الكتاب: تاريخ بغداد وذيوله
المؤلف: أبو بكر أحمد بن علي بْن ثابت بْن أَحْمَد بْن مهدي الخطيب البغدادي (المتوفى: 463هـ)
الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت
دراسة وتحقيق: مصطفى عبد القادر عطا
الطبعة: الأولى، 1417 هـ
عدد الأجزاء: 24
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع، وهو ضمن خدمة التراجم]
__________
يحتوي هذا الكتاب على:
1- تاريخ بغداد، للخطيب البغدادي (ت، 463هـ)
2- المختصر المحتاج إليه من تاريخ ابن الدبيثي (هو أبو عبد الله محمد بن سعيد المعروف بابن الدبيثي (ت، 637هـ)) ، للذهبي (ت، 748هـ)
3 - ذيل تاريخ بغداد، لمحب الدين أبو عبد الله محمد بن محمود بن الحسن المعروف بابن النجار (المتوفى: 643هـ)
4 - المستفاد من تاريخ بغداد، لأحمد بن أيبك بن عبد الله الحسيني المعروف بابن الدمياطي (المتوفى: 749هـ)
5- الرّد على أبي بكر الخطيب البغدادي، لابن النجار (المتوفى: 643هـ)(/)
الجزء الأول
[مقدمة المحقق]
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالمين على جزيل نعمائه، والصلاة والسلام على سيد رسله وأنبيائه، سيدنا محمد النبي الأمي أشرف ذى نسب، وأكرم ذى حسب، وعلى آله وأصحابه البدور الكواكب، وعلى أتباعه وأنصاره النجوم الثواقب إلى يوم الدين.
وبعد، فهذا كتاب «تاريخ بغداد» للحافظ الخطيب البغدادي والذي يعتبر من أهم وأكبر مؤلفاته حيث يضم 7831 ترجمة للمحدثين وأرباب العلوم الأخرى ورجالات المجتمع والدولة الذين عاشوا ببغداد أو زاروها منذ إنشائها حتى عصره.
فهو كتاب يعكس مدى نشاط المحدثين ببغداد بحيث تتضاءل جهود أرباب العلوم والأدب الأخرى أمامهم، وقد ارتفع شأن المحدثين ببغداد بعد تأسيسها بفترة وجيزة، واستمرت تنجب أعلام المحدثين على مرّ القرون، فكان منها: أحمد بن حنبل، ويحيى ابن معين في القرن الثالث، والدارقطنيّ في القرن الرابع، وأبو بكر البرقاني وأبو القاسم الأزهرى ثم الخطيب البغدادي في القرن الخامس. لذلك قصدها طلاب الحديث من أقاصى المشرق والمغرب فكان الاتصال بين بغداد والمدن الأخرى، وازدهرت الحركة الفكرية ببغداد، وساعد على ازدهارها وجود المكتبات العامة والمدارس الخاصة بالفقه أو علوم القرآن أو الحديث.
ونحن إذ نقدم ل «تاريخ بغداد» فلا بد أن نتعرض لمؤلفه الخطيب البغدادي، ثم نتناول كتابه بالدراسة والتحليل في الصفحات التالية:
التعريف بالخطيب البغدادي
اسمه ونسبه ومولده:
هو أبو بكر أحمد بن علي بْن ثابت بْن أَحْمَد بْن مهدي، ذكر ابن النجار- فيما نقله ابن قاضى شهبة- أنه ولد في غزية من أعمال الحجاز، وذكر الصفدي أنه ولد في قرية من أعمال نهر الملك بهنيقة [1] .
__________
[1] الوافي بالوفيات 7/191. ويوسف العش ص 17.(1/4)
ولد يوم الخميس لست بقين من جمادى الآخرة سنة 392 هـ، ونشأ في درزيجان، وهي قرية كبيرة جنوب غربي بغداد. [1]
نشأته:
كان أبوه يتولى الخطابة في جامع القرية لمدة عشرين عاما، فأولى ولده اهتماما وتوجيها حيث عهد به إلى هلال بن عبد الله الطيبي (ت 422 هـ) فأدبه وأقرأه القرآن، كما استفاد أيضا من منصور الحبّال في القراءات.
وسمع الحديث في حلقة أبى الحسن بن رزقويه بجامع بغداد في المحرم سنة 403 هـ ثم انقطع، وأخذ يتردد على مجلس أبى حامد الإسفرائينى الفقيه الشافعي في مسجده. [2]
وبعد وفاة الحبال أفاد الخطيب من ابن الصيدلاني الذي كان يعلّم القراءات في جامع الدارقطنيّ. ثم عاد الخطيب إلى حلقة ابن رزقويه مرة أخرى في بداية سنة 406 هـ وواظب على ذلك حتى سنة 412 هـ، وقد استفاد الخطيب من شيخه ابن رزقويه فتحمل عنه سماعا وإجازة روايات من مصنفات عديدة مشهورة ألفها معظمها يتعلق بالحديث والرجال. [3]
هذا وقد أفاد الخطيب من محدّث بارز آخر هو أبو بكر البرقاني الذي كان الخطيب يجله، فكان له أثر كبير في توجيهه نحو الحديث، وقد تحمل عن البرقاني مصنفات عديدة سماعا وإجازة.
ولم يمنع الخطيب شغفه بالحديث من متابعة تحصيل الفقه، فقد درسه على الفقيهين الشافعيين المشهورين: أبى الطيب الطبري، وأحمد بن محمد المحاملي. [4]
وقد أفاد الخطيب عن عدد كبير من العلماء البغداديين، وكذلك من العلماء الواردين على بغداد ممن استقوا العلم منها وتأثروا بثقافة علمائها وسمعوا عليهم مصنفاتهم أو مصنفات المؤلفين القدامى التي ملكوا حق روايتها سماعا أو إجازة.
__________
[1] سير النبلاء 11/413. والأنساب 5/166. ومعجم الأدباء 1/246. الخطيب البغدادي ليوسف العش 16- 17. وتذكرة الحفاظ 1135.
[2] تذكرة الحفاظ 1137. ويوسف العش 18. وموارد الخطيب 30.
[3] موارد الخطيب 30.
[4] يوسف العش ص 21- 22. تذكرة الحفاظ 1137. وسير النبلاء 11/414. وموارد الخطيب 30، 31.(1/5)
فمن هؤلاء العلماء البغداديين الذين أخذ عنهم الخطيب العلم وروى عنهم في «تاريخ بغداد» :
أبو القاسم عبيد بن أحمد الأزهرى (1345 نصا) .
وأبو محمد الحسن بن محمد الخلال البغدادي (584 نصا) .
وأبو الحسن أحمد بن على بن الحسين المحتسب المعروف بابن التوزى (251 نصا) .
وأبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد العتيقى (1053 نصا) .
وأبو القاسم على بن المحسن التنوخي (872 نصا) .
وأَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بن شاذان البزاز (662 نصا) .
وأَبُو عبد اللَّه الحسين بْن علي الصيمري القاضي (447 نصا) .
وعلى بن محمد السمسار (550 نصا) .
وأبو الفرج الحسين بن على الطناجيرى (228 نصا) .
وأَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّه بْن بشران البغدادي المعدل (307 نصا) .
وأبو محمد الحسن بن على الجوهري (421 نصا) .
وأَبُو طاهر حمزة بْن مُحَمَّد بْن طاهر الدقاق (197 نصا) .
وعبد الله بن يحيى السكرى (200 نصا) .
وأَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن الْفَضْلِ القطان الأزرق (1109 نصا) .
وأبو العلاء محمد بن على الواسطي (573 نصا) .
وأبو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله بن مهدى البزاز (379 نصا) .
وأبو عبد الله بن عبد الواحد بن محمد البزاز (545 نصا) .
وأَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن علي البزار (95 نصا) .
وعُبَيْد اللَّهِ بْن عُمَر بْن أَحْمَدَ بْن شاهين (287 نصا) . [1]
وإذا علمنا أن هؤلاء العلماء البغداديين هم الذين أكثر الخطيب الرواية عنهم في
__________
[1] موارد الخطيب ص 31- 32.(1/6)
«تاريخ بغداد» ، ومنهم تحمل المصنفات المهمة الكثيرة التي اقتبس منها في «تاريخ بغداد» سواء سمعها منهم أو أجازوا بها؛ تبين أن مواد «تاريخ بغداد» معظمها كانت متوافرة ببغداد بشكل مصنفات مروية أو نسخ وأصول عند علماء بغداد، ويتبين أن أثر علماء المدن الأخرى كان أقل بكثير في بناء مادة «تاريخ بغداد» [1] .
وكذلك أفاد الخطيب من أحمد بن محمد أبى سعد المالينى الهروي الصوفي، وهو أحد الرحالين في طلب الحديث وَالمكثرين منه، وقدم بغداد عدة مرات فسمع منه الخطيب، وروى عنه في «تاريخ بغداد» (224) . [2]
رحلاته في طلب العلم:
قال الخطيب: المقصود بالرحلة في الحديث أمران:
أحدهما: تحصيل علو الإسناد، وقدم السماع، والثاني: لقاء الحفاظ والمذاكرة لهم والاستفادة عنهم، فإذا كان الأمران موجودين في بلد الطالب ومعدومين في غيره فلا فائدة في الرحلة، فالاقتصار على ما في البلد أولى. [3]
قد رحل الخطيب البغدادي في طلب العلم، ولم يكتف بالأخذ عن الشيوخ الكثيرين ببغداد فرحل إلى العديد من المدن والبلاد ولقى العديد من الشيوخ وروى عنهم المصنفات الكثيرة [4] .
رحلته إلى المدن القريبة من بغداد:
[5] تجول الخطيب البغدادي في المدن والقرى القريبة من بغداد، حيث يروى في «تاريخ بغداد» عن بعض الشيوخ الذين لقيهم فيها، وهذه المدن والقرى هي:
جرجرايا: حيث سمع الخطيب فيها من بكران بن الطيب السقطي.
وعكبرا: حيث سمع فيها من الحسن بن شهاب العكبري، وأبى حفص عمر بن أحمد ابن عثمان البزاز، وأحمد بن على بن أيوب العكبري، والحسين بن محمد بن العاقولي.
وقد سحل الخطيب تاريخ سماعه عن ابن العاقولي في عكبرا وهو سنة 410 هـ، ولا يعرف إن كان قد سمع من الآخرين في نفس هذه الزيارة أم أنه زار عكبرا مرارا.
__________
[1] موارد الخطيب ص 32- 33.
[2] موارد الخطيب ص 33.
[3] الجامع لأخلاق الراوي 168، 169.
[4] موارد الخطيب ص 34.
[5] نقلا عن موارد الخطيب ص 35 إلى 46.(1/7)
وبعقوبا: حيث سمع فيها من محمد بن الحسن بن حمدون القاضي.
والأنبار: حيث سمع فيها من محمد بن أحمد اللخمي، وأبى طاهر محمد بن أحمد ابن أبى الصقر الخطيب.
والنهروان: حيث سمع فيها من أحمد بن عمر النهرواني، وقد تحمل الخطيب عنه أحد مصنفات المعافى بن زكريا الجريري النهرواني.
ودرزيجان: حيث سمع فيها من أبى الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ الْقَاضِي.
رحلته إلى الكوفة والبصرة:
وقد انحدر وهو في العشرين من عمره إلى البصرة مارا بالكوفة، وذلك في جمادى الأولى من سنة اثنتي عشرة وأربعمائة، وقد روى في «تاريخ بغداد» عن الشيوخ الذين لقيهم بالبصرة وهم: أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْحَسَنِ الشاهد، وأبو الحسين على ابن حمزة بن أحمد المؤذن، وأَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ البزار، وأَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الهاشمي، وعلى بن أحمد بن محمد بكران الفسوي، وأَبُو مُحَمَّد الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَشَّارٍ السابوري. ومن المحتمل أنه أخذ عنهم جميعا في رحلته الأولى إلى البصرة، لأن المصادر لا تشير إلى دخوله البصرة ثانية، ولم تطل إقامته بالبصرة، فقد عاد إلى بغداد في نفس السنة حيث بدأ اسمه بالظهور وعلمه بالاشتهار وحتى سمع منه أحد كبار شيوخه، وهو أبو القاسم الأزهرى.
رحلته الأولى إلى المشرق:
وبعد مضى ثلاث سنوات على رحلته الأولى تجدد عزمه على الرحلة، وكان محتارا بين الرحلة إلى نيسابور أو مصر، وقد أعانه شيخه أبو بكر البرقاني على تحديد وجهته؛ مبينا له أن في نيسابور جماعة كثيرة من المحدثين من تلاميذ الحافظ أبى العباس محمد بن يعقوب الأصم، وليس في مصر إلا عبد الرحمن بن النحاس، فإن فاته ضاعت رحلته.
وهكذا يمم الخطيب سنة 415 هـ شطر نيسابور، ولا شك أن الرحلة إلى نيسابور تعنى زيارة مراكز الثقافة الأخرى المهمة آنذاك في المشرق، فبعضها يقع على الطريق إلى نيسابور، وقد مر بها الخطيب في طريق ذهابه وإيابه، وأخذ عن عدد من الشيوخ(1/8)
الذين لقيهم فيها، لكنه لم يمكث طويلا في هذه المدن، فقد كان هدفه نيسابور. وقد وصلها في نفس العام وكان فيها في شهر رمضان.
إن المراكز التي مر بها الخطيب، وروى عن بعض الشيوخ الذين لقيهم فيها في «تاريخ بغداد» هي: حلوان، وأسدآباذ، وهمذان، وساوة، والري، ثم استقر في نيسابور، ولا يعرف تاريخ عودته إلى بغداد، لكنه كان فيها في سنة 419 هـ.
وأول المراكز التي مر بها في طريقه إلى نيسابور هي مدينة حلوان، حيث يروى في «تاريخ بغداد» عن أحد شيوخها وهو: أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ الطَّيِّبِ الدسكري الذي حدث الخطيب بأحاديث أبى بكر محمد بن إبراهيم بن زاذان المقرئ الأصبهانى.
ثم دخل الخطيب أسدآباذ، وكانت قد خرجت جماعة من مشاهير العلماء والمحدثين، حيث يروى عن أحد شيوخها وهو أَبُو أَحْمَدَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ بن نصر الأسدآباذي.
ثم مضى الخطيب من أسدآباذ إلى همذان حيث حدث في «تاريخ بغداد» عن عدد من الشيوخ الذين لقيهم فيها، وهم: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حَمُّوَيْهِ بْنِ أبزك الهمذاني، وأبو محمد جعفر بن محمد الأبهرى، وأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الحسين الأصبهانى، وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن محمد الريحاني، وأبو منصور محمد بن عيسى ابن عبد العزيز البزاز، الذي تحمل عنه الخطيب مصنفا لصالح بن أحمد التميمي، وأَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ عمر الهمذاني.
ومن همذان مضى الخطيب إلى ساوة حيث روى في «تاريخ بغداد» عن شيخ لقيه فيها وهو أبو نصر أحمد بن إبراهيم المقدسي.
ثم دخل الخطيب مدينة الري في نفس السنة 415 هـ، وقد روى في «تاريخ بغداد» عن شيخين لقيهما فيها وهما: أَبُو عَليّ عَبْد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أحمد بن محمد بن فضالة النيسابوري، وأَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر الأصبهاني.
ثم انتهى الخطيب إلى نيسابور حيث كان فيها في رجب سنة 415 هـ نفسها، وقد سجل وجوده فيها في شهرى شعبان ورمضان أيضا.(1/9)
وقد روى في «تاريخ بغداد» عن عدد كبير من الشيوخ الذين صرح بلقائه معهم فيها، وهم: أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْن أَحْمَد بْن عثمان الطرازي، وأبو حازم عمر بن أحمد العبدوي الحافظ، وقد أخذ عنه كتاب «الكنى والأسماء» لمسلم ابن الحجاج وبعض مرويات يحيى بن عبد الله بن بكير. وَأَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ بن شاذان الصيرفي، وأَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله السراج، وصاعد بن محمد الاستوائى، وأحمد بن على بن محمد الأصبهانى، وأَبُو الْفَضْلِ عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن الْحَسَن الرازي، وأَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ حسنويه الدلال.
ويلاحظ أن معظم الشيوخ الذين لقيهم في نيسابور هم من تلاميذ أبى العباس محمد بن يعقوب الأصم، وقد أخذ عنهم الخطيب حديث الأصم بصورة خاصة، وكان اشتهار عالم واحد في مدينة ما يكفى لأن تجتذب إليها الأنظار، ويسعى إليها طلاب العلم من كل مكان.
ولا يعرف كم مكث الخطيب في نيسابور، ولكن لا بد أن تكون فترة مكوثه فيها أطول من الوقت الذي أمضاه في بقية المدن التي مر بها في طريق ذهابه وإيابه، ولا يعرف كم استغرقت رحلته الأولى إلى المشرق والتي بدأها سنة 415 هـ، ولكن من المعلوم أنه كان ببغداد سنة 419 هـ، ولعله رجع إليها قبل هذه السنة.
رحلته الثانية إلى المشرق:
وكانت وجهته في الرحلة الثانية إلى المشرق: مدينة أصبهان، وقد سجل وجوده فيها في ذى القعدة من سنة 421 هـ، وكذلك في ربيع الأول من سنة 422 هـ. وكان الخطيب يحمل معه وصية [1] من شيخه أبى بكر البرقاني إلى أبي نعيم محدّث أصبهان.
وقد استفاد الخطيب من أبى نعيم كثيرا، فروى عنه في «تاريخ بغداد» 589 رواية بأسانيد مختلفة، وتحمل عنه مصنفا لعبد الله بن محمد أبى الشيخ الأنصارىّ، وآخر لمحمد بن إسحاق السراج، وثالثا لأبى القاسم سليمان الطبرانيّ.
وقد روى الخطيب في «تاريخ بغداد» عن عدد من الشيوخ الذين لقيهم فيها وهم:
أَبُو الْفَتْحِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الصمد الدليل، وأَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر الْعَطَّارُ، وأبو بكر مُحَمَّد بن عبد الله بن صالح العطار، وأبو سعيد الحسين بن محمد بن
__________
[1] انظر هذه الرسالة في سير أعلام النبلاء 11/416.(1/10)
عبد الله بن حسنويه الكاتب، وأَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ جَعْفَرٍ الإِمَامُ، وأبو الحسين أحمد بن الحسين الأصبهانى، وأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ اليزدي، وأَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شاذة الأصبهانى، وأَبُو الْقَاسِم إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان المؤدب، وأَبُو القاسم عمر بْن عبد اللَّه بْن عمر التميمي المؤدب، وأَبُو عَلِيّ أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيم الصيدلاني، وأَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَبِي عُمَرَ بن قيصر الضبي، وغيرهم.
ولا يعرف متى زار الخطيب الدينور، وهل زارها في إحدى رحلتيه إلى المشرق أم رحل إليها خاصة، فقد روى في «تاريخ بغداد» عن اثنين من الشيوخ لقيهما فيها وهما: أَبُو الْفَتْحِ مَنْصُورُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ أَحْمَدَ الزهري الخطيب، وأبو نصر أحمد بن الحسين القاضي.
استقرار الخطيب ببغداد فترة طويلة:
استقر الخطيب ببغداد ما بين سنتي 423 هـ- 440 هـ، وهي فترة غامضة من حياته، حيث لا تذكر المصادر سوى إفادته من إسماعيل بن أحمد الحيرى النيسابوري الذي مر ببغداد في طريقه إلى الحج سنة 423 هـ، فانتهز الخطيب الفرصة وقرأ عليه صحيح البخاري كله في ثلاثة مجالس، ولا شك أن هذه ليست القراءة الأولى له لصحيح البخاري، لكن الحيرى يرويه بسند عال، وطلب الإسناد العالي مما يحرص عليه كل محدث آنذاك.
وتذكر المصادر أيضا أن الخطيب أمّ الناس في الصلاة على جنازة أبى على الهاشمي أحد فقهاء الحنابلة، الذي كان قاضيا ببغداد سنة 428 هـ مما يعكس مكانته الاجتماعية وهو بعد في الثلاثين من عمره.
ويبدو أن الخطيب كان عاكفا في هذه الفترة على تصنيف كتابه «تاريخ بغداد» فاحتاج إلى الانزواء عن الحياة العامة ليتفرغ لمؤلفه الكبير، الذي أنجزه بشكل جعله يتمنى على الله في موسم الحج سنة 444 هـ أن تتاح له الفرصة ليحدث به في بغداد.
رحلته إلى الشام:
زار الخطيب دمشق مرارا، وقد سجل وجوده فيها سنة 440 هـ، ومر بها عند سفره إلى الحج سنة 444 هـ، حيث ذكر وجوده في برية السماوة قاصدا دمشق في طريقه إلى الحج في شهر رمضان سنة 445 هـ، وبعد الحج سلك في العودة طريق(1/11)
الشام أيضا، فرجع إلى دمشق حيث ذكر وجوده فيها في الثاني من جمادى الأولى سنة ست وأربعين وأربعمائة.
أما زيارته الرابعة لدمشق فكانت عقب ذلك بخمس سنوات، حيث اضطر إلى الخروج من بغداد على أثر حركة أبى الحارث البساسيرى فيها سنة 401 هـ، وتعرض بعض الحنابلة له بالأذى، وكان الخطيب وثيق الصلة بالوزير ابن المسلمة مما قوى مركزه ببغداد ومنع خصومه عنه، فلما قتل ابن المسلمة في حركة ابن البساسيرى فقد الخطيب سنده وحاميه، فخرج إلى دمشق حاملا معه عددا من الكتب التي كانت تحتويها مكتبته، وقد ذكر الخطيب أنه خرج من بغداد يوم النصف من صفر سنة إحدى وخمسين وأربعمائة، وأنه كان بدمشق في يوم عيد الأضحى من نفس السنة.
وقد مكث الخطيب في دمشق فترة طويلة لم يمكثها في مدينة أخرى سوى بغداد، وكان يعقد مجلسه في الجامع الأموى بدمشق حيث حدث بمصنفاته ومصنفات غيره من مسموعاته.
ولا شك أن الخطيب أفاد علماء دمشق أكثر مما استفاد منهم، فقد استقر بينهم بعد أن نضج علمه وتكاملت ثقافته.
وقد استمر الخطيب يحدث بدمشق رغم سيطرة الفاطميين عليها وعدم ارتياحهم من نشاطه العلمي، خاصة بعد أن بلغهم أنه يحدث بكتاب «فضائل الصحابة الأربعة» لأحمد بن حنبل، «وفضائل العباس» لأبى الحسن بن رزقويه، فقامت السعاية ضده، وكادوا أن يقتلوه لولا أن أجاره الشريف أبو القاسم بن أبى الجن العلوي، واحتال في خلاصه ثم سهل له الخروج إلى صور في صفر سنة 459 هـ.
وكان الخطيب قد زار صور عند عودته من الحج سنة 446 هـ، ثم قدمها بعد إخراجه من دمشق، فمكث فيها من سنة 459 هـ إلى سنة 462 هـ.
كذلك زار الخطيب حلب وطرابلس بعد خروجه من صور سنة 462 هـ، ولا يعرف متى زار الخطيب صيدا، وكذلك لا يعرف متى زار المصيصة.
أما بيت المقدس فقد زارها إثر رجوعه من الحج، وسجل وجوده فيها في رجب سنة خمس وأربعين وأربعمائة، كما كان يتردد عليها خلال إقامته في صور.(1/12)
رحلته إلى الحجاز:
دخل الخطيب مكة حاجا، وسجل وجوده فيها في 8 ذى الحجة سنة 445 هـ، وقد التقى فيها ببعض الشيوخ الذين روى عنهم في «تاريخ بغداد» .
عودته إلى بغداد:
عاد الخطيب إلى بغداد بعد غياب طويل امتد أحد عشر عاما، فوصلها في ذى الحجة من سنة 462 هـ واستقر في حجرة بباب المراتب في درب السلسلة بجوار المدرسة النظامية.
صفات الخطيب البغدادي:
[1] كان الخطيب مهيبا وقورا نبيلا خطيرا، حسن الخط، كثير الشكل والضبط، فصيح القراءة، جهوري الصوت، منصرفا إلى العلم لا يحفل بالدنيا، ولا يحرص على التقرب من أهل السلطان والمال، لكن ذلك لم يمنعه من أن يكون حسن اللباس والهيئة، يجمع من المال ما يغنيه عن الحاجة إلى الناس، كما وصف الخطيب بالمروءة والكرم وعزة النفس والتواضع، لكنه لم يسلم من اتهام خصومه له وتشنيعهم عليه، وهذا مبعث تلك الروايات التي تحاول تشويه سمعته، فترميه مرة بالسكر، وأخرى بالتغزل بالغلمان بل وحبه لهم، وتنسب إليه أشعار قالها في ذلك، ومعظمها لا ينسجم مع طبيعة شخصيته وثقافته، كما أن رواة بعضها لا يوثق بهم.
مكانته العلمية وثقافته:
اهتم الخطيب بالحديث وعلومه، والفقه وأصوله، والأدب والتاريخ والأخبار، لكن أكثر اهتمامه كان في نطاق الحديث وعلومه [2] .
وكان الخطيب على مذهب الأشعريّ في الأصول، وللأشعرى قولان في الصفات:
أشهرهما التأويل، وثانيهما- وهو المتأخر- عدم التأويل والتعطيل، وهو مذهب السلف ومذهب الإمام أحمد وأهل الحديث.
وقد صرح الخطيب بأنه على مذهب أهل الحديث في الصفات، وهو القول الأخير للأشعرى أيضا.
__________
[1] موارد الخطيب، ص 50.
[2] موارد الخطيب، ص 47، 48.(1/13)
وأما في الفروع فكان الخطيب على مذهب الشافعي، ويقال أنه كان شافعيا منذ باكورة طلبه للعلم، ويقال أنه كان حنبليا ثم تحول إلى مذهب الشافعية. [1]
توثيقه:
وثقه من معاصريه: عبد العزيز الكتاني، وابن الأكفانى، وابن ماكولا.
وأشاد به وبعلمه كبار العلماء وجهابذة النقاد أمثال: السمعاني، وابن النجار، والسبكى، وقد اعتبره الكثيرون دارقطني زمانه، وجعلوه خاتمة المحدثين الحفاظ، وبه ختم ديوان المحدثين، كما عبر ابن عساكر وتابعه الذهبي في معناه.
وقد حاول خصومه الطعن في علمه ومن ذلك رميه بالتصحيف، وبتحديثه عن الضعفاء وبكثرة أوهامه، كما يرى بعض علماء الحنفية أنه يتعصب على رجال مذهبهم وخاصة في ترجمته للإمام أبى حنيفة رضى الله عنه.
ويتهمه ابن الجوزي بالتعصب ضد الحنابلة، كما أخذ عليه احتجاجه بالأحاديث الموضوعة في مصنفاته ومدحه للمبتدعة وأصحاب الكلام. وقد رد دارسوه معظم هذه الاتهامات.
وكذلك فقد اتهم بالتدليس، فقال الحافظ زين الدين العراقي: «وممن اشتهر بتدليس الشيوخ: أبو بكر الخطيب، فقد كان لهجا به في تصانيفه» وقد دافع عنه الحافظ ابن حجر العسقلاني فقال معقبا على كلام العراقي: «ينبغي أن يكون الخطيب قدوة في ذلك، وأن يستدل بفعله على جوازه، فإنه إنما يعمى على غير أهل الفن، وأما أهله فلا يخفى ذلك عليهم لمعرفتهم بالتراجم، ولم يكن الخطيب يفعل ذلك إيهاما للكثرة، فإنه مكثر من الشيوخ والمرويات، والناس بعده عيال عليه، وإنما يفعل ذلك تفننا في العبارة» .
وتدليس الخطيب للشيوخ من أصعب ما يواجه الباحث في مؤلفاته؛ لذلك نبه العلماء على بعض ذلك، فنبه الحافظ ابن حجر إلى أن الخطيب يذكر الحاكم النيسابوري باسم «محمد بن نعيم الضبي» ونبه الأكفانى إلى أنه يذكر «عبد العزيز بن محمد الكتاني» باسم «عبد العزيز بن أبى طاهر الصيرفي» .
__________
[1] موارد الخطيب، ص 50.(1/14)
مصنفات الخطيب البغدادي:
ألف الخطيب البغدادي مصنفاته في المجالات التي أولاها اهتماما وهي: الحديث وعلومه، والتاريخ، والرجال، والفقه وأصوله، والرقائق، والأدب.
وقد حاول خصومه اتهامه بانتحال هذه المصنفات زاعمين أنها لشيخه محمد بن على الصوري، فقد نقل عن ابن الطيوري قوله: «أكثر كتب الخطيب سوى «تاريخ بغداد» مستفاد من كتب الصوري، كان الصوري ابتدأ بها، وكانت له أخت بصور، مات الصوري وخلف عندها عدلا مخروما من الكتب، فلما خرج الخطيب إلى الشام حصل من كتبه ما صنف منها كتبه» [1] .
وما ذكره ابن الطيوري فرية لا تصح؛ لأن معظم مصنفات الخطيب أتمها قبل خروجه إلى الشام، وقد عقب الحافظ الذهبي على هذه الرواية بقوله: «ما الخطيب بمفتقر إلى الصوري، وهو أحفظ وأوسع رحلة وحديثا ومعرفة» . [2] .
ونذكر فيما يلي أسماء مؤلفات الخطيب البغدادي مرتبة حسب الموضوعات. [3]
في علم الحديث:
1- الأمالى. [4]
2- كتاب فيه حديث «الإمام ضامن والمؤذن ضامن» .
3- حديث عبد الرحمن بن سمرة وطرقه- في جزءين.
4- حديث النزول.
5- كتاب فيه حديث «نصر الله امرأ سمع منا حديثا» .
6- طريق حديث قبض العلم- في ثلاثة أجزاء.
7- حديث: «طلب العلم فريضة على كل مسلم» .
8- مجموع حديث أبى إسحاق الشيباني- في ثلاثة أجزاء.
__________
[1] موارد الخطيب، ص 49.
[2] انظر: موارد الخطيب، ص 55.
[3] سير أعلام النبلاء 11/419.
[4] موارد الخطيب، ص 56- 84. يوسف العش، ص 120- 134.(1/15)
9- مجموع حديث محمد بن جحادة، وبيان بن بشر، وصفوان بن سلين، ومطر الوراق، ومسعر بن كدام.
10- مجموع حديث (أو مسند) محمد بن سوقة- في ثلاثة أجزاء.
11- كتاب السنن. [1]
12- مسند أبى بكر الصديق رضى الله عنه- في جزء.
13- مسند صفوان بن عسال.
14- مسند نعيم بن همار الغطفاني- في جزء.
15- حديث جعفر بن حيان. [2] .
16- حديث الستة من التابعين وذكر طرقه، وهو حديث «أيعجز أحدكم أن يقرأ كل ليلة بثلث القرآن» . [3]
17- المسلسلات- في ثلاثة أجزاء.
18- الرباعيات- في ثلاثة أجزاء.
في الأحاديث المخرجة:
19- كتاب أطراف الموطأ.
20- جزء فيه أحاديث مالك بن أنس عوالي تخريج أبى بكر الخطيب. [4]
21- أمالى الجوهري، تخريج أبى بكر الخطيب، رواية محمد بن البزاز. [5]
22- فوائد أبى القاسم النرسي، تخريج الخطيب- في 20 جزءا.
23- فوائد عبد الله بن على بن عياض الصوري- في 4 أجزاء.
24- الفوائد المنتخبة الصحاح والغرائب. انتقاء الخطيب من حديث الشريف أبى القاسم على بن إبراهيم بن العباس بن أبى الجن الحسيني- في 20 جزءا. [6]
__________
[1] يوسف العش، ص 121. وفهرس مخطوطات الظاهرية ص 266. وبروكلمان 1/564.
[2] منه نسخة مختصرة في دار الكتب المصرية برقم 485 حديث، اختصرها الحافظ المنذرى.
[3] منه نسخة في الظاهرية حديث 390 (يوسف العش/ ص 122) .
[4] الظاهرية، مجموع 115 (ق 10- 18) . فهرس الظاهرية، ص 267.
[5] منه نسخة في الظاهرية (مجموع 101)
[6] منه مجلسان في الظاهرية (مجموع 105)
[7] منه قطعة في الظاهرية من الجزء الثامن مجموع (4) (46) 2، والجزء الثالث عشر مجموع 140 (139) والجزء الرابع عشر مجموع 40 (178) وجزء آخر مجموع 40 (172) .(1/16)
25- الفوائد المنتخبة الصحاح والغرائب، تخريج الخطيب لأبى القاسم المهروانى. [1]
26- الفوائد المنتخبة الصحاح العوالي، تخريج الخطيب، لجعفر بن أحمد بن الحسين السراج القارئ. [2]
27- مجلس من إملاء أبى جعفر محمد بن أحمد بن المسلمة، تخريج الخطيب. [3]
28- منتخب من حديث أبى بكر الشيرازي وغيره. [4]
في مصطلح الحديث:
29- الكفاية في علم الرواية. [5]
30- الفصل للوصل المدرج في النقل- في تسعة أجزاء.
31- الإجازة للمعدوم والمجهول. [6]
32- بيان حكم المزيد في متصل الأسانيد.
في آداب المحدث:
33- اقتضاء العلم العمل. [7]
34- شرف أصحاب الحديث. [8]
35- نصيحة أهل الحديث. [9]
36- الرحلة في طلب الحديث. [10]
37- تقييد العلم. [11]
38- الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع.
__________
[1] منه نسخة في الظاهرية، حديث 353 ومجموع 47 (4) .
[2] منه أجزاء في الظاهرية، انظر: فهرس الظاهرية للألبانى 268.
[3] منه نسخة في الظاهرية، مجموع 117 (21)
[4] منه نسخة في الظاهرية، حديث 330 (ق 27- 35)
[5] طبع أكثر من مرة.
[6] منه نسخة في مكتبة السلطان أحمد الثالث تحت رقم 612/243/12
[7] طبع بتحقيق صبحى السامرائى
[8] طبع بتحقيق الألبانى.
[9] طبع بتحقيق محمد سعيد خطيب أوغلى.
[10] طبع بتحقيق صبحى السامرائى
[11] طبع بتحقيق صبحى السامرائى.
[12] طبع بتحقيق يوسف العش.
[13] طبع أكثر من مرة.(1/17)
في علم رجال الحديث:
39- الأسماء المبهمة في الأنباء المحكمة- في جزء. [1]
40- الأسماء المتواطئة والأنساب المتكافئة.
41- تلخيص المتشابه في الرسم وحماية ما أشكل منه عن بوادر التصحيف والوهم. في ستة عشر جزءا [2] .
42- تالى التلخيص، في أربعة أجزاء. مستدرك على التلخيص.
43- التبيين لأسماء المدلسين. في جزءين.
44- التفصيل لمبهم المراسيل [3]- في جزء.
45- تمييز المزيد في متصل الأسانيد- ثمانية أجزاء.
46- رافع الارتياب في المقلوب من الأسماء والأنساب.
47- الرواة عن شعبة. في ثمانية أجزاء.
48- الرواة عن مالك بن أنس، وذكر حديث لكل منهم في تسعة أجزاء.
49- روايات الصحابة عن التابعين، جزء.
50- رواية الآباء عن الأبناء، في جزء.
51- غنية الملتمس في إيضاح الملتبس، [4] في مجلد.
52- كتاب فوائد النسب.
53- كتاب المتفق والمفترق [5] ، في ستة عشر جزءا.
54- من حدث ونسى، في جزء.
55- من وافقت كنيته اسم أبيه مما لا يؤمن وقوع الخطأ فيه، في ثلاثة أجزاء.
56- المؤتنف في تكملة المختلف والمؤتلف، في أربعة وعشرين جزءا. [6]
__________
[1] منه نسخة في الظاهرية مجموع 101 (19) ونسخ أخرى (موارد الخطيب 69، 70) .
[2] منه قطعة كبيرة بجامع الزيتونة، وفي الظاهرية، ودار الكتب المصرية
[3] منه نسخة في السكوريال رقم 1597.
[4] منه نسخة في برلين 1059، وفي آصفية 3/328، 191.
[5] طبع أخيرا، ونسخه الخطبة كثيرة ذكرت في مقدمته.
[6] في الظاهرية نسخة باسم «المؤتلف والمختلف» برقم حديث 285 (140) .(1/18)
57- المكمل في بيان المهمل، في ثمانية أجزاء. [1]
58- كتاب الوفيات.
59- السابق واللاحق في تباعد ما بين وفاة الراويين عن شيخ واحد. في 9 أجزاء. [2]
60- كتاب موضح أوهام الجمع والتفريق. [3]
في التاريخ:
61- تاريخ بغداد. وسنتكلم عنه فيما بعد.
62- مناقب الشافعي.
63- مناقب أحمد بن حنبل.
في العقائد:
64- مسألة الكلام في الصفات. [4]
65- القول في علم النجوم- في جزء. [5]
في أصول الفقه:
66- الفقيه والمتفقه. [6]
67- الدلائل والشواهد على صحة العمل بخبر الواحد.
في الفقه:
68- نهج (أو منهج) الصواب في أن التسمية آية من فاتحة الكتاب- في جزءين.
69- إبطال النكاح بغير ولى- في جزء.
70- إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلاةُ فَلا صَلاةَ إِلا الْمَكْتُوبَةُ.
__________
[1] انظر فهرس مخطوطات الظاهرية ص 268.
[2] منه نسخة في شيستريتى رقم 3508. دار الكتب المصرية (381 مصطلح حديث) .
[3] طبع بالهند في جزءين.
[4] منه نسخة في الظاهرية، مجموع 16 (ق 43- 44) .
[5] منه نسخة في عساشر أفندى بإستنبول 1/190.
[6] طبع بالرياض بعناية إسماعيل الأنصارىّ.(1/19)
71- الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم في الصلاة. في جزءين. [1]
72- الحيل. في أربعة أجزاء.
73- ذكر صلاة التسبيح والأحاديث التي رويت عن النبي صلّى الله عليه وسلم فيها، اختلاف ألفاظ الناقلين. [2]
74- الغسل للجمعة، في جزءين.
75- القضاء باليمين مع الشاهد. في جزءين.
76- القنوت والآثار المروية فيه على اختلافها وترتيبها على مذهب الشافعي، في ثلاثة أجزاء.
77- النهى عن صوم يوم الشك. في جزء.
78- الوضوء من مس الذكر.
79- مسألة الاحتجاج للشافعي فيما أسند إليه والرد على الطاعنين بعظم جهلهم عليه. في جزء. [3]
في الزهد والرقائق:
80- بيان أهل الدرجات العلى.
81- كتاب فيه خطبة عائشة في الثناء على أبيها.
82- المنتخب من الزهد والرقائق. [4]
في الأدب:
83- التنبيه والتوقيف على فضائل الخريف.
84- البخلاء. [5]
85- التطفيل وحكايات الطفيليين وأخبارهم ونوادر كلامهم وأشعارهم. [6]
86- كشف الأسرار.
__________
[1] ) فهرس الظاهرية، ص 268.
[2] منه نسخة بالظاهرية (حديث 279) 194.
[3] فهرس الظاهرية، ص 269.
[4] فهرس الظاهرية، ص 269.
[5] طبع أكثر من مرة.
[6] طبع أكثر من مرة.(1/20)
87- رياض الأنس إلى حضائر القدس. [1]
وفاة الخطيب البغدادي:
لما عاد الخطيب من رحلته إلى الحجاز استقر في حجرة بباب المراتب في درب السلسلة بجوار المدرسة النظامية، وأخذ يلقى دروسه في حلقته بجامع المنصور، وفي حجرته أحيانا.
وقد مرض الخطيب في رمضان سنة 463 هـ، فأوصى بتفريق ثروته، ووقف كتبه على المسلمين وسلمها إلى أبي الفضل بن خيرون ليعيرها لمن يطلبها.
وفي يوم الاثنين سابع ذى الحجة سنة 463 هـ، توفى الخطيب البغدادي، وشيعت جنازته وحضرها العلماء والكبراء، ودفن في مقبرة باب حرب في جوار بشر الحافى. [2]
__________
[1] الظاهرية، تفسير 122 (144) .
[2] الوافي بالوفيات 7/192. ومعجم الأدباء 1/259. والمنتظم، لابن الجوزي(1/21)
كتاب تاريخ بغداد أهميته- منهجه- وترتيبه
أهميته:
يعد «تاريخ بغداد» من أهم وأكبر مؤلفات الخطيب البغدادي، إذ يضم الكتاب 7831 ترجمة للمحدثين وأرباب العلوم الأخرى ورجالات المجتمع والدولة، فهو تاريخ النخبة وهم أصحاب الكفاءات والمبرزين في المجتمع.
ولقد استبطن الخطيب البغدادي في كتابه بعض الكتب التي ألفت في تاريخ بغداد وفقدت، فحفظها لنا الخطيب في تاريخه، وخاصة التي انفرد بها أو يكاد.
وتظهر أهمية «تاريخ بغداد» من ناحية الحياة الثقافية في أنه يكشف عن طرق التدريس ومناهج العلماء ومقاييسهم وعلاقتهم مع تلاميذهم، والتعريف بالمدارس التي انتشرت في القرنين الرابع والخامس، وكذلك الحلقات العلمية ومجالس العلماء في المساجد للتحديث والتدريس. [1]
كما يعكس «تاريخ بغداد» نشاط العلماء ومدى اتصال الحركة الفكرية في المدن الإسلامية ببعضها البعض، وذلك عن طريق ذكره رحلة العلماء في طلب العلم، إما تصريحا أو بواسطة ذكر نسبتهم إلى أكثر من مدينة مما يدل على دخولهم إلى مدن عديدة، وبالتالى يعكس مدى الصلات الفكرية بين تلك المدن. [2]
ولا شك أن الأهمية العظمى للكتاب «تاريخ بغداد» تكمن في مجال الحديث، حيث ترجم الخطيب البغدادي لحوالى خمسة آلاف ترجمة هم من رجال الحديث من إجمالى 7831 ترجمة هم عدد تراجم الكتاب.
ولقد استخدم الخطيب البغدادي الإسناد بدقة عند سرد الروايات سواء كانت تتصل بالحديث ورجاله أو بالتاريخ أو بالأدب، وبذلك أعان على الكشف عن موارده، ونظرا لفقدان معظم المصنفات التي اقتبس منها، بل إن بعضها لم تشر إليها الكتب المختصة بأسماء المؤلفات، فإن لاقتباساته عنها بأسانيده إليها أهمية عظيمة في التعريف بكثير من المؤلفات المفقودة، وخاصة في الحديث والتاريخ مما له أهمية كبيرة في دراسة تاريخ التأريخ وتأريخ الحديث. [3]
__________
[1] موارد الخطيب، ص 87- 88.
[2] موارد الخطيب، ص 88- 89.
[3] موارد الخطيب، ص 89- 90.(1/22)
ولا بد من التنويه بأهمية «تاريخ بغداد» في ذكر أسماء العديد من المصنفات، وقد بلغت 446 كتابا ألفت جميعا خلال القرون الثالث والرابع والخامس، وهي في موضوعات شتى هي: علوم القرآن والقراءات (57 كتابا) والتفسير (24 كتابا) والحديث (73 كتابا) وعلوم الحديث وشرحه (21 كتابا) والفقه (21 كتابا) وأصول الفقه (3 كتب) والعقائد والفرق (12 كتابا) والرقائق والتصوف (6 كتب) والمنطق وعلم الكلام (3 كتب) والسيرة النبوية (9 كتب) والفضائل والمناقب (4 كتب) والتراجم (8 كتب) وعلم الرجال (56 كتابا) والتاريخ (10 كتب) والأخبار (12 كتابا) والنسب (11 كتابا) والمبتدأ (3 كتب) والأدب ودواوين الشعر (37 كتابا) واللغة (30 كتابا) والنحو والصرف (31 كتابا) والجغرافية (كتابان) وكتب أخرى متفرقات (13 كتابا) . وعند مقارنة هذه القائمة بكتاب الفهرست لابن النديم تبين أن الخطيب البغدادي ذكر 298 كتابا لم يذكرها ابن النديم، مما يدل على أهمية الإضافة التي قدمها الخطيب البغدادي بسبب ذكره مصنفات أصحاب التراجم أحيانا، رغم أنه أهمل الإشارة إلى كثير من المصنفات الأخرى التي صنفها أصحاب التراجم الذين تناولهم كتابه. [1]
ويلاحظ أن الخطيب أهمل تخريج تراجم الرياضيين والفلكيين والفلاسفة، ولم يستوعب تراجم رجالات السياسة والإدارة والحرب ولا الأدباء والشعراء والمغنين، بل لم يستوعب تراجم غير المحدثين الذين فاته ذكر بعضهم فاستدركهم عليه ابن النجار وغيره من أصحاب الذيول على «تاريخ بغداد» كما لم يقدم الخطيب في تاريخه معلومات مفصلة عن التاريخ السياسى والعسكري ولا عن الإدارة والنواحي الاقتصادية، ومن ثم فإن «تاريخ بغداد» ليس تاريخا شاملا رغم غناه ووفرة مادته عن الحياة الثقافية. [2]
ولعل ما يبرز أهمية «تاريخ بغداد» أيضا هو اقتباس المؤلفات التي أرخت للفترة التي تناولها ونقل مؤلفيها عن «تاريخ بغداد» ومن أبرز المؤلفين الذين أكثروا النقل عنه:
على بن هبة الله بن ماكولا (475 هفي كتابه «الإكمال» .
أبو سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني (562 هفي كتابه «الأنساب» .
__________
[1] موارد الخطيب، ص 90- 91.
[2] موارد الخطيب، ص 91.(1/23)
ابن أبى يعلى (ت 526 هفي «طبقات الحنابلة» .
أبو الفرج عَبْد الرَّحْمَن بْن عليّ بْن الجوزي (597 هفي كتابيه «المنتظم في تاريخ الملوك والأمم» و «المصباح المضيء في أخبار المستضىء» .
وياقوت الحموي (626 هفي كتابيه «معجم البلدان» و «إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب» وأبو العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن خلكان (681 هفي كتابه «وفيات الأعيان» وابن الفوطي (723 هفي «تلخيص مجمع الآداب في معجم الألقاب» .
والحافظ شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي (748 هفي كتبه: «تذكرة الحفاظ» و «ميزان الاعتدال» و «سير أعلام النبلاء» و «تاريخ الإسلام» وفي غيرها من مؤلفاته الكثيرة.
وابن نقطة في كتابه «التقييد في رواة السنن والمسانيد» .
وابن فرحون في: الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب» .
وتاج الدين عبد الوهاب بن على السبكى (771 هفي كتابه «طبقات الشافعية الكبرى» .
والحافظ ابن حجر العسقلاني في «تهذيب التهذيب» .
والسيوطي في «بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة» . [1]
والداودي في «طبقات المفسرين» ، وغيرهم الكثير.
ويرجع ذلك إلى ثقة هؤلاء في مادة «تاريخ بغداد» واعتمادهم عليه وشهرته.
منهج الخطيب في تاريخه:
حاول الخطيب أن يترجم لسائر العلماء الذين عاشوا ببغداد أو زاروها منذ إنشائها حتى عصره، فاعتمد على المصنفات التي سبقته ومنها كتب في تراجم المحدثين وأخرى في تراجم الخلفاء أو الأدباء أو الشعراء ومنها كتب الحوليات.
كما اهتم بتخريج أحاديث للمترجمين فاستخدم كتب الحديث ومعاجم الشيوخ
__________
[1] موارد الخطيب 82- 93.(1/24)
ومنتخبات وأجزاء حديثية يختلط فيها الحديث والضعيف، وقد تعقب الخطيب بعضها وانتقدها، ولكنه لم يفعل ذلك دائما، ولتعقيبات الخطيب على الأحاديث أهمية كبيرة لتضلعه في الحديث وعلومه. [1]
وهكذا فإن الخطيب استفاد من المؤلفات التي سبقته في تأليف كتابه، حتى إن ما اقتبسه يكوّن حوالى ثلاثة أرباح مادة كتابه.
ولا شك أن الخطيب وجد أمامه مكتبه هائلة في التراجم والتاريخ والأدب انتقى منها مصادره، ثم انتقى من مصادره الروايات التي ضمنها «تاريخ بغداد» فمعلوماته عن صاحب الترجمة قد تكون أوسع بكثير مما كتبه عنه، وقد صرح الخطيب بذلك في أحد المواضع.
وعملية الانتقاء هذه ضرورية في مصنفه لعدة أسباب: منها الحذر من تضخم كتابه فهو مع اقتضابه في معظم التراجم جاء بحجم كبير. ومنها تكرر المعلومات بسبب تماثل الروايات عن صاحب الترجمة في الكتب المختلفة.
وقد حاول الخطيب أن يقدم ترجمة متكاملة تحتوى على التعريف بصاحب الترجمة بذكر اسمه ونسبه وكنيته وشيوخه وتلاميذه، وأحيانا يسرد بعض أخباره الدالة على أخلاقه ومكانته، ثم أقوال النقاد في بيان حاله من الجرح والتعديل، ثم تاريخ وفاته، وربما موضع قبره.
وهذا قد يضطره أحيانا إلى أن يقتطع أجزاء من النصوص المقتبسة ليمنع تكرر المعلومات وليؤلف بينها في محاولة تكوين عناصر الترجمة الضرورية؛ لكن المقارنات مع الأصول التي اقتبس منها تدل على عدم تصرفه بأسلوب المصنفين الذين نقل عنهم، بل كان مثالا للأمانة العلمية والدقة. [2]
والخطيب عالم ناقد متفحص، وتظهر سعة اطلاعه وقابليته على النقد والتمحيص في بيان أوهام العلماء والمصنفين السابقين وتصحيحها، وفي الكشف عن الروايات الشاذة التي خالفت ما اتفق عليه العلماء، وفي الترجيح بين الروايات المتعارضة.
فأما بيان أوهام العلماء والمصنفين السابقين فقد كشف الخطيب في مواضع كثيرة
__________
[1] موارد الخطيب، ص 97، 89.
[2] موارد الخطيب، 98.(1/25)
عن أوهام وأخطاء وقع فيها علماء كبار ثم صححها، وهي تتعلق إما بتواريخ الوفيات أو بتواريخ الموالد، أو في التعريف بمدن ومواطن الرواة، أو في اعتبار عدد من الرواة إخوة وليسوا كذلك، أو في عدم تمييز المتشابه من الأسماء. [1]
وأبرز الأعلام الذين استدرك عليهم أخطاءهم هم: شعبة بن حجاج، ويحيى بن معين، وأحمد بن حنبل، وأبو عبيد القاسم بن سلام، ويعقوب بن سفيان الفسوي، وابن أبى حاتم الرازي، ومحمد بن عبد الله بن عمار، والجوزجاني، ومحمد بن إسماعيل البخاري، ومحمد بن مخلد الدوري، وابن قانع البغدادي، وأبو سعيد بن يونس، وأبو الحسين بن المنادى، والدارقطني، ومحمد بن يعقوب الأصم، وزكريا بن يحيى الساجي، وأبو زكريا الأزدى، وهلال بن المحسن الصابي، ويوسف القواس، ووكيع القاضي، وعبد الله بن محمد البغوي، وأبو القاسم الطبرانيّ.
أما من طبقة شيوخه فقد استدرك على كل من أبى نعيم الأصبهانى، وأبى العلاء محمد بن على الواسطي، وهبة الله بن الحسن الطبري، وأبى على الحسن بن أبى بكر ابن شاذان، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، وَمحمد بْنُ أحمد العتيقى، وأبى بكر البرقاني، وأبى القاسم الأزهرى.
وسائر هؤلاء الأعلام من المتضلعين إما في الحديث والرجال أو في التاريخ والأخبار، وبالطبع فلن يقدح فيهم أن يخطئوا فحسبهم أن أخطاءهم أمكن حصرها وعدها عليهم، لكن مما يعلى من شأن الخطيب وعلمه أن يتفطن لهذه الأخطاء ويصححها رغم فواتها على الأكابر، وإن كان لهم فضل السبق مع أنهم لم يتيسر لهم ما تيسر للخطيب من المصنفات الكثيرة في علم الرجال والحديث والتاريخ التي شاعت في عصره. [2]
وأما ما يتعلق بكشفه عن الروايات الشاذة فإنه يدل على سعة اطلاع لأن معرفة ذلك يقتضى الإحاطة بسائر الروايات ومعرفة الإجماع لأن الشاذ ما خالفه.
وقد ضبط الخطيب على كبار المصنفين ما شذوا فيه من روايات خالفوا بها ما اتفق عليه العلماء، ولعلهم في الغالب جانبوا الصواب فيها، إذ الاحتمال ضعيف في أن يكون المصنف قد انفرد بذكر ما هو صواب ومن سواه اتفقوا على ما هو خطأ. [3]
__________
[1] موارد الخطيب، 98، 99.
[2] موارد الخطيب، ص 100.
[3] موارد الخطيب، ص 100.(1/26)
وقد سجل الخطيب هذه المخالفات أو الروايات الشاذة، وهي إما مخالفة في أسماء الرواة، أو التوهم فيها، أو تصحيفها، أو قلبها، أو في جعل الاثنين واحدا، أو الخطأ في الكنى أو الأنساب، أو في تحديد طبقة الرجل أو موضع قبره، أو وقوع التصحيف في ألفاظ الأحاديث، أو النقص في أسانيدها.
ويكتفى الخطيب بإظهار شكه في بعض الروايات عند ما لا يمكنه القطع بصحتها أو زيفها، كما أنه يرد بعض هذه الأخطاء إلى النقلة.
وأما ترجيح الخطيب بين الروايات المتعارضة فيقع خاصة في سنى الوفيات وأحيانا في سنى الموالد، أو في الأسماء أو المتفق والمفترق، وقد يكتفى بحكاية الاختلاف بين العلماء في الأسماء، أو النسبة أو الكنى، أو الأنساب، أو في مدينة صاحب الترجمة. [1]
والخطيب يدقق ويحقق، فإذا لم يتم له التحقق من الخبر حكاه بصيغة التمريض، وقد تقوم بعض القرائن عنده على أن اثنين ممن ترجمت لهم الكتب المتقدمة على كتابه هما واحد، لكن القرائن لا تكفى للبت بذلك فيحتاط ويترجم لاثنين.
وقد ترجم مرة لشخص مختلق لينبه على ذلك، وهو يتوقف أمام أسماء بعض الرواة الذين لا تتوافر له معلومات كافية للتعريف بهم فيذكر الاحتمالات دون أن يجازف ودون أن يقصر بترك التعقيب عليهم.
كذلك هو يتوقف فيما يشتبه عليه متجنبا المجازفة في العلم، وعند ما يروى بعض أخبار الصوفية العجيبة فإنه يعبر بلفظ «يحكى عن» وصرح مرة ببراءته من عهدة هذه الأخبار لأنه مجرد ناقل. وهذا لا يعنى أن الخطيب انتقد سائر الروايات التي تظهر فيها المبالغة بل سكت عن بعضها. [2]
ترتيب تاريخ بغداد:
رتب الخطيب البغدادي تراجم كتابه على أساس الحروف بصفة عامة، ولكنه لم يلتزم الترتيب المعجمى داخل الحرف الواحد، لكنه يبدو أنه قد راعى نظام الطبقات أحيانا داخل الحرف الواحد والاسم الواحد، ولم يلتزم ذلك أيضا ولم يصرح به.
ولكن نستطيع القول بأنه كان يقدم تراجم المتقدمين على المتأخرين دائما.
__________
[1] موارد الخطيب، ص 101، 102.
[2] موارد الخطيب، ص 102.(1/27)
وعلى الرغم من أن تراجم الكتاب مترتبة طبقا لترتيب الحروف إلا أنه قد تكررت بعض التراجم، ويرجع ذلك إلى أن الخطيب كان يورد ترجمة الرجل في ترتيبها حسب الحروف، ثم إن كانت له كنية أو لقب يشتهر به، أو كان هناك اختلاف بين المصنفين المتقدمين في اسم صاحب الترجمة، أعاده مرة أخرى، ولكن بصورة مختصرة ويشير إلى أنها قد سبقت.
أما بالنسبة لتكرار الروايات فإن الخطيب كان يتفادى ذلك بالإحالة إلى موضع الرواية التي سبق إيرادها إن هو احتاج إليها في ترجمة أخرى، بل كان يحيل إلى مؤلفاته كالجامع، وموضح أوهام الجمع والتفريق، ومناقب أحمد إن احتاج الأمر للتفصيل.
المختصرات والذيول على تاريخ بغداد:
لقد ذيل الكثيرون على «تاريخ بغداد» للخطيب باعتباره أصلا، وكذلك اختصروه لتسهيل الاستفادة منه.
فبالنسبة للمختصرات فهناك مختصر لابن مكرم وآخر للحافظ الذهبي. [1]
وكذلك اختصره مسعود بن محمد بن أحمد بن حامد البخاري، [2] وليحيى بن عبيد الله الحكيم البغدادي مصنف سماه «المختار من مختصر تاريخ بغداد لأبى بكر الخطيب البغدادي» [3] أما الذيول فسوف نرجئ الكلام عنها عند تناولنا للذيول بالتحقيق، إن شاء الله.
__________
[1] الإعلان بالتوبيخ، للسخاوى، ص 622- 623.
[2] المجلد الأول منه في برلين 9850 يقع في 165 ورقة نسخت منه 5846
[3] منه نسخة في رئيس الكتاب تحت رقم 692 بتركيا تحتوى على الجزء الثاني في 159 ورقة نسخت سنة 609 هـ.(1/28)
منهج التحقيق
اعتمدنا في تحقيق «تاريخ بغداد» على مخطوطة دار الكتب المصرية تحت رقم (تاريخ 3196) بالإضافة للمطبوعة الوحيدة للكتاب في 14 مجلدا والتي اعتمد في طبعها على أجزاء متفرقة من مكتبات عديدة ذكرت في حواشيها وكان عملنا في الكتاب ما يلي:
1- مقارنة المطبوعة بمخطوطة دار الكتب المصرية مع إثبات الاختلافات في أغلب الأحيان، وكذلك إثبات الاختلافات مع النسخ الأخرى واستخلاص نسخة صحيحة بقدر المستطاع، ثم مقارنة النصوص الواردة بالكتاب بمصادرها التي نقلت منها كلما أمكن ذلك.
2- كتابة النص طبقا للقواعد الإملائية الحديثة وإثبات علامات الترقيم وبدايات السطور.
3- ضبط أغلب النص بالشكل وخاصة الأعلام والأنساب وغيرها مما يلتبس الأمر فيه على الباحث.
4- تخريج الأحاديث النبوية الشريفة على كتب السنة بقدر الإمكان، وكذلك الآيات القرآنية على المصحف الشريف.
5- تخريج التراجم الواردة بالكتاب على كتب التاريخ والتراجم كلما أمكن ذلك.
6- التعليق على بعض الكلمات وكذلك الأنساب والروايات وبخاصة الروايات التي وردت في ترجمة أبي حنيفة.
7- عمل مقدمة للكتاب شملت التعريف بالمؤلف والترجمة له بترجمة وافية، ثم التعريف بالكتاب من حيث أهميته ومنهجه وترتيبه ومختصراته وذيوله.
8- ذكرنا في النهاية المراجع التي تم الرجوع إليها والاعتماد عليها في التحقيق.
وبعد، فعساني أكون قد قدمت عملا يضاف إلى المكتبة الإسلامية ويخدم طلبة العلم والباحثين، راجيا من القارئ أن يتجاوز عما يكون في هذا العمل من خطأ غير مقصود، وأن يدعو الله لنا بالعفو والعافية إنه قريب مجيب، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
المحقق مصطفى عبد القادر عطا الأهرام في: ليلة النصف من شعبان سنة 1416 هـ(1/29)
(بسم الله الرّحمن الرّحيم)
مقدمة المصنف
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ، ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ، لا يحصي عدد نعمته العادّون، ولا يؤدي حق شكره المتحمّدون، ولا يبلغ مدى عظمته الواصفون، بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ.
أحمده على الآلاء، وأشكره على النعماء، وأستعين به في الشدة والرخاء، وأتوكل عليه فيما أجراه من القدر والقضاء؛ وأشهد أن لا إله إلا الله، وأعتقد أن لا رب إلا إياه، شهادة من لا يرتاب في شهادته، واعتقاد من لا يستنكف عَنْ عبادته.
وأشهد أن محمدا عبده الأمين، ورسوله المكين، حسّن الله به اليقين، وأرسله إلى الخلق أجمعين، بلسان عربي مبين؛ بلغ الرسالة، وأظهر المقالة، ونصح الأمة، وكشف الغمة، وجاهد في سبيل الله المشركين، وعبد ربه حتى أتاه اليقين؛ فصلى الله على محمد سيد المرسلين، وعلى أهل بيته الطّيّبين، وأصحابه المنتخبين، وأزواجه الطاهرات أمهات المؤمنين، وتابعيهم بالإحسان إلى يوم الدين.
هذا كتاب «تاريخ مدينة السلام وخبر بنائها، وذكر كبراء نزّالها، وذكر وارديها وتسمية علمائها» . ذكرت من ذلك ما بلغني علمه، وانتهت إلي معرفته؛ مستعينا على ما يعرض من جميع الأمور بالله الكريم، فإنه لا حول ولا قوة إلا باللَّه العلي العظيم.
أَخْبَرَنَا عَبْد العزيز بْن أَبِي الْحَسَن القرميسيني قَالَ: سَمِعْتُ عُمَر بْن أَحْمَدَ بْن عُثْمَانَ يقول: سمعت أبا بكر النيسابوري يقول: سمعت يونس بْن عَبْد الأعلى يقول قَالَ لي الشافعي: يا يونس دخلت بغداد؟ قَالَ: قلت: لا. قَالَ: ما رأيت الدّنيا [1] .
__________
[1] انظر الخبر في: المنتظم لابن الجوزي 8/84.(1/33)
باب القول في حكم بلد بغداد وغلته وما جاء في جواز بيع أرضه وكراهته
أول ما نبدأ في كتابنا هذا: ذكر أقوال العلماء في أرض بغداد وحكمها وما حفظ عنهم من الجواز والكراهة لبيعها؛ فذكر عَنْ غير واحد منهم أن بغداد دار غصب لا تشترى مساكنها ولاتباع. ورأى بعضهم نزولها باستئجار؛ فإن تطاولت الأيام فمات صاحب منزل أو حانوت أو غير ذلك من الأبنية لم يجيزوا بيع الموروث؛ بل رأوا أن تباع الأنقاض دون الأرض، لأن الأنقاض ملك لأصحابها وأما الأرض فلا حق لهم فيها إذ كانت غصبا.
أنبأنا أبو القاسم الأزهري، أنبأنا أحمد بن محمّد بن موسى القرشيّ، وأنبأنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، أَنْبَأَنَا محمّد بن العبّاس الخزّاز. قالا: أنبأنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ أَبُو الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنِي أَبُو الْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ: أَنَّ أَبَاهُ لَمَّا مَاتَ أَرَادَتْ وَالِدَتُهُ أَنْ تبيع دارا ورثاها. فَقَالَتْ لِي: يَا بُنَيَّ امْضِ إِلَى أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ وَإِلَى بِشْرِ بْنِ الْحَارِثِ فَسَلْهُمَا عَنْ ذَلِكَ؛ فَإِنِّي لا أُحِبُّ أَنْ أَقْطَعَ أَمْرًا دُونَهُمَا، وَأَعْلِمْهُمَا أَنَّ بِنَا حَاجَةً إِلَى بَيْعِهَا. قَالَ: فَسَأَلْتُهُمَا عن ذلك، فاتفق قولاهما عَلَى بَيْعِ الأَنْقَاضِ دُونَ الأَرْضِ، فَرَجَعْتُ إِلَى وَالِدَتِي فَأَخْبَرْتُهَا بِذَلِكَ فَلَمْ تَبِعْهَا. وَمَنَعَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ مِنْ بَيْعِ أَرْضِ بَغْدَادَ لِكَوْنِهَا مِنْ أَرْضِ السَّوَادِ؛ وَأَرْضُ السَّوَادِ عِنْدَهُمْ مَوْقُوفَةٌ لا يَصِحُّ بَيْعُهَا. وَأَجَازَتْ طَائِفَةٌ بَيْعَهَا؛ وَاحْتَجَّتْ بِأَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَقَرَّ السَّوَادَ فِي أَيْدِي أَهْلِهِ، وَجَعَلَ أَخْذَ الْخَرَاجِ مِنْهُمْ عِوَضًا عَنْ ذَلِكَ.
وَكَانَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ السَّلَفِ يَكْرَهُ سُكْنَى بَغْدَادَ وَالْمُقَامَ بِهَا، وَيَحُثُّ عَلَى الْخُرُوجِ مِنْهَا.
وَقِيلَ: إِنَّ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ كَانَ لا يَرَى الصَّلاةَ فِي شَيْءٍ مِنْ بَغْدَادَ لأَجْلِ أَنَّهَا عِنْدَهُ غَصْبٌ.
أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم الأزهري، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْقُرَشِيُّ، وأخبرنا الحسن بن على الجوهري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن العباس الخزاز، قَالَ: أَخْبَرَنَا أحمد بن جعفر بن محمد بن عبيد الله المنادي نبّأ أَبُو العباس أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن بكر بْن خالد النّيسابوريّ المعروف بابن القصير، نبّأ عمر بْن أيوب، قَالَ: سألت الفضيل بْن عياض عَنِ المقام ببغداد. فقال لي: لا تقم بها واخرج عنها فإن أخبثهم مؤذنوهم.(1/34)
أنبأ أَبُو نعيم أَحْمَدُ بْن عَبْد اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إسحاق الحافظ بأصبهان نبأ أحمد بن بندار بن إسحاق أنبأنا محمّد بن يحيى بن مندة، قال: أن إبراهيم بن يزداد البغداديّ بأصبهان، قال: نبأنا محمد بْن يحيى الأزدي، قَالَ: قلت لعبد الله بْن داود، إن لي خالة ببغداد، قَالَ: اقطعها قطع القثاء.
حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَن بْن مُحَمَّدِ بْن الْحَسَن الخلال وأبو طالب عمر بن إبراهيم ابن سعيد الفقيه. قال: نبأنا يوسف بن عمر القوّاس نبأنا محمّد بن إسحاق المقري حَدَّثَنِي أَبُو عَبْد الله أحمد بْن يوسف بْن الضحاك، قَالَ: سمعت أَبِي يقول: سمعت بشر بْن الحارث يقول: بغداد ضيقة على المتقين لا ينبغي لمؤمن أن يقيم فيها. قلت له:
فهذا أحمد بْن حَنْبَل فما تقول؟ قَالَ: دفعتنا الضرورة إلى المقام بها كما دفعت الضرورة المضطر إلى أكل الميتة.
أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَن أحمد بن أبي جعفر القطيعي قال نبأنا عبيد الله بن عبد الرّحمن قال حدّثنا أبو عبد الرّحمن بن محمّد الزّهريّ قال نبأنا محمد بْن إبراهيم بْن جناد قَالَ سمعت أبا عمران الجصاص قَالَ قلت لأحمد بْن حَنْبَل: يا أَبَا عَبْد الله هذه أربعة دراهم: درهم من تجارة برة، ودرهم من صلة الإخوان، ودرهم من التعليم، ودرهم من غلة بغداد. فقال: ما منها شيء أحب إلي من التجارة، ولا فيها شيء أكره عندي من صلة الإخوان؛ وأما التعليم فإني أرجو أن لا يكون به بأس لمن احتاج إليه، وأما غلة بغداد فأنت تعرفها إيش [1] تسألني عنها.
حَدَّثَنِي عَبْد العزيز بْن علي الوراق قَالَ حَدَّثَنَا علي بْن عبد اللَّه الهمداني بمكة قال أنبأنا الخالدي قَالَ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْن عَبْد اللَّهِ بْن خالد، قال: سأل أحمد بْن محمد بْن حَنْبَل عَنْ مسألة في الورع. فقال: أنا أستغفر الله، لا يحل لي أن أتكلم في الورع؛ أنا آكل من غلة بغداد. لو كان بشر بْن الحارث صلح أن يجيبك عنه؛ فإنه كان لا يأكل من غلة بغداد ولا من طعام السواد؛ فهو يصلح أن يتكلم في الورع.
نبأنا أبو القاسم الأزهري أنبأنا أحمد بن محمّد بن موسى وأنبأنا الحسن بن على الجوهريّ قال أنبأنا محمّد بن العبّاس. قالا: أنبأنا أحمد بْن جعفر بْن محمد، قَالَ: وكان مما بقي في كتابي غير مسموع عَنْ أبي الحسن على بن إسماعيل البزار المعروف بعلوية، قال: نبأنا يحيى بْن الصامت، قَالَ: سأل رجل عَبْد الله بن المبارك: تري لي أن
__________
[1] أيش: معناها أي شيء.(1/35)
أنزل من بغداد متى ما دخلتها؟ قَالَ: إن ابتليت بذلك فانزل نهر الدجاج فإنه في أيدي أربابه لم يغصبوا عليه أحدا.
أَخْبَرَنِي عُبَيْد الله بْن أبي الفتح الفارسي قَالَ حَدَّثَنَا علي بْن محمد بْن إبراهيم الجوهري نبأنا أبو الحسن طلحة بن أحمد بن حفص الصّفّار نبأنا العبّاس بن يوسف نبأنا أبو الطّيّب الذام قَالَ سمعت ابْن المبارك يقول:
الزم الثغر والتعبد فيه ... ليس بغداد مسكن الزهاد
إن بغداد للملوك محل ... ومناخ للقارئ الصياد
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْد اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْد اللَّه الأصبهانيّ أنبأنا جعفر بن محمّد ابن نصير الخلدي أنبأنا مفضل بن محمّد الجندي أنبأنا يونس بن محمّد نبأنا يزيد بْن أَبِي حكيم. قَالَ: سمعت سفيان الثوري يقول: المتعبد ببغداد كالمتعبد في الكنيف.
نبأنا الأزهري قَالَ أنبانا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن موسى، وأنبأنا الجوهريّ أنبأنا محمّد ابن العبّاس. قالا: أنبأنا أحمد بْن جعفر قَالَ حَدَّثَنِي جدي محمد بْن عبيد الله المنادي.
قَالَ: قَالَ لي أحمد بن حنبل: أنا أزرع هذه الدار التي أسكنها فأخرج الزكاة عنها في كل سنة أذهب في ذلك في قول عُمَر بْن الخطاب في أرض السواد.
أنبأنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْن مخلد الوراق وأبو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْن عَلِيِّ بْن الْحُسَيْنِ التَّوَّزِيُّ. قالا: أنبأنا أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن جعفر بْن هارون النّحويّ الكوفيّ نبأنا أَبُو القاسم الْحَسَن بْن محمد السكوني. قَالَ: قَالَ أَبُو بكر محمد بْن خلف- وهو وكيع الْقَاضِي-: لم تزل بغداد مثل أرض السواد إلى سنة خمس وأربعين ومائة.
قال الخطيب: يعني أنها كانت تمسح ويؤخذ عنها الخراج؛ حتى بناها أَبُو جعفر المنصور ومصرها ونزلها وأنزلها الناس معه.
باب الخبر عَنِ السواد وفعل عمر فيه ولأى علة ترك قسمته بين مفتتحيه
أنبأنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بن شاذان البزّاز أنبأنا دعلج بن أحمد ابن دعلج المعدّل أنبأنا محمّد بن على بن يزيد الصائغ قال نبأنا سعيد بن منصور نبأنا هشيم قال أنبأنا العوام بن حوشب أنا إبراهيم التّميميّ. قَالَ: لَمَّا افْتَتَحَ الْمُسْلِمُونَ(1/36)
السَّوَادَ قَالُوا لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: اقْسِمْهُ بَيْنَنَا فَأَبَى. فَقَالُوا: إِنَّا افْتَتَحْنَاهَا عَنْوَةً قَالَ: فَمَا لِمَنْ جَاءَ بَعْدَكُمْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ؟ فَأَخَافُ أَنْ تَفَاسَدُوا بَيْنَكُمْ فِي الْمِيَاهِ، وَأَخَافُ أَنْ تَقْتَتِلُوا.
فَأَقَرَّ أَهْلَ السَّوَادِ فِي أَرْضِهِمْ وَضَرَبَ عَلَى رُءُوسِهِمُ الضَّرَائِبَ- يَعْنِي الْجِزْيَةَ- وَعَلَى أَرْضِهِمُ الطَّسْقَ [1]- يعني الخراج- ولم يقسمها بينهم.
أنبأنا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عبد الواحد الهاشميّ بالبصرة أنا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرٍو اللؤلؤي قال أنا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ الأَشْعَثِ قَالَ حَدَّثَنَا أحمد بن حنبل قال أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ- يَعْنِي ابْنَ مَهْدِيٍّ- عَنْ مَالِكٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُمَرَ. قَالَ: لَوْلا آخِرُ الْمُسْلِمِينَ مَا فَتَحْتُ قَرْيَةً إِلا قَسَمْتُهَا كَمَا قَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْبَرَ.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن الْحَسَن بْن أَحْمَد الخريبيّ بنيسابور قال أنبأنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال أنبأنا محمّد بن عبد الله ابن عبد الحكم قال أنبأنا ابن وهب قال أَنْبَأَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ. قَالَ سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يقول: لولا أني أترك الناس بيّانا لا شَيْءَ لَهُمْ، مَا فَتَحْتُ قَرْيَةً إِلا قَسَمْنَاهَا كَمَا قَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْبَرَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أحمد بن غالب الخوارزمي قال أنبأنا عمر بن نوح البجليّ قال أنبأنا أَبُو خَلِيفَةَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ قال أنبأنا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ. قَالَ: أَرَادَ عُمَرُ أَنْ يُقَسِّمَ السَّوَادَ؛ فَعَدُّوهُمْ فَأَصَابَ كُلُّ رَجُلٍ ثَلاثَةً مِنَ الْفَلاحِينَ؛ فَاسْتَشَارَ عُمَرُ فِيهِمْ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالُوا:
لِلنَّاسِ نَائِبَةٌ وَلا يَبْقَى لِمَنْ بَعْدَهُمْ شَيْءٌ فَتَرَكَهُمْ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد اللَّه بْن بشران المعدّل قال أنبأنا أَبُو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ قَالَ أنا الحسن بن على بن عفان قال أنا يحيى بن آدم قال أنا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ. قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ إِلَى سَعْدٍ حِينَ افْتَتَحَ الْعِرَاقَ:
أَمَّا بَعْدُ، فَقَدْ بَلَغَنِي كِتَابُكَ تَذْكُرُ أَنَّ النَّاسَ سَأَلُوكَ أَنْ تُقَسِّمَ بَيْنَهُمْ مَغَانِمَهُمْ وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ؛ فَإِذَا أَتَاكَ كِتَابِي هَذَا فَانْظُرْ مَا أَجْلَبَ الناس به عليك إلى العسكر من كراع
__________
[1] الطسق: ما يوضع من الوظيفة على الجربان من الخراج المقرر على الأرض، فارسي معرب.
وفي التهذيب: الطسق شبه الخراج له مقدار معلوم، وليس بعربي خالص. والطسق: مكيال.
معروف.(1/37)
أو مال واقسمه بَيْنَ مَنْ حَضَرَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَاتْرُكِ الأَرَضِينَ وَالأَنْهَارَ لِعُمَّالِهَا لِيَكُونَ ذَلِكَ فِي أُعْطِيَاتِ الْمُسْلِمِينَ؛ فَإِنَّكَ إِنْ قَسَّمْتَهَا بَيْنَ مَنْ حَضَرَ لَمْ يَكُنْ لمن بقي بعدهم شيء [1] .
اختلف الفقهاء في الأرض التي يغنمها المسلمون ويقهرون العدو عليها. فذهب بعضهم: إلى أن الإمام بالخيار بين أن يقسمها على خمسة أسهم فيعزل منهم السهم الذي ذكره الله تعالى في آية الغنيمة فقال: وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ
[الأنفال 41] الآية. ويقسم السهام الأربعة الباقية بين الذين افتتحوها؛ فإن لم يختر ذلك وقف جميعها كما فعل عُمَر بْن الخطاب في أرض السواد.
وممن ذهب إلى هذا القول: أبو حنيفة النعمان بن ثابت وسفيان بن سعيد الثوري.
وَقَالَ مالك بْن أنس: تصير الأرض وقفا بنفس الاغتنام ولا خيار فيها للإمام.
وَقَالَ مُحَمَّد بْن إدريس الشافعي: ليس للإمام إيقافها وإنما يلزمه قسمتها؛ فإن اتفق المسلمون على إيقافها ورضوا ألا تقسم جاز ذلك. واحتج من ذهب إلى هذا القول بما روي أن عُمَر بْن الخطاب قسم أرض السواد بين غانميها وحازوها؛ ثم استنزلهم بعد ذلك عنها واسترضاهم منها ووقفها.
فأما الأحاديث التي تقدمت بأن عُمَر لم يقسمها فإنها محمولة على أنه امتنع من إمضاء القسم واستدامته بأن انتزع الأرض من أيديهم، أو أنه لم يقسم بعض السواد وقسم بعضه ثم رجع فيه.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السكري قال أنبأنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار قال نبأنا الحسن بن على بن عفان قال نبأنا يحيى بن آدم قال نبأنا ابن أبي زيدة عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ. قَالَ: كُنَّا رُبْعَ النَّاسِ يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ فَأَعْطَانَا عُمَرُ رُبْعَ السَّوَادِ فَأَخَذْنَاهُ ثَلاثَ سِنِينَ، ثُمَّ وَفَدَ جَرِيرٌ إِلَى عُمَرَ بَعْدَ ذَلِكَ. فَقَالَ: أَمَا وَاللَّهِ، لَوْلا أَنِّي قَاسِمٌ مَسْئُولٌ لَكُنْتُمْ عَلَى مَا قُسِّمَ لَكُمْ، فأرى أن تردوا عَلَى الْمُسْلِمِينَ؛ فَفَعَلَ. وَأَجَازَهُ بِثَمَانِينَ دِينَارًا [2] .
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قال أنبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَغَوِيُّ قال
__________
[1] انظر الخبر في: كتاب الخراج، ليحيى بن آدم ص 27، 28.
[2] انظر الخبر في كتاب الخراج ليحيى بن آدم ص 45.(1/38)
أنبأنا على بن عبد العزيز قال نبأنا أبو عبيد القاسم بن سلّام قال نبأنا هُشَيْمٌ عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنْ قَيْسٍ. قَالَ: قَالَتِ امْرَأَةٌ مِنْ بَجِيلَةَ- يُقَالُ لَهَا أُمُّ كُرْزٍ- لِعُمَرَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ أَبِي هَلَكَ وَسَهْمُهُ ثَابِتٌ فِي السَّوَادِ وَإِنِّي لَمْ أُسْلِمْهُ فَقَالَ لَهَا: يَا أُمَّ كُرْزٍ، إِنَّ قَوْمَكِ قَدْ صَنَعُوا مَا قَدْ عَلِمْتِ. قَالَتْ: إِنْ كَانُوا صَنَعُوا مَا صَنَعُوا فَإِنِّي لَسْتُ أُسْلِمُ حَتَّى تَحْمِلَنِي عَلَى نَاقَةٍ ذَلُولٍ عَلَيْهَا قَطِيفَةٌ حَمْرَاءُ وَتَمْلأَ كَفِّي ذَهَبًا. قَالَ: فَفَعَلَ عُمَرُ ذَلِكَ.
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: فَاحْتَجَّ قَوْمٌ بِفِعْلِ عُمَرَ هَذَا. وَقَالُوا: أَلا تُرَاهُ قَدْ أَرْضَى جَرِيرًا وَالْبَجَلِيَّةَ وَعَوَّضَهُمَا. وَإِنَّمَا وَجْهُ ذَلِكَ عِنْدِي: أن عمر كان قد نَفَّلَ جَرِيرًا وَقَوْمَهُ ذَلِكَ نَفْلا قَبْلَ الْقِتَالِ، وَقَبْلَ خُرُوجِهِ إِلَى الْعِرَاقِ، فَأَمْضَى لَهُ نَفْلَهُ. وَلَوْ لَمْ يَكُنْ نَفْلا مَا خَصَّهُ وَقَوْمَهُ بِالْقِسْمَةِ خَاصَّةً دُونَ النَّاسِ؛ وَإِنَّمَا اسْتَطَابَ أَنْفُسَهُمْ خَاصَّةً لأَنَّهُمْ قَدْ كَانُوا أَحْرَزُوا ذَلِكَ وَمَلَكُوهُ بالنفل. فلا حجة في هذا لمن يزعم أنه لا بد للإمام من استرضائهم [1] .
قال الخطيب: ثم إن عمر رضي الله عنه أَقَرَّ أَهْلَ السَّوَادِ فِيهِ وَضَرَبَ عَلَيْهِمُ الْخَرَاجَ بَعْدَ أَنْ سَلَّمَ إِلَيْهِمُ الأَرْضَ يَعْمَلُونَ فِيهَا وَيَنْتَفِعُونَ بِهَا، وَبَعَثَ عُمَّالَهُ لِمِسَاحَتِهَا وَقَبَضَ الْوَاجِبَ عَنْهَا.
فَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ أنبأنا عبد الله بن إسحاق البغويّ قال أنبأنا على بن عبد العزيز قال نبأنا أبو عبيد قال نبأنا الأَنْصَارِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ. وَلا أَعْلَمُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ إِلا قَدْ حَدَّثَنَاهُ أَيْضًا عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ بَعَثَ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ إِلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ عَلَى صَلاتِهِمْ وَجُيُوشِهِمْ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ عَلَى قَضَائِهِمْ وَبَيْتِ مَالِهِمْ، وَعُثْمَانَ بْنَ حُنَيْفٍ عَلَى مِسَاحَةِ الأَرْضِ. ثُمَّ فَرَضَ لَهُمْ فِي كُلِّ يَوْمٍ شَاةً. أَوْ قَالَ: جَعَلَ لَهُمْ كُلَّ يَوْمٍ شَاةً، شَطْرُهَا وَسَوَاقِطُهَا لِعَمَّارٍ، وَالشَّطْرُ الآخَرُ بَيْنَ هَذَيْنِ. ثُمَّ قَالَ: مَا أَرَى قَرْيَةً يُؤْخَذُ مِنْهَا كُلَّ يَوْمٍ شَاةٌ إِلا سَرِيعًا فِي خَرَابِهَا. قَالَ فَمَسَحَ عُثْمَانُ بْنُ حُنَيْفٍ الأَرْضَ فَجَعَلَ عَلَى جَرِيبِ الْكَرْمِ عَشَرَةَ دَرَاهِمَ وَعَلَى جَرِيبِ النَّخْلِ خَمْسَةَ دَرَاهِمَ، وَعَلَى جَرِيبِ الْقَضْبِ [2] سِتَّةَ دَرَاهِمَ، وَعَلَى جَرِيبِ الْبُرِّ أربعة دراهم، وعلى جريب الشعير درهمين [3] .
__________
[1] انظر الخبر في: كتاب الأموال لأبي عبيد ص 87، 88.
[2] القضب: كل شجرة طالت وبسطت أغصانها.
[3] انظر الخبر في: الأموال، لأبي عبيد ص 98، 103.(1/39)
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله القرشيّ قال أنبأنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ قَالَ نا سَعْدَانُ بن نصر قال أنا وَكِيعٌ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنِ الْحَكَمِ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ بَعَثَ عُثْمَانَ بْنَ حُنَيْفٍ فَمَسَحَ السَّوَادَ، فَوَضَعَ عَلَى كُلِّ جَرِيبٍ عَامِرٍ أَوْ غَامِرٍ- حَيْثُ يَنَالُهُ الْمَاءُ- قَفِيزًا وَدِرْهَمًا. قَالَ وَكِيعٌ: يَعْنِي الْحِنْطَةَ وَالشِّعِيرَ- وَوَضَعَ عَلَى جَرِيبِ الْكَرْمِ عَشَرَةَ دَرَاهِمَ، وَعَلَى جَرِيبِ الرِّطَابِ [1] : خَمْسَةَ دَرَاهِمَ.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بكر قال أنبأنا عبد الله بن إسحاق قال أنبأنا على بن عبد العزيز قال أنا أبو عبيد قال أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُجَالِدٍ عَنْ أَبِيهِ مُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ: أَنَّ عُمَرَ بَعَثَ عُثْمَانَ بن حنيف مسح السَّوَادَ فَوَجَدَهُ سِتَّةً وَثَلاثِينَ أَلْفَ أَلْفِ جَرِيبٍ فَوَضَعَ عَلَى كُلِّ جَرِيبٍ دِرْهَمًا وَقَفِيزًا. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: أَرَى حَدِيثَ مُجَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ هُوَ الْمَحْفُوظُ. وَيُقَالُ: إِنَّ حَدَّ السَّوَادِ الَّذِي وَقَعَتْ عَلَيْهِ الْمَسَاحَةُ مِنْ لَدُنِ تُخُومِ الْمَوْصِلِ مَادًّا مَعَ الْمَاءِ إِلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ بِبِلادِ عَبَّادَانَ مِنْ شَرْقِيِّ دِجْلَةَ، هَذَا طُولُهُ. وَأَمَّا عَرْضُهُ: فَحَدُّهُ مُنْقَطِعُ الْجَبَلِ مِنْ أَرْضِ حُلْوَانَ إِلَى مُنْتَهَى طَرَفِ الْقَادِسِيَّةِ الْمُتَّصِلِ بِالْعَذِيبِ مِنْ أَرْضِ الْعَرَبِ. فَهَذَا حُدُودُ السَّوَادِ وَعَلَيْهَا وَقَعَ الْخَرَاجُ.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد اللَّه الحسين بْن شجاع الصوفي قال أنبأنا أبو على مُحَمَّد بْن أَحْمَد ابْن الحسن الصواف قَالَ أنا محمد بن عبدوس بن كامل ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة قَالَ: أنا أبو بكر بن أبي شيبة قال أنا حميد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ عَنْ حصين عَنْ مطرف قَالَ: ما فوق حلوان فهو ذمة، وما دون حلوان من السواد فهو فيء، وسوادنا هذا فيء.
أنبأنا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قال ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ ابن الليث الواسطي قال ثنا أسلم بن سهل قال ثنا محمّد بن صالح قال نبأنا هشام بْن مُحَمَّد بْن السائب قَالَ سمعت أَبِي يقول: إنما سمي السواد سوادا لأن العرب حين جاءوا نظروا إلى مثل الليل من النخل والشجر والماء فسموه سوادا.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بْنِ الحسين الأصبهانيّ بها قال أنبأنا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ قَالَ أنبأنا علي بن عبد العزيز قال قال أبو عبيد:
كان الأصمعي يتأول في سواد العراق إنما سمي به للكثرة؛ وإنما أنا فأحسبه سمي
__________
[1] الرطبة: روضة الفصفصة ما دامت خضراء، وقيل: هي الفصفصة نفسها، وجمعها رطاب (لسان العرب: رطب) .(1/40)
بالسواد للخضرة التي في النخيل والشجر والزرع، لأن العرب قد تلحق لون الخضرة بالسواد فتوضع إحداهما موضع الآخر، ومن ذلك قول الله تعالى حين ذكر الجنتين:
مُدْهامَّتانِ
[الرحمن 64] هما في التفسير خضراوان، فوصفت الخضرة بالدهمة وهي من سواد الليل، وقد وجدنا مثله في أشعارهم.
قَالَ ذو الرمة:
قد أقطع النازع المجهول معسفه ... في ظل أخضر يدعو هامه البوم
يريد: بالأخضر- الليل- سماه بهذا لظلمته وسواده.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله المعدّل قال أنبأنا إسماعيل بن محمّد الصفار قال نبأنا الحسن بن على بن عفان قال نبأنا يحيى بن آدم قال قال حسن بن صالح:
وأما سوادنا هذا فإنا سمعنا أنه كان في أيدي النبط فظهر عليهم أهل فارس فكانوا يؤدون إليهم الخراج فلما ظهر المسلمون على أهل فارس تركوا السواد ومن لم يقاتلهم من النبط والدهاقين على حالهم، ووضعوا الجزية على رءوس الرجال؛ ومسحوا عليهم ما كان في أيديهم من الأرض ووضعوا عليها الخراج، وقبضوا كل أرض ليس في يد أحد، فكانت صوافي إلى الإمام.
قَالَ يحيى: كل أرض كانت لعبدة الأوثان من العجم أو لأهل الكتاب من العجم أو العرب ممن تقبل منهم الجزية، فإن أرضيهم أرض خراج إن صالحوا على الجزية على رءوسهم والخراج على أرضيهم؛ فإن ذلك يقبل منهم، وإن ظهر عليهم المسلمون فإن الإمام يقسم جميع ما أجلبوا به في العسكر من كراع أو سلاح أو مال بعد ما يخمسه وهي الغنيمة التي لا يوقف شيء منها. وذلك قوله عَزَّ وَجَلَّ: وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ
[الأنفال 41] . وأما القرى والمدائن والأرض فهي فيء كما قَالَ الله تعالى: مَا أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى
[الحشر 7] .
فالإمام بالخيار في ذلك إن شاء وقفه وتركه للمسلمين؛ وإن شاء قسمه بين من حضره [1] .
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أَبِي بكر قَالَ أنبأنا عبد الله بن إسحاق قال أنبأنا علي بن عبد العزيز قال قال أبو عبيد: إنما جعل- يَعْنِي عُمَر- الخراج على الأرضين التي تغل
__________
[1] انظر الخبر في: كتاب الخراج، ليحيى بن آدم ص 21، 22.(1/41)
من ذوات الحب والثمار والتي تصلح للغلة من العامر والغامر؛ وعطل من ذلك المساكن والدور التي هي منازلهم فلم يجعل عليهم فيها شيئا [1] .
باب ذكر حكم بيع أرض السواد وما روي في ذلك من الصحة والفساد
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدّل قال أنبأنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار قال أنبأنا الحسن بن على بن عفان قال أنبأنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ قَالَ حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ أَبُو عَلِيٍّ الصَّفَّارُ أَظُنُّهُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ عُبَيْدٍ أَبِي الْحَسَنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ الْمُزَنِيِّ. قَالَ: لا تُبَاعُ أَرْضٌ دُونَ الْجَبَلِ إِلا أَرْضَ بَنِي صَلُوبَا وأرض الحيرة فإن لهم عهدا [2] .
أنبأنا الحسن بن أبي بكر قال أنبأنا عبد الله بن إسحاق البغويّ قال أنبأنا على بن عبد العزيز قال نبأ أبو عبيد قال أنبأ عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ عَنْ حَجَّاجٍ عَنِ الْحَكَمِ عن عبد الله ابن مُغَفَّلٍ. قَالَ: لا تَشْتَرِيَنَّ مِنْ أَهْلِ السَّوَادِ إِلا مِنْ أَهْلِ الْحِيرَةِ وَبَانِقْيَا وَأُلَيْسَ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: فَأَمَّا أَهْلُ الْحِيرَةِ فَإِنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ كَانَ صَالَحَهُمْ فِي دَهْرِ أَبِي بَكْرٍ، وَأَمَّا أَهْلُ بَانِقْيَا وَأُلَيْسَ فَإِنَّهُمْ دَلُّوا أَبَا عُبَيْدٍ وَجَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيَّ عَلَى مَخَاضَةٍ حَتَّى عَبَرُوا إِلَى فَارِسَ؛ فَبِذَلِكَ كان صلحهم وأمانهم. ويروى عَنِ الْحَسَن بْن صالح بْن حي: إنه رخص في شراء أرض الصلح وكره شراء أرض العنوة، وهو مذهب مالك بْن أنس [3] .
وجاء عَنْ مجاهد بْن جبر: في أرض العنوة نحو ذلك.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن رزق البزّار قال أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن عُمَر بْن عَلِيّ بن حرب الطائي قال نبأنا عَلِيّ بْن حرب عَنْ سُفْيَانَ بْن عُيَيْنَةَ عَنِ ابْن أَبِي نجيح عَنْ مجاهد. قَالَ: أيما مدينة افتتحت عنوة فأسلموا قبل أن يقسموا فأموالهم للمسلمين.
أنبأنا مُحَمَّد بْن أَبِي نصر النرسي قَالَ حَدَّثَنِي جدي عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يُوسُف القاضي بسرّ من رأى قال أنبأنا إبراهيم بن عبد الصّمد الهاشميّ قال أنبأنا
__________
[1] انظر الخبر في الأموال، لأبي عبيد ص 121.
[2] انظر الخبر في: كتاب الخراج، ليحيى بن آدم، ص 27، 51.
[3] انظر الخبر في: كتاب الأموال، لأبي عبيد، ص 116، 117.(1/42)
أَبُو مصعب عَنْ مالك بْن أنس. قَالَ: أما أهل الصلح فإن من أسلم منهم أحق بأرضه وماله: وأما أهل العنوة الذين أخذوا عنوة فإن من أسلم منهم أحرز له إسلامه نفسه، وكانت أرضه للمسلمين فيئا. لأن أهل العنوة قد غلبوا على بلادهم وصارت فيئا للمسلمين.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أَبِي بكر قال أنبأنا عبد الله بن إسحاق قال أنبأنا على بن عبد العزيز قال نبأنا أَبُو عبيد قَالَ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْن عَبْد اللَّهِ بْن بُكَيْرٍ. قَالَ قَالَ مالك: كل أرض فتحت صلحا فهي لأهلها لأنهم منعوا بلادهم حتى صالحوا عليها؛ وكل بلاد أخذت عنوة فهي فيء للمسلمين.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد المعدل قَالَ أنبأنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار قال نبأنا الْحَسَن بْن عَلِيّ العامري. قَالَ قَالَ يحيى بْن آدم: وكره حسن- يَعْنِي ابْنَ صالح- شراء أرض الخراج؛ ولم ير بأسا بشراء أرض الصلح مثل الحيرة ونحوها [1] .
قال الشيخ: فهؤلاء الذين كرهوا شراء أرض السواد إنما كرهوه لجهتين: إحداهما أن الخراج كانوا يذهبون إلى أنه صغار فلم يروا أن يدخلوا فيه، والثانية: أن السواد لما فتح عنوة فوقف فلم يقسم حصل عندهم مما لا يجوز بيعه سوى من رخص في المواضع التي ذكر أن لأهلها ذمة وهي بانقيا والحيرة وأليس خاصة. وقد روي عَنْ مُحَمَّد بْن سيرين أنه قَالَ: بعض السواد عنوة، وبعضه صلح من غير تبيين لأحد الأمرين من الآخر.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن محمّد المعدّل قال أنبأنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار قال نبأنا الْحَسَن بْن عَلِي قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن آدم قال أنا أبو زيد عَنْ أشعث عَنِ ابْن سيرين.
قَالَ: السواد منه صلح ومنه عنوة؛ فما كان منه عنوة فهو للمسلمين: وما كان منه صلحا فلهم أموالهم. وَقَالَ يحيى: حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن صالح عَنْ أشعث عَنِ ابن سيرين. قَالَ: ما نعلم من له صلح ممن ليس لهم صلح من أهل السواد.
قال الشيخ أبو بكر: فيحتمل أن يكون الصلح الذي ذكره بن سيرين من السواد هو لأهل المواضع التي سميناها في حديث أَبِي عبيد، ويحتمل أن يكون لقوم آخرين؛ وإنا نظرنا في ذلك فوجدنا من السواد شيئا ذكر أنه صلح سوى ما تقدم ذكرنا له.
__________
[1] انظر الخبر في: الخراج، ليحيى بن آدم ص 52، 53.(1/43)
أخبرنا على بن أبي بكر القنوي قال أنبأنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار قال نبأنا الحسن بن على قال نبأنا يحيى بن آدم قال نبأنا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ أَشْعَثَ عَنِ الشَّعْبِيِّ. قَالَ: صَالَحَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ أَهْلَ الْحِيرَةِ وَأَهْلَ عَيْنِ التَّمْرِ. قَالَ: وَكَتَبَ بِذَلِكَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَأَجَازَهُ. قَالَ يَحْيَى: قُلْتُ لِلْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ؛ فَأَهْلُ عَيْنِ التَّمْرِ مِثْلُ أَهْلِ الْحِيرَةِ إِنَّمَا هُوَ شَيْءٌ عَلَيْهِمْ وَلَيْسَ عَلَى أَرَضِيهِمْ؟ قَالَ: نَعَمْ.
وَقَالَ يَحْيَى حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ جَابِرٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ. قَالَ: لأَهْلِ الأَنْبَارِ عَهْدٌ أَوْ قَالَ عَقْدٌ [1] .
وذكر مُحَمَّد بْن خلف وكيع الْقَاضِي: أن مُحَمَّد بن إسحاق الصغاني أخبرهم قال نبأنا أبو سعيد الحدّاد قال نبأنا مُحَمَّد بْن الحسن عَنْ أَبِي شيبة عَنِ الحكم قال:
كلواذى صلح.
أَخْبَرَنَا بذلك مُحَمَّد بْن عَلِيّ الوراق قال أنبأنا محمّد بن جعفر التّميميّ قال نبأنا الحسن بن محمّد السكوني قال نبأنا محمّد بن خلف: وبغداد من أفنية كلواذي؛ فقد حصلت من بلاد الصلح على هذه الرواية وفي كونها صلحا جواز بيع أرضها؛ ولا أحسب الذين كرهوا شراء أرض بغداد انتهت إليهم هذه الرواية عَنِ الحكم.
وقد كان الليث بْن سعد اشترى شيئا من أرض مصر وحكمها حكم سواد العراق؛ وإنما استجاز الليث ذلك لأنه كان يحدث عَنْ يزيد بْن أَبِي حبيب: أن مصر صلح.
وكان مالك بْن أنس وعبد الله بْن لهيعة ونافع بْن يزيد ينكرون على الليث ذلك الفعل لأن مصر كانت عندهم عنوة. ولعل حديث يزيد بْن أَبِي حبيب لم ينته إليهم أو بلغهم فلم يثبت عندهم، والله أعلم.
__________
[1] انظر الخبر في: كتاب الخراج، ليحيى بن آدم ص 52.(1/44)
فصل
قال الشيخ أبو بكر: قد ذكرنا فيما تقدم القول بأن السواد في الجملة فتح عنوة وصار غنيمة للمسلمين. فقال بعض أهل العلم: لما لم يقسم ووقف صار بيعه لا يصح ويؤيد هذا قول عُمَر بْن الخطاب لطلحة بْن عبيد الله وعتبة بْن فرقد: أما قوله لطلحة.
فَأَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بن شجاع الصّوفيّ قال أنبأنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف قال نبأنا محمد بن عبدوس بن كامل ومُحَمَّد بن عثمان بن أبي شيبة. قالا: نبأنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: نبأنا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ حَسَنٍ عَنْ مُطَرِّفٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ. قَالَ: اشْتَرَى طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ أَرْضًا مِنَ النّشَاستك نشَاستك بَنِي طَلْحَةَ هَذَا الَّذِي عِنْدَ السَّيْلَحِينَ. فَأَتَى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ: إِنِّي اشْتَرَيْتُ أَرْضًا مُعْجَبَةً. فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: مِمَّنِ اشْتَرَيْتَهَا؟ اشْتَرَيْتُهَا مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ؟ اشْتَرَيْتَهَا مِنْ أَهْلِ الْقَادِسِيَّةِ؟ قَالَ طَلْحَةُ: وَكَيْفَ أَشْتَرِيهَا مِنْ أَهْلِ الْقَادِسِيَّةِ كُلِّهِمْ؟ قَالَ: إِنَّكَ لَمْ تَصْنَعْ شَيْئًا إِنَّمَا هِيَ فَيْءٌ.
وَأَمَّا قَوْلُهُ لِعُتْبَةَ.
فَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ وَعَلِيُّ بْنُ محمّد بن بشران. قالا: أنبأنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار قال نبأنا الحسن بن على بن عفان قال نبأنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ عَنْ عَبْدِ السَّلامِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ عَامِرٍ. قَالَ: اشْتَرَى عُتْبَةُ بْنُ فَرْقَدٍ أَرْضًا مِنْ أَرْضِ الْخَرَاجِ؛ ثُمَّ أَتَى عُمَرَ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: مِمَّنِ اشْتَرَيْتَهَا؟ قَالَ: مِنْ أَهْلِهَا.
قَالَ: فَهُؤَلاءِ أَهْلُهَا الْمُسْلِمُونَ أَبِعْتُمُوهُ شَيْئًا؟ قَالُوا: لا. قَالَ: فَاذْهَبْ فَاطْلُبْ مَالَكَ [1] .
وَأَخْبَرَنَا ابْنُ رِزْقٍ وَابْنُ بشران قالا: أنبأنا إسماعيل، قال: نبأنا الحسن قال نبأنا يحيى قال نبأنا قَيْسٌ عَنْ أَبِي إِسْمَاعِيلَ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ عُتْبَةَ بْنِ فَرْقَدٍ. قَالَ: اشْتَرَيْتُ عَشَرَةَ أَجْرِبَةٍ مِنْ أَرْضِ السَّوَادِ عَلَى شَاطِئِ الْفُرَاتِ لِقَضْبٍ لِدَوَابِّي؛ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعُمَرَ. فَقَالَ لِي: اشْتَرَيْتَهَا مِنْ أَصْحَابِهَا؟ قُلْتُ: نَعَمْ: قَالَ: رُحْ إِلَيَّ، فَرُحْتُ إِلَيْهِ.
فَقَالَ: يَا هَؤُلاءِ أَبِعْتُمُوهُ شَيْئًا؟ قَالُوا: لا. قَالَ: ابْتَغِ مَالَكَ حَيْثُ وَضَعْتَهُ.
وَقَالَ قَوْمٌ: بَلِ السَّوَادُ مِلْكٌ لأَهْلِهِ لأَنَّ عُمَرُ قد أقره في أيديهم وفرض الخراج عليهم.
__________
[1] انظر الخبر في: كتاب الخراج ليحيى بن آدم ص 57.(1/45)
وقال قوم: باعهم عمر الأرض بالخراج فَلَهُمْ رِقَابُ الأَرْضِ يَتَوَارَثُونَهَا وَيَتَبَايَعُونَهَا.
وَاحْتَجُّوا عَلَى ذَلِكَ بِمَا [1] .
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الشَّافِعِيُّ قَالَ أنبأنا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خَلادٍ الْمُعَدَّلُ قَالَ نبأنا محمّد بن يونس قال نبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ الْخُرَيْبِيُّ قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ لا يَرَيَانِ بَأْسًا بِأَرْضِ الْخَرَاجِ.
وأخبرنا ابن رزق وابن بشران قالا: أنبأنا إسماعيل الصّفّار قال نبأنا الحسن بن على قال نبأنا يحيى بن آدم قال نبأنا حَسَنُ بْنُ صَالِحٍ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: اشْتَرَى الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ مِلْحَةً أَوْ ملحا، واشترى الحسين بريدين من أرض الخراج. وقال: وقد رَدَّ إِلَيْهِمْ عُمَرُ أَرَضِيهِمْ وَصَالَحَهُمْ عَلَى الْخَرَاجِ الَّذِي وَضَعَهُ عَلَيْهِمْ. قَالَ: وَكَانَ ابْنُ أَبِي لَيْلَى لا يَرَى بِشِرَائِهَا بَأْسًا [2] .
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السكري قال أنبأنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار قال نبأنا الحسن بن على بن عفان قال نبأنا يحيى بن آدم قال نبأنا ابن المبارك عَنْ سفيان بْن سعيد، قَالَ: إذا ظهر على بلاد العدو فالإمام بالخيار إن شاء قسم البلاد والأموال والسبي بعد ما يخرج الخمس من ذلك، وإن شاء من عليهم فترك الأرض والأموال فكانوا ذمة المسلمين كما صنع عُمَر بْن الخطاب بأهل السواد. فإن تركهم صاروا عهدا توارثوا وباعوا أرضهم. قَالَ يحيى: وسمعت حفص بْن غياث يقول: تباع ويقضى بها الدين وتقسم في المواريث [3] .
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أَبِي بكر قال أنبأنا عبد الله بن إسحاق قال أنبأنا علي بن عبد العزيز قال قال أبو عبيد: ومع هذا كله إنه قد سهل في الدخول في أرض الخراج أئمة يقتدى بهم ولم يشترطوا عنوة ولا صلحا، منهم من الصحابة: ابن مسعود، ومن التابعين: مُحَمَّد بْن سيرين وعمر بْن عَبْد العزيز، وكان ذلك رأي سفيان الثوري فيما يحكى عنه [4] .
أما حديث بن مَسْعُودٍ، فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بن الفضل بن شاذان
__________
[1] انظر الخبر في المصدر السابق، نفس الصفحة.
[2] انظر الخبر في: كتاب الخراج، ليحيى بن آدم ص 57.
[3] انظر الخبر في: الخراج، ليحيى بن آدم ص 47.
[4] انظر الخبر في: كتاب الأموال، لأبي عبيد ص 119.(1/46)
الصّيرفيّ بنيسابور قال نبأنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال نبأنا أَبُو عُمَرَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْعُطَارِدِيُّ قال نبأنا أبو معاوية عن الأعمش.
وأنبأنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ البزار أنبأنا عثمان بن أحمد الدّقّاق نبأنا محمّد بن عبيد الله المنادي أنا أبو بدر نبأنا سُلَيْمَانُ بْنُ مِهْرَانَ- وَهُوَ الأَعْمَشُ- عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ سَعْدِ بْنِ الأَخْرَمِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تَتَّخِذُوا الضَّيْعَةَ فَتَرْغَبُوا فِي الدُّنْيَا [1] »
. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ وَبِرَاذَانَ مَا بِرَاذَانَ [2] ! وَبِالْمَدِينَةِ مَا بالمدينة! فقد ذكر ابن مسعود هَذَا الْحَدِيثِ: أَنَّ لَهُ بِرَاذَانَ مَالا.
أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَد الدَّقَّاقُ وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى السُّكَّرِيُّ، قَالا: أنبأنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار قال نبأنا سعدان بن نصر قال نبأنا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الْحَجَّاجِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: اشْتَرَى عَبْدُ اللَّهِ أَرْضًا مِنْ أَرْضِ الْخَرَاجِ. قَالَ فَقَالَ لَهُ صَاحِبُهَا- يَعْنِي دِهْقَانَهَا: أَنَا أَكْفِيكَ إِعْطَاءَ خَرَاجِهَا وَالْقِيَامَ عَلَيْهَا.
وأما حديث ابْن سيرين فأخبرناه الْحَسَن بْن أَبِي بكر قال أنبأنا عبد الله بن إسحاق البغويّ قال أنبأنا على بن عبد العزيز قال نبأنا أَبُو عبيد قَالَ: حَدَّثَنِي قبيصة عَنْ سفيان عَنْ عَبْد العزيز بْن قرير عَنِ ابن سيرين: إنه كانت له أرض من أرض الخراج، وكان يعطيها بالثلث والربع [3] .
وأما حديث عُمَر بْن عَبْد العزيز: فأخبرناه الْحَسَن بْن أَبِي بكر قال أنبأنا عبد الله ابن إسحاق قال أنبأنا على بن عبد العزيز قال نبأنا أبو عبيد قال نبأنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْن مهدي عَنْ حماد بْن سلمة عَنْ رجاء أَبِي المقدام عَنْ نعيم بْن عَبْد الله. أن عُمَر بْن عَبْد العزيز: أعطاه أرضا بجزيتها.
__________
[1] انظر الحديث في: سنن الترمذي 2328، ومسند الإمام أحمد 1/377، 426، 443. والمستدرك 4/322. وصحيح ابن حبان 2471. ومسند الحميدي 122. والمصنف لابن أبي شيبة 13/241.
والزهد للإمام أحمد 29. والأحاديث الصحيحة 12. ومشكاة المصابيح 5178. وفتح الباري 5/4.
وتاريخ أصبهان لأبي نعيم 2/116. وإتحاف السادة المتقين 8/147.
[2] راذان: قال ياقوت الحموي في معجم البلدان: راذان الأسفل وراذان الأعلى: كورتان بسواد بغداد تشتمل على قرى كثيرة، وراذان أيضا قرية بنواحي المدينة جاءت في حديث عبد الله بن مسعود.
[3] انظر الخبر في: الأموال، لأبي عبيد ص 120.(1/47)
قَالَ عَبْد الرَّحْمَنِ: يَعْنِي- من أرض السواد- قَالَ أَبُو عبيد: وكأن عُمَر بْن عَبْد العزيز تأول الرخصة في أرض الخراج أن الجزية التي قَالَ الله تعالى: حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صاغِرُونَ
[التوبة 29] . إنما هي على الرءوس لا على الأرض، وكذلك يروى عنه. قَالَ أَبُو عبيد يقول: والداخل في أرض الجزية ليس يدخل في هذه الآية.
قَالَ أَبُو عبيد: وقد احتج قوم من أهل الرخصة بإقطاع عثمان من أقطع من أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ بالسواد. والذي يروى عَنْ سفيان أنه قَالَ:
إذا أقر الإمام أهل العنوة في أرضهم توارثوها وتبايعوها؛ فهذا يبين لك أن رأيه الرخصة فيها.
قال أبو عبيد: إنما اختلافهم في الأرضين المغلة التي يلزمها الخراج من ذات المزارع والشجر، فأما المساكن والدور بأرض السواد فما علمنا أحدا كره شراءها وحيازتها وسكناها، قد اقتسمت الكوفة خططا في زمن عُمَر وهو أذن في ذلك، ونزلها من أكابر أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان منهم سعد بْن أَبِي وقاص، وعبد الله بْن مسعود، وعمار، وحذيفة، وسلمان، وخباب، وأبو مسعود، وغيرهم. ثم قدمها علي عليه السلام فيمن معه من الصحابة فأقام بها خلافته كلها، ثم كان التابعون بعد بها فما بلغنا أن أحدا منهم ارتاب بها ولا كان في نفسه منها شيء بحمد الله ونعمته، وكذلك سائر السواد. والحديث في هذا أكثر من أن يحصى [1] .
أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم الأزهري قَالَ أنبانا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن موسى القرشيّ وأنبأنا الحسن بن على الجوهريّ قال أنبأنا محمّد بن العبّاس الخزّاز قال أنبأنا أَحْمَد بْن جعفر أَبُو الحسين. قَالَ: كان فيما فاتني عن العبّاس بن عبد الله الترقفي حدّثني على بن الصباح ابن أخت الهروي. قَالَ: أتيت عَبْد الله بْن داود الخريبي فسألته سكنى بغداد.
قال: ولا بأس. قلت له: أين، فإن سفيان الثوري كان لا يدخلها فقال: كان سفيان يكره جوار القوم وقربهم. قلت: فابن المبارك يقول أنه كان كلما دخلها يتصدق بدينار. فقال: ومن أين يصح هذا لنا عن ابن المبارك؟ قلت: فسمعت ابن حرب والفضيل بْن عياض. فقال: لم تذكر لنا فقيها بعد. قلت: فما تقول في أرض السواد؟
فقال: خذ بيد من اتخذ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أرض السواد، اتخذها سعد بن
__________
[1] انظر الخبر في: كتاب الأموال، لأبي عبيد 120، 121.(1/48)
أَبِي وقاص، وابن مسعود، وعمار، وحذيفة، وسلمان، وأنس. قال البيهقي:
وسمعت الحسن بن الرّبيع البوراني [1] يقول: قيل لابن المبارك: إن الناس يقولون إنك كلما دخلت بغداد تصدقت بدينار. فقال: إن دنانيرنا إذا لكثيرة. فقال أبو الحسين أحمد بن جعفر: وهذا إخبار منِ ابْن المبارك وليس هو بجواب سؤال السائل، وإنا نكره المراجعة، فاستعمال المحاجزة والآفات المشهور عنه فيها التغليظ والذم الصريح والصدقة إذا دخلها مجتازا غير مختار، وقد ذكر عنه في ذم ساكنيها مع الكلام أشعار.
فمنها ما أخبر به عَنْ أَبِي الْحَسَن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد المعروف بحبيش بْن أَبِي الورد.
قَالَ قَالَ ابْن المبارك يذم الناسك الذي سكن بغداد:
أيها الناسك الذي لبس الصو ... ف وأضحى يعد في العباد
الزم الثغر والتعبد فيه ... ليس بغداد مسكن الزهاد
إن بغداد للملوك محل ... ومناخ للقارئ الصياد
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بن عثمان الصيرفي قال نبأنا محمّد بن العبّاس الخزّاز قال نبأنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز قال نبأنا أَبُو زكريا يَحْيَى بْن أيوب العابد. قَالَ: شهدت معروفا- يَعْنِي الكرخي- ورجل عنده فذكر أن بغداد غصب. فقال له معروف: يا هذا اتق الله احفظ لسانك ما نعرف شيئا غصب.
أنبأنا مُحَمَّد بْن عَلِيّ الوراق وأحمد بْن عَلِيّ المحتسب. قالا: أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْن جعفر بْن هارون الكوفي قَالَ نبأنا الحسن بن محمّد السكوني قال نبأنا مُحَمَّد بْن خلف قَالَ زعم عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي سعد قَالَ حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن حميد بْن جبلة قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جدي جبلة، قَالَ: كانت مدينة أَبِي جعفر قبل بنائها مزرعة للبغداديين يقال لها المباركة، وكانت لستين نفسا من البغداديّين فعوضهم عنها عوضا أرضاهم، وأخذ جدي جبلة قسمه بينهم، وكان شارع طريق الأنبار لأهل قرية بباب الشام يسمون الترايتة. قَالَ: وَقَالَ ابْن أَبِي سعد عَنْ أَبِيهِ قَالَ سمعت السري بن الحطم- وأظنه من بجيلة بن عمر: أن المنصور كان ابتاع منه ما بين قنطرة البردان إلى الجسر، وأنه لم يقبض ثمن ذلك منه؛ وأن حد أرضه من الجسر حتى ينتهي إلى قرية تعرف بالأثلة على فرسخ من الجانب الشرقي، ومنزله بالحطمية على ميلين من بغداد، ورفع في ذلك إلى الرشيد وإلى المأمون فلم يعطياه.
__________
[1] في الأصل: النوراني، والتصحيح من كتب الرجال.(1/49)
قال الشيخ أبو بكر: وفي حديثي ابْن أَبِي سعد هذين إبطال لقول من زعم أن بغداد دار غصب، ودحض لزعمه وكسر لدعواه، وقد قدمنا القول عمن حكيناه عنه في إجازة بيع أرض السواد، وتحصل منه أن أرض بغداد ملك لأربابها، يصح أن تورث وتستغل وتباع، وعلى ذلك كان من أدركنا من العلماء والقضاة والشهود والفقهاء.
لا يكرهون الشهادة في مبيع، ولا يتوقفون عَنِ الحكم في موروث، وبهم يقتدى فيما وقع التنازع فيه، وحكمهم هو الحجة على مخالفيه. مع ما.
أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم الأزهري قَالَ أنبانا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن موسي وأخبرنا الحسن ابن على الجوهريّ قال أنبأنا محمّد بن العبّاس، قالا: أنبأنا أَحْمَد بْن جعفر بْن المنادي. قَالَ: سأل رجل أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حَنْبَل عَنِ العقار الذي كان يستغله ويسكن في دار منه، كيف سبيله عنده؟. فقال له: هذا شيء ورثته عَنْ أَبِي، فإن جاءني أحد فصحح أنه له خرجت عنه ودفعت إليه.
ذكر أقاليم الأرض السبعة وقسمتها وأن الإقليم الذي فيه بغداد سرتها [1]
ذكر علماء الأوائل أن أقاليم الأرض سبعة، وأن الهند رسمتها فجعلت صفة الأقاليم كأنها حلقة مستديرة يكتنفها ست دوائر على هذه الصفة، كل دائرة منها إقليم من الأقاليم الستة، فالدائرة الوسطى هي إقليم بابل، والدوائر الست المحدقة بالدائرة الوسطى: فالإقليم الأول منها إقليم بلاد الهند، والإقليم الثاني إقليم الحجاز، والإقليم الثالث إقليم مصر، والإقليم الرابع إقليم بابل، هو المثل بالدائرة الوسط التي اكتنفتها سائر الدوائر، وهو أوسط الأقاليم وأعمرها وفيه جزيرة العرب وفيه العراق الذي هو سرة الدنيا.
وحد هذا الإقليم مما يلي أرض الحجاز وأرض نجد الثعلبية من طريق مكة، وحده مما يلي الشام وراء مدينة نصيبين من ديار ربيعة بثلاثة عشر فرسخا، وحده مما يلي أرض خراسان وراء نهر بلخ، وحده مما يلي الهند خلف الديبل [2] بستة فراسخ وبغداد في وسط هذا الإقليم.
__________
[1] انظر: المنتظم، لابن الجوزي 8/70. ومرآة الزمان، لسبط ابن الجوزي 1/61- 65.
[2] في الأصل: «الدبيل» والتصحيح من القاموس، والديبل: بضم الباء الموحدة وسكون الياء المثناة، قصبة بلاد السند.(1/50)
والإقليم الخامس بلاد الروم والشام، والإقليم السادس بلاد الترك، والإقليم السابع بلاد الصين. فالإقليم الرابع الذي فيه العراق- وفي العراق- بغداد- هو صفوة الأرض، ووسطها لا يلحق من فيه عيب سرف ولا تقصير [1] .
قالوا: ولذلك اعتدلت ألوان أهله وامتدت أجسامهم، وسلموا من شقرة الروم والصقالبة، ومن سواد الحبش وسائر أجناس السودان، ومن غلظة الترك [2] ، ومن جفاء أهل الجبال وخراسان، ومن دمامة أهل الصين، ومن جانسهم وشاكل خلقهم، فسلموا من ذلك كله، واجتمعت في أهل هذا القسم من الأرض محاسن جميع أهل الأقطار بلطف من العزيز القهار، وكما اعتدلوا في الخلقة كذلك لطفوا في الفطنة والتمسك بالعلم والأدب ومحاسن الأمور، وهم أهل العراق ومن جاورهم وشاكلهم [3] .
ذكر تعريب اسم العراق ومعناه وأن حده حد السواد ومنتهاه
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْبَصْرِيُّ قَالَ أنبأنا إسماعيل بْن سعيد المعدل قَالَ قَالَ أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن الْقَاسِم الأنباري قَالَ ابن الأعرابي: إنما سمي العراق عراقا لأنه سفل عَنْ نجد ودنا من البحر، أخذ من عراق القربة وهو الخرز الذي في أسفلها.
وَقَالَ غيره: العراق معناه في كلامهم الطير. قالوا: وهو جمع عرقة والعرقة ضرب من الطير: ويقال أيضا: العراق جمع عرق.
وَقَالَ قطرب: إنما سمي العراق عراقا لأنه دنا من البحر وفيه سباخ وشجر، يقال:
استعرقت إبلكم إذا أتت ذلك الموضع [4] .
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ قَالَ نبأنا محمّد بن العبّاس الخزّاز قال أنبأنا أَبُو أَيُّوبَ سُلَيْمَانُ بْنُ إِسْحَاقَ الْجَلابُ قَالَ قَالَ: أَبُو إِسْحَاقَ إِبْراهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ:
العراق من يلدّ [5] إلى عبادان، وعرضه من العذيب إلى جبل حلوان. وإنما سميت
__________
[1] انظر: مرآة الزمان، لسبط الجوزي 1/65. والمنتظم 8/70.
[2] في المنتظم: ومن غلظ الترك.
[3] انظر الخبر في: المنتظم 8/70.
[4] انظر: الروض المعطار في خبر الأقطار، للحميري ص 109، 110.
[5] هكذا في الأصل: وفي القاموس: بلد: مدينة بالجزيرة.(1/51)
العراق [عراقا [1]] لأن كل استواء عند نهر أو عند بحر عراق، وإنما سمي السواد سوادا لأنهم قدموا يفتحون الكوفة فلما أبصروا سواد النخل قالوا: ما هذا السواد؟
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بُكَيْرٍ الْمُقْرِئُ قَالَ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الأنباري قَالَ نبأنا أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَلِيمِيُّ قَالَ نبأنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ عَنِ ابْن أَبِي ذِئْبٍ عَنْ مَعْنِ بْنِ الْوَلِيدِ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي صَاعِنَا وَمُدِّنَا وَفِي شَامِنَا وَفِي يَمَنِنَا وَفِي حِجَازِنَا» . قَالَ فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَفِي عِرَاقِنَا، فَأَمْسَكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا كَانَ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي قَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، فَقَامَ إِلَيْهِ الرَّجُلُ. فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَفِي عِرَاقِنَا، فَأَمْسَكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا كَانَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ قَامَ إِلَيْهِ الرَّجُلُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَفِي عِرَاقِنَا، فَأَمْسَكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَلَّى الرَّجُلُ وَهُوَ يَبْكِي، فَدَعَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ: «أَمِنَ الْعِرَاقِ أَنْتَ؟» . قَالَ نَعَمْ: قَالَ: «إِنَّ أَبِي إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ هَمَّ أَنْ يَدْعُوَ عَلَيْهِمْ فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ لا تَفْعَلْ، فَإِنِّي جَعَلْتُ خَزَائِنَ عِلْمِي فِيهِمْ، وَأَسْكَنْتُ الرَّحْمَةَ قُلُوبَهُمْ [2] »
. أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُقْرِئُ قَالَ أنبأنا محمّد بن جعفر التّميميّ الكوفيّ قال أنبأنا الجلودي- يعني أبا أحمد البصريّ- قال أنبأنا مُحَمَّدُ بْنُ زَكُّوَيْهِ عَنِ ابْنِ عَائِشَةَ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى كَعْبِ الأَحْبَارِ: اخْتَرْ لِي الْمَنَازِلَ. قَالَ:
فَكَتَبَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّهُ بَلَغَنَا أَنَّ الأَشْيَاءَ اجْتَمَعَتْ؛ فَقَالَ السَّخَاءُ: أُرِيدُ الْيَمَنَ. فَقَالَ حُسْنُ الْخُلُقِ: أَنَا مَعَكَ، وَقَالَ الْجَفَاءُ: أُرِيدُ الْحِجَازَ. فَقَالَ الْفَقْرُ: وأنا معك. وقال البأس: أريد الشام. فقام السَّيْفُ: وَأَنَا مَعَكَ، وَقَالَ الْعِلْمُ: أُرِيدُ الْعِرَاقَ، فَقَالَ الْعَقْلُ:
وَأَنَا مَعَكَ. وَقَالَ الْغِنَى: أُرِيدُ مِصْرَ، فَقَالَ الذُّلُّ وَأَنَا مَعَكَ، فَاخْتَرْ لِنَفْسِكَ. قَالَ: فَلَمَّا وَرَدَ الْكِتَابُ عَلَى عُمَرَ. قَالَ: فَالْعِرَاقُ إِذًا؛ فَالْعِرَاقُ [3] إِذًا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الحسين القطّان قال أنبأ عبد الله بن جعفر النّحويّ قال نا يعقوب ابن سفيان قال نا قبيصة قال نا سُفْيَانُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ عَنْ رَجُلٍ عَنْ عُمَرَ قَالَ: أَهْلُ الْعِرَاقِ كَنْزُ الإِيمَانِ، وَجُمْجُمَةُ الْعَرَبِ، وَهُمْ رُمْحُ اللَّهِ عز وجل يحرزون ثغورهم ويمدون الأمصار.
__________
[1] ما بين المعقوفتين: سقط من الأصل.
[2] انظر الحديث في: صحيح البخاري 3/30، 4/42، 8/99. وصحيح مسلم، كتاب الحج 476.
ومسند الإمام أحمد 60/240، 3/47. وفتح الباري 4/98، 99. والترغيب والترهيب 2/227.
ومرآة الزمان 1/96.
[3] انظر الخبر في: المنتظم 8/70، 71.(1/52)
ذكر خبر غارة المسلمين على سوق بغداد
قال الشيخ أبو بكر: كانت بغداد في أيام مملكة العجم قرية يجتمع فيها رأس كل سنة التجار، ويقوم بها للفرس سوق عظيمة. فلما توجه المسلمون إلى العراق وفتحوا أول السواد، ذكر للمثنى بْن حارثة الشيباني أمر سوق بغداد.
فأخبرنا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن رزق البزار قال أنبأنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف قال نبأنا الحسن بن على القطّان قال نبأنا إسماعيل بن عيسى العطّار قال أنبأنا إسحاق بْن بشر أَبُو حذيفة قَالَ: قَالَ ابْن إسحاق: وَحَدَّثَنِي عبيد الله: أن أهل الحيرة قالوا للمثنى: ألا ندلك على قرية تأتيها تجار مدائن كسرى وتجار السواد، ويجتمع بها في كل سنة من أموال الناس مثل خراج العراق، وهذه أيام سوقهم التي يجتمعون فيها، فإن أنت قدرت على أن تعبر إليهم وهم لا يشعرون أصبت بها مالا يكون فيه عز للمسلمين وقوة على عدوهم، وبينها وبين مدائن كسرى عامة يوم.
فقال: لهم، فكيف لي بها؟ فقالوا له: إن أردتها فخذ طريق البر حتى تنتهي إلى الأنبار، ثم تأخذ رءوس الدهاقين فيبعثون معك الأدلاء فتسير سواد ليلة من الأنبار حتى تأتيهم ضحى. قَالَ: فخرج من النخيلة ومعه أدلاء أهل الحيرة حتى دخل الأنبار فنزل بصاحبها فتحصن منه، فأرسل إليه: ما يمنعك من النزول؟ فأرسل إليه إني أخاف، فأرسل إليه: انزل فإنك آمن على دمك وقريتك وترجع سالما إلى حصنك.
فتوثق عليه ثم نزل. فقال: إني أريد أن تبعث معي دليلا يدلني على بغداد، فإني أريد أن أعبر منها إلى المدائن. قَالَ: أنا أجيء معك. قَالَ المثنى: لا أريد أن تجيء معي ولكن ابعث معي من يعرف الطريق، ففعل، وأمر لهم بعلف وطعام وزاد وبعث معهم دليلا، فأقبل حتى إذا بلغ المنصف. قَالَ له المثنى: كم بيننا وبين هذه القرية؟ قَالَ:
أربعة فراسخ أو خمسة وقد بقي عليك ليل. فقال لأصحابه: انزلوا فاقضموا واطعموا وابعثوا الطلائع فلا يلقون أحدا إلا حبسوه، ثم سار بهم فصحبهم في أسواقهم فوضع فيهم السيف فقتل وأخذ الأموال، وَقَالَ لأصحابه: لا تأخذوا إلا الذهب والفضة، ومن المتاع ما يقدر الرجل منكم على حمله على دابته، وهرب الناس وتركوا أمتعتهم وأموالهم وملأ المسلمون أيديهم من الصفراء والبيضاء، ثم رجع راجعا حتى نزل بنهر السيلحين. فقال للمسلمين: احمدوا الله الذي سلمكم وغنمكم، انزلوا فأعلفوا خيلكم من هذا القضب وعلقوا عليها وأصيبوا من أزوادكم. ثم سار وسمع القوم يهمس بعضهم إلى بعض: أن القوم سراع الآن في طلبنا. فقال: قبح الله ما تتناجون به(1/53)
أيسر بعضكم إلى بعض أتحسبونهم الآن في طلبكم؟ فو الله لو كان الصريخ قد بلغهم الآن إنه لكثير، ولو كان الصريخ عندهم لدخلهم من رعب غارتنا عليهم إلى جنب مدائنهم ما يشغلهم عَنْ طلبنا ثم جهدوا جهدهم ما أدركونا، نحن على الجياد العراب وهم على المقاريف البطاء، ولو أنهم طلبونا فأدركونا لم نكن نقاتلهم إلا التماس الثواب ورجاء النصر، وعمركم الله، لقد نصرتم عليهم وهم أكثر منكم وأعز. فأقبلوا ومعهم دليلهم حتى انتهى إلى الأنبار واستقبلهم صاحبها بالكرامة، فوعده المثنى الإحسان إليه لو قد استقام أمرهم فرجع المثنى إلى عسكره.
قال الشيخ أبو بكر: والمثنى هو ابْن حارثة بْن سلمة بْن ضمضم بن سعيد بن مرة ابن ذهل بن شيبان بن ثعلبة بن عكان بن صعب بن علي بن بكر بن وائل وهو أول من حارب الفرس في أيام أَبِي بكر الصديق.
باب ذكر أحاديث رويت في الثلب لبغداد والطعن على أهليها وبيان فسادها وعللها وشرح أحوال رواتها وناقليها
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بن مُوسَى البزّار قال أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمِصْرِيُّ قَالَ نا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ الْخَالِقِ قَالَ نا إبراهيم ابن زياد قال نا خلف بن تميم قال نا عَمَّارُ بْنُ سَيْفٍ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَسْأَلُ عَاصِمًا الأَحْوَلَ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَحَدَّثَهُ عَاصِمٌ وَأَنَا حَاضِرٌ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ جَرِيرٍ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تُبْنَى مَدِينَةٌ بَيْنَ دِجْلَةَ وَدُجَيْلٍ وَقُطْرُبُّلَ وَالصَّرَاةِ، تُجْبَى إِلَيْهَا خَزَائِنُ الأَرْضِ وَجَبَابِرَتُهَا، لَهِيَ أَسْرَعُ ذَهَابًا فِي الأَرْضِ مِنَ الْوَتَدِ الْحَدِيدِ فِي الأَرْضِ الرَّخْوَةِ» [1]
. أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ روح النهرواني قال أنبأنا طَلْحَةُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصُّوفِيُّ قَالَ أنبأ محمّد بن أحمد بن صفوة قال نا يوسف بن سعيد قال نا خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ قَالَ حَدَّثَنِي عَمَّارُ بْنُ سَيْفٍ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ. قَالَ: مرّ جرير ابن عَبْدِ اللَّهِ بِقَنْطَرَةِ الصَّرَاةِ، فَقِيلَ: يَا صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ أَلا تَنْزِلُ فَتُصِيبُ مِنَ الْغَدَاءِ.
__________
[1] انظر الحديث بجميع رواياته في: الكامل لابن عدي 4/384، 5/1726. واللآلئ المصنوعة 1/244. والشفا للقاضي عياض 1/675. وتفسير القرطبي 6/12. وتخريج الإحياء 1/133.
والفوائد المجموعة 434. وتنزيه الشريعة 2/52.(1/54)
قَالَ: فَضَرَبَ خَاصِرَةَ فَرَسِهِ بِسَوْطِهِ. وقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: «تُبْنَى مَدِينَةٌ بَيْنَ دِجْلَةَ وَدُجَيْلٍ وَقُطْرُبُّلَ وَالصَّرَاةِ، يُجْبَى إِلَيْهَا خَزَائِنُ الأَمْصَارِ وَجَبَابِرَتُهَا، يُخْسَفُ بِهَا وَبِمَنْ فِيهَا، فَلَهِيَ أَسْرَعُ ذَهَابًا فِي الأَرْضِ مِنَ الْوَتَدِ الْحَدِيدِ فِي الأَرْضِ الرَّخْوَةِ»
. أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْمُعَدَّلُ وَالْحَسَنُ بْنُ على الجوهريّ قالا: نا على بن محمّد ابن أحمد بن لؤلؤ الورّاق قال نا أَبُو عُبَيْدٍ مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن الْمُؤَمِّلِ الصّيرفيّ قال نا محمّد بن على بن خلف قال نا حُسَيْنٌ الأَشْقَرُ عَنْ عَمَّارِ بْنِ سَيْفٍ الضَّبِّيِّ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تُبْنَى مدينة بين دجلة ودجيلة وَقُطْرُبُّلَ وَالصَّرَاةِ، يُجْبَى إِلَيْهَا خَرَاجُ أَهْلِ الدُّنْيَا وَجَبَابِرَتُهَا، لَهِيَ أَسْرَعُ انْقِلابًا بِأَهْلِهَا مِنَ الْوَتَدِ الْحَدِيدِ فِي الأَرْضِ الرَّخْوَةِ» .
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن بشران الواعظ قال أنبأنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ نَيْخَابَ [1] الطِّيبِيُّ قَالَ نا بشر بن موسى قال نا الحسن بن حمّاد قال نا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ السَّلُولِيُّ عَنْ عَمَّارِ بْنِ سَيْفٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَاصِمًا الأَحْوَلَ وَسَأَلَهُ سُفْيَانُ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ جَرِيرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «تُبْنَى مَدِينَةٌ بَيْنَ قُطْرُبُّلَ وَالصَّرَاةِ، وَدِجْلَةَ وَدُجَيْلٍ، يَخْرُجُ بِهَا جَبَابِرَةُ أَهْلِ الأَرْضِ يُجْبَى إِلَيْهِمُ الْخَرَاجُ، يَخْسِفُ اللَّهُ بِهَا فَلَهِيَ أَسْرَعُ ذَهَابًا فِي الأَرْضِ مِنَ الْمِعْوَلِ فِي الأَرْضِ النَّخِرَةِ أو الخورة»
. أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ المقري قال نا إسماعيل بن الحسن قَالَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيُّ قَالَ نا محمّد بن إشكاب قال نا أبو غسان مالك بن إسماعيل قال نا عَمَّارُ بْنُ سَيْفٍ الضَّبِّيُّ عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ عَنْ جَرِيرٍ. قَالَ: كُنَّا مَعَهُ بِقُطْرُبُّلَ. فَقَالَ: مَا هَذِهِ؟ قَالَ: قُطْرُبُّلُ. قَالَ: فَضَرَبَ بَطْنَ فَرَسِهِ حَتَّى وَقَفَ خَارِجًا مِنْهَا. ثُمَّ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «تُبْنَى مدينة بين دجلة ودجيلة وَالصَّرَاةِ وَقُطْرُبُّلَ، يُجْبَى إِلَيْهَا خَزَائِنُ الأَرْضِ وَجَبَابِرَتُهَا، يُخْسَفُ بِأَهْلِهَا، فَلَهِيَ أَسْرَعُ هَوِيًّا فِي الأَرْضِ مِنْ وَتَدِ الْحَدِيدِ فِي الأَرْضِ الرَّخْوَةِ»
. قَالَ عَمَّارٌ: سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ بِهِ رَجُلا. قَالَ أَبُو غَسَّانَ: فَقُلْتُ لَهُ: أَبَا سُفْيَانَ؟ فَقَالَ:
قَدْ أَخَذَ عَلَيَّ أَنْ لا أُسَمِّيَهُ، وَلَمْ يَقُلْ لِي. قَالَ عَمَّارٌ: فَشَكَكْتُ فِي بَعْضِهِ فَقَوَّمَنِي فِيهِ وَقَدْ حَفِظْتُ إِسْنَادَهُ مِنْ عَاصِمٍ وَالْحَدِيثُ إِلا الشَّيْءُ.
أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق قال نا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ
__________
[1] في الأصل: «بن نيحاب» وما أثبتناه من التبصير ص 1429، واللباب والإكمال 5/258. والأنساب للسمعاني 8/289.(1/55)
الجعابي قال نبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَاجِيَةَ قَالَ نبأنا أبو أمية محمّد بن إبراهيم قال نبأنا أَحْمَد بْن يعقوب المسعودي قَالَ قلت لعمار بْن سيف: سمعت هذا الحديث من عاصم؟ قَالَ: رجل ثقة كأنك تسمعه منه- يَعْنِي حديث جرير تبنى مدينة.
قال الشيخ أبو بكر: هذا خلاف الحديث الذي بدأنا به لأن عمارا ذكر في تلك الرواية أنه حضر الثوري يسأل عاصما عنه، وفي هذه الرواية أنكر أن يكون سمعه من عاصم، والله أعلم.
وقد روى هذا الحديث عَنْ عاصم؛ سيف بْن مُحَمَّدِ ابْنِ أخت سُفْيَان الثوري وهو أخو عمار بْن مُحَمَّد، ومحمد بْن جابر اليمامي، وأبو شهاب الحناط. وروي عَنْ سفيان عَنْ عاصم.
فَأَمَّا حَدِيثُ سَيْفٍ: فَأَخْبَرَنَاهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَرْبِيُّ الْقَزَّازُ قال نا أحمد بن سلمان الفقيه قال ثنا إدريس بن عبد الكريم قال نا أَبُو إِبْرَاهِيمَ التُّرْجُمَانِيُّ.
وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي على قال أنبأنا طَلْحَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُعَدَّلُ قَالَ نا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز الْبَغَوِيُّ وَعُمَرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي غَيْلانَ. قالا: نا إسماعيل بن إبراهيم الترجماني قال نا سَيْفُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ. قَالَ: كُنْتُ مَعَ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بِقُطْرُبُّلَ. فَقَالَ: مَا اسْمُ هَذِهِ الْقَرْيَةِ؟
قَالَ قُلْتُ: قُطْرُبُّلُ. قَالَ: ثُمَّ أَوْمَأَ إِلَى الدُّجَيْلِ. قَالَ قُلْتُ: دُجَيْلٌ. قَالَ: ثُمَّ أَوْمَأَ إِلَى دِجْلَةَ. قَالَ قُلْتُ: دِجْلَةَ. قال: ثم أومأ إلى الصراة. قَالَ قُلْتُ: ذَاكَ يُسَمَّى الصَّرَاةَ.
قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يقول: «تُبْنَى مَدِينَةٌ بَيْنَ دِجْلَةَ وَدُجَيْلٍ وَقُطْرُبُّلَ وَالصَّرَاةِ، يجبى إليها بخزائن الأرض وكنوز الأرض وجبابرتها، تخسف بِأَهْلِهَا فَلَهِيَ أَسْرَعُ ذَهَابًا فِي الأَرْضِ مِنَ الْوَتَدِ الْحَدِيدِ فِي الأَرْضِ الرَّخْوَةِ»
. لَفْظُ حَدِيثِ إِدْرِيسَ.
وَأَمَّا حَدِيثُ مُحَمَّدِ بْنِ جَابِرٍ: فَأَخْبَرَنِيهِ أَبُو الْحَسَنِ علي بن حمزة بن أحمد المؤذن يجامع البصرة قال نبأنا أَبُو الْقَاسِمِ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَيْفٍ قال نبأنا عمر بن الحسين الحلبيّ القاضي قال نبأنا محمّد بن سليمان لوين قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تُبْنَى مَدِينَةٌ بَيْنَ دِجْلَةَ وَالدُّجَيْلِ وَقُطْرُبُّلَ وَالصَّرَاةِ، يجبى إليها خراج أهل الأَرْضِ، هِيَ أَسْرَعُ خَسْفًا مِنَ السَّكَّةِ فِي الأرض الخوارة»
.(1/56)
وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي شِهَابٍ فَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بن إبراهيم قال أنبأنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مَخْلَدِ الجوهريّ قال نبأنا أحمد بن موسى الشطوي قال نبأنا الحسن ابن الرّبيع قال نبأنا أَبُو شِهَابٍ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ جَرِيرٍ يَرْفَعُهُ. قَالَ: «تُبْنَى مَدِينَةٌ بَيْنَ دِجْلَةَ وَدُجَيْلٍ وَقُطْرُبُّلَ وَالصَّرَاةِ، لأَهْلُهَا أَسْرَعُ هَلاكًا فِي الأَرْضِ مِنَ السِّكَّةِ الْحَدِيدِ فِي الأَرْضِ الرَّخْوَةِ» .
وَأَمَّا حَدِيثُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْقَاسِمِ إِبْرَاهِيمُ بن عبد الواحد بن الخباب الدلال والحسن بن أبي بكر. قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله بن إبراهيم الشّافعيّ قال نا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ قَالَ نا عمّار بن سيف قال نا سفيان الثوري عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ جَرِيرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تُبْنَى مَدِينَةٌ بَيْنَ دِجْلَةَ وَدُجَيْلٍ وَالصَّرَاةِ وَقُطْرُبُّلَ، يَجْتَمِعُ فِيهَا خَزَائِنُ الأَرْضِ يُخْسَفُ بِهَا، فَلَهِيَ أَسْرَعُ ذَهَابًا فِي الأَرْضِ مِنَ الْحَدِيدِ أَوِ الحديدة في الأرض الرخوة»
. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ أَبُو بكر الخوارزميّ البرقانيّ قال أنبأنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الإِسْمَاعِيلِيُّ قَالَ أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ وَحَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ موسى. قال: نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الأَعْيَنُ أَبُو بَكْرٍ قَالَ نا يحيى بن معين قال نا يحيى ابن أَبِي بُكَيْرٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ سَيْفٍ عَنْ سفيان الثوري عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ جَرِيرٍ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَكُونُ خَسْفٌ بَيْنَ دِجْلَةَ وَدُجَيْلٍ وَقُطْرُبُّلَ وَالصَّرَاةِ، بِأُمَرَاءَ جَبَابِرَةٍ يَخْسِفُ اللَّهُ بِهِمُ الأَرْضَ، وَلَهِيَ أَسْرَعُ بِهِمْ هَوِيًّا مِنَ الْوَتَدِ الْيَابِسِ فِي الأَرْضِ الرَّطْبَةِ [1] »
. أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْن مُوسَى الْبَزَّارُ قال أنبأنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمِصْرِيُّ قَالَ نبأنا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ الْخَالِقِ قَالَ سمعت إِبْرَاهِيم بْن سَعِيد الجوهري يقول نبأنا إسماعيل بن أبان قال نبأنا سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ عَنْ أَبِي عثمان بن جَرِيرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَحْوِهِ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو: وَلا أَعْلَمُ رَوَى أَبُو عُثْمَانَ عَنْ جَرِيرٍ غَيْرَ هَذَا.
حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ قَالَ نبأنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَسَنِ قال
__________
[1] انظر الحديث في: الموضوعات لابن الجوزي 2/66. واللآلئ المصنوعة 1/245.(1/57)
نبأنا صالح بن أبي مقاتل الحافظ قال نبأنا محمّد بن إشكاب قال نبأنا عبد العزيز بن أبان قال نبأنا سُفْيَانُ عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تُبْنَى مَدِينَةٌ بَيْنَ دِجْلَةَ وَالدُّجَيْلِ، لَهِيَ أَسْرَعُ خَرَابًا مِنَ السِّكَّةِ فِي الأَرْضِ الرخوة»
. أَخْبَرَنِي أَبُو الْفَرَجِ الْحُسَيْن بْن عَلِيّ الطَّنَاجِيرِيُّ قَالَ أنبأنا عمر بن أبي الطّيّب الورّاق قال نا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ نُوحٍ التُّسْتَرِيُّ قَالَ نا عمران بن عبد الرّحمن شاذان قال نا إسماعيل بن نجيح قال أنبأنا سفيان الثوري عن عاصم عن أبي عثمان قَالَ:
كُنْتُ مَعَ جَرِيرٍ بِالتَّلِّ وَالتَّلُّولِ. فَقَالَ: أَيْنَ الدِّجْلَةُ؟ فَقُلْتُ: هَذِهِ. فَقَالَ: أَيْنَ الدُّجَيْلُ؟
فَقُلْتُ: هَذِهِ. فَقَالَ: أَيْنَ قُطْرُبُّلُ؟ قَالَ قُلْتُ: هذه. فقال لي: النجا النجا، ارْتَحِلِ ارْتَحِلْ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «تُبْنَى مَدِينَةٌ بَيْنَ دِجْلَةَ وَدُجَيْلٍ وَقُطْرُبُّلَ وَالصَّرَاةِ، يُجْبَى إِلَيْهَا خَزَائِنُ الأَرْضِ، لَهِيَ أَشَدُّ خَرَابًا مِنَ الْمِرْوَدِ فِي الأَرْضِ الرَّخْوَةِ»
. أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قال أنبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَغَوِيُّ قال نبأنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَبُو بَكْرٍ الْحَافِظُ قَالَ نا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ مَخْلَدٍ الْوَاسِطِيُّ قَالَ نا أَبُو سُفْيَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سُفْيَانَ الغداني [1] قال نبأنا سُفْيَانُ عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «تُبْنَى مَدِينَةٌ بَيْنَ نَهْرٍ يُقَالُ لَهُ دِجْلَةُ وَنَهْرٍ يُقَالُ لَهُ دُجَيْلٌ وَنَهْرٌ يُقَالُ لَهُ الصَّرَاةُ، يَجْتَمِعُ فِيهَا مُلُوكُ أَهْلِ الأَرْضِ وَخَزَائِنُ أَهْلِ الأَرْضِ؛ لَهِيَ أَشَدُّ رُسُوخًا فِي الأَرْضِ مِنَ السِّكَّةِ الْحَدِيدِ»
. أَخْبَرَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بن أبي على الأصبهانيّ قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بن سعيد الأهوازيّان قالا: نبأنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقُرَشِيُّ قَالَ نبأنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ يُونُسَ قَالَ قُلْتُ لِعَبْدِ الرَّزَّاقِ: أَحَدَّثَكَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ هَذَا الْحَدِيثَ؟ قَالَ: نَعَمْ: عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ.
قَالَ: نَزَلَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيُّ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُطْرُبُّلَ. فَقَالَ: أَيُّ نَهْرٍ هَذَا؟ قَالُوا: دِجْلَةُ وَدُجَيْلٌ. قَالَ: هَا هُنَا نَهْرٌ سِوَى هَذَا؟ قَالُوا: نَعَمْ نَهْرٌ يُقَالُ لَهُ الصَّرَاةُ أَسْفَلَ مِنْهُ بِفَرْسَخٍ. فَقَالَ: الرَّحِيلَ، الرَّحِيلَ. سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
«تُبْنَى مَدِينَةٌ بَيْنَ نَهْرَيْنِ يُقَالُ لَهُمَا دِجْلَةُ وَدُجَيْلٌ وَالآخَرُ يُقَالُ لَهُ الصراة، يجتمع فيها
__________
[1] الغداني: نسبة إلى غدانة بْن يربوع بْن حنظلة بْن مَالِك بْن زيد مناة بن تميم (الأنساب للسمعاني 9/127) .(1/58)
جَبَابِرَةُ الأَرْضِ وَمُلُوكُ الأَرْضِ وَكُنُوزُ الأَرْضِ، لَهِيَ بِهِمْ أَسْرَعُ رُسُوخًا فِي الأَرْضِ مِنْ سِكَّةِ حَدِيدٍ»
. فَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ لِعُمَرَ: مَنْ حَدَّثَكَ هَذَا عَنِّي؟ فَقُلْتُ: أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ. قَالَ: نَعَمْ مَا حُدِّثْتَ بِهِ غَيْرَهُ وَلا أُحَدِّثُ بِهِ غَيْرَكَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ جعفر بن عبد كويه الإمام بأصبهان قال نا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ قَالَ نا علان بن عبد الصّمد الطيالسي قال نا أحمد بن مطهر المصيصي قال نا صَالِحُ بْنُ بَيَانٍ الثَّقَفِيُّ.
قَالَ الطَّبَرَانِيُّ: وَحَدَّثَنَا إبراهيم بن محمّد التستري الدستوائي قال نا سليمان بن الرّبيع النهدي قال نا همّام بن مسلم قال نا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ.
وَحَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ أبي طالب- واللفظ له- قال نا أبو بكر أحمد بن إبراهيم قال نا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى الْمَرْوَزِيُّ الْمُؤَذِّنُ قال نا سليمان بن الرّبيع قال نا هَمَّامُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ سَمِعْتُ سُفْيَانَ قَالَ نا أَبُو عُبَيْدَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تُبْنَى مَدِينَةٌ بَيْنَ دِجْلَةَ وَدُجَيْلٍ، لَهِيَ أَسْرَعُ ذَهَابًا فِي الأَرْضِ مِنْ وَتَدِ الْحَدِيدِ فِي الأَرْضِ الرَّخْوَةِ» [1]
. أَبُو عبيدة هو حميد الطويل: وهذا الإسناد ليس. بمحفوظ، وصالح بْن بيان ضعيف، وهمام بْن مسلم مجهول، والمحفوظ حديث عاصم الأحول عَنْ أَبِي عثمان عَنْ جرير.
ونحن ذاكرون ما انتهى إلينا من علله إن شاء الله.
ذكر علل هذا الحديث:
أَخْبَرَنَا علي بن مُحَمَّد بن عبد الله المعدل إجازة قال نبأنا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الْحَسَن ثم أَخْبَرَنَا عبيد الله بْن عُمَر الواعظ قراءة قَالَ نا أبي قال نا عبد الله بن سليمان قالا: نا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: سئل أَبِي عَنْ حديث جرير «تبني مدينة» فقال: ما حدث به إنسان ثقة.
أَخْبَرَنَا الحسن بْن علي الجوهري قَالَ أنبأنا محمّد بن العبّاس الخزّاز قال نبأنا أبو
__________
[1] انظر الرواية في: المعجم الصغير للطبراني 1/92.(1/59)
الطّيّب محمّد بن القاسم الكوكبي قال نا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال سمعتُ يَحْيَى بْن معين يَقُولُ قَالَ لي يَحْيَى بْن آدم: حديث عاصم عَنْ أَبِي عثمان عَنْ جرير ما رواه أحد إلا عمار بْن سيف. ثم قَالَ يَحْيَى بْن معين: ومنهم من يرويه عنه عَنْ سفيان عَنْ عاصم، ومنهم من يرويه عنه عَنْ عاصم، وليس للحديث أصل.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن غالب الفقيه قَالَ سمعت أبا الْحَسَن الدارقطني يقول: عمار بْن سيف الضبي كوفي متروك.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ قَالَ نا يوسف بن أحمد الصيدلاني بمكة قال نا محمّد بن عمرو العقيلي قال نا عَلِيّ بْن عَبْد العزيز قَالَ: ذكرت لأحمد- يَعْنِي ابْنَ منيع- حديث عاصم عَنْ أَبِي عثمان عَنْ جرير «تبنى مدينة» ففارقني ثم رجع إلي فقال: ذهبت إلى أَحْمَد بْن حَنْبَل فأخبرته به. فقال لي: يا أبا جعفر ليس لهذا الحديث أصل.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ الوراق وأحمد بْن عَلِيّ المحتسب قالا: أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْن جعفر التّميميّ قال نبأنا الحسن بن محمّد السكوني قال نبأنا القاضي أبو بكر محمّد ابن خلف بْن حيان وكيع- وذكر حديث عمار بْن سيف- فقال: قَالَ المخرمي- يَعْنِي مُحَمَّد بْن عَبْد الله- سمعت: يَحْيَى بْن معين يقول: ما أصاب عمار هذا الحديث إلا على ظهر كتاب.
أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْد اللَّهِ أَحْمَد بْن مُحَمَّد الكاتب قال أنبأنا محمّد بن حميد المخرّميّ قال نبأنا عَلِيّ بن الْحُسَيْن بن حيان قَالَ: وجدت في كتاب أبي بخط يده قَالَ أبو زكريا- يعني يحيى بن معين: عَبْد العزيز بْن أبان كذاب خبيث، قلت له: بأي شيء استدللت على كذبه؟ قَالَ: حدث عَنْ سفيان عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ جَرِيرِ في دجلة ودجيل. فقلت له: فقد حدث به عمار بْن سيف عَنْ سفيان. قَالَ: عمار كان رجلا مغفلا لا يدري من سفيان سمعه أو من عاصم؟ كذا قَالَ يَحْيَى بْن آدم.
قال الشيخ أبو بكر: هذا الكلام على عمار بْن سيف في روايته هذا الحديث.
وأما سيف بْن مُحَمَّد. فأخبرنا أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بن محمد بن جعفر قال أنبأنا محمّد بن العبّاس الخزّاز قال أنبأنا أحمد بن سعيد السوسي قال نبأنا عباس بن محمد قال سمعت يحيى بن معين يقول: سيف بْن مُحَمَّد ابْن أخت سُفْيَان الثوري ضعيف.(1/60)
وَأَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن رزق قَالَ أنبأنا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الْحَسَن قَالَ نَبَّأَنَا عبد اللَّه بْن أَحْمَد قَالَ سمعت أبي يقول: لا يكتب حديث سيف بْن مُحَمَّد ابْنِ أخت سُفْيَان الثوري، ليس سيف بشيء. وَقَالَ أَبِي: كان سيف يضع الحديث.
أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم الأزهري قَالَ أنبانا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْنِ مُوسَى الْقُرَشِيُّ وَأَخْبَرَنَا الحسن بن على الجوهريّ قال أنبأنا محمّد بن العبّاس. قالا: أنبأنا أحمد بن جعفر أبو الحسين قال نبأنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل. قَالَ: ذَكَرَ أَبِي حَدِيثَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تُبْنَى مَدِينَةٌ بين دجلة ودجيلة وَالصَّرَاةِ وَقُطْرُبُّلَ، يُجْبَى إِلَيْهَا كُنُوزُ الأَرْضِ، وَيَجْتَمِعُ إِلَيْهَا كُلَّ إِنْسَانٍ، فلَهِيَ أَسْرَعُ ذَهَابًا فِي الأَرْضِ مِنَ الْحَدِيدَةِ الْمُحَمَّاةِ فِي الأَرْضِ الْخَوَّارَةِ»
. فقال: كان المحاربي جليسا لسيف بْن مُحَمَّد ابْن أخت سفيان الثوري، وكان سيف كذابا. فأظن المحاربي سمعه منه.
قَالَ عَبْد الله: فقيل لأبي: فإن عَبْد العزيز بْن أبان رواه عَنْ سفيان الثوري عَنْ عاصم الأحول. فقال أَبِي: كل من حدث هذا الحديث عَنْ سفيان الثوري فهو كذاب. قَالَ عَبْد الله فقلت له: إن لوينا حَدَّثَنَاه عَنْ مُحَمَّد بْن جابر الحنفي. فقال:
كان مُحَمَّد بْن جابر ربما ألحق في كتابه الحديث، ثم قَالَ أَبِي: إن هذا الحديث ليس بصحيح، أو قَالَ: كذب.
قَالَ أَبُو الحسين أَحْمَد بْن جعفر: وقد رواه عمار بْن سيف الضبي عَنْ سفيان الثوري، ورواه عَنْ عمار جماعة نفر منهم يَحْيَى بْن بكير الكرماني، وإسحاق بْن بشر الكاهلي، وقد رواه عَنْ يَحْيَى بْن أَبِي بكير: يَحْيَى بْن معين، إلا أنه لم يروه على أنه صحيح وإنما رواه على المذاكرة ثم عرف محله من الوهي. فقال: ليس بشيء. هكذا حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إسحاق الصاغاني عَنْ يحيى بن معين.
قال الشيخ أبو بكر: وقد بين أَبُو عَبْد الله أَحْمَد بْن حَنْبَل علة رواية مُحَمَّد بْن جابر عَنْ عاصم هذا الحديث.
وأما أَبُو شهاب الحناط فقد كان صدوقا: إلا أن يَحْيَى بْن سعيد القطان لم يكن يرضى أمره، وكان يقول: لم يكن بالحافظ وأحسب أنه وقع إليه حديث عاصم من جهة عمار بْن سيف؛ أو سيف بْن مُحَمَّد، أو مُحَمَّد بْن جابر، فرواه عَنْ عاصم مرسلا لأن الْحَسَن بْن الربيع لم يذكر عنه الخبر فيه، والله أعلم.(1/61)
وممن رواه عَنِ الثوري وأوردنا حديثه عنه: إسماعيل بْن أبان وهو أَبُو إسحاق الغنوي- وله روايات عَنْ هشام بْن عروة، وعبد الملك بن جريج، وقد ذكره محمّد ابن إسماعيل البخاري. فقال مَا:
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الفضل القطّان قال أنبأنا على ابن إبراهيم المستملي قَالَ أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن إبراهيم بْن شعيب الغازي [1] قَالَ سمعت مُحَمَّد بْن إسماعيل البخاري يقول: إسماعيل بْن أبان متروك وهو أبو إسحاق الكوفيّ [2] .
قال الشيخ أبو بكر: وفي رواة الكوفيين أيضا إسماعيل بْن أبان آخر إلا أنه أزدي، وهو دون الغنوي في الطبقة، يروي عَنْ أَبِي أويس وجندل بْن عَلِيّ وكان ثقة حدث عنه البخاري في كتابه الصحيح.
وأما عَبْد العزيز بْن أبان: فقد ذكرنا كلام أَحْمَد بْن حَنْبَل فيه.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بْنِ إِبْرَاهِيم الأشناني بنيسابور قَالَ سمعت أبا الحسن أَحْمَد بْن محمد بن عبدوس الطوائفي يقول سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول سمعت يَحْيَى بْن معين يقول: عَبْد العزيز بن أبان القرشيّ ليس بثقة. قيل: من أين جاء ضعفه؟ قَالَ: كان يأخذ حديث الناس فيرويه.
وإسماعيل بْن نجيح: هو إسماعيل بْن عمرو بْن نجيح البجلي نسب في الرواية إلى جده، وهو صاحب غرائب ومناكير عَنْ سفيان الثوري وعن غيره.
أَخْبَرَنِي أَحْمَد بْن عَبْد الواحد الوكيل قال أنبأنا أحمد بن الفرج الورّاق قال نبأنا أَبُو العباس أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سعيد قَالَ: إسماعيل بْن عمرو ضعيف ذاهب.
وأما عبيد الله بن سفيان الغداني فإنه بصري يعرف بابن رواحة وقد ذكره يحيى ابن معين.
أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الملك الأدمي قَالَ نَبَّأَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ الإياديّ قال نبأنا زكريا بْن يَحْيَى الساجي. قَالَ: أَبُو سفيان الصواف كان يقال له ابن رواحة، عَنِ ابن عون هو بصري قدم بغداد
__________
[1] في الأصل: «العازي» وما أثبتناه عن الأنساب.
[2] قاله البخاري في الضعفاء الصغير 1/36.(1/62)
فحدثهم، ما سمعت أحدا من مشايخنا بالبصرة حدث عنه. قَالَ يَحْيَى بْن معين: أَبُو سفيان الصّوّاف كذاب.
وأما حديث عَبْد الرزاق بْن همام عَنِ الثوري. قال: رواية أحمد بن محمّد بن عمر اليمامي تفرد بروايته عَنْ عَبْد الرزاق وليس بمحل الحجة.
أخبرنا أبو سعيد الماليني فيما أذن لنا أن نرويه عنه قال أنبأنا عَبْدُ اللَّه بْن عدي الْحَافِظُ. قَالَ: أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر اليمامي حدث بأحاديث مناكير عَنْ ثقات، وحدث بنسخ وعجائب.
أَخْبَرَنِي إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيمَ. قَالَ: ذكرت اليمامي هذا لعبيد الكشوري فَقَالَ: هو فِينا كالواقدي فيكم.
قال الشيخ أبو بكر: والواقدي عند أئمة أهل النقل ذاهب الحديث.
بقية الأخبار التابعة لحديث أَبِي عثمان عَنْ جرير لكونها في معناه:
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ مِنْ كِتَابِهِ قَالَ قُرِئَ عَلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ وَأَنَا أَسْمَعُ حَدَّثَكُمْ زَنْجُوَيْهِ بْنُ مُحَمَّدٍ اللَّبَّادُ قَالَ نا سَهْلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَعِيشَ الْخُتُّلِيُّ الْعَسْكَرِيُّ أبو السري قال نا عمر بن يحيى قال نا سُفْيَانُ عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ رِبْعِيِّ بن خراش عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَكُونُ وَقْعَةٌ بَيْنَ زَوْرَاءَ» . قَالُوا:
وَمَا الزَّوْرَاءُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «مَدِينَةٌ بَيْنَ أَنْهَارٍ فِي أَرْضِ جُوخَى، يَسْكُنُهَا جَبَابِرَةُ أُمَّتِي، تُعَذَّبُ بِأَرْبَعَةِ أَصْنَافٍ: بِخَسْفٍ، وَمَسْخٍ، وَقَذْفٍ [1] »
. قَالَ الْبَرْقَانِيُّ: وَلَمْ يَذْكُرِ الرَّابِعَ.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قال أنبأنا شجاع بن جعفر الأنصاريّ قال نا محمّد بن زكريّا الغلابي قال نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ التَّيْمِيُّ قال نا أبي عن يحيى ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ حَسَنِ بْنِ حَسَنٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ.
قَالَ: وَحَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ عِمْرَانَ الْعُجَيْفِيُّ عَنْ نائل بْنِ نَجِيحٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شَمْرٍ عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الأَسْوَدِ الدُّؤَلِيِّ عَنْ أَبِيهِ. قَالا: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ سَمِعْتُ حَبِيبِي مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «سَيَكُونُ لِبَنِي عَمِّي مَدِينَةٌ مِنْ قِبَلِ المشرق، بين دجلة
__________
[1] انظر الحديث في: كنز العمال 38726. والحاوي للسيوطي 2/159.(1/63)
وَدُجَيْلٍ وَقُطْرُبُّلَ وَالصَّرَاةِ، يُشَيَّدُ فِيهَا بِالْخَشَبِ وَالآجُرِّ وَالْجَصِّ وَالذَّهَبِ، يَسْكُنُهَا شِرَارُ خَلْقِ اللَّهِ وَجَبَابِرَةُ أُمَّتِي، أَمَا إِنَّ هَلاكَهَا عَلَى يَدِ السُّفْيَانِيِّ كَأَنِّي بِهَا وَاللَّهِ قَدْ صَارَتْ خَاوِيَةً عَلَى عُرُوشِهَا» [1] .
أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم الأزهري قَالَ أنبانا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن موسى.
وأخبرنا الحسن بن على الجوهريّ قال أنبأنا محمّد بن العبّاس قال أنبأنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْمُنَادِي قَالَ: ذُكِرَ فِي إِسْنَادٍ شَدِيدِ الضَّعْفِ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ عَنْ أَبِي قَيْسٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «تَكُونُ مَدِينَةٌ بَيْنَ الْفُرَاتِ وَدِجْلَةَ يَكُونُ فِيهَا مُلْكُ بَنِي الْعَبَّاسِ، وَهِيَ الزَّوْرَاءُ، يَكُونُ فِيهَا حَرْبٌ مُقَطِّعَةٌ يُسْبَى فِيهَا النِّسَاءُ وَيُذْبَحُ فِيهَا الرِّجَالُ كَمَا تُذْبَحُ الْغَنَمِ»
. قَالَ أَبُو قَيْسٍ فَقِيلَ لِعَلِيٍّ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لِمَ سَمَّاهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الزَّوْرَاءَ؟ قَالَ: «لأَنَّ الْحَرْبَ تَدُورُ فِي جَوَانِبِهَا حَتَّى تَطْبِقَهَا» [2] .
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ قَالَ نا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ قَالَ نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَاتِمٍ أَبُو زَيْدٍ الْمُرَادِيُّ قال نا نعيم بن حمّاد قال نا أَبُو عُمَرَ- صَاحِبٌ لَنَا مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ- عن ابن لهيعة عن الْوَهَّابِ بْنِ حُسَيْنٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْحَارِثِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا عَبَرَ السُّفْيَانِيُّ الْفُرَاتَ، وَبَلَغَ مَوْضِعًا يُقَالُ لَهُ عَاقَرْقُوفَا، مَحَا اللَّهُ الإِيمَانَ مِنْ قَلْبِهِ، فَيَقْتُلُ بِهَا إِلَى نَهْرٍ يُقَالُ لَهُ الدُّجَيْلُ سَبْعِينَ أَلْفًا مُتَقَلِّدِينَ سُيُوفًا مُحَلاةً، وَمَا سِوَاهُمْ أَكْثَرُ مِنْهُمْ، فَيَظْهَرُونَ عَلَى بَيْتِ الذَّهَبِ فَيَقْتُلُونَ الْمُقَاتِلَةَ وَالأَبْطَالَ وَيَبْقُرُونَ بُطُونَ النِّسَاءِ يَقُولُونَ لَعَلَّهَا حُبْلَى بِغُلامٍ، وَتَسْتَغِيثُ نِسْوَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ عَلَى شَاطِئِ دِجْلَةٌ إِلَى الْمَارَّةِ مِنْ أَهْلِ السُّفُنِ يَطْلُبْنَ إِلَيْهِمْ أَنْ يَحْمِلُوهُنَّ حَتَّى يُلْقُوهُنَّ إِلَى النَّاسِ فَلا يَحْمِلُوهُنَّ بُغْضًا بِبَنِي هَاشِمٍ؛ فَلا تَبْغَضُوا بَنِي هَاشِمٍ فَإِنَّ مِنْهُمْ نَبِيُّ الرَّحْمَةِ وَمِنْهُمُ الطَّيَّارُ فِي الْجَنَّةِ، فَأَمَّا النِّسَاءُ فَإِذَا جَنَّهُنَّ اللَّيْلُ أَوَيْنَ إِلَى أَغْوَرِهَا مَكَانًا مَخَافَةَ الْفُسَّاقِ، ثُمَّ يَأْتِيهِمُ الْمَدَدُ مِنَ الْبَصْرَةِ حَتَّى يَسْتَنْقِذُوا مَا مَعَ السُّفْيَانِيِّ مِنَ الذَّرَارِي وَالنِّسَاءِ مِنْ بَغْدَادَ وَالْكُوفَةِ [3] »
. أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عيسى البزّار قال أنبأنا على بن محمّد بن
__________
[1] انظر الحديث في: الموضوعات لابن الجوزي 2/61. واللآلئ المصنوعة 1/247. وكنز العمال 31038.
[2] انظر الحديث في: اللآلئ المصنوعة 1/248. وكنز العمال 31041.
[3] انظر الحديث في: تنزيه الشريعة 2/350.(1/64)
أحمد المصري قال نبأنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن بكير أبو الوليد قال نبأنا أبو يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ قَالَ: حدّثني الهقل بن زياد قَالَ: حَدَّثَ أَبُو أَسْمَاءَ الرَّحْبِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ ثَوْبَانَ يُحَدِّثُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَخْرُجُ السُّفْيَانِيُّ حَتَّى يَنْزِلَ دِمَشْقَ فَيَبْعَثُ جَيْشَيْنِ جَيْشًا إِلَى الْمَدِينَةِ خَمْسَةَ عشر ألفا ينتهبون الْمَدِينَةَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ وَلَيَالِيَهُنَّ ثُمَّ يَسِيرُونَ مُتَوَجِّهِينَ إِلَى مَكَّةَ» . وَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَقَالَ: «ثُمَّ يَسِيرُ جَيْشُهُ الآخَرُ فِي ثَلاثِينَ أَلْفًا وعَلَيْهِمْ رَجُلٌ مِنْ كَلْبٍ حَتَّى يَأْتُوا بَغْدَادَ، فَيَقْتُلُونَ بها ثلاثمائة كبش من ولد العبّاس، ويبقرون بها ثلاثمائة امْرَأَةٍ»
. قَالَ ثَوْبَانُ: فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «وَذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَمَا اللَّهُ بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ» . فَيَقْتُلُونَ بِبَغْدَادَ أَكْثَرَ مِنْ خمسمائة أَلْفٍ [1] »
. وَذَكَرَ حَدِيثًا فِي الْمَلاحِمِ طَوِيلا كَتَبْنَا مِنْهُ هَذَا.
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ قَالَ نبأنا سليمان بن أحمد الطبراني قال نبأنا أَبُو زَيْدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَاتِمٍ الْمُرَادِيُّ قال نبأنا نعيم بن حمّاد قال نبأنا عَبْدُ الْقُدُّوسِ- يَعْنِي ابْنَ الْحَجَّاجِ- عَنْ أَرْطَاةَ بْنِ الْمُنْذِرِ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أنه أتاه رجل وعنده حذيفة فقال: يا ابن عَبَّاسٍ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: حم عسق
؟. فَأَطْرَقَ سَاعَةً وَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ كَرَّرَهَا فَلَمْ يُجِبْهُ بِشَيْءٍ فَقَالَ حُذَيْفَةُ: أَنَا أُنْبِئُكَ قَدْ عَرَفْتَ لِمَ كرهها، إنما نزلت فِي رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ يُقَالُ لَهُ: عَبْدُ الإِلَهِ أَوْ عَبْدُ اللَّهِ، يَنْزِلُ عَلَى نهر من أنهار المشرق يبنى عَلَيْهِ مَدِينَتَانِ يَشُقُّ النَّهْرُ بَيْنَهُمَا شَقًّا يَجْتَمِعُ فيهما كل جبار عنيد. قال أَرْطَاةُ عَنْ كَعْبٍ: إِذَا بُنِيَتْ مَدِينَةٌ عَلَى شاطئ الفرات ثمّ أتتكم القواصل وَالْقَوَاصِمُ، وَإِذَا بُنِيَتْ مَدِينَةٌ بَيْنَ النَّهْرَيْنِ بِأَرْضٍ مُنْقَطِعَةٍ مِنْ أرض العراق أتتكم الدهيماء.
أخبرنا أبو نعيم قال نبأنا أبو القاسم الطبراني قال نبأنا أَبُو زَيْدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ نبأنا نعيم بن حمّاد قال نبأنا نُوحُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ حُذَيْفَةَ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ: حم عسق
وَعُمَرُ وَعَلِيٌّ وَابْنُ مَسْعُودٍ وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ وَابْنُ عَبَّاسٍ وَعِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُضُورٌ. فَقَالَ حُذَيْفَةُ: الْعَيْنُ: عَذَابٌ، وَالسِّينُ: السَّنَةُ وَالْمَجَاعَةُ، وَالْقَافُ: قَوْمٌ يُقْذَفُونَ فِي آخِرِ الزَّمَانِ. فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: مِمَّنْ هُمْ؟ قَالَ: مِنْ وَلَدِ الْعَبَّاسِ فِي مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا الزَّوْرَاءُ، وَيُقْتَلُ فِيهَا مَقْتَلَةٌ عَظِيمَةٌ وَعَلَيْهِمْ تَقُومُ السَّاعَةُ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَيْسَ ذَلِكَ فِينَا. وَلَكِنَّ الْقَافَ:
قَذْفٌ وَخَسْفٌ يَكُونُ. قَالَ عُمَرُ لِحُذَيْفَةَ: أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ أَصَبْتَ التفسير، وأصاب ابن
__________
[1] انظر الحديث في: المستدرك 4/520. والدر المنثور 5/241. وكنز العمال 38698.(1/65)
عَبَّاسٍ الْمَعْنَى، فَأَصَابَتِ ابْنَ عَبَّاسٍ الْحُمَّى حَتَّى عَادَهُ عُمَرُ وَعِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّا سَمِعَ مِنْ حُذَيْفَةَ.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أبي بكر قال أنبأنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطّان قال نبأنا محمّد بن غالب قال نبأنا غسان بن المفضل قال نبأنا آدم بْن عيينة أخو سفيان بْن عيينة قَالَ أَخْبَرَنِي سفيان بْن عيينة. قَالَ: رآني قيس بْن الربيع على قنطرة الصراة. فقال: النجا النجا، فإنا كنا نتحدث أن هذا المكان الذي يخسف به.
قَالَ سفيان: ورآني أَبُو بكر الهذلي ببغداد. فقال: بأي ذنب دخلت بغداد؟.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ الوراق وأحمد بْن على المحتسب. قالا: أنبأ محمّد بن جعفر التّميميّ قال نا الحسن بن محمّد السكوني قال نا مُحَمَّد بْن خلف قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن الحسين الوادعي قال نا صدقة بْن سبرة- أَبُو وعلة المرهبي في بني مرهبة- قال نا الوليد بْن أَبِي ثور عَنْ سماك بْن حرب: أنه بعثه ابْن هبيرة إلى أهل بغداد وهي خربة قبل أن تكون، فنزل على موضع يقال له العقر وعنده قوم من أهل بغداد، فجاء رجل حتى وقف على فرس له عَلى دجلة من ذلك الجانب فأقحم فرسه الماء فشق الماء شقا حتى وقف عَلى العقر. فقال: لعنك الله من قرية، ما أجمعك لخبيث البلدان! وأجمعك للمال الحرام! وأسفكك للدم الحرام. ثم إنه غاب بفرسه فذهب في الأرض.
قَالَ سماك: وا لهفتاه، ألا سألته أي قرية هي؟ ثم انصرف سماك إِلَى ابْن هبيرة فأخبره ثم عاد من قابل، فجاء ذلك الرجل حتى قَالَ ذلك القول ثم غاب في الماء فذهب، حتى إذا كانت الثالثة رجع الرجل فصنع صنيعة الأول، فوثب إليه سماك حتى تعلق بدابته فقال: يا عَبْد الله أي قرية هذه؟ قَالَ: بغداد، أما إنه سيصيبها خسف ومسخ، فخرج سماك عنها وما يرى إلا أنه سيصيبه بعض ما قَالَ الرجل.
قال الشيخ الإمام أبو بكر: وكل هذه الأحاديث التي ذكرناها واهية الأسانيد عند أهل العلم والمعرفة بالنقل، لا يثبت بأمثالها حجة، وأما متونها فإنها غير محفوظة؛ إلا عَنْ هذه الطرق الفاسدة وأمرها إلى الله العالم بها لا معقب لأمره، ولا راد لحكمه، يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد.
قرأت عَلى مُحَمَّد بْن الحسين القطان عَنْ دعلج بْن أَحْمَد السجستاني قَالَ أنبأنا محمّد بْن عَلِيّ الأبار.
ثم أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم الأزهري قَالَ أنبانا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن موسى.(1/66)
وأخبرنا الحسن بن على الجوهريّ قال أنبأنا محمّد بن العبّاس قال أنبأنا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَد بْن جَعْفَرِ بْن الْمُنَادَى قَالَ حَدَّثَنِي هارون بْن عَلِيّ بْن الحكم المزوق.
قال الأبّار: نا إبراهيم بن سعيد الجوهريّ قال نا خضر بْن اليسع البصري عَنْ مسعدة بْن اليسع عَنْ أَبِي يعقوب الإسرائيلي- وكان قد قرأ الكتب أنه قيل له: ما بال بغداد لا تكاد ترى فيها إلا مستعجلا؟ فقال: لأنها قطعة من بابل فهي تبلبل بأهلها.
واللفظ لحديث هارون. قَالَ أَبُو الحسين بن المنادي: فنظرنا ما في كلام هذا الإسرائيلي فإذا هو كلام لا يصح في المعتبر، وذلك لأن الناس في سائر البلدان يبادرون في حوائجهم غدوا، ويبادرون الانقلاب إلى أهليهم رواحا، لأن طرفي النهار يوجبان ذلك ضرورة، فبابل كغيرها من البلدان الآهلة بلا فرق.
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن حفص بْن الخليل الماليني قراءة عليه قال أنبأنا عَبْد اللَّه بْن عَدِيٍّ الْحَافِظُ قَالَ سَمِعْتُ مُحَمَّد بْن نوح الجنديسابوري بمصر يقول سمعت مُحَمَّد بْن عثمان العبسي يقول سَمِعْتُ يَحْيَى بْن معين يَقُولُ: ما رَأَيْت الكذب أنفق منه ببغداد.
قال الشيخ أبو بكر: إنما قَالَ يحيي هذا القول تنبيها عَلى أن البغداديين أرغب الناس في طلب الحديث، وأشدهم حرصا عليه، وأكثرهم كتبا له، وليس يعيب طالب الحديث أن يكتب عَنِ الضعفاء والمطعون فيهم، فإن الحفاظ ما زالوا يكتبون الروايات الضعيفة، والأحاديث المقلوبة، والأسانيد المركبة، لينقروا عَنْ واضعيها، ويبينوا حال من أخطا فيها. وقد حفظ عَنْ يحيي بْن معين كلام في نحو هذا المعني، من ذلك:
ما حَدَّثَنِي به الْحَسَن بْن أَبِي طالب قَالَ أنبأنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُطَّلِبِ الشَّيْبَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو ذر مُحَمَّد بْن يوسف بْن عبيد الفقيه بورثان قَالَ حَدَّثَنِي العباس بْن مُحَمَّد بْن حاتم قَالَ قَالَ يحيي بْن معين: إذا كتبت فقمش، وإذا حدثت ففتش.
وأخبرنا أبو سعد الماليني قال أنبأنا أبو أحمد بن عدي الحافظ قال نا محمد بن أحمد بن خالد بن يزيد قال نا عصام بن داود قَالَ سمعت يحيى بْن معين يقول: وأي صاحب حديث لا يكتب عَنْ كذاب ألف حديث؟.
أخبرني أبو الحسين محمّد بن بكر بن عثمان البصريّ وحَدَّثَنِي نصر بْن إِبْرَاهِيمَ الفقيه ببيت المقدس عنه أنبأَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله بن رزيق المخزوميّ نا(1/67)
الحسن بن رشيق نا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حكيم الصدفي قَالَ سمعت الْحَسَن بْن عرفة يقول: من لم يوثقه أهل بغداد فقد سقط، هم جهابذة العلم.
قال الشيخ: وأهل بغداد موصوفون بحسن المعرفة والتثبت في أخذ الحديث وآدابه وشدة الورع في روايته، اشتهر ذلك عنهم وعرفوا به؛ حتى قَالَ إسماعيل بن علية فيما:
أَخْبَرَنَا أَبُو سعيد الْحَسَن بْن محمد بن حسنويه الأصبهانيّ بها قال نبأنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ سالم الحافظ قَالَ حَدَّثَنِي عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن سعيد بن زياد قال نبأنا زياد بْن أيوب. قَالَ سمعت ابْن علية يقول: ما رأيت أحسن رغبة في طلب الحديث من أهل بغداد؟
وَقَالَ ابْن عيينة: فيما أَخْبَرَنَا أَبُو سعيد الماليني قال أنبأنا عبد الله بن عدي الحافظ قال نبأنا محمّد بن سعيد الحراني قال نبأنا مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن ميمون قَالَ سمعت أَبِي يقول: سمعت سفيان بْن عيينة يقول: شبان البغداديّين أورع، أو خير من شبان من البصرة والكوفة.
وهذا قاله سفيان مع صحة رواية البصريين، الذين ما زالوا بالتحفظ والورع معروفين، وأما أهل الكوفة وأهل خراسان أيضا، فلهم من الأحاديث الموضوعة والأسانيد المصنوعة نسخ كثيرة. وقل ما يوجد بحمد الله في محدثي البغداديين ما يوجد في غيرهم من الاشتهار بوضع الحديث والكذب في الرواية، اختصاصا لهم وتوفيقا من الله الكريم، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
باب المحفوظ من مناقب بغداد وفضلها وذكر المأثور من محاسن أخلاق أهلها
قال أَخْبَرَنَا [1] أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سعيد الفقيه وأبو مُحَمَّد الْحَسَن بْن عَلِيّ بن الجوهريّ. قالا: نا محمّد بن العبّاس الخزّاز قال نا أبو بكر الصولي قال أخبرنا سيدنا الشريف الأجل السيد الخطيب مستخص الدولة ونسيبها ذو الشرفين أبو القاسم على بن الشريف القاضي مستخص الدولة وعمادها ذي الشرفين أبي الحسين
__________
[1] «أخبرنا سيدنا الشريف الأجل.....» «.... من كتابه ونحن نسمع» وضعت في المطبوعة في هامش الكتاب.(1/68)
إبراهيم بن العبّاس الحسيني رضي الله عنه وأرضاه وأخبرنا الأستاذ أبو الفضائل الحسن ابن الحسن بن أحمد الكلابي رضي الله عنه قراءة عليه وأنا أسمع في يوم الخميس التاسع من شوال سنة أربع وخمسمائة بدمشق. قالا: حدّثنا الشيخ الحافظ الإمام الأوحد الثقة السيد أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي رضي الله عنه وأرضاه بقراءته علينا من كتابه ونحن نسمع.
نا أبو خليفة قال نا مُحَمَّد بْن سلام قَالَ سمعت أبا الوليد يقول: قَالَ لي شعبة:
أدخلت بغداد؟ قلت: لا: قَالَ: فكأنك لم تر الدنيا [1] .
حَدَّثَنِي عَبْد العزيز بْن عَلِيّ الوراق قَالَ سَمِعْتُ مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يعقوب الجرجرائي يقول سمعت أَحْمَد بْن يوسف بْن موسى يقول سمعت يونس بْن عَبْد الأعلى يقول. قَالَ لي مُحَمَّد بْن إدريس: يا يونس دخلت بغداد؟ قلت: لا: قَالَ: يا يونس ما رأيت الدنيا، ولا رأيت الناس [2] .
أَخْبَرَنَا أَبُو سعيد الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن حسنويه الكاتب بأصبهان قال نا الْقَاضِي أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن عُمَر الحافظ قَالَ حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن عَبْد العزيز قَالَ نا عمر ابن شبّة قال نبأنا عَبْدُ الواحد بْن غياث. قَالَ: أرسل إلى سعيد بْن سلم ببغداد فأتيته فقال حَدَّثَنِي يزيد بْن مزيد: أنه كان يسامر الرشيد: فقال له: يا أعرابي هل لك في هذه السكة دار؟ قلت: لا: قَالَ: اتخذ فيها دارا فإنها سكة الدنيا.
بلغني عَنْ أَحْمَد بْن أَبِي طاهر. قَالَ: قيل لرجل: كيف رأيت بغداد؟ قَالَ: الأرض كلها بادية، وبغداد حاضرتها.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد الوراق قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عمران قَالَ نبأنا عبد الباقي بن قانع قال نبأنا خلف بْن عمرو العكبري قَالَ سمعت ابْن عائشة يقول: ما رأيت أحسن من تلطف أصحاب الحديث ببغداد للحديث.
أَخْبَرَنَا عُمَر بْن إِبْرَاهِيمَ الفقيه والحسن بْن عَلِيّ الجوهري قالا: نبأنا محمّد بن العبّاس الخزّاز قال نبأنا الصولي قال نبأنا أبو خليفة قال نبأنا مُحَمَّد بْن سلام. قَالَ سمعت ابْن علية يقول: ما رأيت قوما أعقل في طلب الحديث من أهل بغداد.
قرأت عَلَى مُحَمَّد بْن الحسين القطان عَنْ دعلج بْن أَحْمَد قال نبأنا خلف بن عمرو العكبري قال نبأنا محمّد بن عبد المجيد قال نبأنا ابن عليّة قال:
__________
[1] انظر الخبر في: المنتظم، لابن الجوزي 8/83.
[2] انظر الخبر في: المنتظم، لابن الجوزي 8/84.(1/69)
أَخْبَرَنَا رضوان بن مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَن الدينوري قال نبأنا أبو عبد الله محمّد بن على ابن أحمد بن مهديّ بواسط قال نبأنا ابن شوذب المقرئ قال نبأنا جعفر بن محمّد ابن عامر قال نبأ أَحْمَد بْن عَبْد الحميد قَالَ سمعت ابن علية يقول: ما رأيت قوما أحسن رغبة، ولا أعقل لطلب الحديث من أهل بغداد.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ البزار قال نا أَبُو بكر مُحَمَّد بْن يوسف الصواف- إملاء من لفظه من كتابه- قال نبأنا بكر بن أحمد التنيسي قال نبأنا محمّد بن على ابن ميمون الرّقي قَالَ سمعت أَبِي يقول: سمعت سفيان بْن عيينة يقول: شباب البغداديين، أحسن رغبة من شباب البصريين والكوفيين.
أَخْبَرَنَا عُمَر بْن إِبْرَاهِيمَ الفقيه، والحسن بْن عَلِيّ الجوهري، وعلي بْن أبي على المعدّل قالوا: نا محمّد بن العبّاس قال نا الصولي قال نا أَبُو ذكوان قَالَ حَدَّثَنِي من سمع الشافعي يقول: ما دخلت بلدا قط إلا عددته سفرا؛ إلا بغداد فإني حين دخلتها عددتها وطنا.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّد بْن الْحُسَيْنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الخفاف قَالَ نبأنا أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن أَحْمَد الصوفِي الواسطي- في مجلس ابْن مالك القطيعي- قَالَ سَمِعْتُ أَبَا بَكْر بْن مجاهد يَقُول: وأَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ قَالَ نا يوسف بن عمر القوّاس قال نبأ عَلِيّ بْن أَحْمَد الواسطي قَالَ: سمعت ابْن مجاهد المقرئ إمام الزمان قَالَ: رأيت أبا عمرو بْن العلاء فِي النوم فقلتُ لَهُ: ما فعل اللَّه بك؟ فَقَالَ لي: دعني مما فعل الله بي، من أقام ببغداد على السنة والجماعة ومات نقل من جنة إِلَى جنة.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عيسى البزّار- فيما أذن أن نرويه عنه- قال نا محمد بن عمر بن سالم الْقَاضِي قَالَ سمعت عُمَر بْن أيوب بْن مالك يقول سمعت أبا معمر الهذلي يقول: قلت لرجل من أهل الكوفة: خير موضع بالكوفة أين هو؟ قَالَ:
مسجد الجامع. قلت: وسوء موضع عندنا دار البطيخ، فلو قَالَ رجل في خير موضع عندكم رحم الله عثمان قتل، ولو قال في سوء موضع عندنا لا رحم الله معاوية قتل؛ فشر موضع عندنا خير من خير موضع عندكم.
حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْن عَلِيّ بْنِ الطيب الدسكري- لفظا بحلوان- قال أنبأنا أبو بكر المقرئ بأصبهان قال أنبأنا أَحْمَد بْن عبيد بْن الأصبغ الحراني قَالَ نبأنا بشر بن موسى قال نبأنا سعيد بْن منصور قَالَ سمعت ابن المبارك يقول: من أراد الشهادة فليدخل دار البطيخ بالكوفة، وليقل: رحم الله عثمان بْن عفان.(1/70)
أَخْبَرَنَا عُمَر بْن إِبْرَاهِيمَ الفقيه والحسن بْن علي الجوهريّ وعليّ بن أبي على. قالوا:
نا محمّد بن العبّاس قال نا أبو بكر الصولي قال نا القاسم بن إسماعيل قال نا أَبُو محلم قَالَ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْن عَيَّاشٍ يَقُولُ: الإسلام ببغداد، وإنها لصيادة تصيد الرجال، ومن لم يرها لم ير الدنيا [1] .
قرأت فِي كتاب أَبِي الْحَسَن الدارقطني بخطه أنبأنا الحسن بن رشيق قال نبأنا على ابن سعيد بن بشير قال نبأنا عثمان بن أبي شيبة قال نبأنا أبو محمّد نجاد قَالَ سمعت أبا معاوية ذكر بغداد فقال: هي دار دنيا وآخرة.
سمعت الْقَاضِي أبا القاسم عَلِيّ بْن المحسن التنوخي يقول: كان يقال من محاسن الإسلام يوم الجمعة ببغداد، وصلاة التراويح بمكة، ويوم العيد بطرسوس.
قال الشيخ الإمام أبو بكر: من حضر الجمعة بمدينة السّلام عظّم الله في قلبه محل الإسلام، لأن شيوخنا كانوا يقولون: يوم الجمعة ببغداد كيوم العيد في غيرها من البلاد.
وسمعت أبا الْحُسَيْنِ عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن بشران المعدل يقول حَدَّثَنِي من سمع أبا بكر بْن الصلت يقول: كنت أصلي صلاة الجمعة في جامع المدينة فانقطعت عَنْ ذلك جمعة لعارض عرض لي؛ فرأيت في تلك الليلة في المنام كأن قائلا يقول لي: تركت الصلاة في جامع المدينة، وإنه ليصلي فيه كل جمعة سبعون وليا لله عَزَّ وَجَلَّ.
أنبأنا إبراهيم بن مخلد قال أنبأنا أبو عمر محمّد بن عبد الواحد الزاهر قَالَ أَخْبَرَنِي السعدي- يَعْنِي عَلِيّ بْن أَحْمَد- عَنْ عَبْد الله الرملي قَالَ: حَدَّثَنِي صديق لي عَنْ صديق له من الصالحين قَالَ: أردت الانتقال من بغداد إِلَى بلد آخر، فأريت في منامي أتنتقل من بلد فيه عشرة آلاف ولي لله عَزَّ وَجَلَّ؟ قَالَ: فجلست ولم أنتقل من بغداد.
أَخْبَرَنَا أَبُو إسحاق إِبْرَاهِيم بن عمر البرمكي قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَضْلِ عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن الزُّهْرِيّ قَالَ قرأت في كتاب أَبِي حَدَّثَنِي أبو بكر حمزة قَالَ: كتب إلي صديق لي من حلوان، إني رأيت فيما يرى النائم كأن ملكين أتيا ببغداد فقال أحدهما للآخر: اقلبها فقد حق القول عليها. فقال له الآخر: كيف أقلبها وقد ختم الليلة فيها خمسة آلاف ختمة؟
__________
[1] انظر الخبر في: المنتظم، لابن الجوزي 8/84.(1/71)
قال الشيخ: وعلى ذكر الجمعة ببغداد:
حَدَّثَنِي أَبُو الْحُسَيْن هلال بْن المحسن بْن إِبْرَاهِيمَ بْن هلال الكاتب قَالَ: حَدَّثَنِي وشاح مولى الْقَاضِي أَبِي تمام الزينبي في مسجد جامع المنصور يوم الجمعة- وقد تجارينا ذكر من دخل المقصورة وقلة عددهم فيما عهد قديما منهم: أن الْقَاضِي أبا تمام كان يصلي في أيام الجمع على باب داره الراكبة لدجلة بباب خراسان، والصفوف مادة من المسجد إِلَى ذلك المكان، والصلاة قائمة بمكبرين ينقلون التكبير عند الركوع والسجود والنهوض والقعود. قَالَ وَقَالَ لي وشاح أيضا: كان على أبواب المقصورة بوابون بثياب سواد يمنعون من دخول أحد إليها إلا من كان من الخواص المتميزين بالأقبية السود، وأنه حضر في يوم جمعة بدراعة يتبع الْقَاضِي أبا تمام فرد حتى مضى ولبس القباء، وكان هذا رسما جاريا مأخوذا به في سائر مقاصير الجوامع. وقد بطل الآن ذلك فليس يلبس السواد والقباء سوى الخطيب والمؤذنين.
قَالَ لي هلال بْن المحسن وَحَدَّثَنِي أَبُو الحسين مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن محفوظ قَالَ:
كنت أمضي مع والدي إِلَى المسجد الجامع بالمدينة لصلاة الجمعة، فربما وصلنا إِلَى باب خراسان في دجلة وقد ضاق الوقت وقامت الصلاة وامتدت الصفوف إِلَى الشاطئ، فنصعد ونفرش إِلَى الشميزية ونصلي.
قَالَ هلال: وأذكر وأنا أحبو وذاك في أيام الملك عضد الدولة وقد حملني خادم كان يلازمني ويحفظني في يوم جمعة لمشاهدة أناس في اجتماعهم وليصلي هو معهم، فوقف عند الباب الجديد من شارع الرصافة والصفوف ممتدة في المسجد الجامع بالرصافة إلى هذا الموقع، ومسافة ما بينها كمسافة ما بين المسجد الجامع بالمدينة ودجلة.
قرأت على أَبِي بَكْرٍ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن جعفر اليزدي بأصبهان عَنْ أبي شيخ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْن حيان قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَن البغدادي قَالَ قَالَ إِبْرَاهِيم بْن عَبْدِ اللَّهِ: جئت أنا وأبي إِلَى أَبِي عثمان الجاحظ في آخر عمره. فقال:
جئت إِلَى شق مائل، ولعاب سائل، الأمصار عشرة، فالصناعة بالبصرة، والفصاحة بالكوفة، والخير ببغداد، والغدر بالري، والحسد بهراة، والجفاء بنيسابور، والبخل بمرو، والطرمذة بسمرقند، والمروءة ببلخ، والتجارة بمصر [1] .
__________
[1] انظر الخبر في: المنتظم 8/71.(1/72)
أَخْبَرَنِي الْقَاضِي أَبُو القاسم عَلِيّ بْن المحسن التنوخي قَالَ أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ قَالَ أَبُو القاسم بزياش بْن الْحَسَن الديلمي- وهو شيخ لقيته ببغداد يتعلق بعلوم فصيح بالعربية:
سافرت الآفاق، ودخلت البلدان من حد سمرقند إِلَى القيروان، ومن سر نديب إِلَى بلد الروم، فما وجدت بلدا أفضل ولا أطيب من بغداد. قَالَ: وكان سبكتكين حاجب معز الدولة- المعروف بالحاجب الكبير- آنسا بي، فقال لي يوما: قد سافرت الأسفار الطويلة، فأي بلد وجدت أطيب وأفضل؟ فقلت له: أيها الحاجب إذا خرجت من العراق، فالدنيا كلها رستاق [1] .
حَدَّثَنِي أَبُو القاسم عُبَيْد الله بْن عَلِيّ الرقي- وكان أحد الأدباء- قَالَ: أخذ أَبُو العلاء المعري وهو ببغداد يوما يدي فغمزها، ثم قَالَ لي: يا أبا القاسم هذا بلد عظيم، لا يأتي عليك يوم وأنت به إلا رأيت فيه من أهل الفضل من لم تره فيما تقدم [2] .
حَدَّثَنِي عَبْد العزيز بْن عَلِيّ قَالَ سَمِعْتُ علي بن عبد الله الهمداني بمكة يقول نبأنا على بن محمّد الفاني الوراق [3] قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو الحسين المالكي قَالَ حدّثني عبيد الله ابن مُحَمَّد التميمي قَالَ: سمعت ذا النون يقول بمصر: من أراد أن يتعلم المروءة والظرف فعليه بسقاة الماء ببغداد. قيل له: وكيف ذاك؟ فقال: لما حملت إِلَى بغداد رمي بي على باب السلطان مقيدا، فمر بي رجل متزر بمنديل مصري، معتم بمنديل ديبقي، بيده كيزان خزف رقاق وزجاج مخروط. فسألت: هذا ساقي السلطان؟ فقيل لي: لا هذا ساقي العامة، فأومأت إليه: اسقني، فتقدم وسقاني فشممت من الكوز رائحة مسك، فقلت لمن معي: ادفع إليه دينارا فأعطاه الدينار فأبى. وَقَالَ: ليس آخذ شيئا. فقلت له: ولم؟ فقال: أنت أسير وليس من المروءة أن آخذ منك شيئا. فقلت:
كمل الظرف في هذا [4] .
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ في كتابه إلينا قال: أنبأنا أَبُو الميمون عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه بْنِ عُمَرَ البجليّ قال نبأنا أَبُو زُرْعَةَ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَمْرٍو النَّصْري [5] قال نا أبو مسهر قال نا سعيد بْن عَبْد العزيز عَنْ سُلَيْمَان بْن موسي قَالَ: إذا كان علم الرجل حجازيا، وخلقه عراقيّا، وطاعته شامية، فقد كمل [6] .
__________
[1] انظر الخبر في: المنتظم 8/84، 85.
[2] انظر الخبر في: المنتظم 8/85.
[3] في المنتظم: «القاضي» .
[4] انظر الخبر في: المنتظم 8/84.
[5] في المطبوعة والأصل: «البصري» تصحيف.
[6] انظر الخبر في: تاريخ أبي زرعة ص 36 ب مخطوط.(1/73)
أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم الأزهري قَالَ أنبانا أَحْمَد بن محمّد بن موسى. وأخبرنا الحسن ابن على الجوهريّ قال أنبأنا مُحَمَّد بن الْعَبَّاس قَالا: قَالَ أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَد بْن جَعْفَر ابْن المنادي: ثم إن بغداد سميت حين سكنت مدينة السلام، فليس في الأرض مدينة عَلى هذا الاسم غيرها، وكان بعض إخواننا إذا ذكرها يقرأ قول الله: بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ
[سبأ 15] .
قَالَ أَبُو الحسين: هذا إلى تركنا ذكر أشياء كثيرة من مناقبها التي أفردها الله بها دون سائر الدنيا شرقا وغربا، وبين ذلك من الأخلاق الكريمة، والسجايا المرضية، والمياه العذبة الغدقة، والفواكه الكثيرة الدمثة، والأحوال الجميلة، والحذق في كل صنعة، والجمع لكل حاجة، والأمن من ظهور البدع، والاغتباط بكثرة العلماء والمتعلمين، والفقهاء، والمتفقهين، ورؤساء المتكلمين، وسادة الحساب والنحوية، ومجيدي الشعراء، ورواة الأخبار والأنساب وفنون الآداب، وحضور كل طرفة، واجتماع ثمار الأزمنة في زمن واحد؛ لا يوجد ذلك في بلد من مدن الدنيا إلا بها، سيما زمن الخريف، ثم إن ضاق مسكن بساكن وجد خيرا منه، وإن لاح له مكان أحب إليه من مكانه لم تعذر عليه النقلة إليه من أي جانب من جانبيه أراده ومن أي طرف من أطرافه خف عليه، ومتى هرب أحد من خصمه وجد من يستره في قرب أو بعد، وإن آثر أن يستبدل دارا بدار أو سكة بسكة أو شارعا بشارع أو زقاقا بزقاق فغير ذلك من التبديل اتسع له الإمكان في ذلك حسب الحالة والوقت، ثم عيون التجار المجهزين، والسلاطين المعظمين؛ وأهل البيوتات المبجلين؛ في ناحية ناحية، تنبعث الخيرات بهم إلى الذين هم في الحال دونهم غير منقطع ذلك، ولا مفقود، فهي من خزائن الله العظام التي لا يقف عَلى حقيقتها إلا هو وحده. ثم هي مع ذلك منصورة محبورة، كلما ظن عدو الإسلام أنه فائز باستئصال أهلها كبته الله وكبه لمنخريه واستؤصلت قدرته بما ليس في تقدير الخلق أجمعين، فضلا من الله ونعمة، والله ذو الفضل العظيم.
أَخْبَرَنِي أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن يعقوب الكاتب قال حَدَّثَنِي جدي محمد ابن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ قُفَرْجَلٍ قَالَ نبأنا محمّد بن يحيى النديم قال نبأنا عون بْن مُحَمَّد قَالَ نَبَّأَنَا سعيد بْن هرثم قَالَ: قالت زبيدة لمنصور النمري: قل شعرا تحبب فيه بغداد إلى أمير المؤمنين الرشيد، فقد اختار عليها الرافقة [1] فقال:
__________
[1] الرافقة: هي الرقة، مدينة من الجزيرة على الفرات.(1/74)
ماذا
ببغداد من طيب الأفانين ... ومن منارة للدنيا وللدين
تحيي الرياح بها المرضى إذا نسمت ... وجوشت بين أغصان الرياحين
قَالَ: فأعطته ألفي دينار.
أنشدنا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن غالب البرقاني قَالَ أنشدنا أَبُو نصر الشاشي لأبي قاسم الشاعر الوراق:
أعاينت في طول من الأرض والعرض ... كبغداد دارا إنها جنة الأرض
صفا العيش في بغداد واخضر عوده ... وعود سواه غير صاف ولا غض
تطول بها الأعمار إن غذاءها ... مريء وبعض الأرض أمرأ من بعض
هذا القدر أنشدنا البرقاني من هذه الأبيات، وهي أكثر من هذه وقائلها عمارة بْن عقيل ولها خبر سنذكره فيما بعد إن شاء الله تعالى.
أنشدنا القاضي أَبُو القاسم علي بْن المحسن التنوخي قَالَ أنشدنا أَبُو علي الهائم قَالَ: أنشدنا السري بْن أَحْمَد الرفاء الموصلي لنفسه من أبيات:
إذا سقى الله منزلا فسقى ... بغداد ما حاولت من الديم
يا حبذا صحبة العلوم بها ... والعيش بين اليسار والعدم
وأنشدنا التنوخي قَالَ أنشدنا أَبُو سعد مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن خلف الهمداني لنفسه:
فدى لك يا بغداد كل قبيلة ... من الأرض حتى خطتي ودياريا
فقد طفت في شرق البلاد وغربها ... وسيرت رحلي بينها وركابيا
فلم أر فيها مثل بغداد منزلا ... ولم أر فيها مثل دجلة واديا
ولا مثل أهليها أرق شمائلا ... وأعذب ألفاظا وأحلى معانيا
وكم قائل لو كان ودك صادقا ... لبغداد لم ترحل فكان جوابيا
يقيم الرجال الأغنياء بأرضهم ... وترمي النوى بالمقترين المراميا
قرأت في كتاب طاهر بْن المظفر بْن طاهر الخازن بخطه من شعره:
سقى الله صوب الغاديات محلة ... ببغداد بين الكرخ فالخلد فالجسر
هي البلدة الحسناء خصت لأهلها ... بأشياء لم يجمعن مذ كن في مصر
هواء رقيق في اعتدال وصحة ... وماء له طعم ألذ من الخمر
ودجلتها شطان قد نظما لنا ... بتاج إلى تاج وقصر إلى قصر
تراها كمسك والمياه كفضة ... وحصباؤها مثل اليواقيت والدر(1/75)
حَدَّثَنَا القاضي أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن حبيب الشافعي البصري قَالَ أنشد أَبُو مُحَمَّد البافي قول الشاعر:
دخلنا كارهين لها فلما ... ألفناها خرجنا مكرهينا
فقال: يوشك أن يكون هذا في بغداد، وأنشد لنفسه في معنى ذلك وضمنه البيت:
عَلَى بغداد معدن كل طيب ... ومغنى نزهة المتنزهينا
سلام كلما جرحت بلحظ ... عيون المشتهين المشتهينا
دخلنا كارهين لها فلما ... ألفناها خرجنا مكرهينا
وما حب الديار بنا ولكن ... أمر العيش فرقة من هوينا
وَحَدَّثَنَا على بْن مُحَمَّد بْن حبيب قَالَ: كتب إلي أخي من بغداد وأنا بالبصرة شعرا يتشوقني فيه يقول:
ولولا وجد مشتاق ... يقاسي فيكم جهدا
وما بالقلب من نار ... إذا ما ذكركم جدا
لقلنا قول مشتاق ... إلى البصرة قد جدا
شربنا ماء بغداد ... فأنساناكم جدا
ولكن ذكركم أضحى ... عَلَى الأيام مشتدا
فلا ننسى لكم ذكرا ... ولا نطوي لكم عهدا
قَالَ: وكتب إلي أخي أيضا من البصرة وأنا ببغداد:
طيب الهواء ببغداد يشوقني ... قدما إليها وإن عاقت معاذير
فكيف صبري عنها الآن إذ جمعت ... طيب الهواءين ممدود ومقصور [4]
ذكر نهري بغداد دجلة والفرات وما جعل الله فيهما من المنافع والبركات
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى بْنِ هَارُونَ بْنِ الصَّلْتِ الأهوازي قال أنبأنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْعَطَّارُ قَالَ قَرَأْتُ عَلَى الْعَبَّاسِ بْنِ يَزِيدَ الْبَحْرَانِيِّ قُلْتُ حَدَّثَكُمْ مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ إِدْرِيسَ الأَوْدِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «نَهْرَانِ من الجنة النيل والفرات» [2] .
__________
[1] انظر الأبيات في: المنتظم 8/85.
[2] انظر الحديث في: كنز العمال 35338.(1/76)
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عيسى البلديّ قال نا أَبُو الْعَبَّاسِ عَمْرُو بْنُ هِشَامِ بْنِ عَمْرِو قَالَ: قُرِئَ عَلَى الْحَارِثِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَنْطَرِيِّ حَدَّثَكُمْ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ.
وأَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْفَوَارِسِ الْحَافِظُ، وأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ الصَّيَّادُ أَبُو الْقَاسِمِ طَلْحَةُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الصَّقْرِ [1] الْكَتَّانِيُّ قالوا: أنبأنا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خَلادٍ الْعَطَّارِ قَالَ نا الحارث بن محمّد قال نا يزيد بن هارون قال أنبأ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «فجزت أربعة أنهار من الجنة: الفرات والنبل وَسَيْحَانُ وَجَيْحَانُ» [2]
. أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيم البيضاوي قال أنبأنا محمّد بن العبّاس الخزّاز قال أنبأنا ابن المجدر قال نا داود بن رشيد قال نا عبد الله بن جعفر أنبأنا عبيد الله بن عمر عن حبيب بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «النِّيلُ وَالْفُرَاتُ وَدِجْلَةُ وَسَيْحَانُ وَجَيْحَانُ مِنْ أَنْهَارِ الْجَنَّةِ» [3]
. أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُبَابِ الدَّلالُ قَالَ أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشّافعيّ قال نبأنا محمّد بن أحمد بن برد قال نبأنا محمّد بن عيسى بن الطَّبَّاعِ.
وأَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّد بْن عِيسَى بْن عبد العزيز البزّار بهمذان- واللفظ له- قال نا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الرّازيّ قال نا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طرخان البلخيّ قال نا أحيد بن الحسين قرأت عليه أن محمّد بن حفص حدّثهم قال نبأنا الرَّبِيعُ بْنُ بَدْرٍ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ شَقِيقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَنْزِلُ فِي الْفُرَاتِ كُلَّ يَوْمٍ مَثَاقِيلُ مِنْ بَرَكَةِ الْجَنَّةِ» [4]
. أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْهَاشِمِيُّ بِالْبَصْرَةِ قَالَ نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ الْخُتُّلِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَلْخِيُّ قال نا محمّد بن أبان قال: نا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «وليس في الأرض جنة إِلا ثَلاثَةُ أَشْيَاءَ: غَرْسُ الْعَجْوَةِ، وَأَوَاقٌ تَنْزِلُ فِي الْفُرَاتِ كُلَّ يَوْمٍ مِنْ بَرَكَةِ الْجَنَّةِ، والحجر» .
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: «بن الصفراء» والتصحيح من الأنساب للسمعاني 10/354.
[2] انظر الحديث في: مسند الإمام أحمد 2/261. والأحاديث الصحيحة 111. وكنز العمال 35334.
والبداية والنهاية 1/26.
[3] انظر الحديث في: كشف الخفا 2/456.
[4] انظر الحديث في: كنز العمال 35339.(1/77)
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ علي بن يعقوب الإياديّ قال أنبأنا أحمد بن يوسف بن خلاد قال نا الحارث بن محمّد قال نا سَعِيدُ بْنُ شُرَحْبِيلَ عَنْ لَيْثٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ أَبِي الْخَيْرِ قَالَ قَالَ كَعْبٌ: «نَهْرُ النِّيلِ نَهْرُ الْعَسَلِ فِي الْجَنَّةِ، وَنَهْرُ دِجْلَةَ نَهْرُ اللَّبَنِ فِي الْجَنَّةِ، وَنَهْرُ الْفُرَاتِ نَهْرُ الْخَمْرِ فِي الْجَنَّةِ، وَنَهْرُ سَيْحَانَ نَهْرُ الْمَاءِ فِي الْجَنَّةِ. قَالَ: فَأَطْفَأَ اللَّهُ نُورَهُنَّ لِيُصَيِّرَهُنَّ إِلَى الْجَنَّةِ» [1] .
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بن أبي بكر قال أنبأنا أَبُو عَلِيٍّ عِيسَى بْن مُحَمَّد الطوماري قَالَ نا محمّد بن أحمد بن البراء قال نا عَبْد المنعم بْن إدريس قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: ذكر وهب بْن منبه أن في ربض الجنة ترّا [2] من أنهار الجنة؛ فهو أصل أنهار الأرض كلها التي أظهرها الله تعالى حيث ما أراد أن يظهرها، وأن النيل نهر العسل في الجنة، ودجلة نهر اللبن في الجنة، والفرات نهر الخمر في الجنة، وسيحان وجيحان [3] نهران بأرض الهند وهما نهرا الماء في الجنة.
أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ المعدل قَالَ أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق قَالَ نبأنا محمّد بن أحمد بن البراء قال نبأنا الفضل بن غانم قال نبأنا الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ عَنِ الْكَلْبِيِّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «أَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَى دَانِيَالَ الأْكَبْرِ: أَنْ فَجِّرْ لِعِبَادِي نهرين، واجعل مفيضهما الْبَحْرَ، فَقَدْ أَمَرْتُ الأَرْضَ أَنْ تُطِيعَكَ» . قَالَ: فَأَخَذَ قَنَاةً أَوْ قَصَبَةً فَجَعَلَ يَخُدُّهَا فِي الأَرْضِ وَيُتْبِعُهُ الْمَاءَ، فَإِذَا مَرَّ بِأَرْضٍ شَيْخٌ كَبِيرٌ أَوْ يَتِيمٌ نَاشَدَهُ اللَّهُ فَيَحِيدَ عَنْ أَرْضِهِ، فَعَوَاقِيلُ دِجْلَةَ وَالْفُرَاتِ مِنْ ذَلِكَ.
أَخْبَرَنَا أبو الْحَسَن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ الْوَاعِظُ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ قال نبأنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار إِمْلاءً قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّد بْن إدريس الشعراني قال نا مُوسَى بْن إِبْرَاهِيمَ الأنصاري عَنْ إسماعيل بْن جعفر المدني عَنْ عثمان بْن عطاء عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أوحى الله تعالى إِلَى دانيال: «أن احفر لي سِيبَيْنِ نهرين بالعراق» . قَالَ دانيال: إلهي بأي مكاتل؟ وبأي مساحي؟ وبأي رجال؟ وبأي قوة؟
__________
[1] انظر الحديث في: المطالب العالية 4689.
[2] التر: الأصل.
[3] سيحان، أو سيحون: نهر يحيط بأرض كوش وهو نهر أذنة من الثغر الشامي، ويصب في البحر الرومي، ومخرجه من نحو ثلاثة أيام من ملطية، ويجري في بلاد الروم وليس للمسلمين عليه إلا مدينة أذنة بين طرطوس والمصيصة. أما جيحان، أو جيحون: نهر عظيم مخرجه من بلاد الروم من عيون تعرف بعيون جيحان على ثلاثة أيام من مدينة مرعش، ويخرج إلى البحر الرومي وهو بحر الشام. (انظر: الروض المعطار للحميري ص 333، 185) .(1/78)
أحفر لك هذين النهرين، فأوحى الله تعالى أن أعد سكة حديد وعرضها واجعلها في خشبة وألقها فوق ظهرك؛ فإني باعث إليك الملائكة يعينونك على حفر هذين السِّيبَيْنِ» . قَالَ: ففعل. فحفر فكان إذا انتهى إِلَى أرض أرملة أو يتيم حاد عنه، حتى حفر الدجلة والفرات، فهذه العواقيل التي في دجلة والفرات من حفر دانيال.
قال الشيخ أبو بكر: ذكر بعض من تقدم من العلماء بأخبار الأوائل، أن ملك الأردوان- وهم النبط- كان في السواد قبل ملك الفرس، وأن النبط هم الذين استنبطوا الأرض وعمروا السواد وحفروا الأنهار العظام فيه. ويقال لهم: ملوك الطوائف.
وحكى الهيثم بْن عدي عَنْ عَبْد الله بْن عياش المنتوف قَالَ: كان حد ملك النبط الأنبار إِلَى عانات كسكر، إِلَى ما والاها من كور دجلة إِلَى جوخى وما حول ذلك من السواد.
قَالَ ابْن عياش: وكانت سرة الدنيا في أيدي النبط، واعتبر ذلك أن الفرات ودجلة ينصبان من الشام والجزيرة، ولا ينتفع بهما حتى يأتيا بلادهم فيفجرونهما في كل موضع، ثم يسوقون بقيتهما إِلَى البحر. قَالَ: وكان ملكهم ألف سنة، وإنما سموا نبطا لأنهم أنبطوا الأرض وحفروا الأنهار العظام. منها الصراة العظمى، ونهر أبا، ونهر سورا، ونهر الملك، حفر الصراة العظمى فيروز حشنش، وحفر نهر أبا أبا بْن الصامغان، وحفر نهر الملك أفقورشه وكان آخر ملوك النبط، ملك مائتي سنة. قَالَ:
ثم وليت فارس فحفروا الأنهار الصغار، كوثا والصراة الصغرى التي عليها قصر ابْن هبيرة وكل سيب بالعراق، ثم حفروا النهروان. قَالَ: وكان يقال له نهروان لأنه إذا قل ماؤه عطش أهله، وإذا كثر ماؤه غرقوا [1] .
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيّ بْن المنذر القاضي وأبو القاسم على ابن مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ يَعْقُوبَ الإِيَادِيُّ وَأَبُو على الحسن بن أحمد وإبراهيم بن شاذان البزّار. قَالَ الإِيَادِيُّ: حَدَّثَنَا. وقَالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إبراهيم الشافعي قال نبأنا محمّد بن إسماعيل السلمي قال نبأنا سعيد بن سابق- زاد بن الْمُنْذِرِ وَابْنُ شَاذَانَ- أَبُو عُثْمَانَ مِنْ أَهْلِ رَشِيدٍ. ثُمَّ اتَّفَقُوا. قَالَ: حَدَّثَنِي مَسْلَمَةُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ مقاتل بن حبّان عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْجَنَّةِ إِلَى الأَرْضِ
__________
[1] انظر الخبر في: المنتظم 1/57.(1/79)
خَمْسَةَ أَنْهَارٍ، سَيْحُونَ وَهُوَ نَهْرُ الْهِنْدِ، وَجَيْحُونَ وَهُوَ نَهْرُ بَلْخٍ، وَدِجْلَةَ وَالْفُرَاتَ وَهُمَا نَهَرَا الْعِرَاقِ، وَالنِّيلَ وَهُوَ نَهْرُ مِصْرَ، أَنْزَلَهَا اللَّهُ تَعَالَى مِنْ عَيْنٍ وَاحِدَةٍ مِنْ عُيُونِ الْجَنَّةِ مِنْ أَسْفَلِ دَرَجَةٍ مِنْ دَرَجَاتِهَا عَلَى جَنَاحَيْ جِبْرِيلَ، فَاسْتَوْدَعَهَا الْجِبَالَ وَأَجْرَاهَا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ فِيهَا مَنَافِعَ لِلنَّاسِ فِي أَصْنَافِ مَعَايِشِهِمْ فَذَلِكَ قول الله تَعَالَى: وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ
[المؤمنون 18] . فَإِذَا كَانَ عِنْدَ خُرُوجِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ: أَرْسَلَ اللَّهُ تَعَالَى جِبْرِيلَ فَرَفَعَ مِنَ الأَرْضِ الْقُرْآنَ- زاد بن الْمُنْذِرِ وَابْنُ شَاذَانَ- وَالْعِلْمَ كُلَّهُ. ثُمَّ اتَّفَقُوا: وَالْحَجَرَ مِنْ رُكْنِ الْبَيْتِ، وَمَقَامَ إِبْرَاهِيمَ، وَتَابُوتَ مُوسَى بِمَا فِيهِ، وَهَذِهِ الأَنْهَارَ الْخَمْسَةَ، فَيَرْفَعُ كُلَّ ذَلِكَ إِلَى السَّمَاءِ. فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى:
وَإِنَّا عَلى ذَهابٍ بِهِ لَقادِرُونَ
[المؤمنون 18] . فَإِذَا رُفِعَتْ هَذِهِ الأَشْيَاءُ مِنَ الأَرْضِ فَقَدَ أَهْلُهَا خَيْرَ الدِّينِ وَخَيْرَ الدُّنْيَا. وَقَالَ الإِيَادِيُّ: خَيْرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ» [1] .
باب تعريب اسم بغداد [2]
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ الوراق وأحمد بْن عَلِيّ المحتسب قالا: أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْن جعفر الكوفيّ النّحويّ قال نا الحسن بن محمّد السكوني قال نا مُحَمَّد بْن خلف قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن أَبِي عَلِيّ عَنْ مُحَمَّد بْن أَبِي السري عَنِ ابْن الكلبي قَالَ: إنما سميت بغداد بالفرس لأنه أهدي لكسرى خصي من المشرق فأقطعه بغداد، وكان لهم صنم يعبدونه بالمشرق يقال له: البغ فقال: بغ داد. يقول: أعطاني الصنم. والفقهاء يكرهون هذا الاسم من أجل هذا، وسماها أَبُو جعفر مدينة السلام لأن دجلة كان يقال لها وادي السلام [3] .
أَخْبَرَنِي الأزهري قَالَ أنبانا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مُوسَى وأخبرنا الجوهري قال أنبأنا محمّد بن العبّاس قال أنبأنا أَحْمَد بْن جعفر بْن المنادي. قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مُوسَى هارون بْن عَلِيّ بْن الحكم المقرئ المعروف بالمزوق قال نبأنا إبراهيم بن سعيد الجوهريّ قال نبأنا داود بْن منصور قاضي المصيصة: أن رجلا ذكر عند عَبْد العزيز بْن أَبِي رواد بغداد، فسأله عَنْ معنى هذا الاسم. فقال: بغ بالفارسيّة صنم وداد عطيته.
__________
[1] انظر الحديث في: تفسير القرطبي 12/113. والمجروحين 3/323، 324. والدر المنثور للسيوطي 5/8. والمنتظم 1/159.
[2] انظر: الروض المعطار، للحميري ص 109، 110.
[3] انظر: الروض المعطار، ص 109.(1/80)
أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ بْن حمويه الهمذاني بها قال أنبأنا أحمد بن عبد الرّحمن الشّيرازيّ قال أنبأنا أبو عبد الرّحمن بن عتيك قال نبأنا يحيى بن ساسويه قال نبأنا أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حميد بْن سُلَيْمَان بْن حفص بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن أَبِي جهم بْن حذيفة العدوي المدني قَالَ حَدَّثَنِي أسمر بْن سورة المجاشعي الدارمي من أهل فارس قَالَ حَدَّثَنِي كرماني بْن عمرو الأزدي أخو معاوية بْن عمرو صاحب زايدة قَالَ سمعت عَبْد اللَّهِ بْن المبارك يقول: لا يقال بغداذ بالذال فإن بغ شيطان وداذ عطيته، وإنها شرك. ولكن تقول بغداد؛ وبغدان كما تقول العرب.
أخبرنا ابن أبي على المعدّل قال أنبأنا محمّد بن عبد الرّحيم المازني قال أنبأنا عبيد الله بْن أَحْمَد بْن بكير التميمي قال أنبأنا عَبْدُ الله بْن مسلم بْن قتيبة قَالَ: كان الأصمعي لا يقول بغداذ؛ وينهى عَنْ ذاك ويقول مدينة السلام، لأنه سمع في الحديث أن بغ صنم وداذ عطيته بالفارسية كأنها عطية الصنم.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن الفضل القطان قال نبأنا أبو سهل أحمد ابن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ قَالَ المبرد قَالَ الثوري عَنْ أَبِي عبيدة وأبي زَيْد وأشك في الأصمعي يقال: بغداذ، وبغداد، ومغدان، وبغدان.
أخبرنا الأزهري قَالَ أنبانا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مُوسَى وأخبرنا الجوهري قال أنبأنا محمّد بن العبّاس قال أنبأنا أَحْمَد بْن جعفر بْن مُحَمَّد أَبُو الحسين قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو جعفر مُحَمَّد بْن فرج النّحويّ البغداديّ قال أنبأنا سلمة بْن عاصم عَنْ أَبِي زكريا يَحْيَى بْن زياد الفراء مولى بني عبس قَالَ، يقال: بغداد بالباء والدال. ويقال بغدان أيضا بالباء في أولها والنون في آخرها، ومغدان بالميم أولا وبالنون آخرا. قَالَ أَبُو الحسين: وذلك كله راجع إلى ما فسره بن أبي داود: أنه عطية الصنم، وربما قيل عطية الملك.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن أَبِي عَلِيٍّ الْبَصْرِيُّ قَالَ أنبأنا إسماعيل بْن سعيد بْن سويد المعدل قَالَ نبأنا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن الْقَاسِم الأنباري. قَالَ وقوله: هذه بغداد أصل هذا الاسم للأعاجم، والعرب تختلف في لفظه إذا لم يكن أصله من كلامهم، ولا اشتقاقه من لغاتها. وبعض الأعاجم يزعم: أن تفسيره بالعربية بستان رجل، فبغ بستان، وداذ رجل، وبعضهم يقول: بغ اسم صنم كان لبعض الفرس يعبده، وداذ رجل، ولذلك(1/81)
كره جماعة من الفقهاء أن تسمى هذه المدينة بغداذ لعلة اسم الصنم وسميت مدينة السلام لمقاربتها دجلة. وكانت دجلة تسمى قصر السلام، فمن العرب من يقول:
بغدان بالباء والنون، وبعضهم يقول: بغداد بالباء والدالين، وهاتان اللغتان هما السائرتان في العرب المشهورتان.
أنشدنا أَبُو بكر المخزومي في مجلس أَبِي العباس- يَعْنِي ثعلبا:
قل للشمال التي هبت مزعزعة ... تذري مع الليل شفانا بصراد
اقرأ سلاما على نجد وساكنه ... وحاضر باللوى إن كان أو بادي
سلام مغترب بغداد منزله ... إن أنجد الناس لم يهمهم بإنجاد
قال أبو بكر بن الأنباري: وأنشدنا أَبُو شعيب قَالَ أنشدنا يعقوب بْن السكيت:
لعمرك لولا هاشم ما تفرقت ... ببغداد في نوغايه [1] القدمان
قال وقال الآخر:
يا ليلة حرس الدجاج طويلة ... ببغداد ما كادت عَنِ الصبح تنجلي
قَالَ وَقَالَ الآخر:
ألا يا غراب البين ما لك واقفا ... ببغدان لا تجلو وأنت صحيح
فقال غراب البين وانهل دمعه ... نقضي لبانات لنا ونروح
ألا إنما بغدان سجن إقالة ... أراحك من سجن العذاب مريح
قَالَ أَبُو بكر وأنشدني أبي قال أنشدني أَبُو عكرمة:
ترحل فما بغداد دار إقامة ... ولا عند من أضحى ببغداد طائل
محل ملوك سمنهم في أديمهم ... فكلهم من حلية المجد عاطل
زادني الْقَاضِي أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن المهتدي بالله ها هنا بيتا ذكر لي أن أبا الفضل مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن المأمون أخبرهم به عن ابن الأنباريّ هو:
سوى معشر قلوا وجل قليلهم ... يضاف إِلَى بذل الندا وهو باخل
ثم رجعنا إِلَى رواية ابْن سويد:
ولا غرو إن شلّت يد المجد والعلا ... وقل سماح من رجال ونائل
إذا غضغض البحر الغطامط ماءه ... فليس عجيبا أن تغيض الجداول
__________
[1] هكذا في الأصل.(1/82)
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد اللَّه بْن بشران قال أنبأنا أَبُو الحسين إسحاق بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ الكاذي [1] الزاهد قَالَ أنشدنا أَحْمَد بْن يَحْيَى- يَعْنِي ثعلبا:
ترحل فما بغداذ دار إقامة ... ولا عند من أضحى ببغداذ طائل
قال الشيخ أبو بكر: هكذا في أصل كتابي عَنِ ابْن بشران بغداذ بالذال المعجمة في الموضعين ثم ساق بقية الأبيات مثل ما تقدم عَنِ ابْن سويد.
أخبرنا على بن أبي على قال أنبأنا إسماعيل بن سعيد قال نبأنا أَبُو بكر بْن الأنباري قَالَ أَخْبَرَنِي أَبِي قال أنبأنا الطوسي وابن الحكم عَنِ اللحياني قَالَ يقال:
بغدان، ومغدان، للمجانسة التي بين الباء والميم كما يقال: باسمك وماسمك، وعذاب لازم ولازب في حروف كثيرة، وبعضهم يقول: بغداذ بالذال وهي أشد اللغات وأقلها.
قَالَ أَبُو بكر: وأنشدني أَبِي قَالَ أنشدنا الطوسي وابن الحكم عَنِ اللحياني لأعرابي يمدح الكسائي:
ومالي صديق ناصح أغتدي له ... ببغداذ إلا أنت بر موافق
قَالَ وَقَالَ الآخر:
بغداد سقيا لك من بلاد ... يا دار دار الأنس والإسعاد
بدلت منك وحشة البوادي ... وقطع واد وورود واد
قال أبو بكر بن الأنباري: وبغداد في جميع اللغات تذكر وتؤنث. فيقال: هذه بغدان وهذا بغدان.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّد بْن عُبَيْدِ اللَّهِ الصيرفي قَالَ نبأنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ الْمُقْرِئُ قال نبأنا أَبُو القاسم المظفر بْن عاصم بْن أَبِي الأغر قَالَ: دخلت إِلَى بغداد وهي أجمة ليس فيها إلا كوخ واحد وفيه رجل من الأولين ينظر مبقلة له، فلما أن جاء المنصور ووضع الأساس. قَالَ: ما اسم هذا الموضع؟ قالوا: لا ندري، ها هنا رجل من الأولين سله، فبعث إليه فقال له: ما اسمك؟ فقال: اسمي داذ، فقال له:
وما يقال لهذا الموضع؟ فقال: هذا باغ لي- يَعْنِي البستان. فقال: سموه باغ لداذ، فسميت بغداذ.
__________
[1] الكاذي: نسبة إلى كاذة، وهي قرية من قرى بغداد (الأنساب 10/312، 313) .(1/83)
قال الشيخ أبو بكر: والمحفوظ أن هذا الاسم كان يعرف به الموضع قديما قبل أَبِي جعفر المنصور، وقول ابْن أَبِي الأغر هذا: أن المنصور هو الذي سمى الموضع بغداذ لم يتابعه عليه أحد، والله أعلم.
باب من أخبار أمير لمؤمنين أَبِي جعفر المنصور [1]
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْهَاشِمِيُّ قال نبأنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدِ البختري المادرائي قال نبأنا أَبُو قِلابَةَ الرَّقَاشِيُّ.
وأَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ الرَّزَّازُ قال أنبأنا أحمد بن سلمان النّجّاد قال أنبأنا أبو قلابة الرقاشي قراءة عليه قال نبأنا أبو ربيعة قال نبأنا عَوَانَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مِنَّا السَّفَّاحُ، وَمِنَّا الْمَنْصُورُ، وَمِنَّا الْمَهْدِيُّ [2] »
. قَالَ النَّجَّادُ: هَكَذَا قَرَأَهُ عَلَيْنَا أَبُو قلابة مرفوعا.
قال الشيخ أبو بكر: وكذلك رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ غَيْلانَ عَنْ أَبِي عوَانَةَ.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال نبأنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطّان قال: نبأنا محمد بن الفرج الأزرق قال نبأنا يحيى بن غيلان قال نبأنا أَبُو عَوَانَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مِنَّا السَّفَّاحُ وَالْمَنْصُورُ وَالْمَهْدِيُّ [3] »
. حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ قَالَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ قال نبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سَهْلٍ الزَّعْفَرَانِيُّ ومُحَمَّد بْن الْحُسَيْنِ بْن حُمَيْدِ بْن الرَّبِيعِ الْخَزَّازُ.
وَأَخْبَرَنَا أبو القاسم الأزهري قال نبأنا مُحَمَّد بْن المظفر الحافظ قَالَ نَبَّأَنَا أَبُو سهل محمّد بن على الزعفراني قالوا: نبأنا أحمد بن راشد الهلالي قال نبأنا سَعِيدُ بْنُ خَيْثَمٍ عَنْ حَنْظَلَةَ عَنْ طَاوُسٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ الْفَضْلِ بِنْتُ الْحَارِثِ الْهِلالِيَّةِ، قَالَتْ مَرَرْتُ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي الْحِجْرِ فَقَالَ: «يَا أُمَّ الْفَضْلِ إِنَّكِ حامل بغلام» . قالت:
__________
[1] وانظر أخبار أبى جعفر المنصور في الجزء العاشر أيضا.
[2] انظر الحديث في: العلل المتناهية 1/290. وكنز العمال 27317، 38687.
[3] انظر الحديث في: المنتظم 7/335، وكذلك التخريج السابق.(1/84)
يا رسول الله، كيف وَقَدْ تَحَالَفَ الْفَرِيقَانِ أَنْ لا يَأْتُوا النِّسَاءَ؟ قَالَ: «هُوَ مَا أَقُولُ لَكِ، فَإِذَا وَضَعْتِيهِ فَائْتِينِي بِهِ» . قَالَتْ: فَلَمَّا وَضَعْتُهُ أَتَيْتُ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَذَّنَ في أذنه الْيُمْنَى وَأَقَامَ فِي أُذُنِهِ الْيُسْرَى. وَقَالَ: «اذْهَبِي بِأَبِي الْخُلَفَاءِ» . قَالَتْ: فَأَتَيْتُ الْعَبَّاسَ فَأَعْلَمْتُهُ فكان رَجُلا جَمِيلا لَبَّاسًا فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَامَ إِلَيْهِ فَقَبَّلَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ ثُمَّ أَقْعَدَهُ عَنْ يَمِينِهِ. ثُمَّ قَالَ: «هَذَا عَمِّي فَمَنْ شاء فليباه بعمه» قال: يَا رَسُولَ اللَّهِ بَعْضَ هَذَا الْقَوْلِ. فَقَالَ: «يَا عَبَّاسُ لِمَ لا أَقُولُ هَذَا الْقَوْلَ؟ وَأَنْتَ عَمِّي وَصِنْوُ أَبِي وَخْيَرُ مَنْ أَخْلَفَ بَعْدِي مِنْ أَهْلِي» . فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ما شيء أخبرتني به أم الفضل عن مَوْلُودِنَا هَذَا؟ قَالَ: «نَعَمْ! يَا عَبَّاسُ، إِذَا كَانَتْ سَنَةُ خَمْسَ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ فَهِيَ لَكَ وَلِوَلَدِكَ؛ مِنْهُمُ السَّفَّاحُ، وَمِنْهُمُ الْمَنْصُورُ، وَمِنْهُمُ الْمَهْدِيُّ» [1]
- لَفْظُ حَدِيثِ الْحَسَنِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الحافظ قال نبأنا سليمان بن أحمد الطبراني قال نبأنا أَبُو زَيْدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَاتِمٍ الْمُرَادِيُّ قال نبأنا نعيم بن حمّاد قال نبأنا الوليد بْن مسلم عَنْ شيخ عَنْ يزيد بْن الوليد الخزاعي عَنْ كعب. قَالَ: المنصور والمهدى والسفاح من ولد العباس.
أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الرّزّاز قال أنبأنا أحمد بن سلمان الفقيه قال نبأنا أبو قلابة الرقاشي قال نبأنا على بن الجعد قال أنبأنا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ مَيْسَرَةَ- يعني ابْنَ حَبِيبٍ- عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ. قَالَ: كُنَّا عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ فَذَكَرْنَا الْمَهْدِيَّ وَكَانَ مُنْضَجِعًا، فَاسْتَوَى جَالِسًا فَقَالَ: مِنَّا السَّفَّاحُ، وَمِنَّا الْمَنْصُورُ، وَمِنَّا الْمَهْدِيُّ.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّد بْن عَلِيِّ بْنِ يعقوب الواسطيّ قال نبأنا أبو الحسين عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الْحَافِظُ قَالَ نبأنا أَبو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ مُوسَى الْهَاشِمِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَبْد الصمد قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي مُوسَى بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ الإمام عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ. قَالَ: قَالَ المنصور يوما ونحن جلوس عنده:
أتذكرون رؤيا كنت رأيتها ونحن بالشراة [2] .
فقالوا: يا أمير المؤمنين ما نذكرها. فغضب من ذلك. وقال: كان ينبغي لكم أن
__________
[1] انظر الحديث في: تنزيه الشريعة 2/25. والعلل المتناهية 1/291. ومجمع الزوائد 5/187.
[2] في المطبوعة: «بالشراء» .(1/85)
تثبتوها في ألواح الذهب وتعلقوها في أعناق الصبيان. فقال عِيسَى بْن عَلِيّ: إن كنا قصرنا في ذلك فنستغفر الله يا أمير المؤمنين، فليحدثنا أمير المؤمنين بها. قَالَ: نعم:
رأيت كأني في المسجد الحرام، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الكعبة وبابها مفتوح، والدرجة موضوعة، وما أفقد أحدا من الهاشميين ولا من القرشيين، إذا مناد ينادي:
أين عَبْد الله؟ فقام أخي العباس يتخطى الناس حتى صار على الدرجة، فأخذ بيده فأدخل البيت فما لبث أن خرج علينا ومعه قناة عليها لواء قدر أربع أذرع أو أرجح، فرجع حتى خرج من باب المسجد. ثم نودي أين عَبْد الله؟ فقمت أنا وعبد الله بْن عَلِيّ نستبق حتى صرنا إِلَى الدرجة فجلس، وأخذ بيدي فأصعدت فأدخلت الكعبة، وإذا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ ومعه أَبُو بكر وعمر وبلال. فعقد لي وأوصاني بأمته وعممني، فكان كورها ثلاثة وعشرين كورا. وَقَالَ: خذها إليك أبا الخلفاء إِلَى يوم القيامة [1] .
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ المقرئ قال أنبأنا علي بن أحمد بن أبي قيس الرَّفَّاء قال نبأنا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الدنيا قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن صالح قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو مسعود الرياحي قَالَ حَدَّثَنِي عبيد الله بْن الْعَبَّاسِ. قَالَ: ولد أَبُو جعفر سنة خمس وتسعين.
وقال ابن أَبِي الدنيا: حَدَّثَنِي حمدون بْن سعد المؤذن. قَالَ: رأيت أبا جعفر يخطب على المنبر معرق الوجه، يخضب بالسواد، وكان أسمر طويلا نحيفا خفيف العارضين، وأمه أم ولد يقال لها سلامة [2] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ الوراق قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عمران قال أنبأنا أَبُو بكر مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن الْعَبَّاسِ بْن مُحَمَّد بْن صول الصولي النديم. قَالَ:
توفي المنصور بمكة وكان حاجا في سنة ثمان وخمسين ومائة، ودفن بين الحجون وبئر ميمون بْن الحضرمي، وله يوم توفي أربع وستون سنة.
قَالَ: الصولي: ويروى أنه ولد سنة خمس وتسعين في اليوم الذي مات فيه الحجاج.
حَدَّثَنِي الْحَسَن بن محمّد الخلّال قال نا عمر بن محمّد بن الزّيّات إملاء قال نا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز.
__________
[1] انظر الخبر في: المنتظم 7/336، 337.
[2] انظر الخبر في المنتظم، 7/335.(1/86)
وأخبرنا أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد البزّار- واللفظ له- قال أنبأنا محمّد بن المظفر الحافظ قال نبأنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم قال نا الحارث بن محمّد. قالا نبأنا منصور بْن أَبِي مزاحم قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو سهل الحاسب قَالَ حَدَّثَنِي طيفور مولى أمير المؤمنين. قَالَ: حدثتني سلامة أم أمير المؤمنين قالت: لما حملت بأبي جعفر، رأيت كأنه خرج من فرجي أسد فزأر ثم أقعى فاجتمعت حوله الأسد، فكلما انتهى إليه أسد سجد لَهُ [1] .
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ قَالَ أنبأنا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عروة بْن الجراح قال نبأنا أَبُو بكر الصولي قَالَ قَالَ رجل من ولد الربيع: لما أراد أَبُو جعفر أن يبني لنفسه، كان يؤتى من كل مدينة بتراب فيعفنه فيصير عقارب وهو امّ، حتى أتى بتربة بغداد فخرج صرارات، وأتى الخلد فنظر إِلَى دجلة والفرات فأعجبه، فرآه راهب كان هناك وهو يقدر بناءها. فقال: لا تتم؛ فبلغه فأتاه. فقال: نعم: نجد في كتبنا أن الذي يبنيها ملك يقال له مقلاص [2] . قَالَ أَبُو جعفر: كانت والله أمي تلقبني في صغري مقلاصا.
باب ذكر خبر بناء مدينة السلام [3]
أَخْبَرَنَا [4] عَلِيّ بْن أبي على المعدّل [التّنوخيّ] [5] قال أنبأنا طلحة بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر قَالَ أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن جرير إجازة: أن أبا جعفر المنصور بويع له سنة ست وثلاثين ومائة، وأنه ابتدأ أساس المدينة سنة خمس وأربعين ومائة، واستتم البناء سنة ست وأربعين ومائة، وسماها مدينة السّلام [6] .
قال الشيخ أبو بكر [الخطيب [7]] وبلغني أن المنصور لما عزم على بنائها، أحضر المهندسين وأهل المعرفة بالبناء والعلم بالذرع والمساحة وقسمة الأرضين، فمثّل لهم
__________
[1] انظر الخبر في: المنتظم 7/334.
[2] في الأصل: «نقلاص» في الموضعين، وما أثبتناه عن رواية سبقت للمؤلف، وعن المنتظم، والطبري.
[3] انظر الخبر في: المنتظم، 1/74.
[4] انظر في ذلك: المنتظم، 8/69- 88، والكامل لابن الأثير، 5/165- 168، 177- 178.
وتاريخ الطبري.
من هنا يبدأ المقابلة بالجزء المطبوع بباريس، سنة 1904 م، بمنطقة برطرند- براتراند- بسالون، وسوف ننبه على ذلك عند انتهاء الجزء المطبوع بها.
[5] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل وأضفناه من مطبوعة باريس.
[6] انظر الخبر في: المنتظم 8/74.
[7] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل وأضفناه من مطبوعة باريس.(1/87)
صفتها التي في نفسه، ثم أحضر الفعلة والصّنّاع من النجارين والحفّارين والحدّادين وغيرهم، فأجرى عليهم الأرزاق؛ وكتب إلى كل بلد في حمل من فيه ممن يفهم شيئا من أمر البناء، ولم يبتدئ في البناء حتى تكامل بحضرته من أهل المهن والصناعات ألوف كثيرة، ثم اختطها وجعلها مدورة. ويقال: لا يعرف في أقطار الدنيا كلها مدينة مدورة سواها، ووضع أساسها في وقت اختاره له نوبخت المنجم [1] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ الوراق وأحمد بْن عَلِيّ المحتسب قالا: أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْن جعفر النّحويّ قال نبأنا الْحَسَن بْن مُحَمَّد السكوني قَالَ قَالَ مُحَمَّد بْن خلف أَنْبَأَنِي مُحَمَّد بْن مُوسَى القيسي عَنْ مُحَمَّد بْن مُوسَى الخوارزمي الحاسب: أن أبا جعفر تحول من الهاشمية إِلَى بغداد، وأمر ببنائها ثم رجع إِلَى الكوفة بعد مائة سنة وأربع وأربعين سنة وأربعة أشهر وخمسة أيام من الهجرة. قَالَ: وفرغ أَبُو جعفر من بنائها ونزلها مع جنده وسماها مدينة السلام بعد مائة سنة وخمس وأربعين سنة وأربعة أشهر وثمانية أيام من الهجرة.
قَالَ مُحَمَّد بْن خلف قَالَ الخوارزمي: واستتم حائط بغداد وجميع عملها بعد مائة سنة وثمان وأربعين سنة وستة أشهر وأربعة أيام من الهجرة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الحسين بْن الفضل القطان قال أنبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دَرَسْتَوَيْهِ النَّحْوِيُّ قال نبأنا يعقوب بْن سفيان قَالَ: سنة ست وأربعين ومائة، فيها فرغ أَبُو جعفر من بناء مدينة السلام ونزوله إياها، ونقل الخزائن وبيوت الأموال والدواوين إليها [2] .
أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم الأزهري قَالَ أنبانا أَحْمَد [3] بن إبراهيم بن الحسن قال نبأنا أَبُو عَبْد اللَّه إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عَرَفَةَ الأَزْدِيُّ قَالَ: حكي عَنْ بعض المنجمين قَالَ: قَالَ لي المنصور- لما فرغ من مدينة السلام: خذ الطالع. فنظرت في طالعها وكان المشتري في القوس، فأخبرته بما تدل عليه النجوم من طول زمانها وكثرة عمارتها وانصباب الدنيا إليها، وفقر الناس إلي ما فيها، ثم قلت له: وأبشرك يا أمير المؤمنين أكرمك الله بخلة أخرى من دلائل النجوم، لا يموت فيها خليفة من الخلفاء أبدا: فرأيته تبسم لذلك
__________
[1] انظر الخبر في: المنتظم 8/74.
[2] انظر في الخبر: تاريخ الفسوي ق 6.
[3] في مطبوعة باريس: «محمد بن إبراهيم بن الحسن» .(1/88)
ثم قال: الحمد لله، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم. فلذلك قَالَ عمارة بْن عقيل بْن بلال بْن جرير بْن الخطفى عند تحول الخلفاء من بغداد:
أعاينت في طول من الأرض والعرض ... كبغداد دارا إنها جنة الأرض
صفا العيش في بغداد واخضر عوده ... وعيش سواها غير صاف ولا غض
تطول بها الأعمار إن غذاءها ... مريء وبعض الأرض امرأُ من بعض
قضى ربها أن لا يموت خليفة ... بها إنه ما شاء في خلقه يقضي
تنام بها عين الغريب ولن ترى ... غريبا بأرض الشام يطمع في غمض
فإن خربت بغداد منهم بقرضها ... فما أسلفت إلا الجميل من القرض
وإن رميت بالهجر منهم وبالقلى ... فما أصبحت أهلا لهجر ولا بغض
وقد رويت هذه الأبيات لمنصور النمري، والله أعلم.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد اللَّهِ أَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بن عبد لله الكاتب قال أنبأنا أبو جعفر محمّد ابن مُحَمَّد مولى بني هاشم- يعرف بابن متيم- قال نا أَحْمَد بْن عُبَيْدِ اللَّهِ بْن عَمَّارٍ.
قَالَ قَالَ أَبُو عَبْد الله مُحَمَّد بْن داود بْن الجراح: ولم يمت بمدينة السلام خليفة مذ بنيت إلا مُحَمَّد الأمين، فإنه قتل في شارع باب الأنبار وحمل رأسه إِلَى طاهر بْن الحسين وهو في معسكره بين بطاطيا وباب الأنبار. فأما المنصور: وهو الذي بناها فمات حاجا وقد دخل الحرم، ومات المهدي بماسبذان، ومات الهادي بعيساباذ، ومات هارون بطوس، ومات المأمون بالبذندون من بلاد الروم وحمل فيما قيل إلى طرطوس فدفن بها؛ ومات المعتصم بسر من رأى. وكل من ولي الخلافة بعده من ولده وولد ولده إلا المعتمد والمعتضد والمكتفي فإنهم ماتوا بالقصور من الزندورد فحمل المعتمد ميتا إلى سر من رأى، ودفن المعتضد في موضع من دار مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن طاهر، ودفن المكتفي في موضع من دار ابْن طاهر.
قال الشيخ أبو بكر: ذكرت هذا الخبر للقاضي أبي القاسم عَلِيّ بْن المحسن التنوخي رحمه الله. فقال: مُحَمَّد الأمين أيضا لم يقتل في المدينة، وإنما كان قد نزل في سفينة إِلَى دجلة ليتنزه فقبض عليه وسط دجلة وقتل هناك، ذكر ذلك الصولي وغيره.
وقال أحمد بن أبي يعقوب الكاتب: قتل الأمين خارج باب الأنبار عند بستان طاهر.
قال الشيخ: عدنا إلى خبر بناء مدينة السلام.(1/89)
ذكر خط مدينة المنصور وتحديدها ومن جعل إليه النظر في ترتيبها
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَر الْحَسَن بْن عثمان بْن أَحْمَد بْن الفلو الواعظ قَالَ أَنْبَأَنَا جعفر بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الحكم الواسطي قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو الفضل العباس بْن أَحْمَد الحداد، قَالَ سمعت أحمد [ابن [1]] البربري يقول: مدينة أبي جعفر ثلاثون ومائة جريب، خنادقها وسورها ثلاثون جريبا، وأنفق عليها ثمانية عشر ألف ألف، وبنيت في سنة خمس وأربعين ومائة [2] .
وَقَالَ أَبُو الفضل حَدَّثَنِي أبو الطّيّب البزّار قَالَ قَالَ لي خالي- وكان قيم بدر- قَالَ لنا بدر غلام المعتضد: قَالَ أمير المؤمنين: انظروا كم هي مدينة أبي جعفر؟ فنظرنا وحسبنا فإذا هي ميلين مكسر في ميلين [3] .
قال الشيخ أبو بكر: ورأيت في بعض الكتب أن أبا جعفر المنصور أنفق على مدينته وجامعها وقصر الذهب فيها والأبواب والأسواق إلى أن فرغ من بنائها أربعة آلاف [4] وثمانمائة وثلاثة وثمانين درهما، مبلغها من الفلوس مائة ألف فلس وثلاثة وعشرون ألف فلس. وذلك أن الأستاذ من الصناع كان يعمل يومه بقيراط إلى خمس حبات، والروز جاري يعمل بحبتين إلى ثلاث حبات [5] .
قال أبو بكر الخطيب: وهذا خلاف ما تقدم ذكره من مبلغ النفقة على المدينة، وأرى بين القولين تفاوتا كثيرا، والله أعلم [6] .
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْنِ رِزْقٍ البزّار قال نبأنا جعفر المخلدي إملاء قال نبأنا الفضل بْن مخلد الدقاق قَالَ سمعت داود بن صعير بْن شبيب بْن رستم البخاري، يقول: رأيت في زمن أَبِي جعفر كبشا بدرهم، وحملا بأربعة دوانق، والتمر ستين رطلا بدرهم، والزيت ستة عشر رطلا بدرهم، والسمن ثمانية أرطال بدرهم، والرجل يعمل بالروزجار في السور كل يوم بخمس حبات.
__________
[1] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل، وأضفناه من مطبوعة باريس.
[2] انظر الخبر في: المنتظم 8/75.
[3] انظر الخبر في: المنتظم 8/75.
[4] في مطبوعة باريس: «أربعة آلاف ألف وثلاثمائة وثلاثة وثمانين» . وما أثبتناه من الأصل، والمنتظم، ويؤيده تعليق المصنف بقوله: «وأرى بين القولين تفاوتا كثيرا» يعني في الروايتين.
[5] انظر الخبر في: المنتظم 8/75.
[6] انظر قول الخطيب في: المنتظم 8/75.(1/90)
قال الشيخ أبو بكر: وشبيه بهذا الخبر.
ما أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْر قَالَ أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق قَالَ نبأنا الحسن ابن سلام السواق قَالَ سَمِعْتُ أَبَا نعيم الْفَضْل بْن دكين. يقول: كان ينادى على لحم البقر في جبانة كندة تسعين رطلا بدرهم، ولحم الغنم ستين رطلا بدرهم، ثم ذكر العسل. فقال: عشرة أرطال، والسمن اثنا عشر رطلا. قَالَ الْحَسَن بْن سلام: فقدمت بغداد فحدثت به عفان فقال: كانت في تكتي قطعة فسقطت على ظهر قدمي فأحسست بها؛ فاشتريت بها ستة مكاكيك دقيق الأرز.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ الوراق وأحمد بْن عَلِيّ المحتسب. قالا: أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْن جعفر النّحويّ قال نا الحسن بن محمّد السكوني قال نا مُحَمَّد بْن خلف قَالَ:
قَالَ يحيي بْن الْحَسَن بْن عَبْد الخالق: خط المدينة ميل في ميل، ولبنها ذراع في ذراع [1] .
قَالَ مُحَمَّد بْن خلف: وزعم أَحْمَد بْن محمود الشرودي أن الذي تولى الوقوف على خط بغداد، الحجاج بْن أرطاة وجماعة من أهل الكوفة. وزعم أبو النصر المروزي أنه سمع أَحْمَد بْن حَنْبَل يقول: بغداد من الصّراة إلى باب التبن.
قال الشيخ أبو بكر: عنى أَحْمَد بهذا القول مدينة المنصور وما لاصقها واتصل ببنائها خاصة، لأن أعلى البلد قطيعة أم جعفر دونها الخندق، يقطع بينها وبين البناء المتصل بالمدينة، وكذلك إلى أسفل البلد من محال الكرخ وما يتصل به يقطع بينه وبين المدينة الصراة، وهذا حد المدينة وما اتصل بها طولا. فأما حد ذلك عرضا فمن شاطئ دجلة إِلَى الموضع المعروف بالكبش والأسد، وكل ذلك كان متصل الأبنية متلاصق الدور والمساكن، والكبش والأسد الآن صحراء مزروعة، وهي على مسافة من البلد، وقد رأيت ذلك الموضع مرة واحدة خرجت فيها لزيارة قبر إِبْرَاهِيم الحربي وهو مدفون هناك؛ فرأيت في الموضع أبياتا كهيئة القرية يسكنها المزارعون والحطابون، وعدت إِلَى الموضع بعد ذلك فلم أر فيه أثر المسكن.
وَقَالَ لي أَبُو الحسين هلال بْن المحسن الكاتب: حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ بشر بْن عَلِيّ ابن عبيد النصراني الكاتب قَالَ: كنت أجتاز بالكبش والأسد مع والدي، فلا أتخلص في أسواقها من كثرة الزحمة.
__________
[1] انظر الخبر في: المنتظم 8/75.(1/91)
بلغني عَنْ مُحَمَّد بْن خلف- وكيع: أن أبا حنيفة النعمان بْن ثابت، كان يتولى القيام بضرب لبن المدينة وعدده حتى فرغ من استتمام بناء حائط المدينة مما يلي الخندق. وكان أَبُو حنيفة يعد اللبن بالقصب، وهو أول من فعل ذلك فاستفاده الناس منه [1] .
وذكر مُحَمَّد بْن إسحاق البغوي: أن رباحا البناء حدثه- وكان ممن تولى بناء سور مدينة المنصور- قَالَ: وكان بين كل باب من أبواب المدينة إِلَى الباب الآخر ميل، وفي كل ساف من أسواف البناء مائة ألف لبنة واثنتان وستون ألف لبنة من اللبن الجعفري، فلما بنينا الثلث من السور لقطناه، فصيرنا في الساف مائة ألف لبنة وخمسين ألف لبنة، فلما جاوزنا الثلثين لقطناه، فصيرنا في الساف مائة ألف لبنة وأربعين ألف لبنة إِلَى أعلاه [2] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ الوراق وأحمد بْن عَلِيّ المحتسب. قالا: أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْن جعفر النّحويّ قال نا الحسن بن محمّد السكوني قال نا مُحَمَّد بْن خلف قَالَ قَالَ ابْن الشروي: هدمنا من السور الذي يلي باب المحول قطعة، فوجدنا فيها لبنة مكتوب عليها بمغرة وزنها مائة وسبعة عشر رطلا. قَالَ: فوزناها فوجدناها كذلك [3] .
قَالَ مُحَمَّد بْن خلف. قالوا: وبنى المنصور مدينته وبنى لها أربعة أبواب؛ فإذا جاء أحد من الحجاز دخل من باب الكوفة، وإذا جاء أحد من المغرب دخل من باب الشام، وإذا جاء أحد من الأهواز والبصرة وواسط واليمامة والبحرين دخل من باب البصرة، وإذا جاء الجائي من المشرق دخل من باب خراسان. وذكر باب خراسان كان قد سقط من الكتاب فلم يذكره مُحَمَّد بْن جعفر عَنِ السكوني وإنما استدركناه من رواية غيره.
وجعل- يعني المنصور- كل باب مقابلا للقصر وبنى على كل باب قبة، وجعل بين كل بابين ثمانية وعشرين برجا، إلا بين باب البصرة وباب الكوفة فإنه يزيد
__________
[1] انظر الخبر في: المنتظم 8/75.
وقال ابن الجوزي في المنتظم: وقد روي في حديث آخر أن المنصور أراد أبا حنيفة على القضاء فامتنع، فحلف لا بد أن يتولى له، فولاه القيام ببناء المدينة وضرب اللبن ليخرج من يمينه، فتولى ذلك. (المنتظم 8/76) .
[2] انظر الخبر في: المنتظم 8/76.
[3] انظر الخبر في المنتظم 8/75.(1/92)
واحدا، وجعل الطول من باب خراسان إِلَى باب الكوفة ثمانمائة ذراع، ومن باب الشام إِلَى باب البصرة ستمائة ذراع، ومن أول باب المدينة إِلَى الباب الذي يشرع إِلَى الرحبة خمسة أبواب حديد.
وذكر وكيع فيما بلغني عنه: أن أبا جعفر بنى المدينة مدورة لأن المدورة لها معان سوى المربعة، وذلك أن المربعة إذا كان الملك في وسطها كان بعضها أقرب إليه من بعض، والمدور من حيث قسم كان مستويا لا يزيد هذا على هذا ولا هذا على هذا، وبنى لها أربعة أبواب، وعمل عليها الخنادق وعمل لها سورين وفصيلين بين كل بابين فصيلان، والسور الداخل أطول من الخارج. وأمر ألا يسكن تحت السور الطويل الداخل أحد ولا يبنى منزلا، وأمر أن يبنى في الفصيل الثاني مع السور النازل لأنه أحصن للسور، ثم بنى القصر والمسجد الجامع.
وكان في صدر قصر المنصور: إيوان طوله ثلاثون ذراعا، وعرضه عشرون ذراعا؛ وفي صدر الإيوان مجلس عشرون ذراعا في عشرين ذراعا، وسمكه عشرون ذراعا؛ وسقفه قبة وعليه مجلس مثله فوقه القبة الخضراء؛ وسمكه إِلَى أول حد عقد القبة عشرون ذراعا؛ فصار من الأرض إِلَى رأس القبة الخضراء ثمانين ذراعا، وعلى رأس القبة تمثال فرس عليه فارس. وكانت القبة الخضراء ترى من أطراف بغداد.
حَدَّثَنِي القاضي أَبُو القاسم التنوخي قَالَ: سمعت جماعة من شيوخنا يذكرون أن القبة الخضراء كان على رأسها صنم على صورة فارس في يده رمح، فكان السلطان إذا رأى أن ذلك الصنم قد استقبل بعض الجهات ومد الرمح نحوها، علم أن بعض الخوارج يظهر من تلك الجهة فلا يطول الوقت حتى ترد عليه الأخبار بأن خارجيا قد نجم من تلك الجهة، أو كما قَالَ.
أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيم بْن مخلد القاضي قَالَ أنبأنا إسماعيل بن عسلي الخطبي قَالَ: سقط رأس القبة الخضراء خضراء أبي جعفر المنصور التي في قصره بمدينته يوم الثلاثاء لسبع خلون من جمادى الآخرة سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، وكان ليلتئذ مطر عظيم ورعد هائل وبرق شديد، وكانت هذه القبة تاج بغداد وعلم البلد ومأثرة من مآثر بني العباس عظيمة، بنيت أول ملكهم وبقيت إِلَى هذا الوقت [إلى آخر أمر الواثق] [1] .
فكان بين بنائها وسقوطها مائة ونيف وثمانون سنة.
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، وأضفناه من مطبوعة باريس.(1/93)
قَالَ وكيع فيما بلغني عنه: إن المدينة مدورة عليها سور مدور، قطرها من باب خراسان إلى باب الكوفة ألفا ذراع ومائتا ذراع، ومن باب البصرة إِلَى باب الشام ألفا ذراع ومائتا ذراع، وسمك ارتفاع هذا السور الداخل وهو سور المدينة في السماء خمسة وثلاثون ذراعا؛ وعليه أبرجة سمك كل برج منها فوق السور خمسة أذرع، وعلى السور شرف. وعرض السور من أسفله نحو عشرين ذراعا. ثم الفصيل بين السورين وعرضه ستون ذراعا، ثم السور الأول وهو سور الفصيل ودونه خندق، وللمدينة أربعة أبواب: شرقي وغربي وقبلي وشمالي لكل باب منها بابان، باب دون باب، بينهما دهليز ورحبة يدخل إِلَى الفصيل الدائر بين السورين، فالأول باب الفصيل، والثاني باب المدينة، فإذا دخل الداخل من باب خراسان الأول عطف على يساره في دهليز أزج معقود بالآجر والجص، عرضه عشرون ذراعا وطوله ثلاثون ذراعا، المدخل إليه في عرضه والمخرج منه من طوله يخرج إِلَى رحبة مادة إِلَى الباب الثاني طولها ستون ذراعا وعرضها أربعون ذراعا، ولها في جنبتيها حائطان من الباب الأول إِلَى الباب الثاني، في صدر هذه الرحبة في طولها الباب الثاني وهو باب المدينة، وعن يمينه وشماله في جنبتي هذه الرحبة بابان إلى [الفصيلين [1]] فالأيمن يؤدي إِلَى فصيل باب الشام، والأيسر يؤدي إِلَى فصيل باب البصرة، ثم يدور من باب البصرة إِلَى باب الكوفة، ويدور الذي انتهى إِلَى باب الشام إِلَى باب الكوفة، على نعت واحد وحكاية واحدة، والأبواب الأربعة على صورة واحدة، في الأبواب والفصلان والرحاب والطاقات. ثم الباب الثاني وهو باب المدينة وعليه السور الكبير الذي وصفنا، فيدخل من الباب الكبير إِلَى دهليز أزج معقود بالآجر والجص طوله عشرون ذراعا، وعرضه اثنا عشر ذراعا، وكذلك سائر الأبواب الأربعة، وعلى كل أزج من آزاج هذه الأبواب مجلس له درجة على السور يرتقى إليه منها، على هذا المجلس قبة عظيمة ذاهبة في السماء سمكها خمسون ذراعا مزخرفة، وعلى رأس كل قبة منها تمثال تديره الريح لا يشبه نظائره.
وكانت هذه القبة مجلس المنصور إذا أحب النظر إِلَى الماء وإلى من يقبل من ناحية خراسان. وقبة على باب الشام كانت مجلس المنصور إذا أحب النظر إِلَى الأرباض وما والاها. وقبة على باب البصرة كانت مجلسه إذا أحب النظر إِلَى الكرخ ومن أقبل من
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، وأضفناه من مطبوعة باريس.(1/94)
تلك الناحية. وقبة على باب الكوفة كانت مجلسه إذا أحب النظر إِلَى البساتين والضياع. وعلى كل باب من أبواب المدينة الأوائل والثواني باب حديد عظيم جليل المقدار كل باب منها فردان [1] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ الوراق وأحمد بْن عَلِيّ المحتسب. قالا: أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْن جعفر قال نبأنا الحسن بن محمّد السكوني قال نبأنا محمّد بن خلف قال قال أحمد ابن الحارث عَنِ العتابي: أن أبا جعفر نقل الأبواب من واسط، وهي أبواب الحجاج.
وأن الحجاج وجدها على مدينة كان بناها سُلَيْمَان بْن داود عليهما السلام بإزاء واسط، كانت تعرف بزندورد، وكانت خمسة. وأقام على باب خراسان بابا جيء به من الشام من عمل الفراعنة، وعلى باب الكوفة الخارج بابا جيء به من الكوفة من عمل [خالد [2]] القسري، وعمل هو لباب الشام بابا فهو أضعفها. وابتنى قصره الذي يسمى الخلد على دجلة، وتولى ذلك أبان بْن صدقة والربيع، وأمر أن يعقد الجسر عند باب الشعير، وأقطع أصحابه خمسين في خمسين.
قال الشيخ أبو بكر: إنما سمي قصر المنصور الخلد تشبيها له بجنة الخلد، وما يحويه من كل منظر رائق، ومطلب فائق، وغرض غريب، ومراد عجيب. وكان موضعه وراء باب خراسان، وقد اندرس الآن فلا عين له ولا أثر.
وحَدَّثَنِي القاضي أَبُو القاسم علي بْن المحسن التنوخي قال حدّثني أبو الحسن على ابن عبيد الزجاج الشاهد- وكان مولده في شهر رمضان من سنة أربع وتسعين ومائتين- قَالَ: أذكر في سنة سبع وثلاثمائة، وقد كسرت العامة الحبوس بمدينة المنصور، فأفلت من كان فيها، وكانت الأبواب الحديد التي للمدينة باقية، فغلقت وتتبع أصحاب الشرط من أفلت من الحبوس، فأخذوا جميعهم حتى لم يفتهم منهم أحد.
قال الشيخ أبو بكر: عدنا إِلَى كلام وكيع المتقدم.
قَالَ: ثم يدخل من الدهليز الثاني إِلَى رحبة مربعة عشرون ذراعا في مثلها، فعلى يمين الداخل إليها طريق وعلى يساره طريق، فيؤدّي الأيمن إِلَى باب الشام والأيسر إِلَى باب البصرة. والرحبة كالرحبة التي وصفنا، ثم يدور هذا الفصيل على سائر الأبواب
__________
[1] انظر الخبر في: المنتظم 8/76، 77.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، وأضفناه من مطبوعة باريس.(1/95)
بهذه الصورة، وتشرع في هذا الفصيل أبواب السكك، وهو فصيل ماد مع السور، وعرض كل فصيل من هذه الفصلان من السور إِلَى أفواه السكك خمس وعشرون ذراعا، ثم يدخل من الرحبة التي وصفنا إِلَى الطاقات، وهي ثلاثة وخمسون طاقا سوى طاق المدخل إليها من هذه الرحبة، وعليه باب ساج كبير فردين، وعرض الطاقات خمس عشرة ذراعا، وطولها من أولها إِلَى الرحبة التي بين هذه الطاقات والطاقات الصغرى مائتا ذراع، وفي جنبتي الطاقات بين كل طاقين منها غرف كانت للمرابطة، وكذلك لسائر الأبواب الباقية، فعلى هذه الصفة سواء، ثم يخرج من الطاقات إِلَى رحبة مربعة عشرون ذراعا في عشرين ذراعا، فعن يمينك طريق يؤدي إِلَى نظيرتها من باب الشام، ثم تدور إِلَى نظيرتها من باب الكوفة، ثم إِلَى نظيرتها من باب البصرة.
ثم نعود إِلَى وصفنا لباب خراسان: كل واحدة منهن نظيرة لصواحباتها، وفي هذا الفصيل تشرع أبواب لبعض السكك وتجاهك الطاقات الصغرى التي تلي دهليز المدينة الذي منه يخرج إِلَى الرحبة الدائرة حول القصر والمسجد.
حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن المحسن قَالَ قَالَ لي الْقَاضِي أَبُو بكر بْن أَبِي مُوسَى الهاشمي:
انبثق البثق من قبتين وجاء الماء الأسود فهدم طاقات باب الكوفة، ودخل المدينة فهدم دورنا فخرجنا إِلَى الموصل وذلك في سني نيف وثلاثين وثلاثمائة، وأقمنا بالموصل سنين عدة ثم عدنا إِلَى بغداد فسكّنا طاق العكّيّ.
قال الخطيب الحافظ: بلغني عَنْ أَبِي عثمان عمرو بْن بحر الجاحظ. قَالَ: قد رأيت المدن العظام، والمذكورة بالإتقان والإحكام، بالشامات وبلاد الروم وفي غيرهما من البلدان، فلم أر مدينة قط أرفع سمكا، ولا أجود استدارة، ولا أنبل نبلا، ولا أوسع أبوابا، ولا أجود فصيلا، من الزوراء. وهي مدينة أَبِي جعفر المنصور. كأنما صبت في قالب وكأنما أفرغت إفراغا، والدليل على أن اسمها الزوراء قول سلم الخاسر:
أين رب الزوراء إذ قلّدته ال ... ملك عشرين حجة واثنتان
أَخْبَرَنَا الحسين بْن محمد المؤدب قَالَ أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيم بْن عَبْدِ اللَّهِ الشطي قَالَ نَبَّأَنَا أَبُو إسحاق الهجيمي قَالَ نبأنا مُحَمَّد بْن القاسم أَبُو العيناء قَالَ قَالَ الربيع: قَالَ لي المنصور: يا ربيع هل تعلم في بنائي هذا موضعا إن أخذني فيه الحصار خرجت خارجا منه على فرسخين؟ قال قلت: لا قال: بلى، قال: في بنائي هذا ما إن أخذني فيه الحصار خرجت خارجا منه على فرسخين.(1/96)
حدثت عَنْ أبي عبيد اللَّه مُحَمَّد بْن عمران بْن مُوسَى المرزباني. قَالَ: دفع إِلي العباس بْن الْعَبَّاسِ بْن مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن المغيرة الجوهري كتابا ذكر أنه بخط عَبْد اللَّه بْن أَبِي سعد الوراق فكان فيه: حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن مُحَمَّد بْن عياش التميمي المروروذي قَالَ سمعت جدي عياش بْن القاسم يقول: كان على أبواب المدينة مما يلي الرحاب ستور وحجاب، وعلى كل باب قائد. فكان على باب الشام سُلَيْمَان بْن مجالد في ألف، وعلى باب البصرة أَبُو الأزهر التميمي في ألف، وعلى باب الكوفة خالد العكي في ألف، وعلى باب خراسان مسلمة بْن صهيب الغساني في ألف. وكان لا يدخل أحد من عمومته- يَعْنِي عمومة المنصور- ولا غيرهم من هذه الأبواب إلا راجلا، إلا داود بْن عَلِيّ عمه فإنه كان منقرسا، فكان يحمل في محفة. ومحمّد المهديّ ابنه، وتكنس الرحاب، في كل يوم يكنسها الفراشون، ويحمل التراب إِلَى خارج المدينة، فقال له عمه عَبْد الصمد: يا أمير المؤمنين أنا شيخ كبير فلو أذنت لي أن أنزل داخل الأبواب فلم يأذن له. فقال: يا أمير المؤمنين عدني بعض بغال الروايا التي تصل إِلَى الرحاب. فقال: يا ربيع: بغال الروايا تصل إِلَى رحابي؟ فقال: نعم يا أمير المؤمنين. فقال: تتخذ الساعة قني بالساج من باب خراسان حتى تجيء إِلَى قصري ففعل [1] .
أَخْبَرَنَا الحسين بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن المؤدب قَالَ أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيم بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن إِبْرَاهِيمَ الشطي بجرجان قَالَ نبأنا أَبُو إسحاق الهجيمي قَالَ قَالَ أَبُو العيناء: بلغني أن المنصور جلس يوما فقال للربيع: انظر من بالباب من وفود الملوك فأدخله؟ قَالَ: قلت وافد من قبل ملك الروم. قَالَ: أدخله. فدخل فبينا هو جالس عند أمير المؤمنين، إذ سمع المنصور صرخة كادت تقلع القصر. فقال: يا ربيع، ينظر ما هذا؟ قَالَ: ثم سمع صرخة هي أشد من الأولى. فقال: يا ربيع، ينظر ما هذا؟ قَالَ: ثم سمع صرخة هي أشد من الأوليين. فقال: يا ربيع اخرج بنفسك. قال فخرج ربيع ثم دخل. فقال:
يا أمير المؤمنين بقرة قربت لتذبح فغلبت الجازر وخرجت تدور في الأسواق، فأصغى الرومي إِلَى الربيع يتفهم ما قَالَ، ففطن المنصور لإصغاء الرومي. فقال: يا ربيع أفهمه.
قَالَ: فأفهمه. فقال الرومي: يا أمير المؤمنين، إنك بنيت بناء لم يبنه أحد كان قبلك، وفيه ثلاثة عيوب. قَالَ: وما هي؟ قَالَ: أما أول عيب فيه فبعده عن الماء ولا بد للناس
__________
[1] انظر الخبر في: المنتظم، 8/77.(1/97)
من الماء لشفاههم، وأما العيب الثاني فإن العين خضرة وتشتاق إِلَى الخضرة وليس في بنائك هذا بستان، وأما العيب الثالث فإن رعيتك معك في بنائك وإذا كانت الرعية مع الملك في بنائه فشا سره. قَالَ: فتجلد عليه المنصور. فقال له: أما قولك في الماء فحسبنا من الماء ما بل شفاهنا، وأما العيب الثاني فإنا لم نخلق للهو واللعب، وأما قولك في سري فما لي سر دون رعيتي [1] . قَالَ: ثم عرف الصواب فوجه بشميس وخلاد- وخلاد، هو جد أَبِي العيناء- فقال: مدا لي قناتين من دجلة، واغرسوا لي العباسية، وانقلوا الناس إلى الكرخ [2] .
قال الشيخ أبو بكر: مد المنصور قناة من نهر دجيل الآخذ من دجلة، وقناة من نهر كرخايا الآخذ من الفرات، وجرهما إلى مدينته في عقود وثيقة من أسفلها، محكمة بالصاروج والآجر من أعلاها، وكانت كل قناة منهما تدخل المدينة وتنفذ في الشوارع والدروب والأرباض، وتجري صيفا وشتاء لا ينقطع ماؤها في وقت، وجر لأهل الكرخ وما اتصل به [3] [نهرا يقال له: نهر الدجاج، وإنما سمي بذلك لأن أصحاب الدجاج كانوا يقفون عنده، ونهرا يقال له نهر القلائين حَدَّثَنَا من أدركه جاريا يلتقي في دجلة تحت الفرضة، ونهرا يسمى نهر طابق، ونهرا يقال له نهر البزازين فسمعت من يذكر أنه توضأ منه، ونهرا في مسجد الأنباريين رأيته لا ماء فيه، وقد تعطلت هذه الأنهار ودرس أكثرها حتى لا يوجد له أثر] [4] . وأنهارا نذكرها بعد إن شاء الله تعالى.
خبر بناء الكرخ [5]
أَخْبَرَنَا محمّد بن الحسين القطّان قال أنبأنا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال نبأنا يعقوب بْن سفيان قَالَ: سنة سبع وخمسين ومائة فيها نقل أَبُو جعفر الأسواق من المدينة ومدينة الشرقية إِلَى باب الكرخ وباب الشعير والمحول، وهي السوق التي تعرف
__________
[1] انظر الخبر في: المنتظم 8/78، 79. والروض المعطار- للحيري، ص 112.
[2] المنتظم: 8/79.
[3] انظر الخبر في المنتظم: 8/79.
[4] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، وأضفناه من مطبوعة باريس.
[5] انظر في ذلك: الروض المعطار للحميري، ص 491. والمنتظم لابن الجوزي 8/194.(1/98)
بالكرخ وأمر ببنائها من ماله على يدي الربيع مولاه، وفيها وسع طرق المدينة وأرباضها ووضعها على مقدار أربعين ذراعا، وأمر بهدم ما شاع من الدور عَنْ ذلك القدر [1] .
أخبرنا أبو القاسم الأزهري قال أنبأنا محمّد بن إبراهيم بن الحسن قال نا إبراهيم ابن الحسن قال نا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عَرَفَةَ الأَزْدِيُّ. قَالَ: فلما دخلت سنة سبع وخمسين، وكان أَبُو جعفر قد ولي الحسبة يَحْيَى بْن زكريا، فاستغوى العامة، وزيّن لهم الجموح فقتله أَبُو جعفر بباب الذهب، وحول أسواق المدينة إِلَى باب الكرخ وباب الشعير وباب المحول، وأمر ببناء الأسواق على يد الربيع، وأوسع الطرق بمدينة السلام وجعلها على أربعين ذراعا وأمر بهدم ما شخص من الدور عَنْ ذلك المقدار.
وفي سنة ثمان وخمسين بنى المنصور قصره على دجلة وسماه الخلد [2] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ الوراق وأحمد بْن على المحتسب. قالا: نا محمّد بن جعفر النّحويّ قال نبأنا الْحَسَن بْن مُحَمَّد السكوني قَالَ قَالَ مُحَمَّد بْن خلف قَالَ الخوارزمي- يَعْنِي مُحَمَّد بْن مُوسَى: وحول أَبُو جعفر الأسواق إِلَى الكرخ وبناها من ماله بعد مائة سنة وست وخمسين سنة وخمسة أشهر وعشرين يوما؛ ثم بدأ بعد ذلك في بناء قصر الخلد على شاطئ دجلة بعد شهر وأحد عشر يوما.
قَالَ مُحَمَّد بْن خلف: وَأَخْبَرَنِي الحارث بْن أَبِي أسامة قَالَ: لما فرغ أَبُو جعفر المنصور من مدينة السلام، وصير الأسواق في طاقات مدينته من كل جانب؛ قدم عليه وفد ملك الروم، فأمر أن يطاف بهم في المدينة ثم دعاهم. فقال للبطريق: كيف رأيت في هذه المدينة؟ قَالَ: رأيت أمرها كاملا إلا في خلة واحدة. قَالَ: ما هي؟ قَالَ:
عدوك يخترقها متى يشاء وأنت لا تعلم؛ وأخبارك مبثوثة في الآفاق لا يمكنك سترها.
قَالَ: كيف؟ قَالَ: الأسواق غير ممنوع منها أحد فيدخل العدو كأنه يريد أن يتسوق؛ وأما التجار فإنها ترد الآفاق فيتحدثون بأخبارك، قَالَ: فزعموا أنه أمر المنصور حينئذ بإخراج الأسواق من المدينة إِلَى الكرخ، وأن يبنى ما بين الصراة إِلَى نهر عِيسَى، وولى ذلك مُحَمَّد بْن حبيش الكاتب، ودعا المنصور بثوب واسع فحد فيه الأسواق، ورتب كل صنف منها في موضعه. وَقَالَ: اجعلوا سوق القصابين في آخر الأسواق؛ فإنهم
__________
[1] انظر الخبر في: المنتظم 1/193. وتاريخ الفسوي ق 10.
[2] انظر الخبر في: المنتظم 8/193، 194.(1/99)
سفهاء وفي أيديهم الحديد القاطع. ثم أمر أن يبنى لأهل الأسواق مسجد يجتمعون فيه يوم الجمعة لا يدخلون المدينة ويفرد لهم ذلك، وقلد ذلك رجلا يقال له الوضاح بْن شبا فبنى القصر الذي يقال له: قصر الوضاح والمسجد فيه، وسميت الشرقية لأنها شرقي الصراة، ولم يضع المنصور على الأسواق غلة حتى مات. فلما استخلف المهدي أشار عليه أَبُو عبيد الله بذلك، فأمر فوضع على الحوانيت الخراج وولى ذلك سعيد الخرسي سنة سبع وستين ومائة [1] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن على وأحمد بن على. قالا: أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْن جعفر النحوي قَالَ نبأنا الْحَسَن بْن مُحَمَّد السكوني قَالَ قَالَ مُحَمَّد بْن خلف: كانت سوق دار البطيخ قبل أن تنقل إِلَى الكرخ في درب يعرف بدرب الأساكفة، ودرب يعرف بدرب الزيت، ودرب يعرف بدرب العاج، فنقلت السوق إِلَى داخل الكرخ في أيام المهدي، ودخل أكثر الدروب في الدور التي اشتراها أَحْمَد بْن مُحَمَّد الطائي، وكانت القطائع التي من جانب الصراة مما يلي باب المحول لعقبة بْن جعفر بْن مُحَمَّد بْن الأشعث من ولد أهبان بْن صيفي مكلم الذئب إقطاعا من المنصور، ثم خرج عقبة على المأمون فنهبت داره، ثم أقطعها المأمون ولد عِيسَى بْن جعفر. وكانت الدور التي بين الخندق مما يلي باب البصرة وشط الصراة وإزاء دور الصحابة للأشاعثة، وهي دور آل حمّاد ابن زَيْد اليوم. وكانت دار جعفر بْن مُحَمَّد بْن الأشعث الكندي مما يلي باب المحول ثم صارت للعباس ابنه.
حَدَّثَنِي الْحَسَن بْن أَبِي طالب قَالَ نا أبو عمر محمد بن العباس الخزاز قال نا أبو عبيد الناقد قال نا مُحَمَّد بْن غالب قَالَ سمعت عَبْد الرَّحْمَنِ بْن يونس أبا مسلم يذكر عَنِ الواقدي. قال: الكرخ مفيض السفل.
قال الشيخ أبو بكر: إنما عنى الواقدي بقوله هذا مواضع من الكرخ مخصوصة يسكنها الرافضة دون غيرهم، ولم يرد سائر نواحي الكرخ، والله أعلم.
أنشدنا الحسن بن بكر بْن شاذان قَالَ أنشدنا أَبِي قَالَ أنشدنا أبو عبد الله إبراهيم ابن مُحَمَّد بْن عرفة نفطويه لنفسه:
سقى أربع الكرخ الغوادي بديمة ... وكل ملث دائم الهطل مسبل
منازل فيها كل حسن وبهجة ... وتلك لها فضل على كل منزل
__________
[1] انظر الخبر في: المنتظم 8/194، 195.(1/100)
خبر [بناء] الرصافة [1]
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مَخْلَدٍ الْوَرَّاقُ وأحمد بْن عَلِيّ بْن الحسين التّوّزي. قالا:
أنبأنا محمّد بن جعفر التّميميّ النّحويّ قال نا الحسن بن محمّد السكوني قال نا مُحَمَّد بْن خلف قَالَ قَالَ أَحْمَد بْن الشروي عَنْ أَبِيهِ: قدم المهدي من المحمدية بالري سنة إحدى وخمسين ومائة في شوال، ووفدت إليه الوفود وبنى له المنصور الرصافة، وعمل لها سورا وخندقا وميدانا وبستانا، وأجرى لها الماء. قَالَ مُحَمَّد بْن خلف وَقَالَ يَحْيَى بْن الْحَسَن: كان بناء المهدي بالرهوص إلا ما كان يسكنه هو، واستتم بناء الرصافة وجميع ما فيها سنة تسع وخمسين ومائة [2] ، هكذا قَالَ يَحْيَى بْن الْحَسَن.
وَأَخْبَرَنَا ابْن مخلد وابن التوزي. قالا: أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ نبأنا السكوني قال: نبأنا محمّد بن خلف قال نا الحارث بْن أَبِي أسامة قَالَ: فرغ من بناء الرصافة سنة أربع وخمسين ومائة.
قرأتُ عَلَى الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر عَنْ أَحْمَدَ بْنِ كَامِلٍ الْقَاضِي قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي السَّرِيِّ عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ عَدِيٍّ قَالَ: لَمَّا بَنَى الْمَهْدِيُّ قَصْرَهُ بِالرَّصَافَةِ دَخَلَ يَطُوفُ فِيهِ وَمَعَهُ أَبُو الْبَخْتَرِيِّ وَهْبُ بْنُ وَهْبٍ. قَالَ فَقَالُ لَهُ: هَلْ تَرْوِي فِي هَذَا شَيْئًا؟ قَالَ: نَعَمْ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «خَيْرُ صُحُونِكُمْ مَا سَافَرَتْ فِيهِ أَبْصَارُكُمْ»
. أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ البراء قَالَ قَالَ عَلِيّ بْن يقطين: خرجنا مع المهدي فقال لنا يوما: إني داخل ذلك البهو فنائم فيه فلا يوقظني أحد حتى أستيقظ.
قال: فنام فما أنبهنا إلا بكاؤه، فقمنا فزعين فقلنا: ما شأنك يا أمير المؤمنين؟ قَالَ:
أتاني الساعة آت في منامي شيخ والله لو كان في مائة ألف شيخ لعرفته، فأخذ بعضادتي الباب وهو قال:
كأني بهذا القصر قد باد أهله ... وأوحش منه ركنه ومنازله
وصار عميد القوم من بعد بهجة ... وملك إِلَى قبر عليه جنادله
أَخْبَرَنِي القاضي أَبُو عَبْد اللَّه الْحُسَيْن بْن علي الصّيمريّ قال نبأنا محمّد بن عمران
__________
[1] انظر في ذلك: المنتظم 8/146. وفي الأصل: «خبر الرصافة» .
[2] انظر الخبر في: المنتظم 8/148.(1/101)
المَرْزُباني قَالَ أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن يَحْيَى قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن مُوسَى المنجم: أن المعتصم وابن أبي داود اختلفا في مدينة أبي جعفر والرصافة أيّهما أعلى. قَالَ: فأمرني المعتصم فوزنتهما، فوجدت المدينة أعلى من الرصافة بذراعين ونحو من ثلثي ذراع [1] .
قال الشيخ أبو بكر: وربع الرصافة يسمى عسكر المهدي، وإنما سمي بذلك لأن المهدي عسكر به عند شخوصه إِلَى الري.
ذكر محال مدينة السلام وطاقاتها وسككها ودروبها وأرباضها ومعرفة من نسبت إليه، من ذلك: نواحي الجانب الغربي
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مخلد وأحمد بْن عَلِيّ بن الحسين التوزي قالا: أنبأنا محمّد بن جعفر التّميميّ النّحويّ قال نبأنا الحسن بن محمّد السكوني قال نبأنا مُحَمَّد بْن خلف وكيع قَالَ: طاقات العكي، هو مقاتل بْن حكيم أصله من الشام.
وطاقات الغطريف بْن عطاء، وهو أخو الخيزران خال الهادي والرشيد ولي اليمن ويقال إنه من بني الحارث بْن كعب، وإن الخيزران كانت لسلمة بْن سعيد اشتراها من قوم قدموا من جرش مولدة، طاقات أَبِي سويد، اسمه الجارود مما يلي مقابر باب الشام. ربض العلاء بْن مُوسَى، عند درب أَبِي حية. ربض أَبِي نعيم مُوسَى بْن صبيح من أهل مرو عند يقال شيرويه [2] ويقال: إن أبا نعيم خال الفضل بْن الربيع.
قال الشيخ أبو بكر: يقال شيرويه: هو اسم موضع في هذا الربض. وربض أَبِي عون عَبْد الملك بْن يزيد، الدرب النافذ إِلَى درب طاهر. وربض أَبِي أيوب الخوزي، وربض الترجمان يتصل بربض حرب: الترجمان بن بلخ.
مربعة شبيب بْن روح المروروذي: كذا ذكر لي ابْن مخلد وابن التوزي وإنما هو شبيب بن أوج. قَالَ ذلك: أَحْمَد بْن أَبِي طاهر وإبراهيم بْن مُحَمَّد بْن عرفة الأزدي ومحمد بْن عُمَر الجعابي. مربعة أَبِي العباس: وهو الفضل بْن سُلَيْمَان الطوسي وهو من أهل أبيورد.
قَالَ مُحَمَّد بْن خلف وَقَالَ أَحْمَد بْن أَبِي طاهر حَدَّثَنِي أَبُو جعفر مُحَمَّد بْن موسى ابن الفرات الكاتب: أن القرية التي كانت في مربّعة أبي العبّاس كانت قرية جده
__________
[1] انظر الخبر في: المنتظم 8/148.
[2] هكذا في النسختين.(1/102)
من قبل أمه وأنه من دهاقين يقال لهم بنو زرارى [1] . وكانت القرية التي تسمى الوردانية وقرية أخرى قائمة إِلَى اليوم مما يلي مربعة أَبِي قرة. قَالَ مُحَمَّد بْن خلف:
ومربعة أَبِي قرة هو عبيد بْن هلال الغساني من أصحاب الدولة. وزعم أَحْمَد بْن الحارث عَنْ إِبْرَاهِيم بْن عِيسَى قَالَ: كان في الموضع الذي هو اليوم معروف بدار سعيد الخطيب قرية يقال لها شرقانية ولها نخل قائم [إِلَى [2]] اليوم مما يلي قنطرة أَبِي الجوز، وأبو الجوز [3] من دهاقين بغداد من أهل القرية.
قَالَ مُحَمَّد بْن خلف: وربض سُلَيْمَان بْن مجالد. وربض إِبْرَاهِيم بْن حميد، وربض حمزة بن مالك الخزاعيّ. وربض رواد بْن سنان أحد القواد. وربض حميد بْن قحطبة ابن شبيب بْن خالد بْن معدان بْن شمس الطائي. وقرية معدان بعمان على ساحل البحر يقال لها بوس [4] . وربض نصر بْن عَبْدِ اللَّهِ: وهو شارع دجيل يعرف بالنصرية.
وربض عَبْد الملك بْن حميد، كاتب المنصور قبل أَبِي أيوب. وربض عمرو بْن المهلب.
وربض حميد بْن أَبِي الحارث أحد القواد، وربض إِبْرَاهِيم بْن عثمان بْن نهيك عند مقابر قريش. وربض زهير بْن المسيب، وربض الفرس ومربعتهم أقطعهم المنصور.
ثم قَالَ مُحَمَّد بْن خلف وقال الفراشي- أَحْمَد بْن الهيثم- إقطاع المسيب بْن زهير في شارع باب الكوفة ما بين حد دار الكندي إِلَى حد سويقة عَبْد الوهاب إِلَى داخل المقابر. وإقطاع القحاطبة من شارع باب الكوفة إِلَى باب الشام [5] .
أَخْبَرَنِي أَبُو القاسم الأزهري قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيمَ قال نبأنا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عرفة قَالَ: وأما شارع القحاطبة، فمنسوب إِلَى الْحَسَن بْن قحطبة، وهنالك منزله، وكان الْحَسَن من رجالات الدولة ومات سنة إحدى وثمانين ومائة.
أَخْبَرَنَا ابْن مخلد وابن التوزي. قالا: أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ نبأنا السكوني قَالَ قَالَ مُحَمَّد بْن خلف: وأقطع المأمون طاهر بْن الحسين داره، وكانت قبله لعبيد الخادم مولى المنصور قَالَ: والبغيين إقطاع المنصور لهم وهو من درب سوار إِلَى آخر
__________
[1] في مطبوعة باريس: «بنو زداري» .
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، وأضيف من مطبوعة باريس.
[3] في مطبوعة باريس: «وأبو الجون» .
[4] في مطبوعة باريس: «بوسن» وفي نسخة «بوس» .
[5] النص من كتاب التاريخ لنفطويه النّحويّ، وهو مفقود، اقتبس منه المؤلف 126 نصا.(1/103)
ربض البرجلانيّة وفي البرجلانيّة، منازل حمزة [1] بْن مالك. الخوارزمية جند من جند المنصور الحربية، نسبت إِلَى حرب بْن عَبْدِ اللَّهِ صاحب حرس المنصور. الزهيرية، إِلَى زهير بْن مُحَمَّد قائد من أهل أبيورد. منارة حميد الطوسي الطائي.
قَالَ مُحَمَّد بْن خلف قَالَ أبو زيد الخطيب وسمعت أبي يقول: شهار شهارسوج [2] الهيثم: هو الهيثم بْن معاوية القائد. وقال أبو زيد الخطيب: المنار الذي في شارع الأنبار بناه طاهر وقت دخوله. قَالَ مُحَمَّد بْن خلف: بستان القس: قس كان ثم قبل بناء بغداد. سويقة عَبْد الوهاب بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ الإمام.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق قَالَ أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق قال أنبأنا محمّد بن أحمد بن البراء قال نبأنا عَلِيّ بْن أَبِي مريم قَالَ: مررت بسويقة عَبْد الوهاب وقد خربت منازلها وعلى جدار منها مكتوب:
هذي منازل أقوام عهدتهم ... في رغد عيش رغيب ماله خطر
صاحب بهم نائبات الدهر فانقلبوا ... إِلَى القبور فلا عين ولا أثر [3]
أَخْبَرَنَا ابْن مخلد وابن التوزي. قالا: أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ نبأنا السكوني قَالَ قَالَ مُحَمَّد بْن خلف: ودور الصحابة [4] منهم أَبُو بكر الهذلي وله مسجد ودرب ومحمد بْن يزيد، وشبة بْن عقال، وحنظلة بْن عقال، ولهم درب ينسب إِلَى الاستخراجي اليوم. ولعبد الله بْن عياش دار على شاطئ الصراة. ولعبد الله بْن الربيع الحارثي دار في دور الصحابة، ولابن أَبِي سعلى الشاعر. ولأبي دلامة- زَيْد بْن جون- إقطاع، هكذا في رواية مُحَمَّد بْن جَعْفَرٍ عَنِ السكوني زَيْد بالياء.
وقد أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن الحسن الأهوازيّ قال نا أَبُو أَحْمَد الْحَسَن بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن سعيد العسكري قال أنبأنا أبو العبّاس بن عمّار قال أنبأنا ابن أبي سعد قال قال أحمد ابن كلثوم: رأيت أبا عثمان المازني والجماز عند جدي مُحَمَّد بْن أَبِي رجاء فقال لهم: ما اسم أَبِي دلامة؟ فلم يردوا عليه شيئا. فقال جدي: هو زند إياك أن تصحف فتقول زَيْد. قَالَ أَبُو أَحْمَد العسكري: أَبُو دلامة هو زند بْن الجون مولى قصاقص
__________
[1] في مطبوعة باريس: حمرة- بالراء المهملة وتشديد الميم- وفي الهامش أشار إلى أنها بسكون الميم والراء المهملة أيضا. نقلا عن ابن ماكولا.
[2] على هامش المطبوعة: أصلها بالفارسية هارسوج، ومعناها بالعربية أربع جهات.
[3] انظر الخبر في: المنتظم 8/201.
[4] على هامش الأصل: أنبأنا سيدنا. قال: أنبأنا أبو بكر الخطيب إجازة. قال: المراد صحابة المنصور.(1/104)
الأسدي، صحب السفاح والمنصور ومدحهما، وفي أجداد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في نسب إسماعيل زند بْن بري بْن أعراق الثري.
أخبرني عبد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ بْن عُثْمَان الصيرفي قَالَ نبأنا مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن أيوب قَالَ أنبأنا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَد بْن عُبَيْد اللَّه بْن عمار الثقفي قَالَ أَبُو أيوب- يَعْنِي سُلَيْمَان بْن أَبِي شيخ: كان أَبُو جعفر المنصور أمر بدور من دور الصحابة أن تهدم أو تقبض وفيها دار لأبي دلامة فقال:
يا بني وارث النبي الذي ح ... لّ بكفيه ماله وعقاره
لكم الأرض كلها فأعيروا ... عبدكم ما احتوى عليه جداره
وكأن قد مضى وخلف فيكم ... ما أعرتم وحلّ ما لا يعاره
أَخْبَرَنَا ابْن مخلد وابن التوزي. قالا: أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ نبأنا السكوني قَالَ قَالَ مُحَمَّد بْن خلف: كان موضع السجن الجديد إقطاعا لعبد الله بْن مالك نزلها مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن خالد بْن برمك ثم دخلت في بناء أم جعفر أيام مُحَمَّد الذي سمته القرار. وكانت دار سليمان بن أبي جعفر قطيعة لهاشم بْن عمرو الفزاري.
ودار عمرو بْن مسعدة للعباس بْن عبيد الله بْن جعفر بْن المنصور دار صالح المسكين أقطعه إياها أَبُو جعفر. وسويقة الهيثم بْن شعبة بْن ظهير مولى المنصور توفي سنة ست وخمسين ومائة وهو على بطن جارية. دار عمارة بْن حمزة أحد الكتاب البلغاء الجلة.
يقال: هو من ولد أبي أسامة مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويقال: هو من ولد عكرمة. قصر عبدويه من الأزد من وجوه الدولة تولى بناءه أيام المنصور. دار أَبِي يزيد الشروي مولى عَلِيّ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن عباس. سكة مهلهل بْن صفوان مولى عَلِيّ بْن عَبْدِ اللَّهِ. صحراء أَبِي السري الحكم بْن يوسف قائد: وهو مولى لبني ضبة. الرهينة كانت لقوم أخذوا رهينة أيام المنصور وهي متصلة بربض نوح بْن فرقد قائد صحراء قيراط مولى طاهر وابنه عِيسَى بْن قيراط. دار إسحاق كانت جزيرة أقطعها المأمون إسحاق بْن إِبْرَاهِيمَ.
سويقة: أَبِي الورد هو عُمَر بْن مطرف المروزي كان يلي المظالم للمهديّ ويتصل بها.
قطيعة إسحاق الأزرق الشروي من ثقات المنصور.
حدثت عَنْ أَبِي عُبَيْد اللَّهِ الْمَرْزُبَانِيِّ قَالَ حَدَّثَنِي عبد الباقي بن قانع: إنما سميت سويقة أَبِي الورد لأن عِيسَى بْن عَبْد الرَّحْمَنِ كان يقال له أَبُو الورد، وكان مع المنصور فالسويقة به سميت.(1/105)
أَخْبَرَنَا ابْن مخلد وابن التوزي قالا: أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ نبأنا السكوني قَالَ قَالَ مُحَمَّد بْن خلف: بركة زلزل الضارب وكان غلاما لعيسى بْنُ جَعْفَرٍ فحفر هذه البركة للسبيل.
أنشدنا الْحَسَن بْن أَبِي بكر قَالَ أنشدنا أَبِي قَالَ أنشدنا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عرفة نفطويه لنفسه:
لو أن زهيرا وامرأ القيس أبصرا ... ملاحة ما تحويه بركة زلزل
لما وصفا سلمى ولا أم سالم ... ولا أكثرا ذكر الدخول فحومل
أَخْبَرَنَا ابْن مخلد وابن التوزي قالا: أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ نبأنا السكوني قال نبأنا مُحَمَّد بْن خلف قَالَ قَالَ أَحْمَد بْن أَبِي طاهر حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن مُوسَى من دهاقين بادوريا قَالَ: كانت قطيعة الربيع مزارع للناس من قرية يقال لها بناوري من رستاق الفروسيج [1] من بادوريا واسمها إِلَى الساعة معروف في الديوان. قَالَ مُحَمَّد ابن خلف. وقالوا: أقطع المنصور الربيع قطيعته الخارجة وقطيعة أخرى بين السورين ظهر درب جميل، وأن التجار وساكني قطيعة الربيع غصبوا ولد الربيع عليها وكانت قطيعة الربيع وسويقة غالب تسمى قبل ذلك ورثالا. ويقال: أن الخارجة أقطعها المهدي للربيع والمنصور أقطعه الداخلة.
أَخْبَرَنِي أَبُو القاسم الأزهري قَالَ أنبانا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّدِ بْنِ عرفة قَالَ:
وأما قطيعة الرّبيعة فمنسوبة إِلَى الربيع مولى المنصور. وأما قطيعة الأنصار فإن المهدي أقدمهم ليكثر بهم أنصاره ويتيمن [2] بهم فأقطعهم هذه القطيعة وكانت منازل البرامكة بالقرب منهم.
قَالَ ابْن عرفة: وأما قطيعة الكلاب فأخبرني بعض الشيوخ عَنْ رجل من أهلها عَنْ أَبِيهِ. قَالَ: لما أقطع أَبُو جعفر القطائع بقيت هذه الناحية لم يقطعها أحدا وكانت الكلاب فيها كثيرا فقال بعض أهلها: هذه قطيعة الكلاب فسميت بذلك. وأما سكك المدينة فمنسوبة إِلَى موالي أَبِي جعفر وقواده. منها سكة شيخ بْن عميرة، وكان يخلف البرامكة على الحرس وكان قائدا. وأما دار خازم: فهو خازم بْن خزيمة النهشلي
__________
[1] الفروسيج: قال ياقوت: بفتح أوله وثانيه، وسكون الواو، وسكون السين، فالتقى ساكنان، لأنها أعجمية وياء مثناة من تحت مفتوحة، وآخره جيم.
[2] في مطبوعة باريس: «ويتميز بهم» .(1/106)
وهو أحد الجبابرة قتل في وقعة سبعين ألفا وأسر بضعة عشر ألفا فضرب أعناقهم وذلك بخراسان. وأما درب الأبرد: فإنه الأبرد بْن عَبْدِ اللَّهِ قائد من قواد الرشيد، وكان يتولى همذان. وأما درب سُلَيْمَان فمنسوب إلى سليمان بن جعفر المنصور.
وسكة الشرط في المدينة كان ينزلها أصحاب شرط المنصور. وسكة سيابة منسوبة إليه، وهو أحد أصحاب المنصور. وأما الزبيدية التي بين باب خراسان وبين شارع دار الرقيق؛ فمنسوبة إِلَى زبيدة بنت جعفر بْن أَبِي جعفر المنصور. وكذلك الزبيدية التي أسفل مدينة السلام في الجانب الغربي. وأما قصر وضاح: فمنسوب إِلَى وضاح الشروي مولى المنصور. وأما دور بني نهيك التي تقرب من باب المحول: فهم أهل بيت من أهل سمرة وكانوا كتابا وعمالا متصلين بعبد الله بْن طاهر. وأما درب جميل، فهو جميل بْن مُحَمَّد وكان أحد الكتاب. وأما مسجد الأنباريين، فينسب إليهم لكثرة من سكنه منهم، وأقدم من سكنه منهم زياد القندي، وكان يتصرف في أيام الرشيد، وكان الرشيد ولى أبا وكيع- الجراح بْن مليح- بيت المال فاستخلف زيادا، وكان زياد شيعيا من الغالية فاختان هو وجماعة من الكتاب واقتطعوا من بيت المال وصح ذلك عند الرشيد فأمر بقطع يد زياد. فقال: يا أمير المؤمنين لا يجب عَلِيّ قطع اليد إنما أنا مؤتمن وإنما خنت فكف عَنْ قطع يده. قَالَ ابْن عرفة: وممن نزل مسجد الأنباريين من كبرائهم أَحْمَد بْن إسرائيل ومنزله في درب جميل ودليل بْن يعقوب ومنزله في دور بني نهيك. وهنالك دار أَبِي الصقر إسماعيل بْن بلبل، وممن أدركنا من سراة الأنباريين أَبُو أَحْمَد القاسم بْن سعيد وكان كاتبا أديبا.
أَخْبَرَنَا ابْن مخلد وابن التوزي. قالا: أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ نبأنا السكوني قَالَ قَالَ مُحَمَّد بْن خلف: طاق الحراني لإبراهيم بْن ذكوان ثم السوق العتيقة إِلَى باب الشعير.
قال الشيخ أبو بكر: وفي السوق العتيقة، مسجد تغشاه الشيعة وتزوره وتعظمه وتزعم أن أمير المؤمنين عَلِيّ بْن أَبِي طالب صلى في ذلك الموضع ولم أر أحدا من أهل العلم يثبت أن عليا دخل بغداد ولا روي لنا في ذلك شيء غير ما.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْد اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ علي الصيمري قال نبأنا أحمد بن محمّد ابن على الصّيرفيّ قال نبأنا القاضي أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن عمر الجعابي الحافظ- وذكر بغداد- فقال: يقال إن أمير المؤمنين عَلِيّ بْن أَبِي طالب اجتاز بها إِلَى النهروان راجعا منه وأنه صلى في مواضع منها فإن صح ذلك فقد دخلها من كان معه من الصحابة.(1/107)
قال الشيخ أبو بكر: والمحفوظ أن عليا سلك طريق المدائن في ذهابه إِلَى النهروان، وفي رجوعه. والله أعلم.
حَدَّثَنِي أَبُو الفضل عِيسَى بْن أَحْمَد بْن عثمان الهمداني قَالَ سمعت أبا الْحَسَن بْن رزقويه يقول: كنت يوما عند أَبِي بكر بْن الجعابي فجاءه قوم من الشيعة فسلموا عليه ودفعوا إليه صرة فيها دراهم. ثم قالوا له: أيها الْقَاضِي إنك قد جمعت أسماء محدثي بغداد وذكرت من قدم إليها، وأمير المؤمنين عَلِيّ بْن أَبِي طالب قد وردها فنسألك أن تذكره في كتابك. فقال: نعم: يا غلام، هات الكتاب فجيء به فكتب فيه: وأمير المؤمنين عَلِيّ بْن أَبِي طالب. يقال: إنه قدمها. قَالَ ابْن رزقويه فلما انصرف القوم.
قلت له: أيها الْقَاضِي هذا الذي ألحقته في الكتاب من ذكره؟ فقال: هؤلاء الذين رأيتهم: أو كما قَالَ.
أَخْبَرَنَا ابْن مخلد وابن التوزي [الْقَاضِي [1]] قالا: أنبأنا محمّد بن جعفر السكوني قَالَ قَالَ مُحَمَّد بْن خلف: مسجد ابْن رغبان [2] عَبْد الرَّحْمَنِ بْن رغبان مولى حبيب ابن مسلمة ونهر طابق إنما هو نهر بابك بْن بهرام بْن بابك وهو الذي اتخذ العقر الذي عليه قصر عِيسَى بْن عَلِيّ واحتفر هذا النهر ونهر عِيسَى غربيه من الفروسيج وشرقيه من رستاق الكرخ. وفيه دور المعبديين وقنطرة بني زريق ودار البطيخ ودار القطن.
وقطيعة النصارى إِلَى قنطرة الشوك من نهر طابق شرقيّه وغربيّه من قرية بناوري.
ومسجد الواسطيين مع ظلة ميشويه، وميشويه- نصراني من الدهاقين- إِلَى خندق الصينيات إِلَى الياسرية. وما كان غربي الشارع فهو من قرى تعرف- ببراثا- وما كان من شرقيه فهو من رستاق الفروسيج وما كان من درب الحجارة وقنطرة العباس شرقيا وغربيا فهو من نهر كرخايا [وهو من براثا وإنما سمى كرخايا لأنه كان يسقى في رستاق الفروسيج والكرخ فلما أحدث عِيسَى الرحا المعروف بأبي جعفر قطع نهر كرخايا] [3] وشق لرستاق الكرخ شربا من نهر رفيل. العباسية قطيعة للعباس بْن مُحَمَّد. الياسرية لياسر مولى زبيدة. قنطرة بني زريق دهاقين من أهل بادوريا. قنطرة المعبدي عَبْد الله بْن معبد المعبدي. أرحاء البطريق: وافد لملك الروم واسمه طارات بْن الليث بْن العيزار بْن طريف بْن فوق بْن مورق، بنى هذا المستغل ثم مات فقبضت عنه.
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، وأضيف من مطبوعة باريس.
[2] في مطبوعة باريس: «مسجد ابن زغبان» .
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، وأضيف من مطبوعة باريس.(1/108)
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْن بن مُحَمَّدِ بْن جَعْفَرٍ الْخَالِعُ- فِيمَا أَذِنَ أَنْ نَرْوِيهِ عنه- قال أنبأنا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن السَّرِيِّ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ أنبأنا الْقَاضِي أَبُو بكر مُحَمَّد بْن خلف قَالَ أنبئت: أن يعقوب بْن المهدي سأل الفضل بن الرّبيع عن أرحاء البطريق فقال أَخْبَرَنِي إسحاق بْن مُحَمَّد بْن إسحاق قال له: من هذا البطريق الذي نسبت إليه هذه الأرحاء؟ فقال الفضل: إن أباك رضي الله عنه لما أفضت إليه الخلافة قدم عليه وافد من الروم يهنيه فاستدناه ثم كلمه بترجمان يعبر عنه. فقال الرومي: إني لم أقدم على أمير المؤمنين لمال ولا غرض [1] ، وإنما قدمت شوقا إليه وإلى النظر إِلَى وجهه لأنا نجد في كتبنا أن الثالث من أهل بيت نبي هذه الأمة يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا. فقال المهدي: قد سرني ما قلت، ولك عندنا كل ما تحب، ثم أمر الربيع بإنزاله وإكرامه فأقام مدة، ثم خرج يتنزه فمر بموضع الأرحاء فنظر إليه. فقال للربيع:
أقرضني خمسمائة ألف درهم أبني بها مستغلا يؤدي في السنة خمسمائة ألف درهم.
فقال: أفعل، ثم أخبر المهدي بما ذكر فقال: أعطه خمسمائة ألف درهم وخمسمائة ألف درهم، وما أغلت فادفعه إليه، فإذا خرج إِلَى بلاده فابعث إليه في كل سنة. قَالَ:
ففعل: فبنى الأرحاء ثم خرج إِلَى بلاده فكانوا يبعثون بغلتها إليه حتى مات الرومي، فأمر المهدي أن يضم إِلَى مستغله. قَالَ: واسم البطريق طارات بْن الليث بْن العيزار بْن طريف، وكان أبوه ملكا من ملوك الروم في أيام معاوية بْن أَبِي سفيان [2] .
أَخْبَرَنِي أَبُو القاسم الأزهري قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيمَ قَالَ نبأنا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عرفة قَالَ: وأما قطيعة خزيمة فهو خزيمة بْن خازم أحد قواد الرشيد، وعاش إِلَى أيام الأمين وعمي في آخر عمره. وأما شاطئ دجلة فمن قصر عِيسَى إِلَى الدار التي ينزلها في هذا اليوم على قرن الصراة إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد فإنما كان إقطاعا لعيسى بْن عَلِيّ- يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْن عباس- وإليه ينسب نهر عِيسَى وقصر عِيسَى، وعيسى بْن جعفر وجعفر بن أبي جعفر وإليه ينسب فرضة جعفر وقطيعة جعفر، وأما قصر حميد فأحدث بعد. وأما شاطئ دجلة من قرن الصراة إِلَى الجسر ومن حد الدار التي كانت لنجاح بْن سلمة ثم صارت لأحمد بْن إسرائيل ثم هي اليوم بيد خاقان المفلجي إِلَى باب خراسان فذلك الخلد. ثم ما بعده إِلَى الجسر، فهو القرار نزله المنصور في آخر أيامه ثم أوطنه الأمين.
__________
[1] في المنتظم: «ولا عرض» .
[2] انظر في الخبر: المنتظم 8/216، 217.(1/109)
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله الْمُعَدَّل قَالَ أخبرنا الْحُسَيْنُ بْنُ صفوان البردعي قال نبأنا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الدنيا قَالَ حَدَّثَنِي الْحَسَن بْن جهور قال:
مررت مع على بن أبي هشام الكوفي بالخلد والقرار فنظر إِلَى تلك الآثار فوقف متأملا وَقَالَ:
بنوا وقالوا لا نموت ... وللخراب بني المبني
ما عاقل فيما رأيت ... إِلَى الحياة بمطمئن [1]
أخبرني الأزهري قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيمَ قَالَ نبأنا ابْن عرفة قَالَ: وأما دار إسحاق فمنسوبة إِلَى إسحاق بْن إِبْرَاهِيمَ المصعبي، ولم يزل يتولى الشرطة من أيام المأمون إِلَى أيام المتوكل ومات في سنة خمس وثلاثين ومائتين، وسنه ثمان وخمسون سنة وثمانية أشهر وأحد عشر يوما. وأما قطيعة أم جعفر فمنسوبة إليها.
تسمية نواحي الجانب الشرقي
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مخلد وأحمد بْن عَلِيّ التوزي قالا: أنبأنا محمّد بن جعفر التّميميّ قال نبأنا لحسن بن محمّد السكوني قال نبأنا مُحَمَّد بْن خلف قَالَ: درب خزيمة بْن خازم إقطاع. طاق أسماء بنت المنصور: وهي التي صارت لعليّ بن جهيشار. بين القصرين: قصر أسماء وقصر عبيد الله بْن المهدي. سويقة خضير مولى صالح صاحب المصلى كان يبيع الجرار هناك. سويقة يَحْيَى بْن خالد إقطاع ثم صارت لأم جعفر أقطعها المأمون طاهرا. سويقة أَبِي عبيد الله معاوية بن عبيد الله بن عضاه الأشعري الوزير. قصر أم حبيب، إقطاع من المهديّ لعمارة بن أبي الخطيب مولى لروح بْن حاتم. وقد قيل إنه [مولى المنصور] [2] . سويقة نصر بْن مالك بْن الهيثم الخزاعي، وكان هناك مسجد فتعطل أيام المستعين. سوق العطش بناه سعيد الخرسي للمهدي، وحول إليه كل ضرب من التجار فشبه بالكرخ، وسماه سوق الري فغلب عليه سوق العطش. وإن قنطرة البردان إِلَى الجسر للسري بْن الحطم. وقالوا: اشترى أَبُو النضر هاشم بْن القاسم موضع داره من السري بْن الحطم. وكان يقال: ليس في ذلك الشارع أصح من دار أبي النّضر.
__________
[1] انظر الخبر في: المنتظم، 8/201.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، وأضيف من مطبوعة باريس.(1/110)
أخبرنا أبو عبد الله الْخَالِعُ- فِيمَا أَذِنَ أَنْ نَرْوِيهِ عَنْهُ- قَالَ أنبأنا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن السَّرِيِّ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ أنبأنا الْقَاضِي أَبُو بكر مُحَمَّد بْن خلف قَالَ قَالَ أَحْمَد بْن الحارث: إن بغداد صورت لملك الروم أرضها وأسواقها وشوارعها وقصورها وأنهارها غربيّها وشرقيّها، وأن الجانب الشرقي [لما] [1] . صورت شوارعه، فصور شارع الميدان وشارع سويقة نصر بْن مالك، من باب الجسر إِلَى الثلاثة الأبواب والقصور التي فيه، والأسواق والشوارع من سويقة خضير إِلَى قنطرة البردان، فكان ملك الروم إذا شرب دعا بالصور فيشرب على مثال شارع سويقة نصر. ويقول: لم أر صورة شيء من الأبنية أحسن منه.
أَخْبَرَنَا ابْن مخلد وابن التوزي. قالا: أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ نبأنا السكوني قَالَ قَالَ مُحَمَّد بْن خلف: مربعة الخرسي هو سعيد الخرسي. دار فرج الرخجي، كان مملوكا لحمدونة بنت عضيض أم ولد الرشيد.
وأخبرني الأزهري قال نبأنا أحمد بن إبراهيم قال نبأنا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عرفة قَالَ: وقصر فرج منسوب إِلَى فرج الرخجي، وابنه عُمَر بْن فرج كان يتولى الدواوين وأوقع به المتوكل. وأما شارع عَبْد الصمد، فمنسوب إِلَى عَبْد الصمد بْن عَلِيّ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن الْعَبَّاسِ، وكان أقعد أهل دهره نسبا. وكان بينه وبين عَبْد مناف كما بين يزيد ابن معاوية وبين عَبْد مناف، وبينهما في الوفاة مائة وإحدى وعشرون سنة. ومات مُحَمَّد بْن عَلِيّ سنة ثماني عشرة، وبينه وبين عَبْد الصمد خمس وستون سنة، وبين داود بْن على وعبد الصّمد بن على اثنان وخمسون سنة، ومات في أيام الرشيد. وهو عم جده وله أخبار كثيرة، وكانت أسنان عَبْد الصمد وأضراسه قطعة واحدة ما ثغر، وقد كان الرشيد حبسه ثم رضي عنه فأطلقه.
أَخْبَرَنَا ابْن مخلد وابن التوزي: قالا: أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ نبأنا السكوني قَالَ قَالَ مُحَمَّد بْن خلف: درب المفضل بْن زمام مولى المهدي، إقطاع. رحبة يعقوب بْن داود الكاتب مولى بني سليم. خان أبي زياد كان ممن وسمه الحجاج من النبط، وهو من سواد الكوفة وعاش إِلَى أيام المنصور، ثم انتقل فنزل في هذا الموضع وكان يكنى أبا زينب فغلب عليه أَبُو زياد، ونشأ له ابْن تأدّب وفصح. دار البانوجة [2] بنت
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، وأضيف من مطبوعة باريس.
[2] هكذا في الأصل، وسيأتي أنها: «البانوقة» .(1/111)
المهدي. وكذلك سويقة العباسة ودار العباسة بالمخرم. وقطيعة العباس بباب المخرم:
هو الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن عباس أخو أبي جعفر.
أخبرني الأزهري قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيمَ قَالَ نبأنا عرفة قَالَ: قطيعة العباس التي في الجانب الشرقي تنسب إِلَى الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن الْعَبَّاسِ، وهو أخو المنصور وبينه وبين وفاة أَبِي العباس خمسون سنة، وهو أخوه لأن أبا العباس مات سنة ست وثلاثين ومائة. مات العباس سنة ست وثمانين ومائة، وكان يتولى الجزيرة وأهله يتهمون فيه الرشيد ويزعمون أنه سمه وأنه سقى بطنه فمات في هذه العلة وإليه تنسب العبّاسية.
قال الشيخ أبو بكر: يَعْنِي بالعباسية قطيعته التي بالجانب الغربي وقد ذكرناها فيما مضى.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بْن أحمد الصّيرفيّ قال أنبأنا الْحَسَن عَلِيّ بْن عُمَر الحافظ قَالَ قَالَ ابْن دريد: يزيد بْن مخرم الحارثي من ولد صاحب المخرم ببغداد.
سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق يقول سمعت أبا عُمَر الزاهد يقول سمعت أبا عَلِيّ الخرقي يقول سمعت عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حَنْبَل يقول سمعت أَبِي يقول: المخرم كنانة السنة.
أَخْبَرَنَا ابْن مخلد وابن التوزي قالا: أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ نبأنا السكوني قال نبأنا مُحَمَّد بْن خلف قَالَ أَنْبَأَنِي مُحَمَّد بْن أَبِي عَلِيّ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَبْد المنعم ابن إدريس عَنْ هشام بْن مُحَمَّد قَالَ: سمعت بني الحارث بْن كعب يقولون: إنما سميت مخرم بغداد بمخرم بْن شريح بْن مخرم بْن زياد بْن الحارث بْن مالك بْن ربيعة بْن كعب بْن الحارث بْن كعب بْن عمرو. وكانت له أقطعها أيام نزلت العرب في عهد عُمَر بْن الخطاب [1] .
أَخْبَرَنَا ابْن مخلد وابن التوزي قالا: أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ نبأنا السكوني قال نبأنا مُحَمَّد بْن خلف قَالَ: وذكر يَحْيَى بْن الْحَسَن بْن عَبْد الخالق قَالَ: كانت دار أَبِي عباد ثابت بْن يَحْيَى إقطاعا من المهدي لشبيب بْن شيبة الخطيب، فاشتراها أَبُو عبّاد
__________
[1] في مطبوعة باريس: في عهد عمر بن عبد العزيز.(1/112)
من ورثته في أيام المأمون، قَالَ مُحَمَّد بْن خلف: سوق الثلاثاء كانت لقوم من أهل كلواذي وبغداد. سويقة حجاج الوصيف مولى المهدي. دار عمارة بن أبي الخطيب مولى لروح بْن حاتم وقد قيل إنه مولى للمنصور. نهر المعلى بْن طريف مولى المهدي، وأخوه الليث بْن طريف.
أَخْبَرَنِي الأزهري قال نبأنا أحمد بن إبراهيم قال نبأنا ابن عرفة قَالَ: أما نهر المهدي فمنسوب إِلَى المهديّ، ومنزله كان هناك، وكان مستقره في عيساباذ، وأما نهر المعلى فكان المعلى من كبار قواد الرشيد، وجمع له من الأعمال ما لم يجمع لكبير أحد، ولي المعلى البصرة وفارس والأهواز واليمامة والبحرين والغوص. وهذه الأعمال جمعت لمحمد بْن سُلَيْمَان بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن الْعَبَّاسِ بْن عَبْد المطلب، وجمعت لعمارة بْن حمزة وإليه تنسب دار عمارة: وعمارة بْن حمزة مولى لبني هاشم، وهو من ولد عكرمة مولى ابْن عباس أمه بنت عكرمة، وكان أتيه الناس. فكان يقال أتيه من عمارة، وزعموا أنه دخل عليه رجل من أصحابه وتحت مقعده جوهر خطير فأراد أن يدفعه إِلَى صاحبه ذاك، فترفع عَنْ مد يده إليه فقال لصاحبه: ارفع المقعد فخذ ما تحته.
أَخْبَرَنَا ابْن مخلد وابن التوزي قالا: أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ نبأنا السكوني قال نبأنا مُحَمَّد بْن خلف قَالَ: درب الأغلب على نهر المهدي، هو الأغلب بْن سالم بْن سوادة أَبُو صاحب المغرب من بني سعد بْن زَيْد مناة بْن تميم. وعقد هرثمة لإبراهيم ابن الأغلب ابنه. الصالحية، لصالح المسكين. قباب الحسين في طريق خراسان، هو الحسين بْن قرة الفزاري. عيساباذ، هو عِيسَى بْن المهدي وأمه الخيزران.
أنبأنا إبراهيم بن مخلد قال أنبأنا إسماعيل بْن عَلِيّ الخطبي قَالَ: سنة أربع وستين يَعْنِي ومائة، بنى المهدي بعيساباذ قصره الذي سماه قصر السلام.
أَخْبَرَنِي الأزهري قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيمَ قَالَ نبأنا ابْن عرفة قَالَ: حوض داود، منسوب إِلَى داود بْن عَلِيّ.
أَخْبَرَنِي ابْن مخلد وابن التوزي قالا: أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ نبأنا السكوني قَالَ قَالَ مُحَمَّد بْن خلف: حوض داود بْن الهندي مولى المهدي. وقيل هو: داود مولى نصير ونصير مولى المهدي. حوض هيلانة. قيل: إنها كانت قيمة للمنصور حفرت(1/113)
هذا الحوض، ولها ربض بين الكرخ [وبين] [1] باب المحول يعرف بها. وَقَالَ قوم:
هيلانة جارية الرشيد التي يقول فيها:
أف للدنيا وللزينة فيها والأثاث ... إذ حثا الترب على هيلان في الحفرة حاث
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيّ الجوهري قَالَ نبأنا مُحَمَّد بْن عمران بْن عبيد الله المرزباني قال نبأنا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عيسى المكي قَالَ نبأنا محمّد بن القاسم بن خلّاد قال نبأنا الأصمعي قَالَ: كان الرشيد شديد الحب لهيلانة، وكانت قبله ليحيى بْن خالد، فدخل يوما إِلَى يَحْيَى قبل الخلافة فلقيته في ممر فأخذت بكميه فقالت: نحن لا يصيبنا منك يوم مرة. فقال لها: بلى: فكيف السبيل إِلَى ذلك؟ قالت: تأخذني من هذا الشيخ، فقال ليحيى: أحب أن تهب لي فلانة، فوهبها له حتى غلبت عليه، وكانت تكثر أن تقول: هي إلانه فسماها هيلانة. فأقامت عنده ثلاث سنين ثم ماتت، فوجد عليها وجدا شديدا وأنشد:
أقول لما ضمنوك الثرى ... وجالت الحسرة في صدري
اذهب فلا والله لا سرني ... بعدك شيء آخر الدهر
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَبِي عَلِيّ الأصبهاني قَالَ أنبأنا أَبُو أَحْمَد الْحَسَن بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن سعيد العسكري عَنْ مُحَمَّد بْن يَحْيَى الصولي قال أنبأنا الغلابي قال نبأنا مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ قَالَ: لما توفيت هيلانة جارية الرشيد، أمر العباس بْن الأحنف أن يرثيها فقال:
يا من تباشرت القبور لموتها ... قصد الزمان مساءتي فرماك
أبغي الأنيس فلا أرى لي مؤنسا ... إلا التردد حيث كنت أراك
ملك بكاك وطال بعدك حزنه ... لو يستطيع بملكه لفداك
يحمي الفؤاد عَنِ النساء حفيظة ... كيلا يحل حمى الفؤاد سواك
فأمر له بأربعين ألف درهم، لكل بيت عشرة آلاف درهم، وَقَالَ: لو زدتنا لزدناك.
أخبرني الأزهري قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيمَ قَالَ نبأنا ابن عرفة قال: وأما شاطئ
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، وأضيف من مطبوعة باريس.(1/114)
دجلة من الجانب الشرقي: فأوله بناء الْحَسَن بْن سهل، وهو قصر الخليفة في هذا الوقت. ودار دينار، دار رجاء بْن أَبِي الضحاك، ثم منازل الهاشميين، ثم قصر المعتصم وقصر المأمون، ثم منازل آل وهب إِلَى الجسر كانت أقطاعا لناس من الهاشميين، ومن حاشية الخلفاء، ولمدينة السلام دروب ومواضع منسوبة إِلَى كور خراسان، ومواضع كثيرة منسوبة إِلَى رجال ليست بإقطاع لهم، وقيل: إن الدروب والسكك ببغداد أحصيت فكانت ستة آلاف درب وسكة بالجانب الغربي، وأربعة آلاف درب وسكة بالجانب الشرقي.
ذكر دار الخلافة والقصر الحسني والتاج
حَدَّثَنِي أَبُو الحسين هلال بْن المحسن قَالَ: كانت دار الخلافة التي على شاطئ دجلة تحت نهر معلى، قديما للحسن بْن سهل، ويسمّى القصر الحسني. فلما توفي صارت لبوران بنته، فاستنزلها المعتضد بالله عنها فاستنظرته أياما في تفريغها وتسليمها، ثم رمتها وعمرتها وجصصتها وبيضتها وفرشتها بأجل الفرش وأحسنه، وعلقت أصناف الستور على أبوابها، وملأت خزائنها بكل ما يخدم الخلفاء به.
ورتبت فيها من الخدم والجواري ما تدعو الحاجة إليه، فلما فرغت من ذاك انتقلت وراسلته بالانتقال، فانتقل المعتضد بالله إِلَى الدار ووجد ما استكثره واستحسنه، ثم استضاف المعتضد بالله إِلَى الدار مما جاورها كل ما وسعها به وكبرها وعمل عليها سورا جمعها به وحصنها، وقام المكتفي بالله بعده ببناء التاج على دجلة، وعمل وراءه من القباب والمجالس ما تناهى في توسعته وتعليته، ووافى المقتدر بالله فزاد عن ذلك، وأوفى مما أنشأه واستحدثه، وكان الميدان والثريّا، وكذا حير الوحوش متصلا بالدار.
كذا ذكر لي هلال بْن المحسن: أن بوران سلمت الدار إِلَى المعتضد، وذلك غير صحيح لأن بوران لم تعش إِلَى وقت المعتضد.
وذكر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مهدي الإسكافي في تاريخه: أنها ماتت في سنة إحدى وسبعين ومائتين وقد بلغت ثمانين سنة، ويشبه أن تكون سلمت الدار للمعتمد على الله، والله أعلم.
حَدَّثَنِي الْقَاضِي أَبُو القاسم عَلِيّ بْن المحسن التنوخي قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو الفتح أَحْمَد ابن عَلِيّ بْن هارون المنجم قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ قَالَ: أَبُو القاسم عَلِيّ بْن مُحَمَّد(1/115)
الحواري [1] في بعض أيام المقتدر بالله، وقد جرى حديثه- وعظم أمره وكثرة الخدم في داره: قد اشتملت الجريدة في هذا الوقت على أحد عشر ألف خادم خصي، وكذا من صقلبي ورومي وأسود. وَقَالَ: هذا جنس واحد ممن تضمه الدار فدع الآن الغلمان الحجرية وهم ألوف كثيرة، والحواشي من الفحول.
وَقَالَ أيضا: حَدَّثَنِي أَبُو الفتح عَنْ أَبِيهِ وعمه عَنْ أبيهما أَبِي القاسم عَلِيّ بْن يَحْيَى:
أنه كانت عدة كل نوبة من نوب الفراشين في دار المتوكل على الله، أربعة آلاف فراش. قالا: فذهب علينا أن نسأله كم نوبة كانوا؟
حَدَّثَنِي هلال بْن المحسن قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو نصر خواشاذة خازن عضد الدولة قَالَ:
طفت دار الخلافة، عامرها وخرابها وحريمها وما يجاورها ويتاخمها، فكان ذلك مثل مدينة شيراز.
قَالَ هلال: وسمعت هذا القول من جماعة آخرين عارفين خبيرين. ولقد ورد رسول لصاحب الروم في أيام المقتدر بالله، ففرشت الدار بالفروش الجميلة، وزينت بالآلات الجليلة، ورتب الحجاب وخلفاؤهم والحواشي على طبقاتهم. على أبوابها ودهاليزها وممراتها ومخترقاتها وصحونها ومجالسها، ووقف الجند صفين بالثياب الحسنة، وتحتهم الدواب بمراكب الذهب والفضة، وبين أيديهم الجنائب على مثل هذه الصورة. وقد أظهروا العدد المكسيّة [2] والأسلحة المختلفة، فكانوا من أعلى باب الشماسية وإلى قريب من دار الخلافة، وبعدهم الغلمان الحجرية والخدم الخواص الدارية والبرانية إِلَى حضرة الخليفة، بالبزّة الرائعة والسيوف والمناطق المحلاة. وأسواق الجانب الشرقي وشوارعه وسطوحه ومسالكه مملوءة بالعامة النظارة، وقد اكتري كل دكان وغرفة مشرفة بدراهم كثيرة، وفي دجلة الشذّاآت والطيّارات والزبازب والدلالات [3] والسميريات، بأفضل زينة وأحسن ترتيب وتعبية، وسار الرسول ومن معه من المواكب إِلَى أن وصلوا إِلَى الدار، ودخل الرسول فمر به على دار نصر القشوري الحاجب. ورأى ضففا [4] كثيرا ومنظرا عظيما، فظن أنه الخليفة وتداخلته له
__________
[1] في مطبوعة باريس: «الخوارزمي» .
[2] في مطبوعة باريس: «العدد الكثيرة» .
[3] في مطبوعة باريس: «الزلالات» .
[4] في مطبوعة باريس: «صففا» تصحيف والضفف: الجماعة مع ازدحام.(1/116)
هيبة وروعة، حتى قيل له إنه الحاجب، وحمل من بعد ذلك إِلَى الدار التي كانت برسم الوزير، وفيها مجلس أَبِي الْحَسَن على بن الفرات يومئذ، فرأى أكثر مما رآه لنصر الحاجب ولم يشك في أنه الخليفة؛ حتى قيل له هذا الوزير؛ وأجلس بين دجلة والبساتين في مجلس قد علقت ستوره واختيرت فروشه، ونصبت فيه الدسوت، وأحاط به الخدم بالأعمدة والسيوف. ثم استدعي- بعد أن طيف به في الدار- إِلَى حضرة المقتدر بالله، وقد جلس وأولاده من جانبيه، فشاهد من الأمر ما هاله. ثم انصرف إِلَى دار قد أعدت له.
حَدَّثَنِي الوزير أَبُو القاسم عَلِيّ بْن الْحَسَن المعروف بابن المسلمة قَالَ حَدَّثَنِي أمير المؤمنين القائم بأمر الله قَالَ حَدَّثَنِي أمير المؤمنين القادر بالله حدثتني جدتي أم أَبِي إسحاق بْن المقتدر بالله: أن رسول ملك الروم لما وصل إِلَى تكريت أمر أمير المؤمنين المقتدر بالله باحتباسه هناك شهرين، ولما وصل إِلَى بغداد أنزل دار صاعد ومكث شهرين لا يؤذن له في الوصول، حتى فرغ المقتدر بالله من تزيين قصره وترتيب آلته فيه، ثم صف العسكر من دار صاعد إِلَى دار الخلافة، وكان عدد الجيش مائة وستين ألف فارس وراجل، فسار الرسول بينهم إِلَى أن بلغ الدار ثم أدخل في أزج تحت الأرض، فسار فيه حتى مثل بين يدي المقتدر بالله وأدى رسالة صاحبه، ثم رسم أن يطاف به في الدار وليس فيها من العسكر أحد ألبتة، وإنما فيها الخدم والحجاب والغلمان السودان، وكان عدد الخدم إذ ذاك سبعة آلاف خادم، منهم أربعة آلاف بيض، وثلاثة آلاف سود، وعدد الحجاب سبعمائة حاجب، وعدد الغلمان السودان غير الخدم أربعة آلاف غلام. قد جعلوا على سطوح الدار والعلالي، وفتحت الخزائن، والآلات فيها مرتبة كما يفعل لخزائن العرائس، وقد علقت الستور ونظم جوهر الخلافة في قلايات على درج غشيت بالديباج الأسود، ولما دخل الرسول إِلَى دار الشجرة ورآها كثر تعجبه منها، وكانت شجرة من الفضّة وزنها خمسمائة ألف درهم، عليها أطيار مصوغة من الفضة تصفر بحركات قد جعلت لها، فكان تعجب الرسول من ذلك أكثر من تعجبه من جميع ما شاهده. قَالَ لي هلال بْن المحسن:
ووجدت من شرح ذلك ما ذكر كاتبه أنه نقله من خط الْقَاضِي أَبِي الحسين بن أم شيبان الهاشمي وذكر أَبُو الحسين أنه نقله من خط الأمير- وأحسبه الأمير أبا مُحَمَّد الْحَسَن بْن عِيسَى بْن المقتدر بالله- قَالَ: كان عدد ما علق في قصور أمير المؤمنين المقتدر بالله من الستور الديباج المذهبة بالطرز المذهبة الجليلة، المصورة بالجامات(1/117)
والفيلة والخيل والجمال والسباع والطرد [1] والستور الكبار البضغائية [2] والأرمنية والواسطية والبهنسية السواذج، والمنقوشة، والديبقية المطرزة، ثمانية وثلاثين ألف ستر، منها الستور الديباج المذهبة المقدم وصفها اثنا عشر ألفا وخمسمائة ستر، وعدد البسط والنخاخ [3] الجهرمية والدارابجردية والدورقية، في الممرات والصحون التي وطئ عليها القواد ورسل صاحب الروم، من حد باب العامة الجديد إِلَى حضرة المقتدر بالله، سوى ما في المقاصير والمجالس من الأنماط الطبري والديبقي التي لحقها للنظر [4] دون الدوس، اثنان وعشرون ألف قطعة، وأدخل رسل صاحب الروم من دهليز باب العامة الأعظم إِلَى الدار المعروفة بخان الخيل، وهي دار أكثرها أروقة بأساطين رخام، وكان فيها من الجانب الأيمن خمسمائة فرس عليها خمسمائة مركب ذهبا وفضة بغير أغشية، ومن الجانب الأيسر خمسمائة فرس عليها الجلال الديباج بالبراقع الطوال، وكل فرس في يدي شاكري بالبزة الجميلة. ثم أدخلوا من هذه الدار إِلَى الممرات والدهاليز المتصلة بحير الوحش، وكان في هذه الدار من أصناف الوحش التي أخرجت إليها من الحير قطعان تقرب من الناس، وتتشممهم وتأكل من أيديهم. ثم أخرجوا إِلَى دار فيها أربعة فيلة مزينة بالديباج والوشي، على كل فيل ثمانية نفر من السند والزراقين بالنار، فهال الرسل أمرها. ثم أخرجوا إِلَى دار فيها مائة سبع خمسون يمنة وخمسون يسرة، كل سبع منها في يد سباع وفي رءوسها وأعناقها السلاسل والحديد. ثم أخرجوا إِلَى الجوسق المحدث، وهي دار بين بساتين في وسطها بركة رصاص قلعي، حواليها نهر رصاص قلعي أحسن من الفضة المجلوة، طول البركة ثلاثون ذراعا في عشرين ذراعا، فيها أربع طيارات لطاف بمجالس مذهبة مزينة بالديبقي المطرز وأغشيتها ديبقي مذهب؛ وحوالي هذه البركة بستان بميادين فيه نخل، وأنّ عدده أربعمائة نخلة، وطول كل واحدة خمسة أذرع، قد لبس جميعها ساجا منقوشا من أصلها إِلَى حد الجمارة بحلق من شبه مذهبة، وجميع النخل حامل بغرائب البسر الذي أكثره خلال لم يتطير، وفي جوانب البستان أترج حامل ودستنبلوا ومقفع وغير ذلك. ثم أخرجوا من هذه الدار إِلَى دار الشجرة، وفيها شجرة في وسط بركة كبيرة، مدورة فيها ماء صاف،
__________
[1] في مطبوعة باريس: «الطيور» . والطرد: ما يطرد من الكواسر.
[2] هكذا في الأصلين.
[3] في مطبوعة باريس: «أنخاخ» والنخاخ: جمع نخ، وهو البساط الطويل.
[4] في مطبوعة باريس: «تحتها للنظر» .(1/118)
وللشجرة ثمانية عشر غصنا لكل غصن منها شاحنات كثيرة عليها الطيور والعصافير من كل نوع مذهبة ومفضضة، وأكثر قضبان الشجرة فضة، وبعضها مذهب. وهي تتمايل في أوقات ولها ورق مختلف الألوان يتحرك كما تحرك الريح ورق الشجر، وكل من هذه الطيور يصفر ويهدر، وفي جانب الدار بمنة البركة تماثيل خمسة عشر فارسا على خمسة عشر فرسا قد ألبسوا الديباج وغيره، وفي أيديهم مطارد على رماح يدورون على خط واحد في النارود خببا وتقريبا [فيظن أن كل واحد منهم إِلَى صاحبه قاصد [1]] . وفي الجانب الأيسر مثل ذلك. ثم أدخلوا إِلَى القصر المعروف بالفردوس، فكان فيه من الفرش والآلات ما لا يحصى ولا يحصر كثرة، وفي دهاليز الفردوس عشرة آلاف جوشن مذهبة معلقة. ثم أخرجوا منه إلى ممر طوله ثلاثمائة ذراع، قد علق من جانبيه نحو من عشرة آلاف درقة وخوذة وبيضة ودرع وزردية وجعبة محلاة وقسي، وقد أقيم نحو ألفي خادم بيضا وسودا صفين يمنة ويسره. ثم أخرجوا- بعد أن طيف بهم ثلاثة وعشرين قصرا- إِلَى الصحن التسعيني وفيه الغلمان الحجرية، بالسلاح الكامل، والبزة الحسنة، والهيئة الرائعة، وفي أيديهم الشروخ والطبرزينات والأعمدة، ثم مروا بمصاف من علية السواد من خلفاء الحجاب الجند والرجالة وأصاغر القواد، ودخلوا دار السلام. وكانت عدة كثير من الخدم والصقالبة في سائر القصور، يسقون الناس الماء المبرد بالثلج والأشربة والفقاع، ومنهم من كان يطوف مع الرسل، فلطول المشي بهم جلسوا واستراحوا في سبعة مواضع واستسقوا الماء فسقوا، وكان أَبُو عُمَر عدي بْن أَحْمَد بْن عَبْد الباقي الطرسوسي: صاحب السلطان، ورئيس الثغور الشامية معهم في كل ذلك، وعليه قباء أسود وسيف ومنطقة، ووصلوا إِلَى حضرة المقتدر بالله وهو جالس في التاج مما يلي دجلة، بعد أن لبس بالثياب الديبقية المطرزة بالذهب على سرير آبنوس قد فرش بالديبقي المطرز بالذهب، وعلى رأسه الطويلة، ومن يمنة السرير تسعة عقود مثل السبح معلقة، ومن يسرته تسعة أخرى من أفخر الجواهر وأعظمها قيمة غالبة الضوء على ضوء النهار، وبين يديه خمسة من ولده ثلاثة يمنة واثنان ميسرة، ومثل الرسول وترجمانه بين يدي المقتدر بالله، فكفر له. وقال الرسول: لمونس الخادم ونصر القشوري- وكانا يترجمان عَنِ المقتدر-: لولا أني لا آمن أن يطالب صاحبكم بتقبيل البساط لقبّلته، ولكنني
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، وأضيف من مطبوعة باريس.(1/119)
فعلت ما لا يطلب رسولكم بمثله، لأن التكفير من رسم شريعتنا. ووقفا ساعة؛ وكانا شابا وشيخا، فالشاب الرسول المتقدم؛ والشيخ الترجمان، وقد كان ملك الروم عقد الأمر في الرسالة للشيخ متى حدث بالشاب حدث الموت. وناوله المقتدر بالله من يده جواب ملك الروم، وكان ضخما كبيرا فتناوله وقبله إعظاما له، وأخرجا من باب الخاصة إِلَى دجلة، وأقعدا وسائر أصحابهما في شذا من الشذوات الخاصة وصاعدا إِلَى حيث أنزلا فيه من الدار المعروفة بصاعد، وحمل إليهما خمسون بدرة ورقا في كل بدرة خمسة آلاف درهم، وخلع على أَبِي عُمَر عدي الخلع السلطانية، وحمل على فرس وركب على الظهر، وكان ذلك في سنة خمس وثلاثمائة.
ذكر دار المملكة التي بأعلى المخرم
حَدَّثَنِي هلال بن المحسن: قَالَ: كانت دار المملكة التي بأعلى المخرم، محاذية الفرضة قديما لسبكتكين غلام معز الدولة فنقض عضد الدولة أكثرها، ولم يستبق إلا البيت الستيني الذي هو في وسط أروقة من ورائها أروقة في أطرافها قباب معقودة، وتنفتح أبوابه الغربية إِلَى دجلة وأبوابه الشرقية إِلَى صحن من خلفه بستان ونخل وشجر. وكان عضد الدولة جعل الدار التي هذا البيت فيها دار العامة؛ والبيت برسم جلوس الوزراء وما يتصل به من الأروقة والقباب مواضع الدواوين، والصحن مناما لديلم النوبة في ليالي الصيف. قَالَ هلال: وهذه الدار وما تحتوي عليه من البيت المذكور والأروقة خراب. ولقد شاهدت مجلس الوزراء في ذلك ومحفل من يقصدهم ويحضرهم، وقد جعله جلال الدولة اصطبلا أقام فيه دوابه وسوّاسه، وأما ما بناه عضد الدولة وولده بعده في هذه الدار فهو متماسك على تشعثه.
قال الشيخ أبو بكر: ولما ورد طغرلبك الغزي بغداد واستولى عليها عَمر هذه الدار وجدد كثيرا- مما كان وهي منها- في سنة ثماني وأربعين وأربعمائة. فمكثت كذلك إلى سنة خمسين وأربعمائة، ثم أحرقت وسلب أكثر آلاتها، ثم عمرت بعد وأعيد ما كان أخذ منها.
حَدَّثَنِي الْقَاضِي أَبُو القاسم عَلِيّ بْن المحسن التنوخي قال سمعت أبي يقول:
ما شيت الملك عضد الدولة في دار المملكة بالمخرم التي كانت دار سبكتكين حاجب معز الدولة من قبل، وهو يتأمل ما عمل وهدم منها. وقد كان أراد أن يترك في الميدان(1/120)
السبكتكيني أذرعا ليجعله بستانا، ويرد بدل التراب رملا ويطرح الترب تحت الروشن على دجلة. وقد ابتاع دورا كثيرة كبارا وصغارا ونقضها ورمى حيطانها بالفيلة تخفيفا للمئونة، وأضاف عرصاتها إِلَى الميدان، وكانت مثل الميدان دفعتين، وبنى على الجميع مسناة، فقال لي في هذا اليوم- وقد شاهد ما شاهد مما عمل وقدر ما قدر لما يعمل: تدرى أيها الْقَاضِي كم أنفق على قلع ما قلع من التراب إِلَى هذه الغاية وبناء هذه المسناة السخيفة مع ثمن ما ابتيع من الدور واستضيف؟ قلت: أظنه شيئا كثيرا.
فقال: هو إِلَى وقتنا هذا تسعمائة ألف درهم صحاحا، ونحتاج إِلَى مثلها دفعة أو دفعتين حتى يتكامل قلع التراب ويحصل موضعه الرمل موازيا لوجه البستان، فلما فرغ من ذلك وصار البستان أرضا بيضاء لا شيء فيها من غرس ولا نبات. قَالَ: قد أنفق على هذا حتى صار كذا أكثر من ألفي ألف درهم صحاحا، ثم فكر في أن يجعل شرب البستان من دواليب ينصبها على دجلة، وعلم أن الدواليب لا تكفي، فأخرج المهندسين إِلَى الأنهار التي في ظاهر الجانب الشرقي من مدينة السلام ليستخرجوا منها نهرا يسيح ماؤه إِلَى داره، فلم يجدوا ما أرادوه إلا في نهر الخالص فعلى الأرض بين البلد وبينه تعلية أمكن معها أن يجري الماء على قدر من غير أن يحدث به ضرر. وعمل تلين عظيمين يساويان سطح ماء الخالص، ويرتفعان عن أرض الصحراء أذرعا، وشقّ في وسطهما نهرا جعل له خورين من جانبيه، وداس الجميع بالفيلة دوسا كثيرا حتى قوي واشتد وصلب وتلبد، فلما بلغ إِلَى منازل البلد وأراد سوق النهر إِلَى داره، عمد إِلَى درب السلسلة فدك أرضه دكا قويا، ورفع أبواب الدور وأوثقها وبنى جوانب النهر طول البلد بالآجر والكلس والنورة، حتى وصل الماء إِلَى الدار وسقى البستان.
قَالَ أَبِي: وبلغت النفقة على عمل البستان وسوق الماء إليه على ما سمعته من حواشي عضد الدولة خمسة آلاف ألف درهم، ولعله قد أنفق على أبنية الدار على ما أظن مثل ذلك، وكان عضد الدولة عازما على أن يهدم الدور التي بين داره وبين الزاهر.
ويصل الدار بالزاهر فمات قبل ذلك.(1/121)
ذكر تسمية مساجد الجانبين المخصوصة بصلاة الجمعة والعيدين
كان أَبُو جعفر المنصور: جعل المسجد الجامع بالمدينة ملاصق قصره المعروف بقصر الذهب: وهو الصحن العتيق، وبناه باللبن والطين.
ومساحته على ما أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ الوراق وأحمد بْن عَلِيّ المحتسب قالا:
أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْن جعفر النّحويّ قال نا الحسن بن محمّد السكوني قال نا مُحَمَّد بْن خلف قَالَ: وكانت مساحة قصر المنصور أربعمائة ذراع في أربعمائة ذراع، ومساحة المسجد الأول مائتين في مائتين، وأساطين الخشب في المسجد، يَعْنِي كل أسطوانة قطعتين معقّبتين بالعقب والغرى وضباب الحديد، إلا خمسا أو ستا عند المنارة فإن في كل أسطوانة قطعا ملفقة مدورة من خشب الأساطين [1] ، قَالَ مُحَمَّد بْن خلف وقَالَ ابْن الأعرابي: تحتاج القبلة [إِلَى [2]] أن تحرف إِلَى باب البصرة قليلا، وإن قبلة الرصافة أصوب منها. فلم يزل المسجد الجامع بالمدينة على حاله إِلَى وقت هارون الرشيد، فأمر هارون بنقضه وإعادة بنائه بالآجر والجص ففعل ذلك، وكتب عليه اسم الرشيد.
وذكر أمره ببنائه وتسمية البناء والنجار وتاريخ ذلك؛ وهو ظاهر على الجدار خارج المسجد مما يلي باب خراسان إِلَى وقتنا هذا.
أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيم بن مخلد قال أنبأنا إسماعيل بْن عَلِيّ الخطبي قَالَ: وهدم مسجد أَبِي جعفر المنصور وزيد في نواحيه وجدد بناؤه وأحكم؛ وكان الابتداء به في سنة اثنتين وتسعين، والفراغ منه في سنة ثلاث وتسعين، وكانت الصلاة في الصحن العتيق الذي هو الجامع حتى زيد فيه الدار المعروفة بالقطان، وكانت قديما ديوانا للمنصور. فأمر مفلح التركي ببنائها على يد صاحبه القطان فنسبت إليه، وجعلت مصلى للناس، وذلك في سنة ستين أو إحدى وستين ومائتين، ثم زاد المعتضد بالله الصحن الأول وهو قصر المنصور، ووصله بالجامع؛ وفتح بين القصر والجامع العتيق في الجدار سبعة عشر طاقا؛ منها إِلَى الصحن ثلاثة عشر، وإلى الأروقة أربعة، وحول المنبر والمحراب والمقصورة إلى المسجد الجديد.
وأنبأنا إبراهيم بن مخلد قال أنبأنا إسماعيل بْن عَلِيّ قَالَ: وأخبر أمير المؤمنين
__________
[1] انظر الخبر في: المنتظم 8/77، 78.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، وأضيف من مطبوعة باريس.(1/122)
المعتضد بالله بضيق المسجد الجامع بالجانب الغربي من مدينة السلام في مدينة المنصور، وأن الناس يضطرهم الضيق إِلَى أن يصلوا في المواضع التي لا تجوز في مثلها الصلاة، فأمر بزيادة فيه من قصر أمير المؤمنين المنصور، فبني مسجد على مثال المسجد الأول في مقداره أو نحوه، ثم فتح في صدر المسجد العتيق ووصل به فاتسع به الناس. وكان الفراغ من بنائه والصلاة فيه سنة ثمانين ومائتين.
قال الشيخ أبو بكر: وزاد بدر مولى المعتضد من قصر المنصور المسقطات المعروفة بالبدرية في ذلك الوقت، وأما المسجد الجامع بالرصافة فإن المهدي بناه في أول خلافته.
أَخْبَرَنَا بذلك مُحَمَّد بْن الحسين [بن الفضل [1]] القطان قال: أنبأنا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال نبأنا يعقوب بْن سفيان قَالَ: سنة تسع وخمسين ومائة فيها بنى المهدي المسجد الذي بالرصافة، فلم تكن صلاة الجمعة تقام بمدينة السلام إلا في مسجدي المدينة بالرصافة إِلَى وقت خلافة المعتضد، فلما استخلف المعتضد أمر بعمارة القصر المعروف بالحسني على دجلة في سنة ثمانين ومائتين وأنفق عليه مالا عظيما.
وهو القصر المرسوم بدار الخلافة، وأمر ببناء مطامير في القصر رسمها هو للصناع، فبنيت بناء لم ير مثله على غاية ما يكون من الإحكام والضيق، وجعلها محابس للأعداء. وكان الناس يصلون الجمعة في الدار، وليس هناك رسم لمسجد، وإنما يؤذن للناس في الدخول وقت الصلاة ويخرجون عند انقضائها، فلما استخلف المكتفي في سنة تسع وثمانين ومائتين، ترك القصر وأمر بهدم المطامير التي كان المعتضد بناها، وأمر أن يجعل موضعها مسجد جامع في داره يصلي فيه الناس، فعمل ذلك وصار الناس يبكرون إِلَى المسجد الجامع في الدار يوم الجمعة فلا يمنعون من دخوله، ويقيمون فيه إِلَى آخر النهار. وحصل ذلك رسما باقيا إِلَى الآن، واستقرت صلاة الجمعة ببغداد في المساجد الثلاثة التي ذكرناها إلى وقت خلافة المتّقي. كان في الموضع المعروف ببراثا مسجد يجتمع فيه قوم ممن ينسب إِلَى التشيع ويقصدونه للصلاة والجلوس فيه، فرفع إلى المقتدر بالله أن الرافضة يجتمعون في ذلك المسجد لسب الصحابة والخروج عَنِ الطاعة، فأمر بكبسه يوم جمعة وقت الصلاة، فكبس وأخذ من وجد فيه فعوقبوا، وحبسوا حبسا طويلا، وهدم المسجد حتى سوّي بالأرض وعفى رسمه ووصل
__________
[1] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل، وأضيف من مطبوعة باريس.(1/123)
بالمقبرة التي تليه، ومكث خرابا إِلَى سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة، فأمر الأمير بجكم بإعادة بنائه وتوسعته وإحكامه، فبني بالجص والآجر وسقف بالساج المنقوش، ووسع فيه ببعض ما يليه مما ابتيع له من أملاك الناس، وكتب في صدره اسم الراضي بالله، وكان الناس ينتابونه للصلاة فيه والتبرك به، ثم أمر المتقي بالله بعد بنصب منبر فيه كان بمسجد مدينة المنصور معطّلا مخبوّا في خزانة لمسجد عليه اسم هارون الرشيد، فنصب في قبلة المسجد، وتقدم إِلَى أَحْمَد بْن الفضل بْن عَبْد الملك الهَاشِمِيّ، وكان الإمام في جامع الرصافة بالخروج إليه والصلاة بالناس فيه يوم الجمعة، فخرج وخرج الناس من جانبي مدينة السلام حتى حضروا في هذا المسجد، وكثر الجمع هناك وحضر صاحب الشرطة. فأقيمت صلاة الجمعة فيه يوم الجمعة لثنتي عشرة ليلة خلت من جمادى الأولى سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، وتوالت صلاة الجمعة فيه وصار أحد مساجد الحضرة، وأفرد أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَد بْن الفضل الهاشمي بإمامته، وأخرجت الصلاة بمسجد جامع الرصافة عن يده.
قال الشيخ أبو بكر: ذكر معنى جميع ما أوردته إسماعيل بْن علي الخطبي فيما.
أنبأنا إبراهيم بن مخلد أنه سمعه منه. وحَدَّثَنِي أَبُو الحسين هلال بْن المحسن الكاتب أن الناس تحدثوا في ذي الحجة من سنة تسع وسبعين وثلاثمائة، بأن امرأة من أهل الجانب الشرقي رأت في منامها النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كأنه يخبرها بأنها تموت من غد عصرا، وأنه صلى في مسجد بقطيعة أم جعفر من الجانب الغربي في القلائين [1] ، ووضع كفه في حائط القبلة، وأنها فسرت هذه الرؤيا عند انتباهها من نومها، فقصد الموضع ووجد أثر كف، وماتت المرأة في ذلك الوقت، وعمر المسجد ووسعه أَبُو أَحْمَد الموسوي بعد ذلك وكبره وبناه وعمره واستأذن الطائع لله في أن يجعله مسجدا يصلى فيه أيام الجمعات؛ واحتج بأنه من وراء خندق يقطع بينه وبين البلد، ويصير به ذلك الصقع بلدا آخر، فأذن في ذلك وصار جامعا يصلى فيه الجمعات.
وذكر لي هلال بْن المحسن أيضا: أن أبا بكر مُحَمَّد بن المحسن بن عبد العزيز الهاشميّ: كان بنى مسجدا بالحربية في أيام المطيع لله ليكون جامعا يخطب فيه؛ فمنع المطيع من ذلك ومكث المسجد على تلك الحال حتى استخلف القادر بالله فاستفتى الفقهاء في أمره، فأجمعوا على وجوب الصلاة فيه: فرسم أن يعمر ويكسى وينصب
__________
[1] في الأصل: «القافلايين» .(1/124)
فيه منبر، ورتب إماما يصلي فيه الجمعة، وذلك فِي شهر ربيع الآخر من سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة؛ فأدركت صلاة الجمعة وهي تقام ببغداد: في مسجد المدينة، ومسجد الرصافة، ومسجد دار الخلافة، ومسجد براثا، ومسجد قطيعة أم جعفر- وعرف بقطيعة الدقيق [1] ومسجد الحربية. ولم تزل على هذا إِلَى أن خرجت من بغداد في سنة إحدى وخمسين وأربعمائة، ثم تعطلت في مسجد براثا فلم تكن تصلي فيه.
باب ذكر أنهار بغداد الجارية [التي [2]] كانت بين الدور والمساكن وتسمية ما كانت تنتهي إليه من المواضع والأماكن
أما الأنهار التي كانت تجري بمدينة المنصور والكرخ من الجانب الغربي وتتخرق بين المحال والدور، فأكثرها كان يأخذ من نهر عِيسَى بْن عَلِيّ: ونهر عِيسَى يحمل من الفرات، وكان عند فوهته قنطرة يقال لها قنطرة دمما، يمر النهر جاريا فيسقي طسوّج فيروز سابور، وعلى جانبيه قرى وضياع حتى إذا انتهى إِلَى المحول تفرع منه الأنهار التي كانت تتخرق مدينة السلام، ثم يمر إِلَى قرية الياسرية وعليه هناك قنطرة، ثم يمر إِلَى الرومية وعليه هناك قنطرة تعرف بالرومية، ثم يفضي إِلَى الزياتين وعليه هناك قنطرة تعرف بقنطرة الزياتين، ثم يمر إِلَى موضع باعة الأشنان، وعليه هناك قنطرة تعرف بقنطرة الأشنان، ثم ينتهي [إِلَى [3]] موضع باعة الشوك وعليه هناك قنطرة تعرف بقنطرة الشوك، ثم يصير إلى موضع باعة الرمان، ثم يصير إلى قنطرة المفيض والمفيض ثم وعنده الأرحاء، ثم يمر إِلَى قنطرة البستان، ثم إِلَى قنطرة المعبدي ثم يصير إِلَى قنطرة بني رزيق؛ ثم يصب في دجلة أسفل قصر عِيسَى.
فحدثني عَبْد الله بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ البغدادي بأطرابلس عَنْ بعض متقدمي العلماء- وذكر أنهار بغداد- فقال: منها الصراة، وهو نهر يأخذ من نهر عِيسَى فوق المحول؛ ويسقي ضياع بادوريا وبساتينها ويتفرع منه أنهار كثيرة إِلَى أن يصل إِلَى بغداد، فيمر بقنطرة العباس، ثم يمر إِلَى قنطرة الصينيات ثم إِلَى قنطرة رحا البطريق وهي قنطرة الزبد. ثم يمر إِلَى القنطرة العتيقة؛ ثم [يمر [4]] إِلَى القنطرة الجديدة. ثم يصب في
__________
[1] في مطبوعة باريس: «بقطيعة الرقيق» .
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، وأضيف من مطبوعة باريس.
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، وأضيف من مطبوعة باريس.
[4] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، وأضيف من مطبوعة باريس.(1/125)
دجلة. قَالَ: ويحمل من الصراة نهر يقال له خندق طاهر أوله أسفل من فوهة الصراة بفرسخ. يمر فيسقي الضياع ويدور حول سور مدينة السلام مما يلي الحربية إِلَى أن يصل إلى باب الأنبار، وهناك عليه قنطرة، ثم يمر إلى باب الجديد وعليه هناك أيضا قنطرة، ويمر إِلَى باب حرب وعليه هناك قنطرة؛ ثم يمر إِلَى باب قطربل وعليه هناك قنطرة؛ ثم يمر في وسط قطيعة أم جعفر ويصب في دجلة فوق دار [إبراهيم بن [1]] إسحاق بْن إِبْرَاهِيمَ الطاهري. قَالَ: ويحمل من نهر عِيسَى نهر يقال له كرخايا أوله تحت المحول يمر في وسط طسوج بادوريا؛ ويتفرع منه أنهار تنبث في ضياع على جانبيه إِلَى أن يدخل بغداد من موضع يقال له باب أَبِي قبيصة، ويمر إِلَى قنطرة قطيعة اليهود ثم إِلَى قنطرة درب الحجارة؛ وقنطرة البيمارستان وباب محوّل، ويتفرع منه أنهار الكرخ كلها. من ذلك يقال له: نهر رزين يأخذ في ربض حميد فيدور معه ثم ينتهي إِلَى سويقة أَبِي الورد. ثم يمر إِلَى بركة زلزل فيدور فيها ثم يمضي إِلَى باب طاق الحراني ثم يصب في الصراة أسفل من القنطرة الجديدة. وإذا صار نهر رزين بباب سويقة أَبِي الورد؛ يحمل منه نهر يعبر في عبارة على قنطرة العتيقة؛ ويمر إِلَى شارع باب الكوفة؛ فيدخل من هناك إِلَى مدينة المنصور. ويمر النهر من باب الكوفة إِلَى شارع القحاطبة؛ ثم إِلَى باب الشام؛ ويمر في شارع الجسر إِلَى الزبيدية ويفنى هناك.
ثم يمر كرخايا من قنطرة البيمارستان فإذا صار إِلَى الدرابات سمي هناك العمود؛ وهو الذي تتفرع منه أنهار الكرخ الداخلة فيمر النهر من هناك إِلَى موضع يعرف بالواسطيين ثم [يمر [2]] إِلَى موضع يسمى الخفقة فيحمل منه هناك نهر البزازين يعطف فيخرج في شارع المنصور [3] ثم يمر إِلَى دار كعب ثم يخرج إِلَى باب الكرخ. ثم يدخل البزازين، ثم يمر إلى الخزّازين ويدخل في أصحاب الصابون، ثم يصب في دجلة. ثم يمر النهر الكبير من الخفقة إِلَى طرف مربعة الزيات فيعطف منه هناك نهر يقال له نهر الدجاج، فيأخذ إلى أصحاب القضب؛ وشارع القبارين، ثم يصب في دجلة عند سوق الطعام، ويمر النهر الكبير من مربعة الزيات إِلَى دوارة الحمار فيعطف منه هناك نهر يقال له: نهر قطيعة الكلاب مادا حتى يصب تحت قنطرة الشوك في نهر عيسى،
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، وأضيف من مطبوعة باريس.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، وأضيف من مطبوعة باريس.
[3] في مطبوعة باريس: «في شارع المصور» .(1/126)
ويمر النهر الكبير من دوارة الحمار إِلَى موضع يقال له مربعة صالح فيعطف [منها [1]] هناك نهر يقال له القلّائي، يمر إلى السواقين ثم إلى أصحاب القضب ويصب في نهر الدجاج فيصيران نهرا واحدا؛ ويمر النهر الكبير من مربعة صالح إِلَى موضع يعرف بنهر طابق؛ ثم يصب في نهر عِيسَى بحضرة دار البطيخ. فهذه أنهار الكرخ.
قَالَ: فأما أنهار الحربية فمنها نهر يحمل من دجيل يقال له نهر بطاطيا أوله أسفل فوهة دجيل بست فراسخ يسقي ضياعا وقرى كثيرة في وسط مسكن ويفنى فيها ويحمل منه نهر أوله أسفل جسر بطاطيا بشيء يسير يجيء نحو مدينة السلام فيمر على عبارة قنطرة باب الأنبار ثم يدخل بغداد فيمر في شارع باب الأنبار ويمر إِلَى شارع الكبش ويفنى هناك؛ ويحمل من نهر بطاطيا نهر أسفل من النهر الأول يجيء نحو بغداد فيمر على عبارة يقال لها [عبارة [2]] الكرخ بين باب حرب وباب الحديد، يمر فيدخل بغداد من هناك ويمر في شارع دجيل إِلَى مربعة الفرس فيحمل منه هناك نهر يمر إِلَى دكان الأبناء ويفنى هناك، ويمر النهر الكبير من مربعة الفرس إِلَى قنطرة أبي الجوز فيحمل منه من هناك نهر يمر إِلَى كتاب اليتامى وإلى مربعة شبيب ويصب في نهر الشارع، ويمر النهر الكبير من قنطرة أبي الجوز إِلَى شارع قصر هانئ، ثم إِلَى بستان أليس. ويصب في النهر الذي يمر في شارع القحاطبة، ويحمل من نهر بطاطيا نهر أوله أسفل من قناة الكرخ، يجيء نحو بغداد ويمر على عبارة قنطرة باب حرب، ويدخل من هناك في وسط شارع باب حرب، ثم يجيء إِلَى مربعة شبيب فيصب فيه النهر الذي ذكرناه، ثم يمر إِلَى باب الشام فيصب في نهر باب الشام. قَالَ: وهذه الأنهار كلها مكشوفة إلا التي في الحربية فإنها قنوات تحت الأرض، وأوائلها مكشوف. قَالَ: وفي الجانب الشرقي نهر مُوسَى، يأخذ من نهر بين إِلَى أن يصل إِلَى قصر المعتضد بالله المعروف بالثريا فيدخل القصر ويدور فيه ويخرج منه ويصير إِلَى موضع يقال له مقسم الماء. فينقسم هناك ثلاثة أنهار، يمر الأول منها إِلَى باب سوق الدواب ثم إلى دار البانوقة ويفنى هناك، ويدخل بعضه باب سوق الدواب ويمر إِلَى العلافين فيصب في نهر كان المعتضد حفره، ويمر شيء منه إِلَى باب سوق الغنم ثم إِلَى خندق العباس بباب المخرم ويبز في دجلة ويمر نهر مُوسَى أيضا إِلَى قنطرة الأنصار، فيحمل منه هناك ثلاثة أنهار يصب أحدها في حوض الأنصار، والثاني في حوض هيلانة،
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، وأضيف من مطبوعة باريس.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، وأضيف من مطبوعة باريس.(1/127)
والثالث في حوض داود. ويمر نهر مُوسَى أيضا إِلَى قصر المعتصم بالله فيحمل منه هناك نهر يمر إِلَى سوق العطش في وسط شارع كرم المعرش. ويصب في دار عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن الفرات الوزير. ويفنى هناك. ويمر نهر مُوسَى أيضا ملاصقا لقصر المعتصم إِلَى أن يخرج إِلَى شارع عمرو الرومي. ثم يدخل بستان الزاهر فيسقيه ويصب في دجلة أسفل البستان. ثم يمر النهر الثاني من المقسم إِلَى باب بيبرز [1] فيدخل البلد من هناك ويسمى نهر معلى، ويمر بين الدور إلى باب سوق الثلاثاء ثم يدخل قصر الخلافة المسمى بالفردوس، فيدور فيه ويصب في دجلة، ويمر النهر الثالث من المقسم إِلَى باب قطيعة موشجير. ثم يدخل إِلَى القصر الحسني فيدور فيه ثم يصب في دجلة.
قَالَ: ويحمل من نهر الخالص نهر يقال له نهر الفضل إِلَى أن ينتهي إِلَى باب الشماسية، فيؤخذ منه نهر يقال له نهر المهدي، ويدخل المدينة في الشارع المعروف بشارع المهدي. ثم يجيء إِلَى قنطرة البردان ويدخل دار الروميين ويخرج إِلَى سويقة نصر بْن مالك، ثم يدخل الرصافة ويمر في المسجد الجامع إِلَى بستان حفص، ويصب في بركة جوف قصر الرصافة، ويحمل من هذا النهر نهر أوله في سويقة نصر، ثم يمر في وسط شارع باب خراسان إِلَى أن يصب في نهر الفضل بباب خراسان، فهذه أنهار الجانب الشرقي [2] .
ذكر عدد جسور مدينة السلام التي كانت بها على قديم الأيام
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الحسين [بن الفضل [3]] القطان قال أنبأنا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال نبأنا يعقوب بْن سفيان قَالَ: سنة سبع وخمسين ومائة، فيها ابتنى أَبُو جعفر قصره الذي يعرف بالخلد، وفيها عقد الجسر عند باب الشعير [4] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ الوراق وأحمد بْن عَلِيّ المحتسب قالا: أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْن جعفر النّحويّ قال نبأنا الحسن بن محمّد السكوني قال نبأنا مُحَمَّد بْن خلف قَالَ قَالَ أَحْمَد بْن الخليل بْن مالك عَنْ أَبِيهِ. قَالَ: كان المنصور قد أمر بعقد ثلاثة جسور
__________
[1] من مطبوعة باريس: «بيبرز» .
[2] انظر الخبر في: المنتظم 8/80- 81.
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، وأضيف من مطبوعة باريس.
[4] انظر الخبر في: تاريخ الفسوي ق 10.(1/128)
أحدها للنساء، ثم عقد لنفسه وحشمه جسرين بباب البستان. وكان بالزندورد جسران عقدهما مُحَمَّد، وكان الرشيد قد عقد عند باب الشماسية جسرين، وكان لأبي جعفر جسر عند سويقة قاطوطا؛ فلم تزل هذه الجسور إِلَى أن قتل مُحَمَّد. ثم عطلت وبقي منها ثلاثة أيام المأمون، ثم عطل واحد.
[و [1]] سمعت أبا عَلِيّ بْن شاذان يقول: أدركت ببغداد ثلاثة جسور: أحدها محاذي سوق الثلاثاء، وآخر بباب الطاق، والثالث في أعلى البلد عند الدار المعزية محاذي الميدان. فذكر لي غير ابْن شاذان أن الجسر الذي كان محاذي الميدان نقل إِلَى الفرضة بباب الطاق، فصار هناك جسران يمضي الناس على أحدهما ويرجعون على الآخر.
وَقَالَ لي هلال بْن المحسن: عقد جسر بمشرعة القطانين في سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة، فمكث مدة ثم تعطل؛ ولم يبق ببغداد بعد ذلك سوى جسر واحد بباب الطاق، إِلَى أن حول في سنة ثماني وأربعين وأربعمائة، فعقد بين مشرعة الروايا من الجانب الغربي؛ وبين مشرعة الحطابين من الجانب الشرقي؛ ثم عطل في سنة خمسين وأربعمائة؛ ثم نصب بمشرعة القطّانين.
قال الشيخ أبو بكر: ولم أزل أسمع أن جسر بغداد طرازها. أنشدني عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن الصقر أَبُو الْحَسَنِ قَالَ أنشدنا عَلِيّ بْن الفرج الفقيه الشافعي لنفسه:
أيا حبذا جسر على متن دجلة ... بإتقان تأسيس وحسن ورونق
جمال وفخر للعراق ونزهة ... وسلوة من أضناه فرط التشوق
تراه إذا ما جئته متأملا ... كسطر عبير خط في وسط مهرق [2]
أو العاج فيه الآبنوس مرقش ... مثال فيول تحتها أرض زئبق
أنشدنا على بن المحسن قَالَ أنشدني أَبِي لنفسه:
يوم سرقنا العيش فيه خلسة ... في مجلس بفناء دجلة مفرد
رق الهواء برقة قدامه ... فغدوت رقا للزمان المسعد
فكأن دجلة طيلسان أبيض ... والجسر فيها كالطراز الأسود
حَدَّثَنِي هلال بْن المحسن. قَالَ: ذكر أنه أحصيت السميريات المعبرانيات بدجلة في
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، وأضيف من مطبوعة باريس في الموضوعين.
[2] في مطبوعة باريس: «مفرق» . والمهرق: الصحيفة.(1/129)
أيام الناصر لدين الله وهو أَبُو أَحْمَد [طلحة [1]] الموفق: فكانت ثلاثين ألفا؛ قدر من كسب ملاحيها في كل يوم تسعون ألف درهم.
ذكر مقدار ذرع جانبي بغداد طولا وعرضا ومبلغ مساحة أرضها وعدد مساجدها وحماماتها
أخبرنا محمد بن علي الوراق، قال: أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عمران قال نبأنا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن يَحْيَى النديم. قَالَ: ذكر أَحْمَد بْن أَبِي طاهر في كتاب بغداد: أن ذرع بغداد الجانبين، ثلاثة وخمسون ألف جريب وسبعمائة وخمسون جريبا، منها الجانب الشرقي، ستة وعشرون ألف جريب وسبعمائة وخمسون جريبا؛ والغربي سبعة وعشرون ألف جريب [2] .
قَالَ أَبُو الْحَسَنِ: ورأيت في نسخة أخرى غير نسخة مُحَمَّد بْن يَحْيَى: أن ذرع بغداد ثلاثة وأربعون ألف جريب وسبعمائة جريب وخمسون جريبا، منها الجانب الشرقي ستة عشر ألف جريب وسبعمائة وخمسون جريبا والجانب الغربي سبعة وعشرون ألف جريب.
رجع إِلَى حديث مُحَمَّد بْن يَحْيَى: وأن عدد الحمامات كانت في ذلك الوقت ببغداد ستين ألف حمام. وَقَالَ: أقل ما يكون في كل حمام خمسة نفر: حمامي وقيّم وزبّال ووقّاد وسقّاء. يكون ذلك ثلاثمائة ألف رجل، وذكر أنه يكون بإزاء كل حمام خمسة مساجد يكون ذلك ثلاثمائة ألف مسجد، وتقدير ذلك أن يكون أقل ما يكون في كل مسجد خمسة أنفس، يكون ذلك ألف ألف وخمسمائة ألف إنسان، يحتاج كل إنسان من هؤلاء في ليلة العيد إِلَى رطل صابون، يكون ذلك ألف ألف وخمسمائة ألف رطل صابون، يكون ذلك- حساب الجرة مائة وثلاثين رطلا-: ألف جرّة ومائة جرّة وخمسين جرّة وثمانية أجرار ونصفا. يكون ذلك زيتا- حساب الجرة ستين رطلا- ستمائة ألف رطل وتسعة آلاف رطل وخمسمائة رطل وعشرة أرطال [3] .
حَدَّثَنِي هلال بْن المحسن قَالَ: كنت يوما بحضرة جدي أَبِي إسحاق إِبْرَاهِيم بْن
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، وأضيف من مطبوعة باريس.
[2] انظر الخبر في: المنتظم 8/81.
[3] انظر الخبر في: المنتظم 8/81- 82.(1/130)
هلال الصابي في سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة، إذ دخل عليه أحد التجار الذين كانوا يغشونه ويخدمونه. فقال له في عرض حديث حدثه به: قال لي أحد التجار إن ببغداد اليوم ثلاثة آلاف حمام. فقال له جدي: سبحان الله: هذا سدس ما كنا عددناه وحصرناه. فقال له: كيف ذاك؟ فقال جدي: أذكر وقد كتب ركن الدولة أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَن بْن بويه إِلَى الوزير أَبِي مُحَمَّد المهلبي بما قَالَ فيه: ذكر لنا كثرة المساجد والحمامات ببغداد، واختلفت علينا فيها الأقاويل، وأحببنا أن نعرفها على حقيقة وتحصيل، فتعرفنا الصحيح من ذلك. قَالَ جدي: وأعطاني أَبُو مُحَمَّد الكتاب. وَقَالَ لي: امض إِلَى الأمير معز الدولة فأعرضه عليه واستأذنه فيه، ففعلت. فقال له الأمير:
استعلم ذلك وعرفنيه؛ فتقدم أَبُو مُحَمَّد المهلبي إِلَى أَبِي الْحَسَن البادغجي [1]- وهو صاحب المعونة- بعد المساجد والحمامات. قَالَ جدي: فأما المساجد فلا أذكر ما قيل فيها كثرة، أما الحمامات فكانت بضعة عشر ألف حمام. وعدت إِلَى معز الدولة وعرفته ذلك. فقال: اكتبوا في الحمّامات بأنها أربعة آلاف، واستدللنا من قوله على إشفاقه وحسده أباه على بلد هذا عظمه وكبره. وأخذ أَبُو مُحَمَّد وأخذنا نتعجب من كون الحمامات هذا القدر، وقد أحصيت في أيام المقتدر بالله فكانت سبعة وعشرين ألف حمام، وليس بين الوقتين من التباعد ما يقتضي هذا التفاوت. قَالَ هلال: وقيل: إنها كانت في أيام عضد الدولة خمسة آلاف حمام وكسرا [2] .
قال الشيخ أبو بكر: لم يكن ببغداد في الدنيا نظير في جلالة قدرها، وفخامة أمرها، وكثرة علمائها وأعلامها، وتميز خواصها وعوامها، وعظم أقطارها وسعة أطرارها [3] . وكثرة دورها ومنازلها، ودروبها وشعوبها، ومحالها وأسواقها، وسككها وأزقتها، ومساجدها وحماماتها، وطرزها وخاناتها، وطيب هوائها، وعذوبة مائها، وبرد ظلالها وأفيائها، واعتدال صيفها وشتائها، وصحة ربيعها وخريفها، وزيادة ما حصر من عدة سكانها. وأكثر ما كانت عمارة وأهلا في أيام الرشيد، إذ الدنيا قارة المضاجع، ودارة المراضع، خصيبة المراتع، مورودة المشارع. ثم حدثت بها الفتن، وتتابعت على أهلها المحن، فخرب عمرانها، وانتقل قطانها؛ إلا أنها كانت
__________
[1] في مطبوعة باريس: «البازغجي» .
[2] انظر الخبر في: المنتظم 8/82.
[3] في الأصل: «أطرازها» وما أثبتناه من مطبوعة باريس، وهو الموافق للمعنى. والأطرار: جمع طر، وهو شفير النهر والوادي، وطرف كل شيء وحرفه.(1/131)
قبل وقتنا؛ والسابق لعصرنا على ما بها من الاختلال والتناقص في جميع الأحوال، مباينة لجميع الأمصار، ومخالفة لسائر الديار.
ولقد حَدَّثَنِي القاضي أبو القاسم التّنوخيّ قال أخبرني أبي قال: نبأنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّد بْن صالح الهاشمي في سنة ستين وثلاثمائة قَالَ: أَخْبَرَنِي رجل يبيع سويق الحمص منفردا به وأسماه لي وأنسيته؛ أنه حصر ما يعمل في سويقه من هذا السويق كل سنة؛ فكان مائة وأربعين كرا، يكون حمصا مائتين وثمانين كرا، يخرج في كل سنة حتى لا يبقى منه شيء. ويستأنف عمل ذلك للسنة الأخرى. قَالَ: وسويق الحمص غير طيب، وإنما يأكله المتحملون والضعفاء شهرين أو ثلاثة عند عدم الفواكه؛ ومن لا يأكله من الناس أكثر [1] .
قال الشيخ أبو بكر: لو طلب من هذا السويق اليوم في جانبي بغداد مكوك واحد ما وجد.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ الوراق وأحمد بْن عَلِيّ المحتسب قالا: أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْن جعفر النحوي قَالَ نبأنا الحسن بن محمّد السكوني قال نبأنا مُحَمَّد بْن خلف قَالَ قَالَ أَبُو الفضل أَحْمَد بْن أَبِي طاهر: أخذ الطول من الجانب الشرقي من بغداد لأبي أَحْمَد- يَعْنِي الموفق بالله- عند دخوله مدينة السلام؛ فوجد مائتي حبل وخمسين حبلا أيضا وعرضه مائة وخمسة أحبل فتكون ستة وعشرين ألف جريب ومائتين وخمسين جريبا؛ ووجد الجانب الغربي- طوله- مائتين وخمسين حبلا وعرضه سبعون حبلا.
يكون ذلك سبعة عشر ألف جريب وخمسمائة جريب. فالجميع من ذلك ثلاثة وأربعون ألف جريب وسبعمائة وخمسون جريبا، من ذلك مقابر أربعة وسبعون جريبا.
باب ما ذكر في مقابر بغداد المخصوصة بالعلماء والزهاد
بالجانب الغربي في أعلى المدينة- مقابر قريش دفن بها مُوسَى بْن جعفر بْن مُحَمَّد ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وجماعة من الأفاضل معه.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّدِ بْنِ رامين الأستراباذي
__________
[1] انظر الخبر في: المنتظم 8/82. ونشوار المحاضرة وأخبار المذاكرة 1/66.(1/132)
قال أنبأنا أَحْمَد بْن جَعْفَرِ بْن حَمْدَانَ الْقَطِيعِيُّ قَالَ سمعت الْحَسَن بْن إِبْرَاهِيمَ أبا عَلِيّ الخلال يقول: ما همني أمر فقصدت قبر مُوسَى بْن جعفر فتوسلت به إلا سهل الله تعالى لي ما أحب.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن علي الوراق وأحمد بْن عَلِيّ المحتسب قالا: أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْن جعفر قال نا السكوني قال نبأنا مُحَمَّد بْن خلف قَالَ: وكان أول من دفن في مقابر قريش جعفر الأكبر بن المنصور وأول من دفن في مقابر باب الشام عَبْد الله بْن عَلِيّ، سنة سبع وأربعين ومائة، وهو ابْن اثنتين وخمسين سنة بمقبرة باب الشام أقدم مقابر بغداد، ودفن بها جماعة من العلماء والمحدثين والفقهاء، وكذلك مقبرة- باب التبن وهي على الخندق بإزاء قطيعة أم جعفر.
حَدَّثَنِي أَبُو يَعْلَى مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن الفراء الحنبلي قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو طاهر بْن أَبِي بكر قَالَ: حكى لي والدي عَنْ رجل كان يختلف إِلَى أَبِي بكر بْن مالك أنه قيل له: أين تحب أن تدفن إذا مت؟ فقال: بالقطيعة، وإن عَبْد الله بْن أَحْمَد بْن حَنْبَل مدفون بالقطيعة، وقيل له- يَعْنِي لعبد الله- في ذلك قَالَ: وأظنه كان أوصى بأن يدفن هناك. وقال: قد صح عندي أن بالقطيعة نبيا مدفونا، وأن أكون في جوار نبي أحب إلي من أن أكون في جوار أَبِي، ومقبرة- باب حرب، خارج المدينة وراء الخندق مما يلي طريق قطربل. معروفة بأهل الصلاح والخير، وفيها قبر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حَنْبَل، وبشر بْن الحارث. وينسب باب حرب إِلَى حرب بْن عَبْدِ اللَّهِ أحد صحابة أَبِي جعفر المنصور؛ وإليه تنسب أيضا المحلة المعروفة بالحربية.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ إسماعيل بن أحمد الحيري الضّرير قال أنبأنا أَبُو عَبْد الرَّحْمَن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن السلمي بنيسابور قال سمعت أبا بكر الراذي يقول سمعت عَبْد الله بْن مُوسَى الطلحي يقول سمعت أَحْمَد بْن الْعَبَّاسِ يقول: خرجت من بغداد فاستقبلني رجل عليه أثر العبادة. فقال لي: من أين خرجت؟ قلت: من بغداد، هربت منها لما رأيت فيها من الفساد؛ خفت أن يخسف بأهلها. فقال: ارجع ولا تخف؛ فإن فيها قبور أربعة من أولياء الله هم حصن لهم من جميع البلايا. قلت: من هم؟ قَالَ: ثم الإمام أَحْمَد بْن حَنْبَل ومعروف الكرخي. وبشر الحافي. ومنصور بْن عمار. فرجعت وزرت القبور. ولم أخرج تلك السنة.
قال الشيخ أبو بكر: أما قبر معروف فهو في مقبرة باب الدير. وأما الثلاثة الآخرون فقبورهم بباب حرب.(1/133)
حدّثني الحسن بن أبي طالب قال نا يوسف بن عمر القوّاس قال نا أبو مقاتل محمّد بن شجاع قال نا أبو بكر بن أبي الدنيا قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو يوسف بْن بختان- وكان من خيار المسلمين- قَالَ: لما مات أَحْمَد بْن حَنْبَل رأى رجل في منامه كأن على كل قبر قنديلا. فقال: ما هذا؟ فقيل له: أما علمت أنه نور لأهل القبور قبورهم بنزول هذا الرجل بين أظهرهم. قد كان فيهم من يعذب فرحم.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ الْحُسَيْنُ بْن عَلِيّ بْن عُبَيْدِ الله الطناجيري قال نا محمّد بن على ابن سويد المؤدّب قال نا عثمان بْن إِسْمَاعِيلَ بْن أَبِي بكر السكري قَالَ سمعت أَبِي يقول سمعت أَحْمَد بْن الدورقي يقول: مات جار لي فرأيته في الليل وعليه حلّتان قد كسي فقلت: إيش قصتك؟ ما هذا؟ قَالَ: دفن في مقبرتنا بشر بْن الحارث فكسي أهل المقبرة حلّتين حلّتين.
[قال الخطيب [1]] : وبنواحي الكرخ، مقابر عدة، منها مقبرة- باب الكناس مما يلي براثا، دفن فيها جماعة من كبراء أصحاب الحديث. ومقبرة- الشونيزي، فيها قبر سري السقطي وغيره من الزهاد، وهي وراء المحلة المعروفة بالتوثة بالقرب من نهر عِيسَى بْن عَلِيّ الهاشمي.
سمعت بعض شيوخنا يقول: مقابر قريش كانت قديما تعرف بمقبرة الشونيزي الصغير، والمقبرة التي وراء التوثة تعرف بمقبرة الشونيزي الكبير، وكان أخوان يقال لكل واحد منهما الشونيزي فدفن كل واحد منهما في إحدى هاتين المقبرتين ونسبت المقبرة إليه، ومقبرة- باب الدير وهي التي فيها قبر معروف الكرخي.
أَخْبَرَنَا إسماعيل بْن أَحْمَد الحيري قال أنبأنا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن السلمي قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَن بْن مقسم يقول سمعت أبا عَلِيّ الصفار يقول سمعت إِبْرَاهِيم الحربي يقول: قبر معروف الترياق المجرب.
أَخْبَرَنِي أَبُو إسحاق إِبْرَاهِيم بن عمر البرمكي قال نبأنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن بْن مُحَمَّد الزهري قَالَ سمعت أَبِي يقول: قبر معروف الكرخي مجرب لقضاء الحوائج. ويقال: إنه من قرأ عنده مائة مرة قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ
وسأل الله تعالى ما يريد قضى الله [له [2]] حاجته.
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، وأثبتناه من مطبوعة باريس.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، وأثبتناه من مطبوعة باريس.(1/134)
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عَبْدِ اللَّهِ الصوري قَالَ سمعت أبا الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن جميع يقول سمعت أبا عبد الله بن المحاملي يقول: أعرف قبر معروف الكرخي منذ سبعين سنة ما قصده مهموم إلا فرج الله همه. وبالجانب الشرقي مقبرة- الخيزران، فيها قبر مُحَمَّد بْن إسحاق بْن يسار صاحب السيرة، وقبر أَبِي حنيفة النعمان بْن ثابت إمام أصحاب الرأي.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْد اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد الصيمري قال أنبأنا عمر بن إبراهيم قال نبأنا عَلِيّ بْن ميمون قَالَ: سمعت الشافعي يقول: إني لأتبرك بأبي حنيفة وأجيء إِلَى قبره في كل يوم- يَعْنِي زائرا- فإذا عرضت لي حاجة صليت ركعتين وجئت إِلَى قبره وسألت الله تعالى الحاجة عنده، فما تبعد عني حتى تقضى. ومقبرة عَبْد الله بْن مالك، دفن بها خلق كثير من الفقهاء والمحدثين والزهاد والصالحين، وتعرف بالمالكية. ومقبرة باب البردان فيها أيضا جماعة من أهل الفضل، وعند المصلى المرسوم بصلاة العيد كان قبر يعرف بقبر النّذور. ويقال: إن المدفون فيه رجل من ولد عَلِيّ بْن أَبِي طالب رضي الله عنه يتبرك الناس بزيارته، ويقصده ذو الحاجة منهم لقضاء حاجته.
حَدَّثَنِي الْقَاضِي أَبُو القاسم عَلِيّ بْن المحسن التنوخي قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: كنت جالسا بحضرة عضد الدولة ونحن مخيمون بالقرب من مصلى الأعياد في الجانب الشرقي [من [1]] مدينة السلام، نريد الخروج معه إلى همدان في أول يوم نزل المعسكر، فوقع طرفه على البناء الذي على قبر النذور. فقال لي: ما هذا البناء؟
فقلت: هذا مشهد النذور، ولم أقل قبر لعلمي بطيرته من دون هذا، واستحسن اللفظة. وَقَالَ: قد علمت أنه قبر النذور، وإنما أردت شرح أمره. فقلت: هذا يقال إنه قبر عبيد الله بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن أَبِي طالب. ويقال إنه قبر عبيد الله بْن مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ [2] . وإن بعض الخلفاء أراد قتله خفيّا، فجعلت له هناك زبية وسير عليها وهو لا يعلم، فوقع فيها وهيل عليه التراب حيا، وإنما شهر بقبر النذور لأنه ما يكاد ينذر له نذر إلا صح، وبلغ الناذر ما يريد ولزمه الوفاء بالنذور، وأنا أحد من نذر له مرارا لا أحصيها كثرة، نذورا على
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، وأثبتناه من مطبوعة باريس.
[2] «ويقال إنه قبر عبيد الله بْن مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ» ساقط من مطبوعة باريس.(1/135)
أمور متعذرة فبلغتها ولزمني النذر فوفيت به. فلم يتقبل هذا القول، وتكلم بما دل أن هذا إنما يقع منه اليسير اتفاقا فيتسوق العوام بأضعافه، ويسيرون الأحاديث الباطلة فيه. فأمسكت. فلما كان بعد أيام يسيرة ونحن معسكرون في موضعنا، استدعاني في غدوة يوم، وَقَالَ: اركب معي إِلَى مشهد النذور، فركبت وركب في نفر من حاشيته إِلَى أن جئت به إِلَى الموضع، فدخله وزار القبر، وصلى عنده ركعتين سجد بعدهما سجدة أطال فيها المناجاة بما لم يسمعه أحد. ثم ركبنا معه إِلَى خيمته وأقمنا أياما، ثم رحل ورحلنا معه يريد همذان، فبلغناها وأقمنا فيها معه شهورا، فلما كان بعد ذلك استدعاني. وَقَالَ لي: ألست تذكر ما حدثتني به في أمر مشهد النذور ببغداد؟
فقلت: بلى، فقال: إني خاطبتك في معناه بدون ما كان في نفسي اعتمادا لإحسان عشرتك، والذي كان في نفسي في الحقيقة أن جميع يقال فيه كذب. فلما كان بعد ذلك بمديدة. طرقني أمر خشيت أن يقع ويتم وأعملت فكري في الاحتيال لزواله ولو بجميع ما في بيوت أموالي وسائر عساكري، فلم أجد لذلك فيه مذهبا، فذكرت ما أخبرتني به في النذر لمقبرة النذور. فقلت: لم لا أجرب ذلك؟ فنذرت إن كفاني الله تعالى ذلك الأمر أن أحمل إِلَى صندوق هذا المشهد عشرة آلاف درهم صحاحا، فلما كان اليوم جاءتني الأخبار بكفايتي ذلك الأمر، فتقدمت إِلَى أَبِي القاسم عَبْد العزيز بْن يوسف- يَعْنِي كاتبه- أن يكتب إلى أبي الرّيّان- وكان خليفته ببغداد- يحملها إِلَى المشهد. ثم التفت إِلَى عَبْد العزيز- وكان حاضرا- فقال له عَبْد العزيز: قد كتبت بذلك ونفذ الكتاب.
أَخْبَرَنِي عَلِيّ بْن أَبِي عَلِيّ الْمُعَدَّل قَالَ حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن عَبْدِ اللَّهِ أَبُو بكر الدوري الورّاق قال أنبأنا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّد بْن همام بْن سهيل الكاتب الشيعي قال نبأنا محمّد ابن موسى بن حمّاد البربري قال نبأنا سُلَيْمَان بْن أَبِي شيخ، وقلت له: هذا الذي بقبر النذور يقال إنه عبيد الله بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن علي بن أَبِي طالب، وعبيد الله بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ، مدفون في ضيعة له بناحية الكوفة يقال لها لُبَيَّا.
وَقَالَ أَبُو بكر الدوري قَالَ لي أَبُو مُحَمَّد الحسن بن محمّد بن أخي طاهر العلوي:
عبيد الله بْن مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ مدفون في ضيعة له بناحية الكوفة(1/136)
قال لها ألبي، وقبر النذور إنما هو قبر عبيد الله بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن عَلِيّ بْن الحسين ابن على بن أبي طالب؛ وأقدم المقابر التي بالجانب الشرقي مقبرة الخيزران.
فأخبرني أَبُو القاسم الأزهري قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَد بن إبراهيم قال نبأنا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عرفة قَالَ: وأما مقابر الخيزران؛ فمنسوبة إِلَى الخيزران أم مُوسَى وهارون- يَعْنِي ابني المهدي: وهي أقدم المقابر، فيها قبر أَبِي حنيفة، وقبر مُحَمَّد بْن إسحاق صاحب المغازي.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ الوراق وأحمد بْن عَلِيّ المحتسب قالا: أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْن جعفر قال نبأنا السكوني قال نبأنا مُحَمَّد بْن خلف قَالَ قَالَ بعض الناس: إن موضع مقابر الخيزران كان مقابر المجوس قبل بناء بغداد؛ وأول من دفن فيها البانوقة بنت المهدي؛ ثم الخيزران؛ ودفن فيها مُحَمَّد بْن إسحاق صاحب المغازي؛ والحسن بْن زَيْد؛ والنعمان بْن ثابت؛ وقيل هشام بْن عروة.
قال الشيخ أبو بكر: كان المشهور عندنا أن قبر هشام بْن عروة في الجانب الغربي وراء الخندق أعلى مقابر باب حرب، وهو ظاهر معروف هناك، وعليه لوح منقوش فيه أنه قبر هشام. مع ما.
أَخْبَرَنَا به الْحَسَن بْن عَلِيّ الجوهري قال أنبأنا محمّد بن العبّاس الخزّاز. وأخبرنا الأزهري قَالَ أنبانا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن موسى قال نا أَبُو الحسين بْن المنادي قَالَ: أَبُو المنذر: هشام بْن عروة بْن الزبير بْن العوام القرشي، مات أيام خلافة أَبِي جعفر في سنة ست وأربعين ومائة، ودفن بالجانب الغربي خارج السور نحو باب قطربل.
فحدثني أَبُو طاهر حمزة بْن مُحَمَّد بْن طاهر الدقاق- وكان من أهل الفهم وله قدم في العلم- أنه سمع أبا الحسين أَحْمَد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن الخضر: ينكر أن يكون قبر هشام ابن عروة بْن الزبير، هو المشهور بالجانب الغربي. وَقَالَ: هذا قبر هشام بْن عروة المروزي صاحب ابْن المبارك، وإنما قبر هشام بْن عروة بْن الزبير بالخيزرانية من الجانب الشرقي.
ثم أَخْبَرَنَا أَبُو بكر البرقانيّ قال أنبأنا عبد الرّحمن بن عمر الخلّال قال نا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة قال نا جدي. قَالَ: هشام بْن عروة يكنى أبا المنذر، توفي ببغداد سنة ست وأربعين ومائة. وقد قيل: إن قبره في مقابر الخيزران.(1/137)
وأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ الحسين بْن الْعَبَّاسِ قَالَ أنبأنا جدي لأمي إسحاق بن محمد النعالي قال أنبأنا عبد الله بن إسحاق المدايني قال نبأنا قعنب بن المحرّز- أَبُو عمرو الباهلي- قَالَ: مات عَبْد الملك بْن أَبِي سُلَيْمَان، وهشام بْن عروة ببغداد سنة خمس وأربعين ومائة، ودفنا بسوق يَحْيَى. ومقبرة الخيزران بالقرب من سوق يَحْيَى، وإليها أشار قعنب بن المحرّز. ونرى أن قول أَحْمَد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن الخضر هو الصواب، إلا أنا لا نعرف في أصحاب بْن المبارك من يسمى هشام بْن عروة، ولا نعلم أيضا روي العلم عن أحد سمي هشاما واسم أَبِيهِ عروة، سوى هشام بْن عروة بْن الزبير بْن العوام. والله أعلم. وبالقرب من القبر المنسوب إِلَى هشام بالجانب الغربي: قبور جماعة تعرف بقبور الشهداء، ولم أزل أسمع العامة تذكر أنها قبور قوم من أصحاب أمير المؤمنين عَلِيّ بْن أَبِي طالب، كانوا شهدوا معه قتال الخوارج بالنهروان وارتثوا في الوقعة، ثم لما رجعوا أدركهم الموت في ذلك الموضع فدفنهم عَلِيّ هناك. وقيل: إن فيهم من له صحبة، وقد كان حمزة بْن مُحَمَّد بْن طاهر ينكر أيضا ما اشتهر عند العامة من ذلك، وسمعته يزعم أنه لا أصل له، والله أعلم.
ذكر خبر المدائن على الاختصار وتسمية من وردها من الصحابة الأبرار
قال الشيخ الإمام الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت: إنما أوردنا ذكر المدائن في كتابنا لقربها من مدينتنا، وذلك أن المسافة إليها بعض يوم فكانت في القرب منا كالمتصلة بنا، سنورد في هذا الكتاب أسماء من كان من أهل العلم بالنواحي القريبة من بغداد، كالنهروان، وعكبرا، والأنبار، وسر من رأى. وما أشبه ذلك عند وصولنا إِلَى ذكرها إن شاء الله، فأما تقديمنا ذكر المدائن فإنما فعلنا ذلك تبركا بأسماء الصحابة الذين وردوها، والسادة الأفاضل الذين نزلوها، وقد قبر بالمدائن غير واحد من الصحابة والتابعين رحمة الله عليهم [1] .
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أحمد بن الحسن بن أحمد الحرشي بنيسابور قال نا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم.
وأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ المعدل قال أنبأنا محمّد بن عمرو بن البختري الرّزّاز.
__________
[1] من أول الفقرة حتى هنا ساقطة من متن الأصل وأثبتت علي هامش الأصل.(1/138)
وأَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَرْبِيُّ قَالَ نبأنا حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ.
وأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ شَاذَانَ قَالَ أنبأنا مكرم بن أحمد القاضي قالوا:
نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ حَيَّانَ الْمَدَائِنِيُّ قَالَ نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ- هُوَ ابْنُ عَطِيَّةَ- قَالَ نبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمٍ عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: «مَنْ مَاتَ مِنْ أَصْحَابِي بِأَرْضٍ كَانَ نُورُهُمْ وَقَائِدُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ [1] » .
وقيل: إنما سميت المدائن لكثرة ما بنى بها الملوك والأكاسرة، وأثروا فيها من الآثار. وهي على جانبي دجلة شرقا وغربا، ودجلة تشق بينهما، وتسمى: المدينة الشرقية العتيقة وفيها القصر الأبيض القديم الذي لا يدرى من بناه، ويتصل بالمدينة التي كانت الملوك تنزلها. وفيها الإيوان، وتعرف- بأسبانبر- وأما المدينة الغربية فتسمى بهر سير، وكان الإسكندر أجل ملوك الأرض [نزلها [2]] وقيل إنه ذو القرنين الذي ذكره الله تعالى في كتابه فقال: إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْناهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً فَأَتْبَعَ سَبَباً
[الكهف 84] . وبلغ مشارق الأرض ومغاربها، وله في كل إقليم أثر، فبنى بالمغرب الإسكندرية، وبنى بخراسان العليا على ما يقال سمرقند ومدينة الصغد، وبنى بخراسان السفلى مرو وهراة، وبنى بناحية الجبل جي مدينة أصبهان، وبنى مدنا أخر كثيرة من نواحي الأرض وأطرافها وجول الدنيا كلها ووطئها، فلم يختر منها منزلا سوى المدائن فنزلها. وبنى بها مدينة عظيمة وجعل عليها سورا أثره باق إِلَى وقتنا هذا موجود بالأثر، وهي المدينة التي تسمى الرومية في جانب دجلة الشرقي، وأقام الإسكندر بها راغبا عَنْ بقاع الأرض جميعا وعن بلاده ووطنه. وذكر بعض أهل العلم: أنها لم تزل مستقرة بعد أن دخلها حتى مات بها. وحمل منها فدفن بالإسكندرية لمكان والدته فإنها كانت باقية هناك. وقد كان ملوك الفرس لهم حسن التدبير والسياسة والنظر في الممالك، واختيار المنازل، فكلهم اختار المدائن وما جاورها لصحة تربتها وطيب هوائها، واجتماع مصب دجلة والفرات بها، ويذكر عَنِ الحكماء أنهم يقولون: إذا أقام الغريب على دجلة من بلاد الموصل تبين في بدنه قوة. وإذا أقام بين دجلة والفرات بأرض بابل تبين في فطنته ذكاء وحدة وفي عقله زيادة وشدة. وذلك الذي أورث أهل بغداد الاختصاص بحسن الأخلاق والتفرّد
__________
[1] انظر الحديث في: تاريخ بن عساكر 1/265. وكنز العمال 16/325. وكشف الخفا 2/387.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، وأثبتناه من مطبوعة باريس.(1/139)
بجميل الأوصاف، وقل ما اجتمع اثنان متشاكلان وكان أحدهما بغداديا إلا كان المقدم في لطف الفطنة، وحسن الحيلة، وحلاوة القول، وسهولة البذل؛ ووجد ألينهما معاملة، وأجملهما معاشرة، وكان حكم المدائن إذ كانت عامرة آهلة هذا الحكم.
ولم تزل دار مملكة الأكاسرة؛ محل كبار الأساورة، ولهم بها آثار عظيمة، وأبنية قديمة. منها الإيوان العجيب الشأن، لم أر في معناه أحسن منه صنعة، ولا أعجب منه عملا؛ وقد وصفه أَبُو عبادة الوليد بْن عبيد البحتري في قصيدته التي أولها:
صنت نفسي عما يدنس نفسي ... وترفعت عَنْ جدا كل جبس
إِلَى أن قَالَ:
وكان الإيوان من عجب الصّن ... عة جوب في جنب أرعن جلس
يتظنى من الكآبة إذ يب ... دو لعيني مصبح أو ممسي
مزعجا بالفراق عَنْ أنس ألف ... عز أو مرهقا بتطليق عرس
عكست حظّه الليالي وبات ال ... مشترى فيه وهو كوكب نحس
فهو يبدى تجلدا وعليه ... كلكل من كلاكل الدهر مرسي
لم يعبه أن بزّ من بسط الدي ... باج واستل من ستور الدمقس
مشمخر تعلو له شرفات ... رفعت في رءوس رضوى وقدس
لابسات من البياض فما تب ... صر منها إلا سبائخ [1] برس
ليس يدرى أصنع إنس لجن ... سكنوه أم صنع جن لإنس
غير أني أراه يشهد أن لم ... يك بانيه في الملوك بنكس
أنشدني الحسن بْن مُحَمَّد بْن القاسم العلوي قَالَ أنشدنا أَحْمَد بْن عَلِيّ البتي قَالَ أنشدنا أَبُو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله القطّان قال أنشدنا البحتريّ لنفسه قال:
صنت نفسي عما يدنس نفسي
وذكر القصيدة بطولها.
أَخْبَرَنِي عَلِيّ بْن أيوب القمي قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْن عمران الكاتب قَالَ: أَخْبَرَنِي الصولي قَالَ: سمعت عَبْد الله بْن المعتز يقول: لو لم يكن للبحتري من الشعر غير قصيدته السينية في وصف إيوان كسرى- فليس للعرب سينية مثلها- وقصيدته في
__________
[1] في ديوان البحتري: «إلا فلائل» .(1/140)
وصف البركة، لكان أشعر الناس في زمانه. والذي بنى الإيوان على ما ذكر عَبْد الله ابن مسلم بْن قتيبة: هو سابور بْن هرمز المعروف بذي الأكتاف؛ وقد بنى أيضا ببلاد فارس وخراسان مدنا كثيرة، وله في كتب سير العجم أخبار عجيبة؛ وذكر أن مدة ملكه كانت اثنتين وسبعين سنة.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بن علي الجوهري قال: أنبأنا محمد بن عمران المرزباني قال: نبأنا أبو الحسين عبد الواحد بن محمّد الحصيني [1] قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَد بْن إِسْمَاعِيلَ قَالَ: لما صارت الخلافة إِلَى المنصور هم بنقض إيوان المدائن فاستشار جماعة من أصحابه وكلهم أشار بمثل ما هم به وكان معه كاتب من الفرس فاستشاره في ذلك فقال له: يا أمير المؤمنين، أنت تعلم أن رسول لله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خرج من تلك القرية- يعني المدينة- وكان له مثل ذلك المنزل، ولأصحابه مثل تلك الحجر، فخرج أصحاب ذلك الرسول حتى جاءوا مع ضعفهم إِلَى صاحب هذا الإيوان مع عزته وصعوبة أمره، فغلبوه وأخذوه من يديه قسرا وقهرا ثم قتلوه، فيجيء الجائي من أقاصي الأرض فينظر إِلَى تلك المدينة وإلى هذا الإيوان، ويعلم أن صاحبها قهر صاحب هذا الإيوان، فلا يشك أنه بأمر الله تعالى وأنه هو الذي أيده وكان معه ومع أصحابه، وفي تركه فخر لكم. فاستغشه المنصور واتهمه لقرابته من القوم، ثم بعث في نقض الإيوان فنقض منه الشيء اليسير، ثم كتب إليه: هو ذا يغرم في نقضه أكثر مما يسترجع منه وأن هذا تلف الأموال وذهابها فدعا الكاتب واستشاره فيما كتب إليه. فقال: لقد كنت أشرت بشيء لم يقبل مني، فأما الآن فإني آنف لكم أن يكون أولئك بنوا بناء تعجزون أنتم عَنْ هدمه، والصواب أن تبلغ به الماء، ففكر المنصور فعلم أنه قد صدق.
ثم نظر فإذا هدمه يتلف الأموال فأمر بالإمساك عنه [2] .
أَخْبَرَنِي عُبَيْد الله بْن أَبِي الفتح الفارسي قال نبأنا إسماعيل بن سعيد بن سويد قال نبأنا الحسين بن القاسم الكوكبي قال نبأنا أَبُو الْعَبَّاسِ المبرد قَالَ أَخْبَرَنِي القاسم بْن سهل النوشجاني: أن ستر باب الإيوان أحرقه المسلمون لما افتتحوا المدائن، فأخرجوا منه ألف ألف مثقال ذهبا، فبيع المثقال بعشرة دراهم، فبلغ ذلك عشرة آلاف ألف درهم [3] .
__________
[1] في الأصل: «الخصيبي» .
[2] انظر الخبر في: المنتظم 8/73- 74.
[3] إلى هنا تنتهي مطبوعة باريس التي طبعت في 93 صفحة بإشراف جورج سالمون في سنة 1904 م- 1321 هـ-. بمطبعة برطرند- في مدينة سالون.(1/141)
ذكر بشارة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أصحابه أن الله يفتح المدائن على أمته
قال الخطيب:
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الحافظ بأصبهان قال نبأنا محمّد ابن أحمد بن الحسن نبأنا إسحاق بن الحسن الحربيّ نبأنا هوذة بن خليفة قال نبأنا عَوْفٌ عَنْ مَيْمُونٍ قَالَ حَدَّثَنِي الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ قَالَ: لَمَّا كَانَ حِينَ أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَفْرِ الْخَنْدَقِ، عرضت لَنَا فِي بَعْضِ الْخَنْدَقِ صَخْرَةٌ عَظِيمَةٌ شَدِيدَةٌ لا تَأْخُذُ فِيهَا الْمَعَاوِلُ.
قَالَ: فَاشْتَكَيْنَا ذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا رآها ألقى ثوبه، وأخذ المعول فقال: «باسم اللَّهِ» ثُمَّ ضَرَبَ ضَرْبَةً فَكَسَرَ ثُلُثَهَا. وَقَالَ: «اللَّهُ أَكْبَرُ، أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ الشَّامِ، واللَّهِ إِنِّي لأُبْصِرُ قُصُورَهَا الْحُمْرَ السَّاعَةَ» ، ثُمَّ ضَرَبَ الثَّانِيَةَ فَقَطَعَ ثُلُثًا آخَرَ. فَقَالَ: «اللَّهُ أَكْبَرُ، أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ فَارِسَ، وَاللَّهِ إِنِّي لأُبْصِرُ قَصْرَ الْمَدَائِنِ الأَبْيَضَ» ، ثُمَّ ضَرَبَ الثالثة وقال: «باسم اللَّهِ» فَقَطَعَ بَقِيَّةَ الْحَجَرِ. وَقَالَ: «اللَّهُ أَكْبَرُ، أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ الْيَمَنِ، وَاللَّهِ إِنِّي لأُبْصِرُ أَبْوَابَ صَنْعَاءَ مِنْ مَكَانِي هَذَا السَّاعَةَ [1] »
. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بن الحسين القطّان أنبأنا أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ الْقَاضِي قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو دَاوُدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مَعْشَرٍ قَالَ نبأنا أبي قال نبأنا أَبُو مَعْشَرٍ عَنْ بَعْضِ الْمَشْيَخَةِ. قَالَ كَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُذَافَةَ إِلَى كِسْرَى: مِنْ محمّد رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى كِسْرَى عَظِيمِ فَارِسَ، أَنْ أَسْلِمْ تَسْلَمْ، مَنْ شَهِدَ شَهَادَتَنَا، وَاسْتَقْبَلَ قِبْلَتَنَا، وَأَكَلَ ذَبِيحَتَنَا، فَلَهُ ذِمَّةُ اللَّهِ وَذِمَّةُ رَسُولِهِ» . فَلَمَّا قَرَأَ الْكِتَابَ. قَالَ: عَجَزَ صَاحِبُكُمْ أَنْ يَكْتُبَ إِليَّ إِلا فِي كَرَاعٍ. قَالَ: فَدَعَا بِالْجَلَمَيْنِ فَقَطَعَهُ، ثُمَّ دَعَا بِالنَّارِ فَأَحْرَقَهُ، ثُمَّ نَدِمَ. فَقَالَ:
لا بُدَّ أَنْ أُهْدِيَ لَهُ هَدِيَّةً، قَالَ: فَكَلَّمَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُذَافَةَ كَلامًا شَدِيدًا. قَالَ فأدرج له شققا مِنْ دِيبَاجٍ وَحَرِيرٍ فَأَهْدَاهَا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ فَبَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ:
«مَزَّقَ كسرى كتابي ليمزّقن الله مُلْكُهُ [كُلَّ مُمَزَّقٍ [2]] ، ثُمَّ لَيَهْلِكَنَّ كِسْرَى ثُمَّ لا يَكُونُ كِسْرَى بَعْدَهُ، وَلَيَهْلِكَنَّ قَيْصَرُ ثُمَّ لا يَكُونُ قَيْصَرُ بَعْدَهُ، وَلَتُنْفَقَنَّ كُنُوزُهُمَا فِي سبيل الله عز وجل [3] » .
__________
[1] انظر الحديث في: تاريخ ابن عساكر 1/88. والدر المنثور 5/186. ومسند الإمام أحمد 4/303.
وفتح الباري 1/439. والمصنف لابن أبى شيبة 11/243.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] انظر الحديث في: صحيح البخاري، كتاب الجهاد، نصب الراية 4/421. ودلائل النبوة للبيهقي 4/388. والبداية والنهاية 4/269. وتاريخ ابن عساكر 7/356.(1/142)
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدّل قال أنبأنا الحسين بن صفوان البرذعيّ قال نبأنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ قَالَ: لَمَّا خَرَجَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ إِلَى صِفِّينَ؛ مَرَّ بِخَرَابِ الْمَدَائِنِ فَتَمَثَّلَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ:
جَرَتِ الرِّيَاحُ عَلَى مَحَلِّ دِيَارِهِمْ ... فَكَأَنَّمَا كَانُوا عَلَى مِيعَادِ
وَإِذَا النَّعِيمُ وَكُلُّ مَا يُلْهَى بِهِ ... يَوْمًا يَصِيرُ إِلَى بِلًى وَنَفَادِ
فَقَالَ على عليه السّلام: لا تَقُلْ هَكَذَا؛ وَلَكِنْ قُلْ كَمَا قَالَ الله تعالى عَزَّ وَجَلَّ:
كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ. وَزُرُوعٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ. وَنَعْمَةٍ كانُوا فِيها فاكِهِينَ.
كَذلِكَ وَأَوْرَثْناها قَوْماً آخَرِينَ
[الدخان 25: 28] . إِنَّ هَؤُلاءِ الْقَوْمَ كَانُوا وَارِثِينَ فَأَصْبَحُوا مَوْرُوثِينَ؛ وَإِنَّ هَؤُلاءِ الْقَوْمَ اسْتَحَلُّوا الْحُرُمَ فَحَلَّتْ بِهِمُ النِّقَمُ. وكان فتح المدائن في صفر من سنة ست عشرة للهجرة؛ وهي السنة الرابعة من خلافة أمير المؤمنين عُمَر بْن الخطاب رضي الله عنه، وفتحت على يد سعد بْن أَبِي وقاص، وفي قصة فتحها أخبار كثيرة يطول شرحها- وهي مذكورة في كتب الفتوح- ولا حاجة بنا إِلَى إيرادها في هذا الموضع. وإنما غرضنا ذكر من سمي لنا من مشهوري الصحابة الذين وردوا المدائن دون غيرهم، رحمة الله وبركاته عليهم.
فممن حفظ لنا أنه وردها من جلة أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
1- أمير المؤمنين، وابن عم خاتم النبيين: علي بْن أَبِي طالب، واسم أَبِي طالب [1] : عَبْد مناف بْن عَبْد المطلب بْن هاشم بْن عَبْد مناف بْن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة ابن إلياس بْن مضر بْن نزار بْن معد بْن عدنان، يكنى: أبا الْحَسَن، وأبا تراب:
وأمه فاطمة بنت أسد بْن هاشم بْن عَبْد مناف، وهي أول هاشمية ولدت لهاشمي، وعلي أول من صَدَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من بني هاشم، وشهد المشاهد معه، وجاهد بين يديه، ومناقبه أشهر من أن تذكر، وفضائله أكثر من أن تحصر، وكان ورود المدائن في طريقه لما قاتل الخوارج بالنهروان؛ ولما خرج إلى صفين أيضا.
__________
[1] 1 انظر: طبقات ابن سعد 2/337، 3/19، 6/12. وتاريخ الدوري 2/418. وتاريخ الدارمي.
ترجمة 233، 568، 828. وكلام ابن معين، رواية ابن طهمان ت 57، 358. وطبقات خليفة بن خياط 4، 126، 189. ومسند الإمام أحمد 1/57. والعلل له 79، 180، 187، 293، 337. وفضائل-(1/143)
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر قال أنبأنا أحمد بن كامل القاضي قال نا أبو يحيى الناقد قال ثنا محمّد بن جعفر الفيدي قال نبأنا محمّد فضيل عن الأجلح قال نبأنا قَيْسُ بْنُ مُسْلِمٍ وَأَبُو كُلْثُومٍ عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ وَهُوَ بِالْمَدَائِنِ: جَاءَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «إنه خَرَجَ إِلَيْكَ نَاسٌ مِنْ أَرِقَّائِنَا لَيْسَ بِهِمُ الدين تعيذا [1] فَارْدُدْهُمْ عَلَيْنَا» . فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ: صَدَقَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَنْ تَنْتَهُوا يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ حَتَّى يَبْعَثَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ رَجُلا امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ بِالإِيمَانِ يَضْرِبُ أَعْنَاقَكُمْ؛ وَأَنْتُمْ مُجْفِلُونَ عَنْهُ إجْفَالَ النِّعَمِ» فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: «لا» . قَالَ لَهُ عُمَرُ: أَنَا هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: «لا، وَلَكِنَّهُ خَاصِفُ النَّعْلِ» . قَالَ: وَفِي كَفِّ عَلِيٍّ نَعْلٌ يَخْصِفُهَا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [2]
. أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْحَسَن الشاهد بالبصرة قال نبأنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ المادرائي قال نبأنا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ أَبِي غَرْزَةَ قَالَ نبأنا على بن قادم قال نبأنا عَلِيُّ بْنُ عَابِسٍ عَنْ مُسْلِمٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: اسْتَنُبِئَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الاثْنَيْنِ، وَأَسْلَمَ عَلِيٌّ يَوْمَ الثُّلاثَاءِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ الصّلحي قال أنبأنا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يعقوب الجرجرائي قَالَ نبأنا أَبُو جعفر مُحَمَّد بْن معاذ الهروي قَالَ نبأنا أَبُو داود سُلَيْمَان بْن معبد السنجي قَالَ نبأنا الهيثم بن عدي قال نبأنا جعفر بْن مُحَمَّد عَنْ أَبِيهِ قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعليّ ابن سبع سنين.
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ قَالَ نبأنا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى النيسابوري قَالَ أنبأنا
__________
الصحابة له 1/528، 2/563. والتاريخ الكبير 6/ت 2343. والصغير أيضا. والكنى لمسلم ورقة 22. والثقات للعجلي ورقة 40. وسؤالات الآجرى 4/ورقة 13. والقضاة لوكيع.
1/84، 2/194. والجرح 6/ت 1055. ورجال صحيح مسلم لابن منجويه الورقة 123. وطبقات الصوفية 2، 8، 39، 42، 79، 249، 292، 336، 370. والاستيعاب 3/1089. والمنتظم لابن الجوزي 5/172. والتلقيح له 63، 76، 84، 110. وتهذيب الأسماء 1/344. وأسد الغابة 4/16.
والكاشف 2/ت 3986. وتجريد أسماء الصحابة 1/ت 4236. وتذكرة الحفاظ 10. وتذهيب التهذيب 3/ورقة 64. وغاية النهاية 546. ونهاية السول ورقة 253. وتهذيب التهذيب 7/334- 339. والإصابة 2/ت 5688. والتقريب 2/39. والخلاصة للخزرجي 2/ت 5001. وشذرات الذهب 1/9، 15، 25، 26، 33، 35، 40، 49، 51، 57، 62، 64. وتهذيب الكمال 4089 (20/472- 490) . وحلية الأولياء 1/61- 87.
[1] هكذا بالأصل، ولعله تعوذا.
[2] انظر الحديث في: كنز العمال 36373، 36351. ومسند الإمام أحمد 3/82. والمصنف لابن أبي شيبة 12/63، 64. ومجمع الزوائد 5/186، 9/133.(1/144)
محمّد بن إسحاق الثقفي قال نبأنا قتيبة قال نبأنا الليث عَنْ أَبِي الأسود عمن حدثه:
أن عَلِيّ بْن أَبِي طالب أسلم وهو ابْن ثمان سنين.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الحُسَيْن بْن الفضل القطان قال أنبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دَرَسْتَوَيْهِ النَّحْوِيُّ قال نبأنا يَعْقُوب بْن سفيان قَالَ سمعت سُلَيْمَان بْن حرب يقول:
شهد عَلِيّ بدرا وهو ابْن عشرين سنة؛ وشهد الفتح وهو ابْن ثمان وعشرين سنة.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد المعدل قال أنبأنا الحسين بن صفوان البرذعيّ قال نبأنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا قال نبأنا محمّد بن سعد قال أنبأنا محمّد بن عمر قال نبأنا أَبُو بَكْر بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن أَبِي سبرة عَنْ إِسْحَاقَ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن أَبِي فروة قال:
سألت أبا جعفر بْن عَلِيّ: كم كان سن عَلِيّ يوم قتل؟ قَالَ: ثلاثا وستين سنة. قلت:
ما كانت صفته؟ قَالَ: رجل آدم شديد الأدمة، ثقيل العينين عظيمهما، ذو بطن، أصلع؛ هو إِلَى القصر أقرب. قلت: أين دفن؟ فقال: بالكوفة ليلا وقد غبّي عني دفنه.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيّ بْن أَحْمَد بْنِ عُمَرَ المقرئ قال أنبأنا علي بن أحمد بن أبي قيس الرَّفَّاء قال أنبأنا أبو بكر بن أبي الدّنيا قال نبأنا عباس بْن هشام عَنْ أَبِيهِ قَالَ: بويع عَلِيّ بْن أَبِي طالب بْن عَبْد المطلب بْن هاشم بْن عَبْد مناف بالمدينة يوم الجمعة حين قتل عثمان، لاثنتي عشرة ليلة بقين من ذي الحجة؛ فاستقبل المحرم سنة ست وثلاثين. قَالَ غير عباس: وكانت بيعته في دار عمرو بْن محصن الأنصاري، ثم أحد بني عمرو بْن مبذول يوم الجمعة، ثم بويع بيعته العامة من الغد يوم السبت فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد القرشي قال نبأنا أَبُو عُمَر الزاهد مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد قَالَ أَخْبَرَنِي السياري قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ بْن مسروق الطوسي قَالَ أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حَنْبَل قَالَ: كنت بين يدي أَبِي جالسا ذات يوم؛ فجاءت طائفة من الكرخيين فذكروا خلافة أبي بكر وعمر بْن الخطاب وخلافة عثمان بْن عفان فأكثروا، وذكروا خلافة عَلِيّ بْن أَبِي طالب وزادوا فأطالوا، فرفع أَبِي رأسه إليهم، فقال: يا هؤلاء! قد أكثرتم القول في عَلِيّ والخلافة والخلافة وعلى، إن الخلافة لم تزيّن عليّا بل على زينها، قَالَ السياري: فحدثت بهذا بعض الشيعة. فقال لي: قد أخرجت نصف ما كان في قلبي على أَحْمَد بْن حَنْبَل من البغض.
أخبرنا على بن القاسم البصريّ قال نبأنا على بن إسحاق المادرائي قال نبأنا الصّاغانيّ محمّد بن إسحاق قال نبأنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانٍ الْوَرَّاقُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عبد الله(1/145)
الْمُحَلِّمِيُّ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَلِيٍّ: «مَنْ أَشْقَى الأَوَّلِينَ؟» قَالَ: عَاقِرُ النَّاقَةِ. قَالَ: «فَمَنْ أَشْقَى الآخِرِينَ؟» قَالَ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ.
قَالَ: «قَاتِلُكَ [1] »
. أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن رزق البزاز قَالَ أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق قَالَ أنبأنا حنبل بن إسحاق قال حدثني أبو عبد الله- يعني أحمد بن حنبل- قال نا إِسْحَاق بْن عِيسَى عَنْ أَبِي معشر. قَالَ حنبل: نا عاصم بن على قال نا أبو معشر قال: وقتل على ابن أَبِي طالب في رمضان يوم الجمعة؛ لسبع عشرة ليلة في رمضان سنة أربعين، وكانت خلافته خمس سنين إلا ثلاثة أشهر.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن أَحْمَد بن عمر المقرئ قال أنبأنا علي بن أحمد بن أبي قيس قَالَ نبأنا عَبْدُ الله بْن مُحَمَّد بْن عبيد قَالَ نبأنا الحسين بن على العجليّ قال نبأنا حسين الجعفي قَالَ: سمعت سفيان بْن عيينة يسأل جعفر بْن مُحَمَّد: كم كان لعلي يوم قتل؟
قَالَ: ثمان وخمسون سنة.
أَخْبَرَنَا ابن بشران قال أنبأنا الحسين بن صفوان قال نا ابن أبي الدّنيا قال نا محمّد ابن سعد قال أنبأنا محمّد بن عمر قال نا عَلِيّ بْن عُمَر بْن عَلِيّ بْن حسين عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عَقِيلٍ قَالَ: سمعت ابْن الحنفية يقول سنة الجحاف حين دخلت إحدى وثمانون: هذه لي خمس وستون سنة قد جاوزت سن أَبِي. قلت: وكم كانت سنه يوم قتل؟ قَالَ: ثلاث وستون [2] . قَالَ مُحَمَّد بْن سعد: ودفن علي بالكوفة عند مسجد الجامع في قصر الإمارة.
أخبرنا ابن رزق قال أنبأنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عِيسَى الْكُوفِيُّ قال نبأنا محمّد ابن مَنْصُورٍ الْمُرَادِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ- يَعْنِي أَحْمَدَ بْنَ عِيسَى الْعُلَوِيَّ- قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: دَفَنْتُ أَبِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فِي حَجَلَةٍ، أَوْ قَالَ- فِي حُجْرَةٍ- مِنْ دُورِ آلِ جَعْدَةَ بْنِ هُبَيْرَةَ.
أَخْبَرَنَا حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق قال أنبأنا الوليد بن بكر الأندلسي قال
__________
[1] انظر الحديث في: طبقات ابن سعد 3/1/22. والمعجم الكبير للطبراني 8/45. والمطالب العالية 1/45. وفتح الباري 7/74. والأحاديث الصحيحة 3/78. ومجمع الزوائد 9/136. والبداية والنهاية 7/325، 326. وكنز العمال 36563، 36577، 36578، 36587. والمنتظم لابن الجوزي 5/174.
[2] انظر الخبر في: طبقات بن سعد 3/1/25.(1/146)
حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي قال نا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد اللَّهِ العجلي قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: وعلي بْن أَبِي طالب قتل بالكوفة، قتله عَبْد الرّحمن بن ملجم المرادي، وقتل عبد الرّحمن الحسن بن على، ودفن عَلِيّ بالكوفة فلا يعلم أين موضع قبره [1] ؟.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الحسين القطان قَالَ أنبأنا عبد الله بن إسحاق الخراساني قال نبأنا أبو زيد بن طريف قال نبأنا إسماعيل بن موسى قال نبأنا أَبُو المحياة عَنْ عَبْد الملك بْن عمير قَالَ: لما حفر خالد بْن عَبْدِ اللَّهِ أساس دار يزيد ابنه، استخرجوا شيخا مدفونا أبيض الرأس واللحية. فقال: أتحب أن أريك عَلِيّ بْن أَبِي طالب؟ فكشف لي فإذا بشيخ أبيض الرأس واللحية، كأنما دفن بالأمس طري- وزاد في الحديث إسماعيل بْن بهرام- فقال: يا غلام عَلِيّ بحطب ونار. فقال: الهيثم بن العربان، أصلح الله الأمير ليس يريد القوم منك هذا كله. فقال: يا غلام عَلِيّ بقباطي، فلفه فيها وحنطه وتركه مكانه.
قَالَ أَبُو زَيْد بْن طريف: هذا الموضع بحذاء باب الوراقين مما يلي قبلة المسجد بيت إسكاف، وما يكاد يقر في ذلك الموضع أحد إلا انتقل عنه.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيم بْن مَخْلَدِ بْن جَعْفَرٍ الْمُعَدَّلُ قَالَ نا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الحكيمي قَالَ نا أَبُو قلابة.
(ح) وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بكر قال أنبأنا عبد الله بن إسحاق الحسن بن إبراهيم البغويّ قال نا عَبْد الملك بْن مُحَمَّد- وهو أَبُو قلابة الرقاشي- قال نبأنا الْحَسَن بْن مُحَمَّد النخعي قَالَ: جاء رجل إِلَى شريك فقال: أين قبر عَلِيّ بْن أَبِي طالب؟
فأعرض عنه، حتى سأله ثلاث مرات. فقال له في الرابعة: نقله والله الْحَسَن بْن عَلِيّ إِلَى المدينة- هذا لفظ حديث البغوي- قَالَ: وَقَالَ عَبْد الملك: وكنت عند أَبِي نعيم فمر قوم على حمير. قلت: أين يذهب هؤلاء؟ قَالَ: يأتون إِلَى قبر عَلِيّ بْن أَبِي طالب، فالتفت إلي أَبُو نعيم. فقال: كذبوا، نقله الْحَسَن ابنه إِلَى المدينة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مَخْلَدٍ الْوَرَّاقُ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عمران قال نا إسماعيل الصّفّار قال نا المبرد عَنْ مُحَمَّد بْن حبيب قَالَ: أول من حول من قبر إِلَى قبر أمير المؤمنين عَلِيّ بْن أَبِي طالب، حوله ابنه الحسن.
__________
[1] انظر الخبر في: المنتظم لابن الجوزي 5/177.(1/147)
أَخْبَرَنِي الحسن بن أبي بكر قَالَ كتب إليَّ مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عمران الجوري من شيراز أن أَحْمَد بْن حمدان بْن الخضر أخبرهم قال نا أَحْمَد بْن يونس الضبي قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو حسان الزيادي قَالَ: دفن عَلِيّ بالكوفة عند قصر الإمارة عند المسجد الجامع ليلا، وعمي موضع قبره. ويقال: دفن في موضع القصر. ويقال: في الرحبة التي تنسب إليه. ويقال في الكناسة [1] .
وَقَالَ أَبُو حسان: حَدَّثَنِي النخعي عَنْ شريك: أن الْحَسَن بْن عَلِيّ حمله بعد صلح معاوية والحسن فدفنه بالمدينة. ويقال: حمله فدفنه بالثوية. ويقال: دفن بالبقيع مع فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليهما [2] .
أخبرني الحسن بن على الجوهريّ قال أنبأنا أَبُو حاتم مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد الرازي قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو الحسين مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن القاسم الأديب قَالَ نا أَبُو الفيض صالح ابن أحمد النّحويّ قال نا صالح بْن شعيب عَنِ الْحَسَن بْن شعيب الفروي عن عيسى ابن داب قَالَ: عُمِّيَ قبر عَلِيّ بْن أَبِي طالب عليه السّلام. قَالَ: وَحَدَّثَنِي الْحَسَن: أنه صير في صندوق وأكثر عليه من الكافور، وحمل على بعير يريدون به المدينة، فلما كان ببلاد طيئ أضلوا البعير ليلا فأخذته طيئ وهم يظنون أن بالصندوق مالا. فلما رأوا ما فيه خافوا أن يطلبوا فدفنوا الصندوق بما فيه، ونحروا البعير فأكلوه [3] .
حكى لنا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَد بْن عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قَالَ سمعت أبا بكر الطلحي يذكر أن أبا جعفر الحضرمي- مطينا- كان ينكر أن يكون القبر المزور بظاهر الكوفة قبر على ابن أبي طالب عليه السّلام. وكان يقول: لو علمت الرافضة قبر من هذا لرجمته بالحجارة؛ هذا قبر المغيرة بْن شعبة [4] . وَقَالَ مطين: لو كان هذا قبر عَلِيّ بْن أَبِي طالب، لجعلت منزلي ومقيلي عنده أبدا.
2- سيدا شباب أهل الجنة: الحسن، والحسين عليهما السّلام، أبناء عَلِيّ بْن أَبِي طالب وأمهما فاطمة الزهراء بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [5] :
ذكر هلال بْن خباب أن عليا لما قتل توجه الحسن والحسين إلى المدائن فلحقهما
__________
[1] انظر الخبر في: المنتظم 5/177.
[2] على هامش الأصل: «لم يسمع هذا الحديث إلا من سيدنا الشريف وحده» ، انظر الخبر في:
5/177.
[3]- انظر الخبر في: المنتظم 5/177- 178.
[4]- انظر الخبر في: المنتظم 5/178.
[5] 2- انظر: نسب قريش 46. وتاريخ ابن معين 2/115. وطبقات خليفة 5، 126، 189، 230. ومسند(1/148)
الناس بساباط، فحمل على الْحَسَن رجل فطعنه في خاصرته فسبقهم حتى دخل قصر المدائن، فأقام به نحوا من أربعين ليلة، ثم وجه إِلَى معاوية فصالحه.
أَخْبَرَنَا ابْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ قَالَ أنبأنا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال نبأنا يعقوب بن سفيان قال نبأنا سعيد بن منصور قال نبأنا عَوْنُ بْنُ مُوسَى. قَالَ: سَمِعْتُ هِلالَ بْنَ خَبَّابٍ يَقُولُ: قَالَ فُلانٌ: جَمَعَ الْحَسَنُ بْنُ على.
(ح) وأَخْبَرَنَا عُبَيْد اللَّهِ بْن أَبِي الْفَتْحِ قَالَ نبأنا محمّد بن العبّاس الخزّاز قال أنبأنا أحمد بن معروف الخشّاب قال نبأنا الحسين بن فهم قال نبأنا محمّد بن سعد قال أنبأنا موسى بن إسماعيل قال نبأنا عَوْنُ بْنُ مُوسَى قَالَ سَمِعْتُ هِلالَ بْنَ خَبَّابٍ يَقُولُ: جَمَعَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ رُءُوسَ أَصْحَابِهِ فِي قَصْرِ الْمَدَائِنِ فَقَالَ: يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ، لَوْ لَمْ تَذْهَلْ نَفْسِي عَنْكُمْ إِلا لثلاث خصال لذهلت: بقتلكم أَبِي، وَمَطْعَنِكُمْ بَغْلَتِي، وَانْتِهَابِكُمْ ثَقَلِي- أَوْ قَالَ: رِدَائِي- عَنْ عَاتِقِي، وَإِنَّكُمْ قَدْ بَايَعْتُمُونِي عَلَى أَنْ تُسَالِمُوا مَنْ سَالَمْتُ، وَتُحَارِبُوا مَنْ حَارَبْتُ، وَإِنِّي قَدْ بَايَعْتُ مُعَاوِيَةَ فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا. قَالَ:
ثُمَّ نَزَلَ فَدَخَلَ الْقَصْرَ. وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ مُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ.
وَكُنْيَةُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ: أَبُو مُحَمَّدٍ، وَكَانَ يُشَبَّهُ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ الشّاهد قال نا على بن إسحاق المادرائي قال أنبأنا عيسى ابن جَعْفَرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُنَادِي- واللفظ لعيسى- قال نا قبيصة قال نبأنا سُفْيَانُ عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عن ابن مُلَيْكَةَ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ:
رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ يَحْمِلُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ عَلَى عَاتِقِهِ وَهُوَ يَقُولُ: بِأَبِي شَبِيهٌ بِالنَّبِيِّ، لَيْسَ شَبِيهًا بِعَلِيٍّ، وعليّ معه يتبسم.
__________
الإمام أحمد 1/199، والفضائل له 25. والعلل له 1/45، 104، 258، 412. والتاريخ الكبير 2/ت 2491. والصغير 1/75، 83، 84، 96، 98، 99، 103، 109، 111. والكنى لمسلم ورقة 94. وثقات العجلى ورقة 10. وتاريخ أبي زرعة 263، 587، 588. وتاريخ واسط 124، 128، 137، 285. والكنى للدولابي 2/52. والولاة والقضاة 203. وثقات ابن حبان ورقة 90.
ومشاهير الأمصار 6. والمعجم الكبير للطبراني 3/5. وحلية الأولياء 2/35. والاستيعاب 1/283.
وتاريخ دمشق. وتلقيح الأثر 184. وأسد الغابة 2/9- 15. وتهذيب الأسماء 1/158- 160.
ووفيات الأعيان 2/65- 69. وتذهيب التهذيب 1/ورقة 140- 142. والكاشف 1/224.
وسير أعلام النبلاء 3/245- 279. والوافي 12/107- 110. وبغية الأريب ورقة 90. والعقد الثمين 4/157. ونهاية السول ورقة 65. وتذهيب التهذيب 2/295- 301. وتهذيب الكمال 1248 (6/220- 257) والإصابة ت 1719. والخلاصة للخزرجي 1/ت 1361.(1/149)
أخبرنا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهديّ البزّار قال نا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سَعِيدٍ الْكُوفِيِّ الحافظ قال نبأنا محمّد بن إسماعيل الرّاشدي قال نا على بن ثابت العطّار قال نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَيْسَرَةَ وَأَبُو مَرْيَمَ الأَنْصَارِيُّ عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حامل الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ وَهُوَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ [1] »
. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رزق قال نا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ نا الْحُسَيْنُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَزْهَرَ السَّلْمِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي قَاسِمُ بْنُ يَحْيَى بْنِ الْحَسَنِ بْنِ زيد بن على قال: نبأنا أَبُو حَفْصٍ الأَعْشَى عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَأَبُوهُمَا خَيْرٌ مِنْهُمَا [2] »
. أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم الأزهري قَالَ أنبأنا مُحَمَّد بْن المظفر الحافظ قَالَ نَبَّأَنَا أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن الْحَسَنِ بْن شعيب المدائني بمصر قال نبأنا أبو بكر أحمد بن عبد الله ابن عَبْد الرحيم البرقي قَالَ: الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن أَبِي طالب يقال أنه ولد في النصف من شهر رمضان في سنة ثلاث من الهجرة.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بْن عُمَر بْن أَحْمَد الواعظ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بن الْقَاسِم قَالَ حَدَّثَنَا عَليّ بن دَاوُد وأحمد بن مريم عَنْ سعيد بْن كثير بْن عفير قَالَ:
وفي سنة تسع وأربعين مات الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن أَبِي طالب.
أَخْبَرَنَا ابْن بشران قال أنبأنا الحسين بن صفوان قال نبأنا ابن أبي الدّنيا قال نبأنا محمّد بن سعد قال: وتوفي الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن أَبِي طالب في ربيع الأول من سنة تسع وأربعين، وهو ابْن سبع وأربعين سنة، وصلى عليه سعيد بن العاص بالمدينة، ودفن بالبقيع [3] .
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح البخاري 5/33، 7/205. وصحيح مسلم 1882. وسنن الترمذي 3783. وسنن ابن ماجة 142. ومسند الإمام أحمد 2/249، 331، 532، 4/292. والمستدرك 3/169، 177. والسنن الكبرى للبيهقي 10/233. والمطالب العالية 3988. والمصنف لابن أبى شيبة 12/101. وفتح الباري 7/94، 10/332. ومشكاة المصابيح 6133.
[2] انظر الحديث في: سنن الترمذي 3768. وسنن بن ماجة 118. والمستدرك 3/166، 167.
ومسند لإمام أحمد 3/3، 62، 64، 82. وصحيح بن حيان 2228. والمطالب العالية 201، 3993. والمصنف لابن أبى شيبة 12/96، 97. وأمالي الشجري 1/44، 2/235. وكشف الخفا 1/429. والدر المنتثرة 71. وشرح السنة 14/138.
[3] انظر الخبر في: المنتظم 5/226.(1/150)
أنبأنا ابن رزق قَالَ أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق قال نبأنا حَنْبَل بْن إِسْحَاقَ قَالَ سمعت عبيد الله بْن مُحَمَّد بْن عائشة يقول: مات الْحَسَن بْن عَلِيّ سنة إحدى وخمسين، ويقال سنة خمسين.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بْن عُمَر الواعظ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْن محمّد- يعني القصباني- قال أنبأنا مُحَمَّد بْن مُوسَى- هو البربري- عَنِ ابْن أبي السرى عن هشام بن الكلبي قَالَ: وفي سنة خمسين مات الْحَسَن بن عَلِيّ بالمدينة.
وأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْن عُمَر قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قال نبأنا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سَعِيدٍ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ نبأنا جعفر بْن مُحَمَّد بْن عمرو الخشاب قَالَ حدّثني أبي قال نبأنا زيدان بْن عُمَر بْن البختري قَالَ سمعت يَحْيَى بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن الْحَسَنِ يقول: توفي الْحَسَن بْن عَلِيّ سنة خمسين، وهو ابْن سبع وأربعين سنة.
3- وكنية الحسين بْن عَلِيّ: أَبُو عَبْد الله، وكان أصغر من الْحَسَن بسنة [1] :
أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم الأزهري قَالَ أنبأنا محمّد بن المظفر قال نبأنا أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن شعيب المدائني قَالَ نبأنا أبو بكر بن البرقي. قَالَ: ولد الحسين بْن عَلِيّ بْن أَبِي طالب في ليال خلون من شعبان، سنة أربع من الهجرة.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَهْدِيٍّ قَالَ أنبأنا أَبُو العباس أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سعيد الحافظ قال نبأنا يحيى بن زكريّا بن شيبان قال نا أرطأة بن حبيب قال نا أَيُّوبُ بْنُ وَاقِدٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ أَحَبَّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ فَقَدْ أَحَبَّنِي، وَمَنْ أَبْغَضَهُمَا فَقَدْ أَبْغَضَنِي [2] »
. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن رزق قال أنبأنا دعلج بن أحمد المعدل قال نا موسى بن هارون قال نا أبو الربيع قال نا حمّاد بن زيد قال نا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ قَالَ حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: أَتَيْتُ على عمر بن الخطّاب وهو على
__________
[1] 3- انظر: تاريخ ابن معين 2/118. ومسند الإمام أحمد 1/201، والعلل له 1/143، 234، 319.
والتاريخ الكبير 2/ت 2846. وثقات العجلي ورقة 10. والجرح 3/ت 249. والمراسيل 27.
وثقات ابن حبان 3/68. ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ورقة 32. ورجال البخاري للباجي ورقة 43. وتهذيب الكمال 1323 (6/396- 449) والمنتظم 5/348.
[2] انظر الحديث في: سنن ابن ماجة 143. والمعجم الكبير للطبراني 3/40، 41، 6/296. وكنز العمال 34268، 34291.(1/151)
الْمِنْبَرِ، فَصَعِدْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ: انْزِلْ عَنْ مِنْبَرِ أَبِي وَاذْهَبْ إِلَى مِنْبَرِ أَبِيكَ. فَقَالَ عُمَرُ: لَمْ يَكُنْ لأَبِي مِنْبَرٌ، وَأَخَذَنِي وَأَجْلَسَنِي مَعَهُ، فجعلت أقلب خنصر يدي [1] . فَلَمَّا نَزَلَ انْطَلَقَ بِي إِلَى مَنْزِلِهِ. فقَالَ لِي: مَنْ عَلَّمَكَ؟ فَقُلْتُ: وَاللَّهِ مَا عَلَّمْنِيهِ أَحَدٌ. قَالَ: يَا بُنَيَّ، لَوْ جَعَلْتَ تَغْشَانَا. قَالَ: فَأَتَيْتُهُ يَوْمًا وَهُوَ خَالٍ بِمُعَاوِيَةَ وَابْنُ عُمَرَ بِالْبَابِ، فَرَجَعَ ابْنُ عُمَرَ وَرَجَعْتُ مَعَهُ، فَلَقِيَنِي بَعْدُ. فَقَالَ: لَمْ أَرَكَ؟ فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنِّي جِئْتُ وَأَنْتَ خَالٍ بِمُعَاوِيَةَ وَابْنُ عُمَرَ بِالْبَابِ، فَرَجَعَ ابْنُ عُمَرَ وَرَجَعْتُ مَعَهُ. فَقَالَ: أَنْتَ أَحَقُّ بِالإِذْنِ مِنِ ابْنِ عُمَرَ، وَإِنَّمَا أَنْبَتَ مَا تَرَى فِي رُءُوسِنَا اللَّهُ، ثُمَّ أَنْتُمْ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ مِيَاحٍ السكري قال نا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قال نا محمّد بن شدّاد المسمعي قال نا أبو نعيم قال نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَى مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم: إني قَدْ قَتَلْتُ بِيَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا سَبْعِينَ أَلْفًا، وَإِنِّي قَاتِلٌ بِابْنِ ابْنَتِكَ سَبْعِينَ أَلْفًا، وَسَبْعِينَ ألفا.
أخبرنا ابن رزق قال نا أبو بكر محمّد بن عمر الحافظ نا الفضل بن الحباب بالبصرة نا محمّد بن عبد الله الخزاعيّ قال نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيَمَا يَرَى النَّائِمُ نِصْفَ النَّهَارِ، أَشْعَثَ أَغْبَرَ، بِيَدِهِ قَارُورَةٌ. فَقُلْتُ: مَا هَذِهِ الْقَارُورَةُ؟ قَالَ: دَمُ الْحُسَيْنِ وَأَصْحَابُهُ مَا زِلْتُ أَلْتَقِطُهُ مُنْذُ الْيَوْمِ. فَنَظَرْنَا فَإِذَا هُوَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمَ قُتِلَ
. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بن الحسين الأزرق قال أنبأنا جعفر بن محمّد الخلدي قال نا محمّد ابن عبد الله بن سليمان قال نا أحمد بن يحيى بن زكريّا قال نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ قَالَ أَخْبَرَنِي حِبَّانُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ سَعْدِ بْن طَرِيفٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يقتل الحسين عَلَى رَأْسِ سِتِّينَ مِنْ مُهَاجَرِي [2] »
. أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر الواعظ قال حدثني أبي قال نا عَبْد الله مُحَمَّد قَالَ حَدَّثَنِي هارون بْن عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سمعت أبا نعيم يقول: قتل الحسين بْن عَلِيّ سنة ستين، يوم السبت يوم عاشوراء، وقتل وهو ابْن خمس وستين. أو ست وستين.
__________
[1] في الأصل: «فجعلت أقلب حصى بيده» .
[2] انظر الحديث في: اللآلئ المصنوعة للسيوطي 1/203. والموضوعات لابن الجوزي 1/408.
وتذكرة الموضوعات للفتني 98. وكنز العمال 3/110.(1/152)
أَخْبَرَنَا عبيد اللَّه بْن عُمَر قَالَ قَالَ لي أَبِي: وهذه الرواية لأبي نعيم وهم من جهتين في القتل والمولد؛ فأما مولد الحسين: فإنه كان بينه وبين أخيه الْحَسَن طهر، وولد الْحَسَن للنصف من شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة، وأما الوهم في تاريخ موته:
فأجمع أكثر أهل التاريخ أنه قتل في المحرم؛ سنة إحدى وستين؛ إلا هشام بن الكلبي فإنه قَالَ: سنة اثنتين وستين؛ وهو وهم أيضا.
أَخْبَرَنَا عبيد الله قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قال نا يحيى بن محمّد قال نا محمّد بن موسى ابن حماد عَنِ ابْن أَبِي السري عَنْ هشام بن الكلبي قَالَ: وفي سنة اثنتين وستين قتل الحسين بْن عَلِيّ يوم عاشوراء.
أَخْبَرَنَا ابْن بشران قال أنبأنا الحسين بن صفوان قال نا بن أبي الدّنيا قال نا محمّد ابن سعد قَالَ: الحسين بْن عَلِيّ بْن أَبِي طالب قتل بنهري كربلاء يوم عاشوراء في المحرم سنة إحدى وستين وهو ابْن ست وخمسين سنة.
أَخْبَرَنَا ابْن الفضل قَالَ أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جعفر قال نا يعقوب بن سفيان قال نبأنا سلمة عَنْ أَحْمَد- يَعْنِي ابْنَ حَنْبَل- عَنْ إِسْحَاق بْن عِيسَى. وَأَخْبَرَنَا ابْن رزق قَالَ أنبأنا عثمان بن أحمد قال نبأنا حَنْبَل قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو عَبْد الله عَنْ إِسْحَاق بْن عِيسَى عَنْ أَبِي معشر قَالَ حنبل: وحدّثنا عاصم بن على قال نبأنا أَبُو معشر قَالَ: وقتل الحسين بْن عَلِيّ لعشر ليال خلون من المحرم، سنة إحدى وستين- واللفظ لحديث سلمة.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن أَحْمَد الرزاز قال أنبأنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف قال نبأنا بشر بن موسى قال نبأنا عمرو بْن عَلِيّ قَالَ: وقتل الحسين بْن عَلِيّ، وكان يكنى بأبي عَبْد الله سنة إحدى وستين، وهو يومئذ ابْن ست وخمسين سنة، في المحرم يوم عاشوراء.
أَخْبَرَنَا ابن رزق قال أنبأنا محمّد بن عمر الحافظ قال نبأنا هشيم بن خلف قال نبأنا ابن زنجويه قال نبأنا أَبُو الأسود قَالَ: قتل الحسين سنة ستين. وقال محمّد بن عمر نبأنا محمّد بن القاسم نبأنا عبّاد نبأنا عِيسَى بْن عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ: قتل الحسين بن على سنة ستين.
قال الشيخ أبو بكر الخطيب: وقول من قَالَ: سنة إحدى وستين أصح.(1/153)
أخبرنا ابن بشران قال أنبأنا الحسين بن صفوان قال نبأنا ابن أبي الدّنيا قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ سعد قَالَ: أخبرت عَنِ ابْن عيينة قَالَ سمعت الهذلي يسأل جعفر بْن مُحَمَّد فقال: قتل الحسين وهو ابْن ثمان وخمسين سنة.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو عُمَر محمد بن العباس الخزاز قال أنبأنا مكرم بن أحمد قال نبأنا أحمد بن سعيد الحمال قَالَ: سألت أبا نعيم عَنْ زيارة قبر الحسين فكأنه أنكر أن يعلم أين قبره؟.
4- وسعد بن أبي وقاص، واسم أَبِي وقاص: مالك بْن وهيب بْن عَبْد مناف بْن زهرة بْن كلاب بْن مرة بْن كعب بْن لؤي بْن غالب، يكنى: أبا إِسْحَاق. وأمه: حمنة بنت أَبِي سفيان بْن أمية بْن عَبْد شمس بْن عَبْد مناف [1] :
وهو أحد العشرة الذين شهد لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالجنة، وأحد الستة من أهل الشورى، ومن المهاجرين الأولين، تقدم إسلامه وحضر مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مشاهده، وجاهد بين يديه،
وفداه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأبويه. فقال له: «فداك أَبِي وأمي [2] » . ودعا له فقال: «اللهم سدد رميته، وأجب دعوته [3] »
فكان مجاب الدعوة، ولما وجه أمير
__________
[1] 4- انظر: طبقات ابن سعد 3/173، 6/12. وتاريخ ابن معين 2/139. ونسب قريش 94، 251، 263، 269، 393، 421. وطبقات خليفة 15، 126. وتاريخ خليفة 223. ومسند الإمام أحمد 1/168. وفضائل الصحابة له 2/748. والتاريخ الكبير 4/ت 1908. والصغير 1/26، 51، 69، 72، 83، 91، 100- 101، 104، 108، 114. والكنى لمسلم ورقة 1. وثقات العجلي ورقة 18. والمعارف لابن قتيبة 550. والكنى للدولابي 1/63. والجرح 4/ت 405. وثقات ابن حبان 1/ورقة 154. ومشاهير الأمصار له ترجمة 10. ووفيات بن زبر ورقة 17. وحلية الأولياء 1/92.
وجمهرة الأنساب 79، 129، 167، 273، 365. والاستيعاب 2/606. ورجال البخاري للباجي ورقة 159. والجمع لابن القيسراني 1/157. وتاريخ ابن عساكر 7/ورقة 66. وتهذيب تاريخ ابن عساكر 6/95. وتلقيح الأثر 48، 118. والتبيين 127، 158، 182، 202، 223، 253، 254، 269- 270، 283، 348، 397، 452، 459. وأسد الغابة 2/290. وتهذيب الأسماء 1/213. وتاريخ الإسلام للذهبي 2/281. والعبر 1/60. وتذهيب التهذيب 2/ورقة 11.
والكاشف 1/ت 1864. والتجريد 1/ت 2272. وتذكرة الحفاظ 1/22. وسير النبلاء 1/92.
وإكمال مغلطاي 2/ورقة 75. ونكت الهميان 155. والعقد الثمين 4/537. وغاية النهاية 1/304. ونهاية السول ورقة 112. وتهذيب التهذيب 3/483. والإصابة 2/ت 3194.
والخلاصة للخزرجي 1/ت 2403. وتهذيب الكمال 2229 (10/309- 314) . والمنتظم 5/281.
[2] انظر: صحيح البخاري 5/27، 8/52. وصحيح مسلم، كتاب فضائل الصحابة 41، 42، 49. وفتح الباري 7/80. والمنتظم 5/282.
[3] انظر الحديث في: المستدرك 3/500 والمصنف لعبد الرّزّاق 20423. وحلية الأولياء 1/93.
10/325. والبداية والنهاية 8/76. وتاريخ ابن عساكر 6/99. والمنتظم 5/282.(1/154)
المؤمنين عُمَر بْن الخطاب جيوش المسلمين إِلَى العراق، أمر سعدا عليهم، ففتح الله على يده المدائن وغيرها من بلاد الفرس، ثم ولاه عُمَر أيضا الكوفة لما مصرت.
وله أخبار كثيرة، ومناقب غير يسيرة، ورَوَى عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحاديث حدث بها عنه: عَبْد الله بْن عباس، وجابر بْن سمرة، والسائب بْن يزيد، وعائشة أم المؤمنين، وجماعة من التابعين.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ الْبَصْرِيُّ قال نبأنا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَادَرَائِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن خالد قال نبأنا داود بن سليمان- أبو المطرف- قال نبأنا سفيان عن على ابن زَيْدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ سَعْدٍ قَالَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَنَا، قَالَ: «أَنْتَ سَعْدُ بْنُ مَالِكِ بْنِ وُهَيْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ، مَنْ قَالَ غَيْرَ ذَلِكَ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ [1] » .
أَخْبَرَنَا ابْنُ بشران قال أنبأنا الحسين بن صفوان قال نبأنا ابن أبي الدّنيا قال نبأنا محمّد بن سعد قال أنبأنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ بُخْتٍ عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ قَالَتْ سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: أَسْلَمْتُ وَأَنَا ابْنُ تِسْعَ عَشْرَةَ سَنَةً.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ محمد المعدل قال أنبأنا عثمان بن أحمد السماك قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُنَادِي قَالَ نبأنا أبو بدر- شجاع بن الوليد- قال نبأنا هاشم بن هاشم ابن سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّ سَعْدًا قَالَ: مَا أَسْلَمَ أَحَدٌ إِلا فِي الْيَوْمِ الَّذِي أَسْلَمْتُ فِيهِ، وَلَقَدْ مَكَثْتُ سَبْعَةَ أَيَّامٍ وَإِنِّي لَثُلُثُ الإِسْلامِ.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ قَالَ نبأنا على بن إسحاق المادرائي قال أنبأنا محمّد بن عبيد الله المنادي قال نبأنا عاصم بن على قال نبأنا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: شَكَا أَهْلُ الْكُوفَةِ سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ إِلَى عُمَرَ. فَقَالُوا: لا يَحْسُنُ أَنْ يُصَلِّيَ. فَقَالَ سَعْدٌ: أَمَّا أَنَا فَكُنْتُ أُصَلِّي بِهِمْ صَلاةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاتَيِ الْعَشِيِّ أَرْكُدُ في الأولتين، وأحذف في الآخرتين فَقَالَ عُمَرُ: ذَاكَ الظَّنُّ بِكَ يَا أَبَا إِسْحَاقَ، وَبَعَثَ رِجَالا يَسْأَلُونَ عَنْهُ فِي مَسَاجِدِ الكوفة، فَلا يَأْتُونَ مَسْجِدًا مِنْ مَسَاجِدِ الْكُوفَةِ إِلا أَثْنَوْا عَلَيْهِ خَيْرًا. وَقَالُوا مَعْرُوفًا، حَتَّى أَتَوْا مَسْجِدًا مِنْ مَسَاجِدِ بَنِي عَبْسٍ. فَقَالَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو سَعْدَةَ: اللَّهُمَّ فَإِنَّهُ كَانَ لا يَعْدِلُ فِي الْقَضِيَّةِ، وَلا يَقْسِمُ بِالسَّوِيَّةِ. فقال لهم: إن
__________
[1] انظر الحديث في: المستدرك 3/295. والكنى للدولابي 1/11. والمعجم الكبير للطبراني 1/98. وطبقات ابن سعد 3/1/97. وتاريخ ابن عساكر 6/98.(1/155)
كَانَ كَاذِبًا فَاعْمِ بَصَرَهُ، وَأَطِلْ فَقْرَهُ، وعَرِّضْهُ لِلْفِتَنِ. قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: فَأَنَا رَأَيْتَهُ يَتَعَرَّضُ لِلإِمَاءِ فِي السِّكَكِ. فَإِذَا قِيلَ لَهُ: أَبَا سَعْدَةَ؟ يَقُولُ: مَفْتُونٌ أَصَابَتْنِي دَعْوَةُ سَعْدٍ.
أَخْبَرَنَا ابن بشران قال أنبأنا الحسين بن صفوان قال نبأنا ابن أبي الدّنيا قال نبأنا محمّد بن سعد قال نبأنا محمّد بن عمر قال نبأنا بكير بْن مسمار عَنْ عائشة بنت سعد قالت: مات أَبِي في قصره بالعقيق على عشرة أميال، فحمل إِلَى المدينة على رقاب الرجال، وكان قصيرا دحداحا، غليظا ذا هامة، شثن الأصابع أشعر [1] .
أَخْبَرَنَا ابْن رزق قَالَ أنبأنا عثمان بن أحمد قال نبأنا حَنْبَل قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو عَبْد اللَّه قَالَ نبأنا نوح المعلم قَالَ قَالَ إِبْرَاهِيم بْن سعد: توفي سعد بْن أَبِي وقاص في زمن معاوية بعد حجته الأولى، وهو ابْن ثلاث وثمانين سنة.
أخبرنا ابن بشران قال أنبأنا الحسين بن صفوان قال نبأنا بن أبي الدّنيا قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ سعد قَالَ أَخْبَرَنِي الهيثم بْن عدي قَالَ: توفي سعد بالمدينة سنة خمسين.
أَخْبَرَنَا أبو حازم عمر بن أَحْمَد بْنُ إبراهيم العبدوي بنيسابور قال أنبأنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْقَاسِمُ بْنُ غَانِمِ بْنِ حَمُّوَيْهِ المهلبي قَالَ أنبأنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ البوشنجي قَالَ سمعت ابْن بكير يقول: مات سعد بْن أَبِي وقاص سنة أربع وخمسين قَالَ: هو آخر المهاجرين وفاة [2] .
أَخْبَرَنَا عبيد الله بْن عُمَر الواعظ قال حدثني أبي قال نا الحسين بن القاسم قال نبأنا عَلِيّ بْن داود عَنْ سعيد بْن عفير قَالَ: وفي سنة خمس وخمسين توفي سعد بْن أَبِي وقاص.
أَخْبَرَنَا أَبُو سعيد الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن حسنويه الكاتب بأصبهان أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بن جعفر بن حيّان قال نبأنا عُمَر بْن أَحْمَد بْن إِسْحَاقَ الأهوازي.
وأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَلِيّ الأصبهاني قَالَ أنبأنا مُحَمَّد بْنُ أَحْمَد بْنِ إِسْحَاقَ الشَّاهِدُ بِالأَهْوَازِ قال نا عمر بن أحمد قال نا خليفة بْن خياط قَالَ: وسعد بْن أَبِي وقاص ولاه عُمَر وعثمان الكوفة، ومات بالمدينة سنة خمس وخمسين [3] .
__________
[1] انظر الخبر في: المنتظم 5/283.
[2] انظر الخبر في: المنتظم 5/282، 283.
[3] انظر الخبر في: طبقات خليفة 15.(1/156)
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن أَحْمَد الرزاز قَالَ أَنْبَأَنَا محمّد بن أحمد بن الصّوّاف قال نبأنا بشر ابن موسى قال نبأنا عُمَر بْن عَلِيّ قَالَ: ومات سعد بْن أَبِي وقاص؛ سنة خمس وخمسين وصلى عليه مروان؛ ومات وهو ابْن أربع وسبعين.
أَخْبَرَنَا على بن القاسم قال نبأنا على بن إسحاق المادرائي قال أنبأنا أَحْمَد بْن زهير قراءة عليه عَنِ المدائني قَالَ: مات سعد بْن أَبِي وقاص بالعقيق، على عشرة أميال من المدينة، سنة خمس وخمسين، فحمل على أعناق الرجال إِلَى المدينة، وصلى عليه مروان. وكان يقول: أنا يوم بدر ابْن تسع عشرة سنة. ويقال: ابْن أربع وعشرين سنة.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن القاسم نبأنا على بن إسحاق نبأنا محمّد بن إسماعيل الترمذي نبأنا أبو نعيم.
(ح) وأخبرنا أبو الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر قال نبأنا يعقوب بْن سفيان قَالَ قَالَ أَبُو نعيم: مات سعد بْن أَبِي وقاص سنة ثمان وخمسين.
5- وعبد الله بْن مسعود بْن غافل، وقيل: عاقل بْن حبيب بْن شمخ بْن فار بْن مخزوم بْن صاهلة بْن كاهل بْن الحارث بْن تميم بْن سعد بْن هذيل بْن مدركة بْن إلياس بْن مضر، أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ، حليف بني زهرة بْن كلاب [1] :
ذكر نسبه هكذا مُحَمَّد بْن سعد كاتب الواقدي، وخليفة بن خياط العصفري،
__________
[1] 5- انظر: طبقات ابن سعد 2/342، 3/150، 6/13. والمصنف لابن أبي شيبة 13/15727، 15781، 15793. وتاريخ الدوري 2/330. وتاريخ الدارمي 513، 514، 515. وتاريخ خليفة 101، 122، 149، 166، 264. وطبقات خليفة 16، 126، 128. وفضائل الصحابة 2/837. ومسند الإمام أحمد 1/374. والتاريخ الكبير 5/ت 3. والصغير 1/60، 72، 73، 74. والكنى لمسلم ورقة 66. والمعارف لابن قتيبة 249، 251. والقضاة لوكيع 2/188.
والجرح 5/ت 686. وثقات ابن حبان 3/208. والمعجم الكبير للطبراني 9/64. ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ورقة 82. وتاريخ بغداد 1/147. والاستيعاب 3/987. وإكمال ابن ماكولا 7/53. والجمع لابن القيسراني 1/238. وتلقيح الأثر 126. وأنساب القرشيين 223، 253، 463. ومعجم البلدان 2/596، 4/465. والكامل لابن الأثير 1/17، 18، 21، 24، 31، 109. وأسد الغابة 3/256. وتهذيب الأسماء 1/288. وسير النبلاء 1/461. وتجريد أسماء الصحابة 1/ت 3541. والكاشف 2/ت 3014. وطبقات القراء 1/4. وتذكرة الحفاظ 1/13. وتذهيب التهذيب 2 ورقة 187. وإكمال مغلطاي 2/ورقة 325. وغاية النهاية 1/458. ونهاية السول ورقة 187. وتهذيب التهذيب 6/27، 28.
وتهذيب الكمال 3564 (16/121- 127) . والإصابة 2/ت 4954. والتقريب 1/450.
والخلاصة للخزرجي 2/ت 3841. وشذرات الذهب 1/32، 38، 62، 63. وحلية الأولياء 1/124- 139. والمنتظم 5/29.(1/157)
غير أن ابْن سعد سمى جده- غافلا- بالغين المعجمة وبالفاء، وسماه خليفة- عاقلا- بالعين المهملة وبالقاف، وَقَالَ خليفة أيضا: ابْن حبيب بْن فار بْن شمخ بْن مخزوم [1] .
ونسبه مُحَمَّد بْن إِسْحَاقَ بْن يسار صاحب المغازي فقال: عَبْد الله بْن مسعود بْن الحارث بْن شمخ بْن مخزوم، ولم يذكر ما تخلل ذلك من الأسماء التي ذكرناها، وكذلك نسبه أَبُو بَكْرٍ أَحْمَد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن عَبْد الرحيم البرقي.
وأم عَبْد الله بْن مسعود، أم عَبْد بنت عَبْد الله بْن الحارث بْن زهرة، ويقال: إنها من القارة. وقيل: بل هي من بني صاهلة بْن كاهل.
تقدم إسلام عَبْد الله بمكة وهاجر إِلَى المدينة، وشَهد مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مشاهده، وكان أحد حفاظ القرآن، وقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأ على قراءة ابْن أم عَبْد [2] » .
وكان أيضا من فقهاء الصحابة ذكره عُمَر بْن الخطّاب رضي الله عنه فقال: كنيف مليء علما [3] . وبعثه إِلَى أهل الكوفة ليقرئهم القرآن، ويعلمهم الشرائع والأحكام، فبث عَبْد الله فيهم علما كثيرا، وفقه منهم جما غفيرا.
وحدث عنه الأسود بْن يزيد، وعلقمة بْن قيس وزيد بْن وهب، والحارث بْن قيس، وأبو وائل شقيق بْن سلمة، وزر بْن حبيش، وعبد الرَّحْمَن بْن يزيد، وأبو معمر عَبْد الله بْن سخبرة، وأبو عمرو الشيباني، وأبو الأحوص الجشمي، وغيرهم. وورد المدائن ثم عاد إِلَى مدينة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأقام بها إِلَى حين وفاته.
حَدَّثَنِي أَبُو الْفَتْحِ نَصْرُ بْنُ إبراهيم النابلسي ببيت المقدس أنبأنا على بن طاهر القرشيّ أنبأنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فِرَاسٍ نا محمّد بن إبراهيم الديبلي نا عبد الحميد بن صبيح نا عمرو بن عبد الغفار الفقيمي نا الأعمش بن إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ مِنَ الْمَدَائِنِ، فَصَحِبَنَا مجوسي فلما كنا
__________
[1] انظر المنتظم 5/29/30.
[2] انظر الحديث في: المستدرك 2/227، 228. ومسند الإمام أحمد 1/7، 36، 37، 454.
والسنن الكبرى للبيهقي 1/452، 2/153. والمعجم الكبير للطبراني 9/61، 62، 64، 65، 66، 67، 79. وطبقات ابن سعد 2/2/104. والمصنف لابن أبي شيبة 10/520. وصحيح ابن خزيمة 1156. ومجمع الزوائد 9/287. وحلية الأولياء 1/124. وعمل اليوم والليلة لابن السني 409. والمنتظم 5/31.
[3] انظر الخبر في: المنتظم 5/31.(1/158)
بِبَعْضِ الطَّرِيقِ تَخَلَّفَ عَبْدُ اللَّهِ لِحَاجَتِهِ، وَلَحِقَنَا وَقَدْ عَرَضَ لِلْمَجُوسِيِّ طَرِيقٌ فَأَخَذَ فِيهِ فَأَتْبَعَهُ السَّلامَ. وَقَالَ: إِنَّ لِلصُّحْبَةِ حَقًّا.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أحمد بن حماد الواعظ نبأنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ الحافظ إملاء في سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة نا أحمد بن حازم الغفاري أنبأنا عمرو بن حمّاد بن طلحة نا حُسَيْنُ بْنُ عِيسَى بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ الْهَاشِمِيُّ.
وعَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ الْجَمَلِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى وَغَيْرِهِمْ قَالُوا: قال عبد الله ابن مَسْعُودٍ: أَنَا صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ بدر ويوم أحد وبَيْعَةَ الرِّضْوَانِ، فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ.
أَخْبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَزْرَقُ نا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْحَسَنِ النَّجَّادِ قَالَ قُرِئَ عَلَى أَبِي قلابة الرقاشي قال: نا أبو عتاب الدلال نا شُعْبَةُ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ كَانَ يَجْنِي لَهُمْ نَخْلَةً، فَهَبَّتِ الرِّيحُ فَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهِ، قَالَ: فَضَحِكُوا مِنْ دِقَّةِ سَاقَيْهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَتَضْحَكُونَ مِنْ دِقَّةِ سَاقَيْهِ؟
وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَهُمَا أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ جَبَلِ أُحُدٍ [1] » .
أَخْبَرَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ الْقَاضِي بِدَرْزِيجَانَ أنبأنا محمّد بن المظفر الحافظ نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْبَاغَنْدِيُّ حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ السَّلامِ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الإمام نا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْجُعْفِيُّ أَبُو خَيْثَمَةَ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْحَارِثِ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم وَسَلَّمَ:
«لَوْ كُنْتُ مُؤَمِّرًا أَحَدًا مِنْ أُمَّتِي عَنْ غَيْرِ مَشُورَةٍ مِنْهُمْ، لأَمَّرْتُ عَلَيْهِمُ ابْنَ أُمَّ عَبْدٍ [2] » .
أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْن إِبْرَاهِيم الخفاف نا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْنِ مَالِكٍ الْقَطِيعِيُّ نا أَبُو مُسْلِمٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِيُّ نا حجاج بن المنهال نا مهديّ بن ميمون عن واصل الأحد عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: لَقَدْ عَلِمَ الْمَحْفُوظُونَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ مِنْ أَقْرَبِهِمْ إِلَى الله وسيلة.
__________
[1] انظر الحديث في: مسند الإمام أحمد 1/420، 421. وطبقات ابن سعد 3/1/110.
وكنز العمال 2/372. وتفسير ابن كثير 3/385.
[2] انظر الحديث في: سنن الترمذي 3808، 3809. ومسند الإمام أحمد 1/76، 107، 108.
وطبقات ابن سعد 3/1/109. وكنز العمال 33455.(1/159)
أخبرنا ابن بشران أنبأنا الحسين بن صفوان نبأنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا نبأنا محمّد بن سعد أنبأنا محمّد بن عمرو نبأنا عَبْدُ الله بْن جَعْفَرٍ الزهري عَنْ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن مُحَمَّدِ بْن عَبْد القاري عَنْ عبيد الله بْن عتبة قَالَ: مات عَبْد الله بْن مسعود بالمدينة، ودفن بالبقيع سنة اثنتين وثلاثين، وكان رجلا نحيفا شديد الأدمة.
أَخْبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ الحسين القطّان أنبأنا جعفر بن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن نُمير يَقُولُ:
مات عَبْد الله بْن مسعود سنة اثنتين وَثلاثين.
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيد الْحَسَن بْن مُحَمَّد بن عبد الله حسنويه الأصبهانيّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْن جَعْفَرٍ نبأنا عمر بن أحمد الأهوازي نبأنا خليفة بْن خياط قَالَ: ومات عَبْد اللَّه بالمدينة، وصلى عليه الزبير بْن العوام سنة اثنتين وثلاثين.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد الرزاز أنبأنا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصّوّاف نبأنا بشر بْن مُوسَى قَالَ: قَالَ أَبُو حَفْصٍ عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ: ومات ابْن مسعود بالمدينة سنة اثنتين وثلاثين، ودفن بالبقيع، وكان نحيفا خفيف الجسم، آدم شديد الأدمة، ومات ابْن نيف وستين سنة.
أخبرنا ابن بشران نبأنا الحسين بن صفوان نبأنا ابن أبي الدّنيا أنبأنا محمّد بن سعد أنبأنا محمّد بن عمر نبأنا عَبْدُ الحميد بْن عمران العجلي عَنْ عون بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن عتبة قَالَ: توفي عَبْد الله بْن مسعود، وهو ابْن بضع وستين سنة. قَالَ مُحَمَّد بْن عُمَر:
وسمعت من يقول: صلى عليه عمار بْن ياسر، وَقَالَ قائل: صلى عليه عثمان بْن عفان وهو أثبت عندنا.
أَخْبَرَنَا ابْن الفضل القطان أنبأنا عبد الله بن جعفر بن درستويه نبأنا يعقوب بْن سفيان قَالَ: سنة اثنتين وثلاثين فيها مات عَبْد الله بْن مسعود بالمدينة، وهو ابْن بضع وستين سنة، قبل قتل عثمان رضي الله عنهما.
أخبرنا أبو حازم العبودي أنبأنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْقَاسِمُ بْنُ غَانِمِ بْنِ حَمُّوَيْهِ المهلّبي أنبأنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ البوشنجي قَالَ سمعت ابْن بكير يقول: مات ابْن مسعود سنة ثلاث وثلاثين.
أخبرني الحسين بن على الطّناجيريّ أنبأنا مُحَمَّد بْن زَيْد بْن عَلِيّ بْن مروان الكوفيّ أنبأنا محمّد بن محمّد بن عقبة الشّيباني نبأنا هارون بْن حاتم البزاز قَالَ: قَالَ يَحْيَى بْن أَبِي غنية: ومات عَبْد الله بْن مسعود سنة ثلاث وثلاثين، وله ثلاث وستون.(1/160)
أخبرنا ابن الفضل أنبأنا ابن درستويه نبأنا يعقوب بن سفيان نبأنا محمّد بن يسار نبأنا يحيى بن سعيد نبأنا سفيان عن الأعمش عن عمّار بْن عمير عَنْ حريث بْن ظهير قَالَ: لما جاء نعي عبد الله إِلَى أَبِي الدرداء قَالَ: ما خلف بعده مثله.
6- وعمار بْن ياسر بْن عامر بْن مالك بْن كنانة بْن قيس بْن الحصين بْن الوذيم ابن ثعلبة بْن عوف بْن حارثة بْن عامر الأكبر بْن يام بْن عنس، وهو زَيْد بن مالك ابن أدد بْن زَيْد بْن يشجب بْن عريب بْن زَيْد بْن كهلان بْن سبإ بْن يشجب بْن يعرب بْن قحطان، ويكنى أبا اليقظان [1] :
تقدم إسلامه ورسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمكة، وهو معدود في السابقين والأولين من المهاجرين، وممن عذب في الله بمكة. أسلم هو وأبوه وأمه سمية مولاة أَبِي حذيفة بْن المغيرة، وهي أول شهيدة في الإسلام، طعنها أَبُو جهل بحربة في قبلها فقتلها، ومر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهم يُعَذَّبُونَ. فَقَالَ: «اصْبِرُوا آلَ يَاسِرٍ فَإِنَّ مَوْعِدَكُمُ الجنة [2] » .
وشهد عمار مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بدرا وأحدا والخندق ومشاهده كلها، ونزل فيه آيات من القرآن فمن ذلك أن المشركين أخذوه وعذبوه حتى سب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم جاءه وذكر ذلك له، فأنزل الله تعالى فيه: إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ
[النحل 106] الآية. ويقال: إن عظماء قريش اجتمعوا إِلَى أَبِي طالب فقالوا له: لو أن ابْن أخيك طرد موالينا وحلفاءنا كان أطوع في صدورنا، وأشاروا إلى عمّار،
__________
[1] 6- انظر: طبقات ابن سعد 3/246، 6/14. وطبقات خليفة 21، 75، 126، 134، 189.
والعلل لابن المديني 50، 96. ومسند الإمام أحمد 4/62، 319. وكلام ابن معين لابن طهمان 362. وفضائل الصحابة 2/857. والتاريخ الكبير 7/ت 107، والصغير 1/79، 84، 85.
والكنى لمسلم ورقة 126. والمعارف لابن قتيبة 256، 258. والجرح 6/ت 2165. ورجال صحيح مسلم، لابن منجويه ورقة 134. والاستيعاب 3/1135. والجمهرة 228، 404، 405، 406، 432. وإكمال ابن ماكولا 6/91، 353. والجمع لابن القيسراني 1/399. وتلقيح الأثر 129. وأنساب القرشيين 157. وأسد الغابة 4/43. وسير النبلاء 1/406. والعبر 1/25، 38، 40. وتجريد أسماء الصحابة 1/ت 4257. والكاشف 2/ت 4058. وتذهيب التهذيب 3/ورقة 76. ونهاية السول ورقة 259. وتهذيب التهذيب 7/408- 410. والإصابة 2/ت 5704. والتقريب 2/48. وخلاصة الخزرجي 2/ت 5093. وشذرات الذهب 1/32، 45، 47. وتهذيب الكمال 4174 (21/215- 227) . والمنتظم 5/146. وحلية الأولياء 1/139- 143.
[2] انظر الحديث في: طبقات ابن سعد 4/1/101. وكنز العمال 33568. والمنتظم 5/14.(1/161)
وبلال، وابن مسعود فأنزل الله تعالى: وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ
[الأنعام 52] في غير ذلك من الآيات.
ومناقبه مشهورة، وسوابقه معروفة، وورد المدائن غير مرة في خلافة عُمَر وبعدها، وشهد مع عَلِيّ بْن أَبِي طالب حروبه حتى قتل بين يديه بصفين، وصلى عليه عَلِيّ ودفنه هناك.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْهَاشِمِيُّ بِالْبَصْرَةِ قَالَ:
نبأنا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرٍو اللؤلؤي قال نبأنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال: نبأنا أحمد بن إبراهيم قال: نبأنا حَجَّاجٌ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو خَالِدٍ عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ أَنَّهُ كَانَ مَعَ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ بِالْمَدَائِنِ، فَأُقِيمَتِ الصَّلاةُ فَتَقَدَّمَ عَمَّارٌ وَقَامَ على دكان يصلى والناس أسفل، فَتَقَدَّمَ حُذَيْفَةُ فَأَخَذَ عَلَى يَدَيْهِ فَاتَّبَعَهُ عَمَّارٌ حَتَّى أَنْزَلَهُ حُذَيْفَةُ، فَلَمَّا فَرَغَ عَمَّارٌ مِنْ صَلاتِهِ.
قَالَ لَهُ حُذَيْفَةُ: أَلَمْ تَسْمَعْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِذَا أَمَّ الرَّجُلُ الْقَوْمَ فَلا يَقُمْ في مقام أَرْفَعَ مِنْ مَقَامِهِمْ، أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ [1] » قَالَ عَمَّارٌ: لِذَلِكَ اتَّبَعْتُكَ حِينَ أَخَذْتَ عَلَى يَدَيَّ.
أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ بنيسابور أنبأنا أبو جعفر محمّد ابن على بن دحيم الشّيباني بالكوفة نبأنا أحمد بن حازم قال: أنبأنا قَبِيصَةُ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ هَانِئٍ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: اسْتَأْذَنَ عَمَّارٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَرِفَ صَوْتَهُ، فَقَالَ:
«مَرْحَبًا بِالطِّيِّبِ الْمُطَيَّبِ [2] » .
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الهاشميّ قال: نبأنا على بن إسحاق المادرائي قال: نبأنا حاتم بن عبيد الله قال: نبأنا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ قَالَ: رَجُلانِ مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُحِبُّهُمَا: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، وَعَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهدي قال: أنبأنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ بن شيبة قال: نبأنا جدي قال: نبأنا يزيد بن هارون قال:
نبأنا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ بن عَلْقَمَةَ عَنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ قَالَ: كَانَ
__________
[1] انظر الحديث في: سنن أبي داود 598. والسنن الكبرى للبيهقي 3/109.
[2] انظر الحديث في: سنن الترمذي 3798. وسنن ابن ماجة 146. والمعجم الصغير للطبراني 1/87. والمستدرك 3/388. وفتح الباري 10/562. وحلية الأولياء 7/135. وكشف الخفا 2/410. والمنتظم 5/146.(1/162)
بَيْنِي وَبَيْنَ عَمَّارٍ شَيْءٌ فَانْطَلَقَ عَمَّارٌ يَشْكُو خَالِدًا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَعَلَ لا يَزِيدُهُ إِلا غِلَظًا وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاكِتٌ، فَبَكَى عَمَّارٌ وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ألا تَرَاهُ؟ فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [رَأْسَهُ [1]] فَقَالَ: «مَنْ أَبْغَضَ عَمَّارًا أَبْغَضَهُ اللَّهُ، وَمَنْ عَادَى عَمَّارًا عَادَاهُ اللَّهُ [2] » . قَالَ خَالِدٌ: فَخَرَجْتُ وليس شيء أحب إليّ من رضى عمّار فلقيته [فاسترضيته حتى رضي عني [3]] .
وأخبرنا ابن مهديّ قال: أنبأنا محمّد بن أحمد بن يعقوب قال: نبأنا جدي قال:
حدثت عن الواقدي قال: نبأنا عَبْدُ الله بْن أَبِي عبيدة عَنْ أَبِيهِ عَنْ لؤلؤة مولاة أم الحكم بنت عمار، أنها وصفت لهم عمارا فقالت: كان طويلا آدم طوالا مضطربا، أشهل العينين، بعيد ما بين المنكبين، رجلا لا يغير شيبه [4] .
أَخْبَرَنَا ابْن الفضل قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جعفر قال: نبأنا يعقوب بن سفيان قال نبأنا يونس بن عبد الرّحيم قال نبأنا ضمرة عَنْ يَحْيَى بْن زَيْد قَالَ: شهد عمار صفين وهو ابْن تسعين سنة، على رمكة حمائل سيفه نسعة.
أَخْبَرَنَا وِلادُ بْنُ عَلِيٍّ الْكُوفِيُّ قَالَ: أنبأنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دُحَيْمٍ الشَّيْبَانِيُّ قَالَ أنبأنا أحمد بن حازم قال: نبأنا يحيى- يعني الحمّاني- قال: نبأنا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاسِطِيُّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ وَمَيْسَرَةَ: أَنَّ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ يَوْمَ صِفِّينَ أَتَى بِلَبَنٍ فَشَرِبَهُ ثُمّ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِي: «هَذِهِ آخِرُ شَرْبَةٍ تَشْرَبُهَا مِنَ الدُّنْيَا [5] » . ثُمَّ تَقَدَّمَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ.
أَخْبَرَنَا ابن بشران قال: أنبأنا الحسين بن صفوان قال: نبأنا ابن أبي الدّنيا قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ سعد قَالَ: عمار بْن ياسر من عنس من اليمن، حليف لبني مخزوم- يكنى أبا اليقظان، قتل بصفين مع عَلِيّ بْن أَبِي طالب سنة سبع وثلاثين وهو ابن ثلاث وتسعين سنة ودفن هناك [6] .
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] انظر الحديث في: مسند الإمام أحمد 4/89. والدر المنثور 5/176.، مجمع الزوائد 9/293. والجامع الكبير للسيوطي 2/474، 661. وتفسير الطبري 5/94.
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[4]- انظر الخبر في: طبقات ابن سعد 3/264. وتهذيب الكمال 21/219.
[5]- انظر الحديث في: حلية الأولياء 1/141. والمنتظم 5/148.
[6]- انظر الخبر في: المنتظم 5/148.(1/163)
وقال ابن سعد: أخبرنا محمّد بن عمر قال: نبأنا الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ: أَنَّ عَلِيًّا صَلَّى عَلَى عمّار ولم يغسله.
7- وأَبُو أيوب الأنصاري الخزرجي، واسمه خالد بْن زَيْد بْن كليب بْن ثعلبة ابن عمرو بْن عوف بْن غنم بْن مالك بن النّجّار- وهو تيم الله- بن ثعلبة بْن الخزرج بْن حارثة بْن ثعلبة بْن عمرو بْن عامر بْن حارثة بْن امرئ القيس بن ثعلبة ابن مازن بْن الأزد بْن الغوث بْن نبت بْن مَالِك بْن زَيْد بن كهلان بن سبأ [1] :
وأمه: هند بنت سعد بْن قيس بْن عمرو بْن امرئ القيس بْن مالك بْن ثعلبة بْن كعب بْن الخزرج بْن الحارث بْن الخزرج الأكبر.
حضر أَبُو أيوب العقبة، ونزل عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قدم المدينة في الهجرة، وشَهد مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بدرا والمشاهد كلها، وكان مسكنه بالمدينة، وحضر مَعَ عَلِيّ بْن أَبِي طالب حرب الخوارج بالنهروان، وورد المدائن في صحبته [2] ، وعاش بعد ذلك زمانا طويلا، حتى مات ببلد الروم غازيا في خلافة معاوية بْن أَبِي سفيان وقبره في أصل سور القسطنطينية.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ البرقانيّ قال: أنبأنا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حميرويه الهرويّ قال: أنبأنا الحسين بن إدريس الأنصاريّ قال: نبأنا ابن عمار- وهو مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّهِ
__________
[1] 7- انظر: طبقات ابن سعد 3/484. وتاريخ ابن معين 2/144. والعلل لابن المديني 68. وتاريخ خليفة 55، 56، 99، 196، 201، 211. وطبقات خليفة 89، 140، 190، 303. وعلل الإمام أحمد 1/165، -- 332. ومسنده 5/113، 412. والتاريخ الكبير 3/ت 462.
والكنى لمسلم ورقة 4. والمعارف لابن قتيبة 274، 275. والمعرفة ليعقوب 1/312، 355، 393، 416، 418، 2/275، 398، 685، 734، 3/210. وتاريخ أبي زرعة 163، 188، 189، 226، 309، 545، 609. والكنى للدولابي 1/15. والجرح 3/ت 1484. وثقات ابن حبان 3/102. والمعجم الكبير للطبراني. 4/ت 370. ووفيات ابن زبر، ورقة 16.
والمستدرك 3/457. ورجال صحيح مسلم، لابن منجويه ورقة 46. ورجال البخاري للباجي ورقة 52. وحلية الأولياء 1/361. وجمهرة الأنساب 438. والاستيعاب 4/1606. والجمع لابن القيسراني 1/118. وتاريخ ابن عساكر 5/39- 47 (التهذيب) . وتلقيح الأثر 131.
وأسد الغابة 2/80. وتذهيب التهذيب للذهبي 1/ورقة 187. وسير النبلاء 2/402- 413.
وتاريخ الإسلام للذهبي 2/327. والعبر 1/56. وتجريد أسماء الصحابة 1/150. والكاشف 1/268. وإكمال مغلطاي 1/ورقة 311، 312. ونهاية السول ورقة 82. ومجمع الزوائد 9/329. والإصابة 1/405. وتهذيب التهذيب 3/90، 91. وتهذيب الكمال 1612 (8/66- 70) . والخلاصة للخزرجي 1/ت 1760. والمنتظم 5/249- 251.
[2] انظر الخبر في: المنتظم 5/249.(1/164)
ابن عمّار الموصليّ- قال نبأنا إسماعيل عن شعبة قال: قلت للحكم بن عيينة: شهد أَبُو أيوب مع عَلِيّ صفين؟ قَالَ: لا ولكن شهد معه قتال أهل النهروان.
أخبرنا أبو بكر البرقانيّ قال أنبأنا الحسين بن هارون الضّبّيّ قال: أنبأنا أَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بْن سعيد الحافظ أن جعفر بن محمّد بن عمرو الخشّاب أخبر قراءة قال:
حدّثني أبي قال: نبأنا زيدان بن عمر بن البختري قال: حدثني غياث بْن إِبْرَاهِيمَ عَنِ الأجلح بْن عَبْدِ اللَّهِ الكندي قَالَ: سمعت زَيْد بْن عَلِيّ، وعبد الله بن الحسن، وجعفر ابن مُحَمَّد، ومحمد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن الْحَسَنِ: يذكرون تسمية من شهد مع عَلِيّ بْن أَبِي طالب مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كلهم ذكره عَنْ آبائه. وعمن أدرك من أهله.
وسمعته أيضا من غيرهم، فذكر أسماء جماعة من الصحابة. ثم قَالَ: وخالد بْن زَيْد أَبُو أيوب الأنصاري بدري، وهو صاحب منزل رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَزَلَ عليه حين قدم المدينة، حتى تبوأ مسجده [ومساكنه [1]] . وكان على مقدمة على يوم النهروان وعلى الرجالة يومئذ.
أخبرنا أبو حازم العبدوي قال: أنبأنا القاسم بن غانم المهلّبي قال: أنبأنا محمّد بن أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ قال: حدّثني أبي قال: نبأنا أَبُو طالب- يَعْنِي أَحْمَد بْن نصر- الحافظ قال: نبأنا أَبُو زرعة- وهو الدمشقي- قَالَ: مات أَبُو أيوب الأنصاري سنة خمس وخمسين بالقسطنطينية.
أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم عَلِيّ بْن الفضل بْن طاهر إمام الجامع بدمشق قال: أنبأنا عبد الوهّاب بن الحسن الكلابي قال: نبأنا أَحْمَد بْن عمير بْن يوسف قَالَ: سمعت أبا الْحَسَن محمود بْن إِبْرَاهِيمَ بْن مُحَمَّدِ بْن عِيسَى بْن القاسم بْن سميع يقول:
وأبو أيوب خالد بْن زَيْد بْن كليب بْن ثعلبة بدري، من بني النجار، قبره بالقسطنطينية.
أَخْبَرَنَا ابْن الفضل قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن جعفر قال: نبأنا يعقوب بن سفيان قال نا صفوان بْن صالح قَالَ: حَدَّثَنَا الوليد قَالَ: نا ابْن جابر: أن أبا أيوب لم يقعد عَنِ الغزو في زمان عُمَر وعثمان ومعاوية، وأنه توفي في غزاة يزيد بْن معاوية بالقسطنطينية.
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(1/165)
قَالَ الوليد: فحدثني شيخ من أهل فلسطين أنه رأى بنية بيضاء دون حائط القسطنطينية فقالوا: هذا قبر أَبِي أيوب الأنصاري صاحب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأتيت تلك البنية، فرأيت قبره في تلك البنية وعليه قنديل معلق بسلسلة [1] .
8-[2] وعتبة بْن غزوان المازني، حليف بني نوفل، وهو عتبة بْن غزوان بْن جابر بْن وهيب، ويقال: أهيب بن نسيب بْن مالك بْن عوف بْن الحارث بن مازن بن منصور ابن عِكْرِمَة بْن خصفة [3] بْن قيس بْن عَيْلان بْن مضر بْن نزار بْن معد بْن عدنان:
ومن العلماء من قدم نسيبا على وهيب في نسبه، وزاد فيه: زيدا فجعله: ابْن نسيب بْن وهيب بْن زَيْد بْن مالك.
وكان عتبة من المهاجرين، وشهد بدرا ويكنى أبا عَبْد الله ويقال: أبا غزوان، وهو أول من اختط البصرة ونزلها من المدائن سار إليها، وكانت وفاته بالمدينة، ويقال: في الطريق بين المدينة والبصرة.
أَخْبَرَنَا الأَزْهَرِيُّ قال: نا أحمد بن إبراهيم البزّار قال: نا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ قَالَ: نا السري بن يحيى قال: نا شعيب بن إبراهيم قال: نا سَيْفُ بْنُ عُمَرَ عَنْ مُحَمَّدٍ وَطَلْحَةَ وَالْمُهَلَّبِ وَزِيَادٍ وَسَعِيدٍ وَعَمْرٍو قَالُوا: مَصَّرَ الْمُسْلِمُونَ الْمَدَائِنَ وأوطنوها، حتى إذا فرغوا من جلولاء وَتَكْرِيتَ، وَأَخَذُوا الْحِصْنَيْنِ، كَتَبَ عُمَرُ إِلَى سَعْدٍ: أَنِ ابْعَثْ عُتْبَةَ بْنَ غَزْوَانَ إِلَى فَرَجِ الْهِنْدِ [4] فَلْيَرْتَدَّ مَنْزِلا يُمَصِّرُهُ، وَابْعَثْ مَعَهُ سَبْعِينَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَرَجَ عتبة بن غزوان في سبعمائة مِنَ الْمَدَائِنِ فَسَارَ حَتَّى نَزَلَ عَلَى شَاطِئِ دجلة وتبوأ دار مقامه [5] . وذكر الحديث.
__________
[1]- انظر الخبر في: المنتظم 5/251.
[2] 8- انظر: طبقات ابن سعد 3/98، 7/5. وتاريخ خليفة 61، 127، 128، 129. ومسند الإمام أحمد 4/174، 5/61. والتاريخ الكبير 6/ت 3184. والكنى لمسلم الورقة 58. والمعارف لابن قتيبة 275. والمعرفة ليعقوب 1/339، 305، 340. والجرح 6/ت 2060. وثقات ابن حبان 3/296. ومعجم الطبراني الكبير 17/113. ورجال صحيح مسلم لابن منجويه الورقة 42. والاستيعاب 3/1026. وإكمال ابن ماكولا 7/16. والجمع لابن القيسراني 1/399.
وتلقيح الأثر 125. والكامل لابن الأثير 2/11، 114، 385، 386، 488، 3/301. وأسد الغابة 3/363. وتهذيب الأسماء 1/319. وسير النبلاء 1/304. والعبر 1/17، 21.
وتجريد أسماء الصحابة 1/ت 3968. والكاشف 2/ت 3719. وتذهيب التهذيب 3/ورقة 27. ونهاية السول ورقة 235. وتهذيب التهذيب 7/100. وتهذيب الكمال 3781 (19/317- 318) . والإصابة 2/ت 5411. والتقريب 2/5. والخلاصة للخزرجي. وشذرات الذهب 1/27. والمنتظم 4/244- 246. وحلية الأولياء 1/171.
[3] في المطبوعة، والأصل: «حصفة» تصحيف.
[4] فرج الهند: هو ثغره، وكان يومئذ الأبلة بالقرب من البصرة.
[5] انظر الخبر في: المنتظم 4/244.(1/166)
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ الْوَاعِظُ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ قال نا أَبُو بَكْرٍ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بن البهلول الكاتب إملاء قال: نا أبو عتيبة أحمد بن الفرج الحمصي قال: نبأنا على بن عياش قال: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي الْجَوْنِ قال نبأنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ أَمِيرًا، بَعَثَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَقَامَ فِينَا فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ الدُّنْيَا قَدْ آذَنَتْ بِصَرْمٍ، وَوَلَّتْ حَذَّاءَ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهَا إِلا صُبَابَةٌ كَصُبَابَةِ الإِنَاءِ وَإِنَّكُمْ مُنْتَقِلُونَ مِنْ دَارِكُمْ هَذِهِ فَانْتَقِلُوا بِخَيْرِ مَا يحضركم، وَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ الْحَجَرَ لَيُلْقَى فِي شَفِيرِ جَهَنَّمَ فما يبلغ قعرها سبعين عاما، فو الله لَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ مَا بَيْنَ مِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ أَرْبَعِينَ عَامًا، لَيَأْتِيَنَّ عَلَيْهِ يَوْمٌ وَلَهُ كَظِيظٌ مِنَ الزِّحَامِ، وَلَقَدْ رَأَيْتُنِي سَابِعَ سبعة مَعَ [1] رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ تَسَلَّقَتْ أَفْوَاهُهُمْ مِنْ أَكْلِ الشَّجَرِ، وَمَا مِنَّا رَجُلٌ إِلا وَقَدْ أَصْبَحَ أَمِيرًا عَلَى مصر، ولقد رأيتنا أنا وسعد اسْتَبَقْنَا بُرْدَةً فَاشْتَقَقْنَاهَا فَأَخَذْتُ أَنَا نِصْفَهَا وَسَعْدٌ نِصْفَهَا، وَلَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّهُ لَمْ تَكُنْ نُبُوَّةٌ إِلا وَسَتُنْسَخُ مُلْكًا، وَإِنِّي أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ فِي نَفْسِي عَظِيمًا، وَفِي أَعْيُنِ النَّاسِ حَقِيرًا، وَسُتَجَّرُبوَن الأُمَرَاءَ بَعْدِي [2] .
أَخْبَرَنَا ابْن بشران قال: أنبأنا الحسين بن صفوان قال: نا ابن أبي الدّنيا قال: نا محمّد بن سعد قال أنبأنا محمد بن عمر [الواقدي [3]] حَدَّثَنِي جبير بْن عَبْدِ اللَّهِ وإبراهيم بْن عَبْدِ اللَّهِ من ولد عتبة بْن غزوان قالا: قدم عتبة المدينة في الهجرة، وهو ابْن أربعين سنة، وتوفي وهو ابْن سبع وخمسين، وكان طوالا جميلا، يكنى أبا عَبْد الله، ومات سنة سبع عشرة بطريق البصرة عاملا لعمر عليها [4] .
قَالَ ابْن سعد: أَخْبَرَنِي الهيثم بْن عدي قَالَ: كانت كنيته أبا غزوان [5] .
أَخْبَرَنَا الفضل قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قال: نبأنا يعقوب بْن سفيان قَالَ ومات عتبة بْن غزوان بالبصرة سنة سبع عشرة.
__________
[1] في المطبوعة: «مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» .
[2] انظر الخبر في: صحيح مسلم، كتاب الزهد والرقائق، الباب 1، حيث 19، 21 مختصرا. وسنن الترمذي، كتاب صفة جهنم، باب 2، حديث 1. والشمائل باب 53 حديث 1. وسنن النسائي (تحفة الأشراف 7/334) . وسنن ابن ماجة، كتاب الزهد باب 12 حديث 2. والمنتظم 4/244- 245.
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[4]- انظر الخبر في: المنتظم 4/245.
[5]- انظر الخبر في: المنتظم 4/245.(1/167)
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن أَحْمَد الرزاز قَالَ أَنْبَأَنَا أبو على بن الصّوّاف قال: نا بشر بن موسى قال: نا عمرو بْن عَلِيّ قَالَ: مات عتبة بْن غزوان سنة سبع عشرة، قدم المدينة في الهجرة وهو ابْن أربعين سنة. فتوفي وهو ابْن سبع وخمسين، وكان يكنى بأبي عَبْد الله، وهو رجل من بني سليم.
أَخْبَرَنَا الأزهري قَالَ: أنبأنا محمّد بن المظفر قال: نبأنا أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن الْحَسَنِ المدائني قَالَ: نبأنا أبو بكر بن البرقي قَالَ: ومات عتبة بْن غزوان بطريق البصرة سنة سبع عشرة. ويقال: سنة عشرين، وهو الذي مصر البصرة، واختط بها المنازل، وبنى مسجدها بقصب، وهو الذي افتتح الأبلة، وكانت ولايته البصرة ستة أشهر، ولاه إياها عُمَر بْن الخطاب.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بْن عُمَر الواعظ قال: حدّثني أبي قال: نبأنا الحسين بن القاسم قال: نبأنا عَلِيّ بْن دَاوُد واحمد بْن أَبِي مريم عَنْ سعيد بْن عفير قَالَ: وفي سنة سبع عشرة مات عتبة بْن غزوان.
أَخْبَرَنَا الأزهري قال: أنبأنا محمّد بن العبّاس الخزّاز قال: نبأنا إبراهيم بن محمّد الكندي قال: نبأنا أَبُو مُوسَى مُحَمَّد بْن المثنى قَالَ: ومات أَبُو قحافة سنة أربع عشرة، وفيها مات عتبة بْن غزوان [1] .
أَخْبَرَنَا أَبُو سعيد بْن حسنويه الأصبهاني قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْن جعفر قَالَ: نبأنا عمر بن أحمد الأهوازيّ قال: نبأنا خليفة بْن خياط قَالَ: وعتبة بْن غزوان ولاه عُمَر البصرة، وله بناحيتها فتوح. ومات بالمدينة سنة أربع عشرة. ويقال: مات حين شخص من المدينة ويكنى أبا عَبْد الله.
أَخْبَرَنِي الْحَسَن بْن أَبِي بكر قَالَ: كتب إلي مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ الجوري من شيراز يذكر أن أحمد بن حمدان بن الخضر أخبرهم قال: نبأنا أَحْمَد بْن يونس الضبي قَالَ:
حَدَّثَنِي أَبُو حسان الزيادي قَالَ: سنة خمس عشرة فيها مات عتبة بْن غزوان المازني وهو والي عُمَر بْن الخطاب على البصرة، مات بالطريق راجعا إِلَى البصرة. وكان قد استعفى عُمَر فأبى أن يعفيه، وكان من دعائه: اللهم لا تردني إِلَى البصرة واليا لعمر.
فمات قبل أن يصل إليها، وهو ابْن تسع وخمسين سنة، وكان يكنى أبا عَبْد الله. قال:
__________
[1]- انظر الخبر في: المنتظم 4/246.(1/168)
وقصت به ناقته فسقط عنها فمات. ويقال: كان ذلك في سنة سبع عشرة. ويقال:
سنة عشرين. قَالَ أَبُو حسان: والأول أثبت [1] .
قال الشيخ أبو بكر: والأشبه بالصواب أن عتبة مات سنة سبع عشرة، لأن المدائن فتحت سنة ست عشرة، ثم مصرت البصرة بعد ذلك، ونزلها المسلمون على ما شرحناه فيما تقدم، وعتبة أول من اختطها وسكنها، فالله أعلم.
9- وأبو مسعود البدري من الأنصار، واسمه عقبة بن عمر بن ثعلبة بن أسيرة. وقيل: أسير. وقيل: يسيرة بالياء. وقيل: نسيرة بالنون، ابْن عسرة بْن عطية بْن جدارة بْن عوف بْن الحارث بْن الخزرج بْن حارثة بْن ثعلبة بْن عمرو بْن عامر بْن حارثة بْن امرئ القيس بْن ثعلبة بْن مازن بْن الأزد، وأمه: سلمى بنت عارب. وقيل سلمى بنت عامر بْن عوف بْن عَبْدِ الله بن قضاعة [2] :
ذكر بعض العلماء: أن أبا مسعود شهد بدرا، والصحيح أنه لم يشهدها، وإنما قيل له البدري لأنه كان يسكن ماء بدر، لكنه قد شهد العقبة مع الأنصار، وكان أصغر من شهدها، وسكن الكوفة وحفظ عنه الحديث بها، وَذُكِرَ وُرُودُهُ الْمَدَائِنَ فِي حديث.
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر قال: أنبأنا على بن عاصم قال: نبأنا حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عن خالد بن ربيع العبسي قَالَ: فَأَتَيْنَاهُ فِي بَعْضِ اللَّيْلِ. فَقَالَ:
أَيُّ اللَّيْلِ سَاعَةٌ هَذِهِ؟ قُلْنَا: بَعْضُ اللَّيْلِ أَوْ جَوْفُ اللَّيْلِ. قَالَ: هَلْ جِئْتُمْ بِأَكْفَانِي؟ قُلْنَا:
نَعَمْ قَالَ: فَلا تُغَالُوا بِكَفَنِي فَإِنْ يَكُنْ لِصَاحِبِكُمْ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ يُبَدَّلُ خَيْرًا مِنْ كسوتكم، وإلا يسلب سَلْبًا سَرِيعًا. قَالَ: ثُمَّ ذَكَرَ عُثْمَانَ فَقَالَ: اللهم لم أشهد ولم أقل ولم أرض.
__________
[1]- انظر الأقوال في: المنتظم 4/246.
[2] 9- انظر: طبقات ابن سعد 6/9. وتاريخ الدوري 2/410. وطبقات خليفة 96، 136. وتاريخ خليفة 202. والعلل لابن المديني 49، 61. ومسند الإمام أحمد 4/118، 5/272. والعلل له 94. والتاريخ الكبير 6/ت 2884. والصغير 1/109، 110، 114. والمعرفة ليعقوب 1/220، 224، 449، 450، 539. والجرح 6 ت 1740.، معجم الطبراني الكبير 17/194.
ورجال صحيح مسلم لابن منجويه، ورقة 138. والاستيعاب 3/1074، 4/1756. والجمع لابن القيسراني 1/380. والأنساب للسمعاني 2/105. وأسد الغابة 3/319. وسير النبلاء 2/493. والعبر 1/46. والكاشف 2/ت 3899. وتجريد أسماء الصحابة 1/ت 4156.
وتذهيب التهذيب 3/ورقة 46. ونهاية السول، ورقة 246. وتهذيب التهذيب 7/247- 249. وتهذيب الكمال 3984 (20/215- 218) والإصابة 2/ت 5606. والتقريب 2/27. والخلاصة للخزرجي 2/ت 4903. والمنتظم 5/161.(1/169)
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي بنيسابور قَالَ: سمعتُ أَبَا الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن يعقوب الأصم يقول: سمعت العباس بن محمد الدوري يقول: قيل ليحيى ابن معين: أبو مسعود الأنصاريّ شهد بدرا؟ قَالَ: لم يشهد بدرا وشهد العقبة [1] .
أخبرنا ابن بشران قال: أنبأنا الحسين بن صفوان قال: نا مُحَمَّدُ بْنُ سعد قَالَ أَبُو مسعود الأنصاري، اسمه عقبة بْن عمرو، وهو من بني جدارة بْن عوف بْن الحارث ابن الخزرج، ابتنى بالكوفة دارا في سوق المراضيع.
قَالَ مُحَمَّد بْن عمر والهيثم بْن عدي: توفي في آخر خلافة معاوية بالمدينة، وانقرض عقبه.
وَقَالَ ابْن سعد في موضع آخر: توفي في أول خلافة معاوية.
قَالَ: وَقَالَ الواقدي: شهد العقبة ولم يشهد بدرا.
أَخْبَرَنَا أَبُو سعيد بْن حسنويه الأصبهاني قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْن جعفر قَالَ: نبأنا عمر بن أحمد الأهوازيّ قال: نبأنا خليفة بْن خياط قَالَ: أَبُو مسعود البدري من ساكني الكوفة. مات قبل الأربعين.
أَخْبَرَنَا الأزهري قال: أنبأنا محمد بن العبّاس قال: أنبأنا إبراهيم بن محمّد الكندي قال: نبأنا أَبُو مُوسَى مُحَمَّد بْن المثنى قَالَ: ومات أَبُو مسعود قبل عَلِيّ، وقتل عَلِيّ سنة أربعين.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّدِ بْن الْحَسَن السمسار قال: أنبأنا عبد الله بن عثمان الصّفّار قال: نبأنا عَبْدُ الباقي بْن قانع: أن أبا مسعود توفي في سنة تسع وثلاثين [2] .
10- وأبو قتادة الأنصاري، أحد بني سلمة بْن سعد بْن الخزرج، واسمه: الحارث بْن ربعي [3] :
هكذا أسماه غير واحد من العلماء. وَقَالَ الواقدي: اسمه النعمان بْن ربعي، وَقَالَ الهيثم بْن عدي: اسمه: عمرو بْن ربعي، وكان من أفاضل الصحابة لم يشهد بدرا،
__________
[1] انظر الخبر في: 5/161.
[2] انظر الخبر في: 5/161.
[3] 10- انظر: طبقات ابن سعد 6/8. وسير النبلاء 2/449- 456. وتهذيب الكمال 7574 (34/194- 196) . والمنتظم 5/268. والإصابة 4/158. والاستيعاب 4/161. والعبر 1/41، 60. والأعلام 2/154.(1/170)
وشهد ما بعدها. وعاش إِلَى خلافة عَلِيّ بْن أَبِي طالب، وحضر معه قتال الخوارج بالنهروان، وورد المدائن في صحبته، ومات في خلافته [1] ، وقيل: بل بقي بعده زمانا طويلا.
أَخْبَرَنَا أَبُو سعيد بْن حسنويه قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن محمد بن جعفر قَالَ: أنبأنا عمر بن أحمد الأهوازيّ قال: نبأنا خليفة بْن خياط قَالَ: أَبُو قتادة، اسمه: النّعمان ابن ربعي بن بلدمة بن خناس بن منان [2] بْن عُبَيْدِ بْن عدي بْن غنم بْن كعب بْن سلمة بْن سعد بْن عَلِيّ بْن أسد بْن ساردة بْن يزيد بْن جشم بْن الخزرج الأكبر بْن حارثة بْن ثعلبة بْن عمرو بْن عامر بْن حارثة بن امرئ القيس.
وأخبرنا الأزهري قال: أنبأنا محمّد بن المظفر قال: نبأنا أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن شعيب المدائني قَالَ نبأنا أبو بكر بن البرقي قَالَ: أَبُو قتادة الحارث بْن ربعي، ويقال: النعمان ابن ربعي بْن بلدمة، ثم ساق نسبه كما قَالَ خليفة سواء. وقالا: جميعا: أم أَبِي قتادة كبشة بنت مطهر بْن حرام بْن سواد بْن غنم بْن كعب بْن سلمة.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ جَعْفَرٍ الإِمَامُ بأصبهان قال: أنبأنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الرَّيَّانِ المصري بالبصرة قال: نبأنا أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن نبيط بْنِ شَرِيطٍ الأَشْجَعِيُّ بِمِصْرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: لَمَّا فَرَغَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ مِنْ قِتَال ِأَهْلِ النهروان قَفَلَ أَبُو قَتَادَةَ الأَنْصَارِيُّ وَمَعَهُ سِتُّونَ أَوْ سَبْعُون مِنَ الأَنْصَارِ. قَالَ: فَبَدَأَ بِعَائِشَةَ، قَالَ أَبُو قَتَادَةَ: فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَيْهَا قَالَتْ: مَا وَرَاءَكَ؟
فَأَخْبَرْتُهَا أَنَّهُ لَمَّا تَفَرَّقَتِ الْمَحْكَمَةُ مِنْ عَسْكَرِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ لَحِقْنَاهُمْ فَقَتَلْنَاهُمْ. فَقَالَتْ: مَا كَانَ مَعَكَ مِنَ الْوَفْدِ غَيْرِكَ؟ قُلْتُ: بَلَى ستون أو سبعون. قَالَتْ: أَفَكُلُّهُمْ يَقُولُ مِثْلَ الَّذِي تَقُولُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَتْ: قصّ على القصة. فَقُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ تَفَرَّقَتِ الْفِرْقَةُ وَهُمْ نَحْوٌ مِنَ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا يُنَادُونَ لا حكم إلا حكم الله. فقال على: كَلِمَةُ حَقٍّ يُرَادُ بِهَا بَاطِلٌ. فَقَاتَلْنَاهُمْ بَعْدَ أَنْ نَاشَدْنَاهُمُ اللَّهَ وَكِتَابَهُ. فَقَالُوا كَفَرَ عُثْمَانُ وَعَلِيٌّ وَعَائِشَةُ وَمُعَاوِيَةُ. فَلَمْ نَزَلْ نُحَارِبُهُمْ وَهُمْ يَتْلُونَ الْقُرْآنَ فَقَاتَلْنَاهُمْ وَقَاتَلُونَا وَوَلَّى مِنْهُمْ مَنْ ولى.
فقال [على [3]] لا تَتْبَعُوا مُوَلِّيًا. فَأَقَمْنَا نَدُورُ عَلَى الْقَتْلَى حتى وقفت بغلة رسول الله
__________
[1] انظر: المنتظم 5/268.
[2] في تهذيب الكمال: «بن سنان» .
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(1/171)
صلّى الله عليه وسلّم وعليّ راكبها. قال: اقْلِبُوا الْقَتْلَى، فَأَتَيْنَاهُ وَهُوَ عَلَى نَهْرٍ فِيهِ الْقَتْلَى فَقَلَبْنَاهُمْ، حَتَّى خَرَجَ فِي آخِرِهِمْ رَجُلٌ أَسْوَدُ عَلَى كَتِفِهِ مِثْلُ حَلَمَةِ الثَّدْيِ.
فَقَالَ عَلِيٌّ اللَّهُ أَكْبَرُ وَاللَّهِ مَا كَذَبْتُ وَلا كُذِبْتُ، كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ قَسَمَ فَيْئًا فَجَاءَ هَذَا فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ اعدل فو الله مَا عَدَلْتَ مُنْذُ الْيَوْمَ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ، وَمَنْ يَعْدِلُ عَلَيْكَ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ؟» فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلا أَقْتُلُهُ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا دَعْهُ فَإِنَّ لَهُ مَنْ يَقْتُلُهُ»
وَقَالَ: صَدَقَ اللَّهُ ورسوله.
فَقَالَتْ عَائِشَةُ: مَا يَمْنَعُنِي مَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَلِيٍّ أَنْ أَقُولَ الحَقَّ، سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: تفرقت أُمَّتِي عَلَى فِرْقَتَيْنِ تَمْرُقُ بَيْنَهُمَا فِرْقَةٌ مُحَلِّقُونَ رُءُوسَهُمْ مُحِفُّونَ شَوَارِبَهُمْ؛ أُزُرُهُمْ إِلَى أَنْصَافِ سَوْقِهِمْ، يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لا يَتَجَاوَزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَقْتُلُهُمْ أَحَبُّهُمْ إِلَيَّ وَأَحَبُّهُمْ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى [1] »
قَالَ: فَقُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، َأَنْتِ تَعْلَمِينَ هَذَا، فَلِمَ الَّذِي كَانَ مِنْكِ؟ قَالَتْ: يَا أَبَا قَتَادَةَ، وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا، وَلِلْقَدَرِ أَسْبَابٌ، وذكر بقية الحديث.
أخبرنا ابن رزق أنبأنا عثمان بن أحمد نا حنبل بن إسحاق قال: وبلغني، توفي أَبُو قتادة الحارث بْن ربعي سنة ثمان وثلاثين في خلافة عَلِيّ وصلى عليه بالكوفة.
أخبرنا ابن الفضل نبأنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ: أَنَّ عَلِيًّا صَلَّى عَلَى أَبِي قتادة، فكبّر عليه سبعا وكان بدريّا.
قال الشيخ أبو بكر: قوله وكان بدريا خطأ لا شُبْهَةَ فِيهِ، لأَنَّ أَبَا قَتَادَةَ لَمْ يَشْهَدْ بَدْرًا، وَلا نَعْلَمُ أَهْلَ الْمَغَازِي اخْتَلَفُوا فِي ذَلِكَ.
أَخْبَرَنَا ابن بشران أنبأنا ابن صفوان نبأنا ابن أبي الدّنيا نبأنا محمّد بن سعد نبأنا محمّد بن عمر نبأنا يَحْيَى بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن أَبِي قتادة قَالَ: توفي أَبُو قتادة بالمدينة سنة أربع وخمسين، وهو ابْن سبعين سنة [2] .
قَالَ ابْن سعد: وأنبأنا الهيثم بْن عدي قَالَ: توفي أَبُو قتادة بالكوفة وعلي بها، وهو صلى عَلَيْهِ.
أَخْبَرَنَا عُبَيْد الله بْن عُمَر الواعظ حدّثني أبي نبأنا الحسين بن القاسم قال: نبأنا على ابن داود عَنْ سعيد بْن عفير قَالَ: وفيها- يَعْنِي سنة أربع وخمسين- مات أَبُو قتادة الحارث بْن ربعي. ويقال: النعمان بْن ربعي، وهو ابن سبعين بالمدينة.
__________
[1] انظر الحديث في: كنز العمال 5/316.
[2] انظر الخبر في: المنتظم/ 268.(1/172)
أَخْبَرَنَا ابْن الفضل قال: أنبأنا ابن درستويه قال: نبأنا يعقوب قال: قال الليث: قال ابن بكير: وفيها- يَعْنِي سنة أربع وخمسين- مات أَبُو قتادة الحارث بْن ربعي بْن النعمان الأنصاري.
11- وحذيفة بْن اليمان العبسي، حليف بني عَبْد الأشهل،
واليمان لقب، واسمه حسل، ويقال: حسيل بْن جابر بْن أسيد بْن عمرو بْن مازن، وقيل: اليمان ابن جابر بْن عمرو بْن ربيعة بْن جروة بْن الحارث بْن مازن بْن ربيعة بْن قطيعة بن عبس بن عمرو بن ربيعة بْن جابر بْن أسيد بْن عمرو بْن مازن، وقيل: اليمان بْن جابر بْن عمرو بْن ربيعة بْن جروة بْن الحارث بْن مازن بْن ربيعة بْن قطيعة بْن عبس ابن بغيض بْن ريث بْن غطفان [1] :
يكنى حذيفة أبا عَبْد الله، وأمه من بني عَبْد الأشهل، تسمى الرباب، لم يشهد حذيفة بدرا وشهد أحدا وقتل أبوه يومئذ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وحضر ما بعد أحد من الوقائع، وكان صاحب سر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لقربه منه، وثقته به وعلو منزلته عنده وولاه أمير المؤمنين عُمَر بْن الخطاب المدائن، فأقام بها إلى حين وفاته [2] .
__________
[1] 11- انظر طبقات ابن سعد 5/527، 6/1، 7/317. وتاريخ ابن معين 2/104. وتاريخ ابن معين برواية الدارمي 567. والعلل لابن المديني 50، 65. وطبقات خليفة 48، 130. ومسند أحمد 5/382. والمحبر 873. والتاريخ الكبير 3/ت 332. والصغير 1/54، 56، 72، 80، 107، 114، والبرصان والعرجان للجاحظ 283. والكنى لمسلم، ورقة 58. وثقات العجلي، ورقة 9. وأخبار القضاة 1/39، 40، 2/186، 285، 3/41، 42، 45، 66.
والجرح 3/ت 1140. وثقات ابن حبان، ورقة 83. ومشاهير الأمصار، ترجمة 267. ومعجم الطبراني الكبير 3/185. ومعجم الصحابة، لابن قانع، ورقة 36. والمستدرك 3/379- 381. والاستبصار 233- 235. ورجال البخاري للباجي، ورقة 51. والاستيعاب/ 324.
والجمع لابن القيسراني 1/ت 414. وتاريخ دمشق 4/96 (التهذيب) . وتلقيح الأثر 141.
ومعجم البلدان 1/105، 173، 283، 518، 849، 3/137. وأسد الغابة 1/390- 392. والكامل لابن الأثير 2/162، 179، 184، 3/9- 14، 17، 18، 21، 83، 109- 111، 133، 150، 287، 310. وتذهيب التهذيب 1/ورقة 125. والكاشف 1/210، وسير النبلاء 2/361، وتاريخ الإسلام 2/152، والعبر 1/26، 37. وتجريد أسماء الصحابة ترجمة 1286. وإكمال مغلطاي 2/ورقة 140. والوافي بالوفيات 11/327- 328. وبغية الأريب ورقة 83. وغاية النهاية 1/203. ونهاية السول، ورقة 59. وتهذيب الأسماء 1/153- 155. وتهذيب التهذيب 2/219- 220. والإصابة ترجمة 1647. ونهاية الغاية ورقة 380.
وخلاصة الخزرجي 1/1267. وتهذيب الكمال 1147 (5/495- 510) . وشذرات الذهب 1/32، 44. والمنتظم 5/104- 107.
[2] انظر الخبر في: المنتظم 5/104- 105.(1/173)
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال: أنبأنا مكرم بن أحمد القاضي قال: نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ صاحب النرسي قَالَ: سمعت على بن المديني يقول: حذيفة بْن اليمان، هو حذيفة بْن حسل، وحسل كان يقال له اليمان، وهو رجل من عبس حليف للأنصار.
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ قال: أنبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فارس قال نبأنا يونس بن حبيب قال نبأنا داود قال نبأنا شُعْبَةُ عَنِ الْمُغِيرَةِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ، سَمِعَ عَلْقَمَةَ قَالَ: قَدِمْتُ الشَّامَ، فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ وَفِّقْ لِي جَلِيسًا صَالِحًا. قَالَ: فَجَلَسْتُ إِلَى رَجُلٍ فَإِذَا هُوَ أَبُو الدَّرْدَاءِ. فَقَالَ لِي: مِمَّنْ أَنْتَ؟ فَقُلْتُ: مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ. فَقَالَ: أَلَيْسَ فِيكُمْ صَاحِبُ الْوِسَادِ وَالسِّوَاكِ؟ - يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ- ثُمَّ قَالَ: أَلَيْسَ فِيكُمْ صَاحِبُ السِّرِّ الَّذِي لَمْ يَكُنْ يَعْلَمُهُ غَيْرُهُ؟ - يَعْنِي حُذَيْفَةَ- وذَكَرَ الْحَدِيثَ.
أَخْبَرَنَا علي بن مُحَمَّد بن عبد الله المعدّل قال: نبأنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار قال: نا أحمد بن منصور الرمادي قال: نا عبد الرّزّاق قال: أنبأنا مَعْمَرٌ عَنْ أَيُّوبَ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِذَا بَعَثَ أَمِيرًا كتب إليهم: «إني قد بعثت إليكم فلانا وَأَمَرْتَهُ بِكَذَا وَكَذَا، فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا» فَلَمَّا بَعَثَ حُذَيْفَةُ إِلَى الْمَدَائِنِ كَتَبَ إِلَيْهِمْ: «إِنِّي قَدْ بَعَثْتُ إِلَيْكُمْ فُلانا فَأَطِيعُوهُ» . فَقَالُوا: هَذَا رجل له شأن فركبوا ليلتقوه، فَلَقُوهُ عَلَى بَغْلٍ تَحْتَهُ إِكَافٌ وَهُوَ مُعْتَرِضٌ عليه رجلان مِنْ جَانِبٍ وَاحِدٍ، فَلَمْ يَعْرِفُوهُ فَأَجَازُوهُ فَلَقِيَهُمُ الناس فقالوا لهم: أين أمير المؤمنين؟ فقالوا: هو الذي لقيتم، قالوا: فركضوا في فأثره فَأَدْرَكُوهُ وَفِي يَدِهِ رَغِيفٌ وَفِي الأُخْرَى عِرْقٌ وَهُوَ يَأْكُلُ، فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ فَنَظَرَ إِلَى عَظِيمٍ مِنْهُمْ فَنَاوَلَهُ الْعِرْقَ وَالرَّغِيفَ. قَالَ: فَلَمَّا غَفِلَ ألقاه أو أعطاه خادمه [1] .
أخبرنا ابن بشران قال: نا الحسين بن صفوان قال: نا ابن أبي الدّنيا قال: نا محمّد ابن سعد قال: حذيفة بن اليمان حسل. ويقال: حسيل بْن جابر العبسي، حليف بني عَبْد الأشهل، وابن أختهم الرباب بنت كعب بْن عدي بْن كعب بْن عَبْد الأشهل، ويكنى أبا عَبْد الله، وشهد أحدا وقتل أبوه يومئذ، وجاء نعي عثمان وهو بالمدائن، ومات بها سنة ست وثلاثين. اجتمع على ذلك مُحَمَّد بْن عُمَر- يَعْنِي الواقدي- والهيثم بن عدي [2] .
__________
[1] انظر الخبر في: المنتظم 5/105.
[2] انظر الخبر في: المنتظم 5/107.(1/174)
أخبرنا ابن الفضل قال: أنبأنا ابن درستويه قال: نبأنا عبيد الله بن موسى قال: أنبأنا سعيد بْن أوس عَنْ بلال بْن يَحْيَى قَالَ: عاش حذيفة بعد قتل عثمان أربعين ليلة [1] .
أخبرنا على بن أحمد البزّاز قال: أنبأنا أبو على بن الصّوّاف قال: نبأنا بشر بن موسى قال: أنبأنا عمرو بن على.
وأخبرنا الأزهريّ قال أنبأنا محمّد بن العبّاس قال: نبأنا إبراهيم بن محمّد الكندي قال: أنبأنا أَبُو مُوسَى مُحَمَّد بْن المثنى قالا: وَمات حذيفة بْن اليمان ويكنى بأبي عَبْد الله بالمدائن سنة ست وثلاثين قبل قتل عثمان بأربعين ليلة، لفظهما سواء، وقولهما قبل قتل عثمان خطأ، لأن عثمان قتل في آخر سنة خمس وثلاثين.
12- وسلمان الفارسي، يكنى أبا عَبْد الله [2] :
من أهل مدينة أصبهان، ويقال من رامهرمز أسلم في السنة الأولى من الهجرة، وأول مشهد شهده مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم الخندق، وإنما منعه عَنْ حضور ما قبل ذلك أنه كان مسترقا لقوم من اليهود وكاتبهم، وأدى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتابته وعتق، ولم يزل بالمدينة حتى غزا المسلمون العراق فخرج معهم، وحضر فتح المدائن ونزلها حتى مات بها، وقبره الآن ظاهر معروف بقرب إيوان كسرى عليه بناء، وهناك خادم مقيم لحفظ الموضع وعمارته والنظر في أمر مصالحه، وقد رأيت الموضع وزرته غير مرة.
__________
[1] انظر الخبر في: المنتظم 5/107.
[2] 12- انظر: طبقات ابن سعد 6/16، 7/318. والمصنف لابن أبي شيبة 13/رقم 15782.
وطبقات خليفة 140، 189. وتاريخه 191. ومسند أحمد 5/437. وعلل أحمد 1/240، 285، 312، 364، 386، 393، 413. والتاريخ الكبير 4/ت 2235. والصغير 1/71- 74. والكنى لمسلم، ورقة 58. والمعارف لابن قتيبة 270. والمعرفة ليعقوب 1/320، 2/252.
وتاريخ أبي زرعة 122، 221، 222، 403، 458، 648، 649. والجرح 4/ت 1289.
وثقات ابن حبان 1/ورقة 168. ومشاهير الأمصار، ترجمة 274. ورجال مسلم، لابن منجويه، ورقة 67. وحلية الأولياء 1/185- 208. وأخبار أصبهان 1/48. ورجال البخاري للباجي، ورقة 166. وتاريخ ابن عساكر 7/ورقة 94 (التهذيب 6/190) . والاستيعاب 2/634.
والجمع لابن القيسراني 1/193. وتلقيح الأثر 138. وأسد الغابة 2/328. وتهذيب الأسماء 1/226. وسير النبلاء 1/505- 558. والتجريد 1/ت 2400. والكاشف 1/ت 2039. والعبر 1/119. وتذهيب التهذيب 2/ورقة 39. وإكمال مغلطاي 2/ورقة 116.
ونهاية السول، ورقة 123. وتهذيب التهذيب 4/137. وتهذيب الكمال 2438 (11/245- 256) . والإصابة 2/ت 3357. والخلاصة للخزرجي/ ت 2617. وشذرات الذهب 1/44.
والمنتظم 5/20- 29.(1/175)
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ الْعَبْدِيُّ بِجُرْجَانَ قال: نا المنيعي- يَعْنِي عَبْد الله بْن مُحَمَّد البغوي- قال نا ابن زنجويه قال: نا الفريابي عَنْ سفيان عَنْ عوف عَنْ أَبِي عثمان قَالَ: سمعت سلمان الفارسي يقول: أنا من أهل [1] رامهرمز.
أخبرنا ابن بشران قال: أنبأنا الحسين بن صفوان قال: نبأنا ابن أبي الدّنيا قال: نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ سعد قَالَ: سلمان الفارسي يكنى أبا عَبْد الله، أسلم عند قدوم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة، وكان قبل ذلك يقرأ الكتب ويطلب الدين. وكان عبدا لقوم من بني قريظة فكاتبهم، فأدى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتابته وعتق، فهو إِلَى بني هاشم، وأول مشاهده الخندق، وتوفي في خلافة عثمان بالمدائن.
أخبرني الأزهري قال: نبأنا عبد الرّحمن بن عمر الخلّال قال: نبأنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة قال: نبأنا جدي قَالَ: قد كان سلمان الفارسي نزل الكوفة في خلافة عثمان، وتوفي بالمدائن، وقبره هناك.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: نبأنا عبد الله بن محمد بن جعفر قَالَ: سمعت جعفر ابن أَحْمَد بْن فارس قَالَ: سمعت العباس بْن يزيد يقول لمحمد بْن النعمان، يقول أهل العلم: عاش سلمان ثلاثمائة وخمسين سنة، فأما [إلى [2]] مائتين وخمسين فلا يشكون فيه وكان من المعمرين، قيل إنه: أدرك وصي عِيسَى بْن مريم وأعطي علم الأول والآخر وقرأ الكتابين.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى إِسْحَاقَ النِّعَالِيِّ أَخْبَرَكُمُ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ ابن شعبة قال: أنبأنا أبو الخطّاب زياد بن يحيى قال: نا الْمُعْتَمِرُ.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ- وَاللَّفْظُ لَهُ- قَالَ: نا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ قال: نا أبو القاسم الجصاص قال: نا إسحاق بن إبراهيم قال: نا معتمر قال:
سمعت أبي قال: نا أَبُو عُثْمَانَ عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: تَنَاوَلَنِي بِضْعَ عَشْرَةَ مِنْ رَبٍّ إِلَى رَبٍّ.
خَبَرُ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ وَابْتِدَاءُ أَمْرِهِ وَشَرْحُ مَا لَقِيَ فِي طُولِ عُمْرِهِ:
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أبو بكر بن أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَرَشِيُّ قَالَ: نبأنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال: نبأنا أَبُو عُمَرَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْعُطَارِدِيُّ قال: نبأنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ.
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(1/176)
وأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ مِيَاحٍ السُّكَّرِيُّ وعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الإِيَادِيُّ. قَالَ أَحْمَدُ أَخْبَرَنَا. وَقَالَ عَلِيٌّ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ هَارُونَ بْنِ أَبِي عِيسَى قَالَ: نا أَبِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ.
وَأَخْبَرَنِي عَلِيُّ بن محمّد الإياديّ أيضا قال: أنبأنا أبو بكر الشّافعيّ إملاء قال: نبأنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ الْقَاضِي الفارسي قال: نبأنا شهاب بن معمر البلخيّ قال: نبأنا أبو يحيى بكر بن محمّد بْنُ سُلَيْمَانَ الأُسْوَارِيُّ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ.
وأَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن رزق البزاز قَالَ: أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق قَالَ:
أنبأنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَرَاءُ.
وَأَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ محمّد المالكيّ قال: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ أنبأنا محمّد بن محمّد الشطوي أو أحمد قالا: نبأنا الفضل. زاد الشطوي: ابن غانم وقال نبأنا سلمة. قال الشطوي: وقال ابن الفضل حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ- وَلَفْظُ الْحَدِيثِ وَسِيَاقُهُ لِيُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ- قَالَ: حدّثني عاصم بْنِ قَتَادَةَ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ [1] قَالَ: كُنْتُ رَجُلا مِنْ أَهْلِ فَارِسَ مِنْ أَهْلِ أَصْبَهَانَ مِنْ قَرْيَةٍ يُقَالُ لَهَا جَيٌّ، وَكَانَ أَبِي دِهْقَانَ قَرْيَتِهِ، وَكَانَ يُحَبُّنِي حُبًّا شَدِيدًا لَمْ يُحِبَّهُ شَيْئًا مِنْ مَالِهِ وَلا وَلَدِهِ، فَمَا زَالَ بِهِ حُبُّهُ إِيَّايَ حَتَّى حَبَسَنِي فِي الْبَيْتِ كَمَا تُحْبَسُ الْجَارِيَةُ، وَاجْتَهَدْتُ فِي المجوسية حتى كنت قطن النار التي يوقدها فلا يتركها تخبو ساعة، وكنت كَذَلِكَ لا أَعْلَمُ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ شَيْئًا إِلا مَا أَنَا فِيهِ، حَتَّى بَنَى أَبِي بُنْيَانًا لَهُ وَكَانَتْ لَهْ ضَيْعَةٌ فِيهَا بَعْضُ الْعَمَلِ. فَدَعَانِي فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ، إِنَّهُ قَدْ شَغَلَنِي مَا تَرَى من بنياني [هذا [2]] عَنْ ضَيْعَتِي هَذِهِ، وَلا بُدَّ لِي مِنَ اطِّلاعِهَا، فَانْطَلَقَ إِلَيْهِمْ فَمُرْهُمْ بِكَذَا وَكَذَا وَلا تَحْتَبِسْ عَنِّي فَإِنَّكَ إِنِ احْتَبَسْتَ عَنِّي شَغَلْتَنِي عَنْ كُلِّ شَيْءٍ، فَخَرَجْتُ أُرِيدُ ضَيْعَتَهُ. فَمَرَرْتُ بِكَنِيسَةِ النَّصَارَى فَسَمِعْتُ أَصْوَاتَهُمْ فِيهَا.
فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟ فَقَالُوا: هَؤُلاءِ النَّصَارَى يُصَلُّونَ. فَدَخَلْتُ أَنْظُرُ فَأَعْجَبَنِي مَا رَأَيْتُ من حالهم، فو الله مَا زِلْتُ جَالِسًا عِنْدَهُمْ حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ، وبعث أبي فِي كُلِّ وَجْهٍ حَتَّى جِئْتُهُ حِينَ أَمْسَيْت، وَلَمْ أَذْهَبْ إِلَى ضَيْعَتِهِ. فَقَالَ أَبِي: أَيْنَ كُنْتَ؟ أَلَمْ أَكُنْ قُلْتُ لَكَ؟ فَقُلْتُ: يَا أَبَتَاهُ مَرَرْتُ بِنَاسٍ يُقَالُ لَهُمُ: النَّصَارَى، فَأَعْجَبَنِي صَلاتُهُمْ ودعاؤهم
__________
[1] هذا الخبر أخرجه ابن عساكر بطوله، وقال الذهبي: هذا الحديث شبه موضوع، وأبو معاذ مجهول، وموسى. انظر سير أعلام النبلاء 1/521. والمنتظم 5/20- 25.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(1/177)
فَجَلَسْتُ أَنْظُرُ كَيْفَ يَفْعَلُونَ. فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ، دِينُكَ وَدِينُ آبَائِكَ خَيْرٌ مِنْ دِينِهِمْ.
فَقُلْتُ: لا وَاللَّهِ مَا هُوَ خَيْرٌ مِنْ دِينِهِمْ. هَؤُلاءِ قَوْمٌ يَعْبُدُونَ اللَّهَ وَيَدْعُونَهُ وَيُصَلُّونَ لَهُ، ونحن نعبد نارا نوقدها بأيدينا إذا تركناها مَاتَتْ.
فَخَافَنِي فَجَعَلَ فِي رِجْلِي حَدِيدًا وَحَبَسَنِي فِي بَيْتٍ عِنْدَهُ، فَبَعَثْتُ إِلَى النَّصَارَى فَقُلْتُ لَهُمْ: أَيْنَ أَصِلُ هَذَا الدِّينَ الَّذِي أَرَاكُمْ عَلَيْهِ؟ فَقَالُوا: بِالشَّامِ. فَقُلْتُ لَهُمْ: إِذَا قَدِمَ عَلَيْكُمْ مِنْ هُنَاكَ نَاسٌ فَآذِنُونِي. قَالُوا: نَفْعَلُ فَقَدِمَ عَلَيْهِمْ نَاسٌ مِنْ تُجَّارِهِمْ فَبَعَثُوا إِلَيَّ أَنَّهُ قَدْ قَدِمَ عَلَيْنَا تُجَّارٌ مِنْ تُجَّارِنَا، فبعثت إليهم إذا قضوا حاجة من حوائجهم وأرادوا الخروج فآذنوني بهم. فقالوا: نَفْعَلُ فَلَمَّا قَضَوْا حَوَائِجَهُمْ وَأَرَادُوا الرَّحِيلَ بَعَثُوا إِلَيَّ بِذَلِكَ، فَطَرَحْتُ الْحَدِيدَ الَّذِي فِي رِجْلِي وَلَحِقْتُ بِهِمْ، فَانْطَلَقْتُ مَعَهُمْ حَتَّى قَدِمْتُ الشَّامَ، فَلَمَّا قَدِمْتُهَا قُلْتُ: مَنْ أَفْضَلُ أَهْلِ هَذَا الدِّينِ؟ قَالُوا: الأَسْقُفُّ صَاحِبُ الْكَنِيسَةِ، فَجِئْتُهُ فَقُلْتُ لَهُ: إِنِّي قَدْ أَحْبَبْتُ أَنْ أَكُونَ مَعَكَ فِي كَنِيسَتِكَ، وَأَعْبُدُ اللَّهَ فِيهَا مَعَكَ، وَأَتَعَلَّمُ مِنْكَ الْخَيْرَ. قَالَ: فَكُنْ مَعِي.
قَالَ: فَكُنْتُ مَعَهُ، وَكَانَ رَجُلَ سُوءٍ، كَانَ يَأْمُرُهْم بِالصَّدَقَةِ وَيُرَغِّبُهُمْ فِيهَا. فَإِذَا جَمَعُوهَا إِلَيْهِ اكْتَنَزَهَا وَلَمْ يعط المساكين منها شيئا، فَأَبْغَضْتُهُ بُغْضًا شَدِيدًا لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حَالِهِ، فَلَمْ يَنْشَبْ أَنْ مَاتَ، فَلَمَّا جَاءُوا لِيَدْفِنُوهُ قُلْتُ لَهُمْ: إِنَّ هَذَا رَجُلُ سُوءٍ، كَانَ يَأْمُرُكُمْ بِالصَّدَقَةِ وَيُرَغِّبُكُمْ فِيهَا؛ حَتَّى إِذَا جَمَعْتُمُوهَا إِلَيْهِ اكْتَنَزَهَا إِلَيْهِ وَلَمْ يُعْطِهَا الْمَسَاكِينَ. فَقَالُوا: وَمَا عَلامَةُ ذَلِكَ؟ فَقُلْتُ: أَنَا أُخْرِجُ إِلَيْكُمْ كَنْزَهُ. فَقَالُوا: فَهَاتِهِ؛ فَأَخْرَجْتُ لَهُمْ سَبْعَ قِلالٍ مَمْلُوءَةٍ ذَهَبًا وَوَرِقًا؛ فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ قَالُوا: وَاللَّهِ لا يُدْفَنُ أَبَدًا، فَصَلَبُوهُ عَلَى خَشَبَةٍ وَرَمَوْهُ بِالْحِجَارَةِ، وَجَاءُوا بِرَجُلٍ آخَرَ فَجَعَلُوهُ مَكَانَهُ؛ فلا والله يا ابن العبّاس ما رأيت رجلا قط يصلي الخمس أرى أنه أفضل منه؛ ولا أشد اجْتِهَادًا؛ وَلا أَزْهَدَ فِي الدُّنْيَا؛ وَلا أَدْأَبَ لَيْلا وَنَهَارًا مِنْهُ. مَا أَعْلَمُنِي أَحْبَبْتُ شَيْئًا قط قبل حُبَّهُ، فَلَمْ أَزَلْ مَعَهُ حَتَّى حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ. فَقُلْتُ: يَا فُلانُ قَدْ حَضَرَكَ مَا تَرَى مِنْ أَمْرِ اللَّهِ وَإِنِّي وَاللَّهِ مَا أَحْبَبْتُ شيئا قط حبي لك فَمَاذَا تَأْمُرُنِي؟ وَإِلَى مَنْ تُوصِينِي؟ فَقَالَ لِي: أَيْ بُنَيَّ وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُهُ إِلا رَجُلا بِالْمَوْصِلِ فَأْتِهِ فَإِنَّكَ سَتَجِدُهُ عَلَى مِثْلِ حَالِي؛ فَلَمَّا مَاتَ وَغُيَّبَ لَحِقْتُ بِالْمَوْصِلِ.
فَأَتَيْتُ صَاحِبَهَا، فَوَجَدْتُهُ عَلَى مِثْلِ حَالِهِ مِنَ الاجْتِهَادِ وَالزَّهَادَةِ فِي الدُّنْيَا. فَقُلْتُ لَهُ إِنَّ فُلانًا أَوْصَانِي إليك أن آتيك وأكون معك. فقال: فَأَقِمْ أَيْ بُنَيَّ، فَأَقَمْتُ عِنْدَهُ عَلَى(1/178)
مِثْلِ أَمْرِ صَاحِبِهِ حَتَّى حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ. فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ فُلانًا أَوْصَانِي إِلَيْكَ وقَدْ حَضَرَكَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ مَا تَرَى، فَإِلَى مَنْ توصي بي [1] ؟ فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُهُ أَيْ بُنَيَّ إِلا رَجُلا بِنَصِيبِينَ وَهُوَ عَلَى مِثْلِ مَا نَحْنُ عَلَيْهِ فَالْحَقْ بِهِ. فَلَمَّا دَفَنَّاهُ لَحِقْتُ بِالآخَرِ. فَقُلْتُ لَهُ يَا فلان إن فلانا قد أَوْصَى بِي إِلَى فُلانٍ، وَفُلانٌ أَوْصَى بِي إِلَيْكَ. قَالَ: فَأَقِمْ أَيْ بُنَيَّ.
قَالَ: فَأَقَمْتُ عِنْدَهُمْ عَلَى مِثْلِ حَالِهِمْ حَتَّى حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ. فَقُلْتُ لَهُ: يَا فُلانُ إِنَّهُ قَدْ حَضَرَكَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ مَا تَرَى، وَقَدْ كَانَ فُلانٌ أَوْصَى بِي إِلَى فُلانٍ، وَأَوْصَى بِي فُلانٌ إِلَيْكَ. فَإِلَى مَنْ؟ قَالَ: أَيْ بُنَيَّ وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُ أَحَدًا عَلَى مِثْلِ مَا كُنَّا عليه؛ إلا رجلا بِعَمُورِيَّةَ مِنْ أَرْضِ الرُّومِ فَأْتِهِ فَإِنَّكَ سَتَجِدُهُ عَلَى مِثْلِ مَا كُنَّا عَلَيْهِ.
فَلَمَّا وَارَيْتُهُ خَرَجْتُ حَتَّى قَدِمْتُ عَلَى صَاحِبِ عَمُورِيَّةَ فَوَجَدْتُهُ عَلَى مِثْلِ حَالِهِمْ فَأَقَمْتُ عِنْدَهُ وَاكْتَسَبْتُ حَتَّى كَانَتْ لِي غَنِيمَةٌ وَبَقَرَاتٌ؛ ثُمَّ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ فَقُلْتُ: يَا فُلانُ إِنَّ فُلانا كَانَ أَوْصَى بِي إِلَى فُلانٍ وَفُلانٌ إِلَى فُلانٍ وَفُلانٌ إِلَيْكَ، وقَدْ حَضَرَكَ مَا تَرَى مِنْ أَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَإِلَى مَنْ تُوصِينِي. قَالَ: أَيْ بُنَيَّ وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُهُ بَقِيَ أَحَدٌ عَلَى مِثْلِ مَا كُنَّا عَلَيْهِ آمُرُكَ أَنْ تَأْتِيَهُ؛ وَلَكِنَّهُ قَدْ أَظَلَّكَ زَمَانُ نَبِيٍّ يُبْعَثُ مِنَ الْحَرَمِ، مُهَاجَرُهُ بَيْنَ حَرَّتَيْنِ إِلَى أَرْضِ سَبَخَةٍ ذَاتِ نَخْلٍ، وَإِنَّ فِيهِ عَلامَاتٍ لا تُخْفَى، بَيْنَ كَتِفَيْهِ خَاتَمُ النُّبُوَّةِ، يَأْكُلُ الْهَدِيَّةَ وَلا يَأْكُلُ الصَّدَقَةَ. فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَخْلُصَ إِلَى تِلْكَ البلاد فَافْعَلْ؛ فَإِنَّهُ قَدْ أَظَلَّكَ زَمَانُهُ.
فَلَمَّا وَارَيْنَاهُ أَقَمْتُ حَتَّى مَرَّ رِجَالٌ مِنْ تُجَّارِ الْعَرَبِ مِنْ كَلْبٍ. فَقُلْتُ لَهُمْ: تَحْمِلُونِي مَعَكُمْ حَتَّى تَقْدُمُوا بِي إِلَى أَرْضِ الْعَرَبِ، وَأُعْطِيكُمْ غُنَيْمَتِي هَذِهِ وَبَقَرَاتِي. قَالُوا: نَعَمْ فَأَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا وَحَمَلُونِي حَتَّى إِذَا جَاءُوا بِي وَادِي الْقُرَى، ظلموني فَبَاعُونِي عَبْدًا مِنْ رَجُلٍ مِنْ يَهُودَ بِوَادِي القرى. فو الله لقد رأيت النخل وطمعت أن تكون الْبَلَدُ الَّذِي نَعَتَ لِي صَاحِبِي، وَمَا حَقَّتْ عِنْدِي حَتَّى قَدِمَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ مِنْ يَهُودِ وَادِي الْقُرَى، فَابْتَاعَنِي مِنْ صَاحِبي الَّذِي كُنْتُ عِنْدَهُ، فَخَرَجَ بِي حَتَّى قَدِمَ بي المدينة؟ فو الله مَا هُوَ إِلا أَنْ رَأَيْتُهَا فَعَرَفْتُ نَعْتَهُ.
فَأَقَمْتُ فِي رِقِّي مَعَ صَاحِبِي وَبَعَثَ اللَّهُ رَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ لا يُذْكَرُ لِي شَيْءٌ مِنْ أَمْرِهِ مَعَ مَا أَنَا فِيهِ مِنَ الرِّقِّ. حَتَّى قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُبَاءَ وَأَنَا أعمل في نخلة له، فو الله إِنِّي لَفِيهَا إِذْ جَاءَ ابْنُ عَمٍّ لَهُ. فَقَالَ: يَا فُلانُ قَاتَلَ اللَّهُ بَنِي قَيْلَةَ، والله إنهم الآن لفي قباء
__________
[1] «توصي بي» ساقطة من الأصل.(1/179)
مُجْتَمِعُونَ عَلَى رَجُلٍ جَاءَ مِنْ مَكَّةَ يَزْعُمُونَ أنه نبي، فو الله ما هو إلا أَنْ سَمِعْتُهَا فَأَخَذَتْنِي الْعُرَوَاءُ [1] يَقُولُ: الرِّعْدَةُ- حَتَّى ظَنَنْتُ لأَسْقُطَنَّ عَلَى صَاحِبِي وَنَزَلْتُ أَقُولُ مَا هَذَا الْخَبَرُ؟ مَا هُوَ؟ فَرَفَعَ مَوْلايَ يَدَهُ فلكمني لكمة شديدة. وقال: مالك وهذا، أقبل على عملك. فقلت: لأي شَيْءٌ إِنَّمَا سَمِعْتُ خَبَرًا فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَعْلَمَهُ. قَالَ: فَلَمَّا أَمْسَيْتُ وَكَانَ عِنْدِي شَيْءٌ مِنْ طَعَامٍ فَحَمَلْتُهُ وَذَهَبْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ وَهُوَ بِقُبَاءَ، فَقُلْتُ: إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّكَ رَجُلٌ صَالِحٌ وَأَنَّ مَعَكَ أَصْحَابًا لَكَ غُرَبَاءَ، وَقَدْ كَانَ عِنْدِي شَيْءٌ لِلصَّدَقَةِ فَرَأَيْتُكُمْ أَحَقَّ مَنْ بِهَذِهِ البلاد، فها هو فَكُلْ مِنْهُ. فَأَمْسَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ وَقَالَ لأَصْحَابِهِ: كُلُوا. وَلَمْ يَأْكُلْ. فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: هَذِهِ خَلَّةٌ مِمَّا وَصَفَ لِي صَاحِبِي، ثُمَّ رَجَعْتُ وَتَحَوَّلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَجَمَعْتُ شَيْئًا كَانَ عِنْدِي ثُمَّ جِئْتُهُ بِهِ. فقلت: إني رَأَيْتُكَ لا تَأْكُلُ الصَّدَقَةَ وَهَذِهِ هَدِيَّةٌ وَكَرَامَةٌ لَيْسَتْ بِالصَّدَقَةِ، فَأَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلّم وأكل أصحابه. فقلت: هاتان خَلَّتَانِ. ثُمَّ جِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَتْبَعُ جِنَازَةً وَعَلَيَّ شَمْلَتَانِ لِي وَهُوَ فِي أَصْحَابِهِ، فَاسْتَدَرْتُ بِهِ لأَنْظُرَ إِلَى الْخَاتَمِ فِي ظَهْرِهِ، فَلَمَّا رَآنِي رَسُولُ اللَّهِ اسْتَدْبَرْتُهُ عَرَفَ أَنِّي أَسْتَثَبْتُ شَيْئًا قَدْ وُصِفَ لِي، فَرَفَعَ رِدَاءَهُ عَنْ ظَهْرِهِ فَنَظَرْتُ إِلَى الْخَاتَمِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ كَمَا وَصَفَ لِي صَاحِبِي، فَأَكْبَبْتُ عَلَيْهِ أُقَبِّلُهُ وَأَبْكِي. فَقَالَ: «تَحَوَّلْ يَا سَلْمَانَ هَكَذَا» فَتَحَوَّلْتُ فَجَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ وأحبّ أن يسمع أصحابه حديثي عنه، فحدّثته يا ابن العبّاس كَمَا حَدَّثْتُكَ.
فَلَمَّا فَرَغْتُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَاتِبْ يَا سَلْمَانُ» ، فكاتبت صاحبي على ثلاثمائة نَخْلَةٍ أُحْيِيهَا وَأَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً، فَأَعَانَنِي أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنَّخْلِ ثَلاثِينَ وَدِيَّةً، وَعِشْرِينَ وَدِيَّةً، وَعَشْرًا، كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ عَلَى قَدْرِ مَا عِنْدَهُ. فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«فَقِّرْ لَهَا فَإِذَا فَرَغْتَ فَآذِنِّي، حَتَّى أَكُونَ أَنَا الَّذِي أَضَعُهَا بِيَدِي» . فَفَقَّرْتُهَا وَأَعَانَنِي أَصْحَابِي. يَقُولُ: حَفَرْتُ لَهَا حَيْثُ تُوضَعُ- حَتَّى فَرَغْنَا مِنْهَا؛ فَخَرَجَ مَعِي حَتَّى جَاءَهَا فَكُنَّا نَحْمِلُ إِلَيْهِ الْوَدِيَّ فيضعه بيده ويسوي عليها؛ فو الذي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ مَا مَاتَتْ مِنْهَا وَدِيَّةٌ وَاحِدَةٌ، وَبَقِيَتْ عَلِيَّ الدَّرَاهِمُ. فَأَتَاهُ رَجُلٌ مِنْ بَعْضِ الْمَعَادِنِ بِمِثْلِ الْبَيْضَةِ مِنَ الذَّهَبِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَيْنَ الْفَارِسِيُّ الْمُسْلِمُ الْمُكَاتِبُ؟» فَدُعِيتُ لَهُ. فَقَالَ:
«خُذْ هَذِهِ يَا سَلْمَانُ فَأَدِّ بِهَا مَا عَلَيْكَ» . فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَيْنَ تَقَعُ هَذِهِ مِمَّا عَلِيَّ؟
قَالَ: «فَإِنَّ اللَّهُ سَيُؤَدِّي بِهَا عَنْكَ» . فو الذي نفس سلمان بيده لوزنت لَهُمْ مِنْهَا أَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً فَأَدَّيْتُهَا إِلَيْهِمْ. وَعَتَقَ سلمان.
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: «العزوي» .(1/180)
وَكَانَ الرِّقُّ قَدْ حَبَسَنِي حَتَّى فَاتَنِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَدْرٌ وَأُحُدٌ، ثُمَّ عَتَقْتُ فَشَهِدْتُ الْخَنْدَقَ ثُمَّ لَمْ يَفُتْنِي مَعَهُ مَشْهَدٌ [1] .
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ قَالَ: أنبأنا أبو أحمد الغطريفي قال: نبأنا عبد الرّحمن بن أحمد بن عبدوس الهمداني.
قال أبو نعيم: ونبأنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ- وَالسِّيَاقُ لَهُ- قَالَ نبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَجَّاجِ وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُؤَدِّبُ قَالا: نبأنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدُوسٍ قَالَ: نبأنا قطن بن إبراهيم قال: نبأنا وَهْبُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلْمَانَ الْفَارِسِيُّ قَالَ حَدَّثَتْنِي أمي عن أبي كثير بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْلَى الْكُتَّابَ عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: هَذَا مَا فَادَى مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ رَسُولُ اللَّهِ فَدَى سَلْمَانَ الْفَارِسِيَّ مِنْ عُثْمَانَ ابن الأشهل اليهودي ثم القرظي بغرس ثلاثمائة نَخْلَةٍ وَأَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً ذَهَبًا، وَقَدْ بَرِئَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ رَسُولُ اللَّهِ لِثَمَنِ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ وَوَلاؤُهُ لِمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَسُولِ اللَّهِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ فَلَيْسَ لأَحَدٍ عَلَى سَلْمَانَ سَبِيلٌ. شَهِدَ عَلَى ذَلِكَ: أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَحُذَيْفَةُ بْنُ سَعْدِ بْنِ الْيَمَانِ، وَأَبُو ذَرٍّ الْغِفَارِيُّ، وَالْمِقْدَادُ بْنُ الأَسْوَدِ، وَبِلالٌ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ. وَكَتَبَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ يَوْمَ الاثْنَيْنِ فِي جُمَادَى الأُولَى مِنْ سَنَةِ مُهَاجَرِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
. قَالَ عَبْد الله بْن مُحَمَّدِ بْن الحجاج: وذكر هذا الحديث لأبي بكر بْن أَبِي داود فقال: لسلمان ثلاث بنات بنت بأصبهان، قد زعم جماعة أنهم من ولدها، وابنتان بمصر [2] .
قال الخطيب: في هذا الحديث نظر، وذلك أن أول مشاهد سلمان مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غزوة الخندق، وكانت في السنة الخامسة من الهجرة، ولو كان يخلص سلمان من الرق في السنة الأولى من الهجرة. لم يفته شيء من المغازي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وأيضا فإن التاريخ بالهجرة لم يكن فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وأول من أرخ بها عُمَر بْن الخطاب في خلافته والله أعلم [3] .
__________
[1]- انظر المنتظم 5/22- 25.
[2]- انظر الخبر في: المنتظم 5/26.
[3]- هذه الفقرة ساقطة من الأصل وكتبت على الهامش وغير واضح منها سوى اليسير.(1/181)
وقد ذكرنا فيما تقدم من القول بأن سلمان توفي في خلافة أمير المؤمنين عثمان بْن عفان.
أنبأنا على بن محمّد السّمسار قال: أنبأنا عبد الله بن عثمان الصّفّار قال: نبأنا عَبْدُ الباقي بْن قانع: أن سلمان توفي بالمدائن سنة ست وثلاثين؛ فعلى هذا القول كانت وفاته في خلافة أمير المؤمنين عَلِيّ بن أبي طالب، والله أعلم.
13- وعبد الله بْن عُمَر بْن الخطاب بْن نفيل بن عبد العزى بن رباح بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن قرظ بْن رزاح بْن عدي بْن كعب بْن لؤي بْن غالب، يكنى: أبا عَبْد الرَّحْمَنِ [1] :
وأمه: زينب بنت مظعون بْن حبيب بْن وهب بْن حذافة بْن جمح. كان إسلامه بمكة مع إسلام أَبِيهِ وهو صغير قبل أن يبلغ. وهاجر مع أَبِيهِ إِلَى المدينة. وشهد غزاة الخندق وما بعدها، وخرج إِلَى العراق فشهد يوم القادسية. ويوم جلولاء وما بينهما من وقائع الفرس. وورد المدائن غير مرة.
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ شُجَاعٍ الصّوفيّ قال: أنبأنا محمّد بن أحمد بن الحسن الصّوّاف
__________
[1] 13- انظر: طبقات بن سعد 2/373، 4/142. وتاريخ الدوري 2/321. وكلام ابن معين، رواية ابن طهمان، ت 147، 224، 403. وطبقات خليفة 22، 190. وعلل ابن المديني 47، 63، 65، 66، 67، 74، 75، 76، 90. وفضائل الصحابة لأحمد 2/894. ومسند أحمد 2/2. وعلل أحمد أيضا. والتاريخ الكبير 5/ت 4. والصغير 1/154، 155، 157. والكنى لمسلم، ورقة 66. وثقات العجلي ورقة 30. وتاريخ أبي زرعة. وتاريخ واسط 77، 136، 180، 183، 222، 223، 226، 261، 282. والجرح 5/ت 492. وثقات ابن حبان 3/209.
والمعجم الكبير للطبراني 12/257. ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ورقة 83. والمدخل إلى الصحيح 142. وجمهرة الأنساب لابن حزم 152، 157، 268، 341. والاستيعاب 3/950.
والجمع لابن القيسراني 1/238. وأنساب القرشيين 55، 56، 151، 335، 354، 362، 364، 366، 371، 387. ومعجم البلدان 1/203، 326، 757، 2/12، 4/24. وأسد الغابة 3/227. وتهذيب الأسماء 1/278. ووفيات الأعيان لابن خلكان 3/28، 31. وسير النبلاء 3/203. والعبر 1/27، 37، 79، 83، 84، 118، 120، 124، 206، 250، وتجريد أسماء الصحابة 1/ت 3428. والكاشف 2/ت 2901. وتذهيب التهذيب 2/ورقة 168. وتذكرة الحفاظ 1/37. وتاريخ الإسلام 3/177. وإكمال مغلطاي 2/ورقة 298.
وشرح علل الترمذي لابن رجب 333. وغاية النهاية 1/437. ونهاية السول، ورقة 179.
وتهذيب التهذيب 5/328، 330. والإصابة 2/ت 3834. والتقريب 1/435. وتهذيب الكمال 3441 (15/332- 341) . وخلاصة الخزرجي 2/ت 3678. وشذرات الذهب 1/15، 20، 22، 33، 42، 45، 46، 62، 63، 81. وحلية الأولياء 1/292- 341.
والمنتظم 6/123.(1/182)
قال: أنبأنا محمد بن عبدوس بن كامل ومُحَمَّد بن عثمان بن أبي شيبة قالا أنبأنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: نبأنا هشيم قال: أنبأنا يونس بن عبيد قال: نبأنا الْحَكَمُ بْنُ الأَعْرَجِ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ عَنِ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ. فَقَالَ: اخْتَلَفْتُ أَنَا وَسَعْدٌ فِي ذَلِكَ وَنَحْنُ بِجَلُولاءَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْن مُحَمَّدِ بْنِ عيسى البزّار، قال: أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمِصْرِيُّ، قَالَ: نبأنا مالك بن يحيى، قال نبأنا يزيد بن هارون، قال أنبأنا حمّاد بن سلمة عن على بن يزيد عَنْ أنس بْن مالك وسعيد بْن المسيب، قالا:
قد شهد ابْن عُمَر بدرا، قَالَ يزيد ليس هكذا هو.
قال الشيخ أبو بكر: والأمر على ما قاله يزيد. كان ابْن عُمَر يصغر عَنْ شهود بدر.
أخبرنا ابن الفضل القطّان، قال: أنبأنا بن جعفر بن درستويه، قال: نبأنا يعقوب ابن سفيان بن حرب، قال: نبأنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ عُرِضَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ [أحد [1]] فَلَمْ يَقْبَلْهُ. وَعُرِضَ عَلَيْهِ يَوْمَ الْخَنْدَقِ فَقَبِلَهُ، وَهُوَ ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً [2] .
وَرَوَى عُبَيْدُ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: عُرِضْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ وَأَنَا ابْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ فَلَمْ يَقْبَلْنِي، وَأَجَازَنِي يَوْمَ الْخَنْدَقِ.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيّ الجوهري، قال: أنبأنا عيسى بن على بن عيسى، قال: نبأنا عبد الله بن محمّد البغويّ، قال: نبأنا شيبان، قال: نبأنا أبو هلال، قال: نبأنا قتادة عَنْ سعيد بْن المسيب، قَالَ: لو شهدت لأحد أنه من أهل الجنة، لشهدت لعبد الله بْن عُمَر.
قَالَ البغوي، قَالَ: الزبير- يَعْنِي ابْنَ بكار: وكان عَبْد الله بْن عُمَر يتحفظ ما يسمع مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وإذا لم يحضر يسأل من حضر عما قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفعل.
وكان يتتبع آثار رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي كل مسجد صلى فيه، وكان يعترض براحلته في كل طريق مر بِهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيقال له في ذلك فيقول: أتحرى أن تقع أخفاف راحلتي على بعض أخفاف راحلة رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
__________
[1] مَا بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] انظر الخبر في صحيح البخاري 3/132، 5/137. وصحيح مسلم 6/29، 30. ومسند الإمام أحمد 2/17. وسنن أبي داود 2957، 4406، 4407. وسنن ابن ماجة 2543. وسنن الترمذي 1361، 1711. وسنن النسائي 6/155.(1/183)
أَخْبَرَنَا ابْن الفضل، قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن جعفر، قال: نبأنا يَعْقُوب بْن سُفْيَان، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن أبي زكير، قال: أنبأنا ابْن وهب عَنْ مالك، قَالَ: أقام ابْن عُمَر بعد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ستين سنة يفتي الناس في الموسم وغير ذلك. قَالَ: وكان ابْن عُمَر من أئمة الدين.
أَخْبَرَنَا ابْن الفضل، قال: أنبأنا ابن درستويه، قال: نبأنا يعقوب، قَالَ: حَدَّثَنِي سعيد- هو ابْن أسد بن موسى- قال نبأنا ضَمْرَةُ عَنْ رَجَاءِ بْن أَبِي سَلَمَةَ عَنْ رجاء بْن حيوة قَالَ: أتانا نعي ابْن عُمَر ونحن في مجلس ابْن محيريز. فقال ابْن محيريز: والله إن كنت لأعد بقاء ابْن عُمَر أمانا لأهل الأرض [1] .
قَالَ يعقوب: قَالَ أَبُو نعيم: مات ابْن عُمَر في سنة ثلاث وسبعين [2] .
أخبرنا أبو حازم العبدوي قال: أنبأنا القاسم بن غانم المهلّبي قال: أنبأنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ البوشنجي قَالَ: سمعت ابْن بكير يقول: مات عَبْد الله بْن عُمَر أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ سنة ثلاث وسبعين.
أَخْبَرَنا محمد بن أحمد بن رزق قَالَ: أنبأنا عثمان بن أحمد الدّقّاق قال: نبأنا حنبل بن إسحاق قال: حدثني أبو عبد الله، قَالَ: مات عَبْد الله بْن عُمَر سنة ثلاث وسبعين [3] .
أَخْبَرَنَا عبيد الله بْن عمر الواعظ قال: حدّثني أبي قال: نبأنا الحسين بن القاسم قال: نبأنا على بن داود عن سعيد بن عقير قَالَ: وفي سنة أربع وسبعين مات عَبْد الله ابن عُمَر بمكة؛ ودفن بذي طوى في مقبرة المهاجرين. وقد قيل: إنه دفن بفج وهو ابْن أربع وثمانين.
أَخْبَرَنَا ابْن الفضل قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن جعفر قال: نبأنا يَعْقُوب بْن سُفْيَان قَالَ:
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن أبي زكير قال: أنبأنا ابْن وهب قَالَ: حَدَّثَنِي مالك قَالَ: بلغ عبد الله ابن عمر من السن سبعا وثمانين.
__________
[1] انظر: تهذيب الكمال 15/340.
[2] انظر: تهذيب الكمال 15/340.
[3] انظر: تهذيب الكمال 15/340، 341.(1/184)
14- وعبد اللَّه بْن الْعَبَّاسِ بْن عَبْد المطلب بْن هاشم بْن عَبْد مناف، ويكنى: أبا العباس [1] :
وأمه: لبابة بنت الحارث بْن حزن بْن بجير الهلالية، أخت ميمونة زوج النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وسلّم.
ولد بمكة في شعب بني هاشم قبل الهجرة بثلاث سنين.
ودعا لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فقال: «اللهم فقهه في الدين وعلمه الحكمة والتأويل [2] »
. وكان عُمَر بْن الخطاب يقربه ويدنيه ويستشيره مع شيوخ الصحابة. ويقول: نعم ترجمان القرآن ابْن عباس.
وكانت عائشة تقول: هو أعلم من بقي بالسنة. وكان ابْن عُمَر يقول: هو أعلم الناس بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم. وشهد ابْن عباس مع عَلِيّ بْن أَبِي طالب صفين وقتال الخوارج بالنهروان وورد في صحبته المدائن.
أَخْبَرَنَا ابْنُ بِشْرَانَ قَالَ: أنبأنا الحسين بن صفوان قال: نبأنا ابن أبي الدّنيا قال: نبأنا محمّد بن سعيد قَالَ: قَالَ الْوَاقِدِيُّ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ الْقَاسِمِ، قال: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: وُلِدْتُ قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِثَلاثِ سِنِينَ وَنَحْنُ فِي الشِّعْبِ، وَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنا ابن ثلاث عشرة [3] .
__________
[1] 14- انظر طبقات ابن سعد 2/365. وتاريخ الدوري 2/315. وكلام ابن معين، رواية ابن طهمان، ت 203، 224، 230، 260، 261. وتاريخ خليفة 176، 184، 191، 192.
وطبقات خليفة 3، 126، 189، 284. والعلل لابن المديني 42، 44، 45، 47، 51، 61، 65، 66، 70، 84. وفضائل الصحابة لأحمد 2/844، 949. ومسند أحمد 1/214. وعلل أحمد 1/68، 77، 254، 348. والتاريخ الكبير للبخاري 5/ت 5. والصغير 1/126، 127، 134، 135، 137. والكنى لمسلم، ورقة 81. وثقات العجلي، ورقة 30. والمعرفة ليعقوب 1/217. وتاريخ واسط 85، 86، 92، 99، 101. والجرح 5/ت 527. وثقات ابن حبان 3/207. ومعجم الطبراني الكبير 11/5. ورجال صحيح مسلم لابن منجويه، ورقة 84. وجمهرة الأنساب 18، 19، 20، 24، 69. والاستيعاب 3/933. والجمع 1/239.
وتلقيح الأثر، ورقة 158. أنساب القرشيين 34، 51، 64، 65. ومعجم البلدان 1/154، 235، 464، 507، 2/204. والكامل لابن الأثير 1/13، 21، 27، 30. وتهذيب الأسماء 1/274. 274. وأسد الغابة 3/192. ووفيات الأعيان 3/62، 64. وسير النبلاء 3/331.
وتذكرة الحفاظ 40. والعبر 1/41، 63، 76، 96، 108، 117، 125- 127. وتجريد أسماء الصحابة 1/ت 338. والكاشف 2/ت 2829. وتذهيب التهذيب 2/ورقة 156.
وتاريخ الإسلام 3/30. وشرح علل الترمذي لابن رجب 68. والعقد الثمين 5/190. وغاية النهاية لابن الجزري 1/425. وإكمال مغلطاي 2/ورقة 283. ونهاية السول، ورقة 175.
والإصابة 2/ت 4781، وتهذيب التهذيب 5/276- 279. والتقريب 1/425. والخلاصة للخزرجي 2/3589. وشذرات الذهب 1/25، 33، 47، 50، 54، 62، 63، 75.
وتهذيب الكمال 3358 (15/154- 162) والمنتظم 6/72. وحلية الأولياء 1/314- 329.
[2] انظر الحديث في: صحيح البخاري 1/48. وصحيح مسلم، كتاب فضائل الصحابة 138.
ومسند الإمام أحمد 1/266، 314، 327، 328، 335. وفتح الباري 1/170، 224.
[3] انظر الخبر في: التاريخ الكبير 5/ت 5، والاستيعاب 3/934. وعلل أحمد 1/254-(1/185)
أَخْبَرَنِي أحمد بن محمد بن يعقوب الكاتب قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمر بْن أَحْمَد الواعظ قَالَ: نبأنا محمد بن حميد الرّازيّ قال: أنبأنا سلمة بن الفضل قال: نا محمّد ابن إِسْحَاقَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ رُكَانَةَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:
لَمَّا أُصِيبَ أَهْلُ النَّهْرَوَانِ خَرَجَ عَلِيٌّ وَأَنَا خَلْفَهُ فَجَعَلَ يَقُولُ: وَيْلَكُمُ الْتَمِسُوهُ يَعْنِي الْمِخْدَجَ- فَالْتَمَسُوهُ فَجَاءُوا، فَقَالُوا: لَمْ نَجِدْهُ، فَعُرِفَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ، فَقَالَ: وَيْلَكُمْ ضَعُوا عَلَيْهِمُ الْقَصَبَ- أَيْ عَلِّمُوا كُلَّ رَجُلٍ مِنْهُمْ بِالْقَصَبِ، فَجَاءُوا بِهِ فَلَمَّا رَآهُ خَرَّ سَاجِدًا.
أَخْبَرَنَا ابْن الفضل قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قال: نبأنا يعقوب بن سفيان قال نبأنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: نبأنا أَبُو أسامة عَنِ الأعمش عَنْ مجاهد، قَالَ كان ابْن عباس يسمى البحر من كثرة علمه [1] .
أخبرنا الجوهريّ قال: أنبأنا عيسى بن على قال: نبأنا عبد الله بن محمّد البغويّ قال: نبأنا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سَاعِدَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَطَاءٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ عُمَرَ كَانَ يَدْعُو عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ فَيُقَرِّبُهُ، وَيَقُولُ: إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَاكَ يَوْمًا فَمَسَحَ رَأْسَكَ، وَتَفَلَ فِي فِيكَ. وَقَالَ:
«اللَّهُمَّ فَهِّمْهُ فِي الدِّينِ وَعَلِّمْهُ التَّأْوِيلَ»
. أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ الْهَاشِمِيُّ قال: نبأنا على بن إسحاق المادرائي قال: نبأنا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ أَبِي غَرْزَةَ قَالَ: أنبأنا جعفر بن عون الأَعْمَشِ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ صُبَيْحٍ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: لَوْ أَنَّ ابْنَ عبّاس أدرك أسناننا ما عاشره [2] مِنَّا رَجُلٌ. قَالَ: وَكَانَ يَقُولُ: نِعْمَ تُرْجُمَانُ الْقُرْآنِ ابْنُ عَبَّاسٍ.
وَأَخْبَرَنَا القاسم بْنُ جَعْفَرٍ قال: أنبأنا على بن إسحاق قال: نا جعفر بن شاكر الضائع قال: نا داود بن مهران قال: أنبأنا عَبْدُ الجبار- يَعْنِي ابْنَ الورد-، قَالَ:
سمعت عطاء يقول: ما رأيت مجلسا قط كان أكرم من مجلس ابن عبّاس، أكثر علما وأعظم جفنة، وأن أصحاب القرآن عنده يسألونه، وأصحاب النحو عنده يسألونه، وأصحاب الشعر عنده يسألونه، وأصحاب الفقه عنده يسألونه، كلهم يصدرهم في واد واسع.
__________
وتهذيب الكمال 15/161.
[1] انظر: تهذيب الكمال 15/155.
[2] ما عاشره: ما بلغ أحد منا عشر علمه (النهاية) وفي المخطوط: «ما عشره» تصحيف.(1/186)
أخبرنا الحسن بن على المقنعي قال: أنبأنا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ النَّاقِدُ قَالَ: نا أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن إِسْحَاقَ الصُّوفِيُّ قَالَ: نا عبد الأعلى بن حمّاد قال: نا سفيان بْن عيينة عَنْ سالم بْن أَبِي حفصة عَنْ منذر الثوري قَالَ: قَالَ مُحَمَّد بْن عَلِيّ- حين مات ابْن عباس: اليوم مات رباني هذه الأمة [1] .
أَخْبَرَنَا أَبُو حازم العبدوي قال: أنبأنا القاسم بن غانم المهلّبي قال: أنبأنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ البوشنجي قَالَ: سمعت ابْن بكير يقول: مات ابْن عباس سنة خمس وستين، ويقال: ثمان وستين، ومات بالطائف، وصلى عليه محمّد بن الحنفية، وكبر عليه أربعا، وأدخله من قبل القبلة.
أَخْبَرَنَا ابْن الفضل قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن جعفر قال: أنبأنا يعقوب بْن سفيان قَالَ:
قَالَ أَبُو نعيم: مات ابْن عباس سنة ثمان وستين.
أَخْبَرَنَا القاسم بن جعفر الهاشميّ قال: نبأنا على بن إسحاق قال: نبأنا أحمد بن زهير قال: نبأنا مصعب قال: توفي وهو ابْن أربع وسبعين، وسمعت أَحْمَد بْن حَنْبَل يقول: مات ابْن عباس سنة ثمان وستين.
15- وثابت بْن قيس بْن الخطيم بْن عدي بْن عمرو بْن سواد بْن ظفر، وهو: كعب بْن الخزرج بْن عمرو بْن مالك بْن أوس بْن حارثة بْن ثعلبة بْن عمرو بْن عامر بْن حارثة بْن امرئ القيس بْن ثعلبة بْن مازن بْن الأزد [2] :
شَهد مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحدا والمشاهد بعدها، ويقال: إنه جرح يوم أحد اثنتي عشرة جراحة، وعاش إِلَى خلافة معاوية، واستعمله عَلِيّ بْن أَبِي طالب على المدائن.
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن مُحَمَّدِ بْن جَعْفَرٍ الرافعي في كتابه قال: أنبأنا أحمد بن كامل القاضي، قال: أخبرني أحمد بْن سعيد بْن شاهين قَالَ: حَدَّثَنِي مصعب بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن مصعب عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن عمارة بْن القداح. قَالَ: كان ثابت بْن قيس بْن الخطيم، شديد النفس، وكان له بلاء مع عَلِيّ بْن أَبِي طالب، واستعمله عَلِيّ بْن أَبِي طالب على المدائن، فلم يزل عليها حتى قدم المغيرة بْن شعبة الكوفة، وكان معاوية يتقى مكانه. انصرف ثابت بْن قيس إِلَى منزله فيجد الأنصار مجتمعة في مسجد بني ظفر يريدون أن يكتبوا إِلَى معاوية في حقوقهم أول ما استخلف، وذاك أنه حبسهم سنتين
__________
[1] انظر: تهذيب الكمال 15/162.
[2] 15- انظر: الإصابة.(1/187)
أو ثلاثا لم يعطهم شيئا. فقال: ما هذا؟ فقالوا: نريد أن تكتب إِلَى معاوية، فقال: ما تصنعون أن يكتب إليه جماعة يكتب إليه رجل منا، فإن كانت كائنة برجل منكم فهو خير من أن تقع بكم جميعا، وتقع أسماؤكم عنده. فقالوا: فمن ذاك الذي يبذل نفسه لنا؟ قَالَ: أنا. قالوا: فشأنك، فكتب إليه وبدأ بنفسه فذكر أشياء منها: نصرة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وغير ذلك. وَقَالَ: حبست حقوقنا، واعتديت علينا وظلمتنا، وما لنا إليك ذنب إلا نصرتنا للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فلما قدم كتابه على معاوية دفعه إِلَى يزيد فقرأه ثم قَالَ له:
ما الرأي؟ فقال: تبعث فتصلبه على بابه، فدعا كبراء أهل الشام فاستشارهم. فقالوا:
تبعث إليه حتى تقدم به هاهنا، وتقفه لشيعتك ولأشراف الناس حتى يروه، ثم تصلبه.
فقال: هل عندكم غير هذا؟ قالوا: لا. فكتب إليه: قد فهمت كتابك، وَمَا ذَكَرْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد علمت أنها كانت ضجرة لشغلي وما كنت فيه من الفتنة التي شهرت فيها نفسك، فأنظرني ثلاثا، فقدم كتابه على ثابت فقرأه على قومه، وصبحهم العطاء في اليوم الرابع.
قَالَ ابْن القداح: حَدَّثَنِي بهذا الحديث كله مُحَمَّد بْن صالح بْن دينار مرسلا.
وَحَدَّثَنِي به ابنه صالح بْن مُحَمَّد قَالَ: سمعت يعقوب بْن عُمَر بْن قتادة يحدث بهذا الحديث. ثم أتاه بعد فأقام عنده فمكث نحوا من شهرين لا يلتفت إليه، ثم استأذنه للخروج فبعث إليه بمائة ألف درهم، فوضعها في منزله وتركها وخرج.
16- والبراء بْن عازب بْن الحارث بْن عدي بْن جشم بْن مجدعة بْن حارثة بْن الحارث بْن الخزرج بْن عمرو بْن مالك بْن أوس بْن حارثة بْن ثعلبة بْن عمرو بْن عامر، يكنى: أبا عمارة، وقيل: أبا عمرو، وقيل: أبا الطفيل [1] :
غَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خمس عشرة غزوة، ونزل الكوفة بعده، وكان رسول على ابن أَبِي طالب إِلَى الخوارج [بالنهروان [2]] يدعوهم إِلَى الطاعة وترك المشاقة.
__________
[1] 16- انظر: طبقات ابن سعد 4/364، 6/17. وتاريخ ابن معين رواية الدوري 2/55. وتاريخ خليفة 132، 157، 268، والطبقات له 80، 135، 190. والعلل لأحمد 3، 1، 293، 409.
والتاريخ الكير 2/1/117. والصغير 16، 84. وتاريخ أبي زرعة 164، 633، 645. وتاريخ واسط 103، 115، 155، 275، 276. وتاريخ أبي زرعة ورقة 6. والجرح 1/1/399.
وثقات ابن حبان 3/26. ومشاهير الأمصار 44. والمعجم الكبير للطبراني 2/14. والاستيعاب 1/155- 157. والجمع 1/61. وأسد الغابة 1/171- 172. وتذهيب التهذيب 1/ورقة 80. والكاشف 1/151. وتاريخ الإسلام 3/139. وإكمال مغلطاي 2/ورقة 5.
وتهذيب الكمال 650 (4/35- 37) . وتهذيب التهذيب 1/425- 426.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(1/188)
أخبرنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني بها قال: أنبأنا أبو الحسين محمّد بن إبراهيم بن سامة الكهيلي بالكوفة قال: أنبأنا أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْنُ عَبْد اللَّهِ بْنِ سليمان الحضرمي قال: نا القاسم بن زكريّا بن دينار قال: نا إسحاق- يعني أبا منصور- عم هريم عَنْ مطرف عَنْ أَبِي الجهم، قَالَ: بعث عَلِيّ البراء بْن عازب إِلَى أهل النهروان يدعوهم ثلاثة أيام، فلما أبوا سار إليهم.
قال الشيخ أبو بكر: وللبراء عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ روايات كثيرة، حدث عنه عَبْد اللَّهِ ابن يزيد الخطمي، وأبو جحيفة السوائي، وعامر الشعبي، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي ليلى، وأبو إِسْحَاق السبيعي، وعدي بْن ثابت، وسعد بْن عُبَيْدة، والمسيب بْن رافع، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو سعيد بْن حسنويه الأصبهاني قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْن جَعْفَرٍ قَالَ: نا عمر بن أحمد الأهوازيّ، قال: نا خليفة بْن خياط، قَالَ: البراء بْن عازب، يكنى أبا عمارة، ومات في ولاية مصعب بْن الزبير بْن العوام [1] .
17- وقيس بْن سعد بْن عبادة
بْن دليم بْن حارثة بْن أَبِي حزيمة- بالحاء المهملة المفتوحة- وقيل: دليم بْن حارثة بْن خزيم بْن أَبِي خزيمة- بالخاء المعجمة المرفوعة- ابْن ثعلبة بْن طريف بْن الخزرج بْن ساعدة بْن كعب بْن الخزرج الأكبر بْن حارثة ابْن ثعلبة بْن عمرو بْن عامر بْن حارثة بْن امرئ القيس بْن ثعلبة بْن مازن بْن الأزد، يكنى أبا عَبْد اللَّهِ، ويقال: أبا عَبْد الملك، وأمه: فكيهة بنت عبيد بْن دليم بْن حارثة [2] :
وكان شجاعا بطلا كريما سخيا، وحمل لواء رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بعض مغازيه، وولاه عَلِيّ بْن أَبِي طالب إمارة مصر، وحضر معه حرب الخوارج بالنهروان ووقعة صفين، وكان مع الْحَسَن بْن عَلِيّ على مقدمته بالمدائن. ثم لما صالح الْحَسَن معاوية وبايعه دخل قيس في الصلح وتابع الجماعة ورجع إِلَى المدينة فتوفي بها.
__________
[1] ذكر ابن حبان أنه توفي سنة 72. وقال في «مشاهير علماء الأمصار» : سنة 71. وقال الذهبي في «التذهيب» : توفي سنة إحدى وسبعين أو سنة اثنتين وسبعين.
[2] 17- انظر: طبقات ابن سعد 6/52. وتاريخ الدوري 2/491. وتاريخ خليفة 197، 201، 327. وطبقاته 97، 140، 292. وعلل ابن المديني 71. ومسند الإمام أحمد 3/421، 6/6.
وعلل أحمد 2/248. والتاريخ الكبير 7/ت 636. والصغير 1/111. والمعرفة والتاريخ 1/299، 2، 756، 811، 3/82. وتاريخ واسط 218، 257. والجرح 7/ت 560. وثقات ابن حبان 3/339. ومعجم الطبراني الكبير 18/346. ورجال صحيح مسلم، لابن منجويه، ورقة-(1/189)
أَخْبَرَنَا ابْن الفضل قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن جعفر قال: نبأنا يعقوب بن سفيان قال نبأنا محمّد بن يحيى قال: نبأنا سفيان عَنْ عمار الدهني قَالَ: نزل الْحَسَن المدائن وكان قيس [بن سعد بن عبادة [1]] على مقدمته، فنزل الأنبار، وطعنوا حسنا وانتهبوا سرادقه.
أَخْبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَد بْن رزق قال: أنبأنا عثمان بن أحمد قال: نا حنبل بن إسحاق قال: نا الحميدي قال: نبأ سفيان عَنْ عمرو، قَالَ: كان قيس بْن سعد رجلا ضخما جسيما صغير الرأس له لحية- وأشار سفيان إِلَى ذقنه- وكان إذا ركب الحمار خطت رجلاه إِلَى الأرض [2] .
أَخْبَرَنَا أحمد بن عمر بن عثمان الغضاري [3] قَالَ: أنبأنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي قال: نا أحمد بن مسروق قال: نا إسحاق بن موسى الأنصاريّ قال: نا أحمد بن بشير قال: نا هشام بن عُرْوَةَ قَالَ: بَاعَ قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ مَالا مِنْ مُعَاوِيَةَ بِتِسْعِينَ أَلْفًا؛ فَأَمَرَ مُنَادِيًا فَنَادَى فِي الْمَدِينَةِ مَنْ أَرَادَ الْقَرْضَ فَلْيَأْتِ مَنْزِلَ سعد، فأقرض أربعين أو خمسين وأجاز الباقي، وَكَتَبَ عَلَى مَنْ أَقْرَضَهُ صَكًّا، فَمَرِضَ مَرَضًا قَلَّ عُوَّادُهُ. فَقَالَ لِزَوْجَتِهِ قَرِيبَةَ بِنْتِ أَبِي قُحَافَةَ أُخْتِ أَبِي بَكْرٍ: يَا قَرِيبَةُ لِمَ تَرَيِنَّ قلّ عوادي؟ قالت: للذي عَلَيْهِمْ مِنَ الدَّيْنِ، فَأَرْسَلَ إِلَى كُلِّ رَجُلٍ بِصَكِّهِ. وَقَالَ عُرْوَةُ:
قَالَ قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ: اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي مَالا وَفِعَالا، فَإِنَّهُ لا تَصْلُحُ الْفِعَالُ إِلا بِالْمَالِ [4] .
أَخْبَرَنَا ابْن بشران قَالَ: أنبأنا الحسين بن صفوان قال: أنبأنا ابن أبي الدّنيا قال: نا مُحَمَّدُ بْنُ سعد، قَالَ: قيس بْن سعد بْن عبادة- قَالَ الهيثم بْن عدي- توفي بالمدينة في آخر خلافة معاوية [5] .
__________
- 147. وتاريخ الكامل لابن الأثير 2/223، 3/201، 204، 226. والاستيعاب 3/1289. والجمع 2/417. وسير النبلاء 3/102. والعبر 41، 48. وأسد الغابة 4/215.
والكاشف 2/ت 4668. وتجريد أسماء الصحابة 2/216. وتذهيب التهذيب 3/ورقة 164. ونهاية السول، ورقة 306. وتهذيب التهذيب 8/395- 396. والإصابة 3/ت 7177. والتقريب 2/128. وتهذيب الكمال 4906 (24/40- 47) . وخلاصة الخزرجي 2/ت 2879. وشذرات الذهب 1/52. والمنتظم 5/316.
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] انظر الخبر في: المنتظم 5/316.
[3] هكذا في الأصل، ولم نجد النسبة في أنساب السمعاني.
[4] انظر الخبر في: المنتظم 5/318.
[5] انظر الخبر في: المنتظم 5/318.(1/190)
18- وعثمان بْن حنيف بْن واهب بْن العكيم بن ثعلبة بن الحارث بن مجدعة ابن عمرو بْن حنش بْن عوف بْن عمرو بْن عوف بْن مالك بْن الأوس بْن حارثة ابْن ثعلبة بْن عمرو بْن عامر؛ أمه: أم سهل بنت رافع بْن قيس بن معاوية بن أميّة ابن زَيْد بْن مالك بْن عوف، ويكنى: أبا عَبْد اللَّهِ [1] :
وهو أخو سهل بْن حنيف، زاد ابن خيرون: شهد أحدا وما بعدها من المشاهد، وله رواية عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حدث عنه عمارة بْن خزيمة بْن ثابت، وكان عُمَر بْن الخطاب بعثه إِلَى العراق عاملا وأمره بمساحة سقي الفرات، فمسح الكور والطساسيج بالجانب الغربي من دجلة، فكان أولها كورة فيروز وهي طسوج الأنبار، وكان أول السواد شربا من الفرات، ثم طسوج مسكن، وهو أول حدود السواد في الجانب الغربي من دجلة وشربه من دجيل، ويتلوه طسوج قطربل وشربه أيضا من دجيل؛ ثم طسوج بادوريا، وهو طسوج مدينة السلام. وكان أجل طساسيج السواد جميعا، وكان كل طسوج يتقلده فيما تقدم عامل واحد، سوى طسوج بادوريا كان يتقلده عاملان لجلالته وكثرة ارتفاعه؛ ولم يزل خطيرا عند الفرس ومقدما على ما سواه، وورد عثمان بْن حنيف المدائن في حال ولايته.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق البزار وعليّ بن عبد الله السكري، قالا: أنبأنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار قال: نبأنا الحسن بن على بن عفان، قال: نبأنا يحيى بن آدم قال: نبأنا أَبُو بَكْرِ بْن عياش وقيس بْن الربيع عَنْ حصين بْن عَبْد الرَّحْمَنِ عَنْ عمرو بْن ميمون، قَالَ: شهدت عُمَر بْن الخطاب قبل أن يطعن بثلاثة أيام، وعنده حذيفة وعثمان بْن حنيف، وكان قد استعمل حذيفة على ما سقت دجلة، واستعمل عثمان بْن حنيف عل ما سقى الفرات [2] .
__________
[1] 18- انظر: تاريخ خليفة 149، 227. وطبقاته 135، 190، 267. ومسند أحمد 4/138.
والتاريخ الكبير 6/ت 2192. وثقات العجلي، ورقة 37. والمعرفة ليعقوب 1/273. وتاريخ واسط 39. والجرح 6/ت 797. وثقات ابن حبان 3/216. ومعجم الطبراني الكبير 9/765.
والإستيعاب 3/1033. وأسد الغابة 3/317. وتهذيب الأسماء 1/320. وسير النبلاء 2/320. وتجريد أسماء الصحابة 1/ت 3991. والكاشف 2/ت 3740، وتذهيب التهذيب 3/ورقة 29. ونهاية السول، ورقة 236. وتهذيب التهذيب 7/122- 113. والإصابة 2/ت 5435. وتهذيب الكمال 3805 (19/358- 360) والتقريب 2/7. وخلاصة الخزرجي 2/ت 4724. والمنتظم 5/289.
[2] انظر الخبر في: الخراج ليحيى بن آدم، ص 76.(1/191)
أخبرنا ابن بشران، قال: أنبأنا الحسين بن صفوان، قال: نبأنا ابن أبي الدّنيا، قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ سعد، قَالَ: عثمان بْن حنيف بْن واهب بْن العكيم مات في خلافة معاوية.
19- وأبو سعيد الخدري، واسمه: سعد بْن مالك بْن سنان بْن عُبَيْدِ بن ثعلبة ابن عُبَيْدِ بْن الأبجر، وهو خدرة بْن عوف بْن الحارث بْن الخزرج الأكبر بْن حارثة ابْن ثعلبة بْن عمرو بْن عامر [1] :
وأمه: أنيسة بنت أبي حارثة من بني عدي بْن النجار، وأخوه لأمه قتادة بْن النعمان، وكان أَبُو سعيد من أفاضل الأنصار وحفظ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديثا كثيرا، وروى عنه من الصحابة: جابر بْن عَبْدِ اللَّهِ، وعَبْد اللَّهِ بْن عباس، وورد المدائن في حياة حذيفة بْن اليمان، وبعد ذلك مع عَلِيّ بْن أَبِي طالب لما حارب الخوارج بالنهروان.
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، قال: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فارس قال: نا إسماعيل بن عبيد الله بن مسعود العبدي قال: نبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ عَنْ زَيْدِ بْنِ جُبَيْرَةَ عَنْ أَبِي طُوَالَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: أَنَّ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ أَتَاهُمْ بِالْمَدَائِنِ فَقَامَ يُصَلِّي عَلَى دُكَّانٍ، فَجَذَبَهُ سَلْمَانُ. ثُمَّ قَالَ: لا أَدْرِي أَطَالَ الْعَهْدُ أَمْ نَسِيتَ؟ أَمَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لا يُصَلِّي الإِمَامُ عَلَى أَنْشَزَ مِمَّا عليه أصحابه [2] » .
__________
[1] 19- انظر: تاريخ ابن معين برواية الدوري 2/193. وطبقات خليفة 96. وتاريخه 71، 198، 239، 271. ومسند الإمام أحمد 3/2. والمحبر 291، 429. والتاريخ الكبير 4/ت 1910.
والصغير 1/103، 135، 139، 161، 167. والكنى لمسلم، ورقة 41. والمعارف لابن قتيبة 268. والجرح 4/ت 406. وثقات ابن حبان 1/ورقة 153. ووفيات ابن زبر، ورقة 22.
والمعجم الكبير للطبراني 6/ت 534. والمستدرك 3/563. ورجال صحيح مسلم، لابن منجويه، ورقة 55. وحلية الأولياء 1/369. وجمهرة الأنساب 193. والاستيعاب 2/602، 4/1671. وإكمال ابن ماكولا 3/296. والجمع لابن القيسراني 1/158. والأنساب للسمعاني 5/58. وتاريخ ابن عساكر 7/ورقة 70. وتهذيب ابن عساكر (6/110) .
وتلقيح الأثر 154. وأسد الغابة 2/289. وتاريخ الإسلام 3/220. وسير النبلاء 3/168.
وتذكرة الحفاظ 1/44. وتجريد أسماء الصحابة 1/ت 2270. وتذهيب التهذيب 2/ورقة 10. والكاشف 1/ت 1860. والعبر 1/84. وإكمال مغلطاي 2/ورقة 73. والوافي بالوفيات 15/148. ومرآة الجنان 1/155. والبداية والنهاية 9/3. وتهذيب ابن حجر 3/479. والإصابة 2/ت 3196. وخلاصة الخزرجي 1/ت 3397. وشذرات الذهب 1/81. وتهذيب الكمال 2224 (10/294- 300) . والمنتظم 6/144.
[2] انظر الحديث في: السنن الكبرى للبيهقي 3/109. وكنز العمال 20441.(1/192)
أخبرنا محمّد بن على الصّالحي قال: أنبأنا مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن يَعْقُوب قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو جعفر مُحَمَّد بْن معاذ الهروي قَالَ: نبأنا أبو داود السنجي قال: نبأنا الهيثم بن عدي قال: نبأنا حنظلة بْن أَبِي سفيان عَنْ أشياخه. قَالَ: لم يكن أحد من أحداث أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعلم من أَبِي سعيد الخدري.
أَخْبَرَنَا أَبُو سعيد بْن حسنويه قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بن جعفر قَالَ: نبأنا عمر بن أحمد الأهوازي قال: نبأنا خليفة بْن خياط، وَأَخْبَرَنَا أَبُو القاسم الأزهري، قال: نبأنا محمّد بن العبّاس الخزّاز قال: أنبأنا إبراهيم بن محمّد الكندي قال: أنبأنا أَبُو مُوسَى مُحَمَّد بْن المثنى. قالا: مات أبو سعيد سنة أربع وخمسين.
20- وعبد الرَّحْمَن بْن سمرة بْن حبيب بْن عَبْد شمس بْن عَبْد مناف بْن قصي ابن كلاب، يكنى: أبا سعيد [1] :
وأمه: أروى بنت أَبِي الفرعة، ويقال: بنت أَبِي الفارعة بْن حارثة بْن كعب من بني فراس بْن غنم.
كان اسمه: عَبْد الكعبة، فلما أسلم سماه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَبْد الرَّحْمَنِ، وَقَالَ له:
«يَا عَبْد الرَّحْمَنِ لا تَسَلِ الإِمَارَةَ فَإِنَّكَ إِنْ أُعْطِيتَهَا عَنْ مَسْأَلَةٍ وُكِلْتَ إليها، وإن أعطيتها من غير مسألة أعنت عليها [2] » .
__________
[1] 20- انظر: طبقات ابن سعد 7/15، 366. وتاريخ خليفة 167، 180، 205، 208، 211.
وطبقاته 11، 174. وعلل ابن المديني 45. ومسند أحمد 5/61. وعلله 1/210، 344.
والتاريخ الكبير 5/ت 796. والصغير 1/96، 101، 140. والكنى لمسلم، ورقة 41.
والمعارف لابن قتيبة 304. والمعرفة والتاريخ 1/214، 283. وتاريخ واسط 176، 189، 190، 230. والجرح 5/ت 1126. وثقات ابن حبان 3/249. ورجال صحيح مسلم، لابن منجويه، ورقة 100. والاستيعاب 2/835. والجمع لابن القيسراني 1/282. وأنساب القرشيين 169، 296. ومعجم البلدان 2/411، 541، 905، والكامل لابن الأثير 3/102، 129، 405، 436، 451، 471. وتهذيب الأسماء 1/296. وسير النبلاء 2/571. والعبر 1/49، 51، 52، 52، 55. والكاشف 2/ت 3252. وتجريد أسماء الصحابة 1/ت 3794. وتذهيب التهذيب 2/ورقة 213. ونهاية السول، ورقة 203، وتهذيب التهذيب 6/190، 191. والإصابة 2/ت 5132. والتقريب 1/483. والخلاصة للخزرجي 2/ت 4117. وشذرات الذهب 1/53، 54، 56. وتهذيب الكمال 3841 (017/157- 160) . والمنتظم 5/234.
[2] انظر الحديث في: صحيح البخاري 8/159، 9/79. وصحيح مسلم، كتاب الإمارة 13. وسنن أبي داود 2929. وسنن الترمذي 1529. ومسند أحمد 5/62. وفتح الباري 11/517.(1/193)
وتحول عَبْد الرَّحْمَنِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى البصرة فنزلها، واستعمله عَبْد اللَّهِ بْن عامر على سجستان، وغزا خراسان ففتح بها فتوحا ثم رجع إِلَى البصرة فأقام بها حتى مات، ودفن بها وصلى عليه زياد، وكان وروده المدائن رسولا إِلَى الْحَسَن بْن عَلِيّ عليهما السّلام من عند معاوية.
أَخْبَرَنَا بذلك الأزهري قَالَ: نبأنا محمّد بن العبّاس قال: أنبأنا أحمد بن معروف الخشّاب قال: نا الحسين بن فهم قال: نا محمّد بن سعد قال: أنبأنا أبو عبيد- قال الشيخ أبو بكر: وليس بالقاسم بْن سلام، هذا شيخ كبير قديم- عَنْ مجالد عَنِ الشعبي، وعَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِيهِ، وعن أَبِي السفر وغيرهم. قالوا: بايع أهل العراق بعد عَلِيّ بْن أَبِي طالب الْحَسَن بْن عَلِيّ. فذكر الحديث وقصة نزول الْحَسَن المدائن. قَالَ: وكتب إِلَى معاوية بْن أَبِي سفيان يسأله الصلح ويسلم له الأمر على أن يسلم له خصالا ذكرها؛ فأجابه معاوية إِلَى ذلك وأعطى كل منهما صاحبه ما سأل. ويقال: بل أرسل الْحَسَن بْن عَلِيّ، عَبْد اللَّهِ بْن الحارث بْن نوفل إِلَى معاوية حتى أخذ له ما سأل، وأرسل معاوية عَبْد اللَّهِ بْن عامر بْن كريز وعبد الرَّحْمَن بْن سمرة بْن حبيب بْن عَبْد شمس، فقدما المدائن إِلَى الْحَسَن فأعطياه ما أراد ووثقا له.
أَخْبَرَنَا أَبُو سعيد بْن حسنويه قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْن جَعْفَرٍ قَالَ: نبأنا عمر بن أحمد الأهوازيّ قال: نبأنا خليفة بْن خياط. قَالَ: عَبْد الرَّحْمَنِ بْن سمرة أتى سجستان، وأقام بالبصرة حتى مات بها سنة إحدى وخمسين ويقال: خمسين.
أَخْبَرَنَا الأزهري قال: أنبأنا محمّد بن العبّاس قال: أنبأنا إبراهيم بن محمّد الكندي قال: نبأنا أَبُو موسى مُحَمَّد بْن المثنى، قَالَ: مات عبد الرّحمن بن سمرة سنة خمسين.
21- وأبو برزة الأسلمي [1] :
واسمه: نضلة بْن عُبَيْدِ، ذكر ذلك عدة من العلماء. وَقَالَ الهيثم بْن عدي: هو خالد بْن نضلة. وزعم الواقدي أن ولده يقولون: اسمه عَبْد اللَّهِ بْن نضلة. وَقَالَ مُحَمَّد بْن سعد وأحمد بْن سيار المروزي: اسمه نضلة بْن عَبْد الحارث بن حيال بْن ربيع بْن دعبل، وَقَالَ ابْن سيار: دعبل بْن أنس بْن خزيمة بْن مالك بْن سلامان بْن أسلم بْن أفصى بْن حارثة، وهكذا نسبه خليفة بْن خياط وسماه، غير أنه أسقط ربيعا ودعبلا فلم يذكرهما.
__________
[1] 21- انظر: طبقات بن سعد 4/298، 7/9، 366. وتاريخ الدوري 2/606. وطبقات خليفة-(1/194)
سكن أَبُو برزة المدينة، وشَهد مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فتح مكة، ثم تحول إِلَى البصرة فنزلها، وحضر مع عَلِيّ بْن أَبِي طالب قتال الخوارج بالنهروان، وورد المدائن في صحبته، وغزا بعد ذلك خراسان فمات بها.
أَخْبَرَنَا ابْن الفضل قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قال: نبأنا يعقوب بْن سفيان قَالَ حَدَّثَنِي عبيد الله- يعني أبا معاذ العنبري- قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ عمران بْن حدير عَنْ لاحق- يَعْنِي أبا مجلز- قَالَ: كان الذين خرجوا على عَلِيّ بالنهروان أربعة آلاف في الحديد، فركبهم المسلمون فقتلوهم ولم يقتل من المسلمين إلا تسعة رهط، فإن شئت فاذهب إِلَى أَبِي برزة فاسأله فإنه قد شهد ذلك.
أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَخْلَدٍ قال: أنبأنا أَبُو سَعِيد أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن رميح النسوي قَالَ:
سَمِعْتُ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بن بسطام المروزي يقول: سمعت أحمد بْنَ سَيَّارٍ يَقُولُ: حَدَّثَنَا الشَّاهُ بْنُ عَمَّارٍ [1] حَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ سُلَيْمَانُ بْنُ صَالِحٍ اللَّيْثِيُّ قال: نبأنا النَّضْرُ بْنُ الْمُنْذِرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ الْعَبْدِيُّ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ قَتَادَةَ: أَنَّ أَبَا بَرْزَةَ الأَسْلَمِيَّ، كَانَ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ عَلَى قَبْرٍ وصاحبه يعذب، فأخذ جريدة فغرسها إلى الْقَبْرِ وَقَالَ: «عَسَى أَنْ يَرْفَهَ عَنْهُ مَا دَامَتْ رَطْبَةً [2] »
فَكَانَ أَبُو بَرْزَةَ يُوصِي: إِذَا مُتُّ فَضَعُوا في قبري جَرِيدَتَيْنِ. قَالَ: فَمَاتَ فِي مَفَازَةٍ بَيْنَ كَرْمَانَ وَقُومِسَ. فَقَالُوا: كَانَ يُوصِينَا أَنْ نَضَعَ فِي قَبْرِهِ جَرِيدَتَيْنِ وَهَذَا مَوْضِعٌ لا نُصِيبُهُمَا فِيهِ. فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ طَلَعَ عَلَيْهِمْ رَكْبٌ مِنْ قِبَلِ سِجِسْتَانَ فَأَصَابُوا مَعَهُمْ سَعْفًا فَأَخَذُوا مِنْهُ جَرِيدَتَيْنِ، فَوَضَعُوهُمَا مَعَهُ في قبره.
__________
109. 187، 322. ومسند أحمد 4/419. وعلل أحمد 1/395، 2/300/والتاريخ الكبير 8/ت 2414. والصغير 1/128، 130، 131، 138، 139. والكنى لمسلم، الورقة 15. والمعرفة ليعقوب 1/218، 220، 3/169، 315. وسنن الترمذي 2417. وتاريخ أبي زرعة 477، 644. وتاريخ واسط 59. والجرح 8/ت 2283. وثقات ابن حبان 3/419.
ورجال صحيح مسلم، لابن منجويه، الورقة 184. وحلية الأولياء 2/32 والاستيعاب 4/1495. ورجال البخاري للباجي 2/780. والجمع لابن القيسراني 2/534، وأسد الغابة 5/19. وسير النبلاء 3/40. والكاشف 3/ت 5941. وتجريد أسماء الصحابة 2/ت 1205. وتذهيب التهذيب 4/ورقة 98. ونهاية السول، ورقة 400. وتهذيب التهذيب 10/446، 447. والتقريب 2/303. والخلاصة للخزرجي 3/ت 7600. وتهذيب الكمال 6437 (29/407- 410) .
[1] هكذا في الأصلين.
[2] انظر الحديث في: مسند أحمد 4/172. وسنن الدارمي 1/189. والتعليق 491.(1/195)
أخبرنا ابن حسنويه قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بن جعفر قَالَ: نبأنا عُمَر بْن أَحْمَد بْن إِسْحَاقَ الأهوازي قَالَ: نبأنا خليفة بْن خياط. قَالَ: وأبو برزة الأسلمي له دار بالبصرة، وأتى خراسان ومات بها بعد أربع وستين، بعد ما أخرج ابن زياد من البصرة.
22- وعياض بْن غنم الفهري من رهط أَبِي عبيدة بْن الجراح، وهو عياض بْن غنم بْن زهير بْن أَبِي شداد بْن ربيعة بْن هلال بْن مالك بْن ضبة بْن الحارث بن فهر ابن مالك بْن النضر بْن كنانة [1] :
شهد الحديبية مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ وحضر فتح المدائن مع سعد بن أَبِي وقاص وذلك مشهور عند أهل السيرة، وفتح بعد ذلك فتوحا كثيرة ببلاد الشام ونواحي الجزيرة. وكان عُمَر بْن الخطاب ولاه الإمارة بالشام بعد أَبِي عبيدة بْن الجراح، وبها كانت وفاته.
حدّثني الأزهري نا أحمد بن إبراهيم، نا أحمد بن سليمان الطوسي: ثنا الزبير بْن بكار. قَالَ: وعياض بْن غنم بْن زهير بْن أَبِي شداد بْن ربيعة بْن هلال كان شريفا، وله فتوح بناحية الجزيرة في زمن عُمَر بْن الخطاب، وهو أول من أجاز الدرب إِلَى أرض الروم، وقد ذكره عبيد الله بْن قيس الرقيات فيمن ذكر من أشراف قريش.
[فقال [2]] :
وعياض منا عياض بْن غنم ... كان من خير من أجن النساء
أَخْبَرَنَا ابْن بشران قَالَ: أنبأنا الحسين بن صفوان قال: نا ابن أبي الدّنيا: نبأنا محمّد ابن سعد. قَالَ: عياض بْن غنم الفهري، شهد الحديبية مع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومات بالشام سنة عشرين؛ وهو ابْن ستين سنة، حَدَّثَنِي بذلك مُحَمَّد بْن عُمَر الواقدي.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْبَادَا وَأَبُو بَكْر الْبَرْقَانِيُّ وَأَبُو الْفَضْلِ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَخْلَدٍ الْفَارِسِيُّ. قالوا: أنبأنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ الأَبْهَرِيُّ أنبأنا أَبُو عَرُوبَةَ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَوْدُودٍ الحراني بحران نبأنا أبو داود سليمان بن سيف نبأنا سَعِيدُ بْنُ بَزِيعٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى سَعْدِ بْنِ وَقَّاصٍ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ فَتَحَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ الشَّامَ وَالْعِرَاقَ؛ فَابْعَثْ مِنْ قِبَلِكَ جُنْدًا مِنَ الْعِرَاقِ إِلَى الجزيرة
__________
[1] 22- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 4/303. والبداية والنهاية 7/113، 114.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(1/196)
وَأَمِّرْ عَلَيْهِمْ خَالِدَ بْنَ عُرْفُطَةَ، أَوْ هَاشِمَ بْنَ عُتْبَةَ، أَوْ عِيَاضَ بْنَ غُنْمٍ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى سَعْدٍ كِتَابُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. قَالَ: مَا أَخَّرَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عِيَاضَ بْنَ غُنْمٍ إِلا أَنَّ لَهُ فِيهِ رَأْيًا أَنْ أُوَلِّيَهُ، وَأَنَا مُوَلِّيهِ فَبَعَثَهُ وَبَعَثَ مَعَهُ جَيْشًا، وَبَعَثَ مَعَهُ أَبَا مُوسَى الأَشْعَرِيَّ، وَابْنَهُ عُمَرَ بْنَ سَعْدَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ وَهُوَ غُلامٌ حَدِيثُ السِّنِّ لَيْسَ إِلَيْهِ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ، وَعُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ بْنِ بِشْرٍ الثَّقَفِيَّ، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ تِسْعَ عَشْرَةَ. فَخَرَجَ عِيَاضٌ إِلَى الْجَزِيرَةِ فَنَزَلَ بِجُنْدِهِ عَلَى الرُّهَا فَصَالَحَهُ أَهْلُهَا عَلَى الْجَزِيرَةِ، كَذَا قَالَ الأَبْهَرِيُّ، وَإِنَّمَا هو على الجزية، وصالحت حرّان حين صالح الرها.
أخبرنا ابن الفضل: أنبأنا عبد الله بن جعفر: نبأنا يعقوب بْن سفيان قَالَ: حَدَّثَنِي عمار [1] قَالَ: حدّثني سلمة عَنِ ابْن إِسْحَاقَ. قَالَ: ويقال مات بلال مؤذن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بدمشق سنة عشرين، وفيها مات عياض بْن غنم.
23- وقرظة بْن كعب بْن عمرو بْن كعب بْن مالك الأغر بْن ثعلبة بْن كعب ابن الخزرج بْن الحارث بْن الخزرج بْن حارثة بْن ثعلبة بْن عمرو بْن عامر، حليف بني عَبْد الأشهل، يكنى أبا عمرو [2] :
وأمه: خليدة بنت ثابت بْن سنان بْن عُبَيْدِ بْن الأبجر بْن عوف بْن الحارث بْن الخزرج، كان أحد العشرة من الأنصار الذين بعثهم عُمَر بْن الخطاب إِلَى الكوفة، فنزلها وأعقب بها، وورد المدائن في صحبة عَلِيّ بْن أَبِي طالب لما سار إِلَى صفين، وكان على راية الأنصار يومئذ، ذكر ذلك أَبُو البختري وهب بْن وهب الْقَاضِي عَنْ جعفر بن محمّد وغيره من شيوخه الذين ساق عنهم خبر صفين.
وأَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعِيدٍ الفقيه أنبأنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان أنبأنا أبو على إسماعيل بن عبّاد قال: ثنا أبي قال: ثنا: أبو البختري به.
__________
[1] في المخطوط: «حدثني عمارة بن سلمة قال: حدثني سلمة عن إسحاق» .
[2] 23- انظر: طبقات ابن سعد 6/17. وتاريخ الدوري 2/487. وتاريخ خليفة 157، 202.
وطبقاته 94، 136. وعلل أحمد 1/113. 2/56. والتاريخ الكبير 7/ت 858. والمعرفة ليعقوب 1/220. والجرح 7/144. وثقات ابن حبان 4/347. والمعجم الكبير للطبراني 19/39. والاستيعاب 3/1306. وتقييد المهمل للغساني، ورقة 87. والكامل لابن الأثير 3/33، 34، 260، 365، 403. وأسد الغابة 4/202. والكاشف 2/ت 4632. والعبر 2/41.
وتجريد أسماء الصحابة 2/142. وتذهيب التهذيب 3/ورقة 159. ورجال ابن ماجة، ورقة 5.
ونهاية السول، ورقة 303. وتهذيب التهذيب 8/368- 369. والإصابة 3/ت 7098.
والتقريب 2/124. والخلاصة للخزرجي 2/ت 5844. وتهذيب الكمال 4864 (563- 566) .(1/197)
وأخبرنا ابن بشران أنبأنا الحسين بن صفوان نبأنا ابن أبي الدّنيا نبأنا محمّد بن سعد أنبأنا الهيثم بْن عدي. قَالَ: توفي قرظة بالكوفة في خلافة عَلِيّ وهو [الذي [1]] صلى عليه، وولده بالكوفة.
24- ونافع بْن عتبة بْن أَبِي وقاص واسم أَبِي وقاص: مالك بْن وهيب بْن عَبْد مناف بْن زهرة بْن كلاب. وهو ابْن أخي سعد بْن أَبِي وقاص [2] :
وأمه: زينب بنت خالد بْن عُبَيْدِ بْن سويد الكنانية. ويقال: بل أمه عاتكة بنت عوف أخت عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عوف، حفظ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديثا رواه عنه جابر ابن سمرة السوائي. ويعد نافع فيمن نزل الكوفة من الصحابة، وورد المدائن في صحبة عَلِيّ عليه السّلام لما سار إِلَى صفين، ذكر ذلك أَبُو البختري عن رجاله. وَأَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ عُمَر بْن إِبْرَاهِيمَ الْفَقِيهُ بالإسناد الذي سقناه عنه.
25- سمرة بْن عمرو بْن جندب، وقيل: سمرة بْن جنادة بْن جندب بْن حجير ابن رباب بن سوأة. وقيل: ابن رباب بن حبيب بن سوأة بْن عامر بْن صعصعة بْن معاوية بْن بَكْر بْن هوازن بْن مَنْصُور بْن عِكْرِمَة بْن خصفة بْن قيس بْن عَيْلان بْن مضر بْن نزار بْن معد بْن عدنان [3] :
كان مع سعد بْن أَبِي وقاص في فتح المدائن، ونزل الكوفة بعد هو وابنه. وَقَدْ رَوَى جَابِرُ بْنُ سَمُرَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلِمَةً من حديث.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: نبأنا شُعْبَةُ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جابر ابن سَمُرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ وَهُوَ يَقُولُ: «إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ كَذَّابِينَ» فَقَالَ كَلِمَةٌ لَمْ أَفْهَمْهَا. فَقُلْتُ لأَبِي: مَا قَالَ؟ قال: «فاحذروهم [4] » .
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] 24- انظر: طبقات ابن سعد 6/32. ومسند أحمد 4/337. والتاريخ الكبير 8/ت 2254. والجرح 8/ت 2065. وثقات ابن حبان 3/412. ورجال صحيح مسلم، لابن منجويه، ورقة 182.
والاستيعاب 4/1490. والجمع لابن القيسراني 2/529. وأسد الغابة 5/10. والكاشف 3/ت 5880. وتجريد أسماء الصحابة 2/ت 1156. وتذهيب التهذيب 4/ورقة 90. ونهاية السول ورقة 396. وتهذيب التهذيب 10/408. والإصابة 3/ت 8661. والتقريب 2/296. وخلاصة الخزرجي 3/ت 7460. وتهذيب الكمال 6365 (29/284- 286) .
[3] 25- انظر الإصابة ت 3468.
[4] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الفتن 83، الإمارة 10. ومسند الإمام أحمد 5/86، 87، 88، 94، 101، 107. والمصنف لابن أبي شيبة 15/161، 170. والمطالب العالية 4579.(1/198)
26- وابنه جابر بْن سمرة السوائي، حضر فتح المدائن أيضا [1] :
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ بن بزهان الغزّال. وأبو الحسين على بن محمّد ابن عبد الله المعدّل. قالا: أنبأنا عثمان بن أحمد الدّقّاق: نا أبو عوف البزوري: نا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ- يَعْنِي ابْنَ طَلْحَةَ الْقَنَّادُ- قال: نبأنا أَسْبَاطُ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أَنَّهُ قال: «ليفتحن رَهَطٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ كَنْزُ كِسْرَى الَّذِي فِي الأبيض [2] »
[قال و [3]] كُنْتُ أَنَا وَأَبِي مِنْهُمْ فَأَصَبْنَا مِنْ ذَلِكَ أَلْفَيْ دِرْهَمٍ.
أَخْبَرَنَا ابن بشران أنبأنا الحسين بن صفوان: نا ابن أبي الدّنيا: نا محمد بن سعد:
في تسمية من نزل بالكوفة مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سمرة بْن جنادة بْن جندب ابن حجير، صحب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وابنه جابر بْن سمرة السوائي وهم حلفاء في بني زهرة ابن كلاب، ويكنى: جابر أبا عَبْد اللَّهِ، ابتنى دارا في بني سوأة وتوفي بها في خلافة عَبْد الملك في ولاية بشر بن مروان على الكوفة.
27- وأبو ليلى الأنصاري، والد عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبِي ليلى، واسمه: يسار. ويقال داود بْن بلال بْن مالك بْن أحيحة بْن الجلاح [4] :
أسند عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو ممن نزل الكوفة وأعقب بها، وفي ولده جماعة يذكرون بالفقه ويعرفون بالعلم. وكان أبو ليلى خصيصا بعليّ عليه السّلام يسمر معه ومنقطعا إليه. وورد المدائن في صحبته وشهد صفين معه، ذكر ذلك غير واحد من أهل العلم.
أَخْبَرَنَا أَبُو سعيد بْن حسنويه أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْن جَعْفَرٍ نبأنا عمر بن أحمد
__________
[1] 26- انظر: طبقات ابن سعد 6/24. وتاريخ الدوري 2/73. وتاريخ خليفة 273. وطبقاته 56، 131، 132. والعلل لأحمد 1/106، 211. والتاريخ الكبير 2/1/205. والصغير 769. والمعرفة ليعقوب 2/754، 3/280، 282، 288. والثقات لابن حبان 3/52. ومشاهير الأمصار 47.
والمعجم الكبير للطبراني 2/211. والجمع لابن القيسراني 1/72- 73. وتهذيب ابن عساكر 3/388- 389. وأسد الغابة 1/254. وتهذيب الأسماء 1/142. وتذهيب التهذيب 1/ورقة 99. والكاشف 1/176. وسير النبلاء 3/186. وتاريخ الإسلام 3/2. وإكمال مغلطاي 2/ورقة 52. وتهذيب ابن حجر 2/39، 40. والإصابة 1/212. وتهذيب الكمال 867 (4/437- 440) .
[2] انظر الحديث في: مسند أحمد 5/104. والمعجم الكبير للطبراني 3/246. ودلائل النبوة للبيهقي 4/389.
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[4] 27- انظر: الاستيعاب 4/1744. وتهذيب الكمال 7593 (34/238- 239) .(1/199)
الأهوازيّ نبأنا خليفة بْن خياط. قَالَ: وأبو ليلى اسمه يسار بن هلال بْن مالك بْن أحيحة بْن الجلاح بْن حريش بْن جحجبا بْن كلفة بْن عوف بْن عمرو بْن عوف بْن مالك بْن أوس بْن حارثة. وَقَالَ خليفة في موضع آخر: اسم أَبِي ليلى بلال بْن أحيحة، وساق نسبه إِلَى أن قَالَ: ابْن كلفة بْن عوف بْن عمرو بْن عوف بْن عمرو بن مالك ابن الأوس. قَالَ ويقَال: ليس لأَبِي ليلى اسم، ويقَال: بلال هو أخو أَبِي ليلى.
حَدَّثَنَا أَبُو حازم العبدوي إملاء بنيسابور قَالَ: سمعت أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بن على القاضي الهمداني يقول: أنبأنا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن أسيد بأصبهان قال:
أنبأنا جعفر بْن مُحَمَّدِ بْن شاكر قَالَ: سمعت مُحَمَّد بْن عمران بْن أَبِي ليلى يَقُول:
اسم أبي ليلى داود بن داود بن بلال، ولقبه أيسر.
28-[1] وجرير بْن عَبْد اللَّهِ بْن مالك بْن نصر بْن ثعلبة بْن جشم بْن عويف بْن شليل بْن خزيمة بْن يشكر بْن عَلِيّ بْن مالك بْن زَيْد بْن قسر بْن عبقر.
وقيل: هو جرير بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن جابر، وهو الشليل بْن مالك بْن نصر بْن ثعلبة بْن جشم بْن عويف بْن خزيمة بْن حرب بْن عَلِيّ بْن مالك بْن سعد بن بدير بن قسر بن عبقر بن [ثعلبة بْن [2]] أنمار بْن أراش بْن عَمْرو بْن الغوث بْن نبت بْن مَالِك بْن زَيْد بْن كهلان بْن سبإ بْن يشجب بْن يعرب بْن قحطان:
ذكر هذا القول خليفة بْن خياط فيما أَخْبَرَنَا أَبُو سعيد بْن حسنويه قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بن جعفر نبأنا عمر بن أحمد الأهوازيّ قال نبأنا خليفة به.
وأما القول الأول:
فأخبرنا الأزهري نبأنا محمّد بن المظفر نبأنا أحمد بن على بن شعيب قال: نبأنا أَبُو بَكْر بْن البرقي به: وجرير يكنى أبا عمرو. وقيل: أبا عَبْد اللَّهِ، أسلم في السنة التي توفي فِيهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهِيَ سنة عشر من الهجرة في شهر
__________
[1] 28- انظر: طبقات ابن سعد 6/22. وتاريخ خليفة 98، 125، 129، 139، 140، 144، 148، 151، 157، 210، 218. وطبقاته 116، 117، 138، 318. ومسند أحمد 4/357.
والتاريخ الكبير 2/1/211. والكنى لمسلم، ورقة 58. والمعرفة ليعقوب 2/543، 619، 3/123، 218، 233، 410. وتاريخ أبي زرعة 149. والمعارف لابن قتيبة 293، 293، 586، 592. والجرح 1/1/502. والجمع لابن القيسراني 1/73- 74. وأسد الغابة 1/279- 280، وتهذيب الأسماء للنووي 1/147، وتذهيب التهذيب 1/رقة 104، 105. والكاشف 1/182. والسير 2/530- 537. وتاريخ الإسلام 2/274. وإكمال مغلطاي 2/73، 74. والإصابة 1/232. وتهذيب الكمال 917 (4/533- 540) . والمنتظم 5/244.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(1/200)
رمضان منها، وكان سيدا في قومه، وبسط لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثوبا ليجلس عليه وقت مبايعته له. وَقَالَ لأصحابه: «إذا جاءكم كريم قوم فأكرموه [1] »
ووجهه إِلَى الخلصة طاغية دوس فهدمها ودعا له حين بعثه إليها، وشهد جرير مع المسلمين يوم المدائن وله فيها أخبار مأثورة ذكرها أهل السيرة. ولما مصرت الكوفة نزلها فمكث بها إِلَى خلافة عثمان، ثم بدت الفتنة فانتقل إِلَى قرقيسيا فسكنها إِلَى أن مات ودفن بها.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الرَّزَّازُ نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ التَّمِيمِيُّ المؤدّب نبأنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي نبأنا أحمد بن أبي خلف البغداديّ نبأنا حُصَيْنُ بْنُ عُمَرَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنْ قَيْسٍ عَنْ جَرِيرٍ. قَالَ: لَمَّا بُعِثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَيْتُهُ لأُبَايِعَهُ فَبَسَطَ لِي كِسَاءً لَهُ. وَقَالَ: «إِذَا أَتَاكُمْ كَرِيمُ قَوْمٍ فَأَكْرِمُوهُ [2] »
. أَخْبَرَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ الْقَاضِي بِدَرْزِيجَانَ أنبأنا أحمد بن أبي طالب الكاتب نبأنا محمّد بن جرير الطّبريّ نبأنا ابن حميد نبأنا يَحْيَى بْنُ الضُّرَيْسِ عَنْ أَبَانِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ.
قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لا تَسُبُّوا جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ إِنَّ جَرِيرًا مِنَّا أَهْلِ الْبَيْتِ [3] »
. أَخْبَرَنَا ابْن بشران نبأنا الحسين بن صفوان نبأنا ابن أبي الدّنيا نبأنا محمد بن سعد:
في تسمية من نزل الكوفة مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: جرير بْن عَبْدِ اللَّهِ البجلي، ابتنى بها دارا في بجيلة وكان إسلامه في السنة التي توفي فيها النبي صلّى الله عليه وسلّم. توفي- يَعْنِي جريرا: بالسراة في ولاية الضحاك بْن قيس على الكوفة، وكانت ولايته سنتين ونصفا بعد زياد.
أخبرنا ابن حسنويه أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْن جَعْفَرٍ نا عمر بن أحمد نا خليفة.
قَالَ: ونزل جرير بْن عَبْدِ اللَّهِ قرقيسيا ومات بها سنة إحدى وخمسين.
__________
[1] انظر الحديث في: المعجم الكبير للطبراني 2/334. والكامل لابن عدي 2/804. وتخريج الإحياء 1/230، 358، 2/9. وإتحاف السادة المتقين 4/182. وكنز العمال 36926.
[2] انظر الحديث في: سنن ابن ماجة 2/37. والسنن الكبرى للبيهقي 8/168. المستدرك 4/292. والمعجم الكبير للطبراني 2/370. والصغير 2/12. وكشف الخفا 1/77. والمطالب العالية 5/28. ودلائل النبوة للبيهقي 5/247. ومجمع الزوائد 4/234، 8/15، 16.
[3] انظر الحديث في: كنز العمال 85/33.(1/201)
أخبرنا الأزهري أنبأنا محمّد بن العبادي أنبأنا إبراهيم بن محمّد الكندي نبأنا أَبُو مُوسَى مُحَمَّد بْن المثنى. قَالَ: ومات جرير بْن عَبْدِ اللَّهِ سنة إحدى وخمسين.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بْن عُمَر الواعظ حدّثني أبي نبأنا يحيى بن محمّد القصباني نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْن حماد المقرئ قَالَ: قرئ على مُحَمَّد بْن أَبِي السري قَالَ: قرئ على أَبِي المنذر هشام بْن مُحَمَّد الكلبي: قَالَ: وفي سنة أربع وخمسين مات جرير بن عبد الله البجليّ.
29- وعدي بْن حاتم بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن سعد بْن الحشرج بْن امرئ القيس بْن عدي بن أخرم بن أبي أخرم بْن ربيعة بْن جرول بْن ثعل بْن عمر بن الغوث بن طيّئ بْن أدد، يكنى: أبا طريف، ويقال: أبا وهب [1] :
كان نصرانيا، فلما بلغه إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ بعث أصحابه نحو جبل طيئ، حمل أهله إِلَى الجزيرة فأنزلهم بها، وأدرك المسلمون أخته في حاضر طيئ فأخذوها وقدموا بها عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فمكثت عنده ثم أسلمت، وسألته أن يأذن لها في المسير إلى أخيها ففعل، وأعطاها قطعة من تبر فيها عشرة مثاقيل، فلما قدمت على عدي أخبرته أنها قد أسلمت وقصت عليه قصتها، فقدم عدي عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلما رآه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نزع وسادة كانت تحته فألقاها له حتى جلس عليها، وسأله عَنْ أشياء فأجابه عنها، ثم أسلم وحسن إسلامه، ورجع إِلَى بلاد قومه، فلما قُبِضَ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وارتدت العرب ثبت عدي وقومه على الإسلام، وجاء بصدقاتهم إِلَى أَبِي بكر الصديق، وحضر فتح المدائن، وشهد مع عَلِيّ الجمل وصفين والنهروان، ومات بعد ذلك بالكوفة. ويقال: بقرقيسيا [2] .
__________
[1] 29- انظر: طبقات ابن سعد 6/22. وتاريخ الدوري 2/398. وتاريخ خليفة 93، 98، 195، 264. وطبقاته 68، 133. وعلل ابن المديني 61. ومسند الإمام أحمد 4/255، 377. وعلله 1/138، 324. والتاريخ الكبير 7/ت 189. والصغير 1/148، 154. والكنى لمسلم، ورقة 57. وسؤالات الآجري 3/ت 148. والمعارف لابن قتيبة 313. والمعرفة 2/429، 813، 3/313. والجرح 7/ت 1. ومعجم الطبراني الكبير 17/68. ورجال صحيح مسلم، لابن منجويه، ورقة 141. والاستيعاب 3/1057. والجمع لابن القيسراني 1/398. ومعجم البلدان 2/145، 3/163، 613. وأسد الغابة 3/392. وتهذيب الأسماء 1/327. وسير النبلاء 3/162. والكاشف 2/ت 3811. وتجريد أسماء الصحابة 1/ت 4029. وتاريخ الإسلام 3/46.
والعبر 1/41، 74. وتذهيب التهذيب 3/ورقة 35. ونهاية السول، ورقة 240، وتهذيب التهذيب 7/166، 167. والإصابة 2/ت 5475. والتقريب 2/16. وخلاصة الخزرجي 2/ت 4810.
وشذرات الذهب 1/74. وتهذيب الكمال 3884 (19/524- 513) . والمنتظم 6/75.
[2] نقل المزي هذه الرواية عن الخطيب.(1/202)
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي نبأنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم نبأنا محمّد بن عيسى بن حبّان المدائني نبأنا عثمان بن عمر نبأنا سعد الطائي نبأنا المحلى بن خليفة نبأنا عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ. قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَشَكَى الْفَاقَةَ ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَشَكَى قَطْعَ السَّبِيلِ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا عَدِيُّ بْنَ حَاتِمٍ هَلْ رَأَيْتَ الْحِيرَةَ؟ قُلْتُ: لا وَقَدْ أُنْبِئْتُ عَنْهَا. قَالَ: «لَئِنْ طَالَتْ [بِكَ [1]] الْحَيَاةُ لَتَرَيَنَّ الظَّعِينَةَ يَرْتَحِلُونَ مِنَ الْحِيرَةِ حَتَّى يَطُوفُوا بِالْكَعْبَةِ آمِنِينَ لا يَخَافُونَ إِلا اللَّهَ، وَلَئِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ لَتَفْتَحَنَّ عَلَيْنَا كُنُوزَ كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ [2] »
. وَسَاقَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ. قَالَ عَدِيٌّ: فَقَدْ رَأَيْتُ الظَّعِينَةَ يَرْتَحِلُونَ مِنَ الْحِيرَةِ حَتَّى يَطُوفُوا بِالْكَعْبَةِ آمِنِينَ لا يَخَافُونَ إِلا اللَّهَ، وَقَدْ كُنْتُ فِيمَنِ افْتَتَحَ كُنُوزَ كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ، وَذَكَرَ بَقِيَّةَ الْحَدِيثِ.
أَخْبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَتُّوثِيُّ أنبأنا أحمد بن عثمان بن يحيى الآدمي نا على بن محمّد بن عبد الملك نا سهل بن بكار نا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ مُغِيرَةَ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ عدي بن حاتم: أنه أتى عمر الخطّاب في أناس من طيئ. أَوْ قَالَ: مِنْ قَوْمِهِ، فَجَعَلَ يَفْرِضُ لِلرِّجَالِ من طيئ فِي أَلْفَيْنِ أَلْفَيْنِ، فَاسْتَقْبَلْتُهُ فَأَعْرَضَ عَنِّي. فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَمَا تَعْرِفُنِي؟ قَالَ: نَعَمْ إِنِّي وَاللَّهِ لأَعْرِفُكَ أَسْلَمْتَ إِذْ كَفَرُوا، وَأَقْبَلْتَ إِذْ أَدْبَرُوا، وَوَفَّيْتَ إِذْ غَدَرُوا. وَإِنَّ أَوَّلَ صَدَقَةٍ بَيَّضَتْ وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ووجوه أصحابه صدقة طيئ، فجئت بِهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أخبرنا ابن بشران نبأنا الحسين بن صفوان نبأنا ابن أبي الدّنيا نا مُحَمَّدُ بْنُ سعد، قَالَ: عدي بْن حاتم أحد بني ثعل، مات في زمن المختار سنة ثمان وستين.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بْن عمر الواعظ حدّثني أبي أنبأنا يحيى بن محمّد- يعني القصباني- أنبأنا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى عَنِ ابْن أَبِي السري عن هشام بن الكلبي قَالَ: وفي سنة تسع وستين، مات عدي بْن حاتم وهو ابْن عشرين ومائة سنة.
أخبرنا أبو سعيد بن حسنويه أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْن جَعْفَرٍ نا عمر بن أحمد نا خليفة بْن خياط. قَالَ: عدي بْن حاتم شهد الجمل بالبصرة وصفين ناحية الشام ومات بالكوفة زمن المختار وهو ابْن عشرين ومائة سنة.
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] انظر الحديث في: صحيح البخاري 4/239، 5/24. والسنن الكبرى للبيهقي 5/225.
والمعجم الكبير للطبراني 17/94. ودلائل النبوة للبيهقي 5/343، 6/323.(1/203)
أخبرنا على بن أحمد الرّزّاز أنبأنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي نا محمّد ابن أحمد البراء نبأنا على بن المديني نا جرير بْن عَبْد الحميد عَنِ المغيرة، قَالَ: خرج عدي بْن حاتم، وجرير بْن عَبْدِ اللَّهِ البجلي، وحنظلة الكاتب، من الكوفة فنزلوا قرقيسيا. وقالوا: لا نقيم ببلد يشتم فيه عثمان.
قَالَ الشيخ أبو بكر [الخطيب [1]] قَالَ لي مُحَمَّد بْن عَلِيّ الصوري أنا رأيت قبورهم بقرقيسيا.
30- والمغيرة بْن شعبة بْن أَبِي عامر بْن معتب بْن مالك بْن كعب بْن عمرو بْن سعد بْن عوف بْن قسي- وهو ثقيف- ابْن منبه بْن بكر بْن هوازن بْن منصور- وقد ذكرنا ما فوق هذا من أسماء في نسب جابر بْن سمرة فغنينا عَنْ إعادته هاهنا- يكنى المغيرة أبا عَبْد اللَّهِ، ويقال: أبا عِيسَى [2] :
وأمه: امرأة من بني نصر بْن معاوية، شهد الحديبية مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وذلك أول مشاهده، وأصيبت عينه يوم الطائف، وحضر مع المسلمين قتال الفرس بالعراق، وورد المدائن، وولاه أمير المؤمنين عُمَر بْن الخطاب البصرة نحوا من سنتين، وله بها فتوح، وولي الكوفة وبها كانت وفاته. وقد ذكر أنه توفي بالمدائن في حديث أخبرنيه أَبُو عَبْد اللَّهِ أَحْمَد بْن محمد الكاتب، أنبأنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله ابن مهران حدّثني أَبُو عَبْد اللَّهِ جَعْفَرُ بْن مُحَمَّدِ بْن شعيب بْن عَبْد الغفار في قرية من قرى دمشق يقال لها بجّ حوران نبأنا أَبُو عَبْد الملك أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيمَ بْن بسر القرشيّ
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] 30- انظر: طبقات ابن سعد 4/284، 6/20. وتاريخ الدوري 2/579. وطبقات خليفة 53، 131، 183. وعلل ابن المديني 50، 67. ومسند أحمد 4/244. والتاريخ الكبير 7/ت 1347.
والصغير 1/54، 56، 108، 109، 111، 113. والكنى لمسلم، ورقة 58، 76. وثقات العجلي، ورقة 52. والمعارف لابن قتيبة 294، 295. والكنى للدولابي 1/177. والجرح 8/ت 1005. وثقات ابن حبان 3/372. ومعجم الطبراني الكبير 20/366. ورجال صحيح مسلم، لابن منجويه، ورقة 167. ورجال البخاري للباجي 2/728. والاستيعاب 4/1445.
والجمع لابن القيسراني 2/499. وتلقيح الأثر، ورقة 151. وأنساب القرشيين 75، 141، 361.، وأسد الغابة 4/406. وسير النبلاء 3/21. والكاشف 3/ت 5687. والعبر 1/26، 56. وتجريد أسماء الصحابة 2/ت 1027. وتذهيب التهذيب 4/ورقة 60. ونهاية السول، ورقة 382. وتهذيب التهذيب 10/262، 263. والإصابة 3/ت 8179. والتقريب 2/269. والخلاصة للخزرجي 3/ت 7155. وشذرات الذهب 1/32. وتهذيب الكمال 6132 (28/369- 376) والمنتظم 5/237.(1/204)
نبأنا سليمان بن عبد الرّحمن نبأنا عَلِيّ بْن عَبْدِ اللَّهِ التميمي. قَالَ: المغيرة بْن شعبة يكنى أبا عَبْد اللَّهِ، مات بالمدائن سنة ست وثلاثين، وجاءه نعي عثمان. وهذا القول قد دخل الوهم فيه على ناقله ولم يتقن حفظه عَنْ قائله، وفي موضعين منه خطأ فاحش أحدهما [في [1]] التاريخ، والآخر ذكر المدائن. لأن المغيرة مات سنة خمسين أجمع العلماء على ذلك، ولم يختلفوا أن وفاته كانت بالكوفة لا بالمدائن. وقد روى أَبُو نشيط مُحَمَّد بْن هارون وكان أحد الحفاظ عن سليمان بن عبد الرّحمن عن على ابن عَبْدِ اللَّهِ التميمي: ذكر وفاة المغيرة على الصواب بخلاف الرواية التي تقدمت عَنِ البسري عَنْ سُلَيْمَان. وتبين لنا أيضا من رواية أَبِي نشيط وجه الفساد في تلك الرواية [التي تقدمت [2]] وعرفت علة الخطأ فيها.
فأخبرنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ البزّار نبأنا أبو سهل أحمد بن محمّد ابن عبد الله بن زياد القطّان نبأنا أبو بكر جنيد بن حكيم إملاء نبأنا أبو نشيط محمّد ابن هارون نبأنا سليمان بن عبد الرّحمن نبأنا عَلِيّ بْن عَبْدِ اللَّهِ التميمي. قَالَ: المغيرة ابن شعبة يكنى أبا عَبْد اللَّهِ، مات سنة خمسين، وذكر بعد ذلك وفاة أَبِي مُوسَى الأشعري. ثم قَالَ: وحذيفة بْن اليمان يكنى أبا عَبْد اللَّهِ مات بالمدائن سنة ست وثلاثين، وجاءه نعي عثمان، فبان بما ذكرناه أن أحد النقلة للقول الأول أخطأ في حال نقله، وخرج من ذكر المغيرة ما يزيد هذا القول وضوحا وإن كان واضحا لا شبهة فيه.
أَخْبَرَنَا ابْن الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر نبأنا يعقوب بن سفيان نبأنا ابْن بكير عَنِ الليث بْن سعد، قَالَ: حج سنة أربعين بالناس المغيرة بْن شعبة وذلك أن المغيرة كان معتزلا بالطائف، فافتعل كتابا عام الجماعة بإمارة الموسم، فقدم الحج يوما خشية أن يجيء أمير. فتخلف عنه ابْن عُمَر، وصار عظم الناس مع ابْن عُمَر. قَالَ نافع:
فلقد رأيتنا ونحن غادون من منى واستقبلونا مفيضين من جمع، وأقمنا بعدهم ليلة بمنى.
أَخْبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَد بن رزق نا محمّد بن أحمد بن الحطاب الرّزّاز نا محمّد ابن يوسف بن بشر الهرويّ نا أحمد بن سلم البغداديّ بالرملة نا الهيثم بن عدي نا ابْن عياش. قَالَ: وحج بالناس في هذه السنة- أعني سنة أربعين- المغيرة بْن شعبة.
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(1/205)
قال الشيخ أبو بكر الخطيب: وفي سنة أربعين كان مقتل أمير المؤمنين عَلِيّ بْن أَبِي طالب. والمغيرة إنما ولي إمارة الكوفة بعد قتله، ولاه ذلك معاوية.
أَخْبَرَنَا يوسف بْن رباح البصري قال: أنبأنا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل المهندس قَالَ: نبأنا أبو بشر الدولابي قال: نبأنا عبيد الله معاوية بْن صالح، قَالَ: مات المغيرة ابن شعبة وهو [أول [1]] وال لمعاوية على الكوفة.
أَخْبَرَنَا ابْن بشران أنبأنا الحسين بن صفوان أنبأنا ابن أبي الدّنيا نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ سعد، قَالَ في تسمية من نزل بالكوفة مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: المغيرة بْن شعبة الثقفي ابتنى بها دارا في ثقيف. وتوفي بها سنة خمسين، وكان واليا عليها، قَالَ الواقدي: أَخْبَرَنِي بموته مُحَمَّد بْن مُوسَى الثقفي عَنْ أَبِيهِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو سعيد بن حسنويه أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْن جَعْفَرٍ نبأنا عمر بن أحمد نبأنا خليفة بْن خياط، قَالَ: المغيرة بْن شعبة ولي البصرة نحوا من سنتين، وولي الكوفة ومات بها وله بها دار، مات سنة خمسين.
أَخْبَرَنِي الْحَسَن بْن أَبِي بكر قَالَ: كتب إلي مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ الجوري أن أَحْمَد بْن حمدان بن الخضر أخبرهم قال: نبأنا أحمد بن يونس الضّبّيّ حَدَّثَنِي أَبُو حسان الزيادي، قَالَ: سنة خمسين فيها مات المغيرة بْن شعبة في شعبان، ودفن بالكوفة بموضع قال له الثوية.
أخبرني الأزهري أنبأنا محمّد بن المظفر نبأنا أحمد بن على بن شعيب نبأنا أبو بكر بن البرقي، قَالَ: المغيرة بْن شعبة ولي البصرة وولي الكوفة، ومات بها سنة خمسين، وله بالكوفة دار.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن أَحْمَد الرزاز أنبأنا أبو على الصّوّاف نبأنا بشر بن موسى نبأنا عمرو بن على.
وأخبرنا الأزهري أنبأنا محمّد بن العبّاس أنبأنا إبراهيم بن محمّد الكندي قال:
نبأنا أَبُو مُوسَى. قالا: ومات المغيرة بْن شعبة سنة خمسين.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنبأنا محمّد بن عبد الله بن إبراهيم الرافعي سمعت إِبْرَاهِيم الحربي يقول: وتوفي المغيرة بْن شعبة في شعبان سنة خمسين وهو ابْن سبعين سنة [2] .
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل
[2] انظر: تهذيب الكمال، للمزي 28/374.(1/206)
31- وعروة بْن الجعد. ويقال: ابْن أَبِي الجعد البارقي [1] :
حدث عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عدة أحاديث، روى عنه العيزار بْن حريث، وعامر الشعبي وشبيب بْن غرقدة. وكان قد نزل الكوفة وولي القضاء بها وأتى المدائن، ثم انتقل إلى براز الروز على مرحلة من النهروان فأقام بها مرابطا.
أخبرنا أبو القاسم الأزهري قال نبأنا محمّد بن العبّاس نبأنا أحمد بن معروف الخشّاب نبأنا الحسين بن فهم نبأنا محمّد بن سعد قال أنبأنا الفضل بن دكين نبأنا الْحَسَن بْن صالح عَنِ الأشعث عَنِ الشعبي، قَالَ: كان على قضاء الكوفة قبل شريح، عروة بْن أَبِي الجعد البارقي، وسلمان بْن ربيعة.
قَالَ مُحَمَّد بْن سعد، في غير هذا الحديث: وكان عروة مرابطا ببراز الروز، وكان له فيها فرس أخذه بعشرين ألف درهم.
32- وعمر بْن أَبِي سلمة، أَبُو حفص المخزومي، ربيب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، واسم أبيه: أبو سلمة: عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد الأسد بْن هلال بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بْن لؤي بْن غالب [2] :
وأمه: أم سلمة بنت أمية بْن المغيرة المخزومي زَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ أخو سلمة بْن أَبِي سلمة، ذكر أنه كان ابن تسع سنين حين تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد
__________
[1] 31- انظر: طبقات ابن سعد 6/34. وطبقات خليفة 112، 137. ومسند أحمد 4/375. وعلل أحمد 1/173. والتاريخ الكير للبخاري 7/ت 137. والمعرفة ليعقوب 2/707. وتاريخ واسط 54.
والقضاة لوكيع 2/168. والجرح 6/ت 2203. والمعجم الكبير للطبراني 17/144. ورجال صحيح مسلم، لابن منجويه، ورقة 140. والاستيعاب 3/1065. والجمع لابن القيسراني 1/393. وأسد الغابة 3/403. وتهذيب الأسماء 1/331. والكاشف 2/ت 3824.
وتجريد أسماء الصحابة 1/ت 4068. وتذهيب التهذيب 3/ورقة 37. وتاريخ الإسلام 3/48.
ونهاية السول، ورقة 241. وتهذيب التهذيب 7/178. والإصابة 2/ت 5518. والتقريب 2/18. وخلاصة الخزرجي 2/ت 4823. وتهذيب الكمال 3902 (20/5- 6) . والمنتظم 4/108، 5/40.
[2] 32- انظر تاريخ الدوري 2/430. وتاريخ خليفة 200، 292، 300، 410. وطبقاته 20، 189.
ومسند أحمد 4/26. والتاريخ الكير 2/ت 1480، 6/ت 1953. والصغير 1/162.
وثقات العجلي، ورقة 41.. والمعرفة 1/271. وتاريخ أبي زرعة 525. والجرح 6/ت 632.
ورجال صحيح مسلم، لابن منجويه، ورقة 119. وجمهرة الأنساب 885. والاستيعاب 3/1159. والجمع لابن القيسراني 1/339. وأنساب القرشيين 342. والكامل لابن الأثير 3/194، 286. وتجريد أسماء الصحابة 1/ت 4297. والكاشف 2/ت 4125. وتذهيب التهذيب 3/ورقة 85. والعقد الثمين 6/307. ونهاية السول، ورقة 264. وتهذيب التهذيب-(1/207)
حفظ عنه وكان يسكن المدينة، وورد المدائن في صحبة عَلِيّ بْن أَبِي طالب لما سار إِلَى صفين. ذكر ذلك أَبُو البختري الْقَاضِي عَنْ جعفر بْن مُحَمَّد وغيره من رجاله الذين ساق عنهم خبر صفين.
وأَخْبَرَنَاهُ أَبُو طَالِبٍ عُمَر بْن إِبْرَاهِيمَ الْفَقِيهُ بالإسناد الذي قدمناه عنه. أَخْبَرَنَا ابْن بشران قَالَ أنبأنا الحسين بن صفوان قال: نبأنا ابن أبي الدّنيا قال: نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ سعد. قَالَ: وعمر بْن أَبِي سلمة، يكنى أبا حفص تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْن تسع سنين، وقد حفظ القرآن عَن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وتوفي في خلافة عَبْد الملك بْن مروان بالمدينة.
33- وبشير بن الخصاصية السّدوسيّ، وكان اسمه: زحم فسماه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بشيرا، وهو: بشير بْن معبد بْن شراحيل بْن سبع بْن ضبارى بْن سدوس بْن ذهل بْن ثعلبة بن صعب بن على بن بكير بْن وائل بْن قاسط بْن هنب بْن أفصى بْن دعمي بْن جديلة بْن أسد بْن ربيعة بْن نزار بْن معد بْن عدنان [1] :
والخصاصية امرأة نسب إليها، وهي أم ضبارى بْن سدوس، واسمها: كبشة، ويقال: ماوية بنت عمرو بْن الحارث من الغطاريف من الأزد. وشهد فتح المدائن وحمل الخمس إِلَى حضرة أمير المؤمنين عُمَر.
أَخْبَرَنَا بذلك الأزهري قال: نبأنا أحمد بن إبراهيم قال نبأنا جعفر بن أحمد المروزيّ قال: نبأنا السري بن يحيى قال: نبأنا شعيب بن إبراهيم قال: نبأنا سيف بْن عُمَر عَنْ مُحَمَّد، والمهلب، وطلحة، وعمر، وسعيد، قالوا: وكان الذي ذهب بالأخماس أخماس المدائن- يَعْنِي حملها- إِلَى عُمَر بْن الخطاب، بشير بْن الخصاصية وَقَدْ
رَوَى بَشِيرٌ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحاديث منها.
__________
- 7/455- 456. والإصابة 2/ت 5740. والتقريب 2/56. وخلاصة الخزرجي 2/ت 5172. والتقريب 2/56. وتهذيب الكمال 4246 (21/372- 375) . والمنتظم 7/31.
[1] 33- انظر: طبقات ابن سعد 6/50، 7/55. وتاريخ الدوري 2/60. وطبقات خليفة 63، 186. والتاريخ الكبير 2/1/97، 98. والمعرفة ليعقوب 3/382. وتاريخ أبي زرعة 635.
والجرح 1/1/373، 378. وثقات ابن حبان 3/33. ومشاهير الأمصار 40. والمعجم الكبير للطبراني 2/30. والاستيعاب 1/173، 174. وإكمال ابن ماكولا 1/281.
وتهذيب تاريخ دمشق 3/170، 271، 272. وأسد الغابة 1/193، 194. ر تذهيب التهذيب 1/ورقة 86، 87. والكاشف 1/159. وإكمال مغلطاي 2/ورقة 20. وتهذيب التهذيب 1/467- 468. والإصابة 1/159. وتهذيب الكمال 726 (4/175- 176) .
والمنتظم 4/124.(1/208)
مَا أَخْبَرَنِيهِ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبان التغلبي الهيتي قال: نا أبو القاسم الحسن بن على بن الحسن بن عمر بن الدقم بالرقة قال: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ: نبأنا جبارة بن مغلس قال: نا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ قَالَ: حَدَّثَنِي جَبَلَةُ بْنُ سُحَيْمٍ عَنْ مُؤْثِرِ بْنِ عَفَازَةَ عَنْ بَشِيرِ بْن الْخَصَاصِيَّةِ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأبايعه، فقلت: علام تُبَايِعُنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَمَدَّ يَدَهُ ثُمَّ قَالَ: «تَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَتُصَلِّي الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ الْمَكْتُوبَةَ لِوَقْتِهَا، وَتُؤَدِّي الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ، وَتُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» .
فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كلّا أطيق إلا اثنتين: أما الزكاة فمالي إلّا حمولة أهلي وما يقومون بِهِ، وَأَمَّا الْجِهَادُ فَإِنِّي رَجُلٌ جَبَانٌ فَأَخَافُ أَنْ تَجْشَعَ نَفْسِي فَأَبُوءُ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ، فَقَبَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ، ثُمَّ قَالَ: «يَا بَشِيرُ لا جِهَادَ وَلا صَدَقَةَ، فَبِمَ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِذًا؟ [1] »
. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَبْسِطْ يَدَكَ أُبَايِعْكَ، فَبَايَعْتُهُ عَلَيْهِنَّ.
وروى عَنْ بشير امرأته ليلى، وأبو المثنى العبدي، وبشر بن نهيك. وهو معدود فيمن نزل بالبصرة من الصحابة.
34- وهاشم بْن عتبة بْن أَبِي وقاص، المعروف بالمرقال، وهو أخو نافع بْن عتبة وابن أخي سعد بْن أَبِي وقاص [2] :
أسلم يوم فتح مكة، وحضر مع عمه سعد حرب الفرس بالقادسية، فلما هزم الله العدو ورجعوا إِلَى المدائن اتبعهم سعد والمسلمون فدل علج من أهل المدائن سعدا على مخاضة بقطربل فخاضها المسلمون، ثم ساروا حتى انتهوا إِلَى ساباط فخشوا أن يكون هناك كمين للفرس، ثم نظروا فلم يروا أحدا؛ فساروا حتى أتوا المدائن فحاصروها حتى فتحها الله. وكان هاشم بْن عتبة في جماعة المسلمين، وخبره مذكور في كتاب الفتوح.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، قالا: نبأنا محمّد بن العباس الخزاز قال: أنبأنا أحمد بن معروف قال نبأنا الحسين بن فهم قال: نبأنا محمد ابن سعد، قَالَ: هاشم بْن عتبة بْن أَبِي وقاص، أمه ابنة خالد بْن عُبَيْدِ بْن سويد بن
__________
[1] انظر الحديث في: تاريخ ابن عساكر 3/272، 10/170. وكنز العمال 10754، 36865.
[2] 34- انظر: المنتظم 5/116.(1/209)
جابر بْن تيم بْن عامر بْن عوف بْن الحارث بْن عَبْد مناة بْن كنانة، أسلم يوم فتح مكة. وهو المرقال، وقتل بصفين مع عَلِيّ بْن أَبِي طالب رضي الله عنه.
35- والأشعث بْن قيس بْن معدي كرب بْن معاوية بْن جبلة بْن عدي بْن ربيعة ابن معاوية بْن الحارث بْن معاوية بْن الحارث بْن ثور بْن مرتع بْن معاوية بْن ثور، وهو: كندة بْن عفير بْن عدي بْن الحارث بْن مرة بْن أدد بْن زَيْد بْن يشجب بْن عريب بْن زَيْد بْن كهلان بْن سبإ بْن يشجب بْن يعرب بْن قحطان، وأمه: كبشة بنت يزيد من ولد الحارث بْن عمرو، وكنية الأشعث: أَبُو مُحَمَّد [1] :
قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وفد كندة، ويعد فيمن نزل الكوفة من الصحابة. وله عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رواية. وقد شهد مع سعد بْن أَبِي وقاص قتال الفرس بالعراق وكان على راية كندة يوم صفين مع عَلِيّ بْن أَبِي طالب، وحضر قتال الخوارج بالنهروان وورد المدائن، ثم عاد إِلَى الكوفة فأقام بها حتى مات في الوقت الذي صالح فيه الْحَسَن بْن عَلِيّ معاوية بْن أَبِي سفيان وصلى عليه الْحَسَن [2] .
أَخْبَرَنِي أَبُو القاسم الأزهري قَالَ نبأنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن قال نا أَبُو أَحْمَد مُحَمَّد بْن أَحْمَد الجريري قَالَ نا أحمد بن الحارث الخزّاز قال أنبأنا أَبُو الْحَسَنِ المدائني عَنْ شيوخه الذين روى عنهم خبر النهروان، قَالَ: وأمر عَلِيّ بالرحيل- يعني بعد فراغه من قتاله الحرورية- وَقَالَ لأصحابه: قد أعزكم الله وأذهب ما كنتم تخافون فامضوا من وجهكم هذا إِلَى الشام، فقال الأشعث: يا أمير المؤمنين نفدت نبالنا، وكلت سيوفنا، ونصلت أسنة رماحنا، فلو أتينا مصرنا حتى نستعد، ثم نسير إِلَى عدونا، فركن الناس إِلَى ذلك فسار علي يريد الكوفة فأخذ على المدائن حتى انتهى إِلَى النخيلة فنزلها، وساق بقية الحديث.
أَخْبَرَنَا أَبُو سعيد بْن حسنويه قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْن جعفر قَالَ: نا عمر ابن أحمد بن إسحاق الأهوازي قال: نا خليفة بْن خياط. قَالَ الأشعث بْن قيس يكنى أبا مُحَمَّد، مات في آخر سنة أربعين بعد قتل على.
__________
[1] 35- انظر: طبقات ابن سعد 6/22. والمعارف 168، 189، 333، 551، 555، 586. وثقات ابن حبان 3/13- 14. ومشاهير الأمصار 45. والاستيعاب 1/133- 135. وتهذيب ابن عساكر 3/67- 78. وأسد الغابة 1/118. وسير النبلاء 2/37- 43. وتهذيب الكمال 532 (3/286- 295) .
[2] انظر: تهذيب الكمال 3/287. وطبقات ابن سعد 6/13- 14.(1/210)
أخبرنا محمّد بن رزق قال نا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّدِ بْن يَحْيَى المزكي النيسابوري قال نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثقفي السراج، قَالَ: رأيت في كتاب أَبِي حسان الزيادي:
الأشعث بْن قيس كان يكنى أبا مُحَمَّد: مات بعد قتل عَلِيّ بْن أَبِي طالب بأربعين ليلة فيما أخبر عَنْ ولده؛ وتوفي وهو ابْن ثلاث وستين.
36- ووائل بْن حجر بْن سعد بْن مسروق بْن وائل بْن ضمعج بْن وائل بْن ربيعة بْن وائل بْن النعمان بْن زَيْد بْن مالك بْن زَيْد بْن الحضرمي الكندي [1] :
كان ملك قومه، وفَد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسلما، فقربه وأدناه وبسط رداءه فأجلسه عليه، ونزل بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الكوفة وأعقب بها، وورد المدائن في صحبة عَلِيّ بْن أَبِي طالب حين خرج إِلَى صفين، وكان على راية حضرموت يومئذ.
ذكر ذلك أَبُو البختري الْقَاضِي عَنْ رجاله الذين ساق عنهم خبر صفين، وأَخْبَرَنَاهُ أَبُو طَالِبٍ عُمَر بْن إِبْرَاهِيمَ الْفَقِيهُ بالإسناد الذي قدمناه عنه.
وقد روى وائل عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عدة أحاديث، وحدث عنه علقمة وابناه عبد الجبّار، وكليب بن شهاب الجرمي.
37-[2] وأبو الطفيل عامر بْن واثلة بْن عَبْدِ اللَّهِ بن عامر،
وقيل: عمير بن
__________
[1] 36- انظر: طبقات ابن سعد 6/26. وطبقات خليفة 73، 133. ومسند أحمد 4/315. 6/398.
والعلل له 2/104. والتاريخ الكبير 8/ت 2607. والصغير 1/119. وتاريخ أبي زرعة 71.
وتاريخ الطبري 5/129، 216، 269، 272. والجرح 9/ت 179. وثقات ابن حبان 3/424. والمعجم الكبير 22/9. ورجال صحيح مسلم، لابن منجويه، ورقة 187. وموضح أوهام الجمع 2/546. والأنساب للسمعاني 4/159، 4/1562. والجمع، لابن القيسراني 2/546. والأنساب للسمعاني 4/159. وتاريخ ابن عساكر 7/ورقة 363. ومعجم البلدان 3/687، 4/569. وأسد الغابة 5/81. وسير النبلاء 2/572. والكاشف 3/ت 6139. وتجريد أسماء الصحابة 2/ت 1442. وتذهيب التهذيب 4/ورقة 129. ونهاية السول، ورقة 416. وتهذيب التهذيب 11/108. والإصابة 3/ت 9100. والتقريب ت 7393 (ط. عوامة) . وتهذيب الكمال 6674 (30/419، 420) .
[2] 37- انظر: طبقات ابن سعد 5/457، 6/64. وتاريخ الدوري 2/289. وكلام ابن معين، رواية ابن طهمان، ت 212. وتاريخ خليفة 262، 325. وطبقاته 30، 127، 279. ومسند أحمد 5/453. وعلل أحمد 386. والتاريخ الكبير 6/ت 2947. والصغير 1/250، 251، 252. والكنى، لمسلم ورقة 157. وثقات العجلي، ورقة 28. والمعرفة ليعقوب 1/233، 234، 235، 295، 359، 537، 3/169، 277، 315. وتاريخ أبي زرعة 565، 566. والجرح 6/ت 1829. والمراسيل 159. وثقات ابن حبان 3/291. والكامل لابن عدي 2/218.
وعلل الدارقطني 2/ورقة 79. ورجال صحيح مسلم، لابن منجويه، ورقة 133. وجمهرة-(1/211)
جحش. وقيل خميس بن جزي [1] ، وقيل حديّ بن سعد بن ليث بن بكر بن عَبْد مناة بْن كنانة بْن خزيمة بْن مدركة بْن إلياس بْن مضر بْن نزار بْن معد بْن عدنان:
ولد عام أحد: وأدرك ثمان سنين من حياة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَذَكرَ أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يطوف بالبيت، وروى عَنْ عُمَر وعلي، ونزل الكوفة وورد المدائن في حياة حذيفة بْن اليمان؛ وبعد ذلك في صحبة عَلِيّ بْن أَبِي طالب، وعاد إلى مكة وأقام بها حتى مات. وهو آخر من توفي من الصحابة.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قال أنبأنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زيادة القطّان قال: نا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيمَ بْن عَبْد المجيد الواسطي قال: نا محمّد بن أبي نعيم الواسطيّ قال: نا ربعي بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن الجارود قَالَ: نبأنا سيف بْن وهب مولى لبني تيم، قَالَ: دخلت شعب ابْن عامر على أَبِي الطفيل عامر بْن واثلة فساق حديثا طويلا. قَالَ أَبُو الطفيل فيه: فأتينا حذيفة وهو بالمدائن.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ البزّار وَعُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعَلافُ.
قَالا: أنبأنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قال: نبأنا محمّد بن الفضل الفسطائي قال: نبأنا محمّد بن عبد الرّحمن العنبريّ قال: نا أمية بن خالد قال: نا أبو محصن عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، قال سمعت عليّا عليه السّلام يَقُولُ بِمَسْكَنٍ:
لا أَغْسِلُ رَأْسِي بِغُسْلٍ حَتَّى آتِيَ الْبَصْرَةَ فَأُحْرِقَهَا، ثُمَّ أَسُوقَ النَّاسَ بِعَصَايَ إِلَى مِصْرَ؛ فَأَتَيْتُ أَبَا مَسْعُودٍ فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: إن عليّا مورد الأُمُورِ مَوَارِدَهَا، وَلا تُحْسِنُونَ أَنْ تُصْدِرُوهَا، عَلِيٌّ لا يَغْسِلُ رَأْسَهُ بِغُسْلٍ، وَلا يَأْتِي الْبَصْرَةَ وَلا يُحْرِقُهَا وَلا يَسُوقُ النَّاسَ بِعَصَاهُ إِلَى مِصْرَ. عَلِيٌّ رَجُلٌ أَصْلَعُ، رَأْسَهُ مِثْلَ الطَّسْتِ، إِنَّمَا حَوْلَهُ مِثْلُ الشَّعَرَاتِ، أَوْ قَالَ: زُغَيْبَاتِ.
__________
- الأنساب 183. والسابق واللاحق 78. والاستيعاب 2/798، 4/1696. والجمع لابن القيسراني 1/378. وأنساب القرشيين 134. وتاريخ دمشق 1/457- 481. والكامل لابن الأثير 1/110، 3/231، 378، 4/249، 252، 462. وسير النبلاء 3/467، 4/467.
وتجريد أسماء الصحابة 1/ت 3056. والكاشف 2/ت 2570. والعبر 1/118. وتذهيب التهذيب 2/ورقة 118. وتاريخ الإسلام 4/78، 135. وإكمال مغلطاي 2/ورقة 227.
وشرح علل الترمذي، لابن رجب 85. ومراسيل العلائي، ت 327. ونهاية السول، ورقة 157.
وتهذيب التهذيب 5/82. والإصابة 2/ت 4436. وتقريب التهذيب 1/389. وخلاصة الخزرجي، 2/ت 3285. وشذرات 1/118. وتهذيب الكمال 3064 (14/79- 82) .
[1] في تهذيب الكمال: «ميس بن جري» وفي الجمع: «جحش بن جري» .(1/212)
أخبرنا أبو سعيد بن حسنويه قال: نا عبد الله بن محمد بن جعفر قَالَ: نا عمر ابن أحمد قال: نا خليفة بْن خياط، قَالَ: وأبو الطفيل عامر بْن واثلة، مات بعد المائة.
38-[1] وأبو جحيفة السوائي [2] واسمه وهب بْن عَبْدِ الله، ويعرف بوهب الخير:
رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وروى عنه. ويقال: إنه لم يكن بلغ الحلم وقت وَفَاةِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ ممن نزل الكوفة وابتنى بها دارا في بني سواء، وشهد مع عَلِيّ يوم النهروان، وورد المدائن في صحبته، ومات في ولاية بشر بْن مروان على الكوفة، وروى عنه الحديث ابنه عون بْن أَبِي جحيفة، وعلي بْن الأقمر، والحكم بْن عتيبة، وإسماعيل بْن أَبِي خالد، وغيرهم.
أخبرنا أبو القاسم الأزهري قال: نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَكَّائِيُّ بِالْكُوفَةِ قَالَ: نا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي قال: نا يحيى- يعني عبد الحميد الحماني- قال: نا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السائب عن ميسرة. قَالَ أَبُو جُحَيْفَةَ: قَالَ عَلِيٌّ حِينَ فَرَغْنَا مِنَ الْحَرُورِيَّةِ: إِنَّ فِيهِمْ رَجُلا مُخْدَجًا لَيْسَ فِي عَضُدِهِ عَظْمٌ أَوْ عَضُدُهُ حَلَمَةٌ كَحَلَمَةِ الثدي، عليها شعرات طوال عقف، فَالْتَمِسُوهُ فَلَمْ يُوجَدْ وَأَنَا فِيمَنْ يَلْتَمِسُ، قَالَ: فما رأيت عليّا جزع جَزِعًا قَطُّ أَشَدَّ مِنْ جَزَعِهِ يَوْمَئِذٍ، فَقَالُوا: مَا نَجِدُهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: وَيْلَكُمْ مَا اسْمُ هَذَا الْمَكَانِ؟ قَالُوا: النَّهْرَوَانُ. قَالَ: كَذَبْتُمْ إِنَّهُ لَفِيهِمْ، فَثَوَّرْنَا الْقَتْلَى فَلَمْ نَجِدْهُ، فَعُدْنَا إِلَيْهِ فَقُلْنَا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا نَجِدُهُ، قَالَ: وَيْلَكُمْ مَا اسْمُ هَذَا الْمَكَانِ؟ قَالُوا: النَّهْرَوَانُ. قَالَ: صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَكَذَبْتُمْ إِنَّهُ لَفِيهِمْ فَالْتَمِسُوهُ، فَالْتَمَسْنَاهُ فِي سَاقِيَةٍ فَوَجَدْنَاهُ فَجِئْنَا بِهِ فَنَظَرْتُ إِلَى عَضُدِهِ لَيْسَ فِيهَا عَظْمٌ، وَعَلَيْهَا حَلَمَةٌ كَحَلَمَةِ ثَدْيِ الْمَرْأَةِ، عَلَيْهَا شَعْرَاتٌ طِوَالٌ عقف [3] .
__________
[1] 38- انظر- طبقات ابن سعد 6/63، 319. والمصنف لابن أبي شيبة 13/15729، 15734، 15782. وتاريخ الدوري 2/636. وطبقات خليفة 57، 132، وعلل ابن المديني 50، 61.
ومسند أحمد 4/307. وعلل أحمد 1/59، 73، 142. والتاريخ الكبير 8/ت 2558.
والصغير 1/158. والكنى لمسلم، الورقة 19. وتاريخ واسط 109. والمعجم الكبير للطبراني 22/99. ورجال صحيح مسلم، لابن منجويه، ورقة 186. والاستيعاب 4/1561، 1619.
والتعديل والتجريح للباجي 3/1192. والجمع لابن القيسراني 2/2/540. وأسد الغابة 5/95. وسير النبلاء 3/202. والكاشف 2/ت 6213. وتجريد أسماء الصحابة 2/ت 1499. وتذهيب التهذيب 4/ورقة 143. وتاريخ الإسلام 3/218. ونهاية السول، ورقة 421. وتهذيب التهذيب 11/164. والإصابة 3/ت 9166. والتقريب، ترجمة 7479 (ط.
عوامة) .
[2] هذه الترجمة سقطت من المخطوطة.
[3] انظر الخبر في: المنتظم 5/136.(1/213)
39- وخالد بْن عرفطة العذري، حليف بني زهرة، وهو: خالد بْن عرفطة بْن أبرهة بْن سنان بن صفي، وقيل: صيفيّ بن العيلة بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن غيلان، وقيل: عيلان- بعين غير معجمة- ابن أسلم بْن حراز بْن كاهل بْن عذرة بْن سعد بْن زيد ابن ليث بْن سود بْن أسلم بْن إلحاف بْن قضاعة بْن مالك بْن حمير بْن سبإ بْن يشجب بْن يعرب بْن قحطان [1] :
صحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَروى عنه، وشهد فتح المدائن وولاه سعد قتال الفرس يوم القادسية.
أَخْبَرَنَا ابْن الفضل قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قال: نبأنا يعقوب بن سفيان قال نبأنا أبو نعيم قال: نبأنا محمّد بن سليمان الأصبهانيّ قال: نبأنا يونس بْن أَبِي النعمان عَنْ أم حكيم بنت عمرو الجدلية قالت: لما قدم معاوية- يَعْنِي الكوفة- فنزل النخيلة دخل من باب الفيل، وخالد بْن عرفطة يحمل راية معاوية حتى ركزها في المسجد.
قال الشيخ أبو بكر: حدث عَنْ خالد بْن عرفطة مسلم مولاه، وعَبْد اللَّهِ بْن يسار، وأبو عثمان النهدي.
40- وضرار بْن الخطاب الفهري الشاعر [2] :
حضر فتح المدائن ونزل بلاد الشام، له عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رواية.
أَخْبَرَنَا ابْن بشران قال: أنبأنا الحسين بن صفوان قال: نا ابن أبي الدّنيا: قال نا مُحَمَّدُ بْنُ سعد، قَالَ: في تسمية من أسلم مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ فتح مكة، ضرار بْن الخطاب بْن مرداس بْن حبيب بْن عمرو بْن كبير بْن عمرو بْن شيبان بْن محارب بْن فهر، وكان فارس قريش وشاعرهم.
قَالَ غير ابن سعد: هو ضرار بْن الخطاب بْن مرداس بْن كبير بْن عمرو بن حبيب ابن عمرو بْن شيبان بْن محارب بْن فهر.
__________
[1] 39- انظر: طبقات ابن سعد 4/355، 6/21. وطبقات خليفة 122، 126، 139. وتاريخه 203. ومسند أحمد 5/292. والتاريخ الكبير 3/ت 463. والمعرفة 2/658. والجرح 3/ت 1522. وثقات ابن حبان 3/104. والمعجم الكبير للطبراني 4/ت 373، والاستيعاب 2/434- 435. وأسد الغابة 2/87. وتذهيب التهذيب 1/ورقة 191. والكاشف 1/272.
وتجريد أسماء الصحابة 1/152. وإكمال مغلطاي 1/ورقة 317. وتهذيب التهذيب 3/106. والإصابة 1/409. وخلاصة الخزرجي 1/ت 1782. وتهذيب الكمال 1633 (8/128- 130) .
[2] 40- انظر: إمتاع الأسماع 1/232. والإصابة ت 4168. وتهذيب ابن عساكر 7/31. وحسن الصحابة 31. والتاج 3/350. والأعلام 3/215.(1/214)
41- وسليمان بن صرد بن الجون الخزاعي، يكنى: أبا المطرف [1] :
نزل الكوفة وابتنى بها دارا في خزاعة، وورد المدائن وبغداد، وحضر صفين مع عَلِيّ، وقتل يوم عين الوردة بالجزيرة، وكان يومئذ أمير التوابين الذين طلبوا بدم الْحُسَيْن بْن عَلِيّ فقتلهم أهل الشام.
أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عيسى البزّار قال: نبأنا محمد بن عمر بن سلم الحافظ قَالَ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ زِيَادِ بْنِ عَجْلانَ قَالَ: نبأنا الحسن بن جعفر بن مدرار قال نبأنا عمي طاهر قال: نبأنا سَيْفُ بْنُ عُمَيْرَةَ عَنْ سَلْمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ زَاذَانَ، قَالَ وَقَفْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدَ وَنَحْنُ نَسِيرُ عَلَى مَوْضِعٍ، فَقَالَ لِي: يَا زَاذَانَ أَمَا تَرَاهُ؟
قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي مَكَّنَ خَيْلَ الْمُسْلِمِينَ مِنْهُ. قَالَ سَلْمٌ: قُلْتُ لِزَاذَانَ:
وَأَيْنَ الْمَوْضِعُ؟ قَالَ: صَرَاتُكُمْ هَذِهِ الَّتِي بَيْنَ قُطْرُبُّلَ وَالْمَدَائِنِ.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ قال: حدثني أبي قال: نبأنا محمد بن إبراهيم قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ جرير عَنْ رجاله، قَالَ: وسليمان بْن صرد بْن الجون بْن أَبِي الجون، وهو: عبد العزى بن منقذ بْن ربيعة بْن أصرم بْن ضبيس بن حرام بن حبشية بن كعب ابن عمرو بْن ربيعة بْن حارثة بْن عمرو مزيقيا بْن عامر ماء السماء بْن حارثة الغطريف بْن امرئ القيس بْن ثعلبة بْن مازن بْن الأزد، ويكنى: أبا مطرف. أسلم وصحب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان اسمه يسارا، فلما أسلم سماه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُلَيْمَان، وكانت له سن عالية وشرف في قومه، ونزل الكوفة حين نزلها المسلمون، وشهد مع عَلِيّ صفين، وكان فيمن كتب إلى الحسين بن على عليهما السّلام يسأله قدوم
__________
[1] 41- انظر: طبقات ابن سعد 4/292، 6/25. وطبقات خليفة 107، 136. وتاريخه 194، 262. ومسند الإمام أحمد 5/124، 6/394. والمحبر 291. والتاريخ الكبير 4/ت 1752.
والصغير 1/146. والمعرفة ليعقوب 2/622. وتاريخ الطبري 5/179، 352، 552- 555، 557- 561، 563، 579، 580، 582، 584، 593، 595، 599، 605، 609، 6/67. والكنى للدولابي 2/117. والجرح 4/ت 539. وثقات ابن حبان 1/ورقة 174، ومشاهير الأمصار ترجمة 305. والمعجم الكبير للطبراني 7/ت 645. ورجال صحيح مسلم، لابن منجويه، ورقة 63. وجمهرة الأنساب 238. والاستيعاب 2/649. والجمع 1/176.
وأسد الغابة 2/351. وتهذيب الأسماء 1/232. وتاريخ الإسلام 3/17. وسير النبلاء 3/394. وتجريد أسماء الصحابة 1/ت 2488. والكاشف 1/ت 2123. والعبر 1/72، وتذهيب التهذيب 2/ورقة 51. وإكمال مغلطاي 2/ورقة 130. والوافي بالوفيات 15/392.
والعقد الثمين 4/607. ونهاية السول، ورقة 128. وتهذيب التهذيب 4/200. والإصابة 2/ت 3457. وخلاصة الخزرجي 1/ت 2707. وشذرات الذهب 1/73. وتهذيب الكمال 2531 (11/454- 457) . والمنتظم 6/46.(1/215)
الكوفة، فلما قدمها ترك القتال معه، فلما قتل الْحُسَيْن ندم هو والمسيب بْن نجية الفزاري وجميع من خذله فلم يقاتل معه. ثم قالوا: مالنا توبة مما فعلنا إلّا أن نقتل أنفسنا في الطلب بدمه، فعسكروا بالنخيلة مستهل شهر ربيع الآخر سنة خمس وستين، وولوا أمرهم سُلَيْمَان بْن صرد وخرجوا إِلَى الشام في الطلب بدم الْحُسَيْن فسموا التوابين، وكانوا أربعة آلاف، فقتل سُلَيْمَان بْن صرد في هذه الوقعة رماه يزيد ابن الحصين بْن نمير بسهم فقتله، وحمل رأسه ورأس المسيّب بن نجبة إِلَى مروان بْن الحكم، وكان سُلَيْمَان يوم قتل ابن ثلاث وتسعين سنة [1] .
42- وحبيب بْن ربيعة والد أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ السلمي، ورد المدائن في حياة حذيفة بْن اليمان [2] :
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الأَزْرَقُ قَالَ: أنبأنا أحمد بن كامل القاضي، قال: نا أحمد بن سعيد الجمال قال: نا قبيصة قال: نا سفيان عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: جَمَعْتُ مَعَ حُذَيْفَةَ بِالْمَدَائِنِ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ:
اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ
[الْقَمَرُ 1] . أَلا وَإِنَّ الْقَمَرَ انْشَقَّ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّ السَّاعَةَ اقْتَرَبَتْ، أَلا إِنَّ [الْمِضْمَارَ [1]] الْيَوْمَ وَالسَّبْقَ غَدًا، قَالَ: فَقُلْتُ لأَبِي:
غَدًا تَجْرِي الْخَيْلُ؟ قَالَ: إِنَّكَ لَغَافِلٌ، حَتَّى سَمِعْتُهُ يَقُولُ: السَّابِقُ مَنْ سَبَقَ إِلَى الْجَنَّةِ.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أبي بكر قال: أنبأنا أَبُو سُلَيْمَانَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ الحراني قال: نا مُحَمَّدُ بْنُ سعيد بْن هلال الرسعني قَالَ: نا المعافى قال: نا زهير وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ- وَاللَّفْظُ لَهُ- قَالَ: أنبأنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ قَالَ نا محمّد بن مخلد قال نا أَبُو إِبْرَاهِيم أَحْمَد بْن سعد بْن إِبْرَاهِيمَ الأزهري قال نا عمرو بن خالد قال نا زهير قال: نبأ أَبُو إِسْحَاق عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن حبيب أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ. قَالَ:
والدي علمني القرآن، وكان مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شهد معه.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن أَبِي عَلِيّ الْمُعَدَّلُ قَالَ نبأنا مُحَمَّد بْن عدي بْن زحر البصري فِي كتابه قال: نا عبد الله بن محمّد بن الأشعر قال نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ البخاري، قَالَ: واسم أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ: عَبْد اللَّهِ بْن حبيب السلمي كوفي ولأبيه صحبة.
__________
[1] انظر: تهذيب الكمال 11/456. والاستيعاب 2/650.
[2] 42- ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(1/216)
43- والسّائب بن الأقرع الثقفي [1] :
ولّاه عمر قبض الأخماس من غنائم الفرس. وورد المدائن واليا عليها.
أنا أبو عبد الله الحسن بن شجاع الصّوفيّ أنا محمّد بن أحمد بن الحسن الصّوّاف نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدُوسٍ السَّرَّاجُ ومُحَمَّد بْنُ عُثْمَانَ بن أبي شيبة، قالا: ثنا أبو بكر بن أبي خيثمة ثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنِ الشَّيْبَانِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بن عبد اللَّهِ أَنَّ عُمَرَ اسْتَعْمَلَ السَّائِبَ بْنَ الأَقْرَعِ على المدائن فبينا في مخلفته [.............. [2]] .
[............ [3]] وأنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل- واللفظ له- أنا عثمان ابن أحمد الدّقّاق ثنا محمّد بن البراء ثنا القاسم بن أبي شيبة ثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنِ الشَّيْبَانِيِّ عَنْ أَبِي عون محمّد بن عبد الله الثقفي عن السائب بن الأقرع أَنَّهُ كَانَ جَالِسًا فِي إِيوَانِ كِسْرَى قَالَ: فنظرت إلى إنسان يشير بإصبعه إلى موضع فَوَقَعَ فِي رَوْعِي أَنَّهُ يُشِيرُ [إِلَى [4]] كَنْزٍ، فاحتفرت ذلك الموضع فاستجمعت كَنْزًا عَظِيمًا، وَكَتَبْتُ إِلَى عُمَرَ أُخْبِرُهُ أَنَّ هذا شيء أفاء الله علىّ دون المسلمين. فَكَتَب إِلَى عُمَرَ:
إِنَّكَ أَمِيرٌ مِنْ أُمَرَاءِ المسلمين فاقسمه بين المسلمين.
أنا محمّد بن الحسن القطّان أنا على بن إبراهيم المدياتي ثنا أبو أحمد بن فارس ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ البخاري، قَالَ: السائب بْن الأقرع الثقفي أدرك النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم. ومسح رأسه بيده [نسبه [5]] أبو إسحاق الهمداني.
44- ويزيد بْن نويرة [6] :
ورد المدائن، وقتل مع عَلِيّ بْن أَبِي طالب يوم النهروان.
أَخْبَرَنَا أبو بكر البرقانيّ قال أنبأنا الحسين بن هارون الضّبّي قال أنبأنا أَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بْن سعيد أن جعفر بْن مُحَمَّدِ بْن عمرو الخشاب أخبرهم قراءة قال حدّثني أبي قال نا زيدان بن عمر بن البختري قال حدثني غياث بْن إِبْرَاهِيمَ عَنِ الأجلح بْن عَبْدِ اللَّهِ الكندي. قَالَ سمعت زَيْد بْن عَلِيّ، وعبد الله بن الحسن وجعفر بن محمد، ومحمد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن الْحَسَنِ يذكرون تسمية من شهد مع عَلِيّ بْن أَبِي طالب،
__________
[1] 43- هذه الترجمة ساقطة من الأصل.
[2] هكذا في الأصل، والنص به سقط.
[3] هكذا في الأصل، والنص به سقط.
[4] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[5] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[6] 44- انظر: المنتظم 5/135.(1/217)
مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كلهم ذكره عَنْ آبائه وعمن أدرك أهله. وسمعته أيضا من غيرهم فسمى جماعة ثم قَالَ ويزيد بْن نويرة قتل يوم النهروان، وكانت له سابقة مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أحمد بْن الحسن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن خلف بن بخيت العكبري قال أنبأنا جدي قال نبأنا أبو يعقوب إسحاق بْنِ حَاتِمِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمَدَنِيُّ، قَالَ: وَأَوَّلُ قَتِيلٍ قُتِلَ مِنْ أَصْحَابِ عَلِيٍّ يَوْمَ النَّهْرَوَانِ رجل من الأنصار، يقال له: يزيد ابن نُوَيْرَةَ شَهِدَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْجَنَّةِ مَرَّتَيْنِ، شَهِدَ لَهُ يَوْمَ أُحُدٍ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ جَازَ التَّلَّ فَلَهُ الْجَنَّةُ» ، فَقَالَ يَزِيدُ بْنُ نُوَيْرَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّمَا بَيْنِي وبين الجنة هذا التل. [قال: «نعم [1] » ] فَأَخَذَ يَزِيدُ سَيْفَهُ فَضَارَبَ حَتَّى جَازَ التَّلَّ. فَقَالَ ابْنُ عَمٍّ لَهُ [2] : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتَجْعَلُ لِي مَا جَعَلْتَ لابْنِ عَمِّي يَزِيدَ؟ قَالَ: «نَعَمْ» ، فَقَاتَلَ حَتَّى جَازَ التَّلَّ ثُمَّ أَقْبَلا يَخْتَلِفَانِ فِي قَتِيلٍ قَتَلاهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُمَا: «كِلاكُمَا قَدْ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ [3] ، وَلَكَ يَا يَزِيدُ عَلَى صَاحِبِكَ دَرَجَةٌ»
. قَالَ فَشَهِدَ يَزِيدُ مَعَ على فَكَانَ أَوَّلَ قَتِيلٍ مِنْ أَصْحَابِ عَلِيٍّ يَوْمَ النهروان.
45- وعَبْد اللَّهِ، ومحمد: ابنا بديل بْن ورقاء بْن عمرو بْن ربيعة بْن عَبْد العزى ابن ربيعة بن جزي، وقيل: حزن بن عامر بْن مازن بْن عدي بْن عمرو بْن ربيعة بْن حارثة بْن عمرو مزيقاء بْن عامر ماء السماء [4] :
وقد ذكرنا ما وراء ذلك من الأسماء في نسب سُلَيْمَان بن صرد.
قال الشيخ أبو بكر: ورد عَبْد اللَّهِ ومحمد ابنا بديل المدائن في عسكر عَلِيّ حيث سارا إِلَى صفين وذكر أنهما قتلا بصفين.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ البرقاني قال أنبأنا الْحُسَيْن بْن هارون الضبي بالإسناد الذي ذكرناه
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] انظر الحديث في: المنتظم 5/135.
[4] 45- انظر عبد الله بن بديل في: المنتظم (5/114) . تاريخ خليفة 161، 194. والتاريخ الكبير 5/ت 126. وثقات ابن حبان 5/12. والاستيعاب 3/872. والكامل في التاريخ 3/44، 297، 298، 301، 302، 314، 409. وتجريد أسماء الصحابة 1/ت 3165. وتذهيب التهذيب 2/ورقة 132. وميزان الاعتدال 2/ت 4221. ونهاية السول، ورقة 163. وتهذيب التهذيب 5/155. والإصابة 2/ت 4559. والتقريب 1/403. والخلاصة للخزرجي 2/ت 3399.(1/218)
في خبر يزيد بْن نويرة عَنِ الأجلح بْن عَبْدِ اللَّهِ الكندي عَنْ رجاله الذين ذكر أنهم سموا له من شهد مع عَلِيّ بْن أَبِي طالب مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فذكر أسماء جماعة منهم، ثم قَالَ وعَبْد اللَّهِ بْن بديل بْن ورقاء، ومحمد بْن بديل بْن ورقاء الخزاعيان، قتلا بصفين، وهما رسولا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أهل اليمن، وكان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتب إلى أبيهما بديل بن ورقاء.
46- وعَبْد اللَّهِ بْن خباب بْن الأرت بْن جندلة بْن سعد بْن خزيمة بْن كعب بْن سعد، من بني زَيْد مناة، ويقال: إنه مولى أم أنمار بنت سباع الخزاعية [1] :
وذكر أن عَبْد اللَّهِ بْن خباب ولد في زمان رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكَانَ موصوفا بالخير والصلاح والفضل، وورد المدائن وقتله الخوارج بالنهروان.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن طلحة المقرئ قال أنبأنا أَبُو الفتح مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ الغازي قَالَ أنبأنا محمد بن محمد بن داود الكرجي قال نا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قَالَ: عَبْد اللَّهِ بْن خباب بْن الأرت قد أدرك النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سعيد بن على بن الفتح قال أنبأنا عمر بن أحمد الواعظ قال نا أحمد بن محمّد بن سعيد قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْقَطَوَانِيُّ قَالَ نا جعفر ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّابِ بن الأرت قال نبأنا أَبِي، قَالَ سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّابٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّابٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمَّاهُ: عَبْدَ اللَّهِ، وَقَالَ لِخَبَّابٍ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ.
أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ محمّد الخلّال قال نبأنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي صَابِرٍ الدَّلالُ قَالَ نبأنا يحيى بن محمّد بن صاعد قال نبأنا أَبُو خَيْثَمَةَ عَلِيُّ بْنُ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ الحراني بمصر قال حدّثني أبي قال نبأنا الْحَكَمُ بْنُ عَبْدَةَ الشَّيْبَانِيُّ الْبَصْرِيُّ وَهُوَ جَدُّ الْجَرَوِيُّ لأُمِّهِ- عَنْ أَيُّوبَ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، قَالَ كُنَّا مَعَ على يوم النهروان
__________
[1] 46- انظر: طبقات ابن سعد 5/245. وطبقات خليفة 142. وتاريخه 197. والتاريخ الكبير 5/ت 212. والصغير 1/87، 89. وثقات العجلي. ورقة 28. والمعرفة ليعقوب 1/362. والجرح 5/ت 198. وثقات ابن حبان 5/11. والاستيعاب 3/894. والكامل لابن الأثير 3/341، 342، 5/47. وأسد الغابة 3/150. والكاشف 2/ت 2723. وتجريد أسماء الصحابة 1/ت 3250. وتذهيب التهذيب 2/ورقة 141. ونهاية السول، ورقة 197. وتهذيب التهذيب 5/196. والإصابة 2/ت 4647. والتقريب 1/411. وخلاصة الخزرجي 2/ت 3467.
وشذرات الذهب 1/47- 51. وتهذيب الكمال 3241 (14/446- 449) . والمنتظم 5/143.(1/219)
فَجَاءَتِ الْحَرُورِيَّةُ فَكَانَتْ مِنْ وَرَاءِ النَّهْرِ، قَالَ: وَاللَّهِ لا يُقْتَلُ الْيَوْمَ رَجُلٌ مِنْ وَرَاءِ النَّهْرِ، ثُمَّ نَزَلُوا فَقَالُوا لِعَلِيٍّ: قَدْ نَزَلُوا. قَالَ وَاللَّهِ لا يُقْتَلُ الْيَوْمَ رَجُلٌ مِنْ وَرَاءِ النَّهْرِ، فَأَعَادُوا هَذِهِ الْمَقَالَةَ عَلَيْهِ ثَلاثًا كُلُّ ذَلِكَ يَقُولُ لَهُمْ عَلِيٌّ مِثْلَ قَوْلِهِ الأَوَّلِ. قَالَ فَقَالَتِ الْحَرُورِيَّةُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: يَرَى عَلِيٌّ أَنَّا نَخَافُهُ، فَأَجَازُوا، فَقَالَ عَلِيٌّ لأَصْحَابِهِ: لا تُحَرِّكُوهُمْ حَتَّى يُحْدِثُوا حَدَثًا، فَذَهَبُوا إِلَى مَنْزِلِ عَبْدِ الله بن خباب وكان نزله عَلَى شَطِّ النَّهْرِ فَأَخْرَجُوهُ مِنْ مَنْزِلِهِ، فَقَالُوا: حدّثنا بحديث حدّثكه أبوك سمعه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «تَكُونُ فِتْنَةٌ الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي»
. فَقَدَّمُوهُ إِلَى الْمَاءِ فَذَبَحُوهُ كَمَا تُذْبَحُ الشَّاةُ فَسَالَ دَمُهُ فِي الْمَاءِ مِثْلَ الشِّرَاكِ مَا امْذَقَرَّ قَالَ الْحَكَمُ: فَسَأَلْتُ أَيُّوبَ: مَا امْذَقَرَّ؟ قَالَ:
مَا اخْتَلَطَ، قَالَ وَأَخْرَجُوا أُمَّ وَلَدِهِ فَشَقُّوا عَمَّا فِي بَطْنِهَا، فَأُخْبِرَ عَلِيٌّ بِمَا صَنَعُوا. فَقَالَ:
اللَّهُ أَكْبَرُ، نَادُوهُمْ أَخْرِجُوا لَنَا قَاتِلَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّابٍ. قَالُوا: كُلُّنَا قَتَلَهُ، فَنَادَاهُمْ ثَلاثًا كُلُّ ذَلِكَ يقول هَذَا الْقَوْلِ. فَقَالَ عَلِيٌّ لأَصْحَابِهِ: دُونَكُمُ الْقَوْمَ. قال فما لبثوا أن قتلوهم [جميعا [1]] ، فَقَالَ عَلِيٌّ: اطْلُبُوا فِي الْقَوْمِ رَجُلا يَدُهُ كثدي المرأة. فطلبوا ثم رجعوا فَقَالُوا: مَا وَجَدْنَا. فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا كَذَبْتُ وَلا كُذِبْتُ، وَإِنَّهُ لَفِي الْقَوْمِ. ثَلاثَ مَرَّاتٍ يَجِيئُونَهُ فَيَقُولُ لَهُمْ هَذَا الْقَوْلَ؛ ثُمَّ قَامَ هُوَ بِنَفْسِهِ فَجَعَلَ لا يَمُرُّ بِقَتْلَى جَمِيعًا إِلا بَحَثَهُمْ فَلا يَجِدُهُ فِيهِمْ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى حُفْرَةٍ مِنَ الأَرْضِ فِيهَا قَتْلَى كَثِيرٌ فَأَمَرَ بِهِمْ فَبَحَثُوا فَوُجِدَ فِيهِمْ. فَقَالَ لأَصْحَابِهِ: لولا أن تنتظروا لأَخْبَرْتُكُمْ بِمَا أَعَدَّ اللَّهُ تَعَالَى لِمَنْ قَتَلَ هؤلاء [2] .
قال الشيخ أبو بكر: هذا آخر ما انتهى إليه حفظنا وجميع ما أحاط به علمنا من تسمية مشهوري أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الذين وردوا المدائن. ولكل واحد منهم عندنا من الأخبار ما لو ذكرناه لطال به الكتاب، واتسع فيه الخطاب، لكنا سلكنا فيما رسمناه سبيل الاختصار، إشفاقا على الناظر فيه من الإضجار، ونسأل الله التوفيق لما يقرب منه بمنه وفضله.
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 14/447. وثقات العجلي، ورقة 28.(1/220)
[ومما ينبغي [1]] أن نذكره هاهنا:
47- عياض الأشعري، وهو: عياض بْن عمرو، سكن الكوفة وورد الأنبار [2] :
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله المعدّل قال أنبأنا دعلج بن أحمد قال نبأنا أبو عبد الله البوشنجي قال نبأنا يوسف بن عدي قال نبأنا شَرِيكٌ عَنْ مُغِيرَةَ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: شَهِدَ- أَوْ شَهِدْتُ- عِيدًا بِالأَنْبَارِ، فَقَالَ: يَعْنِي عِيَاضًا الأشعريّ- مالي لا أَرَاكُمْ تَقْلِسُونَ؟ وَقَدْ كَانُوا فِي زَمَانِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْعَلُونَهُ. قَالَ يوسف بْن عدي: التقليس- أن يقعد الجواري والصبيان على أفواه الطرق يلعبون بالطبل وغير ذلك.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ قَالَ أنبأنا الحسين بن عمر الضراب قال نبأنا حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ الْبَلْخِيُّ قَالَ نبأنا سريج بن يونس قال نبأنا هُشَيْمٌ عَنْ مُغِيرَةَ عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ مَرَّ عياض الأشعريّ بالأنبار فقال: مالي لا أَرَاهُمْ يَقْلِسُونَ؟ فَإِنَّهُ مِنَ السُّنَّةِ.
أَخْبَرَنَا الحسن بن على الجوهريّ قال أنبأنا عيسى بن على قال نبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْن مُحَمَّد البغوي، قَالَ عياض بْن عمرو الأشعري سكن الكوفة ويشك في صحبته.
قال الشيخ أبو بكر: وقد ذكره غير واحد من العلماء في جملة الصحابة، وأخرج حديثه في المسند.
48- ومعاوية بْن أَبِي سفيان: صخر بْن حرب بْن أمية بْن عَبْد شمس بْن عَبْد مناف بْن قصي بْن كلاب، يكنى أبا عَبْد الرَّحْمَنِ [3] :
وأمه: هند بنت عتبة بْن ربيعة بْن عَبْد شمس، أسلم وهو ابْن ثمان عشرة سنة،
__________
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] 47- انظر: طبقات ابن سعد 6/152. والتاريخ الكبير 7/ت 87. والجرح 6/ت 2276.
والمراسيل 151. وثقات ابن حبان 5/264. ومعجم الطبراني الكبير 17/315. ورجال صحيح مسلم، لابن منجويه ورقة 140. والاستيعاب 3/1233. والجمع 1/402.. وأسد الغابة 4/164. وسير النبلاء 4/138- 139. والكاشف 2/ت 4425. وتجريد أسماء الصحابة 1/ت 4666. وتذهيب التهذيب 3/ورقة 127. ومعرفة التابعين، ورقة 34. وجامع التحصيل، ت 605. ونهاية السول، ورقة 288. وتهذيب التهذيب 8/202. والإصابة 2/ت 6139. والتقريب 2/96. وخلاصة الخزرجي 2/ت 5551. وتهذيب الكمال 4610 (1/571- 572) . والمنتظم 4/120.
[3] 48- انظر: طبقات ابن سعد 7/406. وتاريخ الدارمي، ترجمة 712. وطبقات خليفة 139، 297.
وعلل ابن المديني 50، 74. وفضائل الصحابة لأحمد 2/913. ومسند أحمد 4/91. وعلله 1/66، -(1/221)
وكان يقول: أسلمت عام القضية، ولقيت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فوضعت عنده إسلامي، واستكتبه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وولاه عُمَر بْن الخطاب الشام بعد وفاة أخيه يزيد بْن أَبِي سفيان، فلم يزل عليها مدة خلافة عُمَر، وأقره عثمان بْن عفان على عمله، ولما قتل عَلِيّ بْن أبي طالب عليه السّلام سار معاوية من الشام إِلَى العراق فنزل بمسكن ناحية حربي، إِلَى أن وجه إليه الْحَسَن بْن عَلِيّ فصالحه، وقدم معاوية الكوفة فبايع له الْحَسَن بالخلافة وسمي عام الجماعة.
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بزهان الغزّال قال أنبأنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار قال نبأنا عبّاس بن عبد الله الترقفي قال نبأنا أبو مسهر قال نبأنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عُمَيْرَةَ الْمُزْنِيِّ، قَالَ سَعِيدٌ: وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ فِي مُعَاوِيَةَ: «اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ هَادِيًا وَاهْدِهِ وَاهْدِ بِهِ [1] »
. أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّد الخلال قَالَ نبأنا أحمد بن إبراهيم قال نبأنا أبو أحمد الجريري قال نبأنا أحمد بن الحارث الخزّاز قال نبأنا أَبُو الْحَسَنِ المدائني: في قصة الْحَسَن بْن عَلِيّ لما بايع له الناس بعد قتل عَلِيّ، قَالَ: وأقبل معاوية إِلَى العراق في ستين ألفا. واستخلف على الشام الضحاك بْن قيس الفهري، والحسن مقيم بالكوفة لم يشخصني حتى بلغه أن معاوية قد عبر جسر منبج، فعقد لقيس بْن سعد بْن عبادة على اثني عشر ألفا وودعهم وأوصاهم، فأخذوا على الفرات وقرى الفلوجة وسار قيس إِلَى مسكن، ثم أتى الأخنونية وهي حربي فنزلها، وأقبل معاوية من جسر منبج إِلَى الأخنونية فسار عشرة أيام معه القصاص يقصون في كل يوم، يحضون أهل الشام عند وقت كل صلاة، فقال بعض شعرائهم:
من جسر منبج أضحى غب عاشرة ... في نخل مسكن تتلى حوله السور
__________
- 90، 260، 2/321. والتاريخ الكبير 7/ت 1405. والكنى لمسلم، ورقة 66. وسؤالات الآجري، لأبي داود 4/ورقة 8، والجرح 8/ت 1723. وثقات ابن حبان 3/373. ورجال صحيح مسلم لابن منجويه، ورقة 168. وجمهرة الأنساب 112، 113. والاستيعاب 3/1416.
ورجال البخاري للباجي 2/714. والجمع 2/489. وتلقيح الأثر 156. وأسد الغابة 4/385. وسير النبلاء 3/119. والكاشف 3/ت 5617. وتجريد أسماء الصحابة 2/ت 927. وتذهيب التهذيب 4/ورقة 50. والعقد الثمين 2/ت 2477. ونهاية السول، ورقة 377. وتهذيب التهذيب 10/207. والإصابة 3/ت 8068، والتقريب 2/259. والخلاصة للخزرجي 3/ت 7078. وتهذيب الكمال 6054 (28/176- 179) . والمنتظم 5/332.
[2] انظر الحديث في: سنن الترمذي 3842. ومسند أحمد 4/216، 365. وكشف الخفا 1/260.
والمعجم الكبير للطبراني 2/399. ومشكاة المصابيح 6235. والعلل المتناهية 1/274.(1/222)
قَالَ: ونزل معاوية بإزاء عسكر قيس بْن سعد، وقدم بسر بْن أرطاة إليهم، فكانت بينهم مناوشة ولم تكن قتلى ولا جرحى، ثم تحاجزوا، وساق بقية الحديث.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أبو بكر بن الحسن الحرشي قال نا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ خَلِيٍّ الْحِمْصِيُّ قَالَ نبأنا بشر بن شعيب بن حَمْزَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ قَدِمَ وَافِدًا عَلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ فَقَضَى حَاجَتَهُ، ثُمَّ دَعَاهُ فَأَخْلاهُ فَقَالَ: يَا مِسْوَرُ مَا فَعَلَ طَعْنُكَ عَلَى الأَئِمَّةِ؟ فَقَالَ الْمِسْوَرُ: دَعْنَا مِنْ هَذَا وَأَحْسِنْ فيما قدمنا له. قال معاوية: والله لتكلمن بِذَاتِ نَفْسِكَ، وَالَّذِي تَعِيبُ عَلَيَّ. قَالَ الْمِسْوَرُ: فَلَمْ أَتْرُكْ شَيْئًا أَعِيبُهُ عَلَيْهِ إِلا بَيَّنْتُهُ لَهُ. قَالَ مُعَاوِيَةُ: لا بَرِئَ مِنَ الذَّنْبِ، فَهَلْ تَعُدُّ يَا مسور مالي مِنَ الإِصْلاحِ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ، فَإِنَّ الْحَسَنَةَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، أَمْ تَعُدُّ الذُّنُوبَ وَتَتْرُكُ الْحَسَنَاتِ.
قَالَ الْمِسْوَرُ: لا وَاللَّهِ مَا نَذْكُرُ إِلا مَا تَرَى مِنْ هَذِهِ الذُّنُوبِ. قَالَ مُعَاوِيَةُ: فَإِنَّا نَعْتَرِفُ لِلَّهِ بِكُلِّ ذَنْبٍ أَذْنَبْنَاهُ، فَهَلْ لَكَ يَا مِسْوَرُ ذُنُوبٌ فِي خَاصَّتِكَ تَخْشَى أَنْ تُهْلِكَكَ إِنْ لَمْ يَغْفِرْهَا اللَّهُ؟ قَالَ مِسْوَرٌ: نَعَمْ، قَالَ مُعَاوِيَةُ: فَمَا يَجْعَلُكَ أَحَقَّ أَنْ تَرْجُو الْمَغْفِرَةَ مِنِّي؟
فو الله لَمَا أَلِي مِنَ الإِصْلاحِ أَكْثَرَ مِمَّا تَلِي، وَلَكِنْ وَاللَّهِ لا أُخَيَّرُ بَيْنَ أَمْرَيْنِ، بَيْنَ اللَّهِ وَبَيْنَ غَيْرِهِ إِلا اخْتَرْتُ اللَّهَ تَعَالَى عَلَى مَا سِوَاهُ، وَإِنَّا عَلَى دِينٍ يَقْبَلُ اللَّهُ فِيهِ الْعَمَلَ، وَيُجْزِي فِيهِ بِالْحَسَنَاتِ، وَيُجْزِي فِيهِ بِالذُّنُوبِ، إِلا أَنْ يَعْفُوَ عَمَّنْ يَشَاءُ، فَأَنَا أَحْتَسِبُ كُلَّ حَسَنَةٍ عَمِلْتُهَا بِأَضْعَافِهَا، وَأُوَازِي أُمُورًا عِظَامًا لا أُحْصِيهَا وَلا تُحْصِيهَا، مِنْ عمل الله فِي إِقَامَةِ صَلَوَاتِ الْمُسْلِمِينَ، وَالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَالْحُكْمِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى، وَالأُمُورِ الَّتِي لَسْتَ تُحْصِيهَا وَإِنْ عَدَدْتُهَا لَكَ، فَتَفَكَّرْ فِي ذَلِكَ. قَالَ الْمِسْوَرُ: فَعَرَفْتُ أَنَّ مُعَاوِيَةَ قَدْ خَصَمَنِي حِينَ ذَكَر لِي مَا ذَكَرَ. قَالَ عُرْوَةُ: فَلَمْ يَسْمَعِ الْمِسْوَرُ بعد ذلك يذكر معاوية إلا استغفر له.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق البزار قال نبأنا أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّدِ بْن يَحْيَى النيسابوري قَالَ نا أَبُو عَمْرو أَحْمَدُ بْن مُحَمَّدِ بْن أَحْمَد الحيري قراءة عليه [بمكة [1]] قال نبأنا عثمان بْن سعيد قَالَ سمعت الربيع بْن نافع يقول: معاوية بْن أَبِي سفيان ستر أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإذا كشف الرجل الستر اجترئ على ما وراءه.
وأخبرنا ابن رزق قال نا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ يَحْيَى الأدميّ البزّار قال:
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(1/223)
نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْعَوَّامِ قَالَ نا رَبَاحُ بْنُ الْجَرَّاحِ الْمَوْصِلِيُّ قَالَ سَمِعْتُ رَجُلا يَسْأَلُ الْمُعَافَى بْنَ عِمْرَانَ فَقَالَ: يَا أَبَا مَسْعُودٍ أَيْنَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ مِنْ معاوية ابن أَبِي سُفْيَانَ؟ فَغَضِبَ مِنْ ذَلِكَ غَضَبًا شَدِيدًا، وَقَالَ: لا يُقَاسُ بِأَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدٌ، مُعَاوِيَةُ صَاحِبُهُ وَصِهْرُهُ وَكَاتِبُهُ وَأَمِينُهُ عَلَى وَحْيِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «دَعُوا لِي أَصْحَابِي وَأَصْهَارِي فَمَنْ سَبَّهُمْ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ [1] »
. أَخْبَرَنَا ابْن الفضل قَالَ أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جعفر بن درستويه قال نبأنا يعقوب بن سفيان قال نا ابْن بكير عَنِ الليث بْن سعد قَالَ: بويع معاوية بإيليا في رمضان بيعة الجماعة، ودخل الكوفة سنة أربعين.
قال الشيخ أبو بكر: هذه البيعة كانت بيعة أهل الشام لمعاوية عند مقتل على عليه السّلام، وذلك في سنة أربعين، وأما دخوله الكوفة واتفاقه مع الحسن بن على عليهما السّلام فإنما كان ذلك في سنة إحدى وأربعين.
أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ قال: أنبأنا علي بن أحمد بن أبي قيس الرَّفَّاء قال نا أبو بكر بن أبي الدّنيا قال نبأنا سعيد بْن يَحْيَى عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن سعيد عن زياد ابن عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْن إِسْحَاقَ، قَالَ: بويع معاوية بالخلافة في شهر ربيع الأول سنة إحدى وأربعين.
أَخْبَرَنَا ابْن الفضل قَالَ أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن جعفر قال نبأنا يعقوب بن سفيان قال نبأنا يَحْيَى بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن بكير عَنِ الليث، قَالَ: توفي معاوية في رجب لأربع ليال خلت منه سنة ستين، فكانت مدة [2] خلافته عشرين سنة وخمسة أشهر.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ قال نا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ خمي قال نبأنا محمّد بن شاذان الجوهريّ قال نا عمرو بن حكام قال نا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ الْبَجَلِيِّ عَنْ جَرِيرٍ الْبَجَلِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاوِيَةَ يَخْطُبُ، فَقَالَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ، وَأَبُو بَكْرٍ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ، وَعُمَرُ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ، وَأَنَا ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ. وَلَكِنَّهُ عُمِّرَ بَعْدَهَا حَتَّى بَلَغَ الثَّمَانِينَ.
__________
[1] انظر الحديث في: كنز العمال 32470. والبداية والنهاية 8/139.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(1/224)
49- وبسر بن أرطأة. ويقال: بشر بْن أرطاة، أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ العامري [1] :
نزل دمشق وورد العراق في صحبة معاوية بْن أَبِي سفيان، وقد ذكرنا ذلك. ولبسر عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رواية غير أنها يسيرة.
أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم عَلِيّ بْن الفضل بْن طاهر بْن الفرات المقرئ إمام الجامع بدمشق قال أنبأنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْن الْحَسَنِ بْن الْوَلِيدِ الْكِلابِيُّ قال أنبأنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَد بْن عمير بْن يوسف قَالَ سمعت محمود بْن إِبْرَاهِيمَ بْن سميع يقول: وبسر بْن أرطاة من بني عامر بْن لؤي. يكنى: أبا عَبْد الرَّحْمَنِ، واسم أَبِي أرطاة عمير بْن عويمر بْن عمران. قال أبو الحسن: فحدثني عَنْ أَبِيهِ بنسب جده بسر بْن عمير بن أرطاة بْن عويمر بْن عمران. قَالَ: وبسر يكنى أبا عَبْد الرَّحْمَنِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو سعيد بْن حسنويه الأصبهاني قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْن جعفر قَالَ: نا عمر بن أحمد الأهوازيّ قال: نا خليفة بْن خياط. قَالَ: وبسر بْن أرطاة، ويقال: ابن أبي أرطأة بن أبي عويمر بْن عمران بْن الحليس بْن سيار بن نزار بن معيص ابن عامر بْن لؤي، أتى الشام واليمن، ومات بالمدينة، وقد خرف وله بالبصرة دار، مات في ولاية عَبْد الملك بن مروان.
وقال الشيخ أبو بكر: وكنا لما شرحنا خبر ورود عَبْد الرَّحْمَنِ بْن سمرة المدائن، تضمن القول بأن عَبْد اللَّهِ بْن الحارث: كان رسول الْحَسَن بْن عَلِيّ عليهما السّلام من المدائن إِلَى معاوية. وعَبْد اللَّهِ هذا، ولد عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ. صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم ويقال: إن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تفل في فيه ودعا له، وهو:
50- عَبْد اللَّهِ بْن الحارث بْن نوفل بْن الحارث بْن عَبْد المطلب بْن هاشم بْن عَبْد مناف، ويكنى: أبا مُحَمَّد، ويلقب بَبَّه [2] :
وأمه: هند بنت أَبِي سفيان صخر بْن حرب بْن أمية بْن عَبْد شمس بْن عَبْد مناف.
__________
[1] 49- انظر: طبقات ابن سعد 7/409. وتاريخ ابن معين برواية الدوري 2/8. وتاريخ خليفة 142، 195، 198، 200، 206، 218، 292. وطبقاته 27، 140، 300. والتاريخ الكبير 2/1/123. والصغير 48، 61. والكنى لمسلم، ورقة 66. وتاريخ أبي زرعة 226، 376، 690.
والجرح 1/1/422- 423. وطبقات علماء إفريقية 68، 76. وثقات ابن حبان 3/36. والاستيعاب 1/157- 166. وتهذيب ابن عساكر 3/223- 228. وأسد الغابة 1/179، 180، وتذهيب التهذيب 1/ورقة 81، 82. والكاشف 1/152. والميزان 1/309. وتاريخ الإسلام 3/140. وسير النبلاء 3/409. وإكمال مغلطاي 2/ورقة 9.
وتهذيب ابن حجر 1/435- 436، وتهذيب الكمال 665 (4/59- 69) . والمنتظم 5/162، 201، 209، 241.
[2] 50- انظر: طبقات ابن سعد 5/24، 7/100. وتاريخ الدوري 2/300. وتاريخ خليفة 258، -(1/225)
وقد صحب عَبْد اللَّهِ بْن الحارث عُمَر بْن الخطاب، وروى عنه وعن عثمان بْن عفان أيضا، وكان من أفاضل المسلمين، تحول إِلَى البصرة فسكنها وبنى بها دارا، ولما كان أيام مسعود بن عمرو وخرج عبيد الله بْن زياد عَنِ البصرة واختلف الناس بينهم، أجمعوا أمرهم فولوا عَبْد اللَّهِ بْن الحارث صلاتهم وفيئهم، وكتبوا بذلك إِلَى عَبْد اللَّهِ بْن الزبير. وقالوا: إنا قد رضينا به، فأقره ابْن الزبير على البصرة، فلم يزل عاملا عليها سنة ثم عزله، وخرج عَبْد اللَّهِ بْن الحارث إِلَى عمان فمات بها.
أَخْبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْن الفضل القطان قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: نا يعقوب بْن سفيان قَالَ: حَدَّثَنِي خلاد بْن أسلم قال: نا النّضر بن شميل قال: نبأنا الرّبيع بن مسلم قال: نبأنا عمرو بْن دينار، قَالَ: قدم عَبْد اللَّهِ بْن الحارث حاجا، فأتى ابْن عُمَر فسلم والقوم جلوس فلم يره بش به كما كان يفعل، فقال: يا أبا عَبْد الرَّحْمَنِ أما تعرفني؟ قَالَ: بلى ألست بَبَّه؟ قَالَ: فشق ذلك عليه وضحك القوم، ففطن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر، فقال: إن الذي قلت لا بأس به، ليس يعيب الرجل. إنما كان غلاما خادرا، وكانت أمه تنزيه أو تنبزه تقول:
لأنكحن ببه ... جارية خدبّة
[مكرمة محبّه ... تحب أهل الكعبة [1]]
قَالَ يعقوب: وهذا عَبْد اللَّهِ بْن الحارث بْن نوفل بْن الحارث بْن عَبْد المطلب الهاشمي، كان بقي أهل البصرة بعد موت يزيد بْن معاوية بلا أمير، فاصطلح عَلِيه
__________
259. وطبقاته 191، 202، 231، 239. وعلل ابن المديني 70. وعلل أحمد 1/50، 79، 80، 189، 190، 335، 349. والتاريخ الكبير 5/ت 155. وثقات العجلي، ورقة 28.
والمعرفة ليعقوب 1/295، 362، 436، 497، 499، 579، 3/253. وتاريخ أبي زرعة 629. وتاريخ القضاة لوكيع 1/113. والجرح 5/136. والمراسيل 111. وثقات ابن حبان 5/9. ورجال صحيح مسلم، لابن منجويه، ورقة 89. وجمهرة الأنساب 20، 70. والاستيعاب 3/885. والجمع 1/248. وأسد الغابة 3/137. وسير النبلاء 1/200، 3/529. وتجريد أسماء الصحابة 1/213. والكاشف 2/ت 2699. والعبر 1/98، 121. ومعرفة التابعين، ورقة 23. وتذهيب التهذيب 2/ورقة 137. وإكمال مغل طاي 2/ورقة 256. ومراسيل العلائي، ترجمة 344. ونهاية السول، ورقة 165. وتهذيب التهذيب 5/179. والإصابة 2/ت 7/349. وتهذيب الكمال 3216 (14/396- 400) .
[1] البيت الثاني سقط من الأصل.(1/226)
أهل البصرة، وكان ظاهر الصلاح، وله رضا في العامة، وأراده أهل البصرة على التعسف لصلاح البلد فعزل نفسه وقعد في منزله.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن أَحْمَد الرزاز قال: أنبأنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف قال:
نا بشر بن موسى قال نا أَبُو حفص عَمْرو بْن عَلِيّ، قَالَ: وَمات عبد الله بن الحارث ابن نوفل بْن عَبْد المطلب سنة أربع وثمانين.
منهج المصنف في الكتاب
قال الشيخ أبو بكر: لم تخل بلد المدائن فيما مضى من أهل الفضل، وقد كان به جماعة ممن يذكر بالعلم فبدأنا بذكر الصحابة مفردا عمن سواهم، وأما التابعون ومن بعدهم، فإنا سنورد أسماءهم في جملة البغداديين عند وصولنا إِلَى ذكر كل واحد منهم إن شاء الله تعالى.
وهذه تسمية الخلفاء والأشراف والكبراء والقضاة والفقهاء والمحدثين والقراء والزهاد والصلحاء والمتأدبين والشعراء من أهل مدينة السلام، الذين ولدوا بها أو بسواها من البلدان ونزلوها، وذكر من انتقل منهم عنها ومات ببلدة غيرها، ومن كان بالنواحي القريبة منها، ومن قدمها من غير أهلها، وما انتهى إليَّ من معرفة كناهم وأنسابهم، ومشهور مآثرهم وأحسابهم، ومستحسن أخبارهم، ومبلغ أعمارهم، وتاريخ وفاتهم، وبيان حالاتهم، وما حفظ فيهم من الألفاظ، عن أسلاف أئمتنا الحفاظ، من ثناء ومدح، وذم وقدح، وقبول وطرح، وتعديل وجرح.
جمعت ذلك كله وألفته أبوابا مرتبة على نسق حروف المعجم من أوائل أسمائهم، وبدأت منهم بذكر من اسمه محمد تبركا برسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم أتبعته بذكر من ابتدأ اسمه بحرف الألف،، وثنيت بحرف الباء ثم ما بعدها من الحروف على ترتيبها إلى آخرها، ليسهل إدراك ذلك على طالبه، وتقرب معرفته من مبتغيه، فإني رأيت الكتاب الكثير الإفادة، المحكم الإجادة، ربما أريد منه الشيء فيعمد من يريده إلى إخراجه فيغمض عنه موضعه، ويذهب بطلبه زمانه، فيتركه وبه حاجة إليه، وافتقار إلى وجوده.(1/227)
ولم أذكر من محدثي الغرباء الذين قدموا مدينة السلام ولم يستوطنوها، سوى من صح عندي أنه روى العلم بها. فأما من وردها ولم يحدث بها فإني أطرحت ذكره وأهملت أمره، لكثرة أسمائهم، وتعذر إحصائهم، غير نفر يسير عددهم، عظيم عند أهل العلم محلهم، ثبت عندي ورودهم مدينتنا ولم أتحقق تحديثهم بها. فرأيت ألّا أخلي كتابي من ذكرهم لرفعة أخطارهم، وعلو أقدارهم.
وكل من تقدمت وفاته بدأت بذكره دون غيره ممن مات بعده، وإن كان المتأخر أكبر سنا وأعلى إسنادا؛ إلا أن تتسع ترجمة في بعض الأبواب فأرتب أصحابها على توالي حروف المعجم من أوائل تسمية الآباء، ومن شذ عني معرفة تاريخ وفاته ذكرته في أثناء أهل طبقته ممن عاصروه.
ونسأل الله أن يعصمنا من الخطأ والزلل، ويوفقنا لصالح القول والعمل، إنه لطيف خبير، وهو على كل شيء قدير.
أَخْبَرَنَا أبو منصور محمّد بن عبد العزيز البزّار بهمذان قَالَ: سمعت أبا الفضل صالح بن محمد التميمي الحافظ يقول: ينبغي لطالب الحديث ومن عني به أن يبدأ يكتب حديث بلده ومعرفة أهله، وتفهمه وضبطه حتى يعلم صحيحه وسقيمه، ويعرف أهل التحديث به وأحوالهم معرفة تامة إذا كان في بلده علم وعلماء قديما وحديثا، ثم يشتغل بعد بحديث البلدان والرحلة فيه.(1/228)
باب محمد(1/229)
ذكر من اسمه محمد وابتداء اسم أبيه حرف الألف
[ذكر من اسمه محمد واسم أَبِيهِ إِسْحَاق]
51-[1] محمد بن إسحاق بن يسار بن خيار، وقيل: ابن يسار بن كوتان [2] المديني، مولى قيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف:
قال الشيخ أبو بكر: لم أر في جملة المحمدين الذين كانوا في مدينة السّلام من أهلها الواردين إليها أكبر سنا أو أعلى إسنادا وأقدم موتا منه، ولهذه الأسباب المجتمعة فيه افتتحت كتابي بتسميته، وأتبعته بمن لحق به من أهل ترجمته، ولولا ذلك لكان أولى الأشياء تقديم ترجمة محمد بن أحمد على ما عداها من الأسماء، اقتداء بما رسمه أئمة شيوخنا، والله ولي عصمتنا وتوفيقنا.
__________
[1] 51- طبقات ابن سعد: 7/321. و 9/الورقة 240، وتاريخ الدوري: 2/503، وتاريخ الدارمي، الترجمة 15، وابن محرز، الترجمة 587، وتاريخ خليفة: 118، 426، وطبقاته 270، 226، وعلل ابن المديني: 37، 81، 82، 83، 97. وعلل أحمد: 1/75، 130. 267، 305، 359،
398، 403، و 2/211، 213، 269، 294، وتاريخ البخاري الكبير: 1/الترجمة 61، وترتيب علل الترمذي الكبير، الورقة 51، وتاريخه الصغير: 2/11، وأحوال الرجال للجوزجاني، الترجمة 230، 342. والكنى لمسلم، الورقة 10، وأبو زرعة الرازي: 588- 592، والترمذي (1677) وضعفاء النسائي، الترجمة 513، وضعفاء العقيلي، الورقة 186، والجرح والتعديل:
7/الترجمة 1087، وتقدمته: 19، 20، 37، 152، وعلل الحديث، (1300) ، والمراسيل:
195، وثقات ابن حبان: 7/380- 385، والكامل لابن عدي: 3/الورقة 25، وثقات ابن شاهين، الترجمة 1200، وسنن الدارقطني: 1/319، وعلله: 3/الورقة 136، وسؤالات البرقاني له، الترجمة 422، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه، الورقة 151، وتاريخ الخطيب: 1/214، والسابق واللاحق: 315، والجمع لابن القيسراني: 2/465، وضعفاء ابن الجوزي، الورقة 134، ومعجم الأدباء: 6/399، والكامل في التاريخ، انظر الفهرست، وسير أعلام النبلاء:
7/33، والعبر: 1/216، 341، والكاشف: 3/الترجمة 4785، وديوان الضعفاء، الترجمة 3589، والمغني: 2/الترجمة 5275، وتذهيب التهذيب: 3/الورقة 183، وتاريخ الإسلام:
6/275. وميزان الاعتدال: 3/الترجمة 7197، ومن تكلم فيه وهو موثق، الورقة 27، وجامع التحصيل، الترجمة 666، وشرح علل الترمذي لابن رجب: 102، 131، ونهاية السول، الورقة 315، وتهذيب التهذيب: 9/38- 46، والتقريب: 2/144، وخلاصة الخزرجي: 2/الترجمة 6049، وشذرات الذهب: 1/230، وتهذيب الكمال 5057 (24/200- 429) والمنتظم 8/157- 159. وسؤالات ابن أبي شيبة، ت 83.
[2] في تهذيب الكمال: «بن كوثان» .(1/230)
ومحمد بن إسحاق، يكنى: أبا بكر. وقيل: أبا عبد الله، وله أخوان هما: أبو بكر وعمر ابنا إسحاق.
رأى محمد: أنس بن مالك، وسعيد بن المسيب، وسمع القاسم بْن مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر الصديق، وأبان بن عثمان بن عفان، ومُحَمَّد بن علي بن الْحُسَيْن بن علي بن أبي طالب، وأبا سلمة بْن عَبْد الرحمن، بْن عوف، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج، ونافعا مولى عبد الله بن عمر، ومحمد بن مسلم بن شهاب الأزهري، وغيرهم. وكان عالما بالسير والمغازي وأيام الناس، وأخبار المبتدأ، وقصص الأنبياء، وحدث عنه أئمة العلماء منهم: يحيى بن سعيد الأنصاري، وسفيان بن سعيد الثوري، وابن جريج، وشعبة بن الحجاج. وجرير بن حازم، والحمادان ابن سلمة وابن زيد، وإبراهيم بن سعد الزهري، وشريك بن عبد الله النخعي، وسفيان بن عيينة، ومن بعدهم. وكان ابن إسحاق قدم بغداد فنزلها حتى مات بها، ودفن بمقبرة الخيزران في الجانب الشرقي منها. وقد احتج بروايته في الإحكام قوم من أهل العلم، وصدف عنها آخرون. وأنا ذاكر ما حفظت من قول العلماء في عدالته، واختلافهم في الاحتجاج بروايته، والمشهور من تاريخ وفاته بعون الله ومشيئته.
أَخْبَرَنَا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل بْن شاذان الصيرفِي بنيسابور قَالَ:
سمعتُ أَبَا الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن يعقوب الأصم يقول: سمعت العباس بْن مُحَمَّد الدوري يقول: سمعت يحيى بن معين، يقول: محمد بن إسحاق مولى قيس بن مخرمة.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن علي البزاز قال: نا عُمَر بن مُحَمَّد بن سيف الكاتب قَالَ: نا محمد بن العباس اليزيدي قَالَ: حَدَّثَنِي أبو جعفر أحمد بن محمد الزّيدي عميّ قال: أنبأنا مؤرج بن عمرو أبو فيد السدوسي، قَالَ: ومحمد بن إسحاق صاحب السيرة مولى لبني قيس بن مخرمة بن المطلب.
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين بن الفضل القطان قال: أنبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دَرَسْتَوَيْهِ النَّحْوِيُّ قال: نا يعقوب بن سفيان، قال: محمد بن إسحاق بن يسار صاحب السيرة مولى فارسي.
حَدَّثَنِي أبو القاسم الأزهري قَالَ: نا محمّد بن العبّاس الخزّاز قال: نا بدر بن الهيثم القاضي إملاء، قَالَ: محمد بن إسحاق، قالوا: هو محمد بن إسحاق بن يسار بن كوثان. وله أخ يقال له: عمر بن إسحاق، وموسى بن يسار الذي يروي عن أبي هريرة عمهما.(1/231)
أخبرنا عبيد الله بن أبي الفتح الفارسي قال: أنبأنا أبو الحسن الدارقطني، قَالَ: وابن إسحاق صاحب المغازي هو محمّد بن يسار بن خيار، وكان خيار لقيس بن مخرمة ابن المطلب بن عبد مناف، قَالَ ذلك الهيثم بن عدي وأبو الحسن المدائني.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ علي الصيمري قال: نبأنا على بن الحسين الورّاق الرّازيّ قال: نبأنا محمّد بن الحسين الزعفراني قال: نبأنا أحمد بن زهير قال نبأنا مصعب بن عبد الله، قَالَ: يسار مولى عبد الله بن قيس بن مخرمة بن المطلب، جد محمد بن إسحاق صاحب المغازي من سبي عين النّمر، وهو أول سبي دخل المدينة من العراق [1] .
الاختلاف في كنية ابن إسحاق:
أَخْبَرَنَا أبو الحسين على بن بشران المعدّل قال: أنبأنا عثمان بن أحمد الدّقّاق قرئ على أبي الحسن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن البراء وأنا حاضر ح وأَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ مَنْصُورُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ أَحْمَدَ الزهري الخطيب بالدينور قال: أنبأنا علي بن أحمد بن علي بن راشد قال: أنبأنا أحمد بن يحيى بن الجارود قالا: قَالَ على بن المديني: محمّد بن إسحاق ابن يسار يكنى أبا بكر [2] .
أَخْبَرَنَا ابن الفضل القطّان قال نا على بن إبراهيم المستملي قال: نا أبو أحمد محمد بن سليمان بن فارس الدلال قال: نا محمّد بن إسماعيل البخاريّ، قال محمّد ابن إسحاق مديني كنيته أبو بَكْر.
أَخْبَرَنَا أَبُو حازم عُمَر بْن أَحْمَد بْنُ إِبْرَاهِيم العبدوي بنيسابور قَالَ: سمعتُ مُحَمَّد ابن عبد الله الجوزقي يقول: أنبأنا مكي بن عبدان قَالَ: سمعت مسلم بن الحجاج، يقول: محمد بن إسحاق بن يسار أبو بكر.
أخبرنا الحسين بن على الجوهريّ قال: أنبأنا محمّد بن العبّاس الخزّاز قال: أنبأنا أحمد بن جعفر بن محمد بن المنادي، قَالَ: محمد بن إسحاق بن يسار أبو بكر.
أَخْبَرَنَا أبو سعيد الحسن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن حسنويه الكاتب بأصبهان قال:
أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بن جعفر بن حيّان قال: نبأنا عمر بن أحمد الأهوازي ثم أَخْبَرَنَا محمد بن أبي على الأصبهانيّ ببغداد قال: أنبأنا محمّد بن أحمد
__________
[1] انظر الخبر في: المنتظم 8/157.
[2] انظر الخبر في: العلل، لابن المديني ص 40.(1/232)
ابن إسحاق الشاهد بالأهواز قال: نا عمر بن أحمد قال: نا خليفة بن خياط، قَالَ:
محمد بن إسحاق بن يسار يكنى أبا عبد الله.
أَخْبَرَنَا ابن بشران قال: أنبأنا الحسين بن صفوان البرذعيّ قال: نا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا قال: نا محمد بن سعد، قَالَ: محمد بن إسحاق بن يسار يكنى أبا عبد الله.
أَخْبَرَنِي أبو القاسم الأزهري قال: نا عبد الرّحمن بن عمر الخلّال قال: نا محمد ابن أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوب بن شيبه قَالَ: نا جدي، قَالَ: محمد بن إسحاق بن يسار يكنى أبا عبد الله.
تسمية قدماء شيوخ ابن إسحاق الذين أدركهم وبعض حكاياته عنهم:
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهدي البزاز إجازة قَالَ:
أنبأنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ثم أخبرني الأزهري قراءة قال نا عبد الرّحمن بن عمر الخلّال قال: نا محمّد بن أحمد بن يعقوب قال نا جدي قَالَ حَدَّثَنِي إسحاق بن إبراهيم ختن سلمة: قال نا سلمة، قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن إسحاق قَالَ:
رأيت أنس بن مالك عليه عمامة سوداء، والصبيان يشتدون ويقولون: هذا رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يموت حتى يلقى الدجال [1] .
أخبرنا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الدَّقَّاق قَالَ: قرأنا على الْحُسَيْن بن هارون الضبي عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سَعِيدٍ قال: نا أحمد بن زهير قال: نا أبو داود المباركي قال نا أبو شهاب، قَالَ: قيل لمحمد بن إسحاق: أدركت سعيد بن المسيب؟
قَالَ: أدركته وأنا غلام.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق البزّار قال: أنبأنا أحمد بن سلمان النجاد وَأَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السكري قال: أنبأنا محمّد ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا جعفر بن مُحَمَّد بن الأزهر قال: نا ابْن الغلابي قَالَ: سألت يَحْيَى بْن معين عن محمد بن إسحاق فقال: كان ثقة، وكان حسن الحديث. فقلت: إنهم يزعمون أنه رأى سعيد بن المسيب. فقال: إنه لقديم [2] .
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 24/411.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 24/411.(1/233)
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيد الصيرفي قَالَ: سمعتُ أَبَا الْعَبَّاس محمد بن يعقوب الأصم يقول سمعت العباس بْن مُحَمَّد الدوري يقول سمعت يحيى بن معين يقول: قد سمع محمّد ابن إسحاق من أبان بن عثمان، وسمع من عطاء، وسمع من أبي سلمة بن عبد الرحمن، وسمع أيضا من القاسم بن محمد.
قال [الشيخ الحافظ أبو بكر قَالَ [1]] لنا أبو سعيد في موضع آخر: سمعت الأصم يقول: سمعت العباس يقول: سمعت يحيى يقول: قد سمع محمد بن إسحاق من القاسم بن محمد، وسمع من مكحول، وسمع من عبد الرحمن بن الأسود [2] .
أَخْبَرَنِي عبد الله بن يحيى السكري قَالَ: أنبأنا أبو بكر الشّافعيّ قال: نا جعفر بن محمّد بن الأزهر قال: نا ابن الغلّابي قال نا يحيى بن معين قال: نبأنا سلمة بن الفضل الأبرش، قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن إسحاق قَالَ: رأيت سالم بن عبد الله بن عمر يلبس الصوف، وكان علج الخلق يعالج بيديه ويعمل.
أَخْبَرَنَا أبو سعيد الصّيرفيّ قال: نا محمّد بن يعقوب الأصم قال: نا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: نا أبي قال نا إسحاق بن إبراهيم الرّازيّ قال: نبأنا سلمة بن الفضل، قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن إسحاق قَالَ رأيت أبا سلمة بن عبد الرحمن يأخذ بيد الصبي من الكتاب، فيذهب به إلى البيت فيملي عليه الحديث يكتب له.
مناقب ابن إسحاق ومعرفة حاله:
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن شاذة الأصبهانيّ بها قال نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حيّان قال: حدّثني حمويه بن أبي شداد قَالَ سمعت إبراهيم بن الحسين قال: سمعت على بن المديني يقول.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن عَلَّان الشروطي قَالَ: نبأنا أبو الفتح محمّد ابن الحسين الأزدي الحافظ قَالَ حَدَّثَنِي هارون بن عيسى قال نبأنا أبو قلابة عبد الملك ابن محمّد قال سمعت على بن المديني، يقول: مدار حديث رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على ستة، فذكرهم. ثم قَالَ: فصار علم الستة عند اثني عشر أحدهم ابن إسحاق [3] ، هذا لفظ حديث الأصبهاني وحديث الشروطي بمعناه غير أنه قَالَ: ثلاثة عشر أحدهم ابن إسحاق.
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 24/412.
[3]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 24/412.(1/234)
أخبرنا ابن بشران قال أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمِصْرِيُّ قَالَ: نبأنا عبد الله بن أبي مريم قال نبأنا نعيم بن حمّاد قال: أنبأنا سفيان بن عيينة. قَالَ: رأيت الزهري أتاه محمّد بن إسحاق فاستبطأه، قال له [1] : أين كنت؟ فقال له محمد بن إسحاق: وهل يصل إليك أحد مع حاجبك؟ قَالَ فدعا حاجبه، فقال له: لا تحجبه إذا جاء [2] .
قَالَ ابن عيينة قَالَ أبو بكر الهذلي سمعت الزهري يقول: لا يزال بالمدينة علم جم ما كان فيهم ابن إسحاق [3] .
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أحمد بن غالب الخوارزمي البرقاني قَالَ:
قَرَأْتُ: عَلَى أَبِي الْعَبَّاسِ بْنِ حَمْدَانَ حدثكم تميم بن محمّد قال: نا أبو كريب قال نا ابن إدريس عن سفيان بن عيينة قَالَ: قال الأزهري لا يزال بالمدينة علم ما بقي- وذكر ابن إسحاق.
أَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن عمر المقرئ قال: أنبأنا محمد بن عبد الله الشافعي أن معاذ بن المثنى حدّثهم قال: نبأنا على بن المديني قَالَ سمعت سفيان يقول: قَالَ ابن شهاب- وسئل عن مغازيه- فقال: هذا أعلم الناس بها- يعني ابن إسحاق.
أَخْبَرَنِي الأزهري قال: نبأنا محمّد بن العبّاس الخزّاز قال: أنبأنا إبراهيم بن محمّد ابن أحمد الفشني- قدم علينا- قال: نبأنا أبو الفضل العباس بن عزير القطان المروزي قَالَ: حَدَّثَنَا حرملة بْن يَحْيَى التجيبي قَالَ: سمعت مُحَمَّد بْن إدريس الشافعي، يقول:
من أراد أن يتبحر في المغازي فهو عيال على محمد بن إسحاق.
أَخْبَرَنَا الصيمري قَالَ: نبأنا على بن الحسن الرّازيّ قال: نبأنا محمّد بن الحسين الزعفراني قال: نبأنا أحمد بن زهير قَالَ: سألت يَحْيَى بْن معين عَن مُحَمَّد بْن إسحاق؟ فقال: قَالَ عاصم بن عمر بن قتادة: لا يزال في الناس علم ما عاش محمّد ابن إسحاق [4] .
وَقَالَ أحمد بن زهير حَدَّثَنَا هارون بن معروف قَالَ: سمعت أبا معاوية يقول:
كان ابن إسحاق من أحفظ الناس، وكان إذا كان عند الرجل خمسة
__________
[1] «له» ساقطة من الأصل والمطبوعة.
[2]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 24/412.
[3]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 24/413.
[4]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 24/413.(1/235)
أحاديث أو أكثر جاء فاستودعها محمد بن إسحاق، وَقَالَ: احفظها علي فإن نسيتها كنت قد حفظتها على [1] .
أخبرنا الحسن بن الجوهريّ قال أنبأنا محمد بن العباس الخزاز قال: أَخْبَرَنَا عبد الرحمن بن محمد الزهري قال: نبأنا أحمد بن سعد الزهري.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم هِبَةُ اللَّه بْن الْحَسَن بْن مَنْصُور الطبري قال أنبأنا عبد الرّحمن ابن عمر قال: أنبأنا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أبي سعيد قَالَ: نبأنا أحمد بن سعد قال: نبأنا ابن نفيل قال: نبأنا عبد الله بن فائد قَالَ: كنا إذا جلسنا إلى محمد بن إسحاق فأخذ في فن من العلم، قضى مجلسه في ذلك الفن [2] .
أَخْبَرَنَا أبو محمد عبيد الله بن الحسين بن نصر العطار قال: نبأنا على بن عمر الحافظ قال: نبأنا يزداد بن عبد الرّحمن الكاتب قال: نبأنا عبد الله بن شبيب قَالَ:
حَدَّثَنِي إبراهيم بن يحيى بن محمّد بن هاني الشجري عن أبيه، قَالَ: لما أراد محمد ابن إسحاق الخروج إلى العراق قَالَ له رجل من أصحابه: إني أحسب السفر غدا خسيسة يا أبا عبد الله. وكان ابن إسحاق قد رق فقال ابن إسحاق: والله ما أخلاقنا بخسيسة ولربما قصر الدهر باع الكريم.
أَخْبَرَنَا أبو بكر البرقانيّ قال: أنبأنا أبو أحمد الحسين بن علي التميمي قَالَ: أنبأنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق قال: نبأنا عبد الملك بن عبد الحميد بن ميمون بن مهران أبو الحسن الميموني قال: نبأنا أَبُو عبد اللَّه- يعني أَحْمَد بْن حنبل- بحديث استحسنه عن محمد بن إسحاق، فقلت له: يا أبا عبد الله ما أحسن هذه القصص التي يجيء بها ابن إسحاق؟ فتبسم إلى متعجبا [3] .
أَخْبَرَنَا الأزهري قال: نبأنا عبيد اللَّه بْن عثمان بْن يحيى قَالَ: سمعت حامدا أبا علي الهروي يقول: سمعت الحسن بن محمد المؤدب قَالَ: سمعت عمارا يقول:
دخل محمد بن إسحاق على المهدي وبين يديه ابنه فقال له: أتعرف هذا يا ابن إسحاق؟ قَالَ: نعم هذا ابن أمير المؤمنين، قَالَ: اذهب فصنف له كتابا منذ خلق الله تعالى آدم عليه السلام إلى يومك هذا. قَالَ: فذهب فصنف له هذا الكتاب. فقال
__________
[1]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 24/413.
[2]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 24/413.
[3]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 24/414.(1/236)
له: لقد طولته يا ابن إسحاق اذهب فاختصره. قَالَ: فذهب فاختصره فهو هذا الكتاب المختصر، وألقى الكتاب الكبير في خزانة أمير المؤمنين [1] قَالَ الحسن وسمعت أبا الهيثم يقول: صنف محمد بن إسحاق هذا الكتاب في القراطيس ثم صير القراطيس لسلمة- يعني ابن الفضل- فكانت تفضل رواية سلمة على رواية غيره لحال تلك القراطيس.
قال الشيخ أبو بكر: هكذا قَالَ هذا الراوي دخل ابن إسحاق على المهدي وبين يديه ابنه وفي ذلك عندي نظر، ولعله أراد أن يقول: دخل على المنصور وبين يديه المهديّ ابنه لأنه ذلك أشبه بالصواب والله أعلم.
أَخْبَرَنَا البرقاني قال: أنبأنا أبو عبد الله محمد بن الحسن السراجي السروي قال:
أنبأنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم قال: نبأنا صالح بن أحمد قال: نبأنا علي قَالَ:
سمعت سفيان- وسئل عن محمد بن إسحاق- قيل له: لم يرو أهل المدينة عنه. قَالَ سفيان: جالست ابن إسحاق منذ بضع وسبعين سنة وما يتهمه أحد من أهل المدينة ولا يقول فيه شيئا. قلت لسفيان: كان ابن إسحاق جالس فاطمة بنت المنذر؟ فقال:
أَخْبَرَنِي ابن إسحاق أنها حدثته وأنه دخل عليها [2] .
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بن الحسن الحرشي قال: نبأنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال نبأنا أَبُو زُرْعَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو بِدِمَشْقَ قال: نبأنا أحمد بن خالد الوهبي قال: نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ: سَمِعْتُ امْرَأَةً وَهِيَ تَسْأَلُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: إِنَّ لِي ضَرَّةً وَإِنِّي أَسْتَشْبِعُ من زوجي بما لم يعطينيه لأَغِيظَهَا بِذَلِكَ. قَالَ: «الْمُسْتَشْبِعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ كلابس ثوبي زور» [3] .
قال المؤلف [4] : فاطمة بنت المنذر هي زوجة هشام بن عروة بن الزبير؛ وكان هشام ينكر على ابن إسحاق روايته عنها. ويقول: لقد دخلت بها وهي بنت تسع سنين وما رآها مخلوق حتى لحقت بالله عز وجل.
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 24/414.
[3]- انظر الحديث في: صحيح البخاري، النكاح 5219، وصحيح مسلم، اللباس والزينة 2129، 2130، ومسند أحمد 23452، 24175، 25684، 25692. كلهم بلفظ: المتشبع.
[4] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(1/237)
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إسحاق الحافظ بأصبهان قال: نا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ قال: نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قَالَ: نا على بن المديني قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْن سَعِيد يَقُولُ: سألت هشام بن عروة عن محمّد ابن إسحاق فقلت: كان يدخل على فاطمة بنت المنذر؟ فقال: وهو كان يصل إليها؟
أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّد بْنُ مُحَمَّد بْنِ عُثْمَانَ السواق قال: أنبأنا عيسى بن حامد الرخجي قال: نبأنا هيثم بن خلف الدوري قال: نبأنا أحمد بن إبراهيم قال: نبأنا أبو داود صاحب الطيالسة قَالَ: حَدَّثَنِي من سمع هشام بن عروة وقيل له إن ابن إسحاق يحدث بكذا وكذا عن فاطمة. فقال: كذب الخبيث.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن طلحة بْن مُحَمَّد الْمُقْرِئ قال: أنبأنا أبو الفتح محمد بن إبراهيم الطرسوسي قَالَ: أنبأنا محمّد بن داود الكرجي قال نبأنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قَالَ: وروى يحيى عن سعيد القطان قَالَ: سمعت هشام بن عروة وذكر محمّد ابن إسحاق، فقال: ألعدو الله الكذاب يروي عن امرأتي من أين رآها؟
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال: أنبأنا أبو بكر بن خلاد قَالَ سَمِعْتُ يَحْيَى بْن سَعِيد يَقُولُ سَمِعْتُ هشام بن عروة، يقول: يحدث ابن إسحاق عن امرأتي فاطمة بنت المنذر، والله إن رآها قط. قَالَ عبد الله بن أحمد: فحدثت أبي بحديث ابن إسحاق فقال: وما ينكر هشام، لعله جاء فاستأذن عليها فأذنت له. أحسبه قَالَ: ولم يعلم [1] .
وكان مالك بن أنس يسيء القول في ابن إسحاق:
أَخْبَرَنَا أبو بكر البرقانيّ قال: أنبأنا الحسين بن على التّميميّ قال نبأنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق قال نبأنا الميموني قَالَ: سمعت أبا الوليد هشام بن عبد الملك يقول: كان مالك بن أنس يسيء الرأي في ابن إسحاق.
أَخْبَرَنِي محمد بن الحسين القطّان قال: أنبأنا دعلج بن أحمد قال: أنبأنا أحمد بن على الأبّار قال: نبأنا إبراهيم بن زياد سبلان قال: نبأنا حسين بن عروة، قَالَ:
سمعت مالك بن أنس يقول: محمد بن إسحاق كذاب.
أَخْبَرَنَا البرقانيّ قال نبأنا محمّد بن الحسن السروي قال نبأنا عبد الرّحمن بن أبي
__________
[1]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 24/414.(1/238)
حاتم قال نبأنا أبو سعيد الأشج قال نبأنا ابن إدريس قَالَ: قلت لمالك بن أنس- وذكر المغازي- فقلت: قَالَ ابن إسحاق أنا بيطارها. فقال: قَالَ لك أنا بيطارها؟ نحن نفيناه عن المدينة.
وأخبرنا البرقانيّ قال: أنبأنا الحسين بن على التّميميّ قال: نبأنا أبو عوانة يعقوب ابن إسحاق عن أبي بكر الأثرم. قَالَ: سألته- يعني أَحْمَد بن حنبل- عن محمد بن إسحاق كيف هو؟ فقال: هو حسن الحديث. ولقد قَالَ مالك حين ذكره: دجال من الدجاجلة.
قال الشيخ أبو بكر الخطيب: قد ذكر بعض العلماء: أن مالكا عابه جماعة من أهل العلم في زمانه، بإطلاق لسانه في قوم معروفين بالصلاح والديانة والثقة والأمانة.
واحتج بما أَخْبَرَنِي الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الملك الأدمي قَالَ: نَبَّأَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ الإيادي قَالَ: نبأنا زكريّا الساجي قال حدّثني أحمد ابن محمّد البغدادي قال: نبأنا إبراهيم بن المنذر قال: نبأنا محمد بن فليح قَالَ: قَالَ لي مالك بن أنس: هشام بن عروة كذاب.
قَالَ [أحمد بن محمد [1]] : فسألت يحيى بن معين قال: عسى أراد في الكلام، فأما الحديث فهو ثقة، وهو من الرواة عنه. وَقَالَ إبراهيم: حَدَّثَنِي عبد الله بن نافع قَالَ:
كان ابن أبي ذئب، وعبد العزيز الماجشون، وابن أبي حازم، ومحمد بن إسحاق.
يتكلمون في مالك بن أنس وكان أشدهم فيه كلاما محمد بن إسحاق. كان يقول:
ائتوني ببعض كتبه حتى أبين عيوبه أنا بيطار كتبه [2] .
قال المؤالف [3] : أما كلام مالك في ابن إسحاق فمشهور غير خاف على أحد من أهل العلم بالحديث، وأما حكاية ابن فليح عنه في هشم بن عروة فليست بالمحفوظة إلا من الوجه الذي ذكرناه، وراويها عن إبراهيم بن المنذر غير معروف عندنا، فالله أعلم.
وقد أمسك عن الاحتجاج بروايات ابن إسحاق غير واحد من العلماء لأسباب منها أنه كان يتشيع، وينسب إلى القدر، ويدلس في حديثه فأما الصدق فليس بمدفوع عنه [4] .
__________
[1] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل والمطبوعة، وأوردناه من تهذيب الكمال 24/415.
[2]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 24/415.
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[4]- انظر الخبر في: المنتظم 8/158.(1/239)
أخبرنا أبو مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ القاسم الدمشقي في كتابه إلينا قال:
أنبأنا أبو الميمون البجلي. ثم أَخْبَرَنَا البرقاني قراءة، قال: أنبأنا محمد بن عثمان القاضي، قال: أنبأنا أَبُو الميمون عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه البجلي بدمشق قَالَ: قَالَ أَبُو زُرْعَةَ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَمْرٍو النَّصْري: ومحمد بن إسحاق رجل قد أجمع الكبراء من أهل العلم على الأخذ منه. منهم سفيان، وشعبة، وابن عيينة، وحمّاد بن يزيد، وحماد بن سلمة، وابن المبارك، وإبراهيم بن سعد. وروى عنه من الأكابر: يزيد بن أبي حبيب، وقد اختبره أهل الحديث فرأوا صدقا وخيرا، مع مدحة ابن شهاب له، وقد ذاكرت دحيما قول مالك: فرأى أن ذلك ليس للحديث إنما هو لأنه اتهمه بالقدر [1] .
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد بْن عليّ الكتاني لفظا بدمشق قال نبأنا عبد الوهّاب بن جعفر المدياني قال: نبأنا أَبُو هاشم عَبْد الجبار بْن عَبْد الصمد السلمي قال نبأنا أَبُو بكر القاسم بْن عيسى العصار قَالَ: نبأنا أَبُو إسحاق إبراهيم بْن يعقوب الجوزجاني، قَالَ: محمد بن إسحاق الناس يشتهون حديثه وكان يرمي بغير نوع من البدع [2] .
أَخْبَرَنَا أبو حازم العبدوي قال أنبأنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْقَاسِمُ بْنُ غَانِمِ بْنِ حَمُّوَيْهِ الصيدلاني المهلّبي قال: أنبأنا مُحَمَّد بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن سعيد البوشنجي قَالَ: نبأنا ابن بكير قال: نبأنا هارون بن عبد الله القاضي عن ابن أبي حازم. قَالَ: كنا قعودا في المسجد معنا محمد بن إسحاق، إذ نعس ثم فتح عينه. فقال: رأيت الساعة كأن حمارا أخرج من دار مروان في عنقه حبل، فأدخل المسجد حتى أخرج من الباب الآخر، قَالَ: وكان قدم وال. قَالَ: فجاءه عون من قبل الوالي فقال: من هذا الجالس معكم؟ قلنا: محمد بن إسحاق. قَالَ: فأخذه، فرأيناه قد مرّ علينا في عنقه حبل من دار مروان حتى أدخل المسجد وأخرج من الباب الآخر.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْن عبد اللَّه بْن مهدي فيما أجاز لنا، وَحَدَّثَنَاه ثقة سمعه منه قال: أنبأنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة قال: نبأنا جدي قَالَ سمعت سعيد بن داود الزنبري قَالَ حَدَّثَنِي والله عبد العزيز بن محمد الدراوردي، قَالَ: كنا في مجلس محمد بن إسحاق نتعلم، فأغفى إغفاءة ثم انتبه [3] ،
__________
[1]- انظر الخبر في: المنتظم 8/158. وتاريخ أبي زرعة 537، 538.
[2]- انظر الخبر في: أحوال الرجال، ترجمة 230.
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(1/240)
فقال: إني رأيت في المنام الساعة كأن إنسانا دخل المسجد ومعه حبل فوضعه في عنق حمار فأخرجه، فما لبثنا أن دخل المسجد رجل معه حبل حتى وضعه في عنق ابن إسحاق فأخرجه فذهب به إلى السلطان، فجلد [1] . قَالَ ابن أبي زنبر من أجل القدر [2] .
أَخْبَرَنَا الحسين بن علي الصيمري قال: نبأنا على بن الحسين الرّازيّ قال: نبأنا محمّد بن الحسين الزعفراني قال: نبأنا أَحْمَد بْن زهير قَالَ: سمعتُ هارون بْن معروف. يقول: كان محمد بن إسحاق قدريا.
أخبرنا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الدَّقَّاق قَالَ قرأنا على الْحُسَيْن بن هارون الضبي عن أبي العبّاس بن سعيد قال: نبأنا موسى بن هارون بن إسحاق قَالَ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نمير يقول: كان محمد بن إسحاق يرمى بالقدر، وكان أبعد الناس منه [3] .
أخبرنا ابن الفضل قَالَ: أنبأنا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال: نبأنا يعقوب بن سفيان، قَالَ: سمعت مكي بن إبراهيم يقول: جلست إلى محمد بن إسحاق وكان يخضب بالسواد فذكر أحاديث في الصفة أو في الصفات [4] فنفرت منها. فلم أعد إليه.
أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان قال أنبأنا دعلج بن أحمد قال أنبأنا أحمد بن على الأبّار قال: نبأنا عبد الرّحمن بن خازم قَالَ: قَالَ مكي بن إبراهيم: جعفر بن محمد، ومحمد بن إسحاق، والحجاج بن أرطأة، نبلوا بعد موتهم. قَالَ: وسمعته يقول: تركت حديث ابن إسحاق وقد سمعت منه بالري عشرين مجلسا، فسمعت منه شيئا فتركته.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن أَحْمَد الأدمى قال ثنا محمّد بن على الإياديّ قال نبأنا زكريا بن يحيى قَالَ: حدثت عن مفضل- يعني ابن غسان- قَالَ:
حضرت يزيد بن هارون في سنة ثلاث وتسعين ومائة بالمدينة وهو يحدث بالبقيع، وعنده ناس من أهل المدينة يسمعون منه شيئا [5] بأخرة، فحدث بأحاديث حتى
__________
[1] في المطبوعة والأصل: «فحله» والتصحيح من تهذيب الكمال.
[2]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 24/418، 419.
[3]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 24/419.
[4] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[5] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(1/241)
حدثهم عن محمد بن إسحاق فأمسكوا. وقالوا: لا تحدثنا عنه نحن أعلم به، فذهب يزيد يحاولهم فلم يقبلوا، فأمسك يزيد.
أَخْبَرَنَا أبو القاسم الأزهري قال: أنبأنا محمّد بن العبّاس الخزّاز قال: أنبأنا إبراهيم ابن محمّد الكندي قال: نبأنا أبو موسى محمد بن المثنى قَالَ: ما سمعت يحيى- يعني القطان- يحدث عن محمد بن إسحاق شيئا قط.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْقَاسِمِ النَّرْسِيُّ قال نبأنا أبو بكر الشّافعيّ قال: نبأنا الهيثم بن مجاهد قَالَ حَدَّثَنَا أحمد بن الدورقي قَالَ حَدَّثَنِي يحيى بن معين عن يحيى القطان: أنه كان لا يرضى ابن إسحاق، ولا يروي عنه.
أَخْبَرَنَا أبو عمر بن مهدي فيما أجاز لنا روايته عنه قال: أنبأنا محمّد بن أحمد بن يعقوب قال نبأنا جدي قَالَ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نمير- وذكر ابن إسحاق- فقال: إذا حدث عمن سمع منه من المعروفين، فهو حسن الحديث صدوق، وإنما أوتى من أنه يحدث عن المجهولين أحاديث باطلة [1] .
أخبرنا علي بن أبي علي قال: أنبأنا أحمد بن محمد بن إبراهيم الحازمي قَالَ: نبأنا إسحاق بن أحمد بن خلف البخاري الحافظ قال: سمعت محمّد بن إسماعيل يقول:
محمّد [2] بن إسحاق ينبغي أن يكون له ألف حديث ينفرد بها، لا يشاركه فيها أحد [3] .
قَالَ: وسمعت محمد بن إسماعيل يقول: سمعت عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه يقول سمعت سفيان يقول: ما رأيت أحدا يتهم محمد بن إِسْحَاقَ [4] .
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد العتيقي قَالَ: نبأنا محمّد بن العبّاس الخزّاز قال أنبأنا أَبُو أيوب سُلَيْمَان بْن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بن الخليل الجلاب قَالَ: سألت إبراهيم الحربي:
تكلم أحد في ابن إسحاق؟ فقال: أما سفيان- يعني ابن عيينة- فكان يقول: لا يزال بالمدينة علم ما عاش هذا الغلام- يعني ابن إسحاق- قَالَ إبراهيم: ولكن حَدَّثَنِي مصعب قَالَ: كانوا يطعنون عليه بشيء من غير جنس الحديث [5] .
__________
[1]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 24/419.
[2] في المطبوعة والأصل: «لمحمد» .
[3]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 24/416.
[4]- انظر الخبر في تهذيب الكمال 24/416.
[5]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 24/419، 420.(1/242)
أخبرنا علي بن محمد الدَّقَّاق قَالَ قرأنا على الْحُسَيْن بْن هارون عن أبي العباس بن سعيد قال: أنبأنا عبد الله بن أحمد بن خزيمة قَالَ: نبأنا محمّد بن يحيى قال نبأنا أبو سعيد الجعفي قال: نبأنا محمّد [1] ابن إدريس: وكان معجبا بابن إسحاق كثير الذكر له، ينسبه إلى العلم والمعرفة والحفظ.
أَخْبَرَنَا محمّد بن الحسين القطّان قال: أنبأنا دعلج بن أحمد قال: أنبأنا أحمد بن على الأبّار قال نبأنا إسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة الحراني قال: نبأنا يزيد بن هارون عن شعبة. قَالَ: لو سوّد أحد في الحديث؛ لسوّد ابن إسحاق [2] .
أخبرنا البرقانيّ قال: أنبأنا الحسين بن على النّيسابوريّ قال: أنبأنا أبو بكر بن خزيمة وأَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عبد الواحد بْن عَلِيّ البزاز، قال: أنبأنا عمر بن محمّد بن يوسف الكاتب قال نبأنا عبد الله بن أبي داود. قالا: نبأنا محمّد بن يزيد الأسفاطي قال نبأنا يحيى بن كثير العنبري يقول سمعت شعبة يقول: محمد بن إسحاق أمير المؤمنين في الحديث [3] .
أنبأنا علي بن المحسن التنوخي قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ الرّازيّ قال ثنا الحسين بن إسماعيل المحامليّ قال: ثنا العبّاس بن يزيد البحراني قال ثنا سفيان بن عيينة قال سمعت شعبة، يقول: محمد بن إسحاق أمير المؤمنين في الحديث [4] .
وَأَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الصَّيْرَفِيُّ قَالَ: نبأنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال: نبأنا محمّد بن على الورّاق قال نبأنا عبيد بن يعيش قال: نبأنا يونس بن بكير قَالَ: سمعت شعبة، يقول: محمد بن إسحاق أمير المحدثين. فقيل له:
لم؟ فقال: لحفظه [5] .
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْعَبَّاسِ بْنِ حَمْدَانَ سمعت محمد بن أيوب يقول سمعت عبيد بن يعيش يقول: سمعت يونس بن بكير يقول قَالَ شعبة: ابن إسحاق سيد المحدثين لحال حفظه.
أَخْبَرَنَا ابْن الفضل قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن جعفر قال: نبأنا يعقوب بن سفيان قال
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 24/425.
[3]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 24/425.
[4] هذا الخبر ساقط من الأصل.
[5] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 24/425.(1/243)
نبأنا مجاهد بن موسى قال: نبأنا يحيى بن آدم قال: نبأنا أبو شهاب قَالَ: قَالَ لي شعبة: عليك بالحجاج بن أرطاة، ومحمد بن إسحاق.
أَخْبَرَنَا أبو سعيد الصيرفي قَالَ نبأنا محمّد بن يعقوب الأصم قال: نبأنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: حَدَّثَنِي أبي قَالَ حَدَّثَنِي إبراهيم بن مهدي عن ابن عليّة قال شعبة.
وأخبرنا ابن الفضل قال: نبأنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطّان قال: نبأنا عبد الكريم بن الهيثم قال: نبأنا إبراهيم بن مهدي قَالَ سمعت ابن علية يقول في مسجده. قَالَ شعبة: أما محمد بن إسحاق وجابر الجعفي؛ فصدوقان.
زاد ابن حنبل، في الحديث.
أخبرني الأزهري قال: نبأنا عبد الرّحمن بن عمر الخلّال قال: نبأنا محمّد بن أحمد بن يعقوب قال: نبأنا جدي قال سألت على بن المديني عن ابن إسحاق.
فقلت: كيف حديث محمد بن إسحاق عندك صحيح؟ فقال: نعم حديثه [1] عندي صحيح. قلت له: فكلام مالك فيه؟ قَالَ علي: مالك لم يجالسه ولم يعرفه. ثم قَالَ علي: ابن إسحاق أي شيء حدث بالمدينة؟ قلت له: فهشام بن عروة قد تكلم فيه.
فقال علي: الذي قَالَ هشام ليس بحجة، لعله دخل على امرأته وهو غلام فسمع منها.
وسمعت عليا يقول: إن حديث محمد بن إسحاق ليتبين فيه الصدق، يروي مرة حَدَّثَنِي أبو الزناد؛ ومرة ذكر أبو الزناد. وروى عن رجل عمن سمع منه يقول:
حَدَّثَنِي سفيان بن سعيد عن سالم أبي النضر عن عمر: «صوم يوم عرفة» وهو من أروى الناس عن أبي النضر. ويقول: حَدَّثَنِي الحسن بن دينار عن أيوب عن عمرو بن شعيب: «في سلف وبيع» . وهو من أروى الناس عن عمرو بن شعيب.
أَخْبَرَنَا ابْن الفضل قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جعفر قال: أنبأنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ. قَالَ قَالَ عَلِيٌّ: لَمْ أَجِدْ لابْنِ إِسْحَاقَ إِلا حَدِيثَيْنِ مُنْكَرَيْنِ: نَافِعٌ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا نَعَسَ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ» وَالزُّهْرِيُّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ: «إِذَا مَسَّ أَحَدُكُمْ فَرْجَهُ»
. هذان لم يروهما عن أحد، وفي [2] الباقين يقول: ذكر فلان، ولكن هذا فيه حَدَّثَنَا. وقال يعقوب: سمعت بعض ولد جويرية بن أسماء- وكان ملازما لعلي- قَالَ سمعت عليا يقول: وقع إلي من حديث ابن إسحاق شيء فما أنكرت منه إلا أربعة أحاديث، ظننت أن بعضه منه وبعضه ليس منه.
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(1/244)
أخبرنا البرقانيّ قال أنبأنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه الهرويّ قال:
أنبأنا الحسين بن إدريس قال: نبأنا سليمان بن الأشعث قَالَ: سمعت أحمد- يعني ابن حنبل- ذكر محمد بن إسحاق فقال: كان رجلا يشتهي الحديث فيأخذ كتب الناس فيضعها في كتبه.
أخبرنا ابن الفضل قَالَ: أنبأنا عبد الله بن جعفر قال: نبأنا يعقوب بن سفيان قال نبأنا الفضل بْن زياد قَالَ: سمعت أبا عبد الله- وسأله جعفر- أيما أحب إليك، موسى ابن عبيدة الزبدي، أو محمد بن إسحاق؟ قَالَ: لا محمد بن إسحاق.
أخبرنا البرقانيّ قال: أنبأنا الحسين بن على التّميميّ قال: نبأنا أبو عوانة الإسفراييني قال: نبأنا أبو بكر المروزيّ قَالَ قيل لَهُ: يَعْنِي أَحْمَد بْن حنبل- أيما أحب إليك: موسى ابن عبيدة، أم محمد بن إسحاق؟ فقال: محمد بن إسحاق. وَقَالَ: قَالَ أحمد بن حنبل: كان ابن إسحاق يدلس إلا أن كتاب إبراهيم بن سعد إذا كان سماع قَالَ:
حَدَّثَنِي، وإذا لم يكن قَالَ قَالَ، وقَالَ أبو عبد الله: قدم محمد بن إسحاق إلى بغداد، وكان لا يبالي عمن يحكي عن الكلبي وغيره.
أخبرنا ابن رزق قال: أنبأنا عثمان بن أحمد قال نبأنا حنبل بن إسحاق. قَالَ سمعت أبا عبد الله يقول: ابن إسحاق ليس بحجة.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد الدَّقَّاق قَالَ قرأنا على الْحُسَيْن بْن هارون عَن أَبِي الْعَبَّاس بْن سَعِيد قَالَ: سمعت عبد الله بن أحمد- وسأله رجل عن محمد بن إسحاق- فقال:
كان أبي يتتبع حديثه ويكتبه كثيرا بالعلو والنزول، ويخرجه في المسند وما رأيته أنفى حديثه قط. قيل له: يحتج به؟ قَالَ: لم يكن يحتج به في السنن.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن سليمان المؤدّب بأصبهان قال: أنبأنا أبو بكر بن المقرئ قال: نبأنا سلامة بن محمّد القيسي بعسقلان قال: نبأنا أيوب بن إسحاق بن سافري قَالَ: سألت أحمد بْنِ حنبل، فقلت: يا أبا عَبْد اللَّهِ، ابن إسحاق إذا تفرد بحديثه تقبله؟ قَالَ: لا والله إني رأيته يحدث عن جماعة بالحديث الواحد، ولا يفصل كلام ذا من كلام ذا. قَالَ: وأما علي بن المديني فكان يثني عليه ويقدمه.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ قال: نبأنا أَبُو القاسم مُوسَى بْن إِبْرَاهِيم بْن النضر بن مروان العطّار ببغداد قال: نبأنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، قَالَ: سألت عليّا-(1/245)
يعني ابن المديني- عن محمد بن إسحاق بن يسار مولى [آل [1]] مخرمة، فقال: هو صالح وسط.
أَخْبَرَنَا عبد الكريم وعَبْد الصمد ابنا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن المأمون الهاشمي. قالا:
أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مُوسَى الملاحمي قَالَ: حَدَّثَنَا محمود بن إسحاق قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن إسماعيل البخاري قَالَ: رأيت علي بن عبد الله يحتج بحديث ابن إسحاق. وَقَالَ علي: عن ابن عيينة ما رأيت أحدا يتهم ابن إسحاق [2] .
وَقَالَ لي علي بن عبد الله: نظرت في كتاب ابن إسحاق فما وجدت عليه إلا في حديثين، ويمكن أن يكونا صحيحين.
أنبأنا أَبُو طاهر حمزة بْن مُحَمَّد بْن طاهر الدقاق قال نبأنا أبو العبّاس الوليد بن أبي بكر الأندلسي قال: نبأنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي بأطرابلس المغرب قال:
نبأنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي قَالَ حَدَّثَنِي أبي: قَالَ:
محمد بن إسحاق مدني ثقة [3] .
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّهِ بْن يَحْيَى السكري قال: أنبأنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ قال: نبأنا جعفر بن محمّد بن الأزهر قال: نبأنا المفضل بن غسان الغلابي قَالَ: قَالَ يحيى بن معين: ابن إسحاق ثبت في الحديث.
أخبرني الأزهري قال: نبأنا عبد الرّحمن بن عمر قال: أنبأنا محمّد بن أحمد بن يعقوب قال: نبأنا جدي قَالَ: سألت يحيى بن معين عنه- يعني ابن إسحاق- فقلت في نفسك من صدقه شيء؟ فقال: لا هو صدوق [4] .
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ: أنبأنا الحسين بن على التّميميّ قال: نبأنا أبو عوانة الإسفراييني قال: نبأنا الميموني قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: محمد بن إسحاق ضعيف.
أَخْبَرَنِي علي بن عبد العزيز الطاهري قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَضْلِ عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن الزُّهْرِيّ قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ جَدِّي مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله عن يحيى بن معين.
قَالَ: محمد بن إسحاق ليس بذاك.
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 24/416.
[3]- انظر الخبر في: ترتيب ثقات العجلي ص 95.
[4]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 24/424.(1/246)
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيد الصيرفي قَالَ: سمعتُ أَبَا الْعَبَّاس محمد بن يعقوب الأصم يقول سمعت العباس بْن مُحَمَّد الدوري يقول سمعت يحيى بن معين يقول: محمد بن إسحاق ثقة، ولكنه ليس بحجة.
كتب إِلَى عَبْد الرَّحْمَنِ بن عُثْمَان الدمشقي يذكر أن أبا الميمون البجلي أخبرهم قَالَ أنبأنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو قَالَ: قلت ليحيى بن معين- وذكرت له الحجة- فقلت: محمد بن إسحاق منهم؟ فقال: كان ثقة، إنما الحجة عبيد الله بن عمر، ومالك بن أنس، وذكر قوما آخرين.
أَخْبَرَنَا الحسين بن علي الصيمري قال: نبأنا على بن الحسن الرّازيّ قال: نبأنا محمّد بن الحسين الزعفراني قال: نبأنا أحمد بن زهير قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: محمد بن إسحاق ليس به أي بأس. وسئل يحيى بن معين عنه مرة أخرى قال ليس بذاك، ضعيف. وسمعته يقول مرة أخرى، محمد بن إسحاق عندي سقيم ليس بالقوي.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الْفَقِيهُ قال: نبأنا أَحْمَد بْن سعيد بْن سعد وكيل دعلج قال: نبأنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي قال: نبأنا أبي قال: محمّد ابن إسحاق ليس بالقوي.
وأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر البرقاني قَالَ: سألت أبا الحسن علي بن عمر الحافظ عن محمد ابن إسحاق بن يسار [وعن أبيه [1]] فقال: جميعا لا يحتج بهما، وإنما يعتبر بهما.
الاختلاف في تاريخ وفاة محمد بن إسحاق:
أَخْبَرَنَا علي بن أحمد الرزاز قال أنبأنا محمّد بن أحمد بن الحسين الصّوّاف قال:
نبأنا بشر بن موسى قال نبأنا أبو حفص عمر بن علي. قَالَ: مات محمد بن إسحاق ابن يسار صاحب السيرة سنة خمسين ومائة [2] .
أَخْبَرَنِي أبو القاسم الأزهري قال أنبانا أحمد بن إبراهيم بن الحسين قال نبأنا إبراهيم ابن محمد بن عرفة الأزدي، قَالَ: مات محمد بن إسحاق سنة مائة وخمسين.
أخبرنا ابن الفضل قال: نبأنا عبد الله بن جعفر قال: نبأنا يعقوب بن سفيان قال
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 24/427.(1/247)
نبأنا عبد الرحمن بْن عمرو قَالَ: سمعت أَحْمَد بن خالد الوهبي يقول: مات ابن إسحاق سنة إحدى وخمسين ومائة [1] .
أَخْبَرَنِي الأزهري قَالَ نبأنا عبد الرّحمن بن عمرو قال نبأنا محمّد بن أحمد بن يعقوب قال نبأنا جدي، قَالَ: توفي محمد بن إسحاق بن يسار سنة إحدى وخمسين ومائة ببغداد. ويقال: إنه دفن [2] في مقابر الخيزران.
أخبرنا بن بشران قال أنبأنا الحسين بن صفوان قال: نبأنا ابن أبي الدّنيا قال: نبأنا محمد بن سعد قَالَ: قَالَ الهيثم بن عدي: توفي- يعني ابن إسحاق- سنة إحدى وخمسين ومائة. وَقَالَ ابنه: توفي سنة خمسين ومائة.
أَخْبَرَنَا على بن محمّد بن الحسين السّمسار قال: أنبأنا محمّد بن إسماعيل الورّاق قال: نبأنا محمّد بن مخلد. وأخبرني الأزهري قال: أنبأنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ قال: أنبأنا محمد بن مخلد قَالَ: قرأت على علي بْن عَمْرو الأنصاري: حدثكم الهيثم بن عدي. قَالَ: محمد بن إسحاق بن يسار سنة إحدى وخمسين ومائة- يعني مات-[3] .
أخبرنا ابن بشران قَالَ: أنبأنا عُثْمَان بْن أَحْمَد الدقاق قَالَ قرئ على أبي الحسن بْن البراء وأنا حاضر قَالَ: قَالَ علي بن المديني: ومحمد بن إسحاق بن يسار مولى بني خزيمة، مات سنة اثنتين وخمسين ومائة.
أَخْبَرَنَا أَبُو الفتح منصور بْن ربيعة الزُّهْرِيّ الخطيب بالدينور قال: أنبأنا علي بن أحمد بن علي بن راشد قال: أنبأنا أَحْمَد بْن يَحْيَى بْن الجارود قَالَ: قَالَ على بن المديني: ومات محمد بن إسحاق بن يسار سنة أربع وأربعين ومائة [4] .
قال الشيخ أبو بكر الخطيب: وهم ابن جارود على علي في هذا القول أو من دونه، والصواب ما ذكره ابن البراء عن علي.
أَخْبَرَنِي الْبَرْقَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الأدمي قال: نبأ محمّد بن على الإياديّ قال: نبأنا زكريا بن يحيى الساجي. قَالَ: محمد بن إسحاق بن يسار مولى قيس بن مخرمة من سبي عين التمر، توفي سنة اثنتين وخمسين ومائة [5] .
__________
[1]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 24/427.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 24/427.
[4]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 24/427.
[5]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 24/427.(1/248)
أخبرنا الصّيمريّ قال: نبأنا على بن الحسن الرّازيّ قال: نبأنا محمّد بن الحسين قال: نبأنا أحمد بن زهير قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: محمد بن إسحاق مات سنة اثنتين وخمسين وَمائة [1] .
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيد بْن حسنويه قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بن جعفر قَالَ:
نبأنا عمر بن أحمد الأهوازيّ قال: نبأنا خليفة بن خياط. قال: محمّد بن يسار توفي سنة ثلاث أو اثنتين وخمسين ومائة [2] .
52- محمد بن إسحاق بن حرب، أبو عبد الله اللؤلؤي السهمي مولاهم من أهل بلخ، يعرف بابن أبي يعقوب: [3]
كان حافظا لعلوم الحديث والأدب، عارفا بأيام الناس، وقدم بغداد فجالس بها الحفاظ من أهلها وذاكرهم، وحدث عن مالك بن أنس؛ وخارجة بن مصعب، وبشر ابن السري، ويحيى بن اليمان، وخالد بن عبد الرّحمن المخزوميّ؛ وغيرهم. روى عنه عنه أبو بكر بن أبي الدنيا والفضل بن محمّد الزيدي وأبو عبد الله بن أبي الأحوص الثقفي، وعبيد اللَّه بْن أَحْمَد بْن منصور الكسائي الرازي؛ ولم يكن يوثق في علمه.
أَخْبَرَنَا الحسين بن أبي بكر ومحمّد بن عمر القاسم النرسي. قالا: أنبأنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قال: نا الحسين بن عمر الثقفي قال: نا محمّد بن إسحاق البلخيّ قال: نا يَعْقُوبُ بْنُ سَوَادَةَ الطَّائِيُّ ثُمَّ النَّبْهَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ عَدِيَّ بْنَ حَاتِمٍ. قَالَ: قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي آخِرِ الْجَاهِلِيَّةِ وَأَوَّلِ الإِسْلامِ، فَاستْقَدَمَ زَيْدٌ الْخَيْلَ، وَهُوَ زَيْدُ بْنُ مُهَلْهَلٍ الطَّائِيُّ، فَسَلَّمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ وَقَفَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَقَدَّمْ يَا زَيْدُ فَمَا رَأَيْتُكَ حَتَّى أَحْبَبْتُ أَنْ أَرَاكَ [4] »
فَتَقَدَّمَ زَيْدٌ فَشَهِدَ شَهَادَةَ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، ثُمَّ تَكَلَّمَ. فَقَالَ لَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: يَا زَيْدُ مَا أَظُنُّ فِي طَيِّئٍ أَفْضَلَ منك؟ قال: بلى والله إن فينا حاتم
__________
[1]- انظر الخبر في: تهذيب الكمال 24/427.
[2]- انظر الخبر في: طبقات خليفة 271، تاريخه.
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء 7/41 في حال محمد بن إسحاق:
«أثر كلام مالك في محمد بعض اللين، ولم يؤثر كلام محمد فيه ولا ذرة، وارتفع مالك وصار كالنجم، والآخر فله ارتفاع بحسبه ولا سيما في السير، وأما في أحاديث الأحكام فينحط حديثه فيها عن رتبة الصحة إلى رتبة الحسن إلا فيما شذ فيه، فإنه يعد منكرا» .
[3] 52- انظر ميزان الاعتدال 3/475- 476. والمنتظم 11/327. وتذكرة الحفاظ، ص 426.
[4] انظر الحديث في: تاريخ ابن عساكر 6/36. وكنز العمال 37081.(1/249)
الْقَارِيَ للأَضْيَافِ، وَالطَّوِيلَ الْعَفَافِ. قَالَ: فَمَا تَرَكْتَ لِمَنْ بَقَى خَيْرًا. قَالَ: إِنَّ مِنَّا لَمَقْرُومَ بْنَ حَوْمَةَ الشُّجَاعَ صَدْرًا، النَّافِذَ فِينَا أَمْرًا. قَالَ: فَمَا تَرَكْتَ لمن بقى خيرا، قال:
بَلَى وَاللَّهِ. وذَكَرَ الْحَدِيثَ.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الدَّقَّاق قَالَ: أنبأنا الْحُسَيْن بن هارون الضبي عن أَبِي العباس بن سعيد، قَالَ: محمد بن إسحاق البلخي اللؤلؤي سمعت محمد بن عبيد الكندي يقول: قدم الكوفة قبل سنة ثلاثين ومائتين، وكان من أحفظ الناس، كان يجلس مع أبي بكر بن أبي شيبة فلا ينبعث معه أبو بكر إنما يهدر هدرا.
قرأت على الحسين بْن أَبِي الْقَاسِم عَنْ أَبِي سَعِيد أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن رميح النسوي قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن بسطام يقول سمعت أحمد بن يسار بن أيوب- وذكر من كان ببلخ من أهل العلم- فقال: وكان بها إنسان يقال له ابن أبي يعقوب واسمه محمد بن إسحاق أبو عبد الله، وكان لا يخضب، وكان قد قارب ثمانين سنة، وكان آية من الآيات في حفظ الحديث ومعرفة أيام الناس، وله لسان وبصر بالشعر، ومعرفة بالأدب، ولا كلمه إنسان إلا علاه في كل فن، وقدم بغداد في سنة اثنتين وعشرين ومائتين، وذكره أبو خيثمة زهير بن حرب وذكر حفظه فقال: لا تعرف هذا؟ قلت: ليس هو من أهل مرو. فقال: هو خراساني. قلت:
خراسان كبيرة، فذكر حفظه وما هو فيه [من العلم [1]] وذكر لي أنهم سألوه ما أقدمك بغداد؟ قَالَ: قدمت لأحفظ كتب أرسطاطاليس. قَالَ أحمد بن سيار بن أيوب فذكرته لأبي رجاء قتيبة، فجعل يذكره بأسوأ الذكر. قَالَ: وسمعت أبا رجاء يقول:
حدثت أنه بالكوفة شتم أم المؤمنين، فأرادوا أخذه فهرب من ثم. قَالَ أحمد وأخبرني أبو حاتم والجوزجاني. أن ابن أبي يعقوب كان إذا نظر إلى العربي يقول: ممن الرجل؟
فيقول: من بني فلان فيقول: أتعرف من فيهم من الشعراء؟ ثم يبتدئ فيقول: فلان وشعره كذا وفلان وشعره كذا، والعلماء منهم فلان وفلان، ومن كان منهم من القواد. قَالَ: فيبقى الرجل [مبهوتا [2]] وإن ناظره صاحب عربية. قال: فيحدث كلمة: تعرف كذا وكذا؟ فإن قَالَ: ليست هذه عربية. قَالَ: يقول فيها الشاعر كذا وكذا، وقال فلان: كذا فيضع شعرا على تلك الكلمة، وإن لقي صاحب حديث فيذاكره فيسأله عن أبواب لا يعرف فيها حديث فيقول: فيه كذا، وفيه كذا. وزعموا أنه
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(1/250)
ذاكر ابن الشاذكوني فكان كل واحد منهما ينتصف من صاحبه. فقال له ابن أبي يعقوب: أي شيء عندك في كذا؟ - لشيء ذكره- فلم يكن عند سليمان في ذلك شيء. قَالَ: فروى له فيه بابا ثم قام. فقال ابن الشاذكوني: ليس من ذا شيء.
53- محمد بن إسحاق بن محمد بن عَبْد الرَّحْمَن بن عبد الله بن المسيب بن أبي السائب بن عايذ بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب، أبو عبد الله المديني، يعرف بالمسيبي [1] :
وكان أبوه أحد القراء بمدينة رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَرَأَ على نافع بن أبي نعيم، وهو جليل القدر. وأما محمد: فإنه سكنَ بَغْدَاد وحدث بِهَا عَنْ أَبِيهِ، وعن محمد بن فليح الخزاعي، وأبي ضمرة أنس بن عياض الليثي، ومعن بن عيسى الأشجعي، وعبد الله بن نافع الزبيري. روى عن محمد بن إسحاق الصاغاني؛ ومسلم بن الحجاج النيسابوري، وإبراهيم بْن إسحاق الحربي، وَعبد اللَّه بْن أَحْمَدَ بْن حنبل، وموسى بْن إِسْحَاق الأَنْصَارِيّ، ومحمد بن عبدوس بن كامل السراج، وعبد الله بن الصقر السكري، وأحمد بن أبي عوف الزوري، وحامد بن محمد بن شعيب البلخي.
أَخْبَرَنَا طاهر بن عبد العزيز الدعاء قال: أنبأنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال نبأنا إبراهيم بن إسحاق الحربيّ قال نا محمد بن إسحاق المسيبي قَالَ ثنا أبو ضمرة عن صَالِحُ بْنُ حَسَّانٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ. قَالَ: لا يكذب الكاذب إلا من مهانة نفسه.
أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب قال أنبأنا الحسين بن أحمد الهرويّ الصّفّار قال نا يَعْقُوب بْن إِسْحَاق بْن محمود الْفَقِيه قَالَ نا صالح بن محمد قَالَ سمعت مصعبا الزبيري يقول: لا أعلم في قريش كلها أعلم من المسيّبي [2] .
حَدَّثَنِي محمد بن يوسف أبو عبد الرحمن النّيسابوريّ قال أنبأنا الخصيب بن
__________
[1] 53- تاريخ البخاري الكبير: 1/64، وتاريخه الصغير: 2/367. والكنى لمسلم، الورقة 65. والجرح والتعديل: 7/الترجمة 1090. وثقات ابن حبان: 9/89، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه، الورقة 152. وشيوخ أبي داود للجياني، الورقة 89. والمعجم المشتمل، الترجمة 759، والكاشف:
3/الترجمة 4783، وتذهيب التهذيب: 3/الورقة 183، وتاريخ الإسلام، الورقة 64، (أحمد الثالث 2917/7) ، ونهاية السول، الورقة 315، وتهذيب التهذيب: 9/37- 38. والتقريب:
2/144. وخلاصة الخزرجي: 2/الترجمة 6047. والمنتظم 11/243. وتهذيب الكمال 5055 (24/400- 402) . والجمع 2/469.
[2] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 24/402. والمنتظم 11/243.(1/251)
عبد الله الْقَاضِي بمصر قال أنبأنا عبد الكريم بن أبي عَبْد الرَّحْمَن النسائي قَالَ أَخْبَرَنِي أبي. قَالَ: أبو عبد الله محمد بن إسحاق المسيبي سكن بغداد.
أَخْبَرَنِي محمد بن أحمد بن يعقوب قال أنبأنا محمد بن عبد الله بْن نُعَيْم الضبي قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو أَحْمَد علي بن محمد الحبيني بمرو. قَالَ: وَسألته- يعني صالح بْن مُحَمَّد المعروف بجزرة- عَنِ محمد بن إسحاق المسيبي فقال: ثقة [1] .
أَخْبَرَنَا علي بن محمد الدقاق قَالَ أنبأنا الْحُسَيْن بن هارون الضبي عن أَبِي العباس ابن سعيد. قَالَ: محمد بن إسحاق المسيبي نزل بغداد. سمعت إبراهيم بن إسحاق الصواف يقول: كان ثقة.
قال الخطيب [2] : حُدِّثت عَنْ مُحَمَّد بْن عمران المرزباني قَالَ حَدَّثَنِي عبد الباقي بن قانع قال: محمد بن إسحاق المسيبي ثقة.
أخبرنا ابن الفضل القطّان قال أنبأنا على بن إبراهيم المستملي قال نبأنا أبو أحمد بن فارس قال نبأنا محمد بن إسماعيل البخاري. قَالَ: محمد بن إسحاق المسيّبي؛ أبو عبد الله مخزومي مدني سكن بغداد. توفي سنة ست وثلاثين ومائتين [3] .
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ قَالَ أنبأنا محمد بن المظفر قَالَ قَالَ عبد الله ابن محمد بن عبد العزيز البغوي: مات محمد بن إسحاق المسيبي ليومين بقين من ربيع الأول سنة ست وثلاثين ومائتين [4] .
54- محمد بن إسحاق السلمي [5] :
أحد الغرباء المجهولين. حدث عن عبد الله بن المبارك حديثا منكرا، رواه عنه سهل ابن بحر، وذكر أنه سمعه منه ببغداد.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْمُعَدَّلُ قَالَ نبأنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَوْشَبِيُّ قال نبأنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إسماعيل السّكري بعسكر مكرّم قال نبأنا سهل بن بحر قال نبأنا محمّد بن إسحاق السلمي ببغداد قال نبأنا ابن المبارك عن
__________
[1] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 24/403. وكذلك القولين التاليين.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] انظر الخبر في: التاريخ الكبير 1/ت 64.
[4] انظر الخبر في: تهذيب الكمال 24/403.
[5] 54- انظر: ميزان الاعتدال 3/477. والمنتظم 11/244.(1/252)
سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِي خَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خِيَارُ أُمَّتِي عُلَمَاؤُهَا، وَخِيَارُ عُلَمَائِهَا رُحَمَاؤُهَا، أَلا وَإِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ لِلْجَاهِلِ أَرْبَعِينَ ذَنْبًا قَبْلَ أَنْ يَغْفِرَ لِلْعَالِمِ ذَنْبًا وَاحِدًا، أَلا وَإِنَّ الْعَالِمَ الرَّحِيمَ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَإنَّ نُورَهُ قَدْ أَضَاءَ يَمْشِي فِيهِ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ كَمَا يَسْرِي الْكَوْكَبُ الدُّرِّيُّ [1] »
. 55- مُحَمَّد بْن إسحاق بْن إِبْرَاهِيم بْن أَبِي العنبس بن المغيرة بن ماهان؛ أبو العنبس الصيمري الشاعر [2] :
كان أحد الأدباء الملحاء، وكان خبيث اللسان، هاجي أكثر شعراء زمانه، وقدم بغداد ونادم جعفر المتوكل، وهو القائل يهجو أحمد بن المدبر:
أسَلُ الذي عطف الموا ... كب بالأعنة نحو بابك
وأراك نفسك مالكا ... ما لم يكن لك في حسابك
وأذل موقفي العز ... يز على وقوف في رحابك
ألا يطيل تجرعي ... غصص المنية من حجابك
أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ بْن حمويه الهمذاني بها قال أنبأنا أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي قَالَ أنشدنا أبو عمر لاحق بن الحسين قَالَ: أنشدنا على بن عادل بن وهب القطّان الحافظ لأبي العبس:
كم مريض قد عاش من بعد يأس ... بعد موت الطبيب والعواد
قد يصاد القطا فينجو سليما ... ويحل القضاء بالصياد
56- محمد بن إسحاق بن يزيد، أبو عبد الله، يعرف بالصيني [3] :
حَدَّث عَن عَبْد اللَّهِ بْن داود الخريبي وروح بن عبادة، ونصر بن حماد الوراق، وعمرو [4] بن عبد الغفار وأبي النضر هشام بن القاسم، وسلام بن واقد المروزيّ،
__________
[1] انظر الحديث في: حلية الأولياء 8/188. وأمالي الشجري 1/52، 62. والأحاديث الضعيفة 367. واللآلئ المصنوعة 2/117. والعلل المتناهية 1/132. وكنز العمال 28778.
والمنتظم 11/244.
[2] 55- انظر: الأنساب، للسمعاني 8/128، وإرشاد الأريب 6/401- 406. والأعلام 6/28، 29.
[3] 56- انظر: المنتظم 11/244. وميزان الاعتدال 3/477 وفيه: «الضبي» بدلا من «الصيني» .
والأنساب للسمعاني 8/131- 132. والجرح 3/2/196.
[4] في المطبوعة والأصل: «عمر بن عبد الغفار» تحريف.(1/253)
وعبد الله بن نافع الصائغ، وغيرهم. روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا، وأبو بكر بن داود السجستاني، ومحمد بن حنيفة، وعلي بن عبد الله بن مبشر الواسطيّان، ومحمّد ابن موسى الصيدلاني، وبكر بن أحمد بن مقبل البصري، وعَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الحجاج بن رشدين المصري.
وقَالَ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبِي حاتم الرَّازِيّ: كتبت عنه بمكة، وسألت عنه أبا عون بن عمرو بن عون فتكلم فيه. وَقَالَ: هو كذاب، فتركت حديثه [1] .
أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ قال نبأنا محمّد بن المظفر الحافظ قال نبأنا عبد الرّحمن بْن مُحَمَّد بْن الحجاج بْن رشدين قَالَ نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ يَزِيدَ الْبَغْدَادِيُّ قَالَ: نا عمّار أبو ياسر البصريّ قال: نا فضالة بن دينار الشحام البصريّ قال نا ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا بُويِعَ لِخَلِيفَتَيْنِ فَاقْتُلُوا الآخَرَ مِنْهُمَا [2] »
. أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ قال: نا سليمان بن أحمد الطبراني قال نبأنا محمّد ابن حنيفة الواسطيّ وبكر بن مقبل البصريّ. قالا: نبأنا محمد بن إسحاق الصيني.
وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ- وَاللَّفْظُ لَهُ- قَالَ: قَرَأْنَا عَلَى أَبِي الْحُسَيْنِ بْنِ مُظَفَّرٍ حَدَّثَكُمْ أَبُو محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الحجّاج بن رشدين قال نا شُعْبَةُ عَنِ السُّدِّيِّ عَنْ مِقْسَمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم وَقَفَ عَلَى قَتْلَى بَدْرٍ فَقَالَ: «جَزَاكُمُ اللَّهُ مِنْ عِصَابَةٍ شَرًّا، فَقَدْ خَوَّنْتُمُونِي أَمِينًا، وَكَذَّبْتُمُونِي صَادِقًا» . ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى أَبِي جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ فَقَالَ: «هَذَا أَعْتَى عَلَى اللَّهِ مِنْ فِرْعَوْنَ، لَمَّا أَيْقَنَ بِالْمَوْتِ وَحَّدَ اللَّهَ، وَإِنَّ هذا لما أوقن بِالْمَوْتِ دَعَا بِاللاتِ وَالْعُزَّى [3] »
. قَالَ ابْنُ غَالِبٍ قَالَ لَنَا أَبُو الْحَسَنِ الدارقطني. تفرد به نصر بن حماد عن شعبة، وتفرد به محمّد بن إسحاق الصيني عنه.
قال الشيخ أبو بكر: وقد روى لنا عنه نَصْرِ بْنِ حَمَّادٍ مِنْ غَيْرِ طَرِيقِ الصِّينِيِّ.
__________
[1] انظر الخبر في: الجرح والتعديل 3/2/196.
[2] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الإمارة. والسنن الكبرى للبيهقي 8/144. ومشكاة المصابيح. ومجمع الزوائد 5/198. وإتحاف السادة المتقين 2/232.، كنز العمال 14807.
[3] انظر الحديث في: العلل المتناهية، لابن الجوزي 1/301. ومجمع الزوائد 6/91. وكنز العمال 29873.(1/254)
أخبرناه على بن المحسن القاضي قال نبأنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أحمد بن الحسن القرميسيني قال نبأنا أَبُو الْحَسَن عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْن بْنِ أَحْمَد الحراني قال: نبأنا عبدان بن الجنيد قال: نبأنا نصر بن حمّاد الورّاق قال: نبأنا شُعْبَةُ عَنِ السُّدِّيِّ عَنْ مِقْسَمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: وَقَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَتْلَى بَدْرٍ فَقَالَ: «جَزَاكُمُ اللَّهُ مِنْ عِصَابَةٍ شَرًّا، فَقَدْ خَوَّنْتُمُونِي أَمِينًا، وَكَذَّبْتُمُونِي صَادِقًا [1] » . ثُمَّ سَاقَ الْحَدِيثَ.
57- محمد بن إسحاق بن جعفر، وقيل: محمد بن إسحاق بن محمد، أبو بكر الصاغاني [2] :
سكن بغداد. كان أحد الأثبات المتقنين، مع صلابة في الدين واشتهار بالسنة، واتساع في الرواية، ورحل في طلب العلم، وكتب عن أهل بغداد والبصرة والكوفة، والمدينة ومكة، والشام ومصر.
وسمع يعلى بن عبيد الطنافسي، وَجعفر بْن عون العمري، وَعبيد اللَّه بْن موسى العبسي، ومحاضر بن المورع، ويزيد بن هارون، وروح بن عبادة، وعبد الوهاب بن عطاء، وعبد الوهّاب بن يوسف التنيسي، وسعيد بن أبي مريم المصري، وأبا اليمان الحمصي، وأبا مسهر الدمشقي، وخلقا كثيرا من طبقتهم. حدث عنه: موسى بْن هارون، وأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، وعَبْد اللَّهِ بن أحمد بن حنبل، وجعفر الفريابي، وأحمد بن هارون البرديجي، وعبد اللَّه بْن مُحَمَّد البغوي، ويحيى بْن محمد بن صاعد، والْحُسَيْن بْن إِسْمَاعِيل المحاملي، ومُحَمَّد بْن مَخْلَد الدوري، ومحمد بْن أَحْمَدَ الحكيمي، وإسماعيل بن مُحَمَّد الصَّفَّار، وأَبُو الْحُسَيْنِ بن المنادي، وغيرهم. وحدث عنه أيضا: مسلم بن الحجاج النيسابوري، وأبو عيسى الترمذي، وأبو عبد الرحمن
__________
[1] انظر التخريج السابق.
[2] 57- انظر تهذيب الكمال 24/366. والجرح والتعديل: 7/الترجمة 1099، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه، الورقة 151، والسابق واللاحق: 322، والجمع لابن القيسراني: 2/468، وأنساب السمعاني: 8/9، 68، والمعجم المشتمل، الترجمة 757، والمنتظم لابن الجوزي:
6/247، 289، 357، 359، وتهذيب التهذيب: 1/77، وسير أعلام النبلاء: 12/592، والكاشف: 3/الترجمة 4781، وتذهيب التهذيب: 3/الورقة 183، والعبر: 2/46، 283 وتاريخ الإسلام، الورقة 54 (أوقاف 5882) ، ونهاية السول، الورقة 315، وتهذيب التهذيب:
9/35- 37، والتقريب: 2/144، وخلاصة الخزرجي: 2/الترجمة 6045، وشذرات الذهب: 2/160. والمنتظم 12/240.(1/255)
أحمد بن شعيب النسائي، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة النيسابوري، في كتبهم الصحاح.
وبلغني عن أبي مزاحم الخاقاني قَالَ: كان الصاغاني يشبه يحيى بن معين في وقته.
وَقَالَ الدارقطني: وكان ثقة وفوق الثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْن أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى بْنِ هَارُونَ بْنِ الصَّلْتِ الأهوازي قال نا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ المحامليّ إملاء قال نا الصاغاني قال نا أبو همّام قال نا القاسمي بن مالك نا لَيْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تَدَعُوا الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ فَإِنَّ فِيهِمَا الرَّغَائِبَ [1] »
. أَخْبَرَنَا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال: نا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال نا محمد بن إسحاق بن محمد الصاغاني- وسأله أبي- فقال له: إلى أي قبيلة تنسب يا أبا بكر؟ فقال: إن جدي كان في الصحراء فاستقبله رجل فقال له:
أسلم، فأسلم وقطع الزّنار.
أخبرنا الْبَرْقَانِيُّ قَالَ أنبأنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ قال نبأنا الحسن بن رشيق قال: نبأنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي عَنْ أَبِيهِ. ثُمَّ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصوري قال أنبأنا الخصيب بْن عَبْد اللَّه الْقَاضِي قَالَ ناولني عبد الكريم بْن أبي عبد الرحمن وكتب لي بخطه قَالَ سمعت أبي يقول: محمد بن إسحاق صاغاني ثقة. وكنيته أبو بكر.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الدَّقَّاق قَالَ قرأنا على الْحُسَيْن بن هارون الضبي عن أَبِي الْعَبَّاس بْن سَعِيد قَالَ سمعت عَبْد الرحمن بن يوسف بن خراش يقول: أبو بكر بن إسحاق ثقة مأمون.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر قَالَ نبأنا مُحَمَّد بْن مظفر قَالَ: قَالَ عَبْد اللَّهِ بن محمد البغوي: مات محمد بن إسحاق الصاغاني في صفر سنة سبعين ومائتين [2] .
قرأتُ عَلَى الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر عن أحمد بن كامل القاضي.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بن محمّد بن جعفر البزّار قال نبأنا
__________
[1] انظر الحديث في: المعجم الكبير للطبراني 12/408. ومجمع الزوائد 2/217. والترغيب والترهيب 1/398.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(1/256)
مُحَمَّد بْن العباس الخزاز قَالَ قرئ على أبي الْحُسَيْن أَحْمَد بْن جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن عبد الله المنادي وأنا أسمع. قالا: مات محمد بن إسحاق الصاغاني لسبع خلون من صفر سنة سبعين ومائتين. زاد بن المنادي وذلك يوم الخميس [1] .
58- محمد بن إسحاق بن عمار الدوري:
حدث عن سليمان بن داود الشاذكوني، روى عنه عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أبي سعيد البزار.
59- محمد بن إسحاق الخياط:
حدث عن أبي منصور الحارث بن منصور الواسطي. روى عنه الْقَاضِي أَبُو عَبْد اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْن إِسْمَاعِيلَ المحاملي.
60-[1] محمد بن إسحاق البغوي [2] :
سكن بغداد، وحدث بِهَا عن أبي الوليد الطيالسي وعبيد الله بن محمّد بن عائشة، وخالد بن خداش. روى عنه: مُحَمَّد بن أَحْمَد بن يعقوب بن شيبة، وعبد الواحد بن محمّد الخصيبي [3] وعبد الصمد بن عَلِيّ الطستي وكَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رزق قال: نبأنا عبد الصّمد بن على الطّستي قال نبأنا محمّد بن إسحاق البغويّ قال: نبأنا خالد بن خداش قال نبأنا سُكَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِلْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ يَوْمَ عَرَفَةَ [يوم جمعة [4]] : «يا ابن أَخِي إِنَّ هَذَا يَوْمٌ، مَنْ مَلَكَ فِيهِ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ، غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ [5] » .
61- محمد بن إسحاق بن أسد، أبو جعفر الخراز، يعرف برزيق [6] :
وهو هروي الأصل حدث عن محمد بن معاوية النيسابوري، وداود بن رشيد الخوارزمي، وعبد الله بن عبد الوهاب البرجمي. روى عنه: محمد بن مخلد الدوري، وأبو مزاحم الخاقاني، وأحمد بن عثمان بن يحيى الأدمي، وما علمت من حاله إلا خيرا.
__________
[1] انظر الخبر في: المنتظم 12/241.
[2] 60- البغوي: هذه النسبة إل «بلدة من بلاد خراسان بين مرو وهراة يقال لها بغ وبغشور (الأنساب 2/254) .
[3] على الهامش: «ابن عبد الملك الفاسق» .
[4] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[5] انظر الحديث في: كنز العمال 12092.
[6] 61- انظر: الأنساب للسمعاني 5/66.(1/257)
أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان قال أنبأنا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ يَحْيَى الأَدَمِيُّ قَالَ نبأنا محمّد بن إسحاق الخراز قال نبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْبُرْجُمِيُّ قَالَ نبأنا عبد الله بن يحيى التوءم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ أُمِّهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَالَ، فَاتَّبَعَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِكُوزٍ مِنْ مَاءٍ. فَقَالَ: «مَا هذا يا عمر؟» . فقال ماء أتوضأ بِهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: «إِنِّي لَمْ أُؤْمَرْ كُلَّمَا بُلْتُ أَنْ أَتَوَضَّأَ، لَوْ فَعَلْتُهُ كَانَتْ سُنَّةً» .
قرأت فِي كتاب مُحَمَّد بْن مخلد الدوري بخطه: مات زريق أبو جعفر جارنا يوم الأحد لأربع عشرة خلت من شوال سنة أربع وثمانين ومائتين.
62- محمد بن إسحاق بن العباس بن سام:
وهو ابن عم جعفر بن أحمد بن العباس بن سام صاحب إسحاق الفروي، حدث عن يحيى بن أيّوب العائذ، وأحمد بن الحسن بن إسماعيل بن صبيح الكوفي، وأبي الصلت الهروي، وإسحاق بن وهب الواسطي العلاف. روى عنه أحمد بن كامل القاضي.
63- محمد بن إسحاق بن إسماعيل [البغداديّ [1]] :
حدث عَن منصور بْن أَبِي مزاحم. روى عنه أَبُو القاسم الطبراني.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ شَهْرَيَارَ التَّاجِرُ بِأَصْبَهَانَ قَالَ أَنْبَأَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ قَالَ نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْبَغْدَادِيُّ قَالَ نبأنا منصور بن أبي مزاحم قال نبأنا أبو إسماعيل المؤدّب عن يعقوب ابن عَطَاءٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا، أَوْ فَطَّرَ صَائِمًا، أَوْ جهز حاجا، فإن لَهُ مِثْلَ أَجْرِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَجْرِهِ شَيْئًا [2] » . قال سليمان: لم يروه عن أيّوب بن عطاء إلا أبو إسماعيل.
64- محمد بن إسحاق، أبو الفتح المؤدب [1] :
حدث عَن أَبِي عَبْد اللَّهِ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حنبل. روى عنه عبد الصمد بن علي الطستي.
__________
[1] 63- ما بين المعقوفتين إضافة من سند الرواية التالية.
[2] انظر الحديث في: مسند الإمام أحمد 5/234 والسنن الكبرى للبيهقي 4/240. ومجمع الزوائد 5/283. والترغيب والترهيب 2/255. والمعجم الكبير للطبراني 5/283. وكنز العمال 10711.(1/258)
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الدَّلالُ قَالَ نبأنا أبو الحسين عبد الصّمد ابن على الطّستي قال نبأنا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْمُؤَدِّبُ قَالَ نبأنا أحمد بن محمّد بن حنبل قال نبأنا عبد الرزاق بن همّام قال أنبأنا جعفر بن سليمان قال نبأنا ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُفْطِرُ قَبْلَ الصَّلاةِ عَلَى تَمَرَاتٍ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ حَسَا حَسَوَاتٍ مِنْ مَاءٍ [1] .
أَخْبَرَنَا علي بن محمّد السّمسار قال أنبأنا عبد الله بن عثمان الصّفّار قال نا عبد الباقي بن قانع: أن أبا الفتح المعلم مات في المحرم من سنة اثنتين وتسعين ومائتين.
65- محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن كامجر، المعروف والده بإسحاق بْن أبي إسرائيل [2] :
مروزي سكن بغداد.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن الْحُسَيْن المحتسب قَالَ قرأنا على أَحْمَد بْن [الفرج بْن [3]] الحجاج الوراق عَنْ أَبِي الْعَبَّاس أَحْمَد بْن محمد الكوفيّ قال: توفي محمّد بن إسحاق ابن إبراهيم بن أبي إسرائيل سنة ثلاث وتسعين ومائتين. قَالَ: ورأيته عندنا بالكوفة وببغداد يخضب بالحمرة.
66- محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن إبراهيم، أبو الحسن المروزي المعروف بابن راهويه [4] :
ولد بمرو ونشأ بنيسابور، وكتب ببلاد خراسان، والعراق والحجاز، والشام، ومصر، وسمع أباه إسحاق بن راهويه، وعلي بن حجر المروزيين، ومحمد بْن رافع القشيري، ومحمد بْن يَحْيَى الذهلي، وأحمد بن حنبل، وعليّ بن المديني، ويعقوب ابن حميد بن كاسب، وأبا مصعب الزهري، ويونس بن عبد الأعلى المصري، وعصام ابن رواد بن الجراح العسقلاني. وحدث ببغداد فروى عنه من أهلها: مُحَمَّد بن مخلد الدوري، وإسماعيل بن على الخطبي، وأحمد بن المفضل بن خزيمة، وعبد الباقي بن نافع القاضي، وجعفر بن محمد بن الحكم المؤدب، وجعفر بن أحمد بن سالم الختلي.
__________
[1] 64- انظر الخبر في: سنن أبي داود 2356. ومسند أحمد 3/146. وسنن الترمذي 696.
والأحاديث الضعيفة.
[2] 65- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/47.
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[4] 66- انظر: المنتظم 13/53. وميزان الاعتدال 3/475. والجرح والتعديل 7/196. وسير أعلام النبلاء 13/544. ولسان الميزان 3/375. والوافي بالوفيات 2/196. وشذرات الذهب 2/216.(1/259)
وكان عالما بالفقه جميل الطريقة مستقيم الحديث [1] .
أَخْبَرَنَا الحسن بْن أبي بكر قَالَ أنبأنا إسماعيل بن على الخطبي قال نبأنا محمّد بن إسحاق بن راهويه قال نبأنا أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ نبأنا أَبِي عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلا يَدْخُلْ بِحَلِيلَتِهِ الْحَمَّامَ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلا يَقْعُدْ عَلَى مَائِدَةٍ تُدَارُ عَلَيْهَا الْخَمْرُ- أَوْ قَالَ تُشْرَبُ عَلَيْهَا الْخَمْرُ- وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلا يَدْخُلِ الْحَمَّامَ إِلا بِمِئْزَرٍ [2] » .
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فَذَاكَرْتُ بِهَذَا الْحَدِيثِ أَبَا عُمَيْرٍ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ فَقَالَ: مَا ظَنَنْتُ أَنَّ فِي هَذَا حَدِيثًا مُسْنَدًا إِلا عِنْدِي.
حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ يَحْيَى بْنِ رَاشِدٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ أَنَّ النَّبِيَّ. صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلا يَدْخُلْ بِحَلِيلَتِهِ الْحَمَّامَ [3] » .
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السكري قَالَ أَنْبَأَنَا جعفر بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الحكم المؤدّب قال نبأنا محمّد بن إسحاق بن راهويه قال نبأنا محمّد بن رافع النّيسابوريّ قال نبأنا يحيى بن آدم قال نبأنا أبو يعقوب إسحاق بن راهويه قال أنبأنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ عَنْ أَبِي بَكَّارٍ الْحَكَمِ بْنِ فَرُّوخَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ كَانَ يُكَبِّرُ غَدَاةَ يَوْمِ عَرَفَةَ إِلَى آخِرِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ يُكَبِّرُ فِي الْعَصْرِ وَيَقْطَعُ فِي الْمَغْرِبِ.
قال محمد بن رافع: فسألت أبا يعقوب عن هذا الحديث وأعلمته أن يحيى بن آدم حَدَّثَنِي به فقال: قد كتب عني يحيى زهاء ثلاثة آلاف حديث في المذاكرة. قَالَ محمد: فحدثنا به إسحاق، قَالَ أبو الحسن بن راهويه: وَحَدَّثَنَا به أبي.
أَخْبَرَنِي محمد بن أحمد بن يعقوب قال: أنبأنا محمد بن عبد الله بن نعيم النَّيْسَابُورِيّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بن يعقوب يقول سمعت مُحَمَّد بْن إسحاق بْن إِبْرَاهِيم الحنظلي يقول: دخلت على أحمد بن حنبل فقال: أنت بن أبي يعقوب؟ قلت: بلى. فقال: أما إنك لو لزمته كان أكثر لفائدتك فإنك لم تر مثله.
__________
[1] انظر: المنتظم 13/53.
[2] انظر الحديث في: سنن الترمذي 2801 والمستدرك 4/288. والدر المنثور 2/223. وإتحاف السادة المتقين 2/407،، والترغيب والترهيب 1/142، 143، 145. والعلل المتناهية 1/340.
[3] انظر التخريج السابق.(1/260)
وَقَالَ ابن نعيم: سمعت أبا عبد الرحمن محمد بن مأمون الحافظ يقول: انصرف أبو الحسن محمد بن إسحاق بن إبراهيم إلى خراسان بعد وفاة أبيه بسنين. فصادف الليثية فلم يعرفوا حقه، إلى أن جلس الأمير أبو الهيثم خالد بن أحمد فقلده قضاء مرو أولا، ثم نيسابور، ثم انصرف إلى مرو وتوفي بها سنة تسع وثمانين ومائتين.
قال الشيخ أبو بكر الخطيب: وهذا القول خطأ؛ إنما قتلته القرامطة في طريق مكة حاجا بعد سنة تسعين.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن السمسار قال أنبأنا عبد الله بن عثمان الصفّار قال نبأنا عبد الباقي بن قانع أن محمد بن إسحاق بن راهويه مات في سنة أربع وتسعين ومائتين في طريق مكة.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد قال نبأنا محمد بن العباس قال قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع قَالَ: محمد بن إسحاق بن راهويه قتلته القرامطة مرجعه من الحج سنة أربع وتسعين ومائتين. وقد كنا سمعنا منه إذ كان بمدينتنا [1] .
67-[2] محمد بن إسحاق، واسم أبي إسحاق إبراهيم، [وكنية [3]] محمد: أبو العباس الصفار المعدل:
سمع أباه ومحمد بْن بكار بْن الريان، ويزيد بن خالد الرملي، وشريح بْن يونس، وَعبد اللَّه بْن عُمَر بْن مُحَمَّد بْن أبان الجعفي. روى عنه إسماعيل بن محمد الصفار، وأحمد بن عيسى بن الهيثم التمار، وَأَبُو سهل بْن زياد القطان، وعبد الباقي بن قانع الْقَاضِي، وأبو بكر الشافعي.
ولم أعرف من حاله إلا خيرا. والشافعي يسميه في بعض المواضع أحمد بن إسحاق.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ علي بن حبيش التّمّار وأبو الحسن مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ. قَالا: نبأنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار إملاء قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ الصَّفَّارُ.
وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَد بْن رزق قَالَ نبأنا عبد الباقي بن قانع القاضي قال نبأنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّفَّارُ الْمُعَدَّلُ.
__________
[1] انظر الخبر في: المنتظم 13/53.
[2] 67- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/53. وسؤالات الحاكم للدار قطني 222.
[3] في المطبوعة: «وكنيته» .(1/261)
وأخبرنا الحسن بن أبي بكر قال أنبأنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطّان قال نبأنا محمّد بن إسحاق الصّفّار قال نبأنا الحسن بن مكي قال نبأنا ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هريرة قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَّكِئًا عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَاسْتَقْبَلَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَقَالَ لَهُ: «يَا عَلِيُّ أَتُحِبُّ هَذَيْنِ الشَّيْخَيْنِ؟» قَالَ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قال: «أحبهما تدخل الجنة [1] » .
قال الخطيب: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَمِنْ حَدِيثِ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ. تَفَرَّدَ بِرِوَايَتِهِ الْحَسَنُ بْنُ مَكِّيٍّ عَنِ ابْنُ عُيَيْنَةَ، وَلَمْ نَكْتُبْهُ إِلا مِنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الصَّفَّارِ عَنْهُ.
68- محمد بن إسحاق بن مهران، أبو جعفر الشقاق [2] :
حدث عن إسحاق بن يوسف الأفطس. روى عنه عبد الله بن إسحاق الخراساني.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ أنبأنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيم الْمُعَدَّلُ قال نبأنا محمد بن إسحاق بن مهران أبو جعفر الشقاق قال نبأنا إسحاق بن يوسف الأفطس قال نبأنا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم:
«مَنْ كَانَتْ لَهُ أَرْضٌ أَوْ نَخْلٌ فَلا يَبِعْهَا حَتَّى يَعْرِضَهَا عَلَى شَرِيكِهِ [3] » .
69- محمد بن إسحاق، أبو جعفر البغدادي المؤدب:
حدث عَنْ عُبَيْد اللَّهِ بن مُحَمَّدِ بْنِ عائشة. روى عنه سليمان بن محمد الخزاعي الدمشقي.
70- محمد بْن إِسْحَاق بْن مُوسَى، أَبُو عَبْد اللَّهِ البزاز الخراساني:
قدم بغداد وحدث بها عَنْ مُحَمَّد بن عَلِيّ بن الْحَسَن بن شقيق. روى عنه إِسْمَاعِيل بن عَلِيّ الخطبي.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَخْلَدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُعَدَّلُ قَالَ حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ الْخُطَبِيُّ قَالَ
__________
[1] انظر الحديث في: كنز العمال 3616.
[2] 68- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/152. والأنساب للسمعاني 7/359.
[3] انظر الحديث في: سنن ابن ماجة 2493. والمعجم الكبير للطبراني 11/294. وإتحاف السادة المتقين 6/310. وكنز العمال 17692.(1/262)
نبأنا أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن مُوسَى الْبَزَّارُ- خُرَاسَانِيٌّ قَدِمَ عَلَيْنَا مَعَ الْحَاجّ- قال أنبأنا مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحَسَن بن شقيق قال نا أبي قال أنبأنا أَبُو حَمْزَةَ عَنْ جَابِرٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَذَّنَ سَبْعَ سِنِينَ مُحْتَسِبًا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بَرَاءَةً مِنَ النَّارِ [1] » .
71- محمد بن إسحاق بن موسى الْمَرْوَزِيّ:
قدم بغداد وحدث بِهَا عَن محمود بن العباس صاحب ابن المبارك، وعن علي بن الحسين المروزي. روى عنه مُحَمَّد بن مخلد، وعبد الباقي بن قانع، وسليمان بن أحمد الطبراني. وأخشى أن يكون الشيخ الذي روى عنه الخطبي عَنْ مُحَمَّد بن عَلِيّ بن الْحَسَن بن شقيق، والله أعلم.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْن شهريار الأصبهاني قال أنبأنا سليمان بن أحمد الطبراني قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ مُوسَى الْمَرْوَزِيُّ بِبَغْدَادَ قال نبأنا مَحْمُودُ بْنُ الْعَبَّاسِ صَاحِبُ ابْنِ الْمُبَارَكِ قَالَ نبأنا هُشَيْمٌ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أُعْطِيَ الذِّكْرَ ذَكَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى لأَنَّ اللَّهَ يَقُولُ: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ
وَمَنْ أُعْطِيَ الدُّعَاءَ أُعْطِيَ الإِجَابَةَ لأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ
وَمَنْ أُعْطِيَ الشُّكْرَ أُعْطِيَ الزِّيَادَةَ لأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يقول: لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ
[إبراهيم 7] وَمَنْ أُعْطِيَ الاسْتِغْفَارَ أُعْطِيَ الْمَغْفِرَةَ لأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً
[نوح 10] » [2] .
قَالَ سُلَيْمَانُ: لَمْ يَرْوِهِ عَنِ الأَعْمَشِ إِلا هُشَيْمٌ، تَفَرَّدَ بِهِ مَحْمُودُ بْنُ الْعَبَّاسِ.
72- مُحَمَّد بن إسحاق بن عبد الملك الهاشمي الخطيب [3] :
كان يلي صلاة الجمعة في المسجد الجامع بدار الخلافة وصلاة الأعياد في المصلى، وتوفي يوم السبت لست خلون من ذي الحجة سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة.
__________
[1] 70- انظر الحديث في: سنن الترمذي 206. والمعجم الكبير للطبراني 11/78. وشرح السنة 2/280. ومشكاة المصابيح 664. وتاريخ أصبهان 2/73. والعلل المتناهية 1/397. والأحاديث الضعيفة 850.
[2] 71- انظر الحديث في: العلل المتناهية 2/355. ومجمع الزوائد 10/149.
[3] 72- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/244.(1/263)
73- مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن مهران بْن عبد الله، أبو العباس السراج مولى ثقيف [1] :
وهو أخو إبراهيم وإسماعيل ابني إسحاق من أهل نيسابور. سمع قتيبة بن سعيد وإسحاق بن راهويه، والحسن بن عيسى الماسرجسي، وعمرو بن زرارة، ومحمد بن أبان البلخي، ومحمد بن عمرو زنيجا؟ ومحمد بن بكار بن الريان، ومحمد بْن حميد الرازي، وهناد بْن السري، ومحمد بن أبي عمرو العدني، وخلقا كثيرا من أهل خراسان، وبغداد، والكوفة، والبصرة، والحجاز، روى عنه: مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل البخاري، ومسلم بن الحجاج النيسابوري، وأبو حاتم الرازي.
وورد السراج بغداد قديما وحديثا، وأقام بها دهرا طويلا، ثم رجع إلى نيسابور واستقر بها إلى حين وفاته. وكان قد حدث ببغداد شيئا يسيرا، فسمع منه بها وروى عنه أهلها: أَبُو بَكْر بْن أَبِي الدُّنْيَا، ومحمد بْن مخلد العطار، ومحمد بْن الْعَبَّاس بْن نجيح، وَأَبُو عُمَر بن السماك. وحديثه عند الخراسانيين منتشر، وكان من المكثرين الثقات الصادقين الأثبات عني بالحديث، وصنف كتبا كثيرة وهي معروفة مشهورة [2] .
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ بن بزهان الغزّال قال نبأنا محمّد بن إسحاق السّرّاج قال نبأنا عَمْرُو بْنُ زُرَارَةَ النَّيْسَابُورِيُّ وَيَعْقُوبُ بْنُ مَاهَانَ: قالا. نبأنا القاسم ابن مَالِكٍ الْمُزَنِيُّ عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ قَالَ لِي عُمَرُ:
مَا حَبَسَكَ عَنِ الصَّلاةِ؟ قُلْتُ: لَمَّا أَنْ سَمِعْتُ الأَذَانَ تَوَضَّأْتُ ثُمَّ أَقْبَلْتُ. قَالَ عُمَرُ:
الْوُضُوءُ أَيْضًا؟ مَا بِهَذَا أُمِرْنَا. قَالَ: فَمَا تَرَكْتُ الْغُسْلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بَعْدُ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَر الأصبهانيّ بالري قال أنبأنا إسحاق بن أحمد القائني قَالَ أَنْبَأنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق السراج قَالَ نبأنا أبو همّام السكوني قال نبأنا مبشر- يعني ابن إسماعيل- قال نبأنا عبد الرحمن بن العلاء بن اللجلاج عن أبيه عن جده. قَالَ: أَسْلَمْتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وأنا ابن خمسين سنة، ومات اللجلاج وهو ابن عشرين ومائة سنة. قَالَ: ما ملأت بطني من طعام منذ أسلمت مع رسول
__________
[1] 73- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/252. وتذكرة الحفاظ 2/168. والأعلام 6/29 والرسالة المستطرفة 56. وشذرات الذهب 2/268.
[2] انظر: المنتظم 13/252.(1/264)
الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، آكل حسبي واشرب حسبي. قَالَ السراج: كتب عني هذا الحديث محمّد ابن إسماعيل البخاري.
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بن حفص بن الخليل الماليني قال أنبأنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ مُوسَى النجار قال نبأنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ خَالِدٍ الْمَرْوَزِيُّ قَالَ نبأنا محمّد بن إسماعيل البخاريّ قال نبأنا محمّد بن إسحاق السّرّاج قال نبأنا إبراهيم بن إسحاق قال نبأنا محمّد بن أبان قال نبأنا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَتَى الْجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ» [1] .
قَالَ الشيخ أبو بكر: قَالَ لنا أبو سعد: سمع مني أحمد بن منصور الحافظ هذا الحديث واستغربه.
وَقَالَ: للبخاري عن السراج أحاديث ولكن هذا غريب.
أَخْبَرَنَا علي بن أحمد بْن إِسْحَاق السراج قَالَ سَمِعْتُ أَحْمَد بْن سَعِيد الدارمي يَقُولُ عادني محمد بن كثير الصنعاني فقال لي: أقالك الله عثرتك. ورفع جثتك، وفرغك لعبادة ربك. قَالَ أبو العباس السراج: كتب عني هذه الحكاية أبو حاتم الرّازي.
فأخبرنا أبو القاسم رضوان بن مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَن الدينوري قَالَ أنبأنا أحمد بن عبد الله الأصبهانيّ قال نبأنا العبّاس بن أحمد الأردستاني قال نبأنا أبو حاتم الرّازي قال نبأنا أبو العباس محمد بن إسحاق الثقفي. فذكر مثله سواء غير أنه قَالَ: ورفع جنبك.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد بن عبد الله المعدّل قال أنبأنا الحسين بن صفوان البرذعيّ قال نبأنا عبد الله مُحَمَّد بْن أبي الدنيا قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن إسحاق الثقفي قَالَ قَالَ بعض الحكماء: المؤمن الكيس شديد الحذر على نفسه، يخاف على عقله الآفات من الغضب والهوى والشهرة والحرص والكبر والغفلة؛ وذلك أن العقل إذا كان هو القاهر الغالب ملك هذه الأخلاق الردية، وإذا غلب على العقل واحدة من هذه الأخلاق أورثته المهالك، وأحلت به النقمة وعدم من الله حسن المعرفة.
__________
[1] انظر الحديث في: سنن الترمذي 492، 493، 495. وسنن ابن ماجة 1088. ومسند أحمد 2/41، 42، 53، 75، 101، 115، 141، 145. وصحيح ابن حبان 564. وصحيح ابن خزيمة 1702.(1/265)
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يعقوب قال أنبأنا محمد بن عبد الله بن نعيم النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّد بْن جَعْفَر المزكي يقول سمعت أبا العباس السراج يقول: نظر محمد بن إسماعيل البخاري في كتاب التاريخ تصنيفي، وكتب منه بخطه أطباقا وقرأتها عليه. وَقَالَ أبو نعيم: سمعت أبا حامد أحمد بن محمد المقرى الواعظ يقول سمعت أبا تراب محمّد محمد بن يحيى، ثم خرجت أنا إلى العراق ومصر وانصرفت بعد سنين كثيرة إلى بغداد. وأبو العباس السراج بها يكتب عَن يَحْيَى بْن أَبِي طَالِب، وأبي قلابة، وطبقتهما، فقلت له: يا أبا العباس، كتبنا عنك في مجلس محمد بن يحيى وأنت إلى الآن تكتب؟: فقال: يا هذا أما علمت أن صاحب هذا الحديث لا يصبر؟ حدثت عَنْ أبي إسحاق إبراهيم بْن مُحَمَّد المزكي قَالَ سمعت أبا عبد الله العبدوي يقول سمعت أبا العباس السراج يقول: في سنة ثلاث وثلاثمائة كتبوا عني في مجلس محمد بن يحيى منذ نيف وستين سنة.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أحمد الواسطي قال أنبأنا محمد بن جعفر التميمي الكوفي قَالَ سَمِعْتُ أَبَا حامد أَحْمَد بْن مُحَمَّد الفقيه يقول سمعت أبا العباس السراج يوما يقول لبعض من حضر- وأشار إلى كتب منضدة عنده- فقال:
هذه سبعون ألف مسألة لمالك ما نفضت التراب عنها منذ كتبتها [1] .
أَخْبَرَنِي محمد بن أحمد بن يعقوب قال أنبأنا محمد بن عبد الله بن نعيم قَالَ سمعت أبا الوليد حسان بن محمد الفقيه يقول: دخل أبو العباس السراج على أبي عمرو الخفاف فقال له: يا أبا العباس من أين جمعت هذا المال؟ فقال: يا أبا عمرو بغيبة عن نيسابور مائة وعشرين سنة. قَالَ: وكيف ذاك؟ قَالَ غاب أخي إبراهيم أربعين سنة، وغاب أخي إسماعيل أربعين سنة، وغبت أنا مقيما ببغداد أربعين سنة. أكلنا الجشب، ولبسنا الخشن؛ حتى جمعنا هذا المال. ولكن أنت يا أبا عمرو من أين جمعت هذا المال؟
أتذكر إذ لحافك جلد شاة ... وإذ نعلاك من جلد البعير
فسبحان الذي أعطاك ملكا ... وعلمك الجلوس على السرير
قال الشيخ أبو بكر: إنما أخذ أبو العبّاس هذا الشعر عن حكاية ذكرها الأصمعي عن بعض الأعراب.
وأخبرناها الحسن بن أبي بكر قال نبأنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن
__________
[1] انظر الخبر في: المنتظم 13/252.(1/266)
زياد القطان قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ قَالَ حَدَّثَنَا الأصمعي. قَالَ: كان أعرابيان متواخيين بالبادية، غير أن أحدهما استوطن الريف، واختلف إلى باب الحجاج بن يوسف، واستعمله على أصبهان فسمع أخوه الذي بالبادية فضرب إليه، فأقام ببابه حينا لا يصل إليه، ثم أذن له بالدخول. فأخذه الحاجب فمشى به وهو يقول: سلم على الأمير. فلم يلتفت إلى قوله ثم أنشأ يقول:
فلست مسلما ما دمت حيا ... على زيد بتسليم الأمير
قَالَ زيد: لا أبالي. فقال الأعرابي:
أتذكر إذ لحافك جلد شاة ... وإذ نعلاك من جلد البعير
فقال: نعم، فقال الأعرابي:
فسبحان الذي أعطاك ملكا ... وعلمك الجلوس على السرير
أَخْبَرَنَا أبو زرعة روح بن محمد بن أحمد الرازي إجازة شافهني بها بالكرخ قال:
أنبأنا إبراهيم بن محمّد بن بشر قال أنبأنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قَالَ: محمد ابن إسحاق السراج النيسابوري صدوق ثقة.
أَخْبَرَنِي أَبُو طَالِبٍ مَكِّيُّ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عبد الرزاق الجريري قال نبأنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي قال قال: أبو العبّاس: محمّد بن إسحاق مجاب الدعوة [1] .
سَمِعْتُ أَبَا بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن غالب الخوارزمي يقول سمعت أبا العباس بن حمدان يقول سمعت محمد بن إسحاق السراج. يقول: رأيت في المنام كأني أرقى في سلم طويل، فصعدت تسعا وتسعين مرقاة، وكل من قصصت عليه ذلك يقول لي:
تعيش تسعا وتسعين سنة [2] . قَالَ ابن حمدان: فكان كذلك عمر السراج تسعا وتسعين سنة ثم مات.
قرأت فِي كتاب أَبِي الْحَسَن الدارقطني بخطه: أَخْبَرَنَا إبراهيم بن مُحَمَّد بن يحيى قَالَ: قَالَ أَبُو العباس السراج: ولدت في سنة ثمان عشرة ومائتين.
قال الشيخ أبو بكر: قرأت على قبر السراج بنيسابور في لوح عند رأسه مكتوبا: هذا قبر أبي العباس محمد بن إسحاق السراج، مات في سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة [3] .
__________
[1] انظر الخبر في: المنتظم 13/253.
[2] انظر الخبر في: المنتظم 13/253.
[3] انظر الخبر في: المنتظم 13/253.(1/267)
74- مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، أبو العباس الصيرفي الشاهد [1] :
حكى عن الزبير بن بكار حكاية:
أخبرنيها أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَر القطيعي قَالَ سمعت الحسين بْن مُحَمَّد بْن عبيد الدقاق يَقُولُ سمعت أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الشاهد يقول سألت الزبير بن بكار فقلت: منذ كم زوجتك معك؟ فقال: لا تسلني ليس يرد القيامة أكثر كباشا منها، ضحيت عنها سبعين كبشا.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو العلاء الواسطي قَالَ قَالَ لنا أَبُو عَبْد اللَّهِ الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن عبيد الله العسكري: توفي أبو العباس محمد بن إسحاق الصيرفي الشاهد لثلاث خلون من شوال سنة ست عشرة وثلاثمائة.
75- محمد بن إسحاق بن عبد الرحمن، أبو أحمد النيسابوري:
قدم بغداد وحدث بها عن عبد الله بن هاشم الطوسي، وأبي الأزهر أحمد ابن الأزهر، وأحمد بن يوسف السلمي. رَوَى عَنْهُ عَليّ بْن عُمَر السكري الحربي.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْمُعَدَّلُ قَالَ أنبأنا على بن عمر بن مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّيْسَابُورِيُّ قال نبأنا أحمد بن الأزهر قال نبأنا على بن عاصم قال أنبأنا يَحْيَى الْبَكَّاءُ قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَرْبَعٌ قَبْلَ الظُّهْرِ بَعْدَ الزَّوَالِ يَعْدِلْنَ بِمِثْلِهِنَّ مِنْ صَلاةِ اللَّيْلِ» . وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ مِنْ شَيْءٍ إِلا وَهُوَ يُسَبِّحُ اللَّهَ تَعَالَى تِلْكَ السَّاعَةَ [2] »
. 76- محمد بن إسحاق، أبو الطيب النحوي، يعرف بابن الوشاء [3] :
كان من أهل الأدب حسن التصانيف، مليح الأخبار، وحدث عَنْ عَبْد اللَّه بْن أَبِي سعد الوراق، وأحمد بن عبيد بن ناصح، ومحمد بن أحمد بن النّضر الكديمي، وأبي العبّاس ثعلب، والمبرد. روت عنه منية جارية خلافة أم ولد المعتمد على الله.
__________
[1] 74- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/276.
[2] 75- انظر الحديث في: سنن الترمذي 3128. والترغيب والترهيب 1/402، 405. والدر المنثور 4/120.
[3] 76- انظر: المنتظم لابن الجوزي 13/369، 370. والبداية والنهاية 11/188. وإرشاد الأريب 6/277. وبغية الوعاة 7. والأعلام 5/309.(1/268)
أَخْبَرَنِي أَبُو الْفَرَجِ الْحُسَيْن بْن عَلِيّ الطَّنَاجِيرِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هَارُونَ بْنِ الْبَزَّازِ الأَنْبَارِيُّ بِهَا قَالَ حَدَّثَتْنِي مُنْيَةُ الْكَاتِبَةُ جَارِيَةُ خَلافَةَ أُمِّ وَلَدِ الْمُعْتَمِدِ إِمْلاءً مِنْ لفظها قالت حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو الْوَرَّاقُ قَالَ نبأنا عمر بن شيبة قال نبأنا أَبُو غَسَّانَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «السَّخَاءُ شَجَرَةٌ فِي الْجَنَّةِ، فَمَنْ كَانَ سَخِيًّا أَخَذَ بِغُصْنٍ مِنْهَا، فَلَمْ يَتْرُكْهُ الْغُصْنُ حَتَّى يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ؛ وَالشُّحُّ شَجَرَةٌ فِي النَّارِ، فَمَنْ كَانَ شَحِيحًا أَخَذَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا، فَلَمْ يَتْرُكْهُ الْغُصْنُ حَتَّى يُدْخِلَهُ النَّارَ [1] »
. أَخْبَرَنَا أبو الفرج أحمد بن عمرو بن عثمان الغضاري قال نبأنا جعفر بن محمّد ابن نصير الخلدي قال نبأنا أحمد بن محمد بن مسروق قال نبأنا أبو محمّد عبد الله ابن أبي سعد قال نبأنا عمر بن شبة قَالَ حَدَّثَنِي أبو غسان محمد بن يحيى بإسناده مثله سواء.
77- محمد بْن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن عِيسَى بْن فروخ بن عبد الله، أبو بكر المزني [2] :
سكن الرقة وحدث بها عن أبي حفص عمرو بْن عَلِيّ الفلاس، وأبي الأشعث أَحْمَد بن المقدام العجليّ، وأَبُو عُبَيْد الله يَحْيَى بْن مُحَمَّد بْن السكن البزّار، والقاسم ابن أحمد بن بشر بن معروف، وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَيْشُونَ الْحَرَّانِيُّ. روى عنه أبو بكر الشافعي وأبو القاسم الطبراني، وعلي بْن مُحَمَّد بْن لؤلؤ الوراق، ومحمد بن المظفر الحافظ، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْن شهريار قال أنبأنا سليمان بن أحمد الطبراني قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ فَرُّوخَ البغداديّ بالرافقة قال نبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَيْشُونَ الْحَرَّانِيُّ قال نبأنا أَبُو قَتَادَةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَاقِدٍ الْحَرَّانِيُّ قال نبأنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَانَ يُوتِرُ ب سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى.
__________
[1] انظر الحديث في: إتحاف السادة المتقين 8/172. والكامل لابن عدي 2/236. والموضوعات لابن الجوزي 2/183.
[2] 77- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/370. وسؤالات حمزة السهمي للدار قطني 19.(1/269)
وقُلْ يَا أَيُّهَا الْكافِرُونَ
. وَقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ
» [1] . قَالَ سُلَيْمَانُ: لَمْ يَرْوِهِ عَنْ سُفْيَانَ إِلا أبو قتادة.
حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نصر الدينوري قَالَ سمعت حمزة بن يوسف السهمي بجرجان يقول: سألت الدارقطني عن محمد بن إسحاق بن عيسى بن فروخ المقري البغدادي. فقال: ثقة [2] .
أَخْبَرَنَا عُبيد الله بْن أَحْمَد بْن عُثمان الصيرفي قال أنبأنا أبو الحسن الدارقطني قَالَ:
محمد بن إسحاق بن عيسى بن فروخ البغدادي سكن الرقة توفي بعد العشرين والثلاثمائة.
78- محمّد بن إسحاق أبو عبد الله الصّيرفيّ المعدل [3] :
حدث بعكبرا عن زكريا بن يحيى المعروف بذكرويه صاحب سفيان بن عيينة، روى عنه [4] عمر بن القاسم بن محمّد المقرئ.
أخبرنا أحمد بن الحسين التوزي قال أنبأنا عُمَر بْن القاسم بْن مُحَمَّد المقرئ قَالَ نبأنا أبو عبد الله محمّد بن إسحاق الصريفيني بعكبرا قال نبأنا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الْمَرْوَزِيُّ. وَأَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الحرشي قال نبأنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال نبأنا أَبُو يَحْيَى زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الْمَرْوَزِيُّ قَالَ نبأنا سُفْيَانُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَتَى السَّاعَةُ؟
قَالَ: «وَمَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟» فَلَمْ يَذْكُرْ كَبِيرًا، إِلا أَنَّهُ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ. قَالَ: «فَأَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ» [5] . لَفْظُهُمَا سَوَاءٌ
. 79- محمد بن إسحاق بن محمد بن عبد الله، أبو جعفر الهروي [6] :
قدم بغداد وحدث بِهَا عَن عَبْد الله بن عروة الفقيه، والحسين بن إدريس الهروي.
روى عنه الحسين بْن أَحْمَد بْن دينار الدقاق، والمعافى بن زكريا الجريري.
__________
[1] انظر الحديث في: مسند أحمد 2/706، 407، 123. والمستدرك 2/257. والمصنف لابن أبي شيبة 2/298، 299، 14/263. وسنن الدارقطني 2/31. والمعجم الصغير للطبراني 2/71.
[2] انظر الخبر في: سؤالات السهمي للدارقطني 19.
[3] 78- انظر: الأنساب للسمعاني 8/59.
[4] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[5] انظر الحديث في مسند أحمد 3/165. وسنن الدارقطني 1/132. وفتح الباري 7/49.
وشرح السنة 13/61.
[6] 79- انظر: الجرح والتعديل 7/195.(1/270)
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْحَرْبِيُّ قال أنبأنا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ دِينَارٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ الهرويّ- قدم علينا- قال أنبأنا عبد الله بن عروة قال أنبأنا عَلِيُّ بْنُ غُرَابٍ قَالَ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرِّضَا.
وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْكَاتِبُ قَالَ قُرِئَ عَلَى مَنْصُورِ بْنِ مُحَمَّدٍ الأصبهانيّ وأنا أسمع قال نبأنا إسحاق بن أحمد بن زريك قال نبأنا محمّد بن سهل ابن عامر البجليّ قال نبأنا عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرِّضَا عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الإيمَانُ مَعْرِفَةٌ بِالْقَلْبِ، وَإِقْرَارٌ بِاللِّسَانِ، وَعَمَلٌ بِالأَرْكَانِ [1] » لَفْظُ حَدِيثِ الْحَرْبِيِّ
. 80- محمد بن إسحاق بن المرزبان الفارسي [2] :
قدم بَغْدَاد وحدث بِهَا عَن أَحْمَد بْن الحباب الحميري. وروى عنه أبو جعفر بْن شاهين.
أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أحمد الواعظ، قال: نا محمد ابن إسحاق الفارسيّ- قدم علينا- قال نبأنا أَحْمَدُ بْنُ الْحُبَابِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ غَيْلانَ الحميري قال نبأنا مكي بن إبراهيم قال: نا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ. أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لا يُقْطَعُ الْخَائِنُ، وَلا الْمُخْتَلِسُ، وَلا المنتهب [3] »
. قال الخطيب الشيخ أبو بكر: لا أعلم روى هذا الحديث عن ابن جريج مجودا هكذا غير مكي بن إبراهيم إن كان أحمد بن الحباب حفظه عنه فإن الثوري وعيسى ابن يونس وغيرهما ما رووه عن ابن جريج عن أبي الزبير ولم يذكروا فيه بقية الخبر، وكان أهل العلم يقولون: لم يسمع ابن جريج هذا الحديث من أبي الزبير. والله أعلم.
81- محمد بن إسحاق بن إبراهيم، أبو أحمد الهلالي [4] ، أظنه خراسانيا يعرف بالكوفي:
قدم بَغْدَاد وحدث بِهَا عَن يَحْيَى بْن مُحَمَّد بن غالب النسوي، روى عنه أبو الحسن الدّارقطنيّ.
__________
[1] انظر الحديث في: سنن ابن ماجة 65. والكنى للدولابي 2/11. وتنزيه الشريعة 1/151.
واللآلئ المصنوعة 1/18. وآمالي الشجري 1/10، 24. والموضوعات لابن الجوزي 1/128.
والدر المنثور 6/100.
[2] 80- الفارسي: هذا الاسم لعدة من المدن الكبيرة، وهي من الأقاليم المعروفة، أصلها ودار مملكتها شيراز (الأنساب 9/215) .
[3] انظر الحديث في: سنن ابن ماجة 2591 والعلل المتناهية 2/308.
[4] 81- الهلالي: بالكسر نسبة إلى هلال قبيلة من هوازن ومن النهر (لب الألباب ص 281) .(1/271)
82- محمد بن إسحاق [1] بن الأمام:
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ أحمد بن عبد الله بأصبهان قَالَ سمعت أبا الْحَسَن بْن مقسم يقول حَدَّثَنِي محمد بن إسحاق بن الإمام قَالَ حَدَّثَنِي أبي. قَالَ: سألت الحارث بن أسد المحاسبي ما تفسير: خير الرزق ما يكفي؟ قال: هو قوت يوم ليوم ولا يهتم لرزق غد.
83- محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن عثمان، أبو بكر بن أبي يعقوب المقرئ [2] :
حدث عن محمد بن حمزة بن زياد الطوسي، وسهل بن إسماعيل النصيبي، وَمحمد بْن عُبَيْد اللَّهِ المنادي. رَوَى عَنْهُ أَبُو الفتح عَبْد الْوَاحِدِ بْن مُحَمَّد بْن مسرور البلخي نزيل مصر، وعبيد الله بن أحمد المعروف بجحجح النحوي، وأبو الحسين بن جميع الصيداوي، وكان صدوقا.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيّ بْنِ أَبِي عَقِيلٍ الْقَاضِي بِصُورَ. وَأَبُو نَصْرٍ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ الْوَرَّاقُ بِصَيْدَا. وأَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عبد الله الصوري ببغداد. قالوا: أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بن جميع الغساني قال نبأنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن عثمان المقري أبو بكر ببغداد قال نبأنا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ زِيَادٍ الطوسي قال حدّثني أبي قال نبأنا شُعْبَةُ قَالَ أَخْبَرَنِي جَامِعُ بْنُ شَدَّادٍ الْمُحَارِبِيُّ قَالَ سَمِعْتُ حُمْرَانَ بْنَ أَبَانٍ يُحَدِّثُ أَبَا بُرْدَةَ فِي مَسْجِدِ الْبَصْرَةِ أَنَّهُ سَمِعَ عُثْمَانَ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ أَتَمَّ الْوُضُوءَ كَمَا أَمَرَهُ اللَّهُ فَالصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ كَفَّارَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنُّ [3] »
. زَادَ ابْنُ أَبِي عَقِيلٍ وَابْنِ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: وحَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ عَنْ عُثْمَانَ نَحْوَهُ.
قال الشيخ أبو بكر: بلغني أن هذا الشيخ كان حيا في سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة.
__________
[1] 82- في المخطوطة: «محمد بن إسحاق» في الموضعين.
[2] 83- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/62.
[3] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الطهارة 11. وسنن النسائي 1/91. وسنن ابن ماجة 459. ومسند أحمد 1/57، 69. وشرح السنة 1/327. والترغيب والترهيب 1/159.(1/272)
84- مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بن سليمان بن رازم بن روزبه، أبو بكر المؤدب، يعرف بالخشاب [1] :
حدث أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الثلاج عنه عن إبراهيم بْن الهيثم البلدي، وذكر أَنَّهُ سمع منه فِي سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة. قَالَ: وكان أطروشا.
85- محمد بن إسحاق بن محمد بن عيسى، أبو بكر التمار [2] ، يعرف بابن خضرون. ويقال ابن أبي خضرون:
حدث عن علي بن حرب الموصلي، وعباس بْن عَبْد اللَّه الترقفِي. روى عنه: محمد ابن إسماعيل الورّاق، ومحمّد بن الحسين بن سليم البزّار. وذكر أبو الفتح عبيد الله ابن أحمد النّحويّ جحجح: أنه توفي في آخر ذي الحجة من سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة. وكان ثقة.
86-[3] محمد بن إسحاق بن عبد الرحيم، أبو بكر السوسي [4] :
قدم بغداد في سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة. وحدّث بها عن الحسين بن إسحاق الدقيقي، وأبي سيار أحمد بن حمويه التستريين، وعبد الله بن محمد بن نصر الرملي، أحاديث مستقيمة. حَدَّثَنَا عنه أَبُو الْحَسَن بْن رزقويه، وَأبو الْحُسَيْن بن الفضل القطان.
وروى عنه أبو الحسن الدارقطني.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بن الحسن بن الفضل القطّان قال نبأنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السُّوسِيُّ قَالَ نبأنا الحسين بن إسحاق الدقيقي قال نبأنا يعقوب بن حميد قال نبأنا عبد الله بن موسى التّميميّ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ كَلَّمَ أَبَاهُ فِي الاسْتِخْلافِ. فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ حَافِظُ دِينِهِ، وَأَيَّ ذَلِكَ أَفْعَلُ؟ فَقَدْ بُيِّنَ لِي إِنْ لا أَسْتَخْلِفْ، فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَسْتَخْلِفْ، وَإِنْ أَسْتَخْلِفْ فَقَدِ اسْتَخَلَفَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
87- محمد بن إسحاق بن يعقوب بن إسحاق، أبو بكر الشيباني الطبري [5] :
قدم بغداد حاجا في سنة خمسين وثلاثمائة، وحدث بها عن محمد بن الفضل بن حاتم، وعَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم الرَّازِيّ. حَدَّثَنَا عَنْهُ ابن رزقويه.
__________
[1] 84- الخشاب: اسم لمن يبيع الخشب. (الأنساب للسمعاني 5/119) .
[2] 85- التمار: هذه النسبة إلى بيع التمر (الأنساب للسمعاني 3/75) .
[3] 86- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/121 والأنساب للسمعاني 7/190.
[4] السوسي: هذه النسبة إلى السوس والسوسة، أما السوس: فهي بلدة من كور الأهواز من بلاد خوزستان. (الأنساب للسمعاني 7/189، 190) وهي التي منها صاحب الترجمة.
[5] 87- انظر: المنتظم 14/192.(1/273)
حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رزق إملاء في سنة ست وأربعمائة قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ يَعْقُوبَ أَبُو بَكْرٍ الطَّبَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ حاتم أبو بكر الطّبريّ قال نبأنا إسماعيل بن بهرام قال نبأنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّلْحِيُّ عَنْ سُلَيْمٍ- يَعْنِي الْمَكِّيَّ- عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَمْرٍو عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ لَمْ تَكُنْ عِنْدَهُ صَدَقَةٌ فَلْيَلْعَنِ الْيَهُودَ فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ لَهُ [1] »
. 88-[2] مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ مَهْرَانَ أَبُو بَكْرٍ المقرئ، يعرف بشاموخ [3] :
حدث عن أبي العباس أحمد بن محمد البراثي، والحسن بن الحباب الدقاق، وأحمد بن يوسف بن الضحاك الفقيه، وعلي بن حماد الخشاب، وحديثه كثير المناكير. روى عنه: أبو يوسف بن عمر القواس، وعلي بن أحمد بن حمويه المؤدب، ومحمد بن أحمد بن رزقويه.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ هِلالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَفَّارُ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّوَيْهِ الْحُلْوَانِيُّ الْمُؤَدِّبُ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْمُقْرِئ قَالَ نبأنا على ابن حمّاد الخشّاب قال نبأنا على بن المديني قال نبأنا وكيع بن الجرّاح قال نبأنا سليمان بن مهران قال نبأنا جابر عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْلَةَ عُرِجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ؛ رَأَيْتُ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ مَكْتُوبًا لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ؟ على حب الله، والحسن والحسين صفوة الله، فاطمة خيرة الله، على باغضهم لعنة الله»
. قال الشيخ أبو بكر: هذا الحديث منكر بهذا الإسناد، وعلي بن حماد مستقيم الروايات لا يحتمل مثل هذا.
حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَلالُ قَالَ نبأنا يوسف بن أبي حفص الزاهد قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ إِمْلاءً قَالَ حَدَّثَنِي أبو النّضر الغازي قال نبأنا الحسن بن كثير قال نبأنا بكر بن أيمن القيسي قال نبأنا عامر بن يحيى الصريمي قال نبأنا الحسن
__________
[1] انظر الحديث في: الموضوعات لابن الجوزي 2/157. والأسرار المرفوعة 359. والفوائد المجموعة 65، 507. وتنزيه الشريعة 2/132. وكشف الخفا 2/382. واللآلئ المصنوعة 2/40.
والأحاديث الضعيفة 104.
[2] 88- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/153. وميزان الاعتدال 3/478، والأنساب 7/265.
[3] شاموخ: هذه النسبة إلى شاموخ، وهي قرية بنواحي البصرة (الأنساب 7/264)(1/274)
ابن كثير قال نبأنا أَبُو الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «إِذَا رَأَيْتُمْ مُعَاوِيَةَ يَخْطُبُ عَلَى مِنْبَرِي فَاقْبَلُوهُ، فَإِنَّهُ أَمِينٌ مأمون [1] »
. قال المؤلف: لم أكتب هذا الحديث إلا من هذا الوجه ورجال إسناده ما بين محمد بن إسحاق وأبي الزبير كلهم مجهولون.
حَدَّثَنِي الحسن بن أبي طالب قَالَ وجدت في كتاب أبي الفتح القواس: مات أبو بكر المعروف بشاموخ سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة.
89-[2] محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن أفلح بن رافع بن إبراهيم بن أفلح بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ رفاعة بن رافع، أبو الحسين الأنصاري الزرقي [3] :
وكان رفاعة بن رافع أحد النقباء عقبيا، وشهد أحدا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان محمد بن إسحاق نقيب الأنصار ببغداد، وحدث عن الحسن بن محمد بن شعبة الأنصاري، وعبد الله بن محمد البغوي. روى عنه: أحمد بن عمر البقال. وَقَالَ محمد بن أبي الفوارس: كان ثقة ولم أسمع منه.
حدثت عن أبي الْحَسَن مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس بْن أَحْمَد بْن الفرات. قَالَ: كان ابن إسحاق الزرقي ثقة جميل الأمر حافظا لأمور الأنصار ومناقبهم ومشاهدهم، وقد كتبت عنه شيئا يسيرا. وذكر لي أن كتبه تلفت. وتوفي في جمادى الآخرة سنة ست وستين وثلاثمائة، ودفن في مقابر الأنصار عند أبيه.
90- مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، أبو بكر النعالي [4] :
سمع علي بن دليل الوراق، وأبا سعيد بن رميح النسوي، ومن تلك الطبقة، حَدَّثَنَا عنه ابن أخته أبو علي الحَسَن بن الحُسَيْن بن العَبَّاس بن دوما النعالي. أخبرنا ابن دوما قَالَ حَدَّثَنِي خالي أبو بكر مُحَمَّد بن إسحاق النعالي قال نبأنا على
__________
[1] انظر الحديث في: ميزان الاعتدال 5044، 4149، 2178. واللسان 2/1037.
والمجروحين 1/157، 250، 2/172. والكامل لابن عدي 6/2416، 2/569، 627. لكن بلفظ «فاقتلوه» بدلا من «فاقبلوه» وبدون المقطع الأخير «فإنه أمين مأمون» .
[2] 89- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/250.
[3] الزرقي: هذه النسبة إلى بني زريق، وهم بطن من الأنصار يقال لهم بنو زريق بن عبد حارثة ابن مالك بْن غضب بْن جشم بْن الخزرج بْن حارثة بْن ثعلبة بْن عمرو بْن عامر بْن امرئ القيس بْن ثعلبة بْن مازن بن الأزد بن الغوص بْن نبت بْن مَالِك بْن زَيْد بْن كهلان بْن سبإ بْن يشجب بْن يعرب بن قحطان (الأنساب للسمعاني 6/268) .
[4] 90- النعالي: بالكسر، نسبة إلى بيع النعال (لب اللباب ص 264) .(1/275)
ابن الحسن بن دليل قال نبأنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ محمّد المقدمي قال نبأنا عمرو بن علي قَالَ سمعت أبا عاصم يقول سمعت وهيب بن الورد يقول: إذا أردت أن تذكر فضائل علي بن أبي طالب، فابدأ بفضائل أبي بكر وعمر، ثم اذكر فضائل علي. سألت ابن دوما عن وفاة خاله. فقال: مات قبل سنة سبعين وثلاثمائة.
91-[1] مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن يزيد بن مهران، أبو بكر الصفار [2] الضرير:
سمع عبد الله بن محمد البغوي، وإبراهيم بن حماد القاضي، وإسماعيل بن العباس الوراق، وأبا عروبة الحراني، ومحمد بن محمد بن النفاح الباهلي، وعبد الله ابن محمّد بن سلم المقدسي، وعلان الصيقل المصري.
روى عنه أبو الحسن الدارقطني، وَحَدَّثَنَا عنه أبو بكر البرقاني، وعلي بْنُ الْمُحْسِنِ التَّنُوخِيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ.
وَقَالَ لنا التنوخي: سمعت منه في سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة.
حَدَّثَنَا أبو بكر البرقاني قَالَ سألت محمد بن إسحاق الصفار عن مولده. فقال:
ولدت في شوال سنة تسع وثمانين ومائتين.
وسألت البرقاني عنه. فقال: شيخ ثقة فاضل أصله من الشام وسمع بمصر.
92- محمد بن إسحاق بن هبة الله بن إبراهيم بن المهتدي بالله، أبو أحمد الهاشمي [3] :
كان ينزل بالجانب الشرقي في جوار أبي الحسن بن الفرات. وحدّث عن الحسين ابن يَحْيَى بْنِ عَيَّاشٍ الْقَطَّانُ.
وأَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الهاشميّ بالبصرة قال نبأنا الحسين بن يحيى بن عياش قال نبأنا على بن مسلم قال نبأنا أبو داود قال أنبأنا شُعْبَةُ وَهِشَامٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: «الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَهُوَ مَاهِرٌ بِهِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ البررة، والذي يقرأ القرآن [4] » .
__________
[1] 91- انظر: المنتظم لابن الجوزي 14/340.
[2] الصفار: يقال لمن يبع الأواني الصفرية: الصفار (الأنساب 8/74) .
[3] 92- انظر المنتظم، لابن الجوزي 14/297.
[4] انظر الحديث في: سنن أبي داود 1451. ومسند أحمد 6/48، 192. كنز العمال 2267.(1/276)
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: «وَهُوَ عَلَيْهِ شَدِيدٌ» قَالَ شُعْبَةُ: «وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ لَهُ أَجْرَانِ» . لَفْظُهُمَا سَوَاءٌ.
قال أَبُو الفتح مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي الفوارس: حدث هذا الشيخ مدة يسيرة ولم أسمع منه شيئا، وتوفي ليلة الجمعة ودفن يوم الجمعة لأربع بقين من شوال سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة. أَخْبَرَنِي أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن الحسين التوزي قَالَ أنبأنا محمّد ابن أبي الفوارس بذلك.
قال الشيخ أبو بكر: وكل ما أذكره من وفاة الشيوخ عن ابن أبي الفوارس؛ فأخبرني ابن التوزي به عنه.
93- مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن عِيسَى بْن طارق، أبو بكر القطيعي [1] الناقد:
سمع محمد بن سليمان الباغندي، وأبا بكر بن أبي داود السجستاني، وعبد الله ابن محمد البغوي، والحسن بن محمد بن شعبة، وبدر بن الهيثم، وصالح بن أبي مقاتل، ويوسف بن يعقوب النيسابوري، ويَحْيَى بن مُحَمَّد بن صاعد، ومن في طبقتهم. حَدَّثَنَا عنه: أبو علي بن شاذان بحديث واحد، ومحمد بن الفرج البزّار وأبو القاسم الأزهري، والقاضيان أبو العلاء محمد بن علي، وأبو تمام علي بن محمد الواسطيان، وأحمد بن عمر بن روح النهرواني، والحسن بن محمد الخلال.
وَقَالَ محمد بن أبي الفوارس: كان يدعي الحفظ وفيه بعض التساهل.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّد بن إِسْحَاق القطيعي قال نبأنا عبد الباقي ين قانع قال نبأنا إسماعيل بن الفضل البلخيّ قال نبأنا مَكِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ مَالِكٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ مَكَّةَ وعلى رأسه المغفر.
قال الشيخ أبو بكر: لا نعلم أن إسماعيل بن الفضل روى عن مكي بن إبراهيم شيئا ولا أدركه؛ وقد أخطأ محمد بن إسحاق القطيعي في هذا الحديث وصوابه.
ما حَدَّثَنِي به عبيد الله بن أبي الفتح الفارسي قال نبأنا عبد الله بن عثمان الصّفّار قال نبأنا عبد الباقي بن قانع قال نبأنا إسماعيل بن الفضل قَالَ قرأت في كتاب مكي ابن إبراهيم حَدَّثَنَا ابن جريج فذكر بإسناده مثله، غير أنه لم ينسب أنسا.
__________
[1] 93- القطيعي: هذه النسبة إلى القطيعة، وهي مواضع وقطائع في محال متفرقة ببغداد (الأنساب 10/202) .(1/277)
قال المؤلف: قَالَ لي أبو القاسم الأزهري: توفي محمد بن إسحاق القطيعي في سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة. زاد غيره في شهر ربيع الآخر.
94- محمد بن إسحاق بن إبراهيم، أبو حاتم القاضي الهروي [1] :
أَخْبَرَنَا الحسن بن محمد الخلال قَالَ نبأنا أبو حاتم محمد بن إسحاق القاضي الهروي- قدم علينا- قال أنبأنا الحسن بن يعقوب قال نبأنا أحمد- يعني ابن الخليل- قال نبأنا أبو النّضر قال نبأنا الربيع بن صبيح عن يزيد الرقاشي. قَالَ قَالَ كعب:
لأغتسلن يوم الجمعة ولو كأسا بدينار.
95- مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن مُحَمَّد بْن الطل بن وائل، أبو بكر الأزدي الأنباري [2] :
سمع أحمد بن يعقوب القرنجلي. حَدَّثَنِي محمد بن علي الصوري: أنه سمع منه بالأنبار في سنة ثمان عشرة وأربعمائة. قَالَ: ومات في تلك السنة.
96- محمد بن إسحاق بن محمّد فدويه، أبو الحسن الكوفي المعدل [3] :
قدم علينا في سنة أربع وعشرين وأربعمائة، وَحَدَّثَنَا عن أبي الحسن بن أبي السري البكائي، وكان شيخا ثقة له هيئة حسنة ووقار ظاهر.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ فَدَوَيْهِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي جَامِعِ الْمَنْصُورِ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَكَّائِيُّ بالكوفة قَالَ نبأنا أبو جعفر محمّد بن عبد الله ابن سُلَيْمَانَ الْحَضْرَمِيُّ وَأَبُو حُصَيْنٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حَبِيبٍ الْوَادِعِيُّ إِمْلاءً سَنَةِ تِسْعِينَ وَمِائَتَيْنِ. قالا: نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ الْيَرْبُوعِيُّ قال نبأنا سفيان الثوري عن ابن إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ عَنْ أَبِيهِ. أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَرَرْتُ بِرَجُلٍ فَلَمْ يُضِفْنِي وَلَمْ يُقِرْنِي ثُمَّ مَرَّ بِي فَأَجْزِيهِ أَمْ أُقْرِيهِ؟ قال: «بل أقره» [4] .
قال الشيخ أبو بكر: لم يكن مع ابن فدويه لما قدم علينا غير جزء واحد فسمعناه منه، وكان أبو عبد الله الصوري قد كتب عنه بالكوفة أشياء من حديثه فسألته عنه
__________
[1] 94- انظر: الجرح والتعديل 7/195.
[2] 95- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/187.
[3] 96- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/346.
[4] انظر الحديث في: مسند أحمد 4/137. والسنن الكبرى للبيهقي 10/10. ومشكاة المصابيح 4248.(1/278)
فأثنى عليه خيرا. وَقَالَ: أصوله جياد، وسماعه صحيح، والشيخ في نفسه حسن الاعتقاد من أهل السنة، وليت كان كل ما لقيته بالكوفة مثله.
قال الشيخ أبو بكر: مات ابن فدويه بالكوفة في اليوم السادس من شوال من سنة ست وأربعين وأربعمائة.
وهذا ذكر من اسمه محمد واسم أبيه أحمد
جعلت ترتيبهم على حروف المعجم من أوائل أسماء أجدادهم لتقرب معرفته وتسهل طلبته.
97- محمّد بن أحمد بن حماد، أبو العباس بن الأثرم المقرئ [1] :
هكذا نسبه أبو الحسن الدارقطني، والمحسن بن علي التنوخي، وسمعت القاضي أبا عمر القاسم بن جعفر الهاشمي بالبصرة ينسبه كذلك غير مرة.
وَقَالَ أبو بكر بن شاذان: هو محمد بن أحمد بن حماد بن إبراهيم بن ثعلب بن الشد. وكذلك قرأت في أصل ابن شاذان بخطه. سمع الحسن بن عرفة، وحميد بن الربيع، وعمر بن شبة، وبشر بن مطر، وعلي بن حرب، وسعدان بن يزيد، وحمد بن منصور الرمادي، وعباس بْن عَبْد اللَّه الترقفي، وعباس بْن محمد الدوري، وأحمد بن يحيى السوسي، وعلي بن داود القنطري. كتب الناس عنه بانتقاء عمر البصري، وحدث عنه محمد بن المظفر، وأحمد بن إِبْرَاهِيم بن شاذان، وأبو الْحَسَن الدارقطني، وعمر بن إبراهيم الكتاني. وكان الأثرم يسكن في درب يعقوب بن سوار، ثم انتقل إلى البصرة فسكنها حتى مات بها. حَدَّثَنَا عنه من البصريين: الْقَاضِي أَبُو عُمَر بْن عَبْد الْوَاحِدِ الهاشمي، وعلي بْن القاسم بن النجاد المعدل، والحسن بن علي النيسابوري.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ الْهَاشِمِيُّ قال نبأنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ الأثرم قال نبأنا على بن حرب الطائي قال نبأنا الْحَارِثُ بْنُ عِمْرَانَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ. قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «تَخَيَّرُوا لِنُطَفِكُمْ ولا تضعوها إلا في الأكفاء [2] » .
__________
[1] 97- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/67.
[2] انظر الحديث في: الكامل لابن عدي 2/614. وفتح الباري 9/125. وكشف الخفا 2/270.(1/279)
قال الشيخ أبو بكر: هذا حديث غريب من حديث بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ، اشْتُهِرَ بِرِوَايَةِ الْحَارِثِ بْنِ عِمْرَانَ الْجَعْفَرِيِّ عَنْهُ.
وقد روى أيضا عن أبي أمية بن يعلى؛ وعكرمة بن إبراهيم، وأيوب بن واقد، ويحيى بن هاشم السمسار عن هشام.
واختلف على الحكم بن هشام العقيلي فيه فرواه أبو النضر إسحاق بن إبراهيم الدمشقي عنه عن هشام؛ ورواه هشام بن عمار عن الحكم بن هشام عن مندل بن علي عن هشام وكل طرقه واهية. وروى عن قتادة عن عروة عن عائشة كذلك.
حدث به أبو معاوية الضرير عن المختار بن منيح عن قتادة. ويقال: لم يروه عن المختار غير أبي معاوية. ورواه أبو المقدام هشام بن زياد عن هاشم بن عروة عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلا. وهو أشبه بالصواب. والله أعلم.
حدّثنا القاضي عَلِيّ بْن المحسن التنوخي قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قال نبأنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَحْمَدَ بن حماد [بن إبراهيم [1]] بن ثعلب الأثرم بالبصرة في سنة خمس وثلاثين [وثلاثمائة [2]] . ومولده بسر من رأى سنة أربعين ومائتين.
أَخْبَرَنِي أَبُو طاهر حمزة بْن مُحَمَّد بْن طاهر الدقاق قال أنبأنا على بن عمر الدّارقطنيّ قال نبأنا أبو العباس بن الأثرم الخياط المقرى: محمد بن أحمد شيخ ثقة فاضل. سمعت أبا محمد الحسن بن علي بن أحمد النّيسابوريّ وأبا عبد الله الحسين ابن محمد القساملي جميعا بالبصرة يقولان: مات الأثرم في سنة ست وثلاثين وثلاثمائة.
98-[3] محمد بن أَحْمَد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عبدوس بن كامل، أبو الحسين الدلال [4] ، يعرف بالزعفراني:
سمع أبا الحسن علي بن محمّد المصري، وأبا عمرو بن السماك، ومُحَمَّد بن الْحَسَن بن زياد النقاش، وأبا بكر الشافعي، وحبيب بْن الحسن القزاز ونحوهم.
حَدَّثَنِي عنه القاضي أبو القاسم التنوخي أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ الْمُحْسِنِ التَّنُوخِيُّ قَالَ نبأنا
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] 98- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 17/59.
[4] الدلال: هذه الحرفة لمن يتوسط بين الناس في البياعات وينادى على السلعة من كل جنس (الأنساب 5/385) .(1/280)
أبو الحسين محمّد بن أحمد الدلال الزعفراني قال نبأنا عثمان بن أحمد الدّقّاق قال نبأنا أَبُو عُمَرَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْعُطَارِدِيُّ الْكُوفِيُّ إِمْلاءً.
وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق قَالَ نبأنا أحمد بن عبد الجبّار قال نبأنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ- زَادَ الزَّعْفَرَانِيُّ- الشَّيْبَانِيُّ. ثُمَّ اتَّفَقَا عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ [1] »
. سألت أبا الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمُؤَدِّبُ المعروف بالزعفراني عن موت أبيه فقال مات في سنة ثلاث أو أربع وتسعين وثلاثمائة.
قال المؤلف: قال التّنوخيّ: كان أبو الحسن الزعفراني ثقة، وكان يختلف إلى أبي بكر الرّازي ويأخذ عنه الفقه.
99- محمد بن علي بن أحمد بن إبراهيم الموصلي [2] :
سكن بغداد وسمع الحديث من يحيى بن عبد الحميد الحماني ونظرائه، وكان من أهل الفهم والمعرفة، حكى عنه موسى بن هارون الحافظ.
كتب إِلَيَّ أَبُو الفرج مُحَمَّد بْن إِدْرِيس بْن مُحَمَّد الموصلي يذكر أن أَبَا مَنْصُور المظفر بن محمّد الطوسي حدّثهم قال نبأنا أَبُو زكريا يَزِيد بْن مُحَمَّد بْن إياس الأزديّ قال نبأنا موسى بن هارون الحمال قال نبأنا محمد بن علي بن أحمد بن إبراهيم الموصلي قَالَ رَأَيْتُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النوم. فقلت: يا رسول الله؛ إن يحيى الحماني حَدَّثَنَا عن عبد الرحمن بن يزيد بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عنك صلّى الله عليك أنك قلت: لَيْسَ عَلَى أَهْلِ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْشَةٌ فِي قُبُورِهِمْ وَلا فِي مَنْشَرِهِمْ وَكَأَنِّي بِأَهْلِ لا إِلَهَ إلا الله يَنْفُضُونَ التُّرَابَ عَنْ رُءُوسِهِمْ. ويَقُولُونَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ. فقال: «صدق ابن الحماني»
. 100- محمد بن أحمد بن إبراهيم بن داود بن أبان، أبو جعفر السراج [3] :
نيسابوري الأصل سمع علي بن الجعد، ويحيى بن معين، ومحمّد بن جعفر
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح البخاري 1/38، 2/102، 4/207، 8/54. وصحيح مسلم، المقدمة 3، 4. وفتح الباري 10/578.
[2] 99- الموصلي: بالفتح والسكون وكسر المهملة، نسبة إلى مدينة بالجزيرة (لب اللباب ص 255) .
[3] 100- السّرّاج: هذا منسوب إلى عمل السرج، وهو الذي يوضع علي الفرس (الأنساب 7/65) .(1/281)
الوركاني، وعبيد الله بن عمر القواريري، وأبا إبراهيم الترجماني، وعباد بن موسى الختلي. حدث عنه: محمد بن مخلد الدوري، وأبو عمرو بن السّمّاك، وعبد الصّمد ابن علي الطستي، وأبو سهل بْن زياد القطان. وأحاديثه مستقيمة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رزق قال نبأنا أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ محمّد الوكيل إملاء قال نبأنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بن داود النّيسابوريّ السّرّاج قال نبأنا أَبُو إِبْرَاهِيمَ التُّرْجُمَانِيُّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ الْكُوفِيُّ عَنْ سَعْدِ بْنِ طَرِيفٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ أَعْلاهَا الْحُلَلُ، وَمِنْ أَسْفَلِهَا خَيْلٌ بُلْقٌ مِنْ ذَهَبٍ مُسْرَجَةٌ مُلَجَّمَةٌ بِالدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ لا تَرُوثُ وَلا تَبُولُ ذَوَاتُ أَجْنِحَةٍ، فَيَجْلِسُ عَلَيْهَا أَوْلِيَاءُ اللَّهِ فَتَطِيرُ بهم حيث شاءوا. فيقول اللَّهُ تَعَالَى:
إِنَّهُمْ كَانُوا يَصُومُونَ وَكُنْتُمْ تُفْطِرُونَ، وَكَانُوا يَقُومُونَ اللَّيْلَ وَكُنْتُمْ تَنَامُونَ، وَكَانُوا يُنْفِقُونَ وَكُنْتُمْ تَبْخَلُونَ، وَكَانُوا يُجَاهِدُونَ الْعَدُوَّ وَكُنْتُمْ تَجْبُنُونَ [1] »
. أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان قال نبأنا محمد بن أحمد بن إبراهيم بن داود السّرّاج النّيسابوريّ قال نبأنا عبّاد بن موسى قال نبأنا أَزْهَرُ السَّمَّانُ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنْ عِمْرَانَ الْخَيَّاطِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: الْوِتْرُ عَلَى أَهْلِ الْقُرْآنِ سُنَّةٌ.
101-[2] محمد بن أحمد بن إبراهيم بن خالد بن يزيد، أبو عيسى البصري، يعرف بالشلاثائي [3] :
قدم بغداد في سنة تسع عشرة وثلاثمائة، وسكن بدرب الآجر، وحدّث عن نصر ابن علي، وبندار بن بشار، وإسحاق بن إبراهيم الشهيدي، وعمرو بن علي الصيرفي، ومحمد بن الوليد البسري، وزياد بن يحيى الحساني، والحسن بْن مُحَمَّد بْن الصباح الزعفراني. رَوَى عَنْهُ: أبو بكر بن شاذان، وأحمد بن محمد بن عمران بن الجندي.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ علي الواسطيّ، وأبو القاسم الأزهري، وعلي ابن أَبِي عَلِيٍّ الْمُعَدَّلُ، وأَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعْدُونٍ الْبَزَّازُ. قالوا: نا
__________
[1] انظر الحديث في: الموضوعات لابن الجوزي 3/255. واللآلئ المصنوعة 2/241. وإتحاف السادة المتقين 10/534.
[2] 101- انظر الأنساب للسمعاني 7/429.
[3] الشلاثائي: هذه النسبة إلى «شلاثا» وهي قرية من نواحي البصرة (الأنساب 7/429) .(1/282)
أحمد بن إبراهيم بن شاذان قال نبأنا أَبُو عِيسَى مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَصْرِيُّ الشُّلاثَائِيُّ قال نبأنا بندار محمّد بن بشّار قال نبأنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عمر بن نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ. قَالَ: قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّ أُمَّهَاتِ الأَوْلادِ لا يُبَعْنَ وَلا يُوهَبْنَ وَلا يُورَثْنَ، فإذا مات صاحبها فهي حرة.
قال الشيخ أبو بكر: لم أكتبه إلا بهذا الإسناد، والمحفوظ عن ابن عمر قَالَ: قضى عمر أن أمهات الأولاد.
102-[1] محمد بن أحمد بن إبراهيم بن قريش بن حازم بن صبيح بن صباح، أبو عبد الله الكاتب، يعرف بالحكيمي [2] :
سمع زكريا بن يحيى بن أسد المروزي، ومحمد بن عبد النور المقرئ، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، والعباس بن محمد الدوري، وَمحمد بْن عُبَيْد اللَّه المنادي، وَالحسن بْن مكرَم، وأحمد بن أبي خيثمة، وأبا قلابة الرقاشي، ومحمد بن الحسين الحبيني، وغيرهم من هذه الطبقة. روى عنه: أبو الحسن الدارقطني، وعُبَيْد اللَّهِ بْن عُثْمَان بْن يَحْيَى الدَّقَّاق، وأبو عمر بن حيويه، ومحمّد بن المرزباني. وَحَدَّثَنَا عنه: أَبُو عَبْد اللَّه أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن يوسف بن دوست البزاز، وأبو إسحاق إبراهيم بن مخلد ابن جعفر الباقرحي دو كان. بلخي الأصل ومنزله في درب الأعراب.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَخْلَدٍ قال نبأنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إبراهيم الحكيمي قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّاغَانِيُّ قَالَ أَخْبَرَنِي يَحْيَى بن معين قال نبأنا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ شِبْلٍ قَالَ أَخْبَرَنِي الْحَكَمُ بْنُ أَبَانٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحْكِي مُوسَى عَلَى الْمِنْبَرِ قَالَ: «وَقَعَ فِي نَفْسِ مُوسَى هَلْ يَنَامُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ؟ فَبَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِ مَلَكًا فَأَرَّقَهُ ثَلاثًا ثُمَّ أَعْطَاهُ قَارُورَتَيْنِ وَأَمَرَهُ أن يحتفظ بهما، فكان يَنَامُ وَتَكَادُ يَدَاهُ تَلْتَقِيَانِ، ثُمَّ يَسْتَيْقِظُ فَيُنَحِّي إِحْدَاهُمَا عَنِ الأخرى، حتى نام نومة فاصطكت يداه فانكفأت القارورتان. قال اللَّهُ لَهُ مَثَلا: إِنَّ اللَّهَ لَوْ كَانَ ينام لم تستمسك السموات والأرض [3] » .
__________
[1] 102- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/67. والأنساب للسمعاني 4/186، 187.
[2] الحكيمي: هذه النسبة إلى حكيم، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب (الأنساب 4/186) .
[3] انظر الحديث في: مجمع الزوائد 1/83. والعلل المتناهية 1/26، 27. والدر المنثور 5/255.
وكنز العمال 29852. والبداية والنهاية 1/292، 293.(1/283)
قال الشيخ أبو بكر: هكذا رواه أمية بن شبل عن الحكم بن أبان موصولا مرفوعا، وخالفه معمر بن راشد فرواه عن الحكم عن عكرمة قوله لم يَذْكُرْ فِيهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولا أبا هريرة.
أخبرناه الحسن بن علي الجوهري قال أنبأنا محمّد بن العبّاس الخزّاز قَالَ أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْن إِسْحَاق الْمَرْوَزِيّ قال نبأنا الحسن بن أبي الرّبيع قال أنبأنا عبد الرزاق قَالَ قَالَ معمر: أَخْبَرَنِي الحكم بن أبان عن عكرمة مولى ابن عباس في قوله تعالى: لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ
[البقرة 255] . أن موسى سأل الملائكة هل ينام الله تعالى؟
فأوحى الله إلى الملائكة وأمرهم أن يؤرقوه ثلاثا فلا يتركوه ينام؛ ففعلوا. ثم أعطوه قارورتين فأمسكهما ثم تركوه وحذروه أن يكسرهما. قَالَ: فجعل ينعس وهما في يديه في كل يد واحدة، قَالَ فجعل ينعس وينتبه حتى نعس نعسة فضرب إحداهما بالأخرى فكسرهما. فقال معمر: إنما هو مثل ضربه الله تعالى. يقول: فكذلك السموات والأرض في يديه.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن يوسف بن دوست قَالَ نبأنا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الحكيمي قَالَ نبأنا محمد بن القاسم. قَالَ سئل بعض المجان فقيل له: كيف أنت في دينك؟ فقال: أخرِّقه بالمعاصي وأرقعه بالاستغفار. سألت أبا بكر البرقاني عن الحكيمي فقال: ثقة إلا أنه لا يروى مناكير.
قال الشيخ أبو بكر: وقد اعتبرت أنا حديثه فقلما رأيت فيه منكرا.
ذكر أبو عبيد الله المرزباني فيما قرأت بخطه: أن الحكيمي ولد في ذي الحجة من سنة اثنتين وخمسين ومائتين.
أَخْبَرَنَا على بن محمّد بن الحسين السّمسار قال أنبأنا عبد الله بن عثمان الصّفّار قال نبأنا عبد الباقي بن قانع.
(ح) وَأَخْبَرَنَا الأزهري عَن طلحة بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر. قالا: مات الحكيمي في ذي الحجة. وَقَالَ طلحة: لأيام بقيت من ذي الحجة سنة ست وثلاثين وثلاثمائة.
ثم قرأت بخط عبيد الله بن عثمان بن يحيى الدقاق، وبخط أبي الحسن محمد بن العباس بن الفرات: توفي الحكيمي يوم الخميس لاثنتي عشرة ليلة بقيت من ذي الحجة سنة ست وثلاثين وثلاثمائة، ودفن يوم الجمعة.(1/284)
103- مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أَبُو سَعِيد الخوارزمي [1] :
قدم بغداد وحدث بِهَا عن يوسف بن محمد الطويلي، ويوسف هذا شيخ من أهل خوارزم ثقة نبيل. يروي عن قتيبة بن سعيد، ومحمّد الصباح الجرجرائي. حدث عن أبي سعيد المعافى بن زكريّا الجريري.
104- محمّد بن أحمد أبو عبد الله الرَّازِيّ [2] :
قدم بغداد وَحَدَّثَ بها عَنْ أَبِي عامر عمرو بن تميم الطبري. روى عنه المعافى بن زكريا أيضا.
105- محمد بن أحمد بن إبراهيم، أبو أحمد الفقيه الجرجاني [3] :
قدم بَغْدَاد وحدث بِهَا عَنْ أَحْمَد بْن العباس بن موسى العدوي. وروى عنه أبو الحسن علي بن عمر الحافظ الدارقطني.
106- محمد بن أحمد بن إبراهيم بْن سُلَيْمَان بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن عبد الله، أبو أحمد العسال الأصبهاني [4] :
سمع محمد بن أيوب الرازي، وإبراهيم بن زهير الحلواني، والحسن بن علي السري. وبكر بن سهل الدمياطي، ونحوهم. وقدم بغداد وحدث بها.
أنبأنا أبو سعد الماليني قال أنبأنا عبد الله بن عدي الجرجاني قَالَ سمعت محمد بن أحمد بن إبراهيم أبا أحمد العسال الأصبهاني ببغداد يقول حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عَمْرو بْن أَبِي عاصم النبيل فذكر عنه حديثا.
وقد حدّثنا عنه أبو نعيم يقول: ولي أبو أحمد العسال القضاء وكان من كبار الناس في الحفظ والإتقان والمعرفة [5] .
__________
[1] 103- الخوارزمي: هذه النسبة إلى بلدة خوارزم، لها ذكر في الفتوح على حدة، فتحها قتيبة بن مسلم (الأنساب 5/193، 194) .
[2] 104- الرّازي: هذه النسبة إلى الري، وهي بلدة كبيرة من بلاد الديلم بين قومس والجبال وألحقوا الزاي في النسبة تخفيفا، لأن النسبة على الياء مما يشكل ويثقل اللسان والألف لفتحة الراء على أن الأنساب مما لا مجال للقياس فيها والمعتبر فيها النقل المجرد (الأنساب 6/41) .
[3] 105- الجرجاني: هذه النسبة إلى بلدة جرجان، وهي بلدة حسنة فتحها يزيد بن المهلب أيام سليمان بن عبد الملك (23/221) .
[4] 106- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/130. وتاريخ أصبهان لأبي نعيم 2/283.
[5] انظر الخبر في تاريخ أصبهان 2/283.(1/285)
حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ على السّوذرجاني بأصبهان- وكان دينا ثقة صالحا- قَالَ سمعت أبا عبد الله بن مندة يقول: كتبت عن ألف شيخ لم أر فيهم أتقن من أبي أحمد العسال. قَالَ لي أبو نعيم الحافظ: توفي أبو أحمد العسال في شهر رمضان من سنة تسع وأربعين وثلاثمائة.
107- محمد بن أحمد بن إبراهيم بن بلال، أبو الحسن يعرف بالمتوثي [1] :
حدث عن بشر بن موسى الأسدي. حَدَّثَنَا عنه هلال بن محمد بن جعفر الحفار.
أَخْبَرَنَا هلال الحفار قال نبأنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن بلال المتوثي قال نبأنا بشر بن موسى قال نبأنا روح بْن عبادة عَنْ حَبِيب بْن الشهيد عَنِ الْحَسَن. قَالَ: ثمن الْجَنَّة لا إله إلا الله. لم يرو بشر بن موسى عن روح بن عبادة غير هذا الحديث.
108- محمد بن أحمد بن إبراهيم، أبو عبد الله الأصبهاني [2] :
سكن بغداد وحدث بها عن مُحَمَّد بن علي بن مخلد الفرقدي، والحسن بن محمد الداركي، وزنجويه بن محمد اللباد النيسابوري، وعبد الله بن إسحاق الخرجاني. حَدَّثَنَا عنه أبو الحسن مُحَمَّد بن أَحْمَد بن عمر الصابوني وأبو الحسن علي بن أَحْمَد الرزاز.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الصابوني قال أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أحمد ابن إبراهيم الأصبهانيّ قال أنبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ يُوسُفَ الْخَرْجَانِيُّ قال نبأنا أبي قال نبأنا طَارِقُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَخَذَ شِبْرًا مِنَ الأَرْضِ بِغَيْرِ حَقِّهِ، طَوَّقَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ [3] »
. قال الشيخ أبو بكر: هذا هو الخرجاني بالخاء المعجمة وليس بالجيم. وخرجان محلة بأصبهان.
سألت أبا نعيم الحافظ عن هذا الشيخ: فقال سمعت منه ببغداد وهو ثقة. حدثت عَن أَبِي الْحَسَن بْن الفرات. قَالَ: توفي أبو عبد الله محمد بن أحمد الأصبهاني في ذي القعدة سنة ستين وثلاثمائة. وكان ثقة جميل الأمر ذا هيئة.
__________
[1] 107- المتوثي: بالفتح وضم التاء المشددة، آخره مثلثة نسبة إلى متوث، بلد بين قرقوب والأهواز (لب اللباب ص 236) .
[2] 108- انظر: المنتظم، لابن الجوزي، 14/206.
[3] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب المساقاة 138، 139، 140. وصحيح البخاري 4/130.(1/286)
109- محمد بن أحمد بن إبراهيم، أبو الحسن الشافعي [1] :
سمع محمد بن عثمان بن أبي شيبة، والحسن بن المطيب الشجاعي. روى عنه إِبْرَاهِيم بْن مخلد بْن جَعْفَر.
قرأت بخط أَبِي الْقَاسِم عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن الثلاج الشاهد: توفي أبو الحسن محمد بن أحمد بن إبراهيم الشافعي البزاز يوم الخميس سلخ جمادى الأولى سنة ثمان وستين [وثلاثمائة [2]] .
110- محمد بن أحمد بن إبراهيم. أبو الفرج المقرئ، يعرف بغلام الشنبوذي [3] :
روى عَن أَبِي الحسن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن شنبوذ وغيره. كتب في القراءات وتكلم الناس في رواياته.
فحدثني أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن سُلَيْمَانَ بْن عَلِيٍّ المقرى الواسطي قَالَ: كان أبو الفرج الشنبوذي يذكر أنه قرأ عليه القرآن بحرف ابن كثير. وزعم أنه قرأ بذلك الحرف على أبي بكر بن مجاهد؛ فسألت أبا الحسن الدارقطني عنه فأساء القول فيه والثناء عليه.
سمعت أبا الْفَضْلِ عُبَيْدِ اللَّه بْن أَحْمَد بْن عَلِيٍّ الصيرفي يذكر أبا الفرج الشنبوذي فعظم أمره ووصف علمه بالقراءات وحفظه للتفسير.
وَقَالَ سمعته يقول: أحفظ خمسين ألف بيت من الشعر شواهد للقراءات.
قَالَ لي أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن سُلَيْمَانَ بْن عَلِيٍّ المقري: مولد الشنبوذي في سنة ثلاثمائة.
حَدَّثَنِي الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يعقوب: أن أبا الفرج الشنبوذي مات في سنة سبع وثمانين وثلاثمائة.
وحَدَّثَنِي الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِم عَلِيّ بْن المحسن قَالَ: مات أبو الفرج الشنبوذي يوم الاثنين الثالث عشر من صفر سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة.
__________
[1] 109- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/266.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] 110- انظر المنتظم، لابن الجوزي 15/11. وميزان الاعتدال 3/461- 462.(1/287)
111- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن إبراهيم بن عبد الله، أبو بكر البلخي [1] :
قدم بَغْدَاد وَحَدَّثَ بها عَنْ مُحَمَّد بن عمرو بن موسى العقيلي. حَدَّثَنَا عنه القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَعْقُوبَ قَالَ نبأنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْن عَبْد اللَّهِ البلخيّ ببغداد قال أنبأنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الْعُقَيْلِيُّ قَالَ نبأنا محمّد ابن إسماعيل وعليّ بن عبد العزيز. قالا: نا أبو غسان مالك بن إسماعيل قال نبأنا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ حَرْبٍ.
وأَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْحَسَنِ الشاهد بالبصرة قال نبأنا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ حَرْبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ عثمان ابن عَفَّانَ. قَالَ: لَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسْوَسَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ وَكُنْتُ فِيمَنْ وَسْوَسَ، فَمَرَّ عَلَيَّ عُمَرُ فَسَلَّمَ عَلَيَّ فَلَمْ أَرُدَّ عَلَيْهِ، فَأَتَى أَبَا بَكْرٍ فَشَكَانِي إِلَيْهِ. فَقَالَ: سَلَّمَ عَلَيْكَ أَخُوكَ فَلَمْ تُسَلِّمْ عَلَيْهِ؟ فَقُلْتُ: مَا عَلِمْتُ بِتَسْلِيمِهِ وَإِنِّي عَنْ ذَلِكَ لَفِي شُغْلٍ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَلِمَ؟ فَقُلْتُ: قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ أَسْأَلْهُ عَنْ نَجَاةِ هَذَا الأَمْرِ. فَقَالَ: قَدْ سَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ. فَقُمْتُ إِلَيْهِ فَاعْتَنَقْتُهُ. فَقُلْتُ: بأبي أنت وَأُمِّي أَنْتَ أَحَقُّ بِذَلِكَ. فَقَالَ: «مَنْ قَبِلَ الْكَلِمَةَ الَّتِي عَرَضْتُهَا عَلَى عَمِّي فَهِيَ لَهُ نَجَاةٌ [2] » لفظ حديث البلخيّ والآخر بنحوه.
قال الشيخ أبو بكر هكذا روى هذا الحديث عبد الله بن بشر الرقي عن الزهري.
وقيل عن مالك بن أنس وعن أبي ذئب جميعا عن الزهري مثله. ورواه ابن أخي الزهري- واسمه محمد بن عبد الله بن مسلم- وعمر بن سعيد بن سرحة التنوخي، وعيسى بن المطلب المديني، ثلاثتهم عن الزهري مثله. ورواه ابن أخي الزهري- واسمه محمد بن عبد الله بن مسلم- وعمر بن سعيد بن سرحة التنوخي، وعيسى بن المطلب المديني، ثلاثتهم عن الزهري عن ابن المسيب عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ عن عثمان. وكلا القولين وهم، والصواب عن الزهري. قَالَ: حَدَّثَنِي رجال من الأنصار لم يسمعهم أن عثمان دخل على أبي بكر. رواه كذلك عن الزهري الحفاظ من أصحابه. منهم يونس بن يزيد، وعقيل بن خالد، وغيرهما.
__________
[1] 111- البلخي: هذه النسبة إلى بلدة من بلاد خراسان يقال لها: بلخ، فتحها الأحنف بن قيس التميمي من جهة عبد الله بن عامر بن كريز زمن عثمان بن عفان رضي الله عنه (الأنساب 2/283) .
[2] انظر الحديث في: الكامل لابن عدي 4/1558. وكنز العمال 1410. ومسند أبي بكر 147. ومشكاة المصابيح 41.(1/288)
112- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن إبراهيم بن بو زيد، أبو عبد الله الفارسي:
حَدَّثَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ الهاشمي.
حَدَّثَنَا عنه القاضي أبو القاسم التنوخي حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمحسنِ من حفظه قَالَ نبأنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إبراهيم بن بو زيد قَرَابَةَ أَبِي عَلِيٍّ الْفَارِسِيِّ النَّحْوِيِّ- وَكَانَ يَنْزِلُ في درب الديزج. قال
نبأنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْهَاشِمِيُّ سَنَةَ أَرْبَعٍ وعشرين وثلاثمائة في دار نصر القشوري قال نبأنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الزُّهْرِيُّ قَالَ سَمِعْتُ مالكا قال ثنا ابْنُ شِهَابٍ عَنْ أَنَسٍ. أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ مَكَّةَ وَعَلَى رَأْسِهِ الْمِغْفَرُ. فَقِيلَ لَهُ: هَذَا ابْنُ خَطَلٍ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ. فَقَالَ: «اقْتُلُوهُ [1] »
. [قال المؤلف [2]] : قَالَ لنا علي بن المحسن لم يكن عند هذا الشيخ غير هذا الحديث، وذكر أن كتبه أحرقت.
113- محمد بن أحمد بن إبراهيم بن محمد، أبو بكر الكاتب [3] :
حدث عن محمد بن يحيى الصولي. حَدَّثَنَا عنه أَبُو طاهر مُحَمَّد بْن علي السماك، وذكر لنا: أَنَّهُ سمع منه فِي سنة تسع وتسعين وثلاثمائة.
114-[4] محمد بن أحمد بن إبراهيم بن جعفر، أبو إسحاق العطار، يعرف بالقديسي [5] :
سمع محمد بن مخلد الدوري. أدركته ولم أسمع منه شيئا لكن حَدَّثَنِي عنه أبو بكر البرقاني، وسألت عنه أبا القاسم الأزهري. فقال: ثقة.
115- محمد بن أحمد بن إبراهيم بن شاذي، أبو الحسن الهمدانيّ [6] :
قدم علينا حاجا وحدث ببغداد عن الفضل الكندي. كتبت عنه عند رجوعه من الحج، وذلك في سنة تسع وأربعمائة وكان ثقة.
__________
[1] 112- انظر الحديث في: صحيح البخاري 3/21، 4/82، 156 وصحيح مسلم، كتاب الحج، 450 وفتح الباري 4/59، 12/99.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] 113- الكاتب: اشتهر بها جماعة الكتابة المعروفة (الأنساب 10/303) .
[4] 114- انظر: الأنساب للسمعاني 10/77.
[5] القديسي: هذه النسبة إلى قديس، أو قديسة، وظني أنها من أعمال بغداد (الأنساب 10/77) .
[6] 115- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 158/180.(1/289)
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن إبراهيم بن شاذي فِي مسجد عَبْد اللَّه بْن المبارك بقطيعة الرّبيع قال نبأنا أبو العباس الفضل بن الفضل بن العباس الكندي بهمذان قال أنبأنا أبو يعلى الموصليّ قال نبأنا عبد الرّحمن بن سلّام قال نبأنا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ لَيْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: إن الله تعالى ليصلح بصلاح العبد ولده وولد ولده.
116- مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْمَاعِيل بْنِ عَنْبَسِ بن إسماعيل، أبو الحسين الواعظ، المعروف بابن سمعون [1] :
كان واحد دهره، وفريد عصره، في الكلام على علم الخواطر والإشارات ولسان الوعظ. دوّن الناس حكمته وجمعوا كلامه. وحدث عن عَبْد اللَّه بْنُ أَبِي دَاوُد السجستاني، وأحمد بن مُحَمَّدِ بن سلم المخرمي، ومحمد بن مخلد الدوري ومحمد ابن جعفر المطيري. ومحمد بن محمد بن أبي حذيفة، وأحمد بن سليمان بن زيان الدمشقيين، وعمر بن الحسن الشيباني. حَدَّثَنَا عنه: حمزة بن مُحَمَّدِ بْنِ طاهر الدقاق والقاضي أبو على بن موسى الهاشمي، والحسن بن محمد الخلال، وأبو بكر الطّاهري، وعبد العزيز بن علي الأزجي، وغيرهم. وكان بعض شيوخنا إذا حدث عنه قَالَ: حَدَّثَنَا الشيخ الجليل المنطق بالحكمة أبو الحسين بن سمعون.
أخبرني عبد العزيز بن على قال نبأنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَمْعُونَ الواعظ إملاء قال نبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ سَنَةَ أربع عشرة وثلاثمائة قال نبأنا مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ وَعَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ. قَالا: نبأنا الوليد قال نبأنا ابْنُ جَابِرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ رَبٍّ. يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا إِلا بَلاءٌ وَفِتْنَةٌ [2] »
. قَالَ لي عبد العزيز: ذكر لنا ابن سمعون أن جده إسماعيل كسر اسمه فقيل سمعون.
حَدَّثَنِي الحسن بن أبي طالب قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْحُسَيْن بْن سمعون يَقُولُ: ولدت في سنة ثلاثمائة.
حَدَّثَنَا أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب البرقاني قَالَ قلت لأبي الحسين بن
__________
[1] 116- انظر: المنتظم لابن الجوزي 15/3، وصفة الصفوة 2/266. وطبقات الحنابلة 2/155- 162. ووفيات الأعيان 1/492. وتبيين كذب المفتري 200- 206. والأعلام 5/312.
[2] انظر الحديث في: حلية الأولياء 5/162. وإتحاف السادة المتقين 8/111. وتاريخ ابن عساكر 6/412 (التهذيب) . وكنز العمال 30999.(1/290)
سمعون: أيها الشيخ وأنت تدعو الناس إلى الزهد في الدنيا والترك لها، وتلبس أحسن الثياب، وتأكل أطيب الطعام فكيف هذا؟ فقال: كل ما يصلحك لله فافعله إذا صلح حالك مع الله بلبس لين الثياب، وأكل طيب الطعام، فلا يضرك.
حَدَّثَنِي الْحَسَن بن مُحَمَّد الخلال قَالَ: قَالَ لي أبو الحسين سمعون: ما اسمك؟
فقلت: حسن. فقال: قد أعطاك الله الاسم فاسأله أن يعطيك المعنى.
حَدَّثَنَا أَبُو طَاهِرٍ عَبْد الْوَاحِدِ بْن عُمَر بْن المظفر الملاح. قَالَ سمعت ابن سمعون يقول: رأيت المعاصي نذالة، فتركتها مروءة، فاستحالت ديانة.
حَدَّثَنَا أبو بكر محمد بن محمد الطاهري. قَالَ سمعت أبا الحسين بن سمعون يذكر أنه خرج من مدينة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قاصدا بيت المقدس، وحمل في صحبته تمرا صيحانيا، فلما وصل إلى بيت المقدس ترك التمر مع غيره من الطعام في الموضع الذي يأوي إليه، ثم طالبته نفسه بأكل الرطب فأقبل عليها باللائمة. وَقَالَ: من أين لنا في هذا الموضع رطب؟ فلما كان وقت الإفطار عمد إلي التمر ليأكل منه فوجد رطبا صيحانيا: فلم يأكل منه شيئا، ثم عاد إليه في العشية فوجده تمرا على حالته الأولى، فأكل منه أو كما قال.
سمعت أبا الحسين أحمد بن على بن الحسين بن البادا يقول سمعت أبا الفتح القواس يقول: لحقتني إضاقة وقتا من الزمان، فنظرت فلم أجد في البيت غير قوس لي وخفين كنت ألبسهما، فأصبحت وقد عزمت على بيعهما؛ وكان يوم مجلس أبي الحسين بن سمعون. فقلت في نفسي: أحضر المجلس ثم انصرف فأبيع الخفين والقوس قَالَ: وكان القواس قل ما يتخلف عن حضور مجلس ابن سمعون.
قَالَ أبو الفتح: فحضرت المجلس فلما أردت الانصراف، ناداني أبو الحسين: يا أبا الفتح، لا تبع الخفين ولا تبع القوس فأن الله سيأتيك برزق من عنده. أو كما قَالَ.
حَدَّثَنِي رئيس الرؤساء شرف الوزراء أبو القاسم علي بن الحسن قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو طاهر مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن العلاف. قَالَ: حضرت أبا الحسين بن سمعون يوما في مجلس الوعظ وهو جالس على كرسيه يتكلم، وكان أبو الفتح القواس جالسا إلى جنب الكرسي فغشيه النعاس فنام، فأمسك أبو الحسين عن الكلام ساعة حتى استيقظ أبو الفتح ورفع رأسه. فقال له أبو الحسين: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في نومك؟
قَالَ: نعم: فقال أبو الحسين: لذلك أمسكت عن الكلام خوفا من أن تنزعج وتنقطع(1/291)
عما كنت فيه. أو كما قَالَ: وَحَدَّثَنِي رئيس الرؤساء أيضا. قَالَ حكى لي أبو على بن موسى الهاشمي قَالَ حكى لي دجى مولى الطائع لله. قَالَ: أمرني الطائع لله بأن أوجه إلى ابن سمعون فاحضره دار الخلافة، ورأيت الطائع على صفة من الغضب.
وكان يتقي في تلك الحال، لأنه كان ذا حدة فبعثت إلى ابن سمعون وأنا مشغول القلب لأجله، فلما حضر أعلمت الطائع حضوره، فجلس مجلسه فأذن له فدخل وسلم عليه بالخلافة، ثم أخذ في وعظه فأول ما ابتدأ به أن قَالَ: روى عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه وذكر [عنه [1]] خبرا وأحاديث بعده ثم قَالَ: روى عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ كرم الله وجهه وذكر عنه خبرا. ولم يزل يجري في ميدان الوعظ حتى بكى الطائع وسمع شهيقه، وابتل منديل بين يديه بدموعه، فأمسك ابن سمعون حينئذ. ودفع إلي الطائع درجا فيه طيب وغيره فدفعته إليه وانصرف. وعدت إلى حضرة الطائع فقلت: يا مولاي رأيتك على صفة من شدة الغضب على ابن سمعون، ثم انتقلت عن تلك الصفة عند حضوره. فما السبب؟
فقال: رفع إلي أنه ينتقص علي بن أبي طالب فأحببت أن أتيقن ذاك لأقابله عليه إن صح ذلك منه، فلما حضر بين يدي افتتح كلامه بذكر علي بن أبي طالب والصلاة عليه، وأعاد وبدأ في ذلك وقد كان له مندوحة في الرواية عن غيره وترك الابتداء به، فعلمت أنه وفق لما تزول به عنه الظنة، وتبرأ ساحته عندي، ولعله كوشف بذلك. أو كما قَالَ.
أَخْبَرَنِي الحَسَن بْن غالب بْن المبارك المقرئ قَالَ سمعت أبا الفضل التميمي يقول سمعت أبا بكر الأصبهاني- وكان خادم الشبلي. قَالَ: كنت بين يدي الشبلي في الجامع يوم الجمعة، فدخل أبو الحسين بن سمعون وهو صبي، وعلى رأسه قلنسوة بشفاشك مطلس بفوطة، فجاز علينا وما سلم، فنظر الشبلي إلى ظهره. وَقَالَ: يا أبا بكر تدري أيش لله في هذا الفتى من الذخائر؟.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ قَالَ: توفي أبو الحسين بن سمعون في ذي القعدة أو ذي الحجة سنة سبع وثمانين وثلاثمائة، الشك من أبي نعيم.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد العتيقي. قَالَ: سنة سبع وثمانين وثلاثمائة، فيها توفي أبو الحسين بن سمعون الواعظ يوم النصف من ذي القعدة، وكان ثقة مأمونا.
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(1/292)
[قال المؤلف [1]] : ذكر لي غير العتيقي أنه توفي يوم الخميس الرابع عشر من ذي القعدة، ودفن في داره في شارع العتابيين [2] ، فلم يزل هناك حتى نقل يوم الخميس الحادي عشر من رجب سنة ست وعشرين وأربع مائة، فدفن بباب حرب. وقيل لي إن أكفانه لم تكن بليت بعد.
117- محمد بن أَحْمَد بن إسحاق بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن زيد، أبو عمرو النيسابوري:
ذكر أبو القاسم بن الثلاج: أنه قدم بَغْدَاد حاجا فِي سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة.
وحدثهم في سوق يحيى عن أبي بدر أحمد بن خالد بن عبد الملك بن مسرح الحراني.
118- محمد بن أَحْمَد بن إسحاق بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن مزين، أبو علي السرخسي [3] :
قدم بغداد حاجا فِي سنة خمس وأربعين وثلاثمائة، وحدّث بها عن أبيه، وعن محمّد ابن عبد الرّحمن الشامي، ومحمّد بن عبد الله بن مخلد، ومحمد بن المنذر الهرويين وعن الحسن بن سفيان النسائي.
حَدَّثَنَا عَنْهُ مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن رزق قال نبأنا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ السرخسي- قدم حاجّا- قال نبأنا أَبِي قَالَ ثنا عِصَامُ بْنُ الْوَضَّاحِ عَنْ سُلَيْمَانَ بن عَمْرٍو عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَامَ يَوْمًا تَطَوُّعًا لَمْ يَطَّلِعْ عَلَيْهِ أَحَدٌ، لَمْ يَرْضَ اللَّهُ لَهُ بِثَوَابٍ دُونَ الْجَنَّةِ [4] »
. وَقَالَ عِصَامُ بْنُ الْوَضَّاحِ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ- يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو- عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ أَبِي الْخَيْرِ البرقي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِهِ.
119- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إِسْحَاق بْن البهلول بن حسان بن سنان، أبو طالب التنوخي [5] :
أصله من الأنبار، سمع أبا مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي، وبشر بن موسى
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] في المطبوعة والأصل: «الغتابيين» تصحيف. والعتابيين: نسبة إلى محلة يقال لها «العتابيين» بالجانب الغربي لبغداد. (الأنساب 8/37) .
[3] 118- السرخسي: هذه النسبة إلى بلدة قديمة من بلاد خراسان يقال لها: سرخس (الأنساب 7/69) .
[4] انظر الحديث في: كنز العمال 23601.
[5] 119- انظر: المنتظم، لابن الجوزي، 140/121.(1/293)
الأسديّ، وعمه بهلول بن إسحاق، ومحمد. وابن العبّاس المؤدّب، وأحمد بن محمّد ابن مسروق، وعَبْد اللَّه بْن أَحْمَدَ بْن حنبل.
حَدَّثَنَا عَنْهُ: مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن رزق وأبو الْقَاسِمِ عُبَيْد اللَّهِ بْن عَبْد اللَّهِ بْنِ النقيب الخفاف، وكان ثقة.
أخبرنا ابن رزق قال نبأنا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إِسْحَاقَ بْن البهلول الْقَاضِي قال نبأنا بشر بن موسى قال نبأنا سعيد بن منصور قال نبأنا سُفْيَانُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنِ أَبِي صالح في قوله تعالى: وَما أَصابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ
[النساء 79] . قَالَ: فبذنبك، وأنا قدرتها عليك.
أخبرنا علي بن المحسن التنوخي قال أنبأنا طَلْحَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الشَّاهِدُ.
قَالَ: ولم يزل أَحْمَد بْن إِسْحَاق بْن البهلول على قضاء المدينة- يعني مدينة المنصور- من سنة ست وتسعين ومائتين إِلَى شهر ربيع الآخر من سنة ست عشرة وثلاثمائة.
وكان ربما اعتل؛ فيخلفه ابنه أبو طالب محمد بن أحمد، وهو رجل جميل الأمر، حسن المذهب، شديد التصون، وممن كتب العلم وحدّث بعد أبيه بسنين.
حدّثني الحسن بن أبي طالب قال نبأنا علي بن عمرو الجريري. قَالَ توفي أبو طالب ابن البهلول، في يوم الأحد ضحوة لست عشرة خلون من ربيع الآخر سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة.
120- محمّد بن أمير المؤمنين القادر بالله: أحمد بن إسحاق بن جعفر المقتدر بالله، يكنى أبا الفضل [1] :
كان أبوه رشحه للخلافة وجعله ولي عهده ولقبه الغالب بالله، ونقش على السكة اسمه، ودعى له في الخطبة بولاية العهد بعده. ثم أدركه أجله فتوفي في شهر رمضان من سنة تسع وأربعمائة، وكان مولده في ليلة الاثنين لسبع بقين من شوال سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة، ودفن بالرصافة في تربة القادر بالله وأهله.
__________
[1] 120- انظر الأعلام للزركلي 5/313.(1/294)
121-[1] محمد بن أحمد بن أسد، أبو بكر الحافظ، يعرف بابن البستنبان [2] :
وهو هروي الأصل. سمع الزبير بن بكار، وإبراهيم بن زياد المؤدب، وعيسى بن أبي حرب الصفار، وعبد الله بن شبيب الربعي، وجعفر بن أبي عثمان الطيالسي.
روى عنه القاضي أبو الحسن الجرّاحي، وعليّ بن عمر الدّارقطنيّ، والمعافى بن زكريا الجريري، وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا عُبَيْد اللَّهِ بْن أَبِي الْفَتْحِ قَالَ أنبأنا أبو الحسن الدارقطني قَالَ: محمد بن أحمد بن أسد المعروف بابن البستنبان شيخنا، كان يلقب كزاز.
بلغني عَنْ مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس بْن الفرات قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو الفتح عبيد اللَّه بْن أَحْمَد النحوي قَالَ: ولد أبو بكر بن البستنبان الحافظ، سنة إحدى وأربعين ومائتين هو أَخْبَرَنِي بذلك.
حَدَّثَنِي أبو القاسم الأزهري قَالَ نبأنا أبو بكر بن شاذان. قَالَ توفي ابن أبي الثلج الكاتب في سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة، وفي هذه السنة توفي ابن البستنبان الحافظ.
وكذلك ذكر طلحة بن محمد بن جعفر وفاة ابن البستنبان فيما حدثت عنه.
وقرأت بخط أبي القاسم بن الثلاج: توفي ابن البستنبان في رجب سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة.
وأخبرنا على بن محمّد السّمسار قال أنبأنا عبد الله بن عثمان قال نبأنا ابن قانع:
أن ابن البستنبان مات في سنة أربع وعشرين وثلاثمائة. والقول الأول أشبه بالصواب، غير أن ابن شاذان أخطأ في وفاة ابن أبي الثلج. والله أعلم.
122-[3] محمد بن أحمد بن أيوب بن الصلت، أبو الحسن المقرئ، المعروف بابن شنبوذ [4] :
حدث عن أبي مسلم الكجي، وبشر بن موسى، وعن محمد بن الحسين الحبيني،
__________
[1] 121- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/354. والأنساب للسمعاني 2/206.
[2] البستنبان: هذه الكلمة إنما يقال: بوستان بان، يعني: الذي يحفظ البستان والكرم (الأنساب 2/206) .
[3] 122- انظر: المنتظم 13/392. والأنساب للسمعاني 7/395.
[4] هكذا في الأصل: «شنبوذ» وفي الأنساب: الشنبوذي: بفتح الشين المعجمة والنون وضم الباء الموحدة وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى «شهبوذ» وهو اسم جد لبعض القراء (الأنساب 7/394) . انظر: وفيات الأعيان 4/301. والأعلام 6/199. وتاج العروس 2/568.(1/295)
وإسحاق بن إبراهيم الدبري، وعبد الرحمن بن جابر الكلاعي الحمصي، وعن خلق كثير من شيوخ الشام ومصر. روى عنه: أَبُو بَكْر بْن شاذان، ومحمد بْن إِسْحَاق القطيعي، وَأَبُو حَفْص بْن شاهين، وغيرهم.
وكان قد تخير لنفسه حروفا من شواذ القراءات تخالف الإجماع، فقرأ بها. فصنف أبو بكر بن الأنباري وغيره كتبا في الرد عليه.
أَخْبَرَنِي إبراهيم بن مخلد فيما أذن لي أن أرويه عنه قَالَ أنبأنا إسماعيل بن علي الخطبي في كتاب التاريخ. قال: واشتهر ببغداد أمر رجل يعرف بابن شنبوذ، يقرئ الناس ويقرأ في المحراب بحروف يخالف فيها المصحف، مما يروى عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وغيرهما مما كان يقرأ به قبل جمع المصحف الذي جمعه عثمان بن عفان. ويتبع الشواذ فيقرأ بها ويجادل حتى عظم أمره وفحش، وأنكره الناس. فوجه السلطان فقبض عليه يوم السبت لست خلون من ربيع الآخر سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة، وحمل إلى دار الوزير محمد بن علي- يعني ابن مقلة- وأحضر القضاة والفقهاء والقراء وناظره- يعني الوزير- بحضرتهم، فأقام على ما ذكر عنه ونصره، واستنزله الوزير عن ذلك فأبى أن ينزل عنه، أو يرجع عما يقرأ به من هذه الشواذ المنكرة التي تزيد على المصحف وتخالفه، فأنكر ذلك جميع من حضر المجلس، وأشاروا بعقوبته ومعاملته بما يضطره إلى الرجوع. فأمر بتجريده وإقامته بين الهنبازين [1] وضربه بالدرة على قفاه، فضرب نحو العشرة ضربا شديدا فلم يصبر، واستغاث وأذعن بالرجوع والتوبة فَخُلِّيَ عنه، وأعيدت عليه ثيابه واستتيب، وكتب عليه كتاب بتوبته وأخذ فيه خطه بالتوبة.
حَدَّثَنِي القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي قَالَ قَالَ لي أبو الفرج الشنبوذي وغيره: مات ابن شنبوذ في سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة.
[قال المؤلف: قَالَ [2]] لي غير أبي العلاء: إنه توفي يوم الاثنين لثلاث خلون من صفر.
123- محمد بن أحمد بن البراء بن المبارك، أبو الحسن العبدي القاضي [3] :
سمع المعافى بن سليمان، وخلف بن هشام البزار، ومحمد بن حسان السمتي،
__________
[1] هكذا في الأصل، وفي القاموس: الهنيزة، الأذية.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] 123- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/347. وتاريخ أصبهان 2/227. وشذرات الذهب 2/208.(1/296)
وعليّ بن المديني ومحمد بن الصباح، وأحمد بن إبراهيم الدورقي، والفضل بن غانم، وعبد المنعم بن إدريس، وأمثالهم. روى عنه: الحسين بن إسماعيل المحامليّ، ومحمّد ابن مخلد الدوري، وعثمان بن أحمد الدقاق، وأبو جعفر بن بريه الهاشمي، وعبد الباقي بن قانع، في آخرين، وكان ثقة.
وقال أبو الحسن الدّارقطنيّ أخبرنا أبو الْحَسَن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن موسى ابن هارون بن الصلت الأهوازيّ قال نبأنا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ المحامليّ إملاء قال نبأنا محمّد بن أحمد البراء قال نبأنا المعافى بن سليمان قال نبأنا مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ عَنْ لَيْثٍ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ سَعِيدِ بن جبير عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
قَالَ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بِرَكْعَتَيِ الْفَجْرِ.
أَخْبَرَنَا القاضي أبو العلاء الواسطي قال نبأنا مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن حَمَّاد بْن سُفْيَان الكوفيّ قال أنبأنا الحسن بن إسماعيل الكندي قَالَ حَدَّثَنِي أبو جعفر بن البراء. قَالَ:
اتصل بعمي أبي الحسن عن القاضي إسماعيل بن إسحاق شيء، فعزم إسماعيل على الركوب إليه، فبادره عمي أبو الحسن بالركوب، فلما دخل أنشا يقول:
صفحت برغمي عنك صفح ضرورة ... إليك وفي قلبي ندوب من العتب
فأجابه إسماعيل:
ولا زال بي شوق إليك مبرح ... يذلل مني كل ممتنع صعب
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد أبو عبد الله قال نبأنا مُحَمَّد بْن العباس الخزاز قَالَ قرئ على أبي الحسين بن المنادي وأنا أسمع. قَالَ: توفي محمد بن أحمد بن البراء سنة إحدى وتسعين [ومائتين [1]] وكذلك قرأت بخط محمد بن مخلد الدوري- وزاد في شوال.
124- محمد بن أحمد بن بشر، أبو عبد الله النيسابوري، يعرف بابن بشرويه:
ذكر ابْن الثلاج: أنه قدم بَغْدَاد حاجًّا فِي سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة، وحدثهم عن محمد بن إسماعيل الإسماعيلي. وَقَالَ: سمعت منه في درب السلولي.
125- محمد بن أحمد بن بالويه، أبو علي النيسابوري المعدل [2] :
سمع عبد الله بن محمد بن شيرويه، وَمحمد بْن إسحاق بْن خزيمة، وَمحمد بْن
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] 125- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/307.(1/297)
إسحاق السراج، ومحمد بن صالح الصيمري، وعلي بن سعيد العسكري. حَدَّثَنَا عنه: أَبُو بَكْر البرقاني. وسألته عنه فقال: ثقة.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الأصبهانيّ قال نبأنا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالَوَيْهِ النّيسابوريّ ببغداد قال نبأنا على بن سعيد العسكريّ قال نبأنا إسحاق بن وهب قال نبأنا مُوسَى بْنُ مَسْعُودِ بْنِ مُشْكَانَ الْوَاسِطِيُّ قَالَ نبأنا إسماعيل بن مسلم السكوني قال نبأنا أَبُو عَوْنٍ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَكُمْ فِي الْعِنَبِ أَشْيَاءُ، تَأْكُلُونَهُ عِنَبًا، وَتَشْرَبُونَهُ عَصِيرًا مَا لَمْ يَنْش، وَتَتَّخِذُونَ مِنْهُ زَبِيبًا وَرُبًّا [1] »
. حدثت عَنْ أَبِي عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الحافظ النيسابوري: أن أبا علي بن بالويه مات بنيسابور في يوم الخميس سلخ شوال من سنة أربع وسبعين وثلاثمائة، وهو ابن أربع وتسعين سنة.
126- محمد بن أحمد بن تميم الأنماطي [2] :
سمع محمد بن حسان الأزرق، وحميد بن الربيع. روى عنه: أبو بكر بن شاذان، وعمر بن أحمد بن عثمان المعروف بابن شاهين.
أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم الأزهري قال نبأنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن قال نبأنا محمّد ابن أحمد بن تميم قال أنبأنا محمّد بن حسّان قال أنبأنا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيُّ عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ طَرِيفٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْحَارِثِ عَنْ عَلِيٍّ عليه السّلام أَنَّهُ قَالَ: مَنْ بَنَى لِلَّهِ مَسْجِدًا فَلَيْسَ لَهُ أَنْ يَبِيعَهُ وَلا يُبَدِّلَهُ، وَلا يَمْنَعَ أَحَدًا أَنْ يُصَلِّيَ فِيهِ، وَلَهُ أَنْ يَمْنَعَ كُلَّ صَاحِبِ هَوًى أَوْ بِدْعَةٍ أَنْ يُصَلِّيَ فيه.
قال الشيخ أبو بكر: عمرو بن محمد يعرف بالأعسم وكان ضعيفا.
127- محمد بن أحمد بن تميم، أبو الحسين الخيّاط القنطري [3] :
كان ينزل قنطرة البردان. وحدث عن: أَحْمَد بْن عُبَيْد اللَّه النرسي، وأبي قلابة الرقاشي، ومحمد ين سعد العوفي، وأبي إسماعيل الترمذي، ومحمد بن يونس
__________
[1] انظر الحديث في: اللآلئ المصنوعة 2/114 والدر المنثور 4/122. وتنزيه الشريعة 2/235.
[2] 126- الأنماطي: هذه النسبة إلى بيع الأنماط، وهي الفرش التي تبسط. (الأنساب للسمعاني 1/376) .
[3] 127- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/122. والأنساب 10/247.(1/298)
الكديمي، والحسن بن علي بن المتوكل. حَدَّثَنَا عنه: أبو الْحَسَن بن رزقويه، وأَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ، وأبو الحسن علي بْن الحسين بْن دوما النعالي.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ دُومَا قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ تميم الخيّاط قال نبأنا أبو قلابة الرقاشي قال نبأنا وهب بن جرير قال نبأنا شعبة عن سماك ابن حَرْبٍ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ طَارِقَ بْنَ سُوَيْدٍ- أَوْ سُوَيْدَ بْنَ طَارِقٍ- سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْخَمْرِ فَنَهَاهُ عَنْهَا. فَقَالَ إِنَّهَا دَوَاءٌ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَتْ بِدَوَاءٍ وَلَكِنَّهَا دَاءٌ»
. قَرَأْتُ فِي كِتَابِ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ الثَّلاجِ بخطه قَالَ لنا محمد بن أحمد بن تميم الخياط: ولدت في صفر سنة تسع وخمسين ومائتين. قَالَ مُحَمَّد بن أَبِي الفوارس:
توفي أَبُو الحسين محمد بن أحمد بن تميم القنطري يوم الجمعة سلخ شعبان سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة، وذكر أنه كان فيه لين.
128- محمد بن أحمد بن تميم، أبو نصر السرخسي [1] :
قدم بغداد وحدث عَنْ: أَبِي لبيد مُحَمَّد بن إدريس السامي، وأحمد بن إسحاق ابن إبراهيم السرخسي. حَدَّثَنَا عنه: ابن رزقويه، وأبو بكر أحمد بن علي الأصبهاني نزيل نيسابور، وكَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رزق قال نبأنا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ تَمِيمٍ السرخسي- قدم علينا للحج- قال نبأنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَخْسِيُّ قَالَ نبأنا أبي قال نبأنا عصام بن الوضاح السرخسي [2] عَنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ مُطَرِّفٍ عَنْ أَبَانٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ. صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فُتِحَتْ أَبْوَابُ الْجِنَانِ كُلُّهَا فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ وَاحِدٌ في الشَّهْرَ كُلَّهُ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلا يُفْتَحُ مِنْهَا بَابٌ وَاحِدٌ الشَّهْرَ كُلَّهُ، وَغُلَّتْ عُتَاةُ الْجِنِّ، وَنَادَى مُنَادٍ فِي السَّمَاءِ كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى انْفِجَارِ الصُّبْحِ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ هَلُمَّ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ انْتَهِ، هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ يُغْفَرُ لَهُ؟ هَلْ مِنْ تَائِبٍ يُتَابُ عَلَيْهِ؟ هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَيُعْطَى؟ هَلْ مِنْ دَاعٍ فَيُسْتَجَابَ له؟
ولله عند وَقْتِ كُلِّ لَيْلَةِ فِطْرٍ مِنْ رَمَضَانَ عُتَقَاءُ يعتقهم من النار [3] » .
__________
[1] 128- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/215.
[2] في الأصل: «الرببدي» بدون نقط. والتصحيح من الأنساب (7/69) .
[3] انظر الحديث في: سنن الترمذي 682. والمستدرك 1/421. وفتح الباري 4/114.
والسنن الكبري للبيهقي 4/303. وأمالي الشجري 1/288 وكنز العمال 23703.(1/299)
بلغني أن أبا نصر السرخسي، مات بعد سنة سبعين وثلاثمائة.
129- محمد بن أحمد بن ثابت الواسطي [1] :
حدث بِبَغْدَادَ عَنْ: شُعَيْبِ بْنِ أَيُّوبَ الصريفيني. روى عنه: أَبُو الحسين بْن جميع الصيداوي.
حَدَّثَنِي محمّد بن على الصوري قال أنبأنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جُمَيْعٍ الْغَسَّانِيُّ قَالَ أنبأنا محمد بن أحمد بن ثابت الواسطي البزاز ببغداد قال أنبأنا شعيب بن أيوب.
130- محمد بن أحمد بن ثابت بن بيار، أبو صالح العكبري [2] :
حدث عَن: أَبِي الأحوص مُحَمَّد بْن الهيثم بن حماد القاضي، ومحمد بن يونس الكديمي، والْحَسَن بْن عُلَيْل العنزي. رَوَى عَنْهُ: أَبُو عبد الله عبيد الله بن محمد بن حمدان المعروف بابن بطة العكبري.
131- محمد بن أحمد بن ثابت، أبو الحسين التاجر:
قرأت في كتاب أبي سعد الماليني أَخْبَرَنَا أبو سعد عبد الرحمن بن محمد الإدريسي بسمرقند. قَالَ: محمد بن أحمد بن ثابت أبو الحسين البغدادي التاجر، كان فصيحا متكلما كثير الاختلاف إلينا؛ كتب ببغداد عن أبي عمر محمد بن عبد الواحد الزاهد غلام ثعلب وغيره ولم يكن معه أصوله. كتبنا عنه من حفظه بسمرقند شيئا من الأشعار، وكان خرج إلى فرغانة للتجارة فمات في منصرفه منها.
وَقَالَ الإدريسي أيضا: أنشدني أبو الحسين محمد بن أحمد بن ثابت البغدادي بسمرقند قَالَ أنشدني أبو عمر الزاهد غلام ثعلب ببغداد لنفسه- وقام لبعض من دخل عليه- فأنشأ يقول:
لا تراني أبدا أك ... رم ذا مال لماله
لا ولا يزرى بمن ... يعقل عندي سوء حاله
إنما أقضي على ذا ... ك وهذا بفعاله
132- محمد بن أحمد بن أبي ثمامة، أبو العباس القاضي من أهل الأنبار:
حدث عن وجوده في كتاب جده وضاح بن حسّان الأنباريّ. روى عنه: محمّد
__________
[1] 129- انظر: معجم الشيوخ، لأبي الحسين محمد بن أحمد بن جميع الصيداوي، ترجمة رقم 6.
[2] 130- العكبري: بلدة علي الدجلة فوق بغداد بعشرة فراسخ من الجانب الشرقي (9/27، 28) .(1/300)
ابن عمر بن الجعابي. وذكر أَبُو الْقَاسِم عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْنِ الثلاج أنه حدثه عن أبي مسلم الكجي. ويقال فيه: أحمد بن محمد بن أبي ثمامة. والله أعلم.
133-[1] محمد بن أحمد بن الجنيد، أبو جعفر الدقاق [2] :
سمع: أبا عاصم النبيل، وأسود بْن عامر شاذان، ويونس بْن مُحَمَّد المؤدب، وعمرو بن عاصم الكلابي، ويحيى بن إسحاق السيلحيني، ويحيى بن غيلان، والوليد ابن القاسم الهمداني. روى عنه إبراهيم بن إسحاق الحربي، وموسى بن هارون الحافظ، وعبد اللَّه بْن مُحَمَّد البغوي، ويحيى بْن محمد بن صاعد، والْحُسَيْن بْن إِسْمَاعِيل المحاملي، ومُحَمَّد بْن مخلد الدوري، وحمزة بن القاسم الهاشمي.
وقَالَ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبِي حاتم الرَّازِيّ: كتبت عنه مع أبي، وهو شيخ صدوق.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهدي قال أنبأنا محمّد بن مخلد العطّار قال نبأنا محمّد بن أحمد بن الجنيد قال أنبأنا أَبُو عَاصِمٍ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «اقرءوا القرآن فإنكم تؤجرون عليه، [وكل حرف عشر حسنات [3]] أَمَا إِنِّي لا أَقُولُ الم حَرْفٌ؛ وَلَكِنْ أَلِفٌ عَشْرٌ، وَلامٌ عَشْرٌ، وَمِيمٌ عَشْرٌ، فَتِلْكَ ثَلاثُونَ [4] »
. أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَخْلَدِ بْنِ جَعْفَرٍ قال أنبأنا أَبُو عُمَرَ حَمْزَةُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ العزيز الهاشميّ إملاء قال أنبأنا محمّد بن أحمد بن الجنيد قال نبأنا حسّان بن حسّان قال أنبأنا مُوسَى- يَعْنِي ابْنَ مَطِيرٍ- وَقَيْسٌ وَأَبُو عَوَانَةَ. قالوا: نبأنا مَنْصُورٌ عَنْ هِلالِ بْنِ يَسَافٍ عَنْ سَلَمَةَ بن قيس الأشجعي- وكان من أصحاب الرسول قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم: «إذا توضأت فانثر، وَإِذَا اسْتَجْمَرْتَ فَأَوْتِرْ [5] »
. أَخْبَرَنِي الحسن بن محمد الخلال قال نبأنا يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ الْقَوَّاسُ قَالَ قُرِئَ عَلَى أحمد بن إسحاق بن بهلول القاضي وَأَنَا أَسْمَعُ قِيلَ لَهُ: حَدَّثَكُمْ مُحَمَّدُ بْنُ أحمد بن الجنيد البغداديّ بالأنبار شيخ ثقة.
__________
[1] 133- انظر: المنتظم 12/215.
[2] الدقاق: هذه النسبة إلى الدقيق وعمله وبيعه. قال الخطيب: هو بيع الدقيق (الأنساب 5/325) .
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[4] انظر الحديث في: الأحاديث الصحيحة 640 وكنز العمال 2321.
[5] انظر الحديث في: سنن الترمذي 27. وسنن النسائي 1/67. وسنن ابن ماجة 406.
ومسند أحمد 4/313، 339، 340. والمعجم الكبير للطبراني 7/41.(1/301)
أخبرنا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ عن أبيه قَالَ سمعت أبي يقول: مات محمّد بن الجنيد البغدادي بالأنبار شيخ ثِقَةً.
أَخْبَرَنَا عُبَيْد اللَّهِ بْن عُمَر بْن أحمد الواعظ عن أبيه قَالَ سمعت أبي يقول: مات محمد بن أحمد بن الجنيد سنة ست وستين ومائتين، وصلى عليه إسماعيل بن إسحاق القاضي.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد قال أنبأنا مُحَمَّد بْن العباس الخزاز قَالَ قرئ على أبي الحسين بن المنادي وأنا أسمع. قَالَ: توفي ابن الجنيد الدقاق يوم الثلاثاء لعشر خلت من جمادى الأولى سنة سبع وستين، ودفن في مقبرة باب حرب؛ وقد قارب التسعين.
قال الشيخ أبو بكر: كان لأبي عبد الله محمد بن عبد الواحد أخ اسمه أيضا محمد، ويكنى أبا الحسن، وكان أصغر منه إلا أنه شاركه في السماع من كافة شيوخه، فما أذكره عن محمد بن عبد الواحد عن أبي عمر محمد بن العباس عن ابن المنادي من وفاة الشيوخ؛ فهو عن أبي عبد الله، ولم يكن سماع أبي الحسن فليعلم ذلك.
فرأت فِي كتاب مُحَمَّد بْن مخلد الدوري بِخطه: توفي ابن الجنيد يوم الثلاثاء لسبع بقين من جمادى الأولى سنة سبع وستين ومائتين.
134- محمد بن أحمد بن الجهم بن صالح، أبو عبد الله البلخي:
قدم بغداد، وحدث بها عن عصام بن يوسف البلخي، روى عنه: مُحَمَّد بْن مخلد الدوري، في مسند أبي حنيفة.
135- محمد بن أحمد بن الجهم، أبو بكر الوراق:
حدث عن: أَحْمَد بن عبيد اللَّه النرسي، وأبي الوليد بْن برد الأنطاكي، ومُحَمَّدُ بْنُ هِشَامِ بْنِ أَبِي الدُّمَيْكِ الْمُسْتَمْلِي وموسى بن إسحاق الأنصاري. روى عنه: أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَبْهَرِيُّ المالكي، وذكر لي: أنه كان فقيها مالكيا، وله مصنفات حسان محشوة بالآثار يحتج فيها لمالك وينصر مذهبه، ويرد على من خالفه [1] .
__________
[1] 135- قال ابن فرخون: توفي سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، وقيل: سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة (الديباج المذهب) .(1/302)
136- مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بن جعفر، أبو الحسن، يعرف بالفسطاطي [1] :
حدث عن: علي بن أحمد الطاهري. حَدَّثَنَا عنه: القاضي أبو القاسم عبد الواحد ابن محمد بن أبي عمرو الشافعي.
أَخْبَرَنَا عبد الواحد بن محمّد قال أنبأنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن جعفر الفسطاطي قال نبأنا علي بن أحمد الطاهري قَالَ سمعت المبرد يقول في قول علي بن أبي طالب عليه السلام: إن تسألوا عنا فأنا قوم من أهل كوثى. قَالَ: إنما يعني بكوثى مكة، وكانت تسمى كوثى. قال وأنشد لحسان:
لعن الله أهل كوثى دارا ... ورماها بالذل والإمعار
لست أعني كوثى العراق ولكن ... ربة الدار دار عبد الدار
قال أبو بكر: كذا رواه لنا القاضي، ورواه لنا غيره:
لعن الله منزلا أهل كوثى ... ورماه بالذل والإمعار
لست أعني كوثى العراق ولكن ... ربة الدار دار عبد الدار
فقال: إن محلة بني عبد الدار بمكة خاصة تسمى كوثى [2] .
137- محمد بن أحمد بن الحسن بن خراش، أبو الحسن [3] :
حدث عن: بشر بن الوليد الكندي، ومحمود بن غيلان المروزي، وأبي همام الوليد بن شجاع السكوني، ومحمد بن معاوية بن صالح الأنماطي. روى عنه: أَبُو الفتح مُحَمَّد بْن الحسين الأزدي الموصلي وغيره.
أَنْبَأَنِي أحمد بن علي الحافظ اليزدي قَالَ أنبأنا أَبُو أَحْمَد مُحَمَّد بن مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بن إسحاق الحافظ النيسابوري. قَالَ: محمد بن أحمد بن الحسن بن خراش، كتبنا عنه. وكان عبد الله بن محمد البغوي سيئ الرأي فيه.
حَدَّثَنِي أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الغزال المستملي قال أنبأنا محمّد بن جعفر الورّاق قال أنبأنا محمد بن الحسين الأزدي الحافظ. قَالَ: كان ابن خراش شيخا عسرا في الحديث، كتبت عنه في المذاكرة نحو عشرين حديثا.
__________
[1] 136- الفسطاطي: هذه النسبة إلى الفسطاط، وهو ستر عريض طويل يخاط بالخيمة في الصحراء، واسم البلدة المعروفة الساعة بمصر بالفسطاط (الأنساب 9/303) .
[2] ما بين المعقوفتين ساقط من المطبوعة، وكتب على هامش الأصل.
[3] 137- انظر: ميزان الاعتدال 3/459.(1/303)
أخبرنا على بن محمّد السّمسار قال أنبأنا عبد الله بن عثمان الصّفّار قال أنبأنا ابن قانع أن أبا الحسن بن خراش: مات في رجب من سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة.
138- محمد بن أحمد بن الحسن بن واقد، أبو بكر المؤدب، يعرف: بميمون السامري [1] :
حدث عن: يعقوب بْن إِبْرَاهِيم الدورقي، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عمر اليمامي، وعَبْد اللَّهِ بْن أَبِي سعد الوراق. روى عنه: عبد الله بن عدي الجرجاني، وذكر أنه سمع منه بسر من رأى [2] .
139-[3] محمد بن أحمد بن الحسن بن بأبويه، أبو العباس الحنائي [4] :
حدث عَن أَبِي بكر بْن أَبِي الدنيا بكتاب الرهبان. رواه عنه: علي بن محمد بن إبراهيم بن علوية الجوهري.
140- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الحسن بْن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الله، أبو علي، المعروف بابن الصواف [5] :
سمع: إسحاق بن الحسن الحربي، وبشر بن موسى الأسدي، وأبا إِسْمَاعِيل الترمذي، وعبد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حَنْبَل، وَموسى بْن إِسْحَاق الأنصاري، وَمحمد بْن عُثْمَان بْن أَبِي شيبة، وَمحمد بن عبدوس بن كامل السراج. روى عنه: أبو الحسن الدارقطني، وغيره من المتقدمين. وَحَدَّثَنَا عنه أَبُو الْحَسَن بْن رزقويه، وَأبو الحسين بْن بشران، ومحمد بْن أَبِي الفوارس، وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى السُّكَّرِيُّ، وَعليّ بْن أحمد الرزاز، وأبو بكر البرقاني، وأبو نعيم الأصبهاني، في آخرين.
سمعت محمد بن أحمد بن أبي الفوارس يقول سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول: ما رأت عيناي مثل أبي علي بن الصواف ورجل آخر بمصر لم يسمه أبو الفتح.
سمعت أبا بكر البرقاني يقول: توفي ابن الصواف في سنة تسع وخمسين وثلاثمائة.
__________
[1] 138- السامري: هذه النسبة إلى بلدة على الدجلة فوق بغداد بثلاثين فرسخا وقالوا: سامرة (الأنساب 7/14، 15) .
[2] هذه الترجمة بالكامل ساقطة من المخطوطة.
[3] 139- انظر: الأنساب للسمعاني 4/245.
[4] الحنائي: هذه النسبة إلى بيع الحناء، وهو نبت يخضبون به الأطراف (الأنساب 4/244) .
[5] 140- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/203.(1/304)
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن الفضل الْقَطَّان إملاء. قال: مات أبو يعلى على بن الصّوّاف في آخر سنة تسع وخمسين وثلاثمائة.
قال محمد بن الحسين بن الفضل القطان إملاء. قال: مات أبو على بن الصواف لثلاث خلون من شعبان سنة تسع وخمسين وثلاثمائة، وله يوم مات تسع وثمانون سنة، لأن مولده في شعبان سنة سبعين ومائتين وكان ثقة مأمونا من أهل التحرز، ما رأيت مثله في التحرز.
141- محمد بن أحمد بن الحسن بن الشخير، أبو بكر:
حدث عَن: أَبِي حامد مُحَمَّد بْن هارون الحضرمي. حَدَّثَنِي عَنْهُ عَبْد العزيز بْن علي الأزجي.
142- محمد بن أحمد بن الحسن، أبو الحسين التميمي الدلال، يلقب: حريقا [1] :
حدث عن: أحمد بن يوسف بن خلاد العطار، ومحمد بن علي بن حبيش الناقد، وسهل بن إسماعيل الطرسوسي.
وكان صدوقا. كتب عنه بعض أصحابنا في سنة عشر وأربعمائة.
143- محمد بن أحمد بن الحسن بن يحيى بن عبد الجبار، أبو الفرج القاضي الشافعي، يعرف بابن سميكة [2] :
من أهل الجانب الشرقي، كان يسكن في حريم دار الخلافة قريبا من باب النوبي.
وحدث عن أحمد بن سلمان النّجّاد، وأبي على بن الصواف وأحمد بن يوسف بن خلاد، وحبيب بن الحسن القزاز، ومحمد بن علي بن حبيش وغيرهم.
كتبنا عنه بانتقاء محمد بن أبي الفوارس، وكان ثقة. توفي يوم الثلاثاء ودفن يوم الأربعاء لست خلون من شهر ربيع الأول سنة أربع عشرة وأربعمائة وكان دفنه في مقبرة باب حرب.
144-[3] مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الحسن بْن إسحاق؛ أبو الحسن البزاز [4] :
سمع بمكة من: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْفَاكِهِيُّ؛ وأحمد بن محبوب الفقيه.
كتبنا عنه بعد أن كف بصره؛ وكان ثقة.
__________
[1] 142- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/203.
[2] 143- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/161.
[3] 144- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/180.
[4] البزاز: هذه اللفظة تقال لمن يبيع البز وهو الثياب (الأنساب 2/186) .(1/305)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ إسحاق قال نبأنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن إسحاق الفاكهي بمكة قال أنبأنا أبو يحيى بن أبي مسرة قال أنبأنا أبو عبد الرّحمن المقرئ قال أنبأنا سعيد بن أَيُّوبَ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلانَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَتَتْ عَلَيْهِ سِتُّونَ سَنَةً فَقَدْ أَعْذَرَ اللَّهُ إِلَيْهِ فِي الْعُمُرِ [1] »
. توفي أبو الحسن بن إسحاق في سنة سبع عشرة وأربعمائة.
145- محمد بن أحمد بن الحسين بن يوسف، أبو بكر الوراق، يعرف بابن زريق:
حَدَّث عَن يوسف بْن يعقوب بْن إِسْحَاق بْن البهلول التنوخي، وغيره. حَدَّثَنَا عنه: محمد بن عمر بن بكير النّجّاد، ولم يحدثنا عنه أحد غيره.
أَخْبَرَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ، قال أنبأنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ بن يوسف المعروف بابن زريق قال أنبأنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ بَهْلُولٍ التّنوخيّ قال أنبأنا جدي قال أنبأنا أبي قال أنبأنا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ ثَوْبَانَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ قَرَأَ الْعَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ سُورَةِ الْكَهْفِ عُصِمَ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ [2] »
. بلغني أن ابن زريق هذا كان حافظا فهما، وليس بمشهور عندنا لأنه تغرب وأقام ببلاد خراسان مدة طويلة، ثم استوطن أذربيجان وأظنه مات بها.
146- مُحَمَّد بن أَحْمَد بن الحسين بن عبد العزيز، أبو نصر العكبري [3] :
حدث عن أحمد بن يوسف بن خلاد، وأبي على بن الصّوّاف، وعن أبيه أحمد ابن الحسين، وغيرهم. كتب عنه أحمد بن علي الصوري بعكبرا، وحَدَّثَنِي عنه عَبْد العزيز بْن أَحْمَد الكتاني بدمشق.
وذكر لي ابنه أبو منصور مُحَمَّد بن أَحْمَد [بن الحسين [4]] بن عبد العزيز أنه مات بعكبرا في يوم الأربعاء لأربع بقين من شهر ربيع الأول من سنة عشرين وأربعمائة وكان صدوقا.
__________
[1] انظر الحديث في: مسند أحمد 3/320. والسنن الكبري للبيهقي 3/370. وأمالي الشجري 2/247. وكنز العمال 10332. وتفسير ابن كثير 6/540.
[2] 145- انظر الحديث في: مسند أحمد 6/266. وإتحاف السادة المتقين 3/292، 5/161. والدر المنثور 4/209. وتفسير ابن كثير 5/130.
[3] 146- انظر: الأنساب للسمعاني 9/28، 29.
[4] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(1/306)
147- محمد بن أحمد بن الحسين بن محمد، أبو الحسن القطان [1] ، المعروف بابن المحاملي:
سمع علي بن عمر السكري، وموسى بن عيسى السراج، وأبا القاسم بن حبابة، وعيسى بْن عَلِيّ بْن عِيسَى الوزير، وَأَبَا طَاهِر المخلص.
كتبت عَنْهُ شيئا يسيرا وكان صدوقا من أهل القرآن حسن التلاوة جميل الطريقة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ قَالَ أنبأنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ الْمُخَلِّصُ قال أنبأنا ابن منيع قال أنبأنا ليث بن حمّاد قال أنبأنا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ عَنْ حُذَيْفَةَ. قَالَ قَالَ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ [2] » سمعت أبا الحسن بن المحاملي يقول: ولدت في سحر يوم الأحد يوم العشرين من شوال سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة.
ومات في ليلة الثلاثاء الرابعة عشرة من شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة. ودفن يوم الثلاثاء في داره بدرب الآجر من نواحي نهر طابق.
148- محمد بن أحمد بن أبي الحارث البزاز [3] :
سمع الحسن بن محمد الْمَرْوَزِيّ. روى عنه يَحْيَى بْن مُحَمَّد بْن صاعد.
149- محمد بن أحمد بن حبيب الذّرّاع [4] :
حدث عن أبي عاصم النبيل، وعباد بن صهيب، ويحيى بن حماد صاحب أبي عوانة، روى عنه: عبد الصمد بن علي الطستي، ومحمّد بن أحمد بن تميم الخيّاط.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ الدَّلالُ قَالَ أنبأنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ الطَّسْتِيُّ إِمْلاءً قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَبِيبٍ الذَّارِعُ قال أنبأنا عبّاد بن صهيب قال أنبأنا شُعْبَةُ عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرَاهِيجَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَوْصَانِي جِبْرِيلُ بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيَوُرِّثُهُ» أو قال: «سيجعله وارثا [5] » .
__________
[1] 147- القطان: هذه النسبة إلى بيع القطن (الأنساب 10/184) .
[2] انظر الحديث في: صحيح البخاري 8/13. وصحيح مسلم، كتاب الزكاة باب 16. وفتح الباري 10/447.
[3] 148- البزاز: هذه اللفظة تقال لمن يبيع البز وهو الثياب (الأنساب 2/186) .
[4] 149- الذارع: هذه النسبة إلى الذرع للثياب والأرض (الأنساب 6/7) .
[5] انظر الحديث في: مسند أحمد 2/458. والمصنف لابن أبي شيبة 8/359. ونصب الراية 4/414. وكشف الخفا 1/392.(1/307)
أخبرنا محمّد بن عبد الواحد قال نا محمد بن العباس قال قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع: أن أبا بكر بن حبيب الذارع مات في سنة ثمانين ومائتين.
150- محمد بن أحمد بن حميد بن نعيم بن شمّاس، مرورذيّ الأصل [1] :
سمع عفان بن مسلم، وسليمان بن حرب، وعبد الصمد بن حسان، وزكريا بن عدي. روى عَنْهُ: أَحْمَد بْن كامل الْقَاضِي، وأبو سهل بن زياد، وأَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ خُزَيْمَةَ، وأبو بكر الشافعي. وكان ثقة. وكان الشافعي ربما سماه: أحمد بن محمد بن حميد بن نعيم.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد السّمسار قال أنبأنا عبيد الله بن عثمان قال أنبأنا ابن قانع أن محمد بن أحمد بن حمد بن نعيم؛ توفي سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
151- محمد بن أحمد بن حنين، أبو بكر العطار [2] :
حدث عن داود بن رُشَيد، ويحيى بْن عثمان الحربي. روى عنه مُحَمَّد بْن مخلد، وأبو الْقَاسِم الطبراني.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ شَهْرَيَارَ الأَصْبَهَانِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ قَالَ حدّثنا محمّد بن أحمد بن حسن العطّار البغداديّ قال أنبأنا داود بن رشيد قال: نا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمِ بْنِ الْبُرَيْدِ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ. قَالَتْ: مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امْرَأَةً مِنْ نِسَائِهِ قَطُّ، وَلا ضَرَبَ بِيَدِهِ شَيْئًا قَطُّ، إِلا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَما نِيلَ مِنْهُ شَيْءٌ قَطُّ فَانْتَقَمَ مِنْ صَاحِبِهِ، إِلا أَنْ تُنْتَهَكَ مَحَارِمُ اللَّهِ فَيَنْتَقِمَ لَهُ.
قَالَ سُلَيْمَانُ: لَمْ يَرْوِهِ عَنْ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ إِلا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ تفرد به على بن هشام.
قرأت فِي كتاب مُحَمَّد بن مخلد بخطه: سنة تسع وثمانين، فيها مات أبو بكر محمد بن أحمد بن حنين العطار يوم الجمعة للنصف من ذي الحجة.
152- ومحمد بن أحمد بن الحباب المروزي:
قدم بغداد وحدث بِهَا عَن: عَبْد الله بن عمر بن مهاجر المروزي. روى عنه أبو القاسم الطبراني.
__________
[1] 150- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/351.
[2] 151- العطار: هذه النسبة إلى بيع «العطر» والطيب (الأنساب 8/474) .(1/308)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَهْرَيَارَ قال أنبأنا سليمان بن أحمد الطبراني قال نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُبَابِ الْمَرْوَزِيُّ بِبَغْدَادَ قال: نا عبد الله بن عمر بن مهاجر المروزي قال: نا يحيى بن نصر بن حاجب قال: نا وَرْقَاءُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كُلَيْبٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اسْتَقِيمُوا وَلَنْ تُحْصَوْا، وَاعْلَمُوا أَنَّ خَيْرَ أَعْمَالِكُمُ الصَّلاةُ، وَلا يُحَافِظُ عَلَى الْوُضُوءِ إِلا مُؤْمِنٌ [1] »
قَالَ سُلَيْمَانُ: لَم يَرْوِهِ عَنْ وَرْقَاءَ إِلا يَحْيَى بْنُ نَصْرٍ.
153- محمد بن أحمد بن حكيم بن كثير بن عطاء بن قيس بن الأغر بن مغيرة بن مرداس، أبو الحسن السلمي البغدادي:
كان يذكر أنه ابن أخي منصور ابن عمار، وحدث عَن سليم بْن منصور بْن عمار.
روى عنه: عبد الله بن عدي الحافظ وذكر أنه سمع منه بجرجان.
154- محمد بن أحمد بن حامد، أبو جعفر الكندي [2] البخاري:
أَخْبَرَنِي أبو الوليد الحسن بن محمد البلخي قَالَ أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أحمد ابن مُحَمَّد بْن سليمان الحافظ ببخارى قَالَ: أَبُو جعفر محمد بن أحمد بن حامد الكندي البخاري سكن بغداد وحدث بها في سنة ثلاث وتسعين ومائتين عن داود بن رشيد، وأبي الوليد رباح بن الجراح الموصلي، وأبي همام الوليد بن شجاع، وأبي نشيط محمد بن هارون.
قال الشيخ أبو بكر: روى عنه محمد بن الحسن بن حمويه أبو نعيم التاجر.
155- محمد بن أحمد بن حماد الدباس [3] ، يعرف بابن أبي الشوك:
حدث عن الحسن بن علوية القطان، وأحمد بن يحيى الحلواني، وأبي شعيب الحراني، وإبراهيم بن شريك الكوفي، وإسحاق بن إبراهيم بن أبي حسّان
__________
[1] 152- انظر الحديث في: سنن ابن ماجة 277، 278. ومسند أحمد 5/277، 282. وسنن الدارمي 1/168. والسنن الكبرى للبيهقي 1/82، 457. والمستدرك 1/30. والمعجم الكبير للطبراني 2/98، 7/28.
[2] 154- الكندي: هذه النسبة إلى كندة، وهي قبيلة مشهورة من اليمن، تفرقت في البلاد، الأنساب 10/487.
[3] 155- في المطبوعة: الدباس، والدبّاس: هذه الحرفة لمن يعمل الدبس أو يبيعه الأنساب 5/267.(1/309)
الأنماطي. روى عنه أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ سليمان المقرئ المعروف بابن النحاس، وذكر أنه كان خاله.
156- محمد بن أحمد بن الحجاج بن هارون، أبو عبد الله البزّار [1] :
حدّث عن: محمّد بن أبي الرياحي. روى عنه أحمد بن أبي الفرج بن الحجاج الوراق.
157- محمد بن أحمد بن أبي حسان، أبو الحسن المؤدب:
حدث عن: أبي العبّاس ابن عقدة الكوفي، وإسماعيل بن محمد الصفار، ومحمد ابن عثمان بن ثابت الصيدلاني وعبد الله بن إسحاق البغوي، وأبي بكر النقاش المقرئ.
حَدَّثَنِي عنه أحمد بن محمّد العتيق. وَقَالَ لي: كان ينزل بحذاء دار ابن الحراني بباب درب القراطيس قلت: وكيف حاله؟ قَالَ: كان فيه تساهل.
158- محمد بن أحمد بن خالد بن موسى بن زياد بن فرخان، أبو جعفر البيكندي البخاري [2] :
قدم بغداد وحدث بها عن: رجاء بن أبي رجاء الحافظ، ويحيى بن محمد بن السكن البزار. روى عنه: أبو على بن الصواف.
أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى السُّكَّرِيُّ. قَالَ أنبأنا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الْحَسَن قَالَ نَبَّأَنَا أبو جعفر بن أحمد بن خالد بن موسى بن زياد بن فروخان البخاريّ البيكندي قال نبأنا رجاء بن أبي رجاء قال نبأني شَاذَانُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ جَبَلَةَ أَخُو عَبْدَانَ قال نبأنا أبي عُثْمَانَ عَنْ شُعْبَةَ بْنِ الْحَجَّاجِ عَنْ هِشَامِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ: مَرَّ أَبُو بَكْرٍ وَالْعَبَّاسُ بِمَجْلِسٍ مِنْ مَجَالِسِ الأَنْصَارِ وَهُمْ يَبْكُونَ. فَقَالَ: مَا يُبْكِيكُمْ؟ فَقَالُوا: مَجْلِسُنَا مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فدخل أَبُو بَكْرٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ عَصَبَ رَأْسَهُ بِحَاشِيَةِ بُرْدٍ، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ- وَلَمْ يَصْعَدْ بَعْدَ ذَلِكَ- فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَالَ: «أُوصِيكُمْ بِالأَنْصَارِ فَإِنَّهُمْ عَيْبَتِي وَكَرَشِي وَقَدْ قَضَوُا الَّذِي عَلَيْهِمْ، وَبَقِيَ الَّذِي عَلَيْكُمْ، فَاقْبَلُوا مِنْ مُحْسِنِهِمْ وَتَجَاوَزُوا عن مسيئهم [3] » .
__________
[1] 156- البزّار: اسم لمن يخرج الدهن من البزر أو يبيعه الأنساب 2/182.
[2] 158- انظر: المنتظم/ 288. والبداية والنهاية 12/136. والجواهر المضيئة 2/8. ولسان الميزان 5/61.
والأعلام 5/315. والأنساب 2/375.
[3] انظر الحديث في: صحيح البخاري 5/43. والسنن الكبرى للبيهقي 6/371. وفتح الباري 7/121. ومشكاة المصابيح 5/62.(1/310)
[قال المؤلف [1]] : غريب عن حديث شعبة تفرد بروايته عنه عثمان بن جبلة ابن أبي رواد، وقد روى عن الحسين بن الوليد النيسابوري أيضا عن شعبة.
159- محمد بن أحمد بن خالد بن شيرزاذ، أبو بكر البوراني [2] :
قاضي تكريت، حدث ببغداد عن: القاسم بن يزيد صاحب وكيع، وأحمد بن منيع، ومحمد بن سليمان لوين، وأبي عمار الحسين بن حريث وغيرهم. روى عنه:
محمد بن المظفر الحافظ ومحمد بن زيد بن مروان الأنصاري، في آخرين. وبعضهم يسميه أحمد بن محمد بن خالد.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ قَالَ قُرِئَ عَلَى أَبِي الْحُسَيْن بْنِ مُظَفَّرٍ وَأَنَا أَسْمَعُ حَدَّثَكُمْ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ خَالِدٍ الْقَاضِي قَالَ نا سعيد بن محمّد قال نا سلم بن قتيبة قال نا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلِيفَةَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى
قَالَ: «حَتَّى يُسْمَعَ أطيط كأطيط الرحل [3] »
. [قال المؤلف: قَالَ [4]] : لنا ابن غالب قَالَ أبو الحسن الدارقطني تفرد به القاضي البوراني. قَالَ ابن غالب: يقال إنه وهم، والمحفوظ عن ابن قتيبة عن إسرائيل عن أبي إسحاق، وحديث شعبة موقوف.
حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نصر الدينوري قَالَ سمعت حمزة بن يوسف السهمي يقول: سألت الدارقطني عن محمد بن أحمد بن خالد البوراني. فقال: لا بأس به، ولكنه يحدث عن شيوخ ضعفاء.
أَخْبَرَنَا علي بن محمّد السّمسار قال أنبأنا عبد الله بن عثمان قال نبأنا عبد الباقي ابن قانع، أن محمد بن أحمد البوراني القاضي مات في سنة أربع وثلاثمائة.
قرأت في كتاب محمد بن المظفر بخطه: توفي أبو بكر البوراني يوم الأحد قبل الظهر ودفن العصر في مقابر القطيعة لثمان خلون من صفر سنة أربع وثلاثمائة.
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] 159- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/169. والأنساب 2/325. وفيه: أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن خالد ...
[3] انظر الحديث في: الجامع الكبير للسيوطي 1/100. وكنز العمال 4507.
[4] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(1/311)
160- محمد بن أحمد بن خنب بن أحمد بن راجيان بن حامديان بن ماحك ابن قرماي، أبو بكر الدهقان [1] :
سكن بخارى. وحدث بِهَا عَن: يَحْيَى بْن أَبِي طَالِب والحسن بن مكرم، وأبي قلابة الرقاشي، وجعفر الصائغ، وأبي بكر بن أبي الدّنيا وأحمد بن إسحاق الحافظ النيسابوري وغيره من الخراسانيين.
حَدَّثَنِي أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ الطَّيِّبِ الدسكري لفظا بحلوان قال نا علي بن القاسم بن شاذان الرازي قَالَ نبأنا محمد بن أحمد بن خنب البغدادي ببخارى قال نا أبو بكر بن أبي الدنيا.
وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ المعدل قال نا الحسين بن صفوان البرذعيّ قال نا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا قال نا أحمد بن إبراهيم قَالَ حَدَّثَنِي سلمة بن عقار عن حجاج بن محمد. قَالَ: كتب إليّ أبو خالد الأحمر وكان في كتابه إلي: واعلم أن الصديقين كانوا يستحيون من الله أن يكونوا اليوم على منزلة أمس. ليس في حديث البرذعي واعلم.
أخبرنا أبو القاسم الأزهري قَالَ: أنبأنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ قَالَ: ابن خنب شيخ بغدادي وقع إلى بخارى، يروي عن يحيى بن أبي طالب، والحسن بن مكرم، ومحمّد ابن شاذان الجوهري، وغيرهم من البغداديين، حدث ببخارى بحديث كثير، وبكتب عبد الوهّاب ابن عطاء عن يحيى بن أبي طالب، وبقي إلى نحو سنة خمسين وثلاثمائة.
أخبرنا أبو الوليد الدربندي قال: أنبأنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سليمان البخاري الحافظ المعروف بغنجار. قَالَ: ولد أبو بكر بن خنب ببغداد في سنة ست وستين ومائتين، ودخل بخارى سنة سبع وثمانين ومائتين، ومات ببخارى يوم السبت غرة رجب سنة خمسين وثلاثمائة. وصليت على جنازته.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن الحسين البخاري قَالَ: قَالَ لنا أبو محمد إسماعيل بن الحسين الزاهد: توفي أبو بكر بن خنب في رجب سنة خمسين وثلاثمائة.
161- محمد بن أحمد بن خشنام، أبو منصور العطار [2] :
من أهل نيسابور. قدم بغداد في سنة ستين وثلاثمائة، وحدّث بها عن: عبد الله بن
__________
[1] 160- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/138.
[2] 161- العطّار: هذه النسبة إلى بيع العطر والطيب الأنساب 8/474.(1/312)
القاسم بن حمويه الطويل سمع منه: محمد بن أبي الفوارس، وأبو بكر بن أبي سعد الوراق، وأحمد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الكاتب.
162- مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ خَلَفِ بْنِ خَاقَانَ، أبو الطيب العكبري [1] :
سكن بغداد وحدث بِهَا عَن أَبِي بكر مُحَمَّد بْن أيوب بن المعافى الزاهد، وإبراهيم ابن علي بن الحسن القافلائي وغيرهما.
حَدَّثَنِي عنه: أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْنِ عَبْدِ العزيز العكبري، وَقَالَ لي: ولد أبو الطيب بعكبرا في سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة، وسمعنا منه ببغداد وبعكبرا، وَحَدَّثَنَا عن أبي أحمد بن محمد بن محمد الباغندي. وكان سماعه من محمد بن أيوب بن المعافى في سنة خمس وعشرين وثلاثمائة. ومات ببغداد في سنة سبع وأربعمائة.
سألت أبا الْقَاسِم عَبْد الواحد بْن عَلِيّ بن بزهان العكبري عن ابن خاقان فعرفه ووثقه وأثنى عليه ثناء حسنا. فقلت: إنه روى عن أبي ذر الباغندي فقال: كان صدوقا.
163- محمد بن أحمد بن أبي دؤاد، أبو الوليد الأيادي القاضي [2] :
وهو أخو حريز بن أحمد. قيل: إن اسم أبي دؤاد الفرج. وقيل: دعمي. وقيل بل اسمه كنيته. ولاه أمير المؤمنين المتوكل على الله قضاء [بغداد والأعمال [3]] بعد أن فلج أبوه ومات في حياة أبيه، وكانت وفاته ببغداد في ذي الحجة من سنة تسع وثلاثين ومائتين.
ذكر ذلك إسماعيل بن علي الخطبي فيما أَنْبَأَنِي إبراهيم بن مخلد أنه سمعه منه.
أَخْبَرَنِي القاضي أَبُو عَبْد اللَّه الْحُسَيْن بْن علي الصّيمريّ قال نبأنا أَبُو عُبَيْد الله مُحَمَّد بْن عمران المرزباني. قَالَ: أحمد بن أبي دؤاد القاضي هو أحمد بن أبي دؤاد ابن حريز بن مالك بن عبد الله بن عباد بن سلام بن مالك بن عبد هند بن لجم بن مالك بن قنص بن منعة بن برحان بن دوس بن الديل بن أمية بن حذافة بن زهر بْن إياد بْن نزار بْن معد بْن عدنان. أَخْبَرَنِي بذلك رجل من ولده قدم علينا من البصرة.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ طَاهِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطّبريّ قال نبأنا المعافي بن زكريّا
__________
[1] 162- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/122. والأنساب للسمعاني 9/30.
[2] 163- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 11/268.
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(1/313)
الجريري قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن يحيى الصولي. قَالَ: كان المتوكل يوجب لأحمد بن أبي دؤاد ويستحي أن ينكبه، وإن كان يكره مذهبه. لما كان يقوم به من أمره أيام الواثق وعقد الأمر له والقيام به من بين الناس؛ فلما فلج أحمد بن أبي دؤاد في جمادى الآخرة سنة ثلاث وثلاثين ومائتين، أول ما ولي المتوكل الخلافة؛ ولي المتوكل ابنه محمد بن أحمد أبا الوليد القضاء ومظالم العسكر مكان أبيه، ثم عزله عنها يوم الأربعاء لعشر بقين من صفر سنة أربعين ومائتين ووكل بضياعه وضياع أبيه. ثم صولح على ألف ألف دينار، وأشهد على ابن أبي دؤاد وابنه بشراء ضياعهم وحدرهم إلى بغداد. وولي يحيى بن أكثم ما كان إلى ابن أبي دؤاد. ومات أبو الوليد محمد بن أحمد ببغداد في ذي القعدة سنة أربعين ومائتين. ومات أبوه أحمد بعده بعشرين يوما.
قال الشيخ أبو بكر: وهذا [عندي [1]] خطأ، والذي قدمناه من وفاة أبي الوليد هو الصواب، لأن أحمد بن أبي دؤاد توفي أول سنة أربعين ومائتين بغير شك، وتقدمت وفاة ابنه الوليد على وفاته.
عدنا إلى خبر الصولي. قال: فقال على بن الجهم يهجموهما:
يا أحمد بن أبي دؤاد دعوة ... بعثت عليك جنادلا وحديدا
فسدت أمور الدين حين وليته ... ورميته بأبي الوليد وليدا
لا محكما جزلا ولا مستظرفا ... كهلا ولا متشببا محمودا
شرها إذا ذكر المكارم والعلى ... ذكر القلايا مبديا ومعيدا
وإذا تربع في المجالس خلته ... ضبعا وخلت بني أبيه قرودا
ما صبحت بالخير عين أبصرت ... تلك المناخر والثنايا السودا
أَخْبَرَنِي الحسين بن علي الصيمري قَالَ: نبأنا مُحَمَّد بن عمران المرزباني قَالَ أَخْبَرَنِي علي بن هارون قَالَ أَخْبَرَنِي عبيد الله بن أَحْمَد بن أبي طاهر عن أبيه. قَالَ:
عزل المتوكل أبا الوليد مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن أَبِي دؤاد عن مظالم العسكر سنة سبع وثلاثين ومائتين، ووليها محمد بن إبراهيم بن الربيع الأنباري. ثم صرف أبا الوليد فِي يوم الخميس لخمس خلون من شهر ربيع الأول عن قضاء القضاة، وولي يحيى بن أكثم قضاء القضاة، ثم عزل ابن الربيع الأنباري عن المظالم ووليها يحيى بن أكثم
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(1/314)
لسبع بقين من شهر رمضان سنة سبع وثلاثين ومائتين. وصرف أبو الوليد يوم الأربعاء لعشر بقين من صفر، وحبس يوم السبت لثلاث خلون من شهر ربيع الآخر في ديوان الخراج. وحبس إخوته عبد الله بن السري صاحب الشرطة، فلما كان يوم الاثنين من هذا الشهر حمل أبو الوليد مائة ألف دينار وعشرين ألف دينار وجوهرا قيمته عشرون ألف دينار، ثم صولح بعد ذلك على ستة عشر ألف ألف درهم وأشهد عليهم جميعا ببيع كل ضيعة لهم. وكان أحمد بن أبي دؤاد قد فلج؛ فلما كان يوم الأربعاء لسبع خلون من شهر رمضان أمر المتوكل بولد أحمد بن أبي دؤاد جميعا فحدروا إلى بغداد.
أَخْبَرَنِي الصيمري قال: نا المرزباني قَالَ: وجدت بخط أحمد بن إسماعيل نطاحة قَالَ بعضهم في ابن أبي دؤاد:
إلى كم تجعل الأعراب طرا ... ذوي الأرحام منك بكل وادي
تضم على لصوصهم جناحا ... لتثبت دعوة لك في إياد
فأقسم أن رحمك في إياد ... كرحم بني أمية من زياد
وأخبرني الصيمري قال: نبأنا المرزباني قَالَ أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن يَحْيَى قَالَ حَدَّثَنِي حريز بْن أَحْمَدَ بْن أَبِي دؤاد. قَالَ: كان عمك إبراهيم بن العباس من أصدق الناس لأبي فعتب على ابنه أبي الوليد في شيء فقال فيه أحسن قول: ذمه ومدح أباه:
عفت مساو تبدت منك واضحة ... على محاسن بقاها أبوك لكا
لئن تقدمت أبناء الكرام به ... لقد تقدم آباء اللئام بكا
قال الشيخ أبو بكر: كان أحمد بن أبي دؤاد ممن اشتهر بالجود والسخاء، وابنه أبو الوليد كان بخيلا وله في البخل [أخبار ظريفة [1]] حفظت عنه.
أخبرني الصّيمريّ [أبا زكريّا [2]] قال: نبأنا المرزباني قَالَ حَدَّثَنِي محمد بن أحمد الكاتب قال: نبأنا أبو العيناء قال: كان أولاد ابن أبي دؤاد في أخلاقهم مختلفين، وكان أبو الوليد منهم بخيلا ولهم أخبار كثيرة، فأما أبو الوليد فإنه شكا إلى خبازه فساد الخبز فقال له: إنما أخبز كل يوم أرغفة لتملأ التنور. فقال له. اقطع التنور
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(1/315)
ببراستج: فقطع نصف التنور ببراستج فكان يخبز فيه. قَالَ المرزباني: أبو العيناء خبيث اللسان ولعله سأل أبا الوليد حاجة فلم يقضها له فوضع هذا الحديث. قال الشيخ أبو بكر: قد ذكر هذه الحكاية عن أبي الوليد غير أبي العيناء فبرئت عهدته مما اتهمه المرزباني به.
أَخْبَرَنِي الحسين بن علي الحنفي قال نبأنا مُحَمَّد بْن عمران الكاتب قَالَ أَخْبَرَنِي الصولي قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن خلف وكيع قَالَ: نبأنا أبو خالد المهلبي قَالَ سمعت المستعين يقول: شكا أبو الوليد بن أبي دؤاد إلى خبازه أن الخبز يبقى عنده حتى يجف، وكان يخبز له في كل يوم مكوكا. فقال: ما أخبز إلا بالكفاية و [بقدر [1]] ما يسع التنور. فأمر بقطع نصف التنور. قَالَ: أبو خالد: فحدث أنا كنا نأكل معه والأرغفة بعددنا، فجاء نفسان. فقال [لهم [2]] : هاتوا خبزا فجاءوا برغيفين، فلم يبق خبز فاستزاد فما جاءوا بشيء، فقال: هاتوا من خبز الجواري فما جاءوا بشيء؛ فلما قمنا قلت لطباخه: فضحتنا كنت قد أخذت من خبز الجواري؟ فقال: إنه قوت لهن، وإذا أخذ منهن خبزا لم يردده، قد فعل هذا بهن مرات.
أخبرني الصّيمريّ قال: نا المرزباني قَالَ أَخْبَرَنِي الصولي قَالَ: أنشدنا محمد بن موسى قَالَ أنشدنا أبو العبر لنفسه يهجو أبا الوليد بن أبي دؤاد:
لو كنت من شيء خلافك لم تكن ... لتكون إلا مشجبا في مشجب
لو أن لي من جلد وجهك رقعة ... لجعلت منها حافرا للأشهب
أَخْبَرَنِي الصيمري قال: نا المرزباني قَالَ: أَخْبَرَنِي علي بن هارون قَالَ أَخْبَرَنِي عبيد الله بن أحمد بن أبي طاهر عن أبيه. قَالَ: مات أبو الوليد بن أبي دؤاد في آخر سنة تسع وثلاثين ومائتين، ومات أبوه بعده بعشرين يوما ببغداد مفلوجا.
164- محمد بن أحمد بن داود بن أبي نصر السراج [3] :
حدث عَنْ سريج بن يونس. روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد.
165- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن داود بْن سيار بن أبي عتاب، أبو بكر المؤدب [4] :
سمع: يوسف بن واضح البصري، ونصر بن عَلِيّ الجهضمي، ومحمد بن يحيى
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] 164- السّرّاج: هذا منسوب إلى عمل السرج، وهو الذي يوضع على الفرس، الأنساب 7/65.
[4] 165- انظر: سؤالات الحاكم للدار قطني 193.(1/316)
ابن فياض الزماني وسلمة بن شبيب النيسابوري. روى عنه: محمد بن مخلد الدوري، وسليمان بن أحمد الطبراني، ومحمد بن معمر أبو مسلم الأصبهاني. وذكره الدَّارَقُطْنِيّ [فَقَالَ: لا بأس بِهِ [1]] .
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ قال نبأنا محمّد بن معمر الذهلي قال: نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ دَاوُدَ الْمُؤَدِّبُ الْبَغْدَادِيُّ قال: نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ فَيَّاضٍ الزِّمَّانِيُّ قَالَ حدّثني أبي يحيى بن فياض قال: نبأنا سُفْيَانُ قَالَ حَدَّثَنِي جَابِرٌ عَنِ ابْنِ سَابِطٍ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْسَلَهَا إِلَى امْرَأَةٍ فَقَالَتْ: مَا رَأَيْتُ طَائِلا. فَقَالَ: «لَقَدْ رَأَيْتِ خَالا بِخَدِّهَا اقْشَعَرَّتْ [مِنْهُ [2]] ذُؤَابَتُكَ [3] » فَقَالَتْ: مَا دُونَكَ سِرٌّ، وَمَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَكْتُمَكَ؟
166- محمد بن أحمد بن رزين، أبو عبد الله [4] :
حدث عن: شبابة بن سوار، وعلي بن عاصم، ويزيد بن هارون، وأسود بن عامر، وأبي النصر هاشم بن القاسم، ويعقوب بن إسحاق الحضرمي، وأبي أَحْمَد الزبيري. رَوى عَنْهُ: عَبْد اللَّه بْن سُلَيْمَان بْن عيسى الفامي، وأبو العباس بن عقدة الكوفي، وغيرهما.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْفَرَجِ الْحُسَيْن بْن عَلِيّ الطَّنَاجِيرِيُّ قَالَ أنبأنا عمر بن أحمد الواعظ قال نا أحمد بن محمّد بن سعيد قال نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رُزَيْنٍ الْبَغْدَادِيُّ قَالَ: نا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ عَنْ سُفْيَانَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ. قَالَتْ:
تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم وَدِرْعُهُ مَرْهُونَةٌ بِثَلاثِينَ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ.
أَخْبَرَنَا علي بن محمّد السّمسار قال أنبأنا عبد الله بن عثمان قال نبأنا ابن قانع: أن محمد بن أحمد بن رزين مات في سنة ثلاث وسبعين ومائتين.
167- محمد بن أحمد بن روح بن حرب بن راشد بن شداد، أبو عبد الله الكسائي، قرابة أبي صفوان [5] :
حدث عن: محمد بن عباد المكي، وأحمد بن عبد الصمد الأنصاري، وغيرهما.
روى عنه محمد بن مخلد الدوري، وأبو القاسم الطبراني.
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] انظر الحديث في: تاريخ أصبهان 2/188. وطبقات بن سعد 8/115. وكنز العمال 35460.
[4] 166- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/258.
[5] 167- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/420.(1/317)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْن شهريار قال أنبأنا سليمان بن أحمد الطبراني قال نبأنا محمّد بن روح قال: نا أحمد بن عبد الصّمد الأنصاريّ قال نا أبو سعد الأشهلي قال: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلانَ عَنْ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُجْمِرِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «فَضْلُ صَلاةِ الْجَمَاعَةِ عَلَى صَلاةِ الْفَذِّ سَبْعٌ وَعِشْرُونَ دَرَجَةً [1] »
. قَالَ سُلَيْمَانُ: لَم يَرْوِهِ عَنِ ابْنِ عَجْلانَ إِلا أَبُو سَعْدٍ الأَشْهَلِيُّ.
أَخْبَرَنَا علي بن محمّد السّمسار قال: أنبأنا عبد الله بن عثمان قال نبأنا ابن قانع:
أن محمّد بن روح البزّار الصفواني مات في سنة ثمان وثمانين ومائتين. قرأت بخط محمد بن مخلد: سنة ثمان وثمانين ومائتين فيها مات أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ روح قرابة أبي صفوان في شهر ربيع الأول.
168- محمد بن أحمد بن راشد الأصبهاني:
قدم بغداد وحدث بها عن يونس بن حبيب صاحب [أبي [2]] داود الطيالسي، روى عنه: أبو الحسين بن المنادي.
169- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق بْن عَبْد الله:
جد شيخنا أبي الحسن بن رزقويه. سمع محمد بن غالب التمتام.
حَدَّثَنَا أبو الحسن بن رزقويه عن وجوده في كتابه. سمعت محمّد بن أحمد بن أحمد بن رزق يقول: وجدت في كتاب جدي محمد بن أحمد بن رزق حَدَّثَنَا محمد بن غالب بن حرب الضبي قَالَ: سمعت أبا حذيفة يقول سمعت سفيان الثوري يقول استتيب أَبُو حنيفة من الكفر مرتين.
170- محمد بن أحمد بن ريحان، أبو نصر البغداديّ:
ذكر أبو القاسم بن الثلاج أنه حدثه بالرملة عن الحسن بن علوية القطان.
171-[3] محمد بن أحمد بن روح، أبو بكر الحريري [4] :
سمع: إبراهيم بن عبد الله الزينبي بعسكر مكرم. حَدَّثَنَا عنه: أَبُو بَكْر البرقاني وسألته عنه. فقال: ثقة فاضل.
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح البخاري 6/108، وفتح الباري 8/399.
[2] 168- ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] 171- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/286.
[4] الحريري: هذه النسبة إلى الحرير، وهو نوع من الثياب، الأنساب/ 121.(1/318)
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيُّ قَالَ قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ أحمد بن روح الحريريّ حدّثكم إبراهيم ابن عبد الله الزينبي قال: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى الصَّنْعَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا خالد بن الحارث قال نا شُعْبَةُ عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ. قَالَ: سَمِعْتُ عَمِّي يَقُولُ: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصُّبْحَ فَقَرَأَ فِي إِحْدَى الرَّكْعَتَيْنِ: وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ، قَالَ شُعْبَةُ: فَلَقِيتُهُ فِي السُّوقِ فَقَالَ: قَافْ.
حدثت عن أبي الحسن محمد بن العباس بن الفرات قَالَ: توفي محمد بن أحمد ابن روح الحريري في ذي الحجة سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة، مستور ثقة.
172- محمد بن أبي بَكْر أَحْمَد بْن أَبِي خيثمة زهير بْن حرب بن شداد، أبو عبد الله [1] :
نسائي الأصل. كان فهما عارفا. وحدث عن: نصر بن علي الجهضمي، ومحمّد ابن معمر البحراني، وإبراهيم بن إسماعيل الكهيلي، وعمرو بن على الصّيرفيّ، وعباد ابن يعقوب الرواجني، وسعيد بن يحيى الأموي، ومحمد بن منصور الطوسي، والفضل بن سهل الأعرج، والحسين بن حريث المروزي، وعبد العزيز بْن مُحَمَّد بْن زبالة المديني، وأحمد بن محمد بن سعيد التبعي، وغيرهم. رَوَى عَنْهُ: أَحْمَد بْن كامل الْقَاضِي، ومحمد بن الحسن بن مقسم المقرئ، وأحمد بن عبد الله الذارع النهرواني.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بن الحسين بن الفضل القطان قال: أنبأنا أحمد بن كامل القاضي قال نا محمّد بن أحمد بن زهير قال: نا أبو جعفر أحمد بن جعفر الحمال جَارُ أَبِي زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ- وَأَثْنَى عَلَيْهِ [أَبُو [2]] زَكَرِيَّا بْنُ إِبْرَاهِيمَ خَيْرًا- قَالَ: نا خالد ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَالِدِ بْنِ سَلَمَةَ الْمَخْزُومِيُّ قال: نا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ عَنْ أَبِي عَطِيَّةَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ. أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا بَعْدَ حُلُولِ أَجَلِهِ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ صَدَقَةٌ [3] »
. أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أبي الحسين النعالي قال: نا أحمد بن عبد الله الذارع قال: نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي خَيْثَمَةَ قَالَ: نا الحسين بن حريث قال: نا عبد الرّحيم بن
__________
[1] 172- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/129. وشذرات الذهب 2/225. والبداية والنهاية 11/117.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] انظر الحديث في: المستدرك 2/29. ومسند أحمد 5/360. ومجمع الزوائد 4/135. وسنن ابن ماجة 2418.(1/319)
زيدان الْعَمِّيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ شَقِيقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ. عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [فِي قَوْلِهِ تَعَالَى [1]] : فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ
. قَالَ: «مِنْ صَالِحِ الْمُؤْمِنِينَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ»
. حَدَّثَنِي الْقَاضِي أَبُو عَبْد اللَّه الْحُسَيْنُ بْن علي الصيمري قَالَ: قَالَ لي علي بن الحسن الرّازي قال: أنا أَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن الحسين الزعفراني: كان لأبي بكر بن أبي خيثمة ابنٌ حافظ، استعان به أبو بكر في تصنيف كتاب التاريخ.
قال الشيخ أبو بكر: وهو أبو عبد الله هذا.
قَرَأْتُ فِي كتاب أَبِي الفتح عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد النحوي سمعت القاضي ابن كامل يقول: أربعة كنت أحب بقاءهم: أبو جعفر الطبري، والبربري، وأبو عبد الله بن أبي خيثمة، والمعري، فما رأيت أفهم منهم ولا أحفظ.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق قَالَ أنبأنا إِسْمَاعِيل بْن علي الْخُطبي قَالَ: مات أَبُو عبد الله بن أبي خيثمة في ذي القعدة سنة سبع وتسعين ومائتين.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الدَّقَّاق قَالَ أنبأنا الْحُسَيْن بن هارون الضبي عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سَعِيدٍ. قَالَ: محمد بن أحمد بن زهير بن حرب النسائي، أبو عبد الله بن أبي خيثمة، توفي يوم الأربعاء لأربع بقين من ذي القعدة سنة سبع وتسعين ومائتين، ورأيته لا يَخْضب.
173- محمد بن أحمد بن زنجويه النِّيسَابُورِيّ:
قدم بغداد حاجا وحدث بِهَا عَنْ: عبد الصمد بْن الفضل البلخي. روى عنه: أبو جعفر اليقطيني.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْعَبَّاسِ النعالي قال أنبأنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْيَقْطِينِيُّ قَالَ: نا محمد بن أحمد بن زنجويه النيسابوري- قدم حاجا- قال: نا عبد الصّمد بن الفضل قال: نبأنا شَدَّادُ بْنُ حَكِيمٍ عَنْ زُفَرَ عَنْ مِسْعَرٍ عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ. قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُؤْتَى بِالإِنَاءِ، فَأَبْدَأُ فَأَشْرَبُ وَأَنَا حَائِضٌ ثُمَّ يَشْرَبُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلّم ويضع فاه موضع فيّ.
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(1/320)
174- محمد بن أحمد بن زيد، أبو بكر الحنائي [1] :
حدث عن: محمد بن أحمد بن نصر الترمذي، وعمر بن محمد بن حفص الشطري، وأحمد بن الخليل البصري. روى عنه: أبو الحسن الدارقطني.
175- محمد بن أحمد بن السكن، أبو بكر القطيعي [2] ، يعرف بأبي خراسان:
سمع: أبا عاصم الضحاك بن مخلد، وأحوص بن جواب، والحسين بن محمّد المروزيّ، وعفان بن مسلم، وسليمان بن حرب، وعبد الصمد بن النعمان. روى عنه أَبُو بكر بن أَبِي داود، ويحيى بن مُحَمَّدِ بن صاعد، والحسين بن إسماعيل المحاملي، وأخوه أبو عبيد، ومُحَمَّد بن مخلد الدوري، ومُحَمَّد بن جَعْفَر المطيري، وغيرهم.
وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهدي قال: نا محمّد بن مخلد قال: نا محمّد بن أحمد بن السّكن قال: نا أبو الجوّاب قال: نا سُلَيْمَانُ بْنُ قَرْمٍ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ. قَالَتْ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نَبِيذِ الدُّبَّاءِ وَالْمُزَفَّتِ.
قرأت بخط محمد بن مخلد: سنة ثَمان وستين ومائتين فيها مات أحمد بن محمّد ابن السكن، أبو بكر ويعرف بأبي خراسان، في شهر ربيع الأول.
قال الشيخ أبو بكر: كذا أسماه هاهنا أحمد بن محمد، وسماه في مواضع عدة محمد بن أحمد بن السكن وهو الصواب.
176- محمد بن أحمد بن سفيان، أبو عبد الله البزاز الترمذي [3] :
سكن بغداد وحدث بِهَا عَن: عبيد اللَّه بْن عُمَر القواريري، ومحمد بن جعفر الفيدي، وغيرهما. روى عنه: أحمد بن كامل القاضي، وسليمان بن أحمد الطبراني، وَكَانَ ثِقَةً.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شهريار قال: أنبأنا سليمان بن أحمد الطبراني قال:
__________
[1] 174- الحنائي: هذه النسبة إلى بيع الحناء وهو نبت يخضبون به الأطراف. الأنساب 4/244.
[2] 175- القطيعي: هذه النسبة إلى القطيعة، وهي مواضع وقطائع في محالّ متفرقة ببغداد. الأنساب 10/202.
[3] 176- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/162 وميزان الاعتدال 3/457. والكاشف الحثيث، رقم 60.(1/321)
نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سُفْيَانَ التُّرْمِذِيُّ بِبَغْدَادَ قال: نبأنا عبيد الله بن عمر القواريري قال: نبأنا هُشَيْمٌ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَالِمٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ.
قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَلَمَّا دَنَوْنَا مِنَ الْمَدِينَةِ أَرَدْتُ أَنْ أَتَعَجَّلَ. قَالَ: «أَمْهِلْ حَتَّى تَسْتَحِدَّ الْمُغِيبَةُ، وَتَمْتَشِطَ الشَّعْثَةُ [1] »
. قَالَ سُلَيْمَانُ: لَمْ يَرْوِهِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ إِلا هُشَيْمٌ، تَفَرَّدَ بِهِ الْقَوَارِيرِيُّ.
177- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي سعيد، أَبُو بكر البزّار [2] :
سمع: أحمد بن حازم بن أبي عروة الكوفيّ، ونحوه. روى عنه: عبيد الله بن أحمد بن يعقوب المقري، وَيُوسُفُ بْنُ عُمَرَ القَوَّاسُ، وحَدَّثَنِي الْحَسَن بْن مُحَمَّد الخلال أن يوسف القواس ذكره فِي جملة شيوخه الثقات.
أَخْبَرَنَا علي بْن مُحَمَّد السمسار قَالَ: أنبأنا عبد الله بن عثمان الصّفّار قال: أنبأنا ابْن قانع: أن أَبَا بَكْر بْن أَبِي سعيد مات في ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة.
قَالَ غير الصفار: عن ابن قانع: مات يوم الجمعة لإحدى عشرة ليلة خلت من ذي القعدة. [سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة [3]] .
178- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن سليمان، أَبُو الفضل المعروف بابن القواس [4] :
كان ينزل بالجانب الشرقي بين القصرين. وحدث عن: أحمد بن موسى الشطوي، وإسحاق بن سنين الختلي. روى عنه الدارقطني، وأبو الفتح بن مسرور البلخي. وذكر فيما قرأت بخطه: أنه توفي ببغداد في أول سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة.
قال: وكان ثقة.
178 م- محمد بن أحمد بن سليمان، أبو بكر البغداديّ [5] :
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ بْنِ عِيَاضِ بْنِ أَبِي عَقِيلٍ الْقَاضِي بِصُورَ، وَأَبُو نَصْرٍ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ الْوَرَّاقُ بِصَيْدَا. قالا: أنبأنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جُمَيْعٍ الْغَسَّانِيُّ قَالَ: نبأنا محمد بن أحمد بن سليمان أبو بكر البغداديّ قال:
نبأنا الحسين بن عمر- هو ابن أبي الأحوص الثقفي الكوفي- بحديث ذكره.
__________
[1] انظر الحديث في: المعجم الصغير للطبراني 2/10.
[2] 177- البزّار: اسم لمن يخرج الدهن من البزر أو يبيعه 2/182.
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[4] 178- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/61.
[5] 178 م- البغدادي: أضفناها من سند الرواية التالية.(1/322)
179- محمد بن أحمد بن سهل الحداد [1] :
روى عن: الْجُنَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَرَفَةَ حديثا مسندا، حدث به عنه:
علي بن محمد بن علوية الجوهري.
180- محمد بن أحمد بن سهل بن عقيل، أبو بكر الأصباغي البغدادي صاحب المواريث:
سكن دمشق وحدث بها عن: محمد بن الحسين البستنبان. روى عنه: أبو الفتح ابن مسرور. وَقَالَ: ما علمت من أمره إلا خيرا.
181- محمد بن أحمد بن سري الحنائي:
حدث عن: أحمد بن بديل اليامي. روى عنه: القاضي أبو الحسن الجراحي.
182- محمد بن أحمد بن السري بن أبي عون، أبو الحسن النهرواني [2] :
سمع: أبا بكر بن مالك الإسكافي، والْحَسَن بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى بْنِ إِسْحَاق الأَنْصَارِيُّ، وعمر بن جعفر بن سلم الختلي، وعلي بن أحمد المعروف ببادوية القزويني، وعلي بن محمد بن سعيد الموصلي.
قدم علينا بغداد في حياة أبي الحسين بن بشران، وكتبنا عنه في قطيعة الربيع. وكان صدوقا.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي العون النهرواني قال: أبو بكر محمّد بن محمّد ابن أحمد الإسكافي بها قال: نبأنا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ قَالَ: نا يزيد بن هارون قال: أنبأنا سُفْيَانَ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لا صام من صام الأبد [3] »
قال الشيخ أبو بكر: توفي ابن أبي عون بعد سنة عشرين وأربعمائة.
184- محمد بن أحمد بن شعيب بن عبد الله بن الفضل بن عقبة، أبو منصور الرّويانيّ صاحب أبي حامد الأسفرائيني [4] :
سكن بغداد وحدث بِهَا عَنْ: عَلِيّ بْن مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ كيسان النحوي، وأبي
__________
[1] 179- الحدّاد: هذه النسبة إلى بيع الحديد وشرائه وعمله. الأنساب 4/71.
[2] 183- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/232.
[3] انظر الحديث في: صحيح مسلم 815. وصحيح البخاري 3/52، 53. وفتح الباري 4/221، 222.
[4] 184- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/30.(1/323)
حفص بن الزيات، ومحمد بن إسماعيل الوراق، وسهل بن أحمد الديباجي، وأبي بكر المفيد، ومن في طبقتهم. كتبنا عنه وكان صدوقا يسكن قطيعة الرّبيع.
قال الشيخ أبو بكر: ومات يوم الأربعاء السابع من شهر ربيع الأول سنة ست وثلاثين وأربعمائة، ودفن في الغد في مقبرة باب حرب.
185- محمد بن أحمد بن الصّلت بن دينار الكاتب [1] :
سمع: وهب بن بقية ومحمد بن خالد بن عبد الله الواسطيين، وعبد الله بن عمر ابن أبان الكوفي، وسوار بن عبد الله البصري. رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْرِ بْنُ الْجِعَابِيِّ، وَمُحَمَّدُ ابن المظفر، وأبو الفضل الزهري، وعلي بن عمر الحربي، وغيرهم. وربما سمي أحمد بن محمد بن الصلت، ومحمد بن أحمد أشهر وأكثر.
وأَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق قَالَ أنبأنا عمر بن جعفر البصري الحافظ. قَالَ:
محمد بن أحمد بن الصلت الكاتب ثقة مأمون.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ قال: أنبأنا علي بن عمر السكري قَالَ:
وجدت فِي كتاب أخي: مات ابْن الصلت الكاتب في المحرم سنة إحدى عشرة وثلاثمائة.
186- محمد بن أحمد بن صالح بن علي بن سيار بن علي بن أبي طالب بن أبي ليلى أبو بكر الأزدي [2] :
أصله من سر من رأي، سمع: أحمد بن بديل اليامي، والحسن بن عرفة العبدي، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن سَعِيد القطان، والزبير بن بكار، وعلي بن حرب.
روى عنه: القاضي أبو الحسن الجراحي، وأبو بَكْر بْن شاذان، وأبو الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيّ، وأبو حفص بن شاهين، وأبو طاهر المخلص.
وأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: أنبأنا عَلِيُّ بْنُ عمر الحافظ. قَالَ: محمد بن أحمد ابن صالح السامري الدانقي باب الطاق ثقة.
قرأت فِي كتاب ابن الثَّلاج بِخطه: تُوُفِّيَ محمد بن أحمد بن صالح بن علي بن سيار في ذي الحجة سنة أربع وعشرين وثلاثمائة.
__________
[1] 185- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/236.
[2] 186- الأزديّ: هذه النسبة إلى أزد شنوءة، وهو أزد بْن الغوث بْن نبت بْن مَالِك بْن زَيْد بن كهلان بن سبأ، الأنساب 1/197.(1/324)
187- محمد بن أَحْمَد بْن صالح بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد بْن حنبل، أبو جعفر الشيباني [1] :
حدث عن أبيه، وعن عمه زهير بن صالح، وإبراهيم بن خالد الهسنجاني، وعمير ابن مرداس الدونقي، وإبراهيم بن سعدان الأصبهاني روى عنه: أبو القاسم عبد الله ابن إبراهيم الأبندوني، ومحمد بْن إِسْمَاعِيل الوراق، وَأَبُو الْحَسَن الدارقطني.
حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ قَالَ: نا أبو الحسن علي بن عمر الحافظ قال: أخبرنا محمّد بْنِ صَالِحِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ- أَمْلاهُ عَلَيْنَا فِي مَجْلِسِ أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ الْبَرْبَهَارِيِّ- قال: نا أبي أحمد بن صالح قال: نا جدي أحمد بن حنبل قال: نا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ عَائِشَةَ. قَالَتْ: كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ.
قال أبو الحسن: هكذا حَدَّثَنَا به هذا الشيخ. وهذا الحديث إنما يعرف عن روح عن ابن جريج ليس فيه مالك ولا الثوري، والله أعلم.
قال الشيخ أبو بكر: لم أر هذا الحديث من رواية أحمد بن حنبل عن روح بن عبادة عن ابن جريج، لكن.
حدثنيه الحسن بن علي بن محمّد الواعظ لفظا قال: نبأنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال: نبأنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: حدّثني أبي، قال: نبأنا عبد الرّزّاق قال أنبأنا ابن جريج عن عطاء عن عائشة بنحو معناه.
حَدَّثَنِي عبيد الله بن أبي الفتح عن طلحة بن محمد بن جعفر: أن محمد بن أحمد ابن صالح بن حنبل مات في سنة ثلاثين وثلاثمائة.
188- محمد بن أحمد بن صديق، أبو بكر الأصبهاني [2] :
قدم بَغْدَاد وَحدث بها عَنْ: عَلِيِّ بْن الحسن بن إدريس التستري. روى عنه:
الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بكير الصيرفي، وشيخنا طلحة بن علي بن الصقر الكتاني.
__________
[1] 187- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/23.
[2] 188- الأصبهانى: هذه النسبة إلى أشهر بلدة بالجبال، وإنما قيل له بهذا الاسم على ما سمعت بعضهم أنها تسمى بالعجمية: سپاهان، وسپاه: العسكر، وهان: الجمع، وكان جموع عساكر الأكاسرة تجتمع إذا وقعت لهم واقعة في هذا الموضع مثل عسكر فارس وكرمان وكور الأهواز والجبال، فعرّب وقيل: أصبهان الأنساب 1/289.(1/325)
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْمُعَدَّلُ قَالَ: حَدَّثَنِي الحسين بن أحمد بن بكير الحافظ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن صديق الأصبهاني في جامع المدينة لفظا، قال:
نبأنا على بن الحسن ابن إدريس بتستر قال: نبأنا محمّد بن صدقة العنبريّ قال: نبأنا موسى بن جعفر بحديث ذكره.
189-[1] محمد بن أحمد بن طالب، أبو الحسن الأخباري [2] :
سكن الشام وحدث بطرابلس عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّد البغوي، وأبي بكر بن أبي داود، وحرمي بن أبي العلاء، ومحمد بن الحسن بْن دريد، وإبراهيم بْن مُحَمَّد بْن عرفة، وأبي على الكوكبي، ومحمّد بن القاسم الأنباري. روى عنه: عبيد الله بن القاسم الأطرابلسي.
حَدَّثَنِي محمد بن علي الصوري قَالَ: نا أبو الحسن عبيد الله محمد بن أحمد بن طالب البغدادي قَالَ أنشدني أبو على ابن الأعرابي لنفسه:
كنت دهرا أعلل النفس بالوعد ... وأخلو مستأنسا بالأماني
فمضى الواعدون واقتطعتنا ... عن فضول المنى صروف الزمان
بلغني أن أبا الحسن بن طالب توفى سنة سبعين وثلاثمائة.
190- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه، أَبُو بكر، يعرف بالقبطي [3] :
حدث عن: مجاهد بن موسى، وعثمان بن عبد الله العثماني. روى عنه: أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْن مُحَمَّد بْنِ أَحْمَدَ المصري، وأبو الحسين أحمد بن إسحاق بن محمّد الزّيّات.
أخبرنا هلال بن محمّد الحفّار قال: أنبأنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الزيات قال نا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الله القبطي قال: نا عثمان بن عبد الله القرشيّ قال: نا غُنَيْمُ بْنُ سَالِمٍ مِنْ وَلَدِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ يَقُولُ: مَا صَلَّيْتُ خَلْفَ خَلْقٍ أَخَفَّ صَلاةً مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي تمام.
__________
[1] 189- انظر: الأسباب للسمعاني 1/152.
[2] الأخبارى: هذه النسبة إلى الأخبار، ويقال لمن يروي الحكايات والقصص والنوادر:
الأخباري، الأنساب 1/151.
[3] 190- القبطي: هذه النسبة إلى ثلاثة أشياء، والقبط: طائفة بمصر قديمة، الأنساب 10/50.(1/326)
191- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن محمد بن سليمان بن سالم الحراني، مولى بني أمية، يكنى أبا جعفر:
قدم بغداد وحدث بها عن: عمه سليمان بن عبد الله. روى عنه: عَلِيّ بْن عُمَر السكري.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّلْمَاسِيُّ وَأَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جعفر القطيعي. قَالَ: أنبأنا على بن عمر الحربيّ قال: نبأنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ- واسم أَبِي دَاوُدَ سَالِمٌ- مَوْلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مروان سنة ثمان وثلاثمائة- قدم علينا للحج- قال: نبأنا عَمِّي سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي جَدِّي عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو. أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنِ الرَّجُلِ يُجَامِعُ وَلا يُنْزِلُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا الْتَقَى الْخِتَانَانِ وَجَبَ الْغُسْلُ [1] » ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَنْ عِنْدَهُ: «أَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَفْضَلُ؟» قَالَ بَعْضُهُمْ: الْمُؤْمِنُ الْغَنِيُّ الَّذِي يُعْطِي فَيَتَصَدَّقُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ كَذَلِكَ، وَلَكِنَّ أَفْضَلَ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا الَّذِي إِذَا سئلَ أعطى، وَإِذَا لَمْ يُعْطَ اسْتَغْنَى [2] »
. 192- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي عون، أبو جعفر النسوي:
قدم بَغْدَاد وَحدث بها عَنْ: عَلِيِّ بْن حجر المروزي، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، وأحمد بن إبراهيم الدورقي، وحميد بن زنجويه النسائي. رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّد بْن مَخْلَد الدُّورِيّ، وَعَبْد الباقي بن قانع القاضي، وإسماعيل بن علي الخطبي. وكَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رزق قال: أنبأنا إسماعيل بن على الخطبي قال: نبأنا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي عون النّسائيّ قال: نبأنا على بن حجر قال: نبأنا دَاوُدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ عَنْ أَيُّوبَ وَدَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُمْ: «أَمْسِكُوا عَلَيْكُمْ أَمْوَالَكُمْ لا تُعْمِرُوهَا، فَمَنْ أَعْمَرَ شَيْئًا فَهُوَ لِلْمَجْعُولِ لَهُ حَيَاتَهُ ولورثته من بعده [3] » .
__________
[1] 191- انظر الحديث في: مسند أحمد 6/239. والسنن الكبرى للبيهقي 1/163. ونصب الراية 1/84. وكشف الخفا 1/86.
[2] انظر الحديث في: كنز العمال 43611.
[3] 192- انظر الحديث في: سنن النسائي 6/274. ومسند أحمد 3/293، 302، 374. ونصب الراية 4/127. وكنز العمال 46188، 46199.(1/327)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَهْرَيَارَ قال: نا سليمان بن أحمد الطبراني قال نا محمد بن عبد الله بن أبي عون النسائي ببغداد فذكر عنه حديثا. بلغني: أن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي عون مات سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة.
193- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن خالد، أبو بكر البرمكي [1] :
حدث عَنْ: أَبِي عُمَر حَفْص بْن عُمَر الدوري بكتاب الخلاف في القرآن بين أبي عمرو بن العلاء وأهل المدينة وحمزة والكسائي. روى عنه: طلحة بن محمد بن جعفر الشاهد. وقيل لي: إن أبا طاهر بن أبي هاشم روى عنه أيضا.
194- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن سهل الحربي [2] :
حدث عن: أحمد بن محمد بن مسروق الطوسي. روى عنه: أبو عمر بن أبي علي المسيبي، شيخ لأبي سعد عبد الله بن محمد الإدريسي.
195- محمد بن أبي الطيب أحمد بن أَبِي الْقَاسِم عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عبد العزيز البغوي [3] ، يكنى أبا الفتح:
حدث عن: بشر بن موسى الأسدي، وأَحْمَد بْن الْحَسَن بْن عَبْد الجبار الصوفي.
وروى عن جده عبد الله بن محمد البغوي كتاب المعجم الكبير. حدّث عنه: أبو الحسن بن رزقويه وغيره.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يعقوب عَنْ مُحَمَّد بن عبد الله بن نعيم النيسابوري قال سَأَلْتُ أَبَا عَلِيٍّ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ الْحَافِظُ عَنْ حَدِيثِ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَهْدَى جملا [كان [4]] لأَبِي جَهْلٍ. فقال: باطل. فقلت: حدث به يعقوب بن الأخرم عن سويد بن سعيد. قَالَ: أخطأ فيه فإنه لم يتابع عليه. قلت: وقد حدث به أيضا شيخكم أحمد بن الحسن الصوفي عن سويد، فأنكره جدا عن أحمد ابن الحسن. وَقَالَ: من يرويه؟ قلت: حدثنيه أبو الفتح ابن بنت أبي القاسم
__________
[1] 193- البرمكي: هذه النسبة إلى اسم وموضع، أما المنتسب إلى الاسم فجماعة من أولاد أبى على يحيى بن خالد بن برمك، الأنساب 2/168.
[2] 194- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/17.
[3] 195- البغوي: هذه النسبة إلى بلدة من بلاد خراسان بين مرو وهراة، يقال لها: بغ، وبغشور، الأنساب 2/254.
[4] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(1/328)
ابن منيع في المذاكرة. قَالَ: قد عرفت أبا الفتح هذا هو طبل لا يدري ما يخرج من رأسه. قلت: أبو بكر الإسماعيلي ترضاه؟ قَالَ: إمام. قلت: قد حدث بهذا الحديث عن الصّوفيّ. فسكت أبو على.
قال الشيخ أبو بكر: أما أبو الفتح فلم يبلغني عن حاله إلا خير. وحديث الصوفي هذا مشهور رواه عنه جماعة ونحن نورده في موضعه إن شاء الله.
قَالَ: أَبُو الفتح مُحَمَّد بْن أَبِي الفوارس: توفِي أبو الفتح بن أبي الطيب بن أبي القاسم ابن بنت منيع يوم السبت لاثنتي عشرة بقين من المحرم سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة.
196- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن نصر بْن بجير بْن عَبْد اللَّه بْن صالح بن أسامة أبو الطاهر الذهلي القاضي [1] :
سمع: أبا شعيب الحراني؛ ويوسف بن يعقوب القاضي وَمحمد بْن عبدوس بْن كامل السراج، وَأحمد بن يحيى ثعلبا؛ وموسى بن هارون الحافظ، وجماعة من طبقتهم. وولي القضاء بمدينة المنصور بالشرقية؛ وحدّث ببغداد شيئا يسيرا؛ ونزل مصر وحدث بها فأكثر؛ وكتب عنه عامة أهلها؛ وسمع منه أبو الحسن الدارقطني؛ وعبد الغني بن سعيد الحافظان؛ وكان ثقة. وآخر من حدث عنه أبو الحسن محمّد ابن الحسين المعروف بابن الطفال المصري.
أنبأنا إبراهيم بن مخلد قال: أنبأنا إسماعيل بن علي الخطبي قَالَ صرف الحسين بن عمر بن محمد القاضي عن قضاء مدينة المنصور؛ وولي مكانه أبو طاهر محمد بن عبد الله بن نصر بن بجير. وكان أبو طاهر يشهد ببغداد عند قاضي القضاة عمر بن محمد؛ وله تقدم عنده وخاصية به؛ ثم ولاه القضاء بواسط؛ وأقام بها مدة طويلة يلي القضاء بين أهلها إلى أن توفي عمر بن محمد وهو على ذلك؛ وأقام بعده مدة على [ولايته [2]] ثم عزله بحكم عند دخوله إلى واسط ونكبه؛ وصار إلى بغداد فأقام في منزله ثم ولي قضاء المدينة وأعمالها ببغداد ونواحيها؛ وكان حسن السيرة جميل الأمر.
وأخبرنا على بن المحسن القاضي قال: أنبأنا طلحة بن محمّد بن جعفر. قال:
__________
[1] 196- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/17.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(1/329)
واستقضى المتقي لله علي مدينة المنصور في جمادى الآخرة سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، أبا طاهر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بن نصر، وله أبوة في القضاء شديد المذهب متوسط الفقه على مذهب مالك، وكان له مجلس يجتمع إليه المخالفون ويتناظرون بحضرته، فكان يتوسط بينهم ويكلمهم كلاما سديدا، ويجري معهم فيما يجرون فيه على مذهب محمود وطريقة حسنة، ثم صرف أبو طاهر بعد أربعة أشهر من هذه السنة في شوال، ثم استقضى المستكفي أبا الطاهر على الشرقية في صفر سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة. فكانت ولايته أقل من خمسة أشهر.
حَدَّثَنِي محمد بن علي الصوري. قَالَ: توفي أبو الطّاهر القاضي سنة سبع وستين وثلاثمائة. حَدَّثَنِي بذلك جماعة من شيوخنا المصريين. قَالَ: ومولده في سنة تسع وسبعين ومائتين، وكان قاضيا بمصر ثم استعفى من القضاء قبل موته بيسير، وبمصر مات، وكان فاضلا ذكيا متقنا لما حدث به.
197- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن محمد، أبو زيد المروزي الفقيه [1] :
سمع: محمد بن عبد الله السعدي، وجماعة من أصحاب علي بن حجر، وأكثر عَن أَبِي بكر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عمر المنكدري.
وكان أحد أئمة المسلمين، حافظا لمذهب الشافعي، حسن النظر مشهورا بالزهد والورع، ورد بغداد وحدث بها فسمع منه وروى عنه: أبو الحسن الدارقطني، ومحمد بن أحمد بن القاسم المحاملي. وخرج أبو زيد إلى مكة فجاور بها، وحدث هناك بكتاب صحيح البخاري عن محمد بن يوسف الفربري. وأبو زيد أجل من روى ذلك الكتاب.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يعقوب عَنْ محمد بن عبد الله بن نعيم النيسابوري قال سمعت أبا بكر البزّار يقول: عادلت الفقيه أبا زيد من نيسابور إلى مكة، فما أعلم أن الملائكة كتبت عليه خطيئة.
قَالَ ابن نعيم: توفي أبو زيد الفقيه بمرو يوم الخميس الثالث عشر من رجب سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة.
__________
[1] 197- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/287.(1/330)
198- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن إبراهيم بن علي بن محمد، أبو الحسن الجواليقي مولى بني تميم [1] :
من أهل الكوفة. سمع: إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْعَزَائِمِ، وجعفر بن محمد الأحمسي، وإبراهيم بن أبي حصين، ومحمد بن العباس العصمي الهروي، وخلقا من هذه الطبقة.
وقدم بغداد حدود سنة عشر وأربعمائة، وحدث بها وكتب عنه بعض أصحابنا، ولم يقدر لي لقاؤه لكنه كتب إلي بالإجازة لجميع حديثه من الكوفة، وكان ثقة.
وبلغنا أنه توفى بمصر في سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة.
199- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه، أَبُو بكر المؤدب الأعور، يعرف بابن أبي العباس الصابوني [2] :
سمع أبا بكر بن مالك القطيعي، وأحمد بن إبراهيم بن شاذان، وأبا القاسم بن حبابة.
كتبت عنه شيئا يسيرا، وكان سماعه صحيحا.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ الْمُؤَدِّبُ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْبَزَّارُ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ حَدَّثَنَا حمّاد ابن سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا سَقَطَتْ لُقْمَةُ أَحَدِكُمْ فَلْيُمِطْ عَنْهَا الأَذَى، وَلْيَأْكُلْهَا وَلا يَدَعْهَا لِلشَّيْطَانِ [3] »
. سألت ابن أبي العباس عن مولده. فَقَالَ: فِي سنة ثلاث- أَوْ أربع- وخمسين وثلاثمائة. شك في ذلك. ومات في شوال من سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة.
200- محمد بن أحمد بن عبد الرحمن، أبو بكر الحراني [4] :
قدم بغداد وحدث بها عن: أبيه. وروى عنه: أَبُو الفتح مُحَمَّد بْن الحسين الأزدي.
__________
[1] 198- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/275.
[2] 199- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/282.
[3] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الأشربة 135. وسنن أبى داود 3845. ومسند أحمد 3/100. وسنن الدارمي 2/96. وفتح الباري 9/578.
[4] 200- الحراني: حران بلدة من الجزيرة، الأنساب 4/96.(1/331)
أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّد بْنُ الْحُسَيْن بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ قَالَ: أنبأنا أبو الْفَتْحِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الأَزْدِيِّ الْحَافِظِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَرَّانِيُّ بِبَغْدَادَ فِي جَامِعِ الْمَدِينَةِ قَالَ: حَدَّثَنَا أبي قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَرَّانِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلاةُ فَلا صَلاةَ إِلا الْمَكْتُوبَةَ. موقوف.
201- محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن عبيد بن عبد الرحمن بن إسحاق، الزهيري، أبو ذرّ المودّب، صاحب عبارة الرؤيا [1] :
ذكر أبو القاسم بن الثلاج: أنه حدثهم عن موسى بن سهل الوشاء وغيره في سنة اثنتين وثلاثمائة في جامع المدينة، وروى عنه: أَبُو الفتح بْن مسرور البلخي، عن جعفر ابن محمد بن شاكر الصائغ، وَقَالَ: كان ثقة.
202- محمد بن أحمد بن عبد الرحمن، أبو عبد الله التميمي المؤدب:
سمع: أبا جَعْفَر مُحَمَّد بْنُ عَبْد اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَان الحضرمي الكوفي مطينا. حَدَّثَنَا عنه: علي بن أحمد الرزاز.
203- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عُبَيْد اللَّه بْن مروان، أبو يعلى الملطي [2] :
قدم بغداد وحدث بها عن: أبيه، وعن مسعود بن جويرية، والفنّج بن سلومة، وعلي بن محمد بن أبي المضاء، والحسين بن عبد الرحمن الاحتياطي. روى عنه:
محمد بن مخلد الدوري.
204- محمد بن أحمد بن عبدويه، أبو الفضل، يعرف بالإفريقي [3] :
من شيوخ محمّد بن مخلد أيضا. وذكر في تاريخه الذي قرأته بخطه: أنه مات ليومين مضيا من المحرم سنة سبع وتسعين ومائتين.
205- محمد بن أحمد بن عبد الكريم، أبو العبّاس البزّار المخرمي [4] :
سمع: أبا علقمة الفروي، وعبد الله بن حبيق الأنطاكي، ورضوان بن سعيد المصيصي، وجميل بن الحسين العتكي. روى عنه: عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن جعفر بن شاذان البزّار، وأبو بكر أَحْمَد بْنُ إِبْرَاهِيمَ الإسماعيلي الجرجاني.
__________
[1] 201- انظر: الأنساب للسمعاني 6/331.
[2] 203- الملطي: بفتحتين، نسبة إلى ملطية مدينة بالروم لب اللباب للسيوطي ص 252.
[3] 204- انظر المنتظم، لابن الجوزي 13/101.
[4] 205- انظر المنتظم، لابن الجوزي 13/101.(1/332)
وذكر لي أبو بكر البرقاني: أن الإسماعيلي وصفه لهم بالحفظ.
206- محمد بن أحمد بن عبد الرحيم، أبو الحسن المؤدب:
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ الْوَكِيلُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بن عمران المرزباني قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن عَبْدِ الرَّحِيمِ الْمُؤَدِّبُ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَاسِبُ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنِي خُزَيْمَةُ بْنُ خَازِمٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الْمَنْصُورُ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُي مُحَمَّدِ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُي عَلِيِّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُي عَبْدِ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ. قَالَ: كُنْتُ أَنَا وأبي العبّاس ابن عَبْدِ الْمُطَّلِبِ جَالِسَيْنِ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذْ دَخَلَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَسَلَّمَ فَرَدَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبَشَّ بِهِ وَقَامَ إِلَيْهِ وَاعْتَنَقَهُ وَقَبَّلَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَأَجْلَسَهُ عَنْ يَمِينِهِ. فَقَالَ الْعَبَّاسُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتُحِبُّ هَذَا؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا عم رسول الله والله أَشَدُّ حُبًّا لَهُ مِنِّي، إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ ذُرِّيَّةَ كُلِّ نَبِيٍّ فِي صُلْبِهِ، وَجَعَلَ ذُرِّيَّتِي فِي صُلْبِ هَذَا [1] »
. 207- محمد بن أحمد بن عباد، أبو العباس الخزاز [2] :
سمع أبا هاشم الرفاعي، والحسن بن عرفة. روى عنه: أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّد بْنُ إِبْرَاهِيمَ ابْنِ الْمُقْرِئِ الأصبهاني، وذكر أنه سمع منه بمكة.
حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيٍّ الدَّسْكَرِيُّ بِحُلْوَانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُقْرِئِ بِأَصْبَهَانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبَّادٍ الْخَزَّازُ الْبَغْدَادِيُّ بِمَكَّةَ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ قَالَ حَدَّثَنَا خُنَيْسُ بْنُ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ قَالَ حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ
[الإسراء 71] .
قَالَ: نَبِيِّهِمْ.
208- مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عِيسَى بْنِ عَبْدَكَ، أبو بكر الرَّازِيّ [3] :
سكن بَغْدَاد وحدث بها عَنْ: مُحَمَّد بن أيوب الرازي، وعمرو بن تميم الروياني، والحسين بن إسحاق التستري. روى عنه: أبو الحسن الدارقطني. وَحَدَّثَنَا عنه: محمّد ابن أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ. وكان ثقة.
__________
[1] 206- انظر الحديث في: العلل المتناهية، لابن الجوزي 1/210.
[2] 207- الخزاز: اشتهر بهذه الصنعة والحرفة جماعة من أهل العراقين من أئمة الدين وعلماء المسلمين، الأنساب 5/102.
[3] 208- الرازي: هذه النسبة إلى الري، وهي بلدة كبيرة من بلاد الديلم بين قومس والجبال، وألحقوا الزاى في النسبة تخفيفا. الأنساب 6/41.(1/333)
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال أنبأنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عِيسَى بْنِ عَبْدَكَ قال أنبأنا محمّد بن أيّوب قال أنبأنا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ قَالَ حَدَّثَنَا الْمُؤَمَّلُ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ عَنْ نَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عُقُوبَةُ هَذِهِ الأُمَّةِ بِالسَّيْفِ [1] »
قال محمد ابن أبي الفوارس: توفي أبو بكر مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عِيسَى بْنِ عَبْدَكَ الرازي، في جمادى الأولى من سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة.
209- محمد بن أحمد بن الحسن بن يحيى أبو بكر الصفار [2] ، يعرف بابن العسكري:
حدث عَنْ: أَحْمَد بْن الْحَسَن بْن عَبْد الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ، ومحمد بن محمد الباغندي، وعباد بن علي السيريني. سمع منه: أبو بكر بن البقال الوراق، وشيخنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز الطاهري. وروى لنا عنه أبو الحسن بن رزقويه قصيدة أبي بكر بن أبي داود في السنة.
210- محمد بن أحمد بن عمر بن علي، أبو الحسن، يعرف بابن الصابوني [3] :
سمع: أبا بَكْر الشَّافِعِيّ، وعُمر بْن جَعْفَر بْن سلم، وأبا سليمان الحراني، كتبت عنه وكان صدوقا.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ بن الصَّابُونِيِّ إِمْلاءً مِنْ لَفْظِهِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله بن إبراهيم الشافعي قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ أَخْبَرَنِي حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ قَالَ أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ. أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: «إِنَّ أَحْسَابَ أَهْلِ الدُّنْيَا الَّذِي يَذْهَبُونَ إِلَيْهِ لَهَذَا الْمَالُ [4] »
. توفي ابن الصابوني في يوم الخميس السادس عشر من رجب سنة خمس عشرة وأربع مائة. ودفن فِي مقبرة باب الشام. ذكر ذلك لي من أثق به وكنت غائبا عن
__________
[1] انظر الحديث في: مجمع الزوائد 7/225. والمطالب العالية 4219، 4497. والأحاديث الصحيحة 1347. وكنز العمال 10521.
[2] 209- الصّفّار: يقال لمن يبيع الأواني الصّفريّة: الصّفّار. الأنساب 8/74.
[3] 210- انظر المنتظم، لابن الجوزي 15/168.
[4] انظر الحديث في: مسند أحمد 5/361. وسنن النسائي 6/64. والسنن الكبرى للبيهقي 7/135. وكنز العمال 44696.(1/334)
بغداد إذ ذاك في رحلتي إلى نيسابور، وكان مولد هذا الشيخ في سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة.
211- مُحَمَّد بن أَحْمَد بن عثمان بن العنبر بن عثمان بن عبد الجبار، أبو نصر المروزيّ [1] :
قدم بغداد سنة أربع وخمسين وثلاثمائة. وحدّث بها في سنة أربع وخمسين [وثلاثمائة] [2] عن: محمد بن إسحاق بن خزيمة، وأَبِي العباس السراج النيسابوريين وعبد الله بن محمود، ومحمد بن يحيى بن خالد المروزيين، وأحمد بن محمّد بن عمر المنكدري، وأبي النصر محمّد بن أحمد الحلفائي، وأبي العباس محمد بن أحمد المحبوبي. رَوَى عَنْهُ: الدارقطني. وَحَدَّثَنَا عَنْهُ: أَبُو الْحَسَن بْن رزقويه، وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى السُّكَّرِيُّ، وَعليّ بْن أحمد بن عمر المقرئ. وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ الْعَنْبَرِ الْمَرْوَزِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بن محبوب الْمَحْبُوبِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَيَّارٍ قَالَ حَدَّثَنَا محمّد بن كثير قال حدّثني سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ. قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَلاةِ الظُّهْرِ يَرْفَعُ يَدَيْهِ إِذَا كَبَّرَ وَإِذَا رَكَعَ وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ من الركوع.
قال المؤلف: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ الثَّوْرِيِّ عَنْ أبي الزبير عن جابر. تفرد بروايته عنه محمد بن كثير العبدي، ولم يروه عن ابن كثير غير أحمد بن سيار المروزي، ولا نعلم رواه عن أحمد بن سيار إلا المحبوبي.
212- محمد بن أَحْمَد بْن عُثْمَان بْن الفرج بْن الأزهر، أبو طالب المعروف بابن السوادي [3] :
أخو أبي القاسم الأزهري، وكان الأصغر. سمع: أبا حفص بن الزّيّات والحسين ابن محمد بن عبيد العسكري، وعلي بْن مُحَمَّد بْن لؤلؤ الوراق، ومحمد بن إسحاق القطيعي، ومحمد بْن المظفر، وَأَبَا بَكْر بْن شَاذَانَ. كتبنا عنه وكان صدوقا.
__________
[1] 211- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/207.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] 212- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/342. وميزان الاعتدال 3/456.(1/335)
أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن عثمان قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ قَالَ حدّثنا محمّد سُفْيَانُ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ. قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَأْكُلَ الرَّجُلُ بِشِمَالِهِ، وَأَنْ يَحْتَبِيَ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ [وَأَنْ [1]] يَشْتَمِلَ الصَّمَّاءَ.
قال لي أبو القاسم الأزهري: ولد أخي أبو طالب في سنة ثلاث وستين وثلاثمائة وأنا أكبر منه بثمان سنين، ولدت في سنة خمس وخمسين. سألت أبا طالب عَن مولده فقال: ولدت في ليلة الجمعة لعشر بقين من جمادى الآخرة سنة ثلاث وستين وثلاثمائة، وتوفي بواسط في ذي الحجة من سنة خمس وأربعين وأربعمائة، وكنت إذ ذاك بمكة.
213- محمد بن أحمد بن علي بن سعيد بن سليمان، أبو بكر البغداديّ:
أحسب أنه نزل يعض بلاد الشام وحدث هناك.
أَخْبَرَنِي بِحَدِيثِهِ أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْن الْحَسَن بْن مَنْصُور الطبري قال أنبأنا محمّد ابن الحسين الفارسيّ قال أنبأنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بن سعيد بن سليمان البغداديّ قال نبأنا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ الْحَرَّانِيُّ قَالَ حدّثني جدي الخطّاب قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْرٍ عَنْ ثَابِتِ بْنِ عَجْلانَ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ يَقُولُ سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَنْزٍ مَيْتَةٍ فَقَالَ: «مَا كَانَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الشَّاةِ لَوِ انْتَفَعُوا بِإِهَابِهَا [2] »
. رواه البخاري في جامعه الصحيح عن الخطاب بن عثمان، وهو حديث عزيز ضيق المخرج.
214- محمد بن أحمد بن علي بن سعيد بن سليم البغدادي، يلقب هليلجة:
حدث بمصر عن: أبي قلابة الرقاشي. روى عنه: أبو نزار أحمد بن عبد القوي المصري.
215- محمد بن أحمد بن علي، أبو بكر، يعرف بابن الريحاني [3] :
سمع: عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن سنان الروحي.
ذكره أَبُو أَحْمَد الحافظ النيسابوري في كتاب «الأسماء والكنى» وَقَالَ: بغدادي سكن طرسوس.
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] 213- انظر الحديث في: سنن النسائي 7/178.
[3] 215- الريحاني: هذه النسبة إلى زهور الريحان وبيعها، وإلى رجل اسمه ريحان، الأنساب 6/203.(1/336)
216- محمد بْن أَحْمَد بْن عليّ بْن مُحَمَّد بْن إبراهيم بن يزيد بن حاتم، أبو يعقوب النحوي البغدادي [1] :
ذكر أبو الفتح بن مسرور أنه حدثه بتدمر عن: أبي مسلم الكجي. قَالَ: وتوفي بمصر يوم الأربعاء لليلة بقيت من شهر ربيع الأول من سنة تسع وأربعين وثلاثمائة، وكان ثقة.
217- مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مَخْلَدِ بن أبان، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الجوهري المحتسب، يعرف بابن المحرم [2] :
كان أحد غلمان محمد بن جرير الطبري. وحدث عن: محمّد بن يوسف بن الطباع، وإبراهيم بن الهيثم البلدي، وأبي إسماعيل الترمذي، وعَبْد اللَّه بْن أَحْمَدَ بْن إِبْرَاهِيم الدَّوْرَقِيُّ، وأحمد بن موسى الشطوي، والحارث بْن أَبِي أسامة، وَمُحَمَّد بْن يونس الكديمي. حَدَّثَنَا عنه: أَبُو الْحَسَن بْن رزقويه، وَمحمد بْن أحمد بن يوسف الصياد، وعلي بْن أَحْمَد الرزاز، وأبو علي بْن شاذان، والحسين بن شجاع الصوفي، وأبو نعيم الأصبهاني، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا أبو القاسم الأزهري قال نا أبو القاسم عبيد الله بن عمر المعروف بابن البقال بسوق السلاح. قَالَ: تزوج ابن المحرم شيخنا. قَالَ: فلما حُملت المرأة إلي جلست بعض الأيام على العادة أكتب شيئا والمحبرة بين يدي، فجاءت أمها [فأخذت المحبرة [3]] فلم أشعر بها حتى ضربت بها الأرض وكسرتها: فقلت لها في ذلك؟
فقالت: بس هذه شر على ابنتي من ثلاثمائة ضرة.
قَالَ محمد بن أبي الفوارس: سنة سبع وخمسين وثلاثمائة فيها مات أبو عبد الله بن المحرم في شهر ربيع الآخر، ومولده سنة أربع وستين ومائتين. وكان يقال: في كتبه أحاديث مناكير، ولم يكن عندهم بذاك.
سألت أبا بكر البرقاني عن ابن المحرم. فقال: لا بأس به. سمعت محمد بن أبي الفوارس سئل عن ابن المحرم. فقال: ضعيف.
__________
[1] 216- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/131.
[2] 217- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/192.
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(1/337)
218- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن علي بن يزيد، أبو جعفر الهروي [1] :
حدث عن: محمد بن معاذ الهروي، روى عنه: محمد بن إسماعيل الوراق، وذكر أنه قدم عليهم بغداد حاجا.
219- محمد بن أحمد بن جعفر بن مهران، أبو عبد الله التميمي العنبري [2] البغدادي:
حدث عن: عبد الله بن محمد البغوي. روى عنه: أبو الحسن محمد بن أحمد بن عبد الله الجواليقي الكوفي، وذكر أنه سمع منه بالكوفة عند مرجعه من الحج في سنة تسع وخمسين وثلاثمائة.
220- محمد بن أحمد بن علي بن نصير بن عبد الله، أبو عبد الله النصيري [3] النيسابوري:
سمع: محمد بن إسحاق السراج، ومحمد بن عمر بن حفص المقابري، وأحمد ابن محمد بن الحسين الماسرجسي.
قدم بغداد حاجا وحدث بها. حَدَّثَنَا عنه الْقَاضِي أَبُو العلاء الواسطي.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْعَلَاءِ مُحَمَّدُ بْنُ علي قال أنبأنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ نُصَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النُّصَيْرِيّ النّيسابوريّ ببغداد في سنة ست وستين وثلاثمائة قال نا أبو العباس محمد بن إسحاق الثقفي قَالَ نا قتيبة قال نا بكر- وهو ابن مضر- عَنِ ابْنِ عَجْلانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: «مَنْ أَخَذَ مِنَ الأَرْضِ شِبْرًا بِغَيْرِ حَقِّهِ طَوَّقَهُ الله من سبع أرضين [4] »
. وذكر أَبُو عَبْد اللَّه الحسين بْن أَحْمَد بْن بكير أنه سمع من النصيري في صفر من سنة خمس وسبعين وثلاثمائة.
__________
[1] 218- الهروي: نسبة إلى هراة، مدينة بخراسان لب اللباب للسيوطي ص 278.
[2] 219- العنبري: هذه النسبة إلى بنى عنبر، ويخفف فيقال لهم: بلعنبر، وهم جماعة من بنى تميم، ينسبون إلى بنى العنبر بْن عمرو بْن تميم بْن مرة بْن أدّ بن طانجة بن إلياس بن مضر بن نزار.
الأنساب 9/67.
[3] 220- النصيري: بالتصغير نسبة إلى نصير، جدّ، ودرب نصير ببغداد، ومذهب نصير من الشيعة لب اللباب، للسيوطي ص 363.
[4] الحديث: سبق تخريجه، راجع الفهرس.(1/338)
221- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن أبي طالب عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن الْجَهْمِ، الكاتب يكنى: أبا الفياض [1] :
حدث عن عَبْد الله بْن مُحَمَّد البغوي، وَمُحَمَّد بْن حمدويه المروزي، وحمزة بن الحسين السمسار، وحَمْزَةُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْهَاشِمِيُّ. حَدَّثَنِي عنه أبو علي بن المذهب الواعظ.
أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ التميمي قال نا أَبُو الْفَيَّاضِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي طالب الكاتب قال نا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ حَمْدَوَيْهِ بْنِ سَهْلٍ الفزاري المروزيّ، قال:
نا أبو الموجّه محمّد بن عمرو قال نا عَبْدَانُ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنْ قَيْسٍ. قَالَ سَمِعْتُ سَعْدًا يَقُولُ: إِنِّي أَول رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَاللَّهِ لَقَدْ كُنَّا نَغْزُو مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما لنا طَعَامٌ نَأْكُلُهُ إِلا وَرَقَ الْحُبْلَةِ وَهَذَا السَّمُرَ، وَإِنَّ أَحَدَنَا لَيَضَعُ كَمَا تَضَعُ الشَّاةِ مَالَهُ خَلَطَ، فَأَصْبَحَتْ بَنُو أَسَدٍ يُعَزِّرُونِي عَلَى الدِّينِ- أَوْ كَلِمَةٍ نَحْوِهَا- لَقَدْ خِبْتُ إِذًا وَضَلَّ عَمَلِي.
ذكر محمد بن أبي الفوارس أبا الفياض. فقال: كان فيه تساهل في الحديث.
وقَالَ لي أبو علي بن المذهب: مات أبو الفياض يوم الأربعاء التاسع عشر من شهر ربيع الآخر، سنة تسع وتسعين وثلاثمائة. قَالَ: وكان أبوه قد مات قبله بخمسة أيام، وماتت والدته بعد أبيه بيومين.
222- محمد بن أحمد بن علي، أبو الفتح المعروف بالحداد [2] :
كان هذا الرجل يورق بالأجرة، وحدّث عن أحمد بن سليمان النجاد، وأبي بكر الشافعي، وعلي بن إبراهيم بن حماد القاضي وغيرهم [3] .
حدثنا عنه الْقَاضِي أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْنِ الْمُهْتَدِي وقَالَ لي: كان عبدا صالحا، وأثنى علية ثناء حسنا.
__________
[1] 221- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/340.
[2] 222- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/341.
[3] هذه الفقرة سقطت من المخطوطة، وأضيفت على هامش الأصل فلم يظهر منها سوى ما يلي: ... النجاد وأبي بكر الشافعي وعلي بن إبراهيم ... نا عنه الْقَاضِي أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّد بْن عَلِيّ ابن.....(1/339)
223- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن علي بن الحسين، أبو مسلم، كاتب الوزير أبي الفضل بن حنزابة [1] :
نزل مصر وحدث بها عَن: أَبِي القاسم البغوي، وعبد اللَّه بْن أبي داود، ويحيى ابن محمد بن صاعد، وبدر بن الهيثم، وسعيد بن محمّد ابن أخي زبير [2] . وأبي بكر ابن دريد، وأبي بكر بن مجاهد المقرئ، وإِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عرفة النحوي. حَدَّثَنَا عَنْهُ: أحمد بن محمد العتيقي، والْقَاضِي أَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن سَلامَةَ القضاعي المصري بمكة وغيرهما.
قَالَ لي مُحَمَّد بْن عَلِيّ الصوري: كَانَ بعض أصول أبي مسلم عن البغوي وغيره جيادا. قلت: فكيف كانت حاله من حال ابن الجندي؟ فقال: قد اطلع منه على تخليط، وهو أمثل من ابن الجندي.
وَحَدَّثَنِي الصوري قَالَ حَدَّثَنِي أبو الحسين العطار وكيل أبي مسلم الكاتب- وكان من أهل العلم والمعرفة بالحديث، كتب وجمع ولم يكن بمصر بعد عبد الغني بن [سعيد [3]] أفهم منه- قَالَ: ما رأيت في أصول أبي مسلم عن البغوي شيئا صحيحا غير جزء واحد، كان سماعه فيه صحيحا، وما عدا ذلك مفسود.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد العتيقي، قَالَ: سنة تسع وتسعين وثلاثمائة فيها توفي أبو مسلم الكاتب البغدادي بمصر؛ وكان آخر من بقي من أصحاب ابن منيع.
قَالَ لي الصوري: مات أبو مسلم في آخر سنة تسع وتسعين؛ وَقَالَ غيره: مات في ذي القعدة.
224- محمد بن أحمد بن علي، أبو الحسن الوراق يعرف بمشفر الشروطي [4] :
من أهل الجانب الشرقي. روى شيئا يسيرا عَن أَحْمَد بْن عثمان بْن يَحْيَى الأدمي.
حدّثنا عنه: أحمد بن على بن التوزي، وسألته عنه فقال: صدوق مقل.
__________
[1] 223- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/69. وميزان الاعتدال 3/461. والأنساب 10/305. والوافي بالوفيات 2/52. والأعلام 5/313.
[2] في الأصل: سعيد بن محمد أخى زبيراء (وفي المخطوط: سعيد بن محمد أخى زبير الحافظ) .
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[4] 224- الشروطي: هذه النسبة لمن يكتب الصكاك والسجلات، لأنها مشتملة على الشروط، فقيل لمن يكتبها الشروطي. الأنساب 7/321.(1/340)
225- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن علي بن محمد بن جعفر بن هارون، أبو الحسن، المعروف بابن أبي شيخ [1] :
كان أحد الشيوخ المعدلين. وحدث عن: محمد بن المظفر. كتبت عنه شيئا يسيرا وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا ابْنُ أبي شيخ قال أنبأنا محمّد بن المظفر الحافظ قال نبأنا محمّد بن سليمان الباغندي قال نبأنا شيبان بن فروخ قال نبأنا عقبة بن عبد الله قال نبأنا شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ. أَنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَدَارَءُوا فِي الْكَمْأَةِ. فَقَالَ بَعْضُهُمْ: نَرَاهَا الشَّجَرَةَ التي اجتثت من فوق الأرض ما لها مِنْ قَرَارٍ؟ قَالَ: فَأَمْسَكَ عَنْهُ بَعْضُهُمْ. قَالَ: بلغ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنْ الْكَمْأَةَ مِنَ الْمَنِّ وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ، وَالْعَجْوَةُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَهِيَ شِفَاءٌ مِنَ السُّمِّ [2] »
. سمعت ابن أبي شيخ يقول: ولدت في يوم السبت للنصف من شهر ربيع الآخر سنة ست وخمسين وثلاثمائة. وسمعت من ابن مالك القطيعي جميع مسند أحمد بن حنبل، وسمعت من ابن المظفر شيئا كثيرا، وكان يجيء إلينا فنسمع منه في منزلنا.
وذكر لنا أنه كان كتب له شيء كثير من الحديث لكن ذهبت كتبه. ومات في ليلة الثلاثاء الثالث عشر من جمادى الأولى سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة، ودفن في صبيحة تلك الليلة بمقابر قريش.
226- محمد بن أحمد بن علي، أبو طاهر الدقاق، يعرف بابن الأشبانيّ [3] :
سمع من قدماء شيوخنا كأبي عمر بن مهدي، وابن المتيم، وابن الصلت، وابن الغوري، وأبي عبد الله بن دوست، وأبي سعد الماليني، ونحوهم.
كتبت عنه شيئا يسيرا وكان ثقة. مات في يوم السبت للنصف من صفر سنة ثمان وأربعين وأربعمائة.
__________
[1] 225- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/283.
[2] انظر الحديث في: مسند أحمد 1/187، 188، 2/301، 305، 325، 356، 357، 421، 488، 490، 511، 3/48. والمعجم الكبير للطبراني 12/63، 246. والصغير 1/125. ومشكاة المصابيح 4184.
[3] 226- انظر: المنتظم 16/11.(1/341)
227- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن علي، أبو الحسين الفزاري، أخو أبي الفضل بن الكوفي الصيرفي:
سمع أبا طاهر مُحَمَّد بن عَبْد الرَّحْمَنِ المخلص. كتبت عنه، وكان سماعه صحيحا.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أحمد بن على قال نا محمّد بن عبد الرّحمن الذّهبيّ قال نا يحيى بن محمّد بن صاعد قال نا مُحَمَّد بن يَحْيَى بن عبد الكريم الأزدي قال نا عبد الله بن داود نا سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَلِيٍّ: «أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى [1] »
. قال ابن صاعد: وهذا إسناد غريب ما سمعناه إلا منه. سألت أبا الحسين عن مولده. فقال: أظنه في سنة سبع وثمانين وثلاثمائة. ومات في يوم الخميس الثامن من صفر سنة إحدى وخمسين وأربعمائة.
228- محمد بن أحمد بن العباس، المستملي:
حدث عن: سعدان بن نصر الثقفي. روى عنه: عَبْد العزيز بْن جَعْفَر الحَنْبَلي المعروف بغلام الخلال.
229- محمد بن أحمد بن العباس بن أحمد بن خلاد بن أسلم بن سهل بن مرداس، أبو جعفر السلمي، نقاش الفضة [2] :
سمع مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان الباغندي، والحسن بْن محمي المخرمي، وعبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد البغوي، وأبا بكر بْن أبي داود السجستاني. ويحيى بن محمد بن صاعد، وأبا بكر بن مجاهد المقرئ. حَدَّثَنَا عنه: أَبُو علي بن شاذان، وأبو الْقَاسِم الأزهري، وعلي بن المحسن التنوخي.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بكر بْن شاذان قَالَ أنبأنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْعَبَّاسِ الْجَوْهَرِيُّ الأَشْعَرِيُّ إِمْلاءً مِنْ حِفْظِهِ قَالَ قَرَأْنَا على الحسن بن محمي بْنِ بَهْرَامَ الْمَخْرَمِيِّ حَدَّثَكُمْ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الله الهرويّ قال نبأنا هشيم عن مجالد عن
__________
[1] 227- انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب فضائل الصحابة 30. سنن الترمذي 3730، 3731. وسنن بن ماجة 121. ومسند أحمد 1/179، 3/32، 6/369، 438.
[2] 229- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/341.(1/342)
الشَّعْبِيِّ قَالَ سَمِعْتُ شُرَيْحًا الْقَاضِيَ قَالَ سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ:
خَيْرُ هَذِهِ الأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ ثُمَّ عُمَرُ ثُمَّ عُثْمَانُ ثُمَّ أَنَا. لم يكن عند ابن شاذان عنه غير هذا الحديث.
وأخبرني أبو القاسم الأزهري ثنا محمّد بن المظفر بن الحسن بن محمي المخرّميّ ثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا هُشَيْمٌ عَنْ مُجَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ شُرَيْحٍ عن على رضى الله عنه.
قَالَ: خَيْرُ هَذِهِ الأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْر وعمر [لم يزد [1]] .
[أخبرنا] القاضي أبو القاسم التّنوخيّ أنا [ ... ] عبد الله بن موسى الهاشميّ [نا الحسن] بن محمي نا إبراهيم الهرويّ نا هُشَيْمٌ عَنْ مُجَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ [شُرَيْحٍ قال سمعت [2]] عَلِيًّا خَطَبَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ: [خَيْرُ هَذِهِ الأُمَّةِ] بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْر وعمر.
وأخبرناه على بن أبي على قال نا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَجَلِيُّ قَالَ نا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَهْرَامَ يعرف بابن محمي قال نا إبراهيم بن عبد الله الهرويّ قال نا هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ عَنْ مُجَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ شُرَيْحٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: خَيْرُ هَذِهِ الأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْر وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ.
وَأَخْبَرَنِيهِ أَبُو الْقَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ قال نبأنا محمّد بن المظفر قال نبأنا الحسن بن محمي المخرّميّ قال نبأنا إبراهيم بن عبد الله قال نبأنا هُشَيْمٌ عَنْ مُجَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ شُرَيْحٍ عَنْ عَلِيٍّ. قَالَ: خَيْرُ هَذِهِ الأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْر وَعُمَرُ، وَلَمْ يَزِدْ. سألت الأزهري عن أبي جعفر النقاش. فقال: ثقة. قَالَ: وكان أحد المتكلمين على مذهب الأشعري، ومنه تعلم أبو على شاذان الكلام.
قَالَ لنا التنوخي علي بن المحسن: مولد أبي جعفر محمد بن أحمد العباس النقاش للنصف من جمادى الأولى سنة أربع وتسعين ومائتين. وسمعت منه في سنة أربع وسبعين وثلاثمائة وكان يسكن درب الديزج.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد العتيقي. قَالَ: سنة تسع وسبعين وثلاثمائة فيها توفي أبو جعفر الأشعري النقاش يوم الأحد أو الاثنين لست خلون من المحرم وكان ثقة.
230- محمد بن أحمد بن عمرو، أبو بكر السجستاني:
قدم بغداد وحدث بها عن مؤمل بن إهاب. روى عنه أبو بكر الشّافعيّ.
__________
[1] هذا الخبر ساقط من الأصل.
[2] ما بين المعقوفتين في هذا الخبر ساقط من الأصل.(1/343)
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ المكتب قال أنبأنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قال نبأنا محمّد بن أحمد بن عمر وأَبُو بَكْرٍ السِّجِسْتَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي مُؤَمَّلُ بْنُ أَهَابٍ قال نبأنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ. قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «نِعْمَ الإِدَامُ الْخَلُّ [1] »
. 231- محمد بن أحمد بن عمرويه، أبو عبد الله الصفار [2] النيسابوري:
قدم بَغْدَاد وحدث بها عَن: عمران بْن بكار الحمصي، ومحمد بن أحمد بن عصمة الرملي، وغيرهما. روى عنه: مُحَمَّد بْن مخلد، ومحمد بن عثمان بن ثابت الصيدلاني، ومحمد بن عبد الله الصفار الأصبهاني ساكن نيسابور.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَتُّوثِيُّ قَالَ أنبأنا أبو بكر محمّد بن عثمان ابن ثابت الصيدلاني قال نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرَوَيْهِ النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ نا محمّد بن أحمد بن عصمة قال نا سوار بن عمارة قال نا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي هِشَامٌ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنٍ لِكَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَلْعَقُ أَصَابِعَهُ.
أَخْبَرَنَا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي بنيسابور قال نا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أحمد الصّفّار الأصبهاني قال نا أبو عبد الله محمد بن أحمد النيسابوري ببغداد قال نا محمد بن حبيب قَالَ سمعت علي بن هشام يقول سمعت الأصمعي يقول: مررت بالبادية على رأس بئر وإذا على رأسه جوار، وإذا واحدة منهن كأنها البدر، فوقع علي الرعدة وقلت لها:
يا أحسن الناس إنسانا وأملحهم ... هل باشتكائي إليك الحب من باس
فبيني لي بقول غير ذي خلف ... أبالصريمة نمضي عنك أم ياس؟
قَالَ: فرفعت رأسها وقالت: اخسأ، فوقع في قلبي مثل جمر الغضا فانصرفت عنها وأنا حزين. قَالَ: ثم رجعت إلى رأس البئر فإذا هي على رأس البئر فقالت:
هلم نمح الذي قد كان أوله ... ونحدث الآن إقبالا من الراس
حتى نكون ثبيرا في مودتنا ... مثل الذي يحتذى نعلا بمقياس
فانطلقت معها إلى أبيها فتزوجنها، فابنى علىّ منها.
__________
[1] 230- انظر الحديث في: سنن أبى داود 3820. وسنن الترمذي 1839، 1840، 1842. وسنن النسائي، كتاب الإيمان باب 21. وسنن ابن ماجة 3316، 3317، 3318. وفتح الباري 500، 10. والترغيب والترهيب 3/131.
[2] 231- الصفار: يقال لمن يبيع الأوانى الصفرية: الصفار الأنساب 8/74.(1/344)
232- مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن عَمْرِو بْن عَبْد الخالق بن خلاد بن عبيد الله، أبو العبّاس العتكيّ البزّار [1] :
سمع: أبا علاثة محمد بن عمرو بن خالد المصري، والحسين بن حميد بن موسى العكي، وإسحاق بن إبراهيم بن جابر، وعبيد الله بن محمد بن عبد العزيز العمري، وأحمد بن محمد بن رشدين، والقاسم بن الليث الرسعني، والحسين بن إسحاق التستري، وأبا الأحوص مُحَمَّد بْن الهيثم الْقَاضِي. روى عنه: القاضي أبو الحسن الجراحي، وأبو الحسن الدارقطني، وعمر بن أحمد بن شاهين، وغيرهم. وكان ثقة.
أخبرنا السّمسار قال أنبأنا الصّفّار قال نبأنا ابن قانع: أن محمد بن أحمد بن عمرو البزّار مات في شعبان من سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة. قَالَ غير الصفار عَنِ ابن قانع: مات فِي يوم الأحد لعشر خلون من شعبان.
233- محمد بن أحمد بن عمران، أبو المنذر الخزاعي [2] ، يعرف بابن أبي الحبال، من أهل بغلان:
قدم بَغْدَاد وَحدث بها عَن: قتيبة بْن سعيد. رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّد بْن مَخْلَد، وَأَبُو بَكْر الشافعي.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْقَاسِمِ النَّرْسِيُّ قَالَ أنبأنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ قال أنبأنا أبو المنذر محمد بن أحمد بن عمران بن أبي الحبال الخزاعي- خراساني قدم علينا حاجا- قال نا أبو رجاء قتيبة بن سعيد قال نا عمران بن عيينة عن يزيد بن مِقْسَمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ: كُفِّنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءَ كَانَ يَلْبَسُهَا وَقَمِيصٍ.
234- محمد بن أحمد بن عمران بن موسي بن هارون بن دينار، أبو بكر الحشميّ المطرز [3] :
سمع: مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ أَبِي الْجَهْمِ الشِّيعِيُّ، وإسماعيل بن العباس الوراق، وأحمد بْن مُحَمَّد بْن يزيد الزعفراني، ومحمد بن مخلد الدوري، وأبا الدحداح أحمد ابن محمد الدمشقي، ومحمد بن يوسف بن بشر الهروي، وأحمد بن عمرو بن جابر الرملي. حَدَّثَنَا عنه: أبو القاسم الأزهري، وعلي بن المحسن التنوخي.
__________
[1] 232- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 4/82.
[2] 233- الخزاعي: هذه النسبة إلى خزاعة. 5/106.
[3] 234- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/332.(1/345)
وَقَالَ لي الأزهري: كان هذا الشيخ زمنا ينزل في التستريين، وسمعت منه مع ابن طلحة النعالي وكان ثقة.
وَقَالَ لي التنوخي: سمعت من الحشمي في دكانه بباب الشعير في سنة أربع وسبعين وثلاثمائة، أفادني عنه عبد الله بن بكير.
235- محمد بن أحمد بن عبسون [1] :
نزل الرملة من بلاد الشام. وحدث بها عن: الهيثم بْن خلف الدوري، وعلي بْن إِسْحَاق بْن زاطيا، وعيسى بن سليمان وراق داود بن رشيد. روى عنه: عبد الله بن محمد بن أحمد بن سختويه الصوري، وغيره. وكان ابن سختويه سمع منه بعد سنة خمسين وثلاثمائة.
أخبرني محمّد بن على الصوري قال أنبأنا عبد الغني بن سعيد الحافظ. قَالَ:
محمد بن أحمد بن عبسون البغدادي كان بالرملة يحدث عنه أبو عبد الله محمد بن المحسن الأذني [2] .
236- محمد بن أحمد بن عمير، أبو بكر البخاري:
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْن طَلْحَةَ بْن مُحَمَّدٍ النعالي قال نا محمد بن أحمد بن عمير أبو بكر البخاريّ- قدم علينا- قال نا أبو جعفر محمّد بن سعيد قال نا حمدان ابن ذي النون البلخيّ قال نا إبراهيم بن سليمان الزّيّات قال نا عَبْدُ الْحَكَمِ عَنْ أَنَسٍ.
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم: «ثَلاثٌ مِنْ مَكَارِمِ الأَخْلاقِ عِنْدَ اللَّهِ» قِيلَ: وَمَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «أَنْ تَعْفُوَ عَمَّنْ ظَلَمَكَ، وَتُعْطِيَ مَنْ حَرَمَكَ، وَتَصِلَ مَنْ قَطَعَكَ»
. 237- محمد بن أحمد بن الفرج، أبو بكر:
حَدَّثَ عَنْ: سُفْيَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمِصِّيصِيِّ، وأَحْمَد بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْيَمَامِيِّ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْرِ بْنُ الْجِعَابِيِّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حِبَّانَ الْبَسْتِيُّ.
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن حسنويه الكاتب بأصبهان قال نا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ سَالِمٍ الْحَافِظُ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْفَرَجِ الْبَغْدَادِيُّ بِالأُبَلَّةِ قَالَ نا سفيان بن محمّد المصيصي قال نا هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَنَسٍ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مِنْ كَرَامَتِي أَنِّي وُلِدْتُ مَخْتُونًا، وَلَمْ يَرَ أَحَدٌ سَوْأَتِي [3] » .
__________
[1] 235- انظر: المؤتلف والمختلف 89.
[2] انظر الخبر في: المؤتلف والمختلف 89.
[3] 237- انظر الحديث في: دلائل النبوة 1/46. والعلل المتناهية 1/165. ومجمع الزوائد 8/224.
والبداية والنهاية 2/265.(1/346)
قال المؤلف: لم يروه فيما يقال عن يونس غير هشيم، وتفرد به سفيان بن محمد.
238- محمد بن أحمد بن القاسم، أبو علي الروذباري [1] :
من كبار الصوفية. سكن مصر، وكان من أهل الفضل والفهم، وله تصانيف حسان في التصوف نقلت عنه فأخبرنا أَبُو عَبْد الرَّحْمَن إِسْمَاعِيل بْن أَحْمَد الحيري قال: أنبأنا محمد بن الحسين أَبُو عَبْد الرَّحْمَن السلمي. قَالَ: أَبُو علي الروذباري الحسن بن همام ويقال أحمد بن محمد [قَالَ [2]] : وهذا أصح. أصله بغدادي كان من أبناء الرؤساء وصار شيخ الصوفية ورئيسهم بها.
وَقَالَ مُحَمَّد بن الْحُسَيْن سمعت عَبْد اللَّهِ بْن علي يقول سمعت أحمد بن عطاء يقول: كان اسم خالي أبو عَلِيّ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن القَاسِم بْن منصور بْن شهريار بْن مهرذاذاز بن فرغدذ بن كسرى.
قال الشيخ أبو بكر: ولا أشك أن الذي حكى عن أحمد بن عطاء هو الواهم في اسم أبي علي، وذلك أن اسمه: محمد بن أحمد بن القاسم، ذكره غير واحد، وحكت عنه أخته أم سلمة فاطمة بنت أحمد، وزوجته أم اليمن عزيزة بنت محمّد ابن عمرو بن فارس.
وَحَدَّثَنِي محمد بن علي الصوري. قَالَ: رأيت أجزاء بخط أبي علي الروذباري وفي آخرها مكتوب: وكتب محمد بن أحمد بن القاسم. علي أن شهرة اسمه تغني عن الاستشهاد بما ذكرته.
أَخْبَرَنَا إسماعيل بن أحمد الحيري قال أنبأنا أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن قَالَ سمعتُ أَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا يَقُولُ: سمعت أَحْمَد بْن عطاء يقول: كَانَ خالي يتفقه بالحديث؛ ويفتي بالمقاطيع.
وقَالَ سمعتُ أَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا يَقُولُ سمعت أبا عبد الله الروذباري يقول قَالَ لي أبو أحمد الرندي الحافظ: ما رأينا أحفظ من خالك أبي علي.
قرأت على مُحَمَّد بن أَبِي الْحَسَن الساحلي عَنْ أَبِي الْعَبَّاس أَحْمَد بن مُحَمَّد النسوي قَالَ: سمعت أحمد بن أحمد الرازي يقول سمعت محمد بن عمر الجعابي
__________
[1] 238- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/160.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(1/347)
الحافظ يقول: قصدت عبدان الأهوازي فقصدت مسجده، فرأيت شيخا وحده قاعدا في المسجد ربعا حسن الشيبة عليه كساء بركان حسن، فذاكرني بأكثر من مائتي حديث في الأبواب، وكنت قد سلبت في الطريق فأعطاني الذي كان عليه، فلما دخل عبدان المسجد ورآه اعتنقه وبش به، فقلت لهم: من هذا الشيخ؟ قالوا: هذا أبو علي الروذباري، ثم كان له معاودة في الحديث، فرأيت من حفظه للحديث ما تعجبت.
وَقَالَ لي محمد بن أبي الحسن: بلغني عن أبي علي الروذباري أنه قَالَ: أستاذي في الصّوفيّة الجنيد، وأستاذي في الحديث والفقه إبراهيم الحربي، وأستاذي في النحو أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ الْحَرْبِيُّ قَالَ أنبأنا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن النيسابوري قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عثمان المغربي يقول: كان ابن الكاتب إذا ذكر الروذباري. يقول:
سيدنا أبو علي. فقيل له في ذلك فقال: لأنه ذهب من علم الشريعة إلى علم الحقيقة، ونحن رجعنا من [علم [1]] الحقيقة إلى علم الشريعة.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْن أَحْمَد بْن الْحُسَيْن الواعظ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْد اللَّه أَحْمَد بْن عطاء الروذباري بصور الساحل قَالَ: كان خالي أبو علي قد خرج من القرافة يريد الجامع. فإذا بأصحاب الحديث قد خرجوا من عند رجل قد كتبوا عنه. فقال لهم: يا أصحاب الحديث جعلكم الحديث حديثا.
أَخْبَرَنَا إسماعيل الحيري قَالَ أنبأنا أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن قَالَ سمعت سعيد بن سلام المغربي يقول سمعت أبا علي الكاتب يقول: ما رأيت أحدا أجمع لعلم الشريعة والحقيقة من أبي علي الروذباري.
أخبرنا إسماعيل بن أحمد قال أنبأنا محمّد بن الحسين السلمي قال نا أَبُو الْفَضْلِ نَصْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ قال نا قسيم بن أحمد غلام الزقاق قال نا أبو على الروذباري الصّوفيّ قال نا أبو عبد الله بن بحر قال نا الحسين بن نصر قال نا وَرْقَاءُ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: يَخافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ
. قَالَ: مَخَافَةَ الإِجْلالِ.
أَخْبَرَنِي أَبُو عَلِيّ عَبْد الرَّحْمَنِ بن مُحَمَّدِ بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن فضالة النيسابوري
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(1/348)
بالري قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بن سعيد السرخسي ببخارى يقول:
سئل أبو علي الروذباري فقيل له: من الصوفي؟ فقال: من لبس الصوف على الصفا، وسلك طريق المصطفى، وأطعم الهوى ذوق الجفا، وكانت الدنيا منه على القفا.
أنشدنا أحمد بن الحسين الواعظ قَالَ أنشدنا أبو الفرج الورثاني الصوفي قَالَ أنشدني محمد بن عبد العزيز الصوفي قَالَ أحمد بن الحسين- وقد رأيته ولم أسمع منه- قَالَ أنشدني أبو علي الروذباري:
أنزه في روض المحاسن مقلتي ... وأمنع نفسي أن تنال المحرما
وأحمل من ثقل الهوى ما لو أنه ... على جامد الصلت الأصم تهدما
ويظهر سري عن مترجم خاطري ... فلولا اختلاس الطرف عنه تكلما
رأيت الهوى دعوى من الناس كلهم ... فما إن أرى حبا صحيحا مسلما
أَخْبَرَنَا القاضي أبو الطيب الطبري قَالَ أنشدنا أبو علي محمد بن عمر البلخي قَالَ أنشدنا أبو علي الروذباري الصوفي لنفسه بصور:
أهلا بمن زار فما وارد ... أحق بالإكرام من زائر
ونحن لا نسأم من أمنا ... ونضمر الحزن على السائر
أنشدني أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ الطَّيِّبِ الدسكري بحلوان للروذباري:
ولو مضى الكل مني لم يكن عجبا ... وإنما عجبي للبعض كيف بقي
أدرك بقية روح فيك قد تلفت ... قبل الفراق فهذا آخر الرمق
حَدَّثَنَا أَبُو نصر إِبْرَاهِيم بْن هبة اللَّه بْن إبراهيم الجرباذقاني بها قال نبأنا أبو منصور معمر بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن زِيَاد الأصبهاني قَالَ بلغني عن أبي علي الروذباري أنه قَالَ: أنفقت على الفقراء كذا وكذا ألفا فما وضعت شيئا في يد فقير فإني كنت أضع ما أدفع إلى الفقراء في يدي فيأخذونه من يدي حتى تكون يدي تحت أيديهم، ولا تكون يدي فوق يد فقير.
حَدَّثَنِي محمد بن أبي الحسن قَالَ أَخْبَرَنِي أبو الحسن محمد بن العباس بن عبد الملك المعدل بصور قال نا أبو القاسم عبد السلام بن محمد المخرمي بمكة قَالَ أنشدنا أبو علي محمد بن أحمد الروذباري لنفسه:
إني أجلك عن روحي وأبذلها ... فداء عبدك حال أنت واهبها
وكيف تفديك روح أنت تملكها ... وقد مننت على من يفتديك بها(1/349)
قَالَ: وأنشدنا أبو علي الروذباري لنفسه أيضا:
لو كل جارحة مني لها لغة ... تثني عليك بما أوليت من حسن
لكان ما زال شكري إذ أشرت به ... إليك أجمل في الإحسان والمنن
أبو القاسم عبد السلام بن محمد قَالَ أنشدني أبو علي الروذباري لنفسه:
كم نعمنا بغلة الأشجان ... وجرينا مع الهوى في عنان
ونسيم للأنس في ظل عيش ... تحت سجف من لحظ طرف الزمان
بك تاج الوفاء بالود لاحت ... فيه أنوار بهجة الإحسان
أَخْبَرَنَا إسماعيل بن أحمد الحيري قال نا محمد بن الحسين السلمي قَالَ سمعت الحسين بن أحمد يقول: توفي أبو علي الروذباري سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة. قَالَ محمد وذكر أبو زرعة الطبري أنه مات سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة.
239- محمد بن أحمد بن القاسم بن الخليل بن الضحاك بن عبد الله بن رزين ابن قيميذين، أبو جعفر مولى عثمان بن عفان، يعرف بالكديمي [1] وبالطيالسي أيضا:
سكن مصر، وحدث بها عَنِ: الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن الوليد الفارسي. رَوَى عَنْهُ: أَبُو الفتح عَبْد الْوَاحِدِ بْن مُحَمَّد بْن مسرور. وَقَالَ: ما علمت من أمره إلا خيرا.
240- مُحَمَّد بن أَحْمَد بن القاسم، النيسابوري:
قدم بغداد حاجا في سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة وحدّث بها عن: إبراهيم بن نصر ابن المبارك. روى عنه: أبو الحسن الدارقطني.
241- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن القاسم بْن إسماعيل بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن سعيد بن أبان، أبو الحسين الضبي القاضي المعروف بابن المحاملي [2] :
سمع: إسماعيل بن محمد الصفار، وأبا عمرو بن السماك وأحمد بن سلمان النجاد، وأبا عمر الزاهد، ومحمد بن الحسن بن زياد النقاش. وكان ثقة صادقا خيرا فاضلا. حضرت مجلسه غير مرة، وسمعت منه ولم يحصل عندي عنه شيء.
أَخْبَرَنَا عَبْد الكريم بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد الضّبّيّ قال أنبأنا أبو الحسين بن المحامليّ
__________
[1] 239- الكديمي: هذه النسبة إلى كديم، وهو اسم للجد الأعلى. (الأنساب 10/376) .
[2] 241- انظر: المنتظم لابن الجوزي 15/123.(1/350)
الفقيه الشافعي الشاهد، حفظ القرآن والفرائض وحسابها والدور، ودرس الفقه على مذهب الشافعي، وكتب الحديث ولزم العلم، ونشأ فيه، وهو عندي ممن يزداد خيرا كل يوم. مولده سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة.
قال الشيخ أبو بكر: ومات أبو الحسين بن المحاملي في يوم الخميس العاشر من رجب سنة سبع وأربعمائة.
242- محمد بن أحمد بن قطن بن خالد بن حبّان بن مسلم بن أبيّ بن سلمة ابن قيس بن حارثة بن دلف بْن جشم بْن قيس بْن سعد بْن عجل بْن لجيم بْن صعب بْن علي بن بكر بن وائل بْن قاسط بْن هنب بْن أفصى بن دعمي بن جديلة ابن أسد بْن ربيعة بْن نزار بْن معد بْن عدنان، أَبُو عيسى السمسار [1] :
سمع الحسن بن عرفة، وحماد بن الحسن بن عنبسة، وأَحْمَد بْن إِبْرَاهِيمَ- وَراق خلف بْن هِشَام- وعلي بْن حرب، وحميد بْن الربيع، وعمر بْن مدرك، ونحوهم.
روى عنه: عمر بن محمد بن سيف، والقاضي أَبُو الحسن الجراحي، وأبو الحسن الدارقطني، وعمر بن إبراهيم الكتاني. وَكَانَ ثِقَةً.
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَر القطيعي قَالَ سمعت محمد بن أحمد بن علي الكاتب يقول. قَالَ لي أبو بكر بن مجاهد: امض إلى أبي عيسى بن قطن فاسمع منه قراءة أبي عمرو، فاني قد سمعتها منه.
أخبرنا عبد اللَّهِ بْن عُمَر بْن أَحْمَدَ الْوَاعِظ عَنْ أبيه قَالَ: مات أبو عيسى بن قطن فِي شهر ربيع الآخر من سنة خمس وعشرين وثلاثمائة.
حدثني عبد العزيز بن علي الوراق. قال: ذكر ابن قطن أنه ولد في سنة خمس وثلاثين ومائتين يوم الجمعة، وكان يوم عاشوراء، وتوفي يوم الجمعة لسبع بقين من شهر ربيع الآخر سنة خمس وعشرين وثلاثمائة.
243- محمد بن أحمد بن قبيصة، أبو عبد الله:
حدث عن: الحسين بن فهم. روى عنه: إبراهيم بن مخلد الباقرحي.
244- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن كيسان، أَبُو الحسن النحوي [2] :
كان أحد المذكورين بالعلم والموصوفين بالفهم. وبلغني أنه مات في سنة تسع
__________
[1] 242- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/370.
[2] 244- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/130. وإرشاد الأريب 6/280. وطبقات النّحويّين 170.
ونزهة الألباب 301. وشذرات الذهب 2/232. والأعلام 5/308.(1/351)
وتسعين ومائتين. وذكر أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن برهان: أن كيسان ليس باسم جده وإنما هو لقب أبيه، فالله أعلم.
[وكان يحفظ مذهب البصريين والكوفيين معا، لأنه أخذ عن المبرد وثعلب، وكان أبو بكر بن مجاهد المقرئ يقول: أبو الحسن بن كيسان أنحى من الشيخين، يعني ثعلبا والمبرد [1]] .
245- محمد بن أحمد بن أبي خلف، مولى بني سليم؛ واسم أبي خلف: محمد، يكنى أبا عبد الله [2] :
سمع: محمد بن طلحة بن الطويل التيمي، وسفيان بن عيينة، ويعلى بن شبيب الأسدي، ويحيى بن يمان العجلي، ومحمد بن عبيد الطنافسي، وأبا المنذر إسماعيل ابن عمر، وروح بن عبادة. روى عنه جعفر بن أحمد بن سام، ومحمد بن عبدوس ابن كامل، وعبد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حَنْبَل، وَموسى بْن هَارُون وعَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ ناجية.
وَقَالَ عبد الرحمن بن أبي حاتم: محمد بن أبي خلف البغدادي سألت أبي عنه فقال: ثقة صدوق.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسَنُ بْنُ حسن بن على بن المنذر القاضي قال نبأنا أبو بكر بن الكوفيّ الدّقّاق قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدُوسٍ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أبي خلف قال نبأنا محمّد بن عبيد الطنافسي قال نبأنا مِسْعَرٌ عَنْ يَزِيدَ الْفَقِيرِ عَنْ جَابِرٍ. قَالَ: أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَوَاكٍ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثًا مُغِيثًا مَرِيًّا مَرِيعًا عَاجِلا غَيْرَ آجِلٍ، نَافِعًا غَيْرَ ضَارٍّ»
قال: فأطبقت عليهم.
هكذا رواه محمد بن عبيد عن مسعر موصولا. ورواه أخوه يعلى بن عبيد عن مسعر عن يَزِيدَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلا. لم يذكر فيه جابرا.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق فيما أذن أن نرويه عنه قَالَ أنبأنا محمّد بن عمر
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من المخطوط، وكتب على هامش الأصل ما يلي: «وكان يحفظ مذهب البصريين والكوفيين ... أخذ عن المبرد وثعلب، وكان أبو ... بن كيسان أنحى من الشيخ» .
[2] 245- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 11/244. وسنن ابن ماجة 1269، 1270. وسنن أحمد 4/236. والمستدرك 1/327.(1/352)
ابن غالب قال أنبأنا موسى بن هارون. قَالَ: مات محمد بن الفرج، ومحمد بن أحمد بن أبي خلف ببغداد جميعا. سنة ست وثلاثين- يعني ومائتين- وكانا لا يخضبان. ماتا جميعا قبل خروجي إلى البصرة، وشهدت جنازتهما.
246- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَبِي بكر بْن علي بن مقدم، أبو عبد الله القاضي المقدمي مولى ثقيف [1] :
سمع عمرو بن علي الفلاس، ومحمد بن خالد بن خداش، ومحمد بن يحيى القطيعي، ومقدم بن محمد المقدمي، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، ومُحَمَّد بن بشار بندار، ومُحَمَّد بن المثنى، وزيد بن أخرم. روى عنه: محمد بن يحيى الصولي، وَمحمد بْن عُمَر [بْن [2]] الجعابي، وأَحْمَد بْن عبد الرحمن المقرئ المعروف بالولي وأبو حفص بن الزيات، وغيرهم. وكان ثقة.
أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ المالكي قال نبأنا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ النَّاقِدُ قَالَ نبأنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ سَنَةَ إِحْدَى وثلاثمائة قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ. قَالا: نبأنا أَبُو عَاصِمٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ أَخْبَرَنِي النُّعْمَانُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ:
نَهَى رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَأْكُلَ [الرَّجُلُ [3]] بِشِمَالِهِ أَوْ يَشْرَبَ بِشِمَالِهِ.
أخبرنا السّمسار قال أنبأنا الصّفّار قال نبأنا ابن قانع: أن عبد الله بن المقدم مات في سنة إحدى وثلاثمائة.
قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي. قَالَ: وفي غرة شوال من هذه السنة- يعني سنة إحدى وثلاثمائة- توفي أبو عبد الله القاضي المقدمي وكان حسن الرواية للأخبار ولا أعلمه غير شيبه.
247- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن فضالة، أبو جعفر الْمَرْوَزِيُّ:
قدم بغداد وحدث بِهَا عَن: أَبِي الموجه محمد بن عمرو، وأحمد بن علي بن سلمان المروزيين. روى عنه: عَلِيّ بْن عُمَر السكري.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الأزهري قال نا على بن عمر الختلي قال نا أبو جعفر بن أحمد
__________
[1] 246- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/148.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(1/353)
ابن محمّد بن فضالة المروزيّ قال نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سَلْمَانَ الْمَرْوَزِيُّ قَالَ نا محمّد ابن عبدة قال نا خَارِجَةُ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَانَ لَهُ إِمَامٌ فَقِرَاءَةُ الإِمَامِ لَهُ قِرَاءَةٌ [1] »
. 248- محمد بن أحمد بن محمد بن هشام [ ... بن عيسى بن عبد الرحمن] أبو نصر:
مروروذي الأصل. سمع جده محمد بن هشام، وعمرو بن علي، ومهني بن يحيى، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن سَعِيد القطان. روى عنه [ ... أبو الفضل أحمد بن عبد الله بن سليمان.... راق، وأبو الفتح مُحَمَّد بْن الحسين الأزدي، وأبو حفص بن شاهين [2]] .
أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّد بْنُ الْحُسَيْن بْنِ أَحْمَدَ بن بكير قال أنبأنا أبو الفتح محمّد ابن الحسين الأزديّ الحافظ قال نبأنا محمد بن أحمد بن [محمد بن] هشام المروروذي في طاقات العكي قال نبأنا جدي محمّد بن هشام قال نبأنا عبد الرّحمن ابن محمد المحاربي عن عبيدة الضبي عن شقيق عن الصبي بن معبد. قَالَ: أفردت الحج. قَالَ: وَحَدَّثَنِي المحاربي عن عمر بن ذر عن مجاهد بهذا.
249- مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله بن أبي الصّلج، أبو بكر الكاتب [3] :
سمع جده محمدا، وعمر بن شبة، ومحمد بن حماد المقرئ، والقاسم بن محمد المروزي. رَوى عَنْهُ أَبُو الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيّ، وأبو حفص بن شاهين، ويوسف بن عمر القواس.
وحَدَّثَنِي الْحَسَن بْن مُحَمَّد الخلال: أن يوسف القواس ذكره فِي جملة الثقات من شيوخه الذين كتب عنهم.
قرأت بخط أبي القاسم بن الثلاج: ذكر محمد بن أحمد بن أبي الثلج أن مولده في سنة ثمان وثلاثين- يعني ومائتين.
__________
[1] 247- انظر الحديث في: السنن الكبرى للبيهقي 2/160، 162. ومسند أحمد 3/339. ومجمع الزوائد 2/111. وسنن ابن ماجة 850.
[2] 248- ما بين المعقوفتين سقط من المخطوط ومكان النقط بياض.
[3] 249- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/345.(1/354)
حَدَّثَنِي عبيد الله بن أبي الفتح عن طلحة بْن مُحَمَّد بْن جعفر. وأَخْبَرَنَا السمسار قال أنبأنا الصّفّار قال نبأنا ابن قانع. قالا: توفي ابن أبي الثلج في سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة.
قال الشيخ أبو بكر: وكذلك قرأت فِي كتاب أَبِي عَمْرو بْن جابر العطار. وزاد يوم الثلاثاء لإحدى عشرة ليلة بقيت من شهر رمضان.
وقد كنا حكينا عن أبي بكر بن شاذان فيما تقدم من ذكر محمد بن أحمد [ابن [1]] البستنبان: أن ابن أبي الثلج مات في سنة ثلاث وعشرين [وثلاثمائة [2]] وذكرنا أنه خطأ وهذا هو الصواب.
250- محمد بن أحمد بن محمد بن بختويه، أبو بكر الْبَلْخِيُّ:
قدم بَغْدَاد. وَحَدَّثَ بِهَا عَنْ أَحْمَد بْن محمد بن سهل القاضي البلخي، رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد بْن المظفر.
أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعِيدٍ الْفَقِيهُ قال نبأنا محمّد بن المظفر الحافظ إملاء قال نبأنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بن بختويه البلخيّ قال نبأنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلٍ الْقَاضِي قَالَ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ خُشَيْشٍ الْبَصْرِيُّ.
قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي خُشَيْشٍ عَنْ شُعْبَةَ بْنِ الْحَجَّاجِ الْوَاسِطِيِّ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيِّ عَنِ الْحَارِثِ الأَعْوَرِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السّلام. قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «يَنْبَغِي لِلْعَاقِلِ أَنْ لا يَكُونَ شَاخِصًا إِلا فِي ثَلاثٍ: طَلَبٍ لِمَعَاشٍ، أَوْ خُطْوَةٍ لِمَعَادٍ، أَوْ لَذَّةٍ فِي غَيْرِ مَحْرَمٍ [3] »
. 251- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن جعفر بن علي بن يقطين بن موسى بن عبد الرحمن، أبو عبد الله البزاز:
سمع الفضل بْن موسى البصري مولى بني هاشم. روى عنه ابن شاهين.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْقُرَشِيُّ. قالا: أنبأنا عمر بن أحمد الواعظ قال نبأنا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن جعفر بن علي بن يقطين بن موسى بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَزَّازُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ قَالَ نبأنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن
__________
[1] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[2] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[3] 250- انظر الحديث في: كنز العمال 43408. والعلل المتناهية لابن الجوزي 2/220.(1/355)
جعفر بن علي بن يقطين بن مُوسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَزَّازُ أَبُو عَبْدِ الله قال نبأنا الفضل ابن موسى قال نبأنا أبو عامر قال نبأنا رَبَاحٌ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم قال: «من السُّحْتِ كَسْبُ الْحَجَّامِ، وَثَمَنُ الْكَلْبِ، وَمَهْرُ الْبَغِيِّ [1] »
. 252- محمد بن أحمد بن محمد بن الحارث بن كثير بن غزوان بن عبد ربه، أبو الطيب، يعرف بابن الكاتب:
ذكر أبو القاسم ابن الثلاج: أنه حدّث في سنة ست وعشرين وثلاثمائة عن عمرو ابن تميم الطبري.
253- محمد: أمير المؤمنين القاهر باللَّه بْن أَحْمَدَ المعتضد باللَّه بْن أَبِي أحمد الموفق بالله، واسمه: محمد، وقيل: طلحة بْن جعفر المتوكل على اللَّه بْن مُحَمَّد: المعتصم بالله بْن هارون الرشيد بْن مُحَمَّد المهدي بن عبد الله المنصور بن محمد ابن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، يكنى أبا منصور، وأمه مولدة بالمغرب يقال لها قنول [2] :
ذكر لنا الحسن بن أبي بكر أنه لما استخلف نقش على سكة العين والورق: محمد رسول الله، القاهر بالله، المنتقم من أعداء الله لدين الله.
وَأنبأنا إبراهيم بن مخلد قال أنبأنا إسماعيل بن علي الخطبي قَالَ: استخلف محمد القاهر بالله يوم الخميس ضحوة النهار لليلتين بقيتا من شوال سنة عشرين وثلاثمائة، وبويع له في هذا اليوم وخلع يوم السبت لست خلون من جمادى الأولى سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة، وسملت عيناه في هذا اليوم حتى سالتا جميعا فعمى، وارتكب منه أمر عظيم لم يسمع بمثله في الإسلام، فكانت خلافته إلى هذا اليوم الذي نزل به فيه ما نزل سنة وستة أشهر وسبعة أيام، وكان رجلا ربعة ليس بالطويل ولا بالقصير، أسمر معتدل الجسم، أصهب الشعر، طويل الأنف، في مقدم لحيته طول، لم يشب إلى وقت خلعه. ثم لم يزل محبوسا مرة ومخلى مرة في حال نقص. إلى أن توفي في ليلة الجمعة لثلاث خلون من جمادى الأولى سنة تسع وثلاثين، وكانت وفاته في منزله من
__________
[1] 251- انظر الحديث في: نصب الراية 4/52.
[2] 253- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/82. والإعلام 5/309. ونكت الهميان 236. والكامل لابن الأثير 8/76. وتاريخ الخميس 2/349، 351. ومروج الذهب 2/400. والنجوم الزاهرة 3/303.(1/356)
دور ابن طاهر، ودفن إلى جنب أبيه المعتضد بالله، وسنه وقت توفي اثنتان وخمسون سنة، ومولده لخمس خلون من جمادى الأولى من سنة سبع وثمانين ومائتين.
254- محمد بن أحمد بن محمد بن عمرو، أبو الحسن البغدادي:
كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ، وَحَدَّثَنِيهِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْكِتَّانِيُّ عَنْهُ، قَالَ نبأنا أبو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو الْبَغْدَادِيُّ، إِمَامُ جُونِيَةَ وَخَطِيبُهَا فِي سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة؛ قال نبأنا أبو بكر السّرّاج قال نبأنا جُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ عَنْ كَثِيرٍ- يَعْنِي ابْنَ سُلَيْمٍ- عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «نِعْمَ الإِدَامُ الْخَلُّ [1] »
. جونية من أعمال أطرابلس.
255- محمد بن أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّد بن إِسْحَاق؛ أَبُو بكر، يعرف بالحجاري بالراء [2] :
حدث عَنْ مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أَبِي شيبة، وإسماعيل بن محمد المزني الكوفيين، وعبد الله بن محمد بن ناجية، وأحمد بن عبد الله بن زكريا الجبلي. روى عنه محمّد ابن إسحاق القطيعي، وأبو الحسن الدارقطني.
256- محمد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سهل، أَبُو الفضل الصيرفي [3] :
نيسابوري الأصل. كان يسكن قطيعة الربيع. وحدث عن أبي مسلم الكجي، وسعيد بن عياش الخياط صاحب ذي النون المصري. روى عنه عبد الله بن عثمان بن يحيى، وأَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد الطبري المعدل، ومحمد بن أسد الكاتب. وَحَدَّثَنَا عَنْهُ أَبُو الْحَسَن بْن رزقويه. وكَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رزق قال نبأنا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ ابن سهل النّيسابوريّ قال نبأنا إبراهيم بن عبد الله الكجي قال نبأنا الرّبيع بن يحيى قال نبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَاقِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ قَالَ لِي الْبَرَاءُ: بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ أَبْصَرَ جَمَاعَةً مِنَ النَّاسِ فَقَالَ: «عَلَامَ اجْتَمَعَ هَؤُلاءِ؟» قِيلَ: عَلَى قَبْرٍ يَحْفِرُونَهُ. قَالَ: فَفَزِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبَدَرَ بَيْنَ يَدَيْ أَصْحَابِهِ مُسْرِعًا حَتَّى انْتَهَى إِلَى القبر،
__________
[1] 254- سبق تخريجه قريبا، راجع الفهرس.
[2] 255- انظر: الأنساب للسمعاني 4/61.
[3] 256- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/116.(1/357)
فَجَثَا عَلَيْهِ، وَاسْتَقْبَلْنَاهُ لِنُبْصِرَ مَا يَصْنَعُ، فَبَكَى حَتَّى بَلَّ الثَّرَى مِنْ دُمُوعِهِ. قَالَ: ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ: «إِخْوَانِي لِمِثْلِ هَذَا الْيَوْمِ فَأَعِدُّوا [1] »
. قَالَ مُحَمَّد بن أَبِي الفوارس: توفي أَبُو الفضل مُحَمَّد بن أَحْمَدَ بْنِ سهل النيسابوري بقطيعة الربيع في المحرم سنة سبع وأربعين وثلاثمائة.
257- مُحَمَّد بن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الخطاب بْن عُمَر بن الخطاب بن زياد بِن الحارث بن زيد بْن عَبْد اللَّهِ، مولى عمر بْن الخطاب، يكنى: أبا البزّار:
سمع محمد بن عيسى بن أبي قماش الواسطي، وأحمد بن علي البربهاري، وموسى بن إسحاق الأنصاريّ، والحسين بن عمر بن بن أبي الأحوص الثقفي، والحسن بن علي المعمري، ومحمد بن الحسن بن سماعه الكوفي، وموسى بن هارون الحافظ، ومحمد بن يوسف بن بشر الهروي. روى عنه عبيد الله بن أبي مسلم الفرضي، وهو نسبه. وَحَدَّثَنَا عنه: أَبُو الْحَسَن بْن رزقويه، وَعلي بْن أحمد بن عمر المقرئ المعروف بابن الحمامي وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ المقرئ قال نبأنا أبو الحسن محمّد بن أحمد البزّار قال نبأنا الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبِي الأَحْوَصِ قَالَ نبأنا ثَابِتُ بْنُ مُوسَى بْنِ يَزِيدَ أَبُو يَزِيدَ الضّرير قال نبأنا شَرِيكٌ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَثُرَتْ صَلاتُهُ بِاللَّيْلِ حَسُنَ وَجْهُهُ بِالنَّهَارِ [2] »
. ذكر أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بخيت الدقاق فيما قرأت بخطه: أن هذا الشيخ توفي يوم الخميس ودفن من الغد يوم الجمعة، لاثنتي عشرة خلون من جمادى الأولى سنة خمسين وثلاثمائة.
258- محمّد بن أحمد بن محمّد أحمد بن عبيد بن يقطين بن موسى بن عبد الرحيم، أبو بكر الأسدي المقرئ البغدادي [3] :
نزل مكة. وذكر أبو الفتح بن مسرور: أنه نزل عليهم مصر، وحدّثهم بها
__________
[1] انظر الحديث في: السنن الكبرى للبيهقي 3/369. والمصنف لابن أبى شيبة 13/227.
والتاريخ الكبير للبخاري 1/229. وكنز العمال 42101.
[2] 257- انظر الحديث في: أمالى الشجري 1/205، 208. وسنن ابن ماجة 1333. وتنزيه الشريعة 2/106. وكشف الخفا م/ 378. والأسرار المرفوعة 357. والفوائد المجموعة 35.
واللآلئ المصنوعة 2/17. والموضوعات لابن الجوزي 2/109، 110.
[3] 258- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/138.(1/358)
عن أحمد بن محمّد بن بنت الحسن بن عيسى الماسرجسي. قَالَ: وتوفي بمكة سنة خمسين وثلاثمائة، وكان ثقة.
259- مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن قريش، أبو العبّاس البزّار:
سمع محمد بْن عثمان بْن أَبِي شيبة، ومحمد بْن يحيى المروزي، وقاسم بن زكريا المطرز. حَدَّثَنَا عنه أَبُو الْحَسَن بْن رزقويه، وَعلي بن أحمد الرزاز، وطلحة بن علي بن أبي الصقر الكتاني. وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا طَلْحَةُ بْنُ عَلِيٍّ أَبُو الْقَاسِمِ الكتاني قال نبأنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ قُرَيْشٍ المجهّز قال نبأنا القاسم بن زكريّا قال نبأنا الوليد بن شجاع قال نبأنا يحيى بن سعيد القطّان عَنْ أَبِي عِمْرَانَ سَعِيدِ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا اشْتَكَى اقْتَمَحَ [1] كَفًّا مِنْ شُونِيزٍ، وَشَرِبَ عَلَيْهِ مَاءً وَعَسَلا.
قرأت بخط محمد بن أَبِي الفوارس قَالَ لنا أَبُو عمر بْن حيويه: توفي أبو العباس بن قريش، يوم الحادي عشر من رجب سنة أربع وخمسين وثلاثمائة.
260- محمد بن أحمد بن محمد بن حمدان، أبو قلابة السراج:
نزل البصرة وكان يؤم بالناس في جامعها. وحدث بها عن موسى بن سهل الجوني؛ والحسن بن الطيب الشجاعي، والحسن بن محمّد بن عفير، وابن حفص الحلبي، ومحمد بن الحسن بن بدينا، وأَبِي بكر بْن داود السجستاني.
حَدَّثَنَا عنه أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الصقر المعروف بابن النمط المقرئ. وكان سماعه منه في سنة ستين وثلاثمائة.
أخبرنا أبو بكر بن الصقر قال نبأنا أَبُو قِلابَةَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ [مُحَمَّدِ بْنِ [2]] حَمْدَانَ السَّرَّاجُ أَمَامَ مَسْجِدِ الْبَصْرَةِ قَالَ نبأنا موسى بن سهل الجوني قال نبأنا محمّد ابن رمح المصري قال أنبأنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ نَافِعٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْن عَبْد اللَّهِ بْن معبد بْن العباس. أَنَّ امْرَأَتَهُ اشْتَكَتْ شَكْوَى. فَقَالَتْ: لَئِنْ شَفَانِيَ اللَّهُ لأَخْرُجَنَّ فَلأُصَلِّيَنَّ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ؛ فَبَرَأَتْ ثُمَّ تَجَهَّزَتْ فَجَاءَتْ مَيْمُونَةُ زَوْجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِتُسَلِّمَ عَلَيْهَا فَأَخْبَرَتْهَا.
فَقَالَتِ: اجْلِسِي فَكُلِي مَا صَنَعْتِ؛ وَصَلِّي فِي مَسْجِدِ الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فإني سمعت
__________
[1] 259- انظر الخبر في: العلل المتناهية 2/396. وتخريج الإحياء 4/277. وإتحاف السادة المتقين 9/518. ومجمع الزوائد 5/87.
[2] 260- ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(1/359)
رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لَصَلاةٌ فِيهِ أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلاةٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْمَسَاجِدِ إِلا مَسْجِدَ الْكَعْبَةِ [1] »
. 261- مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ بن مجاهد، أبو عبد الله الطائي المتكلم، صاحب أبي الحسن الأشعري:
وهو من أهل البصرة سكن بغداد وعليه درس القاضي أبو بكر محمد بن الطيب الكلام؛ وله كتب حسان في الأصول.
وذكر لنا غير واحد من شيوخنا عنه: أنه كان ثخين الستر؛ حسن التدين؛ جميل الطريقة. وكان أبو بكر البرقاني يثني عليه ثناء حسنا، وقد أدركه في بغداد فيما أحسب، والله أعلم.
أَخْبَرَنَا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه الزّهريّ قال نبأنا الحسن بن الحسين الشافعي الهمذاني قَالَ أنشدني أبو عبد الله بن مجاهد المتكلم لبعضهم:
أيها المغتدي ليطلب علما ... كل علم عبد لعلم الكلام
تطلب الفقه كي تصحح حكما ... ثم أغفلت منزل الأحكام
262- محمد بن أحمد بن محمّد بن جابر، أبو الحسن البغداديّ [2] :
حدث بالبصرة عن الحسن بن الطيب الشجاعي. حَدَّثَنَا عنه علي بن حمزة البصري المؤذن.
أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ أَحْمَدَ المؤذن بجامع البصرة قال نبأنا أبو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جابر البغداديّ بالبصرة قال نبأنا الْحَسَنُ- يَعْنِي ابْنَ الطَّيِّبِ الشُّجَاعِيَّ الْبَلْخِيَّ- قَالَ نبأنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ السَّمَّانُ الْبَصْرِيُّ قَالَ نبأنا عنبسة بن سعيد قال نبأنا فَرْقَدٌ السَّبَخِيُّ عَنْ مُرَّةَ الطَّيِّبِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ. قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَلْعُونٌ مَنْ ضَرَّ أَخَاهُ المسلم [أو مكر به] [3] »
. 263- محمّد بن أحمد بن حماد، أبو جعفر مولى الهادي بالله؛ يعرف بابن المتيم [4] :
سمع محمد بن يحيى المروزي، وجعفر بن محمد الفريابي؛ وعلي بن طيفور
__________
[1] انظر الحديث في: مسند الإمام أحمد 3/77.
[2] 262- «البغدادي» أضفناها من سند الرواية التالية.
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل. انظر الحديث في: كشف الخفا 2/300.
[4] 263- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/279.(1/360)
النسوي، وموسى بن سهل الجوني، وحامد بْن مُحَمَّد بْن شُعَيْب البلخي؛ ومحمد بن جعفر القتات، والقاسم بن زكريا المطرز، ومحمد بن خلف وكيعا، وحدّثنا عنه: أبو بكر البرقائي، ومحمد بن جعفر بن علان الوراق، وأبو عبد اللَّه أَحْمَد بن مُحَمَّد الكاتب، والقاضي أبو العلاء الواسطي، وأبو طاهر محمد بن علي بن العلاف، وأبو نعيم الأصبهاني.
وسألت أبا نعيم عنه. فقال: لم أسمع فيه إلا خيرا.
قَالَ مُحَمَّد بن أَبِي الفوارس: توفي أَبُو جعفر بن متيم يوم الثلاثاء لسبع خلون من شوال سنة سبعين وثلاثمائة، وكان لا بأس به في الحديث، وكان فيه دعابة.
264- محمد بن أحمد بن محمد، أبو بكر الكاتب [1] :
حدث عن محمد بن العباس اليزيدي، وأحمد بن عبيد الله بن عمار الأخباري.
روى عنه إِبْرَاهِيم بْن مخلد بْن جَعْفَر الباقرحي.
265- مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدَانَ بْن فضال بْن عبيد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن بن العباس، أبو الفرج الأسدي الصفار [2] :
سمع محمد بن محمد الباغندي، وأبا صخرة عبد الرحمن بن محمد الشامي، وأبا عُمَر مُحَمَّد بْن يوسف القاضي، ومُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَيْلانَ الْخَزَّازُ، وأبا بكر ابن أبي داود. حَدَّثَنَا عنه أبو الفرج الطناجيري، وعلي بن المحسن التنوخي.
وَقَالَ لنا التنوخي سمعته يقول: ولدت في سنة تسع وتسعين ومائتين.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد العتيقي. قَالَ: توفِي أَبُو الفرج بن عبدان في ذي الحجة سنة أربع وسبعين [3] وثلاثمائة، وكان ثقة مأمونا.
266- مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَسْنَوَيْهِ، أبو سهل النيسابوري، يعرف بالحسنويّ [4] :
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يعقوب عَنْ أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الحافظ
__________
[1] 264- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/345.
[2] 265- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/307.
[3] في المخطوطة: «سنة أربع وتسعين» .
[4] 266- انظر: الأنساب للسمعاني (4/143) .(1/361)
النيسابوري قَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَسْنَوَيْهِ أبو سهل بن أبي بشر الحسنوي، كان أبوه من العباد المجتهدين. وأبو سهل أديب قد تفقه على مذهب الشافعي.
سمع أبا حامد أحمد بن محمد بن يحيى البزّار، وأبا بكر محمد بن الحسين القطان، وأبا الطاهر محمد بن الحسن، وغيرهم. طبقة قبل الأصم: وكان أبو سهل من التاركين لما لا يعنيهم، المشتغلين بأسباب نفوسهم. خرج متوجها إلى الحج في شهر رمضان سنة أربع وسبعين وثلاثمائة، وحدث ببغداد، ومكة وسائر المدن. وحج وانصرف إلى بغداد فتوفي بها ليلة الاثنين الثاني عشر من صفر سنة خمس وسبعين وثلاثمائة، وهو ابن تسع وخمسين سنة.
قال الشيخ أبو بكر: ودفن ببغداد في مقبرة الخيزران.
267-[1] مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد بْن أَبِي صالح، أبو بكر البغدادي [2] :
نزل بلخ وأقام بها حتى مات وحدث هناك عن أبي شعيب الحراني، ويوسف بن يعقوب الْقَاضِي، ومحمد بن يحيى المروزي، وأبي يعلى الموصلي.
حَدَّثَنَا عنه: أبو الحسن محمد بن إسماعيل الزاهد، وأَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ الخطيب البلخيان.
وذكر لنا أبو علي أنه سمع منه ببلخ في سنة سبع وستين وثلاثمائة. وَقَالَ لنا أيضا:
ولد ابن أبي صالح ببغداد، ونزل بلخ فأقام بها.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْكُلابِيُّ الزَّاهِدُ قَالَ: أنبأنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أبي صالح البغدادي ببلخ قال نبأنا أَبُو شُعَيْبٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَد الحراني قال نبأنا خلف بن هشام البزّار قال نبأنا ابن أَبِي حَزْمٍ الْقُطَعِيُّ [3] قَالَ سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَتَدْرُونَ أَيُّ الْقُرْآنِ أَعْظَمُ؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ*
إلى آخر الآية [4] » .
__________
[1] 267- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/319.
[2] «البغدادي» إضافة من سند الرواية التالية.
[3] في الأصل، والمخطوطة: «حزم بن أبى حزم» وما أثبتناه من الخلاصة.
[4] انظر الحديث في: الدر المنثور 1/323.(1/362)
حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّخْشَبِيُّ. قَالَ: مَاتَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي صالح ببلخ في سنة ست وسبعين وثلاثمائة. قَالَ: وَكَانَ وَاهِيًا عِنْدَ أَهْلِ بَلْخَ، تَكَلم فيه أبو إسحاق المستملي وغيره.
268- مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ بن عبد الله، أبو بكر المفيد [1] :
ذكر لي أبو نعيم الحافظ: أنه بغدادي الأصل سكن جرجرايا؛ ووصفه لهم بالحفظ وسمعت محمد بن عبد الله بن محمد يحكي عنه. قَالَ: موسى بن هارون سماني المفيد.
وَقَالَ لنا محمد بن أحمد بن شعيب الروياني: لم أر أحفظ من أبي بكر المفيد.
وَحَدَّثَنَا عنه أبو سعد الماليني فقال حَدَّثَنَا محمد بن أحمد بن يعقوب الشيخ الصالح: حدث المفيد عَنْ عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أَبِي الشوارب القاضي، وأبي شعيب الحراني، وأحمد بن يحيى الحلواني، وَمُحَمَّد بن يحيى بن سليمان المروزيّ، وموسى ابن هارون الحافظ، وأبي يعلى الموصلي، وعن خلق لا يحصون من أهل الشام ومصر.
فإنه كان سافر الكثير، وكتب عن الغرباء، وروى مناكير، وعن مشايخ مجهولين:
منهم الحسن بن عبيد الله العبدي حدث عنه عن عفان، وعبد الله بن رجاء، ومحمّد ابن كثير، وعمرو بن مرزوق، ومسدد، ومنهم أحمد بن عبد الرحمن السقطي، روى عنه جزءا عن يزيد بن هارون وذكر أنه سمع منه ببغداد في سنة خمس وتسعين ومائتين. والسقطي هذا مجهول.
فحدثني عبد العزيز بن علي قَالَ رأيت في كتاب أبي سعد الماليني بخطه سمعت أبا سعد عَبْد الرَّحْمَنِ بْن مُحَمَّد بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ ممجة يقول سمعت أبا الحسن الدارقطني- وسئل عن أحمد بن عبد الرحمن السقطي الذي حدث عنه أبو بكر المفيد- فقال:
قد حَدَّثَنَا عنه جماعة عن يزيد بن هارون.
قال الشيخ أبو بكر: ولا أعلم أحدا من البغداديين ولا غيرهم، عرف أحمد بن عبد الرحمن السقطي هذا، ولا روى عنه سوى المفيد، وفي هذه الحكاية نظر من جهة ابن ممجة. وأكثر أحاديث السقطي عن يزيد صحاح، ومشاهير إلا ما.
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ قَالَ نبأنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ المفيد قال
__________
[1] 268- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/333.(1/363)
نبأنا أحمد بن عبد الرّحمن السّقطيّ قال نبأنا يزيد بن هارون قال أنبأنا عَاصِمٌ الأَحْوَلُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «الموت كفّارة لكل مسلم [1] »
. [قال المؤلف [2]] : وَهَذَا الْحَدِيثُ إِنَّمَا يُحْفَظُ مِنْ رِوَايَةِ مُفَرِّجِ بْنِ شُجَاعٍ الْمَوْصِلِيّ عَنْ يَزِيدَ.
أَخْبَرَنَاهُ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَرَ الْبَجَلِيُّ قَالَ نبأنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ وَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أبي بكر قال أنبأنا أَبُو عَلِيٍّ عِيسَى بْنُ مُحَمَّدٍ الطُّومَارِيُّ.
قَالا: نبأنا بشر بن موسى قال نبأنا مُفَرِّجُ بْنُ شُجَاعٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَنَسٍ. قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْمَوْتُ كَفَّارَةٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ [3] »
. وحَدَّثَنِي أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد المستملي الغزّال قال أنبأنا محمّد بن جعفر الورّاق قال أنبأنا أبو الفتح الأزدي الحافظ. قَالَ: مفرج بن شجاع الموصليّ واهي الحديث.
قال الشيخ أبو بكر: إنما عنى الأزدي هذا الحديث خاصة، ومفرج في عداد المجهولين والحديث عن يزيد شاذ. مع أنه قد روي عن نصر بن علي الجهضمي أيضا عن يزيد وليس بثابت عنه. ورواه إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله التيمي عن الحسن ابن صالح عن عاصم الأحول. وإسماعيل كان كذابا. ورواه أصرم بن غياث النيسابوري عن عاصم الأحول. وأصرم لا تقوم به حجة، والله اعلم. وكان شيخنا أبو بكر البرقاني قد أخرج في مسنده الصحيح عن المفيد حديثا واحدا، وكان كلما قرئ عليه اعتذر من روايته عنه، وذكر أن هذا الحديث لم يقع إليه إلا من جهته فأخرجه عنه، وسألته عنه. فقال: ليس بحجة. وَقَالَ لنا البرقاني أيضا: رحلت إلى المفيد فكتبت عنه الموطأ، فلما رجعت إلى بغداد قَالَ لي أبو بكر بن أبي سعد: أخلف الله عليك نفقتك، فدفعته إلى بعض الناس وأخذت بدله بياضا.
قال الشيخ أبو بكر: روى المفيد «الموطأ» عن الحسن بن عبد الله العبدي عن القعنبي فأشار ابن أبي سعد إلى أن نفقة البرقاني ضاعت في رحلته، وذلك أن العبدي مجهول لا يعرف.
__________
[1] انظر الحديث في: تاريخ أصبهان 2/231. وحلية الأولياء 3/121. واللآلئ المصنوعة 2/221. وإتحاف السادة المتقين 10/227.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] انظر التخريج السابق.(1/364)
حَدَّثَنِي عبد العزيز بن علي قَالَ: ذكر لنا المفيد أن مولده سنة أربع وثمانين ومائتين، فسألت عبد العزيز عن وفاته. فقال: مات قبل سنة ثمانين وثلاثمائة.
أَخْبَرَنَا أبو بكر البرقاني. قَالَ: توفي أبو بكر المفيد في سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة.
وَقَالَ لي القاضي أبو العلاء الواسطي: مات المفيد فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الآخِرِ مِنْ سَنَةِ ثَمَانٍ وسبعين وثلاثمائة.
قال الشيخ أبو بكر: وكان مولده ببغداد، ووفاته بجرجرايا، وقبره هناك معروف قد رأيته.
269- محمد بن أحمد بن أبي مسلم، واسم أبي مسلم: محمد بن علي بن مهران، يكنى أبا الحسن [1] :
وهو أصبهاني الأصل. سمع مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان الباغندي، والحسن بن الطيب الشجاعي، وعمر بن الحسن بن نصر الحلبي، وطبقتهم. روى عنه [ابنه [2]] أَبُو أَحْمَد عُبَيْد اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ [أحمد بن [3]] أبي مسلم الفرضي وكان ثقة.
270- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد، أبو عمر الأنماطي الْمَرْوَزِيّ [4] :
قدم بَغْدَاد حاجا فِي سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة، وحدّث بها عن العبّاس محمّد ابن يعقوب الأصم النِّيسَابُورِيّ. حَدَّثَنَا عَنْهُ أَحْمَد بْن مُحَمَّد العتيقي.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَتِيقِيُّ قَالَ نبأنا أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الأنماطيّ المروزيّ- قدم علينا حاجا- قال نبأنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْد اللَّهِ بْن عَبْدِ الْحَكَمِ قال نبأنا ابْنُ وَهْبٍ. وَأَخْبرنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الحرشي قال نبأنا أبو العبّاس الأصم قال أنبأنا محمّد بن عبد الله ابن عبد الحكم قال أنبأنا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ سَمِعْتُ طَلْحَةَ بْنَ عَمْرٍو الْمَكِّيَّ يَقُولُ سَمِعْتُ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ يَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ أَعْطَاكُمْ ثُلُثَ أَمْوَالِكُمْ عِنْدَ وَفَاتِكُمْ زِيَادَةٌ فِي أعمالكم [5] » .
__________
[1] 269- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/334.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[4] 270- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/6.
[5] انظر الحديث في: السنن الكبرى للبيهقي 6/296. والجامع الكبير 4690. وكنز العمال 46055. ونصب الراية 4/400. وتلخيص الحبير 3/91.(1/365)
271- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الحسن، أبو الفتح الخواص [1] :
سمع الحسين بن إسماعيل المحاملي. حَدَّثَنَا عنه أبو القاسم الأزهري، وعبد العزيز ابن عَلِيّ الأزجي، وأَبُو بَكْر أَحْمَد بْن سُلَيْمَانَ بْن عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ الواسطي.
وَقَالَ لي أَبُو بكر: كان هذا الخواص شيخا صالحا فاضلا حضر عند أبي إسحاق الطبري فسمعت منه.
272- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن جعفر بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الملك، أَبُو الْحَسَن الأدمي [2] :
حَدَّثَنَا أبو بكر البرقاني عنه عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي دَاوُدَ الأيادي بكتاب العلل لزكريا الساجي.
وَقَالَ لي أَبُو طاهر حمزة بْن [مُحَمَّد بْن [3]] طاهر الدّقّاق: لم يكن هذا صدوقا في الحديث كان يسمع لنفسه في كتب لم يسمعها.
فسألت البرقاني عن الأدميّ فقال [لي [4]] ما علمت عنه إلا خيرا، وكان شيخا قديما أظن سماعه من إسماعيل الصفار ونحوه غير أنه كان يطلق لسانه في الناس ويتكلم في ابن مظفر والدّارقطنيّ.
وقال البرقاني أيضا: كان القاضي الجراحي رجلا كريما سخيا يدعو أصحاب الحديث وينفق عليهم ويبرهم وإذا لم يكن معه شيء باع ثيابه وأنفق عليهم، وكان أبو بكر [البقال [5]] وغيره من كتبة الحديث يحضرون عنده لذلك ويسمعون منه وينتخبون عليه، وكان محمد بن أحمد بن عبد الملك الأدمي يذكرهم يقول:
سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ
[المائدة 42] .
وَحَدَّثَنِي عبد العزيز الأزجي عن الأدمي عن أبي سهل بن زياد.
273- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مُوسَى بن جعفر، أبو نصر البخاري المعروف بالملاحمي [6] :
قدم بغداد وحدث بها عن محمود بن إسحاق عن محمد بن إسماعيل البخاريّ
__________
[1] 271- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/6، 7.
[2] 272- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/7.
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[4] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[5] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[6] 273- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/47.(1/366)
«كتاب القراءة وراء الإمام» ، و «كتاب رفع اليدين في الصلاة» . وروى أيضا عن عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن يعقوب البخاري، وعلي بن محمد بن قريش، ومحمد بن قريش بن سليمان، وحاتم بن عقيل البخاريين، والهيثم بن كليب الشاسي، وغيرهم. سمع منه أبو الحسن الدارقطني وَحَدَّثَنَا عنه القاضي أبو العلاء الواسطي، وعبد الكريم وعَبْد الصمد ابنا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن الْمَأْمُونِ الْهَاشِمِيُّ، ومُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَسْنُونِ النرسي، في آخرين.
وَقَالَ لي الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يعقوب: توفي أبو نصر الملاحمي ببخارى في سنة خمس وتسعين وثلاثمائة. بلغني ذلك، وكان من أعيان أصحاب الحديث وحفاظهم.
قَرَأْتُ فِي كِتَابِ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ الثَّلاجِ. قَالَ لنا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بن موسى بن جعفر الملاحمي البخاري: مولدي في [1] سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة.
وأخبرني أبو الوليد الدربندي قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بن سليمان الحافظ ببخارى. قَالَ: توفي أبو نصر الملاحمي يوم السبت السابع من شعبان سنة خمس وتسعين وثلاثمائة.
274- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن جعفر بن محمد بن بجير بن نوح بن مختار، أبو عمرو المزكي، من أهل نيسابور، يعرف بالبجيريّ [2] :
سمع يحيى بن منصور القاضي، ومحمّدا وعليّا ابني المؤمل بن الحسن، ونحوهم.
ورحل إلى العراق وكتب بها وبالحجاز بعد سنة ستين وثلاثمائة. ثم ورد بغداد فحدث بها فذكر لي القاضي أبو العلاء محمد بن علي: أنه قدم عليهم بغداد وسمع منه بها في سنة ثمانين وثلاثمائة. وَحَدَّثَنَا عنه أبو العلاء ومحمد بن أحمد بن شعيب الروياني وكان ثقة حافظا مبرزا في المذاكرة.
حَدَّثَنَا محمد بن يعقوب قَالَ بلغني: أن أبا عمرو البجيري توفي بنيسابور في شعبان سنة ست وتسعين وثلاثمائة، وهو ابن ثلاث وستين سنة.
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] 274- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/51.(1/367)
275- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد، أبو بكر الصفار [1] ، يعرف بابن أبي العباس:
حدث عَنِ الْحُسَيْن بْن إِسْمَاعِيل المحاملي. حَدَّثَنِي عنه أبو الحسين محمد بن محمد بن علي الشروطي. وَقَالَ لي: سمعت منه في سنة ست وتسعين وثلاثمائة.
وَحَدَّثَنِي أبو القاسم الأزهري: أنه سمع منه فسألته عنه. فقال: نبيل ثقة.
276- محمد بن أحمد بن محمد بن شاذان، أبو بكر النيسابوري:
قدم بَغْدَاد وحدث بها عَن أَبِي العباس الأصم. سمع منه أبو عبد الله بن الأبنوسي، وحمزة بن محمد بن طاهر الدقاق. وَحَدَّثَنِي عَنْهُ مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن الفتح الحربي.
277- محمد بن أحمد بن محمد حمدويه، أبو بكر الطوسي [2] :
قدم بغداد في سنة خمس وأربعمائة حاجا وحدث بها عن أبي العباس الأصم. سمع منه هِبَةُ اللَّهِ بْن الْحَسَن بْن مَنْصُورٍ الطَّبَرِيُّ. وَحَدَّثَنِي عنه أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن سُلَيْمَانَ بْن عَلِيٍّ المقرئ الواسطي. وكان صدوقا وأحسبه مات بعد سنة خمس وأربعمائة [3] بيسير.
278- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن رزق بن عبد الله بن يزيد بن خالد، أبو الحسن البزاز، المعروف بابن رزقويه [4] :
كان يذكر أن له نسبا في همدان. وسمع إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد الصَّفَّار، ومُحَمَّد بْن عَمْرو الرزاز، وأبا الحسن المصري، ومُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن عُمَر بْن عَلِيّ بن حرب، والحسن بن على بن الشيرزاذي، وأبا الْعَبَّاسِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَسْكَرِيُّ، ومن في طبقتهم. ومن بعدهم.
وكان ثقة صدوقا كثير السماع والكتابة، حسن الاعتقاد جميل المذهب، مديما لتلاوة القرآن، شديدا على أهل البدع. ومكث يملي في جامع المدينة من بعد سنة ثمانين وثلاثمائة إلى قبل وفاته بمديدة. وهو أول شيخ كتبت عنه وأول ما سمعت منه
__________
[1] 275- الصفار: يقال لمن يبيع الأوانى الصفرية: الصفار (الأنساب 8/74) .
[2] 277- الطوسي: هذه النسبة إلى بلدة بخراسان يقال لها: «طوس» وهي محتوية على بلدتين يقال لإحداهما: الطابران، وللأخرى: نوقان (الأنساب 8/263) .
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[4] 278- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/148.(1/368)
في سنة ثلاث وأربعمائة، وكتبت عنه إملاء مجلسا واحدا، ثم انقطعت عنه إلى أول سنة ست. عدت فوجدته قد كف بصره فلازمته إلى آخر عمره.
وسمعته يقول: ولدت في يوم السبت لست خلون من ذي الحجة سنة خمس وعشرين وثلاثمائة. وقال: وَأَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنَ الصَّفَّارِ حَدِيثُ الْحَسَنِ بْنِ عَرَفَةَ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ يُونُسَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ. قَالَ: إِنَّمَا كَانَتِ الْفُتْيَا فِي الْمَاءِ مِنَ الْمَاءِ رُخْصَةً فِي أَوَّلِ الإِسْلامِ، ثُمَّ نَهَى عَنْهَا.
قَالَ لنا ابن رزقويه: كتبت هذا الحديث عن الصفار بخطي إملاء في يوم الأربعاء لسبع عشرة خلت من جمادى الأولى سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة. والصفار أول من سمعت منه. سمعت الأزهري يذكر أن بعض الوزراء دخل بغداد ففرق مالا كثيرا على أهل العلم وكان ابن رزقويه ممن وجه إليه من ذلك المال فقبلوا كلهم سواه فإنه رده تورعا وظلف نفس. وكان ابن رزقويه: يذكر أنه درس الفقه وعلق على مذهب الشافعي. وسمعته يقول: والله ما أحب الحياة في الدنيا لكسب ولا تجارة ولكني أحبها لذكر الله، ولقراءتي عليكم الحديث. وذكره هبة الله بن الحسن الطبري فوصفه بالإكثار من الحديث.
وسمعت أبا بكر البرقاني يسأل عنه فقال: ثقة. وكانت وفاته غداة يوم الاثنين سادس عشر من جمادى الأولى سنة اثنتي عشرة وأربعمائة، ودفن من يومه بعد صلاة الظهر في مقبرة باب الدير بالقرب من معروف الكرخي. وصلى عليه ابنه أبو بكر وحضرت الصلاة عليه.
279- مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّد بْن فارس بْن سهل، أبو الفتح بن أبي الفوارس [1] :
كان جده سهل يكنى أبا الفوارس. ولد أبو الفتح في سحر الأحد لثمان بقين من شوال سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة. وسمع من أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن زياد النقاش، وأبي بكر الشافعي، وأبي على بن الصواف، وأحمد بن يوسف بن خلاد، ومن في طبقتهم. وبعدهم.
وسافر في طلب الحديث إلى البصرة وبلد فارس وخراسان، وكتب الكثير وجمع،
__________
[1] 279- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/149.(1/369)
وكان ذا حفظ ومعرفة وأمانة وثقة مشهورا بالصلاح. وكتب الناس بانتخابه على الشيوخ وتخريجه. وحدث عنه أبو سعد الماليني، وأبو بكر البرقاني، وهبة الله بن الحسن الطبري. وسمعت منه بعض أماليه، وقرأت عليه قطعة من حديثه، وكان يسكن بالجانب الشرقي ويملي في جامع الرصافة، وتوفي في يوم الأربعاء السادس عشر من ذي القعدة سنة اثنتي عشرة وأربعمائة، ودفن من الغد وذلك يوم الخميس بمقبرة باب حرب، وقبره إلى جنب قبر أحمد بن حنبل غير أن بينهما قبور التميميين الثلاثة.
أَخْبَرَنَا عُبَيْد اللَّهِ بْن أَبِي الْفَتْحِ قَالَ أنبأنا أبو الحسن الدارقطني، قَالَ: علي ومحمد أبو الفتح يعرفان ببني أبي الفوارس، كتبا الحديث، ورحل محمد في طلبه إلى خراسان وأصبهان وغيرهما.
قال الشيخ أبو بكر: وكان أخوه علي بن أحمد بن أبي الفوارس، عبدا صالحا ومات قبل أن يحدث.
280- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن منصور بن جعفر البيع، ويعرف بالعتيقي [1] :
ذكر لي ابنه أبو الحسن [أحمد [2]] : أنه ولد برويان في سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة. قال: وحمل إلى طرطوس وهو ابن سبع سنين فنشأ بها وسمع الحديث من شيخ كان بها يعرف بالخواتيمي، وسمع أيضا من أبي العباس بن القاص كتاب المفتاح. وكان أبو العباس فقيه أهل طرطوس ومفتيهم، ولم يزل بها حتى غلبت الروم على البلد فانتقل عنه إلى دمشق ثم ورد بغداد فسكنها، حتى مات في يوم الجمعة الثاني والعشرين من المحرم سنة ثلاث عشرة وأربعمائة.
قَالَ أبو الحسن: وقد حدث بشيء يسير وسمعت منه.
281- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن الفرج بن أبي طاهر، أبو عبد الله الدّقّاق، عرف بابن البياض [3] :
ولد في صفر من سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة، وسمع أحمد بن سلمان النجاد، وعلي بْن مُحَمَّد بْن الزبير الكوفِي، وَعَبْد اللَّهِ بْن إِسْحَاق البغوي، وأحمد بْن عثمان ابن الأدمي، وجعفرا الخلدي، وأبا بكر الشافعي، ونحوهم.
__________
[1] 280- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/156.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] 281- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/168.(1/370)
كتبنا عنه بانتخاب هبة الله بن الحسن الطبري، وكان شيخا فاضلا دينا صالحا ثقة من أهل القرآن. ومات في يوم الخميس التاسع والعشرين من شعبان سنة خمس عشرة وأربعمائة وكنت إذ إذ ذاك غائبا عَن بَغْدَاد فِي رحلتي إلى نيسابور.
282- مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد بْن أَبِي موسى، واسم أَبِي موسى: عِيسَى بْن أَحْمَد بْن مُوسَى بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّهِ بْن معبد بْن الْعَبَّاس بْن عَبْد المطلب، أبو علي الهاشمي القاضي [1] :
سمع محمد بن المظفر، وأبا الحسن بن سمعون. كتبت عنه وكان ثقة. وهو أحد الفقهاء الحنابلة، كان يدرس ويفتي في جامع المدينة وله تصانيف على مذهب أحمد ابن حنبل.
حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن المحسن التنوخي قَالَ: قَالَ لي أبو علي بن أبي موسى: ولدت في ذي القعدة من سنة خمس وأربعين وثلاثمائة، ومات في يوم الأحد الثالث من شهر ربيع الآخر سنة ثمان وَعشرين وأربعمائة، ودفن من الغد بباب حرب. وصليت عليه في جامع المنصور وكان الجمع وافرا جدا.
283- مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرحمن، أبو الفتح المصري [2] :
سمع القاضي أبا الحسن علي بْن مُحَمَّد بْن يزيد الحلبي، ومن بعده بمصر. وأبا الحسين بن جميع بصيدا، وقدم بغداد قبل سنة أربعمائة. فأقام بها وكتب عن عامة شيوخها حديثا كثيرا واحترقت كتبه دفعات، وروى شيئا يسيرا، فكتبت عنه على سبيل التذكرة.
حَدَّثَنِي أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمِصْرِيُّ قال نبأنا القاضي أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن إسحاق بن يزيد الحلبيّ بمصر قال على بن عبد الحميد الغضائريّ قال نبأنا عبد الله بن معاوية الجمحي قال نبأنا الْحَمَّادَانِ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السُّحُورِ بَرَكَةً [3] » .
__________
[1] 282- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/259.
[2] 283- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/86. وميزان الاعتدال 3/463.
[3] انظر الحديث في: صحيح البخاري 3/38، 78. وصحيح مسلم، كتاب الصيام 45. وفتح الباري 4/139.(1/371)
سمعت أبا علي الحسن بن أحمد الباقلاني وغيره يذكرون: أن المصري كان يشتري من الوراقين الكتب التي لم يكن سمعها ويسمع فيها لنفسه.
وَحَدَّثَنِي أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون قَالَ حَدَّثَنِي خالي الحسن بن أحمد الباقلاني. قَالَ: جاءني المصري بأصل لأبي الحسن بن رزقويه عليه سماعي لأشتريه منه ولم يكن عليه سماعه. وقال: لو كان هذا سماعي لم أبعه، فمكث عندي مدة ثم رددته عليه فلما كان بعد سنين كثيرة حمل إلي ذلك الأصل بعينه، وقد سمع عليه لنفسه ونسي أنه كان قد حمله إلي قبل التسميع فرددته عليه.
قال أبو الفضل: أنا رأيت الأصل عند خالي وعليه تسميع المصري لنفسه بخطه.
سألت أبا الفتح المصري عن مولده. فقال: في سنة أربع وسبعين وثلاثمائة، ومات ببغداد في يوم الجمعة تاسع المحرم من سنة أربعين وأربعمائة.
284- محمد بن أحمد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن محمود، أَبُو جعفر القاضي السمناني [1] :
سكن بغداد وحدث بِهَا عَنْ عَلِيّ بْن عمر السكري، وأبي الحسن الدارقطني، وأبي القاسم بن حبابة وغيرهم من البغداديين، وعن نصر بن أحمد بن الخليل الموصلي. كتبت عنه وكان ثقة عالما فاضلا سخيا حسن الكلام عراقي المذهب، ويعتقد في الأصول مذهب الأشعري. وكان له في داره مجلس نظر يحضره الفقهاء ويتكلمون.
حدّثنا القاضي أبو جعفر السماني مِنْ حِفْظِهِ بَعْدَ أَنْ كُفَّ بَصَرُهُ قَالَ لَقَّنَنَا أَبُو الْقَاسِمِ نَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْخَلِيلِ الْمَوْصِلِيُّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْمُرْجِي بِالْمَوْصِلِ قَالَ لَقَّنَنِي أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ لَقَّنَنِي شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ الأُبَلِّيُّ قَالَ لَقَّنَنِي سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمٍ قَالَ لَقَّنَنِي أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: «إِذَا أَخَذْتُ كَرِيمَتَيِ الْعَبْدِ فَصَبَرَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا لَمْ أَرْضَ لَهُ ثَوَابًا دُونَ الْجَنَّةِ» . قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً؟ قَالَ: «وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً [2] »
. سمعت السمناني سئل عن مولده فقال: ولدت في سنة إحدى وستين وثلاثمائة.
ومات بالموصل وهو على القضاء بها وكانت وفاته في يوم الاثنين السادس من شهر ربيع الأول من سنة أربع وأربعين وأربعمائة.
__________
[1] 284- انظر: المنتظم لابن الجوزي 14/99.
[2] انظر الحديث في: المعجم الكبير للطبراني 12/54، 18/257.(1/372)
285- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن حسنون، أبو الحسين المعروف بابن النرسي [1] :
سمع محمد بن إسماعيل الوراق، وموسى بن جعفر السراج، وعلي بن عمر الحربي، وأبا حفص الكَتَّاني، ومُحَمَّد بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَخِي ميمي، وأحمد بن منصور النوشري، وغيرهم من البغداديّين. وسمع بدمشق عبد الوهّاب بن الحسن الكلابي.
كتبنا عنه وكان صدوقا ثقة من أهل القرآن حسن الاعتقاد. وسَأَلْتُهُ عَن مولده.
فقَالَ: فِي سنة سبع وستين وثلاثمائة [ومات يوم الثلاثاء ودفن يوم الأربعاء الثالث عشر من صفر سنة ست وخمسين وأربعمائة في مقبرة باب حرب [2]] .
286- مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّد بْن عَلِيّ، أَبُو الحسن بن الآبنوسي [3] :
سمع أبا الحسن الدارقطني، وأبا حفص [بن شاهين، وسمع [4]] ابن حبابة، وأبا حفص الكتاني، والمخلص، وأبا الحسن بن النجار الكوفي، وأحمد بن عبيد الواسطي.
كتبت عنه وكان سماعه صحيحا، وكان يسكن التوثة. وسألته عن مولده فقال:
سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة. ومات ليلة الاثنين ودفن يوم [..... [5]] : من شوال سنة سبع وخمسين [وأربعمائة [6]] .
287- مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّه بْن عَبْد الصمد بْن المهتدي بالله، أبو الحسن الهاشمي [7] :
خطيب جامع المنصور. حدث شيئا يسيرا عن الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بكير، وكان صدوقا شهد عند قاضي القضاة وأبي عبد الله بن [شاكر [8]] وقبلاه؛ وكتبت عنه وسألته عن مولده. فقال: سنة أربع وثمانين وثلاثمائة. قال لي: وقرأت القرآن على أبي القاسم بن الصيدلاني، وسمعت منه ولم يكن عنده عنه شيء.
__________
[1] 285- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/185.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] 286- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 16/92.
[4] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[5] بياض في الأصل مكان النقط.
[6] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[7] 287- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/328.
[8] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(1/373)
288- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن محمّد بن عمر بن المسلمة، أبو جعفر المعدّل [1] :
سمع أبا الفضل الزهري، وعثمان بن محمد الأدمي، وعيسى بن علي الوزير، وأبا طاهر، والمخلص، وأبا الحسين بن أخي ميمي، وأبا محمّد بن معروف [2] وإسماعيل ابن سعيد بن سويد. كتبت عنه وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّد بن عمر قَالَ أنبأنا أبو الفضل عبد الله ابن عبد الرّحمن الزّهريّ نبأنا جعفر بن محمّد الفرياني نبأنا قتيبة بن سعيد نبأنا ابن لهيعة عن مشرع بْنِ هَاعَانَ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «أكثر منافقي أمتي قراؤها [3] »
. قال لي: ولدت يَوْمِ الْجُمُعَةِ الثَّامِنَ عَشَرَ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الأول سنة خمس وسبعين وثلاثمائة. وقال لي: أبي هو أحمد بن محمد بن عمر بن الحسين بن عبيد بن عمرو ابن خالد أبو جعفر بن الرفيل من الفرس، أسلم الرفيل على يد عمر بن الخطّاب رضي الله عنه.
289- محمد بن أحمد بن موسى، أبو عبد الله المصيصي يعرف بالسوانيطي [4] :
قدم بَغْدَاد وَحدث بها عَنْ عَلِيِّ بْن بكار، ويوسف بن سعيد بن مسلم، وإسحاق ابن خالد البالسي. روى عنه إسحاق بن محمد النعالي، وعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ الْمُقْرِئُ، ومُحَمَّد بْن عبيد اللَّه بْن الشخير الصيرفِي، وأبو الفضل الشيباني.
قرأت في كتاب موسى بن مُحَمَّد بن عتاب: مات السوانيطي وهو متوجه إلى بلده برأس العين في سنة تسع وثلاثمائة.
290- محمد بن أحمد بن موسى، أبو بكر العصفري [5] :
سمع الْحَسَن بْن عرفة، وسعدان بْن نصر، وحفص بن عمر الربالي، وأَحْمَد بْن منصور الرمادي. روى عنه أَبُو أحمد مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إِسْحَاق الْحَافِظ النيسابوري. وذكر: أنه بغدادي سكن طرطوس وهناك سمع منه.
__________
[1] 288- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 16/151.
[2] بياض في الأصل مكان «بن معروف» وأضفناه من «المنتظم» .
[3] انظر الحديث في: مسند أحمد 2/175، 4/151. ومجمع الزوائد 6/229، 230. وشرح السنة 1/75. والمعجم الكبير للطبراني 17/197، 305.
[4] 289- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/207.
[5] 290- انظر: الأنساب للسمعاني 8/468، 469. والجرح والتعديل 1/2/185.(1/374)
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غالب الخوارزميّ قال نبأنا أَبُو أَحْمَدَ الْحَافِظُ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى الْعُصْفُرِيُّ بِطَرْسُوسَ قال نبأنا الرمادي- يعني أحمد بن منصور- قال نبأنا أَبُو عَاصِمٍ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كُنَّا لا نَرَى بِالْمُزَارَعَةِ بَأْسًا حَتَّى سَمِعْتُ رَافِعَ بْنَ خَدِيجٍ يَقُولُ:
نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عنه.
وقال أبو أحمد: هكذا أخبرناه من كتابه عن الرمادي. ويقال: إنه حديث يعقوب ابن عبيد النهرتيري. فلا أدري أشاركه فيه الرمادي أو اشتبه على أبي بكر العصفري مع ما أنه وهم ممن حدث به عن الثوري وقد حدث به جماعة عن الثوري عن عمرو ابن دينار وهو الصواب.
قال الشيخ أبو بكر: لم يشتبه على العصفري لأن أبا بَكْرٍ عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن زِيَادٍ النيسابوري قد رواه عن الرمادي كروايته عنه وتابع أبا عاصم أبو داود الحفري فرواه عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ.
291- محمد بن أحمد بن موسى، السرخسي:
قدم بَغْدَاد وَحَدَّثَ بها عَنْ أَبِيهِ عَنْ المغيث بن بديل. روى عنه أبو حفص بن شاهين.
292-[1] محمد بن أحمد بن موسى، أبو المثنى الدهقان المعروف بالدردائي [2] :
من أهل الكوفة قدم بغداد وَحَدَّثَ بها عن الحسن بن علي بن عفان العامري.
حَدَّثَنَا عنه أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن يحيى العلوي. وكان سمع منه بالكوفة.
وقرأت بخط أَبِي الْفَتْحِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مسرور حَدَّثَنَا: أبو المثنى محمّد ابن أحمد بن موسى الدهقان الكوفي قدم علينا بغداد وَحَدَّثَنَا من حفظه إملاء في منزل أبي الحسن بن عقبة الشيباني سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة وكَانَ ثقة.
كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو طَاهِر مُحَمَّد بْنُ مُحَمَّدِ بن الحسين بن الصباغ المعدل من الكوفة.
وحدثنيه مُحَمَّد بن عَلِيّ الصوري عنه قال أنبأنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادِ ابن سفيان الحافظ قَالَ: مات أَبُو الْمُثَنَّى مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى الدهقان الدردائي
__________
[1] 292- انظر: الأنساب للسمعاني 5/296.
[2] الدردائى: هذه النسبة إلى درداء، وهي قرية من قرى بغداد (الأنساب 5/296) .(1/375)
الفقيه لتسع بقين من شهر رمضان سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة. قَالَ: وكان رجلا صالحا أحد من يفتي في الحلال والحرام والفروج والدماء، ثقة صدوقا وكان يرمي بالقدر. وقد جالسته الطويل العريض فما سمعت منه في هذا شيئا.
293- مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى بْنِ هَارُونَ بن الصلت، أبو الطيب الأهوازي [1] :
سكن بغداد. وحدث بِها عَن أَبِي خليفة الفضل بْن الحباب البصري، ومحمد بن جعفر القتات، وإبراهيم بن شريك الكوفّيين، وحامد بن شعيب البلخي، وأحمد بن محمد البرائي، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي. حَدَّثَنَا عنه ابنه أحمد، وعبد الرحمن بن عبيد الله الحربي. وروى عنه الدارقطني وكان صدوقا.
وأَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بن عبد الله الحربيّ قال نبأنا أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى بْنِ هَارُونَ بْنِ الصَّلْتِ إِمْلاءً فِي سَنَةِ تسع وأربعين وثلاثمائة قال أنبأنا الفضل بن الحباب الجمحي قال نبأنا مسلم بن إبراهيم قال نبأنا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ عَنْ أَبِيهِ. قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يقرأ: أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ
[التَّكَاثُرُ 1] . قَالَ: ثُمَّ قَالَ: «يَقُولُ ابْنُ آدَمَ: مَالِي مَالِي. وَهَلْ لَكَ مِنْ مَالِكَ إِلا مَا أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ، أَوْ تَصَدَّقْتَ فَأَمْضَيْتَ، أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ [2] »
. قَالَ لي عبد الرحمن بن عبد الله: مات أبو الطيب بن الصلت، في سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة.
294- محمد بن أحمد بن موسى الوزان، يعرف بأبي حنش:
حدث عن أبي حصين محمد بن الحسين الكوفي. روى عنه أحمد بن الفرج بن محمّد بن الحاج.
295- محمد بن أحمد بن موسى، أبو عبد الله الواعظ الشيرازي [3] :
قدم بغداد وأقام بها مدة يتكلم على الناس بلسان الوعظ، ويشير إلى طريقة الزهد،
__________
[1] 293- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/153.
[2] انظر الحديث في: مسند أحمد 4/24، 26. وصحيح مسلم 2273. وسنن النسائي، كتاب الوصايا باب 1. والمستدرك 2/534، 4/322. وسنن الترمذي 2342، 3354.
[3] 295- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/311.(1/376)
ويلبس المرقعة، ويظهر عزوف النفس عن طلب الدنيا. فافتتن الناس به لما رأوا من حسن طريقته، وكان يحضر مجلس وعظه خلق لا يحصون. وعمر مسجدا كان خرابا بالشونيزية فسكنه وسكن فيه معه جماعة من الفقراء، وكان يعلو سطح المسجد في جوف الليل ويذكر الناس. ثم إنه قبل ما كان يوصل به بعد امتناع شديد كان يظهره من قبل، وحصل له ببغداد مال كثير. ونزع المرقعة ولبس الثياب الناعمة الفاخرة.
وجرت له أقاصيص وصار له تبع وأصحاب. ثم أظهر أنه يريد الغزو فحشد الناس إليه وصار معه من أتباعه عسكر كبير ونزل يظاهر البلد من أعلاه. وكان يضرب له بالطبل في أوقات الصلوات، ورحل إلى الموصل ثم رجع جماعة من أتباعه. وبلغني أنه صار إلى نواحي أذربيجان واجتمع له أيضا جمع وضاهى أمير تلك الناحية، وقد كان حدث ببغداد عن علي بن محمد بن عمر القصار الرازي، ومحمد بن عمر بن خزر الهمداني، وإسماعيل بن محمد بن أحمد بن حاجب الكشاني، وأحمد بن محمّد بن عمران بن الجندي، وغيرهم. وكتبت عنه أحاديث يسيرة وذلك في سنة عشر وأربعمائة. وَحَدَّثَنِي عنه بعض أصحابنا بشيء يدل على ضعفه في الحديث.
أنشدني أبو عبد الله الشيرازي لبعضهم:
إذا ما أطعت النفس في كل لذة ... نسبت إلى غير الحجا والتكرم
إذا ما أجبت النفس في كل دعوة ... دعتك إلى الأمر القبيح المحرم
حَدَّثَنِي المعمر بن أحمد الصّوفيّ: أن عبد الله الشيرازي مات بنواحي أذربيجان في سنة تسع وثلاثين وأربعمائة.
296- محمد بن أحمد بن المهدي، أبو عمارة [1] :
حَدَّثَ عَنْ أَبِي بَكْر بْن أَبِي شَيْبَةَ، ومحمد بن سليمان لوين، وعيسى بن سليمان العسقلاني، وعبدوس بن مالك العطار، وعلي بن الموفق، ومحمد بن المثنى السمسار.
وفي حديثه مناكير وغرائب. روى عنه أبو عمرو بن السّمّاك، وأبو سهل بن زياد القطان، ودعلج بن أحمد، وأبو بكر الشافعي.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ طَلْحَةُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الصَّقْرِ الْكَتَّانِيُّ قَالَ نبأنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قال نبأنا محمد بن أحمد بن المهدي أبو عمارة قال نبأنا أبو نافع
__________
[1] 296- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 3/456.(1/377)
أحمد بن كثير قال نبأنا جعفر بن محمّد العابد قال نبأنا أبو يعقوب الأعمى عن إسماعيل بن معمر عن محمّد بن عبد الله الدغشي [1]- قبيل مِنَ الْيَمَنِ- قَالَ سَمِعْتُ مُجَالِدَ بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ سَمِعْتُ مَسْرُوقًا يَقُولُ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ. يَقُولُ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «الْقُرْآنُ كَلامُ اللَّهِ لَيْسَ بِخَالِقٍ وَلا مَخْلُوقٍ فَمَنْ زَعَمَ غَيْرَ ذَلِكَ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [2] »
. هذا الحديث منكر جدّا وفي إسناده كثير [3] من المجهولين. وقد رواه أحمد بن بشير الكوفيّ عن مجالد عنه وهما موقوفان.
كذلك أخبرني أبو القاسم الأزهرى قال نبأنا على بن عبد الرّحمن بن السرى البكائى بالكوفة قال نبأنا عبد الله بن زيدان قال نبأنا على بن عبد الله بن مسعد ومحمّد بن على. قالا: نبأنا ضرار قال نبأنا أحمد بن بشير قال نبأنا مُجَالِدٌ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: الْقُرْآنُ كَلامُ اللَّهِ.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ طَاهِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطبري قَالَ قَالَ لنا أَبُو الحسن الدارقطني: أَبُو عمارة ضعيف جدا.
297- محمد بْن أَحْمَدَ بْن المؤمل بْن أبان بْن تمام بن خرزاذ، أبو عبيد الصيرفي [4] :
سمع أباه، والقاسم بن هاشم السمسار، وأبا يحيى مُحَمَّد بن سعيد العطار، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن سَعِيد القطان، والفضل بن يعقوب الرخامي.
روى عنه أبو بكر الجعابي، وعمر بن بشران السكري، وأبو عمر بن حيويه، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا أبو بكر البرقاني قال نبأنا عمر بن بشران. قَالَ أبو عبيد محمد بن أحمد ابن المؤمل [الصّيرفيّ كان ثقة يفهم، أنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَر القطيعي قَالَ سمعت القاضي أبا الحسن الجراحي يقول: محمد بن أحمد بن المؤمل ثقة مات سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة [5]] .
__________
[1] في المخطوط: «إِسْمَاعِيلَ بْنِ يَعْمَرَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله الدغينى» .
[2] انظر الحديث في: الموضوعات لابن الجوزي 1/108.
[3] بياض في الأصل مكان «إسناده كثير»
[4] 297- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/254.
[5] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(1/378)
أخبرني الأزهرى أبو القاسم عن طلحة بن محمّد بن جعفر وأنا عبيد الله بن عمر ابن أحمد الواعظ عن أبيه وأنا السّمسار قال أنا الصّفّار قال ثنا ابن قانع. قالوا: مات أبو عبيد الله ين المؤمل الصّيرفيّ في سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة. زاد ابن قانع في جمادى الأول.
298- محمد بن أحمد بن معمر، أبو عيسى الشداد الحربي:
سمع عَلِيّ بن الْحُسَيْن بن إشكاب، وَمُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الجُنَيْد الدَّقَّاق، وَمُحَمَّد ابن إسحاق الصاغاني، وإبراهيم بن هانئ النيسابوري. روى عنه حفص بن شاهين أحاديث مستقيمة.
أَخْبَرَنَا عُبَيْد اللَّه بْن عُمَر الواعظ عَن أبيه. قَالَ: مات أبو عيسى الشداد في رجب سنة ثمان عشرة وثلاثمائة.
299- محمد بن أحمد بن مسرور:
حدث عن الحسين بْن علي بْن عفان الكوفي. روى عنه عَبْد اللَّهِ بْن الْحَسَن بن النخاس المقرئ، وذكر أنه كان خال أمه.
300-[1] محمد بن أحمد بن مالك، أبو الحسن الأزدي العاجي [2] :
ذكر أبو القاسم بن الثلاج: أنه حدّث في سنة ست وعشرين وثلاثمائة عن الحسين ابن محمد بن أبي معشر المدني، وروى عنه غيره فسمى أباه حمدان.
301- محمد بن أحمد بن مخزوم، أبو الحسين المقرئ [3] :
حدث عَنْ إِبْرَاهِيم بْن الهيثم البلدي، وأحمد بن محمد بن مسروق الطوسي، وإسحاق ين سنين الختلي. روى عنه أبو بكر الأبهري الفقيه، وأبو حفص الكتاني، وأبو عبيد الله المرزباني.
أَخْبَرَنَا علي بن مُحَمَّد بن الحسن المالكي قال أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ ابن صالح الأبهرى قال أنبأنا محمد بن أحمد بن مخزوم أبو الحسين المقرئ ببغداد سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة قال نبأنا إبراهيم بن الهيثم البلدي حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نصر الدينوري قَالَ سمعت حمزة بن يوسف السهمي يقول سألت أبا محمد بن علام الزهري عن أبي الحسين محمد بن أحمد بن مخزوم المقرئ. فقال: ضعيف.
__________
[1] 300- انظر: الأنساب 8/311.
[2] العاجي: هذه النسبة إلى «العاج» وهو ما يعمل من عظم الفيل (الأنساب 8/310) .
[3] 301- انظر: سؤالات حمزة السهمي للدارقطني 68.(1/379)
بلغني: أن أبا الحسين بن مخزوم خرج إلى البصرة لما اشتد الغلاء ببغداد بعد سنة ثلاثين وثلاثمائة وأحسبه مات هناك، وكان مولده في سنة ثمان وستين ومائتين.
302- محمد بن أَحْمَد بْن المطلب بْن عَبْد اللَّهِ بْن الواثق بن المعتصم بن الرشيد بن المهدي بن المنصور، أبو أحمد الهاشمي:
حدث عن عَبْد الله بْن مُحَمَّد البغوي، وَمُحَمَّد بْن محمد [1] الباغندي، وأبى بكر ابن أَبِي داود، ومحمد بْن هارون بْن المجدر، وإسحاق بن محمّد بن مروان الموفى، ويحيى بْن مُحَمَّد بن صاعد، وعمر بْن مُحَمَّد بن شعيب الصابوني. روى عنه أَبُو القاسم عَبْد اللَّه بْن عثمان الحصري.
وذكر أنه سمع منه فِي جامع المدينة إملاء في سنة سبع وخمسين وثلاثمائة.
303- محمد بن أحمد بن محمى، أبو بكر الجوهري [2] :
سمع عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد البغوي. حَدَّثَنَا عنه أَبُو الْقَاسِمِ الأزهري، وأحمد بن محمد العتيقي، والقاضي أبو عبد الله الصيمري، ومحمد بن علي بن الفتح الحربي.
سألت الأزهري عنه. فقال: ثقة، سمعت منه في سنة سبع وثمانين وثلاثمائة، ومولده في سنة إحدى وثلاثمائة.
أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد العتيقي قَالَ: أبو بكر محمد بن أحمد بن محمى اللؤلؤي ثقة مأمون، توفى في شعبان سنة ثمانية وثمانين وثلاثمائة.
304- محمد بن أحمد بن ممشاد، أبو بكر المؤدّب:
حدّث عن أبي عمرو بن السماك، ومحمد بن جعفر الأدمي القارئ [3] وأحمد بن سلمان النجاد. حَدَّثَنِي عنه أَحْمَد بن محمد العتيقي.
305- محمد بن أحمد بن نعيم، أبو عبد الله النيسابوري:
نزل بَغْدَاد وحدث بها عَن سلمة بْن شبيب، وسفيان بن وكيع، ومحمد بن رافع، ومسلم بن الحجاج، روى عنه محمد بن عبد الله الصفار الأصبهانى ساكن نيسابور.
__________
[1] 302- ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] 303- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/11.
[3] 304- من هنا حتى نهاية الترجمة ساقط من المخطوطة.(1/380)
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب قال أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْن نعيم الضبي قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الصَّفَّارُ يَقُولُ سَمِعت أَبَا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْنِ نُعَيْمٍ النَّيْسَابُورِيُّ بِبَغْدَادَ سَنَةِ ثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُسْلِمَ بْنَ الْحَجَّاجِ يَقُولُ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَهْزَاذَ يَقُولُ قُلْتُ لأَبِي: الْحَدِيثُ الَّذِي جَاءَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ مِنَ البرّ أن تصلى لأبويك مع صلاتك، وتَصُومَ لَهُمَا مَعَ صِيَامِكَ [1] » . فَقَالَ: مَنْ حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ؟ قُلْتُ: شِهَابُ بْنُ خِرَاشٍ، قَالَ: ثِقَةٌ عمن؟ قلت: عن الحجّاج ابن دِينَارٍ. قَالَ: ثِقَةٌ عَمَّنْ؟ قُلْتُ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: إِنَّ بَيْنَ الْحَجَّاجِ بْنِ دِينَارٍ وَبَيْنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَفَازَةٌ تَنْقَطِعُ فِيهَا أَعْنَاقُ الْمَطِيِّ، وَلَكِنْ لَيْسَ فِي الصَّدَقَةِ اخْتِلافٌ.
306- مُحَمَّدُ بْن أَحْمَد بْنِ النَّضْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُصْعَبٍ، أبو بكر ابن بنت معاوية بنت عمرو الأزديّ [2] :
سمع مُعَاوِيَةَ بْنَ عَمْرٍو، وَأَبَا غَسَّانَ مَالِكَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْلَمَةَ الْقَعْنَبِيَّ. روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد، ومحمد بن مخلد، وأبو عمرو بن السماك، وَأَبُو بَكْرٍ النَّجَّادُ، وَأَبُو سَهْلِ بْنُ زِيَادٍ، وأبو بَكْر الشافعي، وأحمد بن كامل الْقَاضِي، وإسماعيل بن عَلِيّ الخطبي.
قرأت في كتاب محمد بن العباس بن الفرات بخطه حَدَّثَنَا إسماعيل بن علي. قَالَ سمعت محمد بن أحمد بن النضر يقول: ولدت سنة ست وتسعين ومائة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ قال أنبأنا إسماعيل بن علي. قَالَ: مات أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ ابْنِ بِنْتِ معاوية بْن عَمْرو، يوم الجمعة قبل الصلاة ودفن وقت العصر، وذلك لخمس ليال خلون من صفر سنة إحدى وتسعين ومائتين، ودفن في مقابر باب الشام وصلى عليه أخوه أبو غالب.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد قال نبأنا مُحَمَّد بن العباس قَالَ قرئ عَلَى أبي الحسين بن المنادي وأنا أسمع قَالَ: توفي محمد بن أحمد بن النضر يوم الجمعة لخمس خلون من ربيع الأول سنة إحدى وتسعين، وكذلك قرأت في كتاب محمّد ابن مخلد بخطه غير أنه قال: لست خلون من شهر ربيع الأول.
أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْن الدَّقَّاق قَالَ قرأنا على الحسين بن
__________
[1] 305- انظر الحديث في: المصنف لابن أبى شيبة 3/387. وتاريخ واسط 209.
[2] 306- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/29. والدعاء للطبراني.(1/381)
هارون الضبي عَنْ أَبِي الْعَبَّاس أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سَعِيدٍ. قَالَ: محمد بن أحمد بن النضر أبو بكر المعني الأزدي، أصله كوفي انتقل إلى بغداد.
سَمِعْتُ عَبْد اللَّه بْن أَحْمَدَ ومحمد بْن عبدوس. يقولان: ثقة لا بأس به.
307- محمد بن أحمد بن نصر، أبو جعفر الفقيه الشّافعيّ [1] :
سكن بغداد وَحَدَّثَ بِها عَنْ يَحْيَى بْن بكير المصري، ويوسف بن عدى، وإبراهيم ابن المنذر الخزامى، ويعقوب بْن حميد بْن كاسب. روى عنه أحمد بن كامل القاضي، وعبد الباقي بن قانع القاضي، وعبد الرحمن بن سيما المجبر، وأحمد بن يوسف بن خلاد النصيبي. وكان ثقة من أهل العلم والفضل والزهد في الدّنيا.
أخبرنا ابن الحسين القطّان قال نبأنا عبد الباقي بن قانع قال نبأنا محمّد بن أحمد ابن نصر الترمذي قال نبأنا إبراهيم بن المنذر قال نبأنا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ قَالَ نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ. قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشْكُو إِلَيْهِ الْفَاقَةَ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَتَزَوَّجَ.
حَدَّثَنِي الحسن بن أبي طالب قال نبأنا أَبُو الْحَسَنِ مَنْصُورُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ: وَذَكَرَ أَنَّ مَوْلِدَهُ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَتَيْنِ. قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الطَّيِّبِ أَحْمَدَ بْنَ عُثْمَانَ السِّمْسَارَ وَالِدَ أَبِي حَفْصِ بْنِ شَاهِينَ يَقُولُ: حَضَرْتُ عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍ التِّرْمِذِيِّ فَسَأَلَهُ سَائِلٌ عَنْ حَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَنْزِلُ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا. فالنزول كيف يكون يبقى فوقه علو؟ [2] » .
فقال أبو جعفر الترمذي: النزول معقول، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قَالَ نبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حيّان قال نبأنا أبو جعفر محمد بن عبد الرحمن قَالَ سمعت محمد بن نصر الترمذي يقول: كتبت الحديث تسعا وعشرين سنة وسمعت مسائل مالك وقوله، ولم يكن لي حسن رأي في الشافعي. أنا قاعد في مسجد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمدينة، إذ غفوت غفوة فَرَأَيْتُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي
__________
[1] 307- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/77. وطبقات الشافعيين 2/187. وسير أعلام النبلاء 13/545. ولسان الميزان 5/46. ووفيات الأعيان 4/195.
[2] انظر الحديث في: المعجم الكبير للطبراني 9/45، 12/426. والعلل المتناهية 2/68.
والأحاديث الضعيفة 379. وكنز العمال 3397، 22394.(1/382)
المنام. فقلت: يا رسول الله أكتب رأى أبي حنيفة؟ قَالَ: لا: قلت: أكتب رأى مالك؟ قال: موافق حديثي، قلت له: أكتب رأى الشافعي؟ فطأطأ رأسه شبه الغضبان لقولي. وَقَالَ: ليس هذا بالرأي، هذا رد على من خالف سنتي
. فخرجت على أثر هذه الرؤيا إلى مصر فكتبت كتب الشافعي.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ قال أنبأنا إِسْمَاعِيل بْن علي الْخُطبي. قَالَ: مات أَبُو جعفر الترمذي الفقيه في المحرم سنة خمس وتسعين ومائتين. قرأت على الْحَسَن ابن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي. قَالَ: توفي أبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر الترمذي لإحدى عشرة ليلة خلت من المحرم سنة خمس وتسعين. وقيل: كان مولده في ذي الحجة سنة مائتين، ولم يغير شيبه، وكان قد اختلط في آخر عمره اختلاطا عظيما، ولم يك للشافعيين بالعراق أريس منه، ولا أشد ورعا، وكان من أهل التقلل في المطعم على حال عظيمة فقرا وورعا وصبرا على الفقر.
أَخْبَرَنِي إبراهيم بن السري الزجاج: أنه كان يجري عليه أربعة دراهم في الشهر، وكان لا يسأل أحدا شيئا، وَأَخْبَرَنِي محمد بن موسى بن حماد أنه أخبره: أنه تقوت في بضعة [عشر [1]] يوما أراه قال سبعة عشر [يوما [2]] : خمس حبات أو قَالَ ثلاث حبات. قَالَ: قلت: وكيف عملت؟ فقال: لم يكن عندي غيرها، فاشتريت بها لفتا وكنت آكل كل يوم واحدة.
308- محمد بن أحمد بن نصر بن منصور بن خليفة بن إسحاق بن عبد الله، أبو بكر العطار البغدادي:
حدث عن العباس بن أبي طالب، والسرى بن عاصم، ومحمد بن سنان القزاز.
روى عنه عبيد الله بن أحمد بن البواب المقرئ، وأبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي، وغيرهما.
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ قِرَاءَةً قال أنبأنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْقُرَشِيُّ قَالَ نبأنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ نَصْرٍ العطّار البغداديّ [3] قال نبأنا محمّد بن سنان القزاز البصريّ قال نبأنا مَرْدَوَيْهِ بْنُ يَزِيدَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ أَنَّهُ أَخْبَرَهُمْ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ الْبَرَاءِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنِ اتَّخَذَ قَوْسًا فِي بَيْتِهِ نَفَى اللَّهُ عَنْهُ الْفَقْرَ أربعين سنة [4] » .
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] 308- «البغدادي» أضفناها من سند الرواية التالية.
[4] انظر الحديث في: كنز العمال 10864.(1/383)
كذا أَخْبَرَنَا أبو سعد بهذا الحديث قَالَ فيه: عن الحسن بن أبي الحسن، إنما هو ابن أبي الحسناء بزيادة ألف.
أخبرنا الحسن بن أبي طالب قال نا على بن الحسن القاضي قال نا عبد الله بن إسحاق المروزي قال نا محمّد بن سنان قال نا مردويه بن يزيد قال نا الحسن بن أبي الحسناء عن أبي العالية بنحوه.
309- محمد بن أحمد بن نباته، أبو بكر البغدادي:
حدث بحران عَن مُحَمَّد بْن يونس الكديمي. روى عنه أَبُو عبد اللَّه مُحَمَّد بْن عبد الله بن أحمد الحراني؛ شيخ لتمام بن محمّد الرّازي سكن دمشق.
310- محمد بن أحمد بن واصل، أبو العباس المقرئ:
سمع أباه، ومحمد بن صالح الخياط، ومحمد بن سعدان النحوي، وخلف بن هاشم البزار. روى عنه أبو بكر بن مجاهد، وأبو مزاحم الخاقاني، وأبو الحسن بن شنبوذ، وغيرهم.
وقيل: إن اسمه أحمد بن محمد بن واصل ونحن نذكره في باب أحمد إن شاء الله.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد السّمسار قال أنبأنا عبد الله بن عثمان الصّفّار قال نبأنا ابن قانع: أن محمد بن أحمد بن واصل المقرئ، مات فِي جمادى الآخرة من سنة ثلاث وسبعين ومائتين.
311- محمد بن أحمد بن الوليد بن محمد بن برد بن سخت، أبو الوليد الأنطاكي [1] :
سمع رواد بن الجراح، ومحمد بن كثير الصنعاني، والهيثم بن جميل، وأبا توبة الرّبيع بن يافع، وموسى بن داود، ومحمّد بن عيسى بن الطباع. وقدم بغداد وحدث بها. فروى عنه القاضي أبو عبد الله المحاملي، وأبو الحسين بن المنادى [2] وإسماعيل ابن محمد الصفار، ومكرم بن أحمد القاضي، وأبو بكر الشافعي، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله المعدّل قال أنبأنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار قال نبأنا أبو الوليد بن برد قال نبأنا محمّد بن عيسى الطباع قال نبأنا يحيى بن أبي زائدة
__________
[1] 311- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/302.
[2] من هنا حتى نهاية ترجمة رقم 316 ساقط من المخطوطة.(1/384)
عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ. قَالَتْ: ضَرَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ خَيْمَةً فِي الْمَسْجِدِ لِيَعُودَهُ مِنْ قَرِيبٍ.
حَدَّثَنِي محمد بن يوسف النيسابوري قال أنبأنا الخطيب بن عبد الله الْقَاضِي بمصر قال أنبأنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي قَالَ أَخْبَرَنِي أبي. قَالَ: أبو الوليد مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ بُرْدٍ أنطاكي، صالح. حَدَّثَنِي الْحَسَن بْن أَبِي طَالِب عَن أَبِي الحسن الدارقطني. قَالَ: محمد بن أحمد بن برد الأنطاكي؛ ثقة.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد قال نبأنا محمد بن العباس قال قرئ على ابن المنادي وأَنَا أسمعُ. قَالَ: وجاءنا الخبر بِموت أبي الوليد بن برد الأنطاكي من أنطاكية مع الرحالين- يعني- سنة ثمان وسبعين ومائتين.
أخبرنا علي بن محمد الدَّقَّاق قَالَ قرأنا على الْحُسَيْن بْن هارون عن أبي العباس بن سعيد. قَالَ: محمد بن أحمد بن برد أبو الوليد الأنطاكي، توفي سنة ثمان وسبعين ومائتين راجعا من مكة.
312- محمد بن أحمد بن الوليد، أبو بكر الكرابيسي [1] :
حدث عن أبيه، وعن إسحاق بن الأركون الدمشقي. رَوى عَنْهُ عَبْد الباقي بْن قانع، وَأَحْمَد بْن يوسف بْن خلاد العطار.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بُكَيْرٍ الْمُقْرِئُ قال نبأنا أبو بكر أحمد بن يوسف ابن خلاد قال نبأنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِيدِ الكرابيسي البزّاز قراءة عليه قال نبأنا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَرْكُونَ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ نبأنا سَهْلُ بْنُ هَاشِمٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ عَنْ شُعْبَةَ بْنِ الْحَجَّاجِ قَالَ أنبأنا أَبُو إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ وَهْبٍ. قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: لا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا أَتَاهُمُ الْعِلْمَ عَنْ عُلَمَائِهِمْ وَكُبَرَائِهِمْ وَذَوِي أَسْنَانِهِمْ؛ فَإِذَا أَتَاهُمُ الْعِلْمُ عَنْ صِغَارِهِمْ وَسِفْلَتِهِمْ فقد هلكوا.
قال الشيخ أبو بكر: هذا حديث غريب عجيب من رواية إبراهيم بن أدهم الزاهد عن شعبة، لا أعلم حدث به غير سهل بن هاشم، ولا عن سهل سوى ابن الأركون، والله أعلم.
313- محمد بن أحمد بن الوليد، البغدادي [2] :
حدث عن محمد بْن أبي السري العسقلاني. رَوَى عَنْهُ أَبُو القاسم الطبرانيّ.
__________
[1] 312- الكرابيسي: هذه النسبة إلى بيع الثياب (الأنساب 10/371) .
[2] 313- انظر سؤالات الحاكم للدارقطني 217.(1/385)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَهْرَيَارَ الأصبهانى قال أَنْبَأَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ قَالَ نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِيدِ الْبَغْدَادِيُّ قَالَ نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ الْعَسْقَلانِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي الوليد بن مسلم قال محمّد بن حمزة بن يوسف بن عبيد اللَّهِ بْنِ سَلامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ. قَالَ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى المربد، فرأى عثمان ابن عَفَّانَ يَقُودُ نَاقَةً تَحْمِلُ دَقِيقًا وَسَمْنًا وَعَسَلا. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنِخْ» فَأَنَاخَ فَدَعَا بِبُرْمَةٍ فَجَعَلَ فِيهَا مِنَ السَّمْنِ وَالْعَسَلِ وَالدَّقِيقِ ثُمَّ أَمَرَ فَأَوْقَدَ تَحْتَهَا حَتَّى نَضَجَ. ثُمَّ قَالَ: «كُلُوا» فَأَكَلَ مِنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ثُمَّ قَالَ: «هَذَا شَيْءٌ يَدْعُوهُ أَهْلُ فَارِسٍ الْخَبِيصَ [1] »
. قَالَ سُلَيْمَانُ: لا يُرْوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ إِلا بِهَذَا الإِسْنَادِ، تَفَرَّدَ بِهِ الْوَلِيدُ.
314- محمد بن أحمد بن وهب بن مدرك، أبو عبد الله القطان، يعرف بابن الإمام:
حدث عن عبيد الله بن جرير بن جبلة. روى عنه عبد الله بن عدي الجرجاني.
وذكر: أنه سمع منه ببغداد.
315- محمد بن أحمد بن هارون، أبو العباس الدقاق السامري:
حدث عَنْ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه المخرمي، وعباس بْن عَبْد اللَّه الترقفِي. روى عنه ابن عدي أيضا. وذكر أنه سمع منه بسر من رأى.
316- محمد بن أحمد بن هارون، أبو بكر العسكري الفقيه [2] :
كان يتفقه لأبي ثور. وحدث عَن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّهِ بْن الجنيد تصانيفه في الزهد؛ وعن الحسن بن عرفة، وعباس الدوري. وطبقتهم. روى عنه أَبُو بكر مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الآجري، والقاضي أَبُو الْحَسَن الجراحي، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بن محمّد البزّار، وأبو الحسن الدارقطني، ويوسف القواس، وأبو عبيد اللَّه المرزباني، وعبد اللَّه بن عثمان الصفار.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ أنبأنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ. قَالَ: محمد بن أحمد بن هارون العسكري ثقة.
__________
[1] انظر الحديث في: العلل المتناهية 2/178.
[2] 316- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/371.(1/386)
قَرَأْتُ فِي كِتَابِ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ الثَّلاجِ: توفي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ هَارُونَ الفقيه في شوال سنة خمس وعشرين وثلاثمائة.
317- محمد بن أحمد بن الهيثم بن منصور، أبو جعفر الدوري [1] :
سمع أباه، وهارون بن إسحاق الهمداني، وأحمد بن منصور المعروف بزاج، ومُحَمَّد بْن عَبْد الملك الدقيقي. رَوَى عَنْهُ أبو بكر الشافعي، وأحمد بن عبد الله الذارع النهرواني، ومحمد بن الحسن اليقطيني، ومحمد بن المظفر الحافظ، وكان ثقة.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّد بْن نصر السُّتُورِيُّ وأَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ الرّزّاز. قالا: نبأنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْهَيْثَمِ الدُّورِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْهَيْثَمِ قَالَ حَدَّثَنِي سَوْرَةُ بْنُ الْحَكَمِ صَاحِبُ الرَّأْيِ قَالَ نبأنا سُلَيْمَانُ بْنُ قَرْمٍ وَيَحْيَى بْنُ ثَعْلَبَةَ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَقَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ وأَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَمْلِكُ النَّاسَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي اسْمُهُ اسْمِي؛ وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمُ أَبِي، يَمْلأُ الأَرْضَ عَدْلا وَقِسْطًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجَوْرًا [2] »
. حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِم الأَزْهَرِيّ قَالَ قَالَ لنا مُحَمَّد بْن المظفر: توفي أبو جعفر الدوري يوم السبت لثمان خلون من المحرم سنة أربع وثلاثمائة.
318- مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْهَيْثَمِ بْنِ صَالِحٍ بن عبد الله بن الحصين بن علقمة ابن لبيد ابن نعيم بْن عطارد بْن حاجب بْن زرارة؛ أَبُو الحسن التميمي المصري؛ يلقب فروجة [3] :
قدم بغداد وحدث بها عن جماعة من المصريين. روى عنه أحمد بن جعفر بن سلم، ومحمد بن عمر الجعابي، ومحمد بن المظفر، وغيرهم. وكان ثقة حافظا.
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن حسنويه الأصبهاني قال نبأنا القاضي أبو بكر محمّد بن الجعابي قال نبأنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْهَيْثَمِ التَّمِيمِيُّ- قَدِمَ مِنْ مِصْرَ- مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ قال نبأنا إبراهيم بن سليمان أبو الشريف
__________
[1] 317- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/170.
[2] انظر الحديث في: العلل المتناهية 2/374. وكنز العمال 38707.
[3] 318- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/170.(1/387)
قال نبأنا حَبِيبٍ عَنْ شِبْلِ بْنِ عَبَّادٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ جَابِرٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلًا فَكَثَّرَكُمْ
[الأعراف 86] قَالَ: فِي أَعْيُنِ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ بَدْرٍ.
319- محمد بن أحمد بن الهيثم، أبو بكر:
كوفي الأصل. حدث عَن بشر بْن مُوسَى. روى عنه عَبْد اللَّهِ بْن عُثْمَان الصَّفَّار.
320- محمد بن أحمد بن هشام السجزي:
حَدَّث ببغداد عَن عَبْد الله بْن عُمَر مشكدانة. روى عنه أبو القاسم الطبرانيّ.
أخبرني مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَهْرَيَارَ قَالَ أنبأنا سليمان بن أحمد الطبرانيّ قال أنبأنا محمّد بن أحمد بن هاشم السجزى ببغداد قال: نبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ قَالَ نبأنى حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ عَنْ زَائِدَةَ عَنْ هِشَامِ بْنَ حَسَّانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: هَلْ نَصِلُ إِلَى نِسَائِنَا فِي الْجَنَّةِ؟ فَقَالَ:
«إِنَّ الرَّجُلَ لَيَصِلُ فِي الْيَوْمِ إِلَى مِائَةِ عَذْرَاءَ [1] »
. قَالَ سُلَيْمَانُ: لَمْ يَرْوِهِ عَنْ هِشَامٍ إِلا زَائِدَةُ؛ تَفَرَّدَ بِهِ الْجُعْفِيُّ.
321- محمد بن أحمد بن هشام؛ أبو نصر، يعرف بالطالقاني [2] :
سمع مُحَمَّد بن يَحْيَى بن عبد الكريم الأزدي، وإبراهيم بن هانئ النيسابوري، وفتح بن شخرف. روى عنه علي بن عمر السكري، وأبو حفص بن شاهين. وكان ثقة. وربما سماه السكري أحمد بن محمد بن هشام.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ عن أبيه. قَالَ: سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة فيها مات أبو نصر الطالقاني.
322- محمد بن أحمد بن هلال؛ أبو بكر الشطوي [3] :
سمع سفيان بن وكيع بن الجراح، وأبا كريب محمد بن العلاء، وأحمد بن منيع، وإسحاق بن بهلول الأنباري، وأبا هشام الرفاعي، وعبد الوهاب بن فليح. روي عنه عبد العزيز بن جعفر الخرقي، وعثمان المحاسنى، وأبو الحسن بن لؤلؤ، ومحمد بن خلف بن حبّان، ومُحَمَّد بْن المظفر، وعلي بْن عُمَر السكري.
__________
[1] 320- انظر الحديث في: المعجم الصغير للطبراني 2/13. وإتحاف السادة المتقين 10/454.
وتفسير ابن كثير 8/11. والأحاديث الصحيحة 367.
[2] 321- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/254.
[3] 322- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/214.(1/388)
وربما سماه بعضهم أحمد بن محمد بن هلال؛ ومحمد بن أحمد أكثر.
حَدَّثَنِي الْحَسَن بْن أَبِي طَالِب عَن أَبِي الحسن الدارقطني. قَالَ: محمد بن أحمد بن هلال الشطوي ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ قال أنبأنا علي بْن عُمَر الحربي. قَالَ:
وَجدت فِي كتاب أخي: مات أبو بكر الشطوي؛ في سنة عشر وثلاثمائة لأربع خلون من شهر ربيع الأول.
323- محمد بن أحمد بن أبي العوام بن يزيد بن دينار، أبو بكر الرياحي التميمي [1] :
سمع يزيد بن هارون، وعبد الوهاب بن عطاء، وقريش بن أنس؛ وأبا عامر العقدي وعبد العزيز أبان القرشي. رَوَى عَنْهُ الْقَاضِي أَبُو عَبْد اللَّه المحاملي، وأبو العباس بن عقدة الكوفي، وإسماعيل بْن مُحَمَّد الصفار، وَمُحَمَّد بْن عمرو الرّزّاز، وأبو عمرو بن السماك، وأَحْمَد بْن سلمان النجاد، وأَحْمَد بْن عثمان بن الأدمي، وأَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيّ، وَمحمد بْن جَعْفَر بْن الهيثم البندار، وهو آخر من روى عنه.
قَالَ الدارقطني: هو صدوق.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْن الدَّقَّاق قَالَ قرأنا على الْحُسَيْن بن هارون الضبي عن أبي العباس بن سعيد. قَالَ: محمد بن أحمد بن يزيد الرياحي التميمي المستملي البغدادي، سألت عنه عبد الله بن أحمد. فقال: صدوق ما علمت منه إلا خيرا.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ أنبأنا محمد بن عبد الله الشافعي. قَالَ: مات أبو بكر بن أبي العوام، لأيام خلون من رمضان سنة ست وسبعين ومائتين.
324- محمد بن أحمد بن يزيد النرسي [2] :
حدث عن أبي عمرو الدوري المقرئ. روى عنه أبو القاسم الطبراني.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الله بن شهريار قال أَنْبَأَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ قَالَ نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَزِيدَ النَّرْسِيُّ الْبَغْدَادِيُّ قال نبأنا أبو عمر حفص ابن عُمَرَ الدُّورِيُّ الْمُقْرِئُ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْيَزِيدِيِّ عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلاءِ عَنْ مُجَاهِدٍ
__________
[1] 323- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/277. وسؤالات الحاكم للدارقطني 527.
[2] 324- النرسي: نسبة إلى نرس، نهر بالكوفة عليه عدة قرى (لب اللباب ص 261) .(1/389)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. أَنَّهُ كَانَ يُنْكِرُ عَلَى مَنْ يَقْرَأُ وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يُغَلَّ، وَيَقُولُ: كَيْفَ لا يَكُونُ لَهُ أَنْ يُغَلَّ وَقَدْ كَانَ لَهُ أَنْ يَقْتُلَ؟ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِياءَ بِغَيْرِ حَقٍ
[آل عمران 112] . وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ اتَّهَمُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شَيْءٍ مِنَ الْغَنِيمَةِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ:
وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَ
[آل عمران 161] .
قَالَ سُلَيْمَانُ: لَمْ يَرْوِهِ عَنْ أَبِي عَمْرٍو إِلا الْيَزِيدِيُّ تَفَرَّدَ بِهِ أَبُو عُمَرَ الدُّورِيُّ.
325- محمد بن أحمد بن يزيد بن منصور، أبو الطيب البغدادي:
حدث عن حرمي بن يونس بن محمّد بن المؤدب. روى عنه محمد بن عيسى بن عبد الكريم الطرسوسي.
326- محمد بن أحمد بن يزيد بن خالد، الوراق:
حدث عن محمد بن سعد العوفي. روى عنه أبو حفص بن شاهين.
327- محمد بن أحمد بن يزيد، السمسار:
حدث عَنْ مُحَمَّد بن أَبِي العوام الرياحي. روى عنه ابن شاهين أيضا.
328- محمد بن أحمد بن أبي سهل، واسم أبي سهل: يزيد بن خالد بن يزيد، ويكنى محمد: أبا الحسين الحربي [1] :
حدث عن أحمد بن محمد بن مسروق الطوسي. روى عنه أَبُو عَبْد اللَّهِ بْن بطة العكبري، وأبو الْقَاسِم بن الثلاج.
وذكر ابْن الثلاج فِيما قرأت بخطه: أنه توفِي في شعبان من سنة تسع وعشرين وثلاثمائة.
329- محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة بن الصّلت بن عصفور بن شدّاد ابن هميان، أبو بكر السدوسي مولاهم [2] :
حَدَّثَنِي بنسبه هذا الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي. سمع جده يعقوب بن شيبة، ومحمّد بن شجاع الثلجى، وعبد اللَّهِ بن جرير بن جبلة، وأَحْمَد بْن مَنْصُور الرمادي، وعباس بْن مُحمد الدوري. رَوَى عَنْهُ أَبُو طَاهِرِ بْنُ أَبِي هَاشِمٍ المقرئ، والقاضي أبو الحسن الجراحي، وطلحة بن محمد بن جعفر الشاهد، وعبد الرَّحْمَن بْن عُمَر بْن حمة الخلال. وَحَدَّثَنَا عنه أبو عمر بن مهدي. وكان ثقة يسكن في دولاب مبارك في الجانب الشرقي.
__________
[1] 328- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/17.
[2] 329- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/30.(1/390)
أَخْبَرَنَا أبو بكر البرقاني وأبو القاسم الأزهري. قالا: أنبأنا عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عُمَرَ الخلال قَالَ سمعت أبا بكر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن يعقوب بن شيبة يقول سمعت المسند من جدي في سنة ستين وإحدى وستين ومائتين بسامرا، وتوفي في ربيع الأول سنة اثنتين وستين ومائتين. وكان قد سمعه إبراهيم الأصبهاني، وأبو مسلم الكجي. فسمع أبو مسلم الكجي من جدي وبقي عليه شيء سمعه مني؛ ومات جدي وهو يقرأ علي، والذي سمعت منه العشرة [1] والعباس وابن مسعود وبعض الموالي. وتوفي وهو يقرأ علي عتبة بن غزوان [وتوفى [2]] ولم يتمه علي. وكان لي في ذلك الوقت دون العشر سنين؛ لأنه كان وجه إلى [فجاء بي إلى [3]] سامرا لأن السلطان حمله إلى سامرا؛ فلما ثقل جاء [بى [4]] إلى بغداد وتوفي ببغداد.
وَقَالَ أبو بكر: ولدت في أول سنة أربع وخمسين ومائتين.
أَخْبَرَنِي علي بن أبي علي البصري قَالَ أنبأنا أبي قال: حدّثني أبو بكر عمر ابن عبد الملك السقطي قَالَ سمعت أبا بكر بن يعقوب بن شيبة في سنة سبع أو ثمان وعشرين يحدث. قَالَ: لما ولدت دخل أبي على أمي. فقال لها: إن المنجمين قد أخذوا مولد هذا الصبي وحسبوه؛ فإذا هو يعيش كذا وكذا- ذكرها الشيخ وأنسيها أبو بكر بن السقطي- وقد حسبتها أياما؛ وقد عزمت أن أعد له لكل يوم دينارا مدة عمره، فإن ذلك يكفي الرجل المتوسط له ولعياله؛ فأعدي له حبا. فأعددته وتركه في الأرض وملأه بالدنانير؛ ثم قَالَ لها: أعدى حبا أجعل فيه مثل هذا يكون له استظهارا، ففعلت. وملأه، ثم استدعى حبا آخر وملأه بمثل ما ملأ به كل واحد من الحبين ودفن الجميع. قَالَ أبو بكر بن السقطي: ورأيناه فقيرا يجيئنا بلا إزار ونقرأ عليه الحديث ونبره بالشيء بعد الشيء.
أَخْبَرَنِي عبيد اللَّه بْن أَبِي الفتح عَن طلحة بن محمد بن جعفر: أن أبا بكر بن شيبة توفي فِي شهر ربيع الآخر من سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة.
330- محمد بن أحمد بن يعقوب، أبو عبد الله الوزيري:
حدث عن أَحْمَد بن عبيد اللَّه النرسي، وأبي العباس أحمد بن يحيى ثعلب، وأَحْمَد بْن عَلِيّ الأبار. روى عنه أَبُو عبيد الله المرزباني.
__________
[1] «العشرة» أي: مسند العشرة المبشرين بالجنة، ومسند العباس، ومسند ... إلخ.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[4] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(1/391)
وذكر لنا أبو الحسن بن الفرات فيما بلغني عنه: أنه مات يوم الأربعاء لأربع عشرة ليلة خلت من جمادى الآخرة سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة.
331- محمد بن أحمد بن يعقوب، أبو بكر الصفار؛ يعرف بابن غزال:
حدث عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْعَبَّاسِ النَّسَائِيِّ، وعلي بن إسحاق بن زاطيا، وعليّ ابن الحسن بن سليمان القطيعي، وأبي بكر بن دريد. روى عنه عَبْد اللَّهِ بْن عُثْمَان الصَّفَّار، وإبراهيم بن مخلد بن جعفر، وغيرهما.
قَالَ مُحَمَّد بن أَبِي الفوارس: توفي أَبُو بكر بن غزال الصفار جارنا، لسبع خلون من جمادى الأولى سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة.
332- محمد بن أحمد بن يعقوب بن أحمد بن محمد بن عبد الملك بْن صالح بْن علي بْن عبد اللَّه بن العباس بن عبد المطلب، أبو الفضل الهاشمي [1] :
من أهل المصيصة. ولي القضاء بدسكرة الملك في طريق خراسان، وورد ببغداد وحدث بها عن علي بن عبد الحميد الغضائري، ومحمد بن سعيد الترخمي الحمصي، وأبي عروبة الحراني، وسعيد بن عثمان الوراق الحلبي، وأحمد بن الحسين بن طلاب المشعرانى، وأحمد بن عمير بن جوصا الدمشقي. حَدَّثَنَا عنه أَبُو الْقَاسِم الأزهري، وعبيد اللَّه بْن عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَرْذَعِيُّ. وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، وأحمد بن بكرون العطّار بالدسكرة. وكان سيئ الحال في الحديث.
أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جَعْفَرٍ الْبَرْذَعِيُّ- مِنْ أَصْلِ كتابه- قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ الْهَاشِمِيُّ الْمِصِّيصِيُّ قال نبأنا أحمد بن عمير بن يوسف ابن جوصا الدمشقي قال نبأنا هشام بن عمّار قال نبأنا مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ. أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفْرَدَ الْحَجَّ.
وأخبرني عبيد الله قال نبأنا محمّد قال نبأنا أحمد بن عمير قال نبأنا هشام بن عمّار قال نبأنا مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ. أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَطَعَ فِي مجن قيمته ثلاثة دراهم.
قال الشيخ أبو بكر: هكذا روى هذين الحديثين عن ابن جوصا عن هشام بن عمار، ولا نعلم أن ابن جوصا روى عن هشام ولا سمع منه حرفا، فالله أعلم.
__________
[1] 332- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/31. وميزان الاعتدال 3/463.(1/392)
333- محمد بن أحمد بن يعقوب، أبو عمر الأنباريّ، يعرف بالفرنجلي:
روى عن أبيه عن إبراهيم الحربي. كتب عنه علي بن أحمد بن أبي الفوارس بالأنبار.
334- محمد بن أحمد بن يوسف بن إسماعيل بن خالد بن عبد الملك بن جرير بن عبد الله، أبو أحمد الجريري [1] :
حدّث عن أحمد بن الحارث الجزاز بكتب أبي الحسن المدائني، وحدث أيضا عن عبد الرحمن ابن أخي الأصمعي. روى عنه أَبُو عُمَر بْن حيويه، وأَحْمَد بن إِبْرَاهِيم بْنُ شاذان، وأبو الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيّ، وأبو حفص الكتاني، وعلي بن عمرو الجريري.
سألت أبا القاسم الأزهري عن أبي أحمد الحريري. فقال: ما سمعت فيه إلا خيرا.
أَخْبَرَنِي عبيد اللَّه بْن أَبِي الفتح عَن طلحة بن محمد بن جعفر: أن الجريري مات في المحرم سنة خمس وعشرين وثلاثمائة. قَالَ غير طلحة: يوم السبت لثمان خلون من المحرم.
335- محمد بن أحمد بن يوسف بن يعقوب بن يزيد، أبو بكر الطائي الكوفي [2] :
سمع إبراهيم بن أحمد بن عمرو الصحاف، وأحمد بن موسى بن إسحاق الحمار، والقاسم بن محمد الدلال، ومحمد بن معاذ دران، وأحمد بن خليد الحلبي.
وقدم من بغداد وحدث بها. روى عنه محمد بن إسماعيل الوراق، وأبو الْحَسَن بن رزقويه. وكان ثقة.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ إِمْلاءً في صفر من سنة سبع وأربعمائة قال أنبأنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ بُرَيْدٍ- قَدِمَ عَلَيْنَا- قَالَ نبأنا محمّد ابن معاذ بن المستهل دران البصريّ قال نبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ الْقَعْنَبِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ- هَكَذَا فِي كِتَابِي عَنِ ابْنِ رِزْقٍ- قَالَ:
بَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، فِي عُسْرِنَا وَيُسْرِنَا ومنشطنا ومكرهنا وأثرة علينا، [وأن لا ننازع الأمر أهله [3]] ، وأن نقول [أو نقوم [4]] بِالْحَقِّ حَيْثُ مَا كُنَّا، لا نَخَافُ فِي الله لومة لائم.
__________
[1] 334- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/371.
[2] 335- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/106.
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[4] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(1/393)
قرأت فِي كتاب ابن الثَّلاج بِخطه: تُوُفِّيَ أبو بكر بن بريد الكوفيّ الجزاز بدمشق في شهر رمضان سنة خمس وأربعين وثلاثمائة.
336- محمد بن أحمد بن يوسف بن جعفر، أبو الطيب المقرئ، يعرف بغلام ابن شنبوذ [1] :
خرج عن بغداد وتغرب وحدث بجرجان وأصبهان عن إدريس بن عبد الكريم المقرئ، وأبي الحسن بن شنبوذ. روى عنه أبو نصر بن محمد بن أبي بكر الإسماعيلي، وأَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ الأصبهاني.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ قال نبأنا أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُقْرِئُ الْبَغْدَادِيُّ- قَدِمَ عَلَيْنَا- قَالَ نبأنا إِدْرِيسُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْحَدَّادُ قَالَ قَرَأْتُ عَلَى خَلَفٍ فَلَمَّا بَلَغْتُ هَذِهِ الآيَةَ: لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى جَبَلٍ
[الحشر 21] . قَالَ:
ضَعْ يَدَكَ عَلَى رَأْسِكَ، فَإِنِّي قَرَأْتُ عَلَى حَمْزَةَ فَلَمَّا بَلَغْتُ هَذِهِ الآيَةَ. قَالَ: ضَعْ يَدَكَ عَلَى رَأْسِكَ، فَإِنِّي قَرَأْتُ عَلَى الأَعْمَشِ فَلَمَّا بَلَغْتُ هَذِهِ الآيَةَ. قَالَ: ضَعْ يَدَكَ عَلَى رَأْسِكَ، فَإِنِّي قَرَأْتُ عَلَى يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ فَلَمَّا بَلَغْتُ هَذِهِ الآيَةَ. قَالَ: ضَعْ يَدَكَ عَلَى رَأْسِكَ، فَإِنِّي قَرَأْتُ عَلَى عَلْقَمَةَ وَالأَسْوَدِ فَلَمَّا بَلَغْتُ هَذِهِ الآيَةَ. قَالا: ضَعْ يَدَكَ عَلَى رَأْسِكَ، فَإِنَّا قَرَأْنَا عَلَى عَبْدِ اللَّهِ فَلَمَّا بَلَغْنَا هَذِهِ الآيَةَ. قَالَ: ضَعَا أَيْدِيَكُمَا عَلَى رُءُوسِكُمَا، فَإِنِّي قَرَأْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا بَلَغْتُ هَذِهِ الآيَةَ. قَالَ لِي: «ضَعْ يَدَكَ عَلَى رَأْسِكَ، فَإِنَّ جِبْرِيلَ لَمَّا نَزَلَ بِهَا إِلَيَّ. قَالَ لِي: ضَعْ يَدَكَ عَلَى رَأْسِكَ فَإِنَّهَا شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلا السَّامَ؛ وَالسَّامُ الموت [2] » .
ذكر عن بعض أصحابنا عن أبي نعيم. قَالَ: سمعت من هذا الشيخ في سنة تسع وأربعين وثلاثمائة.
337- محمد بن أحمد بن يوسف، أبو أحمد النسفي:
قدم بَغْدَاد وَحَدَّثَ بها عَنْ أَبِيهِ عَنْ أبي عيسى الترمذي. روى عنه إبراهيم بن مخلد ابن جعفر.
__________
[1] 336- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/154.
[2] انظر الحديث في: القوائد المجموعة 312. وتنزيه الشريعة 1/295. وتاريخ أصبهان 1/154. والدر المنثور 6/201.(1/394)
338- محمد بن أحمد بن يوسف بن وصيف، أبو بكر الصياد [1] :
سمع أبا بكر الشافعي، وأبا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أحمد بْن المحرم، وأحمد بن يوسف ابن خلاد، وأبا بكر بن مالك القطيعي، وأحمد بن جعفر بن حمدان السقطي البصري.
كتبنا عنه، وكان ثقة صدوقا خيّرا شديدا. انتخب عليه محمد بن أبي الفوارس.
سمعت أبا بكر الصياد يقول: ولدت يوم الإثنين لثلاث خلون من المحرم سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة. ومات يوم الجمعة لخمس خلون من شهر ربيع الأول سنة ثلاث عشرة وأربعمائة، ودفن من غد ذلك اليوم.
339- محمد بن أحمد بن يوسف بن محمد، أبو منصور البزّار، صاحب القراءة بالألحان:
من أهل الجانب الشرقي. سمع مُحَمَّد بْن المظفر. كتبنا عنه وكان صدوقا يسكن درب سليم ناحية الرصافة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ الْقَارِئُ فِي جامع المهدي قال نبأنا مُحَمَّد بْن المظفر الحافظ قَالَ نَبَّأَنَا أَبُو عروبة الحراني قال نبأنا أحمد بن سليمان الرهاوي قال نبأنا أَبُو قَتَادَةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَاقِدٍ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ مُطَرِّفٍ عَنْ أَبِي الْجَهْمِ عن البراء ابن عَازِبٍ. قَالَ: قَنَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ الرُّكُوعِ ثُمَّ كَبَّرَ وَرَكَعَ.
سألت أبا منصور بن يوسف عن مولده. فقال: ولدت يوم الثالث عشر من ذي الحجة سنة تسع وخمسين وثلاثمائة. ومات فِي جمادى الأولى من سنة سبع وثلاثين وأربعمائة.
340- مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى بْنِ بَكَّارٍ، أبو عبد الله:
حدث عن إسحاق بن محمّد النخعي. روى عنه أبو عمر وعُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدَّقَّاقُ، المعروف بابن السماك.
341- محمد بن أحمد بن يحيى بن زكريا بن الربيع، أبو بكر البزاز [2] ، يعرف بابن الصواف:
روى عن محمد بن يحيى بن الحسين العمي. حَدَّثَنَا [عَنْهُ [3]] مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن رزق.
__________
[1] 338- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/157.
[2] 341- البزاز: هذه اللفظة تقال لمن يبيع البز، وهو الثياب. (الأنساب 2/186) .
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(1/395)
أخبرنا ابن رزق قال نبأنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا بْنِ الرَّبِيعِ الْمَعْرُوفُ بِابْن الصَّوَّافِ البزّاز قال نبأنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ الْحُسَيْنِ العمى البصريّ ببغداد قال نبأنا محمّد بن مهدي قال نبأنا مَهْدِيُّ بْنُ هِلالٍ عَنْ عِيسَى بْنِ الْمُطَّلِبِ الزهري عن [ابن منهال [1]] الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ. قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «النَّجَاةُ مِنْ هَذَا الأمر ما [أوصيت [2]] عَلَيْهِ عَمِّي أَبَا طَالِبٍ عِنْدَ الْمَوْتِ؛ شَهَادَةُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ [3] »
. 342- مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى بْنِ عَبْد الله بن إسماعيل، أبو علي البزاز العطشي [4]
سمع جعفر بن محمد الفريابي، وأبا يعلى الموصلي، ومحمد بن صالح بن ذريح العكبري، ومحمد بْن جرير الطبري، ومحمد بْن مُحَمَّد الباغندي، وعلي بن حماد الخشاب، ومحمد بن علي بن العباس النسائي، وإسحاق بن بنان الأنماطي، وأبا بكر ابن داود السجستاني. حَدَّثَنَا عنه أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، والحسن بن محمد الخلال، وعلي بن طلحة المقرئ، وأبو الفرج الطناجيري، والحسن بن علي الجوهري. وسألت الخلال عنه. فَقَالَ: ثقة.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد العتيقي. قَالَ: سنة أربع وسبعين وثلاثمائة فيها توفي أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى العطشي في ذي الحجة وكان ثقة مأمونا.
وقَالَ لنا الحسن بْن علي الجوهري: توفي أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى العطشي فجأة في ليلة الاثنين، ودفن في يوم الاثنين السابع عشر من ذي الحجة سنة أربع وسبعين وثلاثمائة.
343- محمد بن أحمد بن [يونس بن [5]] يزيد، أبو بكر البزاز:
سمع محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، وبشر بن معاذ، وحميد بن مسعدة، والزبير بن بكار، وإبراهيم بن يوسف الكوفي. روى عنه أبو بكر بن مقسم المقرئ.
أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الرَّزَّازُ قَالَ نبأنا مُحمد بن الحسن بن مقسم المقرئ قَالَ نبأنا
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] انظر الحديث في: الجامع الكبير للسيوطي 1/1072.
[4] 342- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/307.
[5] 343- ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(1/396)
محمّد بن أحمد بن يونس البزّاز قال نبأنا إبراهيم بن يوسف الكوفيّ قال نبأنا الأشجعيّ عبيد الله عن سفيان عن سهل عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ لَدَغَتْهُ عَقْرَبٌ. فَقَالَ: «أَمَا إِنَّكَ لَوْ قُلْتَ حِينَ أَمْسَيْتَ أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ كُلِّهَا مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ لَمْ يضرك شيء حتى تصبح [1] »
. قال الشيخ أبو بكر: تفرد برواية هَذَا الحديث عَنْ سُفْيَان الثوري هكذا مجوّدا الأسجعى.
ورواه غير واحد عن الثوري عن سهيل عن أبيه عن رجل من أسلم؛ أنه لدغته عقرب من غير ذكر لأبي هريرة. ورواه عمر بن مدرك الرازي عن عصام بن يوسف عن الثَّوْرِيُّ عَنْ سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عن رجل من أسلم.
روى هذا الحديث عن سهيل عن الأسجعى عن سفيان عن مالك بن أنس، وسعيد ابن عبد الرحمن الجمحي، ومحمد بن رفاعة بن ثعلبة بن أبي مالك القرظي.
ورواه عن سهيل أيضا عن أبيه عن رجل من أسلم شعبة بن الحجاج، وسفيان بن عيينة، وخالد بن عبد الله الطحان.
ونرى أن سهيلا كان يضطرب فيه ويرويه على الوجهين جميعا. والله أعلم.
344- محمد بن أحمد بن أبي مقاتل، واسم أبي مقاتل: يونس، وكنية محمد: أبو عبد الله. وهو أخو صالح بن أبي مقاتل المعروف بالقيراطي:
نزل نصيبين وحدث بها: عن عمر بن شبة، ومحمد بْن عَبْد الملك بْن زنجويه، وأَحْمَد بن عبد الحميد الحارثي، وأحمد بن يحيى الصوفي. روى عنه عبد الله بن عدي الجرجاني، وأبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي.
وممن لم نحفظ اسم جده من أصحاب هذه الترجمة
345- محمد بن أحمد، يعرف بابن الخشن:
حدث عن القاسم بن عبيد الله الهمداني. روى عنه محمد بن الحسن بن دريد الأزدي.
أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ أَيُّوبَ الْقُمِّيُّ قَالَ أنبأنا محمّد بن عمران المرزباني قال نبأنا ابن
__________
[1] انظر الحديث في: مسند أبى داود 3898. وأمالي الشجري 1/237، 240. وشرح السنة 1/184، 5/146. والمصنف لابن أبى شيبة 10/418.(1/397)
دريد قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَغْدَادِيُّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْخَشِنِ قال نبأنا القاسم بن عبيد الله الهمداني قال نبأنا الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ عَنْ مُجَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ. قَالَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: إِنِّي لأستحيى مِنَ اللَّهَ أَنْ يَكُونَ ذَنْبٌ أَعْظَمُ مِنْ عَفْوِي، أَوْ جَهْلٌ أَعْظَمُ مِنْ حِلْمِي، أَوْ عَوْرَةٌ لا يُوَارِيهَا سِتْرِي، أَوْ خَلَّةٌ لا يَسُدُّهَا جُودِي.
346- محمد بن أحمد، أبو الحسن الشامي:
سكن بَغْدَاد. وحدث بها عَن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن منصور الحارثي، والحسن بن العبّاس بن أبي مهران الحمال. روى عنه أَبُو بكر مُحَمَّد بن القاسم بن بشار الأنباري. وَقَالَ: كان رجلا من أهل الحديث رأيته في مجلس أبي.
347- مُحَمَّد بْن أحمد، أَبُو بَكْر الصيدلاني [1] :
حدث عن الحسين بن مرزوق المؤذن. روى عنه أبو الحسين بن البواب المقرئ.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ روح النهرواني قال أنبأنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ ابْنِ يَعْقُوبَ الْمُقْرِئُ قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ أَبُو بَكْرٍ الصَّيْدَلانِيُّ قَالَ نبأنا الحسين بن مرزوق المؤذن قال نبأنا الحسن بن قتيبة الخزاعي قال نبأنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تُطْلَبَ عثرات النساء.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد قال أنبأنا علي بْن عُمَر الحربي. قَالَ:
وَجدت فِي كتاب أخي: مات أبو بكر الصيدلاني، أول يوم من المحرم سنة إحدى عشرة وثلاثمائة، ودفن في قنطرة [باب [2]] بردان.
348- محمد بن أحمد، أبو بكر النخاس [3] ، يعرف بابن الرواس:
حدث عن إسحاق بن أبي إسرائيل، وعَبْد الوهاب بْن الحكم الوراق. روى عنه مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن الشخير الصيرفِي.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ قَالَ نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ قَالَ نبأنا محمّد بن أحمد النخاس قال نبأنا إسحاق بن أبي إسرائيل عن ابن المبارك عن ابن
__________
[1] 347- الصيدلاني: هذه النسبة لمن يبيع الأدوية والعقاقير (الأنساب 8/122) .
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] 348- النخاس: بتشديد الخاء المعجمة. هو الدلال (لب اللباب ص/ 261) .(1/398)
أبي نجيح عن مجاهد في قول الله تعالى: يا أُخْتَ هارُونَ
[مريم 28] . قَالَ كان رجلا صالحا في بني إسرائيل حضر جنازته أربعون ألفا ممن اسمه هارون سواه.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد السمسار قَالَ أنبأنا عبد الله بن عثمان الصّفّار. قال: نبأنا ابن قانع: أن ابن الرواس مات في سنة خمس عشرة وثلاثمائة في نصف المحرم، وكان [1] ينزل باب الرصافة.
349- محمد بن أحمد، أبو عبد الله البرزاطي [2] :
حدث عَنْ الْحَسَن بْن عرفة، وأبي يَحْيَى محمد بن سعيد بن غالب العطار، ومحمد بْن عَبْد الملك بْن زنجويه، وعلي بْن حرب الطائي. روى عنه أَبُو بَكْرِ بْنُ شاذان.
أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ روح قال أنبأنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَسَنِ الْبَزَّارُ قَالَ نبأنا أبو عبد الله البرزاطيّ قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ زَنْجَوَيْهِ قَالَ نبأنا الْجَارُودُ أَبُو الضَّحَّاكِ النَّيْسَابُورِيُّ عَنْ بَهْزٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: «أَتَرْعَوْنَ عَنْ ذِكْرِ الْفَاجِرِ؟ اذْكُرُوهُ بِمَا فِيهِ يَحْذَرْهُ النَّاسُ [3] »
. 350- محمد بن أحمد، أبو سعيد المطبخي الأصبهاني [4] :
نزل بَغْدَاد وَحدث بِهَا عَنْ مُحَمَّد بْن حفص الأصبهاني حديثا واحدا. رواه عنه أبو الحسن بن الجندي.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ قَالَ نبأنا أحمد بن عمران بن عروة قال نبأنا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الأَصْبَهَانِيُّ صَاحِبُ عَضُدِ الدَّوْلَةِ مِنْ حِفْظِهِ وَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ حديث غيره قال نبأنا أبو جعفر محمّد بن حفص الأصبهانى قال نبأنا أَبُو هُدْبَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: «أَحَبُّكُمْ إِلَى اللَّهِ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلاقًا الْمُوَطَّئُونَ أَكْنَافًا، الَّذِينَ يألفون ويؤلفون، وإن أبغضكم إلى الله المشاءون بالنميمة المفرقون بين الإخوان الملتمسون لهم العثرات [5] » .
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] 349- البرزاطيّ: هذه النسبة إلى برزاط، وظني أنها من قرى بغداد (الأنساب 2/146) .
[3] انظر الحديث في: السنن الكبرى للبيهقي 10/210. والمعجم الكبير للطبراني 19/418.
وكشف الخفا م/ 242. وميزان الاعتدال 1428. والدر المنثور 6/97.
[4] 350) المطبخى: بفتح أوله والباء الموحدة، نسبة إلى المطبخ المعروف (لب اللباب ص/ 237) .
[5] انظر الحديث في: مسند الإمام أحمد 4/194. وإتحاف السادة المتقين 7/562. وكنز العمال 98/5.(1/399)
[قال المؤلف [1]] : وكتبت هذا الحديث عن أبي سعيد محمد بن العباس بن الفرات.
351- محمد بن أحمد، أبو أحمد الذهلي الأحول [2] البغدادي:
حدث عن القاسم بن محمد الخطابي صاحب هوذة بن خليفة. روى عنه عبد الله ابن عدي وذكر أنه سمع منه بجرجان.
352- محمد بن أحمد بن القطان، والد أبي الحسين بن القطان الفقيه:
حدث عن حرمي بن أبي العلاء المكي. روى عنه الدارقطني في كتاب «المؤتلف والمختلف» .
353- محمد بن أحمد، أبو بكر المؤذن الأرزي [3] :
حدث عن أبي العباس الكديمي. روى عنه أحمد بن الفرج بن حجاج، وذكر أنه سمع منه في صف الجوهري.
354-[4] محمّد بن أحمد، أبو الطّيّب الدّجّاج [5] :
ذكره محمد بن أبي الفوارس. فقال: كان ينزل بستان حفص. وَحَدَّثَنَا عن أبي شعيب الحراني، وجعفر الفريابي. وكان ثقة مولده سنة ثمانين ومائتين. ومات في سنة سبع وخمسين وثلاثمائة ليلة الجمعة، ودفن يوم الجمعة لخمس خلون من رجب.
355- محمد بن أحمد، أبو الحسن الواعظ البغدادي، يعرف بصاحب الجلاء:
حدث بدمشق عن أبي بَكْر بْن أَبِي دَاوُد. رَوَى عَنْهُ عَبْد الوهاب بْن عَبْد اللَّه المري الدمشقي.
آخر ترجمة محمّد بن أحمد.
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] 351- الأحول: هذا من الحول في العين (الأنساب 1/149) .
[3] 353- الأرزّيّ: منسوب إلى طبخ الرز أو الأرز (الأنساب 1/183) .
[4] 354- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/193.
[5] الدجاج: هذه النسبة إلى بيع الدجاج (الأنساب 5/282) .(1/400)
ذكر من اسمه مُحَمَّد واسم أَبِيهِ إِبْرَاهِيم
356- محمد بن أبي شيبة إبراهيم بن عثمان بن خواستي، العبسي الكوفي [1] :
وهو والد أبي بكر وعثمان والقاسم. سمع أباه شيبة، وَإسْمَاعِيل بن أبي خالد، وسليمان الأعمش، ومحمد بن عمرو بن علقمة، وعبد الحميد بن جعفر. روى عنه يزيد بن هارون، وابنه عثمان بن محمد، وسعيد بن سليمان الواسطي.
أنبأَنَا أَبُو عَبْد اللَّهِ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن عبد الله الكاتب قال أنبأنا محمّد بن حميد ابن سهيل المخرمى قال نبأنا علي بن الحسين بن حبان. قال: وجدت في كتاب أبي الحسين بن حبان بخط يده قَالَ أَبُو زَكَرِيَّا- يعني يَحْيَى بن معين-: محمّد بن إبراهيم ابن عثمان، قد رأيته ببغداد وكان رجلا جميلا ثقة كيسا أكيس من يزيد بن هارون.
فلم أكتب عنه شيئا. وكان محمد بن إبراهيم بن أبي شيبة على قضاء فارس، مات بفارس قديما. ويزعم ولده أن أبا سعدة صاحب سعد جدهم [2] .
وفي موضع آخر. قَالَ أبو زكريا: قد رأيت محمد بن أبي شيبة، أبو هؤلاء شاب جميل، وكان ثقة مأمونا مات قبل أن يكتب عنه، ولم أكتب عنه شيئا.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ قَالَ أنبأنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال نبأنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ حدّثني أبي قال نبأنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ- يعنى أبا أبي بَكْرِ بْنَ أَبِي شَيْبَةَ- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَاذِمَ اللَّذَّاتِ [3] »
. أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد نا محمّد بن العبّاس أنا أحمد بن سعيد ابن محمّد نا عباس بن محمد قال سمعت يحيى بن معين يقول: محمد بن أبي شيبة كان قاضيا ببعض فارس ومات بها وهو أبو ابني أبي شيبة [4] .
__________
[1] 356- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 9/68. وتاريخ الدوري 2/503. والتاريخ الكبير 1/ت 27.
والجرح 7/ت 1047. والثقات لابن حبان 7/440. والأنساب للسمعاني 8/366. والكاشف 3/ت 4765. وتذهيب التذهيب 3/ورق 178. وتاريخ الإسلام ورقة 129 (آيا صوفيا 3006) . ونهاية السول، ورقة 313. وتهذيب التهذيب 9/12. والتقريب 2/140. وخلاصة الخزرجي 2/ت 6018.
[2] انظر: تهذيب الكمال 24/319.
[3] انظر الحديث في: سنن الترمذي 2307. وسنن النسائي 4/4. وسنن ابن ماجة 4258.
ومسند أحمد 2/293. والمستدرك 4/321. والترغيب والترهيب 4/236.
[4] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل. وانظر الخبر في: تهذيب الكمال 24/319. وتاريخ الدوري 2/503.(1/401)
أخبرنا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الدَّقَّاق قَالَ قرأنا على الْحُسَيْن بن هارون الضبي عن أَبِي العباس بن سعيد قَالَ حَدَّثَنِي محمد بن عثمان الأموي قَالَ سمعت القاسم بن محمّد يقول: مات أبي سنة اثنتين وثمانين- يعني ومائة- وهو ابن سبع وسبعين.
357- محمد بن إبراهيم المعروف بالإمام ابن مُحَمَّد بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه بْن العباس بن عبد المطلب [1] :
كان يلي إمارة الحج والمسير بالناس إلى مكة وإقامة المناسك في خلافة المنصور عدة سنين، وتوفي ببغداد في خلافة الرشيد سنة خمس وثمانين ومائة، وكان الرشيد إذ ذاك قد شخص عن بغداد إلى الرقة، فصلى على محمد بن إبراهيم: محمد بن هارون الأمين وهو ولي العهد، ودفن في المقبرة المعروفة بالعباسية بباب الميدان.
ذكر ذلك إسماعيل بن علي الخطبي فيما أَنْبَأَنِي إبراهيم بن مخلد أنه سمعه منه.
ولمحمد بن إبراهيم عقب ببغداد، وقد روى العلم عن جعفر بن محمد بن علي، وعبد الصمد بن علي، وابن أبي ليلى، وعن عمه أبي جعفر المنصور أيضا.
حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْن عَلِيّ الْوَرَّاقُ لَفْظًا قَالَ أنبأنا أَبُو مُوسَى هَارُونُ بْنُ عِيسَى بِنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْخَطِيبُ الْهَاشِمِيُّ قال نبأنا أَبو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ موسى بن محمد بن إبراهيم الإمام الهاشمي قال نبأنا أبي قال نبأنا جَدِّي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الإِمَامُ- وَكَانَ يَجْلِسُ لِوَلَدِهِ وَوَلَد وَلَدِهِ فِي كُلِّ يَوْمِ خَمِيسٍ يعظهم وَيُحَدِّثُهُمْ- قَالَ: أَرْسَلَ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الْمَنْصُورِ بكرة وَاسْتَعَجَلَنِي الرَّسُولُ، فَظَنَنْتُ ذَلِكَ لأَمْرٍ حَادِثٍ، فَرَكِبْتُ إِذْ سَمِعْتُ وَقْعَ الْحَافِرِ فَقُلْتُ لِلْغُلامِ: انْظُرْ مَنْ هذا؟
قال: أَخُوك عَبْدُ الْوَهَّابِ، فَرَفَقْتُ فِي السَّيْرِ فَلَحِقَنِي فسَلَّمَ عَلَيَّ فَقَالَ: أَتَاكَ رَسُولُ هَذَا؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ فَهَلْ أَتَاكَ؟ قَالَ نَعَمْ فَقُلْتُ فِيمَ ذَاكَ تَرَى؟ قَالَ تَجِدُهُ اشْتَهَى خَلا وَزَيْتًا يريد [2] الغداء فَأَحَبُّ أَنْ نَأْكُلَ مَعَهُ. فَقُلْتُ: مَا أَرَى ذَلِكَ وَمَا أَظُنُّ هَذَا إِلا لأَمْرٍ، قَالَ فَانْتَهَيْنَا إِلَيْهِ فَدَخَلْنَا؛ فَإِذَا الرَّبِيعُ وَاقِفٌ عِنْدَ السِّتْرِ؛ فَإِذَا المهدي ولى العهد هُوَ فِي الدِّهْلِيزِ جَالِسٌ، وَإِذَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ، وَدَاوُدُ بْنُ عَلِي، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ على، وسليمان ابن عَلِيٍّ، وجَعْفَر بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيّ بْنِ الْحُسَيْن، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَنِ بْنِ حَسَنٍ، وَالْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ. فَقَالَ الرَّبِيعُ: اجْلِسُوا مَعَ بَنِي عمكم. قال: [فدخلنا [3]] فجلسنا ثم
__________
[1] 357- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 9/108. والبداية والنهاية 10/186.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(1/402)
دَخَلَ الرَّبِيعُ وَخَرَجَ وَقَالَ لِلْمَهْدِيِّ: ادْخُلْ أَصْلَحَكَ اللَّهُ. ثُمَّ خَرَجَ. فَقَالَ: ادْخُلُوا جَمِيعًا، فَدَخَلْنَا فسلمنا وأخذنا مجالسنا، فقال للربيع: هات دويّا وَمَا يَكْتُبُونَ فِيهِ، فَوَضَعَ بَيْنَ يَدَيْ كُلِّ وَاحِدٍ منا دواة وورقا، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَلِيٍّ. فَقَالَ:
يَا عَمُّ حَدِّثْ وَلَدَكَ وَإِخْوَتَك وبني أَخِيكَ بِحَدِيثِ الْبِرِّ وَالصِّلَةِ.
فَقَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ. عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ الْبِرَّ وَالصِّلَةَ لَيُطِيلانِ الأَعْمَارَ وَيُعَمِّرَانِ الدِّيَارَ وَيُثْرِيَانِ الأَمْوَالَ وَلَوْ كَانَ الْقَوْمُ فُجَّارًا [1] »
. ثُمَّ قَالَ: يَا عَمُّ الْحَدِيثَ الآخَرَ. فَقَالَ
عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ.
حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ. قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الْبِرَّ وَالصِّلَةَ لَيُخَفِّفَانِ سُوءَ الْحِسَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ [2] » . ثُمَّ تَلا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ
[الرعد 21]
. فَقَالَ الْمَنْصُورُ: يَا عَمُّ الْحَدِيثَ الآخَرَ. فَقَالَ
عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ.
حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي. عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ مَلَكَانِ أَخَوَانِ على مدينتين، وكان أحدهما بارا بِرَحِمِهِ، عَادِلا عَلَى رَعِيَّتِهِ، وَكَانَ الآخَرُ عَاقًّا بِرَحِمِهِ، جَائِرًا عَلَى رَعِيَّتِهِ، وَكَانَ فِي عَصْرِهِمَا نَبِيٌّ فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَى ذَلِكَ النَّبِيِّ: أَنَّهُ قَدْ بَقِيَ مِنْ عُمْرِ هَذَا الْبَارِّ ثَلاثُ سِنِينَ، وَبَقِيَ مِنْ عُمْرِ هَذَا الْعَاقِّ ثَلاثُونَ سَنَةً. قَالَ: فَأَخْبَرَ النَّبِيُّ رَعِيَّةَ هَذَا وَرَعِيَّةَ هَذَا، فَأَحْزَنَ ذَلِكَ رَعِيَّةَ الْعَادِلِ وَأَحْزَنَ ذَلِكَ رَعِيَّةَ الْجَائِرِ. قَالَ فَفَرَّقُوا بَيْنَ الأَطْفَالِ وَالأُمَّهَاتِ، وَتَرَكُوا الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ، وَخَرَجُوا إِلَى الصَّحْرَاءِ يَدْعُونَ اللَّهَ أَنْ يُمَتِّعَهُمْ بِالْعَادِلِ، وَأَنْ يُزِيلَ عَنْهُمْ أَمْرَ الْجَائِرِ؛ فَأَقَامُوا ثَلاثًا، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى ذَلِكَ النَّبِيِّ: أَنْ أَخْبِرْ عِبَادِي أَنِّي قَدْ رَحِمْتُهُمْ وَأَجَبْتُ دُعَاءَهُمْ، فَجَعَلْتُ مَا بَقِيَ مِنْ عُمْرِ هَذَا الْبَارِّ لِذَلِكَ الْجَائِرِ، وَمَا بَقِيَ مِنْ عُمْرِ الْجَائِرِ لِهَذَا الْبَارِّ. قَالَ: فَرَجَعُوا إِلَى بُيُوتِهِمْ، وَمَاتَ الْعَاقُّ لِتَمَامِ ثَلاثِ سِنِينَ، وَبَقِيَ الْعَادِلُ فِيهِمْ ثَلاثِينَ سَنَةً. ثُمَّ تَلا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
وَما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتابٍ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ
[فاطر 11]
. ثُمَّ الْتَفَتَ الْمَنْصُورُ إِلَى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ. فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ حَدِّثْ إِخْوَتَكَ وَبَنِي عَمِّكَ بِحَدِيثِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْبِرِّ. فقال
جعفر بن محمّد:
__________
[1] انظر الحديث في: أمالى الشجري 2/128، 130، 131. وكنز العمال 6919، 6936.
والجامع الكبير 5413.
[2] انظر الحديث في: الجامع الكبير للسيوطي 5414. والدر المنثور 4/56. وكنز العمال 6937. والبداية والنهاية 10/186.(1/403)
حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ مَلِكٍ يَصِلُ رَحِمَهُ وَذَا قَرَابَتِهِ، وَيَعْدِلُ عَلَى رَعِيَّتِهِ، إِلا شَدَّ اللَّهُ لَهُ مُلْكَهُ وَأَجْزَلَ لَهُ ثَوَابَهُ، وَأَكْرَمَ مَآبَهُ، وَخَفَّفَ حِسَابَهُ [1] »
. أَخْبَرَنِي الحسن بن أبي بكر قَالَ كتب إلى محمد بن إبراهيم الجوري من شيرازى يذكر: أن أحمد بن حمدان بن الخضر أخبرهم قال نبأنا أَحْمَد بْن يونس الضبي قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو حسان الزيادي. قَالَ: سنة خمس وثمانين ومائة فيها مات محمد بن إبراهيم الهاشمي، لإحدى عشرة بقين من شوال.
358- محمد بن إبراهيم بن معمر بن الحسن، أبو بكر الهذليّ، مولى بني تميم [2] :
كان هروي الأصل وهو أخو أبي معمر إسماعيل، وأبي الهذيل إسحاق. سمع سفيان بن عيينة، وإبراهيم بن أبي بكر بن المنكدر، وعبد الله بن عبد القدوس ويحيى ابن سليم الطائفي، وحماد بن خالد الخياط. روى عنه أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري، ولا أعلم روى عنه غيره.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْهَمْدَانِيُّ الأصبهانى بها قال نبأنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ قَالَ نبأنا أَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ مُسَاوِرٍ الْجَوْهَرِيُّ قَالَ نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخُو أَبِي مَعْمَرٍ قَالَ نبأنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ طَاوُسٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ: أَرْسَلَ إِلَيَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَدْعُونِي إِلَى السُّحُورِ. وقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمَّاهُ الْغَدَاءَ الْمُبَارَكَ.
قال الطبراني: لا نعلم رواه عن ابن عيينة إلا محمد بن إبراهيم أخو أبي معمر.
أَخْبَرَنَا أبو الحسن علي بن إسماعيل بن إسحاق الفارسيّ قال نبأنا بكر بن سهل قال نبأنا عَبْد الخالق بْن منصور. قَالَ: سئل يَحْيَى بن معين عن أبي معمر الكرخي.
فقال: مثل أبي معمر لا يسأل عنه هو وأخوه من أهل الحديث.
قرأت فِي سماع مُحَمَّد بْن أَبِي الفوارس عن محمد بن العباس العصمي عن أحمد ابن محمد بن ياسين الهروي قَالَ سمعت موسى بن هارون يقول: محمد بن إبراهيم أخو أبي معمر صدوق لا بأس به.
__________
[1] انظر الحديث في: كنز العمال 14918.
[2] 358- الهذلي: بالضم والتشديد وفتح المعجمة، نسبة إلى هذيل بْن مدركة بْن الياس بْن مضر بن نزار (لب اللباب ص/ 278) .(1/404)
359- محمد بن إبراهيم، أبو جعفر الأنماطي، المعروف بمربع، صاحب يحيى بن معين [1] :
كان أحد الحفاظ الفهماء. وحدث عن أبي سلمة التبوذكي، وأبى حذيفة النهدي، وأبى الوليد الطيالسي، وأبى بَكْر بْن أَبِي الأسود، وأحمد بْن يونس، وسعيد بن أسد ابن موسى. روى عنه محمد بن غالب المعروف بالتمتام، وقاسم بْن زكريا المطرز، ويحيى بْن مُحَمَّد بْن صاعد، وَالحسين بْن إِسْمَاعِيل المحاملي، ومُحَمَّد بْن مخلد الدوري، في آخرين.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد الرحمن بْن مُحَمَّد بْن عبد الله بن مهدي قال نبأنا محمّد بن مخلد العطّار قال أنبأنا محمّد بن إبراهيم مربع قال نبأنا موسى بن إسماعيل قال نبأنا سعيد ابن زيد قال نبأنا عَمْرُو بْنُ مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ. قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوتِرُ بِخَمْسٍ.
حَدَّثَنِي الحسن بن أبي طالب قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُطَّلِبِ قَالَ نبأنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ حَدَّثَنِي محمد بن إبراهيم الأنماطي مربع. قَالَ: كنت عند أحمد بن حنبل وبين يديه محبرة. فذكر أبو عبد الله حديثا فاستأذنته بأن أكتبه من محبرته فقال لي: أكتب يا هذا فهذا ورع مظلم.
سمعت أبا نعيم الْحَافِظ يَقُولُ بلغني عَنِ جعفر بن محمد بن كزال. قَالَ: كان يحيى بن معين يلقب أصحابه، فلقب محمد بن إبراهيم بمربع، والحسين بن محمد بعبيد العجل، وصالح بن محمّد بجزرة، ومحمّد بن صالح بكليجة. وعليّ بن عبد الصّمد بعلان ما غمه. قَالَ وهؤلاء من كبار أصحابه وحفاظ الْحَدِيثِ.
أَخْبَرَنَا عُبَيْد اللَّهِ بْن أَبِي الْفَتْحِ قَالَ أنبأنا أبو الحسن الدارقطني قَالَ: محمد بن إبراهيم الأنماطي يعرف بمربع، كان حافظا بغداديا له تصنيف وتاريخ. حدث عنه أبو محمد بن صاعد، وابن مخلد، وغيرهما.
قرأت فِي كتاب مُحَمَّد بن مخلد بخطه: مات أبو جعفر محمد بن إبراهيم مربع الأنماطي، في جمادى الأولى سنة ست وثمانين ومائتين. وقد وهم محمد بن مخلد في هذا، إنما ذاك محمد بن عبد الله بن عتاب مربع مات سنة ست وثمانين ومائتين وأما أبو جعفر هذا: فمات قديما.
__________
[1] 359- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/121. والجرح والتعديل 7/187.(1/405)
أخبرنا على بن محمّد السّمسار قال أنبأنا عبد الله بن عثمان الصّفّار قال نبأنا عبد الباقي بن قانع: أن محمد بن إبراهيم مربعا الأنماطي مات في سنة ست وخمسين ومائتين.
360-[1] محمد بن إبراهيم بن محمد بن الحسن بن قحطبة، أبو عبد الله المؤدب، يعرف بالقحطبي [2] :
سمع إسحاق بن إبراهيم الحنيني ومعاوية بن عمرو الأزدي، رَوَى عَنْهُ إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن سنين الختلي، وأبو الأذن عمر بن إبراهيم الحافظ، وقاسم بن زكريا المطرز. وَقَالَ عبد الرحمن بن أبي حاتم: محمد بن إبراهيم القحطبي بغدادي، كتبت عنه مع أبي وهو صدوق. كتب لنا إبراهيم بن أورمة بخطه ما سمعناه منه.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الطَّاهِرِيُّ قال أنبأنا عيسى بن حامد بن بشر قال نبأنا قاسم بن زكريّا قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ قَحْطَبَةَ الْمُؤَدِّبُ قَالَ نبأنا إسحاق بن إبراهيم الحنينى قال نبأنا مَالِكٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُتَوَجِّهٌ إِلَى خَيْبَرَ عَلَى حِمَارٍ يُصَلِّي يُومِئُ إيماء.
قال الشيخ أبو بكر: روى هذا الحديث أبو الحسن الدارقطني عن أبي محمد بن السبيعي عن قاسم. ويقال: إن الحنيني تفرد بروايته عن مالك، وتفرد به أيضا القحطبي عنه، وقد تابعه علي بن زيد الفرائضي فرواه عن الحنيني كذلك وهو وهم، إنما حدّث به عن عمرو بن يحيى عَنْ أَبِي الْحُبَابِ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ ابن عمر، كذلك هو في الموطأ. بلغني: أن القحطبي مات في سنة ثمان وخمسين ومائتين، وكان يلقب حموس.
361- محمد بن إبراهيم بن حفص، أبو سفيان الترمذي:
قدم بغداد وحدث بها عن الجارود بن معاذ. رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد بْن مَخْلَد. وذكر أَنَّهُ سمع منه فِي سنة اثنتين وستين ومائتين.
362- محمد بن إبراهيم بن هدي الأنباري:
هكذا رأيته بخط الدارقطني مضبوطا، حدث عن يعلى بن عبيد الطنافسي. روى عنه يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول التنوخي.
__________
[1] 360- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/144. والجرح والتعديل 7/187.
[2] القحطبي: هذه النسبة إلى قحطبة. (الأنساب 10/70) .(1/406)
أخبرنا على بن أبي على قال نبأنا أَبُو غَانِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْرَقُ التَّنُوخِيُّ قال نبأنا أبي قال نبأنا محمّد بن إبراهيم الأنبارى قال نبأنا يعلى بن عبيد قال نبأنا الأَعْمَشُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ. قَالَتْ: مَا رُؤِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ فِي الْعَشْرِ قَطُّ.
363- محمد بن إبراهيم، أبو بكر البرمكي البغدادي، يعرف بالحكيمي [1] :
حدث عن هوذة بن خليفة. روى عنه الحسن بن أحمد بن صالح الزيات الواسطي.
364- محمد بن إبراهيم، أبو حمزة الصوفي [2] :
من كبار شيوخهم. كان يتكلم في جامع الرصافة ثم انتقل إلى جامع المدينة، وكان عالما بالقراءات وبقراءة أبي عمرو خصوصا، جالس أحمد بن حنبل، وبشر بن الحارث، وأبا نصر التمار، وسريا السقطي. وسافر مع أبي تراب النخشبي. حكى عنه محمد بن علي الكتاني، وخير النساج، وغيرهما.
وَقَالَ لي أبو نعيم الحافظ: أبو حمزة بغدادي، واسمه محمد بن إبراهيم، كان مولى عيسى بن أبان القاضي.
أَخْبَرَنَا أبو عبد الرحمن إسماعيل بن أحمد الحيرى قال أنبأنا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن السلمي قَالَ سمعتُ مُحَمَّد بن الحسن البغدادي يحكي عن ابن الأعرابي. قَالَ قَالَ أبو حمزة: كان الإمام أحمد بن حنبل يسألني في مجلسه عن مسائل ويقول: ما تقول فيها يا صوفي.
حَدَّثَنِي عَبْد العزيز بْن أَبِي الحسن القرميسيني قَالَ سمعت أبا الحسن علي بْن عبد اللَّه بْن الْحَسَن الهمداني بمكة يقول حَدَّثَنَا الخلدي قَالَ: كان لأبي حمزة مهر قد رباه، وكان يحب الغزو، وكان يركب المهر ويخرج عليه، وهو يرى التوكل. فقيل له يا أبا حمزة أنت قد علمنا كيف تعمل، فالدابة أيش كنت تعمل في أمرها؟ قَالَ: كان إذا رحل العسكر تبقى تلك الفضلات من الدواب ومن الناس، تدور فتأكل.
أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الْمُحْتَسِبُ قَالَ أنبأنا محمّد بن الحسين بن
__________
[1] 363- الحكيمي: هذه النسبة إلى حكيم، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب. (الأنساب 4/186) .
[2] 364- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/226. وطبقات الصوفية 297. وحلية الأولياء.(1/407)
موسى النيسابوري قَالَ: سمعتُ أَبَا بَكْر الرازي يَقُولُ: سَمِعْتُ خيرا النساج يقول:
سمعت أبا حمزة يقول: خرجت من بلاد الروم فوقعت على راهب، فقلت: هل عندك من خبر من قد مضى؟ فقال: نعم فريق في الجنة، وفريق في السعير.
أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم عَبْد الكريم بْن هوازن القشيري النيسابوري قَالَ سمعتُ أَبَا عَبْد الرَّحْمَن السلمي يَقُولُ سمعت محمد بن عبد الله الواعظ يقول سمعت خيرا النساج يقول: لأستحيى من الله أن أدخل البادية وأنا شبعان وقد اعتقدت التوكل، لئلا يكون سعيي على الشبع زادا أتزوده أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ قال نبأنا أحمد بن محمد بن مقسم قَالَ حَدَّثَنِي أبو بدر الخيّاط الصوفي قَالَ سمعت أبا حمزة يقول: سافرت على التوكل، فبينما أنا أسير ذات ليلة والنوم في عيني، إذ وقعت في بئر فرأيتني قد حصلت فيها فلم أقدر على الخروج لبعد مرتقاها، فجلست فيها فبينما أنا جالس إذ وقف على رأسها رجلان فقال أحدهما لصاحبه: نجوز ونترك هذه في طريق السابلة والمارة؟ فقال الآخر: فما نصنع؟
قَالَ: نطمها. قَالَ فبدرت نفسي أن تقول: أنا فيها، فنوديت تتوكل علينا، وتشكو بلانا إلى سوانا؟ فسكت. فمضيا ثم رجعا ومعهما شيء جعلاه على رأسها غطوها به. فقالت لي نفسي: أمنت طمها ولكن حصلت مسجونا فيها، فمكثت يومي وليلتي فلما كان الغد ناداني شيء- يهتف بي ولا أراه- تمسك بي شديدا، فمددت يدي فوقعت على شيء خشن فتمسكت به، فعلاها وطرحني، فتأملت فوق الأرض فإذا هو سبع؛ فلما رأيته لحق نفسي من ذلك ما يلحق من مثله، فهتف بي هاتف: يا أبا حمزة استنقذناك من البلاء بالبلاء، وكفيناك ما تخاف بما تخاف.
أخبرهم أبو القاسم رضوان بن مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَن الدينوري قَالَ سَمِعْتُ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله النيسابوري يقول سمعت أبا بكر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عبد الوهاب الحافظ يَقُولُ: سَمِعت أبا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن نعيم يحكي عن أبي حمزة الصوفي الدمشقي: أنه لما خرج من البئر أنشأ يقول:
نهاني حيائي منك أن أكشف الهوى ... وأغنيتني بالقرب منك عن الكشف
تراءيت لي بالغيب حتى كأنما ... تبشرني بالغيب أنك بالكف
أراك وبي من هيبتي لك وحشة ... فتؤنسني بالعطف منك وباللطف
وتحيى محبا أنت في الحب حتفه ... وذا عجب كون الحياة مع الحتف(1/408)
قال الشيخ أبو بكر: كذا قَالَ في هذه الحكاية عن أبي حمزة الدمشقي. وذكر لنا أبو نعيم: أن الواقع في البئر أبو حمزة البغدادي، وكذلك يحكي عن أبي بكر الشبلي.
وَأَخْبَرَنَا إسماعيل بن أحمد الحيرى قال أنبأنا محمد بن الحسين السلمي: أن الذي وقع في البئر في البادية هو أبو حمزة الخرسانى، من أقران الجنيد وليس بأبي حمزة البغدادي، فالله أعلم بذلك.
أَخْبَرَنِي أَبُو عَلِيّ عَبْد الرَّحْمَنِ بن مُحَمَّدِ بن أحمد بن فضالة النيسابوري بالري قَالَ سمعت أبا جعفر محمد بن أحمد الحسن الأزدي الخطيب بسمنان يقول قَالَ جعفر بن محمد الخلدي: خرج طائفة من مشايخ المتصوفة يستقبلون أبا حمزة الصوفي في قدومه من مكة، فإذا به قد شحب لونه. فقال الجريري: يا سيدي هل تتغير الأسرار إذا تغيرت الصفات؟ قَالَ: معاذ الله لو تغيرت الأسرار لتغير الصفات لهلك العالم، ولكنه ساكن الأسرار فحماها، وأعرض عن الصفات فلاشاها، ثم تركنا وولى وهو يقول:
كما ترى صيرني ... قطع قفار الدمن
شردنى عن وطنى ... كأنني لم أكن
إذا تغيبت بدا ... وإن بدا غيبني
يقول لا تشهد ما ... يشهد أو تشهدنى
أخبرني أحمد بن على المحتسب قال أنبأنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْن بْن مُوسَى النيسابوري قَالَ سمعت نصر بن أبي نصر يقول سمعت محمد بن عبد الله المتأفف البغدادي قَالَ سمعت الجنيد. يقول: وافي أبو حمزة من مكة وعليه وعثاء السفر، فسلمت عليه وشهيته. فقال: سكباج وعصيدة تخليني بهما، فأخذت مكوك دقيق، وعشرة أرطال لحم، وباذنجان وخل، وأخذت عشرة أرطال دبس، وعملنا له عصيدة وسكباجة ووضعناها في حيرى لنا، وأدخلته الدار وأسبلت الستر، فدخل وأكله كله، فلما فرغ من أكله. قَالَ: يا أبا القاسم لا تعجب فهذا من مكة الأكلة الثالثة.
أخبرنا أَبُو سَعْدٍ الْحُسَيْنُ بْنُ عُثْمَانَ الشِّيرَازِيُّ لفظا قَالَ سمعت غالب بن علي الرازي يقول سمعت أبا عثمان المغربي يقول: كان أبو حمزة وجماعة أصحابنا يمشون إلى موضع من المواضع؛ فبلغوا ذلك الموضع؛ فإذا الباب مغلق. فقال أبو حمزة لأصحابه: ليتقدم كل واحد منكم إلى هذا الباب ويظهر صدقه وإخلاصه فينفتح عليه(1/409)
الباب من غير معالجة أحد، فتقدم كل واحد من القوم فلم ينفتح على أحد. فتقدم أبو حمزة إلى الباب فقال: بكذبي إلا فتحت؛ ففتح عليه الباب، فدخلوا ذلك الموضع.
أَخْبَرَنِي أبو علي الحسن بن أبي الفضل الشرمقانى قال نبأنا إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد الطبري قَالَ نبأنا معروف بن محمد بن معروف الواعظ قَالَ نبأنا أبو سعيد الزيادي قَالَ: كان أبو حمزة أستاذ البغداديين وهو أول من تكلم ببغداد في هذه المذاهب، من صفاء الذكر، وجمع الهمة، والمحبة، والشوق، والقرب، والأنس، لم يسبقه إلى الكلام بهذا على رءوس الناس ببغداد أحد. وما زال مقبولا حسن المنزلة عند الناس إلى أن توفي؛ وتوفي سنة تسع وستين ومائتين ودفن بباب الكوفة.
أخبرنا إسماعيل الحيرى قال أنبأنا محمد بن الحسين السلمي. قَالَ: أبو حمزة البزاز محمد بن إبراهيم من أقران سري السقطي، توفي سنة تسع وثمانين ومائتين. وقول الزيادي في وفاته أصح من هذا، والله أعلم.
356- محمد بن إبراهيم بن مسلم بن سالم؛ أبو أمية [1] :
سكن طرسوس. فقيل له: الطرسوسي وهو بغدادي. سمع عمر بن يونس اليمامي، وعمر بن حبيب القاضي، ويعقوب بن إسحاق الحضرمي، وعثمان بن عمر ابن فارس، وأبا عاصم النبيل، ومكي بن إبراهيم، وأبا نعيم الفضل بن دكين، وقبيصة ابن عقبة، وحسين بن محمّد المروروذى، وعبيد الله بن موسى العبسي، وإسحاق بن منصور السلولي، وأسود بن عامر شاذان، وأبا نعيم عبد الرحمن بن هانئ النخعي، ومعلي بن منور الرازي. روى عنه أبو حاتم الرازي، ومحمد بن خلف وكيع القاضي، ويحيى بن محمد بن صاعد، والحسين والقاسم ابنا إِسْمَاعِيل المحاملي، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُوسَى بْنِ هَارُونَ بْنِ الصَّلْتِ الأَهْوَازِيُّ غَيْرَ مرة قال نبأنا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ المحامليّ قال نبأنا محمّد
__________
[1] 356- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/258. والجرح والتعديل 7/الترجمة 1061، وثقات ابن حبان:
9/137، وحلية الأولياء: 10/320، وأنساب السمعاني: 8/231، والمنتظم لابن الجوزي:
5/87، وتهذيب النووي: 1/77، وسير أعلام النبلاء: 13/91، وتذهيب التهذيب: 3/الورقة 179، وتذكرة الحفاظ: 2/581، والعبر: 2/51، ونهاية السول، الورقة 313، وميزان الاعتدال: 3/الترجمة 7106، وتهذيب التهذيب: 9/15، والتقريب: 2/141، وخلاصة الخزرجي: 2/الترجمة 6022، وشذرات الذهب: 2/164.(1/410)
ابن إبراهيم الطرسوسي قال نبأنا إسحاق بن منصور السلولي قال نبأنا إِسْرَائِيلُ عَنْ جَابِرٍ عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا أُصِيبَ عَبْدٌ بَعْدَ ذَهَابِ دِينِهِ بِأَشَدَّ مِنْ ذَهَابِ بَصَرِهِ، وَمَا ذَهَبَ بصر عبد فَصَبَرَ إِلا دَخَلَ الْجَنَّةَ [1] »
. أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْقُرَشِيُّ وأَبُو يَعْلَى مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن الفراء. قالا: أَنْبَأَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْبَزَّارُ قال نبأنا يحيى بن محمّد بن صاعد قال نبأنا أَبُو أُمَيَّةَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُسْلِمٍ- ببغداد قبل أن يخرج- قال نبأنا أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ.
وأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ أنبأنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ قَالَ نبأنا الْقَاسِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَأَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ: قَالا: نبأنا أَبُو أُمَيَّةَ الطَّرْسُوسِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ نبأنا أَبُو عَاصِمٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَعِيدٍ وأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ [2] »
. قَالَ أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ: قَوْلُ أَبِي أُمَيَّةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَهْمٌ مِنْهُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ. وَقَوْلُ أَبِي عَاصِمٍ فِيهِ: لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ. وَهْمٌ مِنْ أَبِي عَاصِمٍ لِكَثْرَةِ مَنْ رَوَاهُ عَنْهُ هكذا.
قال الشيخ أبو بكر: رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ. وحَجَّاجِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَحْدَهُ. وَكَذَلِكَ رواه الأوزاعى، وعمرو ابن الْحَارِثِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الزَّبِيدِيُّ، وَشُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، وَمَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، وَعُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ، وَيُونُسُ بْنُ يَزِيدَ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاشِدٍ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ يَحْيَى الصَّدَفِيُّ، وَالْوَلِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُوَقَّرِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ. وَاتَّفَقُوا كُلُّهُمْ- وَابْنُ جُرَيْجٍ مِنْهُمْ- عَلَى أَنَّ لَفْظَهُ: «مَا أَذِنَ اللَّهُ لِشَيْءٍ مَا أَذِنَ لِنَبِيٍّ حَسَنِ الصَّوْتِ أَنْ يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ [3] » .
وأما المتن الذي ذكره أبو عاصم فإنما يروي عن ابن أبي مليكة عن ابن أبي نهيك عن سعد بن أبي وقاص عن النبي صلّى الله عليه وسلّم.
__________
[1] انظر الحديث في: كنز العمال 6527.
[2] انظر الحديث في: صحيح البخاري 9/188. والمستدرك 1/569، 570. وفتح الباري 8/584، 9/69.
[3] انظر الحديث في: صحيح البخاري 6/236، 9/173، 193. وصحيح مسلم، كتاب صلاة المسافرين 34 وفتح الباري 9/68.(1/411)
أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد بن غالب قال قَالَ لنا أبو الحسن الدارقطني: قدم أبو أمية الطرسوسي بغداد فسمعوا منه. حَدَّثَنِي محمد بن يوسف النيسابوري قال أنبأنا الخصيب بن عبد الله القاضي قال أنبأنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي قَالَ أَخْبَرَنِي أبي قَالَ: محمد بن إبراهيم بن مسلم بغدادي سكن طرسوس. أَخْبَرَنَا أحمد ابن أبي جعفر القطيعي قال أنبأنا مُحَمَّد بْن عدي بْن زحر البصري فِي كتابه قال نبأنا أبو عبيد محمّد بن الآجري. قَالَ: سئل أَبُو داود سليمان بْن الأشعث عن أبي أمية الثغري فقال: ثقة.
حدثت عن عبد العزيز بن جعفر الحنبلي قال أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بْنِ هَارُون الخلال. قَالَ: أبو أمية محمد بن إبراهيم رجل رفيع القدر جدا، كان إماما في الحديث مقدما في زمانه.
حَدَّثَنِي محمد بن على الصوري قال أنبأنا أبو عبد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن خالد الأزديّ قال نبأنا أَبُو الفتح عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن مسرور البلخي قال نبأنا أَبُو سَعِيد عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَدَ بْن يونس بْن عبد الأعلى. قَالَ: محمد بن إبراهيم بن مسلم يكنى أبا أمية، بغدادي أقام بطرسوس. ويقال: إنه من أهل سجستان كان من أهل الرحلة، فهما بالحديث، وكان حسن الحديث، توفي بطرسوس في جمادى الآخرة سنة ثلاث وسبعين ومائتين.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد قال نبأنا مُحَمَّد بن العباس قَالَ قرئ عَلَى أبي الحسن ابْن المنادي وأَنَا أسمع. قَالَ. وَجاءنا نعي أبي أمية محمد بن إبراهيم من طرسوس في شهر رمضان سنة ثلاث وسبعين ومائتين، وكان له مذ مات نحو شهرين.
366- محمد بن إبراهيم بن كثير، أبو عبد الله الصيرفي البابشاميّ [1] :
نسب إلى نزوله بباب الشام، ويقال له أستاذ ليث. روى عنه عن أبي نواس الشاعر حديثان مسندان وهما.
مَا أَخْبَرَنَا هِلالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَفَّارُ قال نبأنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ أَبُو الْقَاسِمِ الْخُزَاعِيُّ قَالَ نبأنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ الصَّيْرَفِيُّ بِبَغْدَادَ بِبَابِ الشَّامِ سَنَةَ ثَلاثٍ وسبعين ومائتين قال نبأنا أبو نواس الحسن بن هانئ قال نبأنا حمّاد بن
__________
[1] 366- البابشامي: هذه النسبة إلى باب الشام، وهي إحدى المحال الأربعة (الأنساب 2/10) .(1/412)
سَلَمَةَ عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحْسِنَ ظَنَّهُ بِاللَّهِ، فَإِنَّ حُسْنَ الظَّنِّ بِاللَّهِ ثَمَنُ الجنة [1] »
. وأخبرنا هلال بن محمّد قال نبأنا إسماعيل بن على قال نبأنا أبو عبد الله محمّد ابن إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ. قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى أَبِي نُوَاسٍ نَعُودُهُ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَقَالَ لَهُ عِيسَى بْنُ مُوسَى الْهَاشِمِيُّ: يَا أَبَا عَلِيٍّ أَنْتَ فِي آخِرِ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ الدُّنْيَا وَأَوَّلِ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ الآخِرَةِ وَبَيْنَكَ وَبَيْنَ اللَّهِ هَنَاتٌ فَتُبْ إِلَى اللَّهِ. قال [لهم [2]] أَبُو نُوَاسٍ:
اسْنِدُونِي، فَلَمَّا اسْتَوَى جَالِسًا. قَالَ: إياى تخوف بالله.
وقد حدّث حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لِكُلِّ نَبِيٍّ شَفَاعَةٌ، وَإِنِّي اخْتَبَأْتُ شَفَاعَتِي لأَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي يَوْمَ القيامة [3] »
. أفترى لا أكون منهم؟.
قال الشيخ أبو بكر: لم يرو عن محمد بن إبراهيم هذا إلا إسماعيل بن علي الخزاعي وإسماعيل غير ثقة.
367- محمد بن إبراهيم بن يحيى بن إسحاق بن جناد، أبو بكر المنقري [4] :
يقال: إن أصله من مرو الروذ. سمع مسلم بن إبراهيم الفراهيدى، وأبا الوليد الطيالسي، وأبا عمر الحوضي، وموسى بن إسماعيل التبوذكي، ومحمد بن أبي غالب. روى عنه موسى بْن هارون، وعَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد البغوي، وأبو عبد الله الحكمي، وعلي بْن مُحَمَّد المصري، ومحمد بْن الْعَبَّاس بْن نجيح البزاز، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ نبأنا محمّد بن العبّاس بن نجيح قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبِ بْنِ حَرْبٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ إبراهيم بن جناد. قالا: نبأنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ.
وَأَخْبَرَنَا حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بن طاهر الدقاق قال أنبأنا أحمد بن إبراهيم قال نبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي محمّد بن إبراهيم بن جناد قال نبأنا مسلم قال نبأنا
__________
[1] انظر الحديث في: إتحاف السادة المتقين 9/221، 10/278. وكنز العمال 5861. وتاريخ ابن عساكر 4/258 (التهذيب) . وشرح السنة 5/272.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] انظر الحديث في: البداية والنهاية 10/228.
[4] 367- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/278. والأنساب للسمعاني وفيه: «بن إسحاق بن حماد» .
وشيوخ أبى داود للجياني، ورقة 89. والمعجم المشتمل، ت 754. وتذهيب التهذيب 3/ورقة 179. وتهذيب التهذيب 9/18. وتهذيب الكمال 5036 (24/336) والتقريب 2/141.(1/413)
شُعْبَةُ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ. عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: «لا يُسَافَرُ بِالْقُرْآنِ فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَنَالَهُ الْعَدُوُّ [1] » لفظ البغوي
. أَخْبَرَنَا إبراهيم بن مخلد بن جعفر قال ثنا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الحكيمي قَالَ نبأنا محمّد بن إبراهيم بن جناد قال نبأنا محمّد بن أبي غالب قال نبأنا هشيم عن العوام بن حوشب. قَالَ قَالَ إبراهيم التيمي: رأيت في المنام كأني ورد بي على نهر.
فقيل لي: اشرب واسق من شئت كما صبرت وكنت من الكاظمين.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد الدقاق قال أنبأنا الحسين بن إبراهيم الضبي عن أبي العبّاس ابن سَعِيد قَالَ سمعت عَبْد الرحمن بْن يُوسُف بن خراش يقول: أبو بكر بن جناد عدل ثقة مأمون.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد قال نبأنا محمد بن العباس قال قرئ على ابن المنادي وأَنَا أسمعُ قَالَ: وجاءنا الخبر بِموت أبي بكر محمد بن إبراهيم بن جناد البزاز أنه توفي بين السيالة والمدينة سنة ست وسبعين.
أخبرنا السّمسار قال أنبأنا الصّفّار قال نبأنا بن قانع: أن أبا بكر محمد بن إبراهيم ابن جناد مات في طريق مكة في ذي الحجة من سنة ست وسبعين ومائتين.
368- محمد بن إبراهيم بن يوسف، أبو حمزة المروزي [2] :
سكن بغداد وانتخب عليه عبيد العجل. وحدث عَنْ عبدان بْن عُثْمَان، وَعلي بْن الْحَسَن بن شقيق المروزيين وعلي بن بحر بن بري. روى عنه مُحَمَّد بْن مخلد، وأبو عَمْرو السماك، وكَانَ ثقة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رزق قَالَ أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق قال نبأنا أَبُو حَمْزَةَ الْمَرْوَزِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ نبأنا على بن الحسن بن شقيق قال أنبأنا ابن المبارك قال أنبأنا يونس بن يزيد عن عطاء الخرسانى. قَالَ قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ بِهِ عِلْمًا سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طريقا إلى الجنة، وإِنَّ الْمَلائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتِهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا عَنْهُ، وَإِنَّهُ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ حَتَّى الْحِيتَانُ فِي جَوْفِ الْمَاءِ، وَلَفَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ، وَإِنَّ الْعُلَمَاءِ هُمْ ورثة الأنبياء [3] » .
__________
[1] انظر الحديث في: مسند الحميدي 699. وصحيح مسلم، كتاب الإمارة باب 24. ومسند احمد 2/6، 10.
[2] 368- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/278. وميزان الاعتدال 3/447.
[3] انظر الحديث في: مسند أحمد 2/252، 235، 5/196. وصحيح ابن حبان 78. وفتح الباري 1/174، وكشف الخفا 2/350. وسنن ابن ماجة 223.(1/414)
369- محمد بن إبراهيم بن عبد الحميد، أبو بكر الحلواني قاضي بلخ [1] :
سكن بغداد وحدث بها عن أبي جعفر النفيلي، وأَحْمَد بْن عَبْد الملك بْن وَاقد الحراني، وعلي بن بحر القطان، وسعيد بن أشعث السمان، ومحمد بن إسماعيل بن عياش، وموسى بن محمد المقدسي، ومحمد بن جعفر الفيدي. روى عنه: إسماعيل ابن مُحَمَّد الصفار. ومحمد بْن عمرو الرزاز، وأبو عمرو بن السماك، وحمزة بْن مُحَمَّد الدهقان. وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا هِلالُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَفَّارُ قَالَ نبأنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْبَخْتَرِيِّ الرَّزَّازُ إِمْلاءً قال نبأنا محمّد بن إبراهيم الحلواني قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ قَالَ حَدَّثَنِي أبي قال نبأنا ضمضم بن زرعة عن شريح عن عبيد عن عبد الرّحمن بن عائد أن أبا برزة بْنَ أَبِي مَوسَى حَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: «رَأَيْتُ رِجَالا تُقْرَضُ جُلُودُهُمْ بِمَقَارِيضَ مِنْ نَارٍ قُلْتُ: مَا شَأْنُ هَؤُلاءِ؟ فَقَالَ: هَؤُلاءِ الَّذِينَ يتزينون إلى مالا يحل لهم، ورأيت حبّا خَبِيثَ الرِّيحِ وَفِيهِ صِيَاحٌ فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟
قَالَ: هُنَّ نِسَاءٌ يتزيّن إلى مالا يَحِلُّ لَهُنَّ، وَرَأَيْتُ قَوْمًا اغْتَسَلُوا فِي مَاءِ الْحَيَاةِ قُلْتُ: مَا هَؤُلاءِ؟ قَالَ: «هُمْ قَوْمٌ خَلَطُوا عَمَلا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا [2] »
. 370- محمد بن إبراهيم بن هاشم بن مشكان:
حدث عَن أَبِيهِ. روى عنه مُحَمَّد بْن أحمد بن يعقوب بن شيبة.
371- محمد بن إبراهيم بن ميمون، أبو عبد الله الدهان:
حدث عن بشار بن موسى الخفاف. روى عنه عَبْدُ الباقي بْن قانع، وأبو بكر بن الجعابي.
372- محمد بن إبراهيم بن حمدون، أَبُو الحسن الخزاز الكوفي [3] :
قدم بَغْدَاد وحدث بها عَنْ عبد الله بن أبي زياد القطواني، وأبى كريب محمّد بن العلاء الهمداني، ويعيش بن الجهم الحديثي، وعثمان بن يحيى الصياد. روى عنه عَبْد الرَّحْمَنِ بْن الْعَبَّاس وَالد أبي طاهر المخلص، وعبد الله بن إبراهيم بن مانسى، وعثمان ابن أحمد بن سمعان الرّزّاز.
__________
[1] 369- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/279.
[2] انظر الحديث في: الدر المنثور 3/274. وكنز العمال 39559.
[3] 372- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/101.(1/415)
أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ القرشي قال أنبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَيُّوبَ قَالَ نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَمْدُونَ الْخَزَّازُ الْكُوفِيُّ قال نبأنا أبو كريب قال نبأنا محمّد بن عمر قال نبأنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ عَنْ عَتَّابِ بْنِ أُسَيْدٍ. قَالَ: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تُخْرَصَ أَعْنَابُ ثَقِيفٍ كَمَا تُخْرَصُ النَّخْلُ ثُمَّ يُؤَدَّى زَكَاتُهُ زَبِيبًا كَمَا يُؤَدَّى زَكَاةُ النَّخْلِ تَمْرًا.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيّ المحتسب قَالَ قرأنا على أَحْمَد بْن الفرج بْن حجاج الوراق عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْنِ سَعِيدٍ. قَالَ: توفي أبو الحسن محمد بن إبراهيم ابن حمدون الرّواسى الخزاز ببغداد ليلة الأربعاء، ودفن غداة الأربعاء أول يوم من جمادى الآخرة سنة سبع وستين ومائتين، ورأيته لا يخضب.
373- محمد بن إبراهيم بن أيوب، أبو عبد الله البزاز:
حدث عن أحمد بن إبراهيم الموصلي. روى عنه علي بن محمد بن المعلى الشونيزي.
أَخْبَرَنَا أَبُو [بَكْرٍ [1]] مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَزَّازُ قَالَ نبأنا على بن محمّد الشونيزى إملاء قال نبأنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أيّوب البزّاز قال نبأنا أحمد بن إبراهيم الموصليّ قال نبأنا خَلَفٌ- يَعْنِي ابْنَ خَلِيفَةَ- عَنْ أَبِي مَالِكِ بْنِ طَارِقٍ عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ عَنْ حُذَيْفَةَ. قَالَ: يُوشِكُ أَنْ يُدْرَسَ الإِسْلامُ كَمَا يُدْرَسُ وَشْيُ الثَّوْبِ، وَيَقْرَأُ النَّاسُ الْقُرْآنَ لا يَجِدُونَ لَهُ حَلاوَةً، فَيَبِيتُونَ لَيْلَةً وَيُصْبِحُونَ وَقَدْ أَسْرَى بِالْقُرْآنِ وَمَا كَانَ قَبْلَهُ مِنْ كِتَابٍ، حَتَّى يُنْتَزَعَ مِنْ قَلْبِ شَيْخٍ كَبِيرٍ، وَعَجُوزٍ كَبِيرَةٍ، فَلا يَعْرِفُونَ وَقْتَ صَلاةٍ وَلا صِيَامٍ وَلا نُسُكٍ، حَتَّى يَقُولَ الْقَائِلُ مِنْهُمْ: إِنَّا سَمِعْنَا النَّاسَ يَقُولُونَ: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ. فَقَالَ صِلَةُ بْنُ زُفَرَ: فَمَا يُغْنِي عَنْهُمْ قَوْلُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَهُمْ لا يَعْرِفُونَ وَقْتَ صَلاةٍ وَلا صَوْمٍ وَلا نُسُكٍ؟
فَقَالَ لَهُ حُذَيْفَةُ: مَا قُلْتَ يَا صِلَةُ؟ قَالَ: قُلْتُ كَذَا وَكَذَا. قَالَ: يَنْجُونَ مِنَ النَّارِ يَا صِلَةَ.
374- محمد بن إبراهيم، أبو بكر بن القربي البزاز:
أَخْبَرَنَا علي بن محمّد الدّقّاق قال أنبأنا الحسين بْن هارون عَن أَبِي الْعَبَّاس بْن
__________
[1] 373 ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(1/416)
سعيد. قَالَ: محمد بن إبراهيم أبو بكر البغداديّ بن القربي البزاز، سمع أبا همام الوليد بن شجاع، والخليل بن عمرو، ومحمد بن علي بن خلف، وهذه الطبقة.
وكان صاحب حديث.
375- محمد بن إبراهيم الرفاء [1] :
حدث عَنْ: إِبْرَاهِيم بْن سَعِيد الجوهري. رَوَى عَنْهُ أَبُو بَكْر بْن سلم الْخُتُلِّيّ.
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم إبراهيم بن سعيد قال نبأنا أَبُو الْجَوَابِ عَنْ مِسْعَرٍ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ سَالِمٍ عن بن عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُفِّنَ فِي ثَلاثَةِ أَثْوَابٍ. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ:
هكذا حدّثناه وهو وهم.
قال الشيخ أبو بكر: وهذا الحديث إنما رواه أبو الجواب عن سفيان الثوري لا عن مسعر. ويقال: إن أبا الجواب تفرد بروايته عن الثوري.
أَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ جَعْفَرٍ الإِمَامُ بِأَصْبَهَانَ قال نبأنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ قَالَ نبأنا الحسين بن على المعمري قال نبأنا إبراهيم بن سعيد الجوهري قال نبأنا الأحوص بن جواب قال نبأنا سُفْيَانُ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ سَالِمٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ. قَالَ: كُفِّنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ثَلاثَةِ أَثْوَابٍ: ثَوْبَيْنِ سَحُولِيَّيْنِ، وَبُرْدٍ حِبَرَةٍ.
376- محمد بن إبراهيم البرجلاني:
حدث عن أبيه عَنْ بِشْرِ بْن الْحَارِثِ. رَوَىْ عَنْهُ مُحَمَّد بْنُ علي بن يحيى البزاز.
377- محمد بن إبراهيم بْن أبان بْن ميمون، أَبُو عَبْد اللَّه السراج [2] :
سمع يحيى بن عبد الحميد الحماني، وعبيد الله بن عمر القواريري، والحكم بن موسى، وسريج بن يونس، وإِسْحَاق بْن [أَبِي [3]] إِسْرَائِيل. روى عنه أَبُو حفص بن الرّيّان، وعلي بْن مُحَمَّد بْن لؤلؤ، ومحمد بْن زيد بن مروان الأنصاري، وغيرهم.
وكان ثقة.
أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ عَن طلحة بْن مُحَمَّد بْن جعفر. وأَخْبَرَنَا السمسار قال نا الصّفّار قال نبأنا بن قانع. قالا: سنة خمس وثلاثمائة مات محمد بن إبراهيم بن أبان السراج.
__________
[1] 357- الرفاء: هو لمن يرفو الثياب. (الأنساب 6/141) .
[2] 377- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/177.
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(1/417)
وأخبرنا محمّد بن عبد الواحد قال نبأنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع: أن محمد بن إبراهيم السراج توفي سنة ست وثلاثمائة.
378-[1] مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن إسحاق، أَبُو بَكْر، يعرف بالفاذجاني [2] :
وهو أصبِهَاني سكن بغداد وحدث بِهَا عَنْ أَبِي مسعود أَحْمَد بن الفرات الرَّازِيّ، وأسيد بن عاصم، وأحمد بن عصام الأصبهانيين. رَوَى عَنْهُ أَبُو بَكْر بْن مالك القطيعي، ومُحَمَّد بن أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى العطشي.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بن عمر البرمكي قال أنبأنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَصْبَهَانِيُّ- جَارُ أَبِي بَكْرِ بن أبي داود- قال نبأنا أبو مسعود قال أنبأنا عبد الرّزّاق قال أنبأنا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ. أَنَّ عَلِيًّا قَالَ لأَبِي بَكْرٍ: وَاللَّهِ مَا مَنَعَنَا أَنْ نُبَايِعَكَ إِنْكَارًا مِنَّا لِفَضْلِكَ، وَلا تَنَافُسًا مِنَّا عَلَيْكَ لِخَيْرٍ سَاقَهُ اللَّهُ إِلَيْكِ. وَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
379- محمد بن إبراهيم بن عبد الله، أبو جعفر الجرجاني [3] ، يعرف بابن الشلاثائي [4] :
أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد بن غالب قال أنبأنا أبو بكر الإسماعيلى قال نبأنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الله الجرجتنى يُعْرَفُ بِابْنِ الشُّلاثَائِيِّ كَتَبَ عَنْهُ ابْنُ أَبِي غالب ببغداد قال نبأنا محمّد بن على زهير قال نبأنا عفان بن مسلم قال نبأنا حمّاد بن سلمة قال أنبأنا ثَابِتٌ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ صُهَيْبٍ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذِهِ الآيَةِ: لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ
[يونس 26] . قَالَ:
«إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، وَأهْلُ النَّارِ النَّارِ، نَادَى مُنَادٍ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ إِنَّ لَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ مَزِيدًا يُرِيدُ أَنْ يُنْجِزَكُمُوهُ. فَيَقُولُونَ: أَلَمْ يُبَيِّضْ وُجُوهَنَا، وَيُثَقِّلْ مَوَازِينَنَا، وَيُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ، وَيُخْرِجْنَا مِنَ النَّارِ؟ فَيُرْفَعُ الْحِجَابُ فَيَنْظُرُونَ إِلَى اللَّهِ فو الله مَا أَعْطَاهُمُ اللَّهُ أَحَبَّ إِلَيْهِمْ وَلا أَقَرَّ لأَعْيُنِهِمْ مِنَ النَّظَرِ إِلَيْهِ [5] »
. وحدث أبو جعفر هذا أيضا عن الحسين بن عيسى البسطامي.
__________
[1] 378- انظر: الأنساب للسمعاني (9/210) .
[2] الفاذجانى: هذه النسبة إلى فاذجان، وهي قرية من قرى أصبهان (الأنساب 9/210) .
[3] 379- انظر: الأنساب للسمعاني 7/430.
[4] الشلاثائي: هذه النسبة إلى شلاثا وهي قرية نواحي البصرة (الأنساب 7/429) .
[5] انظر الحديث في: سنن الترمذي 2552، 3105. ومنحة المعبود 2842.(1/418)
380- مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هارون، أبو العباس الدقاق:
من أهل سر من رأى حَدَّث عَن الحسن بن عرفة العبدي، وعلي بن مسلم الطوسي، ومحمد بن حرب المقرئ، والْحَسَن بْن عُلَيْل العنزي. رَوَى عَنْهُ أَبُو علي بن حبش الدينوري.
أَخْبَرَنَا محمد بن علي بن يعقوب- من أصله- قال أنبأنا أبو على بن حبش المقرئ بالدينور قال نبأنا أبو العباس محمد بن إبراهيم بن هارون الدّقّاق بسامرا في سنة ست وثلاثمائة. قال نبأنا علي بن مسلم الطوسي.
381- محمد بن إبراهيم بن إدريس بن جامع، أبو أحمد البوراني [1] :
حدث عَن مُحَمَّد بْن الحسين بْن إشكاب. رَوَى عَنْهُ عَلِيّ بْنُ عُمَر بْنِ مُحَمَّد السكري.
382- محمد بن إبراهيم، أبو جعفر الغزال [2] ، يلقب: سمسمة:
حدث عَنْ مُحَمَّد بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ المبارك المخرمي. روى عنه أَبُو بكر أَحْمَد بْنُ إِبْرَاهِيمَ الإسماعيلي الجرجاني.
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال أنبأنا أبو بكر الإسماعيلى قال نبأنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْغَزَّالُ فِي مسجد الرصافة قال نبأنا محمّد بن عبد الله المخرمى قال نبأنا على بن الحسن بن شقيق قال أنبأنا أَبُو حَمْزَةَ عَنْ جَابِرٍ عَنْ عَامِرٍ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ أَبِي بَكْرٍ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ سَيِّئُ الْمَلَكَةِ، وَمَلْعُونٌ مَنْ ضَارَّ مُسْلِمًا أو غره [3] »
. قال الشيخ أبو بكر: كَذَا قَالَ عَامِر عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ أَبِي بَكْرٍ. وَالْمَحْفُوظُ بِهَذَا الإِسْنَادِ عَنْ عَامِرٍ عَنْ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيِّ عَنْ أَبِي بَكْرٍ، وَذِكْرُ مَسْرُوقٍ لا وَجْهَ لَهُ.
أَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْحَسَنِ الشاهد بالبصرة قال نبأنا ابن الحسن ابن شقيق قال نبأنا أَبُو حَمْزَةَ السُّكَّرِيُّ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيُّ عَنْ عامر عن مرة الهمداني
__________
[1] 381- البوراني: هذه النسبة إلى عمل البواري التي تبسط في الدور ويجلس عليها، ويقال بالعراق له: البورائى أيضا (الأنساب 2/324) .
[2] 382- الغزال: هذا اسم لمن يبيع الغزل (الأنساب 9/139) .
[3] انظر الحديث في: سنن الترمذي 1946. وسنن ابن ماجة 3691. ومسند أحمد 1/7، 12. والمصنف لعبد الرّزّاق 20993. ومجمع الزوائد 4/236.(1/419)
عَنْ أَبِي بَكْرٍ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ سَيِّئُ الْمَلَكَةِ [1] »
. وَهَكَذَا رَوَاهُ فَرْقَدٌ السَّبَخِيُّ عَنْ مُرَّةَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ قال أنبأنا علي بْن عُمَر الحربي قَالَ وَجدت فِي كتاب أخي: مات أبو جعفر الغزال المعروف بسمسمة سنة ثمان وثلاثمائة في النصف من رجب يوم الجمعة، ودفن قبل الصلاة.
383- مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن آدم بْن أَبِي الرجال، أبو جعفر الصلحي [2] :
سكن بغداد وحدث بها عن بشر بن هلال الصواف، ومحمد بن الصباح الجرجرائي، وأزهر بن جميل البصري. رَوَى عَنْهُ أَبُو بَكْر بْن سلم الْخُتُلِّيّ، وعمر بن جعفر البصري الحافظ، وعثمان بن أحمد بن سمعان الرزاز المعروف بالمحاسني، ومحمد بن المظفر، وغيرهم. وكان ثقة. أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ عَن طلحة بْن مُحَمَّد بْن جعفر: أن محمد بن إبراهيم بن أبي الرجال مات في سنة عشر وثلاثمائة.
384-[3] محمد بن إبراهيم، أبو جعفر الأطروش [4] البرتي الكاتب:
سمع محمد بن حاتم الزمي، وأبا عمر الدوري، ويحيى بن أكثم القاضي وغيرهما [5] .
روى عنه: القاضي أبو بكر بن الجعابي، وعبد الله بن الحسن بن النخاس، وأبو الحسين بن البواب المقرئ، [وعليّ بن..... [6]] أحاديث مستقيمة.
حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ قال نبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ الْمُقْرِئُ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبِرْتِيُّ أَبُو جَعْفَرٍ الأطروش قال نبأنا يحيى بن أكثم قال نبأنا محرز بن الوضاح- شيخ مروذى قديم- قال نبأنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ. قَالَ: فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَدَقَةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، أَوْ صَاعًا من أقط.
__________
[1] انظر التخريج السابق.
[2] 383- انظر: الأنساب للسمعاني: 8/84.
[3] 384- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/254.
[4] الأطروش: هذه اللفظة لمن بأذنه أدنى صمم (الأنساب 1/305) .
[5] ما بين المعقوفتين بياض بالأصل، وأكملناه من «المنتظم» .
[6] ما بين المعقوفتين بياض الأصل.(1/420)
أخبرنا السّمسار قال أنبأنا الصّفّار قال نبأنا بن قانع: أن أبا جعفر البرتي مات فِي شهر رمضان من سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة.
وأَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ قال نبأنا علي بْن عُمَر الحربي قَالَ وَجدت فِي كتاب أخي: مات أبو جعفر البرتي الأطروش وكان يقول [إنه [1]] ينزل درب ثوابة سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة لثلاث عشرة بقيت من شهر رمضان يوم الأربعاء.
385- محمد بْن إِبْرَاهِيم بْن زياد بْن عَبْد اللَّه، أبو عبد الله الطيالسي الرازي [2] :
كان جوالا. حدث ببغداد، وبمصر، وطرسوس، وسكن قرميسين، وعمر عمرا طويلا، كان يحدث عن إبراهيم بن موسى الفراء، والمعافى بن سليمان الرسعني، ويحيى بن معين، وعبد اللَّهِ بن عُمَر القواريري، وأبي مصعب الزهري، وعلي بن حكيم الأودي، ومحمد بن حميد الرّازي، وأبى غسان ذبيح، وهارون بن عبد الله البغدادي، وأبي سلمة المخزومي، وعبد الكريم بن أبي عمير الدهقان، وعبد الرّحمن ابن يونس الرقي، وغيرهم. روى عنه يَحْيَى بن مُحَمَّد بن صاعد، والحسن بن محمّد ابن شعبة، ومكرم بن أحمد القاضي، وجعفر بن محمّد الخلدى، وأبو بكر بن الجعابي. في آخرين.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رزق قال نبأنا مكرم بن أحمد القاضي قال نبأنا محمّد ابن إبراهيم بن زياد الرّازي قال نبأنا إبراهيم بن موسى قال نبأنا عبّاد بن العوام قال نبأنا عمر بن إبراهيم. قال نبأنا قَتَادَةُ عَنِ الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تَزَالُ أُمَّتِي عَلَى الْفِطْرَةِ مَا لَمْ يَنْتَظِرُوا بِصَلاةِ الْمَغْرِبِ اشْتِبَاكَ النُّجُومِ [3] »
. أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّد بْن عيسى بْن عبد العزيز البزّاز بهمدان قال نبأنا أَبُو الفضل صالح بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد الْحَافِظُ قَالَ حدّثني أبي قال نبأنا محمّد بن إبراهيم- يعنى الطيالسي- قال نبأنا إبراهيم بن موسى الفراء. قال نبأنا ابن أبي زائدة
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] 385- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/258. وشذرات الذهب 2/268.
[3] انظر الحديث في: صحيح ابن حبان 891. والترغيب والترهيب 2/140. وفتح الباري 4/199.(1/421)
عن الأعمش عن سعيد بْنِ عُبَيْدَةَ عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جَنَازَةِ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْقَبْرِ وَلَمَّا يُلْحَدْ. فَجَلَسَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ كَأَنَّ عَلَى رُءُوسِنَا الطَّيْرُ. فَذُكِرَ مِثْلُ حديث المنهال عَنِ الْبَرَاءِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: سَأَلَنِي عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ مُوسَى بْنُ هَارُونَ بِبَغْدَادَ فَحَدَّثْتُهُ.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو زُرْعَةَ رَوْحُ بْنُ محمد بن أحمد الرّازي قال أنبأنا زياد قال نبأنا أحمد بن الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ نبأنا محمّد بن إبراهيم بن زياد قال نبأنا أحمد بن منيع قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ حَيَّانَ الْبَغَوِيُّ- وَكَانَ جَارَنَا- قَالَ نبأنا مالك بن أنس قال نبأنا هشيم بن أبي خازم عن يعلى بن عَطَاءٍ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ حَدِيدٍ عَنْ صَخْرٍ الْغَامِدِيِّ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا [1] »
قال الشيخ أبو بكر: تفرد برواية هذا الحديث عن مالك؛ أبو الأحوص البغوي، ولم يروه عن أحمد بن منيع موصولا هكذا سوى محمد بن إبراهيم بن زياد وأخطأ فيه. والصواب ما.
حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الأزهرى قال نبأنا أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ وَأَبُو الْفَضْلِ عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن الزُّهْرِيّ وآخرون. قالوا: نبأنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز قَالَ حَدَّثَنِي جَدِّي أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ قَالَ نبأنا أَبُو الأَحْوَصِ مُحَمَّدُ بْنُ حَيَّانَ الْبَغَوِيُّ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ هُشَيْمِ بْنِ أَبِي خَازِمٍ عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ حَدِيدٍ. أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا [2] »
. لَمْ يَذْكُرْ فِيهِ صَخْرًا. وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ لا يُحَدِّثُ بِهَذَا الْحَدِيثِ إِلا فِي كُلِّ سَنَةٍ مَرَّةً وَاحِدَةً.
أَخْبَرَنَا محمد بن عيسى البزاز قَالَ نبأنا صالح بن أحمد الحافظ قَالَ: محمد بن إبراهيم بن زياد الرّازي نزيل قرمسين، حَدَّثَنَا عنه أحمد بن محمد المقرئ ومحمد بن أحمد الصفار. سمعت أبا جعفر- يعني الصفار- يقول: تكلموا فيه وكان فهما بالحديث مسنا. وَقَالَ صالح سمعت أبي يقول: كتب ابن وهب الدينوري، وأفسد
__________
[1] انظر الحديث في: سنن الترمذي 1212. وسنن أبي داود 2606. وسنن ابن ماجة 2236، 2237، 2238. ومسند أحمد 3/416، 417، 432، 4/384، 390، 391. وكشف الخفا 1/214، 342. والدر المنتثرة 18.
[2] انظر التخريج السابق.(1/422)
حاله بمرة فذكرت ذلك لأبي جعفر. فقال: ابن وهب يتكلم في الناس وله في نفسه من الشغل ما لا يتفرغ لغيره.
قَالَ صالح: وسمعت أبا جعفر يقول: توهمت أن الناس لا يحملون حديثه لضعفه.
أَنْبَأَنِي أحمد بن علي اليزيدي قال أنبأنا أبو أحمد محمد بن محمد الحافظ. قَالَ محمد بن إبراهيم بن زياد الطيالسي عمر الكثير، وكان يروي عن المعافى بن سليمان الرسعني، وأمية بن بسطام العبسي، وإبراهيم بن حمزة الزهري. فالله أعلم أشرها كان ذلك منه أم صدقا؟
قال الشيخ أبو بكر: قد كان محمد بن إبراهيم حيا [سنة [1]] ثلاث عشرة وثلاثمائة.
سألت أبا حازم عمر بن أحمد الحافظ ذكره فقال: لو أنه اقتصر على سماعه لكان له فيه مقنع، لكنه حدث عن شيوخ لم يدركهم. أو قَالَ كلاما هذا معناه.
قرأت فِي كتاب أَبِي الْحَسَن الدارقطني بخطه: محمد بن إبراهيم بن زياد متروك، وفي موضع آخر: ضعيف. سألت عنه أبا بكر البرقاني فقال: بئس الرجل.
386- محمد بن إبراهيم بن مسلم بن البطال، أبو عبد الله اليماني، نزيل المصيصة [2] :
وهو من صعدة اليمن. قدم بَغْدَاد وَحدث بها عَنْ عَلِيِّ بْن مسلم الهاشمي. روى عنه حبيب بن الحسن بن داود [3] القزاز.
أَخْبَرَنَا علي بن المظفر الأصبهاني قَالَ نبأنا حبيب بن الحسن بن داود القزاز إملاء قال نبأنا محمد بن إبراهيم بن بطال الصعدي- قدم علينا من صعدة وهي من طريق اليمن- قال نبأنا إبراهيم بن عَلِيّ بْن مُسْلِم الهاشمي قَالَ حَدَّثَنِي عَبْد الرّحمن بن يحيى الصيداوي قال نبأنا إبراهيم بن أبي بكر بن عياش. قَالَ: بكيتُ عِنْدَ أبي حين حضرته الوفاة، فقال لي: ما يُبكيك؟ أترى الله يضيع لأبيك أربعين سنة يَختم فيها القرآن كل ليلة. وحدّث أبو إسحاق بن محمد الجلي وغيره من أهل المصيصة عن محمد بن إبراهيم عن سلمة بن شبيب، ومحمد بن آدم المصيصي، والحسين بن على
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] 386- انظر: الجرح والتعديل 7/184.
[3] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.(1/423)
ابن الأسود الكوفيّ، وأحمد بن يحيى الجلاب البغدادي، والعباس بن الوليد بن مزيد البيروتي ونحوهم.
387- محمد بن إبراهيم، أبو نصر الكسائي السمرقندي [1] :
قدم بغداد وحدث بِهَا عَنِ الْحُسَيْن بْن حميد العكي، وأبي العباس بن قتيبة العسقلاني، ونحوهما. روى عنه أبو عمرو بن السماك حديث وصية النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم لعليّ ابن أبي طالب وغير ذلك. وحدث عنه أيضا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قيوما النهرواني.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ النِّعَالِيُّ قال أنبأنا عمر بن محمد بن عبد الله البندار المعروف بابن قيوما المعدّل بالنهروان قال نبأنا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ السَّمَرْقَنْدِيُّ قَالَ نبأنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ بِبَيْتِ المقدس قال نبأنا جعفر بن محمّد قال نبأنا سليمان بن عبد العزيز بن مروان قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ. أَنَّ عَلِيًّا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ [2] »
. 388- محمد بن إبراهيم بن أحمد بن الحكم، أبو عبد الله الطَّرْسوسيُّ:
قدمَ بغداد وحدث بِهَا عَن أَبِي فروة يزيد بْن مُحَمَّد الرهاوي. روى عنه محمّد ابن إسماعيل الوراق، وأبو حفص بن شاهين. وذكر أبو حفص: أنه سمع منه في سنة خمس عشرة وثلاثمائة.
389- محمد بن إبراهيم بن نيروز، أبو بكر الأنماطي [3] :
سمع عمرو بْن علي، ومحمد بْن المثنى العنزي، ومحمّد بن عمر بن نافع المصري، ومحمد بن عوف الحمصي، ويزيد بن محمد أبا فروة الرهاوي. روى عنه أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي، وعبيد اللَّه بن أبي سمرة البغوي، ومُحَمَّد بن إبراهيم بن حمدان العاقولي، ومحمد بن عبيد الله بن
__________
[1] 387- الكسائي: هذه النسبة لجماعة من المشاهير ببيع الكساء أو نسجه أو الاشتمال به ولبسه.
(الأنساب 10/419) .
[2] انظر الحديث في: المعجم الكبير للطبراني 10/240. والدرر المنتثرة 105. والعلل المتناهية 1/54- 62. وكشف الخفا 2/56، 446، 584. ومجمع الزوائد 1/119، 120. والمعجم الصغير للطبراني 1/16. ومشكاة المصابيح 218. وتنزيه الشريعة 1/278، 279.
[3] 389- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/303. وسؤالات السهمي للدارقطني 10.(1/424)
الشخير الصيرفي، ومحمد بن المظفر، وأبو الحسن الدارقطني، وَيُوسُفُ بْنُ عُمَرَ القَوَّاسُ.
وحَدَّثَنِي الْحَسَن بْن مُحَمَّد الخلال أن يوسف القواس ذكره فِي جملة شيوخه الثقات.
قرأت بخط أبي القاسم بن الثلاج: توفي ابن نيروز الأنماطي في رمضان سنة ثمان عشرة وثلاثمائة.
وحَدَّثَنِي عُبَيْد اللَّه بْن أَبِي الفتح عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ: أَنَّ ابْنَ نيروز مات في سنة تسع عشرة وثلاثمائة.
390- محمد بن إبراهيم بن محمد بن أبي الحجيم. أبو كثير الشيباني البصري:
قدم بَغْدَاد وحدث بها عَن جميل بن الحسن، ويونس بن عبد الأعلى، والربيع بن سليمان، ووفاء بن سهل المصريين، ومحمد بن إسماعيل بن سالم المكي الصائغ.
رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد بْن جعفر الْمَعْرُوف بزوج الحرة، وَمُحَمَّد بْن المظفر، وأبو عُمَر بْن حيويه، وأبو حفص بن شاهين.
حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ سمعت حمزة بن يوسف السهمي يقول: سألت أبا محمد ابن غلام الزهري عن محمد بن إبراهيم بن أبي الحجيم فقال هو ثقة.
391- محمد بن إبراهيم بن حفص بن شاهين، أبو الحسن البزاز [1] :
كان ينزل بدرب الزعفراني. وحدث عَنْ يوسف بْن مُوسَى القطان، ومحمد بْن الوليد البسري، وأحمد بن منصور زاج، والحسن بن أبي الربيع الجرجاني، وأحمد ابن عبد الجبار العطاردي. روى عنه محمد بن إسماعيل الوراق، وأبو الحسن الدارقطني وعمر بن إبراهيم الكتاني، ويوسف القواس.
وَحَدَّثَنِي الخلال: أن يوسف ذكره في جملة شيوخه الثقات.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ. قَالَ: سمعت القاضي أبا الحسن الجراحي يذكر: أن ابن شاهين هذا مات فجأة- وقد خرج من الحمام- في عاقبة يوم الاثنين لِخَمْس خلون من شهر رمضان سنة عشرين وثلاثمائة.
__________
[1] 391- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 13/312.(1/425)
392- محمد بن إبراهيم بن عبد الملك، أبو جعفر الواسطي:
حدث ببغداد عن أبي هشام الرفاعي أحاديث مستقيمة. روى عنه أبو الطيب عُثْمَان بْن عَمْرو بْن مُحَمَّد بْن المنتاب الإمام.
393- محمد بن إبراهيم بن محمد، أبو عبد الله القصار الرازي [1] :
ذكر أبو القاسم بن الثلاج: أنه حدثه عن الحسن بن علي بن زياد السري في سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة.
394- محمد بن إبراهيم بن العباس، أبو هشام الطائي الملطي [2] :
حدث بعكبرا عن إبراهيم بن عبد الله بن زاذفروخ الفارسي. روى عَنْهُ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن بخيت العكبري.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْحُسَيْنِ بْن عمرو بن بزهان البغداديّ بصور قال أنبأنا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن خَلَف بْن بخيت الدّقّاق قال نبأنا أَبُو هِشَامٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْعَبَّاسِ الطائي الملطي بعكبرا قال نبأنا إبراهيم بن عبد الله بن زاذفروخ الفارسي قال نبأنا يحيى بن شبيب السلمى قال نبأنا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.
قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَتَنَاوَلْتُ تُفَّاحَةً وَكَسَرْتُهَا فَخَرَجَ مِنْهَا حَوْرَاءُ أَشْفَارُ عَيْنَيْهَا كَرِيشِ النِّسْرِ، قُلْتُ: لِمَنْ أَنْتِ؟ قَالَتْ: لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ [3] »
. 395- محمد بن إبراهيم بن أحمد بن صالح بن دينار، أبو الحسن المعدل؛ يعرف بابن حبيش؛ لأن أحمد جده كان يلقب حبيشا [4] :
حدث عن محمد بن شجاع الثلجي، وعباس الدوري، وإبراهيم بن عبد الله القصار الكوفي، وإسحاق بن الحسن الحربي. روى عنه أبو الحسن الدارقطني، وعبد الرّحمن بن عمر بن حميد الخلال، وَأَحْمَد بْن الفرج بْن الحجاج، وغيرهم. وكان يسكن درب يعقوب بن سوار.
أَخْبَرَنَا أبو القاسم الأزهرى قال أنبأنا علي بن عمر الدارقطني. قَالَ: محمد بن إبراهيم بن حبيش شيخنا لم يكن بالقوي.
__________
[1] 393- القصار: هذه النسبة إلى قصارة. (الأنساب 10/163) .
[2] 394- الملطي: نسبة إلى ملطية، مدينة بالروم (لب اللباب للسيوطي ص/ 252) .
[3] انظر الحديث في: كنز العمال 36263.
[4] 395- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/79.(1/426)
أخبرني الأزهرى قال نبأنا عبيد الله بن عثمان الدقاق قَالَ: قَالَ لنا أبو الحسن بن حبيش.
وَأَخْبَرَنَا أحمد بن محمّد العتيقى قال نبأنا عَبْد اللَّه بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه بن حمويه البزّاز قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حُبَيْشٍ الْبَغَوِيُّ الْمُعَدَّلُ. قال: إنى ولدت يوم الجمعة لتسع بقين من شعبان سنة اثنتين وخمسين ومائتين.
قَالَ عبيد الله بن عثمان، وَقَالَ أبو الحسن: إنما سمينا بالبغيين لأنا من قرية من خراسان من مرو الروذ يقال لها بغشور. قَالَ: وكان المنصور بنى لهم مسجد البغيين قَالَ: وصلى المنصور في مسجدنا واستسقى فيه ماء.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد السمسار قال أنبأنا عبد الله بن عثمان قال نبأنا بن قانع: أن محمد بن إبراهيم بن حبيش؛ مات في جمادى الآخرة سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة.
قَالَ غيره عن عبد الباقي: مات يوم الثلاثاء لعشر خلون من جمادى الآخرة.
396- محمد بن إبراهيم بن أبي الورد الحربي [1] :
حدث عَنْ مُحَمَّد بن يونس الكديمي، وأحمد بن على البربهارى، وعبد الله بن أيّوب الجزار، ومحمد بن علي بن شعيب السمسار. روى عنه أبو حفص بن شاهين.
397- محمد بن إبراهيم بن أبي حليمة الصائغ [2] :
حدث عن سعدان بْن نَصْر، وَمُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن نصر الترمذي. روى عنه بن شاهين أيضا، وعبد الواحد بن علي اللحياني.
398- محمد بن إبراهيم بن خالد بن مخلد، أبو بكر المقرئ:
حدث عَنْ مُحَمَّد بن أَيُّوبَ الرَّازِيّ. روى عنه المعافى بن زكريا الجريري.
399- محمد بن إبراهيم بن إسحاق الضحاك، أبو بكر البخاري:
ذكر أبو القاسم بن الثلاج: أنه قدم بغداد، وحدثهم عن إسحاق بن أحمد بن خلف الحافظ.
__________
[1] 396- الحربي: هذه النسبة إلى محلة، وإلى رجل، أما النسبة إلى المحلة: فهي الحربية، المحلة المعروفة بغربي بغداد، وجماعة ينسبون إلى أحمد بن حرب الزاهد النّيسابوريّ (الأنساب 4/97، 102) .
[2] 397- الصائغ: هذه النسبة إلى عمل الصياغة، وهو صوغ الذهب (الأنساب 8/23) .(1/427)
400- محمد بن إبراهيم بن أبي الحزور، أبو بكر [1] :
حدث عن بشر بن موسى، وأبي زيد أحمد بن محمد بن طريف الكوفي. روى عنه إِبْرَاهِيم بْن مخلد بْن جَعْفَر. قرأتُ فِي كتاب أَبِي الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الفرات بخطه: توفي أبو بكر محمد بن إبراهيم بن أبي [2] الحزور يوم السبت لليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة ودفن يوم الأحد.
401- محمد بن إبراهيم بن إسحاق السراج النيسابوري [3] :
ولد أبو عبد الله ببغداد، وسمع بها من الحرث بن أبي أسامة، والكديمي، وانتقل بآخرة إلى الشام، فسكن بيت المقدس، وحدث بها. رَوَى عَنْهُ تَمَّامُ بْنُ مُحَمَّد بْنِ عَبْد اللَّهِ الرَّازِيُّ، وأبو عبد الله بن أبي كامل الأطرابلسي، وكان صدوقا.
402- محمّد بن إبراهيم بن إسحاق بن أخ [4] أبي ... حمد بن عبد الله العريني:
..... ومحمّد بن........ وعمر بن....... التوزى....... عن أبيه إبراهيم ابن إسحاق....... على......
403-[5] محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن عبد بن حبلة، أبو جعفر القوهستاني [6] :
قدم بغداد وحدث بها عن محمد بن إسحاق السراج النيسابوري، وأبي قريش بن جمعة بن خلف القوهستاني. روى عنه أبو بكر الدوري الوراق، وأحمد بن الفرج بن الحجاج.
أَخْبَرَنَا علي بن المحسن المعدل قال نبأنا أحمد بن عبد الله الدوري الوراق قَالَ نبأنا أبو جعفر محمد بن إبراهيم بن عبدان بن حبلة- قدم علينا بغداد.
__________
[1] 400- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/92.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] 401- انظر المنتظم، لابن الجوزي 14/92.
[4] 402- هذه الترجمة ساقطة من المخطوطة، وهي في الأصل مطموس أغلبها، فأثبتنا ما وجدناه منها بقدر المستطاع.
[5] 403- انظر: الأنساب للسمعاني 10/265.
[6] القوهستاني: هذه النسبة إلى قوهستان، يعني إلى الجبال وفي كل إقليم ولاية يقال لها:
قوهستان، وقوهستان المعروفة أحد أطرافها متصل بنواحي هراة وبالعراق وهمذان ونهاوند وبروجرد وما يتصل بها (الأنساب 10/294) .(1/428)
404- مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن يوسف بن يعقوب، أبو الحسن البزاز العكبري [1] :
حدث عن أبي الفضل العباس بن الفضل بن العباس بن موسى الهاشمي. رَوَى عَنْهُ أَبُو الفتح عَبْد الْوَاحِدِ بْن مُحَمَّد بْن مسرور، وذكر أَنَّهُ سمع منه بِبَغْدَادَ. وَقَالَ: ما علمت من أمره إلا خيرا.
405- محمد بن إبراهيم بن محمد بن جناح، أبو أحمد البستيّ:
ذكر أبو القاسم بن الثلاج: أنه قدم بَغْدَاد حاجا فِي سنة ست وأربعين وثلاثمائة، وحدثهم عن إسحاق بن إبراهيم القاضي البستي، صاحب حامد بن آدم.
406- محمد بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ خالد، أبو بكر المتطبب:
ذكر ابْن الثلاج أَيْضًا أنه حدثهم عَنْ عباد بن علي السيريني وَقَالَ: كان ينزل سوق العطش.
407- محمد بن إبراهيم بن يحيى بن أحمد الخلال [2] :
حدث عَنْ أَبِي خليفة الْفَضْل بْن الحباب. روى عنه أَبُو الفتح بن مسرور. وَقَالَ حَدَّثَنَا في منزله بمدينة المنصور. وكان ثقة.
408- محمد بن إبراهيم بن الحسين بن الحسن بن عبد الخالق، أبو الفرج البغدادي الفقيه الشافعي، يعرف بابن سكرة [3] :
سكن مصر وَحدث بها عَنْ أَبِي عُمَر حفص بْن أبي عمر الضرير البصري. روى عنه أَبُو الفتح بْن مسرور أيضا، وذكر أنه سمع منه فِي سنة خمس وخمسين وثلاثمائة.
قَالَ: وكان فيه لين.
409-[4] مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن خالد بن عيسى بن عبد الحميد، أبو العباس، يعرف بابن الشيرجي [5] :
مروذى الأصل. سمع جَعْفَر بْن مُحَمَّد الفريابي، وإبراهيم بْن شريك الأسديّ،
__________
[1] 404- العكبري: بلدة علي الدجلة فوق بغداد بعشرة فراسخ من الجانب الشرقي (الأنساب 9/27، 28) .
[2] 407- الخلال: هذه النسبة إلى عمل الخل أو بيعه. (الأنساب 5/217) .
[3] 408- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/92.
[4] 409- انظر: المنتظم 4/185. والأنساب (7/456) .
[5] الشيرجي: هذه النسبة إلى بيع دهن «الشيرج» وهو دهن السمسم (الأنساب 7/454) .(1/429)
وأبا العباس البراثي، ومحمد بن جرير الطبري، وأبا القاسم البغوي، وعبد الله بن أبي داود السجستاني. كتب عنه أبو الحسن بن الفرات، ومحمد بن أبي الفوارس.
وحدث عنه أَبُو الْحَسَن بن رزقويه.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بن أَحْمَد بن رزق قال نبأنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ المروزي، يعرف بابن الشيرجي من لفظه وحفظه قال نبأنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أبي. قَالَ قلت لأبي عَبْد اللَّه أَحْمَد بْن حنبل: تعرف لأبي العشراء الدارمي حديثا غير: «لو طعنت في فخذها لأجزأ عنك [1] » ، قَالَ: لا، فَقُلْتُ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمرو الرّازي قال نا عبد الرّحمن بن قيس قال نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي الْعُشَرَاءِ الدَّارِمِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: ذُكِرَتِ الْعَتِيرَةُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَسَّنَهَا. فَقَالَ أَحْمَدُ: مَا أَحْسَنَهُ يُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ صَحِيحًا لأَنَّهُ مِنْ كَلامِ الأَعْرَابِ. وَقَالَ. لابْنِهِ: هَاتِ الدَّوَاةَ وَالْوَرَقَةَ فَكَتَبَهُ عَنِّي.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عمر المقرئ قال نا إبراهيم بن أحمد القرميسيني قال نبأنا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ الأَصْبَهَانِيُّ المعدّل قال نا أَبُو مَسْعُودٍ- يَعْنِي أَحْمَدَ بْنَ الْفُرَاتِ- قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ قَيْسٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي الْعُشَرَاءِ الدَّارِمِيِّ عن أَبِيهِ. قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْعَتِيرَةِ فَحَسَّنَهَا.
قَالَ محمد بن أبي الفوارس: مات أبو العباس محمد بن إبراهيم المروزي، ويعرف بالشيرجي لتسع بقين من ذي الحجة سنة ست وخمسين وثلاثمائة، وكان شيخا ثقة مستورا لا بأس به.
410- محمد بن إبراهيم بن أحمد بن أبي الحكم، أبو عبد الله الختلي [2] :
حدث عَنْ مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن النضر الأزدي، وأبي القاسم الكجي. حَدَّثَنَا عنه مُحَمَّد بْن طلحة النِّعالي.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ مُحَمَّد النعالى قال نا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْحَكَمِ الْخُتَّلِيُّ. وَحَبِيبٌ الْقَزَّازُ، وأبو بكر بن مالك. قالوا نا أَبُو مُسْلِمٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِيُّ قال نا أبو عاصم النبيل عن أيمن بن نائل عن
__________
[1] انظر الحديث في: سنن النسائي 7/228. وسنن ابن ماجة 3183. ومسند أحمد 4/334.
وسنن الدارمي 2/82. ومشكاة المصابيح 4082.
[2] 410- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/186.(1/430)
قُدَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْمِي الْجَمْرَةَ عَلَى نَاقَةٍ صَهْبَاءَ، لا ضَرَبَ، وَلا طَرَدَ، وَلا جَلْدَ، وَلا إِلَيْكَ إِلَيْكَ.
411- محمد بن إبراهيم الفروي [1] :
سمع أبا مسلم الكجي. حَدَّثَنَا عَنْهُ أَبُو نُعَيْم الأصبهاني.
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قال نا محمّد بن إبراهيم الفروى قال نا أبو مسلم الكجي قال نبأنا مسور بن عيسى قال نا القاسم بن يحيى قال نا يَاسِينُ الزَّيَّاتُ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: «إِنَّ مِنْ مَعَادِنِ التَّقْوَى تَعَلُّمُكَ إِلَى مَا قَدْ عَلِمْتَ عِلْمَ مَا لَمْ تَعْلَمْ، وَالنَّقْصُ فِيمَا قَدْ عَلِمْتَ قِلَّةُ الزِّيَادَةِ فِيهِ، وَإِنَّمَا يَزْهَدُ الرَّجُلُ فِي عِلْمِ مَا لَمْ يَعْلَمْ؛ قِلَّةَ الانْتِفَاعِ بِمَا قَدْ عَلِمَ [2] »
. قَالَ لِي أَبُو نُعَيْمٍ: هَذَا الشَّيْخُ مِنْ وَلَدِ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، وَسَمِعْتُ مِنْهُ بِبَغْدَادَ، وَكَانَ شَيْخًا لَهُ هَيْئَةٌ حَسَنَةٌ، وَهُوَ ثِقَةٌ.
412- محمد بن إبراهيم بن العباس بن الفضيل، أبو اليسر الموصلي:
قدم بغداد في سنة اثنتين وستين وثلاثمائة، وروى بها عن أبي يعلى الموصلي كتاب معجم شيوخه. سمعه منه محمد بن أبي الفوارس، وأبو عَبْد اللَّهِ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الكاتب.
413- محمد بن إبراهيم بن محمد، أبو بكر الشاهد المعروف بالربيعي [3] :
حدث عن الحسن بن محمد بن عنبر الوشاء، ومحمد بن جرير الطّبريّ، وعبد الله ابن محمد بن ياسين، وزكريا بن يحيى الساجي، ومحمد بن ضو الرامهرمزي، ومحمد بن محمد بن عقبة الكوفي. حَدَّثَنَا عنه أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْد اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ البقال الفقيه، وأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بُكَيْرٍ النجار.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بُكَيْرٍ قَالَ أنبأنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الرَّبِيعِيُّ قَالَ نبأنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَنْبَرٍ الْوَشَّاءُ قَالَ نبأنا منصور بن أبي مزاحم قال نبأنا روح
__________
[1] 411- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/186.
[2] انظر الحديث في: العلل المتناهية 1/86. وميزان لاعتدال 9443. ولسان الميزان 6/841.
وكنز العمال 5631.
[3] 413- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/241.(1/431)
ابن مُسَافِرٍ عَنْ أَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ عَنْ أَبِي ذَكْوَانَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُسْتَجَابَ لَهُ فِي الشَّدَائِدِ وَالْكَرْبِ، فَلْيُكْثِرِ الدُّعَاءَ فِي الرَّخَاءِ [1] »
. قَالَ مُحَمَّد بن أَبِي الفوارس: توفي أَبُو بكر الربيعي في سنة أربع وستين وثلاثمائة، وفيه نظر.
414- محمد بن إبراهيم، أبو الحسن الحضرمي [2] :
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ علي الواسطي قال أنبأنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَضْرَمِيُّ بِبَغْدَادَ قال نبأنا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ قُدَامَةَ الْبَلْخِيُّ الْوَرَّاقُ سنة ثمان وتسعين ومائتين قال نبأنا قتيبة بن سعيد قال نبأنا مَالِكٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ مَكَّةَ وَعَلَى رَأْسِهِ الْمِغْفَرُ. فَقِيلَ: ابْنُ خَطَلٍ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ، فَقَالَ: «اقْتُلُوهُ [3] » .
415- محمد بن إِبْرَاهِيم بْن حمدان بْن إِبْرَاهِيم بْن يونس نيطرا، أبو بكر قاضي دير العاقول [4] :
حدث ببغداد عن جده حمدان، وعن أبيه إبراهيم، وعَن عُمَر بْن إِسْمَاعِيل بْن أَبِي غيلان الثقفي، وأحمد بن مكرم البرتي، ومحمد بن الحسين الأشناني وَعلي بْن الْعَبَّاس المقانعي، وَعبد اللَّه بْن زيدان الكوفيين، وأبي القاسم البغوي، وبدر بن الهيثم القاضي، وأبي حامد محمد بن هارون الحضرمي، وأبي بكر بن أَبِي داود. ويحيى بن مُحَمَّدِ بن صاعد، وغيرهم. حَدَّثَنَا عنه الْحَسَن بْن مُحَمَّد الخلال، وأَبُو القاسم الأزهري، وعلي بن المحسن التنوخي، ومحمد بْن عَبْد الملك بْن بشران.
وسألت الخلال والأزهري عنه. فقالا: ثقة.
حَدَّثَنِي الأزهري. قَالَ: جاءنا الخبر من دير العاقول أن ابن نيطرا توفي في شهر ربيع الأول من سنة ثمانين وثلاثمائة.
__________
[1] انظر الحديث في: المستدرك 1/544. وسنن الترمذي 3382. والأحاديث الصحيحة 593. ومشكاة المصابيح 2240. والترغيب والترهيب 2/478.
[2] 414- الحضرمي: هذه النسبة إلى حضرموت وهي من بلاد اليمن من أقصاها (4/159) .
[3] سبق تخريجه.
[4] 415- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 14/346.(1/432)
416- محمد بن إبراهيم بن أحمد، أبو نعيم الهمدانيّ:
حدث عن محمد بن عمرو بن البختري الرزاز. حَدَّثَنِي عَنْهُ عَبْد العزيز بْن علي الأزجي.
417- مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّدِ بْنِ يزيد، أبو الفتح البزاز الغازي الطرسوسي يعرف بابن البصري [1] :
سمع محمد بن إبراهيم بن أبي أمية الطرسوسي، وأحمد بن محمد بن أحمد بن سلام، وخيثمة بن سليمان الأطرابلسي، ومحمد بن محمد بن داود بن عيسى الكرجي، وسليمان بن أحمد الملطي، وعبد الله بن الحسين الأنطاكي، وأحمد بن بهزاد السيرافي، وأبا سَعِيد أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن زياد الأعرابي، والحسن بن عبد الرحمن بن زريق الحمصي. وقدم بغداد وحدث بها. فحدثنا عنه أبو بكر البرقاني، ومحمد بن الفرج بن علي البزاز، وأبو القاسم الأزهري، وعلي بن طلحة المقرئ، والقاضي أبو العلاء الواسطي، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا الأَزْهَرِيُّ وَالْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بن على. قالا: أنبأنا أبو الفتح محمّد ابن إبراهيم بن محمّد بن الطرسوسي قال نبأنا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زُرَيْقٍ بِحِمْصَ قال نبأنا محمّد بن سنان الشيزرى قال نبأنا إبراهيم بن حيّان بن طلحة قال نبأنا شُعْبَةُ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «شَفَاعَتِي لأَهْلِ الذُّنُوبِ مِنْ أُمَّتِي» . قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: وإن زنى وَإِنْ سَرَقَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نعم، وإن زنى وَإِنْ سَرَقَ عَلَى رَغْمِ أَنْفِ أَبِي الدَّرْدَاءِ [2] »
. قَالَ لي الأزهري سمعت من أبي الفتح في سنة ست وسبعين وثلاثمائة. سألت الأزهرى عنه. فقال: ثقة.
قال الشيخ أبو بكر: وكان أبو الفتح قد استوطن بآخرة بيت المقدس وبها مات.
سمعت أبا الخير سلامة بن إسماعيل الفقيه ببيت المقدس يقول: مات أبو الفتح محمد بن إبراهيم بن البصري ببيت المقدس نحو سنة عشر وأربعمائة.
__________
[1] 417- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/132.
[2] انظر الحديث في: إتحاف السادة المتقين 9/184. وكنز العمال 39056، 39106.
وكشف الخفا 2/15.(1/433)
418- مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن حوران بن بكران، أبو بكر الحداد [1] :
سمع أبا بَكْر الشَّافِعِيّ، وعُمر بْن جَعْفَر بْن سلم. وروى عن أبي جعفر بن بريه الهاشمي كتاب المبتدأ لوهب بن منبه. كتب عنه وكان صدوقا.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَوْرَانَ قال نبأنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ بْنِ مُوسَى قال نبأنا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَبُو الْوَلِيدِ قَالَ نبأنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يُؤْتَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِالأَكُولِ الشَّرُوبِ الْعَظِيمِ، فَيُوزَنُ فَلا يَزِنُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ»
. وَقَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا. مات أبو بكر ابن حوران في سنة اثنتي عشرة وأربعمائة، وكنت إذ ذاك بالبصرة.
419- محمد بن إبراهيم بن أحمد، أبو بكر الأردستاني، ساكن أصبهان [2] :
كان رجلا صالحا يكثر السفر إلى مكة، ويحج ماشيا، وحدث ببغداد عن أبي الحسين أحمد بن محمد الخفاف النيسابوري، وأحمد بن عبدان الشيرازي، وأبي الحسن الدارقطني، وغيرهم من هذه الطبقة. كتبت عنه وكان ثقة يفهم الحديث.
حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ الأَرْدَسْتَانِيُّ بِلَفْظِهِ وَبِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ محمّد الخفاف بنيسابور قال نا أبو العباس محمد بن إسحاق الثقفي قَالَ نا يَحْيَى بْنُ أَكْثَمَ وَمُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْجَمَّالُ. قالا: نا محمّد بن جعفر قال نا شعبة عن حبيب بن الشهيد عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى عَلَى قَبْرٍ بَعْدَ مَا دُفِنَ. بلغنا أن أبا بكر الأردستانى مات بهمدان في سنة سبع وعشرين وأربعمائة.
420- محمد بن إبراهيم بن علي، أبو بكر العطار الأصبهاني، مستملي أبي نعيم الحافظ [3] :
ورد بغداد أيام أبي على بن شاذان. وكتب عني وعلقت عنه حديثا واحدا ذكره لي من حفظه.
قَالَ:
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى أَبُو بَكْرٍ الحافظ قال نبأنا أبو عمرو بن حكيم قال نبأنا محمّد بن يعقوب الفرجى قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ قَرِيبٍ الأَصْمَعِيُّ قال
__________
[1] 418- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/150.
[2] 419- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/255.
[3] 420- انظر: المنتظم لابن الجوزي 16/159.(1/434)
نبأنا أبي عن أبي معشر عن أبي سعيد المقربى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «السُّرْعَةُ فِي الْمَشْيِ تذهب بهاء المؤمن [1] »
. قال الشيخ أبو بكر: لم أسمع لمحمّد بن الأصمعى ذكرا في هذا الحديث.
421- محمد بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن موسى، أبو الحسن، يعرف بالمطرز [2] :
أصبهاني الأصل، كان يتوكل بين يدي القضاة، ومنزله ناحية نهر الدجاج بالقرب من دار ابن الحراني. وحدث عن علي بن محمد بن كيسان الحربي، وأَحْمَد بْن جَعْفَر ابْن مُحَمَّد بْن الفَرَج الخلال، ومُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُخَيْتٍ الدَّقَّاقُ. كتبت عنه شيئا يسيرا. وكان صدوقا صحيح الأصول.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْن مُحَمَّد المطرز قال نا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ كيسان المروزيّ قال نا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِتَمْرٍ مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ فَأَمَرَ فِيهِ بِأَمْرٍ، ثم قام فحمل الحسن والْحُسَيْنَ عَلَى عُنُقِهِ، فَجَعَلَ لُعَابُهُ يَسِيلُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا هُوَ يَلُوكُ تَمْرَةً، فَحَرَّكَ خَدَّهُ. فَقَالَ: «أَلْقِهَا أَيْ بُنَيَّ أَلْقِهَا أَيْ بُنَيَّ، أَمَا شَعُرْتَ أَنَّ آلَ مُحَمَّدٍ لا يَأْكُلُونَ الصَّدَقَةَ؟ [3] »
. سألت أبا الحسن عن مولده. فقال: ولدت يوم السبت لعشر بقين من شوال سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة. قَالَ: وجدي من أهل أصبهان، وأما أبي فولد ببغداد. توفي محمد بن إبراهيم المطرز في شوال من سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة.
آخر الجزء الأول
__________
[1] انظر الحديث في: العلل المتناهية 2/219. وكنز العمال 46622.
[2] 421- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/307.
[3] انظر الحديث في: مسند الإمام أحمد 2/409، 467. وطبقات ابن سعد 4/1/18.(1/435)
الجزء الثاني
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*
[تتمة باب محمد]
[تتمة ذكر من اسمه محمد وابتداء اسم أبيه حرف الألف]
ذكر من اسمه مُحَمَّد واسم أَبِيهِ إِسْمَاعِيل
422- محمد بن إسماعيل بن أبي سمينة، أبو عبد الله البصري:
سمع إسماعيل بن علية ومحمد بن أبي عدي، ومعتمر بن سليمان، ويزيد بن زريع، ومعاذ بن هشام، وعثمان بن عثمان الغطفاني. قدم بغداد وحدث بها. فروى عنه محمد بن أبي غالب القومسي، وجعفر بن أَبِي عثمان الطيالسي، ومُحَمَّد بن عبيد بن أبي الأسد، وصالح بن محمّد جزرة، وَموسى بْن هارون، وَأبو بَكْر بْن أَبِي الدنيا.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله المعدل قال أنبأنا محمّد بن عمرو الرّزّاز قال أنبأنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ أَبِي الأَسَدِ.
وأَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَرْبِيُّ- وَاللَّفْظُ له- قال أنبأنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ قَالَ نبأنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أبِي عُثْمَانَ الطَّيَالِسِيُّ. قالا: نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي سَمِينَةَ قَالَ نبأنا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ الْكَافِرَ إِذَا عَمِلَ حَسَنَةً أُطْعِمَ بِهَا فِي الدُّنْيَا، وَأَمَّا الْمُؤْمِنُ فَإِنَّ اللَّهَ يُؤَخِّرُ لَهُ حَسَنَاتِهِ» أَوْ كما قال: ويرزق القوة في الدنيا على طاعته [1] » .
__________
[1] 422- انظر: سؤالات ابن الجنيد عن ابن معين، الورقة 5، وتاريخ البخاري الكبير: 1/الترجمة 56، والجرح والتعديل: 7/الترجمة 1077، وشيوخ أبي داود للجياني، الورقة 89، ورجال البخاري للباجي: 2/619، والمعجم المشتمل، الترجمة 766، وسير أعلام النبلاء: 10/693، والعبر:
1/407، والكاشف: 3/الترجمة 4791، وتذهيب التهذيب 3/الورقة 189، وتاريخ الإسلام، الورقة 215، (أيا صوفيا 3007) ، وميزان الاعتدال 3/الترجمة 7229، ونهاية السول، الورقة 316، وتهذيب التهذيب: 9/59، والتقريب: 2/145، وخلاصة الخزرجي 2/الترجمة 6058، وشذرات الذهب 2/69، والمنتظم، لابن الجوزي 11/161، وتهذيب الكمال 5065، (24/480) .
[1] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب صفات المنافقين 58.(2/3)
أَخْبَرَنَا أبو بكر البرقاني قَالَ: قَالَ مُحَمَّد بْن العباس العصمي الهروي: حَدَّثَنَا أَبُو الفضل يَعْقُوب بْن إِسْحَاق بْن محمود الفقيه الحافظ قَالَ أنبأنا أبو علي صالح بن محمد بن عمرو الأسدي. قَالَ مُحَمَّد بْن إسماعيل بْن أبي سمينة البصري أبو عبد الله كان ثقة.
وَقَالَ في موضع آخر: مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن أبي سمينة التَّمار، كان جليسا لعمرو الناقد، ومُحَمَّد بْن إسماعيل بْن أبي سمينة البصري أوثق منه.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الحسين بْن الفضل القطان قال أنبأنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي قال نبأنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي. قَالَ: سنة ثلاثين ومائتين فيها مات مُحَمَّد بْن إسماعيل بْن أبي سمينة البصري وكان يخضب.
أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق قال أنبأنا محمّد بن عمر بن غالب قال أنبأنا موسى بن هارون، قَالَ مات مُحَمَّد بْن إسماعيل بْن أبي سمينة البصري وهو متوجه إلى طرسوس في شهر ربيع الأول سنة ثلاثين ومائتين، وكان لا يخضب.
423- محمد بن إسماعيل بن محرز، أبو جعفر البغداديّ [1] :
نزل البصرة وحدث بها عن حفص بن غياث النخعي. روى عنه أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الحراني.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّد بْنِ الْحَسَنِ الْمَالِكِيُّ وأَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْن جَعْفَرٍ. قَالا: أنبأنا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ النَّاقِدُ قَالَ نبأنا أحمد بن محمّد بن محمّد بن عمر الحرّاني قال نبأنا محمد بن إسماعيل بن محرز أبو جعفر البغداديّ في سكة قريش قال أنبأنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ النَّخَعِيُّ عَنْ لَيْثٍ عَنْ أَبِي فَزَارَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ- يَعْنِي فِيهِ- فَإِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ لَهُ مَا سِوَى ذَلِكَ مَنْ مَاتَ لا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا، وَلَمْ يَكُنْ سَاحِرًا يَتْبَعُ السَّحَرَةَ، وَلَمْ يَحْقِدْ على أخيه [2] » .
__________
[1] 324- البغدادي ليست في الأصل، وأضفناها من سند الحديث التالي.
[2] انظر الحديث في: كنز العمال 43216.(2/4)
424- محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة، أبو عبد الله الجعفي البخاري:
الإمام في علم الحديث، «صاحب الجامع الصحيح» و «التاريخ» . رحل في طلب العلم إلى سائر محدثي الأمصار، وكتب بخراسان، والجبال، ومدن العراق كلها، وبالحجاز والشام ومصر.
وسمع مكي بن إبراهيم البلخي، وعبدان بن عثمان المروزي، وَعبيد اللَّه بْن مُوسَى العبسي، وَأبا عاصم الشيباني، ومحمد بن عبد الله الأنصاري، ومحمد بن يوسف الفريابي، وأبا نعيم الفضل بن دكين، وأبا غسان النهدي، وسليمان بن حرب الواشجي، وأبا سلمة التبوذكي، وعفان بن مسلم، وعارم بن الفضل، وأبا الوليد الطيالسي، وأبا معمر المنقري، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، وأبا بكر الحميدي، وسعيد بن أبي مريم المصري، ويحيى بن بكير المخزومي، وعبد الله بن يوسف التنيسي، وعبد العزيز بن عبد الله الأويسي، وأبا اليمان الحمصي، وإسماعيل بن أبي أويس المديني، وعبد القدوس بن الحجاج، وحجاج بن المنهال، ومحمد بن كثير العبدي، وخالد بن مخلد القطواني، وعليّ بن المديني، وأَحْمَد بن حنبل، ويَحْيَى بن معين، وخلقا سواهم يتسع ذكرهم. وورد بغداد دفعات وَحدث بها فروى عنه من أهلها إِبْرَاهِيم بْن إِسْحَاق الحربي، وعبد اللَّه بْن محمد بن ناحية، وقاسم بْن زكريا المطرز، ومُحَمَّد بْن مُحَمَّد الباغندي، ويحيى بْن مُحَمَّد بن صاعد ومحمد بن هارون الحضرمي، وأخر من حدث عنه بها الحسين بن إسماعيل المحاملي.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهدي قال نبأنا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ المحامليّ إملاء قال نبأنا محمّد بن إسماعيل البخاريّ
__________
[1] 424- انظر: تاريخ أبي زرعة الدمشقي (انظر الفهرست) والجرح والتعديل: 7/الترجمة 1086، وثقات ابن حبان: 9/113، والسابق واللاحق: 67 وتقييد المهمل، الورقة 52، وطبقات الحنابلة: 1/271، وأنساب السمعاني: 2/100، والمعجم المشتمل، الترجمة 762، والكامل في التاريخ، (انظر الفهرست) وتهذيب النووي: 1/67، ووفيات الأعيان: 4/188 وسير أعلام النبلاء: 12/391، وتذكرة الحفاظ: 2/555، والكاشف: 3/الترجمة 4786، والعبر (انظر الفهرست) وتذهيب التهذيب: 3/الورقة 185، وتاريخ الإسلام، الورقة 258 (أحمد الثالث 2917/7) . وطبقات السبكي: 2/212، وتاريخ ابن كثير: 11/24، ونهاية السول، الورقة 315، وتهذيب التهذيب: 9/47- 55، والتقريب: 2/144 ومقدمة فتح الباري، وخلاصة الخزرجي:
2/الترجمة 6052، وشذرات الذهب: 2/134، وتهذيب الكمال 5059 (24/430) والمنتظم 12/113.(2/5)
قال نبأنا محمّد بن يوسف قال نبأنا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ قَالَ أَخْبَرَنِي جَدِّي أَبُو بُرْدَةَ عَنْ أَبِيهِ أَبِي مُوسَى. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بَعْضُهُ بَعْضًا [1] » . وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ. وَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا إِذْ جَاءَهُ رَجَلٌ أَوْ طَالِبُ حَاجَةٍ، فَأَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَقَالَ: «اشفعوا فلتؤجروا وليقضي اللَّهُ عَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ مَا شَاءَ» [2] .
أَخْبَرَنَا أبو سعد [3] الماليني قراءة عليه قال أنبأنا أَبُو أَحْمَد عَبْد اللَّه بْن عَدِيٍّ الْحَافِظُ قَالَ سَمِعْتُ محمد بن أحمد بن سعدان البخاري يقول: محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن مغيرة بن بردزبة البخاريّ، وبردزبة [4] مجوسي سات عليها [5] ، والمغيرة بن بردزبة أسلم على يدي يمان البخاري والى بخارى، ويمان هذا هو أبو جد عبد الله بن محمّد المسند الجعفي [6] ، وعبد الله بن محمد هو ابن جعفر بن يمان البخاري الجعفي، والبخاري قيل له جعفي لأن أبا جده أسلم على يدي أبي جد عبد الله المسندي، ويمان جعفي فنسب إليه لأنه مولاه من فوق. وعبد الله قيل له مسندي لأنه كان يطلب المسند من حداثته [7] .
وَأَخْبَرَنَا أبو سعد الماليني قال أنبأنا عَبْد اللَّه بْن عدي قَالَ سمعت الحسن بن الحسين البزاز ببخارى، يقول: رأيت محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، شيخا نحيف الجسم ليس بالطويل ولا القصير. ولد يوم الجمعة بعد صلاة الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من شهر شوال سنة أربع وتسعين ومائة، وتوفي ليلة السبت عند صلاة العشاء ليلة الفطر، ودفن يوم الفطر بعد صلاة الظهر يوم السبت لغرة شوال من سنة ست وخمسين ومائتين، عاش اثنتين وستين سنة إلا ثلاثة عشر يوما [8] .
أنبأنا إبراهيم بن مخلد قال أنبأنا أَبُو سَعِيد أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن رميح النسوي قَالَ سَمِعْتُ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بن بسطام المروزي يقول سمعت أحمد بن سيّار
__________
[1]- انظر الحديث في: صحيح البخاري 1/129، 3/169، 8/14. وصحيح مسلم، كتاب البر والصلة 65. وسنن الترمذي 1928. وسنن النسائي 5/79. ومسند الإمام أحمد 4/404، 405.
وفتح الباري 5/99، 10/450. وأمالى الشجري 2/136.
[2]- انظر الحديث في: صحيح البخاري 1/129، 3/169، 8/14. وصحيح مسلم، كتاب البر والصلة 65. وسنن الترمذي 1928. وسنن النسائي 5/79. ومسند الإمام أحمد 4/404، 405.
وفتح الباري 5/99، 10/450. وأمالى الشجري 2/136.
[3] في الأصول: (أبو سعيد) تصحيف
[4] وقيل: بذدزبة، انظر تقييد الاسم في: إكمال ابن ماكولا، وتهذيب النووي. ومعناها بالبخارية:
الزارع. كما سيأتي بعد قليل.
[5] أى على دين المجوسية.
[6] (الجعفي) ساقطة من الأصل، وأضفناها من نفس الرواية في تهذيب الكمال.
[7]- انظر: تهذيب الكمال 24/438.
[8]- انظر: تهذيب الكمال 24/438.(2/6)
يقول: ومحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة الجعفي، أبو عبد الله، طلب العلم وجالس الناس، ورحل في الحديث ومهر فيه وأبصر، وكان حسن المعرفة، حسن الحفظ، وكان يتفقه [9] .
حَدَّثَنِي أَبُو النجيب عَبْد الغفار بْن عَبْد الواحد الأرموي قَالَ حَدَّثَنِي محمد بن إبراهيم بن أحمد الأصبهاني قَالَ أَخْبَرَنِي أحمد بن عليّ الفارسيّ قال أنبأنا أحمد بن عبد الله بن محمد قَالَ سمعت جدي محمد بن يوسف بن مطر الفربري يقول حَدَّثَنَا أبو جعفر محمد بن أبي حاتم الوراق النحوي. قَالَ: قلت لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري كيف كان بدء أمرك في طلب الحديث؟ قَالَ: ألهمت حفظ الحديث وأنا في الكتاب. قَالَ: وكم أتي عليك إذ ذاك؟ قال: عشر سنين أو أقل، ثم خرجت من الكتاب بعد العشر فجعلت اختلف إلى الداخلي وغيره، وَقَالَ يوما: فيما كان يقرأ للناس سفيان عن أبي الزبير عن إبراهيم. فقلت له يا أبا فلان إن أبا الزبير لم يرو عن إبراهيم. فانتهرني. فقلت له: ارجع إلى الأصل إن كان عندك، فدخل ونظر فيه ثم خرج فقال لي: كيف هو يا غلام؟ قلت هو الزبير بن عدي بن إبراهيم. فأخذ القلم مني وأحكم كتابه فقال صدقت. فقال له بعض أصحابه ابن كم كنت إذ رددت عليه؟ فقال ابن إحدى عشرة، فلما طعنت في ست عشرة سنة حفظت كتب ابن المبارك ووكيع، وعرفت كلام هؤلاء ثم خرجت مع أمي وأخي أحمد إلى مكة، فلما حججت رجع أخي بها، وتخلفت في طلب الحديث، فلما طعنت في ثمان عشرة جعلت أصنف فضائل [10] الصحابة والتابعين وأقاويلهم، وذلك أيام عبيد الله بن موسى، وصنفت «كتاب التاريخ» إذ ذاك عند قبر الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الليالي المقمرة.
وَقَالَ: قل اسم في «التاريخ» إلا وله عندي قصة، إلا أني كرهت تطويل الكتاب [11] .
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ قال أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسن الجرجاني في كتابه إلى. وَحَدَّثَنِي عنه أبو عمر البختري قال نا خلف بن محمّد بن إسماعيل قال نا محمّد بن يوسف قال نا محمد بن أبي حاتم وراق البخاري. قَالَ: سمعت البخاري يقول: لو نشر بعض أستاذي [12] هؤلاء لم يفهموا كيف صنفت كتاب «التاريخ» ولا عرفوه. ثم قَالَ: صنفته ثلاث مرات [13] .
__________
[1] 9- انظر: تهذيب الكمال 24/438.
[1] 10 في الأصل والمطبوع: (قضايا الصحابة) والتصحيح من تهذيب الكمال.
[1] 11- انظر: تهذيب الكمال 24/439، 440.
[1] 12 في المطبوع والأصل: (إسنادى)
[1] 13- انظر: تهذيب الكمال 24/440.(2/7)
حَدَّثَنِي أبو النجيب الأرموي قَالَ حَدَّثَنِي محمد بن إبراهيم بن أحمد الأصبهاني قَالَ أَخْبَرَنِي محمّد بن إدريس الورّاق قال نبأنا محمّد بن حم البخاريّ قال أنبأنا محمّد بن يوسف قال: نبأنا ابن أبي حاتم الوراق قَالَ: سمعت محمد بن إسماعيل يقول: أخذ إسحاق بن راهويه كتاب «التاريخ» الذي صنفت فأدخله على عبد الله بن طاهر فقال أيها الأمير ألا أريك سحرا؟ قَالَ فنظر فيه عبد الله بن طاهر فتعجب منه، وَقَالَ: لست أفهم تصنيفه [14] .
أَخْبَرَنِي عبيد الله بن أبي الفتح قَالَ سمعت محمد بن حميد اللخمي يقول سَمِعْتُ الْقَاضِي أَبَا الْحَسَن مُحَمَّد بْن صالح الهاشمي يقول سمعت أبا العباس بن سعيد يقول: لو أن رجلا كتب ثلاثين ألف حديث لما استغنى عن كتاب «التاريخ» تصنيف محمد بن إسماعيل البخاري [15] .
قرأت على الحسين بن محمد بن الحسن المؤدب- أخي أبي محمد الخلال- عَن أَبِي سعد عَبْد الرحمن بْن محمد الإدريسي الحافظ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّد بْن سعيد الحافظ أبو عبد الله السرخسي بسمرقند قَالَ حدّثني الحسن بن الحسين البخاريّ قال نبأنا عامر بن المنتجع قَالَ سمعت أبا بكر المديني يقول: كنا يوما بنيسابور عند إسحاق بن راهويه ومحمد بن إسماعيل حاضر في المجلس، فمر إسحاق بحديث من أحاديث النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان دون صاحب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عطاء الكيخاراني فَقَالَ له إسحاق: يا أبا عَبْد اللَّهِ أيش كيخاران؟ قَالَ: قرية باليمن كان معاوية بن أبي سفيان بعث هذا الرجل مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى اليمن فسمع منه عطاء حديثين. فَقَالَ له إسحاق: يا أبا عَبْد اللَّهِ كأنك قد شهدت القوم [16] .
أَخْبَرَنِي محمد بن أحمد بن يعقوب قال أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْن نعيم الضبي قَالَ سَمِعْتُ خلف بن محمد بن إسماعيل البخاري يقول سمعت إبراهيم بن معقل النسفي يَقُولُ سَمِعت أبا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن إسماعيل يقول: كنت عند إسحاق بن راهويه فقال لنا بعض أصحابنا لو جمعتم كتابا مختصرا لسنن النبي صلّى الله عليه وسلّم فوقع ذلك في قلبي، فأخذت في جمع هذا الكتاب- يعني كتاب «الجامع [17] » .
__________
[1] 14- انظر: تهذيب الكمال 24/440، 441.
[1] 15- انظر: تهذيب الكمال 24/441.
[1] 16- انظر: تهذيب الكمال 24/441.
[1] 16- انظر: تهذيب الكمال 24/441، 442.
[1] 17- انظر: تهذيب الكمال 24/441، 442.(2/8)
كتب إلي علي بن أبي حامد الأصبهاني يذكر أن أبا أحمد محمد بن محمد بن مكي الجرجاني حدثهم قَالَ: سمعت السعداني يقول: سمعت بعض أصحابنا يقول:
قَالَ محمد بن إسماعيل: أخرجت هذا الكتاب- يعني «الصحيح» - من زهاء ستمائة ألف حديث [18] .
أَخْبَرَنَا أبو سعد الماليني قَالَ أنبأنا عَبْد اللَّه بْن عدي قَالَ سمعت الحسن بْن الحسين البخاري يَقُولُ سمعت إِبْرَاهِيم بْن معقل يَقُولُ سمعت مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل البخاري يقول: ما أدخلت في كتابي «الجامع» إلا ما صح، وتركت من الصحاح لحال الطول [19] .
حَدَّثَنِي محمد بن عليّ الصوري قال نبأنا عبد الغني بن سعيد الحافظ قال أنبأنا أبو الفضل جعفر بن الفضل قال أنبأنا محمد بن موسى بن يعقوب بن المأمون قَالَ سئل أبو عبد الرحمن- يعني النسائي- عن العلاء وسهيل فقال: هما خير من فليح، ومع هذا فما في هذه الكتب كلها أجود من كتاب محمد بن إسماعيل البخاري [20] .
حدّثني أبو الحسين بن عليّ بن محمّد جعفر العطار الأصبهاني بالري قَالَ سمعت أبا الهيثم الكشميهني يقول سمعت محمد بن يوسف الفربري يقول قال لي محمّد ابن إسماعيل البخاري: ما وضعت في كتاب «الصحيح» حديثا إلا اغتسلت قبل ذلك وصليت ركعتين [21] .
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن أَبِي الْحَسَن الساحلي قَالَ أنبأنا أحمد بن الحسن الرازي قَالَ سمعت عبد الله بن عدي يقول سمعت عبد القدوس بن همام يقول سمعت عدة من المشايخ يقولون: حول محمد بن إسماعيل البخاري تراجم جامعه بين قبر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومنبره، وكان يصلى لكل ترجمة ركعتين [22] .
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ بنيسابور قَالَ سمعت أبا إسحاق إبراهيم بْن أَحْمَد الفقيه البلخي يقول سمعت أبا العباس أحمد بن عبد الله الصفار البلخي يقول سمعت أبا إسحاق المستملي يروى عن محمد بن يوسف الفربريّ أنه
__________
[1] 18- انظر: تهذيب الكمال 24/442.
[1] 19 في الأصل والمطبوعة: (الطوال)
[1] 20- انظر: تهذيب 24/442.
[1] 21- انظر: تهذيب الكمال 24/443.
[1] 22- انظر: تهذيب الكمال 24/443.(2/9)
كان يقول: سمع كتاب «الصحيح» لمحمد بن إسماعيل تسعون ألف رجل فما بقى أحد يروى عنه غيرى [23] .
قرأت عَلى الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد أخي الخلال عن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد الإدريسي قَالَ حَدَّثَنِي محمد بن حم قال نبأنا محمّد بن يوسف الفربري قال نبأنا محمد بن أبي حاتم قَالَ: قلت لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل: تحفظ جميع ما أدخلت في المصنف؟ قال لا يخفى على جميع ما فيه [24] .
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نصرويه السّمرقنديّ قال أنبأنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَتٍّ الإشتيحني بها قال نبأنا الفربري محمد بن يوسف قَالَ سمعت محمدا البخاري بخوارزم يقول: رأيت أبا عبد الله محمّد بن إسماعيل- يعني في المنام- خلف النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يمشي، فكلما رفع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قدمه وضع أبو عبد الله محمد بن إسماعيل قدمه في ذلك الموضع [25] .
أَخْبَرَنَا أبو سعد الماليني قال أنبأنا عبد الله بن عدي قَالَ سمعت محمد بن يوسف الفربري قَالَ سمعت النجم بن الفضيل- وكان من أهل الفهم- يَقُولُ: رَأَيْتُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المنام خرج من قرية ماستين [26] ومحمد بن إسماعيل خلفه فكان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا خطا خطوة يخطو محمد [بن إسماعيل] [27] ويضع قدمه على خطوة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويتبع أثره [28] .
كتب إلى أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بن الحسين الجرجانيّ من أصبهان يذكر أنه سمع أبا أَحْمَد مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مكي الجرجاني يقول سمعت محمّد ابن يوسف الفربري يَقُولُ: رَأَيْتُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في النوم فقال لي: أين تريد؟ فقلت أريد:
محمد بن إسماعيل البخاري، فقال: أقرئه مني السلام [29] .
حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ علي السوذرجاني بأصبهان من لفظه قال نبأنا علي بن محمد بن الحسين الفقيه قَالَ نبأنا خلف بن محمّد الخيام [30] قال
__________
[1] 23- انظر: تهذيب الكمال 24/443.
[1] 24- انظر: تهذيب الكمال 24/443.
[1] 25- انظر: تهذيب الكمال 24/444.
[1] 26 في المطبوعة والأصل: (ماستى) خطأ، و (ماستين) قرية من قرى بخارى.
[1] 27 ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[1] 28- انظر: تهذيب الكمال 24/444.
[1] 29- انظر: تهذيب الكمال 24/444، 445.
[1] 30 في المطبوعة: (ابن الخيام)(2/10)
سمعت أبا محمد المؤذن عبد الله بن محمد بن إسحاق السمسار يقول سمعت شيخي يقول ذهبت عينا محمد بن إسماعيل في صغره فرأت والدته في المنام إبراهيم الخليل عليه السلام فقال لها: يا هذه قد رد الله على ابنك بصره لكثرة بكائك، أو لكثرة دعائك. قَالَ: فأصبح وقد رد الله عليه بصره [1] .
أَخْبَرَنِي أَبُو الوليد الحسن بْن مُحَمَّد بْن علي الدربندي قَالَ أنبأنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ محمد بن سليمان بن كامل الحافظ ببخارى قال نبأنا أبو عمرو أحمد بن محمد بن عمر المقرئ قَالَ سمعت: أبا حسان مهيب بْن سليم يقول سمعت جعفر بن محمد القطان إمام الجامع بكرمينية يقول سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: كتبت عن ألف شيخ وأكثر ما عندي حديث لا أذكر إسناده [2] .
وقال أبو عبد الله سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عمر المقرئ يقول سمعت أبا مُحَمَّد عَبْد اللَّهِ بْن محمد بن عمر الأديب يقول سمعت أحيد بن أبي جعفر والي بخارى يقول: قَالَ محمد بن إسماعيل يوما رب: حديث سمعته بالبصرة كتبته بالشام، ورب حديث سمعته بالشام كتبته بمصر. قَالَ: فقلت له يا أبا عبد اللَّه بكماله؟ قَالَ فسكت [3] .
أخبرني أبو الوليد قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بن سليمان الحافظ قال نبأنا أبو عمر وأحمد بن محمد بن عمر المقرئ وأبو نصر أحمد بن أبي حامد الباهلي قالا سمعنا أبا سعيد بكر بن منير يقول سمعت محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة الجعفي يقول: كنت عند أبي حفص أحمد بن حفص أسمع كتاب «الجامع» - جامع سفيان- في كتاب والدي، فمر أبو حفص على حرف ولم يكن عندي ما ذكر، فراجعته فقال كذلك، فراجعته الثانية فقال كذلك، فراجعته الثالثة فسكت سويعة، ثم قَالَ: من هذا؟ قالوا هذا ابن إسماعيل بن إبراهيم بن بردزبة. فقال أبو حفص: هو كما قَالَ، واحفظوا فإن هذا يوما يصير رجلا.
قَالَ أبو نصر الباهلي سمعت بكر بن منير يقول: ابن بردزبة هو بالبخاريّة:
وبالعربية الزراع.
__________
[1]- انظر: تهذيب الكمال 24/445.
[2]- انظر: تهذيب الكمال 24/445.
[3]- انظر: تهذيب الكمال 24/446.(2/11)
أَخْبَرَنِي الحسن بن محمد البلخي الأشقر قَالَ أنبأنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْحَافِظُ بِبُخَارَى قَالَ نبأنا أبو عمرو أحمد بن محمد بن عمر المقرئ قال نبأنا أبو سعيد بكر ابن منير قال: سمعت أبا عبد الله بن إسماعيل يقول: منذ ولدت ما اشتريت من أحد بدرهم شيئا قط ولا بعت من أحد بدرهم شيئا قط. فسألوه عن شراء الحبر والكواغد فقال: كنت أمر إنسانا يشترى لي.
وَقَالَ أبو سعيد بكر بن منير: كان حمل إلى محمد بن إسماعيل بضاعة أنفذها إليه فلان، فاجتمع بعض التجار إليه بالعشية فطلبوها منه بربح خمسة آلاف درهم فقال لهم انصرفوا الليلة، فجاءه من الغد تجار آخرون فطلبوا منه تلك البضاعة بربح عشرة آلاف درهم فردهم وقال إني نويت البارحة أن أدفع [إلى الذين طلبوا أمس بما طلبوا أول مرة فدفعها] [1] إليهم بما طلبوا- يعني الذين طلبوا أول مرة- ودفع إليهم بربح خمسة آلاف درهم، وَقَالَ: لا أحب أن أنقض نيتي.
أَخْبَرَنِي محمد بن أحمد بن يعقوب قال أنبأنا مُحَمَّد بْن نُعَيْم الضبي قَالَ أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن خالد المطوعي قال نبأنا مسبح [2] بن سعيد قَالَ: كان محمد بن إسماعيل البخاري إذا كان أول ليلة من شهر رمضان يجتمع إليه أصحابه فيصلى بهم ويقرأ في كل ركعة عشرين آية، وكذلك إلى أن يختم القرآن. وكان يقرأ في السحر ما بين النصف إلى الثلث من القرآن فيختم عند السحر في كل ثلاث ليال، وكان يختم بالنهار كل يوم ختمة وكون [3] ختمة عند الإفطار كل ليلة، ويقول: عند كل ختم دعوة مستجابة [4] .
أَخْبَرَنِي أبو الوليد الدربندي قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بن سليمان الحافظ قال نبأنا أحمد بن محمد بن عمر المقرئ قَالَ: سمعت أبا سعيد بكر بن منير يقول: كان محمد بن إسماعيل يصلى ذات يوم فلسعه الزنبور سبع عشرة مرة، فلما قضى صلاته قَالَ: انظروا أيش هذا الذي آذاني في صلاتي؟ فنظروا فإذا الزنبور قد ورمه في سبعة عشر موضعا ولم يقطع صلاته [5] .
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] في المطبوعة والأصل (نسج) وفي المخطوطة (مسيح) وما أثبتناه من تهذيب الكمال.
[3] في المطبوعة: (ويكون)
[4]- انظر: تهذيب الكمال 24/446.
[5]- انظر: تهذيب الكمال 24/446.(2/12)
حَدَّثَنِي أبو النجيب الأرموي قَالَ حَدَّثَنِي محمد بن إبراهيم بن محمد الأصبهاني قَالَ أَخْبَرَنِي أحمد بن عليّ الفارسيّ قال نبأنا أحمد بن عبد الله بن محمد قَالَ نبأنا جدي محمّد بن يوسف الفربري قال نبأنا محمد بن أبي حاتم الوراق قَالَ: دعي محمد بن إسماعيل إلى بستان بعض أصحابه، فلما حضرت صلاة الظهر صلى بالقوم ثم قام للتطوع، فأطال القيام، فلما فرغ من صلاته رفع ذيل قميصه فقال لبعض من معه: انظر هل ترى تحت قميصى شيئا؟ فإذا زنبور قد أبره في ستة عشر أو سبعة عشر موضعا، وقد تورم من ذلك جسده، وكانت آثار الزنبور في جسده ظاهرة فقال له بعضهم: كيف لم تخرج من الصلاة في أول ما أبرك؟ فقال: كنت في سورة فأحببت أن أتمها [1] .
حَدَّثَنِي أبو النجيب الأرموي قَالَ حَدَّثَنِي محمد بن إبراهيم الأصبهاني قَالَ سمعت أحمد بن علي السليماني يقول سمعت علي بن محمد بن منصور يقول سمعت أبي يقول: كنا في مجلس أبي عبد الله محمد بن إسماعيل فرفع إنسان من لحيته قذاة فطرحها على الأرض، قَالَ: فرأيت محمد بن إسماعيل ينظر إليها وإلى الناس، فلما غفل الناس رايته مد يده فرفع القذاة من الأرض فأدخلها في كمه، فلما خرج من المسجد رايته أخرجها فطرحها على الأرض.
أَخْبَرَنِي الحسن بن محمد الأشقر قَالَ أنبأنا محمد بن أبي بكر البخاري الحافظ قَالَ نبأنا أبو عمرو أحمد بن محمد المقرئ قَالَ سمعت بكر بن منير يقول:
سمعت محمد بن إسماعيل يقول: إني أرجو أن ألقى الله ولا يحاسبني أني اغتبت أحدا [2] .
وَأَخْبَرَنِي الحسن بن محمّد قال أنبأنا محمّد بن أبي بكر الحافظ قال نبأنا أبو إسحاق إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن هارون الملاحمي قَالَ سمعت أبا بكر محمد بن صابر ابن كاتب يقول سمعت عمر بن حفص الأشقر يقول: كنا مع محمّد بن إسماعيل بالبصرة نكتب الحديث، ففقدناه أياما فطلبناه فوجدناه في بيت وهو عريان وقد نفد ما عنده، ولم يبق معه شيء، فاجتمعنا وجمعنا له الدراهم حتى اشترينا له ثوبا وكسوناه، ثم اندفع معنا في كتابة الحديث.
__________
[1]- انظر: تهذيب الكمال 24/447.
[2]- انظر: تهذيب الكمال 24/446.(2/13)
حَدَّثَنِي أبو النجيب الأرموي قَالَ حَدَّثَنِي محمد بن إبراهيم الأصبهاني قَالَ أَخْبَرَنِي محمد بن إدريس الورّاق قال نبأنا محمّد بن حم قال نبأنا محمّد بن يوسف قال نبأنا محمد بن أبي حاتم الوراق قَالَ: كان أبو عبد الله إذا كنت معه في سفر يجمعنا بيت واحد إلا في القيظ أحيانا، فكنت أراه يقوم في ليلة واحدة خمس عشرة مرة إلى عشرين مرة في كل ذلك يأخذ القداحة فيوري نارا بيده ويسرج ثم يخرج أحاديث فيعلم عليها، ثم يضع رأسه، وكان يصلى في وقت السحر ثلاث عشرة ركعة يوتر منها بواحدة، وكان لا يوقظني في كل ما يقوم، فقلت له: إنك تحمل على نفسك كل هذا ولا توقظني؟ قَالَ: أنت شاب فلا أحب أن أفسد عليك نومك. ورأيته استلقى على قفاه يوما ونحن بفربر في تصنيف كتاب «التفسير» ، وكان أتعب نفسه في ذلك اليوم في كثرة إخراج الحديث، فقلت له: يا أبا عبد الله سمعتك تقول يوما إني ما أتيت شيئا بغير علم قط منذ عقلت، فأي علم في هذا الاستلقاء؟ فقال: أتعبنا أنفسنا في هذا اليوم، وهذا ثغر من الثغور خشيت أن يحدث حدث من أمر العدو فأحببت أن أستريح وآخذ أهبة ذلك، فإن غافصنا العدو كان بنا حراك [1] .
حَدَّثَنِي أبو عبد الله مُحَمَّد بن علي الصُّورِيُّ بِبَغْدَادَ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بن عليّ ابن عِيَاضِ بْنِ أَبِي عَقِيلٍ الْقَاضِي بِصُورَ، وَأَبُو نَصْرٍ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ الْوَرَّاقُ بِصَيْدَا. قالوا: أنبأنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جُمَيْعٍ الْغَسَّانِيُّ قَالَ حدّثني أحمد ابن محمد بن آدم بن عبيد أبو سعيد قال نبأنا محمّد بن يوسف الفربري قَالَ: كنت عند محمد بن إسماعيل البخاري بمنزله ذات ليلة فأحصيت عليه أنه قام وأسرج يستذكر أشياء يعلقها في ليلة، ثماني عشرة مرة [2] .
حَدَّثَنِي أبو الوليد الدربندي قَالَ سمعت محمد بن الفضل المفسر يقول سمعت أبا إسحاق الزنجاني [3] يقول سمعت عبد الرحمن بن رساين البخاري يقول سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: صنفت كتابي «الصحيح» لست عشرة سنة، خرجته من ستمائة ألف حديث، وجعلته حجة فيما بيني وبين الله تعالى [4] .
__________
[1]- انظر: تهذيب الكمال 24/447، 448.
[2]- انظر: تهذيب الكمال 24/448.
[3] في الأصل والمطبوعة: (الريحاني) والتصحيح من تهذيب الكمال.
[4]- انظر: تهذيب الكمال 24/448، 449.(2/14)
وأخبرني أبو الوليد قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ الحافظ قَالَ أنبأنا محمّد ابن سعيد التاجر قال نبأنا محمّد بن يوسف قال نبأنا محمد بن أبي حاتم الوراق قَالَ سمعت حاشد بن إسماعيل يقول: كان أبو عبد الله بن إسماعيل يختلف معنا إلى مشايخ البصرة وهو غلام فلا يكتب حتى أتى على ذلك أيام، وكنا نقول له: إنك تختلف معنا ولا تكتب فما معناك، فيما تصنع؟ فقال لنا بعد ستة عشر يوما: إنكما قد أكثرتما على وألححتما، فأعرضا علي ما كتبتما. فأخرجنا ما كان عندنا، فزاد على خمسة عشر ألف حديث، فقرأها كلها عن ظهر قلب حتى جعلنا نحكم كتبنا على حفظه، ثم قَالَ أترون أني أختلف هدرا وأضيع أيامى؟ فعرفنا أنه لا يتقدمه أحد. قَالَ:
وكان أهل المعرفة من أهل البصرة يعدون خلفه في طلب الحديث وهو شاب حتى يغلبوه على نفسه ويجلسوه في بعض الطريق، فيجتمع عليه ألوف أكثرهم ممن يكتب عنه. قَالَ: وكان أبو عبد الله عند ذلك شابا لم يخرج وجهه.
أَخْبَرَنِي الحسن بن محمد الأشقر قال أنبأنا محمّد بن أبي بكر الحافظ قال نبأنا خلف بن محمد قَالَ سمعت أبا العباس الفضل بن إسحاق بن الفضل البزّار يقول:
حَدَّثَنَا أحمد بن المنهال العابد قَالَ نبأنا أبو بكر الأعين قَالَ كتبنا عن محمد بن إسماعيل على باب محمد بن يوسف الفريابي وما في وجهه شعرة، فقلت: ابن كم كنت؟ قال: كنت ابن سبع عشرة سنة [1] .
وَأَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ محمّد قال أنبأنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ مَنْصُورَ بْنَ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الأَسَدِيُّ يقول سمعت أبا مُحَمَّد عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الدَّاغُونِيَّ يَقُولُ سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ مُوسَى الْمَرُّورُوذِيُّ يَقُولُ: كُنْتُ بِالْبَصْرَةِ فِي جَامِعِهَا إِذْ سَمِعْتُ مُنَادِيًا يُنَادِي: يَا أَهْلَ الْعِلْمِ، قَدْ قَدِمَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، فَقَامُوا فِي طَلَبِهِ، وَكُنْتُ مَعَهُمْ، فَرَأَيْنَا رَجُلا شَابًّا لَمْ يَكُنْ فِي لِحْيَتِهِ شَيْءٌ مِنَ الْبَيَاضِ يُصَلِّي خَلْفَ الأُسْطُوَانَةِ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الصَّلاةِ أَحْدَقُوا بِهِ، وَسَأَلُوهُ أَنْ يَعْقِدَ لَهُمْ مَجْلِسَ الإِمْلاءِ فَأَجَابَهُمْ إِلَى ذَلِكَ، فَقَامَ الْمُنَادِي ثَانِيًا فَنَادَى فِي جَامِعِ الْبَصْرَةِ: قَدْ قَدِمَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، فَسَأَلْنَاهُ أَنْ يَعْقِدَ مَجْلِسَ الإِمْلاءِ فَقَدْ أَجَابَ بِأَنْ يَجْلِسَ غَدًا فِي موضع كَذَا. قَالَ: فَلَمَّا أَنْ كَانَ بِالْغَدَاةِ حَضَرَ الْفُقَهَاءُ وَالْمُحَدِّثُونَ وَالْحُفَّاظُ وَالنُّظَّارُ حَتَّى اجْتَمَعَ قَرِيبٌ مِنْ كَذَا وَكَذَا أَلْفًا. فَجَلَسَ أَبُو عَبْدِ الله محمّد
__________
[1]- انظر: تهذيب الكمال 24/449.(2/15)
ابن إِسْمَاعِيلَ للإِمْلاءِ فَقَالَ قَبْلَ أَنْ أخُذَ فِي الإِمْلاءِ قَالَ لَهُمْ: يَا أَهْلَ الْبَصْرَةِ، أَنَا شَابٌّ وَقَدْ سَأَلْتُمُونِي أَنْ أُحَدِّثَكُمْ وَسَأُحَدِّثُكُمْ بِأَحَادِيثَ عَنْ أَهْلِ بَلَدِكُمْ تَسْتَفِيدُونَ الْكُلَّ.
قَالَ فبقي الناس [متعجبين] [1] مِنْ قَوْلِهِ، ثُمَّ أَخَذَ فِي الإِمْلاءِ فَقَالَ نبأنا عبد الله بن عثمان بن حبلة بن أبي رواد العتكي بلديكم قال أنبأنا أَبِي، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ وَغَيْرِهِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. أَنَّ أَعْرَابِيًّا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الرَّجُلُ يُحِبُّ الْقَوْمَ، فَذَكَرَ حَدِيثَ: «الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ [2] » .
ثم قَالَ محمد بن إسماعيل: هذا ليس عندكم إنما عندكم عن غير منصور عن سالم. قَالَ يوسف بن موسى: وأملى عليهم مجلسا على هذا النسق، يقول في كل حديث روى شعبة هكذا، الحديث عندكم كذا، فأما من رواية فلان فليس عندكم أو كلاما ذا معناه. قَالَ يوسف بن موسى: وكان دخولي البصرة أيام محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، وهلال الرأي، وأحمد بن عبدة الضبي، وحميد بن مسعدة، وغيرهم. ثم دخلت البصرة مرات بعد ذلك.
ذكر وصف البصريين البخاري ومدحهم إياه:
أَخْبَرَنِي الحسن بن محمد الأشقر قَالَ أنبأنا محمّد بن أبي بكر قال نبأنا محمّد بن سعيد التّاجر قال نبأنا محمّد بن يوسف بن مطر قال نبأنا محمد بن أبي حاتم قَالَ سمعت حاشد بن إسماعيل يقول كنت بالبصرة فسمعت قدوم محمد بن إسماعيل، فلما قدم قَالَ محمد بشار [3] : دخل اليوم سيد الفقهاء. [4]
وَأَخْبَرَنِي الحسن قال أنبأنا محمّد بن أبي بكر قال أنبأنا أَبُو شُجَاعٍ الْفُضَيْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ الْخَصِيبِ التّميميّ قال نبأنا أبو قريش محمد بن جمعة بن خلف قَالَ سمعت بندارا محمد بن بشار يقول: حفاظ الدنيا أربعة أبو زرعة بالري، ومسلم بن الحجّاج بنيسابور، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي بسمرقند، ومحمّد بن إسماعيل البخاريّ ببخارى [5] .
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2]- انظر الحديث في: صحيح البخاري 8/48، 49. وصحيح مسلم، كتاب البر والصلة 165.
وسنن أبى داود 5127. وسنن الترمذي 2386.
[3] في الأصل والمطبوعة: (محمد بن يسار) تحريف. وسيأتي في النص التالي تصحيحه.
[4]- انظر: تهذيب الكمال 24/449.
[5]- انظر: تهذيب الكمال 24/449، 450.(2/16)
أخبرني أبو الوليد الدّربندي قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بن سلمان قال نبأنا خلف بن محمّد بن إسماعيل قال نبأنا عمر بن محمد بن بجير قَالَ سمعت محمد ابن بشار العبدي بندارا يَقُول: عبد اللَّه بن عبد الرحمن السمرقندي، ومحمد بن إسماعيل البخاري، وأَبُو زُرْعَةَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الرَّازِيُّ، غلماني خرجوا من تحت كرسيّ [1] .
وَقَالَ خلف: سمعت أبا علي الحسين بن إسماعيل الفارسيّ يقول سمعت محمّد ابن إبراهيم البوشنجي يقول سمعت بندارا محمد بن بشار، سنة ثمان وعشرين ومائتين يقول: ما قدم علينا مثل محمد بن إسماعيل [2] .
قرأت عَلى الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد أخي الخلال عن أبي سعد الإدريسي قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن حم بن ناقب البخاريّ بسمرقند قال نبأنا محمّد بن يوسف الفربري قال نبأنا محمد بْن أبي حاتِم قَالَ سمعتُ مُحَمَّد بْن إسماعيل البخاري يقول: لما دخلت البصرة صرت إلى مجلس محمد بن بشار، فلما خرج وقع بصره علي فقال: من أين الفتى؟ قلت: من أهل بخارى. قَالَ كيف تركت أبا عبد الله؟ فامسكت. فقال له أصحابه: رحمك الله هو أبو عبد الله، فقام فأخذ بيدي وعانقني وَقَالَ مرحبا بمن افتخر به منذ سنين [3] .
أَخْبَرَنِي محمد بن أحمد بن يعقوب قال أنبأنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ قال أنبأنا أبو الفضل محمد بن يوسف بن ريحان الأمير ببخارى قَالَ حَدَّثَنِي أبي يوسف بن ريحان قَالَ سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: كان عليّ بن المديني يسألني عن شيوخ خراسان، فكنت أذكر له محمد بن سلام فلا يعرفه، إلى أن قَالَ لي يوما: يا أبا عبد اللَّه كل من أثنيت عليه فهو عندنا الرضا [4] .
أَخْبَرَنَا أبو حازم عمر بن أَحْمَد بْنُ إبراهيم العبدوي قَالَ سمعت محمد بن محمّد ابن العباس يقول سمعت جدي أحمد بن عبد الله يقول سمعت جدي محمد بن يوسف يقول سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: ما استصغرت نفسي عند أحد إلا عند عليّ بن المديني، وربما كنت أغرب عليه [55] .
__________
[1]- انظر: تهذيب الكمال 24/450.
[2]- انظر: تهذيب الكمال 24/53- انظر: تهذيب الكمال 24/450، 451.
[3]- انظر: تهذيب الكمال 24/451.
[4]- انظر: تهذيب الكمال 24/451.(2/17)
حَدَّثَنِي عبد الله بن أحمد بن علي السوذرجاني لفظا قال نبأنا علي بن محمد بن الحسين الفقيه قَالَ نبأنا خلف الخيام قَالَ سمعت إسحاق بْن أَحْمَد بْن خلف يقول سمعت محمد بن إسماعيل غير مرة يقول: ما تصاغرت نفسي عند أحد إلا عند علي ابْن المديني، ما سمعت الحديث من في إنسان أشهى عندي أن أسمعه من في على [1] .
وَقَالَ إسحاق حدّثني حامد بن عليّ قال ذكر لعليّ بن المديني قول محمد بن إسماعيل: ما تصاغرت نفسي عند أحد إلا عند عليّ بن المديني، فقال: ذروا قوله، هو ما رأى مثل نفسه [2] .
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْمُعَدَّلُ قَالَ نبأنا أبو نصر أحمد بن محمد بن إبراهيم الحازمي البخاريّ قال نبأنا عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن حريث قَالَ نبأنا أحمد بن سلمة قَالَ حَدَّثَنِي فتح بن نوح النّيسابوري، قال: أتيت عليّ بن المديني فرأيت محمّد ابن إسماعيل جالسا عن يمينه، وكان إذا حدث التفت إليه كأنه يهابه [3] .
حَدَّثَنِي أبو النجيب الأرموي قَالَ حَدَّثَنِي محمد بن إبراهيم الأصبهاني قَالَ أَخْبَرَنِي محمد بن إدريس الورّاق قال نبأنا محمّد بن حم قال نبأنا محمّد بن يوسف قال نبأنا محمد بن أبي حاتم الوراق قَالَ: سمعت محمد بن إسماعيل يقول: ذاكرني أصحاب عمرو بن علي بحديث، فقلت: لا أعرفه، فسروا بذلك، وساروا إلى عمرو ابن علي فقالوا له ذاكرنا محمد بن إسماعيل البخاريّ بحديث فلم يعرفه. فقال عمرو ابن علي: حديث لا يعرفه محمد بن إسماعيل ليس بحديث [4] .
أَخْبَرَنِي الحسن بن محمد الأشقر قال أنبأنا محمّد بن أبي بكر قال نبأنا أبو نصر محمد بن سعيد بن أحمد بن سعيد التاجر قال نبأنا محمّد بن يوسف بن مطر قال نبأنا محمد بن أبي حاتم الوراق قَالَ: سمعت محمد بن قتيبة- قريب أبي عبد الله محمد بن إسماعيل- يقول كنت عند أبي عاصم النبيل فرأيت عنده غلاما فقلت له من أين أنت؟ قَالَ: من بخارى. قلت ابن من؟ فقال: ابن إسماعيل. فقلت له: أنت قرابتي، فعانقته. فقال لي رجل في مجلس أبي عاصم: هذا الغلام يناطح الكباش [5] .
__________
[1]- انظر: تهذيب الكمال 24/451.
[2]- انظر: تهذيب الكمال 24/451.
[3]- انظر: تهذيب الكمال 24/454.
[4]- انظر: تهذيب الكمال 24/454.
[5]- انظر: تهذيب الكمال 24/454، 455.(2/18)
أخبرني أبو الوليد قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ قال نبأنا أبو محمد عبد الله بن أحمد الخولاني قال نبأنا أَبُو ذَرٍّ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ القاضي قَالَ سمعت أبا معشر حمدويه بن الخطاب يَقُول: لما قدم أبو عبد الله محمد بن إسماعيل من العراق قدمته الأخيرة وتلقاه من تلقاه من الناس، وازدحموا عليه وبالغوا في بره.
فقيل له في ذلك وفيما كان من كرامة الناس وبرهم له. فقال: فكيف لو رأيتم يوم دخولنا البصرة [1] .
وصف أهل الحجاز والكوفة له:
أَخْبَرَنِي أبو الوليد الدربندي قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بن سليمان الحافظ قال نبأنا محمّد بن سعيد التاجر قال نبأنا محمّد بن يوسف قال نبأنا محمّد ابْن أبي حاتم قَالَ سمعت مُحَمَّد بْن إسماعيل يقول: كان إسماعيل بن أبي أويس إذا انتخبت من كتابه نسخ تلك الأحاديث لنفسه. وقال: هذه أحاديث انتخبها محمّد ابن إسماعيل من حديثي [2] .
قَالَ محمد بن أبي حاتم وسمعت حاشد بن عبد الله يقول قَالَ لي أبو مصعب أحمد بن أبي بكر المديني: محمد بن إسماعيل افقه عندنا وأبصر من ابن حنبل. فقال له رجل من جلسائه: جاوزت الحد. فقال أبو مصعب: لو أدركت مالكا ونظرت إلى وجهه ووجه محمّد بن إسماعيل لقلت: كلاهما واحد في الفقه والحديث [3] .
أَخْبَرَنِي الحسن بن محمد الأشقر قال أنبأنا محمّد بن أبي بكر قال نبأنا خلف بن محمّد قال نبأنا أبو عمرو عامر بن المنتجع قال نبأنا أحمد بن الضو قَالَ سمعت أَبَا بَكْر بْن أَبِي شيبة ومحمد بْن عبد الله بن نمير يقولان ما رأينا مثل محمد بن إسماعيل [4] .
أَخْبَرَنِي أبو الوليد قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ قال نبأنا محمّد بن سعيد قال نبأنا محمّد بن يوسف قال نبأنا محمد بن أبي حاتم قَالَ سمعت محمود بن النضر أبا سهل الشافعي يقول: دخلت البصرة، والشام، والحجاز، والكوفة، ورأيت علماءها فكلما جرى ذكر محمد بن إسماعيل فضلوه على أنفسهم.
__________
[1]- انظر: تهذيب الكمال 24/455.
[2]- انظر: تهذيب الكمال 24/455.
[3]- انظر: تهذيب الكمال 24/455.
[4]- انظر: تهذيب الكمال 24/452.(2/19)
ذكر عقد البخاري مجلس التحديث ببغداد وامتحان البغداديين له:
أَخْبَرَنِي الحسن بن محمد قَالَ أنبأنا محمّد بن أبي بكر قال نبأنا أبو نصر أحمد بن أبي حامد الباهلي قَالَ سمعت إسحاق بْن أَحْمَد بْن خلف قال سمعت أبا علي صالح ابن محمد البغدادي يقول: كان محمد بن إسماعيل يجلس ببغداد، وكنت أستملى له، ويجتمع في مجلسه أكثر من عشرين ألفا [1] .
وَقَالَ محمد بن أبي بكر: سمعت أبا صالح خلف بْن مُحَمَّد يَقُولُ سمعت محمّد ابن يوسف بن عاصم يقول رأيت لمحمد بن إسماعيل ثلاثة مستملين ببغداد، وكان اجتمع في مجلسه زيادة على عشرين ألف رجل [2] .
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن أَبِي الْحَسَن الساحلي قَالَ: أنبأنا أحمد بن الحسن الرازي قَالَ سمعت [أبا [3]] أَحْمَد بْن عدي يقول سمعت عدة مشايخ يحكون أن محمد بن إسماعيل البخاري قدم بغداد فسمع به أصحاب الحديث، فاجتمعوا وعمدوا إلى مائة حديث فقلبوا متونها وأسانيدها، وجعلوا متن هذا الإسناد لإسناد آخر، وإسناد هذا المتن لمتن آخر، ودفعوا إلى عشرة أنفس إلى كل رجل عشرة أحاديث، وأمروهم إذا حضروا المجلس أن يلقوا ذلك على البخاري، وأخذوا الموعد للمجلس فحضر المجلس جماعة أصحاب الحديث من الغرباء من أهل خراسان وغيرها ومن البغداديين.
فلما اطمأن المجلس بأهله انتدب إليه رجل من العشرة فسأله عن حديث من تلك الأحاديث. فقال البخاري: لا أعرفه. فسأله عن آخر، فقال: لا أعرفه، فما زال يلقى عليه واحدا بعد واحد حتى فرغ من عشرته، والبخاري يقول لا أعرفه. فكان الفهماء [4] ممن حضر المجلس يلتفت بعضهم إلى بعض ويقولون: الرجل فهم، ومن كان منهم غير ذلك يقضى على البخاري بالعجز والتقصير وقلة الفهم. ثم انتدب رجل آخر من العشرة فسأله عن حديث من تلك الأحاديث المقلوبة، فقال البخاري لا أعرفه، فسأله عن آخر فقال لا أعرفه، فسأله عن آخر فقال لا أعرفه. فلم يزل يلقى عليه واحدا بعد آخر حتى فرغ من عشرته والبخاري يقول لا أعرفه. ثم انتدب
__________
[1]- انظر: تهذيب الكمال 24/452.
[2]- انظر: تهذيب الكمال 24/452.
[3] في الأصل: (سمعت أحمد)
[4] في تهذيب الكمال: (فكان الفقهاء)(2/20)
إليه الثالث والرابع إلى تمام العشرة حتى فرغوا كلهم من الأحاديث المقلوبة، والبخاري لا يزيدهم على لا أعرفه. فلما علم البخاري أنهم قد فرغوا التفت إلى الأول منهم، فقال أما حديثك الأول فهو كذا، وحديثك الثاني فهو كذا، والثالث والرابع على الولاء حتى أتى على تمام العشرة، فرد كل متن إلى إسناده، وكل إسناد إلى متنه، وفعل بالآخرين مثل ذلك، ورد متون الأحاديث كلها إلى أسانيدها، وأسانيدها إلى متونها.
فأقر له الناس بالحفظ وأذعنوا له بالفضل. وكان ابن صاعد إذا ذكر محمد بن إسماعيل يقول: الكبش النطاح [1] .
ذكر البغداديين فضله:
أَخْبَرَنِي الحسن بن محمّد الأشقر قال أنبأنا محمّد بن أبي بكر قال نبأنا أَبُو الحسين أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يُوسُف الأزديّ قال نبأنا أبو عمرو محمد بن عمر بن الأشعث البيكندي [2] قَالَ سَمِعْتُ عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ بْنِ حنبل يقول سمعت أبي يقول: انتهى الحفظ إلى أربعة من أهل خراسان أبو زرعة الرازي، ومحمد بن إسماعيل البخاري، وعبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي، والحسن بن شجاع البلخي [3] .
وَأَخْبَرَنِي الحسن بن محمد قَالَ أنبأنا محمّد بن أبي بكر قال نبأنا أبو نصر محمّد ابن أحمد بن موسى البزاز قَالَ سمعت أبا بكر عبد الرحمن بن محمد بن علوية الأبهري يقول سمعت عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حنبل يقول سمعت أبي يقول: ما أخرجت خراسان مثل محمد بن إسماعيل [4] .
أَخْبَرَنِي أبو الوليد الدربندي قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بن سليمان قال نبأنا أبو نصر مُحَمَّد بْن سَعِيد قَالَ سَمِعْت مُحَمَّد بْن يوسف بن مطر يقول سمعت أبا جعفر محمد بن أبي حاتم يقول حَدَّثَنِي حاشد بن عبد الله بن عبد الواحد قَالَ سمعت يعقوب بن إبراهيم الدورقي يقول: محمد بن إسماعيل فقيه هذه الأمة [5] .
أخبرني أبو الوليد قال أنبأنا محمّد قال أنبأنا أحمد بن أبي حامد الباهلي قال
__________
[1]- انظر: تهذيب الكمال 24/453 ثم 456
[2] في المطبوعة والأصل: (السكندى)
[3]- انظر: تهذيب الكمال 24/456.
[4]- انظر: تهذيب الكمال 24/456.
[5]- انظر: تهذيب الكمال 24/456، 457.(2/21)
سمعت أبا سعيد حاتم بن محمد بن حازم يقول سمعت موسى بن هارون الحمال ببغداد يقول: عندي لو أن أهل الإسلام اجتمعوا على أن ينصبوا مثل محمد بن إسماعيل آخر ما قدروا عليه [1] .
أَخْبَرَنِي محمد بن عليّ المقري قال أنبأنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن مهران الحافظ قال أنبأنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قَالَ سألت أبا علي صالح ابن محمد عن محمد بن إسماعيل، وأبي زرعة، وعبد الله بن عبد الرحمن، فقال: عن أي شيء تسأل؟ فهم مختلفون في أشياء. فقلت: من أعلمهم بالحديث؟ فقال: محمّد ابن إسماعيل، وأبو زرعة أحفظهم وأكثرهم حديثا. فقلت: وعبد الله بن عبد الرحمن؟ فقال ليس من هؤلاء في شيء [2] .
أَخْبَرَنَا أبو بكر البرقاني قَالَ قَالَ مُحَمَّد بْن العباس العصمي: حَدَّثَنَا يَعْقُوب بْن إِسْحَاق بْن محمود قَالَ: قَالَ أبو علي صالح بن محمد الأسدي- وذكر البخاري- فقال: ما رأيت خراسانيا افهم منه [3] .
أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الواحد المنكدري قال: نبأنا محمد بن عبد الله بن نعيم الضبي الحافظ قَالَ سمعت يحيى بن عمرو بن صالح الفقيه يقول سمعت أبا العباس محمد بن عبد الرحمن الفقيه يقول: كتب أهل بغداد إلى محمّد ابن إسماعيل:
المسلمون بخير ما بقيت لهم ... وليس بعدك خير حين تفتقد [4]
أَخْبَرَنَا أَبُو حازم العبدوي قَالَ سمعت مُحَمَّد بن محمد بن العباس الضبي يقول سمعت أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن يوسف بن مطر يقول سمعت جدي محمّد ابن يوسف يقول سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: دخلت بغداد آخر ثمان مرات كل ذلك أجالس أحمد بن حنبل. فقال لي في آخر ما ودعته: يا أبا عبد الله، تترك العلم والناس وتصير إلى خراسان؟ قَالَ أبو عبد الله: فأنا الآن أذكر قوله.
أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد بن غالب قال أنبأنا أبو بكر الإِسْمَاعِيلِيُّ قَالَ أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ الفرهياني قَالَ حضرت مجلس ابن أشكاب، فجاءه رجل ذكر اسمه من
__________
[1]- انظر: تهذيب الكمال 24/457.
[2]- انظر: تهذيب الكمال 24/457.
[3]- انظر: تهذيب الكمال 24/457.
[4]- انظر: تهذيب الكمال 24/458.(2/22)
الحفاظ فقال: ما لنا بمحمد بن إسماعيل [البخاري [1]] طاقة. فقام وترك المجلس.
أي: أتقول هذا وأنا بالحضرة؟
قول أهل الري فيه:
أَخْبَرَنِي الحسن بن محمد الأشقر قَالَ أنبأنا محمّد بن أبي بكر قال أنبأنا خلف بن محمد قَالَ سمعت أبا بَكْر مُحَمَّد بْن حريث يقول سمعت أبا زرعة الرازي يقول- وسألته عن ابن لهيعة فقال: تركه أبو عبد الله. قَالَ محمد بن حريث: فذكرت ذلك لمحمد بن إسماعيل، فقال: بره لنا قديم [2] .
وَقَالَ خلف: سمعت أبا بكر محمد بن حريث يقول سمعت الفضل بن العباس الرازي- وسألته فقلت: أيهما أحفظ أبو زرعة أم محمد بن إسماعيل؟ فقال: لم أكن التقيت مع محمد بن إسماعيل، فاستقبلني ما بين حلوان وبغداد، قَالَ: فرجعت معه مرحلة. قَالَ وجهدت الجهد على أن أجيء بحديث لا يعرفه فما أمكنني. قَالَ: وانا أغرب على أبي زرعة عدد شعره [3] .
أَخْبَرَنِي أبو الوليد الدّربنديّ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بن سليمان قال نبأنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن علي بن يعقوب الجويباري قال نبأنا أحمد بن أحمد بن عمر المنكدري قال نبأنا إسحاق بن أحمد بن زيرك قَالَ سمعت محمد بن إدريس الرازي يقول: في سنة سبع وأربعين ومائتين يقدم عليكم رجل من أهل خراسان لم يخرج منها أحفظ منه ولا قدم العراق أعلم منه. فقدم علينا بعد ذلك محمد بن إسماعيل بأشهر. قَالَ وَقَالَ أبو حاتم الرازي في هذا المجلس: محمد بن إسماعيل أعلم من دخل العراق، ومحمد بن يحيى أعلم من بخراسان اليوم من أهل الحديث، ومحمد بن أسلم أورعهم، وعبد الله بن عبد الرحمن أثبتهم [4] .
ما حفظ عن أهل خراسان وما وراء النهر من القول فيه:
أخبرنا أبو الوليد الدّربندي قال أنبأنا محمّد بن أحمد بن أحمد بن سليمان قال نبأنا محمّد بن سعيد التاجر قال نبأنا محمّد بن يوسف بن مطر قال نبأنا محمّد بن
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2]- انظر: تهذيب الكمال 24/458.
[3]- انظر: تهذيب الكمال 24/458.
[4]- انظر: تهذيب الكمال 24/458، 459.(2/23)
أبي حاتم قَالَ سمعت عمر بن حفص الأشقر يقول سمعت عبدان يقول: ما رأيت بعيني شابا أبصر من هذا. وأشار بيده إلى محمد بن إسماعيل [1] .
قَالَ: وسمعت صالح بن مسمار يقول: سمعت نعيم بن حماد يقول: محمد بن إسماعيل فقيه هذه الأمة [2] .
وَقَالَ محمد بن أبي حاتم: سمعت محمد بن إسماعيل يقول قَالَ لي محمد بن سلام: انظر في كتبي، فما وجدت فيها من خطأ فأضرب عليه، كي لا أرويه، ففعلت ذلك، وكان محمد بن سلام كتب عند الأحاديث التي احكمها محمد بن إسماعيل:
رضي الفتى، وفي الأحاديث الضعيفة: لم يرض الفتى. فقال له بعض أصحابه: من هذا الفتى؟ فقال: هو الذي ليس مثله، محمد بن إسماعيل [3] .
وَقَالَ محمد بن أبي حاتم سمعت يحيى بن جعفر يقول: لو قدرت أن أزيد في عمر محمد بن إسماعيل لفعلت، فإن موتي يكون موت رجل واحد، وموت محمّد ابن إسماعيل ذهاب العلم [4] .
حَدَّثَنِي أبو النجيب الأرموي قَالَ حَدَّثَنِي محمد بن إبراهيم الأصبهاني قَالَ أخبرني أحمد بن عليّ الفارسيّ قال نبأنا أحمد بن عبد الله بن محمد قَالَ نبأنا جدي محمّد ابن يوسف قال نبأنا محمد بن أبي حاتم الوراق قَالَ سمعت سليم بن مجاهد يقول:
كنت عند محمد بن سلام البيكندي، فقال لي: لو جئت قبل لرايت صبيا يحفظ سبعين ألف حديث. قَالَ: فخرجت في طلبه حتى لقيته. فقلت: أنت الذي تقول أنا أحفظ سبعين ألف حديث؟ قَالَ: نعم، وأكثر منه، ولا أجيئك بحديث من الصحابة أو التابعين إلا عرفت مولد أكثرهم ووفاتهم ومساكنهم، ولست أروي حديثا من حديث الصحابة أو التابعين إلا ولي في ذلك أصل، أحفظ حفظا عن كتاب الله وسنة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [5] .
أَخْبَرَنِي الحسن بن محمد الأشقر، قَالَ أنبأنا محمّد بن أبي بكر البخاري قال نبأنا أبو عمرو أحمد بن محمد بن عمر المقرئ قال نبأنا أبو بكر محمّد بن يعقوب
__________
[1]- انظر: تهذيب الكمال 24/459.
[2]- انظر: تهذيب الكمال 24/459.
[3]- انظر: تهذيب الكمال 24/459، 460.
[4]- انظر: تهذيب الكمال 24/460.
[5]- انظر: تهذيب الكمال 24/460.(2/24)
ابن يوسف البيكندي قَالَ سمعت علي بن الحسين بن عاصم البيكندي يقول: قدم علينا محمد بن إسماعيل، فاجتمعنا عنده ولم يكن يتخلف عنه من المشايخ أحد، فتذاكرنا عنده. فقال رجل من أصحابنا- أراه حامد بن حفص-: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: كأني أنظر إلى سبعين ألف حديث من كتابي. قَالَ فقال محمد بن إسماعيل: أو تعجب من هذا؟ لعل في هذا الزمان من ينظر إلى مائتي ألف حديث من كتابه. وإنما عني به نفسه [1] .
أَخْبَرَنَا أبو سعد الماليني قراءة قال أنبأنا عبد الله بن عدي الحافظ قَالَ حَدَّثَنِي محمّد ابن أحمد القومسي قَالَ سمعت محمد بن حمدويه يقول سمعت محمد بن إسماعيل يقول: أحفظ مائة ألف حديث صحيح، وأحفظ مائتي ألف حديث غير صحيح [2] .
حَدَّثَنِي أبو النجيب الأرموي قَالَ حَدَّثَنِي محمد بن إبراهيم الأصبهاني قَالَ أَخْبَرَنِي محمد بن إدريس الوراق، قال نبأنا محمّد بن حم قال نبأنا محمّد بن يوسف قال نبأنا محمد بن أبي حاتم قَالَ: سئل محمد بن إسماعيل عن خبر حديث، فقال: يا أبا فلان، تراني أدلس؟ تركت أنا عشرة آلاف حديث لرجل لي فيه نظر، وتركت مثله أو أكثر منه لغيره لي فيه نظر.
أَخْبَرَنِي أبو الوليد قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بن سليمان قال نبأنا محمّد بن سعيد قال نبأنا محمّد بن يوسف قال نبأنا مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حاتم قَالَ:
سمعت أبا عمرو المستنير بن عتيق البكري قَالَ سمعت رجاء بن المرجى يقول: فضل محمد بن إسماعيل على العلماء كفضل الرجال على النساء. فقال له رجل: يا أبا محمد، كل ذلك بمرة؟ فقال: هو آية من آيات الله يمشي على ظهر الأرض.
أَخْبَرَنِي الأشقر قال أنبأنا محمّد بن أبي بكر قال نبأنا أبو إسحاق إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن هارون الملاحمي قال نبأنا أَبُو ذَرٍّ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ القاضي قَالَ سمعت عمر بن حفص الأشقر يقول: لما قدم رجاء بن مرجى المروزي الحافظ بخارى يريد الخروج إلى الشاش نزل الرباط، وصار إليه مشايخنا، وصرت فيمن صار إليه، فسألني عن أبي عبد الله محمد بن إسماعيل فأخبرته بسلامته، وقلت له: لعله يجيئك الساعة، فأملى علينا، وانقضى المجلس، ولم يَجِئْ أبو عبد الله. فلما كان اليوم الثاني
__________
[1]- انظر: تهذيب الكمال 24/460، 461.
[2]- انظر: تهذيب الكمال 24/461.(2/25)
لم يجئه، فلما كان اليوم الثالث قَالَ رجاء: إن أبا عبد الله لم يرنا أهلا للزيارة، فمروا بنا إليه نقضي حقه. فأبى على الخروج وكان كالمترغم عليه، فجئنا بجماعتنا إليه ودخلنا على أبي عبد الله وسأل به. فقال له رجاء: يا أبا عبد الله كنت بالأشواق إليك وأشتهي أن تذكر شيئا من الحديث، فأبى على الخروج. قَالَ: ما شئت؟ فألقى عليه رجاء شيئا من حديث أيوب، وأبو عبد الله يجيب. إلى أن سكت رجاء عن الإلقاء.
فقال لأبي عبد الله: ترى بقي شيء لم نذكره؟ فأخذ أبو عبد الله محمد بن إسماعيل يلقي ويقول رجاء: من روى هذا؟ وأبو عبد الله يجيء بإسناده إلى أن ألقى قريبا من بضعة عشر حديثا أو أكثر أعدها، وتغير رجاء تغيرا شديدا، وحانت من أبي عبد الله نظرة إلى وجهه فعرف التغير فيه، فقطع الحديث، فلما خرج رجاء قَالَ أبو عبد الله محمد بن إسماعيل: أردت أن أبلغ به ضعف ما ألقيته إلا أني خشيت أن يدخله شيء فأمسكت.
أَخْبَرَنِي الحسن بن محمد الأشقر قَالَ أنبأنا محمّد بن أبي بكر قال نبأنا خلف بن محمّد قال نبأنا أبو عمرو نصر بن زكريا المروزي قَالَ: سمعت أبا رجاء قتيبة بْن سعيد يقول: شباب خراسان أربعة، محمد بن إسماعيل، وعبد الله بن عبد الرحمن، وزكريا بن يحيى اللؤلؤي، والحسن بن شجاع البلخي.
وَقَالَ خلف: حَدَّثَنَا إسحاق بن أحمد بن خلف قَالَ سمعت أبا عيسى محمد بن عيسى الترمذي يقول: كان محمد بن إسماعيل عند عبد الله بن منير، فلما قام من عنده. قَالَ يا أبا عبد الله، جعلك الله زين هذه الأمة، قَالَ أبو عيسى: فاستجيب له فيه.
أَخْبَرَنَا أَبُو يعلى أَحْمَد بن عبد الواحد الوكيل قال أنبأنا الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن شُعْبَة السنجي المروزيّ قال أنبأنا أَبُو العباس مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن محبوب قال نبأنا أبو عيسى الترمذي قَالَ: ولم أر أحدا بالعراق ولا بخراسان في معنى الملل والتاريخ ومعرفة الأسانيد أعلم من محمد بن إسماعيل.
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأصبهاني قَالَ أَخْبَرَنِي محمد بن عبد الله الضبي في كتابه. وأَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد الواحد المروروذي قال نبأنا محمد بن عبد الله بن نعيم الضبي الحافظ قَالَ سمعت أبا الطيب محمد بن أحمد المذكر يقول سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق يقول: ما رأيت تحت أديم هذه السماء أعلم بالحديث من محمد بن إسماعيل البخاريّ.(2/26)
أخبرني أبو الوليد الدّربندي قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بن سليمان قال نبأنا محمّد بن سعيد قال نبأنا محمّد بن يوسف قال نبأنا محمد بن أبي حاتم قَالَ سمعت حاشد بن عبد الله بن عبد الواحد يقول: رأيت عمرو بن زرارة ومحمد بن رافع عند محمّد بن إسماعيل وهما يسألانه عن علل الحديث، فلما قاما قالا لمن حضر المجلس: لا تخدعوا عن أبي عبد الله، فإنه افقه منا واعلم وأبصر.
وَقَالَ محمد بن أبي حاتم: سمعت حاشد بن إسماعيل يقول رأيت إسحاق بن راهويه جالسا على السرير ومحمد بن إسماعيل معه، فأنكر عليه محمد بن إسماعيل شيئا، فرجع إلى قول محمد، وَقَالَ إسحاق بن راهويه: يا معشر أصحاب الحديث، انظروا إلى هذا الشاب واكتبوا عنه، فإنه لو كان في زمن الحسن بن أبي الحسن لاحتاج إليه الناس لمعرفته بالحديث وفقهه.
أَخْبَرَنِي الحسن بن محمد الأشقر قال أنبأنا محمّد بن أبي بكر قال أنبأنا خلف بن محمد قَالَ: سمعت أبا عمرو أحمد بن نصر الخفاف يقول: محمد بن إسماعيل أعلم في الحديث من إسحاق بن راهويه، وأحمد بن حنبل، وغيره بعشرين درجة.
قَالَ أبو عمرو الخفاف: ومن قَالَ في محمد بن إسماعيل شيئا فمني عليه ألف لعنة.
قَالَ: وسمعت أبا عمرو الخفاف يقول: لو دخل محمد بن إسماعيل البخاري من هذا الباب لملئت منه رعبا- يعني: إني لا أقدر أن أحدث بين يديه- وَقَالَ خلف: سمعت أبا عمرو الخفاف يقول حَدَّثَنَا محمد بن إسماعيل البخاري التقى النقي العالم الذي لم أر مثله.
أَخْبَرَنِي الأشقر قَالَ أنبأنا محمّد بن أبي بكر قال نبأنا أبو أحمد محمّد بن عبد الله ابن يوسف الشافعي وخلف بن محمد قالا: سمعنا أبا جعفر محمد بن يوسف بن الصديق الوراق يقول سمعت عبد الله بن حماد الآملي يقول: وددت أني شعرة في صدر محمد بن إسماعيل.
قرأت عَلى الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد أخي الخلال، عن أبي سعد الإدريسي قَالَ حَدَّثَنِي محمد بن حم بن ناقب البخاريّ بسمرقند. قال نبأنا محمّد بن يوسف الفربري قال نبأنا محمد بن أبي حاتم قَالَ سمعت علي بن حجر يقول: أخرجت خراسان ثلاثة،(2/27)
أبا زرعة الرازي بالري، ومحمد بن إسماعيل البخاري ببخارى، وعبد الله بن عبد الرحمن بسمرقند، ومحمد بن إسماعيل عندي أبصرهم وأعلمهم وأفقههم.
أَخْبَرَنِي محمد بن أحمد بن يعقوب قال أنبأنا مُحَمَّد بن نعيم الضبي قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو بكر محمد بن خالد المطوعي ببخارى قَالَ أنبأنا مسبح بن سعيد البخاري قَالَ سمعتُ عَبْد الله بْن عَبْد الرَّحْمَن السمرقندي يقول: قد رأيت العلماء بالحرمين والحجاز والشام والعراقين، فما رأيت فيهم أجمع من أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري.
أَخْبَرَنِي أبو الوليد الدّربندي قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بن سليمان قال أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ علي بن يعقوب قال نبأنا إسحاق بن أحمد بن خلف قَالَ سمعت العباس بن سورة يقول سمعت أبا جعفر عبد الله بن محمد الجعفي المسندي يقول: محمد بن إسماعيل إمام فمن لم يجعله إماما فأتهمه.
أخبرنا أبو حازم العبدوي قال سمعت الحسن بن أحمد الزنجوي يَقُولُ سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَمْدُونَ الْحَافِظَ يَقُولُ: كُنَّا عِنْدَ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيِّ فَجَاءَ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ فَسَأَلَهُ عَنْ حَدِيثِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَرِيَّةٍ وَمَعَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ. قال مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَخِي أَبُو بَكْرٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلالٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، الْقِصَّةَ بِطُولِهِ. فَقَرَأَ عَلَيْهِ إنسان حديث حجاج بن محمّد بن جُرَيْجٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ قَالَ حَدَّثَنِي سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَفَّارَةُ الْمَجْلِسِ إِذَا قَامَ الْعَبْدُ أَنْ يَقُولَ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ. فَقَالَ لَهُ مُسْلِمٌ: فِي الدُّنْيَا أَحْسَنُ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ؟ ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ سُهَيْلٍ. يُعْرَفُ بِهَذَا الإِسْنَادِ في الدّنيا حديثا؟ قال له مُحَمَّدٌ لا. إِلا أَنَّهُ مَعْلُولٌ. فَقَالَ مُسْلِمٌ: لا إله إلا الله، وارتعد، وقَالَ: أَخْبَرَنِي بِهِ. قَالَ: اسْتُرْ مَا سَتَرَ اللَّهُ، فَإِنَّ هَذَا حَدِيثٌ جَلِيلٌ رَوَاهُ الْخَلْقُ عَنْ حَجَّاجِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ.
فَأَلَحَّ عَلَيْهِ وَقَبَّلَ رَأْسَهُ، وَكَادَ أَنْ يَبْكِيَ مُسْلِمٌ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: اكْتُبْ إِنْ كَانَ لا بُدَّ-، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قال نبأنا وُهَيْبٌ قَالَ حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَفَّارَةُ الْمَجْلِسِ» . فَقَالَ لَهُ مُسْلِمٌ: لا يُبْغِضُكَ إِلا حَاسِدٌ، وَأشْهَدُ أَنَّ لَيْسَ فِي الدُّنْيَا مِثْلُكَ.(2/28)
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب قال أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْن نعيم الضبي قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن يَعْقُوب الْحَافِظُ يَقُول سمعت أبي يقول رأيت مسلم بن الحجاج بين يدي محمد بن إسماعيل البخاري وهو يسأله سؤال الصبي المتعلم.
أَخْبَرَنِي أبو الوليد الدّربندي قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بن سليمان الحافظ قال نبأنا أبو الحسن عبد الله بن موسى بن الحسين البغداديّ قال نبأنا عبد المؤمن بن خلف التميمي قَالَ سمعت الحسين بن محمد المعروف بعبيد العجل يقول ما رأيت مثل محمد بن إسماعيل. ومسلم الحافظ لم يكن يبلغ محمد بن إسماعيل، ورأيت أبا زرعة وأبا حاتم يستمعان إلى محمد بن إسماعيل أي شيء يقول يجلسون بجنبه، فذكرت له قصة محمد بن يحيى. فقال: ماله ولمحمد بن إسماعيل كان محمّد ابن إسماعيل أمة من الأمم، وكان أعلم من محمد بن يحيى بكذا وكذا، وكان محمد بن إسماعيل دينا فاضلا يحسن كل شيء.
حَدَّثَنِي أبو النجيب الأرموي قَالَ حَدَّثَنِي محمد بن إبراهيم الأصبهاني قَالَ حَدَّثَنِي أحمد بن علي السليماني قَالَ حَدَّثَنِي أحمد بن محمد القاري قَالَ سمعت أبا حسان مهيب بْن سليم يقول سمعت محمد بن إسماعيل يقول: الحامد والذّام عندي واحد، أو قال: سواء.
ذكر قصة البخاري مع محمد بن يحيى الذهلي بنيسابور:
أَخْبَرَنِي محمد بن أحمد بن يعقوب قال أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْن نعيم الضبي قَالَ سَمِعْتُ مُحَمَّد بن حامد البزاز يقول سمعت الحسن بن محمّد بن جابر يقول سمعت محمّد ابن يحيى يقول: لما ورد محمد بن إسماعيل البخاري نيسابور قَالَ: اذهبوا إلى هذا الرجل العالم الصّالح فاسمعوا منه. قَالَ: فذهب الناس إليه واقبلوا على السماع منه حتى ظهر الخلل في مجالس محمد بن يحيى، فحسده بعد ذلك وتكلم فيه.
أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد بن غالب قال أنبأنا أبو بكر الإسماعيلي قال أنبأنا عبد الله ابن محمد بن سيار قَالَ حَدَّثَنِي محمد بن خشنام وسمعته يقول: سئل محمد بن إسماعيل عن اللفظ بنيسابور فقال حَدَّثَنِي عبيد الله بن سعيد- يعني أبا قدامة- عن يحيى بن سعيد قَالَ: أعمال العباد كلها مخلوقة، فمرقوا عليه. قَالَ: فقالوا له بعد ذلك ترجع عن هذا القول حتى يعودوا إليك؟ قَالَ: لا أفعل إلا أن يجيئوا بحجة فيما يقولون أقوى من حجتي. وأعجبني من محمد بن إسماعيل ثباته.(2/29)
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ قال أنبأنا محمد بن عبد الله النيسابوري الحافظ قال نبأنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْهَيْثَمِ الْمُطَّوِّعِيُّ ببخارى قال نا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرَبْرِيُّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ يَقُولُ: أَمَّا أَفْعَالُ الْعِبَادِ فَمَخْلُوقَةٌ، فَقَدْ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عبد الله قال ثنا مروان بن معاوية قال ثنا أَبُو مَالِكٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ يَصْنَعُ كُلَّ صَانِعٍ وَصَنْعَتَهُ» [1] .
قَالَ أبو عبد الله: وسمعت عبيد الله بن سعيد يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بن سَعِيد يَقُولُ: ما زلت أسمع أصحابنا يقولون إن أفعال العباد مخلوقة.
قَالَ أبو عبد الله البخاريّ: حركاتهم وأصواتهم، واكتسابهم، وكتابتهم، مخلوقة، فأما القرآن المتلو المبين المثبت في المصاحف المسطور المكتوب الموعى في القلوب، فهو كلام الله ليس بخلق قَالَ الله تعالى: بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ
[العنكبوت 49] .
أخبرنا أبو حازم العبدوي قَالَ سمعت الحسن بن أحمد بن شيبان يقول سمعت أبا حامد الأعمش يقول رأيت محمد بن إسماعيل البخاري في جنازة أبي عثمان سعيد ابن مروان ومحمد بن يحيى يسأله عن الأسامي وواكلني وعلل الحديث، ويمر فيه محمد بن إسماعيل مثل السهم، كأنه يقرأ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، فما أتى على هذا شهر حتى قَالَ محمد بن يحيى: إلا من يختلف إلى مجلسه لا يختلف إلينا، فإنهم كتبوا إلينا من بغداد أنه تكلم في اللفظ ونهيناه فلم ينته، فلا تقربوه، ومن يقربه فلا يقربنا. فأقام محمد بن إسماعيل ها هنا مدة وخرج إلى بخارى.
أَخْبَرَنَا أَبُو سعيد مُحَمَّد بْن حسنويه بْن إبراهيم الأبيوردي قال أنبأنا أبو سعيد محمد بن عبد الله بن حمدون قال سمعت أبا حامد الشرقي يقول سمعت محمد بن يحيى يقول: القرآن كلام الله غير مخلوق من جميع جهاته وحيث يتصرف، فمن لزم هذا استغنى عن اللفظ، وعما سواه من الكلام في القرآن، ومن زعم أن القرآن مخلوق فقد كفر، وخرج عن الإيمان، وبانت منه امرأته، يستتاب، فإن تاب وإلا ضربت عنقه، وجعل ماله فيئا بين المسلمين، ولم يدفن في مقابر المسلمين، ومن وقف وقال: لا أقول مخلوق أو غير مخلوق، فقد ضاهى الكفر، ومن زعم أن لفظي بالقرآن مخلوق فهذا
__________
[1]- انظر الحديث في: الأحاديث الصحيحة 1637 وتفسير ابن كثير 7/22.(2/30)
مبتدع لا يجالس ولا يكلم، ومن ذهب بعد مجلسنا هذا إلى محمد بن إسماعيل البخاري فاتهموه، فإنه لا يحضر مجلسه إلا من كان على مثل مذهبه.
أَخْبَرَنِي الحسن بن محمّد الأشقر قال أنبأنا محمّد بن أبي بكر قال نا أَبُو صَالِحٍ خَلَفُ بْنُ مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل قال سمعت أبا عمر وأحمد بن نصر بن إبراهيم النيسابوري المعروف بالخفاف ببخارى يقول كنا يوما عند محمّد بن إسحاق القيسي ومعنا محمد بن نصر المروزي، فجرى ذكر محمد بن إسماعيل البخاري فقال محمّد ابن نصر: سمعته يقول: من زعم أني قلت لفظي بالقرآن مخلوق فهو كذاب، فإني لم أقله. فقلت له: يا أبا عبد الله قد خاض الناس في هذا وأكثروا فيه؟ فقال: ليس إلا ما أقول وأحكي لك عنه. قَالَ أبو عمرو الخفاف فأتيت محمد بن إسماعيل فناظرته في شيء من الأحاديث حتى طابت نفسه، فقلت: يا أبا عبد الله، ها هنا أحد يحكى عنك أنك قلت هذه المقالة. فقال: يا أبا عمرو احفظ ما أقول لك، من زعم من أهل نيسابور، وقومس، والري، وهمذان، وحلوان، وبغداد، والكوفة، والمدينة، ومكة، والبصرة أني قلت لفظي بالقرآن مخلوق فهو كذاب، فإني لم أقل هذه إلا أني قلت:
أفعال العباد مخلوقة.
أَخْبَرَنِي أبو الوليد الدّربندي قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بن سليمان قال نبأنا أَبُو نصر أَحْمَد بْن سهل بْن حمدويه قال نبأنا أبو العباس الفضل بن بسام قَالَ سمعت إبراهيم بن محمد يقول: أنا توليت دفن محمد بن إسماعيل لما أن مات بخرتنك، أردت حمله إلى مدينة سمرقند أن أدفنه بها فلم يتركني صاحب لنا فدفناه بها، فلما أن فرغنا ورجعت إلى المنزل الذي كنت فيه، قَالَ لي صاحب القصر: سألته أمس فقلت: يا أبا عبد الله ما تقول في القرآن؟ فقال: القرآن كلام الله غير مخلوق.
قَالَ فقلت له إن الناس يزعمون أنك تقول ليس في المصاحف قرآن، ولا في صدور الناس قرآن. فقال: استغفر الله أن تشهد على بشيء لم تسمعه مني. أقول كما قَالَ الله تعالى: وَالطُّورِ وَكِتابٍ مَسْطُورٍ
أقول في المصاحف قرآن وفي صدور الناس قرآن، فمن قَالَ غير هذا يستتاب، فإن تاب وإلا فسبيله سبيل الكفر.
ذكر خبر البخاري مع خالد بن أحمد الأمير بعد عودته إلى بخارى:
أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَشْقَرُ قال أنبأنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْحَافِظُ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ المقرئ يقول سمعت أبا بكر بن منير بن جليد بن(2/31)
عَسْكَرٍ يَقُولُ بَعَثَ الأَمِيرُ خَالِدَ بْنَ أَحْمَدَ الذُّهْلِيُّ وَالِي بُخَارَى إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، أَنِ احْمِلْ إليّ كتاب «الجامع» و «التاريخ» وَغَيْرِهِمَا لأَسْمَعَ مِنْكَ. فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ لِرَسُولِهِ: أَنَا لا أُذِلُّ الْعِلْمَ وَلا أَحْمِلُهُ إِلَى أَبْوَابِ النَّاسِ، فَإِنْ كَانَتْ لَكَ إِلَى شيء منه حاجة فاحضر فِي مَسْجِدِي أَوْ فِي دَارِي، وَإِنْ لَمْ يُعْجِبْكَ هَذَا فَأَنْتَ سُلْطَانٌ فَامْنَعْنِي مِنَ الجلوس [1] لِيَكُونَ لِي عُذْرٌ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لأَنِّي لا أَكْتُمُ الْعِلْمَ لِقَوْلِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ أُلْجِمَ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ [2] »
قَالَ: فكان سبب الوحشة بينهما هذا [3] .
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ قال أنبأنا مُحَمَّد بْن عبد اللَّه الحافظ قَالَ سمعت محمد بن العباس الضبي يقول سمعت أبا بكر بن أبي عمرو الحافظ يقول:
كان سبب مفارقة أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري البلد- يعني بخارى- أن خالد بن أحمد الذهلي الأمير خليفة الطاهرية [4] ببخارى سأل أن يحضر منزله فيقرأ «الجامع» و «التاريخ» على أولاده فامتنع أبو عبد الله عن الحضور عنده، فراسله أن يعقد مجلسا لأولاده لا يحضره غيرهم فامتنع عن ذلك أيضا وَقَالَ: لا يسعني أن أخص بالسماع قوما دون قوم، فاستعان خالد بن أحمد بحريث بن أبي الورقاء وغيره من أهل العلم ببخارى عليه، حتى تكلموا في مذهبه، ونفاه عن البلد، فدعا عليهم أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل قَالَ: اللهم أرهم ما قصدوني به في أنفسهم وأولادهم وأهاليهم. فأما خالد فلم يأت عليه إلا أقل من شهر حتى ورد أمر الطاهرية بأن ينادى عليه، فنودي عليه وهو على أتان، وأشخص على أكاف، ثم صار عاقبة أمره إلى ما قد اشتهر وشاع. وأما حريث بن أبي الورقاء فإنه ابتلى بأهله، فرأى فيها ما يجل عن الوصف. وأما فلان أحد القوم- وسماه- فإنه ابتلي بأولاده، وأراه الله فيهم البلايا [5] .
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن أَبِي الْحَسَن الساحلي قَالَ أنبأنا أحمد بن الحسن الرّازي قال
__________
[1] في تهذيب الكمال: (من المجلس)
[2]- انظر الحديث في: مسند أحمد 2/263، 305، 344، 495. وسنن أبى داود 3658. وسنن الترمذي 2651. وسنن ابن ماجة 261، 266. والمستدرك 1/102. وصحيح ابن حبان 75، 96.
[3]- انظر: تهذيب الكمال 24/464، 465.
[4] في المطبوعة: (الظاهرية)
[5]- انظر: تهذيب الكمال 24/465، 466.(2/32)
سمعت أبا أحمد بن عدي الحافظ الجرجاني يقول سمعت عبد القدوس بن عبد الجبار السمرقندي يقول جاء محمد بن إسماعيل إلى خرتنك- قرية من قرى سمرقند- على فرسخين منها، وكان له بها أقرباء فنزل عندهم، قَالَ: فسمعته ليلة من الليالي وقد فرغ من صلاة الليل يدعو ويقول في دعائه: اللهم إنه قد ضاقت على الأرض بما رحبت فاقبضني إليك. قَالَ: فما تم الشهر حتى قبضه الله تعالى إليه، وقبره بخرتنك [1] .
أخبرنا عليّ بن أبي أحمد الأصبهانيّ في كتابه قال نبأنا محمد بن محمد بن مكي الجرجاني قَالَ سمعت عبد الواحد بن آدم الطواويسى قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النوم ومعه جماعة من أصحابه وهو واقف في موضع- ذكره- فسلمت عليه فرد السلام، فقلت ما وقوفك يا رسول الله؟ فقال: أنتظر محمد بن إسماعيل البخاري. فلما كان بعد أيام بلغني موته، فنظرنا فإذا هو قد مات في الساعة التي رأيت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيها [2] .
أَخْبَرَنِي أبو الوليد الدّربندي قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بن سليمان الحافظ قال نبأنا أبو عمر أحمد بن محمّد بن المقرئ، وأبو عبيد أحمد بن عروة بن أحمد بن إبراهيم قالا: سمعنا أبا الحسن مهيب بن سليم بن مجاهد يقول توفي أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم ليلة السبت ليلة الفطر سنة ست وخمسين ومائتين [3] .
425- محمد بن أبي العتاهية الشاعر [4] :
واسم أبي العتاهية إسماعيل بن القاسم، وكنية محمد أبو عبد الله، ويلقب عتاهية، وكان شاعرا أيضا، حذا طريقة أبيه في القول في الزهد، وحدث عن هشام بن محمد الكلبي. روى عنه أحمد بن أبي خيثمة، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وأبو العباس المبرد، وإبراهيم بن إسحاق الحربي.
قرأت في كتاب أبي عبد الله المرزباني بخطه: وحدثنيه علي بن أبي علي البصريّ عنه،
__________
[1]- انظر: تهذيب الكمال 24/466.
[2]- انظر: تهذيب الكمال 24/466، 467.
[3]- انظر: تهذيب الكمال 24/467.
[4] 425- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 11/326.(2/33)
قَالَ: محمد بن أبي العتاهية لقبه عتاهية، ويكنى أبا عبد الله. وأمه هاشمية بنت عمرو اليمامي مولى لمعن بن زائدة. وكان محمّد ناسكا زاهدا شاعرا وهو القائل:
قد أفلح الصّامت السكوت ... كلام راعي الكلام قوت
ما كل نطق له جواب ... جواب ما يكره السكوت
يا عجبي لامرئ ظلوم ... مستيقن أنه يموت [1]
أَخْبَرَنِي أبو القاسم الأزهري قال نبأنا عمر بن أحمد الواعظ قال نبأنا عبد الله ابن محمّد بن إسحاق المروزيّ قال نبأنا ابن أبي الدنيا قَالَ: أنشدني ابن أبي العتاهية:
لربما غوفص ذو شرة ... أصح ما كان ولم يسقم
يا واضع الميت في قبره ... خاطبك اللحد فلم تفهم
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى السكري قَالَ نبأنا جعفر بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن الحكم الواسطيّ قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَتَّابٍ الإِيَادِيُّ قَالَ نبأنا عتاهية بن أبي العتاهية قال نبأنا هِشَامُ بْنُ الْكَلْبِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: وَجَدْتُ جُمْجُمَةً في الجاهلية مكتوبا عَلَيْهَا:
أَذَّنَ الْحَيِّ فَاسْمَعِي ... إِسْمَعِي ثُمَّ عِي وَعِي
أَنَا رَهْنٌ بِمَصْرَعِي ... فَاحْذَرِي مِثْلَ مَصْرَعِي
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أبي جعفر الأخرم قال أنبأنا أَبُو عَلِيٍّ عِيسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بن عمر الطوماري قال نبأنا محمد بن يزيد المبرد قَالَ: أنشدنا عتاهية بن أبي العتاهية:
يا لاهيا مقبلا على أمله ... وطرفه للفناء في عمله
كم لذة لامرئ يسر بها ... لعلها منه منتهى أجله
__________
[1] على هامش الأصل المخطوط: وبعده:
ولا يرى أهل كل عصر ... عقبان تصطاد أو ليوت
وبعد ذا فالشهيد باق ... وحجة الحاكم الثبوت
ثم كتب تحته: كمله مالكه: محمد بن الديري.(2/34)
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ قَالَ نبأنا محمّد بن العبّاس الخزّاز قال أنبأنا أبو أيّوب سليمان بن إسحاق الخلّال قَالَ أنشدنا إبراهيم الحربي لعتاهية بن أبي العتاهية:
علل المريض من المني ... ة لا يعالجها الطبيب
إن الذي ذهب أهله ... وبقي [لها] لهو الغريب
426- محمد بن إسماعيل البخترى، أبو عبد الله الواسطي، يعرف بالحساني [1] :
سكن بغداد وحدث بها عن وكيع بن الجراح، وأبي معاوية الضرير، ويزيد بن هارون، وعلي بن عاصم، وعبد اللَّه بن نمير. روى عَنْهُ مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الباغندي، ويحيى بْن مُحَمَّد بْن صاعد، والحسن بن مُحَمَّد بْن شعبة، وعمر بن أحمد الدربي، والْحُسَيْن بْن إِسْمَاعِيل المحاملي، ومُحَمَّد بْن مخلد الدوري، وغيرهم. ويقال: إن الحساني عمى فِي آخر عمره.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ الْبَزَّازُ قَالَ أنبأنا محمّد بن مخلد العطّار قال نا محمّد بن إسماعيل الحساني قال نا وكيع قال نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ وَمِسْعَرٌ وَالْبَخْتَرِيُّ بْنُ الْمُخْتَارِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُمَارَةَ بْنِ رُوَيْبَةَ عَنْ أَبِيهِ. قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَنْ يَلِجَ النَّارَ رَجُلٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَقَبْلَ غُرُوبِهَا [2] » . فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ: أَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الأزهري قَالَ: نا محمّد بن العبّاس الخزّاز قال: نا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي. قال: كان محمد بن إسماعيل الحساني خيرا مرضيا صدوقا [3] .
__________
[1] 426- انظر: الجرح والتعديل: 7/الترجمة 1079، وثقات ابن حبان: 9/188، وسنن الدارقطني: 1/124، وإكمال ابن ماكولا: 3/270، والمعجم المشتمل، الترجمة 763، والمنتظم لابن الجوزي: 5/14، والكاشف: 3/الترجمة 4788، وتذهيب التهذيب: 3/الورقة 189، وميزان الاعتدال: 3/الترجمة 7228، وتاريخ الإسلام، الورقة 270، (أحمد الثالث 2917) ونهاية السول، الورقة 315، وتهذيب:
التهذيب 9/56- 57، والتقريب: 2/144 وخلاصة الخزرجي: 2/الترجمة 6054. والمنتظم لابن الجوزي 11/145. وتهذيب الكمال 5061 (24/471) .
[2] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب المساجد، باب 37. ومسند أحمد 4/136. وصحيح ابن خزيمة 320. ومسند الحميدي 861، 862.
[3] انظر: تهذيب الكمال 24/473.(2/35)
أخبرني مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُمَرَ الْبَجَلِيُّ قَالَ: قَالَ لنا أبو الحسن الدارقطني:
محمد بن إسماعيل بن البخترى الحساني ثقة [1] .
أَخْبَرَنِي الحسين بن علي الطناجيري قَالَ نبأنا عمر بن أحمد الواعظ قال نبأنا محمد بن مخلد العطار قَالَ: ومات الحساني سنة ثمان وخمسين- يعني ومائتين-.
427- محمد بن إسماعيل بن علي، أبو عبد الله الهاشمي:
حدث بنيسابور بعد سنة ستين ومائتين عن شبابة بن سوار، وعبيد اللَّه بْن مُوسَى، وأبي النضر هاشم بن القاسم. روى عنه محمد بن الحسين القطان، وسفيان بن محمد الجوهريّ النيسابوري.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ قال أنبأنا مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمٍ الضَّبِّيُّ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بن يوسف بن إبراهيم قال نبأنا أبو بكر محمّد بن الحسين قال نبأنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبَغْدَادِيُّ الهاشميّ بنيسابور قال نبأنا شُبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ. وَأَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ قال نبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فارس قال نبأنا يحيى بن حاتم العسكريّ قال نبأنا شبابة بن سوار قال نبأنا شعبة قال: أخبرني نُعَيْمُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ جَالِسًا فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ. لَفْظُ حَدِيثِ الْهَاشِمِيِّ.
428- محمد بن إسماعيل الكلوذاني [2] :
حدث عن خالد بن عمرو الأموي. روى عنه القاسم بن المؤمل المقرئ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ الْحَرْبِيُّ قَالَ أنبأنا عمر بن أحمد الواعظ قال نبأنا أحمد بن سعيد قال نبأنا القاسم بن المؤمل المقرئ قال نبأنا محمّد بن إسماعيل الكلوذاني بالعسكر قال نبأنا خالد بن عمرو بن مِسْعَرٍ عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
كَانَ التَّكْبِيرُ- أَوْ كَانَ يُكَبِّرُ- فِي كُلِّ رَفْعٍ وَوَضْعٍ. الشَّكُّ مِنْ مِسْعَرٍ
429- مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُوسَى بْن جَعْفَر بْن مُحَمَّدِ بْنِ علي ابن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو علي العلوي:
سكن بغداد وحدث بها عن عمى أبيه عبد الله والحسن ابني موسى بن جعفر، وعن أحمد بن نوح الخزاز، وغيرهم. روى عنه محمد بن خلف وكيع.
__________
[1] انظر: تهذيب الكمال 24/473.
[2] 428- الكلواذاني: هذه النسبة إلى كلواذان وهي قرية من قرى بغداد على خمسة فراسخ منها (الأنساب للسمعاني 10/460)(2/36)
أخبرنا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الدَّقَّاق قَالَ قرأنا على الْحُسَيْن بن هارون الضبي عن أبي العباس بن سعيد قَالَ محمد بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَر بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيّ بْنِ الْحُسَيْن بن علي بن أبي طالب، أبو علي. سكن بغداد وسمع عبد الله والحسن ابني موسى بن جعفر، وأحمد بن هلال، وهذا الضرب.
430- محمد بن إسماعيل بن زياد، أَبُو عبد الله، وقيل: أَبُو بكر الدولابي [1] :
سمع منصور بن سلمة الخزاعيّ، وأبا النصر هاشم بن القاسم، وأبا مسهر الدمشقي، وأبا اليمان الحمصي. رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد بْن مخلد وأبو الْحُسَيْن بن المنادى، وكناه أبا عبد الله. وحدّث عنه أبو عمرو بن السّمّاك، وكناه أبا بكر. وَكَانَ ثِقَةً.
أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الرَّزَّازُ قَالَ نبأنا عثمان بن أحمد الدّقّاق قال نبأنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ زِيَادٍ الدولابي البزّاز قال نبأنا أبو مسهر قال نبأنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ قيس عن قرعة عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ قَالَ: «رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ، أَهْلَ الثَّنَاءِ وَالْمَجْدِ، أَحَقُّ مَا قَالَ الْعَبْدُ، كُلُّنَا لَكَ عَبْدٌ، لا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ [2] » .
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد قال أنبأنا مُحَمَّد بن العباس قَالَ قرئ عَلَى أبي الحسين بن المنادي وأنا أسمع قَالَ سنة أربع وسبعين ومائتين، أبو عبد الله محمد بن إسماعيل الدولابي بالجانب الغربي في هذه السنة- يعني توفي.
431- محمد بن إسماعيل بن سالم، أبو جعفر الصائغ [3] :
سكن مكة وحدث بها عن حجاج بن محمد الأعور، وشبابة بن سوار، وروح
__________
[1] 430- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 12/263. والأنساب للسمعاني 5/372.
[2] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الصلاة باب 40. وسنن النسائي 2/195، 233.
والسنن الكبرى للبيهقي 2/94. وفتح الباري 2/272، 549.
[3] 431- انظر: الجرح والتعديل: 7/الترجمة 1084، وثقات ابن حبان: 9/133، والسابق واللاحق: 180، والمعجم المشتمل، الترجمة 764، والمنتظم لابن الجوزي: 5/104، وسير أعلام النبلاء: 13/161، وتذهيب التهذيب 3/الورقة 189، ونهاية السول، الورقة 316، وتهذيب التهذيب: 9/58، والتقريب: 2/145، وخلاصة الخزرجي: 2/الترجمة 6056، وشذرات الذهب: 2/170 وتهذيب الكمال 24/475 (5063) . والمنتظم لابن الجوزي 12/279.(2/37)
ابن عبادة، وأبى أسامة حماد بن أسامة، وأبى داود الحفري، وقبيصة بن عقبة. روى عنه مُوسَى بْن هارون الحافظ، ويحيى بن محمد بن صاعد، وأَبُو الْعَبَّاسِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَسْكَرِيُّ، في آخرين. وقَالَ عبد الرحمن بن أَبِي حاتم: سمعت منه بمكة وهو صدوق.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ محمّد الطرازي بنيسابور قال: أنبأنا أبو حامد أحمد بن إسماعيل بن سالم- قال: نبأنا شبابة بن سوار قال نبأنا شُعْبَةُ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ عِيَاضٍ الأَشْعَرِيُّ. قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ
[المائدة 54] . أَوْمَأَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، فَقَالَ «هُمْ قَوْمُ هَذَا» [1] .
أَخْبَرَنَا أبو بكر البرقاني قَالَ: رأيت في كتاب أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بْنِ هَارُون الخلال الحنبلي حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن قريش الهروي قَالَ حَدَّثَنِي محمد بن إسماعيل الصائغ قَالَ: كنت أصوغ مع أبي ببغداد فمر بنا أحمد بن حنبل، وساق خبرا ذكرناه في موضع آخر.
أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد العتيقي من كتابه قَالَ سمعت يوسف بن أحمد الصيدناني بمكة يقول: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ الطوسي صهر الصائغ يقول: سمعت محمد بن إسماعيل الصائغ يقول: سألني همام شراء هاون فأتيته بهاون فجعل يقرأ علي فأقول له زدني فيقول: أذلني الهاون أذلني الهاون.
قال الشيخ أبو بكر: كذا قَالَ لنا العتيقي همام وأحسبه أبا همّام، فالله أعلم.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد الدَّقَّاق قَالَ: قرأنا على الْحُسَيْن بْن هارون عن أبي العباس ابن سَعِيد قَالَ: سمعت عَبْد الرحمن بْن يُوسُف بن خراش يقول محمد بن إسماعيل الصائغ من أهل الفهم والأمانة.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد قال نبأنا محمد بن العباس قال قرئ على ابن المنادي وأَنَا أسمعُ قَالَ وجاءنا الخبر بِموت محمد بن إسماعيل الصائغ المكي بأنه مات في جمادى الأولى سنة ست وسبعين ومائتين، وكنت سمعت منه إملاء عند باب الصفا في سنة ثلاث وسبعين.
432-[2] محمد بن إسماعيل، عم العباس بن يوسف، الشكلي [3] :
حدث عن علي بن أبي مريم. روى عنه ابن أخيه أبو الفضل الشِّكلي.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَر الحسن بْن عثمان بْن أحمد الواعظ قال: أنبأنا أحمد بن جعفر بن
__________
[1] انظر الحديث في: المصنف لابن أبى شيبة 12/123. والمعجم الكبير للطبراني 17/371.
والمطالب العالية 3598. ومجمع الزوائد 7/16.
[2] 432- انظر: الأنساب للسمعاني 7/375، 376.
[3] الشكلى: هذه النسبة إلى شكل (الأنساب للسمعاني)(2/38)
حمدان قال نبأنا العباس بن يوسف الشكلي قَالَ حَدَّثَنِي عمى محمّد بن إسماعيل قال نبأنا ابن أبي مريم قال نبأنا عمّار بن عثمان قال حدّثني مسمع بن عاصم قَالَ قالت رابعة العدوية: اعتللت علة قطعتني عن التهجد وقيام الليل، فمكثت أياما أقرأ جزئي إذا ارتفع النهار، لما يذكر أنه يعد بقيام الليل، ثم رزقني الله العافية فكنت قد سكنت إلى قراءة جزئي بالنهار وانقطع عني قيام الليل، فبينا أنا ذات ليلة راقدة إذ رأيت في منامي كأني قد دفعت إلى روضة خضراء ذات قصور وبيت حسن، فبينا أنا أجول فيها أتعجب من حسنها، إذا أنا بطائر أخضر وجارية تطارده كأنها تريد أخذه، فشغلني حسنها عن حسنه. فقلت لها: دعيه ما تريدي منه؟ فو الله ما رأيت طائرا قط هو أحسن منه. فقالت: فهلا أريك شيئا هو أحسن منه؟ قلت بلى. فأخذت بيدي فأدارتني في تلك الرياض حتى انتهيت إلى باب قصر فاستفتحت ففتح لها باب مخرق إلى بستان، قال فدخلت ثم قالت افتحوا لي باب المقة، ففتح لنا باب شاع منه شعاع استنار من ضوء نوره ما بين يدي وما خلفى، فدخلت ثم قالت ادخلي فدخلت.
فتلقاها فيه وصفاء بأيديهم المجامر. فقالت لهم: أين تريدون؟ قالوا نريد فلانا قتل في البحر شهيدا نجمره. فقالت لهم: أفلا تجمرون هذه المرأة؟ فقالوا: قد كان لها في ذاك حظ فتركته. فأرسلت يدها من يدي ثم أقبلت على بوجهها وقالت:
صلاتك نور والعباد رقود ... ونومك ضد للصلاة عميد
وعمرك غنم إن عقلت ومهلة ... يسير ويفنى دائم ويبيد
ثم غابت عني واستيقظت بنداء الفجر. فقالت رابعة: فو الله ما ذكرتها فتوهمتها إلا طاش عقلي، وطار نومي.
433- محمد بن إسماعيل، أبو عبد الله الصيرفي [1] ، يعرف بابن بنت ربح:
حدث إسماعيل بن علي الدعبلي عنه عن يزيد بن هارون.
أَخْبَرَنَا هِلالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَفَّارُ قال نبأنا أَبُو الْقَاسِمِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَلِيِّ بْنِ رَزِينٍ الخزاعيّ بواسط قال نبأنا أبو عبد الله محمد بن الصَّيْرَفِيُّ ابْنُ بِنْتِ رَبْحٍ بِبَغْدَادَ الْكَرْخِ دَرْبَ عون سنة أربع وسبعين ومائتين قال نبأنا يزيد بن هارون قال أنبأنا مِسْعَرٌ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ عَنْ عَلِيٍّ ابن أَبِي طَالِبٍ. قَالَ: إِذَا حَدَّثْتُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَظُنُّوا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الَّذِي هُوَ أَتْقَى، وَالَّذِي هُوَ أَهْيَا، وَالَّذِي هُوَ أَهْدَى.
__________
[1] 433- الصيرفي: هذه النسبة معروفة لمن يبيع الذهب (الأنساب 8/124)(2/39)
قال الشيخ أبو بكر المعروف عندنا محمد بن ربح البزاز. حدث عن يزيد بن هارون، وأما ابن بنت ربح هذا فلا نعرفه، وليس إسماعيل بن علي الخزاعي ممن يعتمد عليه. فإن كان أراد محمد بن ربح فإنه يكنى أبا بكر. وذكره يرد في موضعه من كتابنا بعد إن شاء الله.
434- محمد بن إسماعيل بن جعفر، أبو جعفر القرشي:
حدث عَنْ شبابة بن سوار، ويزيد بن هارون، وأبي النضر هاشم بن القاسم، وعفان بن مسلم. وروى عن الأصمعي حروف أبي عمرو بن العلاء في القراءات.
حدث بذلك أبو القاسم بن النخاس المقرئ عن محمد بن الحسين التميمي عنه.
أَخْبَرَنَا أبو بكر البرقاني والقاضي أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَاسِطِيُّ، وَأَبُو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه. قالوا أنبأنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ سليمان المقرئ قَالَ حَدَّثَنِي محمد بن الحسين بن علي التميمي قراءة علي في سنة تسع وثلاثمائة قَالَ حَدَّثَنِي أبو جعفر محمد بن إسماعيل بن جعفر بن سعيد بن علي بن محمّد بن عليّ ابن جعفر بن موسى بن سعد بن إسماعيل بن جعفر بن سعيد بن ثعلبة بن عطاية بن سعد بن إدريس بن عبد الله بن مازن بن سعدان بن ذهل بن ثعلبة بن عطاية بن سعد ابن عبد المطلب في يوم الإثنين لثلاث عشرة خلت من شهر رمضان من سنة أربع وسبعين ومائتين بعد منصرفي من مجلس إبراهيم الحربي قراءة علي قَالَ حَدَّثَنِي عبد الملك بن قريب الأصمعي- وسألته عن حروف وقعت إلي عنه عن أبي عمرو- فذكر الحروف كلها.
قَالَ محمد بن الحسين أَخْبَرَنِي أبو جعفر القرشي أنه ابن أربع وتسعين سنة، وأخرج لنا مولده أنه ولد في يوم الجمعة لليلتين خلتا من رمضان سنة مائة وثمانين.
435- محمد بن إسماعيل بن يوسف، أبو إسماعيل السلمي الترمذي [1] :
سمع محمد بن عبد الله الأنصاري، وأبا نعيم الفضل بن دكين، والحسن بن سوار البغوي، وإسحاق بن محمد الفروي، وقبيصة بن عقبة، وأيوب بن سليمان بن
__________
[1] 435- انظر: المعرفة ليعقوب: 1/351، والجرح والتعديل: 7/الترجمة 1085، وثقات ابن حبان: 9/122، وتاريخ الخطيب: 2/42، والمعجم المشتمل، الترجمة 769 والكامل في التاريخ: 7/465، وسير أعلام النبلاء: 13/242، وتذكرة الحفاظ 2/604، والكاشف: 3/الترجمة 4795، وتذهيب التهذيب: 3/الورقة 190، العبر: 2/64، 309، 314، وميزان الاعتدال: 3/الترجمة 7240، وتاريخ-(2/40)
بلال، وعبد العزيز بن عبد الله الأويسي، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، وعارم بن الفضل، وأبا صالح كاتب الليث بن سعد، ويَحْيَى بْن عَبْد اللَّه بْن بكير المصري، وعبد الله بن الزبير الحميدي، في أمثالهم من الشيوخ. وكان فهما متقنا بمذهب السنة.
وسكن بغداد وَحَدَّثَ بها، فرَوَى عَنْهُ أَبُو بَكْر بن أبي الدنيا، وموسى بن هارون وجعفر الفريابي، ويحيى بْن مُحَمَّدِ بْنِ صاعد، والْقَاضِي أَبُو عَبْد الله المحاملي، ومُحَمَّد بْن مخلد الدوري، وإِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد الصفار، وَمُحَمَّد بْن عمرو الرزاز، وأبو عمرو بن السَّماك، وَأَحْمَد بْن سلمان النجَّاد، وأبو سهل بن زياد، وأبو بكر الشافعي. وروى عنه أيضا أبو عيسى الترمذي، وأبو عبد الرحمن النّسائيّ في صحيحيهما.
أخبرنا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهديّ قال أنبأنا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ المحامليّ قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ شبيب- وهذا لفظ الترمذي- قال نبأنا أَيُّوبُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلالٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلالٍ قَالَ قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ. وَقَالَ ابْنُ شَبِيبٍ قَالَ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ أَنَسٍ. ثُمَّ رَجَعَ الْحَدِيثُ إِلَى رِوَايَةِ التِّرْمِذِيِّ:
أَتَى رَجُلٌ أَعْرَابِيٌّ مِنْ أَهْلِ الْبَدْوِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ. فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلَكَتِ الْمَاشِيَةُ، هَلَكَ الْعِيَالُ، هَلَكَ النَّاسُ، فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو اللَّهَ، وَرَفَعَ النَّاسُ أَيْدِيَهُمْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُونَ. قَالَ: فَمَا خَرَجْنَا مِنَ الْمَسْجِدِ حَتَّى أمطرنا، فما زلنا نمطر حتى كان الْجُمُعَةُ الأُخْرَى. زَادَ التِّرْمِذِيُّ: فَأَتَى الرَّجُلُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال:
يَا رَسُولَ اللَّهِ، لُثِقَ [1] الْمُسَافِرُ وَمُنِعَ الطَّرِيقُ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْن أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى بْنِ هَارُونَ بْنِ الصَّلْتِ الأهوازيّ قال أنبأنا محمّد بن مخلد العطّار قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ.
وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، وَطَلْحَةُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الصقر الكتاني. قالا نبأنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قال نبأنا أبو إسماعيل الترمذي قال نبأنا مخلد ابن مالك أبو محمّد الحراني قال نبأنا حفص أبو عمر قال نبأنا زيد بن أسلم عن
__________
- الإسلام، الورقة، 130 (أوقاف 5882) ، ونهاية السول، الورقة 316، وتهذيب التهذيب: 9/62- 63، والتقريب: 2/145، وخلاصة الخزرجي: 2/الترجمة 6062. والمنتظم، لابن الجوزي 10/194. وتهذيب الكمال 5070 (24/489) .
[1] لثق: ابتل،(2/41)
الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وَسَلَّمَ: يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى:
«أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي. وَاللَّهِ لله أفرح بتوبة أحدكم [من أَحَدِكُمْ [1]] يَجِدُ ضَالَّتَهُ بِالْفَلاةِ، وَمَنْ تَقَرَّبَ مِنِّي شِبْرًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ ذِرَاعًا، وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا، وَمَنْ جَاءَنِي يَمْشِي جئته أهرول [2] » .
دخل أحد لفظ الحديثين في الآخر، إلا أن طلحة قَالَ في حديثه: حَدَّثَنَا أبو حفص عمر بن حفص قال نبأنا زيد بن أسلم. والذي ذكرناه الصَّوَابِ.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله المعدل قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْبَخْتَرِيِّ الرَّزَّازُ قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ السُّلَمِيُّ. وأَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الفضل الصيرفي بنيسابور- واللفظ له- قال نا أبو عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن أحمد الصفار الأصبهانيّ قال نا محمّد بن إسماعيل الترمذي قال: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ عَنْ هِشَامِ بْنَ حَسَّانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ فَأَوْتِرُوا يَا أَهْلَ الْقُرْآنِ [3] » .
قال الصفار: قَالَ أبو إسماعيل الترمذي، ذاكرت به بندارا ولم يكن عنده فكتبه عني.
أَخْبَرَنَا أبو بكر الْبَرْقَانِيُّ قَالَ أنبأنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ قال نبأنا الحسن بن رشيق قال نبأنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي عَنْ أَبِيهِ. ثُمَّ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصوري قال أنبأنا الخصيب بن عبد الله القاضي بمصر قَالَ ناولني عبد الكريم بْن أبي عبد الرحمن وكتب لي بخطه قَالَ سمعت أبي يقول: محمد بن إسماعيل الترمذي خراساني ثقة. حدثت عن عبد العزيز بن جعفر الحنبلي قَالَ أنبأنا أبو بكر الخلال قَالَ:
وأبو إسماعيل الترمذي رجل معروف ثقة كثير العلم متفقه.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد الدقاق قَالَ أنبأنا الحسين بْن هارون عَن أَبِي الْعَبَّاس بْن سعيد قَالَ سمعت عمر بن إبراهيم يقول أبو إسماعيل الترمذي صدوق مشهور بالطلب.
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] انظر الحديث في صحيح البخاري 9/147. وصحيح مسلم 2061، 2068. ومسند أحمد 3/210، 277. وفتح الباري 11/209.
[3] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الذكر والدعاء، وسنن الترمذي 453. وسنن ابن ماجة 1170. ومسند أحمد 1/143، 2/109، 155، 277، 290، 491. وصحيح ابن خزيمة 1071.(2/42)
قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أَحْمَد بْن كامل الْقَاضِي قَالَ: مات أَبُو إسماعيل الترمذي في شهر رمضان سنة ثمانين ومائتين، ودفن عند قبر أَحْمَد بْن حَنْبَل.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد قال نبأنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي- وأنا أسمع. قَالَ: ومات أبو إسماعيل الترمذي بمدينتنا لأيام بقين من شهر رمضان سنة ثمانين ومائتين.
436- محمد بن إسماعيل بن صالح بن عبد الرحمن، والد أبي علي الصفار:
سمع سعيد بن سليمان، وعاصم بن علي الواسطيين، وعلي بن الجعد الجوهري، وأحمد بن جميل المروزي. وما أراه حدث وإنما روى ابنه عن وجوده في كتابه.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُبَيْشٍ التَّمَّارُ. وَأَبُو الحسين محمّد ابن الحسين بن الفضل القطّان. قالا: نبأنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ إِمْلاءً. قَالَ:
وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّهِ أَنَّ عَاصِمَ بْنَ عليّ حدّثهم قال نبأنا أَبُو مَعْشَرٍ قَالَ إِسْمَاعِيلُ، وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عليّ الورّاق قال نبأنا عاصم بن عليّ قال نبأنا أَبُو مَعْشَرٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْعَجْلانِ الأَنْصَارِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: أَقْبَلْنَا مِنْ بَدْرٍ فَفَقَدْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَنَادَتِ الرِّفَاقُ بَعْضُهَا بَعْضًا أَفِيكُمْ رَسُولُ اللَّهِ؟ حَتَّى جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ. فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَدْنَاكَ؟ فَقَالَ: «إن أبا الحسن وَجَدَ مَغَصًا فِي بَطْنِهِ فَتَخَلَّفْتُ عَلَيْهِ [1] » .
437- محمد بن إسماعيل بن عامر، أبو بكر التمار الرقي [2] :
سكن بغداد وَحَدَّثَ بها عَنْ أَحْمَد بْن سنان الواسطي، وأحمد بن خالد الكرماني، وسري السقطي، والربيع بن سليمان المرادي، وغيرهم. روى عنه أبو عمرو بن السماك.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ قَالَ: أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق قَالَ نبأنا محمد بن إسماعيل التمار الرقي قال حدثني أحمد بن عيسى المصري قال نبأنا عمرو ابن أبي سلمة قال: نبأنا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عمرو بن شعيب عن أبيه
__________
[1] 436- انظر الحديث في: المستدرك 3/232. ومجمع الزوائد 6/69. وإتحاف السادة المتقين 7/111.
[1] 437- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 31/19.(2/43)
عَنْ جَدِّهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «إِذَا ادَّعَتِ الْمَرْأَةُ طَلاقَ زَوْجِهَا فَجَاءَتْ عَلَى ذَلِكَ بِشَاهِدٍ عَدْلٍ اسْتَحْلَفَ زَوْجَهَا فإن حلف بطلت شهادة الشّاهد، فإن نَكَّلَ فَنُكُولُهُ بِمَنْزِلَةِ شَاهِدٍ آخَرَ وَجَازَ طَلاقُهُ [1] » .
وأخبرنا ابن رزق قال نبأنا عثمان بن أحمد قَالَ سألت محمد بن إسماعيل أبا بكر ونحن نسمع منه في سنة اثنتين وتسعين ومائتين فقلت: كم أتى لك من السن؟
فقال: أما أمي فانها كانت تقول ولدت في سنة اثنتين وثلاثين ومائتين. وَقَالَ لي بعض أصحابنا: لا، أنا أعلم بهذا منها، ولدت في سنة ثلاثين ومائتين.
قال أبو عمرو الدّقّاق وكأنه كان له من السن إلى وقت كنا نسمع منه على قول والدته، ستين سنة، وعلى قول صاحبه اثنتين وستين سنة، وكان أسود اللحية.
438- محمد بن إسماعيل بن أبي بردة، أبو جعفر الموصلي:
قدم بغداد وحدث بها عَنْ عَبْد الغفار بْن عبد اللَّه بْن الزبير، ومسعود بن جويرية الموصليين. روى عنه أَحْمَد بْن نصر بْن طَالِب الْحَافِظ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ الْحَرْبِيُّ قَالَ أنبأنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ قَالَ نبأنا أحمد بن نصر أبو طالب قال نبأنا محمد بن إسماعيل بن أبي بردة أبو جعفر الموصليّ ببغداد قال: نا عبد الغفار بْن عبد اللَّه بْن الزبير الموصلي.
439- محمد بن إسماعيل بن الغصن، الموصلي:
قدم بغداد وحدث بها عَنْ عَبْد الغفار بْن عَبْد اللَّهِ بْن الزبير. روى عنه إسماعيل ابن عَلِيّ الخطبي.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَخْلَدِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ الْخُطَبِيُّ قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ الْغُصْنِ الْمَوْصِلِيُّ قَالَ نبأنا عبد الغفار بْن عبد اللَّه بْن الزبير الموصليّ قال نبأنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ مُسْلِمٍ الأَعْوَرِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الْمَيِّتَ لَيَسْمَعُ خَفْقَ نِعَالِهِمْ حِينَ يُوَلُّونَ عنه [2] » .
__________
[1] انظر الحديث في: سنن ابن ماجة 2038 وسنن الدارقطني 4/64، 166. وفي المخطوط:
(وكان طلاقا) بدلا من (وجاز طلاقه) .
[2] 439- انظر الحديث في: مسند الإمام أحمد 2/445. وصحيح ابن حبان 777. ومجمع الزوائد 3/54. والدور المنثور 4/82.(2/44)
440- مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ بن راشد، أبو بكر البندار المعروف بالبصلاني [1] :
سمع علي بن الحسين الدرهمي، ومحمد بن معاوية الأنماطي، وخالد بن يوسف السمتي، ومحمد بن بشار بندارا. رَوَى عَنْهُ عَبْد الخالق بْن الْحَسَن بْن أَبِي روبا، وعبد العزيز بْن جَعْفَر الْخِرقي، وأبو القاسم بن النخاس المقرئ، وعلي بْن مُحَمَّد بْن لؤلؤ الوراق، وغيرهم.
حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نصر الدينوري قَالَ: سمعت حمزة بْن يُوسُف السهمي يقول سألت الدارقطني عن محمد بن إسماعيل البصلاني فقال: ثقة.
أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ عَن طلحة بْن مُحَمَّد بْن جعفر قَالَ: مات البصلاني في شعبان سنة إحدى عشرة وثلاثمائة.
441- محمد بن إسماعيل، أبو بكر المقرئ البغدادي:
سكن مكة وحدث بها عن محمود بن خداش، وأبي الأشعث أحمد بن المقدام. ذكره عَبْد اللَّهِ بْن عليّ بْن الجارود النيسابوري وروى عنه.
442- محمد بن إسماعيل الدقاق:
حدث عَن أَبِي هشام الرفاعي. روى عنه الحسن بن لؤلؤ.
أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التّميميّ قال نبأنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ لُؤْلُؤٍ الْوَرَّاقُ قَالَ نبأنا محمّد بن إسماعيل الدّقّاق- جارنا- قال: نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ قَالَ نبأنا حَفْصٌ- يَعْنِي ابْنَ غِيَاثٍ- عَنْ مُجَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: خَطَّ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطًّا. فَقَالَ: «هكذا سَبِيلُ اللَّهِ» . ثُمَّ خَطَّ خُطُوطًا فَقَالَ: «هَذِهِ سُبُلُ الشَّيْطَانِ فَمَا مِنْهَا سَبِيلٌ إِلا عَلَيْهِ شيطان يدعو إليه فاعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا [2] » .
443- محمّد بن إسماعيل بن موسى بن جعفر العلوي:
حدث عن مسلم بن جنادة أبي السائب. روى عنه الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ يُوسُفُ بْنُ الْقَاسِمِ الْمَيَانَجِيُّ.
__________
[1] 440- انظر: الأنساب، للسمعاني 2/236 والمنتظم، لابن الجوزي 31/237. وسؤالات حمزة السهمي للدارقطني 24.
[2] 442- انظر الحديث في: مسند الإمام أحمد 1/435. وسنن الدارمي 1/67. ومجمع الزوائد 7/22.
وإتحاف السادة المتقين 7/273.(2/45)
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عثمان التّميميّ بدمشق قال: نا يوسف بن القاسم الميانجي قال: نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُوسَى بن جعفر العلوي ببغداد قال نا مسلم بن جنادة السوائي قال: نا وكيع قال: نا شَرِيكٌ عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنْ تُسْتَأْجَرَ الأَرْضُ بِالدَّرَاهِمِ أَوْ بِالثُّلُثِ أَوْ بِالرُّبُعِ [1] .
444- محمد بن إسماعيل بن نيزر، أبو جعفر الجزري [2] :
حدث ببغداد عن أبي عمارة الحسين بن حريث المروزي، وأبي هشام الرفاعي، ومحمد بن عمرو بن أبي مذعور، وأبي همام الوليد بن شجاع، وحجاج بن الشاعر، روى عنه القاضي أبو بكر الميانجي أيضا.
أنبأنا أبو سعد الماليني إجازة قال أنا يوسف ابن القاسم الميانجي. قال أنبأنا محمّد بن إسماعيل الجزريّ ببغداد قال ثنا أبو همّام الوليد بن شجاع قال ثنا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي هريرة فَرْوَةَ عَنْ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «مَا غَدَا رَجُلٌ يَلْتَمِسُ عِلْمًا إِلا فَرَشَتْ لَهُ الْمَلائِكَةُ أَجْنِحَتَهَا رِضَاءً بِمَا يَصْنَعُ [3] » .
445- محمد بن إسماعيل بن صالح، المعروف بزنجي الكاتب [4] :
حدث عن عسل بن ذكوان الأخباري. روى عنه ابنه إسماعيل بن زنجي.
أَخْبَرَنَا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه قال نبأنا إسماعيل بن محمّد بن إسماعيل ابن زنجي الكاتب إملاء قَالَ: حَدَّثَنِي أبي قَالَ نبأنا عسل بن ذكوان قَالَ: قَالَ الأصمعي: أحسن الدّنيا ثلاثة، نهر الأبلة، وغوطة دمشق، و [منتزه [5]] سمرقند.
وَقَالَ: حشوش الدنيا ثلاثة: عمان، وأردبيل، وهيت.
446- محمد بن إسماعيل المعروف بخير النساج، يكنى أبا الحسن [6] :
وكان من كبار الصوفية، ذكر لي أَبُو نعيم الْحَافِظ أنه من أهل سامرا سكن بغداد.
وَقَالَ: صحب سريا السقطي، وأبا حمزة.
__________
[1] 443- انظر الخبر في: مسند الامام أحمد 4/141.
[2] 444 الجزري: هذه النسبة إلى الجزيرة وهي إلى عدة بلاد من ديار بكر، واسم خاص لبلدة واحدة يقال لها جزيرة ابن عمر (الأنساب للسمعاني 3/248) وهذه الترجمة سقطت من الأصل.
[3] انظر الحديث في: تاريخ أصبهان 2/176، 284.
[4] 445- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 31/180.
[5] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[6] 446- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 31/345.(2/46)
وأخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري قال أنبأنا محمد بن الحسين السلمي قَالَ: قَالَ فارس البغدادي: كان اسم خير النساج، محمد بن إسماعيل السامري، وكان أستاذ إبراهيم الخواص.
قال الشيخ أبو بكر: كذا قال: ولعله وكان أستاذه إبراهيم الخواص، فالله أعلم.
وللصوفية عن خير حكايات عجيبة جدا نحن [نذكر [1]] بعضها مع البراءة من عهدتها.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ قَالَ أَخْبَرَنِي الحسين بن جعفر بن علي قَالَ أَخْبَرَنِي عبيد الله ابن إبراهيم الخرزي قَالَ قَالَ أبو الخير الديلمي كنت جالسا عند خير النساج فأتته امرأة وقالت أعطني المنديل الذي دفعته إليك. قَالَ نعم. فدفعه إليها فقالت كم الأجرة؟ قَالَ درهمان. قالت ما معي الساعة شيء، وأنا قد ترددت إليك مرارا فلم أرك، وأنا آتيك به غدا إن شاء الله. فقال لها خير: إن أتيتيني به ولم تريني فارمي به في الدجلة، فإني إذا رجعت أخذته. فقالت المرأة: كيف تأخذ من الدجلة؟ فقال خير:
هذا التفتيش فضول منك، افعلي ما أمرتك. قالت إن شاء الله. فمرت المرأة.
قال أبو الخير فجئت من الغد وكان خير غائبا، فإذا بالمرأة جاءت ومعها خرقة فيها درهمان فلم تر خيرا، فقعدت ساعة ثم قامت ورمت بالخرقة في دجلة، فإذا بسرطان تعلقت بالخرقة وغاصت، وبعد ساعة جاء خير وفتح باب حانوته وجلس على الشط يتوضأ فإذا بسرطان خرجت من الماء تسعى نحوه والخرقة على ظهرها، فلما قربت من الشيخ أخذها، فقلت له: رأيت كذا وكذا. فقال: أحب أن لا تبوح به في حياتي، فأجبته إلى ذلك.
حَدَّثَنِي عَبْد العزيز بْن أَبِي الحسن القرميسيني قَالَ: سمعت علي بن عبد الله الهمداني بمكة يقول نبأنا عليّ بن محمّد الفرمي قال نبأنا أبو لحسين المالكي. قَالَ:
كنت أصحب خيرا النساج سنين كثيرة ورأيت له من كرامات الله تعالى ما يكثر ذكره، غير أنه قَالَ لي قبل وفاته بثمانية أيام: إني أموت يوم الخميس المغرب فأدفن يوم الجمعة قبل الصلاة، وستنسى فلا تنسه. قال أبو لحسين: فأنسيته إلى يوم الجمعة فلقيني من خبرني بموته، فخرجت لأحضر جنازته فوجدت الناس راجعين، فسالتهم:
لم رجعوا؟ فذكروا أنه يدفن بعد الصلاة. فبادرت ولم ألتفت إلى قولهم فوجدت الجنازة
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.(2/47)
قد أخرجت قبل الصلاة، أو كما قَالَ. فسالت من حضره عن حاله عند خروج روحه. فقال إنه لما حضر غشي عليه ثم فتح عينيه وأومأ إلى ناحية باب البيت وَقَالَ قف عافاك اللَّه، فإنما أنت عَبْد مأمور وأنا عبد مأمور، وما أمرت به لا يفوتك، وَما أمرت به يفوتني، فدعني أمضي لما أمرت به، ثُمَّ امض لما أمرت به، فدعا بماء فتوضأ للصلاة وَصلى، ثُمَّ تمدد وَغمض عينيه وتشهد. وَأَخْبَرَنِي بعض أصحابنا أنه رآه في النوم فقال له: ما فعل الله بك؟ فقال: لا تسألني أنت عن هذا، ولكن استرحنا من دنياكم الوضرة.
447- محمد بن إسماعيل بن إسحاق بن بحر، أبو عبد الله الفارسي [1] :
كان يتفقه على مذهب الشافعي. وحدث عن أبي زرعة الدمشقي، وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ المصري، وعثمان بن خرزاذ الأنطاكي، وبكر بن سهل الدمياطي، وإسحاق بن إبراهيم الديري، وجماعة من هذه الطبقة. روى عنه أبو الحسن الدّارقطنيّ فأكثر، وأبو الحسين بن حمد الخلال. وَحَدَّثَنَا عنه أبو عمر بن مهدي وهو آخر من حدث عنه. وكان ثقة ثبتا فاضلا.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهدي قال أنبأنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْفَارِسِيُّ في سنة تسع وعشرين وثلاثمائة قال نبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي مريم قال نبأنا محمّد بن يوسف الفريابي قال نبأنا سُفْيَانُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيِّ. قَالَ جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسْحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ لِلْمُسَافِرِ ثَلاثًا، وَلِلْمُقِيمِ يَوْمًا.
قَرَأْتُ فِي كِتَابِ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ الثَّلاجِ بخطه، قَالَ أبو عبد الله الفارسي: ولدت في سنة ثمان- أو تسع- وأربعين ومائتين.
حَدَّثَنِي عبيد اللَّه بْن أبي الفتح عن طلحة بْن مُحَمَّد بْن جعفر. وأَخْبَرَنَا السمسار قال أنبأنا الصّفّار قال: نبأنا ابن قانع أن الفارسي مات في سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة.
قَالَ غير الصفار عن ابن قانع في شوال.
__________
[1] 447- الفارسي: هذا الاسم لعدة من المدن الكبيرة وهي من الأقاليم المعروفة أصلها وارد مملكتها شيراز (الأنساب 9/215) .(2/48)
448- محمد بن إسماعيل بن موسى بن هارون، أبو الحسين الرّازيّ [1] المكتب:
سكن بغداد بقصر عيسى بن علي، وحدث عن أبي عمران موسى بن نصر المقانعي، صاحب جرير بْن عَبْد الحميد، وعن أَبِي حاتم الرازي، ويحيى بن عبدك القزوينيّ، وعمر بن تميم بن الطبري، ومحمد بن أيوب الرازي، وإبراهيم بن إسحاق الحربي. حَدَّثَنَا عنه أَبُو الْحَسَن بْن رزقويه، وَعلي بْن أَحْمَد الرزاز، وأبو علي بْن شاذان. وكان غير ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الرَّزَّازُ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ قَالَ أنبأنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُوسَى الرّازيّ قال نبأنا أبو عمر عَمْرُو بْنُ تَمِيمِ بْنِ سَيَّارٍ الطَّبَرِيُّ قَالَ نبأنا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ الْبَكْرَاوِيُّ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنْ سَرَّكُمْ أَنْ تُزَكُّوا صَلاتَكُمْ فَقَدِّمُوا خِيَارَكُمْ [2] » .
قال الشيخ أبو بكر: هذا حديث منكر بهذا الإسناد، ورجاله كلهم ثقات، والحمل فيه على الرازي.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الرّزّاز قال أنبأنا محمّد بن إسماعيل الرّازيّ قال نبأنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ يَحْيَى بْنِ الضُّرَيْسِ قال أنبأنا هوذة قال نبأنا ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ بَلَغَهُ الْقُرْآنُ فَكَأَنَّمَا شَافَهْتُهُ [3] » . ثُمَّ قَرَأ: وَأُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ
[الأنعام 19] .
وأخبرنا علي قال أنبأنا محمّد قال نبأنا محمّد بن أيّوب قال نبأنا هوذة بن خليفة قال نبأنا ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ رَأَيْتُ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ يُدِيمُ النظر إلى عليّ بن أَبِي طَالِبٍ، فَقُلْتُ: مَالَكَ تُدِيمُ النَّظَرَ إِلَى عَلِيٍّ كَأَنَّكَ لَمْ تَرَهُ؟ فَقَالَ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «النَّظَرُ إلى وجه عليّ عبادة [4] » .
__________
[1] 448- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 41/159. وميزان الاعتدال 3/484. وسؤالات حمزة السهمي للدارقطنى 51.
[2] انظر الحديث في: المستدرك 3/222. وسنن الدارقطني 1/346. والكامل لابن عدى 3/912.
وكشف الخفا 2/140. والجامع الكبير 7651.
[3] انظر الحديث في: الدر المنثور 2/7.
[4] انظر الحديث في: المستدرك 3/141. والمعجم الكبير للطبراني 10/93، 18/110. وحلية الأولياء 5/58. وتنزيه الشريعة 1/382. والموضوعات 1/358، 359، 360، 361. واللآلئ المصنوعة 1/177.(2/49)
قال الشيخ أبو بكر: وهذان الحديثان بهذين الإسنادين باطلان. على أنا لا نعلم أن محمد بن أيوب روى عن هوذة بن خليفة شيئا قط، ولا سمع منه، لأن هوذة مات في سنة ست عشرة ومائتين، وطلب محمد بن أيوب الحديث في سنة عشرين ومائتين.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْمُعَدَّلُ وَأَحْمَدُ بْنُ أَبِي جعفر القطيعي. قالا نبأنا الحسين ابن محمّد بن إسحاق السّوطي قال نبأنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ هَارُونَ الرّازيّ قال نبأنا أَبُو حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الرَّازِيُّ قَالَ نبأنا أبو نعيم قال نبأنا الأَعْمَشُ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّمَا الأَمَلُ رَحْمَةٌ مِنَ اللَّهِ لأُمَّتِي، لَوْلا الأَمَلُ مَا أَرْضَعَتْ أُمٌّ وَلَدًا، وَلا غَرَسَ غَارِسٌ شَجَرًا [1] » .
وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ قال نبأنا الحسين بن محمّد السوطي قال نبأنا محمّد ابن إسماعيل الرّازيّ قال نبأنا أبو حاتم محمّد بن إدريس قال نبأنا أبو نعيم قال نبأنا الأَعْمَشُ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ تَظَاهَرَتْ عَلَيْهِ النِّعَمُ فَلْيُكْثِرِ الْحَمْدَ لِلَّهِ، وَمَنْ كَثُرَتْ هُمُومُهُ فَعَلَيْهِ بِالاسْتِغْفَارِ، وَمَنْ أَلَحَّ عَلَيْهِ الْفَقْرُ فَلْيُكْثِرْ مِنْ قَوْلِ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ [2] » .
وَبِإِسْنَادِهِ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم قال: «ما نزعت الرحمة إلا من شقي» .
قال الشيخ أبو بكر: وهذه الأحاديث الثلاثة بهذا الإسناد باطلة، لا أعلم جاء بها إلا محمد بن إسماعيل الرازي.
حدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ سمعت حمزة السهمي يقول سمعت أبا محمد ابن غلام الزهري يقول محمد: بن إسماعيل بن موسى الرازي المكتب ضعيف.
أَخْبَرَنَا الحسين بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن المؤدب قَالَ أنبأنا أَبُو نصر مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر الإسماعيلي قَالَ سمعت محمد بن إسماعيل المكتب ببغداد يقول ولدت في شهر رمضان لليلتين خلتا منه سنة سبع وستين ومائتين، وأحضرني أبي مجلس أبي حاتم الحنظلي، وأنا إذ ذاك ابن خمس سنين، وكنت أنعس، فقال لي والدي: انظر إلى الشيخ فإنك تحكيه غدا. فرأيته وسمعني أبي وكتب لي بخطه، وسمعت منه بعد ذاك بسنين إلى سنة أربع وسبعين ومائتين. وفيها توفى أبو حاتم.
__________
[1] انظر الحديث في: العلل المتناهية 2/330. وكشف الخفا 1/248. والجامع الكبير 7728. ولسان الميزان 5/267.
[2] انظر الحديث في: العلل المتناهية 2/100. وكنز العمال 43368.(2/50)
قال الشيخ أبو بكر: وهذا القول غير صحيح، كانت وفاة أبي حاتم الرازي في سنة سبع وسبعين ومائتين، وعاش محمد بن إسماعيل إلى بعد سنة خمسين وثلاثمائة، وكان يذكر أنه سمع من موسى بن نصر المقانعي صاحب جرير سنة ثلاث وسبعين ومائتين، فذكرت ذلك لأبي الْقَاسِم هِبَةُ اللَّه بْن الْحَسَن بْن مَنْصُور الطَّبَرِيُّ الحافظ.
فقال: موسى بن نصر شيخ قديم حدث عنه كبار الرّازيّين، وأنكر أن يكون محمّد ابن إسماعيل أدركه، وكذبه في روايته عنه.
449- محمد بن إسماعيل بن محمد بن موسى، أبو بكر القاضي:
سَمِعَ أَحْمَد بْن الْحَسَن بْن عَبْد الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ، والحسن بن الطيب الشجاعي.
حَدَّثَنَا عنه أبو الحسن بن رزقويه، وأبو نعيم الحافظ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رزق قال نبأنا أبو بكر محمد بن إسماعيل بن محمد القاضي قال نبأنا الحسن بن الطّيّب بن حمزة قال نبأنا محمّد بن يحيى الحجري القاضي قال نبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الأَجْلَحِ الْكِنْدِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْعَبَّاسِ يَعُودُهُ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ وَالْعَبَّاسُ عَلَى سَرِيرٍ له، فأخذ بيده النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَقْعَدَهُ فِي مَكَانِهِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «رَفَعَكَ اللَّهُ يَا عَمُّ [1] » .
قرأت في كتاب أَبِي بشر مُحَمَّد بْن عُمَر الوكيل توفِي أبو بكر محمد بن إسماعيل بن محمد القاضي في سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة.
450- مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ بن عمر بن مهران بن فيروز ابن سعيد، أبو بكر المستملي الوراق [2] :
سمع أباه، والحسن بْن الطيب الشجاعي، وعمر بْن أَبِي غيلان الثقفي، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، وحامد بن مُحَمَّدِ بْنِ شعيب البلخي، ومحمد بن يَحْيَى بن الْحُسَيْن العمي، ومحمد بْن مُحَمَّدِ الباغندي، وعبد اللَّه بْن محمد البغوي، ومن بعدهم. روى عنه الدارقطني. وَحَدَّثَنَا عنه أَبُو بَكْرٍ البرقاني وأبو القاسم الأزهري، والحسن بن محمد الخلال، وأبو محمد الجوهري، وجماعة يطول ذكرهم.
حَدَّثَنِي أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عبد الواحد الوكيل قال أنبأنا عليّ بن عمر الحافظ
__________
[1] 449- انظر الحديث في: الضعفاء للعقيلى 4/148. والعلل المتناهية 1/256. وكنز العمال 37315، 37708. وتاريخ ابن عساكر 4/206، 7/239.
[2] 450- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 41/334.(2/51)
الدَّارَقُطْنِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْوَرَّاقُ قَالَ نبأنا أبي قال أنبأنا حسن بن إسماعيل بن رشيد قال نبأنا أبي قال نبأنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ سُمَيٍّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنَ الْعَذَابِ» [1] . الْحَدِيثَ.
حَدَّثَنِي أبو القاسم الأزهري قَالَ نبأنا محمد بن إسماعيل الوراق بإسناده مثله.
حَدَّثَنَا عليّ بن المحسن بن القاضي قَالَ قَالَ لنا محمد بن إسماعيل الوراق ولدت ببغداد سنة ثلاث وتسعين ومائتين.
حَدَّثَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ القاضي قَالَ سمعت أبا بكر بن إسماعيل الوراق يقول دققت على أبي محمد بن صاعد بابه فقال: من ذا؟ فقلت: أنا أبو بكر بن أبي علي، يحيى هاهنا؟ فسمعته يقول للجارية: هاتي النعل حتى أخرج إلى هذا لجاهل الذي يكنى نفسه وأباه ويسميني، فأصفعه.
قال الشيخ أبو بكر ذكرت هذه الحكاية لبعض شيوخنا فقال: كان في ابن إسماعيل سلامة. والحكاية مشهورة عنه.
وَحَدَّثَنِي الأزهري قَالَ كان ابن إسماعيل كثيرا ما يسأل عن حكاية ابن صاعد هذه فيقول للذي يسأله: اسكت الآن، فإذا ألحوا عليه في السؤال حكاها لهم.
حَدَّثَنِي أحمد بن عمر بن عليّ قال سمعت أبا حفص بن الزيات يقول حضرت عند أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ، وحضر محمد بن إسماعيل الوراق مع أبيه، فسمع نسخة يحيى بن معين، ثم قام إسماعيل قائما وأخذ بيد ابنه وَقَالَ للجماعة: اشهدوا أن ابني قد سمع من هذا الشيخ نسخة يحيى بن معين. أو كما قَالَ.
وَحَدَّثَنِي علي بن طلحة المقرئ عن ابن الزيات بهذه الحكاية إلا أنه قَالَ: نسخة محمد بن يوسف الغضيضي. سألت أبا بكر البرقاني عن ابن إسماعيل فقال: ثقة ثقة.
قَالَ مُحَمَّد بْن أَبِي الفوارس: أَبُو بَكْر بن إسماعيل متيقظ حسن المعرفة، وكانت كتبه ضاعت واستحدث من كتب الناس، فيه بعض التساهل.
__________
[1] انظر الحديث في: صحيح البخاري 3/10، 4/71، 7/100. وصحيح مسلم، كتاب الإمارة 179. وفتح الباري 9/555.(2/52)
حَدَّثَنِي الأزهري قَالَ كان ابن إسماعيل حافظا إلا أنه لين في الرواية، قَالَ: وذلك أن أبا القاسم ابن زوج الحرة كان عنده صحف كثيرة عن يحيى بن صاعد من مسنده وجموعه، وكان ابن إسماعيل شيخا فقيرا يحضر دار أبي القاسم كثيرا، فقال له إن هذه الكتب كلها سماعي من ابن صاعد، فقرأها عليه أبو القاسم من غير أن يكون سماعه فيها ولا له أصول بها.
قال الشيخ أبو بكر وقد اشتريت قطعة من تلك الكتب فوجدت الأمر فيها على ما حكى لي الأزهري، لأني لم أجد لابن إسماعيل سماعا فيها، ولا رأيت علامات الإصلاح والمعارضة في شيء منها.
وَقَالَ لي الأزهري أيضا: كنت اشتريت وأنا صبي جزءا فيه حديث المائدة التي أنزلت علي بني إسرائيل فرآه معي ابن إسماعيل فقال: قد سمعت هذا الحديث، ثم حَدَّثَنِي به، ولم يكن في الجزء سماعه ولا أحضر أصله.
حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أبي الفتح. قالا: مات أبو بكر بن إسماعيل فِي شهر ربيع الآخر، سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة. قَالَ الحسن: ودفن بباب حرب.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد العتيقي قَالَ سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة. فيها توفي أبو بكر بن إسماعيل الوراق يوم الأحد لاثنتي عشرة بقين من شهر ربيع الآخر، وكان يفهم. حدث قديما، وكان أمره مستقيما، وكانت كتبه ضاعت.
451- محمد بن إسماعيل بن أحمد بن سهل، أبو المرجى الأزدي الدقاق:
روى عن الحسين بن محمد بن سعيد البزاز، عن يوسف بن موسى المروروذي كتاب الزهد لعبد الله بن حبيق الأنطاكي. سمعه منه وكتبه عنه علي بن الحسين بن سكينة الأنماطي.
452- محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن إسماعيل بن طور بن تالون بن حريب، أبو الحسن البلخي الزاهد من بني كلاب:
قدم عَلَيْنَا حاجا فِي سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة، وحدث ببغداد عن محمد بن أحمد بن أبي صالح البغدادي نزيل بلخ، كتبنا عنه وكان لا بأس به.(2/53)
453-[1] محمد بن إسماعيل بن عُمَر بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن خالد ابن إسحاق بن [خالد [2]] بن عبد الملك بن جرير بن عبد الله البجلي [3] ، يكنى أبا الحسن، ويعرف بابن سبنك:
من أهل باب الأزج. كان أحد الشهود المعدلين، وحدث عن جده عمر بن محمد، وعن الحسين بن محمد بن عبيد العسكري، وأبي سعيد الحربيّ، وأبي بكر ابن شاذان، وأبى حفص بن شاهين، وعلي بن عمر الحربي، وأبى الحسن الدارقطني، وأبى القاسم بن حبابة، ونحوهم.
كتبت عنه وكان صدوقا. سألته عَن مولده فقال فِي سنة خمس وستين وثلاثمائة.
ومات في ليلة الخميس ودفن يوم الخميس الرابع والعشرين من شهر رمضان سنة أربع وأربعين وأربعمائة.
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه إدريس
454- محمد بن إدريس بن العباس، أبو عبد الله الشافعي [4] :
الإمام زين الفقهاء، وتاج العلماء، ولد بغزة من بلاد الشام، وقيل باليمن، ونشأ بمكة وكتب العلم بها وبمدينة الرَّسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقدم بغداد مرتين، وحدث بها وخرج إلى مصر فنزلها إلى حين وفاته.
__________
[1] 453- انظر: المنتظم، لابن الجوزي 15/338.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] تحرف في الأصول والمطبوعة إلى (البلخي- انظر الإكمال 4/461 والتبصير ص 674.
[4] 454- انظر: علل أحمد، انظر الفهرست، وتاريخ البخاري الكبير: 1/73، وتاريخه الصغير: 2/302، والكنى لمسلم الورقة 64، وسؤالات الآجرى لأبى داود 3/190، و 5/الورقة 13، 14 والمعرفة ليعقوب: 1/213، 3/138، وتاريخ واسط: 90، 100، والجرح والتعديل: 7/الترجمة 1130، وثقات ابن حبان: 9/30، وحلية الأولياء: 9/63- 161، والسابق واللاحق: 53، وأنساب السمعاني: 7/251، والمنتظم لابن الجوزي، انظر الفهرست، ومعجم الأدباء: 6/367، والكامل في التاريخ: 6/359، وتهذيب النووي: 1/45، وابن خلكان: 4/169، وسير أعلام النبلاء 10/5:
وتذكرة الحفاظ 1/361، ورجال ابن ماجة، الورقة 15، والكاشف: 3/الترجمة 4777، والعبر، انظر الفهرست والمغني: 2/الترجمة 5271، وتذهيب التهذيب: 3/الورقة 181، وتاريخ الإسلام الورقة 50 (أيا صوفيا 3007) ، والديباج: 1/156، ونهاية السول، الورقة 314، وتهذيب التهذيب: 9/25- 31، والتقريب: 2/143، وخلاصة الخزرجي: 2/الترجمة 6040. وشذرات الذهب 2/9. وتهذيب الكمال 5049 (24/355) . والمنتظم، لابن الجوزي 10/134.(2/54)
وكان سمع من مالك بن أنس، وإبراهيم بن سعد وسفيان بن عيينة، وداود بن عبد الرحمن، وَعبد العزيز بْن مُحَمَّد الدراوردي، وَمسلم بْن خالد الزنجي، وإبراهيم ابن أبي يحيى، وعبد الرحمن بن أبي بكر المليكي وعبد الله بن المؤمل المخزومي، وإبراهيم بن عبد العزيز بن أبي محذورة، وعمه محمد بن علي بن شافع، وعبد الله بن الحارث المخزومي، ومحمد بن إسماعيل بن أبي فديك وَعبد المجيد بْن عَبْد العزيز بْن أَبِي رواد، ومحمد بن عثمان بن صفوان الجمحي، وسعيد بن سالم القداح، ويحيى ابن سليم الطائفي، وحاتم بن إسماعيل، وعبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون، وإسماعيل بن جعفر، ومطرف بن مازن، وهشام بن يوسف، ويحيى بن حسان التنيسي [1] ، ومحمد بن الحسن الشيباني، وعبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، وإسماعيل بن علية، وغير هؤلاء. حدث عنه سليمان بن داود الهاشمي، وأحمد بن حنبل، وأبو ثور إبراهيم بن خالد، والحسين بن علي الكرابيسي، والحسن بن محمّد ابن الصباح الزعفراني، وَأبو يَحْيَى مُحَمَّد بْن سَعِيد الْعَطَّار، وَغيرهم. وكتاب الشافعي الذي يسمى القديم هو الذي عند البغداديين خاصة عنه.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهدي قال أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَيَّاشٍ الْقَطَّانُ قَالَ نبأنا الحسن بن محمّد بن الصباح قال نبأنا محمّد بن إدريس الشّافعيّ قال: أنبأنا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ مَكَّةَ عَامَ الْفَتْحِ وَعَلَى رَأْسِهِ الْمِغْفَرُ، فَلَمَّا نَزَعَهُ جَاءُوهُ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ ابْنَ خَطْلٍ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ. فَقَالَ: «اقْتُلُوهُ [2] » .
أَخْبَرَنَا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحرشي بنيسابور قال: نبأنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال أنبأنا الربيع بن سليمان بن كامل المرادي المؤذن المصري صاحب الشافعي. قَالَ الشافعي محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف بن قصي ابن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النّضر بن كنانة ابن خزيمة بن مدركة بْن إلياس بْن مضر بْن نزار بْن معد بْن عدنان. ابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [3] .
__________
[1] فِي المطبوعة: (يحيى بن أبي حسان) .
[2] انظر الحديث في: صحيح البخاري 3/21، 4/82، 156. وصحيح مسلم، كتاب الحج 450. وفتح الباري 4/59، 12/99.
[3] انظر: تهذيب الكمال 24/358، 359.(2/55)
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَيُّوبَ العكبري فيما أجاز لنا قَالَ أنبأنا عَلِيّ بن أَحْمَدَ بْنِ أَبِي غسان البصري بها قال نبأنا أبو يحيى زكريا بن يحيى الساجي. وَأَخْبَرَنَا محمد بن عبد الملك القرشي قراءة قَالَ أنبأنا عيّاش بن الحسن البندار قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الزعفراني قَالَ أَخْبَرَنِي زكريا بن يحيى الساجي قَالَ سمعت الجهمي أحمد بن محمد بن حميد النسابة يقول: محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف. وقد ولده هاشم بن عبد مناف ثلاث مرار، أمّ السّائب الشّفاء بنت الأرقم ابن هاشم بن عبد مناف. أسر السائب يوم بدر كافرا وكان يشبه بالنبي صَلَّى اللَّهُ عليه وسلّم، وأمّ الشّفاء بنت الأرقم خلدة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، وأم عبيد بن عبد يزيد العجلة بنت عجلان بن البياع بن عبد يا ليل بن ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، وأم عبد يزيد الشفا بنت هاشم بن عبد مناف بن قصي، كان يقال لعبد يزيد محض لا قني فيه، وأم هاشم بن المطلب خديجة بنت سعيد بن سعد بن سهم، وأم هاشم والمطلب وعبد شمس بنى عبد مناف عاتكة بنت مرة السلمية، وأم شافع أم ولد [1] .
سَمِعْتُ الْقَاضِيَ أَبَا الطَّيِّبِ طَاهِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الطَّبَرِيُّ يَقُولُ: شَافِعُ بْنُ السَّائِبِ الَّذِي يُنْسَبُ الشَّافِعِيُّ إِلَيْهِ، قَدْ لَقِيَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُتَرَعْرِعٌ، وَأَسْلَمَ أَبُوهُ السَّائِبَ يَوْمَ بَدْرٍ، فَإِنَّهُ كَانَ صَاحِبَ رَايَةِ بَنِي هَاشِمٍ فَأُسِرَ وَفْدَا نَفْسَهُ ثُمَّ أَسْلَمَ، فَقِيلَ لَهُ: لِمَ لَمْ تُسْلِمْ قَبْلَ أَنْ تفتدى؟ فَقَالَ: مَا كُنْتُ أُحَرمُ الْمُؤْمِنِينَ طَمَعًا لَهُمْ فِيَّ. قَالَ القاضي وَقَالَ بعض أهل العلم بالنسب وقد وصف الشافعي أنه شقيق رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نسبه، وشريكه في حسبه، لم تنل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طهارة في مولده، وفضيلة في آبائه، إلا وهو قسيمه فيها، إلى أن افترقا من عبد مناف، فزوج المطلب ابنه هاشما الشفا بنت هاشم ابن عبد مناف، فولدت له عبد يزيد جد الشافعي، وكان يقال لعبد يزيد المحض لا قذى فيه. فقد ولي الشافعي الهاشمان هاشم بن المطلب وهاشم بن عبد مناف.
والشافعي ابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وابن عمته، لأن المطلب عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والشّفا بنت هاشم بن عبد مناف أخت عبد المطلب عمة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم. وأما أم الشافعي فهي أزدية، وقد
قَالَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الأزد جرثومة العرب [2] » .
__________
[1] انظر: تهذيب الكمال 24/359، 360.
[2] انظر: تهذيب الكمال 24/360.(2/56)
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطيّ قال أنبأنا محمّد بن جعفر التّميميّ بالكوفة قال نا أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حامد بن إدريس البلخي قَالَ سمعت نصر بن المكي يقول سمعت ابن عبد الحكم يقول لما أن حملت أم الشافعي به رأت كأن المشترى خرج من فرجها حتى انقض بمصر، ثم وقع في كل بلد منه شظية، فتأول أصحاب الرؤيا أنه يخرج منها عالم يخص علمه أهل مصر، ثم يتفرق في سائر البلدان [1] .
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق قال نبأنا أَبُو عَلِيّ الْحَسَن بن مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّد بن شيظم القاضي [2] قدم للحج- قال أنبأنا نصر بن مكي ببلخ قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْد اللَّهِ بْن عَبْدِ الْحَكَمِ قَالَ قَالَ لي مُحَمَّد بن إدريس الشافعي: ولدت بغزة سنة خمسين- يعني ومائة- وحملت إِلَى مكة وأنا ابن سنتين [3] .
قَالَ وَأَخْبَرَنِي غيره عَنِ الشافعي قَالَ: لم يكن لي مال، فكنت أطلب العلم فِي الحداثة، أذهب إِلَى الديوان أستوهب الظهور أكتب فيها [4] .
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ قَالَ أنبأنا عليّ بن عبد العزيز البرذعي قال أنبأنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيُّ قَالَ نبأنا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابن وهب الوهبي ابن أخي عبد الله بن وهب قال سمعت محمّد بن إدريس يقول ولدت باليمن، فخافت أمي على الضيعة، وقالت: الحق بأهلك فتكون مثلهم، فإني أخاف أن تغلب على نسبك، فجهزتني إلى مكة فقدمتها وأنا يومئذ ابن عشر أو شبيه بذلك، فصرت إلى نسيب لي، وجعلت أطلب العلم فيقول لي: لا تشتغل بهذا، وأقبل على ما ينفعك. فجعلت لذتي في هذا العلم وطلبه حتى رزقني الله منه ما رزق [5] .
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْمُعَدَّلُ قَالَ أنبأنا عليّ بن عبد العزيز البرذعيّ قال نبأنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم قال نبأنا أبي قَالَ سمعت عمرو بن سواد يقول: قَالَ لي الشافعي ولدت بعسقلان، فلما أتى على سنتان حملتني أمي إلى مكة، وكانت نهمتي في شيئين، في الرمي وطلب العلم، فنلت من الرمي حتى كنت أصيب من عشرة عشرة، وسكت عن العلم. فقلت له: أنت والله في العلم أكثر منك في الرمي [6] .
__________
[1] انظر: تهذيب الكمال 24/360، 361.
[2] في المطبوعة: (الفامي) محرف.
[3]- انظر: تهذيب الكمال 24/361.
[4]- انظر: تهذيب الكمال 24/360.
[5]- انظر: تهذيب الكمال 24/362.
[6]- انظر: تهذيب الكمال 24/361، 362.(2/57)
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْد إِسْمَاعِيل بْن عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن بندار الإستراباذي ببيت المقدس قَالَ أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد الطيني بإستراباذ قال: نبأنا أَبُو نُعَيْم عَبْد الملك بْن مُحَمَّد قَالَ نبأنا الربيع قَالَ سمعت الشافعي يقول كنت ألزم الرمي حتى كان الطبيب يقول لي أخاف أن يصيبك السل من كثرة وقوفك في الحر. قال: وقال لي الشافعي:
كنت أصيب من عشرة تسعة. أو نحوا مما قَالَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إبراهيم بن شاذي الهمداني قال نبأنا أبو نصر منصور بن عبد الله الهروي الصوفي بهمذان قَالَ: سمعت أبا الحسن المغازلي يقول سمعت المزني يقول سمعت الشافعي يقول رأيت علي بن أبي طالب في النوم، فسلم عليّ وصافحني، وخلع خاتمه وجعله في إصبعي، وكان لي عم ففسرها لي فقال لي أما مصافحتك لعليّ فأمن من العذاب، وأما خلع خاتمه فجعله في إصبعك فسيبلغ اسمك ما بلغ اسم علي في الشرق والغرب [1] .
حَدَّثَنِي أبو القاسم الأزهري قال أنبأني الحسن بن الحسين أبو عليّ الفقيه الهمداني قَالَ حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الجارود الرَّقِّيّ قَالَ سمعت الربيع بن سليمان يقول: والله فشا ذكر الشافعي في الناس بالعلم كما فشا ذكر علي بن أبي طالب [2] .
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ قال نبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فارس قال نبأنا يونس بن حبيب قال نبأنا أبو داود قال نبأنا جعفر بن سليمان بن النّضر بن سعيد [3] الْكِنْدِيِّ- أَوِ الْعَبْدِيِّ- عَنِ الْجَارُود، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تَسُبُّوا قُرَيْشًا فَإِنَّ عَالِمَهَا يَمْلأُ الأَرْضَ عِلْمًا، اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَذَقْتَ أَوَّلَهَا عَذَابًا، أَوْ وَبَالا، فَأَذِقْ آخِرَهَا نَوَالا [4] » .
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ إِسْمَاعِيل بْن علي الإستراباذي قال نبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ بنيسابور قال نبأنا محمّد بن إبراهيم المؤذّن قال نبأنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّد- هُوَ أَبُو نُعَيْمٍ، قال نبأنا محمّد بن عوف قال نبأنا الحكم بن نافع قال نبأنا ابْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِي هريرة، عن رسول
__________
[1]- انظر: تهذيب الكمال 24/362.
[2]- انظر: تهذيب الكمال 24/362، 363.
[3] في تهذيب الكمال وحلية الأولياء: النضر بن معبد
[4]- انظر: تهذيب الكمال 24/363. وحلية الأولياء 9/65. وميزان الاعتدال 4/ت. 9060.(2/58)
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «اللَّهُمَّ اهْدِ قُرَيْشًا فَإِنَّ عَالِمَهَا يَمْلأُ طِبَاقَ الأَرْضِ عِلْمًا، اللَّهُمَّ كَمَا أَذَقْتَهُمْ عَذَابًا فَأَذِقْهُمْ نَوَالا» دعا بها ثلاث مرات [1] .
قَالَ عبد الملك بن محمد في قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فإن عالمها يملأ الأرض علما، ويملأ طباق الأرض» علامة بينة للمميز أن المراد بذلك، رجل من علماء هذا الأمة من قريش قد ظهر علمه وانتشر في البلاد، وكتبوا تآليفه كما تكتب المصاحف، واستظهروا وأقواله، وهذه صفة لا نعلمها قد أحاطت إلا بالشافعي، إذ كان كل واحد من قريش من علماء الصحابة والتابعين ومن بعدهم وإن كان علمه قد ظهر وانتشر، فإنه لم يبلغ مبلغا يقع تأويل هذه الرواية عليه، إذ كان لكل واحد منهم نتف وقطع من العلم ومسيئلات [2] ، وليس في كل بلد من بلاد المسلمين مدرس ومفت ومصنف يصنف على مذهب قرشي إلا على مذهبه، فعلم أنه يعنيه [3] لا غيره. وهو الذي شرح الأصول والفروع، وازدادت على مر الأيام حسنا وبيانا [4] .
أخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ الطّبريّ قال نبأنا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ الْبَيْضَاوِيُّ قَالَ أنبأنا أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الجارود الرَّقِّيّ قال سمعت الرّبيع بْنَ سُلَيْمَانَ يَقُولُ نَاظَرَ الشَّافِعِيُّ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ بِالرَّقَّةِ، فَقَطَعَهُ الشَّافِعِيُّ، فَبَلَغَ ذَلِكَ هَارُونَ الرَّشِيدَ، فَقَالَ هَارُونُ أَمَا عَلِمَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ إِذَا نَاظَرَ رَجُلا مِنْ قُرَيْشٍ أَنَّهُ يَقْطَعُهُ سَائِلا أَوْ مُجِيبًا؟ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «قَدِّمُوا قُرَيْشًا وَلا تَقَدَّمُوهَا، وَتَعَلَّمُوا مِنْهَا وَلا تُعَلِّمُوهَا، فَإِنَّ عِلْمَ الْعَالِمِ مِنْهُمْ يَسَعُ طِبَاقَ الأَرْضِ [5] » .
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الحافظ قال نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فارس قال نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ الْعَبْدِيُّ قال نا عثمان بن صالح قال نا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ شُرَاحِيلَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: لا أَعْلَمُهُ إِلا في النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ إِلَى هَذِهِ الأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا [6] » .
__________
[1]- انظر: تهذيب الكمال 24/363، 364.
[2] في المطبوعة: (ومسألات)
[3] في المطبوعة: (بعينه)
[4]- انظر: تهذيب الكمال 24/364.
[5]- انظر الحديث في: السنة لابن أبى عاصم 2/637. ومجمع الزوائد 10/25. وإرواء الغليل 2/295. والدرر المنتثرة 122. وكشف الخفا 2/140.
[6]- انظر الحديث في: سنن أبى داود 4291.(2/59)
أخبرنا أحمد بن محمّد العتيقي قال: نا عبد الرحمن بن عمر بن نصر الدمشقي قال نا أبو محمّد بن الورد قال نا أبو سعيد الفريابي قَالَ: قَالَ أحمد بن حنبل: إن الله تعالى يقيض للناس في كل رأس مائة سنة من يعلمهم السنن، وينفي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الكذب. فنظرنا فإذا في رأس المائة عمر بن عبد العزيز، وفي رأس المائتين الشّافعيّ رضي الله عنهما [1] .
أَخْبَرَنَا أحمد بن علي بن أيوب القاضي إجازة قال نا عَلِيّ بن أَحْمَدَ بْنِ أَبِي غسان البصري قال: نا زكريا بن يحيى الساجي.
وَأَخْبَرَنَا محمد بن عبد الملك القرشي قراءة قَالَ نا عيّاش بن الحسن قال: نا محمّد ابن الحسين الزعفراني قَالَ أَخْبَرَنِي زكريا الساجي قَالَ حَدَّثَنِي الفضل بن زياد، عن أحمد بن حنبل قَالَ: هذا الذي ترون كله أو عامته من الشافعي، وما بت منذ ثلاثين سنة إلا وأنا أدعو الله للشافعي واستغفر له [2] .
أَخْبَرَنَا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل الصيرفي بنيسابور قال نا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ المصري قال نا الشّافعيّ محمّد بن إدريس قال نا إسماعيل بن قسطنطين قَالَ قرأت على شبل وأخبر شبل أنه قرأ على عبد الله بن كثير، وأخبر عبد الله بن كثير أنه قرأ على مجاهد، وأخبر مجاهد أنه قرأ على ابن عباس، وأخبر ابن عباس أنه قرأ على أبي، وَقَالَ ابن عباس وقرأ أبي عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ الشافعي وقرأت على إسماعيل بن قسطنطين وكان يقول:
القرآن اسم وليس بمهموز، ولم يؤخذ من «قرأت» ، ولو أخذ من «قرأت» لكان كل ما قرئ قرآنا، ولكنه اسم للقرآن، مثل: التوراة والإنجيل، يهمز قرأت، ولا يهمز القرآن، إذا قرأت «القرآن» بهمز «قرأت» ولا يهمز «القرآن [3] » .
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن عبد الله الطبري قال نا أحمد بن عبد الله بن الخضر المعدل قال نا عليّ بن محمّد بن سعيد قال نا أحمد بن إبراهيم الطّائي الأقطع قال نا إسماعيل بن يحيى قَالَ سمعت الشافعي يقول: حفظت القرآن وأنا ابن سبع سنين، وحفظت الموطأ وأنا ابن عشر سنين [4] .
__________
[1]- انظر: تهذيب الكمال 24/365.
[2]- انظر: تهذيب الكمال 24/365.
[3]- انظر: تهذيب الكمال 24/366، 367.
[4]- انظر: تهذيب الكمال 24/365، 366.(2/60)
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ بْنِ عِيَاضِ بْنِ أَبِي عَقِيلٍ الْقَاضِي بِصُورَ قال نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جُمَيْعٍ الْغَسَّانِيُّ بِصَيْدَا قَالَ سمعت أبا بكر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن عبد الله بن محمد بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب الضرير بمكة يقول قَالَ أبي سمعت عمي يقول سمعت الشافعي يقول أقمت في بطون العرب عشرين سنة آخذ أشعارها ولغاتها، وحفظت القرآن فما علمت أنه مر بي حرف إلا وقد علمت المعنى فيه والمراد ما خلا حرفين. قَالَ أبي: حفظت أحدهما ونسيت الآخر، أحدهما «دساها» [1] .
أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سعيد الفقيه قال نا عيّاش بن الحسن بن عيّاش قال نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الزعفراني قَالَ أَخْبَرَنِي زكريا بن يحيى بن عبد الرّحمن قال نبأنا محمد بن إسماعيل قَالَ حَدَّثَنِي حسين بن علي- يعني الكرابيسي- قَالَ بت مع الشافعي غير ليلة فكان يصلي نحو ثلث الليل فما رايته يزيد على خمسين آية، فإذا أكثر فمائة، وكان لا يمر بآية رحمة إلا سأل الله لنفسه وللمؤمنين أجمعين، ولا يمر بآية عذاب إلا تعوذ منها وسأل النجاة لنفسه ولجميع المسلمين. قَالَ فكأنما جمع له الرّجاء والرهبة جميعا [2] .
قال الشيخ أبو بكر قد كان الشافعي بأخرة يديم التلاوة، ويدرج القراءة.
فأخبرنا علي بن المحسن القاضي قَالَ: نا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم الصفار قَالَ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْقَزْوِينِيُّ بِمصر قَالَ سمعتُ الربيع بْن سُلَيْمَان يَقُولُ كان الشافعي يختم في كل ليلة ختمة، فإذا كان شهر رمضان ختم في كل ليلة منه ختمة وفي كل يوم ختمة، فكان يختم في شهر رمضان ستين ختمة [3] .
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ قال نا أبي قال نا إبراهيم بن محمّد بن محمّد بن الحسن قال نا الربيع قَالَ كان الشافعي يختم القرآن ستين مرة. قلت: في صلاة رمضان؟ قَالَ:
نعم [4] .
أخبرنا إسماعيل بن عليّ الأستراباذي قال أنبأنا محمّد بن عبد الله الحافظ قال
__________
[1]- انظر تهذيب الكمال 24/366.
[2]- انظر: تهذيب الكمال 24/367.
[3]- انظر: تهذيب الكمال 24/367.
[4]- انظر: تهذيب الكمال 24/368.(2/61)
أَخْبَرَنِي الزبير بن عبد الواحد قَالَ سمعت عباس بن الحسين قَالَ سمعت بحر بن نصر يقول: كنا إذا أردنا أن نبكي قلنا بعضنا لبعض قوموا بنا إلى هذا الفتى المطّلبي نقرأ القرآن، فإذا أتيناه استفتح القرآن حتى يتساقط الناس بين يديه ويكثر عجيجهم بالبكاء، فإذا رأى ذلك أمسك عن القراءة من حسن صوته [1] .
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ طَاهِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطبري قال نبأنا عليّ بن إبراهيم البيضاوي قال أنبأنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الجارود الرَّقِّيّ قَالَ سمعت الربيع بن سليمان يقول: كان الشافعي يفتي وله خمس عشرة سنة، وكان يحيي الليل إلى أن مات [2] .
حَدَّثَنِي الحسن بْن أَبِي طالب قال نبأنا محمّد بن العبّاس الخزّاز قال نبأنا محمد بن محمد الباغندي قَالَ حَدَّثَنِي الربيع بن سليمان قال نبأنا الحميدي عبد الله بن الزبير قَالَ: سمعت مسلم بن خالد الزنجي- ومر على الشافعي وهو يفتي وهو ابن خمس عشرة سنة- فقال: يا أبا عبد الله أفت فقد آن لك أن تفتى [3] .
قال الشيخ أبو بكر: هكذا ذكر في هذه الحكاية عن الحميدي أنه سمع مسلم بن خالد- ومر على الشافعي وهو ابن خمس عشرة سنة يفتي فقال له: أفت. وليس ذلك بمستقيم، لأن الحميدي كان يصغر عن إدراك الشافعي وله تلك السن. والصواب [4] :
ما أَخْبَرَنَا علي بن المحسن قال نبأنا محمّد بن إسحاق الصّفّار قال نبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْقَزْوِينِيُّ قَالَ سمعت الربيع بن سليمان يقول سمعت عبد الله بن الزبير الحميدي يقول قَالَ مسلم بن خالد الزنجي للشافعي: يا أبا عبد الله أفت الناس، آن لك والله أن تفتي، وهو ابن دون عشرين سنة [5] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق قال نبأنا دعلج بن أحمد قَالَ سمعت جعفر بن أحمد الشاماتي يقول سمعت جعفرا بن أخي أبي ثور يقول سمعت عمي يقول كتب عبد الرحمن بن مهدي إلى الشافعي وهو شاب أن يضع له كتابا فيه معاني
__________
[1]- انظر: تهذيب الكمال 24/368.
[2]- انظر: تهذيب الكمال 24/368.
[3]- انظر: تهذيب الكمال 24/368.
[4]- انظر: تهذيب الكمال 24/368، 369.
[5]- انظر: تهذيب الكمال 24/369، 370.(2/62)
القرآن ويجمع فنون الأخبار فيه، وحجة الإجماع، وبيان الناسخ والمنسوخ من القرآن والسنة، فوضع له كتاب «الرسالة» . قَالَ عبد الرحمن بن مهدي: ما أصلي صلاة إلا وأنا أدعو للشافعي فيها [1] .
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ قال نبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حيّان قال نبأنا عبدان بن أحمد قال نبأنا عمرو بن العباس قَالَ سمعتُ عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي- وذكر الشّافعيّ- فقال: أنبأنا حسان بن محمد قَالَ سمعت ابن سريج يقول عن أبي بكر بن الجنيد قَالَ حج بشر المريسي فرجع، فقال لأصحابه: رأيت شابا من قريش بمكة ما أخاف على مذهبنا إلا منه- يعني الشافعي [2] .
أَخْبَرَنَا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه قال أنبأنا عيّاش بن الحسن قال نبأنا محمّد ابن حسن الزعفراني قَالَ أَخْبَرَنِي زكريا بن يحيى قَالَ حدّثني المحسن بن محمد الزعفراني قَالَ حج بشر المريسي سنة إلى مكة ثم قدم فقال: لقد رأيت بالحجاز رجلا ما رأيت مثله سائلا ولا مجيبا- يعني الشافعي- قَالَ فقدم الشافعي علينا بعد ذلك بغداد، واجتمع إليه الناس وخفوا عن بشر، فجئت إلى بشر يوما فقلت: هذا الشافعي الذي كنت تزعم قد قدم، فقال: إنه قد تغير عما كان عليه. قَالَ الزعفراني: فما كان مثله إلا كمثل اليهود في أمر عبد الله بن سلام حيث قالوا سيدنا وابن سيدنا، فقال لهم: فإن أسلم؟ قالوا: شرُّنا وابن شرُّنا [3] .
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر قَالَ نا عليّ بن عبد العزيز البرذعيّ قال نا عبد الرّحمن ابن أبي حاتم قال نا علي بن الحسن الهسنجاني قَالَ سمعت أبا إسماعيل الترمذي قَالَ سمعت إسحاق بن راهويه يقول: ما تكلم أحد بالرأي- وذكر الثوري، والأوزاعي، ومالكا، وأبا حنيفة- إلا والشافعي أكثر: أتباعا، وأقل خطأ منه.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق قَالَ أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق قال نبأنا محمد بن إسماعيل الرقي قَالَ حَدَّثَنِي الربيع بن سلمان قَالَ سمعت بعض من يقول سمعت إسحاق بن راهويه يقول أخذ أحمد بن حنبل بيدي وقال: تعال حتى أذهب بك إلى من لم تر عيناك مثله، فذهب بي إلى الشّافعيّ.
__________
[1]- انظر: تهذيب الكمال 24/370.
[2]- انظر: تهذيب الكمال 24/370.
[3]- انظر: تهذيب الكمال 24/371.(2/63)
حَدَّثَني الْحَسَنُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ قَالَ حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن عُمَرَ التمار قَالَ نبأنا محمد بن عبد الله الشافعي قَالَ حدثوني عن إبراهيم الحربي أنه قَالَ قَالَ أستاذ الأستاذين. قالوا:
من هو؟ قَالَ: الشافعي أليس هو أستاذ أحمد بن حنبل؟
أَخْبَرَنِي عَبْد الْغَفَّارِ بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَرٍ الْمُؤَدِّبُ قال نبأنا عمر بن أحمد الواعظ قال نبأنا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن زياد قَالَ سمعت الميموني بالرقة يقول سمعت أحمد ابن حنبل يقول ستة أدعو لهم سحرا، أحدهم الشافعي [1] .
أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ نبأنا محمد بن خلف بن جيان الخلال قَالَ:
حَدَّثَنِي عمر بن الحسن، عن أبي القاسم بن منيع قَالَ حَدَّثَنِي صالح بن أحمد بن حنبل قَالَ: مشى أبي مع بغلة الشافعي، فبعث إليه يحيى بن معين فقال له: يا أبا عبد الله، أما رضيت إلا أن تمشي مع بغلته؟ فقال: يا أبا زكريا، لو مشيت من الجانب الآخر كان أنفع لك [2] .
أَخْبَرَنِي أبو القاسم الأزهري قال أنبأنا الحسن بن الحسين الفقيه الهمداني قال نبأنا محمّد بن هارون الزنجاني بزنجان قال نبأنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: قلت لأبي يا أبة أى شيء كان الشافعي، فإني سمعتك تكثر من الدعاء له؟ فقال لي: يا بني كان الشافعي كالشمس للدنيا، وكالعافية للناس، فانظر هل لهذين من خلف، أو منهما عوض؟ [3] .
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن أَبِي علي الأَصْبَهَانِيّ قَالَ: أخبرنا أبو على الحسين بن محمد الشافعي بالأهواز قَالَ أنبأنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ سَمِعْتُ أَبَا دَاوُد سُلَيْمَان بْن الأشعث يَقُولُ: ما رأيت أحمد بن حنبل يميل إلى أحد ميله إلى الشافعي [4] .
أَخْبَرَنَا علي بن المحسن القاضي قال أنبأنا عليّ بن عبد العزيز البرذعيّ قال نبأنا عَبْد الرحمن بْن أَبِي حاتم قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو عثمان الخوارزمي- نزيل مكة- فِيما كتب إلى، قال نبأنا أبو أيوب حميد بن أحمد البصري قَالَ كنت عند أحمد بن حنبل
__________
[1]- انظر: تهذيب الكمال 24/370.
[2]- انظر: تهذيب الكمال 24/371.
[3]- انظر: تهذيب الكمال 24/371.
[4]- انظر: تهذيب الكمال 24/372. وسؤالات الآجرى لأبى داود 5/ورقة 14.(2/64)
نتذاكر في مسألة فقال رجل لأحمد: يا أبا عبد الله لا يصح فيه حديث، فقال إن لم يصح فيه حديث ففيه قول الشافعي، وحجته أثبت شيء فيه. ثم قَالَ: قلت للشافعي ما تقول في مسألة كذا وكذا؟ قَالَ فأجاب فيها. فقلت: من أين قلت؟ هل فيه حديث أو كتاب؟ قَالَ: بلى. فنزع في ذلك حديثا للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو حديث نص [1] .
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ قَالَ نبأنا أحمد بن العباس قَالَ سمعت علي بن عثمان وجعفر الوراق يقولان سمعنا أبا عبيد يقول ما رأيت أعقل من الشافعي [2] .
أَخْبَرَنَا إسماعيل بن علي قال أنبأنا أبو عبد الله المؤذن محمد بن عبد الله النيسابوري قَالَ أَخْبَرَنِي القاسم بن غانم قَالَ سمعت أبا عبد اللَّه البوشنجي يقول سمعت أبا رجاء قتيبة بن سعيد يقول: الشّافعيّ إمام [3] .
أخبرني الأزهري قال أنبأنا الحسن بن الحسين الهمداني قَالَ حَدَّثَنِي الزبير بن عبد الواحد الأسدآبادي قال نبأنا الحسن بن سفيان قال نبأنا أبو ثور قال من زعم أنه على رأى مثل محمد بن إدريس في علمه وفصاحته ومعرفته وثباته وتمكنه فقد كذب، كان محمد بن إدريس الشافعي منقطع القرين في حياته، فلما مضى لسبيله لم يُعتض منه [4] .
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن أيوب إجازة قَالَ أنبأنا علي بن أحمد بن أبي غسان قَالَ نبأنا زكريا بن يحيى الساجي.
وَأَخْبَرَنَا محمد بن عبد الملك قراءة قال أنبأنا عياش بن الحسن قال نبأنا محمّد بن الحسين الزعفراني قال أنبأنا زكريا بن يحيى قَالَ حَدَّثَنِي ابن بنت الشافعي قَالَ سمعتُ أَبَا الوليد بْن أبي الجارود يقول: ما رأيت أحدا إلا وكتبه أكثر من مشاهدته إلا الشافعي، فإن لسانه كان أكثر من كتابه [5] .
وَقَالَ زكريا حَدَّثَنِي أبو بكر بن سعدان قَالَ سمعت هارون بن سعيد الأيلي يقول:
لو أن الشافعي ناظر على هذه العمود التي من حجارة أنها من خشب لغلب، لاقتداره على المناظرة [6] .
__________
[1]- انظر: تهذيب الكمال 24/372.
[2]- انظر: تهذيب الكمال 24/372.
[3]- انظر: تهذيب الكمال 24/373. وتحرف في المطبوعة: (أبو عبد الله المؤذن) إلى (أبو عبد الله المؤدب)
[4]- انظر: تهذيب الكمال 24/373.
[5]- انظر: تهذيب الكمال 24/373.
[6]- انظر: تهذيب الكمال 24/373، 374.(2/65)
أخبرنا إسماعيل بن عليّ قال أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد الطيني قَالَ نبأنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَدِيٍّ قَالَ نبأنا محمد بن يزداد قَالَ سمعت أحمد بن علي الجرجاني يقول: كان الحميدي إذا جرى عنده ذكر الشافعي يقول حَدَّثَنَا سيد الفقهاء الشافعي [1] .
أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ بْن عِياض القاضي بصور قال أنبأنا محمد بن أحمد بن جميع قَالَ قرأت على أبي طالب عمر بن الربيع بن سليمان حدثكم أحمد بن عبد الله قَالَ سمعت حرملة يقول سمعت الشافعي يقول: سميت ببغداد ناصر الحديث [2] .
أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ نبأنا محمد بن خلف بن جيان الخلال قَالَ نبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن دبيس الحداد قَالَ نبأنا محمد بن الحسن بن الجنيد قَالَ سمعت الحسن بن محمد يقول كنا نختلف إلى الشّافعيّ عند ما قدم إلى بغداد ستة أنفس، أحمد بن حنبل، وأبو ثور، وحارث النقال، وأبو عبد الرحمن الشافعي، وأنا، ورجل آخر سماه، وما عرضنا على الشافعي كتبه إلا وأحمد بن حنبل حاضر لذلك [3] .
قرأت على الحسن بن عثمان الواعظ، عَن أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن زياد النقاش قال نبأنا أبو نعيم الإستراباذي قَالَ: سئل الزعفراني وقيل له أي سنة قدم بغداد الشافعي؟ قَالَ قدم سنة خمس وتسعين ومائة. قَالَ: وسألته: كان مخضوبا؟ قَالَ: نعم.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ قال نبأنا أحمد بن بندار بن إسحاق قال نبأنا أبو الطيب أحمد بن روح البغدادي قَالَ نبأنا الْحَسَن بن مُحَمَّد الزعفراني قَالَ قدم علينا الشافعي بغداد سنة خمس وتسعين ومائة، فأقام عندنا سنتين، ثم خرج إلى مكة، ثم قدم علينا سنة ثمان وتسعين، فأقام عندنا أشهرا ثم خرج، وكان يخضب بالحناء، وكان خفيف العارضين [4] .
أَخْبَرَنَا أبو الحسن أحمد بن محمّد المجهّر قَالَ سمعت عبد العزيز الحنبلي- صاحب الزجاج- يقول سمعت أبا الفضل الزجاج يقول لما قدم الشّافعيّ إلى بغداد
__________
[1]- انظر: تهذيب الكمال 24/374.
[2]- انظر: تهذيب الكمال 24/374.
[3]- انظر: تهذيب الكمال 24/374.
[4]- انظر: تهذيب الكمال 24/375.(2/66)