المصنوعة 1/160.
[3] 1115- هذه الترجمة برقم 799 في المطبوعة(3/115)
وعبد السلام بن مطهر؛ ومحمد بن الصباح الدولابي. رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد بْن مَخْلَد؛ وَأَحْمَد بْن موسى المكي وعبد الواحد بن المهتدي بالله؛ وكان ثقة. وذكر ابن مخلد في تاريخه الذي قرأته بخطه: أن ابن مهران مات في جمادى الآخرة سنة سبعين ومائتين.
1116- محمد بن عبد الرحمن بن يونس، أبو العباس السراج الرقي [1] :
قدم بغداد وحدث بها عَنْ عمر بْن خالد الحراني؛ ومحمد بن إسماعيل بن عياش الحمصي؛ وعن أبي صالح محبوب بن موسى الأنطاكي؛ وموسى بن أيوب النصيبي، وَمحمد بْن أَبِي السري العسقلاني. رَوَى عَنْهُ وكيع القاضي، ومحمد بن مخلد، وعُمَر بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن هارون العسكري؛ والزبير بن محمد الحافظ.
وما علمت من حاله إِلا خيرا.
أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ الصيرفي والحسن بن محمد بن عمر النرسي قَالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جامع الدهان، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عبد الرحمن الحراني قَالَ: ولد أبو العباس محمد بن عبد الرحمن بن يونس السراج سنة مائتين؛ ومات سنة ثمان وسبعين ومائتين.
1117- مُحَمَّدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عمّار بن القعقاع بن شبرمة. أخي عبد الله بن شبرمة الضبي. وهو شبرمة بن طفيل بن حسان بن المنذر بن ضرار بن عمرو بن مالك بن زيد بن مالك بْن بجالة بْن ذهل بْن مَالِك بْن بَكْر بْن سعد بن ضبة بْن أُد بْن طابخة بْن إلياس بْن مضر بْن نزار بْن معد بْن عدنان. ويكنى محمد بن عبد الرحمن: أبا قبيصة [2] :
سمع سعيد بن سليمان، وعاصم بن علي الواسطيين، وسعد بن زنبور، وسعيد بن مُحَمَّد الجرمي. روى عنه: أبو عمرو بن السّمّاك، وأحمد بن الفضيل بن خزيمة، وإسماعيل بْن علي الْخُطبي، وأبو بَكْر الشافعي، وكان ثقة. وذكره الدَّارَقُطْنِيّ. فَقَالَ:
لا بأس بِهِ.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الإِيَادِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو قَبِيصَةَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرّحمن، حدّثنا عاصم بن علي قال:
__________
[1] 1116- هذه الترجمة برقم 800 في المطبوعة.
[2] 1117- هذه الترجمة برقم 801 في المطبوعة.
انظر: سؤالات الحاكم للدار قطني 216. والمنتظم، لأبن الجوزي 12/352(3/116)
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانِ عن أبيه، عن مكحول، عن عمر بْنِ نُعَيْمٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ سَلْمَانَ أَنَّ أَبَا ذَرٍّ حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ لَيَغْفِرُ لِعَبْدِهِ مَا لَمْ يَقَعِ الْحِجَابُ» . قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْحِجَابُ؟ قَالَ: «أَنْ تَمُوتَ النَّفْسُ وَهِيَ مُشْرِكَةٌ» [1]
. حَدَّثَنِي الحسن بن أبي طالب، حدّثنا يوسف بن عمر القواس، حَدَّثَنَا إسماعيل بن علي قَالَ: قَالَ لنا أبو قبيصة محمد بن عبد الرحمن: تزوجت أم أولادي هؤلاء، فلما كان بعد الإملاك بأيام قصدتهم للسلام، فاطلعت من شق الباب فرأيتها، فبغضتها، وهي معي منذ ستين سنة.
قَالَ إسماعيل: كان هذا الشيخ من أدرس من رأيناه للقرآن، سألته عن أكثر ما قرأ في يوم من أيام الصيف الطوال، وكان يوصف بكثرة الدرس وسرعته، فامتنع أن يخبرني، فلم أزل به حتى قَالَ لي: إنه قرأ في يوم من أيام الصيف الطوال أربع ختم، وبلغ في الخامسة إلى براءة، وأذن مؤذن العصر، وكان من أهل الصدق.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي قال: سنة اثنتين وثمانين ومائتين، فيها مات أبو قبيصة محمد بن عبد الرحمن الضبي لاثنتي عشرة ليلة بقين من ربيع الأول.
1118- محمد بن عبد الرحمن، أبو بكر الخياط المقرئ، يعرف بزوران، وقيل: روزان [2] :
حدث عن يحيى بن هشام السمسار، وسعيد بن سليمان سعدويه. وقرأ على عبيد ابن الصباح صاحب حفص بن سليمان الغاضري. روى عنه أبو الحسن بن سنود، وعبد الصّمد الطستي، وأبو بكر الشّافعيّ.
حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن روزان، حَدَّثَنَا سَعْدَوَيْهِ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ تَمْزَحُ. قَالَ: «وَلا أَقُولُ إِلا حقا» .
كذا. قال الشّافعيّ روزان. قدم الراء على الواو ووافقه الطبني على ذلك، وأما القراء، فيقولون زوران بتقديم الواو على الراء.
__________
[1] انظر الحديث في: مسند أحمد 5/174. وصحيح ابن حبان 2450. ومشكاة المصابيح 2361.
[2] 1118- هذه الترجمة برقم 802 في المطبوعة(3/117)
1119- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرحمن بن كامل بن موسى بن صفوان، أبو الإصبع الأسدي القرقساني [1] :
قدم بغداد وحدث بها عن جعفر النفيلي، وإبراهيم بن المنذر الحزامي وأبي بكر بن أبي الأسود ومعلى بن مهدي، ويزيد بن مهران، وعبيد بن يعيش. روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد؛ وَإِسْمَاعِيلُ بْن مُحَمَّد الصَّفَّارُ، وَمُحَمَّدُ بْن أَحْمَدَ الحكيمي، وأبو عمرو بن السماك، وعبد الصمد بْن عَلِيّ الطستي؛ وَأَبُو بَكْر الشافعي وكان ثقة حسن الحديث.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بن عبد الله المعدل، حدّثنا عثمان بن أحمد الدّقّاق إملاء، حَدَّثَنَا أَبُو الإِصْبَعِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن كامل، حدّثنا محمّد بن أبي أسامة الرّقيّ، حدّثنا أبي، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أبي مرزوق، عن عبد الملك ابن جريج، عن عطاء بن رَبَاحٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أَنَّهُ صَلَّى عليها- يعني على امْرَأَةً- بَعْدَ مَا دُفِنَتْ.
أَخْبَرَنَا أحمد بن علي المحتسب قال: قرأ عَلَى أَحْمَد بن الفرج الْوَرَّاق، عَنْ أَبِي العباس بن سعيد قَالَ: سألت عن أبي الإصبع القرقساني الحاج سنة ثمان وثمانين فقالوا: توفي منذ نحو ثلاثة أشهر.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد الدَّقَّاق قَالَ: قرأنا على الْحُسَيْن بْن هارون عن ابن سعيد قَالَ: محمد بن عبد الرحمن بن كامل أبو الإصبع القرقساني، رأيته يخضب بالحناء صاحب حديث. توفي في سنة سبع وثمانين ومائتين.
1120- محمد بن عبد الرحمن، أبو عبد الله، وقيل: أبو علي الطبري [2] :
قدم بغداد وحدث بها عن محمد بن حميد الرازي، وإسماعيل بن عبد الحميد.
روى عنه أحمد بْن كامل، وعبد الباقي بْن قانع القاضيان؛ وكنياه أبا عبد الله.
وروى عنه أحمد بن الفضل بن خزيمة وكناه أبو علي.
أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان، أخبرنا أحمد بن كامل القاضي، حدّثنا محمّد ابن عبد الرّحمن أبو عبد الله الطّبريّ، حدّثنا محمّد بن حميد، حدّثنا الفرات بن
__________
[1] 1119- هذه الترجمة برقم 803 في المطبوعة.
[2] 1120- هذه الترجمة برقم 804 في المطبوعة(3/118)
خالد، حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «خِيَارُكُمْ أَحْسَنُكُمْ أَخْلاقًا» [1]
. 1121- محمد بن عبد الرّحمن بن السندس بن موسى، أبو بكر الهمدانيّ [2] :
حدث ببغداد عن محمد بن إسحاق بن خزيمة النيسابوري؛ وأحمد بن محمد الآدمي، وأحمد بن محمد بن عمر المنكدري؛ وإسحاق بن إبراهيم العدني، وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ وَهْبٍ الدِّينَوَرِيُّ، وعمر بن محمد بن أبي زيد الحراني، وعبد الله بن أبي سفيان الموصلي، وإِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن أَيُّوب المُخَرِّمي، ومحمد بْن محمد الباغندي، والحسين بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَطَّانِ الرَّقِّيِّ، وَعُمَرَ بْنِ محمد بن بجير السمرقندي.
وأحاديثه تدل على حفظه ومعرفته. رَوى عَنْهُ أَبُو الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيّ، وأبو حفص ابن شاهين. وكان ثقة.
1122- محمد بن عبد الرحمن. أبو بكر القاضي، المعروف بابن قريعة [3] :
ولاه أبو السائب عتبة بن عبيد الله القاضي قضاء السندية وغيرها من أعمال الفرات، وكان كثير النوادر، حسن الخاطر، عجيب الكلام، يسرع بالجواب المسجوع المطبوع من غير تعمل له؛ ولا تعمق فيه، وله أخبار مستفيضة ظريفة. ولا أعلمه أسند الحديث. وَقَالَ لي القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي: ورد الأمير بختيار واسطا في سنة ستين وثلاثمائة ومعه القاضيان أبو محمد بن معروف، وأبو بكر بن قريعة.
فسمعنا من ابن قريعة أخبارا أملاها علينا عن أبي بكر الأنباري وغيره.
قَالَ أبو العلاء: وكان ابن معروف وابن قريعة يوما يتسايران بواسط؛ فدخلا درب الصاغة، فتأخر ابن قريعة وقدم ابن معروف. ثم قَالَ: إن تقدمت فحاجب، وإن تأخرت فواجب.
حَدَّثَنِي أبو الوليد الْحَسَن بن مُحَمَّد الدربندي، حَدَّثَنَا علي بن محمد بن أحمد الختلي بواسط، حَدَّثَنَا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الرحمن بن قريعة، حدّثنا علي ابن موسى الكاتب. قَالَ: اتفقت أنا وأبو العيناء الضّرير بمربعة الخرسي. فسلمت عليه
__________
[1] سبق تخريجه، راجع الفهرس.
[2] 1121- هذه الترجمة برقم 805 في المطبوعة.
[3] 1122- هذه الترجمة برقم 806 في المطبوعة.
انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/258. والبداية والنهاية 11/292(3/119)
فقال لي: أحب أن تساعدني إلى سوق الدواب. فتوجهنا نقصدها فزحمه حمار عليه راكب فأنشأ يقول:
يا خالق الليل والنهار ... صبرا على الذل والصغار
كم من جواد بلا حمار ... ومن حمار على حمار [1]
ذكر محمد بن محمد السنجي الكاتب أن أباه حدثه. قَالَ: كان الوزير أبو محمد المهلبي تقدم إلى القاضي ابن قريعة أن يشرف على البناء في داره؛ وأمر بأن لا يطلق بشيء من النفقة إلّا بتوقيع القاضي. قال: وكنت يوما جالسا مع جماعة في دار المهلبي بقرب الموضع الذي كان القاضي يجلس فيه. فحضر رجل من العامة فوقف بين يديه ودعا له، وادعى أن له ثمن ثلاثين بيضة أخذها منه الوكيل لتزويق السقوف ولم يعطه ثمنها. فقال له: بَيِّنْ عافاك الله دعواك، وأفصح عن نجواك، فمن البيض نعامي، وبطي، وهندي، ونبطي، وحمامي، وعصافيري، حتى أن السمك يبيض، والدود يبيض، فمن أي أجناسه لك؟ فقال الرجل: أنا لا أبيع بيض النعام لتزويق السقوف، لي ثمن ثلاثين بيضة من بيض الدجاج النبطي. فقال: الآن حصحص الحق، ما كنيتك؟ فقال: أنا عمر أبو حفص. فقال لكاتب البناء: اكتب بورك فيك إلى الوكيل محمد بن عاصم: حضرنا- تولاك الله- أبو حفص عمر البيضي، فذكر أن له ثمن ثلاثين بيضة دجاجيا، لا بطيا ولا هنديا أخذت على شرط الإنصاف منه، ثم أخذ ثمنها عنه، فأرجع أكرمك الله إلى موجب كتابك، وما أثبته باسم عمر هذا حسابك، فإن كان صادقا فله ما للصادقين من البر والإكرام وإعطاء الثمن على الوفاء والتمام، وإن كان كاذبا فعليه ما على الكاذبين من اللعن والزجر، وقل له موبخا: باعدك الله من حريمه، ما أقل وقارك لشيبك وحسبك. وصل على نبيك، وادفع التوقيع إليه.
قَالَ: فلما أخذه الرجل وضعه في جيبه وَقَالَ: ثمن البيض علي أربعة دوانيق؛ وأنا والله لا أبيع هذه الرقعة بدرهمين. ومضى حَدَّثَنِي أبو أحمد الماسح. قَالَ: كانت الحسبة ببغداد إلى ابن قريعة؛ فوافاه أبو عبد الله الزبيري الدعاء للسلطان في المواكب، فشكى إليه [خياطا سلمه] [2] جبة خز ليفصلها فسرق منها خرقة كبيرة وهربها عليه؛ فكتب ابن قريعة إلى خليفته بباب الشام رقعة نسختها: بسم الله الرحمن الرحيم؛ أنا
__________
[1] انظر الخبر في: المنتظم 14/258.
[1] 2 ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(3/120)
إليك مشوق؛ وإلى رؤيتك متوق، وما بهذا وعدتني، ولا عليه وافقتني، ومما أخبرك أن أبا عبد الله الزبيري ابتاع جبة خز سوداء، ليجمل بها الدين، ويخدم بها سلطان المسلمين، ويجعل فاضلها مقنعة، للموفقة الصالحة زوجته، فسلمها إلى خياط، أمره فيها بالاحتياط، ففعل بها مالا تفعله الأعراب المغيرون، ولا الأكراد المبيرون، ولا المقاولة ولا الأزارقة، أن يأخذوا من ثوب خمسه، فيحصل صاحبه مأتمه وخياطه عرسه، إن هذا لأمر عظيم، وخطب في الإسلام جسيم، فإن رأيت أن تحضر هذا العاض، وتوعده بالإبراق والإغلاظ، وتركبه جملا عاليا، بعد أن تضربه ضربا عاتيا، وتطيف به في باب الشام ليكون عبرة الأنام، فلعله يرتدع ويقلع، ويرجع والسلام.
قَالَ لي أبو أحمد الماسح: وكتب ابن قريعة أيضا إلى صاعد الأكبار في ضيعته لما سرق من الدولاب طوقه وزجه: بلغني يا صاعد حدر الله بروحك إلى جهنم ولا أصعدها، وعن جميع الخيرات أبعدها، أن عاتيا عتا على الدولاب، في غفلة الرقباء والأصحاب، فسلب منه طوقة وزجه، من غير معرفة ولا حجه؛ فإن لله وإنا إليه راجعون؛ لقد هممت بالدعاء عليه؛ ثم عطفت بالحنو عليه؛ وقلت: اللهم إن كان أخذه من حاجة فبارك له؛ وأغنه عن المعاودة إلى مثله؛ وإن كان أخذه إفسادا وإضرارا؛ فابتر عمره؛ واكف المسلمين شره؛ يا أرحم الراحمين. فكتب إليه صاعد: قد عمرت الدولاب من عندي والسلام.
حَدَّثَنِي محمد بن أبي الحسن قَالَ: أنشدني أبو العباس أحمد بن علي النحوي الكسائي بمكة قال: سمعت بن قريعة القاضي ينشد:
لي حيلة في من ينطق ... م وليس في الكذاب حيله
من كان يخلق ما يقو ... ل فحيلتي فيه قليله [1]
حَدَّثَنِي منصور بن ربيعة الزهري بالدينور قَالَ: سمعت أبا طاهر العطار قاضي الدينور يقول: سمعت أبا سعيد السمرقندي يقول: كان ببغداد قائد يلقب بالكنى كنيته: أبو إسحاق، وكان يخاطب ابن قريعة القاضي، فبدر منه يوما في المخاطبة أن قَالَ لابن قريعة: يا أبا بكر. فقال ابن قريعة: لبيك يا أبا إسحاق. فقال القائد: ما هذا؟ [فأجابه] [2] إنما يكون بكورك إذا قضيتنا، فإذا بكرتنا تسحقناك، فقال القائد:
وا ويلاه هذا أفظع من الأول [3] .
__________
[1] انظر الخبر في: المنتظم 14/259.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] انظر الخبر في: المنتظم 14/258، 259(3/121)
حَدَّثَنَا القاضي أَبُو القاسم علي بْن المحسن التنوخي قَالَ: قَالَ أبو بكر بن قريعة لابنه: أبا إبراهيم ما شغلك عن أبيك؟ استنقف رأسك، واستمرس أجرعك، واستعركت أذناك. قَالَ- وسأله عضد الدولة عن أولاده وكانوا مع بختيار- فقال: هم بني عققة، وعن أمري مرقة، وهم بذلك فسقة. حَدَّثَنِي التنوخي قَالَ- وسأله الزهراني- ما: حدود القفا؟ قال له: إنا لله صنعة منها معيشتك، وفيها مادتك تجهلها؟
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْوَكِيلُ قَالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بن جعفر التميمي قَالَ: قَالَ أبو الحسن الزهراني لابن قريعة في مجلس المهلبي وزير أحمد ابن بويه الديملي: ما حدود القفا؟ فأجابه في الوقت، ما داعبك فيه إخوانك، وشرطك فيه حجامك، وأدبك فيه سلطانك، واشتمل عليه جربانك. فقال: ما حد الصفع؟
قَالَ: الرفع والوضع، للضر والنفع.
قَالَ لي علي بن المحسن القاضي، وهلال بن الحسن الحفّار: توفي ابن قريعة في يوم السبت لعشر بقين من جمادى الآخرة سنة سبع وستين وثلاثمائة. زاد هلال: عن خمس وستين سنة.
1123- محمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الله بن مروان، أبو بكر [1] :
روى عن: عبد الله بن زيدان الكوفي، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عيسى المكي صاحب أَبِي العيناء. حَدَّثَنَا عنه عبد العزيز بن الحسن بن علي بن إسماعيل البصري.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْحَسَنِ الْبَصْرِيُّ بِهَا، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن أحمد بن عبد الله بن مروان البغداديّ- إملاء- حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ زَيْدَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ قُتَيْبَةَ عَنْ هَانِئِ بْنِ سَعِيدٍ عن الإبريقي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ: «كَيْفَ تَقُولُ إِذَا أَرَدْتَ الْمَنَامَ؟» . قَالَ: أَقُولُ: اللهم بك وَضَعْتُ جَنْبِي فَاغْفِرْ ذُنُوبِي. فَقَال لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «غَفَرَ اللَّهُ لَكَ»
. كان أبو مروان قد سكن البصرة وأظنه بها مات.
1124- محمد بن عبد الرحمن بن صبر، أبو بكر [2] :
أحد أصحاب الرأي، كان يتولى القضاء بعسكر المهدي وهو ممن اشتهر بالاعتزال، وكان يعد من عقلاء الرجال.
__________
[1] 1123- هذه الترجمة برقم 807 في المطبوعة.
[2] 1124- هذه الترجمة برقم 808 في المطبوعة(3/122)
حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يعقوب قَالَ: انحدر القضاة والفقهاء وكبار العلماء من بغداد إلى واسط لاستقبال بعض الملوك الواردين إلى بغداد- سماه أبو العلاء فذهب علي اسمه- وفيهم ابن صبر، فسئلوا بواسط عن حادثة نزلت فأفتوا بموجب حكمها، وكتبوا خطوطهم بذلك. ثم سئل ابن صبر أن يكتب خطه فامتنع، فقيل له: حكم هذه المسألة ظاهر، وليست من مشكلات المسائل، فأبى أن يكتب خطه بالفتوى، فانتهى الأمر إلى قاضي القضاة، فسأله عن سبب إمساكه فقال: إني صرفت عناني إلى علم الأصول، وهذه من مسائل الفروع. فقال قاضي القضاة:
ليست من المسائل المشكلة وحكمها ظاهر. فقال: أخشى إن أفتيت اليوم في هذه المسألة سئلت في غد في غيرها بما فيه غموض وإشكال. فاسترجح قاضي القضاة عقله، وصوبه في فعله.
أنشدني عبد الصمد بن محمد الدقاق لبشر بن هارون في ابن صبر القاضي:
قل للدعي إلى صبر ... وهب ادعيت فمن صبر
قرد بكلب يفتخر ... بين القرود إذا افتخر
وكلاهما هذا على ... هذا له عار وعر
فإذا تفاصح أو تبا ... لغ جاءنا بأبى العبر
وإذا تطلس للقضا ... ء فمرحبا بأبي العرر
وإذا دنا منه الخصوم ... عموا برائحة البخر
فتصالحوا قبل الخصوم ... ة هاربين من الخطر
فقضاؤه شر القضا ... ء إذا قضى عمي البصر
ذكر هلال بن المحسن أن ابن أبا صبر مات في يوم الثلاثاء لعشر بقين من ذي الحجة سنة ثمانين وثلاثمائة. قال: وكان مولده في سنة عشرين وثلاثمائة.
1125- محمّد بن عبد الرّحمن بن حنشام، أبو الحسن البيع [1] :
سمع محمد بن عبد الله بن غيلان الخرّاز، ومحمد بن حمدويه المروزي، وأبا عبيد ابن المحاملي، وغيرهم. وكان سافر إلى الشام فكتب عن شيوخها. حَدَّثَنَا عَنْهُ أَبُو بَكْر البرقاني. وَأَبُو الْقَاسِم الأزهري.
وَقَالَ لنا البرقاني: كان ثقة.
__________
[1] 1125- هذه الترجمة برقم 809 في المطبوعة(3/123)