قَالَ أَبُو عُمَر: كَانَ مُوسَى بْن عقبة يَقُولُ: عمير بْن الحارث بْن لبدة بْن ثعلبة بن الحارث ابن حرام. شهد العقبة وبدرًا وأحدًا فِي قول جميعهم [1] وقَالَ ابْن الكلبي: كَانَ يدعى «مقرنًا» لأنه كان يقرّن الأسارى يوم بعاث.
4062- عمير بن الحارث بن لبدة
(س) عمير بْن الحارث بْن لبدة بْن ثعلبة بْن الحارث بْن حرام بْن كعب.
أورده جَعْفَر، وروى بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ إِسْحَاق قَالَ: عمير بْن الحارث بْن حرام من الأنصار، ثُمَّ من الأوس، شهد بدرًا. وقيل: شهد العقبة وأحدًا.
أَخْرَجَهُ هكذا أَبُو مُوسَى، وقَالَ: أورده الحافظ أَبُو عَبْد اللَّه- يعني ابن منده- فقال: عمير ابن الحارث، وكأن هَذَا غير ذاك.
قلت: قول أَبِي مُوسَى فِي نسبه «الحارث بْنُ لبدة» فهو الأول، وَإِن لم يكن ابْن منده أورد فِي نسبه الأول لبدة، فقد قَالَ أَبُو عُمَر: قَالَ مُوسَى بْن عقبة: «ابْن الحارث بْن لبدة بْن ثعلبة» وَإِنما أتى أَبُو مُوسَى من جهة أن ابْن منده لم يرفع نسبه، إنَّما قَالَ: «عمير بْن الحارث الجشمي» فلو نظر أَبُو مُوسَى فِي مغازي ابْن عقبة لرأى فِي نسبه «لبدة» ، وَإِنما ابْن إِسْحَاق أسقط، «لبدة» من النسب، ولم يزل أهل المغازي يختلفون فِي الأنساب بأكثر من هذا، وَإِن كَانَ أَبُو مُوسَى ظن أَنَّهُ غير الَّذِي قبله، فأنا لا أشك أنهما واحد، وقول أَبِي مُوسَى «إنه من الأوس» وهم، وكيف يكون من الأوس وَقَدْ ساق نسبه إِلَى حرام بْن كعب، وهذا نسب معروف فِي بني سَلَمة، مِنْهُ جماعة من الصحابة، منهم: جَابِر بْن عَبْد الله بن عمير بْن حرام، وغيره، ولعل قول أَبِي مُوسَى «إنه من الأوس» مما قوى ظنه أَنَّهُ غير الأوّل، والله أعلم.
4063- عمير بن حبيب بن حباشة
(ب د ع) عمير بْن حبيب بْن حباشة، وقيل: خماشة، بْن جويبر بْن عُبَيْد [2] بن عنّان ابن عَامِر بْن خطمة الْأَنْصَارِيّ الخطمي، جد أَبِي جَعْفَر الخطمي المحدث، واسم أَبِي جَعْفَر: عمير
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 1978: 3/ 1213. هذا وقد وقع في المطبوعة: عمير بن الحارث بن لبدة بن ثعلبة بن الحارث ابن حرام [بْن كعب، أورده جَعْفَر، وروى بِإِسْنَادِهِ عن ابن إسحاق قال] «شهد العقبة ... » وما بين القوسين المعقوفين ليس في الاستيعاب، وهو تكرار مأخوذ من الترجمة التالية.
[2] في المطبوعة: «عبد بن عنان» . والمثبت عن ترجمة أبيه: 1/ 442. وفي الطبقات الكبرى لابن سعد 4/ 92: «عبيد ابن عنان» . وفي الاستيعاب 3/ 1213: «جويبر بن عيان» .(3/786)
ابن يَزِيدَ بْن عمير، يُقال: إنَّهُ ممن بايع تحت الشجرة، وَقَدْ تقدم نسبه عند ذكر أَبِيهِ، وتوفي أَبُوهُ فِي حياة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، صلى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قبره بعد ما دفن.
روى أَبُو جَعْفَر أن جَدّه عمير بْن حبيب- وكان ممن بايع تحت الشجرة- فَقَالَ: أي بْني، إياكم ومجالسة السفهاء، فإن مجالستهم داءٌ وَإِنَّهُ من يحلم عَنِ السفيه يسر بحمله، ومن يجبه يندم، ومن لا يفر بقليل ما يأتي بِهِ السفيه يفر بالكثير، وَإِذا أراد أحدكم أن يأمر بالمعروف أَوْ ينهى عَنِ المنكر، فليوطن نفسه قبل ذَلِكَ عَلَى الأذى، وليوقن بالثواب، فإنه من يوقن بالثواب من اللَّه تَعَالى لا يجد مسّ الأذى [1] .
أخرجه الثلاثة.
4064- عمير بن حرام الأنصاري
(ب س) عمير بْن حرام بْن عَمْرو بْن الجموح بْن زَيْد [2] بْن حرام بْن كعب بْن غنم بْن كعب بْن سَلَمة الْأَنْصَارِيّ السلمي شهد بدرًا، قاله الواقدي، وابن الكلبي، وابن عمارة.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر، وَأَبُو موسى.
4065- عمير بن الحصين
عمير بْن الحصين، من أهل نجران كَانَ ممن ثبت أهل نجران عَلَى الْإِسْلَام لما ارتدت العرب.
ذكره أَبُو علي مستدركا عَلَى أبي عمر.
4066- عمير بن الحمام الأنصاري
(ع ب س) عمير بْن الحمام بْن الجموح بْن زَيْد بْن حرام الْأَنْصَارِيّ السلمي. تقدم نسبه.
شهد بدرًا، قاله مُوسَى بْن عقبة، وقتل ببدر، وهو أول قتيل من الأنصار فِي الْإِسْلَام فِي حرب. وكان رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قد آخى بينه وبين عبيدة بْن الحارث المطلبي، فقتلا يَوْم بدر جميعًا.
قَالَ ابْن إِسْحَاق: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر: لا يقاتل أحد فِي هَذَا اليوم فيقتل صابرًا محتسبًا، مقبلًا غير مدبر، إلا دخل الجنة. وكان عميرٌ. واقفًا فِي الصف بيده تمرات
__________
[1] قال الحافظ في الإصابة 3/ 31: «الحديث موقوف. وأخرجه أحمد في كتاب الزهد عن يزيد بن هارون، عن حماد، وأخرجه الطبراني من وجه آخر عن حماد» .
[2] في المطبوعة: «يزيد بن حرام» . والمثبت عن جمهرة أنساب العرب: 340، والطبقات الكبرى لابن سعد 3/ 2/ 107 وترجمة «معاذ بن عمرو بن الجموح» ، وستأتي إن شاء الله، وترجمة «عمير بن الحمام» وستأتي قريبا.(3/787)
يأكلهن، فسمع ذَلِكَ فَقَالَ: بخ بخ، ما بيني وبين أن أدخل الجنة إلا أن يقتلني هَؤُلَاءِ، وألقى التمرات من يده، وأخذ السيف فقاتل القوم [1] وهو يقول [2] :
ركضًا إِلَى اللَّه بغير زاد ... إلا التقى وعمل المعاد
والصبر فِي اللَّه عَلَى الجهاد ... إن التقى من أعظم السداد
وخير ما قاد إِلَى الرشاد ... وكل حي فإلى نفاد
ثُمَّ حمل، فلم يزل يقاتل حتَّى قتل، قتله خَالِد بْن الأعلم.
أَخْرَجَهُ أَبُو نعيم، وأبو عمر، وأبو موسى.
4067- عمير بن رئاب
(ب س) عمير بْن رئاب [3] بْن حذيفة بْن مهشم بْن سَعِيد بْن سهم، قاله الكلبي وابن إِسْحَاق.
وقَالَ الواقدي: هُوَ عمير بْن رئاب بْن حذافة بْن سَعِيد بْن سهم.
وقَالَ الزُّبَيْر: فمن ولد رئاب بْن مهشم: عمير بْن رئاب بْن مهشم بْن سعيد بن سهم لقرشي السهمي.
من السابقين إِلَى الْإِسْلَام، ومن المهاجرين إِلَى أرض الحبشة وَإِلى المدينة، واستشهد بعين التمر مَعَ خَالِد بْن الْوَلِيد، فِي خلافة أَبِي بَكْر الصديق، ولا عقب لَهُ.
رَوَاهُ جَعْفَر بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ إِسْحَاق، وكذلك رَوَاهُ يونس والبكائي وسلمة، عَنِ ابْنِ إِسْحَاق أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر، وَأَبُو مُوسَى.
سَعِيد بْن سهم: بضم السين، وقيل: بفتحها، والله أعلم.
4068- عمير بن زيد بن أحمر
(س) عمير بْن زَيْد بْن أحمر.
أورده جَعْفَر المستغفري، وقَالَ: لَهُ صحبة، ولم يورد له شيئا.
أخرجه أَبُو موسى مختصرا.
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 227.
[2] الأبيات في الاستيعاب: 3/ 1214، مع خلاف يسير
[3] في المطبوعة: «رباب» ، بباءين بينهما ألف. والمثبت عن كتاب نسب قريش لمصعب: 412، والإستيعاب: 3/ 1214، وسيرة ابن هشام: 1/ 328.(3/788)
4069- عمير السدوسي
عمير السدوسي.
ذكره ابْن قانع، وروى بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَمْرو بْن عنان بْن عمير عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدّه، أَنَّهُ جاء بإداوة من عند النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ غسل فيها وجهه، ومضمض وبزق فِي الماء، وغسل كفيه وذراعيه.
وذكر صاحب كتاب «الوحدان» بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَمْرو بْن عنان [1] بْن عَبْد الله بن عمير السدوسي عن أبيه، عن جَدّه: أَنَّهُ جاء بإداوة ... وذكره. فعلى هَذَا تكون الصحبة لعبد اللَّه بْن عمير السدوسي، وقد ذكرناه وهو الصواب [2] .
4070- عمير بن سعد
(ب د ع) عمير بْن سعد بْن عُبَيْد بْن النعمان بْن قيس بْن عَمْرو بْن عوف، قاله أَبُو نعيم عَنِ الواقدي.
وقَالَ أَبُو نعيم: «وقيل: عمير بْن سعد بْن شهيد بْن عَمْرو بْن زَيْد بْن أمية بْن زَيْد الْأَنْصَارِيّ وهكذا نسبه ابْن منده، ولم يذكر النسب الأول، وهو الَّذِي يُقال لَهُ: «نسيج وحده» نزل فلسطين.
وقَالَ ابْن الكلبي: سعد بْن عُبَيْد بْن قيس بْن عَمْرو بْن زَيْد بْن أمية، شهد بدرًا. ثُمَّ قَالَ بعده: وعمير بْن سعد بْن شهيد بْن عَمْرو بْن زَيْد بْن أمية بْن زَيْد بْن مَالِك بْن عوف بْن عَمْرو بْن عوف بْن زَيْد بْن مَالِك بْن الأوس الْأَنْصَارِيّ الأوسي، بعثه عُمَر بْن الخطاب عَلَى جيش إِلَى الشام.
فجعل ابْن الكلبي سعد بْن عُبَيْد بْن قيس بْن عَمْرو بْن زَيْد غير سعد والد عمير بْن سعد بْن شهيد بْن عَمْرو بْن زَيْد بْن أمية، جعلهما يجتمعان فِي عَمْرو بْن زَيْد.
وكان عمير من فضلاء الصحابة، وزهادهم.
وقَالَ ابْن منده: عمير بْن سَعِيد بْن شهيد بْن عَمْرو بْن زَيْد بْن أمية الْأَنْصَارِيّ، يُقَالُ له: «نسيج وحده» نزل فلسطين، ومات بها. وروي عَنِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا عدوى» روى عَنْهُ ابنه عَبْد الرَّحْمَن. وَأَبُو طلحة الخولاني، وغيرهما.
قَالَ أَبُو عُمَر: عمير بْن سعد بْن عُبَيْد بْن النعمان الْأَنْصَارِيّ، هُوَ الَّذِي كَانَ الجلاس بْن سويد زوج أمه، وَقَدْ ربى عميرًا: وأحسن إِلَيْه، فسمعه عمير فِي غزوة تبوك وهو يَقُولُ: إن
__________
[1] كنا في المطبوعة ومخطوطة دار الكتب. وقع مضى في ترجمة «عبد الله بن عمير» : عن عمرو بن سفيان» .
[2] ينظر الترجمة 3101: 3/ 355.(3/789)
كَانَ ما يَقُولُ مُحَمَّد حقًا لنحن شر من الحمير، فقال عمير: أشهد إنه لصادق، وَإِنك شر من الحمير. وقَالَ: والله إني لأخشى إن كتمتها عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم أن ينزل القرآن، وأن أخلط بخطيئة، ولنعم الأب هُوَ لي! فأخبر النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فدعا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الجلاس فعرفه، فتحالفا، - فجاء الوحي فسكتوا- وكذلك كانوا يفعلون- فرفع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأسه وقرأ: يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قالُوا وَلَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ 9: 74 ... الآية إِلَى قولُه: فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْراً لَهُمْ 9: 74 [1] فَقَالَ الجلاس أتوب إِلَى اللَّه، ولقد صدق [2] . وكان الجلاس قَدْ حلف أن لا ينفق عَلَى عمير، فراجع النفقة عَلَيْهِ توبةً مِنْهُ.
قَالَ عروة: فما زال عمير فِي علياء بعد هَذَا حتَّى مات.
وأمَّا هَذِهِ القصة فجعلها ابْن منده وَأَبُو نعيم فِي عمير بْن عُبَيْد، ونذكره إن شاء اللَّه تَعَالى.
وأمَّا قولُه تَعَالى: وَما نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْناهُمُ الله وَرَسُولُهُ من فَضْلِهِ 9: 74، فإن مَوْلَى للجلاس قتل فِي بني عَمْرو بْن عوف، فأبى بنو عَمْرو أن يعقلوه. فلما قدم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة جعل عقله عَلَى بني عَمْرو بْن عوف [3] .
وقَالَ ابْن سِيرِينَ: لما نزل القرآن أخذ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأذن عمير، وقَالَ: «يا غلام، وفت أذنك، وصدقك ربك» . وكان عُمَر بْن الخطاب قَدْ استعمل عمير بْن سعد هَذَا عَلَى حمص. وزعم أهل الكوفة أن أبا زَيْد الَّذِي جمع القرآن عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسمه سعد وأنَّه والد عمير هَذَا. وخالفهم غيرهم، فقالوا اسم أَبِي زَيْد: قيس بْن السكن.
وما أبعد قول من يَقُولُ إنه والد عمير هَذَا- من الصواب، فإن أبا زَيْد قَالَ أنس: «هُوَ أحد عمومتي» ، وأنس من الخزرج، وهذا عمير من الأوس، فكيف يكون ابنه؟! ومات عمير هَذَا بالشام، وكان عُمَر بْن الخطاب يَقُولُ: وددت لو أن لي رجلًا مثل عمير، أستعين بِهِ عَلَى أعمال المسلمين.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
شهيد: بضم الشين المعجمة.
__________
[1] سورة التوبة، آية: 74.
[2] ينظر الآثار المروية في ذلك في تفسير الطبري: 14/ 361.
[3] تفسير الطبري: 14/ 366، 367.(3/790)
4071- عمير بن سعد بن فهد
(ب ع س) عمير بْن سعد بْن فهد، وقيل: عمير بْن فهد العبدي، أَبُو الأشعث.
أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَضْلُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الطَّبَرِيُّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي يَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، أَنْبَأَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنِ الأَشْعَثِ بْنِ عُمَيْرٍ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفْدُ عَبْدِ الْقَيْسِ، فَلَمَّا أَرَادُوا الانْصِرَافَ قَالُوا: قَدْ حَفِظْتُمْ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلَّ شيء سمعتموه منه، فسلوه عن النبيذ. فأتوه فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا فِي أَرْضٍ وَخَيْمَةٍ لا يُصْلِحُنَا إِلا الشَّرَابُ؟ قَالَ: وَمَا شَرَابُكُمْ؟ قَالُوا: النَّبِيذُ. قَالَ: فِي أَيِّ شَيْءٍ تَنْبُذُونَهُ؟
قَالُوا: فِي النَّقِيرِ. قَالَ: لا تَشْرَبُوا فِي النَّقِيرِ. فَخَرَجُوا مِنْ عِنْدِهِ- قَالُوا: وَاللَّهِ لا يُصَالِحُنَا قَوْمُنَا عَلَى هَذَا، فَرَجَعُوا فَسَأَلُوا، فَقَالَ لَهُمْ مِثْلَ ذَلِكَ. فَقَالَ: لا تَشْرَبُوا فِي النَّقِيرِ، فَيَضْرِبُ الرَّجُلُ مِنْكُمُ ابْنَ عَمِّهِ ضَرْبَةً لا يَزَالُ مِنْهَا أَعْرَجُ. فَضَحِكُوا فَقَالَ: مِنْ أَيِّ شَيْءٍ تَضْحَكُونَ؟ قَالُوا:
وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، لَقَدْ شَرِبْنَا فِي نَقِيرٍ لَنَا، فَقَامَ بَعْضُنَا إِلَى بَعْضٍ فَضَرَبَ هَذَا مِنْهَا ضَرْبَةً، هُوَ أَعْرَجُ مِنْهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَرَ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَأَبُو مُوسَى، إِلا أَنَّ أَبَا نُعَيْمٍ قَالَ: «عُمَيْرُ بْنُ سَعْدٍ» ، وَلَمْ يَشُكَّ.
وَأَمَّا أَبُو عُمَرَ وَأَبُو مُوسَى، فَقَالا: عُمَيْرُ بْنُ فَهْدٍ، وَقِيلَ: عُمَيْرُ بْنُ سَعْدِ بْنِ فَهْدٍ [1] ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
4072- عمير بْن سعيد
عمير بْن سَعِيد. عامل عُمَر بْن الخطاب عَلَى حمص.
أَخْرَجَهُ أَبُو زكريا، وقَالَ أَبُو مُوسَى: إنَّما هُوَ عمير بْن سعد، وَقَدْ أورده كلهم، ولا أشك أن أبا زكريا قد رأى غلطا من الناسخ، فنقله ولم ينظر فيه، والله أعلم.
4073- عمير بْن سَعِيد من بني عَمْرو بْن عوف
(س) عمير بْن سَعِيد، من بني عَمْرو بْن عوف. وهو ابْن امْرَأَة الجلاس بْن سويد.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى وقَالَ: ذكره ابْن شاهين، وقَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى، أَنْبَأَنَا عَبْد اللَّه قَالَ:
قَالَ: ابْن سعد، بذلك.
قلت: كذا أخرج أَبُو مُوسَى هاتين الترجمتين، وهو غلط. وَإِنما هما عمير بْن سعد بغير ياء، وَقَدْ تقدم ذكره. وهو عامل عُمَر، وهو ابْن امْرَأَة الجلاس، فلا أدري لأي معنى أخرجه أَبُو موسى، مَعَ علمه أَنَّهُ سهو! والله أعلم.
__________
[1] ينظر الإصابة، ترجمة عمير بن جودان: 3/ 30.(3/791)
4074- عمير بن سلمة الضمريّ
(ب د ع) عمير بْن سَلَمة الضمري. لَهُ صحبة، معدود فِي أهل الحجاز، مختلف فِي صحبته.
أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ إِجَازَةً بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي عَاصِمٍ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيم، عَنْ عِيسَى بْن طَلْحَةَ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ نَسِيرُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبَعْضِ مِيَاهِ الرَّوْحَاءِ- وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَازِمٍ: بِبَعْضِ نَوَاحِي الرَّوْحَاءِ- إِذَا حِمَارُ وَحْشٍ مَعْقُورٌ، فَذَكَرَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:
دَعُوهُ، فَيُوشِكُ أن صاحبه يأتيه. فَأَتَى صَاحِبُهُ الَّذِي عَقَرَهُ، وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ بَهْزٍ، فَقَالَ: يَا رَسُول اللَّهِ، شَأْنُكُمْ بِهَذَا الْحِمَارِ! فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا بَكْرٍ فَقَسَّمَهُ بَيْنَ الرِّفَاقِ. قَالَ: ثم مضى، فلما كان بالأثاية مَرَّ بِظَبْيٍ حَاقِفٍ [1] فِي ظِلِّ شَجَرَةٍ فِيهِ سَهْمٌ، فَأَمَرَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ لا يُهَيِّجَهُ إِنْسَانٌ، فَنَفَّذَ النَّاسُ وَتَرَكُوهُ. كَذَا سَاقَ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ هَذَا الْحَدِيثَ، وَرَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَهُشَيْمٌ، وَاللَّيْثُ [2] ، عَنْ يَحْيَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، مِثْلَهُ وَخَالَفَهُمْ مَالِكُ [3] بْنُ أَنَسٍ، وَأَبُو أُوَيْسٍ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ فَقَالُوا: عَنْ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ عِيسَى، عَنْ عُمَيْرٍ، عَنِ الْبَهْزِيِّ.
قَالَ أَبُو عُمَر: والصحيح أَنَّهُ لعمير بْن سلمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: والبهزي كان صائد الحمار، ولم يختلفوا في صحبة عمير.
أخرجه الثلاثة.
4075- عمير أبو سيارة
(س) عمير، أَبُو سيارة المتعي.
كذا سماه سَعِيد، وأورده فِي الكنى. وكان مَوْلَى لبني بحالة، مختلف فيه.
أخرجه أبو موسى [4] مختصرا
4076- عمير بن شبرمة
(س) عمير بن شبرمة.
__________
[1] أي نائم، قد انحنى في نومه.
[2] كذا أخرجه الإمام أحمد عن هشيم، المسند: 3/ 418.
[3] الموطأ، كتاب الحج، باب «ما يجوز للمحرم أكله من الصيد» ، الحديث 79: 1/ 351 وقد أخرجه الإمام أحمد كذلك عن يزيد بن هارون، عن يحيى باسناده إلى رجل من بهز، المسند: 3/ 452.
[4] ينظر الإصابة، كتاب الكنى، الترجمة 584: 4/ 98، 99.(3/792)
ذكر فِي ترجمة عُبَيْد بْن [1] شرية.
أَخْرَجَهُ أبو موسى مختصرا.
4077- عمير بن صابى
عمير بْن صابي [2] اليشكري، أخو مرة.
خرج مَعَ خَالِد بْن الْوَلِيد من المدينة لقتال أهل الردة.
ذكره ابْن الدباغ مستدركًا عَلَى أبى عمر.
4078- عمير بن عامر الأنصاري
(ب س) عمير بْن عَامِر بْن مَالِك بْن خنساء بْن مبذول بْن عَمْرو بْن غنم بْن مازن بْن النجار الأنصاري الخزرجي، ثُمَّ النجاري، أَبُو دَاوُد.
شهد بدرًا قاله عروة وابن شهاب، وابن إِسْحَاق.
أَنْبَأَنَا عُبَيْد [3] اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بِإِسْنَادِهِ، عن يونس بْن بكير عَنِ ابن إِسْحَاق، في تسمية من شهد بدرا، من بني خنساء بْن مبذول [أَبُو دَاوُد عمير بْن مَالِك بْن خنساء] . [4]
4079- عمير بن قتادة الليثي
(ب س) عمير [بْن قَتَادَة بْن سعد الليثي، سكن مكَّة] [5] . روى عَنْهُ ابنه عُبَيْد أَنَّهُ سَأَلَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الكبائر فَقَالَ: «هِيَ تسع: الإشراك باللَّه، والسحر، وقتل النفس التي حرم اللَّه، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يَوْم الزحف، وقذف المحصنات، وعقوق الوالدين المسلمين، واستحلال البيت الحرام قبلتكم أحياء وأمواتًا.» أَخْرَجَهُ أَبُو عمر، وأبو موسى.
4080- عمير بن مالك
(س) عمير بْن مَالِك.
أورده ابْن شاهين. رَوَى سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سُمَيْعٍ [6] عن عمير بن مالك قال:
__________
[1] ينظر الترجمة رقم 3496: 3/ 541.
[2] في الإصابة، الترجمة 6533/ 3/ 121: «ضابئ» بالضاد المعجمة.
[3] في المطبوعة: «عبد الله» . وهو خطأ، ينظر مقدمة ابن الأثير: 1/ 17.
[4] ما بين القوسين المعقوفين في سيرة ابن هشام: 1/ 705.
[5] ما بين القوسين المعقوفين عن الاستيعاب، الترجمة 1991: 3/ 1219.
[6] قال ابن أبى حاتم في الجرح والتعديل 1/ 1/ 171: «روى عن مالك بن عمير» أو هذا يؤيده ما قاله الحافظ في الإصابة: «واستدركه أبو موسى فوهم، لأن ابن مندة أخرجه وأورده على الصواب في حرف الميم، وهو مالك بن عمير، انقلب على بعض رواته» .(3/793)
قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي لَقِيتُ أَبِي فِي الْغَزْوِ، فَصَفَحْتُ عَنْهُ؟ فَسَكَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ آخَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي لَقِيتُ أَبِي فِي الْغَزْوِ فَسَمِعْتُ مَقَالَةً سَيَّئَةً، فَقَتَلْتُهُ؟ فَسَكَتَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أخرجه أبو موسى.
4081- عمير والد مالك
(س) عمير والد مَالِك أورده أَبُو بَكْر الإسماعيلي فِي الصحابة. روى عَنْهُ ابنه مَالِك أَنَّهُ سَأَلَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ اللقطة، فَقَالَ: «عرفها، فإن وجدت من يعرفها فادفعها إِلَيْه، وَإِلا فاستمتع بها، وأشهد بها عليك. فإن جاء صاحبها فادفعها إِلَيْه، وَإِلا فهو مال اللَّه يؤتيه من يشاء» . أخرجه أبو موسى.
4082- عمير ذو مران
(ب د ع) عمير ذو مران القيل بْن أفلح بْن شراحيل بْن رَبِيعة- وهو ناعط- بْن مرثد الهمداني.
كتب إِلَيْه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو جد مجالد بْن سَعِيد الهمداني.
قَالَ عَبْد الغني بْن سَعِيد: [1] عمير ذو مران، وهو من الصحابة. روى مجالد بن سعيد ابن عُمَيْرٍ ذِي مَرَّانٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عُمَيْرٍ قَالَ: جَاءَنَا كِتَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، من مُحَمَّد رسول الله إِلَى عُمَيْرٍ ذِي مَرَّانٍ وَمَنْ أَسْلَمَ مِنْ هَمْدَانَ، سَلامٌ عَلَيْكُمْ، فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكُمُ اللَّهَ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ، أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّنَا بَلَغَنَا إِسْلامُكُمْ مَقْدَمَنَا مِنْ أَرْضِ الرُّومِ، فَأَبْشِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ هَدَاكُمْ بِهِدَايَتِهِ، وَإِنَّكُمْ إِذَا شَهِدْتُمْ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَأَقَمْتُمُ الصَّلاةَ وأنطيتم الزَّكَاةَ فَإِنَّ لَكُمْ ذِمَّةَ اللَّهِ وَذِمَّةَ رَسُولِهِ، عَلَى دِمَائِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ، وَعَلَى أَرْضِ الْقَوْمِ الَّذِينَ أَسْلَمْتُمْ عَلَيْهَا، سَهْلِهَا وَجِبَالِهَا، غَيْرَ مَظْلُومِينَ وَلا مُضَيَّقٌ عَلَيْهِمْ، وَإِنَّ الصَّدَقَةَ لا تَحِلُّ لِمُحَمَّدٍ وَلا لأَهْلِ بَيْتِهِ، وَإِنَّ مَالِكَ بْنَ مِرَارَةَ الرَّهَاوِيَّ قَدْ حَفِظَ الْغَيْبَ، وَأَدَّى الأَمَانَةَ، وَبَلَّغَ الرِّسَالَةَ، فَآمُرُكَ بِهِ خَيْرًا فَإِنَّهُ مَنْظُورٌ إِلَيْهِ في قومه» . أخرجه الثلاثة.
__________
[1] في المطبوعة: «قال عبد الغنى بن سعيد بن عمير ذي مران» . وفي مخطوطة دار الكتب «111» مصطلح حديث مثله، غير أن «ابن» تحتمل أن يقرأ: «إن» ، والصواب ما أثبتناه.(3/794)
4083- عمير المزني
(ع س) عمير المزني.
قَالَ أَبُو نعيم: ذكره [1] سُلَيْمَان، ولم يخرج لَهُ شيئًا.
أَخْرَجَهُ أبو نعيم وأبو موسى.
4084- عمير بن معبد
(ب س) عمير بْن معبد بْن الأزعر بْن زيد بْن العطاف بْن ضبيعة بْن زَيْد الْأَنْصَارِيّ الأوسي.
قَالَه مُوسَى.
وقَالَ ابْن إِسْحَاق: هُوَ عَمْرو بْن معبد بْن الأزعر [2] .
شهد بدرا، وأحدا، والخندق، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أحد المائة الصابرة يَوْم حنين.
أَخْرَجَهُ أَبُو عمر، وأبو موسى.
4085- عمير جد معرف
(د) عمير، جد معرف بْن واصل.
روى أسباط بْن مُحَمَّد، عَنْ معرف بْن واصل السعدي، عَنْ حفصة بِنْت الأقعس [3] ، عَنْ عمير جد معرف قَالَ: كنت عند النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأتي بطبق ... وذكر الحديث.
أخرجه ابن مندة مختصرا.
4086- عمير بن تويم
(ب) عمير بْن تويم. يعد فِي الكوفيين، حديثه عند شُعْبَة ومسعر، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْقِلٍ، عن غالب بن أبجر [4] وعمير بن نويم أَنَّهُمَا سَأَلا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا لَمْ يَبْقَ لَنَا مِنْ أَمْوَالِنَا شَيْءٌ إِلا الْحُمُرُ الأَهْلِيَّةُ، فَقَالَ: أَطْعِمُوا أَهْلِيكُمْ مِنْ سَمِينِ مَالِكُمْ، فَإِنِّي إِنَّمَا قَذَرْتُ لَكُمْ جَوَالِّ الْقَرْيَةِ. أَخْرَجَهُ أَبُو عمر.
__________
[1] سليمان هو الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، ينظر الإصابة، الترجمة 6065: 3/ 38.
[2] سيرة ابن هشام: 1/ 688.
[3] كذا في المطبوعة ومخطوطة دار الكتب، والّذي في الجرح والتعديل لابن أبى حاتم 4/ 01/ 41: أن معرف بن واصل يروى عن حفصة بنت طلق، ومثله في التهذيب: 10/ 229.
[4] في المطبوعة: «غالب بن الحر» ، وفي الاستيعاب 3/ 1220: «غالب بن أبحر» وهو الصواب، وستأتي ترجمته قريبا.(3/795)
4087- عمير بن نيار الأنصاري
(ب د ع) عمير بْن نيار الْأَنْصَارِيّ. وقيل: ابْن أخي أَبِي بردة بْن نيار.
شهد بدرًا يعد فِي أهل الكوفة. روى عَنْهُ ابنه سَعِيد، مختلف فِي حديثه.
رَوَى وَكِيعٌ عَنْ سَعِيدِ [1] بْنِ سَعِيدٍ التَّغْلِبِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ- وَكَانَ بَدْرِيًّا- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً مُخْلِصًا بِهَا قَلْبَهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرَ صَلَوَاتٍ، وَرَفَعَهُ عَشْرَ دَرَجَاتٍ، وَكَتَبَ لَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ، وَمَحَا عَنْهُ عَشْرَ سَيِّئَاتٍ» . وروى عَنْ سَعِيد بْن عمير، عَنْ عمه.
أَخْرَجَهُ الثلاثة، إلا أن أبا عُمَر قَالَ: والد سَعِيد، فربما يظن أَنَّهُ غير هَذَا، وهو هَو، والله أعلم.
4088- عمير بن ودقة
(ب) عمير بن ودقة.
أحد المؤلفة قلوبهم، لم يبلغ بِهِ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مائة من الإبل يَوْم حنين، لا هو ولا قيس ابن مخرمة، ولا عباس بن مرداس، ولا هشام بْن عَمْرو ولا سَعِيد بْن يربوع، وسائر المؤلفة قلوبهم أعطاهم مائة مائة من الإبل.
أخرجه أبو عمر.
4089- عمير بن أبى وقاص
(ب ع س) عمير بْن أَبِي وقاص- واسم أَبِي وقاص: مَالِك بْن أهيب- أخو سعد بْن أَبِي وقاص الزُّهْرِيّ، وأمه حمنة بنت سفيان بْن أمية بْن عبد شمس [2] .
قديم الْإِسْلَام، مهاجري. شهد بدرا مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقتل بها شهيدًا. واستصغره النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا أَرَادَ المسير إِلَى بدر، فبكى، فأجازه، وكان سيفه طويلًا، فعقد عَلَيْهِ حمائل سيفه، وكان عمره حين قتل ست عشرة سنة قتله عَمْرو بْن عَبْد ود.
أَنْبَأَنَا عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بِإِسْنَادِهِ عَنْ يونس بْن بكير، عَنِ ابْنِ إِسْحَاق، فيمن استشهد من المسلمين ببدر: « ... وعمير بْن أَبِي وقاص» [3] .
ووافقه الزُّهْرِيّ، وموسى، وعروة.
__________
[1] في المطبوعة: «سعد بن سعيد الثعلبي» . والمثبت عن ترجمته في الجرح والتعديل لابن أبى حاتم: 2/ 1/ 25.
[2] كتاب نسب قريش لمصعب: 263.
[3] سيرة ابن هشام: 1/ 707.(3/796)
قَالَ سعد: رَأَيْت أخي عميرًا قبل أن يعرضنا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتوارى، فقلت: مالك يا أخي؟ قَالَ: أخاف أن يستصغرني رَسُول اللَّه فيردني، وأنا أحب الخروج لعل اللَّه أن يرزقني الشهادة! فرزق ما تمنى.
أَخْرَجَهُ أبو عمر، وأبو نعيم، وأبو موسى.
4091- عمير
(ب د ع) عمير بْن وهب بْن خلف بْن وهب بْن حذافة بْن جمح الْقُرَشِيّ الجمحي، يكنى أبا أمية.
كَانَ لَهُ قدر وشرف فِي قريش، وهو ابْن عم صفوان بْن أمية بْن خلف. وشهد بدرًا مَعَ المشركين كافرًا، وهو القائل يومئذ لقريش عَنِ الأنصار: أرى وجوهًا كوجوه الحيات:
لا يموتون ظمأ أَوْ يقتلون منا أعدادهم، فلا تعرضوا لهم وجوهًا كأنها المصابيح [1] فقالوا: دع هَذَا عنك. فحرش [2] بين القوم، فكان أول من رمى بنفسه عَنْ فرسه بين المسلمين، وأنشب الحرب.
وكان من أبطال قريش وشياطينهم، وهو الَّذِي مشى حول المسلمين ليحزرهم [3] يَوْم بدر، فلما انهزم المشركون كَانَ عمير فيمن نجا، وأسر ابنه وهب بْن عمير يومئذ، فلما عاد المنهزمون إِلَى مكَّة جلس عمير وصفوان بْن أمية بْن خلف، فَقَالَ صفوان: قبح اللَّه العيش بعد قتلى بدر! قَالَ عمير: أجل، ولولا دين عليّ لا أجد قضاءه وعيال لا أدع لهم شيئًا، لخرجت إِلَى مُحَمَّد فقتلته إن ملأت عيني مِنْهُ، فإن لي عنده علة أعتل بها، أقول: قدمت عَلَى ابني هَذَا الأسير.
ففرح صفوان وقَالَ: عليّ دينك، وعيالك أسوة عيالي فِي النفقة. فجهزه صفوان، وأمر بسيف فسم وصقل، فأقبل عمير حتَّى قدم المدينة، فنزل بباب المسجد، فنظر إِلَيْه عُمَر بْن الخطاب وهو فِي نفر من الأنصار يتحدثون عَنْ وقعة بدر، ويذكرون نعم اللَّه فيها، فلما رآه عُمَر معه السيف فزع وقَالَ: هَذَا عدو اللَّه الَّذِي حزرنا للقوم يَوْم بدر. ثُمَّ قَام عُمَر فدخل عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: هذا عمير بْن وهب قَدْ دخل المسجد متقلدًا سيفًا، وهو الغادر الفاجر، يا رَسُول اللَّه لا تأمنه عَلَى شيء. قَالَ: أدخله عليّ. فخرج عُمَر فأمر أصحابه أن أدخلوا عَلَى رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم
__________
[1] لفظ الاستيعاب 3/ 1221: «فلا تتعرضوا لهم بهذه الوجوه» التي كأنها المصابيح» .
[2] التحريش: الإغراء والتهييج والإفساد.
[3] أي: بقدرهم ويعرف عددهم.(3/797)
واحترسوا من عمير. وأقبل عُمَر وعمير فدخلا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومع عمير سيف، فَقَالَ: أنعموا صباحًا- وهي تحيتهم فِي الجاهلية- فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قَدْ أكرمنا اللَّه عَنْ تحيتك، السَّلام تحية أهل الجنة! فما أقدمك يا عمير؟ قَالَ: قدمت فِي أسيري، ففادونا فِي أسيركم، فإنكم العشيرة والأهل. فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فما بال السيف فِي رقبتك؟
فَقَالَ عمير: قبحها اللَّه، [1] فهل أغنت عنا من شيء، إنَّما نسيته حين نزلت. فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أصدقني، ما أقدمك؟ قَالَ: قدمت فِي أسيري. قَالَ: فما الَّذِي شرطت لصفوان بْن أمية فِي الحجر؟ ففزع عمير فَقَالَ: ما شرطت لَهُ شيئًا! قَالَ: تحملت لَهُ بقتلي عَلَى أن يعول بنيك، ويقضي دينك، والله حائل بيني وبينك! قَالَ عمير: أشهد أن لا إله إلا اللَّه، وأشهد أنك رَسُول اللَّه، يا رَسُول اللَّه، كُنَّا نكذبك بالوحي، وبما يأتيك من السماء، وَإِن هَذَا الحديث كَانَ بيني وبين صفوان فِي الحجر، والحمد للَّه الَّذِي ساقني هَذَا المساق، وَقَدْ آمنت باللَّه ورسوله. ففرح المسلمون حين هداه اللَّه.
قَالَ عُمَر: والذي نفسي بيده لخنزير كَانَ أحب إليَّ من عمير حين طلع، ولهو اليوم أحب إليَّ من بعض ولدي! فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، اجلس يا عمير نؤانسك. وقَالَ لأصحابه: علموا أخاكم القرآن. وأطلق لَهُ أسيره، فَقَالَ عمير: يا رَسُول اللَّه، قَدْ كنت جاهدًا ما استطعت عَلَى إطفاء نور اللَّه، والحمد للَّه الَّذِي هداني من الهلكة، فائذن لي يا رَسُول اللَّه فألحق بقريش فأدعوهم إِلَى اللَّه تَعَالى وَإِلى الْإِسْلَام، لعل اللَّه أن يهديهم ويستنقذهم من الهلكة. فأذن لَهُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلحق بمكة وجعل صفوان بْن أمية يَقُولُ لقريش: أبشروا بفتح ينسيكم وقعة بدر. وجعل يسأل كل من قدم من المدينة: هَلْ كَانَ بها من حدث؟ حتَّى قدم عَلَيْهِ رَجُل فأخبره أن عميرًا أسلم، فلعنه المشركون، وقالوا: صبأ، وحلف صفوان لا ينفعه بنفع أبدا، ولا يكلّمه كلمة أبدًا. فقدم عليهم عمير، فدعاهم إِلَى الْإِسْلَام، فأسلم بشر كثير.
أخرجه الثلاثة
4091- عمير بن وهب
(د ع) عمير. غير منسوب. هُوَ رَجُل من الصحابة، لَهُ ذكر فِي حديث الزُّهْرِيّ، عَنْ أنس قَالَ: خرج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يومًا نصف النهار، وعلى بطنه صخرة مشدودة، فأهدى له
__________
[1] يعنى السيوف.(3/798)
غلام من الأنصار شيئًا، فَقَالَ لَهُ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: «من أنت؟ قال: أَنَا عمير، وأمي فلانة. فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كلوا فأكلوا حتَّى شبعوا وشربوا من اللبن» . أَخْرَجَهُ ابْن منده وَأَبُو نعيم.
4092- عميرة بن الأعزل
(س) عميرة- بفتح العين، وكسر الميم، وآخره هاء- هُوَ ابْن الأعزل أَبُو سيارة المتعي، من قيس عيلان، ثُمَّ من بني عدوان، ثُمَّ من بني حارثة.
قاله جَعْفَر، قَالَ: ورأيت فِي كتاب ابْن حبيب عميلة بْن الأعزل بْن خَالِد بْن سعد بْن الحارث ابن راش بْن زَيْد بْن الحارث، وهو عدوان.
وَقَدْ تقدم ذكر أَبِي سيارة فِي عمير.
أخرجه أبو موسى.
4093- عميرة بن فروخ
(س) عميرة بْن فروخ.
قَالَ جَعْفَر المستغفري: كذا ترجم يَحيى بْن يونس.
قَالَ أَبُو مُوسَى: وهو عندي والد العرس بْن عميرة، وروى حديثًا عَنْ عدي بْن عدي قَالَ: حَدَّثَنِي مَوْلَى لنا أَنَّهُ سَمِعَ جدي يَقُولُ: إن اللَّه عزَّ وجلَّ لا يعذب العامة بذنب الخاصة. أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى هكذا مختصرًا.
قلت: قول أَبِي مُوسَى هُوَ عندي والد العرس بْن عميرة فإن والد العرس هُوَ: عميرة بْن فروة، آخره هاءً، وهذا آخره خاءٌ، فكيف يشتبهان؟ وربما يكون «فروخ» غلطًا، فكان ذكر أَنَّهُ غلط، والصواب فروة، فيكون حينئذ والد العرس. ولا شك أَنَّهُ والد العرس بْن عميرة [1] ، وهو جد عدي بْن عدي بْن عميرة بْن فروة، وفروخ غلط.
وَالْحَدِيثُ أَخْبَرَنَا بِهِ يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ إِجَازَةً بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ سَيْفِ بْنِ سُلَيْمَانَ [2] قال سمعت عدي بن
__________
[1] مكانه في المطبوعة ومخطوطة الدار: «وهب» . ولعل الصواب ما أثبتناه.
[2] في المسند: «سيف بن أبى سليمان» . وفي الجرح لابن أبى حاتم 2/ 1/ 274: «سيف بن سليمان» ويقال: ابن أبى سليمان، أبو سليمان ... »(3/799)
عَدِيٍّ الْكِنْدِيَّ يُحَدِّثُ مُجَاهِدًا قَالَ: حَدَّثَنِي مَوْلًى لَنَا عَنْ جَدِّي قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «إِنَّ اللَّهَ تَعَالى لا يُعَذِّبُ الْعَامَّةَ بِعَمَلِ الْخَاصَّةِ، حتَّى يَرَوُا الْمُنْكَرَ بَيْنَ ظَهْرَانِيهِمْ وَهُمْ قَادِرُونَ عَلَى أَنْ يُنْكِرُوهُ، فَلا يُنْكِرُونَهُ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَذَّبَ اللَّهُ الْعَامَّةَ بِذَنْبِ الْخَاصَّةِ» . وما أقرب أن يكون «فروخ» من غلط الكاتب، فإن «فروة» يقرب من صورة «فروخ» والله أعلم.
4094- عميرة بن مالك الخارفي
عميرة بْن مَالِك الخارفي قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في وفد همذان، منصرفه من تبوك.
وذكره أَبُو عُمَر فِي ترجمة «مالك بن نمط» والله أعلم
.(3/800)
[المجلد الرابع]
[تتمة باب العين]
عَدِيٍّ الْكِنْدِيَّ يُحَدِّثُ مُجَاهِدًا قَالَ: حَدَّثَنِي مَوْلًى لَنَا عَنْ [1] جَدِّي قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ «إِنَّ اللَّهَ تَعَالى لا يُعَذِّبُ الْعَامَّةَ بِعَمَلِ الْخَاصَّةِ، حتَّى يَرَوُا الْمُنْكَرَ بَيْنَ ظَهْرَانِيهِمْ وَهُمْ قَادِرُونَ عَلَى أَنْ يُنْكِرُوهُ، فَلا يُنْكِرُونَهُ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَذَّبَ اللَّهُ الْعَامَّةَ بِذَنْبِ الْخَاصَّةِ» .
وما أقرب أن يكون «فروخ» من غلط الكاتب، فإن «فروة» يقرب من صورة «فروخ» والله أعلم.
4094- عميرة بْن مَالِك الخارفي عَميرة بْن مَالِك الخارفي [2] . قدم عَلَى النَّبِيّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فِي وفد همدان، منصرفه من تبوك.
وذكره أَبُو عُمَر فِي ترجمة «مَالِك بْن نمط» والله أعلم.
باب العين والنون
4095- عنان
(س) عنان. أورده العسكري، وقَالَ: هُوَ رَجُل من الصحابة. لا يعرف لَهُ إلا هَذَا الحديث ورواه بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن عنان، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: «من صام ستًا بعد يَوْم الفطر، فكأنما صام الدهر أَوْ السنة» : أَخْرَجَهُ أَبُو موسى [3] .
4096 عنبس بن ثعلبة
(د ع) عنبس بْن ثعلبة البلوي.
شهد فتح مصر، قاله ابن يونس.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو نعيم: لا تعرف له رواية.
4097- عنبسة بن أمية
عنبسة بْن أمية بْن خلف الجمحي، أَبُو غليظ، قيل: اسمه عنبسة، وقيل غير ذَلِكَ، ويذكر في الكنى إن شاء اللَّه تعالى.
__________
[1] الحديث رواه الإمام أحمد في المسند: 4/ 192.
[2] في المطبوعة: «الحازمى» . وهو خطأ، والمثبت من الاستيعاب: 4/ 1360، ترجمة مالك بن نمط. وسيأتي في أسد الغابة، في ترجمة مالك هذه النسبة على الصواب.
[3] قال الحافظ في الإصابة، الترجمة 6892/ 3/ 180، وكذا قال: يعنى العسكري- وهو تصحيف، وإنما هو غنام، بالغين المعجمة وتشديد النون، وآخره ميم، وسيأتي على الصواب في مكانه» .(4/3)
4098- عنبسة بن ربيعة
(من) عنبسة بْن رَبِيعة الجهني. يُقال: إن لَهُ صحبة.
أورده جَعْفَر كذلك ولم يزد.
أَخْرَجَهُ أبو موسى
4099- عنبسة بن أبى سفيان
(د ع) عنبسة بْن أَبِي سُفْيَان.
أدرك النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، ولا يصح لَهُ رواية ولا صحبة. روى عنه أبو أمامة الباهلي والنعمان ابن سالم.
أَخْرَجَهُ ابْن منده وَأَبُو نعيم، وقَالَ أَبُو نعيم: ذكره بعض المتأخرين- يعني ابن منده- ولم يزد عَلَيْهِ، وقَالَ: اتفق متقدمو أئمتنا أنّه من التابعين.
4100- عنبسة بن سهيل
(ب) عنبة بْن سهيل بْن عَمْرو العامري. وهو أخو أَبِي جندل، وقيل: عتبة، ولا يصح أسلم عنبة مَعَ أَبِيهِ، وقتل بالشام شهيدًا. وكانت فاختة بنته معه بالشام، فلما قتل قدم بها عَلَى عُمَر بْن الخطاب، وقدم عَلَيْهِ عَبْد الرَّحْمَن بْن الحارث بْن هشام وَقَدْ قتل أَبُوهُ بالشام أيضًا فَقَالَ: «زوجوا الشريد للشريد» فتزوجها عَبْد الرَّحْمَن، فهي أم أولاده: أَبِي بَكْر، وعمرو، وعثمان، وعكرمة.
أخرجه أبو عمر.
4101- عنبة
عنبة: بالنون، والباء الموحدة، قاله ابْن ماكولا.
4102- عنتر العذري
عنتر العذري.
لَهُ صحبة. روى حديثه أَبُو حاتم الرازي. يُقال: إنه تفرد.
قَالَ عَبْد الغني: قيل: «عس» [1] العذري، بالسين غير معجمة، وقيل: إنه أصح من «عنتر» بالنون والتاء فوقها نقطتان، وَقَدْ تقدم فِي «عس [1] » أتم من هذا.
__________
[1] في المطبوعة: «عبس» . وهو خطأ. ينظر ترجمة عس العذري، وقد تقدمت برقم 3658: 4/ 35.(4/4)
4103- عنترة السلمي
عنترة، بزيادة هاء، هو عنترة السلمي ثُمَّ الذكواني، حليف لبني سواد بْن غنم بْن كعب بْن سَلَمة، بطن من الأنصار.
شهد بدرا، كذا قال ابْن هشام [1] . وقَالَ ابْن إِسْحَاق وابن عقبة فِي «عنترة» هَذَا، هُوَ مَوْلَى سليم بْنُ عَمْرو بْن حديدة الْأَنْصَارِيّ.
شهد بدرًا، وقتل يَوْم أحد شهيدًا، قتله نوفل بْن معاوية الديلي.
أَنْبَأَنَا عُبَيْد اللَّه بْن السمين بِإِسْنَادِهِ عن يونس بن بكير، عَنِ ابن إِسْحَاق، فِي تسمية من شهد بدرًا: « ... وعنترة مَوْلَى سليم بْن عَمْرو بْن حديدة» .
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر.
قلت: كذا قَالَ أَبُو عُمَر، عَنِ ابْنِ هشام. والذي رأيناه فِي كتاب ابْن هشام، قَالَ:
فيمن شهد بدرًا ومن بني سواد بْن غنم بْن كعب بْن سلمة: «وسليم بْن عَمْرو بْن حديدة، وعنترة مَوْلَى سليم بن عمرو [2] » والله أعلم.
4104- عنترة الشيباني
(س) عنترة الشيباني، أَبُو هارون.
رَوَى عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ أبيه، عَنْ جده قال: قال رَسُول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ: «وَمَا تَعُدُّونَ الشَّهِيدَ فِيكُمْ؟. قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: إِنَّ شُهَدَاءَ أُمتى إِذًا لَقَلِيلٌ، مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ شَهِيدٌ، وَالْبَطِنُ شَهِيدٌ، وَالْمُتَرَدِّي شَهِيدٌ، وَالنَّفْسَاءُ شَهِيدٌ، وَالْغَرِيقُ شَهِيدٌ، وَالسَّبِيلُ شَهِيدٌ [3] ، وَالْحَرِيقُ شَهِيدٌ، وَالْغَرِيبٌ شَهِيدٌ. أخرجه أبو موسى.
4105- عنزة بن نقب
عنزة بْن نقب من بني كعب بْن العنبر بْن عَمْرو بْن تميم.
قدم عَلَى رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فِي وفد بني العنبر، وهو جد سوار [4] بْن عَبْد اللَّه بْن قدامة بْن عنزة قاضى البصرة.
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 699.
[2] في سيرة ابن هشام بعده: «عنترة، من بنى سليم بن منصور» ثم من بنى ذكوان» .
[3] في المطبوعة: «والسل» . والمثبت عن مسند الإمام أحمد: 3/ 489، من رواية راشد بن حبيش رضى الله عنه.
[4] في المطبوعة: «سواد» بالدال. والصواب عن الجمهرة لابن حزم: 198. وترجمة حفيده في الخلاصة: «سوار ابن عبد الله بن سوار» . والعبر للذهبى: 1/ 444.(4/5)
ذكره ابْن الدباغ وَقَدْ نسبه ابْن ماكولا فَقَالَ: عنترة بْن نقب بْن عَمْرو بْن الحارث بْن خلف بْن الحارث بْن مجفر بن كعب بن العنبر.
4106- عنمة الجهنيّ
(ب د ع) عنمة، والد إِبْرَاهِيم بْن عنمة الجهنيّ.
قاله ابْن منده وَأَبُو نعيم، وجعله أَبُو عُمَر مزنيًا، ووافقه ابْن ماكولا فِي ترجمة «عنمة المزني» ثُمَّ قَالَ: إِبْرَاهِيم بْن عنمة المزني يروى عَنْهُ، عَنْ أَبِيهِ- ثُمَّ قَالَ: وابنه مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن عنمة الجهني، فجعله فِي هَذِهِ الترجمة جهنيًا، وجعل أباه وجده مزنيين! ولعله قيل فِيهِ القولان، والله أعلم.
رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَنَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّهُ قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وآله وسلم ذات يوم، فلقيه رجل من الأنصار، فقال: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي إنه ليسوؤنى الذي أرى بوجهك! فنظر النبي صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ إِلَى وَجْهِ الرَّجُلِ، وَقَالَ: الْجُوعُ! الْحَدِيثَ، وَقَدْ ذكرناه فِي «عثمة [1] » بالثاء المثلثة، فإن أبا نعيم أَخْرَجَهُ كذلك وحده، وأخرجه ابْن منده وَأَبُو عُمَر «عنمة بالنون» ، والله أعلم، وهو الصواب.
4107- عنمة بن عدىّ
عنمة بْن عدي بْن عَبْد مناف بْن كنانة بن جهمة [2] بن عدىّ بن الرّيعة بْن رشدان الجهني.
شهد بدرا والمشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، ذكره ابْن الكلبي، ولم يذكروه، ولا أعلم هُوَ الأول أم غيره، فإن كَانَ الأول شهد بدرًا فهما واحد عَلَى قول من يجعل الأول جهنيًا، وَإِن لم يكن شهدها فهما اثنان، لا سيما عَلَى قول من يجعل الأوّل مزنيا.
4108- عنيز العذري
(ب) عنيز العذري، وَيُقَال: الغفاري.
أقطعه النَّبِيّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ أرضًا بوادي القرى، فهي تنسب إِلَيْه، وسكنها إِلَى أن مات، وَيُقَال فِي هَذَا «عس» وَقَدْ ذكرناه.
أَخْرَجَهُ أَبُو عمر [3] ، وهو ضبطه كذا بالنون والزاي. وقَالَ عَبْد الغني «عنتر» بالنون والتاء
__________
[1] ينظر الترجمة 3590: 3/ 601.
[2] في الإصابة، الترجمة 6948/ 3/ 192: «جهيمة» . وفي جمهرة أنساب العرب 415: «جهينة» . وهي في مخطوطة الدار دون نقط وتحتمل أن تقرأ: «جهيمة» .
[3] الاستيعاب، الترجمة 2046: 3/ 1246.(4/6)
فوقها نقطتان، وقال: وقد قيل «عس» ، يعني بالسين غير معجمة: وقيل: إنه أصح، ولعل أبا مُوسَى لم يخرجه، لأنَّه علم أن عنيزًا غير صحيح، والله أعلم.
باب العين والواو
4109- العوام بْن جهيل
(عن) العوام بْن جهيل المسامي [1] ، سادن يغوث.
قاله أَبُو أَحْمَد العسكري، وَرَوَى عَنِ ابْنِ دُرَيْدٍ، عَنِ السَّكَنِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْكَلْبِيِّ قَالَ: كَانَ العوام بن جهيل المسامي، مِنْ هَمْدَانَ، يَسْدُنُ يَغُوثَ، فَكَانَ يُحَدِّثُ بَعْدَ إِسْلامِهِ قَالَ: كُنْتُ أُسْمِرُ مَعَ جَمَاعَةٍ مِنْ قَوْمِي، فَإِذَا أَوَى أَصْحَابِي إِلَى رِحالِهِمْ نِمْتُ أَنَا فِي بَيْتِ الصَّنَمِ، فَنِمْتُ فِي لَيْلَةٍ ذَاتَ رِيحٍ وَبَرْقٍ وَرَعْدٍ، فَلَمَّا انْهَارَّ اللَّيْلُ سَمِعْتُ هَاتِفًا مِنَ الصَّنَمِ يَقُولُ- وَلَمْ نَكُنْ سمعنا منه قبل ذلك كلاما-: يا ابن جُهَيْلٍ، حَلَّ بِالأَصْنَامِ الْوَيْلُ، هَذَا نُورٌ سَطَعَ مِنَ الأَرْضِ الْحَرَامِ، فَوَدِّعْ يَغُوثَ بِالسَّلامِ. قَالَ: فَأُلْقِيَ وَاللَّهِ فِي قَلْبِي الْبَرَاءَةُ مِنَ الأَصْنَامِ، وَكَتَمْتُ قَوْمِي مَا سَمِعْتُ، وَإِذَا هَاتِفٌ يَقُولُ:
هَلْ تَسْمَعْنَ الْقَوْلَ يَا عَوَّامُ ... أَمْ قَدْ صَمِمْتَ عَنْ مَدَى الْكَلامِ
قَدْ كُشِفَتْ دَيَاجِرُ الظّلام ... وأصفق الناس [2] على الإسلام
فقلت:
يا أيها الْهَاتِفُ بِالنَّوَامِ ... لَسْتُ بِذِي وَقْرٍ عَنِ الْكَلامِ
فبيتنّ عن سنّة الإسلام وو الله مَا عَرَفْتُ الإِسْلام قَبْلَ ذَلِكَ، فَأَجَابَنِي يَقُولُ:
ارْحَلْ عَلَى اسْمِ اللَّهِ وَالتَّوْفِيقِ ... رِحْلَةً لا وَانِ ولا مُشِيقِ [3]
إِلَى فَرِيقٍ خَير ما فريق ... إلى النبي الصادق المصدوق
__________
[1] كذا، ومثله في مخطوطة دار الكتب، وفي الإصابة المسلمي.
[2] أي: أجمعوا.
[3] المشيق: المهزول، ففي تاج العروس: «ورجل مشق، بالكسر، ومشيق كأمير، وممشوق، أي: خفيف اللحم خلفة، أو من هزال.» .(4/7)
فَرَمِيتُ الصَّنَمَ وَخَرَجْتُ أُرِيدُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ، فَصَادَفْتُ وَفْدَ هَمْدَانَ يُرِيدُونَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، [1] فَأَخْبَرْتُهُ خَبَرِي، فَسُرَّ بِقَوْلِي، ثُمَّ قَالَ: أَخْبِرِ الْمُسْلِمِينَ. وَأَمَرَني النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ بِكَسْرِ الأَصْنَامِ، فَرَجَعْنَا إِلَى الْيَمَنِ وَقَدْ امتحن الله قلوبنا للإسلام.
4110- عوذ بن عفراء
(ب) عوذ بْن عفراء- وهي أمه- وهو عوذ بْن الحارث بْن رفاعة بْن الحارث بْن سواد ابن [مالك بْن] [2] غنم بْن مَالِك بْن النجار الْأَنْصَارِيّ الخزرجي النجاري، أخو عوف ومعوذ بنى عفراء، وعوذ ومعوذ ابنا عفراء هما ضربا أبا جهل.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر وقَالَ بعضهم: إنَّما هُوَ عوف، عَلَى ما نذكره إن شاء اللَّه تعالى.
4111- عوسجة بن حرملة
(د ع) عوسجة بْن حرملة بْن جذيمة بْن سبرة بْن خديج بْن مَالِك بْن عَمْرو بْن ذهل بْن عَمْرو بْن ثعلبة بْن رفاعة بْن نصر بْن مَالِك بْن غطفان بْن قيس بْن جهينة الجهني.
سكن فلسطين، ذكره الْبُخَارِيّ فِي الصحابة.
رَوَى عُرْوةُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ عَوْسَجَةَ بْنِ حَرْمَلَةَ الْجُهَنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَوْسَجَةَ أَنَّهُ: أَتَى [3] النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، وَكَانَ يَنْزِلُ بِالْمَرْوَةِ، وَكَانَ يَقْعُدُ فِي أَصْلِ الْمَرْوَةِ الشَّرْقِيِّ، وَيَرْجِعُ نِصْفَ النَّهَارِ إِلَى الرُّومَةِ [4] الَّتِي بَنَى عَلَيْهَا الْمَسْجِدَ، وَكَانَ يَدُورُ بَيْنَ هَذَيْنِ الْمَوْضُوعَيْنِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ حِينَ رَآهُ وَأَعْجِبَ بِهِ، وَرَأَى مِنْ قِيَامِهِ مَا لَمْ يَرَهُ مِنْ غَيْرِهِ مِنْ بُطُونِ الْعَرَبِ: يَا عَوْسَجَةُ، سَلْنِي أُعْطِكَ. أَخْرَجَهُ ابن مندة وأبو نعيم.
4112- عوف بن اثاثة
(ب د ع) عوف بْن أثاثة- وهو اسم مسطح بْن أثاثة بْن عباد بْن المطلب بن عبد مناف ابن قصي، يكنى أبا عباد، وقيل: أَبُو عَبْد اللَّه، قَالَه الواقدي.
وهو مسطح المذكور فِي قصة الإفك، شهد بدرًا، وقيل إنه شهد صفين مَعَ عليّ، وقيل:
توفي قبلها سنة أربع وثلاثين، والأوّل أكثر.
__________
[1] بعده في الإصابة، الترجمة 6086/ 3/ 41: «فدخلت عليه» .
[2] ما بين القوسين عن ترجمة أخيه «معاذ بن الحارث» ، وستأتي، وترجمة «معاذ بن عفراء» في الاستيعاب: 3/ 1408.
[3] في المطبوعة ومخطوطة دار الكتب: «أنه قال أنى» . وقد سلفنا «قال» ليستقيم الكلام وليست في الإصابة.
[4] كذا في المطبوعة ومخطوطة الدار، وفي الإصابة «الدومة» بالدال. والرومة بئر بالمدينة.(4/8)
وأم عوف هِيَ ابْنَة أَبِي رهم بْن المطلب [1] ، واسمها سلمى وأمها ريطة بِنْت صخر بْن عَامِر التيمي خالة أَبِي بَكْر الصديق، ولهذه القرابة كَانَ أَبُو بَكْر ينفق عَلَيْهِ، خلما كَانَ فِي الإفك مِنْهُ ما هُوَ مشهور، وبرأ اللَّه سبحانه وتعالى عَائِشَة، رَضِي اللَّه عَنْهَا مِنْهُ، أقسم أَبُو بَكْر أَنَّهُ لا ينفق عَلَيْهِ، فأنزل اللَّه تَعَالى: وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبى وَالْمَساكِينَ وَالْمُهاجِرِينَ في سَبِيلِ الله [2] 24: 22 الآية، فرجع أَبُو بَكْر إِلَى النفقة عَلَيْهِ، وقَالَ: إني أحب أن يغفر اللَّه لي.
أخرجه الثلاثة.
4113- عوف بن الحارث
(ب د ع) عوف بْن الحارث- وقيل: ابْن عَبْد الحارث- بْن عوف بْن حشيش بن هلال ابن الحارث بْن رزاح بْن كلفة بْن عَمْرو بْن لؤي بْن دهن [3] بْن معاوية بْن أسلم بن أحمس ابن الغوث بْن أنمار البجلي الأحمسي، أَبُو حازم. وهو والد قيس بْن أَبِي حازم، قيل: اسمه عوف، وقيل: عَبْد عوف، ونذكره فِي الكنى إن شاء اللَّه تَعَالى.
أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَطِيبُ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عن إسماعيل ابن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم قَالَ: كَانَ رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يَخْطُبُ، فَرَأَى أَبِي فِي الشَّمْسِ، فَأَمَرَهُ- أَوْ: فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ- أَنِ ادْنُ إِلَى الظِّلِّ [4] .
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
حشيش: بفتح الحاء المهملة، وكسر الشين المعجمة، وبالياء تحتها نقطتان، وبعدها شين ثانية.
4114- عوف بن الحارث
(س) عوف بْن الحارث، أَبُو واقد الليثي.
قاله جَعْفَر، وقيل: اسمه الحارث بْن عوف.
أخرجه أبو موسى مختصرا.
__________
[1] في كتاب نسب قريش لمصعب 95: «أبى رهم بن عبد المطلب» . وهو خطأ: صوابه في الكتاب نفسه: 92.
والاستيعاب: 3/ 1224.
[2] سورة النور، آية: 22.
[3] في المطبوعة: «دهر بن معاوية» والمثبت عن جمهرة أنساب العرب لابن حمزة، 266، وتاج العروس مادة دهل.
[4] أخرجه الإمام أحمد عن محمد بن جعفر، عن شعبة بإسناده: 3/ 426، 427.(4/9)
4115- عوف بن حضيرة
(د ع س) عوف بْن حضيرة.
أدرك النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم. روى عنه الشَّعْبِيّ، وكان يسكن الشام.
روى حصين بْن عَبْد الرَّحْمَن، عَنِ الشَّعْبِيّ، عَنْ عوف بْن حضيرة- رَجُل من أهل الشام- قَالَ: الساعة التي ترجى فِي الجمعة ما بين خروج الْإِمَام إِلَى انقضاء الصلاة.
أَخْرَجَهُ ابْن منده وَأَبُو نعيم، وأخرجه أَبُو مُوسَى. ولا وجه له، فإن ابن منده قد أخرجه.
4116- عوف الخثعميّ
(د ع) عوف الخثعمي والد حصين بْن عوف.
تقدم ذكره فِي الحاء مَعَ أَبِيهِ «حصين [1] » أَخْرَجَهُ ابْن منده، وَأَبُو نعيم مختصرًا.
4117- عوف بن دلهم
(د ع) عوف بْن دلهم. لَهُ ذكر فِي الصحابة.
روى الأصمعي، عَنْ أَبِي عوانة، عَنْ عَبْد الملك بْن عمير، عَنْ عوف بْن دلهم قَالَ:
النساء أربع.
أَخْرَجَهُ هكذا ابْن منده وأبو نعيم.
4118- عوف بن ربيع
(د ع) عوف بْن ربيع بْن جارية بْن ساعدة بْن خزيمة بْن نصر بْن قعين بن الحارث ابن ثعلبة بْن دودان بْن أسد بْن خزيمة، ذو الخيار.
وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ، ونزل الرقة، وعقبة بها.
أَخْرَجَهُ ابْن منده وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو نعيم: ذكره بعض المتأخرين عَنْ عليّ بْن أَحْمَد الحراني، عَنْ محمود بْن مُحَمَّد الأديب، لم يزد عَلَيْهِ، ولم يذكره أَبُو عروبة، ولا أَبُو على بن سعيد في تاريخ الجزريين.
4119- عوف بن سراقة الضمريّ
(د ع) عوف بْن سراقة الضمري، أخو جعيل بْن سراقة، لهما صحبة.
روى عَبْد الواحد بْن عوف بْن سراقة، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لما أصاب سنان بْن سَلَمة نفسه
__________
[1] تقدمت ترجمته برقم 1188: 2/ 27.(4/10)
بالسيف، لم يخرج لَهُ رَسُول اللَّه صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ دية، ولم يأمر بها، وأصاب أخي جعيل بْن سراقة عينه يَوْم قريظة، فذهبت، فلم يخرج لَهُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ دية، ولم يأمر بها.
أَخْرَجَهُ ابْن مندة، وأبو نعيم.
4120- عوف بن سلمة
(ب د ع) عوف بْن سَلَمة بْن سلامة بْن وقش الْأَنْصَارِيّ، وقيل: عوف أَبُو سَلَمة، روى عَنْهُ ابنه سَلَمة.
أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَرَجِ بْنُ أَبِي الرَّجَاءِ كِتَابَةً بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ: حَدَّثَنَا دُحَيْمٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل بْن أَبِي حَبِيبَةَ الأَشْهَلِيِّ، عَنْ عوف ابن سَلَمَةَ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: أن النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ قَالَ: «اللَّهمّ اغْفِرْ لِلأَنْصَارِ، وَلأَبْنَاءِ الأَنْصَارِ، وَلأَبْنَاءِ أَبْنَاءِ الأَنْصَارِ، وَلِمَوَالِي الأَنْصَارِ» . أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ، وقَالَ أَبُو عُمَر: هُوَ مدني، وحديثه يدور عَلَى ابْن أَبِي حبيبة [1] الأشهلي، عَنْ عوف بن سلمة، فإسناده كله ضعيف.
4121- عوف أبو شبيل
(د ع) عوف أَبُو شبيل. أدرك النَّبِيّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ. روى عَنْهُ ابنه شبيل.
أَخْرَجَهُ ابْن مندة وأبو نعيم مختصرا.
4122- عوف بن عفراء
(ب د ع) عوف بْن عفراء- وهي أمه- وهي عفراء بِنْت عُبَيْد بْن ثعلبة [بن عبيد بن ثعلبة ابن غنم [2]] بْن مَالِك بْن النجار، واسم أَبِيهِ: الحارث بْن رفاعة بْن الحارث بْن سواد بن [مالك ابن] [3] غنم بْن مالك بْن النجار الأنصاري الخزرجي النجاري.
سيد بدرًا هُوَ وأخواه: مُعَاذ ومعوذ.
أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قَالَ:
حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ [4] قَالَ: لَمَّا الْتَقَى النَّاسُ يَوْمَ بَدْرٍ قَالَ عَوْفُ بن عفراء بن الحارث:
__________
[1] في المطبوعة: «ابن ابى حبيب» . وقد تقدم من قريب على الصواب. وينظر ترجمته في الجرح والتعديل لابن أبى حاتم: 1/ 1/ 83.
[2] ما بين القوسين عن الاستيعاب: 3/ 1226، وسيرة ابن هشام: 1/ 429، وجمهرة أنساب العرب لابن حزم:
329. وقد أشار الحافظ في الإصابة إلى هذا عند ترجمتها. هذا وينظر ترجمتها فيما يأتى.
[3] ما بين القوسين عن الاستيعاب: 3/ 1225، وترجمة عود بن عفراء وقد تقدمت. وترجمة معاذ بن عفراء وستأتي.
[4] في المطبوعة: «عاصم بن عمرو» . وهو خطأ، والصواب عن الخلاصة.(4/11)
يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا يُضْحِكُ الرَّبَّ مِنْ عَبْدِهِ؟ قَالَ: أَنْ يَرَاهُ قَدْ غَمَسَ يَدَهُ فِي الْقِتَالِ، يُقَاتِلُ حَاسِرًا. فَنَزَعَ عَوْفٌ دِرْعَهُ، ثُمَّ تَقَدَّمَ فَقَاتَلَ حتَّى قُتِلَ شَهِيدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وَقِيلَ: إِنَّهُ شَهِدَ الْعَقَبَةَ، وَإِنَّهُ أَحَدُ السِّتَّةِ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ الأُولَى.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
4123- عوف بن القعقاع
(د ع) عوف بْن القعقاع بْن معبد بْن زرارة بْن عدس بْن زَيْد بْن عبد الله بن دارم بن مالك ابن حنظلة بْن مالك بْن زيد مناة بْن تميم التميمي الدارمي.
عداده فِي أعراب البصرة، وفد مَعَ أَبِيهِ إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ.
رَوَى مَحْمُودُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَوْفِ بْنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَوْفٍ قَالَ: وَفَدَ أَبِي إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ وَأَنَا مَعَهُ غُلَيْمٌ، فَأَمَرَ لِكُلِّ رَجُلٍ بِبُرْدَيْنِ، وَأَمَرَ لِي بِبُرْدَةٍ. فَلَمَّا انْصَرَفْنَا بَاعَ كُلَّ رَجُلٍ مِنْهُمْ أَحَدَ بُرْدَيْهِ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فِي بُرْدَيْنِ، فَنَظَرَ إِلَيَّ وَقَالَ: مِنْ أَيْنَ لَكَ هَذِهِ؟ قُلْتُ: اشْتَرَيْتُهَا مِنْ فُلانٍ. قَالَ: أَنْتَ كُنْتَ أَحَقُّ بِهِ إِذْ ضَيَّعَ ما أعطاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم [1] . أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وقال ابْنُ مَنْدَهْ فِي إِسْنَادِهِ: مَحْمُودُ بْنُ يَزِيدَ. وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ:
مَحْمُودُ بْنُ ثَوْبَةَ.
4124- عوف بن مالك الأشجعي
عوف بْن مَالِك بْن أَبِي عوف الأشجعي، يكنى أبا عَبْد الرَّحْمَن، وَيُقَال: أَبُو حَمَّاد، وقيل: أَبُو عَمْرو.
وأول مشاهده خيبر، وكانت معه راية أشجع يَوْم الفتح، وسكن الشام. روى عَنْهُ من الصحابة: أَبُو أيوب الْأَنْصَارِيّ، وأبو هريرة، والمقدام بن معديكرب، ومن التابعين:
أَبُو مُسْلِم، وَأَبُو إدريس الخولانيان، وجبير بْن نفير، وغيرهم، وقدم مصر.
أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَغَيْرُهُ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى مُحَمَّدِ بْنِ عيسى: حدثنا هَنَّادٌ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عن أبي المليح، عن عوف بن مالك الأشجعي
__________
[1] في الإصابة، الترجمة 6102/ 3/ 43: «قال ابن السكن: لا يصح» وقال الحافظ: «لأن في السند من لا يعرف، وقد ذكر الزبير بن بكار- عوف بن القعقاع هذا في الموفقيات، وذكر عنه كلاما حسنا، وهو قوله: لئن لم يغفر الله لنا بإحسانه لنهلكن، فانا لا تلقى الله بعمل» .(4/12)
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: «أَتَانِي آتٍ [مِنْ عِنْدَ رَبِّي] [1] فَخَيَّرَنِي بَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ نِصْفُ أُمَّتِي الْجَنَّةَ، وَبَيْنَ الشَّفَاعَةِ، فَاخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ، وَهِيَ لِمَنْ مَاتَ لا يُشْرِكُ باللَّه شَيْئًا» [2] . وروى كَثِير بْن مرة، عَنْ عوف بْن مَالِك: أَنَّهُ رَأَى كعبًا يقص فِي مسجد حمص، فَقَالَ:
يا ويحه! أما سَمِعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ «يَقُولُ: لا يقص عَلَى النَّاس إلا أمير، أو مأمور، أو مختال» [3] . وتوفي بدمشق سنة ثلاث وسبعين، قَالَه العسكري.
4125- عوف بن مالك بن عبد كلال
(س) عوف بْن مَالِك بْن عَبْد كلال الأعرابي الجشمي، أَبو الأحوص.
كذا أورده العسكري فيما ذكره ابْن أَبِي عليّ، عَنْ عم أبيه، عنه.
أخرجه أبو موسى [4] .
4126- عوف بن نجوة
(د ع) عوف بْن نجوة. لَهُ ذكر، شهد فتح مصر، ولا تعرف لَهُ رواية، قاله ابْن عَبْد الأعلى.
أَخْرَجَهُ ابْن منده وَأَبُو نعيم مختصرا.
نجوة: بالنون، والجيم.
4127- عوف بن النعمان
(د ع) عوف بْن النعمان الشيباني.
أدرك النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ. روى العوام بْن حوشب، عَنْ لهب بن الخندق [5] قال: قال عوف ابن النعمان- وكان فِي الجاهلية-: «لأن أموت عطشًا أحب إليَّ من أن أكون مخلافًا للوعد» .
أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
__________
[1] ما بين القوسين عن الترمذي.
[2] تحفة الأحوذي، أبواب صفة القيامة، الحديث 2558: 7/ 132. وقال الترمذي: وقد روى عن أبى المليح، عن رجل آخر من أصحاب النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولم يذكر عن عوف بن مالك» .
[3] رواه الإمام أحمد في مسندة: 6/ 29.
[4] قال الحافظ في الإصابة، الترجمة، 6898: «وهو وهم نشأ عن تغيير وقلب. ووالد أبى الأحوص اسمه: مالك بن فضلة، وأبو الأحوص هو الّذي يقال له: مالك بن عوف» . كذا في الإصابة، والصواب ان يقال: وأبو الأحوص هو الّذي يقال له: عوف بن مالك. وكذا قال الحافظ في ترجمة مالك بن فضلة، قال: «والد أبى الأحوص: عوف» ، وينظر الخلاصة.
[5] في المطبوعة: «لهب بن أبى الخندق» . والصواب عن الجرح لابن أبى حاتم: 3/ 2/ 183.(4/13)
4128- عون بن جعفر
(ب د ع) عون- آخره نون- هُوَ: عون بْن جَعْفَر بْن أَبِي طَالِب بْن عَبْد المطلب الْقُرَشِيّ الهاشمي، والده: جَعْفَر هُوَ ذو الجناحين. ولد عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ، أمه وأم أخويه عَبْد اللَّه ومحمد: أسماء بِنْت عميس الخثعمية.
استشهد بتستر، ولا عقب لَهُ.
روى عَبْد اللَّه بْن جَعْفَر أن النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ قَالَ لعون: «أشبهت خلقي وخلقي [1] » . وهذا إنَّما قاله رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ لأبيه جَعْفَر بْن أَبِي طَالِب.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
4129- عون بن العباس
(ب) عون بْن الْعَبَّاس بْن عَبْد المطلب.
ذكره أَبُو عُمَر فِي ترجمة أخيه «تمام [2] بن العباس» ، وأن له صحبة
4130- عويف بن الأضبط
(ب) عويف بْن الأضبط، واسم الأضبط: رَبِيعة بْن أَبِير بْن نهيك بْن خزيمة بْن عدي ابن الديل بْن عَبْد مناة بْن كنانة الديلي.
أسلم عام الحديبيّة، قاله ابن الكلى.
وقيل: عويف بْن رَبِيعة بْن الأضبط بْن أبير، والأول أكثر.
استخلفه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ عَلَى المدينة لما سار إِلَى الحديبية.
قَالَ ابْن ماكولا: هُوَ الَّذِي قَالَتْ لَهُ خزاعة لما اعتمر رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ: هَلْ لَكَ إِلَى أعز بيت بتهامة؟ فقال رسول الله: لا تفزع نسوة عويف بْن الأضبط، إنه يأمر بالإسلام. واستخلفه رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ عَلَى المدينة لما اعتمر عمرة القضاء.
وقَالَ أَبُو عُمَر: واستخلفه رَسُول اللَّه صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ لما سار إِلَى الحديبية. وهذا لا يصح، لأنَّه أسلم فِي الحديبية، واستخلفه فِي عمرة القضاء من قابل، والله أعلم.
أَخْرَجَهُ أبو عمر.
__________
[1] ينظر الاصابة، الترجمة 6109: 3/ 44 فقد قال الحافظ إن هذا الحديث الصحيح. وان النسائي وغيره قد رواه.
[2] الاستيعاب: 1/ 196.(4/14)
4131- عويم أبو تميم
(ب د ع) عويم أَبُو تميم، من بني سعد بْن هذيل.
روى حديثه عَمْرو بن تميم بن عويم، عن أبيه، عن جده قال: كانت أختي مليكة وامرأة منا يُقال لها أم عفيف بِنْت مسروح، من بني سعد بْن هذيل، تحت رَجُل منا يقال له:
حمل بن مالك بن النابغة، أحد بني هذيل، فضربت أم عفيف أختي مليكة بمسطح [1] بيتها وهي حامل فقتلتها وذا بطنها، فقضى فيها رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وسلّم بالدية، وفي جنينها يغرة عَبْد، فَقَالَ العلاء بْن مسروح: أنغرم من لا شرب ولا أكل، ولا نطق ولا استهل، فمثل هَذَا يطل! فَقَالَ رَسُول اللَّه صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: أسجع سائر اليوم [2] .
قَالَ: وسألت رَسُول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فقلت: أَنَا أهل صيد؟ فقال: «إِذَا رميت الصيد فكل ما أصميت، ولا تأكل ما أنميت» [3] . أَخْرَجَهُ ابْن منده وَأَبُو نعيم، وَقَدْ عاد ابْن منده وَأَبُو نعيم أخرجاه فِي «عويمر» ، بالراء أيضًا، ويرد ذكره، إن شاء اللَّه تَعَالى. وأخرجه أَبُو عُمَر فِي «عويمر» أيضا، ولم يخرجه هاهنا.
4132- عويم بن ساعدة
(ب د ع) عويم بْن ساعدة بْن عائش [4] بْن قيس بْن النعمان بْن زَيْد بن أمية بن مالك ابن عوف بْن عمرو بْن عوف بْن مالك بْن الأوس الْأَنْصَارِيّ الأوسي.
وقَالَ ابْن إِسْحَاق: عويم بْن ساعدة بْن صلعجة، وأنَّه من بلي بْن عَمْرو بْن الحاف بْن قضاعة حليف لبني أمية بْن زَيْد.
وقَالَ ابْن الكلبي بعد أن نسبه كما ذكرناه أول الترجمة، وقَالَ: أصله من بلي، شهد عويم العقبتين جميعًا، قاله الواقدي.
وقَالَ غيره: شهد العقبة الثانية مع السبعين.
__________
[1] المسطح، بكسر الميم: عود من أعواد الخباء.
[2] ينظر الحديث في ترجمة العلاء بن مسروح، وقد تقدمت برقم 3747: 4/ 77، 78، وقد خرجناه هنالك.
[3] «الإصماء» : أن يقتل الصيد مكانه، ومعناه سرعة إزهاق الروح، و «الإنماء» : أن تصيب إصابة غير قاتله في الحال، يقال: «أنميت الرمية، ونمت بنفسها» ، ومعنى الحديث: إذا صدت بكلب أو سهم أو غيرهما فمات وأنت تراه غير غائب عنك فكل منه. وما أصبته ثم غاب عنك فمات بعد ذلك فدعه، لأنك لا تدري أمات بصيدك أم بعارض غيرك.
[4] كذا ومثله في الاستيعاب: 3/ 1248. وفي التقريب: عابس، وقال: بموحدة ومهملتين.(4/15)
وقَالَ العدوي عَنِ ابْنِ القداح: إنه شهد العقبات الثلاثة، وذلك أن ابْن القداح قَالَ:
العقبة الأولى ثمانية، والثانية اثنا عشر، والثالثة سبعون.
وقَالَ ابْن منده: عويم بْن ساعدة بْن حابس- بالحاء، وآخره سين مهملة. وهو تصحيف، وَإِنما هُوَ عائش.
آخى رَسُول اللَّه صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ بينه وبين حاطب بْن أَبِي بلتعة، وشهد بدرا، وأحدا، والخندق، والمشاهد كلها مع رَسُول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ.
أَنْبَأَنَا أَبُو يَاسِرِ بْنِ أَبِي حَسَنَةَ بإسناده عن عبد الله بن أحمد قال: حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ [1] بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُوَيْسٍ [2] عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عُوَيْمِ بْنِ سَاعِدَةَ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ أَتَاهُمْ فِي مَسْجِدِ قِبَاءَ، فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَحْسَنَ الثَّنَاءَ عَلَيْكُمْ فِي الطُّهُورِ، [فِي قِصَّةِ مَسْجِدِكُمْ] [3] فَمَا هَذَا الطُّهُورُ الَّذِي تَطَهَّرُونَ [بِهِ] [3] فَقَالُوا: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ [مَا نَعْلَمُ إِلا أَنَّهُ] [3] كَانَ لَنَا جِيرَانٌ من اليهود، وكانوا يعسلون أَدْبَارَهُمْ مِنَ الْغَائِطِ، فَغَسَلْنَا كَمَا غَسَلُوا [4] . قَالَ أَبُو عُمَر: توفي فِي حياة رَسُول اللَّه، وقيل: مات فِي خلافة عُمَر بْن الخطاب وهو ابْن خمس- أَوْ ست- وستين [5] سنة.
وهو الصحيح، لأنَّه لَهُ أثر فِي بيعة أَبِي بَكْر الصديق.
أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ إِجَازَةً بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي عَاصِمٍ قال: حدثنا يعقوب ابن حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ سُوَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْدَةَ بِنْتَ عُوَيْمِ بْنِ سَاعِدَةَ تَقُولُ:
قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَهُوَ وَاقِفٌ عَلَى قَبْرِ عُوَيْمِ بْنِ سَاعِدَةَ: «لا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ أَنْ يَقُولَ إِنَّهُ خَيْرٌ مِنْ صَاحِبِ هَذَا الْقَبْرِ. مَا نَصَبَ رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ رَايَةً إِلا وَعُوَيْمٌ تَحْتَ ظِلِّهَا» .
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ، وَقَدْ أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ فِي مَوْضِعَيْنِ من كتابه.
__________
[1] في المطبوعة: خنيس بن محمد» . وهو خطأ، والصواب ما أثبتناه عن مسند الإمام أحمد، وهو الحسين بن محمد ابن بهرام التميمي، أبو محمد المروذي.
[2] في المطبوعة: «أبو إدريس» ، وهو خطأ، والمثبت عن مسند الإمام أحمد، وأبو أويس هو: عبد الله بن عبد الله ابن أويس بن مالك بن أبى عامر الأصبحي، يروى عن شرحبيل بن سعد. ينظر التهذيب: 5/ 280.
[3] ما بين القوسين عن مسند الإمام أحمد.
[4] مسند الإمام أحمد: 3/ 422.
[5] الاستيعاب: 3/ 1248.(4/16)
4133- عويمر بن أبيض
(ب د ع) عويمر- بزيادة راء بعد الميم- هُوَ: عويمر بْن أبيض العجلاني الْأَنْصَارِيّ، صاحب اللعان.
قَالَ الطبري: هُوَ عويمر بْن الحارث بْن زَيْد بْن حارثة بْن الجد العجلاني. وهو الَّذِي رمى زوجته بشريك بْن سحماء، فلاعن رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ بَيْنَهُما، وذلك فِي شعبان سنة تسع لما قدم من تبوك.
أَنْبَأَنَا أَبُو الْمِكَارِمِ فتيانُ [1] بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَمْنِيَّةَ [2] الجوهري بإسناده إلى مالك ابن أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: أَنَّ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ أَخْبَرَهُ أَنَّ عُوَيْمِرَ بْنَ أَشْقَرَ الْعَجْلانِيَّ، جَاءَ إِلَى عَاصِمِ بْنِ عَدِيٍّ الأَنْصَارِيِّ، فَقَالَ لَهُ يَا عَاصِمُ، أَرَأَيْتَ رَجُلا وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلا:
أَيَقْتُلُهُ فَتَقْتُلُونَهُ أَمْ كَيْفَ يَفْعَلُ؟ سَلْ لِي يَا عَاصِمُ عَنْ ذَلِكَ رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فَسَأَلَ عَاصِمٌ عَنْ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وآله وسلّم، فكره رسول الله الْمَسَائِلَ وَعَابَهَا، حَتَّى كَبُرَ عَلَى عَاصِمٍ مَا سَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَجِعَ عَاصِمٌ إِلَى أَهْلِهِ جَاءَهُ عُوَيْمِرٌ فَقَالَ: يَا عَاصِمُ، مَاذَا قَالَ لَكَ رَسُولُ اللَّهِ؟ فَقَالَ عَاصِمٌ: لَمْ تَأْتِنِي بِخَيْرٍ! قَدْ كَرِهَ رَسُولُ اللَّهِ الْمَسْأَلَةَ وَعَابَهَا. فَقَالَ عُوَيْمِرٌ: وَاللَّهِ لا أَنْثَنِي حَتَّى أَسْأَلَهُ عَنْهَا! وَأَقْبَلَ عُوَيْمِرٌ حَتَّى أَتَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَرَأَيْتَ رَجُلا وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلا: أَيَقْتُلُهُ فَتَقْتُلُونَهُ أَمْ كَيْفَ يَفْعَلُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ: قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ فِيكَ وَفِي زَوْجَتِكَ، فَاذْهَبْ فَأْتِ بِهَا. قَالَ سَهْلٌ: فَتَلاعَنَا. كَذَا فِي الْمُوَطَّإِ مِنْ رِوَايَةِ الْقَعْنَبِيِّ: عُوَيْمِرُ بْنُ أَشْقَرَ، وَأَمَّا رِوَايَةُ يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، عَنْ مالك فقال: عويمر العجلاني [3] .
أخرجه الثلاثة.
4134- عويمر بن أشقر بن عوف
(ب د ع) عويمر بْن أشقر بْن عوف الْأَنْصَارِيّ.
قيل: إنه من بني مازن.
__________
[1] في المطبوعة: «قتبان» ، وهو خطأ. والمثبت عن الفصل الّذي عقده ابن الأثير في المقدمة تذكر فيه أسانيد كتبه:
1/ 16. والمشتبه للذهبى: 369.
[2] في المطبوعة: «ثمينة» . وينظر المشتبه للذهبى: 369.
[3] الموطأ، كتاب الطلاق، باب ما جاء في اللعان» : 2/ 566، 5267.(4/17)
أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَرَمِ [1] مَكِّيُّ بْنُ رَبَّانَ بْنِ شَبّه النَّحْوِيُّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ: أَنَّ عُوَيْمِرَ بْنَ أَشْقَرَ ذَبَحَ قَبْلَ أَنْ يَغْدُوَ يَوْم الأَضْحَى، وَأَنَّهُ ذكر ذلك للنّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، فأمره بضحيّة أخرى [2] .
أخرجه الثلاثة.
4135- عويمر أبو تميم
(ب د ع) عويمر أَبُو تميم. لَهُ ذكر فِي الصحابة، وقيل: عويم» ، بغير راء، وَقَدْ تقدم.
سَأَلَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ عَنِ الصيد. روى حديثه عَمْرو بْن تميم بْن عويمر، عَنْ أبيه، عَنْ جَدّه.
أخرجه الثلاثة، إلا أن أبا عمر قال: عويمر الهذلي. لَهُ حديث واحد فِي المرأتين اللتين ضربت إحداهما الأخرى، فألقت جنينها وماتت [3] .
وهو هَذَا، ولم يذكر لَهُ أَبُو عُمَر حديث الصيد، إنَّما ذكره ابْن منده وَأَبُو نعيم.
4136- عويمر بن عامر
(ب د ع) عويمر بْن عَامِر، وَيُقَال: عويمر بْن قيس بْن زَيْد. وقيل: عويمر بْن ثعلبة بْن عَامِر بْن زَيْد بْن قيس بْن أمية بْن مَالِك بْن عَامِر بْن عدي بْن كعب بْن الخزرج بْن الحارث ابن الخزرج، أَبُو الدرداء الْأَنْصَارِيّ الخزرجي.
وقَالَ الكلبي: اسمه عَامِر [4] بْن زَيْد بْن قيس بْن عبسة بْن أمية بْن مَالِك بْن عَامِر بْن عدي بْن كعب بْن الخزرج بْن الحارث بْن الخزرج.
وَقَدْ ذكرناه فِي عَامِر [5] .
__________
[1] في المطبوعة: «بو حرم» . والصواب، من مقدمة ابن الأثير في بيان أسانيد كتبه. وفي المطبوعة أيضا: «ريان» .
بالياء، والمثبت عن ترجمته في العبر للذهبى.
[2] الموطأ، كتاب الضحايا، باب «النهى عن ذبح الضحية قبل انصراف الإمام» : 2/ 484.
ورواه الإمام أحمد في مسندة، عن يزيد بن هارون، عن يحيى باسناده، المسند: 3/ 454، 4/ 341.
[3] الاستيعاب، الترجمة 2007: 3/ 1230.
[4] في جمهرة أنساب العرب 343: «عويمر بن يزيد بن قيس بن عبسة ... » وفي الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 2/ 4117، «عويمر بن زيد بن قيس بن عائشة» .
[5] كذا في المطبوعة، ومثله في مخطوطة دار الكتب «111» مصطلح حديث. ولم يذكر ابن الأثير «عامر» هذا. ويبدو أنه قد وقع تخليط في هذه العبارة، ولفظ أبى عمر كما في الاستيعاب 3/ 1227: «ومن قال فيه «عامر بن مالك» فليس بشيء ...
والصحيح ما ذكرناه إن شاء الله تعالى» .(4/18)
وقَالَ أَبُو عُمَر: وليس بشيء.
وهو مشهور بكنيته، ويذكر فيها إن شاء اللَّه تَعَالى أتم من هَذَا. وكان من أفاضل الصحابة وفقهائهم وحكمائهم.
روى عَنْهُ أنس بْن مَالِك، وفضالة بْن عُبَيْد، وَأَبُو أمامة، وعبد اللَّه بْن عُمَر، وابن عَبَّاس وَأَبُو إدريس الخولاني، وجبير بْن نفير، وابن المسيب، وغيرهم.
تأخر إسلامه، فلم يشهد بدرًا، وشهد أحدا وما بعدها من المشاهد مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، وقيل: إنه لم يشهد أحدًا، وأول مشاهده الخندق.
وآخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ بينه وبين سلمان الفارسي.
روى أيوب، عَنْ أَبِي قلابة أن أبا الدرداء مر عَلَى رَجُل قَدْ أصاب ذنبًا، وكانوا يسبونه، فَقَالَ: أرأيتم لو وجدتموه فِي قليب ألم تكونوا مستخرجيه؟ قَالُوا: بلى. قَالَ: فلا تسبوا أخاكم، واحمدوا اللَّه الَّذِي عافاكم. قَالُوا: أفلا نبغضه؟ قَالَ: إنَّما أبغض عمله، فإذا تركه فهو أخي، وروى صالح المري، عَنْ جَعْفَر بْن زَيْد العبدي: أن أبا الدرداء لما نزل بِهِ الموت بكى، فقالت لَهُ أم الدرداء: وأنت تبكي يا صاحب رَسُول اللَّه؟! قَالَ: نعم، وما لي لا أبكي ولا أدري علام أهجم من ذنوبي.
وقَالَ شميط بْن عجلان: لما نزل بأبي الدرداء الموت جزع جزعًا شديدًا، فقالت لَهُ أم الدرداء:
ألم تك تخبرنا أنك تحب الموت؟ قَالَ: بلى وعزة ربي، ولكن نفسي لما استيقنت الموت كرهته، ثُمَّ بكى وقَالَ: هَذِهِ آخر ساعاتي من الدنيا، لقنوني «لا إله إلا اللَّه» فلم يزل يرددها حتَّى مات.
وقيل: دعا ابنه بلالًا فَقَالَ: ويحك يا بلال! اعمل للساعة، اعمل لمثل مصرع أبيك، واذكر بِهِ مصرعك وساعتك، فكأن قَدْ، ثُمَّ قبض.
وتوفي قبل عثمان بسنتين، قيل: توفي سنة ثلاث أَوْ اثنتين وثلاثين بدمشق، وقيل:
توفي بعد صفين سنة ثمان أو تسع وثلاثين. والأصح والأشهر والأكثر عند أهل العلم أَنَّهُ توفي فِي خلافة عثمان، ولو بقي لكان لَهُ ذكر بعد قتل عثمان إما فِي الاعتزال، وَإِما فِي مباشرة القتال، ولم يسمع له بذكر فيهما البتة، والله أعلم.(4/19)
قَالَ أَبُو مسهر: لا أعلم أحدًا نزل دمشق من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ غير أَبِي الدرداء، وبلال مؤذن رَسُول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وواثلة بن الأسقع، ومعاوية، ولو نزلها أحد سواهم لما سقط علينا [1] .
وكان أَبُو الدرداء أقنى أشهل [2] ، يخضب بالصفرة، عَلَيْهِ قلنسوة وعمامة قَدْ طرحها بين كتفيه.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
باب العين والياء
4137- عياذ بن عمرو
(ب د ع) عياذ [3] بْن عَمْرو، وقيل: عياذ بْن عَبْد عَمْرو، الْأَزْدِيّ حديثه عَنِ النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فِي صفة خاتم النبوة كأنها ركبة عنز.
حَدِيثُهُ عِنْدَ أَبِي عَاصِمٍ النَّبِيلِ، عَنْ بِشْرِ بْنِ صُحَارِ بْنِ مُعَارِكِ بْنِ بِشْرِ بْنِ عِيَاذِ بْنِ عَبْدِ عَمْرٍو، عَنْ مُعَارِكِ بْنِ بِشْرٍ، عَنْ عِيَاذِ بْنِ عَمْرٍو: أَنَّهُ أتى النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، وَكَانَ تَبِعَهُ قَبْلَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَدَعَا لَهُ، قَالَ: فَرَأَيْتُ خَاتَمَ النُّبُوَّةِ، وَحَمَلَهُ عَلَى نَاقَةٍ [4] .
وسكن البصرة، وبقي إِلَى أن قتل عثمان.
أخرجه الثلاثة هاهنا هكذا، ومثلهم قَالَ الأمير أَبُو نصر، وأخرجه ابْن منده وَأَبُو نعيم فِي «عباد» ، بالباء الموحدة أيضًا، والله أعلم، وَقَدْ ذكرناه هناك [5] .
4138- عياش بن أبى ثور
(ب) عياش بْن أَبِي ثور، لَهُ صحبة، ولاه عُمَر بْن الخطاب البحرين قبل قدامة بن مظعون.
أخرجه أبو عمر مختصرا.
4139- عياش بن أبى ربيعة
(ب د ع) عياش بْن أَبِي رَبِيعة، واسم أَبِي رَبِيعة: عَمْرو بْن المغيرة بْن عَبْد اللَّهِ بْن عمر ابن مخزوم، يكنى أبا عَبْد الرَّحْمَن، وقيل: أَبُو عَبْد اللَّه. وهو أخو أَبِي جهل لأمه، وابن عمه، وهو أخو عَبْد اللَّه بْن أبى ربيعة.
__________
[1] الاستيعاب: 3/ 1228.
[2] القنا في الأنف: طوله ودقة أرنبته مع حدب في وسطه. والشهلة: حمرة في سواد العين.
[3] كذا ضبط في الإصابة، الترجمة 6123: 3/ 46.
[4] تكملة الحديث في الاستيعاب 1249: «فلم تزل معه- يعنى الناقة- حتى قتل عثمان رضى الله عنه، وقدم بها للعراق» .
[5] ينظر الترجمة رقم 2775: 3/ 154، 155.(4/20)
كَانَ إسلامه قديمًا أول الْإِسْلَام، قبل أن يدخل رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ دار الأرقم، وهاجر إِلَى أرض الحبشة، وولد لَهُ بها ابنه عَبْد اللَّه، ثُمَّ عاد إِلَى مكَّة، وهاجر إِلَى المدينة هُوَ وعمر بْن الخطاب.
ولم يذكره ابْن عقبة ولا أَبُو معشر فيمن هاجر إِلَى الحبشة.
ولما هاجر إِلَى المدينة قدم عَلَيْهِ أخواه لأمه أبو جهل والحارث ابنا هشام، فذكرا لَهُ أن أمه حلفت أن لا يدخل رأسها دهن ولا تستظل حتَّى تراه، فرجع معهما، فأوثقاه وحبساه بمكة، وَكَانَ رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يدعو لَهُ، واسم أمه وأم أَبِي جهل والحارث أسماء بِنْت مخربة [1] بْن جندل ابن أبير بْن نهشل بْن دارم. وكان هشام بْن المغيرة قَدْ طلقها، فتزوجها أخوه أَبُو ربيعة ابن المغيرة.
ولما منع عياش من الهجرة قنت رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يدعو للمستضعفين بمكة، ويسمى منهم الْوَلِيد بْن الْوَلِيد، وسلمة بْن هشام، وعياش بْن أَبِي رَبِيعة.
وقتل عياش يَوْم اليرموك، وقيل: مات بمكة، قاله الطبري.
أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ إِذْنًا بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي عَاصِمٍ قال: حدّثنا بن أَبِي [2] شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَابِطٍ، عَنْ عَيَّاشِ بن أبي ربيعة، عن النبي صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «لا تَزَالُ هَذِهِ الأُمَّةُ بِخَيْرٍ مَا عَظَّمُوا هَذِهِ الْحُرْمَةَ حَقَّ تَعْظِيمِهَا- يَعْنِي الْكَعْبَةَ وَالْحَرَمَ- فَإِذَا ضَيَّعُوهَا هَلَكُوا» [3] . وَرَوَى عَنْهُ ابْنَاهُ: عَبْدُ اللَّهِ، وَالْحَارِثُ، وَرَوَى عَنْهُ نَافِعٌ مَوْلَى بْنِ عُمَرَ، وَهُوَ مُرْسَلٌ.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
4140- عياض الأنصاري
(ب د ع) عياض الْأَنْصَارِيّ. لَهُ صحبة.
روى عبيدة [4] بن أبى رائطة الحداد، عَنْ عَبْد الملك بْن عَبْد الرَّحْمَن، عن عياض الأنصاري
__________
[1] في المطبوعة: «مخرمة» بالميم. والصواب عن كتاب نسب قريش لمصعب الزبيري: 302. والاستيعاب 3/ 1231.
[2] في المطبوعة ومخطوطة الدار: «حدثنا عاصم بن أبى شيبة» . وهو خطأ، نشأ عن تكرار لفظ «عاصم» . وابن أبى شيبة الّذي يروى عن «على بن مسهر» ويروى عنه «ابن أبى عاصم» ، هو: عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن أبى شيبة، ينظر التهذيب: 6/ 3.
[3] أخرجه الإمام أحمد عن الحسين بن محمد، عن شريك ويزيد بن عطاء، عن يزيد بن أبى زياد، بإسناده مثله، المسند:
4/ 347.
[4] في المطبوعة: «عبيد» . وهو «عبيدة» ، بفتح العين، وكسر الباء، وآخره هاء. ينظر ترجمته في الجرح والتعديل لابن أبى حاتم: 3/ 1/ 91.(4/21)
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: «احفظوني فِي أصحابي وأصهاري، فمن حفظني فيهم حفظه اللَّه فِي الدنيا والآخرة، ومن لم يحفظني فيهم تخلى اللَّه عَنْهُ، ومن تخلى اللَّه عَنْهُ يوشك أن يأخذه» . أَخْرَجَهُ الثلاثة.
4141- عياض الثقفي
(ب) عياض الثقفي، والد عَبْد اللَّه بْن عياض روى عَنْهُ ابنه عَبْد اللَّهِ: أن النَّبِيّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ أتى هوازن فِي اثني عشر ألفًا، وهو معدود فِي أهل الطائف.
أَخْرَجَهُ أَبُو عمر مختصرا [1] ، وأخرجه البخاري في تاريخه.
4142- عياض بن جمهور
(س) عياض بْن جمهور.
أورده أَبُو بَكْر الإسماعيلي فِي الصحابة.
روى حُرَيْث بْن المعلى الكندي- وكان ينزل كندة- عَنِ ابْنِ عياش [2] ، عَنْ عياض بْن جمهور قَالَ: كنت عند النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، فسأله رَجُل فَقَالَ: الرجل يدخل عليّ بسيفه يريد نفسي ومالي، كيف أصنع بِهِ؟ قال: «تناشده الله عزَّ وجلَّ، وتذكره بِهِ وبأيامه، فإن أبى فقد حل لَكَ دمه، فلا تكونن أعجز منه» . أخرجه أبو موسى.
4143- عياض بن الحارث
(ب د ع) عياض بْن الحارث التيمي، عم مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن الحارث التيمي.
مدني، لَهُ صحبة. روى عَنْهُ مُحَمَّد بْن إبراهيم.
أخرجه الثلاثة مختصرا.
4144- عياض بن حمار
(ب د ع) عياض بْن حمار [3] بْن أَبِي حمار بْن ناجية بْن عقال بْن مُحَمَّدِ بْنِ سُفْيَان بْن مجاشع ابْنُ دارم التميمي المجاشعي.
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 2016: 3/ 1235.
[2] في الإصابة: «ابن عباس» . وما في المطبوعة موافق لما في مخطوطة الدار.
[3] في المطبوعة وردت: «حماد» بالدال، وهو خطأ، وصوابه من الاستيعاب، الترجمة 2011: 3/ 1232.(4/22)
كذا نسبه خليفة بْن خياط. وقَالَ أَبُو عبيدة: هُوَ عياض بْن حمار بْن عرفجة بْن ناجية.
سكن البصرة، روى عَنْهُ مطرف ويزيد ابنا [1] عَبْد اللَّه بْن الشخير، والحسن.
أَنْبَأَنَا الْخَطِيبُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الطُّوسِيُّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ الْقَطَّانُ. وَهَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ- قَالَ عِمْرَانُ: عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. وَقَالَ هَمَّامٌ [2] : عَنْ يزيد ابن عَبْدِ اللَّهِ- عَنْ عِيَاضٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الرَّجُلُ مِنْ قَوْمِي يَشْتِمُنِي، وَهُوَ دُونِي؟
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «الْمُسْتَبَّانِ شَيْطَانَانِ يَتَهَاتَرَانِ وَيَتَكَاذَبَانِ، فَمَا قَالا فَهُوَ عَلَى الْبَادِئِ مِنْهُمَا حتَّى يَعْتَدِيَ الْمَظْلُومُ» . أَخْرَجَهُ الثلاثة إلا ابْن منده قَالَ: «عياض بْنُ حمار بْن مخمر، بالخاء المعجمة وآخره راءٌ. وهو تصحيف، وَإِنما هُوَ «مُحَمَّد» باسم النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، يجتمع والأقرع بْن حابس فِي عقال ابن مُحَمَّد بْن سُفْيَان، وهذا نسب مشهور، وَقَدْ أسقط ابْن منده مَعَ التصحيف عدة آباء.
4145- عياض بن زهير
(ب س) عياض بْن زُهَيْر بْن أَبِي شداد بْن رَبِيعة بْن هلال بْن أهيب بْن ضبّة بن الحارث ابن فهر الْقُرَشِيّ الفهري، يكنى أبا سعد.
وكان من مهاجرة الحبشة، وشهد بدرًا، ذكره إِبْرَاهِيم بْن سعد، عَنِ ابْنِ إِسْحَاق.
وأَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَر بْن أَحْمَد بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ بكير، عَنِ ابن إِسْحَاق، في تسمية من شهد بدرا من بني الحارث بْن فهر: « ... وعياض [3] بْن زُهَيْر بْن أَبِي شداد» .
وكذلك ذكره مُوسَى بْن عقبة، والواقدي.
وتوفي بالشام سنة ثلاثين، وهو عم عياض بْن غنم بْن زُهَيْر الفهري الَّذِي يأتي ذكره. وذكر خليفة بْن خياط «عياض بْن زُهَيْر» هَذَا ونسبه كما ذكرناه، وقَالَ يُقال: إنه عياض بْن غنم
__________
[1] في المطبوعة: « ... ويزيد أنبأنا عبد الله ... » وهو خطأ، وصوابه من الاستيعاب.
[2] في المطبوعة: «وقال قتادة» . والصواب ما أثبتناه، والحديث رواه الإمام أحمد من غير وجه عن همام بإسناده، ينظر المسند: 4/ 192، 266.
[3] سيرة ابن هشام: 1/ 685.(4/23)
المعروف بالفتوح فِي الشاميات. ولم يذكر الزُّبَيْر و «عياض» بْن زُهَيْر من بني فهر، ولا ذكره عمه [1] وَقَدْ ذكره غيرهما، وَقَدْ جوده الواقدي فقال: «عياض بن غنم بن أخي عياض بْن زُهَيْر. وقَالَ أَبُو مُوسَى: «عياض بْن زُهَيْر أَوْ: ابْن أَبِي زُهَيْر الفهري. شهد بدرًا ذكره سَعِيد الْقُرَشِيّ ولم يورد لَهُ شيئًا.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر كما ذكرناه أولًا. واختصره أَبُو مُوسَى كما ذكرناه عَنْهُ أخيرًا.
قلت: لَمْ يخرجه ابْن منده ولا أَبُو نعيم، وَأَبُو عُمَر يظنهما اثنين، أحدهما هَذَا، والثاني عياض بْن غنم الَّذِي يأتي ذكره. وَقَدْ وافق مُحَمَّد بْن سعد الكاتب أبا عُمَر فِي أنهما اثنان، فَقَالَ فِي الطبقة الأولى من بني الحارث بْن فهر: «عياض بْن زُهَيْر بْن أَبِي شداد بْن رَبِيعة بْن هلال ...
هاجر إِلَى ارض الحبشة الهجرة الثانية في رواية محمد ابن إِسْحَاق ومحمد بْن عُمَر ... قَالُوا:
وشهد عياض بْن زُهَيْر بدرًا، وأحدًا، والخندق، والمشاهد كلها، وتوفي بالمدينة سنة ثلاثين، وليس لَهُ عقب [2] » . وقَالَ أيضًا فِي الطبقة الثالثة: «عياض بْن غنم بن زهير بن أبي شداد بن رَبِيعة بْن هلال ... أسلم قبل الحديبية، وشهدها ... وتوفي بالشام سنة عشرين، وهو ابْن ستين سنة [3] » .
هكذا ذكرهما فِي الطبقات الكبرى والطبقات الصغرى، وفرق بَيْنَهُما، ثُمَّ ذكرهما فِي الطبقات الكبرى أيضًا وجعلهما واحدًا، ونذكره فِي عياض بْن غنم إن شاء اللَّه تَعَالى. وأمَّا ابْن إِسْحَاق فقد روى عَنْهُ يونس بْن بكير، والبكائي، وسلمة، فِي تسمية من شهد بدرا من بني الحارث بْن فهر ... «وعياض بْن زُهَيْر بْن أَبِي شداد» [4] . والله أعلم.
4146- عياض بن زيد العبديّ
(ع س) عياض بْن زَيْد العبدي.
روى أَبُو شيخ الهنائي، عَنْ عياض بْن زَيْد بن عبد القيس: أنه سمع النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول:
__________
[1] يعنى مصعب بن عبد الله. ينظر كتاب نسب قريش: 446.
[2] الطبقات الكبرى لابن سعد: 3/ 2/ 304.
[3] المرجع السابق: 7/ 1/ 121.
[4] سيرة ابن هشام: 1/ 685.(4/24)
«يا أيها النَّاس، عليكم بذكر ربكم، عزَّ وجلَّ، وصلوا صلاتكم فِي أول وقتكم، فإن اللَّه تبارك وتعالى يضاعف لكم» [1] . أَخْرَجَهُ أَبُو نعيم، وأبو موسى،
4147- عياض بن سعيد الأزدي
(د ع) عياض بْن سَعِيد بْن جُبَيْر بْن عوف الْأَزْدِيّ الحجري.
شهد فتح مصر. لَهُ ذكر ولا تعرف لَهُ رواية. ذكره أَبُو سَعِيد بْن يونس، أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
4148- عياض بن سليمان
(س) عياض بن سليمان.
روى عنه مكحول أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ: «خيار أمتي قوم يضحكون جهرًا، ويبكون سرًا من خوف شدة عذاب اللَّه، يذكرون اللَّه تَعَالى بالغداة والعشي فِي البيوت الطيبة- يعني المساجد- يدعونه بألسنتهم رغبًا ورهبًا، مؤنتهم عَلَى النَّاس خفيفة، وعلى أنفسهم ثقيلة، يدبون عَلَى الأرض حفاة بلا مرح ولا بذخ يمشون بالسكينة، ويتقربون بالوسيلة ... » الحديث. أَخْرَجَهُ أَبُو موسى.
4149- عياض بن عبد الله الثقفي
(د ع) عياض بْن عَبْد اللَّه الثقفي، أَبُو عُبَيْد [2] اللَّه.
روى حديثه عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن الطائفي، عَنْ عَبْد اللَّه بْن عياض، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَالَ: شَهِدْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، وأتاه رَجُل من فهر [3] بعسل، فَقَالَ: «أهديناه لَكَ» فقبله النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ فَقَالَ: «احم شعبي [4] » فحماه لَهُ، وكتب لَهُ كتابا. أَخْرَجَهُ ابْن منده وَأَبُو نعيم.
__________
[1] قال الحافظ في الإصابة 3/ 49: «أخرجه الطبري وغيره. وفي السند من لا يعرف» .
[2] كذا في المطبوعة ومخطوطة دار الكتب «111» مصطلح. وستأتي في السند أنه يروى عنه ابنه عبد الله.
[3] كذا، ومثله في مخطوطة الدار، وفي الإصابة: «من بهز» وما أشبه أن يكون الصواب، ففهر هو النضر بن كنانة» وقريش كلهم ينسبون إليه.
[4] في الإصابة: «احم لي بقيعى» .(4/25)
4150- عياض بن عبد الله المدني
(د ع) عياض بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي ذباب [1] الْمَدَنِيّ.
روى الحارث بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي ذباب، عَنْ عمه عياض بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي ذباب قَالَ: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ حتَّى دخل المسجد يصلي، فقام رَجُل يصلى بصلاة النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، ثُمَّ ذكر الحديث.
أَخْرَجَهُ ابْن منده، وَأَبُو نعيم.
4151- عياض بن عبد الله الضمريّ
(س) عياض بْن عَبْد اللَّه الضمري.
أورده العسكري عليّ بْن [2] سَعِيد فِي الصحابة.
وَرَوَى [3] يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ أَنَّ الزُّهْرِيَّ كَتَبَ يَذْكُرُ أَنَّ عِيَاضَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الضَّمْرِيَّ أَخْبَرَهُ أَنَّهُمْ تَذَاكَرُوا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ الطَّاعُونَ، فَقَالَ: أَرْجُو أَنْ لا يَطْلُعَ علينا من نقبها [4] . أخرجه أبو موسى.
4152- عياض بن عمرو الأشعري
(ب د ع) عياض بْن عَمْرو الأشعري.
سكن الكوفة، روى عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، وعن أَبِي عبيدة، وخالد بْن الْوَلِيد، ويزيد بْن أَبِي سُفْيَان، وشرحبيل بْن حسنة. روى عَنْهُ الشَّعْبِيّ، وسماك بْن حرب، وحصين بْن عبد الرحمن السلمي.
__________
[1] في المطبوعة، والإصابة 3/ 49، 50: «ذئاب» بالهمزة مكان الباء الموحدة. والمثبت عن المشتبه 283، قال الذهبي:
«وسعد بن أبى ذباب، له صحبة. ومن ذريته: الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب المدني» . وقد تقدمت ترجمة سعد بن أبى ذباب برقم 1989: 2/ 347.
[2] في المطبوعة: «أورده العسكري على أبى سعيد» . وهو خطأ. والعسكري هو: أبو الحسن على بن سعيد الحافظ.
أحد أركان الحديث. روى عن محمد بن بشار وطبقته، وتوفى سنة 300 بخراسان. ينظر العبر للذهبى: 2/ 114.
[3] في الإصابة 3/ 45: «ذكره أبو سعيد العسكري في الصحابة، وأخرج من طريق الليث، عن يزيد بن أبى حبيب ... » .
[4] أخرجه الإمام أحمد عن أبى كامل، عن إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، عن ابن عم لأسامة بن زيد- يقال له:
عياض، وكانت بنت أسامة تحته- قال: ذكر لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم رجل خرج من بعض الأرياف، حتى إذا كان قريبا من المدينة ببعض الطريق أصابه الوباء، قال: فأفزع ذلك الناس، قال: فقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم: إني لأرجو أن لا يطلع علينا نقابها يعنى المدينة» ، قال عبد الله بن الإمام أحمد: «قال أبى: وحدثناه الهاشمي ويعقوب، وقالا جميعا:
إنه سمع أسامة» . ينظر المسند: 5/ 207.
كذا ورد لفظ المسند: «يطلع علينا نقابها» ومثله في النهاية لابن الأثير، مادة: نقب. وفي الإصابة: «من نقابها» .
وفي النهاية: النقاب: جمع نقب، وهو الطريق بين الجبلين. أراد أنه لا يطلع إلينا من طرق المدينة، فأضمر على غير مذكور.(4/26)
روى شريك، عَنْ مُغِيرَة، عَنِ الشَّعْبِيّ، عَنْ عياض الْأَشْعَرِي أَنَّهُ شهد عيدًا بالأنبار، فَقَالَ:
«ما لي لا أراهم يقلسون كما كَانَ النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يصنع؟» [1] .
والتقليس: ضرب الدف.
أَخْرَجَهُ الثلاثة [2] .
4153- عياض بن عمرو
عياض بْن عَمْرو بْن بليل [3] بْن أحيحة بْن الجلاح.
كانت لَهُ صحبة حسنة، وشهد أحدًا وما بعدها، ومن ولده أيوب بْن عبد الله بن عبد الرحمن ابن عياض الزَّاهِد صاحب العمري الزَّاهِد.
ذكره ابْن الدباغ عَلَى أَبِي عُمَر.
4154- عياض بْن غطيف
عياض بْن غطيف السكوني.
ذكره أَبُو بَكْر بْن عِيسَى فِي تاريخ المصريين، وقَالَ: هُوَ من أصحاب أَبِي عبيدة بْن الجراح، يذكرون لَهُ صحبة ورواية عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ.
استدركه ابْن الدباغ عَلَى أَبِي عُمَر.
4155- عياض بن غنم القرشي
(ب د ع) عياض بْن غنم بْن زهير بن أبي شداد بن ربيعة بن هلال بْن وهيب بْن ضبة بْن الحارث بْن فهر الْقُرَشِيّ، [4] أَبُو سَعد، وقيل: أَبُو سَعِيد.
لَهُ صحبة، أسلم قبل الحديبية وشهدها، وكان بالشام- مَعَ ابْن عمه أَبِي عبيدة بْن الجراح، وَيُقَال: إنه كَانَ ابْن امرأته. ولما توفي أَبُو عبيدة استخلفه بالشام، فأقره عُمَر وقَالَ: «ما أَنَا بمبدل أميرًا أمره أبو عبيدة» .
__________
[1] أخرجه ابن ماجة في كتاب إقامة الصلاة، باب «ما جاء في التقليس يوم العيد» ، الحديث 1302 عن سويد بن سعيد، عن شريك بإسناده مثله، ولفظه: «ما لي لا أراكم تقلسون ... » .
[2] الاستيعاب، الترجمة 2013: 3/ 1223، 1234.
[3] في المطبوعة: «عمرو بن مليك» . وفي الإصابة: «عمرو بن سليك» ، والمثبت عن جمهرة أنساب العرب لابن حزم 316، قال: «عياض بن عمرو بن بلال بن بليل بن أحيحة بن الجلاح وفي تاج العروس، مادة بلل: «وبليل اسم جماعة منهم: بليل بن بلال بن احيحة أبو ليلى» . وسيأتي في الكنى من هذا الكتاب: «أبو ليلى الأنصاري «وأنه قد اختلف في اسمه، ومما قيل فيه: «بلال بن بليل، وقال ابن الكلبي: أبو ليلى الأنصاري اسمه داود بن بليل بن بلال بن احيحة» . ومن هذا يتبين أن الصواب هو: «بليل» لا مليك ولا سليك، كما يتبين أنه قد سقط من نسب «عياض» أحد أجداد وهو «بلال» . والله أعلم.
[4] ينظر كتاب نسب قريش لمصعب: 446.(4/27)
وهو الَّذِي فتح بلاد الجزيرة، وصالحه أهلها. وهو أول من أجاز الدرب [1] فِي قول الزُّبَيْر.
ولما مات استخلف عُمَر عَلَى الشام سَعِيد بْنُ عَامِر بْن حذيم [2] ، وكان موت عياض سنة عشرين. وكان صالحًا فاضلًا سمحًا، وكان يسمى «زاد الركب» ، يطعم النَّاس زاده، فإذا نفد نحر لهم جمله.
أَنْبَأَنَا عَبْدُ الوهاب بن هبة الله بإسناده عن عبد الله بن أحمد: حدثني أبي، حدثنا أبو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ، [عَنْ جُبَيْرِ بْنِ [3] نُفَيْرٍ] قَالَ: جَلَدَ عِيَاضُ بْنُ غَنْمٍ صَاحِبَ دَارٍ حِينَ فُتِحَتْ، فَأَغْلَظَ لَهُ هِشَامُ بْنُ حَكِيمٍ الْقَوْلَ حَتَّى غَضِبَ عِيَاضٌ. ثُمَّ مَكَثَ لَيَالِي، فَأَتَاهُ هِشَامٌ فَاعْتَذَرَ إِلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ هِشَامٌ لِعِيَاضٍ: أَلَمْ تَسْمَعْ رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَذَابًا أَشَدُّهُمْ لِلنَّاسِ عَذَابًا فِي الدُّنْيَا» ؟! فَقَالَ عِيَاضٌ: قَدْ سَمِعْنَا مَا سَمِعْتَ، وَرَأَيْنَا مَا رَأَيْتَ، أو لم تسمع رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْصَحَ لِذِي سُلْطَانٍ عَامَّةً فَلا يُبْدِ لَهُ عَلانِيَةً، وَلَكِنْ لِيَخْلُ بِهِ [4] ، فَإِنْ قَبِلَ مِنْهُ فَذَاكَ، وَإِلا كَانَ قَدْ أَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ [لَهُ] » وَإِنَّكَ يَا هِشَامٌ لأَنْتَ الْجَرِيءُ [5] إِذْ تَجْتَرِئُ عَلَى سُلْطَانِ اللَّهِ، فَهَلا خَشِيتَ أَنْ يَقْتُلَكَ السُّلْطَانُ، فَتَكُونَ قَتِيلَ سُلْطَانِ اللَّهِ؟ [6] ! أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَضْلُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي يَعْلَى أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا هِقْلٌ، عَنِ الْمُثَنَّى، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ غَنْمٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاةٌ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، فَإِنْ مَاتَ فَإِلَى النَّارِ، وَإِنْ تَابَ قَبِلَ اللَّهُ مِنْهُ، وَإِنْ شَرِبَهَا الثَّالِثَةَ أَوِ الرَّابِعَةَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يَسْقِيَهِ مِنْ رَدْغَةِ الْخَبَالِ فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا رَدَغَةُ الْخَبَالِ؟ قَالَ: عصارة أهل النار» . أخرجه الثلاثة.
__________
[1] في المطبوعة: «الدروب» . والمثبت عن كتاب نسب قريش، ولفظ مصعب: «وهو أول من أجاز الدرب إلى الروم» ، وفي الاستيعاب، الترجمة 2014/ 3/ 1234: «وهو أول من اجتاز الدرب ... » .
والدرب: باب السكة الواسع، وكل مدخل إلى الروم: درب.
[2] في المطبوعة: «عامر بن جريم» . والمثبت عن ترجمته، وقد تقدمت برقم 2083، 2/ 293.
[3] ما بين القوسين لا يوجد في مسند الإمام أحمد.
[4] لفظ المسند: «ولكن ليأخذ بيده فيخلو به» .
[5] في المطبوعة: «لأنت الحرى» . والمثبت عن المسند.
[6] مسند الإمام أحمد: 3/ 403، 404.(4/28)
قلت: لم يخرج ابْن منده وَأَبُو نعيم: عياض بْن زُهَيْر المذكور أولًا فلا أدري أظناهما واحدا أو لم يصل إليهما؟ وقد اختلف العلماء فيهما فمنهم من جعلهما اثنين، وجعل أحدهما عم الآخر، ومنهم من جعلهما واحدًا، وجعل الأول قَدْ نسب إِلَى جَدّه، ويكفي فِي هَذَا أن مصعبًا [1] وعمه لم يذكرا الأول، وجعلاهما واحدًا، وأهل مكَّة أخبر بشعابها. وممن ذهب إِلَى هَذَا أيضًا الحافظ.
أَبُو الْقَاسِم بْن عساكر الدمشقي، وروى بِإِسْنَادِهِ إِلَى مُحَمَّد بْن سعد ما ذكرناه فِي عياض بْن زُهَيْر أولًا، وأنهما اثنان، ثُمَّ قَالَ: وذكرهما مُحَمَّد بْن سعد فِي الطبقات الكبرى فِي موضع آخر، فَقَالَ فِي تسمية من نزل الشام من أصحاب النَّبِيّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: عياض بْن غنم بْن زُهَيْر بْن أَبِي شداد بْن رَبِيعة بْن هلال الفهري، أسلم قبل الحديبية، وشهد الحديبية مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ، وكان رجلًا صالحًا سمحًا، كَانَ مَعَ أَبِي عبيدة بالشام، فلما حضرته الوفاة ولي عياض بْن غنم الَّذِي كَانَ يليه، وذكر أن عُمَر أقره ورزقه كل يَوْم دينارًا وشاة، فلم يزل واليًا لعمر عَلَى حمص حتَّى مات بالشام سنة عشرين، وهو ابْن ستين سنة- قَالَ أَبُو الْقَاسِم، وهذا يدل عَلَى أنهما واحد، وهو الصواب.
هَذَا كلام أنى الْقَاسِمِ، وليس فِي كلام مُحَمَّد بْن سعد ما يدل عَلَى أنهما واحد، فإنه ذكر فِي هَذِهِ الترجمة من نزل الشام، فلم يحتج إِلَى ذكر الأول، لأنَّه لم ينزل الشام، إنَّما مات بالمدينة وكلامه الَّذِي ذكرناه فِي عياض بْن زُهَيْر يدل عَلَى أنهما اثنان، لأنه ذكرهما فِي طبقتين، وذكر لأحدهما شهود بدر، وهذا لم يشهدها إِلَى غير ذَلِكَ من الكلام الَّذِي يدل عَلَى أنهما اثنان.
وقَالَ أَبُو أَحْمَد العسكري، عَنِ الجهمي: عياض بن زهير، عير عياض بْن غنم بْن زُهَيْر.
والله أعلم.
4156- عياض الكندي
(س) عياض الكندي. أورده ابْن أَبِي عاصم وغيره فِي الصحابة.
أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ كِتَابَةً بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الحوضيّ، عن إسماعيل ابن عَيَّاشٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَالِمِ [2] بْنِ عِيَاضٍ الْكِنْدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: سَمِعْتُ نبي الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِذَا شَرِبَ الرَّجُلُ الْخَمْرَ فَاجْلِدُوهُ ثم إن عاد فاجلدوه، ثم إن عاد فاضربوا عنقه» . أخرجه أبو موسى.
__________
[1] كذا، والصواب أن يقال: «أن الزبير وعمه» فمصعب عم الزبير، وينظر ترجمة عياض بن زهير بن ابى شداد.
[2] فى الإصابة، سعيد بن صالح.(4/29)
4157- عياض بن مرثد الغنوي
(ع س) عياض بْن مرثد الغنوي.
مختلف فِي صحبته، أورده الطبراني فِي معجمه.
أَنْبَأَنَا أَبُو مُوسَى إِذْنًا قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو غَالِبٍ، أنبأنا أبو بكر، أنبأنا أبو القاسم الطبراني (إلخ) قال أبو موسى: وأنبأنا أبو علي، أنبأنا أَبُو نُعَيْمٍ، أَنْبَأَنَا الطَّبَرَانِيُّ وَأَبُو أَحْمَدَ الْجُرْجَانِيُّ قالا: حدثنا بن خَلِيفَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عِيَاضَ بْنَ مَرْثَدٍ، أَوْ مَرْثَدَ بْنَ عِيَاضٍ، يُحَدِّثُ رَجُلا أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ عَنْ عَمَلٍ يُدْخِلُهُ الْجَنَّةَ فَقَالَ: «هَلْ مِنْ وَالِدَيْكَ وَاحِدٌ حَيٌّ؟ قَالَ: لا: فَسَأَلَهُ ثَلاثًا قَالَ: اسْقِ الْمَاءَ، احْمِلْهُ إِلَيْهِمْ إِذَا غَابُوا، وَاكْفِهِمْ إِيَّاهُ إِذَا حَضَرُوا» .
رَوَاهُ الْحَوْضِيُّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ مَرْثَدٍ، أَوْ مَرْثَدِ بْنِ عِيَاضٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلّم.
أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى.
4158- عيسى بن عقيل الثقفي
(ب د ع) عِيسَى بْن عقيل الثقفي- وقيل: ابْن معقل.
روى عَنْهُ زياد بْن علاقة أَنَّهُ قَالَ: أتيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ بابن لي [1] يُقال لَهُ: حازم، فسماه عَبْد الرَّحْمَن.
قَالَ أَبُو أَحْمَد العسكري: يخرجونه فِي المسند، وهو وهم.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
عقيل: بفتح العين، وكسر القاف.
4159- عيسى بن لقيم العبسيّ
(س) عِيسَى بْن لقيم العبسي.
قسم لَهُ رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ من سهم خيبر مائتي وسق.
ذكره أَبُو جَعْفَر المستغفري عَنِ ابْنِ إِسْحَاق.
أَخْرَجَهُ أبو موسى مختصرا.
__________
[1] لفظ الاستيعاب 3/ 1249: « ... بابن لي. ابن عم ... » .(4/30)
4160- عينة بن حصن الفزاري
(ب د ع) عيينة بْن حصن بْن حذيفة بْن بدر بْن عَمْرو بْن جوية [1] بْن لوذان بْن ثعلبة بْن عدي بْن فزارة بْن ذبيان بْن بغيض بْن ريث بْن غطفان بْن سعد بْن قيس عيلان الفزاري، يكنى أبا مَالِك.
أسلم بعد الفتح. وقيل: أسلم قبل الفتح، وشهد الفتح مسلمًا، وشهد حنينًا أَوْ الطائف أيضًا. وكان من المؤلفة قلوبهم، ومن الأعراب الجفاة، قيل: أَنَّهُ دخل عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ من غير إذن، فَقَالَ لَهُ: أَيْنَ الإذن؟ فَقَالَ: ما استأذنت عَلَى أحد من مضر! وكان ممن ارتد وتبع طليحة الأسدي، وقاتل معه. فأخذ أسيرًا، وحمل إِلَى أَبِي بكر رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فكان صبيان المدينة يقولون: يا عدو اللَّه أكفرت بعد إيمانك؟! فيقول ما آمنت باللَّه طرفة عين. فأسلم، فأطلقه أَبُو بَكْر.
وكان عيينة في الجاهلية من الجرارين، يقود عشرة آلاف.
وتزوج عثمان بْن عفان ابنته، فدخل عَلَيْهِ يومًا، فأغلظ لَهُ، فَقَالَ عثمان: لو كَانَ عُمَر ما أقدمت عَلَيْهِ [بهذا] . [2] فَقَالَ: إن عُمَر أعطانا فأغنانا وأخشانا فأتقانا [3] .
وقَالَ أَبُو وائل: سَمِعْتُ عيينة بْن حصن يَقُولُ لعبد اللَّه بْن مَسْعُود، أَنَا ابْن الأشياخ الشم فَقَالَ عَبْد اللَّه: ذاك يُوْسف بْن يعقوب بْن إِسْحَاق بن إبراهيم عليهم السلام.
وهو عم الحر بْن قيس، وكان الحر رجلًا صالحًا من أهل القرآن لَهُ منزلة من عُمَر بْن الخطاب فَقَالَ عيينة لابن أخيه: ألا تدخلني عَلَى هَذَا الرجل؟ قَالَ: إني أخاف أن تتكلم بكلام لا ينبغي فَقَالَ: لا أفعل. فأدخله على عمر، فقال: يا ابن الخطاب، والله ما تقسم بالعدل، ولا تعطي الجزل! فغضب عُمَر غضبًا شديدًا، حتَّى هُمْ أن يوقع بِهِ، فَقَالَ ابْن أخيه: يا أمير المؤمنين، إن اللَّه يَقُولُ فِي كتابه العزيز خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ 7: 199، وَإِن هَذَا لمن الجاهلين. فخلى عَنْهُ، وكان عُمَر وقافًا عند كتاب اللَّه عزَّ وجلَّ [4] .
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] في المطبوعة: «جويرية» . وهو خطأ. والصواب عن الإصابة: 3/ 55. والجمهرة، لابن حزم: 244.
والمشتبه للذهبى: 187.
[2] ما بين القوسين عن الاستيعاب: 3/ 1250.
[3] ينظر أيضا المعارف لابن قتيبة: 304.
[4] أخرجه البخاري في تفسير سورة الأعراف: 6/ 76. وينظر تفسير ابن كثير سورة الأعراف، الآية 199: 3/ 546 بتحقيقنا.(4/31)
4161- عيينة بن عائشة المرائي
عيينة بن عائشة المرائي.
من الصحابة، شهد يَوْم مؤتة وما بعده، ذكره ابْن أَبِي معدان قاله ابْن ماكولا.
[انتهى] . آخر حرف العين، والحمد للَّه رب العالمين](4/32)
باب الغين(4/33)
4162- غاضرة بن سمرة التميمي
غاضرة بْن سمرة بْن عَمْرو بْن قرط، بْن جناب [1] التميمي العنبري.
لَهُ صحبة، وبعثه النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم على الصدقات.
قاله ابن الكلبي.
4163- غالب بن أبجر
(ب د ع) غالب بْن أبجر المزني. وَيُقَال: غالب بْن ديخ [2] المزني، ولعله جَدّه.
يعد فِي الكوفيين. روى عَنْهُ عَبْد اللَّه بْن معقل [3] قاله شريك، عَنْ مَنْصُور، عَنْ عُبَيْد بْن الْحَسَن أَبِي الْحَسَن الْبَصْرِيّ، عَنْ عبد اللَّه بْن معقل، عَنْ غالب بْن ديخ في الحمر الأهلية، وقول النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم: «إنما كرهت لكم جوال القرية» - وقَالَ شُعْبَة ومسعر: غالب بْن أبجر.
أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَبِي مَنْصُورِ بْنِ سُكَيْنَةَ- بِإِسْنَادِهِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ [4] عُبَيْدٍ أَبِي الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ غَالِبِ بْنِ أَبْجَرَ قَالَ: أَصَابَتْنَا سَنَةٌ [5] ، وَلَمْ يَكُنْ فِي مَالِي شَيْءٌ أُطْعِمُ أَهْلِي إِلا شَيْءٌ مِنْ حُمُرٍ، وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ حَرَّمَ لُحُومَ الْحُمُرِ الأَهْلِيَّةِ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: أَصَابَتْنَا سَنَةٌ [6] ، وَإِنَّكَ حَرَّمْتَ الْحُمُرَ الأَهْلِيَّةَ؟ فَقَالَ: أَطْعِمْ أَهْلَكَ مِنْ سَمِينِ حُمُرِكَ، فَإِنَّمَا حَرَّمْتُهَا مِنْ أَجْلِ جَوَّالِ الْقَرْيَةِ» [7] . وروى عَنْهُ عَبْد الرَّحْمَن بْن مقرن فِي فضل قيس عيلان.
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] كذا، وقد مر مثله في ترجمة أبيه سمرة: 2/ 456. وفي الإصابة 3/ 181، وجمهرة أنساب العرب لابن حزم 197: «قرط بن جندب» .
[2] قال الحافظ في الإصابة 3/ 181: «ديخ: بكسر أوله، ومثناة تحتانية، بعدها معجمة» .
[3] في المطبوعة: «عبد الله بن مغفل» ، والمثبت عن التهذيب: 6/ 40.
[4] في المطبوعة: «عن منصور بن عبيد بن أبى الحسن» . وهو خصا، ومثبت عن سن أبى داود، وينظر التهذيب، 7/ 62.
[5] السنة: أجدت والقحط.
[6] بعده في سنن أبى داود: «ولم يكن في مالي ما أطعم أهلي إلا سمان الحمر، وانك ... »
[7] سنن أبى داود، كتاب الأطعمة، باب «في لحوم أحمر الأهلية» ، الحديث: 3809، 3/ 356، 357.(4/35)
4164- غالب بن بشر الأسدي
غالب بْن بشر الأسدي.
كَانَ ممن فارق طليحة وأقام عَلَى الْإِسْلَام لما ادعى طليحة النبوّة بعد النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم.
قاله ابن إسحاق.
4165- غالب بن عبد الله الكناني الليثي
(ب د ع) غالب بْن عَبْد اللَّه بْن مسعر بْن جَعْفَر بْن كلب بْن عوف بْن كعب بْن عامر بْن ليث ابن بكر [1] بن عبد مناة بن كنانة الكناني الليثي.
قَالَ ابْن الكلبي- وهو نسبه-: وقيل: غالب بْنُ عُبَيْد اللَّه الليثي، عداده فِي أهل الحجاز.
قَالَ أَبُو عُمَر: «وَيُقَال الكلبي. والصواب غالب بْن عَبْد اللَّه بْن مسعر الليثي. بعثه رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ عام الفتح ليسهل لهم الطريق. وسيره رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فِي سرية ستين راكبًا إِلَى بني الملوح، وهم بطن من يعمر الشداخ الليثي بالكديد، وأمره أن يغير عليهم، فلما كانوا بقديد، لقيهم الحارث بْنُ مَالِك بْن برصاء الليثي، فأخذوه، فَقَالَ: إنَّما جئت مسلمًا- فَقَالَ غالب:
إن كنت صادقا فلن يضرك رباط ليلة، وَإِن كنت عَلَى غير ذَلِكَ استوثقنا منك.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
قلت: قول أَبِي عُمَر: «الكلبي والصواب الليثي» ، فلا فرق بَيْنَهُما، فإن كلبًا بطن من ليث. وسياق النسب يدل عَلَيْهِ. والله أعلم.
وقَالَ ابْن منده، وَأَبُو نعيم، وَأَبُو عُمَر: إنه شهد فتح مكَّة وسهل لهم الطريق. وقَالَ ابْن الكلبي: إن رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ بعثه إِلَى بني مرة بفدك، فاستشهد دون فَدَك. والله أعلم.
وَقَدْ ذكر ابْن إِسْحَاق سرية غالب قبل الفتح، إلا أَنَّهُ لم يذكر أَنَّهُ قتل، ونسبه ابْن إِسْحَاق فقال: بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ غَالِبَ بْن عَبْد اللَّهِ الْكَلْبِيَّ، كَلْبَ ليث [2] ، وهذا يؤيد ما قُلْنَاه من أن «كلبا» بطن من ليث.
__________
[1] في المطبوعة: «بكير بن عبد مناة» ، والمثبت عن الإصابة: 3/ 181، وجمهرة أنساب العرب: 170.
[2] سيرة بن هشام: 2/ 622.(4/36)
4166- غالب بن فضالة الكناني
(س) غالب بْن فضالة الكناني.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى وقَالَ: إن لم يكن غالب بْنُ عَبْد اللَّه الكناني، فهو غيره. روى عَنِ ابْنِ عَبَّاس فِي قولِهِ تَعَالَى: مَا أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ 59: 7 ... الآية.
قَالَ قريظة: والنضير، وخيبر، وفدك، وقرى عرينة- قَالَ: أما قريظة والنضير فهما بالمدينة وأمَّا فدك فإنها عَلَى رأس ثلاثة أميال منهم، فبعث إليهم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ جيشًا عليهم رَجُل يُقال لَهُ:
«غالب بْن فضالة من بني كنانة» فأخذوها عنوة.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
قلت: لا يبعد أن يكون هَذَا غالب هُوَ ابْن عَبْد اللَّه الليثي الكناني، فإن ابْن الكلبي ذكر أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ بعث غالب بْن عَبْد اللَّه إِلَى بني مرة بفدك، ويكون قولهم فِي اسم أَبِيهِ «فضالة» ، إما غلط من الكاتب، وَإِما اختلاف فيه، والله أعلم.
4167- غرفة الأزدي
غرفة الْأَزْدِيّ، يُقال: لَهُ صحبة، وهو معدود فِي الكوفيين.
روى عَنْهُ أَبُو صادق- قَالَ: وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، ومن أصحاب الصفة، وهو الَّذِي دعا له النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ أن يبارك له فِي صفقته- قَالَ: دخلني شك من شأن عليّ، فخرجت معه عَلَى شاطئ الفرات، فعدل عَنِ الطريق ووقف ووقفنا حوله، فَقَالَ [1] بيده: هَذَا موضع رواحلهم، ومناخ ركابهم ومهراق دمائهم، بأبي من لا ناصر لَهُ فِي الأرض ولا فِي السماء إلا اللَّه! فلما قتل الْحُسَيْن خرجت حتَّى أتيت المكان الَّذِي قتلوه فِيهِ، فإذا هُوَ كما قَالَ، ما أخطأ شيئًا، قَالَ:
فاستغفرت اللَّه مما كَانَ مني من الشك، وعلمت أن عليًا رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لم يقدم إلا بما عهد إِلَيْه فِيهِ.
أَخْرَجَهُ ابْن الدباغ مستدركا عَلَى أبي عمر.
4168- غرفة بن الحارث الكندي
(ب د ع) غرفة بْن الحارث الكندي، يكنى أبا الحارث.
لَهُ صحبة، وقاتل مَعَ عكرمة بْن أَبِي جهل فِي الردة وروى عنه كعب بن علقمة، وعبد الله ابن الحارث.
__________
[1] أي: أشار بيده.(4/37)
أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ أَبِي مَنْصُورٍ الأَمِينُ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ حَرْمَلَةَ بْنِ عِمْرَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ الأَزْدِيِّ، عَنْ غَرَفَةَ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: شَهِدْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ وَأَتَى بِالْبُدْنِ، فَقَالَ: ادْعُوا إِلَيَّ أَبَا حَسَنٍ. فَدُعِيَ لَهُ عَلِيٌّ، فَقَالَ: «خُذْ بِأَسْفَلِ الْحَرْبَةِ وَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ بِأَعْلاهَا، ثُمَّ طَعَنَا بِهَا الْبُدْنِ. فَلَمَّا رَكِبَ بَغْلَتَهُ أَرْدَفَ عَلِيًّا [1] وروى حرملة بْن عِمْرَانَ، عَنْ كعب بْن علقمة، عَنْ غرفة بْن الحارث الكندي- وكانت لَهُ صحبة من النبي صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ أَنَّهُ سَمِعَ نصرانيًا يشتم النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ بمصر- وكان غرفة يسكنها- فضرب النصراني فوق أنفه، فرفع إِلَى عَمْرو بْن العاص، فَقَالَ لَهُ: إنا قَدْ أعطيناهم العهد. فَقَالَ غرفة:
معاذ اللَّه أن نعطيهم العهد عَلَى أن يظهروا شتم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، وَإِنما أعطيناهم العهد عَلَى أن نخلي بينهم وبين كنائسهم، يقولون فيها ما بدا لهم، وأن لا نحملهم ما لا يطيقون، وَإِن أرادهم عدو قاتلنا دونهم عَلَى أن نخلي بينهم وبين أحكامهم إلا أن يأتونا راضين بأحكامنا فنحكم بينهم، وَإِن غيبوا [2] عنا لم نتعرض لهم. فقال عمر صدقت.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
غرفة: بفتح الغين والراء.
4169- غرقدة أبو شبيب
(د ع س) غرقدة أَبُو شبيب.
ذكر فِي الصحابة ولا يصح، أورده ابْن منده وَأَبُو نعيم كذا مختصرًا وقَالَ أَبُو مُوسَى:
أورده الحافظ أَبُو عَبْد اللَّه- يعني ابْن منده- ولم يورد لَهُ شيئًا وَقَدْ أورد حديثه أَبُو بَكْر بْن أَبِي علي بِإِسْنَادِهِ عَنْ زكريا بْن عدي، عَنْ سلام، عَنْ شبيب بْن غرقدة، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي حجة الوداع: «لا يجني جان إلا عَلَى نفسه، لا يجني والد على ولده، ولا ولد على والده» . [3]
__________
[1] سنن أبى داود، كتاب المناسك، باب «في الهدى إذا عطب قبل أن يبلغ» ، الحديث 1766: 2/ 149.
[2] في الاستيعاب 3/ 1255: «وإن اغتنوا عنا» .
[3] قال الحافظ في الإصابة، الترجمة 6940/ 3/ 190: «وهذا غلط نشأ عن إسقاط، وذلك أن شبيب بن غرقدة إما رواه عن سليمان بن عمرو الأحوص، عن أبيه، فسقط سليمان من هذه الرواية، فصار الضمير في قوله «عن أبيه» يعود على شبيب، وليس كذلك. وقد رواه ابن ماجة من طريق زيادة بن علاقة عن شبيب، على الصواب. وذكر المتن بهذه الألفاظ ... » .
هذا وحديث ابن ماجة في كتاب المناسك، باب الخطبة يوم النحر، الحديث 3055: 2/ 1015.(4/38)
4170- غزية بن الحارث الأنصاري
(ب د ع) غزية بْن الحارث الْأَنْصَارِيّ الحارثي.
يعد فِي أهل الحجاز: لَهُ صحبة وقيل: إنه أسلمي، وقيل: خزاعي.
روى عَنْهُ عَبْد اللَّه بْن رافع مَوْلَى أم سَلَمة أنه سمع النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لا هجرة بعد الفتح، إنَّما هو الجهاد والنية» .
أخرجه الثلاثة» .
4171- غزية بن عمرو الأنصاري
(ب ع س) غزية بْن عَمْرو بْن عطية بْن خنساء بْن مبذول بْن عَمْرو بْن غنم بْن مازن بن النّجار ابن ثعلبة بْن عَمْرو بْن الخزرج الْأَنْصَارِيّ، ثُمَّ الخزرجي، ثُمَّ النجاري.
شهد بيعة العقبة. قاله مُوسَى بْن عقبة، وشهد أحدا مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وآله وسلّم، وهو أخو سراقة ابن عَمْرو، ووالد ضمرة بْن غزية.
أَخْرَجَهُ أَبُو نعيم، وَأَبُو عُمَر، وَأَبُو مُوسَى.
4172- غسان بْن حبيش
غسان بْن حبيش [1] الأسدي.
ذكره ابْن الدباغ كذا مختصرا.
4173- غسان العبديّ
(ب د ع) غسان العبدي، أَبُو يَحيى.
قدم على النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فِي وفد عَبْد القيس. روى عَنْهُ ابنه يَحيى أَنَّهُ قَالَ: نهى رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ عَنْ هَذِهِ الأوعية، فاتخمنا فأتينا النَّبِيّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ العام المقبل، فقلنا: يا رَسُول اللَّه، نهيتنا عَنْ هَذِهِ الأوعية فاتخمنا؟ فقال رَسُول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: انتبدوا فيما بدا لكم ولا تشربوا مسكرًا فمن شاء أوكى سقاءه عَلَى إثم.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
__________
[1] في المطبوعة: «خنيس» ، بالخاء، والنون، والسين المهملة. والمثبت عن الإصابة، الترجمة 6937/ 3/ 189.
فقه قال الحافظ إن غسانا هذا هو ابن حبيش الأسدي، الّذي مضت ترجمته. وينظر الترجمة رقم 1074/ 1/ 50.(4/39)
4174- غشمير بن خرشة
غشمير.
قَالَ ابْن دريد: ومنهم من بني خطمة: غشمير بْن خرشة القارئ، هُوَ قاتل عصماء بِنْت مروان اليهودية التي كانت تهجو النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، وغشمير وزنه فعليل من الغشمرة، وهو أخذك الشيء بالغلبة.
كذا قاله ابْن دريد. وقَالَ أَبُو عُمَر: «عمير» ، وَقَدْ تقدم [1] ذكره.
4175- غضيف بن الحارث الكندي
(ب د ع) غضيف بْن الحارث الكندي، وقيل: السكوني، وقيل: الْأَزْدِيّ، وهو ابْن زنيم الثمالي.
عداده فِي الحمصيين، كنيته أَبُو أسماء. وَقَدْ اتفقوا عَلَى أَنَّهُ ثمالي، وَإِذا كَانَ كذلك فهو أزدي، لأن ثمالة بطن من الأزد. وقيل: غطيف بالطاء.
أَنْبَأَنَا أَبُو يَاسِرِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ بِإِسْنَادِهِ عن عبد الله بْنِ أَحْمَدَ: حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْن صَالِحٍ، عَنْ يُونُسَ بْن سيف، عن غُضَيْفُ بْنُ الْحَارِثِ قَالَ: مَا نَسِيتُ مِنَ الأَشْيَاءِ مَا نَسِيتُ أَنِّي رَأَيْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ وَاضِعًا يَمِينَهُ عَلَى شِمَالِهِ فِي الصَّلاةِ [2] .
وروى العلاء بْن يَزِيدَ الثمالي عَنْ غضيف أَنَّهُ قَالَ: كنت صبيًا أرمي نخل الأنصار، فأتوا بي رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، فمسح رأسي وقَالَ: «كل ما يسقط، ولا ترم نخلهم [3] .
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] لم يتقدم ذكر لترجمة عمير. ونحسب أنه قد وقع سقط في المطبوعة ومخطوطة الدار «111» مصطلح حديث. وأن هذا السقط بعد ترجمة «عمير بن عامر الأنصاري» ، يشير إلى ذلك أمران، أولهما: هذه الإحالة التي ذكرها ابن الأثير، خاصة وأن أبا عمر قد ترجم لعمير هذا، وهو: «عمير بن عدي بن خرشة» . والأمر الثاني: أنه قد وقع سقط في ترجمة:
«عمير بن عامر» أكملناه من سيرة ابن هشام، وسقط ثان في ترجمة «عمير بن قتادة» ، وهي الترجمة التي تلى ترجمة «عمير بن غامر» ، وقد أثبتناه عن الاستيعاب. وليس الأمر قاصرا على ترجمة «عمير بن عدي» ، ففي الاستيعاب ثلاث تراجم أخر كان ترتيب ابن الأثير يقضى بذكرها، وهي: ترجمة «عمير بن عمرو الأنصاري» ، وترجمة «عمير بن عوف» ، وترجمة «عمير بن فهد» . ينظر الاستيعاب: 3/ 1218، 1219.
[2] مسند الإمام أحمد: 4/ 105.
[3] رواه الإمام أحمد في مسند رافع بن عمرو المزني: 5/ 31، وكذا رواه ابن ماجة في كتاب التجارات، باب «من مرَّ على ماشية قوم أو حائط، هل يأكل منه» ، الحديث 2299: 2/ 771.(4/40)
4176- غطيف بن الحارث الكندي
(ب) غطيف بْن الحارث الكندي: وقيل: غضيف بْن الحارث الكندي، وقيل: السكوني، لَهُ صحبة شامي، مختلف فِيهِ. روى يونس بْن سيف فقال: غطيف بن الحارث أو: الحارث ابن غطيف [1] . وقَالَ غيره: غطيف، ولم يشك. وقَالَ العقيلي: يُقال: غطيف الكندي، وَأَبُو غطيف، وَيُقَال: غضيف، وهو الصحيح.
أَخْرَجَهُ [2] أَبُو عُمَر، وجعله غير الأوّل.
4177- غطيف بن الحارث الكندي
(ب د ع) غطيف بْن الحارث الكندي، قَالَ أَبُو عُمَر: هُوَ آخر، وهو والد عياض، تفرد بالرواية عَنْهُ ابنه عياض أن النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا شرب الرجل الخمر فاجلدوه، تم إن عاد فاجلدوه، ثُمَّ إن عاد فاقتلوه» . ذكره الْأَزْدِيّ الموصلي، فِيهِ وفي الَّذِي قبله نظر.
قاله أَبُو عُمَر، وقَالَ: الاضطراب فِيهِ كَثِير جدًا [3] .
أخرجه الثلاثة.
4178- غطيف- أو: أبو غطيف
(د ع) غطيف، أَو: أَبُو غطيف.
لَهُ صحبة. روى عَبْد اللَّه بْن أَبِي فروة، عَنْ مكحول، عَنْ أَبِي إدريس الخولاني، عَنْ غطيف- أَوْ: أَبِي غطيف- رفعه إِلَى النَّبِيّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ قَالَ: «من أحدث هجاء فِي الأسلام فاقطعوا لسانه» . أَخْرَجَهُ ابْن منده وَأَبُو نعيم وقَالَ أَبُو نعيم: قَالَ بعض المتأخرين: بالطاء، واتفق على ابن عَبْد العزيز، ومحمد بْن عثمان عَلَى أَنَّهُ غضيف- أو أبو غضيف- بالضاد.
4179- غطيف بن أبى سفيان
(د ع) غطيف بْن أَبِي سُفْيَان.
حدث عن النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، ذكره الْحَسَن بْن [4] سُفْيَان وغيره فِي الصحابة، ولا يصح، هُوَ تابعي من أهل مكَّة، يروي عَنْ يعقوب ونافع ابني عاصم.
__________
[1] مسند الإمام أحمد: 4/ 105.
[2] الاستيعاب، الترجمة 2061: 3/ 1254.
[3] الاستيعاب، الترجمة 2062: 3/ 1254.
[4] في المطبوعة: «الحسن بن أبى سفيان» . ومثله في مخطوطة الدار «111» مصطلح حديث. والمثبت عن الإصابة، ولعله أبو العباس الحسن بن سفيان الشيباني النسوي صاحب المسند، ينظر ترجمته في العير للذهبى: 2/ 124.(4/41)
روى ابْن المبارك، عَنِ الحكم بْن هشام، عَنْ غطيف بْن أَبِي سُفْيَان قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ «أيما امْرَأَة جمعت جمعًا لم تطمث دخلت الجنة» . روى عَنْهُ سَعِيد بْن السائب أن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: «ستكون فئة بعدي يسألونكم غير الحق، فأعطوهم ما يسألونكم، والله الموعد» . أَخْرَجَهُ ابْن منده وَأَبُو نعيم.
قلت: هَذِهِ التراجم كلها «غضيف» «وغطيف» يغلب عَلَى ظني أنها متداخلة، ما عدا هَذِهِ الترجمة، فإن كلها يُقال فيها «غطيف» «وغضيف» أزدي، وكندي، وأنَّه شامي، والاختلاف فيها كَثِير لا يوقف فيها عَلَى يقين، وَقَدْ سقناها كما ذكروا، والله الموفق للصواب.
4180- غنام بن أوس الأنصاري
غنام بْن أوس بْن غنام بْن أوس بْن عَمْرو بْن مَالِك بْن عَامِر بْن بياضة الْأَنْصَارِيّ الخزرجي البياضي.
شهد بدرًا، قاله ابْن الكلبي، والواقدي.
وقَالَ أَبُو عُمَر: غنام، رَجُل من الصحابة، مذكور فِي أهل بدر [1] ولم ينسبه، وأظنه أراد هَذَا، وقَالَ بعد قولُه «فِي أهل بدر» قَالَ: وابن غنام حديثه عند رَبِيعة بْن أَبِي عَبْد الرَّحْمَن عَنْ عَبْد الله بن عنبسة، عنه.
4181- غنام أبو عبد الرحمن
(د ع) غنام أَبُو عَبْد الرَّحْمَن.
روى عَنْهُ ابنه عَبْد الرَّحْمَن أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: «من صام رمضان، وأتبعه بست من شوال، فكأنما صام السنة» . أَخْرَجَهُ ابْن منده، وأبو نعيم [2] .
4182- غنى بن قطيب
(د ع) غني بْن قطيب.
شهد فتح مصر، ذكر فِي الصحابة، ولا تعرف لَهُ رواية، قاله أَبُو سَعِيد بْن يونس.
أَخْرَجَهُ ابن منده، وأبو نعيم مختصرا.
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 2065: 3/ 1255.
[2] قال الحافظ في الإصابة: «ذكره ابن أبى حاتم في الصحابة» ، وينظر الجرح: 3/ 2/ 58. هذا وينظر ترجمة «عنان» في حرف العين، وهي برقم 4095: 4/ 303، وتعليقنا هنالك.(4/42)
4183- غنيم بن قيس
(د ع س) غنيم بْن قيس الْمَازِنِي.
روى عَنْهُ ابنه جناح، لا تصح لَهُ رواية ولا صحبة، قاله أَبُو سَعِيد بْن يونس.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم مختصرا، وأخرجه أَبُو مُوسَى فَقَالَ: أورده أَبُو عبد اللَّه، ولم يذكر لَهُ حديثًا، ولا أَبُو نعيم، وذكره أَبُو بَكْر بْن أَبِي عليّ، وروى بإسناده عن صدقة ابن عُبَيْد [1] اللَّه الْمَازِنِي، عَنْ جناح بْن غنيم بْن قيس، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أذكر موت النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، أشرف علينا رَجُل فَقَالَ:
ألا لي الويل عَلَى مُحَمَّد ... قَدْ كنت قبل موته بمقعد [2]
ولست بعد موته بمخلد
ورواه شُعْبَة، عَنْ عاصم، عَنْ غنيم قَالَ: أحفظ من أَبِي كلمات قالهن عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ بعد موته:
ألا لي الويل عَلَى مُحَمَّد ... قَدْ كنت قبل موته بمعقد
أبيت ليلي آمنًا إِلَى الغد
أَخْرَجَهُ ابْن منده، وَأَبُو نعيم، وَأَبُو مُوسَى. وذكر الأمير أَبُو نصر فَقَالَ: غنيم بْن قيس أَبُو العنبر الْمَازِنِي. أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، ورآه. روى عَنْ سعد بْن أَبِي وقاص، وأبي موسى، روى عَنْهُ ثابت بْن عمارة، وسليمان التيمي، ويزيد الرّقاشى.
4184- غيلان بن سلمة
(ب د ع) غيلان بْن سَلَمة بْن معتب بْن مالك بْن كعب بْن عَمْرو بْن سعد بْن عوف بْن ثقيف ابن منبه بْن بَكْر بْن هوازن.
أسلم بعد فتح الطائف، وكان تحته عشر نسوة فِي الجاهلية، فأمره رَسُول اللَّه صَلَّى الله عليه وآله وسلّم أن يتخير منهن أربعا.
__________
[1] في المطبوعة: «صدقة بن عبد الله» . والمثبت عن الجرح لابن أبى حاتم: 2/ 1/ 432.
[2] الرجز في الإصابة 3/ 189، وروايته:
ألا لي الويل عَلَى مُحَمَّد ... قَدْ كنت في حياته بمقعد
وفي أمان من عدو معتد(4/43)
أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَإِسْمَاعِيلُ وَغَيْرُهُمَا بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا هَنَّادٌ، حَدَّثَنَا عبدة، عن سعيد بن أبى غروية، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ غَيْلانَ بْنَ سَلَمَةَ الثَّقَفِيَّ أَسْلَمَ وَعِنْدَهُ عَشْرُ نِسْوَةٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَأَسْلَمْنَ مَعَهُ، فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ أَنْ يَتَخَيَّرَ مِنْهُنَّ أَرْبَعًا [1] .
وهو أحد وجوه ثقيف ومقدميهم، وهو ممن وفد عَلَى كسرى، وخبره معه عجيب، قَالَ لَهُ كسرى: أي ولدك أحب إليك؟ قَالَ: الصغير حتَّى يكبر، والمريض حتَّى يبرأ، والغائب حتَّى يقدم. فقال كسرى مالك ولهذا الكلام، وهو كلام الحكماء، وأنت من قوم حفاة لا حكمة فيهم؟! فما غذاؤك؟ قَالَ: خبز البر. قَالَ: هَذَا العقل من البر، لا من اللبن والتمر [2] .
وكان شاعر محسنًا، توفي آخر خلافة عُمَر بْن الخطاب.
أخرجه الثلاثة.
4185- غيلان بن عمرو
(د ع) غيلان بْن عَمْرو. وله ذكر فِي حديث أَبِي المليح الهذلي، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: هَذَا ما كتب رَسُول اللَّه صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ لنجران إن كَانَ لَهُ ... وذكر الكتاب، وقَالَ: شهد أَبُو سُفْيَان بْن حرب، وغيلان بْن عمرو.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم مختصرًا.
4186- غيلان مَوْلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وسلم
غيلان، مَوْلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ.
قَالَ ابْن السكن: رُوِيَ عَنْهُ حديث واحد، مخرجه عَنْ أهل الرقة.
ذكره ابْن الدباغ على أبى عمر.
__________
[1] تحفة الأحوذي، أبواب النكاح، باب «ما جاء في الرجل يسلم وعنده عشر نسوة» ، الحديث 1138: 4/ 278، 279.
[2] الخبر في الاستيعاب: 3/ 1256.(4/44)
باب الفاء(4/45)
4187- فاتك، أبو خريم
(س) فاتك أَبُو خريم [1] ، إن صح.
روى حجاج بْن حمزة. عَنْ حُسَيْن الجعفي، عَنْ زائدة، عَنِ الرُّكَيْنِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ يسير. بْنِ عُمَيْلَةَ، عَنْ خُرَيْمِ [2] بْنِ فَاتِكٍ الأَسَدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ قَالَ: «النَّاس أربعة، موسع لَهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمُوَسَّعٌ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا مَقْتُورٌ عَلَيْهِ فِي الآخِرَةِ، وَمَقْتُورٌ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا مُوَسَّعٌ عَلَيْهِ فِي الآخِرَةِ، وَشَقِيٌّ فِي الدنيا والآخرة» .
كذا رَوَاهُ، ورواه أَبُو بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة، عَنْ حُسَيْن، ولم يذكر أبا خريم [3] ، وهو الصحيح. أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
4188- فاتك بن زيد بن واهب العبسيّ
فاتك بْن زَيْد بْن واهب العبسي [4] .
أسلم عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ، قَالَه وثيمة.
ذكره ابْن الدباغ مستدركًا على أبى عمر.
4189- فاتك بن عمرو الخطميّ
(ع س) فاتك بْن عَمْرو الخطمي.
روى الحليس بْن عَمْرو بْن قيس، عَنْ بِنْت الفارعة، وفي رواية: عن أمه الفارعة- عن جدها فاتك بن عمر والخطميّ قَالَ: عرضت عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ رقية العين، فأذن لي فيها، ودعا لي بالبركة، وهي من كل شيء: بسم اللَّه وباللَّه، أعيذك باللَّه من شر ما ذرأ وبرأ، ومن شر ما اعتريت واعتراك، والله ربي شفاك، وأعيذك باللَّه من شر ملقح ومحيل- قَالَ: يعني الملقح الَّذِي يولد له، والمحيل [5] ، الّذي لا يولد له.
__________
[1] في المطبوعة: «خزيم» ، بالزاي. وهو خطأ. وينظر ترجمته في الخلاصة.
[2] في المطبوعة: «عميلة بن خريم» . وهو خطأ، وينظر الإصابة: 3/ 209، والخلاصة.
[3] وكذا رواه الإمام أحمد في حديث خريم، ينظر المسند: 4/ 345.
[4] في المطبوعة: «العنسيّ» بالنون، والمثبت عن الإصابة، حيث ضبطها الحافظ فقال: «بموحدة» ، ويعنى بها النون.
وفي مخطوطة دار الكتب دون نقط.
[5] في النهاية لابن الأثير، مادة لقح: «أو خبل» ، بالخاء المعجمة والباء، ومثله في اللسان. وهو خطأ، والصواب ما في أسد الغابة، وفي اللسان مادة «حول» : «وأحال الرجل» : إذا حالت إبله فلم تحمل» .(4/47)
أَخْرَجَهُ أَبُو نعيم، وَأَبُو مُوسَى.
وهذا الحديث يشبه الحديث الَّذِي يرويه فديك بْن عَمْرو، الَّذِي يذكره بعد، إن شاء اللَّه تَعَالى.
4190- فاتك
(س) فاتك، له ذكر فِي حديث يرويه أيوب عن نافع، عن ابن عمر قال: أتى النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ بسارق فقطعه، وكان غريبًا لم يكن لَهُ أهل بالمدينة، قطعه فِي شدة البرد، فقام رَجُل يُقال [لَهُ] فاتك، فضرب عَلَيْهِ عَلَيْهِ خيمة، وأوقد لَهُ نويرة، فخرج النَّبِيّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فِي بعض الليل فأبصر النار، فَقَالَ: ما هَذِهِ النار؟ فقيل: يا رَسُول اللَّه، المصاب الَّذِي قطعته، كَانَ غريبًا، آواه فاتك وضرب عَلَيْهِ خيمة، وأوقد لَهُ نويرة. فَقَالَ النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: «اللَّهمّ اغفر لفاتك، كما آوى عبدك هَذَا المصاب» .
رَوَاهُ أَبُو أَحْمَد العسال، والطبراني وابن عدي، وغير واحد، عَنْ عبدان، عَنْ زَيْد بْن الحريش، عَنْ عُبَيْد اللَّه بْن عمرو عن أيوب. أخرجه أبو موسى.
4191- الفاكه بن بشر
(ب س) الفاكه بْن بشر [1]- كذا قَالَ ابْن إِسْحَاق- وقَالَ ابْن هشام: الفاكه بْن بسر [2] ابن الفاكه بْن زَيْد بْن خلدة بْن عَامِر بْن زريق الْأَنْصَارِيّ الزرقي، وزريق من بني جشم بْن الخزرج الأكبر، وَقَدْ ذكرناه كثيرا.
شهد الفاكه بدرًا، قاله ابْن إِسْحَاق وابن الكلبي.
أخرجه أبو عمر، وأبو موسى.
__________
[1] كذا في سيرة ابن هشام: 1/ 700. وفي الاستيعاب 3/ 1257: «بشير» .
[2] في المطبوعة: «الفاكه بن بشر» . وقد أثبتنا ما في السيرة، قال ابن هشام بعد أن أورد قول ابن إسحاق المتقدم:
«بسر بن الفاكه» . ولا بد أن تكون هناك مخالفة بين قول ابن هشام وابن إسحاق، ولهذا أثبتنا ما في السيرة، على أن في الطبقات الكبرى لابن سعد 3/ 2/ 129: «نسر» بالنون. ونقل ابن سعد عَنْ عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عمارة قوله: «ليس في الأنصار نسر إلا سفيان بن نسر في بنى الحارث بن الخزرج» . فهل صواب ما يجب أن يثبت عن ابن هشام» «نسر» لا «يسر» ؟
والله أعلم.(4/48)
4192- الفاكه بن سعد الأنصاري
(ب د ع) الفاكه بْن سعد بْن جبير بْن عنان بْن عَامِر بْن خطمة الْأَنْصَارِيّ الأوسي الخطمي أَبُو عقبة. وهو جد عَبْد الرَّحْمَن بْن سعد [1] بْن الفاكه.
روى عَنْهُ عمارة بْن خزيمة.
أَنْبَأَنَا أَبُو يَاسِرِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ بِإِسْنَادِهِ عن عبد الله بن أَحْمَدَ: حَدَّثَنِي نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْخَطْمِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ الْفَاكِهِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ [2] ، عَنْ جَدِّهِ الْفَاكِهِ بْنِ سَعْدٍ- وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ كَانَ يَغْتَسِلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَيَوْمَ عَرَفَةَ، وَيَوْمَ الْفِطْرِ وَالأَضْحَى [3] وَكَانَ الْفَاكِهُ بْنُ سَعْدٍ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالْغُسْلِ هَذِهِ الأَيَّامَ [4] .
قَالَ الكلبي: هُوَ مهاجري، شهد صفين مَعَ عليّ، وقتل بها.
أخرجه الثلاثة.
4193- الفاكه بن سكن الأنصاري
الفاكه بْن سكن [5] بْن زَيْد بْن خنساء بْن كعب بْن عُبَيْد بْن عدي بْن غنم بْن كعب بن سلمة، الأنصاري السلمي.
شهد المشاهد كلها بعد بدر، وكان حارس رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ.
قاله ابْن الكلبي، وقَالَ: سكن: يخفف ويثقل.
4194- الفاكه بن عمرو الداريّ
(س) الفاكه بْن عَمْرو الداري، ابْن عم تميم.
لَهُ صحبة سكن بيت جبرين من بلاد فلسطين. ذكر جَعْفَر المستغفري، ولم يزد.
أخرجه أبو موسى مختصرا.
__________
[1] كذا قال: «عبد الرحمن بن سعد» ، ويبدو أن ابن الأثير قد أخذ ذلك من الاستيعاب 3/ 1257، وقد قال الحافظ في الإصابة: إن ذلك وهم، وإن الصواب: «عبد الرحمن بن عقبة» لا «ابن سعد» . وينظر فيما يأتى مسند عبد الله بن أحمد» .
[2] كذا قال أيضا: «عن أبيه» ، وهو وهم كان نبه عليه الحافظ في الإصابة، حيث قال إن «عن أبيه» زيادة في السند، وقد أخذ الحافظ ذلك على أبى عمر في الاستيعاب، وبين أنه في ذلك متابع لابن أبى حاتم. ويبدو أن ابن الأثير تأثر بما ذكره أبو عمر، فالحديث في المسند خال من هذه الزيادة، ففيه يروى عبد الرحمن بن عقبة عن جده، لا عن أبيه. وكذلك مسند الحديث في سنن ابن ماجة، كتاب الإقامة، باب ما جاء في الاغتسال في العيدين: الحديث رقم 1315/ 1/ 417- خال من هذه الزيادة.
[3] لفظ المسند: «ويوم الفطر ويوم النحر» .
[4] مسند الإمام أحمد: 4/ 78.
[5] في الإصابة 3/ 193: «السكن بن خنساء» ، بإسقاط «زيد» . و «زيد» ثابتة في الجمهرة لابن حزم 340، على أنه قد ذكره في ولد «كعب بن غنم بن سلمة» لا في بنى: «عدي بن غنم» .(4/49)
4195- الفاكه بن النعمان الداريّ
(س) الفاكه بْن النعمان الداري، من رهط تميم ذكره ابْن إِسْحَاق فِي الداريين الَّذِين أوصى لَهُم رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ من خيبر. أفرده جَعْفَر من الَّذِي قبله، وروى ذَلِكَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ إِسْحَاق [1] .
أخرجه أبو موسى.
4196- الفجيع بن عبد الله البكائي
(ب د ع) الفجيع بْن عَبْد اللَّه بْن جندح بْن البكاء. - واسمه رَبِيعة- بْن عَامِر [2] بْن ربيعة بن عامر بن صعصعة البكائي.
يعد فِي أعراب البصرة، سكن الكوفة.
روى عقبة بْن وهب بْن عقبة العامري البكائي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الفجيع العامري أَنَّهُ أتى رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ فَقَالَ: تحل لنا الميتة؟ قَالَ: ما طعامكم؟ قُلْنَا: نصطبح ونغتبق. قَالَ:
ذاك الجوع، فأحل لهم الميتة عَلَى هَذِهِ الحالة. قَالَ أَبُو نعيم. فسره عقبة قَالَ: قدح بكرة، وَقَدْح عشية [3] .
أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ إِذْنًا بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْرَجَ إِلَيْنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَطَاءٍ الْبَكَّائِيُّ كِتَابًا مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَنَا:
اكْتُبُوهُ، وَلَمْ يُمْلِهِ عَلَيْنَا، وزعم أن أيمن [4] بنت الفجيع حدّثته: هَذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ لِلْفُجَيْعِ وَمَنْ تَبِعَهُ، وَمَنْ أَسْلَمَ وَأَقَامَ الصَّلاةَ، وَآتَى الزَّكَاةَ، وَأَطَاعَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، وَأَعْطَى مِنَ الْمَغْنَمِ خُمْسَ اللَّهِ، وَنَصَرَ نَبِيَّ اللَّهِ، وَأَشْهَدَ عَلَى إِسْلامِهِ وَفَارَقَ الْمُشْرِكِينَ، فَإِنَّهُ آمِنٌ بِأَمَانِ اللَّهِ وَأَمَانِ محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم. أخرجه الثلاثة.
4197- فديك أبو بشير الزبيدي
(ب د ع) فديك أَبُو بشير الزبيدي. حجازي، لَهُ صحبة.
روى الأوزاعي ومحمد بْن الْوَلِيد الزبيدي، عَنِ الزُّهْرِيّ عَنْ صالح بْن بشير بن فديك:
__________
[1] ينظر سيرة ابن هشام: 2/ 354.
[2] ورد في المطبوعة: «واسمه ربيعة فجيع بن عامر» ، وقد حذفنا كلمة «فجيع» . ينظر الإصابة 3/ 194، وجمهرة أنساب العرب لابن حزم، 264.
[3] أخرجه أبو داود في كتاب الأطعمة: 3/ 358، 359 عن هارون بن عبد الله، عن أبى نعيم الفضل ابن دكين وينظر تفسير ابن كثير: 3/ 27 بتحقيقنا.
[4] كذا، وهي في مخطوطة الدار «111» مصطلح محتملة لأن تقرأ: «يمن» .(4/50)
أن جَدّه فديكا أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ: يا رَسُول اللَّه، إنهم يزعمون أن من لم يهاجو هلك؟
فقال النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: «يا فديك، أقم الصلاة، وآت الزكاة، واهجر السوء، واسكن حيث شئت من أرض الله» . أخرجه الثلاثة [1] » .
4198- فديك بن عمرو
(س) فديك بْن عَمْرو، والد حبيب، لهما صحبة.
قاله أَبُو زكريا ابْن منده بالدال، وقَالَ الطبراني فِي ترجمة ابنه بالراء، وقَالَ البغوي وَأَبُو الْفَتْحِ الْأَزْدِيّ بالواو.
روى ابنه حبيب أن أباه خرج بِهِ إِلَى النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وآله وسلّم، وقد تقدم في ترجمة، عدي [2] ابن فويك، بالواو.
أخرجه أبو موسى.
4199- فرات بن حيان البكري
(ب د ع) فرات بن حبّان بْن ثعلبة بْن عَبْد العزى بْن حبيب بن حيّة بن ربيعة بن سعد ابن عجل بْن لجيم بْن صعب [3] بْن عَلِيِّ بْنِ بَكْر بْن وائل الربعي البكري ثُمَّ العجلي، حليف بني سهم.
وهو أحد الأربعة الَّذِينَ أسلموا من رَبِيعة، وَقَدْ تقدم [4] ذكرهم، وكان هاديًا فِي الطريق، بعث رَسُول اللَّه صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ سرية مَعَ زَيْد بْن حارثة ليعترضوا عيرا لقريش، وكان دليل قريش فرات ابن حيان، فأصابوا العير، وأسروا فرات بْن حيان، فأتوا به رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، فلم يقتله، فمر بحليف لَهُ من الأنصار، فَقَالَ: إني مُسْلِم. فَقَالَ الْأَنْصَارِيّ: يا رسول الله، إنه يقول «إنه
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 2089: 3/ 1268.
هذا وقد مضى الحديث في ترجمة ابنه «بشير بن فديك» ، ينظر الترجمة 470: 1/ 234، 235.
[2] كذا في المطبوعة، ومثله في مخطوطة الدار «111» مصطلح، ولم نجد عديا، والّذي مضى ترجمة حبيب بن فديك أو فويك، بالواو. ينظر الترجمة 1063: 1/ 447.
[3] في المطبوعة: «عجل بن نحيم بن صعب» ، أما «نحيم» فلا نشك في أنه خطأ في المطبوعة، وأما صعب فوهم من ابن الأثير تبع فيه أبا عمر، ففي الاستيعاب: «لجيم بن سعد» . وقد نبه على هذا الوهم الحافظ في الإصابة 3/ 195، قال: «ووقع في سياق نسبه عند أبى عمر «سعد» بدل صعب «» ، وهو وهم» . هذا وينضر جمهرة أنساب العرب لابن حزم: 291.
[4] ذكرهم ابن الأثير في ترجمة عمر بن تغلب العبديّ، ينضر الترجمة 3873: 4/ 201.(4/51)
مُسْلِم» ، فَقَالَ: إن فيكم رجالًا نكلهم إِلَى إيمانهم، منهم: فرات بْن حيان. وأطلقه، ولم يزل يغزو مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ إِلَى أن توفي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ، فانتقل إِلَى مكَّة، فنزلها، وكان عقبة بها.
ولما أسلم حسن إسلامه، وفقه فِي الدين، وكرم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ حتَّى إنه أقطعه أرضًا باليمامة تغل أربعة آلاف، وسيره النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ إِلَى ثمامة بْن أثال [1] فِي قتل مسيلمة وقتاله.
روى فرات بْن حيان أن النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ قَالَ عَنْ حنظلة بْن الربيع التميمي: بمثل هَذَا فائتموا، أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الوهاب بن علي بإسناده إلى أبي داود السِّجِسْتَانِيِّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُحَبَّبٍ أَبُو هَمَّامٍ الدَّلالُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ ابن مُضَرِّبٍ، عَنْ فُرَاتِ بْنِ حَيَّانَ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ مِنْكُمْ رِجَالا نَكِلُهُمْ إِلَى إِيمَانِهِمْ، مِنْهُمْ:
فُرَاتُ بْنُ حَيَّانَ ... » وَفِي الْحَدِيثِ قِصَّةٌ [2] .
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
محبب: بفتح الحاء المهملة، وتشديد الباء الموحدة وفتحها، وآخره باء ثانية.
4200- فرات النجراني
(ب د ع) فرات النجراني.
نسبه هكذا ابن منده وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو عمر: فرات بْن ثعلبة البهراني، شامي. وهو أصح [3] .
أدرك النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، ولا تصح لَهُ صحبة.
رَوَى مُحَمَّد بْن حَرْبٍ، عَنِ الزُّبَيْدِيِّ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ فُرَاتٍ النَّجْرَانِيِّ: أَنَّ رَجُلا قَالَ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَهْلِ النَّارِ؟ قَالَ: لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْ عَظِيمٍ ... وَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
وروى عَنْ فرات عَنْ أَبِي عَامِر الْأَشْعَرِي، عَنِ النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ.
أَخْرَجَهُ الثلاثة، وقَالَ أَبُو نعيم: أَخْرَجَهُ بعض المتأخرين عَنْ فرات النجراني، ولا يصح وَإِنما هُوَ فرات بْن ثعلبة البهراني. حمصي تابعي.
__________
[1] تقدمت ترجمته برقم 619: 1/ 294، 295.
[2] سنن أبى داود، كتاب الجهاد، باب «في الجاسوس الذمي» ، الحديث 2652: 3/ 48. وأخرجه الإمام أحمد في مسندة: 4/ 336.
[3] الاستيعاب، الترجمة 2069: 3/ 1257.(4/52)
وقَالَ أَبُو عُمَر: فرات بْن ثعلبة البهراني، شامي، قَالَ بعضهم [1] : لَهُ صحبة، وقَالَ بعضهم: حديثه مرسل، روى عَنْهُ ضمرة والمهاجر ابنا حبيب، وسليم بْن عَامِر الخبائري، [2] والله أعلم.
4201- فراس بن حابس
(ب س) فراس آخره سين- هُوَ: فراس بْن حابس.
قَالَ أَبُو عُمَر: أظنه من بني العنبر، قدم عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فِي وفد بني [3] تميم.
وقَالَ أَبُو مُوسَى: فراس بْن حابس التميمي، لَهُ صحبة، أورده جَعْفَر، فإن كَانَ أخا للأقرع فقد تقدم نسبه عند ذكر أخيه. وَقَدْ ذكره ابْن إِسْحَاق فِي وفد بني تميم.
أَنْبَأَنَا أبو جعفر عبيد الله بن أحمد بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قَالَ:
حَدَّثَنِي عُبَيْدَةُ التَّمِيمِيُّ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّم عُيَيْنَةَ بْنِ حِصْنِ بْنِ حُذَيْفَةَ فِي سريّة إلى إِلَى بَنِي الْعَنْبَرِ، فَأَصَابَ مِنْهُمْ رِجَالا وَنِسَاءً، فَخَرَجَ فِيهِمْ رِجَالٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، حَتَّى قدموا عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ فِيهِمْ: الأَقْرَعُ وَفِرَاسُ ابْنَا حَابِسٍ [4] ... وَذَكَرَ الْقِصَّةَ.
فبان بهذا أَنَّهُ أخو الأقرع بْن حابس.
أخرجه أبو عمر، وأبو موسى.
4202- فراس عم صفية
(س) فراس عم [5] صفية بِنْت بحرة.
قَالَتْ صفية: استوهب عمي فراس من النَّبِيّ [6] صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ قصعة رآه يأكل فيها، فأعطاه إياها- قَالَتْ: فكان عُمَر إِذَا جاء إلينا قَالَ: أخرجوا إِلَى قصعة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلّم فنخرجها فيملؤها من ماء زمزم، فيشرب وينضح عَلَى وجهه- قَالَتْ: فدخل علينا سارق فسرقها، فقدم عُمَر فطلبها، فأخبرناه أنها سرقت، فَقَالَ: للَّه أَبُوهُ!. فما سمعته سبه ولا لعنه.
أَخْرَجَهُ أَبُو موسى.
__________
[1] قوله: «قال بعضهم: له صحبة» . ساقط من طبعة الاستيعاب التي بين أيدينا.
[2] في المطبوعة: «الجبائرى» ، بالجيم ... ، وهو خطأ، والصواب عن الاستيعاب، والخلاصة.
[3] الاستيعاب، الترجمة 2090: 3/ 1268.
[4] سيرة ابن هشام في خبر غزوة عيينة بن حصن بنى العنبر: 2/ 621، 622.
[5] كذا ضبطت في المشتبه للذهبى: 501.
[6] مضت هذه القصة في ترجمة خداس بن أبى خداش، الترجمة رقم 1421: 2/ 123.(4/53)
4203- فراس بن عمرو الليثي
(د ع) فراس بْن عَمْرو الليثي.
لَهُ رؤية، ولأبيه صحبة. [1] .
روى أَبُو الطفيل أن رجلًا من ليث، يُقال لَهُ «فراس بْن عمرو» أصابه صداع شديد، فذهب به أبوه إلى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، فشكى إليه الصداع الَّذِي بِهِ فدعا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ فراسًا فأجلسه بين يديه، فأخذ جلدة ما بين عينيه، فمدها، فنبت فِي موضع أصابع رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ شعرة، فذهب عَنْهُ الصداع.
أَخْرَجَهُ ابْن مندة، وأبو نعيم.
4204- فراس بن النضر القرشي
(ب س) فراس بْن النضر بْن الحارث بْن علقمة بْن كلدة بْن عَبْد مناف بن عبد الدار ابن قصي بْن كلاب بْن مرة الْقُرَشِيّ العبدري.
هاجر إِلَى أرض الحبشة [2] ذكره ابْن إِسْحَاق ولم يذكره ابْن عقبة، وقتل فراس يَوْم اليرموك شهيدًا.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر [3] وَأَبُو مُوسَى إلا أن أبا مُوسَى قدم «كلدة» عَلَى «علقمة» وَأَبُو عُمَر نسبه كما ذكرناه، ووافقه ابْن الكلبي، وابن حبيب، وابن ماكولا، ومثلهم قال الزبير بن بكار [4]
4205- الفراسى
(ب د ع) الفراسي، من بني فراس بْن مَالِك بْن كنانة، حديثه عند أهل مصر.
أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ سُكَيْنَةَ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ قال: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ سَوَادَةَ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ مَخْشِيٍّ، عَنِ ابْنِ الْفِرَاسِيِّ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «أَسْأَلُ النَّاسَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: لا، فَإِنْ كُنْتَ لا بُدَّ سَائِلا، فَاسْأَلِ الصالحين» [5] . أخرجه الثلاثة.
__________
[1] مضت ترجمة أبيه برقم 3999: 4/ 261.
[2] سيرة ابن هشام: 2/ 363.
[3] الاستيعاب، الترجمة 2091: 3/ 1268.
[4] ينظر كتاب نسب قريش لمصعب عم الزبير: 255.
[5] سنن أبى داود، كتاب الزكاة، باب «في الاستعفاف، الحديث، 1646: 2/ 122. ورواه الإمام أحمد في مسندة: 4/ 334.(4/54)
4206- الفرزدق
(من) الفرزدق.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى وقَالَ: أورده أَبُو بَكْر بْن أَبِي عليّ، وروى عَنِ الْحَسَن، عن صعصعة، ابن معاوية، عَنِ الفرزدق: أَنَّهُ أتى النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وآله وسلم فقرأ عليه: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ. وَمن يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ 99: 7- 8 [1] ، قَالَ: حسبي. قَالَ أَبُو مُوسَى: وهذا وهم، ولعله أراد صعصعة بْن معاوية عم الفرزدق.
قلت: كذا قَالَ أَبُو مُوسَى: «صعصعة بْن معاوية عم الفرزدق» ، فعلى هَذَا يكون «معاوية» جد الفرزدق، وليس كذلك، إنَّما هُوَ الفرزدق، واسمه همام [2] بْن غالب بْن صعصعة بْن ناجية ليس، فِي نسبه معاوية، وَإِنما لو قال: إن صعصعة بْن ناجية قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ، فسمعه يقرأ الآية، لكان مصيبًا. وَإِنما تبع أَبُو مُوسَى فِي هَذَا أبا عَبْد اللَّه بْنُ منده، فإنه ذكر فِي صعصعة أَنَّهُ عم الفرزدق، وذكرنا أَنَّهُ [3] وهم، والله أعلم.
4207- فرقد العجليّ
(ب) فرقد العجلي الربعي وَيُقَال: التميمي العنبري.
يذكر فِي الصحابة، ذهبت بِهِ أمه إِلَى النبي صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، وكانت لَهُ ذوائب، فمسح بيده عَلَيْهِ وبرك ودعا لَهُ. قاله أَبُو عُمَر [4] .
وقَالَ ابْن منده. فرقد لَهُ صحبة، وروى بِإِسْنَادِهِ عَنْ دهماء بِنْت سهل [5] بْن ملاس بْن فرقد، عَنْ أبيها، عَنْ جدها فرقد: أن النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ مسح يده عَلَيْهِ، وذكره أَبُو نعيم محيلا به على ابن مندة.
4208- فرقد
(ب د ع) فرقد.
أكل عَلَى مائدة النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم.
__________
[1] سورة الزلزلة، آية: 7، 8.
[2] معجم الشعراء للمرزباني: 465.
[3] تقدمت ترجمة صعصعة برقم 2505: 3/ 22.
[4] الاستيعاب، الترجمة 2071: 3/ 1259. وقد ترجم له ابن أبى حاتم في الجرح: 3/ 2/ 81، ونسبه فقال:
«فرقد بن حذمر العنبري» ، وذكر الحديث.
[5] في الإصابة: «بنت شهد» .(4/55)
روى مُحَمَّد بْن سلام عَنِ الْحَسَن [1] بْن مهران قَالَ: رَأَيْت فرقدًا صاحب النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، وأكلت معه، وكان قَدْ أكل عَلَى مائدة النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ.
أَخْرَجَهُ الثلاثة [2] ، إلا أن أبا نعيم قَالَ: ذكره بعض المتأخرين، ووهم فِي كلامه.
4209- فروة الأسلمي
(س) فروة، قيل: هُوَ اسم أَبِي تميم الأسلمي، قيل: هُوَ جد بريدة بْن سُفْيَان بْن فروة، وكان غلامه مَسْعُود هُوَ الَّذِي بعثه مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، ذكر فِي مَسْعُود.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
4210- فروة الجهنيّ
(ب د ع) فروة الجهني.
شامي، لَهُ صحبة. روى عَنْهُ بشير مَوْلَى معاوية: أَنَّهُ سمعه فِي عشرة من الصحابة يقولون إِذَا رأوا الهلال: اللَّهمّ، اجعل شهرنا الماضي خير شهر وخير عاقبة، وأدخل علينا شهرنا هَذَا بالسلامة واليمن والإيمان والعافية والرزق الْحَسَن.
أَخْرَجَهُ الثلاثة [3] ، إلا أن ابْن منده وأبا نعيم لم ينسباه، وقالا: فروة، وله صحبة، ذكره الْبُخَارِيّ فِي الصحابة.
4211- فروة بن خراش الأزدي
(س) فروة بْن خراش الْأَزْدِيّ.
روى عَنْهُ أَبُو لبيد أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ يَقُولُ: «أهل اليمن أرق أفئدة، وهم أنصار دين اللَّه، وهم الَّذِينَ يحبهم اللَّه ويحبونه» .
أخرجه أبو موسى.
4212- فروة بن عامر الحذامى
(ب د ع) فروة بْن عَامِر، وقيل: فروة بْن عَمْرو، وقيل: فروة بْن نفاثة، وقيل: ابْن نباتة، وقيل: ابْن نعامة الجذامي.
__________
[1] في المطبوعة: «الحسين بن مهران» ومثله في مخطوطة الدار. والصواب عن ترجمته في الجرح والتعديل لابن أبى حاتم:
1/ 2/ 37.
[2] الاستيعاب، الترجمة 2072: 3/ 1259.
[3] الاستيعاب، الترجمة 2079: 3/ 1262، وقد قال الحافظ في الإصابة، الترجمة 7042/ 3/ 210: «وقد رد أبو عمر على نفسه في الكنى فقال: أبو فروة الجهنيّ. روى عنه بشير مولى معاوية، ومن قال فيه فروة فقد أخطأ. وهو كما قال في الكنى، واسمه حدير» .
هذا وينظر الاستيعاب، الترجمة 3121: 4/ 1728. وقد مضت ترجمة «حدير» في أسد الغابة، وبرقم 1106: 1/ 465.(4/56)
أهدى إلى النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ بغلته البيضاء، سكن عمان الشام.
أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَر بْن أَحْمَد بِإِسْنَادِهِ، عَنْ يونس بْن بكير، عَنِ ابْنِ إِسْحَاق قَالَ: وبعث فروة بْن عَمْرو بْن الناقدة [1] الجذامي النفاثي إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ رسولًا بإسلامه. وأهدى لَهُ بغلة بيضاء، وكان فروة عاملًا للروم عَلَى من يليهم من العرب، وكان منزله «معان» وما حولها من أرض الشام. فلما بلغ الروم ذَلِكَ من إسلامه، طلبوه حتَّى أخذوه، فحبسوه عندهم، فلما اجتمعت [2] الروم لصلبه عَلَى ماء لهم يُقال لَهُ «عفراء» [3] بفلسطين قَالَ:
ألا هَلْ أتى سلمى بأن حليلها ... عَلَى ماء عفرا فوق إحدى الرواحل
عَلَى ناقة لم يضرب الفحل أمّها ... مشذّتة أطرافها بالمناجل
قَالَ ابْن إِسْحَاق: زعم الزُّهْرِيّ أنهم لما قدموا ليقتلوه، قَالَ:
بلغ سراة المسلمين بأنني ... سلم لربي أعظمى وبنانى [4]
أخرجه الثلاثة.
4213- فروة بن عمرو الأنصاري
(ب د ع) فروة بْن عَمْرو بْن ودقة بْن عُبَيْد بْن عَامِر بْن بياضة الْأَنْصَارِيّ البياضي.
شهد العقبة، وبدرًا وما بعدهما من المشاهد مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ. وآخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ بينه وبين عَبْد اللَّه بْن مخرمة العامري.
حديثه عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلّم: «لا يجهر بعضكم عَلَى بعض بالقرآن» . [5] رَوَاهُ مَالِك فِي الموطأ، عَنْ يَحيى بْن سَعِيد، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيم التيمي، عَنْ أَبِي حازم التمار، عن البياضي، ولم يسمه مَالِك فِي الموطأ. وكان ابْن وضاح وابن مزين يقولان: إنَّما سكت مَالِك عَنِ اسمه لأنَّه كَانَ ممن أعان عَلَى قتل عثمان.
قَالَ أَبُو عُمَر: هَذَا لا يعرف، ولا وجه لما قالا [6] .
__________
[1] كذا في الاستيعاب، وفي سيرة ابن هشام: «فروة بن عمرو النافرة» وفي السيرة على الروض الأنف 2/ 346 «عمرو بن النافرة» ، بالراء.
[2] في السيرة: «فلما أجمعت ... » .
[3] في المطبوعة: «عفرا» ، بالقصر. والمثبت عن سيرة ابن هشام، ومراصد الاطلاع 946، وفي شرح المواهب للزرقاف: «عفراء» ، بفتح العين، وسكون الفاء، وألف بعدها همزة، فيكون ممدودا وقصره في الشعر ضرورة» .
[4] الخبر والشعر في سيرة ابن هشام: 2/ 591، 592.
[5] مسند الإمام أحمد: 4/ 344.
[6] الاستيعاب، الترجمة 2074: 3/ 1259، 1260.(4/57)
وكان النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم يبعثه يخرص [1] عَلَى أهل المدينة ثمارهم، فإذا دخل الحائط حسب ما فيه من الافناء، ثُمَّ ضرب بعضها عَلَى بعض، عَلَى ما يرى فيها، فلا يخطئ.
أخرجه الثلاثة.
4214- فروة بن قيس أبو مخارق
(س) فروة بْن قيس أَبُو مخارق.
أورده أَبُو الْقَاسِم بْن أَبِي عَبْد اللَّه فِي كتاب العمر.
روى أَبُو أمامة الباهلي، عَنْ فروة بْن قيس أَبِي مخارق قَالَ: سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ قَالَ: «لا يكتب عَلَى ابْن آدم ذنب أربعين سنة إِذَا كَانَ مسلمًا، ثُمَّ تلا: (حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سنة) [2] .
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى قَالَ: هَذَا إسناد لا يثبت بِهِ حجة، وليس فِي الآية دليل. وَقَدْ رَوَاهُ أَبُو أمامة، عَنْ قيس بْن قارب بلفظ آخر، ويرد ذكره فِي موضعه، إن شاء الله تعالى.
4215- فروة بن قيس
(د ع) فروة بْن قيس.
أدرك النَّبِيّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، ولا يعرف لَهُ رؤية.
رَوَى الْفَضْلُ بْنُ شَبِيبٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ عَدِيٍّ الْكِنْدِيِّ، عَنْ جَدِّهِ فَرْوَةَ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: زَوَّجْتُ غُلامًا لِي جَارِيَةً فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَوَلَدَتْ غُلامًا، فَخَاصَمَهُ إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ أَبُو الْغُلامِ:
تَزَوَّجْتُ أُمَّهُ رِشْدَةً، حَتَّى بَلَغَ ثُمَّ ادَّعَى إِلَى سَيِّدِي! فَقَالَ عُمَرُ: الْوَلَدُ للفراش، ثم قال: يا أيها النَّاسُ، لا تَنْتَفُوا مِنْ آبَائِكُمْ. فَإِنَّهُ كُفْرٌ.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو نعيم: ليس فِي محاكمته إِلَى عُمَر ما يوجب لَهُ صحبة لرسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وسلّم.
4216- فروة بن مالك الأشجعي
(ب س) فروة بْن مَالِك الأشجعي.
روى عَنْهُ أَبُو إِسْحَاقَ السبيعي، وهلال بْن يساف، وشريك بن طارق.
__________
[1] أي: يقدر، والخرص: التقدير.
[2] سورة الأحقاف، آية: 15.(4/58)
وقيل فيه: فروة بن نوفل.
وهو من الخوارج، خرج عَلَى المغيرة بْن شُعْبَة فِي صدر خلافة معاوية مَعَ المستورد، فبعث إليهم المغيرة خيلًا.
وقيل فِيهِ أيضًا: فروة بْن معقل الأشجعي، وهو من الخوارج أيضًا، إلا أَنَّهُ اعتزلهم فِي النهروان.
فإن كَانَ فروة بْن نوفل الأشجعي، فلا صحبة لَهُ ولا رؤية، إنَّما يروي عَنْ أَبِيهِ، وعن عَائِشَة.
أنبأنا أبو الفضل بن أبي الحسن بإسناده عَنْ أَبِي يَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ أَبُو بَحْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ نَوْفَلٍ قَالَ: أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ فَقَالَ لِي رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: مَا جَاءَ بِكَ؟ قُلْتُ: جِئْتُ لِتُعَلِّمَنِي كَلِمَاتٍ إِذَا أَخَذْتُ مَضْجَعِي.
قَالَ: اقْرَأْ قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ 109: 1، فَإِنَّهَا بَرَاءَةٌ مِنَ الشِّرْكِ.
ورواه الثوري، عَنْ أَبِي إِسْحَاق، عَنْ فروة، عَنْ أَبِيهِ. أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى، إلا أن أبا موسى قال: فروة بن نوفل.
4217- فروة بن مجالد
(ب) فروة بْن مجالد.
مَوْلَى اللخميين من أهل فلسطين، روى عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ وأكثرهم يجعل حديثه مرسلًا.
روى عَنْهُ حسان بْن عطية.
وكان فروة هَذَا يعدونه من الأبدال [1] ، مستجاب الدعوة.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر.
4218- فروة بن مسيك
(ب د ع) فروة بْن مسيك، وقيل: مسيكة، ومسيك أكثر، وهو ابْن الحارث بْن سلمة ابن الحارث بْن ذويد بْن مَالِك بْن منبه بْن غطيف بْن عَبْد اللَّه بْن ناجية بْن مراد.
وقيل: سَلَمة بْن الحارث بْن كريب بْن مَالِك.
وقَالَ الدارقطني وابن ماكولا: ذويد، بالذال المضمومة المعجمة، ثُمَّ واو، وياء، وآخره دال مهملة.
__________
[1] الأبدال: الأولياء والعباد، سموا بذلك لأنهم كلما مات منهم واحد أبدل بآخر.(4/59)
وهو مرادي غطيفي، أصله من اليمن، قدم على رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ سنة عشر. فأسلم، فبعثه عَلَى مراد وزبيد ومذحج.
أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بن أحمد بإسناده إلى يونس بن بكير، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ:
وَقَدِمَ عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ فَرْوَةُ بْنُ مُسَيْكٍ الْمُرَادِيُّ، مُفَارِقًا لِمُلُوكِ كِنْدَةَ، مُبَاعِدًا لَهُمْ. وَقَدْ كَانَ قُبَيْلَ الإِسْلامِ بَيْنَ هَمْدَانَ وَمُرَادَ وَقْعَةٌ أَصَابَتْ فِيهَا هَمْدَانُ مِنْ مُرَادٍ مَا أَرَادُوا، حَتَّى أَثْخَنُوهُمْ فِي يَوْمٍ يُقَالُ لَهُ «يَوْمُ الرَّدْمِ» ، وَكَانَ الَّذِي سَارَ إِلَى مُرَادٍ مِنْ هَمْدَانَ الأَجْدَعُ بْنُ مَالِكٍ، فَفَضَحَهُمْ يَوْمَئِذٍ، وَفِي ذَلِكَ يَقُولُ فَرْوَةُ بْنُ مُسَيْكٍ:
فَإِنْ نَغْلِبْ فَغَلابُونَ قِدْمًا ... وَإِنْ نُهْزَمْ فَغَيْرُ مُهَزَّمِينَا [1]
وَمَا إِنْ طِبْنَا [2] جُبْنٌ وَلَكِنْ ... مَنَايَانَا وَدَوْلَةُ آخِرِينَا
كَذَاكَ الدَّهْرِ دَوْلَتُهُ سِجَالٌ ... تَكُرُّ صُرُوفُهُ حِينًا فَحِينَا [3]
وَهُوَ أَكْثَرُ مِنْ هَذَا.
قَالَ ابْنُ إِسْحَاق: وَلَمَّا تَوَجَّهَ فَرْوَةُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَالَ:
لَمَّا رَأَيْتُ مُلُوكَ كِنْدَةَ أَعْرَضُوا ... كَالرَّجُلِ خَانَ الرَّجُلَ عِرْقُ نِسَائِهَا [4]
يَمَّمْتُ [5] رَاحِلَتِي أَؤُمُّ مُحَمَّدًا ... أَرْجُو فَوَاضِلَهَا وَحُسْنَ ثَرَائِهَا [6]
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ فِيمَا بَلَغَنَا: يَا فَرْوَةُ، هَلْ سَاءَكَ مَا أَصَابَ قَوْمُكَ يَوْمَ الرَّدْمِ؟ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَنْ ذَا الَّذِي يُصِيبُ [7] قَوْمُهُ مَا أَصَابَ قَوْمِي «يَوْمَ الرَّدْمِ» ولا يسوؤه! فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: أَمَا إِنَّ ذَلِكَ لَمْ يُزِدْ قَوْمَكَ في الإسلام إلا خيرا.
__________
[1] رواية سيرة ابن هشام:
وإن تغلب فغير مغلبينا
[2] في المطبوعة: «ظننا» . وهو خطأ، والمثبت عن السيرة: والطب: العادة.
[3] سجال: تارة للإنسان، وتارة عليه.
[4] النسا: عرق مستبطن في الفخذ. وهو مقصور، ومد هنا للشعر.
[5] في السيرة: «قربت رحلي» .
[6] قال ابن هشام في السيرة: أنشدنى أبو عبيدة:
أرجو فواضلها وحسن ثنائها.
[7] في السيرة: «من ذا يصيب قومه مثل ما أصاب قومي يوم الردم لا يسوزه ذلك؟» .(4/60)
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ وَغَيْرُهُ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَكَمِ النخعي قال: حدثني أبو سيرة النَّخَعِيُّ عَنْ فَرْوَةَ بْنِ مُسَيْكٍ الْمُرَادِيِّ قَالَ: أتيت النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلا أُقَاتِلُ مَنْ أَدْبَرَ [1] مِنْ قَوْمِي بِمَنْ أَقْبَلَ مِنْهُمْ؟ فَأَذِنَ لِي فِي قِتَالِهِمْ، وَأَمَرَنِي، فَلَمَّا خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ سَأَلَ عَنِّي: مَا فَعَلَ الْغُطَيْفِيُّ؟ فَأُخْبِرَ أَنِّي قَدْ سِرْتُ، فَأَرْسَلَ فِي أَثَرِي فَرَدَّنِي، فَأَتَيْتُ وَهُوَ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: ادْعُ الْقَوْمَ، فَمَنْ أَسْلَمَ مِنْهُمْ فَأَقْبَلَ مِنْهُ، وَمَنْ لَمْ يُسْلِمْ فَلا تَعْجَلْ [2] حَتَّى أُحَدِّثَ إِلَيْكَ [3] ، وَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، سَبَأٌ أَرْضٌ أَوِ امْرَأَةٌ؟ قَالَ: لَيْسَ بِأَرْضٍ وَلا امْرَأَةٍ، وَلَكِنَّهُ رَجُلٌ وَلَدَ عَشَرَةً مِنَ الْوَلَدِ [4] فَتَيَامَنَ سِتَّةً وَتَشَاءَمَ أَرْبَعَةً [5] ، فَأَمَّا الَّذِينَ تَشَاءَمُوا فَلَخْمٌ، وَجُذَامُ، وَغَسَّانُ، وَعَامِلَةُ. وَأَمَّا الَّذِينَ تَيَامَنُوا، فَالأَزْدُ وَالأَشْعَرُونَ، وَحِمْيَرُ وَكِنْدَةُ وَمَذْحِجُ وَأَنْمَارُ. فَقَالَ رَجُلٌ: وَمَا أَنْمَارُ؟ قَالَ: الَّذِينَ مِنْهُمْ خثعم وبجيلة [6] . أخرجه الثلاثة.
4219- فروة بن مسيكة
(س) فروة، بْن مسيكة.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى وقَالَ: فرق العسكري- يعني عليّ بْن سَعِيد- بينه وبين فروة بْن مسيك، وروى عَنْ مجالد، عَنْ عَامِر، عَنْ فروة بْن مسيكة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: أتذكر يومكم ويوم همدان؟ قَالَ: نعم، أفنى الأهل والعشيرة! قَالَ: أما إنه خير لمن بقي.
قَالَ: أورد هَذَا الحديث الطبراني من طرق فِي ترجمة «فروة بْن مسكين» وقَالَ فِيهِ أيضًا:
مسيكين. قلت: هَذَا فروة بْن مسيكة هُوَ والذي قبله واحد، والحديث الّذي روى عنه هو الّذي أخرجه
__________
[1] من أدبر: أي عن الإسلام.
[2] أي: بقتالهم، و «حتى أحدث إليك» ، أي: حتى آمرك بأمر جديد.
[3] بعده في الترمذي: «قال: وأنزل في سبإ ما أنزل» .
[4] في الترمذي: «عشرة من العرب» .
[5] لفظ الترمذي: «فتيامن منهم ستة، وتشاءم منهم أربعة» تيامنوا: أخذوا جهة اليمن، وتشاءموا: أخذوا جهة الشام.
[6] تحفة الأحوذي، تفسير سورة سبا، الحديث 3275: 9/ 88، 89. وقال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب» .
وقال الحافظ أبو العلى صاحب تحفة الأحوذي: «وأخرجه أحمد، وابن جرير، وابن أبى حاتم، وأخرجه أبو داود في كتاب الحروف والقراءات» .(4/61)
لَهُ ابْنُ منده، وَقَدْ قَالَ أَبُو عُمَر قيل فِيهِ: مسيكة [1] ، وأمَّا ما نقله عَنِ الطبراني، فيكون قَدْ انفرد بِهِ بعض المشايخ، وغلط فِيهِ. ولهذا يَقُولُ فِيهِ وفي أمثاله: انفرد به فلان.
4220- فروة بن النعمان
(ب س) فروة بْن النعمان بْن الحارث بْن النعمان الْأَنْصَارِيّ الخزرجي، من بني مَالِك بْن النجار قتل يَوْم اليمامة شهيدًا، وكان قَدْ شهد أحدًا وما بعدها من المشاهد.
أخرجه [2] أبو عمر، وأبو موسى.
4221- فروة
(د ع) فروة، غير منسوب.
لَهُ صحبة، روى حديثه معاوية بْن صالح، عَنْ أَبِي عَمْرو، عَنْ بشير، ذكره البخاري فِي الصحابة.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
4222- فضالة الأنصاري
(د س) فضالة الْأَنْصَارِيّ، ثُمَّ الظفري، جد إدريس [3] بْن مُحَمَّد بْن أنس بْن فضالة.
روى عَنْ أبيه، عَنْ جَدّه، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ حديثًا، قاله جَعْفَر.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى مختصرا.
4223- فضالة بن حارثة
(س) فضالة بْن حارثة، أخو أسماء بْن [4] حارثة.
لَهُ حديث رَوَاهُ عَبْد الرَّحْمَن بْن حرملة مختلف عَلَيْهِ فِيهِ.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى مختصرا.
4224- فضالة بن دينار الخزاعي
(س) فضالة بْن دينار الخزاعي.
أدرك النَّبِيّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، ذكره الْبُخَارِيّ، قاله جَعْفَر المستغفري.
أَخْرَجَهُ أبو موسى مختصرا.
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 2077: 3/ 1261.
[2] الاستيعاب، الترجمة 2078: 3/ 1262.
[3] قال الحافظ في الإصابة 3/ 201: وهذا خطأ لنا عن سقط في النسب، وإنما هو: إدريس بْن مُحَمَّدِ بْنِ يونس بْن مُحَمَّدِ بن أنس بن فضالة. حدثني جدي، وهو يونس، عن أبيه، وهو محمد بن انس، كما سيأتي في ترجمته على الصواب» هذا وينظر ترجمة محمد بن أنس فيما يأتى.
[4] تقدمت ترجمته برقم 123: 1/ 95.(4/62)
4225- فضالة، مَوْلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلّم
(ب س) فضالة، مَوْلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ من أهل اليمن.
ذكره جَعْفَر. وقَالَ فِي موضع: نزل الشام ذكره أَبُو بَكْر بْن حزم [1] فِي جملة موالي رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، قيل: إنه مات بالشام.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر وَأَبُو مُوسَى، قَالَ أَبُو عُمَر: لا أعرفه بغير ذلك [2] .
4226- فضالة بن عبيد الأنصاري
(ب د ع) فضالة بْن عُبَيْد بْن ناقد بْن قيس بْن صهيب بْن [3] الأصرم بْن جحجبي بْن كلفة بْن عوف بْن عمرو بْن عوف بْن مالك بْن الأوس الأنصاري الأوسي العمري، يكنى أبا مُحَمَّد.
أول مشاهده أحد، ثُمَّ شهد المشاهد كلها، وكان ممن بايع تحت الشجرة، وانتقل إِلَى الشام، وشهد فتح مصر، وسكن الشام، وولي القضاء بدمشق لمعاوية، استقضاه فِي خروجه إِلَى صفين، وقَالَ لَهُ: «لم أحبك بها، ولكن استترت بك من النار [4] » ثُمَّ أمره معاوية عَلَى جيش، فغزا الروم فِي البحر، وسبى بأرضهم.
روى عَنْهُ حنش الصنعاني، وعمرو بْن مَالِك الجنبي [5] ، وعبد الرَّحْمَن بْن جُبَيْر، وابن محيريز، وغيرهم.
أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَقِيهُ وَغَيْرُهُ قَالُوا بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى الترمذي: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ أَبِي شُجَاعٍ سَعِيدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ حَنَشٍ الصَّنْعَانِيِّ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ: اشْتَرَيْتُ قِلادَةً يَوْمَ خَيْبَرَ بِاثْنَيْ عَشَرَ دِينَارًا، فِيهَا ذَهَبٌ وَخَرَزٌ، فَفَصَلْتُهَا [6] فَوَجَدْتُ فِيهَا أَكْثَرَ مِنَ اثْنَيْ عَشَرَ دِينَارًا، فَذَكَرْتُ ذلك للنّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، فقال: لاتباع [7] حتى تفصّل [8] .
__________
[1] في المطبوعة: «أبو بكر بن جرير» والمثبت عن الإصابة 3/ 202.
[2] الاستيعاب، الترجمة 2084: 3/ 1264.
[3] في الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 2/ 124: «صهبية» .
[4] بعده في الاستيعاب، الترجمة 2080/ 3/ 1263: «فاستر» .
[5] في المطبوعة: «الحينى» . والصواب عن الخلاصة، وهو نسبة إلى «جنب» ، بفتح الجيم، قبيلة باليمن.
[6] فصلتها: أي ميزت ذهبها وخرزها.
[7] أي: لاتباع القلادة بعد هذا، وهذا أسلوب نفى بمعنى النهى.
[8] تحفة الأحوذي، أبواب البيوع، باب «ما جاء في شراء قلادة وفيها ذهب وخرز» ، الحديث 1273: 4/ 465، وقال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وغيرهم، لم يروا أن يباع السيف محل، أو منطقة مفضضة، أو مثل هذا، بدراهم حتى يميز ويفصل. وهو قول ابن المبارك، والشافعيّ، وأحمد، وإسحاق» .
وقال الحافظ أبو يعلى صاحب تحفة الأحوذي: «وأخرجه مسلم وأبو داود والنسائي» .(4/63)
وتوفي فضالة سنة ثلاث وخمسين، فِي خلافة معاوية. وقيل: توفي سنة تسع وستين، فحمل معاوية سريره، وقَالَ لابنه عَبْد اللَّه. أعني يا بني، فإنك لا تحمل بعده مثله! وكان موته بدمشق، وبقي لَهُ بها عقب.
أخرجه الثلاثة.
4227- فضالة الليثي
(ب د ع) فضالة الليثي. اختلف فِي اسم أَبِيهِ، فقيل: فضالة بْن عَبْد اللَّه، وقيل: فضالة ابن وهب بْن بحرة بْن بحيرة [1] بْن مَالِك بْن عَامِر، من بني ليث بْن بَكْر بْن عَبْد مناة الليثي، وقيل: فضالة بْن عمير بْن الملوح الليثي.
وهو القائل فِي كسر الأصنام يَوْم فتح مكَّة:
لو ما رَأَيْت محمدًا وجنوده ... بالفتح يَوْم تكسر الأصنام
لرأيت نور اللَّه أصبح بينًا ... والشرك يغشى وجهه الإظلام [2]
وقيل: إنها الغيرة [3] .
وقَالَ أَبُو نعيم: فضالة الليثي، يعرف بالزهراني أَبُو عَبْد اللَّه، غير منسوب. روى عَنْهُ ابنه عَبْد اللَّه.
أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي الرَّجَاءِ إِجَازَةً بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أبى حرب ابن أبى الأسود، عن عبد الله ابن فَضَالَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: عَلَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، وَكَانَ فِيمَا عَلَّمَنِي: «حَافِظْ عَلَى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ هَذِهِ ساعات لي فيها أشغال، فمرني بِأَمْرٍ جَامِعٍ إِذَا فَعَلْتُهُ أَجْزَأَ عَنِّي. فَقَالَ: حَافِظْ، عَلَى الْعَصْرَيْنِ. فَقُلْتُ: وَمَا الْعَصْرَانِ؟ قَالَ: صَلاةٌ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَصَلاةٌ قَبْلَ غُرُوبِهَا» [4] . قاله ابن مندة، وأبو نعيم.
__________
[1] في الاستيعاب، الترجمة 2083/ 3/ 1263: «بحرة بن يحيى، وفي الإصابة، الترجمة 7002/ 3/ 202، «بجرة بن بجيرة» .
[2] البيتان في سيرة ابن هشام: 2/ 417، مع خلاف يسير.
[3] تقدم البيتان في ترجمة راشد بن حفص، ينظر الترجمة 1569: 2/ 188.
[4] أخرجه الإمام أحمد بنحوه، عن سريج بن النعمان، عن هيثم، عن داود باسناده، المسند: 4/ 244.(4/64)
وقَالَ أَبُو عُمَر وَقَدْ نسبه أول الترجمة- كما ذكرناه أول الترجمة-، وقَالَ بعضهم:
«الزهراني» ، وأخطأ فِيهِ، الزهراني غير الليثي، الزهراني تابعي، يعد فضالة الليثي فِي أهل البصرة، حديثه عن النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لَهُ «حافظ عَلَى العصرين» روى عنه ابنه عبد الله [1] .
4228- فضالة بن هلال المزني
(ب) فضالة بْن هلال المزني، مذكور فيمن روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، ذكره عليّ بْن عُمَر [2] .
أَخْرَجَهُ أَبُو عمر مختصرا [3] .
4229- فضالة بن هند الأسلمي
(ب د ع) فضالة بْن هند الأسلمي.
يعد فِي أهل المدينة، روى حديثه عَبْد اللَّه بْن عَامِر الأسلمي، عَنْ فضالة قَالَ: أَرْسَلَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ أسماء بْن حارثة إِلَى قومه أسلم. وقَالَ: اذهب إِلَى قومك ومرهم بصيام هَذَا اليوم يَوْم عاشوراء.
قَالَ أَبُو نعيم: أخطأ فِيهِ عَبْد اللَّه بْن عَامِر، وصوابه ما رَوَاهُ حاتم بْن إِسْمَاعِيل ووهب، عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن حرملة، عَنْ يَحيى بْن هند بْن حارثة، وهند هُوَ أخو أسماء بْن حارثة، ويحيى ابن هند روى عَنْ أسماء نحوه [4] . أَخْرَجَهُ الثلاثة [5] .
4230- الفضل بن ظالم
الفضل بْن ظالم بْن خزيمة.
قَالَ ابْن الكلبي: وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلّم.
ذكره ابن الدباغ [6] .
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 2083: 3/ 1264.
[2] على بن عمر هو الدار قطنى.
[3] الاستيعاب، الترجمة 2081: 3/ 1263.
[4] أخرجه عبد الله بن الإمام أحمد عن المقدمي، عن أبى معشر، عن ابن حرملة باسناده نحوه، المسند: 4/ 28.
وينظر ترجمة أسماء فيما تقدم: 1/ 95.
[5] الاستيعاب، الترجمة 2082: 3/ 1263.
[6] قال الحافظ في الإصابة، الترجمة 7004/ 3/ 203: «كذا ذكره الرشاطى» وذكره ابن فتحون في القاف وسيأتي يعنى في ترجمة «فضيل بن ظالم» ، وهي برقم 7114/ 3/ 2027.(4/65)
4231- الفضل بن العباس القرشي
(ب د ع) الفضل بْن الْعَبَّاس بْن عبد المطلب بْن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي. وهو ابن عم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ، يكنى أبا عَبْد اللَّهِ، وقيل: أَبُو مُحَمَّد. وأمه أم الفضل لبابة بِنْت الحارث بْن حزن الهلالية، أخت ميمونة بِنْت الحارث زوج النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ وهو أكبر ولد الْعَبَّاس وبه كَانَ الْعَبَّاس، يكنى.
غزا مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ الفتح، وحنينًا، وثبت معه حين انهزم النَّاس، وشهد معه حجة الوداع، وكان رديفه يومئذ. وكان من أجمل النَّاس، وروى عَنْ النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ وَإِبْرَاهِيمُ وَغَيْرُهُمَا بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أبي عيسى الترمذي: حدثنا محمد بن بشار، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أخيه الفضل ابن عَبَّاسٍ قَالَ: أَرْدَفَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ مِنْ جَمْعٍ [1] إِلَى مِنًى، فَلَمْ نَزَلْ نُلَبِّي حَتَّى رَمَى الْجَمْرَةَ [2] .
وشهد الفضل غسل النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، وكان يصب الماء عَلَى عليّ بْن أَبِي طَالِب.
وقتل يَوْم مرج الصفر، وقيل: يَوْم أجنادين، وكلاهما سنة ثلاث عشرة فِي قول، وقيل بل مات فِي طاعون عمواس سنة ثمان عشرة بالشام، وقيل بل استشهد يَوْم اليرموك سنة خمس عشرة، ولم يترك ولدًا إلا أم كلثوم، تزوجها الْحَسَن بْن عليّ ثُمَّ فارقها، فتزوجها أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِي.
أخرجه الثلاثة [3] .
4232- الفضل بن عبد الرحمن
(س) الفضل بْن عَبْد الرَّحْمَن الهاشمي.
روى السري بْن يَحيى، عَنْ حرملة بْن أسير- ابْن عم لَهُ- عَنِ الفضل بْن عَبْد الرحمن
__________
[1] جمع- بفتح فسكون: اسم للمزدلفة.
[2] تحفة الأحوذي، أبواب الحج، باب «ما جاء متى يقطع التلبية في الحج» ، الحديث 921: 3/ 695، وقال الترمذي:
«وفي الباب عن على، وابن مسعود، وابن عباس. حديث الفضل حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وغيرهم أن الحاج لا يقطع التلبية حتى يرمى الجمرة. وهو قول الشافعيّ وأحمد وإسحاق» .
وقال الحافظ أبو العلى صاحب تحفة الأحوذي معقبا على حديث الفضل، «أخرجه الجماعة» .
[3] الاستيعاب، الترجمة 2092: 3/ 1269.(4/66)
الهاشمي: أن النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ كَانَ يعتزي فِي الحرب، ويقول: أَنَا ابْن العواتك [1] . أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى وقال أورده الحافظ. أَبُو مَسْعُود وقَالَ: يتأمل.
قلت: هَذَا لا حاجة إِلَى تأمله! فإن بني هاشم لم يكن فيهم من يعاصر النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ اسمه عَبْد الرَّحْمَن ولا الفضل، إلا الفضل بن عباس [2] . والله أعلم.
4233- الفضل بن يحيى الأزدي
(د ع) الفضل بْن يَحيى بْن قيوم الْأَزْدِيّ.
اختلف فِي صحبته، وهو شامي، سكن فلسطين. روى حديثه عَبْد الجبار بْن يَحيى بْن الفضل قَالَ مُوسَى بْن سهل: الفضل الْأَزْدِيّ أَبُو يَحيى هُوَ ابْن قيوم. روى عَنْ أبيه، عَنْ جَدّه قيوم، هُوَ الَّذِي قدم عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ مَعَ أَبِي راشد، قاله ابْن منده.
وقَالَ أَبُو نعيم: هَذَا وهم مِنْهُ، فإن الفضل يروي عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدّه قيوم الّذي سماه النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ عَبْد القيوم- قَالَ: والذي استشهد بِهِ- يعني قول مُوسَى بْن سهل أَنَّهُ يروي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدّه- يشهد عَلَى وهمه، وَقَدْ ذكره فِي عبد القيوم عَلَى الصحة [3] .
أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
4234- فضيل بن عائذ
(س) فضيل، تصغير فضل، هُوَ: فضيل بْن عائذ، أَبُو الحسحاس.
ذكرناه فِي ترجمة ابنه الحسحاس [4] .
أخرجه أبو موسى مختصرا:
__________
[1] في النهاية لابن أثير: «أنا ابن العواتك من سليم» ، العواتك: جمع عاتكة، والعواتك: ثلاث نسوة كن من أمهات النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، إحداهن: عاتكة بنت هلال بن فألح بن ذكوان، وهي أم عبد مناف بن قصي، والثانية عاتكة بنت مرة بن هلال بن فألح بن ذكوان وهي أم هاشم بن عبد مناف والثالثة عاتكة بنت الأوقص بن مرة بن هلال، وهي أم وهب أبى آمنة أم النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، فالأولى من العواتك عمة الثانية والثانية عمة الثالثة. وبنو سليم تفخر بهذه الولادة» .
وقد ذكر ابن الأثير مفاخر أخر لسليم. ينظر النهاية: 3/ 180، مادة: «عتك» .
[2] قال الحافظ في الإصابة، الترجمة 7045/ 3/ 210، 211: «الفضل بن عبد الرحمن تابعي، أو من أتباع التابعين، ليست له ولا لأبيه صحبة، واسم جده العباس بْن ربيعة بْن الحارث بْن عبد المطلب. وهذا السند مرسل أو معضل، ومات الفضل هذا سنة تسع وعشرين ومائة» .
[3] تقدمت ترجمة عبد القيوم برقم 3421: 3/ 508.
[4] لم تتقدم له ترجمة: وقد ترجم للحسحاس الحافظ في الإصابة، برقم 1714: 1/ 327.(4/67)
4235- فضيل بن النعمان الأنصاري
(ب س) فضيل بْن النعمان الْأَنْصَارِيّ.
قتل يَوْم خيبر شهيدا أَخْبَرَنَا عُبَيْد اللَّه بْن أحمد بن عَليّ بإسناده عن يونس بن بكير، عَنِ ابْنِ إِسْحَاق، فيمن قتل يَوْم خيبر من الأنصار، ثُمَّ من بني سَلَمة: بشر بْن البراء بْن معرور، من الشاة التي سم فيها رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ، وفضيل بْن النعمان، رجلان [1] .
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى مختصرًا، وأخرجه أَبُو عُمَر فَقَالَ: الفضيل بْن النعمان الْأَنْصَارِيّ السلمي، من بني سَلَمة قتل بخيبر شهيدًا، ذكره ابْن إِسْحَاق. قَالَ مُحَمَّد بْن سعد: كذا وجدناه فِي غزوة خيبر، وطلبناه فِي نسب بني سَلَمة فلم نجده- قَالَ: ولا أحسبه إلا وهمًا، وَإِنما أراد الطفيل ابن النعمان بْن خنساء بْن سنان، والله أعلم [2] .
وأمَّا من نقله عَنِ ابْنِ إِسْحَاق فنقل الصحيح، فإن ابْن إِسْحَاق نقله فِي كتابه المغازي، رَوَاهُ عَنْهُ يونس وابن سَلَمة، وغيرهما، والله أعلم.
4236- الفلتان بن عاصم الجرمي
(ب د ع) الفلتان بْن عاصم الجرمي، وَيُقَال: المنقري، والأول أصح.
قَالَ خليفة: وممن روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ من جرم [بْن] ربان [3] بْن ثعلبة بن حلوان بن عمران ابن الحاف [4] بْن قضاعة: الفلتان بْن عاصم الجرمي، وهو خال كليب بْن شهاب الجرمي، والد عاصم بْن كليب، يعد فِي الكوفيين.
روى عاصم بْن كليب، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الفلتان بْن عاصم قَالَ: كُنَّا قعودًا عند النَّبِيّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، فرأى رجلًا يمشي فِي المسجد، فَقَالَ: فلان؟ قَالَ: لبيك يا رَسُول اللَّه. فَقَالَ له النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم:
__________
[1] سيرة ابن هشام 2/ 343.
[2] الاستيعاب، الترجمة 2094: 4/ 1270.
[3] في المطبوعة: «من جرم ريان» بإسقاط ابن، وويان بالياء المثناة من تحت. والمثبت عن المشتبه للذهبى: 328. وفي الاستيعاب «من جرم بن رياب» وينظر الجمهرة لابن حزم: 421.
[4] في المطبوعة: «عمران بن الحارث» ، وهو خطأ والمثبت عن الاستيعاب، الترجمة، 2095: 3/ 1270، وجمهرة أنساب العرب.(4/68)
أتشهد أنى رسول الله؟ قال: لا! قال: تقرأ التوراة؟ قَالَ: نعم: قَالَ: والإنجيل؟ قَالَ: نعم قَالَ:
ثم ناشده: هل تجدني في التوراة والإنجيل؟ قَالَ: سأحدثك، نجد مثل نعتك، يخرج من مخرجك، كُنَّا نرجو أن يكون فينا، فلما خرجت نظرنا فإذا أنت لست بِهِ. قال: من أين؟ قال:
تجد من أمته سبعين ألفًا يدخلون الجنة بغير حساب، وأنتم قليلون. فأهل رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ وكبر، وقَالَ: والذي نفسي بيده لأنا هو إن من أمنى أكثر من سبعين ألفًا، وسبعين ألفًا، وسبعين ألفا» . أخرجه الثلاثة.
4237- فنج بن دحرج
(ب س) فنج [1] بْن دحرج، وقيل: ابْن بزحج [2] ، الفارسي الدّينباذي [3] وقيل: اسمه «فتح» بالتاء، وقيل: بالباء والحاء المهملة، والأول أصح.
اختلف فِي صحبته، وَإِنما حديثه عَنْ يعلى بْن أمية، عَنْ رَجُل من الصحابة، فِي ثواب من غرس شجرة.
أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ بِإِسْنَادِهِ عن عبد الله بن أحمد قال: حدثني أَبِي، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ الصَّنْعَانِيُّ، حَدَّثَنَي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ فَنَّجَ قَالَ: كُنْتُ أَعْمَلُ فِي الدِّينَبَاذِ [4] وَأُعَالِجُ فِيهِ، فَقَدِمَ يَعْلَى بْنُ أُمَيَّةَ أَمِيرًا عَلَى أَهْلِ الْيَمَنِ، وَجَاءَ مَعَهُ رِجَالٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، فَجَاءَنِي رَجُلٌ مِمَّنْ جَاءَ مَعَهُ وَفِي كُمِّهِ جَوْزٌ، [فَجَلَسَ عَلَى سَاقَيْهِ مِنَ الْمَاءِ] [5] وَهُوَ يَكْسِرُ [6] وَيَأْكُلُ، [ثُمَّ أَشَارَ إِلَى فَنَّجَ فَقَالَ: يَا فَارِسِيُّ، هَلُمَّ. قَالَ:
فَدَنَوْتُ مِنْهُ، فَقَالَ الرَّجُلُ لِفَنَّجَ: أَتَضْمَنُ لِي غَرْسَ هَذَا الجوز على هذا الماء؟ فقال له فنّج ما
__________
[1] كذا ضبط في المشتبه للذهنى: 498، والإصابة، الترجمة 7030: 3/ 208، وتاج العروس، مادة: فنج.
[2] كذا في المطبوعة، ومثله في مخطوطة الدار دون نقط، وفي الإصابة، الترجمة 7030/ 3/ 208: «مدجج، بجيمين» .
وقد ترجم له ابن أبى حاتم في الجرح 3/ 2/ 93، ولم ينسبه.
[3] في المطبوعة: «الدينبارى» . وهو خطأ، والصواب عن مسند الإمام أحمد و «دينباذ» - كما في مراصد الاطلاع.
بفتح أوله، ويكسر، وبعد الياء نون، وباء موحدة، وألف، وذال معجمة: من قرى مرو.
[4] في المطبوعة: «كنت أعمل في الرشاد» ، والصواب عن مسند الإمام أحمد.
[5] ما بين القوسين عن مسند الإمام أحمد.
[6] لفظ المسند: «وهو بكسر من ذلك الجوز ويأكل» .(4/69)
يَنْفَعُنِي ذَلِكَ؟!] [1] فَقَالَ [2] : سَمِعْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ يَقُولُ [3] : «مَنْ نَصَبَ شَجَرَةً، فَصَبَرَ عَلَيْهَا [4] حَتَّى تُثْمِرَ، كَانَ لَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ يُصَابُ [5] مِنْهَا صَدَقَةٌ» . أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر [6] ، وَأَبُو موسى.
4238- فويك
(ب س) فويك، بالواو، وقَالَ أَبُو عُمَر: كذا ضبطناه.
قدم عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ وعيناه مبيضتان لا يبصر بهما شيئًا، فسأله رَسُول اللَّه: ما أصابه؟
فَقَالَ: وقعت عَلَى بيض حية، فأصيب بصري. فنفث رَسُول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فِي عينيه فأبصر، وكان يدخل الخيط فِي الإبرة، وَإِنه لابن ثمانين سنة، وَإِن عينيه مبيضتان.
رواه بن أَبِي شَيْبَة، عَنْ مُحَمَّد بْن بشر، عَنْ عَبْد العزيز بْن عُمَر، عَنْ رَجُل من سلامان ابن سعد، عَنْ أمه عَنْ خالها حبيب بْن فويك أن أباه فويكًا حدثه ... وذكره.
أَخْرَجَهُ أَبُو عمر. وَأَبُو موسى، إلا أن أبا مُوسَى أَخْرَجَهُ فِي فديك بْن عَمْرو السلاماني، قَالَ:
وَقَدْ أورده أَبُو زكريا- يعني ابْن منده- بالدال. وقَالَ الطبراني: بالراء. وقَالَ البغوي، وَأَبُو الْفَتْحِ الْأَزْدِيّ، وجعفر: بالواو، وكذلك قاله الْإِمَام إِسْمَاعِيل- يعني ابْن مُحَمَّد بْن الفضل الأصفهاني.
4239- فهم بن عمرو
(س) فهم بْن عَمْرو بْن قيس عيلان، أَبُو ثور الفهمي.
قَالَ أَبُو بَكْر بْن أَبِي عليّ: ذكره أَبُو بَكْر بْن أَبِي عاصم فِي الآحاد.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى هكذا، وهذا لفظه.
قلت: هَذَا القول غلط، فإن فهم بْن عَمْرو بْن قيس عيلان قبل الْإِسْلَام بدهر طويل، وَإِليه ينسب كل فهمي، منهم تأَبَّط شرًا واسمه: ثابت بْن جَابِر بْن سُفْيَان بْن عدي بْن كعب بْن
__________
[1] ما بين مقوسين عن المسند.
[2] في المطبوعة: «وقال» .
[3] لفظ المسند: « ... يقول بأذني هاتين: ... » .
[4] لفظ المسند، «فصبر على حفظها والقيام عليها.
[5] لفظ المسند: «كان له في كل شيء يصاب من ثمرتها صدقة عند الله عز وجل، فقال فنج: أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وسلّم؟ قال: نعم. قال فنج: فأنا أضمنها. قال: فمنها جوز الدينباذ» .
والحديث رواه الإمام أحمد في موضعين، المسند: 4/ 61، 5/ 374.
[6] الاستيعاب، الترجمة 2087: 3/ 1267، 1268.(4/70)
حرب بْن تيم بْن سعد بْن فهم بْن عَمْرو بْن قيس عيلان [1] ، فهذا تأبط شرًا قبل الْإِسْلَام، بينه وبين «فهم» سبعة آباء، فكيف يكون «فهم» صحابيًا؟! وَقَدْ ذكر ابْن تأبط شرًا فِي الصحابة.
والله أعلم.
4240- فيروز الديلميّ
(ب د ع) فيروز الديلمي، يكنى أبا عَبْد اللَّه، وقيل أَبُو عَبْد الرَّحْمَن.
وقَالَ ابْن منده وَأَبُو نعيم: هُوَ ابْن أخت النجاشي، وهو قاتل الأسود العنسي الَّذِي ادعى النبوة باليمن.
وقَالَ أَبُو عُمَر: يُقال لَهُ «الخميرى» لنزوله فِي حمير، وهو من أبناء فارس، من فرس صنعاء. وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، وحديثه فِي الأشربة صحيح [2] .
ولما أراد قتل الأسود اتفق هُوَ وداذويه وقيس بْن المكشوح عَلَى ذَلِكَ، فدخل فيروز عَلَيْهِ فقتله، وكان قتله قبل وفاة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأتى الوحي إِلَى النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ بقتله وهو مريض قبيل موته، فأخبر بقتله، وقَالَ: قتله العبد الصالح فيروز الديلمي.
وَقَدْ روى ضمرة بْن رَبِيعة، عَنْ يَحْيَى بْنِ [أَبِي] [3] عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ عبد الله الديلمي، عَنْ أَبِيهِ فيروز قَالَ: أتيت النَّبِيّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ برأس الأسود.
وهذا تفرد بِهِ ضمرة، فإن رأس الأسود لم يحمل إِلَى النَّبِيّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، وَقَدْ استقصينا خبر قتله فِي الكامل فِي التاريخ [4] .
أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي يَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا هِقْلُ بْنُ زِيَادٍ. حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي عَمْرٍو السّيبانى، حَدَّثَنِي ابْنُ الدَّيْلَمِيِّ، حَدَّثَنِي فَيْرُوزُ الدَّيْلَمِيُّ: أَنَّهُ أتى النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَا مَنْ قَدْ عَلِمْتَ، وَجِئْنَا [5] مِنْ بَيْنَ ظَهْرَيْ مَنْ قَدْ عَلِمْتَ. فَمَنْ وَلِيُّنَا قَالَ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ، قال: حسبنا [6] .
__________
[1] ينظر ترجمة «تأبط شرا» في الشعر والشعراء لابن قتيبة، الترجمة: 33، 1/ 312، وسمط اللآلي: 1/ 158.
[2] الاستيعاب، الترجمة 2085: 3/ 1264.
[3] ما بين القوسين عن ترجمة يحيى في الخلاصة، وكان في المطبوعة أيضا: «الشيباني» ، بالشين المعجمة، والمثبت عن الخلاصة، والمشتبه للذهبى: 382.
[4] الكامل لابن الأثير: 2/ 227- 231.
[5] في المطبوعة: «وجينا من بنى ظهري» ، والمثبت عن مسند الإمام أحمد، وسنن الدارميّ، ولفظ المسند: «وجئنا من حيث قد علمت، ولفظ الدارميّ: «ونزلنا بين ظهري من قد علمت» .
[6] أخرجه الإمام أحمد في المسند بنحوه عن يزيد بن عبد ربه، عن الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي بإسناده. المسند: 4/ 232، كما أخرجه الدارميّ في كتاب الأشربة، باب في النقيع، الحديث 2114: 2/ 41، عن محمد بن كثير، عن الأوزاعي باسناده.(4/71)
وأَخْبَرَنَا غَيْرُ وَاحِدٍ بِإِسْنَادِهِمْ عَنْ أَبِي عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي وَهْبٍ الْجَيْشَانِيِّ: أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ فَيْرُوزَ الدَّيْلَمِيِّ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ فَقُلْتُ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَسْلَمْتُ وَتَحْتِي أُخْتَانِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «اخْتَرْ أَيَّتَهُمَا شِئْتَ» [1] وتوفي فيروز فِي خلافة عثمان رَضِيَ اللهُ عَنْهُما.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
4241- فيروز الهمدانيّ
(ب) فيروز الهمداني الوادعي، مَوْلَى عَمْرو بْن عَبْد اللَّه الوادعي.
أدرك الجاهلية والإسلام، وهو جد زكريا بْن أَبِي زائدة بْن ميمون بْن فيروز الهمداني الكوفي، وَأَبُو زائدة اسمه كنيته.
أخرجه أبو عمر [2] .
__________
[1] تحفة الأحوذي، أبواب النكاح، باب «ما جاء في الرجل يسلم وعنده أختان» ، الحديث 1139: 4/ 279، 280، وقال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب، وأبو وهب الجيشانيّ اسمه: الديلم بن هوشع.
وأخرجه الإمام أحمد في المسند: 4/ 232، وابن ماجة في كتاب النكاح، باب «الرجل يسم وعنده أختان» ، الحديث 1951: 1/ 627، وينظر تفسير الحافظ ابن كثير، سورة النساء، الآية 23: 2/ 221 بتحقيقنا.
[2] الاستيعاب، الترجمة 2086: 3/ 1266.(4/72)
باب القاف(4/73)
باب القاف والألف
4242- قارب بن الأسود
(ب د ع) قارب بْن الأسود بْن مَسْعُود بْن مُعَتّب بْن مَالِك بْن كعب بن عمرو بْن سعد بْن عوف بْن ثقيف الثقفي، وهو ابْنُ أخي عروة بْن مسعود [1] .
وقَالَ أَبُو عُمَر: قارب بْن عَبْد اللَّه بْن الأسود بْن مَسْعُود.
وقَالَ ابْنُ مندة: قارب النميمى. لم يزد عَلَى هَذَا ورووا كلهم لَهُ حديث «رحم الله المحلّفين» .
روى الحميدي، عَنْ أَبِي عيينة، عَنْ إِبْرَاهِيم بْن ميسرة، عَنْ وهب بْن عَبْد اللَّه بْن قارب- أَوْ مآرب- عَلَى الشك- عَنْ أبيه، عن جده حديث المحلّفين [2] .
وغير الحميدي يرويه قارب، من غير شك، وهو الصواب، فإن قاربًا من وجوه ثقيف معروف مشهور، وكانت معه راية الأحلاف لما حاربوا النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فِي حصار ثقيف وحنين.
والأحلاف أحد قبيلي ثقيف، فإن ثقيفًا قسمان، أحدهما: بنو مَالِك، والثَّاني: الأحلاف.
وَقَدْ استقصينا ذَلِكَ فِي كتاب «اللباب فِي تهذيب الأنساب [3] » .
ثُمَّ قدم على النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ:
أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَر بْن السَّمِينِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى يونس بْن بكير، عَنِ ابْنِ إِسْحَاق قَالَ: وَقَدْ كَانَ أَبُو مُلَيْحِ بْنُ عُرْوَةَ بن مسعود، وقارب بنى الأَسْوَدِ قَدِمَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وسلّم قبل وقد ثَقِيفَ، حِينَ قَتَلُوا عُرْوَةَ [4] بْنَ مَسْعُودٍ يُرِيدَانِ فِرَاقَ ثَقِيفَ وَأَنْ لا يُجَامِعُوهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَبَدًا، فَأَسْلَمَا، فَقَالَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: تَوَلَّيَا مَنْ شِئْتُمَا. فَقَالا: نَتَوَلَّى اللَّهَ وَرَسُولَهُ. فَلَمَّا أَسْلَمَتْ ثَقِيفُ، وَوَجَّهَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ أَبَا سُفْيَانَ وَالْمُغِيرَةَ إِلَى هَدْمِ الطَّاغِيَةِ سأل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أبو المليح بن عروة
__________
[1] تقدمت ترجمته برقم 3652: 4/ 31.
[2] الاستيعاب، الترجمة 2164: 3/ 1303، وقد أخرجه الإمام أحمد عن سفيان بن عيينة بإسناده نحوه، المسند، 6/ 393.
[3] اللباب لابن لأثير: 1/ 25، 26.
[4] لفظ سيرة ابن هشام: «حين قتل عروة» .(4/75)
ابن مَسْعُودٍ أَنْ يَقْضِيَ عَنْ أَبِيهِ عُرْوَةَ دَيْنًا كَانَ عَلَيْهِ [1] ، فَقَالَ: نَعَمْ. فَقَالَ لَهُ قَارِبُ بْنُ الأَسْوَدِ:
وَعَنِ الأَسْوَدِ فَاقْضِهِ- وَعُرْوَةُ وَالأَسْوَدُ أَخَوَانِ لأَبٍ وَأُمٍّ- فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: إِنَّ الأَسْوَدَ مَاتَ وَهُوَ مُشْرِكٌ. فَقَالَ قَارِبٌ: لَكِنْ تَصِلُ مُسْلِمًا ذَا قَرَابَةٍ، يَعْنِي نَفْسَهُ، إِنَّمَا الدَّيْنُ عَلِيَّ وَأَنَا الَّذِي أُطْلَبُ بِهِ. فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ أَبَا سُفْيَانَ أَنْ يَقْضِيَ دَيْنَهُمَا مِنْ مَالِ الطَّاغِيَةِ [2] . أَخْرَجَهُ الثلاثة، وأخرجه أَبُو مُوسَى مستدركا عَلَى ابْن منده فَقَالَ: قارب بْن الأسود بْن مَسْعُود الثقفي، أورده الحافظ، أَبُو عَبْد اللَّه «قاربًا التميمي» وهذا ثقفي مشهور، ولم يذكر التميمي غير أَبِي عبد اللَّه، فإن كَانَ هُوَ ذاك فقد وهِمَ فِي نسبه، وَإِلا فهو غيره.
وقَالَ الْبُخَارِيّ: قارب بْن الأسود، مَوْلَى ثعلبة بْن يربوع، وقَالَ غيره: يُقال «مآرب» .
وقَالَ عبدان. كانت راية الأحلاف مَعَ قارب بْن الأسود يَوْم أوطاس، فلما انهزم المشركون أسندها إِلَى شجرة وهرب هُوَ وبنو عمه وقومه من الأحلاف. وذكر أيضًا مسير قارب مَعَ أَبِي سُفْيَان إِلَى الطائف لهدم الطاغية.
قلت: لا وجه لإخراج أَبِي مُوسَى هَذَا، فإنه لم يأخذ عَلَى ابْن منده أوهامه فِي جميع كتابه، وَإِنما يستدرك عَلَيْهِ ما يفوته إخراجه، وهذا وهم فِيهِ ابْن منده بقوله «تميمي» فإنه مشهور النفس والنسب، والحديث واحد، والإسناد واحد، ولا شك أن بعض رواته صحف فِيهِ، فإن التميمي يشتبه بالثقفي، وهو هُوَ، والله أعلم.
4243- القاسم الأنصاري
(د ع) الْقَاسِم الْأَنْصَارِيّ.
لَهُ ذكر فِي حديث جَابِر. رَوَى الأَعْمَشِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: وُلِدَ لِرَجُلٍ مِنَّا غُلامٌ فَسَمَّاهُ الْقَاسِمَ، فَقَالَتِ الأَنْصَارُ: لا نُكْنِيكَ أَبَا الْقَاسِمِ. فَأَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فَذَكَرُوا ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: «تَسَمَّوْا بِاسْمِي، وَلا تَكْتَنُوا بِكُنْيَتِي، فَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ أَقْسِمُ بَيْنَكُمْ» [3] . أَخْرَجَهُ ابْن منده وأبو نعيم.
__________
[1] بعده في السيرة: «كان عليه من مال الطاغية» .
[2] سيرة ابن هشام: 2/ 542.
[3] أخرجه الإمام أحمد: 3/ 301، والبخاري بنحوه في كتاب الأدب، باب «قول النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم: سموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي» من طريق حصين عن سالم بإسناده: 8/ 52، 53.(4/76)
4244- القاسم مولى أبى بكر الصديق
(ع ب س) الْقَاسِم، مَوْلَى أَبِي بَكْر الصديق.
لَهُ صحبة ورواية، ذكره البغوي، ويحيى بْن يونس، وجعفر المستغفري هكذا. والأشهر فِيهِ أَبُو الْقَاسِم، قاله أَبُو مُوسَى. وَرَوَى بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ طَرِيفٍ، عَنْ أَبِي الْجَهْمِ مَوْلَى الْبَرَاءِ، عَنِ الْقَاسِمِ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: «مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الْبَقْلَةِ الْخَبِيثَةِ فَلا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا حتَّى يَذْهَبَ رِيحُهُ» . أَخْرَجَهُ أبو نعيم وأبو عمر، وأبو موسى.
4245- القاسم بن الربيع
(د ع س) الْقَاسِم بْن الربيع بْن عَبْد العزي بْن عَبْد شمس، أَبُو العاص. صهر رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ وختنه عَلَى ابنته زينب. اختلف فِي اسمه فقيل: لقيط، وقيل: الْقَاسِم.
روى الزُّبَيْر بْن بكار، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الضحاك، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: اسم أَبِي العاص بْن الربيع الْقَاسِم- قال الزبير: وذلك أثبت فِي اسمه.
توفي سنة اثنتي عشرة، ويرد ذكره فِي الكنى إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه أبو نعيم وأبو موسى.
4246- القاسم بن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم
(د ع) القاسم بن رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ.
روى معمر، عَنِ الزُّهْرِيّ قَالَ: ولبث رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ مَعَ خديجة حتَّى ولدت لَهُ بعض بنانه، وكان لَهُ الْقَاسِم. وَقَدْ زعم بعض العلماء أنها ولدت غلامًا اسمه الطاهر. وقَالَ ابْن عَبَّاس: أن خديجة ولدت لرسول اللَّه صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ غلامين: الْقَاسِم وعبد اللَّه.
قَالَ أَبُو نعيم: لا أعلم أحدًا من متقدمينا ذكر القاسم بن رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فِي الصحابة، وذلك أن الْقَاسِم بَكْر ولده، وبه كَانَ يكنى أبا الْقَاسِم، وهو أول ميت من ولده بمكة، قَالَ مجاهد:
مات وله سبعة أيام، وقَالَ الزُّهْرِيّ: مات وهو ابْن سنتين، وقَالَ قَتَادَة: عاش حتَّى مشى، والقاسم إنَّما يذكر فِي أولاد رَسُول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، لا فِي الصحابة، ولا خلاف أن الذكور من أولاده صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ تقدموا عَلَيْهِ، وأكثر النَّاس عَلَى أن موته قبل الدعوة.(4/77)
وروى يونس بْن بكير، عَنْ أَبِي عَبْد اللَّه الجعفي [هُوَ] [1] جَابِر، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ على قال:
كان القاسم بن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قَدْ بلغ أن يركب الدابة، ويسير عَلَى النجيبة فلما قبضه اللَّه تَعَالى، قَالَ عَمْرو بْن العاص: لقد أصبح مُحَمَّد أبتر: فأنزل اللَّه تَعَالى: إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ 108: 1.
عوضًا يا مُحَمَّد عَنْ مصيبتك بالقاسم، فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ 108: 2 [2] .
وهذا يدل عَلَى أن الْقَاسِم توفي بعد أن أوحى اللَّه تَعَالى إِلَى النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وآله وسلّم.
أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
4247- القاسم أبو عبد الرحمن
(س) الْقَاسِم، أَبُو عَبْد الرَّحْمَن. مَوْلَى معاوية.
أورده عبدان فِي الصحابة. رَوَى دَاوُدُ بْنُ الْحُصَيْنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ الْقَاسِمِ مَوْلَى مُعَاوِيَةَ: أَنَّهُ ضَرَبَ رَجُلا يَوْمَ أُحُدٍ وَقَالَ: خُذْهَا وَأَنَا الْغُلامُ الْفَارِسِيُّ. فَقَالَ رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ:
«مَا مَنَعَكَ أَنْ تَقُولَ «الأَنْصَارِيُّ» ، وَأَنْتَ مِنْهُمْ، وَإِنَّ مَوْلَى الْقَوْمِ مِنْهُمْ؟» . أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
قلت: رأيت فِي النسخ التي نقلت منها لما ذكر «الْقَاسِم مَوْلَى معاوية» كتب النساخ فيها بعد معاوية «رَضِيَ اللهُ عَنْهُ» ، ظنًا منهم أَنَّهُ معاوية بْن أَبِي سُفْيَان، أَوْ غيره ممن اسمه معاوية وله صحبة، والذي أظنه أَنَّهُ مَوْلَى معاوية بْن مَالِك بْن عوف، بطن من الأنصار، ثُمَّ من الأوس، وسياق الحديث يدل عَلَيْهِ، واللَّه أعلم.
4248- القاسم بن مخرمة القرشي
(ب) الْقَاسِم بْن مخرمة بْن المطلب بْن عبد مناف القرشي المطلبي، أخو قيس بْن مخرمة.
أعطاه رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ ولأخيه الصلت مائة وسق من خيبر وأمهما بِنْت معمر بْن أمية بْن عَامِر من بني بياضة، وأم قيس أخيهما [3] أم ولد.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر وقَالَ: لا أعلم للقاسم ولا للصلت رواية.
__________
[1] مكانة في المطبوعة: «عن» . والمثبت عن الإصابة، ولجابر الجعفي ترجمة في التهذيب: 2/ 46- 51.
[2] أخرجه السيوطي في الدر المنثور، عن البيهقي في الدلائل: 6/ 404، وقال البيهقي: «هكذا روى بهذا الإسناد، وهو ضعيف، والمشهور أنها نزلت في العاص بن وائل» .
[3] في المطبوعة: «وأم قيس أختها» . والمثبت عن الاستيعاب، الترجمة 2097: 3/ 1272.(4/78)
4249- قاطع بن سارق
(د ع) قاطع بْن سارق أَبُو صفرة. كناه رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ أبا صفرة.
روى حديثه مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن يَزِيدَ بْن المهلب بْن أَبِي صفرة قَالَ: ذكر أَبِي عَنْ آبائه: أن أبا صفرة قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ وعليه حلة صفراء يسحبها خلفه ذراعين، وله طول ومنظر وجمال وفصاحة اللسان، فلما نظر إليه النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ أعجبه ما رَأَى من جماله فَقَالَ له النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ:
من أنت؟ قَالَ: أَنَا قاطع بْن سارق بْن ظالم بْن عَمْرو بْن شهاب بن مرة بن الهلقام بن الجلندي ابن المستكبر بْن الجلندي، الَّذِي يأخذ كل سفينة غصبًا، أَنَا ملك ابْن ملك! قَالَ: أنت أَبُو صفرة، دع عنك سارقًا وظالمًا! فَقَالَ: أشهد أن لا إله إلا اللَّه، وأنك عبده ورسوله حقًّا حقًّا إن لي لثمانية عشر ذكرًا، وَقَدْ رزقت بأخرة بنتًا فسميتها صفرة. وَقَدْ نسبه هشام بْن الكلبي فَقَالَ: أَبُو صفرة اسمه ظالم بْن سراق بْن صبيح [1] بن كندى ابن عمرو بْن عدي بْن وائل بْن الحارث بن العتيك بن الأسد بن عمران بن عمرو مزيقياء بْن عَامِر ماء السماء.
أَخْرَجَهُ ابْن منده وأبو نعيم.
باب القاف والباء
4250- قباث بن أشيم
(ب د ع) قباث بْن أشيم بْن عَامِر بْن الملوح بْن يعمر الشداخ بْن عوف بْن كعب بن عامر ابن ليث بْن بكر بْن عبد مناة بْن كنانة الكناني الليثي، من بلملوح.
وذكره أَبُو عُمَر فَقَالَ: الكناني، وَيُقَال: الليثي، وَيُقَال التميمي، والأكثر ينسبه إِلَى كنانة، سكن دمشق [2] .
وشهد بدرًا مَعَ المشركين، ثُمَّ أسلم فحسن إسلامه. وكان قديم المولد، أدرك عَبْد شمس وعقل مجيء الفيل إِلَى مكَّة، ورأى روثه أخضر محيلًا. ثُمَّ شهد اليرموك، وكان عَلَى إحدى المجنبتين، سأله عَبْد الملك بْن مروان فَقَالَ: أنت أكبر أم رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ؟ فقال: بل رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وسلّم أكبر منى، وأنا أسن منه.
__________
[1] في المطبوعة. «صبح» والمثبت عن كتاب الكنى، والاستيعاب، الترجمة: 3046: 16924..
[2] الاستيعاب، الترجمة 2165: 3/ 1203.(4/79)
رَوَى أَصْبَغُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ قال: كان إسلام قباث بن أشم الليثي أن رجالا مِنْ قَوْمِهِ، أَوْ مِنْ غَيْرِهِمْ مِنَ الْعَرَبِ، أَتَوْهُ فَقَالُوا: إِنَّ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَدْ خَرَجَ يَدْعُو النَّاسَ إِلَى دِينٍ غَيْرِ دِينِنَا، فَقَامَ قُبَاثُ حَتَّى أَتَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ قَالَ: اجْلِسْ يَا قُبَاثُ، أَنْتَ الَّذِي قُلْتَ: لَوْ خَرَجَتْ نِسَاءُ قُرَيْشٍ بِأَكِمَّتِهَا رَدَّتْ مُحَمَّدًا وَأَصْحَابَهُ؟ قَالَ قُبَاثُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا تَحَرَّكَ بِهِ لِسَانِي، وَلا تَرَمْرَمَتْ بِهِ شَفَتَايَ، وَلا سَمِعَهُ أُذُنَايَ، وَمَا هُوَ إِلا شَيْءٌ هَجَسَ فِي نَفْسِي، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّه، وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَنَّ مَا جِئْتَ بِهِ حَقٌّ. روى عنه عامر بن زياد اللينى وغيره، ومن حديثه فِي فضل صلاة الجماعة.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
قلت: قول أَبِي عُمَر: «قيل كناني، وقيل ليثي» ، هما واحد، فإن ليثًا بطن من كنانة.
وقال ابن دريد: سمت العرب «قباثًا» ولا أعلم اشتقاقه، قَالَ: وسألت أبا حاتم عَنْهُ، فلم يعرفه.
قباث: بضم القاف وبالباء الموحدة، وآخره ثاء مثلثة قاله ابْن ماكولا، والصواب فتح القاف.
والله أعلم.
4251- قبيصة بن الأسود الطائي
قبيصة بْن الأسود بْن عَامِر بْن جوين بْن عَبْد بْن رضا بْن قمران بْن ثعلبة بْن حبان بْن ثعلبة- وهو جرم- بن عمرو بن الغوث بن طيِّئ الطائي.
وفد إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلّم قاله ابن الكلبي.
4252- قبيصة البجلي
(د ع) قبيصة البجلي.
حدث عَنِ النَّبِيّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فِي صلاة الكسوف.
رَوَاهُ هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ قَبِيصَةَ قال: كسف الشمس عَلَى عهد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ قَالَ: إِنَّ هَذِهِ الآيَاتِ تَخْوِيفٌ مِنَ اللَّهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ شَيْئًا مِنْهَا فَصَلُّوا كَأَحْدَثِ صَلاةٍ صَلَّيْتُمُوهَا.(4/80)
كذا رَوَاهُ هشام، ورواه أنس [1] وعباد بْن مَنْصُور، عَنْ أيوب، عَنْ أَبِي قلابة، عَنْ هلال بْن عَامِر، عَنْ قبيصة بْن مخارق، فنسبه.
رَوَاهُ هند بْن عَمْرو عَنْ قبيصة الهلالي. أَخْرَجَهُ ابْن منده وَأَبُو نعيم.
قَالَ ابْن منده: حديث هشام وهم. وقَالَ أَبُو نعيم: ذكره بعض المتأخرين، وهو عندي قبيصة بن مخارق الهلالي، والبجلي وهم.
4253- قبيصة بن البراء
(د ع) قبيصة بْن البراء.
ذكر فِي الصحابة، ولا يثبت.
روى مجاهد بْن جبر، عَنْ قبيصة بْن البراء أَنَّهُ قَالَ: إِذَا خسف بأرض كذا وكذا، ظهر قوم يخضبون بالسواد لا ينظر اللَّه إليهم- قَالَ مجاهد: فقد رَأَيْت تلك الأرض خسف بها.
أَخْرَجَهُ ابْن منده وَأَبُو نعيم وليس فِي الحديث ذكر النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم.
4254- قبيصة بن برمة
(ب د ع) قبيصة بْن برمة بْن معاوية بْن سُفْيَان بْن منقذ بْن وهب بْن عمير بْن نصر بْن قعين الأسدي.
نسبه أَبُو نعيم، واختلف فِي صحبته، فَقَالَ بعض ولده. لَهُ صحبة: وقَالَ أَبُو حاتم، لا تصح صحبته.
روى عَنْهُ ابْنه يزيد بْن قبيصة أَنَّهُ قَالَ: «كنت جالسًا عند النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وسلّم إذا أتته امْرَأَة فَقَالَت:
يا رَسُول اللَّه، ادع اللَّه لي، فإنه ليس يعيش لي ولد قَالَ: وكم مات لَكَ؟ قَالَتْ: ثلاثة بنين.
قَالَ: لقد احتظرت من النار بحظار شديد [2] » .
رَوَاهُ نصير بْن عمير [3] بْن يَزِيدَ بْن قبيصة بْن برمة الأسدي، عَنْ أَبِيهِ عمير، عن أبيه يزيد، عن جده قبيصة.
__________
[1] في المطبوعة: «أنيس» . والمثبت عن مخطوطة الدار.
[2] الحديث رواه أبو هريرة، ينظر مسلم، كتاب البر، باب «فضل من يموت له ولد فيحتسبه» : 8/ 40 ومسند الإمام أحمد 2/ 419، 536.
[3] لنصير هذا ترجمة في التهذيب 10/ 433، وفيه: «نصير بن عمر» .(4/81)
وروي عَنْ قبيصة، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «أهل المعروف فِي الدنيا هُمْ أهل المعروف فِي الآخرة» . وقيل: إن حديثه مرسل لأنَّه يروي عَنِ ابْنِ مَسْعُود، والمغيرة بن شعبة.
أخرجه الثلاثة [1] .
4255- قبيصة بن جابر
(س) قبيصة بْن جَابِر.
قيل: أدرك الجاهلية، وعداده فِي التابعين.
أَخْرَجَهُ أَبُو موسى.
4256- قبيصة بن الدمون
قبيصة بْن الدمون بْن عُبَيْد بْن مَالِك بْن دهقل [2] بْن سني بْن النعمان بْن ذي ألم [3] بْن الصدف الصدفي.
بايع النَّبِيّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ هُوَ وأخوه هميل بْن الدمون وأنزلهما رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ الطائف فهم فِي ثقيف، وَيُقَال: إن الدمون بْن عَمْرو، وهو عَبْد مَالِك بْن معاوية بْن عياض بْن أسد بْن مَالِك بن صبابة ابن مَالِك بْن ماجد بْن جذام بْن الصدف، والله أعلم.
4257- قبيصة بن ذؤيب
(س) قبيصة بْن ذؤيب بْن حلحلة بْن عَمْرو بْن كليب بْن أصرم.
ذكر نسبه [4] عند أَبِيهِ، وهو خزاعي كعبي، يكنى أبا سَعِيد، وقيل: أَبُو إِسْحَاقَ.
ولد أول سنة من الهجرة، وقيل: ولد عام الفتح. روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ أحاديث مراسيل، لا يصح سماعه مِنْهُ. وقيل: أتى بِهِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ فدعا لَهُ.
روى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وأبي الدرداء، وزيد بْن ثابت، وغيرهم من الصحابة. روى عَنْهُ:
الزُّهْرِيّ، ورجاء بْن حيوة، ومكحول، وغيرهم. وكان من علماء هَذِهِ الأمة، وكان عَلَى خاتم عَبْد الملك بْن مروان.
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 2099: 3/ 1272.
[2] في المطبوعة: «مالك بن هقل» . والصواب من مخطوطة الدار. وفي تاج العروس. «ودهقل كجعفر: جد لقبيصة وهميل ابني الدمون» .
[3] كذا، ومثله في مخطوطة الدار، وفي تاج العروس: «الألوم بن الصدف» .
[4] ينظر الترجمة 1565: 2/ 181، 182.(4/82)
أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَرَجِ بْنُ أَبِي الرَّجَاءِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ الْحَجَّاجِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: أَخْبَرَنِي قَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ الْكَعْبِيُّ: أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ أَنْ يَجْمَعَ الرَّجُلُ بَيْنَ الْمَرْأَةِ وَعَمَّتِهَا، وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ وَخَالَتِهَا [1] . وتوفي سنة ست وثمانين.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر وَأَبُو مُوسَى.
4258- قبيصة بْن شبرمة
قبيصة بْن شبرمة.
أورده أَبُو بَكْر بْن أَبِي عَلَى فِي الصحابة رَوَى نُصَيْرُ بْنُ عُمَيْرِ [2] بْنِ يَزِيدَ بْنِ قَبِيصَةَ بْنِ شُبْرُمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ شُبْرُمَةَ بْنَ لَيْثِ بْنِ حَارِثَةَ يَقُولُ: إِنَّهُ سَمِعَ قَبِيصَةَ بْنَ شُبْرُمَةَ الأَسَدِيَّ يقول: كنت جالسًا عند النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلّم فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «أَهلُ الْمَعْرُوفِ فِي الدُّنْيَا هُمْ أَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِي الآخِرَةِ، وَأَهْلُ الْمُنْكَرِ فِي الدُّنْيَا هُمْ أَهْلُ الْمُنْكَرِ فِي الآخِرَةِ» . أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
قلت: قَدْ أخرج أَبُو نعيم هَذَا الحديث بهذا الإسناد فِي ترجمة «قبيصة بن برمة» وقد تقدّم وأخرج ابْن منده «قبيصة بْن برمة» ، وذكر لَهُ موت الأولاد، فابن منده قَدْ أَخْرَجَهُ، إن لم يذكر هَذَا الحديث، ولم تجر عادة أَبِي مُوسَى أن يخرج من اختلف فِي اسم أَبِيهِ أَوْ جَدّه حتَّى يخرج هَذَا، ولو أخرج مثل هَذَا لطال كتابه، ولعل «شبرمة» غلط من بعض النساخ، أَوْ أن يكون قَدْ التصق شيء بالباء فِي «برمة» فظنه شيئا، والله أعلم.
4259- قبيصة بن المخارق
(ب د ع) قبيصة بْن المخارق بْن عَبْد اللَّه بْن شداد بْن رَبِيعة بْن نهيك بْن هلال بْن عامر ابن صعصعة العامري الهلالي.
عداده فِي أهل البصرة، وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، يكنى أبا بشر.
قَالَ أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن يَزِيدَ: لقبيصة صحبة [3] .
روى عَنْهُ أَبُو عثمان النهدي، وَأَبُو قلابة، وابنه قطن بن قبيصة.
__________
[1] مسلم، كتاب النكاح، باب «تحريم الجمع بين المرأة وعمتها وخالتها في النكاح: 4/ 135.
[2] في المطبوعة ومخطوطة الدار: «نصير بن عبيد» وقد سبق التعريف به في ترجمة «قبيصة بن برمة» .
[3] أبو العباس هو المبرد، وقد ذكر ذلك في كتابه الكامل، ينظر: 1/ 385.(4/83)
خبرنا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى وَقُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ هَارُونَ بْنِ رِئَابٍ، عَنْ كِنَانَةَ بْنِ نُعَيْمٍ الْعَدَوِيِّ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ مُخَارِقٍ الْهِلالِيِّ أَنَّهُ قَالَ: تَحَمَّلْتُ حَمَالَةً [1] ، فَأَتَيْتُ النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ أَسْأَلُهُ فِيهَا فَقَالَ: «أَقِمْ حَتَّى تَأْتِيَنَا الصَّدَقَةُ، فَنَأْمُرُ لَكَ بِهَا ثُمَّ قَالَ: يَا قَبِيصَةُ، إِنَّ الصَّدَقَةَ لا تَحِلُّ إِلا لأَحَدِ ثَلاثَةٍ: رَجُلٌ تَحَمَّلَ حَمَالَةً فَحَلَّتْ لَهُ الْمَسْأَلَةُ حَتَّى يُصِيبَهَا ثُمَّ يُمْسِكَ، وَرَجُلٌ أَصَابَتْهُ جَائِحَةٌ [2] اجْتَاحَتْ مَالَهُ فَحَلَّتْ لَهُ الصَّدَقَةُ، حَتَّى يُصِيبَ قِوَامًا [3] مِنْ عَيْشٍ- أَوْ قَالَ: سَدَادًا مِنْ عَيْشٍ- وَرَجُلٌ أَصَابَتْهُ فَاقَةٌ حَتَّى يَقُولَ ثَلاثَةٌ مِنْ ذَوِي الْحِجَى [4] مِنْ قَوْمِهِ: لَقَدْ أَصَابَتْ فُلانًا فَاقَةٌ فَحَلَّتْ لَهُ الْمَسْأَلَةُ، حَتَّى يُصِيبَ قِوَامًا مِنْ عَيْشٍ، وَمَا سِوَاهُنَّ مِنَ الْمَسْأَلَةِ يَا قَبِيصَةُ فَسُحْتٌ» [5] . وأَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الوهاب بن علي بإسناده إِلَى أَبِي دَاوُدَ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ قَبِيصَةَ الْهِلالِيِّ قَالَ: كُسِفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، فَخَرَجَ فَزَعًا يَجُرُّ ثَوْبَهُ، وَأَنَا مَعَهُ يَوْمَئِذٍ بِالْمَدِينَةِ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ فَأَطَالَ فِيهِمَا الْقِيَامَ، ثُمَّ انْصَرَفَ، فَانْجَلَتْ، فَقَالَ: «إِنَّما هَذِهِ الآيَاتُ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهَا عِبَادَهُ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهَا فَصَلُّوا كَأَحْدَثِ صَلاةٍ صَلَّيْتُمُوهَا مِنَ الْمَكْتُوبَةِ» [6] . فهذا الحديث يؤيد قول من يَقُولُ إن نسبة قبيصة إِلَى بجيلة وهم، والصحيح أَنَّهُ هلالي، وحديث مُسْلِم يدل عَلَى أن الهلالي هُوَ ابْن مخارق.
أخرجه الثلاثة [7] .
4260- قبيصة بن وقاص
(س) قبيصة بْن وقاص السلمي.
لَهُ صحبة. سكن البصرة.
__________
[1] الحمالة- بفتح الحاء-: ما يتحمله الإنسان عن غيره من دية أو غرامة.
[2] الجائحة: الآفة التي تهلك الثمار والأموال.
[3] أي: إلى أن يجد ما تقوم به حاجته من معيشة.
[4] أي: من ذوى العقل والفطنة.
[5] لفظ مسلم: «فما سواهن من المسألة يا قبيصة سحتا يأكلها صاحبها سحتا» . والحديث رواه مسلم في كتاب الزكاة، باب «من تحل له المسألة» : 3/ 97، 98.
[6] سنن أبى داود، كتاب الصلاة، صلاة الكسوف، باب «من قال: اربع ركعات» ، الحديث 1185: 1/ 308، 309.
[7] الاستيعاب، الترجمة 2101، 3/ 1273.(4/84)
روى أَبُو الْوَلِيد الطَّيَالِسِي عَنْ أَبِي هاشم صاحب الزعفران، عَنْ صالح بْن عُبَيْد، عَنْ قبيصة ابن وقاص قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ: «يكون عليكم أمراء يؤخرون الصلاة عَنْ مواقيتها، فهي لكم وعليهم، فصلوا معهم ما صلوا بكم الصلاة [1] » . أَبُو هاشم: اسمه عمار بن عمارة.
أخرجه أبو موسى.
4261- قبيصة والد وهب
(س) قبيصة والد وهب.
أورده العسكري فِي الصحابة، وروى عَنْ حيان بْن مخارق، عَنْ وهب بْن قبيصة، عَنْ أبيه قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: «العيافة [2] والطرق والجبت من عمل الجاهلية» [3] . أخرجه أبو موسى.
4262- قبيصة
(د ع) قبيصة، غير منسوب.
أَخْرَجَهُ ابْن منده وَأَبُو نعيم وقالا: قدم عَلَى النَّبِيّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فسأله: روى عَنْهُ ابْن عَبَّاس، يُقال:
إنه الهلالي.
أَنْبَأَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ الدِّمَشْقِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْعَشَائِرِ مُحَمَّدُ بْنُ الْخَلِيلِ بْنِ فَارِسٍ الْقَيْسِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي الْعَلاءِ الْمِصِّيصِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ الْقَاسِمِ، أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بن أبى ثابت،
__________
[1] أخرجه مسلم في كتاب المساجد، باب «كراهية تأخير الصلاة عن وقتها.» : 2/ 120، 121 عن أبى ذر. وأخرجه الإمام أحمد في غير موضع، ينظر المسند: 1/ 400، 409، 455، 459، 3/ 445، 446، 5/ 168، 169، 314، 315، 329، 6/ 7.
[2] العيافة: زجر الطير والتفاؤل بأسمائها وأصواتها، وهو من عادة العرب، وهو كثير في أشعارهم، يقال: عاف يعيف عيفا: إذا زجر وحدس وظن.
وأما الطرق فهو الضرب بالحصى الّذي يفعله النساء، وقيل: هو الخط في الرمل.
أما الجبت فهو: كل ما عبد من دون الله، وقيل: الجبت والطاغوت: الكهنة والشياطين.
[3] قال الحافظ في الإصابة، الترجمة 7331/ 3/ 363، وقال: «وهذا السند وقع فيه تحريف، والصواب عن قطن بن قبيصة بن المخارق الهلالي. كذا أخرجه أبو داود والنسائي من طرق» .
هذا وقد أخرج أبو داود هذا الحديث في كتاب الطب، باب «في الخط وزجر الطير» ، الحديث 23 عن مسدد، عن يحيى، عن عوف، عن حيان، - قال غير مسدد: بن العلاء- عن قطن بن قبيصة، عن أبيه.
كما أخرجه الإمام أحمد عن يحيى بن سعيد بإسناده، المسند: 3/ 476، 477، وعن محمد بن جعفر، عن عوف بإسناده، المسند: 5/ 60.(4/85)
حَدَّثَنَا هِلالُ بْنُ الْمُعَلَّى، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا هِلالُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ مُرَّةَ، حدثنا محمد ابن الْفَضْلِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ رَجُلٌ مِنْ أَخْوَالِهِ يُقَالُ لَهُ «قَبِيصَةُ» فسلم على النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فَرَدَّ عَلَيْهِ وَرَحَّبَ بِهِ، وَقَالَ: يَا قَبِيصَةُ، جِئْتَ حَيْثُ كَبُرَتْ سِنُّكَ وَرَقَّ عَظْمُكَ، وَاقْتَرَبَ أَجَلُكَ؟! قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، جِئْتُكَ وَمَا كِدْتُ أَنْ أَجِيئَكَ، كَبِرَتْ سِنِّي، وَرَقَّ عظمي، واقترب أجلى، وافتقرت وَهُنْتُ عَلَى النَّاسِ، فَجِئْتُكَ تُعَلِّمُنِي شَيْئًا يَنْفَعُنِي اللَّهُ بِهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلا تُكْثِرْ عَلَيَّ، فَإِنِّي شَيْخٌ نَسِيٌّ [1] فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: كَيْفَ قُلْتَ يَا قَبِيصَةُ؟ فَأَعَادَهُنَّ عَلَيْهِ، فَقَالَ: وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ مَا كَانَ حَوْلَكَ مِنْ حَجَرٍ وَلا شَجَرٍ وَلا مَدَرٍ إِلا بَكَى لِقَوْلِكَ! قَالَ: يَا قَبِيصَةُ، إِذَا أَصْبَحْتَ وَصَلَّيْتَ الْفَجْرَ فَقُلْ: سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا باللَّه، أَرْبَعًا، يُعْطِكَ اللَّهُ بِهِنَّ أَرْبَعًا لِدُنْيَاكَ وَأَرْبَعًا لآخِرَتِكَ، فأما الأربع لِدُنْيَاكَ: فَأَنْ تُعَافَى مِنَ الْجُنُونِ، وَالْجُذَامِ، وَالْبَرَصِ، والفالج [2] ، وأما الأربع لآخِرَتِكَ، فَقُلِ: اللَّهمّ اهْدِنِي مِنْ عِنْدِكَ، وَأَفْضِ عَلَيَّ مِنْ فَضْلِكَ، وَانْشُرْ عَلَيَّ مِنْ رَحْمَتِكَ، وأنزل على من بركاتك» .
رَوَاهُ نَافِعُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو هُرْمُزَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَدِمَ قَبِيصَةُ بْنُ مُخَارِقٍ الْهِلالِيُّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، وَذَكَرَهُ. قَالَ أَبُو نعيم: ذكره بعض المتأخرين- يعني ابْن منده- وجعله ترجمة وروى لَهُ أَبُو نعيم حديث نافع بْن عَبْد اللَّه، وسماه قبيصة بْن مخارق، وفي الإسناد الَّذِي ذكرناه لهذا الحديث ما يدل عَلَى أَنَّهُ هلالي لأن ابْن عَبَّاس روى عَنْهُ عطاء فَقَالَ: جاء رَجُل من أخواله- يعني أخوال ابْن عَبَّاس، يعني هلال بْن عَامِر- لأن أم ابْن عَبَّاس هلالية، وهذا يؤيده قول أبى نعيم أنه قبيصة ابن المخارق، فعلى هَذَا يكون هَذَا وقبيصة بْنُ المخارق وقبيصة البجلي واحدًا، والله تَعَالى أعلم.
__________
[1] النسى، بزنة فعيل: الكثير النسيان.
[2] الفالج: مرض يحدث في أحد شقي البدن طولا، فيبطل إحساسه وحركته، وربما كان في الشقين. وفي كتب الطب عند العرب: أنه في السابع خطر، فإذا جاوز السابع انقضت حدته، فإذا جاوز الرابع عشر صار مرضا مزمنا، ومن أجل خطره في الأسبوع الأول عد من الأمراض الحادة، ومن أجل لزومه ودوامه بعد الرابع عشر عد من الأمراض المزمنة، ولهذا يقول الفقهاء: أول الفالج خطر. ينظر المصباح المنير.(4/86)
باب القاف والتاء
4263- قتادة الأسدي
(س) قَتَادَة الأسدي.
روى مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبَانِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ قَتَادَة الأسدي- أسد بني خزيمة- قَالَ، قلت: يا رَسُول الله، عندي ناقة أهديها؟ قَالَ: لا تجعلها والها [1] . أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
4264- قتادة بن الأعور التميمي
(س) قَتَادَة بْن الأعور بْن ساعدة بْن عوف [2] بْن كعب بْن عَبْد شمس بْن سعد بْن زَيْد مناة التميمي، والد الجون بن قَتَادَة.
ذكره البغوي فِي الوحدان، وقَالَ: قَالَ مُحَمَّد بْن سعد: صحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ قبل الوفد، وكتب لَهُ كتابًا بالشبكة- موضع بالدهناء [3]- وقال: لا أعلم لَهُ حديثًا.
أخرجه أبو موسى.
4265- قتادة الأنصاري
(س) قَتَادَة الْأَنْصَارِيّ أخو عرفطة.
ذكرناه فِي ترجمة أخيه [4] .
أخرجه أبو موسى مختصرا.
4266- قتادة بن أوفى
(ب ع س) قَتَادَة بْن أوفى- وقيل: قَتَادَة بْن أَبِي أوفى.
ذكره مُحَمَّد بْن سعد فِي الصحابة وقَالَ: هُوَ قَتَادَة بْن أوفى بْن موالة بْن عتبة بْن ملادس [5] ابن قَتَادَة بْن عَبْد شمس بْن سعد بْن زَيْد مناة بْن تميم التميمي السعدي العبشمي، وهو والد إياس بن قتادة [6] .
__________
[1] الوله: التحير من شدة الوجد. وقد نهى الرسول عن التفريق بين الناقة وولدها بالذبح أو البيع، رحمة بها.
[2] في المطبوعة: «عون بن كعب» . والمثبت عن ترجمة ابن جون، وقد تقدمت برقم 831: 1/ 370، والإصابة، الترجمة 7068: 3/ 216، والطبقات الكبرى لابن سعد: 7/ 1/ 43.
[3] الدهناء- كما في مراصد الاطلاع-: موضع من ديار بنى تميم، ويقول ابن سعد في التعريف بالشبكة: موضع بين القنعة والعرمة.
[4] مضت ترجمته برقم 3643: 4/ 24، 25.
[5] في المطبوعة: «ملاوس» ، بالواو. والمثبت عن مخطوطة الدار «111» مصطلح حديث، والطبقات الكبرى لابن سعد.
[6] الطبقات الكبرى لابن سعد: 7/ 1/ 43. وقد تقدمت ترجمة إياس بن قتادة برقم 345: 1/ 185.(4/87)
ولا يعرف أن قَتَادَة أسند شيئًا، وابنه إياس الَّذِي حمل الديات بعد موت يزيد بْن معاوية لما اقتتلت تميم والأزد بالبصرة، وقتلت تميم مَسْعُود بْن عَمْرو سيد الأزد، فواده عشر ديات، وهو ابْن أخت الأحنف بن قيس، وهو القائل [1] .
فلو أسقيتهم عسلًا مصفى ... بماء المزن أَوْ ماء الفرات
لقالوا: إنه ملح أجاج ... أراد بِهِ لنا إحدى الهنات
أَخْرَجَهُ أَبُو نعيم، وَأَبُو عُمَر [2] ، وأبو موسى.
4267- قتادة بن عياش
(ب د ع) قَتَادَة بْن عياش [3] ، أَبُو هشام الجرشي، وقيل: الرهاوي.
روى عَنْهُ ابنه هشام: أن النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ لما عقد لَهُ عَلَى قومه، أخذت بيده فودعته، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: «جعل اللَّه التقوى زادك، وغفر لَكَ ذنبك، ووجهك بالخير حيثما تكون» أَخْرَجَهُ [4] الثلاثة.
4268- قتادة بن قيس الصدفي
(دع) قتادة بن قيس بن حبش الصدفي.
لَهُ صحبة، شهد فتح مصر، ولا تعرف لَهُ رواية، وذكروا لَهُ بمصر خطة. قاله أبو سعيد [5] ابن يونس.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
4269- قتادة الليثي
(س) قَتَادَة الليثي أَبُو عمير رَوَى الأَوْزَاعِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيِّ عَنْ أبيه، عن جده قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ مَعَ كُلِّ تَكْبِيرَةٍ فِي الصلاة المكتوبة.
__________
[1] كذا، والبيتان نسبهما المبرد إلى الفرزدق، ينظر الكامل: 663.
[2] الاستيعاب، الترجمة 2104: 3/ 1274.
[3] ذكر الحافظ في الإصابة، الترجمة 7071، أنه يقال فيه «عباس» بالباء الموحدة والسين. أو «عياش» بالياء المثناة والشين.
[4] الاستيعاب، الترجمة 2105: 3/ 1274.
[5] قال الحافظ في الإصابة، الترجمة 7075/ 3/ 216: «ولم أر في تاريخ أبى سعيد قوله: عداده في الصحابة ... » .(4/88)
قَالَ ابْن شاهين: جَدّه قَتَادَة الليثي، صاحب النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، كذا ذكره.
قَالَ أَبُو مُوسَى: وجد عَبْد اللَّه بْن عُبَيْد هُوَ: عمير بْن قَتَادَة، والحديث بِهِ أشبه.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
4270- قتادة بن ملحان
(ب د ع) قَتَادَة بْن ملحان القيسي، من بني قيس بْن ثعلبة.
مسح النَّبِيّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ رأسه وجهه.
أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ إِذْنًا بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِدْرِيسَ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ سِيرِينَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قَتَادَةَ بْنِ مِلْحَانَ الْقَيْسِيُّ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ كَانَ يَأْمُرُ أَيَّامَ اللَّيَالِي الْبِيضِ، ثَلاثَ عَشْرَةَ، وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ، وَخَمْسَ عَشْرَةَ، وَأَنَّهُنَّ كَهَيْئَةِ صِيَامِ الدَّهْرِ [1] .
وَرَوَاهُ شُعْبَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مِنْهَالٍ- أَوْ: ملحان- والصواب:
ملحان.
أخرجه [2] الثلاثة.
4271- قتادة بن النعمان الأنصاري
(ب د ع) قَتَادَة بْن النعمان بْن زَيْد بْن عَامِر بْن سواد بْن ظفر بْن الخزرج بْن عمرو بْن مالك ابن الأوس الْأَنْصَارِيّ الأوسي ثُمَّ الظفري، يكنى أبا عَمْرو، وقيل: أَبُو عُمَر، وقيل: أَبُو عَبْد اللَّه.
وهو أخو أَبِي سَعِيد الخدري لأمه.
شهد العقبة، وبدرًا وأحدًا، والمشاهد كلها مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، وأصيبت عينه، يَوْم بدر، وقيل: يَوْم أحد، وقيل: يَوْم الخندق.
قَالَ أَبُو عُمَر: الأصح- والله أعلم- أن عين قَتَادَة أصيبت يَوْم أحد، فردها رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وسلّم فكانت أحسن عينيه [3] .
__________
[1] أخرجه الإمام أحمد عن عبد الصمد وروح، عن همام بإسناده. المسند: 5/ 27، 28. كما أخرجه محمد بن سعد في الطبقات الكبرى، عن عفان بن مسلم، عن همام: 7/ 1/ 28.
[2] الاستيعاب، الترجمة 2106: 3/ 1274.
[3] الاستيعاب، الترجمة 2107: 3/ 1274، 1275.(4/89)
أَنْبَأَنَا أَبُو الرَّبِيعِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي الْبَرَكَاتِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خُمَيْسٍ الْعَدْلُ، أَنْبَأَنَا أبي، حدثنا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ طَوْقٍ، أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمَرْجِيِّ، أَنْبَأَنَا أَبُو يَعْلَى، أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَزْرَقِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: أُصِيبَتْ عَيْنُ أَبِي يَوْمَ أُحُدٍ، فَبَزَقَ فيها النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، فَكَانَتْ أَحْسَنَ عَيْنَيْهِ.
قَالَ: وأَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْغَسِيلِ، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن أَبِيهِ، عَنْ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ: أَنَّهُ أُصِيبَتْ عَيْنُهُ يَوْم بَدْرٍ، فَسَالَتْ حَدَقَتُهُ عَلَى وَجْنَتِهِ، فَأَرَادُوا أَنْ يَقْطَعُوهَا، فَسَأَلُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ فَقَالَ: لا. فَدَعَا بِهِ، فَغَمَزَ حَدَقَتَهُ بِرَاحَتِهِ، فَكَانَ لا يَدْرِي أَيَّ عَيْنَيْهِ أُصِيبَتْ.
وأَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَر بْن أَحْمَد بِإِسْنَادِهِ، عَنِ يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: أُصِيبَتْ عَيْنُ قَتَادَةَ يَوْمَ أُحُدٍ، حَتَّى وَقَعَتْ عَلَى وَجْنَتِهِ، فَرَدَّهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ، فَكَانَتْ أَحْسَنَ عَيْنَيْهِ [1] .
وروى الأصمعي، عَنْ أَبِي معشر الْمَدَنِيّ قَالَ: وفد أَبُو بَكْر بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرو بْن حزم بديون أهل المدينة إِلَى عُمَر بْن عَبْد العزيز رجلًا من ولد قَتَادَة بْن النعمان، فلما قدم عَلَيْهِ قَالَ: ممن الرجل فَقَالَ.
أَنَا ابْن الَّذِي سالت عَلَى الخد عينه ... فردت بكف المصطفى أحسن الرد
فعادت كما كانت لأول أمرها ... فيا حسن ما عين ويا حسن مارد
فقال عُمَر بْن عَبْد العزيز:
تلك المكارم لا قعبان من لبن ... شيبًا بماء فعادا بعد أبوالا [2]
وكان قَتَادَة من فضلاء الصحابة، وكانت معه راية بني ظفر يَوْم الفتح.
وروى أَبُو سَلَمة، عَنْ أَبِي سَعِيد الخدري: «أن النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ خرج ليلة لصلاة العشاء، وهاجت الظلمة والسماء، وبرقت برقه، فرأى رَسُول اللَّه صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ قَتَادَة بْن النعمان، فَقَالَ:
قَتَادَة؟ قَالَ: نعم، يا رَسُول اللَّه، علمت أن شاهد الصلاة الليلة قليل، فأحببت أن أشهدها.
__________
[1] ينظر الطبقات الكبرى لابن سعد: 3/ 2/ 26.
[2] الاستيعاب: 3/ 1275.(4/90)
فَقَالَ لَهُ: إِذَا انصرفت فأتني فلما انصرف أعطاه عرجونًا، فَقَالَ: خذ هَذَا يضيء أمامك عشرًا، وخلفك عشرًا» [1] وقَتَادَة هَذَا هُوَ جد عاصم بْن عُمَر بْن قَتَادَة، المحدث النسابة، أكثر مُحَمَّد بْن إِسْحَاق الرواية عَنْهُ.
روى قتادة عن النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ [2] . روى عَنْهُ أَبُو سَعِيد الخدري، وغيره.
أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُبَيْدٍ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مِهْرَانَ وَغَيْرُهُمَا، بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَرْوِيُّ [3] ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَبْدَ حَمَّاهُ الدُّنْيَا، كَمَا يَظَلُّ أَحَدُكُمْ يَحْمِي [4] سَقِيمَهُ الْمَاءَ» [5] . وتوفي قَتَادَة بْن النعمان سنة ثلاث وعشرين، وهو ابْن خمس وستين سنة. وصلى عَلَيْهِ عمر ابن الخطاب، ونزل فِي قبره أَبُو سَعِيد الخدري، ومحمد بْن مسلمة.
أَخْرَجَهُ الثلاثة، إلا أن أبا نعيم قَالَ: «سقطت حدقتاه، فردهما رَسُول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ» وهذا لا يصح، إنَّما سقطت إحدى عينيه، فردها رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلّم، كما ذكرنا، والله أعلم.
4272- قتادة والد يزيد
(س) قَتَادَة والد يزيد.
روى حَمَّاد بْن زيد، عَنْ أيوب، عَنْ أَبِي قلابة، عن أَبِي بلال المزني: أن يزيد بْن قَتَادَة حدث أن أباه شهد مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ حنينًا فمات، فأحرزت ميراثه، وكان نخلًا، ثُمَّ إن أختي أسلمت، فخاصمتني فِي الميراث إِلَى عثمان، فحدثه عَبْد اللَّه بْن الأرقم أن عُمَر قضى أن من أسلم عَلَى ميراث قبل أن يقسم فله نصيبه، فشاركتني.
أخرجه أبو موسى.
__________
[1] المرجع السابق: 3/ 1276.
[2] في المطبوعة ومخطوطة دار الكتب: «روى أبو قتادة» . ولعل الصواب، ما أثبتناه، وينظر الاستيعاب.
[3] في المطبوعة: «الهروي» . والمثبت عن الترمذي، وينظر الخلاصة.
[4] أي: شربه الماء إذا كان يضره.
[5] تحفة الأحوذي، أبواب الطب، الحديث 2107: 6/ 189، وقال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب» ، وقال الحافظ أبو العلى صاحب تحفة الأحوذي: «وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان، والحاكم، وقال: صحيح، ووهم ابن الجوزي، قاله المناوى» .(4/91)
(باب القاف والثاء والدال)
4273- قثم بن العباس
(ب د ع) قثم بْن الْعَبَّاس بْن عَبْد المطلب بْن هاشم القرشي الهاشمي، ابن عم رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، وأمه أم الفضل لبابة بِنْت الحارث بْن حزن الهلالية، وكانت أول امْرَأَة أسلمت بمكة بعد خديجة رَضِي اللَّه عَنْهُمَا، قاله الكلبي.
قَالَ عَبْد اللَّه بْن جَعْفَر بْن أَبِي طَالِب: كنت أَنَا، وعبيد اللَّه، وقثم ابنا الْعَبَّاس نلعب، فمر بنا رَسُول اللَّه صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ عَلَى دابة، فَقَالَ: ارفعوا هَذَا الصبي إليَّ فجعلني أمامه، وقَالَ لقثم: ارفعوه إليَّ فحمله وراءه. وكان عُبَيْد اللَّه أحب إِلَى الْعَبَّاس من قثم، فما استحيا رَسُول اللَّه صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ من عمه أن حمل قثم وتركه.
وروى زُهَيْر، عَنْ أَبِي إِسْحَاق قَالَ: قيل لقثم بْن الْعَبَّاس: كيف ورث عَلي رَسُول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ دونكم؟ فَقَالَ: إنه كَانَ أولنا لحوقًا، وأشدنا لزوقًا.
قيل: إن عَبْد الرَّحْمَن بْن خَالِد هُوَ الَّذِي سَأَلَ قثم عَنْ هَذَا، فَقَالَ لَهُ: ما شأن عليّ، كَانَ لَهُ من رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ منزلة لم تكن للعباس؟! فأجابه بهذا.
وكان قثم آخر الناس عهدًا برسول اللَّه صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ لأنَّه كَانَ آخر من خرج من قبره ممن نزل فِيهِ، قاله عليّ وابن عباس.
أَنْبَأَنَا أَبُو يَاسِرِ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عبد الله بن أحمد: حدثني أبي، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي أَبِي إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ مِقْسَمٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ [عَنْ مَوْلاهُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ] [1] قَالَ: اعْتَمَرْتُ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ زَمَنَ عُمَرَ [2] ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ عُمْرَتِهِ [3] ، أَتَاهُ نَفَرٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ، فَقَالُوا: يَا أَبَا الْحَسَنِ، جِئْنَاكَ نَسْأَلُكَ عَنْ أَمْرٍ نُحِبُّ أَنْ تُخْبِرَنَا عَنْهُ. قَالَ: أَظُنُّ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ يُحَدِّثُكُمْ أَنَّهُ كَانَ آخر الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ؟ قَالُوا: أَجَلْ، عَنْ ذَلِكَ جِئْنَاكَ نَسْأَلُكَ. قَالَ: آخِرُ [4] النَّاسِ عَهْدًا بِهِ قُثَمُ بْنُ العباس [5] .
__________
[1] ما بين القوسين عن مسند الإمام أحمد، وهو سقط من المطبوعة ومخطوطة الدار.
[2] بعده في المسند: «أو زمان عثمان رضى الله عنه، فنزل على اخته ام هانى بنت أبى طالب» .
[3] لفظ المسند: «فلما فرغ من عمرته رجع فسكب له غسل، فاغتسل، فلما فرغ من غسله، دخل عليه نفر..» .
[4] لفظ المسند: «أحدث الناس» .
[5] مسند الإمام أحمد: 1/ 101.(4/92)
ولما ولي عليّ بْن أَبِي طَالِب الخلافة استعمل قثم بْن الْعَبَّاس عَلَى مكة فلم يزل عليها حتَّى قتل عليّ قاله خليفة.
وقَالَ الزبَيْر: استعمله عليّ عَلَى المدينة.
ثُمَّ إن قثم سار أيام معاوية إِلَى سمرقند مَعَ سَعِيد بْن عثمان بْن عفان، فمات بها شهيدًا.
وكان يشبه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ: أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودِ بْنِ سَعْدٍ إجازة بإسناده عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا إسماعيل ابن عُلَيَّةَ، عَنْ عُيَيْنَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ نُعِيَ إِلَيْهِ أَخُوهُ قُثَمُ، وَهُوَ في مَنْزِلِهِ، فَاسْتَرْجَعَ، وَأَنَاخَ عَنِ الطَّرِيقِ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، فَأَطَالَ فِيهِمَا الْجُلُوسَ، ثُمَّ قَامَ إِلَى رَاحِلَتِهِ وُهُوَ يَقْرَأُ ... وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخاشِعِينَ 2: 45 [1] ولم يعقب قثم.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
عيينة: بالياء تحتها نقطتان، مكررة، ونون.
4274- قدامة بن حنظلة
(د ع) قدامة بْن حنظلة الثقفي يعد فِي أهل حمص. روى عَنْهُ غضيف بْن الحارث أَنَّهُ قَالَ: كَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ إِذَا ارتفع النهار وذهب كل أحد، وانقلب النَّاس خرج إِلَى المسجد، فركع ركعتين، أَوْ أربعة، ثُمَّ انتظر هَلْ يرى أحدًا، ثُمَّ ينصرف.
أَخْرَجَهُ ابْن منده وَأَبُو نعيم.
4275- قدامة بن عبد الله العامري
(ب د ع) قدامة بْن عَبْد اللَّه بْن عمار بْن معاوية، من بني نفيل بْن عَمْرو بْن كلاب العامري، ثُمَّ الكلابي، من بنى كلاب بن أبى بيعة بْن عَامِر بْن صعصعة، يكنى أبا عَبْد اللَّه.
أسلم قديمًا، وسكن مكَّة ولم يهاجر، وشهد حجة الوداع، وأقام بركية فِي البدو من بلاد نجد، وسكنها.
__________
[1] سورة البقرة، آية: 45.(4/93)
أَخْبَرَنَا غَيْرُ وَاحِدٍ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمَنِيعِ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَيْمَنَ بْنِ نَابِلٍ، عَنْ قُدَامَةَ بْن عَبْد اللَّهِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يَرْمِي الْجِمَارَ عَلَى نَاقَتِهِ، لا ضَرْبَ، وَلا طَرْدَ، وَلا إِلَيْكَ [1] إِلَيْكَ [2] .
وَرَوَى عَرْزَبُ بن إبراهيم الثقفي، عن حميد بن كلاب، عَنْ قُدَامَةَ الْكِلابِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ، وَعَلَيْهِ حُلَّةَ حِبْرَةٍ [3] .
أَخْرَجَهُ [4] الثلاثة.
4276- قدامة بن مالك
(د ع) قدامة بْن مَالِك بْن خارجة بْن عَمْرو بْن مَالِك بْن زَيْد بْن مرة [5] من ولد سعد العشيرة وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وشهد فتح مصر. وَيُقَال: إن الَّذِي كَانَ بمصر: مَالِك بْن قدامة بْن مَالِك، قاله أَبُو سَعِيد بْن يونس.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
4277- قدامة بن مظعون
(ب د ع) قدامة بْن مظعون بْن حبيب بْن وهب بْن حذافة بْن جمح الْقُرَشِيّ الجمحي، يكنى أبا عمرو، وقيل: أَبُو عُمَر. وهو أخو عثمان بْن مظعون، وخال حفصة وعبد اللَّه ابني عُمَر بْن الخطاب، رَضِي اللَّه عَنْهُمْ أجمعين، وكان تحته صفية بِنْت الخطاب.
وهو من السابقين إِلَى الْإِسْلَام هاجر إِلَى الحبشة مَعَ أخويه عثمان وعبد اللَّه ابني مظعون، وشهد بدرًا، وأحدًا، وسائر المشاهد مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ.
قاله عروة، وابن شهاب، وموسى، وابن إِسْحَاق.
قَالَ ابْن عُمَر: توفي خالي عثمان بْن مظعون، فأوصى إِلَى أخيه قدامة، فزوجني بِنْت أخيه عثمان ودخل المغيرة بْن شُعْبَة عَلَى أمها، فأرغبها فِي المال، ورأي الجارية مع رأى أمها، فبلغ ذلك
__________
[1] إليك إليك، أي: تنح تنح.
[2] تحفة الأحوذي، أبواب الحج، باب «ما جاء في كراهية طرد الناس عند رمى الجمار» ، الحديث 905: 3/ 646، 647، وقال الترمذي: «حديث قدامة بن عبد الله حديث حسن صحيح، وإنما يعرف هذا الحديث من هذا الوجه» .
وقال الحافظ أبو العلى: «وأخرجه الشافعيّ والنسائي وابن ماجة والدارميّ» .
[3] الحبرة، بكسر الحاء، وفتح الباء..: ما كان من أثواب اليمن مخططا موشيا» .
[4] الاستيعاب، الترجمة 2109: 4/ 1279.
[5] كذا في المطبوعة ومخطوطة الدار، وفي الإصابة: «سمرة» .(4/94)
رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، فسأل قدامة فَقَالَ: يا رَسُول اللَّه، بِنْت أخي، ولم آل أختار لها فَقَالَ:
ألحقها بهواها، فإنها أحق بنفسها، فانتزعها مني، وزوجها المغيرة بْن شُعْبَة. واستعمل عُمَر بْن الخطاب قدامة بْن مظعون عَلَى البحرين، فقدم الجارود العبدي من البحرين عَلَى عُمَر بْن الخطاب فَقَالَ: يا أمير المؤمنين، إن قدامة شرب فسكر، وَإِني رأيت حدًا من حدود اللَّه حقًا عليّ أن أرفعه إليك. قَالَ عُمَر: من شهد معك قَالَ: أَبُو هُرَيْرَةَ. فدعا أبا هُرَيْرَةَ فَقَالَ: بم تشهد؟ فَقَالَ: لم أره يشرب، ولكني رَأَيْته سكران يقيء. فَقَالَ عُمَر:
لقد تنطعت [1] في الشهادة. ثُمَّ كتب إِلَى قدامة أن يقدم عَلَيْهِ من البحرين. فقدم، فَقَالَ الجارود لعمر: أقم عَلَى هَذَا كتاب اللَّه. فَقَالَ عُمَر: أخصم أنت أم شهيد؟ فَقَالَ: شهيد. قَالَ:
قَدْ أديت شهادتك! فسكت الجارود، ثُمَّ غدا عَلَى عُمَر فَقَالَ: أقم عَلَى هَذَا حد اللَّه عزَّ وجلَّ. فَقَالَ عُمَر: لتمسكن لسانك أَوْ لأسوءنك. فَقَالَ: يا عُمَر، والله ما ذَلِكَ بالحق، يشرب ابْن عمك الخمر وتسوءني. فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: إن كنت تشك فِي شهادتنا، فأرسل إِلَى ابْنَة الْوَلِيد- امْرَأَة قدامة- فسلها. فأرسل عُمَر إِلَى هند بِنْت الْوَلِيد ينشدها، فأقامت الشهادة على زوجها، فقال عمر لقدامة: إني حادك. قَالَ: لو شربت، كما يقولون، ما كان لكم أن تحدّوني. فَقَالَ عُمَر. لم؟
قَالَ قدامة: قَالَ اللَّه عزَّ وجلَّ: (لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا إِذا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) 5: 93 [2] ، فَقَالَ عُمَر: أخطأت التأويل، لو اتقيت اللَّه اجتنبت ما حرم اللَّه، ثُمَّ أقبل عُمَر عَلَى النَّاس فَقَالَ: ما ترون فِي حد قدامة؟ فَقَالَ القوم: لا نرى أن تجلده ما كَانَ مريضًا فسكت عَلَى ذَلِكَ أيامًا ثُمَّ أصبح يومًا- وَقَدْ عزم عَلَى جلده، فَقَالَ لأصحابه ما ترون فِي جلد قدامة؟ فقالوا لا نرى أن تجلده ما كَانَ مريضًا. فَقَالَ عُمَر: لأن يلقى اللَّه تحت السياط أحب إليَّ من أن ألقاه وهو فِي عنقي، ائتوني بسوط تام. فأمر عُمَر بقدامة فجلد، فغاضب قدامة عُمَر وهجره، فحج عمر وقدامة معه مغاضبا له، فلما قفلا من حجهما ونزل عُمَر بالسقيا [3] نام، فلما استيقظ من نومه قَالَ: عجلوا عليّ بقدامة، فو الله لقد أتاني آت فِي منامي فَقَالَ: سالم قدامة، فإنه أخوك، فعجلوا عليّ بِهِ. فلما أتوه أَبِي أن يأتي، فأمر بِهِ عُمَر إن أَبِي أن يجروه إِلَيْه، فكلمه عُمَر، واستغفر له، فكان ذلك أوّل صلحهما [4] .
__________
[1] تنطع في الكلام: غالى وتعمق.
[2] سورة المائدة، آية: 93.
[3] السقيا، بضم السين، وسكون القاف: - قرية جامعة من عمل الفرع بينهما مما يلي الجحفة تسعة عشر ميلا. والفرع:
قرية بينهما وبين المدينة ثمانية برد.
[4] الأثر في الاستيعاب: 3/ 1277- 1279.(4/95)
روى ابْن جريج، عَنْ أيوب السختياني قَالَ: لم يحدّ أحد من أهل بدر فِي الخمر إلا قدامة ابن مظعون [1] .
وتوفي قدامة سنة ست وثلاثين، وهو ابْن ثمان وستين سنة.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
قلت: قَدْ حد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نعيمان فِي الخمر، وهو بدري، وهو مذكور في بابه، فلا حجّة في قول أيوب، والله تعالى أعلم.
4278- قدامة بن ملحان
(س) قدامة بْن ملحان الجمحي، والد عَبْد الملك.
أورده أَبُو مَسْعُود [2] وَرَوَى بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَجَاءٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ قُدَامَةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ عَامَ فَتْحِ مَكَّةَ، صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّه وأثنى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «أيها الناس، إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِيَّةَ [3] الْجَاهِلِيَّةِ وَتَعَاظُمَهَا بِآبَائِهَا ... » الْحَدِيثَ. أَنْبَأَنَا يَعِيشُ بْنُ صَدَقَةَ بْنُ عَلِيٍّ الْفَقِيهُ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَحْمَدَ بْنِ شُعَيْبٍ قَالَ:
أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا حِبَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا أنس بن سيرين، حدّثنى عبد الملك ابن قُدَامَةَ بْنِ مِلْحَانَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يَأْمُرُنَا بِصَوْمِ أَيَّامِ اللَّيَالِي الْغُرِّ الْبِيضِ، ثَلاثَ عَشْرَةَ، وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ، وَخَمْسَ عَشْرَةَ. أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى، وذكر أَنَّهُ جمحي، واستدركه عَلَى ابْن منده، وَقَدْ أَخْرَجَهُ ابْن منده فِي قَتَادَة بْن ملحان، وجعله قيسيًا، والله أعلم.
4279- قدامة
(س) قدامة.
ذكره ابْن شاهين مفردًا عَنْ غيره، وروى عَنْ عرزب بْن إِبْرَاهِيم الثقفي، عَنْ حميد بْن كلاب قَالَ: حَدَّثَنَا عمي قدامة قَالَ: رَأَيْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ عَلَيْهِ حلة حبرة.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى مختصرا.
__________
[1] الأثر في الاستيعاب: 3/ 1279.
[2] كذا في المطبوعة ومخطوطة الدار، ولعله «أبو موسى» .
[3] العبية- بضم العين، وتشديد الباء مكسورة، وبعدها ياء-: الكبر.(4/96)
قلت: وهذا قدامة هُوَ: قدامة بْن عَبْد اللَّه الثقفي الكلابي، وَقَدْ أَخْرَجَهُ ابْن منده، وأخرج هَذَا الحديث، فَقَالَ: عَنْ عمي قدامة بْن عَبْد اللَّه بْن عمار، ونسبه هكذا فلا أدرى كيف خفي هَذَا عَلَى الحافظ أَبِي مُوسَى مَعَ علمه وضبطه وَإِتقانه. وغاية ما عمل ابْن شاهين أَنَّهُ لم ينسبه، فلا يكون غيره مَعَ هذه الشواهد أنه هو، والله أعلم.
4280- قدد بن عمار السلمي
(س) قدد [1] بْن عمار السلمي.
وفد عَلَى النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، أورده ابْن شاهين هكذا، وَقَالَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَدَائِنِيِّ، عَنْ أَبِي معشر، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رومان- ورجال الْمَدَائِنيّ قَالُوا: ثُمَّ قَدِمَ بَنُو سُلَيْمٍ عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلّم بقائد عام الفتح، وهم سبعمائة، وَيُقَالُ: أَلْفٌ، فَقَالَ النَّاسُ: مَا جَاءُوا إِلا لِلْغَنَائِمِ! وَفَقَدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ غُلامًا قَدْ كَانَ قَدِمَ عَلَيْهِ، فَقَالَ، مَا فَعَلَ الْغُلامُ الْحُسَانُ [2] الطَّلِيقُ اللِّسَانِ، الصَّادِقُ الْإِيمَانِ قَالُوا: ذَاكَ قَدَدُ بْنُ عَمَّارٍ، تُوُفِّيَ: فَتَرَحَّمَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ.
وَقَدْ كَانَ قدد وفد إِلَى النَّبِيّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ وبايعه وعاهده أن يأتيه بألف من بني سليم، وأتى قومه وأخبرهم الخبر، فخرج فِي تسعمائة، وخلف فِي الحي مائة، وأقبل بهم يريد النبيّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فنزل بِهِ الموت، فأوصى إِلَى ثلاثة رهط من قومه: إِلَى عَبَّاس بْن مرداس، وأمره عَلَى ثلاثمائة، وَإِلى الأخنس [3] بْن يَزِيدَ وأمره عَلَى ثلاثمائة، وَإِلى حبان [4] بْن الحكم وأمره عَلَى ثلاثمائة، فقدموا عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، فَقَالَ: أَيْنَ الغلام، وذكره، فلما قدموا على النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ قَالَ: أين تكملة الألف؟ قَالُوا: تخلف فِي الحي مائة رَجُل. فأمرهم إن يبعثوا يحضرون المائة، فأحضروهم، وعليهم المقنع بْن مَالِك بْن أمية، وله يَقُولُ عَبَّاس بْن مرداس:
القائد المائة التي وفى بها ... تسع المئين فتمّ ألفا أقرعا [5]
أخرجه أبو موسى.
__________
[1] قال الحافظ في الإصابة، الترجمة 7093/ 3/ 221: «قدد، بدالين، وزن عمر، ويقال: آخره راء، ويقال:
قدن، بفتحتين ونون» ..
[2] الحسان- بضم الحاء-: الحسن الجميل.
[3] كذا، ومثله في الإصابة، ويبدو أن الصواب: «يزيد بن الأخنس» فلم تتقدم له ترجمة.
[4] في المطبوعة: «حيان» بالياء المثناة. وقد تقدمت ترجمته برقم 1027: 1/ 438.
[5] ألف أقرع: تام. والبيت في الإصابة: 3/ 221.(4/97)
4281- قداد بن الحدرجان
(س) قداد بْن الحدرجان بْن مَالِك اليماني. ذكرناه فِي ترجمة أخيه جزء بْن الحدرجان [1] أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى مختصرًا.
باب القاف والراء
4282- قردة بن نفاثة السلولي
(ب س) قردة بْن نفاثة بْن عَمْرو بْن ثوابة بْن عَبْد اللَّه بْن تميمة السلولي، وهذه النسبة لولد مرة بْن صعصعة بْن معاوية بْن بَكْر بْن هوازن، ومرة أخو عَامِر بْن صعصعة، نسب ولد مرة إِلَى أمهم سلول بنت ذهل بْن شيبان بْن ثعلبة.
وكان شاعرًا، وطال عمره حتَّى قدم على النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فِي جماعة من بني سلول فأمره عليهم بعد أن أسلم وأسلموا، فأنشأ يَقُولُ [2] :
بان الشباب فلم أحفل بِهِ بالًا ... وأقبل الشيب والإسلام إقبالًا
وَقَدْ أروي نديمي من مشعشعة ... وَقَدْ أقلب أوراكًا وأكفالًا
فالحمد للَّه إذ لم يأتني أجلي ... حتَّى اكتسيت من الْإِسْلَام سربالًا
وقيل: إن هَذَا البيت: «فالحمد للَّه ... » قاله لبيد [3] ، ولم يفل فِي الْإِسْلَام غيره، قاله أَبُو عبيدة. وقَالَ قُرَّدة أيضًا:
أصبحت شيخًا أرى الشخصين أربعة ... والشخص شخصين لما مسني الكبر
لا أسمع الصوت حتَّى أستدير لَهُ ... وحال بالسمع دوني المنظر العسر
وكنت أمشي عَلَى الساقين معتدلًا ... فصرت أمشي عَلَى ما تنبت الشجر
إِذَا أقوم عجنت الأرض متكئًا ... عَلَى البراجم [4] حتَّى يذهب النفر
__________
[1] في المطبوعة: «الحر بن الحدرجان» ، ومثله في الإصابة. والمثبت عن ترجمته، وقد تقدمت برقم 735: 1/ 335.
[2] الأبيات في معجم الشعراء المرزباني: 223، والاستيعاب، الترجمة 1267: 3/ 1305، 1306.
[3] ينظر معجم الشعراء المرزباني. والشعر والشعراء لابن قتيبة: 1/ 275.
[4] البراجم: جمع برجمة- بضم الباء وسكون الراء وضم الجيم-: المفصل الظاهر أو الباطن من الأصابع.(4/98)
أخرجه أَبُو عمر وَأَبُو موسى، وقال أَبُو مُوسَى: كذا أورده أَبُو الْفَتْحِ الأزدي وابن شاهين، وهو تصحيف، وَإِنما هُوَ فروة بالفاء، وقد تقدّم ذكره [1] .
4283- قرط بن جرير الأزدي
(س) قرط بْن جرير الْأَزْدِيّ جد جرير بْن عَبْد الحميد الْأَزْدِيّ.
روى مُحَمَّد بْن قدامة قَالَ: حَدَّثَنَا جرير بْن عَبْد الحميد، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ عَبْد اللَّه بْن قرط، عَنْ جَدّه قرط بْن جرير قَالَ: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: «اللَّهمّ بارك لأمتي فِي بكورها» [2] وبهذا الإسناد قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «لا يشكر اللَّه من لم يشكر الناس [3] » . أخرجه أبو موسى.
4284- قرط بن ربيعة
(س) قرط بْن رَبِيعة.
ذكره القاضي أَبُو أَحْمَد بْن العسال.
رَوَى قُدَامَةُ بْنُ عَائِذِ بْنِ قُرْطٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قُرْطِ بْنِ رَبِيعَةَ وَذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ، قُلْتُ: صِفْهُ لِي. قَالَ: رَأَيْتُهُ مُفَلَّجَ الثنايا. وأقطعه بحضرموت.
أخرجه أبو موسى.
4285- قرظة بن كعب
(ب د ع) قرظة بْن كعب بْن ثعلبة بْن عَمْرو بْن كعب بْن الإطنابة. الْأَنْصَارِيّ الخزرجي، قاله أَبُو عُمَر.
وقَالَ أَبُو نعيم: قرظة بْن كعب بْن عَمْرو بْن عَامِر بْن زَيْد مناة بْن مَالِك بْن ثعلبة بن كعب ابن الخزرج بْن الحارث بْن الخزرج.
ونسبه هكذا ابن الكلبي أيضا [4] .
__________
[1] قال الحافظ في الإصابة، الترجمة 7095/ 3/ 222: «فروة الّذي تقدم غير هذا، ذاك جذامى، وهذا سلولي، فأنى يجتمعان! وقد عجبت من تقرير ابن الأثير كلام أبى موسى مع تحققه بمعرفة الأنساب، من أن فروة الّذي أشار إليه لم يلق النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، وإنما أسلم في حياته، فقتله الروم من أجل ذلك، وقد تقدم ذلك في فروة بن عامر الجذامي ... » .
[2] الحديث رواه الترمذي بإسناده عن صخر الغامدي، ينظر تحفة الأحوذي، كتاب البيوع، باب «ما جاء في التبكير بالتجارة» ، الحديث 1230: 4/ 402. وكذلك رواه ابن ماجة عن صخر في كتاب التجارات، باب «ما يرجى من البركة في البكور» ، الحديث 2236: 2/ 752. والإمام أحمد عن على رضى الله عنه: 1/ 153، 154، 155، 156، وعن صخر الغامدي: 3/ 416، 417، 431، 432، 4/ 484، 390، 391.
[3] رواه أبو داود في كتاب الأدب، باب «في شكر المعروف» ، الحديث 4811: 4/ 255، والترمذي في أبواب البر، باب «ما جاء في الشكر لمن أحسن إليك» ، تحفة الأحوذي، الحديث 2020: 6/ 87. والإمام أحمد: 2/ 258. كلهم عن أبى هريرة.
[4] وكذا هو في كتاب جمهرة أنساب العرب لابن حزم: 345.(4/99)
وأمه: جندبة بِنْت ثابت بْن سنان، وأخوه لأمه عَبْد اللَّه بْن أنيس [1] .
وشهد قرظة أحدًا وما بعدها من المشاهد، وهو أحد العشرة الذين وجههم عُمَر مَعَ عمار بْن ياسر إِلَى الكوفة من الأنصار. وكان فاضلًا، وفتح الري سنة ثلاث وعشرين فِي خلافة عُمَر وولاه عَلَى الكوفة لما سار إِلَى الجمل، فلما خرج إِلَى صفين أخذه معه، وجعل عَلَى الكوفة أبا مَسْعُود البدري.
رَوَى زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاق، عَنْ عَامِرِ بْن سَعْدٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي مَسْعُودٍ وَقَرَظَةَ بْنِ كَعْبٍ وَثَابِتِ بْنِ يَزِيدَ، وَهُمْ فِي عُرْسٍ لَهُمْ، وَجَوَارٍ يَتَغَنَّيْنَ، فَقُلْتُ: أَتَسْمَعُونَ هَذَا وَأَنْتُمْ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ؟! فَقَالُوا: إِنَّهُ قَدْ رَخَّصَ لَنَا فِي الْغِنَاءِ فِي الْعُرْسِ، وَالْبُكَاءِ عَلَى الْمَيِّتِ مِنْ غَيْرِ نَوْحٍ.
وشهد قرظة مَعَ عليّ مشاهده، وتوفي فِي خلافته فِي داره بالكوفة، وصلى عَلَيْهِ عليّ، وقيل:
بل توفي فِي إمارة المغيرة بْن شُعْبَة عَلَى الكوفة، أول أيام معاوية. والأول أصح، وهو أول من نيح عَلَيْهِ بالكوفة، قاله عليّ بن ربيعة.
أخرجه الثلاثة.
4286- قرة بن إياس
(ب د ع) قُرَّة بْن إياس بْن هلال بْن رياب بْن عُبَيْد بْن سارية بن ذبيان بن ثعلبة بن سليم ابن أوس بن عمرو المزني، وهو جد إياس بْن معاوية بْن قُرَّة قاضي البصرة الموصوف بالذكاء.
وكان قُرَّة يسكن البصرة.
روى شُعْبَة، عَنْ أَبِي إياس معاوية بْن قُرَّة قَالَ: جاء أَبِي إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وهو غلام صغير، فمسح على رأسه واستغفر لَهُ- قَالَ شُعْبَة: فقلت لَهُ: أله صحبة؟ قَالَ: لا، ولكنه كَانَ عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ قَدْ حلب وصر [2] .
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ وَغَيْرُهُ بِإِسْنَادِهِم إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: «إِذَا فَسَدَ أَهْلُ الشَّامِ فَلا خَيْرَ فِيكُمْ، وَلا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي مَنْصُورِينَ لا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ» [3]
__________
[1] في المطبوعة: «عبد الله بن إياس» ، وهو خطأ. والمثبت. عن الإصابة، الترجمة 7100: 3/ 223، ولم تمض ترجمة لمن يدعى «عبد الله بن إياس» فأما ترجمة عبد الله بن أنيس فقد تقدمت برقم 2822: 3/ 179، 180.
[2] صر الناقة يصرها صرا: شد ضرعها بالصرار- ككتاب- وهو خيط يشد فوق الحلف لئلا يرضعها ولدها.
[3] تحفة الأحوذي، أبواب الفتن، باب «ما جاء في أهل الشام» ، الحديث 2287: 6/ 433، 434. وقال الترمذي:
هذا حديث حسن صحيح» . وقد أخرجه الإمام أحمد عن يحيى بن سعيد، عن شعبه بإسناده. المسند: 5/ 34.(4/100)
وأَنْبَأَنَا أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَطِيبُ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ، حَدَّثَنَا قرة ابن خَالِد، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْن قُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ قال: أتيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرِنِي الْخَاتَمَ. قَالَ: أَدْخِلْ يَدَكَ. قَالَ: فَأَدْخَلْتُ يَدِي فِي جِرِبَّانِهِ [1] فَجَعَلْتُ أَلْمِسُ وَأَنْظُرُ إِلَى الْخَاتَمِ فَإِذَا هُوَ عَلَى نُغْضِ [2] كَتِفِهِ مِثْلَ الْبَيْضَةِ، فَمَا مَنَعَهُ ذَلِكَ أَنْ يَدْعُوَ لِي، وَإِنَّ يَدِي لَفِي جِرِبَّانِهِ. وقَالَ أَبُو عُمَر: إن قُرَّة هَذَا قتلته الأزارقة، وذلك أن عَبْد الرَّحْمَن بْن عبيس بْن كريز الْقُرَشِيّ العبشمي، خرج أيام معاوية في نحو من عشرين ألفًا يقاتلون الأزارقة، ومعه أخوه مُسْلِم بْن عبيس، وهما ابنا عم عَبْد اللَّه بْن عَامِر بْن كريز، وكان فِي العسكر قُرَّة بْن إياس المزني وابنه معاوية، فقتل قُرَّة ذَلِكَ اليوم، وقتل معاوية يومئذ قاتل أبيه [3] .
أخرجه الثلاثة.
4287- قرة بن حصين
(ب) قُرَّة بْن حصين بْن فضالة بْن الحارث بْن زُهَيْر بْن جذيمة بْن رواحة بن ربيعة بن مازن ابن الحارث بْن قطيعة بْن عبس بْن بغيض العبسي.
وهو أحد التسعة العبسيين الَّذِينَ قدموا عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ فأسلموا، وكان قيس بْن زُهَيْر العبسي صاحب حرب «داحس والغبراء» عم فضالة جد قرة.
أخرجه أبو عمر [4] .
4288- قرة بن دعموص
(ب د ع) قُرَّة بْن دعموص بْن رَبِيعة بْن عوف بْن معاوية بْن قريع بن الحارث بن نمير النميري، من بني نمير بْن عَامِر بْن صعصعة.
بصري، وفد عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ مَعَ نفر من قومه، منهم: قيس بْن عاصم وغيره.
قَالَ جرير بْن حازم: رأيت في مجلس أيوب أعرابيا عليه جبة صوف، فلما رَأَى القوم يتحدثون قَالَ: حَدَّثَنِي مولاي قُرَّة بْن دعموص قَالَ: أتيت المدينة فإذا النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قاعدا
__________
[1] الجربان- بضم الجيم وتشديد الباء-: جيب القميص وقد ورد كذلك، أعنى «جيب القميص» في حديث رواه الإمام أحمد في مسندة: 4/ 19، 5/ 35.
[2] النغض- بضم فسكون، وبفتح النون أيضا: غضروف الكتف.
[3] الاستيعاب، الترجمة 2110: 3/ 1280.
[4] الاستيعاب، الترجمة، 2111: 3/ 1280.(4/101)
وأصحابه حوله، فأردت أن أدنو مِنْهُ فلم أستطع، فقلت: يا رَسُول اللَّه استغفر للغلام النميري! فقال: غفر اللَّه لَكَ- قَالَ: وبعث رَسُول اللَّه صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ الضحاك بْن قيس ساعيًا ... الحديث [1] . أَخْرَجَهُ الثلاثة [2] قريع: بضم القاف، وفتح الراء، وبالباء تحتها نقطتان.
4289- قرة بن عقبة
(ب س) قُرَّة بْن عقبة [3] بْن قُرَّة الْأَنْصَارِيّ الأشهلي، قَالَه أَبُو عُمَر.
وقَالَ أَبُو مُوسَى: حليف بني عَبْد الأشهل، وقَالا: قتل يَوْم أحد شهيدًا.
أَخْرَجَهُ [4] أَبُو عُمَر، وَأَبُو موسى مختصرا.
4290- قرة بن هبيرة
(ب د ع) قُرَّة بْن هبيرة بْن عَامِر بْن سَلَمة الخير بْن قشير بْن كعب بْن ربيعة بْن عامر بن صعصعة القشيري.
وفد عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، وهو أحد وجوه الوفود.
رَوَى عَبْدُ الرحمن بْن يَزِيدَ بْن جابر، عَنْ أبي سَعِيدٍ- شَيْخٌ بِالسَّاحِلِ- عَنْ قُرَّةَ بْنِ هُبَيْرَةَ:
أنه أتى النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّهُ كَانَ لَنَا أَرْبَابٌ وَرَبَّاتٌ ... الْحَدِيثَ أَنْبَأَنَا بِهِ أَبُو [مُحَمَّدٍ] [5] الْقَاسِمُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَسَاكِرَ كِتَابَهُ أَنْبَأَنَا أَبِي، أَنْبَأَنَا ابْنُ السَّمَرْقَنْدِيِّ، أَنْبَأَنَا ابْنُ النَّقُّورِ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَانِئٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ وَيَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ- وَاللَّفْظُ لِيَحْيَى- حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عن سعيد ابن أَبِي هِلالٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ نَشِيطٍ: أَنَّ قُرَّةَ بْنَ هُبَيْرَةَ الْعَامِرِيَّ قَدِمَ عَلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فَلَمَّا كَانَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ نَظَرَ إليه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، وَهُوَ عَلَى نَاقَةٍ قَصِيرَةٍ، فَقَالَ: يَا قُرَّةُ. فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ فَقَالَ: كَيْفَ قُلْتَ حِينَ أَتَيْتَنِي؟ قَالَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَانَ لَنَا أَرْبَابٌ وَرَبَّاتٌ مِنْ دُونِ اللَّهِ تَعَالَى، نَدْعُوهُمْ فَلَمْ يُجِيبُونَا، وَنَسْأَلُهُمْ فَلَمْ يُعْطُونَا، فَلَمَّا بَعَثَكَ اللَّهُ بِالْحَقِّ أَتَيْنَاكَ وَتَرَكْنَاهُمْ وَأَحْبَبْنَاكَ. فَلَمَّا أَدْبَرَ قَالَ رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ «أَفْلَحَ مَنْ رُزِقَ لُبًّا فَبَعَثَ رَسُولُ الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ إِلَى الْبَحْرَيْنِ وَهُوَ مَعَهُ حَمِيلٌ، وَكَسَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وسلّم ثوبين كان يلبسهما
__________
[1] الحديث رواه الإمام أحمد في مسندة: 5/ 72.
[2] الاستيعاب، الترجمة 2112: 3/ 1281.
[3] في الاستيعاب: «قرة بن عتبة» ، بالتاء.
[4] الاستيعاب، الترجمة 2113: 3/ 1281.
[5] ما بين القوسين سقط من المطبوعة، وهذا السند قد تقدم مرارا، ينظر: 4/ 156.(4/102)
قَالَ أَبُو عُمَر: قُرَّة هَذَا جد الصمة القشيري الشاعر.
أخرجه الثلاثة.
4291- قريط بن أبى رمثة
(س) قريط بْن أَبِي رمثة من بني امرئ القيس بْن زيد مناة بن تميم.
هاجر مَعَ أَبِيهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ، فلما دخلوا عَلَيْهِ نظر إِلَى أَبِي رمثة ومعه ابْنه قريط، فَقَالَ: هَذَا ابنك؟ قَالَ: أشهد بِهِ. قَالَ: أما إنه لا يجني عليك ولا تجني عَلَيْهِ، ودعا بقريط، فأجلسه عَلَى فخذه، ودعا لَهُ بالبركة، ومسح عَلَى رأسه. وهو أَبوْ لاهز بْن قريط أحد الرؤساء الَّذِينَ كانوا مَعَ أَبِي مُسْلِم، وحديث أَبِي رمثة مَعَ ابنه مشهور، غير أَنَّهُ قلما يسمى [1] ابنه.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
باب القاف والزاى والسين والشين
4292- قزعة بن كعب
(س) قزعة [2] بْن كعب.
أورده عبدان فِي الصحابة، لم يزد.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى مختصرًا.
4293- قس بن ساعدة
(س) قس بْن ساعدة الإيادي وهو مشهور أورده عبدان وابن شاهين، وحديثه لما رآه النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، كَانَ قبل المبعث- إن ثبت- والله أعلم.
أخرجه أبو موسى.
4294- قسامة بن حنظلة
(د ع) قسامة بْن حنظلة الطائي.
قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ. لَهُ ذكر فِي حديث طلحة بْن عُبَيْد اللَّه.
أَخْرَجَهُ ابْن منده وَأَبُو نعيم مختصرا.
__________
[1] الحديث رواه الإمام أحمد: 2/ 226، 227، 228، 4/ 163، ولم يسم فيها لقيط.
[2] قال الحافظ في الإصابة، الترجمة 7109/ 3/ 226: «وأنا أخشى أن يكون هو قرظة بن كعب، فصحف» .(4/103)
4295- قسامة بن زهير
(س) قسامة بْن زُهَيْر.
أورده ابْن شاهين فِي الصحابة رَوَى يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَيَّارٍ، عَنْ قَسَامَةَ بْن زُهَيْرٍ قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ: «أَبَى اللَّهُ عَلَيَّ قَاتِلَ الْمُؤْمِنِ» [1] أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى وقَالَ: لعل هَذَا مرسل، لأن قسامة يروى عن أبى موسى ونحوه.
4296- قشير أبو إسرائيل
(ع س) قشير أَبُو إسرائيل الَّذِي نذر أن يقوم فِي الشمس ولا يتكلم. وسماه البغوي قشيرًا، وكذلك رُوِيَ عَنْ كريب، عَنِ ابْنِ عَبَّاس قَالَ: نذر أَبُو إسرائيل قشير.
أَخْرَجَهُ أَبُو نعيم وَأَبُو مُوسَى مختصرًا والله تَعَالى أعلم بالصواب.
باب القاف والصاد والضاد
4297- قصي بن ظالم
قصي بْن ظالم [2] بْن خزيمة بْن جرير بْن عَمْرو بْن جرير بْن محصب [3] بْن جرير بْن لبيد بْن سنبس الطائي السنبسي.
وفد إلى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم.
قاله ابن الكلبي.
4298- قصي بن عمرو
(س) قصي بْن عَمْرو. لَهُ ذكر فِي كتاب العلاء بْن الحضرمي [4] . تقدم ذكره.
وقَالَ جَعْفَر: قصي بْن أَبِي عَمْرو الحميري.
أَخْرَجَهُ أبو موسى.
__________
[1] الحديث رواه الإمام أحمد عن عقبة بن مالك، المسند: 4/ 110، 5/ 288، 289.
[2] في المطبوعة: «قصلى بن ظالم» . ومثله في صلب النص في مخطوطة دار الكتب «111» مصطلح حديث. وقد أثبتنا ما على هامش المخطوطة والله أعلم بالصواب.
[3] في المطبوعة: «مخضب» . وفي مخطوطة الدار دون نقط. والمثبت عن الجمهرة لابن حزم.
[4] تقدمت ترجمة العلاء برقم 3739/ 4/ 74، ولم يجر فيها ذكر لقصي. وقد ذكر الحافظ في الإصابة 3/ 227 أنه «تقدم ذكره في ترجمة شبيب» ، ويعنى به «شبيب بن قرة» .(4/104)
4299- قضاعى بن عامر الديليّ
(س) قضاعي بْن عَامِر الديلي.
قَالَ جَعْفَر: له ذكر في خبر يدل على أن لَهُ صحبة: روى الأوزاعي، عَنِ ابْنِ سراقة، أن خَالِد بْن الْوَلِيد كتب لأهل دمشق: «إني آمنتهم عَلَى دمائهم وأموالهم وكنائسهم» وفي آخره:
شهد أَبُو عبيدة بْن الجراح، وشرحبيل بْن حسنة، وقضاعي بْن عَامِر، وكتب سنة ثلاث عشرة.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
قلت: فِي هَذَا نظر، فإن التاريخ لم يكن يعرف فِي خلافة أَبِي بَكْر وصدر من خلافة عُمَر رَضِي اللَّه عَنْهُمَا، ثُمَّ أحدث بعد ذَلِكَ، والله أعلم.
4300- قضاعى بن عمرو
قضاعي بْن عَمْرو.
كَانَ عامل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ عَلَى بني أسد. قاله سيف بْن عُمَر، وذكره ابْن الدباغ مستدركًا عَلَى أَبِي عُمَر، والله تَعَالى أعلم.
باب القاف والطاء والعين
4301- قطبة بن جزى
(ب) قطبة بْن جزي، وَيُقَال: جرير. يكنى أبا الحوصلة، وَيُقَال: أَبُو الحويصلة.
قدم عَلَى النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فأسلم وبايع. روى عَنْهُ مقاتل بْن معدان. لَهُ صحبة ورواية، حديثه عند عِمْرَانَ بْن حدير [1] ، عَنْ مقاتل بْن معدان، عنه: أَنَّهُ أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ فَقَالَ: أبايعك عَلَى نفسي وعلى الحويصلة، ابنتي، عَلَى الإسلام الوثيق، أشهد أنك رَسُول الله.
قَالَ أَبُو حاتم الرازي: هُوَ أول من افتتح الأبلة.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر [2] . وجعله غير قطبة بْن قَتَادَة، وأمَّا هما فلم يخرجا إلا قطبة بْن قَتَادَة وقالا: وقيل ابْن حريز: ومما يقوي أنهما واحد أن أبا عُمَر ذكر فِي قطبة بْن قَتَادَة: أَنَّهُ استخلفه خَالِد عَلَى البصرة، وأنَّه روى عَنْهُ مقاتل. وذكر هاهنا أَنَّهُ أول من افتتح الأبلة، وأنَّه روى عنه مقاتل ابن معدان، وَإِن الَّذِي أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر فِي هَذِهِ الترجمة أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ فِي ترجمة قطبة بن قتادة.
__________
[1] في المطبوعة: «عمران بن جرير» . والمثبت عن مخطوطة دار الكتب «111» مصطلح حديث وينظر ترجمته في الجرح 3/ 1/ 296.
[2] الاستيعاب، الترجمة 2115: 3/ 1282.(4/105)
وقَالَ الأمير أَبُو نصر: وقطبة بْن حريز أَبُو الحوصلة، وَيُقَال: أَبُو الحويصلة، لَهُ صحبة ورواية عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ، روى عَنْهُ مقاتل بْن معدان، ذكره فِي «حريز» بفتح الحاء، وكسر الراء، وبعد الياء زاي، والله أعلم.
4302- قطبة بن عامر
(ب د ع) قطبة بْن عَامِر بْن حديدة بْن عمرو بْن سواد بْن غنم بْن كعب بْن سلمة الأنصاري الخزرجي السلمي. يكنى أبا زَيْد.
شهد العقبة الأولى والثانية، لم يختلفوا فِي ذَلِكَ، وشهد بدرًا، وأحدًا، والخندق [1] ، والمشاهد كلها مع رَسُول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ. وكانت معه راية بني سَلَمة يَوْم الفتح، وجرح يَوْم أحد تسع جراحات، ورمى يَوْم بدر حجرًا بين الصفين، وقَالَ: لا أفر حتَّى يفر هَذَا الحجر.
روى أَبُو صالح، عَنِ ابْنِ عَبَّاس قَالَ: دخل رَسُول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ ذات يَوْم وهو محرم باب بستان، فأبصره قطبة بْن عَامِر الْأَنْصَارِيّ، أحد بني سَلَمة، فاتبعه، فأبصره رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ، فَقَالَ: ما أدخلك وأنت محرم؟ فقال: يا رسول الله، رضيت بهداك ودينك وسمتك. فأنزل اللَّه عزَّ وجلَّ: (وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها) 2: 189 [2] ... الآية. وتوفي قطبة فِي خلافة عثمان، رَضِيَ اللهُ عَنْهُما.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
4303- قطبة بن عبد عمرو
(ب) قطبة بْن عَبْد عَمْرو [3] بْن مَسْعُود بْن كعب بْن عبد الأشهل بْن حارثة بْن دينار بْن النجار الْأَنْصَارِيّ الخزرجي، ثُمَّ من بني دينار.
قتل يَوْم بئر معونة شهيدا.
أخرجه أبو عمر مختصرا.
4304- قطبة بن قتادة
(ب د ع) قطبة بْن قَتَادَة السدوسي، وقيل: قطبة بْن جرير [4] السدوسي، من بني ثعلبة ابن سدوس بن ذهل بن شيبان.
__________
[1] ينظر سيرة ابن هشام: 1/ 432، 462، 699.
[2] سورة البقرة، آية: 189.
[3] في المطبوعة: «بن عبد بن عمر» ، ولفظة «ابن» ليست في الاستيعاب، وما في الاستيعاب موافق لما في جمهرة ابن حزم: 330.
[4] كذا، وينظر ضبط ابن ماكولا لهذا الاسم في ترجمة قطبة بن جزى.(4/106)
وقَالَ عِمْرَانَ بْن حدير [1] : قطبة بْن قَتَادَة هو ابن حريز، قاله ابن مندة وأبو نعيم.
وهو الّذي استخلفه خَالِد بْن الْوَلِيد عَلَى البصرة سنة اثنتي عشرة، ثُمَّ سار إِلَى السواد، ووفد قطبة على رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، وبايعه. روى عَنْهُ مقاتل السدوسي أَنَّهُ قَالَ: قلت: يا رَسُول اللَّه، ابسط يدك أبايعك عَلَى نفسي وعلى ابنتي الحويصلة- قَالَ: وحمل علينا خَالِد بْن الْوَلِيد فِي خيله، فقلنا: «إنا مسلمون» ، فتركنا.
وهو أول من فتح الأبلة. وقيل: أول من فتحها عتبة بْن غزوان [2] . ولم يزل قطبة بأرض البصرة أميرًا حتَّى قدم عَلَيْهِ عتبة بْن غزوان.
أخرجه الثلاثة.
4305- قطبة بن قتادة العذري
قطبة بْن قَتَادَة العذري.
كَانَ عَلَى ميمنة المسلمين يَوْم مؤتة.
أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَر بِإِسْنَادِهِ إِلَى يونس بْن بكير، عن ابن إسحاق قَالَ: وَقَدْ قَالَ قطبة بْن قتادة العذري الَّذِي كَانَ عَلَى ميمنة المسلمين- يعني يَوْم مؤتة- وَقَدْ حمل عَلَى مَالِك بْن رافلة، قائد المستعربة، فقتله، وقَالَ فِي قتله:
طعنت ابْن رافلة الرائشي [3] ... برمح مضى فِيهِ ثُمَّ انحطم [4]
ضربت عَلَى جيده ضربة ... فمال كما مال غصن السلم [5]
وسقنا نساء بني عمه ... غداة رقوقين سوق النعم [6]
وهذا قَدْ نسب عذريًا، والذي قبله سدوسي، فإن كَانَ قيل فِيهِ إنه سدوسي وعذري فهما واحد، وَإِلا فهما اثنان، والله أعلم.
__________
[1] في المطبوعة: «جدير» ، بالجيم المعجمة، والمثبت عن مخطوطة دار الكتب، وقد تقدم ذلك أيضا في ترجمة قطبة بن جزى.
[2] تقدمت ترجمته برقم 3550: 3/ 565.
[3] كذا «الرائشى» . ومثله في مخطوطة دار الكتب «111» مصطلح حديث، ورواية البيت في سيرة ابن هشام 2/ 381:
طعنت ابن رافلة بن الإراش برمح مضى فيه ثم انحطم ولا يستقيم على الوزن. هذا وإن ابن إسحاق قد ذكر في السيرة أنه رجل من بنى إراشة. سيرة ابن هشام: 2/ 375.
[4] انحطم: انكسر.
[5] السلم- بفتحتين-: شجر، وورقه القرظ الّذي يدبغ به الأديم.
[6] في المطبوعة: «غداة دفوفين سوق الغنم» . والمثبت عن سيرة ابن هشام والروض الأنف، وشرح السيرة للخشنى، وقال الخشنيّ: «رقوقين: اسم موضع» .(4/107)
4306- قطبة بن مالك
(ب د ع) قطبة بْن مَالِك الثعلبي، وَيُقَال: الثعلي، والصواب الثعلبي، من بني ثعلبة بن سعد ابن ذبيان، وَيُقَال: الذبياني، من أهل الكوفة وهو عم زياد بْن علاقة.
وقَالَ ابْن عقدة: «الصواب أَنَّهُ من بني ثعل» . والناس يخالفونه.
أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ وَغَيْرُهُ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى: حَدَّثَنَا هَنَّادٌ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مِسْعَرٍ وَسُفْيَانَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ، عَنْ عَمِّهِ قُطْبَةَ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وسلّم يقرأ في الفجر:
(والنّخل باسقت لها طلع نضيد) في الرّكعة الأولى [1] . أخرجه الثلاثة [2] .
4307- قطن بن حارثة
(ب س) قطن بْن حارثة الكلبي العليمي، من بني عليم [بْن جناب] [3] بْن هبل بْن عَبْد الله ابن كنانة بْن بَكْر بْن عوف بْن عذرة بْن زَيْد اللات بْن رفيدة بْن ثور بْن كلب بْن وبرة.
قدم عَلَى النَّبِيّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، فسأله عَنِ الدعاء لَهُ ولقومه فِي غيث السماء، فِي حديث كبير غريب الألفاظ، من رواية ابْن شهاب، عَنْ عروة. وله خبر آخر يرويه هشام بْن الكلبي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ إِبْرَاهِيم بْن سعد بْن أَبِي وقاص: أن رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ كتب مَعَ قطن بْن حارثة كتابا بعمل من كلب وأحلافها [4] ، فِي خبر ذكره.
أخرجه أبو عمر، وأبو موسى [5] .
4308- القعقاع بن أبى حدرد
(ب د ع) القعقاع بْن أَبِي حدرد الأسلمي، وبعضهم يَقُولُ: هُوَ القعقاع بْن عَبْد الله ابن أبى حدرد الأسلميّ.
__________
[1] تحفة الأحوذي، أبواب الصلاة، باب «ما جاء في القراءة في الصبح» ، الحديث 305: 2/ 213، 214.
وقال الترمذي: «حديث حسن صحيح» .
[2] الاستيعاب، الترجمة 2119: 3/ 1283.
[3] ما بين القوسين عن جمهرة أنساب العرب لابن حزم: 426.
[4] في المطبوعة: «يعمل» بالياء المثناة، وفي الاستيعاب: «بعمل» بالباء الموحدة. وفي مخطوطة الدار دون نقط، والنص غير واضح. ولعل صوابه: «بعمل [كل] من كلب واحلافها» .
[5] الاستيعاب، الترجمة 1269: 3/ 1306، 1309.(4/108)
روى عَبْد اللَّه بْن سَعِيد بْن أَبِي سَعِيد المقبري، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ القعقاع بْن أَبِي حدرد الأسلمي قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ «تمعددوا [1] واخشوشنوا، وانتعلوا وامشوا حفاةً» . أَخْرَجَهُ الثلاثة، وقَالَ أَبُو عُمَر: للقعقاع ولأبيه صحبة، وَقَدْ ضعف بعضهم صحبة القعقاع، لأن حديثه لا يأتي إلا من طريق عَبْد اللَّه بْن سَعِيد عَنْ أَبِيهِ، وهو ضعيف، والله أعلم.
4309- القعقاع بن عمرو التميمي
(ب) القعقاع بْن عَمْرو التميمي.
روى عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: شهدت وفاة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ، قاله سيف.
وللقعقاع أثر عظيم فِي قتال الفرس فِي القادسية وغيرها، وكان من أشجع النَّاس وأعظمهم بلاء. وشهد مَعَ عليّ الجمل وغيرها من حروبه، وأرسله عليّ رَضِي اللَّه عَنْهُ إِلَى طلحة والزبير، فكلمهما بكلام حسن، تقارب النَّاس بِهِ إِلَى الصلح. وسكن الكوفة، وهو الَّذِي قَالَ فِيهِ أَبُو بَكْر الصديق رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: صوت القعقاع فِي الجيش خير من ألف رجل.
أخرجه أبو عمر [2] .
4310- القعقاع بن معبد التميمي
(ب د ع) القعقاع بْن معبد بْن زرارة بْن عدس بْن زَيْد بْن عَبْد اللَّه بْن دارم التميمي الدارمي.
كَانَ من سادات تميم، وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ فِي وفد تميم هُوَ والأقرع بْن حابس وغيرهما، فَقَالَ أَبُو بَكْر للنبي صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: «أمر الأقرع» . وقَالَ عُمَر: «أمر القعقاع» . فَقَالَ أَبُو بَكْر:
ما أردت إلا خلافي! فتماريا حتى ارتفعت أصواتهما، فنزلت: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ ... 49: 2) الآية [3] .
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] قال ابن الأثير في النهاية: «تمعدد الغلام: إذا شب وغلظ. وقيل: أراد تشبهوا بعيش معد بن عدنان، وكانوا أهل غلظ وقشف، أي: كونوا مثلهم، ودعوا التنعم، وزى العجم» وقال ابن الأثير: «هكذا يروى من كلام عمر، وقد رفعه الطبراني في «المعجم» عن أبى حدرد الأسلمي، عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم» .
[2] الاستيعاب، الترجمة 2121: 3/ 1283، 1284.
[3] أخرجه البخاري في تفسير سورة الحجرات: 6/ 171، وقد سمى فيه الأقرع، ولم يسم القعقاع بن معبد. وكذلك أخرجه الترمذي في تفسير سورة الحجرات، ينظر تحفة الأحوذي، الحديث 3319: 9/ 151، 152.(4/109)
4311- القعقاع
(س) القعقاع. غير منسوب.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى وقال: أورده جَعْفَر مفردًا عَنِ الذين ذكروهم، ويحتمل أن يكون أحدهم، وروى بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابن عيينة، عَنِ الزُّهْرِيّ، عَنْ كثير بْن الْعَبَّاس، عَنْ أَبِيهِ قال: لما كان يَوْم حنين بعث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ القعقاع يأتيه بالخبر، فذهب فإذا عوف بن مالك صاحب هوازن قد جمع أصحابه وحرضهم عَلَى القتال ... وذكر الحديث بطوله.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى [1] .
باب القاف والفاء واللام والميم
4312- قفيز
(د ع) قفيز [2] ، غلام النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ.
روى أَبُو بَكْر بْن عُبَيْد اللَّه بْن أنس، عَنْ أنس قَالَ: كَانَ للنبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ غلام اسمه قفيز [2] .
أَخْرَجَهُ ابْن منده وأبو نعيم مختصرا.
4313- قليب
(س) قليب.
رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ [3] الْعَوْفِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمِّي، حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً 4: 94 [4] ، يَعْنِي تَقْتُلُونَهُ وَهُوَ رَجُلٌ اسْمُهُ «مِرْدَاسٌ» جَلا [5] قَوْمُهُ هَارِبِينَ مِنْ خَيْلٍ بَعَثَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ عَلَيْهَا رَجُلٌ مِنْ لَيْثٍ اسْمُهُ «قَلِيبٌ» أخرجه أبو موسى.
__________
[1] قال الحافظ في الإصابة، الترجمة 8345/ 3/ 265: «وتعقب بأنه القعقاع بن معبد بن زرارة التميمي» . وينظر ترجمة القعقاع بن معبد في الإصابة، الترجمة 7130: 3/ 230، 231.
[2] في المطبوعة: «قفير» بالراء المهملة. والمثبت عن الإصابة، الترجمة 7132: 3/ 231، والقاموس المحيط، مادة: قفز.
[3] في المطبوعة، والإصابة: «محمد بن سعيد» . وهو خطأ، والصواب ما أثبتناه عن العبر للذهبى: 2/ 285، وتفسير الطبري، الأثر 10219: 9/ 94، فقد رواه محمد بن جرير عن محمد بن سعد بإسناده.
[4] سورة النساء، آية: 94.
[5] في المطبوعة: «خلى» . والمثبت عن تفسير الطبري.(4/110)
4314- قمذا
(س) قمذا [1] .
أورده أَبُو الْفَتْحِ الأزدي فِي الأسماء المفردة.
روى صالح بْن سماعة قَالَ: ذكر لنا أن أعرابيًا انقطع إِلَى ربه عزَّ وجلَّ، وكان لَهُ علم وسن، فذكر فِيهِ حديثًا قَالَ فِيهِ قمذا: أَنَّهُ سَأَلَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ عَنِ الكبد الحرى [2] ، فَقَالَ رَسُول اللَّه صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: لَكَ فيها أجر. أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
باب القاف والنون والهاء
4315- قنان بْن دارم
قنان بْن دارم بْن أفلت بْن ناشب بْن هدم بْن عوذ بْن غالب بْن قطيعة بْن عبس العبسي.
أحد التسعة العبسيين الذين قدموا عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وسلّم فأسلموا.
قاله الكلبي، والدار قطنى، والأمير أَبُو نصر، قَالَ أَبُو نصر: «قنان» بنون مكررة، وهو قنان بْن دارم وذكره [3] .
4316- قنان الأسلمي
(س) قنان، أَبُو عَبْد اللَّه الأسلمي.
أورده عبدان فِي الصحابة.
روى عُبَيْد اللَّه بْن زحر، عن يزيد بن أبي منصور، عن عَبْد اللَّه بْن قنان الأسلمي، عَنْ أَبِيهِ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «صدقة المرء المسلم من سعة، كأطيب مسك في بر أو بحر، يوجد ريحه من مسيرة جواد يومًا» ... الحديث. أَخْرَجَهُ أَبُو موسى مختصرا.
__________
[1] كذا في المطبوعة ومخطوطة دار الكتب «111» مصطلح حديث.
[2] في المطبوعة: «الحراء» . والمثبت عن النهاية لابن الأثير، قال: «الحرى: فعلى من الحر، وهي تأنيث حران، وهما للمبالغة، يريد أنها لشدة حرها قد عطشت ويبست من العطش. والمعنى أن في سقى كل ذي كبد حرى أجرا» .
[3] لقنان بن دارم ترجمة في الاستيعاب برقم 1270/ 3/ 1307، ويبدو أنها مما استدرك على أبى عمر، فألحق بكتابه، والله أعلم.(4/111)
4317- قنفذ بن عمير
(ب س) قنفذ بْن عمير بْن جدعان التيمي.
لَهُ صحبة. ولاه عُمَر مكَّة ثُمَّ عزله، واستعمل نافع بْن عَبْد الحارث.
روى سَعِيد بْن أَبِي هند، عَنْ قنفذ التيمي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يَقُولُ: «بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة» .
قَالَ أَبُو موسى: رَوَاهُ الحارث بْن مُحَمَّد فِي موضعين، فقال فِي موضع بِإِسْنَادِهِ عَنْ سَعِيد، قَالَ: حَدَّثَنِي قنفذ التيمي قَالَ: «رَأَيْت الزبَيْر يصلي» . وقَالَ فِي الموضع الآخر بهذا الإسناد:
«حَدَّثَنِي ابْن قنفذ قَالَ: رَأَيْت ابْن الزبَيْر» . قَالَ: وهو الصحيح. أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر [1] ، وأبو مُوسَى.
4318- قهيد بن مطرف
(ب د ع) قهيد بْن مطرف، أَوْ: ابْن أَبِي مطرف. والأول أكثر، وهو غفاري.
سكن الحجاز، وكان يسكن الطلوح بين العرج [2] والسقيا.
أَنْبَأَنَا أَبُو يَاسِرٍ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ: حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُطَّلِبِ الْمَخْزُومِيُّ، عَنْ أَخِيهِ الْحَكَمِ بْنِ الْمُطَّلِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قُهَيْدٍ أَنَّهُ قَالَ: سَأَلَ سَائِلٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ: إِنْ عَدَا عَلَيَّ عَادٍ؟ فَأَمَرَهُ أَنْ يَنْهَاهُ، ثَلاثَ مَرَّاتٍ. قَالَ: فَإِنْ أَبِي؟ قَالَ: فَأْمُرْهِ بِقِتَالِهِ، قَالَ: فَكَيْفَ بِنَا؟ قَالَ: إِنْ قَتَلَكَ فَأَنْتَ فِي الْجَنَّةِ، وَإِنْ قَتَلْتَهُ فَهُوَ فِي النَّارِ. وَرَوَى عَنْ قُهَيْدٍ، عَنْ أَبِي هريرة [3] .
أخرجه الثلاثة [4] .
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 1271: 3/ 1307.
[2] العرج- بفتح فسكون-: قرية جامعة في واد من نواحي الطائف، والسقيا- بضم فسكون-: قرية أيضا جامعة من عمل الفرع- بضم فسكون- بينهما مما يلي الجحفة تسعة عشر ميلا، وقيل: تسعة وعشرون.
[3] مسند الإمام أحمد: 3/ 422.
[4] الاستيعاب، الترجمة 1272: 3/ 1307.(4/112)
باب القاف والياء
4319- قيس أبو الأقلح
(س) قيس أَبُو الأقلح بْن عصمة بْن مَالِك بْن أمه بْن ضبيعة، من حلفاء الأوس. شهد بدرًا.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى كذا مختصرًا.
قلت هَذَا قيس هُوَ جد عاصم بْن ثابت بْن أَبِي الأقلح، واسم أَبِي الأقلح قيس بْن عصمة بْن مَالِك بْن أمة بْن ضبيعة بْن زَيْد بْن مَالِك وليست لَهُ صحبة، هُوَ قبل النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، وحفيده عاصم هُوَ الَّذِي حماه الدبر [1] وقصته مشهورة، ولعل قَدْ سقط اسمه واسم أَبِيهِ. ولم ينقل أَبُو مُوسَى هَذَا القول عَنْ أحد [2] ، وقولُه إنه من حلفاء الأوس ليس بشيء، فإن نسبه فِي الأوس مشهور، وبنو ضبيعة بن زيد بطن معروف من الأوس، ليسوا بحلفاء، والله أعلم.
4320- قيس الأنصاري
(ب ع س) قيس الْأَنْصَارِيّ، جد عدي بْن ثابت، حديثه مرفوع فِي المستحاضة.
أَنْبَأَنَا بِهِ إِسْمَاعِيلُ وَغَيْرُهُ بِإِسْنَادِهِمْ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أبي اليقظان، عن عدي بن ثابت، عَنْ أبيه، عَنْ جده، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ فِي الْمُسْتَحَاضَةِ: «تَدَعُ الصَّلاةَ أَيَّامَ أَقْرَائِهَا [3] الَّتِي كَانَتْ تَحِيضُ فِيهَا، ثُمَّ تَغْتَسِلُ وَتَتَوَضَّأُ عِنْدَ كُلِّ صَلاةٍ، وَتَصُومُ وَتُصَلِّي» [4] . اختلف فِي اسم جد عدي بْن ثابت فقيل: قيس.
وقَالَ الترمذي: سَأَلت محمدًا- يعني الْبُخَارِيّ عَنِ اسم جد عدي بْن ثابت، فلم يعرفه.
فذكرت لَهُ قول يَحيى بْن معين: أَنَّ اسمه «دينار» فلم [5] يعبأ بِهِ.
وقَالَ الْحَسَن بْن سُفْيَان ومطين: اسمه قيس.
__________
[1] مضت ترجمته برقم 2663: 3/ 111.
[2] قال الحافظ في الإصابة، الترجمة 7362/ 3/ 269 معقبا على هذا: «بل ذكره المستغفري من مغازي ابن إسحاق، فإما أن يكون ثابت وعاصم سقطا من الناسخ، أو حدث به بعض الرواة من حفظه فوهم» .
[3] الأقراء: جمع قرء، والمراد به ها هنا: الحيض.
[4] تحفة الأحوذي، أبواب الطهارة، باب «ما جاء أن المستحاضة تتوضأ لكل صلاة» ، الحديث 126: 1/ 393، 394.
[5] المرجع السابق: 1/ 394.(4/113)
وقَالَ أَبُو نعيم وَأَبُو مُوسَى: اسمه قيس بْن دينار. وقيل: اسمه عَبْد اللَّه بْن يَزِيدَ الخطمي.
وقيل: عَبْد اللَّه بْن يَزِيدَ جدّه لأمه، والله أعلم.
أَخْرَجَهُ أَبُو عمر، وأبو نعيم، وأبو موسى.
4321- قيس بن بجد
(س) قيس بْن بجدا [1] . وقيل: قيس بْن بحر [2] بْن طريف بْن سحمة بْن عَبْد اللَّه بْن هلال الأشجعي.
لَهُ شعر فِي مدح النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ. ذكره جَعْفَر عَنِ ابْنِ إِسْحَاق فِي المغازي [3] .
أخرجه أبو موسى.
4322- قيس التميمي
(ب د ع) قَيْس التميمي.
روى عَنْهُ مُغِيرَة بْن شبيل قَالَ: رَأَيْت عَلَى رَسُول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ ثوبًا أصفر، ورأيته يسلم عَلَى يساره.
أخرجه الثلاثة [4] .
4323- قيس بن جابر
(س) قيس بْن جَابِر بْن غنم بْن دودان.
من المهاجرين الأولين. كذا قَالَ أَبُو مُوسَى، وهو غلط، فإنه قَدْ سقط من نسبه شيء، فإن غنم بْن دودان هُوَ ابْن أسد بْن خزيمة، وأين غنم من جَابِر [5] ؟ وَإِن كَانَ غيره فكان ينبغي أن يفرق بَيْنَهُما بشيء، لئلا يشتبه، والله أعلم.
4324- قيس أبو جبيرة
(ب) قيس، أَبُو جبيرة بْن الضحاك.
قَالَ: فينا نزلت: (وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ) [6] 49: 11، حديثه كثير الأضراب.
أخرجه أبو عمر مختصرا [7] .
__________
[1] كذا في المطبوعة ومخطوطة دار الكتب «111» مصطلح حديث. وفي الإصابة: «بجد» .
[2] وكذا هو في سيرة ابن هشام: 2/ 195.
[3] القصيدة في سيرة ابن هشام، وذلك في جلاء بنى النضير: 2/ 195- 196.
[4] الاستيعاب، الترجمة 2162: 3/ 1302.
[5] لفظ المطبوعة: «وابن غنم بن جابر» وهو خطأ. والصواب ما أثبتناه عن مخطوطة الدار.
[6] سورة الحجرات، آية: 11.
[7] الاستيعاب، الترجمة 2159: 3/ 1302.(4/114)
4325- قيس بن جحدر
(ب) قيس بْن جحدر بْن ثعلبة بْن عَبْد رَضِي بْن مَالِك بْن أبان [1] بْن عمرو بن ربيعة ابن جرول بْن ثعل بْن عَمْرو بْن الغوث بن طيِّئ الطائي.
وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ. وهو جد الطرماح الشَّاعِر، فإنه الطرماح بن حكيم بن نفر [2] بن قيس ابن جحدر.
أخرجه أبو عمر [3] .
4326- قيس الجذامي
(ب د ع) قيس الجذامي.
اختلف فِي اسم أَبِيهِ، فقيل: عَامِر. وقيل: زَيْد [بْن جنا [4]] . وقيل: قيس بْن زيد.
سكن الشام، وَقَدْ اختلف فِي صحبته. وكان ابنه ناتل بْن قيس سيد جذام بالشام.
أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ بِإِسْنَادِهِ عن عبد اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ: حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدٍ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ قَيْسٍ الْجُذَامِيِّ- رَجُلٌ كَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ- أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ قَالَ: «لِلشَّهِيدِ عَنْدَ اللَّهِ سِتُّ خِصَالٍ، عِنْدَ أَوَّلِ دَفْعَةٍ [5] مِنْ دَمِهِ يُكَفَّرُ كُلَّ خَطِيئَةٍ وَيَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَيُزَوَّجُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ، وَيُؤَمَّنُ مِنَ الْفَزَعِ الأَكْبَرِ، وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَيُحَلَّى حِلْيَةَ [6] الْإِيمَانِ» [7] . أَخْرَجَهُ الثلاثة [8] .
ناتل: بالنون، وبعد الألف تاء فوقها نقطتان.
ويرد فِي قيس بْن زَيْد أتم من هذا، إن شاء اللَّه تعالى.
__________
[1] في المطبوعة: «مالك بن أمان» . والمثبت عن الجمهرة لابن حزم 379، والإصابة.
[2] في المطبوعة: «نفير» . والمثبت عن الشعر والشعراء لابن قتيبة: 585، وجمهرة أنساب العرب لابن حزم: 379.
[3] الاستيعاب، الترجمة 2123: 3/ 1284.
[4] ما بين القوسين المعقوفين عن مخطوطة دار الكتب «111» مصطلح حديث. وقوله بعد: وقيل «قيس بن زيد» لا يكون بينه وبين ما تقدمه خلاف. ولعله «قيس بن يزيد» . وينظر في ذلك الإصابة، الترجمة 7257: 3/ 252.
[5] لفظ المسند: «عند أول قطرة من دمه» .
[6] لفظ المسند: «ويحلى حلة» .
[7] مسند الإمام أحمد: 4/ 200.
[8] الاستيعاب، الترجمة 2163: 3/ 1302.(4/115)
4327- قيس بن جروة
قيس بْن جروة بْن كشف [1] بْن واثلة بْن عَمْرو بْن عَامِر بْن حصن بْن خرشة بْن حية الطائي [2] .
وفد عَلَى النَّبِيّ صلّى الله عليه وآله وسلم قاله ابن الكلبي، ذكره ابن الدباغ، عنه.
4328- قيس بن الحارث التميمي
(س) قيس بْن الحارث التميمي.
ذكره ابْن إِسْحَاق [3] فِي وفد بني تميم.
أَخْرَجَهُ أَبُو موسى مختصرا
4329- قيس بن الحارث الأسدي
(ب د ع) قيس بْن الحارث الأسدي. وقيل: الحارث بْن قيس [4] بْن عميرة روى عَنْهُ حميضة بْن الشمردل، وعائذ بْن نصيب [5] وقَالَ قيس بْن الربيع: هُوَ جدي، كانت العرب تتحاكم إِلَيْه.
أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ إِجَازَةً بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدٍ الرَّحْمَنِ، عَنْ عِيسَى بْنِ الْمُخْتَارِ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ حُمَيْضَةَ عن قيس ابن الْحَارِثِ قَالَ: أَسْلَمْتُ وَلِي ثَمَانِ نِسْوَةٍ، فَأَمَرَنِي النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ أَنْ أَتَخَيَّرَ مِنْهُنَّ أَرْبَعًا [6] .
أَخْرَجَهُ [7] الثلاثة.
4330- قيس بن الحارث الأنصاري
(ب) قيس بْن الحارث بْن عدي بْن جثم بْن مجدعة بْن حارثة الْأَنْصَارِيّ، وهو عم البراء ابن عازب
__________
[1] كذا في المطبوعة، وفي مخطوطة الدار «كسف» بالسين المهملة.
[2] في المطبوعة: «حبة» ، بالباء الموحدة، و «حية» في طيِّئ كثير، ينظر الجمهرة لابن حزم: 377.
[3] سيرة ابن هشام: 2/ 561.
[4] تقدمت ترجمته برقم 950: 1/ 412.
[5] ينظر ترجمة عائذ بن نصيب في الجرح والتعديل لابن أبى حاتم: 3/ 2/ 16.
[6] ينظر سنن أبى داود، كتاب الطلاق، الحديث 2241: 2/ 272، وسنن ابن ماجة، كتاب النكاح، الحديث 1952: 1/ 628. وتفسير الحافظ ابن كثير عند الآية رقم «3» من سورة النساء: 2/ 184 بتحقيقنا. والطبقات الكبرى لابن سعد: 6/ 40.
[7] الاستيعاب، الترجمة 2124: 3/ 1284، 1285.(4/116)
كَانَ الواقدي يَقُولُ: هُوَ قيس بْن محرث، وذكر أَنَّهُ أول من قتل من المسلمين بعد ما ولوا يَوْم أحد مع طائفة من الأنصار، أحاط بهم المشركون فلم يفلت منهم أحد، وقاتلهم قيس هَذَا حتَّى قتل منهم عدة، فنظموه برماحهم وهو يقاتلهم بالسيف، فوجد به أربع عشرة طعنة، قد جافته [1] عشر ضربات فِي بدنه.
قَالَ ابْن سعد: قال عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ عمارة: لا أعرف هَذِهِ الصفة فِي قيس بْن الحارث ابن عدي وَإِنما حكاها الواقدي عَنْ قيس بْن محرث، ولعله غير قيس بْن الحارث، وأمَّا قيس ابن الحارث فإنه قتل يَوْم اليمامة شهيدًا.
أَخْرَجَهُ أَبُو عمر [2]
4331- قيس بن أبى حازم
(ب د ع) قيس بْن أَبِي حازم البجلي الأحمسي تقدم نسبه عند ذكر أَبِيهِ [3] وهو جاهلي إسلامي، إلا أَنَّهُ لم ير النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، وأسلم فِي حياته، وأدى صدقة ماله. وَقَدْ روى عَنْهُ إِسْمَاعِيل بْن أَبِي خَالِد أَنَّهُ قَالَ: دخلت المسجد مَعَ أَبِي فإذا رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يخطب، فلما خرجت قَالَ لي أَبِي: يا قيس، هَذَا رَسُول اللَّهِ، وكنت ابْن سبع أو ثمان سنين والصحيح أَنَّهُ لم يره، وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: أتيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ لأبايعه، فوجدته قَدْ قبض وَأَبُو بَكْر قائم فِي مقامه، فأطاب الثناء، وأطال البكاء.
وقيس من كبار التابعين. روى عَنِ العشرة إلا عَبْد الرَّحْمَن بْن عوف فإنه لم يحفظ عَنْهُ- وتوفي سنة سبع أَوْ ثمان وسبعين، وكان عثمانيا.
أخرجه الثلاثة [4] .
4332- قيس بن حازم المنقري
(س) قيس بْن حازم المنقري قيل: ذكره البخاري [5] أخرجه أبو موسى مختصرا
__________
[1] أي: أصابته في جوفه.
[2] هذا كله لفظ أبى عمر في الاستيعاب، الترجمة 2125: 3/ 1285.
[3] تقدمت ترجمته برقم 4113: 4/ 309.
[4] الاستيعاب، الترجمة 2126: 3/ 1285.
[5] في المطبوعة: «وذكره» . وهذه الواو غير ثابتة في مخطوطة الدار، والسياق يقضى بحذفها.(4/117)
4333- قيس بن حذافة القرشي
(ب س ع) قيس بْن حذافة بْن قيس بْن عدي بْن سعد بْن سهم الْقُرَشِيّ السهمي كَانَ من السابقين إِلَى الْإِسْلَام، وهاجر إِلَى الحبشة هُوَ وأخوه [1] عَبْد اللَّه بْن حذافة أَخْرَجَهُ أَبُو نعيم، وَأَبُو عُمَر، وأبو موسى مختصرا [2]
4334- قيس بن الحصين المذحجيّ
(ب س) قيس بْن الحصين، ذي الغصة، بْن يَزِيدَ بْن شداد بْن قنان بْن سلمة بن وهب ابن عَبْد اللَّهِ بْن رَبِيعة بْن الحارث بْن كعب المذحجي الحارثي، يُقال لَهُ: «ابْن ذي الغصة [3] » .
لم يذكره الْبُخَارِيّ وذكره الدارقطني فِي الصحابة، وذكره ابْن إِسْحَاق.
أَنْبَأَنَا عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بِإِسْنَادِهِ إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال: فأقبل خالد ابن الْوَلِيد إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ وَأَقْبَلَ مَعَهُ وَفْدُ بَلْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ، مِنْهُمْ: قَيْسُ بْنُ الْحُصَيْنِ وَيَزِيدُ بْن عَبْد الْمَدَانِ، وَيَزِيدُ بْن الْمُحَجَّلِ، وَعَبْدُ اللَّه بْن قريط [4] ، وَشَدَّادُ بْن عَبْد اللَّهِ الْقَنَانِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الضَّبَابِيُّ. فَلَمَّا قَدِمُوا عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ أَسْلَمُوا، وَقَالُوا: نَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّه، وَأَنَّكَ رَسُول اللَّهِ. فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ: وَأَنَا أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّه وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ [5] . وقيل: اسمه «الحصين بْن يَزِيدَ» . وَقَدْ ذكرناه [6] ، وجعل أَبُو عُمَر قنانا: ذا الغصة.
وذكر ابْن الكلبي أن يزيد ذو الغصة قال: وَإِنما قيل لَهُ ذَلِكَ لغصة كانت فِي حلقه. ورأس بني الحارث بْن كعب مائة سنة أَخْرَجَهُ أَبُو عمر [7] ، وأبو موسى.
__________
[1] تقدمت ترجمة أخيه برقم 2889: 3/ 211.
[2] الاستيعاب، الترجمة 2127: 3/ 1286.
[3] مضت ترجمة أبيه، والحديث عن الغصة فيها، وهي برقم 1197: 2/ 30.
[4] في سيرة ابن هشام: «وعبد الله بن قراء» . وقد نبه ابن الأثير في ترجمة عبد الله بن قريط على رواية ابن هشام، وذكر أنها: «قداد» ، ينظر الترجمة 3127: 3/ 365.
[5] سيرة ابن هشام: 2/ 593، 594.
[6] ينظر فيما سبق، الترجمة 1197: 2/ 30.
[7] الاستيعاب، الترجمة 2128: 3/ 1286.(4/118)
4335- قيس بن خارجة
(ع س) قيس بْن خارجة.
ذكره الحضرمي والبغوي فِي الصحابة.
رَوَى الأَوْزَاعِيُّ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ، عَنْ قَيْسِ بْنِ خَارِجَةَ قَالَ: نهى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ عَنْ الأُغْلُوطَاتِ [1] .
أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ وَأَبُو موسى.
4336- قيس بن خرشة القيسي
(ب د ع) قيس بْن خرشة القيسي. من بني قيس بْن ثعلبة.
أتى النَّبِيّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فبايعه عَلَى أن يَقُولُ الحق.
روى حرملة بْن عِمْرَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حبيب أَنَّهُ سمعه يحدث مُحَمَّد بْن يَزِيدَ بْن أَبِي زياد الثقفي قَالَ: اصطحب قيس بْن خرشة وكعب الأحبار حتَّى بلغا صفين، فوقف كعب ساعة فقال: لا إله إلا اللَّه، ليهراقن من دماء المسلمين بهذه البقعة شيء لم يهراق ببقعة من الأرض! فغضب قيس وقَالَ: ما يدريك يا أبا إِسْحَاق؟ ما هَذَا؟ فإن هَذَا من الغيب الَّذِي استأثر اللَّه بِهِ! فَقَالَ كعب: ما من شبر من الأرض إلا وهو مكتوب في التوراة التي أنزل اللَّه عَلَى نبيه مُوسَى بْن عمران، صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، ما يكون عَلَيْهِ إِلَى يَوْم القيامة- فَقَالَ مُحَمَّد بْن يَزِيدَ: ومن قيس بْن خرشة؟
فَقَالَ: أَوْ ما تعرفه؟ هُوَ رَجُل من بلادك: فَقَالَ: والله ما أعرفه. قَالَ: فإن قيس بْن خرشة قدم عَلَى رَسُول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: فَقَالَ أبايعك عَلَى ما جاءك من اللَّه، وعلى أن أقول الحق. فَقَالَ رَسُول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يا قيس، عسى إن مر بك الدهر أن يليك بعدي ولاة لا تستطيع أن تَقُولُ معهم الحق! قَالَ قيس:
لا والله، لا أبايعك عَلَى شيء إلا وفيت به. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم: إذا لا يضرك بشر، قال:
__________
[1] أخرجه الإمام أحمد، عن روح، عن الأوزاعي، عبد الله بن سعد، عن الصنابحي، عَنْ رجل من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وسلم قَالَ: نهى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلّم عن الغلوطات- قال الأوزاعي: الغلوطات: شداد المسائل وصعابها» .
المسند: 5/ 435.
وفي النهاية لابن الأثير وقد ذكر رواية المسند «الغلوطات» ، قال: وفي رواية «الأغلوطات» ، قال المروي: الغلوطات تركت منها الهمزة.
وقال الخطابي: يقال: مسألة غلوط، إذا كان يغلط فيها ... ، وأراد المسائل التي يغالط بها العلماء ليزلوا فيها فيهيج بذلك شر وفتنة، وإنما نهى عنها لأنها غير نافعة في الدين، ولا تكاد تكون إلا فيما لا يقع. ومثله قول ابن مسعود: «أنذرتكم صعاب المنطق» ، يريد المسائل الدقيقة الغامضة، فأما الأغلوطات فهي جمع أغلوطة، أفعولة، من الغلط، كالأحدوثة، والأعجوبة.(4/119)
وكان قيس يعيب زيادًا وابنه عُبَيْد اللَّه من بعده، فبلغ ذَلِكَ عُبَيْد اللَّه بْن زياد، فأرسل إِلَيْه فَقَالَ:
أنت الَّذِي تفتري عَلَى اللَّه ورسوله! قَالَ: لا والله، ولكن إن شئت أخبرتك بمن يفتري عَلَى اللَّه وعلى رسوله قَالَ: من هُوَ؟ قَالَ: من ترك العمل بكتاب اللَّه وسنة نبيه. قَالَ: ومن ذاك؟ قَالَ:
أنت وأبوك. [1] قَالَ: وأنت الَّذِي تزعم أَنَّهُ لا يضرك بشر؟ قَالَ: نعم. قَالَ: لتعلمن اليوم أنك كاذب، ائتوني بصاحب العذاب، فمال قيس عند ذَلِكَ فمات، رضى الله عنه [2] أخرجه الثلاثة
4337- قيس بن الخشخاش
(ب د ع) قيس بْن الخشخاش بْن جناب [3] بْن الحارث التميمي العنبري تقدم نسبه. وفد على النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ مَعَ أَبِيهِ وأخيه عُبَيْد بْن الخشخاش، فكتب لهم كتاب أمان فأسلموا ورجعوا إِلَى قومهم.
أخرجه الثلاثة [4]
4338- قيس بن دينار
(س) قيس بْن دينار، جد عدي بْن ثابت، اختلف فِي اسمه.
تقدم فِي قيس الأنصاري.
أخرجه أبو موسى.
4339- قيس بن رافع
(س) قيس بْن رافع.
أورده عبدان فِي الصحابة.
روى قُتَيْبَة عَنِ اللَّيْث، عَنِ الْحَسَن بْن ثوبان، عَنْ قيس بْنِ رَافِعٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: ماذا فِي الأمرين من الشفاء: الصبر والثّفّاء [5]- قال: والثّفّاء: الحرف
__________
[1] بعده في الاستيعاب: «والّذي أمركما» .
[2] هذا الأثر رواه أبو عمر في الاستيعاب عن خلف بن القاسم بإسناده إلى حرملة بن عمران. ينظر الاستيعاب، الترجمة 2129: 3/ 1286- 1288.
[3] في المطبوعة: «خباب» . وقد ضبطه كما أثبتناه ابن الأثير في ترجمة أبيه الخشخاش، وقد تقدمت هذه الترجمة برقم 1456: 2/ 136.
[4] الاستيعاب، الترجمة 1230: 3/ 1288.
[5] في النهاية لابن الأثير مادة ثفا: «الثفاء: الخردل. وقيل: الحرف، ويسميه- يعنى الحرف- أهل العراق حب الرشاد، الواحدة ثفاءة، وجعله مرا للحروفة التي فيه ولذعه للسان» .(4/120)
قَالَ عبدان: أظن هَذَا الحديث ليس بمسند، إنما هو مرسل، إلا أنى رأيت بعض أهل الحديث وضعه فِي المسند، فذكرته ليعرف.
أخرجه أبو موسى.
4340- قيس بن الربيع
(س) قيس بْن الربيع.
قَالَ أَبُو مُوسَى: ذَكَرَ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الزَّاهِدُ الأَصْبَهَانِيُّ فِي كِتَابِ «الرَّوْضَةِ» الَّذِي كَتَبَهُ عَنْهُ أَبُو مَنْصُورٍ مَعْمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ بْنَ عِلانَ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا، عَنْ أَبِيهِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ بِشَيْءٍ إِلَى حَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ يُقَالُ لَهُمْ: «حَيُّ ذَوِي الأَضْغَانِ» ، لِيُقَسِّمَ عَلَى فُقَرَائِهِمْ، فَكَانَ فِيهِمْ شَيْخٌ لَسِنٌ يُقَالُ لَهُ: «قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ» ، كَانَ قَدْ أَمَرَ لَهُ النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ بِشَيْءٍ نَزْرٍ، فَغَضِبَ قَيْسٌ، فَهَجَا رَسُولَ الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ. فَأُبْلِغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ أَنَّ قَيْسًا هَجَاهُ، فَوَجَدَ مِنْ ذَلِكَ، فَأُبْلِغَ قَيْسٌ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ بَلَغَهُ هِجَاؤُكَ، فَرَحَلَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، فَدَخَلَ الْمَدِينَةَ وَقَصَدَهُ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ. فَأَعْرَضَ عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، فَأَنْشَأَ قَيْسٌ يَقُولُ [1] :
حي ذَوِي الأَضْغَانِ تسب قلوبهم ... تحيّتك الحسنى فقد يدبغ النّغل [2]
وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لِمِثْلِهَا ... وَإِنْ كَتَمُوا عَنْكَ الْحَدِيثَ فَلا تَسَلْ [3]
فَإِنَّ الَّذِي يُؤْذِيكَ منه سَمَاعِهِ ... وَإِنَّ الَّذِي قَالُوا وَرَاءَكَ لَمْ يُقَلْ
فطاب قلب النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ لِحُسْنِ اعْتِذَارِهِ، وقَالَ: «مَنْ لَمْ يَقْبَلْ مِنْ مُتَنَصِّلٍ [4] عُذْرًا صَادِقًا كَانَ أَوْ كَاذِبًا لَمْ يَرِدْ عَلَيَّ الْحَوْضَ. أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
__________
[1] الأبيات نسبها المرزباني في معجم الشعراء إلى العلاء بن الحضرميّ: 157.
[2] رواية المرزباني: «فقد يدفع النفل» . والنفل- كما في لسان العرب-: فساد الأديم في دباغه إذا ترفت- أي تكسرت- وتفتت، ويقال: لا خير في دبغة على نفلة.
[3] رواية هذا البيت في معجم الشعراء للمرزباني:
وإن دحسوا بالكره فاعف كريهة وإن خنسوا عنك الحديث فلا تسل وهو كذلك في لسان العرب، مادة: «دحس» . بيد أن الرواية فيه: «فاعف تكرما» . ودحس بين القوم دحسا:
أفسد بينهم.
[4] تنصلت الشيء: استخرجته، فمعنى متنصل عذرا: مقدم عذرا لأخيه. وفي النهاية: «من تنصل إليه أخوه فلم يقبل» ، أي: انتفى من ذنبه واعتذر إليه.(4/121)
قلت: من أغرب ما قيل أن جعل «حي ذوي الأضغان» اسم قبيلة للعرب، ومعنى البيت معروف لا يحتاج إِلَى شرح، ونقل مثل هَذَا تركه أولى من ذكره.
4341- قيس بن رفاعة
قيس بْن رفاعة بْن المهير بْن عَامِر بْن عَائِشَة بْن نمير بْن سالم [من شعراء العرب. ذكره [1] العدوي] .
4342- قيس بن زيد الجهنيّ
(د ع) قيس بْن زَيْد الجهني. وقيل: ابْن يزيد، يعد فِي الكوفيين.
روى عَنْهُ الشَّعْبِيّ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ: «من صام يومًا تطوعًا غرست لَهُ شجرة فِي الجنة [2] » . أَخْرَجَهُ ابْن منده، وَأَبُو نعيم.
4343- قيس بن زيد
(ب د ع) قيس بْن زَيْد.
مجهول. قيل إنه ممن سكن البصرة. روى عَنْهُ أَبُو عِمْرَانَ الجوني، ولا يصح لَهُ صحبة ولا رواية، يُقال: إن حديثه مرسل، وحديثه أن النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ طلق حفصة بِنْت عُمَر، فأتاه جبريل صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فَقَالَ: راجع حفصة فإنها صوامة قوامة، وَإِنها زوجتك فِي الجنة [3] .
أَخْرَجَهُ الثلاثة [4] .
4344- قيس بن زيد الجذامي
قيس بن زيد بن جنا بن [5] أمري القيس بْن ثعلبة بْن حبيب بْن ذبيان [6] بن عوف
__________
[1] ما بين القوسين المعقوفين ساقط من المطبوعة. وقد أثبتناه عن هامش مخطوطة دار الكتب «111» مصطلح حديث.
وفي الإصابة، الترجمة 2172/ 3/ 237 يقول الحافظ: «وذكره ابن الأثير فقال: كان من شعراء العرب. واختلف في ضبط جده، فقيل بنون، وقيل بهاء» .
[2] قال الحافظ في الإصابة، الترجمة 7177/ 3/ 238: «ذكره الطبراني في الصحابة، وأخرج من طريق جرير بن أيوب أحد الضعفاء عن الشعبي ... » وذكر الحديث.
[3] أخرجه الحاكم في مستدركه، كتاب معرفة الصحابة: 4/ 15.
[4] الاستيعاب، الترجمة 2132: 3/ 1288.
[5] في المطبوعة: «حبا» . وهي في مخطوطة الدار دون نقط. والمثبت عن الجمهرة لابن حزم 395.
[6] كذا، ومثله في مخطوطة الدار. وفي الجمهرة: «ذؤيب بن عوف» .(4/122)
ابن أنمار بْن زنباع بْن مازن بْن سعد بْن مَالِك بْن زيد بن أفصى بن سعد بن إياس بن حرام ابن جذام الجذامي.
وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ، وكان سيدًا، وعقد لَهُ النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ عَلَى بني سعد بْن مَالِك.
ذكره ابْن الدباغ، عَنِ ابْنِ الكلبي، عَلَى أَبِي عُمَر. وَقَدْ أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر فَقَالَ: قيس الجذامي، وقيل: قيس بْن زَيْد، سكن الشام. فلا وجه لاستدراكه عليه.
4345- قيس بن زيد بن عامر
(ب) قيس بْن زَيْد بْن عَامِر بْن سواد بْن كعب- وهو ظفر- الْأَنْصَارِيّ الأوسي الظفري.
لَهُ صحبة.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر مختصرًا [1]
4346- قيس بن السائب بن عويمر
(ب د ع) قيس بْن السائب بْن عويمر بْن عائذ بْن عِمْرَانَ بْن مخزوم.
قاله أَبُو عُمَر، والزبير [2] بْن بكار.
وقَالَ أَبُو نعيم: قيس بْن السائب بْن عائذ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عمر بن مخزوم الْقُرَشِيّ المخزومي.
شريك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ فِي الجاهلية فِي قول بعضهم.
روى إِبْرَاهِيم بْن ميسرة، عَنْ مجاهد قَالَ: سمعت قيس بْن السائب يَقُولُ: إن شهر رمضان يفتديه الْإِنْسَان، يطعم كل يَوْم مسكينًا. فأطعموا عني لكل يَوْم صاعًا. وكان قَدْ زاد عَلَى مائة سنة وضعف، فأطعم عَنْهُ، وقَالَ: كان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ شريكي فِي الجاهلية.
وقيل: كَانَ شريكه السائب بْن أَبِي السائب، وقيل غيره. وفيه اختلاف قَدْ ذكرناه [3] قيل: هُوَ مَوْلَى مجاهد، وقيل: مولاه عَبْد اللَّه بْن السائب، وَقَدْ تقدم [4] ذكره. وفي حديثه اختلاف كَثِير أَخْرَجَهُ الثلاثة.
عائذ بْن عِمْرَانَ: بالياء تحتها نقطتان وآخره ذال معجمة.
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 2131: 3/ 1288.
[2] ينظر كتاب نسب قريش لمصعب الزبيري: 343، والاستيعاب، الترجمة 2133: 3/ 1288.
[3] مضى ذلك في ترجمة السائب بن أبى السائب، وقد تقدمت برقم 1911: 2/ 315، 316.
[4] تقدمت ترجمته برقم 2964: 3/ 254.(4/123)
4347- قيس بن سعد الأنصاري
(س) قيس بْن سعد بْن ثابت الْأَنْصَارِيّ أورده جَعْفَر المستغفري فِي الصحابة.
رَوَى عَقِيلٌ، عَنِ الزُّهْرِيّ، عَنْ ثعلبة بْن أَبِي مالك الْقَرَظِيِّ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدِ بْنِ ثَابِتٍ الأنصاري- وكان صاحب لواء رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ [أَنَّهُ [1]] أَرَادَ الْحَجَّ، فَرَجَّلَ أَحَدَ شِقَّيِّ رَأْسِهِ، فَقَامَ غُلامٌ لَهُ فَقَلَّدَ هَدْيَهُ، فَنَظَرَ قَيْسٌ وَقَدْ رَجَّلَ أَحَدَ شِقَّيِّ رَأْسَهُ فَإِذَا هَدْيُهُ قَدْ قُلِّدَ، فَلَمْ يُرَجِّلْ شِقَّ رَأْسِهِ الآخَرِ.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى وقَالَ: أظنه قيس بْن سعد بْن عبادة.
قلت: هُوَ قيس بْن سعد بْن عبادة، وكنية سعد أَبُو ثابت، ولا أدري كيف وقع هَذَا؟
ولعل الراوي قَدْ نسب والد قيس فَقَالَ: قيس بْن سعد: أَبِي ثابت، فصحف «أَبِي» ب «ابْن» ، فإنها تقارب شبهها فِي الخط، ونقله كذلك. وهو الَّذِي كَانَ صاحب لواء رَسُول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فِي بعض الغزوات، وقَالَ ابْن شهاب: كَانَ حامل راية الأنصار مَعَ رَسُول اللَّه صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ قيس بْن سعد بْن عبادة أَنْبَأَنَا مِسْمَارُ بْنُ عُمَرَ، وَغَيْرُهُ، بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، أَخْبَرَنِي عَقِيلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي ثَعْلَبَةُ بْنُ أَبِي مَالِكٍ الْقَرَظِيِّ، أَنَّ قيس ابن سَعْدٍ الْأَنْصَارِيَّ- وَكَانَ صَاحِبُ لِوَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ أَرَادَ الْحَجَّ فَرَجَّلَ [2] » .
فهذا يدل عَلَى أن المذكور ها هنا كما ذكرناه، والله أعلم.
4348- قيس بن سعد بن عبادة
(ب د ع) قيس بْن سعد بْن عبادة بْن دليم بن حارثة بْن أَبِي حزيمة [3] بْن ثعلبة بْن طريف ابن الخزرج بْن ساعدة الْأَنْصَارِيّ الخزرجي الساعدي، يكنى: أبا الفضل. وقيل: أَبُو عَبْد اللَّه، وقيل: أَبُو عَبْد الملك. وأمه فكيهة [4] بِنْت عُبَيْد بن دليم بن حارثة.
__________
[1] ما بين القوسين عن الإصابة، الترجمة 7354: 3/ 267.
[2] البخاري، كتاب الجهاد، باب «ما قيل في لواء النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم» : 4/ 64. وقد ورد في المطبوعة بعد «فرجل» هذه الكلمة: «الحديث» ظنا من الطابع أن الحديث غير كامل، وهو خطأ منه. وقد تم الحديث في البخاري بكلمة «فرجل» ، ولا وجود لهذه الزيادة في مخطوطة الدار.
[3] في المطبوعة: «خزيمة» بالخاء. والمثبت عن ترجمة أبيه سعد بن عبادة، وقد مضت برقم 2012: 2/ 356- 358، وضبطها ابن الأثير هنالك.
[4] ستأتي ترجمتها في كتاب النساء.(4/124)
وكان من فضلاء الصحابة، وأحد دهاة العرب وكرمائهم، وكان من ذوي الرأي الصائب والمكيدة فِي الحرب، مَعَ النجدة والشجاعة، وكان شريف قومه غير مدافع، ومن بيت سيادتهم.
أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ وَإِسْمَاعِيلُ وَغَيْرُهُمَا بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْزُوقٍ الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّه الأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ ثُمَامَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ قَيْسُ بْنُ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ بِمَنْزِلَةِ صَاحِبِ الشُّرْطَةِ مِنَ الأَمِيرِ- قَالَ الأَنْصَارِيُّ:
مِمَّا [1] يَلِي مِنْ أُمُورِهِ [2] .
قَالَ: وحَدَّثَنَا أَبُو عِيسَى حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ مَنْصُورَ بن زاذان يحدّث عن ميمون بْنِ أَبِي شَبِيبٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ: «أَنَّ أَبَاهُ دَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يَخْدُمَهُ- قَالَ: فَمَرَّ بِي النَّبِيُّ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ وَقَدْ صَلَّيْتُ، فَضَرَبَنِي بِرِجْلِهِ [3] ، وَقَالَ:
أَلا أَدُلُّكَ عَلَى بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ؟ قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا باللَّه [4] » . قَالَ ابْن شهاب: كَانَ قيس بْن سعد يحمل راية الأنصار مَعَ النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ. قيل: إنه كَانَ فِي سرية فيها أَبُو بَكْر وعمر، فكان يستدين ويطعم النَّاس، فَقَالَ أَبُو بَكْر وعمر: إن تركنا هَذَا الفتى أهلك مال أبيه! فمشيا فِي النَّاس، فلما سَمِعَ سعد قام خلف النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فَقَالَ: من يعذرني من ابْن أَبِي قحافة وابن الخطاب؟ يبخلان عَلَي ابني.
قَالَ ابْن شهاب: كانوا يعدون دهاة العرب حين ثارت الفتنة خمسة رهط، يُقال لهم:
«ذوو رأي العرب ومكيدتهم» : معاوية، وعمرو بْن العاص، وقيس بْن سعد، والمغيرة بْن شُعْبَة، وعبد اللَّه بْن بديل بْن ورقاء. فكان قيس وابن بديل مَعَ عليّ، وكان المغيرة معتزلًا في الطائف، وكان عمرو مع معاوية.
__________
[1] أي: إنما كان قيس بن سعد منه صلّى الله عليه وآله وسلّم بمنزلة صاحب الشرطة من الأمير، لأجل أنه كان يلي من أموره صلّى الله عليه وآله وسلّم.
[2] تحفة الأحوذي، أبواب المناقب، مناقب قيس بن سعد بن عبادة، الحديث 3939: 10/ 349، وقال الترمذي:
«هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث الأنصاري» .
[3] أي: للتنبيه.
[4] تحفة الأحوذي، أبواب الدعوات، باب «في فضل لا حول ولا قوة إلا باللَّه» ، الحديث 5652: 10/ 41، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه» . وقال الحافظ أبو العلى صاحب تحفة الأحوذي: «وأخرجه أحمد والحاكم وقال: صحيح، على شرطها» . وحديث الإمام أحمد في المسند: 3/ 422.(4/125)
وقَالَ قيس: لولا أني سَمِعْتُ رَسُول اللَّه صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يَقُولُ: «المكر والخديعة فِي النار» ، لكنت من أمكر هَذِهِ الأمة. وأمَّا جودة فله فِيهِ أخبار كثيرة لا نطول بذكرها.
ثُمَّ إنه صحب عليًا لما بويع لَهُ بالخلافة، وشهد معه حروبه، واستعمله عليّ عَلَى مصر، فكايده معاوية فلم يظفر مِنْهُ بشيء، فكايد عليًا وأظهر أن قيسًا قَدْ صار معه يطلب بدم عثمان، فبلغ الخبر عليًا، فلم يزل بِهِ مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر وغيره حتَّى عزله، واستعمل بعده الأشتر، فمات فِي الطريق، فاستعمل مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر، فأخذت مصر مِنْهُ، وقتل.
ولما عزل قيس أتى المدينة، فأخافه مروان بْن الحكم، فسار إِلَى عليّ بالكوفة، ولم يزل معه حتَّى قتل. فصار مَعَ الْحَسَن، وسار فِي مقدمته إِلَى معاوية، فلما بايع الْحَسَن معاوية، دخل قيس فِي بيعة معاوية، وعاد إِلَى المدينة، وهو القائل يَوْم صفين: [1]
هَذَا اللواء الَّذِي كُنَّا نحف بِهِ ... مَعَ النَّبِيّ وجبريل لنا مدد
ما ضر من كانت الأنصار عيبته [2] ... أن لا يكون لَهُ من غيرهم أحد
قوم إِذَا حاربوا طالت أكفهم ... بالمشرفية حتَّى يفتح البلد [3]
روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ أحاديث. روى عَنْهُ أَبُو عمار عريب [4] بْن حميد الهمداني، وابن أَبِي ليلى، والشعبي، وعمرو بْن شرحبيل، وغيرهم.
أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَضْلِ الطَّبَرِيُّ الْفَقِيهُ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ رِوَايَةً قَالَ: لَوْ كَانَ الْعِلْمُ مُتَعَلِّقًا بِالثُّرَيَّا لَنَالَهُ نَاسٌ مِنْ فَارِسَ. وتوفي سنة تسع وخمسين، وقيل: سنة ستين.
وكان ليس فِي وجهه لحية ولا شعرة، فكانت الأنصار تَقُولُ: وددنا أن نشتري لقيس لحية بأموالنا. وكان مَعَ ذَلِكَ جميلا.
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] الأبيات في الاستيعاب: 3/ 1392.
[2] عيبة الرجل: موضع سره.
[3] المشرفية: سيوف منسوبة إلى المشارف، وهي قرى من أرض اليمن.
[4] في المطبوعة: «غريب» ، بالغين المعجمة. والصواب عن الخلاصة.(4/126)
قَالَ أَبُو عُمَر: خبره فِي السراويل عند معاوية باطل لا أصل له [1] .
4349- قيس بن السكن الأنصاري
(ب د ع) قيس. بْن السكن بْن قيس بن زعوراء بْن حرام بْن جندب بْن عامر بْن غنم ابن عدي بْن النجار، أَبُو زَيْد الْأَنْصَارِيّ الخزرجي. غلبت عَلَيْهِ كنيته.
شهد بدرًا. وَقَدْ اختلف فِي اسمه فقيل: سعد بْن عمير، وقيل: ثابت، وقيل: قيس ابن السكن. ولا عقب لَهُ.
قَالَ أنس بْن مَالِك: إن أحد عمومته ممن جمع القرآن عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، وكانوا أربعة من الأنصار: زَيْد بْن ثابت، ومعاذ بْن جبل، وأبي بْن كعب، وَأَبُو زَيْد.
قَالَ أَبُو عُمَر: إنَّما أراد أنس بهذا الحديث الأنصار، وَقَدْ جمع القرآن من المهاجرين جماعة منهم: عليّ، وعثمان، وابن مَسْعُود، وعبد اللَّه بْن عَمْرو بْن العاص، وسالم مولى أبى حذيفة.
أخرجه الثلاثة.
4350- قيس بن سلع
(ب د ع) قيس بْن سلع [2] . وقيل: قيس بْن أسلع [3] . والأول أكثر، وهو أنصاري من أهل المدينة.
روى عَنْهُ نافع مَوْلَى حمنة، إن إخوته شكوه إِلَى النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ وقالوا: إنه ابتذر ماله، وتبسط، فِيهِ. فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: «يا قيس، ما شأن إخوتك يشكونك، يزعمون أنك تبذر مَالِك؟ قَالَ فقلت: يا رَسُول اللَّه، إني آخذ نصيبي من التمر فأنفقه فِي سبيل اللَّه عزَّ وجلَّ وعلى من صحبني؟ فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ- وضرب صدري: - أنفق قيس ينفق اللَّه عليك. قَالَ:
فكنت بعد ذَلِكَ أكثر أهل بيتي مالًا» [4] . أَخْرَجَهُ الثلاثة، وقَالَ أَبُو عُمَر: «قيس بن الأسلع، وليس بشيء» .
__________
[1] ينظر الاستيعاب: 3/ 1293.
[2] كذا ضبطه الحافظ في الإصابة، الترجمة 7184: 3/ 240.
[3] وكذا وردت ترجمته في الجرح والتعديل لابن أبى حاتم: 3/ 2/ 94.
[4] أخرجه الطبراني وابن مندة. ينظر الإصابة.(4/127)
4351- قيس بن سلمة بن شراحيل الجعفي
قيس بْن سَلَمة بْن شراحيل بْن الشيطان بْن الحارث بْن الأصهب- واسمه عوف بْن كعب ابن الحارث بْن سعد بْن عَمْرو بْن ذهل بْن مران [1] بْن جعفي بن سعد العشيرة الجعفي.
وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ.
قاله ابْن الكلبي.
4352- قيس بْن سَلَمة بن يزيد الجعفي
قيس بْن سَلَمة بْن يَزِيدَ بْن مشجعة [2] ، بْن المجمع بْن مَالِك بْن كعب بْن سعد بْن عوف ابن حريم بْن جعفي الجعفي، المعروف بابن مليكة. لَهُ، ولأبيه، ولأخيه يزيد صحبة ووفادة عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلّم.
قاله ابن الكلبي.
4353- قيس بن شماس
(س) قيس بْن شماس.
أورده العسكري، وَرَوَى بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْجَرَّاحِ بْنِ الْمِنْهَالِ، عَنِ ابْنِ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ [3] ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَيْتُ الْمَسْجِدَ وَالنَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ فِي الصَّلاةِ، فَلَمَّا سَلَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ الْتَفَتَ إِلَيَّ وَأَنَا أُصَلِّي، فَلَمَّا فَرَغْتُ قَالَ: أَلَمْ تُصَلِّ مَعَنَا؟ قُلْتُ: نَعَمْ.
قَالَ: فَمَا هَذِهِ الصَّلاةُ؟ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، رَكْعَتَا الْفَجْرِ، خَرَجْتُ مِنْ مَنْزِلِي وَلَمْ أَكُنْ صَلَّيْتُهُمَا. فَلَمْ يَقُلْ فِي ذَلِكَ شَيْئًا. أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى وقَالَ: هكذا رَوَاهُ ابْن جريج، عَنْ عطاء بْن أَبِي رباح، عَنْ قيس ابن سهل، وهو الصحيح.
4354- قيس بن صرمة
(ب س) قيس بْن صرمة. وقيل: صرمة بن قيس. وقيل: قيس بن مالك بن أوس ابن صرمة المازني.
__________
[1] في المطبوعة: «مروان» ، وهو خطأ. والصواب عن مخطوطة دار الكتب «111» مصطلح والجمهرة لابن حزم:
384، وتاج العروس، مادة: مرن.
[2] في المطبوعة: «مسجعة» . بالسين المهملة. والمثبت عن ترجمة أبيه، وقد تقدمت برقم 2190: 2/ 436.
[3] في المطبوعة: «عطاء بن أبى سليم» . وهو خطأ، والصواب عن الخلاصة، والإصابة، الترجمة 7355: 3/ 268.(4/128)
أورده عبدان، وروى بِإِسْنَادِهِ، عَنْ إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ الْبَرَاءِ قَالَ: كَانَ أصحاب النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ الرجل صائمًا فنام قبل أن يفطر بالليل، لم يأكل إِلَى مثلها، وَإِن قيس بْن صرمة الْأَنْصَارِيّ كَانَ صائمًا، وكان يومه ذَلِكَ يعمل فِي أرضه ... وذكر الحديث، وَقَدْ تقدم [1] ذكره.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى مختصرًا، وأخرجه أَبُو عُمَر وترجم عَلَيْهِ: «قيس بْن مَالِك» [2] ، وهو هَذَا. وقيل فِيهِ: «صرمة بْن أنس» ، «وصرمة بْن أَبِي أنس» ، وَقَدْ ذكرناه في بابه.
4355- قيس بن صعصعة
(ب) قيس بْن صعصعة.
قَالَ أَبُو عُمَر: لا أعرف نسبه، حديثه عند ابْن لهيعة، عَنْ حبان بْن واسع، عَنْ أَبِيهِ واسع بْن حبان، عَنْ قيس بْن صعصعة قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فِي كَمْ أقرأ القرآن؟ ... الحديث.
أخرجه [3] أبو عمر.
4356- قيس بن أبى صعصعة
(ب د ع) قيس بْن أَبِي صعصعة، واسم أَبِي صعصعة: عَمْرو بْن زَيْد بْن عوف بْن مبذول بْن عَمْرو بْن غنم بْن مازن بْن النجار الأنصاري الخزرجي المازني.
شهد العقبة وبدرًا، وجعله رَسُول اللَّه صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ عَلَى الساقة يومئذ. قَالَه عروة، وابن شهاب، وابن إِسْحَاق [4] .
روى يَحيى بْن بكير وسعيد بْن أَبِي مريم عَنِ ابن لهيعة عَنْ حبان بْن واسع، عَنْ أبيه، عَنْ قيس بْن أَبِي صعصعة،: أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فِي كَمْ أَقْرَأُ الْقُرْآنَ؟ قَالَ: فِي خمس عشرة ليلة. قَالَ: أجدني أقوى من ذَلِكَ؟ قَالَ: ففي كل جمعة. قال: أجدني أقوى من ذلك؟
قال: فمكث كذلك يقرؤه زمانًا حتَّى كبر وكان يعصب عينيه، ثُمَّ رجع فكان يقرؤه فِي كل خمس عشرة ليلة، ثُمَّ قَالَ: يا ليتني قبلت رخصة النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم. أخرجه الثلاثة.
__________
[1] وذلك في ترجمة «صرمة بن أنس» ، وقد تقدمت برقم 2498: 3/ 17، 18.
[2] الاستيعاب، الترجمة 2150: 3/ 1298.
[3] الاستيعاب، الترجمة 2138: 3/ 1294.
[4] ينظر سيرة ابن هشام في أسماء من شهد العقبة: 1/ 458، وفي خبر غزوة بدر: 1/ 613، 705.(4/129)
قلت: لم يخرج أَبُو عُمَر هَذَا الحديث فِي هَذِهِ الترجمة، وَإِنما أَخْرَجَهُ فِي الترجمة التي قبل هَذِهِ الترجمة «قيس بْن صعصعة» ، ولا شك أَنَّهُ وهم فِيهِ، ولعله ظنهما اثنين، وهما واحد، وهذا هو الصواب. ولم يذكر فِي هَذِهِ الترجمة إلا أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ جعله عَلَى الساقة، والله أعلم.
4357- قيس بن صعصعة بن وهب
قيس بْن صعصعة بْن وهب بْن عدي بْن مالك بْن عدي بْن عامر بن غنم بن عدىّ ابن النجار الْأَنْصَارِيّ.
شهد أحدًا، قاله العدوي، وجعله أخا مَالِك بْن صعصعة.
ذكره ابْن الدباغ.
4358- قيس بن صيفي
قيس بْن صيفي بْن الأسلت الْأَنْصَارِيّ.
وهو الَّذِي جاءت امْرَأَة أَبِيهِ بعد موته إِلَى النبي صلّى الله عليه وآله وسلم فقالت: يا رسول الله، إن أبا قيس هلك، وَإِن ابنه قيسًا من خيار الحي، خطبني، فنزلت: (وَلا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آباؤُكُمْ من النِّساءِ 4: 22) ... الآية [1] .
ذكره ابن الدباغ الأندلسى.
4359- قيس بن الضحاك
(س) قيس بْن الضحاك بْن خليفة بْن ثعلبة.
قَالَ أَبُو حاتم البستي: هُوَ اسم أَبِي جبيرة الْأَنْصَارِيّ.
قَالَ جَعْفَر: وقَالَ أَبُو أَحْمَد الحافظ: هُوَ أخو ثابت بْن الضحاك الأشهلي، وقيل:
الكلابي، قيل: لَهُ صحبة.
وقَالَ أَبُو جبيرة: فينا نزلت: (وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ 49: 11) [2] .
وحديثه كَثِير الاضطراب، ويرد ذكره فِي الكنى، إن شاء اللَّه تعالى.
وَقَدْ قَالَ ابْن الكلبي: أَبُو جبيرة هُوَ اسمه.
أَخْرَجَهُ أَبُو موسى.
__________
[1] سورة النساء، الآية: 22. وينظر تفسير ابن كثير: 2/ 210 بتحقيقنا.
[2] سورة الحجرات، آية: 11. هذا وقد أخرج الإمام أحمد هذا الحديث في مسندة: 4/ 69، 260.(4/130)
4360- قيس بن طخفة
(ب ع س) قيس بْن طخفة، أَبُو يعيش الغفاري وقَالَ أَبُو جَعْفَر المستغفري: قيس بْن طخفة النهدي، وأورد لَهُ حديثًا طويلًا يعرف بطخفة.
وَقَدْ اختلف فِي اسمه اختلافًا كَثِيرا، قيل: إنه كَانَ من أصحاب الصفة روى يَحيى بْن أَبِي كَثِير، عَنْ أَبِي سَلَمة بْن عَبْد الرَّحْمَن: أن يعيش بْن قيس بْن طخفة حدثه، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: «يا فلان، اذهب بهذا معك» فبقيت رابع أربعة.
فَقَالَ لنا رَسُول اللَّه صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: «انطلقوا» . فأتينا بيت عَائِشَة [1] . أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ مُكَارِمِ بْنِ أَحْمَدَ بْن الْمُؤَدِّبُ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي زَكَرِيَّا يَزِيدَ بْنِ إياس قَالَ: ومنهم طهفة بْن أَبِي زُهَيْر النهدي، وقَالَ بعضهم: قيس بْن زُهَيْر، من بني مالك ابن نهد. قدم الموصل وكتاب رَسُول اللَّه صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ معه- أَوْ: قدم أهله والكتاب معهم.
وقَالَ: حَدَّثَنِي عَبْد اللَّه بْن خَالِد الْقُرَشِيّ، عَنْ أَحْمَد بْن معاوية بْن بَكْر، حَدَّثَنَا خالد ابن حبيش المحاربي، عَنْ ليث بْن أَبِي سليم، عَنْ مجاهد (ح) وحَدَّثَنَا زكريا بْن يَحيى بْن عَبْد الرَّحْمَن، حَدَّثَنَا يَحيى بْن يونس، حَدَّثَنِي محبوب بْن مَسْعُود البجلي، حَدَّثَنَا وهب الأسدي، عَنْ أشياخ من بني نهد: أن رجلًا منهم يُقال لَهُ: قيس بْن طهفة من بني مَالِك بْن نهد، وفد إِلَى النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فَقَالَ: ائذن لي فِي الكلام. فَقَالَ: تكلم. فَقَالَ: أما بعد يا رَسُول اللَّه، فإنا أتيناك من غوري تهامة بأكوار الميس- وذكر نحو ما ذكرناه فِي طهفة [2] . أَخْرَجَهُ أبو نعيم، وأبو عمر، وأبو موسى.
4361- قيس بن طلق
(س) قيس بْن طلق.
أورده عبدان وجعفر وغيرهما فِي الصحابة.
روى عَبْد اللَّهِ بْن بدر، عَنْ قيس بْن طلق قَالَ: لدغت طلق بْن عليّ عقرب عند النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وآله وسلّم، فرقاه النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ومسحه.
__________
[1] مضى الحديث في ترجمة طهفة بن قيس، وهي برقم 2644: 3/ 98، 99، وخرجناه هنالك.
[2] يعنى: طهفة بن زهير النهدي. وقد تقدمت ترجمته برقم 2643: 3/ 96، وشرحنا غريب الحديث هنالك.(4/131)
وله حديث فِي وفد عَبْد القيس والأشربة.
أخرجه [1] أبو موسى.
4362- قيس بن أبى العاص
(د ع) قيس بْن أَبِي العاص بْن قيس بْن عدي بْن سعد بْن سهم.
شهد فتح مصر، واختط بها دارًا، وولي قضاء مصر لعمر بْن الخطاب. رَوَاهُ ابْن لهيعة، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حبيب، قاله ابْن يونس.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
4363- قيس بن عاصم النميري
(س) قيس بْن عاصم بْن أسد بْن جعونة بْن الحارث بْن نمير بْن عامر بْن صعصعة النميري قَالَ ابْن الكلبي: وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، ومسح وجهه، وقَالَ: «اللَّهمّ، بارك عليه وعلى أصحابه» ، وله يَقُولُ الشَّاعِر:
إليك ابْن خير النَّاس قيس بْن عاصم ... جشمت من الأمر العظيم المجاشما [2]
أخرجه أبو موسى.
4364- قيس بن عاصم المنقري
(ب د ع) قيس بْن عاصم بْن سنان بْن خَالِد بْن منقر بْن عُبَيْد بْن مقاعس- واسم مقاعس: الحارث بْن عَمْرو بْن كعب بْن سعد بْن زَيْد مناة بْن تميم التميمي المنقري.
وإنما سمي الحارث مقاعسًا. لتقاعسه عَنْ حلف بني سعد بْن زَيْد مناة.
يكنى: أبا عليّ، وقيل: أَبُو طلحة، وقيل: أَبُو قبيصة. والأول أشهر. وأمه أم أسفر بِنْت خليفة.
وفد عَلَى النَّبِيّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فِي وفد بني تميم، وأسلم سنة تسع. ولما رآه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلّم قال: «هذا سيد أهل الوبر [3] » .
__________
[1] قال عنه الحافظ في الإصابة، الترجمة 7358/ 3/ 268: «تابعي مشهور» وذكر حديث الرقية، وقال: «وهذا إنما سمعه قيس بن طلق من أبيه، وكذلك أخرجه ابن حبان والحاكم» .
[2] جشم الأمر- بكسر الشين- يجشمه جشما وجشامة، وتجشمه: تكلفه على مشقة.
[3] ينظر معجم الشعراء للمرزباني: 199. والبيان والتبين للجاحظ 2/ 33 والاستيعاب: 3/ 1295.(4/132)
وكان عاقلا حليمًا مشهورًا بالحلم، قيل للأحنف بْن قيس: ممن تعلمت الحلم؟ فَقَالَ:
من قيس بْن عاصم، رَأَيْته يومًا قاعدًا بفناء داره محتبيًا بحمائل سيفه، يحدث قومه، إذ أتى برجل مكتوف وآخر مقتول، فقيل: هَذَا ابن أخيك قتل ابنك قال: فو الله ما حل حبوته، ولا قطع كلامه. فلما أتمه التفت إلى ابن أخيه فقال: يا ابن أخي، بئسما فعلت، أثمت بربك، وقطعت رحمك، وقتلت ابْن عمك، ورميت نفسك بسهمك، وقللت عددك. ثُمَّ قَالَ لابن لَهُ آخر: قم يا بني إِلَى ابْن عمك، فحل كتافه، ووار أخاك، وسق إِلَى أمك مائة من الإبل دية ابنها فإنها عريبة [1] .
وكان قيس بْن عاصم قَدْ حرم عَلَى نفسه الخمر فِي الجاهلية، وكان سبب ذَلِكَ أَنَّهُ غمز عكنة [2] ابنته وهو سكران، وسب أبويها، ورأى القمر فتكلم بشيء، وأعطى الخمار كثيرا من ماله، فلما أفاق أخبر بذلك، فحرمها عَلَى نفسه، وقَالَ فِي ذَلِكَ [3] :
رَأَيْت الخمر صالحة وفيها ... خصال تفسد الرجل الحليما
فلا والله أشربها صحيحًا ... ولا أشفى بها أبدًا سقيما
ولا أعطي بها ثمنا حياتي ... ولا أدعو لها أبدًا نديما
فإن الخمر تفضح شاربيها ... وتجنيهم بها الأمر العظيما
رُوِيَ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: إني وأدت اثنتي عشرة بنتًا، أَوْ ثلاث عشرة بنتًا! فَقَالَ لَهُ النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: أعتق عَنْ كل واحدة منهن نسمة. أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَغَيْرُ وَاحِدٍ بِإِسْنَادِهِمْ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى قال: حدثنا بندار، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الأَغَرِّ بْنِ الصَّبَّاحِ، عَنْ خَلِيفَةَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ: أَنَّهُ أَسْلَمَ، فأمره النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم أن يغتسل بماء وسدر [4]
__________
[1] ينظر هذه الخبر في عيون الأخبار لابن قتيبة: 1/ 286، كما ينظر بعضه في البيان والتبيين الجاحظ: 1/ 43.
[2] العكنة- بضم فسكون-: واحدة العكن- بضم ففتح- والأعكان. وهي الأطواء في البطن من السمن.
[3] الأبيات والخبر في الاستيعاب: 3/ 1295.
[4] تحفة الأحوذي، أبواب السفر، باب ما في الاغتسال عند ما يسلم الرجل، الحديث 602: 3/ 225، وقال الترمذي:
«هذا حديث حسن لا نعرفه إلا من هذا الوجه، والعمل عليه عند أهل العلم، يستحبون للرجل إذا أسلم أن يغتسل ويغسل ثيابه» .
وقال الحافظ أبو العلى صاحب تحفة الأحوذي: «وأخرجه أبو داود، والنسائي، وأحمد، وابن حبان، وابن خزيمة، وصححه ابن السكن، كذا في النيل، وسكت عنه أبو داود، وذكر المنذري تحسين الترمذي، وأقره» .
هذا وحديث الإمام أحمد في المسند: 5/ 61.(4/133)
قَالَ الْحَسَن الْبَصْرِيّ: لما حضرت قيس بْن عاصم الوفاة، دعا بنيه فَقَالَ: يا بني، احفظوا عني، فلا أحد أنصح لكم مني، إِذَا أَنَا مت فسودوا كباركم، ولا تسودوا صغاركم، فتسفه النَّاس كباركم، وتهونوا عليهم. وعليكم بإصلاح المال، فإنه منبهة للكريم، ويستغنى بِهِ عَنِ اللئيم، وَإِياكم ومسألة النَّاس، فإنها آخر كسب المرء، ولا تقيموا عَلَى نائحة، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ نهى عَنِ النائحة.
روى عنه الْحَسَن، والأحنف، وخليفة بْن حصين، وابنه حكيم بْن قيس.
أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ إِذْنًا بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ: حَدَّثَنَا هَدِيَّةُ [1] بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ أَبُو صَالِحٍ الْمَرْوَزِيُّ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ شُمَيْلٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفِ بْن الشِّخِّيرِ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ أَوْصَى عِنْدَ مَوْتِهِ فَقَالَ: إِذَا مِتُّ فَلا تَنُوحُوا عَلَيَّ، فإن رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ لَمْ يَنُحْ عَلَيْهِ [2] .
وخلف من الولد اثنين وثلاثين ذكرًا.
وروى أَبُو الأشهب عَنِ الْحَسَن، عَنْ قيس بْن عاصم المنقري: أَنَّهُ قدم على النبي صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فَقَالَ: هَذَا سيد أهل الوبر، فسلمت عَلَيْهِ وقلت: يا رَسُول اللَّه، المال الَّذِي لا تبعه عليّ فِيهِ؟
قَالَ: نعم، المال الأربعون، وَإِن كثر فستون، ويل لأصحاب المئين إلا من أدى حق اللَّه فِي رسلها ونجدتها [3] ، وأطرق [4] فحلها، وأفقر ظهرها [5] ، ومنح غزيرتها [6] ، ونحر سمينتها، وأطعم القانع والمعتر [7] فقلت: يا رَسُول اللَّه، ما أكرم هَذِهِ الأخلاق وأحسنها؟ قال: يا قيس، أما لك أحب إليك أم مال مواليك؟ قَالَ قلت: بل مالي! قَالَ: فإنما لَكَ من مَالِك ما أكلت فأفنيت، أَوْ لبست فأبليت، أَوْ أعطيت فأمضيت، وما بقي فلورثتك. قَالَ قلت: يا رَسُول اللَّهِ، لئن بقيت لأدعن عددها قليلا- قال الحسن: ففعل. أخرجه الثلاثة.
__________
[1] في المطبوعة: «هدبة» ، بباء موحدة. والصواب ما أثبتناه عن الخلاصة. والمشتبه للذهبى: 652.
[2] أخرجه الإمام أحمد، المسند: 5/ 61 عن محمد بن جعفر، عن شعبة بإسناده.
[3] في المطبوعة: «رسلها وبجدتها» ، بالباء، وهو خطأ. وفي النهاية: «النجدة: الشدة، والرسل- بالكسر:
الهينة والتأني. قال الجوهري: يقال: افعل كذا وكذا على رسلك، بالكسر، أي اتئد فيه، كما يقال: على هينتك» .
[4] أي: أعاره للضراب.
[5] أي أعاره للركوب.
[6] الغزيرة: كثير اللبن.
[7] المعتر: هو الّذي يتعرض للسؤال، من غير طلب.(4/134)
4365- قيس بن عائذ
(ب د ع) قيس بْن عائذ، أَبُو كاهل الأحمسي.
هُوَ مشهور بكنيته، وَقَدْ اختلف فِي اسمه، فقيل: عَبْد اللَّه بْن مَالِك، قاله الْبُخَارِيّ. وقيس أشهر، ونذكره في الكنى إن شاء اللَّه تعالى أتم من هذا.
روى عَنْهُ إِسْمَاعِيل بْن أَبِي خَالِد وقَالَ: كَانَ إمام الحي.
أَنْبَأَنَا ابْنُ أَبِي حَبَّةَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ: حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَائِذٍ قَالَ: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يَخْطُبُ النَّاسَ عَلَى نَاقَةٍ، وَحَبَشِيٌّ مُمْسِكٌ بخطامها [1] .
أخرجه الثلاثة [2] .
4366- قيس بن عباد
(د ع) قيس بْن عباد [3] .
عداده فِي الشاميين. روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ فِي قاتل نفسه، ولا تصح لَهُ رؤية ولا صحبة.
أَخْرَجَهُ ابْن منده وَأَبُو نعيم.
4367- قيس بن عبد الله الأسدي
(ع س) قيس بْن عَبْد اللَّه الأسدي، من بني أسد بْن خزيمة أَبُو آمنة بِنْت قيس، التي كانت مَعَ أم حبيبة.
هاجر قيس إِلَى الحبشة مَعَ امرأته بركة بِنْت يسار، مولاة أَبِي سُفْيَان بْن حرب قَالَ مُوسَى بْن عقبة: كَانَ ظئرًا [4] لعبيد اللَّه بْن جحش ولأم حبيبة.
أَخْرَجَهُ أَبُو نعيم، وأبو موسى مختصرا.
4368- قيس بن عبد الله النابغة الجعديّ
(ب د ع) قيس بْن عَبْد اللَّه بْن عدس، النابغة الجعدي، الشَّاعِر المشهور بلقبه النابغة [5] ونذكره إن شاء اللَّه فِي «النون» أتمّ من هذا. أخرجه الثلاثة.
__________
[1] مسند الإمام أحمد: 4/ 177، وينظر أيضا المسند: 4/ 78.
[2] الاستيعاب، الترجمة 1240: 3/ 1294- 1296.
[3] في الإصابة، الترجمة 7199/ 3/ 244: «عبادة» .
[4] الظئر: المرضعة غير ولدها، ويقال لزوجها أيضا: ظئر.
[5] ينظر ترجمته في الشعر والشعراء لابن قتيبة: 289 ومعجم الشعراء للمرزباني: 195.(4/135)
4369- قيس بن عبد الله
(س) قيس بْن عَبْد اللَّه. غير منسوب.
أخرجه يَحيى بْن يونس، من حديث ابْن لهيعة، عَنِ ابْنِ هبيرة، عَنْ قيس: أن رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ شغل يَوْم الأحزاب عَنْ صلاة العصر.
قَالَ جَعْفَر: هَذَا مرسل، وقيس لا نعرفه فِي الصحابة.
أخرجه أَبُو مُوسَى.
4370- قيس بْن عبد الله الكندي
قيس بْن عَبْد اللَّه بْن قيس بْن وهب بْن بكير بْن امرئ القيس بْن الحارث بْن معاوية الكندي.
وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلّم قاله هشام بن الكلبي.
4371- قيس بن عبد العزى
(د ع) قيس بْن عَبْد العزي.
روى عَنْهُ أنس بْن مَالِك أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ قَالَ: «لا تزال «لا إله إلا اللَّه» تدفع عقوبة سخط اللَّه ما لم يقولوها ثُمَّ ينقضوا دينهم لصلاح دنياهم، فإذا فعلوا ذَلِكَ قَالَ اللَّه عزَّ وجلَّ:
كذبتم» . أخرجه ابن مندة وأبو نعيم
4372- قيس بن عبد المنذر
(د ع) قيس بْن عَبْد المنذر الْأَنْصَارِيّ.
تقدم نسبه عند أخيه «رفاعة [1] » . قتل ببدر، ونزل فِيهِ وفي أصحابه: وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ الله أَمْواتٌ 2: 154 [2] ... الآية. فكان القتلى من المهاجرين ستة: عبيدة ابن الحارث، وعمير بْن أَبِي وقاص، وذو الشمالين بْن عَمْرو، وعاقل بْن البكير، ومهجع مَوْلَى عُمَر بْن الخطاب، وصفوان. وقتل من الأنصار ثمانية: سعد بن خيثمة، وقيس بن
__________
[1] تقدمت ترجمته برقم 1692: 2/ 230.
[2] سورة البقرة:، آية: 154.(4/136)
عَبْد المنذر، وزيد بْن الحارث، وتميم بْن الحمام، ورافع بْن المعلى، وحارثة بْن سراقة، ومعوّذ وعوف ابنا عفراء.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو نعيم: فِيهِ تصحيف، وهو قيس بْن عَبْد المنذر، وَإِنما هُوَ مبشر بْن عَبْد المنذر، من بني عَمْرو بْن عوف، لا يختلف فِيهِ. والثاني: تميم بْن الحمام، وَإِنما هُوَ عمير بْن الحمام، قاله أهل السير. وهو الصحيح.
4373- قيس بن عبد يغوث
(س) قيس بْن عَبْد يغوث بْن المكشوح.
وهو ممن شرك فِي قتل الأسود العنسي. ويرد ذكره مستوفي فِي قيس بْن المكشوح، فهو به أشهر.
أخرجه هاهنا أبو موسى.
4374- قيس بن عبيد
قيس بْن عُبَيْد بْن الحرير بْن عُبَيْد بْن الجعد بْن عوف بْن مبذول بْن عمرو بن غنم بن مازن ابن النجار، أَبُو بشر.
لَهُ صحبة، شهد أحدًا والمشاهد كلها، واستشهد يَوْم اليمامة.
الحرير: بضم الحاء المهملة، وبالراءين. قاله الأمير أَبُو نصر.
4375- قيس بن عمرو الأنصاري
(س) قيس بْن عَمْرو، وأبوه عَمْرو بْن قيس بن زيد بْن سواد بْن مالك بْن غنم بْن مالك ابن النجار الْأَنْصَارِيّ الخزرجي.
استشهدا كلاهما يَوْم أحد.
أَنْبَأَنَا عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بِإِسْنَادِهِ عَنْ يونس بْن بكير، عَنِ ابن إِسْحَاق، في تسمية من قتل يَوْم أحد، قَالَ: «ومن بني سواد بْن مَالِك بْن غنم: عَمْرو بْن قيس، وابنه قيس [1] وَقَدْ تقدم فِي عَمْرو [2] أتم من هَذَا، وَقَدْ اختلف فِي شهود قيس بدرًا، وَقَدْ جعله ابْن الكلبي فيمن شهدها. أخرجه أبو موسى [3] .
__________
[1] سيرة ابن هشام: 2/ 124.
[2] تقدمت ترجمته برقم 4006: 4/ 264.
[3] هذه الترجمة ثابتة في الاستيعاب، وهي برقم 2145: 3/ 1297. ولعلها مما استدرك على أبى عمر ثم ألحق بكتابه.(4/137)
4376- قيس بن عمرو بن قهد
(ب د ع) قيس بْن عَمْرو. وقيل: قيس بن قهد، وقيل: قيس بْن سهل. وهو جد يَحيى بْن سَعِيد الْأَنْصَارِيّ. فقيل: قيس بْن عَمْرو بْن قهد بْن ثعلبة، وقيل: قيس بْن عمرو ابن سهل بْن ثعلبة بْن الحارث بْن زَيْد بْن ثعلبة بْن عُبَيْد بْن غنم بْن مَالِك بْن النجار، وَقَدْ اختلف فِي نسبه.
روى عَنْهُ ابنه سَعِيد، وعطاء بْن أَبِي رباح، ومحمد بْن إِبْرَاهِيم.
أَنْبَأَنَا أَبُو يَاسِرٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ: حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ سَعِيدٍ: أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَهُ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: رَأَى النبيّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ رَجُلا يُصَلِّي بَعْدَ الصُّبْحِ رَكْعَتَيْنِ، فَقَالَ النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: أَصَلاةُ الصُّبْحِ مَرَّتَيْنِ؟ قَالَ: إِنِّي لَمْ أَكُنْ صَلَّيْتُ الرَّكْعَتَيْنِ اللَّتَيْنِ قَبْلَهَا، فَصَلَّيْتُ الآنَ. قال: فسكت النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ [1] وَرَوَاهُ اللَّيْثُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ. أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ [2] .
4377- قيس بن عمرو بن لبيد
قيس بْن عَمْرو بْن لبيد، ابْن أخي زياد بْن لبيد [3] .
شهد أحدًا والمشاهد بعدها. قاله ابْن القداح.
ذكره ابْن الدباغ.
4378- قيس بن عمير
قيس بْن عمير.
ذكره ابْن قانع، وروى بِإِسْنَادِهِ عَنْ حميد بْن عَبْد الرَّحْمَن، عَنْ قيس بْن عمير قَالَ: انطلقت إِلَى النَّبِيّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، فأسلمت، وأخذت العقد عَلَى قومي، وأمرني عليهم.
ذكره ابْن الدباغ عَلَى أَبِي عُمَر.
__________
[1] مسند الإمام أحمد: 5/ 447.
[2] الاستيعاب، الترجمة 2144: 3/ 1297.
[3] تقدمت ترجمته برقم 1809: 2/ 1908.(4/138)
4379- قيس بن أبى غرزة
(ب د ع) قيس بْن أَبِي غرزة بْن عمير بْن وهب الغفاري، وقيل: الجهني.
سكن الكوفة ومات بها، لَهُ حديث واحد.
أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَطِيبُ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ الْأَعْمَشِ، سَمِعَ أَبَا وَائِلٍ يُحَدِّثُ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي غَرْزَةَ قَالَ: «خَرَجَ عَلَيْنَا رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فِي السُّوقِ وَنَحْنُ نَبِيعُ الأَوْسَاقَ، وَنَحْنُ نُسَمَّى السَّمَاسِرَةَ، فَسَمَّانَا بِاسْمٍ أَحْسَنُ مِمَّا سَمَّيْنَا بِهِ أَنْفُسَنَا، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ، إِنَّهُ يُخَالِطُ بَيْعَكُمْ هَذَا الْحَلِفُ، فَشُوبُوهُ [1] بِالصَّدَقَةِ» [2] أَخْرَجَهُ الثلاثة [3] .
4380- قيس غربة
(س) قيس بن غربة، أبو غربة الأحمسىّ.
وفد على النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، ودعا قومه إِلَى الْإِسْلَام.
ذكره المستغفري فِي كتاب الوفود.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى مختصرًا.
غربة: بالغين المعجمة، وبالراء، وبالباء الموحدة. قاله الأمير.
4381- قيس أبو غنيم
(ب د ع) قيس أَبُو غنيم.
أدرك النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، وسكن البصرة.
روى شُعْبَة، عَنْ عاصم الأحول، عَنْ غنيم بْن قيس الأسدي قَالَ: سَمِعْتُ من أَبِي كلمات يقولهن عَلَى رَسُول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم [4] :
__________
[1] الشوب: الخلط.
[2] أخرجه الترمذي في أبواب البيوع عن هناد، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ عن أبى وائل، وقال الترمذي: «حديث قيس بن أبى غرزة حديث حسن صحيح» .
ينظر تحفة، الأحوذي، باب «ما جاء في التجار، وتسمية النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم إياهم» ، الحديث 1222: 4/ 398.
وأخرجه أبو داود في كتاب البيوع، باب «في التجارة يخالطها الحلف واللغو» عن مسرر، عن أبى معاوية، عن الأعمش.
وابن ماجة في كتاب التجارات، باب «التوقي في التجارة» ، الحديث 2145: 2/ 725، 726 عن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن نمير، عَنْ أبى معاوية، عن الأعمش. والإمام أحمد في مسندة، من وجوه متعددة عن أبي وائل: 4/ 6، 280.
[3] الاستيعاب، الترجمة 2146: 3/ 1297.
[4] معنى الرجز في ترجمة ابنه غنيم بن قيس: 4/ 343.(4/139)
ألا لي الويل عَلَى مُحَمَّد ... قَدْ كنت فِي حياته بمقعد
أبيت ليلي آمنًا إِلَى الغد
أَخْرَجَهُ الثلاثة [1] .
4382- قيس بن قارب الضبيّ
(س) قيس بن قارب الضّبى. ذكره الدار قطنى.
روى جَعْفَر بْن الزبَيْر، عَنِ الْقَاسِم بْن أَبِي أمامة، عَنْ قيس بْن قارب الضبي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: لا يؤاخذ اللَّه ابْن آدم بذنب أربعين يومًا، يعني لكي يستغفر اللَّه تَعَالى مِنْهُ.
وَقَدْ رُوِيَ هَذَا عَنْ فروة بْن قيس، وهو مذكور هناك [2] . أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
4383- قيس بن قبيصة
(س) قيس بْن قبيصة.
أورده عبدان فِي الصحابة، وروى بقية، عَنْ عَبْد اللَّه مَوْلَى عثمان بن عفان، عن عبد الله ابن يَحيى الألهاني، عَنْ قيس بْن قبيصة: أن رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ قَالَ: «من لم يوص لم يؤذن لَهُ فِي الكلام مَعَ الموتى: قيل: يا رَسُول اللَّه، وهل يتكلمون؟ قَالَ: نعم، ويتزاورون» . أخرجه أبو موسى [3] .
4384- قيس بن قهد
(ب) قيس بْن قهد الْأَنْصَارِيّ، من بني مَالِك بْن النجار، وهو قيس بْن قهد بن قيس [4] ابن ثعلبة بْن غنم بْن مالك بْن النجار الْأَنْصَارِيّ الخزرجي.
قَالَ مصعب الزبيري: هُوَ جد يَحيى بْن سَعِيد الْأَنْصَارِيّ، قَالَ: ولم يكن قيس بالمحمود فِي أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 2160: 3/ 1302.
[2] تقدمت ترجمته برقم 4214: 4/ 358.
[3] قال الحافظ في الإصابة، الترجمة 7224/ 3/ 247: «سنده ضعيف» .
[4] في الاستيعاب: «قيس بن عبيد بن ثعلبة» .(4/140)
قَالَ ابْن أَبِي خيثمة: هَذَا وهم من مصعب، وَإِنما جد يَحيى بْن سَعِيد: قيس بْن عمرو، قَالَ: وقيس بْن قهد هُوَ [جد [1] أَبِي] مريم عَبْد الغفار بْن الْقَاسِم الْأَنْصَارِيّ الكوفي.
قَالَ أَبُو عُمَر: وهو كما قَالَ ابْن أَبِي خيثمة، وَقَدْ أخطأ فِيهِ مصعب، وكلهم خطأه فِي قولُه هَذَا.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر [2] هكذا. وَقَدْ تقدم «قيس بْن عَمْرو» ، والله أعلم.
وقَالَ الأمير أَبُو نصر: وأمَّا «قهد» بالقاف، فهو قيس بْن قهد، لَهُ صحبة، روى عَنْهُ قيس بْن أَبِي حازم، وابنه سليم بْن قيس، شهد بدرًا وما بعدها، توفى في خلافة عثمان.
4385- قيس بن قيس
(ب) قيس بْن قيس [3] .
شهد مَعَ عليّ صفين، ذكره بن الكلبي فيمن شهد صفين مَعَ عليّ بْن أَبِي طَالِب.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر مختصرًا [4] .
4386- قيس بن أبى قيس
قيس بْن أَبِي قيس بْن الأسلت، وهو قيس بْن صيفي. وَقَدْ تقدم ذكره، ولقيس هَذَا يَقُولُ أَبُوهُ:
أقيس إن هلكت وأنت حي فلا يحرم فواضلك العديم قاله ابْن الكلبي.
4387- قيس بن كعب
(س) قيس بْن كعب.
تقدم ذكره فِي ترجمة أرطاة [5] .
أخرجه أبو موسى مختصرا.
__________
[1] في المطبوعة: «هو أبو مريم» ، مثله في مخطوطة الدار، والمثبت عن الاستيعاب، والجرح والتعديل لابن أبى حاتم:
3/ 1/ 53. قال ابن أبى حاتم: «عبد الغفار بن القاسم أبو مريم الغفاريّ، كوفى، وهو ابن القاسم بن قيس بن قهد، ابن عم يحيى بن سعيد الأنصاري» .
[2] الاستيعاب، الترجمة 2147: 3/ 1297.
[3] في الاستيعاب، قيل: «ابن أبى قيس» . وليس في الإصابة ذكر لكلمة «أبى» .
[4] الاستيعاب، الترجمة 2149: 3/ 1298.
[5] هو أرطاة بن كعب بن شرحبيل، وقد تقدمت ترجمته برقم 68: 1/ 72.(4/141)
4388- قيس بن كلاب
(ب د ع) قيس بْن كلاب الكلابي.
لَهُ صحبة، وهو من أهل اليمن، حديثه عند عَبْد اللَّه بْن حكيم [1] الكناني.
روى مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد الحكم، عَنْ سَعِيد بْن بشير الْقُرَشِيّ الْمَصْرِيّ [عَنْ عبد الله ابن حكيم] [2] رَجُل من أهل اليمن، عَنْ قيس بْن كلاب الكلابي قَالَ: سَمِعْتُ رَسُول اللَّه صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ وهو عَلَى ظهر البيت [3] ينادي النَّاس ثلاثًا: «إن اللَّه حرم دماءكم وأموالكم وأولادكم، كحرمة هَذَا اليوم فِي هَذَا الشهر، وحرمة هَذَا الشهر من السنة، اللَّهمّ هَلْ بلغت» . أخرجه الثلاثة [4] .
4389- قيس بن مالك الأرحبي
(د ع) قيس بْن مَالِك الأرحبي، وأرحب بطن من همدان.
كاتبه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأسلم بعد أن كتب إِلَيْه.
روى عَمْرو بْن يَحيى بْن عَمْرو بْن سَلَمة الهمداني قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ كتب إِلَى قيس بْن مَالِك الأرحبي: «سلام عليكم، أما بعد ذَلِكَ، فإني استعملتك عَلَى قومك: عربهم وخمورهم [5] ومواليهم، وأقطعتك من ذرة نسار مائتي صاع، ومن زبيب خيوان مائتي صاع جار لَكَ ذَلِكَ ولعقبك من بعدك، أبدًا أبدًا أبدًا» . قال قَيْس: وقول رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: «أبدا أبدا أبدا» أحب إلي، إني لأرجو أن يبقي لي عقبي أبدًا. أَخْرَجَهُ ابن مندة وأبو نعيم.
__________
[1] في الاستيعاب، الترجمة 2149/ 3/ 1298: «عبد الله بن حكم الكلابي» . وما في أسد الغابة يوافق ما في ميزان الاعتدال، الترجمة 4279/ 2/ 412. على أن في الميزان: «الكتاني» ، بالتاء. وفي الجرح والتعديل لابن أبى حاتم 2/ 2/ 38:
«الكناني» بالنون، وقال: «روى عن بشر بن قدامة الكلابي، روى عنه سعيد بن بشير القرشي صاحب محمد بن عبد الله ابن عبد الحكم، مجهول» .
[2] ما بين القوسين المعقوفين عن الإصابة، ولا بد من إثباته، وهو ساقط من مخطوطة الدار أيضا.
[3] كذا، ومثله في مخطوطة الدار، وفي الإصابة: «على ظهر الثنية» . ويبدو أنه الصواب.
[4] الاستيعاب، الترجمة 2149: 3/ 1298.
[5] في المطبوعة: «وحمورهم» بالحاء. وهو خطأ، والصواب عن النهاية، ففيها: «استخمر قوما: أي استعبدهم ...
ومنه الحديث: «ملكه على عربهم وخمورهم» ، أي: أهل القرى، لأنهم مغلوبون بما عليهم من الخراج والكلف والأثقال» .(4/142)
قَالَ عَمْرو بْن يَحيى: «عربهم» : أهل البادية، و «خمورهم» : أهل القرى.
قَالَ ابْن ماكولا: حبان بْن هانئ بْن مُسْلِم بْن قيس بْن عَمْرو بْن مَالِك بْن لاي الهمداني ثُمَّ الأرحبي، عَنْ أشياخهم، قَالُوا: قدم قيس بْن مَالِك بْن سعد بْن مَالِك بْن لاي الأرحبي على النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، وهو بمكة، وذكر حديثا رواه عنه ابْنِ الكلبي.
حبان: بكسر الحاء، وبالباء الموحدة.
4390- قيس بن مالك بن أنس
(ب س) قيس بْن مَالِك بْن أنس، أَبُو صرمة.
تقدم ذكره فِي قيس بْن صرمة.
أخرجه أبو عمر وأبو موسى.
4391- قيس بن مالك بن المحسر
(ب) قيس بْن مَالِك بْن المحسر.
خرج مَعَ زَيْد بْن حارثة فِي السرية إِلَى أم قرفة فأخذها، وهو الَّذِي تولى قتلها، وقتل عَبْد اللَّه والنعمان ابني مسعدة الفزاريين أيضًا، وذكر لَهُ ابْن إِسْحَاق شعرًا لما انصرف من مؤتة مَعَ خَالِد بْن الْوَلِيد.
وأم قرفة هِيَ: فاطمة بِنْت يزيد بْن ربيعة [1] .
أخرجه أبو عمر.
قال ابْن ماكولا: وأمَّا محسر- بضم الميم، وفتح الحاء، والسين المهملتين- فهو قيس ابن المحسر، كَانَ خرج مَعَ زَيْد بْن حارثة في السّريّة إلى أم قرفة.
4392- قيس بن محصن
(ب) قيس بْن محصن، وقيل: قيس بْن حصن بْن خَالِد بْن مخلد بْن عَامِر بْن زريق الْأَنْصَارِيّ الزرقي.
شهد بدرا، وأحدا.
__________
[1] في سيرة ابن هشام 2/ 617 هي: «فاطمة بنت ربيعة بن بدر» . وشعر قيس في هذا الموطن من السيرة.(4/143)
أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ، عَنِ ابن إِسْحَاق، في تسمية من شَهِدَ بَدْرًا.
قَالَ: «وَمِنْ بَنِي زُرَيْقِ [1] بْنِ عَامِر بْن عَبْد حارثة بْن مَالِك، ثُمَّ مِنْ بَنِي مَخْلَدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زريق:
قيس بْن محصن بْن خَالِد بْن مخلد.
أخرجه أبو عمر [2] .
4393- قيس، أبو محمد
(ع س) قيس، أَبُو مُحَمَّد. أورده الطبراني [3] .
أَنْبَأَنَا أَبُو مُوسَى إِذْنًا، أَنْبَأَنَا أَبُو غَالِبٍ أحمد بن العباس، أنبأنا أَبُو بَكْرِ بْنُ رِيذَةَ [4] (ح) قَالَ أَبُو مُوسَى: أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ، أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالا: حَدَّثَنَا سليمان بْن أحمد، حدثنا مُحَمَّد ابن خَالِدٍ الرَّاسِبِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو مَيْسَرَةَ النَّهَاوَنْدِيُّ، حَدَّثَنَا عبد المجيد بن عبد العزيز ابن أَبِي رَوَّادٍ [5] عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: رَأَى أَبِي فِي يَدِي سَوْطًا لا عِلاقَةَ لَهُ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ قَالَ لِرَجُلٍ: «أَحْسِنْ عِلاقَةَ سَوْطِكَ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ» . أَخْرَجَهُ أَبُو نعيم وأبو موسى، وقال أبو موسى: كذا أَوْرَدَهُ، وَهَذَا لا دَلِيلَ فِيهِ عَلَى أَنَّ قَيْسًا صَحَابِيٌّ، إِلا أَنْ يَكُونَ أَرَادَ: «عُثْمَانَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَى أَبِي» وَاللَّهُ تَعَالى أعلم.
4394- قيس جد محمد بن الأشعث
(س) قيس، جد مُحَمَّد بْن الأشعث بْن قيس.
روى مُحَمَّد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدّه، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ حديثًا مسندا، من حديث أَحْمَد بْن سيار، عَنْ جَعْفَر بْن مسافر، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ تميم. قاله جَعْفَر، قاله لي البرذعي بسمرقند.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى كذا مختصرًا.
والذي يغلب عَلَى ظني أَنَّهُ مُحَمَّد بْن الأشعث بْن قيس الكندي الأمير المشهور، والد عَبْد الرحمن ابن مُحَمَّد بْن الأشعث الَّذِي قاتل الحجاج، فإن كَانَ هُوَ فلا صحبة لجده قيس، وَإِن كان غيره فلا أعرفه.
__________
[1] في سيرة ابن هشام 1/ 699: «ومن بنى زريق بْن عامر بْن زريق بْن عبد حارثة» .
[2] الاستيعاب، الترجمة 2152: 3/ 1299. وينظر الطبقات الكبرى لابن سعد: 3/ 2/ 127.
[3] في المطبوعة: «أورده الطبراني قال أنبأنا» . وهو خطأ، وكلمة «قال» غير ثابتة في مخطوطة الدار، فحذفناها.
[4] في المطبوعة: «أبو بكر بن زيدة» ، والصواب: ريذة. وقد نبهنا على ذلك مرارا.
[5] في المطبوعة: «ابن أبى داود» . وهو خطا، والصواب عن ترجمته في ميزان الاعتدال، وهي برقم 5183: 2/ 648.(4/144)
4395- قيس بن مخرمة
(ب د ع) قيس بْن مخرمة بْن المطلب بْن عَبْد مناف بن قصي القرشي المطلبي، أَبُو مُحَمَّد، وقيل: أَبُو السائب. وأمه بِنْت [1] عَبْد اللَّه بْن سبع بْن مَالِك بْن جنادة، من بني عنزة بْن أسد ابن رَبِيعة بْن نزار.
ولد هُوَ ورسول اللَّه صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ عام الفيل. روى ذَلِكَ ابْن إِسْحَاق، عن المطلب بن عبد الله ابن قيس، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدّه قيس بْن مخرمة قال: كنت أنا ورسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لدة، ولدنا عام الفيل.
وهو أحد المؤلفة قلوبهم، وممن حسن إسلامه منهم، ولم يبلغ رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ بِهِ عام حنين مائة من الإبل، وأطعمه رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ بخيبر خمسين وسقًا، وقيل: أطعمه ثلاثين وسقًا.
وكان شديد الصفير، يصفر عند البيت، يسمع صوته من حراء.
روى عَنْهُ ابناه عَبْد اللَّه ومحمد، وكان عَبْد اللَّه من الفضلاء.
أخرجه الثلاثة [2] .
4396- قيس بن مخلد
(ب ع س) قيس بْن مخلد بْن ثعلبة بْن صخر بْن حبيب بْن الحارث بن ثعلبة بن مازن ابن النجار الْأَنْصَارِيّ الخزرجي المازني.
شهد بدرًا، قاله ابْن شهاب، وابن إِسْحَاق [3] وقتل يَوْم أحد شهيدًا.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر، وَأَبُو نعيم، وَأَبُو مُوسَى.
قلت: قَدْ أخرج أَبُو مُوسَى هَذَا قيسًا في موضعين من كتابه، فَقَالَ فِي أحدهما: قيس بْن مخلد الأنصاري، وروى بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابن شهاب، في تسمية من شهد بدرا من الأنصار، من الخزرج، من بني ثعلبة بْن مازن بْن النجار: «قيس بْن مخلد بْن ثعلبة بْن صخر بْن حبيب ابن الحارث بْن ثعلبة» . وقَالَ فِي الموضع الثَّاني: «قيس بْنُ مخلد بْن ثعلبة بْن مازن النجاري، شهد بدرًا، وقتل يَوْم أحد» . ولا شك أَنَّهُ رَأَى فِي هَذِهِ ثعلبة بْن مازن، وأنه قتل يوم أحد،
__________
[1] في كتاب نسب قريش 92: «وأمه: أسماء بنت عبد الله ... » .
[2] الاستيعاب، الترجمة 2153: 3/ 1299.
[3] سيرة ابن هشام: 1/ 705، 2/ 125.(4/145)
وأنَّه رَأَى فِي تلك بين ثعلبة وبين مازن عدة آباء، ولم يذكر فِيهِ أَنَّهُ قتل بأحد، فظنهما اثنين، وهما واحد لا شبهة فِيهِ، وَقَدْ سقط من هَذَا النسب عدة آباء، والصواب هُوَ النسب الَّذِي ذكرناه أوّل الترجمة، والله أعلم.
4397- قيس بن المسحر
(س) قيس بْن المسحر الكناني الشَّاعِر، وهو من ولد كلب بْن عوف بْن كعب بْن عَامِر ابن ليث بْن بكر بْن عبد مناة بْن كنانة.
قاله هشام بْن الكلبي بتقديم «السين» عَلَى «الحاء» . وقاله أَبُو مُوسَى: «قيس بْن مسحل اليعمري» ، آخره لام، وقَالَ «اليعمري» نسبة إلى يعمر الشّدّاخ بْن عوف الكناني الليثي، وهو أخو كلب بْن عوف، وكثيرا ما ينسبون إِلَى الأخ المشهور، وقال: كان مع زيد ابن حارثة في غزوة جذام، من أرض جسمي [1] ، وشهد مؤتة، وقال يؤمئذ شعرًا ذكره ابْن إِسْحَاق فِي المغازي، وسماه مسحرًا، مثل ابْن الكلبي.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
قلت: وَقَدْ أخرج أَبُو عُمَر: «قيس بْن المحسر» بتقديم الحاء عَلَى السين، وذكر فِيهِ أَنَّهُ غزا مَعَ زَيْد بْن حارثة أم قرفة وقتلها. وذكره أَبُو مُوسَى وقَالَ: «مسحل» ، وَقَدْ وافق ابْن ماكولا أبا عُمَر، كما ذكرناه، وقاله ابْن إِسْحَاق وابن الكلبي، مسحر بتقديم «السين» عَلَى «الحاء» ، ولا شك أنهم قَدْ اختلفوا فِيهِ، وذكر أَبُو مُوسَى أَنَّهُ غزا جذام بأرض حسمي.
وليس بشيء، وَإِنما الصحيح أَنَّهُ غزا مَعَ زَيْد بني فزارة لما قتلت أم قرفة، وأمر زَيْد قيسًا فقتلها، وكانتا عزونين فِي وقتين ومكانين لا يمكن الجمع بَيْنَهُما، والله أعلم.
4398- قيس بن معبد
(د ع) قيس بْن معبد الحنفي، أخو يزيد بْن معبد.
لَهُ ذكر فِي حديث أخيه يزيد.
أَخْرَجَهُ ابْن منده وَأَبُو نعيم مختصرا.
__________
[1] حسمى- بكسر الحاء، وسكون السين، مقصورا: «أرض ببادية الشام، بينها وبين وادي القرى ليلتان، وأهل تبوك يرون جبل حسمى في غربهم. وقيل: حسمى لجذام جبال وأرض بين أيلة وجانب تيه بنى إسرائيل، وبين أرض عذرة» ينظر مراصد الاطلاع: 1/ 403.(4/146)
4399- قيس بن المكشوح
(ب س) قيس بْن المكشوح، أَبُو شداد.
واختلف فِي اسم أَبِيهِ، فقيل: عَبْد يغوث [1] . وقيل: هبيرة بْن هلال. وهو الأكثر، وقيل: اسمه عَبْد يغوث بْن هبيرة بْن هلال بْن الحارث بْن عَمْرو بْن عَامِر بْن على بن أسلم [2] ابن الأحمس بْن أنمار [3] بْن إراش بْن عَمْرو بْن الغوث البجلي، حليف مراد، قاله أَبُو عُمَر.
وقَالَ أَبُو مُوسَى: «قيس بْن عَبْد يغوث بْن مكشوح» . ولم يزد.
وقَالَ ابْن الكلبي: قيس بْن المكشوح، واسمه هبيرة بْن عَبْد يغوث بْن الغزيل بْن بدا [4] بْن عامر ابن عوتبان بْن زاهر بْن مراد فجعله من مراد صلبية.
وقَالَ أَبُو عُمَر: إنَّما قيل لَهُ المكشوح لأنَّه كوي. وقيل: لأنَّه ضرب عَلَى كشحة [5] .
قيل: لَهُ صحبة. وقيل: لا صحبة لَهُ باللقاء والرؤية. وقيل: لم يسلم إلا فِي أيام أَبِي بَكْر.
وقيل: فِي أيام عُمَر.
وهو الَّذِي أعان عَلَى قتل الأسود العنسي مَعَ فيروز، فقتله الأسود يدل عَلَى إسلامه فِي حياة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ.
وكان فارس مذجج غير مدافع، وسار إِلَى العراق عَلَى مقدمة سعد بْن أَبِي وقاص، وله آثار صالحة فِي قتال الفرس بالقادسية وغيرها، وشهد مَعَ النعمان بْن مقرن نهاوند، ثُمَّ قتل بصفين مَعَ عليّ. وكان فارسًا بطلًا شاعرًا، وهو ابْن أخت عَمْرو بن معديكرب، وكان يناقضه فِي الجاهلية، وكانا فِي الْإِسْلَام متباغضين، وهو القائل لعمرو بن معديكرب:
فلو لاقيتني لاقيت قرنا ... وودعت الحبائب بالسلام
الأبيات [6] .
__________
[1] قوله: «فقيل: عبد يغوث» غير ثابت في الاستيعاب.
[2] لفظ الاستيعاب: «ابن عامر بن أسلم» .
[3] لفظ الاستيعاب: «ابن أحمس بن الغوث بن أنمار» .
[4] كذا في المطبوعة ومخطوطة دار الكتب، ولم نهتد إلى ضبط «بدا» ، وقد ذكر صاحب القاموس المحيط «الغزيل» وضبطه، ولكنه لم ينسبه، بل قال: إنه جد المكشوح وورد نسب قيس بن المكشوح في الجمهرة لابن حزم 382، وسياقه: «عيد يغوث ابن العز بن سلمة بن عامر بن عويشان بن زاهر بن مراد» . فاللَّه أعلم.
[5] الكشح: ما بين الخاصرة إلى الضلع الخلف، وهو من لدن السرة إلى المتن. وفي سمط اللآلي البكري 1/ 64، «سمى المكشوح لكي بطنه، والكشح الكي» .
[6] الأبيات في الاستيعاب: 3/ 1300، ومعجم الشعراء للمرزباني: 198، وسمط اللآلي، 1/ 64.(4/147)
وكان سبب قتله أن بجيلة قَالُوا لَهُ: يا أبا شداد، خذ رايتنا اليوم. فَقَالَ: غيري خير لكم! قَالُوا: ما نريد غيرك! قال: فو الله لئن أخذتها لا أنتهي بكم دون صاحب الترس المذهب- وكان الترس مَعَ رَجُل عَلَى رأس معاوية [1]- فأخذ الراية وحمل وقاتل، حتَّى وصل إِلَى صاحب الترس، فحمل قيس عَلَيْهِ، فاعترضه رومي لمعاوية، فضرب رجله فقطعها، وقتله قيس. وأشرعت إِلَيْه الرماح فقتل.
أَخْرَجَهُ أَبُو عمر وَأَبُو موسى، إلا أن أبا موسى قَالَ: قيس بْن عَبْد يغوث. وهو هَذَا.
الغزيل: بضم الغين المعجمة، وفتح الزاي، وتشديد الياء تحتها نقطتان، وآخره لام.
4400- قيس بن المنتفق
(س) قيس بْن المنتفق.
روى المغيرة بْن عَبْد اللَّه اليشكري، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ دخل مسجد الكوفة قال: فرأيت قيس ابْنُ الْمُنْتَفِقِ وَهُوَ يَقُولُ: وُصِفَ لِي رَسُولُ الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، فطلبته بمكة وبمنى وبعرفات، فأتيته فانتهيت إِلَيْه ... وذكر الحديث [2] .
وهذا الرجل مختلف فِي اسمه، رُوِيَ عَلَى عدة وجوه.
أَخْرَجَهُ أَبُو موسى مختصرا.
4401- قيس بن نشبة
(س) قيس بْن نشبة السلمي.
روى أَبُو معشر بِإِسْنَادِهِ قَالَ: لما كَانَ من أهل بدر ما كَانَ، اشتد عَلَى العرب لا سيما أهل نجد، فلما كَانَ يَوْم الخندق، ورجع المشركون إِلَى بلادهم، جاء قيس بْن نشبة إلى النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فسأله عَنِ السموات، فذكر لَهُ النَّبِيّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ السموات السبع والملائكة وعبادتهم، وذكر الأرض وما فيها، فأسلم ورجع إِلَى قومه، فَقَالَ: يا بني سليم، قَدْ سَمِعْتُ ترجمة الروم وفارس، وأشعار العرب والكهان، ومقاول حمير، وما كلام مُحَمَّد يشبه شيئًا من كلامهم، فأطيعوني في محمّد فإنّكم أخواله، فإن ظفر تتنفعوا بِهِ وتسعدوا، وَإِن تكن الأخرى لم تقدم العرب عليكم.
__________
[1] نص الاستيعاب: «وعلى رأس معاوية رجل قائم معه ترس مذهب يستر به معاوية من الشمس، فقالوا له: اصنع ما شئت»
[2] ورد هذا الحديث في ترجمة عبد الله بن المنتفق، وقد تقدمت برقم 3204: 3/ 401، وخرجناه هنالك.(4/148)
فقيل: الَّذِي سَأَلَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ هُوَ: قيس بْن نشبة، عم الْعَبَّاس بْن مرداس. وقيل:
الَّذِي سأله الأصم بْن عَبَّاس الرعلي [1] ، والثبت قيس بْن نشبة.
أخرجه أبو موسى.
4402- قيس بن النعمان
(ب د ع) قيس بْن النعمان السكوني. وقيل: العبسي.
وحديثه فِي الكوفيين والبصريين. روى عَنْهُ إياد بْن لقيط، وزيد بْن عليّ أَبُو القموص [2] .
روى لَهُ هَذَا الحديث أَبُو نعيم [3] ، وَأَبُو عُمَر، وروى لَهُ ابْن منده حديث أَبِي القموص قَالَ:
حَدَّثَنِي أحد الوفد الذين قدموا عَلَى رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ من عَبْد القيس، وهو قيس بْن النعمان، أنهم أهدوا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ شيئًا من تمر، فَقَالَ: إنه قَرَأَ القرآن عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ، وأحصاه عَلَى عهد عُمَر.
روى عند إياد بْن لقيط أَنَّهُ قَالَ: لما انطلق النبيّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْر إِلَى الغار يريدان الهجرة، مرا بعبد يرعى غنما فاستسقياه لبنا. فقال: ما عندي شاة تحلب. فأخذ شاة فمسح ضرعها، واحتلب أَبُو بَكْر، فشربوا. فَقَالَ: من أنت؟ فَقَالَ: أَنَا مُحَمَّد رَسُول اللَّه. فأسلم. أخرجه [4] الثلاثة.
4403- قيس بن النعمان العبديّ
(ب) قيس بْن النعمان العبدي. أحد وفد عَبْد القيس.
روى عَنْهُ أَبُو القموص: أَنَّهُ أنى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم في حديث ذكره.
أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَلِيٍّ الأَمِينُ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ [5] عَوْفٍ، عَنْ أَبِي الْقَمُوصِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ [6] من الوفد الذين وفدوا على
__________
[1] كذا، وفي الإصابة الترجمة 7244/ 3/ 250: «ويقال: إن السائل عن ذلك هو الأصم الرعلي واسمه عباس» ، ولم يترجم ابن الأثير للأصم، وترجم له الحافظ في الإصابة برقم 4515، وقال: «استدركه ابن فتحون، وعزاه للطبري، وقال: ليس هو ابن مرداس» ، قال الحافظ: «إلا أنى أظن أنه ابن أنس المتقدم» . وينظر فيما تقدم من كتاب أسد الغابة ترجمة العباس بن أنس، وهي برقم 2795: 3/ 163.
[2] يقال أيضا: «أبو القلوص» . ينظر الخلاصة.
[3] كذا، ولم يتقدم حديث حتى يقال هذا، ولعل في الكلام سقطا.
[4] الاستيعاب، الترجمة 2156: 3/ 1301.
[5] في المطبوعة: «عن خالد بن عوف» . وهو خطأ، والمثبت عن سنن أبى داود. وينظر الجرح لابن أبى حاتم:
1/ 2/ 568. والتهذيب: 3/ 45.
[6] لفظ سنن أبى داود: «عن رجل كان من الوفد» .(4/149)
رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم من عبد القيس- يحسب عَوْفٍ أَنَّ اسْمَهُ قَيْسُ بْنُ النُّعْمَانِ- فَقَالَ: «لا تَشْرَبُوا فِي نَقِيرٍ [1] وَلا مُزَفَّتٍ وَلا دُبَّاءَ وَلا حَنْتَمٍ، وَاشْرَبُوا فِي الْجِلْدِ الْمُوكإِ [2] عَلَيْهِ فَإِنِ اشْتَدَّ فَاكْسِرُوهُ [3] بِالْمَاءِ، فَإِنْ أَعْيَاكُمْ فَأَهْرِيُقُوهُ [4] » .
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر مختصرًا وجعله غير الّذي قبله، جعلهما اثنين. وأمَّا ابْن منده وَأَبُو نعيم فجعلاهما واحدًا، وهو الأول، وقالا: روى عَنْهُ إياد بن لقيط، وأبو القموص. والله أعلم.
4404- قيس جد أبى هبيرة
(س) قيس، جد أَبِي هبيرة.
قَالَ أَبُو مُوسَى: أورده بعض الحفاظ عَنْ شيخنا سَعِيد بْن أَبِي الرجاء، وروى عَنْ أَبِي هشام الرفاعي، عَنْ حَفْص، عَنْ أشعث، عَنْ أَبِي هبيرة، عَنْ جَدّه قيس، قَالَ: تسحرت ثُمَّ أتيت المسجد، فاستندت إِلَى الحجرة، فتنحنحت، فَقَالَ النبيّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: أَبُو يَحيى؟ قلت نعم. قَالَ: ادن فكل. قلت: إني أريد الصوم. قَالَ: وأنا أريد الصوم، ولكن مؤذننا أذن قبل الفجر، كَانَ فِي بصره سوء، أَوْ شيء. أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى وقَالَ: كذا ذكره، وصوابه عَنْ جدّه شيبان [5] .
4405- قيس بن الهيثم
(ب د ع) قيس بْن الهيثم السامي [6] . من بني سامة بْن لؤي. قاله أَبُو عُمَر [7] .
وقَالَ ابْن منده: السلمي، من بني سليم. وهو جد عَبْد القاهر السلمي. لَهُ صحبة، روى عَنْهُ عطية الدعاء. وقَالَ: ذكره الْبُخَارِيّ فِي الوحدان من الصحابة، ولم يذكر له حديثا.
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] النقير: أصل النخلة، ينقر وسطه ثم ينبذ فيه التمر، ويلقى عليه الماء ليصير نبيذا مسكرا، والنهى واقع على ما يعمل فيه، لا على اتخاذ النقير. والمزفت: الإناء الّذي طلى بالزفت، وهو نوع من القار، ثم انتبذ فيه. والدباء: القرع، واحدها دباءة، كانوا ينتبذون فيها فتسرع الشدة في الشراب. والحنتم: جرار مدهونة خضر، كانت تحمل الخمر فيها إلى المدينة، وإنما نهى عن الانتباذ فيها لأنها تسرع الشدة فيها لأجل دهنها.
[2] أي: السقاء المشدود الرأس، ولم ينه عن الانتباذ في الجلد، لأنه تعرف الشدة فيه وتتبين، ولا تظهر في الأواني السابقة.
[3] أي: خففوه بالماء.
[4] سنن أبى داود، كتاب الأشربة، باب «في الأوعية» ، الحديث 3965: 3/ 331.
[5] ينظر فيما تقدم ترجمة شيبان بن مالك، وهي برقم 6463: 2/ 533، 534.
[6] في المطبوعة: «الشامي، من بنى سلمة بن لؤيّ» ، والصواب ما أثبتناه، قال الحافظ في الإصابة، الترجمة 7249/ 3/ 251: «قيس بن الهيثم السلمي، وقيل: السامي بالمهملة» ، وأما سامة بن لؤيّ فهو أخو كعب الجد السادس للنّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم. ينظر كتاب نسب قريش: 440، وتاج العروس، مادة: سوم.
[7] الاستيعاب، الترجمة 2158: 3/ 1302، وليس فيها أنه من بنى سامة بن لؤيّ.(4/150)
4406- قيس بن وهرز
(س) قيس بْن وهرز بْن عَمْرو بْن رفاعة بْن الحارث بْن سوادة بْن غنم بْن مَالِك بْن النجار وقيل: قيس بْن أَبِي وديعة.
أسلم عَلَى يد سعد بْن عبادة، وقدم عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ، وورد خراسان مَعَ الحكم بْن عَمْرو.
ذكره الحاكم أَبُو عَبْد اللَّه.
أَخْرَجَهُ أَبُو موسى.
4407- قيس بن يزيد
(س) قيس بْن يَزِيدَ.
روى عَنْهُ أولاده أَنَّهُ وفد عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ، فأسلم، وولاه عَلَى قومه، ومسح رأسه.
فدعا قومه إِلَى الْإِسْلَام عَلَى جبل اسمه سلمان، فأسلموا، ولم يشب موضع يد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ إِلَى أن مات.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
4408- قيس بن يزيد الجهنيّ
قيس بْن يَزِيدَ الجهني.
روى عَنْهُ الشَّعْبِيّ أَنَّهُ قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «من صام يومًا تطوعًا غرست لَهُ شجرة فِي الجنة ... » وذكر الحديث.
ذكره أبو أحمد العسكري.
4409- قيس
(س) قيس، غير منسوب.
أورده جَعْفَر مفردًا. أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى وقَالَ: لا أدري لعله بعض من تقدم.
روت أم نائلة الخزاعية، عَنْ بريدة: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ سَأَلَ عَنْ رَجُل يُقال لَهُ: «قيس» فقال: لا أقرته الأرض. فكان إِذَا دخل أرضًا لم يستقر بها [1] . أخرجه أبو موسى مختصرا.
__________
[1] قال الحافظ في الإصابة، الترجمة 7259/ 3/ 352، 253: «ليس في هذا ما يدل عَلَى أَنَّهُ كان مسلما» .(4/151)
4410- القيسي
القيسي، منسوب إِلَى قيس.
روى عمارة بْن عثمان بْن حنيف، عَنِ القيسي: أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّم فِي سفر، قَالَ: فأتى بماءٍ فَقَالَ على [1] يديه من الإناء فغسلهما مرّة، تم غسل وجهه وذراعيه مرة، وغسل رجليه بيمينه كلاهما.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى وقَالَ: هَذَا حديث حسن مختلف في إسناده.
4411- قيسبة بن كلثوم
(د ع) قيسبة [2] بْن كلثوم بْن حباشة.
وفد على النبيّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، وشهد فتح مصر. لَهُ ذكر، ولا تعرف لَهُ رواية. قاله أَبُو سَعِيد بْن يونس أَخْرَجَهُ ابن منده، وأبو نعيم مختصرا.
4412- قيظى بن قيس
(ب د ع) قيظي بْن قيس بْن لوذان بْن ثعلبة بْن عدي بْن مجدعة بْن حارثة بْن الخزرج ابن عمرو- وهو النبيت بْن مالك بْن الأوس الْأَنْصَارِيّ الأوسي. أمه لبني بِنْت رافع بْن عدىّ ابن زيد بْن جشم بْن حارثة.
شهد أحدا فِي قول الواقدي، هو وثلاثة من أولاده: عقبة، وعبد اللَّه، وعبد الرَّحْمَن بنو قيظي، وقتلوا ثلاثتهم يَوْم جسر أَبِي عبيدة. وأمَّا أخوهم عباد بْن قيظي فصحب رَسُول اللَّه صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ ولم يشهد أحدًا.
أَخْرَجَهُ الثلاثة، وقالوا: إنه شهد أحدًا، وذكره الحافظ أَبُو الْقَاسِم بْن عساكر الدمشقي فَقَالَ: قيظي بْن قيس بْن لوذان، ونسبه كما ذكرناه، وقَالَ: أدرك عصر النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، واستشهد يَوْم أجنادين. ذكره ابْن القداح.
__________
[1] الفعل «قال» يطلق في اللغة العربية على جميع الأعمال، والمقصود هنا أنه: صب على يديه.
[2] في المطبوعة: «قيسة» . والمثبت عن الإصابة، قال الحافظ في الترجمة 7268/ 3/ 253: «قيسبة: بتحتانية مثناة ساكنة، ثم مهملة مفتوحة، ثم موحدة» . وفي تاج العروس: «وسموا قيسبة» .(4/152)
4413- قين الأشجعي
(د ع) قين، آخره نون، هُوَ الأشجعي.
له ذكر في حديث أبي هريرة. رواه يحيى بْن أَبِي كثير، عَنْ أَبِي سلمة، عن أبى هريرة أن قينا الأشجعي قَالَ: فكيف بالمهراس [1] .
أَخْرَجَهُ ابْن منده وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو نعيم: ذكره بعض المتأخرين في الصحابة، ولا حقيقة له.
4414- قيوم
(د ع) قيوم، أَبُو يَحيى الْأَزْدِيّ.
وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ فِي وفد اليمن، فسماه رَسُول اللَّه صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ عَبْد القيوم.
وَقَدْ ذكرناه فِي حرف «العين» [2] . روى حديثه عَبْد الجبار بْن يَحيى بْن الفضل بن يحيى ابن قيوم، عَنْ آبائه.
أخرجه ابْن منده وَأَبُو نعيم مختصرا.
[انتهى]
__________
[1] رواه الإمام أحمد في مسندة 2/ 382 من طريق محمد بن عمرو عن أبى سلمة. ولكن في المسند: «فقال قيس الأشجعي» ، وهي تحريف، والحديث هو: «قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: إذا استيقظ أحدكم من نومه فليفرغ على يديه من إنائه ثلاث مرات، فإنه لا يدرى أين باتت يده؟ فقال قين الأشجعي: يا أبا هريرة، فكيف إذا جاء مهراسكم؟ قال: أعوذ باللَّه من شرك ياقين؟» .
والمهراس: صخرة منقورة تسع كثيرا من الماء، وقد يعمل منها حياض للماء.
[2] تقدمت ترجمته برقم 3421: 3/ 508.(4/153)
باب الكاف(4/155)
باب الكاف والباء والثاء
4415- كباثة بن أوس
(ب س) كباثة بْن أوس بْن قيظي الْأَنْصَارِيّ الأوسي، من بني حارثة شهد أحدًا وهو أخو عرابة بْن أوس الأوسي.
قَالَ الأمير أَبُو نصر: هُوَ كباثة- يعني بفتح الكاف، والباء الموحدة، والثاء المثلثة.
أَخْرَجَهُ أَبُو عمر [1] ، وأبو موسى.
4416- كبيش بن هوذة
(ب د ع) كبيش [2] بْن هوذة، أحد بني الحارث بْن سدوس.
روى سيف بْن عُمَر، عَنْ عَبْد اللَّه بْن شبرمة، عَنْ إياد بن لقيط السدوسي، عن كبيش ابن هوذة، أحد بني الحارث بْن سدوس: أَنَّهُ أتى النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ وبايعه، وكتب لَهُ كتابًا.
أَخْرَجَهُ الثلاثة [3] .
4417- كثير الأزدي
(ب د ع) كَثِير الْأَزْدِيّ، وهو كَثِير بْن أَبِي كَثِير.
لَهُ صحبة. عداده فِي أهل مصر.
روى ابْن وهب، عَنْ حيوة بْن شريح قَالَ: سَأَلت عقبة بْن مُسْلِم عَنِ الوضوء مما مست النار. فَقَالَ: إن كثيرا- وكان من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ- يَقُولُ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ، فوضع الطعام لنا فأكلنا، ثُمَّ أقيمت الصلاة فصلينا، ولم يتوضأ.
أَخْرَجَهُ الثلاثة، إلا أن ابْن منده وأبا نعيم قالا: كَثِير بْن أَبِي كَثِير، وقَالَ أَبُو عُمَر:
كَثِير الأزدي [4] . وهما واحد.
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 2223: 3/ 1331. هذا، وقد أخرجه ابن أبى حاتم في الجرح والتعديل 3/ 2/ 169 فيمن اسمه «كنانة» ، بنونين.
[2] في الإصابة، الترجمة 7376/ 3/ 270: «كبيس: بموحدة ومهملة مصغرا» ، ومثله ضبط السيد محقق الاستيعاب.
وما في المطبوعة يوافق ما ذكر الزبيدي في مستدرك تاج العروس، مادة «كبش» ، قال: «وكبيش بن هوذة السدوسي، له وفادة»
[3] الاستيعاب، الترجمة 2224: 3/ 1331.
[4] الاستيعاب، الترجمة 2180: 3/ 1309.(4/157)
4418- كثير الأنصاري
(ب) كَثِير الْأَنْصَارِيّ.
سكن البصرة، روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: أَنَّهُ كَانَ إِذَا صلى المكتوبة انصرف عَنْ يساره.
وقيل: إن حديثه مرسل، روى عَنْهُ ابنه جَعْفَر بْن كَثِير.
أَخْرَجَهُ [1] أَبُو عمر.
4419- كثير خال البراء
(ب د ع) كَثِير، خال البراء بْن عازب. روى الشَّعْبِيّ، عَنِ البراء بْن عازب قَالَ: كَانَ اسم خالي قليلًا، فسماه رَسُول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ كثيرا، وقَالَ: يا كَثِير، إنَّما نسكنا بعد صلاتنا. أَخْرَجَهُ [2] الثلاثة.
4420- كَثِير بْن زياد
كَثِير بْن زياد بْن شاس بْن رَبِيعة بْن رباح بْن رَبِيعة بْن عوف بْن هلال بْن شمخ بْن فزارة الفزاري.
صحب النبيّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ وشهد القادسية.
قَالَه هشام بْن الكلبي [3] .
4421- كثير بن السائب
(د ع) كَثِير بْن السائب.
رَوَى عَلِيُّ بْن عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ مِنْهَالٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْخَطْمِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: عُرِضْنَا عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يَوْمَ حُنَيْنٍ، فَمَنْ كَانَ مُحْتَلِمًا أَوْ نَبَتَتْ عَانَتُهُ، قُتِلَ، وَمَنْ لا تُرِكَ.
أَخْرَجَهُ ابن مندة.
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 2181: 3/ 1309، وينظر الإصابة، الترجمة 7510: 3/ 301.
[2] الاستيعاب، الترجمة 2174: 3/ 1308. وقال الحافظ في الإصابة، الترجمة 7384/ 3/ 272: «والمحفوظ أن خال البراء هو أبو بردة بن نيار، والمشهور أن اسمه هانئ» .
[3] ينظر جمهرة أنساب العرب لابن حزم: 247.(4/158)
وقَالَ أَبُو نعيم: روى أَبُو مُسْلِم- يعني الكجي- عَنْ حجاج بِإِسْنَادِهِ وقَالَ: عرضوا يَوْم قريظة. وقَالَ أَبُو نعيم: لا يعرف يَوْم حنين قتل الذرية ولا غيره، عَلَى ما ذكره المتأخر- يعني ابْن منده.
قلت: والحق مع أبى نعيم.
4422- كثير بن سعد العبديّ
(س) كَثِير بْن سعد العبدي.
روى الحكم بْن رفيد قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدّه عباد بْن عَمْرو بْن شيبان، عَنْ كَثِير بْن سعد العبدي، من بني عَبْد اللَّه بْن غطفان- غطفان جذام- أَنَّهُ قدم عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ فأقطعه «عميق» ، من كورة بيت جبرين بالشام [1] .
أخرجه أبو موسى.
4423- كثير بن شهاب الحارثي
(ب د ع) كَثِير بْن شهاب الحارثي.
فِي صحبته نظر. عداده فِي الكوفيين، وهو الَّذِي قتل جالينوس الفارسي يَوْم القادسية، وأخذ سلبة. وقيل: قتله زهرة بْن حوية [2] .
روى عَنْهُ عدي بْن حاتم إن كَانَ محفوظًا.
روى أَحْمَد بْن عمار بْن خَالِد، عَنْ عُمَر بْن حَفْص بْن غياث، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أراه عَنِ الْأَعْمَش، عَنْ عثمان بْن قيس، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عدي بْن حاتم قَالَ: حَدَّثَنِي كَثِير بْن شهاب فِي الرجل الَّذِي لطم الرجل، فقالوا: يا رَسُول اللَّه، ولاة يكونون علينا، لا نسألك عَنْ طاعة من أتقى وأصلح، ولكن من فعل وفعل. فَقَالَ: اتقوا اللَّه واسمعوا، وأطيعوا.
أَخْرَجَهُ الثلاثة. وقَالَ أَبُو نعيم: ذكره المتأخر من حديث أَحْمَد بْن عمار، عَنْ عُمَر بْن حَفْص عَنْ أَبِيهِ- أراه عَنِ الْأَعْمَش- عَنْ عثمان بْن قيس. والصحيح ما رَوَاهُ عليّ بْن عَبْد العزيز، وَأَبُو زرعة، وَأَبُو شَيْبَة [3] إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه، عَنْ عُمَر بْن حَفْص، عن أبيه، عن عثمان ابن قيس، عَنْ عدي قَالَ قُلْنَا: «يا رَسُول الله» . ولم يذكر الأعمش، ولا كثيرا.
__________
[1] في الإصابة، الترجمة 7379/ 3/ 271: «قال عبدان هذا إسناد مجهول» .
[2] تقدمت ترجمته 1760: 2/ 260.
[3] في المطبوعة: «وأبو شعبة» . وهو خطأ، وهو إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ إبراهيم العبسيّ، أبو شيبة بن أبى بكر ابن أبى شيبة. ينظر الخلاصة، والإصابة، الترجمة 8381/ 3/ 271.(4/159)
4424- كثير بن الصلت
(ب د ع) كَثِير بْن الصلت بْن معديكرب الكندي، وعدادهم فِي بني جمح. يكنى أبا عَبْد اللَّه.
ولد عَلَى عهد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلّم، وهو أخو زييد [1] بْن الصلت. وكان اسمه قليلًا فسماه رَسُول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ كثيرا.
رَوَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ [2] نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ كَثِيرَ بن الصلت كان اسمه قليلًا، فسماه رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ كَثِيرًا، وَأَنَّ مُطِيعَ بْنَ الأَسْوَدِ كَانَ اسمه العاصي، فسماه رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ مُطِيعًا، وَإِنَّ أُمَّ عَاصِمٍ أُخْتَ عُمَرَ كَانَ اسْمَهَا عَاصِيَةُ فَسَمَّاهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ جَمِيلَةَ. وَكَانَ يَتَفَاءَلُ بِالاسْمِ.
وروى كَثِير، عَنْ أَبِي بَكْر، وعمر، وعثمان، وزيد بْن ثابت.
أخرجه [3] الثلاثة.
4425- كثير بن العباس
(ب د ع) كَثِير بْن الْعَبَّاس بْن عَبْد المطلب. وهو ابْنُ عم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ.
ولد سنة عشر قبل وفاة النَّبِيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم بأشهر، يكنى أبا تمام، أمه أم ولد رومية، وقيل:
أمه حميرية.
وكان فقيهًا فاضلًا [4] ، روى عَنْهُ عَبْد الرحمن الأعرج، وابن شهاب.
روى يزيد بْن أَبِي زياد، عَنِ الْعَبَّاس بْن كَثِير بْن الْعَبَّاس [عَنْ أَبِيهِ [5]] قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يجمعنا أَنَا وعبد اللَّه وعبيد اللَّه وقثم، ويفرج يديه هكذا، ومد باعه، ويقول:
من سبق إليَّ فله كذا.
ولم يعقب. أخرجه الثلاثة.
__________
[1] في المطبوعة، ومثله في الاستيعاب، الترجمة 2176/ 3/ 1308: «زيد» بالباء. والصواب عن ترجمته، وقد تقدمت برقم 1882: 2/ 302.
[2] في المطبوعة: «عبيد الله بن عمر بن نافع» ، وهو خطأ واضح، فعبيد الله هو ابن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر ابن الخطاب، أبو عثمان المدني، أحد الفقهاء السبعة والعلماء الأثبات، يروى عن نافع العدوي أبى عبد الله المدني أحد الأعلام، عن مولاه ابن عمر. ينظر الخلاصة.
[3] الاستيعاب، الترجمة 2176: 3/ 1308.
[4] ينظر كتاب نسب قريش لمصعب الزبيري: 27.
[5] ما بين القوسين عن الإصابة، الترجمة 7472: 3/ 293.(4/160)
وفي هَذَا الحديث نظر، فإن من يكون مولده قبل وفاة رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ بأشهر، كيف يكون هكذا؟ والله أعلم.
4426- كثير بن عبد الله
(س) كَثِير بْن عَبْد اللَّه.
قيل: ذكره البخاري.
أخرجه أبو موسى كذا مختصرا.
4427- كثير بن عمرو
(ب) كَثِير بْن عَمْرو السلمي، حليف بني أسد. وقيل: حليف بنى عَبْد شمس، وبنو أسد حلفاء بني عَبْد شمس.
شهد بدرًا، قاله ابْن إِسْحَاق من رواية زياد عَنْهُ، وقَالَ: شهدها هُوَ وأخواه مالك وثقف ابنا عمرو.
أخرجه أبو عمرو قَالَ: لم أر ذكر كَثِير فِي غير هَذِهِ الرواية، يعني رواية زياد، وليس فِي رواية ابن هشام [1] .
4428- كثير بن قيس
كَثِير بْن قيس.
روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «من سلك طريق العلم سهل الله له طريقا إلى الجنة» [2] » .
قاله ابْن قانع، وهو واهم، وَإِنما هُوَ عَنْ كَثِير بْن قيس، عَنْ أَبِي الدرداء، والله أعلم.
4429- كثير بن مرة
(س) كَثِير بْن مرة.
أورده عبدان فِي الصحابة.
روى قُتَيْبَة، عَنِ اللَّيْث، عَنْ معاوية بْن صالح، عَنْ أَبِي الزاهرية، عَنْ كَثِير بْنِ مُرَّةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: «السلطان ظل اللَّه فِي أرضه، يأوي إِلَيْه كل مظلوم من عباده، فإن عدل كَانَ لَهُ الأجر، وعلى الرعية الشكر. وَإِذا جار كان عليه الإصر، وعلى الرعية الصبر.
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 2178: 3/ 1308، 1309.
[2] أخرجه أبو داود في كتاب العلم، باب «الحث على طلب العلم» ، الحديث: 3641/ 3/ 3170. والترمذي في أبواب العلم، باب «في فضل الفقه على العبادة» ، ينظر تحفة الأحوذي، الحديث 2822: 7/ 450، وابن ماجة في المقدمة، باب «فضل العلماء والحث على طلب العلم» ، الحديث 223: 1/ 81، كل هؤلاء من طريق كثير بن قيس عن أبى الدرداء.(4/161)
وَإِذا جارت الولاة قحطت الأرض، وَإِذا منعت الزكاة هلكت المواشي. وَإِذا ظهر الزنا ظهر الفقر والمسكنة. وَإِذا أخفرت [1] الذمة أديل العدو» . أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى وقَالَ هَذَا حديث مرسل، وكثير لم يذكره في الصحابة غيره.
4430- كثير الهاشمي
(د ع) كَثِير الهاشمي. يُقال: إنه ابْن الْعَبَّاس الَّذِي تقدم ذكره.
روى عَنْهُ ابنه جعفر: أن النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا صلى المكتوبة، وأراد أن يصلى بعدها تياسر فصلّى عابدا لَهُ، وأمر أصحابه أن يتياسروا، ولا يتيامنوا.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو نعيم: هُوَ كَثِير بْن الْعَبَّاس المتقدم. والله أعلم.
4431- كثير
(د ع) كَثِير، غير منسوب.
روى الْحَسَن بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قلت لكثير، وكَانَ من الصحابة ...
أَخْرَجَهُ ابْن منده وَأَبُو نعيم مختصرا، وقَالَ ابْن منده: الحديث منكر.
باب الكاف والدال والراء
4432- كدن بن عبد
(ب د ع) كدن [2] بْن عَبْد- وَيُقَال: ابْن عُبَيْد- العتكي، وقيل: العكي.
سكن فلسطين، حديثه عند أولاده، وقدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ وبايع.
روى عَنْهُ ابنه لفاف بْن كدن قَالَ: أتيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ من اليمن فبايعته، وأسلمت عَلَى يديه.
أخرجه الثلاثة [3] .
4433- كدير الضبيّ
(ب د ع) كدير الضبي. قيل: هُوَ كدير بْن قَتَادَة.
مختلف فِي صحبته سكن الكوفة. روى عنه أبو إسحاق السبيعي.
__________
[1] أخفرت الرجل: إذا نقضت عهده. وأديل العدو: كانت له الغلبة.
[2] قال الحافظ في الإصابة، الترجمة 7387/ 3/ 272: «كدن: بفتح أوله وثانيه وبنون. كذا رأيته بخط السلفي، ويقال: بضم أوله وسكون ثانيه، وآخره راء، كذا رأيته بخط المنذري، والأول أولى» .
[3] الاستيعاب، الترجمة 2225: 3/ 1332.(4/162)
أَنْبَأَنَا الْخَطِيبُ أَبُو الْفَضْلِ بْنُ أَبِي نَصْرٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ كُدَيْرًا الضَّبِّيَّ- قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: سَمِعْتُهُ مُنْذُ خَمْسِينَ سَنَةً- وَقَالَ شُعْبَةُ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ أَبِي إِسْحَاقَ مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً- قَالَ أَبُو دَاوُدَ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ شُعْبَةَ مُنْذُ خَمْسٍ أَوْ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً- قَالَ: «أَتَى رَجُلٌ النَّبِيَّ صَلَّى الله عليه وآله وسلّم فقال: يا رسول الله، أخبرني بعمل يدخلني الجنة. قَالَ: قُلِ الْعَدْلَ، وَأَعْطِ الْفَضْلَ. قَالَ: فَإِنْ لَمْ أُطِقْ ذَلِكَ؟ قَالَ: فَأَطْعِمِ الطَّعَامَ، وَأَفْشِ السَّلامَ. قَالَ: فَإِنْ لَمْ أُطِقْ ذَلِكَ؟ قَالَ: هَلْ لَكَ مِنْ إِبِلٍ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ:
فَانْظُرْ بَعِيرًا مِنْهَا وَسِقَاءً، وَانْظُرْ أَهْلَ بَيْتٍ لا يَشْرَبُونَ الْمَاءَ إِلا غَبًّا فَاسْقِهِمْ إِذَا حَضَرُوا، وَاكْفِهِمْ إِذَا غَابُوا، فَلَعَلَّهُ لا يَنْفُقُ بَعِيرُكَ [1] ، وَلا يَنْخَرِقُ سِقَاؤُكَ حَتَّى تَجِبَ لَكَ الْجَنَّةَ» .
هَذَا حديث مشهور عَنْ أَبِي إِسْحَاق، رَوَاهُ عَنْهُ معمر والثوري وفطر [2] بْن خليفة، ويزيد ابن عطاء وغيرهم. أَخْرَجَهُ الثلاثة، وقَالَ أَبُو عُمَر: حديثه عند أكثرهم مرسل.
4434- كرامة بن ثابت
(ب) كرامة بْن ثابت الْأَنْصَارِيّ.
شهد صفين مَعَ عليّ. فِي صحبته نظر. ذكره ابْن الكلبي فيمن شهد صفين من الصحابة.
أَخْرَجَهُ أَبُو عمر [3] .
4435- كردم بن سفيان
(ب د ع) كردم بْن سُفْيَان الثقفي.
روت عَنْهُ ابنته ميمونة، وعبد اللَّه بْن عَمْرو بْن العاص.
رَوَى يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن يَزِيدَ بْن مِقْسَمٍ، عَنْ عمته سارة بنت مقسم، عَنْ ميمونة بنت كردم قَالَتْ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ، وَهُوَ عَلَى نَاقَةٍ لَهُ، وَأَنَا مَعَ أَبِي، وَمَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ دِرَّةٌ كَدِرَّةِ الْكُتَّابِ، فَسَمِعْتُ الأَعْرَابَ وَالنَّاسَ يَقُولُونَ: الطَّبْطَبِيَّةَ.
الطَّبْطَبِيَّةَ. فَدَنَا مِنْهُ أَبِي، فَأَخَذَ بِقَدَمِهِ، فَأَقَرَّ لَهُ [4] رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وسلّم- قالت: فما نسيت
__________
[1] أي: لا يموت بعيرك.
[2] في المطبوعة، «قطر» ، بالقاف، وصوابه فطر، بالفاء المكسورة وسكون الطاء. ينظر الخلاصة.
[3] الاستيعاب، الترجمة 2227: 3/ 2332.
[4] أقر له: أي سكن إليه.(4/163)
طُولَ إِصْبَعِ قَدَمِهِ السَّبَّابَةِ عَلَى سَائِرِ أَصَابِعِهِ. قَالَتْ: فَقَالَ لَهُ: إِنِّي شَهِدْتُ جَيْشَ عَثَرَانَ.
قَالَتْ: فَعَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ذَلِكَ الْجَيْشَ: فَقَالَ طَارِقُ بْن الْمُرَقَّعِ: مَنْ يُعْطِنِي رُمْحًا بِثَوَابِهِ الْحَدِيثَ [1] ... وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي طَارِقٍ.
أَنْبَأَنَا ابْنُ أَبِي حَبَّةَ عَنْ عبد الله بن أحمد: حدثني أبي، حدثنا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحُوَيْرِثِ حَفْصٌ مِنْ وَلَدِ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ، حَدَّثَنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْلَى ابن كعب، عن ميمونة بِنْتِ كَرْدَمٍ، عَنْ أَبِيهَا كَرْدَمِ بْنِ سُفْيَانَ: أَنَّهُ سَأَلَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ عَنْ نَذْرٍ نَذَرَهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَقَالَ له النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: «أَلِوَثَنٍ أَوْ لِنُصُبٍ؟ قَالَ: لا، وَلَكِنْ للَّه. قال:
فَأَوْفِ اللَّهَ بِمَا جَعَلْتَ لَهُ [انْحَرْ] عَلَى بوانة [2] به وأوف بنذرك» [3] . أخرجه [4] الثلاثة.
4436- كردم بن أبى السنابل
(ب د ع) كردم بْن أَبِي السنابل، وقيل: ابْن أَبِي السائب الْأَنْصَارِيّ.
لَهُ صحبة، سكن المدينة، ومخرج حديثه عَنْ أهل الكوفة.
رَوَى فَرْوَةُ بْنُ أَبِي الْمَغْرَاءِ [5] ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مَالِكٍ الْمُزَنِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إسحاق، عن أبيه، عن كردم بن أبى السَّائِبِ الأَنْصَارِيِّ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ أَبِي إِلَى الْمَدِينَةِ فِي حَاجَةٍ، وَذَلِكَ أَوَّلُ مَا ذُكِرَ رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ- قَالَ: فَآوَانَا الْمَبِيتُ إِلَى صَاحِبِ غَنَمٍ، فَلَمَّا انْتَصَفَ اللَّيْلُ جَاءَ ذِئْبٌ فَأَخَذَ حَمَلا مِنَ الْغَنَمِ، فَوَثَبَ الرَّاعِي فَقَالَ: يَا عَامِرَ الْوَادِي، جَارَكَ! فَنَادَاهُ مُنَادٍ لا نَرَاهُ يَقُولُ: يَا سَرْحَانُ [6] أَرْسِلْهُ. فَأَتَى الْحَمَلُ يَشْتَدُّ [7] حتى دخل الغنم، ولم تصبه كدمة
__________
[1] أخرجه الإمام أحمد في مسندة: 6/ 366، وقد مضى في ترجمة طارق بن المرقع، وهي برقم 2596: 4/ 72، وشرحنا غريبه هناك.
[2] ما بين القوسين عن المسند. وكان في المطبوعة: «بما جعلت له على ثوابه» . وهو خطأ، والصواب ما في المسند.
وبوانة- بضم الباء، وقيل بفتحها، وبنون بعد الألف-: هضبة من وراء ينبع.
[3] مسند الإمام أحمد: 3/ 419.
[4] الاستيعاب، الترجمة 2182: 3/ 1310.
[5] في المطبوعة: «قرة بن أبى المعزاء» . وهو خطأ، والصواب عن ترجمته في التهذيب: 8/ 265، وينظر أيضا التهذيب: 8/ 332.
[6] السرحان- بكسر فسكون-: الذئب، وقيل: الأسد.
[7] أي: يسرع.(4/164)
وَأُنْزِلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: (وَأَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ من الْجِنِّ، فَزادُوهُمْ رَهَقاً) 72: 6 [1] .
أخرجه الثلاثة [2]
4437- كردم بن قيس
(ب د ع) كردم بْن قيس الثقفي. قاله أبو عمر.
وقال ابن منده وأبو نعيم: الخشني. وقالا: فرق أَبُو حاتم بينه وبين كردم بْن سُفْيَان- قَالَ أَبُو نعيم: وفرق بَيْنَهُما أيضًا الطبراني، قَالَ ابْن منده، وأراهما واحدًا، لأن حديثهما بلفظ واحد.
روى حديثه جَعْفَر بْن عَمْرو بْن أمية، عَنْ إِبْرَاهِيم بْن عَمْرو قَالَ: سَمِعْتُ كردم بْن قيس قَالَ: «خرجت مَعَ صاحب لي- يُقال لَهُ: أَبُو ثعلبة- فَقَالَ: أعرني نعليك. فقلت: لا، إلا أن تزوجني ابنتك، وكان يومًا حارًا، فَقَالَ: أعطني فقد زوجتكها! فلما انصرف بعث إليَّ بْنعلي وقَالَ: لا زَوْجَة لَكَ عندي. فذكرت ذَلِكَ للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ فَقَالَ: دعها، فلا خير لَكَ فيها. فقلت:
يا رَسُول اللَّه، إني نذرت لأنحرن ذودًا [3] بمكان كذا، فَقَالَ: أوف بنذرك، ولا نذر فِي قطيعة رحم، وَلا فِيمَا لا يَمْلِكُ ابْنُ آدَمَ» . أَخْرَجَهُ الثلاثة.
قلت: قول ابْن منده: «وأراهما واحدًا» ، مَعَ أَنَّهُ جعل كردم بْن سُفْيَان الأول ثقفيًا، وجعل هَذَا خشنيًا، عجيب، فلو جعلهما ثقفيين كما جعلهما أَبُو عُمَر لكان لقوله وجه، فإن سُفْيَان يشتبه بقيس، ويتصحف منها، وإذا كان أبو عمر جعلهما اثنين مَعَ أَنَّهُ جعلهما ثقفيين فبالأولى أن يجعلهما اثنين من نسبهما إِلَى قبيلتين متباعدتين. والله أعلم.
4438- كردوس بن عمرو
(د ع) كردوس بْن عَمْرو.
ذكره الْحَسَن بْن سُفْيَان، وعبد اللَّه بْن أَبِي دَاوُد [4] في الصحابة وخالفهما غيرهما.
__________
[1] سورة الجن، آية: 6.
[2] الاستيعاب، الترجمة 2183: 3/ 1210.
[3] الذود من الإبل: ما بين الثلاث إلى العشر.
[4] في مخطوطة دار الكتب «ابن أبى زياد» . ولم نتحقق بعد من هذا الاسم. ولعله أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زياد الفقيه الشافعيّ الحافظ صاحب المصنفات، ينظر ترجمته في العبر للذهبى: 2/ 201.(4/165)
روى عنه أَبُو وائل شقيق بْن سلمة أَنَّهُ قَالَ: إنه فيما أنزل اللَّه عزَّ وجلَّ: أن اللَّه عزَّ وجلَّ ليبتلي العبد وهو يحب أن يسمع صوته.
وروى مروان [1] بْن سالم، عَنِ ابْنِ كردوس بْن عَمْرو، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ «من أحيا ليلتي العيدين وليلة النصف من شعبان، لم يمت قلبه يَوْم تموت القلوب» . أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
4439- كردوس
(س) كردوس.
أورده عبدان، وعلي بْن سَعِيد العسكري، وابن شاهين فِي الصحابة.
روى أَحْمَد بْن سيار، عَنْ أَبِي عباد الْبَصْرِيّ، عَنْ مفضل بْن فضالة القتباني أَبِي معاوية، عَنْ عِيسَى بْن إِبْرَاهِيم، عَنْ سَلَمة بْن سُلَيْمَان الجزري، عَنْ شداد بْن سالم، عَنِ ابْنِ كردوس، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: «من أحيا ليلتي العيدين، وليلة النصف من شعبان، لم يمت قلبه يَوْم تموت القلوب» .
رَوَاهُ يَحيى بْن بكير، عَنْ مفضل بْن فضالة، وقَالَ «مروان بْن سالم» بدل «شداد» .
وكذلك رَوَاهُ الْحَسَن بْن سُفْيَان، عَنْ أَحْمَد بْن سيار. أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
قلت: أخرج أَبُو مُوسَى حديث «من أحيا ليلتي العيدين» فِي هَذِهِ الترجمة، وأفردها عَنْ ترجمة كردوس بْن عَمْرو، وهذا الحديث قَدْ أَخْرَجَهُ أَبُو نعيم فِي ترجمة كردوس بْن عَمْرو، فدل ذَلِكَ عَلَى أنهما واحد، فلا أعلم من أَيْنَ علم أَبُو مُوسَى أنهما اثنان! وَقَدْ جعلهما أَبُو نعيم واحدًا، ولم يذكر إلا الأول، لا سيما وهذا الاسم مما تقلّ التسمية به [2] .
4440- كردوس
(س) كردوس.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى وقَالَ: هُوَ آخر، أورده ابن شاهين في الصحابة.
__________
[1] قال الحافظ في الإصابة، الترجمة 7395/ 3/ 274: «مروان هذا: متروك، متهم بالكذب» .
[2] ذهب الحافظ في الإصابة، الترجمة 7488/ 3/ 295 إلى أنهما اثنان متغايران.(4/166)
روى وهب بن جرير، عن شعبة، عن عَبْد الملك بْن ميسرة، عَنْ كردوس- رَجُل من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلّم- أن النبيّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ قَالَ: «لأن أجلس هَذَا المجلس أحب إليَّ من أن أعتق أربع رقاب» - يعني مجلس الذكر.
رَوَاهُ عليّ بْن الجعد، عَنْ شُعْبَة، عَنْ عَبْد الملك، عَنْ كردوس، عَنْ رَجُل من الصحابة قولُه، وهو الأصح. أَخْرَجَهُ أبو موسى.
4441- كرز بن أسامة
(ع س) كرز بْن أسامة، وقيل: ابْن سامة من بني عَامِر بْن صعصعة، وقيل: ابْن سلمى.
وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ مَعَ النابغة الجعدي فأسلم.
أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَرَجِ بْنُ مَحْمُودٍ كِتَابَةً بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ بِشْرٍ أَبُو حَفْصٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ رَاشِدٍ، عَنِ الرَّحَّالِ بْنِ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ كُرْزٍ قَالَ: قِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ: الْعَنْ بَنِي عَامِرٍ! قَالَ: «إِنِّي لَمْ أُبْعَثُ لَعَّانًا» .
أَخْرَجَهُ أَبُو نعيم، وَأَبُو عُمَر [1] ، وَأَبُو مُوسَى. وقَالَ أَبُو مُوسَى: أورده أَبُو زكريا مستدركًا عَلَى جَدّه، وَقَدْ أورده جَدّه بكريز. وَقَدْ اختلف فِي اسمه فقيل: كرز، وقيل: كريز. وقَالَ ابْن منده: كريز بْن سَلَمة. وهو وهم، وَإِنما هُوَ سامة. وقيل فِيهِ: الرحال، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدّه كرز.
الرحال: بالراء والحاء المهملتين.
4442- كرز التميمي
(ب د ع) كرز التميمي. غير منسوب.
ذكره أبو حاتم، والحضرميّ، وغيرهما في الصحات.
رَوَى إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُدَيْلٍ، عَنْ بِنْتِ كُرْزٍ التَّمِيمِيِّ، عَنْ أَبِيهَا قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ وَهُوَ فَوْقَ هَذَا الْجَبَلِ- يَعْنِي جَبَلا بِالْمَدِينَةِ- قَائِمًا عِنْدَ الصَّخْرَةِ، وَخَلْفَهُ صَفَّانِ قَدْ سَدَّا مَا بَيْنَ الْجَبَلَيْنِ. قَالَهُ ابْنُ مَنْدَهْ.
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 3229: 3/ 1332. هذا ولم يرمز لكتاب أبى عمر برمزه، وهو «ب» لا في المطبوعة، ولا في مخطوطة الدار، وأما قوله «وأبو عمر» فثابت على هامش المخطوطة.(4/167)
وقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ، عَنْ كُرَيْزٍ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ وَرَاءَ هَذِهِ الصَّخْرَةِ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ، وَخَلْفَهُ صَفَّانِ، وَهَذَا أَشْبَهُ.
وَقَدْ أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ إِجَازَةً بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ قَالَ: حدثنا محمد بن مسلم ابن وَارَةَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ، أَنْبَأَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُدَيْلٍ- أَوْ عَنْ عَمِّهِ- عَنْ بِنْتِ كُرْزٍ، عَنْ أَبِيهَا قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ وَأَنَا فَوْقَ جَبَلِ الْحُدَيْبِيَةِ يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ خَلْفَ الصَّخْرَةِ، وَخَلْفَهُ صَفَّانِ قَدْ سَدَّا مَا بَيْنَ الْجَبَلَيْنِ- يَعْنِي الصَّخْرَةَ الَّتِي فِي بَطْنِ الْوَادِي، وَادِي الْحُدَيْبِيَةِ، يَظْهَرُ مِنْهَا مِثْلَ مَبْرَكِ الْبَعِيرِ.
وَهَذَا يُؤَيِّدُ قَوْلَ أَبِي نُعَيْمٍ.
وقَالَ أَبُو عُمَر: كرز، قَالَ: أتيت النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فرأيته يصلي فوق جبل، روت عَنْهُ ابنته، لا أدري أهو كرز الَّذِي روى عَنْهُ عَبْد اللَّه بْن الْوَلِيد أم غيره [1] .
ويرد ذكره فِي آخر من اسمه كرز.
أخرجه الثلاثة.
4443- كرز بن جابر
(ب د ع) كرز بْن جَابِر بْن حسيل، وَيُقَال: حسل بْن الأحب [2] بْن حبيب بْن عمرو بْن شيبان بْن محارب بْن فهر بْن مَالِك الْقُرَشِيّ الفهري.
أسلم بعد الهجرة. قَالَ ابْن إِسْحَاق: أغار كرز بْن جَابِر الفهري عَلَى سرح [3] المدينة، فخرج رَسُول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فِي طلبه، حتَّى بلغ واديًا يُقال لَهُ «سفوان» ففاته كرز. ثُمَّ أسلم كرز وحسن إسلامه، وولاه رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ الجيش الَّذِين بعثهم فِي أثر العرنيين الَّذِينَ قتلوا راعيه، وقتل كرز يَوْم الفتح، وذلك سنة ثمان من الهجرة.
أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَر بِإِسْنَادِهِ، عَنْ يونس، عَنِ ابن إسحاق قَالَ: فلما لقيهم المسلمون أصحاب خَالِد بْن الْوَلِيد، ناوشوهم شيئًا من قتال، فقتل كرز بْن جابر بْن حسل وحبيش [4] كانا فِي خيل خَالِد بْن الْوَلِيد، فشذا عَنْهُ وسلكا طريقًا غير طريقه، فقتلا جميعًا، فلما قتل حبيش [4] جعله كرز بين رجليه، ثُمَّ قاتل حتى قتل، وهو يرتجز ويقول:
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 2188: 3/ 1312.
[2] في المطبوعة: «حسل بن لاحب» ، والمثبت عن مخطوطة دار الكتب «111» مصطلح حديث وكتاب نسب قريش لمصعب الزبيري: 448.
[3] السرح، الماشية.
[4] في سيرة ابن هشام: «خنيس» ، بالخاء والنون والسين. وهو خطأ، وقد تقدمت ترجمة «حبيش بن خالد» برقم 1075: 1/ 451.(4/168)
قَدْ علمت صفراء من بني فهر ... نقية الوجه نقية الصدر
لأضربن اليوم عَنْ أَبِي صخر ... وكان حبيش يكنى أبا صخر [1] .
أَخْرَجَهُ [2] الثلاثة.
حبيش: بضم الحاء المهملة، وبالباء الموحدة، وبعدها ياء تحتها نقطتان، وآخره شين معجمة.
4444- كرز بن علقمة
(ب د ع) كرز بْن علقمة بْن هلال بْن جريبة بْن عَبْد نهم بْن حليل بن حبشيّة [3] بن سلول ابن كعب بْن عَمْرو بْن رَبِيعة، وهو لحي، الخزاعي الكعبي. وعمرو بْن لحي هُوَ أَبُو خزاعة يرجعون كلهم إِلَيْه.
كذا نسبه الزُّهْرِيّ فَقَالَ: كرز بْن علقمة. ونسبه عروة. فَقَالَ: كرز بْن حبيش.
أسلم كرز يَوْم الفتح، وعمر عمرًا طويلًا، وهُوَ الَّذِي نصب أعلام الحرم أيام معاوية فِي إمارة مروان بْن الحكم عَلَى المدينة.
أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ، [ابْنَا أَبِي] [4] طَاهِرٍ بَرَكَاتِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَاهِرٍ الْخُشُوعِيِّ وَغَيْرِهِمَا قَالُوا: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدٌ، وَأَبُو بَكْرٍ عُمَرُ، [ابْنَا] [5] مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ بَاذَوَيْهِ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ السَّهْلَكِيُّ الْبَسْطَامِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْجَبَّرِيُّ، أَنْبَأَنَا الأَصَمُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو عُتْبَةَ أَحْمَدُ بْنُ الْفَرَجِ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: حَدَّثَنَا كُرْزُ بْنُ عَلْقَمَةَ الْخُزَاعِيُّ قَالَ: «أَتَى أعرابىّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فَقَالَ:
يا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ لِلإِسْلامِ مِنْ مُنْتَهَى؟ قَالَ: نَعَمْ، فَمَنْ أَرَادَ اللَّهَ بِهِ خَيْرًا مِنْ عَرَبٍ أَوْ عَجَمٍ أَدْخَلَهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ تَقَعُ فِتَنٌ كَالظَّلَلِ، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ، فَأَفْضَلُ النَّاسِ يَوْمَئِذٍ مُعْتَزِلٌ فِي شِعْبٍ مِنْ الشِّعَابِ، يَتَّقِي رَبَّهُ وَيَدَعُ النَّاسَ من شرّه» [6] .
__________
[1] سيرة ابن هشام: 2/ 407، 408.
[2] الاستيعاب، الترجمة 2185: 3/ 1310، 1311.
[3] في المطبوعة: «حبيشة» . والصواب عن الاستيعاب، والطبقات الكبرى لابن سعد: 5/ 1/ 338. والمشتبه للذهبى: 278.
[4] مكانه في المطبوعة: «أنبأنا أبو] . والمثبت عن مخطوطة دار الكتب.
[5] مكانه في المطبوعة: «أنبأنا» . والمثبت عن مخطوطة الدار أيضا.
[6] أخرجه الإمام أحمد في مسندة عن أبى المغيرة، عن الأوزاعي بإسناده: المسند: 3/ 477.(4/169)
وهذا كرز هُوَ الَّذِي قفا أثر النَّبِيّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ ليلة الغار، فلما رَأَى عَلَيْهِ نسج العنكبوت قال:
هاهنا انقطع الأثر، وهو الَّذِي قَالَ حين نظر إلى قدم النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فَقَالَ: «هَذَا القدم من تلك القدم التي في المقام» .
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
جريبة: بضم الجيم، وفتح الراء، وبعدها ياء، تحتها نقطتان، ثمّ باء موحدة.
4445- كرز بن وبرة
(س) كرز بْن وبرة الحارثي.
أورده عبدان وقال: ليست له صحبة. وأورد لَهُ حديثًا أرسله عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وسلّم.
أخرجه [1] أبو موسى مختصرا.
4446- كرز
(ب) كرز.
روى عَنْهُ عَبْد اللَّه بْن الوليد.
أخرجه [2] أبو عمر مختصرا.
4447- كركرة
كركرة.
لَهُ صحبة، ولا تعرف لَهُ رواية، وله ذكر فِي حديث أَنْبَأَنَا بِهِ غَيْرُ واحد بإسنادهم إلى محمّد ابن إِسْمَاعِيلَ قَالَ:
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ سَالِمِ بْن أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ عَبْدِ الله ابن عَمْرٍو قَالَ: كَانَ عَلَى ثَقَلِ [3] النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: كَرْكَرَةُ» ، فَمَاتَ فَقَالَ النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ هُوَ فِي النَّارِ. فَذَهَبُوا يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ فَوَجَدُوا عَبَاءَةً قَدْ غَلَّهَا. قَالَ الْبُخَارِيُّ قَالَ ابن سلام [4] : كركرة [يعنى بفتح الكاف، وهو مضبوط كذا] [5] .
__________
[1] قال الحافظ في الإصابة، الترجمة 7517/ 3/ 302: «كرز بن وبرة الحارثي العابد، من أتباع التابعين ... » .
[2] الاستيعاب، الترجمة 2187، 3/ 1311.
[3] في المطبوعة: «نفل» ، بالنون والفاء، والثقل- بفتح الثاء والقاف- متاع المسافر.
[4] في المطبوعة: «قال ابن سلامة» . والمثبت عن الصحيح.
[5] ما بين القوسين عن الصحيح، وقد أخرجه البخاري في كتاب الجهاد، باب الغلول: 4/ 91.(4/170)
4448- كريب بن أبرهة
(ب س) كريب بْن أبرهة.
فِي صحبته نظر، قَالَ أَبُو عُمَر: لم نجد لَهُ رواية إلا عَنِ الصحابة: حذيفة بْن اليمان، وأبي الدرداء، وأبي ريحانة، إلا أَنَّهُ روى عَنْهُ كبار التابعين من الشاميين، [منهم] [1] :
كعب الحبر، وسليم بْن عَامِر، ومرة بْن كعب وغيرهم [2] .:
وقَالَ المستغفري: لم تثبت صحبته عند أَبِي حاتم، وكناه الْبُخَارِيّ أبا رشدين.
أَخْرَجَهُ أبو عمر وأبو موسى.
4449- كريب مولى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم
(س) كريب [3] مَوْلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلّم.
روى أبان بن يزيد، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدِ، عَنْ أَبِي سلام، عَنْ كريب مولى النبيّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم قال: «بخ بخ، خمس ما أثقلهن فِي الميزان وأهونهن عَلَى اللسان! قَالَ رَجُل: ما هن يا رَسُول اللَّه؟ قَالَ: سبحان الله، والحمد للَّه، ولا إله إلا الله، والله أكبر، والولد الصالح يتوفاه اللَّه فيحتسبه والده [4] » .
ورواه الدستوائي عَنْ يَحيى، عَنْ أَبِي سلام، عَنْ أَبِي أمامة. أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى وقَالَ: أَبُو سلام اثنان، فالكبير اسمه ممطور الحبشي من التابعين، والصغير زَيْد بْن سلام أبو سلام وفعلى هَذَا الصواب فِي هَذَا الإسناد: «عَنْ زَيْد أبى سلام» ، لا عن أبى سلام.
__________
[1] ما بين القوسين عن الاستيعاب.
[2] الاستيعاب، الترجمة 2228: 3/ 1332.
[3] قال الحافظ في الإصابة، الترجمة 7519/ 3/ 303: «وهو خطأ نشأ عن تصحيف، وإنما هو حريب [كذا في الإصابة، وصوابه: حريث] أبو سلمى الراعي» . وقد تقدمت ترجمة حريث في هذا الكتاب- أسد الغابة- برقم 1139:
1/ 478، وسيق فيها هذا الحديث.
[4] رواه الإمام أحمد عن عفان، عن أبان، يَحيى بْن أَبِي كَثِير، عَنْ زَيْد، عَنْ أبى سلام، عن مولى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، المسند: 3/ 443، 4/ 237، ورواه عن يزيد، عن هشام بن أبى عبد الله الدستواني، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلام أن رجلا حدثه، المسند: 5/ 365، 366.(4/171)
4450- كريز بن سامة
(د ب) كريز- آخره زاي- هُوَ كريز بْنُ سامة. وقيل: ابْن أسامة العامري. قاله أَبُو عُمَر، وقَالَ ابْن منده: كريز بْن سَلَمة، لَهُ صحبة. عداده فِي بني عَامِر فِي البصريين، وقيل كرز بْن أسامة وَقَدْ تقدم فِي كرز.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر وابن مندة.
4451- كريم بن جزى
(دع) كريم بْن جزي.
أتي النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ. فِي إسناده حديثه نظر.
روى عتبة بْن قيس، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق، عَنْ خَالِد بْن جزي، عَنْ أخيه كريم بْن جزي قَالَ: أتيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ أسأله عَنْ خشاش [1] الأرض.
ورواه ابْن أَبِي دَاوُد، عَنْ كَثِير بْن عُبَيْد، عَنْ بقية، وهو وهم.
ورواه جماعة عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق، عَنْ عَبْد الكريم الْبَصْرِيّ، عَنْ حِبَّانَ بْنِ جَزِيٍّ، عَنْ أَخِيهِ خُزَيْمَةَ بْن جزي. وهو الصواب [2] .
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم.
4452- كريم بن الحارث
(د ع) كريم بْن الحارث. جد زرارة.
عداده فِي البصريين. ذكره مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الْبُخَارِيّ فِي الصحابة، ولم يخرج لَهُ شيئًا.
أَخْرَجَهُ ابْن منده وَأَبُو نعيم مختصرًا، والله أعلم.
__________
[1] خشاش الأرض: هوامها وحشراتها.
[2] تقدمت ترجمة خزيمة بن جزى برقم 1448: 2/ 134.(4/172)
باب الكاف مع الشين والعين
4453- كشذ الجهنيّ
(د ع) كشذ [1] الجهني.
رَأَى النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ روى حديثه مُحَمَّد بْن عُمَر الواقدي، عَنْ عَبْد العزيز بْن عِمْرَانَ، عَنْ واقد بْن عَبْد اللَّه، عَنْهُ- إن كَانَ محفوظًا.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
4454- كعب الأنصاري
(س) كعب الْأَنْصَارِيّ.
أورده ابْن شاهين وقَالَ: قَالَ عَبْد اللَّه بْن سُلَيْمَان: «ليس بكعب بْن مَالِك» [2] . وروى عَنِ ابْنِ نمير، عَنْ حجاج، عَنْ نافع، عَنْ كعب الْأَنْصَارِيّ: أَنَّهُ سأل النبيّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ عَنْ جارية ذبحت بمروة [3] . فَقَالَ: لا باس به. أخرجه أبو موسى.
4455- كعب بن جماز
(ب ع س) كعب بْن جماز بْن ثعلبة بْن خرشة بْن عَمْرو بْن سعد بن ذبيان بن رشدان ابن قيس بْن جهينة.
وقيل: جماز بْن مَالِك بْن ثعلبة الجهني.
وقيل: حمان. وقيل: إنه غساني، حليف بني ساعدة بْن كعب بْن الخزرج. وقيل:
حليف بني طريف بْن الخزرج.
قَالَ ابْن شهاب، فِي تسمية من شهد بدرًا من الأنصار، من كعب بْن الخزرج: كعب ابن جماز بْن ثعلبة، حليف لهم من غسان.
__________
[1] كذا، ومثله في مخطوطة الدار. ولعله «كشد» بفتح فسكون، فدال مهملة. والكشد في اللغة: حب يؤكل. ثم شمي به.
[2] قال الحافظ في الإصابة، الترجمة 7526/ 3/ 304: «قول عبد الله بن سليمان: «وليس بكعب بن مالك» مردود، فقد رواه أحمد بن حنبل ومسدد في مسنديهما، عن أبى معاوية، عن حجاج، عن نافع، عن ابن كعب بن مالك» .
هذا وحديث كعب بن مالك في مسند الإمام أحمد: 3/ 454.
[3] المروة: حجر أبيض براق.(4/173)
وقَالَ ابْن إِسْحَاق، فِي تسمية من شهد بدرًا من الأنصار، من بني طريف بْن الخزرج:
كعب بْن جماز بْن ثعلبة، حليف لهم من جهينة [1] .
أَخْرَجَهُ أَبُو نعيم، وَأَبُو عُمَر [2] ، وَأَبُو مُوسَى.
قلت: قَدْ ذكر أَبُو نعيم وَأَبُو مُوسَى: أَنَّهُ حليف بني ساعدة، وقالا: وقيل: حليف بني طريف. وهذا القول منهما يدل عَلَى أنهما ظنا أن بني طريف غير بني ساعدة، وهما واحد، فإن طريفا المذكور هو طريف بنى الخزرج بْن ساعدة بْن كعب بْن الخزرج الأكبر.
ووافق ابْن الكلبي ابْن إِسْحَاق، فجعله جهنيًا.
قَالَ الأمير أَبُو نصر: وأمَّا «جماز» ، بالجيم والزاي: كعب بْن جماز، حليف لبني ساعدة.
قَالَ: وقَالَ ابْن الكلبي فِي نسب قضاعة: كعب بْن حمان- قَالَ: وقَالَ الدارقطني: وجدته مضبوطًا بالحاء والنون، يعني بخط الحلواني، عَنِ السكري عَنِ ابْنِ حبيب عَنْهُ- يعني عَنِ ابْنِ الكلبي.
وقَالَ أَبُو عُمَر: هُوَ عندي «جماز» بالجيم والزاى، والله أعلم.
4456- كعب بن الخدارية
(ب د ع) كعب بْن الخدارية، من بني بَكْر بْن كلاب [3] .
لَهُ صحبة وذكر فِي حديث أَبِي رزين العقيلي [4] .
أَخْرَجَهُ [5] الثلاثة.
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 696. وفيها عن ابن إسحاق: «كعب بن حمار» ، بالحاء المهملة، وراء مهملة بعد الألف.
ولم يشر الحافظ الذهبي. في المشتبه إلى شيء من ذلك، بل قال: جماز، وقيل: حمان، بالحاء والنون. ينظر المشتبه: 170.
[2] الاستيعاب، الترجمة 2189: 3/ 1212.
[3] في المطبوعة: «من بنى أبى بكر بن كلاب» . فحذفنا كلمة «أبى» . وينظر في ذلك مسند الإمام أحمد، والاستيعاب، والإصابة.
[4] أخرج الإمام أحمد هذا الحديث في مسندة: 4/ 13، 14.
[5] الاستيعاب، الترجمة 2190: 3/ 1313.(4/174)
4457- كعب بن الخزرج
(د ع) كعب بْن الخزرج الْأَنْصَارِيّ، من بلحارث.
ذكره الْبُخَارِيّ فِي الصحابه.
روى مُحَمَّد بْن ميمون بْن كعب بْن الخزرج، عَنْ أبيه، عن جدّه قال: صحبني الحكم ابن أَبِي الحكم فِي غزوة تبوك، مَعَ النَّبِيّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، وكان نعم الصاحب.
أَخْرَجَهُ ابْن منده وأبو نعيم.
4458- كعب بن زهير
(ب د ع) كعب بْن زُهَيْر بْن أَبِي سلمى- واسم أَبِي سلمى: رَبِيعة بْن رياح بْن قرط بْن الحارث بْن مازن بْن خلاوة بْن ثعلبة بْن ثور بْن هذمة بْن لاطم بْن عثمان بْن عَمْرو بْن أد بْن طابخة المزني.
لَهُ صحبة، وكان قد خرج كعب وأخوه بجير ابنا زُهَيْر إِلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ، فلما بلغا «أبرق [1] العزاف» قَالَ «بجير لكعب: أثبت أنت فِي غنمنا في هَذَا المكان حتَّى ألقى هَذَا الرجل، يعني رَسُول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، فأسمع ما يَقُولُ. فثبت كعب وخرج بجير، فجاء رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ فعرض عَلَيْهِ الْإِسْلَام، فأسلم، فبلغ ذَلِكَ كعبًا فَقَالَ [2] :
ألا أبلغا عني بجيرًا رسالة ... عَلَى أي شيء ويب [3] غيرك دلكا
عَلَى خَلَقَ لم تلف أما ولا أبًا ... عَلَيْهِ ولم تدرك عَلَيْهِ أخًا لكا
سقاك أَبُو بَكْر بكأس روية ... وأنهلك المأمور منها وعلكا [4]
فلما بلغت أبياته هَذِهِ رَسُول اللَّه صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ أهدر دمه، وقَالَ: «من لقي كعبًا فليقتله» . فكتب بذلك بجير إِلَى أخيه، وقَالَ لَهُ: «النجاء، وما أراك تفلت!» ثُمَّ كتب إِلَيْه أن رَسُول اللَّه صلّى الله عليه وآله وسلّم
__________
[1] ينظر فيما تقدم: 1/ 366، التعليق رقم: 2.
[2] الأبيات في ديوانه: 3، 4، وسيرة ابن هشام: 2/ 502 مع خلاف غير يسير، والبيتان الأولان في الاستيعاب:
3/ 1314.
[3] ويب غيرك: دعاء عليه بالهلاك.
[4] كذا في المطبوعة: «وأنهلك المأمور» بالراء، وهي رواية أثبتها ابن هشام في السيرة، ورواية ابن إسحاق:
شربت مع المأمون كأسا روية ... فأنهلك المأمون منها وعلكا
ويقول السهيليّ في الروض الأنف 2/ 312: «ويروى المحمود» في غير رواية ابن إسحاق، أراد بالمحمود محمدا صلى الله عليه وسلم، وكذلك المأمون والأمين، كانت قريش تسمى بهما النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قبل النبوة» .
والنهل- بفتحتين-: أول الشرب، والعلل- بفتحتين- أيضا: الشربة الثانية، أو الشرب بعد الشرب.(4/175)
لا يأتيه أحد يَشْهَدُ أَنَّ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ محمدا رَسُول اللَّه إلا قبل مِنْهُ، وأسقط ما كَانَ قبل ذَلِكَ، فإذا أتاك كتابي هَذَا فأقبل وأسلم: فأقبل كعب، وقَالَ قصيدته التي مدح فيها رَسُول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، وأقبل حتَّى أناخ راحلته بباب المسجد، مسجد رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، ثُمَّ دخل المسجد ورسول اللَّه صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ بين أصحابه، مكان المائدة من القوم، حلقة دون حلقة، يقبل إِلَى هَؤُلَاءِ مرة فيحدثهم، وَإِلى هَؤُلَاءِ مرة فيحدثهم- قَالَ كعب: فدخلت وعرفت رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ بالصفة، فتخطيت حتَّى جلست إِلَيْه، فأسلمت وقلت: الأمان يا رَسُول اللَّه! قَالَ: ومن أنت؟ قلت: كعب بن ابن زُهَيْر. قَالَ: أنت الَّذِي تَقُولُ؟ والتفت إِلَى أَبِي بَكْر وقَالَ: كيف يا أبا بَكْر؟ فأنشده أَبُو بَكْر الأبيات، فلما قَالَ:
وأنهلك المأمور منها وعلكا
المأمور: بالراء- قَالَ قلت: يا رَسُول اللَّه، ما هكذا قلت! قَالَ: كيف قلت؟ قَالَ قلت:
وأنهلك المأمون منها وعلكا
المأمون: بالنون- قَالَ: مأمون والله.
وأنشده القصيدة: [1]
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول ... متيم إثرها لم يفد مكبول [2]
إن الرَّسُول لسيف يستضاء بِهِ ... مهند من سيوف اللَّه مسلول
أنبئت أن رَسُول اللَّه أوعدني ... والعفو عند رَسُول اللَّه مأمول
فأشار رَسُول اللَّه صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ إِلَى من معه: أن اسمعوا، حتَّى أنشده القصيدة.
وكان قدومه عَلَى رَسُول اللَّه صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ بعد انصرافه من الطائف. ومن جيد شعره قولُه: [3]
لو كنت أعجب من شيء لأعجبني ... سعى الفتى وهو مخبوء لَهُ القدر
يسعى الفتى لأمور ليس يدركها ... والنفس واحدة والهم منتشر
والمرء ما عاش ممدود لَهُ أمل ... لا تنتهي العين حتَّى ينتهي الأثر
__________
[1] القصيدة في ديوانه: 6- 25، وسيرة ابن هشام: 2/ 503- 513.
[2] «بانت» : فارقت فراقا بعيدا، و «سعاد» : امرأته وهي بنت عمه، وخصبا بالذكر لطول غيبته عنها، لهروبه من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. و «متبول» : سقيم أضناه الحب، و «متيم» : ذليل مستعبد. «لم يفد» : لم يخلص من الأسر. و «مكبول» : مقيد.
[3] ديوانه: 229.(4/176)
ومما يستحسن ويستجاد لَهُ أيضًا قولُه [1] :
إن كنت لا ترهب ذمي لما ... تعرف من صفحي عَنِ الجاهل
فاخش سكوتي إذ أنا منصت ... فيك لمسموع خنى القائل
فالسامع الذام [2] شريك لَهُ ... ومطعم المأكول كالأكل
مقالة السوء إِلَى أهلها ... أسرع من منحدر سائل
ومن دعا الناس إلى ذمّه ... ذمّوه بالحقّ وبالباطل
وهي أكثر من هَذَا.
وكان رَسُول اللَّه صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ قَدْ أعطاه بردة لَهُ، وهي التي عند الخلفاء إِلَى الآن. وكان أَبُوهُ زُهَيْر قَدْ توفي قبل المبعث بسنة، قاله أَبُو أحمد العسكري.
أخرجه الثلاثة.
4459- كعب بن زيد الأنصاري
(ع س) كعب بْن زَيْد بْن قيس بْن مَالِك بْن كعب بْن حارثة بْن دينار بْن النجار، الْأَنْصَارِيّ النجاري.
شهد بدرًا، قاله ابْن شهاب، وابن إِسْحَاق، [3] وابن الكلبي.
وقَالَ ابْن الكلبي: قتل يَوْم الخندق. وقَالَ الواقدي: قتله ضرار بْن الخطاب يَوْم الخندق.
وقَالَ ابْن إِسْحَاق: أصابه سهم غرب [4] يَوْم الخندق فقتله [5] .
ويذكرون أن الَّذِي أصابه أمية بْن رَبِيعة بْن صخر الدؤلي، وكان قَدْ نجا يَوْم بئر معونة.
أَخْرَجَهُ أَبُو نعيم وأبو موسى.
__________
[1] لم نجد هذه الأبيات في الديوان، وهي في الاستيعاب: 3/ 1315.
[2] الذام: العيب.
[3] سيرة ابن هشام: 1/ 706.
[4] سهم غرب: لا يعرف راميه.
[5] سيرة ابن هشام: 2/ 253.(4/177)
4460- كعب بن زيد بن قيس
(ب د ع) كعب بْن زَيْد بْن قيس الْأَنْصَارِيّ، من بني دينار بْن النجار.
شهد بدرًا، وأسند عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ، قاله أَبُو نعيم.
وأمَّا أَبُو عُمَر فَقَالَ: كعب بْن زَيْد، وَيُقَال: زَيْد بْن كعب. روى قصة الغفارية التي وجد رَسُول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ بها [1] بياضًا، فَقَالَ: شدي ثيابك، والحقي بأهلك. روى عنه جميل ابن زَيْد [2] ، وفيه اضطراب كَثِير.
ولم يرفع أَبُو عُمَر نسبه فوق هَذَا ولو ساق نسبه مثل أَبِي نعيم لعلم أَنَّهُ الأول الَّذِي قبله، أَوْ غيره.
وروى أَبُو نعيم، عَنِ ابْنِ إِسْحَاق فِي تسمية من شهد بدرا من الأنصار من الخزرج، من بني قيس بْن مَالِك بْن كعب بْن حارثة بْن دينار: «كعب بْن زَيْد بْن قيس بْن مَالِك.
أَنْبَأَنَا أَبُو يَاسِرٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أحمد قال: حدثني أبي، حدثنا الْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ الْمُزَنِيُّ أَبُو جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنِي جَمِيلُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: صَحِبْتُ شَيْخًا مِنَ الأَنْصَارِ، ذَكَرَ أَنَّهُ كَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ، يُقَالُ لَهُ: كَعْبُ بْنُ زَيْدٍ، أَوْ زَيْدُ بْنُ كَعْبٍ، فَحَدَّثَنِي أَنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْ بَنِي غِفَارٍ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهَا فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهَا، وَقَعَدَ عَلَى الْفِرَاشِ، أَبْصَرَ بِكَشْحِهَا بَيَاضًا، فَانْمَازَ [3] عَنِ الْفِرَاشِ، ثُمَّ قَالَ: خُذِي عَلَيْكِ ثِيَابَكِ، وَلَمْ يَأْخُذْ مِمَّا آتَاهَا شَيْئًا [4] ورواه نوح بن أبي مريم، عن جميل مثله.
وقَالَ مُحَمَّد بْن فضيل، عَنْ جميل، عَنْ عَبْد اللَّه بْن كعب.
__________
[1] البياض: البرص.
[2] في المطبوعة ومخطوطة الدار: «جميل بن قيس» . وهو خطأ، والصواب عن مسند الإمام أحمد، والاستيعاب، الترجمة 2193: 3/ 1317.
[3] لفظ المسند: «فلما دخل عليها وضع ثوبه، وقعد على الفراش، بصر بكشحها بياضا، فانحاز ... » .
[4] مسند الإمام أحمد: 3/ 493.(4/178)
وقَالَ إِسْمَاعِيل بْن زكريا والقاسم بْن غصن، عَنْ جميل، عَنْ عَبْد اللَّه بْن عُمَر.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
قلت: لو لم يرو عَنْ هَذَا حديث الغفارية، لكان هُوَ والَّذِي قبله واحدًا فإن النسب والقبيلة واحد، وشهود بدر لهما، والله أعلم.
4461- كعب بن سليم القرظي
(ب د ع) كعب بْن سليم القرظي ثُمَّ الأوسي، وبنو قريظة حلفاء الأوس كَانَ من سبى قريظة الذين استحيوا إذ وجدوا لم ينبتوا [1] . ولا تعرف لَهُ رواية. وهو والد محمد ابن كعب القرظي. قاله أَبُو عُمَر [2] .
وقَالَ ابْن منده: كعب بْن سليم القرظي، والد مُحَمَّد. روى حديثه حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيل، عَنِ الْجُعَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عبد الرحمن، عن محمد بن كعب، عَنْ أَبِيهِ.
قَالَ أَبُو نعيم- وذكر كلام ابْن منده: - هَذَا وهم، فإن قولُه «عن أبيه» ليس هُوَ كعب، إنَّما هُوَ عَبْد الرَّحْمَن الخطمي والد مُوسَى، فإن مُوسَى سَمِعَ مُحَمَّد بْن كعب يسأل أباه عَبْد الرَّحْمَن، يعني أبا مُوسَى. وَقَدْ رواه عَلَى الصحة فِي ترجمة عبد الرحمن الخطميّ [3] .
أخرجه الثلاثة.
4462- كعب بن سور الأزدي
(ب د ع) كعب بْن سور بْن بَكْر بْن عَبْد [4] بْن ثعلبة بْن سليم بْن ذهل بْن لقيط بْن الحارث بْن مَالِك بْن فهم بْن غنم بْن دوس بْن عدثان [5] بْن عَبْد اللَّهِ بْن زهران بْن كعب بْن الحارث بْن كعب بْن عَبْد اللَّه بْن نصر بْن الأزد الأزدي.
قيل: إنه أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ. وهو قاضي البصرة، استقضاه عُمَر بْن الخطاب عليها. روى لَهُ مُحَمَّد بْن سِيرِينَ أحكاما وأخبارا.
__________
[1] أي الذين لم ينبت شعر عانتهم. وكان في المطبوعة: «ينبثوا» . وهو خطأ.
[2] الاستيعاب، الترجمة 2194: 3/ 1317، 1318.
[3] تقدمت ترجمة عبد الرحمن الخطميّ برقم 3291: 3/ 443.
[4] في الاستيعاب: «عبيد» .
[5] في الاستيعاب: «دوس بن عدنان» ، بنونين. وهو خطأ، ينظر المشتبه للذهبى: 449.(4/179)
روى الشَّعْبِيّ أن كعب بْن سور كَانَ جالسًا عند عُمَر بْن الخطاب، فجاءت امْرَأَة فقالت:
ما رَأَيْت قط رجلًا أفضل من زوجي، إنه ليبيت ليله قائمًا، ويظل نهاره صائمًا فِي اليوم الحار، ما يفطر. فاستغفر لها عُمَر، وأثنى عليها، وقَالَ: مثلك أثنى بالخير وقاله! فاستحيت المرأة وقامت راجعة، فَقَالَ كعب بْن سور: يا أمير المؤمنين، هلا أعديت [1] المرأة على زوجها إذ جاءتك تستعديك؟! قَالَ: أكذلك أرادت؟ قَالَ: نعم. قَالَ: ردوا عليّ المرأة. فردت، فَقَالَ:
لا بأس بالحق أن تقوليه، إن هَذَا يزعم أنك جئت تشتكين أَنَّهُ يجتنب فراشك. قَالَتْ:
أجل، إني امْرَأَة شابة، وَإِني أبتغي ما يبتغي النساء [2] . فأرسل إِلَى زوجها فجاء، فَقَالَ لكعب:
اقض بَيْنَهُما. فَقَالَ: أمير المؤمنين أحق أن يقضي بَيْنَهُما. فَقَالَ: عزمت عليك لتقضين بَيْنَهُما، فإنك فهمت من أمرهما ما لم أفهم. فَقَالَ: إني أرى لها يومًا من أربعة أيام، كأن زوجها لَهُ أربع نسوة، فإذا لم يكن لَهُ غيرها، فإني أقضي لَهُ بثلاثة أيام ولياليهن يتعبد فيهن، ولها يَوْم وليلة. فَقَالَ لَهُ عُمَر: والله ما رأيك الأول بأعجب من رأيك الآخر، اذهب فأنت قاض عَلَى أهل البصرة، وكتب إِلَى أَبِي مُوسَى بذلك، فقضى بين أهلها إِلَى أن قتل عُمَر، ثُمَّ خلافة عثمان، فلم يزل قاضيًا عليها إِلَى أن قتل يَوْم الجمل مَعَ عَائِشَة، خرج بين الصفين معه مصحف، فنشره، وجعل يناشد الناس فِي دمائهم، وقيل: بل دعاهم إِلَى حكم القرآن، فأتاه سهم غرب فقتله. قيل: كَانَ المصحف معه، وبيده خطام الجمل، فأتاه سهم فقتله.
وله فِي قتال الفرس أثر كبير.
أخرجه الثلاثة [3] .
4463- كعب بن عاصم الأشعري
(ب د ع) كعب بْن عاصم الْأَشْعَرِي. كنيته أَبُو مَالِك، وقيل: اسم أَبِي مَالِك عَمْرو.
وعداده فِي أهل الشام، وقيل: سكن مصر. وكان من أصحاب السقيفة [4] .
روى عَنْهُ جَابِر، وأم الدرداء، وعبد الرَّحْمَن بْن غنم، وخالد بْن أَبِي مريم، مخرج حديثه عَنْ أهل المدينة.
__________
[1] أي: أعنتها ونصرتها على زوجها إذ جاءتك تستنصر بك.
[2] في المطبوعة ومخطوطة الدار: «أتتبع ما يتبع النساء» . والمثبت عن الاستيعاب.
[3] الاستيعاب، الترجمة 2195: 3/ 1318- 1321.
[4] في المطبوعة: «وكان من أصحاب السفينة» . والمثبت عن مسند الإمام أحمد: 5/ 434.(4/180)
روى ابن جريح، عَنِ ابْنِ شهاب، عَنْ صفوان بْن عَبْد اللَّه بْن صفوان، عَنْ أم الدرداء، عَنْ كعب بْن عاصم الأَشْعَرِيُّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وسلم: «ليس من البر الصيام في السفر» [1] . قَالَ أَبُو عُمَر: روت عَنْهُ أم الدرداء، وَيُقَال: هُوَ أَبُو مَالِك الْأَشْعَرِي الَّذِي روى عَنْهُ عَبْد الرَّحْمَن بْن غنم والشاميون. وقيل: إنهما اثنان [2]- قَالَ: ولا أعلم أنهم يختلفون أن اسم أَبِي مَالِك الْأَشْعَرِي كعب بْن عاصم إلا من شذ فَقَالَ فِيهِ: عَمْرو بن عاصم، وليس بشيء [3] .
أخرجه الثلاثة.
4464- كعب بن عامر السعدي
(س) كعب بْن عَامِر السعدي.
لَهُ صحبة، قاله جعفر.
أخرجه أبو موسى مختصرا.
4465- كعب بن عجرة
(ب د ع) كعب بْن عجرة بْن أمية بْن عدي بْن عُبَيْد بْن الحارث بْن عمرو بْن عوف ابن غنم بْن سواد بْن مري بْن إراشة بْن عامر بْن عبيلة بْن قسميل بْن فران بْن بلي البلوي حليف الأنصار، قيل: هُوَ حليف بني حارثة بْن الحارث بْن الخزرج. وقيل هُوَ حليف لبني عوف بْن الخزرج. وقيل: هُوَ حليف بني سالم من الأنصار.
وقَالَ: الواقدي: ليس بحليف للأنصار، ولكنه من أنفسهم.
قَالَ ابْن سعد: طلبت اسمه فِي نسب الأنصار فلم أجده، يكنى أبا مُحَمَّد وقَالَ ابْن الكلبي- وساق نسبه إِلَى بلي، كما ذكرناه أولًا، ثُمَّ قَالَ-: وانتسب كعب فِي الأنصار فِي بني عَمْرو بْن عوف، وتأخر إسلامه، ثُمَّ أسلم وشهد المشاهد كلها.
روى عنه ابن عمر، وجابر بن عبد الله، وعبد اللَّه بْن عَمْرو بْن العاص، وابن عَبَّاس، وطارق بْن شهاب، وَأَبُو وائل، وزيد بْن وهب، وابن أبى ليلى، وأولاده: إسحاق،
__________
[1] مسند الإمام أحمد: 5/ 434.
[2] لفظ الاستيعاب: «وقيل: إنهما اثنان. والله أعلم، ولا يختلفون أن اسم أبى مالك الأشعري ... » .
[3] الاستيعاب، الترجمة 2196: 3/ 1321.(4/181)
وعبد الملك، ومحمد، والربيع وأولاد كعب وغيرهم. وفيه نزلت: فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ [1] 2: 196. وسكن الكوفة.
أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ وَإِسْمَاعِيلُ بِإِسْنَادِهِمَا إِلَى أَبِي عِيسَى: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، وَابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، وَحُمَيْدٍ الأَعْرَجِ، وَعَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ مَرَّ بِهِ وَهُوَ بِالْحُدَيْبِيَةِ، قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ مَكَّةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ، يُوقِدُ تَحْتَ قِدْرٍ، وَالْقَمْلُ يَتَهَافَتُ عَلَى وَجْهِهِ، فَقَالَ: أَتُؤْذِيكَ هَوَامُّكَ هَذِهِ فَقَالَ: نَعَمْ. فَقَالَ: احْلِقْ وَأَطْعِمْ فَرَقًا بَيْنَ سِتَّةِ مَسَاكِينَ- وَالْفَرَقُ: ثَلاثَةُ آصُعٍ- أَوْ:
صُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ، أَوِ انْسُكْ [2] نَسِيكَةً- قَالَ ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ: أَوِ اذْبَحْ شَاةً [3] . وتوفي كعب بالمدينة سنة إحدى وخمسين، وقيل: اثنتين. وقيل ثلاث وخمسين، وعمره سبع وسبعون، وقيل: خمس وسبعون سنة.
أخرجه الثلاثة [4] .
4466- كعب بن عدي
(ب د ع) كعب بْن عدي بْن حنظلة بْن عدي بْن عَمْرو بْن ثعلبة بن عدىّ بن ملكان ابن عوف بْن عذرة بْن زَيْد اللات. وهو الَّذِي يُقال لَهُ: «التنوخي» .
وهو من عداد الحيرة لأن بني ملكان بْن عوف حلفاء تنوخ، مخرج حديثه عَنْ أهل مصر.
وكان أحد وفد الحيرة إِلَى رَسُول اللَّه صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، وأسلم زمن أَبِي بَكْر، وكان شريك عُمَر فِي الجاهلية قدم الإسكندرية سنة خمس عشرة، رسولًا لعمر إِلَى المقوقس، وشهد فتح مصر، وولده بها.
روى يزيد بْن أَبِي حبيب، عَنْ ناعم أَبِي [5] عَبْد اللَّه، عَنْ كعب بْن عدي أَنَّهُ قَالَ: كَانَ أَبِي أسقف الحيرة، فلما بعث مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ قَالَ: هَلْ لكم أن يذهب نفر منكم إلى هذا الرجل
__________
[1] سورة البقرة، آية: 196.
[2] أي: اذبح ذبيحة.
[3] أي: أن رواية ابن أبى نجيح «أو اذبح شاة» ، مكان: «أو أنسك نسيكة» .
والحديث رواه الترمذي في أبواب الحج، باب «ما جاء في المحرم يحلق رأسه في إحرامه، ما عليه؟» . ينظر تحفة الأحوذي، الحديث 96: 4/ 25، 26. وقال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح والعمل على هذا عند أهل العلم ... » وقال الحافظ أبو العلى صاحب تحفة الأحوذي: «وأخرجه الشيخان» .
[4] الاستيعاب، الترجمة 2197: 3/ 132.
[5] في المطبوعة: «ناعم بن عبد الله» . وهو خطأ، والصواب عن مخطوطة الدار، والتهذيب 10/ 403، وهو «ناعم ابن أجيل الهمدانيّ أبو عبد الله» ، وفي الاستيعاب: «ناعم بن أجيل» .(4/182)
فتسمعوا مِنْهُ شيئًا من قولُه، لا يموت فتقولون: لو أَنَا سمعنا من قولُه؟! فاختاروا أربعة فبعثوهم، فقلت لأبي: أَنَا أنطلق معهم. قَالَ: ما تصنع؟ قلت: أنظر. فقدمنا عَلَى رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، فكنا نجلس إِلَيْه إِذَا صلى الصبح، فنسمع كلامه والقرآن، فلا ينكرنا أحد. فلم يلبث رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ إلا يسيرًا حتَّى مات. فَقَالَ الأربعة: لو كَانَ أمره حقًا لم يمت، انطلقوا. فقلت لهم:
كما أنتم حتَّى تعلموا من يقوم مقامه، فينقطع هَذَا الأمر أَوْ يتم. فذهبوا ومكثت أَنَا لا مسلمًا ولا نصرانيًا، فلما بعث أَبُو بَكْر جيشًا إِلَى اليمامة ذهبت معهم، فلما فرغوا من مسيلمة مررت براهب فرقيت [1] إِلَيْه فدارسته، فَقَالَ لي: أنصراني أنت؟ قلت: لا. قَالَ فيهودي؟ قلت لا.
فذكرت محمدًا فَقَالَ: نعم، هُوَ مكتوب. قلت: فأرنيه. فأخرج سفرًا ثُمَّ قَالَ: ما اسمك؟
قلت: كعب ففتح فقرأت، فعرفت صفة مُحَمَّد ونعته، فوقع فِي قلبي الْإِيمَان، فآمنت حينئذ وأسلمت، ومررت عَلَى الحيرة فعيروني، ثُمَّ توفي أَبُو بَكْر فقدمت عَلَى عُمَر، فأرسلني إِلَى المقوقس.
أَخْرَجَهُ الثلاثة، إلا أن أبا عُمَر اختصره.
4467- كعب بن عمرو بن خديج
(ب) كعب بْن عَمْرو بْن خديج [2] أَبُو زعنة الشاعر.
ذكره الطبري فيمن شهد بدرًا، ونذكره فِي الكنى، إن شاء اللَّه تَعَالى.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر مختصرًا.
4468- كعب بن عمرو الخزاعي
(ب س) كعب بْن عَمْرو، أَبُو شريح الخزاعي.
اختلف فِي اسمه فقيل: خويلد. وقيل: كعب بْن عُمَر- وقَالَ يَحيى بْن يونس، وَأَبُو حاتم البستي، وأحمد بْن زُهَيْر: اسم أَبِي شريح الخزاعي: كعب بْن عَمْرو. وأورده ابْن شاهين وجعفر المستغفري فِي كعب، وهو بكنيته أشهر، ونذكره في الكني، إن شاء اللَّه تَعَالى، أتم من هَذَا.
أَخْرَجَهُ أَبُو عمر، وَأَبُو موسى [3] .
__________
[1] أي: صعدت إليه.
[2] في الاستيعاب، الترجمة 2967/ 4/ 1662: «حديج» . بالحاء. والمثبت عن جمهرة أنساب العرب لابن حزم:
342، وسيأتي: «خديج» أيضا في كتاب للكنى. وورد في الاستيعاب أيضا: «أبو زعبة» بالماء. ويقول ابن الأثير في كتاب الكنى: «زعنة: بالزاي والعين المهملة والنون، قاله ابْنُ ماكولا والذي ضبطه أَبُو عُمَر بخطه بالباء الموحدة، وقول ابن ماكولا أصح» .
[3] الاستيعاب، الترجمة 2199: 3/ 1322.(4/183)
4469- كعب بن عمرو الخزرجي، أبو اليسر
(ب د ع) كعب بْن عَمْرو بْن عباد بْن عمرو بْن سواد بْن غنم بْن كعب بن سلمة بن سعد ابن عَلِيِّ بْنِ أسد بْن ساردة بْن تزيد بْن جشم بْن الخزرج الْأَنْصَارِيّ الخزرجي السلمي، أَبُو اليسر.
شهد العقبة، وشهد بدرًا وهو ابْن عشرين سنة، وقيل: إنه قتل منبه بْن الحجاج السهمي.
وهو الَّذِي أسر الْعَبَّاس بْن عَبْد المطلب يَوْم بدر.
وكان قصيرًا، وهو آخر من مات بالمدينة ممن شهد بدرًا، مات سنة خمس وخمسين، روى عَنْهُ ابنه عمار، وموسى بْن طلحة.
أَخْبَرَنَا الشَّرِيفُ أبو المحاسن محمد بن عبد الخالق الجوهري إجازة، أنبأنا أبو الفتح أحمد ابن مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَدَّادُ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ أَبِي عُمَرَ بْنِ الْحَسَنِ، أَنْبَأَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ النَّضْرِ الْأَزْدِيُّ، حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا أبو الأحوص، عَنْ غَانِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عبد الله بن عتبة قال: كان لأبي اليسر على رجل دين، فأتاه يتقاضاه في أهله، فقال للجارية: قولي: ليس ها هنا! فسمع صوته فقال: اخرج، فقد سمعت صوتك. فخرج إليه فقال: ما حملك على ما صنعت؟ قال: العسرة! قال: آلله؟ قال الله.: قال: اذهب، فلك ما عليك، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «من أنظر معسرا أو وضع له، كان في ظل الله يوم القيامة- أَو: فِي كَنَفِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ [1] » . ويرد ذكره فِي الكنى، إن شاء اللَّه تعالى، فهو مشهور بكنيته.
أَخْرَجَهُ الثلاثة [2] .
4470- كعب بْن عمرو النجاري
كعب بْن عَمْرو بْن عُبَيْد بْن الحارث بْن كعب بْن معاوية بْن عَمْرو بْن مَالِك بْن النجار الْأَنْصَارِيّ النجاري.
شهد أحدًا والمشاهد بعدها، واستشهد يَوْم اليمامة.
قاله الغساني عن العدوي.
__________
[1] أخرجه الإمام أحمد من غير وجه عن أبى اليسر، المسند: 3/ 427. وينظر تفسير ابن كثير عند الآية 270 من سورة البقرة: 1/ 491- 494 بتحقيقنا.
[2] الاستيعاب، الترجمة 3221: 4/ 1776.(4/184)
4471- كعب بن عمرو الهمدانيّ
(ب د ع) كعب بْن عَمْرو الهمداني اليامي- ويام بطن من همدان وقيل: «كعب بْن عَمْر» :
والأول أشهر، وهو: كعب بْن عَمْرو بْن جحدب بْن معاوية بْن سعد بْن الحارث بْن ذهل بْن دؤل [1] بْن جشم بْن حاشد بْن جشم بْن خيوان بْن نوف بْن همدان.
وهو جد طلحة بْن مصرف سكن الكوفة وله صحبة، ومن حديثه ما روى طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قال: رأيت رَسُول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يتوضأ، فأمر يده عَلَى سالفته.
أَخْرَجَهُ الثلاثة، قَالَ أَبُو عُمَر: وَقَدْ اختلف فِيهِ، وهذا أصح ما قبل فيه.
4472- كعب بن عمير
(ب س) كعب بْن عمير الغفاري.
من كبار الصحابة، بعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرة بعد مرة أميرًا عَلَى السرايا، وهو الَّذِي بعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ إِلَى «ذات أطلاح [2] » من أرض الشام فأصيبت أصحابه، ونجا هو جريحا، قتلتهم قضاعة، وذلك فِي السنة الثامنة. قاله الدولابي وغيره.
وقَالَ ابْن إِسْحَاق: أصيب بها هُوَ وأصحابه [3] .
أخرجه أبو عمر، وأبو موسى.
4473- كعب بن عياض الأشعري
(ب د ع) كعب بْن عياض الْأَشْعَرِي. معدود فِي الشاميين.
أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ: حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَلاءِ الْحَسَن بْن سَوَّارٍ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْن سَعْدٍ، عَنْ معاوية بن صالح، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عِيَاضٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ فِتْنَةً، وَفِتْنَةُ أُمَّتِي الْمَالُ [4] » . أَخْرَجَهُ الثلاثة، وقَالَ أَبُو عُمَر: روى عَنْهُ جَابِر بْن عَبْد اللَّه، وقيل: روت عنه أم الدرداء.
__________
[1] في الاستيعاب، الترجمة 2202/ 3/ 1322: «ذهل بن سلفة بن دؤل بن جشم بن يام بن همدان» .
[2] في مراصد الاطلاع 1/ 92: «ذات أطلاح: موضع وراء ذات القرى، أغزاه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم كعب بن عمير الغفاريّ، فأصيب بها هو وأصحابه» .
[3] سيرة ابن هشام: 2/ 621.
[4] مسند الإمام أحمد: 4/ 160.(4/185)
4474- كعب بن عياض المازني
(س) كعب بْن عياض الْمَازِنِي.
قَالَ أَبُو مُوسَى: أفرده جَعْفَر عَنِ «الْأَشْعَرِيّ» . روى يَحيى بْن يونس، عَنْ زَيْد بْن الحريش، عَنْ يعقوب بْن مُحَمَّد، عَنْ كرامة بِنْت الْحُسَيْن، عَنِ الحارث بْن عَبْد اللَّه بْن كعب الْمَازِنِي، يذكر عَنْ أَبِي عياش، عَنْ جَابِر بْن عَبْد اللَّه، عَنْ كعب بْن عياض قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يخطب أوسط أيام الأضحى عند الجمرة.
أَنْبَأَنَا بِهِ إِسْمَاعِيل بْن عليّ وغيره بِإِسْنَادِهِمْ عَنْ أَبِي عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن منيع، حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن سوار، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صالح، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، حدثه عَنْ أَبِيهِ، عَنْ كعب بْن عياض، مثله سواء.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى، ولم يذكر عَنْ جَابِر أَنَّهُ مازني. وَقَدْ قَالَ أَبُو عُمَر: إن الْأَشْعَرِي روى عَنْهُ جَابِر، فربما كانا واحدًا ومما يقوي أنهما [1] واحد أن الإسناد فِي الْأَشْعَرِي هُوَ هَذَا الإسناد سواء من غير اختلاف، والله أعلم.
4475- كعب بن عيينة
(س) كعب بْن عيينة بْن عَائِشَة التميمي [2] .
لَهُ صحبة. ورد نَيْسابُور مَعَ عَبْد اللَّه بْن عَامِر، أورده يَحيى- يعني ابْن منده- وقَالَ: قاله سلمويه والحاكم أَبُو عَبْد اللَّه.
أخرجه أبو موسى مختصرا.
4476- كعب بن قطبة
(د ع س) كعب بْن قطبة.
لَهُ ذكر فِي حديث أَبِي رزين العقيلي.
أَخْرَجَهُ ابْن منده وَأَبُو نعيم كذا مختصرًا. وأخرجه أَبُو مُوسَى وقَالَ: أورده الطبراني، وَأَبُو عَبْد اللَّه، وَأَبُو نعيم، ولم يذكر واحد منهم حديثه وَقَالَ: أَنْبَأَنَا بِحَدِيثِهِ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ،
__________
[1] قال الحافظ في ترجمة كعب بن عياض المازني 3/ 7523: «قلت: فيه خطأ في موضعين، أحدهما: قوله «المازني» ، وليس كعب مازنيا، وكأنه لما رأى في اسم جد «الحارث» راوي الحديث «كعبا» ، وهو مازني، ظنه صاحب الترجمة.
ثانيهما قوله «ابن عياض» ، وإنما هو «ابن عاصم» ، أورده البغوي وابن السكن في ترجمة «كعب بن عاصم» .
[2] تقدمت ترجمة أبيه برقم 4161: 4/ 332.(4/186)
أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن أَحْمَد، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن زُهَيْرٍ التُّسْتَرِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ إِشْكَابَ، أَنْبَأَنَا إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ- يَعْنِي ابْنَ عُبَيْدٍ- عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ كَعْبِ بْنِ قُطْبَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَيْسَ كَذِبٌ عَلَيَّ كَكَذِبٍ عَلَى أَحَدِكُمْ، مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فليتبوَّأ مَقْعَدَهُ من النار» .
4477- كعب بن ماتع
(د ع) كعب بن ماتع [1] ، وهو كعب الأحبار، يكنى أبا إِسْحَاق.
أدرك عهد النبيّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ ولم يره، كَانَ إسلامه في خلافة عُمَر بْن الخطاب رَضِي اللَّه تَعَالى عَنْهُ.
روى أَبُو إدريس الخولاني، عَنْ أَبِي مُسْلِم الجليلي [2] معلم كعب الحبر- وكان يلومه عَلَى إبطائه عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ- قَالَ كعب: خرجت حتَّى أتيت ذا قرنات، فَقَالَ لي: أَيْنَ تأخذ يا كعب؟ قلت: أريد هَذَا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ. فَقَالَ: والله لئن كَانَ نبيًا إنه الآن لتحت التراب. فخرجت فإذا أَنَا براكب فقلت: ما الخبر؟ فَقَالَ: مات مُحَمَّد، وارتدت العرب ...
وذكر الحديث.
أَخْرَجَهُ ابْن منده، وَأَبُو نعيم.
4478- كعب بن مالك الخزرجي
(ب د ع) كعب بْن مَالِك بْن أَبِي كعب، واسم أَبِي كعب: عَمْرو بْن القين بن سواد ابن غنم بْن كعب بْن سلمة بْن سعد بْن عليّ الأنصاري الخزرجي السلمي، يكنى أبا عَبْد اللَّه.
وقيل: أَبُو عَبْد الرَّحْمَن. أمه ليلى بِنْت زَيْد بْن ثعلبة، من بني سَلَمة أيضًا.
شهد العقبة فِي قول الجميع [3] ، واختلف فِي شهوده بدرًا، والصحيح أَنَّهُ لم يشهدها.
ولما قدم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ المدينة، آخى بينه وبين طلحة بْن عُبَيْد [4] اللَّه حين آخى بين المهاجرين والأنصار. ولم يتخلف عَنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ إلا فِي غزوة بدر وتبوك، أما بدر فلم
__________
[1] في المطبوعة: «مانع» ، بالنون. والمثبت عن الإصابة، قال الحافظ 3/ 297: «ماتع: بكسر المثناة من فوق» .
وينظر ترجمته في الطبقات الكبرى لابن سعد: 7/ 2/ 156.
[2] في المطبوعة: «عن أبى مسلم الحلبي، عن كعب الخير» . والمثبت عن مخطوطة دار الكتب 111 مصطلح حديث، وعلى هامشها عن أبى أحمد العسكري: «الحبر- بكسر الحاء وفتحها أكثر» .
[3] سيرة ابن هشام: 1/ 462.
[4] تقدم في ترجمة طلحة بن عبيد الله 3/ 86: أن الرسول آخى بينه وبين أبى أيوب الأنصاري.(4/187)
يعاتب رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فيها أحدًا تخلف، للسرعة- وأمَّا تبوك فتخلف عَنْهَا لشدة الحر.
وهو أحد الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا، حَتَّى إِذا ضاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ وَضاقَتْ عَلَيْهِمْ، أَنْفُسُهُمْ 9: 118، وهم: كعب بْن مَالِك، ومرارة بْن رَبِيعة، وهلال بْن أمية، فأنزل اللَّه عزَّ وجلَّ فيهم: وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذا ضاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ 9: 118 [1] .. الآيات، فتاب عليهم. والقصة مشهورة، ولبس كعب يَوْم أحد لأمه [2] النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، وكانت صفراء، ولبس النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ لأمته، فجرح كعب يَوْم أحد إحدى عشرة جراحة.
وكان من شعراء رَسُول اللَّه صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، قَالَ ابْن سِيرِينَ: كَانَ شعراء النَّبِيّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: حسان بْن ثابت، وكعب بْن مَالِك، وعبد اللَّه بْن رواحة. فكان كعب بْن مَالِك يخوفهم الحرب، وكان حسان يقبل عَلَى الأنساب، وكان عَبْد اللَّهِ بْن رواحة يعيرهم بالكفر- قَالَ ابْن سِيرِينَ: فبلغني أن دوسًا إنَّما أسلمت فرقًا من قول كعب بْن مَالِك [3] .
قضينا من تهامة كل وتر ... وخيبر ثُمَّ أغمدنا السيوفا [4]
نخيرها [5] ، ولو نطقت لقالت ... قواطعهن: دوسا أو ثقيفا
فقالت دوس: انطلقوا فخذوا لأنفسكم لا ينزل بكم ما نزل بثقيف.
روى عَنْهُ أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن عليّ، وعمر بْن الحكم بْن ثوبان، وغيرهما.
أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَغَيْرُهُ قَالُوا بِإِسْنَادِهِمْ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى: حدثنا عَبْدُ بْن حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمْ أتخلف عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا حَتَّى كَانَتْ تَبُوكُ إِلا بَدْرًا، وَلَمْ يُعَاتِبِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ أَحَدًا تَخَلَّفَ عَنْ بَدْرٍ، إِنَّمَا خَرَجَ يُرِيدُ الْعِيرَ، فَخَرَجَتْ قُرَيْشٌ مُغْوِثِينَ [6] لِعِيرِهِمْ، فَالْتَقَوْا عَنْ غَيْرِ مَوْعِدٍ. وَلَعَمْرِي إِنَّ أَشْهَرَ مَشَاهِدِ رسول الله صلى الله عليه وسلم في النَّاسِ لَبَدْرٌ، وَمَا أُحِبُّ أَنِّي كُنْتُ شَهِدْتُهَا مكان
__________
[1] سورة التوبة، آية: 118.
[2] الأمة: الدرع.
[3] القصيدة في سيرة ابن هشام: 2/ 479، 480.
[4] رواية البيت في السيرة:
قضينا من تهامة كل ريب ... وخيبر ثم أجممنا السيوفا
وأجممنا: أرحنا.
[5] في المخطوطة: «تخبرنا» . والمثبت عن السيرة. والمعنى: أننا نخيرها، ولو نطقت السيوف لاختارت أن تحارب دوسا أو ثقيفا.
[6] لفظ الترمذي: «مغيثين» . وما في أسد الغابة موافق للفظ مسند الإمام أحمد: 6/ 387.
وقال في النهاية: «وفي حديث توبة كعب: فخرجت قريش مغوثين لعيرهم: أي مغيثن فجاء بد على الأصل ولم يعله كاستحوذ واستنوق، ولو روى: «مغوثين» بالتشديد من غوث- بمعنى أغاث- لكان وجها» .(4/188)
بَيْعَتِي لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ حَيْثُ تَوَافَقْنَا [1] عَلَى الإِسْلَامِ [2] ، ثُمَّ لَمْ أَتَخَلَّفْ بَعْدُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، حَتَّى كَانَتْ غَزْوَةُ تَبُوكَ، وَهِيَ آخِرُ غَزْوَةٍ غَزَاهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلّم، وآذن النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ النَّاسَ بِالرَّحِيلِ ... » فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ- قَالَ: «فانطلقت إلى النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ، وَحَوْلَهُ الْمُسْلِمُونَ، وَهُوَ يَسْتَنِيرُ كَاسْتِنَارَةِ الْقَمَرِ، فَجَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: أَبْشِرْ يَا كَعْبُ بْنَ مَالِكٍ بِخَيْرِ يَوْمٍ أَتَى عَلَيْكَ مُنْذُ يَوْمَ وَلَدَتْكَ أُمُّكَ، فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَمِنْ عِنْدَ اللَّهِ أَمْ مِنْ عِنْدِكَ؟
قَالَ: بَلْ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ، ثُمَّ تَلا هَؤُلاءِ الآيَاتِ: لَقَدْ تابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي ساعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ، ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ، إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُفٌ رَحِيمٌ 9: 117 ... الحديث [3] . أخرجه الثلاثة [4] .
4479- كعب بن مرة
(ب د ع) كعب بْن مرة، وقيل مرة بْن كعب السلمي البهزي. والأول أكثر.
وقَالَ أَبُو عُمَر: كعب بْن مرة أصح. وقَالَ ابْن أَبِي خيثمة: هما اثنان.
سكن الأردن من الشام. روى عَنْهُ شرحبيل بْن السمط [5] ، وَأَبُو الأشعث الصنعاني، وَأَبُو صالح الخولاني، وسالم بْن أَبِي الجعد.
رَوَى عَمْرُو بْن مُرَّةَ، عَنْ سَالِمِ بْن أَبِي الْجَعْدِ: أَنَّ شُرَحْبِيلَ بْنَ السِّمْطِ قَالَ: يَا كَعْبُ بْنَ مُرَّةَ، حَدِّثْنَا حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ [قَالَ: دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ] [6] عَلَى مُضَرَ.
قَالَ: فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ نَصَرَكَ اللَّهُ وَأَعْطَاكَ، وَاسْتَجَابَ لَكَ، وَإِنَّ قَوْمَكَ قَدْ هَلَكُوا، فَادْعُ اللَّهَ لَهُمْ. فَقَالَ: «اللَّهمّ، اسْقِنَا غَيْثًا مُغِيثًا طَبَقًا غَدَقًا، عَاجِلا غَيْرَ رَائِثٍ [7] نَافِعًا غَيْرَ ضَارٍّ [8] .
__________
[1] لفظ الترمذي: «تواثقنا» . وما في أسد الغابة موافق للفظ المسند.
[2] والمعنى: أنه يعتز ببيعة العقبة، لأنها كانت أول الإسلام.
[3] تحفة الأحوذي، تفسير سورة التوبة، الحديث 5100: 8/ 506- 511.
[4] الاستيعاب، الترجمة 2206: 3/ 1326، ولفظ أبى عمر: «والأكثر يقولون: كعب بن مرة» .
[5] في المطبوعة: «الشمط» ، بالشين، وهو خطأ. ينظر الخلاصة.
[6] ما بين القوسين سقط من المطبوعة، أثبتناه عن مخطوطة دار الكتب 111 مصطلح حديث.
[7] يقال: «غيث طبق» - بفتحتين- أي عام واسع، و «اسقنا غيثا طبقا» : مالئا للأرض مغطيا لهما. و «الغدق» - بفتحتين أيضا-: المطر الكبار القطر. و «رائث» : بطيء متأخر.
[8] أخرجه الإمام أحمد في المسند: 4/ 235، 236. وابن ماجة في كتاب الإقامة، باب «ما جاء في الدعاء في الاستسقاء» ، الحديث 1269: 1/ 404.(4/189)
ولكعب أحاديث مخرجها عَنْ أهل الكوفة، يروونها عَنْ شرحبيل بْن السمط، عَنْ كعب.
وأهل الشام يروون تلك الأحاديث بأعيانها عَنْ شرحبيل، عَنْ عَمْرو بْن عبسة، والله أعلم، قاله أَبُو عُمَر- قَالَ: وقيل: إن كعب بْن مرة مات بالشأم سنة تسع وخمسين.
أَنْبَأَنَا يَعِيشُ بْنُ صَدَقَةَ بْنُ عَلِيٍّ الْفَقِيهُ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَحْمَدَ بْنِ شُعَيْبٍ: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَش، عَنْ عَمْرو بْن مرة، عَنْ سالم بْن أَبِي الجعد: أَنَّ شُرَحْبِيلَ بْنَ السِّمْطِ قَالَ: يَا كَعْبُ بْن مُرَّةَ، حَدَّثَنَا عَنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ وَاحْذَرْ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُول اللَّه صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ شَابَ شَيْبَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ، كَانَتْ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ [1] » . أَخْرَجَهُ الثلاثة.
4480- كعب بن يسار
(ب د ع) كعب بْن يسار بْن ضنة [2] بْن رَبِيعة بْن قزعة بْن عَبْد اللَّه بْن مخزوم بْن غالب بْن قطيعة [3] بْن عبس بْن بغيض بْن ريث بْن غطفان العبسي، ثُمَّ المخزومي.
شهد فتح مصر، واختط بها، وولى القضاء.
قَالَ سَعِيد بْن عفير: هو أوّل فاض استقضى بمصر فِي الْإِسْلَام، وكان قاضيًا فِي الجاهلية.
وقَالَ سَعِيد بْن أَبِي مريم: هُوَ ابْن بِنْت خَالِد بْن سنان العبسي الَّذِي قال النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فِيهِ: «نبي ضيعه قومه» . وقَالَ حيوة بْن شريح، عَنِ الضحاك بْن شرحبيل الغافقي، عَنْ عمار بْن سعد التجيبي أن عُمَر كتب إِلَى عَمْرو بْن العاص أن يجعل كعب بْن ضنة عَلَى القضاء، فأرسل إِلَيْه عَمْرو فأقرأه كتاب عُمَر، فَقَالَ كعب: لا، والله لا ينجيه اللَّه من الجاهلية وما كَانَ فِيهِ من الهلكة، ثُمَّ يعود فيها أبدًا بعد إِذ نجاه اللَّه مِنْها،. قَالَ: فتركه عمرو.
__________
[1] النسائي، كتاب الجهاد، باب «ثواب من رمى بسهم في سبيل الله عز وجل» : 6/ 27. وأخرجه الترمذي في أبواب فضائل الجهاد، باب «من شاب شيبة في سبيل الله» ، الحديث 1684: 5/ 261، 262 عن هناد، عن أبى معاوية بإسناده وقال الترمذي: «حديث كعب بن مرة حديث حسن» . وأخرجه الإمام أحمد عن أبى معاوية: 4/ 235، 236.
[2] في المطبوعة والاستيعاب 3/ 1326: «ضبة» . بالباء الموحدة. والمثبت عن الإصابة، قال الحافظ 3/ 286:
«ضنة: بمعجمة ونون ثقيلة» ، وعن المشتبه للذهبى: 414.
[3] في المطبوعة: «فظيعة» . وهو خطأ، والمثبت عن الإصابة، والقاموس المحيط، مادة قطع، وجمهرة أنساب العرب لابن حزم: 239.(4/190)
قَالَ أَبُو نعيم: استقضاء عُمَر لَهُ لا يوجب لَهُ صحبة، وليس فِي هَذَا الحديث دليل عَلَى الصحبة للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، وليس كل من أدرك الجاهلية صحب النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
قلت: قَالَ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم: إنه ولي القضاء، وهو أول قاض بمصر، وذكرا فِي الحديث أَنَّهُ لم يل القضاء، وأمَّا أَبُو عمر فإنه قَالَ: أراد عَمْرو بْن العاص أن يستعمله عَلَى القضاء، فإن عُمَر كتب إِلَيْه فِي ذَلِكَ فأبى، فلا تناقض في كلامه.
4481- كعب
(ب د ع) كعب، لَهُ صحبة. قطعت يده يَوْم اليمامة.
رَوَى عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ حَرْمَلَةَ بْن يَحْيَى، عَنِ ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرو بْن الْحَارِثِ، عَنْ بَكْرِ بْن سَوَادَةَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ نَافِعٍ، عَنْ كَعْبٍ: أَنَّ صَلاةَ الْخَوْفِ لِكُلِّ طَائِفَةٍ رَكْعَةٌ وَسَجْدَتَانِ.
قاله ابْن منده.
وقَالَ أَبُو نعيم: كذا حدث بِهِ- يعني ابْن منده- عَنْ عبد الكريم. وصوابه ما حدث الحسن ابن قُتَيْبَةَ، عَنْ حَرْمَلَةَ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ بَكْرِ بْنِ سَوَادَةَ، عَنْ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْغَافِقِيِّ: أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَهُمْ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ صَلَّى صَلاةَ الْخَوْفِ يَوْمَ مُحَارِبَ وَثَعْلَبَةَ، لكل طائفة ركعة وسجدتين. أخرجه الثلاثة [1] .
4482- كعب
(د ع) كعب: غير منسوب.
روى عَنْهُ علقمة بْن نضلة: أن رَسُول اللَّه صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ قَالَ: ما من أمير عشرة إلا يؤتى بِهِ يَوْم القيامة مغلولًا، حتَّى يكون اللَّه عزَّ وجلَّ يرحمه، أَوْ يقضي فِيهِ بغير ذلك.
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 2208: 3/ 1326. وقال الحافظ في الإصابة، الترجمة 7438: 3/ 287: «أظن في إسناده انقطاعا، فقد علقه البخاري من طريق زياد بن نافع، عن أبى موسى الغافقي، عن جابر بن عبد الله. وقال البخاري في التاريخ:
كعب، قطعت يده يوم اليمامة،. له صحبة. روى عنه زياد بن نافع» .
أما ما علقه البخاري فهو في الصحيح، كتاب المغازي، باب غزوة ذات الرقاع- وهي غزوة محارب خصفة، من بنى ثعلبة، من غطفان-: 5/ 148.(4/191)
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو نعيم: وَقَدْ يروى بعض هَذَا الكلام عَنْ «كعب ابن عجر» .
باب الكاف واللام
4483- كلاب بن أمية
(س) كلاب بْن أمية.
قَالَ عبدان: هُوَ أمية بْن الأشكر.
وقَالَ ابْن الكلبي: أمية بْن حرثان بْن الأشكر بْن عَبْد اللَّه بْن زهرة بْن جندع بْن ليث الكناني الليثي.
قيل: أسلم هُوَ وأبوه [1] ، وأبوه هُوَ الَّذِي يَقُولُ [2] أتاه مهاجران فولجاه وقَالَ أَبُو جَعْفَر: لقى كلاب بْن أمية عثمان بْن أَبِي العاص، فَقَالَ لَهُ: ما جاء بك؟ قَالَ:
استعملت عَلَى عشور الأبلة. فذكر لَهُ كلاب حديثًا عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ فِي ذم العشار.
روى خليد بْن دعلج، عَنْ سَعِيد بْن عَبْد الرَّحْمَن، عَنْهُ.
قَالَ الْبُخَارِيّ: هُوَ أَبُو هارون، سَمِعَ النَّبِيّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، وذكر الحديث والقصة.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
4484- كلاب بن عبد الله
(س) كلاب بْن عَبْد اللَّه.
ذكره الحافظ أَبُو مَسْعُود [3] ، وَرَوَى بِإِسْنَادِهِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ زَيْدٍ الْجَزَرِيِّ، عَنْ شُرَحْبِيلَ الْمَدَنِيِّ، عَنْ كِلابِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: صَنَعَ أَبُو الْهَيْثَمِ بْنُ التَّيِّهَانِ طَعَامًا، فَدَعَا رسول الله
__________
[1] تقدمت ترجمة أبيه، وهي برقم 227: 1/ 138. وقد ذكرنا فيها ما وقع من خلاف في ضبط «الأشكر» .
[2] القصيدة في ذيل الأمالي، لأبى على القالي: 3/ 108، 109. ورواية البيت فيه:
فإن مهاجرين تكنفاه ... ليترك شيخه خطئا وخابا
ويعنى بالمهاجرين اللذين دلاه على الجهاد: طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام رضى الله عنهما، كما في الأغاني 18/ 157 ط 1 بولاق.
[3] كذا، ولعله يعنى أبا مسعود الدمشقيّ، وهو إبراهيم بن محمد بن عبيد الحافظ، مؤلف أطراف الصحيحين. ينظر العبر للذهبى: 3/ 72.(4/192)
صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ وَكُنَّا مَعَهُ، فَلَمَّا أَكَلْنَا وَشَرِبْنَا قَالَ: أَثِيبُوا أَخَاكُمْ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بِأَيِّ شَيْءٍ نَثِيبُهُ؟ قَالَ: ادْعُوا اللَّهَ لَهُ بِالْبَرَكَةِ، فَإِنَّ الرَّجُلَ إِذَا أَكَلَ طَعَامَهُ وَشَرِبَ شَرَابَهُ ثُمَّ دُعِيَ لَهُ بِالْبَرَكَةِ، فَذَلِكَ ثَوَابُهُ [1] . أَخْرَجَهُ أبو موسى.
4485- كلثوم بن الحصين
(ب د ع) كلثوم بْن الحصين بْن عُبَيْد بْن خلف بْن بدر بْن أحيمس بن غفار بن مليل ابن ضمرة بْن بَكْر بْن عَبْد مناة بْن كنانة، أَبُو رهم الغفاري. وهو مشهور [2] بكنيته.
أسلم بعد قدوم النبي صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ المدينة، ولم يشهد بدرًا، وشهد أحدًا. وكان ممن بايع تحت الشجرة. وكان قَدْ رمي يَوْم أحد بسهم فِي نحره، فجاء إلى النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فبصق فِيهِ، فبرأ.
وكان أَبُو رهم يسمى المنحور.
واستخلفه رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وسلم على المدينة مرتين، مرة في عمرة القضاء ومرة عام الفتح لما سار إِلَى مكَّة والطائف وحنين. وكان يسكن المدينة، وسيذكر فِي الكنى إن شاء اللَّه تَعَالى.
أخرجه الثلاثة.
قلت: وَقَدْ نسبه ابْن منده وَأَبُو نعيم فقالا [3] : غفار بْن مقبل، بالقاف. وهو تصحيف، وَإِنما هُوَ مليل، بضم الميم، وبلامين، والله أعلم. وليس غلطًا من الناسخ، فإني رأيته في عدّة نسخ كذلك.
4486- كلثوم بن علقمة الخزاعي
(ب د ع) كلثوم بْن علقمة بْن ناجية الخزاعي المصطلقي.
روى ابنه الحضرمي، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ كَانَ فِي وفد بني المصطلق حين قدموا على رسول الله فِي أمر الْوَلِيد بْن عقبة بْن أَبِي معيط، فقال: انصرفوا غير محبوسين.
__________
[1] ذكر الحافظ في الإصابة، الترجمة 7527/ 3/ 304: أن هذا الحديث رواه البخاري في الأدب المفرد، من طريق عمارة بن غزية عن شرحبيل، عن جابر بن عبد الله، وأن ابن حبان أخرجه من طريق أبي عبد الرحيم، عن زيد بن أبي أنيسة، عن شرحبيل، عن جابر، وكذلك أخرجه أبو داود من رواية عمارة بن غزية، عن رجل من قومه، عن جابر كذلك. ثم قال الحافظ: «فالغالب على الظن أن قوله «كلاب» تغيير من بعض رواته، وإنما هو جابر» .
[2] وقع خلاف في نسب أبى رهم، ينظر جمهرة أنساب العرب لابن حزم: 176، والإصابة، كتاب الكنى، الترجمة 416: 4/ 71. والاستيعاب، الترجمة 2209: 3/ 1327.
[3] في المطبوعة: «فقال» . والمثبت عن مخطوطة الدار.(4/193)
قال أبو نعيم وأبو عمر: لا تصح لَهُ صحبة، وأحاديثه مرسلة، وسمع ابْن مَسْعُود.
روى عَنْهُ ابنه الحضرمي. وقَالَ أَبُو عُمَر: روى عَنْهُ ابنه الحضرمي وجامع بْن شداد [1] . وقَالَ أَبُو نعيم: الصحبة لأبيه علقمة بْن ناجية. رَوَاهُ يعقوب بْن حميد ويعقوب الزُّهْرِيّ، عَنِ الحضرمي عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدّه. ورواه ابْن منده أيضًا هكذا بالوجهين معًا، من طريق جعل الصحبة لكلثوم، ومن طريق أخرى جعل الصحبة لعلقمة. وهو الصحيح.
أخرجه الثلاثة، والله أعلم.
4487- كلثوم الخزاعي
(د ع) كلثوم الخزاعي.
ذكر فِي الصحابة، ولا يصح. عداده فِي أهل الكوفة، روى عَنْهُ جامع بْن شداد، والزبير بْن عدي. ومثله قَالَ أَبُو نعيم، وروى أَبُو نعيم لَهُ ما أَنْبَأَنَا بِهِ أَبُو مَنْصُورِ بْنُ مَكَارِمَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي زكريا قَالَ:
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْهَيْثَمِ الزُّهْرِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحِيرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ كُلْثُومٍ الْخُزَاعِيِّ قال: أتى النبيّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ لِي إِذَا أَحْسَنْتُ أَنْ أَعْلَمَ أَنِّي أَحْسَنْتُ. وَإِذَا أَسَأْتُ أَنْ أَعْلَمَ أَنِّي أَسَأْتُ؟ فَقَالَ رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: «إِذَا قَالَ جِيرَانُكَ: إِنَّكَ قَدْ أَحْسَنْتَ فَقَدْ أَحْسَنْتَ، وَإِذا قَالَ جِيرَانُكَ إِنَّكَ قَدْ أَسَأْتَ فَقَدْ أَسَأْتَ» . قلت: أَخْرَجَهُ ابْن منده وَأَبُو نعيم وجعلا هَذَا والذي قبله ترجمتين، وقالا: روى عَنِ الأول ابنه الحضرمي، وعن هَذَا جامع بْن شداد. وجعلهما أَبُو عُمَر واحدًا، وهو كلثوم بْن علقمة، وقَالَ: روى عَنْهُ ابنه الحضرمي وجامع، فلا أعلم من أَيْنَ علم ابْن منده وَأَبُو نعيم الفرق بَيْنَهُما، حتَّى جعلاهما ترجمتين؟! وليس لهذا نسب ولا ما يستدل بِهِ عَلَى الفرق، وكونهما معًا خزاعيين يدل عَلَى أنهما واحد، والله أعلم.
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 2210: 3/ 1327.(4/194)
4488- كلثوم بن هدم الأوسي
(ب ع س) كلثوم بْن هدم [1] بْن امرئ القيس بْن الحارث بْن زيد بْن عبيد بْن زيد بن مالك ابن عوف بْن عمرو بْن عوف بْن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي، قاله أبو عمرو ابن الكلبي.
وقَالَ أَبُو نعيم، وَأَبُو مُوسَى: كلثوم بْن هدم، أخو بني عَمْرو بْن عوف. وقيل: كَانَ أحد بني زَيْد بْن مَالِك، وقيل: أحد بنى عبيد. كان يسكن قباء، ويعرف بصاحب رَسُول اللَّه صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ وكان شيخًا كبيرًا أسلم قبل وصول رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ إِلَى المدينة. وهو الَّذِي نزل عَلَيْهِ رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ بقباء، اتفق عَلَيْهِ مُوسَى بْن عقبة وابن إِسْحَاق [2] ، والواقدي. وأقام عنده أربعة أيام، ثُمَّ خرج إِلَى أَبِي أيوب الْأَنْصَارِيّ، فنزل عَلَيْهِ حتَّى بنى مساكنه وانتقل إليها. ولما نزل رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ عَلَى كلثوم، صاح كلثوم بغلام لَهُ: يا نجيح. فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ لأبي بَكْر: أنجحت يا أبا بَكْر. وقيل: بل نزل عَلَى سعد بْن خيثمة، فِي بني عَمْرو بْن عوف.
قَالَ الواقدي: كَانَ نزول رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ عَلَى كلثوم بْن الهدم وكان يتحدث فِي منزل سعد.
وكان يسمى منزل العزاب [3] ، فلذلك قيل. نزل عَلَى سعد بْن خيثمة.
وأقام رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فِي بني عَمْرو بْن عوف بقباء الاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس، وأسس مسجدهم، وخرج من عندهم فأدركته الجمعة فِي بني سالم بْن عوف، فصلاها فِي بطن الوادي، ثُمَّ نزل عَلَى أَبِي أيوب، وتوفي كلثوم بْن الهدم قبل بدر بيسير، وقيل: إنه أول من مات من أصحاب رَسُول اللَّه صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ بعد قدومه المدينة، ولم يدرك شيئًا من مشاهده ذكره الطبري وقَالَ:
ثُمَّ توفي بعده أسعد بْن زرارة.
أَخْرَجَهُ أَبُو نعيم، وأبو عمر، وأبو موسى.
قلت: قول أبي نعيم وأبي مُوسَى «كلثوم بْنُ هدم أحد بني عَمْرو بْن عوف، وقيل: أحد بني زَيْد بْن مَالِك، وقيل أحد بني عُبَيْد» ، إِذَا رآه من لا معرفة لَهُ بالنسب لظنه اختلافا، وليس
__________
[1] في المطبوعة وردت: «هرم» ، بالراء. والمثبت عن مخطوطة الدار، وسيرة ابن هشام: 1/ 493. والاستيعاب، الترجمة 2221: 3/ 1327. والإصابة، الترجمة 7446: 3/ 288، قال الحافظ: «الهدم: بكسر الهاء، وسكون الدال» . وقد مضى على الصواب في ترجمة سعد بن خيثمة: 2/ 346.
[2] سيرة ابن هشام: 1/ 493.
[3] في المطبوعة: «الغراب» . ينظر ترجمة سعد بن خيثمة 3/ 346. وفي سيرة ابن هشام: «بيت الأعزاب» .(4/195)
كذلك. ولو ساقا نسبه لعلما أَنَّهُ واحد، فإن عُبَيْد بْن زَيْد بْن مَالِك بْن عَمْرو بْن عوف، فمنهم [1] من نسبه إِلَى عُبَيْد بْن زَيْد، ومنهم من نسبه إِلَى أَبِيهِ زَيْد بْن مَالِك، ومنهم من نسبه إلى عمرو ابن عوف، وهو والد مَالِك، فلا اختلاف فِيهِ، والله أعلم.
4489- كلدة بن الحنبل
(ب د ع) كلدة بْن الحنبل. وَيُقَال: كلدة بْن عَبْد اللَّه بْن الحنبل والصواب. كلدة بْن الحنبل بْن مليل.
وَقَدْ اختلف فِي نسبه إِلَى قبيلته، فقيل: غساني. وقيل: أسلمي. وقيل غير ذَلِكَ.
وأمه: أنيسة بِنْت معمر بْن حبيب بْن وهب بْن حذافة بْن جمح. وقيل: صفية.
وهو حليف بني جمح، وهو أخو صفوان بْنُ أمية بْن خلف الجمحي لأمه، قاله ابْن إِسْحَاق، والواقدي، ومصعب [2] .
وقَالَ الكلبي، والهيثم بْن عدي: كلدة بْن الحنبل، ابْن أخي صفوان بْن أمية لأمه، وقالا:
كان الحنبل مولى لمعمر بْن حبيب بْن وهب بْن حذافة بن جمح وشهد كلدة مَعَ صفوان يَوْم حنين، فلما انهزم المسلمون قَالَ كلدة: بطل سحر ابْن أَبِي كبشة اليوم! فَقَالَ صفوان: فض اللَّه فاك! لأن يربني رَجُل من قريش، أحب إليَّ من أن يربني رَجُل من هوازن [3] » .
وهو الَّذِي بعثه صفوان بْن أمية إلى النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يَوْم الفتح بهدايا فيها لبن وجدايا وضغابيس [4] .
وهو أخو عبد الرحمن [5] بن الجنبل لأب وأم، وكانا ممن سقط من اليمن إِلَى مكَّة، قاله مصعب وغيره.
وقَالَ غيرهم: كلدة بْن الحنبل، أسود من سودان مكَّة، كَانَ متصلًا بصفوان بْن أمية يخدمه لا يفارقه فِي سفر ولا حضر، ثُمَّ أسلم بإسلام صفوان، ولم يزل مقيمًا بمكة إِلَى أن توفى بها.
__________
[1] في المطبوعة: «منهم» . والمثبت عن مخطوطة الدار.
[2] ينظر كتاب نسب قريش لمصعب الزبيري: 388.
[3] مضى هذا الأثر في ترجمة صفوان بن أمية: 3/ 24. وشرحنا غريبه هنالك.
[4] «الجدايا» : جمع جداية، بفتح الجيم، وهي: من أولاد الظباء ما بلغ ستة أشهر أو سبعة، ذكرا كان أو أنثى، بمنزلة الجدي من المعز. و «الضغابيس» : جمع ضغبوس، بضم فسكون، وهي: صغار القثاء.
[5] تقدم ذلك في ترجمة عبد الرحمن، وهي برقم 3286: 3/ 439.(4/196)
أَخْبَرَنَا غَيْرُ وَاحِدٍ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى قَالَ: أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ [أَبِي] [1] سُفْيَانَ: أَنَّ عَمْرَو بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَفْوَانَ أَخْبَرَهُ:
أَنَّ كِلْدَةَ بْنَ الْحَنْبَلِ أَخْبَرَهُ: أَنَّ صَفْوَانَ بْنَ أُمَيَّةَ بَعَثَهُ بِلَبَنٍ وَلِبَإٍ [2] وَضَغَابِيسَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ، وَالنَّبِيُّ بِأَعْلَى الْوَادِي- قَالَ: فَدَخَلْتُ وَلَمْ أُسَلِّمْ وَلَمْ أَسْتَأْذِنْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ: ارْجِعْ فَقُلِ:
السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَأَدْخُلُ؟ وَذَلِكَ بَعْدَ مَا أَسْلَمَ صَفْوَانُ. قَالَ عَمْرٌو: أَخْبَرَنِي بِهَذَا الْخَبَرِ أُمَيَّةُ بْنُ صَفْوَانَ وَلَمْ يَقُلْ: سمعته من كلدة [3] . أخرجه الثلاثة.
4490- كليب بن إساف
(س) كليب بْن إساف.
ذكرناه فِي ترجمة أخيه خَالِد بْن إساف [4] .
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
4491- كليب بن تميم
(ب س) كليب بْن تميم بْن بشر. وقيل فِيهِ: كليب بْن بشر بْن تميم. حليف لبني الحارث بْن الخزرج.
شهد أحدًا وما بعدها، وقتل يَوْم اليمامة شهيدًا.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر، وَأَبُو مُوسَى.
بشر: رَأَيْته فِي نسخ لا تعد بالاستيعاب لأبي عُمَر صحاح: بشر، بالباء والشين المعجمة.
والذي ذكره الأمير فَقَالَ فِي نسر بالنون والسين المهملة: كليب بْن تميم بْن نسر، أحد بني الحارث ابن الخزرج. قَالَ الواقدي: هُوَ حليف لهم، واستشهد باليمامة، ومثله قال ابن إسحاق.
__________
[1] ما بين القوسين المعقوفين عن الترمذي، وينظر ترجمة عمرو بن أبى سفيان في التهذيب: 8/ 41.
[2] اللبأ- بوزن عنب-: أول ما يحلب عند الولادة.
[3] تحفة الأحوذي، أبواب الاستئذان، باب «التسليم قبل الاستئذان» ، الحديث 2853: 7/ 490، 491. وقال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب» .
هذا وقد أخرجه الإمام أحمد أيضا عن روح بإسناده: 3/ 414.
[4] تقدمت ترجمة خالد بن إساف برقم 1342: 2/ 89.(4/197)
4492- كليب بن جزى العقيلي
(د ع) كليب بْن جزي بْن معاوية بْن خفاجة بْن عَمْرو بْن عقيل العقيلي.
وقيل: كليب بْن حزن. كذا أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر، وفي بعض نسخ كتابه: كليب بْن جرز، بالجيم والراء [1] والزاي.
روى أَبُو عُمَر أَنَّهُ قَالَ: أخذ منا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ من المائة جذعتين.
وهو هَذَا: وروى عَنْهُ يعلى بْن الأشدق. أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يَقُولُ: «اطلبوا الجنة جهدكم، واهربوا من النار جهدكم، فإن الجنة لا ينام طالبها، والنار لا ينام هاربها، ألا إن الآخرة اليوم محففة بالمكاره، ألا وَإِن النار محففة بالشهوات» . أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم.
4493- كليب بن شهاب
(ب د ع) كليب بْن شهاب الجرمي، أَبُو عاصم. ذكر فِي الصحابة.
روى سُفْيَان الثوري، عَنْ عاصم بْن كليب، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ خرج مَعَ جنازة شهدها رَسُول اللَّه صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ قَالَ: وأنا غلام أفهم وأعقل- فَقَالَ رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: «إن اللَّه يحب من العامل إِذَا عمل شيئًا أن يحسن [2] » . أَخْرَجَهُ الثلاثة، قَالَ أَبُو عُمَر: لَهُ- يعني لكليب- ولأبيه شهاب صحبة [3] .
4494- كليب أبو كثير الجهنيّ
(ب د ع) كليب أَبُو كَثِير الجهني.
حديثه عند أولاده. روى عثيم بْن كَثِير بْن كليب الجهني عَنْ أبيه، عَنْ جده: أَنَّهُ رَأَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ دفع من عرفة بعد ما غربت الشمس.
وبه قَالَ: أتيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ. فبايعته عَلَى الإِسْلامِ، فأسلمت، فَقَالَ: «احلق عنك شعر الكفر» . فحلقته.
__________
[1] وهو كذلك في النسخة المطبوعة من الاستيعاب، الترجمة 2213: 3/ 1329. وقال الحافظ في الإصابة، الترجمة 7455/ 3/ 289، 290: «وهو تصحيف، وعند ابن حبان: كليب بن حزم» ونقل الحافظ عن ابن شاهين أنه قال:
والصواب عندي: ابن جزى، يعنى بفتح الجيم، وكسر الزاى، بعدها ياء آخر الحروف» .
[2] في الاستيعاب: «يحسنه» .
[3] الاستيعاب، الترجمة 2214: 3/ 1329.(4/198)
وبه: أن النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ قَالَ: «الكبير من الأخوة بمنزلة الأب» . أَخْرَجَهُ الثلاثة.
عثيم: بضم العين المهملة، وفتح الثاء المثلثة، وسكون الياء تحتها نقطتان، وآخره ميم.
4495- كليب أبو منفعة
(ب د ع) كليب أَبُو منفعة.
روى عَنْهُ ابنه منفعة. روى يَحيى الحماني، عَنِ الحارث بْن مرة الحنفي، عَنْ كليب بْن منفعة بْن كليب الحنفي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُول اللَّه، من أبر! قال:
«أمك وأباك، وأختك وأخاك ومولاك الَّذِي يلي ذَلِكَ، حقًا واجبًا ورحمة موصولة» .
رَوَاهُ عَبْد الصمد بْن عَبْد الوارث عَنِ الحارث بْن مرة وضمضم بْن عَمْرو. قالا: حدثنا كليب ابن منفعة، عَنْ جَدّه أَنَّهُ قَالَ للنبي صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: من أبر. نحوه.
ورواه ضمضم بْن عَمْرو، عَنْ كليب قَالَ: قَالَ جدي للنبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ ... نحوه مرسلًا.
وروى أَحْمَد بْن مُسْلِم، عَنِ الحارث، عَنْ كليب بْن منفعة، عَنْ سراج بْن مجاعة قَالَ:
أتى جدي النَّبِيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، فذكر نحوه. أخرجه الثلاثة [1] .
4496- كليب
(س) كليب.
قاله أَبُو مُوسَى، أورده أَبُو بكر بْن أَبِي علي في الصحابة، وروى لَهُ عَنْ صخر بْن عكرمة، عَنْ كليب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: «لولا أن الذنب خير للمؤمن من العجب، ما خلى اللَّه عزَّ وجلَّ بين المؤمن وبين الذنب أبدًا» . أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
4497- كليب
(ب) كليب.
لَهُ صحبة. قتله أَبُو لؤلؤة يَوْم قتل عُمَرَ بْن الْخَطَّابِ رَضِي اللَّه عَنْهُ.
قَالَ الزُّهْرِيّ: طعن أَبُو لؤلؤة اثني عشر رجلًا، مات منهم ستة، منهم: عُمَر، وكليب.
وعاش منهم ستة، ثُمَّ نحر نفسه بخنجره.
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 3190: 4/ 1762.(4/199)
وكليب، هُوَ الَّذِي قيل لعمر: إن امْرَأَة ماتت بالبيداء، فلم يدفنها أحد ممن مر عليها، ودفنها كليب. فَقَالَ: إني لأرجو لكليب بها خيرًا.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر، والله أعلم.
باب الكاف والنون
4498- كناز بن حصين
(ب د ع) كناز بْن حصين بْن يربوع [بن عمرو بن يربوع [1]] بن خرشة بن سعد بن طريف ابن جلان بن غنم بْن غنى بْن يعصر بْن سعد بْن قيس بْن غيلان، قاله ابْن إِسْحَاق.
وقَالَ ابْن الكلبي: هُوَ كناز بْن الحصين بْن يربوع بْن طريف بْن خرشة بْن عبيد بْن سعد بْن عوف بْن كعب بْن جلان بْن غنم بْن غنى أَبُو مرثد الغنوي.
حليت حمزة بْن عَبْد المطلب، وهو من كبار الصحابة وفضلائهم، شهد بدرًا هُوَ وابنه مرثد ابن أَبِي مرثد، روى عَنْهُ واثلة بْن الأسقع أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم يقول: «لا تجلسوا على القبور ولا تصلّوا إليها» [2] . قيل: توفي أَبُو مرثد فِي خلافة أَبِي بَكْر الصديق رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، سنة إحدى عشرة، وهو ابْن ست وستين سنة، ونذكره فِي الكنى إن شاء اللَّه تَعَالى أكثر من هذا.
أخرجه الثلاثة.
4499- كنانة بن عبد ياليل الثقفي
(ب) كنانة بْن عَبْد ياليل الثقفي.
كَانَ من أشراف ثقيف الَّذِينَ قدموا عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ بعد عوده عَنْ حصر الطائف، وبعد قتلهم عروة بْن مَسْعُود، فأسلموا وفيهم عثمان بْن أَبِي العاص.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر.
قلت: ذكر أَبُو عمر فِي حرف العين: «عَبْد ياليل» ، أَنَّهُ قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ، وفي حاشية الكتاب أَنَّهُ نقله عَنِ ابْنِ إِسْحَاق. والصحيح: كنانة بْن عَبْد ياليل، ذكره موسى بن عقبة،
__________
[1] ما بين القوسين المعقوفين عن سيرة ابن هشام: 1/ 678، والاستيعاب، الترجمة 2231: 3/ 1333.
[2] أخرجه الإمام أحمد في مسندة: 4/ 135.(4/200)
وقَالَ المدائني: قدم كنانة بْن عَبْد ياليل على النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فِي النفر الوفد من ثقيف، فأسلموا غير كنانة، فإنه قَالَ: لا يربني [1] رَجُل من قريش.
وخرج إِلَى نجران ثُمَّ إِلَى الروم فمات بأرض الروم كافرًا، والله أعلم.
4500- كنانة بن عدي العبشمي
(ب) كنانة بْن عدي بْن رَبِيعة بْن عَبْد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف العبشمي.
هُوَ الَّذِي خرج بزينب بِنْت رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ لما سيرها زوجها أَبُو العاص بْن الربيع بْن عَبْد العزى إِلَى النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ بالمدينة، وهو ابْن أخي أَبِي العاص [2] .
أخرجه أبو عمر.
4501- كندير بن سعيد
(د ع) كندير بْن سَعِيد بْن حيدة بْن قشير القشيري، وقيل: المزني.
كذا نسبه ابن منده وَأَبُو نعيم، مختلف فِي صحبته، قيل: له رؤية، ولأبيه صحبة.
روى خَالِد بْن عَبْد اللَّه، عَنْ دَاوُد بْن أَبِي هند، عَنِ الْعَبَّاس بْن عَبْد الرَّحْمَن، عَنْ كندير بْن سَعِيد- وقَالَ مرة: عَنْ أَبِيهِ- قَالَ: حججت مرة فِي الجاهلية، فإذا أَنَا برجل يطوف بالبيت وهو يرتجز:
يا رب رد راكبي محمدًا ... رده إليَّ واصطنع عندي يدا [3]
وذكر الحديث [4] . والصحيح «عَنْ أَبِيهِ» . وَقَدْ تقدّم.
__________
[1] في المطبوعة: «يرثني» . وفي مخطوطة دار الكتب دون فقط. وقد رجحنا أنه «يربني» . والمعنى: لا يسود ويكون أميرا على رجل من قريش.
[2] كذا، والّذي يبدو من ظاهر النسب أنه ابن ابن عمه، فكنانة هو ابن عدي بن ربيعة بن عبد العزى. وأبو العاص هو ابن الربيع بن عبد العزى. وبعد أن كتبنا هذا وجدنا الحافظ في الإصابة، الترجمة 7466/ 3/ 291 يقول: «قلت: هو ابن هم أبى العاص ... » .
[3] تقدم البيت في ترجمة أبيه سعيد بن حيدة، الترجمة 2067: 2/ 385.
[4] أخرجه البيهقي في دلائل النبوة، باب «بيان شفقة عبد المطلب بن هاشم على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم» : 1/ 366، 367 من طريق خالد بن عبد الله. وأخرج حديث حيدة بن معاوية، من طريق خارجة، عن بهز بن حكيم 1/ 367، 368، وفيه: «قالوا: من هذا؟ قالوا: سيد قريش وابن سيدها، هذا عبد المطلب بن هاشم. قلت: فما محمد هذا منه؟ قالوا، هذا ابن ابن له، وهو أحب الناس إليه، وله إبل كثيرة، فإذا ضل منها بعث فيها بنيه يطلبونها، وإذا أعيا بنوه بعث ابن ابنه، وقد بعثه في ضالة أعيا عنها بنوه، وقد احتبس عنه. فو الله ما برحت البلد حتى جاء محمد وجاء بالإبل» .(4/201)
ورواه مسلمة بْن علقمة، عَنْ دَاوُد، عَنْ بهز بْن حكيم، عَنْ جَدّه حيدة بْن معاوية: أن حيدة خرج فِي الجاهلية معتمرًا وذكر الحديث، والأبيات، قَالَ: فقلت: من هَذَا؟
قَالَوا: سيد قريش عَبْد المطلب.
أَخْرَجَهُ ابْن منده [1] وَأَبُو نعيم، والله تَعَالى أعلم.
باب الكاف والهاء والواو
4502- كهمس الهلالي
(د ع) كهمس الهلالي.
لَهُ صحبة. روى عَنْهُ معاوية بْن قُرَّة. سكن البصرة.
رَوَى حَمَّادُ بْنُ زَيْدِ [2] بْنِ مُسْلِمٍ الْمِنْقَرِيُّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ كَهْمَسٍ الْهِلالِيِّ قَالَ: «أَسْلَمْتُ فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ بِإِسْلامِي، ثُمَّ غِبْتُ حَوْلا، ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَيْهِ وَقَدْ ضَمُرَ بَطْنِي وَنَحِلَ جِسْمِي، فَخَفَضَ فِي الطَّرْفِ ثُمَّ رَفَعَهُ، فَقُلْتُ: أَمَا تَعْرِفُنِي؟ أَنَا كَهْمَسٌ الْهِلالِيُّ الَّذِي أَتَيْتُكَ عَامَ أَوَّلٍ. قَالَ: فَمَا بَلَغَ بِكَ مَا أَرَى؟ قَالَ قُلْتُ: مَا نِمْتُ بَعْدَكَ لَيْلا، وَلا أَفْطَرْتُ نَهَارًا! قَالَ: وَمَنْ أَمَرَكَ أَنْ تُعَذِّبَ نَفْسَكَ؟ صُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ، وَمِنْ كُلِّ شَهْرٍ يَوْمَيْنِ. قُلْتُ:
زِدْنِي، فَإِنِّي أَجِدُ قُوَّةً. قَالَ: صُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ، وَثَلاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شهر» . أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
4503- كهيل الأزدي
(س) كهيل الْأَزْدِيّ.
أَنْبَأَنَا أَبُو مُوسَى إِجَازَةً، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، أنبأنا أَبُو عَمْرِو ابْنُ حَمْدَانَ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو الدَّرْدَاءِ- وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى: أَبُو الزَّرْقَاءِ- عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ عَبْدِ الله القرشي، عن القاسم ابن مُحَمَّدٍ، عَنْ كُهَيْلٍ الْأَزْدِيِّ- وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ- قَالَ: أُصِيبَ النَّاسُ يَوْمَ أُحُدٍ، وَكَثُرَ فِيهِمُ الْجِرَاحَاتُ، فَأَتَى رَجُلٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ النَّاسَ قَدْ كَثُرَ فِيهِمُ الجراحات؟ قال:
__________
[1] أخرجه أيضا ابن أبى حاتم في الجرح والتعديل: 3/ 2/ 127.
[2] في المطبوعة: «حماد بن يزيد» . ولم نجده، وقد أثبتنا ما في مخطوطة دار الكتب 111 مصطلح حديث.(4/202)
انْطَلِقْ فَقُمْ عَلَى الطَّرِيقِ، فَلا يَمُرُّ بِكَ جَرِيحٌ إِلا قُلْتَ: «بِسْمِ اللَّهِ» ، ثُمَّ تَفَلْتَ فِي جُرْحِهِ وَقُلْتَ:
بِاسْمِ رَبِّنَا الْحَيِّ الْحَمِيدِ، مِنْ كُلِّ حَدٍّ وَحَدِيدٍ، وَحَجَرٍ تَلِيدٍ، اللَّهمّ اشْفِ لا شَافِيَ إِلا أَنْتَ» .
قَالَ كهيل: فإنه لا يقيح ولا يرم. أَخْرَجَهُ أَبُو موسى.
4504- كوز بن علقمة
(س) كوز بْن علقمة- بالواو- وأورده الخطيب مَعَ كرز بْن علقمة. وكذلك قاله ابْن ماكولا وهو من بني بَكْر بْنِ وَائِلٍ.
قَدِمَ عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ وهو نصراني مَعَ وفد نجران، ثُمَّ أسلم بعد ذَلِكَ.
روى إِبْرَاهِيم بْن سعد، عَنِ ابْنِ إِسْحَاق، عَنْ يَزِيدَ بْنِ سُفْيَان، عَنِ ابْنِ السلماني، عَنْ كوز بْن علقمة قال: قدم عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ وفد نصارى نجران، ستون راكبًا، منهم أربعة وعشرون [1] رجلًا من أشرافهم، والأربعة والعشرون منهم ثلاثة يئول أمرهم إليهم: العاقب أمير القوم، وذو رأيهم، وصاحب مشورتهم، والذي يصدرون عَنْ رأيه وأمره، واسمه عَبْد المسيح.
والسيد ثمالهم [2] ، وصاحب رحلهم، واسمه النهيم [3] ، وَأَبُو حارثة بن علقمة، أحد بكر ابن وائل، أسقفهم وحبرهم، وإمامهم وصاحب مدراسهم [4] .
فلما وجهوا [5] إِلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ من نجران، جلس أَبُو حارثة عَلَى بغلة لَهُ، وَإِلى جنبه أخ يُقال لَهُ: كوز [6] بْن علقمة يسايره، إِذ عثرت بغلة أَبِي حارثة، فَقَالَ كوز: تعس الأبعد- يريد رَسُول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ- فَقَالَ أَبُو حارثة: بل أنت تعست! قال: ولم يا أخي؟ قَالَ: والله إنه النَّبِيّ الَّذِي كُنَّا ننتظر. فَقَالَ لَهُ كوز: فما يمنعك مِنْهُ وأنت تعلم هَذَا؟ قَالَ: ما صنع بنا
__________
[1] لفظ سيرة ابن هشام: «فيهم أربعة عشر رجلا من أشرافهم، في الأربعة عشر، منهم ثلاثة نفر ... » .
[2] الثمال- بكسر الثاء-: الغياث، الّذي يقوم بأمر قومه.
[3] كذا، ومثله في مخطوط الدار. وفي سيرة ابن هشام: «الأيهم» .
[4] المدراس- بكسر الميم: متعبد اليهود والنصارى.
[5] أي: توجهوا.
[6] هنا قال ابن هشام في السيرة: «ويقال: كرز» .(4/203)
هَؤُلَاءِ القوم شرفونا ومولونا وأكرمونا، وَقَدْ أَبُوا إلا خلافه، ولو فعلت لنزعوا منا ما ترى! فأضمر عَلَيْهِ مِنْهُ أخوه كوز بْن علقمة حتَّى أسلم بعد ذَلِكَ [1] .
أَخْرَجَهُ أَبُو موسى هاهنا، وأمَّا الَّذِي سمعناه من رواية يونس، عَنِ ابْنِ إِسْحَاق، فهو «كور» بالراء، وَقَدْ تقدم أتم من هَذَا، والله أعلم.
باب الكاف والياء
4505- كيسان مولى الأنصار
(ب د ع) كيسان، مَوْلَى الأنصار.
قتل يوم أحد [2] ، قيل: إنه مَوْلَى بني عدي بْن النجار. وقيل: مَوْلَى بني مازن بْن النجار.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
4506- كيسان مَوْلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلّم
(ب د ع) كيسان مَوْلَى رَسُول اللَّه صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، وقيل: اسمه مهران، وقيل: طهمان، وقيل:
هرمز.
حديثه عند عطاء بْن السائب، عَنْ أم كلثوم بِنْت عليّ، عَنْهُ فِي تحريم الصدقة عَلَى آل رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وسلّم [3] .
أخرجه الثلاثة.
4507- كيسان بن عبد الله
(ب د ع) كيسان بْن عَبْد اللَّه بْن طارق. وقيل: ابْن بشر، أَبُو عَبْد الرحمن. مولى خالد ابن أسيد.
عداده فِي أهل الحجاز، روى عَنْهُ ابناه عَبْد الرَّحْمَن، ونافع.
أَنْبَأَنَا أَبُو يَاسِرٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أحمد، حدثني أَبِي، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بن كثير الملكي، قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ كَيْسَانَ مَوْلَى خَالِدِ بْنِ أُسَيْدٍ، قَالَ قُلْتُ:
أَلا تُحَدِّثُنِي عَنْ أَبِيكَ؟ [فَقَالَ: مَا سَأَلْتَنِي] [4] ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلّم
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 573، 574.
[2] سيرة ابن هشام: 2/ 125. والاستيعاب: 3/ 1331.
[3] ينظر ترجمة طهمان مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلّم. وقد تقدمت برقم 2645: 3/ 99.
[4] ما بين القوسين عن مسند الإمام أحمد.(4/204)
خَرَجَ مِنَ الْمَطَابِخِ [1] ، حَتَّى أَتَى الْبَلَدَ، وَهُوَ مُتَّزِرٌ بِإِزَارٍ لَيْسَ عَلَيْهِ رِدَاءٌ، فَرَأَى عِنْدَ الْبِئْرِ عَبِيدًا يُصَلُّونَ، فَحَلَّ الإِزَارَ وَتَوَشَّحَ بِهِ، وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ لا أَدْرِي الظُّهْرَ أَوِ الْعَصْرِ [2] .
وَرَوَى ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ نَافِعِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ كَانَ يَتَّجِرُ فِي الْخَمْرِ زَمَنَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، فَلَمَّا حُرِّمَتِ الْخَمْرُ نَهَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ [3] .
أَخْرَجَهُ ابْن منده وَأَبُو نعيم، إلا أن ابْن منده جعل كيسان هَذَا هُوَ أَبُو عَبْد الرَّحْمَن وَأَبُو نافع، وفرق بَيْنَهُما أَبُو نعيم فجعلهما اثنين، أحدهما هَذَا، وجعل ترجمته: كيسان أَبُو عَبْد الرَّحْمَن، والثاني: كيسان والد نافع، عَلَى ما نذكره. وأمَّا أَبُو عُمَر فَقَالَ: كيسان أَبُو عَبْد الرحمن ابن كيسان، يُقال: هُوَ مولى خَالِد بْن أسيد، سكن مكَّة والمدينة، روى عَنْهُ ابنه عَبْد الرَّحْمَن حديثه: رَأَيْت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يصلي فِي ثوب واحد [4] ، إلا أَنَّهُ لم ينسبه، وجعل كيسان بْن عَبْد اللَّه ابن طارق والد نافع، فوافق أبا نعيم فِي أنهما اثنان، وخالفه فِي أَنَّهُ جعل كيسان بْن عَبْد اللَّه أبا نافع، وجعله أَبُو نعيم أبا عَبْد الرَّحْمَن، والله أعلم.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
4508- كيسان بن عبد
(ب ع س) كيسان بْن عَبْد. والد نافع بْن كيسان، يُقال: هُوَ كيسان بْن عَبْد اللَّه بْن طارق.
روى عَنِ النَّبِيّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فِي تحريم الخمر وثمنها. روى عَنْهُ ابنه نافع، وله حديث آخر قَالَ:
سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يَقُولُ: ينزل عِيسَى ابْن مريم عند المنارة البيضاء شرقي دمشق، قاله أَبُو عُمَر. وقَالَ أَبُو نعيم: كيسان والد نافع بْن كيسان، يكنى أبا نافع. أفرده سُلَيْمَان بْن أَحْمَد عَنْ كيسان أَبِي عَبْد الرَّحْمَن، وقَالَ: «كيسان أَبُو نافع، غير المتقدم» جعلهما اثنين، وجعلهما بعض النَّاس- يعني ابْن منده- واحدًا، وروى لَهُ حديث تحريم الخمر وثمنها، وروى لَهُ أَبُو نعيم أيضًا حديث نزول عِيسَى ابن مريم صلّى الله عليه وآله وسلّم.
__________
[1] المطابخ: موضع بمكة «مراصد الاطلاع» .
[2] مسند الإمام أحمد: 3/ 417.
[3] أخرجه الإمام أحمد في المسند عن قتيبة، عن ابن لهيعة: 4/ 335.
[4] الاستيعاب: 3/ 1330.(4/205)
فأمَّا تحريم الخمر فَأَخْبَرَنَا بِهِ أَبُو يَاسِرِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ بِإِسْنَادِهِ عن عبد الله بْنِ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سعيد، حدثنا ابن لهيعة، عن سلمان بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ نَافِعِ بْنِ كَيْسَانَ:
أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ كَانَ يَتَّجِرُ فِي الْخَمْرِ فِي زَمَنِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، وَأَنَّهُ أَقْبَلَ مِنَ الشَّامِ وَمَعَهُ خَمْرٌ فِي الزِّقَاقِ، يُرِيدُ بِهَا التِّجَارَةَ. فَأَتَى رَسُولَ الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي جِئْتُكَ بِشَرَابٍ جَيِّدٍ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ: يَا كَيْسَانُ إِنَّهَا قَدْ حُرِّمَتْ [بَعْدَكَ. قَالَ: فَأَبِيعُهَا يَا رَسُول اللَّهِ؟ فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ: إِنَّهَا قَدْ حُرِّمَتْ] [1] وَحُرِّمَ ثَمَنُهَا، فَانْطَلَقَ كَيْسَانُ إِلَى الزِّقَاقِ فَأَخَذَ بِأَرْجُلِهَا، ثُمَّ أَهْرَاقَهَا. أخرجه أبو نعيم، وأبو عمر، وأبو موسى. وقَالَ أَبُو مُوسَى: كَيْسَانُ أَبُو نَافِعٍ أَفْرَدَهُ الطَّبَرَانِيُّ وَابْنُ شَاهِينَ وَجَعْفَرٌ وَغَيْرُهُمْ، عَنْ كَيْسَانَ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَجَمَعَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بَيْنَهُمَا، وَكَأَنَّهُمَا اثْنَانِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
قلت: قَدْ اتفق أَبُو نعيم وَأَبُو عُمَر عَلَى أن أبا نافع غير أَبِي عَبْد الرَّحْمَن، إلا أن أبا عُمَر جعل كيسان أبا عَبْد الرَّحْمَن غير كيسان بْن عَبْد اللَّه بْن طارق، وجعل كيسان بْن عَبْد اللَّه بْن طارق هُوَ أَبُو نافع، وهو مولى خَالِد بْن أسيد، وجعل أَبُو نعيم وابن منده كيسان بْن عَبْد اللَّه هُوَ والد عَبْد الرَّحْمَن ولم ينسب أَبُو نعيم كيسان أبا نافع، والله أعلم.
وقَالَ أَبُو الْقَاسِم بْن عساكر الدمشقي وَقَدْ ذكر هَذَا كيسان أبا نافع، وروى لَهُ حديث تحريم الخمر، وقَالَ: ولكيسان هَذَا حديث آخر في نزول عِيسَى ابْن مريم عَلَيْهِ السَّلام. قَالَ:
وَقَدْ أخطأ ابْن منده فِي كتابه خطأ فاحشًا، فقال كيسان بْن عَبْد اللَّه بْن طارق، وقيل: ابْن بشر عداده في أهل الحجاز، روى عَنْهُ ابناه عَبْد الرَّحْمَن ونافع، وساق فِي الترجمة هَذَا الحديث، وحديث عَبْد الرَّحْمَن، عَنْ أبيه: رأيت النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ صلى فِي ثوب واحد- قَالَ: وهما اثنان، أحدهما مدني، والآخر دمشقي. وَقَدْ فرق بَيْنَهُما الْبُخَارِيّ فِي تاريخه، وابن أَبِي حاتم فِي كتابه، والبغوي فِي معجمة، إلا أن ابْن أَبِي حاتم قَالَ فِي نسب أَبِي نافع: كيسان بْن عَبْد اللَّه [2] . وحكى ذَلِكَ عَنِ ابْنِ لهيعة. وما قالوه أولى بالصواب، وجعل ابْن أَبِي عاصم كيسان أبا نافع، هُوَ الَّذِي يروي تحريم الخمر ونزول عِيسَى ابن مريم، والله أعلم.
__________
[1] ما بين القوسين المعقوفين سقط من المطبوعة، وقد أثبتناه عن مسند الإمام أحمد: 4/ 335، 336.
[2] الجرح والتعديل لابن أبى حاتم: 3/ 2/ 165.(4/206)
4509- كيسان مولى عتاب
(د ع) كيسان، مَوْلَى عتاب بْن أسيد. أدرك النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ.
روى عَمْرو بْن أَبِي عقرب، عَنْ عتاب بْن أسيد أَنَّهُ قَالَ: ما أصبت مما ولانى رسول الله إلا ثوبين معقدين، كسوتهما مولاي كيسان [1] .
أَخْرَجَهُ ابن منده وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو نعيم: ليس فِي هَذَا دليل عَلَى أَنَّهُ من الصحابة، لأن كثيرًا من الصحابة لهم موال، وليس كلهم أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلّم، والله تعالى أعلم.
__________
[1] تقدم هذا الحديث في ترجمة عتاب بن أسيد: 3/ 556، وشرحنا غريبة هنالك.(4/207)
باب اللام(4/209)
حرف اللام
4510- لاحب بن مالك البلوى
(د) لاحب بْن مَالِك البلوي.
من أصحاب النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، شهد فتح مصر. لا تعرف لَهُ رواية قاله أَبُو سَعِيد بْن يونس.
أَخْرَجَهُ ابن مندة.
4511- لاحق بن ضميرة
(س) لاحق بْن ضميرة الباهلي.
روى صالح بْن يَحيى أَبُو عباد، عَنْ عفير، عَنْ سليم أَبِي عَامِر قَالَ: سَمِعْتُ لاحق بْن ضميرة الباهلي يَقُولُ: وفدت عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، فسألته عَنِ الرجل يغزو، ويلتمس الأجر والذكر، ما لَهُ؟ فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ: «لا شيء لَهُ، إن اللَّه تبارك وتعالى لا يقبل من العمل إلا ما كَانَ خالصًا، وما ابتغى بِهِ وجهه» . أَخْرَجَهُ أبو موسى.
4512- لاحق بن مالك المليلى
(ب د ع) لاحق بْن مَالِك المليلي، أَبُو عقيل.
روى المسور بْن مخرمة عَنْ أَبِي عقيل لاحق، أحد بني مليل، عَنِ النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: «لا تكذبوا عليّ فإنه من يكذب عليّ يلج النار» . أَخْرَجَهُ الثلاثة [1] .
4513- لاحق بن معد
(س) لاحق بْن معد بْن ذهل.
رَوَى محمد بن إسماعيل بن القاسم، ابن أَبِي الْعَتَاهِيَةِ الشَّاعِرُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلاءِ قَالَ: سَمِعْتُ عَاصِمَ بْنَ الْحَدَثَانِ يُحَدِّثُ: أَنَّ الْبَادِيَةَ قَحِطَتْ زمن هشام
__________
[1] لم نجد ترجمة لاحق بن مالك في الاستيعاب.(4/211)
ابن عَبْدِ الْمَلِكِ، فَقَدِمَتْ وُفُودُ الْعَرَبِ، فَدَخَلُوا عَلَيْهِ، وفيهم: درواس [1] بن حبيب بن درواس ابن لا حق بْنِ مَعْدٍ، يُحَدِّثُ وَلَهُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً، فَأَفْحَمَ الْقَوْمَ وَذَكَرَهُ إِلَى أَنْ قَالَ دِرْوَاسٌ:
أَشْهَدُ باللَّه، لَقَدْ سَمِعْتُ حَبِيبَ بْنَ دِرْوَاسِ بْنِ لاحِقِ بْنِ مَعْدٍ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عن جدّه لاحق ابن مَعْدِ بْنِ ذُهْلٍ: أَنَّهُ وَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، فَسَمِعَهُ يَقُولُ: «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَإِنَّ الْوَالِي مِنَ الرَّعِيَّةِ كَالرَّوْحِ مِنَ الْجَسَدِ ... » وَذَكَرَ قِصَّةً طَوِيلَةً. أَخْرَجَهُ أَبُو موسى.
4514- لاشر بن حمير
(د ع) لاشر بْن حمير أَبُو ثعلبة الخشني.
سماه مُسْلِم بْن الحجاج وقيل: جرهم بْن ناشم. وقيل: جرثوم. تقدم ذكره، ويرد في الكنى أتم من هذا، إن شاء الله تعالى.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
4515- لبدة بن عامر بن خثعمة
لبدة بْن عَامِر بْن خثعمة.
ممن أدرك النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، ووجهه أَبُو عبيدة بْن الجراح قائدًا عَلَى خيل بعد وقعة اليرموك من مرج الصفر إِلَى فحل [2] من أرض فلسطين، ذكره سيف بْن عُمَر.
أَخْرَجَهُ أَبُو الْقَاسِم بْن عساكر.
4516- لبدة بن كعب
(د ع) لبدة بْن كعب أَبُو تريس [3] .
عداده فِي أهل مصر. رَوَى عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ مُجَمِّعِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِي تريس [3] لبدة كَعْبٍ قَالَ: حَجَجْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، ثُمَّ حَجَجْتُ الثَّانِيَةَ، ثُمَّ بُعِثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ وَمَا رَأَيْتُ شَيْئًا أَحْلَى مِنَ الدَّمِ، أكلته في الجاهلية، وصليت حلف عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَقَرَأَ سُورَةَ الْحَجِّ فَسَجَدَ فِيهَا سَجْدَتَيْنِ.
أَخْرَجَهُ ابْن منده وَأَبُو نعيم.
__________
[1] في المطبوعة: «درواش» بالشين. والمثبت عن مخطوطة الدار والإصابة. وقد ذكر الحافظ أيضا في الإصابة أن رآها بخط شيخه الحافظ العلائى: «درباس» ، بالباء الموحدة من تحت.
[2] في المطبوعة: «قحل» . بالقاف. وهو خطأ. وفحل- بكسر الفاء وسكون الحاء-: موضع بالشام. «مراصد الاطلاع» .
[3] ضبط في الإصابة بوزن عظيم. وسيأتي عن ابن ماكولا أنه بضم التاء وفتح الراء مصغرا.(4/212)
قَالَ ابْن ماكولا: وأمَّا تريس: أوله تاء مضمومة معجمة باثنتين من فوقها، وبعدها راء، فهو أَبُو تريس حملة [1] بْن عَامِر، روى عَنْ عُمَر. ذكره أَبُو عُمَر الكندي فِي تابعي أهل مصر، وأظنه هَذَا، وَإِنما اختلفوا فِي اسمه، والله أعلم.
4517- لبد ربه
(س) لبد ربّه [2] أبو السّنابل ابن بعكك.
كذا قاله أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّد بْن الحسين الأزدي، وسأل رجل الدار قطنى عَنِ اسم أَبِي السنابل، فَقَالَ اسمه: لبد ربه.
وَقَدْ اختلفوا فِي اسم أَبِي السنابل، وهو بكنيته أشهر. ونذكره في الكني إن شاء اللَّه تَعَالى أتم من هَذَا.
أَخْرَجَهُ أبو موسى.
4518- لبدة بن قيس
لبدة بْن قيس بْن النعمان بْن سنان بْن عُبَيْد الْأَنْصَارِيّ الخزرجي، شهد بدرًا.
قاله ابن الكلبي.
4519- لبى بن لبا
(ب د ع) لبي بْن لبا [3] الأسدي. لَهُ صحبة.
روى أَبُو بلج [4] جارية بْن بلج قَالَ: رَأَيْت لبي بْن لبا، رجلًا من أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ عَلَيْهِ مطرف خز [5] أحمر، وَقَدْ سبق فرس لَهُ، فجلله برداء لَهُ عدني.
أَخْرَجَهُ الثلاثة [6] .
قَالَ ابْن ماكولا: ذكره ابْن قانع فِي باب الألف من معجم الصحابة، وظن أن اسمه «أَبِي» ووهم فِي ذَلِكَ وَإِنما هُوَ لبي بضم اللام، وبعدها باء موحدة.
__________
[1] كذا في المطبوعة ومخطوطة الدار، وفي تاج العروس، مادة «ترس» : «جملة» ، بالجيم.
[2] في المطبوعة: «لبدريه» . وفي الإصابة 4/ 96: «لبيد ربه بالإضافة» . وقد أثبتنا ما في المخطوطة، ويقتضيه الترتيب.
[3] في المطبوعة: «لبى بن لبى» ، والمثبت عن الإصابة، قال الحافظ في الترجمة 7542/ 3/ 307: «لبى بن لبا، الأول بموحدة مصغرا، وأبوه بموحدة خفيفة، وزن عصا» .
[4] في المطبوعة: «أبو بلخ» ، و «جارية بن بلخ» . بالخاء. والمثبت عن الجرح والتعديل لابن أبى حاتم 1/ 1/ 521
[5] المطرف- بكسر الميم وضمها: رداء من خز مربع.
[6] الاستيعاب، الترجمة 2240: 3/ 3/ 1340.(4/213)
4520- لبيبة الأنصاري
(د ع) لبيبة الْأَنْصَارِيّ، أَبُو عَبْد الرَّحْمَن.
روى ابْن أَبِي فديك، عَنْ يَحيى بْن عَبْد الرَّحْمَن عَنْ لبيبة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده أن النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ قَرَأَ: فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ 4: 41 [1] ... الآية، فَقَالَ: شهدت عَلَى من أَنَا بين أظهرهم، فكيف لمن لم أره. ومن حديثه: أهدى إلى النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ شاة مسمومة» وقولُه: «من أطاق الصيام فليصم» . أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم.
4521- لبيد بن ربيعة
(ب د ع) لبيد بْن رَبِيعة بْن عَامِر بْن مَالِك بْن جَعْفَر بْن كلاب بْن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامري، ثُمَّ الجعفري.
كَانَ شاعرًا من فحول الشعراء، وفد عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سنة وفد قومه بنو جَعْفَر، فأسلم وحسن إسلامه.
أنشدت لَهُ عَائِشَة رَضِي اللَّه عَنْهَا قولُه:
ذهب الَّذِينَ يعاش فِي أكنافهم ... وبقيت فِي خلف كجلد الأجرب
فقالت: رحم اللَّه لبيدًا، كيف لو أدرك زماننا هَذَا! [2] وهو حديث مسلسل، لولا التطويل لذكرناه.
وروى أَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَالَ: أصدق كلمة قالها شاعر كلمة لبيد:
ألا كل شيء ما خلا اللَّه باطل
ولما أسلم لبيد ترك قول الشعر، فلم يقل غير بيت واحد، وهو قولُه:
ما عاتب المرء الكريم كنفسه ... والمرء يصلحه القرين الصالح
وقيل: بل قَالَ:
الحمد للَّه إذ لم يأتني أجلي ... حتَّى اكتسيت من الإسلام سربالا [3]
__________
[1] سورة النساء، آية: 41.
[2] الاستيعاب: 3/ 1337.
[3] الشعر والشعراء لابن قتيبة: 1/ 275.(4/214)
وقيل: إن هَذَا البيت لغيره، وَقَدْ ذكرناه. وقيل: بل قَالَ:
وكل امرئ يومًا سيعلم سعيه ... إِذَا كشفت عند الإله المحاصد
وقَالَ أكثر أهل الأخبار: لم يقل شعرًا منذ أسلم.
وكان شريفًا فِي الجاهلية والإسلام، وكان قَدْ نذر أن لا تهب الصبا [1] إلا نحر وأطعم. ثُمَّ إنه نزل الكوفة، وكان المغيرة بْن شُعْبَة إِذَا هبت الصبا يَقُولُ: أعينوا أبا عقيل عَلَى مروءته: قيل:
هبت الصبا يومًا، وهو بالكوفة، ولبيد مقتر مملق، فعلم بذلك الْوَلِيد بْن عقبة بْن أَبِي معيط وكان أميرًا عليها، فخطب النَّاس وقَالَ: إنكم قَدْ عرفتم نذر أَبِي عقيل، وما وكد عَلَى نفسه، فأعينوا أخاكم. ثُمَّ نزل، فبعث إِلَيْه بمائة ناقة، وبعث النَّاس إِلَيْه فقضى نذره، وكتب إِلَيْه الْوَلِيد:
أرى الجزار يشحذ شفرتيه ... إِذَا هبت رياح أَبِي عقيل
أغر الوجه أبيض عامري ... طويل الباع كالسيف الصقيل
وفي ابْن الجعفري بحلفتيه ... عَلَى العلات [2] والمال القليل
بنحر الكوم إذ سحبت عَلَيْه ... ذيول صبًا تجاوب بالأصيل [3]
فلما أتاه الشعر قال لابنته: أجيبيه، فقد رأيتينى وما أعيا بجواب شاعر. فقالت:
إِذَا هبت رياح أَبِي عقيل ... دعونا عند هبتها الوليدا
أشم الأنف أصيد عبشميًا ... أعان عَلَى مروءته لبيدا [4]
بأمثال الهضاب كأن ركبًا ... عليها من بني حام قعودًا
أبا وهب جزاك اللَّه خيرًا ... نحرناها وأطعمنا الثريدا
فعد إن الكريم له معاد ... وظنّى يا ابن أروى أن تعودا
ثُمَّ عرضت الشعر عَلَى أبيها، فَقَالَ: قَدْ أحسنت، لولا إنك استزدتيه! فقالت: والله ما استزدته إلا أَنَّهُ ملك، ولو كان سوقة لم أفعل. [5]
__________
[1] الصبا: ريح تهب من مطلع الشمس إذا استوى الليل والنهار.
[2] على العلات: على كل حال، في عسره ويسره.
[3] الكوم: جمع أكوم أو كوماء، والأكوم: البعير الضخم السنام. تجاوب: تتجاوب.
[4] عبشمى: أي من بنى عبد شمس بن عبد مناف.
[5] ينظر الخبر والأبيات في الشعر والشعراء: 1/ 276، 277، والكامل للمبرد: 2/ 781- 783، والاستيعاب:
3/ 1335، 1336.(4/215)
وكان لبيد بْن رَبِيعة وعلقمة بْن علاثة العامريان من المؤلفة قلوبهم وحسن إسلامهما.
ومما يستجاد من شعره قولُه من قصيدة يرثي أخاه أربد [1] :
أعاذل، ما يدريك إلا تظنيًا [2] ... إِذَا رحل السفار: من هُوَ راجع
أتجزع مما أحدث الدهر للفتى ... وأي كريم لم تصبه القوارع
لعمرك ما تدري الضوارب بالحصى ... ولا زاجرات الطير ما اللَّه صانع
وما المرء إلا كالشهاب وضوئه ... يحور رمادًا بعد ما هُوَ ساطع
وما البر إلا مضمرات من التقى ... وما المال إلا معمرات ودائع
وقَالَ عُمَر بْن الخطاب يومًا للبيد بْن رَبِيعة أنشدني شيئًا من شعرك. فَقَالَ: ما كنت لأقول شعرًا بعد أن علمني اللَّه «البقرة» «وآل عمران» ، فزاده عُمَر فِي عطائه خمسمائة، وكان ألفين. فلما كَانَ في زمن معاوية قَالَ لَهُ معاوية: هذان الفودان [3] ، فما بال العلاوة؟ يعني بالفودين الألفين، وبالعلاوة الخمسمائة، وأراد أن يحطه إياها فَقَالَ: أموت الآن وتبقى لَكَ العلاوة والفودان! فرق لَهُ وترك عطاءه عَلَى حاله، فمات بعد ذَلِكَ بيسير.
وقيل: إنه لم يدرك خلافة معاوية، وَإِنما مات بالكوفة فِي إمارة الْوَلِيد بْن عقبة عليها فِي خلافة عثمان. وهو أصح.
ولما مات بعث الْوَلِيد إِلَى منزله عشرين جزورًا، فنحرت عَنْهُ.
روى أن الشَّعْبِيّ قَالَ لعبد الملك بْن مروان تعيش ما عاش لبيد بْن رَبِيعة. وذلك أَنَّهُ لما بلغ سبعًا وسبعين سنة أنشأ يَقُولُ [4] :
باتت تشكي إليَّ النفس مجهشة ... وَقَدْ حملتك سبعا بعد سبعينا
فإن تزادي ثلاثًا تبلغي أملا ... وفي الثلاث وفاء للثمانينا
عاش حتَّى بلغ تسعين، فَقَالَ:
كأني وَقَدْ جاوزت تسعين حجة ... خلعت بها عَنْ منكبي ردائيا
__________
[1] الشعر والشعراء: 1/ 278، 279، والاستيعاب: 3/ 1337.
[2] تظنيا: أصله «تظننا» ، قال أبو عبيدة: «تظنيت من ظننت، وأصله: تظننت، فكثرت النونات، فقلبت إحداها ياء، كما قالوا: قصيت أظفارى، والأصل: قصصت» .
[3] الفودان: العدلان، مثنى عدل، بكسر فسكون، وهو المثيل والنظير.
[4] الاستيعاب: 3/ 1338.(4/216)
ثُمَّ عاش حتَّى بلغ مائة وعشرًا فَقَالَ:
أليس فِي مائة قَدْ عاشها رَجُل ... وفي تكامل عشر بعدها عُمَر
ثُمَّ عاش حتَّى بلغ مائة وعشرين، فَقَالَ:
ولقد سئمت من الحياة وطولها ... وسؤال هَذَا النَّاس كيف لبيد؟
وقَالَ مَالِك بْن أنس: بلغني أن لبيد بْن رَبِيعة عاش مائة وأربعين سنة.
وقيل: مات وهو ابْن مائة وسبع وخمسين سنة. وقيل: مات سنة إحدى وأربعين.
ثُمَّ دخل معاوية الكوفة، وتسلم الأمر ونزل بالنخيلة [1] أَخْرَجَهُ الثلاثة.
4522- لبيد بن سهل
(ب د ع) لبيد بْن سهل الْأَنْصَارِيّ.
قَالَ أَبُو عُمَر: لا أدري من أنفسهم أَوْ حليف لهم. لَهُ ذكر فِي قصة بني أبيرق.
أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ السَّمِينِ بإسناده عن يونس بن بكير عَنِ [ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ] [2] عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَتَادَةَ بْن النُّعْمَانِ قَالَ: كَانَ بنو أبيرق- رهط مِنْ بَنِي ظَفَرَ- وَكَانُوا ثَلاثَةً: بَشِيرَ، وَبِشْرَ وَمُبَشِّرَ، وَكَانَ بَشِيرُ يُكْنَى أَبَا طُعْمَةَ، وَكَانَ شَاعِرًا مُنَافِقًا، وَكَانَ يَقُولُ الشِّعْرَ يَهْجُو بِهِ أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ثم تمول: قَالَهُ فُلانٌ. فَإِذَا بَلَغَهُمْ ذَلِكَ قَالُوا: كَذَبَ وَاللَّهِ عَدُوُّ اللَّهِ، مَا قَالَهُ، إِلا هُوَ. وَكَانَ عَمُّهُ رِفَاعَةُ بْنُ زَيْدٍ رَجُلا مُوسِرًا، أَدْرَكَهُ الإِسْلامُ، وَقَدْ عَسَا [3] ، وَكَانَ الرَّجُلُ إِذَا كَانَ لَهُ يَسَار فَقَدِمَتْ عَلَيْهِ هَذِهِ الضَّافِطَةِ [4] مِنَ الشَّامِ تَحْمِلُ الدَّرْمَكَ، ابْتَاعَ لِنَفْسِهِ، وَأَمَّا الْعِيَالُ فَإِنَّمَا كَانَ يُقِيتُهُمُ الشَّعِيرَ. فَقَدِمَتْ ضَافِطَةٌ- وَهُمُ الأَنْبَاطُ- تَحْمِلُ دَرْمَكًا، فَابْتَاعَ رِفَاعَةُ لِنَفْسِهِ مِنْهَا حِمْلَيْنِ، فَجَعَلَهُمَا، فِي عِلِّيَّةٍ [5] لَهُ، وَكَانَ فِي عِلِّيَّتِهِ دِرْعَانِ وَمَا يُصْلِحُهُمَا مِنْ آلَتِهِمَا، فَتَطَرَّقَهُ بَشِيرٌ مِنَ اللَّيْلِ، فَأَخَذَ الطَّعَامَ وَالسِّلاحَ.
فَلَمَّا أَصْبَحَ عَمِّي [6] بَعَثَ إِلَيَّ فَأَتَيْتُهُ، فَقَالَ: أُغِيرَ عَلَيْنَا هَذِهِ اللَّيْلَةَ، فَذَهَبَ بِطَعَامِنَا وَسِلاحِنَا!
__________
[1] في المطبوعة: «النجيلة» . بالجيم، والمثبت عن الاستيعاب، والنجيلة: موضع قرب الكوفة، على سمت الشام.
«مراصد الاطلاع» .
[2] ما بين القوسين زيادة لا بد من إثباتها، فيونس يروى هذا عن ابن إسحاق، الّذي يروى عن عاصم بن عمر، كما في تفسير الطبري: 9/ 177، وتحفة الأحوذي، تفسير سورة النساء: 8/ 395- 399. وينظر أيضا رفاعة ترجمة بن زيد، وقد تقدمت برقم 1688: 2/ 227.
[3] عسا: كبر وأسن.
[4] الضافطة: قوم من الأنباط، كانوا يحملون إلى المدينة الدقيق والزيت وغيرهما. والدرمك: الدقيق النقي الأبيض.
[5] العلية- بكسر العين، والضم لغة، وتشديد اللام مكسورة، وآخره ياء مشددة-: الغرفة.
[6] في المطبوعة: «فلما أصبح عمر» . وهو خطأ. والمتحدث هو قتادة بن النعمان، ابن أخى رفاعة بن زيد، وينظر ترجمة رفاعة: 2/ 227. وقد ورد «عمى» في مخطوطة دار الكتب على الصواب.(4/217)
فَقَالَ بَشِيرٌ وَإِخْوَتُهُ: وَاللَّهِ مَا صَاحِبُ مَتَاعِكُمْ إِلا لَبِيدُ بْنُ سَهْلٍ- رَجُلٌ مِنَّا، كَانَ ذَا حَسَبٍ وَصَلاحٍ- فَلَمَّا بَلَغَهُ مَا قَالُوهُ: أَصْلَتَ [1] السَّيْفَ، ثُمَّ أَتَى بَنِي أُبَيْرِقٍ فَقَالَ: أنا أسرق؟ فو الله لَيُخَالِطَنَّكُمْ هَذَا السَّيْفُ أَوْ لَيُبَيِّنَنَّ مَنْ صَاحِبُ هذه السرقة. فقالوا: انصرف عنا، فو الله إِنَّكَ مِنْهَا لَبَرِيءٌ.. وَذَكَرَ الْحَدِيثَ- وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ [2]- وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الآيَاتِ: إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ 4: 105 [3] ، إِلَى قولُه تَعَالَى: وَمن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً 4: 112، قولهم لِلَبِيدٍ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
قلت: قَدْ ذكر ابْن الكلبي نسب لبيد فَقَالَ: هُوَ ابْن سهل بْن الحارث بْن عروة [4] بْن عَبْد رزاح بْن ظفر، وهو الَّذِي اتهم بالدرع، وعجب لأبي عُمَر، كيف يَقُولُ: «لا أدري أهو من أنفسهم أَوْ حليف» ، مَعَ علمه بالنسب؟!
4523- لبيد بن عطارد
(ب) لبيد بْن عطارد التميمي.
أحد الوفد القادمين عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ من بني تميم، وهو أحد وجوههم. أسلم سنة تسع.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر، وقَالَ: لا أعلم لَهُ خبرًا غير ذكره فِي ذلك الوفد [5] .
4524- لبيد بن عقبة التجيبي
(د) لبيد بْن عقبة التجيبي.
عداده فِي الصحابة. شهد فتح مصر، ولا تعرف لَهُ رواية. قاله أَبُو سَعِيد بْن يونس.
أخرجه ابن مندة.
__________
[1] في المطبوعة: «صلت» . ولم نجد منه فعلا ثلاثيا. وأصلت السيف: جرده من غمده.
[2] يعنى في ترجمة رفاعة بن زيد.
[3] سورة النساء، الآيات: 106- 111. وينظر الآثار والأحاديث في ذلك في تفسير القرآن العظيم للحافظ ابن كثير:
2/ 358- 364، بتحقيقنا.
[4] كذا، وفي جمهرة أنساب العرب لابن حزم 323: «عذرة» .
[5] الاستيعاب، الترجمة 2235: 3/ 1339. هذا وقد أخرج إبراهيم الحربي في غريب الحديث أثرا في حديث دار بين لبيد بن عطارد وعمر رضى الله عنه. ينظر الإصابة، الترجمة 7545: 3/ 309.(4/218)
4525- لبيد بن عقبة بن رافع
(ب) لبيد بْن عقبة بْن رافع بْن امرئ القيس- وقيل: لبيد بْن رافع بْن امرئ القيس ابن يَزِيدَ بْن عَبْد الأشهل الْأَنْصَارِيّ الأشهلي. وهو والد محمود بْن لبيد.
لَهُ صحبة ولابنه محمود أيضا صحبة.
أخرجه أبو عمر.
4526- لبيد
(س) لبيد من أصحاب النبي.
روى يَحيى بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن لبيد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدّه لبيد قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ! «إِذَا صام الغلام ثلاثة أيام وقوي عليها أمر بصوم رمضان» أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى، وقَالَ: هُوَ لبيبة، وَقَدْ أخرجوه، وَإِنما كذا ذكره عبدان.
4527- اللجلاج بن حكيم
(د ع) اللجلاج بْن حكيم، أخو الجحاف بْن حكيم السلمي. يعد فِي أهل الجزيرة.
روى أبو المليح، عن محمد بن خالد السلمي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ- وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ- قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إن العبد إِذَا سبقت لَهُ من اللَّه منزلة لم يبلغها بعمله، ابتلاه اللَّه فِي جسده، أَوْ فِي ماله، أَوْ فِي ولده، ثُمَّ صبره عَلَى ذَلِكَ، حتَّى يبلغه منزلته التي سبقت لَهُ من اللَّه عز وجل» . أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
قلت: إن كَانَ اللجلاج أخا الجحاف، فهو ابْن حكيم بْن عاصم بْن سباع بْن خزاعي بن محارب ابن مرة بْن هلال بْن فالج بْن ذكوان بْن ثعلبة بْن بهثة بْن سليم بْن مَنْصُور السلمي ثُمَّ الذكواني.
وللجحاف أخبار كثيرة فِي قتال تغلب [1] ، وهو الَّذِي يَقُولُ فِيهِ الأخطل: [2]
لقد أوقع الجحاف بالبشر وقعة ... إِلَى الله منها المشتكى والمعوّل
__________
[1] في المطبوعة: «ثعلب» بالثاء والعين. والصواب ما أثبتناه عن معجم البلدان لياقوت مادة: «بشر» . وجمهرة أنساب العرب لابن حزم: 252.
[2] تقدم البيت في ترجمة الجحاف: 1/ 326. والبشر: اسم جبل يمتد من عرض إلى الفرات من أرض الشام، من جهة البادية. وقد ذكر ياقوت البيت في معجم البلدان، وذكر قصة هذه الوقعة.(4/219)
4528- اللجلاج ابو العلاء العامري
(ب د ع) اللجلاج، أَبُو العلاء العامري بْن عَامِر بْن صعصعة.
لَهُ صحبة. سكن دمشق. روى عَنْهُ ابناه: العلاء، وخالد.
روى مُحَمَّد بْن إِسْحَاق السراج، عَنْ أَبِي همام [1] ، عَنْ مبشر [2] بْن إِسْمَاعِيل الحلبي، عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن العلاء بْن اللجلاج، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدّه قَالَ: أسلمت مَعَ رَسُول اللَّه صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، وأنا ابْن سبعين [3] سنة. ومات اللجلاج وهو ابْن عشرين ومائة سنة، وقَالَ: ما ملأت بطني من طعام منذ أسلمت مَعَ رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، آكل حسبي، وأشرب حسبي.
قَالَ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق السراج: كتب عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيل الْبُخَارِيّ هَذَا الحديث، وأدخله فِي تاريخه.
أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ سُكَيْنَةَ قَالَ: أَنْبَأَنَا أبو غالب الماوردي، مناولة، بإسناده عن أبي دَاوُدَ:
حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَمُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ صُبَيْحٍ- قَالَ عَبْدَةُ: أَنْبَأَنَا جَرْمِيُّ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُلاثَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ: أَنَّ خَالِدَ بْنَ اللَّجْلاجِ حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَاهُ اللَّجْلاجَ أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ كَانَ قَاعِدًا فِي السُّوقِ يَعْتَمِلُ [4] فَمَرَّتِ امْرَأَةٌ تَحْمِلُ صَبِيًّا، فَثَارَ النَّاسُ مَعَهَا وَثرْتُ فِيمَنْ ثَارَ، فَانْتَهَيْتُ إِلَى النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ: مَنْ أَبُو هَذَا مَعَكَ؟ فَسَكَتَتْ، فَقَالَ شَابٌّ: أَنَا أَبُوهُ يَا رَسُولَ الله. فنظر رسول الله رسول صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ إِلَى بَعْضِ مَنْ حَوْلَهُ، فَسَأَلَهُمْ عَنْهُ.
فَقَالُوا: مَا عَلِمْنَا إِلا خَيْرًا. فَقَالَ لَهُ النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: هَلْ أَحْصَنْتَ؟ قَالَ. نَعَمْ. فَأَمَرَ بِهِ فَرُجِمَ.
قَالَ: فَرَمَيْنَاهُ بِالْحِجَارَةِ حتَّى هَدَأَ، فَجَاءَ رَجُلٌ يَسْأَلُ عَنِ الْمَرْجُومِ، فَانْطَلَقْنَا بِهِ إِلَى النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، فَقُلْنَا: هَذَا يَسْأَلُ عَنِ الْخَبِيثِ. فَقَالَ رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: هُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَطْيَبُ مِنَ الْمِسْكِ فَإِذَا هُوَ أَبُوهُ، فَأَعَنَّاهُ عَلَى غُسْلِهِ وَتَكْفِينِهِ وَدَفْنِهِ، وَمَا أَدْرِي قَالَ: «وَالصَّلاةِ عَلَيْهِ» أَمْ لا. أَخْرَجَهُ الثلاثة، إلا أن أبا عُمَر جعله عامريًا، ووافقه الْبُخَارِيّ، وأمَّا ابْن منده وَأَبُو نعيم فلم ينسباه، وجعله ابن أبى عاصم أسلميا، والله أعلم.
__________
[1] في الاستيعاب: «عن همام» . والصواب «عن أبى همام» ، وهو الوليد بن شجاع. ينظر ترجمته في التهذيب: 11/ 135.
[2] في الاستيعاب: «بشر بن إسماعيل» . وهو خطأ أيضا، ينظر ترجمة مبشر في التهذيب: 10/ 31.
[3] في الاستيعاب: «ابن خمسين سنة» .
[4] اعتمل الرجل: عمل بنفسه.(4/220)
4529- لصيت بن جشم
(د ع) لصيت بْن جشم [1] بْن حرملة.
لَهُ ذكر فِي الصحابة. شهد فتح مصر، لا تعرف لَهُ رواية، قاله [2] ابْن يونس.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
4530- لقس بن سلمان
(د ع) لقس بْن سلمان. مَوْلَى كعب بْن عجرة.
أدرك النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، وروى عَنْ كعب [3] . روى حديثه أَبُو ضمرة، عن سعد بن إسحاق بن كعب، عَنْ أبيه.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم، وقال أبو نعيم: ذكره المتأخر- يعني ابن منده- ولم يزد عَلَى ما ذكرناه، ولم يتابعه أحد من أهل المسانيد ولا التواريخ.
4531- لقمان بن شبه
(ب) لقمان بْن شبة بْن معيط، أَبُو حصين العبسي.
قَالَ أَبُو جَعْفَر الطبري: هُوَ أحد التسعة الذين وفدوا عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وسلّم وأسلموا.
أخرجه أبو عمر.
4532- لقيط بن أرطاة
(ب د ع) لقيط بْن أرطاة السكوني. يعد فِي الشاميين.
روى مسلمة بْن عليّ الخشني، عَنْ نصر بْن علقمة، عَنْ أخيه محفوظ، عَنْ عبد الرحمن ابن عائذ، عَنْ لَقِيطِ بْنِ أَرْطَاةَ السَّكُونِيُّ: أَنَّ رَجُلًا قَالَ لَهُ: إن لنا جارًا يَشْرَبُ الْخَمْرَ وَيَأْتِي الْقَبِيحَ، فَارْفَعْ أَمْرَهُ إِلَى السلطان؟ قَالَ: لقد قتلت تسعة وتسعين من الْمُشْرِكِينَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلّم، ما أُحِبُّ أَنِّي قَتَلْتُ مِثْلَهُمْ، وَأَنِّي كَشَفْتُ قِنَاعَ مُسْلِم.
وروى عَنْهُ عَبْد الرَّحْمَن بْن عائذ أيضًا أَنَّهُ قَالَ: أتيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ ورجلاي معوجتان لا يمسان الأرض، فدعا لي، فمشيت على الأرض.
__________
[1] في المطبوعة: «خيثم» ، مكان: «جشم» . والمثبت عن مخطوطة الدار، والإصابة.
[2] في المطبوعة: «قال ابن يونس» . والصواب ما أثبتناه. وفي الإصابة: «نقله ابن مندة عن ابن يونس» .
[3] قال الحافظ في الإصابة، الترجمة 7573/ 3/ 314: «وحديثه عنه في معجم الطبراني» .(4/221)
وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الحديث فِي ترجمة أرطاة بْن المنذر، وتقدم الكلام عَلَيْهِ هناك، فلا نطوّل بذكره [1] .
أخرجه الثلاثة.
4533- لقيط بن الربيع
(ب د ع) لقيط بْن الربيع بْن عَبْد العزى بْن عَبْد شمس بن عبد مناف أَبُو العاص الْقُرَشِيّ العبشمي. صهر رَسُول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ عَلَى ابنته زينب، وأمه [2] هالة بِنْت خويلد، أخت خديجة بِنْت خويلد زوج النَّبِيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ. وقيل: اسمه الْقَاسِم. وهذا أصح ما قيل فِيهِ، قاله أَبُو عُمَر [3] .
وقيل فِي اسمه غير ذَلِكَ.
وهو الَّذِي قَالَ فِيهِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: «حَدَّثَنِي فصدقني، ووعدني فوفى [4] لي» . ونذكر هَذَا فِي زينب بِنْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ورضي عَنْهَا.
وهو والد أمامة بِنْت أَبِي العاص التي حملها النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ فِي الصلاة، وكانت زينب قَدْ هاجرت بعد وقعة بدر، ثُمَّ أسلم بعد ذَلِكَ، فأعادها إليه رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ بنكاح جديد ومهر جديد، قاله عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن العاص. وقَالَ عَبْد اللَّه بْن عَبَّاس: أعادها إِلَيْه رَسُول اللَّه صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ بالنكاح الأول، والله أعلم.
وتوفي سنة اثنتي عشرة.
أخرجه الثلاثة.
4534- لقيط بن صبرة
(د ع) لقيط بْن صبرة، أَبُو عاصم.
عداده فِي أهل الحجاز. روى عَنْهُ ابنه عاصم.
روى إِسْمَاعِيل بْن كَثِير، عَنْ عاصم بن لقيط بن صبرة، عن أبيه قال: كنت وافد بنى
__________
[1] ينظر: 1/ 73، 74.
[2] كتاب نسب قريش لمصعب الزبيري: 157، 158.
[3] الاستيعاب: 3/ 1339، 1340.
[4] أخرجه البخاري في كتاب الشروط معلقا، باب «الشروط في المهر عند النكاح» : 3/ 249، وفي كتاب النكاح، باب «الشروط في النكاح» : 7/ 26. وكتاب فضائل أصحاب النبي، باب «ذكر أصهار النبي صلى الله عليه وآله وسلّم» : 5/ 28، 29.
وأخرجه مسلم في كتاب فضائل الصحابة، باب «فضائل فاطمة بنت النبي عليه الصلاة والسلام» : 7/ 141، 142.(4/222)
المنتفق إِلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، فلم نجده، فأطعمتنا عَائِشَة تمرًا، وعصدت [1] لنا عصيدة، إذ جاء رَسُول اللَّه صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فَقَالَ: هَلْ طعمتم من شيء؟ قَلناَ: نعم. فبينا نَحْنُ عَلَى ذلك دفع الراعي الغنم إِلَى المراح وعلى يده سخلة [2] ، فقال: هَلْ ولدت؟ قال: نعم. قَالَ: فاذبح شاة. ثُمَّ أقبل علينا بوجهه فَقَالَ: لا تحسبن أنا ذبحنا الشاة لأجلكم، لنا غنم مائة لا نريد أن تزيد عليها، إذا ولدت بهمة ذبحنا شاة ... وذكر الحديث فِي الوضوء. رَوَاهُ الثوري [3] ، وقرة بْن خَالِد، ويحيى بْن سليم، وابن جريج، عَنْ إِسْمَاعِيل بْن كَثِير.
أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي عَلِيٍّ الزَّرْزَارِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ يُوحن ابن أَتوَيْهِ بْنِ النُّعْمَانِ الْبَاورِيُّ إِجَازَةً قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنِ الْحُسَيْنِ الْحَمامِيُّ النَّيْسَابُورِيُّ، أَنْبَأَنَا الأَدِيبُ أَبُو مُسْلِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ [بْنِ محمد] [4] بن الْحُسَيْنِ مهرير [5] النَّحْوِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَاصِمِ بْنِ زَاذَانَ، أَنْبَأَنَا مأمون بن هارون ابن طُوسِيٍّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عِيسَى بن حمدان البسطامي الطائي، حدثنا الفضل ابن دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ، عَنْ عاصم بن لقيط بن صبرة، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ فَقَالَ: «أَسْبِغِ الْوُضُوءَ وَخَلِّلِ الأَصَابِعَ، وَإِذَا اسْتَنْشَقْتَ فَبَالِغْ، إِلا أَنْ تَكُونَ صَائِمًا» [6] .
قَالَ: وأَنْبَأَنَا الطائي، حَدَّثَنَا أَبُو عاصم النبيل وعثمان بْن عُمَر قالا: حَدَّثَنَا روح، عَنْ إِسْمَاعِيل بْن كَثِير، عَنْ عاصم بْن لقيط بْن صبرة، عن أبيه وافد بنى المنتفق، نحوه. أَخْرَجَهُ ابْن منده، وَأَبُو نعيم.
4535- لقيط بن عامر
(ب د ع) لقيط بْن عَامِر بْن المُنْتَفِق بْن عَامِر بْن عقيل بْن كَعْب بْن عَامِر بْن صعصعة أَبُو رزين العقيلي.
__________
[1] العصيدة: دقيق يلت بالسمن ويطبخ.
[2] السخلة- بفتح فسكون-: تطلق على الذكر والأنثى من أولاد الضأن والمعز ساعة تولد.
[3] رواية الثوري في مسند الإمام أحمد: 4/ 33. ورواية ابن جريج في المسند أيضا: 4/ 211.
[4] ما بين القوسين عن مخطوطة دار الكتب.
[5] كذا في المطبوعة ومخطوطة الدار. وفي العبر للذهبى 4/ 143: «مهربزد» .
[6] أخرجه الإمام أحمد عن وكيع، عن سفيان، المسند: 4/ 32، 33.(4/223)
لَهُ صحبة ووفادة عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، وَيُقَال: لقيط بْن صبرة، قاله ابْن منده.
وقَالَ أَبُو عُمَر: لقيط بْن عَامِر العقيلي، أَبُو رزين، وهو أيضًا ممن غلبت عَلَيْهِ كنيته، وَيُقَال:
لقيط بْن صبرة، نسبة إِلَى جَدّه، وهو: لقيط بْن عَامِر بْن صبرة بْن عَبْد اللَّهِ بْن المنتفق. وَيُقَال:
لقيط بْن المنتفق. فمن قَالَ: «لقيط بْن صبرة» ، نسبة إلى جده، وهو لقيط بن عامر ابن صبرة بن عبد الله بن المنتفق بن عليّ بْن عقيل بْن كَعْب بْن رَبِيعة بْن عَامِر بْن صعصعة، وهو وافد بني المنتفق إِلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ. وَقَدْ قيل: إن لقيط بْن عَامِر غير لقيط بْن صبرة، وليس بشيء، روى عَنْهُ وكيع بْن عدس، وابنه عاصم بْن لقيط، وعمرو بْن أوس وغيرهم.
قَالَ أَبُو عِيسَى فِي كتاب العلل: سَمِعْتُ مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل يَقُولُ: أَبُو رزين العقيلي هُوَ:
لقيط بْن عَامِر، وهو عندي لقيط بْن صبرة- قَالَ قلت: أَبُو رزين العقيلي هُوَ لقيط بْن صبرة؟ قَالَ:
نعم. قلت: فحديث أَبِي هاشم عن عاصم بن لقيط بن صبرة، عَنْ أَبِيهِ هُوَ عَنْ أَبِي رزين العقيلي؟
قَالَ: نعم.
قَالَ أَبُو عِيسَى: وأمَّا أكثر أهل الحديث فقالوا: لقيط بْن صبرة هُوَ لقيط بْن عَامِر- قَالَ: وسألت عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن عَنْ هَذَا، فأنكر أن يكون لقيط بن صبرة هو لقيط ابن عَامِر. وأمَّا مُسْلِم بْن الحجاج فجعلهما فِي كتاب الطبقات اثنين، والله أعلم.
أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ صَدَقَةَ الْفَقِيهُ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيِّ: حدثنا عمرو ابن عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ وَكِيعِ بْنِ عُدُسٍ، عَنْ أَبِي رَزِينِ بْنِ عَامِرٍ الْعُقَيْلِيِّ قال: قلت: يا رسول الله، إنا كنا نَذْبَحُ ذَبَائِحَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فِي رَجَبٍ، فَنَأْكُلُ وَنُطْعِمُ مَنْ جَاءَنَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: لا بَأْسَ بِهِ- قَالَ وَكِيعُ بْنُ عُدُسٍ: فَلا أَدَعُهُ- قَالَ: وَسَأَلْتُهُ عَنِ الإِيمَانِ: فَقَالَ: أَنْ تُؤْمِنَ باللَّه وَرَسُولِهِ، وَلا يَكُونَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَرُسُلِهِ، وَلأَنْ تُؤْخَذَ فَتُحْرَقَ بِالنَّارِ أَحَبُّ إِلَيْكَ مِنْ أَنْ تُشْرِكَ باللَّه وَأَنْتَ تَعْلَمُ. وَأَنْ تُحِبَّ غَيْرَ ذِي نَسَبٍ لا تُحِبُّهُ إِلا الله. فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ أَعْلَمُ أَنِّي مُؤْمِنٌ؟ قَالَ: إِذَا عَمِلْتَ حَسَنَةً عَلِمْتَ أَنَّهَا حَسَنَةً، وَأَنَّكَ تُجَازَى بِهَا، وَإِذَا عَمِلْتَ سَيِّئَةً عَلِمْتَ أَنَّهَا سَيِّئَةً، وَأَنَّهُ لا يَغْفِرُهَا إِلا هو.(4/224)
ومن حديثه: الرؤيا جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة، وغير ذَلِكَ من الحديث.
أخرجه الثلاثة.
4536- لقيط بن عباد السامي
لقيط بْن عباد بْن نجيد بْن بَكْر بْن عَمْرو بْن سواءة بْن سعد بْن عبيدة بن الحارث بن سامة ابن لؤي.
ذكر أَبُو فراس السامي أَنَّهُ وفد على النبي صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فَقَالَ: أنت مني، وأنا منك.
ذكره الأمير أَبُو نصر وقَالَ: ذكره شبل فِي نسب بنى سامة بن لؤيّ.
4537- لقيط بن عدي
(د ع) لقيط بْن عدي، جد سويد بْن حبان.
لَهُ ذكر فِي الصحابة، روى عَنْهُ سويد، ولا يعرف لَهُ مسند، عداده فِي أهل مصر، قاله أَبُو سَعِيد بْن يونس.
أَخْرَجَهُ ابْن منده، وَأَبُو نعيم.
4538- لقيط بن عصر البلوى
لقيط بْن عصر البلوي.
شهد بدرًا والمشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ. وقيل: اسمه نعمان بْن عصر. وهو أصح، وَقَدْ استقصينا ذكره هناك، وفيه قَالَ: لقيط.
4539- لميس بن سلمى
(د ع) لميس بْن سلمي.
عداده فِي أعراب البصرة. روى حديثه عَمْرو بْن جبلة.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم مختصرا
.(4/225)
4540- لهب بن الخندف
(س) لهب بْن الخندف [1] أدرك الجاهلية.
أورده عبدان، وروى بِإِسْنَادِهِ لَهُ عَنِ العوام بْن حوشب، عَنْ لهب بْن الخندف- رَجُل منهم كَانَ جاهليًا- قَالَ: قَالَ عوف بْن مَالِك، لأن أموت عطشًا أحب إليَّ من أن أموت مخلافا للوعد.
أخرجه أبو موسى.
4541- لهيب بن مالك
(ب د ع) لهيب بْن مَالِك اللهيبي [2] وَيُقَال: لهب.
روى خبرًا عجيبًا فِي الكهانة، وأعلام النبوة، ورواه عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد العدوي بإسناد لا يثبت.
أخرجه الثلاثة.
4542- لهيعة الحضرميّ
(س) لهيعة الحضرمي.
قيل: أورده أَبُو زرعة الرازي فِي الصحابة، روى مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه التيمي، عَنْ لهيعة الحضرمي: أن النَّبِيّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ نام يومًا وعنده بعض نسائه، فرأت وجهه يتلوّن، ثم إنه، أسفر.
فلما استيقظ قَالَتْ: يا رَسُول اللَّه، لقد رَأَيْت ما نالك اليوم ما لم أكن أرى! قَالَ: إن الَّذِي رَأَيْت مني أني رَأَيْت الصراط، فمر أَبُو بَكْر فما كاد يخلص حتَّى ظننت لا يخلص، ثُمَّ خلص، فلذلك أسفر وجهي.
أخرجه أبو موسى.
__________
[1] كذا في المطبوعة ومخطوطة دار الكتب. وفي الإصابة، والجرح والتعديل لابن أبى حاتم 3/ 2/ 183: «الخندق» ، بالقاف.
[2] في المطبوعة: «لهنب بن مالك اللهنبى» . والمثبت عن الإصابة، الترجمة 7564/ 3/ 312، قال الحافظ: «لهيب بالتصغير بن مالك اللهبي» . وكذلك هو في الاستيعاب، الترجمة 2243: 3/ 1348، ومستدرك تاج العروس، مادة: لهب.(4/226)
4543- ليشرح بن يحيى
(د ع) ليشرخ [1] بْن يَحيى [2] بْن مُحَمَّد الرعيني، يكنى أبا مُحَمَّد.
لَهُ ذكر فِي الصحابة، شهد فتح مصر ولا تعرف له رواية، قاله ابن يونس.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
[انتهى حرف اللام]
باب الميم
__________
[1] كذا ضبط في الإصابة 3/ 313، بكسر أوله وسكون الياء وفتح الشين والراء، وآخره حاء مهملة.
[2] في الإصابة: «بن لحي» .(4/227)
(باب الميم والألف)
4544- مأبور الخصى
(س) مَأبُورُ، الخَصي.
أهداه المقوقس صاحب الإسكندرية إلى النبي صلّى الله عليه وآله وسلم، أورده جَعْفَر، وروى بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُصعَب قَالَ: ثُمَّ ولدت مارية بنت شمعون، وهي القبطية التي أهداها المقوقس إِلَى رَسُول اللَّهِ صلّى الله عليه وآله وسلم صاحبُ الإسكندرية، وأهدى معها أختها سيرين وخصيَّاً يقال لَهُ: مأبور.
وذكر ابن زهير فِي هَذِه الترجمة حديث سُلَيْمَان بْن أرقم، عَنْ عروة، عَنْ عائشة قالت:
أُهديت مارية ومعها ابن عم لَهَا ... وذكر الحديث إِلَى أن قَالَ: بعث رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله وسلّم عليا ليقتله، فإذا هو ممسوح.
4545- ماتع
(س) مَاتع أورده جَعْفَر أيضا، وروى بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنُ إِسْحَاق، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيم بْن الحارث التيمي قَالَ: كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم فِي غزوة الطائف مولى لخالته فاختة بنت عَمْرو بْن عائذ بْن مخزوم، مخنث، يقال لَهُ: ماتع، يدخل عَلَى نساء رَسُول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ ويكون فِي بيوته، لا يرى رَسُول الله صلّى الله عليه وآله وسلم أَنَّهُ يفطن لشيءٍ من أمر النساء مما يفطن لَهُ الرجال، ولا يرى أَنَّ لَهُ فِي ذَلِكَ إربة [1] ، فسمعه يقول لخالد بْن الْوَلِيد المخزومي: يا خَالِد، إن فتح رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم الطائف لا تفَلتن منك بادية بنت غيلان بْن سلمة، فإنها تقبل بأربع وتدبر بثمان. فقال رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وآله وسلم حين سمع ذَلِكَ مِنْه:
لا أرى هَذَا الخبيث يفطن لِمَا أسمع مِنْه! ثُمَّ قال لنسائه: لا يدخل هَذَا عليكن.
وروى أن المخنث قَالَ هَذَا القول لعبد اللَّه بْن أَبِي أمية، أخي أم سلمة وروى مُحَمَّد بْن المنكدر وصفوان بْن سُلَيْم: أن أبا بكر نفى ماتعًا المخنث إِلَى فَدَك، ولم يكن بِهَا أحد من المسلمين.
أخرجه أبو موسى.
__________
[1] الإربة- بكسر فسكون-: الحاجة.(4/229)
4546- مازن بن خيثمة
(ب د ع) مَازِن بنُ خُيْثَمَة السَّكُوني. أرسله معاذ بن جبل وَافِدًا إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم فِي شَرِّ وقع بين السَّكاسِك والسَّكون، فأصلح بينهم. روى حديثه إِسْمَاعِيل بْن عَيَّاش [1] ، عن صفوان ابن عمرو، عن عمرو بن قيس بن ثور بن مازن بن خيثمة، عن جده مازن بذلك.
أخرجه الثلاثة.
4547- مازن بن الغضوبة
(ب د ع) مَازِنُ بْن الغَضُوبة الطائي الخطامى، وخطامة بطن من طيِّئ، وهو جد عَليّ [2] بْن حرب بْن مُحَمَّد بْن عَلِيِّ بْنِ حَبّان بْن مازن بْن الغَضُوبة الطائي.
وخبره فِي أعلام النبوَّة من أخبار الكهان، أنبأنا به أبو موسى بن أَبِي بَكْرٍ الْمَدِينِيُّ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْعَبَّاسِ أبو غالب، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ جُمْهُورٍ التِّنِّيسِيُّ السِّمْسَارُ، حَدَّثَنَا عَليُّ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنِي أَبُو الْمُنْذِرِ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْعُمَانِيِّ، عَنْ مَازِنِ بْنِ الْغَضُوبَةِ قَالَ: كُنْتُ أَسْدُنُ صَنَمًا يُقَالُ لَهُ: «نَاجِرٍ» ، بِقَرْيَةٍ مِنْ أَرْضِ عُمَانَ، فَعَتَرْنَا ذَاتَ يَوْمٍ عِنْدَهُ عَتِيرَةً- وَهِيَ الذَّبِيحَةُ- فَسَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ الصَّنَمِ يَقُولُ: «يَا مَازِنُ، اسْمَعْ تُسَرْ، ظَهَرَ خَيْرٌ وَبَطَنَ شَرْ، بُعِثَ نَبِيٌّ مِنْ مُضَرْ، بِدِينِ اللَّهِ الْكُبَرْ [3] ، فَدَعْ نَحِيتًا مِنْ حَجَرْ، تَسْلَمْ مِنْ حَرِّ سَقَرْ» . قَالَ مَازِنٌ: فَفَزِعْتُ لِذَلِكَ.
ثُمَّ عَتَرْنَا بَعْدَ أَيَّامٍ عَتِيرَةً أُخْرَى، فسمعت صوتا من الصم يَقُولُ: «أَقْبِلْ إِلَيَّ أَقْبِلْ، تَسْمَعْ مَا لا يُجْهَلْ، هَذَا نَبِيٌّ مُرْسَلْ، جَاءَ بِحَقٍّ مُنْزَلْ، آمِنْ بِهِ كِي تَعْدِلْ، عَنْ حَرِّ نَارٍ تُشْعَلْ، وَقُودُهَا بِالْجَنْدَلْ» . فَقُلْتُ: إِنَّ هَذَا لَعَجَبٌ، وَإِنَّهُ لَخَيْرٌ يُرَادُ بِي. فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ، إِذْ قَدِمَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْحِجَازِ، فَقُلْنَا لَهُ: مَا وَرَاءَكَ؟ فَقَالَ: ظَهَرَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ «أَحْمَدُ» يَقُولُ لِمَنْ أَتَاهُ:
أَجِيبُوا دَاعِيَ الله. فَقُلْتُ: هَذَا نَبَأُ مَا سَمِعْتُ. فَثُرْتُ إِلَى الصَّنَمِ فَكَسَرْتُهُ، وَرَكِبْتُ رَاحِلَتِي، فَقَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فَأَسْلَمْتُ ... وَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
وَفِي خَبَرِهِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي مِنْ خُطَامَةِ طيِّئ، وَإِنِّي لَمُولَعٌ بِالطَّرَبِ وَشُرْبِ الْخَمْرِ وَالنِّسَاءِ، فَيَذهْبُ مَالِي وَلا أَحْمَدُ حَالِي، فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَهَبْ لِي وَلَدًا. فَدَعَا لِي، فَأَذْهَبَ اللَّهُ
__________
[1] في المطبوعة: «إسماعيل بن عباس» . والصواب ما أثبتناه عن الاستيعاب: 3/ 1344، والتهذيب: 1/ 321.
[2] في الاستيعاب: «أحمد بن حرب» . وأحمد أخو على، ينظر التهذيب: 1/ 23، 7/ 294.
[3] الكبر: الأكبر، وكأنه مقصور من الكبار- بضم الكاف ففتح الباء- لأجل الفاصلة.(4/230)
عنى ما كنت أجد، وتزوّجت أَرْبَعِ حَرَائِرَ، وَرُزِقْتُ الْوَلَدَ، وَحَفِظْتُ شَطْرَ الْقُرْآنَ، وَحَجَجْتُ حِجَجًا، وَأَنْشَدَ يَقُولُ [1] :
إِلَيْكَ رَسُولَ اللَّهِ خَبَّتْ مَطِيَّتِي ... تَجُوبُ الْفَيافِي مِنْ عُمَانَ إِلَى العرج
لتشفع لي يا خير من وطئ الْحَصَى ... فَيَغْفِرَ لِي رَبِّي فَأَرْجِعَ بِالْفَلْجِ [2]
إِلَي مَعْشَرٍ جَانَبْتُ فِي اللَّهِ دِينَهُمْ ... فَلا دِينُهُمْ دِينِي وَلا شَرْجُهُمْ شَرْجِي [3]
وَكُنْتُ امْرَأً بِاللَّهْوِ وَالْخَمْرِ مُولَعًا ... شَبَابِي إِلَى أَنْ آذَنَ الْجِسْمُ بِالنَّهْجِ [4]
فَبَدَّلَنِي بِالْخَمْرِ أَمْنًا [5] وَخَشْيَةً ... وَبِالْعُهْرِ إِحْصَانًا فَحَصَّنَ لِي فَرْجِي
فَأَصْبَحْتُ هَمِّي فِي الْجِهَادِ وَنِيَّتِي ... فَلِلَّهِ مَا صَوْمِي وللَّه مَا حَجِّي
أخرجه الثلاثة.
4548- ماعز التميمي
(ب د ع) مَاِعزُ التَّميمي. سكن البصرة.
روى وهيب بْن خَالِد، عَنِ الْجُرَيري، عَنْ حَيَّان [6] بْن عُميَر، عَنْ ماعز: أن رجلاً أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فسأله: أيُّ الأعمال أفضل؟ قَالَ: إيمان باللَّه وحده، وجهاد فِي سبيله [7] .
ورواه شعبة، عَنِ الْجُرَيْرِيُّ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ ماعز. أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ بِإِسْنَادِهِ عن عبد الله بن أحمد: حدثني أبي، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ- يَعْنِي الْجُرَيْرِيُّ- عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عن ماعز: أن النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ سُئِلَ: أَيُّ الأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: إِيمَانٌ باللَّه، ثُمَّ الْجِهَادُ، ثُمَّ حِجَّةٌ مَبْرُورَةٌ [8] تَفْضُلُ سَائِرَ الْعَمَلِ، كَمَا بَيْنَ مَطْلَعِ الشَّمْسِ وَمَغْرِبِهَا [9] . أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ، إِلا أَنَّ أَبَا عُمَرَ لَمْ يَنْسُبْهُ، بَلْ قَالَ: «لا أَقِفُ عَلَى نَسَبِهِ» . وَرَوَى أَنَّهُ سَأَلَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلّم: أيّ الأعمال أفضل؟ [10] .
__________
[1] الحديث والأبيات في الاستيعاب لابن عبد البر: 3/ 1344.
[2] الفلج: الفوز والنصر.
[3] يقال: «ليس هو من شرجه» ، أي: من طبقته وشكله.
[4] أي: بالبلى. وقد نهج الثوب والجسم وأنهج: إذا بلى.
[5] كذا، ومثله في مخطوطة الدار. وفي الاستيعاب: «خوفا وخشية» .
[6] في المطبوعة: «حبان» بالباء. والمثبت عن مسند الإمام أحمد، والجرح والتعديل لابن أبى حاتم: 1/ 2/ 244.
[7] أخرجه الإمام أحمد، عن هدبة بن خالد، عن وهيب بإسناده، المسند: 4/ 342.
[8] لفظ المسند: «ثم حجة برة» .
[9] المسند: 4/ 342.
[10] الاستيعاب، الترجمة 2247: 3/ 1345.(4/231)
4549- ماعز ابو عبد الله
(د ع) ماعز، أَبُو عَبْد اللَّهِ بْن ماعز.
قيل: إنه المتقدم. روى عَنْهُ ابنه عَبْد اللَّهِ. يعد فِي أهل البصرة.
روى حديثه أَحْمَد بْن إِسْحَاق بْن صالح، عَنْ أَبِي سلمة موسى بْن إِسْمَاعِيل، عَنِ الهنيد بْن الْقَاسِم، عَنِ الجعيد بْن عَبْد الرحمن: أن عَبْد اللَّهِ بْن ماعز حدثه، أن ما عزا أتى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وكتب له كتابا: إن ما عزا أسلم آخر قومه، وَإِنَّهُ لا يجني عَلَيْهِ إلا يده.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
4550- ماعز بن مالك
(ب د ع) ماعز بْن مالك الأسلمي.
هُوَ الَّذِي أتى النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وآله وسلم فاعترف بالزنى، فرجمه. روى حديث رجمه ابن عباس، وبُريدة، وَأَبُو هريرة. قَاله ابن منده وَأَبُو نُعيم.
وقال أَبُو عمر: ماعز بْن مالك الأسلمي. معدود فِي المدنيين، كتب له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم كتابا بإسلام قومه، وهو الَّذِي اعترف بالزنى فرجمه. روى عَنْهُ ابنه عَبْد اللَّهِ حديثا واحدا.
أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مِسْمَارُ بْن عُمَرَ بْن الْعُوَيْسِ الْبَغْدَادِيُّ وَغَيْرُهُ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي غَالِبِ بْنِ الطَّلايَةِ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الأَنْمَاطِيُّ، أَنْبَأَنَا الْمُخَلِّصُ، أَنْبَأَنَا أَبُو حَامِدٍ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الْحَضْرَمِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ الْقَاضِي، حَدَّثَنَا أَبُو حَنِيفَةَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَى مَاعِزُ بْنُ مَالِكٍ النَّبِيَّ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فَأَقَرَّ بِالزِّنَا، فَرَدَّهُ ثُمَّ عَادَ فَأَقَرَّ بِالزِّنَا، فَرَدَّهُ فَلَمَّا كَانَ فِي الرَّابِعَةِ سَأَلَ عَنْهُ قَوْمَهُ: هَلْ تُنْكِرُونَ مِنْ عَقْلِهِ شَيْئًا؟ قَالُوا: لا. فَأَمَرَ بِهِ فَرُجِمَ. أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ. فَابْنُ مَنْدَهْ وَأَبُو نُعَيْمٍ جَعَلا مَاعِزًا ثَلاثَ تَرَاجِمَ، وَقَالا فِي الثَّانِي- الَّذِي هُوَ مَاعِزٌ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ- قِيلَ: هُوَ الأَوَّلُ. وَأَمَّا أَبُو عُمَرَ فَجَعَلَ مَاعِزَ بْنَ مَالِكٍ الْمَرْجُومَ هُوَ مَاعِزٌ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، وَقَالَ فِي تَرْجَمَةِ مَاعِزِ بْنِ مَالِكٍ التَّمِيمِيِّ: «مَاعِزٌ، رَجُلٌ آخَرُ، لا أَقِفُ عَلَى نَسَبِهِ، سَأَلَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وآله وسلّم: أيّ الأعمال أفضل» . والله أعلم.
4551- ماعز بن مجالد
ماعز بْن مجالد بْن ثور البَكائي. يرد نسبه عند ذكر أبيه. وفد إِلَى النَّبِيّ صلى الله عليه وآله وسلّم.
قاله ابن الكلبي
.(4/232)
4552- مالك بن أحمر
(ب س) مالك بْن أحمر.
أَنْبَأَنَا أَبُو مُوسَى إِذْنًا، أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، أَنْبَأَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ فِي الْأَوْسَطِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ بَكَّارِ بْنِ بِلالٍ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْجُذَامِيُّ، عَنْ جَدِّهِ مَالِكِ بْنِ أَحْمَرَ: أَنَّهُ لَمَّا بَلَغَهُ قُدُومُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ، وَفَدَ إِلَيْهِ، فَقَبِلَ إِسْلامَهُ، وَسَأَلَهُ أَنْ يَكْتُبَ لَهُ كِتَابًا يَدْعُو بِهِ إِلَى الإِسْلامِ. فَكَتَبَ لَهُ فِي رُقْعَةٍ مِنْ أَدَمٍ: «بِسْمِ اللَّه الرحمن الرحيم، هذا كتاب من محمد رَسُولِ اللَّهِ لِمَالِكِ بْنِ أَحْمَرَ وَلِمَنِ اتَّبَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، أَمَانًا لَهُمْ، مَا أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَاتَّبَعُوا الْمُسْلِمِينَ، وَجَانَبُوا الْمُشْرِكِينَ، وَأَدُّوا الْخُمُسَ مِنَ الْمَغْنَمِ وَسَهْمَ الْغَارِمِينَ وَسَهْمَ كَذَا وَكَذَا، فَهُمْ آمِنُونَ بِأَمَانِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَمَانِ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ. وَرَوَاهُ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ- أَوِ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ- الْحِمْصِيُّ [1] ، عَنِ الْوَلِيدِ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ مُحْرِزِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَحْمَرَ الْعَوْفِيُّ، ثُمَّ الْجُذَامِيُّ- أَوِ: الْحِزَامِيُّ-، عَنْ جَدِّهِ: أَنَّهُ لِمَا بَلَغَهُ مَقْدَمُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ تَبُوكَ وَمَكَانُهُ بِهَا، وَفَدَ إِلَيْهِ وَذَكَرَ الحديث.
أخرجه أَبُو عمر وَأَبُو موسى.
4553- مالك بْن أخيمر الباهلي
(ب د ع) مالك بْن أخيمر الباهلي- ويقال: أخامر- والصحيح أخيمر.
رَوَى عَنْهُ أَبُو رزين الباهلي، أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَرَجِ بْنُ أَبِي الرَّجَاءِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ ابن أبي عاصم، حدثنا دحيم، حدثنا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ الْبَاهِلِيِّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أُخَيْمِرٍ الْبَاهِلِيِّ أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ لا يَقْبَلُ مِنَ الصَّقُورِ صَرْفًا وَلا عَدْلا. قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَنِ الصَّقُورُ؟ قَالَ: الَّذِي لا يُبَالِي مَنْ دَخَلَ عَلَى أَهْلِهِ. أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ. وَقَالَ أَبُو عُمَرَ: حَدِيثُهُ مُرْسَلٌ، لأَنَّهُ لَمْ يُسْمَعْ من النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلّم. توفى أيام عبد الملك بن مروان [2] .
__________
[1] ينظر ترجمته في الجرح والتعديل لابن أبى حاتم: 4/ 2/ 279، 280.
[2] الاستيعاب، الترجمة 2249: 3/ 1345.(4/233)
وَقَدْ رَأَيْتُهُ فِي عِدَّةِ نُسَخٍ صِحَاحٍ بِالاسْتِيعَابِ لأَبِي عُمَرَ، فَقَالَ: أُخَيْمِرٌ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ، وَفِي حاشية أحدها مكتوب بالخاء المعجمة أيضا.
أخرجه الثلاثة.
4554- مالك بن أزهر
(ب د ع) مالك بْن أزهر- وقيل: ابن أَبِي أزهر. وقيل: ابن زاهر- أدرك النبي صلّى الله عليه وآله وسلم ينقي باطن قدميه [1] .
أخرجه الثلاثة، وَإِنما أَبُو عمر قَالَ: «مالك بْن زاهر» ، بتقديم الزَّايِ عَلَى الألف لا غير، والأول أكثر.
4555- مالك الأشجعي
(س) مالك الأشجعي.
يأتي ذكره فِي مالك بْن عوف الأشجعي، إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه أَبُو موسى، وذكر له الحديث الذي نذكره في «مالك بن عوف» .
4556- مالك الأشعري
(س) مالك الأشعري- أو: ابن مالك.
قَالَ أَبُو موسى: ذكره عبدان، قَالَ: وأظنه أَبُو مالك. روى أَبُو المنهال، عَنْ شهر بْن حوشب قَالَ: كَانَ منا- معشر الأشعريين- رجل صاحب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم، وشهد معه، وأنه أتانا فقال: إنما أتيتكم لأعلمكم وأصلي بكم، كما كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصلي بنا، وَإِنا اجتمعنا إليه، وَإِنه دعا بجفنة عظيمة، فجعل فيها من الماء، ودعا بإناء صغير فجعل يفرغ بالإناء الصغير عَلَى أيدينا، حَتَّى أنقى أيدينا ... وذكر الحديث.
أخرجه أبو موسى كذا.
4557- مالك بن أمية
(ب) مالك بْن أمية بْن عَمْرو السلمي. من حلفاء بني أسد بْن خزيمة.
شهد بدرا، واستشهد يوم اليمامة.
__________
[1] أي: إذا توضأ. والمعنى: يزيل الوسخ عنهما.(4/234)
أخرجه أَبُو عمر مختصرا، ونسبه هكذا، فقال: «مالك بْن أمية بْن عَمْرو [1] » . وَالَّذِي أَنْبَأَنَا بِهِ أَبُو جَعْفَرٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ، عَنِ ابن إِسْحَاق، في تسمية من شهد بدراً «من حلفاء بني كَثِير [2] بْن دُودان بْن أسد: ثقف بْن عَمْرو وأخواه مُدلج ومالك ابنا عَمْرو [3] » وهم من بني حُجر إِلَى بني سُلَيْم. وأظنه هَذَا، والله أعلم.
4558- مالك الأنصاري
(د ع) مالك الأنصاري.
روى حديثه عُبَيْد اللَّه بْن موسى، عَنْ موسى بْن عبيدة، عَنْ أيوب بْن خَالِد، عَنْ مالك- رجل من الأنصار- أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم. قَالَ: أعطوا المجالس حقها. أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم، وقال ابن منده: لا يعرف.
4559- مالك بن أوس النصري
(ب د ع) مالك بْن أوس بْن الحَدثان [4] بْن الحارث [5] بْن عوف بْن ربيعة بْن يربوع بْن وائلة بْن دُهمان بْن نصر بْن معاوية بْن بَكْر بْن هوازن، أَبُو سعد [6] ، ويقال: أَبُو سَعِيد النصري.
أدرك النبي صلّى الله عليه وآله وسلم، وذكره مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن خزيمة، وأحمد بْن صالح الْمصْرِيّ فِي الصحابة.
روى أنس بْن عياض، عَنْ سلمة بْن وَرْدان، عَنْ مالك بْن أوس: أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وسلم جالسا، فقال النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وآله وسلم: وجبت.
وهذا وهم، والصواب أنس بْن مالك. رواه ابن أَبِي فديك، عَنْ سلمة، عَنْ أنس بْن مالك. وذكر الواقدي: أن مالك بْن أوس ركب الخيل فِي الجاهلية. وذكر ذَلِكَ غير الواقدي.
وقال سَلَمة بْن وردان: رَأَيْت أنس بْن مَالِك، ومالك بْن أوس بْن الحدثان، وسلمة بْن الأكوع، وعَبْد الرَّحْمَن بْن أشيم، وكلهم صحب النَّبِيّ صلى الله عليه وآله وسلّم لا يغيرون الشيب.
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 2252: 3/ 1346.
[2] في سيرة ابن هشام: كبير. وقد تقدم في ترجمة عبد الله بن جحش الأسدي 3/ 194: «كثير» . بالثاء.
[3] سيرة ابن هشام: 1/ 680.
[4] في المطبوعة: «الحرثان» ، بالراء. وقد تقدم على الصواب في ترجمة أبيه أوس: 1/ 167.
[5] تقدم في ترجمة أبيه: «الحدثان بن عوف» ولم نجد «الحارث» في نسبه، لا في الاستيعاب ولا الإصابة.
[6] في المطبوعة ومخطوطة الدار: «أبو سعيد، ويقال: أبو سعيد» . وقد أثبتنا «أبو سعد» عن الاستيعاب.(4/235)
ولا تعرف لَهُ رواية عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم، وأما روايته عَنْ عمر بْن الخطاب فأشهر من أن تذكر.
روى عَنِ العشرة المهاجرين، وعن العباس رَضِيَ اللهُ عَنْهُم. وروى عَنْهُ مُحَمَّد بْن جبير بْن مطعم، والزُّهْرِيّ، وابن المنكدر، وغيرهم.
وشهد مع عمر بْن الخطاب فتح بيت المقدس، وتوفي مالك بالمدينة سنة اثنتين وتسعين.
أخرجه الثلاثة.
4560- مالك بن أوس بن عبد الله الأسلمي
(ب ع س) مالك بْن أوس بْن عَبْد اللَّهِ بْن جحر الأسلمي.
مختلف فِي صحبته. قيل: إن الصحبة لأبيه. وهو الصحيح.
روى إياس بْن مالك بْن أوس الأسلمي، عَنْ أبيه قَالَ: لِمَا هاجر النَّبِيّ صلى الله عليه وآله وسلم وَأَبُو بكر الصديق رضي اللَّه عَنْهُ مروا بالجحفة [1] ، فقال النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وآله وسلم: لمن هَذِه الإبل؟ قَالَ: لرجل من أسلم.
فالتفت إِلَى أَبِي بكر فقال: سلمت إن شاء اللَّه. فقال: وما اسمك؟ قَالَ: مسعود. فالتفت إِلَى أَبِي بكر وقال: سعدت إن شاء اللَّه عَزَّ وَجَلَّ. فأتاه أَبِي فحمله عَلَى جمل. أخرجه أَبُو نعيم، وَأَبُو عمر، وَأَبُو موسى.
جحر: بفتح الجيم والحاء. وقيل: بضم الحاء، وسكون الجيم.
4561- مالك بْن أوس بْن عتيك بْن عَمْرو
(ب) مالك بْن أوس بْن عتيك بْن عَمْرو بْن عَبْد الأعلم بْن عَامِر بْن زعوراء بْن جشم بْن الحارث بْن الخزرج بْن عمرو بْن مَالِك بْن الأوس الْأَنْصَارِيّ الأوسي. وزعوراء هُوَ أخو عبد الأشهل وهم من ساكني راتج [2] من المدينة.
شهد مالك أحدا، والخندق وما بعدهما من المشاهد. وقتل هُوَ وأخوه عمير [3] يَوْم اليمامة شهيدين.
أخرجه أبو عمر.
__________
[1] الجحفة: موضع بالحجاز بين مكة والمدينة، وهي ميقات أهل الشام.
[2] راتج: أطم من آطام اليهود بالمدينة.
[3] تقدمت ترجمة عمير بن مالك، برقم 4052: 4/ 286.(4/236)
4562- مالك بن إياس الأنصاري
(ب) مالك بْن إياس الأنصاري الخزرجي.
قتل يَوْم أحد شهيدا، ولم يذكره ابْنُ إِسْحَاق.
أخرجه [1] أبو عمر مختصرا.
4563- مالك بن أيفع
(ب) مالك بْن أيفع بْن كرب الهمداني الناعظي [2] .
قدم عَلَى رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله وسلم فِي وفد هَمْدان، وناعظ هُوَ: ربيعة بْن مرثد، بطن من همدان، منهم: مجالد بْن سَعِيد الَّذِي يحدث عَنِ الشعبي.
أخرجه أبو عمر مختصرا.
4564- مالك بن بجينة
(ب د ع) مالك بْن بحينة.
روى حديثه حماد بْن سلمة، عَنْ سعد [3] بْن إِبْرَاهِيمَ، عَنْ حَفْص بْن عَاصِم، عَنْ مالك ابن بحينة قَالَ: أقيمت صلاة الفجر، فقام رجل يصلي ركعتين، فأتى عَلَيْهِ النَّبِيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم ولاث [4] بِهِ الناس، وقال: أتصليها أربعا؟! هكذا رواه شعبة [5] وَأَبُو عوانة وغيرهما، عَنْ سعد بْن إِبْرَاهِيمَ. ورواه يونس بْن مُحَمَّد المؤدب، عَنْ إِبْرَاهِيم بْن سعد، عَنْ أبيه، عَنِ حفص بن عاصم، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن مالك بْن بحينة، عَنْ أبيه، نحوه. والمشهور: عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن مالك بْن بحينة عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلم، وهو الصحيح: أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَرَجِ يَحْيَى بن محمود بإسناده، عن مسلم بن الحجاج: حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن سعد، عن أبيه، عن حفص بن عاصم، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن مالك بْن بُحَيْنَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وسلّم مرّ برجل يصلّى ... » وذكر
__________
[1] الاستيعاب: 3/ 1347. وقد استدرك «مالك بن إياس» ابن هشام على ابن إسحاق. ينظر السيرة: 2/ 127.
[2] يقال أيضا: «الناعطى» بالطاء المهملة.
[3] في المطبوعة: «سعيد بن إبراهيم» . والصواب عن المسند، والتهذيب: 3/ 463.
[4] أي: اجتمعوا حوله.
[5] رواية شعبة في مسند الإمام أحمد: 5/ 345.(4/237)
نَحْوَهُ- قَالَ مُسْلِمٌ: قَالَ الْقَعْنَبِيُّ: «عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَالِكِ بْنِ بُحَيْنَةَ، عَنْ أَبِيهِ» ، قَالَ: «وَقَوْلُهُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ «عَنْ أَبِيهِ» خَطَأٌ [1] » . أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ، وقال أَبُو عمر: هُوَ مالك بْن القِشب [2] الأَزْدِيّ، والد عَبْد اللَّه بْن مَالِك ابْن بحينة، وبحينة أمه، وهي من بني المطلب بْن عبد مناف، إلا أن منهم من يقول إن بحينة أم ابنه عَبْد اللَّهِ. ولعبد اللَّه بْن مالك ولأبيه مالك صحبة، وتوفى ابن بحينة أيام معاوية.
4565- مالك بن برهة
(س) مالك بْن برهة بْن نهشل المجاشعي.
أورده ابن شاهين فِي الصحابة. روى أَبُو معشر نجيح، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رومان ومحمد بْن كعب القرظي والمقبري، عَنْ أَبِي هريرة قَالَ: قَالَ مالك بْن برهة بْن نهشل المجاشعي: يا رَسُول اللَّهِ، ألست أفضل قومي؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: إن كَانَ لك عقل فلك فضل، وَإِن كَانَ لك خلق فلك مروءة، وَإِن كان لك مال فلك حسب، وَإِن كَانَ لك دين فلك تقى- أو قَالَ: إن كَانَ لك تقى فلك دين. أخرجه أَبُو موسى، وقيل فِيهِ: مالك بْن عَمْرو بْن مالك بْن برهة. فيكون قد سقط هاهنا بعض النسب، ونذكره هناك إن شاء اللَّه تعالى.
4566- مالك بن التيهان
(ب د ع) مالك بْن التيهان بْن مالك بْن عُبَيْد بْن عَمْرو بْن عبد الأعلم بْن زعوراء بْن جشم بْن الحارث بْن الخزرج بْن عَمْرو- وهو النبيت- بْن مالك بْن الأوس الأنصاري الأوسي.
وقيل: إنه بلوي، من بلي بْن عَمْرو بْن الحاف بْن قضاعة، وحلفه فِي بني عبد الأشهل.
وَكَانَ أحد الستة الَّذِينَ لقوا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم أول ما لقيه الأنصار. وشهد العقبة الأولى والثانية، وهو أول من بايعه ليلة العقبة، فِي قول بني عبد الأشهل. وقال بنو النجار: أول من بايع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم أسعد بْن زرارة. وقال بنو سلمة: أول من بايعه كعب بْن مالك. وقيل:
أول من بايعه ليلة العقبة البراء بْن معرور.
__________
[1] صحيح مسلم، كتاب الصلاة، باب «كراهة الشروع في نافلة بعد شروع المؤذن» : 2/ 154.
[2] في المطبوعة: «العشب» بالعين. وهو خطأ، والصواب عن الاستيعاب: 3/ 1348، وفي القاموس المحيط، مادة قشب: «وبالكسر- يعنى القشب، بكسر فسكون-: والد مالك بن بحينة» .(4/238)
وَكَانَ مالك نقيب بني عبد الأشهل هُوَ وأسيد بْن حضير. وشهد بدرا، وأحدا والمشاهد كلها مع رَسُول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وتوفي بالمدينة فِي خلافة عمر سنة عشرين. وقيل: سنة إحدى وعشرين، وقيل: بَلْ قتل بصفين مع عَليّ سنة سبع وثلاثين. وقيل: شهد صفين مع عَليّ ومات بعدها بيسير. وقال الأصمعي: إنه مات فِي حياة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم. وليس بشيء.
أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي عَلِيٍّ والحسن بن توحن الباورى قالا: أنبأنا أبو الفضل محمد ابن عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ النِّيلِيُّ الأَصْفَهَانِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْخَلِيلِيُّ الْبَلْخِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْخُزَاعِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْهَيْثَمُ بْنُ كُلَيْبِ بن شريح ابن مَعْقِلٍ الشَّاشِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، [أَخْبَرَنَا] [1] آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فِي سَاعَةٍ لَمْ يَخْرُجْ فِيهَا وَلا يَلْقَاهُ فِيهَا أَحَدٌ، فَأَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ:
مَا جَاءَ بِكَ يَا أَبَا بَكْرٍ؟ قَالَ: خَرَجْتُ لِلِقَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، وَالنَّظَرِ فِي وَجْهِهِ، وَالسَّلَامِ عَلَيْهِ.
فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ جَاءَ عُمَرُ فَقَالَ: مَا جَاءَ بِكَ يَا عُمَرُ؟ قَالَ: الْجُوعُ يَا رَسُولَ الله! قال النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ:
قَدْ وَجَدْتُ بَعْضَ ذَلِكَ. فَانْطَلَقُوا إِلَى منزل أبى الْهَيْثَمِ بْنِ التَّيِّهَانِ الأَنْصَارِيِّ، وَكَانَ رَجُلا كَثِيرَ النَّخْلِ وَالشَّاءِ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ خَادِمٌ، فَلَمْ يَجِدُوهُ، فَقَالُوا لامْرَأَتِهِ: أَيْنَ صَاحِبُكِ؟ فَقَالَتْ: انْطَلَقْ لِيَسْتَعْذِبَ [2] الْمَاءَ. فَلَمْ يَلْبَثُوا أَنْ جَاءَ أَبُو الْهَيْثَمِ بِقِرْبَةٍ يَزْعَبُهَا [3] ، فَوَضَعَهَا ثُمَّ جَاءَ يَلْتَزِمُ النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ وَيَفْدِيهِ بِأَبِيهِ وَأُمِّهِ. ثُمَّ انْطَلَقَ بِهِمْ إِلَى حَدِيقَةٍ، فَبَسَطَ لَهُمْ بِسَاطًا، ثُمَّ انْطَلَقَ إِلَى نَخْلَةٍ فَجَاءَ بِقِنْوٍ [4] فَوَضَعَهُ، فَقَالَ رَسُولُ الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: أَفَلا تَنَقَّيْتَ لَنَا مِنْ رُطَبِهِ وَبُسْرِهِ؟ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَرَدْتُ أَنْ تَخْتَارُوا- أَوْ: تَخَيَّرُوا- مِنْ رُطَبِهِ وَبُسْرِهِ. فَأَكَلُوا وشربوا من ذلك الماء، فقال النبي
__________
[1] في المطبوعة: «حدثنا محمد بن إسماعيل بن آدم» . وهو خطأ، والصواب عن الترمذي، ومخطوطة دار الكتب.
ومحمد بن إسماعيل هو الإمام البخاري، وآدم بن أبى إياس عبد الرحمن العسقلاني، أصله من خراسان، يكنى أبا الحسن، نشأ ببغداد.
[2] أي: يأتينا بماء عذب.
[3] أي: يتدافع بها ويحملها لثقلها.
[4] القنو- بكسر فسكون-: العذق بما فيه من الرطب.(4/239)
صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: هَذَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ النَّعِيمِ الَّذِي تُسْأَلُونَ عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: ظِلٌّ بَارِدٌ، وَرُطَبٌ طَيِّبٌ، وَمَاءٌ بَارِدٌ [1] ... وَذَكَرَ الْحَدِيثَ. أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
4567- مالك بن ثابت الأنصاري
(س) مالك بْن ثابت الأنصاري. من بني النبيت، والنبيت، هُوَ: عَمْرو بْن مالك بْن الأوس.
قتل يَوْم بئر معونة مع أخيه سفيان بْن ثابت. ذكر ذَلِكَ الواقدي.
أخرجه أَبُو موسى.
4568- مالك بن ثعلبة الأنصاري
(س) مالك بْن ثعلبة.
قَالَ أَبُو موسى. وجدت عَلَى ظهر جزء من أمالي أَبِي عَبْد اللَّهِ بْن منده، وقد روى فِيهِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مقاتل بْن سُلَيْمَان، عَنِ الضحاك، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ في زمن النبي صلّى الله عليه وآله وسلم شاب يقال لَهُ: مالك بْن ثعلبة الأنصاري، ولم يكن بالمدينة شاب أغنى مِنْه، فمرّ بالنبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، والنبي صلّى الله عليه وآله وسلم يتلو هَذِه الآية: وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ 9: 34 ... إلى قوله: فَذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ 9: 35 [2] فغشي عَلَى الشاب، فلما أفاق دخل عَلَى النبي صلّى الله عليه وآله وسلم فقال: بأبي أنت وأمي، هَذِه الآية لمن كنز الذهب والفضة؟ فقال له النبي صلّى الله عليه وآله وسلم نعم، يا مالك. فقال:
وَالَّذِي بعثك بالحق ليمسين مالك ولا يملك درهما ولا دينارا! قال: فتصدّق بماله كله [3] .
__________
[1] تحفة الأحوذي، أبواب الزهد، باب «ما جاء في معيشة أصحاب النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم» ، الحديث 2474:
7/ 34- 39. وقال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح غريب» . وقال الحافظ أبو العلى صاحب تحفة الأحوذي: «وأخرجه مسلم»
[2] سورة هود، آية: 34، 35.
[3] قال الحافظ في الإصابة، الترجمة 7605/ 3/ 321: «وهذا فيه ضعف وانقطاع» .(4/240)
4569- مالك بن أبى ثعلبة
(س) مالك بْن أَبِي ثعلبة.
حديثه أن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قضى في سيل مهزور [1] : أن الماء يحبس إلى الكعبين، ثُمَّ يرسل الأعلى عَلَى الأسفل. روى عَنْهُ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق [2] .
قَالَ جَعْفَر: أورده يَحْيَى بْن يونس- قَالَ: وهذا حديث مرسل، ومالك بْن أَبِي ثعلبة لا صحبة لَهُ بيقين، لأن ابن إِسْحَاق لَمْ يلق أحدا من الصحابة، إنما روايته عَنِ التابعين فمن دونهم.
أخرجه أبو موسى.
4570- مالك بن جبير الأسلمي
مالك بْن جبير بْن حبال بْن ربيعة بْن دعبل الأسلمي.
تقدم نسبه عند ذكر عمه الحارث بْن حبال [3] . شهد الحديبية.
قاله ابن الكلبي.
4571- مالك بن الحارث الذهلي
(د ع) مالك بْن الحارث الذهلي. ينسب إِلَى ذهل بْن ثعلبة بْن عكابة بْن صعب بْن عَليّ بْن بَكْر بْن وائل الربعي البكري ثُمَّ الذهلي، يلقب خمخام.
وفد على النبي صلّى الله عليه وآله وسلم وعقبه بهراة، وَكَانَ وفوده مع وفد من بكر بن وائل، منهم: فرات ابن حيان، وبشير بْن الخصاصية وغيرهما.
أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم.
__________
[1] مهزور: اسم واد لبني قريظة. وقد تقدم في ترجمة ثعلبة بن أبى مالك 1/ 292 قول ابن الأثير: «ومهزور:
واد فيه ماء، اختصم أهل البساتين فيه» .
[2] أخرجه ابن ماجة في كتاب الرهون، باب «الشرب من الأودية ومقدار حبس الماء» ، الحديث 2481: 2/ 829 عن إبراهيم بن المنذر الحزامي بإسناده إلى ثعلبة بن أبى مالك. قال الحافظ في الإصابة، الترجمة 8476/ 3/ 480: «وقد قضى أبو حاتم بإرسال رواية ثعلبة بن أبى مالك» .
هذا وقد تقدم في ترجمة «ثعلبة بن ابى مالك» : أن محمد بن إسحاق روى هذا الحديث عَنْ أَبِي مالك بْن ثعلبة بْن أَبِي مالك، عن أبيه. وعلى هذا فالصحابى هو: ثعلبة بن أبى مالك. ينظر: 1/ 292.
[3] تقدمت ترجمته برقم 868: 1/ 386.(4/241)
4572- مالك بن الحارث العامري
(س) مالك بْن الحارث العامري.
أَنْبَأَنَا أَبُو يَاسِرٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أحمد: حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زيد، عن زرارة بن أوفى، عن مالك بْنِ الْحَارِثِ- رَجُلٍ مِنْهُمْ- أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنْ ضَمَّ يَتِيمًا مِنْ [1] أَبَوَيْنِ مُسْلِمَيْنِ إِلَى طَعَامِهِ وَشَرَابِهِ حَتَّى يَسْتَغْنِيَ عَنْهُ، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ أَلْبَتَّةَ.
وَمَنْ أَعْتَقَ امْرَأً مُسْلِمًا كَانَ فَكَاكَهُ مِنَ النَّارِ، يُجْزَى بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْه عُضْوًا [2] مِنْهُ.
رَوَاهُ شُعْبَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ [3] ، عَنْ عَمِّهِ مَالِكٍ، أَوْ أُبَيِّ بْنِ مَالِكٍ [4] . وَقِيلَ: مَالِكُ بْنُ عَمْرٍو، أَوْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ ... وَفِيهِ اخْتِلافٌ كَثِيرٌ. وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي مَالِكِ بْنِ عَمْرٍو السُّلَمِيِّ [5] .
أخرجه أبو موسى.
4573- مالك بن الحارث
(د ع) مالك بْن الحارث.
ذكر ابن منيع، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ميمون الخياط، عَنِ ابن عيينة، عَنْ زكريا، عَنِ الشعبي- ووهم فِيهِ- وصوابه: الحارث بْن [6] مالك. وقد ذكر هناك.
أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
4574- مالك بن الحارث
(س) مالك بْن الحارث.
روى حماد بْن زيد، عَنْ أيوب، عَنْ أَبِي قلابة، عن مالك بْن الحارث قَالَ: قدمنا عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وسلم ونحن ستة، فأقمنا معه نحو عشرين ليلة. وَكَانَ رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وآله وسلم رحيما، فقال: لو رجعتم إِلَى بلادكم فعلمتموهم وأمرتموهم أن يصلوا صلاة كذا فِي حين كذا ... وذكر الحديث.
__________
[1] لفظ المسند 4/ 344، 5/ 29: «بين أبوين مسلمين» .
[2] المسند: 5/ 29.
[3] كذا، ومثله في مخطوطة دار الكتب. والصواب: «عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أوفى، عن عمه ... » .
[4] في المطبوعة ومخطوطة الدار: «أو أبى مالك» . والصواب ما أثبتناه عن ترجمة مالك بن عمرو القشيري. وينظر فيما تقدم ترجمة «أبى بن مالك» : 1/ 63، كما ينظر مسند الإمام أحمد: 4/ 344.
[5] كذا، ومثله في مخطوطة الدار، والصواب: «مالك بن عمرو القشيري» .
[6] ينظر ترجمة «الحارث بن مالك بن قيس» . وقد تقدمت برقم 956: 1/ 413.(4/242)
ومالك هَذَا هُوَ ابن الحويرث [1] . ونذكره فِي موضعه إن شاء اللَّه تعالى، إلا أن أبا موسى أخرجه هاهنا، وليس بصحيح، إنما الصواب الحويرث.
4575- مالك بن حارثة
(س) مالك بْن حارثة.
قَالَ أَبُو موسى: هُوَ أخو أسماء بْن حارثة، لَهُ ذكر فِي ترجمة أخيه، لَمْ يزد عَلَى هَذَا.
حارثة: بالحاء المهملة.
4576- مالك بن حسل
مالك بْن حسل.
قدم عَلَى النَّبِيّ صلى الله عليه وآله وسلم فِي أناس من أصحابه فِي قصة الهجرة، روى عنه عبد الله الأشعري.
4577- مالك بن الحسن
(س) مالك بْن الْحَسَن.
قَالَ جَعْفَر: أخرجه يَحْيَى بْن يونس، ولا أحسب لَهُ صحبة.
روى الْحَسَن بْن عَليّ الحلواني، عَنْ عمران بْن أبان، عَنْ مالك بْن الْحَسَن بْن مالك، عَنْ أبيه، عَنْ جده: أن النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وآله وسلم رقى المنبر، فأتاه جبريل فقال: يا مُحَمَّد، قل: آمين.
فقال: آمين. ثُمَّ رقى عتبة، فقال: يا مُحَمَّد، قل: آمين. فقال: آمين. ثُمَّ رقى عتبة أخرى فقال: يا مُحَمَّد، قَل: آمين. فقال: آمين. قَالَ: من أدرك أبواه أو أحدهما، فمات فدخل النار، فأبعده اللَّه. فقلت: آمين. فقال: ومن أدرك رمضان فلم يغفر لَهُ، فأبعده اللَّه. قلت: آمين. قَالَ: ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك، فأبعده اللَّه.
قلت: أمين. أخرجه أَبُو موسى.
4578- مالك بن ذي حماية
(س) مالك بْن ذي حماية.
حديثه أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم قفل من بعض أسفاره، فقال: أسرعوا بنا إِلَى بنات الأقوام. قَالَ جَعْفَر: أخرجه يَحْيَى بْن يونس، وهذا مرسل. وهو ابن يزيد بْن ذي حماية، يروي عَنْ عائشة. روى عَنْهُ أَبُو بكر بْن أَبِي مريم.
__________
[1] أخرجه الإمام أحمد بنحوه، عن إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب بإسناده إلى مالك بن الحويرث. المسند: 3/ 436. ورواه أيضا عن سريج ويونس، عن حماد بن زيد بإسناده أيضا إلى مالك بن الحويرث: 5/ 53.(4/243)
وقال ابن ماكولا: وأما «حماية» ، بكسر الحاء، وبالياء المعجمة باثنتين من تحتها، فهو: أَبُو شرحبيل مالك بْن ذي حماية، يحدث عَنْ معاوية بْن أَبِي سفيان. روى عَنْهُ صفوان ابن عَمْرو. وذكره أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عِيسَى في تاريخ الحمصيين.
أخرجه أبو موسى.
4579- مالك بن حمرة
(ب) مالك بْن حمرة بْن أيفع بْن كرب الهمداني الناعطي.
أسلم هُوَ وعماه عَمْرو، ومالك ابنا أيفع. وناعط هُوَ ربيعة بْن مرثد، منهم: مجالد بْن سَعِيد، وَعَامِر بْن شهر صاحب رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وآله وسلم.
أخرجه أَبُو عمر.
حمرة: بضم الحاء المهملة، وتسكين الميم، وبالراء.
4580- مالك بن الحويرث
(ب د ع) مالك بْن الحويرث بْن أشيم الليثي يختلفون فِي نسبه إِلَى ليث، فقال شباب [1] :
مالك بْن الحويرث بْن حسيس بْن عوف بْن جندع- قَالَ: وَأَخْبَرَنِي بعض بنى ليث أنه مالك ابن الحويرث بْن أشيم بْن زبالة بْن حسيس بْن عَبْد ياليل بْن ناشب بْن غيرة بْن سعد بْن ليث.
ولم يختلفوا فِي أَنَّهُ من بني ليث بْن بَكْر بْن عَبْد مناة بْن كنانة، يكنى أبا سُلَيْمَان [2] ، ويقال فِيهِ:
مالك بْن الحارث. وقال شعبة: مالك بْن حويرثة.
وهو من أهل البصرة، قدم على النبي صلّى الله عليه وآله وسلم فِي شببة [3] من قومه، فعلمهم الصلاة، وأمرهم بتعليم قومهم إذا رجعوا إليهم.
روى عَنْهُ أَبُو قلابة، ونصر بْن عَاصِم، وسوار [4] الجرمي.
__________
[1] شباب هذا هو الحافظ خليفة بن خياط العصفري البصري، صاحب «التاريخ» ، و «الطبقات» ، سمع من يزيد ابن زريع وطبقته. ينظر العبر للذهبى: 1/ 432.
[2] في المطبوعة: «يكنى أبا سليمان سعد بن ليث، ويقال فيه» . وهذه الزيادة وهي: «سعد بن ليث» ، ساقطة من مخطوطة الدار 111 مصطلح. وهي مخلة بالنص.
[3] الشببة- بفتح الشين والباء-: الشبان، واحدهم شاب. وقد ذكر هذا الحديث الإمام أحمد في مسندة: 3/ 436.
[4] في الاستيعاب: «سلمة الجرمي» . والصواب ما في أسد الغابة، ففي الجرح والتعديل لابن أبى حاتم 2/ 1/ 270:
«سوار الجرمي البصري. روى عن مالك بن الحويرث» .(4/244)
أَنْبَأَنَا الْخَطِيبُ أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ نَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلاةَ، وَإِذَا رَكَعَ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ [1] . وَلَهُ أَحَادِيثُ غَيْرُ هَذَا، وَتُوُفِّيَ بِالْبَصْرَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
حسيس: بفتح الحاء المهملة، وبالسينين المهملتين- وقيل: بخاء معجمة مضمومة، وشينين معجمتين- وقيل: أوّله جيم، والله أعلم.
4581- مالك بن حيدة
(د ع) مالك بْن حيدة القشيري. يرد نسبه عند ذكر أخيه معاوية.
أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ بِإِسْنَادِهِ عن عبد الله بن أحمد: حدثني أبي، حدثنا عفان، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي قَزَعَةَ سُوَيْدِ بْنِ حُجَيْرٍ الْبَاهِلِيِّ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِيهِ:
أَنَّ أَخَاهُ مَالِكًا قَالَ: يَا مُعَاوِيَةُ، إِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ أَخَذَ جِيرَانِي، فَانْطَلِقْ إِلَيْهِ، فَإِنَّهُ قَدْ عَرَفَكَ وَلَمْ يَعْرِفْنِي، وَكَلَّمَكَ، فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ فَقَالَ: دَعْ لِي جِيرَانِي. فَإِنَّهُمْ قَدْ كَانُوا أَسْلَمُوا. فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ أَطْلَقَ لَهُ جِيرَانَهُ [2] .
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ وَأَبُو نعيم.
4582- مالك بن الخشخاش
(ب د ع) مالك بْن الخشخاش العنبري، أخو عُبَيْد وقيس.
روى حصين بْن أَبِي الحر أن أباه مالكا وعميه قيسا وعبيدا، أتوا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم فشكوا إليه رجلا من بني عمهم، فكتب له النبي صلّى الله عليه وآله وسلم كتاب أمان، وقد تقدم فِي عُبَيْد [3] بن الخشخاش أخرجه الثلاثة.
الخشخاش: بالخاءين، والشينين المعجمات.
__________
[1] أخرجه الإمام أحمد في مسندة عن يحيى بن سعيد، عن شعبة بإسناده: 5/ 53.
[2] مسند الإمام أحمد، وقد اختصر ابن الأثير هذا الحديث: 4/ 447.
[3] تقدمت ترجمة «عبيد» برقم 3487: 3/ 537، 538.(4/245)
4583- مالك بن خلف
(س) مالك بْن خلف بْن عَمْرو بْن دارم بْن أسلم بْن أفصى، أخو النعمان.
كانا طليعتين لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يَوْم أحد، وقتلا يومئذ شهيدين، ودفنا فِي قبر واحد.
أخرجه أَبُو موسى، ونسبه هكذا، وقد أسقط مِنْه. وَالَّذِي ذكره ابن حبيب وابن الكلبي أنهما ابنا خلف بْن عوف بْن دارم بْن عمرو [1] بْن وائلة بْن سهم بْن مازن بْن الحارث بْن سلامان ابن أسلم بن حارثة.
4584- مالك بن ابى خولى
(ب د ع) مالك بْن أَبِي خولي بْن عَمْرو بْن خيثمة بْن الحارث بْن معاوية بْن عوف بْن سعيد ابن جعفي الجعفي، حليف بني عدي بن كعب.
هكذا نسبه ابن إِسْحَاق وغيره إِلَى جعفي بْن مذحج، ونسبه ابن سلام وابن هِشَام إِلَى:
عجل بْن لجيم [2] ، فقال: عجلي. وهو وهم، والصواب أَنَّهُ جعفي، وقد تقدم نسبه مستقصى فِي أخيه «خولي» .
شهد بدرا، وهو من حلفاء بني عدي بْن كعب. وقال ابن إِسْحَاق: لا عقب لهما.
أخرجه الثلاثة.
4585- مالك بن الدخشم
(ب د ع) مالك بْن الدخشم بْن مالك بْن غنم بْن عوف بْن عَمْرو بْن عوف.
وقيل: مالك بْن الدخشم بْن مالك بْن الدخشم بْن مرضخة بْن غنم [3] .
شهد العقبة فِي قول ابن إِسْحَاق، وموسى بْن عقبة، والواقدي.
وقال أَبُو معشر: لَمْ يشهد مالك العقبة. وقد روي عَنِ الواقدي أيضا أَنَّهُ لَمْ يشهدها.
وشهد بدرا فِي قول الجميع، وهو الَّذِي أسر يَوْم بدر سهيل بن عمرو. وكان ينهم بالنفاق وهو الَّذِي قَالَ فِيهِ عتبان بْن مالك لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: «إنه منافق» . فقال رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلّم:
__________
[1] كذا في المطبوعة، ومثله في مخطوطة دار الكتب. وفي الطبقات الكبرى لابن سعد 3/ 1/ 179: «عنز بن وائلة» .
وفي الإصابة 3/ 123: «عمير بن وائلة» .
[2] في المطبوعة: «عجل بن نجيم» . بالنون. وهو خطأ. والصواب عن سيرة ابن هشام: 1/ 684، وترجمة أخيه «خولى» ، وقد تقدمت برقم 1493: 2/ 150.
[3] ينظر سيرة ابن هشام: 1/ 694.(4/246)
أَلَيْسَ يَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ؟ فقال: بلى، ولا شهادة لَهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم: أَلَيْسَ يُصَلِّي؟ قَالَ: بَلَى، وَلا صَلاةَ لَهُ. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أولئك الَّذِينَ نهاني اللَّه عنهم [1] . ولا يصح عَنْهُ النفاق، وقد ظهر من حسن إسلامه ما يمنع من اتهامه [2] .
وهو الَّذِي أرسله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وسلم فأحرق مسجد الضرار هُوَ ومعن بْن عدي:
أخرجه الثلاثة.
4586- مالك بن رافع
(ب د ع) مالك بْن رافع بْن مالك بْن العجلان بْن عَمْرو بْن عَامِر بْن زريق الأنصاري الخزرجي ثُمَّ الزرقي، أخو رفاعة بْن رافع.
شهد مالك هَذَا بدرا مع أخويه: خلاد، ورفاعة ابني رافع.
روى «أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم بينا هُوَ جالس، إِذْ نظر فإذا رجل يصلي فركع، ثُمَّ جاء فسلم عَلَى النبي صلّى الله عليه وآله وسلم وَعَلَى القوم، فقال لَهُ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم: وعليك السلام، ارجع فصل فإنك لَمْ تصلّ ... [3] الحديث. أخرجه الثلاثة.
4587- مالك بن ربيعة بن البدن
(ب د ع) مالك بْن ربيعة بْن البدن بْن عَامِر بْن عوف بْن حارثة بْن عَمْرو بْن الخزرج بْن ساعدة بْن كعب بْن الخزرج، أَبُو أسيد الساعدي.
وقال ابن هِشَام، عَنِ ابن إِسْحَاق: «البدن» [4] ، بالباء الموحدة والنون. وهكذا قال موسى ابن عقبة، عَنِ ابن شهاب. وقد رواه إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم بْن عقبة، عَنْ عمه موسى، عَنِ الزُّهْرِيّ فقال: «البدي» ، بالياء، فصحف فِيهِ، وَإِنما الصحيح عَنِ ابن عقبة: بالنون.
وهو أنصاري خزرجي، ثُمَّ من بني ساعدة، وهو مشهور بكنيته.
__________
[1] تقدم تخريج هذا الحديث في ترجمة «عبيد الله بن عدي بن الخيار» : 3/ 527. ولم يسم في هذه الرواية الصحابي الّذي سأل رسول الله، ولا الّذي ادعى عليه أنه منافق.
[2] هذا قول أبى عمر في الاستيعاب: 3/ 1351.
[3] أخرجه الدارقطنيّ والطبراني. ينظر الإصابة: 3/ 323، 324.
[4] في سيرة ابن هشام 1/ 696: «اليدى» ، بالياء.(4/247)
شهد بدرا وأحدا، والمشاهد كلها مع رَسُول الله صلّى الله عليه وآله وسلم، قاله مُحَمَّد بْن إِسْحَاق وغيره، وعمي قبل أن يقتل عثمان.
أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَر بِإِسْنَادِهِ عَنْ يونس، عَنِ ابن إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بكر بن حَزْمٍ، عَنْ بَعْضِ بَنِي سَاعِدَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُسَيْدٍ مَالِكَ بْنَ رَبِيعَةَ بَعْدَ أَنْ أُصِيبَ بَصَرُهُ يَقُولُ:
لَوْ كُنْتُ مَعَكُمُ الْيَوْمَ بِبَدْرٍ لَأَرَيْتُكُمُ الشِّعْبَ الَّذِي خَرَجَتْ مِنْهُ الْمَلائِكَةُ، لا أتمارى وَلا أَشُكُّ [1] .
وَرَوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وسلّم. روى عنه من الصَّحَابَةُ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، وَسَهْلُ بْنُ سَعْدٍ، وَلَهُ أَحَادِيثُ.
أَنْبَأَنَا الْخَطِيبُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي نَصْرٍ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُد: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ:
سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي أُسَيْدٍ السَّاعِدِيِّ: أَنَّ النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ قَالَ: خَيْرُ دُورِ الأَنْصَارِ بَنُو النَّجَّارِ، ثُمَّ بَنُو عَبْدِ الأَشْهَلِ، ثُمَّ بَنُو الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، ثُمَّ بَنُو سَاعِدَةَ، وَفِي كُلِّ دُورِ الأَنْصَارِ خَيْرٌ [2] . وتوفي أَبُو أسيد سنة ثلاثين، قاله الواقدي وخليفة. وقال الْمَدَائِنيّ: توفي أَبُو أسيد سنة ستين فِي العام الَّذِي توفي فِيهِ معاوية. قَالَ ابن منده: توفي سنة ستين، ويقال: توفي سنة خمس وستين، قيل: كَانَ عمره خمسا وسبعين سنة، قَالَ أبو نعيم: ذكر بعض المتأخرين- يعني ابن منده- أَنَّهُ توفي سنة ستين، وهو وهم.
أخرجه الثلاثة.
4588- مالك بن ربيعة السلولي
(ب د ع) مالك بْن ربيعة السلولي، يكنى أبا مريم. وهو من ولد مرة بن صعصعة بن معاوية ابن بكر بْن هوازن، أخي عَامِر بْن صعصعة، نسب أولاد مرة إِلَى أمهم سلول بنت ذهل بْن شيبان ابن ثعلبة. وهو والد يزيد بْن أَبِي مريم.
شهد الحديبية، وبايع تحت الشجرة، وعداده فِي الكوفيين.
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 633.
[2] أخرجه مسلم عن محمد بن المثنى، عن محمد بن جعفر، عن شعبة باسناده، وعن محمد بن المثنى، عن أبى داود بإسناده، ينظر كتاب فضائل الصحابة، باب «في خير دور الأنصار رضى الله عنهم» : 7/ 174. وأخرجه الترمذي في أبواب المناقب، باب «ما جاء في أي دور الأنصار خير» ، الحديث 4003، 4004: 10/ 410- 411. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وأخرجه الإمام أحمد من غير وجه: 3/ 496، 497.(4/248)
أَنْبَأَنَا أَبُو يَاسِرِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ: حَدَّثَنِي أَبِي، حدثنا سريج [1] ابن النُّعْمَانِ، حَدَّثَنِي أَوْسُ بْنُ عَبْدِ [2] اللَّهِ أَبُو مقاتل السلولي، حدثني يزيد بن أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يَقُولُ: اللَّهمّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ. قَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَالْمُقَصِّرِينَ؟ ثَلاثَ مَرَّاتٍ. فقال النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: وَالْمُقَصِّرِينَ. ثُمَّ قَالَ: وَأَنَا يَوْمَئِذٍ مَحْلُوقُ الرَّأْسِ، فَمَا يَسُرُّنِي بِحَلْقِ رَأْسِي حُمُرُ النَّعَمِ [3] . وَهُوَ أَحَدُ الشُّهُودِ أَنَّ زِيَادًا هُوَ ابْنُ أَبِي سُفْيَانَ. وَقَدِ اسْتَوْفَيْنَا هَذِه الْقِصَّةَ فِي «الكامل في التاريخ» .
أخرجه الثلاثة.
4589- مالك الرؤاسى
(د ع س) مالك الرّواسىّ [روى سفيان بْن] [4] وكيع بْن الجراح، عَنْ أبيه، عَنْ طارق بْن علقمة بْن مددي، عَنْ عَمْرو بْن مَالِك الرؤاسي، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ أغار هُوَ وقوم من بني كلاب عَلَى قوم من بني أسد، فقتلوا منهم، وعبثوا بالنساء. فبلغ ذلك النبيّ فدعا صلّى الله عليه وآله وسلم عليهم ولعنهم، فبلغ ذَلِكَ مالكا، فغل يده، ثُمَّ أتى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم فقال: يا رَسُول اللَّهِ، ارض عني رضي اللَّه عنك. فأعرض عَنْهُ النَّبِيّ صلى الله عليه وآله وسلّم، ففعل ذلك ثلاث مرات، قال: فو الله إن الرب ليترضى فيرضى- قَالَ: فأقبل النَّبِيّ صلّى الله عليه وآله وسلم بوجهه- فقال: ندمتُ عَلَى ما صنعتُ واستغفرت مِنْه. فرضي عَنْهُ وقال: اللَّهمّ تب عَلَيْهِ وارض عَنْهُ. أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم، وأخرجه أَبُو موسى وقال: أورده يَحْيَى- يعنى ابن مندة- وقد أورد جدّه.
__________
[1] في المطبوعة: «شريح» ، بالشين والحاء. وهو خطأ. والصواب عن المسند والخلاصة.
[2] في المسند: «بن عبيد الله» . وفي الجرح والتعديل لابن أبى حاتم 1/ 1/ 305: «أوس بن عبيد الله» أيضا. وقد أشار السيد المحقق في الهامش أنه وقع في بعض النسخ تاريخ البخاري: «أوس بن عبد الله» . فاللَّه أعلم.
[3] مسند الإمام أحمد: 4/ 177.
[4] ما بين القوسين عن الإصابة.(4/249)
4590- مالك بن زاهر
(ب) مالك بْن زاهر أدرك النَّبِيّ صلى الله عليه وآله وسلم، وقيل: مالك بْن أزهر. وقد تقدم ذكره.
أخرجه هاهنا أبو عمر.
4591- مالك بن زمعة
(ب) مالك بْن زمعة بْن قيس بْن عَبْد شمس بْن عبد ود بْن نصر بْن مالك بْن حسل بْن عامر بن لؤي القرشي العامري.
كَانَ قديم الإسلام. هاجر إِلَى أرض الحبشة معه امرأته: عمرة بنت السعدي العامرية. وهو أخو سودة بنت زمعة، زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلّم.
أخرجه أبو عمر.
4592- مالك أبو السائب
(ع س) مالك، أَبُو السائب الثقفي، جد عطاء بْن السائب.
روى عُبَيْد اللَّه بْن تمام القرشي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ تمام، عَنْ عطاء بْن السائب، عَنْ أبيه، عَنْ جده قال: قال رَسُول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من لقن عند الموت شهادة أن لا إله إلا الله، دخل الجنة [1] . أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى.
4593- مالك بن سعد
(د ع) مالك بْن سعد مجهول، عداده فِي أعراب البصرة.
روى عبد الرحمن بْن عَمْرو بْن جبلة، عَنْ مليكة بنت الحارث المالكية، من بني مالك بْن سعد قالت: حدثتني أمي، عَنْ جدي مالك بْن سعد: أنه سمع النبي صلّى الله عليه وآله وسلم يقول: من صلى الصبح فِي جماعة، فكأنما قام ليله. وسألته عَنِ المسح عَلَى الخفين فقال: ثلاثة أيام للمسافر، ويوم وليلة للمقيم. أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
__________
[1] أخرجه الإمام أحمد عن حسن بن موسى، عَنْ حماد بْن سلمة، عَنْ عطاء بْن السائب، عن زاذان أبى عمرو، عمن سمعه من النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، المسند: 3/ 474.(4/250)
4594- مالك أبو السمح
(س) مالك، أَبُو السمح، خادم النَّبِيّ صلى الله عليه وآله وسلم سماه يَحْيَى بْن يونس فيما حكاه جَعْفَر عَنْهُ، وقال الحاكم أَبُو أحمد النيسابوري: ضل أَبُو السمح، ولا ندري أين مات؟ ويرد في الكنى إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه أَبُو موسى.
4595- مالك بْن سنان بْن عبيد
مالك بْن سنان بْن عُبَيْد بْن ثعلبة بْن عُبَيْد بْن الأبجر- والأبجر هُوَ: خدرة بْن عوف بْن الحارث بْن الخزرج الأنصاري الخزرجي الخدري، والد أَبِي سَعِيد الخدري.
قتل يَوْم أحد شهيدا، قتله عراب بْن سفيان الكناني.
روى أَبُو سَعِيد الخدري قَالَ: أصيب وجه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم، فاستقبله مالك بْن سنان- يعني أباه- فمسح الدم عن رسول الله، ثُمَّ ازدرده، فقال رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله وسلم: من أحب أن ينظر إِلَى من خالط دمي دمه، فلينظر إِلَى مالك بْن سنان [1] وطوي [2] مالك بْن سنان ثلاثا، ولم يسأل أحدا شيئا، فقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلم: من أراد أن ينظر إِلَى العفيف المسألة، فلينظر إِلَى مالك بْن سنان.
4596- مالك بن سنان النمري
مالك بْن سنان بْن مالك النمري، أخو صهيب بْن سنان.
ذكره الأسدي مستدركا عَلَى أبى عمر.
4597- مالك بن صعصعة الأنصاري
(ب د ع) مالك بْن صعصعة الأنصاري الخزرجي ثُمَّ المازني، من بني مازن بْن النجار.
أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي الْحُسَيْنِ مُسْلِمِ بْنِ الْحَجَّاجِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ- رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ- قَالَ: قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: بَيْنَمَا أَنَا عِنْدَ الْبَيْتِ بَيْنَ النَّائِمِ واليقظان،
__________
[1] سيرة ابن هشام: 2/ 80.
[2] طوى- بفتح فكسر- يطوى طوى، فهو طاو، اى: خالي البطن جائع لم يأكل.(4/251)
إِذْ سَمِعْتُ قَائِلا يَقُولُ: أَحَدُ [1] الثَّلاثَةِ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ. فَأُتِيتُ فَانْطُلِقَ بِي، فَأُتِيتُ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ فِيهَا مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ، فَشُرِحَ صَدْرِي إِلَى كَذَا وَكَذَا- قَالَ قَتَادَةُ: فَقُلْتُ لِلَّذِي منى: مَا يَعْنِي؟
قَالَ: [إِلَى] [2] أَسْفَلِ بَطْنِهِ [3]- فَاسْتَخْرَجَ قَلْبِي، فَغُسِلَ بِمَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ أُعِيدَ مَكَانَهُ، ثُمَّ حُشِيَ إِيمَانًا وَحِكْمَةً، ثُمَّ أُتِيتُ بِدَابَّةٍ أَبْيَضَ، يُقَالُ لَهُ: الْبُرَاقُ، فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ، يَقَعُ خَطْوُهُ عِنْدَ أَقْصَى طَرْفِهِ، فَحُمِلْتُ عَلَيْهِ، ثُمَّ انْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَيْنَا السَّمَاءَ الدُّنْيَا، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ فَقِيلَ لَهُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ. قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ. قِيلَ: وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ؟
قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَفَتَحَ لَنَا وَقَالُوا: مَرْحَبًا، وَلَنِعْمَ الْمُجِيءُ جَاءَ! قَالَ: فَأَتَيْنَا عَلَى آدَمَ ...
وَذَكَرَ [4] الْحَدِيثَ بِقِصَّتِهِ، وَذَكَرَ أَنَّهُ لَقِيَ فِي السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ عِيسَى وَيَحْيَى، وَفِي الثَّالِثَةِ يُوسُفَ، وَفِي الرَّابِعَةِ إِدْرِيسَ، وَفِي الْخَامِسَةِ هَارُونَ، ثُمَّ انْطَلَقْنَا حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى السَّمَاءِ السَّادِسَةِ، فَأَتَيْتُ مُوسَى فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَرْحَبًا بِالأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ. فَلَمَّا جَاوَزْتُهُ بَكَى، فَنُودِيَ:
مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: رَبِّ، هَذَا غُلامٌ بَعَثْتَهُ بَعْدِي، يَدْخُلُ مِنْ أُمَّتِهِ الْجَنَّةَ أَكْثَرُ مِمَّا يَدْخُلُ مِنْ أُمَّتِي! قَالَ: ثُمَّ انْطَلَقْنَا [5] حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ، وَأَتَيْتُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ- فَقَالَ فِي الْحَدِيثِ:
وَحَدَّثَ نَبِيُّ اللَّهِ أَنَّهُ رَأَى أَرْبَعَةَ أَنْهَارٍ، يَخْرُجُ مِنْ أَصْلِهَا نَهْرَانِ ظَاهِرَانِ وَنَهْرَانِ بَاطِنَانِ، فَقُلْتُ:
يَا جِبْرِيلُ، مَا هَذِهِ الأَنْهَارُ؟ قَالَ: أَمَّا النَّهْرَانِ الْبَاطِنَانِ فَنَهْرَانِ فِي الْجَنَّةِ، وَأَمَّا الظَّاهِرَانِ فَالنِّيلُ وَالْفُرَاتُ. ثُمَّ رُفِعَ لِيَ [6] الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ، فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ، مَا هَذَا؟ قَالَ: هَذَا الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، إِذَا خَرَجُوا مِنْهُ لَمْ يَعُودوا فِيهِ آخِرَ مَا عَلَيْهِمْ [7] ، ثُمَّ أُتِيتُ بِإِنَاءَيْن أَحَدُهُمَا خَمْرٌ وَالآخَرُ لَبَنٌ، فَعُرِضَا عَلَيَّ، فَاخْتَرْتُ اللَّبَنَ، فَقِيلَ: أَصَبْتَ، أَصَابَ اللَّهُ بِكَ [8] ، أُمَّتُكَ عَلَى الْفِطْرَةِ. ثُمَّ فُرِضَتْ عَلَيَّ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسُونَ صَلاةً. ثُمَّ ذَكَرَ قِصَّتَهَا إِلَى آخِرِ الْحَدِيثِ. [9] أَخْرَجَهُ الثلاثة.
__________
[1] روى أنه عليه السلام كان دائما، معه حمزة بن عبد المطلب وابن عمه جعفر بن أبى طالب.
[2] ما بين القوسين عن صحيح مسلم.
[3] في المطبوعة: «بطني» . والمثبت عن مسلم.
[4] لفظ مسلم: «وساق الحديث ... » .
[5] في المطبوعة: «انطلقت» . والمثبت عن مسلم.
[6] في المطبوعة: «ثم رفع بى إلى البيت المعمور» . والمثبت عن مسلم.
[7] «آخر ما عليهم» ، برفع الراء ونصبها. فالنصب على الظرف، والرفع على تقدير: ذلك آخر ما عليهم من دخوله
[8] «أصاب الله بك» : أراد بك الفطرة والخير. وقد جاء «أصاب» بمعنى أراد. وقوله: «أمتك على الفطرة» : مبتدأ وخبر. والمعنى: أنهم اتباع لك على الفطرة وهي الإسلام.
[9] مسلم، كتاب الإيمان، باب الإسراء: 1/ 103، 104.(4/252)
4598- مالك بن ضمرة
(د ع) مالك بْن ضمرة الضمري. نزل الكوفة..
روى فضيل بْن مرزوق، عَنْ جبلة [1] بنت المصفح قالت: أوصى عمي مالك بْن ضمرة بسلاحه للمهاجرين من بني ضمرة، إلا أَنَّهُ لا يقاتل بِهِ أهل بيت النبوة.
ومات فِي زمن معاوية، وكانت جبلة قد أدركت النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم.
أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
4599- مالك بن طلحة
(س) مالك بْن طلحة.
قَالَ جَعْفَر: أخرجه عَليّ بْن المديني فِي الصحابة.
أخرجه أَبُو موسى مختصرا.
4600- مالك بن عامر أبو عطية
(س) مالك بْن عَامِر، أَبُو عطية الوادعي.
تابعي من أهل الكوفة، إلا أَنَّهُ قيل: قد أدرك الجاهلية.
أخرجه أَبُو موسى مختصرا.
4601- مالك بن عامر بن هانئ
مالك بْن عَامِر بْن هانئ بْن خفاف.
وفد على النبي صلّى الله عليه وآله وسلم، وقال شعرا يدل عَلَى وفادته:
أتيت النَّبِيّ عَلَى نأيه ... فبايعته غير مستنكر
وذكر فِي هَذِه القصيدة أيامه فِي القادسية وفتح العراق، وهو أول من عبر دجلة يَوْم المدائن، وقال في ذلك مرتجزا:
__________
[1] وردت لها ترجمة في الاستيعاب: 4/ 1800. ولم يترجم لها ابن الأثير. ومن العجيب أن الحافظ في الإصابة 4/ 259، قال: «جميلة بنت المصفح» ، وسياق ترتيبه لا يحملنا على القول بأنه قد وقع تصحيف. على أنه في ترجمة «مالك بن ضمرة» ورد في الإصابة 3/ 460: «حنبل بن المصبح» . «وحنبل» : خطأ لا شك فيه. وأما «المصبح» ، بالباء، فقد حكى في هذا الاسم أيضا.(4/253)
امضُوا فإنَّ البحر بحر مأمُورُ ... والأوَّلُ القاطع منكم مأجور
قد خاب كسرى وأبوه سابور ... ما تصنعون والحديث مأثور
ثُمَّ شهد صفين مع عَليّ، وَكَانَ ابنه سعد بْن مالك من أشراف أهل العراق.
قاله الغساني مستدركا على أبى عمر.
4602- مالك بن عبادة
(ب د ع) مالك بْن عبادة. وقيل: ابن عَبْد اللَّهِ. أَبُو موسى الغافقي، وغافق هُوَ ابن العاص بْن عَمْرو بْن مازن بْن الأزد بْن الغوث. مصري، وقيل: شامي. لَهُ صحبة.
أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مَيْمُونٍ الْحَضْرَمِيِّ [عَنْ] [1] أَبِي وَدَاعَةَ الْحُمَيْدِيِّ قَالَ: كُنْتُ إِلَى جَنْبِ مالك بن عبادة أَبِي مُوسَى الْغَافِقِيِّ، وَعُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ يُحَدِّثُ عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، فَقَالَ أَبُو مُوسَى: إِنَّ صَاحِبَكُمْ لَحَافِظٌ- أو: هالك- إن رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ خَطَبَنَا فِي حِجَّةِ الْوَدَاعِ فَقَالَ: عَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ، فَإِنَّكُمْ تَرْجِعُونَ إِلَى قَوْمٍ يَشْتَهُونَ الْحَدِيثَ، فَمَنْ عَقَلَ شَيْئًا فَلْيُحَدِّثْ بِهِ، وَمَنِ افْتَرَى عَلَيَّ فليتبوَّأ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ [2] . وَمَاتَ سَنَةَ ثمان وخمسين.
أخرجه الثلاثة.
4603- مالك بن عبادة
(ب) مالك بْن عبادة الهمداني قدم عَلَى النبي صلّى الله عليه وآله وسلم فِي وفد همدان، مع مالك بْن مرة وعقبة بْن نمر، فأسلموا [3] .
أخرجه أَبُو عمر.
__________
[1] ما بين القوسين عن مخطوطة دار الكتب 111 مصطلح. ولم تجد أبا وداعة هذا، وإن كان في المخطوطة «أبو وداعة الحمدى» وقد أثبتنا ما في الطبعة السابقة. وأما يحيى بن ميمون الحضرميّ فهو أبو عمرة المصري القاضي، مترجم في التهذيب: 11/ 291.
[2] أخرجه الإمام أحمد بنحوه، المسند: 4/ 334. وستأتي رواية المسند في ترجمة أبى موسى الغافقي في كتاب الكنى.
[3] سيرة ابن هشام: 2/ 590.(4/254)
4604- مالك بن عبد الله الأوسي
(ب س) مالك بْن عَبْد اللَّهِ الأوسي.
قَالَ أَبُو موسى: قَالَ جَعْفَر: لَهُ صحبة. روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وسلم: إذا زنت الأمة ولم تحصن فاجلدوها، ثُمَّ إن زنت فاجلدوها ... الحديث.
كذا رواه يونس، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْد اللَّهِ بْن عَبْد اللَّهِ، عَنِ شبل بْن حامد، عَنْ [1] مالك بْن عَبْد اللَّهِ الأوسي. وقد اختلف عَلَى ابن شهاب فِيهِ، فرواه مالك عَنْهُ، عَنْ عُبَيْد اللَّه، عَنْ أَبِي هبيرة وزيد بْن خَالِد، ووافقه معمر. وقال عقيل: عَنِ ابن شهاب، عَنْ عُبَيْد اللَّه، عَنْ شبل بْن خليد المزني، عَنْ مالك بْن عَبْد اللَّهِ الأوسي. وقال الزبيدي مثله، إلا أنه قال: عبد الله ابن مالك.
قَالَ ابن المديني: الحديث حديث عقيل. وقال أَبُو عمر: الصواب فِيهِ عند أكثر أهل الحديث رواية يونس عَنِ ابن شهاب. أخرجه أَبُو عمر وَأَبُو موسى.
4605- مالك بْن عبد الله بن خيبري
مالك بْن عَبْد اللَّهِ بْن خيبري بْن أفلت بْن سلسلة بْن عَمْرو بْن سلسلة بْن غنم بْن ثوب [2] ابن معن بْن عتود بْن سلامان بْن عنين بْن سلامان بْن ثعل بْن عَمْرو بْن الغوث بْن طيِّئ الطائي.
وفد إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وَكَانَ ابناه مروان وَإِياس شاعرين.
قاله ابن الكلبي [3] .
4606- مالك بن عبد الله بن سنان الخثعميّ
(ب د ع) مالك بْن عَبْد اللَّهِ بْن سنان بْن سرح بْن عَمْرو بْن وهب بن الأقيصر بن مالك بن
__________
[1] في المطبوعة: «حامد بن مالك ... » . والصواب عن الاستيعاب: 3/ 1353. والخلاصة. وينظر ترجمة «عبد الله ابن مالك الحجازي الأوسي» : 3/ 376. فقد خرجناه هنالك، وذكرنا الأقوال في اسم «شبل بن حامد» .
[2] ثوب: بضم ففتح، كزفر. ينظر تاج العروس، مادة: ثوب.
[3] وردت هذه الترجمة في الاستيعاب برقم 2274: 3/ 1353. وقد ذكر السيد محقق الاستيعاب: أنها لم ترد في بعض النسخ التي اعتمد عليها في التحقيق. ويبدو أن هذه الترجمة مما استدرك على أبى عمر، وألحق بكتابه.(4/255)
قحافة بْن عَامِر بْن رَبِيعة بْن عَامِر بْن سعد بْن مالك بْن بشر بْن وهب بن شهران بن عفرس [1] ابن حلف بْن أفتل- وهو خثعم- أَبُو حكيم الخثعمي. من أهل فلسطين، لَهُ صحبة.
أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عبد الله بن أحمد: حدثني أبي، حدثنا وكيع، عن محمد بن عبد الله الشعيثي [2] ، عن لَيْثِ بْنِ الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْخَثْعَمِيِّ- وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ- قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: مَنِ اغْبَرَّتْ قَدَمَاهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، حَرَّمَهُمَا [3] اللَّهُ عَلَى النَّارِ [4] .
كذا رواه وكيع: والصواب: المتوكل بْن اللَّيْث. ومالك لَمْ يسمع هَذَا الحديث من النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وآله وسلم، إنما رواه عَنْ جابر، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم. وقد ذكرناه فِي كتاب الجهاد مستقصى. وَكَانَ مالك أميرا عَلَى الجيوش فِي غزوة الروم أربعين سنة، أيام معاوية وقبلها، وأيام يزيد، وأيام عَبْد الْمَلِكِ بْن مروان. ولما مات كسر عَلَى قبره أربعون لواء، لكل سنة غزاها لواء.
وَكَانَ صالحا كَثِير الصلاة بالليل، وقيل: لَمْ يكن لَهُ صحبة، وَإِنما كَانَ من التابعين، والله أعلم.
أَنْبَأَنَا أَبُو محمد بن أبي القاسم الدمشقي إذنا قال: أنبأنا أبى، أنبأنا أبو محمد بن الأَكْفَانِيِّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ الْكِنَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو محمد بن أبى نصر، حدثنا أبو القاسم بن أَبِي الْعَقِبِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَائِذٍ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ: حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ حَبِيبٍ السَّلامِيُّ قَالَ: كَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى مَالِكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْخَثْعَمِيِّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ الْفَزَارِيِّ يَصْطَفِيَانِ لَهُ مِنَ الْخُمُسِ، فَأَمَّا عَبْدُ اللَّهِ فَأَنْفَذَ كِتَابَهُ، وَأَمَّا مَالِكٌ فَلَمْ يُنْفِذْهُ. فَلَمَّا قَدِمَ عَلَى مُعَاوِيَةَ بَدَأَهُ بِالإِذْنِ وَفَضَّلَهُ. فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ: أَنْفَذْتُ كِتَابَكَ وَلَمْ يُنْفِذْهُ، فَبَدَأْتَهُ بِالإِذْنِ
__________
[1] في المطبوعة: «عقرس» . بالقاف. وهو خطأ. والصواب عن الجمهرة لابن حزم: 368، وتاج العروس.
وفي المطبوعة أيضا: «خلف بن أفتل» ، بالخاء. والصواب عن الجمهرة 376، قال ابن حزم: «حلف بن خثعم:
بالحاء غير منقوطة مضمومة، ولام ساكنة. وفي الناس من يقول: حلف، بالحاء مفتوحة غير منقوطة، ولام مكسورة» .
وينظر أيضا تاج العروس، مادة: حلف.
[2] في مسند الإمام أحمد: «الشعبي» . وهو خطأ، وهو: محمد بن عبد الله بن أبى المهاجر الشعيثى- بمعجمة مضمومة، ثم مهملة، وآخره ثاء مثلثة- أو العقيلي، بالضم، النضري الدمشقيّ، يروى عن أبيه، وخالد بن معدان، وعنه الأوزاعي، والوليد بن مسلم، ووكيع وطائفة. وثقه دحيم وغيره. توفى سنة 154. ينظر الخلاصة.
[3] لفظ المسند: «حرمه» .
[4] مسند الإمام أحمد: 5/ 226.(4/256)
وَفَضَّلْتَهُ فِي الْجَائِزَةِ؟! قَالَ: إِنَّ مَالِكًا عَصَانِي وَأَطَاعَ اللَّهَ، وَإِنَّكَ أَطَعْتَنِي وَعَصَيْتَ اللَّهَ! فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ مَالِكٌ قَالَ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تُنْفِذَ كِتَابِي؟ قَالَ مَالِكٌ: أَقْبِحْ بِكَ وَبِي أَنْ نَكُونَ فِي زَاوِيَةٍ مِنْ زَوَايَا جَهَنَّمَ، تَلْعَنُنِي وَأَلْعَنُكَ، وَتَقُولُ: هَذَا عَمَلُكَ. وَأَقُولُ: هَذَا عَمَلُكَ! وقال ابن منده: فرق البخاري بينه وبين الَّذِي قبله، يعني مالك بْن عَبْد اللَّهِ الخزاعي الَّذِي يأتي ذكره.
أخرجه الثلاثة.
قلت: قول ابن منده «فرق البخاري بينه وبين مالك بْن عَبْد اللَّهِ الخزاعي» ، يدل على أنه ظن أنهما واحد، ونقل التفرقة عَنِ البخاري ليبرأ من عهدته، فإن ظنهما واحدا فهو وهم، وهما اثنان لا شبهة فِيهِ، وأين [1] خثعم من خزاعة؟! والخثعمي أشهر من أن يشتبه بغيره، وَإِنما اختلفوا في صحبته لا غير.
4607- مالك بن عبد الله الخزاعي
(ب د ع) مالك بْن عَبْد اللَّهِ الخزاعي.
يعد فِي الكوفيين. صلى خلف النَّبِيّ صلّى الله عليه وآله وسلم، وغزا معه. وقيل: مالك بْن عُبَيْد اللَّه. وقيل، ابن أَبِي عُبَيْد اللَّه. والأول أكثر.
أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَرَجِ الثَّقَفِيُّ كِتَابَةً بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَيَّانَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بشر الخزاعي، عن خاله مالك ابن عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، فَمَا صَلَّيْتُ خَلْفَ إِمَامٍ قَطُّ، أَخَفَّ صَلاةً فِي الْمَكْتُوبَةِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وسلّم [2] .
أخرجه الثلاثة.
4608- مالك بن عبد الله المعافري
(د ع) مالك بْن عَبْد اللَّهِ. وقيل: بن عبدة المعافري. من ساكني مصر.
أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ إِذْنًا بِإِسْنَادِهِ إِلَى أحمد بن عمرو بن الضحاك قال: حدثنا عباس [3] ابن الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ عَيَّاشِ بْنِ عباس، عن
__________
[1] في المطبوعة: «وابن خثعم» .. وهو خطأ.
[2] أخرجه الإمام أحمد في مسند مالك بن عبد الله الخثعميّ: 5/ 225، 226.
[3] في المطبوعة: «عياش بن الوليد» . والمثبت من التهذيب: 5/ 133.(4/257)
جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَعَافِرِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ قَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ «لا يَكْثُرْ هَمُّكَ، مَا يُقَدَّرُ يَكُنْ، وَمَا تُرْزَقْ يَأْتِكَ» .
وَرَوَاهُ نَافِعُ بْن يَزِيدَ، عَنْ عَيَّاشِ بْن عَبَّاسٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ، عن جعفر بن عبد الله ابن الْحَكَمِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ رَافِعٍ. وَقَدْ ذُكِرَ فِي «الْخَاءِ» [1] . أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ، وَأَبُو نُعَيْمٍ [2] .
4609- مالك بن عبد الله الهلالي
(ب د ع) مالك بْن عَبْد اللَّهِ الهلالي.
روى الواقدي، عَنْ كَثِير [3] بْن عَبْد اللَّهِ المزني، عَنْ عمر بْن عَبْد الرَّحْمَن، عَنْ عَبْد اللَّه بْن مالك الهلالي، عَنْ أبيه قَالَ قائل: يا رَسُول اللَّهِ، من أصحاب الأعراف؟ قَالَ: قوم خرجوا فِي سبيل اللَّه عَزَّ وَجَلَّ بغير إذن آبائهم، فاستشهدوا، فمنعتهم الشهادة أن يدخلوا النار، ومنعتهم معصية آبائهم أن يدخلوا الجنة [4] . أخرجه الثلاثة [5] .
4610- مالك والد عبد الله
(س) مالك، والد عَبْد اللَّهِ، آخر.
قاله أَبُو موسى وقال: أورده عبدان، بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْحَسَن بْن يَحْيَى، عَنِ الزُّهْرِيّ، عَنْ عَبْد الله ابن مالك، عَنْ أبيه قَالَ: أمر رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يَوْم خيبر مناديا فنادى: إن الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة، وَإِن اللَّه عَزَّ وَجَلَّ ليؤيد الإسلام بالرجل الفاجر.
وقال: قَالَ عبدان: هكذا قَالَ، وَإِنما هُوَ: عَبْد اللَّهِ بْن كعب بْن مالك، نسب إِلَى جده، رواه سفيان بْن حسين، عَنِ الزُّهْرِيّ كذلك. أخرجه أبو موسى.
__________
[1] تقدمت ترجمته برقم 1357: 2/ 93.
[2] لمالك المعافري هذا ترجمة في الاستيعاب، برقم 2277: 3/ 1354. ويبدو أنها مما استدرك على أبى عمر فيما بعد، ولم تكن في نسخة ابن الأثير.
[3] في المطبوعة: «كبير بن عبد الله» . والصواب عن الجرح والتعديل لابن أبى حاتم: 3/ 2/ 154.
[4] تقدم هذا الحديث في ترجمة «عبد الرحمن بن أبى عبد الرحمن» : 3/ 470، وفي ترجمة «عبد الرحمن المزني» :
3/ 493. وينظر تفسير ابن كثير، الآية 46 من سورة الأعراف: 3/ 414 بتحقيقنا. وتفسير الطبري، الأثر 14704، 14705: 12/ 457، 458.
[5] الاستيعاب، الترجمة 2305: 3/ 1362.(4/258)
4611- مالك بن عبدة الهمدانيّ
(د ع) مالك بْن عبدة الهمداني.
لَهُ ذكر فِي كتاب زرعة بْن سيف بْن ذي يزن، الَّذِي كتب إِلَى النَّبِيّ صلى الله عليه وآله وسلم يوصيه بمعاذ بْن عَبْد اللَّهِ بْن زيد، ومالك بْن عبادة، وعقبة بْن نمر [1] لِمَا أرسلهم إِلَى النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وآله وسلّم.
أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
4612- مالك بن عتاهية
(ب د ع) مالك بْن عتاهية بْن حرب بْن سعد الكندي من أهل مصر.
روى بكر بْن إِبْرَاهِيم، عَنِ ابن لهيعة، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حبيب، عَنْ مخيس بْن ظبيان، عَنْ عبد الرحمن بْن حسان، عن رجل من جذام، عن مالك بن عتاهية قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله وسلم: إن لقيتم عشارا [2] فاقتلوه.
ورواه يَحْيَى بْن القطان، عَنِ ابن لهيعة مثله إسنادا ومتنا.
ورواه مُحَمَّد بْن معاوية عَنِ ابن لهيعة مثله. ورواه قُتَيْبَة عَنِ ابن لهيعة، ولم يذكر مخيسا ولا عبد الرحمن بْن حسان. أَنْبَأَنَا أَبُو يَاسِرٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ: حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، أَنْبَأَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَّانٍ، عَنْ مِخْيَسِ بْنِ ظَبْيَانَ، عَنْ رَجُلٍ من جذام، عن مالك بن عتاهية قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم يقول: إذا لقيم عشّارا فاقتلوه [3] . فقد قدّم في هَذَا الْإِسْنَادَ «عَبْدُ الرَّحْمَنِ» عَلَى «مِخْيَسٍ» .
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
__________
[1] في المطبوعة: «عقبة بن عمرو» . وهو خطأ. وقد تقدمت ترجمته برقم 3719: 4/ 61.
[2] المقصود بالعشار هنا: من يأخذ العشر على ما كان يأخذه أهل الجاهلية. فيقتل لكفره، أو لاستحلاله لذلك إن كان مسلما. وفرض الله هو ربع العشر. فأما من يأخذ فرض الله فعمله هذا حسن جميل، وقد تولى هذا العمل للرسول وللخلفاء بعده جماعة من الصحابة.
[3] مسند الإمام أحمد: 4/ 234.(4/259)
4613- مالك بن عقبة
(ب س) مالك بْن عقبة- أو: عقبة بن مالك.
هكذا ذكروه عَلَى الشك، لَهُ صحبة. روى عَنْهُ بشر بن عاصم. وقيل: الصحيح عقبة ابن مالك [1] .
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى.
4614- مالك بْن عمرو الأسدي
(د ع) مالك بْن عَمْرو الأسدي، من بني غنم بْن دودان بْن أسد بْن خزيمة.
قَالَ ابن إِسْحَاق تتابع المهاجرون إِلَى المدينة أرسالا، وَكَانَ بنو غنم بْن دودان أهل إسلام قَدْ أوعبوا [2] إِلَى المدينة مع رَسُول الله صلى الله عليه وآله وسلم هجرة رجالهم ونساؤهم، منهم: مالك بْن عمرو [3] أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
4615- مالك بن عمرو البلوى
(س) مالك بْن عَمْرو البلوي.
أخرجه أَبُو موسى عَنِ ابن شاهين فِي ترجمة «سنبر» . [4]
4616- مالك بن عمرو التميمي
(ب) مالك بْن عَمْرو التميمي.
لَهُ ذكر فيمن قدم عَلَى النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وآله وسلم من وفد تميم.
أخرجه أَبُو عمر مختصرا.
4617- مالك بن عمرو الأنصاري
(ب) مالك بْن عَمْرو بْن ثابت الأنصاري، من بني عَمْرو بْن عوف، يكنى أبا حبة.
هكذا ذكره أَبُو حاتم الرازي.
أخرجه أَبُو عمر مختصرا، ويذكر فِي الكنى إن شاء اللَّه تعالى.
__________
[1] تقدمت ترجمته برقم 3715: 4/ 59.
[2] أي: جمعوا ما استطاعوا من جمع.
[3] سيرة ابن هشام: 1/ 472.
[4] تقدمت ترجمته برقم 2275: 2/ 3 4، 464.(4/260)
4618- مالك بن عمرو الرّؤاسيّ
(ب) مالك بْن عَمْرو الرؤاسي.
روى عَنْهُ طارق بْن علقمة.
أخرجه أَبُو عمر وقال: «أظنه مالك بْن عَمْرو الكلابي، الَّذِي روى عَنْهُ زرارة بْن أوفى. لأن رؤاسا هُوَ ابن كلاب، وقد ذكرنا الاختلاف فِي ذَلِكَ في مالك العقيلي [1] .
4619- مالك بن عمرو السلمي
(ب د ع) مالك بْن عَمْرو السلمي. حليف بني عبد شمس.
شهد بدرا هُوَ وأخواه ثقف ومدلج ابنا عَمْرو [2] . وقتل مالك بْن عَمْرو يَوْم اليمامة شهيداً.
وقال ابن إِسْحَاق: شهد بدرا من حلفاء بني عبد شمس: مالك بْن عَمْرو، وأخواه مدلج وكثير [3] ابنا عَمْرو.
أخرجه الثلاثة، إلا أن ابن منده وأبا نعيم قالا: مالك بْن عَمْرو أخو ثقف بْن عَمْرو، وهم من بني حجر إِلَى بني سُلَيْم. وأما أَبُو عمر فقال: إنه سلمي، حليف بني عبد شمس.
وقد ذكرنا في ثقف أَنَّهُ أسدي أو أسلمي، ولم يذكروا هناك أَنَّهُ أسلمي، فلينظر ويحقق.
وقد ذكره ابن الكلبي فقال: «مالك، وثقف، وصفوان بنو عَمْرو، من بني حجر بْن عياذ بْن يشكر بْن عدوان. شهدوا بدرا، وهم حلفاء بني غنم بْن دودان بْن أسد» . فعلى هَذَا يكون نسبهم فِي عدوان أو سُلَيْم، ويكون حلفهم فِي بني غنم بْن دودان بْن أسد، وبنو غنم هم حلفاء بني عبد شمس. فمن قَالَ «أسدي» فلحلفهم فيهم، ومن جعلهم حلفاء عبد شمس، فلأن حلفاءهم بنو غنم هم حلفاء بني عبد شمس، والله أعلم.
4620- مالك بن عمرو بن عتيك
(ب) مالك بْن عَمْرو بْن عتيك بْن عَمْرو بْن مبذول- وهو عَامِر بْن مالك بْن النجار الأنصاري الخزرجي ثم النجاري.
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 2282: 3/ 1354، 1355.
[2] سيرة ابن هشام: 1/ 68.
[3] لم يرد «كثير» هذا في رواية ابن هشام. وقد تقدمت ترجمته برقم 4427: 4/ 461.(4/261)
مات يَوْم الجمعة، اليوم الَّذِي خرج فِيهِ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أحد، فصلى عَلَيْهِ رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله وسلم وقد لبس [1] لأمته، ثُمَّ خرج إِلَى أحد.
أخرجه أبو عمر [2] .
4621- مالك بن عمرو القشيري
(ب د ع) مالك بْن عَمْرو القشيري. وقيل: الكلابي. وقيل: العقيلي. وقيل: الأنصاري.
مختلف فِيهِ، فقيل: مالك بْن عَمْرو. وقيل: عَمْرو بْن مالك. وقيل: أَبِي بْن مالك. وقيل:
مالك بْن الحارث، تقدم ذكره.
روى عَلَى بن زيد، عن زرارة بن أوفى، عن مالك بْن عَمْرو القشيري قَالَ: سمعت رَسُول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «من أعتق رقبة مؤمنة، فهي فداؤه من النار، عظم من عظام محررة بعظم من عظامه» . انفرد بحديثه عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ زُرَارَةَ، عَنْ مَالِكٍ بْن عَمْرو، عَلَى حسب ما ذكرنا من الاختلاف فِيهِ.
وروى عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلم: «من ضم يتيما من أبوين مسلمين» ، وقد تقدم [3] . وقد جعل البخاري «مالك بْن عَمْرو العقيلي» غير «مالك بْن عَمْرو القشيري» .
وقال أَبُو حاتم: هما واحد.
وقال أَبُو أَحْمَد العسكري فِي ترجمة «أَبِي صخر العقيلي» ، قال: قيل: إنه مالك بْن عمرو العقيلي. فرق البخاري بينهما، ويرد الكلام عَلَيْهِ هناك.
أخرجه الثلاثة.
4622- مالك بن عمير الحنفي
(ب د ع) مالك بْن عمير الحنفي.
كوفي، أدرك الجاهلية، ولا تعرف لَهُ رؤية ولا صحبة.
__________
[1] اللأمة- بفتح فسكون-: الدرع.
[2] الاستيعاب: 3/ 1355.
[3] تقدم في ترجمة مالك بن الحارث العامري: 5/ 18.(4/262)
رَوَى سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سُمَيْعٍ الحنفي، عَنْ مالك بْن عمير- قَالَ سفيان:
وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ الْجَاهِلِيَّةَ- قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وسلم فقال: يا رَسُول اللَّهِ، إِنِّي سمعت أَبِي يقول لك قولا قبيحا، فقتلته؟ قَالَ: فلم يشق ذَلِكَ عَلَيْهِ. قَالَ: وجاءه رجل آخر فقال:
يا رَسُول اللَّهِ، إِنِّي سمعت أَبِي يقول لك قولا قبيحا، فلم أقتله؟ فلم يشق ذَلِكَ عَلَيْهِ.
أخرجه الثلاثة، وقال أَبُو عمر: روى عَنِ النَّبِيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلّم، وروى عن على.
4623- مالك بن عمرو المجاشعي
(س) مالك بْن عَمْرو [1] بْن مالك بْن برهة بْن نهشل المجاشعي.
أورده أَبُو حَفْص بْن شاهين. وهو الَّذِي تقدم: مالك بْن برهة.
وفد إِلَى النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وآله وسلم فِي جماعة فصاحوا عند حجرة النَّبِيّ صلّى الله عليه وآله وسلم، فقال: ما هَذَا الصوت؟
قيل: وفد بني العنبر. فقال: ليدخلوا ويسكتوا فقالوا: ننتظر سيدنا وردان بْن مخرم- وَكَانَ القوم تعجلوا وبقي وردان فِي رحالهم يجمعها- فقيل لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: هم ينتظرون رجلا منهم، لَمْ يكذب قط. وجاء وردان فأتى باب النَّبِيّ صلى الله عليه وآله وسلم، فاستأذن، فأذن لَهُ وللوفد، فدخلوا وأتى عيينة بْن حصن بسبي بلعنبر، فقالوا: يا رَسُول اللَّهِ، قد جئنا مسلمين، فما لنا سبينا؟! فقال عيينة بْن حصن: لا يفلت رجل منكم حَتَّى يرى الخنفساء يحسبها تمرة! فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: يا بني تميم، أعتق منكم ثلثا، وأهب لكم ثلثا، وآخذ ثلثا. فكلم الأقرع ابن حابس رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم فِي السبي، فقال الفرزدق يفخر بمقام عيينة بْن حصن [2] :
وعند رَسُول اللَّهِ قام ابن حابس ... بخطة إسوار [3] إِلَى المجد حازم
لَهُ أطلق الأسرى التي فِي قيودها [4] مغللة، أعناقها في الشّكائم [5] أخرجه أبو موسى.
__________
[1] كذا وردت هذه الترجمة هنا. ويقتضي الترتيب أن تتقدم الترجمة التي قبلها.
[2] ديوانه: 2/ 862.
[3] كذا في المطبوعة ومخطوطة الدار. وفي سيرة ابن هشام 2/ 622، والديوان: «سوار» بفتح، السين وتشديد الواو.
و «الإسوار» بضم الهمزة وكسرها: الجيد الثبات على ظهر الفرس، والجيد الرمي بالسهام، وقائد الفرس- بضم فسكون.
وأما السوار فهو الّذي تسور الخمر في رأسه سريعا.
[4] في السيرة: «في حبالها» . وفي الديوان: «في حباله» .
[5] في الديوان: «في الأداهم» والشكائم: جمع شكيمة، وهي: الحديدة المعترضة في فم الفرس.(4/263)
4624- مالك بن عمير السلمي
(ب د ع) مالك بْن عمير السلمي.
شهد مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم فتح مكة، وحنينا، والطائف. وعداده فِي أهل المدينة.
حديثه أَنَّهُ قَالَ: شهدت مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وسلم الفتح، وحنينا، والطائف، فقلت: يا رَسُول اللَّهِ، إِنِّي امرؤٌ شاعر [1] ، فأفتني فِي الشعر. فقال: لأن يمتلئ ما بين لبتك [2] إِلَى عانتك فيحا، خيرٌ لَك من أن يمتلئ شعرا [3] . أخرجه الثلاثة.
4625- مالك بن عميرة
(ب د ع) مالك بْن عميرة، أَبُو صفوان.
أورده عبدان وابن شاهين وغيرهما. وقيل فِيهِ: مالك بْن عمير، والأول أكثر. وقيل: إنه أسدي، وقيل: هُوَ من عبد القيس، قد اختلف في اسمه.
أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده عن عبد الله بن أحمد: حدثني [4] أبي، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا صَفْوَانَ مَالِكَ بْنَ عُمَيْرٍ الأَسَدِيَّ- وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ: عُمَيْرَةُ- يَقُولُ: قَدِمْتُ مَكَّةَ قَبْلَ أَنْ يهاجر النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، فَاشْتَرَى مِنِّي رِجْلَ [5] سَرَاوِيلَ فَأَرْجَحَ لِي.
وَرَوَاهُ ابْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ فَقَالَ: مَالِكُ بْنُ عُمَيْرَةَ. وَقَالَ سُفْيَانُ: عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ قَيْسٍ، وَلَمْ يُكَنِّهِ. وَقَالَ عَمْرُو بْنُ حَكَّامٍ وَيَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ: عَنْ يَزِيدَ بْنِ شُعْبَةَ، فَقَالا: ابْنُ عميرة.
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] ترجم له المرزباني في معجم الشعراء: 262.
[2] اللبة- بفتح اللام-: ثغرة النحر.
[3] أخرجه البغوي، والحسن بن سفيان، والطبراني. ينظر الإصابة: 3/ 331.
[4] الّذي أمامنا في المسند الآن رواية الإمام أحمد عن حجاج، عن شعبة: 4/ 352.
[5] تقدم تفسير هذه الكلمة في ترجمة سويد بن قيس: 2/ 493.(4/264)
4626- مالك بن عميلة
(ب) مالك بْن عميلة بْن السباق بْن عبد الدار.
شهد بدرا. ذكره موسى بْن عقبة فيمن شهد بدرا.
أخرجه أَبُو عمر مختصرا.
4627- مالك بن عوف الأشجعي
(س) مالك بْن عوف الأشجعي. وقيل: أَبُو عوف.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى كِتَابَةً، أَخْبَرَنَا وَالِدِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الله بن عمر، حدثنا عبد الله ابن الْوَلِيدِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ- مَوْلَى آلِ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ- قَالَ: جَاءَ مَالِكٌ الأَشْجَعِيُّ إلى النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ: أُسِرَ ابْنِي عَوْفٌ؟ فَقَالَ له رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: أَرْسِلْ إِلَيْهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يَأْمُرُكَ أَنْ تُكْثِرَ مِنْ قَوْلِ «لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا باللَّه» فَأَتَاهُ الرَّسُولُ فَقَالَ لَهُ ذَلِكَ، فَأَكَبَّ عَوْفٌ يَقُولُ: «لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا باللَّه» ، وَكَانُوا قَدْ شَدُّوهُ بِالْقِدِّ [1] ، فَسَقَطَ الْقِدُّ عَنْهُ، فَخَرَجَ، فَإِذَا هُوَ بِنَاقَةٍ لَهُمْ فَرَكِبَهَا، وَأَقْبَلَ فَإِذَا بِسَرْحِ [2] الْقَوْمِ الَّذِينَ كَانُوا أَسَرُوهُ، فَصَاحَ بِهَا، فَاتَّبَعَ آخِرُهَا أَوَّلَهَا، فَلَمْ يَفْجَأْ أَبَوِيهِ إِلا وَهُوَ يُنَادِي بِالْبَابِ، فَقَالَ أَبُوهُ: عَوْفٌ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ! ... وَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: وَمن يَتَّقِ الله يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً 65: 2 [3] الآيَةَ.
وقال السدي: كَانَ ابن لعوف بْن مالك أسيرا.
وقال سالم بْن أَبِي الجعد: إن رجلا من أشجع أسره العدو، فجاء أبوه. ولم يسمهما.
وقال مسعر، عَنْ عَليّ بْن بذيمة [4] ، عَنْ أَبِي عبيدة أن رجلا أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم فقال: إن بني فلان سرقوا غنمي. فقال: سل اللَّه عَزَّ وَجَلَّ. وقيل غيره. أخرجه أبو موسى.
__________
[1] القد- بكسر القاف-: وتر القوس.
[2] السرح: الماشية.
[3] سورة الطلاق، آية: 2.
[4] في المطبوعة: «نديمة» . وهو خطأ، ينظر الخلاصة.(4/265)
4628- مالك بن سعد النصري
(ب د ع) مالك بْن عوف بْن سعد بْن ربيعة بْن يربوع بْن واثلة بْن دهمان بْن نصر بْن معاوية بْن بَكْر بْن هوازن النصري، يكنى أبا عَليّ.
وهو الَّذِي كَانَ رئيس المشركين يَوْم حنين، لِمَا انهزم المسلمون وعادت الهزيمة عَلَى المشركين.
أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَر بِإِسْنَادِهِ عَنْ يونس، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قتادة، عن عبد الرحمن بن جابر، عَنْ أَبِيهِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ- وَعَمْرِو بن شعيب، والزهري، وعبد الله ابن أَبِي بَكْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُكْرَمِ [1] بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الثَّقَفِيِّ، عَنْ حَدِيثِ حُنَيْنٍ حِينَ سَارَ إِلَيْهِمْ رَسُولُ الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ وَسَارُوا إِلَيْهِ، فَبَعْضُهُمْ يُحَدِّثُ بِمَا لا يُحَدِّثُ بِهِ بَعْضٌ، وَقَدِ اجْتَمَعَ حَدِيثُهُمْ أَنَّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ لَمَّا فَرَغَ مِنْ فَتْحِ مَكَّةَ، جَمَعَ مَالِكُ بْنُ عَوْفٍ النَّصْرِيُّ بَنِي نَصْرٍ وَبَنِي جُشَمَ وَبَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ، وَأَوْزَاعَ [2] مِنْ بنى هلال، وناس مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ، وَعَوْفَ بْنَ عَامِرٍ، وَأَوْعَبَتْ [3] مَعَهُ ثَقِيفُ الأَحْلافَ وَبَنُو مَالِكٍ، ثُمَّ سَارَ بِهِمْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ- قَالَ: فَأَقْبَلَ مَالِكُ بْنُ عَوْفٍ فِيمَنْ مَعَهُ. وَقَالَ لِلنَّاسِ: إِذَا رَأَيْتُمُوهُمْ فَاكْسِرُوا جُفُونَ سُيُوفِكُمْ، ثُمَّ شُدُّوا شَدَّةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ. ثُمَّ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي عَاصِمٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ أَبِيهِ جَابِرٍ قَالَ: فَسَبَقَ مَالِكُ بْنُ عَوْفٍ إِلَى حُنَيْنٍ، فَأَعَدُّوا وتهيئوا في مضايق الوادي وأحنائه، وأقبل رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ، فَانْحَطَّ بِهِمُ الْوَادِي فِي عِمَايَةِ الصُّبْحِ، فَثَارَتْ فِي وُجُوهِهُمُ الْخَيْلُ، فَشَدَّتْ عَلَيْهِمْ، وَانْكَفَأَ النَّاسُ مُنْهَزِمِينَ، وَانْحَازَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ ذَاتَ الْيَمِينِ يَقُولُ: أَيُّهَا النَّاسُ، أَنَا رَسُولُ اللَّهِ! أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ! فَلا شَيْءَ، وَرَكِبَتِ الإِبِلُ بَعْضَهَا بَعْضًا، وَمَعَ رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ رَهْطٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ وَمِنَ الْمُهَاجِرِينَ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ لِلْعَبَّاسِ: اصْرُخْ: «يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ-، يَا أَصْحَابَ السَّمُرَةِ [4] فَأَجَابُوهُ: لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ- قَالَ جَابِرٌ: فما رجعت راجعة الناس إلا والأسارى
__________
[1] ترجم له ابن أبى حاتم في الجرح: 2/ 2/ 181.
[2] أي: جماعات. وفي سيرة ابن هشام 2/ 437: «وناس من بنى هلال، وهم قليل» .
[3] أي: جمعت.
[4] السمرة- بفتح فضم-: من شجر الطلح، يعنى: شجرة بيعة الرضوان.(4/266)
عند رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ مُكَتَّفِينَ، قِيلَ: إِنَّ مَالِكَ بْنَ عَوْفٍ حمل على النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ عَلَى فَرَسِهِ، وَاسْمُهُ مَحَاجِ [1] فَلَمْ يَقْدَمْ بِهِ، ثُمَّ أَرَادَهُ فَلَمْ يَقْدَمْ بِهِ أَيْضًا، فَقَالَ [1] :
أَقْدِمْ مَحَاجِ [2] إِنَّهُ يَوْمَ نُكرْ ... مِثْلِي عَلَى مِثْلِكَ يَحْمِي وَيَكِرّ
وَيَطْعَنُ الطَّعْنَةَ تَهْوِي وَتَهِرّ ... لَهَا مِنَ الْجَوْفِ نَجِيعٌ مُنْهَمِرّ [3]
وَثَعْلَبُ [4] الْعَامِلِ فِيها مُنْكَسِرْ ... إِذَا احْزَأَلَّتْ زُمَرٌ بَعْدَ زُمَرْ
فَلَمَّا انْهَزَمَ الْمُشْرِكُونَ يَوْمَ حُنَيْنٍ، لَحِقَ مَالِكٌ بِالطَّائِفِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ: لَوْ أَتَانِي مَالِكٌ مُسْلِمًا لَرَدَدْتُ إِلَيْهِ أَهْلَهُ وَمَالَهُ. فَبَلَغَهُ ذَلِكَ، فَلَحِقَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ خَرَجَ مِنَ الْجِعْرَانَةِ، فَأَسْلَمَ، فَأَعْطَاهُ أَهْلَهُ وَمَالَهُ، وَأَعْطَاهُ مِائَةً مِنَ الإِبِلِ كَمَا أَعْطَى سَائِرَ الْمُؤَلَّفَةِ، وَكَانَ مَعْدُودًا فِيهِمْ ثُمَّ حَسُنَ إِسْلامُهُ، وَاسْتَعْمَلَهُ رَسُولُ الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ عَلَى مَنْ أَسْلَمَ مِنْ قَوْمِهِ وَمِنْ قَبَائِلِ قَيْسِ عَيْلانَ، وَأَمَرَهُ بِمُغَاوَرَةِ ثَقِيفٍ، فَفَعَلَ وَضَيَّقَ عَلَيْهِمْ، وَقَالَ حِينَ أَسْلَمَ [5] :
مَا إِنْ رَأَيْتُ وَلا سَمِعْتُ بِمَا أَرَى ... فِي النَّاسِ كُلِّهِمُ بِمِثْلِ مُحَمَّدِ
أَوْفَى وَأَعْطَى لِلْجَزِيلِ إِذَا اجْتَدَى ... وَمَتَى تَشَأْ يُخْبِرْكَ عَمَّا فِي غَدِ
ثُمَّ شَهِدَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ فَتْحَ دِمَشْقَ الشَّامِ، وَشَهِدَ الْقَادِسِيَّةَ أَيْضًا بِالْعِرَاقِ مَعَ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
4629- مالك بن أبى العيزار
(د ع) مالك بْن أَبِي العيزار.
لَهُ ذكر فِي حديث «عائذ بْن سَعِيد الخيبري» ، وقد تقدّم.
__________
[1] في المطبوعة: «مجاج» . بجيمين. وهو خطأ. ويقول الزبيدي في تاج العروس، مادة محج: «ومحاج- ككتاب وقطام-: اسم فرس معروفة من خيل العرب، وهي فرس مالك بن عوف النصري» .
[2] الرجز في سيرة ابن هشام: 2/ 447. مع تقديم وتأخير.
[3] رواية السيرة:
وأطعن النجلاء تعوى وتهر ... لها من الجوف رشاش منهمر
وتعوى وتهر: يسمع لخروج الدم منها صوت كالعواء والهرير. والنجيع: الدم، وقيل: دم الجوف خاصة، وقيل:
الدم المصبوب.
[4] في المطبوعة: «ويقلب العامل» . والصواب عن سيرة ابن هشام. وثعلب الرمح: ما دخل في جبة السنان منه، والعامل: صدر الرمح. واحزألت: ارتفعت. والزمر: الجماعات. وكان في المطبوعة: «اخزألت» ، وهو خطأ.
[5] سيرة ابن هشام: 2/ 491.(4/267)
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو نعيم: كذا ذكره بعض المتأخرين- يعني ابْنُ منده- فقال: «الخيبري» وإنما هو الجسرى [1] ، يعنى بالجيم والسين، لا الخيبري.
4630- مالك بن قدامة
(ب د ع) مالك بْن قدامة بْن عرفجة بْن كعب بْن النحاط بْن كعب بْن حارثة بْن غنم بْن السلم بْن امرئ القيس بْن مالك بْن الأوس الأنصاري الأوسي. كذا نسبه أَبُو عمر.
وقال ابن الكلبي: مالك بن قدامة بن الحارث ابن مالك بْن كعب بْن النحاط. فجعل «الحارث» عوض «عرفجة» ، وزاد «مالك بْن كعب» ، والباقي مثله.
شهد بدرا، قاله موسى بْن عقبة وابن إِسْحَاق والكلبي، وشهدها أخوه المنذر. وقد انقرض بنو السلم كلهم.
أخرجه الثلاثة، إلا أن ابن منده قَالَ: «غنم بْن سالم» ، بألف، وليس بشيء، والصحيح بغير ألف، وبكسر السين.
4631- مالك بن قطبة
(ب) مالك بْن قطبة.
روى عَنْهُ زياد بن علاقة.
أخرجه أبو عمر مختصرا.
4632- مالك بن قهطم
(ب د ع) مالك بْن قهطم، ويقال: قحطم، بحاء. وهو والد أَبِي العشراء الدارمي.
وقد اختلف فِي اسم أَبِي العشراء. وَفِي اسم أبيه، فقال البخاري: اسم أَبِي العشراء أسامة، واسم أبيه مالك بْن قحطم، قاله أحمد بْن حنبل. وقال بعضهم: اسمه عطارد بْن بلز، قَالَ:
ويقال: يسار بْن بلز بْن مسعود بْن خولي بْن حرملة بْن قتادة، من بني موله بْن عَبْد اللَّهِ بْن فقيم بْن دارم. نزل البصرة. هَذَا كله كلام البخاري فِي أَبِي العشراء.
وقال أَحْمَد بْن حنبل وَيَحْيَى بْن معين: اسم أبى العشراء أسامة بن مالك.
__________
[1] تقدمت ترجمته برقم 2749: 3/ 146، 147.(4/268)
قَالَ أَبُو عمر: واسم أَبِي العشراء بلز [1] بْن قهطم، وقيل: عطارد بْن برز- بتحريك الرَّاء وتسكينها أيضا- وهو من بني دارم بْن مالك بْن زيد مناة بْن تميم. هَذَا جميعه كلام أَبِي عمر.
وقد نقل عَنِ البخاري وأحمد بْن حنبل غير ذَلِكَ. وبالجملة الاختلاف فِيهِ كَثِير جدا.
أَنْبَأَنَا الْخَطِيبُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْقَاهِرِ الطُّوسِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ، أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ السَّمَّاكِ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَلامٍ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْعَشْرَاءِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا تَكُونُ الذَّكَاةُ [2] إِلا فِي اللَّبَّةِ وَالْحَلْقِ؟ قَالَ: لَوْ طَعَنْتَهَا فِي فَخِذِهَا لأَجْزَأَ عَنْكَ. قَالَ عَفَّانُ: وَسَمِعْتُ حَمَّادًا مَرَّةً يَقُولُ: وَأَبِيكَ لَوْ طَعَنْتَ فِي فَخِذِهَا لأَجْزَأَ عَنْكَ [3] . لا يُعْرَفُ لأَبِي الْعَشْرَاءِ عَنْ أَبِيهِ غَيْرُ هَذَا الْحَدِيثِ، تَفَرَّدَ بِهِ عَنْهُ حَمَّادٌ. وَرَوَاهُ الأَئِمَّةُ عَنْهُ مِثْلُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، وَشُعْبَةَ، وَغَيْرِهِمَا.
أخرجه الثلاثة.
4633- مالك بن قيس بن بجيد
(ب) مالك بْن قيس بْن بجيد بْن رؤاس بْن كلاب بْن ربيعة بْن عَامِر بْن صعصعة.
وفد عَلَى النَّبِيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم هُوَ وابنه عَمْرو بْن مالك، فأسلما.
أخرجه أَبُو عمر، وقال: فِيهِ نظر.
وقال هِشَام بْن الكلبي: عَمْرو بْن مَالِك بْن قيس بْن بجيد بْن رؤاس، الوافد عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم هُوَ وحميد وجنيد ابنا [4] عبد الرحمن بْن عوف بْن خَالِد بْن عفيف بْن بجيد، كانا شريفين بخراسان، وليس بالكوفة من بني بجيد غير آل حميد، وسائرهم بالشام. فقد جعل هِشَام الصحبة لولده عَمْرو، والله أعلم.
أخرجه أبو عمر.
__________
[1] في المطبوعة: «بكر بن قهطم» ، وفي مخطوطة الدار، كتبت اللام أقرب إلى الكاف. والمثبت عن الاستيعاب:
3/ 1357.
[2] في المطبوعة: «الزكاة» ، بالزاي. وهو خطأ. والصواب بالذال المعجمة، وهي: الذبح.
[3] أخرجه الإمام أحمد عن عفان باسناده: 4/ 3345.
[4] في المطبوعة: «هو وحميد وجنبذ، أنبأنا» . والصواب: «حميد وجنيد ابنا عبد الرحمن» . وقد تقدمت ترجمتها:
1/ 365، 2/ 60.(4/269)
4634- مالك بن قيس بن خيثمة
(س) مالك بْن قيس بْن خيثمة.
قَالَ ابن شاهين: أَبُو خيثمة مالك بْن قيس بن ثعلبة بْن العجلان بْن زَيْد بْن غنم بْن سالم ابن عَمْرو بْن عوف بْن الخزرج، شهد أحدا والمشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم، وتخلف عَنِ الخزرج مع رَسُول اللَّهِ صلّى الله عليه وآله وسلم إِلَى تبوك عشرة أيام، ثُمَّ لحقه.
أخبرنا عبيد الله بن أحمد بإسناده عن يونس، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ، أَنَّ أَبَا خَيْثَمَةَ أَخَا بَنِي سَالِمٍ رَجَعَ بَعْدَ مسير رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ- يَعْنِي إِلَى تَبُوكَ- أَيَّامًا إِلَى أَهْلِهِ فِي يَوْمٍ حَارٍّ، فَوَجَدَ امْرَأَتَيْنِ لَهُ فِي عَرِيشَيْنِ فِي حَائِطٍ [1] ، قَدْ رَشَّتْ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا عَرِيشَهَا وَبَرَّدَتْ لَهُ فِيهِ مَاءً، وَهَيَّأَتْ لَهُ فِيهِ طَعَامًا. فَلَمَّا دَخَلَ قَامَ عَلَى بَابِ الْعَرِيشِ فَنَظَرَ إِلَى امْرَأَتَيْهِ وَمَا صَنَعَتَا لَهُ، فَقَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ فِي الضِّحِّ [2] وَالرِّيحِ وَالْحَرِّ، وَأَبُو خَيْثَمَةَ فِي ظِلٍّ بَارِدٍ، وَمَاءٍ بَارِدٍ، وَطَعَامٍ مَهْنَأٍ [3] وَامْرَأَةٍ حَسْنَاءَ، فِي مَالِهِ مُقِيمٍ، مَا هَذَا بِالنَّصَفَةِ [4] ! وَاللَّهِ لا أَدْخُلُ عَرِيشَ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا حَتَّى أَلْحَقَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ. فَهَيِّئَا لِي زَادًا فَفَعَلَتَا، ثُمَّ خَرَجَ فِي طَلَبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ حَتَّى أَدْرَكَهُ بِتَبُوكَ حِينَ نَزَلَهَا، فَقَالَ النَّاسُ: هَذَا رَاكِبٌ عَلَى الطَّرِيقِ مُقْبِلٌ. فَقَالَ رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: كُنْ أَبَا خَيْثَمَةَ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هُوَ وَاللَّهِ أَبُو خَيْثَمَةَ! فَلَمَّا أَنَاخَ أَقْبَلَ فَسَلَّمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: أَوْلَى لَكَ [5] يَا أَبَا خَيْثَمَةَ! ثُمَّ أَخْبَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ الْخَبَرَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ خَيْرًا وَدَعَا لَهُ بِخَيْرٍ [6] . وَقِيلَ: إِنَّهُ الَّذِي تَصَدَّقَ بِالصَّاعِ مِنَ التَّمْرِ فَلَمَزَهُ الْمُنَافِقُونَ، فَأَنْزَلَ اللَّه تَعَالَى: الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ في الصَّدَقاتِ 9: 79 ... [7] الآية.
أخرجه أبو موسى.
__________
[1] الحائط: البستان.
[2] الضح: الشمس.
[3] المهنأ: الهنيء. وفي سيرة ابن هشام: «مهيا» .
[4] النصفة: الإنصاف.
[5] أولى لك: كلمة تهديد، والمعنى: دنوت من الهلكة.
[6] سيرة ابن هشام: 2/ 520، 521.
[7] سورة التوبة: آية 79.(4/270)
4635- مالك بن قيس أبو صرمة
(ب د ع) مالك بْن قيس، أَبُو صرمة الأنصاري المازني، مشهور بكنيته، يعد فِي المدنيين.
قَالَ ابن منده: سماه ابن أَبِي خيثمة، عَنْ أحمد بْن حنبل. حديثه: من ضار ضار اللَّه [1] بِهِ.
ويرد فِي الكنى أكثر من هَذَا إن شاء اللَّه تعالى.
4636- مالك بن كعب الأنصاري
(د ع) مالك بْن كعب الأنصاري، مختلف فِي اسمه. والصواب: كعب بْن مالك.
روى عبد الوهاب بْن نجدة [2] ، عَنِ الْوَلِيد بْن مسلم، عَنْ مرزوق بْن أَبِي الهذيل، عَنِ الزُّهْرِيّ، عَنْ عبد الرحمن بْن كعب، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن كعب، عَنْ عمه مالك بْن كعب قَالَ: لَمَّا رَجَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وسلم من طلب الأحزاب، ونزل المدينة، نزع لأمته [3] واستجمر واغتسل.
كذا رواه ابن نجدة [2] ، عَنِ الْوَلِيد فقال: مالك بْن كعب. والصواب: كعب [4] بْن مالك.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
4637- مالك بن مالك الجنى
(س) مالك بْن مالك الجني.
روى مُحَمَّد بْن خليفة الأسدي، عَنِ الْحَسَن بْن مُحَمَّد، عَنْ أبيه قَالَ: قَالَ عمر بْن الخطاب ذات يَوْم لابن عباس: حَدَّثَنِي بحديث تعجبني بِهِ. فقال: حَدَّثَنِي خريم بْن فاتك الأسدي قَالَ: خرجت فِي بغاء إبل لي، فأصبتها بأبرق العزاف [5] ، فعقلتها وتوسدت ذراع بكر منها، وَذَلِكَ حدثان [6] خروج النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وآله وسلم، ثُمَّ قلت: أعوذ بكبير هَذَا الوادي- وكذلك كانوا يفعلون- فإذا هاتف يهتف بي، ويقول:
ويحك عذ باللَّه ذي الجلال ... منزل الحرام والحلال
ووحد اللَّه ولا تبالي ... ما هول ذي الجنّ من الأهوال
__________
[1] أخرجه الإمام أحمد عن أبى صرمة، المسند: 3/ 453.
[2] في المطبوعة: «بجدة» ، بالباء. والمثبت عن ترجمته في الجرح لابن أبى حاتم: 3/ 1/ 73.
[3] اللأمة- بفتح فسكون-: الدرع، والسلاح. والاستجمار: التمسح بالجمار، وهي الأحجار الصغار.
[4] تقدمت ترجمته برقم 4478: 4/ 487- 489.
[5] أبرق العزاف: ماء لبني أسد بن خزيمة. وهو في طريق القاصد إلى المدينة من البصرة.
[6] أي: أول خروجه عليه السلام.(4/271)
وهي أكثر من هَذَا، فقلت:
يا أيها الهاتف ما تخيل ... أرشد عندك [1] أم تضليل
فقال:
هَذَا رَسُول اللَّهِ ذو الخيرات ... جاء بياسين وحاميمات
وسور بعد مفصّلات ... محرمات ومحللات
يأمر بالصوم وبالصلاة ... ويزجر الناس عَنِ الهنات
قَالَ: قلت: من أنت؟ يرحمك اللَّه! قَالَ: أنا مالك بْن مالك، بعثني رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم عَلَى جن أهل نصيبين نجد. قَالَ قلت: لو كَانَ لي من يكفيني إبلي هذه، لأتيته حتى أومن به.
قال: أنا أكفيكها حتّى أؤديها إلى أهلك سالمة إن شاء اللَّه تعالى. فاعتقلت بعيرا منها، ثُمَّ أتيت النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وآله وسلم بالمدينة، فوافقت الناس يَوْم الجمعة وهم فِي الصلاة. فإني أنيخ راحلتي، إِذ خرج إلي أَبُو ذر فقال لي: يقول لك رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: ادخل. فدخلت، فلما رآني قَالَ: ما فعل الشيخ الَّذِي ضمن أن يؤدي إبلك إِلَى أهلك؟ أما إنه قد أداها إِلَى أهلك سالمة. فقلت: رَحِمَهُ اللَّهُ.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم: أجل، رَحِمَهُ اللَّه. فأسلم، وحسن إسلامه. أخرجه أبو موسى.
4638- مالك بن مخلد
(س) مالك بْن مخلد.
لَهُ ذكر فِي كتاب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم إِلَى زرعة بْن ذي يزن.
ذكره جعفر، أخرجه أبو موسى مختصرا.
4639- مالك بن مرارة الرهاوي
(ب د ع) مالك بْن مرارة الرهاوي. وقيل: ابن مرة. وقيل: ابن فزارة. والصحيح: مرارة.
روي حميد بْن عبد الرحمن، عَنِ ابن مسعود قال: أتيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وسلّم وعنده مالك ابن مرارة الرّهاوى.
__________
[1] في المطبوعة: «أرشد عنك» . والصواب عن مخطوطة الدار والإصابة.(4/272)
وروي عطاء [1] بْن ميسرة، عَنْ مالك بْن مرارة الرهاوي أن رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله وسلم قَالَ: «لا يدخل الجنة أحد فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ كبر، ولا يدخل النار أحد فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إيمان» الحديث. أخرجه الثلاثة، وقال أَبُو عمر: لَيْسَ «مالك بْن مرارة» هَذَا بالمشهور فِي الصحابة.
وقال عبد الغني بْن سَعِيد: مالك بْن مرارة الرهاوي، بفتح الرَّاء. لَهُ صحبة، وهو منسوب إِلَى رهاء بْن يَزِيدَ بْن حرب بْن علة بْن جلد [2] بْن مالك بْن أدد، قبيلة من مذحج.
وقال ابن الكلبي: وولد عَبْد اللَّهِ بْن رهاء طابخة وواهباً وسهما، رهط مالك بْن مرارة، بعثه رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلّم إلى اليمن.
4640- مالك المري
(د ع) مالك المري والد أَبِي غطفان.
ذكره البخاري فِي الصحابة، وقال: لَهُ حديث ثابت.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم مختصرا.
4641- مالك بن مزرد
(س) مالك بْن مزرد الرهاوي. وقال ابن إِسْحَاق: مالك بْن مرة.
أخرجه أَبُو موسى هكذا، وَالَّذِي أظنه «مالك بْن مرارة» وقد صحفه بعضهم، والله أعلم.
4642- مالك بن مسعود
(ب د ع) مالك بْن مسعود بْن البدن بْن عَامِر بْن عوف بْن حارثة بْن عمرو بن الخزرج ابن ساعدة الأنصاري الخزرجي ثُمَّ الساعدي. وهو ابن عمّ أبى أسيد الساعدي.
شهد بدرا وأحدا، لَمْ يختلفوا فِي ذَلِكَ [3] .
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] في الاستيعاب 1/ 1359: «روى عطاء بن ميسرة، عن الثقة عنده، عن مالك بن مرارة» .
[2] في المطبوعة: «علة بن خالد» . والصواب عن الجمهرة لابن حزم: 388.
[3] سيرة ابن هشام: 1/ 293.(4/273)
4643- مالك بن مشوف
مالك بْن مشوف [1] بْن أسد بْن عبد مناة بْن عائذ بْن سعد العشيرة السعدي العائذي.
وفد إِلَى النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وآله وسلّم. قاله ابن الكلبي.
4644- مالك بن نضلة
(ب د ع) مالك بْن نضلة. وقيل: مالك بن عوف بن نضلة بن حديج [2] بن حبيب ابن حديد بن غنم بن كعب بن عصيمة [3] بْن جشم بْن معاوية بْن بكر بْن هوازن الجشمي.
والد أَبِي الأحوص الجشمي صاحب ابن مسعود.
روى عَنْهُ أَبُو الأحوص- واسمه عوف بْن مالك.
أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَغَيْرُهُ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيُّ: حَدَّثَنَا بندار، وأحمد ابن مَنِيعٍ وَمَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ قَالُوا: أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الرَّجُلُ أَمُرُّ بِهِ فَلا يَقْرِينِي وَلا يُضَيِّفُنِي، فَيَمُرُّ بِي أَفَأُجَازِيهِ؟ قَالَ: لا، اقْرِهِ. قَالَ: وَرَآنِي رَثَّ الثِّيَابِ، فَقَالَ: هَلْ لَكَ مِنْ مَالٍ؟ قُلْتُ:
مِنْ كُلِّ الْمَالِ قَدْ أَعْطَانِي اللَّهُ، مِنَ الإِبِلِ وَالْغَنَمِ. قَالَ: فَلْيُرَ عَلَيْكَ [4] .
رَوَاهُ عَنِ السَّبِيعِيِّ شُعْبَةُ، وَإِسْرَائِيلُ، وَزُهَيْرٌ، وَفِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ، وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، وغيرهم من الأئمّة. أخرجه الثلاثة.
4645- مالك بن نمط
(ب) مالك بْن نمط الهمداني، ثُمَّ الخارفي، وقيل: اليامي. وقيل: الأرحبي قَالَ ابن الكلبي: هُوَ نمط بْن قيس بْن مالك بْن سعد بن مالك بن لأي بن سلمان بن معاوية ابن سفيان بْن أرحب- واسمه مرة بْن دعام بْن مالك بْن معاوية بْن صعب بْن دومان بن بكيل ابن جشم بْن خيوان بْن نوف بْن همدان، كنيته أبو ثور.
__________
[1] في المطبوعة: «مالك بن سرف» بالسين والراء وما أثبتناه عن الإصابة 3/ 335، قال الحافظ: «مشوف، بكسر الميم، وسكون المعجمة، وفتح الواو، بعدها فاء» . وكذلك هو في جمهرة أنساب العرب لابن حزم: 383.
[2] في المطبوعة: «خديج» وفي الاستيعاب: «جريج» وفي مخطوطة الدار مثل ما في المطبوعة دون نقط.
[3] كذا في المطبوعة وبعض نسخ الاستيعاب. وفي بعضها الآخر: عصمة.
[4] تحفة الأحوذي، أبواب البر، باب «ما جاء في الإحسان والعفو» ، الحديث 2074: 6/ 143- 145. وقال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح» .(4/274)
وفد على النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم وكتب لَهُ كتابا فِيهِ إقطاع. ذكر حديثه أهل الغريب وأهل الأخيار بطوله، لما فيه من العريب. ورواية أهل الحديث لَهُ مختصرة.
روى أَبُو إِسْحَاقَ الهمداني قَالَ: قَدِمَ وَفْدُ هَمْدَانَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وسلّم، منهم: مالك ابن نمط أَبُو ثور، وهو ذو المشعار، ومالك بْن أيفع، وضمام [1] بْن مالك السلماني، وعميرة ابن مالك الخارفي، لقوا رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله وسلم مرجعه من تبوك، وعليهم مقطعات الحبرات والعمائم العدنية، عَلَى الرواحل المهرية والأرحبية، ومالك بْن نمط يرتجز بين يدي رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم يقول:
إليك جاوزن [2] سواد الريف ... فِي هبوات [3] الصيف والخريف
مخطمات بحبال الليف [4]
وذكر لَهُ كلاما كثيرا فصيحا، فكتب لَهُم رَسُول الله صلّى الله عليه وآله وسلم كتابا، وأقطعهم فِيهِ ما سألوه، وأمر عليهم مالك بْن نمط، واستعمله عَلَى من أسلم من قومه، وأمره بقتال ثقيف: فكان لا يخرج لَهُم سرح إلا أغار عَلَيْهِ. وَكَانَ ابن نمط شاعرا، فقال فِي ذَلِكَ:
ذكرت رَسُول اللَّهِ فِي فحمة الدجى ... ونحن بأعلى رحرحان وصلدد [5]
وهن بنا خوص طلائح تغتلى ... بركبانها فِي لاحب متمدد [6]
عَلَى كل فتلاء الذراعين جعدة ... تمر بنا مر الهجف الخفيدد [7]
حلفت برب الراقصات إِلَى منى ... صوادر بالركبان من هضب قردد [8]
__________
[1] في المطبوعة: «صمام» ، بالصاد المهملة، ومثله في الاستيعاب: 3/ 1360. ولم يترجم له ترجمة مستقلة في هذين الكتابين: أسد الغابة، والاستيعاب. على أنه قد تقدم في باب «الضاد» ترجمة لضمام بن زيد الهمدانيّ: 3/ 58. وجاء الحافظ ابن حجر، فترجم لضمام بن زيد، ولضمام بن مالك السلماني: 3/ 203، ونقل عن الرشاطى أنهما واحد. وقد ورد «ضمام ابن مالك السلماني» في سيرة ابن هشام، عند الحديث عن وفد همدان: 2/ 596، 597.
[2] في المطبوعة: «جاوزت» . والمثبت عن سيرة ابن هشام: 2/ 597، والاستيعاب: 3/ 1360.
[3] السواد: القرى. والريف: الأرض القريبة من الأنهار والمياه الغزيرة. والهبوات: جمع هبوة، وهي الغبرة.
[4] المخطمات: التي لها خطم، وهي الحبال التي تشد في رءوس الإبل، على آنافها.
[5] الفحمة: السواد. ورحرحان وصلدد: موضعان.
[6] الخوص: جمع خوصاء، وهي غائرة العين. وطلائح: معيية، يقال: فاقة طليح، وفي حديث إسلام عمر، «فما برج يقاتلهم حتى طلح» ، أي: أعيا. وتغتلى: تسرع في سيرها. واللاحب: الطريق البين.
[7] في سيرة ابن هشام مكان «جعدة» : «جسرة» . والجعدة: الناقة المجتمعة الخلق الشديدة. والجسرة بمعناها. والهجف:
الذكر الضخم من النعام. والخفيدد بمعناه.
[8] الراقصات: الإبل. والرقص- بفتحتين-: ضرب من السير فيه حركة. وصوادر: رواجع. والقردد:
ما ارتفع من الأرض.(4/275)
بأن رَسُول اللَّهِ فينا مصدق ... رسول أتى من عند ذي العرش مهتد
لِمَا حملت من ناقة فوق رحلها ... أشد عَلَى أعدائه من مُحَمَّد
وأعطى إذا ما طالب العرف جاءه ... وأمضى بحد المشرفي المهند
وقال هِشَام الكلبي: الَّذِي وفد عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم: نمط، وكتب لَهُ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم إقطاعا، فهو فِي أيديهم إِلَى الآن.
أخرجه أبو عمر.
4646- مالك بن نمير
(س) مالك بْن نمير.
أورده أَبُو بكر بْن أَبِي عَليّ، عَنْ أَبِي بكر بْن المقرئ، عَنْ أَبِي يعلى الموصلي، عَنْ أَبِي الربيع الزهراني، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد اللَّهِ، عن عصام بن قدامة، عن مالك بن نمير النميري قَالَ: كَانَ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم إذا جلس فِي الصلاة وضع يده اليمنى عَلَى فخذه، وأشار بإصبعه.
كذا أورده ابن أَبِي عَليّ. ورواه إِبْرَاهِيم بْن مَنْصُور عَنِ ابن المقرئ بِإِسْنَادِهِ، وقال: عَنْ مالك بْن نمير، عَنْ أبيه [1] .
أخرجه أَبُو موسى.
4647- مالك بن نميلة
(ب د ع) مالك بْن نميلة، ونميلة أمه. وهو: مالك بْن ثابت المزني، حليف لبني معاوية ابن عوف بْن عمرو بْن عوف بْن مالك بْن الأوس.
شهد بدرا، وقتل يَوْم أحد شهيدا. قاله إِبْرَاهِيم بْن سعد، عَنِ ابن إسحاق.
أخرجه الثلاثة.
4648- مالك بن نويرة
مالك بْن نويرة بْن جمرة [2] بْن شداد بْن عُبَيْد بْن ثعلبة بْن يربوع التميمي اليربوعي.
أخو متمّم بن نويرة.
__________
[1] الحديث أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة، باب الإشارة في التشهد، من طريق عصام بن قدامة، عن مالك بن نمير الخزاعي، عن أبيه.
[2] في المطبوعة: «حمزة» . والمثبت عن معجم الشعراء للمرزباني: 259. وسمط اللآلي: 1/ 87.(4/276)
قدم على النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم وأسلم، واستعمله رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله وسلم عَلَى بعض صدقات بني تميم. فلما توفّى النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم وارتدت العرب، وظهرت سجاح [1] وادعت النبوة، صالحها إلا أَنَّهُ لَمْ تظهر عَنْهُ ردة، وأقام بالبطاح [2] . فلما فرغ خَالِد من بني أسد وغطفان، سار إِلَى مالك وقدم البطاح، فلم يجد به أحدا، كان مالك قد فرقهم ونهاهم عَنِ الاجتماع. فلما قدم خَالِد البطاح بث سراياه، فأتى بمالك بْن نويرة ونفر من قومه. فاختلفت السرية فيهم، وَكَانَ فيهم أَبُو قتادة، وَكَانَ فيمن شهد أنهم أذنوا وأقاموا وصلوا. فحبسهم فِي ليلة باردة، وأمر خَالِد فنادى: أدفئوا أسراكم- وهي فِي لغة كنانة القتل- فقتلوهم [3] ، فسمع خَالِد الواعية [4] فخرج وقد قتلوا، فتزوج خَالِد امرأته، فقال عمر لأبي بكر: سيف خَالِد فِيهِ رهق [5] ! وأكثر عَلَيْهِ، فقال أَبُو بكر: تأول فأخطأ. ولا أشيم [6] سيفا سله اللَّه عَلَى المشركين. وودي مالكا، وقدم خَالِد عَلَى أَبِي بكر، فقال لَهُ عمر: يا عدو اللَّه، قتلت امرأ مسلما، ثُمَّ نزوت عَلَى امرأته، لأرجمنك.
وقيل: إن المسلمين لِمَا غشوا مالكا وأصحابه ليلا، أخذوا السلاح، فقالوا: نحن المسلمون. فقال أصحاب مالك: ونحن المسلمون. فقالوا لَهُم: ضعوا السلاح وصلوا. وَكَانَ خَالِد يعتذر فِي قتله أن مالكا قَالَ: ما إخال صاحبكم إلا قَالَ كذا. فقال: أو ما تعده لك صاحبا؟
فقتله. فقدم متمم عَلَى أَبِي بكر يطلب بدم أخيه، وأن يرد عليهم سبيهم، فأمر أَبُو بكر برد السبي، وودي مالكا من بيت المال.
فهذا جميعه ذكره الطبري وغيره من الأئمة، ويدل عَلَى أَنَّهُ لَمْ يرتد. وقد ذكروا فِي الصحابة أبعد من هَذَا، فتركهم هَذَا عجب. وقد اختلف فِي ردته، وعمر يقول لخالد: قتلت امرأ مسلما. وَأَبُو قتادة يشهد أنهم أذنوا وصلوا، وَأَبُو بكر يرد السبي ويعطي دية مالك من بيت المال.
فهذا جميعه يدل على أنه مسلم.
__________
[1] كانت «سجاح» تميمية من بنى يربوع، وأخوالها من تغلب بالعراق، وقد تزوجت فيهم وأقامت بيتهم، ثم تنصرت فيمن تنصر منهم، وكانت تدعى الكهانة، وتعرف كيف تقود الرجال. فلما ترامى إليها وفاة محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم، ادعت النبوة، وقدمت إلى قومها من تميم، تريد أن تغزو المدينة، وأن تقاتل أبا بكر.
[2] البطاح- بضم الباء-: ماء في ديار بنى أسد بن خزيمة.
[3] في كتاب أيام العرب في الإسلام 156: «وكان الحراس من بنى كنانة» .
[4] الواعية: الصراخ. وفي المطبوعة: الواغية. بالغين، وهو خطأ.
[5] الرهق: السفه والخفة والظلم.
[6] أشم: أغمد.(4/277)
ووصف متمم بْن نويرة أخاه مالكا فقال: «كان يركب الفرس الحرون [1] ، ويقود الجمل الثّفال [2] ، وهو بين المزادتين [3] النضوحتين فِي الليلة القرة، وَعَلَيْهِ شملة [4] فلوت، معتقلا رمحا خطيا [5] فيسري ليلته ثُمَّ يصبح وجهه ضاحكا، كأنه فلقة [6] قمر» رحمه الله ورضى عنه.
4649- مالك بن هبيرة
(ب د ع) مالك بْن هبيرة بْن خَالِد بْن مسلم الكندي السكوني، عداده فِي المصريين روى عَنْهُ أَبُو الخير مرثد بْن عَبْد اللَّهِ اليزني، كَانَ أميرا لمعاوية عَلَى الجيوش.
أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ وَإِبْرَاهِيمُ وَغَيْرُهُمَا بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى التِّرْمِذِيِّ: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ وَيُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عن محمد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد بن عبد الله الْيَزَنِيِّ قَالَ: كَانَ مَالِكُ بْنُ هُبَيْرَةَ إِذَا صَلَّى عَلَى جِنَازَةٍ، فَتَقَالَّ [7] النَّاسَ، جَزَّأَهُمْ ثَلاثَةَ صُفُوفٍ [8] ، ثُمَّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: مَنْ صَلَّى عَلَيْهِ ثَلاثَةَ صُفُوفٍ فَقَدْ أَوْجَبَ [9] .
هَكَذَا رَوَاهُ غَيْرُ وَاحِدٍ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ. وَرَوَاهُ إِبْرَاهِيم بْن سَعْدٍ، عَنِ ابْنُ إِسْحَاق، وَأَدْخَلَ بَيْنَ مَرْثَدٍ وَمَالِكٍ: الْحَارِثَ بْنَ مالك بن مخلد الأنصاري [10] . أخرجه الثلاثة.
__________
[1] الحرون: الصعب الّذي لا ينقاد، إذا اشتد به الجرى وقف.
[2] في المطبوعة: «الثقال» ، بالقاف. والصواب الثفال، بالفاء: وهو البطيء الثقيل.
[3] المزادة: التي يحمل فيها الماء. ومزادة نضوح: تنضح الماء، أي: ترشح. وليلة قرة: باردة.
[4] شملة فلوت- بفتح فضم-: لا ينضم طرفاها لصغرها، فهي تفلت من يده إذا اشتمل بها.
[5] اعتقال الرمح: أن يجعله الراكب تحت فخذه، ويجر آخره على الأرض وراءه. والرماح الخطية: نسبة إلى الخط:
مرفأ السفن بالبحرين.
[6] ببعض هذا وصف متمم بن نويرة، أخو مالك، نفسه عند ما قدم على عمر بن الخطاب، كما في رواية ابن قتيبة ينظر الشعر والشعراء: 337.
[7] في المطبوعة: «فقام الناس» . والمثبت عن سنن الترمذي، ولفظها: «فتقال الناس عليها» ، أي: رآهم قليلا.
[8] لفظ الترمذي: «جزأهم ثلاثة أجزاء» .
[9] أي: استحق الجنة.
هذا والحديث رواه الترمذي في أبواب الجنائز، باب «كيف الصلاة على الميت والشفاعة له» . ينظر تحفة الأحوذي، الحديث 1033: 4/ 112- 114. وقال الترمذي: «حديث مالك بن هبيرة حديث حسن» .
[10] هذا كله لفظ الترمذي، بيد أنه لم يصرح بمن أدخل، ونصه: «وأدخل بين مرثد ومالك بن هبيرة رجلا» .
ولم نجد «الحارث بن مالك بن مخلد» . ولعله: الحارث بن مخلد الزرقيّ الأنصاري الّذي يروى عن عمر وأبى هريرة، ويروى عنه سهيل بن أبى صالح «ينظر الجرح لابن أبى حاتم: 1/ 2/ 89.(4/278)
4650- مالك بن هدم
(س) مالك بْن هدم.
روى ابن لهيعة، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حبيب، عَنْ ربيعة بْن لقيط، عَنْ مالك بْن هدم قَالَ: غزونا وعلينا عَمْرو بْن العاص، وفينا عمر بْن الخطاب، وَأَبُو عبيدة بْن الجراح، فأصابتنا مخمصة شديدة، فانطلقت ألتمس المعيشة، فألفيت قوما يريدون أن ينحروا جزورا لَهُم، فقلت: إن شئتم كفتكم نحرها وعملها، وأعطوني منها. ففعلت، فأعطوني منها شيئا فصنعته، ثُمَّ أتيت عمر بْن الخطاب فسألني: من أين هُوَ؟ فأخبرته، فأبى أن يأكله، فأتيت أبا عبيدة فأخبرته، فأبى، فقدمت على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم فقال: صاحب الجزور! ولم يزدني عَلَى ذلك شيئا. أخرجه أبو موسى.
4651- مالك بن الوليد
(س) مالك بْن الْوَلِيد.
أورده عبدان. روى خَالِد بْن حميد، عَنْ مالك [1] بْن خير الزبادى: أن مالك بْن الْوَلِيد قَالَ: أوصاني رَسُول الله صلّى الله عليه وآله وسلم أن لا أخطو إِلَى إمارة خطوة، ولا أصيب من معاهد إبرة فما فوقها، ولا أبغي عَلَى إمام بالسوء.
أخرجه أَبُو موسى.
4652- مالك بن وهب الخزاعي
(ع س) مالك بْن وهب الخزاعي.
روى عبد العزيز بْن أَبِي بكر بْن مالك بْن وهب الخزاعي، عَنْ أبيه، عَنْ جده مالك بْن وهب أن رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم بعث سليطا وسفيان بْن عوف الأسلمي طليعة يَوْم الأحزاب، فخرجا حَتَّى إذا كانا بالبيداء التحقت بهم خيل لأبي سفيان، فقاتلا فقتلا، فقدم بهما- أو: فعلم بهما- رَسُول الله صلّى الله عليه وآله وسلم، فقبرا فِي قبر واحد، وهما الشهيدان القريبان.
أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى [2] .
__________
[1] في المطبوعة: «مالك بن جبر الزيادي» . والمثبت عن الجرح والتعديل لابن أبى حاتم: 4/ 1/ 208.
[2] أخرجه البزار في مسندة، وقال: «لا نعلم روى مالك بن وهب إلا هذا الحديث» . وقال الحافظ في الإصابة 3/ 338، «وفي سنده من لا يعرف» .(4/279)
4653- مالك بن وهيب
(س) مالك بْن وهيب بْن عبد مناف بْن زهرة بْن كلاب بْن مرة بْن كعب بْن لؤي، أَبُو وقاص. والد سعد بْن أَبِي وقاص.
أورده عبدان فِي الصحابة وقال: هُوَ ممن خرج إِلَى أرض الحبشة، لا تعلم لَهُ رواية. هُوَ ممن توفي فِي زَمَانِ رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى وقَالَ: لا أعلم أحدا وافق عبدان عَلَى ذَلِكَ.
4654- مالك بْن يخامر
مالك بن يخامر- ويقال: أخامر- الألهاني، السكسكي. قيل: لَهُ صحبة.
روى عَنْ معاذ بْن جبل. روى عَنْهُ معاوية بْن أَبِي سفيان، وجبير بْن نفير، ومكحول، وغيرهم وهو من أهل حمص، وتوفي سنة تسع وستين، وقيل: سنة سبعين [1] .
4655- مالك بن يسار
(ب د ع) مالك بْن يسار السكوني، ثُمَّ العوفي.
روى عَنْهُ أَبُو بحرية. يعد فِي الشاميين.
أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي الرَّجَاءِ الأَصْبَهَانِيُّ إِجَازَةً بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيل بْنِ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ ضَمْضَمِ بْنِ زُرْعَةَ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي ظَبْيَةَ، عَنْ أَبِي بَحْرِيَّةَ السَّكُونِيِّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ يَسَارٍ السَّكُونِيِّ ثُمَّ الْعَوْفِيِّ: أَنَّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ قَالَ: إِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَسَلُوهُ بِبُطُونِ أَكُفِّكُمْ، وَلا تَسْأَلُوهُ بِظُهُورِهَا [2] . أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ إِلا أَنَّ ابْنَ مَنْدَهْ قَالَ: رَوَى عَنْهُ أَبُو بَجْدَةَ. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: صَحَّفَ فِيهِ، إِنَّمَا هُوَ أَبُو بَحْرِيَّةَ، وَالصَّوَابُ مَا قَالَهُ أَبُو نعيم.
__________
[1] في المطبوعة رمز لهذه الترجمة بالحرف (ب) ، وصرح في آخرها بقوله: «أخرجه أبو عمر» ولم نجد هذه الترجمة في الاستيعاب، وخلت من هاتين الإشارتين مخطوطة الدار. وفي الإصابة 3/ 338، عن أبى نعيم: «ذكر في الصحابة ولا يثبت، وأرسل عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ... » .
[2] أخرجه أبو داود في كتاب الوتر، باب في الدعاء، عن سليمان بن عبد الحميد البهراني، عن إسماعيل بن عياش بإسناده.
وقد كان في المطبوعة: «شريح بن أبى عبيد» . وهو خطأ.(4/280)
باب الميم والباء
4656- مبرح بن شهاب
(ب د ع) مبرح بْن شهاب بْن الحارث بْن ربيعة بْن سحيت بْن شرحبيل اليافعي. قاله ابن منده وَأَبُو نعيم.
وقال أَبُو عمر: مبرح بْن شهاب بْن الحارث بْن سعد الرعيني، أحد بني رعين الَّذِينَ قدموا عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وسلم، وَكَانَ عَلَى ميسرة عَمْرو بْن العاص يَوْم دخل مصر، وخطته بجيزة الفسطاط قاله أَبُو سَعِيد بْن يونس.
أخرجه الثلاثة.
ويافع: بالياء تحتها نقطتان، بطن من رعين. وسحيت: بضم السِّين المهملة، وفتح الحاء المهملة. ومبرح: بضم الميم، وكسر الراء المشدّدة، وآخره حاء مهملة.
4657- مبشر بن أبيرق
(ب س) مبشر بْن أبيرق- واسمه الحارث- بْن عَمْرو بْن الحارث بْن الهيثم بْن ظفر الأنصاري الأوسي الظفري.
شهد أحدًا مع أخويه بشر وبشير، وذكرنا بشرا ومبشرا ولم نذكر بشيرا، لأنه ارتد ومات كافرا.
وذكر ابن ماكولا أن مبشرا كانت لَهُ صحبة واستقامة.
ورد ذكرهم فِي حديث قتادة بْن النعمان، أَخْبَرَنَا بِهِ غير وَاحِدٍ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ:
حَدَّثَنَا الحسن بن أحمد بْنِ أَبِي شُعَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ أَبُو مُسْلِمٍ، [أَخْبَرَنَا] [1] مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْحَرَّانِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاق، عَنْ عاصم بْن عُمَر بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَتَادَةَ ابن النُّعْمَانِ قَالَ: كَانَ أَهْلُ بَيْتٍ مِنَّا يُقَالُ لَهُمْ: بَنُو أُبَيْرِقٍ: بِشْرٌ وَبَشِيرٌ وَمُبَشّرٌ، وَكَانَ بَشِيرٌ رَجُلا مُنَافِقًا، يَقُولُ الشِّعْرَ وَيَهْجُو بِهِ أَصَحْابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ، ثُمَّ يَنْحَلُهُ بَعْضَ الْعَرَبِ [2] » وَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي: لَبِيدِ بْنِ سَهْلٍ.
أَخْرَجَهُ أبو عمر وأبو موسى.
__________
[1] ما بين القوسين سقط من المطبوعة، والمثبت عن سنن الترمذي.
[2] تحفة الأحوذي، تفسير سورة النساء، الحديث 5057: 8/ 395- 399. وقال الترمذي: «هذا حديث غريب، لا نعلم أحدا أسنده غير محمد بن سلمة الحراني» . وقد تقدم هذا الأثر في ترجمة لبيد بن سهل 4/ 517، 518 مرويا عن سيرة ابن إسحاق.(4/281)
4658- مبشر بن البراء
مبشر بْن البراء بْن معرور. تقدم نسبه عند ذكر أبيه، وشهد الحديبية، وبيعة الرضوان قاله ابن الكلبي.
4659- مبشر بن عبد المنذر
(ب د ع) مبشر بْن عبد المنذر بْن زنبر [1] بْن زَيْد بْن أمية بْن زَيْد بْن أمية بْن زيد بْن مالك ابن عوف بْن عمرو بْن عوف بْن مالك بْن الأوس الأنصاري الأوسي.
شهد بدرا مع أخويه أَبِي لبابة بْن عبد المنذر، ورفاعة بْن عبد المنذر، وقتل مبشر ببدر شهيدا. وقيل: إنه قتل بخيبر.
أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرٍ بِإِسْنَادِهِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ، عَنِ ابن إِسْحَاق في تسمية من شهد بَدْرًا، مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ بْن زَيْد بْن مَالِك بْن عَوْفٍ: مُبَشِّرُ بْن عَبْدِ الْمُنْذِرِ، وَرِفَاعَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُنْذِرِ. [2] وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ فِيمَنْ قُتِلَ بِبَدْرٍ مِنَ الأَنْصَارِ: مُبَشِّرُ بْنُ عبد المنذر، من بني عمرو بن عوف. وَلا عَقِبَ لَهُ، إِلا أَنَّ أَبَا لُبَابَةَ ردّه رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ مِنَ الطَّرِيقِ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَجَعَلَهُ أَمِيرًا عَلَيْهَا، وَضَرَبَ لَهُ بِسَهْمِهِ وَأَجْرِهِ، فَهُوَ كَمَنْ حَضَرَهَا.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
باب الميم والتاء والثاء
4659- متمم بن نويرة
(ب د ع) متمم بْن نويرة التميمي، تقدم نسبه عند ذكر أخيه مالك. وَكَانَ متمم شاعرا.
قال الطبري: مالك بْن نويره بْن جمرة [3] التميمي، بعثه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم عَلَى صدقة بني يربوع، وَكَانَ قد أسلم هو وأخوه متمم.
__________
[1] في المطبوعة: «زبير» . والضبط عن الإصابة 3/ 340، قال الحافظ: «زنبر: بزاى، ونون، وموحدة، وزن جعفر» . وقد تقدم على الصواب أيضا في ترجمة أخيه «رفاعة بن عبد المنذر» : 2/ 229.
[2] سيرة ابن هشام: 1/ 707.
[3] في المطبوعة: «حمزة» . وينظر ترجمة أخيه مالك، وقد تقدمت من قريب.(4/282)
قَالَ أَبُو عمر: فأما مالك فقتله خَالِد بْن الْوَلِيد. واختلف كَثِير من الصحابة وغيرهم فِيهِ:
هَلْ قتل مرتدا أو مسلما؟ وأما متمم فلم يختلف فِي إسلامه. كَانَ شاعرا محسنا، لم يقل أحد مثل شعره فِي المراثي التي رثي بِهَا أخاه مالكا [1] ، فمنها قَوْله [2] :
وكنا كندماني جذيمة حقبة ... من الدهر حتَّى قيل: لن يتصدعا
فلما تفرقنا كأني ومالكا ... لطول اجتماع لَمْ نبت ليلة معا
وله مراث حسان. وَكَانَ أعور، قيل: إنه بكى عَلَى أخيه حَتَّى دمعت عينه العوراء.
أخرجه الثلاثة.
4660- مثعب السلمي
(ب د ع) مثعب السلمي. ويقال: المحاربي، قاله أَبُو عمر.
وقال أَبُو نعيم: مثعب، غير منسوب. وقد أورده الحضرمي والطبراني فِي الصحابة. روى عَنْهُ أشعث بْن أَبِي الشعثاء أَنَّهُ قَالَ: كنت أغزو مع رَسُول اللَّهِ صلّى الله عليه وآله وسلم وأصحابه، فيصوم بعضهم ويفطر بعضهم، لا يعيب الصائم عَلَى المفطر، ولا المفطر عَلَى الصائم. وَكَانَ اسمه حَمْزَةُ فسماه النَّبِيّ صلى الله عليه وآله وسلم مثعبا.
أخرجه الثلاثة، وقال الأمير أَبُو نصر: وأما «مثعب» بكسر الميم وبعدها ثاء معجمة بثلاث وآخره باء معجمة بواحدة فهو: أَبُو صالح حَمْزَةُ بْن عَمْرو الأسلمي، اسمه مثعب. وقال أَبُو حاتم الرازي: حَمْزَة اسمه مثعب، أو يلقب مثعبا.
4661- المثنى بن حارثة
(ب د ع) المثنى بْن حارثة بْن سلمة بْن ضمضم بْن سعد بْن مرة بْن ذهل بْن شيبان بْن ثعلبة بْن عكابة بْن صعب بْن عَليّ بْن بَكْر بْن وائل الربعي الشيباني.
وفد عَلَى النَّبِيّ صلّى الله عليه وآله وسلم سنة تسع، مع وفد قومه. وسيره أَبُو بكر الصديق رضي اللَّه عَنْهُ فِي صدر خلافته إِلَى العراق قبل مسير خَالِد بْن الْوَلِيد. وهو الَّذِي أطمع أبا بكر والمسلمين فِي الفرس، وهون أمر الفرس عندهم. وكان شهما شجاعا ميمون النقيبة [3] حسن الرأي، أبلى فِي قتال الفرس
__________
[1] إلى هنا ينتهى قول أبى عمر. الاستيعاب: 4/ 1455، 1456.
[2] البيتان في الشعر والشعراء لابن قتيبة: 338. وانظر قصة ندمانى جذيمة في عيون الأخبار له: 1/ 274.
[3] أي: منجح الفعال، مظفر المطالب. والنقيبة: النفس.(4/283)
بلاء لَمْ يبلغه أحد. ولما ولي عمر بْن الخطاب الخلافة، سير أبا عُبَيْد بْن مسعود الثقفي والد المختار فِي جيش إِلَى المثنى، فاستقبله المثنى واجتمعوا، ولقوا الفرس بقس [1] الناطف، واقتتلوا فاستشهد أَبُو عُبَيْد، وجرح المثنى فمات من جراحته قبل القادسية.
وهو الَّذِي تزوج سعد بْن أَبِي وقاص امرأته سلمى بنت جَعْفَر. وهي التي قالت لسعد بالقادسية حين رأت من المسلمين جولة فقالت: وا مثنّياه، ولا مثنى للمسلمين اليوم! فلطمها سعد، فقالت: أغيرة وجبنا؟! فذهبت مثلا.
وَكَانَ كَثِير الإغارة عَلَى الفرس، فكانت الأخبار تأتي أبا بكر، فقال: من هَذَا الَّذِي تأتينا وقائعه قبل معرفة نسبه؟ فقال قيس بْن عَاصِم: أما إنه غير خامل الذكر، ولا مجهول النسب، ولا قليل العدد، ولا ذليل الغارة، ذَلِكَ المثنى بْن حارثة الشيباني. ثُمَّ قدم بعد ذَلِكَ عَلَى أَبِي بكر فقال: ابعثني عَلَى قومي أقاتل بهم أهل فارس، وأكفيك أهل ناحيتي من العدو. ففعل أَبُو بكر، وأقام المثنى يغير عَلَى السواد. ثُمَّ أرسل أخاه مسعود بْن حارثة إِلَى أَبِي بكر يسأله المدد، فأمده بخالد بْن الْوَلِيد. فهو الَّذِي أطمع فِي الفرس.
ولما عرض رَسُول اللَّهِ صلّى الله عليه وآله وسلم نفسه عَلَى القبائل، أتى شيبان، فلقي معروق بْن عَمْرو، والمثنى بْن حارثة، فدعاهم. وسنذكر القصة فِي «معروق» ، إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه الثلاثة.
باب الميم والجيم
4662- مجاشع بن مسعود
(ب د ع) مجاشع بْن مسعود بْن ثعلبة بْن وهب بْن عائذ بْن ربيعة بْن يربوع بْن سمال بْن عوف بْن امرئ القيس بْن بهثة بن سليم بن مَنْصُور السلمي.
نزل البصرة. روى عَنْهُ أَبُو عثمان النهدي، وكليب بْن شهاب، وعبد الملك بْن عمير.
وأسلم قبل أخيه مجالد.
وقتل يَوْم الجمل بالبصرة مع عائشة قبل القتال الأكبر، وَذَلِكَ أن حكيم بْن جبلة قاتل عَبْد اللَّهِ بْن الزبير، وَكَانَ مجاشع مع ابن الزبير، فقتل حكيم وقتل مجاشع. قاله خليفة بن خياط.
__________
[1] موضع قرب الكوفة.(4/284)
وقال غيره: قتل يَوْم الجمل يَوْم الحرب التي حضرها عَليّ وطلحة والزبير. وَقَدْ استقصينا ذَلِكَ فِي «الكامل فِي التاريخ» .
وَكَانَ مجاشع أيام عمر عَلَى جيش يحاصر مدينة توج [1] ففتحها.
أَنْبَأَنَا أَبُو يَاسِرٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أحمد: حدثني أبي، حدثنا أبو النَّصْرِ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ- يَعْنِي «شَيْبَانَ» [2] . - عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ إسحاق، عن مجاشع ابن مَسْعُودٍ: أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ بِابْنِ أَخٍ لَهُ لِيُبَايِعَهُ عَلَى الْهِجْرَةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ:
لا، بَلْ نُبَايِعُ عَلَى الإِسْلامِ، فَإِنَّهُ لا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ، وَيَكُونُ مِنَ التَّابِعِينَ بِإِحْسَانٍ [3] .
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
سمال: بتشديد الميم، وآخره لام.
4663- مجاشع بن سليم
(س) مجاشع بْن سُلَيْم.
قَالَ أَبُو موسى: فرق العسكري- يعني عليا- بين مجاشع بْن مسعود ومجاشع بْن سُلَيْم، وهما واحد، وهو ابن مسعود، من بني سُلَيْم.
أخرجه أَبُو موسى.
4664- مجاعة بن مرارة
(ب د ع) مجاعة بْن مرارة بْن سلمى- وقيل: ابن سُلَيْم- بْن زيد بْن عُبَيْد بْن ثعلبة بْن يربوع بْن ثعلبة بْن الدؤل بْن حنيفة بْن لجيم بْن صعب بْن عَلِيِّ بْنِ بكر بْن وائل الحنفي اليمامي.
وفد هُوَ وأبوه عَلَى النَّبِيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلّم، فأقطعه النبي صلّى الله عليه وآله وسلم الغورة [4] وغرابة والحبل، وكتب لَهُ كتابا.
__________
[1] توج: مدينة بفارس.
[2] في المطبوعة: «حدثنا أبو معاوية، عن شيبان» . والصواب عن المسند، وشيبان هو أبو معاوية بن عبد الرحمن التميمي النحويّ البصري، ثم الكوفي، ثم البغدادي، يروى عن يحيى بن أبى كثير. ينظر التهذيب: 4/ 373.
[3] مسند الإمام أحمد: 3/ 568.
[4] في المطبوعة: «العودة» و «عوانة» و «الجيل» . وهي أماكن باليمامة، ينظر معجم البلدان لياقوت.(4/285)
وَكَانَ من رؤساء بني حنيفة، وله أخبار فِي الردة مع خَالِد بْن الْوَلِيد، قد أتينا عليها فِي «الكامل» أيضا. ومن خبره مع خَالِد: أَنَّهُ كَانَ جالسا معه، فرأى خَالِد أصحاب مسيلمة قد انتضوا [1] سيوفهم، فقال: مجاعة، فشل [2] قومك. قَالَ: لا، ولكنها اليمانية، لا تلين متونها حَتَّى تشرق [3] ! قَالَ خَالِد: لشدّ ما تحب قومك! قَالَ: لأنهم حظي من ولد آدم.
أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَلِيٍّ الأَمِينُ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنِي الدَّخِيلُ [4] بْنُ إِيَاسِ بْنِ نُوحِ بْنِ مُجَّاعَةَ، عَنْ هِلالِ بْنِ سِرَاجِ بْنِ مُجَّاعَةَ، عَنْ أبيه، عَنْ جَدِّهِ مُجَّاعَةَ: أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يَطْلُبُ دِيَةَ أَخِيهِ الَّذِي قَتَلَهُ بَنُو سَدُوسٍ مِنْ بَنِي ذُهْلٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: لَوْ كُنْتَ جَاعِلا لِمُشْرِكٍ دِيَةً لَجَعَلْتُ لأَخِيكَ، وَلَكِنِّي سَأُعْطِيكَ مِنْه عُقْبَى [5] . فَكَتَبَ لَهُ النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ بِمِائَةٍ مِنَ الإِبِلِ، مِنْ أَوَّلِ خُمُسٍ يَخْرُجُ مِنْ مُشْرِكِي بَنِي ذُهْلٍ [6] . لَمْ يَرْوِ عَنْهُ غَيْرُ ابْنِهِ سِرَاجٍ، وَيُقَالُ لَهُ «السُّلَمِيُّ» نِسْبَةً إِلَى جَدِّهِ سُلَيْمٍ، لا إِلَى سُلَيْمِ بن منصور.
أخرجه الثلاثة.
4665- مجالد بن ثور
(د ع) مجالد بْن ثور بْن معاوية بْن عبادة بْن البكاء- واسمه رَبِيعة- بْن عَامِر بْن ربيعة بن عامر بن صعصعة.
يعد فِي أعراب الكوفة. روى عَنْهُ ابنه كاهل. وفد هُوَ وابن أخيه «بشر [7] بْن معاوية» على النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، فعلمهما «يس» و «الحمد للَّه رب العالمين» و «المعوذات الثلاثة» :
قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ 112: 1، وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ 113: 1، وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ 114: 1. وعلمهما الابتداء ببسم الله الرّحمن الرّحيم.
أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم.
__________
[1] أي: أخرجوها من أغمادها.
[2] الفشل: الفزع والجبن والضعف، يطلب منه أن يدفع قومه إلى التراخي عن اللقاء، والكسل عن الحرب.
[3] الشرق- بفتحتين-: دخول الماء الحلق حتى يغص به. والكلام تمثيل، فسيوفهم لا تلين حتى تغرق في الدماء.
[4] في المطبوعة: «الرحيل بن إياس» . وهو خطأ، والصواب عن سنن أبى داود، والخلاصة. ويصوب ما في ترجمة ابنه «سراج» : 2/ 328.
[5] العقبي: البدل.
[6] سنن أبى داود، كتاب الامارة، باب «في بيان مواضع قسم الخمس وسهم ذي القربى» .
[7] تقدمت ترجمته برقم 441: 1/ 225.(4/286)
4666- مجالد والد أبى عثمة
مجالد والد أَبِي عثمة الهجيمي.
يرد ذكره فِي ترجمة الهجيم، إن شاء اللَّه تعالى.
4667- مجالد بن مسعود
(ب د ع) مجالد بْن مسعود السلمي.
تقدم نسبه عند ذكر أخيه مجاشع. يكنى مجالد أبا معبد. سكن البصرة، وَكَانَ إسلامه بعد إسلام أخيه مجاشع، بعد الفتح.
روى أَبُو عثمان النهدي، عَنْ مجاشع بْن مسعود قَالَ: قلت: يا رَسُول اللَّهِ، هَذَا مجالد ابن مسعود فبايعه عَلَى الهجرة. قَالَ: لا هجرة بعد فتح مكة، ولكن أبايعه عَلَى الإسلام والجهاد.
قَالَ ابن أَبِي حاتم: إن مجالد بْن مسعود قتل يَوْم الجمل [1] ، ولم يقل فِي مجاشع: إنه قتل يَوْم الجمل، فوهم، فإن مجاشعا لا شك أَنَّهُ قتل يَوْم الجمل، ولا تبعد رواية أَبِي عثمان عنهما، فإنهما ممن وفد عَلَى النَّبِيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وقبراهما بالبصرة: قبر مجاشع وقبر مجالد.
أخرجه الثلاثة.
4668- مجدي الضمريّ
(ب د ع) مجدي الضمري.
غزا مع النبي صلّى الله عليه وآله وسلم سبع غزوات.
روى أَبُو المفرج [2] بْن عطى بْن مجدي الضمري، عَنْ أبيه، عَنْ جده قال: غزونا مع النبي النبي صلّى الله عليه وآله وسلم غزوة المريسيع وغزوة بني المصطلق، فأصبنا سبايا، فسألت النبي صلّى الله عليه وآله وسلم عَنِ العزل فقال: اعزلوا إن شئتم، ما من نسمة كائنة إِلَى يَوْم القيامة إلا وهي كائنة. أخرجه الثلاثة.
__________
[1] الجرح والتعديل لابن أبى حاتم: 4/ 1/ 360، وينظر ترجمة مجاشع في الجرح أيضا: 4/ 1/ 389.
[2] كذا في المطبوعة، وفي المخطوطة الجيم أقرب إلى الميم.(4/287)
قلت: كذا فِي كتاب ابن منده وأبي نعيم: «غزوة المريسيع وغزوة بني المصطلق» بواو العطف، وهو وهم، أظنه: «أو غزوة بني المصطلق» ، لأن غزوة المريسيع هي غزوة بني المصطلق، فيكون الراوي قد شك، هَلْ قَالَ: المريسيع أو بني المصطلق. والله أعلم.
والمفرج: بميم، وعطي: تصغير عطاء.
4669- مجدي بْن قيس
مجدي بْن قيس الأشعري. تقدم نسبه عند أخيه أَبِي موسى. ذكره أَبُو عمر فِي اسم أخيه أَبِي رهم. قاله الغساني مستدركا على أبى عمر.
4670- مجذر بن ذياد
(ب د ع) مجذر بْن ذياد.
تقدم نسبه في أخيه [1] : عبد الله بن ذياد. وهو بلوي وحلفه فِي الأنصار.
وهو الَّذِي قتل سويد بْن الصامت فِي الجاهلية، فهاج قتله وقعة بعاث. ثُمَّ أسلم المجذر، وشهد بدرا، وقتل فيها أبا [2] البختري بْن هِشَام بْن خَالِد بْن أسد بْن عبد العزي القرشي.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر بِإِسْنَادِهِ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابن إِسْحَاق قال: حدثني يزيد بْن رُومَانَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ- قَالَ: وَحَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، وَمُحَمَّدُ بْن يَحْيَى بْن حِبَّانَ، وَعَاصِمُ بْن عُمَرَ بْن قَتَادَةَ، وَعَبْدُ اللَّه بْن أَبِي بَكْرٍ، وَغَيْرُهُمْ مِنْ عُلَمَائِنَا فِي وَقْعَةِ بَدْرٍ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وسلم قال: من لقي أبا البختري فلا يَقْتُلْهُ» . قَالُوا: وَإِنَّمَا نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ عَنْ قَتْلِهِ، لأَنَّهُ كَانَ أَكَفَّ الْقَوْمَ عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ وَهُوَ بِمَكَّةَ، كَانَ لا يُؤْذِي رَسُولَ الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ وَلا يَبْلُغُهُ عَنْهُ شَيْءٌ يَكْرَهُهُ وَكَانَ فِيمَنْ قَامَ [3] فِي نَقْضِ الصَّحِيفَةِ الَّتِي كَتَبَتْ قُرَيْشٌ عَلى بَنِي هَاشِمٍ، فَلَقِيَ الْمُجَذَّرُ بْنُ ذِيَادٍ الْبَلَوِيُّ أَبَا الْبَخْتَرِيِّ، فَقَالَ لَهُ الْمُجَذَّرُ: إن رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ نَهَانَا عَنْ قَتْلِكَ- وَمَعَ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ زَمِيلٌ لَهُ قَدْ خَرَجَ مَعَهُ مِنْ مَكَّةَ- فَقَالَ: وَزَمِيلِي [4] ؟ فَقَالَ الْمُجَذَّرُ: لا، وَاللَّهِ مَا نحن
__________
[1] كذا قال: «في ترجمة أخيه عبد الله بن ذياد» . والمجذر هو عبد الله بن ذياد، ولكن المجذر بن أعرف، كما سبق أن نبه ابن الأثير على ذلك في ترجمة عبد الله: 2927/ 3/ 227.
[2] في المطبوعة: «وقتل فيها. أخبرنا البحتري» . وهو خطأ، والصواب عن الاستيعاب: 4/ 1459، وسيرة ابن هشام.
[3] في المطبوعة: «وكان فيمن كان في نقض» . والمثبت عن مخطوطة دار الكتب.
[4] في سيرة ابن هشام: «وهو جنادة بن مليحة بنت زهير بن الحارث بن أسد، وجنادة رجل من بنى ليث» .(4/288)
بِتَارِكِي زَمِيلَكَ فَقَالَ: لا تَتَحَدَّثُ نِسَاءُ قُرَيْشٍ أَنِّي تَرَكْتُ زَمِيلِي حِرْصًا عَلَى الْحَيَاةِ. وَقَالَ أَبُو الْبَخْتَرِيِّ حِينَ نَازَلَهُ الْمُجَذَّرُ [1] :
كُلُّ أَكِيلٍ مَانِعٌ أَكِيلَهُ ... حَتَّى يَمُوتَ أَوْ يَرَى سَبِيلَهُ
فَاقْتَتَلا، فَقَتَلَهُ الْمُجَذَّرُ. ثُمَّ أَتَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم، فَقَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَقَدْ جَهِدْتُ أَنْ يُسْتَأْسَرَ فَآتِيَكَ بِهِ، فَأَبَى إِلا الْقِتَالَ، فَقَتَلْتُهُ [2] .
وقتل المجذر يَوْم أحد شهيدا، قتله الحارث بْن سويد بْن الصامت، وَكَانَ مسلما، فقتله بأبيه ولحق بمكة كافرا، ثُمَّ أتى مسلما بعد الفتح فقتله رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم بالمجذر. وَكَانَ الحارث يطلب غرة المجذر ليقتله، فشهدا جميعا أحدا، فلما جال الناس ضربه الحارث من خلفه، فقتله غيلة. فأخبر جبريل النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وآله وسلم بقتله، وأمره أن يقتل الحارث بِهِ، فقتله لما ظفر به. [3] أخرجه الثلاثة.
4671- مجزأة بن ثور
(د ع) مجزأة بْن ثور بْن عفير بْن زهير بْن كعب بْن عَمْرو بْن سدوس السدوسي.
قتل فِي عهد عمر بْن الخطاب. ذكره البخاري فِي الصحابة ولا يثبت، وروايته عَنْ عبد الرحمن بْن أَبِي بكرة [4] ، وهو أخو منجوف بْن ثور. وله أثر عظيم فِي قتال الفرس، قتل يَوْم فتح «تستر» مائة من الفرس، فقتله الهرمزان وقتل معه البراء بْن مالك، فلما أسر الهرمزان وحمل إِلَى عمر أراد قتله، فقيل: قد أمنته. قَالَ: لا أؤمن قاتل مجزأة بْن ثور والبراء بْن مالك.
فأسلم الهرمزان، فتركه عمر.
أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم.
__________
[1] الرجز كما في سيرة ابن هشام:
لن يسلم ابن حرة زميله ... حتى يموت أو يرى سبيله
[2] سيرة ابن هشام: 1/ 629، 630.
[3] ينظر سيرة ابن هشام: 2/ 89.
[4] في المطبوعة: «بن أبى بكر» . والمثبت عن الإصابة، والجرح والتعديل لابن أبى حاتم: 4/ 1/ 416.(4/289)
4672- مجزز المدلجي
(ب ع) مجزّز المدلجي القائف. وهو مجزّز بْن الأعور بْن جعدة بْن مُعَاذ بْن عتوارة بْن عَمْرو بْن مدلج الكناني المدلجي [1] . وَإِنما قيل لَهُ «مجزز» ، لأنه كَانَ كلما أسر أسيرا جز ناصيته.
أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ وَغَيْرُ وَاحِدٍ بِإِسْنَادِهِمْ عَنْ أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيَّ مَسْرُورًا تَبْرُقُ أَسَارِيرُ وَجْهِهِ [2] ، فَقَالَ: أَلَمْ تَرَيْ أَنَّ مُجَزِّزًا نَظَرَ [3] إِلَى زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ وَأُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، فَقَالَ: هَذِه الأَقْدَامُ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ.
رواه ابن عيينة، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، وزاد فِيهِ: «ألم تري أن مجززا مر عَلَى زيد بْن حارثة وأسامة بْن زيد، قد غطّيا رءوسهما وبدت أقدامها، فقال: هَذِه الأقدام بعضها من بعض [4] » . أخرجه أبو عمر، وأبو نعيم.
4673- مجمع بن جارية
(ب د ع) مجمع بْن جارية بْن عَامِر بْن مجمع بْن العطاف بْن ضبيعة بْن زيد بْن مالك بْن عوف بْن عمرو بْن عوف بْن مالك بْن الأوس الأنصاري الأوسي، ثم من بني عمرو بن عوف.
يعد فِي أهل المدينة، وَكَانَ أبوه ممن اتخذ مسجد الضرار.
قَالَ ابن إِسْحَاق: كَانَ مجمع غلاما حدثا، قد جمع القرآن عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وسلم، وَكَانَ أبوه من المنافقين ومن أصحاب مسجد الضرار، وَكَانَ مجمع يصلي بهم فِي مسجد الضرار. ثُمَّ إن رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم حرق مسجد الضرار، فلما كَانَ فِي خلافة عمر بْن الخطاب، كلم عمر فِي مجمع ليصلي بقومه، فقال: لا، أوليس كان إمام المنافقين فِي مسجد الضرار؟! فقال: والله الَّذِي لا إله إلا هُوَ، ما علمت بشيء من أمرهم. فتركه عمر يصلى [5] .
__________
[1] كذا نسبه ابن حزم في الجمهرة: 177.
[2] أي: تضيء أسارير وجهه. والأسارير: الخطوط التي تجتمع في الجبهة وتتكسر.
[3] لفظ الترمذي: «نظر آنفا إلى ... » .
[4] تحفة الأحوذي، أبواب الولاء، باب «ما جاء في القافة» ، الحديث 2212: 6/ 327، 328، وقال الترمذي:
«هذا حديث حسن صحيح ... وقد احتج بعض أهل العلم بهذا الحديث في إقامة أمر القافة» .
[5] سيرة ابن هشام: 1/ 522، 523.(4/290)
قيل: إنه كَانَ قد جمع القرآن عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وسلم إلا سورة أو سورتين.
أَنْبَأَنَا أَبُو الفرج بْن أَبِي الرجاء، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا حَاضِرٌ أَسْمَعُ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْجَابِرِيُّ [1] ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أحمد بن المثنى، حدثنا جعفر بن عون، حدثنا زكريا بن أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ: جَمَعَ الْقُرْآنَ عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ سِتَّةٌ كُلُّهُمْ مِنَ الأَنْصَارِ: مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَأَبُو الدَّرْدَاءِ، وَسَعْدُ [2] بْنُ عُبَيْدٍ، وَأَبُو زَيْدٍ، وكان بقي على المجمع ابن جَارِيَةَ سُورَةٌ أَوْ سُورَتَانِ حِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ.
روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ. رَوَى عَنْهُ ابْنُ أَخِيهِ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَارِيَةَ، وَيَعْقُوبُ بْنُ مُجَمِّعٍ، وَعِكْرِمَةُ بْنُ سَلَمَةَ.
أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيل بْن عَلِيٍّ وَغَيْرُهُ قَالُوا [بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى قَالَ] [3] : أَنْبَأَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ [4] بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَارِيَةَ، عَنْ عَمِّهِ مُجَمِّعِ بْنِ جَارِيَةَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يَقُولُ: يَقْتُلُ ابْنُ مَرْيَمَ الدَّجَّالَ بِبَابِ لُدٍّ [5] .
كَذَا رَوَاهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ، وَعَقِيلٌ، وَابْنُ عَجْلَانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ.
وَرَوَاهُ مَعْمَرٌ وَالأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ «عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ» . قَالَ النَّسَائِيُّ: وَحَدِيثُ اللَّيْثِ وَمَنْ تَابَعَهُ أَوْلَى بِالصَّوَابِ.
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] في المطبوعة: «الجائزى» . والمثبت عن العبر للذهبى: 2/ 322، والمشتبه للذهبى أيضا: 125.
[2] في المطبوعة: «وأسعد بن عبيد» . والصواب ما أثبتناه، وقد تقدمت ترجمة «سعد بن عبيد» ، برقم 2017:
2/ 359.
هذا وسيأتي في كتاب الكنى أن «أبا زيد» هو سعد بن عبيد، ومن العلماء من قال: إن «أبا زيد» إنما هو قيس بن السكن، وقد تقدمت ترجمة قيس برقم 4349: 4/ 427.
[3] ما بين القوسين زيادة لا بد من إثباتها. وقد سقطت من المطبوعة ومخطوطة الدار 111 مصطلح، والمصورة. والحديث رواه الترمذي، وينظر مقدمة ابن الأثير في بيان سنده إلى سنن الترمذي في أول الكتاب. وقد تقدم هذا السند مرارا.
[4] في سنن الترمذي: «عبيد الله بن عبد الله» . وفي التهذيب 7/ 21: «عبيد الله بن عبد الله بن ثعلبة الأنصاري المدني.
وقيل: عبد الله بن عبيد الله، وقيل غير ذلك، روى عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَارِيَةَ، عن عمه مجمع في الدجال. وعنه الزهري» .
[5] تحفة الأحوذي، أبواب الفتن، باب «ما جاء في قتل عيسى بن مريم الدجال» ، الحديث 2345: 6/ 513، 514. وقال الترمذي: «هذا حديث صحيح» .(4/291)
4674- مجمع بن يزيد بن جارية
(ب د ع) مجمع بْن يَزِيدَ بْن جارية، هُوَ ابن أخي الَّذِي قبله، وأخو عبد الرحمن.
قَالَ ابن منده: «أراهما واحدا» . يعني هَذَا ومجمع بْن جارية.
وقال أَبُو نعيم: أفرده بعض المتأخرين عَنِ الأول، وهما واحد. روى عنه عكرمة بن سلمة ابن ربيعة: أن النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وآله وسلم نهى أن يمنع الرجل جاره أن يغرز خشبا فِي جداره [1] .
وقال أَبُو عمر: «مجمع بْن يَزِيدَ بْن جارية، هُوَ ابن أخي الأول، أدرك النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وآله وسلم، وروى:
لا يمنع أحدكم أخاه أن يغرز خشبة فِي جداره، مثل حديث أَبِي هريرة، قيل: إن حديثه هَذَا مرسل، وَإِنما يروى عَنْ عمر، عَنِ النَّبِيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم. وربما رواه عَنْ أَبِي هريرة» [2] . وقول أَبِي عمر يدل عَلَى أَنَّهُ رآهما اثنين، وَإِنما الاختلاف فِي أمر حديثه: متصل أو مرسل؟
والله أعلم. وقد جعل البخاري هَذَا مجمع بْن يَزِيدَ أخا عبد الرحمن بْن يَزِيدَ بْن جارية، مثل أَبِي عمر.
أَنْبَأَنَا أَبُو يَاسِرٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ: حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ: أَنَّ هِشَامَ بْنَ يَحْيَى أَخْبَرَهُ: أَنَّ عِكْرِمَةَ بْنَ سَلَمَةَ بْنِ رَبِيعَةَ أَخْبَرَهُ: أَنَّ أَخَوَيْنِ مِنْ بَنِي الْمُغِيرَةِ [3] ، لَقِيَا مُجَمِّعَ بْنَ يَزِيدَ بْنِ جَارِيَةَ الأَنْصَارِيَّ فَقَالَ: أَشْهَدُ أن النبيّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ أَمَرَ أَنْ لا يَمْنَعَ جَارٌ جَارَهُ أَنْ يَغْرِزَ خَشَبًا فِي جِدَارِهِ. فَقَالَ الْحَالِفُ:
أَيْ أَخِي، قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ مَقْضِيٌّ لَكَ، وَقَدْ حَلَفْتُ، فَاجْعَلْ أُسْطُوَانًا دُونَ جِدَارِي. فَفَعَلَ الآخَرُ، فَغَرَزَ فِي الأُسْطُوَانِ خَشَبَةً [4] .
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
__________
[1] أخرجه الإمام أحمد: 3/ 479، 480.
[2] الاستيعاب: 4/ 1363.
[3] كذا في المسند. وفي سنن ابن ماجة، كتاب الأحكام، باب «الرجل يضع خشبة على جدار جاره» ، الحديث 2336:
2/ 783: «أن أخوين من بني المغيرة أعتق أحدهما أن لا يغرز خشبا في جداره» . ومعنى «أعتق» : حلف بالعتق على ألا يغرز الآخر خشبا في جداره.
[4] مضى تخريج الحديث في هذه الترجمة.(4/292)
(باب الميم والحاء)
4675- محارب بن مزيدة
محارب بْن مزيدة بْن مالك بْن همام بْن معاوية بْن شبابة بْن عَامِر بْن حطمة بن محارب ابن عَمْرو بْن وديعة بْن لكيز بْن أفصى بْن عبد القيس العبدي.
وفد هُوَ وأبوه على النبي صلّى الله عليه وآله وسلم، فأسلما.
قاله هِشَام بْن الكلبي.
حطمة: بضم الحاء المهملة، وفتح الطَّاء. وَإِلَيْهِ تنسب الدروع الحطميّة، قاله ابن ماكولا وقال: قال الدار قطنى: «بفتح الحاء» ، قال: والنسبة تبطله.
4676- محتقر بن أوس
(س) محتفر بْن أوس المزني.
بايع النَّبِيّ صلّى الله عليه وآله وسلم. روى عَنْهُ أولاده، ذكره الحاكم أَبُو عَبْد اللَّهِ [1] فِي تاريخ خراسان.
رواه أَحْمَد بن الحسين النيسابورىّ.
أخرجه أبو موسى.
4677- محجن بن الادرع
(ب د ع) محجن بْن الأدرع الأسلمي، من ولد أسلم بْن أفصى بْن حارثة بْن عَمْرو بْن عامر كَانَ قديم الإسلام.
قَالَ أَبُو أحمد العسكري: إنه سلمى. وقيل: أسلمي. وَفِيهِ قَالَ رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «ارموا، وأنا مع ابن الأدرع» . سكن البصرة، واختط مسجدها، وعمر طويلا. روى عَنْهُ حنظلة بْن عَليّ، ورجاء بْن أَبِي رجاء.
أَنْبَأَنَا الْخَطِيبُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ رَجَاءٍ الْبَاهِلِيِّ قَالَ: أَخَذَ مِحْجَنٌ بيدي حتى انتهينا إِلَى
__________
[1] في المطبوعة: «ذكره الحاكم أبو أحمد العسكري عبد الله» . وهو خطأ لا شك فيه، وقد شطب على هذه الزيادة، وهي:
«أحمد العسكري» في مخطوطة الدار. وهي غير ثابتة في المصورة. والحاكم أبو عبد الله هو: محمد بن عبد الله بن حمدويه، توفى سنة 405، وهو صاحب تاريخ نيسابور، ينظر الأعلام: 7/ 101.(4/293)
مَسْجِدِ الْبَصْرَةَ، فَإِذَا بُرَيْدَةُ الأَسْلَمِيُّ قَاعِدٌ عَلَى بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ، وَفِي الْمَسْجِدِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: سَكَبَةُ [1] يُطِيلُ الصَّلاةَ، وَكَانَ فِي بُرَيْدَةَ مُزَاحَةٌ [2] ، فَقَالَ بُرَيْدَةُ: يَا مِحْجَنُ، أَلا تُصَلِّي كَمَا يُصَلِّي سَكَبَةُ؟ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ، وَقَالَ: أَخَذَ بِيَدِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى سُدَّةِ [3] الْمَسْجِدِ، فَإِذَا رَجُلٌ يَرْكَعُ وَيَسْجُدُ، فَقَالَ لِي: مَنْ هَذَا؟ فَقُلْتُ: هَذَا فُلانٌ. وَجَعَلْتُ أُطْرِيهِ [4] وَأَقُولُ: هَذَا، هَذَا، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: لا تُسْمِعْهُ فَتُهْلِكَهُ. ثُمَّ انْطَلَقَ حَتَّى بَلَغَ بَابَ الْحُجْرَةِ، ثُمَّ أَرْسَلَ يَدِي مِنْ يده. فقال النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: خَيْرُ دِينِكُمْ أَيْسَرُهُ [5] . ثُمَّ انْتَقَلَ مِحْجَنُ بْنُ الأَدْرَعِ مِنَ الْبَصْرَةِ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَتُوُفِّيَ بها آخر أيام معاوية.
أخرجه الثلاثة.
4678- محجن بن أبى محجن الديليّ
(ب د ع) محجن بْن أَبِي محجن الديلي، من بني الديل بْن بكر بْن عبد مناة بْن كنانة.
معدود فِي أهل المدينة، يكنى أبا بسر. روى عَنْهُ ابنه بسر.
واختلف فِي اسم ابنه [6] فقيل: بسر، بضم الباء وبالسين المهملة، قاله مالك وغيره.
وقيل: بشر، بكسر الباء وبالشين المعجمة، قاله الثوري.
وقال أحمد بن صالح المصري: سألت جماعة من ولده، فما اختلف عَلَى منهم اثنان أنه بسر، كما قَالَ الثوري، يعني بالشين المعجمة، هَذَا كلام أَبِي عمر [7] .
وقال ابن ماكولا: «بسر، يعني بضم الباء، والسين المهملة» : بسر بْن محجن الديلي، عَنْ أبيه.
روى عَنْهُ زيد بْن أسلم، وَكَانَ الثوري يقول عَنْ زيد: بشر، يعني بالشين المعجمة، ثُمَّ رجع عَنْهُ.
أَخْبَرَنَا فِتْيَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْجَوْهَرِيُّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ سَمْنِيَّةَ [8] بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْقَعْنَبِيِّ،
__________
[1] ينظر ترجمة «سكبة بن الحارث» : 2/ 412.
[2] أي: دعابة.
[3] أي: باب المسجد.
[4] أي: أمدحه.
[5] أخرجه الإمام أحمد عن مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي بشر، المسند: 4/ 338، وعن عفان، عن أبى عوانة باسناده بنحوه، المسند: 5/ 32.
[6] في المطبوعة: «أبيه» . والصواب ما أثبتناه.
[7] الاستيعاب: 3/ 1363.
[8] في المطبوعة: «سمينة» . والصواب عن المشتبه للذهبى: 369.(4/294)
عن مالك، عن زيد بْن أسلم، عَنْ بُسْرِ [1] بْن مِحْجَنٍ الدِّيلِيِّ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ كَانَ فِي مَجْلِسٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأُذِّنَ بِالصَّلاةِ وَقَامَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فَصَلَّى، ثُمَّ رَجَعَ، وَمِحْجَنٌ فِي مَجْلِسِهِ، فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تُصَلِّيَ مَعَ النَّاسِ، أَلَسْتَ بِرَجُلٍ مُسْلِمٍ؟ قَالَ: بَلَى، يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلَكِنْ كُنْتُ قَدْ صَلَّيْتُ فِي أَهْلِي. فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: إِذَا جِئْتَ فَصَلِّ مَعَ النَّاسِ، وَإِنْ كنت قد صليت [2] . أخرجه الثلاثة.
4679- محدوج بن زيد
(ع س) محدوج بْن زيد الهذلي.
مختلف فِي صحبته، حديثه أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ قال: «إن أول من يدعى يَوْم القيامة بي» [3] . أخرجه أَبُو نعيم وَأَبُو موسى.
4680- محرز بن حارثة
(ب) المحرز بْن حارثة بْن ربيعة بْن عبد شمس بْن عبد مناف.
استخلفه عتاب بْن أسيد عَلَى مكة فِي سفرة سافرها، ثُمَّ ولاه عمر بْن الخطاب مكة فِي أول ولايته، ثُمَّ عزله وولي قنفذ بْن عمير التيمي. وقتل المحرز بْن حارثة يَوْم الجمل، ويعد فِي المكيين أخرجه أَبُو عمر [4] .
4681- محرز بن زهير
(ب د ع س) محرز بْن زهير الأسلمي. مدني، يقال: لَهُ صحبة.
روى حديثه كَثِير [5] بْن زيد، عَنْ أم ولد محرز، عَنْ محرز: أن النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وآله وسلّم قال:
الصمت زين العالم.
__________
[1] قال السيوطي في تنوير الحوالك 1/ 117: «قال ابن عبد البر: هو بالسين المهملة في رواية مالك وأكثر الرواة عن زين بن أسلم، وقال فيه الثوري بالمعجمة. قال أبو نعيم: والصواب كما قال مالك» .
[2] الموطأ، كتاب صلاة الجماعة، باب «إعادة الصلاة مع الإمام» : 1/ 132.
[3] كذا في مخطوطة الدار، والمصورة. ولفظ الإصابة: «أول من يدعى به يوم القيامة يدعى بى» .
[4] الاستيعاب: 4/ 1464.
[5] في المطبوعة: «كبير بن زيد» . ومثله في مخطوطة الدار، وفي الصورة «كثير» ومثله في الاستيعاب. ولعله «كثير بن زيد الأسلمي» ، وهو مترجم في التهذيب: 8/ 413، 414. والجرح والتعديل لابن أبى حاتم: 3/ 2/ 150، 151.(4/295)
وروت ابنته عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يقول: اللَّهمّ، إِنِّي أعوذ بك من زمن الكذابين. قلت: وما زمان الكذابين؟ قَالَ: زمان يظهر فِيهِ الكذب، فيذهب الرجل لا يريد الكذب فيتحدث معهم، فإذا هُوَ قد دخل معهم فِي حديثهم.
أخرجه الثلاثة، وأخرجه أَبُو موسى وقال: أورده أَبُو نعيم، وذكر أن ابن منده وهم فِيهِ، فقال: ابن زهير. قَالَ: وفرق بينهما جَعْفَر، فجعلهما اثنين. وَالَّذِي ذكره البخاري فِي تاريخه فِي باب «محرز» ، آخره زاي: محرز بْن زهير.
وقال مُحَمَّد بْن نقطة الحافظ: محرز بْن زهير. وقيل: ابن زهر. والأول أصح.
وأخرجه أَبُو عمر فقال: زهير. مثل ابن منده، فبان بهذا أَنَّهُ لَيْسَ بوهم، والله أعلم.
4682- محرز بن عامر
(ب ع س) محرز بْن عَامِر بْن مالك بْن عدي بْن عامر بْن غنم بْن عدي بْن النجار الأنصاري الخزرجي، ثُمَّ النجاري.
شهد بدرا، وتوفي صبيحة اليوم الَّذِي غدا فِيهِ رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وآله وسلم إِلَى أحد. فهو معدود فيمن شهد أحدا لذلك، ولا عقب لَهُ.
أخرجه أَبُو نعيم، وَأَبُو عمر، وَأَبُو موسى هكذا بالحاء والزّاى، ومثلهم قال الدار قطنى.
وقال ابن ماكولا: محرّز، براءين مهملتين: محرر بْن عَامِر، من بني عَمْرو بْن عوف الأنصاري، لَهُ صحبة، شهد بدرا. كذلك ذكره اصحاب المغازي، موسى بْن عقبة، وابن إسحاق والواقدي- قال: وقال الدار قطنى: بالزاي. وهو خطأ.
قلت: هَذَا الَّذِي ذكره ابن ماكولا هُوَ الَّذِي فِي هَذِه الترجمة، إلا أنه جعله من بنى عمرو ابن عوف. وهو وهم، فإن أبا جَعْفَر بْن السمين أَخْبَرَنِي بِإِسْنَادِهِ عَنْ يونس، عَنِ ابْنِ إِسْحَاق، فِي تسمية من شهد بدرا من الأنصار، من بني عدي بْن النجار: محرز بْن عَامِر بْن مالك. وكذلك رواه سلمة عَنِ ابن إِسْحَاق، وعبد الملك بْن هِشَام، عَنِ البكائي، عَنِ ابن إِسْحَاق [1] . ومثله قَالَ موسى بْن عقبة، وَإِن كَانَ صحيحا فهو غير هذا، وليس بشيء. والله أعلم.
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 704.(4/296)
4683- محرز بن قتادة
محرز بْن قتادة بْن مسلمة.
كَانَ يوصي بني حنيفة بالتمسك بالإسلام وينهاهم عَنِ الردة، وله فِي ذَلِكَ كلام متين، وشعر حسن [1] .
4684- محرز القصاب
(ب) محرز القصاب.
أدرك الجاهلية، ذكره البخاري عَنْ موسى بْن إِسْمَاعِيل، عَنْ إِسْحَاق بْن عثمان، عَنْ جدته أم موسى، أن أبا موسى الأشعري قَالَ: لا يذبح للمسلمين إلا من يقرأ أم الكتاب، فلم يقرأ إلا محرز القصاب، مولى بني عدي أحد بني ملكان، وَكَانَ من سبي الجاهلية، فذبح وحده.
أخرجه أبو عمر.
4685- محرز بن نضلة
(ب د ع) محرز بْن نضلة بْن عَبْد اللَّهِ بْن مرة بْن كبير [2] بْن غنم بْن دودان بْن أسد بْن خزيمة الأسدي، يكنى أبا نضلة، ويعرف بالأخرم الأسدي. حليف بني عبد شمس، وَكَانَ بنو عبد الأشهل يذكرون أَنَّهُ حليفهم.
قَالَ ابن إِسْحَاق: تتابع المهاجرون إِلَى المدينة أرسالا [3] ، وَكَانَ بنو غنم بْن دودان أهل إسلام، قَدْ أوعبوا [4] إِلَى المدينة مع رَسُول الله صلى الله عليه وآله وسلّم هجرة رجالهم ونساؤهم، منهم: محرز ابن نضلة [5] .
وشهد بدرا، وأحدا، والخندق. وخرج مع رَسُول اللَّهِ صلّى الله عليه وآله وسلم يَوْم السرح- وهي غزوة ذي قرد- سنة ست، فقتله مسعدة بْن حكمة بْن مَالِك بْن حذيفة بْن بدر، وَكَانَ يَوْم قتل ابن سبع وثلاثين، أو ثمان وثلاثين سنة.
وقال فِيهِ موسى بْن عقبة: «محرز بْن وهب» . ولم يقل: محرز بْن نضلة، وذكره فيمن شهد بدرا من حلفاء بنى عبد شمس.
__________
[1] قال الحافظ في الإصابة 3/ 463: «ذكره وثيمة في الردة» .
[2] ينظر فيما تقدم: 4/ 7، التعليق رقم: 4.
[3] أي: جماعة إثر جماعة.
[4] أي: جمعوا ما استطاعوا من جمع.
[5] سيرة ابن هشام: 1/ 472.(4/297)
أَنْبَأَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ السَّمِينِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى يُونُسَ بن بكير، عَنِ ابن إِسْحَاق، في تسمية من شهد بدرا من حلفاء بني عَبْدِ شَمْسٍ، مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ: ... وَمُحْرِزِ بْنِ نَضْلَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [1] .
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
4686- محرز
(د ع) محرز، غير منسوب.
روى إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن ثابت، أخو بني عبد الدار، عَنْ عكرمة بْن خَالِد قَالَ: جاءني محرز ذات ليلة عشاء، فدعونا لَهُ بعشاء، فقال محرز: هَلْ عندك سواك؟ فقلنا: ما تصنع بِهِ هَذِه الساعة؟ قَالَ: إن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم ما نام ليلة حَتَّى يستن.
أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
4687- محرش الكعبي
(ب) محرش الكعبي، بضم الميم وفتح الحاء المهملة، وكسر الرَّاء المشددة، قاله ابن ماكولا.
قال أبو عمر: «ويقال: محرش» ، يعنى بكسر الميم وسكون الحاء.
وقال عَليّ بْن المديني: زعموا أن مخرشا الصواب، بالخاء المعجمة.
وروي أَبُو عمر بِإِسْنَادِهِ عَنْ إِسْمَاعِيل بْن أمية، عَنْ مزاحم، عَنْ عبد العزيز بْن عبد الله ابن خَالِد بْن أسيد، عَنْ محرش الكعبي قَالَ: خرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم من الجعرانة ليلا ... وذكر الحديث. قَالَ ابن المديني: مزاحم هَذَا هُوَ مزاحم بْن أَبِي مزاحم. روى عَنه ابن جريج وغيره، وليس هُوَ مزاحم بْن زفر. قَالَ أَبُو حفص الفلاس: لقيت شيخا بمكة اسمه سالم، فاكتريت مِنْه بعيرا إِلَى منى. فسمعني أحدث بهذا الحديث، فقال: هُوَ جدي، وهو محرش بْن عَبْد اللَّهِ الكعبي، ثُمَّ ذكر الحديث، وكيف مر بهم النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وآله وسلم، فقلت: ممن سمعته؟ قَالَ: حدثنيه أَبِي وأهلنا.
قَالَ أَبُو عمر: وأكثر أهل الحديث ينسبونه: محرش بْن سويد بْن عَبْد اللَّهِ بْن مرة الخزاعي الكعبي، وهو معدود فِي أهل مكة. روى عَنْهُ حديث واحد: أن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم اعتمر من الجعرانة، ثُمَّ أصبح بمكة كبائت [2]- قَالَ: ورأيت ظهره كأنه سبيكة فضة.
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 679.
[2] أي: كأنه بات فيها ولم يخرج عنها، ولم يذهب منها إلى مكة.(4/298)
أَخْبَرَنَا غَيْرُ وَاحِدٍ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُزَاحِمٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [1] ، عَنْ مُحَرِّشِ الْكَعْبِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ خَرَجَ مِنَ الْجِعْرَانَةِ لَيْلا مُعْتَمِرًا، فَدَخَلَ مَكَّةَ لَيْلا فَقَضَى عُمْرَتَهُ، ثُمَّ خَرَجَ مِنْ لَيْلَتِهِ فَأَصْبَحَ بِالْجِعْرَانَةِ كَبَائِتٍ، فَلَمَّا زَالَتِ الشَّمْسُ مِنَ الْغَدِ خَرَجَ مِنْ بَطْنِ سَرِفَ [2] حَتَّى جَاءَ مَعَ الطَّرِيقِ، طَرِيقِ جَمْعٍ [3] بِبَطْنِ سَرِفَ، فَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ خَفِيَتْ عُمْرَتُهُ عَلَى النَّاسِ.
أخرجه أبو عمر.
4688- محسن بن على
(س) محسن بْن عَليّ بْن أَبِي طَالِب بْن عَبْد المطلب القرشي الهاشمي. أمه: فاطمة بنت بنت رَسُول اللَّهِ.
أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَبِي مَنْصُورٍ الأَمِينُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّد بْن نَاصِرٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرِ بن أَبِي الصَّقْرِ الأَنْبَارِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ بْنُ نَظِيفٍ الْفَرَّاءُ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ ابن رَشِيقٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو بِشْرٍ الدَّوْلابِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ الطَّائِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ وَعُبَيْدُ الله ابن مُوسَى قَالا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هَانِئِ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: لَمَّا وُلِدَ الْحَسَنُ سَمَّيْتُهُ حَرْبًا. فَجَاءَ رَسُولُ الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَرُونِي ابْنِي، مَا سَمَّيْتُمُوهُ؟ قُلْنَا: حَرْبًا. قَالَ:
بَلْ هُوَ حَسَنٌ. فَلَمَّا وُلِدَ حُسَيْنٌ، سَمَّيْتُهُ حَرْبًا، فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَرُونِي ابْنِي، مَا سَمَّيْتُمُوهُ؟
قُلْنَا: حَرْبًا. فَقَالَ: بَلْ هُوَ حُسَيْنٌ. فَلَمَّا وُلِدَ الثَّالِثُ، سَمَّيْتُهُ حَرْبًا، فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ فَقَالَ:
أَرُونِي ابْنِي، مَا سَمَّيْتُمُوهُ؟ قُلْنَا: حَرْبًا. قَالَ: بَلْ هُوَ مُحَسِّنٌ. ثُمَّ قَالَ: سَمَّيْتُهُمْ بِأَسْمَاءِ وَلَدِ هَارُونَ: شَبَّرُ وَشَبَّيْرُ وَمُشَبِّرُ [4] .
__________
[1] في المطبوعة: «عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ مكحول، عن محرش» . وهذه الزيادة وهي: «عن مكحون» غير ثابتة في الترمذي. وقد خلا منها صلب النص في مخطوطة الدار والمصورة، وإنما هي على الهامش في كل منهما. وفي التهذيب:
10/ 58، 59 أن محرشا يروى عنه: عبد العزيز بن عبد الله. والحديث رواه الإمام أحمد في المسند: 3/ 426، 427.
وخلا من هذه الزيادة.
[2] سرف- بفتح فكسر-: موضع على ستة أميال من مكة.
[3] جمع: هي المزدلفة. ولفظ مسند الإمام أحمد 3/ 427: «طريق المدينة بسرف» .
[4] تقدم هذا الحديث في ترجمة الحسين بن على: 2/ 19.(4/299)
رَوَاهُ غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ كَذَلِكَ، ورواه سالم بن أَبِي الْجَعْدِ عَنْ عَلِيٍّ، فَلَمْ يَذْكُرْ مُحَسِّنًا.
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو الْخَلِيلِ، عَنْ سَلْمَانَ. وَتُوُفِّيَ المحسّن صغيرا.
أخرجه أبو موسى.
4689- محصن الأنصاري
(س) محصن الأنصاري. قَالَه جَعْفَر، ورواه بِإِسْنَادِهِ عَنْ مروان بْن معاوية، عَنْ عبد الرحمن ابن أَبِي شميلة الأنصاري، من أهل قباء، عَنْ سلمة بْن محصن الأنصاري، عَنْ أبيه قَالَ:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: مَنْ أَصْبَحَ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جسده، وعنده طعام يومه، فكأنما حيزت لَهُ الدُّنْيَا.
كذا رواه جَعْفَر، وترجم لَهُ، وَإِنما هُوَ سلمة بْن عُبَيْد اللَّه بْن محصن، عَنْ أبيه. كذلك رواه غير واحد، عَنْ مروان، وقد تقدم فِي عُبَيْد اللَّه [1] .
أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ إِجَازَةً بِإِسْنَادِهِ، عَنْ ابن أَبِي عَاصِم: أَنْبَأَنَا كَثِير بْن عُبَيْد اللَّه الحذاء، حَدَّثَنَا مروان بْن معاوية، عَنْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي شُمَيْلَةَ الأَنْصَارِيُّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِحْصَنٍ الأَنْصَارِيِّ، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، مثله. أخرجه أَبُو موسى.
4690- محصن بْن وحوح
محصن بْن وحوح الأنصاري الأوسي. وقد ذكرنا نسبه عند أبيه وحوح.
قتل هُوَ وأخوه حصين [2] بالقادسية، ولا بقية لهما، قاله ابن الكلبي.
4691- محلم بن جثامة
(ب د ع) محلم بْن جثامة- واسمه يزيد بْن قيس بْن ربيعة بْن عَبْد اللَّهِ بْن يعمر الشداخ بْن عوف بْن كعب بْن عامر بْن ليث بْن بكر بْن عبد مناة بن كنانة الكناني الليثي، أخو الصعب ابن جثّامة.
__________
[1] ينظر ترجمة عبيد الله بن محصن: 3/ 530. فقد خرجنا الحديث هناك عن الترمذي، وشرحنا غريبه. والحديث أيضا أخرجه ابن ماجة في كتاب الزهد، باب القناعة، الحديث 4141: 2/ 1387.
[2] تقدمت ترجمة حصين بن وحوح، برقم 1195: 2/ 29.(4/300)
أَنْبَأَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي يَزِيدَ بْنِ عَبْد اللَّه بْن قُسَيْطٍ، عَنْ الْقَعْقَاعِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن أبي حدرد، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: بَعَثَنَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ إِلَى إِضَمٍ، فَخَرَجْتُ فِي نَفَرٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فِيهِمْ: أَبُو قَتَادَةَ، وَمُحَلِّمُ بْنُ جَثَّامَةَ، فَخَرَجْنَا حَتَّى إِذَا كُنَّا بِبَطْنِ إِضَمٍ مَرَّ بِنَا عَامِرُ بْنُ الأَضْبَطِ الأَشْجَعِيُّ، عَلَى بَعِيرٍ لَهُ، فَلَمَّا مَرَّ عَلَيْنَا سَلَّمَ عَلَيْنَا بِتَحِيَّةِ الإِسْلامِ، فَأَمْسَكْنَا عَنْهُ، وَحَمَلَ عَلَيْهِ مُحَلِّمُ بْنُ جَثَّامَةَ فَقَتَلَهُ، لِشَيْءٍ كَانَ بَيَنْهُ وَبَيْنَهُ، وَأَخَذَ بَعِيرَهُ وَمَتَاعَهُ. فَلَّما قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلّم أخبرناه الخبر، فنزل فينا القرآن:
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى إِلَيْكُمُ السَّلامَ: لَسْتَ مُؤْمِناً 4: 94 [1] ... الآيَةَ.
وذكر الطبري أن محلم بْن جثامة توفي فِي حياة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم فدفنوه، فلفظته الأرض مرة بعد أخرى، فأمر به فألقي بين جبلين وجعل عَلَيْهِ حجارة، وقال رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله وسلم: إن الأرض لتقبل من هُوَ شر مِنْه، ولكن اللَّه أراد أن يريكم آية فِي قتل المؤمن. قَالَ أَبُو عمر: وقد [2] قيل: إن هَذَا لَيْسَ محلم بْن جثامة، فإن محلما نزل حمص بأخرة [3] ، ومات بِهَا فِي أيام ابن الزبير. والاختلاف فِي المراد بهذه الآية كثير جدا، قيل: نزلت فِي المقداد، وقيل: فِي أسامة، وقيل: فِي محلم. وقيل: فِي غالب الليثي. وقيل: نزلت فِي فِي سرية، ولم يسم قائل هَذَا أحدا. وقيل غيرهم، وَكَانَ قتله خطأ.
ويرد لمحلم ذكر فِي «مكيتل» إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه الثلاثة.
4692- محمد بن أبى بن كعب
(ب د ع) مُحَمَّد بْن أَبِي بْن كعب. تقدم نسبه عند ذكر أَبِيهِ، يكنى أبا معاذ.
ولد عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وسلم، روى عَنْ أبيه، وعن عمر. وروى عَنْهُ الحضرمي بْن لاحق، وبسر [4] بْن سَعِيد.
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] سيرة ابن هشام: 2/ 626، والآية من سورة النساء، رقم: 94.
[2] الاستيعاب: 4/ 1462.
[3] أي: في آخر عمره، أو: أخيرا.
[4] في المطبوعة: «بشر» ، بالشين المعجمة. ينظر الخلاصة.(4/301)
4693- محمد بن أحيحة
(ع س) مُحَمَّد بْن أحيحة بْن الجلاح بْن الحريش بْن جحجبي بْن عوف بْن كلفة بْن عوف ابن عَمْرو بْن عوف الأنصاري الأوسي.
ذكر فِي الصحابة. قَالَ عبدان: بلغني أن أول من سمى «مُحَمَّدا» : مُحَمَّد بْن أحيحة قَالَ: وأظن أَنَّهُ أحد هؤلاء الَّذِينَ ذكروا فِي حديث مُحَمَّد بْن عدي- يعني الَّذِينَ سموا فِي الجاهلية، حين سمعوا أَنَّهُ يبعث نبي من العرب، فسمي جماعة منهم أبناءهم رجاء أن يكون يكون هُوَ النَّبِيّ المبعوث. وَالَّذِينَ سموا أبناءهم محمدا نفر، منهم: مُحَمَّد بْن سفيان بْن مجاشع، ومحمد بن البراء أخو بنى عتوارة من بني ليث، وَمُحَمَّد بْن أحيحة أخو بنى جحجبى، ومحمد ابن حمران بْن مالك الجعفي، وَمُحَمَّد بْن خزاعي بْن علقمة بْن محارب بْن مرة بْن فالج، ومحمد ابن عدي بْن ربيعة بْن جشم بْن سعد.
أخرجه أَبُو نعيم وَأَبُو موسى.
قلت: وهذا فِيهِ نظر، فإن سفيان بْن مجاشع ومن ذكروا معه، أقدم عهدا من رَسُول اللَّهِ صلّى الله عليه وآله وسلم بكثير، فأما أحيحة بْن الجلاح أخو بني جحجبي فإنه كَانَ تزوج أم عبد المطلب، وهي سلمى بنت عَمْرو، فمن يكون زوج أم عبد المطلب، مع طول عمر عبد المطلب، كيف يكون ابنه مع النَّبِيّ صلّى الله عليه وآله وسلم؟! هَذَا بعيد وقوعه، ثُمَّ إن ابن منده وأبا نعيم وأبا عمر، قد ذكروا المنذر بْن مُحَمَّد بْن عقبة بْن أحيحة بْن الجلاح، كَانَ من أصحاب رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم، وشهد بدرا، ولعل الكلام سقط مِنْه «عقبة» و «المنذر» ، حتى يستقيم. والله أعلم.
4694- محمد بن أسلم
(ب د ع) مُحَمَّد بْن أسلم بْن بجرة الأنصاري، أخو بني الحارث بْن الخزرج.
رأى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم، ولأبيه صحبة [1] .
روى مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، عَنْ عَبْد اللَّهِ بن أبي بكر بن مُحَمَّد بْن عَمْرو بْن حزم، عَنْ مُحَمَّدِ ابن أسلم بْن بجرة، أخي بني الحارث بْن الخزرج، وَكَانَ شيخا كبيرا، قَالَ: وَكَانَ يدخل فيقضي حاجته فِي السوق، ثُمَّ يرجع إِلَى أهله، فإذا وضع رداءه ذكر أَنَّهُ لَمْ يصل في مسجد مسجد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم فيقول: والله ما صليت فِي مسجد النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ركعتين، فإنه قد كان
__________
[1] تقدمت ترجمة أبيه، برقم 112: 1/ 91.(4/302)
قَالَ لنا: «من هبط منكم هَذِه القرية، فلا يرجعن إِلَى أهله حَتَّى يركع فِي هَذَا المسجد ركعتين» .
ثُمَّ يأخذ رداءه ويرجع إلى المدينة، حتى يركع مسجد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم ركعتين، ثُمَّ يرجع إِلَى أهله.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم مختصرا، وأما أَبُو عمر فقال: «مُحَمَّد بْن أسلم، روى عَنِ النبي، حديثه مرسل [1] » فلم يذكر الحديث، ولا نسبه حَتَّى يعلم: هَلْ هُوَ هَذَا أم غيره؟
وأظنه هو. والله أعلم.
4695- محمد بن إسماعيل الأنصاري
(د ع) مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الأنصاري.
روى مُحَمَّد بْن أَبِي حميد، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المنكدر، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيل الأنصاري، عَنْ أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم: جاءني جبريل فقال: إن الله عَزَّ وَجَلَّ أرسلني ... وذكر الحديث. قَالَ ابن منده: أراه إِسْمَاعِيل بْن ثابت بْن قيس بْن شماس.
قَالَ أَبُو نعيم: هَذَا وهم فِيهِ، لأن إِسْمَاعِيل فِي أولاد ثابت لا يعرف، وإنما يعرف: محمد ابن ثابت، ومن عقبه: إِسْمَاعِيل ويوسف ابنا مُحَمَّد بْن ثابت.
وروى أَبُو نعيم بِإِسْنَادِهِ عَنْ محمد بن أبي حميد، عن إسماعيل الأنصاري، عَنْ أبيه، عَنْ جده: أن رجلا قَالَ: يا رَسُول اللَّهِ، أوصني وأوجز. فقال: عليك باليأس مما فِي أيدي الناس، وَإِياك والطمع فإنه فقر حاضر. قَالَ أَبُو نعيم: إِسْمَاعِيل هَذَا قيل: هُوَ إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْن ثابت بْن قيس بْن شماس- قَالَ: ووهم بعض الرواة فِي هَذَا الحديث، وأدخل بين مُحَمَّد بْن أَبِي حميد، وبين مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل: مُحَمَّد بْن المنكدر- قَالَ: ومن أعجبه أَنَّهُ- يعني ابن منده- بني الترجمة عَلَى ذكر من اسمه مُحَمَّد، وأخرج الحديث عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيل، عَنْ أبيه، عَنْ جده، فإن كانت الرواية صحيحة فإسماعيل لا يخرج عَنْهُ فِي ترجمة مُحَمَّد. ولو قَالَ: إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد، عَنْ أبيه- لكان أشبه بالترجمة وأقرب، والله أعلم.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
__________
[1] الاستيعاب: 3/ 1365.(4/303)
4696- محمد بن اسود بن خلف
(د ع) مُحَمَّد بْن أسود بْن خلف بْن أسعد بْن بياضة بْن سبيع [1] بْن خلف بْن جعثمة بْن سعد بْن مليح بْن عَمْرو بْن ربيعة الخزاعي. وهو ابن عم طلحة الطلحات بْن عَبْد اللَّهِ بْن خلف.
نسبه شباب العصفري بْن خياط، وذكر أَنَّهُ روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم أَنَّهُ قَالَ: «عَلَى ذروة كل بعير شيطان» [2] . أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
4697- محمد بن الأشعث
(د ع) مُحَمَّد بْن الأشعث بْن قيس الكندي. تقدم نسبه عند ذكر [3] أبيه.
قيل: إنه ولد عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وسلم. وقد روى عَنْ عائشة.
أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ مُكَارِمِ بْنِ سَعْدٍ الْمُؤَدِّبُ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي زكريا بن إِيَاسٍ الأَزْدِيِّ قَالَ:
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الأَشْعَثِ قَالَ: حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ قَالَتْ: ذَكَرَ رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ الْيَهُودَ فَقَالَ: «هُمْ قَوْمُ حَسَدٍ، يَحْسُدُونَنَا عَلَى الْجُمُعَةِ الَّتِي هَدَانَا اللَّهُ لَهَا وَضَلُّوا عَنْهَا، وَعَلَى الْقِبْلَةِ الَّتِي هَدَانَا اللَّهُ لَهَا وَضَلُّوا عَنْهَا. وروى الزبير بْن بكار، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَن قَالَ: المحمدون الَّذِينَ اسمهم مُحَمَّد، وكناهم أَبُو الْقَاسِم: مُحَمَّد بْن طلحة، وَمُحَمَّد بْن عَليّ، وَمُحَمَّد بْن الأشعث، وَمُحَمَّد بْن سعد.
واستعمله عَبْد اللَّهِ بْن الزبير عَلَى الموصل.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم. وقال أَبُو نعيم: لا تصح لَهُ صحبة. والله أعلم.
4698- محمد بن أنسى
(ب د ع) مُحَمَّد بْن أنس بْن فضالة الأنصاري الظفري. وقيل: مُحَمَّد بْن فضالة بن أنس.
ولأبيه صحبة، ولجدّه أيضا.
__________
[1] تقدم نسبه في ترجمة أبيه 3/ 224، وفيه: «سبيع بن جعثمة» . وكذلك ورد النسب في الجمهرة: 227، دون هذه الزيادة.
[2] الحديث أخرجه الإمام أحمد عن أبى لاس الخزاعي: 4/ 221، ولفظه: «ما من بعير لنا إلا في ذروته شيطان، فاذكروا اسم الله عليها إذا ركبتموها كما أمرتكم، ثم امتهنوها لأنفسكم، فإنما يحمل الله عز وجل» .
[3] تقدمت ترجمة أبيه رقم 185: 1/ 118.(4/304)
روى إدريس بْن مُحَمَّدِ بْنِ يونس بْن مُحَمَّدِ بْن أنس بْن فضالة الظفري، عَنْ جده يونس ابن مُحَمَّد، عَنْ أبيه مُحَمَّد بْن أنس قَالَ: «قدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأنا ابن أسبوعين، فأتي بي إليه، فمسح رأسي ودعا لي بالبركة، وقال: سموه باسمي، ولا تكنوه بكنيتي» . قَالَ: وحج بي معه عام حجة الوداع.
وروى عَمْرو بْن أَبِي فروة [1] ، عَنْ مشيخة أهل بيته قَالَ: قتل أنس بْن فضالة يَوْم أحد، فأتي بمحمد بْن أنس الظفري إِلَى رَسُول اللَّهِ صلّى الله عليه وآله وسلم، فتصدق عَلَيْهِ بعذق [2] لا يباع ولا يوهب.
وروي فضيل بْن سُلَيْمَان، عَنْ يونس بْن مُحَمَّد بْن فضالة: أن رَسُول اللَّهِ صلّى الله عليه وآله وسلم أتاهم.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ، إِلا أَنَّ أَبَا نُعَيْمٍ جَعَلَ الترجمة لمحمد بْن فضالة، وجعلها ابن منده وَأَبُو عمر لمحمد بْن أنس بن فضالة، وهما واحد، والله أعلم.
4699- محمد الأنصاري
(د ع) مُحَمَّد الأنصاري، وقيل: الدوسي.
لَهُ صحبة، وله ذكر فِي حديث أنس.
روى حماد، عَنْ ثابت، عَنْ أنس: أن رجلا قَالَ: يا رَسُول اللَّهِ، متى تقوم الساعة؟ - وعنده غلام من الأنصار اسمه مُحَمَّد- فقال: إن يعيش هَذَا الغلام فعسى أن لا يبلغ الهرم حَتَّى تقوم الساعة [3] .
ورواه حماد بْن زيد، عَنْ معبد بْن هلال، عَنْ أنس، ولم يسمه [4] .
وقيل: اسم الغلام سعد.
ورواه هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، ولم يسم الغلام [5] . أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
__________
[1] لم نجد عمرا هذا. ولعلنا نستدركه فيما بعد.
[2] العذق: النخلة.
[3] أخرجه مسلم في كتاب الفتن، باب «قرب الساعة» : 8/ 209 عَنْ أَبِي بكر بْن أَبِي شيبة، عَنِ يونس بن محمد، عن حماد بن سلمة بإسناده.
[4] أخرجه مسلم أيضا في الكتاب والباب المتقدمين: 8/ 209.
[5] أخرجه مسلم كذلك في الكتاب والباب المتقدمين: 8/ 209، والبخاري في كتاب الرقاق، باب «سكرات الموت» :
8/ 133.(4/305)
4700- محمد الأنصاري
(د ع س) مُحَمَّد الأنصاري.
روى سلام بْن أَبِي الصهباء، عَنْ ثابت قَالَ: حججت، فدفعت إِلَى حلقة فيها رجلان أدركا رَسُول الله صلّى الله عليه وآله وسلم أخوان، أحسب أن اسم أحدهما مُحَمَّد، وهما يتذاكران الوسواس.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم، وأخرجه أَبُو موسى مستدركا عَلَى ابن منده، وقد أخرجه ابن منده كما ذكرناه، فلا حاجة إِلَى استدراكه عليه.
4701- محمد بن اياس
(د) مُحَمَّد بْن إياس بْن البكير الكناني. تقدم نسبه عند ذكر أبيه [1] .
قَالَ ابن منده: أدرك رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وآله وسلم، لا تعرف لَهُ رواية، يروي عَنِ ابن عباس، فلا تصح له صحبة.
4702- محمد بن البراء
(س) مُحَمَّد بْن البراء الكناني الليثي، ثُمَّ من بني عتوارة. هُوَ ممن سمي محمدا فِي الجاهلية مع مُحَمَّد بْن سفيان وغيره. وقد تقدم القول فِيه فِي «مُحَمَّد بْن أحيحة» .
أخرجه أبو موسى.
4703- محمد بن أبى برزة
(س) مُحَمَّد بْن أَبِي برزة.
روى إِبْرَاهِيم بْن سعد، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن عَامِر، عَنْ رجل يقال لَهُ: مُحَمَّد بْن أَبِي برزة قَالَ:
قَالَ رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «ليس من البر الصيام في السفر» .
وقد روي أيضا عَنْ إِبْرَاهِيم بْن سعد، عَنْ عَبْد اللَّهِ، عَنْ رجل يقال لَهُ: مُحَمَّد بْن أَبِي برزة.
وكأنه أصح. أخرجه أبو موسى.
4704- محمد بن بشر
(ب د ع) مُحَمَّد بْن بشر الأنصاري.
روى عَنْهُ ابنه يَحْيَى أن رَسُول اللَّهِ صلّى الله عليه وآله وسلم قَالَ: «إذا أراد اللَّه بعبد هوانا أنفق ماله في البنيان» [2]
__________
[1] تقدمت ترجمة أبيه برقم 334: 1/ 181.
[2] أخرجه البغوي، وابن شاهين، وابن يونس، وابن مندة. ينظر الإصابة، الترجمة 7762: 3/ 351.(4/306)
وهو الَّذِي شهد لخريم بْن أوس الطائي يَوْم فتح خَالِد بْن الْوَلِيد الحيرة: أن النبي صلّى الله عليه وآله وسلم وهب لَهُ الشيماء [1] بنت نفيلة، فأعطيها خريم. وقد تقدمت القصة فِي خريم، وَكَانَ الشاهدان:
مُحَمَّد بْن مسلمة، وَمُحَمَّد بْن بشر. وقيل: كَانَ مُحَمَّد بْن مسلمة وعبد اللَّه بن عمر.
أخرجه الثلاثة.
4705- محمد بن ثابت
(ب د ع) مُحَمَّد بْن ثابت بْن قيس بْن شماس. تقدم نسبه عند ذكر أبيه [2] .
ولد عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وسلم، فأتى بِهِ أبوه رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم فسماه مُحَمَّدا، وحنكه [3] بتمرة.
سكن المدينة، وقتل يَوْم الحرة، أيام يزيد بْن معاوية.
روى إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْنِ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ، عَنْ أبيه: أن أباه ثابت بْن قيس فارق أمه جميلة بنت أَبِي، وهي حامل بمحمد، فلما ولدت حلفت أن لا تلبنه بلبنها [4] . فجاء بِهِ ثابت إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم فِي خرقه، وأخبره بالقصة، فقال: أدنه مني. فأدنيته مِنْه، فبزق فِي فِيهِ، وسماه مُحَمَّدا، وحنكه بتمرة عجوة، وقال: اذهب بِهِ، فإن اللَّه عَزَّ وَجَلَّ رازقه. أخرجه الثلاثة.
4706- محمد بن جابر
(د ع) مُحَمَّد بْن جابر بْن غراب.
شهد فتح مصر: يعد فِي الصحابة، قاله ابْن عَبْد الأعلى.
أَخْرَجَهُ ابْن منده، وَأَبُو نعيم.
4707- محمد بن جد بن قيس
(س) مُحَمَّد بْن جد بْن قيس: سماه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم مُحَمَّدا، وشهد فتح مكة، قاله ابن القداح.
أخرجه أبو موسى مختصرا.
4708- محمد بن جعفر بن ابى طالب
(ب د ع) مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن أَبِي طَالِب بْن عَبْد المطلب، وهو ابن ذي الجناحين، القرشي الهاشمي. وهو ابن أخي عَليّ بْن أَبِي طالب، وأمه أسماء بنت عميس الخثعمية [5] .
__________
[1] في المطبوعة: «الشماء» . وقد أثبتنا ما تقدم في ترجمة خريم بن أوس: 2/ 130.
[2] تقدمت ترجمة أبيه برقم 569: 1/ 275.
[3] أي: مضغها وذلك بها حنكه.
[4] أي: تسقيه لبنها.
[5] كتاب نسب قريش: 81.(4/307)
ولد عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وسلم، وكانت ولادته بأرض الحبشة، وقدم إِلَى المدينة طفلا ولما جاء نعي [1] جَعْفَر إِلَى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم، جاء إِلَى بيت جَعْفَر وقال: أخرجوا إلي أولاد أخي. فأخرج إليه عَبْد اللَّهِ، وَمُحَمَّد، وعون، فوضعهم النَّبِيّ عَلَى فخذه ودعا لَهُم، وقال: أنا وليهم فِي الدُّنْيَا والآخرة، وقال: أما مُحَمَّد فيشبه عمنا أبا طالب.
وهو الَّذِي تزوج أم كلثوم بنت عَليّ، بعد عمر بْن الخطاب.
قَالَ الواقدي: كَانَ مُحَمَّد بْن جَعْفَر يكنى أبا الْقَاسِم، قيل: إنه استشهد بتستر، قاله أَبُو عمر.
أخرجه الثلاثة.
4709- محمد بن أبى جهم
(ب ع س) مُحَمَّد بْن أَبِي جهم بن حذيفة بن غانم [2] بن عامر بن عبد الله بن عبيد بن عويج ابن عدي بْن كعب بْن لؤي القرشي العدوي.
ولد عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وسلم، وقتل يَوْم الحرة بالمدينة سنة ثلاث وستين. قاله أَبُو عمر، وقد ذكره أَبُو نعيم.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى إِجَازَةً، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلالٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْجَهْمِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ اسْتَأْجَرَهُ يَرْعَى لَهُ- أَوْ: فِي بَعْضِ أَعْمَالِهِ- فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَرَآهُ كَاشِفًا عَنْ عَوْرَتِهِ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: «مَنْ لَمْ يَسْتَحِي مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْعَلانِيَةِ، لَمْ يَسْتَحِي مِنْه فِي السِّرِّ. أَعْطُوهُ حَقَّهُ» . قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: ذَكَرَهُ مُحَمَّد بْن عثمان بْن أَبِي شَيْبَة في الْمُقِلِّينَ مِنَ الصَّحَابَةِ، قَالَ: وَلا أَرَاهُ صَحِيحًا.
أخرجه أبو نعيم، وأبو عمر، وأبو موسى.
__________
[1] النعي- بزنة فعيل-: الناعي.
[2] في الاستيعاب 3/ 1368: «حذيفة بن غنم» . وما في كتاب نسب قريش لمصعب 369 مثل ما هنا.(4/308)
4710- محمد بن حاطب
(ب د ع) مُحَمَّد بْن حاطب بْن الحارث بْن معمر بْن حبيب بْن وهب بْن حذافة بْن جمح القرشي الجمحي.
ولد بأرض الحبشة [1] ، أمه أم جميل فاطمة بنت المجلل. وقيل: جويرية. وقيل: أسماء بنت المجلل بْن عَبْد اللَّهِ بْن [2] أَبِي قيس بْن عبد ود بْن نصر بْن مالك بْن حسل بن عامر بن لؤي القرشية العامرية، هاجرت إِلَى أرض الحبشة أيضا مع زوجها حاطب، فولدت لَهُ هناك مُحَمَّدا والحارث ابني حاطب. كَانَ مُحَمَّد يكنى أبا الْقَاسِم، وقيل: أَبُو إِبْرَاهِيم. وهو أول من سمي فِي الإسلام مُحَمَّدا وقيل: إن أباه هاجر بِهِ إِلَى الحبشة وهو طفل.
أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ حدثني أبي، أخبرنا إبراهيم بن أَبِي الْعَبَّاسِ وَيُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالا عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ يُحَدِّثُ عَنْ أُمِّهِ قَالَتْ: خَرَجْتُ بِكَ مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ، حَتَّى إِذَا كُنْتُ مِنَ الْمَدِينَةِ عَلَى لَيْلَةٍ أَوْ لَيْلَتَيْنِ طَبَخْتُ لَكَ طَبِيخًا، فَفَنَى الْحَطَبُ، فَذَهَبْتُ أَطْلُبُ، فَتَنَاوَلْتُ الْقِدْرَ، فَانْكَفَأَتْ عَلَى ذِرَاعِكَ، فَقَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، فَأَتَيْتُ بك رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاطِبٍ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ سُمِّيَ بِكَ. قَالَتْ: فَتَفَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ فِي فِيكَ، وَمَسَحَ عَلَى رَأْسِكَ، وَدَعَا لَكَ، ثُمَّ تَفَلَ عَلَى يَدِكَ، ثُمَّ قَالَ: أَذْهِبِ الْبَاسَ رَبَّ النَّاسِ، اشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لا شِفَاءَ إِلا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا. قَالَتْ: فَمَا قُمْتَ مِنْ عِنْدَهُ حَتَّى بَرِئَتْ يَدُكَ [3] . قَالَ مُصْعَبٌ: كَانَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ قَدْ أَرْضَعَتْ مُحَمَّدَ بْنَ حَاطِبٍ الْجُمَحِيَّ مَعَ ابْنِهَا عَبْدِ اللَّهِ، فَكَانَا يَتَوَاصَلانِ عَلَى ذَلِكَ، حَتَّى مَاتَا.
روى عَنْهُ أَبُو بلج [4] ، وسماك بْن حرب، وَأَبُو عون الثقفي.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَغَيْرُهُ بِإِسْنَادِهِمْ عَنْ محمد بْنِ عِيسَى: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَلْجٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ الْجُمَحِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ «فَصْلُ مَا بَيْنَ الْحَلالِ وَالْحَرَامِ الدُّفُّ والصوت [5] » .
__________
[1] كتاب نسب قريش: 396.
[2] كذا في المطبوعة، ومخطوطة دار الكتب. وفي المصورة: «عبيد الله بن ابى قيس» . وما في المصورة خطأ لا شك فيه.
والّذي في كتاب نسب قريش: 426 أن المجلل هو ابن عبد بن قيس.
[3] مسند الإمام أحمد: 3/ 418، 6/ 437، 438.
[4] في المطبوعة «أبو بلخ» ، بالخاء. والصواب ما أثبتناه عن الترمذي، وهو يحيى بن سليم الفزاري. ينظر الخلاصة.
[5] المقصود من الحديث إعلان النكاح، وذلك بالصوت والذكر به في الناس.
والحديث في تحفة الأحوذي، أبواب النكاح، باب ما جاء في إعلان النكاح، الحديث 1094: 4/ 208- 210. وقال الترمذي: «حديث محمد بن حاطب حديث حسن» .(4/309)
قَالَ هِشَام بْن الكلبي: شهد مُحَمَّد بْن حاطب مع عَليّ مشاهده كلها: الجمل، وصفين، والنهروان.
وتوفي مُحَمَّد أيام عَبْد الْمَلِكِ بْن مروان سنة أربع وسبعين بمكة، وقيل بالكوفة، قاله أَبُو عمر [1] وقال أَبُو نعيم: توفي سنة ست وثمانين بالكوفة، أيام عَبْد الْمَلِكِ بْن مروان- قَالَ: وقيل: إنه مات بمكة سنة أربع وسبعين.
أخرجه الثلاثة.
4711- محمد بن حبيب المصري
(ب د ع) مُحَمَّد، بْن حبيب الْمصْرِيّ، وقيل: النصري. والصواب الْمصْرِيّ.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ محمود إذنا بإسناده إلى ابن أبي عاصم قَالَ: أَنْبَأَنَا الْحَوْطِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، أَنْبَأَنَا الوليد بن سليمان بن أَبِي السَّائِبِ، أَنْبَأَنَا بُسْرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ [عن] [2] ابن محيريز، عن عبد الله بن السَّعْدِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ قَالَ: لا تَنْقَطِعُ الْهِجْرَةُ مَا قُوتِلَ الكفار.
وروى حسّان بن الضَّمْرِيِّ، عَنِ ابْنِ السَّعْدِيِّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، نَحْوَهُ [3] . قَالَ ابْنُ مَنْدَهْ: وَهُوَ الصَّوَابُ، وَلا يُعْرَفُ «مُحَمَّدُ بْنُ حَبِيبٍ» فِي الشَّامِيِّينَ وَلا الْمِصْرِيِّينَ إِلا مُحَمَّدُ بْنُ حَبِيبٍ يَرْوِي عَنْ أَبِي رَزِينٍ الْعُقَيْلِيِّ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
4712- محمد بن أبى حدرد
(د ع) مُحَمَّد بْن أَبِي حدرد.
قَالَ ابن منده: مختلف فِي حديثه. ولا تصح له صحبة. وقد تقدّم نسبه عند ذكر أبيه [4] .
وقد روي مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل النيسابوري، عَنْ أبيه، عَنْ عُبَيْد بْن هِشَام، عَنْ عبيد الله ابن عَمْرو، عَنْ يَحيى بْن سَعِيد، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حدرد: أَنَّهُ أتى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلّم يستعينه
__________
[1] الاستيعاب: 3/ 1368.
[2] ما بين القوسين زيادة لا بد من إثباتها، فبسر بن عبيد الله هو الحضرميّ، يروى عن عبد الله بن محيريز، ينظر التهذيب 6/ 32، وترجمة عبد الله بن السعدي.
[3] تقدم الحديث في ترجمة «عبد الله بن السعدي» : 3/ 262، من طرق عطاء الخراساني، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن محيريز، عن عبد الله بن السعدي، وخرجناه هنالك.
[4] هو عبد الله بن أبى حدرد. تقدمت ترجمته برقم 2888: 3/ 210.(4/310)
فِي نكاح، فقال: كم الصداق؟ قَالَ: مائتا درهم. قَالَ: لو كنتم تغرفون من بطحان [1] ، ما زدتم.
ورواه الثوري وعبد الوهاب وَأَبُو ضمرة، عَنْ يَحْيَى فقالوا: مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم، عَنْ أَبِي حدرد [2] . وَقَدْ أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر بِإِسْنَادِهِ، عَنْ يونس، عَنِ ابن إسحاق، قال جَعْفَر بْن عَبْد اللَّه بْن أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي حَدْرَدٍ قَالَ: تَزَوَّجْتُ بِامْرَأَةٍ مِنْ قَوْمِي، فَأَصْدَقْتُهَا مِائَتَيْ دِرْهَمٍ، فَأَتَيْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ أَسْتَعِينُهُ عَلَى نِكَاحِي، قَالَ: كَمْ أَصْدَقْتَ؟ قلت: مائتي درهم. فَقَالَ رَسُول الله:
سُبْحَانَ اللَّه! لَوْ كُنْتُمْ تَأْخُذُونَهَا مِنْ وَادٍ، مَا زِدْتُمْ [3] . ثُمَّ ذَكَرَ غَزْوَةَ أَبِي حَدْرَدٍ إِلَى الْغَابَةِ.
وهذا هُوَ الصواب، ولا اعتبار برواية من روى: مُحَمَّد بْن أَبِي حدرد [4] . أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
4713- محمد بن أبى حذيفة
(ب د ع) مُحَمَّد بْن أَبِي حذيفة بْن عتبة بْن ربيعة بْن عبد شمس بْن عبد مناف القرشي العبشمي، كنيته أَبُو الْقَاسِم.
ولد بأرض الحبشة عَلَى عهد رَسُول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأمه سهلة بنت سهيل بْن عَمْرو العامرية. وهو ابن خال معاوية بْن أَبِي سفيان. ولما قتل أبوه أَبُو حذيفة، أخذ عثمان بْن عفان مُحَمَّدا إليه فكفله إِلَى أن كبر ثُمَّ سار إِلَى مصر فصار من أشد الناس تأليبا عَلَى عثمان.
قَالَ أَبُو نعيم: هُوَ أحد من دخل عَلَى عثمان حين حوصر فقتل، وأخذ مُحَمَّد بجبل الجليل [5]- جبل لبنان- فقتل.
قَالَ خليفة: ولاه علي بْن أَبِي طالب عَلَى مصر ثُمَّ عزله، واستعمل قيس بْن سعد بْن عبادة، ثم عزله.
__________
[1] بطحان- بفتح الباء-: اسم وادي بالمدينة.
[2] مسند الإمام أحمد: 3/ 448.
[3] سيرة ابن هشام: 2/ 629.
[4] قال الحافظ في الإصابة 3/ 485: «وهو خطأ نشأ عن تصحيف، والصواب: عن محمد، عن ابن آبى حدرد- واسمه: عبد الله- ومحمد هذا هو ابن إبراهيم التيمي.» .
[5] في المطبوعة: «الخليل» ، بالخاء. والمثبت عن مراصد الاطلاع: 344.(4/311)
والصحيح: أن مُحَمَّدا كَانَ بمصر لِمَا قتل عثمان، وهو الَّذِي ألب أهل مصر عَلَى عثمان حَتَّى ساروا إليه، فلما ساروا إليه كَانَ عَبْد اللَّهِ بْن سعد أمير مصر لعثمان قد سار عنها، واستخلف عليها خليفة لَهُ فثار مُحَمَّد عَلَى الوالي بمصر لعبد اللَّه، فأخرجه واستولي علي مصر. فلما قتل عثمان أرسل عَليّ إِلَى مصر قيس بْن سعد أميرا، وعزل مُحَمَّدا. ولما استولى معاوية عَلَى مصر، أخذ مُحَمَّدا فِي الرهن وحبسه، فهرب من السجن، فظفر بِهِ رشدين مولى معاوية، فقتله.
وانقرض ولد أَبِي حذيفة وولد أبيه عتبة إلا من قبل الْوَلِيد بْن عتبة، فإن منهم طائفة بالشام، قاله أَبُو عمر.
أخرجه الثلاثة.
4714- محمد بن حزم
(د ع) مُحَمَّد بْن حزم. رجل من الأنصار يحدث عَنْ رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله وسلم أَنَّهُ قَالَ: «نكمل يَوْم القيامة سبعين أمة، نحن أعزها وخيرها» . قَالَ أَبُو نعيم: ذكره أَبُو العباس الهروي فِي جملة من اسمه مُحَمَّد.
وقال ابن منده: مُحَمَّد بْن حزم. روى عنه قتادة، وهو تابعي.
وَالَّذِي يعرف: مُحَمَّد بْن عَمْرو بْن حزم، يأتي ذكره إن شاء الله تعالى.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
4715- محمد بن حطاب
(ب) مُحَمَّد بْن حطاب بْن الحارث بْن معمر الجمحي. وهو ابن عم مُحَمَّد بْن حاطب المقدم ذكره.
ولد هَذَا بأرض الحبشة.
قَالَ أَبُو عمر: «هُوَ أسن من ابن عمه مُحَمَّد بْن حاطب [1] » - فإن كَانَ كذلك فهو أول من سمي مُحَمَّدا- وقدم بِهِ من أرض الحبشة.
أخرجه أبو عمر.
4716- محمد بن حميد
(س) مُحَمَّد بْن حميد بْن عبد الرحمن الغفاري.
ذكره عَليّ بْن سَعِيد العسكري فِي الصحابة.
__________
[1] الاستيعاب: 3/ 1370.(4/312)
روى ابن إِسْحَاق، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْن حبان، عَنِ الأعرج، عَنْ حميد بْن عبد الرحمن الغفاري [1] قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم فِي بعض أسفاره، فقلت: لأرمقن صلاة رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم فصلى بنا العشاء الآخرة، ثُمّ فرش برذعة رحله، وشد بعض متاعه، فنام رَسُول الله صلّى الله عليه وآله وسلم هويا [2] من الليل، ثُمَّ هب فتعار [3] ورمى ببصره إِلَى السماء، ثُمَّ تلا هَذِه الآيات الخمس من آل عمران:
إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ 3: 190 [4] ، إِلَى آخرهن. ثُمَّ أخرج سواكه فاستن، ثُمَّ قام إِلَى وضوئه، ثُمَّ قام فركع أربع ركعات، يسوي بينهن فِي الركوع والسجود والقيام. ثُمَّ جلس فرمى ببصره إِلَى السماء، ثُمَّ تلا هَذِه الآيات. فعل ثلاث مرات، ثُمَّ ركع وأوتر مع السحر، وأدبر رَسُول اللَّهِ صلّى الله عليه وآله وسلم يقول: ينشئ اللَّه تعالى السحاب، فينطق أحسن منطق، ويضحك أحسن ضحك.
رواه يَحْيَى الحماني، وَمُحَمَّد بْن خَالِد، والهيثم بْن حميد، عَنْ إِبْرَاهِيم بْن سعد، عَنْ أبيه قَالَ: كنت جالسا مع حميد بْن عبد الرحمن إِذْ عرض لنا شيخ جليل فِي مسجد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم من بني غفار، فحدثنا: يعني حديث السحاب [5] .
أخرجه أبو موسى.
4717- محمد بن حويطب
(ب) مُحَمَّد بْن حويطب القرشي.
حديثه عند خصيف الجزرىّ [6] .
أخرجه أبو عمر مختصرا.
4718- محمد بن خثيم
(د ع) مُحَمَّد بْن خثيم، أَبُو يزيد المحاربي.
ولد عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وسلم، قاله البخاري.
روى عَنْ عمار بْن ياسر، روى عَنْهُ مُحَمَّد بْن كعب القرظي.
روى يونس بْن بكير عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق، عَنْ يَزِيدَ بْنِ مُحَمَّد بْن خثيم المحاربي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كعب القرظي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خثيم بْن يَزِيدَ، عَنْ عمار بن ياسر في فضل على.
__________
[1] كذا، وفي الإصابة 3/ 485: «عن حميد بن عبد الرحمن، عن الغفاريّ» . ولا ذكر لمحمد بن حميد في هذه الرواية.
وقد كان على ابن الأثير أن يذكر الرواية الأخرى التي ساقها الحافظ في الإصابة عن العسكري، ففيها صرح بذكر محمد.
[2] أي: ساعة من الليل.
[3] أي: استيقظ، ولا يكون إلا مع كلام.
[4] سورة آل عمران، آية: 190.
[5] أخرجه الإمام أحمد عن يزيد، عن إبراهيم بن سعد: 5/ 435.
[6] في المطبوعة: «الخزري» . بالخاء، وهو خطأ. والصواب عن الخلاصة. وهو: خصيف بن عبد الرحمن.(4/313)
ورواه مُحَمَّد بْن سلمة وبكر الإسواري، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ بْن خثيم أن مُحَمَّد بْن كعب قَالَ لَهُ: حَدَّثَنِي أبوك يزيد بْن خثيم.
أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
4719- محمد الدوسيّ
(د) مُحَمَّد الدوسي. وقيل: سعد [1] الدوسي.
روى أنس أن رجلا سأل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وسلم عَنِ الساعة، وقد ذكر فِي ترجمة محمد الأنصاري.
أخرجه ابن مندة.
4720- محمد بن رافع
(س) مُحَمَّد بْن رافع.
ذكره عبدان وقال: لا أدري لَهُ صحبة أم لا؟ إلا أني قد رأيت من أصحاب الحديث من أدخله فِي المسند، وقال: حديثه حديث إِسْرَائِيلُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى، عَنْ إِسْحَاق ابن الحكم، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رافع قَالَ: بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رجلا إِلَى قوم يطمس [2] عليهم النخل ... الحديث.
أخرجه أبو موسى مختصرا.
4721- محمد بن ربيعة
(د ع) مُحَمَّد بْن ربيعة بْن الحارث بْن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي، يكنى أبا حَمْزَة وهو أخو عبد المطلب بْن ربيعة.
قيل: إنه أدرك رَسُول اللَّهِ صلّى الله عليه وآله وسلم، ولا تذكر عَنْهُ رواية ولا رؤية.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
4722- محمد بن ركانة
(د) مُحَمَّد بْن ركانة.
ذكره ابن منيع فِي الصحابة، وهو تابعي.
أخرجه ابن منده.
__________
[1] في المطبوعة: «سعيد» . والصواب ما أثبتناه، ينظر ترجمة محمد الأنصاري وقد سبقت في 5/ 81، وترجمة «سعد الدوسيّ» ، وقد تقدمت برقم 1987: 2/ 347. وقد ورد على الصواب في مخطوطة دار الكتب.
[2] لفظ الإصابة: «بعث رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بعثا إلى قوم، فطمس عليهم النخل» . ومن معاني الطمس: الإهلاك.(4/314)
4723- مُحَمَّد مولى رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وآله وسلّم
(س) مُحَمَّد، مولى رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله وسلم قيل: كَانَ اسمه ماناهيه، فسماه رَسُول الله صلّى الله عليه وآله وسلم مُحَمَّدا، ذكره الحاكم أَبُو عَبْد اللَّهِ فيمن قدم خراسان من الصحابة، قاله أَبُو موسى.
روى عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن مقاتل بْن مُحَمَّد بْن موسى بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد مولى رَسُول اللَّهِ صلّى الله عليه وآله وسلم، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أبيه مقاتل بْن مُحَمَّد بْن موسى، عَنْ أبيه: أن مُحَمَّدا كَانَ اسمه «ماناهيه» ، وَكَانَ مجوسيا، وَكَانَ تاجرا. فسمع بذكر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم وخروجه، فخرج معه بتجارة من «مرو» حَتَّى هاجر إِلَى النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وآله وسلم بالمدينة، فأسلم عَلَى يديه، فسماه رَسُول الله صلّى الله عليه وآله وسلم مُحَمَّدا، وأنه مولاه ورجع إِلَى منزله بمرو مسلما، وداره قبالة مسجد الجامع.
أخرجه أبو موسى.
4724- محمد بن زهير
(ع س) مُحَمَّد بْن زهير بْن أَبِي جبل. ذكره الْحَسَن بْن سفيان فِي الصحابة.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى كِتَابَةً، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عبد الله أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حدثني أَبِي، حدثنا مُحَمَّد بْن جَعْفَر، حدثنا شعبة، عن أبي عمران الجوني، عن محمد بن زهير بن أبى جبل، عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ بَاتَ عَلَى ظَهْرِ بَيْتٍ لَيْسَ عَلَيْهِ مَا يَسْتُرُهُ، فَمَاتَ فَلا ذِمَّةَ لَهُ. وَمَنْ رَكِبَ الْبَحْرَ حِينَ يَرْتَجُّ فَلا ذِمَّةَ لَهُ» [1] . قَالَ أَبُو نعيم: لا أراه تصح لَهُ صحبة، وَأَبُو عمران الجوني أدرك غير واحد من الصحابة، وهو ممن يعد فِي الخضارمة.
وقال ابن منده: مُحَمَّد بْن زهير مرسل. روى عَنْهُ وهيب بْن الورد، وروى شعبة، عَنْ أَبِي عمران الجوني، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زهير بْن أَبِي زهير مرسلا.
أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى.
__________
[1] الحديث أخرجه الإمام أحمد عن أزهر بن القاسم، عن محمد بن ثابت، عن أبى عمران الجونى قال: حدثني بعض أصحاب محمد- وعن أزهر، عن هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ قَالَ: كُنَّا بِفَارِسَ، وَعَلَيْنَا أَمِيرٌ يُقَالُ لَهُ: زُهَيْرُ بْنُ عبد الله، فقال:
حدثني رجل ... وذكر الحديث، المسند: 5/ 79، ورواه الإمام أحمد أيضا في موضع آخر عن عبد الصمد، عن أبان، عن أبى عمران، عن زهير بن عبد الله، عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلّم، المسند: 5/ 271.(4/315)
4725- محمد بن زيد
(ب د ع) مُحَمَّد بْن زيد الأنصاري.
أخرج عَنْهُ أَبُو حاتم الرازي فِي الوحدان.
روى عَمْرو بْن قيس، عَنِ ابن أَبِي ليلى، عَنْ عطاء، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زيد: أن رسول الله أتى بلحم صيد فرده، وقال: إنا حرم. أخرجه [1] الثلاثة.
4726- محمد بن سعد
(د ع) مُحَمَّد بْن سعد.
مجهول. روى عَنْهُ خَالِد بْن أَبِي خَالِد، ذكره القاضي أَبُو أحمد فِي الصحابة، وتكلم عَلَيْهِ فقال: هُوَ عندي مرسل. روى خَالِد بْن أَبِي خَالِد قَالَ: بايعت مُحَمَّد بْن سعد بسلعة فقال:
هلم أماسحك فإن رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ: البركة فِي المماسحة.
وهذا الحديث مشهور بمحمد بْن مسلمة. أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
4727- محمد بن سفيان بن مجاشع
(ع س) مُحَمَّدِ بْنِ سفيان بْن مجاشع بْن دارم التميمي الدارمي.
لَهُ ذكر فِي حديث مُحَمَّد بْن عدي بْن ربيعة، وَمُحَمَّد بْن أحيحة بْن الجلاح، وغيرهما ممن سمي مُحَمَّدا، كما ذكرناه.
قَالَ أَبُو نعيم: حَدَّثَنِي بهذه الأسامي أحمد بْن إِسْحَاق قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان الهروي فِي كتاب «الدلائل» أن هؤلاء المحمدين ممن سماهم آباؤهم قبل بعثة رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، لِمَا أخبرهم الراهب بقرب مبعثه، وهم مُحَمَّد بْن عدي بْن ربيعة، وَمُحَمَّد بْن أحيحة، ومحمد ابن حمران بْن مالك الجعفي، وَمُحَمَّد بْن خزاعي بْن علقمة.
أخرجه أَبُو نعيم، وَأَبُو موسى.
قلت: قد ذكرت فِي ترجمة مُحَمَّد بْن أحيحة ما فِيه كفاية ونزيده وضوحا، فإن من عاصر النبي صلّى الله عليه وآله وسلم من أولاد مُحَمَّد بْن سفيان يعدون إليه بعدة آباء، منهم: الأقرع بْن حابس،
__________
[1] قال الحافظ في الإصابة 3/ 355: «أخرجه أبو داود والنسائي من طريق حماد بن سلمة، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ ابن عباس، عن زيد بن أرقم» .(4/316)
كَانَ قد رأس وتقدم فِي قومه قبل أن يسلم ثُمَّ أسلم. وهو الأقرع بْن حابس بْن عقال بْن مُحَمَّدِ ابن سفيان، فإن كَانَ مُحَمَّد صحابيا، فينبغي أن يذكروا من بعده إِلَى الأقرع فِي الصحابة:
عقالا وحابسا، وكذلك أيضا غالب أَبُو الفرزدق، فإنه كَانَ معاصر النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وآله وسلم، وهو غالب بْن صعصعة بْن ناجية بْن عقال بْن مُحَمَّد. وأمثال هَذَا كَثِير لا نطوّل بهم، فذكر «محمد ابن سفيان» فِي الصحابة ومن عاصره ممن اسمه مُحَمَّد، لا وجه لَهُ.
أخرجه أَبُو نعيم، وأبو موسى.
4728- محمد بن ابى سفيان
(د ع) مُحَمَّد بْن أَبِي سفيان.
لَهُ ذكر فِي حديث سَعِيد بْن زياد، عَنْ آبائه، عَنْ أَبِي هند فِي قصة إسلامه، وذكر فِيهِ شهادة أَبِي بكر، وعمر، وَعَليّ، وعثمان، وَمُحَمَّد بْن أَبِي سفيان.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو نعيم: ذكره بعض الواهمين فِي حديث سَعِيد بْن زياد بْن فائد بْن زياد بْن أَبِي هند الداري، فِي قصة إقطاع رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم لَهُم بأرضهم من بيت جبرين، وبيت عينون، وبيت إِبْرَاهِيم، وَفِي ذَلِكَ الكتاب شهادة الخلفاء الراشدين وشهادة معاوية بْن أَبِي سفيان، فوهم بعض الرواة، فقال: مُحَمَّد بْن أَبِي سفيان، ولا يعرف فِي الصحابة مُحَمَّد بْن أبى سفيان.
4729- محمد بن أبى سلمة
(د س) مُحَمَّد بْن أَبِي سلمة بْن عبد الأسد المخزومي. ولد عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وسلم أخرجه ابن منده مختصرا، وأخرجه أَبُو موسى أيضا فقال: ذكره ابن شاهين قَالَ: قَالَ البغوي: رأيت فِي كتاب بعض من ألف، تسمية نفر ممن روى عَنْ رَسُول الله صلّى الله عليه وآله وسلم، لا أعلم أحدا منهم سمع رَسُول الله صلّى الله عليه وآله وسلم، ولا ولد عَلَى عهده، منهم: مُحَمَّد بْن أَبِي سلمة بْن عبد الأسد.
قلت: هَذَا القول فِي «ابن أَبِي سلمة» غير مستقيم، فإن أبا سلمة توفي فِي حياة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلّم، وتزوّج رسول الله امرأته أم سلمة، فيكون لأولاده رؤية وَإِدراك، ورسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم رابهم [1] وهم أرباؤه، فمن أولى بالصحبة منهم. وقد أخرجه ابن منده فلا أعلم لأيّ معنى استدركه عليه أبو موسى؟!.
__________
[1] الرابّ: زوج أم اليتيم، من ربه يربه: أي تكفل بأمره.(4/317)
4730- محمد أبو سليمان
(د ع) مُحَمَّد، أَبُو سُلَيْمَان.
عداده فِي أهل المدينة، ذكره جماعة فِي الصحابة، وهو وهم.
روى عَاصِم بْن سويد الأنصاري من أهل قباء، عَنْ سُلَيْمَان بْن مُحَمَّد الكرماني، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «من توضأ فأحسن وضوءه، ثُمَّ خرج إِلَى المسجد مسجد قباء، لا يخرجه إلا الصلاة فِيهِ، انقلب بأجر عمرة» .
وقال القاضي أَبُو أحمد: لا أرى لَهُ صحبة.
وقال أَبُو نعيم وذكره: صوابه مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان الكرماني، عَنْ أبيه، عَنْ أَبِي أمامة بْن سهم، ابن حنيف، عَنْ أبيه. رواه قُتَيْبَة، عَنْ مجمع بْن يَعْقُوب، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَان، وذكره.
ورواه سعد بْن إِسْحَاق بْن كعب بْن عجرة، وحاتم بْن إِسْمَاعِيل [1] مثل رواية مجمع بْن يَعْقُوب. أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
4731- محمد بن سهل
(س) مُحَمَّد بْن سهل.
قَالَ أَبُو موسى: ذكره بعض الحفاظ فِي الصحابة [عَنْ] [2] عثمان بن عمر، عن شعبة، عن واقد ابن مُحَمَّد، عَنْ صفوان بْن سُلَيْم، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سهل بْن أَبِي حثمة [3] أو: عَنْ سهل بْن أَبِي حثمة عَنْ رَسُول اللَّهِ صلّى الله عليه وآله وسلم قَالَ: «إِذَا صلى أحدكم إِلَى شيء فليدن مِنْه، لا يقطع الشيطان عَلَيْهِ صلاته» .
ورواه معاذ بْن معاذ ويزيد بْن هارون، عَنْ شعبة، مثله.
ورواه ابن عيينة، عَنْ صفوان، عَنْ نَافِع بْن جبير، عَنْ سهل، بلا شك [4] . أخرجه أبو موسى.
4732- محمد بن شرحبيل
(د ع) مُحَمَّد بْن شرحبيل الأنصاري، من بني عبد الدار.
ذكره البخاري فِي الوحدان، ولا تعرف لَهُ صحبة. روايته عَنْ أَبِي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم
__________
[1] أخرجه الإمام أحمد عن إسحاق بن عيسى، عن مجمع بن يعقوب بإسناده مثله- وعن على بن بحر، عن حاتم بإسناده مثله أيضا، المسند: 3/ 487.
[2] زيادة لا بد منها ليستقيم النص.
[3] في المطبوعة: «خيثمة» . والصواب عن ترجمة أبيه، وقد تقدمت برقم 2285: 2/ 468.
[4] وهي رواية الإمام أحمد في المسند: 4/ 2.(4/318)
روى [عَنْهُ] [1] يزيد بْن قسيط ويزيد بْن خصيفة، وَمُحَمَّد بْن المنكدر.
قَالَ أَبُو نعيم: والصحيح مَحْمُود بْن شرحبيل. وأخرج عَنْهُ حديث عَبْد اللَّهِ بْن موسى التميمي- عَنِ المنكدر بْن مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شرحبيل- رجل من بني عبد الدار- قَالَ: أخذت قبضة من تراب قبر سعد بْن معاذ، فوجدت مِنْه ريح المسك.
ورواه مُحَمَّد بْن عَمْرو بْن علقمة، عَنِ ابن المنكدر، عَنْ مَحْمُود بْن شرحبيل.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
4733- محمد بن الشريد
(د ع) مُحَمَّد بْن الشريد بْن سويد الثقفي.
حَدَّثَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُكْرَمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْقُطَعِيِّ، عَنْ زِيَادِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ الشَّرِيدِ جَاءَ بِجَارِيَةٍ سَوْدَاءَ إِلَى رَسُولِ الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ أُمِّي جَعَلَتْ عَلَيْهَا عِتْقَ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ، فَيُجْزِئُ عَنْهَا أَنْ أَعْتِقَ هَذِهِ؟
فقال النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ لِلْجَارِيَةِ: أَيْنَ رَبُّكِ؟ فَرَفَعَتْ يَدَهَا إِلَى السَّمَاءِ. فَقَالَ: مَنْ أَنَا؟ قَالَتْ: أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ. قَالَ: أَعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ.
كَذَا ذَكَرَهُ بن مَنْدَهْ، وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: إِنَّمَا هُوَ عَمْرُو بن الشريد، وروى بإسناده عن إبراهيم ابن حَرْبٍ الْعَسْكَرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْقُطَعِيِّ بِإِسْنَادِهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ [عَمْرَو] [2] بْنَ الشَّرِيدِ جَاءَ بِخَادِمٍ سَوْدَاءَ- وَذَكَرَ نَحْوَهُ، قَالَ: وَلا يُعْرَفُ فِي أَوْلادِ الشَّرِيدِ مُحَمَّدٌ. وَرَوَى الْحَدِيثَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَة، عَنْ الشَّرِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ أَنَّ أُمَّهُ أَوْصَتْ أَنْ يُعْتِقُوا عَنْهَا رَقَبَةً مُؤْمِنَةً [3]- وَذَكَرَهُ. أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ وَأَبُو نعيم.
__________
[1] ما بين القوسين عن الإصابة.
[2] في المطبوعة: «أن محمد بن الشريد» . وقد كان في مخطوطة الدار. «عمرو بن الشريد» ، ولكن الناسخ اضطرب، فأحال عمرا إلى محمد. والصواب «عمرو» ، وهي كذلك في الإصابة: 3/ 488.
[3] وكذا أخرجه الإمام أحمد في مسندة: 4/ 322، 388، 389.(4/319)
4734- محمد بن صفوان الأنصاري
(ب د ع) مُحَمَّد بْن صفوان الأنصاري، مختلف فِي اسمه فقيل: صفوان بْن مُحَمَّد، وقيل: عَبْد اللَّهِ بْن صفوان. وقيل: خَالِد بْن صفوان. وقيل: ابن صفوان.
يعد فِي أهل الكوفة، لَمْ يعرف لَهُ راو غير الشعبي.
أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ: حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَر، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنْ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَفْوَانَ، أَنَّهُ صَادَ أَرْنَبَيْنِ، فَذَبَحَهُمَا بِمَرْوَةَ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، فَأَمَرَهُ بِأَكْلِهِمَا [1] .
وَسَمَّاهُ أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ [مُحَمَّدِ بْنِ صَفْوَانَ [2] . وَرَوَاهُ أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ فَقَالَ] : مُحَمَّد بْن صَفْوَانَ- أَوْ: صَفْوَانُ بْن مُحَمَّد.
وَرَوَاهُ حُصَيْنٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ فَقَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ صَيْفِيٍّ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
وقال أَبُو عمر: وقيل: إنهما اثنان [3] . يعني هَذَا وَمُحَمَّد بْن صيفي الأنصاري، الذي يأتي ذكره، إن شاء اللَّه تعالى، قَالَ: وهو عندي أصح. وروي عَنِ الواقدي أَنَّهُ قَالَ: أَبُو مرحب مُحَمَّد بْن صفوان، روى عَنْهُ الشعبي فِي الأرنب، وانقرض عقبه.
أخرجه الثلاثة.
4735- محمد بن صيفي القرشي
(ب س) مُحَمَّد بْن صيفي بْن أمية بن عابد بن عبد الله بن عمر بْن مخزوم القرشي المخزومي.
وأمه: هند بنت عتيق بن عابد بن عبد الله بن عمر بْن مخزوم، وأمها خديجة بنت خويلد.
لا رواية لَهُ، وَفِي صحبته نظر، قاله أَبُو عمر.
وقال أَبُو موسى: مُحَمَّد بْن صيفي المخزومي، قَالَ ابن شاهين: وليس بالأنصاري، هَذَا مُحَمَّد بْن صيفي بْن أمية بْن عابد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، قال: سمعت عبد الله ابن سُلَيْمَان يقوله فِي ابتداء «كتاب المصابيح» ، ذكره من نسب القداح.
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى.
عابد: بالباء الموحدة، والدال المهملة [4] .
__________
[1] مسند الإمام أحمد: 3/ 471.
[2] كذا وقد تقدم في ترجمة «صفوان بن محمد» : 3/ 29 عن أبى الأحوص أنه «محمد صيفي» . وما بين القوسين المعقوفين سقط من مخطوطة الدار.
[3] الاستيعاب، الترجمة 2331: 3/ 1370.
[4] ينظر شرح ما يقع فيه التصحيف والتحريف للعسكريّ: 473. وقد وقع في كتاب نسب قريش لمصعب 334: عائذ.(4/320)
4736- محمد بن صيفي الأنصاري
(ب د ع) محمّد بن صيفىّ الأنصاري.
يعد فِي الكوفيين، لَمْ يرو عَنْهُ غير الشعبي. حديثه فِي صوم عاشوراء، لَيْسَ لَهُ غيره، قاله أَبُو عمر.
وقال ابن منده وَأَبُو نعيم، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سعد [كاتب] [1] الواقدي، أَنَّهُ قَالَ: مُحَمَّد بْن صيفي غير مُحَمَّد بْن صفوان [2] ، هُوَ آخر، روى عنهما الشعبي ونزلا الكوفة.
وقال أَبُو أحمد العسكري: مُحَمَّد بْن صيفي بْن الحارث بْن عُبَيْد بْن عنان بْن عَامِر بْن خطمة- قَالَ: وقال بعضهم: هُوَ مُحَمَّد بْن صفوان بْن سهل. قيل: هما واحد، وفرق أَبُو حاتم بينهما، فذكر أن مُحَمَّد بْن صيفي مدني، وَمُحَمَّد بْن صفوان كوفي- قَالَ: وبعضهم يقول:
مُحَمَّد بْن صيفي مخزومي.
وقال ابن أَبِي خيثمة: مُحَمَّد بْن صيفي وَمُحَمَّد بْن صفوان جميعا من الأنصار.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هبة الله بإسناد إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ: حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا حُصَيْنٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَيْفِيٍّ أَنَّهُ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: أَصَمْتُمْ يَوْمَكُمْ هَذَا؟ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: نَعَمْ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لا. قَالَ: فَأَتِمُّوا بَقِيَّةَ يَوْمِكُمْ. وَأَمَرَهُمْ أَنْ يُؤْذِنُوا أَهْلَ الْعَرُوضِ [3] أَنْ يُتِمُّوا يَوْمَهُمْ ذَلِكَ [4] . أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
عَنَانٌ: بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَالنُّونِ، وَقِيلَ: بِكَسْرِ الْعَيْنِ، والأوّل أصح.
4737- محمد بن ضمره
(س) مُحَمَّد بْن ضمرة بْن أسود بْن عبّاد بْن غنم بْن سواد.
سماه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وسلم محمدا. شهد فتح مكة.
أخرجه أَبُو موسى.
__________
[1] ما بين القوسين زيادة أثبتناها، فمحمد بن سعد هو كاتب الواقدي.
[2] ترجم لهما محمد بن سعد ترجمتين، ينظر الطبقات: 6/ 41.
[3] أراد: من بأكناف مكة والمدينة، يقال لمكة والمدينة واليمن: العروض.
[4] مسند الإمام أحمد: 4/ 388.(4/321)
4738- محمد بن طلحة
(ب د ع) مُحَمَّد بْن طلحة بْن عُبَيْد اللَّه الْقُرَشِيّ التيمي. تقدم نسبه عند ذكر أبيه [1] .
حمله أَبُوهُ إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم فمسح رأسه، وسماه مُحَمَّدا، ونحله كنيته، فكان يكنى أبا الْقَاسِم. وقيل: أَبُو سُلَيْمَان، أمه حمنة بنت جحش [2] ، أخت زينب بنت جحش، زوج رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وآله وسلّم. وقيل: إن رسول الله كناه أبا سُلَيْمَان، فقال طلحة: يا رَسُول اللَّهِ، اكنه أبا الْقَاسِم. فقال: لا أجمعهما لَهُ، هُوَ أَبُو سُلَيْمَان. والأول أصح.
وقال أَبُو راشد بْن حَفْص الزُّهْرِيّ: أدركت أربعة من أبناء أصحاب رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، كلهم يسمى محمدا، ويكنى أبا الْقَاسِم: مُحَمَّد بْن عَليّ، وَمُحَمَّد بْن أَبِي بكر، وَمُحَمَّد بْن طلحة، وَمُحَمَّد بْن سعد بْن أَبِي وقاص.
وَكَانَ مُحَمَّد بْن طلحة يلقب: السجاد، لكثرة صلاته وشدة اجتهاده فِي العبادة.
وقتل يَوْم الجمل مع أبيه سنة ست وثلاثين، وَكَانَ هواه مع عَليّ إلا أَنَّهُ أطاع أباه، فلما رآه عَليّ قتيلا قَالَ: هَذَا السجاد، قتله بره بأبيه. وَكَانَ سيد أولاد طلحة، ونهى عَليّ عَنْ قتله ذَلِكَ اليوم، فقال: إياكم وصاحب البرنس [3] .
قيل: إن أباه أمره بالقتال، وَكَانَ كارها للقتال، فتقدم ونثل [4] درعه بين رجليه، وقام عليها، وجعل كلما حمل عَلَيْهِ رجل قَالَ: نشدتك بحاميم. حَتَّى شد عَلَيْهِ رجل فقتله، وأنشأ يقول [5] :
وأشعث قوام بآيات ربه ... قليل الأذى فيما ترى الْعَين مسلم
ضممت أليه بالقناة قميصه ... فخر صريعا لليدين وللفم
عَلَى غير ذنب غير أن لَيْسَ تابعا ... عليا، ومن لا يتبع الحق يظلم
يذكرني حاميم والرمح شاجر ... فهلا تلا حاميم قبل التقدم؟
وَفِي رواية:
خرقت لَهُ بالرمح جيب قميصه ... فخر صريعا لليدين وللفم
__________
[1] تقدمت ترجمته برقم 2625: 3/ 85.
[2] كتاب نسب قريش: 281.
[3] البرنس- بضم الباء والنون، بينهما راء ساكنة-: قلنسوة طويلة، كان النساك يلبسونها في صدر الإسلام.
[4] أي: ألقاها بين رجليه.
[5] الأبيات في الاستيعاب: 3/ 1372، وكتاب نسب قريش: 281.(4/322)
يقال: قتله كعب بْن مدلج، من بني أسد بْن خزيمة. وقيل: قتله شداد بْن معاوية العبسي.
وقيل: قتله الأشتر. وقيل: قتله عصام بْن مقشعر النصري، وهو الأكثر. وقيل غير من ذكرنا.
روي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حاطب أَنَّهُ قَالَ: لِمَا فرغنا من القتال يَوْم الجمل، قام عَليّ بْن أَبِي طالب والحسن، وعمار بْن ياسر، وصعصعة بْن صوحان، والأشتر، وَمُحَمَّد بْن أَبِي بكر، يطوفون فِي القتلى، فأبصر الْحَسَن بْن عَليّ قتيلا مكبوبا عَلَى وجهه، فرده عَلَى قفاه وقال: إِنَّا للَّه وإنا إليه راجعون، هَذَا فرع قريش والله! فقال أبوه: من هُوَ يا بني؟ قَالَ: مُحَمَّد بْن طلحة! قال:
إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ 2: 156، إن كَانَ ما علمته لشابا صالحا. ثُمَّ قعد كئيبا حزينا، فقال الْحَسَن: يا أبت، كنت أنهاك عَنْ هَذَا المسير، فغلبك عَلَى رأيك فلا وفلان! قَالَ: قد كَانَ ذَلِكَ يا بني، ولوددت أني مت قبل هَذَا بعشرين سنة. أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ بإسناده عن عبد الله بن أحمد: حدثني أبي، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ هِلالٍ الوزّان، عَنْ عبد الرحمن بْن أَبِي ليلى قال: نَظَرَ عُمَر بْن الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ إِلَى ابْنِ [1] عَبْدِ الْحَمِيدِ- وَكَانَ اسْمُهُ مُحَمَّدًا- وَرَجُلٌ يَقُولُ لَهُ: فَعَلَ اللَّهُ بِكَ وَفَعَلَ يا محمد، ويسبه! فدعاه عمر فقال: يا ابن زَيْدٍ، [2] أَلا أَرَى مُحَمَّدًا يُسَبُّ بِكَ، وَاللَّهِ [3] لا تُدْعَى مُحَمَّدًا أَبَدًا مَا دُمْتُ حَيًّا. فَسَمَّاهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ، وَأَرْسَلَ إِلَى بَنِي طَلْحَةَ وَهُمْ سَبْعَةٌ، وَسَيِّدُهُمْ وَكَبِيرُهُمْ مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ لِيُغَيِّرَ أَسْمَاءَهُمْ، فَقَالَ مُحَمَّدٌ: أُذَكِّرُكَ اللَّهَ يَا أمير المؤمنين، فو الله لمحمّد [4] صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ سَمَّانِي مُحَمَّدًا. فَقَالَ عُمَرُ: قُومُوا، فَلا سَبِيلَ إِلَى شَيْءٍ سَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وسلّم [5] .
أخرجه [6] الثلاثة.
4739- محمد بن عاصم
(د ع س) مُحَمَّد بْن عَاصِم بْن ثابت بن أبى الأقلح. تقدم نسبه عند ذكر [7] أبيه، وهو أنصاري.
لَهُ ذكر فِي حديث قتل أبيه عَاصِم فِي غزاة الرجيع سنة ثلاث، فتكون لَهُ صحبة.
__________
[1] لفظ المسند: «نظر عمر إلى أبى عبد الحميد، أو: ابن عبد الحميد، شك عوانة» .
[2] لفظ المسند: «يا ابن زيد، ادن منى- قال: ألا أرى ... » .
[3] لفظ المسند: «لا، والله»
[4] لفظ المسند: «فو الله إن سماني محمّدا إلا محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم» .
[5] مسند الإمام أحمد: 4/ 216.
[6] ترجمته في الاستيعاب، برقم 2334: 3/ 1371، 1372.
[7] تقدمت ترجمة أبيه، برقم 2663: 3/ 111، 112.(4/323)
أخرجه ابن منده، وقد أخرجه أَبُو موسى وقال: شهد بيعة الرضوان والمشاهد بعدها، وَقَدْ أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ، فَلا وَجْهَ لاسْتِدْرَاكِهِ عَلَيْهِ.
4740- محمد بن عبد الله بن أبي بن سلول
(د ع) مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي بْن سلول، أخو عَبْد اللَّهِ.
مجهول، لا تعرف لَهُ صحبة. روى جَعْفَر بْن عَبْد اللَّهِ السالمي، عَنِ الربيع بْن بدر، عن راشد الحماني، عَنْ ثابت البناني، عَنْ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي بْن سلول قَالَ: أتانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا معشر الأنصار، إن اللَّه تعالى قد أحسن عليكم الثناء فِي الطهور، فكيف تصنعون؟
قلنا: يا رَسُول اللَّهِ، كَانَ فينا أهل الكتاب، وَكَانَ أحدهم إذا جاء من الخلاء غسل بالماء طرفيه، هَذَا الحديث هكذا، لا يعرف إلا من حديث جَعْفَر السالمي، ووهم فِيهِ، والصواب: مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن سلام [1] . أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
4741- محمد بن عبد الله بن جحش
(ب د ع) مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن جحش الأسدي. ذكرنا نسبه عند أبيه [2] . وهو من حلفاء حرب بْن أمية، وأمه فاطمة بنت أَبِي حبيش [3] ، يكنى أبا عَبْد اللَّهِ.
هاجر مع أبيه وعميه إِلَى الحبشة، وعاد هاجر إِلَى المدينة مع أبيه. لَهُ صحبة ورواية، وقد ذكرنا أباه وعمه [4] وعماته فِي هَذَا الكتاب.
ولما خرج عَبْد اللَّهِ بْن جحش إِلَى أحد أوصى بابنه مُحَمَّد إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم، فاشترى لَهُ مالا بخيبر، وأقطعه دارا بسوق الدقيق بالمدينة.
وقال الواقدي: كَانَ مولده قبل الهجرة بخمس سنين.
وَكَانَ مُحَمَّد بْن طلحة بْن عُبَيْد اللَّه ابن عمة مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ، لأن أم مُحَمَّد بْن طلحة حمنة بنت جحش.
__________
[1] وكذلك أخرجه الإمام أحمد في مسندة عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد اللَّهِ بْن سلام، ينظر المسند: 6/ 6. كما ينظر تفسير ابن كثير، عند الآية 108 من سورة براءة: 4/ 151، 152 بتحقيقنا.
[2] ينظر الترجمة 2856: 3/ 194.
[3] في المطبوعة: «بنت أبى خنيس» . والصواب عن المصورة، وستأتي ترجمتها.
[4] عمه هو عبد بن محسن. وقد تقدمت ترجمته برقم 3433: 3/ 513، 514. وعمته زينب بنت جحش أم المؤمنين.(4/324)
أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي حَبَّةَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، أَخْبَرَنَا أَبُو كَثِيرٍ مَوْلَى اللَّيْثِيِّينَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ: أَنَّ رَجُلا جاء إلى النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَا لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ قُتِلْتُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: الْجَنَّةُ. قَالَ:
فَلَمَّا وَلَّى قَالَ: إِلا الدَّيْنَ، سَارَّنِي به جبريل آنفا. [1] أخرجه الثلاثة [2] .
4742- محمد بن عبد الله بن زيد
(د) مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن زيد بْن عبد ربه الأنصاري.
ولد عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وسلّم.
أخرجه ابن مندة مختصرا.
4743- محمد بن عبد الله بن سلام
(ب د ع) مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن سلام بْن الحارث الإسرائيلي. من ولد يوسف بْن يعقوب عليهما السلام.
وَكَانَ حليف الأنصار، وَكَانَ أبوه عَبْد اللَّهِ بْن سلام من أحبار اليهود، فأسلم. وقد ذكرناه فِي بابه، ولمحمد ابنه هَذَا رؤية ورواية محفوظة.
روى مالك بْن مغول، عَنْ سيار أَبِي الحكم، عَنْ شهر بْن حوشب، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد اللَّهِ بْن سلام قَالَ: أتانا رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله وسلم فِي بيتنا فقال: إن اللَّه تعالى قد أثنى عليكم فِي الطهور، أفلا تخبروني؟ قَالُوا: إنا نجده مكتوبا علينا في التوراة: الاستنجاء بالماء [3] . وقد روي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد اللَّهِ بْن سلام، عَنْ أبيه.
أخرجه الثلاثة [4] .
__________
[1] مسند الإمام أحمد: 4/ 350. وقد رواه الإمام أحمد من هذا الوجه، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ، عن أبيه، المسند: 4/ 139، وكذلك رواه من طريق خلف بن الوليد، عن عباد بن عباد، عن محمد بن عمرو بإسناده، عن محمد، عن أبيه المسند: 4/ 139، 140، 350.
هذا وينظر المسند أيضا: 5/ 289، فقد روى الإمام أحمد عن عبد الرحمن بن مهدي بإسناده إلى محمد بن عبد الله بن جحش قال: «كنا جلوسا بفناء المسجد، حيث توضع الجنائز، ورسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم جالس بين ظهرانينا، فرفع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بصره قبل السماء، فنظر ثم طأطأ بصره، ووضع يده على جبهته، ثم قال: سبحان الله! سبحان الله ماذا نزل من التشديد؟. قال: فسكتنا يومنا وليلتنا، فلم نرها خيرا حتى أصبحنا قال محمد: فسألت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
ما التشديد الّذي نزل؟ قال: في الدين، والّذي نفس محمد بيده، لو أن رجلا قتل في سبيل الله ثم عاش، ثم قتل في سبيل الله ثم عاش، وعليه دين ما دخل الجنة حتى يقضى دينه» .
[2] ترجمته في الاستيعاب برقم 2335: 3/ 1373.
[3] مسند الإمام أحمد: 6/ 6.
[4] الاستيعاب، الترجمة 2336: 3/ 1374.(4/325)
4744- محمد بن أبى بكر
(ب د ع) مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن عثمان- وهو مُحَمَّد بْن أَبِي بكر الصديق- وأمه أسماء بنت عميس [1] الخثعمية. تقدم نسبه عند ذكر أبيه [2] .
ولد فِي حجة الوداع بذي الحليفة، لخمس بقين من ذي القعدة، خرجت أمه حاجة فوضعته، فاستفتى أَبُو بكر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم، فأمرها بالاغتسال والإهلال، وأن لا تطوف بالبيت حَتَّى تطهر.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَرَمِ مَكِّيُّ بْنُ رَبَّانَ [3] بْنِ شَبّه النَّحْوِيُّ بِإِسْنَادِهِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ: أَنَّهَا وَلَدَتْ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ بِالْبَيْدَاءِ، فَذَكَرَ ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ لِرَسُولِ الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، فَقَالَ: مُرْهَا فَلْتَغْتَسِلْ وَلْتُهَلِّلْ [4] . وكانت عائشة تكنى مُحَمَّدا أبا الْقَاسِم، وسمى ولده الْقَاسِم، فكان يكنى بِهِ، وعائشة تكنيه بِهِ فِي زمان الصحابة فلا يرون بذلك بأسا [5] .
وتزوج عَليّ بأمه أسماء بنت عميس، بعد وفاة أَبِي بكر، وَكَانَ أَبُو بكر تزوجها بعد قتل جَعْفَر بْن أَبِي طالب، وَكَانَ ربيبه فِي حجره، وشهد مع عَليّ الجمل، وَكَانَ عَلَى الرجالة، وشهد معه صفين، ثُمَّ ولاه مصر فقتل بِهَا.
وَكَانَ ممن حصر عثمان بْن عفان ودخل عَلَيْهِ ليقتله، فقال لَهُ عثمان: لو رآك أبوك لساءه فعلك! فتركه وخرج.
ولما ولي مصر، سار إليه عَمْرو بْن العاص فاقتتلوا، فانهزم مُحَمَّد ودخل خربة، فأخرج منها وقتل، وأحرق فِي جوف حمار ميت. قيل: قتله معاوية بْن حديج السكوني [6] . وقيل: قتله عَمْرو بْن العاص صبرا. ولما بلغ عائشة قتله اشتد عليها وقالت: كنت أعده ولدا وأخا، ومذ أحرق لَمْ تأكل عائشة لحما مشويا.
__________
[1] كتاب نسب قريش: 277.
[2] ينظر الترجمة 3064: 3/ 309.
[3] في المطبوعة والمصورة: «ريان» والمثبت عن أبى شامة في المذيل على الروضتين، قال: «وربما يقع تصحيف في اسم أبيه وجده، فاعلم أن اسم أبيه أوله «راء» ، بعدها «باء» معجمة بواحدة من تحت، «وشبة» على وزن «حبة» وينظر ترجمة مكي في العبر للذهبى: 5/ 8.
[4] الموطأ، كتاب الحج، باب «الغسل للإهلال» ، الحديث 1، 2: 1/ 322.
[5] بشير ابن الأثير بذلك إلى ما روى عَنْ رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وآله وسلّم: «سموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي» .
[6] في المطبوعة: «خديج» بالخاء. والصواب بالحاء المهملة وستأتي ترجمته.(4/326)
وَكَانَ لَهُ فضل وعبادة، وَكَانَ عَليّ يثني عَلَيْهِ، وهو أخو عَبْد اللَّهِ بْن جَعْفَر لأمه، وأخو يحيى ابن عَليّ لأمه.
أخرجه الثلاثة.
4745- مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي بَكْر
مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي بَكْر الصديق- واسمه عَبْد اللَّهِ بْن عثمان- وهو المعروف بأبي عتيق القرشي التيمي [1] .
أدرك رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم هُوَ وأبوه: عبد الرحمن، وجده أَبُو بكر الصديق، وجد أبيه أَبُو قحافة لكلهم صحبة، وليست هذه المنقبة لغيرهم [2] .
4746- محمد بن عبد الرحمن مولى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم
(ع س) مُحَمَّد بْن عبد الرحمن. مولى رسول الله.
ذكره مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الحضرمي فِي المفاريد.
قَالَ أَبُو نعيم: هُوَ عندي غير متصل.
روى صفوان بْن سُلَيْم، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن يَزِيدَ مولى الأسود، عَنْ مُحَمَّدِ بن عبد الرحمن مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم قال: قال رسول الله: «من كشف عورة امرأة فقد وجب عَلَيْهِ صداقها» .
قَالَ أَبُو موسى: لَيْسَ عَلَى ما قَالَ أَبُو نعيم: إنه غير متصل، أراه ابن البيلماني [3] ، وقد ترجمه عبدان بْن مُحَمَّد بْن عِيسَى الْمَرْوَزِيّ فِي كتاب «معرفة الصحابة» لمحمد بْن ثوبان، وأورد لَهُ هَذَا الحديث عَنْ قُتَيْبَة، عَنِ اللَّيْث، عَنْ عُبَيْد اللَّه وقال فِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ثوبان. وقال عبدان:
لا أدري لَهُ رؤية أم لا، إلا أني رأيت بعض أصحابنا وضعه فِي المسند.
قَالَ أَبُو موسى: وهذا إنما هُوَ مُحَمَّد بْن عبد الرحمن بْن ثوبان تابعي، من أصحاب أَبِي هريرة، وروي لَهُ ما أَخْبَرَنَا بِهِ أَبُو موسى إجازة: أَنْبَأَنَا القاضي أَبُو سهل بْن عزيزة، أَنْبَأَنَا عبد الوهاب ابن مُحَمَّد، أَنْبَأَنَا أَبِي، أَنْبَأَنَا أحمد بْن مُحَمَّد بْن العباس، أَنْبَأَنَا بشر بْن موسى، أَنْبَأَنَا يحيى
__________
[1] كتاب نسب قريش: 278.
[2] قال ذلك موسى بن عقبة، كما في الإصابة الترجمة 8307: 3/ 453، وقال الحافظ ابن حجر: «وتلقاه عنه جماعته، واستدرك بعضهم عليه عبد الله بن الزبير، فإنه هو وأمه أسماء بنت أبى بكر وجدها وأباه (كذا، والصواب: وأبوها وجدها) أربعة في نسق. وقد يلحق بذلك ابن أسامة بن زيد بن حارثة، الثلاثة في تراجمهم، واما ابن أسامة فلم يسم. وذكر الواقدي أن أسامة زوجه النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وولد له في عهده» .
[3] في المطبوعة: «ابن السلماني» . والصواب عن المصورة. وينظر ترجمته وترجمة أبيه في الخلاصة.(4/327)
ابن إِسْحَاق، أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَعْفَر، عَنْ صفوان بْن سُلَيْم، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن يَزِيدَ مولى الأسود بْن سفيان، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن ثَوْبَانَ مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ قَالَ: قَالَ النَّبِيّ، مثله. قَالَ أَبُو موسى: وَإِنما أوردنا هَذَا وأمثاله لئلا يقع إِلَى غمر [1] فيظن أَنَّهُ صحيح، حَيْثُ أورده الحفاظ فِي جملة الصحابة، وأننا غفلنا فلم نورده، فيستدركه علينا، كما استدركه أَبُو زكريا عَلَى جده.
أخرجه أَبُو نعيم وَأَبُو موسى.
4747- محمد بن أبى عبس
(د) مُحَمَّد بْن أَبِي عبس بْن جبر الأنصاري.
ذكره ابن منيع فِي الصحابة، والحديث عن أبيه [2] .
أخرجه ابن مندة مختصرا.
4748- محمد بن عدي
(د ع) مُحَمَّد بْن عدي بْن ربيعة بْن سعد بْن سواءة بْن جشم بْن سعد.
عداده فِي أهل المدينة.
روى عَبْد الْمَلِكِ بْن أَبِي سوية المنقري، عَنْ جد أبيه خليفة- وَكَانَ [3] خليفة مسلما- قَالَ:
سألت مُحَمَّد بْن عدي بْن ربيعة بْن سعد بْن سواءة بْن جشم بْن سعد: كيف سماك أبوك مُحَمَّدا؟
فضحك، ثُمَّ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي عدي بْن ربيعة [4] قَالَ: خرجت أنا وسفيان بْن مجاشع بْن دارم، ويزيد بْن ربيعة بْن كابية [5] بْن حرقوص بْن مازن، وأسامة بْن مالك بْن العنبر- نريد ابن جفنة، فلما قربنا مِنْه نزلنا إِلَى شجرات وغدير، فأشرف علينا ديراني [6] فقال: إِنِّي أسمع لغة ليست لغة
__________
[1] الغمر: من لم يجرب الأمور.
[2] ستأتي ترجمة أبيه في الكنى من هذا الكتاب.
[3] تقدمت ترجمته برقم 1480: 2/ 145.
[4] تقدمت ترجمة أبيه برقم 3605: 4/ 10، 11.
[5] في المطبوعة: «كابنه» . وهو خطأ، ووقع في جمهرة أنساب العرب لابن حزم 200: «كافية» . وهو خطأ أيضا.
والصواب «كابية» ، كما في معجم الشعراء للمرزباني، ترجمة مالك بن الريب: 265. فمالك ينتسب إلى ربيعة بن كابية، وسمط اللآلي: 1/ 419، وتاج العروس، مادة: حرقص، وينظر أيضا ديوان مالك بن الريب: 53، بمجلة معهد المخطوطات العربية، المجلد: 15، الجزء الأول. وقد ورد على الصواب أيضا في النشرة الثانية لجمهرة أنساب العرب: 211.
[6] الديراني: صاحب الدير، نسبة إلى الدير، وهو متعبد النصارى، ويقال له أيضا: ديار على وزن فعال.(4/328)
أهل هَذِه البلاد. فقلنا: نعم، نحن قوم من مضر. قَالَ: أي المضريين؟ قلنا من خندف. قَالَ:
إنه يبعث وشيكا نبي منكم، فخذوا نصيبكم مِنْه تسعدوا. قلنا: ما اسمه؟ قَالَ: مُحَمَّد. قال:
فأتينا ابن جفنة، فقضينا حاجتنا من عنده، ثُمَّ انصرفنا، فولد لكل منا ابن، فسماه مُحَمَّدا.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
قلت: وهذا أيضا لَمْ يدرك رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، لأنه أقدم من زمان النبي، وقد تقدم القول فِي مُحَمَّد بْن سفيان، ومحمد بن أحيحة.
4749- محمد بن عطية
(د ع) مُحَمَّد بْن عطية السعدي، أَبُو عروة.
روى عَبْد اللَّهِ بْن الضحاك ورواد بْن الجراح، عَنِ الأوزاعي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خراشة، عن عروة ابن مُحَمَّد بْن عطية، عَنْ أبيه قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «ثلاث إذا رأيتهن فعند ذَلِكَ إخراب العامر وعمارة الخراب: أن يكون المنكر معروفا، والمعروف منكرا، وأن يتمرس الرجل بالأمانة كما يتمرس البعير بالشجرة» [1] .
رواه أَبُو المغيرة وغيره، عَنِ الأوزاعي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خراشة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عروة، عَنْ أبيه. فيكون الحديث لعروة. وأخرجه ابن مندة، وأبو نعيم.
4750- محمد بن علبة القرشي
(د ع) مُحَمَّد بْن علبة القرشي [2] .
لَهُ ذَكر فِي حديث واحد، رواه عمرو بْن الحارث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أسلم أبي عمران عن هبيب بن مغفل: [3] أنه رأى محمد بن علبة القرشي يجر إزاره، فنظر إليه هبيب فقال: أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «من وطئه خيلاء وطئه فِي النار؟!» أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو نعيم- وذكره: حسب بعض المتأخرين- يعني ابن
__________
[1] أي: يتلعب بدينه ويعبث به، كما يعبث البعير بالشجرة، ويتحكك بها.
[2] في المطبوعة: «علية» ، بالياء. والمثبت عن المصورة، فهكذا ضبط فيها بضم العين، وبالباء الموحدة. وفي الإصابة، الترجمة 7797/ 3/ 360: «ذكره عبد الغنى به سعيد وقال: له صحبة، وضبط أباه بضم المهملة، وسكون اللام، بعدها موحدة.
وتبعه ابن ماكولا» .
[3] كذا ضبط في المشتبه للذهبى: 603، والإصابة.(4/329)
منده- أن ذكر هبيب لَهُ يوجب صحبة! وروى عَنْ أَبِي بكر بْن مالك، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن أحمد، عَنْ أبيه، عَنْ هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ- قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَسَمِعْتُهُ أنا من هارون- قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ ابن وهب، أَنْبَأَنَا عَمْرو بْن الحارث، عَنْ يَزِيدَ بن أبي حبيب، عن أسلم أبي عمران، عن هبيب ابن مغفل: أنه رأى محمدا القرشي يجر إزاره، فنظر إليه هبيب وقال: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلّم بقول: «من وطئه خيلاء وطئه فِي النار» [1] .
ورواه ابن لهيعة، عَنْ يزيد. ولم يسم مُحَمَّدا [2] . وقال: أدخله بعض الرواة فِي جملة الصحابة بحضوره مجلس هبيب، ولو جاز أن يعد من شاهد بعض الصحابة، أو خاطبه بعض الصحابة من جملة الصحابة، لكثر هَذَا النوع واتسع! ولم يذكر أحد من الأئمة المتقدمين مُحَمَّد بْن علبة فِي الصحابة، ولا عدوه منهم.
قلت: قد بالغ أَبُو نعيم فِي ذم ابن منده، حَيْثُ جعله بهذه المثابة من الجهل، أَنَّهُ جعل من الصحابة من رآهم أو خاطبهم، فهذا يؤدي إِلَى أن جميع التابعين يعدون من الصحابة، ولم يفعله ابن منده ولا غيره، وَإِنما ابن منده ذكر فِي حديثه قَالَ: «فنظر إليه هبيب قَالَ:
أما سمعت رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقول؟!» وهذا يدل عَلَى الصحبة والسماع، وَإِن كَانَ قد جاء رواية أخرى لا تقتضي السماع، فلا حجة عَلَيْهِ فِيهِ، فإنهما وغيرهما ما زالا يفعلان هَذَا وأشباهه، فلا لوم عَلَى ابن منده. وقد ذكره ابن ماكولا فِي الصحابة فقال: «مُحَمَّد بْن علبة لَهُ صحبة، عداده فِي المصريين، حديثه مذكور في حديث هبيب بْن مغفل، ومسلمة بْن مخلد» . وهذا يؤيد قول ابن مندة.
4751- محمد بن عمرو بن حزم
(ب د ع) مُحَمَّد بْن عَمْرو بْن حزم الأنصاري. تقدم نسبه عند ذكر أبيه، كنيته أَبُو الْقَاسِم. وقيل: أَبُو سُلَيْمَان. وقيل: أَبُو عَبْد الْمَلِكِ.
ولد سنة عشر من الهجرة بنجران، وأبوه عامل رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم، وقيل: ولد قبل وفاة رَسُول اللَّهِ بسنتين. سماه أبوه محمدا، وكناه أبا سُلَيْمَان، وكتب إِلَى النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وآله وسلّم بذلك، فكتب إليه رسول الله: سمّه محمدا، وكنّه أبا عبد الملك.
__________
[1] مسند الإمام أحمد: 3/ 437، 4/ 237.
[2] تقدمت ترجمته برقم 3899: 4/ 214.(4/330)
وَكَانَ مُحَمَّد بْن عَمْرو فقيها فاضلا من فقهاء المسلمين. روى عَنْ أبيه وعن غيره من الصحابة، روى عَنْهُ جماعة من أهل المدينة، وابنه أَبُو بكر كَانَ فقيها أيضا، روى عَنْهُ [1] الزُّهْرِيّ.
وقتل مُحَمَّد يَوْم الحرة سنة ثلاث وستين أيام يزيد بْن معاوية، قتله أهل الشام.
روى الْمَدَائِنيّ أن بعض أهل الشام رَأَى فِي منامه أَنَّهُ يقتل رجلا اسمه مُحَمَّد، فيدخل بقتله النار. فلما سير يزيد الجيش إلي المدينة كتب ذلك الرجل في ذلك الجيش، وسار معهم إِلَى المدينة، فلم يقاتل خوفا مما رَأَى، فلما انقضت الحرب مشي بين القتلى، فرأى مُحَمَّد ابن عَمْرو جريحا، فسبه مُحَمَّد، فقتله الشامي. ثُمَّ ذكر الرؤيا، فأخذ معه رجلا من أهل المدينة، ومشيا بين القتلى، فرأى مُحَمَّد بْن عَمْرو، فحين رآه المدني قتيلا قَالَ: «إِنَّا للَّه وإنا إليه راجعون، والله لا يدخل قاتل هَذَا الجنة أبدا» ! قَالَ الشامي: ومن هُوَ؟ قَالَ: هُوَ مُحَمَّد بْن عَمْرو بْن حزم. فكاد الشامي يموت غيظا.
أخرجه الثلاثة.
4752- محمد بْن عمرو بْن العاص
(ب د ع) مُحَمَّد بْن عَمْرو بْن العاص القرشي السهمي. تقدم نسبه عَند ذكر [2] أبيه.
قَالَ العدوي: صحب رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلّم، وتوفّى رسول الله وهو حدث.
قَالَ الواقدي: شهد صفين، وقاتل فيها، ولم يقاتل أخوه عَبْد اللَّهِ.
وقال الزبير مثله، وقال: لا عقب لمحمد بْن عَمْرو [3] .
وقال الزُّهْرِيّ: أبلى مُحَمَّد بْن عَمْرو بصفين، وقال فِي ذَلِكَ شعرا:
ولو شهدت جمل مقامي ومشهدي ... بصفين يوما، شاب منها الذوائب [4]
غداة أتى أهل العراق كأنهم ... من البحر لج [5] ، موجه متراكب
وجئناهم نمشي كأن صفوفنا ... سحائب جون [6] رقّقتها الجنائب
__________
[1] في المصورة: «روى عن الزهري» . وهو خطأ، ينظر ترجمة «أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم» في الخلاصة.
[2] ينظر الترجمة 3965: 4/ 244.
[3] ينظر كتاب نسب قريش لمصعب: 411.
[4] الذوائب: جمع ذؤابة، وهي شعر في أعلى الناصية.
[5] اللج- بضم اللام-: معظم الماء.
[6] الجون- بضم الجيم-: السود، جمع جون، بفتحها. والجنائب: الرياح.(4/331)
فقالوا لنا: إنا نرى أن تبايعوا ... عليا. فقلنا: بَلْ نرى أن تضاربوا
فطارت علينا بالرماح كماتهم ... وطرنا إليهم، فِي الأكف قواضب [1]
إذا ما أقول: استهزموا. عرضت لنا ... كتائب منهم وارجحنّت كتائب [2]
فلاهم يولّون الظّهور فيدبروا ... ونحن كماهم نلتقي ونضارب
أخرجه الثلاثة.
4753- محمد بن عمير بن عطارد
(د ع) مُحَمَّد بْن عمير بْن عطارد.
ذكر فِي الصحابة، ولا تعرف لَهُ صحبة ولا رؤية. وَكَانَ سيد أهل الكوفة فِي زمانه، وَكَانَ عَلَى أذربيجان، فحمل عَلَى ألف فرس ألف رجل من بكر بْن وائل، وكانوا فِي بعث.
روى حماد بْن سلمة، عن أبي عمران الجوني، عن محمد بن عمير بْن عطارد: أن النَّبِيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم كَانَ فِي نفر من أصحابه، فجاء جبريل فنكت فِي ظهره، فذهب إِلَى شجرة فيها مثل وكرى الطائر، فقعد فِي أحدهما وأقعده فِي الآخر، وغشيهم النور، فوقع جبريل عَلَيْهِ السلام مغشيا عَلَيْهِ كأنه حلس [3]- قَالَ: فعرفت فضل خشيته عَلَى خشيتي. فأوحى اللَّه إلي: أنبي عبد أم نبي ملك؟ وَإِلى الجنة ما أنت؟ فأومأ إلي جبريل: أن تواضع. فقلت نبي عبد [4] أَبُو عمران الجوني أدرك غير واحد من الصحابة، ومنهم: أنس وجندب.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
4754- محمد بن أبى عميرة
(د ع) مُحَمَّد بْن أَبِي عميرة المزني.
لَهُ صحبة، يعد فِي الشاميين. روى عَنْهُ جبير بن نفير.
__________
[1] القواضب: السيوف، يقال: سيف قاضب، أي: قاطع.
[2] ارجحنت: ارتفعت وذهبت.
[3] الحلس- بكسر فسكون-: الكساء الّذي يلي ظهر البعير تحت القتب. والعرب تشبه بالحلس إذا أريد الدلالة على لزوم الأمر وعدم مفارقته، ومنه قوله عليه السلام: «كونوا أحلاس بيوتكم» ، أي: ألزموها. وقول أبى بكر: «كن حلس بيتك» أي: الزمه. وقول بنى فزارة لأبى بكر: «نحن أحلاس الخيل» ، يريدون ملازمتهم لظهورها. والمعنى: أن جبريل عليه السلام لزم مكانه، وكان مثله مثل الكساء الّذي يلي ظهر البعير، فهو ملتصق، لا يفارقه.
[4] أخرجه البيهقي في الدلائل. ينظر مخطوطة دار الكتب رقم 701 حديث، الجزء الثاني، ورقة: 111، وذلك بعد أن رواه عن أبى بكر القاضي، عن أبى جعفر محمد بن على بن دحيم، عن محمد بن الحسين بن أبى الحنين، عن سعيد بن منصور، عن الحارث بن عبيد، عن أبى عمران الجونى، عن أنس بن مالك. ثم قال: «هكذا رواه الحارث بن عبيد. ورواه حماد بن سلمة، عن أبي عمران الجوني، عن محمد بن عمير بن عطارد، وذكره.
هذا وينظر تفسير ابن كثير، عند تفسير الآية الأولى من سورة الإسراء: 5/ 8، 9 بتحقيقنا.(4/332)
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ كِتَابَةً بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ: حَدَّثَنَا دُحَيْمٌ أَنْبَأَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ ثَوْرِ بْن يَزِيدَ، عَنْ خَالِد بْن مَعْدَانَ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَمِيرَةَ وَكَانَ مِنْ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ- قَالَ: «لَوْ أَنَّ عَبْدًا خَرَّ عَلَى وَجْهِهِ مِنْ يَوْمِ وُلِدَ إِلَى أَنْ يَمُوتَ هَرَمًا فِي طَاعَةِ اللَّهِ تَعَالَى، لَحَقَّرَ ذَلِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَوَدَّ أَنَّهُ ازْدَادَ مِمَّا يَرَى مِنَ الأَجْرِ وَالثَّوَابِ» [1] .
كَذَا رَوَاهُ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ مَوْقُوفًا. وَرَوَاهُ بَحِيرُ [2] بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ فَقَالَ:
عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عبد، عن النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، [3] مِثْلَهُ.
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ وَأَبُو نُعَيْمٍ. عميرة بفتح العين، وكسر الميم.
4755- محمد بن فضالة
(ع) مُحَمَّد بْن فضالة بْن أنس، وقيل: مُحَمَّد بْن أنس بْن فضالة.
وقد تقدم إخراجه فِي موضعه من «المحمدين [4] » أخرجه كذا أبو نعيم.
4756- محمد بن قيس الأشعري
(د ع) مُحَمَّد بْن قيس الأشعري، أخو أَبِي موسى. وقد تقدم نسبه عند ذكر أَبِي موسى [5] روى طلحة بْن يَحْيَى، عَنْ أَبِي بردة بْن أَبِي موسى، عَنْ أبيه قَالَ: خرجنا إِلَى رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله وسلم فِي البحر حين جئنا إِلَى مكة: أنا، وأخوك، ومعي أَبُو بردة بْن قيس، وَأَبُو عَامِر بْن قيس، وَأَبُو رهم بْن قيس، وَمُحَمَّد بْن قيس، وخمسون من الأشعريين، وستة من عك، ثُمَّ هاجرنا فِي البحر حَتَّى أتينا المدينة، فكان رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم يقول: للناس هجرة، ولكم هجرتان.
ورواه ابن أَبِي بردة، عَنْ آبائه فقال: خرجت ومعي إخوتي، ولم يذكر فيهم مُحَمَّدا. أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو نعيم: هَذَا وهم فاحش، روى أَبُو كريب، عَنْ أَبِي أسامة، عَنْ يَزِيدُ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قال: خرجنا من اليمن فِي بضع وخمسين رجلا من قومي، ونحن ثلاثة إخوة هم: أَبُو موسى، وَأَبُو رهم، وَأَبُو بردة، فأخرجتنا سفينتنا إِلَى النجاشي بأرض الحبشة، وعنده جَعْفَر وأصحابه، فأقبلنا جميعا فِي سفينة إلى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم
__________
[1] أخرجه الإمام أحمد عن على بن إسحاق، عن عبد الله بن المبارك، عن ثور بن يزيد بإسناده، المسند: 4/ 185.
[2] في المطبوعة والمصورة: «يحيى بن سعد» . والصواب عن المسند، والخلاصة.
[3] مسند الإمام أحمد: 4/ 185.
[4] ينظر الترجمة 4698: 5/ 80.
[5] تقدمت ترجمته برقم 3135: 3/ 18، واسمه: عبد الله بن قيس.(4/333)
حين افتتح خيبر، فما قسم رَسُول اللَّهِ لأحد غاب عن خيبر إلا لجعفر وأصحاب السفينة، وقال:
لكم الهجرة مرتين، هاجرتم إلى النجاشي، وهاجرتم إلي. ومما دل عَلَى وهمه ذكره فِي الحديث مجيئهم إِلَى مكة، ولم يختلف أن أبا موسى لَمْ يقدم إلا يَوْم خيبر.
4757- محمد بن قيس بن مخرمة
(د ع) مُحَمَّد بْن قيس بْن مخرمة بْن المطلب بْن عبد مناف بن قصي.
قَالَ عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عبد العزيز [1] : رأيت فِي كتاب بعض من ألف أسماء الصحابة- يعني ابن أَبِي داود- وذكر مُحَمَّد بْن قيس بْن مخرمة فِي الصحابة، قَالَ: ولا أعلم أَنَّهُ سمع عَنْ رَسُول الله صلّى الله عليه وآله وسلم. روى أحمد بْن عَبْد اللَّهِ بْن يونس، عَنِ الثوري، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن المؤمل، عن محمد ابن عباد بْن جَعْفَر، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قيس بْن مخرمة، عَنْ رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله وسلم قَالَ: «من مات فِي أحد الحرمين، بعثه اللَّه يَوْم القيامة آمنا» .
ورواه الفريابي [2] عَنِ الثوري، فقال: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قيس بْن مخرمة، عَنْ أبيه. قَالَ ابن منده وَأَبُو نعيم: هُوَ من التابعين. وهما أخرجاه.
وقال أَبُو أحمد العسكري فِي ترجمة قيس بْن مخرمة: وقد لحق [3] ابناه مُحَمَّد وعبد اللَّه وهما صغيران. وروى عَنْ مُحَمَّد الحديث الّذي ذكرناه.
4758- محمد بن كعب بن مالك
(د ع) مُحَمَّد بْن كعب بْن مالك الأنصاري. تقدم نسبه فِي ترجمة أبيه [4] .
ذكر فِي حديث أَبِي أمامة إياس بْن ثعلبة.
روى عكرمة بْن عمار، عَنْ طارق بْن عبد الرحمن بْن الْقَاسِم [5] القرشي، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن كعب بْن مالك، عَنْ أَبِي أمامة قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله وسلّم: «من حلف على مال آخر، فاقتطعه
__________
[1] عبد الله بن محمد بن عبد العزيز هو أبو القاسم البغوي، كان محدثا حافظا مجودا مصنفا، عاش مائة وثلاث سنين، سمع أحمد بن منيع وعمه على بن عبد العزيز. توفى سنة 311 هـ. ينظر العبر للذهبى: 2/ 170.
[2] في المطبوعة: «الغريانى» . بالغين والنون، وفي المصورة: «الفرياني» . بالفاء والنون. والصواب ما أثبتناه، وهو محمد بن يوسف بن واقد بن عثمان الضبيّ، مولاهم، أبو عبد الله. ينظر المشتبه للذهبى: 507، والخلاصة.
[3] تقدم في ترجمة «عبد الله بن قيس» 3/ 370 عن أبى أحمد العسكري قوله: «وقد أدرك ابناه محمد وعبد الله» .
[4] تقدمت ترجمة كعب بن مالك برقم 4478: 4/ 487.
[5] في المطبوعة والمصورة: «طارق بن القاسم بن عبد الرحمن» . والمثبت عن ترجمته في الجرح والتعديل: 2/ 1/ 468، والتهذيب: 5/ 4.(4/334)
كاذبا بيمينه، فقد برئت مِنْه الجنة، ووجبت لَهُ النار» . فقال أخوك مُحَمَّد بْن كعب: يا رَسُول اللَّهِ، وَإِن كَانَ قليلا. فقلب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم عودا من أراك [1] بين أصبعيه وقال: وَإِن كَانَ عودا من أراك.
ورواه النضر بْن مُحَمَّد الجرشي، عَنْ عكرمة، ولم يذكر قول محمد. ورواه معبد بن كعب ابن مالك، عَنْ أخيه عَبْد اللَّهِ بْن كعب، عَنْ أَبِي أمامة بْن ثعلبة قَالَ: فقال رجل: «وَإِن كَانَ شيئا يسيرا؟ [2] » .
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم: ذكر مُحَمَّد فِي هَذَا الحديث وهم فقد رواه النضر الجرشي، ولم يذكر مُحَمَّدا، ورواه معبد عَنْ أخيه عَبْد اللَّهِ، عَنْ أَبِي أمامة، ولم يذكر مُحَمَّدا، قَالَ:
والصحيح من ذكر مُحَمَّد بْن كعب فِي هَذَا الحديث أَنَّهُ سمع أخاه عَبْد اللَّهِ بْن كعب، عَنْ أَبِي أمامة، رواه الْوَلِيد بْن كَثِير، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كعب، عن أخيه، كما ذكرناه، والله أعلم.
4759- محمد بن محمود
(س) مُحَمَّد بْن مَحْمُود.
ذكره عبدان الْمَرْوَزِيّ فِي الصحابة وقال: قد سَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم. وروى عَنْ أَبِي سَعِيد الأشج، عَنْ أَبِي خَالِد، عَنْ يَحيى بْن سَعِيد، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمُود قَالَ: رَأَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم أعمى يتوضأ، فلما غسل يديه ووجهه، جعل النَّبِيّ يقول: اغسل باطن قدميك. فجعل يغسل باطن قدميه.
وقال عبدان أَنْبَأَنَا الْحَسَن بْن أَبِي أمية وَأَبُو موسى قالا: حَدَّثَنَا ابن نمير، عَنْ يَحْيَى، نحوه.
وقال ابن أَبِي حاتم: مُحَمَّد بْن مَحْمُود بْن عَبْد اللَّهِ بْن مسلمة، ابن أخي مُحَمَّد بْن مسلمة، حدث عن أبيه، روى عَنْهُ ابنه سُلَيْمَان- قَالَ: وروى يَحْيَى بْن سَعِيد، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمُود، أراه هَذَا.
أخرجه أبو موسى.
__________
[1] الأراك: شجرة طويلة خضراء ناعمة كثيرة الورق والأغصان، يتخذ منها السواك.
[2] أخرجه الإمام أحمد عن سليمان بن داود، عن إسماعيل بن جعفر، عن العلاء، عن معبد، بإسناده مثله، المسند:
5/ 260 وكذا أخرجه مسلم عن يحيى بن أيوب وآخرين باسناده إلى معبد، مثله. ينظر كتاب الإيمان، باب وعيد من اقتطع حق مسلم بيمين فاجرة» : 1/ 85.(4/335)
4760- محمد بن مخلد
(س) مُحَمَّد بْن مخلد بْن سحيم بْن المستورد بْن عَامِر بْن عدي بْن كعب بْن نضلة.
شهد فتح مكة.
أخرجه أَبُو موسى مختصرا.
4761- محمد بن مسلمة
(ب د ع) مُحَمَّد بْن مسلمة بْن خَالِد بْن عدي بْن مجدعة بْن حارثة بْن الحارث بن الخزرج ابن عمرو بْن مالك بْن الأوس الأنصاري الأوسي ثُمَّ الْحَارِثِيّ، حليف بني عبد الأشهل. يكنى أبا عَبْد الرَّحْمَن. وقيل: أَبُو عَبْد اللَّهِ.
شهد بدرا وأحدا والمشاهد كلها مع رَسُول الله صلّى الله عليه وآله وسلم إلا تبوك، ومات بالمدينة، ولم يستوطن غيرها.
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بِإِسْنَادِهِ عن يونس بْن بكير، عَنِ ابن إِسْحَاق، في تسمية من شهد بدرا من الأنصار، مِنْ بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ، قَالَ: «وَمِنْ حُلَفَائِهِمْ: مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، حَلِيفٌ لَهُمْ مِنْ بَنِي حَارِثَةَ [1] » .
وهو أحد الَّذِينَ قتلوا كعب بْن الأشرف. واستخلفه رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وآله وسلم عَلَى المدينة فِي بعض غزواته، قيل: كانت غزوة قرقرة الكدر [2] . وقيل: غزوة تبوك.
واستعمله عمر بْن الخطاب عَلَى صدقات جهينة، وهو كَانَ صاحب العمال أيام عمر، كَانَ عمر إذا شكي إليه عامل، أرسل مُحَمَّدا يكشف الحال. وهو الَّذِي أرسله عمر إِلَى عماله ليأخذ شطر أموالهم، لثقته بِهِ.
واعتزل الفتنة بعد قتل عثمان بْن عفان، واتخذ سيفا من خشب، وقال: بذلك أمرني رَسُول الله.
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 686.
[2] الكدر: موضع قرب المدينة على ثمانية برد منها. وفي مراصد الاطلاع: «ماءة لبني سليم بالحجاز في ديار غطفان ناحية المعدن» . وكان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم خرج إلى قرقرة الكدر لجمع من سليم، فوجد الحي خلوفا (وخلوف- بضمتين- يعنى غاب الرجال وأقام النساء) ، فاستاق النعم، وكانت غيبته فيه خمس عشرة ليلة. ينظر تاج العروس، مادة: كدر، ومراصد الاطلاع، مادة: كدر، أيضا. كما ينظر سيرة ابن هشام، في حديث بئر معونة: 2/ 186.(4/336)
أخبرنا أبو الفضل عبد الله بن أحمد الطُّوسِيُّ، أَنْبَأَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَارِئُ، أَنْبَأَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ شَاهِينَ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَاسِيٍّ [1] ، أَنْبَأَنَا الحسين [2] ابن عَلُّوَيْهِ الْقَطَّانُ، أَنْبَأَنَا سَعِيدُ بْنُ عِيسَى، أَنْبَأَنَا طَاهِرُ بْنُ حَمَّادٍ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ الأَحْوَلِ، عَنْ طَاوُسٍ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ: أَعْطَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ سَيْفًا، وَقَالَ: «قَاتِلْ بِهِ الْمُشْرِكِينَ، فَإِذَا اخْتَلَفَ الْمُسْلِمُونَ بَيْنَهُمْ فَاكْسِرْهُ عَلَى صَخْرَةٍ، ثُمَّ كُنْ حِلْسًا [3] مِنْ أَحْلاسِ بَيْتِكَ» . ولم يشهد من حروب الفتنة شيئا. وممن قعد فِي الفتنة: سعد بن أبى وقاص، وأسامة ابن زيد، وعبد اللَّه بْن عمر بْن الخطاب، وغيرهم.
وقيل: إنه هُوَ الَّذِي قتل مرحبا اليهودي. والصحيح الَّذِي عَلَيْهِ أكثر أهل السير والحديث أن عَليّ بْن أَبِي طالب قتل مرحبا.
وقال حذيفة بْن اليمان: إِنِّي لأعلم رجلا لا تضره الفتنة: مُحَمَّد بْن مسلمة. قَالَ الراوي:
فأتينا الربذة [4] فإذا فسطاط مضروب، وَإِذَا فِيهِ مُحَمَّد بْن مسلمة، فسألناه فقال: لا نشتمل عَلَى شيء من أمصارهم حَتَّى ينجلي الأمر عما انجلى.
وتوفي بالمدينة سنة ست وأربعين، أو سبع وأربعين. وقيل: غير ذَلِكَ. قيل: كَانَ عمره سبعا وسبعين سنة.
وَكَانَ أسمر شديد السمرة، طويلا أصلع، وخلف من الولد عشرة ذكور، وست بنات.
أخرجه الثلاثة [5] .
__________
[1] في المطبوعة: «ماشى» وبالشين المعجمة. والمثبت عن المصورة، والعبر للذهبى: 2/ 351، والمشتبه للذهبى، تعليق المحقق: 565.
[2] كذا في المطبوعة، ومثله في المصورة بضم الحاء. وفي العبر للذهبى 2/ 313، 360: «الحسن بن علوية القطان» .
[3] تقدم تفسير «الحلس» في ترجمة محمد بن عمير بن عطارد.
[4] الرَّبَذَة- بفتح الراء والباء والذال-: من قرى المدينة، على ثلاثة أميال منها، على طريق الحجار، إذا رحلت من قيد تريد مكة، بها قبر أبى ذر، خربت في سنة تسع عشرة وثلاثمائة، بفعل القرامطة.
[5] الاستيعاب، الترجمة 2344: 3/ 1377.(4/337)
4762- محمد ابو مهند
(ع س) مُحَمَّد أَبُو مهند المزني.
ذكره مطين فِي الوحدان. روى نصر بْن مزاحم، عَنْ عمر الأعرج المزني، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
قَالَ رَسُول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: «قرض مرتين كصدقة مرة» . قَالَ أَبُو نعيم: لا تصح لَهُ صحبة.
أخرجه أَبُو نعيم، وأبو موسى.
4763- محمد بن نبيط
(س) مُحَمَّد بْن نبيط بْن جابر.
ولد عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وسلم، وسماه مُحَمَّدا، وحنكه، قاله ابن القداح.
أخرجه أبو موسى مختصرا.
4764- محمد بن نضلة
(د ع) مُحَمَّد بْن نضلة الأسدي. تقدم نسبه عند ذكر أخيه محرز [1] هاجر هُوَ وأخوه محرز إِلَى رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله وسلم. وعداد نضلة فِي حلفاء الأنصار.
قَالَ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق: وممن هاجر إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم: مُحَمَّد ومحرز ابنا [2] نضلة.
أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم.
4765- محمد بن هشام
(د ع) مُحَمَّد بْن هِشَام.
عداده فِي أهل المدينة، مجهول، ذكر فِي الصحابة ولا يعرف. وذكره القاضي أَبُو أحمد فِي الصحابة، وقال: يعد فِي المدنيين، مجهول [3] لا يعرف. حديثه عند اللَّيْث، عَنِ ابن الهاد، عَنْ صفوان بْن نَافِع، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هِشَام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «حديثكم بينكم أمانة، ولا يحل لمؤمن أن يرفع عَلَى مؤمن قبيحا» . سُئِلَ عَنْهُ عَليّ بْن المديني فقال: مجهول لا أعرفه.
أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم.
__________
[1] ينظر الترجمة 4685: 5/ 73.
[2] لم نجد في سيرة ابن هشام ذكرا لمحمد، وأما محرز فهو ثابت فيها، ينظر سيرة ابن هشام: 1/ 472.
[3] في المطبوعة: «مخمول لا يعرف» . والصواب عن المصورة.(4/338)
4766- محمد بن هلال
(س) مُحَمَّد بْن هلال بْن المعلى. سماه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم مُحَمَّدا، وشهد فتح مكة.
أخرجه أَبُو موسى مختصرا.
4767- محمد بن يفديدويه
(س) مُحَمَّد بْن يفديدويه [1] الهروي. قيل: كَانَ اسمه «يفودان» فسماه رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله وسلم مُحَمَّدا.
ذكره أَبُو إِسْحَاقَ بْن ياسين فِي تاريخ هراة، فيمن قدمها من الصحابة.
روى أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيم بْن عَليّ بْن بالويه الزنجاني بهراة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مردان شاه الزنجاني- وزعم أَنَّهُ ثقة، وَكَانَ قد أتى عَلَيْهِ مائة وتسع سنين- عَنْ أحمد بْن عبدة الجرجاني، عَنْ يفودان بْن يفديدويه الهروي قَالَ: حاربت رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله وسلم فِي شركي، ثُمَّ أسلمت عَلَى يدي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم، فسماني مُحَمَّدا- قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم: إذا قل الدعاء نزل البلاء، وَإِذَا جار السلطان احتبس المطر، وَإِذَا خان بعضهم بعضا صارت الدولة للمشركين، وَإِذَا منعوا الزكاة ماتت المواشي، وإذا كثر الزنا تزلزلت الأرض، وَإِذَا شهدوا بالزور نزل الطاعون من السماء. وقال: قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم: «العلم خليل المؤمن، والعقل دليله، والعمل قيمه، والرفق أمير جنوده» .
أخرجه أَبُو موسى.
4768- محمد
(س) مُحَمَّد غير منسوب.
ذكره أَبُو حَفْص بْن شاهين فِي الصحابة. روى سلام بْن أَبِي الصهباء، عَنْ ثابت قَالَ: حججت فدفعت إِلَى حلقة فيها رجلان أدركا النَّبِيّ صلى الله عليه وآله وسلم أخوان، أحسب أن اسم أحدهما مُحَمَّد- قال: وهما يتذاكران الوسواس، قالا: خرج علينا رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم فقال: ما تذاكران؟
فقالا: يا رَسُول اللَّهِ، الوسواس، أن يقع أحدنا من السماء أحب إليه أن يتكلم بما يوسوس إليه.
قَالَ: وقد أصابكم؟ قالوا: نعم. قَالَ: فإن ذَلِكَ محض الإيمان. قَالَ ثابت: فقلت أنا: يا ليت
__________
[1] ضبطه الحافظ في الإصابة 3/ 365، فقال: «بفتح التحتانية، أوله، وسكون الفاء، وكسر الدال، بعدها تحتانية أيضا، ثم دال مهملة» . هذا وهو في المصورة بذال معجمة ثانية.(4/339)
اللَّه أراحنا من ذَلِكَ المحض. فانتهراني وقالا: نحدثك عَنْ رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وآله وسلم وتقول: يا ليت اللَّه أراحنا [1] ! أخرجه أبو موسى.
4769- محمود بن الربيع
(ب د ع) مَحْمُود بْن الربيع بْن سراقة الأنصاري الخزرجي. قيل: إنه من بني الحارث ابن الخزرج. وقيل: من بني سالم بْن عوف. وقد قيل: إنه من بني عبد الأشهل، فعلى هَذَا القول يكون من الأوس، يكنى أبا نعيم، وقيل: أَبُو مُحَمَّد.
يعد فِي أهل المدينة. عقل مجة مجها رَسُول اللَّهِ صلّى الله عليه وآله وسلم من دلو فِي بئرهم [2] . وحفظ ذَلِكَ وله أربع سنين، وقيل: خمس سنين.
روى عَنْهُ أنس بْن مالك، والزُّهْرِيّ، ورجاء بْن حيوة.
وتوفي سنة تسع وتسعين، وقيل: سنة ست وتسعين.
أخرجه الثلاثة.
4770- محمود بن ربيعة
(ب) مَحْمُود بْن ربيعة. رجل من الأنصار.
مخرج حديثه عَنْ أهل مصر وأهل خراسان، فِي كالئ المرأة، والدين الَّذِي لا يؤدي.
أخرجه أبو عمر مختصرا.
4771- محمود بن عمرو بن سعد
(س) مَحْمُود بْن عَمْرو بْن سعد.
كذا ترجمه عبدان، وقال: حديثه عَنْ رَسُول اللَّهِ صلّى الله عليه وآله وسلم أن اللَّه عَزَّ وَجَلَّ وعدني فِي ثلاثمائة ألف من أمتي، فقال أَبُو بكر: زدنا يا رسول الله.
__________
[1] قال الحافظ في الإصابة 3/ 366: «قال البغوي: لا أعلم بهذا الإسناد غيره. وهو غريب» .
[2] أخرجه الإمام أحمد في مسندة: 5/ 429 عن محمود بن لبيد.(4/340)
وقد اختلف فِي إسناده، فقال سَعِيد بْن بشير، عَنْ قتادة، عَنْ أَبِي بكر بْن أنس، عَنْ مَحْمُود بْن عمير: وقال معمر: عَنْ قتادة، عَنْ أنس- أو عَنِ النضر بْن أنس- عَنْ أنس.
وقال معاذ بْن هِشَام: عَنْ أبيه، عَنْ قتادة، عَنْ أَبِي بكر بْن عمير، عَنْ أبيه. وقال ثابت:
عَنْ أَبِي يزيد، عَنْ عمر، أو: عَامِر بن عمير. أخرجه أبو موسى.
4772- محمود بن عمير بن سعد
(د ع) مَحْمُود بْن عمير بْن سعد الأنصاري.
حديثه عَند أَبِي بكر بْن أنس. روى سعيد بن بشير، عن قتادة، عن أَبِي بكر بْن أنس، عَنْ مَحْمُود بْن عمير قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وسلم: إن اللَّه تعالى وعدني فِي ثلاثمائة ألف من أهلي. فقال أَبُو بكر: زدنا يا رَسُول اللَّهِ. فقال هكذا [1] ، وحثى بيده. فقال أَبُو بكر: يا رَسُول اللَّهِ، زدنا.
فقال بكفيه هكذا، وحثى بهما. فقال أَبُو بكر: زدنا يا رَسُول اللَّهِ! فقال عمر: حسبك يا أبا بكر: فإن اللَّه تعالى لو شاء أن يدخل الجنة فِي حفنة واحدة لفعل. فقال رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم صدق عمر [2] : أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم. وهذا الاسم هُوَ الَّذِي أخرجه أَبُو موسى فِي الترجمة التي قبل هَذِه، وقال: مَحْمُود بْن عَمْرو. وتقدم الاختلاف في إسناده، فلا نعيده.
4773- محمود بن لبيد
(ب د ع) مَحْمُود بْن لبيد بْن رافع بْن امرئ القيس بْن زيد بْن عبد الأشهل الأنصاري الأوسي، ثُمَّ الأشهلي.
ولد عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، وأقام بالمدينة، وحدث عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحاديث، منها ما رواه عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ مَحْمُود بْن لبيد قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا حَمَاهُ الدُّنْيَا، كما يظل أحدكم يحمى سقيمه» [3] .
__________
[1] أي: أشار هكذا.
[2] أخرجه الإمام أحمد عن بهز، عن أبى هلال، عن قتادة، عن أنس بن مالك، ينظر المسند: 3/ 193.
[3] أخرجه الترمذي عن محمد بن يحيى بإسناده إلى عمارة، عن عاصم، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ بْنِ النعمان، وقال: «هذا، حديث غريب. وقد روى هذا الحديث عن محمود بْن لبيد، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم مرسلا. وقال الحافظ أبو العلى: وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان، والحاكم، وقال: صحيح. ينظر تحفة الأحوذي، أبواب الطب، الحديث 2107: 6/ 189.(4/341)
قَالَ أحمد بْن حنبل، وابن أَبِي خيثمة، وَإِبْرَاهِيم بْن المنذر، وَيَحْيَى بْن عَبْد اللَّهِ بْن بكير:
إنه ولد عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وسلم. وذكره البخاري بعد مَحْمُود بْن الربيع، فِي أول باب مَحْمُود.
وذكر ابن أَبِي حاتم أن البخاري قَالَ: لَهُ صحبة. قَالَ: وقال أَبِي: لا تعرف لَهُ صحبة [1] .
قَالَ أَبُو عمر: «قول البخاري أولى، والأحاديث التي رواها تشهد لَهُ، وهو أولى أن يذكر فِي الصحابة من مَحْمُود بْن الربيع، فإنه أسن مِنْه. وذكره مسلم فِي التابعين، فِي الطبقة الثانية منهم، فلم يصنع شيئا، ولا علم مِنْه ما علم غيره. وَكَانَ مَحْمُود بْن لبيد من العلماء. روى عَنِ ابن عباس، ومات سنة ست وتسعين [2] .
أخرجه الثلاثة.
4774- محمود بن مسلمة
(ب د ع) مَحْمُود بْن مسلمة الأنصاري. تقدم نسبه عند ذكر أخيه مُحَمَّد.
شهد مَحْمُود أحدا، والخندق، وخيبر، وقتل بخيبر.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر بْن السمين بِإِسْنَادِهِ إِلَى يونس، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: كَانَ أَوَّلَ مَا فُتِحَ مِنْ حُصُونِ خَيْبَرَ حِصْنُ نَاعمٍ، وَعِنْدَهُ قتل محمود بن مسلمة، ألقيت عليه رحى مِنْهُ فَقَتَلَتْهُ [3] .
قَالَ: وَأَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ الْمَرْوَزِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ خَيْبَرَ أَخَذَ اللِّوَاءَ أَبُو بَكْرٍ، فَرَجَعَ وَلَمْ يُفْتَحْ لَهُ، فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ أَخَذَهُ عُمَرُ، فَرَجَعَ وَلَمْ يُفْتَحْ لَهُ. وَقُتِلَ مَحْمُودُ بْنُ مَسْلَمَةَ، وَقِيلَ: إِنَّ مَحْمُودًا لَمَّا أُلْقِيَتْ عَلَيْهِ الرَّحَا سَقَطَتْ جِلْدَةُ جَبِينِهِ عَلَى وَجْهِهِ، فَمَكَثَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ، وَمَاتَ الْيَوْمَ الثَّالِثَ شَهِيدًا، وَذَلِكَ سَنَّةَ سِتٍّ فَقُبِرَ هُوَ وَعَامِرُ بْنُ الأَكْوَعِ بِالرَّجِيعِ فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ.
قاله أبو نعيم.
أخرجه الثلاثة.
4775- محمول
(س) محمول [4] . آخره لام. وهو أنصارى.
__________
[1] الجرح والتعديل لابن أبى حاتم: 4/ 1/ 289، 290.
[2] الاستيعاب، الترجمة 2347: 3/ 1379.
[3] سيرة ابن هشام، ذكر المسير إلى خيبر: 2/ 330، 331.
[4] أورده الحافظ في الإصابة 3/ 493، وقال: «محمول» بالخاء المعجمة.(4/342)
أخرجه أَبُو موسى وقال: أورده جَعْفَر. روى صفوان بْن سُلَيْم، عَنْ محمول الأنصاري قَالَ: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: «من حلف بالشرك وأثم، فقد أشرك. ومن حلف بالكفر وأثم، فقد أشرك» .
4776- محمية بن جزء
(ب د ع) محمية بْن جزء بْن عبد يعوث بْن عويج [1] بْن عَمْرو بْن زبيد الأصغر الزبيدي.
قَالَ الكلبي: هُوَ حليف بني جمح، وقيل: حليف بني سهم.
قَالَ أَبُو نعيم: هُوَ عم عَبْد اللَّهِ بْن الحارث بْن جزء الزبيدي. وَكَانَ قديم الإسلام، وهو من مهاجرة الحبشة، وتأخر عوده منها، وأول مشاهده «المريسيع» . واستعمله النَّبِيّ عَلَى الأخماس.
روى عبد المطلب بْن ربيعة بْن الحارث بْن عبد المطلب قَالَ: اجتمع ربيعة بْن الحارث، والعباس بْن عبد المطلب، وأنا مع أَبِي، والفضل مع أبيه، فقال أحدهما لصاحبه: ما يمنعنا أن أن نبعث هذين إِلَى النَّبِيّ ليستأمنهما عَلَى هَذِه الأعمال من الصدقات ... وذكر الحديث، فقال النبي: ادعوا لي محمية بْن جزء، وَكَانَ عَلَى الصدقات، فأمره أن يصدق [2] عنهما مهور نسائهما [3] .
أخرجه الثلاثة.
4777- محيصة بن مسعود
(ب د ع) محيصة [4] بْن مسعود بْن كعب بْن عَامِر بْن عدي بْن مجدعة بن حارثة ابن الحارث بْن الخزرج بْن عمرو بْن مَالِك بْن الأوس الْأَنْصَارِيّ الأوسي ثُمَّ الْحَارِثِيّ، يكنى أبا سعد.
__________
[1] كذا في المطبوعة، ومثله في المصورة، وينظر ترجمة «عبد الله بن الحارث بن جزء» ، وقد تقدمت رقم 2871:
3/ 204.
[2] أي: أد عن كل منهما صداق زوجته، أمره أن يعطى عنهما مهور نسائهما.
[3] أخرجه مسلم في كتاب الزكاة، باب «ترك استعمال آل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الصدقة» : 3/ 118. وابو داود في كتاب الخراج والإمارة، باب «في بيان مواضع قسم الخمس وسهم ذوى القربى» ، الحديث 2985: 3/ 147 والإمام أحمد في مسندة: 4/ 166.
[4] كذا ضبط في القاموس، بفتح المشددة، وفي سنن الترمذي وابن ماجة بكسرها.(4/343)
يعد فِي أهل المدينة. بعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أهل فدك يدعوهم إِلَى الإسلام، وشهد أحدا والخندق وما بعدهما من المشاهد كلها، وهو أخو حويصة بْن مسعود، وهو الأصغر. أسلم قبل أخيه حويصة، فإن إسلامه كَانَ قبل الهجرة، وَعَلَى يده أسلم أخوه حويصة. وَكَانَ محيصة أفضل مِنْه، ولما أمر النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلّم بقتل اليهود، وثب محيصة على ابن سنينة [1] اليهودي، وكان يلابسهم ويبايعهم، فقتله، وَكَانَ حويصة حينئذ لَمْ يسلم، فلما قتله جعل حويصة يضرب أخاه محيصة، ويقول: أي عدو اللَّه، قتلته! أما والله لرب شحم فِي بطنك من ماله! فقال لَهُ محيصة: أما والله لقد أمرني بقتله من لو أمرني بقتلك لضربت عنقك. فقال: والله إن دينا بلغ بك هَذَا لعجب. فأسلم حويصة [2] .
أخبرنا عبد الوهاب بن علي بن سكينة بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي دَاوُدَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَعْنَبِيِّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ ابْنِ محيّصة، عن أبيه: أنه استأذن النبي فِي إِجَارَةِ [3] الْحَجَّامِ.
فَنَهَاهُ عَنْهَا، فَلَمْ يَزَلْ يَسْأَلُهُ وَيَسْتَأْذِنُهُ [4] حَتَّى أَمَرَهُ: أَنِ اعْلِفْهُ [5] نَاضِحَكَ وَرَقِيقَكَ [6] .
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
باب الميم والخاء
4778- مخارق بن عبد الله البجلي
مخارق بْن عَبْد اللَّهِ البجلي. هُوَ جد المغيرة بْن زياد بْن المخارق الموصلي.
أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُور بْن مكارم بْن أحمد الموصلي المؤدب بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي زكريا يزيد بْن إياس قَالَ: أَخْبَرَنَا المغيرة بْن الخضر [7] بْن زياد بْن المغيرة بْن زياد البجلي، عَنْ أبيه، عن
__________
[1] في المطبوعة: «سبينة» ، والمثبت عن المصورة، وينظر ترجمة حويصة: 2/ 75، التعليق رقم: 1.
[2] ينظر هذا الخبر في ترجمة أخيه حويصة، وقد خرجناه هنالك: 2/ 75.
[3] كذا في سنن أبى داود، ومثله في الترمذي. وفي الموطأ: «أجرة الحجام» : وفي اللسان: «الإجارة: هو ما أعطيت من أجر في عمل» .
[4] أي: في أن يرخص له في أكلها، فإن أكثر الصحابة كانت لهم أرقاء كثيرون، وأنهم كانوا يأكلون من خراجهم، ويعدون ذلك من أطيب المكاسب. فلما سمع محيصة نهيه عن ذلك وشق ذلك عليه، لاحتياجه إلى أكل أجرة الحجام، كرر في أن يرخص له في ذلك.
[5] أي: أطعمه. والناضح: الجمل الّذي يسقى به الماء.
[6] أخرجه أبو داود في كتاب البيوع، باب «في كسب الحجام» ، الحديث 3422: 3/ 266، وينظر تحفة الأحوذي، أبواب البيوع، باب «ما جاء في كسب الحجام» ، الحديث 1295: 4/ 297- 298، وقال الترمذي: «حديث محيصة حديث حسن. والعمل على هذا عند بعض أهل العلم. وقال أحمد: إن سألني حجام نهيته، وأخذ بهذا الحديث» . وابن ماجة، كتاب التجارات، باب «كسب الحجام» ، الحديث 2166: 2/ 732. ومسند الإمام أحمد: 5/ 435، 436.
[7] كذا في المطبوعة. وفي الاستيعاب والمصورة: «الحضر» ، بالحاء. ولم نجد له ترجمة.(4/344)
أشياخه: أن المخارق بْن عَبْد اللَّهِ، جد المغيرة بْن زياد، شهد مع جرير بْن عَبْد اللَّهِ البجلي فتح ذي الخلصة- قَالَ أَبُو زكريا: وَحَدَّثَنَا المغيرة بْن الخضر [1] بْن زياد، عَنْ أشياخه:
أنهم قدموا من الكوفة إِلَى الموصل مع من قدم من بجيلة.
4779- مخارق بن عبد الله الشيباني
(ب د ع) مخارق بْن عَبْد اللَّهِ الشيباني. قاله أَبُو أحمد العسكري، وهو والد قابوس.
يعد فِي الكوفيين، لَمْ يرو عَنْهُ غير أبيه.
روى سماك [2] بْن حرب، عَنْ قابوس بْن المخارق، عَنْ أبيه: أن أم الفضل جاءت بالحسين إِلَى النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم، فبال عَلَى ثوبه، فأرادت غسله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما يغسل بول الجارية، وينضح بول الغلام.
وقد اختلف فِيهِ، فمنهم من رواه هكذا، ومنهم من رواه عَنْ قابوس، عَنْ أم الفضل، ولا يذكر مخارقا [3] . وقد اختلف فِيهِ عَلَى سماك اختلافا كثيرا، لا يثبت معه. وله أحاديث بهذا الإسناد مضطربة أيضا، ومن حديثه، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: أَنَّهُ أتاه فقال: يا رَسُول اللَّهِ، أرأيت إن أتاني رجل يريد أخذ مالي ... الحديث [4] أخرجه الثلاثة.
4780- مخارق الهلالي
(س) مخارق الهلالي.
أورده العسكري. روى حرب بْن قبيصة بْن مخارق الهلالي، عَنْ أبيه، عَنْ جده: أن النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وسلم مر بِهِ وهو كاشف عَنْ فخذه، فقال: وار فخذك، فإنها عورة. أخرجه أَبُو موسى.
__________
[1] كذا في المطبوعة. وفي الاستيعاب والمصورة: «الحضر» ، بالحاء. ولم نجد له ترجمة.
[2] في المطبوعة: «سمال بن حرب» ، باللام. وهو خطأ واضح. ينظر ترجمة سماك في الخلاصة. ومسند الإمام أحمد:
5/ 294، 6/ 339.
[3] مسند الإمام أحمد: 6/ 339. وأخرجه أبو داود في كتاب الطهارة، باب «بول الصبى يصيب الثوب» ، الحديث 375: 1/ 102، من طريق سماك، عن قابوس، عن لبابة بنت الحارث.
[4] مسند الإمام أحمد: 5/ 294.(4/345)
4781- مخاشن الحميري
(ب) مخاشن الحميري، حليف الأنصار.
قتل يَوْم اليمامة شهيدًا.
أخرجه أَبُو عمر مختصرا [1] .
4782- مخبر بن معاوية
(س) مخبر [2] بْن معاوية.
أورده جَعْفَر. روى هِشَام بْن عمار، عَنْ إِسْمَاعِيل بْن عَيَّاشٍ، عَنْ يَحْيَى بْن جابر الحضرمي، [عَنْ حكيم بْن معاوية [3]] عَنْ عمه مخبر بْن معاوية قال: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: «لا شؤم، وقد يكون اليمن فِي الفرس والمرأة والدار» .
رواه عَليّ بْن حجر والحسن بْن عرفة، عَنْ إِسْمَاعِيل ... فقالا: عن عمه [4] حكيم بن معاوية النميري. أخرجه أبو موسى.
4783- مختار بن حارثة
(س) مختار بْن حارثة.
أورده أَبُو بكر بْن أَبِي عَليّ، وقال: ذكر فِي مغازي ابن إِسْحَاق.
أخرجه أَبُو موسى كذا مختصرا.
4784- مختار بن أبى عبيد
(ب) مختار بْن أَبِي عُبَيْد [بْن مسعود [5]] بْن عمرو بْن عمير بْن عوف بْن عقدة بن غيرة ابن عوف بن ثقيف الثقفي، أبو إسحاق.
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 2527: 4/ 1465. وفي الإصابة 3/ 7831: «جزم ابن فتحون بأنه: مخشى بن قمير ... » وقال الحافظ: «وعندي أنه يحتمل أن يكون غيره» .
[2] كذا في أسد الغابة، والحديث أخرجه ابن ماجة في كتاب النكاح، باب «ما يكون فيه اليمن والشؤم» ، الحديث 1993:
1/ 642 عن هشام بن عمار بإسناده عَنْ حكيم بْن معاوية، عَنْ عمه «مخمر بن معاوية» ، بالميم. وكذا ترجم له أبو عمر في الاستيعاب الترجمة 2533: 4/ 1467 وروى له هذا الحديث. ومن العجيب أن ابن الأثير في ترجمة «مخمر بن معاوية» لم يشر كعادته إلى هذه الترجمة، ولم يقل كعادته: إن هاتين الترجمتين لواحد.
[3] ما بين القوسين عن سنن ابن ماجة، وهو سقط من المطبوعة والمصورة. وينظر التهذيب: 2/ 451.
[4] الحديث رواه الترمذي في أبواب الأدب، باب «ما جاء في الشؤم» عن على بن حجر، عن إسماعيل بن عياش، عن سليمان ابن سليم، عن يحيى بن جابر، عن معاوية بن حكيم، عن عمه حكيم بن معاوية. ينظر تحفة الأحوذي، الحديث 2981: 8/ 114.
[5] ما بين القوسين عن ترجمة أبيه في الكنى من هذا الكتاب. وينظر العبر للذهبى: 1/ 17.(4/346)
كَانَ أبوه من جلة الصحابة. وولد المختار عام الهجرة، وليست لَهُ صحبة ولا رواية، وأخباره غير حسنة، رواها عَنْهُ الشعبي وغيره، إلا أَنَّهُ كَانَ بينهما ما يوجب أن لا يسمع كلام أحدهما فِي الآخر. وَكَانَ المختار قد خرج يطلب بثأر الْحُسَيْن بْن عَليّ رضي اللَّه عَنْهُما، واجتمع عَلَيْهِ كَثِير من الشيعة بالكوفة، فغلب عليها، وطلب قتلة الحسين فقتلهم، قتل: شمر بْن ذي الجوشن الضبابي، وخولي بْن زيد الأصبحي، وهو الَّذِي أخذ رأس الْحُسَيْن ثُمَّ حمله إِلَى الكوفة، وقتل عمر بْن سعد بْن أَبِي وقاص، وهو كَانَ أمير الجيش الَّذِين قتلوا الْحُسَيْن، وقتل ابنه حفصا، وقتل عُبَيْد اللَّه بْن زياد، وَكَانَ ابن زياد بالشام، فأقبل فِي جيش إِلَى العراق، فسيّر إليه المختار إِبْرَاهِيم بْن الأشتر فِي جيش، فلقيه فِي أعمال الموصل، فقتل ابن زياد وغيره، فلذلك أحبه كَثِير من المسلمين، وأبلى فِي ذَلِكَ بلاء حسنا. وقد أتينا عَلَى ذكر ذَلِكَ مفصلا فِي «الكامل فِي التاريخ» .
وَكَانَ يرسل المال إِلَى ابن عمر، وابن عباس، وابن الحنفية وغيرهم، فيقبلونه مِنْه.
وَكَانَ ابن عمر زوج أخت المختار، وهي صفية بنت أَبِي عبيد، ثُمَّ سار إليه مصعب بْن الزبير من البصرة فِي جمع كَثِير من أهل الكوفة وأهل البصرة، فقتل المختار بالكوفة سنة سبع وستين، وَكَانَ إمارته عَلَى الكوفة سنة ونصف سنة، وَكَانَ عمره سبعا وستين سنة.
أخرجه أَبُو عمر
4785- المختار بْن قيس
المختار بْن قيس.
شهد فِي العهد الَّذِي كتبه رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للعلاء بْن الحضرمي حين بعثه إِلَى البحرين.
4786- مخربة بن عدي
(س) مخربة. قَالَ ابن ماكولا: مخربة بْن عدىّ الجذامي الضبيبى [1] .
روى جَعْفَر بْن كميل بْن وبرة بْن حارثة بْن أمية بْن ضبيب قَالَ: سمعت عصمة بْن كهيل، عَنْ آبائه، عَنْ حارثة بْن عدي قَالَ: كنت فِي الوفد أنا وأخى مخربة بن عدىّ الذين قدموا عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، وَكَانَ جيشه الَّذِي وقع بنا. فشكونا إِلَى النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم ما أصابنا، قَالَ:
اذهبوا، فإن أول ما يلقاكم من مالكم، فانحروا وسموا اللَّه عَزَّ وَجَلَّ باسم اللَّه، فمن أكل فأطلقوه.. وذكر الحديث.
__________
[1] في المطبوعة: «الضبيبى» ، بالباء. والمثبت عن المشتبه: 413. قال الذهبي: «وبمعجمة ثم موحدة: ضبينة بطن من جذام» . هذا وينظر ترجمة رفاعة بن زيد: 2/ 228.(4/347)
أخرجه أَبُو موسى، وضبطه بالخاء والزاي، وقال: كذا قاله عبدان، ونقل كلام ابن ماكولا الَّذِي ذكرناه. ولا شك أن قول عبدان تصحيف، وضبطه ابن ماكولا فقال: مخرمة، مثل ما قبله [1] ، إلا أَنَّهُ بخاء معجمة فهو مخرمة [2] بْن عدي. وَالَّذِي قبله: مجربة، بفتح الميم، وسكون الجيم، وفتح الرَّاء، والباء المعجمة بواحدة، والله أعلم.
4787- مخرش الخزاعي
مخرش الخزاعي الكعبي. تقدم فِي محرش [3] ، بالحاء المهملة.
4788- مخرفة العبديّ
(ب د ع) مخرفة العبدي. رَأَى النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم.
روى سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: جلبت أنا ومخرفة العبدي بزا من هجر، فبعت من النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم سراويل، وثم وزان يزن بالأجر، فقال رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم: «زن وأرجح» .
روى أيوب بن جابر، عَنْ سماك، عَنْ مخرفة العبدي. وهو وهم، والصواب ما رواه الثوري، وَإِسرائيل وغيرهما، عَنْ سماك، عَنْ سويد قَالَ: «جلبت ... » . أخرجه الثلاثة.
مخرفة: بالفاء وقد تقدم فِي: سويد بن قيس.
4789- مخرمة بن شريح
(ب د ع) مخرمة. - بالميم- هو ابن شريح الحضرمي، حليف لبني عبد شمس.
روى ابن وهب، عَنْ يونس، عَنِ الزُّهْرِيّ، عَنِ السائب بْن يَزِيدَ: أن مخرمة بْن شريح ذكر عَند النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: «ذاك رجل لا يتوسد القرآن» [4] . واستشهد يَوْم اليمامة.
أخرجه الثلاثة.
شريح: بالشين المعجمة.
__________
[1] يعنى في كتاب ابن ماكولا.
[2] في المطبوعة: «مخزمة» ، بالزاي. والصواب عن المصورة، والإصابة: 3/ 370. والسياق يقتضي أنه بالراء المهملة.
[3] ينظر الترجمة 4687: 5/ 74.
[4] أخرجه الإمام أحمد عن يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ يونس بإسناده. المسند: 3/ 449.
وفي النهاية لابن الأثير: «ذلك رجل لا يتوسد القرآن» : يحتمل أن يكون مدحا وذما، فالمدح معناه: أنه لا ينام الليل عن القرآن ولم يتهجد به، فيكون القرآن متوسدا معه، بل هو يداوم قراءته ويحافظ عليها. والذم معناه: لا يحفظ من القرآن شيئا ولا يديم قراءته، فإذا نام لم يتوسد معه القرآن، وأراد بالتوسد النوم.(4/348)
4790- مخرمة بن القاسم
مخرمة بْن الْقَاسِم بْن مخرمة.
قسم لَهُ النبي صلى الله عليه وسلم من خيبر أربعين وسقا، قاله ابن إِسْحَاق، إلا أَنَّهُ لَمْ يسمه، وَإِنما قَالَ: أعطي ابن الْقَاسِم بْن مخرمة ثلاثين وسقا [1] . وسماه غير ابن إِسْحَاق، وقال الزبير: أطعم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مخرمة بْن الْقَاسِم بْن مخرمة بْن المطلب بخيبر أربعين وسقا، وليس له عقب.
4791- مخرمة بن نوفل
(ب د ع) مخرمة بْن نوفل بْن أهيب بْن عبد مناف بْن زهرة بْن كلاب بْن مرة القرشي الزُّهْرِيّ. أمه رقيقة [2] بنت بن أبي صيفي بن هاشم بن عبد مناف. كنيته: أَبُو صفوان، وقيل: أَبُو المسور. وقيل: أَبُو الأسود. والأول أكثر. وهو والد المسور بْن مخرمة، وهو ابن عم سعد بْن أَبِي وقاص بْن أهيب.
وَكَانَ من مسلمة الفتح، ومن المؤلفة قلوبهم. وحسن إسلامه، وَكَانَ لَهُ سن [3] ، وعلم بأيام الناس، وبقريش خاصة، وَكَانَ يؤخذ عَنْهُ النسب.
وشهد حنينا مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، وأعطاه رَسُول الله خمسين بعيرا. وهو أحد من أقام أنصاب [4] الحرم فِي خلافة عمر بْن الخطاب، أرسله عمر وأرسل معه أزهر بْن عبد عوف، وسعيد بْن يربوع، وحويطب بْن عبد العزى فحددوها.
وتوفي بالمدينة سنة أربع وخمسين، وعمره مائة سنة وخمس عشرة سنة، وعمي فِي آخر عمره. وَكَانَ فِي لسانه فظاظة، وَكَانَ النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم يتقي لسانه.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَطِيبُ أَنْبَأَنَا جَعْفَرٌ السَّرَّاجُ الْقَارِئُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ ابن الْحُسَيْنِ الْجَازِرِيُّ، أَخْبَرَنَا الْمُعَافَى بْنُ زَكَرِيَّا الْجَرِيرِيُّ [5] ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُفَيْرٍ الأَنْصَارِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْخَطَّابِ زِيَادُ بْنُ يَحْيَى الْحَسَّانِيُّ، أخبرنا حاتم بن وردان، عن أيوب،
__________
[1] سيرة ابن هشام: 2/ 351، على أن فيها: «لأبى القاسم بن مخرمة» .
[2] كذا في أسد الغابة، والاستيعاب: 3/ 1380. وفي كتاب نسب قريش 262: رقية. وستأتي لها ترجمة في الكنى: رقيقة
[3] كذا في أسد الغابة والاستيعاب. وفي كتاب نسب قريش: «وكان له سر» .
[4] أي: علاماته التي يحدد بها
[5] في المطبوعة: «الحريري» بالحاء، والصواب عن المصورة، والمشتبه للذهبى: 150، والعبر للذهبى: 3/ 48.(4/349)
عن عبد الله بن أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ الْمِسْوَرِ قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْبِيَةٌ [1] ، فَقَالَ أَبِي مَخْرَمَةُ: اذْهَبْ بِنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَعَلَّهُ يُعْطِينَا مِنْهَا شَيْئًا. قَالَ: فَجَاءَ أَبِي إِلَى الْبَابِ، قَالَ: فَسَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلامَ أَبِي، فَخَرَجَ إِلَيْنَا وَفِي يَدِهِ قِبَاءٌ يُرِي أَبِي مَحَاسِنَهُ، وَيَقُولُ:
«خَبَّأْتُ هَذَا لَكَ» . وروى النضر بْن شميل قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَامِر الخزاز، عَنْ أَبِي يزيد المدني، عَنْ عائشة قالت: جاء مخرمة بْن نوفل، فلما سمع النبي صوته قَالَ: بئس «أخو العشيرة» فلما جاء أدناه، فقلت: يا رَسُول اللَّهِ، قلت لَهُ ما قلت، ثُمَّ ألنت لَهُ القول! فقال: «يا عائشة إن من شر الناس من تركه الناس اتقاء فحشه» [2] . أخرجه الثلاثة.
4792- مخشى بن حمير
(ب س) مخشي بْن حمير الأِشجعي. حليف لبني سلمة من الأنصار.
وَكَانَ من المنافقين، ومن أصحاب مسجد الضرار، وسار مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى تبوك، وأرجفوا برسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه، ثُمَّ تاب وحسنت توبته، وسأل النَّبِيّ أن يغير اسمه، فسماه عَبْد اللَّهِ بْن عبد الرحمن [3] ، وسأل اللَّه تعالى أن يقتل شهيدا لا يعلم مكانه، فقتل يَوْم اليمامة شهيدا، ولم يوجد لَهُ أثر.
أخرجه أَبُو عمر، وأبو موسى.
حميّر: يضم الحاء المهملة، وفتح الميم، وتشديد الياء تحتها نقطتان. قاله ابن ماكولا.
4793- مخشى بن وبرة
(ب) مخشي بْن وبرة [ويقال: وبرة [4]] بْن مخشي. ويقال: وبرة بْن يحنس [5] .
وهو الأولى والصواب.
__________
[1] الأقبية: جمع قباء- بكسر القاف- وهو: نوع من الثياب.
[2] أخرجه الإمام أحمد من وجه آخر عن عائشة، به نحوه، ولم يسم في هذه الرواية من قدم على رسول الله. المسند:
6/ 158، 159.
[3] في الاستيعاب 3/ 1381: «وسمى عبد الرحمن» ، وفي الاصابة 3/ 372 أنه قال: «يا رسول الله، غير اسمى واسم أبى. فسماه: عبد الله بن عبد الرحمن» .
[4] ما بين القوسين عن الاستيعاب: 3/ 1381. ولعله سقط نظر وقع في أسد الغابة.
[5] في المطبوعة: «تحبس» ، بالتاء والباء، وفي المصورة دون نقط. والمثبت عن الاستيعاب، ومستدرك تاج العروس، مادة: حنس.(4/350)
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه إِلَى الأبناء باليمن.
أخرجه أَبُو عمر مختصرا.
4794- مخلّد الغفاريّ
(ب ع س) مخلد الغفاري.
أورده ابن أَبِي عَاصِم فِي الصحابة. قَالَ البخاري: لَهُ صحبة. وقال أَبُو حاتم: لا صحبة لَهُ.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ كِتَابَةً بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْن حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْن دِينَارٍ، عَنْ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مَخْلَدٍ الْغِفَارِيِّ: أَنَّ ثَلاثَةَ أَعْبُدٍ لِبَنِي غِفَارٍ شَهِدُوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بَدْرًا، فَكَانَ عُمَرُ يُعْطِيهِمْ كُلَّ سَنَةٍ، لِكُلِّ رَجُلٍ ثَلاثَةَ آلافٍ. قَالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ: وَقَدْ رَأَيْتُ مَخْلَدًا.
أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ، وَأَبُو عمر، وأبو موسى.
4795- مخمر بن معاوية
(ب د ع) مخمر بْن معاوية. وقيل: حكيم بْن معاوية.
روى العلاء بْن الحارث، عَنْ حزام بْن حكيم، عَنْ عمه مخمر: أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عَنِ الماء بعد الماء. فقال رَسُول اللَّهِ: أما الماء بعد الماء فهو مذي، وكل فحل يمذي، فإذا وجد أحدكم ذَلِكَ فليغسل ذكره، وليتوضأ وضوءه للصلاة. كذا قَالَ: «مخمر» ، وصوابه «حكيم بْن معاوية» .
أخرجه الثلاثة، إلا أن أبا عمر قَالَ: «مخمر بْن معاوية البهزي. سمع رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم يقول:
«لا شؤم» [1] . وذكره أَبُو أحمد العسكري فقال: قد روى عَنْ مخمر بْن [حيدة حكيم بْن] [2] معاوية [بْن] حيدة القشيري. وروى بإسناده عَنْ سُلَيْمَان بْن سُلَيْم الكناني، عَنْ حكيم بْن معاوية، عَنْ عمه مخمر بْن حيدة قَالَ: سمعت النَّبِيّ صلى اللَّه عليه وسلم يقول: «لا شؤم، وقد يكون اليمن فِي ثلاث:
فِي المرأة، والفرس، والدار» . وقول أَبِي عمر: «إنه بهزي» ، لا أعلم وجهه. والله أعلم.
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 2533: 4/ 1467.
[2] في المطبوعة والمصورة: «فقد روى عن مخمر بن معاوية حيدة القشيري» وقد زدنا ما بين الأقواس ليستقيم السند.(4/351)
4796- مخنف البكري
(د ع) مخنف البكري [1] . يعد فِي البصريين.
روت عَنْهُ ابنته سنينة [2] أن رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم قَالَ: «يا مخنف، صِلْ رحمك يطل عمرك، وافعل الخير يكثر خير بيتك، واذكر اللَّه عَزَّ وَجَلَّ عند كل حجر ومدر يشهد لك يَوْم القيامة» . أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
4797- مخنف بن سليم
(ب د ع) مخنف بْن سُلَيْم بْن الحارث بْن عوف بْن ثعلبة بْن عَامِر بن ذهل بن مازن ابن ذبيان بْن ثعلبة بْن الدؤل بْن سعد مناة بْن غامد الأَزْدِيّ الغامدي.
لَهُ صحبة. روى عَنْهُ أَبُو رملة، واسمه عَامِر. يعد فِي الكوفيين، وَكَانَ نقيب الأزد بالكوفة.
وقيل: إنه بصري.
واستعمله عَليّ بْن أَبِي طالب كرم اللَّه وجهه عَلَى مدينة أصفهان، وشهد معه صفين، وَكَانَ معه راية الأزد، ومن ولد مخنف بْن سُلَيْم: أَبُو مخنف لوط بْن يَحْيَى بْن سَعِيد بْن مخنف بْن سُلَيْم صاحب الأخبار والسير.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَغَيْرُهُ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ أَبِي رَمْلَةَ، عَنْ مِخْنَفِ بْنِ سُلَيْمٍ الْغَامِدِيِّ قَالَ: كُنَّا وُقُوفًا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَرَفَاتٍ، فسمعته يقول: «يا أيها النَّاسُ، إِنَّ عَلَى كُلِّ بَيْتٍ فِي كُلِّ عَامٍ أُضْحِيَةً وَعَتِيرَةً [3] ، هَلْ تَدْرُونَ مَا الْعَتِيرَةُ؟ هي التي يسمونها الرّجبيّة [4] . أخرجه الثلاثة.
4798- مخول بن يزيد
(د ع ب) مخول بْن يَزِيدَ بْن أَبِي يزيد السلمي البهزي. روى عَنْهُ ابنه الْقَاسِم، أحاديثه تدور عَلَى مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بن مسمول [5] المكيّ.
__________
[1] كذا في المصورة والمطبوعة: «البكري» بالباء. وينظر فيما يأتى ترجمة ابنته سنينة.
[2] في المطبوعة: «سبينة» بالباء بعد السين. والصواب عن المصورة، وقال ابن الأثير في ترجمتها: «سنينة: بضم السين، وفتح النون، وسكون الياء تحتها نقطتان، ثم نون» .
[3] العتيرة: شاة تذبح في رجب.
[4] أخرجه الترمذي في أبواب الأضاحي، ينظر تحفة الأحوذي، الحديث 1555: 5/ 110، وقال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب، لا نعرف هذا الحديث إلا من هذا الوجه، من حديث ابن عون» .
[5] في المطبوعة: «سليمان بن شمول» . والصواب عن المصورة، والاستيعاب، وميزان الاعتدال للذهبى: 3/ 569.(4/352)
أخبرنا أَبُو الرَّبِيعِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي الْبَرَكَاتِ مُحَمَّدُ بن محمد بن خميس، أخبرنا أبي، أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ طُوقٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمَرْجِيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي الْبَرَكَاتِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَوَّلٍ الْبَهْزِيِّ: أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ يَقُولُ: نَصَبْتُ حَبَائِلَ لِي بِالأَبْوَاءِ، فَوَقَعَ فِي حَبْلٍ مِنْهَا ظَبْيٌ، فَأَفْلَتَ مِنِّي، فَانْطَلَقْتُ فِي أَثَرِهِ، فَوَجَدْتُ رَجُلا قَدْ أَخَذَهُ، فَتَنَازَعْنَا فِيهِ إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَجَدْنَاهُ نَازِلا بِالأَبْوَاءِ تَحْتَ شَجَرَةٍ، فَاخْتَصَمْنَا إِلَيْهِ، فَقَضَى بَيْنَنَا نِصْفَيْنِ، وَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَقِمِ الصَّلاةَ، وَأَدِّ الزَّكَاةَ، وَصُمْ رَمَضَانَ، وَحُجَّ وَاعْتَمِرْ، وَزُلْ [1] مَعَ الْحَقِّ حَيْثُ زَالَ ... » الْحَدِيثَ. أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
4799- مخيس بن حكيم
مخيس بْن حكيم العذري.
روى عَنْهُ أَبُو هلال مبين بْن قطبة بْن أَبِي عمرة أَنَّهُ قال: أتيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم.... وذكر قصة دومة الجندل، وَفِي آخرها: فدعا رسول الله بالبركة فِي نجعتي.
ذكره أَبُو عَليّ الغساني [2] .
4800- مخيس أبو غنيم
(ع س) مخيس أَبُو غنم قَالَ أَبُو موسى: وجدته فِي النسخة بالحاء المهملة والباء المعجمة بواحدة. ولعل الصواب ما ذكرته إن لَمْ يكن «قيسا أبا غنيم [3] » ، فإن هَذَا الَّذِي نذكره يعرف بغنيم بْن قيس، عَنْ أبيه. أورده جَعْفَر فِي باب الميم.
روى إِبْرَاهِيم بْن عرعرة الشامي، حَدَّثَنَا سهل بْن يوسف الأنماطي السّلمى، عن صالح ابن أَبِي الأخضر، عَنِ الزُّهْرِيّ، عَنْ مخيس بْن غنم، قَالَ: سمعت المساحي بالليل، ورسول اللَّه صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم يدفن.
أخرجه أَبُو نعيم، وأبو موسى.
__________
[1] أي: اذهب مع الحق حيث ذهب.
[2] قال الحافظ في الإصابة 3/ 374: «ذكره» أبو على الجيانى وابن فتحون في ذيل الاستيعاب، عن كتاب مسانيد المقلين لأبى الطاهر الذهلي» ثم قال: «وفي سنده من لا يعرف» . هذا ولمخيس ترجمة في الاستيعاب: 4/ 1468. ويبدو أنها مما استدرك على أبى عمر وألحق بكتابه.
[3] تقدمت ترجمته برقم 4381: 4/ 439.(4/353)
باب الميم والدال
4801- مدرك بن الحارث
(س ب د ع) مدرك بْن الحارث الأَزْدِيّ الغامدي.
لَهُ صحبة، عداده فِي الشاميين.
روى عَنْهُ الْوَلِيد بْن عبد الرحمن الجرشي.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ إِجَازَةً بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ، عن الوليد ابن مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ الْغَفَّارِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُرَشِيِّ، عَنْ مُدْرَكِ بْنِ الْحَارِثِ الْغَامِدِيِّ قَالَ: حَجَجْتُ مَعَ أَبِي، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِمِنًى إِذَا جَمَاعَةٌ عَلَى رَجُلٍ، فَقُلْتُ:
يَا أَبَةِ، مَا هَذِه الْجَمَاعَةُ؟ فَقَالَ: هَذَا الصَّابِئُ الَّذِي تَرَكَ دِينَ قَوْمِهِ. ثُمَّ ذَهَبَ أَبِي حَتَّى وَقَفَ عَلَيْهِمْ عَلَى نَاقَتِهِ، وَذَهَبْتُ حَتَّى وَقَفْتُ عَلَيْهِمْ عَلَى نَاقَتِي، فَإِذَا بِهِ يُحَدِّثُهُمْ وَهُمْ يَزَرُونَ [1] عَلَيْهِ، فَلَمْ يَزَلْ مَوْقِفُ أَبِي حَتَّى تَفَرَّقُوا عَنْ مَلالٍ وَارْتِفَاعٍ مِنَ النَّهاِر. وَأَقْبَلَتْ جَارِيَةٌ وَفِي يَدِهَا قَدَحٌ فِيهِ مَاءٌ، وَنَحْرُهَا مَكْشُوفٌ، فَقَالُوا: هَذِهِ زَيْنَبُ ابْنَتُهُ فَنَاوَلَتْهُ وَهِيَ تَبْكِي، فَقَالَ لَهَا: «خَمِّرِي عَلَيْكِ نَحْرَكِ، وَلَنْ تَخَافِي عَلَى أَبِيكِ غَلَبَةً وَلا ذُلًّا» .
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَاسْتَدْرَكَهُ أَبُو مُوسَى، وقد أخرجه ابن منده إلا أَنَّهُ اختصره، فلا استدراك عليه.
4802- مدرك بن زياد
مدرك بْن زياد الفزاري.
لَهُ صحبة، وهو الذي قبره بقرية «زاوية» بينها وبين «حجيرا» من غوطة دمشق [2] .
روى أَبُو عمير عدي بْن أحمد بْن عبد الباقي الأدمي، عَنْ أَبِي عطية عبد الرحيم بْن محرز بْن عَبْد اللَّهِ بْن محرز بْن سَعِيد بْن حبان بْن مدرك بْن زياد الفزاري: «ومدرك بْن زياد صاحب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قدم مع أَبِي عبيدة فتوفي بدمشق بقرية يقال لَهَا «زاوية» ، وَكَانَ أول مسلم دفن بِهَا.
أخرجه الحافظ أَبُو الْقَاسِم الدمشقي، وقال: لَمْ أجد ذكر «مدرك» من غير هذا الوجه.
__________
[1] في المطبوعة: «يذرون» . بالذال. والصواب عن المصورة، يقال: زريت عليه زراية: إذا عبته.
[2] كذا في المطبوعة والمصورة. ولم يحدد ابن الأثير ما بينها وبين «حجيرا» . وكان في المطبوعة في هذا الموضع والّذي يليه: «راوية» ، وبالراء. والمثبت عن المصورة.(4/354)
4803- مدرك أبو الطفيل
(ب د ع) مدرك، أَبُو الطفيل الغفاري. حديثه عند أولاده.
أخبرنا يحيى بن أَبِي الْفَرَجِ فِيمَا أُذِنَ لِي بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرِو: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ ابن حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ حَمْزَةَ: أَنَّ كَثِيرَ بْنَ زَيْدٍ حَدَّثَهُمْ، عَنْ خَالِدِ بْنِ الطُّفَيْلِ بْنِ مُدْرَكٍ، عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَهُ إِلَى ابْنَتِهِ يَأْتِي بِهَا مِنْ مَكَّةَ.
وَبِهَذَا الإِسْنَادِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا سَجَدَ وَرَفَعَ. قَالَ: «اللَّهمّ إِنِّي أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَأَعُوذُ بِعَفْوِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، لا أَبْلُغُ ثَنَاءً عَلَيْكَ، أَنْتَ كَمَا أثنيت على نفسك» . أخرجه الثلاثة.
4804- مدرك بن عمارة
(ب) مدرك بْن عمارة.
أتى النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم ليبايعه، فقبض يده عَنْهُ، لخلوق [1] رآه عليه، فلما عسله بايعه. وَفِي حديثه هَذَا اضطراب، وَفِي صحبته نظر، فإن كَانَ هَذَا «مدرك بْن عمارة بْن عقبة بْن أَبِي معيط» ، فلا تصح لَهُ صحبة ولا لقاء ولا رؤية، وحديثه هَذَا لا أصل لَهُ، وَإِنما روي ذَلِك فِي أبيه عمارة بْن عقبة، ولا يصح ذَلِكَ أيضا. وقد أوضحت ذَلِكَ فِي الْوَلِيد بْن عقبة [2] . قاله أَبُو عمر، وهو أخرجه.
4805- مدرك بن عوف
(ب س) مدرك بْن عوف البجلي الأحمسي.
لَهُ صحبة، ذكره جَعْفَر هَكذا، قاله أَبُو موسى.
وقال أَبُو عمر: يختلف فِي صحبته واتصال حديثه، روى عَنْهُ قيس بْن أَبِي حازم، وقيس يروي عَنْ كبار الصحابة، ويروي مدرك هذا عن عمر بن الخطاب.
4806- مدعم
(ب) مدعم العبد الأسود.
أهداه رفاعة بْن زيد الجذامي لرسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأعتقه رَسُول اللَّهِ. وقيل: لَمْ يعتقه. وهو الَّذِي غل الشملة فِي غزوة خيبر وقتل، فقال رسول الله: «إن الشملة لتشتعل عليه نارا» .
__________
[1] الخلوق- بفتح فضم-: طيب مركب، يتخذ من الزعفران وغيره، وتغلب عليه الحمرة والصفرة، وقد نهى عنه.
[2] الاستيعاب، الترجمة 2353: 3/ 1381.(4/355)
أَخْبَرَنَا عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بِإِسْنَادِهِ إِلَى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال: حدثني ثور ابن زَيْدٍ، عَنْ سَالِمٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطِيعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: انْصَرَفْنَا مَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم من خَيْبَرَ إِلَى وَادِي الْقُرَى، وَمَعَهُ غُلامٌ لَهُ، أَهْدَاهُ لَهُ رِفَاعَةُ بْنُ زَيْدٍ الْجُذَامِيُّ. فَبَيْنَا هو يضع رحل رسول الله مع مغيرب الشَّمِس، أَتَاهُ سَهْمٌ غَرْبٌ، مَا يَدْرِي بِهِ، فَقَتَلَهُ. وَهُوَ: السَّهْمُ [1] الَّذِي لا يُدْرَى مَنْ رَمَاهُ، فَقُلْنَا: هَنِيئًا لَهُ الْجَنَّةُ. فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَلا، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، إِنَّ الشَّمْلَةَ الآنَ لَتَحْتَرِقُ عَلَيْهِ فِي النَّارِ، غَلَّهَا مِنْ فَيْءِ الْمُسْلِمِينَ يوم خيبر» [2] . أخرجه أبو عمر.
4807- مدلج الأنصاري
(د ع) مدلج الأنصاري.
روى أَبُو صالح، عَنِ ابن عباس قَالَ: لِمَا أنزل اللَّه تعالى ذكر العورات الثلاث [3] ، وَذَلِكَ أَنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم بعث غلاما لَهُ يقال لَهُ: مدلج، من الأنصار إِلَى عمر بْن الخطاب رضي اللَّه عَنْهُ ليدعوه، فانطلق إليه فوجده نائما، فدفع الباب وسلم. فاستيقظ عمر، وانكشف مِنْه شيء، ورآه الغلام وعرف عمر أَنَّهُ رآه، فقال عمر: وددت أن اللَّه عَزَّ وَجَلَّ نهى أبناءنا ونساءنا وخدمنا أن يدخلوا هَذَه الساعات، فنزلت هَذِه الآية، فلما نزلت حمد اللَّه وأثنى عَلَيْهِ، ودعا النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم للغلام.
أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم.
4808- مدلج بن عمرو
(ب د ع) مدلج بْن عَمْرو السلمي، أحد حلفاء بني عبد شمس، ويقال: مدلاج بْن عَمْرو.
شهد بدرا هُوَ وأخواه: ثقف ومالك ابنا عمرو، وشهد مدلاج سائر المشاهد مع رَسُول اللَّهِ، وتوفي سنة خمسين.
وقال ابن الكلبي: مالك وثقف وصفوان بنو عَمْرو، من بني حجر بْن عياذ [4] بْن يشكر بْن عدوان، شهدوا بدرا، وهم من عدوان، حلفاء بني غنم بْن دودان بن أسد» ولهذه العلة جعلوه
__________
[1] أي: السهم الغرب.
[2] سيرة ابن هشام: 2/ 338، 339.
[3] وذلك في سورة النور، آية: 58.
[4] في المطبوعة: «حجر بن عباد» . بالباء والدال. والمثبت عن المصورة. وينظر ترجمة أخيه مالك: 5/ 37.(4/356)
وَإِخوته حلفاء بني عبد شمس، فان بني غنم بْن دودان كانوا حلفاء بني عبد شمس، وهؤلاء معهم فِي الحلف، والله أعلم.
أخرجه الثلاثة، إلا أن أبا عمر وابن منده جعلاهم سلميين، أو أسلميين، أو أسديين.
4809- مدلوك
(ب د ع) مدلوك أَبُو سفيان الفزاري، مولاهم.
أسلم مع مواليه حين قدموا عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، ومسح النبي رأسه.
روى مطر بْن العلاء الفزاري، عَنْ عمته آمنة بنت أَبِي الشعثاء، عَنْ أَبِي سفيان مدلوك أَنَّهُ قَالَ: قدمت عَلَى رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم مع موالي، فمسح عَلَى رأسي، ودعا لي بالبركة، فكان مقدم رأس أَبِي سفيان أسود، موضع يد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، وسائر رأسه أبيض.
أخرجه الثلاثة.
باب الميم والذال والراء
4810- مذعور بن عدي
مذعور بْن عدي العجلي.
من أهل العراق، يقال: لَهُ صحبة. شهد مع خَالِد بْن الْوَلِيد حصار دمشق ووقعة اليرموك، وله آثار في حرب الفرس.
ذكره أبو القاسم الدمشقيّ.
4811- مذكور العذري
مذكور العذري لَهُ صحبة، شهد مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غزوة دومة الجندل، وَكَانَ دليله إليها. لَهُ ذكر.
أخرجه أَبُو الْقَاسِم أيضا فِي تاريخه. والنبي لَمْ يسر إِلَى دومة الجندل، إنما أرسل إليها جيشا مع خَالِد بْن الْوَلِيد رضي اللَّه عَنْهُ، فربما كان دليل ذلك الجيش.
4812- مذكور القبطي
(س) مذكور القبطي. أورده جَعْفَر، وروى بِإِسْنَادِهِ عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ عطاء، عَنْ جابر قَالَ: أعتق رجل من الأنصار غلاما لَهُ عَنْ دبر [1] ، يسمى مذكورا، قبطيا، وكان
__________
[1] دبر- بضمتين- أي: بعد موته. يقال: دبرت العبد- بتشديد الباء-: إذا علقت عتقه بموتك، وهو التدبير:
أي إنه يعتق بعد ما يدبره سيده ويموت.(4/357)
محتاجا، وَكَانَ عَلَيْهِ دين، فباعه رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم بثمانمائة درهم، وأعطاه، فقال: «اقض دينك، وأنفق عَلَى عيالك» .
رواه أَبُو الزبير عَنْ جابر، وقال: اسم الغلام يَعْقُوب. وَالَّذِي أعتقه يكنى أبا مذكور، وكأنه الأصح. أخرجه أبو موسى.
4813- مرار بن مالك
(س) مرار [1] بْن مالك، أخو عبد الرحمن الداريان، من رهط تميم الداري.
أوصى لَهُم رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم من خيبر.
ذكره جَعْفَر المستغفري بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ إِسْحَاق.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
4814- مرارة بن الربيع
(ب د ع) مرارة- بزيادة هاء- هُوَ: مرارة بْن الربيع، وقيل: ابن ربيعة الأنصاري العمري، من بني عَمْرو بْن عوف، قاله أَبُو عُمَر.
وقَالَ هِشَام بْن الكلبي: هُوَ مرارة بْن ربعي بْن عدي بْن زيد بْن عمرو بْن زيد بْن جشم بْن حارثة بْن الحارث بْن الخزرج بْن عمرو بْن مالك بْن الأوس.
شهد بدرا، وهو أحد الثلاثة الذين تخلفوا عَنْ رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم فِي غزوة تبوك، فنزل القرآن فِي شأنهم: وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا 9: 118 [2] ... الآية.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سُوَيْدَةَ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْوَاحِدِيِّ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْحِيرِيُّ، أَنْبَأَنَا حَاجِبُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا 9: 118 قَالَ: هُمْ كَعْبُ بْن مَالِكٍ، وَمِرَارَةُ بْن الرَّبِيعِ، وَهِلالُ بْن أُمَيَّةَ، كُلُّهُمْ مِنَ الأَنْصَارِ [3] .
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] على هامش المصورة: «مران» ، بالنون. وتنظر ترجمة «مروان بن مالك» فيما يأتى.
[2] سورة التوبة، آية: 118.
[3] أخرجه الطبري عن ابن وكيع، عن أبى معاوية، بإسناده. ينظر تفسيره، الأثر 17433: 14/ 544.(4/358)
4815- مرارة بن سلمى
(د ع) مرارة بْن سلمى اليمامي الحنفي.
تقدم نسبه عند ذكر ابنه [1] . «مجاعة» .
روى عَنْهُ ابنه مجاعة. ولابنه مجاعة وفادة عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
روى يحيى بْن راشد صاحب السابري، عَنِ الحارث بْن مرة، عَنْ سراج بْن مجاعة بْن مرارة، عَنْ أبيه، عَنْ جده قال: أتيت رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم فأقطعني الغورة وغرابة والحبل [2] وكتب لي كتابا. ثُمَّ أتيت أبا بكر بعد وفاة رسول الله فأقطعني الخضرمة [3] ثُمَّ أتيت بعده عمر فأقطعني نجران، ثُمَّ أتيت عثمان بْن عفان بعد عمر فأقطعني. قَالَ: فوفدت عَلَى عمر بْن عبد العزير، فأخرجت هَذَا الكتاب فقبله، ووضعه عَلَى عينيه، وقال: هَلْ بقي من كهول ولد مجاعة أحد؟
قلت: نعم، وشكير كَثِير. فضحك وقال: كلمة عربية! فقال لَهُ أصحابه: يا أمير الْمُؤْمِنِين، ما الشكير؟ قَالَ: أما رأيت الزرع إذا فرخ وحسن، فذا كم الشكير.
ورواه زياد بْن أيوب، عَنْ أَبِي مرة الحارث بْن مرة، عَنْ غير واحد من أهل بيته: أن مجاعة وفد عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فأقطعه.
أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
4816- مرارة بن مربع
(ب) مرارة بْن مربع بْن قيظي، وهو أخو زيد بْن مربع، وأخو عَبْد اللَّهِ وعبد الرحمن ابني مربع بْن قيظي، لَهُم صحبة. وكان أبو هم مربع بْن قيظي أحد المنافقين، وهو الأعمى الَّذِي قَالَ لرسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَا اجتاز بحائطه إِلَى أحد: لو كنت نبيا لِمَا دخلت حائطي بغير إذني.
أخرجه أبو عمر.
4817- مرثد بن جابر
(س) مرثد بْن جابر الكندي.
قَالَ جَعْفَر: قَالَ ابن منيع: ذكره شيخ كَانَ ببغداد فِي الجانب الشرقي يقال لَهُ: «عَليّ بْن قرين» كَانَ ضعيف الحديث جدا، وهو عندي حديث لا أصل لَهُ.
أخرجه أَبُو موسى.
__________
[1] تقدمت ترجمته برقم 4664: 5/ 61.
[2] في المطبوعة: «وعوانة والجبل» . ينظر: 5/ 61، التعليق رقم: 4.
[3] الخضرمة- بكسر أوله، وسكون ثانيه، وكسر رائه: بلد بأرض اليمامة.(4/359)
4818- مرثد بن ربيعة العبديّ
(ع س) مرثد بْن ربيعة العبدي.
أورده يَحْيَى بْن يونس، والبغوي، وغيرهما. قَالَ البغوي: بلغني أن سُلَيْمَان بْن داود الشاذكوني، روى عَنْ أَبِي قُتَيْبَة، عَنِ المعلى بْن يَزِيدَ [1] ، عَنْ بكر بْن مرثد بْن ربيعة قَالَ: سمعت مرثد بْن ربيعة يقول: سألت رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم عَنِ الخيل، فيها شيء؟ قَالَ: لا، إلا ما كَانَ منها للتجارة. أخرجه أَبُو نعيم وَأَبُو موسى.
4819- مرتد بن الصلت
(ب ع س) مرثد بْن الصلت الجعفي.
أورده البغوي وغيره فِي الصحابة.
روى عَنْهُ ابنه عَبْد الرَّحْمَن أَنَّهُ قَالَ: وفدت عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، فسألته عن مس الذكر.
فقال: إنما هُوَ بضعة منك. وسكن البصرة، ومخرج حديثه عن أهلها.
أخرجه أبو نعيم وأبو عمر، وأبو موسى.
4820- مرتد بن ظبيان
(د ع) مرثد بْن ظبيان السدوسي. نسبه العسكري.
وفد عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم وشهد معه حنينا، وكتب معه كتابا إِلَى بعض بني بكر بْن وائل.
أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله بإسناده عن عبد الله بن أحمد: حدثني أبي، أَنْبَأَنَا يُونُسُ وَحُسَيْنٌ قَالا: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ [2] ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُضَارِبِ بْنِ حَزْنٍ الْعجلِيِّ [3] قَالَ: حَدَّث مَرْثَدُ بْنُ ظَبْيَانَ قَالَ: جَاءَنَا كِتَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَا وَجَدْنَا مَنْ يَقْرَأُ، حَتَّى قَرَأَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي ضُبَيْعَةَ: «مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ، أَسْلِمُوا تَسْلَمُوا [4] » . وَإِنَّهُمْ لَيُسَمُّونَ بنى الكاتب.
__________
[1] في المصورة: «عن قتيبة، عن العجليّ بن يزيد» وفي الإصابة مثل ما في المطبوعة. ولعل أبا قتيبة هو سلم بن قتيبة، ينظر التهذيب: 4/ 133.
[2] في المطبوعة والمصورة: «حدثنا سفيان عن قتادة» . والمثبت عن المسند. وشيبان هو ابن عبد الرحمن التميمي النحويّ يروى عن قتادة بن دعامة، وعنه حسين بن محمد. ينظر التهذيب: 4/ 373، 8/ 351.
[3] في المسند: «عن قتادة قال: حدث مرثد» ، بإسقاط «مضارب بن حزن» . ولا بد من إثباته. ينظر ترجمة مضارب في التهذيب: 10/ 166.
[4] مسند الإمام أحمد: 5/ 68.(4/360)
وَرَوَاهُ ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ قُرَّةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ مُضَارِبِ بْنِ حَزْنٍ: أَنَّ مَرْثَدَ بْنَ ظَبْيَانَ قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، نَحْوَهُ.
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ، وَأَبُو نُعَيْمٍ.
4821- مرثد بن عامر
(س) مرثد بْن عَامِر التغلبي [1] .
قَالَ جَعْفَر: قَالَ ابن منيع: رواه شيخ ببغداد يقال لَهُ «عَليّ بْن [2] قرين» ، كَانَ ضعيف الحديث جدا، وهو عندي حديث لا أصل لَهُ.
أخرجه أبو موسى.
4822- مرثد بن عدي
(س) مرثد بْن عدي الكندي. وقيل: الطائي ذكره ابن منيع، وقال فِيهِ مثل قَوْله فِي «مرثد بْن عَامِر» وحديثه: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «خير أهل المشرق عبد القيس» . أخرجه أَبُو موسى.
4823- مرثد بن عياض
مرثد بْن عياض، أو: عياض بْن مرثد [3]
4824- مرثد بن ابى مرثد
(ب د ع) مرثد بْن أَبِي مرثد، واسم أَبِي مرثد: كناز [4] الغنوي. وقد تقدم نسبه فِي الكاف، وهو من غني بْن أعصر بْن سعد بْن قيس بْن عيلان.
شهد هُوَ وأبوه أَبُو مرثد بدرا أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر بِإِسْنَادِهِ إِلَى يونس بْن بكير، عن ابن إسحاق، في تسمية من شَهِدَ بَدْرًا:
أَبُو مَرْثَدٍ كَنَّازُ بْنُ حُصَيْنٍ، وَابْنُهُ مَرْثَدُ بْنُ أَبِي مَرْثَدٍ، حُلَفاَءُ حَمْزَةَ بن عبد المطلب [5] .
__________
[1] كذا في المطبوعة والإصابة: 3/ 378، وفي المصورة: «الثعلبي» .
[2] لعلى بن قرين ترجمة في الجرج لابن أبى حاتم: 3/ 1/ 201.
[3] تقدمت ترجمة «عياض بن مرثد» برقم 4157: 4/ 330.
[4] تقدمت ترجمة «كناز» برقم 4498: 4/ 500.
[5] سيرة ابن هشام: 1/ 678.(4/361)
واستشهد مرثد فِي غزوة الرجيع مع عَاصِم بْن ثابت، سنة ثلاث. ولما هاجر آخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم بينه وبين أوس بْن الصامت، وَكَانَ يحمل الأسارى من مكة إِلَى المدينة، لشدته وقوته.
وَكَانَ بمكة بغي يقال لَهَا «عناق» ، وكانت صديقة لَهُ فِي الجاهلية، وَكَانَ قد وعد رجلا أن يحمله من أهل مكة، قَالَ: فجئت حَتَّى انتهيت إِلَى حائط من حيطان مكة فِي ليلة قمراء، قَالَ: فجاءت عناق فأبصرت سوادي، فلما رأتني عرفتني، فقالت: مرثد؟ قلت: مرثد. قالت: مرحبا وأهلا، تعال فبت عندنا الليلة. قَالَ: فقلت: يا عناق، إن اللَّه حرم الزنا! قالت: يا أهل مكة، إن هَذَا يحمل الأسرى من مكة! قَالَ: فتبعني ثمانية رجال، وسلكت الخندمة [1] ، فانتهيت إِلَى كهف فدخلته، وجاءوا حَتَّى قاموا عَلَى رأسي، وعماهم اللَّه عني، ثُمَّ رجعوا، ورجعت إِلَى صاحبي فحملته، وَكَانَ رجلا ثقيلا حَتَّى انتهيت إِلَى الإذخر [2] ، ففككت عَلَيْهِ كبله [3] ، ثُمَّ قدمت المدينة فأتيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقلت: يا رَسُول اللَّهِ، أنكح عناق؟ فأمسك رَسُول اللَّهِ حَتَّى نزلت هَذِه الآية: الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلَّا زانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً 24: 3 [4] ... الآية.
قَالَ ابن إِسْحَاق: كَانَ مرثد بْن أَبِي مرثد أمير السرية التي أرسلها رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم إِلَى الرجيع، وَذَلِكَ فِي صفر سنة ثلاث من الهجرة [5] .
وقال غيره: كَانَ الأمير عليها عَاصِم بْن ثابت. وتقدمت القصة فِي خبيب بْن عدي [6] وَعَاصِم [7] وروى مرثد عَنِ النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم أَنَّهُ قَالَ: «إن سركم أن تقبل صلاتكم فليؤمكم خياركم، فإنهم وفدكم» [8] . قَالَ الْقَاسِم أَبُو عبد الرحمن الشامي: حَدَّثَنِي مرثد.
قَالَ أَبُو عمر: هكذا الحديث، وهو عندي وهم وغلط، لأن من قتل فِي حياة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم لَمْ يدركه الْقَاسِم، ولا يجوز أن يقول فِيهِ: «حَدَّثَنِي» ، لأنه منقطع، أرسله الْقَاسِم، والله أعلم.
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] الخندمة- بفتح الخاء-: جبل بمكة.
[2] كذا في المطبوعة والمصورة. وفي اللسان، مادة ذخر: «ثنية الأذاخر: هي موضع بين مكة والمدينة، وكأنها مسماة بجمع الإذخر» .
[3] الكبل: القيد.
[4] سورة النور، آية: 3. وينظر تفسير الطبري ط الأميرية: 18/ 56.
[5] سيرة ابن هشام: 2/ 171.
[6] تنظر الترجمة 1417: 2/ 120/ 122.
[7] تنظر الترجمة 2663: 3/ 111، 112.
[8] تكملته كما في الاستيعاب 3/ 1384: «فإنّهم وفدكم فيما بينكم وبين ربكم» .(4/362)
4825- مرثد بن نجبة
مرثد بْن نجبة، أخو المسيب بْن نجبة بْن ربيعة بْن رياح بْن ربيعة بْن عوف بْن هلال بْن شمخ [1] بْن فزارة بْن ذبيان الفزاري.
كَانَ من أصحاب خَالِد بْن الْوَلِيد، وشهد معه الحيرة، وفتح دمشق، وقتل عَلَى سورها فِي قول. وهو ممن أدرك عصر النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقيل: إنه شهد اليرموك أيضا.
ذكره الحافظ. أبو القاسم بن عساكر الدمشقيّ [2] .
4826- مرثد بن وداعة
(ب د ع) مرثد بْن وداعة، أَبُو قتيلة [3] الحمصي الكندي، وقيل: الجعفي، وقيل: المعنيّ [4] من طيِّئ.
قَالَ البخاري: لَهُ صحبة. وقال أَبُو حاتم: لا صحبة لَهُ، وَإِنما يروي عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن حوالة.
قَالَ البخاري: حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد الجعفي، حَدَّثَنَا شبابة، حَدَّثَنَا حريز [5] ، سمع خمير بْن يَزِيدَ الرحبي قَالَ: رأيت أبا قتيلة صاحب رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم يصلي، وربما قتل البرغوث فِي الصلاة [6] .
وذكره مسلم فِي التابعين، وروى عنه خالد بن معذان: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للناس في حجة الوداع: «لا نبي بعدي، ولا أمة بعدكم» أخرجه الثلاثة.
خمير: بضم الخاء المعجمة.
4827- مرحب
(ب) مرحب- أو: أَبُو مرحب. يعد فِي الكوفيين من الصحابة.
روى زهير، عَنْ إِسْمَاعِيل بْن أَبِي خَالِد، عَنِ الشعبي- هكذا عَلَى الشك- قال: حدثني
__________
[1] في المطبوعة: «سمح» ، بالسين والحاء. والصواب عن المصورة، والمشتبه للذهبى 399.
[2] في المطبوعة: «بن الدمشقيّ» و «بن» غير ثابتة في المصورة.
[3] في المطبوعة: «قبيلة» ، بالباء. والصواب عن الاستيعاب 3/ 1386، وقال الحافظ في الإصابة 3/ 379:
«أبو قتيلة: بقاف ومثناة مصغرا» .
[4] المعنى- بفتح الميم وسكون العين-: نسبة إلى «معن بن عتود» من طيِّئ. ينظر جمهرة أنساب العرب لابن حزم: 377
[5] في المطبوعة: «جرير» . وهو حريز بن عثمان الرحبيّ، ينظر الإصابة: 3/ 379. والتهذيب، ترجمة حريز:
2- 237.
[6] الحديث أورده أبو عمر في الاستيعاب: 3/ 1386.(4/363)
مرحب- أو: أَبُو مرحب- قَالَ: كأني أنظر إليهم فِي قَبْرِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم أربعة: عَليّ، والفضل وعبد الرحمن بْن عوف- أو: العباس- وأسامة [1] .
ورواه الثوري وابن عيينة، عَنْ إِسْمَاعِيل، عَنِ الشعبي، عَنْ أَبِي مرحب. ولم يشك.
قَالَ أَبُو عمر: واختلفوا عَنِ الشعبي كما ترى، وليس يوجد [2] أن عبد الرحمن كَانَ معهم إلا من هَذَا الوجه. وأما ابن شهاب فروي عَنِ ابن المسيب قَالَ: إنما دفنه [3] الَّذِينَ غسلوه، وكانوا أربعة: عَليّ، والفضل، والعباس، وصالح شقران- قَالَ: ولحدوا لَهُ، ونصبوا اللبن نصبا- قَالَ: وقد نزل معهم فِي القبر خولي بْن أوس الأنصاري.
أخرجه أبو عمر.
4828- مرداس بن عروة
(ب د ع) مرداس بْن عروة.
لَهُ صحبة. روى عَنْهُ زياد بْن علاقة [4] : أن رجلا رمي رجلا بحجر، فَأُتِيَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأقاد مِنْه.
رواه هكذا مُحَمَّد بْن جابر، والْوَلِيد بْن أَبِي ثور، عَنْ زياد. ورواه الثوري، عَنْ زياد، عَنْ رجل ولم يسمه.
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] أخرجه أبو داود في كتاب الجنائز، باب «كم يدخل القبر» ، الحديث 3209، 3210: 3/ 312 عن أحمد ابن يونس، عن زهير عن إسماعيل، عن عامر الشعبي قال: غسل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: على، والفضل، وأسامة بن زيد، وهم أدخلوه قبره- قال: وحدثني مرحب- أو: ابن أبى مرحب- أنهم أدخلوا معهم عبد الرحمن بن عوف، فلما فرغ على قال: إنما يلي الرجل أهله» .
وروى أبو داود أيضا: «حدثنا محمد بن الصباح، أنا سفيان، عن ابن أبي خالد، عن الشعبي، عن أبى مرحب أن عبد الرحمن ابن عوف نزل في قبر النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم، قال: كأنى انظر إليهم أربعة» .
ومن هذين الحديثين يتبين أنهم قالوا في هذا الصحابي: مرحب، وابن أبى مرحب، وأبو مرحب. وقد ترجم ابن الأثير في الكنى لابن أبى مرحب.
هذا ولفظ الحديث في الاستيعاب 4/ 1469: «كأني أنظر إليهم فِي قَبْرِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم أربعة: عَليّ، والفضل، وعبد الرحمن بن عوف، وأسامة بن زيد، أو عباس» .
[2] في المطبوعة: «وليس يؤخذ» . والمثبت عن المصورة والاستيعاب.
[3] في المطبوعة: «دفنوه» . والمثبت عن المصورة والاستيعاب.
[4] في الاستيعاب 3/ 1386: «روى عنه زياد بن علقمة» والصواب ما في أسد الغابة، ينظر التهذيب: 3/ 380.(4/364)
4829- مرداس بن عمرو
(ب د ع) مرداس بْن عَمْرو الفدكي. وقال الكلبي: مرداس بْن نهيك. وهكذا أخرجه أَبُو عمر، وقال: إنه فزاري، نزل فِيهِ: وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً 4: 94 [1] .
روى أَبُو سَعِيد الخدري قَالَ: بعث رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم سرية فيها أسامة بْن زيد إِلَى بني ضمرة، فقتله أسامة.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ بِإِسْنَادِهِ إِلَى يُونُسَ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ أَسْلَمَ، عَنْ رِجَالٍ مِنْ قَوْمِهِ قَالُوا: بَعَثَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَالِبَ بْن عَبْد اللَّهِ الْكَلْبِيَّ، كَلْبَ لَيْثٍ، إِلَى أَرْضِ بَنِي مُرَّةَ، وَبِهَا مِرْدَاسُ بْنُ نَهِيكٍ، حَلِيفٌ لَهُمْ مِنْ بَنِي الْحُرَقَةِ، فَقَتَلَهُ أُسَامَةُ [2] .
قَالَ عَنِ ابن إِسْحَاق: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن أسامة [بْن مُحَمَّد بْن أسامة] [3] ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: أَدْرَكْتُهُ أَنَا وَرَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ، فَلَمَّا شَهَرْنَا عَلَيْهِ السِّلاحَ قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ لا إله إلا اللَّه» . فلم ننزع عَنْهُ حَتَّى قَتَلْنَاهُ، فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَنَاُه خَبَرَهُ، فَقَالَ: يَا أُسَامَةُ، مَنْ لَكَ بِلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ؟! فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّمَا قَالَهَا تَعَوُّذًا مِنَ الْقَتْلِ.
فَقَالَ: مَنْ لَكَ يا أسامة بلا اله إلا الله؟! فو الّذي بعثه بالحق نبيا ما زال يرددها عَليّ حَتَّى لوددت أَنَّ مَا مَضَى مِنْ إِسْلامِي لَمْ يَكُنْ، وأني أسلمت يومئذ ولم أقتله [4] .
وقيل، إن الَّذِي قتله محلم بْن جثامة. وقيل: غيرهما، والصحيح أن أسامة قتل الَّذِي قَالَ فِي الحرب «لا إله إلا اللَّه» لأنه اشتدت نكايته فِي المسلمين، وَالَّذِي قتله محلم غيره، وقد ذكرناه فِي «محلم» [5] ، والله أعلم.
أخرجه الثلاثة.
4830- مرداس بن قيس
(س) مرداس بْن قيس الدوسي.
روى حديثه صالح بْن كيسان، عمن حدثه، عَنْ مرداس بْن قيس الدوسي قَالَ: حضرت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، وذكرت عنده الكهانة، وما كان من تغيّرها عند مخرجه، فقلت: يا رسول الله،
__________
[1] سورة النساء، آية: 94.
[2] سيرة ابن هشام: 2/ 622.
[3] ما بين القوسين ساقط من المصورة. والمثبت عن المطبوعة. ومحمد هذا مترجم في التهذيب: 9/ 35.
[4] سيرة ابن هشام: 2/ 623.
[5] ينظر الترجمة 4691: 5/ 76، 77.(4/365)
عندنا من ذَلِكَ شيء، أخبرك أن جارية منا، لَمْ نعلم عليها إلا خيرا إِذْ، جاءتنا فقالت: يا معشر دوس، العجب العجب لِمَا أصابني، هَلْ علمتم إلا خيرا؟ قلنا: وما ذاك؟ قالت: إِنِّي لفي غنمي إِذْ غشيتني ظلمة، ووجدت كحس الرجل مع المرأة، وَإِني خشيت أن أكون قد خبلت ... وذكر الحديث فِي الكهانة بطوله.
أخرجه [1] أَبُو موسى.
4831- مرداس بن مالك الأسلمي
(ب د ع) مرداس بْن مالك الأسلمي.
عداده فِي أهل الكوفة، كَانَ ممن بايع تحت الشجرة.
أَخْبَرَنَا أَبُو الفرج بْن محمود إذنا بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي عَاصِمٍ: حَدَّثَنَا وَهْبَانُ بْنُ بَقِيَّةَ، حَدَّثَنَا خالد بن عبد الله، عَنْ بَيَانٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ مِرْدَاسٍ الأَسْلَمِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم يقول: يَذْهَبُ الصَّالِحُونَ أَسْلافًا، وَيُقْبَضُ الصَّالِحُونَ أَسْلافًا، الأَوَّلُ فَالأَوَّلُ، حَتَّى تَبْقَى حُثَالَةٌ كَحُثَالَةِ التَّمْرِ وَالشَّعِيرِ، لا يُبَالِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِمْ شَيْئًا [2] . أخرجه الثلاثة.
4832- مرداس بن مالك الغنوي
(س) مرداس بْن مالك الغنوي.
أورده ابن شاهين. حديثه عند أولاده: أَنَّهُ قدم عَلَى النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم وافدا، فمسح وجهه، ودعا لَهُ بخير، وكتب لَهُ كتابا، وولاه صدقة قومه. هكذا ذكره أَبُو موسى.
وقال ابن الكلبي: مرداس بْن مويلك، بالواو، ونسبه فقال: مرداس بْن مويلك بْن وافد بْن رياح بْن ثعلبة بْن سعد بْن عوف بْن كعب بْن جلان بْن غنم بْن غنى بْن أعصر الغنوي- قَالَ:
وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأهدى له فرسا وصحبه.
__________
[1] قال الحافظ في الإصابة 3/ 379: «ذكره أبو موسى في الذيل، وأورد من طريق ابن الخرائطى في، كتاب الهواتف من طريق عيسى بن يزيد، عن صالح بن كيسان..» وذكر الحافظ بعضا من هذا الحديث، ثم قال: «وعيسى أظنه ابن داب، وهو كذاب، وفي السند «عبد الله بن محمد البلوى أيضا» .
[2] أخرجه الإمام أحمد عن محمد بن عبيد، ويحيى بن سعيد، ويعلى، عن إسماعيل، عن قيس، المسند: 4/ 193.(4/366)
4833- مرداس
(د ع س) مرداس- أو: ابن مرداس- من أهل الشجرة.
لَهُ ذكر فِي حديث راشد [1] بْن سيار، مولى عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي أوفى أَنَّهُ قَالَ: أشهد عَلَى خمسة ممن بايع تحت الشجرة، منهم: مرداس- أو: ابن مرداس- أنهم كانوا يصلون قبل المغرب.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم، وأبو موسى. وَقَدْ أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ، فَلا وَجْهَ لاسْتِدْرَاكِهِ عليه.
4834- مرداس بن أبى مرداس
(ب) مرداس بْن أَبِي مرداس، وهو مرداس بْن عقفان التميمي العنبري.
لَهُ صحبة، قَالَ: أتيت النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم فدعا لي بالبركة.
روى عَنْهُ ابنه بكر بْن مرداس.
أخرجه أَبُو عمر مختصرا.
4835- مرداس بْن مروان
مرداس بْن مروان بْن الجذع بْن زيد [2] .
أسلم هُوَ وأبوه، وشهد الحديبية، وَكَانَ أمين النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم عَلَى سهمان خيبر.
ذكره الغساني عَنِ ابن الكلبي، والعدوي.
4836- مرداس بن نهيك
(ب) مرداس بْن نهيك.
تقدم فِي مرداس بْن عَمْرو الفدكي.
أخرجه هكذا أَبُو عمر.
4837- مرزبان بن النعمان
مرزبان بْن النعمان بْن امرئ القيس بْن عمرو، المقصور، ابن حجر، آكل المرار، ابن عَمْرو بْن معاوية بْن الحارث الأكبر الكندي.
وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم مع الأشعث بْن قيس الكندي.
قاله ابن الكلبي.
__________
[1] قال الحافظ في الإصابة 3/ 381: «راشد: ذكره ابن حبان في ثقات التابعين» .
[2] في المطبوعة: «بن يزيد» . والمثبت عن المصورة والإصابة: 3/ 380، وترجمة أبيه، وستأتي قريبا.(4/367)
4838- مرزوق الصيقل
(ب د ع) مرزوق الصيقل.
شامي، سَمِعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ مولى الأنصار.
روى أَبُو الحكم الصيقل الحمصي، عَنْ مرزوق أَنَّهُ صقل سيف رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَا الفقار، وكانت لَهُ قبيعة [1] من فضة، وحلق من فضة، وبكرة [2] من فضة فِي وسطه أخرجه الثلاثة.
4839- مركبود
مركبود. من أبناء الفرس بصنعاء.
أسلم فِي حياة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم. وقد ذكره بعض النقلة «من كيود» وأظنه صحفه بعض النقلة، وَالَّذِي ذكرناه هُوَ الصواب.
4840- مروان بن الجدع
مروان بْن الجذع بْن زيد بْن الحارث بْن حرام بْن كعب بْن غنم بْن كعب بْن سلمة الأنصاري الخزرجي السلمي.
أسلم وهو شيخ كبير، وابنه مرداس بْن مروان، شهد الحديبية وبايع تحت الشجرة، وَكَانَ أمين رسول الله صلى الله عليه وسلم على سهمان خيبر.
ذكر ذَلِكَ ابن الكلبي.
4841- مروان بن الحكم
مروان بْن الحكم بْن أَبِي العاص بْن أمية بْن عَبْد شمس بْن عبد مناف القرشي الأموي، يكنى أبا عَبْد الْمَلِكِ، بابنه عَبْد الْمَلِكِ. وهو ابن عم عثمان بْن عفان بْن أَبِي العاص.
ولد عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، قيل: ولد سنة اثنتين من الهجرة. قَالَ مالك: ولد يَوْم أحد. وقيل: ولد يَوْم الخندق. وقيل: ولد بمكة. وقيل: بالطائف.
ولم ير النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لأنه خرج إِلَى الطائف طفلا لا يعقل لِمَا نفي النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم أباه الحكم، لِمَا ذكرناه فِي ترجمة [3] أبيه. وَكَانَ مع أبيه بالطائف حَتَّى استخلف عثمان، فردهما، واستكتب
__________
[1] القبيعة: هي التي تكون على رأس قائم السيف.
[2] البكرة: الحلقة التي في حلية السيف، تشبه الخاتم.
[3] تقدمت ترجمته برقم 1217: 2/ 37، 38.(4/368)
عثمان مروان، وضمه إليه، ونظر إليه عَليّ يوما فقال: ويلك، وويل أمة مُحَمَّد منك ومن بنيك! وَكَانَ يقال لمروان: «خيط [1] باطل» ، وضرب يَوْم الدار عَلَى قفاه، فقطع أحد علباويه [2] فعاش بعد ذَلِكَ أوقص، والأوقص الَّذِي قصرت عنقه.
ولما بويع مروان بالخلافة بالشام قَالَ أخوه عبد الرحمن بْن الحكم- وَكَانَ ماجنا حسن الشعر، لا يرى رأي مروان:
فو الله ما أدري وَإِني لسائل ... حليلة مضروب القفا: كيف تصنع؟
لحا اللَّه قوما أمروا خيط باطل ... عَلَى الناس، يعطي ما يشاء ويمنع
وقيل: إنما قَالَ عبد الرحمن هَذَا حين استعمل معاوية مروان عَلَى المدينة.
واستعمله معاوية عَلَى المدينة، ومكة، والطائف. ثُمَّ عزله عَنِ المدينة سنة ثمان وأربعين، واستعمل عليها سَعِيد بْن أَبِي العاص، وبقي عليها أميرا إِلَى سنة أربع وخمسين، ثُمَّ عزله واستعمل الْوَلِيد بْن عتبة [3] بْن أَبِي سفيان، فلم يزل عليها إِلَى أن مات معاوية. ولما مات معاوية بْن يَزِيدَ بْن معاوية، ولم يعهد إِلَى أحد، بايع بعض الناس بالشام مروان بْن الحكم بالخلافة، وبايع الضحاك بْن قيس الفهري بالشام أيضا لعبد اللَّه بْن الزبير، فالتقيا واقتتلا بمرج راهط عند دمشق، فقتل الضحاك، واستقام الأمر بالشام ومصر لمروان. وتزوج مروان أم خَالِد بْن يَزِيدَ ليضع من خَالِد، وقال يوما لخالد: يا ابن الرطبة الاست! فقال لَهُ خَالِد: «أنت مؤتمن خائن» وشكى خَالِد ذَلِكَ يوما إِلَى أمه، فقالت: لا تعلمه أنك ذكرته لي. فلما دخل إليها مروان قامت إليه مع جواريها، فغمته حَتَّى مات [4] .
وكانت مدة ولايته تسعة أشهر، وقيل: عشرة أشهر، ومات. وهو معدود فيمن قتله النساء.
__________
[1] قال الثعالبي في «ثمار القلوب في المضاف والمنسوب» 76: «وكان مروان بن الحكم يقال له: «خيط باطل» ، لأنه كان طويلا مضطربا» .
[2] في المطبوعة: «علياوية» بالياء. وهو خطأ. وعلباويه: مثنى علباء- بكسر العين وسكون اللام، وهما: «العصبتان الصفراوان الممتدتان في طول العنق إلى الكاهل، بينهما النقرة» . ينظر كتاب خلق الإنسان لثابت: 202.
[3] في المصورة: «عقبة بن أبى سفيان» . والصواب ما في المطبوعة. وينظر كتاب نسب قريش: 132.
[4] قال ابن قتيبة في المعارف 354: «ويقال: إنه قال لخالد بن يزيد بن معاوية: يا ابن الرطبة- وكانت تحته- وبلغها، فقعدت على وجهه فقتله» . وذكر المسعودي ذلك في مروج الذهب 2/ 69، وقال: «فمنهم من رأى أنها وضعت على نفسه وسادة، وقعدت فوقها مع جواريها حتى مات، ومنهم من رأى أنها أعدت له لبنا مسموما ... » . وينظر أيضا «كتاب أسماء المغتالين من الأشراف» لمحمد بن حبيب: 174.(4/369)
روى عَنْهُ عَليّ بْن الْحُسَيْن، وعروة بْن الزبير. وقال فِيهِ أخوه عبد الرحمن:
ألا من مبلغ مروان عني ... رسولا، والرسول من البيان
بأنك لن ترى طردا لحر ... كإلصاق بِهِ بعض الهوان
وهل حدثت قبلي عَنْ كريم ... معين فِي الحوادث أو معان
يقيم بدار مضيعة إذا لَمْ ... يكن حيران أو خفق الجنان
فلا تقذف بي الرجوين [1] إِنِّي ... أقل القوم من يغني مكاني
سأكفيك الَّذِي استكفيت مني ... بأمر لا تخالجه [2] اليدان
ولو أنا بمنزلة جميعا ... جريت، وأنت مضطرب العنان
ولولا أنّ أمّ أبيك أمّى ... وأن من قد هجاك فقد هجاني
لقد جاهرت بالبغضاء، إنّي ... إلى أمر الجهارة والعلان
4842- مروان بن قيس
(ب د ع) مروان بْن قيس الأسدي. وقيل: السلمي.
ذكره البخاري فِي الصحابة.
روى عَنْهُ ابنه خثيم بْن مروان: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مر برجل سكران، يقال لَهُ: «نعيمان» ، فأمر بِهِ فضرب، ثُمَّ أتى بِهِ مرة أخرى سكران فأمر بِهِ فضرب، ثُمَّ أتى بِهِ الثالثة، ثُمَّ أتي بِهِ الرابعة، وعمر حاضر، فقال عمر: ما تنتظر بِهِ يا نبي اللَّه؟ هي الرابعة، اضرب عنقه! فقال رجل عند ذَلِكَ: لقد رأيته يَوْم بدر يقاتل قتالا شديدا، فقال آخر: لقد رأيت لَهُ يَوْم بدر موقفا حسنا. فَقَالَ نبي اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كيف، وقد شهد بدرا. وروى عمران بْن يحيى، عَنْ عمه مروان بْن قيس الأسدي قَالَ: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن أَبِي توفي، وقد جعل عَلَيْهِ أن يمشي إِلَى مكة، وأن ينحر بدنة، ولم يترك مالا، فهل نقضي
__________
[1] الرجوان: مثنى رجا، والرجا: الناحية. يقال: رمى به الرجوان: استهين به، فكأنه رمى به هنالك. أرادوا أنه طرح في المهالك. وهذا البيت في اللسان غير منسوب، وروايته فيه:
فلا يرمى بى الرجوان إني ... أقل القوم من يغنى مكاني
[2] أي: لا تناله ولا تبلغه.(4/370)
عَنْهُ: أن نمشي عَنْهُ وأن ننحر عَنْهُ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم، تقضي عَنْهُ، أرأيت لو كَانَ عَلَى أبيك دين لرجل فقضيت عَنْهُ من مالك، أليس يرجع الرجل راضيا؟ فاللَّه أحق أن يرضى» [1] أخرجه الثلاثة.
4843- مروان بن مالك
مروان بْن مالك الداري.
قَالَ عَبْد الْمَلِكِ بْن هِشَام فِي تسمية النفر الداريين الَّذِين أوصى لَهُم رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وسلم من خيبر، قَالَ: وعرفة [2] بْن مالك، وأخوه مرار [3] بْن مالك- قَالَ ابن هِشَام: «مروان ابن مالك» وقد تقدم فِي مرار. والله أعلم.
4844- مرة بن الحباب
(ب) مرة بْن الحباب بْن عدي بْن الجد بْن عجلان بْن حارثة بْن ضبيعة بْن حرام بْن جعل ابن عَمْرو بْن جشم البلوي، حليف بني عَمْرو بْن عوف. نسبه ابن الكلبي.
وقال الطبري [4] : مرة بْن الحباب بْن عدي بْن العجلان، شهد أحدا.
وقال الكلبي وغيره: إنه شهد بدرا.
أخرجه أبو عمر.
4845- مرة بن سراقة
(ب) مرة بْن سراقة.
أحد النفر الَّذِينَ قتلوا بحنين من المسلمين شهداء.
أخرجه أَبُو عمر مختصرا.
__________
[1] قال الحافظ في الإصابة 3/ 384: «قال البخاري: له صحبته، روى عنه ابنه. وأخرج هو والبغوي والطبراني من طريق يحيى بن سعيد الأموي: حدثنا عمران بن يحيى الأسدي ... » وقال البغوي: «لا أعلم بهذا الإسناد إلا هذا» .
[2] لم تتقدم ترجمة لعرفة هذا، والّذي سبق في ترجمة عبد الرحمن بن مالك 3/ 491 أنه كان اسمه «عروة» وقد ترجم ابن الأثير لعروة بن مالك: 4/ 31. ولكن هكذا ثبت في سيرة ابن هشام 2/ 354: «عرفة بن مالك» . وقال ابن هشام مستدركا على ابن إسحاق: «ويقال: عزة بن مالك» .
[3] في المصورة والمطبوعة: «مروان بن مالك» . والّذي في سيرة ابن هشام: «وأخوه مران بن مالك» بالنون، ثم استدرك عليه ابن هشام فقال: «مروان بن مالك،. ولم تتقدم لمران بالنون ترجمة، وإنما الّذي تقدم: «مرار» براء في آخره، ويبدو أن هذا هو ما ثبت في نسخة ابن الأثير من سيرة ابن هشام. على أننا نضيف أنه ثبت على هامش المخطوطة بجانب «مرار بن مالك» :
«مران» ، بالنون. ولكن ترتيبه يحتم أنه مرار بالراء، بدليل قوله في الترجمة التي بعده: «مرارة» بزيادة هاء. فأثبتنا هنا «مرارا» اعتمادا على هذا.
[4] في الاستيعاب 3/ 1382: «وقال الطبري: مرة بن الحباب بن العجلان، شهد أحدا ... وقال ابن الكلبي: مرة بن الحباب بن عدي بن العجلان» . فهل وقع سقط من أسد الغابة؟.(4/371)
قلت: لَمْ يذكر ابن إِسْحَاق «مرة بْن سراقة» فيمن قتل بحنين ولا بخيبر، وقد ذكر «عروة ابن مرة بْن سراقة [1] » . وقد ذكره أَبُو عمر في «عروة» .
4846- مرة العامري
(ب د ع) مرة العامري. والد يعلى بْن مرة.
كوفي، لَهُ ولابنه يعلى بْن مرة صحبة ورواية، وهو مرة بْن وهيب بْن جابر، قاله أَبُو عمر.
وقال ابن منده وَأَبُو نعيم: مرة بْن أَبِي مرة الثقفي، والد يعلى بْن مرة. روى عَنْهُ ابنه يعلى بْن مرة.
روى يونس بْن بكير، عَنِ الأعمش، عَنِ المنهال بْن عَمْرو، وعن يعلى بْن مرة، عَنْ أبيه قَالَ: سافرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سفرا، فرأيت مِنْه عجبا، أتته امرأة بابن لَهَا، بِهِ لمم، فقال لَهُ رَسُول الله اخرج عدو اللَّه، أنا رَسُول اللَّهِ. فبرأ.
ورواه يَحْيَى بْن عِيسَى وغيره، عَنِ الأعمش، مثله. ورواه وكيع، عَنِ الأعمش عَنِ المنهال، عَنْ يعلى بْن مرة قَالَ: لقد رأيت من رَسُول اللَّهِ عجبا [2] ، وذكر نحوه.
4847- مرة بن صابى
مرة بْن صابئ اليشكري.
كَانَ أبوه سيد بني يشكر. وعظ مسيلمة بكلام حسن فصيح، وشعر جيد. ذكره ابن إِسْحَاق.
قاله الغساني.
4848- مرة بن عمرو القرشي
(ب ع س) مرة بْن عَمْرو بْن حبيب بْن وائلة بْن عَمْرو بْن شيبان بْن محارب بْن فهر القرشي الفهري. من مسلمة الفتح.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أُنَيْسَةَ أُمِّ سَعِيدٍ بِنْتِ مُرَّةَ: أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أنا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ، لَهُ [3] أَوْ لِغَيْرِهِ، فِي الْجَنَّةِ كهاتين» .
__________
[1] سيرة ابن هشام: 2/ 344.
[2] أخرجه الإمام أحمد عن وكيع بإسناده إلى مرة. وقال الإمام أحمد: «وقال وكيع مرة: عن أبيه» . المسند:
/ 172..
[3] أراد بقوله «له» بأن يكون يتيما لبعض قرابته، وبقوله: «لغيره» : ان يكون يتيما لأجنبى.
والحديث أخرجه البخاري في الأدب المفرد، والبغوي من رواية ابن عيينة. ينظر الإصابة: 3/ 382.(4/372)
أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ، وَأَبُو مُوسَى، وَأَبُو عُمَر.
وائلة: بالياء تحتها نقطتان.
4849- مرة بْن عَمْرو العقيلي
مرة بْن عَمْرو العقيلي.
أورده أَبُو بكر الإسماعيلي، وروى بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المطلب، عَنْ عَليّ بْن قرين، عَنْ خشرم بْن الْحُسَيْن العقيلي [عَنْ عقيل بْن طريف العقيلي [1]] عَنْ مرة بْن عَمْرو قَالَ: صليت خلف النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فقرأ ب: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ 1: 2. أخرجه أَبُو موسى. وقد تقدم ذكر «عَليّ بْن قرين» فِي غير موضع أَنَّهُ ضعيف.
4850- مرة بن كعب
مرة بْن كعب. وقيل: كعب بْن مرة السلمي البهزي، من بهز بْن الحارث بْن سليم ابن مَنْصُور.
نزل البصرة، ثُمَّ نزل الشام.
قَالَ أَبُو عمر: والصحيح: مرة بْن كعب- قَالَ: وقيل: «إنهما اثنان. وليس بشيء [2] » .
وقد ذكرناه فِي كعب [3] .
وتوفي سنة سبع وخمسين بالأردن. روى عَنْهُ عَبْد اللَّهِ بْن شقيق، وجبير بْن نفير، وأسامة بْن خريم.
أَخْبَرَنَا غَيْرُ وَاحِدٍ بِإِسْنَادِهِمْ عَنْ أَبِي عِيسَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَبِي الأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ: أَنَّ خُطَبَاءَ قَامَتْ بِالشَّامِ، وَفِيهِمْ رِجَالٌ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، فَقَامَ آخِرُهُمْ- رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: مُرَّةُ بْنُ كَعْبٍ- فَقَالَ: لَوْلا حَدِيثٌ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ مَا قُمْتُ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ [4]- وَذَكَرَ الْفِتَنَ فَقَرَّبَهَا [5] ، فَمَرَّ رَجُلٌ مُقَنَّعٌ فِي ثَوْبٍ، فَقَالَ: هَذَا يَوْمَئِذٍ عَلَى الْهُدَى. فَقُمْتُ إِلَيْهِ، فَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، فَأَقْبَلْتُ عَلَيْهِ بِوَجْهِهِ، فَقُلْتُ: هَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ [6] .
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
__________
[1] ما بين القوسين سقط من المصورة. والمثبت عن الإصابة، والمطبوعة، وقد كان في المطبوعة: «عن عقيل طريف» فزدنا «بن» عن الإصابة.
[2] الاستيعاب: 3/ 1382.
[3] تنظر ترجمته: 4/ 489.
[4] لفظ الترمذي- كما في تحفة الأحوذي-: «ما قمت، وذكر الفتن» دون: «سمعته يقول» .
[5] أي: قرب وقوعها.
[6] تحفة الأحوذي، أبواب المناقب، باب «مناقب عثمان بن عفان رضى الله عنه» ، الحديث 3788: 10/ 198، 199، وقال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح» .(4/373)
باب الميم والزاى
4851- مزرد بن ضرار
(ب) مزرد بْن ضرار بْن ثعلبة بْن حرملة بْن صيفي بْن أصرم بْن إياس بْن عبد غنم بْن جحاش بْن بجالة بْن مالك بْن ثعلبة بْن سعد بْن ذبيان [1] .
قيل: ضرار بْن سنان بْن أمية بْن عَمْرو بْن جحاش بْن بجالة الغطفاني الذبياني الثعلبي.
وهو أخو الشماخ، واسم مزرد: يزيد، ولكنه اشتهر بمزرد. وَإِنما قيل لَهُ «مزرد» لقوله:
فقلت تزردها عُبَيْد، فإنني ... لدرد [2] الموالي فِي السنين مزرد [3]
وقدم «مزرد» عَلَى رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم، وأنشده:
تعلم رَسُول اللَّهِ أنا كأننا ... أفأنا بأنمار ثعالب ذي غسل [4]
تعلم رَسُول اللَّهِ لَمْ أر مثلهم ... أجر [5] عَلَى الأدنى وأحرم للفضل
«وأنمار» رهطه، وَكَانَ يهجوهم، وزعموا أَنَّهُ كَانَ يهجو أضيافه.
أخرجه أبو عمر.
4852- مزيدة بن جابر
(ب د ع) مزيدة بْن جابر العبدي الْعصْرِيّ. عداده فِي أعراب البصرة.
كذا نسبه ابن منده وَأَبُو نعيم.
وقال أَبُو عمر. مزيدة العبدي» . ولم ينسبه.
وقال ابن الكلبي: «مزيدة بْن مالك بْن همام بْن معاوية بْن شبابة بْن عامر بن حطمة [6] بن محارب ابن عَمْرو بْن وديعة بْن لكيز بْن أفصى بْن عبد القيس» .
فلم يجعله الكلبي عصريا، وجعله ابن منده وَأَبُو نعيم عصريا وقالوا: هُوَ جدّ هود بن عبد الله ابن سعد بْن مزيدة. روى هود بْن عَبْد اللَّهِ العصري، عَنْ جده مزيدة- وَكَانَ فِي الوفد إِلَى رَسُول اللَّهِ- قَالَ: فَنَزَلْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم وقبلت يده.
__________
[1] ينظر ترجمته في: سمط اللآلي: 58، 83، ومعجم الشعراء للمرزباني: 483، والشعر والشعراء لابن قتيبة: 315.
[2] في المطبوعة: «لزرد» وفي المصورة: «لررد» . و «درد» جمع «أدرد» ، وهو الّذي ليس في فمه سن. يريد أنه يلقم الذين سقطت أسنانهم من الكبر. وازدرد الشيء ابتلعه.
[3] البيت في اللآلي: 83، والشعر والشعراء: 315.
[4] تعلم: اعلم. ذو غسل- بكسر الغين وسكون السين: موضع يدعى «ذات غسل» .
[5] في المطبوعة: «أحن» . والصواب عن المصورة، ديوان أخيه الشماخ: 454، والشعر والشعراء: 315.
[6] في المطبوعة: خطمه. ينظر المشتبه، تعليق: 267.(4/374)
أخبرنا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ إِذْنًا بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنِ عمرو قال: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ صُدْرَانَ، حَدَّثَنَا طَالِبُ بْنُ حُجَيْرٍ الْعَبْدِيُّ، حَدَّثَنَا هُودٌ الْعَصَرِيُّ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُ أَصْحَابَهُ، إِذْ قَالَ لَهُمْ: سَيَطْلُعُ عَلَيْكُمْ من هذا الوجه ركب فيهم خَيْرُ أَهْلِ الْمَشْرِقِ فَقَامَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَتَوَجَّهَ فِي ذَلِكَ الْوَجْهِ، فَلَقِيَ ثَلاثَةَ عَشَرَ رَاكِبًا، فَرَحَّبَ وَقَرَّبَ، وَقَالَ:
مَنِ الْقَوْمُ؟ قَالُوا: نَفَرٌ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ. قَالَ: وَمَا أَقْدَمَكُمْ هَذهِ الْبِلادَ؟ التِّجَارَةُ؟ أَتَبِيعُونَ سُيُوفَكُمْ قَالُوا: لا. قَالَ: فَلَعَلَّكُمْ إِنَّمَا قَدِمْتُمْ فِي طَلَبِ هَذَا الرَّجُلِ؟ فَمَشَى مَعَهُمْ يُحَدِّثُهُمْ حَتَّى إِذَا نَظَرُوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: هَذَا صَاحِبُكُمُ الَّذِي تَطْلُبُونَ. فَرَمَى الْقَوْمُ بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ رِحَالِهِمْ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَسْعَى، وَمِنْهُمْ مَنْ يُهَرْوِلُ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي، حَتَّى أَتَوُا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَخَذُوا بِيَدِهِ فَقَبَّلُوهَا وَقَعَدُوا إِلَيْهِ، وَبَقِيَ الأَشَجُّ- وَهُوَ أَصْغَرُ الْقَوْمِ- فَأَنَاخَ الإِبِلَ وَعَقَلَهَا، وَجَمِيعَ مَتَاعِ الْقَوْمِ، ثُمَّ أَقْبَلَ يَمْشِي عَلَى تُؤَدَةٍ حَتَّى أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخَذَ بِيَدِهِ فَقَبَّلَهَا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن فِيكَ خَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ. قَالَ: فَمَا هُمَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: الأَنَاةُ وَالتُّؤَدَةُ. قَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَجَبَلًا [1] جُبِلْتُ عَلَيْهِ أَمْ تَخَلُّقًا. قَالَ: لا، بَلْ، جُبِلْتَ عَلَيْهِ. قال: الحمد للَّه الَّذِي جَبَلَنِي عَلَى مَا يُحِبُّ اللَّهُ وَرَسُولُهُ [2] . وَأَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ وَغَيْرُهُ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن صُدْرَانَ أَبُو جَعْفَر الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا طَالِبُ بْنُ جُحَيْرٍ، عَنْ هُودِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ جَدِّهِ مَزْيَدَةَ قَالَ: دَخَلَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ يَوْمَ الْفَتْحِ، وَعَلَى سَيْفِهِ ذَهَبٌ وَفِضَّةٌ [3] .
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
قلت: جعلوا «مزيدة» هاهنا رجلا، وعاد أَبُو نعيم ذكره فِي النساء، فقال: «مزيدة العصرية» فجعلها امرأة، وهو وهم، والصواب، أنه رجل.
__________
[1] جبل الله الخلق يجبلهم: خلقهم، وجبله على الشيء: طبعه.
[2] أخرجه ابن ماجة بنحوه عن أبى سعيد الخدريّ، انظر كتاب الزهد، باب الحلم، الحديث 4187، 4188:
2/ 1401.
[3] تحفة الأحوذي، أبواب الجهاد، باب «ما جاء في السيوف وحليها» ، الحديث 1741: 5/ 337، 338، وقال الترمذي: «هذا حديث غريب» .(4/375)
باب الميم والسين
4853- مساحق أبو نوفل
(س) مساحق أَبُو نوفل.
روى نصر بْن عَليّ، عَنْ سُفْيَان، عَنْ عَمْرو بْن دينار، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ مُسَاحِقٍ، عَنِ أبيه، عن جده قال: كان رسول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم إذا بعث سرية قَالَ: «إن رَأَيْتُمْ مَسْجِدًا، أَوْ سَمِعْتُمْ مُؤَذِّنًا، فَلا تَقْتُلُوا أحدا ... » وذكر الحديث.
رواه إلياس، عَنْ سفيان، عَنْ عَبْد الْمَلِكِ نفسه، لَيْسَ بينهما عَمْرو، عَنِ ابن عصام المزني، عن أبيه [1] . أخرجه أبو موسى.
4854- مسافع الديليّ
(د ع) مسافع الديلي، أَبُو عبيدة.
سمع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ذكره الْبُخَارِيّ فِي الصحابة.
روى مالك بْن عبيدة [2] بْن مسافع الديلي، عَنْ أبيه، عَنْ جده قَالَ: قال رَسُول الله صلى الله عليه وسلم «لولا عباد ركع، وصبية رضع، وبهائم رتع، لصب عليكم العذاب صبا» [3] . أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
4855- مسافع بن عياض
(ب) مسافع بْن عياض بْن صخر بْن عامر بْن كعب بْن سعد بْن تيم بْن مرة بْن كعب بْن لؤي القرشي التيمي. وهو ابن خال أَبِي بكر الصديق.
قَالَ أَبُو عمر: لَهُ صحبة، ولا أحفظ لَهُ رواية. قَالَ الزبير والعدوي جميعا، يزيد بعضهما عَلَى بعض فِي الشعر: كَانَ مسافع بْن عياض شاعرا [4] ، فتعرض لهجاء حسان بْن ثابت، ففيه يقول حسان [5] .
__________
[1] تقدم الحديث بهذا السند في ترجمة عصام المزني، وخرجناه هنالك، تنظر الترجمة 3661: 4/ 36.
[2] عبيدة: بفتح العين وكسر الباء. كذا ضبطه ابن ماكولا والخطيب. ينظر الإصابة: 3/ 386. وستأتي في الكنى ترجمة لأبى عبيدة الديليّ.
[3] أخرجه الطبراني وابن مندة وابن عدي. ينظر الإصابة أيضا. وأخرجه ابن أبى عاصم، كما سيأتي في الكنى.
[4] في الاستيعاب: «شاعرا محسنا» .
[5] ديوانه ط بيروت: 74، 75. والاستيعاب: 4/ 1471. والبيت الأول في كتاب نسب قريش: 294.(4/376)
يا آل تيم ألا تنهون جاهلكم ... قبل القذاف بصم كالجلاميد [1]
فنهنهوه فإني غير تارككم ... إن عاد، ما اهتز ماء فِي ثرى عود [2]
لو كنت من هاشم، أو من بني أسد، ... أو عبد شمس، أو أصحاب اللّوا صيد [3]
أو من بني نوفل، أو ولد مطلب، ... للَّه درك لَمْ تهمم بتهديدي [4]
أو من بني زهرة الأبطال قد عرفوا ... أو من بني جمح الخضر الجلاعيد [5]
أو فِي الذؤابة من تيم إذا انتسبوا ... أو من بني الحارث البيض الأماجيد [6]
لولا الرسول، وأني لست عاصيه، ... حَتَّى يغيبني فِي الرمس ملحودي [7]
وصاحب الغار، إِنِّي سوف أحفظه، ... وطلحة بْن عُبَيْد الله ذو الجود [8]
أخرجه أبو عمر.
4856- مستطيل بن حصين
(س) مستطيل [9] بْن حصين.
قيل: أدرك الجاهلية. وهو تابعي.
أخرجه أبو موسى.
4857- المستنير بن صعصعة
(س) المستنير [10] بْن صعصعة الخزاعي.
ذكر فِي الشهود عَلَى كتاب «العلاء بْن الحضرمي» .
أخرجه أبو موسى.
__________
[1] في ديوانه: «ألا ينهى سفيهكم» ، «بقول كالجلاميد» . و «القذاف» : التشاتم بالأشعار و. «الجلاميد» : الصخور، الواحد: جلمود.
[2] هذا البيت غير ثابت في الديوان.
[3] أصحاب اللوا: بنو عبد الدار بن قصي. وكان عبد الدار يعقد لواء الحرب لقريش بيده.
[4] في الديوان: «أو رهط مطلب» .
[5] في الديوان: «زهرة الأخيار قد علموا» . «جمح البيض المناجيد» . و «الخضر» : السود الجلود، أي: إنهم عرب خلص. و «الجلاعيد» : الشداد الصلاب.
[6] في الديوان:
أو في الذؤابة من تيم رضيت بهم ... أو من بنى خلف الحضر الجلاعيد
والبيض: الأنقياء من الدنس والعيوب.
[7] في الديوان والاستيعاب: «فإنّي لست عاصيه» . و «الرمس» : القبر. الملحود: اللحد، وهو شق يكون في القبر.
[8] صاحب الغار: أبو بكر الصديق. وطلحة هو الفياض.
[9] في المطبوعة: «مستظل» . والمثبت عن المصورة، والإصابة: 3/ 468. وفي الإصابة: «بن حصن» .
[10] في الإصابة 3/ 387: «المستنير بن هند بن صعصعة» .(4/377)
4858- المستورد بن جيلان
(س) المستورد بْن جيلان العبدي.
روى الأوزاعي، عَنْ سُلَيْمَان بْن حبيب قَالَ: سمعت أبا أمامة يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم سيكون بينكم وبين الروم أربع هدن، يَوْم الرابعة عَلَى يد رجل من آل هرقل. فقال رجل من عبد القيس، يقال لَهُ المستورد بْن جيلان: يا رَسُول اللَّهِ، من إمام الناس يومئذ؟ قَالَ: من ولدي، ابن أربعين سنة» . أخرجه أَبُو موسى.
4859- المستورد بن شداد
(ب د ع) المستورد بْن شداد بْن عَمْرو بْن حسل بْن الأحب [1] بْن حبيب بْن عمرو بْن شيبان بْن محارب بْن فهر القرشي الفهري. وأمه دعد بنت جابر بْن حسل بْن الأحب [1] ، أخت كرز بْن جابر.
ولما قبض النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ غلاما. قاله الواقدي.
وقال غيره: إنه سمع من النَّبِيّ سماعا وأتقنه. وسكن الكوفة، ثُمَّ سكن مصر. روى عَنْهُ أهل الكوفة وأهل مصر، فمن أهل الكوفة: قيس بْن أَبِي حازم، والشعبي، وربعي بْن حراش [2] ومن المصريين أبو عبد الرحمن الحبلى [3] ، وعبد الرحمن بْن جبير، وَعَليّ بْن رباح [4] .
حدث إِسْمَاعِيل بْن أَبِي خَالِد، عَنْ قيس، عَنْ مستورد بْن شداد، أخي بني فهر، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قَالَ: «ما الدُّنْيَا فِي الآخرة إلا كما يضع أحدكم إصبعه فِي اليم، فلينظر بم يرجع» [5] . أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ مَكَارِمَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ الْمُعَافَى بْنِ عِمْرَانَ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ الْمُسْتَوْرِدِ بْنِ شَدَّادٍ قَالَ: سَمِعْتُ النبي صلى الله عليه وسلم
__________
[1] في المطبوعة: «الأجب» . والمثبت عن المصورة، وكتاب نسب قريش: 448. وتنظر ترجمة كرز بن جابر:
4/ 468.
[2] في المطبوعة: «خراش» . بالخاء المعجمة، والصواب عن المصورة والخلاصة.
[3] في المطبوعة: «الجيلي» . والصواب عن المصورة، والمشتبه للذهبى: 136.
[4] في المطبوعة: «رياح» . والصواب عن المصورة، والخلاصة.
[5] أخرجه الإمام أحمد عن وكيع ويحيى بن سعيد كلاهما عن إسماعيل بإسناده. المسند: 4/ 228، 229 وانفرد بإخراجه مسلم في كتاب الجنة، باب «فناء الدنيا وبيان الحشر يوم القيامة» : 8/ 156. وينظر تفسير ابن كثير، الآية 38 من سورة براءة: 4/ 94 بتحقيقنا.(4/378)
يَقُولُ: «مَنْ كَانَ لَنَا عَامِلا، فَلْيَكْتَسِبْ زَوْجَةً، فَإِنْ لَمْ يَكْنُ لَهُ خَادِمٌ فَلْيَكْتَسِبْ خَادِمًا، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَسْكَنٌ فَلْيَكْتَسِبْ مَسْكَنًا» [1] . أخرجه الثلاثة.
4860- المستورد بن منهال
المستورد بْن منهال بْن قنفذ بْن عصية بن هصيص بن حنىّ [2] بن وائل بن جشم بن مالك ابن كعب بْن القين بْن جسر [3] بْن شيع [4] اللَّه بْن وبرة بْن تغلب بْن حلوان بْن عمران بن الحاف ابن قضاعة.
صحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قاله الطبري.
4861- مسرع بن ياسر
مسرع بْن ياسر الجهني.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْرِ بْن أَبِي عِيسَى، حَدَّثَنَا الكُوشيدِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ رِيذَةَ [5] ، حَدَّثَنَا الطَّبَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْخُزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ داود بن دلهاث بن إسماعيل بن عبد الله بن مسرع بن ياسر بن سويد، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ دِلْهَاثٍ، عَنْ أَبِيهِ إِسْمَاعِيلَ، أَنَّ أَبَاهُ عَبْدَ اللَّهِ، حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِيهِ مُسْرِعٍ قَالَ: ذَكَرَ يَاسِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم وجهه في خَيْلٍ، وَامْرَأَتُهُ حَامِلٌ، فَوُلِدَ لَهُ مَوْلُودٌ، فَحَمَلْتُهُ أُمُّهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: قَدْ وُلِدَ لِي هَذَا وَأَبُوهُ فِي الْخَيْلِ، فَسَمِّهِ. فَأَخَذَهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَمَّرَ يَدَهُ عَلَيْهِ، وَدَعَا لَهُمْ، وَقَالَ: سَمِّيهِ مُسْرِعًا، فَقَدْ أَسْرَعَ فِي الإسلام، فهو مسرع بن ياسر.
4862- مسروح أبو بكرة
(د ع) مسروح أَبُو بكرة. مولى الحارث بْن كلدة الثقفي.
أسلم يَوْم الطائف، وكناه النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم أبا بكرة، لنزوله من الطائف فِي بكرة [6] ، وقيل:
اسمه نفيع بْن الحارث. ويرد فِي الكنى إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
__________
[1] أخرجه الإمام أحمد عن موسى بن داود، عن الحارث بن يزيد، بإسناده مثله. المسند: 4/ 229.
[2] في المطبوعة: «حيي» . والمثبت عن المصورة. وفي التغلبيين: «عمرو بن حنى، فارس شاعر» . ينظر المشتبه، تعليق: 261. على أنه ورد في جمهرة أنساب العرب لابن حزم 454: «حيي» .
[3] في المصورة: «جشر» ، وما في الجمهرة يوافق ما في المطبوعة.
[4] في المطبوعة: «سبع الله» . والصواب عن المصورة، وجمهرة أنساب العرب.
[5] في المطبوعة: «ريدة» بالدال المهملة. وقد نبهنا على الصواب كثيرا.
[6] البكر: الفتى من الإبل. والأنثى: بكرة.(4/379)
4863- مسروق بن الأجدع
(س) مسروق بْن الأجدع الهمداني.
أدرك الجاهلية، كنيته: أَبُو عائشة. وهو تابعي، روي عَنْ على، وابن مسعود.
أخرجه أبو موسى مختصرا.
4864- مسروق بن وائل
(ب) مسروق بْن وائل الحضرمي [1] .
قدم عَلَى رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد حضرموت، فأسلم.
أخرجه أَبُو عمر مختصرا.
4865- مسطح بن أثاثة
(ب د ع) مسطح بْن أثاثة بْن عباد بْن المطلب بْن عبد مناف بْن قصي القرشي المطلبي، يكنى أبا عباد. وقيل: أَبُو عَبْد اللَّه. وأمه أم مسطح بنت أَبِي رهم بْن المطلب بْن عبد مناف، وأمها ريطة [2] بنت صخر بْن عَامِر بْن كعب، خالة أَبِي بكر الصديق.
شهد مسطح بدرا، وَكَانَ ممن خاض فِي الإفك عَلَى عائشة رضي اللَّه عَنْهُا، فجلده النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم فيمن جلد فِي ذَلِكَ، وَكَانَ أَبُو بكر ينفق عَلَيْهِ، فأقسم أن لا ينفق عَلَيْهِ، فأنزل اللَّه تَعَالى:
وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ 24: 22 [3] ... الآية، فعاد أَبُو بكر ينفق عَلَيْهِ.
وقيل: إن مسطحا لقب، واسمه عوف وله أخت اسمها هند، توفي سنة أربع وثلاثين، وهو ابن ست وخمسين سنة. وقيل: شهد صفين مع عَليّ، ومات سنة سبع وثلاثين. وقد ذكرناه فيمن اسمه عوف.
أخرجه الثلاثة.
4866- مسعود بن الأسود
(ب د ع) مسعود بْن الأسود بْن حارثة بْن نضلة بْن عوف بْن عُبَيْد بْن عويج بْن عدي بن كعب القرشي العدوي.
كان من السبعين الذين هاجروا من بني عدي هُوَ وأخوه مطيع بْن الأسود. أمهما العجماء بنت عَامِر بْن الفضل بْن عفيف بْن كليب بْن حبشية بْن سلول، وبها يعرف، فيقال: «ابن العجماء»
__________
[1] في المطبوعة: «الحضري» . والصواب عن المصورة والاستيعاب: 4/ 1472.
[2] في المطبوعة والمصورة: «رائطة» . والمثبت عن ترجمة عوف بن أثاثة: 4/ 309. وكتاب نسب قريش: 95.
[3] سورة النور، آية: 22.(4/380)
كَانَ من أصحاب الشجرة، واستشهد يَوْم مؤته.
أخرجه الثلاثة، إلا أن ابن منده خالف فِي نسبه، فقال: مسعود بْن الأسود بْن عبد الأسد بْن هلال بْن عمر، وهذا النسب فِي بني مخزوم. وهو وهم، ثُمَّ إنه روي فِي هَذِه الترجمة أيضا بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابن إِسْحَاق. أَنَّهُ قَالَ: «استشهد يَوْم مؤته من بني عدي بن كعب: «مسعود بْن الأسود» . فخالف ما قاله أولا، وهو الصواب.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، فِي تَسْمِيَتِهِ مَنِ اسْتُشْهِدَ يَوْمَ مُؤْتَةَ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ: مَسْعُودُ بْنُ الأَسْوَدِ بْنِ حَارِثَةَ بن نضلة [1] .
4867- مسعود بن الأسود البلوى
(ب) مسعود بْن الأسود البلوي، من بلي بْن الحاف بْن قضاعة. وقيل: مسعود بْن المسور شهد الحديبية، وبايع تحت الشجرة. يعد فِي أهل مصر، واستأذن عمر فِي غزو إفريقية فقال عمر: إفريقية غادرة ومغدور بِهَا.
روى عَنْهُ عَليّ بْن رباح وغيره من المصريين، وحديثه عند ابن لهيعة، عَنِ الحارث بْن يَزِيدَ، عَنْ عَليّ بْن رباح، عَنْ مسعود بْن المسور صاحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ قد بايع تحت الشجرة.
أخرجه أبو عمر.
4868- مسعود بن أوس
(ب د ع) مسعود بْن أوس بْن أصرم بْن زَيْد بْن ثعلبة بْن غنم بْن مالك بْن النجار الأنصاري الخزرجي النجاري. قاله ابن منده، وَأَبُو نعيم، وَأَبُو عمر، وابن إِسْحَاق، وَأَبُو معشر.
وقال أَبُو عمر أيضا: «مسعود بْن أوس بْن زيد بْن أصرم» فزاد «زيدا» ومثله قَالَ الواقدي وابن الكلبي، وابن عمارة الأنصاري.
يكنى أبا مُحَمَّد، شهد بدرا.
أخبرنا عبيد الله بن أحمد بإسناده، عن يونس، عَنِ ابْنِ إِسْحَاق فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا، مِنْ بَنِي زَيْدِ بن ثعلبة: مسعود بن أوس [2] .
__________
[1] سيرة ابن هشام: 2/ 388.
[2] سيرة ابن هشام: 1/ 702.(4/381)
وشهد فتح مصر. وهو الَّذِي زعم أن الوتر واجب فقيل لعبادة بْن الصامت ذَلِكَ، فقال:
كذب أَبُو مُحَمَّد وشهد ما بعد بدر من المشاهد مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وتوفي في خلافة عمر بْن الخطاب رضي اللَّه عَنْهُما.
وقال ابن الكلبي: عاش بعد ذَلِكَ، وشهد صفين مَعَ عَليّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وقد ذكرناه فِي الكنى.
أخرجه الثلاثة، وقد استدركه يَحْيَى بْن منده عَلى جده، فقال: «مسعود بْن أوس» . ولم يذكر شهوده بدرا. وقال أَبُو موسى: وقد أخرجه جده، وساق نسبه كما ذكرناه.
4869- مسعود بن أوس
(ع) مسعود بْن أوس بْن زيد بْن أصرم.
شهد بدرا. أخرجه أَبُو نعيم وحده، بعد أن أخرج الترجمة التي قبل هَذِه، وروي بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُوسَى بْن عقبة، عَنِ ابن شهاب، في تسمية من شهد بدرا من الأنصار، من الخزرج، من بني زيد بْن ثعلبة بْن غنم: مسعود بْن أوس بْن زيد بْن أصرم.
وروي أيضا بِإِسْنَادِهِ عَنْ إِبْرَاهِيم بْن سعد، عَنِ ابن إِسْحَاق، فيمن شهد بدرا، من بنى زيد ابن ثعلبة: مسعود بْن أوس.
قلت: هَذَا كلام أَبِي نعيم، وهو وهم، فإن هَذَا مسعود بْن أوس بْن زيد بْن أصرم، هُوَ المقدم ذكره فِي الترجمة التي قبل هَذِه، وَإِنما اشتبه عَلَيْهِ، لأنه أخرج تِلْكَ الترجمة عَلَى ما نسبه ابن إِسْحَاق وَأَبُو معشر، وأخرجه هاهنا عَلَى قول الكلبي والواقدي وابن عمارة. وأما الرواية التي ذكر فِي هَذِه الترجمة عَنِ ابن إِسْحَاق، فلم يرفع نسبه حَتَّى يظهر لَهُ، إنما قَالَ مسعود بْن أوس حسب، والله أعلم.
4870- مسعود الثقفي
(س) مسعود الثقفي.
أدرك الجاهلية، وهو معدود في التابعين.
أخرجه أبو موسى.
4871- مسعود بن حراش
(ب د ع) مسعود بْن حراش، أخو ربعي بْن حراش.
قَالَ البخاري: لَهُ صحبة. وقال أَبُو حاتم الرازي: لا صحبة لَهُ.(4/382)
روى عَنْ عمر، وطلحة بْن عُبَيْد اللَّه روى عَنْهُ أخوه ربعي، وَأَبُو بردة.
وقال ابن منده وَأَبُو نعيم: أدرك الجاهلية، ولا صحبة له.
أخرجه الثلاثة.
4872- مسعود بن الحكم
(ب) مسعود بْن الحكم بْن الربيع بْن عَامِر بْن خَالِد بْن عَامِر بْن زريق الأنصاري الزرقي. أمه:
حبيبة بنت شريق بْن أَبِي [1] حثمة، امرأة من هذيل. يكنى أبا هارون.
ولد عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، وَكَانَ جليل القدر، سريا بالمدينة، ويعد فِي جلة التابعين وكبارهم. روى عَنْ عمر، وعثمان، وَعَليّ رضي اللَّه عَنْهُم. وهو الَّذِي يروي عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ فِي الجنازة ثُمَّ قعد.
روى عَنْهُ نَافِع بْن جبير بْن مطعم، وَمُحَمَّد بْن المنكدر، وأبو الزناد.
أخرجه أبو عمر.
4873- مسعود بن خالد الخزاعي
(د ع) مسعود بْن خَالِد الخزاعي.
روى الْوَلِيد بْن مسعود بْن خَالِد الخزاعي، عَنْ أبيه قَالَ: ابتعت للنبي صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم شاة، وذهبت فِي حاجة، فرد إليهم النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم شطرها، فرجعت إِلَى زوجتي وَإِذَا عندها لحم، فقلت:
ما هَذَا اللحم؟ قالت، هَذَا رده إلينا النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم من الشاة التي بعثت بها إليه. فقلت: مالك لا تطعميه عيالك، قالت: كلهم قد أطمعت، وكانوا يذبحون الشاتين والثلاثة فلا تجزئ عنهم [2] .
أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
4874- مسعود بن خالد الزرقيّ
(ب ع) مسعود بْن خَالِد الزرقي. وقيل: مسعود بْن سعد بْن خَالِد.
روى موسى بْن عقبة، عَنِ ابن شهاب فيمن شهد بدرا من الأنصار، من الخزرج، من بني زريق: مسعود بْن خَالِد بْن عَامِر بْن مخلّد بن زريق.
__________
[1] في الاستيعاب: «بن أبى خثيمة» . وما في المطبوعة مثل المصورة.
[2] أخرجه الطبراني. ينظر الإصابة: 3/ 389، 390.(4/383)
وَأَخْبَرَنَا عُبَيْد اللَّه بْن السَّمِينِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ يونس، عَنِ ابْنِ إِسْحَاق، فيمن شهد بدرا مِنْ بَنِي زُرَيْقِ بْنِ عَامِرٍ: مَسْعُودُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ مَخْلَدٍ. وَمِثْلَهُمَا قَالَ الْوَاقِدِيُّ، وَشَهِدَ أُحُدًا أَيْضًا.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَرَ، وأبو نعيم، إلا أن أبا عمر قال [1] : «مَسْعُودُ بْنُ خَلْدَةَ» . وَسَاقَ نَسَبَهُ كَمَا تَقَدَّمَ.
وقال أَبُو موسى: ذكر جَعْفَر [2] مسعود بْن خلدة بْن عَامِر، وساق نسبه كذلك، وقال:
حديثه عند ابنه عَامِر. ثُمَّ ذكر مسعود بْن مالك بْن عَامِر، وساق نسبه مثله. وقال: شهد بدرا، وأسندهما إِلَى مُحَمَّد بْن إسحاق.
4875- مسعود بن ربيعة
(ب د ع) مسعود بْن ربيعة وقيل: ابن الربيع بْن عَمْرو بْن سعد بْن عبد العزى بْن حمالة بْن غالب بْن عائذة بن يشيع [3] بْن الهون بْن خزيمة بْن مدركة.
كذا نسبه أَبُو عُمَر. وأمَّا ابْنُ منده وَأَبُو نعيم فقالا: مسعود بْن ربيعة بْن عَمْرو القاريّ وأما ابن الكلبي فقال: مسعود بْن عَامِر بْن ربيعة بْن عمير بْن سعد بْن عبد العزى بن محلّم بن غالب ابن عائذة بن يشيع بْن مليح بْن الهون بْن خزيمة.
والقارة لقب ولد الهون بْن خزيمة، وقيل: ولد الديش [4] بْن محلم هم الَّذِينَ يقال لَهُم:
القارة.
ومسعود حليف بني زهرة، ويقال لأهله بالمدينة بنو القاري، أسلم قديما بمكة، قبل دخول رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم دار الأرقم. وهاجر إِلَى المدينة، وآخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم بينه وبين عبيد بن التّيّهان، وشهد بدرا.
أخبرنا أبو جعفر بْن أَحْمَد بِإِسْنَادِهِ إِلَى يونس، عَنِ ابْنِ إِسْحَاق، في تسمية من شهد بدرا قال:
وَمِنْ بَنِي كِلابٍ وَمِنْ حُلَفَائِهِمْ ... : وَمَسْعُودُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ العزّى، من القارة [5] . لا عقب له.
__________
[1] الاستيعاب: 3/ 1392، ومثله في سيرة ابن هشام: 1/ 700.
[2] في المطبوعة والمصورة: «ذكر جعفر بن مسعود» ، بزيادة «بن» . وهو خطأ، وجعفر هو ابن محمد بن المعتز المستغفري.
[3] في المطبوعة: نثيع. والمثبت عن المصورة، وجمهرة أنساب العرب لابن حزم، النشرة الثانية: 190.
[4] في المطبوعة: «الديس» بالسين. والمثبت عن المصورة والجمهرة.
[5] سيرة ابن هشام: 1/ 681.(4/384)
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ، وَأَبُو مَعْشَرٍ، وَالطَّبَرِيُّ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثِينَ، وَقَدْ زَادَ عُمْرُهُ عَلَى سِتِّينَ سَنَةً أخرجه الثلاثة.
4876- مسعود بن رخيلة
(ب) مسعود بْن رخيلة بْن عائذ بْن مالك بْن حبيب بْن نبيح بْن ثعلبة بن قنفذ بن خلاوة بْن سبيع بْن بَكْر بْن أشجع الأشجعي.
كَانَ قائد أشجع يَوْم الأحزاب مع المشركين، أسلم فحسن إسلامه، ذكر ذَلِكَ أَبُو جَعْفَر الطبري.
أخرجه أَبُو عمر.
4877- مسعود بن زرارة
مسعود بْن زرارة، أخو أَبِي أمامة أسعد بْن زرارة [1] ، وهو الأصغر.
شهد أحدا والمشاهد بعدها. قاله العدوي.
4878- مسعود بن زيد
(س) مسعود بْن زيد بْن سبيع. اسم أَبِي مُحَمَّد الأنصاري، الَّذِي كَانَ يقول: الوتر واجب، فقال عبادة أخطأ أَبُو مُحَمَّد. قاله جَعْفَر.
روى موسى بْن عقبة، عَنِ الزُّهْرِيّ، فيمن شهد بدرا: أظنه قَالَ: مسعود بْن زيد.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
قلت: قد تقدم فِي ترجمة «مسعود بْن أوس بْن أصرم بْن زيد» أَنَّهُ هُوَ الَّذِي يكنى أبا مُحَمَّد، وقد أخرجه ابن منده، وقد استدرك أَبُو موسى هَذَا عَلَيْهِ، وأظنه هُوَ الأول، وقد سقط من نسبه أوس بْن أصرم، ودليله أن موسى بْن عقبة ذكر ذَلِكَ، وأنه شهد بدرا، والله أعلم.
4879- مسعود بن سعد
(ب ع س) مسعود بْن سعد. قاله ابن إِسْحَاق.
وقَالَ مُوسَى بْن عقبة، وَأَبُو معشر، وعبد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عمارة الأنصاري: مسعود بْن عبد سعد.
وقال الواقدي: مسعود بن عبد مسعود.
__________
[1] تقدمت ترجمته في: 1/ 86.(4/385)
وكلهم نسبوه فِي الأوس، وهو مسعود بْن سعد بْن عامر بْن عدي بْن جشم بْن مجدعة بْن حارثة بْن الحارث بْن الخزرج بْن عمرو بْن مالك بْن الأوس الأنصاري الأوسي، ثم الْحَارِثِيّ.
شهد بدرا، وقتل يَوْم خيبر شهيدا.
أخرجه أَبُو نعيم وَأَبُو عمر، وَأَبُو موسى.
4880- مسعود بن سعد بن قيس
(ب ع س) مسعود بْن سعد بْن قيس بْن خلدة بْن عَامِر بْن زريق الْأَنْصَارِيّ الزرقي.
شهد بدرا وأحدا، وقتل يَوْم بئر معونة. قاله أَبُو عمر، عَنِ الواقدي.
قَالَ: وقال عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ عمارة: قتل يَوْم خيبر. وجعله أَبُو عمر ترجمتين سواء، إلا أَنَّهُ قَالَ فِي إحداهما قول الواقدي أَنَّهُ قتل بخيبر، وَفِي الأخرى أنه قتل يوم بئر معونة.
وقال أَبُو نعيم: استشهد بخيبر.
أخرجه أَبُو نعيم وأبو عمر، وأبو موسى.
4881- مسعود بن سنان الأسلمي
(ب د ع) مسعود بْن سنان الأسلمي.
لَهُ ذكر فِي حديث الزُّهْرِيّ، عَنْ عبد الرحمن بْن كعب بْن مالك قَالَ: استأذنت الخزرج رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم فِي قتل أَبِي رافع بْن أَبِي الحقيق. فأذن لهم فِي قتله، فخرج إليه رهط، منهم:
عَبْد اللَّهِ بْن عتيك، وَكَانَ أمير القوم، وعبد اللَّه بْن أنيس، ومسعود بْن سنان، وَأَبُو قتادة، وخزاعي بْن أسود من أسلم، حليف لَهُم، فخرجوا حَتَّى جاءوا خيبر، فقتلوه. قاله أَبُو نعيم وابن منده.
وقال أَبُو عمر: مسعود بْن سنان بْن الأسود، حليف لبني غنم من بني سلمة من الأنصار. شهد أحدا، وقتل يَوْم اليمامة شهيدا.
4882- مسعود بن سنان الأنصاري
مسعود بْن سنان الأنصاري السلمي.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر بِإِسْنَادِهِ عَنْ يونس، عَنِ ابن إسحاق، فِي تَسْمِيَتِهِ مَنْ قُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ مِنَ الأَنْصَارِ، مِنْ بَنِي سَلَمَةَ، وَمِنْ بَنِي حَرَامٍ: ومسعود بن سنان
.(4/386)
4883- مسعود بن سويد
(ب) مسعود بْن سويد بْن حارثة بْن نضلة بْن عوف بْن عبيد بن عويج بْن عدي بْن كعب القرشي العدوي.
كَانَ من السبعين الذين هاجروا من بني عدي واستشهد يَوْم مؤتة، فيما زعم ابن الكلبي، والزبير.
وقال الزبير: لَيْسَ لَهُ عقب. وهو ابن عم مسعود بْن الأسود بْن حارثة الّذي تقدّم ذكر أخرجه أبو عمر.
4884- مسعود بن الضحاك
(ب د ع) مسعود بْن الضحاك بْن عدي بْن جابر اللخمي.
روى حديثه عبد السلام بْن المستنير بْن المطاع بْن زائدة بْن مسعود بْن الضحاك، عَنْ أبيه عَنْ جده مسعود: أن النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم سماه مطاعا، وقال لَهُ: أنت مطاع فِي قومك، وحمله عَلَى فرس أبلق [1] أخرجه الثلاثة، إلا أن أبا عمر وابن منده جعلا الترجمة: مسعود بْن عدي. وأخرجه أَبُو موسى فقال: مسعود بْن الضحاك، وذكر لَهُ نحو ما ذكرناه، وَحَيْثُ أخرجه ابن منده فقال: مسعود بْن عدي، ظنه أَبُو موسى غير مسعود بْن الضحاك، فلهذا استدركه عَلَيْهِ، ثُمَّ عاد ابن منده ذكر لَهُ حديث المستنير بْن المطاع بْن زائدة بْن مسعود بْن الضحاك بْن عدي بْن جابر، عَنْ أبيه عَنْ جده.
فبان بهَذَا الَّذِي ذكره ابن منده فِي الإسناد أَنَّهُ هُوَ، والله أعلم.
4885- مسعود بن عبد سعد
(ب) مسعود بْن عبد سعد.
قد تقدم الكلام عَلَيْهِ فِي «مسعود بْن سعد» ، فإن أبا عمر أخرجه هكذا ترجمة مفردة، وأورد لَهُ ما ذكرناه فِي «مسعود بْن سعد» .
4886- مسعود بن عبدة
(ب) مسعود بْن عبدة بْن مظهر.
قَالَ الطبري: شهد أحدا هُوَ وابنه نيار بْن مسعود مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أخرجه أَبُو عمر.
مظهر: بضم الميم، وبالظاء المعجمة، وبالهاء المشدّدة المكسورة.
__________
[1] البلق- بفتحتين-: سواد وبياض.(4/387)
4887- مسعود بن عروة
(ب) مسعود بْن عروة. لَهُ صحبة.
أَخْبَرَنَا عبيد اللَّه بْن أحمد بِإِسْنَادِهِ عن يونس، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: وَغَزْوَةُ أَبِي سَلَمَةَ بن عَبْدِ الأَسَدِ قَطَنًا: مَاءٌ مِنْ مِيَاهِ بَنِي أَسَدٍ، مِنْ نَاحِيَةِ نَجْدٍ، لَقَوا فِيهَا، فَقُتِلَ فِيهَا مَسْعُودُ بْنُ عُرْوَةَ [1] أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَرَ.
4888- مسعود بن عمرو الثقفي
(ب د ع) مسعود بْن عَمْرو الثقفي.
سكن المدينة، روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فِي كراهية السؤال. روى عَنْهُ سَعِيد بْن يَزِيدَ، وَالَّذِي انفرد بحديثه مُحَمَّد بْن جامع العطار، وهو متروك الحديث.
أخرجه الثلاثة، وله حديث آخر: أن النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم نهى عَنْ قتل الجنان [2] . رواه عنه الحسن.
4889- مسعود بن عمرو القاري
(ب) مسعود بْن عَمْرو القاري، من القارة.
كَانَ عَلَى المغانم يَوْم حنين، وأمره رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إن يحبس السبايا والأموال بالجعرانة.
وَكَانَ قديم الإسلام.
أخرجه أبو عمر.
4890- مسعود
(ب د ع) مسعود، غلام فروة الأسلمي. وقيل: مسعود بْن هنيدة.
شهد المريسيع مع النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم. وفروة هُوَ جد بريدة بْن سُفْيَان بْن فروة. ويقال: مسعود هَذَا مولى أَبِي تميم بْن حجير الأسلمي.
وذكره مُحَمَّد بْن سعد فقال: مسعود مولى تميم [3] بْن حجر أَبِي أوس الأسلمي. وهو كَانَ دليل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد حفظ عَنِ النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم فِي المريسيع فِي الخمس. روى ذلك عن الواقدي.
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 612.
[2] الجنان: هي الحيات التي تكون في البيوت، واحدها: جان.
[3] كذا في المطبوعة والمصورة. وقد تقدمت ترجمة لتميم هذا: 1/ 257. وفيها أنه قاله محمد بن سعد. ونقل ابن الأثير عن ابن مندة أن ابن سعد قد وهم، وأن الصواب: أوس بن عبيد الله بن حجر. وأحال على ترجمة أوس: 1/ 193، وفيها يكنى أبا تميم. والّذي أمامنا في الطبقات في ترجمة «مسعود بن هنيدة» 4/ 2/ 42 أنه مولى أوس بن حجر أبى تميم الأسلمي.(4/388)
ولما هاجر النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم أعيا بعض ظهرهم، فأعطاهم مولاه جملا، وأرسل معهم غلامه مسعودا إِلَى المدينة. روى هَذَا أفلح بْن سَعِيد، عَنْ بريدة بْن سفيان بْن فروة، عَنْ غلام لجده يقال لَهُ:
مسعود. وقيل: إن اسمه «سعد» بدل «مسعود» . وقد تقدم. والقصة فِي سعد، قاله أَبُو أحمد العسكري.
وقال عَبْد الْمَلِكِ بْن هِشَام: الَّذِي حمل رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ من أسلم، اسمه أوس بْن حجر، وبعث معه غلاما لَهُ يقال لَهُ: «مسعود بْن هنيدة» إلى المدينة، والله أعلم.
أخرجه الثلاثة.
4891- مسعود بن قيس
(ب) مسعود بْن قيس بْن خلدة بْن مخلد بْن عامر بن زريق الأنصاري الزرقي.
نسبه ابن الكلبي وقال: شهد بدرا. وأخرجه أَبُو عمر فقال: «مسعود بْن قيس» . فيه نظر:.
4892- مسعود بن وائل
(د ع) مسعود بْن وائل.
قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكتب لَهُ كتابا إِلَى قومه يدعوهم إِلَى الإسلام، وأسلم وحسن إسلامه وقال: يا رَسُول اللَّهِ، إِنِّي أحب أن تبعث إِلَى قومي رجلا يدعوهم إِلَى الإسلام. فكتب لَهُ كتابا يدعوهم إِلَى الإسلام.
أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم.
4893- مسعود بن يزيد
(ب س) مسعود بْن يَزِيدَ بْن سبيع بْن سنان بْن عبيد بْن عدي بْن كعب بن غنم بن كعب ابن سلمة الأنصاري السلمي. شهد العقبة.
أَخْبَرَنَا ابْنُ السمين بإسناده عن يونس بن بكير، عن ابن إِسْحَاق، في تسمية من شهد العقبة مِنْ بَنِي سَلَمَةَ ... : وَمَسْعُودُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ سُبَيْعِ بْنِ خَنْسَاءَ.(4/389)
أخرجه أَبُو عمر وَأَبُو موسى، إلا أن أَبَا مُوسَى قَالَ: مَسْعُودُ بْنُ زَيْدِ بْنِ سُبَيْعٍ، اسْمُ أَبِي مُحَمَّدٍ الَّذِي قَالَ: الْوِتْرُ وَاجِبٌ.
قلت: هَذَا القول فِي الوتر، قد ذكره ابن منده فِي ترجمة «مسعود بْن أوس بْن أصرم» .
وقد قيل فِيهِ: مسعود بن أوس بن زيد بن أصرم.
4894- مسلم بن بحرة
(س) مسلم بْن بحرة الأنصاري.
أورده ابن أَبِي عَليّ.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ إِجَازَةً بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابن أبي عاصم قال: حدثنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ بَحْرَةَ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ مُسْلِمِ بْنِ بَحْرَةَ: أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَعَلَهُ عَلَى أُسَارَى بَنِي قُرَيْظَةَ، يَنْظُرُ إِلَى فَرْجِ الْغُلامِ، فَإِذَا رَآهُ قَدْ أَنْبَتَ ضَرَبَ عُنُقَهُ، وَمَنْ لَمْ يُنْبِتْ جَعَلَهُ فِي غَنَائِمِ الْمُسْلِمِينَ.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى وَقَالَ: «رَوَى إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ بَحْرَةَ: عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ» .
هَكَذَا فِيمَا عِنْدَنَا مِنْ نُسَخِ كِتَابِهِ، فَعَلَى هَذَا يَكُونُ «بَحْرَةُ» الصَّحَابِيُّ. مُحَمَّدٌ [1] وَهُوَ ابْنُ مُسْلِمٍ.
وَالصَّحِيحُ هُوَ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
4895- مسلم بن الحارث التميمي
(ب د ع) مسلم بْن الحارث بْن بدل التميمي.
روى عَنْهُ ابنه الحارث بْن مسلم قَالَ: بعثنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فِي سرية، فلما هجمنا عَلَى القوم تقدمت أصحابي عَلَى فرس، فاستقبلنا النساء والصبيان، يضجون، فقلت لَهُم:
تريدون أن تحرزوا؟ قالوا: نعم. قلت: قولوا: أشهد أن لا إله إلا اللَّه، وأن محمدا عبده ورسوله. فقالوها، فلامني أصحابي وقالوا: أشرفنا عَلَى الغنيمة فمنعتنا! ثُمَّ انصرفنا إِلَى النَّبِيّ، فأخبروه فقال: لقد كتب لَهُ من الأجر من كل إنسان كذا وكذا. ثُمَّ قَالَ لي: إذا صليت المغرب فقل: اللَّهمّ أَجِرْنِي مِنَ النَّارِ سَبْعَ مَرَّاتٍ، فَإِنَّكَ إذا قلت ذَلِكَ ثُمَّ مت من ليلتك، كتب لك جوار منها، وَإِذَا صليت الصبح فقل مثل ذَلِكَ، فإنك إن مت من يومك كتب لك جوار منها.
__________
[1]- كذا في المصور والمطبوعة. ولعل صواب العبارة: «فعلى هذا يكون «بحرة» الصحابي. [فقد سقط] «محمد» وهو «ابن مسلم» .(4/390)
أَخْبَرَنَا ببعضه من قَوْله: «إذا صليت المغرب» إِلَى آخره مثله سواء أَبُو أحمد عبد الوهاب ابن علي بإسناده عن أبي داود قال: حدثنا إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم أَبُو النضر الدمشقي، حَدَّثَنَا محمد ابن شعيب، أَخْبَرَنِي أَبُو سَعِيد الفلسطيني، عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَّانٍ، عَنِ الْحَارُثِ بْنِ مسلم أَنَّهُ أخبره، عَنْ أبيه، عَنْ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم [1] . أخرجه الثلاثة.
4896- مسلم بن الحارث
(ب د ع) مسلم بْن الحارث الخزاعي، ثُمَّ المصطلقي.
روى يزيد بْن عَمْرو بْن مسلم الخزاعي، أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ أبيه قَالَ: كنت عند رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم ومنشد ينشد قول سويد بْن عَامِر المصطلقي [2] :
لا تأمنن وَإِن أمسيت فِي حرم ... إن المنايا بجنبي كل إنسان [3]
واسلك طريقك تمشي غير مختشع ... حَتَّى تلاقي ما يمنى لك الماني [4]
وكل ذي صاحب يوما مفارقه ... وكل زاد وَإِن أبقيته فان
والخير والشر مقرونان فِي قرن ... بكل ذَلِكَ يأتيك الجديدان
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو أدرك هَذَا الإسلام لأسلم. فبكى أَبِي، فقلت: يا أبت، أتبكي لمشرك مات فِي الجاهلية؟! فقال: يا بني، والله ما رأيت مشركا خيرا من سويد بْن عَامِر.
وقال الزبير بْن بكار: هَذَا الشعر لأبي قلابة الشاعر الهذلي قَالَ هُوَ أول من قَالَ الشعر من هذيل قَالَ واسم أَبِي قلابة: الحارث بْن صعصعة بْن كعب بْن طابخة بْن لحيان بْن هذيل [5] .
قَالَ أَبُو عمر: ورواية يزيد بْن عَمْرو أثبت من قول الزبير.
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] سنن أبى داود، كتاب الأدب، باب «ما يقول إذا أصبح» ، الحديث 5079: 4/ 320.
[2] الأبيات في الاستيعاب، وديوان الهذليين 3/ 39 منسوبة إلى قلابة مع خلاف غير يسير، واللسان، مادة: «منى» .
[3] يقول: لا تأمنن أن تأتيك منيتك، وإن كنت بالحرم، حيث تأمن الطير.
[4] في اللسان: «واسلك طريقك فيها غير محتشم» . والاحتشام» : الانقباض والاستحياء. و «يمنى لك المانى» :
يقدر لك المقدر.
[5] جمهرة أنساب العرب، النشرة الثانية: 197.(4/391)
4897- مسلم بن خيشنة
(د ع) مسلم بْن خيشنة [1] أخو أَبِي قرصافة جندرة بْن خيشنة.
روى زياد بْن سيار، عَنْ عزة [2] بنت عياض بْن أَبِي قرصافة، عَنْ جدها أَبِي قرصافة قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل لَك عقب؟ فقلت: لي أخ. فقال لي: جيء بِهِ، فرفقت بأخي مسلم، وَكَانَ غلاما صغيرا، حَتَّى جاء معي، فأسلم وبايعه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ اسمه «ميسما» فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: ما اسمه؟ فقلت: اسمه ميسم. فقال: بَلْ اسمه مسلم. فقلت: مسلم يا رَسُول اللَّهِ. أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
4898- مسلم أبو رائطة
(ب د ع) مسلم، أَبُو رائطة بنت مسلم. سكن مكة.
قَالَ أَبُو عمر: هُوَ قرشي، ولا أدري من أي قريش هُوَ؟ روت عَنْهُ ابنته رائطة أَنَّهُ قَالَ: شَهِدْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم حنين، فقال لي: ما اسمك؟ قلت: غراب. قَالَ: أنت مسلم. أخرجه الثلاثة.
4899- مسلم بن رياح
(ب د ع) مسلم بْن رياح الثقفي.
روى عَنْهُ عون بْن أَبِي جحيفة أَنَّهُ قَالَ: كَانَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فِي سفر، فسمع رجلا ينادي: اللَّه أكبر، اللَّه أكبر. فقال: شهادة الحق. فقال: أشهد أن لا إله إلا اللَّه. فقال: بريء من الشرك.
فقال: أشهد أن مُحَمَّدا رَسُول اللَّهِ. فقال: هَذِه الجنة من النار. ثُمَّ قَالَ: انظروا فإنكم ستجدونه صاحب معزى حضرته الصلاة، فرأى للَّه عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ من الحق أن يتوضا بالماء، فإن لَمْ يجد الماء تيمم، وأذن وأقام. فطلبوه، فوجدوه صاحب مغزى [3] . أخرجه الثلاثة.
__________
[1] في المطبوعة: «مسلم بن حبشية» . وقد تقدم ضبط ابن الأثير لهذا الاسم في ترجمة أخيه جندرة: 1/ 364، وقد كان في المطبوعة أيضا: «أخو أبى قرصافة حيدرة بن حبشية» ، وهو خطأ.
[2] في المطبوعة: «عن عروة بن عياض» . والصواب عن الإصابة: 3/ 395 والمصورة. والجرح لابن أبى حاتم 1/ 2/ 534.
[3] أخرجه ابن خزيمة، ينظر الإصابة: 3/ 395. وأخرج مسلم الحديث في كتاب الصلاة، باب «الإمساك عن الإغارة على قوم في دار الكفر إذا سمع الأذان» 2/ 3، 4 عن أنس بن مالك.(4/392)
قَالَ ابن الفرضي هُوَ «رياح» بالياء تحتها نقطتان.
4900- مسلم بن السائب
(ب) مسلم بْن السائب بْن خباب.
روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلا، وذكره بعضهم فِي الصحابة، روى عَنْهُ ابنه مُحَمَّد بْن مسلم.
أخرجه أَبُو عمر مختصرا.
4901- مسلم أبو عباد
(د ع) مسلم أَبُو عباد [1] .
روى ابن أَبِي ليلى [2] ، عَنْ عباد بْن مسلم عَنْ أبيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بأبيه وقد لزم رجلا فِي المسجد ... ثُمَّ ذكر الحديث.
أَخْرَجَهُ ابْن منده وَأَبُو نعيم مختصرا.
4902- مسلم بن عبد الله الأزدي
(د ع) مسلم بْن عَبْد اللَّهِ الأَزْدِيّ.
كَانَ اسمه شهابا فسماه رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم مسلما. تقدم ذكره فِي الشين [3] .
أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم.
4903- مسلم بن عبد الله الأزدي
(ب س) مسلم بْن عَبْد اللَّهِ الأَزْدِيّ أيضا.
قَالَ أَبُو موسى: أورده عَليّ بْن سَعِيد العسكري فِي الأفراد، وروى بِإِسْنَادِهِ عَنْ إِسْمَاعِيل بْن عَيَّاشٍ، عَنْ بكر بْن زرعة الخولاني، عَنْ مسلم بْن عَبْد اللَّهِ الأَزْدِيّ قَالَ: جاء عَبْد اللَّهِ بْن قرط حين أسلم إِلَى النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم، فقال: ما اسمك؟ قَالَ: شيطان قَالَ: أنت عَبْد اللَّه بْن قرط. أخرجه أَبُو عُمَر، وَأَبُو موسى، ولو لَمْ يعلم أَبُو موسى أَنَّهُ غير الَّذِي قبله مع اتفاق النسب، لِمَا استدركه عَلَى ابن منده، ولا أعلم هل هما واحد أم اثنان؟
__________
[1] لم نجد هذه الترجمة في المصورة.
[2] كذا في أسد الغابة، وفي الإصابة: «عن أبى ليلى، عن عباد» .
[3] تنظر الترجمة 2452: 2/ 531.(4/393)
4904- مسلم بن عبد الرحمن
(ب د ع) مسلم بْن عبد الرحمن. لَهُ صحبة.
روت عَنْهُ شميسة بنت نبهان، وهو مولاها، أَنَّهُ قَالَ: رَأَيْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم وهو يبايع النساء عام الفتح، فجاءت امرأة كأن يدها يد الرجل، فأبى أن يبايعها حَتَّى ذهبت، فغيرت يدها بصفرة. وأتاه رجل فِي يده خاتم من حديد، فقال: ما طهر اللَّه كفا فيه خاتم من حديد.
أخرجه الثلاثة.
4905- مسلم بن عبيد الله
(ب د ع) مسلم بْن عُبَيْد اللَّه القرشي. وقيل: عُبَيْد اللَّه بْن مسلم [1] .
قَالَ أَبُو عمر: وليس بوالد رائطة، قَالَ: ولا أدري أيضا من أي قريش هُوَ؟ ومن قَالَ:
عُبَيْد اللَّه أحفظ لَهُ [2] أَخْبَرَنَا أَبُو أحمد بإسناده عن أبي داود: حدثنا محمد بْن عثمان العجلي، عَنْ عُبَيْد اللَّه بْن موسى، عن هارون بن سلمان، عَنْ عُبَيْد اللَّه بْن مسلم، عَنْ أبيه قَالَ: سألت- أو: سُئِلَ رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم [3] . وقد تقدم ذكره فِي عُبَيْد اللَّه بْن مسلم أتم من هَذَا.
أخرجه الثلاثة.
4906- مسلم بن عقرب
(ب) مسلم بْن عقرب الأَزْدِيّ.
روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم أنه قال: من حلف عَلَى مملوكه ليضربنه، فإن كفارته أن يدعه، وله مع الكفارة خير.
روى عَنْهُ بكر بْن وائل بْن داود الْكُوفِيّ، وهو ثقة.
أخرجه أبو عمر [4] .
__________
[1] في المطبوعة والمصورة: «مسلم أبو عبد الله القرشي. وقيل: عبيد الله أبو مسلم» . والمثبت عن الاستيعاب: 3/ 1396، وترجمة «عبيد الله بن مسلم» وقد تقدمت برقم 3472: 3/ 530، 531. والإصابة 3/ 396.
[2] لفظ الاستيعاب: «ومن قال: عبيد الله عندي أحفظ. له حديث واحد ... » .
[3] سنن أبى داود، كتاب الصوم، باب «في صوم شوال» ، الحديث 2432: 2/ 324.
[4] قال الحافظ في الإصابة 3/ 396: «وقال أبو أحمد العسكري: حديثه مرسل، ولم يلق النبي صلّى الله عليه وسلّم، وذكره البخاري في التابعين» .(4/394)
4907- مسلم بن العلاء
(د ع) مسلم بْن العلاء بْن الحضرمي.
كان اسمه العاص، مسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلما.
روى زكريا بْن طلحة بْن مسلم بْن العلاء بْن الحضرمي، عَنْ أبيه، عَنْ جده قَالَ: كَانَ اسم مسلم العاصي، فسماه رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم مسلما. تقدم نسبه فِي ترجمة العلاء بْن الحضرمي [1] .
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى الأَصْفَهَانِيُّ كِتَابَةً، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ [2] ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن الحسن بن ما بهرام الإِيدَجِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْزُوقٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ طَلْحَةَ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ الْعَلاءِ الْحَضْرَمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ مُسْلِمٍ قَالَ: شَهِدْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا عَهِدَ إِلَى العلاء بن الْحَضْرَمِيِّ، حَيْثُ وَجَّهَهُ إِلَى الْبَحْرَيْنِ، فَقَالَ:
«وَلا يَحِلُّ لأَحَدٍ جَهِلَ الْفَرْضَ وَالسُّنَنَ ... وَيَحِلُّ لَهُ مَا سِوَى ذَلِكَ. أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ، وَابْنُ مندة.
4908- مسلم بن عمرو
(د ع) مسلم بْن عَمْرو، أَبُو عقرب [3] . روى عَنْهُ ابنه أَبُو نوفل.
قَالَ أحمد بْن حنبل، وَيَحْيَى بْن معين: أَبُو نوفل اسمه معاوية بْن مسلم بْن عَمْرو، وهو ابن أَبِي عقرب [4] .
روى العباس بْن الفضل الأزرق، عَنِ الأسود بْن شيبان، عَنْ أَبِي نوفل بْن أَبِي عقرب، عَنْ أبيه قَالَ: كَانَ لهب بْن أَبِي لهب يسب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلّم: «اللَّهمّ، سلطه عَلَيْهِ كلبا من كلابك» . فخرج يريد الشام فِي قافلة مع أصحابه، فنزلوا منزلا، فقال: والله إني
__________
[1] تنظر الترجمة 3739: 4/ 74.
[2] في المطبوعة: «حدثنا سليمان بن أحمد بن الحسن» . والصواب عن المصورة. وسليمان هو ابن أحمد الطبراني، ويروى عن أحمد بن الحسن بن ما بهرام. على أن في المعجم الصغير: 1/ 32 أنه: أحمد بن الحسين.
[3] الّذي في الإصابة 3/ 396: «مسلم بن عمرو بن أبى عقرب خويلد بن خالد» .
[4] تنظر ترجمة «معاوية بن مسلم» في الجرح والتعديل لابن أبى حاتم: 4/ 1/ 379.(4/395)
لأخاف دعوة مُحَمَّد! قَالَ: فحوطوا المتاع حوله، وقعدوا يحرسونه، فجاء السبع فانتزعه، فذهب بِهِ.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
قلت: كذا قَالَ «لهب بْن أَبِي لهب» ، وهذه القصة لعتيبة بْن أَبِي لهب، ذكر ذَلِكَ ابن إِسْحَاق، وابن الكلبي، والزبير، وغيرهم. والله أعلم.
4909- مسلم بن عمير الثقفي
(ب ع س) مسلم بْن عمير الثقفي.
روى عَنْهُ مزاحم بْن عبد العزيز أَنَّهُ قَالَ: أهديت إِلَى رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم جرة خضراء فيها كافور، فقسمه بين المهاجرين والأنصار، وقال: يا أم سُلَيْم [1] ، انتبذي لنا فيها. أخرجه أَبُو نعيم، وَأَبُو عمر، وأبو موسى.
4910- مسلم أبو عوسجة
(ع س) مسلم أَبُو عوسجة.
روى أَبُو [الأحوص] عَنْ [2] سُلَيْمَان بْن قرم، عَنْ عوسجة بْن مسلم، عَنْ أبيه قال: رأيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وسلم بال، ثُمَّ توضأ ومسح عَلَى خفيه. أخرجه أَبُو نعيم وَأَبُو موسى.
4911- مسلم أبو الغادية
(ع س) مسلم أَبُو الغادية الجهني. وقد اختلف فِي اسمه، وهو مشهور بكنيته. يرد ذكره فِي الكنى أتم من هَذَا إن شاء اللَّه تَعَالى.
أَخْرَجَهُ أَبُو نعيم، وَأَبُو موسى.
4912- مسلم بن هانئ
(د ع) مسلم بْن هانئ بْن يَزِيدَ، أخو شريح بْن هانئ، وعبد اللَّه. تقدم ذكره فِي ترجمة شريح [3] .
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
__________
[1] كذا في المصورة والمطبوعة. وفي الإصابة 3/ 397: «يا أم مسلم» . وفي الصحابيات كما سيأتي في كنى النساء: أم سليم، وأم مسلم خادم صفية.
[2] ما بين القوسين عن الإصابة. وتنظر ترجمة «سليمان بن قرم الضبيّ» في الجرح والتعديل لابن أبى حاتم: 2/ 1/ 136.
[3] تقدمت ترجمته برقم 2427: 2/ 519.(4/396)
4913- مسلمة بن أسلم
(ب) مسلمة، بزيادة هاء فِي آخره، هُوَ: مسلمة بْن أسلم بْن حريش بْن عدي بْن مجدعة ابن حارثة الأنصاري.
قتل يَوْم جسر أَبِي عُبَيْد.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر مختصرا.
4914- مسلمة بن شيبان
(س) مسلمة بْن شيبان بْن محارب بْن فهر بْن مالك، والد حبيب بْن مسلمة.
أخرجه أَبُو موسى بهذا النسب، وقال بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابن جريج، عَنِ ابن أَبِي مليكة عَنْ [1] حبيب ابن مسلمة الفهري: أَنَّهُ أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم بالمدينة، فأدركه أبوه، فقال: يا نبي اللَّهِ، ابني يدي ورجلي! فقال: ارجع معه، فإنه يوشك أن يهلك. قَالَ: فهلك فِي تِلْكَ السنة. قلت: كذا أخرجه أَبُو موسى، ونسبه كما ذكرناه، وهو وهم. وقد أسقط من نسبه شيئا، والصواب ما نذكره فِي مسلمة بْن مالك بعد هَذِه الترجمة إن شاء اللَّه تعالى، وَإِنما ذكرناه ترجمة منفردة لئلا يظن أننا أهملناه.
4915- مسلمة بن قيس
(د ع) مسلمة بْن قيس الأنصاري. عداده في المدنيين.
روى حبيب بْن أَبِي حبيب، عَنْ إِبْرَاهِيم بْن الحصين، عَنْ أبيه، عَنْ جده، عَنْ مسلمة ابن قيس الأنصاري: أن رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم قَالَ: «استشرت جبريل فِي اليمين مع الشاهد، فأمرني بِهَا» . أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
4916- مسلمة بن مالك
(ب د ع س) مسلمة بْن مالك الأكبر بْن وهب بْن ثعلبة بْن وائلة بن عمرو بن شيبان ابن محارب بْن فهر بْن مالك، والد حبيب بن مسلمة.
روى عنه ابنه حبيب.
__________
[1] في المصورة والمطبوعة: «عن ابن أبى مليكة بن حبيب» . وتنظر الإصابة: 3/ 398. وترجمة «عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مليكة» في التهذيب: 5/ 306.(4/397)
أخرجه أَبُو عمر هكذا، وكذلك نسبه ابن منده، وَأَبُو نعيم، وابن الكلبي، وغيرهم.
وأخرجه أَبُو موسى فقال: «مسلمة بْن شيبان بْن محارب بْن فهر» . فأسقط ما بين مسلمة وشيبان.
4917- مسلمة بن مخلد
(ب د ع) مسلمة بْن مخلد بْن الصامت بْن نيار بْن لوذان بْن عبد ود بْن زيد بن ثعلبة ابن الخزرج بْن ساعدة بْن كعب بْن الخزرج الأنصاري الخزرجي الساعدي. قاله أَبُو عمر، وابن الكلبي [1] .
وقال ابن منده وَأَبُو نعيم: «مسلمة بْن مخلد الزرقي» . وعاد أَبُو نعيم نقض كلامه، فإنه قَالَ أول الترجمة: «مسلمة بْن مخلد الزرقي، وهو مسلمة بْن مخلد بْن الصامت بْن لوذان» .
وساق النسب كما ذكرناه أولا، وهذا غير ما صدر بِهِ الترجمة، عَلَى أَنَّهُ قد قيل فِيهِ النسبان كلاهما.
وَكَانَ مولده حين قدم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة مهاجرا، وقيل: كَانَ لَهُ لما قدم النبي المدينة أربع سنين.
وشهد بعد النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم فتح مصر، وَسَكَّنها، ثُمَّ تحول إِلَى المدينة، وَكَانَ من أصحاب معاوية، وشهد معه صفين، وقيل: لَمْ يشهدها. وَكَانَ فيمن شهد قتل مُحَمَّد بْن أَبِي بكر.
واستعمله معاوية عَلَى مصر والمغرب، وهو أول من جمعا لَهُ.
أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ: حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ مَسْلَمَةَ بْن مَخْلَدٍ: أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا فِي الدُّنْيَا، سَتَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ. وَمَنْ نَجَّى مَكْرُوبًا، فَكَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ. وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ، كَانَ اللَّهُ عز وجل في حاجته [2] .
__________
[1] الاستيعاب: 3/ 1397، وجمهرة أنساب العرب لابن حزم، النشرة الثانية: 366.
[2] مسند الإمام احمد: 4/ 104.(4/398)
وقد روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم أَنَّهُ قَالَ: اغروا النساء يلزمن الحجال. وقال مجاهد: كنت أرى أني أحفظ الناس للقرآن، حَتَّى صليت خلف مسلمة بْن مخلد الصبح، فقرأ سورة البقرة، فما أخطأ فيها وَاوًا ولا ألفا.
وتوفي سنة اثنتين وستين بالمدينة. وقيل: توفي آخر خلافة معاوية. وقيل: مات بمصر.
أخرجه الثلاثة.
4918- المسور أبو عبد الله
(د ع) المسور أَبُو عَبْد اللَّهِ.
روى ابن محيريز، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن مسور، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم: وجب عليكم الأمر بالمعروف والنهي عَنِ المنكر، ما لَمْ تخافوا أن يؤتى عليكم مثل الَّذِي نهيتم عَنْهُ، فإن خفتم ذَلِكَ فقد حل لكم السكوت. أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم.
4919- المسور بن مخرمة
(ب د ع) المسور بْن مخرمة بْن نوفل بْن أهيب بْن عَبْد مناف بْن زهرة الْقُرَشِيّ الزُّهْرِيّ، أَبُو عبد الرحمن. لَهُ صحبة. وأمه عاتكة بنت عوف، أخت عبد الرحمن بْن عوف. وقيل:
اسمها الشفاء.
ولد بمكة بعد الهجرة بسنتين، وَكَانَ فقيها من أهل العلم والدين، ولم يزل مع خاله عبد الرحمن فِي أمر الشورى، وَكَانَ هواه فيها مع عَليّ. وأقام بالمدينة إِلَى أن قتل عثمان، ثُمَّ سار إِلَى مكة فلم يزل بِهَا حَتَّى توفي معاوية، وكره بيعة يزيد، وأقام مع ابن الزبير بمكة، حَتَّى قدم الحصين ابن نمير إِلَى مكة فِي جيش من الشام لقتال ابن الزبير بعد وقعة الحرة، فقتل المسور، أصابه حجر منجنيق وهو يصلي فِي الحجر، فقتله مستهل ربيع الأول من سنة أربع وستين، وصلى عَلَيْهِ ابن الزبير، [1] وَكَانَ عمره اثنتين وستين سنة.
__________
[1] ينظر النسب ووفاة المسور في كتاب نسب قريش لمصعب: 262، 263.(4/399)
روى عَنْهُ عَليّ بْن الْحُسَيْن، وعروة بْن الزبير، وعبيد اللَّه بْن عَبْد اللَّهِ بْن عتبة.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا السَّيِّدُ أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ السُّهْرَوَرْدِيُّ الأَسَدِيُّ بِتِرْمِذَ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ كَامكَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، أخبرنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك بْنِ عَلِيٍّ الْمُؤَذِّنُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَصْفَهَانِيُّ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْن أَحْمَدَ بْن أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ (ح) قَالَ أَبُو صَالِحٍ: وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَاعِظُ بِبَغْدَادَ فِي آخَرِينَ قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أحمد بن جعفر ابن حَمْدَانَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ [1] بْنُ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ الدُّؤَلِيُّ: أَنَّ ابْنَ أَبِي شِهَابٍ حَدَّثَهُ، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ حَدَّثَهُمْ، أَنَّهُمْ حِينَ قَدِمُوا الْمَدِينَةَ مِنْ عِنْدِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ مَقْتَلَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، لَقِيَهُ الْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ، فَقَالَ: هَلْ لَكَ إِلَيَّ مِنْ حَاجَةٍ تَأْمُرُنِي بِهَا؟ فَقُلْتُ: لا. فَقَالَ: إِنَّ عَلِيَّ بن أبي طالب خطب ابنة أبي جهل عَلَى فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فَسَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطب النَّاسَ فِي ذَلِكَ عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ، وَأَنَا يَوْمَئِذٍ مُحْتَلِمٌ، فَقَالَ: إِنَّ فَاطِمَةَ بَضْعَةً مِنِّي، وَأَنَا أَتَخَوَّفُ أَنْ تُفْتَنَ فِي دِينِهَا. فَقَالَ: ثُمَّ ذَكَرَ صِهْرًا لَهُ مِنْ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ، فَأَثْنَى عَلَيْهِ فِي مُصَاهَرَتِهِ إِيَّاهُ فَأَحْسَنَ، قَالَ: حَدَّثَنِي فَصَدَقَنِي وَوَعَدَنِي فَوَفَّى لِي، وَإِنِّي لَسْتُ أُحَرِّمُ حَلالا، وَلا أُحَلِّلُ حَرَامًا، وَلَكِنْ وَاللَّهِ لا تَجْتَمِعُ بِنْت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَابْنَةُ عَدُوِّ اللَّهِ مَكَانًا وَاحِدًا أَبَدًا [2] .
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
مسور: بكسر الميم، وسكون السين.
4920- المسور بن يزيد
(ب د ع) المسور بْن يَزِيدَ الأسدي ثُمَّ المالكي.
يعد فِي الكوفيين. لَهُ صحبة، شهد النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي.
__________
[1] فِي المسند: «حدثني محمد بن عمرو، حدثني ابن حلحلة» . وهو خطأ، والصواب ما في أسد الغابة، وتنظر ترجمة «محمد بن عمرو» هذا في التهذيب: 9/ 371.
[2] أخرجه الإمام أحمد في مسندة: 4/ 326، وفي متنه زيادة.(4/400)
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ: حَدَّثَنَا دُحَيْمٌ وَأَبُو كُرَيْبٍ قَالا: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ كَثِيرٍ الْكَاهِلِيِّ، حَدَّثَنَا مُسَوَّرُ بْنُ يَزِيدَ الْمَالِكِيُّ أَنَّهُ قَالَ: شَهِدْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ فِي الصَّلاةِ، فَتَرَكَ آيَةً، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تَرَكْتَ آيَةَ كَذَا! قَالَ: فَهَلا ذَكَّرْتَنِيهَا! فَقَالَ: أَرَاهَا نُسِخَتْ. فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لم تُنْسَخْ [1] . أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
الْمُسَوَّرُ: بِضَمِّ الْمِيمِ، وَفَتْحِ السِّينِ الْمُهْمَلَةِ، وَتَشْدِيدِ الْوَاوِ وَفَتْحِهَا، قَالَهُ ابْنُ ماكولا.
4921- المسيب بن حزن
(ب د ع) المسيب بْن حزن بْن أَبِي وهب بْن عَمْرو بْن عائذ بْن عمران [2] بْن مخزوم الْقُرَشِيّ المخزومي، يكنى أبا سَعِيد، وهو والد سَعِيد بْن المسيب الفقيه المشهور.
هاجر المسيب إِلَى المدينة مع أبيه حزن، وَكَانَ المسيب ممن بايع تحت الشجرة فِي قول.
وقال مصعب: الذي لا يختلف أصحابنا فيه أن المسيب وأباه من مسلمة الفتح.
وقال أَبُو أحمد العسكري: «أحسبه وهم، لأنه حضر بيعة الرضوان» . وروى بإسناد لَهُ عَنْ طارق بْن عبد الرحمن البجلي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيب: أَنَّهُ ذكرت عنده الشجرة التي بايع رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم تحتها بيعة الرضوان، فقال: حَدَّثَنِي أَبِي- وَكَانَ حضرها- أنهم طلبوها فِي العام المقبل، فلم يعرفوا مكانها.
وشهد اليرموك بالشام، روى عَنْهُ ابنه سَعِيد بْن المسيب.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ [3] بْنُ سَرَايَا بْنُ عَلِيٍّ وَغَيْرُهُ بِإِسْنَادِهِمْ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ: حَدَّثَنَا مَحْمُودٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرزاق، حدثنا معمر، عَنِ الزُّهْرِيّ، عن ابن الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ أَبَا طَالِبٍ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ، دَخَلَ عَلَيْهِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعِنْدَهُ أَبُو جَهْلٍ، فَقَالَ: أَيْ عمّ، قل: «لا إله إلا الله
__________
[1] أخرجه أبو داود، في كتاب الصلاة، باب «الفتح على الإمام في الصلاة» عن محمد بن العلاء وسليمان بن عبد الرحمن الدمشقيّ، عن مروان بن معاوية بإسناده. ينظر الحديث 907: 1/ 238.
[2] في المطبوعة: «عابد بن عمر بن مخزوم» . والصواب عن المصورة، وكتاب نسب قريش: 345، وجمهرة أنساب العرب لابن حزم، النشرة الثانية: 141.
[3] كذا، وقد تقدم في أول الكتاب عند بيان ابن الأثير لسنده في رواية صحيح البخاري، أنه: محمد بن محمد ابن سرايا.(4/401)
كَلِمَةٌ أُحَاجُ لَكَ بِهَا عِنْدَ اللَّهِ. فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ: يَا أَبَا طَالِبٍ، أَتَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ؟ فَلَمْ يَزَالا يُكَلِّمَانِهِ حَتَّى قَالَ [1] آخِرَ كُلِّ شَيْءٍ كَلَّمَهُمْ بِهِ: عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ.
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ مَا لَمْ أُنْهَ عَنْهُ. [2] أَخْرَجَهُ الثلاثة.
4922- المسيب بن أبى السائب
(ب) المسيب بْن أَبِي السائب بْن عابد بن عبد الله [3] بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي. واسم أَبِي السائب: صيفي. والمسيب هَذَا هُوَ أخو السائب بْن أَبِي السائب.
قَالَ أَبُو معشر: هاجر المسيب بْن أَبِي السائب مرجع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من خيبر.
أخرجه أَبُو عمر.
عابد: بالباء الموحدة.
4923- المسيب بن عمرو
(س) المسيب بْن عَمْرو.
ذكر مقاتل بْن سليمان في تفسير سورة (والعاديات) : إن النبي صلى الله عليه وسلم بعث سرية إِلَى حي من كنانة، وأمر عليهم المسيب بْن عَمْرو، أحد النقباء، فغابت ولم يأته خبرها، فقال المنافقون: قتلوا جميعا. فأخبر اللَّه عَزَّ وَجَلَّ عَنْهاُ. فقال: وَالْعادِياتِ ضَبْحاً 100: 1.
أخرجه أبو موسى، والله أعلم.
__________
[1] لفظ الصحيح: «حتى قال آخر شيء» .
[2] صحيح البخاري، باب قصة أبى طالب: 5/ 65، 66.
[3] في المصورة والمطبوعة: «والمسيب بن أبى السائب بن عبد الله بن عابد بن عمر» . والمثبت عن كتاب نسب قريش 334، والاستيعاب: 3/ 1401، على أن في مخطوطة كتاب نسب قريش «عابد» بالباء، والدال، وأثبت السيد المحقق:
«عائذ» ، وقال: «هو الصواب» . وكذلك أثبت في الاستيعاب، وفي الاستيعاب خطأ ثان وهو: «عمرو بن مخزوم» ، وصوابه: «عمر» . هذا وتنظر ترجمة أخيه «السائب» وقد تقدمت برقم 1911: 2/ 315، ويصوب «عائذ» فيها،: «عابد» .(4/402)
باب الميم والشين
4924- مشرح الأشعري
(ب د ع) مشرح الأشعري، والد ميل.
لَهُ صحبة، رَأَى النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم، لَمْ يرو عَنْهُ غير ابنته.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي الرَّجَاءِ إِجَازَةً، بِإِسْنَادِهِ إلى أبي بكر أحمد بن عمرو قال: حدثنا الحسن ابن عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ [بْنِ] [1] الْمَسْمُولِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ ابن سَلَمَةَ بْنِ وَهْرَامَ [2] ، عَنْ مِيلِ بِنْتِ مِشْرَحٍ قَالَتْ: رَأَيْتُ أَبِي قَصَّ أَظْفَارَهُ، ثُمَّ دَفَنَهَا، فَقَالَ أَبِي: هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم يفعل.
أخرجه الثلاثة.
4925- مشمرج بن خالد
(د ع) مشمرج [3] بْن خَالِد السعدي.
وفد عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم. روى إياس بْن مقاتل بْن مشمرج: أن جده المشمرج بْن خَالِد قدم عَلَى رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم مع وفد عبد القيس، فقال لَهُم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أفيكم غيركم؟ فقالوا:
غير ابن أختنا. قَالَ: ابن أخت القوم منهم. فكساه بردا، وأقطعه ركنا بالبادية، وكتب لَهُ كتابا. أَخْرَجَهُ ابْن منده، وَأَبُو نعيم.
باب الميم والصاد
4926- مصعب الأسلمي
(ع س) مصعب الأسلمي.
ذكره المنيعي والطبراني فِي الوحدان، وقالوا: إنه أَبُو مصعب الأسلمي.
__________
[1] ما بين القوسين عن ترجمته في الجرح والتعديل لابن أبى حاتم: 2/ 2/ 267.
[2] الّذي في الجرح والتعديل لابن أبى حاتم في ترجمة «مشرح الأشعري» : 4/ 1/ 427 أن عبيد الله بن سلمة بن وهرام يروى هذا الحديث، عن أبيه، عن ميل بنت مشرح.
[3] في المطبوعة: «مشمرخ» بالخاء. والضبط عن الإصابة: 3/ 401، وتنظر ترجمة «عمرو بن البداح» ، وقد تقدمت برقم 3867: 4/ 199.(4/403)
روى شيبان، عَنْ جَرِيرٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ مصعب الأسلمي قَالَ: انطلق غلام لنا فأتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أسألك أن تجعلني ممن تشفع لَهُ يَوْم القيامة؟ فقال: من علمك- أو: أمرك، أو: ذلك؟ فقال: ما أمرني إلا نفسي. قَالَ: إِنِّي أشفع لك. ثُمَّ رده. فقال:
أعني عَلَى نفسك بكثرة السجود.
رواه وهب بْن جرير، عَنْ أبيه فقال: عَنْ أَبِي مصعب. أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى.
4927- مصعب بن أم الجلاس
(د ع) مصعب بْن أم الجلاس.
صحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو ابن امرأة الجلاس بْن سويد.
روى أَبُو معاوية الضرير، عَنْ هِشَام بْن عروة، عَنْ أبيه قَالَ: نزلت هَذِه الآية يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قالُوا 9: 74 [1] فِي الجلاس بْن سويد بْن الصامت، أقبل هُوَ وابن امرأته مصعب، فقال:
لئن كَانَ ما جاء به مُحَمَّد حقا لنحن شر من حميرنا هَذِه! فقال لَهُ مصعب: أي عدو اللَّه، لأخبرن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَأَتَاهُ فأخبره، فأتى الجلاس النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... وذكر الحديث، وقال فِيهِ: أتوب إِلَى اللَّه عَزَّ وَجَلَّ، فقبل رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم توبته [2] .
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم هكذا، فإنهما قالا أول الترجمة: «مصعب ابن أم الجلاس» .
وذكرا فِي متن الحديث: «ابن امرأة الجلاس» .
4928- مصعب بن شيبة
(ع س) مصعب بْن شيبة بْن عثمان الحجبي العبدري. مختلف فِي صحبته.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى إِذْنًا، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أحمد، حدثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ ابن حبان، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الرَّاسِبِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو غسان صفوان بن المغلس، حدّثنا يحيى ابن بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ شَيْبَةَ- خَازِنِ الْبَيْتِ-
__________
[1] سورة التوبة، آية: 74.
[2] تنظر سيرة ابن هشام: 1/ 519، 520، وتفسير الطبري ط دار المعارف، الأثر 16968: 14/ 362، والأثر الّذي يليه. كما ينظر تفسير ابن كثير عند هذه الآية من سورة التوبة: 4/ 120، 121 بتحقيقنا. وقد تقدمت ترجمة الجلاس برقم 769: 1/ 346، 347، وتنظر كذلك ترجمة عمير بن سعد، وقد تقدمت برقم 4070: 4/ 292، 293.(4/404)
قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا أَخَذَ الْقَوْمُ مَقَاعِدَهُمْ، فَإِنْ دَعَا رَجُلٌ أَخَاهُ وَأَوْسَعَ لَهُ فِي مَجْلِسِهِ، فَلْيَأْتِ فَلْيَجْلِسْ، فَإِنَّمَا هِيَ كَرَامَةٌ أَكْرَمَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهَا، فَإِنْ لَمْ يُوسِعْ لَهُ فَلْيَنْظُرْ أَوْسَعَ الْبُقْعَةِ مَكَانًا. وَرَوَى مُوسَى بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أبيه، عَنْ شيبة الحجبي، عَنِ النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم قَالَ: ثلاث يصفين لك ود أخيك، فمنها أن يوسع لَهُ فِي المجلس. وذكر الحديث. أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى.
4929- مصعب بن عمير
(ب د ع) مصعب بْن عمير بْن هاشم بْن عَبْد مناف بْن عَبْد الدار بْن قصي بْن كلاب بْن مرة القرشي العبدري، يكنى أبا عَبْد اللَّهِ. [1] .
كَانَ من فضلاء الصحابة وخيارهم، ومن السابقين إِلَى الإسلام. أسلم ورسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي دار الأرقم، وكتم إسلامه خوفا من أمه وقومه، وَكَانَ يختلف إِلَى رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم سرا، فبصر بِهِ عثمان بْن طلحة العبدري يصلي، فأعلم أهله وأمه، فأخذوه فحبسوه، فلم يزل محبوسا إِلَى أن هاجر إِلَى أرض الحبشة [2] ، وعاد من الحبشة إِلَى مكة، ثُمَّ هاجر إِلَى المدينة بعد العقبة الأولى ليعلم الناس القرآن، ويصلي بهم [3] .
أَخْبَرَنَا عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بِإِسْنَادِهِ إِلَى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، عن يزيد ابن أَبِي حَبِيبٍ قَالَ: لَمَّا انْصَرَفَ الْقَوْمُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَعْنِي لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ الأُولَى- بَعَثَ مَعَهُمْ مُصْعَبَ بْنَ عُمَيْرٍ.
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَحَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ أَنَّ مُصْعَبَ بْنَ عُمَيْرٍ كَانَ يُصَلِّي بِهِمْ، وَذَلِكَ أَنَّ الأَوْسَ وَالْخَزْرَجَ كَرِهَ بَعْضُهُمْ أَنْ يَؤُمَّهُ بَعْضٌ.
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَحَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُغِيرَةِ بْنِ مُعَيْقِيبٍ قَالا: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُصْعَبَ بْنَ عُمَيْرٍ مَعَ النَّفَرِ الاثني عشر الَّذِينَ بَايَعُوهُ فِي الْعَقَبَةِ الأُولَى، يُفَقِّهُ أَهْلَهَا وَيُقْرِئُهُمُ الْقُرْآنَ، فكان منزله عَلَى أسعد بْن زرارة، وكان إنما يسمى بالمدينة
__________
[1] كتاب نسب قريش: 254.
[2] سيرة ابن هشام: 1/ 325، 365.
[3] المرجع السابق: 1/ 434، 436، وما بعدها.(4/405)
المقرئ، يقال: إنه أول من جمع الجمعة بالمدينة، وأسلم عَلَى يده أسيد بْن حضير وسعد ابن معاذ. وكفى بذلك فخرا وأثرا فِي الإسلام.
قَالَ البراء بْن عازب: أَوَّلُ مَنْ قَدِمَ عَلَيْنَا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ: مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ، أَخُو بَنِي عَبْدِ الدَّارِ، ثُمَّ أتانا بعده عَمْرو بْن أم مكتوم، ثُمَّ أتانا بعده عمار بْن ياسر، وسعد بْن أَبِي وقاص، وعبد اللَّه بْن مسعود، وبلال، ثُمَّ أتانا عمر بْن الخطاب.
وشهد مصعب بدرا [1] مع رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم، وشهد أحدا ومعه لواء رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقتل بأحد شهيدا، قتله ابن قمئة الليثي فِي قول ابن إِسْحَاق.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر بِإِسْنَادِهِ عَنْ يونس، عَنِ ابن إسحاق، فِيمَنِ اسْتُشْهِدَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ: مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ هَاشِمٍ، قَتَلَهُ ابْنُ قَمِئَةَ اللَّيْثِيُّ [2] .
قيل: كَانَ عمره يَوْم قتل أربعين سنة، أو أكثر قليلا. ويقال: فِيهِ نزلت وَفِي أصحابه مِنَ الْمُؤْمِنِينَ: رِجالٌ صَدَقُوا مَا عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ 33: 23 [3] ... الآية.
وروى مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، عَنْ صالح بْن كيسان، عَنْ بعض آل سعد، عَنْ سعد بْن أَبِي وقاص قَالَ: كنا قوما يصيبنا ظلف [4] العيش بمكة مع رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم، فلما أصابنا البلاء اعترفنا، ومررنا عَلَيْهِ فصبرنا، وَكَانَ مصعب بْن عمير أنعم غلام بمكة، وأجوده حلة مع أبويه، ثُمَّ لقد رأيته جهد فِي الإسلام جهدا شديدا، حَتَّى لقد رأيت جلده يتحشف [5] كما يتحشف جلد الحية.
وقال الواقدي: كَانَ مصعب بْن عمير فتى مكة شبابا وجمالا وسبيبا [6] ، وَكَانَ أبواه يحبانه، وكانت أمه تكسوه أحسن ما يكون من الثياب، وَكَانَ أعطر أهل مكة، وَكَانَ رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم يذكره ويقول: ما رأيت بمكة أحسن لمة [7] ، ولا أنعم نعمة من مصعب بن عمير.
__________
[1] المرجع نفسه: 1/ 680.
[2] المرجع نفسه: 2/ 73، 122.
[3] سورة الأحزاب، آية: 23.
[4] ظلف العيش: خشونته وشدته.
[5] أي: يتقبض ويتقلص.
[6] في المصورة والمطبوعة: «سيبا» والمثبت عن الطبقات الكبرى لابن سعد: 3/ 1/ 82. وفي اللسان: «والسبيبة:
الثوب الرقيق» . وفي الاستيعاب 4/ 1474: «جمالا وتيها» .
[7] اللمة: من شعر الرأس دون الجمة، سميت بذلك لأنها ألمت بالمنكبين، فإذا زادت فهي الجمة.(4/406)
أخبرنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ وَغَيْرُهُ بِإِسْنَادِهِمْ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى: حَدَّثَنَا هَنَّادٌ، حَدَّثَنَا يُونُسُ ابن بُكَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي يَزِيدَ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ قَالَ:
حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: إِنَّا لَجُلُوسٌ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ، وَمَا عَلَيْهِ إِلا بُرْدَةٌ لَهُ مَرْقُوعَةٌ بِفَرْوٍ، فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَكَى لِلَّذِي كَانَ فِيهِ مِنَ النِّعْمَةِ، وَالَّذِي هُوَ فِيهِ الْيَوْمَ. ثُمَّ قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: كيف بِكُمْ إِذَا غَدَا أَحَدُكُمْ فِي حُلَّةٍ وَرَاحَ فِي حُلَّةٍ، وَوُضِعَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ صَحْفَةٌ، وَرُفِعَتْ أُخْرَى، وَسَتَرْتُمْ بُيُوتَكُمْ كَمَا تُسْتَرُ الْكَعْبَةُ؟! قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، نَحْنُ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مِنَّا الْيَوْمَ، نَتَفَرَّغُ لِلْعِبَادَةِ، وَنُكْفَى الْمُؤْنَةَ [1] ! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنْتُمُ [2] الْيَوْمَ خَيْرٌ مِنْكُمْ يَوْمَئِذٍ [3] . قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى: حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا [4] سُفْيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ خَبَّابٍ قَالَ: هَاجَرْنَا [5] مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فابتغى وَجْهَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَوَقَعَ أَجْرُنَا عَلَى الله، فمنّا من مات لم يَأْكُلْ مِنْ أَجْرِهِ [6] شَيْئًا، وَمِنَّا مَنْ أَيْنَعَتْ لَهُ ثَمَرَتُهُ فَهُوَ يَهْدِبُهَا [7] وَإِنَّ مُصْعَبَ بْنَ عُمَيْرٍ مَاتَ وَلَمْ يَتْرُكْ إِلا ثَوْبًا، كَانَ إِذَا غَطُّوا رَأْسَهُ خَرَجَتْ رِجْلاهُ، وَإِذَا غَطُّوا بِهِ رِجْلَيْهِ خَرَجَ رَأْسِهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: غَطُّوا رَأْسَهُ، وَاجْعَلُوا على رجليه الإذخر [8] . أخبرنا أبو محمد بن أَبِي الْقَاسِمِ الْحَافِظُ كِتَابَةً [9] ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا أحمد بن الحسن، حدّثنا أبو الحسين بن أَبِي مُوسَى، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ رَحْمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مَطَرٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: وَقَفَ
__________
[1] أي: ندفع عنا تحصيل القوت، لحصوله بأسباب مهيأة لنا، فنتفرغ للعبادة.
[2] لفظ الترمذي: «لا، أنتم اليوم ... » .
[3] تحفة الأحوذي، أبواب صفة القيامة، الحديث 2594: 7/ 176، 177، وقال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب» .
[4] في المطبوعة: «حدثنا أبو سفيان» . والصواب عن الترمذي، والبخاري، كتاب الرقاق، باب «فضل الفقر» :
8/ 119. وأبو أحمد هذا هو محمد بن عبد الله الزبيري، يروى عن سفيان الثوري. ينظر التهذيب: 9/ 254.
[5] أي: بأمر رسول الله.
[6] يعنى الغنائم التي تناولها من أدرك زمن الفتوح، وكأن المراد بالأجر ثمرته، فليس مقصورا على أجر الآخرة.
[7] في المطبوعة: «فهو يهدينا» ، بالياء المثناة، وهو خطأ والصواب عن الترمذي. وفي النهاية لابن الأثير: «ومنه حديث خباب» : «وَمِنَّا مَنْ أَيْنَعَتْ لَهُ ثَمَرَتُهُ فَهُوَ يَهْدِبُهَا.، أي: يجنيها» . هذا وتكسر الدال وتضم.
[8] الإذخر- بكسر الهمزة-: حشيش معروف طيب الرائحة.
والحديث أخرجه الترمذي في أبواب المناقب. تنظر تحفة الأحوذي، باب مناقب مصعب بن عمير، الحديث 3943:
10/ 353- 355، وقال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح» .
[9] في المطبوعة: «القاسم بن الحافظ» . و «بن» غير ثابتة في المصورة. وتنظر ترجمتنا لأبى محمد في 3/ 311.(4/407)
رسول الله صلى الله عليه وسلم عَلَى مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ وَهُوَ مُنْجَعِفٌ عَلَى وَجْهِهِ [1] يَوْمَ أُحُدٍ شَهِيدًا، وَكَانَ صَاحِبَ لِوَاءِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا مَا عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ، وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلًا 33: 23 [2] ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ يَشْهَدُ عَلَيْكُمْ أَنَّكُمْ شُهَدَاءُ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، ائْتُوهُمْ فَزُورُوهُمْ، وَسَلِّمُوا عليهم، فو الّذي نَفْسِي بِيَدِهِ، لا يُسَلِّمُ عَلَيْهِمْ أَحَدٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِلا رَدُّوا عَلَيْهِ السَّلامَ. وَلَمْ يُعْقَبْ مُصْعَبٌ إِلا مِنَ ابْنَتِهِ زَيْنَبَ.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
باب الميم مع الضاد
4930- مضارب العجليّ
(س) مضارب العجلي.
أورده يَحْيَى بْن يونس وقال: لا أدري: له صحبة أم لا.
قَالَ جَعْفَر: وهو من بكر بْن وائل، لا صحبة لَهُ، وحديثه مرسل، رواه قرة، عَنْ قتادة، عَنْهُ فِي ترجمة مرثد [3] بْن ظبيان.
أخرجه أبو موسى مختصرا.
4931- مضرح بن جدالة
(د ع) مضرح بْن جدالة.
أتى النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم فقال: كيف فضل أمتك عَلَى سائر الأمم.
روى حديثه عَاصِم بْن عَبْد اللَّهِ الْمَرْوَزِيّ، عَنْ إِسْمَاعِيل بْن أَبِي زياد، عَنْ ليث، عَنِ الضحاك، عَنِ ابن عباس.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
__________
[1] أي: مصروع.
[2] سورة الأحزاب، آية: 23.
[3] تقدمت ترجمة «مرثد بن ظبيان» برقم 4820: 5/ 136.(4/408)
4932- مضطجع بن أثاثة
(د ع) مضطجع بْن أثاثة بْن عباد بْن المطلب بْن عبد مناف، أخو مسطح [1] بن أثاثة.
شهد بدرا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، قاله مُوسَى بْن عقبة، عَنِ ابْنِ شهاب.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
4933- مضرس بن سفيان
مضرس بْن سفيان بْن خفاجة بْن النابغة بْن عنز بْن حبيب بْن واثلة [2] بْن دهمان بن نصر ابن معاوية بْن بكر بْن هوازن.
شهد حنينا مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم. قاله هِشَام بْن الكلبي، وهو نصري، من بني نصر بْن معاوية.
باب الميم والطاء
4934- مطاع
مطاع، سماه النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم مطاعا، وَكَانَ اسمه مسعودا.
من ولده أَبُو مسعود عبد الرحمن بْن المثنى بْن المطاع بْن عِيسَى بْن المطاع اللخمي، روى عَنْ أبيه المثنى، روى عَنْهُ الطبراني [3] ، قاله أَبُو سعد السمعاني، وَأَبُو أحمد العسكري.
وقال أَبُو أحمد: قَالَ لَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أنت مطاع فِي قومك، امض إليهم، فمن دخل تحت رايتي هَذِه فقد أمن العذاب» . فأتاهم فأخبرهم، فأقبلوا معه إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وروي عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ نهى عن خصاء الخيل.
4935- مطر بن عكامس
(ب د ع) مطر بْن عكامس السلمي، من بني سُلَيْم بْن مَنْصُور.
يعد فِي الكوفيين. روى عنه أبو إسحاق السّبيعى.
__________
[1] تقدمت ترجمة «مسطح بن أثاثة» برقم 4865: 5/ 156.
[2] كذا «واثلة» ، بالثاء المثلثة في المصورة والمطبوعة، وقد تقدم مثله في ترجمة «مالك بن عوف النصري» : 5/ 43 وقال الحافظ في ترجمة مالك هذا في الإصابة 3/ 331: «وواثلة في نسبه ضبطت بالمثلثة عند أبى عمر، لكنها بالمثناة التحتانية عند ابن سعد» .
[3] أخرجه الطبراني في المعجم الصغير عن عبد الرحمن بن المثنى، وقال: «لا يروى هذا الحديث عن مسعود إلا بهذا الإسناد، تفرد به عنه ولده» . ينظر: 1/ 242.(4/409)
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ وَغَيْرُهُ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى: حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ، حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مَطَرِ بْنِ عُكَامِسٍ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: إذا قضى الله لعبد أن يموت بأرض، جعل له إليها حاجة» [1] . أخرجه الثلاثة.
4936- مطر الليثي
(س) مطر الليثي.
روى هدبة بْن خَالِد، عَنْ حماد بْن سلمة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق قَالَ: سمعت أبا جَعْفَر يقول: سمعت زياد بْن سعد الضمري، يحدث عروة بْن الزبير، عَنْ أبيه، عَنْ جده قَالَ- وَكَانَ قد شهد حنينا مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قَالَ: صلى رَسُول اللَّهِ الظهر، وقام إليه عيينة بْن حصن [بْن حذيفة [2]] بْن بدر يطلب بدم عَامِر بْن الأضبط، وهو سيد قيس، فجاء الأقرع بْن حابس يرد عَنْ محلم بْن جثامة، وهو سيد خندف، فقال عيينة: لا أدعه حَتَّى أذيق نساءه من الحزن [3] ما أذاق نسائي. فقام رجل من بني ليث، يقال له «مطر» ، نصف من الرجال، فقال: يا رَسُول اللَّهِ، ما أجد لهذا القتيل مثلا فِي غرة [4] الإسلام إلا الغنم، وردت فرميت أولاها، فنفرت أخراها، اسنن [5] اليوم وغير غدا ... وذكر الحديث.
وقد رواه مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَر بْن الزبير، عَنْ زياد بْن ضميرة، عَنْ أبيه، وسمى هَذَا الرجل:
مكيتلا [6] .
أخرجه أَبُو موسى.
__________
[1] تحفة الأحوذي، أبواب القدر، باب «ما جاء أن النفس تموت حيث ما كتب لها» ، الحديث 2235: 6/ 359، وقال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب، ولا نعرف لمطر بن عكامس، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، غير هذا الحديث» .
[2] ما بين القوسين المعقوفين عن ترجمة عيينة بن حصن» . وقد تقدمت برقم 4160: 4/ 331، وعن سيرة ابن هشام 2/ 627.
[3] كذا في المصورة والمطبوعة. وفي سيرة ابن هشام: «من الحرقة» .
[4] في المطبوعة والمصورة: «في عزة» . بالعين والزاى، والمثبت عن سيرة ابن هشام. وفي النهاية- وقد ذكر الحديث- «غرة الإسلام: أوله، وغرة كل شيء أوله» .
[5] في النهاية لابن الأثير: «وفي حديث محلم بن جثامة: (اسنن اليوم وغير غدا) أي: اعمل بسنتك التي سننتها في القصاص ثم بعد ذلك إذا شئت أن تغير فغير، أي: تغير ما سننت. وقيل: تغير، من أخذ الغير- بكسر ففتح- وهي: الدية» .
[6] وكذا ورد السند في سيرة ابن هشام: 2/ 627.(4/410)
4937- مطر بن هلال
(د ع) مطر بْن هلال، من بني صباح بْن لكيز بْن أفصى بْن عبد القيس. وصباح أخو نكرة [1] .
روى أَبُو سلمة المنقري، عَنْ مطر بْن عبد الرحمن قَالَ: حدثتني امرأة من عبد القيس يقال لَهَا: أم أبان بنت [الوازع بْن [2]] الزارع، عَنْ جدها الزارع بْن عَامِر: أَنَّهُ خرج وَافِدًا إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، وأخرج معه أخاه لأمه مطر بْن هلال، حتَّى قدموا عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ...
وذكر الحديث.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
وروى أَبُو داود الطيالسي، عَنْ مطر، عَنْ أم أبان، عَنْ جدها الزارع قالت: خرج جدي الزارع وَافِدًا إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، ومعه ابن لَهُ مجنون، ليدعو لَهُ النَّبِيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، ليذهب ما به.
4938- مطرح بن جندلة
(س) مطرح بْن جندلة السلمي.
روى زيد القمي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سيرين، عَنِ ابن عباس: أن رجلا من الأعراب من بني سُلَيْم، اسمه: مطرح بْن جندلة، سَأَلَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يا رسول اللَّهِ، ما فضل أمتك عَلَى أمة نوح وأمة هود وصالح وموسى وعيسى؟ فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: «إن فضل أمتي عَلَى هَذِه الأمم كفضل اللَّه تعالى عَلَى جميع الخلائق» .
أخرجه أَبُو موسى، وقد تقدم هَذَا الحديث فِي «مضرح بْن جدالة» وأحدهما مصحف من الآخر، والله أعلم.
4939- مطرف بن بهصل
(ب د ع) مطرف بْن بهصل بْن كعب بْن قشع بْن دلف بْن أهضم بْن عَبْد اللَّهِ بْن حرماز، واسمه: الحارث بْن مالك بْن عَمْرو بْن تميم. قاله ابن مندة، وأبو نعيم.
__________
[1] في المصورة والمطبوعة: «أخو بكرة» . بالباء، والمثبت عن جمهرة أنساب العرب لابن حزم، النشرة الثانية: 295.
وفي تاج العروس، مادة نكر: «ونكرة بْن لكيز بْن أفصى بْن عبد القيس، بالضم، أبو قبيلة» .
[2] ما بين القوسين عن ترجمة «الزارع بن عامر» ، وقد تقدمت برقم 1722: 2/ 245. وتنظر ترجمة «أم أبان» في التهذيب: 12/ 458.(4/411)
وقال أَبُو عمر: «مطرف بْن بهصل المازني، من بني مازن بْن عَمْرو بْن تميم. خبره مذكور فِي قصة الأعشى المازني، لَهُ صحبة، ولا تعرف لَهُ رواية [1] » .
أخرجه الثلاثة.
4940- مطرف بن خالد
مطرف بْن خَالِد بْن نضلة الباهلي، من بني فراص [2] بْن معن.
أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فكتب لَهُ كتابا.
قاله أبو أحمد العسكري مختصرا.
4941- مطرف بن مالك
(ب) مطرف بْن مالك، أَبُو الريان القشيري [3] .
لا أعلم لَهُ رواية، شهد فتح تستر مع أَبِي موسى. روى عَنْهُ زرارة بْن أوفى، خبره فِي شهود فتح تستر.
أخرجه أبو عمر.
4942- مطعم بن عبيدة
(د ع) مطعم بْن عبيدة البلوي.
عداده فِي أهل مصر، لَهُ صحبة.
روى عَنْهُ ربيعة بْن لقيط أَنَّهُ قَالَ: خرجت إِلَى ابن عمر فِي الفتنة، فلقيت عَلَى بابه مطعم ابن عبيدة البلوي، فقال: أين تريد؟ قلت: أردت هَذَا الرجل من أصحاب مُحَمَّد، لأقوم معه حَتَّى يجمع اللَّه أمر الناس. فقال: وفقك اللَّه. ثُمَّ قَالَ: عَهِدَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم أن أسمع وأطيع، وَإِن كَانَ عَلَي أسود مجدع.
أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم.
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 2409: 3/ 1401.
[2] في المصورة «فراض» ، وفي المطبوعة: «قراض» ، والصواب «فراص» عن المعارف لابن قتيبة: 81، وجمهرة أنساب العرب لابن حزم: 245، والقاموس: (فرص) .
[3] في المصورة والمطبوعة: «أبو الريان القشر» . والمثبت عن الاستيعاب: 3/ 1401.(4/412)
4943- مطلب بن أزهر
(ب س) مطلب بْن أزهر بْن عَبْد عوف بْن عَبْد بْن الحارث بن زهرة القرشي، أخو عبد الرحمن وطليب ابني أزهر. وهو ابْنُ عم عَبْد الرَّحْمَن بْن عوف بْن عبد عوف الزُّهْرِيّ.
وهو أخو طليب من السابقين إِلَى الإسلام، ومن مهاجرة الحبشة، وَبِهَا ماتا جميعا، وهاجر مع المطلب امرأته: رملة بِنْت أَبِي عوف بْن صبيرة السهمية، ولدت لَهُ بأرض الحبشة ابنه عَبْد اللَّهِ، وَكَانَ يقال: إنه أول من ورث أباه فِي الإسلام. قاله ابن إِسْحَاق [1] .
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى.
4944- مطلب بن حنطب
(ب س) مطلب بْن حنطب بْن الحارث بْن عُبَيْد بْن عمر بْن مخزوم المخزومي القرشي. أمه حفصة بِنْت المغيرة بْن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر بْن مخزوم.
روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: «أَبُو بكر وعمر مني بمنزلة السمع والبصر من الرأس» . وليس إسناده بالقوي، وقد روى هَذَا الحديث لأبيه حنطب، وهو مذكور هناك [2] .
ومن حديثه أن رجلا سَأَلَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وسلم عَنِ الغيبة، فقال: تذكر من الرجل ما يكره أن يسمع.
قَالَ: وَإِن كَانَ حقا؟ قَالَ: إذا كَانَ باطلا فهو البهتان. ومن ولد المطلب هَذَا: الحكم بْن المطلب بْن عَبْد اللَّهِ بْن المطلب بْن حنطب [3] ، كَانَ أكرم أهل زمانه، ثُمَّ تزهد فِي آخر عمره، ومات بمنبج [4] فقيل فِيهِ [5] :
سالوا [6] عَنِ الجود والمعروف: ما فعلا؟ ... فقلت: إنهما ماتا مع الحكم
ماتا مع الرجل الموفى بذمته ... قبل السؤال، إذا لَمْ يوف بالذمم
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى.
4945- مطلب بن ربيعة
(ب د ع) مطلب بْن ربيعة بْن الحارث بْن عبد المطلب بْن هاشم القرشي الهاشمي. وقيل:
عبد المطلب. وقد ذكرناه [7] .
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 258، 325.
[2] ينظر: 2/ 62، 63.
[3] تنظر أخبار الحكم في كتاب نسب قريش لمصعب: 339- 341. وجمهرة أنساب العرب لابن حزم: 142.
[4] منبج- بالفتح، ثم السكون، وباء موحدة، وجيم: بلد قديم كبير واسع، بينه وبين الفرات ثلاثة فراسخ، وإلى حلب عشرة فراسخ.
[5] الاستيعاب: 3/ 1402.
[6] «سالوا» : أصل «سألوا» ، فخففت الهمزة.
[7] تقدمت ترجمته برقم 3422: 3/ 508.(4/413)
وَكَانَ غلاما عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم. وقال الزبير: كَانَ رجلا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وسكن دمشق، وقيل: قدم مصر غاديا إِلَى إفريقية سنة تسع وعشرين.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ بِإِسْنَادِهِ عن عبد الله بن أحمد قال: حدثني أَبِي، حدثنا مُحَمَّد بْن جَعْفَر، حدثنا شعبة، عن عبد رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ أَبِي أنس، عن عبد الله ابن نَافِعِ بْنِ الْعَمْيَاءِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ الْمُطَّلِبِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: الصَّلاةُ مَثْنَى مَثْنَى، وَتَشَهُّدٌ فِي كُلِّ رَكْعَتَيْنِ، وَتَبَاؤُسٌ وَتَمَسْكُنٌ، وَتُقْنِعُ يَدَيْكَ [1] فَتَقُولُ: «يَا رَبِّ، يَا رَبِّ» ، فَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَهِيَ خِدَاجٌ [2] . وقد جعل أَبُو بكر بْن أَبِي عَاصِم فِي كتاب «الآحاد والمثاني» في أسماء، الصحابة: عبد المطلب ابن ربيعة، وذكر المطلب بْن ربيعة ترجمة أخرى، كأنه جعلهما اثنين، إلا أَنَّهُ ذكر فِي كل واحدة من الترجمتين حديث استعماله عَلَى الصدقة، فهذا يدل عَلَى أنهما واحد، والله أعلم.
أخرجه الثلاثة.
4946- مطلب بن أبى وداعة
(ب د ع) مطلب بْن أَبِي وداعة. واسم أَبِي وداعة: الحارث بْن صبيرة [3] بْن سعيد بن سعد ابن سهم بْن عَمْرو بْن هصيص القرشي السهمي. وأمه أروى بنت الحارث بْن عبد المطلب ابن هاشم.
أسلم يَوْم الفتح، ثُمَّ نزل الكوفة. ثُمَّ تحول إِلَى المدينة. وَكَانَ أبوه أَبُو وداعة، قد أسر يَوْم بدر، فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تمسكوا بِهِ، فإن لَهُ ابنا كيسا» . فخرج المطلب بْن أَبِي وداعة سرا، حَتَّى فدى أباه بأربعة آلاف درهم، وهو أول أسير فدي من بدر، ولامته قريش فِي بداره ودفعه الفداء، فقال: «ما كنت لأدع أَبِي أسيرا [4] » . فسار الناس بعده إِلَى النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم ففدوا أسراهم.
__________
[1] أي: ترفعهما.
[2] الخداج: النقصان. والكلام على حذف مضاف والتقدير: ذات خداج.
والحديث أخرجه الإمام أحمد في مسندة: 4/ 167.
[3] هكذا في أسد الغابة: «صبيرة» ، بالصاد مصغرا، وهذا ما أثبته السهيليّ في الروض الأنف: 2/ 79، ثم قال:
«وقد ذكر الخطابي عن العنبري أنه يقال فيه: ضبيرة، بالضاد المعجمة» . وينظر كتاب نسب قريش: 406.
[4] كتاب نسب: قريش 496.(4/414)
روى عَنْهُ ابناه: كَثِير وجعفر، والمطلب بْن السائب بْن أَبِي وداعة، وغيرهم.
حَدَّثَنَا أَبُو الفضل بن الْحَسَنِ الطَّبَرِيُّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي يَعْلَى: حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ، عَنْ أَبِيهِ وَغَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَعْيَانِ بَنِي الْمُطَّلِبِ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ [أَبِي] [1] وَدَاعَةَ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا فَرَغَ مِنْ سَبْعَةٍ [2] ، حَاجَى [3] بَيْنَهُ وَبَيْنَ السَّقِيفَةِ، فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ فِي حَاشِيَةِ الْمَطَافِ، لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الطواف أحد [4] .
أخرجه الثلاثة.
4947- مطيع بن الأسود
(ب د ع) مطيع بْن الأسود بْن حارثة بْن نضلة بْن عوف بْن عُبَيْد بْن عويج بْن عدىّ ابن كعب القرشي العدوي.
كَانَ اسمه العاصي، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم مطيعا [5] ، وقال لعمر بْن الخطاب: إن ابن عمك العاصي لَيْسَ بعاص، ولكنه والله مطيع. وأمه العجماء بنت عَامِر بْن الفضل بْن كليب بن حبشيّة ابن سلول الخزاعية.
روى عَنْهُ ابنه عَبْد الْمَلِكِ بْن مطيع: أن النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم جلس عَلَى المنبر، وقال للناس: اجلسوا.
فدخل العاصي بْن الأسود، فسمع قَوْله «اجلسوا» فجلس. فلما نزل النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم جاء العاصي، فقال لَهُ رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم: يا عاصي، ما لي لَمْ أرك فِي الصلاة؟! فقال: بأبي وأمى أنت يا رَسُول اللَّهِ، دخلت فسمعتك تَقُولُ: «اجلسوا» ، فجلست حَيْثُ انتهى إلي السمع. فقال: «لست بالعاصي، ولكنك مطيع» ، فسمي مطيعا من يومئذ. وهو من المؤلفة قلوبهم. وحسن إسلامه، ولم يدرك من عصاة قريش الإسلام فأسلم غيره.
أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده عن عبد الله بن أحمد قال: حدثني أَبِي، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ [6] ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ، عَنْ عَبْدِ الله بن أبى السّفر، عن
__________
[1] ما بين القوسين ليس في المطبوعة والمصورة، ولا بد من إثباته.
[2] في المطبوعة: «سعيه» . والمثبت عن المصورة، وفي المسند للإمام أحمد: «فرغ من أسبوعه» . وفي اللسان عن الليث:
«الأسبوع من الطواف ونحوه: سبعة أطواف» .
[3] كذا في المطبوعة. وفي المصورة: «حاجتي» . وعلى هامشها: «حاجي» مثل المطبوعة.
[4] أخرجه الإمام أحمد بنحوه من طريق ابن جريج. المسند: 6/ 399.
[5] كتاب نسب قريش: 383.
[6] في المسند: «عن أبى إسحاق» .(4/415)
عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطِيعِ بْنِ الأَسْوَدِ، أَحَدِ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِيهِ مُطِيعٍ وَكَانَ اسْمُهُ الْعَاصِي، فَسَمَّاهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم مطيعا- قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يَقُولُ [1] : «لا تُغْزَى مَكَّةُ بَعْدَ هَذَا الْيَوْمِ أَبَدًا، وَلا يُقْتَلُ قُرَشِيٌّ بَعْدَ هَذَا الْيَوْمِ صَبْرًا أَبَدًا» [2] . وقال العدوي: هُوَ أحد السبعين الذين هاجروا من بني عدي.
وتوفي بمكة، وقيل: بالمدينة فِي خلافة عثمان، وَكَانَ ابنه عَبْد اللَّهِ بْن مطيع عَلَى الناس يَوْم الحرة [3] أمره أهل المدينة عَلَى أنفسهم. وقيل: كَانَ أميرا عَلَى قريش. ولمطيع ابن آخر اسمه:
سُلَيْمَان، قتل مع عائشة يَوْم الجمل.
أخرجه الثلاثة.
4948- مطيع بن عامر
مطيع بْن عَامِر بْن عوف بْن كعب بْن أبي بكر بن كلاب بن ربيعة، وهو أخو ذي اللحية الكلابي.
وفد عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم. كان اسمه العاصي فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم مطيعا [4] .
ذكره الدار قطنى.
باب الميم والظاء
4949- مظهر بن رافع
(ب س) مظهر بْن رافع بْن عدي بْن زيد بن جشم بْن حارثة بْن الحارث بْن الخزرج ابن عَمْرو بْن عَامِر بْن الأوس الأنصاري الأوسي ثم الحارثي. وهو أخو ظهير بْن رافع لأبيه وأمه.
وشهد مظهر أحدا وما بعدها مع رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم. وأدرك خلافة عمر بْن الخطاب.
قَالَ الواقدي: أقبل مظهر بْن رافع الْحَارِثِيّ بأعلاج [5] من الشام ليعملوا لَهُ فِي أرضه، فلما نزل خيبر أقام بِهَا ثلاثا، فحرضت يهود الأعلاج عَلَى قتله. فلما خرج من خيبر وثبوا
__________
[1] لفظ المسند: «سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أمر بقتل هؤلاء الرهط بمكة يقول» .
[2] مسند الإمام أحمد: 3/ 412، 4/ 213.
[3] كانت وقعة الحرة سنة 63 هـ، وذلك أن أهل المدينة خرجوا على يزيد لقلة دينه. فجهز لحربهم جيشا عليهم مسلم بن عقبة.
فالتقوا بظاهر المدينة لثلاث بقين من ذي الحجة، فقتل فيها عدد من الصحابة، ومن أولاد المهاجرين والأنصار 306 أنفس.
العبر للذهبى: 1/ 67، 68.
[4] جمهرة أنساب العرب لابن حزم: 283.
[5] الأعلاج: جمع علج، وهو: الرجل من كفار العجم.(4/416)
عَلَيْهِ فقتلوه، ثُمَّ رجعوا إِلَى خيبر، فزودتهم يهود حَتَّى لحقوا بالشام. وبلغ عمر بْن الخطاب رضي اللَّه عَنْهُ الخبر، فأجلى يهود من خيبر [1] .
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى.
مظهر: بضم الميم، وفتح الظاء، وتشديد الْهَاء وكسرها.
باب الميم والعين
4950- معاذ بن أنس
(ب ع س) معاذ بْن أنس الجهني، والد سهل.
سكن مصر، روى عنه ابنه سهل، وله نسخة كبيرة عند ابنه سهل، أورد مِنْها أَحْمَد بْن حنبل فِي مسنده، وَأَبُو داود، والنسائي، وَأَبُو عِيسَى، وابن ماجة، والأئمة بعدهم فِي كتبهم.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ وَغَيْرُهُمَا، قَالُوا: بِإِسْنَادِهِمْ عَنْ أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، حدثنا سعيد بن أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي مَرْحُومٍ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الْجُهَنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ:
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ تَرَكَ اللِّبَاسَ تَوَاضُعًا، وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ، دَعَاهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رُءُوسِ الْخَلائِقِ، حَتَّى يُخَيِّرَهُ مِنْ أَيِّ حُلَلِ الإِيمَانِ شَاءَ يَلْبَسُهَا» [2] . أَخْرَجَهُ أبو نعيم، وأبو عمر، وأبو موسى.
4951- معاذ أبو بشر
(س) معاذ، أَبُو بشر الأسدي.
ذكرناه فِي ترجمة ابنه «بشر [3] بْن معاذ» .
أخرجه أَبُو موسى مختصرا.
__________
[1] المرجع السابق: 340.
[2] تحفة الأحوذي، أبواب القيامة، الحديث 2598: 7/ 183، 184. وقال الحافظ أبو العلى صاحب تحفة الأحوذي:
«وحديث معاذ بن أنس هذا ذكره المنذري في الترغيب وقال: رواه الترمذي وقال: حديث حسن، والحاكم في موضعين من المستدرك، وقال في أحدهما: صحيح الإسناد» ثم قال الحافظ أبو العلى: «ليس في النسخ الموجودة عندنا قول الترمذي: «حديث حسن» .
[3] تقدمت ترجمته برقم 440: 1/ 225.(4/417)
4952- معاذ التميمي
معاذ التميمي.
روى السائب بْن يَزِيدَ، عَنْ رجل من بني تميم اسمه معاذ:، أَنَّهُ أتى النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم وقد ظاهر [1] بين درعين.
قاله أَبُو عَليّ الغساني.
4953- معاذ بن جبل
(ب د ع) معاذ بْن جبل بْن عَمْرو بْن أوس بْن عائذ بْن عدي بن كعب بن عمرو بن أدىّ ابن سعد بْن عَلِيِّ بْنِ أسد بْن ساردة بْن تزيد بْن جشم بْن الخزرج الْأَنْصَارِيّ الخزرجي، ثُمَّ الجشمي وأدى الَّذِي ينسب إليه هُوَ: أخو سلمة بْن سعد، القبيلة التي ينسب إليها من الأنصار.
وقد نسبه بعضهم فِي بني سلمة، وقال ابن إِسْحَاق: إنما ادعته بنو سلمة، لأنه كَانَ أخا سهل ابن مُحَمَّد بْن الجد بْن قيس لأمه، وسهل من بني سلمة.
وقال الكلبي: هُوَ من بني أدي، كما نسبناه أولا، قَالَ: ولم يبق من بني أدي أحد، وعدادهم فِي بني سلمة، وآخر من بقي منهم عبد الرحمن بْن معاذ [2] ، مات فِي طاعون عمواس [3] بالشام. وقيل: إنه مات قبل أبيه معاذ، فعلى هَذَا يكون معاذ آخرهم، وهو الصحيح.
وَكَانَ معاذ يكنى أبا عبد الرحمن، وهو أحد السبعين الَّذِينَ شهدوا العقبة من الأنصار، وشهد بدرا وأحدا والمشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وآخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه وبين عَبْد اللَّهِ بْن مسعود. وَكَانَ عمره لِمَا أسلم ثماني عشرة سنة.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بن هبة الله بإسناده عن عبد الله بْنِ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خُذُوا الْقُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ: مِنَ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَأُبَيِّ بن كعب، ومعاذ ابن جَبَلٍ، وَسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ [4] . أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ وَغَيْرُهُ قَالُوا بِإِسْنَادِهِمْ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ دَاوُدَ الْعَطَّارِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ:
__________
[1] أي جمع ولبس إحداهما فوق الأخرى.
[2] جمهرة أنساب العرب لابن حزم: 358.
[3] عمواس- بفتح أوله وثانيه-: كورة من فلسطين قرب بيت المقدس، وكانت عمواس قصبتها قديما، وهي ضيعة جليلة على ستة أميال من بيت المقدس، منها كان ابتداء الطاعون المنسوب إليها في زمن عمر، قيل: مات فيه خمسة وعشرون ألفا.
[4] مسند الإمام أحمد: 2/ 190.(4/418)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ» وَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَقَالَ: «وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَلالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ [1] » . أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي نَصْرٍ الْخَطِيبُ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَارِئُ، حَدَّثَنَا على ابن الْمُحَسِّنِ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ السِّمْسَارُ [2] ، حَدَّثَنَا أَبُو شُعَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَابْلُتِّيُّ [3] ، حَدَّثَنَا سلمة بن وردان قال: سمعت أنس ابن مَالِكٍ قَالَ: أَتَانِي مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ مِنْ عند رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، فَقَالَ: مَنْ شَهِدَ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّه مُخْلِصًا بِهَا قَلْبُهُ، دَخَلَ الْجَنَّةَ. فَذَهَبْتُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، حَدَّثَنِي مُعَاذٌ أَنَّكَ قُلْتَ: «مَنْ شَهِدَ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّه، مخلصا بها قلبه، دخل الجنة» . قال: صَدَقَ مُعَاذٌ.
صَدَقَ مُعَاذٌ. صَدَقَ مُعَاذٌ. وروى سهل بْن أَبِي حثمة [4] ، عَنْ أبيه قَالَ: كان الذين يفتون عَلى عهد رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم من المهاجرين: عمر، وعثمان، وَعَليّ. وثلاثة من الأنصار: أَبِي بْن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد ابن ثابت.
وقال جابر بْن عَبْد اللَّهِ: كَانَ معاذ بْن جبل من أحسن الناس وجها، وأحسنه خلقا، وأسمحه كفا، فادان دينا كثيرا، فلزمه غرماؤه حَتَّى تغيب عنهم أياما فِي بيته، فطلب غرماؤه من رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم أن يحضره، فأرسل إليه، فحضر ومعه غرماؤه، فقالوا: يا رَسُول اللَّهِ، خذلنا حقنا! فقال رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم: رحم اللَّه من تصدق عَلَيْهِ. فتصدق عَلَيْهِ ناس، وأبى آخرون، فخلعه [5] رَسُول الله من ماله، فاقتسموه بينهم، فأصابهم خمسة أسباع حقوقهم.
فَقَالَ لَهُمْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: لَيْسَ لكم إلا ذَلِكَ. فأرسله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى اليمن، وقال:
لعل اللَّه يجبرك، ويؤدي عنك دينك. فلم يزل باليمن حَتَّى توفي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم.
__________
[1] تحفة الأحوذي، أبواب المناقب، باب «مناقب معاذ بن جبل» ، الحديث 3879: 10/ 293، 294. وقال الترمذي: «هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث قتادة إلا من هذا الوجه. وقد رواه أبو قلابة عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، نحوه» . وقال الحافظ أبو العلى: «قال الحافظ في الفتح بعد ذكر هذا الحديث: «رجاله ثقات» ، انتهى. وأخرجه أيضا أحمد في مسندة، وابن حبان في صحيحه، وأخرجه أبو يعلى عن عبد الله بن عمر» .
[2] لأبى سعيد السمسار ترجمه في العبر: 2/ 1، وفيها: «جعفر بن الوضاح» . وفي المصورة: «جعفر بن محمد بن السمسار» .
[3] في المطبوعة: «البابلي» . والمثبت عن المصورة، والجرح والتعديل لابن أبى حاتم: 4/ 2/ 164، واللباب لابن الأثير:
1/ 81.
[4] في المطبوعة: «خيثمة» . والصواب عن المصورة، والخلاصة.
[5] أي: أعطاهم ماله كله. وفي الحديث: «إن من توبتي أن أنخلع من مالي صدقة» ، أي: أخرج عنه جميعه، وأتصدق به، وأعرى منه كما يعرى الإنسان إذا خلع ثوبه.(4/419)
وروى ثور بْن يَزِيدَ قَالَ: كَانَ معاذ إذا تهجد من الليل قَالَ: اللَّهمّ، نامت العيون، وغارت النجوم، وأنت حي قيوم. اللَّهمّ، طلبي الجنة بطيء، وهربي من النار ضعيف. اللَّهمّ، اجعل لي عندك هدي ترده إلي يَوْم القيامة، إنك لا تخلف الميعاد.
ولما وقع الطاعون بالشام قَالَ معاذ: اللَّهمّ، أدخل عَلَى آل معاذ نصيبهم من هَذَا. فطعنت [1] لَهُ امرأتان، فماتتا، ثُمَّ طعن ابنه عبد الرحمن فمات. تم طعن معاذ بْن جبل، فجعل يغشى عَلَيْهِ، فإذا أفاق قال: اللَّهمّ، غمّنى غمّك، فو عزّتك إنك لتعلم أني أحبك. ثُمَّ يغشى عَلَيْهِ.
فإذا أفاق قَالَ مثل ذَلِكَ.
وقال عَمْرو بْن قيس: إن معاذ بْن جبل لِمَا حضره الموت قَالَ: انظروا، أصبحنا؟ فقيل:
لَمْ نصبح. حَتَّى أتي فقيل: أصبحنا. فقال: أعوذ باللَّه من ليلة صباحها إِلَى النار! مرحبا بالموت، مرحبا زائر حبيب جاء عَلَى فاقة! اللَّهمّ، تعلم أني كنت أخافك، وأنا اليوم أرجوك، إِنِّي لَمْ أكن أحب الدُّنْيَا وطول البقاء فيها لكرى [2] الأنهار، ولا لغرس الأشجار، ولكن لظمأ الهواجر، ومكابدة الساعات، ومزاحمة العلماء بالركب عند حلق الذكر.
وقال الْحَسَن: لِمَا حضر معاذا الموت جعل يبكي، فقيل لَهُ: أتبكي وأنت صاحب رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم، وأنت، وأنت؟ فقال: ما أبكي جزعا من الموت، إن حل بي، ولا دنيا تركتها بعدي، ولكن إنما هي القبضتان، فلا أدري من أي القبضتين أنا.
قيل: كَانَ معاذ ممن يكسر أصنام بني سلمة.
وقال النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم: معاذ أمام العلماء يَوْم القيامة برتوة [3] أو رتوتين. وقال فروة الأشجعي، عَنِ ابن مسعود: «إن معاذ بْن جبل كَانَ أُمَّةً قَانِتًا للَّه حنيفا، ولم يك من المشركين» . فقلت لَهُ: إنما قَالَ اللَّه: إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلَّهِ 16: 120 [4] . فأعاد قَوْله: «إن معاذا كَانَ أُمَّةً قَانِتًا للَّه، الآية، وقال: ما الأمة؟ وما القانت؟ قلت: الله
__________
[1] يقال: طعن الرجل- بالبناء للمجهول فهو طعين، إذا أصابه الطاعون.
[2] أي: حفر الأنهار، يقال كريت النهر كريا: إذا حفرته.
[3] الرتوة: رمية سهم، وقيل: ميل. وقيل: مدى البصر.
[4] سورة النحل، آية: 120.(4/420)
ورسوله أعلم. قَالَ: الأمة الَّذِي يعلم الخير ويؤتمّ به، والقانت المطيع للَّه عز وجل، وكذلك كَانَ معاذ معلما للخير، مطيعا للَّه عَزَّ وَجَلَّ ولرسوله [1] .
روى عَنْهُ من الصحابة عمر، وابنه عَبْد اللَّهِ، وَأَبُو قتادة، وعبد اللَّه بْن عُمَر، وأنس بْن مَالِك، وَأَبُو أمامة الباهلي، وَأَبُو ليلى الأنصاري، وغيرهم. ومن التابعين: جنادة بْن أَبِي أمية، وعبد الرحمن بْن غنم، وَأَبُو إدريس الخولاني وَأَبُو مسلم الخولاني، وجبير بْن نفير، ومالك بْن يخامر، وغيرهم.
وتوفي فِي طاعون عمواس سنة ثماني عشرة، وقيل: سبع عشرة. والأول أصح، وَكَانَ عمره ثمانيا وثلاثين سنة، وقيل: ثلاث، وقيل: أربع وثلاثون، وقيل: ثمان وعشرون سنة. وهذا بعيد، فإن من شهد العقبة، وهي قبل الهجرة، ومقام النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم بالمدينة عشر سنين، وبعد وفاة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثمان سنين، فيكون من الهجرة إِلَى وفاته ثماني عشرة سنة، فعلى هَذَا يكون لَهُ وقت العقبة عشر سنين، وهو بعيد جدا، والله أعلم.
4954- معاذ بن الحارث الأنصاري
(ب د ع) معاذ بْن الحارث الأنصاري، من الخزرج، ثُمَّ من بني النجار، يكنى أبا حليمة.
وقال الطبري: يكنى أبا الحارث. ويعرف بالقارئ.
وشهد غزوة الخندق، وقيل: إنه لَمْ يدرك من حياة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا ست سنين.
روى عَنْهُ عمران بْن أَبِي أنس، وَنَافِع مولى ابن عمر، والمقبري. وهو ممن أقامهم عمر ابن الخطاب يصلون بالناس التراويح، وشهد يَوْم الجسر مع أَبِي عُبَيْد الثقفي، فعاد منهزما، فقال عمر بْن الخطاب: إنا فئة [2] لَهُم. ويعد فِي أهل المدينة. ومن حديثه عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم أَنَّهُ قَالَ: منبري عَلَى ترعة من ترع الجنة [3] . وتوفي قبل زيد بْن ثابت، قاله ابن منده وَأَبُو نعيم. وقال أَبُو عمر: قتل يَوْم الحرة سنة ثلاث وستين، والله أعلم.
4955- معاذ بن الحارث بن رفاعة
(ب د ع) معاذ بْن الحارث بْن رفاعة بْن الحارث بْن سواد بْن مَالِك بْن غنم بْن مَالِك بْن النجار. [4] ويعرف بابن عفراء، وهي أمه، وهي: عفراء بِنْت عُبَيْد بْن ثعلبة، من بني غنم بْن مالك بْن النجار.
__________
[1] أخرجه الطبري من غير وجه عن ابن مسعود، ينظر تفسيره عند هذه الآية: 14/ 128، 129، كما ينظر تفسير الحافظ ابن كثير: 4/ 530 بتحقيقنا.
[2] الفئة: الفرقة والجماعة من الناس في الأصل والطائفة التي تقيم وراء الجيش، فان كان عليهم خوف أو هزيمة التجئوا إليهم
[3] أخرجه البزار وابن مندة. تنظر الاصابة 3/ 407.
[4] جمهرة أنساب العرب لابن حزم 349.(4/421)
وقال ابن هِشَام: معاذ بْن الحارث بْن [رفاعة] [1] بْن الحارث بْن سواد. وقال ابن إِسْحَاق:
معاذ بْن الحارث بْن رفاعة بْن سواد. والأول أكثر وأصح.
وهو أنصاري خزرجي نجاري. شهد بدرا هُوَ وأخواه عوف ومعوذ ابنا عفراء، وقتل عوف ومعوذ ببدر، وسلم معاذ فشهد أحدا، والخندق، والمشاهد كلها مَعَ رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم.
أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ، عَنِ ابن إِسْحَاق، في تسمية من شهد بَدْرًا مِنَ الأَنْصَارِ، مِنْ بَنِي سَوَادِ بْنِ مَالِكٍ: عَوْفٌ وَمُعَاذٌ وَمُعَوَّذٌ وَرِفَاعَةُ بَنُو الْحَارِثِ بن رفاعة ابن سَوَادٍ، وَهُمْ بَنُو عَفْرَاءَ [2] .
وقيل: إن معاذا بقي إِلَى زمن عثمان. وقيل: إنه جرح ببدر، وعاد إِلَى المدينة فتوفي بِهَا.
وقال خليفة: عاش معاذ إِلَى زمن عَليّ.
وَكَانَ الواقدي يروي أن معاذ بْن الحارث ورافع بْن مالك الزرقي أول من أسلم من الأنصار بمكة، وجعل هَذَا معاذا من النفر الثمانية الَّذِين أسلموا أول من أسلم من الأنصار بمكة. [قَالَ] [3] الواقدي: أمر الستة النفر الَّذِينَ هم أول من لقي رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم فأسلموا، أثبت الأقاويل عندنا. قَالَ: وآخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين معاذ بْن الحارث وبين معمر بْن الحارث. وقال الواقدي:
توفي معاذ أيام حرب عَلَي ومعاوية بصفين [4] .
وهو الَّذِي شارك فِي قتل أَبِي جهل.
روى ابن أَبِي خيثمة، عَنْ يوسف بْن بهلول، عَنِ ابن إدريس، عَنِ ابن إِسْحَاق، عَنْ عَبْد الله ابن أَبِي بكر ورجل آخر، عَنْ عكرمة، عَنِ ابن عباس، عَنْ معاذ بْن عفراء قَالَ: سمعت القوم وهم فِي مثل الحرجة [5] ، وَأَبُو جهل فيهم، وهم يقولون: أَبُو الحكم، يعني أَبا جهل، لا يخلص إليه. فلما سمعتها جعلته من شأني، فقصدت نحوه، فلما أمكنني حملت عليه، فضربته ضربة
__________
[1] في المصورة والمطبوعة: «معاذ بن الحارث بن عفراء بن الحارث» . وهو خطأ. والصواب عن سيرة ابن هشام، عند الحديث عن أسماء من شهد العقبة: 1/ 457. والاستيعاب لابن عبد البر: 3/ 1409.
[2] سيرة ابن هشام 1/ 702.
[3] في المصورة والمطبوعة: «وجعل الواقدي» . فاستبدلنا ب «جعل» : «قال» ، ليستقيم السياق. فعبارة الواقدي كما في طبقات ابن سعد: «قال محمد بن عمر: وأمر الستة أثبت الأقاويل عندنا» .
[4] الطبقات الكبرى لابن سعد: 3/ 2/ 55، 56.
[5] الحرجة- بفتح الحاء والراء-: مجتمع شجر ملتف كالغيضة.(4/422)
عظيمة، فطنت [1] قدمه بنصف ساقه، وضربني ابنه عكرمة عَلَى عاتقي فطرح يدي، فتعلقت بجلدة من جنبي، وأجهضني [2] القتال عَنْهُ. ولقد قاتلت عامة يومي وَإِني لأسحبها خلفي، فلما آذتني وضعت قدمي عليها وتمطيت حَتَّى طرحتها. ثُمَّ عاش حتى كان زمن عثمان.
قَالَ أَبُو عمر: هكذا روي ابن أَبِي خيثمة، عَنِ ابن إِسْحَاق.
وذكره عَبْد الْمَلِكِ بْن هِشَام، عَنْ زياد، عَنِ ابن إِسْحَاق لمعاذ بْن عَمْرو بْن الجموح [3] .
وأصح من هَذَا كله ما أَخْبَرَنَا بِهِ أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي العزّ، والحسين ابن أبى صالح بن فنّا خسرو، وَغَيْرُ وَاحِدٍ، بِإِسْنَادِهِمْ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ قال: حدّثنا يعقوب ابن إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم بَدْرٍ: مَنْ يَنْظُرُ مَا صَنَعَ أَبُو جَهْلٍ؟ فَانْطَلَقَ ابْنُ مَسْعُودٍ فَوَجَدَهُ قَدْ ضَرَبَهُ ابْنَا عَفْرَاءَ حَتَّى برد، فقال: أأنت أَبَا [4] جَهْلٍ [قَالَ ابْنُ عُلَيَّةَ: قَالَ سُلَيْمَانُ: هَكَذَا قَالَهَا أَنَسٌ، قَالَ: أَنْتَ أَبَا جَهْلٍ!] [5] قال: وهل فوق رجل قتلتموه؟ قَالَ سُلَيْمَانُ: أَوْ قَالَ: قَتَلَهُ قَوْمُهُ؟ قَالَ: وَقَالَ ابْنُ مِجْلَزٍ:
قَالَ أَبُو جَهْلٍ: فَلَوْ غير أكّار قتلني. [6] أنبأنا يحيى بن أبي الرجاء الثقفي بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا غندر، عن شعبة، عن سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ نَصْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ جَدِّهِ مُعَاذٍ الْقُرَشِيِّ: أَنَّهُ طَافَ مَعَ مُعَاذِ بْنِ عَفْرَاءَ بَعْدَ الْعَصْرِ وَبَعْدَ الصُّبْحِ، فَلَمْ يُصَلِّ، فَسَأَلَهُ فَقَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا صَلاةَ بَعْدَ صَلاتَيْنِ: بَعْدَ الْغَدَاةِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَبَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ [7] . وقال ابن منده: معاذ بْن الحارث بْن رفاعة بْن الحارث الزرقي، وعفراء أمه. وَكَانَ هُوَ ورافع بْن مالك أول أنصاريين أسلما من الخزرج، قتل يَوْم بدر. ثُمَّ روي بِإِسْنَادِهِ عَنِ
__________
[1] أي: قطعت قدمه. وفي اللسان: وأطن ذراعه بالسيف فطنت: ضربها به فأسرع قطعها. ولفظ النهاية: «وضربته ضربة أطنت قدمه بنصف ساقه. وقال ابن الأثير: «أطننتها: قطعتها، استعارة من الطنين: صوت القطع» . ولفظ سيرة ابن هشام 1/ 634، والاستيعاب 3/ 1410: «أطنت» .
[2] أي: اشتد على وغلبني.
[3] الاستيعاب: 3/ 1409.
[4] في المصورة والمطبوعة: «أنت أبو جهل» . والمثبت عن صحيح البخاري.
[5] ما بين القوسين عن صحيح البخاري. ونحسب أنه سقط نظر وقع في أسد الغابة.
[6] الأكار: الزراع، أراد به احتقاره وانتقاصه، كيف مثله يقتل مثله؟! والحديث أخرجه البخاري في كتاب المغازي: 5/ 109.
[7] أخرجه الإمام أحمد عن محمد بن جعفر- غندر- بإسناده مثله: 4/ 219.(4/423)
ابن إِسْحَاق فقال: معاذ ومعوذ وعوف بنو الحارث بْن رفاعة بْن الحارث بْن سواد بن غنم ابن مالك بْن النجار. وأمهم عفراء بنت عُبَيْد، قتلوا يَوْم بدر. ثُمَّ روي بِإِسْنَادِهِ فِي هَذِه الترجمة أيضا عَنِ الربيع بنت معوذ: أن عمها معاذ بْن عفراء بعث معها بقناع [1] من رطب، فوهبها النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم حلية أهداها لَهُ صاحب البحرين.
أخرجه الثلاثة.
قلت: قول ابن منده «إنه زرقي» وهم مِنْه، وما تقدم من نسبه يرد هَذَا القول، وما رواه هُوَ أيضا فِي هَذِه الترجمة عَنِ ابن إِسْحَاق ينقض عَلَيْهِ قَوْله إنه زرقي. وقوله: «إنه قتل يوم بدر» وهم ثان، وهو وقد رد عَلَى نفسه بما رواه عَنِ الربيع بنت معوذ أن عمها معاذا أهدى معها للنبي، فوهبها حلية جاءته من صاحب البحرين، وَإِنما أهدى لَهُ صاحب البحرين وغيره من الملوك لِمَا اتسع الإسلام وكاتب الملوك، وأهدى لَهُم، فكاتبوه وأهدوا إليه. وهذا إنما كَانَ بعد بدر بعدة سنين. والله أعلم.
4956- معاذ بن رباح
(ب د ع) معاذ بْن رباح أَبُو زهير الثقفي. روى عَنْهُ ابنه أَبُو بكر، سماه مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل البخاري، ومسلم بْن الحجاج.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى الثَّقَفِيُّ إِذْنًا بِإِسْنَادِهِ عَنْ أبى بكر: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ هَارُونَ، أَنْبَأَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ الْجُمَحِيُّ، عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ صَفْوَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ ابْنِ أَبِي زُهَيْرٍ الثَّقَفِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم يقول في خطبته بِالنَّبَاوَةِ مِنَ الطَّائِفِ: تُوشِكُونَ أَنْ تَعْلَمُوا أَهْلَ الْجَنَّةِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ- أَوْ: خِيَارَكُمْ مِنْ شِرَارَكُمْ- فَقَالَ رَجُلٌ:
بِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قال: بالثناء الحسن والسيئ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ [2] . أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
4957- معاذ بن زرارة
(ب) معاذ بْن زرارة بْن عَمْرو بْن عدي بْن الحارث بْن مر بْن ظفر، الأنصاري الأوسيّ الظفري.
__________
[1] القناع- بكسر القاف-: الطبق الّذي يؤكل عليه، ويقال له: القنع، بكسر القاف وضمها. وقيل: القناع جمع قنع
[2] أخرجه الإمام أحمد عن عبد الملك بن عمرو وسريج المغنى، عن نافع، بإسناده مثله: 4/ 416، 6/ 466. وأخرجه ابن ماجة في كتاب الزهد، باب «الثناء الحسن» ، الحديث 4221: 2/ 1411، عن أبى بكر بن أبى شيبة، بإسناده مثله.(4/424)
شهد أحدا وابناه: أَبُو نملة وَأَبُو ذرة.
أخرجه أبو عمر مختصرا.
4958- معاذ أبو زهرة
(س) معاذ، أَبُو زهرة [1] .
حديثه أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إذا صام قَالَ: «اللَّهمّ، لك صمت» . أورده يَحْيَى بْن يونس فِي الصحابة. روى عَنْهُ حصين بْن عبد الرحمن.
قَالَ جَعْفَر: هُوَ من التابعين، ومن قَالَ: إن لَهُ صحبة فقد غلط.
أخرجه أبو موسى.
4959- معاذ بن سعد
(د ع) معاذ بْن سعد، أو: سعد بْن معاذ. كذا رواه مالك فِي «الموطأ» ، عَلَى الشك، عَنْ نَافِع، عَنْ رجل من الأنصار، عَنْ معاذ بْن سعد، أو: سعد بْن معاذ: أَنَّهُ أَخْبَرَه: أن جارية لكعب بْن مالك كانت ترعى غنما لَهُ بسلع، فأصيبت شاة منها، فأدركتها فذكتها [2] بحجر، فسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذَلِكَ، فقال: كلوها. أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
4960- معاذ بن الصمة
معاذ بْن الصمة بْن عَمْرو بْن الجموح.
شهد أحدا وما بعدها، وقتل يَوْم الحرة. وهو ابن أخي معاذ بْن عَمْرو بْن الجموح الَّذِي يأتي ذكره، إن شاء اللَّه تعالى.
4961- معاذ بن عثمان
(ب د ع) معاذ بْن عثمان-[أو: عثمان [3]] بْن معاذ القرشي التيمي.
روى مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم التيمي، عَنْ رجل من قومه يقال لَهُ: «معاذ بْن عثمان» : أَنَّهُ سمع النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم يعلم الناس مناسكهم، فكان فيما قَالَ لَهُم: «وارموا الجمرة بمثل حصى الخذف [4] .
__________
[1] في المصورة: «أبو زهير» . والمثبت عن المطبوعة، والتاريخ الكبير للبخاريّ: 4/ 1/ 364، والجرح والتعديل لابن أبى حاتم: 4/ 1/ 248.
[2] الموطأ، كتاب الذبائح، باب «ما يجوز من الذكاة في حال الضرورة» : 2/ 489. والتذكية: الذبح. وسلع بفتح فسكون-: جبل بالمدينة.
[3] ما بين القوسين عن الإصابة: 3/ 409، وتنظر ترجمة عثمان بن معاذ، وقد تقدمت برقم 3589: 3/ 601، ونحسب أنه سقط نظر.
[4] أي: صغيرة.(4/425)
رواه ابن عيينة: فقال: معاذ بْن عثمان- أو: عثمان بن معاذ [1] . أخرجه الثلاثة.
4962- معاذ بن عمرو بن الجموح
(ب د ع) معاذ بْن عَمْرو بْن الجموح بْن زَيْد بْن حرام بْن كعب بْن غنم بْن كعب بْن سلمة الأنصاري الخزرجي السلمي.
شهد العقبة [2] ، وبدرا هُوَ وأبوه عَمْرو بْن الجموح، عَلَى اختلاف فِي أبيه. وقتل أبوه عَمْرو بْن الجموح بأحد، وأما معاذ بْن عَمْرو فقد ذكر عَبْد الْمَلِكِ بْن هِشَام، عَنْ زياد البكائي، عَنِ ابن إِسْحَاق: أَنَّهُ الَّذِي قطع رجل أَبِي جهل وصرعه، وضربه عكرمة بْن أَبِي جهل فقطع يده، وبقيت متعلقة بالجلدة، ثُمَّ ضرب معوذ بْن عفراء أبا جهل حَتَّى أثبته، [3] ثُمَّ تركه وبه رمق، فذفف [4] عَلَيْهِ ابن مسعود.
وروى البكائي، عَنِ ابن إِسْحَاق قَالَ: حَدَّثَنِي ثور بْن يَزِيدَ، عَنْ عكرمة، عَنِ ابن عباس، وعبد اللَّه بْن أَبِي بكر أيضا قد حَدَّثَنِي بذلك، قالا: قَالَ معاذ بْن عَمْرو بْن الجموح أخو بني سلمة: سمعت القوم وَأَبُو جهل فِي مثل الحرجة [5] يقولون: أَبُو الحكم، لا يخلص إليه. قَالَ:
فجعلته من شأني، فصمدت نحوه، فحملت عَلَيْهِ، فضربته ضربة فأطنت قدمه [6] .
وقد تقدم فِي معاذ بْن الحارث بْن عفراء الكلام عَلَيْهِ، فقد روي البكائي، عَنِ ابن إِسْحَاق:
أن هَذَا معاذ بْن عَمْرو، قتل أبا جهل، ورواه إدريس، عَنِ ابن إِسْحَاق لمعاذ بْن عفراء.
وأخبرنا عبيد الله بن أحمد بإسناده عن يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي السَّرِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: كُنَّا مُوَاقِفِي الْعَدُوَّ يَوْمَ بَدْرٍ، وَابْنَا عَفْرَاءَ الأَنْصَارِيَّانِ مُكْتَنِفَايَ، وَلَيْسَ قُرْبِي أَحَدٌ غيرهما، فقلت في نفسي: ما يوقفنى هاهنا؟! فَلَوْ كَانَ شَيْءٌ لأَجْلَى [7] هَذَانِ الْغُلامَانِ عَنِّي، وَتَرَكَانِي. فَبَيْنَا أَنَا أُحَدِّثُ نَفْسِي أَنْ أَنْصَرِفَ إذ التفت إليّ أحدهما فقال: أي
__________
[1] رواه الحميدي في مسندة عن ابن عيينة كذا على الشك. ينظر الإصابة: 3/ 409.
[2] سيرة ابن هشام: 1/ 463.
[3] أي: لا يستطيع أن يبرح مكانه.
[4] أي: أجهز عليه.
[5] الحرجة: الشجر الملتف.
[6] سيرة ابن هشام: 1/ 634، 635.
[7] أي: لفارقانى، يقال: جلا الرجل عن مكانه وأجلى: إذا غادره.(4/426)
عَمِّ، هَلْ تَعْرِفُ أَبَا جَهْلٍ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، وما تريد منه يا ابن أَخِي؟ فَقَالَ: أَرِنِيهِ، فَإِنِّي أَعْطَيْتُ اللَّهَ عَهْدًا إِنْ عَايَنْتُهُ أَنْ أَضْرِبَهُ بِسَيْفِي حَتَّى أَقْتُلَهُ أو يحال بيني وَبَيْنَهُ. فَالْتَفَتَ إِلَيَّ الآخَرُ فَسَأَلَنِي عَنْ مِثْلِ مَا سَأَلَنِي عَنْهُ أَخُوهُ، وَقَالَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ، فَبَيْنَا أَنَا كَذَلِكَ إِذْ بَرَزَ أَبُو جَهْلٍ عَلَى فَرَسٍ ذَنُوبٍ [1] يُقَوِّمُ الصَّفَّ. فَقُلْتُ: هَذَا أَبُو جَهْلٍ. فَضَرَبَ أَحَدُهُمَا فَرَسَهُ، حَتَّى إِذَا اجْتَمَعَ لَهُ حَمَلَهُ عَلَيْهِ، فَضَرَبَهُ بِسَيْفِهِ فَأَنْدَرَ [2] فَخْذَهُ، وَوَقَعَ أَبُو جَهْلٍ، وَتَحَمَّلَ عُضْرُوطٌ [3] كَانَ مَعَ أَبِي جَهْلٍ- عَلَى ابْنِ عَفْرَاءَ فَقَتَلَهُ، فَحَمَلَ ابْنُ عَفْرَاءَ الآخَرُ عَلَى الَّذِي قَتَلَ أَخَاهُ فَقَتَلَهُ. وَكَانَتْ هَزِيمَةُ الْمُشْرِكِينَ.
فهذه الأحاديث مع ما تقدم فِي «معاذ بْن عفراء» تدل عَلَى أن معاذ بْن عفراء هُوَ الَّذِي قتله.
أخرجه الثلاثة.
4963- معاذ بْن عَمْرو النجاري
معاذ بْن عَمْرو بْن قيس بْن عبد العزى بْن غزية بْن عَمْرو بْن عدي بْن عوف بْن مالك بْن النجار الأنصاري الخزرجي.
شهد أحدا والمشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقتل يَوْم اليمامة شهيدا.
قاله الغساني، عَنِ ابن القداح.
4964- معاذ بن ماعص
(ب د ع س) معاذ بْن ماعص [4]- وقيل: ناعص، وقيل: معاص- بن قيس بن خلدة ابن عَامِر بْن زريق الأنصاري الخزرجي، ثُمَّ الزرقي.
شهد بدرا وأحدا، وقتل يَوْم بئر معونة. قاله الواقدي [5] وقال غيره: إنه جرح ببدر، ومات من جراحته تِلْكَ بالمدينة.
وقال ابن منده، عَنْ إِبْرَاهِيم بْن المنذر الحزامي [6] ، عَنْ محمد بن طلحة: أن معاذ بن
__________
[1] أي: وافر شعر الذنب.
[2] أي: قطعه فأسقطه.
[3] العضروط- كعصفور-: الخادم على طعام بطنه، والصعلوك، والأجير.
[4] في المطبوعة: «ماغض، ناغض، معاض» . بالضاد المعجمة. والمثبت عن المصوّرة. وتنظر ترجمة أخيه «عائد ابن ماعص» . وقد تقدمت برقم 2754: 3/ 148. كما تنظر جمهرة أنساب العرب لابن حزم: 358، وطبقات ابن سعد:
3/ 2/ 129.
[5] الطبقات الكبرى لابن سعد: 3/ 2/ 129.
[6] في المطبوعة: «الخزامي» . بالخاء المعجمة. والصواب عن المصورة. وتنظر ترجمته في الخلاصة.(4/427)
ماعص خرج مع أَبِي قتادة وأبي عياش الزرقي، وظهير بْن رافع، وعباد بْن بشر، وسعد بْن زيد الأشهلي، والمقداد بْن الأسود، فِي طلب لقاح [1] رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَا أغار عليها عيينة بْن حصن ...
وذكر الحديث.
أخرجه الثلاثة، وأخرجه أَبُو موسى فقال: استدركه يحيى على جده، وقد أورده جدّه.
4965- معاذ بن معدان
(ب) معاذ بْن معدان.
روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أن قطبة بْن جرير [2] أَتَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمَ، وبايعه.
روى عَنْهُ عمران بْن حدير [3] . وقيل: إن حديثه مرسل.
أخرجه أبو عمر [4] .
4966- معاذ بن يزيد بن السكن
معاذ بْن يَزِيدَ بْن السكن، وهو أخو حواء بنت يزيد بْن السكن، أم ثابت بن قيس ابن الخطم.
4967- معاذ بن يزيد
معاذ بْن يَزِيدَ.
قام خطيبا فِي بني عَامِر يحثهم عَلَى التمسك بالإسلام فِي الردة.
ذكره ابن إسحاق.
4968- معاز بن عمرو
(س) معاز بْن عَمْرو النهراني الكندي.
أورده أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيّ فِي الأسماء المفردة. هَذَا الاسم لا أتحققه، وكذا كَانَ فِي الأصل الَّذِي نقلت مِنْه، فلا أعلم آخره نون أم زاي؟
أخرجه أبو موسى.
__________
[1] اللقاح: جمع لقحة بفتح اللام، وهي الناقة الحلوب الغزيرة اللبن.
[2] تقدمت ترجمة «قطبة» برقم 4301: 4/ 405، وقيل فيه: «قطبة بن جزى» .
[3] في المطبوعة: «عمران بن جرير» . والصواب ما أثبتناه، وينظر: 4/ 405، التعليق: 1.
[4] قال الحافظ في الإصابة 3/ 497 معقبا على أبى عمر: «أخذ تسميته «يعنى تسمية الصحابي» من ابن أبى حاتم، وإنما هو: «مقاتل بن معدان» ، وقد سماء على الصواب في ترجمة «قطبة» في موضعين، ومقاتل تابعي باتفاق» . هذا وقد تقدم في ترجمة «قطبة أن عمران بن حدير يروى عن مقاتل بن معدان، عن قطبة بن جزى.(4/428)
4969- المعافى بن زيد
(د ع) المعافى بْن زيد الجرشي.
لَهُ ذكر فِي حديث مُحَمَّد بْن تمام بْن عَيَّاشٍ، عَنْ [1] عبد العزيز بْن قيس، عَنْ حميد، عَنْ أنس قَالَ: لقي رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم رجل من تهامة، يقال لَهُ: المعافى بْن زيد الجرشي، فقال لَهُ: ما تَقُولُ فِي النبيذ؟ وذكر الحديث.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
4970- معاوية بن ثعلبة
(س) معاوية بْن ثعلبة.
أورده أَبُو بكر الإسماعيلي وقال: لا أدري لَهُ صحبة أم لا؟ روى أَبُو الجحاف داود بْن أَبِي عوف، عَنْ معاوية بْن ثعلبة الحماني قَالَ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا عَليّ، من أحبك فقد أحبني، ومن أبغضك فقد أبغضنى» . أخرجه أبو موسى [2]
4971- معاوية بن ثور
(ب د ع) معاوية بْن ثور بْن عبادة البكائي، والد بشر.
وفد هُوَ وابنه بشر عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو شيخ كبير. ذكره العقيلي، بكسر [3] الْعَين، عن هشام ابن الكلبي. وقد تقدم نسبه [4] عَند ابنه بشر، فمسح النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم رأس ابنه بشر، وأعطاه أعنزا سبعا. وقد تقدم أتم من هذا.
أخرجه الثلاثة.
4972- معاوية بن جاهمة
(ب د ع) معاوية بْن جاهمة السلمي.
عداده فِي أهل الحجاز، مختلف فِيهِ. روى عَنْهُ طَلْحَةَ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ. وقيل:
روى عَنْهُ طلحة بْن يَزِيدَ بْن ركانة. وقيل: مُحَمَّد بْن يَزِيدَ بْن ركانة.
__________
[1] في المطبوعة: «محمد بن تمام بن عياش بن عبد العزيز ... » . فأثبتنا: «مُحَمَّد بْن تمام بْن عَيَّاشٍ، عَنْ عبد العزيز» .
قال الحافظ في الإصابة 3/ 410: «ذكره ابن مندة، من طريق عبد العزيز بن قيس، عن حميد» وقال في التهذيب: 6/ 352:
«عبد العزيز بن قيس بن عبد الرحمن، روى عن حميد، وعنه محمد بن تمام» .
[2] قال الحافظ في الإصابة 3/ 497: «ذكر البخاري هذا الحديث من هذا الوجه، من رواية معاوية بن ثعلبة، عن أبى ذر. وكذا ذكره أبو حاتم وغيرهما» .
[3] أي عين «عبادة» .
[4] تقدمت ترجمة بشر بن معاوية، برقم 441: 1/ 225.(4/429)
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ إِجَازَةً بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ الْبَزَّارُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ السُّلَمِيِّ قَالَ: جِئْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فقلت: يا رَسُولَ اللَّهِ: جِئْتُ أُرِيدُ الْجِهَادَ مَعَكَ، أَطْلُبُ وَجْهَ اللَّهِ وَالدَّارَ الآخِرَةَ. قَالَ: أَحَيَّةٌ وَالِدَتِكَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: فَاذْهَبْ فَبِرَّهَا. قَالَ:
فَقُلْتُ: مَا أَرَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهِمَ. فَأَتَيْتُهُ مِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى، فَقُلْتُ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَقَالَ:
وَيْحَكَ! أَحَيَّةٌ أُمُّكَ؟ قَالَ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: فَاذْهَبْ، فَاقْعُدْ عِنْدَ رِجْلِهَا. وقد روى، عَنْ معاوية بْن جاهمة، عَنْ أبيه جاهمة [1] . وقد تقدم ذكره، وقد نسبه بعضهم فقال: مُعَاوِيَةَ بْنِ جَاهِمَةَ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مِرْدَاسٍ السلمي، قاله أَبُو عمر [2] .
أخرجه الثلاثة.
4973- معاوية بن حديج
(ب د ع) معاوية بْن حديج [3] بْن جفنة السكوني، وقيل: الخولاني. وقيل: هُوَ من تجيب، قَالَ هَذَا أَبُو نعيم.
وقال ابن منده: معاوية بْن حديج الخولاني.
وقال أَبُو عمر: معاوية بْن حديج بْن جفنة بْن قتيرة [4] بْن حارثة بْن عبد شمس بْن معاوية ابن جَعْفَر بْن أسامة بْن سعد بْن أشرس بْن شبيب بْن السكون بْن أشرس بْن ثور- وهو كندة- السكوني. وقيل: الكندي، وقيل: الخولاني. وقيل: التجيبي. والصواب إن شاء اللَّه: السكوني [5] .
ومثله نسبه ابن الكلبي.
يكنى أبا عبد الرحمن، وقيل: أَبُو نعيم. يعد فِي أهل مصر، وحديثه عندهم. قيل: هُوَ الَّذِي قتل مُحَمَّد بْن أَبِي بكر بأمر عَمْرو بن العاص.
__________
[1] كذا أخرجه الإمام أحمد بإسناده إلى معاوية بن جاهمة، عن أبيه. المسند: 3/ 429. وينظر تفسير ابن كثير، عند الآية 23 من سورة الإسراء: 5/ 63 بتحقيقنا.
[2] الاستيعاب: 3/ 1413.
[3] في المطبوعة: «خديج» ، بالخاء المعجمة. والصواب عن المصورة، والاستيعاب: 3/ 1413، وجمهرة أنساب العرب: 429.
[4] في المطبوعة: «قنبرة» . بقاف فنون، وفي المصورة دون نقط. والصواب عن جمهرة أنساب العرب لابن حزم:
429. وتاج العروس، مادة: قتر.
[5] الاستيعاب لابن عبد البر: 3/ 1413، 1414.(4/430)
وغزا إفريقية ثلاث مرات، فأصيبت عينه فِي إحداها، وقيل: غزا الحبشة مع ابن أَبِي سرح، فأصيبت عينه هناك.
أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرِ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ بِإِسْنَادِهِ عن عبد الله بْنِ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا يَحْيَى ابن إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ- أَوْ: عَنْ سُوَيْدِ بْنِ قَيْسٍ- عن معاوية ابن حُدَيْجٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ «: غُدْوَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ رَوْحَةٌ، خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا» [1] . وروى عَبْد اللَّهِ بْن شماسة [2] المهري قَالَ: دخلنا عَلَى عائشة، فسألتنا: كيف كَانَ أميركم فِي غزاتكم؟ تعني معاوية بْن حديج، فقالوا: ما نقمنا عَلَيْهِ شيئا. وأثنوا عَلَيْهِ خيرا، قَالُوا: إن هلك بعير أخلف بعيرا، وَإِن هلك فرس أخلف فرسا، وَإِن أبق خادم أخلف خادما. فقالت:
أستغفر اللَّه، إن كنت لأبغضه من أَنَّهُ قتل أخي، وَقَدْ سَمِعْتُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يقول: اللَّهمّ، من رفق بأمتي فارفق بِهِ، ومن شق عليهم فاشقق عَلَيْهِ [3] . وتوفي معاوية قبل ابن عمر بيسير، وَكَانَ محله بمصر عظيما.
أخرجه الثلاثة.
قلت: قول ابن منده وغيره: «إنه خولاني» ، لَيْسَ بشيء. والصحيح أَنَّهُ سكوني، فأما قولهم «إنه سكوني، وقيل: تجيبي، وقيل: كندي» ، فمن يرى هَذَا يظنه متناقضا، فإن السكون من كندة كما ذكرناه أول الترجمة، وولد السكون شبيبا، فولد شبيب أشرس، فولد أشرس عديا وسعدا، أمهما تجيب، بِهَا يعرف أولادهما، فكل تجيبي سكوني، وكل سكوني كندي [4] .
4974- معاوية بن الحكم
(ب د ع) معاوية بْن الحكم السلمي. سكن المدينة.
أَخْبَرَنَا الْخَطِيبُ أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أحمد بن محمد بْنِ عَبْدِ الْقَاهِرِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ: حَدَّثَنَا حَرْبُ بْنُ شَدَّادٍ وَأَبَانُ بْنُ يَزِيدَ [5] ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ هِلَالِ بن
__________
[1] مسند الإمام أحمد: 6/ 401.
[2] في الاستيعاب 3/ 1414: «ثمامة» بالثاء مكان الشين. وهو خطأ، وعبد الرحمن هذا مترجم في كتب الرجال.
[3] هذا الأثر في الاستيعاب: 3/ 1414.
[4] تنظر جمهرة أنساب العرب لابن حزم: 429.
[5] في «منحة المعبود في ترتيب مسند أبى داود» : «أبان بن زيد» . والصواب ما في أسد الغابة. وتنظر الخلاصة.(4/431)
أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ السَّلَمِيِّ قَالَ: كُنْتُ أُصَلِّي خَلْفَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَعَطَسَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ [1] ، فَقُلْتُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ! فحدّقنى الناس بأبصارهم، فقلت: وا ثكل أُمِّيَاهْ، مَا لَكُمْ تَنْظُرُونَ إِلَيَّ [2] ؟! قَالَ: فَضَرَبَ الْقَوْمُ بِأَيْدِيهِمْ عَلَى أَفْخَاذِهِمْ، يُصْمِتُونِي، فَسَكَتُّ. فَلَمَّا قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صَلاتَهُ، دَعَانِي [3] ، فَبِأَبِي هُوَ وَأُمِّي مَا رَأَيْتُ مُعَلِّمًا قَبْلَهُ وَلا بَعْدَهُ، أَحْسَنَ [4] تَعْلِيمًا مِنْهُ، مَا كَهَرَنِي [5] وَلا ضَرَبَنِي وَلا سَبَّنِي، وَلَكِنَّهُ قَالَ: إِنَّ صَلاتَنَا هَذِه لا يَصْلُحُ فِيهَا [شَيْءٌ] [6] مِنْ كَلامِ النَّاسِ، إِنَّمَا الصَّلاةُ التَّسْبِيحُ وَالتَّحْمِيدُ وَالتَّكْبِيرُ وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ [7] . وَلِمُعَاوِيَةَ أَحَادِيثُ غَيْرُ هَذَا.
وَرَوَى مَالِكٌ، عَنْ هِلالِ بْنِ أُسَامَةَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ «عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ» [8] . وَهُوَ وَهْمٌ.
أخرجه الثلاثة.
4975- معاوية بن حيدة
(ب د ع) معاوية بْن حيدة بْن معاوية بْن قشير بْن كعب بْن ربيعة بْن عَامِر بْن صعصعة القشيري.
من أهل البصرة، غزا خراسان ومات بِهَا. وهو جد بهز بْن حكيم بْن معاوية.
روى عَنْهُ ابنه حكيم بْن معاوية. وسئل يَحْيَى بْن معين عَنْ: «بهز بْن حكيم، عَنْ أبيه، عَنْ جده» . فقال: إسناد صحيح إذا كَانَ من دون «بهز» ثقة.
روى شعبة، عَنْ أَبِي قزعة، عَنْ حكيم بْن معاوية، عَنْ أبيه: أن رجلا سَأَلَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم: ما حق المرأة على الزوج؟ قَالَ: «يطعمها إذا طعم، ويكسوها إذا اكتسى. ولا يضرب الوجه ولا يقبح، ولا تهجر في البيت» [9] .
__________
[1] لفظ منحة المعبود: «فعطس رجل إلى جنبي» .
[2] لفظ المنحة: «ما لي أراكم تنظرون إلى وأنا أصلى؟، فجعلوا يضربون» .
[3] لفظ المنحة: «فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته، فبأبى» .
[4] لفظ المنحة: «أحدا أحسن» .
[5] الكهر: الانتهار والاستقبال بوجه عبوس.
[6] ما بين القوسين عن منحة المعبود.
[7] منحة المعبود، ما يبطل الصلاة: 1/ 107.
[8] تنظر ترجمة «عمر بن الحكم السلمي» . وقد تقدمت برقم 3823: 4/ 145. ومسند الإمام أحمد: 5/ 448.
[9] أخرجه ابن ماجة في كتاب النكاح، باب «حق المرأة على الزوج» ، الحديث 1850: 1/ 593، 594، من طريق شعبة. وأخرجه أبو داود في كتاب النكاح، باب «في حق المرأة على زوجها» ، الحديث: 2141: 2/ 244 من طريق حماد، عن أبى قزعة، والإمام أحمد من طريق شعبة: 4/ 447، ومن طريق حماد بن سلمة عن أبى قزعة: 4/ 447، 5/ 3.(4/432)
أخبرنا أبو القاسم يعيش بن صدقة بن عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ الطَّرَّاحِ، حدثنا أبو الحسين بن الْمُهْتَدِي باللَّه، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شَاذَانَ الْحَرْبِيُّ السُّكَّرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَفْصٍ الْحُلْوَانِيُّ، حَدَّثَنَا قَطَنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النَّيْسَابُورِيُّ، حَدَّثَنَا الْجَارُودُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ بَهْزِ بْن حَكِيمٍ، عَنْ أبيه، عَنْ جده: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَتَرْعَوُونَ عَنْ ذِكْرِ الْفَاجِرِ مَتَى يَعْرِفُهُ النَّاسُ؟! اذْكُرُوهُ بِمَا فِيهِ يَعْرِفُهُ الناس» . أخرجه الثلاثة.
4976- معاوية بن سويد
(ع س) معاوية بْن سويد بْن مقرن.
أورده الْحَسَن بْن سفيان والمنيعي فِي الصحابة.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى إِجَازَةً، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ، حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سفيان، عن عثمان بن أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ عَبْثَرٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ سُوَيْدٍ قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قَالَ لأَخِيهِ: «يَا كَافِرُ» فَقَدْ بَاءَ بِهِ أحدهما [1] . أخرجه أبو موسى وأبو نعيم.
4977- معاوية بن صخر بن أبى سفيان
(ب د ع) معاوية بْن صخر بْن حرب بْن أمية بْن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي.
وهو معاوية بْن أَبِي سفيان، وأمه هند بنت عتبة بْن ربيعة بْن عبد شمس، يجتمع أبوه وأمه فِي: عبد شمس. وكنيته أَبُو عبد الرحمن.
أسلم هُوَ وأبوه وأخوه يزيد وأمه هند، فِي الفتح. وَكَانَ معاوية يقول: إنه أسلم عام القضية، وَإِنه لقي رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم مسلما وكتم إسلامه من أبيه وأمه.
وشهد مع رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم حنينا، وأعطاه من غنائم هوازن مائة بعير، وأربعين أوقية.
وَكَانَ هُوَ وأبوه من المؤلفة قلوبهم، وحسن إسلامهما، وكتب لرسول اللَّه صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم.
ولما سير أَبُو بكر رضي اللَّه عَنْهُ الجيوش إِلَى الشام سار معاوية مع أخيه يزيد بْن أَبِي سفيان، فلما مات يزيد استخلفه عَلَى عمله بالشام، وهو دمشق. فلما بلغ خبر وفاة يزيد إِلَى عمر، قَالَ لأبي سفيان: أحسن اللَّه عزاءك فِي يزيد، رَحِمَهُ اللَّه! فقال لَهُ أَبُو سفيان: من وليت مكانه؟
قَالَ: أخاه معاوية قَالَ: وصلتك رحم يا أمير المؤمنين.
__________
[1] أخرجه البخاري ومسلم عن أبى هريرة. ينظر البخاري، كتاب الأدب، باب «من كفر أخاه بغير تأويل» : 8/ 32، ومسلم، كتاب الإيمان، باب «بيان حال إيمان من قال لأخيه المسلم: يا كافر» : 1/ 56، 57. ومعنى: «باء به أحدهما» أي: رجع بالكفر.(4/433)
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَغَيْرُهُ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يَحيى، حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْد الْعَزِيزِ، عَنْ رَبِيعة بْن يَزِيدَ، عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي عُمَيْرَةَ- وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ لِمُعَاوِيَةَ: اللَّهمّ، اجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا، وَاهْدِ بِهِ-[1] قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبُو عِيسَى: حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ- وَهُوَ ابْنُ الْمُبَارَكِ- أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [2] : أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاوِيَةَ خَطَبَ بِالْمَدِينَةِ فَقَالَ: أَيْنَ علماؤكم يا أهل الْمَدِينَةِ؟! سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْهَى عَنْ هَذِهِ الْقِصَّةِ [3] وَيَقُولُ:
«إِنَّمَا هَلَكَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ حِينَ اتَّخَذَهَا نِسَاؤُهُمْ» [4] . وقال ابن عباس: معاوية فقيه.
وقال ابن عمر: ما رأيت أحدا بعد رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم أسود [5] من معاوية. فقيل لَهُ: أَبُو بكر، وعمر، وعثمان، وَعَليّ؟ فقال: كانوا- والله- خيرا من معاوية وأفضل، ومعاوية أسود.
ولما دخل عمر بْن الخطاب رضي اللَّه عَنْهُ الشام، ورأى معاوية، قَالَ: هَذَا كسرى العرب.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ وَغَيْرُهُ بِإِسْنَادِهِمَا عَنْ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مثنى، ومحمد ابن بَشَّارٍ- وَاللَّفْظُ لابْنِ مُثَنَّى- حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ بْن خَالِد، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الْقَصَّابِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كُنْتُ أَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَوَارَيْتُ خَلْفَ بَابٍ، قَالَ: فَجَاءَ فَحَطَأَنِي حَطْأَةً [6] ، وَقَالَ: اذْهَبْ فَادْعُ لِي مُعَاوِيَةُ. قَالَ: فَجِئْتُ فَقُلْتُ:
هُوَ يَأْكُلُ. ثُمَّ قَالَ: اذْهَبْ، فَادْعُ لِي مُعَاوِيَةُ. قَالَ: فَجِئْتُ فَقُلْتُ: هُوَ يَأْكُلُ. فَقَالَ:
لا أَشْبَعَ اللَّهُ بَطْنَهُ. أَخْرَجَ مُسْلِمٌ هَذَا الْحَدِيثَ بِعَيْنِهِ لِمُعَاوِيَةَ، وَأَتْبَعَهُ بِقَوْلِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي اشترطت على
__________
[1] تحفة الأحوذي، أبواب المناقب، باب «مناقب معاوية بن أبى سفيان» ، الحديث 3931: 10/ 340، 341، وقال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب» .
[2] في المطبوعة: «عبيد بن عبد الرحمن» . وهو خطأ، والصواب عن المصورة، والترمذي.
[3] القصة- بضم القاف، وتشديد الصاد المهملة-: الخصلة من الشعر. وقال الحافظ في الفتح: «هذا الحديث حجة الجمهور في منع وصل الشعر بشيء آخر، سواء كان شعرا أم لا» .
[4] تحفة الأحوذي، أبواب الاستئذان والآداب، باب «ما جاء في كراهية اتخاذ القصة» ، الحديث 2931: 8/ 95- 97.
وقال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح، وقد روى من غير وجه عن معاوية» . وقال الحافظ أبو العلى صاحب تحفة الأحوذي:
«وأخرجه الشيخان، وأبو داود، والنسائي» .
[5] أي: أسخى وأعطى المال. وقيل: أحلم منه. والسيد يطلق على الرب والمالك، والشريف، والفاضل، والكريم، والحليم، ومتحمل أذى قومه، والزوج، والرئيس.
[6] أي: دفعه يكفه بين كتفيه.(4/434)
رَبِّي فَقُلْتُ: إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، أَرْضَى كَمَا يَرْضَى الْبَشَرُ، وَأَغْضَبُ كَمَا يَغْضَبُ الْبَشَرُ، فَأَيُّمَا أَحَدٍ دَعَوْتُ عَلَيْهِ مِنْ أُمَّتِي بِدَعْوَةٍ أَنْ يَجْعَلَهَا لَهُ طَهُورًا وَزَكَاةً وَقُرْبَةً يُقَرِّبُهُ بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ [1] » . ولم يزل واليا عَلَى ما كَانَ أخوه يتولاه بالشام خلافة عمر، فلما استخلف عثمان جمع لَهُ الشام جميعه. ولم يزل كذلك إِلَى أن قتل عثمان، فانفرد بالشام، ولم يبايع عَلَيْا، وأظهر الطلب بدم عثمان، فكان وقعة صفين بينه وبين عَليّ، وهي مشهورة. وقد استقصينا ذَلِكَ فِي كتابنا «الكامل فِي التاريخ» .
ثُمَّ لِمَا قتل عَليّ واستخلف الْحَسَن بْن عَليّ، سار معاوية إِلَى العراق، وسار إليه الْحَسَن بْن عَليّ، فلما رَأَى الْحَسَن الفتنة وأن الأمر عظيم تراق فِيهِ الدماء، ورأى اختلاف أهل العراق، سلم الأمر إِلَى معاوية، وعاد إِلَى المدينة، وتسلم معاوية العراق، وأتى الكوفة فبايعه الناس، واجتمعوا عَلَيْهِ، فسمي عام الجماعة. فبقي خليفة عشرين سنة، وأميرا عشرين سنة، لأنه ولي دمشق أربع سنين من خلافة عمر، واثنتي عشرة سنة خلافة عثمان مع ما أضاف إليه من باقي الشام، وأربع سنين تقريبا أيام خلافة عَليّ، وستة أشهر خلافة الْحَسَن. وسلم إليه الْحَسَن الخلافة سنة إحدى وأربعين، وقيل: سنة أربعين، والأول أصح. وتوفي معاوية النصف من رجب سنة ستين، وهو ابن ثمان وسبعين سنة، وقيل: ابن ست وثمانين سنة. وقيل: توفي يَوْم الخميس لثمان بقين من رجب سنة تسع وخمسين، وهو ابن اثنتين وثمانين سنة. والأصح فِي وفاته أنها سنة ستين.
ولما مرض كَانَ ابنه يزيد غائبا، ولما حضره الموت أوصى أن يكفن فِي قميص كَانَ رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم قد كساه إياه، وأن يجعل مما يلي جسده. وَكَانَ عنده قلامة [2] أظفار رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم، فأوصى أن تسحق وتجعل فِي عينيه وفمه، وقال: افعلوا ذَلِكَ، وخلوا بيني وبين أرحم الراحمين» .
ولما نزل بِهِ الموت قَالَ: «ليتني كنت رجلا من قريش بذي طوى، وأني [3] لَمْ أل من هَذَا الأمر شيئا» .
ولما مات أخذ الضحاك بْن قيس أكفانه، وصعد المنبر وخطب الناس وقال: إن أمير المؤمنين
__________
[1] مسلم، كتاب البر، باب «من لعنه النبي صلّى الله عليه وسلّم ... » : 8/ 26، 27.
[2] القلامة: ما قطع من الظفر.
[3] ذو طوى: واد بمكة.(4/435)
معاوية كَانَ حد العرب، وعود [1] العرب، قطع اللَّه بِهِ الفتنة، وملكه عَلَى العباد، وسير جنوده فِي البر والبحر، وَكَانَ عبدا من عُبَيْد اللَّه، دعاه فأجابه، وقد قضى نحبه، وهذه أكفانه فنحن مدرجوه ومدخلوه قبره، ومخلوه وعمله فيما بينه وبين ربه، إن شاء رحمه، وَإِن شاء عذبه.
وصلى عَلَيْهِ الضحاك، وَكَانَ يزيد غائبا بحوارين [2] ، فلما ثقل [3] معاوية أرسل إليه الضحاك، فقدم وقد مات معاوية، فقال: [4] .
جاء البريد بقرطاس يحثّ بِهِ ... فأوجس القلب من قرطاسه فزعا
قلنا: لك الويل! ماذا فِي صحيفتكم؟ ... قالوا: الخليفة أمسى مثبتا وجعا
وهي أكثر من هَذَا.
وَكَانَ معاوية أبيض جميلا، إذا ضحك انقلبت شفته العليا، وَكَانَ يخضب.
روى عَنْهُ جماعة من الصحابة: ابن عباس، والخدري، وَأَبُو الدرداء، وجرير، والنعمان ابن بشير، وابن عمر، وابن الزبير، وغيرهم. ومن التابعين: أَبُو سلمة وحميد، ابنا عبد الرحمن، وعروة، وسالم، وعلقمة بْن وقاص، وابن سيرين، والقاسم بْن مُحَمَّد، وغيرهم.
روي عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: ما زلت أطمع فِي الخلافة مذ قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن وليت فأحسن» وروي عبد الرحمن بْن أبزى، عَنْ عمر أَنَّهُ قَالَ: هَذَا الأمر فِي أهل بدر ما بقي منهم أحد، ثُمَّ فِي أهل أحد ما بقي منهم أحد، ثُمَّ فِي كذا وكذا، وليس فيها لطليق، ولا لولد طليق، ولا لمسلمة الفتح شيء» .
أخرجه الثلاثة.
4978- معاوية بن صعصعة
(ب) معاوية بن صعصعة التّميميّ.
أحد وفد بني تميم، وفد عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم سنة تسع، وهو أحد المنادين من وراء الحجرات.
أخرجه أَبُو عمر مختصرًا، وقال: لا أعلم له رواية [5] .
__________
[1] العود بفتح فسكون- في الأصل: الجمل المسن وفيه بقية، وفي المثل: زاحم بعود أودع، أي: استعن على حربك بأهل السن والمعرفة، فإن رأى الشيخ خير من مشهد الغلام. يصف معاوية بأنه حكيم العرب.
[2] حوارين- بضم الحاء، وتشديد الواو، وكسر الراء، ومنهم من يفتحها-: من قرى حلب. وحوارين أيضا: حصن من ناحية حمص، واسم لقريتين بين تدمر وحمص.
[3] في المطبوعة: «فلما نقل» . والصواب عن الاستيعاب.
[4] الاستيعاب: 3/ 1419.
[5] الاستيعاب: 3/ 1423.(4/436)
4979- معاوية بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي أحمد
(س) معاوية بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي أحمد.
أورده أَبُو بكر بْن أَبِي عَليّ في الصحابة: روى عاصم بن عبيد الله قال: سمعت معاوية ابن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي أحمد يقول: رأيت حمنة رضي اللَّه عَنْهُا يَوْم أحد تسقي العطشى، وتداوى الجرحى.
أخرجه أبو موسى [1] .
4980- معاوية بن عبد الله
(س) معاوية بْن عَبْد اللَّهِ، آخر.
قاله أَبُو موسى وقال: أورده الإسماعيلي. روى حيوة بْن شريح، عَنْ جَعْفَر بْن ربيعة:
أن معاوية بْن عَبْد اللَّهِ أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قرأ في صلاة المغرب: (حم) التي فيها الدخان.
أخرجه أَبُو موسى بعد الّذي قبله، وقال: هو آخر.
4981- معاوية بن عياض
(س) معاوية بْن عياض الكندي.
قَالَ جَعْفَر: يقال: إن لَهُ صحبة، حديثه عند أهل الشام.
أخرجه أبو موسى مختصرا.
4982- معاوية بن قرمل
(ب د ع) معاوية بْن قرمل [2] المحاربي.
مذكور فِي الصحابة، روى عَنْهُ مودع بْن حبان أَنَّهُ قَالَ: كنت مع خَالِد بْن الْوَلِيد حين غزا الشام فرفع لنا دير فدخلنا، فقلنا: السلام عليكم. فخرج إلينا قس فقال: من أصحاب هَذِه الكلمة الطيبة؟ قَالَ: وَكَانَ معاوية يزعم أصحابه أن لَهُ صحبة.
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] قال الحافظ في الإصابة 3/ 497، 498: «وهو وهم نشأ عن حذف ... إنما رواه معاوية بهذا عن أنس. كذا ذكره البخاري وأبو حاتم وغيرهما ... » .
[2] في المصورة والمطبوعة: «قزمل» . بالزاي. والمثبت عن الاستيعاب، والإصابة، قال الحافظ 3/ 415: «بفتح القاف والميم، بينهما راء ساكنة، وقيل: بكسر أوله وثالثه» .(4/437)
4983- معاوية الليثي
(ب د ع) معاوية الليثي. سكن البصرة.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ إِجَازَةً بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْفُرَاتِ وَيُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو داود، حدّثنا عمران الْقَطَّانِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ نَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ اللَّيْثِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يُصْبِحُ النَّاسُ مُجْدِبِينَ، فَيَأْتِيهِمُ اللَّهُ بِرِزْقٍ مِنْ عِنْدِهِ، فَتُصْبِحُ طَائِفَةٌ بِهَا كَافِرِينَ يَقُولُونَ: مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا، وَبِنَوْءِ كَذَا [1] . أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
وقال أَبُو عمر: «جعل البخاري معاوية بْن حيدة ومعاوية الليثي واحدا، وقال أَبُو حاتم الليثي أن معاوية الليثي غير معاوية بْن حيدة، وحديثه: مطرنا بنوء كذا، يضطرب فِي إسناده [2] » قلت: والحق مع أَبِي حاتم، فإن ابن حيدة قشيري، من قيس بْن عيلان، ومعاوية الليثي من كنانة، فكيف اشتبه عَلَى البخاري؟! والله أعلم.
4984- معاوية بن محصن
معاوية بن محصن بن علس الكندي، أَبُو شجرة.
يذكر فِي الكنى إن شاء الله، قاله الكلبي.
4985- معاوية بن معاوية
(ب د ع) معاوية بْن معاوية المزني، ويقال: الليثي. ويقال: معاوية بْن مقرن المزني.
قَالَ أَبُو عمر: «وهو أولى بالصواب» [3] .
توفي في حياة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم.
روى حديثه محبوب بْن هلال المزني، عَنِ ابن أَبِي ميمونة، عَنْ أنس بْن مالك قال: نزل جبريل على النبيّ عليهما السلام وهو بتبوك، فقال: يا مُحَمَّد، مات معاوية بْن معاوية المزني بالمدينة، فيجب أن نصلي عَلَيْهِ: قَالَ: نعم، فضرب بجناحه الأرض، فلم تبق شجرة ولا أكمة إلا تضعضعت، ورفع لَهُ سريره حَتَّى نظر إليه، فصلى عَلَيْهِ وخلفه صفان من الملائكة، فِي كل
__________
[1] أخرجه الإمام أحمد عن أبى داود باسناده نحوه، المسند: 3/ 429. والنوء: النجم.
[2] الاستيعاب: 3/ 1425.
[3] لم نجد هذا القول في ترجمته في الاستيعاب، ينظر: 3/ 1423- 1425.(4/438)
صف ألف ملك، فقال النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم لجبريل عَلَيْهِ السلام: يا جبريل، بم نال هَذِه المنزلة؟
قَالَ بحبه قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ 112: 1، وقراءته إياها جائيا وذاهبا، وقائما وقاعدا، وَعَلَى كل حال.
وقد روى: «فِي كل صف ستون ألف ملك» .
ورواه يزيد بْن هارون، عَنِ العلاء أَبِي مُحَمَّد الثقفي، عَنْ أنس بْن مالك، فقال: معاوية ابن معاوية الليثي [1] .
ورواه بقية بْن الْوَلِيد، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زياد، عَنْ أَبِي أمامة الباهلي، نحوه. وقال: معاوية ابن مقرن المزني. قَالَ أَبُو عمر: أسانيد هَذِه الأحاديث ليست بالقوية. قَالَ: ومعاوية بْن مقرن المزني وَإِخوته:
النعمان، وسويد، ومعقل- وكانوا سبعة- معروفون فِي الصحابة مشهورون، قَالَ: وأما معاوية ابن معاوية فلا أعرفه بعير ما ذكرت، وفضل قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ 112: 1 لا ينكر.
أخرجه الثلاثة.
4986- معاوية بن نفيع
(د ع) معاوية بْن نفيع لَهُ صحبة، حديثه موقوف، رواه الصلت البكري، عَنْ معاوية بْن نفيع- وكانت له صحبة- قَالَ: اجتمعنا إليه يَوْم عيد فِي السواد، فصلى بنا.
أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم.
4987- معاوية بن نوفل
(ع س) معاوية أَبُو نوفل [2] الديلي.
أورده الطبراني فِي الصحابة. روى عبد الرزاق، عَنِ ابن أَبِي سبرة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الرحمن، عَنْ نوفل بْن معاوية، عَنْ أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لأن يوتر [3] أحدكم أهله وماله، خير لَهُ من أن يفوته وقت صلاة العصر» . أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى.
__________
[1] الاستيعاب: 3/ 1423- 1425.
[2] في المطبوعة: «معاوية بن نوفل» . وهو خطأ، والصواب عن المصورة، وفي الإصابة 3/ 418: «معاوية واله نوفل» . والسند يحتم ما أثبتناه.
[3] أي: ينقص.(4/439)
4988- معاوية الهذلي
(ب د ع) معاوية الهذلي. غير منسوب، يعد فِي الشاميين، نزل حمص.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَعَالِي نَصْرُ اللَّهِ بْنُ سَلامَةَ الْهِيتِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الأُرْمَوِيُّ، أَخْبَرَنَا أبو جعفر بن الْمُسْلِمَةِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ، حَدَّثَنَا تَمِيمُ بْنُ الْمُنْتَصِرِ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا حَرِيزُ [1] بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ الْهُذَلِيِّ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَرَاهُ رَفَعَهُ فَقَالَ: «إِنَّ الْمُنَافِقَ لَيُصَلِّي فَيُكَذِّبُهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَيَصُومُ فَيُكَذِّبُهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَيُجَاهِدُ فَيُكَذِّبُهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَيُقَاتِلُ فَيُقْتَلُ، فَيَجْعَلُهُ اللَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ» .
أخرجه الثلاثة.
4989- معبد بن أكثم
(د ع) معبد بْن أكثم الخزاعي الكعبي. تقدم نسبه عند أكثم بْن أَبِي الجون.
لَهُ ذكر فِي حديث جابر. روى عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ عقيل، عن جابر بْن عَبْد اللَّهِ قَالَ:
قَالَ رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم: «عرضت عَليّ النار، وأكثر من رأيت فيها النساء، اللاتي إن اؤتمن أفشين وَإِن سألن ألحفن، وَإِن أعطين لَمْ يشكرن. ورأيت فيها عَمْرو بْن لحي يجرّ قصبه، [2] وأشبه من رأيت بِهِ معبد بْن أكثم الكعبي. فقال: يا رَسُول اللَّهِ، أيخشى عَليّ من شبهه، فإنه والد؟
قَالَ: لا، أنت مُؤْمِنٌ وَهُوَ كَافِرٌ، إِنَّهُ كَانَ أَوَّلَ مَنْ حمل العرب عَلَى الأصنام» [3] . وقد روي نحو هذا عن الطّفيل بن أبىّ بن كعب [4] ، وعن أَبِي هريرة. أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
4990- معبد الجذامي
(س) معبد الجذامي.
أورده الطبراني فِي الصحابة.
__________
[1] في المطبوعة: «جرير» . وينظر ترجمة «حريز بن عثمان» في الخلاصة.
[2] أي: أمعاءه.
[3] أخرجه الإمام أحمد عن زكريا باسناده إلى عبد الله بن محمد بن عقيل: 3/ 352، 353.
[4] أخرجه الإمام أحمد: 5/ 138.(4/440)
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى إِذْنًا، حَدَّثَنَا أَبُو غَالِبٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن أَحْمَد، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يزداذ التَّوَّزِيُّ [1] ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ الْبَجَلِيُّ- سَجَّادَةُ- حدّثنا يحيى ابن سَعِيدٍ الأُمَوِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ رُومَانَ، عَنْ بَعْجَةَ بْنِ زَيْدٍ، عن عمير ابن مَعْبَدٍ الْجُذَامِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَفَدَ رِفَاعَةُ بْنُ زَيْدٍ الْجُذَامِيُّ عَلَى نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَتَبَ لَهُ كِتَابًا، فِيهِ: «بسم اللَّه الرحمن الرحيم، هذا كتاب من مُحَمَّد رَسُول اللَّهِ لِرِفَاعَةَ بْن زَيْدٍ، إِنِّي بَعَثْتُهُ إِلَى قَوْمِهِ عَامَّةً، وَمَنْ دَخَلَ فِيهِمْ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّه عَزَّ وَجَلَّ وَإِلى رَسُولِهِ، فَمَنْ آمَنَ فَفِي حِزْبِ اللَّه، وَمَنْ أَدْبَرَ فله أمان شهرين» . أخرجه أبو موسى.
4991- معبد بن خالد
(ب س) معبد بْن خَالِد الجهني، يكنى أبا روعة.
ذكره الواقدي فِي الصحابة، وقال: أسلم قديما، وَكَانَ أحد الأربعة الَّذِينَ حملوا ألوية جهينة يَوْم الفتح، ومات سنة ثنتين وسبعين، وهو ابن بضع وثمانين سنة، وَكَانَ يلزم البادية [2] .
وقال أَبُو أحمد الحاكم فِي الكنى، فِي الرَّاء: أَبُو روعة معبد بْن خَالِد الجهني، لَهُ صحبة، وَكَانَ ألزم جهني للبادية، وقال: توفي سنة ثلاث وسبعين، وهو ابن ثمانين سنة. وكذلك قَالَ ابن أَبِي حاتم سواء فِي الكنية، والسن، والوفاة، وقال: روى عَنْ أَبِي بكر، وعمر، وقال:
هُوَ غير معبد بْن خَالِد الَّذِي هُوَ عندكم أول من تكلم بالبصرة بالقدر، وقال: لا يعرف معبد الجهني ابن مِنْ هُوَ؟ وليس ابن خَالِد. وقال غيره: هُوَ نفسه [3] .
أخرجه أبو عمر، وأبو موسى.
4992- معبد الخزاعي
(ب) معبد الخزاعي، الَّذِي رد أبا سفيان يَوْم أحد عَنِ الرجوع إِلَى المدينة.
أَخْبَرَنَا عبيد اللَّه بْن أحمد بإسناده عن يونس بن بكير، عن ابن إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بكر بن محمد بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ: أَنَّ مَعْبَدًا الْخُزَاعِيَّ مَرَّ بِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو
__________
[1] في المطبوعة: «الثوري» . والصواب عن المعجم الصغير: 2/ 29.
[2] الطبقات الكبرى لابن سعد: 4/ 2/ 69.
[3] هذا كله لفظ أبى عمر في الاستيعاب: 3/ 1426 وينظر الجرح والتعديل لابن أبى حاتم: 4/ 1/ 279.(4/441)
بِحَمْرَاءِ الأَسَدِ، وَكَانَتْ خُزَاعَةُ مُسْلِمُهُمْ وَمُشْرِكُهْمُ عَيْبَةَ [1] رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمكة، صَغْوُهُمْ مَعَهُ [2] ، لا يُخْفُونَ عَلَيْهِ شَيْئًا كَانَ بِهَا. فَقَالَ مَعْبَدٌ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ مُشْرِكٌ: يَا مُحَمَّدُ، أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ عَزَّ عَلَيْنَا مَا أَصَابَكَ فِي أَصْحَابِكَ، لَوَدِدْنَا أَنَّ اللَّهَ أَعْفَاكَ فِيهِمْ. ثُمَّ خَرَجَ وَرَسُولُ اللَّهِ بِحَمْرَاءِ الأَسَدِ حَتَّى لَقِيَ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ، وَمَنْ مَعَهُ بِالرَّوْحَاءِ، وَقَدْ أَجْمَعُوا بِالرَّجْعَةِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ، وَقَالُوا: «أَصَبْنَا حَدَّ أَصْحَابِهِمْ وَقَادَتِهِمْ، ثُمَّ رَجَعْنَا قَبْلَ أَنْ نَسْتَأْصِلَهُمْ! لِنَكُرَّنَّ عَلَى بَقِيَّتِهِمْ فَلَنَفْرُغَنَّ مِنْهُمْ» . فَلَمَّا رَأَى أَبُو سُفْيَانَ مَعْبَدًا قَالَ: مَا وَرَاءَكَ يَا مَعْبَدُ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ قَدْ خَرَجَ فِي أَصْحَابِهِ يَطْلُبُكُمْ فِي جَمْعٍ لَمْ أَرَ مِثْلَهُمْ، يَتَحَرَّقُونَ عَلَيْكُمْ تَحَرُّقًا، قَدْ أَجْمَعَ [3] مَعَهُ مَنْ كَانَ تَخَلَّفَ عَنْهُ، وَنَدِمُوا عَلَى مَا صَنَعُوا، فَلَهُمْ مِنَ الْحَنَقِ عَلْيَكْمُ شَيْءٌ لَمْ أَرَ مِثْلَهُ قَطُّ! قَالَ: وَيْلُكَ! مَا تَقُولُ؟
فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا أَرَى أَنْ تَرْتَحِلَ حَتَّى ترى نواصي الخيل. قال: فو الله لَقَدْ أَجْمَعْنَا عَلَى الْكَرَّةِ عَلَيْهِمْ لِنَسْتَأْصِلَ بَقِيَّتَهُمْ. قال: فإنّي أنهاك عن ذلك، فو الله لَقَدْ حَمَلَنِي مَا رَأَيْتُ عَلَى أَنْ قُلْتُ فِيهِ أَبْيَاتًا مِنْ شِعْرٍ. فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: مَاذَا قُلْتَ؟ قَالَ مَعْبَدٌ: قُلْتُ:
كَادَتْ تُهَدُّ مِنَ الأَصْوَاتِ رَاحِلَتِي ... إِذْ سَالَتِ الأَرْضُ بِالْجُرْدِ الأَبَابِيلِ [4]
تَرْدِي بِأُسْدٍ كِرَامٍ لا تَنَابِلَةٍ ... عِنْدَ اللِّقَاءِ، وَلا خُرْقٍ مَعَازِيلِ [5]
وَهِيَ أَطْوَلُ مِنْ هَذَا [6] فَثَنَى ذَلِكَ أَبَا سُفْيَانَ وَمَنْ مَعَهُ.
أخرجه أبو عمر.
4993- معبد بن زهير
(ب) معبد بْن زهير بْن أَبِي أمية بْن المغيرة المخزومي. وهو ابن أخي أم سلمة.
قتل يَوْم الجمل، لَهُ رؤية وَإِدراك، ولا صحبة له.
أخرجه أبو عمر.
__________
[1] أي: موضع سره، ولفظ ابن هشام: «عيبة نصح لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم» .
[2] أي: ميلهم معه. ولفظ السيرة: «صفقتهم معه» ، أي اتفاقهم معه.
[3] يقال: جمع الشيء يجمعه جمعا، وجمعه- بالتشديد- وأجمعه، كله بمعنى.
[4] كادت تهد: كادت تسقط لهول ما رأت من أصوات الجيش وكثرته. والجرد: الخيل العتاق. والأبابيل: الجماعات.
[5] تردى: تسرع. والتنابلة: القصار. والخرق: جمع أخرق، وهو الّذي لا يحسن التصرف في الأمور. وفي السيرة:
«ولا ميل معازيل» . وميل: جمع أميل، وهو الّذي لا رمح معه، والمعازيل: الذين لا سلاح معهم.
[6] الأثر في سيرة ابن هشام: 2/ 102، 103. وأنظره في تفسير الحافظ ابن كثير في سورة آل عمران، عند تفسير الآيات 171- 175: 2/ 145، 146، بتحقيقنا.(4/442)
4994- معبد أبو زهير
(ب) معبد أَبُو زهير النميري.
روى عَنْهُ شريح بْن عُبَيْد.
أخرجه أَبُو عمر مختصرا.
شريح: بالشين المعجمة، والحاء المهملة.
4995- معبد بن صبيح
(ب د ع س) معبد بْن صبيح. بصري. روى عَنْهُ الْحَسَن الْبَصْرِيّ.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى كِتَابَةً، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ، أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلَّانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بن أَبِي دَاوُدَ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ الصَّلْتِ، حَدَّثَنَا أَبُو حَنِيفَةَ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ مَعْبَدٍ: أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَمَا هُوَ فِي صَلاتِهِ، إِذْ أَقْبَلَ أَعْمَى فَوَقَع فِي زُبْيَةٍ [1] ، فَضَحِكَ بَعْضُ الْقَوْمِ حَتَّى قَهْقَهَ. فلمّا سلّم النبي قَالَ: «مَنْ كَانَ مِنْكُمْ قَهْقَهَ فَلْيُعِدِ الْوُضُوءَ وَالصَّلاةَ» .
رواه أسد بْن عَمْرو، عَنْ أَبِي حنيفة، فقال: عَنْ معبد بْن صبيح. وقال مكي، عَنْ أَبِي حنيفة، عَنْ معبد بْن أَبِي معبد. أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى. وقد أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم فقالا: معبد بْن أَبِي معبد الخزاعي، ورويا لَهُ هَذَا الحديث. وقالا: رَأَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو صغير لِمَا هاجر، ورويا لَهُ أيضا حديث جابر أَنَّهُ قَالَ: لِمَا هاجر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بكر رضي اللَّه عَنْهُ، مرا بخباء أم معبد، فبعث النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم معبدا، وَكَانَ صغيرا فقال: ادع هَذِه الشاة، ثُمَّ قَالَ: يا غلام، هات فرقا [2] ، فأرسلت أن لا لبن فيها. فقال النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم: هات، فمسح ظهرها، فاجترت ودرت، ثُمَّ حلب فشرب، وسقى أبا بكر وعامرا، ومعبد بْن أَبِي معبد، ثُمَّ رد الشاة.
وقال أَبُو نعيم عقيب حديث الضحك فِي الصلاة: رواه أسد بْن عَمْرو، عَنْ أَبِي حنيفة فقال: معبد بْن صبيح.
أخرجه الثلاثة وأبو موسى.
__________
[1] الزبية- بضم الزاى-: حفيرة.
[2] الفرق: إناء يسع ستة عشر مدا.(4/443)
قلت: قد أخرج ابن منده «معبد بْن أَبِي معبد» ، وذكر لَهُ حديث الضحك فِي الصلاة، وقال أَبُو نعيم: هُوَ معبد بْن صبيح، فبان بهذا أنهما واحد، وأنهما أخرجاه، فليس لإخراج أَبِي موسى إياه وجه، والله أعلم.
4996- معبد بن عباد
(ب د ع) معبد بْن عباد بْن قشير.
كذا نسبه الثلاثة، وقال ابن الكلبي: معبد بن عبادة بْن فلان- لَمْ يعرف الكلبي اسمه- ابن الفدم بْن سالم بْن مالك بْن سالم الحبلي بْن غنم بْن عوف بْن الخزرج أَبُو حميضة [1] .
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ السَّمِينِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ يونس، عَنِ ابْنِ إِسْحَاق، فيمن شهد بدرا، من الأنصار من بني جزء بْن عدي بْن مالك: «وَأَبُو حميضة معبد بْن عباد بْن قشير» [2] .
أخرجه الثلاثة.
خميصة: ضبطه أَبُو عمر، أعني بفتح الخاء المعجمة، وكسر الميم، وبالصاد المهملة. وقال:
قَالَ ابن إِسْحَاق: حميضة، يعني بضم الحاء المهملة، وبالضاد المعجمة. وقال الأمير: أَبُو حميضة معبد بْن عباد بْن قشير بْن الفدم بْن سالم بْن غنم، أنصاري، شهد بدرا. ذكره ابن إِسْحَاق فِي رواية إِبْرَاهِيم بْن سعد، عَنْهُ. وكذلك قَالَ يَحْيَى بْن سَعِيد الأموي، عَنِ ابن إِسْحَاق. وكذا كناه ابن القداح، وخالف فِي نسبه فقال: «معبد بْن عمارة» . فجعل بدل «عباد» :
«عمارة» ، وهو وهم، قَالَ: وقال الواقدي فِي نسبه كما تقدم [3] ، ولكنه كناه أبا خميصة بخاء معجمة، وصاد مهملة، والله أعلم.
4997- معبد بن العباس
(ب) معبد بْن الْعَبَّاس بْن عَبْد المطلب بْن هاشم القرشي الهاشمي، ابن عم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وسلم.
يكنى أبا عَبَّاس.
ولد عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، ولم يحفظ عَنْهُ، وأمه أم الفضل بنت الحارث. قتل
__________
[1] تنظر جمهرة أنساب العرب، النشرة الثانية: 355.
[2] سيرة ابن هشام: 1/ 693.
[3] تنظر الطبقات الكبرى لابن سعد: 3/ 2/ 92.(4/444)
بإفريقية شهيدا سنة خمس وثلاثين، زمن عثمان بْن عفان رضي اللَّه عَنْهُما، وَكَانَ غزاها مع عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ.
أخرجه أبو عمر [1] .
4998- معبد بن عبد سعد
(ب) معبد بْن عبد سعد بْن عَامِر بْن عدي بْن مجدعة بْن حارثة بْن الحارث الأنصاري الْحَارِثِيّ.
شهد أحدا، وشهدها معه ابنه تميم بْن معبد [2] .
أخرجه أَبُو عمر.
4999- معبد القرشي
(ع س) معبد القرشي.
ذكره الطبراني فِي الصحابة.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى إِجَازَةً، أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بن أحمد، أنبأنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ (حَ) قَالَ أَبُو موسى: وأخبرنا أبو غالب الْكُوشِيدِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ رِيذَةَ قَالا: أَنْبَأَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ إِسْرَائِيلَ- يَعْنِي ابْنَ يُونُسَ- عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ مَعْبَدٍ الْقُرَشِيِّ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقُدَيْدٍ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ «النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَطَعِمْتَ الْيَوْمَ شَيْئًا؟ لِيَوْمِ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: لا، إِلا أَنِّي شَرِبْتُ مَاءً. قَالَ:
فَلا تَطْعَمْ شَيْئًا حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، وَأْمُرْ مَنْ وَرَاءَكَ أَنْ يَصُومُوا هَذَا الْيَوْمَ» . أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ، وَأَبُو موسى.
5000- معبد بن قيس
(ب د ع) معبد بْن قيس بْن صخر. وقيل: معبد بْن وهب بْن قيس بْن صخر. وقيل:
معبد بْن قيس بْن صيفي بْن صخر بْن حرام بْن رَبِيعة بْن عدي بْن غنم بْن كعب بْن سلمة الأنصاري السّلميّ. شهد بدرا.
__________
[1] الاستيعاب: 3/ 1427، وكتاب نسب قريش لمصعب: 27، وجمهرة أنساب العرب لابن حزم: 18.
[2] تقدمت ترجمة «تميم بن معبد» برقم 529: 1/ 260.(4/445)
أخبرنا عبيد الله بن أحمد بإسناده عن يونس، عَنِ ابْنِ إِسْحَاق، فِي تسمية من شَهِدَ بَدْرًا:
«وَمَعْبَدُ بْن قَيْسِ بْن صَخْرِ بْن حرام بْن رَبِيعة بْن عدي بْن غَنْمِ بْن كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ [1] » وَأَخُوهُ عَبْدُ اللَّهِ، وَقِيلَ: شَهِدَ أَيْضًا أُحُدًا.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
5001- معبد بن مخرمة
(ب) معبد بْن مخرمة بْن قلع بْن حريش بْن عبد الأشهل.
شهد أحدا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخرجه أبو عمر مختصرا.
5002- معبد بن مسعود
(ب د ع) معبد بْن مسعود السلمي البهزي، أخو مجالد ومجاشع ابني مسعود.
حديثه نحو حديث مجالد. قَالَ البخاري: لَهُ صحبة، روى أَبُو عثمان النهدي، عَنْ مجاشع قَالَ: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بأخي معبد بْن مسعود بعد الفتح، فقلت: يا رَسُول اللَّهِ، جئتك بأخي معبد لتبايعه عَلَى الهجرة. فقال: ذهب أهل الهجرة بما فيها. فقلت: عَلَى أي شيء تبايعه يا رَسُول اللَّهِ؟ فقال: عَلَى الإسلام- أو: الإيمان- والجهاد. فلقيت معبدا فسألته، وَكَانَ أكبرهما فقال: صدق [2] .
وقد روي عَنْ مجاشع أَنَّهُ قَالَ: أتيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم بأخي مجالد. وروي عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ:
بأخي أَبِي معبد، وهي كنية مجالد، ولعله أتي بهما النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد الفتح، فقال لَهُ ذَلِكَ، فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يقول ذَلِكَ لكل من جاءه بعد الفتح، ليبايعه عَلَى الهجرة.
أخرجه الثلاثة.
5003- معبد بن ميسرة
(ب) معبد بْن ميسرة السلمي. فِيهِ نظر.
أخرجه أبو عمر كذا مختصرا.
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 698.
[2] أخرجه الإمام أحمد في مسندة: 3/ 469.(4/446)
5004- معبد بن نباته
(د ع) معبد بْن نباتة، من بني غنم بْن دودان.
هاجر إِلَى المدينة، لا تعرف لَهُ رواية. وروى عَنِ ابن إِسْحَاق أن بني غنم بْن دودان أهل إسلام، قَدْ أوعبوا [1] إِلَى المدينة مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم هجرة، منهم: معبد بْن نباتة. ذكره أَبُو نعيم، وقال: قَالَ بعض المتأخرين- يعني ابن منده- معبدا، وَإِنما هُوَ منقذ بْن نباتة.
وروى أَبُو نعيم بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنُ إِسْحَاق، فقال: منقذ بْن نباتة [2] .
أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم.
5005- معبد بن وهب
(ب د ع) معبد بْن وهب العبدي، من عبد القيس.
شهد بدرا مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، وتزوج هريرة بنت زمعة، أخت سودة بنت زمعة أم الْمُؤْمِنِين.
يقال: إنه قاتل يَوْم بدر بسيفين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا لهف نفسي عَلَى فتيان عبد القيس! أما إنهم أسد اللَّه فِي أرضه!» . حدث بذلك طالب بْن حجير، عَنْ هود العصري عَنْ معبد. أخرجه الثلاثة.
5006- معبد بن هوذة
(ب د ع) معبد بْن هوذة الأنصاري.
أخبرنا أبو أحمد بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي دَاوُدَ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ: قَالَ: حَدَّثَنَا النُّفَيْلِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ مَعْبَدِ بْنِ هَوْذَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عن جده معبد ابن هَوْذَةَ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُ بِالإِثْمِدِ [3] الْمُرَوَّحِ عِنْدَ النَّوْمِ، وَقَالَ: لِيَتَّقِهِ الصَّائِمُ [4] . أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
5007- معتب بْن عَمْرو
معتب بْن عَمْرو الأسلمي، أَبُو مروان. قاله الطبري بسكون الْعَين، وكسر التاء فوقها نقطتان، وقاله الواقدي بفتح العين، وتشديد التاء.
__________
[1] أي: جمعوا كل ما يمكن من جمع.
[2] سيرة ابن هشام: 1/ 472.
[3] الإثمد: نوع من الكحل والمروح: المطيب بالمسك.
[4] سنن أبى داود، كتاب الصوم، باب «في الكحل عند النوم للصائم» ، الحديث 2377: 3102.(4/447)
روى عَنْهُ ابنه عطاء أَنَّهُ قَالَ: كنت عند النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، فجاءه ماعز ... الحديث.
قاله الأمير، وقال: الأشبه معتب قول الواقدي.
5008- معتب بن الحمراء
(ب د ع) معتب بْن الحمراء، وهو: معتب بْن عوف بْن عَامِر بْن الفضل بن عفيف ابن كليب بْن حبشية بْن سلول بْن كعب بْن عَمْرو بْن الخزاعي السلولي، حليف بني مخزوم، ويعرف بابن الحمراء.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر بِإِسْنَادِهِ، عَنْ يونس، عَنِ ابن إِسْحَاق، في تسمية من هاجر إِلَى الحبشة من حلفاء بني مخزوم: معتب بْن عوف بْن عَامِر بْن الفضل بْن عفيف، وهو الَّذِي يدعى عيهامة [1] ابن كليب بْن سلول بْن كعب من خزاعة.
وبهذا الإسناد عَنِ ابْنِ إِسْحَاق، فيمن شهد بدرا، من بني مخزوم بْن يقظة [2] : «ومعتب ابن عوف بْن عَامِر، حليف لَهُم من خزاعة» .
لا عقب لَهُ، وهاجر إِلَى المدينة أيضا وآخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه وبين ثعلبة بْن حاطب الأنصاري. قيل: إنه توفي سنة سبع وخمسين، فقيل: كَانَ عمره ثمانيا وسبعين سنة، وقال الطبري: كان عمره ثمانيا وخمسين سنة. وهذا فِيهِ نظر، لأن من شهد بدرا وهي فِي السنة الثانية من الهجرة لا يجوز أن يكون عمره ثلاث سنين، والأول أصح عندي.
أخرجه الثلاثة.
معتّب: بتشديد التاء.
5009- معتب بن عبيد
(ب د ع) معتب بْن عُبَيْد بْن إياس البلوي. حليف بني ظفر من الأنصار.
ذكره ابن إِسْحَاق وابن عقبة فيمن شهد بدرا من حلفاء بني ظفر [3] .
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 327.
[2] في المطبوعة: «نقطة» . والصواب عن المصورة، وجمهرة أنساب العرب: 141.
[3] سيرة ابن هشام: 1/ 687. والنص مضطرب فيها.(4/448)
معتب: بضم الميم، وفتح الْعَين المهملة، وتشديد التاء فوقها نقطتان، وقاله مُحَمَّد بْن سعد.
مغيث [1] ، بالغين المعجمة، وبالياء تحتها نقطتان، وآخره ثاء مثلثة. ويرد هناك إن شاء اللَّه تعالى.
5010- معتب بن قشير
(ب د ع) معتب بْن قشير. وقيل: معتب بْن بشير بْن مليل بْن زيد بن العطّاف ابن ضبيعة بْن زيد بْن مالك بْن عوف بْن عمرو بْن عوف بْن مالك بْن الأوس الأنصاري الأوسي.
شهد العقبة، وبدرا، وأحدا.
أخبرنا عبيد الله بن أحمد بإسناده عن يونس، عَنِ ابْنِ إِسْحَاق، فيمن شهد بدرا مِنَ الأَنْصَارِ.
مِنْ بَنِي ضُبَيْعَةَ بْنِ زَيْدٍ: «وَمُعَتَّبُ بْنُ فُلانِ بْنِ مُلَيْلٍ، لا عَقِبَ لَهُ» .
كَذَا فِي رِوَايَةِ يُونُسَ، لَمْ يُسَمِّ أَبَاهُ. وَرَوَاهُ الْبَكَّائِيُّ وَسَلَمَةُ، عَنِ ابْن إِسْحَاقَ فقالا: «معتب ابن قُشَيْرٍ [2] » .
وَبِهَذَا الإِسْنَادِ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ الزُّبَيْرِ أَنَّهُ قَالَ: وَاللَّهِ لَكَأَنِّي أَسْمَعُ قَوْلَ مُعَتِّبِ بْنِ قُشَيْرٍ وَإِنَّ النُّعَاسَ لَيَغْشَانِي، مَا أَسْمَعُهَا مِنْهُ إِلا كَالْحُلْمِ، وَهُوَ يَقُولُ: (لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأمر شيء ما قتلنا هاهنا [3] ) .
أخرجه الثلاثة.
معتب: بضم الميم، وفتح العين المهملة، وتشديد التاء فوقها نقطتان.
5011- معتب بن أبى لهب
(ب س) معتب بْن أَبِي لهب بْن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي، ابن عم رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ، وأمه أم جميل بِنْت حرب بْن أمية، حمالة الحطب، أخت أَبِي سفيان بْن حرب.
روى عَبْد اللَّهِ بْن عباس، عَنْ أبيه العباس بْن عبد المطلب قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم مكة فِي الفتح قَالَ لي: يا عباس، أين ابنا أخيك عتبة ومعتب، لا أراهما؟ قَالَ قلت: يا رسول
__________
[1] الّذي في الطبقات الكبرى لابن سعد 3/ 2/ 28: «معتب بن عبيد» .
[2] سيرة ابن هشام: 1/ 688.
[3] سيرة ابن هشام: 1/ 522، 526. وتفسير ابن كثير، عند الآية 154 من سورة آل عمران: 2/ 126. بتحقيقنا.(4/449)
اللَّهِ، تنحيا فيمن تنحى من مشركي قريش. فقال: اذهب إليهما فائتني بهما. فقال العباس:
فركبت إليهما بعرفة، فَقُلْتُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يدعوكما. فركبا معي فقدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدعاهما إِلَى الإسلام فأسلما، وبايعا. قاله أَبُو موسى. وقال أَبُو عمر: شهد معتب وعتبة حنينا مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، وفقئت عين معتب بحنين، وَكَانَ فيمن ثبت. ومن ولده الْقَاسِم بْن العباس بن محمد بن معتّب، روى عَنْهُ ابن أَبِي ذئب، وقتل ابنه عباس بْن الْقَاسِم يَوْم قديد [1] .
أخرجه أَبُو عمر، وأبو موسى.
5012- معتمر بن أبو حنش
(ع س) معتمر أَبُو حنش. ذكره الطبراني في الصحابة.
أخبرنا أبو موسى إجازة، أنبأنا الْحَسَنُ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ (حَ) قَالَ أَبُو مُوسَى:
وَأَخْبَرَنَا أَبُو غَالِبٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ، حَدَّثَنَا نَجَاحُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَزْرَقُ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ عُمَرَ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ حَنَشِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي عَلَى جِنَازَةٍ، فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ بِمِجْمَرٍ [2] تُرِيدُ الْجِنَازَةَ، فَصَاحَ بِهَا حَتَّى دَخَلَتْ فِي آجَامِ [3] الْمَدِينَةِ.
أَخْرَجَهُ أَبُو نعيم، وأبو موسى.
5013- معد بن ذهل
(س) معد بْن ذهل.
وفد عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم. روى عنه ابنه لاحق بْن معد.
أخرجه أَبُو موسى كذا مختصرا.
5014- معدان أبو الخير
(د ع) معدان أَبُو الخير، اسمه جفشيش. تقدم ذكره في «الجيم» و «الحاء» و «الخاء» .
أخرجه هاهنا ابن مندة وأبو نعيم، كذا مختصرا.
__________
[1] الاستيعاب: 3/ 1430.
[2] المجمر: هو الّذي يوضع فيه النار للبخور.
[3] آجام المدينة: حصونها.(4/450)
5015- معبد أبو خالد
(ع س) معدان أَبُو خَالِد.
أورده الطبراني وقال: يقال: لَهُ صحبة.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى إجازة، أنبأنا أبو غالب، أنبأنا أبو بكر (ح) ، قَالَ أَبُو مُوسَى: وَأَنْبَأَنَا الْحَسَنُ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ قَالا: أَنْبَأَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ الرَّجَانِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ الْبَحْرَانِيُّ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا جُرَيْجٌ، عَنْ زِيَادٍ، عَنْ خالد ابن مَعْدَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ «إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، وَيُعِينُ عَلَيْهِ مَا لا يُعِينُ عَلَى الْعُنْفِ. فَإِذَا رَكِبْتُمْ هَذِه الدَّوَابَّ الْعُجْمَ فَنَزِّلُوهَا مَنَازِلَهَا، فَإِنْ أَجْدَبَتِ الأَرْضُ فَانْجُوا عَلَيْهَا، فَإِنَّ الأَرْضَ تُطْوَى بِاللَّيْلِ مَا لا تُطْوَى بِالنَّهَارِ [1] ، وَإِيَّاكُمْ وَالتَّعْرِيسَ بِالطَّرِيقِ، فَإِنَّهُ طَرِيقُ الدَّوَابِّ، وَمَأْوَى الْحَيَّاتِ [2] » . أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ، وَأَبُو موسى.
5016- معديكرب بن الحارث
معديكرب بْن الحارث بْن لحي بْن شرحبيل بْن الحارث الكندي.
وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قاله هشام بن الكلبي.
5017- معديكرب بن رفاعة
(س) معديكرب بْن رفاعة أَبُو رمثة.
ذكره يَحْيَى بْن منده، عَنْ أَبِي العباس أحمد بْن الْحَسَن النصيري، عَنِ الحاكم أَبِي عَبْد اللَّهِ بهذا، وقاله غيره أيضا.
أخرجه أَبُو موسى.
5018- معديكرب بن شراحيل
معديكرب بْن شراحيل بْن الشيطان بْن خديج بن أمري القيس بْن الحارث بْن معاوية الكندي.
وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قاله ابن الكلبي.
__________
[1] أي: تقطع مسافتها، لأن الإنسان في الليل أنشط منه في النهار، واقدر على المشي والسير، لعدم اخر وغيرة.
والتعريس: الإقامة.
[2] أخرجه الإمام أحمد بنحوه، عن جابر بن عبد الله: 3/ 305، 382.(4/451)
5019- معديكرب بن قيس
(س) معديكرب بْن قيس. يعرف بالأشعث الكندي، وقد تقدم ذكره فِي الأشعث مستوفى، [1] وَفِي ذكر أخيه: سيف [2] .
أخرجه أَبُو موسى.
5020- معديكرب الهمدانيّ
معديكرب الهمداني.
ذكره أَبُو أحمد العسكري، وروى بِإِسْنَادِهِ عَنِ الفضل بْن العلاء الْكُوفِيّ، عَنْ ثور بْن يزيد، عن خَالِد بْن معدان، عَنْ معديكرب، وَكَانَ من أصحاب رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم قَالَ: شكا رجل إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحشة يجدها إذا دخل منزله، فأمره أن يتخذ زوجا من حمام، ففعل، فذهبت الوحشة.
5021- معديكرب
(س) معديكرب.
أخرجه أَبُو موسى وقال: أورده العسكري- يعني عَليّ بْن سَعِيد- وجعفر المستغفري. روى عمر بْن موسى، عَنْ خَالِد بْن معدان، عَنْ معديكرب قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم: «من أعتق أو طلق ثُمَّ استثنى، فله ثنياه [3] .
أورده العسكري عَنْ يَحْيَى بْن عبد الأعظم. وقال أَبُو موسى: أظنه المقدام بْن معديكرب، لا أعلم أهو وَالَّذِي قبله واحد أم اثنان؟ والله أعلم.
5022- معرض بن علاط
(ب) معرض بْن علاط السلمي، أخو الحجاج بْن علاط. تقدم نسبه عند ذكر أخيه، أمه أم شيبة [4] بنت طلحة، قتل يَوْم الجمل.
__________
[1] تقدمت ترجمته برقم 185: 1/ 118، 119.
[2] تقدمت ترجمته برقم 2368: 2/ 497.
[3] الثنيا- بضم فسكون-: الاستثناء.
[4] في الاستيعاب 4/ 1478: «بنت أبى طلحة» .(4/452)
قَالَ أَبُو عمر: هكذا ذكره أهل السير والأخبار، وكذلك ذكره ابن المبارك قَالَ: قتل معرّض ابن علاط يَوْم الجمل، فقال أخوه الحجاج [1] :
ولم أر يوما كَانَ أكثر ساعيا ... بكف شمال فارقتها يمينها
أخرجه أَبُو عمر. وللحجاج بْن علاط أشعار منها ما يمدح بِهِ عَليّ بْن أَبِي طالب، كرم اللَّه وجهه.
معرض: بضم الميم، وفتح الْعَين، وكسر الرَّاء وتشديدها. قاله الأمير.
5023- معرض بن معيقيب
(د ع) معرض بْن معيقيب اليمامي.
روى حديثه شاصويه بْن عُبَيْد أَبُو مُحَمَّد اليمامي. قَالَ شاصويه [2] : حَدَّثَنَا معرض بْن عَبْد اللَّهِ ابن معرض بْن معيقيب، عَنْ أبيه عَنْ جده قال: حججت حجة الوداع، فدخلت دارا بمكة، فرأيت فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، كأن وجهه دارة القمر، ورأيت مِنْه عجبا، أتاه رجل من أهل اليمامة بغلام يَوْم ولد، قد لفه بخرقة فقال: يا غلام، من أنا؟ فقال: أنت رَسُول اللَّهِ. قَالَ:
صدقت، بارك اللَّه فيك. ثُمَّ إن الغلام لَمْ يتكلم بعدها حَتَّى شب، فكنا نسميه «مبارك اليمامة» . أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
5024- معضد بن يزيد
(س) معضد بْن يَزِيدَ، أَبُو يزيد.
من أهل الكوفة قيل: أدرك الجاهلية، وقتل بأذربيجان زمن عثمان رضي اللَّه عَنْهُ.
أخرجه أَبُو موسى مختصرا.
5025- معقل بن خليد
(د ع) معقل بْن خليد، وقيل: معقل بْن خويلد.
لَهُ صحبة، عداده فِي أهل الحجاز. روى ابن أَبِي ذئب، عَنْ عَبْد الله بن يزيد الهذلي قال:
__________
[1] الاستيعاب: 4/ 1478.
[2] في المطبوعة: «قال حدثنا شاصويه» . والمثبت عن المصورة.(4/453)
كَانَ بين أَبِي سفيان وبين معقل بْن خويلد خصومة يَوْم حنين فِي سلب [1] رجل، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: يا معقل، اجتنب مخاصمة قريش.
أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم [2] .
5026- معقل بن سنان بن مظهر
(ب د ع) معقل بْن سنان بْن مظهر [3] بْن عركي بْن فتيان بْن سبيع بن بكر بن أشجع بن ريث ابن غطفان الأشجعي، يكنى أبا عَبْد الرَّحْمَن. وقيل: أَبُو مُحَمَّد، وَأَبُو زيد، وَأَبُو سنان.
شهد فتح مكة، ثُمَّ أتى المدينة فأقام بِهَا. وَكَانَ فاضلا تقيا، وهو الَّذِي روى حديث بروع بنت واشق.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ وَإِبْرَاهِيمُ وَغَيْرُهُمَا بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ، حَدَّثَنَا زَيْدُ [4] بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةً، وَلَمْ يَفْرِضْ لَهَا صَدَاقًا، وَلَمْ يَدْخُلْ بِهَا حَتَّى مَاتَ. قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: لَهَا مِثْلُ مَهْرِ نِسَائِهَا، لا وَكْسَ [5] وَلا شَطَطَ، وَعَلَيْهَا الْعِدَّةُ، وَلَهَا الْمِيرَاثُ، فَقَامَ مَعْقِلُ بْنُ سِنَانٍ الأَشْجَعِيُّ فَقَالَ: قَضَى رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم في بروع بِنْتِ وَاشِقٍ امْرَأَةٍ مِنَّا مِثْلَ مَا قَضَيْتَ. فَفَرِحَ ابْنُ مَسْعُودٍ [6] .
وَكَانَ معقل ممن خلع يزيد بْن معاوية مع أهل المدينة، فقتله مسلم بْن عقبة المري لِمَا ظفر بأهل المدينة يَوْم الحرة صبرا، وممن قتل يَوْم الحرة صبرا: الفضل بْن العباس بْن ربيعة بن ابن الحارث بْن عبد المطلب [7] ، وَأَبُو بكر بْن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وأبو بكر ابن عَبْد [8] اللَّهِ بْن عمر بْن الخطاب، وَيَعْقُوب بْن طلحة بْن عُبَيْد اللَّه [9] ، وعبد اللَّه بن زيد
__________
[1] السلب: ما يأخذه أحد القرنين في الحرب من قرنه. مما يكون معه وعليه من سلاح ودابة وغيرها.
[2] معقل بن خويلد هذا ترجم له المرزباني في معجم الشعراء، 276. وانظر شعره في ديوان الهذليين: 1/ 161، 3/ 66.
[3] في جمهرة أنساب العرب 249: «مظاهر» . وسيأتي ضبط ابن الأثير في نهاية الترجمة لهذا الاسم.
[4] في تحفة الأحوذي: «حدثنا يزيد بن الحباب» . وزيد بن الحباب مترجم في كتاب الرجال.
[5] أي: لا نقص، ولا شطط: ولا زيادة.
[6] تحفة الأحوذي، أبواب النكاح، باب «ما جاء في الرجل يتزوج المرأة، فيموت عنها قبل أن يفرض لها» ، الحديث 1154: 4/ 299، 300. وقال الترمذي: «حديث ابن مسعود حديث حسن صحيح، وقد روى عنه من غير وجه، والعمل على هذا عند بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وغيرهم. وبه يقول الثوري وأحمد وإسحاق» .
[7] جمهرة أنساب العرب لابن حزم: 70، 71. وكتاب نسب قريش لمصعب: 88.
[8] في المطبوعة: «وأبو بكر بن عبيد الله» . ومثله في الاستيعاب: 30/ 1431. والمثبت عن المصورة. وينظر كتاب نسب قريش: 357، وجمهرة أنساب العرب: 152.
[9] كتاب نسب قريش: 282.(4/454)
ابن عاصم [1] ، وغيرهم. ولقب أهل المدينة مسلم بْن عقبة بعد الحرة مسرفا، لِمَا أسرف فِي القتل [2] .
وَكَانَ معقل عَلَى المهاجرين، فمما قيل فِيهِ [3] :
ألا تلكم الأنصار تبكي سراتها ... وأشجع تبكي معقل بْن سنان
روى عَنْ معقل من أهل الكوفة: علقمة، ومسروق، والشعبي. وروى عَنْهُ من غيرهم:
الْحَسَن الْبَصْرِيّ، وطائفة من المدنيين.
أخرجه الثلاثة.
مظهر: بضم الميم، وفتح الظاء المعجمة. وفتيان: بالفاء، والتاء فوقها نقطتان، وبعدها ياء تحتها نقطتان..
5027- معقل بْن سنان بْن نبيشة
معقل بْن سنان بْن نبيشة [4] بْن سلمة بْن سلامان بْن النعمان بْن صبح بْن مازن بن خلاوة ابن ثعلبة بْن ثور بْن هذمة بْن لاطم بْن عمان المزني.
وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وفد مزينة، وصحب النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم، وأقطعه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قطيعة، ذكر هذا هشام بن الكلبي.
5028- معقل بن مقرن
(ب د ع) معقل بْن مقرن المزني. تقدم نسبه عند أخيه سويد.
وهو أخو النعمان بْن مقرن، وكانوا سبعة إخوة. كلهم هاجر وصحب النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم، وليس ذَلِكَ لأحد من العرب، قاله الواقدي، وابن نمير.
أخرجه الثلاثة.
قلت: كذا نقل [5] أَبُو عمر عَنِ الواقدي وابن نمير. وقد ذكر أَبُو عمر أيضا أن بني حارثة بن
__________
[1] تقدمت ترجمته برقم 2956: 3/ 250، 251.
[2] كتاب نسب قريش: 373.
[3] الاستيعاب: 3/ 1431.
[4] كذا في أسد الغابة. وفي جمهرة أنساب العرب لابن حزم 201: «نهشة» .
[5] الاستيعاب: 3/ 1432.(4/455)
هند الأسلميين كانوا ثمانية، أسلموا كلهم وشهدوا بيعة الرضوان، ذكر ذَلِكَ فِي هند بْن حارثة [1] .
أخرجه الثلاثة.
5029- معقل بن المنذر
(ب د ع) معقل بْن المنذر بْن سرح بْن خناس بْن سنان بْن عُبَيْد بْن عدىّ بن غنم بن كعب ابن سلمة الأنصاري السلمي.
شهد العقبة وبدرا، قَالَ ابن إسحاق، فيمن شهدا بدرا من الأنصار، من بني عُبَيْد بْن عدي ابن غنم بْن كعب: «ومعقل [2] بْن المنذر بْن سرح» .
أخرجه الثلاثة.
خناس: بضم الخاء المعجمة، وبالنون الخفيفة.
5030- معقل بن أبى الهيثم
(ب د ع) معقل بْن أَبِي الهيثم الأسدي، ويقال: معقل بْن أَبِي معقل، ومعقل ابن أم معقل. وكله واحد.
يعد فِي أهل المدينة، روى عَنْهُ أَبُو سلمة، وَأَبُو زيد مولاه، وأم معقل.
روى عَمْرو بْن أَبِي عمر، وعن أَبِي زيد، عَنْ معقل بْن أَبِي الهيثم الأسدي حليف لَهُم، قد صحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ تُسْتَقْبَلَ القبلة بغائط أو بول. ومن حديثه: «عمرة فِي رمضان تعدل حجة» . وتوفي فِي أيام معاوية.
أخرجه الثلاثة.
5031- معقل بن يسار
(ب د ع) معقل بْن يسار بْن عَبْد اللَّهِ بْن معبر [3] بْن حراق بْن لأى بن كعب ابن عبد بْن ثور بْن هذمة بْن لاطم بْن عثمان بْن عَمْرو بْن أد بْن إلياس بْن مضر المزني. يكنى أبا عَبْد اللَّهِ، وقيل: أَبُو يسار، وَأَبُو عَليّ. ويقال لولد عثمان وأوس ابني عَمْرو: مزينة نسبوا إِلَى أمهم مزينة بنت كلب بْن وبرة.
__________
[1] المصدر نفسه: 4/ 1544.
[2] سيرة ابن هشام: 1/ 698.
[3] كذا في أسد الغابة. وفي جمهرة أنساب العرب لابن حزم 502: «معبد» . وسيأتي ضبط ابن الأثير له.(4/456)
صحب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وشهد بيعة الرضوان. روي عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: بايعناه عَلَى أن لا نفر سكن البصرة، وَإِلَيْهِ ينسب نهر معقل الَّذِي بالبصرة، وتوفي بِهَا آخر خلافة معاوية. وقد قيل: إنه توفي أيام يزيد بْن معاوية.
روى عَنْهُ عَمْرو بْن ميمون الأَودي، وَأَبُو عثمان النهدي، والحسن الْبَصْرِيّ. وله أحاديث.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْقَاهِرِ الْخَطِيبُ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَارِئُ أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرُ بْنُ شَاهِينَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَاسِيٍّ [1] ، أَخْبَرَنَا محمد ابن عَبْدُوسٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَشْهَبِ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: عَادَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ مَعْقِلَ بْنَ يَسَارٍ فِي مَرَضِهِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ، فَقَالَ لَهُ مَعْقِلٌ: إِنِّي مُحَدِّثُكَ حَدِيثًا لَوْ عَلِمْتُ لِي حَيَاةً مَا حَدَّثْتُكَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ غَاشًّا لِرَعِيَّتِهِ، إِلا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ» [2] . أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
معبر: بضم الميم، وفتح الْعَين، وكسر الباء الموحدة المشددة. وقيل: معير، بكسر الميم، وتسكين الْعَين، وفتح الياء تحتها نقطتان، وآخره راء، والله أعلم. وقيل: «حسان» بدل «حراق» .
5032- المعلى بْن لوذان
المعلى بْن لوذان بْن حارثة بْن زيد بْن ثعلبة بْن عدي بْن مَالِك بْن زَيْد مناة بْن [حبيب] [3] ابن عبد حارثة بْن مالك بْن غضب بْن مالك بْن جشم بْن الخزرج الأنصاري الخزرجي.
قاله ابن الكلبي.
__________
[1] في المطبوعة: «ماشى» . بالشين والمثبت عن المصورة، والمشتبه للذهبى، تعليق: 565.
[2] أخرجه الإمام أحمد بنحوه، عن هوذة بن خليفة، عن عوف، عن الحسن، المسند: 5/ 27.
[3] ما بين القوسين عن الجمهرة: 356، وترجمة ابنه أوس وقد تقدمت برقم 323: 1/ 177. وابنه عبيد، وقد تقدمت ترجمته برقم 3515: 3/ 548. وكان مكانها في المطبوعة: «تميم» . وأما المصورة فكان في صلب النص كلمة غير واضحة، فضرب عليها الناسخ، وأثبت على الهامش «تميم» .(4/457)
5033- معمر الأنصاري
(س) معمر الأنصاري.
روى عَبْد اللَّهِ بْن عبد الرحمن، عَنْ معمر الأنصاري: أن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من تعلم مما ينفع اللَّه عَزَّ وَجَلَّ بِهِ فِي الآخرة، لا يتعلمه إلا للدنيا، حرم اللَّه عَلَيْهِ أن يجد عرف الجنة [1] » أخرجه أَبُو موسى وقال: كذا أورده ابن شاهين، قَالَ: وأظنه «عَبْد اللَّهِ بْن عبد الرحمن ابن معمر [2] » ، فيكون الحديث مرسلا.
5034- معمر بن الحارث بن قيس
(ب س) معمر بْن الحارث بْن قيس بْن عدي بْن سعد بْن سهم القرشي السهمي.
كَانَ من مهاجرة الحبشة.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر بِإِسْنَادِهِ عَنْ يونس، عَنِ ابن إِسْحَاق، في تسمية من هاجر إِلَى أرض الحبشة من بني سهم بْن عَمْرو بْن هصيص: «ومعمر بْن الحارث بْن قيس» [3] .
وقد ذكرت إخوته فِي «تميم» وغيره من مواضع أسمائهم [4] . وَكَانَ الكلبي يقول فيهم معبد بْن الحارث.
أخرجه أبو عمر، وأبو موسى.
5035- معمر بن الحارث بن معمر
(ب د ع) معمر بْن الحارث بْن معمر بْن حبيب بْن وهب بْن حذافة بْن جمح، أخو حاطب وحطاب. أمهم قتيلة بنت مظعون، أخت عثمان بْن مظعون.
أسلم معمر قبل دخول رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم دار الأرقم، وهاجر إِلَى المدينة، وآخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم بينه وبين معاذ بْن عفراء. وشهد بدرا وأحدا والمشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر بِإِسْنَادِهِ عَنْ يونس، عَنِ ابْنِ إِسْحَاق، في تسمية من شهد بدرا من بني جمح: «والمعمر بن الحارث [5] » .
__________
[1] أي: رائحتها.
[2] عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر، مترجم في كتاب الرجال، يروى عن أنس، ينظر التهذيب: 5/ 297.
[3] سيرة ابن هشام: 1/ 328.
[4] تقدمت ترجمة قيم برقم 518: 1/ 257.
[5] سيرة ابن هشام: 1/ 684.(4/458)
وتوفي فِي خلافة عمر بْن الخطاب رضي اللَّه عَنْهُما.
أخرجه الثلاثة.
5036- معمر بْن حبيب
معمر بْن حبيب بْن عُبَيْد بْن الحارث الأنصاري.
شهد بدرا. قاله الغساني، عَنِ الواقدي.
5037- معمر بن حزم
(ع س) معمر بْن حزم بْن زَيْد [1] بْن لوذان بْن عَمْرو بْن عَبْد بْن عوف بْن غنم بْن مَالِك بْن النجار الْأَنْصَارِيّ الخزرجي النجاري، جد أَبِي طوالة. وهو أخو عمرو بن حزم، قاله محمد ابن سعد كاتب الواقدي.
شهد بيعة الرضوان وما بعدها، وهو أحد العشرة الَّذِينَ بعثهم عمر بْن الخطاب مع أَبِي موسى إِلَى البصرة.
أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى.
5038- معمر والد أبى خزامة
(س) معمر والد أَبِي خزامة السعدي، وقيل: يعمر.
قَالَ يَعْقُوب بْن سفيان فِي تاريخه: أَبُو خزامة بْن معمر السعدي سعد هذيم، قضاعي. وَقَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي خُزَامَةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أَرَأَيْتَ رُقًى نَسْتَرْقِيهَا، وَدَوَاءً نَتَدَاوَى بِهِ، وَاتِّقَاءً نَتَّقِيهِ: هَلْ يَرُدُّ مِنْ قَدَرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ شَيْءٍ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّهُ مِنْ قَدَرِ اللَّهِ عز وجل» [2] أخرجه أبو موسى.
5039- معمر بن أبى سرح
(ب س) معمر بْن أَبِي سرح بْن رَبِيعة بْن هلال بْن أهيب بْن ضبة بن الحارث بن فهر القرشي الفهري.
__________
[1] في المطبوعة: «يزيد» . والصواب عن المصورة، وترجمة أخيه عمرو بن حزم، وقد تقدمت برقم 3899: 4/ 214، وجمهرة أنساب العرب لابن حزم: 348.
[2] أخرجه الإمام أحمد عن ابن أبى خزامة عن أبيه، المسند: 3/ 421، ثم أخرجه من غير وجه عن أبى خزامة، عن أبيه. قال عبد الله بن الإمام أحمد قال أبى: وهو الصواب. وقد أخرجه ابن ماجة في كتاب الطب. باب «ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء» ، الحديث 3437: 2/ 1137، عن ابن أبى خزامة، عن أبيه.(4/459)
شهد بدرا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، ومات سنة ثلاثين. قاله الواقدي، وكناه أبا سَعِيد. وكذلك قَالَ أَبُو معشر، وسماه «معمر بْن أَبِي سرح» . وسماه موسى بْن عقبة، وابن إِسْحَاق، وابن الكلبي: «عَمْرو بْن أَبِي سرح» ، إلا أن ابن الكلبي قَالَ فِي نسبه: «هلال بْن مالك بْن ضبة» . فجعل «مالكا» عوض «أهيب» . وقد ذكرناه في عمرو [1] .
أخرجه أبو عمر، وأبو موسى.
5040- معمر بن عبد الله بن نضلة
(ب د ع) معمر بْن عَبْد اللَّهِ بْن نضلة بْن عبد العزى بْنُ حرثان بْن عوف بْن عُبَيْد بْن عويج بْن عدي بْن كعب القرشي العدوي.
وقال ابن المديني: هُوَ معمر بْن عَبْد اللَّهِ بْن نَافِع بْن نضلة.
وهو معمر بْن أَبِي معمر: أسلم قديما وهاجر إِلَى الحبشة الهجرة الثانية، وتأخرت هجرته إِلَى المدينة، وقدمها مع أصحاب السفينتين من الحبشة [2] عاش عمرا طويلا. يعد في أهل المدينة. هو الَّذِي حلق شعر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حجة الوداع.
روى عَنْهُ سَعِيد بْن المسيب، وبسر بْن سَعِيد [3] .
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالا بِإِسْنَادِهِمَا إِلَى أَبِي عِيسَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا ابن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم، عن سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ مَعْمَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَضْلَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لا يَحْتَكِرُ إِلا خَاطِئٌ» [4] . قُلْتُ لِسَعِيدٍ إِنَّكَ تَحْتَكِرُ قَالَ: ومعمر كان يحتكر [5] . أخرجه الثلاثة.
__________
[1] تقدمت ترجمته برقم 3929: 4/ 228، 229.
[2] سيرة ابن هشام: 1/ 328، 25/ 361، والطبقات الكبرى لابن سعد: 4/ 1/ 102، 103.
[3] في المطبوعة: «وبشر بن سعيد» . والصواب «بسر بن سعيد» . ينظر التهذيب: 1/ 400.
[4] أي: الاعاص آثم. والاحتكار: إمساك الطعام عن البيع وانتظار الغلاء مع الاستغناء عنه وحاجة الناس إليه.
[5] تحفة الأحوذي، أبواب البيوع، باب ما جاء في الاحتكار، الحديث 1285: 4/ 484- 486. وقال الترمذي، «وإنما روى عن سعيد بن المسيب أنه كان يحتكر الزيت، والخبط [أي: علف الدواب] ونحو هذا. وفي الباب عن عمر، وعلى، وأبى أمامة، وابن عمر. حديث معمر حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند أهل العلم، كرهوا احتكار الطعام، ورخص بعضهم في الاحتكار في غير الطعام» .(4/460)
5041- معمر بن عثمان
(ب) معمر بْن عثمان بْن عَمْرو، بْن كعب بْن سعد بن تيم بن مرة القرشي التميمي.
كَانَ ممن أسلم يَوْم الفتح، وصحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم وابنه عُبَيْد اللَّه بْن معمر [1] لَهُ أيضا صحبة أخرجه أبو عمر.
5042- معمر بن كلاب
معمر [2] بْن كلاب الزماني.
كَانَ ممن وعظ مسيلمة ونهاه عما أتاه.
قَالَه الغساني مستدركا على أبى عمر.
5043- معمر
(س) معمر.
أورده ابن شاهين، وروى [عَنْ] [3] مُحَمَّدِ بْنِ جحش قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى معمر وفخذاه مكشوفتان، فقال: يا معمر، غط فخذك، فإن الفخذ عورة. قَالَ ابن شاهين: المعروف حديث «جرهد» [4] .
أخرجه أبو موسى.
5044- معن بن حاجر
(ب) معن بْن حاجر [5] .
كَانَ هُوَ وأخوه طريفة بْن حاجر مع خَالِد بْن الْوَلِيد مسلمين فِي الردة. وقد تقدم ذكر أخيه طريفة.
أخرجه أبو عمر مختصرا.
__________
[1] في الاستيعاب 3/ 1434: «عبد الله بن معمر» . وهو خطأ. وقد تقدمت ترجمة «عبيد الله» برقم 3474: 3/ 531، 533.
[2] قال الحافظ في الإصابة 3/ 475: «وهو بتشديد الميم» .
[3] ما بين القوسين سقط من المطبوعة، أثبتناه عن المصورة.
[4] تقدمت ترجمة «جرهد بن خويلد» برقم 725: 1/ 331، 332.
[5] في المطبوعة والمصورة: «معمر بن حاجر» . ويبدو أنه خطأ من الناسخ. والصواب عن الاستيعاب: 4/ 1441، وترجمة أخيه طريفة بن حاجر، وقد تقدمت برقم 2603: 3/ 75.(4/461)
5045- معن بن عدي
(ب د ع) معن بْن عدي بْن الجد بْن العجلان بْن ضبيعة بْن حارثة بن ضبيعة بن حرام ابن جعل بْن عَمْرو بْن جشم بْن ودم [1] بْن ذبيان بْن هميم بْن ذهل بْن هني بْن بلي البلوي، حليف بني عَمْرو بْن عوف، أخو عَاصِم بْن عدي.
شهد العقبة، وبدرا، وأحدا، والخندق، وسائر المشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ بِإِسْنَادِهِ فِيمَنْ شَهِدَ الْعَقَبَةَ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ: «وَمَعْنُ بْنُ عدي بن الجد بن العجلان بن ضبيعة، حَلِيفٌ لَهُمْ [2] » .
وَبِهَذَا الإِسْنَادِ عَنِ ابْنِ إِسْحَاق، في تسمية من شهد بدرا، من بني عُبَيْدِ بْن زَيْدِ بْن مَالِكٍ وَمِنْ حُلَفَائِهِمْ: معن بن عدي [بن الجد] بن العجلان بن ضبيعة [3] » .
لا عقب لَهُ. وَكَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قد آخى بينه وبين زيد بْن الخطاب، فقتلا جميعا يَوْم اليمامة، فِي خلافة أَبِي بكر.
روى مالك بْن أنس، عَنِ ابن شهاب، عَنْ سالم، عَنْ أبيه قَالَ: بكى الناس عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم حين مات، وقالوا: والله لوددنا أنا متنا قبله، نخشى أن نفتن بعده. فقال معن بْن عدي: لكني والله ما أحب أن أموت قبله، لأصدقه ميتا كما صدقته حيا [4] .
أخرجه الثلاثة.
5046- معن بْن فضالة
معن بْن فضالة بْن عُبَيْد بْن ناقد [5] بْن صهيبة [6] بْن أصرم بْن جحجبي بْن كلفة بن عوف ابْنُ عَمْرو بْن عوف بْن مَالِك بْن الأوس الأنصاري.
لَهُ صحبة، وولي اليمن لمعاوية.
قاله ابن الكلبي.
__________
[1] في المطبوعة: «ردم» بالراء والصواب عن المصورة، والقاموس.
[2] سيرة ابن هشام: 1/ 456.
[3] سيرة ابن هشام: 1/ 689.
[4] الاستيعاب: 4/ 1441، 1442.
[5] كذا في أسد الغابة، ومر مثله في ترجمة أبيه «فضالة بن عبيد» : 4/ 363. وفي جمهرة أنساب العرب لابن حزم 336: «نافذ» ، بالفاء والذال.
[6] كذا في أسد الغابة، ومثله في جمهرة أنساب العرب: 336. وقد تقدم في ترجمة أبيه: «صهيب» .(4/462)
5047- معن بن يزيد السلمي
(ب د ع) معن بْن يَزِيدَ بْن الأخنس بن حبيب [1] بن جرة [2] بن زعب [3] بن مالك ابن خفاف بْن امرئ القيس بْن بهثة بْن سُلَيْم السلمي.
صحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ وأبوه وجده، يكنى أبا يزيد.
قَالَ يزيد بْن أَبِي حبيب: إنه شهد بدرا مع أبيه وجده، ولا يعرف أحد شهد بدرا هُوَ وأبوه وجده غيره.
قَالَ أَبُو عمر: لا يعرف «معن» فِي البدريين، ولا يصح. وَإِنما الصحيح حديث أَبُو الجويرية عنه.
أخبرنا به أَبُو الْفَضْلِ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الطَّبَرِيُّ الْفَقِيهُ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي يَعْلَى الْمَوْصِلِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلامٍ وَعِدَّةٌ قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي الْجُوَيْرِيَةِ، عَنْ مَعْنِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَا وَأَبِي وَجَدِّي، وَخَاصَمْتُ إِلَيْهِ فَأَفْلَجَنِي، وَخَطَبْتُ إِلَيْهِ فَأَنْكَحَنِي [4] .
وَشَهِدَ مَعْنٌ فَتْحَ دِمَشْقَ، وَلَهُ بِهَا دَارٌ، وَشَهِدَ صِفِّينَ مَعَ مُعَاوِيَةَ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
جرة: بضم الجيم، يعنى وآخره هاء. قاله الأمير.
5048- معن بن يزيد الخفاجي
(ع س) معن بْن يَزِيدَ الخفاجي. وخفاجة هُوَ ابن عَمْرو بْن عقيل بْن كعب بْن عَامِر بْن صعصعة.
روى عَنْ عقبة بْن نَافِع الأنصاري قَالَ: غزوت مع عمر الصائفة، ومعنا معن بْن يَزِيدَ الخفاجي، من أصحاب النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم، فنزل منزلا حين أشفينا [5] عَلَى أرض العدو، فقام
__________
[1] كذا في أسد الغابة، ومثله في الجمهرة: 260. وفي الاستيعاب 4/ 144: «الأخنس بن خباب» .
[2] في الجمهرة: «حبيب بن جزء» . وسيأتي ضبط ابن الأثير «جرة» .
[3] في المطبوعة: «رغب» ، بالراء والغين. وفي الجمهرة لابن حزم: «زغب» بالزاي والعين. وأما مصورة أسد الغابة فقد وردت الكلمة فيها دون نقط، والمثبت عن القاموس المحيط، مادة (زعب) ، قال الفيروزآبادي: «كجلد [يعنى بكسر فسكون] : أبو قبيلة منها: معن بن يزيد بن زعب، ولمعن ولأبيه صحبة» .
[4] أخرجه الإمام أحمد من طريق أبى عوانة، المسند: 3/ 470، 4/ 259.
[5] أي: أشرفنا وكنا قريبين من أرض العدو.(4/463)
فِي الناس فحمد اللَّه وأثنى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أيها الناس، إنا لا نريد أن نقسم الغنم ولا الطعام والعلف وأشباه ذَلِكَ، فخذوا مِنْه ما أحببتم، فقد أحللناه لكم.
أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى.
5049- معوذ بن عفراء
(ب) معوذ بْن عفراء، وهي أمه، وهو: معوذ بْن الحارث بْن رفاعة، أخو معاذ بْن عفراء.
تقدم نسبه عند أخيه معاذ شهد العقبة، وبدرا.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ السَّمِينِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ يونس، عن ابن إسحاق، فيمن شهد بدرا:
«وشهدها من الخزرج بن حَارِثَةَ ... وَعَوْفٌ، وَمُعَاذٌ، وَمُعَوَّذٌ بَنُو الْحَارِثِ، وَهُمْ بَنُو عَفْرَاءَ» [1] .
وَبِهَذَا الإِسْنَادِ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، فيمن شهد بدرا: «عوف، ومعاذ، ومعوّذ بنو عَفْرَاءَ» [2] وَمُعَوَّذٌ هُوَ الَّذِي قَتَلَ [3] أَبَا جَهْلٍ يَوْمَ بَدْرٍ، ثُمَّ قَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ يَوْمَئِذٍ بِبَدْرٍ شَهِيدًا.
وَلَمْ يُعْقَبْ.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَرَ.
5050- معوذ بن عمرو
(ب) معوّذ بْن عَمْرو بْن الجموح بْن زَيْد بْن حرام الأنصاري السلمي.
شهد بدرا مع أخيه معاذ. هكذا قَالَ موسى بْن عقبة، وَأَبُو معشر، والواقدي. ولم يذكره ابن إِسْحَاق فِي أكثر الروايات عَنْهُ فيمن شهد بدرا. وشهد أحدا [4] .
أخرجه أبو عمر.
5051- معيقيب بن أبى فاطمة
(ب د ع) معيقيب بْن أَبِي فاطمة الدوسي، حليف لآل سَعِيد بْن العاص بْن أمية.
وقال موسى بْن عقبة: إنه مولى سَعِيد بْن العاص. أسلم قديما بمكة، وهاجر إِلَى الحبشة الهجرة الثانية، ثُمَّ هاجر إِلَى المدينة.
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 456، 457.
[2] سيرة ابن هشام: 1/ 702.
[3] سيرة ابن هشام: 1/ 710.
[4] هذا لفظ محمد بن سعد في الطبقات: 3/ 2/ 108، وفي الاستيعاب 4/ 1442: «أو شهد أحدا» .(4/464)
أخبرنا عبيد الله بِإِسْنَادِهِ عَنْ يونس، عَنِ ابْنِ إِسْحَاق، فيمن هاجر إِلَى أرض الحبشة، من بنى أمية ومن حلفائهم: «ومعيقيب بن أَبِي فَاطِمَةَ، وَهُوَ آلُ [1] سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ» .
وله عقب، فقيل قدم المدينة فِي السفينتين والنبي صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم بخيبر، وقيل: قدمها قبل ذَلِكَ.
وقال ابن منده: إنه شهد بدرا، وَكَانَ عَلَى خاتم النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم، واستعمله عمر بْن الخطاب خازنا عَلَى بيت المال، وأصابه الجذام، وأحضر لَهُ عمر رضي اللَّه عَنْهُ الأطباء، فعالجوه، فوقف المرض.
وهو الَّذِي سقط من يده خاتم النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم أيام عثمان رضي اللَّه عَنْهُ فِي بئر أريس [2] فلم يوجد، ومذ سقط الخاتم اختلفت الكلمة، وَكَانَ من أمر عثمان ما هُوَ مذكور فِي التواريخ، وتم الاختلاف إِلَى الآن، والناس يعجبون من خاتم سليمان بن داود عليهما السلام، وَكَانَت المعجزة بِهَا فِي الشام حسب. وهذه الخاتم مذ عدمت اختلفت الكلمة، وزال الاتفاق فِي جميع بلاد الإسلام، من أقصى خراسان إِلَى آخر بلاد المغرب.
وروى معيقيب عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ وَإِبْرَاهِيمُ وَغَيْرُهُمَا بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيُّ: حدّثنا الحسن ابن حُرَيْثٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يحيى بْن أَبِي كثير قال: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُعَيْقِيبٍ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ مَسْحِ الْحَصَى فِي الصَّلاةِ، فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ لا بُدَّ فَاعِلا فَمَرَّةً وَاحِدَةً [3] . وروى عَنْهُ ابنه مُحَمَّد أن النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم قَالَ: هَلْ تدرون عَلَى من تحرم النار؟ قَالُوا: اللَّه ورسوله أعلم. قَالَ: عَلَى الهين اللين القريب السهل. وتوفي معيقيب آخر خلافة عثمان رضي اللَّه عَنْهُ، وقيل: بَلْ توفي سنة أربعين فِي خلافة عَليّ رضي اللَّه عنه، وله عقب.
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] كذا في المصورة. وفي المطبوعة: «وهو آل» . وفي سيرة ابن هشام 1/ 434: «وهؤلاء آل سعيد» .
[2] أريس- بفتح الهمزة، وكسر الراء، وسكون الياء، والسين المهملة-: بئر بالمدينة.
[3] تحفة الأحوذي، أبواب المواقيت، باب «ما جاء في كراهية مسح الحصى في الصلاة» ، الحديث 378/ 2/ 383، 384.
وقال الترمذي: «هذا حديث صحيح» .(4/465)
5052- معيقيب بن معرض
(د ع) معيقيب بْن معرض اليمامي، أَبُو عَبْد اللَّهِ.
روى شاصويه بْن عُبَيْد، عَنْ معرض بْن عَبْد اللَّهِ بْن معيقيب بْن معرض اليمامي، عَنْ أبيه، عَنْ جده قَالَ: حججت حجة الوداع، فدخلت دارا، فرأيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ووجهه كأنه دارة قمر. قاله ابن منده.
وقال أَبُو نعيم: معيقب بْن معرض اليمامي، أَبُو عَبْد اللَّهِ ذكره بعض المتأخرين- يعني ابن منده- من حديث شاصويه بْن عُبَيْد. وهو وهم فِيهِ إنما هو «معرّض بن معيقيب» لا «معيقيب ابن معرض» .
وقد ذكره عَلى الصحة فِي معرض بْن معيقيب، فلينظر من هناك.
وقد أَخْبَرَنَا عبد الوهاب بْن هبة اللَّه أَخْبَرَنَا أبو غالب بن البناء، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ بْن مَالِكٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنَا شَاصُوَيْهِ بْنُ عُبَيْدٍ أبو محمد اليمامي، حَدَّثَنَا معرض بْن عَبْد اللَّهِ بْن معرض بن مُعَيْقِيبٌ الْيَمَامِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ مُعَرِّضِ بْنِ مُعَيْقِيبٍ قَالَ: حَجَجْتُ حِجَّةَ الْوَدَاعِ، فَدَخَلْتُ دارا بمكة، فرأيت فيها رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَأَنَّ وَجْهَهُ دَارَةُ قَمَرٍ، وَسَمِعْتُ مِنْه عَجَبًا، جَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَامَةِ بِصَبِيٍّ يَوْمَ وُلِدَ، قَدْ لَفَّهُ فِي خِرْقَةٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا غُلامُ، مَنْ أَنَا؟ قَالَ: أَنْتَ رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: صَدَقْتَ، بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ. قَالَ: ثُمَّ إِنَّ الْغُلامَ لَمْ يَتَكَلَّمْ بَعْدَهَا حَتَّى شَبَّ، قَالَ: فَكُنَّا نُسَمِّيهِ مُبَارَكَ الْيَمَامَةِ.
وَهَذَا يُؤَيِّدُ قَوْلَ أبى نعيم.
باب الميم والغين
5053- مغفل بن عبد غنم
(ب) مغفل بْن عبد غنم- وقيل: ابن عبد نهم بْن عفيف بْن سحيم [1] بْن ربيعة بْن عدي، وقيل: عداء [2] بْن ثعلبة المزني.
__________
[1] كذا «سحيم» . وقد تقدم مثله في ترجمة «خزاعيّ بن عبد نهم» : 2/ 131. وأما في ترجمة ابنه «عبد الله بن مغفل» :
3/ 398 فقد تقدم فيه: «عفيف بن أسحم» . ويبدو أنه قيل فيه «سحيم» و «أسحم» . تنظر جمهرة أنساب العرب لابن حزم:
202.
[2] في المطبوعة: «وقيل: عبد بن ثعلبة» . وفي هامش المصورة: «عدان» . والمثبت عن ترجمة ابنه «عبد الله ابن مغفل» . ينظر التعليق رقم: 3.(4/466)
تقدم نسبه عند ذكر ابنه عبد الله. ومغفل هَذَا هُوَ أخو ذي البجادين المزني. وتوفي مغفل بطريق مكة قبل أن يدخلها سنة ثمان عام الفتح، قبل الفتح. ذكر ذلك الطبري.
أخرجه أبو عمر.
5054- مغلس البكري
(د ع) مغلس البكري، والد ركينة بنت مغلس.
وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. روت زينب بنت سَعِيد بْن سويد بْن يَزِيدَ العقيلية، عَنْ ركينة بنت مغلس، عَنْ أبيها: أَنَّهُ وفد عَلَى النَّبِيّ صلى الله عليه وَسَلَّمَ.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم مختصرًا.
5055- مغيث مولى أبى أحمد
(ب د ع) مغيث، مولى أَبِي أحمد بْن جحش، وهو زوج بريرة، قاله ابن منده، وأبو نعيم.
وقال أبو عمر: هو مولى بني مطيع.
وروى عبد الرحمن بْن الْقَاسِم، عَنْ أبيه، عَنْ عائشة: أنها اشترت بريرة من ناس من الأنصار.
وقيل: كَانَ مولى بني المغيرة بْن مخزوم. وَأَبُو أحمد أسدي، من أسد بْن خزيمة، وبنو مطيع من عدي قريش.
ولما اشترتها عائشة كَانَ زوجها مغيث حرا. وقيل: كَانَ عبدا.
أَخْبَرَنَا يحيى بن محمود الأصبهاني وَأَبُو يَاسِرِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ بِإِسْنَادَيْهِمَا إِلَى مُسْلِمِ بْنِ الْحَجَّاجِ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ الْهَمْدَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَى بَرِيرَةَ فَقَالَتْ: إِنَّ أَهْلِي كَاتَبُونِي [1] عَلَى تِسْعِ أَوَاقٍ فِي تِسْعِ سِنِينَ، كَلَّ سَنَةٍ أُوقِيَّةٌ، فَأَعِينِينِي. فَقُلْتُ [2] لَهَا: إِنْ شَاءَ أَهْلُكَ أَنْ أَعُدَّهَا لَهُمْ عَدَّةً وَاحِدَةً [3] وَأُعْتِقَكِ وَيَكُونَ الْوَلاءُ عَلَيَّ فَعَلْتُ. فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لأَهْلِهَا، فَأَبَوْا إِلا أَنْ يَكُونَ الْوَلاءُ لَهُمْ. فَأَتَتْنِي فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لِي، فَانْتَهَرْتُهَا قَالَتْ: فَسَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلَنِي، فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: اشْتَرِيهَا وَأَعْتِقِيهَا، وَاشْتَرِطِي لَهُمُ الْوَلاءَ، فَإِنَّ الْوَلاءَ لِمَنْ أَعْتَقَ. فَفَعَلْتُ، ثُمَّ خَطَبَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشِيَّةً، فَحَمِدَ اللَّه وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَمَا بَالُ أَقْوَامٍ يَشْتَرِطُونَ شَرْطًا لَيْسَ فِي كِتَابِ اللَّهِ. مَا كَانَ من شرط ليس
__________
[1] الكتابة: أن يكاتب الرجل عبده على مال يؤديه إليه منجما، فإذا أداه صار حرا.
[2] في أسد الغابة: «فقالت لها» . والمثبت عن صحيح مسلم.
[3] أي: أعطيها لهم جملة حاضرة.(4/467)
فِي كِتَابِ اللَّهِ فَهُوَ بَاطِلٌ، وَإِنْ كَانَ مِائَةَ شَرْطٍ [1] ! مَا بَالُ رِجَالٍ مِنْكُمْ يَقُولُ أَحَدُهُمْ: «أَعْتِقْ فُلانًا وَالْوَلاءُ لِي» ، إِنَّمَا الْوَلاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ [2] . أَخْبَرَنَا مِسْمَارٌ، وَأَبُو الْفَرَجِ، وَالْحُسَيْنُ، وَغَيْرُهُمْ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ [أَخْبَرَنَا [3]] عَبْدُ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ زَوْجَ بريرة كان عبدا يُقَالُ لَهُ «مُغِيثٌ» ، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ يَطُوفُ خَلْفَهَا يَبْكِي، وَدُمُوعُهُ تَسِيلُ عَلَى لِحْيَتِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلا تَعْجَبُونَ [4] مِنْ حُبِّ مُغِيثٍ بَرِيرَةَ، وَمِنْ بُغْضِ بَرِيرَةَ مُغِيثًا؟! فَقَالَ النَّبِيُّ: لَوْ رَاجَعْتِهِ؟ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تَأْمُرُنِي؟ قَالَ: إِنَّمَا أَشْفَعُ. قَالَتْ:
لا حاجة لي فيه [5] . أخرجه الثلاثة.
5056- مغيث بن عبيد البلوى
(ب) مغيث بْن عُبَيْد بْن إياس البلوي. حليف الأنصار.
قتل بمر الظهران [6] يَوْم الرجيع شهيدا. وهو أخو عَبْد اللَّهِ [7] بْن طارق لأمه.
قَالَ عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ عمارة: واسمه «مغيث» ، بالغين المعجمة.
وقال الواقدي، وابن إِسْحَاق: اسمه معتب بْن عُبَيْد [8] حليف لبني ظفر وقد تقدم فِي «معتب» .
أخرجه أبو عمر.
5057- مغيث بن عمرو
(ب) مغيث بْن عَمْرو أَبُو مروان [9] الأسلمي.
__________
[1] بعده في مسلم: «كتاب الله أحق، وشرط الله أوثق» .
[2] مسلم، كتاب العتق، باب «إنما الولاء لمن أعتق» . 4/ 214.
[3] في المصورة والمطبوعة «حدثنا محمد بن عبد الوهاب» . والصواب عن صحيح البخاري. ومحمد هو ابن سلام بن فرج السلمي. وعبد الوهاب هو ابن عبد المجيد بن الصلت الثقفي. ينظر فتح الباري: 9/ 325، والتهذيب 6/ 449، 9/ 212.
[4] لفظ الصحيح: «فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم لعباس: يا عباس، ألا تعجب ... » .
[5] البخاري، كتاب الطلاق، باب «شفاعة النبي صلّى الله عليه وسلّم في زوج بريرة» . 7/ 61، 62.
[6] مر الظهران: موضع على مرحلة من مكة.
[7] تقدمت ترجمته برقم 3024: 3/ 284.
[8] في المصورة والمطبوعة: «اسمه مغيث بن عبيدة» . والمثبت عن ترجمة «عبيد بن معتب» ، وقد تقدمت برقم 5009: 5/ 224، 225.
[9] في المصورة والمطبوعة: «أبو ثروان» . وقد تقدم في «معتب» أنه أبو مروان، وهو الصواب، بدليل السند فيما يأتى.(4/468)
قاله مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بالغين المعجمة، وآخره ثاء مثلثة. وقيل: معتب وقد تقدم ذكره والاختلاف فِيهِ.
روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ لِمَا أشرف عَلَى خيبر قَالَ لأصحابه وأنا فيهم: اللَّهمّ، رب السموات وما أظللن ... الحديث.
روى هَذَا الحديث سَعِيد [1] بْن عطاء بْن أَبِي مروان عَنْ أبيه، عَنْ جده أَبِي مروان قَالَ: واسمه مغيث بْن عَمْرو. وقال الطبري فِيهِ: معتب، ساكن الْعَين المهملة. وقال غيره: معتب بفتح الْعَين.
أخرجه أبو عمر.
5058- مغيث الغنوي
(ب د ع) مغيث الغنوي.
لَهُ صحبة، وله حديث مع أَبِي هريرة فِي حلب الناقة [2] ، قاله أَبُو عمر مختصرا.
وقال ابن منده، وَأَبُو نعيم: مغيث- وقيل: معتب- بعثه النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم فِي بعض البعوث.
روى حديثه مُحَمَّد بْن يَزِيدَ بْن البراء الغنوي، عَنْ أبيه، عَنْ جده، عَنِ الحارث بْن عُبَيْد، عَنْ أبيه عَنْ جده بهذا الحديث.
أخرجه الثلاثة.
5059- المغيرة بن الأخنس
(ب) المغيرة بْن الأخنس بْن شريق الثقفي.
تقدم نسبه عند ذكر أبيه. وهو حليف بني زهرة. وقتل يَوْم الدار مع عثمان بْن عفان رضي اللَّه عَنْهُما، وأبلى يومئذ بلاء حسنا، وقاتل قتالا شديدا لِمَا أحرقوا باب عثمان، وقال [3] :
لِمَا تهدمت الأبواب واحترقت ... يمّمت منهنّ بابا غير محترق [4]
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 2477: 4/ 1443. في الإصابة: «سعد بن عطاء» ولم نجد سعيدا ولا سعدا، وأبوه عطاء مترجم في الجرح والتعديل لابن أبى حاتم: 3/ 1/ 337.
[2] أخرجه ابن السكن، انظر الحديث في الإصابة، الترجمة 8173: 3/ 431.
[3] الأبيات في الاستيعاب: 4/ 1444.
[4] يريد باب ابن الزبير، كذا ثبت على هوامش الاستيعاب.(4/469)
حقا أقول لعبد اللَّه آمره: ... إن لَمْ تقاتل لدى عثمان فانطلق
والله أتركه [1] ما دام بي رمق ... حَتَّى يزايل بين الرأس والعنق
هُوَ الإمام، فلست اليوم خاذله ... إن الفرار عَليّ اليوم كالسرق
وقاتل حَتَّى قتل.
قَالَ خليفة بْن خياط [2] : بلغني أن الَّذِي قتل المغيرة بْن الأخنس تقطع جذاما [3] بالمدينة.
وقيل [4] : إن الَّذِي قتله رَأَى فِي المنام كأن قائلا يقول لَهُ: «بشر قاتل المغيرة بن الأخنس بالنار» . وهو لا يعرفه، فلما كَانَ يَوْم الدار، خرج المغيرة يقاتل، فقتل ثلاثة، فحذفه [5] ذَلِكَ الرجل بالسيف، فأصاب رجله فقطعها، ثُمَّ ضربه فقتله، ثُمَّ قَالَ: من هَذَا؟ قيل:
المغيرة بْن الأخنس. فقال: ما أراني إلا المبشر بالنار. فلم يزل بشر حتى هلك.
أخرجه أبو عمر.
5060- المغيرة بن الحارث القرشي
(ب د ع) المغيرة بْن الحارث بْن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي، بن عم النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم [6] . كنيته أَبُو سفيان، وَبِهَا اشتهر. وقيل كنيته أَبُو عَبْد الْمَلِكِ.
أسلم فِي الفتح، وشهد حنينا هُوَ وابنه. ويرد فِي الكنى أتم من هذا إن شاء الله تعالى.
أخرجه الثلاثة.
5061- المغيرة بن الحارث القرشي
(ب) المغيرة بْن الحارث بْن عَبْد المطلب الْقُرَشِيّ الهاشمي ابن عم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أخو أَبِي سفيان المقدم ذكره.
لَهُ صحبة. وقد قيل: إن أبا سفيان بْن الحارث اسمه المغيرة. ولا يصح، والصحيح أنه أخوه. هذا كلام أبى عمر.
__________
[1] أي لا أتركه.
[2] الخبر في الاستيعاب من طريق على بن مجاهد، عن فطر بن خليفة.
[3] أي: تقطع بالجذام. والمجذوم: من تهافتت اطرافه من داء الجذام.
[4] هذا القول رواه قتادة، ينظر الاستيعاب: 4/ 1444.
[5] أي: ضربه بالسيف عن جانب.
[6] كتاب نسب قريش: 85.(4/470)
قلت: وقد ذكره ابن الكلبي والزبير بْن بكار وغيرهما فقالوا: اسم أَبِي سفيان المغيرة، وهو الشاعر [1] . وهذا يؤيد ما قاله ابن منده وَأَبُو نعيم من أن المغيرة اسم أَبِي سفيان، لا اسم أخ لَهُ. وجعله أَبُو عمر ترجمتين، عَلَى ظنه أنهما اثنان، وسماهما فِي الترجمتين المغيرة. وقال ما ذكرناه عَنْهُ، والله أعلم.
أخرج هَذِه الترجمة أَبُو عمر.
5062- المغيرة بن الحارث بن هشام
(ع س) المغيرة بْن الحارث بْن هِشَام.
أورده الحضرمي فِي الصحابة، وروى بِإِسْنَادِهِ عَنْ معاوية بْن يحيى بْن المغيرة، عَنْ يحيى ابن المغيرة، عَنْ أبيه، عَنْ جده المغيرة بْن الحارث بْن هِشَام قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم: يكفي المؤمن الوقعة فِي الشهر. أخرجه أَبُو نعيم، وَأَبُو موسى. [2]
5063- المغيرة بن سلمان
(س) المغيرة بْن سلمان الخزاعي.
أورده ابن شاهين فِي الصحابة، روى بِإِسْنَادِهِ عَنْ حماد بن سلمة، عن حميد، عن المغيرة ابن سلمان الخزاعي: أن رجلين اختصما فِي شيء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: هَلْ لكما فِي الشطر؟
وأومأ بيده. أخرجه أبو موسى [3] .
5064- المغيرة بن شعبة
(ب د ع) المغيرة بْن شُعْبَة بْن أَبِي عَامِر بْن مَسْعُود بْن معتب بْن مالك بن كعب بن عمرو ابن سعد بْن عوف بْن قيس، وهو ثقيف- الثقفي [4] . يكنى أبا عَبْد اللَّهِ. وقيل: أَبُو عِيسَى.
وأمه أمامة بنت الأفقم أَبِي عمر [5] ، ومن بنى نصر بن معاوية.
__________
[1] ترجم له المرزباني في معجم الشعراء: 271.
[2] ينظر الإصابة، الترجمة 8607: 3/ 500.
[3] في الإصابة 3/ 500: «وقد ذكر ابن أبى حاتم المغيرة المذكور في التابعين، وقال: «روى عن ابن عمر. وكذا ذكره ابن حبان في الثقات، ورواية عن ابن عمر عن النسائي» وتنظر ترجمة المغيرة بن سلمان في الجرح والتعديل لابن أبى حاتم:
4/ 1/ 223.
[4] تنظر جمهرة أنساب العرب لابن حزم: 267.
[5] في المطبوعة: «الأفقم بن أبى عمر» . وقد أثبتنا ما في المصورة.(4/471)
أسلم عام الخندق، وشهد الحديبية، وله فِي صلحها كلام مع عروة بْن مسعود، وقد ذكر فِي السير [1] .
وَكَانَ يذكر أن رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم كناه أبا عِيسَى، وكناه عمر بْن الخطاب أبا عَبْد اللَّهِ.
وَكَانَ موصوفا بالدهاء، قَالَ الشعبي: «دهاة العرب أربعة: معاوية بْن أَبِي سفيان، وعمرو ابن العاص، والمغيرة بْن شعبة، وزياد، فأما معاوية بْن أَبِي سفيان فللأناة والحلم، وأما عَمْرو ابن العاص فللمعضلات، وأما المغيرة فللمبادهة، وأما زياد فللصغير والكبير. وكان [2] قيس ابن سعد بْن عبادة من الدهاة المشهورين، وَكَانَ أعظمهم كرما وفضلا.
قيل: إن المغيرة أحصن ثلاثمائة امرأة فِي الإسلام، وقيل: ألف امرأة.
وولاه عمر بْن الخطاب البصرة، ولم يزل عليها حَتَّى شهد عَلَيْهِ بالزنا، فعزله. ثُمَّ ولاه الكوفة فلم يزل عَلَيْها حَتَّى قتل عمر، فأقره عثمان عليها. ثُمَّ عزله، وشهد اليمامة، وفتوح الشام، وذهبت عينه باليرموك، وشهد القادسية، وشهد فتح نهاوند. وَكَانَ عَلَى ميسرة النعمان بْن مقرن، وشهد فتح همدان وغيرها.
واعتزل الفتنة بعد قتل عثمان، وشهد الحكمين، ولما سلم الْحَسَن الأمر إِلَى معاوية، استعمل عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن العاص عَلَى الكوفة، فقال المغيرة لمعاوية: تجعل عمرا عَلَى مصر والمغرب، وابنه عَلَى الكوفة، فتكون بين فكي أسد! فعزل عَبْد اللَّهِ عَنِ الكوفة، واستعمل عليها المغيرة، فلم يزل عليها إِلَى أن مات سنة خمسين.
روى عنه من الصحابة: أَبُو أمامة الباهلي، والمسور بْن مخرمة، وقرة المزني. ومن التابعين أولاده: عروة، وَحَمْزَة، وعقار [3] . وروى عَنْهُ مولاه وراد، ومسروق، وقيس بْن أَبِي حازم، وَأَبُو وائل، وغيرهم.
وهو أول من وضع ديوان البصرة، وأول من رشا فِي الإسلام، أعطى يرفأ [4] حاجب عمر شيئا حتى أدخله إلى دار عمر.
__________
[1] تنظر سيرة ابن هشام: 1/ 313.
[2] قوله: «وكان قيس ... » من كلام أبى عمر في الاستيعاب: 4/ 1446.
[3] في المطبوعة: «وعفار» . بالفاء، والصواب عن المصورة، والخلاصة، وفيها: «عقار- بفتح أوله، والقاف المشددة ابن المغيرة بن شعبة الثقفي» . وفي جمهرة أنساب العرب، والنشرة الثانية 267، في ذكر أولاده: ... وعمار» . وهو خطا.
[4] في المطبوعة: «أعطى برقا» . وهو خطأ، والصواب «يرفأ» - بفتح الياء وسكون الراء، وفتح الفاء- وهو كذلك في المصورة، وتاج العروس (رفا) والخبر في المعارف لابن قتيبة: 558.(4/472)
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ، بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى: حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي سُورُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، عَنْ كَاتِبِ الْمُغِيرَةِ. وَهُوَ وَرَّادٌ- عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ: أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَسَحَ أَعْلَى الْخُفِّ وَأَسْفَلَهُ [1] . وتوفي بالكوفة سنة خمسين، ولما توفي وقف مصقلة بْن هبيرة الشيباني [2] عَلَى قبره فقال [3] :
إن تحت الأحجار حزما وجودا ... وخصيما ألد ذا معلاق [4]
حية فِي الوجار أربد، لا ينفع ... مِنْه السليم نفث الراقي [5]
ثُمَّ قَالَ: أما والله لقد كنت شديد العداوة لمن عاديت، شديد الأخوة لمن آخيت.
أخرجه الثلاثة.
5065- المغيرة بن نوفل القرشي
(ب س) المغيرة بْن نوفل بْن الحارث بْن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي [6] .
ولد عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم بمكة قبل الهجرة، وقيل: لَمْ يدرك من حياة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا ست سنين. يكنى أبا يَحْيَى، بابنه يَحْيَى، وأم يَحْيَى أمامة بنت أبي العاص بن الربيع، وأمها زينب بِنْت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وكانت أمامة قد تزوجها عَليّ بْن أَبِي طالب، فلما جرح عَليّ أوصى أن يتزوجها المغيرة بْن نوفل [7] ، فتزوجها بعد قتل عَليّ. وقيل: كَانَ يكنى أبا حليمة.
وهو الَّذِي ألقى القطيفة عَلَى ابن ملجم لِمَا ضرب عليا، فإن الناس لِمَا هموا بأخذ ابن ملجم، حمل عليهم بسيفه، فأفرجوا لَهُ، فتلقاه المغيرة، فألقى عَلَيْهِ قطيفة كانت معه، واحتمله وضرب بِهِ الأرض، وأخذ سيفه. وَكَانَ شديد القوة، وحبسه حَتَّى مات عَليّ كرم اللَّه وجهه، فقتل ابن ملجم.
__________
[1] تحفة الأحوذي، أبواب الطهارة، باب «ما جاء في المسح على الخفين، أعلاه وأسفله» ، الحديث 97/ 1/ 321- 323، وقال الترمذي: «وهذا قول غير واحد من أصحاب النبي. صلى الله عليه وسلم، والتابعين ومن بعدهم من الفقهاء، وبه يقول مالك والشافعيّ وإسحاق. وهذا حديث معلول، لم يسنده عن ثور بن يزيد غير الوليد بن مسلم» .
[2] لمصقلة ترجمة في معجم الشعراء للمرزباني: 447.
[3] البيتان في الاستيعاب: 4/ 1446. والأول في لسان العرب (علق) منسوبا إلى المهلهل.
[4] المعلاق: اللسان البليغ.
[5] الوجار- بكسر الواو وفتحها- جحر الضبع والأسد والذئب والثعلب ونحو ذلك. والربدة: الغبرة، والسليم: الملدوغ.
[6] كتاب نسب قريش: 86.
[7] المعارف لابن قتيبة: 127، 142، وكتاب نسب قريش: 86.(4/473)
وشهد المغيرة مع عَليّ صفين، وَكَانَ قاضيا فِي خلافة عثمان.
روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديثا واحدا، رواه عَبْد الْمَلِكِ بْن نوفل، عَنْ أبيه، عَنْ جده، عَنِ المغيرة بْن نوفل قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم: من لم يحمد عدلا، ولم يذم جورا، فقد بارز اللَّه تعالى بالمحاربة [1] . وقيل: إن حديثه مرسل. وقد روى عَنْ أَبِي بْن كعب، وعن كعب الأحبار.
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى، وقال أَبُو موسى: ذكره ابن شاهين فِي الصحابة:
5066- المغيرة بن هشام
(ب) المغيرة بن هشام، وكنية هِشَام أَبُو ذئب، يعرف بِهَا، وهو ابن شعبة بن عبد الله ابن قيس بْن عبد ود بْن نصر بْن مالك بْن حسل بْن عامر بْن لؤي بْن غالب، جد مُحَمَّد بْن عبد الرحمن بْن المغيرة، المعروف بابن أَبِي ذئب، الفقيه المدني.
ولد عام الفتح، وروى عَنْ عمر بْن الخطاب. روى عَنْهُ ابن أَبِي ذئب:
أخرجه أَبُو عمر [2] ، وساق نسبه كما ذكرناه. وقال غيره فِي نسبه: عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي قيس، والله أعلم.
باب الميم والفاء والقاف
5067- مفروق بن عمرو
(د ع) مفروق بْن عَمْرو الأصم بْن قيس بْن مسعود بْن عَامِر بْن عَمْرو بن أبى ربيعة بن ذهل ابن شيبان بْن ثعلبة بْن عكابة بْن صعب بْن عَليّ بْن بَكْر بْن وائل الشيباني. واسم مفروق النعمان، وهو بمفروق أشهر.
روى أبان بْن تغلب [3] ، عَنْ عكرمة، عَنِ ابن عباس، عَنْ عَليّ بْن أَبِي طالب كرم اللَّه وجهه قَالَ: تَلا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ 6: 151 [4] الآية على بنى شيبان،
__________
[1] وقال الحافظ في الإصابة 3/ 433: «قال ابن شاهين: غريب، ولا أعلم المغيرة غيرة، وجزم أبو أحمد العسكري بأن هذا الحديث مرسل وذكر ابن حبان المغيرة هذا في ثقات التابعين. والراجح ما قاله أبو عمر، والحديث ليس بثابت..»
[2] الاستيعاب: 4/ 1445.
[3] في المطبوعة والمصورة: «ثعلب» ، بالفاء والعين وهو خطأ، والصواب عن الخلاصة.
[4] سورة الأنعام، آية: 151.(4/474)
وفيهم المثني بْن حارثة، ومفروق بْن عَمْرو، وهانئ بْن قبيصة، والنعمان بْن شريك، فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أَبِي بكر فقال: بأبي أنت! ما وراء هؤلاء عون من قومهم، هؤلاء غرر الناس.
فقال مفروق بْن عَمْرو، وقد غلبهم لسانا وجمالا: والله ما هَذَا من كلام أهل الأرض، ولو كَانَ من كلامهم لعرفناه. وقال المثنى كلاما نحو معناه، فتلا رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى 16: 90 [1] ... الآية، فقال مفروق: دعوت والله يا قرشي إِلَى مكارم الأخلاق، وَإِلى محاسن الأفعال، وقد أفك قوم كذبوك وظاهروا عليك. وقال المثنى: قد سمعت مقالتك، واستحسنت قولك، وأعجبني ما تكلمت بِهِ، ولكن علينا عهد، من كسرى لا نحدث حدثا، ولا نؤوى محدثا [2] ولعل هَذَا الأمر الَّذِي تدعونا إليه مما يكرهه الملوك. فإن أردت أن ننصرك ونمنعك مما يلي بلاد العرب فعلنا. فقال النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم: ما أسأتم إِذْ أفصحتم بالصدق، إنه لا يقوم بدين اللَّه إلا من حاطه بجميع جوانبه. ثُمَّ نهض رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم عَلَى يد أَبِي بكر. أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو نعيم: لا أعرف لمفروق إسلاما.
5068- المقترب
المقترب كَانَ اسمه الأسود، فسماه رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم المقترب. وقد تقدم ذكره في الأسود [3]
5069- المقداد بن عمرو
(ب د ع) المقداد بْن عَمْرو بْن ثعلبة بْن مالك بْن ربيعة بْن ثمامة بن مطرود بن عمرو ابن سعد [4] بْن دهير بْن لؤي بْن ثعلبة بْن مالك بْن الشريد بْن أَبِي أهون بن قاس بن دريم ابن القين بْن أهود [5] بْن بهراء بْن عَمْرو بن الجاف بن قضاعة البهراوى، المعروف بالمقداد ابن الأسود. وهذا الأسود الَّذِي ينسب إليه هُوَ الأسود بْن عبد يغوث الزُّهْرِيّ، وَإِنما نسب إليه لأن المقداد حالفه، فتبناه الأسود. فنسب إليه. ويقال لَهُ أيضا: المقداد الكندي. وَإِنما قيل لَهُ ذَلِكَ، لأنه أصاب دما فِي بهراء، فهرب منهم إِلَى كنده فحالفهم، ثُمَّ أصاب فيهم دما فهرب إِلَى مكة فحالف الأسود بن عبد يغوث.
__________
[1] سورة النحل، آية: 90.
[2] الحدث: الأمر المنكر الّذي ليس بمعتاد ولا معروف في السنة والمحدث- بكسر الدال: فاعله.
[3] تنظر الترجمة 142: 1/ 102. 103.
[4] في جمهرة أنساب العرب 441: «عمرو بن سعيد» . وفي سيرة ابن هشام: 1/ 325 مثل ما هنا.
[5] في المطبوعة والمصورة: «أهون» ، بالنون. والصواب عن الجمهرة. وسيرة ابن هشام: 1/ 326.(4/475)
وقال أحمد بْن صالح الْمصْرِيّ [1] ! هُوَ حضرمي، وحالف أبوه كنده فنسب إليها، وحالف هُوَ الأسود بْن عبد يغوث فنسب إليه.
والصحيح أَنَّهُ بهراوي، كنيته أَبُو معبد، وقيل: أَبُو الأسود.
وهو قديم الإسلام من السابقين، وهاجر إِلَى أرض الحبشة، ثُمَّ عاد إِلَى مكة، فلم يقدر عَلَى الهجرة إِلَى المدينة لِمَا هاجر إِلَيْهَا رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم، فبقي إِلَى أن بعث رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم عبيدة ابن الحارث فِي سرية، فلقوا جمعا من المشركين عليهم عكرمة بْن أَبِي جهل، وَكَانَ المقداد وعتبة بْن غزوان قد خرجا مع المشركين ليتوصلا إِلَى المسلمين، فتواقفت الطائفتان، ولم يكن قتال، فانحاز المقداد وعتبة إِلَى المسلمين [2] .
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ السَّمِينِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ يونس بْن بكير، عَنِ ابن إِسْحَاق، في تسمية مَنْ هَاجَرَ إِلَى الْحَبَشَةِ مِنْ بَنِي زُهْرَةَ، «ومن بهراء المقداد بن عمرو، وكان يقال له، المقداد ابن الأسود بْن عَبْد يغوث بْن وهب بْن عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ، وَذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ تَبَنَّاهُ وَحَالَفَهُ [3] .
وَشَهِدَ بَدْرًا أَيْضًا، وَلَهُ فِيهَا مَقَامٌ مَشْهُورٌ. وَبِهَذَا الإِسْنَادِ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قال: أتى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا سَارَ إِلَى بَدْرٍ الْخَبَرُ عَنْ قُرَيْشٍ بِمَسِيرِهِمْ لِيَمْنَعُوا عِيرَهُمْ، فَاسْتَشَارَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ فَأَحْسَنَ، وَقَالَ عُمَرُ فَأَحْسَنَ، ثُمَّ قَامَ الْمِقْدَادُ بْنُ عَمْرٍو فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، امْضِ لِمَا أُمِرْتَ بِهِ فَنَحْنُ مَعَكَ، وَاللَّهِ لا نَقُولُ لَكَ كَمَا قَالَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ لموسى: فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقاتِلا إِنَّا هاهُنا قاعِدُونَ 5: 24 [4] ، وَلَكِنِ: اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا مَعَكُمَا مقاتلون، فو الّذي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ نَبِيًّا لَوْ سِرْتَ بِنَا إِلَى بِرَكِ الْغِمَادِ [5] لَجَالَدْنَا مَعَكَ مَنْ دُونَهُ، حَتَّى تَبْلُغَهُ.
فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلّم خيرا، ودعا له [6] .
__________
[1] هو الإمام أبو جعفر أحمد بن صالح الطبري المصري الحافظ، سمع من ابن عيينة وابن وهب وخلق. قال عنه محمد بن عبد الله بن نمير: «إذا جاوزت الفرات، فليس أحد مثل أحمد بن صالح» . وقال ابن وارة الحافظ: «أحمد بن حنبل ببغداد وأحمد بن صالح بمصر، وابن نمير بالكوفة، والنفيل بحران، هؤلاء أركان الدين» . توفى سنة 248. ينظر العبر للذهبى. 1/ 450.
[2] سيرة ابن هشام: 1/ 591، 592، 593، وتنظر ترجمة عبيدة بن الحارث، 3/ 553، وترجمة عتبة ابن غزوان: 3/ 565.
[3] سيرة ابن هشام: 1/ 325، 326.
[4] سورة المائدة، آية: 24.
[5] برك الغماد- بكسر الباء، وضم الغين وكسرها: موضع وراء مكة بخمس ليال، وقيل بلد باليمن (ياقوت) .
[6] سيرة ابن هشام: 1/ 614، 615. وأنظره في الطبقات الكبرى لابن سعد: 3/ 1/ 114، 115.(4/476)
قِيلَ: لَمْ يَكُنْ بِبَدْرٍ صَاحِبَ فَرَسٍ غَيْرُ الْمِقْدَادِ، وَقِيلَ غَيْرَهُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
وَكَانَ المقداد من أول من أظهر الإسلام بمكة، قَالَ ابن مسعود: أول من أظهر الإسلام بمكة سبعة منهم: المقداد.
وشهد أحدا أيضا والمشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، ومناقبه كثيرة:
أَخْبَرَنَا غَيْرُ وَاحِدٍ بِإِسْنَادِهِمْ عَنْ أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى الْفَزَارِيُّ- ابْنُ بِنْتِ السُّدِّيِّ- حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي رَبِيعَةَ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله عز وجل أَمَرَنِي بِحُبِّ أَرْبَعَةٍ، وَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ يُحِبُّهُمْ. قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ سِمِّهِمْ لَنَا. قَالَ: عَلِيٌّ مِنْهُمْ- يَقُولُ ذَلِكَ ثَلاثًا وَأَبُو ذَرٍّ، وَالْمِقْدَادُ، وَسَلْمَانُ [1] وروي عَليّ بْن أَبِي طالب عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لَمْ يكن نبي إلا أعطي سبعة نجباء وزراء ورفقاء، وَإِني أعطيت أربعة عشر: حَمْزَة، وجعفر، وَأَبُو بكر، وعمر، وَعَليّ، والحسن والحسين، وابن مسعود، وسلمان، وعمار، وحذيفة، وَأَبُو ذر [2] ، والمقداد، وبلال. وشهد المقداد فتح مصر. روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، وروى عَنْهُ من الصحابة: عَليّ، وابن عباس، والمستورد بْن شداد، وطارق بْن شهاب، وغيرهم. ومن التابعين، عبد الرحمن بْن أَبِي ليلى، وميمون بْن أَبِي شبيب، وعبيد اللَّه بْن عدي بْن الخيار، وجبير بْن نفير، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الْفَقِيهُ وَغَيْرُهُ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى قال: حدثنا سويد ابن نَصْرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، حَدَّثَنِي سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا الْمِقْدَادُ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا كان يَوْمُ الْقِيَامَةِ أُدْنِيَتِ الشَّمْسُ مِنَ الْعِبَادِ، حَتَّى تَكُونَ قَيْدَ [3] مِيْلٍ أَوِ اثْنَيْنِ- قَالَ سُلَيْمٌ: لا أَدْرِي أَيَّ الْمَيْلَيْنِ عَنَى، أَمَسَافَةَ الأَرْضِ أَمِ الْمَيْلِ الَّذِي يُكَحَّلُ بِهِ الْعَيْنُ قَالَ: فَتَصْهَرُهُمُ الشَّمْسُ، فَيَكُونُونَ فِي الْعَرَقِ بِقَدْرِ [4] أَعْمَالِهِمْ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَأْخُذُهُ إِلَى عَقِبَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يأخذه إلى ركبتيه،
__________
[1] تحفة الأحوذي، أبواب المناقب، باب «مناقب على رضى الله عنه» ، الحديث 3802: 10/ 220، وقال:
هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث شريك» . وقال الحافظ أبو العلى: «وأخرجه ابن ماجة والحاكم» .
[2] أخرجه الترمذي في أبواب المناقب، باب مناقب أهل البيت، الحديث 3877: 10/ 291، وقال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. وقد روى هذا الحديث عن على موقوفا» . هذا وفي رواية الترمذي (مصعب بن عمير» بدل «أبى ذر» .
[3] أي: قدر ميل.
[4] في المصورة والمطبوعة: «كقدر» . والمثبت عن الترمذي.(4/477)
وَمِنْهُمْ مَنْ يَأْخُذُهُ إِلَى حِقْوَيْهِ [1] ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُلْجِمُهُ إِلْجَامًا- فَرَأَيْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُشِيرُ بِيَدِهِ إِلَى فِيهِ، أَيْ: يُلْجِمُهُ إِلْجَامًا [2] . أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْقَاهِرِ الْخَطِيبُ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو محمد جعفر ابن أَحْمَدَ السَّرَّاجُ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُحَسِّنِ التَّنُوخِيُّ، حدثنا أبو عمر بن حَيُّوَيْهِ الْخَزَّازُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ الْعَبَّاسُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ هَارُونَ الطُّوسِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ، عَنْ مُوسَى بْنِ يَعْقُوبَ، عَنْ عَمَّتِهِ، عَنْ أُمِّهَا: أَنَّ الْمِقْدَادَ فَتَقَ بَطْنُهُ فَخَرَّجَ مِنْهُ الشَّحْمَ [3] .
وكانت وفاته بالمدينة فِي خلافة عثمان، ومات بأرض لَهُ بالجرف، وحمل إِلَى المدينة، وأوصى إِلَى الزبير بْن العوام. وَكَانَ عمره سبعين سنة، وَكَانَ رجلا ضخما، قاله مَنْصُور، عَنْ إِبْرَاهِيم، عَنْ همام بْن الحارث.
أخرجه الثلاثة.
5070- المقدام بن معديكرب
(ب د ع) المقدام بْن معديكرب بْن عَمْرو بْن يَزِيدَ بْن معديكرب [4] بن سيّار بن عبد الله ابن وهب بْن ربيعة بْن الحارث بْن معاوية بْن ثور بْن عفير الكندي، أَبُو كريمة، وقيل:
أَبُو يَحْيَى. كذا نسبه أَبُو عمر.
وقال ابن الكلبي: هو المقدام بْن معديكرب بْن عَمْرو بْن يَزِيدَ بْن معديكرب بن سيّار ابن عَبْد اللَّهِ بْن وهب بْن الحارث الأكبر بْن معاوية الكندي.
وهو أحد الوفد الَّذِينَ وفدوا عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم من كنده. يعد فِي أهل الشام، وبالشام مات سنة سبع وثمانين، وهو بن إحدى وتسعين سنة.
روى عَنْهُ سُلَيْم بْن عَامِر الخبائري، وخالد بْن معدان، والشعبي، وَأَبُو عامر الهوزني، وغيرهم.
__________
[1] الحقو- بفتح الحاء: الخصر.
[2] تحفة الأحوذي، أبواب القيامة، الحديث 2536: 7/ 104- 106، وقال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح» .
[3] لم نجد هذا الخبر في طبقات ابن سعد، ينظر ترجمته فيها: 3/ 1/ 114- 116.
[4] في الاستيعاب 4/ 1482: «معديكرب بن عبد الله» ، فلم يذكر فيها: «بن سيار» وفي المصورة: «بن سنان» ، فأثبتنا ما في المطبوعة. حيث لم يتبين لنا وجه الصواب، خاصة وأنه في المصورة في سياق ابن الكلبي: «بن سيار» . وقد خلا نسب «كندة» في الجمهرة من ذكر المقدام، ينظر: 425- 429.(4/478)
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ الدِّمَشْقِيُّ إِجَازَةً، [1] أَخْبَرَتْنَا أُمُّ الْمُجْتَبَى الْعَلَوِيَّةُ إِذْنًا، أَنْبَأَنَا إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر بن المقري [2] ، أنبأنا أبو يعلى الموصلي، حدّثنا داود ابن رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ (ح) ، قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَأَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابن الحسن بن إبراهيم، حدثنا أبو الفرج بن بِشْرِ بْنِ أَحْمَدَ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بن الحسين ابن مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ [اللَّهِ [3]] الذُّهْلِيُّ الْقَاضِي، حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ مُوسَى بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى وَيَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ بَحِيرِ [4] بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِيكَرِبَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ خِصَالٌ، يُغْفَرُ لَهُ فِي أَوَّلِ دُفْعَةٍ [5] مِنْ دَمِهِ، وَيَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَيُحَلَّى حِلْيَةَ [6] الإِيمَانِ، وَيُزَوَّجُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ، وَيُجَارُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَيَأْمَنُ يَوْمَ الْفَزَعِ الأَكْبَرِ، وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ، الْيَاقُوتَةُ مِنْهُ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَيُزَوَّجُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ زَوْجَةً مِنَ الْحُورِ الْعِينِ، وَيُشَفَّعُ فِي سَبْعِينَ إنسانا من أهل بيته [7]- اللفظ للذهلى. أخرجه الثلاثة.
5071- مقسم زوج بريرة
(س) مقسم زوج بريرة.
أورده جَعْفَر المستغفري، وروى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عجلان، عَنْ يَحْيَى بْن عُرْوَةَ بْن الزُّبَيْرِ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة قالت: كَانَ فِي بريرة ثلاث سنن، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها: «الولاء- لمن أعتق» .
وَكَانَ زوجها عبدا يقال لها «مقسم» ، فلما عتقت قلت لَهَا: ألم تعلمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
__________
[1] تقدم في 4/ 177 أن أبا محمد إنما يروى عن أبيه، عن أم المجتبى.
[2] هو أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيِّ الأصبهاني الحافظ، لقي أبا يعلى وعبدان وطبقتهما، قال عنه أبو نعيم: محدث كبير ثقة صاحب مسانيد. توفى سنة 381 عن 96 سنة. هذا وقد تقدم في ترجمة عمر بن الخطاب 4/ 177 في هذا السند:
«أخبرنا أبو محمد بن المقرئ» . وصوابه: «أخبرنا أبو بكر محمد ... » .
[3] ما بين القوسين عن ترجمة الذهلي في العبر: 2/ 344.
[4] في المطبوعة،: «يحيى بن سعيد» . وقد تردد الناسخ في المخطوطة بين يحيى وبحير. والصواب ما أثبتناه- وتنظر الخلاصة وسنن ابن ماجة.
[5] الدفعة- بضم الدال-: ما دفع من سقاء أو إناء، فانصب بمرة.
[6] في سنن ابن ماجة: «ويحلى حلة» .
[7] أخرجه ابن ماجة بنحوه في كتاب الجهاد، باب فضل الشهادة في سبيل الله» ، الحديث 2799: 2/ 935، 936 من طريق إسماعيل بن عياش.(4/479)
قَالَ: إنك أملك بأمرك ما لَمْ يطأك، وما أحب أن تفعلي. قالت: لا حاجة لي بِهِ. والأخرى شأن الصدقة حين قَالَ: بلغت محلها [1] . كذا سماه فِي هَذَا الحديث، والمشهور فِي اسمه أَنَّهُ «مغيث» [2] . والله أعلم:
أخرجه أبو موسى.
5072- مقعد
(س) مقعد:
أورده أَبُو جَعْفَر، وروى بِإِسْنَادِهِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ نمران قَالَ: رأيت بتبوك رجلا مقعدا فقال:
مررت بين يدي رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم وأنا عَلَى حمار، وهو يصلي، فقال: اللَّهمّ، اقطع أثره. فما مشيت عليها [3] : أخرجه أبو موسى [4] :
5073- مقوقس
(د ع) مقوقس صاحب الإسكندرية.
أهدى إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ذكره ابن منده وَأَبُو نعيم، ولا مدخل لَهُ فِي الصحابة، فإنه لَمْ يسلم، ولم يزل نصرانيا، ومنه فتح المسلمون مصر فِي خلافة عمر رضي اللَّه عَنْهُ، ولهما [5] أمثال هَذَا، ولا وجه لذكره.
قَالَ ابن ماكولا: اسم المقوقس جريج. يعنى بجيمين، أوّلهما مضمومة.
__________
[1] ينظر الحديث من غير هذه الطريق في البخاري، كتاب الطلاق، باب «لا يكون بيع الأمة طلاقا» : 7/ 61. ومسلم، كتاب العتق، باب «إنما الولاء لمن أعتق» : 4/ 214، 215، ومسند الإمام أحمد: 6/ 178.
[2] ينظر ترجمة «مغيث مولى أبى أحمد بن جحش» .
[3] في المطبوعة: «عليهما» . والمثبت عن المصورة. والحديث رواه أبو داود في كتاب الصلاة، باب «ما يقطع الصلاة» ، الحديث 705: 1/ 188.
[4] قال الحافظ في الإصابة، الترجمة 8614/ 3/ 502: «وهو وهم، وإنما هي صفة، ومحله أن يذكر في المبهمات،
[5] أي: لابن مندة وأبى نعيم.(4/480)
باب الميم والكاف
5074- مكحول
(س) مكحول، مولى رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم.
أورده جَعْفَر فِي الصحابة، وروى بإسناده عَنْ سلمة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق، عَنْ أَبِي وجزة يزيد بْن عُبَيْد السعدي قَالَ: لِمَا انتهى بالشيماء إِلَى رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم، وهي بنت الحارث بْن عبد العزى، من بني سعد بْن بكر قالت: يا رَسُول اللَّهِ، إِنِّي لأختك من الرضاعة ... وذكر الحديث قَالَ: فخيرها رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: إن أحببت فعندي محبة مكرمة، وَإِن أحببت أن أمتعك [1] وترجعي إِلَى قومك [2] ؟ فقالت [3] بَلْ تمتعني وتردّنى إلى قومي. فمنعها وردها إِلَى قومها فزعم بنو سعد أَنَّهُ أعطاها غلاما يقال لَهُ «مكحول» وجارية، فزوجت إحداهما بالآخر فلم يزل فيهم من نسلهم بقية [4] .
أخرجه أبو موسى.
5075- مكرم الغفاريّ
(د ع) مكرم الغفاري.
روى نضلة بْن عَمْرو الغفاري أن رجلا من بني غفار أتى إِلَى النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم، فقال: ما اسمك؟
قَالَ: مهران، قَالَ: بَلْ أنت مكرم- وقيل: كَانَ اسمه مهان [5] ، فقال: بَلْ أنت مكرم: أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
5076- مكلبة بن ملكان
(س) مكلبة بْن ملكان.
أورده جَعْفَر وغيره في الصحابة:
__________
[1] أي: أعطيك ما يكون به الإمتاع والانتفاع.
[2] لفظ السيرة: «وترجعى إلى قومك، فعلت» .
[3] في المطبوعة: «فقال: بل ... » . وهو خطأ، والصواب عن المصورة والسيرة.
[4] سيرة ابن هشام: 2/ 458.
[5] في المصورة والمطبوعة: «وقيل: كان اسمه نبهان» ، بالنون والباء، والمثبت عن الإصابة، الترجمة 8196:
3/ 436، ولعل الصواب ما أثبتناه، بدليل أن الرسول قد استبدل به مكرما.(4/481)
روى المظفر بْن عَاصِم بْن الأغر العجلي [1] سنة إحدى عشرة وثلاثمائة قَالَ: حَدَّثَنَا مكلبة ابن ملكان فِي مدينة خوارزم- وذكر أَنَّهُ غزا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم أربعا وعشرين غزوة ومع سراياه- قَالَ: بينما نَحْنُ مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى الله عليه وسلم إِذْ أقبل شيخ يقال لَهُ «ابن فلان» قد سقط حاجباه عَلَى عينيه من الكبر، فسلم عَلَى رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم، فرد وقال: يا ابن فلان، ألا أبشرك فِي شيبك هَذَا؟ وذكر حديثا طويلا فِي فضل الشيب. أخرجه أَبُو موسى، ولو تركه لكان أصلح!
5077- مكنف الحارثي
(ب ع س) مكنف الْحَارِثِيّ.
ذكره الْحَسَن بْن سفيان فِي الوحدان.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى، كِتَابَةً، أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سعد، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ [2] وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ مُكْنِفٍ الْحَارِثِيِّ قَالَ: أَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ خَيْبَرَ مُحَيِّصَةَ بْنَ مَسْعُودٍ ثَلاثِينَ وَسْقًا شَعِيرًا، وَثَلاثِينَ وَسْقًا تَمْرًا.
أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ، وَأَبُو عُمَرَ، وَأَبُو موسى.
5078- مكنف بن زيد الخيل
(س) مكنف بْن زيد الخيل الطائي [3] . تقدم نسبه عند ذكر أبيه، وَكَانَ أكبر أولاد زيد الخيل، وبه كَانَ يكنى.
وشهد قتال أهل الردة هُوَ وأخوه حريث بْن زيد الخيل مع خَالِد بْن الْوَلِيد. وقد ذكره أَبُو عمر فِي ترجمة أبيه زيد الخيل [4] .
وحماد الرواية مولى مكنف، قاله القتيبي فِي «المعارف [5] » .
أخرجه أبو موسى.
__________
[1] في الإصابة 3/ 405: «المظفر بن أبى الأغر» . ولم نجده.
[2] في المصورة والمطبوعة: «محمد بن مسلمة» . ولعل الصواب ما أثبتناه وهو محمد بن مسلم بن عبيد الله الزهري.
ينظر التهذيب: 9/ 39، 445.
[3] هو زيد بن مهلهل، وقد تقدمت ترجمته برقم 1877: 2/ 301.
[4] ينظر الاستيعاب، الترجمة 862: 2/ 559.
[5] المعارف لابن قتيبة: 333.(4/482)
5079- مكيتل الليثي
(د ع) مكيتل الليثي.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر بِإِسْنَادِهِ عَنْ يونس، عَنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جعفر ابن الزُّبَيْرِ قَالَ: سَمِعْتُ زِيَادَ بْنَ سَعْدِ بْنِ ضُمَيْرَةَ [1] السُّلَمِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ: أَنَّ أَبَاهُ وَجَدَّهُ شَهِدَا حُنَيْنًا مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالا: صَلَّى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الظُّهْرَ، ثُمَّ عَمَدَ إِلَى ظِلِّ شَجَرَةٍ، فَقَامَ إِلَيْهِ الأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ وَعُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ يَخْتَصِمَانِ فِي دَمِ عَامِرِ بْنِ الأَضْبَطِ، الأَشْجَعِيِّ، وَكَانَ قَتَلَهُ مُحَلِّمُ بْنُ جَثَّامَةَ، فَعُيَيْنَةُ يَطْلُبُ بِدَمِ الأَشْجَعِيِّ عَامِرِ بْنِ الأَضْبَطِ لأَنَّهُ مِنْ قَيْسٍ، وَالأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ يَدْفَعُ عَنْ محلّم لأَنَّهُ مِنْ خِنْدِفٍ. فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي لَيْثٍ يُقَالُ لَهُ «مُكَيْتِلٌ» ، مَجْمُوعٌ قَصِيرٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا وَجَدْتُ لِهَذَا الْقَتِيلِ فِي غُرَّةِ الإِسْلامِ شَبِيهًا إِلا كَغَنَمٍ وَرَدَتْ فرميت أولاها فنفرت أخراها، اسنن اليوم وغير غَدًا ... وَذَكَرَ الْقِصَّةَ [2] .
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ وَأَبُو نعيم.
5080- مكيث
(س) مكيث.
أورده أَبُو بكر بْن أَبِي عَليّ فِي باب «الميم» ، وروى أحمد بْن الفرات، عَنْ عبد الرزاق عَنْ معمر، عَنْ عثمان بْن زفر، عَنْ رافع بْن مكيث، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «البر زيادة في العمر» .
ورواه الدبري، عَنْ عبد الرزاق، عَنْ معمر، عن بعض بنى رافع، عن رافع [3] . وهو الصحيح. أخرجه أبو موسى.
__________
[1] في المصورة والمطبوعة: «زياد بن ضميرة بن سعد» . والصواب ما أثبتناه عن الخلاصة.
[2] تقدم الأثر في ترجمة مطر الليثي، وخرجناه هناك وشرحنا غريبه. ينظر: 5/ 186.
[3] وكذا أخرجه الإمام أحمد في مسندة، ينظر: 3/ 502.(4/483)
باب الميم واللام
5081- ملحان بن زياد
ملحان بْن زياد بْن غطيف [1] وقيل: ملحان بْن غطيف بْن [1] حارثة بْن سعد بْن الحشرج بْن امرئ القيس بْن عدي بْن أخزم [2] الطائي أخو عدي بْن حاتم لأمه.
أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسلما، وسمع أبا بكر الصديق وسار إِلَى الشام مجاهدا، وشهد فتح دمشق، وسيره أَبُو عبيدة منها بين يديه إِلَى حمص مع خَالِد بْن الْوَلِيد.
ذكره البلاذري.
وشهد صفين مع معاوية، وَكَانَ أخوه عدي بْن حاتم مع عَليّ.
5082- ملحان بن شبل
(ب س) ملحان بْن شبل البكري، وقيل: القيسي.
وهو والد عَبْد الْمَلِكِ بْن ملحان، ويقال: إنه والد قتادة بْن ملحان القيسي. يختلفون فِيهِ، وله حديث واحد أَخْبَرَنَا بِهِ أبو أحمد بن سكينة بإسناده عن أبي داود:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَنْبَأَنَا هَمَّامٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، عَنِ ابْنِ مِلْحَانَ الْقَيْسِيِّ، عن أبيه قال: كان رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُ بِصَوْمِ الْبِيضِ: ثَلاثَ عَشْرَةَ، وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ، وَخَمْسَ عَشْرَةَ، وَيَقُولُ: هُوَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ [3] . اخْتَلَفَ فِيهِ عَلَى شُعْبَةَ وَعَلَى أنس بن سِيرِينَ أَيْضًا فَقَالَ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، وَمُسْلِمُ بن إبراهيم، وسليمان بْنُ حَرْبٍ، عَنْ شُعْبَةَ: «عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مِلْحَانَ، عَنْ أَبِيهِ» ، إِلا أَنَّ أَبَا الْوَلِيدِ قَالَ:
«عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مِلْحَانَ» . وَهُوَ غَلَطٌ.
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَنَسٍ: «عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مِنْهَالٍ، عَنْ أَبِيهِ» .
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ وَهُوَ خَطَأٌ، والصواب. «عبد الملك بن ملحان [4] » .
__________
[1] في المصورة والمطبوعة: «عطيف» . بالعين المهملة. والصواب عن الجمهرة لابن حزم: 402، وتاج العروس (غطف) .
[2] في المصورة والمطبوعة: «سعد بن الخزرج» . والصواب عن الجمهرة، وتاج العروس (غطف) . وكان في المطبوعة (أخرم) ، بالراء. والصواب عن الجمهرة: 174.
[3] سنن أبى داود، كتاب الصوم، باب «في صوم الثلاث من كل شهر» ، الحديث 2449: 2/ 328، ولفظ أبى داود: «هن كهيئة الدهر» .
[4] في الاستيعاب 4/ 1483: «عبد الملك بن ملحان، عن أبيه» .(4/484)
وَرَوَاهُ هَمَّامٌ، عَنْ أَنَسٍ: «عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ قَتَادَةَ الْقَيْسِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» مِثْلَ حَدِيثِ شُعْبَةَ.
وَهُوَ خَطَأٌ، وَالصَّوَابُ رِوَايَةُ شُعْبَةَ، فَإِنَّ هَمَّامًا لَيْسَ مِمَّا يُعَارَضُ بِهِ شُعْبَةُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَرَ، وَأَبُو مُوسَى.
5083- ملفع بن الحصين
(ب) ملفع بْن الحصين التميمي السعدي، ويقال: منقع [1] بْن الحصين بْن يَزِيدَ بْن شبيل [2] .
لَهُ حديث واحد لَيْسَ إسناده بالقوي. شهد القادسية، ثُمَّ قدم البصرة، واختط بِهَا.
أخرجه أبو عمر.
5084- ملكو بن عبدة
(س) ملكو بْن عبدة.
أورده جَعْفَر فِي الصحابة وقال: قسم لَهُ رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم من خيبر ثلاثين وسقا، قاله محمد ابن إسحاق [3] .
أخرجه أبو موسى.
5085- مليل بن عبد الكريم
(د س) مليل بْن عبد الكريم بْن خَالِد بْن العجلان. قاله جَعْفَر، عَنِ ابن إِسْحَاق.
وقال ابن منده: مليل بْن وبرة بْن عبد الكريم.
أخرجه أَبُو موسى. وهذا قد أخرجه ابن منده وغيره فقالوا مليل بْن وبرة بْن عبد الكريم ولعل أبا موسى قد نقل من نسخة فيها غلط، وقد أسقط الناسخ «وبرة» ، فظنه غيره، وهو هو.
5086- مليل بن وبرة
(ب د ع) مليل بْن وبرة بْن عبد الكريم بْن خَالِد بْن العجلان. قاله أبو نعيم، عن ابن إسحاق.
__________
[1] في المصورة والمطبوعة: «منفع» ، بالفاء. والصواب عن الاستيعاب 4/ 1484، والإصابة،: 3/ 443.
[2] في المصورة والمطبوعة: «سبيل» ، بالسين المهملة. والمثبت عن الاستيعاب. ولم نجد في الأعلام «سبيل» . وفي الإصابة: «شبل» .
[3] سيرة ابن هشام: 2/ 352.(4/485)
وقال ابن منده: مليل بْن وبرة بْن عبد الكريم بْن العجلان.
وقال أَبُو عمر: مليل بن وبرة بن خالد بن العجلان [1] ، من بني عوف بْن الخزرج.
وقال الكلبي: مليل بْن وبرة بْن خَالِد بْن العجلان بْن زيد بْن غنم بْن سالم، من بنى عوف ابن الخزرج [2] الأكبر، ومثله نسبه ابن ماكولا، عَنِ الواقدي [3] ، وقالوا كلهم: أَنَّهُ شهد بدرا وأحدا.
أخرجه الثلاثة.
باب الميم والنون
5087- منبعث
(د ع) منبعث. كَانَ اسمه المضطجع، فسماه النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم منبعثا.
أسلم لِمَا حاصر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الطائف.
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بإسناده عن يونس، عن ابن إسحاق قال: «وَنَزَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ كَانَ مُحَاصِرًا لِلطَّائِفِ مِمَّنْ أَسْلَمَ: الْمُنْبَعِثُ، كَانَ اسْمُهُ الْمُضْطَجِعُ، فَسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُنْبَعِثَ، وَكَانَ إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عَامِرِ بْنِ مُعَتِّبٍ [4] .
أَخْرَجَهُ ابْنُ مندة، وأبو نعيم.
5088- منبه أبو وهب
(س) منبِّه، أَبُو وهب.
أخرجه أحمد بْن مُحَمَّد بْن ياسين فِي تاريخ هراة فقال: قدم هراة من الصحابة منبِّه أَبُو وهب.
أخرجه أبو موسى.
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 706.
[2] تنظر جمهرة أنساب العرب لابن حزم، النشرة الثانية: 354.
[3] الطبقات الكبرى لابن سعد: 3/ 1/ 97.
[4] كذا في أسد الغابة، وفي الإصابة 3/ 437: «وكان من موالي آل عثمان بن عامر بن معتب» . ولم يقع لنا نص ابن إسحاق.(4/486)
5089- منبه والد يعلى
(ب) منبِّه والد يعلى بْن منبِّه، أَبُو وهب.
اختلف فِي حديثه، روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الَّذِي أحرم بعمرة وَعَلَيْهِ جبة، وهو متخلق بالخلوق [1] ، فأمره النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم أن ينزع الجبة ويغسل أثر الخلوق. أخرجه أَبُو عمر.
قلت: هَذَا وهم من أَبِي عمر، فإن والد يعلى إنما هُوَ أمية [2] ، وقد ذكرناه فِي الْهَمْزَةِ، وهناك أخرجه أَبو عمر أيضا عَلَى الصواب، وَإِنما أم يعلى اسمها «مُنْية» ، بضم الميم وسكون النون، وبالياء تحتها نقطتان، ونذكر اسمها ونسبها فِي يعلى ابنها، إن شاء الله تعالى.
5090- منتجع
(س) منتجع.
روى عَبْد اللَّهِ بْن هِشَام الرقي، عَنْ ناجية [3] ، عَنْ جده المنتجع- وَكَانَ من أهل نجد، وَكَانَ لَهُ مائة وعشرون سنة، لَمْ يرو عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا ثلاثة أحاديث- قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم: أوحى اللَّه إِلَى نبي من أنبياء بني إسرائيل: إذا أصبحت فشمر ذيلك، فأول شيء تلقاه فكله، والثاني فادفنه، والثالث فأوه، والرابع فأطعمه. فأول شيء لقيه جبل شامخ فِي الهواء، قَالَ: يا ويلتا! أمرت أن آكل هَذَا الجبل، ولست أطيقه!، فتضام الجبل حَتَّى صار كالتمرة الحلوة فابتلعها. ثُمَّ مضى فإذا هُوَ بطست ملقاة عَلَى قارعة الطريق، فاحتفر لَهَا قبرا فدفنها، فكان كلما دفنها نبت عَنِ الأرض، فلما أعيته تركها ... وذكر الحديث. وهو غريب. وقال وهب بْن منبِّه: إن هَذَا النبي كان شعيبا.
أخرجه أبو موسى.
5091- المنتذر
(س) المنتذر- وقالوا: المنيذر- نسبه جَعْفَر إِلَى يَحْيَى بْن يونس. وقد أورده ابن منده:
المنذر، وقال: وقيل: المنيذر. ونذكره فِي المنذر والمنيذر.
أخرجه أبو موسى.
__________
[1] الخلوق: طيب مركب من الزعفران وغيره.
[2] تنظر ترجمة أمية بن أبى عبيدة، وقد تقدمت برقم 235: 1/ 142.
[3] في الإصابة 3/ 437 مكان ناجية: «عن ابى حبة الرقى» . ولم نجده.(4/487)
5092- المنتشر
(ب ع س) المنتشر الهمداني، والد مُحَمَّد بْن المنتشر، وهو جد إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بن المنتشر [1] . سكن الكوفة.
وعنه ابنه مُحَمَّد بْن المنتشر أَنَّهُ قَالَ: كانت بيعة النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم التي بايع الناس عليها:
البيعة للَّه، والطاعة للحق. وكانت بيعة أَبِي بكر تبايعوني ما أطعت اللَّه.
قَالَ أَبُو عمر: قَالَ ابن أَبِي حاتم. «قلت لأبي: رَأَى المنتشر النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم؟ قَالَ: لا أدري، وقد [2] روى عَنْهُ عَلَيْهِ السلام:
قَالَ أَبُو عمر: ولا تصح لَهُ عندي صحبة ولا رؤية، وحديثه مرسل. وهو المنتشر بْن الأجدع فيما ذكر الدار قطنى.
أخرجه أبو نعيم، وأبو عمر، وأبو موسى.
5093- المنتفق
(س) المنتفق، وقيل: عَبْد اللَّهِ بْن المنتفق.
كذا ذكره ابْنُ شاهين وقَالَ: سَمِعْتُ عَبْد اللَّهِ بْن سليمان يقول: هذا المنتفق هو أبو رزيق العقيلي، وروى بإسناده عَنْ مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: انطلقت إِلَى الكوفة أنا وصاحب لي، فدخلنا فإذا رجل من قيس يقال لَهُ «المنتفق- أو: ابن المنتفق- فقال:
طلبت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالوا: هُوَ بمنى. فأتيت منى فقالوا: هُوَ بعرفة ... وذكر الحديث.
أخرجه أَبُو موسى.
قلت قول عَبْد اللَّهِ بْن سُلَيْمَان أن هَذَا المنتفق هُوَ أَبُو رزين العقيلي حقق أَنَّهُ وهم فِيهِ، فإن أبا رزين العقيلي هُوَ لقيط بْن صبرة بْن عَبْد اللَّهِ المنتفق. ومع الاختلاف فِيهِ، فلم يقل أحد: أن اسمه المنتفق، وقد استقصيناه فِي اسمه [3] . فليطلب مِنْه. وَإِنما المنتفق اسم البطن الّذي ينسب إليه، والله أعلم.
__________
[1] إبراهيم بن محمد بن المنتشر مترجم في كتب الرجال، يروى عن أبيه وقيس بن مسلم، وعنه شعبة والسقيانان. وثقه أحمد وأبو حاتم.
[2] لفظ الجرح 4/ 1/ 428: «قد روى» ، دون (و) .
[3] تنظر ترجمة 4535: 4/ 523، 534.(4/488)
5094- منجاب بن راشد الضبيّ
(س) منجاب بْن راشد بْن أصرم بْن عَبْد اللَّهِ بْن زياد بْن حزن بْن بالية بن غيظ بن السيد ابن مالك بْن بكر بْن سعد بْن ضبة الضبي.
نزل الكوفة، روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. روى عَنْهُ ابنه [1] سهم بْن منجاب، وَكَانَ سهم من أشراف أهل الكوفة، وهو أحد الثلاثة الَّذِينَ أوصى إليهم زياد بْن أبيه حين مات بالكوفة.
أخرجه أبو موسى.
5095- منجاب بن راشد الناجي
(س) منجاب بْن راشد الناجي. وناجية بطن من بني سامة بْن لؤي [2] . منجاب أخو الخريت [3] بْن راشد.
ذكره سيف والمدائني فيمن استعمل عَلَى كور فارس فِي خلافة عثمان. ممن لقي النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وآمن بِهِ هُوَ وأخوه الخريت، وكانا عمانيين، فهربا من عَلَي بعد التحكيم، فأما الخريت فإنه أفسد فِي الأرض ببلاد فارس. فسير عَليّ إليه جيشا فأوقعوا ببني ناجية، وَكَانَ كَثِير منهم قد ارتد. وقد استقصينا قصتهم فِي كتابنا، الكامل فِي التاريخ [4] » .
أخرجه أَبُو موسى.
وهذا المنجاب غير الأول، فإن ذَلِكَ ضبي، وهذا من بني سامة بْن لؤي، ثُمَّ من بني ناجية وبنو ناجية هم ولد عبد البيت بْن الحارث بْن سامة بْن لؤي وأمه ناجية [5] بنت جرم ربان [6] .
حلف عليها بعد أبيه نكاح مقت فنسب ولده إليها.
5096- المنذر بن الأجدع
(س) المنذر بْن الأجدع الهمداني.
لَهُ صحبة، قاله جعفر.
أخرجه أبو موسى.
__________
[1] سهم بن منجاب بن راشد، مترجم في كتب الرجال، يروى عن قزعة بن يحيى، وعند إبراهيم النخعي وضرار بن مرة، قال النسائي عنه: ثقة.
[2] في المطبوعة: «من بنى أسامة بن لؤيّ» . والصواب: «سامة» عن المصورة، والجمهرة: 173.
[3] في المطبوعة: «الحريث» ، بالحاء المهملة والثاء المثلثة. والصواب ما أثبتناه عن المصورة، وقد تقدمت ترجمة «الخريت» برقم 1437: 2/ 128.
[4] ينظر الكامل لابن الأثير: 3/ 183- 187.
[5] أي أم عبد البيت ناجية، والّذي خلف عليها هو أبوه الحارث بعد أبيه سلمة. ونكاح المقت: أن يتزوج الرجل امرأة أبيه، إذا طلقها أو مات عنها، ويقال لهذا الرجل: «الضيزن» ، وكان يفعل في الجاهلية، وحرمه الإسلام.
[6] في المطبوعة: «حزم- بالحاء والزاى- وريان بالياء المثناة من تحت والصواب عن الجمهرة لابن حزم: 173.(4/489)
5097- المنذر الأسلمي
(د ع) المنذر الأسلمي. وقيل: منيذر [1] سكن إفريقية. روى عَنْهُ أَبُو عبد الرحمن السلمي أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم يقول: «من قَالَ إذا أصبح: رضيت باللَّه ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد نبيا، فأنا الزعيم لآخذن بيده حتى أدخله الْجَنَّةُ.» أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ، وَأَبُو نُعَيْمٍ. وَقَالَ أَبُو نعيم: رواه بعض المتأخرين من حديث حرملة، عَنِ ابن وهب، عَنْ حيي [2] بْن عَبْد اللَّهِ، عَنْ أَبِي عبد الرحمن السلمي. وهو وهم، وَإِنما هُوَ «أَبُو عبد الرحمن الحبلي [3] » ، وليس للسلمى مدخل فيه.
5098- المنذر بن أبى أسيد
(د ع) المنذر بْن أَبِي أسيد الساعدي، سماه النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم المنذر.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ بِإِسْنَادَيْهِمَا إِلَى مُسْلِمٍ قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ التَّمِيمِيُّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ قَالا: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ- وَهُوَ ابْنُ مُطَرِّفٍ أَبُو غَسَّانَ- حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سعد قال: أتى بالمنذر ابن أَبِي أُسَيْدٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ وُلِدَ، فَوَضَعَهُ عَلَى فَخِذِهِ، وَأَبُو أُسَيْدٍ جَالِسٌ، فَلَهِيَ [4] النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَيْءٍ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَأَمَرَ أَبُو أُسَيْدٍ بِابْنِهِ فَحُمِلَ [5] وَأَقْلَبُوهُ [6] ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
أَيْنَ الصَّبِيُّ؟ قَالَ: أَبُو أُسَيْدٍ: أَقْلَبْنَاهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: مَا اسْمُهُ؟ قَالَ: فُلانٌ. قَالَ:
لا، وَلَكِنِ اسْمُهُ الْمُنْذِرُ. فَسَمَّاهُ يَوْمَئِذٍ الْمُنْذِرَ [7] . أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ وأبو نعيم.
__________
[1] في المطبوعة: «منتذر» . والمثبت عن المصورة. وينظر الاستيعاب 4/ 1485.
[2] في المطبوعة: «يحيى بن عبد الله» . والصواب عن المصورة والخلاصة.
[3] في المطبوعة أيضا: «الجبليّ» والصواب عن المصورة والخلاصة.
[4] أي: اشتغل بشيء بين يديه.
[5] لفظ مسلم: «فاحتمل من على فخذ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فأقلبوه» .
[6] أي: ردوه وصرفوه. وفي النباية: «هكذا جاء في رواية مسلم، وصوابه: قلبناه، أي: رددناه» .
[7] مسلم، كتاب الآداب، باب «استحباب تحنيك المولود ... » : 6/ 176.(4/490)
5099- المنذر بن ساوى
(ب د ع) المنذر بْن ساوي بْن عَبْد اللَّهِ بْن زيد بْن عَبْد اللَّهِ بْن دارم التميمي الدارمي، صاحب البحرين، نسبه ابن الكلبي [1] .
كَانَ عامل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى البحرين. وقيل: هُوَ من عبد القيس. وقد ذكرنا خبر وفادته عَلَى النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم فِي ترجمة نَافِع أَبِي سُلَيْمَان.
روى أَبُو مجلز، عَنْ أَبِي عبيدة، عَنْ عَبْد اللَّهِ قَالَ: كتب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى المنذر ابن ساوي: من صلى صلاتنا، واستقبل قبلتنا، وأكل ذبيحتنا، فذاكم المسلم [2] . أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
5100- المنذر بن سعد
(ب د ع) المنذر بْن سعد بْن المنذر، أَبُو حميد الساعدي.
اختلف فِي اسمه، فقيل: المنذر. وقيل: عبد الرحمن. وهو ممن غلبت عَلَيْهِ كنيته، وقد ذكرناه فِي باب «الْعَين [3] » . ونذكره فِي الكنى إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه الثلاثة.
5101- المنذر بن عائذ
(ب د ع) المنذر بْن عائذ بْن المنذر بْن الحارث بْن النعمان بْن زياد بن عصر بن عوف ابن عَمْرو بْن عوف بْن جذيمة بْن عوف بْن بكر بْن عوف بْن أنمار بْن عمرو بن وديعة بن لكيز ابن أفصى بْن عبد القيس، الأشج العبدي. العصري [4] .
وهو الَّذِي قَالَ لَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إن فيك خلقين يحبهما الله ورسوله: الحلم والأناة [5] » وقد ذكرناه فِي «الأشج [6] » ، ومن ولده عثمان بْن الهيثم بْن جهم بن عبس [7] بن حسّان ابن المنذر العبديّ المحدّث.
__________
[1] جمهرة أنساب العرب لابن حزم: 232.
[2] أخرجه الطبراني، ينظر الإصابة: 3/ 439.
[3] ينظر الترجمة 3315: 3/ 453، 454.
[4] جمهرة أنساب العرب: 296.
[5] مسلم، كتاب الإيمان، باب «الأمر بالإيمان باللَّه ورسوله ... » : 1/ 36، 37. وتحفة الأحوذي، أبواب البر، باب «ما جاء في التأني والعجلة» ، الحديث 2080: 6/ 152، ومسند الإمام أحمد: 3/ 22، 23.
[6] تنظر الترجمة 180: 1/ 116، 117.
[7] كذا في المطبوعة والمصورة: «عبس» . وفي التهذيب 7/ 157: «عيسى» .(4/491)
وقيل: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَالَ لَهُ: «يا أشج» ، فهو أول يَوْم سمّى فيه الأشج. أخرجه الثلاثة.
5102- المنذر بن عباد
(ب) المنذر بْن عباد الأنصاري الساعدي.
قتل يَوْم الطائف. وقيل: هو المنذر بْن عَبْد اللَّهِ بْن قوال. قاله ابن إِسْحَاق، ونذكره في المنذر بْن عَبْد اللَّهِ، إن شاء الله.
أخرجه أبو عمر.
5103- المنذر بن عبد الله
(ب د ع) المنذر بْن عَبْد اللَّهِ بْن قوال بْن وقش بْن ثعلبة من بني ساعدة الأنصاري الخزرجي الساعدي.
قتل يَوْم الطائف شهيدا.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاق، فِي تَسْمِيَةِ مَنِ اسْتُشْهِدَ يَوْمَ الطَّائِفِ: «وَمِنْ بَنِي سَاعِدَةَ: الْمُنْذِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَقْشِ بْنِ ثَعْلَبَةَ [1] .
وقال الواقدي: هُوَ المنذر بْن عبد بْن قوال بْن قيس بْن وقش بْن ثعلبة بْن طريف بْن الخزرج ابن ساعدة.
قَالَ أَبُو عمر: هُوَ المنذر بْن عباد فيما أظن [2] .
أخرجه الثلاثة.
5104- المنذر بن عبد المدان
(د ع) المنذر بْن عبد المدان اليشكري.
لَهُ ذكر فِي المغازي، لا تعرف لَهُ رواية.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم، وقَالَ أَبُو نعيم: كذا ذكره بعض المتأخرين- يعني ابْن منده- ولم يزد عَلَيْهِ.
__________
[1] سيرة ابن هشام: 2/ 487.
[2] الاستيعاب، الترجمة 2490: 4/ 1449.(4/492)
5105- المنذر بن عدي
المنذر بْن عدي بْن المنذر بْن عدي بْن حجر بْن وهب بْن رَبِيعة بْن معاوية الأكرمين الكندي.
وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ذكره ابن الكلبي، والطبري.
5106- المنذر بن عرفجة
(ب) المنذر بْن عرفجة بْن كعب بْن النحاط بْن كعب بْن حارثة بْن غنم الأنصاري الأوسي.
شهد بدرا.
أخرجه أَبُو عمر مختصرا [1]
5107- المنذر بن عمرو بن خنيس
(ب د ع) المنذر بْن عَمْرو بْن خنيس بْن حارثة بْن لوذان بْن عبد ود بْن زيد بن ثعلبة ابن الخزرج بْن ساعدة بْن كعب بْن الخزرج الأنصاري الخزرجي ثُمَّ الساعدي.
كذا نسبه أَبُو عمر، وابن إسحاق. و [أما [2]] ابن منده، وَأَبُو نعيم، وابن الكلبي فقالوا: «خنيس بْن لوذان» ، وأسقطوا حارثة [3] .
وهو المعروف بالمعنق [4] ليموت، وقيل: «المعنق للموت» .
شهد العقبة، وبدرا، وأحدا.
أخبرنا عبيد الله بن أحمد بإسناده، عن يونس، عَنِ ابْنِ إِسْحَاق، فيمن شَهِدَ الْعَقَبَةَ مِنْ بَنِي سَاعِدَةَ: «وَالْمُنْذِرُ بْنُ عمرو بن خنيس بْن حارثة بْن لوذان بْن عَبْدِ وُدِّ بْن زَيْدٍ، نَقِيبٌ.
شَهِدَ بَدْرًا وَأُحُدًا مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقُتِلَ يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ [5] .
وَكَانَ نقيب بنى ساعدة هو وسعد بْن عبادة. وَكَانَ يكتب فِي الجاهلية بالعربية، وآخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه وبين طليب بْن عمير. وقال ابن إِسْحَاق: آخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 2492: 4/ 1449.
[2] ما بين القوسين زيادة يستقيم بها السياق.
[3] ينظر جمهرة أنساب العرب لابن حزم، النثرة الثانية: 366.
[4] أعنق إلى كذا: أسرع إليه. وقد قال فيه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم لما بلغه مقتله: «أعنق ليموت» ، أي:
إن المنية أسرعت به وساقته إلى مصرعه.
[5] سيرة ابن هشام: 1/ 466.(4/493)
وبين أَبِي ذر الغفاري [1] ، وَكَانَ الواقدي ينكر ذَلِكَ، ويقول: آخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين أصحابه قبل بدر، وَأَبُو ذر يومئذ غائب عَنِ المدينة، لَمْ يشهد بدرا ولا أحدا ولا الخندق، وَإِنما قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذَلِكَ [2] .
وَكَانَ عَلَى ميسرة النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم. وقتل [3] بعد أحد بأربعة أشهر أو نحوها يَوْم بئر معونة، وكانت أول سنة أربع.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر بِإِسْنَادِهِ عَنْ يونس، عَنِ ابن إِسْحَاق قال: حدثني وَالِدِي إِسْحَاق بْن يَسَارٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن الْحَارِثِ بْن هِشَامٍ وَعَبْدِ اللَّه بْن أَبِي بكر بن محمد بن عمرو ابن حَزْمٍ وَغَيْرِهِمَا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ قَالُوا: قَدِمَ أَبُو بَرَاءٍ عَامِرُ بْن مَالِكِ بْن جَعْفَر مُلَاعِبُ الأَسِنَّةِ [4] عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ، فَعَرَضَ عَلَيْهِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الإِسْلامَ، وَدَعَاهُ إِلَيْهِ، فَلَمْ يُسْلِمْ وَلَمْ يَبْعُدْ مِنَ الإِسْلامِ، وَقَالَ: يَا مُحَمَّد، لَوْ بَعَثْتَ رِجَالا مِنْ أَصْحَابِكَ إِلَى أَهْلِ نَجْدٍ فَدَعَوْهُمْ إِلَى أَمْرِكَ، لَرَجَوْتُ أَنْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ. فَبَعَثَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُنْذِرَ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْمُعْنِقِ [5] لِلْمَوْتِ فِي أَرْبَعِينَ رَجُلا مِنْ أَصْحَابِهِ مِنْ خِيَارِ الْمُسْلِمِينَ، فِيهِمُ: الْحَارِثُ بْن الصِّمَّةِ، وَحَرَامُ بْن مِلْحَانَ، وَعُرْوَةُ بْنُ أَسْمَاءَ بْنِ الصَّلْتِ السُّلَمِيُّ، وَرَافِعُ بْنُ بُدَيْلِ بْنِ وَرْقَاءَ الْخُزَاعِيُّ، وَعَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ، فِي رِجَالٍ مُسَمِّينَ، فَسَارُوا حَتَّى نَزَلُوا بِئْرَ مَعُونَةَ، وَهِيَ [6] بَيْنَ أرض بنى عامر وحرّة بَنِي سُلَيْمٍ..» وَذَكَرَ الْقِصَّةَ، قَالَ: فَاسْتَصْرَخَ- يَعْنِي عَامِرَ بْنَ الطُّفَيْلِ- قَبَائِلَ بَنِي سُلَيْمٍ، فَأَجَابُوهُ إِلَى ذَلِكَ، فَخَرَجُوا حَتَّى غَشُوا الْقَوْمَ، فَأَحَاطُوا بِهِمْ فِي رِحَالِهِمْ. فَلَمَّا رَأَوْهُمْ أَخَذُوا أَسْيَافَهُمْ، ثم قاتلوا حتى قتلوا من عندهم آخِرِهِمْ، إِلا كَعْبَ بْنَ زَيْدٍ، أَخَا بَنِي دِينَارِ بْنِ النَّجَّارِ وَعَمْرَو بْنَ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ [7] قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَلَمْ يُعْقَبِ الْمُنْذَرُ بْنُ عمرو.
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 506.
[2] الطبقات الكبرى لابن سعد: 3/ 2/ 100.
[3] في المطبوعة: «وقيل يوم أحد» .
[4] تقدمت ترجمة عامر بن مالك برقم 2731: 3/ 140، وقيل فيها أيضا إنه ملاعب الأسنة. ويقول أبو منصور الثعالبي في «ثمار القلوب» 101: «ملاعب الأسنة هو عامر بن الطفيل بن مالك» . وينقل عن أبى عبيدة أن ملاعب الرماح هو أبو براه عامر بن مالك.
[5] في المطبوعة: «المعتق» ، بالتاء. وهو خطأ.
[6] في المصورة والمطبوعة: «وهي من ارض» . والمثبت عن سيرة ابن هشام، ومراصد الاطلاع، يقول صفى الدين البغدادي: «قال ابن إسحاق: بئر معونة بين أرض ... » .
[7] سيرة ابن هشام: 2/ 184، 185.(4/494)
5108- المنذر بن قدامة
(ب د ع) المنذر بْن قدامة بْن الحارث. تقدم نسبه عند أخيه مالك [1] ، وهو من بنى غنم ابن السلم بْن مالك بْن الأوس، الأوسي الأنصاري، شهد بدرا.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ السَّمِينِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ يونس، عَنِ ابْنِ إِسْحَاق، فِي تسمية مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنَ الأَوْسِ، مِنْ بَنِي غنم بْن السلم بْن امرئ القيس بْن مَالِكِ بْنِ الأَوْسِ: مُنْذِرُ بْنُ قُدَامَةَ [2] .
وَكَذَلِكَ قَالَ ابْنُ شِهَابٍ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
5109- المنذر بْن كعب الدارميّ
المنذر بْن كعب الدارمي.
وَفَدَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، ومن ولده: أَبُو جَعْفَر أحمد بْن سَعِيد بْن صخر بن سليمان ابن سَعِيد [3] بْن قيس بْن عَبْد اللَّهِ بْن المنذر بْن كعب الدارمي المحدث [4] . روى عَنْهُ البخاري، قاله أَبُو العباس السراج فِي تاريخه. ذكره الغساني.
5110- المنذر بن مالك
(ع س) المنذر بْن مالك.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى إِجَازَةً، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ، أَنْبَأَنَا أَبُو نعيم، أنبأنا أبو محمد بن حَيَّانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ الْبَصْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ، عَنْ مُنْذِرِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ فَقَالَ: سِرٌّ إِلَى فَقِيرٍ، وَجُهْدٌ مِنْ مُقِلٍّ [5] . أخرجه أَبُو نعيم، وَأَبُو موسى. قال أَبُو نعيم: هو مجهول.
5111- المنذر بن محمد
(ب د ع س) المنذر بْن مُحَمَّد بْن عقبة بْن أحيحة بْن الجلاح بْن الحريش بْن جحجبى ابن كلفة بْن عوف بْن عمرو بْن عوف بن مالك بن الأوس.
__________
[1] تقدمت ترجمته برقم 4630: 5/ 44.
[2] سيرة ابن هشام: 1/ 690.
[3] وقع في المخطوطة بعد «سعيد» الثانية إشارة، وفي الهامش: «بن صخر بن سليمان» . ونحسبه تكرارا لما سبق، وسهوا من الناسخ.
[4] أحمد بن سعيد هذا مترجم في التهذيب: 1/ 31.
[5] أخرجه الإمام أحمد عن أبى ذر: 5/ 178، 179، وعن أبى أمامة: 5/ 256.(4/495)
شهد بدرا، وأحدا [1] . قاله يونس، عَنِ ابن إِسْحَاق. وقتل يَوْم بئر معونة [2] ، يكنى أبا عبدة.
أخرجه الثلاثة، وأخرجه أَبُو موسى فقال: أورده يَحْيَى- يعني ابن منده- عَلَى جَدِّهِ أَبِي عَبْد اللَّهِ بْن مَنْدَهْ، وقد أخرجه جده.
5112- المنذر بن يزيد
المنذر بْن يَزِيدَ بْن عَامِر بْن حديدة.
أدرك النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم، وله صحبة ولأخيه عبد الرحمن [3] .
قاله العدوي.
5113- مَنْصُور بن عمير
مَنْصُور بْن عمير بْن هاشم بْن عَبْد مناف بْن عَبْد الدار، أَبُو الروم العبدري، أخو مصعب ابن عمير.
كذا سماه أَبُو بكر بْن دريد، وقال: «أَبُو الروم لقب» [4] .
من مهاجرة الحبشة، شهد أحدا. ذكره الحافظ أَبُو الْقَاسِم الدمشقي، ويرد فِي الكنى أتم من هَذَا، إن شاء الله تعالى.
5114- منظور بن زبان
منظور بْن زبان بْن سيار بْن عَمْرو- وهو العشراء بْن جابر بْن عقيل بْن هلال بن سميّ ابن مازن بْن فزارة الفزاري.
وهو الَّذِي تزوج امرأة أبيه، فأنفذ إليه النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم خال البراء ليقتله [5] . وهو جد الْحَسَن بْن الْحَسَن بْن عَليّ بْن أَبِي طالب لأمه، أمه خولة بنت منظور، وهي أيضا أم إبراهيم ابن [محمد بن] [6] طلحة.
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 690.
[2] سيرة ابن هشام: 2/ 185، وجمهرة أنساب العرب لابن حزم: 335.
[3] تقدمت ترجمة «عبد الرحمن بن يزيد» برقم 3406: 3/ 503.
[4] الاشتقاق لابن دريد: 160.
[5] الحديث أخرجه الإمام أحمد، ولم يصرح فيه باسم منظور، ينظر المسند: 4/ 290، وتفسير ابن كثير عند الآية 22 من سورة النساء: 2/ 215 بتحقيقنا.
[6] ما بين القوسين عن كتاب نسب قريش: 49، وتنظر جمهرة أنساب العرب لابن حزم: 258.(4/496)
ذكره ابن ماكولا هكذا، ولو لَمْ يكن مسلما لَمَّا أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم بقتله لنكاحه امرأة أبيه، ولكان قتله على الكفر.
5115- منقذ بن خنيس
(س) منقذ بْن خنيس بْن سلامة بْن سعد بْن مالك بْن دودان بْن أسد بْن خزيمة.
قَالَ جَعْفَر: هُوَ اسم أَبِي كعب الأسدي، سماه ابن حبيب فِي كتاب «من غلبت كنيته عَلَى اسمه» .
أخرجه أَبُو موسى مختصرا.
5116- منقذ بن زيد
(ب) منقذ بْن زيد بْن الحارث.
أخرجه أَبُو عمر مختصرا وقال: ذكره بعض من ألف في الصحابة، ولا أعرفه.
5117- منقذ بن عمرو
(ب د ع) منقذ بْن عَمْرو بْن عطية بْن خنساء بْن مبذول بْن عمرو بْن غنم بْن مازن بن النجار الأنصاري الخزرجي ثُمَّ النجاري المازني.
لَهُ صحبة. وهو جد مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن حبان، وَكَانَ قد أصابته ضربة فِي رأسه، فتغير لسانه وعقله، فكان يخدع فِي البيع، وَكَانَ لا يدع التجارة، فقال لَهُ رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم: إذا ابتعت شيئا فقل «لا خلابة» [1] . وجعل لَهُ الخيار فِي كل سلعة يشتريها ثلاث ليال، وعاش مائة سنة وثلاثين سنة.
أخرجه الثلاثة.
5118- منقذ بن لبابة
(ب ع) منقذ بْن لبابة الأسدي، من بني أسد بْن خزيمة. ذكره ابن إِسْحَاق فيمن هاجر إلى المدينة من بني غنم بْن دودان بْن أسد [2] .
__________
[1] أخرجاه في كتاب البيوع عن ابن عمر، ولم يصرح فيه بذكر اسم الصحابي، ينظر البخاري، باب «ما يكره من الخداع في البيع» : 3/ 85، 86. ومسلم، باب «من يخدع في البيع» : 5/ 11.
وقد مر في ترجمة «حبان بن منقذ» 1/ 437، أنه هو الّذي كان يخدع في للبيع لضعف عقله.
ومعنى «لا خلابة» - بكسر الخاء-: لا خداع.
[2] سيرة ابن هشام: 1/ 472.(4/497)
أخرجه أَبُو عمر هكذا: «لبابة» ، باللام. وأخرجه أَبُو موسى: «نباتة» بالنون، وأحدهما تصحيف من الآخر. وقيل فِيهِ: «معبد [1] » ، وقد تقدم، أخرجه أَبُو نعيم وابن منده فقالا [2] : «نباتة» ، ففي هَذَا دليل عَلَى أَنَّهُ «نباتة» بالنون، والله أعلم.
5119- منفعة
(ب) منفعة، رجل مذكور فِي الصحابة.
روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، روى عَنْهُ ابنه كليب بْن منفعة أَنَّهُ قَالَ للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يا رسول اللَّهِ، من أبر؟ قَالَ: أمك [3] .
أخرجه أَبُو عمر مختصرا.
منفعة: بالنون والفاء. قاله ابن ماكولا.
5120- منقع التميمي
(ب د ع) منقع التميمي. غير منسوب.
مذكور فِي الصحابة، وذكره ابن سعد فِي طبقات أهل البصرة من الصحابة، فقال:
«المنقع بْن الحصين بْن يَزِيدَ بْن شبل بْن حيان [4] بْن الحارث بْن عَمْرو بْن كعب بْن عبد شمس ابن سعد بْن زيد مناة بْن تميم. وقد شهد القادسية، ثُمَّ قدم البصرة فاختط بِهَا، وَكَانَ لَهُ فرس يقال لَهُ «جناح» ، شهد عَلَيْهِ القادسية فقال:
لِمَا رأيت الخيل زيل بينها ... طعان ونشاب، صبرت جناحا [5]
فطاعنت حَتَّى أنزل اللَّه نصره ... وود جناح لو قضى فأراحا [6]
كأن سيوف الهند فوق جبينه ... مخاريق برق في تهامة لاحا [7]
__________
[1] تنظر الترجمة رقم 5004: 5/ 223.
[2] في المصورة والمطبوعة: «فقال» ، ولعل الصواب ما أثبتناه.
[3] أخرجه الترمذي عن معاوية بن حيده، تنظر تحفة الأحوذي، أبواب البر والصلة، باب «ما جاء في بر الوالدين» ، الحديث 1959: 6/ 201، 202. وقال الترمذي: «وفي الباب عن أبى هريرة، وعبد الله بن عمرو، وعائشة، وأبى الدرداء.
وهذا حديث حسن» . وينظر مسند الإمام أحمد: 5/ 3، 5.
[4] في المطبوعة: «شبل بن جبار» . والمثبت عن طبقات ابن سعد. وفي المصورة مثل الطبقات دون نقط «الياء» .
[5] «زيل بينها» : فرق بينها. و «النشاب» النبل. وصبره: حبسه ومنعه من أن يفر كما فر غيره.
[6] قضى: مات.
[7] مخاريق: لعله جمع مخراق، من خرق الأرض إذا قطعها، وكذلك البرق يقطع البلاد حتى يبلغ أقصاها.(4/498)
وقد روى المنقع عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [1] .
أخرجه الثلاثة.
5121- المنقع بن مالك
(س) المنقع بْن مالك بْن أمية بْن عبد العزى بْن ملان بْن عمل بْن كعب بن الحارث ابن بهثة بْن سُلَيْم السلمي.
توفي فِي حياة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، فلما أخبر النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم بوفاته ترحم عَلَيْهِ. وقد ذكرناه فِي قدد [2] .
أخرجه أبو موسى.
5122- منكدر بن عبد الله بن الهدير
(ب د ع) منكدر بْن عَبْد اللَّهِ بْن الهدير بْن عَبْد العزى [3] بْن عَامِر بن الحارث بن حارثة ابن سعد بن تيم بن مرة القرشي التيمي، والد مُحَمَّد بْن المنكدر وَإِخوته.
روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أخبرنا أَبُو بَكْرٍ مِسْمَارُ بْن عُمَرَ بْن الْعُوَيْسِ، أَنْبَأَنَا أبو العباس بْنِ الطَّلايَةِ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الأَنْمَاطِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْمُخَلِّصُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ صَاعِدٍ، حَدَّثَنَا خَلادُ بْنُ أَسْلَمَ، حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، أَنْبَأَنَا حُرَيْثُ بْنُ السَّائِبِ مُؤَذِّنٌ لِبَنِي سَلَمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ طَافَ بِهَذَا الْبَيْتِ سَبْعًا، وَذَكَرَ اللَّهَ فِيهِ، كَانَ كَعَدْلِ رَقَبَةٍ يُعْتِقُهَا. أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ، وقَالَ أَبُو عُمَر: حَدِيثُهُ عِنْدَهُمْ مُرْسَلٌ، وَلَكِنَّهُ ولد عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلّم ولا تثبت له صحبة [4] .
5123- منهال أبو عبد الملك
(ب د ع) منهال أَبُو عَبْد الْمَلِكِ القيسي. روى عنه ابنه عبد الملك.
__________
[1] هذا كله لفظ محمد بن سعد في الطبقات الكبرى 6/ 43، واخرج الحديث.
[2] تقدمت ترجمته برقم 4280: 4/ 397.
[3] في كتاب نسب قريش 295: «الهدير بن محرز بن عامر» . وفي الجمهرة لابن حزم 135: «الهدير بن محرز ابن عبد العزى ... » .
[4] الاستيعاب، الترجمة 2573: 4/ 1486.(4/499)
أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده عن عبد الله بن أحمد: حدثني أبي، حدثنا محمد ابن جعفر، عن شُعْبَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِصِيَامِ أَيَّامِ الْبِيضِ الثَّلاثَةِ، وَيَقُولُ: هُنَّ صِيَامُ الشَّهْرِ [1] .
وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ [2] وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ شُعْبَةَ، نَحْوَهُ. وَقَالَ أَبُو عُمَرَ: عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْمِنْهَالِ عِنْدَهُمْ وَهْمٌ، وَالصَّوَابُ عِنْدَهُمْ: «مِلْحَانُ» . وَقَدْ تَقَدَّمَ الْكَلامُ عَلَيْهِ فِي «مِلْحَانَ» [3] .
أخرجه الثلاثة.
5124- منيب الأزدي
(ب د ع) منيب الأَزْدِيّ، أَبُو مدرك [4] .
روى حديثه منيب بْن مدرك بْن منيب، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم فِي الجاهلية يقول: قولوا: «لا إله إلا اللَّه تفلحوا» ، فمنهم من تفل فِي وجهه، ومنهم من حثا عَلَيْهِ التراب، ومنهم من سبه حَتَّى انتصف النهار، وأقبلت جارية بعس [5] من ماء، فغسل وجهه ويديه وقال: يا بنية، لا تخشي، عَلَى أبيك غلبة ولا ذلا. فقلت: من هَذِه؟
فقالوا: هَذِه زينب بِنْت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [6] .
أخرجه الثلاثة، وقد أخرجوا هَذَا الحديث فِي مدرك بْن الحارث الأزدي [7] ، وقد تقدم.
5125- منيب بن عبد السلمي
(س) منيب بْن عبد [8] السلمي.
أورده الخطيب أَبُو بكر وَأَبُو نصر بْن ماكولا. روى عنه عبد الله بن غابر [9] الألهاني
__________
[1] مسند الإمام أحمد: 4/ 165.
[2] منحة المعبود، كتاب الصيام، باب «ما جاء في صيام أيام البيض» : 1/ 196.
[3] ينظر أيضا مسند الإمام أحمد: 5/ 27، 28.
[4] في الاستيعاب 4/ 1486، والإصابة 3/ 444: «أبو أيوب» .
[5] العس- بضم العين-: قدح.
[6] أخرجه الطبراني، تنظر الإصابة.
[7] تقدمت ترجمته برقم 4801: 5/ 130.
[8] في الإصابة 3/ 444، «منيب بن عبيد» .
[9] في المصورة والمطبوعة: «عبد الله بن عامر» . والصواب: «غابر» ، بالغين والباء، تنظر ترجمته في التهذيب:
5/ 354.(4/500)
- قَالَ: وَكَانَ من الصحابة- وعن أَبِي أمامة الباهلي، عَنْ رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم: أَنَّهُ كَانَ يقول: من صلى الصبح فِي مسجد جماعة، ثُمَّ ثبت حَتَّى يسبح سبحة [1] الضحى، كَانَ كأجر حاج ومعتمر تام، له حجة وعمرة. أخرجه أبو موسى.
5126- منيذر الأسلمي
(ب د ع) منيذر الأسلمي- وقيل: منذر. وقد تقدم ذكره، روى عَنْهُ أَبُو عبد الرحمن وقال: كَانَ يسكن إفريقية، وَكَانَ لَهُ صحبة، سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: من قال حين يصبح:
رضيت باللَّه ربا ... الحديث. أخرجه الثلاثة.
باب الميم والهاء
5127- المهاجر بن أبى أمية
(ب د ع) المهاجر بْن أَبِي أمية بْن المغيرة بْن عَبْد اللَّهِ بْن عمر بْن مخزوم القرشي المخزومي.
أخو أم سلمة زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم لأبيها وأمها [2] .
كَانَ اسمه الْوَلِيد فكرهه رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم وسماه المهاجر، وأرسل رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم المهاجر إِلَى الحارث بْن عبد كلال الحميري باليمن [3] ، وتخلف عَنْ رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم بتبوك، فرجع رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم وهو عاتب عَلَيْهِ، فشفعت فِيهِ أخته أم سلمة فقبل شفاعتها، فأحضرته فاعتذر إِلَى النَّبِيّ، فرضي عَنْهُ. واستعمله رَسُول اللَّهِ عَلَى صدقات كنده والصدف، فتوفي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يسر إليها، فبعثه أَبُو بكر رضي اللَّه عَنْهُ إِلَى قتال من باليمن من المرتدين، فلما فرغ سار إِلَى عمله، فسار إِلَى ما ذكره له أبو بكر.
__________
[1] السبحة- بضم فسكون-: النافلة.
[2] كتاب نسب قريش لمصعب: 316.
[3] تقدمت ترجمة الحارث برقم 922: 1/ 404.(4/501)
وهو الّذي فتح حصن النجير [1] بحضرموت مع زياد بْن لبيد الأنصاري، وسير الأشعث ابن قيس إِلَى أَبِي بكر أسيرا، وله فِي قتال الردة باليمن أثر كبير، أتينا عَلَى ذكره فِي «الكامل فِي التاريخ» .
أخرجه الثلاثة.
5128- المهاجر بن خالد بن الوليد
(ب) المهاجر بْن خَالِد بْن الْوَلِيد، وهو ابن عم الأول، وهو قرشي مخزومي.
كَانَ غلاما عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم هُوَ وأخوه عبد الرحمن. وكانا مختلفين: شهد عبد الرحمن صفين مع معاوية، وشهدها المهاجر مع عَليّ كرم اللَّه وجهه [2] ، وشهد معه الجمل أيضا، وفقئت عينه بِهَا، وقتل بصفين.
وله ابن اسمه خَالِد، ولما قتل ابن أثال الطبيب عبد الرحمن بْن خَالِد بالسم الَّذِي سقاه، ولم يطلب خَالِد بثأر عمه، عيره عروة بْن الزبير، فسار خَالِد إِلَى دمشق هُوَ ومولاه نَافِع، فرصدا ابن أثال ليلا، وَكَانَ يسمر عند معاوية، فلما انتهى إليهما ومعه غيره من سمار معاوية، حمل عَلَيْهِ خَالِد وَنَافِع، فتفرقوا، وقتل خَالِد الطبيب، ثُمَّ انصرف إِلَى المدينة وهو يقول لعروة بْن الزبير [3] :
قضى لابن سيف اللَّه بالحق سيفه ... وعري من حمل الذحول [4] رواحله
فإن كَانَ حقا فهو حق أصابه ... وإن كَانَ ظنا فهو بالظن فاعله
سل ابن أثال هل ثأرت ابن خَالِد؟ ... وهذا ابن جرموز فهل أنت قاتله؟
يعني أن ابن جرموز قتل الزبير، فلم يطلب أحد من أولاده بثأره.
أخرجه أبو عمر.
__________
[1] النجير: حصن باليمن قرب حضرموت، لجا إليه أهل الردة مع الأشعث بن قيس أيام أبى بكر، فحاصره زياد بن لبيد البياضي، حتى افتتحه عنوة، وقتل من فيه، وأسر الأشعث بن قيس، وذلك سنة 12 للهجرة (ياقوت) .
[2] انظر ذلك أيضا في ترجمة عبد الرحمن، وقد تقدمت برقم 3287: 3/ 440.
[3] الأبيات في الاستيعاب: 4/ 1453.
[4] الذحول: جمع ذحل- بفتح فسكون- وهو: الثأر.(4/502)
5129- المهاجر بن زياد
(ب) المهاجر بْن زياد الْحَارِثِيّ، أخو الربيع بْن زياد [1] .
أخرجه أَبُو عمر، وقال: «لا أعلم لَهُ رواية، وَفِي صحبته نظر وقتل بمناذر [2] سنة سبع عشرة [3] .
وقيل: بَلْ قتل يَوْم تستر [4] مع أَبِي موسى، وَكَانَ صائما، وقد شرى [5] نفسه من اللَّه عَزَّ وَجَلَّ، فقال أخ لَهُ لأبي موسى: إنه يقاتل صائما. فعزم [6] عَلَيْهِ أن يفطر، فأفطر المهاجر، ثُمَّ قاتل حَتَّى قتل رضي اللَّه عَنْهُ.
5130- المهاجر مولى أم سلمة
(ب د ع) المهاجر، مولى أم سلمة.
قَالَ: خدمت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. روى عَنْهُ بكير مولى عمرة- جد يَحْيَى بْن عَبْد اللَّهِ بْن بكير المخزومي، مولى لهم، يعد مهاجر هَذَا فِي المصريين. قَالَ بكير: سمعت مهاجرا مولى أم سلمة يقول: خدمت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عشر سنين- أو: خمس سنين- فلم يقل لشيء صنعته: لَمْ صنعته؟
ولا لشيء تركته: لَمْ تركته؟
أخرجه الثلاثة، وقال أَبُو عمر: لا أدري أهو الَّذِي روى فِي نعل النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلّم كان لها قبالان [7] أم لا [8] ؟
5131- المهاجر بن قنفذ
(ب د ع) المهاجر بْن قنفذ بْن عمير بْن جدعان بْن عَمْرو بْن كعب بْن سعد بن تيم ابن مرة بْن كعب بْن لؤي الْقُرَشِيّ التيمي.
كَانَ عَبْد اللَّهِ بْن جدعان عم أبيه. وهو جد مُحَمَّد بْن يَزِيدَ بْن مهاجر، وقيل: إن اسم المهاجر عَمْرو، واسم قنفذ خلف، وإن مهاجرا وقنفذا لقبان، وَإِنما قيل لَهُ «المهاجر» لأنه لِمَا أراد
__________
[1] تقدمت ترجمة الربيع برقم 1625: 2/ 206.
[2] مناذر- بفتح الميم، والذال معجمة مكسورة، وقيل مضمومة-: بلدان بنواحي خوزستان، صغرى وكبرى، لها في الفتوح قصة.
[3] الاستيعاب، الترجمة 2504: 4/ 1454، وفيه: «سنة تسع عشرة» .
[4] تستر- بضم التاء، وسكون السين، وفتح التاء الأخرى-: مدينة عظيمة بخوزستان.
[5] أي: باع نفسه للَّه.
[6] أي: أمره أمرا جدا.
[7] القبال- بكسر القاف-: السير الّذي يكون بين الإصبع الوسطى والتي قلبها.
[8] الاستيعاب، الترجمة 2505: 4/ 1454.(4/503)
الهجرة أخذه المشركون فعذبوه، ثُمَّ هرب منهم، وقدم عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم مسلما، فقال رسول الله. هَذَا المهاجر حقا. وقيل: إنه أسلم يَوْم فتح مكة، وسكن البصرة، ومات بِهَا.
روى عَنْهُ أَبُو ساسان حضين، ورواية الْحَسَن عَنْهُ مرسلة، بينهما حضين.
أَخْبَرَنَا يَعِيشُ بْنُ صَدَقَةَ بْنُ عَلِيٍّ الْفَقِيهُ بِإِسْنَادِهِ عن أَبِي عَبْد الرَّحْمَن أَحْمَد بْن شُعَيْب:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ [1] حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ [2] ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ حُضَيْنٍ أَبِي سَاسَانَ، عَنِ الْمُهَاجِرِ بْنِ قُنْفُذٍ أَنَّهُ سَلَّم عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [وَهُوَ يَبُولُ [3]] ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ حَتَّى تَوَضَّأَ، فَلَمَّا تَوَضَّأَ رَدَّ عَلَيْهِ [4] .
وَوَلِيَ الشُّرْطَةَ لِعُثْمَانَ، وَفَرَضَ لَهُ أَرْبَعَةَ آلافٍ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
حضين: بالحاء المهملة والضاد المعجمة، وآخره نون.
5132- المهاجر
(ب س) المهاجر. رجل من الصحابة.
روى أَنَّ نعل النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم كَانَ لَهَا قبالان.
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى.
5133- مهجع
(ب د ع) مهجع، مولى عمر بْن الخطاب.
هُوَ أول قتيل من المسلمين يَوْم بدر، أتاه سهم غرب [5] ، وهو بين الصفين فقتله [6] .
وهو من أهل اليمن، نزل فِيهِ وَفِي أصحابه قَوْله تعالى: وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ 6: 52 [7] ، وهم: بلال، وصهيب، وعمار، وخباب، وعتبة بْن غزوان، ومهجع مولى عمر، وأوس بْن خولي، وَعَامِر بْن فهيرة، قاله ابن عباس.
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] في المطبوعة: «محمد بن يسار» بالياء والسين. والصواب من سنن النسائي.
[2] في المطبوعة مكان «سعيد» : «شعبة» . والصواب عن النسائي، ومسند الإمام أحمد: 5/ 80.
[3] ما بين القوسين عن النسائي.
[4] النسائي، كتاب الطهارة، باب «رد السلام بعد الوضوء» : 1/ 37.
[5] سهم غرب: لا يدرى أين راميه.
[6] سيرة ابن هشام: 1/ 683، 707.
[7] سورة الأنعام، آية: 52.(4/504)
5134- مهدي الجزري
(س) مهدي الجزري.
روى سُلَيْمَان بْن المغيرة، عَنْ مبذول بْن عَمْرو، عَنْ مهدي الجزري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاثة يعذرون بسوء الخلق: المريض والمسافر والصائم» . أخرجه أَبُو موسى وقال: أظنه مرسلا.
5135- مهران مولى رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم
(ب د ع) مهران مولى رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم، وقيل: كيسان، وقيل: طهمان، وقيل:
ذَكْوَان، وقيل: ميمون، وقيل: هرمز. وتقدّم ذكر الاختلاف فِيهِ، وقيل: هُوَ مولى آل أَبِي طالب.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ بإسناده عن عبد الله بن أحمد: حدثني أَبِي، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: أَتَيْتُ أُمَّ كُلْثُومٍ بِنْتَ عَلِيٍّ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّدَقَةِ، فَرَدَّتْهَا وَقَالَتْ: حَدَّثَنِي مَوْلًى لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَالُ لَهُ «مِهْرَانُ» : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّا- آلَ مُحَمَّدٍ- لا تَحِلُّ لَنَا الصَّدَقَةُ، وَمَوْلَى الْقَوْمِ مِنْهُمْ» [1] أَخْرَجَهُ الثلاثة.
5136- مهران والد ميمون
(ع) مهران والد ميمون. روى عَنْهُ ابنه ميمون إمام أهل الجزيرة. حَدَّثَ عَمْرُو بْنُ ميمون ابن مِهْرَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ مِهْرَانَ قَالَ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ لَمْ يَقْرأْ بِأُمِّ الْكِتَابِ فِي صَلاتِهِ فهي خداج [2] » . أخرجه أبو نعيم.
5137- مهزم بن وهب
(د ع) مهزم بْن وهب الكندي.
روى عَنْهُ سَعِيد بْن جبير أَنَّهُ قَالَ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إِنِّي لا أحل لكم أن تنتبذوا فِي الجر الأخضر والأبيض والأسود، ولينتبذ أحدكم فِي سقائه، فإذا طاب فليشرب» . أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
__________
[1] مسند الإمام أحمد: 3/ 448.
[2] الخداج: الناقص. وينظر تفسير ابن كثير: 1/ 25 بتحقيقنا.(4/505)
5138- مهشم بن عتبة
(س) مهشم: هُوَ اسم أَبِي حذيفة بْن عتبة بْن ربيعة بْن عبد شمس، وقيل فِي اسمه غير ذَلِكَ. وقد تقدم، ويرد في الكنى إن شاء اللَّه تعالى أتم من هَذَا، فإنه بكنيته أشهر.
أَخْرَجَهُ أَبُو موسى.
5139- مهلهل
(د ع) مهلهل، غير منسوب.
روى عَنْهُ مسلمة الضبي- وقيل: سلمة- قَالَ: وَكَانَ من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، قال:
قال النبي: من سره أن يظله اللَّه يَوْم القيامة، فليصل رحمه، ولا يبخل بالسلام. أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم.
5140- مهين
(س) مهين بْن الهيثم بْن نابي بْن مجدعة، من آل الأسود بْن أوس بْن نابي [1] .
لا عقب لَهُ. ذكره ابن إِسْحَاق فيمن شهد العقبة، وذكره ابن منيع وجعفر المستغفري في الصحابة.
أخرجه أبو موسى.
باب الميم والواو
5141- موسى بن الحارث
(ب س) موسى بْن الحارث بْن [خَالِد بْن [2]] صخر بْن عامر بْن [كعب بْن سعد بْن [2]] تيم بْن مرة. تقدم نسبه عند ذكر أبيه.
ولد موسى بأرض الحبشة وهلك بِهَا، وقدم أبوه إِلَى الْمَدِينَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم في السفينتين أخرجه أبو عمر، وأبو موسى.
__________
[1] لا ندري ما الأسود بن أوس هذا؟ ولعلنا نستدركه فيما يأتى.
[2] ما بين القوسين عن ترجمة أبيه، وقد تقدمت برقم 872: 1/ 388، وعن الاستيعاب، الترجمة 2578: 4/ 1487، والإصابة.(4/506)
5142- مولة بن كثيف
(ب د ع س) مولة بْن كثيف [1] بْن حمل بْن خَالِد بْن عَمْرو بْن معاوية- وهو الضباب- ابن كلاب.
نسبه الزبير بْن بكار. وكلاب هُوَ ابن ربيعة بْن عَامِر بْن صعصعة الضبابي الكلابي، قاله أَبُو عمر.
وقال ابن منده وَأَبُو نعيم: هُوَ مولى الضحاك بْن سفيان الكلابي.
وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو ابن عشرين سنة، وهو الَّذِي روى قصة عَامِر بْن الطفيل: «غدة كغدة البعير، وموت فِي بيت سلولية [2] ؟!» . وبايع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وحمل صدقة إبله إليه، بنت لبون، [3] ثُمَّ صحب أبا هريرة بعد رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم اثنى عشرة سنة، وعاش فِي الإسلام مائة سنة، وَكَانَ يدعى ذا اللسانين، من فصاحته وبلاغته [4] .
أخرجه الثلاثة، وأخرجه أَبُو موسى فقال: استدركه يَحْيَى بْن منده عَلَى جده، وقد أخرجه جدّه.
5143- مونس بن فضالة
(ب) مونس بْن فضالة بْن عدي بْن حرام [5] بْن الهيثم بْن ظفر الأنصاري الظفري.
هُوَ أخو أنس بْن فضالة.
بعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عينا إِلَى المشركين من قريش، لِمَا جاءوا إِلَى أحد مع أخيه. وشهدا جميعا أحدا.
أخرجه أَبُو عمر.
مونس: بضم الميم، وفتح الواو، وتشديد النون.
__________
[1] في جمهرة أنساب العرب، النشرة الثانية 288، والإصابة 3/ 447: «كنيف» ، بالنون، وهو خطأ، والصواب ما في أسد الغابة، وينظر تاج العروس (كثف) .
[2] الغدة: طاعون الإبل، وقلما تسلم منه. وسلول كما يقول الميداني: أقل العرب وأذلهم، وكان عامر قد نزل بيت امرأة من سلول، فيضرب هذا المثل في خصلتين إحداهما شر من الآخرى.
وهذا المثل في صحيح البخاري، كتاب المغازي، باب غزوة الرجيع: 5/ 35، والأمثال للميداني: 2/ 57، 58، وأمالى السهيليّ: 120، وتقدم في ترجمة عامر بن الطفيل: 3/ 127. وأنظره أيضا في تفسير الحافظ ابن كثير، عند الآية 13 من سورة الرعد: 4/ 365، بتحقيقنا.
[3] بنت اللبون، وابن اللبون: هما من الإبل ما أتى عليه سنتان، ودخل في الثالثة، فصارت أمه لبونا، أي: ذات لبن، لأنها تكون قد حملت حملا آخر ووضعته.
[4] تنظر جمهرة أنساب العرب لابن حزم: 288.
[5] في المطبوعة: «حزام» ، بالزاي. والصواب عن المصورة، وترجمة أخيه أنس: 1/ 149، والاستيعاب: 4/ 1487.(4/507)
5144- موهب بن عبد الله
(س) موهب بْن عَبْد اللَّهِ بْن خرشة.
ذكره ابن شاهين، وروي بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي معشر، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رومان ورجال الْمَدَائِنيّ قَالَ: كَانَ فِي وفد ثقيف موهب بْن عَبْد اللَّهِ- يعني ابن خرشة- فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أنت موهب أَبُو سهل. أخرجه أَبُو موسى.
باب الميم والياء
5145- ميم
(ب ع س) ميتم [1] ، رجل من الصحابة، لا يعرف نسبه. ذكره ابن أَبِي عَاصِم في الوحدان.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ إِجَازَةً بِإِسْنَادِهِ إِلَى أبي بكر أحمد بن عمرو حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ أَبُو يَحْيَى، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيِّ بْنِ عُبَيْد اللَّهِ بْن عَمْرٍو، عَنْ زَيْدِ بْن أبي أنيسة، عن عمرو ابن مُرَّةَ، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن الْحَارِثِ، عَنْ مِيتَمٍ [1]- رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ الْمَلِكَ يَغْدُو برايته مع أوّل من يعدو إِلَى الْمَسْجِدِ، فَلا يَزَالُ بِهَا مَعَهُ حَتَّى يَرْجِعَ بِهَا مَنْزِلَهُ، وَأَنَّ الشَّيْطَانَ يَغْدُو بِرَايَتِهِ إِلَى السُّوقِ مَعَ أَوَّلِ مَنْ يَغْدُو، فَلا يَزَالُ بِهَا حَتَّى يَرْجِعَ، فَيَدْخُلَ بِهَا مَنْزِلَهُ.
أخرجه أبو نعيم، وأبو عمر، وأبو موسى.
5146- ميسرة أبو طيبة
(ع س) ميسرة أَبُو طيبة الحجام.
قَالَ ابن منيع: اسم أَبِي طيبة الحجام ميسرة، وقال: سألت أحمد بْن عُبَيْد بْن أَبِي طيبة، عَنِ اسم أَبِي طيبة، فقال: ميسرة.
وقيل: اسمه نَافِع.
روى يزيد بْن معقل بْن ميسرة، عَنْ أبيه معقل، عَنْ أبيه ميسرة حجام النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:
__________
[1] كذا في المصورة بالتاء. وفي المطبوعة بالثاء المثلثة.(4/508)
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «ستة يعذبون يوم القيامة: الأمراء بالجور، والعرب بالعصبية، والعلماء بالحسد، والدهاقين [1] بالكبر، والتجار بالخيانة، وأهل الرساتيق [2] بالجهل» . أخرجه أَبُو نعيم وأبو موسى.
5147- ميسرة الفجر
(ب د ع) ميسرة الفجر. لَهُ صحبة، يعد فِي أعراب البصرة.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَطِيبُ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ السَّرَّاجُ القارئ، أنبأنا الحسن ابن أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ [3] ، أَنْبَأَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ السَّمَّاكِ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ، أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ بُدَيْلٍ [4] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ الْعُقَيْلِيِّ، عَنْ مَيْسَرَةَ الْفَجْرِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَتَى كُنْتَ نَبِيًّا؟ قَالَ: «كُنْتُ نَبِيًّا وَآدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ» . أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
قلت: قَالَ ابن الفرضي: اسم ميسرة الفجر عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي الجدعاء [5] ، وميسرة لقب لَهُ، ويشبه أن يكون كذلك، فإن عَبْد اللَّهِ بْن شقيق يروي عنهما: «متى كنت نبيا؟» .
5148- ميسرة بن مسروق العبسيّ
ميسرة بْن مسروق العبسي.
هُوَ أحد التسعة الذين وفدوا عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم من بني عبس. ولما حج رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع لقيه ميسرة، فقال: يا رَسُول اللَّهِ، ما زلت حريصا عَلَى اتباعك. فأسلم وحسن إسلامه، وقال: «الحمد للَّه الَّذِي استنقذني بك من النار» . وَكَانَ لَهُ من أَبِي بكر منزلة حسنة.
أخرجه الأشيري مستدركا عَلَى أَبِي عمر:
__________
[1] الدهقان- بكسر الدال وضمها-: رئيس القرية وأصحاب الزراعة.
[2] الرستاق- بضم الراء-: السواد والقرى.
[3] كذا في المصورة والمطبوعة: «الحسن بن أحمد الدقاق» . ونحسب صوابه والله أعلم: «الحسن بن أحمد بن شاذان» . فقد تقدم هذا غير مرة، ينظر: 4/ 164،. كما تنظر ترجمة «الحسن بن أحمد بن شاذان» في العبر: 3/ 157.
[4] في المطبوعة والمصورة: «عن عديل» ، بالعين مكان الباء. والصواب «بديل» ، وهو ابن ميسرة، تنظر الإصابة:
3/ 449، والتهذيب: 1/ 424.
[5] تقدم الحديث في ترجمة عبد الله بن أبى الجدعاء 3/ 197، وخرجناه هنالك.(4/509)
5149- ميمون مولى رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم
ميمون، مولى رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم. وقيل: مهران. وقيل غير ذَلِكَ. وقد تقدم ذكره.
5150- ميمون بن سنباد
(ب د ع) ميمون بْن سنباد العقيلي، يكنى أبا المغيرة.
روى المعتمر بْن سُلَيْمَان، عَنْ أبيه قَالَ: كنا عَلَى باب الْحَسَن، فخرج إلينا رجل من أصحاب النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم يقال لَهُ «ميمون بْن سنباد» ، فقال: قَالَ رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم: «قوام أمتي بشرارها» . أخرجه الثلاثة، قَالَ أَبُو عمر: أنكر بعضهم أن يكون لَهُ صحبة، وقال: هُوَ رجل من أهل اليمن [1] .
5151- ميمون بن يامين
(س) ميمون بْن يامين.
روى سَعِيد بْن جبير [2] قَالَ: جاء ميمون بْن يامين إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ رأس اليهود بالمدينة، فأسلم وقال: يا رَسُول اللَّهِ، اجعل [3] بينك وبينهم حكما، فإنهم سيرضون بي. فبعث إليهم رَسُول اللَّهِ فحضروا، وأدخله بيتا وقال: اجعلوا بيني وبينكم حكما. فقالوا: رضينا بميمون بْن يامين، فأخرجه إليهم، فقال لَهُم: أشهد أَنَّهُ عَلَى الحق، وأنه رَسُول اللَّهِ. فأبوا أن يصدقوا، فأنزل اللَّه عَزَّ وَجَلَّ: قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى مِثْلِهِ 46: 10 [4] الآية.
أخرجه أبو موسى.
5152- ميمون
(ع س) ميمون، غير منسوب. سكن الشام.
روى أشعث بْن سوار، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سيرين، عَنْ ميمون قَالَ: استقطعت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلّم أرضا
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 2583: 4/ 1488.
[2] أخرجه السيوطي في الدر المنثور عن عبد بن حميد: 6/ 40.
[3] لفظ الدر: «يا رسول الله، ابعث إليهم، فاجعل بينك وبينهم حكما من أنفسهم ... » .
[4] سورة الأحقاف، آية: 10.(4/510)
بالشام قبل أن تفتح، فأعطانيها، ففتحها عمر فِي زمانه، فأتيته فقلت لَهُ: أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم أعطاني أرضا من كذا إِلَى كذا. فجعل عمر ثلثا لابن السبيل، وثلثا لعمارتها، وثلثا لنا.
أخرجه أبو نعيم: وأبو موسى.
5153- مينا والد الحكم
(ب) مينا، هُوَ والد الحكم بْن مينا، وهو مولى لأبي عَامِر الراهب.
شهد تبوك مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قاله مصعب الزبيري. وابنه الحكم يروي عَنِ [ابن [1]] عمر وأبى هريرة.
أخرجه أبو عمر.
5154- مينا
(س) مينا، غير منسوب.
روى إِسْمَاعِيل بْن جَعْفَر، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرو، عَنْ أَبِي سلمة قَالَ: وقف رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم عَلَى الحجر، فقال: إنك والله لخير أرض اللَّه، وأحب أرض اللَّه عَزَّ وَجَلَّ إلي، ولولا أني أخرجت منك لِمَا خرجت، وَإِنما أحلت لي ساعة من نهار، ثُمَّ هي من ساعتي هَذِه حرام، لا يعضد [2] شجرها، ولا يحبس خيلها، ولا تلتقط ضالتها إلا لمنشد. فقال لَهُ رجل- يقال لَهُ: مينا-:
يا رَسُول اللَّهِ، إلا الإذخر [3] ، فإنه لبيوتنا وقبورنا. أخرجه أَبُو موسى وقال: كذا كان بخط أبى الحسن اللّنباني [4] : «مينا» وَفِي غير هَذَه الرواية أن قائل ذَلِكَ العباس بْن عبد المطلب، غير أن فِي هَذَا الحديث ذكر شاه- أو: أَبِي شاه- فلعله صحفه بعضهم، والله أعلم وأحكم.
__________
[1] ما بين القوسين عن المطبوعة، والاستيعاب: 4/ 1488. وتنظر ترجمة «الحكم بن مينا» في التهذيب: 2/ 440.
[2] أي: لا يقطع.
[3] الإذخر: نبت عريض الأوراق طيب الرائحة.
[4] في المطبوعة والمصورة: اللبناني، بتقديم الباء على النون. والمثبت عن المشتبه للذهبى: 559.(4/511)
[باب النون]
باب النون والألف
5155- النابغة الجعديّ
(ب د ع) النابغة الجعدي.
وقد اختلف فِي اسمه، فقيل: قيس بْن عَبْد اللَّهِ [1] . وقيل: عَبْد اللَّهِ بْن قيس [2] . وقيل:
حيان [3] بْن قيس بْن [عَبْد اللَّهِ بْن [4]] عَمْرو بن عدس بْن ربيعة بْن جعدة بْن كعب بن ربيعة ابن عَامِر بْن صعصعة العامري الجعدي، نسبه هكذا أَبُو عمر.
وقال الكلبي: هُوَ قيس بْن عَبْد اللَّهِ بْن عدس بْن ربيعة [5] .
واختلف أيضا فِي نسبه، وَالَّذِي ذكرناه أشهر ما قيل فِيه، وَإِنما قيل لَهُ النابغة، لأنه قَالَ الشعر فِي الجاهلية، ثُمَّ أقام مدة نحو ثلاثين سنة لا يقول الشعر، ثُمَّ نبغ فِيهِ فقاله، فسمي النابغة. وطال عمره فِي الجاهلية والإسلام، وهو أسن من النابغة الذبياني، وَإِنما مات الذبياني قبله، وعمر الجعدي بعده طويلا، وقيل: عاش مائة وثمانين سنة.
وقال ابن قُتَيْبَة: عاش النابغة الجعدي مائتين وأربعين سنة [6] ، وهذا لا يبعد، لأنه أنشد عمر بْن الخطاب [7] :
ثلاثة أهلين أفنيتهم ... وَكَانَ الإله هُوَ المستآسا [8]
فقال لَهُ عمر: كم لبثت مع كل أهل؟ قَالَ: ستين سنة. فذلك مائة وثمانون سنة، ثُمَّ عاش بعد ذَلِكَ إِلَى أيام ابن الزبير، وَإِلى أن هاجى أوس بن مغراء، وليلى الأخيلية.
__________
[1] تنظر الترجمة 4368: 4/ 435.
[2] تنظر أيضا الترجمة 3139: 3/ 370.
[3] في المطبوعة: «حبان» ، بالباء الموحدة، والصواب بالياء: تنظر الترجمة 1316: 2/ 77.
[4] ما بين القوسين عن ترجمة «حيان بن قيس» ، والاستيعاب 4/ 1514.
[5] تنظر جمهرة أنساب العرب لابن حزم: 289.
[6] الشعر والشعراء: 1/ 290، وفيه: «مائتين وعشرين سنة» . ولكن في الروض الأنف السهيليّ 1/ 53. مثل ما في أسد الغابة.
[7] الشعر والشعراء 1/ 395، وسمط اللآلي: 1/ 248. واللسان (أوس) .
[8] المستآس: المستعاض. والأوس: العطية والعوض.(4/515)
وَكَانَ يذكر فِي الجاهلية دين إِبْرَاهِيم والحنيفية، ويصوم ويستغفر، وله قصيدة أولها:
الحمد للَّه لا شريك لَهُ ... من لَمْ يقلها فنفسه ظلما [1]
وفيها ضروب من دلائل التوحيد، والإقرار بالبعث والجزاء، والجنة والنار. وقيل:
إن هَذَا الشعر لأمية بْن أَبِي الصلت، وقد صححه يونس بن حبيب، وحمّاد الراوية. ومحمد ابن سلام، وَعَليّ بْن سُلَيْمَان الأخفش للنابغة الجعدي [2] ووفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسلم، وأنشده قصيدته الرائية، وفيها:
أتيت رَسُول اللَّهِ إِذْ جَاءَ بِالْهُدَى ... ويتلو كتابا كالمجرة نيرا [3]
أَخْبَرَنَا فِتْيَانُ [4] بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُودَانَ، أَنْبَأَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ القاهر الطوسي، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ النَّقُّورِ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ الدَّقَّاقُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا داود- هو ابن رشيد- حدثنا يعلى ابن الأَشْدَقِ قَالَ: سَمِعْتُ النَّابِغَةَ يَقُولُ: أَنْشَدْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم:
بلغنا السماء، مجدنا وجدودنا ... وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا
فَقَالَ: أَيْنَ الْمَظْهُر يَا أَبَا لَيْلَى؟ قُلْتُ: الْجَنَّةُ. قَالَ: أَجَلْ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ. ثُمَّ قُلْتُ:
وَلا خَيْرَ فِي حِلْمٍ إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ ... بَوَادِرُ تَحْمِي صَفْوَهُ أَنْ يُكَدَّرَا
وَلا خَيْرَ فِي جَهْلٍ إذا لَمْ يَكُنْ لَهُ ... حَلِيمٌ إِذَا مَا أَوْرَدَ الأَمْرَ أَصْدَرَا
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَجَدْتَ لا يَفْضُضِ اللَّهُ فَاكَ» ، مَرَّتَيْنِ [5] .
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودِ بْنِ سَعْدٍ الأَصْفَهَانِيُّ، أَخْبَرَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْجَنْزَرُوذِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عثمان المقرئ، أخبرنا عبد الله ابن سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَزَّانُ، حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ الأَشْدَقِ الْعُقَيْلِيُّ قَالَ:
سَمِعْتُ قَيْسَ بْنَ سَعْدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْدَةَ- وَهُوَ نَابِغَةُ بَنِي جعدة- قال: قدمت
__________
[1] الشعر والشعراء: 1/ 214. والاستيعاب لأبى عمر: 4/ 1515.
[2] هذا كله كلام أبى عمر: 4/ 1515.
[3] الشعر والشعراء: 1/ 289، والاستيعاب: 4/ 1515.
[4] في المطبوعة: «قتبان» ، بالقاف. والمثبت عن المصورة، وقد تقدم هذا السند في ترجمة حمزة بن عبد المطلب:
2/ 54، غير أن فيه: «فتيان بن محمود بن سودان» . ولم تقع لنا ترجمة لفتيان هذا.
[5] الشعر والشعراء: 1/ 289، ومعجم الشعراء المرزباني: 195، والاستيعاب: 4/ 1516.(4/516)
على رسول الله صلى الله عليه وسلم فَأَنْشَدْتُهُ ... وَذَكَرَ نَحْوَ مَا تَقَدَّمَ إِلَى آخِرِهِ، وَهِيَ قَصِيدَةٌ طَوِيلَةٌ، وَهِيَ مِنْ أَحْسَنِ مَا قِيلَ مِنَ الشِّعْرِ.
ولم يزل يرد عَلَى الخلفاء بعد النَّبِيّ، وَكَانَ شاعرا محسنا، إلا أَنَّهُ كَانَ رديء الهجاء، لا يزال يغلبه من يهاجيه، وهو أشعر منهم، لَيْسَ فيهم من يقرب مِنْه. فمن ذَلِكَ أَنَّهُ هجا ليلى الأخيلية، فقال:
ألا حييا ليلى وقولا لَهَا: هلا [1]
فأجابته ليلى فقالت [2] :
وعيرتني [3] داء بأمك مثله ... وأي حصان لا يقال لَهَا: هلا؟!
ووفد إِلَى عَبْد اللَّهِ بْن الزبير بمكة، وقصته معه مشهورة [4] وقد روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم. روى يَحْيَى بْن عُرْوَةَ بْن الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عمه عبد الله ابن الزبير، عَنِ [النابغة [5]] أَنَّهُ قَالَ: سمعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما وليت قريش فعدلت، واسترحمت فرحمت، وحدثت فصدقت، ووعدت فأنجزت، إلا- وذكر كلمة معناها- أنهم تحت النبيين بدرجة فِي الجنة» . أخرجه الثلاثة.
5156- نابل الحبشي
(س) نابل الحبشي، والد أيمن قَالَ أَبُو أحمد العسال: لنابل أَبِي أيمن صحبة.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى كِتَابَةً، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الثَّقَفِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو طاهر بْن عَبْدِ الرَّحِيمِ أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بن زكريا، حدّثنا بكار بن [محمد ابن [6]] عبد الله بن محمد بن سِيرِينَ، حَدَّثَنَا أَيْمَنُ بْنُ نَابِلٍ الْمَكِّيُّ، عَنْ أبيه: أن رجلا
__________
[1] عجزه كما في اللسان «هلا» :
فقد ركبت أمرا أغر محجلا
وهلا كما في اللسان: زجر يزجر به الفرس الأنثى إذا أنزى عليها الفحل، لتقر وتسكن.
[2] اللسان «هلا» .
[3] في اللسان: «تعيرنا داء ... » .
[4] انظرها في الاستيعاب: 4/ 1518، 1519.
[5] في المطبوعة والمصورة: «عن الأعشى أنه قال» . وهو خطأ، تنظر الإصابة: 3/ 511.
[6] ما بين القوسين عن ترجمته في الجرح لابن أبى حاتم: 1/ 1/ 409، والعبر للذهبى: 1/ 390.(4/517)
كَالأَعْرَابِيِّ أَهْدَى لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَاقَتَيْنِ، فَعَوَّضَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ يَرْضَ، ثُمَّ عَوَّضَهُ فَلَمْ يرض، فقال رسول الله: لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ لا أَتَّهِبَ [1] هِبَةً إِلا مِنْ قُرَشِيٍّ أَوْ أَنْصَارِيٍّ أَوْ ثَقَفِيٍّ» [2] رَوَاهُ جماعة عن بكار. أخرجه أبو موسى.
5157- ناجية بن الأعجم
(س) ناجية بْن الأعجم الأسلمي.
مات بالمدينة فِي خلافة معاوية، لا عقب لَهُ. قاله ابن شاهين، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سعد.
الواقدي [3] .
أخرجه أبو موسى.
5158- ناجية بن جندب
(ب د ع) ناجية بْن جندب بْن كعب. وقيل: ناجية بْن كعب بْن جندب. وقيل:
ناجية بْن جندب بْن عمير بْن يعمر بْن دارم بْن عَمْرو بْن وائلة بن سهم بن مازن بن سلامان ابن أسلم الأسلمي [4] .
صاحب بدن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، معدود فِي أهل المدينة. قيل: كَانَ اسمه ذَكْوَان، فسماه رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم ناجية، إِذْ نجا من قريش.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَغَيْرُهُ بِإِسْنَادِهِمْ عَنْ محمد بن عيسى قال: حدثنا هَارُونُ بْن إِسْحَاق الْهَمْدَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ نَاجِيَةَ الْخُزَاعِيِّ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ أَصْنَعُ بِمَا عَطِبَ مِنَ الْبُدْنِ؟ [5] قَالَ: انْحَرْهَا، ثُمَّ اغْمِسْ نَعْلَهَا فِي دَمِهَا، [6] وخلّ بين الناس وبينها فيأكلونها [7] .
__________
[1] أي: لا أقبل هدية.
[2] أخرجه الإمام أحمد عن ابن عباس: 1/ 295، وعن أبى هريرة: 2/ 247. والنسائي في كتاب العمرى، باب «عطية المرأة بغير إذن زوجها» : 6/ 280. وينظر تفسير الحافظ ابن كثير عند الآية 97 من سورة براءة: 4/ 141، والآية 109 من سورة يوسف: 4/ 346، بتحقيقنا.
[3] الطبقات الكبرى لابن سعد: 4/ 2/ 45.
[4] كذا نسبه ابن إسحاق في السيرة: 2/ 310.
[5] لفظ الترمذي: «بما عطب من الهدى» ، أي: بما أصابته آفة تمنعه عن السير.
[6] يفعل ذلك لأجل أن يعلم من مر به أنه هدى فيأكله.
[7] تحفة الأحوذي، أبواب الحج، باب «ما جاء إذا أعطب الهدى، ما يصنع به؟» ، الحديث 912: 3/ 655، وقال الترمذي: «حديث ناجية حديث حسن صحيح» .(4/518)
هَكَذَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بِإِسْنَادِهِ فَقَالَ: «نَاجِيَةُ الْخُزَاعِيُّ» . وَرَوَاهُ مَالِكٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ فَقَالَ: «نَاجِيَةُ صَاحِبُ بُدْنِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» [1] وَلَمْ يَنْسُبْهُ. وَالصَّحِيحُ أنه أسلمى. أخبرنا أَبُو جَعْفَر بْن أَحْمَد بِإِسْنَادِهِ عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ، عَنْ رِجَالٍ مِنْ أَسْلَمَ، أَنَّ الَّذِي نَزَلَ فِي الْقَلِيبِ بِسَهْمِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَاجِيَةُ بْن جُنْدَبٍ الأسلمي، صاحب بدن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: وَقَدْ زَعَمَ بَعْضُ أَصْحَابِ الْعِلْمِ أَنَّ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ كَانَ يَقُولُ: أَنَا الَّذِي نَزَلَ بِسَهْمِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: وَقَدْ أَنْشَدْتُ أَسْلَمَ أَبْيَاتِ شِعْرٍ قَالَهَا نَاجِيَةُ، فَزَعَمَتْ أَسْلَمُ أَنَّ جَارِيَةً مِنَ الأَنْصَارِ أَقْبَلَتْ بِدَلْوِهَا، وَنَاجِيَةُ فِي القليب يميح [2] على الناس، فقالت:
يا أيّها الْمَائِحُ، دَلْوِي دُونَكَا ... إِنِّي رَأَيْتُ النَّاسَ يَحْمَدُونَكَا [3]
فَقَالَ نَاجِيَةُ، وَهُوَ فِي الْقَلِيبِ يَمِيحُ عَلَى النَّاسِ:
قَدْ عَلِمَتْ جَارِيَةٌ يَمَانِيَةْ ... أَنِّي أَنَا الْمَائِحُ وَاسْمِي نَاجِيَةْ
وَطَعْنَةٌ ذَاتُ رَشَاشٍ وَاهِيَةْ ... طعنتها تحت صدور العادية [4]
وتوفى ناجية بالمدينة فِي خِلافَةِ مُعَاوِيَةَ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ، وَالْقَلِيبُ الَّذِي نَزَلَ فِيهِ هُوَ فِي الْحُدَيْبِيَةِ، وَكَانَ مَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم في عمرة الحديبيّة، وفيها كانت بيعة الرضوان.
5159- ناجية بن الحارث
(د ع) ناجية بْن الحارث الخزاعي.
جعله أَحْمَد بْن حنبل فِي مسنده أَنَّهُ صاحب بدن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم.
أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده عن عبد الله بن أحمد قال: حدثني أَبِي، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ نَاجِيَةَ الْخُزَاعِيِّ- وَكَانَ صَاحِبَ بدن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-
__________
[1] الموطأ، كتاب الحج، باب «العمل في الهدى إذا عطب أو ضل» ، الحديث 148: 1/ 380.
[2] أي: يملأ لهم الدلاء.
[3] بعده في السيرة بيت ثالث: «يثنون خيرا ويمجدونكا» .
[4] سيرة ابن هشام: 2/ 310، 311.(4/519)
قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ أَصْنَعُ بِمَا عَطِبَ مِنَ الْبُدْنِ؟ قَالَ: انْحَرْهُ، وَاغْمِسْ نَعْلَهُ فِي دَمِهِ، وَاضْرِبْ صَفْحَتَهُ، وَخَلِّ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّاسِ فَلْيَأْكُلُوهُ [1] .
وروى عِيسَى [2] بْن الحضرمي بْن كلثوم بْن ناجية بْن الحارث الخزاعي المصطلقي، عَنْ جده كلثوم، عَنْ أبيه ناجية: أن النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم حَيْثُ لقي بني المصطلق بالمريسيع، وَكَانَ بينهم ما قضى اللَّه عَزَّ وجل، ثم أصبحت بني المصطلق وهداهم اللَّه عَزَّ وَجَلَّ للإسلام، وبايعوا رَسُول الله فقيل منهم، ثُمَّ أمسك صاحبتهم جويرية بنت الحارث.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم، وأما أَبُو عمر فلم يخرج إلا ناجية بْن جندب الأول، وروى لَهُ حديث ما عطب من البدن، ولم يخرج هذا.
5160- ناجية بن خفاف
(د ع) ناجية بْن خفاف، أَبُو خفاف الغنوي.
ذكر فِي الصحابة ولا يصح. روى عَنْهُ أَبُو إِسْحَاقَ السبيعي.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم، وقَالَ أَبُو نعيم: أخرجه بعض المتأخرين، ولم يزد عليه.
5161- ناجية الطفاوي
(د ع) ناجية الطفاوي. لَهُ ذكر فِي الصحابة.
روى البراء بْن عَبْد اللَّهِ الغنوي، عَنْ واصل قَالَ: أدركت رجلا من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قيل لَهُ «ناجية الطفاوي» ، قَالَ ناجية: صلى رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم خمس صلوات: الظهر، والعصر والمغرب، والعشاء، والصبح. يعني فِي حديث المواقيت.
أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
5162- ناجية بن عمرو
(ع س) ناجية بْن عَمْرو.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى إِذْنًا، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ، أخبرنا أبو نعيم وأبو القاسم بن أَبِي بَكْرٍ قَالا:
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ فُورَكَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدَ بْنِ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا يعقوب [3]
__________
[1] مسند الإمام أحمد: 4/ 334.
[2] عيسى هذا مترجم في الجرح والتعديل لابن أبى حاتم: 3/ 1/ 274.
[3] هو يعقوب بن حميد بن كاسب، ينظر التهذيب: 4/ 145، 11/ 383.(4/520)
ابن كاسب، حَدَّثَنَا سلمة [1] بْن رجاء، عَنْ عائذ بْن شريح، أَنَّهُ سمع أنس بن مالك وشعيب ابن عَمْرو، وناجية بن عَمْرو يقولون: رأينا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يخضب بالحناء.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو موسى أيضا إجازة، أخبرنا الشريف أبو محمد حمزة بن العباس العلوي، أخبرنا أحمد بن الفضل المقرئ، حَدَّثَنَا أبو مسلم بن شهدل [2] ، حَدَّثَنَا أبو العباس بْنِ عُقْدَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن قُتَيْبَة، حَدَّثَنَا حسن بن زياد، عن عمر [3] بن سعد النّصرى، عَنْ عُمَرَ [4] بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ يَعْلَى قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من كنت مولاه فعلي مولاه، اللَّهمّ وال من والاه، وعاد من عاداه» . فلما قدم عَليّ الكوفة نشد الناس فانتشد لَهُ [5] بضعة عشر رجلا، فيهم أَبُو أيوب صاحب منزل رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلّم، وناجية ابن عَمْرو الخزاعي. أخرجه أَبُو نعيم، وَأَبُو موسى.
5163- ناجية بن كعب
(س) ناجية بن كعب الخزاعي، وناجية بن جندب الأسلمي. فرق بينهما ابن شاهين، وجمع بينهما أَبُو نعيم. وأورد ابن منده أحدهما.
أخرجه أبو موسى كذا مختصرا.
قلت: هذا كلام أبي موسى، فأما قَوْله إن أبا نعيم جمع بينهما، فإن أبا نعيم لَمْ يقل في أحدهما «خزاعيّ» و «أسلمى» فلو جعلهما من قبيلتين للزمه أن يفرق بينهما، إنما قَالَ كما ذكرناه فِي ترجمة «ناجية بن جندب بن كعب» ، قَالَ: «وقيل: ناجية بن كعب بن جندب، وذكر نسبه، ثُمَّ قَالَ: «الأسلمي» ، فعلى هَذَا هُوَ واحد، وقد اختلفوا فِي نسبه، وقد فعلوا هَذَا كثيرا، وَعَلَى ما ذكره ابن شاهين أحدهما أسلمي والثاني خزاعي، فيكونان اثنين، لاختلاف الأب والقبيلة، والله أعلم.
__________
[1] في المطبوعة والمصورة: «مسلمة بن رجاء» . والصواب «سلمة» ، تنظر ترجمة شعيب بن عمرو: 2/ 526، والتهذيب 4/ 144.
[2] كذا في المطبوعة. وفي المصورة كأن اللام كاف. ولم نجد له ترجمة.
[3] في المطبوعة والمصورة: «عمرو بن سعد» . والمثبت عن الجرح لابن أبى حاتم: 3/ 1/ 112.
[4] في المطبوعة والمصورة أيضا: «عمرو بن عبد الله» . والمثبت عن الجرح: 3/ 1/ 118، والخلاصة.
[5] أي: فأجابه.(4/521)
5164- ناسح الحضرميّ
(س) ناسح [1] الحضرمي.
أورده أبو الفتح الأَزْدِيّ فِي الأسماء المفردة، وروى بإسناده عن حريز [2] بن عثمان الرّحى، عن شرحبيل بن شفعة، عن ناسح الْحَضْرَمِيِّ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مر برجلين يتبايعان شاة، يقول أحدهما «لا أنقصك من كذا وكذا» . ويقول الآخر: «لا أزيدك عَلَى كذا وكذا» ، يتحالفان، فمر بالشاة، وقد اشتراها الرجل، فقال: قد أوجب أحدهما، يعني الإثم والكفار.
قَالَ ابن أبي حاتم: أخرج البخاري هَذَا فِي باب «النون» ، فغيره أبي وقال: هو عبد الله ابن ناسج [3] . أخرجه أبو موسى.
5165- ناشرة بن سويد
(د ع) ناشرة بن سويد الجهني.
روى عَنْهُ ابنه مريح، وَعَليّ بن رباح [4] . حدث عَنْهُ ابنه مريح بن ناشرة، عن أبيه: أن النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلم وجهه فِي سرية وامرأته حامل، فولدت مولودا، فحملته فأتت بِهِ النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلم، فأمر يده عَلَيْهِ، فقالت: سمه يا رسول الله. فقال: اسمه مريح، فقد أسرع فِي الإسلام، وهو مريح [5] بن ناشرة. أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم.
5166- ناعم بن أجيل
(س) ناعم بن أجيل الهمداني، مولى أم سلمة.
أورده جَعْفَر وقال: كَانَ فِي بيت شرف فِي همدان، وَكَانَ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
روى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سعد أَنَّهُ من الصحابة، قاله البردعي.
أخرجه أَبُو موسى.
__________
[1] في المطبوعة: «ناسج» ، بالجيم. والمثبت عن المصورة، وتنظر ترجمة «عبد الله بن ناشج» وقد تقدمت برقم 3207: 3/ 403.
[2] في المطبوعة: «جرير بن عثمان» ، بالجيم وراءين، والصواب عن التهذيب: 2/ 237.
[3] الجرح والتعديل: 2/ 2/ 184.
[4] في المطبوعة: «رياح» ، بالياء المثناة. وتنظر ترجمته في خلاصة.
[5] قال الحافظ في الإصابة 3/ 557: «ذكره ابن مندة وقال: روى عنه ابنه شريح (كذا في الإصابة) . وهو خطأ نشأ عن تصحيف في اسمه واسم ولده. وذلك أن الصواب «ياسر» بتحتانية منقوطة باثنتين، وسين مهملة، بلا هاء آخره واسم ولده «مسرع» بسكون السين المهملة وآخره عين مهملة، ويدل عليه أن في الحديث اسمه مسرع، فقد أسرع في الإسلام ... » .
هذا وقد تقدمت في هذا الكتاب- أسد الغابة- ترجمة لمسرع بن ياسر، ينظر: 5/ 155، الترجمة: 4821.(4/522)
وقال الأمير أَبُو نصر: وأما أجيل- بضم الْهَمْزَة، وفتح الجيم، وسكون الياء- فهو ناعم ابن أجيل الهمداني أَبُو عبد الله، مولى أم سلمة. أصابه سباء فِي الجاهلية، فصار إليها، فأعتقته.
كَانَ أحد الفقهاء بمصر، روى عن عثمان، وَعَليّ، وابن عباس، وغيرهم.
وهذا كلامه يدل عَلَى أَنَّهُ لا صحبة لَهُ، وقال أَبُو أحمد العسكري: ناعم مولى رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم لا أعلم لَهُ حديثا مسندا، وروى بٍإسناده عن كعب بن علقمة، عن ناعم مولى رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم قَالَ: حضرت عليا رضي الله عَنْهُ بالكوفة- أو: بالبصرة- فخطب عَلَى بعير، ثُمَّ نزل ودعا بكبش أقرن، [1] ، فذبحه وقال: هَذَا عن عَليّ، وعن آل عَليّ.
5167- نافع بن بديل
(ب ع س) نَافِع بن بديل بن ورقاء.
تقدم نسبه فِي ترجمة أبيه [2] ، وَكَانَ هُوَ وأبوه وإخوته من فضلاء الصحابة وجلتهم.
قَالَ ابن إسحاق: قتل نَافِع بن بديل بن ورقاء يوم بئر معونة، مع المنذر بن عمر، وعامر ابن فهيرة، فِي أربعين رجلا من خيار المسلمين، فقال عبد الله بن رواحة يبكي نافعا:
رحم اللَّه نَافِع بْن بديل ... رحمة المبتغي ثواب الجهاد
صابر صادق [3] اللقاء، إذا ما ... أكثر القوم قَالَ قول السداد [4]
أخرجه أَبُو عمر، وأبو نعيم، وأبو موسى.
5168- نافع الجرشى
(س) نَافِع الجرشي.
ذكره جَعْفَر فِي الصحابة. روى مُحَمَّد بن إسحاق، عن ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ، عن نَافِع [5] الجرشى: أنه حين بعث الله تعالى محمدا صلى الله عَلَيْهِ وسلم، كَانَ كاهن فِي رأس الجبل، فدعوه فقالوا: انظر لنا فِي شأن هَذَا الرجل، فإنه قد حدث فِي أرض العرب حدث، فنزل
__________
[1] أي: كبير القرنين.
[2] تقدمت ترجمته برقم 283: 1/ 203.
[3] في السيرة.
صابر صادق وفى إذا ما
[4] سيرة ابن هشام: 2/ 188.
[5] تنظر ترجمة «نافع الجرشى» في الجرح والتعديل لابن أبى حاتم: 4/ 1/ 454.(4/523)
إليهم فقال: إن الله تبارك وتعالى أكرم مُحَمَّدا واصطفاه، وطهر قلبه واجتباه، وبعث إليكم أيها الناس، فعما قليل.
أخرجه أَبُو موسى.
5169- نافع بن عبد الحارث
(ب د ع) نَافِع بن عبد الحارث بن حبالة بن عمير بن غبشان- واسمه الحارث- ابن عبد عَمْرو بْن بوي [1] بْن ملكان بْن أفصى الخزاعي.
نسبه كلهم إلى خزاعة، وساقوا نسبه إلى ملكان، وهو أخو خزاعة وأخو أسلم، ويقال لبعض ولده: خزاعي، لقلة بني ملكان، فنسبوا إلى خزاعة.
ولنافع صحبة ورواية، واستعمله عُمَر بْن الخطاب رَضِيَ اللَّه عَنْهُ عَلَى مكة والطائف، وفيهما سادة قريش وثقيف، وخرج إلى عمر واستخلف عَلَى مكة مولاه عبد الرحمن بن أبزي، فقال لَهُ عمر: استخلفت عَلَى آل الله مولاك. فعزله واستعمل خالد بن العاص بن هِشَام.
وَكَانَ نَافِع من فضلاء الصحابة وكبارهم، وقيل: أسلم يوم الفتح، وأقام بمكة ولم يهاجر.
روى عَنْهُ أَبُو سلمة، وحميد، وَأَبُو الطفيل.
أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده عن عبد الله بن أَحْمَد قَالَ: حَدَّثَنِي أبي قَالَ: أخبرنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عن حميد [2] بن عبد الرحمن ومجاهد، عن نَافِع بن عبد الحارث قَالَ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سعادة المرء المسكن الواسع، والجار الصالح، والمركب الهنيء [3] . روى عَنْهُ أَبُو سلمة بْن عبد الرحمن: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دخل حائطا من حوائط المدينة فجلس عَلَى قف [4] البئر، فجاء أَبُو بكر يستأذن، فقال- فيما أعلم- لأبي موسى: «ائذن لَهُ» وبشره بالجنة، ثُمَّ جاء عمر يستأذن، فقال: «ائذن لَهُ» . وبشره بالجنة، ثُمَّ جاء عثمان يستأذن، فقال «ائذن لَهُ» . وبشره بالجنة، وسيلقى بلاء [5] .
__________
[1] في المطبوعة: «عبد عمرو بن عمرو بن لؤيّ» . والمثبت عن المصورة، وجمهرة أنساب العرب لابن حزم: 242.
وفي طبقات ابن سعد: 4/ 2/ 339: «عبد عمرو بن عمرو بن بوى» .
[2] في المسند: «حدثنا خميل أنا ومجاهد» . والصواب ما في أسد الغابة.
[3] مسند الإمام أحمد: 3/ 407، 408.
[4] قف البئر: هو الدكة التي تجعل حولها.
[5] مسند الإمام أحمد: 3/ 408.(4/524)
وأنكر الواقدي أن يكون لنافع بن عبد الحارث صحبة، وقال: حديثه هَذَا عن أبي موسى الْأَشْعَرِي، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أخرجه الثلاثة.
5170- نافع بن الحارث بن كلدة
(ع ب س) نَافِع بن الحارث بن كلدة، أَبُو عبد الله الثقفي، أخو أبي بكرة لأمه، أمهما سمية. ويرد الكلام عَلَى نسبه عند ذكر أخيه أبي بكرة نفيع إن شاء الله تعالى.
وَكَانَ نَافِع بالطائف لما حصره النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عَلَيْهِ وسلم مناديا فنادى: من أتانا من عبيدهم فهو حر. فخرج إليه نَافِع وأخوه أَبُو بكرة، فأعتقهما. وَنَافِع هَذَا أحد الشهود عَلَى المغيرة [1] ، بالزنا وكانوا أربعة: نَافِع، وأخوه أبو بكرة، وزياد بن أبيه، وهو أخوهما لأمهما، وشبل بن معبد، إلا أن زيادا لَمْ يقطع الشهادة، فسلم المغيرة من الحد.
وسكن نَافِع البصرة، وابتنى بِهَا دارا، وأقطعه عمر عشرة أجربة. وهو أول من اقتنى الخيل بالبصرة، وروي عن النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلم: أَنَّهُ كَانَ فِي أربعمائة، فنزل النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلم بهم عَلَى غير ماء، فشق ذَلِكَ عَلَى الناس، فجاءت شاة حَتَّى دنت مِنْه، فحلبها رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى روى النَّاس.
وروي عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم أَنَّهُ قَالَ لِعَلِيٍّ: أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى. أخرجه أَبُو نعيم، وأبو عمر، وأبو موسى.
5171- نَافِع مولى رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم
(ب د ع) نَافِع مولى رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم.
روى عَنْهُ خالد بن أبي أمية، وَأَبُو هاشم الرماني.
وروى عقبة بن خالد، عن الصباح [2] ، عن خالد بن أبى أمية، عن نَافِع مولى رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم أَنَّهُ قَالَ: «لا يدخل الجنة مسكين متكبر، ولا شيخ زان، ولا منّان على الله بعمله» .
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] تنظر ترجمة المغيرة بن شعبة: 5/ 247.
[2] هو الصباح بن يحيى، مترجم في الجرح والتعديل لابن أبى حاتم: 2/ 1/ 442، وينظر أيضا: 1/ 2/ 322.(4/525)
5172- نافع بن زيد
(س) نَافِع بن زيد الحميري.
أورده ابن شاهين، وروى بإسناده عن إياس بن عَمْرو الحميري: أن نَافِع بن زيد الحميري قدم وافدا عَلَى النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلم، فِي نفر من حمير، فقالوا: أتيناك لنتفقه فِي الدين، ونسأل عَنْ أول هَذَا الأمر. فقال: «كَانَ اللَّه ولا شيء غيره، وَكَانَ عرشه عَلَى الماء، ثُمَّ خلق القلم، فقال:
اكتب ما هُوَ كائن. ثُمَّ خلق السموات والأرض وما بينهما واستوى على عرشه» [1] . أخرجه أبو موسى.
5173- نافع أبو السائب
(د ع) نَافِع أَبُو السائب، مولى غيلان بن سلمة:
روى يزيد بن أبي حبيب، عن عروة بن غيلان بن سلمة: أن أبا السائب نافعا كَانَ عبدا لغيلان بن سلمة، ففر إلى رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم وغيلان مشرك، فأسلم، فأعتقه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلما أسلم غيلان رد النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلم ولاءه عَلَيْهِ.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
5174- نافع أبو سليمان
(د ع) نَافِع أَبُو سُلَيْمَان، مولى المنذر بن ساوي.
وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأسلم، وَكَانَ ينزل حلب.
روى إسحاق بن راهويه، عن سُلَيْمَان بن نَافِع العبدي- سمع مِنْه بحلب- قَالَ: قَالَ أبي: وفد المنذر بن ساوي من البحرين، حَتَّى أتى مدينة رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومع المنذر أناس [2] ، وأنا غليم لا أعقل، أمسك جمالهم، قَالَ: فذهبوا مع سلاحهم، وسلموا عَلَى رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم، ووضع المنذر سلاحه، ولبس ثيابا كانت معه، ومسح لحيته، وأتى النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلم فسلم عَلَيْهِ، وأنا مع الجمال، قَالَ المنذر: قَالَ النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلم: رأيت منك ما لَمْ أر من أصحابك! قال: وما
__________
[1] أخرجه الإمام أحمد بنحوه عن عمران بن حصين، ينظر المسند: 4/ 431، 432، والبخاري، كتاب بدء الخلق:
4/ 128، 129، ومسلم، كتاب القدر: 8/ 51. كما ينظر تفسير ابن كثير عند الآية 7 من سورة هود: 4/ 239، 240 بتحقيقنا.
[2] في المطبوعة: «ومع المنذر إياس» . والمثبت عن المصورة.(4/526)
رأيت مني يا نبي الله؟ قَالَ: وضعت سلاحك، ولبست ثيابك، وتدهنت. قلت يا نبي الله، أشيء جبلت عَلَيْهِ أم شيء أحدثته؟ قَالَ النَّبِيّ: لا، بَلْ جبلت عَلَيْهِ. فسلموا على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلم: أسلمت عبد القيس طوعا، وأسلم الناس كرها، فبارك الله فِي عبد القيس وموالي عبد القيس. قَالَ سُلَيْمَان بن نَافِع: قَالَ لي أبي: «نظرت إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم كما أني أنظر إليك، ولكني لَمْ أعقل» . ومات أبي وهو ابن عشرين ومائة سنة.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
قلت: هَذَا الَّذِي فعله المنذر بن ساوي إنما فعله الأشج العبدي، وله قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ فِيكَ خلقين يحبهما الله. فقال الأشج العبدي: يا نبي الله أشيء جبلت عَلَيْهِ أم شيء أحدثته؟
قَالَ: لا، بَلْ شيء جبلت عَلَيْهِ. قَالَ: الحمد للَّه الّذي جبلنى على خلقين يحبهما [1] .
5175- نافع بن صبره
(ب) نَافِع بن صبرة.
مخرج حديثه عن أهل المدينة، مثل حديث أبي هريرة فِي كفارة ما يكون فِي المجلس من اللغو.
أخرجه [2] أبو عمر.
5176- نافع أبو طيبة
(ب د ع) نَافِع، أَبُو طيبة الحجام، وقيل: اسمه ميسرة: وهو مولى محيصة بن مسعود الأنصاري.
حجم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأعطاه أجره، ويرد فِي الكنى إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه الثلاثة.
5177- نافع بن ظريب
(ب) نَافِع بن ظريب بن عَمْرو بْن نوفل بْن عَبْد مناف بْن قصي القرشي النوفلي.
أسلم يَوْم الفتح، وصحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم.
قال العدوي: هُوَ الَّذِي كتب المصاحف لعمر بن الخطاب [3] قَالَ أَبُو عمر: لا أعلم لَهُ رواية، وهو أخرجه.
__________
[1] تنظر ترجمة «المنذر بن عائذ» ، فقد خرجنا الحديث هناك.
[2] الاستيعاب، الترجمة 2588: 4/ 1490.
[3] الّذي في الجمهرة، لابن حزم 116، وكتاب: «حذف من نسب قريش لمروج السدوسي 42، أنه كتب المصحف لعمر بن الخطاب.(4/527)
5178- نافع بن عتبة
(ب د ع) نَافِع بن عتبة بن أبي وقاص الزهري، وهو ابن أخي سعد بن أبي وقاص، وهو أخو هاشم المرقال [1] .
له صحبة، وأبوه عتبة هُوَ الَّذِي كسر رباعية النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم أحد، ومات عتبة كافرا قبل فتح مكة، وأوصى إلى أخيه سعد، ثُمَّ أسلم نَافِع يوم فتح مكة. قاله أبو عمر.
وقال ابن منده وأبو نعيم، عن مصعب الزبيري: إن عتبة أصاب دما فِي الجاهلية من قريش، وانتقل إلى المدينة فمات بِهَا، وأوصى إلى أخيه سعد [2] .
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أبي حبة بإسنادهما إلى مسلم قال: حدثنا قُتَيْبَة، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عن جابر بن سمرة، عن نَافِع بن عتبة قَالَ: كنا مع رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم فِي غزوة، قَالَ: فأتى النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلم قوم من قبل المغرب [3] ، عليهم ثياب الصوف، فوافوه عند أكمة، فإنهم لقيام ورسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم قاعد، قَالَ: فقالت لي نفسي:
ائتهم، فقم بينهم وبين رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم، لا يغتالونه. ثُمَّ قلت: لعله يجيء معهم، فأتيتهم فقمت بينهم وبينه، قَالَ: فحفظت مِنْه أربع كلمات أعدهن فِي يدي، قَالَ: تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله، ثُمَّ فارس فيفتحها الله، ثُمَّ تغزون الروم فيفتحها الله، ثُمَّ تغزون الدجال فيفتحه الله. قَالَ: فقال نَافِع: يا جابر، لا ترى الدجال يخرج حَتَّى تفتح الروم [4] .
أخرجه الثلاثة.
5179- نافع بن عجير
(ع س) نَافِع بن عجير القرشي المطلبي.
سكن المدينة، أورده البغوي وغيره فِي الصحابة. وروى الشافعي، عن عمه مُحَمَّد بن عَليّ ابن شافع، عن عبد الله بن عَليّ بن السائب، عن نافع بن عجير بن عبد يزيد: أنه طلق امرأته هشمة [5] البتة، ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا رسول الله، إِنِّي طلقت امرأتي هشيمة البتة، والله ما أردت إلا واحدة. فردها إليه، فطلقها الثانية فِي زمن عمر، والثالثة في زمن عثمان.
__________
[1] ستأتي ترجمة لهاشم في حرف «الهاء» .
[2] كتاب نسب قريش لمصعب: 263.
[3] أي: مغرب المدينة.
[4] مسلم، كتاب الفتن، باب «ما يكون من فتوحات المسلمين قبل الدجال» : 8/ 178.
[5] كذا في المطبوعة والمصورة، والّذي في كتاب «الأم» للشافعي: «سهيمة» .(4/528)
هَذَا إسناد اختلف فِيهِ، فقيل: إنما هُوَ عن نَافِع أن ركانة بن عبد يزيد طلق امرأته. كذا رواه أَبُو داود فِي سننه [1] عن أبي الطاهر بن السرح، وأبي [2] ثور، عن الشافعي. ورواه الحميدي والربيع [3] عن الشافعي وقالا: «عن نَافِع، عن ركانة» ورواه جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ رُكَانَةَ، عَنْ أبيه، عَنْ جده قال: أتيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وذكر نحوه.
أخرجه أبو نعيم وأبو موسى، واختلف فِي اسم المرأة، فقيل: هشيمة، وقيل: سهيمة [4]- وهو الأشهر- وقيل: سهية، وقيل: سفيجة [5] .
5180- نافع بن علقمة
(ب س) نَافِع بن علقمة.
أورده ابن شاهين وقال: سكن الشام. لَمْ يزد.
وقال أبو عمر: نَافِع بن علقمة، سمع النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلم، وقيل: إن حديثه مرسل [6] .
أخرجه أبو عمر، وَأَبُو موسى كذا مختصرا.
5181- نافع بن عمرو المزني
(س) نَافِع بن عَمْرو المزني.
روى عَنْهُ هلال بن عَامِر المزني أَنَّهُ قَالَ: إِنِّي يَوْم حجة الوداع خماسي [7] أَوْ فوق الخماسي، فأخذ بيدي أبي، حَتَّى انتهى بي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو واقف عَلَى بغلة لَهُ شهباء يخطب الناس، وَعَليّ يعبر عَنْهُ [8] ، فتخللت الرحال حَتَّى أقوم عند ركاب البغلة، ثُمَّ أضرب بيدي كلتيهما في ركبته، فمسحت الساق حَتَّى بلغت القدم، ثُمَّ أدخل يدي هَذِه بين النعل والقدم، فإنه ليخيل إلي أني أجد برد قدمه الساعة عَلَى كفّى.
__________
[1] سنن أبى داود، كتاب الطلاق، باب «في البتة» ، الحديث 2206: 2/ 263.
[2] في المطبوعة والمصورة: «وأبو ثور» . تنظر سنن أبى داود.
[3] الأم للشافعي، الخلاف في الطلاق الثلاث: 5/ 122.
[4] في المطبوعة والمصورة: «شهيمة» ، بالشين المعجمة. والمثبت عن ترجمتها فيما يأتى، وترجمة كانة بن عبد يزيد، وقد تقدمت برقم 1708: 2/ 236.
[5] كذا في المطبوعة، وفي المصورة دون نقط.
[6] الاستيعاب الترجمة 5293: 4/ 1491.
[7] أي: طولى خمسة أشبار أو فوقها.
[8] أي: يسمع الناس ما يقوله الرسول صلى الله عليه وسلم.(4/529)
أخرجه أَبُو موسى وقال: كذا أورده الحافظ أبو مسعود عن شيخي، يعني أبا عبد الله أحمد ابن عَليّ الأسواري. وإنما هُوَ «رافع» ، وقد تقدم.
5182- نافع بن عمرو بن معديكرب
(س) نَافِع بن عَمْرو بن معديكرب.
روى حديثه مُحَمَّد بن إسحاق، عن إسحاق بن إِبْرَاهِيِم بن أبي بن نَافِع بن معديكرب، عن جده أبي، عن أبيه نَافِع بن معديكرب أَنَّهُ قَالَ: كنت أنا وعائشة إِذْ سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الآية- يعني وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ 2: 186، فقال: يا رب، مسألة عائشة. فأنزل الله عَزَّ وَجَلَّ جبرائيل عَلَيْهِ السلام، فقال:
الله تبارك وتعالى يقرئك السلام، وهو يقول: هَذَا عبدي الصالح بالنية الصادقة، وقلبه نقي يقول: يا رب، فأقول: لبيك، فأقضي حاجته. أخرجه أَبُو موسى وقال: عند ابن إسحاق [1] هَذَا، وعند غيره عن إسحاق بن إِبْرَاهِيِم أحاديث.
5183- نافع بن غيلان
(ب) نَافِع بن غيلان بن سلمة الثقفي.
استشهد مع خالد بن الوليد بدومة الجندل، فرثاه أبوه وجزع عَلَيْهِ جزعا شديدا، فمن قَوْله فِيهِ [2] :
ما بال عيني لا تغمض ساعة ... إلا اعترتني عبرة تغشاني!
وهي كثيرة يقول فيها:
يا نَافِع، من للفوارس أحجمت ... عَن شدة مذكورة وطعان؟
لو أستطيع جعلت مني نافعا ... بين اللهاة وبين عقد لسان
أخرجه أبو عمر.
__________
[1] هو محمد بن إسحاق بن أيوب شيخ ابن مردويه، وهو أخرجه عنه. ينظر تفسير ابن كثير عند الآية 187 من سورة البقرة: 1/ 315، ولكن اسم الصحابي في الحديث: «نافع بن معديكرب» .
[2] الأبيات في الاستيعاب: 4/ 1491.(4/530)
5184- نافع بن كيسان
(ب ع س) نَافِع بن كيسان، والد أيوب بن نَافِع.
يعد فِي الشاميين، سكن دمشق. روى عَنْهُ ابنه أيوب أَنَّهُ سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «متشرب الخمر أمتي، يسمونها بغير اسمها، يكون عونهم عَلَى شربها أمراؤهم» . وروى عَنْهُ ابنه حديثا آخر فِي نزول عيسى عَلَيْهِ السلام.
أخرجه أبو نعيم وأبو عمر، وأبو موسى.
5185- نافع بن أبى نافع الرواسي
(ب د ع) نَافِع بن أبي نَافِع الرؤاسي، جد علقمة.
روى عَنْهُ حميد بن عبد الرحمن أَبُو عوف الرؤاسي أَنَّهُ قَالَ: كنت في الوفد لما أتى عمرو ابن مالك إلى رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم، ثُمَّ دعا قومه فلم يجيبوه حَتَّى يدركوا بثأرهم، فأتوا طائفة من بني عقيل فأصابوا منهم رجلا، فأتبعهم بنو عقيل فأصابوا منهم رجلا، وقاتلهم بنو عقيل وفيهم رجل يقال لَهُ «ربيعة بن المنتفق» ، يقول فِي رجز لَهُ:
أقسمت لا أقتل إلا فارسا ... إن الرجال لبسوا القلانسا
فقال رجل من الحىّ: أمنتم يا معشر الرجان سائر اليوم. فخرج إليه المجرش بن عبد الله فطعنه العقيلي، فاعتنق فرسه وقال: يا آل رؤاس. فقال ربيعة: رؤاس، خيل أم أناس؟
قَالَ: فأتى عَمْرو رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم مغلولة يده فقال: يا رسول الله، ارض عني فأعرض عَنْهُ، ثُمَّ أتاه عن يمينه وعن شماله وبين يديه فقال: يا رسول الله، ارض عنى. فو الله إن الرب ليترضى فيرضى. قَالَ: فلان لَهُ وقال: رضيت عنك [1] .
أخرجه الثلاثة.
5186- نافع بن يزيد الثقفي
(د ع) نَافِع بن يزيد الثقفي.
لَهُ ذكر فِي الصحابة، ولا يثبت. روى أَبُو بكر الهذلي، عن الْحَسَن، عن نَافِع بن يزيد الثقفي أن رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم قَالَ: «إن الشيطان يحب الحمرة، وكل ثوب ذي شهرة [2] . أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
__________
[1] تنظر ترجمة عمرو بن مالك، الترجمة 4014: 4/ 267.
[2] قال الحافظ في الإصابة 3/ 557: «صوابه رافع» . هذا وقد تقدم الحديث بهذا السند في ترجمة «رافع بن يزيد الثقفي» : 2/ 201.(4/531)
5187- نافع
(س) نَافِع. هُوَ من الَّذِينَ قدموا من الشام إلى الحبشة، فنزل فيهم: الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ 28: 52 [1] ، وقد ذكرناه فِي أبرهة [2] .
أخرجه أَبُو موسى مختصرا.
باب النون والباء
5188- نباش بن زرارة
(د ع س) نباش بن زرارة بن وقدان بْن حبيب بْن سلامة بْن غوي [3] بْن جروة [4] بْن أسيد بْن عمرو بْن تميم التميمي الأسيدي، أَبُو هالة.
قَالَ مصعب بن عبد الله: النباش بن زرارة التميمي أَبُو هالة، من بني أسيد بْن عَمْرو بْن تميم، حليف بني عبد الدار [5] .
قَالَ أبو نعيم: النباش بن زرارة، لَهُ ذكر فِي المغازي، وله صحبة فِيما ذكر بعض المتأخرين.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم، وأخرجه أَبُو موسى فيما استدركه عَلَى ابن منده، وقد أخرجه ابن منده، فلا وجه لاستدراكه عَلَيْهِ.
قلت: لا صحبة للنباش، فإنه أقدم من عهد النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلم، لأن ابنه أبا هالة هند بن النباش كَانَ زوج خديجة قبل النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلم، فأبو هالة لا صحبة لَهُ أيضا. وقيل: اسم أبي هالة النباش، وَعَلَى كل الاختلاف، فلا صحبة لَهُ. ويرد ذكر هَذَا مفصلا فِي هند بن أبي هالة إن شاء الله تعالى.
وَفِي ترجمة خديجة رضي الله عَنْهُا.
__________
[1] سورة القصص، آية: 52.
[2] تنظر الترجمة 20: 1/ 56.
[3] في المطبوعة والمصورة: «عوى» ، بالعين المهملة. والمثبت عن جمهرة أنساب العرب لابن حزم: 210.
[4] في الجمهرة: «جردة» ، بضم الجيم وسكون الراء. وفي الإصابة 3/ 519 مثل ما في أسد الغابة، وسيرد في ترجمة «خديجة بنت خويلد» ، رضى الله عنها بالواو أيضا.
[5] كتاب نسب قريش: 254.(4/532)
5189- نبهان التمار
(د ع) نبهان التمار أَبُو مقبل.
روى مقاتل، عن الضحاك، عَنِ ابن عباس فِي قَوْله عَزَّ وَجَلَّ: وَالَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً 3: 135 [1] وأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ 11: 114 [2] ، قَالَ: يريد نبهان التمار، أتته امرأة حسناء جميلة تبتاع مِنْه تمرا، فضرب عَلَى عجيزتها، فقالت: والله ما حفظت غيبة أخيك، ولا نلت حاجتك. فسقط فِي يده، فذهب إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فأعلمه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إياك أن تكون امرأة غاز! فذهب يبكي، فقام ثلاثة أيام يصوم النهار ويقوم الليل، فلما كَانَ اليوم الرابع أنزل الله تعالى: وَالَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً 3: 135 الآيَةَ، فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم إليه فأخبره بما نزل فِيهِ، فحمد الله وشكره، فقال: يا رسول الله، هَذِه توبتي قبلها، فكيف لي حَتَّى يقبل شكري!! فأنزل الله تعالى: أَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ 11: 114 [3] الآية. أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم.
5190- نبهان صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم
(س) نبهان صاحب النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلم.
أورده ابن شاهين فِي الصحابة.
روى أَبُو الزبير، عن عمر [4] بن نبهان، عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: من مات لَهُ:
ولدان فِي الإسلام أدخله الله تبارك وتعالى الجنة بفضل رحمته. قَالَ: فلقيني أَبُو هريرة قَالَ أنت الَّذِي قَالَ لَهُ رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم في الولدين؟ قلت: نعم. قال: لأن يكون ما قاله لي أحب إلى مما غلقت عَلَيْهِ حمص وفلسطين [5] . أخرجه أبو موسى.
__________
[1] سورة آل عمران، آية: 135.
[2] سورة هود، آية: 114.
[3] تقدم نحو هذا الأثر في ترجمة «عمر بن غزية» : 4/ 260 من طريق أبى صالح عن ابن عباس. وينظر تفسير ابن كثير عند الآية 114 من سورة هود: 4/ 287 بتحقيقنا.
[4] في المطبوعة والمصورة: «عمرو بن نبهان» . والصواب عن الخلاصة ومسند الإمام أحمد.
[5] أخرجه الإمام أحمد من طريق أبي الزبير، عن عمر بن نبهان، عن أبى ثعلبة الأشجعي، المسند: 6/ 396.(4/533)
5191- نبيشة الخير
(ب د ع) نبيشة الخير، وهو: نبيشة بن عَمْرو بن عوف بن عبد الله بن عتاب بن الحارث ابن حصين [1] بن دابغة [2] بْن لحيان بْن هذيل بْن مدركة بْن إلياس بْن مضر. وقيل: سلمة الخير بن عبد الله، يكنى أبا طريف. سكن البصرة، قاله أَبُو عمر.
وقال ابن ماكولا: نبيشة الخير بن عَمْرو بن عوف بن سلمة بن حنش بن الطيار بن الليان [3] ابن عمير بن عادية بن صعصعة بن وائلة [4] بن لحيان بن هذيل.
ويقال: هُوَ نبيشة بن عبد الله بن شيبان بن عفان بن الحارث بن الجون بن الحارث بن عبد العزى بن وائل بن لحيان بن هذيل.
وقيل فِي نسبه غير ذَلِكَ.
وهو بن عم سلمة بن المحبق، سماه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نبيشة الخير، وإنما سماه بذلك لأنه دخل عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعنده أسارى، فقال: يا رسول الله، إما أن تفاديهم، وإما أن تمن عليهم.
فقال أمرت بخير، أنت نبيشة الخير. أخبرنا إِسْمَاعِيل وإبراهيم وَأَبُو جَعْفَر بإسنادهم إلى أبي عيسى قَالَ: حَدَّثَنَا نصر بن عَليّ، حَدَّثَنَا المعلى بن راشد [5] أبو اليمان، حدثتني جدتي أم عَاصِم- وَكَانَت أم ولد لسنان بن سلمة [6] قالت: دخل علينا نبيشة الخير ونحن نأكل فِي قصعة، فحدثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
من أكل فِي قصعة ثُمَّ لحسها، استغفرت له القصعة [7] .
__________
[1] كذا في المصورة والمطبوعة: «حصين» . ومثله في تاج العروس، وتنظر ترجمة «سلمة بن صخر» ، وقد تقدمت:
4372.
[2] في المطبوعة والمصورة: «حصين بن نابغة» . والمثبت عن جمهرة أنساب العرب لابن حزم: 196، وتاج العروس (حبق) ، وتنظر ترجمة سلمة بن صخر.
[3] كذا في المصورة، وفي المطبوعة: الديال.
[4] كذا في المصورة، وفي المطبوعة: «واثلة» بالثاء المثلثة.
[5] في المطبوعة والمصورة: «المعلى بن أسد» . والصواب عن الترمذي، والخلاصة.
[6] في المطبوعة والمصورة: «سنان بن سنانة» . والصواب عن الترمذي. وقد تقدمت ترجمة سنان بن سلمة برقم 2260:
2/ 459.
[7] تحفة الأحوذي، أبواب الأطعمة، باب «ما جاء في اللقمة تسقط» ، الحديث 1864: 5/ 523، 524.. وقال الترمذي: «هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث المعلى بن راشد. وقد روى يزيد بن هارون وغير واحد من الأئمة، عن المعلى بن راشد، هذا الحديث» .(4/534)
وروى عَنْهُ أبو المليح الهذلي أَنَّهُ قَالَ: قالوا: يا رسول الله، إنا كنا نعتر فِي الجاهلية. قَالَ:
اذبحوا للَّه فِي أي شهر كَانَ، وبروا للَّه وأطعموا [1] .
أخرجه الثلاثة.
الطيار. بالطاء المهملة، والياء المشددة تحتها نقطتان، وآخره راء.
5192- نبيشة
(د ع) نبيشة، غير منسوب.
توفي فِي حياة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، روى ابْنُ عَبَّاس أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم رأى رجلا يلبي عن نبيشة، قَالَ: أنها الملبي عن نبيشة، حججت؟ قَالَ: لا. قَالَ: حج عن نفسك، ثُمَّ حج عن نبيشة. أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم [2] .
5193- نبط بن جابر
(ب ع س) نبيط بن جابر بن مالك بْن عدي بْن زَيْد مناة بْن عدي بْن عَمْرو بن مالك ابن النجار الأنصاري الخزرجي ثم النجاري.
شهد أحدا، وله عقب. زوجه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الفريعة بنت أبي أمامة أسعد بن زرارة، وكانت من المبايعات، فولدت لَهُ عبد الملك، وَكَانَ أبوها قد أوصى بها وبإخوانها إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم ويفي نبيط بعد النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلم زمانا.
قَالَ أَبُو عمر: قيل: إن لنبيط هَذَا ابنا يسمى سلمة، يروي عَنْهُ [3] أخرجه أَبُو نعيم، وَأَبُو عمر، وَأَبُو موسى.
قلت: قول أبي عمر «إن لنبيط هَذَا ابنا يسمى سلمة يروي عَنْهُ» أظنه وهم فِيهِ، وإنما سلمة بن نبيط- هُوَ ابن نبيط بن شريط، الَّذِي نذكره بعد هَذِه الترجمة إن شاء الله تعالى.
__________
[1] مسند الإمام أحمد: 5/ 75، 76.
[2] قال الحافظ في الإصابة 3/ 521: «المشهور أن اسم ذلك شبرمة، وذكر الحديث بلفظ «نبيشة» الدار قطنى وغيره، وسنده ضعيف» .
هذا وتنظر ترجمة شبرمة، الترجمة 2376: 2/ 502.
[3] الاستيعاب، الترجمة 2597: 4/ 1492.(4/535)