فَنَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ إِخْصَاءِ الْخَيْلِ فَقِيلَ لِي: لَوْ سَأَلْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كِتَابًا، كَمَا سأله ابن عمك تميم الدّارى؟ فقلت: أعاجلا سأل أم آجلا؟ قالوا بل سأله عاجلا. فَقُلْتُ عَنِ الْعَاجِلِ رَغِبْتُ، وَلَكِنِّي أَسْأَلُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُعِينَنِي بَيْنَ يَدَيِ اللَّه، عَزَّ وَجَلَّ. أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم.
3252- عبد الجد بن ربيعة
(ب د ع) عَبْد الجد بْن رَبِيعة بْن حجر بْن الحكم الحكمي. سَمِعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
روى خطاب بْن نصير الحكمي، عَنْ عَبْد اللَّه بْن حليل عَنْ عَبْد الجد بْن رَبِيعة: أَنَّهُ كَانَ عند النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعنده ناس من أهل اليمن، وعنده عيينة بْن حصن، فدعا القوم فقاموا:
فما بقي فينا أحد إلا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ورجل يستره بثوبه، فقلت: ما هَذِهِ السنة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هَذَا [1] الحياء، رزقه أهل اليمن وحرمه قومك» أَخْرَجَهُ الثلاثة حليل: بضم الحاء المهملة، وفتح اللام.
3253- عَبْد الحارث بْن أنس بْن الديان
عَبْد الحارث بْن أنس بْن الديان. كَانَ ممن ثبت أهل نجران عَلَى الْإِسْلَام فِي الردة، وله فِي ذَلِكَ كلام، قاله الغساني عَنِ ابْنِ إِسْحَاق.
3254- عَبْد الحجر بْن عَبْد المدان
عَبْد الحجر بْن عَبْد المدان بْن الديان.
قَالَ الكلبي: وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، قتله بسر بْن [أَبِي] [2] أرطأة وقتل ابنه مالكًا. وسمي النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد الحجر: عَبْد اللَّه، قاله الغساني، وَقَدْ تقدم [3] ذكره الحجر- قيل. بكسر الحاء، وتسكين الجيم. وقيل: بفتحهما، قاله الأمير أبو نصر ابن ماكولا.
3255- عبد الحميد بن حفص
(ع س) عَبْد الحميد بْن حَفْص بْن المغيرة بْن عَبْد اللَّهِ بن عمر بن مخزوم الْقُرَشِيّ المخزومي، أَبُو عَمْرو، وأمه ثقفية. وهو روح فاطمة بنت قيس [4] . وهو بن عم خالد بن الوليد.
__________
[1] في المطبوعة: «هذه الحياء» .
[2] عن الأصل. ويقال أيضا: بسر بن أرطاة. ينظر ترجمته فيما تقدم: 1/ 213.
[3] ينظر: 3/ 301
[4] ينظر كتاب نسب قريش: 332.(3/316)
وكان طلق امرأته فاطمة ثلاثًا، فأتت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «لا نفقة لها» . وروى ناشرة بْن سمي أَنَّهُ سَمِعَ عُمَر بْن الخطاب يَقُولُ يَوْم الجابية: «إني قد نزعت خالد ابن الْوَلِيد وأمرت أبا عبيدة» . فقام أَبُو عَمْرو بْن حَفْص بْن المغيرة فَقَالَ: «والله لقد نزعت عاملا [1] استعمله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأغمدت سيفًا سله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ووضعت لواء عقده [2] رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» [3] .
وقيل: اسمه أَحْمَد [4] . وَقَدْ تقدم ذكره، ويرد فِي الكنى إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى.
3256- عبد الحميد بن عبد الله
(س) عَبْد الحميد بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن حرام، أخو جَابِر، يكنى أبا عَمْرو.
قَالَ أَبُو مُوسَى: أورده المستغفري هكذا، وروى عَنْ الْحَسَن بْن سُفْيَان- وذكر الحديث الَّذِي عَنْ أَبِي عَمْرو بْن حَفْص بْن المغيرة زوج فاطمة بِنْت قيس، ويرد ذكره- قَالَ أَبُو مُوسَى:
فلا أدري من أَيْنَ وقع لَهُ أَنَّهُ أخو جَابِر، فإن أبا عَمْرو بْن حَفْص أشهر من أن يخفى، والله أعلم.
أخرجه أبو موسى.
3257- عبد خير بن يزيد
(ب د ع) عَبْد خير بْن يَزِيدَ الهمداني الخيواني، يكنى أبا عمارة.
أدرك زمان النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الرُّبَيِّعِ سُلَيْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خميس، أَخْبَرَنَا أَبِي أَبُو البركات مُحَمَّد، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عَبْد الباقي بْن طوق أَبُو نصر، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم نصر بْن أَحْمَد ابن المرجي الفقيه، أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى أَحْمَد بْن عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن حَمَّاد الكوفي، حَدَّثَنَا مسهر بْن عَبْد الملك بْن سلع، أخبرني أَبِي قَالَ، قلت لعبد خير: كم أتى عليك؟ قَالَ: عشرون ومائة سنة. قلت: هَلْ تذكر من أمر الجاهلية شيئًا؟ قَالَ: نعم، كُنَّا ببلاد اليمن، فجاءنا كتاب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يدعو النَّاس إِلَى خير واسع، وكان أَبِي ممن خرج وأنا غلام، فلما رجع
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: «غلاما» والمثبت عن مسند أحمد.
[2] في المسند: «نصبه» .
[3] أخرجه الإمام أحمد بإسناده إلى ناشرة: 3/ 475، 476، من حديث طويل، وتكملته: «ولقد قطعت الرحم، وحسدت ابن العم. فقال عمر بن الخطاب: إنك قريب القرابة، حديث السن، معصب من ابن عمك» .
[4] ينظر: 1/ 66.(3/317)
قَالَ لأمي: مُري بهذه القدر فلترق للكلاب، فإنا قَدْ أسلمنا. فأسلم. وَإِنما أمر بإراقة القدور لأنها كَانَ فيها ميتة.
وكان «عَبْد خير» من أكابر أصحاب عليّ، رَضِي اللَّه عنه، وسكن الكوفة، وهو ثقة مأمون.
أخرجه الثلاثة.
3258- عبد خير
(س) عَبْد خير. كَانَ اسمه عَبْد شر فسماه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد خير.
ذكره ابْنُ منده وغيره فِي ترجمة حوشب [1] ذي ظليم، ولم يذكره فِي هَذَا الباب، وهذا من حمير والذي قبله من همدان.
أخرجه أبو موسى.
3259- عبد ربه بن حق
(ب) عَبْد ربه بْن حق بْن أوس بْن ثعلبة بْن طريف بْن الخزرج بْن ساعدة بْن كعب بْن الخزرج الْأَنْصَارِيّ الخزرجي الساعدي.
شهد بدرًا، ذكره مُوسَى بْن عقبة فِي البدريين، من بني ساعدة بْن كعب بْن الخزرج، فَقَالَ: عَبْد رب بْن حقي [2] بْن قوال. وقَالَ ابْنُ إِسْحَاق: اسمه عَبْد اللَّه بْن حق. [3] وقَالَ ابْنُ عمارة: هُوَ عَبْد [4] رب بْن حق بْن أوس بْن ثعلبة بْن وقش بْن ثعلبة بْن طريف بْن الخزرج ابن ساعد.
أخرجه أبو عمر.
3260- عبد الرحمن بن أبزى الخزاعي
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن أبزي الخزاعي، مَوْلَى نافع بْن عَبْد الحارث.
سكن الكوفة، واستعمله، عليّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَلَى، خُراسان، أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأكثر روايته عَنْ عُمَر، وأبي بْن كعب، رضى الله عنهما.
__________
[1] ينظر: 2/ 71.
[2] كذا في الأصل. وفي المطبوعة: «حق» .
[3] الّذي في سيرة ابن هشام 1/ 696 عن ابن إسحاق: «عبد ربه» .
[4] في المطبوعة: «هو ابن عبد رب» والمثبت عن الأصل، والاستيعاب، الترجمة رقم 1699: 1005، 1006.(3/318)
وقَالَ فِيهِ عُمَر بْن الخطاب: عَبْد الرَّحْمَن بْن أبزي ممن رفعه اللَّه بالقرآن.
روى عَنْهُ ابناه سَعِيد وعبد اللَّه، وعبد اللَّه بْن أَبِي المجالد.
أَخْبَرَنَا الْخَطِيبُ أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ [1] بْنِ أَبِي الْمُجَالِدِ قَالَ: امْتَرَى [2] أَبُو بُرْدَةَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادٍ فِي السَّلَمِ [3] ، فَأَرْسَلُونِي إِلَى ابْنِ أَبِي أَوْفَى، فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ: كُنَّا نُسْلِمُ على عهد رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ فِي الْبُرِّ وَالشَّعِيرِ، وَالتَّمْرِ وَالزَّبِيبِ. قَالَ: وَسَأَلْنَا ابْنَ أَبْزَى، فَقَالَ، مِثْلَ ذَلِكَ [4] .
وَأَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَلِيٍّ الأَمِينُ بإسناده إلى سليمان بن الأشعث: حدثنا محمد ابن بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ. [حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عِمْرَانَ- قَالَ ابْنُ بَشَّارٍ: السَّامِيُّ [5] قال أبو داود] أبو عبد الله الْعَسْقَلانِيُّ- عَنِ ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ صَلَّى مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فكان لا يتم التكبير [6] .
وأَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْمَنْصُورُ بْن أَبِي الْحَسَنِ الْفَقِيهُ الطَّبَرِيُّ قَالَ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي يَعْلَى الْمَوْصِلِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ السَّامِيُّ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ اسْتَعْمَلَ نَافِعَ بْنَ عَبْدِ الْحَارِثِ عَلَى مَكَّةَ، فَقَدِمَ عُمَرُ فَاسْتَقْبَلَهُ نَافِعٌ، وَاسْتَخْلَفَ عَلَى أَهْلِ مَكَّةَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبْزَى، فَغَضِبَ عُمَرُ حَتَّى قَامَ فِي الْغَرْزِ [7] وَقَالَ:
اسْتَخْلَفْتَ عَلَى آلِ اللَّهِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبْزَى؟! قَالَ. إِنِّي وَجَدْتُهُ أَقْرَأَهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ وَأَفْقَهَهُمْ فِي دين الله. فتواضع لها عمرو قال: لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ «إِنَّ اللَّهَ سَيَرْفَعُ بِالْقُرْآنِ أَقْوَامًا ويضع به آخرين» [8] . أخرجه الثلاثة
__________
[1] يقال في عبد الله بن أبى المجالد: محمد بن أبى المجالد أيضا، ينظر التهذيب 5/ 388.
[2] امترى: اختلف- وهي رواية الإمام أحمد في المسند.
[3] السلم في البيع: مثل السلف، وزنا ومعنى، وأسلمت إليه بمعنى: أسلفت. وفي مسند أحمد: «في السلف» و «كنا نسلف»
[4] الحديث رواه ابن ماجة في كتاب التجارات، باب السلف في كيل معلوم ووزن معلوم إلى أجل، الحديث رقم 2282، 2/ 766. ورواه الإمام أحمد في مسندة: 4/ 354.
[5] في المطبوعة: «الشامي» بالشين المعجمة، ينظر المشتبه: 345.
[6] سنن أبى داود، كتاب الصلاة، باب تمام التكبير، الحديث رقم 837، وبعد قال أبو داود: «معناه إذا رفع رأسه من الركوع وأراد أن يسجد لم يكبر، وإذا أقام من السجود لم يكبر» .
[7] الغرز- بفتح فسكون-: ركاب كور الجمل، إذا كان من جلد أو خشب.
[8] أخرجه مسلم في كتاب المسافرين، باب فضل من يقوم بالقرآن، 2/ 241، 202. وأخرجه ابن ماجة في المقدمة، باب فضل من تعلم القرآن وعلمه، الحديث 218: 1/ 78، 79.(3/319)
3261- عبد الرحمن بن أذينة العبديّ
(ع س) عَبْد الرَّحْمَن بْن أذينة العبدي. أورده إِسْحَاق بْن راهويه فِي مسنده فِي الصحابة.
وقَالَ أَبُو نعيم: «صوابه: عَنْ أَبِيهِ أذينة» أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى إِذْنًا، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شِيرَوَيْهِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أُذَيْنَةَ، أَظُنُّهُ ذَكَر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا، فَلْيَأْتِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ، وَلْيُكَفِّرْ عَنْ يَمِينِهِ [1] » . أَخْرَجَهُ أَبُو نعيم وأبو موسى.
3262- عبد الرحمن بن الأرقم
(س) عَبْد الرَّحْمَن بْن الأرقم. أورده عَلَى العسكري وغيره، قيل: هُوَ أخو عَبْد اللَّه بْن الأرقم [2] .
رَوَى يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التُّسْتَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَرْقَمِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَسَحَّرُوا فَنِعْمَ غِذَاءُ الْمُسْلِمِ السُّحُورُ، تَسَحَّرُوا، فَإِنَّ اللَّهَ، عَزَّ وَجَلَّ، يُصَلِّي عَلَى الْمُتَسَحِّرِينَ [3] » .
وَرَوَاهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث، عن شَمَّاسٍ- رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ- عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. أخرجه أبو موسى.
3263- عبد الرحمن بن أزهر
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن أزهر بْن عوف بْن عَبْد عوف بْن عَبْد بْن الحارث بْن زهرة بْن كلاب الْقُرَشِيّ الزُّهْرِيّ، أمه بِنْت عَبْد يزيد بْن هاشم بْن المطلب. وهو ابْنُ أخي عَبْد الرَّحْمَن بْن عوف، قاله أَبُو عُمَر، وقَالَ: قَدْ غلط فِيهِ من جعله ابْنُ عم عَبْد الرَّحْمَن بْن عوف.
وقَالَ ابْنُ منده: أزهر بْن عَبْد عوف بْن عَبْد بْن الحارث، وهو ابْنُ عم عَبْد الرَّحْمَن بْن عوف
__________
[1] ينظر فيما تقدم ترجمة أبزى: 1/ 71، 72.
[2] ينظر ترجمة عبد الله: 3/ 172- 174.
[3] أخرج الإمام أحمد نحوه عن أبى سعيد الخدريّ، ينظر المسند: 3/ 12، 44.(3/320)
وقَالَ أَبُو نعيم: أزهر بْن عَبْد عوف بْن عبد بْن الحارث بْن زهرة، وهو ابْنُ أخي عَبْد الرحمن ابن عوف شهد مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حنينًا، يكنى أبا جُبَيْر. روى عَنْهُ أَبُو سلمة بْن عبد الرحمن، ومحمد ابن إِبْرَاهِيم بْن الحارث، وابنه عَبْد الحميد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أزهر.
أَخْبَرَنَا زَيْنُ الأُمَنَاءِ أَبُو الْبَرَكَاتِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ الدِّمَشْقِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَشَائِرِ مُحَمَّدُ بْنُ الْخَلِيلِ بْنِ فَارِسٍ الْقَيْسِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي الْعَلاءِ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ مَعْرُوفِ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ دَاوُدَ الْقَنْطَرِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، حدثنا نافع بن يزيد، حدثني جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن السَّائِبِ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَزْهَرَ، عَنْ أَبِيهِ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّمَا مَثَلُ الْعَبْدِ الْمُؤْمِنِ حِينَ يُصِيبُهُ الْوَعْكُ- أَوِ: الْحُمَّى- كَمَثَلِ الْحَدِيدَةِ الْمُحْمَاةِ تَدْخُلُ النَّارَ، فَيَذْهَبُ خَبَثُهَا وَيَبْقَى طِيبُهَا» . وَأَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سُكَيْنَةَ الصُّوفِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو غَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَاوَرْدِيُّ مُنَاوَلَةً، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيِّ، حَدَّثَنَا ابْنُ السَّرْحِ قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ خَالِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ عَقِيلٍ: أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ أَخْبَرَهُ، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن أَزْهَرَ، عَنْ أَبِيهِ: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرّ بشارب وهو يحنين، فَحَثَا فِي وَجْهِهِ التُّرَابَ، ثُمَّ أَمَرَ أَصْحَابَهُ فَضَرَبُوهُ بِنِعَالِهِمْ وَمَا كَانَ فِي أَيْدِيهِمْ، حَتَّى قَالَ لَهُمُ: ارْفَعُوا، فَرَفَعُوا [1] قَالَ: وكان عبد الرَّحْمَن يحدث أن خَالِد بْن الْوَلِيد جرح [2] يومئذ- يعني يَوْم حنين- وكان عَلَى الخيل- خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم- قَالَ ابْنُ أزهر: فلقد رَأَيْت رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم بعد ما هزم اللَّه الكفار ورجع المسلمون إِلَى رحالهم يمشي فِي المسلمين ويقول: من يدل عَلَى رحل خالد ابن الْوَلِيد؟ حتَّى دللناه، فنظر إِلَى جرحه. أَخْرَجَهُ الثلاثة.
قلت: هكذا نسبه أَبُو عُمَر كما ذكرناه أولًا، وقَالَ: هُوَ ابْنُ أخي عَبْد الرَّحْمَن بْن عوف.
ونسبه ابْنُ منده كما ذكرناه عنه، وقال: هو ابْنُ عم عَبْد الرَّحْمَن. ونسبه أَبُو نعيم مثل ابن
__________
[1] سنن أبى داود، كتاب الحدود، باب إذا تتابع شرب الخمر، الحديث رقم 4487: 4/ 165، 166.
[2] في المطبوعة: «خرج» ، والمثبت عن الأصل، وهو الصواب.(3/321)
منده، وقَالَ: هُوَ ابْنُ أخي عَبْد الرَّحْمَن. فأمَّا قول أَبِي نعيم فهو ظاهر الوهم، لأن عبد الرحمن ابن عوف، وعبد الرَّحْمَن بْن أزهر، لا يجتمعان عنده إلا فِي «عَبْد عوف» وهو جد عبد الرحمن ابن عوف، فكيف يكون ابْنُ أخيه. وأمَّا قول ابْنِ منده: «إنه ابْنُ عم عَبْد الرَّحْمَن بْن عوف» فهو صحيح عَلَى ما ساق من نسبه، ومثله قَالَ الْبُخَارِيّ ومسلم. وقَالَ الزُّبَيْر بْن بكار:
«أزهر بْن عوف» مثل أَبِي عُمَر. وقَالَ ابْنُ الكلبي: «أزهر بْن عَبْد عوف» ، مثل ابْنُ منده وأبي نعيم.
وأمَّا قول أَبِي عُمَر فِي نسبه الَّذِي سقناه أول الترجمة، وأنَّه ابْنُ أخي عَبْد الرَّحْمَن بْن عوف، فهو صحيح عَلَى ما ساقه. وَقَدْ ساق أَبُو عُمَر نسب «أزهر» فِي الهمزة، فَقَالَ: «أزهر بْن عَبْد عوف الزُّهْرِيّ» [1] عم عَبْد الرَّحْمَن بْن عوف، وقَالَ فِي [2] نسب طليب ومطلب ابني أزهر فَقَالَ «أزهر بْن عَبْد عوف» وقَالَ: «هما أخوا عَبْد الرَّحْمَن بْن أزهر» .
فقد وافق ابْنُ منده وأبا نعيم فِي سياق النسب. وبالجملة فالجميع قَدْ قاله العلماء، لكن من جعل أزهر بْن عَبْد عوف فينبغي أن يجعل عَبْد الرَّحْمَن ومطلبًا وطليبًا بني أزهر يجعلهم بني [عم] [3] عَبْد الرَّحْمَن بْن عوف. وَقَدْ وافق ابْنُ أَبِي خيثمة أبا عُمَر أيضًا، والله أعلم.
3264- عبد الرحمن بن أسعد
(د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن أسعد، وقيل: عَبْد الرَّحْمَن بْن سعد بْن زرارة. وَقَدْ تقدم النسب عند أسعد بْن زرارة [4] .
أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
روى يزيد بْن هارون ووهب بْن جرير عَنْ أَبِيه كلاهما، عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي بَكْر، عَنْ يَحيى بْن عباد، عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن أسعد بْن زرارة، قَالَ: قدم بأساري بدر وسودة بِنْت زمعة يعني زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مناحتهم ... الحديث.
هكذا فِي هَذِهِ الرواية، وَقَدْ أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر عُبَيْد اللَّه بن أحمد بإسناده إلى يونس بن بكير، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْر، عَنْ يَحيى بْن عبد الله بن عبد الرحمن ابن أسعد بْن زرارة قَالَ: قدم بالأساري حين قدم بهم المدينة، وسودة ابْنَة زمعة زوج النبي
__________
[1] الاستيعاب: 74.
[2] الاستيعاب: 771، 1401.
[3] سقط من المطبوعة، والمثبت عن الأصل، ويقتضيه السياق.
[4] ينظر الترجمة رقم 98: 1/ 86، ورقم 1996: 2/ 350.(3/322)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند آل عفراء، فِي مناحتهم عَلَى عوف ومعوذ ابني عفراء، وذلك قبل أن يضرب عليهنّ، الحجاب ... » وذكر حديث أساري بدر.
وَقَدْ رَوَاهُ ابْنُ هشام، عَنْ إِسْحَاق، فَقَالَ: «عَبْد الرَّحْمَن بْن سعد [1] » ، بغير همزة، والله أعلم.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم.
3265- عبد الرحمن بن الأسود
(د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن الأسود بْن عبد يغوث بْن وهب بْن عبد مناف بْن زهرة الْقُرَشِيّ الزُّهْرِيّ، وأمه آمنة بِنْت نوفل بْن أهيب بْن عبد مناف بْن زهرة.
وكان ذا قدر كبير ومنزلة عند النَّاس، وهو ابْنُ خال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، وابن عم عبد الله ابن الأرقم.
أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا تصح لَهُ رؤية ولا صحبة.
وشهد الحكمين، وكان ممن ذكره أَبُو مُوسَى وعمرو بن العاص، ثم قالوا: «ليس له و [لا] [2] لأبيه هجرة» ، وكان ذا منزلة من عَائِشَة أم المؤمنين.
روى عَنْهُ مروان بْن الحكم، وسليمان بْن يسار، وغيرهما.
رَوَى مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ الْمِسْوَرِ بن مخرمة وعبد الرحمن ابن الأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ أَنَّهُمَا قَالا: «إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الْهِجْرَةِ، أَنَّهُ لا يَحِلُّ لِلْمُسْلِمِ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاثٍ» . أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ وأبو نعيم.
3266- عبد الرحمن الأشجعي
(د ع) عَبْد الرَّحْمَن الأشجعي، أَبُو عياش.
ذكره يَحيى بْن يونس الشيرازي فِي الصحابة، ولا يصح.
روى عنه ابنه عياش بْن عَبْد الرَّحْمَن، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَّهُ أمر أصحابه يومئذ أن يستقوا من آبارهم» . أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وأبو نعيم.
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 645. وقد أثبت المحققون «أسعد» بالهمزة عن بعض المخطوطات، وأشاروا إلى أن في بعضها «سعدا» من غير همز.
[2] عن كتاب نسب قريش: 262.(3/323)
3267- عَبْد الرَّحْمَن بْن أشيم
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن أشيم الأنماري، وقيل: الْأَنْصَارِيّ قَالَ أَبُو عُمَر: أظنه حليفًا لهم. قَالَ سَلَمة بْن وردان: رَأَيْت أنس بْن مالك، وسلمة ابن الأكوع، وعَبْد الرَّحْمَن بْن أشيم، من بني أنمار، وكلهم صحبوا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم لا يغيرون الشّيب.
أخرجه الثلاثة.
3268- عبد الرحمن الأنصاري
(د ع) عَبْد الرَّحْمَن الْأَنْصَارِيّ، أَبُو مُحَمَّد. وهو مجهول، لا تعرف لَهُ صحبة، وَقَدْ ذكر فِي الصحابة.
روى يَحيى بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن الْأَنْصَارِيّ قَالَ: حَدَّثَنِي جدي: «أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أتى خيبر جاءته امْرَأَة يهودية بشاه مصلية- يعني مشوية- فأكل منها رَسُول اللَّه صَلَّى الله عليه وسلم وبشر ابن البراء بْنُ معرور ... » وذكر الحديث.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم.
3269- عبد الرحمن بن بجيد
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن بجيد بْن وهب بْن قيظي بْن قيس بْن لوذان بْن ثعلبة بن عدي ابن مجدعة الْأَنْصَارِيّ.
صحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قاله ابْنُ أَبِي دَاوُد. وقَالَ غيره: لا صحبة لَهُ.
رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاق، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيم بْن الحارث التيمي: أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ بُجَيْدٍ الأَنْصَارِيَّ، أَخَا بَنِي حَارِثَةَ حَدَّثَهُ: أَنَّهُ لَمَّا قُتِلَ عَبْدُ الله بن سهل بِخَيْبَرَ، جَاءَ أَخُوهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَهْلٍ وَمُحَيِّصَةُ بْنُ مَسْعُودٍ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيُكَلِّمُوهُ فِي صَاحِبِهِمْ، فَتَكَلَّمَ عَبْدُ الرحمن ابن سَهْلٍ- وَكَانَ أَصْغَرَ الْقَوْمِ- فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْكُبْرَ الْكُبْرَ [1] ! فَتَكَلَّمَ حُوَيِّصَةُ [2] ، فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى يَهُودَ فَاسْتَحْلَفَهُمْ باللَّه مَا قَتَلُوهُ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اعْقِلُوهُ [3] لأَنَّهُ قُتِلَ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ. أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ، قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ وَرَوَاهُ بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ فَقَالَ فِي التَّرْجَمَةِ: «عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بُجَيْدٍ» . وَقَالَ فِي إِسْنَادِ الْحَدِيثِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ،
__________
[1] أي: قدموا الأكبر فالأكبر، إرشادا إلى الأدب في تقديم الأسن.
[2] في سيرة ابن هشام 2/ 355: «ومعه ابنا عمه: حويصه ومحيصه ابنا مسعود ... فتكلم حويص ومحيصه، ثم تكلم هو بعد ... » .
[3] عقل للقتيل، أدى ديته.(3/324)
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ: وَهُوَ تَصْحِيفٌ، وَوَهْمٌ عَجِيبٌ وَغَفْلَةٌ! يَعْنِي أَنْ جَعَلَ «بُجَيْدًا» :
«مُحَمَّدًا» فِي الإِسْنَادِ، وَصَدَقَ أَبُو نُعَيْمٍ، هَكَذَا في كتاب ابن مندة!
3270- عبد الرحمن بن بديل
(ب) عَبْد الرَّحْمَن بْن بديل بْن ورقاء الخزاعي. وَقَدْ تقدم نسبه [1] .
قَالَ ابْنُ الكلبي: كَانَ هُوَ وأخوه عَبْد اللَّه رسولي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل اليمن، وشهدا جميعًا صفين مَعَ عَليّ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ.
أخرجه أبو عمر.
3271- عبد الرحمن بن بشير
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن بشير، وقيل: بشر.
روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي فضل عليّ. روى عَنْهُ الشَّعْبِيّ، وابن سِيرِينَ، وعبد الملك بْن عمير:
رَوَى السَّرِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ قَالَ: لَيَضْرِبَنَّكُمْ رَجُلٌ عَلَى تَأْوِيلِ الْقُرْآنِ كَمَا ضَرَبْتُكُمْ عَلَى تَنْزِيلِهِ! فَقَالَ:
أَبُو بَكْرٍ: أَنَا هُوَ؟ قَالَ: لا. قَالَ عُمَرُ: أَنَا هُوَ؟ قَالَ: لا، وَلَكِنْ خَاصِفُ النَّعْلِ. وَكَانَ عَلِيٌّ يَخْصِفُ نَعْلَ النَّبِيِّ. أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ، وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: أُرَاهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي سيرة، وَقِيلَ: هُوَ الأَنْصَارِيُّ.
وَأَمَّا أَبُو عُمَرَ فَلَمْ يَشُكَّ أَنَّهُ ابْنُ بَشِيرٍ، بِإِثْبَاتِ الْيَاءِ. وَقَالَ ابْنُ مَنْدَهْ: أُرَاهُ الأَوَّلَ- وَكَانَ قَبْلَهُ:
عَبْدُ الرحمن بن أبى سيرة، والله أعلم.
3272- عبد الرحمن بن ثابت بن الصامت
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن ثابت بْن الصامت بْن عدي بْن كعب الْأَنْصَارِيّ.
ذكره الْبُخَارِيّ فِي الصحابة، وذكره مُسْلِم فِي التابعين. وتوفي أَبُوهُ ثابت فِي الجاهلية.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
3273- عبد الرحمن بن ثابت بن قيس
(د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن ثابت بْن قيس بْن شماس الْأَنْصَارِيّ. وَقَدْ تقدم نسبه، له ولأبيه صحبة.
__________
[1] ينظر الترجمة رقم 383: 1/ 203.(3/325)
روى عَنْهُ الْحَسَن أَنَّهُ استأذن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يزور أخواله من المشركين، فأذن لَهُ، فلما رجع قَرَأَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ الله وَرَسُولَهُ 58: 22 [1] الآية. أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم.
3274- عَبْد الرَّحْمَن بْن ثوبان
(د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن ثوبان، أَبُو مُحَمَّد.
ذكر فِي الصحابة. أخرج عَنْهُ الطبراني في معجمه. وروى بِإِسْنَادِهِ عَنْ يَحْيَى بْن أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن ثَوْبَانَ، عَنْ أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ قَالَ فِي خُطْبَتِهِ: «إِنَّ هَذِهِ الْقَرْيَةَ- يَعْنِيَ الْمَدِينَةَ- لا يَصْلُحُ فِيهَا قِبْلَتَانِ، فَأَيُّمَا نَصْرَانِيٍّ أَسْلَمَ ثُمَّ تَنَصَّرَ، فَاضْرِبُوا عُنُقَهُ» . وَرَوَى عَبَّادُ بْن كَثِيرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن ثَوْبَانَ، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ سَمِعْتُمُوهُ يُنْشِدُ شِعْرًا- أَوْ: ضَالَّةً- أَوْ يَبِيعُ أَوْ يَبْتَاعُ فِي الْمَسْجِدِ، فَقُولُوا: فَضَّ اللَّهُ فَاكَ» .
رَوَاهُ الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَحْوَهُ. أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ، وَأَبُو نُعَيْمٍ.
3275- عبد الرحمن بن جابر
(د ع) عَبْد الرَّحْمَن، وقيل: عَبْد اللَّه بْن جَابِر العبدي.
وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، روى عَنْهُ نفيس [2] العبدي أَنَّهُ قَالَ: كنت فِي الوفد الَّذِينَ قدموا عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولست منهم، إنَّما كنت مَعَ أَبِي، فنهاهم رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الشرب فِي الأوعية.
أَخْرَجَهُ ابن مندة، وأبو نعيم.
__________
[1] المجادلة: 22.
[2] في المطبوعة: «يعيس العبديّ» وهو خطأ. والمثبت عن الأصل، ومخطوطة دار الكتب 111، وفي الجرح لابن أبى حاتم 4/ 1/ 510: «نفيس، روى عبد الله بن جابر العبديّ» .(3/326)
3276- عبد الرحمن بن جبر
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن جبر بْن عمرو بْن زيد بْن جشم بْن حارثة بن الحارث بن الخزرج ابن عَمْرو بْن مَالِك بْن الأوس- وقيل فِي نسبه غير ذَلِكَ- أَبُو عبس الْأَنْصَارِيّ الأوسي الحارثي، غلبت عَلَيْهِ كنيته. كَانَ اسمه عَبْد العزى فسماه رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ عَبْد الرَّحْمَن.
شهد بدرًا [1] ، وكان عمره فيها ثمانيًا وأربعين سنة، وهو أحد قتلة كعب بْن الأشرف اليهودي الَّذِي كَانَ يُؤْذِي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والمسلمين.
روى عَنْهُ عباية بْن رفاعة بْن رافع بْن خديج. وكان يكتب بالعربي قبل الْإِسْلَام.
أَخْبَرَنَا مِسْمَارُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْعويسِ وَأَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الْعِزِّ الْوَاسِطِيُّ وَغَيْرُ وَاحِدٍ، قَالُوا بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ: [حَدَّثَنَا إسحاق [2]] حدثنا محمد ابن الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ بن رافع ابن خَدِيجٍ، عَنْ أَبِي عَبْسِ بْنِ جَبْرٍ أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَا أُغْبِرَتْ قَدَمَا عَبْدٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَمَسُّهُ النَّارَ [3] » . وتوفي أَبُو عبس بْن جبر سنة أربع وثلاثين، وصلى عَلَيْهِ عثمان، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، ونزل فِي قبره أَبُو بردة بْن نيار، ومحمد بْن مسلمة، وسلمة بْن سلامة بْن وقش. ودفن بالبقيع وهو ابْنُ سبعين سنة، وكان يخضب بالحناء.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
3277- عبد الرحمن بن الحارث
(ب س) عَبْد الرَّحْمَن بْن الحارث بْن هِشَام بْن المغيرة بْن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر بْن مخزوم الْقُرَشِيّ المخزومي. يكنى أبا مُحَمَّد، وأُمه فاطمة بِنْت الْوَلِيد بْن المغيرة [4] قَالَ مصعب الزبيري والواقدي: كَانَ عَبْد الرَّحْمَن ابن عشر سنين حين قبض النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ مِنْ فضلاء المسلمين وخيارهم علمًا ودينًا وعلو قدر.
روى عَنْ عُمَر، وعثمان، وعلي، وعائشة، وغيرهم. روى عَنْهُ ابنه أَبُو بَكْر، والشعبي وغيرهما.
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 687.
[2] سقط من الأصل والمطبوعة، والمثبت عن البخاري، ومحمد بن المبارك يروى عنه إسحاق بن منصور الكوسج، ويروى عن إسحاق الجماعة سوى أبى داود. ينظر التهذيب: 9/ 4223، 1/ 249، 250.
[3] صحيح البخاري، كتاب الجهاد، باب من اغبرت قدماه في سبيل الله، 4/ 25.
[4] كتاب نسب قريش: 303.(3/327)
قَالَ أَبُو معشر، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قيس: ذكر لعائشة يَوْم الجمل، فقالت: والناس يقولون:
يَوْم الجمل؟ قَالُوا لها: نعم. فقالت: وددت أني لو كنت جلست كما جلس صواحبي، وكان أحب إليَّ من أن أكون ولدت من رسول الله صلى الله عليه وسلم بضع عشرة، كلهم مثل عَبْد الرَّحْمَن بْن الحارث ابن هشام أَوْ مثل عَبْد اللَّه بْن الزُّبَيْر.
وتوفي أَبُوهُ الحارث بْن هشام فِي طاعون عمواس [1] ، فتزوج عُمَر بْن الخطاب امرأته فاطمة أم عَبْد الرَّحْمَن، ونشأ عَبْد الرَّحْمَن فِي حجر عُمَر، وكان اسمه إِبْرَاهِيم فغير عُمَر اسمه لما غير أسماء من تسمى بالأنبياء، وسماه عَبْد الرَّحْمَن.
وشهد الجمل مَعَ عَائِشَة، وكان صهر عثمان، تزوج مريم ابْنَة عثمان. وهو ممن أمره عثمان أن يكتب المصاحف مَعَ زَيْد بْن ثابت، وسعيد بْن العاص، وعبد اللَّه بْن الزُّبَيْر، وشهد الدار مَعَ عثمان، وجرح، وحمل إِلَى بيته، فصاح نساؤه، فسمع عمار بْن ياسر أصواتهن، فأنشد [2] :
فذوقوا [3] كما ذقنا غداة محجّر ... من الحرّ في أكبادنا والتّحوّب [4]
يريد أن أبا جهل- وهو عم عَبْد الرَّحْمَن- قتل أمه سمية.
وانقرض عقب الحارث بْن هشام إلا من عَبْد الرَّحْمَن، وتوفي عَبْد الرَّحْمَن فِي خلافة معاوية.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر، وَأَبُو موسى.
3278- عبد الرحمن بن حارثة
(د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن حارثة- وقيل: جارية- ذكره أَبُو مَسْعُود فِي الصحابة.
مجهول، رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي سَلِيطٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن حَارِثَةَ أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قال: «أَبْرِدُوا [5] بِالظُّهْرِ» . أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ، وَأَبُو نُعَيْمٍ.
__________
[1] ينظر ترجمته فيما تقدم: 1/ 421.
[2] البيت في اللسان، مادة: حجر، وحوب. و «التنبيه على أوهام أبى على في أماليه» للبكرى: 73 منسوبا إلى الطفيل الغنوي.
[3] في الأصل والمطبوعة: «ذوقوا» دون فاء، وقد أثبتها عن المراجع السابقة.
[4] محجر: اسم مكان. والتحوب: الحزن. وفي اللسان والتنبيه:
من الغيظ في أكبادنا والتحوب
[5] الإيراد: انكسار الوهج واخر. وقال بعض أهل اللغة، أراد: صلوها في أول وقتها. ينظر الغريبين: 1/ 153، والنهاية: 1/ 114.(3/328)
3279- عبد الرحمن بن حاطب
(ب د ع) عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ اللخمي. تقدم نسبه عند ذكر أَبِيهِ [1] ، يكنى أبا يَحيى، ولد فِي حياة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم.
روى عَنْهُ ابنه يَحيى أَنَّهُ قَالَ: رَأَيْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يأتي العيد فِي الطريق، ويرجع فِي أخرى.
وقد روى جَعْفَر بْن سُلَيْمَان، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرو بْن علقمة، عَنْ مُحَمَّدِ [2] بْنِ عَبْد الرحمن ابن حاطب، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سئل رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ وقت صلاة العشاء، قَالَ: «إِذَا ملأ الليل كل واد» [3] .
رَوَاهُ قطن بْن نسير، عَنْ جَعْفَر فَقَالَ: «عَنْ عَائِشَة» . وتوفي سنة ثمان وستين.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
3280- عبد الرحمن بن حبيب
(س) عَبْد الرَّحْمَن بْن حبيب الخطمي.
قَالَ الخطيب أَبُو بَكْر الحافظ: عَبْد الرَّحْمَن بْن حبيب الْأَنْصَارِيّ، لَهُ صحبة، يُقال:
هُوَ عَبْد الرَّحْمَن بْن حبيب بْن حباشة بْن حويرثة [4] بْن عُبَيْد بْنُ عَبْد [5] بْن غيان بْن عَامِر بْن خطمة، وقيل: لَهُ رواية عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم.
أخرجه أبو مُوسَى مختصرًا.
غيان: بالغين المعجمة، والياء تحتها نقطتان، وأخره نون. وقيل: عنان بكسر العين المهملة، وبالنون. وقيل: بفتح العين وبالنون.
__________
[1] ينظر: 1/ 431، 432.
[2] كذا في الأصول كلها، ولعله: يحيى بن عبد الرحمن.
[3] رواه الإمام أحمد عن رجل من جهينة، المسند: 5/ 365.
[4] في المطبوعة: «جويرية» بالجيم والياء. وقد مضى في ترجمة أبيه مثله، ينظر: 1/ 442. وما أثبتناه هنا عن الأصل أيضا، وهو موافق لما في الإصابة: 1/ 304، وجمهرة أنساب العرب: 324.
[5] في الجمهرة: «عبيد بن غيان» من غير ذكر «عبد» . وهو كذلك في ترجمة أبيه.(3/329)
3281- عبد الرحمن بن حزن
(ب) عَبْد الرَّحْمَن بْن حزن بْن أَبِي وهب بْن عائذ بْن عِمْرَانَ بْن مخزوم الْقُرَشِيّ المخزومي، عم سَعِيد بْن المسيب.
قتل يَوْم اليمامة. وكان للمسيب بْن حزن إخوة، منهم: عَبْد الرَّحْمَن [1] هَذَا، والسائب [2] ، وَأَبُو معبد بنو حزن، كلهم أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسنة ومولده، ولا تعرف لهم رواية عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا المسيب، فإن لَهُ رواية.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر [3] .
3282- عبد الرحمن بن حسان
(د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن حسان بْن ثابت. تقدم نسبه عند ذكر أَبِيهِ، وهو أنصاري خزرجي. أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يكنى أبا مُحَمَّد، وقيل: أَبُو سَعِيد:
وهو شاعر، وأمه سِيرِينَ القبطية، أخت مارية القبطية، وهبها النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأبيه حسان، فولدت لَهُ عَبْد الرَّحْمَن، فقيل: إنه ابْنُ خالة إِبْرَاهِيم بْن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقيل: إنه من التابعين، قَالَ مُحَمَّد بْن سعد: هُوَ من الطبقة الثانية من تابعي أهل المدينة [4] .
رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَرَّ حَسَّانٌ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ الْحَارِثُ الْمُرِّيُّ [5] ، فَلَمَّا عَرَفَهُ حَسَّانٌ قَالَ [6] :
يَا حَارِ مَنْ يَغْدِرْ بِذِمَّةِ جَارِهِ ... مِنْكُمْ فَإِنَّ مُحَمَّدًا لا يَغْدِرِ
وَأَمَانَةُ الْمُرِّيِّ حَيْثُ لَقِيتَهُ ... مِثْلُ الزُّجَاجَةِ صَدْعُهَا لا يُجْبَرِ
إِنْ تَغْدِرُوا فَالْغَدْرُ مِنْ عَادَاتِكُمْ ... وَالْغَدْرُ يَنْبُتُ فِي أُصُولِ السّخبر [7]
__________
[1] كتاب نسب قريش: 345.
[2] ينظر ترجمته: 2/ 313.
[3] الاستيعاب: 828.
[4] الطبقات الكبرى: 5/ 196. فقد عده ابن سعد من الطبقة الثانية من تابعي الأنصار بالمدينة.
[5] في المطبوعة: «المزني» وهو خطأ. وقد مضت ترجمة الحارث المري في: 1/ 409.
[6] تقدم البيتان: الأول والثاني في ترجمة الحارث: 1/ 409. والأبيات الثلاثة في ديوان حسان: 172، 173.
مع اختلاف يسير.
[7] هذا البيت في اللسان، مادة سخبر. والسخبر: شجر إذا طال تدلت رءوسه وانحنت. يريد أن هؤلاء القوم منازلهم ومحالهم في منابت السخبر. وقال ابن بري: «إنما شبه الغادر بالسخبر، لأنه إذا انتهى استرخى برأسه ولم يبق على انتصابه، يقول: أنتم لا تثبتون على وفاه كهذا السخبر الّذي لا يثبت على حال، بينا يرى معتدلا منتصبا عاد مسترخيا غير منتصب» .(3/330)
أنبأنا أبو محمد بن أبي القاسم الحافظ، أَخْبَرَنِي أَبِي، أَنْبَأَنَا غَيْثُ بْنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا الشَّرِيفُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْهَاشِمِيُّ، وَأَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ قُبَيْسٍ [1] قالا: أخبرنا أبو محمد ابن أَبِي نَصْرٍ، أَخْبَرَنَا عَمِّي أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَكْرٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْخَلِيلِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عُبَيْدَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّهْرِيُّ. قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي زُرَيْقٍ قَالَ:
شَبَّبَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَّانٍ بِرَمْلَةَ بِنْتِ مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ:
رَمْلُ، هَلْ تَذْكُرِينَ يَوْمَ غَزَالِ [2] ... إِذْ قَطَعْنَا مَسِيرَنَا بِالتَّمَنِّي
إِذْ تَقُولِينَ: عَمَّرَكَ اللَّهُ هَلْ شَيْءٌ ... وَإِنْ جَلَّ سَوْفَ يُسْلِيكَ عَنِّي
أم هل اطمعت منكم يا ابن حَسَّانٍ ... كَمَا قَدْ أَرَاكَ أَطْمَعْتَ مِنِّي
فَبَلَغَ شِعْرُهُ يَزِيدَ، فَغَضِبَ، وَدَخَلَ عَلَى مُعَاوِيَةَ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَلَمْ تَرَ إِلَى هَذَا الْعِلْجِ مِنْ أَهْلِ يَثْرِبَ كَيْفَ يَتَهَكَّمُ بِأَعْرَاضِنَا، وَيُشَبِّبُ بِنِسَائِنَا؟! فَقَالَ: مَنْ هُوَ؟ قَالَ: عَبْدُ الرحمن ابن حَسَّانٍ. وَأَنْشَدَ مَا قَالَ. فَقَالَ: يَا يَزِيدُ، لَيْسَ الْعُقُوبَةُ مِنْ أَحَدٍ أَقْبَحَ مِنْهَا مِنْ ذَوِي الْقُدْرَةِ، فَأَمْهِلْ حَتَّى يَقْدَمَ وَفْدُ الأَنْصَارِ، ثُمَّ أَذْكِرْنِي بِهِ. فَلَمَّا قَدِمُوا أَذْكَرَهُ بِهِ، فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالَ:
يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ، أَلَمْ يَبْلُغْنِي أَنَّكَ تُشَبِّبُ بِرَمْلَةَ بِنْتِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: بَلَى، يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَلَوْ عَلِمْتَ أَنَّ أَحَدًا أَشْرَفَ مِنْهَا لِشِعْرِي لَشَبَّبْتُ بها. قال: فأين أنت عن أُخْتِهَا هِنْدٍ؟ قَالَ: وَإِنَّ لَهَا لأُخْتًا يُقَالُ لَهَا: هِنْدٌ؟ قَالَ: نَعَمْ. وَإِنَّمَا أَرَادَ مُعَاوِيَةُ أَنْ يُشَبِّبَ بِهِمَا جَمِيعًا فَيُكَذِّبَ نَفْسَهُ، فَلَمْ يَرُدَّ يَزِيدُ مَا كَانَ مِنْ ذَلِكَ، فَأَرْسَلَ إِلَى كَعْبِ بْنِ جُعَيْلٍ فَقَالَ: اهْجُ الأَنْصَارَ. فَقَالَ:
أَفَرْقٌ مِنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ! وَلَكِنِّي أَدُلُّكَ عَلَى الشَّاعِرِ الْكَافِرِ الْمَاهِرِ. قَالَ: مَنْ هُوَ؟ قَالَ: الأَخْطَلُ.
فَدَعَاهُ فَقَالَ: اهْجُ الأَنْصَارَ فَقَالَ: أَفَرْقٌ مِنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ! قَالَ: لا تَخَفْ، أنا لك بهذا، فهجاهم فَقَالَ [3] :
وَإِذَا نَسَبْتَ ابْنَ الْفُرَيْعَةَ [4] خِلْتَهُ ... كَالْجَحْشِ بَيْنَ حِمَارَةٍ وَحِمَارِ
لَعَنَ الإِلَهُ مِنَ الْيَهُودِ عصابة ... بالجزع بين صليصل وصرار [5]
__________
[1] في المطبوعة: قيس. والمثبت عن الأصل.
[2] في المطبوعة: عراك، بالكاف: وهي باللام في الأصل غير منقوطة. والمثبت عن الأغاني ج 1 التقدم: 13/ 141.
[3] الأغاني، ط التقدم: 13/ 142.
[4] السريعة: أم حسان. ينظر ترجمته فيما مضى، 512.
[5] الجزع، وصليصل، وصرار: أماكن.(3/331)
خَلُّوا الْمَكَارِمَ لَسْتُمُ مِنْ أَهْلِهَا ... وَخُذُوا مَسَاحِيَكُمْ بَنِي النَّجَّارِ
ذَهَبَتْ قُرَيْشٌ بِالْمَكَارِمِ وَالْعُلَى ... وَاللُّؤْمُ تَحْتَ عَمَائِمِ الأَنْصَارِ
فَبَلَغَ الشِّعْرَ النُّعْمَانُ بْنُ بشير، فدخل على معاوية فحسر عن رَأْسِهِ عِمَامَتَهُ، وَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَتَرَى لُؤْمًا؟ قَالَ: بَلْ أَرَى كَرَمًا وَخَيْرًا، وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: زَعَمَ الأَخْطَلُ أَنَّ اللُّؤْمَ تَحْتَ عَمَائِمِنَا! قَالَ: وَفَعَلَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَلَكَ لِسَانُهُ، وَكَتَبَ أَنْ يُؤْتَى بِهِ، فَلَمَّا أُتِيَ بِهِ قَالَ لِلرَّسُولِ: أَدْخِلْنِي عَلَى يَزِيدَ، فَأَدْخَلَهُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: هَذَا الَّذِي كُنْتُ أَخَافُ، قَالَ:
فَلا تَخَفْ شَيْئًا. وَدَخَلَ عَلَى مُعَاوِيَةَ فَقَالَ: عَلامَ أَرْسَلْتَ إِلَى هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي يَمْدَحُنَا وَيَرْمِي مِنْ وَرَاءِ جَمْرَتِنَا [1] ؟ قَالَ: هَجَا الأَنْصَارُ! قَالَ: وَمَنْ يَعْلَمُ ذَلِكَ؟ قَالَ: النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ. قَالَ:
لا يُقْبَلُ قَوْلُهُ، وَهُوَ يَدَّعِي لِنَفْسِهِ، وَلَكِنْ تَدْعُوهُ بِالْبَيِّنَةِ، فَإِنْ أَثْبَتَ بَيِّنَةً أَخَذْتَ لَهُ. فَدَعَاهُ بِهَا، فَلَمْ يَأْتِ بِشَيْءٍ فخلّاه.
وتوفى عبد الرحمن سنة أربع ومائة، قاله خليفة.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم.
3283- عبد الرحمن بْن حسنة
(ب د) عَبْد الرَّحْمَن بْن حسنة، أخو شرحبيل بْن حسنة [2] ، وحسنة أمهما مولاة لمعمر [3] بْن حبيب بْن حذافة [4] بْن جمح. اختلف فِي اسم أبيهما، وفي نسبه وولائه، عَلَى ما ذكرناه فِي شرحبيل أخيه.
روى عَنْهُ زيد بْن وهب.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْمَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْمَخْزُومِيُّ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَنَةَ قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَزَلْنَا أَرْضًا كَثِيرَةَ الضِّبَابِ، فَأَصَبْنَاهَا، فَكَانَتِ الْقُدُورُ تَغْلِي بِهَا. فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا هَذِهِ؟ فَقُلْنَا: ضِبَابٌ أَصَبْنَاهَا. فَقَالَ: إِنَّ أُمَّةً مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مُسِخَتْ، فَأَخْشَى أَنْ تكون هذه. فأمرنا فألقيناها وإنا لجياع [5] .
__________
[1] الجمرة: الجماعة.
[2] ينظر الترجمة رقم 2409: 2/ 512.
[3] في الأصل والمطبوعة: «مولاة لعمر» . وهو خطأ، والمثبت من كتاب نسب قريش: 393. كما ينظر ترجمة شرحبيل بن حسنة: 2/ 512.
[4] في الأصل مكان حذافة: «خلافة» وهو خطأ. ينظر المرجعين المتقدمين.
[5] أخرجه الامام أحمد عن أبى معاوية ويحيى بن سعيد، كلاهما عن الأعمش، به نحوه، المسند: 4/ 196.(3/332)
وروى زَيْد أيضًا عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: خرج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومعه كهيئة الدرقة [1] ، فوضعها، ثُمَّ جلس يبول [2] .
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو عُمَر، وأخرجه أَبُو نعيم فِي عَبْد الرَّحْمَن بْن المطاع. وهما واحد، وَيُذْكَرُ فِي مَوْضِعِهِ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
3284- عبد الرحمن بن أم الحكم
(د ع س) عَبْد الرَّحْمَن بْن أم الحكم. لَهُ ذكر فِي قصة معاوية ووائل بْن حجر، وأمه أم الحكم [3] التي ينسب إليها هي بِنْت أَبِي سُفْيَان بْن حرب، أخت معاوية. وهو عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه بْن عثمان بْن عَبْد اللَّهِ بْن رَبِيعة بْن الحارث بن حبيب بن الحارث بْن مالك بْن حطيط بْن جشم بْن قسي وهو ثقيف وقيل: عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي عقيل أَبُو سُلَيْمَان، وقيل: أَبُو مطرف. وهو مشهور بأمه أم الحكم، فلهذا أوردناه هاهنا.
روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلًا. وقيل: إنه لَهُ صحبة. وصلى خلف عثمان، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ روى عَنْهُ إِسْمَاعِيل بْن عُبَيْد اللَّه، والعيزار بْن حُرَيْث، ويعقوب بْن عثمان.
واستعمله خاله معاوية عَلَى الكوفة سنة سبع وخمسين، ثُمَّ عزله واستعمل النعمان بْن بشير.
وكان قبيح السيرة فِي إمارته.
أَخْبَرَنَا الْقَاسِم بْن عليّ بْن الْحَسَن الحافظ إجازة، أَخْبَرَنَا والدي قَالَ: قرأت عَلَى أَبِي الوفاء حفاظ بْن الْحَسَن، عَنْ عَبْد العزيز بْن أَحْمَد، أَخْبَرَنَا عَبْد الوهاب الميداني، أَخْبَرَنَا أبو سليمان ابن زبر، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن جَعْفَر، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن جرير الطبري قَالَ: حدثت عَنْ هشام بْن مُحَمَّد قَالَ: استعمل معاوية عَبْد الرَّحْمَن بْن أم الحكم عَلَى الكوفة، فأساء السيرة فيهم، فطردوه فلحق بمعاوية، وهو خاله، فَقَالَ: أوليك خيرًا منها مصر- قال: فولاه، قال: فتوجه إليها، وبلغ معاوية بْن خديج السكوني الخبر فخرج فاستقبله عَلَى مرحلتين من مصر، فَقَالَ: ارجع إِلَى خالك، فلعمري لا تسير فينا سيرتك في إخواننا من أهل الكوفة. فرجع إلى خاله. [4]
__________
[1] الدرقة: الترس من جلود.
[2] رواه الإمام أحمد عن أبى معاوية، وعن وكيع، كلاهما عن الأعمش، عن زيد، به نحوه. المسند: 4/ 196.
[3] كتاب نسب قريش: 125.
[4] كذا ضبط في الأصل. وينظر المشتبه للذهبى: 256.(3/333)
وقيل: كان سبب عزله عن الكوفة مع قبح سيرته أن عَبْد اللَّه بْن همام السلولي قَالَ شعرًا، وكتبه فِي رقاع، وألقاها فِي المسجد الجامع، وهي.
ألا أبلغ معاوية بْن صخر ... فقد خرب السواد فلا سوادا
أرى العمّال أقساء علينا ... بعاجل نفعهم ظلموا العبادا
فهل لَكَ أن تدارك ما لدينا ... وتدفع عَنْ رعيتك الفسادا
وتعزل تابعًا أبدًا هواه ... يخرب من بلادته البلادا
إِذَا ما قلت: اقصر عَنْ هواه ... تمادى فِي ضلالته وزادا
فبلغ الشعر معاوية، فعزله.
واستعمله معاوية أيضًا عَلَى الجزيرة، وغزا الروم سنة ثلاث وخمسين فشتا [1] فِي أرضهم، وغلب عَلَى دمشق لما خرج عَنْهَا الضحاك بْن قيس إِلَى مرج راهط، ودعا إِلَى البيعة لمروان بْن الحكم.
وتوفي أيام عَبْد الْمَلِكِ بْن مروان.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم وأبو موسى، فأمَّا أَبُو مُوسَى، فاختصره، وأمَّا ابْنُ منده وأبو نعيم فقالا: عبد الرحمن بن أبي عقيل الثقفي. وفد عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يعد فِي الكوفيين، حديثه عند عَبْد الرَّحْمَن بْن علقمة، وَيُقَال: إنه عَبْد الرَّحْمَن بْن أم الحكم بِنْت أَبِي سُفْيَان.
ورويا بإسنادهما عَنْ عون بْن أَبِي جحيفة، عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن علقمة الثقفي، عن عبد الرحمن ابن أَبِي عقيل قَالَ: «انطلقت فِي وَفَدَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأنخنا فِي الباب، وما فِي الأرض أبغض إلينا من رَجُل نلج عَلَيْهِ- يعني النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فما خرجنا حتَّى ما كَانَ فِي النَّاس أحد أحب إلينا من رَجُل دخلنا عَلَيْهِ» .
قلت: هَذَا كلام ابْنُ منده وأبي نعيم. والصحيح أن عَبْد الرَّحْمَن بْن أم الحكم لا صحبة لَهُ وهو غير ابْنُ أَبِي عقيل، وهو من التابعين. قَالَ مُحَمَّد بْن سعد: هُوَ من الطبقة الأولى من أهل الطائف، وقال أبو زرعة إنه من التابعين، ولم يكن كوفيًا، إنَّما كَانَ أميرًا عليها، ولم تطل أيامه حتَّى ينسب إليها، فلعله غيره، والله أعلم.
__________
[1] في المطبوعة: «فنشأ» ، ولا يستقيم الكلام عليه. وفي الأصل بتقديم الشين على التاء، من غير فقط التاء.(3/334)
وهو الَّذِي خطب يَوْم الجمعة قاعدًا، فرآه كعب بْن عجرة فَقَالَ: انظروا إِلَى هَذَا الخبيث يخطب قاعدًا، وقَالَ اللَّه تَعَالى: وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها وَتَرَكُوكَ قائِماً 62: 11 [1] .
3285- عبد الرحمن الحميري
(د ع) عَبْد الرَّحْمَن الحميري، والد حميد.
قَالَ ابْنُ منده: لا تصح لَهُ رؤية. روى عَنْهُ ابنه حميد أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: «إذا دعاك الداعيان فأجب أقربهما بابًا، فإن أقربهما بابا أقدمهما جوارا. [2] » أَخْرَجَهُ ابْنُ منده، وَأَبُو نعيم.
3286- عَبْد الرَّحْمَن بْن الحنبل
(ب) عَبْد الرَّحْمَن بْن الحنبل، أخو كلدة بْن الحنبل. كَانَ هُوَ وأخوه كلدة أخوي صفوان بْن أمية لأمه، أمهم صفية بِنْت معمر بْن حبيب بْن وهب الجمحي [3] . وقيل: كانا ابني أخت صفوان، أمهما صفية بِنْت أمية بْن خلف، ولذلك كَانَ كلدة متصلًا بصفوان يخدمه لا يفارقه، وكان أبوهما قَدْ سقط من اليمن إِلَى مكَّة، وَقَدْ اختلف فِي نسبه، ويرد فِي ترجمة كلدة أخيه، إن شاء اللَّه تَعَالى.
ولا تعرف لعبد الرَّحْمَن رواية، وهو القائل فِي عثمان، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وكان منحرفًا عَنْهُ، وَإِن كَانَ لا يثبت:
أقسم باللَّه رب العباد ... ما خَلَقَ اللَّه شيئًا سدى
ولكن خلقت لنا فتنة ... لكي نبتلى بك أَوْ تبتلى
وهي أكثر من هَذَا [4] .
وشهد وقعة أجنادين بالشام، وسيره خَالِد بْن الْوَلِيد إِلَى أَبِي بَكْر مبشرًا. وشهد فتح دمشق، وشهد صفين مَعَ علي، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر.
__________
[1] الجمعة: 10.
[2] أخرجه الإمام بإسناده إلى حميد بن عبد الرحمن، عَنْ رجل من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم. المسند: 5/ 408.
وكذلك أخرجه أبو داود، في كتاب الأطعمة، باب إذا اجتمع الداعيان: 9.
[3] كتاب نسب قريش: 388.
[4] الاستيعاب: 829.(3/335)
3287- عبد الرحمن بن خالد بن الوليد
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن خَالِد بْن الْوَلِيد بْن المغيرة الْقُرَشِيّ المخزومي.
أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ورآه، ولأبيه صحبة، أمه أسماء بِنْت أسد بْن مدرك الخثعمي، يكنى أبا مُحَمَّد.
وكان عَبْد الرَّحْمَن من فرسان قريش وشجعانهم، لَهُ هدى حسن وفضل وكرم، إلا أَنَّهُ كَانَ منحرفًا عَنْ عليّ وبني هاشم مخالفة لأخيه المهاجر بْن خَالِد، فإن المهاجر كَانَ محبًا لعلي، وشهد معه الجمل وصفين، وشهد عَبْد الرَّحْمَن صفين مَعَ معاوية.
وسكن حمص، وكان مَعَ أَبِيهِ يَوْم اليرموك، وكان معاوية يستعمله عَلَى غزو الروم، لَهُ معهم وقائع.
ولما ولي الْعَبَّاس بن الوليد حمص قال لأشراف أهل حمص: يا أهل حمص، ما لكم لا تذكرون أميرًا من أمرائكم مثل ما تذكرون عَبْد الرَّحْمَن بْن خَالِد؟ فَقَالَ بعضهم: كَانَ يدنى شريفنا، ويغفر ذنبنا، ويجلس فِي أفنيتنا، ويمشي فِي أسواقنا، ويعود مرضانا، ويشهد جنائزنا، وينصف مظلومنا.
وقيل: لما أراد معاوية البيعة ليزيد ابنه، خطب أهل الشام فَقَالَ: يا أهل الشام، كبرت سني، وقرب أجلي، وَقَدْ أردت أن أعقد لرجل يكون نظامًا لكم، وَإِنما أَنَا رَجُل منكم. فأصفقوا [1] عَلَى الرضا بعبد الرَّحْمَن بْن خَالِد بْن الْوَلِيد، فشق ذَلِكَ عَلَى معاوية وأسرها فِي نفسه. ثُمَّ إن عَبْد الرَّحْمَن مرض فدخل عليه ابْنُ أثال النصراني فسقاه سما، فمات. فقيل: إن معاوية أمره بذلك، وذلك سنة سبع وأربعين.
قَالَ مُحَمَّد بْن سعد: لا بقية لعبد الرَّحْمَن بْن خَالِد.
ثُمَّ إن المهاجر بْن خَالِد دخل دمشق مستخفيًا، هُوَ وغلام لَهُ، فرصد الطبيب فخرج ليلًا من عند معاوية، فأقصده [2] المهاجر وهذه القصة مشهورة عند أهل السير، قاله أَبُو عُمَر.
وقَالَ الزُّبَيْر بْن بكار: كَانَ خَالِد بْن المهاجر بْن خَالِد اتهم معاوية أَنَّهُ دس إِلَى عمه عَبْد الرَّحْمَن متطببًا، يُقال لَهُ: ابْنُ أثال، فسقاه فِي دواءٍ فمات، فاعترض لابن أثال فقتله [3] ، والله أعلم.
__________
[1] أصفقوا: أجمعوا واتفقوا.
[2] في الأصل والمطبوعة: فقصده. والإقصاد: القتل، يقال: أقصدت الرجل: إذا طعنته أو رميته بسهم فلم تخط مقاتله.
ونص الاستيعاب 830: «فقتله المهاجر» .
[3] ينظر كتاب نسب قريش: 327.(3/336)
روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلًا. روى عَنْهُ خَالِد بْن سَلَمة، والزُّهْرِيّ، وعمرو بْن قيس الشامي، ويحيى بْن أَبِي عَمْرو السيباني [1] ، وَأَبُو هزان.
روى أَبُو هزان، عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن خَالِد أَنَّهُ احتجم فِي رأسه وبين كتفيه، فقيل لَهُ:
ما هَذَا؟ فَقَالَ: أن رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم قال: من أهراق من هذه الدماء فلا يضره أن [لا] يتداوى بشيءٍ [2] ولما مات رثاه كعب بْن جعيل [3] :
ألا تبكي وما ظلمت قريش ... بإعوال البكاء عَلَى فتاها [4]
ولو سئلت دمشق لأخبرتكم ... وبصري من أباح لكم حماها [5]
وسيف اللَّه أوردها [6] المنايا ... وهدّم حصنها وحمى حماها
أخرجه الثلاثة.
3288- عبد الرحمن بن خباب
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن خباب السلمي [7] وقيل: إنه ابْنُ خباب بْن الأرت، وليس بشيء، يعد فِي البصريين.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بن علي وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَغَيْرُهُمَا بِإِسْنَادِهِم إِلَى أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، عَنِ السَّكَنِ بْنِ الْمُغِيرَةِ- مَوْلًى لآلِ عُثْمَانَ- عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ [أَبِي] [8] هِشَامٍ، عَنْ فَرْقَدٍ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَبَّابٍ أَنَّهُ قَالَ: شَهِدْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَضَّ [9] عَلَى جَيْشِ الْعُسْرَةِ، فَقَامَ عُثْمَانُ بن عفان فقال: [عليّ] [10]
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: «الشيباني» بالشين المعجمة، والصواب ما أثبتناه عن المشتبه: 382.
[2] رواه أبو داود بإسناده إلى أبى كبشه الأنماري، ينظر كتاب الطب، باب في موضع الحجامة، الحديث 3859: 4/ 4.
[3] الأبيات في كتاب نسب قريش: 325.
[4] الإعوال: رفع الصوت بالصياح والبكاء.
[5] يروى البيت في كتاب نسب قريش:
فلو سئلت دمشق وبعلبكّ ... وحمص من أباح لها حماها
[6] في كتاب نسب قريش:
أدخلها حماها وحوى قراها
[7] في المطبوعة: «الأسلمي» . والمثبت عن الأصل، والاستيعاب: 830. وفي تحفة الأحوذي قال: الحافظ العلى» .
«السلمي: بضم السين، وقيل، بفتحها» .
[8] سقط من الأصل والمطبوعة، أثبتناه عن الترمذي. ينظر التهذيب: 11/ 156، 157.
[9] في تحفة الأحوذي: «وهو يحث على ... » .
[10] عن تحفة الأحوذي.(3/337)
مِائَةُ بَعِيرٍ بِأَحْلاسِهَا [1] وَأَقْتَابِهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ. ثُمَّ حَضَّ عَلَى الْجَيْشِ، فَقَامَ عُثْمَانُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلَيَّ مِائَتَا [2] بَعِيرٍ بِأَحْلاسِهَا وَأَقْتَابِهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ. ثُمَّ حَضَّ عَلَى الْجَيْشِ، فَقَامَ عُثْمَانُ فَقَالَ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلَى ثَلاثِمِائَةِ بَعِيرٍ بِأَحْلاسِهَا وَأَقْتَابِهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ. فَرَأَيْتُ [3] النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينزل عن الْمِنْبَرِ [4] وَيَقُولُ: مَا عَلَى عُثْمَانَ مَا عَمِلَ بعدها، ثلاثا [5] » أخرجه الثلاثة.
3289- عبد الرحمن بن خبيب
(ب) عَبْد الرَّحْمَن بْن خبيب الجهني. حَدِيثُهُ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَافِعٍ الصَّائِغِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُهَنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا عَرَفَ الْغُلامُ يَمِينَهُ مِنْ شِمَالِهِ، فَمُرُوهُ بِالصَّلاةِ» لا يُعْرَفُ هَذَا الْحَدِيثُ بِغَيْرِ هَذَا الإِسْنَادِ.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَرَ وَقَالَ: أَحْسَبُهُ- إِنْ صَحَّ- أَخَا عبد الله بن خبيب.
3290- عبد الرحمن بن خراش
(ب) عَبْد الرَّحْمَن بْن خراش الْأَنْصَارِيّ. يكنى أبا ليلى.
شهد مَعَ عليّ صفين.
أَخْرَجَهُ أبو عمر مختصرا.
3291- عبد الرحمن الخطميّ
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن الخطمي، والد مُوسَى.
رَوَى الْجُعَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْخَطْمِيِّ: أَنَّهُ سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ الْقُرَظِيَّ وَهُوَ يَسْأَلُ أَبَاهُ: مَا سَمِعْتَ فِي شَأْنِ الْمَيْسِرِ؟ فَقَالَ: سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من لعب بالميسر، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي، فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الَّذِي يَتَوَضَّأُ بِالْقِيحِ، يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: لا تُقْبَلُ صلاته» .
__________
[1] الأحلاس: جمع حلس- بكسر الحاء وسكون اللام- وهو: كساء رقيق يجعل تحت البردعة. والأقتاب: جمع قتب- بفتحتين- وهو: رحل صغير على قدر سنام البعير. يريد: على هذه الإبل بجميع أدواتها.
[2] في الأصل والمطبوعة: «مائة» . والمثبت عن تحفة الأحوذي.
[3] في تحفة الأحوذي: فإذا وليت ... » .
[4] في تحفة الأحوذي: «وهو يقول» .
[5] تحفة الأحوذي، كتبه المناقب، مناقب عثمان بن عفان: 10/ 191، 192. وقد رواه الإمام أحمد عن أبى موسى العنزي، عن عبد الصمد وعثمان بن عمر، كلاهما عن سكن، به نحوه. ينظر المسند: 4/ 75.(3/338)
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ، وَقَدْ أخرج أَبُو مُوسَى عَبْد الرَّحْمَن بْن حبيب الخطمي، وَقَدْ تقدم ذكره، ولم يذكر من حاله ما يعلم. هَلْ هُوَ هَذَا أم لا؟ غالب الظن أَنَّهُ لم يستدركه عَلَيْهِ إلا وَقَدْ علم أَنَّهُ غير هذا، والله أعلم.
3292- عبد الرحمن أبو خلاد
(د ع) عَبْد الرَّحْمَن أَبُو خلاد. ذكره الْبُخَارِيّ فِي الصحابة، وذكره غيره فِي التابعين.
روى عَبْد الرزاق، عَنْ معمر، عَنْ خلاد بْن عَبْد الرَّحْمَن، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، فَقَالَ: «ألا أخبركم بأحبكم إِلَى اللَّه عزَّ وجلَّ؟ فظننا أَنَّهُ سيسمي رجلًا فقلنا بلى! يا رَسُول اللَّه، قال: أحبكم إِلَى اللَّه أحبكم إِلَى النَّاس» . أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم.
3293- عبد الرحمن بْن خنبش
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن خنبش [1] التّميسمىّ، وقيل فِيهِ: عَبْد اللَّه، والصحيح عَبْد الرَّحْمَن.
أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي حَبَّةَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ الله بن أحمد قال: حدثني أبي، حدثنا سيّار [2] ابن حَاتِمٍ أَبُو سَلَمَةَ الْعَنْزِيُّ [3] ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيِّ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ قَالَ قُلْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَنْبَشٍ- وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا-: «أَدْرَكْتَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: كَيْفَ صَنَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ كَادَتْهُ الشَّيَاطِينُ؟ قَالَ: تَحَدَّرَتْ [4] عَلَيْهِ الشَّيَاطِينُ مِنَ الشِّعَابِ وَالأَوْدِيَةِ، يُرِيدُونَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفِيهِمْ شَيْطَانٌ مَعَهُ شُعْلَةُ نَارٍ، يُرِيدُ أَنْ يَحْرِقَ وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهبط، جبريل عليه السلام فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، قُلْ. قَالَ: وَمَا أَقُولُ؟ قَالَ:
قُلْ: «أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ وَبَرَأَ وَذَرَأَ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَعْرُجُ فِيهَا، وَمِنْ شَرِّ مَا يَخْرُجُ مِنَ الأَرْضِ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ فِيهَا [5] ، وَمِنْ شرّ فتن
__________
[1] في المطبوعة: «خنيش» بالياء، وغير واضحة في الأصل، والمثبت عن المشتبه للذهبى: 273، والإصابة 2/ 389، قال الحافظ: «بمعجمة، ثم نون، ثم موحدة بوزن جعفر» .
[2] في الأصل والمطبوعة: شيبان، وهو خطأ، والمثبت عن مسند أحمد. وينظر الخلاصة.
[3] في الأصل والمطبوعة: «الغنوي» وهو خطأ كذلك، والمثبت عن مسند أحمد، والخلاصة.
[4] نص المسند: «تحذرت تلك الليلة على رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأودية والشعاب، وفيهم شيطان بيده شعلة» وتحدرت: تنزلت.
[5] قوله: «وَمِنْ شَرِّ مَا يَخْرُجُ مِنَ الأَرْضِ، وَمِنْ شر ما ينزل فيها» سقط من هذه الرواية في المسند.(3/339)
اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ طَارِقٍ إِلا طارقا يطرق بخير، يا رحمان. فَطُفِئَتْ نَارُهُ [1] وَهَزَمَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى [2] » . أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
3294- عبد الرحمن أبو خيثمة
(س) عَبْد الرَّحْمَن، أَبُو خيثمة بْن عَبْد الرَّحْمَن، هُوَ ابْنُ أَبِي سبرة، قَدْ أوردوه.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى مختصرًا.
قلت: قَدْ أَخْرَجَهُ ابْنُ منده فِي عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي سبرة، وليس مشهورًا بكنيته حتَّى يستدركه عَلَيْهِ، عَلَى أن «عَبْد الرَّحْمَن» قَدْ ذكره ابْنُ منده وغيره فقالوا: والد خيثمة، ولم يجعلوا كنيته «أبا خيثمة» حتَّى يستدركه عَلَيْهِ، ويرد فِي عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي سبرة إن شاء اللَّه تَعَالى ما يعلم بِهِ أَنَّهُ هو، والله أعلم.
3295- عبد الرحمن بن أبى درهم
(ب) عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي درهم الكندي.
مذكور فِي الصحابة، روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الاستغفار.
أَخْرَجَهُ أَبُو عمر مختصرا.
3296- عبد الرحمن بن دلهم
(د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن دلهم.
مجهول، لا تعرف له صحبة، وفي إسناد حديثه نظر.
روى حميد بْن أَبِي حميد، عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن دلهم قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عليكم بالقرع فإنه يشد الفؤاد ويزيد فِي الدماغ» وله أيضًا فِي فضل العدس أَنَّهُ قدس عَلَى لسان سبعين نبيًا، وغير ذَلِكَ، وكلها أحاديث منكرة.
أَخْرَجَهُ ابن مندة، وأبو نعيم.
__________
[1] في المسند: «نارهم» .
[2] مسند الإمام أحمد: 3/ 419.(3/340)
3297- عبد الرحمن أبو راشد
(ب ع س) عَبْد الرَّحْمَن أَبُو راشد.
قَالَ أَبُو مُوسَى: أورده الطبراني، ويحتمل أن يكون هُوَ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد- أَوْ: ابْنُ عُبَيْد. غير أن أبا نعيم فرق بَيْنَهُما، وسنذكر عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد إن شاء اللَّه تَعَالى.
وقَالَ أَبُو عُمَر وَأَبُو نعيم: عَبْد الرَّحْمَن أَبُو راشد الْأَزْدِيّ، وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال:
ما اسمك؟ قَالَ: عَبْد العزى. قَالَ: أَبُو من؟ قَالَ أَبُو مغوية. قَالَ: كلا، ولكنك عَبْد الرَّحْمَن أَبُو راشد. قَالَ: فمن هَذَا معك؟ قَالَ: مولاي. قَالَ: وما اسمه؟ قَالَ: قيوم. قَالَ: كلا، ولكنه عَبْد القيوم، أَبُو عبيدة. أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر، وَأَبُو نعيم، وَأَبُو مُوسَى.
مغوية: بضم الميم، وتسكين الغين المعجمة، وكسر الواو، وبعدها ياء تحتها نقطتان، وأخره هاء.
3298- عبد الرحمن بن الربيع الأنصاري
(د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن الربيع الْأَنْصَارِيّ الظفري.
رَوَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ خَشَّافٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الرَّبِيعِ الظَّفَرِيِّ قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَشْجَعَ تُؤْخَذُ صَدَقَتُهُ، فَأَبَى أَنْ يُعْطِيَهَا، ثُمَّ رُدَّ إِلَيْه الثَّانِيَةَ فَأَبَى أَنْ يُعْطِيَهَا، ثُمَّ رُدَّ إِلَيْه الثَّالِثَةَ وَقَالَ. إِنْ أَبِي فَاضْرِبْ عُنُقَهُ. قَالَ فَقُلْتُ لِحَكِيمٍ: مَا أَرَى أَبَا بَكْرٍ غَزَاهُمْ إِلا بِهَذَا الْحَدِيثِ؟ قَالَ: أَجَلْ.
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ وَأَبُو نُعَيْمٍ.
خشاف: بفتح الخاء المعجمة، وبالشين المعجمة المشددة، وآخره فاء.
3299- عبد الرحمن بن ربيعة بن كعب
(ب) عَبْد الرَّحْمَن بْن رَبِيعة بْن كعب الأسلمي.
مدني. روى عَنْهُ أَبُو سَلَمة بْن عبد الرحمن.
أخرجه أبو عمر مختصرا.(3/341)
3300- عبد الرحمن بن ربيعة الباهلي
(ب) عَبْد الرَّحْمَن بْن رَبِيعة الباهلي، أخو سلمان [1]- بْن رَبِيعة بْن يَزِيدَ بْن سهم بن عمرو ابن ثعلبة بْن غنم بْن قتيبة بْن معن الباهلي، نسبوا إِلَى باهلة بِنْت صعب بْن سعد العشيرة، نسب ولد معن إليها.
يعرف عَبْد الرَّحْمَن بذي النور، أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يسمع مِنْهُ، وهو أكبر من أخيه سلمان. ولما وجه عُمَر سعد بْن أَبِي وقاص، رَضِي اللَّه عَنْهُمَا، إِلَى القادسية، جعل عَلَى قضاء النَّاس عَبْد الرَّحْمَن بْن رَبِيعة، وجعل إِلَيْه الأقباض [2] وقسمة ألفى ثُمَّ استعمله عُمَر عَلَى «الباب» «والأبواب» وقتال الترك وقتل عَبْد الرَّحْمَن ببلنجر فِي أقصى ولاية «الباب» فِي خلافة عثمان، لثمان سنين مضين منها.
أخرجه أبو عمر.
3301- عبد الرحمن بن رشيد
(س) عَبْد الرَّحْمَن بْن رشيد.
قَالَ أَبُو موسى: أورده بعضهم في أصحابه، عازيًا إياه إِلَى الْبُخَارِيّ.
أَخْرَجَهُ أَبُو موسى مختصرا.
3302- عبد الرحمن بن رقيش
(ب) عَبْد الرَّحْمَن بْن رقيش بْن رياب بن يعمر الأسدي.
شهد أحدا، وهو أخو يزيد بن رقيش أخرجه.
أخرجه أبو عمر مختصرا
3303- عبد الرحمن بن الزبير
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن الزُّبَيْر بْن زَيْد بْن أمية بْن زَيْد بْن مالك بْن عوف بْن عمرو بْن عوف بْن مَالِك بْن الأوس.
نسبه هكذا ابْنُ منده، وَأَبُو نعيم.
وقَالَ أَبُو عُمَر: هُوَ عَبْد الرَّحْمَن بْن الزُّبَيْر بْن باطيا [3] القرظي.
__________
[1] مضت ترجمة برقم 2146: 2/ 415.
[2] الأقباض: جمع قبض- بفتحتين- وهو: ما قبض من أموال الناس.
[3] كذا في أسد الغابة، والإصابة، وبعض نسخ الاستيعاب. وفي سيرة ابن هشام 2/ 242، والتقريب 1/ 479، والاستيعاب 834، باطا.(3/342)
وذكر الأمير أَبُو نصر النسبين جميعًا.
واتفقوا على أنه هو الّذي تزوج الامرأة التي طلقها رفاعة القرظي بعد رفاعة، فقالت للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إنَّما معه مثل هدية الثوب:
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ وَأَبُو يَاسِرِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ بِإِسْنَادِهِمَا إِلَى مُسْلِمِ بْنِ الْحَجَّاجِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَمْرٌو النَّاقِدُ- وَاللَّفْظُ لِعَمْرٍو- قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيّ، عَنْ عُرْوَةَ بْن الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: جَاءَتِ امْرَأَةُ رِفَاعَةَ الْقُرَظِيِّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، إِنِّي كُنْتُ عِنْدَ رِفَاعَةَ الْقُرَظِيِّ فَطَلَّقَنِي فَبَتَّ طَلاقِي، فَتَزَوَّجْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الزُّبَيْرِ، وَإِنَّ ما مَعَهُ مِثْلَ هُدْبَةِ [1] الثَّوْبِ. فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: أَتُرِيدِينَ أَنْ تَرْجِعِي إِلَى رِفَاعَةَ؟ لا، حَتَّى تَذُوقِي عُسَيْلَتَهُ وَيَذُوقَ عُسَيْلَتَكِ [2] » .
وَرَوَاهُ هِشَامُ [3] بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ كَمَا ذَكَرْنَا. وَرَوَاهُ الْمِسْوَرُ [4] بْنُ رِفَاعَةَ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، نَحْوَهُ. وَسَمَّى مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَرْأَةَ تَمِيمَةَ [5] ، وَقِيلَ: سُهَيْمَةَ، وَقِيلَ: غَيْرَ ذَلِكَ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
الزُّبَيْر والد عَبْد الرَّحْمَن: بفتح الزاي. والزبير والد عروة: بضم الزاي، وفتح الباء.
3304- عبد الرحمن الزجاج
(د ع) عَبْد الرَّحْمَن الزجاج، مَوْلَى أم حبيبة.
أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
رَوَى عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزَّجَّاجُ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي وَغَيْرُهُ مِنْ أَهْلِي، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزَّجَّاجِ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ الزَّجَّاجُ بين يدىّ، في يَدَيْهِ رَكْوَةٌ فِيهَا مَاءٌ، فَقَالَ: مَا هَذَا يَا أُمَّ حَبِيبَةَ؟ فَقُلْتُ: غُلامِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، ائْذَنْ لِي فِي عِتْقِهِ. قَالَتْ: فَأَذِنَ لي، فأعتقته.
__________
[1] شبهت آلة ذكورته في الاسترخاء وعدم الانتشار بهدبة الثوب، وهي طرفه الّذي لم ينسج.
[2] مسلم، كتاب النكاح، باب لا تحل المطلقة ثلاثا لمطلقها حتى تنكح زوجا غيره، ويطأها ثم يفارقها وتنقضي عدتها:
4/ 154.
[3] رواية هشام عن أبيه في البخاري، كتاب الطلاق، باب من قال لامرأته: أنت على حرام، 7/ 56، وباب إذا طلقها ثلاثا ثم تزوجت بعد العدة زوجا آخر فلم يمسها: 7/ 72، 73
[4] رواية المسور عن الزبير في الموطأ، كتاب النكاح، باب نكاح المحلل وما أشبهه: 2/ 531. وينظر تفسير ابن كثير بتحقيقنا: 1/ 410.
[5] ينظر ترجمة رفاعة بن سموال: 2/ 228.(3/343)
قَالَ أَبُو نعيم: ذكره بعض المتأخرين- يعني ابْنُ منده- وزعم أَنَّهُ أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
وعبد الرَّحْمَن في عداد التابعين. وروى بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْد اللَّه بْن مُسْلِم بْن هرمز، عَنْ عَبْد الرَّحْمَن الزجاج قَالَ: قلت لشيبة بْن عثمان: إنهم زعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل الكعبة، فلم يصل فيها؟ فَقَالَ: كذبوا وأبي، لقد صلى بين العمودين، ثُمَّ ألصق بها بطنه وظهره.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم
3305- عبد الرحمن بْن زمعة
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن زمعة بْن قيس بْن عَبْد شمس بْن عَبْد ود بْن نصر بن مالك ابن حسل بْن عامر بْن لؤي القرشي العامري، قاله أبو عمر.
هو ابن وليدة زمعة، الَّذِي قضى فِيهِ رَسُول اللَّه صَلَّى الله عليه وسلم: «الولد للفراش وللعاهر الحجر [1] » حين تخاصم أخوه عَبْد بْن زمعة وسعد بْن أَبِي وقاص. ولم يختلف النسابون لقريش: مصعب [2] ، والزبير، والعدوي فيما ذكرناه، قَالُوا: أمه أمة كانت لأبيه يمانية، وأبوه زمعة. وأخته سودة زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولعبد الرَّحْمَن عقب، وهم بالمدينة. هَذَا كلام أَبِي [3] عُمَر.
وقَالَ ابْنُ منده: عَبْد الرَّحْمَن بْن زمعة بْن المطلب، أخو عَبْد اللَّه وعبد ابني زمعة. روى حديثه هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَن بْن زمعة: أَنَّهُ خاصم فِي غلام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقَالَ: أخي ولد عَلَى فراش أَبِي. وقَالَ: هكذا رَوَاهُ، وقَالَ غيره: عَبْد بْن زمعة.
وقَالَ أَبُو نعيم: عَبْد الرَّحْمَن بْن زمعة بْن الأسود بْن المطلب بْن أسد بن عَبْد العزى بْن قصي، أمه قريبة بِنْت أَبِي أمية بْن المغيرة بْن عُمَر بْن مخزوم. وروى عَنْ هشام مثل حديث ابْنُ منده، وزاد فِي النسب. «الأسود» .
أَخْبَرَنَا فِتْيَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ سمنيّة [4] بِإِسْنَادِهِ إِلَى الْقَعْنَبِيِّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا قَالَتْ: «كَانَ عتبة ابن أَبِي وَقَّاصٍ عَهِدَ إِلَى أَخِيهِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ: أَنَّ ابْنَ وَلِيدَةِ زَمْعَةَ مِنِّي، فأقبضه إليك.
__________
[1] البخاري، كتاب البيوع، باب تفسير المشبهات: 3/ 70 ومسلم، كتاب الرضاع، باب الولد للفراش وتوفى الشبهات:
4/ 171.
[2] ينظر كتاب نسب قريش: 421، 422.
[3] الاستيعاب: 833.
[4] في المطبوعة: سمنة، والمثبت عن الأصل، والمشتبه الذهبي: 369.(3/344)
قَالَتْ: فَلَمَّا كَانَ عَامُ الْفَتْحِ أَخَذَهُ سَعْدٌ وَقَالَ: ابْنُ أَخِي، قَدْ كَانَ عَهِدَ إِلَيَّ فِيهِ. فَقَامَ إِلَيْه عَبْدُ بْنُ زَمْعَةَ فَقَالَ: أَخِي وَابْنُ وَلِيدَةِ أَبِي، وُلِدَ عَلَى فِرَاشِهِ. فَتَسَاوَقَا [1] إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ سَعْدٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَخِي قَدْ كَانَ عَهِدَ إِلَيَّ فِيهِ. وَقَالَ عَبْدُ بْنُ زَمْعَةَ: أَخِي وَابْنُ وَلِيدَةِ أَبِي، وُلِدَ عَلَى فِرَاشِهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هُوَ لَكَ يَا عَبْدَ بْنَ زَمْعَةَ. ثُمَّ قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «الولد للفراش وللعاهر الحجر» . ثُمَّ قَالَ لِسَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ: «احْتَجِبِي مِنْهُ، لِمَا رَأَى مِنْ شَبَهِهِ بِعُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ. قَالَتْ: فَمَا رَآهَا حَتَّى لَقِيَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ» [2] . قُلْتُ: أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ واختلفوا فِي نسبه اختلافًا كبيرًا، لا يمكن الجمع بين أقوالهم.
والصحيح هُوَ الَّذِي قاله أَبُو عُمَر، ودليله أن أبا نعيم ذكر فِي عَبْد بْن زمعة بْن الأسود أَنَّهُ أخو سودة بنت زمعة. وذكر بن منده فِي عَبْد بْن زمعة أيضًا: أَنَّهُ أخو سودة، وذكرا فِي نسب سودة أنها بِنْت زمعة بْن قيس كما سقناه أولًا، فبان بهذا أن عَبْد الرَّحْمَن الَّذِي قالا: إنه أخو عَبْد بْن زمعة هُوَ ابْنُ زمعة بْن قيس العامري، لا زمعة بْن الأسود الأسدي. ومما يؤيد هَذَا القول أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما اختصم سعد وعبد بْن زمعة فِي ولد وليدة زمعة رَأَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم شبها بيّنا بعتبة ابن أَبِي وقاص، فَقَالَ لسودة بِنْت زمعة زوجته: «احتجبي مِنْهُ، والولد للفراش» فلو لم يكن أخاها لأنَّه ولد عَلَى فراش أبيها، لما أمرها بالاحتجاب مِنْهُ، لما رَأَى فِيهِ من شبهة عتبة والله أعلم.
وإنما كَانَ الوهم من ابن منده أولًا حيث رَأَى زمعة، وأنَّه قرشي، فسبق إِلَى قلبه أَنَّهُ زمعة ابْنُ الأسود الأسدي، لأنَّه أشهر، وتبعه أَبُو نعيم، ولو علما أن بني عَامِر بْن لؤي قرشيون أيضًا لما قالا ذَلِكَ، وهم قريش الظواهر، وبنو كعب بْن لؤي قريش البطاح [3] .
وَقَدْ ذكر الزُّبَيْر بْن بكار فَقَالَ: «ولد قيس بْن عَبْد شمس، يعني العامري: زمعة، ثُمَّ قَالَ: فولد زمعة عَبْد بْن زمعة، وعبد الرَّحْمَن بْن زمعة، وهو الَّذِي خاصم فِيهِ أخوه عَبْد بْن زمعة عام الفتح سعد بْن أَبِي وقاص. ثُمَّ قَالَ: وسودة بنت زمعة كانت عبد السكران بْن عَمْرو، فتزوجها بعده رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» [4] .
فهذا يؤيد ما قلناه، والله أعلم.
__________
[1] أي: ساق كل منهما صاحبه، لمنازعته، فيما ادعاه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
[2] الموطأ، كتاب الاقضية، باب القضاء بإلحاق الولد بابيه.
[3] قريش البطاح: الذين ينزلون الشعب بين أخشبى مكة، وقريش الظواهر: الذين ينزلون خارج الشعب. وأكرمهما قريش البطاح، وأخشبا مكة: جبلاها، أبو قبيس والّذي يقابله. (تاج العروس) .
[4] ينظر كتاب نسب قريش: 421، 422.(3/345)
3306- عبد الرحمن بن زهير
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن زُهَيْر الْأَنْصَارِيّ، يكنى أبا خلاد. لَهُ ذكر فِي الصحابة.
رَوَى يَحْيَى بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبَانٍ الْقُرَشِيُّ، عَنْ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ أَبِي خَلادٍ- وَيُقَالُ: اسْمُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زُهَيْرٍ- وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ مِنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّجُلَ قَدْ أُعْطَى الزُّهْدَ فِي الدُّنْيَا، وَقِلَّةَ الْمَنْطِقِ، فَاقْتَرِبُوا مِنْهُ، فَإِنَّهُ يُلْقِي الْحِكْمَةَ [1] » . أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
قلت: قَدْ أخرج ابْنُ منده وَأَبُو نعيم عَبْد الرَّحْمَن أبا خلاد ترجمة أخرى تقدم ذكرها قبل هَذِهِ، ويغلب عَلَى ظني أنهما واحد، وسمى أَبُوهُ فِي هَذِهِ الترجمة ولم يسم فِي تلك، فلهذا أخرج أَبُو عُمَر هَذِهِ، ولم يخرج الأولى، والله أعلم.
3307- عبد الرحمن بن زيد
(ب د س) عَبْد الرَّحْمَن بْن زَيْد بْن الخطاب الْقُرَشِيّ العدوي، وهو ابْنُ أخي عُمَر بْن الخطاب.
تقدم نسبه فِي ترجمة أَبِيهِ [2] . أمه لبابة بِنْت أَبِي لبابة بْن عبد المنذر [3] .
أتى به أَبُو لبابة إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ: ما هَذَا منك يا أبا لبابة؟ قَالَ: ابْنُ ابنتي يا رَسُول اللَّه، ما رَأَيْت مولودًا أصغر مِنْهُ. [4] فحنكه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومسح رأسه، ودعا له بالبركة. فما رئي عبد الرحمن ابن زَيْد مَعَ قوم قط إلا فرعهم طولًا، وكان أطول الرجال وأتمهم.
ولما توفي رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ عمره ست سنين.
وابنه عَبْد الحميد ولي الكوفة لعمر بْن عَبْد العزيز.
وكان عَبْد الرَّحْمَن شبيهًا بأبيه زَيْد، وكان عُمَر بْن الخطاب إِذَا رآه قَالَ [5]
أخوكم غير أسيب قَدْ أتاكم ... بحمد الله عاد له الشباب
__________
[1] أخرجه ابن ماجة في كتاب الزهد، باب الزهد في الدنيا، الحديث: 4101: 2/ 1372.
[2] تقدمت ترجمته برقم 1834: 2/ 283، 284.
[3] كتاب نسب قريش: 363.
[4] في الاستيعاب 834: «أصغر خلقا منه» .
[5] البيت في كتاب نسب قريش: 363.(3/346)
وزوجه عُمَر بْن الخطاب بابنته فاطمة، فولدت لَهُ عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن.
أَخْرَجَهُ أبو نعيم وَأَبُو عمر، وأبو موسى.
3308- عبد الرحمن بن سابط
(س) عَبْد الرَّحْمَن بْن سابط.
أَخْرَجَهُ أَبُو عِيسَى الترمذي فِي جامعه، وروى عَنْ سويد بْن نصر [1] ، عَنِ ابْنِ المبارك، عَنْ سُفْيَان، عن علقمة بن مرثد عن عبد الرحمن بْن سابط فِي صفة خيل الجنة [2] .
وقَالَ أبو عبد الله ابن منده: عَبْد الرَّحْمَن بْن سابط، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مرسل.
وهذا إسناد مختلف فِيهِ عَلَى علقمة، قيل: عَنْهُ، عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن ساعدة، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقيل: عَنْهُ، عَنْ عمير بْن ساعدة، وقيل: عَنْهُ، عَن سُلَيْمَان بْن بريدة، عَنْ أَبِيهِ.
وقيل غير ذَلِكَ.
أَخْبَرَنَا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي بإسناده إلى سليمان بْنِ الأَشْعَثِ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ [3] بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَابِطٍ أَنَّ النَّبِيَّ: صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابَهُ كَانُوا يَنْحَرُونَ الْبُدْنَ مَعْقُولَةَ الْيُسْرَى قَائِمَةً عَلَى مَا بَقِيَ من قوائمها [4] .
أخرجه أبو موسى.
3309- عبد الرحمن بن أبى سارة
(د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي سارة.
قَالَ ابْنُ منده: هُوَ وهم.
رَوَى عُبَيْدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ السَّرِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَارَّةَ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَلاةِ اللَّيْلِ، فَقَالَ: ثَلاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، ثَمَانِي رَكَعَاتٍ، وَالْوِتْرِ، وَرَكَعْتَيْنِ عِنْدَ الْفَجْرِ. قُلْتُ: بِمَ أُوتِرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: ب سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى 87: 1 وقُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ 109: 1: وقُلْ هُوَ الله أَحَدٌ 112: 1.
__________
[1] في المطبوعة: سعيد بن نصر. وهو خطأ. والمثبت عن الأصل، وتحفة الأحوذي، وينظر الخلاصة.
[2] تحفة الأحوذي، أبواب صفة الجنة 7/ 252.
[3] كذا في الأصل والمطبوعة. وفي سنن أبي داود: «حدثنا عثمان بن أبي شيبة» .
[4] سنن أبى داود، كتاب المناسك، باب كيف تنحر البدن، الحديث رقم 1767: 2/ 149.(3/347)
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو نُعَيْمٍ: أُرَاهُ وَهْمًا، وَهُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي سَمُرَةَ.
وَرَوَى عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ زَرْبِيٍّ [1] ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم ما يقرأ في الوتر فذكره.
3310- عبد الرحمن بن ساعدة الأنصاري
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن ساعدة الْأَنْصَارِيّ الساعدي.
رَوَى حَنَشُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ علقمة بن مرثد، عن عبد الرحمن بن سَاعِدَةَ قَالَ: «كُنْتُ أُحِبُّ الْخَيْلَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ لِي فِي الْجَنَّةِ خَيْلٌ؟ قَالَ: يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ، إِنْ أَدْخَلَكَ اللَّهُ الْجَنَّةَ كَانَتْ لَكَ فَرَسٌ مِنْ يَاقُوتَةٍ، لَهَا جَنَاحَانِ تَطِيرُ بِهِمَا حَيْثُ شِئْتَ. أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ. وَهَذَا الْحَدِيثُ اخْتُلِفَ فِيهِ عَلَى عَلْقَمَةَ، وَقَدْ تقدم ذكره في: «عبد الرحمن ابن سابط» .
3311- عبد الرحمن بن السائب
(ب) عَبْد الرَّحْمَن بْن السائب بْن أَبِي السائب، أخو عَبْد اللَّه بْن السائب.
قتل يَوْم الجمل، واختلف فِي إسلام أَبِيهِ عَلَى ما ذكرناه عَنْهُ اسمه.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر.
3312- عبد الرحمن بن سبرة الأسدي
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن سبرة الأسدي.
عداده فِي الكوفيين، ذكره مطين فِي الصحابة. روى عَنْهُ الشَّعْبِيّ، ولأبيه صحبة.
رَوَى إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَرْبِيٍّ [1] ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَبْرَةَ: أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا يَقْرَأُ فِي الوتر؟ فقال: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى 87: 1: وقُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ 109: 1:
وقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ 112: 1. أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ، وقَالَ أَبُو نعيم: ذكره بعض المتأخرين، وأفرده عَنِ المتقدم- يعني:
عَبْد الرحمن بْن أَبِي سبرة- وهو عندي الأول. يعني عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي سبرة الَّذِي يذكره آنفًا.
قلت: وفي هَذَا عندي نظر، لأن هَذَا عَبْد الرَّحْمَن بْن سبرة أسدي، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي سبرة الَّذِي يأتي ذكره جعفي، فكيف يكونان واحدا؟
__________
[1] في المطبوعة: «ذربى» بالذال. والمثبت عن الأصل، والجرح لابن أبى حاتم: 1/ 1/ 170.(3/348)
3313- عبد الرحمن بن أبى سبرة
(ب د ع) عبد الرحمن بن أبي سبرة، واسم أَبِي سبرة يزيد بْن مَالِك بْن عبد الله [بن ذؤيب] [1] ابن سلمة بن عمر بن ذهل بن مرّاون بْن جعفي الجعفي.
معدود فِي الكوفيين، كَانَ اسمه عزيزًا فسماه رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد الرَّحْمَن، وقَالَ: «أحب الأسماء إِلَى اللَّه عَبْد اللَّه، وعبد الرَّحْمَن» . وهو والد خيثمة بْن عَبْد الرَّحْمَن، ونحن نذكر أباه «أبا سبرة» فِي الكنى إن شاء اللَّه تَعَالى. وَقَدْ ذكرنا أخاه سبرة بْن أَبِي سبرة، قاله أَبُو عُمَر.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الوهاب بن هبة الله بإسناده إلى عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي، حدثنا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ خَيْثَمَةَ بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن أَبِي سَبْرَةَ [2] . أَنَّ أَبَاهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ ذَهَبَ مَعَ جَدِّهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، فقال له رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا اسْمُ ابْنِكَ؟
قَالَ: عَزِيزٌ. قَالَ: لا تُسَمِّهِ عَزِيزًا، وَلَكِنْ سَمِّهِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ.
ثُمَّ قَالَ: إِنَّ خَيْرَ الأَسْمَاءِ عَبْدُ اللَّهِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَالْحَارِثُ [3] » .
وَقِيلَ: كَانَ اسْمُهُ جَبَّارًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هُوَ عَبْد الرَّحْمَن. وقيل: كَانَ اسمه عَبْد العزى [4] .
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ، إِلا أَنَّ أَبَا نُعَيْمٍ جَعَلَ هذا والّذي قبله واحدا، والله أعلم.
3314- عبد الرحمن بن سعد
(ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن سعد بْن زرارة. تقدم ذكر نسبه عند ذكر أَبِيهِ، وقيل: هُوَ ابْنُ أسعد بْن زرارة. وَقَدْ [5] تقدم.
أَخْرَجَهُ فِي هَذِهِ الترجمة أَبُو نعيم وحده.
3315- عَبْد الرَّحْمَن بْن سعد بْن عَبْد الرَّحْمَن
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن سعد بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بْن المنذر بْن سعد بْن خَالِد بْن ثعلبة بْن عَمْرو بْن الخزرج بْن ساعدة الْأَنْصَارِيّ الساعدي، أَبُو حميد، وهو بكنيته أشهر.
__________
[1] عن ترجمة أخيه سبرة: 2/ 323، وترجمة أبيه في باب الكنى، وجمهرة أنساب العرب: 385. وفي الجمهرة زيادة، ففيها أن «سلمة بن سعد بن عمر» .
[2] في المسند: «عبد الرحمن بن سبرة» دون ذكر «أبى» .
[3] مسند أحمد: 4/ 178.
[4] وهذا هو الّذي تقدم في ترجمة أخيه سبرة: 2/ 323.
[5] ينظر: 1/ 86.(3/349)
واختلف فِي اسمه، فَقَالَ أَحْمَد بْن حنبل ما ذكرناه. وقَالَ الْبُخَارِيّ: اسمه منذر.
روى عَنْهُ جَابِر بْن عَبْد اللَّه، وعباس بْن سهل، وعروة بْن الزُّبَيْر، وغيرهم.
رَوَى أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ: أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم بِقَدَحِ لَبَنٍ مِنَ النَّقِيعِ [1] لَيْسَ بِمُخَمَّرٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلا خَمَّرْتَهُ وَلَوْ أَنْ تَعْرُضَ عَلَيْهِ عُودًا. وسيذكر فِي الكنى أتم من هذا إن شاء الله تعالى.
أخرجه الثلاثة.
3316- عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع
(ب) عَبْد الرَّحْمَن بْن سَعِيد بْن يربوع بْن عنكثة بْن عَامِر بْن مخزوم، الْقُرَشِيّ المخزومي:
وكان اسمه الصرم فسماه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد الرَّحْمَن. وقيل: إن أباه سعيدًا [2] كَانَ اسمه الصرم، فغير رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسمه وسماه سعيدًا.
قَالَ أَبُو عُمَر: وهذا هو الأولى.
أخرجه أبو عمر.
3317- عبد الرحمن بن سمرة
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن سمرة بْن حبيب بْن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي.
كَذا نسبه ابْنُ الكلبي، وَأَبُو عُبَيْد، ويحيى بْن معين، والبخاري، وابن أَبِي حاتم [3] وغيرهما.
وقَالَ الزُّبَيْر بْن بكار، ومصعب [4] الزبيري: «هُوَ عَبْد الرَّحْمَن بْن سمرة بْن حبيب بْن ربيعة بن عبد شمس» .
__________
[1] البقيع- بالباء- كذا في مخطوطتنا، وقد وردت الرواية به وبالنون، وحكى الروايتين القاضي عياض، والصحيح الأشهر الّذي قاله الخطابي والأكثرون بالنون، وهو موضع حماه النبي صلى الله عليه وسلم خيل المجاهدين فلا يرعاه غيرها، وهو قريب من المدينة، كان يستنقع فيه الماء: أي يجتمع.
وقوله: «ليس بمخمر» يعنى ليس مغطى، والتخمير: التغطية. والمعنى: هلا تعصيه بغط، فإن لم تفعل فلا أقل من أن تعرض عليه عوداه، أي: تضع عليه عودا بعرضه على رأس الإناء.
[2] ينظر الترجمة رقم 2101: 2/ 401. والترجمة رقم 2497: 3/ 17.
[3] الجرح: 2/ 2/ 238.
[4] الّذي في كتاب نسب قريش لمصعب 150: «وولد سمرة بن حبيب بن عبد شمس: عمرا ... وعبد الرحمن بن سمرة» .
فليس فيه ذكر لربيعة.(3/350)
فزاد فِي نسبه «رَبِيعة» والأول أصح. ذكر ذَلِكَ الحافظ أَبُو الْقَاسِم الدمشقي.
وقَالَ أَبُو أَحْمَد العسكري مثل ابْنُ الكلبي ومن معه.
وأمه بِنْت أَبِي الفرعة، واسمه حارثة بْن قيس ابن أعيا بْن مَالِك بْن علقمة جذل الطعان الكناني.
يكنى أبا سَعِيد، أسلم يَوْم الفتح، وصحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان اسمه عَبْد الكعبة فسماه رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَبْد الرَّحْمَن» . وسكن البصرة واستعمله عَبْد اللَّه بْن عَامِر لما كَانَ أميرًا عَلَى البصرة عَلَى جيش فافتتح سجستان، سنة ثلاث وثلاثين. وصالح صاحب الرخج [1] ، وأقام بها حتَّى اضطرب أمر عثمان بْن عفان، فسار عَنْهَا واستخلف رجلًا من بني يشكر، فأخرجه أهل سجستان.
ثُمَّ لما استعمل معاوية عَبْد اللَّه بْن عَامِر عَلَى البصرة، سير عَبْد الرَّحْمَن بْن سمرة إِلَى سجستان أيضًا، سنة اثنتين وأربعين، ومعه فِي تلك الغزوة الْحَسَن الْبَصْرِيّ والمهلب بْن أَبِي صفرة وقطري ابن الفجاءة، ففتح زرنج [2] ، وفي سنة ثلاث وأربعين فتح الرخج وزابلستان [3] .
ثُمَّ عزله معاوية سنة ست وأربعين عَنْ سجستان، واستعمل بعده الربيع بْن زياد، فلما عزل عاد إِلَى البصرة فتوفي بها سنة خمسين، وقيل: سنة إحدى وخمسين، وقيل: كانت وفاته بمرو، والأول أثبت وأكثر وإليه تنسب سكّة سمرة بالبصرة.
وكان متواضعا، فإذا كان اليوم المطير لبس برنسًا وأخذ المسحاة يكنس الطريق.
روى عَنْهُ الْحَسَن، وابن سِيرِينَ، وعمار بْن أَبِي عمار مَوْلَى بني هاشم، وسعيد بْن المسيب وغيرهم.
أخبرنا أبو منصور مسلم بن عَليّ بن عَلِيِّ بْنُ السِّيحِيِّ [4] أَخْبَرَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ مُحَمَّدُ بْنُ محمد ابن خَمِيسٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ طَوْقٍ، أَخْبَرَنَا نَصْر أَحْمَد بْن الخليل،
__________
[1] الرخج- بضم الراء، وتشديد الخاء مفتوحة، وآخره جيم-: كورة من أعمال سجستان. ومدينة من نواحي كابل.
وقيل في ضبط الرخج أنها بضم ففتح، مثل صرد.
[2] زرنج- بفتح أوله وثانيه، ونون ساكنة، وجيم: مدينة هي قصبة سجستان.
[3] زابلستان، بعد الألف باء موحدة مضمومة، ولام مكسورة، وسين، وتاء مثناة، وآخره نون: كورة واسعة، جنوبي بلخ.
[4] في المطبوعة: «السنجى» . بنون وجيم، وهو خطأ، ينظر المشتبه للذهبى: 350.(3/351)
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ الأُبَلِّيُّ [1] ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حازم حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ سَمُرَةَ، لا تَسْأَلِ الإِمَارَةَ، فَإِنَّكَ إِنْ أُعْطِيتَهَا عَنْ مَسْأَلَةٍ وُكِلْتَ إِلَيْهَا، وَإِنْ أُعْطِيتَهَا عَنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ أُعَنْتَ عَلَيْهَا، وَإِذَا حَلَفْتَ عَلَى أَمْرٍ وَرَأَيْتَ غَيْرَهُ خَيْرًا مِنْهُ فَكَفِّرْ عَنْ يَمِينِكَ وَائْتِ الّذي هو خير [2] » . أخرجه الثلاثة.
3318- عبد الرحمن بن سميرة
(د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن سميرة. وقيل: ابْنُ سمير.
ذكر فِي الصحابة، ولا يصح.
رَوَى السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى، عَنْ قَبِيصَةَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ عبد الرحمن ابن سميرة أو سميرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قَالَ: أَيْعَجَزُ أَحَدُكُمْ إِذَا جَاءَهُ الرَّجُلُ يُرِيدُ قَتْلَهُ أَنْ يَمُدَّ عُنُقَهُ مِثْلَ ابْنِ آدَمَ؟!! الْقَاتِلُ فِي النَّارِ وَالْمَقْتُولُ فِي الْجَنَّةِ.
رَوَاهُ حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ قَبِيصَةَ بِإِسْنَادِهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سُمَيْرَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ [3] . أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم.
3319- عَبْد الرَّحْمَن بن سندر
(ع س) عَبْد الرَّحْمَن بْن سندر، أَبُو الأسود. وكان سندر روميًا مَوْلَى زنباع، والد روح ابن زنباع الجذامي، سماه الطبراني عَبْد الرَّحْمَن، وذكره غيره عَبْد اللَّه، وَقَدْ تقدم حديثه: «أسلم سالمها اللَّه ... » [4] الحديث.
أَخْرَجَهُ أَبُو نعيم وَأَبُو مُوسَى، وقَالَ أَبُو مُوسَى: أَخْرَجَهُ ابْنُ منده فيمن لا يسمى، حديثه فِي ذكر أسلم وغفار.
3320- عبد الرحمن بن سنة الأسلمي
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن سنة الأسلميّ. عداده في أهل المدينة.
__________
[1] في المطبوعة: «الأيلي» بالياء المثناة. ينظر المشتبه: 6.
[2] أخرجه الإمام أحمد عن أسود بن عامر وعفان كلاهما عن جرير، بإسناده نحوه. المسند: 5/ 63.
[3] أخرجه أبو داود في سننه عن أبى الوليد الطيالسي، عن أبى عوانة، عن رقبة بن مصقلة، عن عون بإسناده، نحوه.
وقال أبو داود: «رواه الثوري عن عون، عن عبد الرحمن بن سمير وسميرة. سنن أبى داود، كتاب الفتن، باب النهى عن السعي في الفتنة.
[4] ينظر الترجمة رقم 3277: 2/ 464.(3/352)
أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرٍ بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبُو أَحْمَدَ [1] الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ جَدَّتِهِ مَيْمُونَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَنَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «بَدَأَ الإِسْلامُ غَرِيبًا ثُمَّ يَعُودُ كَمَا بَدَأَ، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ! فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَنِ الْغُرَبَاءُ؟ قَالَ: الَّذِينَ يَصْلُحُونَ إِذَا فَسَدَ النَّاسُ» [2] . أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ سَنَّةُ. بِالسِّينِ الْمُهْمَلَةِ الْمَفْتُوحَةِ، وَالنُّونِ الْمُشَدَّدَةِ.
3321- عبد الرحمن بن سهل
(د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن سهل بْن حنيف الْأَنْصَارِيّ. تقدم نسبه عند أَبِيهِ [3] .
ذكره ابْنُ أَبِي دَاوُد فِي الصحابة، ولا يصح. وَإِنما الصحبة لأبيه ولأخيه أَبِي أمامة، وله رؤية روى أَبُو حازم، عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن سهل بْن حنيف قَالَ: «نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو في بعض أبياته: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الّذين يدعون ربّهم بالغدوة والعشىّ) فخرج [4] يلتمسهم، فوجد قومًا يذكرون اللَّه، منهم ثائر الرأس، وجافي الجلد، وذو الثوب الواحد، فلما رآهم قَالَ: «الحمد للَّه الَّذِي جعل فِي أمتي من أمرني أن اصبر نفسي معهم» [5] . أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم.
3322- عَبْد الرَّحْمَن بْن سهل بن زيد
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن سهل بْن زَيْد بْن كعب بْن عَامِر بْن عدي بْن مجدعة بْن حارثة الْأَنْصَارِيّ. نسبه الواقدي، وأمه ليلى بِنْت نافع بْن عَامِر.
قَالَ أَبُو عُمَر: إنه شهد بدرًا. وقَالَ أَبُو نعيم: شهد أحدًا، والخندق، والمشاهد كلها مع مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وهو المنهوش [6] ، فأمر النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُمَارَةُ بْنُ حَزْمٍ فرقاه.
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: حدثني أحمد بن الهيثم بن خارجة. والمثبت عن مسند أحمد، وينظر الخلاصة: 354 والتهذيب 11/ 93.
[2] مسند أحمد: 4/ 73، والحديث بقية.
[3] ينظر الترجمة 2288: 2/ 470.
[4] في الأصل والمطبوعة: «خرج» والمثبت عن تفسير ابن كثير.
[5] أخرجه الطبراني بإسناده إلى أبى حازم، ينظر تفسير ابن كثير طبعة الحلبي: 3/ 81.
[6] المنهوش: الّذي يشته حية.(3/353)
استعمله عُمَر بْن الخطاب عَلَى البصرة بعد موت عتبة بْن غزوان:
رَوَى ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: جَاءَتْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ جَدَّتَانِ، فَأَعْطَى السُّدُسَ أُمَّ الأُمِّ دُونَ أُمِّ الأَبِ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَهْلٍ- رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ، مِنْ بَنِي حَارِثَةَ، قَدْ شَهِدَ بَدْرًا-: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ، أَعْطَيْتَهُ الَّتِي لَوْ مَاتَتْ لَمْ يَرِثْهَا، وَتَرَكْتَ الَّتِي لَوْ ماتت لورثها! فجعله أبو بكر بينهما.
قالوا: وهو الَّذِي روى مُحَمَّد بْن كعب القرظي قَالَ: غزا عَبْد الرَّحْمَن بْن سهل الْأَنْصَارِيّ فِي زمن عثمان، ومعاوية أمير عَلَى الشام، فمرت بِهِ روايا تحمل الخمر، فقام إليها عَبْد الرَّحْمَن فشقها برمحه، فمانعه الغلمان، فبلغ الخبر معاوية فَقَالَ دعوه، فإنه شيخ قَدْ ذهب عقله! فَقَالَ: والله ما ذهب عقلي، ولكن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهانا أن يدخل بطوننا وأسقيتنا [1] أَخْرَجَهُ الثلاثة، وقَالَ أَبُو عُمَر: هُوَ أخو المقتول بخيبر، وهو الَّذِي بدر بالكلام فِي قتل أخيه قبل عميه حويصه ومحيصة، فَقَالَ لَهُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كبر، كبر!!.
3323- عبد الرحمن بن سيحان
(د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن سيحان، وقيل: ابْنُ سحان.
وهو أخو بني أنيف- وهم بطن من بلي- الَّذِي تصدق بالصاع، فلمزه المنافقون. يكنى أبا عقيل.
رَوَى مُحَمَّدِ بْنِ السائب، عَنْ أَبِي صالح، عَنِ ابن عباس فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقاتِ 9: 79 [2] أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خَطَبَهُمْ ذَاتَ يَوْمٍ، فَرَغَّبَهُمْ فِي الصَّدَقَةِ وَحَثَّهُمْ عَلَيْهَا، فَجَاءَ أَبُو عَقِيلٍ- وَاسْمُهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَحَّانَ- أَخُو بَنِي أُنَيْفٍ بِصَاعٍ مِنْ تَمْرٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بِتُّ لَيْلَتِي كُلَّهَا أَجُرُّ [3] بِالْجَرِيرِ حَتَّى نِلْتُ صَاعَيْنِ مِنْ تَمْرٍ، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَأَمْسَكْتُهُ لِعِيَالِي، وَأَمَّا الآخَرُ فَأَقْرَضْتُهُ لِرَبِّي عَزَّ وَجَلَّ. فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَنْثُرَهُ فِي تَمْرِ الصدقة، فلمزه المنافقون. فنزلت هذه [4] الآية.
__________
[1] في الاستيعاب 2/ 836: «أن ندخل الخمر بطوننا وأسقيتنا» .
[2] سورة التوبة: 79.
[3] الجرير: حبل من جلد، والمراد: كان يسقي الماء بالحبل.
[4] أخرجه ابن كثير في تفسيره عند الآية 79 من سورة التوبة عن البرقي عن ابن عباس.(3/354)
روى بشر بْن عَبْد اللَّه بْن مكنف بْن محيصة، عَنْ سهل بْن أَبِي حثمة: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خرج ومعه عَبْد الرَّحْمَن بْن سحان، فنهشته حية، فرقاه عَمْرو [1] بْن حزم.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم، فأمَّا أَبُو نعيم فَقَالَ: إن الحية نهشت هَذَا عَبْد الرَّحْمَن، وذكر فِي عَبْد الرَّحْمَن بْن سهل أَنَّهُ هُوَ الَّذِي نهشته الحية. وأمَّا ابْن منده فلم يذكره إلا في هذا، والله أعلم.
3324- عبد الرحمن بن شبل
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن شبل بْنُ عَمْرو بْن زَيْد بْن نجدة بْن مالك بن لوذان بن عمرو ابن عوف بْن مالك بْن الأوس الأنصاري الأوسي. وبنو مَالِك بْن لوذان يُقال لهم: بنو السميعة، وكانوا يُقال لهم فِي الجاهلية: بنو الصماء، وهي امْرَأَة من مزينة سماهم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بني السميعة وأخوه عَبْد اللَّه بْن شبل لَهُ صحبة [2] .
نزل عَبْد الرَّحْمَن الشام، وروى عَنْهُ تميم بْنُ محمود أَنَّهُ قَالَ: نهى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نقرة الغراب، وافتراش السبع، وأن يوطن الرجل [3] المكان الَّذِي يصلي فيه كما يُوطن البعير [4] .
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْمَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الدِّينِيُّ الْفَقِيهُ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي يَعْلَى الْمَوْصِلِيِّ قَالَ:
حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا أَبَانٌ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي رَاشِدٍ الْحُبْرَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِبْلٍ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: اقْرَءُوا الْقُرْآنَ وَلا تَغْلُوا فِيهِ وَلا تَجْفُوا عَنْهُ، وَلا تَأْكُلُوا بِهِ وَلا تَسْتَكْثِرُوا [5] بِهِ» . أَخْرَجَهُ الثلاثة.
__________
[1] كذا، وفي ترجمة عبد الرحمن بن سهل: عمارة بن حزم، وقد كان عمرو وعمارة أخوين صحابيين، وستأتي ترجمتاهما
[2] ينظر الترجمة رقم 3001: 3/ 273.
[3] نقرة العراب: يريد تخفيف السجود، وأنه لا يمكث فيه إلا قدر وضع الغراب منقاره فيما يريد أكله.
ومعنى افتراش السبع: أن يبسط ذراعيه في السجود ولا يرفعها عن الأرض، كما يبسط الكلب والذئب ذراعيه.
وقد نهى الرسول عن الإيمان، وقيل: المراد أن يألف الرجل مكانا معلوما من المسجد مخصوصا به يصلى فيه، وقيل:
معناه: أن يبرك على ركبتيه قبل يديه إذا أراد السجود.
[4] الحديث رواه الإمام أحمد بإسناده إلى تميم، المسند: 3/ 428.
[5] رواه الإمام أحمد عن إسماعيل بن إبراهيم ووكيع، كلاهما عَنْ هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، به المسند:
6/ 428.(3/355)
3325- عبد الرحمن بن شرحبيل
عَبْد الرَّحْمَن بْن شرحبيل بْن حسنة.
ذكره الربيع بْن سُلَيْمَان الجيزي فيمن دخل مصر من الصحابة قاله الغساني.
وقَالَ ابْنُ يونس: هُوَ عَبْد الرَّحْمَن بْن شرحبيل بْن عَبْد اللَّه بْن المطاع، يُقال: إنه وأخاه رَبِيعة بْن عَبْد الرَّحْمَن رأيا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وشهدًا فتح مصر [حكى عَنْهُ ابنه عِمْرَانَ- وكان عِمْرَانَ ولي قضاء [1] مصر] .
قيل: أَنَّهُ روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. روى عَنْهُ ابْنُ وهب، قاله ابن ماكولا.
3326- عبد الرحمن بن شيبة
(د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن شَيْبَة بْن عثمان بْن طلحة بْن أَبِي طلحة بْن عبد العزى بن عثمان ابن عَبْد الدار بْن قصي الحجبي العبدري.
أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا يصح لَهُ سماع، ولأبيه وعمه وجده صحبة.
روى عَبْد الملك بْن عَمْرو، عَنْ عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كثير، عن أَبِي قلابة:
أن عَبْد الرَّحْمَن بْن شَيْبَة أخبره: أن النبي صلى الله عليه وسلم طرقه وجع، فجعل يتشكى ويتقلب عَلَى فراشه، فقالت لَهُ عَائِشَة: لو فعل هَذَا بعضنا لوجدت عَلَيْهِ! فَقَالَ: إن المؤمن يشدد [2] عَلَيْهِ» . قَالَه ابْنُ منده. قَالَ أَبُو نعيم: هُوَ تابعي غير مختلف فِيهِ، تفرد بالرواية عَنْهُ أَبُو قلابة، ذكره بعض المتأخرين- يعني ابْنُ منده- وروى أَبُو نعيم هَذَا الحديث عَنْ أَبِي موسى، عَنْ أَبِي عَامِر، عَنْ عليّ بْن المبارك، عَنْ يَحيى، عَنْ أَبِي قلابة، عَنْ عَبْد الرَّحْمَن، عَنْ عَائِشَة.
[ورواه أيضًا عَنْ شيبان، عَنْ يَحيى، عَنْ أَبِي قلابة، عَنْ عَبْد الرَّحْمَن، عَنْ عَبْد اللَّه [3]] وهذا أصح.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وأبو نعيم.
__________
[1] سقط من الأصل، والمثبت عن مخطوطة دار الكتب 111 مصطلح حديث، والمطبوعة.
[2] رواه الإمام أحمد في مسندة عن عبد الملك بن عمرو بإسناده إلى عبد الرحمن بن شيبة عن عائشة، المسند: 6/ 215.
ورواه أيضا عن هشام بن سعيد، عن معاوية بْنُ سَلامٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ بإسناده إلى عائشة، المسند: 6/ 159، 160.
[3] سقط من مخطوطتنا، والمثبت عن مخطوطة دار الكتب: 111 مصطلح حديث، والمطبوعة.(3/356)
3327- عبد الرحمن بن صبيحة
(ب) عَبْد الرَّحْمَن بْن صبيحة التميمي.
قَالَ الواقدي: ولد عَلَى عهد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحج مَعَ أَبِي بَكْر، وروى عَنْ أَبِي بَكْر وعمر، وله دار بالمدينة عند أصحاب الغرابيل [1] والقفاف.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر.
3328- عبد الرحمن بن صخر
(د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن صخر، أَبُو هُرَيْرَةَ.
سماه عَبْد اللَّه بْن سعد الزُّهْرِيّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق قَالَ: اسمُ أَبِي هُرَيْرَةَ عَبْد الرَّحْمَن ابْنُ صخر.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم.
3329- عبد الرحمن بْن أبى صعصعة
(د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي صعصعة، وهو [2] ابْنُ عَمْرو بْن زَيْد بْن عوف بن المنذر بن عمرو ابن غنم بْن مازن بْن النجار الأنصاري الخزرجي الْمَازِنِي، وهو أخو قيس [3] .
روى قيس بْن عَبْد اللَّهِ بْن عبد الرحمن بْن أبي صعصعة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدّه- وكان بدريًا- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ يَقُولُ: «اللَّهمّ اغفر للأنصار، ولأبناء الأنصار، ولأبناء أبناء الأنصار» . أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم ونسباه كما ذكرناه، وَقَدْ نسبه ابْنُ الكلبي فَقَالَ فِي أخيه:
قيس بْنُ [أَبِي] [4] صعصعة بْن زَيْد بْن عوف بْن مبذول [بْن عَمْرو بْن غنم، فأسقط عمرًا أبا صعصعة، وجعل عوض المنذر: مبذولًا [5]] وهو أصح.
3330- عبد الرحمن بن صفوان
(ب د) عَبْد الرَّحْمَن بْن صفوان بْن أمية الجمحي الْقُرَشِيّ.
يعد فِي المكيين. روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه استعار سلاحًا من أَبِيهِ صفوان بْن أمية، روى عنه ابن أبى مليكة.
__________
[1] في الاستيعاب 836: «عند أصحاب الأتفاص» .
[2] أي: عبد الرحمن بن عمرو. فكنية عمرو: أبو صعصعة.
[3] ستأتي ترجمة لقيس في حرف «القاف» .
[4] سقط من المطبوعة والمخطوطة، أثبتناه من ترجمة قيس أخيه، من الجمهرة لابن حزم: 333.
[5] سقط من مخطوطتنا والمثبت عن مخطوطة دار الكتب: 111 مصطلح حديث، والمطبوعة.(3/357)
قَالَ أَبُو حاتم الرازي: إن عَبْد الرَّحْمَن بْن صفوان الجمحي هُوَ الَّذِي روى أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ استعار من أَبِيهِ سلاحًا، روى عَنْهُ ابْنُ أَبِي مليكة، وَإِن الَّذِي روى مجاهد عَنْهُ هُوَ آخر يُقال لَهُ:
عَبْد الرَّحْمَن بْن صفوان بْن عَبْد الرَّحْمَن [1] . ولم ينسب إِلَى قريش.
أَخْرَجَهُ ابن مندة وأبو عمر.
3331- عبد الرحمن بن صفوان بن قتادة
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن صفوان بْنُ قتادة، لَهُ ولأبيه صحبة.
روى مُوسَى بْن ميمون بْن مُوسَى المرئي، عَنْ أَبِيهِ ميمون، عَنْ جَدّه عَبْد الرَّحْمَن بْن صفوان قَالَ: «هاجر أَبِي صفوان إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو بالمدنية، فبايعه على الإسلام، فمد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يده فمسح عليها، فَقَالَ صفوان: إني أحبك يا رَسُول اللَّه. فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «المرء مع من أحب» . وقَالَ ابْنُ منده: إنه حمصي، وروى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرو بْن إِسْحَاق، عَنْ أَبِي علقمة نصر بْن علقمة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدّه، عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن صفوان بْن قَتَادَة قَالَ: هاجرت أَنَا وأبي إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فقال: إن هَذَا عَبْد الرَّحْمَن هاجر إليك ليرى حسن وجهك فَقَالَ:
«المرء مَعَ من أحب» . قَالَ أَبُو نعيم: حدث بعض المتأخرين عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرو بْن إِسْحَاق بْن العلاء، عَنْ أَبِي علقمة نصر بْن علقمة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْد الرَّحْمَن، ووهم، فإن أبا علقمة الّذي روى عنه محمد بن عمرو هو: أَبُو علقمة نصر بْن خزيمة بْن جنادة بْن محفوظ بْن علقمة، عَنْ أَبِيهِ بالنسخة، وهو غير المرئي، فإن أبا علقمة المرئي بصري، واسمه ميمون بْن مُوسَى، وهذا حمصي واسمه نصر بْن خزيمة، فوهم وهما ثانيًا. وقَالَ: نصر بْن علقمة.
وقَالَ أَبُو نعيم: عبد الرحمن بن صفوان بن قتادة [2] : له ولأبيه صحبة.
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] الجرح لابن أبى حاتم: 2/ 2/ 245.
[2] قال الحافظ في الإصابة 2/ 396 بعد أن ساق هذه الترجمة: «وجوز بعضهم أنه عبد الرحمن بن صفوان بن قدامة، وأنه وقع في اسم جده اختلاف، وسبب ذلك أن حديث: «المرء مع من أحب» معروف من رواية صفوان بن قدامة التميمي المزني [كذا، وصوابه، المرنى] ، هذا وينظر ترجمة صفوان بن قدامة فيما تقدم: 3/ 28.(3/358)
3332- عبد الرحمن بن صفوان
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن صفوان بْن قدامة الجمحي، وقيل: الْقُرَشِيّ. وَيُقَال: صفوان ابن عَبْد الرَّحْمَن بْن أمية بْن خلف. حديثه عند مجاهد.
رَوَى أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ صَفْوَانَ قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْهِجْرَةِ فَقَالَ: «لا هِجْرَةَ الْيَوْمَ» [1] . أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بن هبة الله بْنُ أَبِي حَبَّةَ بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بن أحمد، حدثني أبي [2] ، حدثنا جريرى، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرَّحْمَنِ بْنِ صَفْوَانَ قَالَ: لَمَّا فَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ قُلْتُ: لألبسنّ ثيابي فلأنظرنّ ما يصنع رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَانْطَلَقْتُ فَوَافَقْت النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ خَرَجَ مِنَ الْكَعْبَةِ هُوَ وَأَصْحَابُهُ قَدِ اسْتَلَمُوا الْبَيْتَ مِنَ الْبَابِ إِلَى الْحَطِيمِ، وَوَضَعُوا خُدُودَهُمْ عَلَى الْبَيْتِ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَطُهُمْ، فَقُلْتُ لِعُمَرَ: كَيْفَ صَنَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ دَخَلَ الْكَعْبَةَ؟ قَالَ: صَلَّى رَكْعَتَيْنِ [3] » .
قلت: كذا قاله ابْنُ منده وَأَبُو نعيم عَلَى الشك، وأمَّا أبو عمر فإنه قال: «عبد الرحمن ابن صفوان بن قدامة التميمي [4] . كان اسمه عبد العزي فسماه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد الرَّحْمَن، وكان قدم مَعَ أَبِيهِ صفوان وأخيه عَبْد اللَّه عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولأبيه صفوان صحبة، يعد فِي أهل المدينة» .
وأمَّا الحديث الَّذِي هُوَ: «لا هجرة بعد اليوم» فإن أبا عُمَر أَخْرَجَهُ فِي ترجمة أخرى غير ترجمة عَبْد الرَّحْمَن بْن صفوان بْن قدامة، فَقَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن صفوان، أَو صفوان بْن عَبْد الرَّحْمَن، وقَالَ: كذا رُوِيَ حديثه عَلَى الشك. روى عَنْهُ مجاهد، وأكثر الرواة يقولون:
عَبْد الرَّحْمَن بْن صفوان، قَالَ: أظنه عَبْد الرَّحْمَن بْنُ صفوان بْن قدامة، والله أعلم.
وَرَوَى حَدِيثَ جَرِيرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، يُقَالُ لَهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَفْوَانَ، وَكَانَ لَهُ فِي الإِسْلامِ بَلاءٌ حسن، وكان صديقا للعباس
__________
[1] أخرج الإمام أحمد نحوه عَنْ جرير، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زياد، بإسناده المسند: 3/ 430.
[2] في المسند: «حدثنا أبى، حدثنا أحمد بن الحجاج، أخبرنا جرير» .
[3] مسند أحمد: 3/ 431.
[4] في الاستيعاب: 837: «التيمي» وهو خطأ. ينظر ترجمة صفوان فيما تقدم، 3/ 28، فقد قال ابن الأثير: «من بني امرئ القيس بْن زَيْد مناة بن تميم» .(3/359)
ابن عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَلَمَّا كَانَ فَتْحُ مَكَّةَ جَاءَ بِابْنِهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَايِعْهُ عَلَى الْهِجْرَةِ. فَقَالَ: «لا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ» . هَذَا كلام أَبِي عُمَر، وَقَدْ جعل هَذَا غير صفوان بْن أمية بْن خلف، وأفرد كل واحد منهما بترجمة. أما ابن مندة وأبو نعيم فقالا فيه: إنه عَبْد الرَّحْمَن بْن صفوان بْن قدامة، وقيل:
هُوَ صفوان بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أمية بْن خلف، والله أعلم. فابن منده وَأَبُو نعيم جعلا عبد الرحمن ابن صفوان بْن قدامة، وعَبْد الرَّحْمَن بْن صفوان بن أمية واحدا، قيل فِيهِ كذا وكذا، وجعلا عَبْد الرَّحْمَن بْن صفوان بْن قَتَادَة آخر، وأمَّا أَبُو عُمَر فإنه جعل عَبْد الرَّحْمَن بْن صفوان بْن أمية ترجمة، وجعل عَبْد الرَّحْمَن بْن صفوان بْن قدامة ترجمة أخرى، وجعل ترجمة ثالثة: عبد الرحمن ابن صفوان أَوْ صفوان بْن عَبْد الرَّحْمَن، ولم يرفع نسبه أكثر من هَذَا، وقَالَ: أظنه ابن قدامة، والله أعلم.
3333- عبد الرحمن بن عائذ
(د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن عائذ. يُقال: إنه أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، ذكره الْبُخَارِيّ فِي الصحابة.
وَقَدْ اختلف فِيهِ.
وحديثه أَنَّهُ قَالَ: كَانَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا بعث بعثًا قَالَ لهم: «تألفوا النَّاس وتأنوهم- أو كلمة نحوها- لا تغيروا عليهم حتَّى تدعوهم، فإنه ليس من أهل الأرض من مدر ولا وبر تأتوني بهم مسلمين إلا أحب إليَّ من أن تأتوني بنسائهم وأبنائهم وتقتلون رجالهم» . أَخْرَجَهُ ابن منده وَأَبُو نعيم.
عائذ: بالياء تحتها نقطتان، والذال المعجمة.
3334- عبد الرحمن بن عائذ بن معاذ
عَبْد الرَّحْمَن بْن عائذ بْن مُعَاذِ بْن أنس.
قال العدوي: شهد أحدا والمشاهد مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، واستشهد يَوْم القادسية. ولأبيه عائذ صحبة، وأظن هَذَا غير الَّذِي قبله، لأن الأول لَهُ إدراك فيكون طفلًا، وهذا شهد أحدًا فيكون كبيرًا، ومن يكون لَهُ إدراك للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو طفل، فلا يكون فِي القادسية كبيرًا حتَّى يقاتل ويقتل، لأن القادسية كانت سنة خمس عشرة.(3/360)
3335- عبد الرحمن بن عائش
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن عائش الحضرمي. يعد فِي أهل الشام، مختلف فِي صحبته وَفِي إسناد حديثه.
روى عَنْهُ خَالِد بن اللّجلاج وأبو سلّام الحبشي، لا تصح صحبته، لأن حديثه مضطرب:
أَخْبَرَنَا أَبُو منصور بن مكارم بن أحمد بن سعد الْمُؤَدِّبُ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْمُعَافَى بْنِ عِمْرَانَ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدٍ: أَنَّهُ سَمِعَ خَالِدَ بْنَ اللَّجْلاجِ يُحَدِّثُ مَكْحُولا عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَائِشٍ الْحَضْرَمِيِّ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «رَأَيْتُ رَبِّي فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ» ، فَذَكَرَ أَشْيَاءَ، فَكَانَ فِيمَا ذَكَرَ قَالَ: «اللَّهمّ أَسْأَلُكَ الطَّيِّبَاتِ، وَتَرْكَ الْمُنْكَرَاتِ، وَحُبَّ الْمَسَاكِينِ، وَأَنْ تَتُوبَ عَلَيَّ، وَإِذَا أَرَدْتَ فِتْنَةً فِي قَوْمٍ فَتَوَفَّنِي غَيْرَ مَفْتُونٍ» .
وَرَوَاهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْنِ جَابِرٍ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَائِشٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَمْ يَقُلْ فِيهِ: «سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» غَيْرَ الْوَلِيدِ.
وَرَوَاهُ صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ جَابِرٍ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرحمن، عن النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلم وَلَمْ يَقُلْ: «سَمِعْتُ» .
وَقَدْ رَوَاهُ ابْنُ جَابِرٍ أَيْضًا، عَنْ أَبِي سَلامٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلامٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَائِشٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ يُخَامِرَ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ.
وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ عِنْدَهُمْ، قَالَه الْبُخَارِيُّ وَغَيْرُهُ. وَقَالَ [فِيهِ] [1] أَبُو قِلابَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ اللَّجْلاجِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَغَلِطَ. هَذَا كَلامُ أَبِي عُمَرَ، وَأَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
عائش: بالياء تحتها نقطتان، وآخره شين معجمة، قاله الأمير أَبُو نصر بن ماكولا.
3336- عبد الرحمن بن العباس
(ب) عَبْد الرَّحْمَن بْن الْعَبَّاس بْن عَبْد المطلب بْن هاشم الْقُرَشِيّ الهاشمي، وهو ابْنُ عم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، وأخو عَبْد اللَّه بْن عَبَّاس. ولد عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، وقتل بإفريقية
__________
[1] عن الاستيعاب: 838.(3/361)
شهيدًا هُوَ وأخوه معبد بْن الْعَبَّاس [1] ، مَعَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ، قاله [2] مصعب وغيره، وقَالَ ابْنُ الكلبي: قتل عَبْد الرَّحْمَن بْن الْعَبَّاس بالشام.
أَخْرَجَهُ أَبُو عمر.
3337- عبد الرحمن بن عبد الله
(ب) عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه بْن ثعلبة بْن بيحان [3] بْن عَامِر بْن مَالِك بن عامر بن جشّم ابن تميم بْن عوذ مناة بْن ناج [4] بْن تيم بْن إراشة بْن عَامِر بْن عبيلة بْن قسميل بن فرّان [5] ابن بلي، أَبُو عقيل البلوي، حليف بني جحجبي بْن كلفة بْن عَمْرو بْن عوف من الأنصار.
كَانَ اسمه عَبْد العزى، فسماه رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن.
شهد بدرا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقتل يَوْم اليمامة شهيدا، قاله الواقدي.
أخرجه أَبُو عمر.
3338- عبد الرحمن بْن عَبْد اللَّهِ بن عثمان
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه بْن عثمان. وهو عَبْد الرَّحْمَن بْن أبى بكر الصديق ابن أَبِي قحافة الْقُرَشِيّ التيمي. تقدم نسبه عند ذكر أَبِيهِ [6] ، يكنى أبا عَبْد اللَّهِ، وقيل:
أَبُو مُحَمَّد، بابنه مُحَمَّد الَّذِي يُقال لَهُ: أَبُو عتيق، وقيل: أَبُو عثمان، وأمه أم رومان.
سكن المدينة، وتوفي بمكة. ولا يعرف فِي الصحابة أربعة ولاء [7] : أب وبنوه بعده، كل منهم ابْنُ الَّذِي قبله، أسلموا وصحبوا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا أَبُو قحافة، وابنه أَبُو بَكْر الصديق، وابنه عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي بَكْر، وابنه مُحَمَّد بْن عَبْد الرحمن أبو عتيق [8] .
__________
[1] بعده في الاستيعاب: «في زمن عثمان بن عفان» .
[2] لم نجده في كتاب نسب قريش، وقد ذكره صاحب كتاب «حذف من نسب قريش» : 7، 14. وجمهرة أنساب العرب: 16.
[3] في المطبوعة: «سحان» . والمثبت عن الأصل، وفي تاج العروس، مادة بيح: «بيحان» - بالفتح-: اسم رجل أبى قبيلة» . وقد ذكر الحافظ في الإصابة خلافا في اسمه، خلاصته أن فيه: «بيجان» بالجيم، و «سيجان» بالسين بدل الباء، و «بيجان» بالباء والحاء.
[4] في المطبوعة: «تاج» بالتاء، والمثبت عن الأصل، وترجمة عبادة بن الخشخاش 2786: 3/ 158، وجمهرة أنساب العرب: 414.
[5] في الأصل والمطبوعة: «فرار» بالراء. والمثبت عن القاموس، والجمهرة، وترجمة عبادة، ومعجم ما استعجم:
1/ 27.
[6] الترجمة 3064: 3/ 309.
[7] أي: متتابعون. وفي المطبوعة: «ولا» .
[8] ذكر ذلك ابن قتيبة في المعارف: 591.(3/362)
وكان عَبْد الرَّحْمَن شقيق عائشة. وشهد بدرًا وأُحدًا مَعَ الكفار، ودعا إِلَى البراز، فقام إِلَيْه أَبُو بَكْر ليبارزه، فَقَالَ لَهُ رَسُول اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: متعني بنفسك. وكان شجاعًا راميًا حسن الرمي، وأسلم فِي هدنة الحديبية، وحسن إسلامه.
وكان اسمه عَبْد الكعبة فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الرَّحْمَن. وقيل: كَانَ اسمه عَبْد العزى.
وشهد اليمامة مَعَ خَالِد بْن الْوَلِيد، فقتل سبعة من أكابرهم. وهو الَّذِي قتل محكم اليمامة ابْن طفيل، رماه بسهم فِي نحره فقتله. وكان محكم اليمامة فِي ثلمة فِي الحصن، فلما قتل دخل المسلمون منها.
قَالَ الزُّبَيْر بْن بكار: كَانَ عَبْد الرَّحْمَن أسن ولد أَبِي بَكْر، وكان فِيهِ دعابة، روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحاديث، روى عَنْهُ: أَبُو عثمان النهدي، وعمرو بْن أوس، والقاسم بْن مُحَمَّد، وموسى بْن وردان، [وميمون بْن مهران] ، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي ليلى، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي مَنْصُورٍ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَنَالَ [1] الصُّوفِيُّ، يُعْرَفُ بِتُرْكٍ كِتَابَةً [2] ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُطِيعٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمِصْرِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ النَّقَّاشُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشافعي، حدثنا أحمد بن زياد ابن مِهْرَانَ الْعَدْلُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ: أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، «ايتوني بِكَتِفٍ وَدَوَاةٍ أَكْتُبُ لَكُمْ كِتَابًا لا تَضِلُّونَ بَعْدَهُ. ثُمَّ وَلَّى قَفَاهُ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا فَقَالَ: يَأْبَى اللَّهُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلا أَبَا بَكْرٍ» . روى الزبير بن بكار، عن محمد بن الضَّحَّاكِ الْحِزَامِيِّ [3] ، عَنْ أَبِيهِ الضَّحَّاكِ، عَنْ عَبْدِ الرحمن ابن أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامِ بْن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ الصديق قدم الشام في تجارة، فرأى هنالك امْرَأَةً يُقَالُ لَهَا: ابْنَةُ الْجُودِيِّ، وَحَوْلَهَا وَلائِدُ، فَأَعْجَبَتْهُ فَقَالَ فِيهَا [4] :
تَذَكَّرْتُ لَيْلَى [5] وَالسَّمَاوَةُ دُونَهَا ... فما لابنة الجودىّ ليلى وما ليا
__________
[1] في المطبوعة: «نيال» وفي الأصل: «نبال» والمثبت عن المشتبه للذهبى: 672.
[2] في المطبوعة: «كنانة» .
[3] في الأصل والمطبوعة: «الحرامى» بالراء المهملة. والمثبت عن المشتبه: 223.
[4] الأبيات في كتاب نسب قريش: 276.
[5] في كتاب نسب قريش: تذكر ليلى.(3/363)
وَأَنِّي تُعَاطِي قَلْبَهُ حَارِثِيَّة؟ ... تدمن [1] بصري أَوْ تحل الجوابيا
وأني تلاقيها؟ بلى! ولعلها ... إن النَّاس حجوا قابلًا أن توافيا
قَالَ: فَلَمَّاَ بَعَثَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ جَيْشَهُ إِلَى الشَّامِ قَالَ لِصَاحِبِ الْجَيْشِ: إِنْ ظَفِرْتَ بِلَيْلَى ابْنَةِ الْجُودِيِّ عَنْوَةً، فَادْفَعْهَا إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، فَظَفِرَ بِهَا، فَدَفَعَهَا إِلَيْهِ فَأُعْجِبَ بِهَا وَآثَرَهَا عَلَى نِسَائِهِ، حَتَّى شَكَيْنَهُ إِلَى عَائِشَةَ، فَعَاتَبْتُهُ عَلَى ذَلِكَ، فَقَالَ: وَاللَّهِ لَكَأَنِّي أَرْشُفُ مِنْ ثَنَايَاهَا حَبَّ الرُّمَّانِ! ثُمَّ إِنَّهُ جَفَاهَا حَتَّى شَكَتْهُ إِلَى عَائِشَةَ، فَقَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ: يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ، أَحْبَبْتَ لَيْلَى فَأَفْرَطْتَ، وَأَبْغَضْتَهَا فَأَفْرَطْتَ، فَإِمَّا أَنْ تُنْصِفَهَا وَإِمَّا أَنْ تُجَهِّزَهَا إِلَى أَهْلِهَا! فَجَهَّزَهَا إِلَى أَهْلِهَا وَكَانَتْ غَسَّانِيَّةً.
وشهد وقعة الجمل مَعَ أخته عَائِشَة.
أَخْبَرَنَا [أَبُو] [2] مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ الدِّمَشْقِيُّ إذنا، أخبرنا أبى، حدثنا أبو القاسم ابن السَّمَرْقَنْدِيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ النَّقُّورِ، أَخْبَرَنَا عيسى بن على، أخبرنا عبد الله ابن مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَائِشَةَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ: أَنَّ مُعَاوِيَةَ كَتَبَ إِلَى مَرْوَانَ أَنْ يُبَايِعَ لِيَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: جِئْتُمْ بِهَا هِرَقْلِيَّةً! تُبَايِعُونَ لأَبْنَائِكُمْ؟! فَقَالَ مَرْوَانُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، هَذَا الَّذِي يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: وَالَّذِي قَالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما 46: 17 [3] إِلَى آخِرِ الآيَةِ. فَغَضِبَتْ عَائِشَةُ وَقَالَتْ: وَاللَّهِ مَا هُوَ بِهِ، وَلَوْ شِئْتُ أَنْ أُسَمِّيَهُ لَسَمَّيْتُهُ.
وروى الزُّبَيْر بْن بكار قَالَ: حَدّثَني إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز الزهري، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدّه قَالَ: بعث معاوية إِلَى عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي بَكْر الصديق بمائة ألف درهم، بعد أن أَبِي البيعة ليزيد بْن معاوية، فردها عَبْد الرَّحْمَن وأبى أن يأخذها، وقَالَ: لا أبيع ديني بدنياي! وخرج إِلَى مكَّة فمات بها، قبل أن تتم البيعة ليزيد. وكان موته فجأة من نومة نامها، بمكان اسمه حبشي [4] عَلَى نحو عشرة أميال من مكَّة، وحمل إِلَى مكَّة فدفن بها. ولما اتصل خبر موته بأخته عَائِشَة ظعنت إِلَى مكَّة حاجة، فوقفت عَلَى قبره، فبكت عَلَيْهِ وتمثّلت [5] :
__________
[1] دمن: حل ولزم.
[2] سقط من الأصل، والمثبت عن المطبوعة، والعبر للذهبى: 314.
[3] سورة الأحقاف، الآية: 17.
[4] حبشي: جبل بأسفل مكة.
[5] الكامل المبرد: 1198، والشعر والشعراء لابن قتيبة: 338. والبيتان لمتمم بن نويرة من قصيدة طويلة، ومن أحسن ما قال.(3/364)
وكنا كندماني جذيمة حقبة ... من الدهر حتَّى قيل: لن يتصدعا
فلما تفرقنا كأني ومالكا ... لطول اجتماع لم نبت ليلة معا
أما والله لو حضرتك لدفنتك حيث مت، ولو حضرتك ما بكيتك.
وكان موته سنة ثلاث، وقيل: سنة خمس وخمسين، وقيل: سنة ست وخمسين، والأول أكثر.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
3339- عَبْد الرَّحْمَن بن عبد الله بن عثمان الثقفي
عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه بْن عثمان الثقفي. وهو ابْنُ أم الحكم.
تقدم فِي ترجمة: عبد الرحمن بن أم الحكم.
3340- عبد الرحمن أبو عبد الله
(س ع) عَبْد الرَّحْمَن أَبُو عَبْد اللَّه، غير منسوب.
رَوَى أَبُو عِمْرَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ- وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ- قَالَ: نَظَرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عِصَابَةٍ، فَقَالَ: مَنْ هَذِهِ؟ قَالُوا: الأَزْدُ. فَقَالَ:
أَتَتْكُمُ الأَزْدُ، أَحْسَنُ النَّاسِ وُجُوهًا، وَأَعْذَبُهُ [1] أَفْوَاهًا، وَأَصْدَقُهُ لِقَاءً. وَنَظَرَ إِلَى كَبْكَبَةً [2] فَقَالَ:
مَنْ هَذِهِ؟ قَالُوا: بَكْرُ بْنُ وَائِلٍ. فَقَالَ- رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهمّ اجْبُرْ كَسِيرَهُمْ وَآوِ طَرِيدَهُمْ وَلا تَرُدَّنَّ مِنْهُمْ سَائِلا» . أخرجه أبو نعيم وأبو موسى.
3341- عبد الرحمن بن عبد رب الأنصاري
(س) عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد رب الْأَنْصَارِيّ.
أورده ابْنُ عقدة وحده.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى إِذْنًا، أَخْبَرَنَا السَّيِّدُ أَبُو مُحَمَّدٍ حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ الْمِصْرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَدِينِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن محمد بن سعيد، حدثنا محمد ابْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِسْحَاقَ الرَّاشِدِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ النُّمَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ
__________
[1] هذا أسلوب عربي فصيح. وكان الظاهر أن يقال: «وأعذبهم أفواها، وأصدقهم لقاء» . ورجال العربية يقولون، إن المعنى: وأعذب شيء أفواها، وأصدق شيء لقاء. فمن أجل هذا أفرد الضمير.
[2] الكبكبة: الجماعة المتضامة من الناس.(3/365)
الْعَبْدِيُّ، عَنِ الأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ، قَالَ: نَشَدَ عَلِيٌّ النَّاسَ فِي الرَّحْبَةِ: مَنْ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ [1] ؟ مَا قَالَ إِلا قَامَ، وَلا يَقُومُ إِلا من سمع رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ، فَقَامَ بَضْعَةَ عَشَرَ رَجُلا فِيهِمْ: أَبُو أَيُّوبَ الأَنْصَارِيُّ، وَأَبُو عَمْرَةَ بْنُ عَمْرِو بن محصن، وأبو زينب، وسهل ابن حُنَيْفٍ، وَخُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيُّ، وَحَبَشِيُّ بْنُ جُنَادَةَ السَّلُولِيُّ، وَعُبَيْدُ بْنُ عَازِبٍ الأَنْصَارِيُّ، وَالنُّعْمَانُ بْنُ عَجْلانَ الأَنْصَارِيُّ، وَثَابِتُ بْنُ وَدِيعَةَ الأَنْصَارِيُّ، وَأَبُو فَضَالَةَ الأَنْصَارِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ رَبٍّ الأَنْصَارِيُّ، فَقَالُوا: نَشْهَدُ أَنَّا سَمِعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «أَلا إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَلِيِّي وَأَنَا وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ، أَلا فَمَنْ كنت مولاه فعلي مولاه، اللَّهمّ وال من وَالاهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ، وَأَحِبَّ مَنْ أَحَبَّهُ، وَأَبْغِضْ مَنْ أَبْغَضَهُ، وَأَعِنْ مَنْ أَعَانَهُ» . أَخْرَجَهُ أبو موسى.
3342- عبد الرّحمن بن أبى عبد الرحمن
(ب د ع) عبد الرحمن بن أبي عَبْد الرَّحْمَن، أَبُو عَمْرو المزني.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْقَاهِرِ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ بَدْرَانَ الْحُلْوَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ النَّقُّورِ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْجَرَّاحِ، أَخْبَرَنَا الْبَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا جَدِّي، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ شِبْلٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُزَنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُزَنِيِّ قَالَ: سُئِلَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَصْحَابِ الأَعْرَافِ، فَقَالَ:
«قَوْمٌ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَهُمْ عَاصُونَ لآبَائِهِمْ، فَمَنَعَهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ مَعْصِيَةُ آبَائِهِمْ، وَمَنَعَهُمْ مِنَ النَّارِ قَتْلُهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ [2] . أَخْرَجَهُ الثلاثة، إلا أن أبا نعيم وأبا عُمَر قالا: عَبْد الرَّحْمَن المزني، وسيذكر فِي موضعه إن شاء اللَّه تعالى. وقَالَ أَبُو عُمَر: «وقيل: اسم أبيه محمد، وهو للصواب، وله ابن أخ يسمى عبد الرحمن» .
3343- عبد الرحمن بن عبد القاري
(ب) عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد [3] القاري، والقارة: هُمْ ولد الهون بْن خزيمة، أخي أسد بن خزيمة.
__________
[1] غدير خم- بضم الخاء وتشديد الميم-: موضع بين مكة والمدينة، تصب فيه عين هناك.
[2] رواه ابن مردويه وابن جرير وابن أبى حاتم، من طرق، عن أبى معشر، عن يحيى من شبل، عن يحيى بن عبد الرحمن المزني، عن أبيه، به. ينظر تفسير ابن كثير، الآية رقم 46 من سورة الأعراف.
[3] في المطبوعة: «عبيد» . والمثبت عن الأصل. والاستيعاب: 839.(3/366)
ولد عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ليس لَهُ مِنْهُ سماع، ولا لَهُ مِنْهُ رواية.
قَالَ الواقدي: هُوَ صحابي، وذكره فِي كتاب الطبقات، فِي جملة من ولد عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقَالَ: كَانَ مَعَ عَبْد اللَّه بْن الأرقم عَلَى بيت المال، فِي خلافة عمر بن الخطاب.
أخرجه أبو عمر.
3344- عبد الرحمن بن عبد
(د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد، وَيُقَال: بن عُبَيْد، أَبُو راشد، يكنى [1] أبا مغوية [2] .
روى عَنْهُ ابنه عثمان، حديثه فِي الشاميين، روى عثمان بْن مُحَمَّد، عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّد بْن عثمان، عَنْ أبيه عثمان بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبِي [3] راشد بْن عُبَيْد قَالَ: قدمت عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مائة راكب من قومي، فلما قربنا من النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقفنا، فقالوا [4] لي: تقدم أنت يا أبا معاوية [5] .
أخرجه هاهنا ابْنُ منده وَأَبُو نعيم، وأخرجه أَبُو نعيم ترجمة أخرى هُوَ وَأَبُو عُمَر، وهي:
عَبْد الرَّحْمَن أَبُو راشد، فأمَّا أَبُو نعيم فجعلهما ترجمتين، وأمَّا أَبُو عُمَر فلم يذكر غير ترجمة واحدة، وهي: عَبْد الرحمن أَبُو راشد.
3345- عبد الرحمن بن عبيد الله
(ب) عَبْد الرَّحْمَن بْن عُبَيْد اللَّه بْن عثمان بْن عَمْرو بْن كعب بْن سعد بْن تيم بْن مرة الْقُرَشِيّ التيمي، أخو طلحة بْن عُبَيْد اللَّه.
لَهُ صحبة، قتل يَوْم الجمل فِي جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين، فيها قتل أخوه طلحة، قاله أَبُو عمر [6] .
3346- عبد الرحمن بن عبيد النميري
(ع س) عَبْد الرَّحْمَن بْن عُبَيْد النميري.
عداده فِي الشاميين، ذكره ابْنُ أَبِي عاصم في الآحاد، أفرده أبو نعيم بترجمة.
__________
[1] أي: كان يكنى أبا مغويه. وقد مضى ذلك في ترجمة عبد الرحمن أبى راشد.
[2] في المطبوعة: «معاوية» وهو خطأ.
[3] في المطبوعة: «عبد الرحمن بن أبى راشد» وهو خطأ كذلك، فأبو راشد كنية عبد الرحمن.
[4] في الأصل والمطبوعة: «فقال» والمثبت مما رواه الحافظ في الإصابة 2/ 401 عن الدولابي، فسياقه: «فلما دنونا من النبي صلى الله عليه وسلم وقفوا، وقالوا لي: تقدم إليه ... »
[5] في الأصل والمطبوعة: «معاوية» وهو خطأ نبهنا عليه من قبل.
[6] الاستيعاب، الترجمة 1434: 839.(3/367)
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى إِذْنًا، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وأحمد ابن عَبْدِ اللَّهِ قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدَ بْنِ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أبى عمرو السّيبانى [1] ، عن عبد الله بن الدَّيْلَمِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُبَيْدٍ النُّمَيْرِيِّ قَالَ: «إِنَّ الإِسْلامَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَثَلاثُمِائَةِ شَرِيعَةٍ، مَا مِنْ عَبْدٍ يَعْمَلُ بِخَصْلَةٍ مِنْهَا الْتِمَاسَ ثَوَابِهَا إِلا أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ» .
قَالَ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ: لَيْسَ هَذَا فِي كِتَابِي مَرْفُوعًا. وَرَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عُبَيْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ وأبو موسى.
3347- عبد الرحمن بن عتاب
(س) عَبْد الرَّحْمَن بْن عتاب بْن أسيد بْن أَبِي العيص بْن أمية بن عبد شمس الْقُرَشِيّ الأموي. وأمه جويرية بِنْت أَبِي جهل التي كَانَ علي بْن أَبِي طَالِب رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يخطبها، فنهاه عَنْهَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فتزوجها عتاب، فولدت لَهُ عَبْد الرَّحْمَن.
وكان مَعَ عَائِشَة يَوْم الجمل، فكان يصلي بهم إمامًا. وقتل يَوْم الجمل بالبصرة، فلما رآه عليّ قتيلًا قَالَ: هَذَا يعسوب [2] القوم. ولما قتل حملت الطير يده حتَّى ألقتها بالمدينة، فعرفوا أنها يده بخاتمه. فصلوا عليها ودفنوها.
أَخْرَجَهُ أَبُو موسى مختصرا.
3348- عبد الرحمن بن عتبة
(ب) عَبْد الرَّحْمَن بْن عتبة بْن عويم بْن ساعدة.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر مختصرًا، ولا تصح له صحبة ولا رؤية.
3349- عبد الرحمن بن عثمان
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن عثمان بْن عُبَيْد اللَّه الْقُرَشِيّ التيمي. وهو ابْنُ أخى طلحة ابن عُبَيْد اللَّه، وأمه عميرة بِنْت جدعان أخت عَبْد اللَّه بْن جدعان.
أسلم يَوْم الحديبية، وقيل: أسلم يَوْم الفتح. وشهد اليرموك مَعَ أَبِي عبيدة بْن الجراح، وله من الولد مُعَاذٌ وعثمان، رويا عَنْهُ، وروى عَنْهُ سَعِيد بْن المسيب وَأَبُو سَلَمَةَ، وَيَحْيَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبِ.
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: «الشيباني» بالشين المعجمة، وهو خطأ ينظر الإصابة: 2/ 402، والمشتبه للذهبى: 382.
[2] يعسوب القوم: رأيهم، تشبيها بفحل النحل.(3/368)
وكان من أصحاب ابن الزُّبَيْر، فقتل معه، فأمر بِهِ ابْنُ الزُّبَيْر فدفن فِي المسجد، وأخفي قبره وأجرى عَلَيْهِ الخيل لئلا يراه أهل الشام.
أَخْبَرَنَا الْمَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْمَخْزُومِيُّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الدَّوْرَقِيِّ، حَدَّثَنَا الطَّالْقَانِيُّ إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي الْمُنْكَدِرُ بن محمد ابن الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ التَّيْمِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عِيدٍ قَائِمًا فِي السوق، ينظر الناس يَمُرُّونَ [1] .
وَأَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ بِإِسْنَادَيْهِمَا إِلَى مُسْلِمِ بْنِ الْحَجَّاجِ قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو الطَّاهِرِ وَيُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى [2] قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وهب، أخبرنى عمرو بن ابن الْحَارِثِ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَشَجِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ التَّيْمِيِّ: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ لُقَطَةِ [3] الْحَاجِّ.
أَخْرَجَهُ الثلاثة، وأخرجه أَبُو مُوسَى فَقَالَ: استدركه أَبُو زكريا- يعني ابْنُ منده- عَلَى جَدّه، وَقَدْ أورده جده مشروحًا.
3350- عَبْد الرَّحْمَن بْن عثمان بْن مظعون
عَبْد الرَّحْمَن بْن عثمان بْن مظعون الجمحي، يذكر نسبه عند أَبِيهِ إن شاء اللَّه تَعَالى. وأمه وأم أخيه السائب بْن عثمان: خولة بِنْت حكيم بْن أمية بْن حارثة بْن الأوقص السلمية [4] .
لم يذكروه وَإِنما ذكرته لأن أباه توفي سنة اثنتين بالمدينة، وأمه أيضًا كانت بالمدينة، فلا كلام أَنَّهُ كَانَ في حياة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ موجودا، وله عدة سنين، والله أعلم.
3351- عبد الرحمن بن عدي
(س) عَبْد الرَّحْمَن بْن عدي، شهد أحدًا. وقَدْ ذكرنا نسبه فِي ترجمة أخيه ثابت [5] ابن عدي.
وقتل عَبْد الرَّحْمَن يَوْم جسر أَبِي عبيد.
أخرجه أبو موسى مختصرا.
__________
[1] رواه الإمام أحمد في مسندة عن إبراهيم بن إسحاق بإسناده، المسند 3/ 499.
[2] في المطبوعة: «عبد العلى» وهو خطأ.
[3] مسلم، كتاب اللقطة، باب في لقطة الحاج: 5/ 137.
والمعنى: أنه عليه السلام نهى عن التقاطها للتملك، وأما التقاطها للحفظ فقط فلا منع منه.
[4] كتاب نسب قريش: 394.
[5] الترجمة رقم 565: 273.(3/369)
3352- عبد الرحمن بن عديس
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن عديس بْن عَمْرو بْن عُبَيْد بْن كلاب بْن دهمان بْن غنم بْن هميم بْن ذهل بْن هني بْن بلي.
كذا نسبه ابْنُ منده وَأَبُو نعيم، وهو بلوي. لَهُ صحبة، وشهد بيعة الرضوان، وبايع فيها.
وكان أمير الجيش القادمين من مصر لحصر عثمان بْن عفان، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، لما قتلوه.
روى عَنْهُ جماعة من التابعين بمصر، منهم: أَبُو الحصين الهيثم بن شفىّ [1] ، وعبد الرحمن ابن شماسة، وَأَبُو ثور الفهمي.
رَوَى ابْنُ لَهِيعَةَ، عن عياش بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِي الْحُصَيْنِ الْحَجْرِيِّ، عَنْ عبد الرحمن ابن عُدَيْسٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «سَيَخْرُجُ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي يُقْتَلُونَ بِجَبَلِ الْخَلِيلِ» ، قَالَ. فَلَمَّا كَانَتِ الْفِتْنَةُ كَانَ ابْنُ عُدَيْسٍ مِمَّنْ أَخَذَهُ مُعَاوِيَةُ فِي الرَّهْنِ فَسَجَنَهُمْ بِفِلَسْطِينَ، فَهَرَبُوا مِنَ السِّجْنِ، فَاتُّبِعُوا حَتَّى أُدْرَكُوا، فَأَدْرَكَ فَارِسٌ مِنْهُم ابْنَ عُدَيْسٍ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُدَيْسٍ:
وَيْحَكَ! اتَّقِ اللَّهَ فِي دَمِي، فَإِنِّي مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ! فَقَالَ: الشَّجَرُ بِالْخَلِيلِ كَثِيرٌ. فَقَتَلَهُ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ.
أخرجه الثلاثة.
3353- عبد الرحمن بن عرابة الجهنيّ
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن عرابة الجهني. وقيل: عَبْد اللَّه، والصواب: رفاعة بْن عرابة.
قاله أَبُو نعيم، وَقَدْ تقدم فِي «رفاعة [2] » وفي «عَبْد اللَّه [3] » .
روى مُعَاذُ بْن عَبْد اللَّهِ بْن خبيب [4] ، عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن عرابة الجهني، وله صحبة من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أدنى أهل الجنة حظا قوم يخرجون من النار برحمته، فيدخلون الجنة،
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: «الهيثم بن سفيان» وهو خطأ، وصوابه ما أثبتناه، قال الحافظ في التهذيب 11/ 98:
«الهيثم بن شفى- بفتح الشين المعجمة، وتخفيف الفاء- ضبطه الدارقطنيّ وقال: من ضم الشين وثقل فقد وهم» وذكر في ترجمته أنه روى عن عبد الرحمن بن عديس البكري. والبكري في التهذيب خطأ، صوابه: للبلوى. وينظر كذلك الجرح:
4/ 2/ 79.
[2] الترجمة 1693: 2/ 231.
[3] الترجمة 3070: 3/ 337.
[4] في الأصل والمطبوعة: «حبيب» بالحاء، وهو خطأ، ينظر الترجمة 3070: 3/ 337، التعليق رقم: 1.(3/370)
فيقال لهم: تمنّوا. فيقولون: ربنا أعطنا، أعطنا، حتَّى إِذَا قَالُوا: ربنا حسبنا! قَالَ: هذا لكم وعشرة أمثاله» . أخرجه الثلاثة.
3354- عبد الرحمن بن عسيلة
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن عسيلة أَبُو عَبْد اللَّه الصنابحي- قبيلة باليمن، نسب إليها أَبُو عَبْد اللَّه- كَانَ مسلما عَلَى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهاجر إِلَيْه، فلما وصل إِلَى الجحفة لقيه الخبر بوفاة رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبله بخمسة أيام.
وهو معدود من كبار التابعين. نزل الكوفة، روى عَنْ أَبِي بكر، وعمر، وبلال، وعبادة ابن الصامت، وكان فاضلًا.
روى يزيد بْن أَبِي حبيب، عَنْ أَبِي الخير قَالَ: قلت للصنابحي: هاجرت؟ قَالَ: خرجت من اليمن، فقدمنا الجحفة ضحى، فمر بنا راكب فقلنا: ما وراءك؟ قَالَ: قبض رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منذ خمس. وقيل: بل توفي قبل وصوله بيومين.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هِبَةِ الله الدمشقي، أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد ابن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي بَكْر الخطيب الكشميهني وولده أَبُو البدائع [1] محمود بْن محمد والقاضي أبو سليمان مُحَمَّد بْن عليّ بْن خَالِد الموصلي الإربلي قَالُوا: أخبرنا أَبُو مَنْصُور مُحَمَّد بْن عليّ الدولابي [2] ، حَدَّثَنَا جدي أَبُو غانم، أخبرنا أَبُو العباس عبد الله بن الحسين بن الحسن بن أحمد ابن النضر النضري القاضي، أخبرنا أَبُو مُحَمَّد الحارث بْن أَبِي أسامة، حَدَّثَنَا روح، حَدَّثَنَا مَالِك وزهير بْن مُحَمَّد قالا: حَدَّثَنَا زَيْد بْن أسلم، عن عطاء بْن يسار قَالَ: سَمِعْتُ أبا عَبْد اللَّه الصنابحي يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الشمس تطلع بين قرني شيطان، فإذا طلعت قارنها، فإذا ارتفعت فارقها، فإذا دنت للغروب قارنها فإذا غربت فارقها، فلا تصلوا عند هذه الساعات الثّلاث [3] » . أخرجه الثلاثة.
__________
[1] في المطبوعة: «أبو البديع» والمثبت عن الأصل.
[2] في الأصل: «الرولاقى» . وأبو غانم هو أحمد بن على بن الحسين المروزي، له ترجمة في العبر: 3/ 205.
[3] رواه الإمام أحمد عن عبد الرزاق عن معمر، عن زين بن أسلم بإسناده مثله. المسند: 4/ 348.(3/371)
3355- عبد الرحمن أبو عقبة الفارسي
(ع س) عَبْد الرَّحْمَن أَبُو عقبة الفارسي، مَوْلَى الأنصار.
روى يَحيى بْن العلاء، عن دَاوُد بْن حصين، عن عقبة بْن عَبْد الرَّحْمَن، عن أَبِيهِ قَالَ: شهدت مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحدًا، فضربت رجلًا فقلت: خذها وأنا الغلام الفارسي. فسمعها النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «هلا قلت: خذها وأنا الغلام الأنصاري [1] ، فإنّ مولى القوم منهم» .
كذا أَخْرَجَهُ أَبُو نعيم وَأَبُو مُوسَى. وَقَدْ روي غيره عن دَاوُد فَقَالَ: عَبْد الرَّحْمَن بْن عقبة، عن أَبِيهِ. أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إِسْحَاق قَالَ: حَدَّثَنِي دَاوُد بْن الحصين، عن عبد الرحمن بن عقبة، عن أبيه عقبة- مَوْلَى جبر بْن عتيك الْأَنْصَارِيّ- قَالَ: شهدت أحدا مع مولاي، فضربت رجلا من المشركين، فلما قتلته قلت: خذها مني وأنا الرجل الفارسي. فبلغت رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «ألا قَالَ: خذها وأنا الرجل الْأَنْصَارِيّ، إن مولى القوم من أنفسهم؟» . وذكره ابْنُ قانع فَقَالَ: عَبْد الرَّحْمَن الأزرق الفارسي. وهو هذا، والله أعلم.
3356- عبد الرحمن بن أبى عقيل
(ب د ع) عبد الرحمن بن أبي عقيل بْن مَسْعُود بْن مُعَتّب بْن مَالِك بْن كعب بن عمرو ابن سعد بْن عوف بْن ثقيف الثقفي.
كذا نسبه هشام بْن الكلبي. وهو ابْنُ عم الحجاج بْن يُوْسٌف بْن الحكم بْن أَبِي عقيل.
وَقَدْ اختلفوا فِي نسبه وأجمعوا عَلَى أَنَّهُ من ثقيف، ولعبد الرَّحْمَن صحبة.
روى عَنْهُ عَبْد الرَّحْمَن بْن علقمة الثقفي. وَقَدْ ذكر قوم عَبْد الرَّحْمَن بْن علقمة الثقفي فِي الصحابة وصحبة عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي عقيل صحيحة. ويروى عَنْهُ أيضًا: هشام بْن المغيرة الثقفي، قاله، أَبُو عُمَر.
وأمَّا ابْنُ منده وَأَبُو نعيم فقالا: عبد الرحمن بن أَبِي عقيل الثقفي. ولم ينسباه أكثر من ذَلِكَ، وقالا: يُقال إنه ابْنُ أم الحكم بنت أبى سفيان. بعد في الكوفيين. روى عنه:
__________
[1] أخرجه ابن ماجة، عَنْ أَبِي بكر بْن أَبِي شيبة، عَنِ حسين بن محمد، عن جرير بن حازم بن إسحاق، عن داود بن الحصين، عن عبد الرحمن بن أبى علقمة، عن أبى علقمة. ينظر كتاب الجهاد، باب النية في القتال، الحديث 2784: 2/ 931.(3/372)
عَبْد الرَّحْمَن بْن علقمة، وَقَدْ تقدم حديثه فِي عَبْد الرَّحْمَن بْن أم الحكم، فإن صح ذكر «مَسْعُود [1] » عَلَى ما ذكره أَبُو عُمَر فِي نسبه [2]- فهو غير ابْنُ أم الحكم، والله أعلم.
3357- عبد الرحمن بن علقمة
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن علقمة- وقيل: ابْنُ أَبِي علقمة الثقفي- روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وذكر أن وفد تثقيف [قدموا] عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو أحدهم.
روى عَنْهُ عَبْد الملك بْن مُحَمَّد بْن بشير أَنَّهُ قَالَ: [قدم وفد ثقيف [3]] عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومعهم هدية، فَقَالَ: ما هَذِهِ؟ قَالُوا: صدقة قَالَ: إن الصدقة يبتغي بها وجه اللَّه تَعَالى، وأن الهدية يبتغى بها وجه رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقضاء الحاجة. فقالوا: لا، بل هدية. فقبلها منهم. وروى عَنْهُ عون بْن أَبِي جحيفة أيضًا.
وقَالَ أَبُو حاتم: هُوَ تابعي، ليست لَهُ صحبة [4]
3358- عبد الرحمن بن على الحنفي
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن عليّ الحفنى اليمامي.
لَهُ صحبة، روى عَنْهُ عَبْد اللَّهِ بْن بدر أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم: يقول «إن الله لا ينظر إلى امرئ لا يقيم صلبه فِي الركوع والسجود» .
تفرد بِهِ عَبْد الوارث بْن سَعِيد، عن أَبِي عَبْد اللَّه سَلَمة بْن تمام الشقري، عن عُمَر بْن جَابِر عن عَبْد اللَّه بْن بدر.
ورواه عكرمة بْن عمار، عن عَبْد اللَّه بْن بدر، عن طلق بْن عليّ. وهو الصواب [5] . أَخْرَجَهُ الثلاثة.
3359- عبد الرحمن الأكبر بن عمر
(ب د ع) عبد الرّحمن الأكبر ابن عُمَر بْن الخطاب. أخو عَبْد اللَّه وحفصة، أمهم زينب بِنْت مظعون، أخت عثمان بْن مظعون الجمحيّ [6] .
__________
[1] في المطبوعة: «ذكر ابن مسعود» والمثبت عن المخطوطة.
[2] الاستيعاب، ترجمة 1440: 841.
[3] سقط من مخطوطتنا. والمثبت عن مخطوطة دار الكتب 111 مصطلح حديث والمطبوعة.
[4] الجرح والتعديل لابن أبى حاتم، الترجمة 1293: 2/ 2/ 273.
[5] وهكذا أخرجه الإمام أحمد في مسندة عن وكيع عن عكرمة، المسند 4/ 22.
[6] كتاب نسب قريش: 348.(3/373)
أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يحفظ عَنْهُ، وعبد الرَّحْمَن بْن عُمَر الأوسط أَبُو شحمة، وهو الَّذِي ضربه عَمْرو بْن العاص، بمصر فِي الخمر، ثُمَّ حمله إلى المدينة فضربه أَبُوه عُمَر بْن الخطاب أدب الوالد، ثُمَّ مرض فمات بعد شهر.
كذا يرويه معمر، عن الزُّهْرِيّ، عن سالم، عن أَبِيهِ. أما أهل العراق فيقولون: إنه مات تحت السياط. وذلك غلط، وعبد الرَّحْمَن بْن عُمَر الأصغر هُوَ أَبُو المجبر، والمجبر أيضًا اسمه [عَبْد الرَّحْمَن بْن] [1] عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر وإنما قيل لَهُ: «المجبر» لأنه وقع وهو غلام، فكسر. فأتي بِهِ إلى عمته حفصة أم المؤمنين، فقيل لها انظري إلى ابْنُ أخيك المكسر.
فقالت: ليس بالمكسر، ولكنه المجبر [2] . قاله أَبُو عُمَر.
وقَالَ ابْنُ منده: كناه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبا عيسى. وأراد أبوه عمر أن يغير كنيته فقال:
يا أمير المؤمنين، والله أن رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كناني بها.
قَالَ أَبُو نعيم: وهم فِيهِ بعض المتأخرين- يعني ابْنُ منده- فعده من الصحابة، وهذه الكنية كني بها رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المغيرة بْن شُعْبَة، لا عَبْد الرَّحْمَن، وإنما عَبْد الرَّحْمَن قَالَ لأبيه لما أراد إن يغير كنيته- وكانت «أبا عِيسَى» - والله: أن رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كني بها المغيرة ابن شعبة.
أخرجه الثلاثة.
3360- عبد الرحمن بن عمرو بن غزية
(س) عَبْد الرَّحْمَن بْن عَمْرو بْن غزية الأنصاري.
أورده الطبراني، وروى عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَمْرو الْأَنْصَارِيّ- وهو ابْنُ محصن- عن عَبْد الرَّحْمَن الْأَنْصَارِيّ- أحد بني النجار- قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «من اقتراب الساعة كثرة القطر وقلة النبات، وكثرة الأمراء وقلة الأمناء» . أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى، وذكره أَبُو عُمَر فِي أخيه: الحارث بن عمرو.
3361- عبد الرحمن بن أبى عمرة
(ع س) عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي عمرة.
مختلف فيه، ذكره الحضرميّ في الوحدان.
__________
[1] سقط من مخطوطتنا. والمثبت عن نسخة الدار 111 مصطلح حديث والمطبوعة.
[2] كتاب نسب قريش: 356.(3/374)
أخبرنا أبو موسى إجازة، أخبرنا أبو علي، أخبرنا أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن محمد، حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن شريك، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا عثمان بْن أَبِي زرعة، عن سالم بن بْن الجعد، عن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي عمرة قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُل فَقَالَ: كيف أصبحتم يا آل مُحَمَّد؟ قَالَ: «بخير من رَجُل لم يعد مريضًا ولم يصبح صائمًا» . أَخْرَجَهُ أَبُو نعيم وأبو مُوسَى.
عمرة: بفتح العين وآخره هاء.
3362- عبد الرحمن بن أبى عميرة
(ب د ع) عبد الرحمن بن أبي عميرة [المزني. عداده فِي الشاميين.
وقَالَ الوليد بْن مُسْلِم: عَبْد الرَّحْمَن بْن عميرة، وقيل: عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي عمير المزني وقيل: عَبْد الرَّحْمَن بْن عمير، أَوْ عميرة الْقُرَشِيّ] [1] حديثه مضطرب، لا يثبت فِي الصحابة.
أخبرنا إبراهيم بن محمد وغير واحد بإسنادهم إلى محمد ابن عِيسَى السلمي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يَحيى، حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْد الْعَزِيزِ، عَنْ رَبِيعة بْن يزيد، عن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي عُمَيْرَةَ- وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لِمُعَاوِيَةَ: «اللَّهمّ اجْعَلْهُ هاديا مهديّا، واهدبه [2] » . قَالَ أَبُو عُمَر: «ومنهم من يوقف، حديثه هَذَا ولا يرفعه.
ومن حديثه: «لا عدوى ولا هامة» . وروى فِي فضل قريش، قَالَ: وحديثه منقطع الإسناد مرسل، لا تثبت أحاديثه ولا تصح صحبته [3] » .
3363- عبد الرحمن بن العوام
(س) عَبْد الرَّحْمَن بْن العوام بْن خويلد بْن أسد بْن عبد العزى بْن قصي الْقُرَشِيّ الأسدى:
وأمه أم الخير بِنْت مَالِك بْن عميلة بْن السباق بْن عبد الدار بْن قصي [4] .
__________
[1] سقط من المطبوعة.
[2] تحفة الأحوذي، أبواب المناقب، مناقب معاوية بن أبى سفيان: 10/ 340، 341. وقال الترمذي: «هذا حديث حمل غريب» .
[3] الاستيعاب، الترجمة 1445، 843، 844.
[4] كتاب نسب قريش: 235.(3/375)
أسلم عام الفتح، وصحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقَالَ الزَُبَيْر: كَانَ اسمه فِي الجاهلية عَبْد الكعبة، فسماه رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد الرَّحْمَن. استشهد يَوْم اليرموك، وقتل ابنه عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن يَوْم الدار.
وقَالَ أَبُو عَبْد اللَّه العدوي فِي كتاب «النسب» لَهُ: بسبب عَبْد الرحمن هذا هجا حسان ابن ثابت آل الزَُبَيْر بْن العوام، قَالَ: وهذا هُوَ الثبت، ولا يصح قول من قَالَ: «إن ذَلِكَ كَانَ بسبب عَبْد اللَّه بْن الزبير» .
أخرجه أبو موسي.
3364- عبد الرحمن بْن عوف
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن عوف بْن عَبْد عوف بْن عَبْد بْن الحارث بْن زهرة بْن كلاب ابن مرة الْقُرَشِيّ الزُّهْرِيّ، [1] يكنى أبا مُحَمَّد. كَانَ اسمه فِي الجاهلية: عَبْد عَمْرو، وقيل:
عَبْد الكعبة، فسماه رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد الرَّحْمَن. وأمه الشفا بِنْت عوف بن عبد بن الحارث ابن زهرة.
ولد بعد الفيل بعشر سنين، وأسلم قبل أن يدخل الرَّسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دار الأرقم وكان أحد الثمانية الَّذِيِْنَ سبقوا إلى الْإِسْلَام، وأحد الخمسة الَّذِيِْنَ أسلموا عَلَى يد أَبِي بَكْر، وَقَدْ ذكرناهم فِي ترجمة أَبِي بَكْر، وكان من المهاجرين الأولين، هاجر إِلَى الحبشة، وَإِلى المدينة. وآخى رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بْن الربيع.
وشهد بدرا وأحدا والمشاهد كلها مع رَسُول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، وبعثه رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى دومة الجندل إلى كلب، وعممه بيده وسدلها بين كتفيه [2] . وقَالَ لَهُ: إن فتح اللَّه عليك فتزوج ابْنَة ملكهم- أَوْ قَالَ: شريفهم- وكان الأصبغ [3] بْن ثعلبة بْن ضمضم الكلبي شريفهم، فتزوج ابنته تماضر بِنْت الأصبغ، فولدت لَهُ أبا سَلَمة بْن عَبْد الرَّحْمَن.
وكان أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأحد الستة أصحاب الشورى، الَّذِيِْنَ جعل عُمَر ابن الخطاب الخلافة فيهم، وأخبر أن رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ توفي وهو عَنْهُمْ راض، وصلى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خلفه فِي سفرة. وجرح يَوْم أحد إحدى وعشرين جراحة، وجرح فِي رجله فكان يعرج منها، وسقطت ثنيتاه فكان أهتم.
__________
[1] كتاب نسب قريش: 265.
[2] سيرة ابن هشام: 2/ 632.
[3] في كتاب نسب قريش 267: «الأصبغ بن عمرو بن ثعلبة بن الحارث بن حصن بن ضمضم» .(3/376)
وكان كَثِيْر الإنفاق فِي سبيل اللَّه، عزَّ وجلَّ، أعتق فِي يَوْم واحد ثلاثين عبدًا.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مِهْرَانَ الْفَقِيهُ، وإسماعيل بن علي المذكر وغيرهما، قَالُوا بإسنادهم إِلَى أَبِي عِيسَى الترمذي: حَدَّثَنَا صالح بْن مسمار المروزي، حَدَّثَنَا ابْنُ أبي فديك، عن موسي ابن يعقوب، عن عُمَر [1] بْن سَعِيد، عن عَبْد الرَّحْمَن بْن حميد، عن أَبِيهِ: أن سَعِيد بْن زَيْد حدثه فِي نفر أن رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: عشرة فِي الجنة: أَبُو بَكْرٍ فِي الْجَنَّةِ وَعُمَرُ فِي الْجَنَّةِ، وعلي، وعثمان، والزبير، وطلحة وعبد الرَّحْمَن بْن عوف وأبو عبيدة بْن الجراح وسعد بْن أَبِي وقاص- قَالَ: فعد هَؤُلَاءِ التسعة وسكت عن العاشر- فَقَالَ القوم: ننشدك اللَّه [2] من العاشر؟ قَالَ:
نشدتموني باللَّه، أَبُو الأعور فِي الجنة» قَالَ: هُوَ سَعِيد بْن زَيْد بْن عَمْرو بْن نفيل [3] » .
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ بْنُ أَبِي الرَّجَاءِ الأَصْبَهَانِيُّ قَالَ: قرئ عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ وَأَنَا حَاضِرٌ أَسْمَعُ، أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن أَحْمَد، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن حَمَّاد بْن زغبة، حَدَّثَنَا سَعِيد بْن عفير، حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن بلال، عن يَحيى بْن سَعِيد، عن حميد، عن: أنس أن الرَّسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخى بين المهاجرين والأنصار، وآخى بين سعد بْن الربيع وبين عَبْد الرَّحْمَن بْن عوف، فَقَالَ لَهُ سعد: إن لي مالًا فهو بيني وبينك شطران، ولي امرأتان فأنظر أيتهما أحببت حتَّى أخالعها، فإذا حلت فتزوجها. فقال: لا حاجة لي فِي أهلك ومالك، بارك اللَّه لَكَ فِي أهلك ومالك، دلوني عَلَى السوق [4] » .
أخبرنا أَبُو مَنْصُور مُسْلِم بْن عَليّ بن محمد بْنُ السِّيحِيِّ [5] أَخْبَرَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ مُحَمَّدُ بْنُ محمد ابن خميس الجهني، أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ طَوْقٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم بْن المرجي، أخبرنا أَحْمَد بن علي، حدثنا زهير بن حرب، حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا عبد العزيز بن محمد الدّراوردى، عن عبد الرحمن بن حميد، عن أبيه، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عشرة فِي الجنة: أَبُو بَكْرٍ فِي الْجَنَّةِ، وَعُمَرُ فِي الْجَنَّةِ، وعثمان في الجنة،
__________
[1] في المطبوعة: «عمرو بن سعيد» وهو خطأ. والمثبت عن المخطوطة، والتهذيب: 7/ 453، والترمذي.
[2] في الترمذي: «ننشدك الله يا أبا الأعور» .
[3] تحفة الأحوذي، أبواب المناقب، مناقب عبد الرحمن بن عوف: 10/ 250، 251.
[4] أخرجه النسائي عن أحمد بن يحيى بن الوزير، عن سعيد بن عفير بإسناده، ينظر كتاب النكاح، باب الهدية لمن عرس: 6/ 137.
[5] في المطبوعة: «السنجى» وهو خطأ نبهنا عليه مرارا، وينظر التهذيب: 350.(3/377)
وَعَلِيٌّ فِي الْجَنَّةِ، وَطَلْحَةُ فِي الْجَنَّةِ، وَالزُّبَيْرُ فِي الْجَنَّةِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فِي الجنة، وسعد ابن أَبِي وَقَّاصٍ فِي الْجَنَّةِ، وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ فِي الْجَنَّةِ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ فِي الجنة» [1] قال: وحَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عليّ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْن حيان الْمَصْرِيّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عمر ابن عُبَيْد اللَّه الرومي قَالَ: سَمِعْتُ خليل بْن مرة يحدث عن أَبِي ميسرة، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرحمن، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: «فضل العالم عَلَى العابد سبعين درجة، ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض» . وقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَبْد الرحمن بن عوف أمين في السماء، أمين فِي الأرض» ولما توفي عُمَر رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن عوف لأصحاب الشورى الَّذِيِْنَ جعل عُمَر الخلافة فيهم: من يخرج نفسه مِنْها، ويختار للمسلمين؟ فلم يجيبوه إلى ذَلِكَ، فَقَالَ: أَنَا أخرج نفسي من الخلافة وأختار للمسلمين، فأجابوه إلى ذَلِكَ وأخذ مواثيقهم عَلَيْهِ، فاختار عثمان فبايعه.
والقصة مشهورة. وَقَدْ ذكرناها فِي «الكامل» فِي [2] التاريخ.
وكان عظيم التجارة مجدودًا [3] فيها، كَثِيْر المال. قيل: إنه دخل عَلَى أم سَلَمة فَقَالَ:
يا أمه، قَدْ خفت أن يهلكني كثرة مالي. قَالَتْ: «يا بني، أنفق» .
أخبرنا أَبُو مُحَمَّد بْن أبي القاسم كتابة، أخبرنا أَبِي، أخبرنا أَبُو عُمَر محمد بن محمد ابن القاسم، وأبو الفتح الْمُخْتَار بْن عَبْد الحميد، وأبو المحاسن أسعد بْن عليّ، وأبو القاسم الْحُسَيْن بْن عليّ بْن الْحُسَيْن قَالُوا: أخبرنا أَبُو الْحَسَن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن المظفر،.
أخبرنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حموية، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن خزيم، حَدَّثَنَا عَبْد بْن حميد، حَدَّثَنَا يَحيى بْن إِسْحَاق، حَدَّثَنَا عمارة بن زاذان، عن ثابت البناني، عن أنس بْن مَالِك: أن عَبْد الرَّحْمَن بْن عوف لما هاجر آخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم بينه وبين عثمان بْن عفان، فَقَالَ لَهُ: إن لي حائطين، فاختر أيهما شئت؟ فَقَالَ: بارك اللَّه لَكَ فِي حائطيك ما لهذا أسلمت دلني. على
__________
[1] أخرجه الإمام أحمد والترمذي عن قتيبة بن سعيد بإسناده: 1/ 193. وتحفة الأحوذي، أبواب المناقب، مناقب عبد الرحمن بن عوف: 10/ 249.
[2] الكامل لابن الأثير: 3/ 39.
[3] أي: ذا حظ في التجارة.(3/378)
السوق. قال: فدله، فكان، يشتري السمينة، والأقيطة والأهاب [1] ، فجمع فتزوج. فأتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «بارك اللَّه لَكَ، أَوْلم ولو بشاة» . قَالَ: فكثر ماله، حتَّى قدمت لَهُ سبعمائة راحلة تحمل البر، وتحمل الدقيق والطعام. قَالَ: فلما دخلت المدينة سمع لأهل المدينة رجة، فقالت عَائِشَة: ما هَذِهِ الرجة؟ فقيل لها: عير قدمت لعبد الرَّحْمَن بْن عوف، سبعمائة بعير تحمل البر والدقيق والطعام. فقالت عائشة: سمعت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: «يدخل عَبْد الرَّحْمَن بْن عوف الجنة حبوًا. فلما بلغ ذَلِكَ عَبْد الرَّحْمَن قَالَ: يا أمّه إني أشهدك أنها بأحمالها وأحلاسها [2] وأقتابها فِي سبيل اللَّه عزَّ وجلَّ» . [3] كذا فِي هَذِهِ الرواية أَنَّهُ آخى بينه وبين عثمان. والصحيح أَن هذا كَانَ، مَعَ سعد بْن الربيع الْأَنْصَارِيّ كما ذكرناه قبل.
وروى معمر عن الزُّهْرِيّ قَالَ: تصدق عَبْد الرَّحْمَن بْن عوف عَلَى عهد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بشطر ماله أربعة آلاف، ثُمَّ تصدق بأربعين ألفًا، ثُمَّ تصدق بأربعين ألف دينار، ثُمَّ حمل عَلَى خمسمائة فرس فِي سبيل اللَّه، ثُمَّ حمل عَلَى خمسمائة راحلة فِي سبيل اللَّه. وكان عامة ماله من التجارة.
وروى حميد، عن أنس قَالَ: كَانَ بين خَالِد بْن الوليد وبين عَبْد الرَّحْمَن بْن عوف كلام، فَقَالَ خَالِد لعبد الرَّحْمَن: تستطيلون علينا بأيام سبقتمونا بها. فبلغ ذلك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، فقال: «دعوا لي أصحابى، فو الّذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ ولا نصيفه» [4] . وهذا إنَّما كَانَ بَيْنَهُما لما سَيَّرَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَالِد بْن الوليد إلى بني جذيمة بعد فتح مكَّة، فقتل فيهم خَالِد خطأ، فودى رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم القتلى، وأعطاهم ثمن ما أخذ منهم. وكان بنو
__________
[1] الأقط- بفتح فكسر-: لبن مجفف يابس يطبخ به، والقطعة منه: أقطة، والأقيطة تصغير لها. والإهاب:
الجلد قبل أن يدبغ.
[2] الأحلاس، جمع حلس وهو: الكساء الّذي يلي ظهر البعير تحت القتب، والقتب للبعير بمثابة البرذعة للسمار.
[3] أخرج الإمام أحمد نحوه عن عبد الصمد بن حسان عن عمارة ينظر المسند: 6/ 115
[4] أخرجه البخاري في كتاب فضائل أصحاب النبي عن أبى سعيد الخدريّ: 5/ 10، ومسلم في كتاب فضائل الصحابة، باب تحريم سب الصحابة عن أبى هريرة: 7/ 188. وكذلك أخرجه الإمام أحمد عن أبى سعيد الخدريّ: 3/ 11، 54.
والنصيف: النصف. والمعنى أن إنفاق مثل أحد ذهبا، لا يعدل صدقة أحدهم بنصف مد- والمد: كيل، وهو رطل وثلث عند أهل الحجاز، فهو ربع صاع- وهذا لأن نفقتهم كانت في وقت الحاجة، وإقامة الدين، ونصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحمايته، وذلك معدوم بعده. وأيضا فإن نفقتهم كانت عن قلة، ونفقة غيرهم عن غنى، أضف إلى ذلك سبقهم إلى الإسلام وجهادهم.(3/379)
جذيمة قَدْ قتلوا فِي الجاهلية «عوف بْن عَبْد عوف» والد عَبْد الرَّحْمَن بْن عوف، وقتلوا الفاكة بْن المغيرة، عم خَالِد، فقال لَهُ عَبْد الرحمن: إنَّما قتلتهم لأنهم قتلوا عمك. وقَالَ خَالِد: إنَّما قتلوا أباك. وأغلظ فِي القول، فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما قَالَ.
أخبرنا أَبُو ياسر بْن أبي حبة وغير واحد إجازة قالوا: أخبرنا أبو غالب بن البناء أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد الجوهري، أَخْبَرَنَا أَبُو عمر بن حيويه وأبو بكر بن إسماعيل قالا: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، حَدَّثَنَا الحسين بن الحسن، حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن المبارك، حَدَّثَنَا شُعْبَة، عن سعد بْن إِبْرَاهِيم، عن أَبِيهِ: أن عَبْد الرحمن أتي بطعام، وكان صائمًا، فَقَالَ: قتل مصعب ابن عمير، وهو خير مني فكفن فِي بردته، إن غطي رأسه بدت رجلاه، وإن غطي رجلاه بدا رأسه- وأراه قَالَ: وقتل حمزة وهو خير مني- ثُمَّ بسط لنا من الدنيا ما بسط- أَوْ قَالَ:
أعطينا من الدنيا ما أعطينا- وَقَدْ خشينا أن تكون حسناتنا عجلت لنا، ثُمَّ جعل يبكي حتَّى ترك الطعام [1] .
أخبرنا أَبُو الفضل بْن أَبِي الحسن الطيرى بإسناده إلى أبي يعلى أحمد بن علي قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن إِسْمَاعِيل أَبُو سَعِيد الْبَصْرِيّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدّه، عن عَبْد الرَّحْمَن بْن عوف أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم لما انتهى إلى عَبْد الرَّحْمَن بْن عوف وهو يصلي بالناس أراد عَبْد الرَّحْمَن أن يتأخر فأومأ إِلَيْه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أن مكانك، فصلى، وصلى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بصلاة عبد الرَّحْمَن [2] .
روى عَنْهُ ابْنُ عَبَّاس، وابن عُمَر، وجابر، وأنس وجبير بْن مطعم، وبنوه: إِبْرَاهِيم، وحميد، وأبو سَلَمة، ومصعب أولاد عَبْد الرَّحْمَن، والمسور بْن مخرمة، وهو ابْنُ أخت عَبْد الرَّحْمَن، وعبد اللَّه بْن عَامِر بْن رَبِيعة، ومالك بْن أوس بْن الحدثان، وغيرهم.
وتوفي سنة إحدى وثلاثين بالمدينة، وهو ابْنُ خمس وسبعين سنة، وأوصى بخمسين ألف دينار فِي سبيل اللَّه، قاله عروة بْن الزَُبَيْر.
وقَالَ الزُّهْرِيّ: أوصى عَبْد الرَّحْمَن لمن بقي ممن شهد بدرًا، لكل رَجُل أربعمائة دينار، وكانوا مائة، فأخذوها، وأخذها عثمان فيمن أخذ: وأوصى بألف فرس في سبيل الله.
__________
[1] أخرجه البخاري في كتاب الجنائز، باب إذا لم يوجد إلا ثوب واحد، عن محمد بن مقاتل، عن عبد الله بن المبارك بإسناده: 2/ 98.
[2] أخرج الإمام أحمد ومسلم نحوه عن المغيرة بن شعبة. المسند 4/ 248، 249. ومسلم، باب المسح على الناصية والعمامة:
1/ 158، 159.(3/380)
ولما مات قَالَ عليّ بْن أَبِي طَالِب: «اذهب يا ابْنُ عوف قَدْ أدركت صفوها، وسبقت رنقها» [1] ، وكان سعد بن أَبِي وقاص فيمن حمل جنازته، وهو يقول: وا جبلاه.
وخلف مالًا عظيمًا، من [ذَلِكَ [2]] ذهب قطع بالفئوس، حتَّى مجلت [3] أيدي الرجال مِنْهُ، وترك ألف بعير، ومائة فرس، وثلاثة آلاف شاة ترعي بالبقيع وكان له أربع نسوة، أخرجت امْرَأَة بثمانين ألفًا- يعني صولحت.
وكان أبيض مشربًا بحمرة، حسن الوجه، رقيق البشرة، أعين [4] أهدب الأشفار، أقنى [5] ، لَهُ جمة ضخم الكفين، غليظ الأصابع، لا يغير لحيته ولا رأسه.
أخرجه الثلاثة.
3365- عبد الرحمن بن أبى عوف
(د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي عوف الجرشي.
أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كذا قال آدم بن أبى إياس، وهذا وهم، فإنه من تابعي أهل حمص.
روى آدم بْن أَبِي إياس، عن حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عوف وَقَدْ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [صلى] [6] يوما الغداة بغلس [7] .
قاله ابْنُ منده. وقَالَ أَبُو نعيم: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي عوف الجرشي، من تابعي أهل الشام.
ذكره بعض المتأخرين فِي الصحابة.
قلت: ومثله قَالَ ابْنُ منده: إن آدم وهم فِيهِ، وأنَّه من تابعي أهل حمص، فليس للطعن عليه وجه [8] .
__________
[1] الرنق: الكدر. يقال: رنق الماء- كفرح ونصر- رنقا- بفتح فسكون، وبفتحتين- ورنوقا- كدر، فهو رنق، كعدل، وكتف، وجبل.
[2] سقط من المطبوعة، وأثبتناه عن المخطوطة.
[3] مجلت يده: ظهر فيها ما يشبه البثر.
[4] أعين: واسع العينين. وأهدب الأشفار: طويل شعر الأجفان.
[5] أقنى: طويل الأنف، دقيق الأرنبة مع حدب في وسطه. والجمة: من شعر الرأس ما سقط على المنكبين.
[6] زيادة تستقيم بها العبارة، ليست في الأصل والمطبوعة.
[7] الغلس- بفتحتين-: ظلمة آخر الليل إذا اختلطت بضوء الصبح.
[8] ذكر ابن أبى حاتم «عبد الرحمن بن أبى عوف» وقال: «قاضى حمص. روى عن جبير بن نفير، روى عنه صفوان ابن عمرو، ومحمد بن الوليد الزبيدي، وحريز بن عثمان، وثور بن يزيد» . ينظر الجرح: 2/ 2/ 274.(3/381)
3366- عبد الرحمن بن عويم بن ساعدة
(د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن عويم بْن ساعدة الْأَنْصَارِيّ. ويرد نسبه فِي ترجمة أَبِيهِ إن شاء اللَّه تَعَالى.
ولد عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، وقيل: ولد قبل الهجرة.
روى مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَر بْن الزَُبَيْر، عَنْ عروة بْن الزَُبَيْر، عن عَبْد الرحمن بْن عويم قَالَ: لما سمعنا بمخرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُنَّا نخرج كل غداة إلى ظهر الحرّة ... فذكر الحديث بطوله.
قاله ابْنُ منده.
وروى أَبُو نعيم بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابن إِسْحَاق، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَر بْن الزَُبَيْر، عَنْ عروة، عن عَبْد الرَّحْمَن بْن عويم بْن ساعدة الْأَنْصَارِيّ، أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقبل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أيضًا، قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تواخوا فِي اللَّه أخوين أخوين، وأخذ بيد عليّ وقَالَ: هَذَا أخي» . أَخْرَجَهُ ابْنُ مندة، وأبو نعيم.
3367- عبد الرحمن أبو عياش الأشجعي
(د ع) عَبْد الرَّحْمَن، أَبُو عياش الأشجعي. تقدم فِي عَبْد الرَّحْمَن الأشجعي.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده، وَأَبُو نعيم.
3368- عبد الرحمن بْن عيسى الثقفي
(د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن عِيسَى بْن عقيل- وقيل: معقل- الثقفي.
روى زياد بْن علاقة، عن عِيسَى بْن معقل قَالَ: أتيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بابن لي، يُقال لَهُ:
عارم، فسماه رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد الرَّحْمَن.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده، وَأَبُو نعيم.
3369- عبد الرحمن بْن غنام الأنصاري
(د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن غنام الْأَنْصَارِيّ.
سماه يَحيى بْن يونس فِي كتاب «المصابيح» ، ولم يسمه غيره.
قَالَه ابْنُ منده، وروى بإسناده عن القعنبي: حدثنا سُلَيْمَان بْن بلال، عن ربيعة بن أبي(3/382)
عبد الرحمن، عن عبد الله بن عنبسة، عن ابْنُ غنام، عن رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: من قَالَ حين يصبح: اللَّهمّ ما أصبح بي من نعمة، أَوْ بأحد من خلقك، فمنك [1] ... » الحديث. وقَالَ أَبُو نعيم: عَبْد الرَّحْمَن بْن غنام، وهو عَبْد اللَّه بْن غنام. وَقَدْ ذكر فِي «عَبْد اللَّه» ، وأخرجه بعض المتأخرين- يعني ابْنُ منده- بعينه من حديث القعنبي فيمن اسمه «عَبْد اللَّه» وفيمن اسمه «عَبْد الرَّحْمَن» ، وَقَدْ نقله بإسناده عن القعنبي فَقَالَ: «ابْنُ غنام» فِي الموضعين جميعًا، يعني «عَبْد اللَّه» «وعبد الرَّحْمَن» ، ولم يسمه فيهما، والله أعلم.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم.
3370- عَبْد الرَّحْمَن بن غنم الأشعري
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن غنم الْأَشْعَرِي.
كَانَ مسلما عَلَى عهد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يره، ولم يفد إِلَيْه. ولزم مُعَاذِ بْن جبل منذ بعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى اليمن إلى أن مات فِي خلافة عُمَر، يعرف بصاحب معاذ، لملازمته. وسمع عُمَر بْن الخطاب، وكان أفقه أهل الشام، وهو الذي فقه عامة التابعين بالشام وكانت لَهُ جلالة وقدر، وهو الَّذِي عاتب أبا الدرداء وأبا هُرَيْرَةَ بحمص إذ انصرفا من عند عليّ رسولين لمعاوية، وكان فيما قَالَ لهما: عجبا منكما. كيف جاز عليكما ما جئتما به؟. تدعو ان عليا [إلى [2]] أن يجعلها شورى، وَقَدْ علمتما أَنَّهُ بايعه المهاجرون والأنصار وأهل الحجاز والعراق، وأن من رضيه خير ممن كرهه، ومن بايعه خير ممن لم يبايعه، وأي مدخل لمعاوية فِي الشورى، وقدّمهما [3] عَلَى مسيرهما، فتابا مِنْهُ بين يديه.
وتوفي سنة ثمان وسبعين.
روى عَنْهُ أَبُو إدريس الخولاني وجماعة من أهل الشام، قاله أَبُو عُمَر.
وقَالَ ابْنُ منده، عن ابْنُ يونس: هُوَ عَبْد الرَّحْمَن بْن غنم بْن كريب بن هانئ بن ربيعة ابن عَامِر بْن عدي بْن وائل بْن ناجية بْن الحنبل بْن جماهر بْن أدعم بْن الأشعر. قدم عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي السفينة، وقدم مصر مَعَ مروان بن الحكم سنة خمس وستين.
__________
[1] مضى تخريجه في ترجمة عبد الله غنام، الترجمة رقم 353127/ 362.
[2] سقط من المطبوعة. والمثبت عن المخطوطة.
[3] في المطبوعة: «أو يذمهما» . والمثبت عن المخطوطة، ومخطوطة الدار 111 مصطلح حديث، ولم نجد- فيما أتيح لنا من كتب اللغة- ندم، بتشديد العين. وإنما فيه: اندم، بالهمز.(3/383)
أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله بإسناده عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن أحمد، عَنْ أبيه قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْد الحميد، عن شهر بْن حوشب، عن عَبْد الرَّحْمَن بْن غنم قَالَ: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العتل الزنيم، فَقَالَ «هُوَ الشديد الخلق المصحح، الأكول الشروب، [الواجد للطعام والشراب [1]] ، الظلوم الناس، الرحيب [2] الجوف» [3] . أَخْرَجَهُ الثلاثة.
قلت: الَّذِي ذكره أَبُو عُمَر من معاتبة عَبْد الرَّحْمَن أبا الدرداء وأبا هُرَيْرَةَ عندي فِيهِ نظر، فإن أبا الدرداء تقدمت وفاته عن الوقت الَّذِي بويع فِيهِ عليّ فِي أصح الأقوال، قَالَ أَبُو عُمَر:
«الصحيح أن أبا الدرداء توفي قبل قتل عثمان [4] . ورد قول من قَالَ: إنه توفي سنة ثمان أَوْ تسع وثلاثين، والله أعلم.
3371- عبد الرحمن بن فلان
(د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن فلان- أَوْ: فلان بْن عَبْد الرَّحْمَن، مجهول.
روى عَنْهُ حازم بْن مروان، روى مُحَمَّد بْن إِسْحَاق الصاغاني، عن عصمة بْن سُلَيْمَان، عن حازم بْن مروان، عن عَبْد الرَّحْمَن بْن فلان أَوْ فلان بْن عَبْد الرَّحْمَن قَالَ: «شهد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إملاك [5] رَجُل من الأنصار، فزوجه وقَالَ: عَلَى الخير والألفة، والطائر الميمون، والسعة فِي الرزق، دففوا عَلَى رأسه. فجاءوا بالدف فضرب بِهِ، وجاءت الأطباق عليها فاكهة وسكر فنثرت عَلَيْهِ، فكف النَّاس أيديهم، فقال رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ما لكم لا تنتهبون؟ فقالوا: يا رَسُول اللَّه، ألم تنه عن النهبة؟ قَالَ: أَنَا نهيتكم عن نهبة العساكر [فأمَّا العرسات [6]] فلا. فجاذبهم رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وجاذبوه» .
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم، وقَالَ أَبُو نعيم: هكذا حدث بِهِ عن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق. ورواه أبو مُسْلِم الكشي، عن عصمة، عن حازم مَوْلَى بني هاشم، عن لمازة، عن ثور بْن يزيد، عن خَالِد بْن معدان، عن مُعَاذِ بْن جبل قال: شهد رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ إملاك رَجُل من الصحابة، فذكر مثله.
__________
[1] عن مسند أحمد.
[2] في مسند أحمد: وحب الجوف.
[3] مسند أحمد: 4/ 227.
[4] نص الاستيعاب 1646: «والصحيح أنه مات في خلافة عثمان» .
[5] إملاك رجل: زواجه.
[6] العرسات: جمع عرس- بضم فسكون، وبضمتين- وهو الطعام الّذي يقدم في الزواج.(3/384)
3372- عبد الرحمن بن قتادة السلمي
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن قَتَادَة السلمي. شامي، روى عَنْهُ حديث مضطرب الإسناد، يرويه عَنْهُ راشد بْن سعد، قاله أَبُو عمر.
وقال ابن منده وأبو نعيم: عبد الرَّحْمَن بْن قَتَادَة السلمي، يعد فِي الحمصيين.
أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْن أَحْمَد، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن سَوَّارٍ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْن سَعْدٍ، عن معاوية بْن صالح، عن راشد بْن سعد، عن عبد الرحمن بن قتادة أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: «إن اللَّه عز وجل خَلَقَ آدم، ثُمَّ أخذ ذريته من ظهره، ثُمَّ قَالَ: هَؤُلَاءِ فِي الجنة ولا أبالي، وهؤلاء فِي النار ولا أبالي! فَقَالَ قائل: يا رَسُول اللَّه، فعلى ماذا نعمل؟ [فَقَالَ] : على مواقع القدر [1] » .
رواه مع بْن عِيسَى، وعبد اللَّه بْن وهب، وحماد بْن خَالِد [2] الخياط وغيرهم، عن معاوية، مثله. أخرجه الثلاثة.
3373- عبد الرحمن بن أبى قراد السلمي
(ب د ع) عبد الرحمن بن أبي قراد السلمي [3] . عداده فِي أهل الحجاز، يُقال لَهُ: ابْنُ الفاكه.
روى عَنْهُ عمارة بْن خزيمة بْن ثابت، والحارث بْن فضيل.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ يَعِيشُ بْنُ صَدَقَةَ الْفَقِيهُ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَحْمَدَ بْنِ شعيب، حَدَّثَنَا عَمْرو بْن عليّ، حَدَّثَنَا يَحيى، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَر الخطمي عمير بْن يزيد، عن عمارة بْن خزيمة والحارث بْن فضيل، عن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي قراد قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم إلى الخلاء، وكان إِذَا أراد الحاجة أبعد [4] .
وروى أَبُو جَعْفَر الْأَنْصَارِيّ، عن الحارث بْن فضيل، عن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي قراد: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ توضأ يومًا، فجعل النَّاس يتمسحون بوضوئه، فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ما يحملكم عَلَى
__________
[1] مسند أحمد: 4/ 186.
[2] في الأصل والمطبوعة: «حماد بن خلف» . والمثبت عن الجرح: 1/ 2/ 136. والتهذيب: 3/ 7.
[3] في الاستيعاب 851: الأسلمي.
[4] للنسائى، كتاب الطهارة، باب الإبعاد عند إرادة الحاجة: 1/ 17، 18.(3/385)
ذَلِكَ؟ قَالُوا: حب اللَّه ورسوله. فَقَالَ: من سره أن يحبه اللَّه ورسوله فليصدق حديثه.
وليؤد أمانته، وليحسن جوار من جاور» . أَخْرَجَهُ الثلاثة.
3374- عبد الرحمن بن قرط الثمالي
(ب د ع) عَبْد الرحمن بْن قرط الثمالي. مذكور فِي الصحابة.
قَالَ أَبُو عُمَر: أظنه أخا عَبْد اللَّه بْن قرط.
سكن الشّام، عداد فِي أهل فلسطين، روى مسكين بْن ميمون مؤذن مسجد الرملة، عن عروة بْنُ رويم، عن عَبْد الرَّحْمَن بْن قرط: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليلة أسري بِهِ إلى المسجد الأقصى كَانَ بين المقام وزمزم، وكان جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره، فطارا بِهِ حتَّى بلغ السموات السبع ... الحديث.
أخرجه الثلاثة، إلا أن أبا عمر قال: روى عنه- يعنى عن عَبْد الرَّحْمَن- مسكين بْن ميمون.
وجعل ابْنُ منده وأبو نعيم بَيْنَهُما «عروة» ، والله أعلم.
3375- عبد الرحمن بن قيظى
(ب) عَبْد الرَّحْمَن بْن قيظي بْن قيس بْن لوذان بْن ثعلبة بْن عدي بْن مجدعة بِنْ حارثة الْأَنْصَارِيّ.
شهد أحدًا مَعَ أَبِيهِ قيظي، وقتل يَوْم اليمامة شهيدًا.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر مختصرا [1] .
3376- عبد الرحمن بن كعب الأنصاري
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن كعب، أَبُو ليلى الْأَنْصَارِيّ الْمَازِنِي، من بني مازن بْن النجار.
وقَالَ أَبُو نعيم: وقيل: عَبْد اللَّه بْن كعب، أبو ليلى شهد بدرًا.
وهو أحد البكاءين الَّذِيِْنَ لم يقدروا عَلَى المسير إلى تبوك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنزل فِيهِ وفي أصحابه: تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ 9: 92 [2] .
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 1453: 851.
[2] التوبة، آية: 92. وينظر خير البكاءين في سيرة ابن هشام: 2/ 518.(3/386)
قلت: قَدْ ذكر بعض العلماء قول أَبِي نعيم أن اسمه عَبْد اللَّه، وإنما اسمه عَبْد الرَّحْمَن، وله أخ اسمه عَبْد اللَّه. وقد جعل ابن الكلبي «عبد الرحمن» و «عبد اللَّه» ابني كعب أخوين، وهذا يرد قول أبى نعيم.
3377- عبد الرحمن بن لاشر
عَبْد الرَّحْمَن بْن لاشر [1] أخو أَبِي ثعلبة الخشني.
اختلف فِي اسم أَبِيهِ اختلافًا كثيرًا فِي «دلائل النبوة [2] » لقاسم بْن ثابت وغيره.
ذكره الغساني.
3378- عبد الرحمن بن ماعز
(س) عَبْد الرَّحْمَن بْن ماعز. ذكره عليّ بْن سَعِيد العسكري فِي الأفراد، وأورده ابْنُ منده فِي عَبْد اللَّه.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
3379- عبد الرحمن بن مالك الداريّ
(س) عَبْد الرَّحْمَن بْن مَالِك بْن شداد بْن جذيمة بْن دراع بْن عدي بْن الدار بْن هاني الداري.
سماه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «عَبْد الرَّحْمَن» وكان اسمه «عروة» وهو من رهط تميم الداري.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى فِي عروة بْن مَالِك.
وقَالَ ابْنُ الكلبي: كَانَ اسمه «مروان بْن مَالِك» فسماه رَسُول الله صلى الله عليه وسلم «عبد الرحمن» ، من الداريين الَّذِيِْنَ أوصى لَهُم رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم من خيبر.
3380- عبد الرحمن أبو محمد
(د) عبد الرّحمن أبو محمد. مجهول، لا تعرف لَهُ صحبة، وَقَدْ ذكر فِي الصحابة.
روى وكيع، عن مُحَمَّد بْن فضيل، عن يَحيى بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن، عَنْ جَدّه، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ لما أتى خيبر جاءت امرأة يهودية بشاه مصلية- يعني مشوية- فأكل منها رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبشر بن البراء بن معرور ... الحديث.
أخرجه ابن مندة.
__________
[1] في المطبوعة: «الأعر» والمثبت عن المخطوطة: وينتصبه الترتيب الّذي التزمه ابن الأثير. وسيأتي في ترجمة أخيه «أبى ثعلبة في باب الكنى قول المؤلف: «اختلف فِي اسمه واسم أَبِيهِ اختلافا كثيرا، فقيل: جرهم بْن ناشب، وقيل: ابن ناشم، وقيل: ابن ناشر، وقيل: عَمْرو بن جرثوم، وقيل: اسمه لا شر بن جرهم ... » .
[2] الّذي نعرفه أن كتاب «الدلائل» لقاسم إنما هو في شرح غريب الحديث ومعانيه، ينظر الفهرسة لابن خير: 191.(3/387)
3381- عبد الرحمن بن محيريز
(ب) عبد الرَّحْمَن بْن محيريز. حديثه فِي كيفية رفع الأيدي فِي الدعاء.
أَخْرَجَهُ أَبُو عمر وقال: هو عندي مرسل، ولا وجه لذكره فِي الصحابة إلا على ما شرطنا فيمن ولد عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ تقدم الكلام عَلَيْهِ فِي «عَبْد اللَّه بْن محيريز [1] » ، وَقَدْ ذكره فيهم العقيلي. وقيل: اسمه عَبْد اللَّه، وكان فاضلًا.
3382- عبد الرحمن بن مدلج
(س) عَبْد الرَّحْمَن بْن مدلج، أورده ابْنُ عقدة وروى بإسناده عن أَبِي غيلان سعد بن طَالِب، عن أَبِي إِسْحَاق، عن عَمْرو ذي مرّ، ويزيد بن يثيع [2] ، وسعيد بْن وهب، وهانئ بْن هانئ- قال أَبُو إِسْحَاق: وحدَّثني من لا أحصى: أن عليًا نشد النَّاس فِي الرحبة: من سَمِعَ قول رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ، اللَّهمّ وَالِ من والاه وعاد من عاداه» . فقام نفر شهدوا أنهم سمعوا ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكتم قوم، فما خرجوا من الدنيا حتَّى عموا، وأصابتهم آفة، منهم: يزيد بْن وديعة، وعبد الرَّحْمَن بْن مدلج. أخرجه أبو موسي.
3383- عبد الرحمن بن مربع
(ب) عبد الرّحمن بن مربع بن قيظي. تقدم نسبه عند ذكره أخيه «عَبْد اللَّه [3] » ، وهو أنصاري حارثي.
شهد أحدًا وما بعدها من المشاهد، وقتل يَوْم جسر أَبِي عُبَيْد شهيدًا، وهما أخوا زَيْد بْن مربع، ومرارة بْن مربع.
أَخْرَجَهُ أَبُو عمر.
3384- عبد الرحمن بن مرقع
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن مرقع السلمي. يعد فِي المدنيين.
روى عَنْهُ أَبُو يزيد الْمَدَنِيّ أَنَّهُ قَالَ: غزا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خيبر فِي ألف وثمانمائة، فقسمها عَلَى ثمانية عشر سهمًا، وهي مخضرة من الفواكه، فوقع النَّاس فِي الفاكهة، فمغثتهم [4] الحمّى.
__________
[1] ينظر الترجمة: 3170: 3/ 378، 379.
[2] في المطبوعة: «نثيع» بالنون. والصواب عن الأصل، وتبصير المنتبه: 1/ 7. وميزان الاعتدال: 4/ 441.
[3] ينظر الترجمة 3174: 3/ 381، 382.
[4] مغثتهم الحمى: أخذتهم وأصابتهم.(3/388)
فشكوها إلى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «يا أيها النَّاس، الحمى سجن اللَّه فِي الأرض، وهي قطعة من النار، فإذا أخذتكم فبردوها بالماء. ففعلوا، فذهبت عَنْهُمْ» . أخرجه الثلاثة.
3385- عبد الرحمن المزني أبو عمرو
(ب ع) عَبْد الرَّحْمَن المزني أَبُو عَمْرو. روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
روى يَحيى بْن شبل، عن عَمْرو بْن عَبْد الرَّحْمَن المزني، عن أَبِيهِ قَالَ: سئل رسول الله عن أصحاب الأعراف ... الحديث.
أخرجه هاهنا أَبُو نعيم وأبو عُمَر [1] وَقَدْ أخرجوه فِي «عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي عَبْد الرَّحْمَن» وإنما أخرجناه هاهنا، لئلا يراه أحد فيظن أنني أهملته.
3386- عبد الرحمن المزني
(س) عَبْد الرَّحْمَن المزني.
روى شريك بْن عَبْد اللَّه، عن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن المزني، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أعطيت فِي عليّ تسع خلال: ثلاث فِي الدنيا، وثلاث فِي الآخرة، وثلاث أرجوها لَهُ، وواحدة أخافها عَلَيْهِ ... » وذكر الحديث. أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى مختصرًا، وقال: يحتمل أن يكون أحد المذكورين.
3387- عبد الرحمن بن مسعود الخزاعي
(ع س) عَبْد الرَّحْمَن بْن مسعود الخزاعي.
سكن الشام، ذَكَرَهُ مُحَمَّد بْن عُثْمَانَ بْن أَبِي شَيْبَة.
روى إِسْمَاعِيل بْن عياش، عن سَعِيد بْن عَبْد اللَّه الخزاعي، عن الهيثم بْن مَالِك الطائي، عن عَبْد الرَّحْمَن بْن مَسْعُود الْخُزَاعِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أيها النَّاس، عليكم بالسمع والطاعة فيما أحببتم وكرهتم، ألا إن السامع المطيع لا حجة عَلَيْهِ، والسامع العاصي لا حجة لَهُ [2] ، وعليكم بحسن الظن باللَّه عزَّ وجل، فإن الله معطه كل عَبْد بحسن ظنه، وزائده عَلَيْهِ» . أَخْرَجَهُ أبو نعيم، وأبو موسي.
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 1467: 856.
[2] قال عبد الله بن الإمام أحمد في مسند معاوية بن أبى سفيان بعد أن روى حديث: «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين» ، قال: «وجدت هذا الكلام في آخر هذا الحديث في كتاب أبى بخط يده، متصلا به، وقد خط عليه، فلا أدرى أقرأه على أم لا: وإن السامع المطيع لا حجة عليه، وإن السامع العاصي لا حجة له» . المسند: 4/ 96.(3/389)
3388- عبد الرحمن بن المطاع
(ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن المطاع بْن عَبْد الله بن الغطريف بن عبد العزى بن جثّامة بن مالك ابن ملادم [1] بْن مَالِك بْن رهم بْن يشكر بْن مبشر بْن الغوث بْن مر، أخي تميم بْن مر، وَيُقَال:
إنه من كندة. وهو أخو شرحبيل بْن حسنة.
روى الْأَعْمَش، عن زيد بن وهب، عن عبد الرحمن بْن حسنة قَالَ: «خرج علينا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومعه كهيئة الدرقة [2] ، فبال إليها. فَقَالَ بعضهم: انظروا، يبول كما تبول المرأة! فسمعه رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم فقال: أما علمتم ما أصاب بني إسرائيل؟ كانوا إِذَا أصابهم شيء من البول قطعوه بالمقراض، فنهاهم صاحبهم عن ذَلِكَ، فهو يعذب فِي قبره [3] » أَخْرَجَهُ فِي هَذِهِ الترجمة أَبُو نعيم وحده، وأمَّا ابْنُ منده وأبو عُمَر فأخرجاه فِي ترجمة «عَبْد الرَّحْمَن بْن حسنة» ، وهما واحد، والله أعلم.
3389- عبد الرحمن بن مطيع بن نوفل
(د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن مطيع بْن نوفل بْن معاوية.
روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «من فاتته صلاة العصر ... » . ولا يصح، دخل اسم فِي اسم، رَوَاهُ ابْنُ طهمان، عن عباد بْن إِسْحَاق، عن الزهري، عن أبي بكر بْن عبد الرحمن، عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن مطيع بْن نوفل. هكذا رَوَاهُ، وهو وهم.
ورواه خَالِد بْن عَبْد اللَّه، عن عباد، عن الزُّهْرِيّ، عن أبي بكر بْن عبد الرحمن، عَنْ عبد الرحمن بْن مطيع، عن عَبْد الرَّحْمَن بْن نوفل.
ورواه ابْنُ أَبِي ذئب، عن الزُّهْرِيّ، عن أَبِي بَكْر، عن نوفل، مرسلًا.
وقَالَ أَبُو نعيم: عَبْد الرَّحْمَن بْن مطيع، عداده فِي التابعين. روايته عن نوفل بْن معاوية، فوهم فِيهِ بعض المتأخرين، فَقَالَ: عَبْد الرَّحْمَن بن مطيع بْن نوفل بْن معاوية.
أَخْرَجَهُ ابْنُ مندة، وأبو نعيم.
__________
[1] كذا في الأصل والمطبوعة: «ملادم» بالدال المهملة. وفي تاج العروس: ملادم أسم رجل. وقد مرّ في ترجمة شرحبيل ابن حسنة، الترجمة 2409: 2/ 512: «ملازم» بالزاي.
[2] الدرقة: الترس من جلود، ليس فيه خشب ولا عقب.
[3] أخرجه الإمام أحمد عن أبى معاوية، عن الأعمش بإسناده: المسند 4/ 196. وينظر ترجمة عبد الرحمن بن حسنة:
3/ 436، 437.(3/390)
3390- عبد الرحمن بن معاذ بن جبل
(ب) عَبْد الرَّحْمَن بْن مُعَاذِ بْن جبل الْأَنْصَارِيّ.
يذكر نسبه عند ذكر أَبِيهِ، توفي مَعَ أَبِيهِ فِي طاعون عمواس [1] سنة ثماني عشرة، وكان فاضلًا، فاختلفوا فِيهِ: فمنهم من أنكر أن يكون ولد لمعاذ بْن جبل ولد، وقَالَ الزَُبَيْر:
عَبْد الرَّحْمَن بْن مُعَاذِ بْن جبل، مات بالشام فِي الطاعون، وكان آخر من بقي من بني أدىّ ابن سعد أخي سَلَمة بْن سعد، فانقرضوا، وعدادهم فِي بني سَلَمة.
وقَالَ ابْنُ الكلبي: عَبْد الرَّحْمَن بْن مُعَاذِ بْن جبل، طعن قبل أَبِيهِ بالشام، فمات.
ولعل من أنكر أن يكون ولد لمعاذ ولد، أراد أن معاذًا لم يخلف ولدًا، فيكون قولُه مثل قول ابْنُ الكلبي: إن عَبْد الرَّحْمَن مات قبل أَبِيهِ، وإلا فعبد الرَّحْمَن بْن مُعَاذِ مشهور، ولا شك أَنَّهُ لَهُ صحبة، لأنه توفي سنة ثمان عشرة بعد وفاة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بثماني سنين تقريبًا، ولما مات كَانَ كبيرًا، فتكون لَهُ صحبة، لأنَّه من أهل المدينة لم يكن خارجًا عَنْهَا حتَّى يُقال: إنه لم يفد إلى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والله أعلم.
والصحيح أن عَبْد الرَّحْمَن توفي قبل أَبِيهِ مُعَاذِ:
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ بِإِسْنَادِهِ عن عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حَدَّثَنَا يعقوب، حَدَّثَنَا أَبِي، عن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، حَدَّثَنِي أبان بْن صالح، عن شهر بْن حوشب، عن رأبة [2] رَجُل من قومه، كَانَ خلف عَلَى أمه بعد أَبِيهِ، كَانَ شهد طاعون عمواس- قَالَ:
لما اشتعل الوجع قام أَبُو عبيدة بْن الجراح فِي النَّاس خطيبًا، فَقَالَ: يا أيها النَّاس، إن هَذَا الوجع رحمة ربكم، ودعوة نبيكم، وموت الصالحين قبلكم. وإن أبا عبيدة يسأل اللَّه أن يقسم لَهُ مِنْهُ حظه. قَالَ: فطعن فمات. واستخلف عَلَى النَّاس مُعَاذِ بْن جبل، فقام خطيبا فَقَالَ:
أيها النَّاس، إن هَذَا الوجع رحمة ربكم، ودعوة نبيكم، وموت الصالحين قبلكم، وإن معاذًا يسأل اللَّه أن يقسم لآل معاذ مِنْهُ حظه. فطعن ابنه عَبْد الرَّحْمَن، فمات. ثُمَّ قام فدعا ربه لنفسه.
فطعن فِي راحتيه، فمات [3] ... » وذكر الحديث. أَخْرَجَهُ أَبُو عمر.
__________
[1] عمواس: بفتح العين والميم، وبسكون الميم مع فتح العين وكسرها أيضا، وهي قرية من قرى الشام بين الرملة وبيت المقدس.
[2] كذا في المسند: وفي المخطوطة دون فقط. وفي المطبوعة: «رأبه» ولعله «رابة» . الّذي ذكره ابن أبى حاتم في الجرح والتعديل: 1/ 2/ 522، وقال عنه: «من أصحاب أبى هريرة» .
[3] مسند أحمد: 1/ 196.(3/391)
3991- عبد الرحمن بن معاذ القرشي
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن مُعَاذِ بْن عثمان بْن عَمْرو بْن كعب بْن سعد بن تيم بن مرة القرشي التيمي، ابْنُ عم طلحة بْن عُبَيْد اللَّه.
لَهُ صحبة، روى عَنْهُ مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن الحارث التيمي، ولم يدركه.
أخبرنا عبد الوهاب بن علي بن سكينة بإسناده إلى سُلَيْمَان بْن الأشعث: حَدَّثَنَا مسدد، حَدَّثَنَا عَبْد الوارث، عن حميد الأعرج، عن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم، عن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُعَاذِ قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ ونحن بمنى، ففتحت أسماعنا حتَّى كُنَّا نَسْمَع ما يَقُولُ ونحن فِي منازلنا، فطفق يعلمهم مناسكهم حتَّى بلغ الجمار، فوضع إصبعيه السبابتين ثُمَّ قَالَ:
«بحصى الخذف» . ثُمَّ أمر المهاجرين فنزلوا في مقدّم المسجد، وأمر الأنصار فنزلوا من وراء المسجد، قال: ثُمَّ [نزل] النَّاس بعد ذلك [1] .
ورواه الحسن بن عمارة، عن حميد الأعرج، عن مُحَمَّد بْن عباد، عن عبد الرحمن ابن مُعَاذِ. وَقَدْ روى عن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم، عن رجل من قومه يقال له: ابن معاذ. أخرجه الثلاثة.
3392- عبد الرحمن بن معاوية
(د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن معاوية.
لَهُ ذكر فِي الصحابة، ولا يصح. سكن مصر.
روى يَزِيدَ بْن أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ قيس، عن عَبْد الرَّحْمَن بْن معاوية: «أن رجلا سَأَلَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يا رَسُول اللَّه، ما يحل لي وما يحرم على؟ قَالَ: فَسَكَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فردد عَلَيْهِ ثلاث مرات، يسكت عَنْهُ، ثُمَّ قَالَ: أَيْنَ السائل؟ فَقَالَ: أَنَا يا رَسُول الله! فقال: ما أنكر قلبك فدعه» . أَخْرَجَهُ ابْنُ منده، وَأَبُو نعيم.
3393- عبد الرحمن بْن معقل السلمي
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن معقل السلمي، صاحب الدثنية [2] روى الْحَسَن بْن أَبِي جَعْفَر، عن أَبِي مُحَمَّد، عن عَبْد الرَّحْمَن بن معقل صاحب الدثنية قال:
__________
[1] سنن أبى داود، كتاب المناسك، باب ما يذكر الإمام في خطبته بمنى، الحديث 1957: 2/ 198. وقد رواه الإمام أحمد في مسندة، عن حميد، به. المسند: 4/ 61.
[2] الدثنية- بفتح أوله وثانيه، وبعده نون وياء مشددة-: بلد بالشام، ومنزل لبني سليم. معجم ما استعجم: 543.(3/392)
«سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: ما تَقُولُ فِي الضبع؟ قَالَ: لا آكله ولا أنهى عَنْهُ. قلت: فما لم تنه عَنْهُ فإني آكله. قلت: ما تَقُولُ في الضب؟ قَالَ: لا آكله ولا أنهى عَنْهُ. قلت: ما لم تنه عَنْهُ فإني آكله. قلت: ما تَقُولُ فِي الأرنب؟ قَالَ: لا آكله ولا أحرمه. قلت: ما لم تحرمه فإني آكله. قلت: ما تَقُولُ فِي الثعلب؟ قَالَ: أَوْ يأكل ذَلِكَ أحد؟! قلت: ما تَقُولُ فِي الذئب؟ قَالَ: أَوْ يأكل ذَلِكَ أحد؟!» . أَخْرَجَهُ الثلاثة.
3394- عبد الرحمن بن معمر الأنصاري
(د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن معمر الْأَنْصَارِيّ.
لا تصح له صحبته، روى عنه محمد بن إبراهيم، وذكره النجاري فِي الوحدان.
روى محمد بْن إِبْرَاهِيم الْأَنْصَارِيّ، عن عَبْد الرَّحْمَن بْن معمر قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تسحروا فإن اللَّه يصلي عَلَى المتسحرين، تسحروا ولو بشق تمرة، ولو بكسرة» . أَخْرَجَهُ ابن منده، وأبو نعيم.
3395- عبد الرحمن المكفوف
(س) عَبْد الرَّحْمَن المكفوف. لَهُ ذكر فِي صلاة الأعمى.
أخرجه أَبُو مُوسَى مختصرًا، وقَالَ: ذكرناه «فِي كتاب الوظائف» [1] .
3396- عبد الرحمن بن مل
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن مل [2]- ويقال: ابن مل- بن عمرو بن عدي بن وهب ابن رَبِيعة بْن سعد بْن خزيمة بْن كعب بْن رفاعة بْن مَالِك بْن نهد بْن زَيْد، أَبُو عثمان النهدي.
ونهد قبيلة من قضاعة.
أسلم فِي عهد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يره، وأعطي سعاة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الصدقة ثلاث صدقات، وحج قبل المبعث حجتين. وقدم المدينة أيام عُمَر بْن الخطاب، وغزا عَلَى عهد عُمَر غزوات، وشهد فتح القادسية وجلولاء، وتستر، ونهاوند، وأذربيجان، ومهران بالعراق. وشهد بالشام اليرموك.
__________
[1] في المطبوعة: «الوصائف» والمثبت عن الأصل.
[2] مل، بلام ثقيلة، والميم مثلثة، أي: تضم وتفتح وتكسر. (التقريب: 1/ 499) .(3/393)
وقَالَ أَبُو عثمان: بلغت نحوًا من ثلاثين ومائة سنة، فما مني شيء إلا عرفت النقص فِيهِ، إلا أملي، فإنه كما كَانَ [1] .
وكان كَثِيْر العبادة، حسن القراءة. صحب سلمان الفارسي اثنتي عشرة سنة.
قَالَ عاصم الأحول: قلت لأبي عثمان النهدي: هَلْ رأيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: لا. قلت:
رَأَيْت أبا بَكْر؟ قَالَ: لا، ولكني اتبعت عُمَر حين قام، وَقَدْ صدقت إلى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثلاث صدقات.
وكان يسكن الكوفة، فلما قتل الْحُسَيْن تحول إلى البصرة، وقَالَ: لا أسكن بلدًا قتل فِيهِ ابْنُ بِنْت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقَالَ أَبُو عثمان: كُنَّا فِي الجاهلية نعبد صنمًا يُقال لَهُ: «يغوث» ، وكان صنمًا من رصاص لقضاعة، تمثال امْرَأَة، وعبدت «ذا الخلصة» ، وكنا نعبد حجرًا ونحمله معنا، فإذا رأينا أحسن مِنْهُ ألقيناه وعبدنا الثَّاني، وإذا سقط الحجر عن البعير قُلْنَا: سقط إلهكم فالتمسوا حجرًا. حتَّى ائتنفت [2] الْإِسْلَام.
وكان كَثِيْر الصلاة، يصلي حتَّى يغشى عَلَيْهِ.
وروى عن عُمَر، وعلي، وابن مَسْعُود، وأبي بْن كعب، وسعد بْن أبى وقاص، وسعيد ابن زَيْد، وحذيفة، وسلمان، وابن عَبَّاس، وأبي مُوسَى وغيرهم.
روى عَنْهُ عاصم الأحول، وسليمان التيمي، وداود بْن أَبِي هند، وقَتَادَة، وحميد الطويل، وأيوب، وغيرهم.
ومات سنة خمس وتسعين، قاله عمرو بن عليّ، والترمذي. وقَالَ مُحَمَّد بْن سعد: توفي أيام الحجاج [3] . وعاش مائة وثلاثين سنة. وقيل: مائة وأربعين سنة. وقيل: توفي سنة إحدى وثمانين، وقيل: سنة مائة.
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] الطبقات الكبرى لابن سعد: 7/ 69.
[2] في المطبوعة: «حتى إني اتبعت الإسلام» والمثبت عن المخطوطة، وائتنفت الإسلام: أخذت فيه وابتدأته.
[3] الطبقات الكبرى: 7/ 70(3/394)
3397- عبد الرحمن بن النحام
(د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن النحام، وَيُقَال: ابْنُ أم النحام، لَهُ ذكر فِي حديث كعب ابْنُ مرة.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ بِإِسْنَادِهِ عن عبد الله بن أَحْمَد، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَش، عَنْ عَمْرو بْن مُرَّةَ، عَنْ سالم بْن أَبِي الجعد، عن شرحبيل بْن السمط، أَنَّهُ قَالَ قَالَ لكعب بْن مرة: يَا كَعْبُ بْن مُرَّةَ، حَدَّثَنَا عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاحْذَرْ. قَالَ: سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ارموا أهل صنع، من بلغ العدو بسهم رفعه اللَّه بِهِ درجة [قَالَ] : فَقَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن [1] أم النحام: يا رَسُول اللَّه، وما الدرجة؟ قال: فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
أما إنها ليست بعتبة أمك، ولكنها بين الدرجتين مائة عام [2] » ورواه أسباط بْن مُحَمَّد، عن الْأَعْمَش، عن عَمْرو، عن أَبِي عبيدة بْن عَبْد اللَّه، عن أَبِيهِ قَالَ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ... وقال فيه: «عبد الرحمن بن أم النحام» . أَخْرَجَهُ ابْنُ منده، وَأَبُو نعيم.
3398- عبد الرحمن بْن النعمان
عَبْد الرَّحْمَن بْن النعمان بْن بزرج.
ذكره سيف فِي الفتوح، قَالَ: وممن أسلم عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم من أهل سبأ: باذان، وسعد بْن بالويه، وعبد الرَّحْمَن بْن النعمان بْن بزرج، ووكبود.
3399- عبد الرحمن بن نيار الأسلمي
(د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن نيار الأسلمي. وقيل: هانئ بْن نيار. وهو أصح، سماه يحيى ابن خذام [3] ، عن عَبْد اللَّه بْن يزيد المقري.
قَاله ابْنُ منده، وروى بإسناده عن أَبِي يَحيى بْنُ أَبِي ميسرة، عن عَبْد اللَّه بْن يزيد المقري، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي أيوب، عَنْ يزيد بْن أَبِي حبيب، عن بكير بْن الأشج، عن سُلَيْمَان بْن يسار، عن ابْنُ نيار: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لا يضرب أحد فوق عشرة أسواط، إلا فِي حد من حدود اللَّه عز وجل» .
__________
[1] في مسند أحمد: «بن أبى النحام» .
[2] مسند أحمد: 4/ 235. ورواه النسائي في كتاب الجهاد، باب ثواب من رمى بسهم في سبيل الله، عز وجل، من محمد بن العلاء، عن أبى معاوية به نحوه: 6/ 27.
[3] في المطبوعة: «جذام» بالجيم، والصواب ما أثبتناه عن الأصل، والتقريب: 2/ 346.(3/395)
ومثله قَالَ أَبُو نعيم، فسمياه «عَبْد الرَّحْمَن» ، ورويا الحديث، ولم يسمياه، إنَّما قالا:
«ابْنُ نيار» . فأمَّا ابْنُ منده فقد ذكرناه، وأما أَبُو نعيم فرواه بإسناده عن بشر بْن مُوسَى، عن عَبْد اللَّه، مثله. وقَالَ: هُوَ أَبُو برزة [1] الأسلمي واسمه نضلة بْنُ عُبَيْد، ومن قَالَ: أَبُو بردة الأسلمي فاسمه هانئ، وعبد الرَّحْمَن وهم.
وَقَدْ رَوَاهُ غير المقري، ولم يسمه أيضًا.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ عَلِيٍّ وَغَيْرُ وَاحِدٍ بِإِسْنَادِهِمْ عن أبي عيسى الترمذي: حَدَّثَنَا قُتَيْبَة، حَدَّثَنَا الليث، عن يزيد بْن أَبِي حبيب، عن بكير بْن عَبْد اللَّه بْن الأشج، عن سُلَيْمَان، عن عَبْد الرَّحْمَن ابن جَابِر بْن عَبْد اللَّه، عن أَبِي بردة بْن نيار قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا جلد [2] فوق عشر جلدت إلا فِي حد من حدود اللَّه عزَّ وجلَّ [3] » . وأبو بردة بْن نيار اسمه هانئ، ومن قَالَ: «عَبْد الرَّحْمَن» فقد أخطأ.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وأبو نعيم.
قلت: كذا ذكره ابن منده وأبو نعيم فقالا: عبد الرحمن- وقيل: هانئ بْن نيار الأسلمي، وهو أصح. وهذا القول عندي مردود، فإنهما قَدْ نسبا هانئ بْن نيار أبا بردة إلى بلي، وهو حال البراء بْن عازب. وروى لَهُ أَبُو نعيم الحديث الَّذِي ذكره فِي هَذِهِ الترجمة: «لا جلد فوق عشرة جلدات» ، فبان بهذا السياق أن عَبْد الرَّحْمَن بْن نيار الَّذِي فِي هَذِهِ الترجمة، وقالا:
هانئ بْن نيار أصح، وجعلاه أسلميًا- ليس [4] بشيء، فإن الّذي نقلاه هما وغيرهما في «هانئ ابن نيار أَنَّهُ بلوي، ولم يقل أحد: إنّ اسمه عبد الرحمن، والله أعلم.
3400- عبد الرحمن بن واثلة الأنصاري
(س) عَبْد الرَّحْمَن بْن واثلة الْأَنْصَارِيّ.
ذكر أَبُو عليّ أَحْمَد بْن عثمان الأبهري في الطوالات، في ذكر وفاة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بإسناده إلى جَعْفَر بْن مُحَمَّدِ بْنِ علي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدّه، عن عليّ- ذكر بعث مُعَاذِ إلى اليمن ورجوعه إلى أن قَالَ: فلما صار عَلَى مرحلتين من المدينة إِذَا هُوَ بهاتف فِي سواد الليل، وهو يقول:
__________
[1] في المطبوعة: «أبو بردة» بالدال مكان الزاى، وهو خطأ، والمثبت عن الأصل. وسيرد في باب الكنى أن أبا برزة كنية نضلة بن عبيد. وأن أبا بردة- بالدال- كنية هانئ بن نيار.
[2] لفظ الترمذي: «لا يجلد»
[3] تحفة الأحوذي، أبواب الحدود، باب ما جاء في التعزير: 5/ 32.
[4] في المطبوعة: «وليس بشيء» بزيادة واو، وهو خطأ لا تستقيم معه العبارة.(3/396)
«يا إله مُحَمَّد، بلغ مُعَاذِ بْن جبل أن محمدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فارق الدنيا، وصار بين أطباق الثري» .
فخرج إِلَيْه مُعَاذِ فَقَالَ: ثكلتك أمك! من أنت؟ قَالَ: أَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن واثلة الْأَنْصَارِيّ، أَنَا رَسُول أَبِي بَكْر الصديق إلى مُعَاذِ بْن جبل أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ فارق الدنيا، وهذا كتابه إليه ... وذكر الحديث.
أخرجه أبو موسي.
3401- عبد الرحمن بن وائل
عَبْد الرَّحْمَن بْن وائل بْن عَامِر بْن مَالِك بْن لوذان لَهُ صحبة، وشهد أحدًا وما بعدها، وقتل يَوْم القادسية.
قاله ابْنُ القداح، ولم يعرفه غيره فيمن شهد أحدًا.
3402- عبد الرحمن أبو هند
(د ع) عَبْد الرَّحْمَن أَبُو هند. أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
روى إِبْرَاهِيم بْن سعد، عن خالته هند، عن أبيهما عَبْد الرَّحْمَن. وكان قَدْ أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يجعل بين فراشه قضيبًا، وكان يأتيه بنوه وبنو أخيه، فإذا عرض الحديث فَقَالَ أحدهم: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [فيخرج] القضيب فيعلوه بِهِ، ويقول: أَيْنَ أنت من الحديث عَنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم.
3403- عَبْد الرَّحْمَن بْن يربوع
(س) عَبْد الرَّحْمَن بْن يربوع. من المؤلفة قلوبهم.
روى عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كثير قال: كان المؤلفة قلوبهم ثلاثة عشر رجلًا، منهم ثمانية من قريش، منهم: أَبو سُفْيَان بْن حرب، من بني أمية: ومنهم الحارث بْن هشام، وعبد الرَّحْمَن بْن يربوع من بني مخزوم.
أَخْرَجَهُ أَبُو موسي.
3404- عبد الرحمن بن يزيد بن جارية
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن يزيد بْن جارية بْن عَامِر بْن مجمع بْن العطاف بْن ضبيعة بْن زيد بْن مالك بْن عوف بْن عمرو بْن عوف بن مَالِك بْن الأوس، الْأَنْصَارِيّ الأوسي، أخو مجمع، أمه جميلة بِنْت ثابت بْن أَبِي الأقلح، وهو أخو عاصم بْن عُمَر بْن الخطاب لأمه، يكنى أبا مُحَمَّد.(3/397)
ولد عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، وله عنه رواية، ويروى عن عمه مجمّع بن جارية أن النبي قَالَ: «يقتل ابْنُ مريم الدجال بباب لد [1] » . قَالَ إِبْرَاهِيم بْن المنذر: ولد عَبْد الرَّحْمَن بْن يزيد بْن جارية فِي عهد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قاله أَبُو عُمَر [2] .
وجعله ابْنُ منده وأبو نعيم أخا «مجمع بْن يزيد» وقالا: قَالَ مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل: عداده فِي التابعين. وجعله غيره فِي الصحابة. ورويا عن يَحيى بْن سَعِيد الْأَنْصَارِيّ، عن القاسم بْن مُحَمَّد: أن مجمعًا وعبد الرَّحْمَن ابني يزيد بْن جارية أخبراه: «أن رجلًا يدعى خذامًا [3] أنكح بنتًا لَهُ، فكرهت نكاح أبيها، فرد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نكاح أبيها، وتزوجت أبا لبابة بْن عبد عَبْد المنذر [4] » .
رَوَاهُ جماعة عن يَحيى، واختلف عَلَيْهِ فِيهِ.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
جارية: بالجيم، والياء تحتها نقطتان.
3405- عبد الرحمن بن يزيد بن رافع
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن يزيد بْن رافع- وقيل: ابْنُ يزيد بْن راشد- الْأَنْصَارِيّ.
مختلف فِي صحبته، سكن البصرة.
روى عَنْهُ الْحَسَن الْبَصْرِيّ أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إياكم والحمرة، فإنها أحب الزينة إلى الشيطان» . أخرجه الثلاثة:
__________
[1] لد- بضم اللام وتشديد الدال- موضع بالشام، وقيل: بفلسطين.
والحديث رواه الإمام أحمد والترمذي. ينظر المسند: 3/ 420، وتحفة الأحوذي، كتاب الفتن، باب ما جاء في قتل عيسى بن مريم الدجال: 6/ 513، 514. وينظر تفسير ابن كثير: 2/ 417 بتحقيقنا، فقد خرجنا هنالك الأحاديث التي وردت في شأن الدجال.
[2] الاستيعاب، الترجمة 1462: 855.
[3] في المطبوعة: «جذاما» بالجيم، وهو خطأ. والمثبت عن الأصل وترجمة خذام بن ربيعة فيما مضى: 2/ 125.
[4] رواه الإمام أحمد في مسندة من طريق يحيى بن سعيد، به. المسند: 6/ 328، كما أخرجه في مسند عبد الله بن عباس:
1/ 364. ورواه ابن ماجة أيضا في كتاب النكاح، باب من زوج ابنته وهي كارهة، الحديث: 1873: 1/ 602 عن أبى بكر ابن أبى شيبة، عَنْ يَزِيدَ بْن هَارُونَ، عَنْ يَحْيَى بْن سَعِيد، به.(3/398)
3406- عبد الرحمن بن يزيد بن عامر
عبد الرّحمن بْن يَزِيدَ بْن عَامِر بْن حديدة.
أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ وأخوه منذر بْن يزيد، ولهما شرف.
قاله الغساني عَلَى العدوي.
3407- عبد الرحمن بن يعمر الديليّ
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن يعمر الديلي، سكن الكوفة.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَغَيْرُهُ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بن سعيد وعبد الرحمن بْن مهدي قالا: حَدَّثَنَا سُفْيَان، عن بكير بْن عطاء، عن عَبْد الرَّحْمَن بْن يعمر: أن ناسًا من أهل نجد أتوا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو بعرفة، فسألوه، فأمر مناديًا فنادى: الحج عرفة، ومن جاء قبل صلاة الصبح من ليلة [1] جمع تم حجه، أيام منى ثلاثة أيام، من تعجل فِي يومين فلا إثم عَلَيْهِ ومن تأخر فلا إثم عَلَيْهِ- زاد يَحيى: وأردف رجلًا خلفه وجعل ينادي [2] » . روى عَنْهُ بكير بْن عطاء الليثي، ورواه عن بكير: شُعْبَة [3] والثوري، ورواه وكيع والناس عن سفيان.
أخرجه الثلاثة.
3408- عبد الرحمن
(د ع) عَبْد الرَّحْمَن. غير منسوب.
روى عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي مَالِك، عن أَبِيهِ، عن جَدّه عَبْد الرَّحْمَن: أَنَّهُ قدم عَلَى رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم من اليمن، فدعاه إلى الْإِسْلَام، فأسلم، ومسح عَلَى رأسه، ودعا لَهُ بالبركة، وأنزله عَلَى يزيد بْن أَبِي سُفْيَان. فلما جهز أَبُو بَكْر، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، جيشًا إلى الشام، خرج مَعَ يزيد إلى الشام، فلم يرجع.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وأبو نعيم. وَقَدْ أخرج أَبُو نعيم وأبو مُوسَى «عَبْد الرَّحْمَن أَبُو عَبْد اللَّه» وَقَدْ تقدم ذكره، ولم يخرجه أَبُو موسى مستدركًا عَلَى ابْنُ منده إلا وَقَدْ علم أنه غير هذا،
__________
[1] لفظ الترمذي: «من جاء ليلة جمع قبل طلوع الفجر فقد أدرك الحج، أيام منى ثلاثة، فمن ... » .
[2] لفظ الترمذي: «وأردف رجلا فنادى به» . ينظر تحفة الأحوذي، أبواب الحج، باب ما جاء في الإفاضة من عرفات: 3/ 633، 634.
[3] رواية شعبة في مسند الإمام أحمد: 4/ 309، 310. ورواية سفيان في المسند أيضا: 4/ 309، 335 وعنه فيهما وكيع.(3/399)
ولم يخرج أَبُو نعيم الرجلين إلا وَقَدْ ظنهما اثنين، وأمَّا ابْنُ منده فلعله ترك أحدهما لأنه ظنهما واحدًا، لأن القصة متقاربة، فإن عَبْد الرَّحْمَن أبا عَبْد اللَّه يروي حديثه فِي الأزد، وهذا قَدْ قدم من اليمن، والأزد من اليمن، والله أعلم.
3409- عبد الرضى الخولانيّ
(د ع) عَبْد رَضِي [1] الخولاني. يكنى أبا مكنف [2] .
وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وفد خولان، وكتب لَهُ كتابًا إلى مُعَاذِ. وكان ينزل ناحية الإسكندرية ولا تعرف رواية، قاله أَبُو سَعِيد بْن يونس.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وأبو نعيم مختصرًا رُضي: بضم الراء.
3410- عبد العزيز بن الأصم المؤذن
(ع) عَبْد العزيز بْن الأصم المؤذن. روى الحارث بْن أَبِي أسامة، عن روح بْن عبادة، عن مُوسَى بْن عبيدة، عن نافع، عَنِ ابْنُ عُمَر قَالَ: كَانَ للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مؤذنان: أحدهما بلال، والآخر عَبْد العزيز بْن الأصم [3] .
أَخْرَجَهُ أَبُو نعيم.
3411- عبد العزيز بن بدر
(ب) عَبْد العزيز بْن بدر بْن زَيْد بْن معاوية بْن خشان [4] بْن أسعد [5] بْن وديعة بن مبذول ابن عثم [6] بْن الربعة بْن رشدان بْن قيس بْن جهينة الجهني الربعي.
وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: ما اسمك؟ قَالَ: عَبْد العزى. فسماه عَبْد العزيز، ذكره ابن الكلبي في نسب قضاعة.
أخرجه أبو عمر.
__________
[1] في المطبوعة: «رضاء» ممدودا. والمثبت عن الأصل، وباب الكنى فيما يأتى. والإصابة 2/ 419، فقد نقل الحافظ عن ابن ماكولا انه ضبطه مقصورا.
[2] كذا ضبط بضم الميم في الأصل، وقد ضبط في الإصابة بكسرها.
[3] رجح ابن حجر في الإصابة 2/ 420: أن عبد العزيز اسم ابن أم مكتوم. وقال: والمشهور في اسمه عمرو:
وقيل: عَبْد اللَّه بْن قيس بْن زائدة بْن الأصم بن هرم. فالأصم اسم جد أبيه، نسب إليه.
[4] في الإصابة 2/ 420، والجمهرة 416: حسان. وهو خطأ. والصواب ما أثبته ابن الأثير، وينظر تاج العروس:
9/ 192، وتبصير المنتبه: 2/ 501، والمشتبه: 235.
[5] في الجمهرة: أسد. والصواب أسعد، كما في تاج العروس: 9/ 192.
[6] مكانه في الجمهرة: «عدي» . والصواب «عثم» ، وينظر القاموس المحيط، مادة: عثم.(3/400)
عثم: بالعين المهملة والثاء المثلثة، وخشان: بكسر الخاء المعجمة، وبالشين المعجمة، وآخره نون.
3412- عبد العزيز بن سخبر
عَبْد العزيز بْن سخبر [1] بْن جُبَيْر بْنُ منبه بْن سعد بْن عَبْد اللَّه بْن مَالِك الغافقي. كَانَ اسمه عَبْد العزي فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد العزيز، ودخل مصر.
قَالَه أَبُو عُبَيْد اللَّه الجيزى.
3413- عبد العزيز بن سيف
(د ع س) عَبْد العزيز بْن سيف بْن ذي يزن الحميري.
كتب إِلَيْه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قاله ابن منده.
وقَالَ أَبُو نعيم: ذكره بعض المتأخرين، والذي كتب إِلَيْه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «زرعة بن سيف ابن ذي يزن» فلا أعلم أحدًا قاله «عَبْد العزيز» ، ولم يذكر لذلك رواية ولا بيانًا.
وقَالَ أَبُو مُوسَى: أورده أَبُو عَبْد اللَّه- يعني ابْنُ منده- وقَالَ: كتب إِلَيْه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يورد لَهُ إسنادًا، فأنكره عَلَيْهِ أَبُو نعيم.
وقَالَ: الَّذِي كتب إِلَيْه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «زرعة بْن سيف بْن ذي يزن» .
قَالَ: ولا أعلم أحدًا ذكره «عَبْد العزيز» غيره.
وَقَدْ روى أَبُو عَبْد اللَّه بْن منده حديثه بخراسان، وروى أَبُو موسى بإسناده عن ابْنُ منده قال: أخبرنا أَبُو اليزن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد العزيز بن عفير بن عبد العزيز ابن السفر بْن عفير بْن زرعة بْن سيف بْن ذي يزن، حَدَّثَنَا عمي أَبُو روح أَحْمَد بْن خيش [2] حَدَّثَنِي عمي مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز قَالَ: سَمِعْتُ أبي وعمي يقولان، عن أبيهما، عن جدهما: أن عَبْد العزيز قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واسمه عزيز، قَالَ فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ما اسمك؟
قَالَ: عزيز. قَالَ: بل أنت عَبْد العزيز، وهو أخو ذي يزن، فدفع إِلَيْه حللًا، ودفع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منها إلى عُمَر بْن الخطاب، فقومت عشرين بعيرًا.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده، وأبو نعيم، وأبو موسى.
__________
[1] في الإصابة 2/ 420: «سخبرة» بهاء. وفي التجريد 1/ 385 مثل ما هنا: سخبر.
[2] في المطبوعة: «خنيس» والمثبت عن الأصل.(3/401)
3414- عَبْد العزيز بْن عَبْد اللَّه بْن أسيد
(س) عَبْد العزيز بْن عَبْد اللَّه بْن أسيد.
أورده ابْنُ شاهين وقَالَ: كذا قَالَ ابْنُ أَبِي دَاوُد، وَقَدْ اختلف فِيهِ.
روى يزيد بْن هارون، عن العوام بْن حوشب، عن السفاح بْن مطر الشيباني [1] ، عن عَبْد العزيز بْن عَبْد اللَّه بْن أسيد قَالَ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يَوْم عرفة اليوم الَّذِي يعرف فِيهِ النَّاس» . أخرجه أبو موسي.
3415- عبد العزيز أبو عبد الغفور
(س) عَبْد العزيز أَبُو عَبْد الغفور.
قَالَ أَبُو مُوسَى: أورده أَبُو نعيم وقَالَ: غير منسوب، وتبعه عليه أبو زكريا- يعني ابْنُ منده.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى، فِيمَا أَذِنَ لِي، أَخْبَرَنَا أَبُو علي، أخبرنا أَبُو نعيم، حدثنا أحمد بن جعفر ابن سلم، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عليّ الأبار، حَدَّثَنَا مروان بْن جَعْفَر بْن سعد بْن سمرة، حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي، عن عثمان بْن مطر الْبَصْرِيّ، عن عَبْد الغفور بْن عَبْد العزيز، عن أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن رجبًا شهر عظيم، تضاعف فِيهِ الحسنات، من صام فِيهِ يومًا كَانَ كسنة» . قَالَ أَبُو مُوسَى: وهذا مرسل، وهم فِيهِ وهمين، أحدهما: أَنَّهُ جعله صحابيًا، وهو تابعي.
وقَالَ: غير منسوب، وهو عَبْد العزيز بْن سَعِيد. رَوَاهُ معلي بْن مهدي، عن عثمان، عن عَبْد الغفور، عن أَبِيهِ، عن جَدّه. كذلك رَوَاهُ غير واحد، عن عَبْد الغفور. وَقَدْ أورده أَبُو نعيم وغيره فِي باب السين:
أَخْرَجَهُ أبو موسي.
3416- عبد العزيز بن اليمان
(د ع) عَبْد العزيز بْن اليمان، أخو حذيفة بْن اليمان.
قال ابْنُ منده: أخبرنا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد النَّيْسَابُوريّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق الثقفي، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن مُوسَى الفزاري، حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن زياد الهمداني، عن ابْنُ جريح، عن
__________
[1] له ترجمة في الجرح والتعديل لابن أبى حاتم: 2/ 1/ 323.(3/402)
عكرمة بْن عمار، عَنْ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي قدامة [1] ، عن عَبْد العزيز بْن اليمان أخي حذيفة قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر بادر إلى الصلاة.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم، وقَالَ أَبُو نعيم: كذا ذكره بعض المتأخرين- يعني ابْنُ منده- وهو وهم، وصوابه عَبْد العزيز بْن أخي حذيفة بْن اليمان، وروى بإسناده عن عَبْد اللَّه بْن أحمد ابن حنبل، عن أَبِيهِ قال: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن عُمَر، وخلف بْن الوليد قالا: حَدَّثَنَا يَحيى بْن زكريا- يعني ابْنُ أَبِي زائدة- عن عكرمة بْن عمار، عن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الدؤلي قَالَ: قَالَ عَبْد العزيز بْن أخي حذيفة بْن اليمان: كَانَ رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر صلى [2] .
ورواه أَبُو نعيم، عن سريج بْن يونس، عن يحيي بن زكريا، عن عكرمة بْن عمار، عن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الدؤلي، عن عَبْد العزيز بْن أخي حذيفة: «أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا حزبه أمر بادر إلى الصلاة» .
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وأبو نعيم.
3417- عَبْد عمرو بن عبد جبل
عَبْد عَمْرو بْن عَبْد جبل الكلبي.
يُقال: لَهُ صحبة.
ذكره ابْنُ ماكولا مختصرًا.
جبل: بالجيم، والباء الموحدة، واللام.
3418- عبد عمرو بن نضلة الخزاعي
(س) عَبْد عَمْرو بْن نضلة الخزاعي. قيل: إنه اسم ذي اليدين. وقال الواقدي: اسم ذي اليدين عَمْرو بْن [عَبْد] ود. استشهد يَوْم بدر.
روى مُحَمَّد بْن كَثِيْر، عن الأوزاعي، عن الزُّهْرِيّ، عن سَعِيد وأبي [3] سَلَمة وعبيد الله ابن عَبْد اللَّه بْن عتبة، عن أَبِي هُرَيْرَةَ قال: سلم رسول الله صلى الله فِي الركعتين، فقام عَبْد عَمْرو بْن نضلة، رَجُل من خزاعة حليف لبني زهرة، فَقَالَ: أقصرت الصلاة أم نسيت؟ قَالَ:
كل لم يكن. قَالَ: بل نسيت، ثُمَّ أقبل رَسُول الله صلى الله عليه وسلم على الناس فَقَالَ: أصدق ذو الشمالين؟ وَقَدْ تقدم القول فِيهِ فِي «ذي اليدين» .
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
__________
[1] في الإصابة 3/ 157: «ابن أبى قلابة» والصواب «أبى قدامة» . ينظر التهذيب: 9/ 271.
[2] مسند أحمد: 5/ 388.
[3] رواية أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف في مسند الإمام أحمد: 2/ 423.(3/403)
3419- عبد عوف بن الحارث
(ب د ع) عَبْد عوف بْن عَبْد الحارث بن عوف بن حشيش أَبُو حازم الأحمسي، من أحمس بْن الغوث. وهو والد قيس بْن أَبِي حازم.
روى عَنْهُ ابْنُه قيس، وهو مشهور بكنيته. وقيل: اسمه عوف، وَقَدْ ذكرناه فِي الكنى.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
3420- عبد قيس بن لاى
(ب) عَبْد قيس بْن لاي بْن عصيم. حليف لبني ظفر من الأنصار.
قَالَ أَبُو عُمَر: لا أعرف نسبه. شهد أحدا مَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخرجه أبو عمر [1] .
3421- عبد القيوم أبو عبيدة
(د ع) عَبْد القيوم أَبُو عبيدة [2] ، الْأَزْدِيّ، مولاهم.
روى مُوسَى بْن سهل، عن عَبْد الجبار بْن يَحيى بْن الفضل بْن يَحيى بْن قيوم، عن جَدّه، الفضل، عن أَبِيهِ يَحيى، عن جَدّه قيوم: أَنَّهُ وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ مولاه أَبِي راشد، فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأبي راشد: ما اسمك؟ قَالَ: عَبْد العزى أَبُو مغوية. قَالَ: أنت عَبْد الرَّحْمَن أَبُو راشد. قَالَ: فمن هَذَا معك؟ قَالَ: مولاي. قَالَ: فما اسمه؟ قَالَ قيوم. قَالَ: ولكنه عَبْد القيوم أَبُو عبيدة. أَخْرَجَهُ ابْنُ مندة وأبو نعيم.
3422- عبد المطلب بن ربيعة
(ب د ع) عَبْد المطلب بْن رَبِيعة بْن الحارث بْن عبد المطلب بن هاشم بْن عَبْد مناف الْقُرَشِيّ الهاشمي. وقيل: اسمه المطلب، وأمه أم الحكم بِنْت الزَُبَيْر بْن عبد المطلب بن هاشم، وكان عَلَى عهد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجلًا [3] ، قاله الزَُبَيْر. وقيل: كَانَ غلامًا، والله أعلم. ولم يغير رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسمه.
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 1703: 1006.
[2] في المخطوطة والمطبوعة: «أبو عبيد» دون هاء. والمثبت عن الإصابة: 2/ 422، وتجريد أسماء الصحابة للذهبى:
1/ 386، وباب الكنى فيما يأتى.
[3] كتاب نسب قريش لمصعب: 87.(3/404)
سكن المدينة، ثُمَّ انتقل إلى الشام فِي خلافة عُمَر بْن الخطاب، ونزل دمشق، وابتنى بها دارًا.
روى الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن الحارث بْن نوفل بْن الحارث بْن عَبْد المطلب، عن عَبْد المطلب بْن رَبِيعة بْن الحارث قَالَ: اجتمع رَبِيعة بْن الحارث والعباس فقالا: والله لو بعثنا هذين الغلامين إلى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فكلماه، فأمرهما عَلَى هَذِهِ الصدقات ... وذكر الحديث أخبرنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مِهْرَانَ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّد بإسنادهما إلى أَبِي عِيسَى السلمي، حَدَّثَنَا قُتَيْبَة، حَدَّثَنَا أَبُو عوانة، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث قال: حدثني عبد المطلب بْن ربيعة بْن الحارث بْن عبد المطلب: أن العباس بْن عَبْد المطلب دخل عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مغضبًا وأنا عنده، فقال: ما أغضبك؟ فقال: يا رسول الله، ما لنا ولقريش! إذا تلاقوا بينهم تلاقوا بوجوه مبشرة، وإذا لقونا لقونا بغير ذلك! قال: فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى احمر وجهه، ثم قال: والذي نفسي بيده لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم للَّه ولرسوله.
ثم قال: أيها الناس، من آذى عمي فقد آذاني، فإنما عم الرجل صنو أَبِيهِ [1] . وتوفي بدمشق، فصلى عَلَيْهِ معاوية، قَالَ ابْنُ أبي عاصم: كأنه توفي سنة إحدى وستين.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
3423- عبد الملك بن أكيدر
(ع) عَبْد الملك بْن أكيدر، صاحب دومة الجندل [2] .
روى يَحيى بْن وهب بْن عَبْد الملك صاحب دومة الجندل، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدّه: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتب إلى أَبِي كتابًا، ولم يكن معه خاتم، فختمه بظفره.
ورواه عَبْد السَّلام بْن مُحَمَّد، عن إِبْرَاهِيم بْن عَمْرو بْن وهب، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
قلت: لا شبهة أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتب إلى عَبْد الملك فِي غزوة تبوك، وسار إِلَيْه خَالِد بْن الوليد فأسره، ثُمَّ صالحه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحمل الجزية إلى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والله أعلم. وَقَدْ تقدم فِي «أكيدر [3] » أتمّ من هذا.
__________
[1] تقدم الحديث في ترجمة العباس بن عبد المطلب 3/ 165، 166، وخرجناه هنالك.
[2] دومة الجندل من أعمال المدينة، وهي منها على نحو خمس عشرة ليلة.
[3] ينظر الترجمة رقم 220: 1/ 135.(3/405)
3424- عبد الملك الحجبي
(س) عَبْد الملك الحجبي.
أورده أَبُو بَكْر بْن أَبِي على في الصحابة، وروى عَنْ هاشم بْن القاسم الحراني، عن يعلى ابْنُ الأشدق، عن عَبْد الملك الحجبي: «أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مر بأهل مكَّة فقالوا: يا رَسُول اللَّه نسقيك نبيذًا؟ قَالَ: نعم. فجيء بِهِ فمزجه ثُمَّ قَالَ: هكذا فاشربوا يا أهل مكَّة. قَالُوا:
يا رَسُول اللَّه، إنا لنعطش، وإن ماءنا لحار، وهو يشق علينا شرب الماء. قال: فانتبذوا فِي القرب وغيروا طعم الماء واشربوا» . أَخْرَجَهُ أبو موسى.
3425- عبد الملك بن عباد
(ب د ع) عَبْد الملك بْن عباد بْن جَعْفَر المخزومي.
روى سَعِيد بْن السائب الطائفي، عن عَبْد الملك بْن أَبِي زُهَيْر بْن عَبْد الرَّحْمَن الثقفي:
أن حمزة بْن عَبْد اللَّه أخبره، عن القاسم بْن حبيب، عن عَبْد الملك بْن عباد بْن جعفر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ يَقُولُ: «أول من أشفع لَهُ من أمتي أهل المدينة وأهل مكَّة وأهل الطائف» .
رَوَاهُ عَبْد الوهاب الثقفي، عن سَعِيد بْن السائب، عن حمزة بْن عَبْد اللَّه بْن سبرة، عن القاسم بْن حبيب، عن عَبْد الملك قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ، نحوه.
ورواه مُحَمَّد بْن بكار، عن زافر بن سليمان، عن مُحَمَّد بْن مُسْلِم، عن عَبْد الملك بْن زُهَيْر، عن حمزة بْن أَبِي شمر، عن مُحَمَّد بْن عباد، عن النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وسلم، نحوه. أخرجه الثلاثة.
3426- عبد الملك بن علقمة
(س) عَبْد الملك بْن علقمة الثقفي.
أورده يونس بْن حبيب الأصفهاني فِي مسند أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْقَاهِرِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي داود الطَّيَالِسِي، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر الحناط، حَدَّثَنِي يَحيى بْن هانئ بْن عروة بْن قعاص [1] ، عن أبى حذيفة، عن عبد الملك بن
__________
[1] في المطبوعة والمخطوطة: «حَدَّثَنِي يَحيى بْن هانئ بْن عروة بْن قعاس» والصواب ما أثبتناه، ففي التهذيب 11/ 293:
«يحيى بن هاني بن عروة بن قعاص، ويقال: فضفاض المرادي أبو داود الكوفي. روى عن أبيه وأنس بن مالك ... وأبى حذيفة. روى عنه شعبه والثوري ... وأبو بكر بن عياش وهو الحناط. وينظر كذلك الجرح والتعديل لابن أبى حاتم:
4/ 2/ 195.(3/406)
علقمة الثقفي: أن وفد ثقيف قدموا عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأهدوا لَهُ هدية، فَقَالَ: أصدقة أم هدية؟ فإن الصدقة يبتغى بها وجه اللَّه عزَّ، وجلَّ، وإن الهدية يبتغي بها وجه الرَّسُول وقضاء الحاجة. فسألوه وما زالوا يسألونه حتَّى ما صلوا الظهر إلا مَعَ العصر.
كذا ترجم لعبد الملك فِي المسند.
ورواة الْبُخَارِيّ فِي تاريخه، عن يُوْسٌف، عن أبي بَكْر هَذَا، وهو ابْنُ عياش، عن يَحيى بْن أَبِي حذيفة، عن عَبْد الملك بْن مُحَمَّد بْن نسير- بالنون- عن عَبْد الرَّحْمَن بْن علقمة.
وقَالَ أَبُو حاتم: عَبْد الرَّحْمَن بْن علقمة تابعي [1] . أخرجه أبو موسى.
3427- عبد مناف بن عبد الأسد
(س) عَبْد مناف بْن عَبْد الأسد بْن هلال بْن عَبْد الله بن عمرو بْن مخزوم، أَبُو سَلَمة، زوج أم سَلَمة قبل النَّبِيّ بدري قديم الْإِسْلَام، توفي فِي حياة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَدْ تقدم فِي «عَبْد اللَّه بْن عَبْد الأسد [2] » ، وهو بكنيته أشهر. ويذكر فِي الكنى، إن شاء اللَّه تَعَالى.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
قلت: لم تجر عادة أبى مُوسَى أن يستدرك أمثال هَذَا، وأن يذكر من غير النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الاسم الأول، فإنه متروك، وهو لم يفعل هَذَا فيما تقدم من هَذَا الباب، ولو سلك هذا لطال.
والله أعلم.
3428- عبد هلال
(س) عَبْد هلال. ذكره المستغفري فِي الصحابة.
روى إِبْرَاهِيم بْن عرعرة، عن زَيْد بْن الْحُبَاب، عن بشر [3] ، بْن عِمْرَانَ، عن مولاه عبد الله ابن عَبْد هلال قَالَ: ما أنسى حين ذهب بي أبي إلى النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ فَقَالَ: ادع لَهُ وبرك عَلَيْهِ.
قَالَ: فما أنسى برد يد رَسُول اللَّه صَلَّى الله عليه وسلم على يافوخي [4] .
__________
[1] الجرح لابن أبى حاتم: 2/ 2/ 273.
[2] ينظر الترجمة رقم 3036: 3/ 394.
[3] ذكر ابن أبى حاتم في ترجمة بشر بن عمران 1- 1- 361- أنه: «روى عن عبد الله بن عبد بن هلال» وينظر ترجمة عبد الله في: 2/ 2/ 102.
[4] اليافوخ: الموضع الّذي يتحرك من وسط رأس الطفل.(3/407)
وكان يصوم النهار ويقوم الليل، ومات وهو أبيض الرأس واللحية. وكان لا يكاد يفرق شعره من كثرته.
ورواه عبدة بْن عَبْد اللَّه، عن زَيْد بإسناده مثله، إلا أَنَّهُ قَالَ: عَبْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن هلال.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
3429- عَبْد الواحد
عَبْد الواحد، غير منسوب.
أَخْرَجَهُ الباطرقاني فِي طبقات المقرءين.
روى ابْنُ وهب، عن خلاد بْن سُلَيْمَان قَالَ: وكان ممن جمع القرآن عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم هو وعبد اللَّه بْن مَسْعُود، فَقَالَ عَبْد الواحد: أرأيت حيث يَقُولُ اللَّه، عزَّ وجلَّ فِي كتابه: «تسع وتسعون نعجة أنثى» . ألم يكن يعرف نعجة أنهن إناث!! قَالَ ابْنُ مَسْعُود: أرأيت حيث يَقُولُ اللَّه: «فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رجعتم تلك عشرة كاملة» ألم يكن يعرف أن سبعة وثلاثة، عشرة؟.
قَالَ أَبُو زرعة: عَبْد الواحد لم ينسب، وخلاف مصرى.
3430- عبد ياليل بن عمرو
(ب س) عَبْد ياليل بْن عَمْرو بْن عمير الثقفي.
كَانَ وجهًا من وجوه ثقيف، وهو الَّذِي أرسلته ثقيف إلى رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم بعد قتل عروة ابن مَسْعُود، وأرسلوا معه خمسة رجال بإسلامهم. وكانت ثقيف أرادوا أن يرسلوه وحده، فامتنع وخاف أن يفعلوا به ما فعلوا بعروة بْن مَسْعُود، فأرسلوا معه الخمسة، وهم: عثمان بْن أَبِي العاص، وأوس بْن عوف، ونمير بْن خرشة، والحكم بْن عَمْرو، وشرحبيل بْن غيلان بْن سَلَمة.
فأسلموا كلهم وحسن إسلامهم، وانصرفوا إلى قومهم ثقيف، فأسلموا كلهم كذا قَالَ ابْنُ إِسْحَاق: عَبْد ياليل. وقَالَ غيره: مسعود بن عبد ياليل، قَالَه مُوسَى بْن عقبة وابن الكلبي وأبو عُبَيْد وغيرهم.
قَالَ أَبُو عُمَر: وهو الصحيح.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر وَأَبُو مُوسَى.(3/408)
3431- عبد ياليل بن ناشب
(ب) عبد ياليل بْن ناشب بْن غيره الليثي، من بني سعد بْن ليث، حليف لبني عدي ابْنُ كعب.
شهد بدرًا، وتوفي آخر خلافة عُمَر بْن الخطاب. وكان شيخًا كبيرًا.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر مختصرًا.
قلت: لا أعرف فِي بني سعد بْن ليث: عَبْد ياليل بْن ناشب، إلا جد [1] إياس، وخالد، وعاقل بني البكير بْن عَبْد ياليل بْن ناشب بْن غيرة بْن سعد بْن ليث. شهد إياس وإخوته بدرا مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهم حلفاء بني عدي كما ذكره، ويبعد أن يكون لَهُ صحبة، وإن كَانَ غيره فلا أعرفه.
3432- عبد بن الأزور
(س) عَبْد بْن الأزور. وقيل: ضرار بْن الأزور. وهو الأشهر.
روى ماجد [2] بْن مروان، حَدَّثَنِي أَبِي، عن أَبِيهِ، عن عَبْد بْن الأزور قَالَ: أتيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلما وقفت بين يديه أنشدته [3] :
تَقُولُ جميلة فرقتنا ... وصدعت أهلك شتى شمالًا
تركت القداح وعزف القيانة ... والخمر تصلية وابتهالا
وقد تقدم ذكره فِي ضرار.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
عبد: غير مضاف إلى اسم آخر.
3433- عَبْد بْن جحش
(ب س) عَبْد بْن جحش بْن رئاب الأسدي، من أسد خزيمة. وَقَدْ تقدم نسبه عند أخيه عبد الله، ويكنى عَبْد هَذَا «أبا أَحْمَد» وغلبت عَلَيْهِ كنيته، وهو حليف حرب بن أمية.
__________
[1] ينظر تراحمهم في: 1/ 181، 2/ 91، 3/ 116.
[2] كذا في المخطوطة. وفي المطبوعة: مجاهد.
[3] مضى البيتان في ترجمة ضرار 3/ 52 برواية أخرى، وقد خرجناهما هنالك. والبيت الثاني في مسند الإمام أحمد:
4/ 76 وفي المطبوعة والمخطوطة: «وصدع أهلك شتى سلالا.» ولم نجد «سلالا» وأثبتنا «شمالا» مما سبق. إلا أن تكون «شلالا» وأصلها «شللا» بفتحتين. ثم مد لأجل القافية. والشلل: الطرد.
والتصلية: الدعاء، كأنه كان يدعو أن لا تفسد الخمر، والابتهال: الدعاء والتضرع، وذلك كقول الأعشى:
وقابلها الريح في دنها ... وصلى على دنها وارتسم(3/409)
وهو ممن هاجر إلى أرض الحبشة، وهو أخو زينب بِنْت جحش زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويذكر فِي الكنى، إن شاء اللَّه تعالى أتم من هَذَا.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر وَأَبُو مُوسَى.
عَبْد هَذَا: غير مضاف إلى اسم آخر.
3434- عبد بن الجلندي
عبد بن الجلندي أسلم هو وأخوه جيفر عَلَى عهد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان بعمان.
ذكره أَبُو عُمَر فِي ترجمة أخيه جيفر، وَقَدْ ذكرناه في جيفر [1] .
3435- عبد أبو حدرد
(ب د ع) عَبْد، أَبُو حدرد الأسلمي: هو مشهور بكنيته، وسيذكر إن شاء اللَّه تَعَالى فِي الكنى.
واختلف العلماء فِي اسمه، فَقَالَ أَحْمَد بْن حنبل وَيَحْيَى بْن معين: اسم أبي حدرد عَبْد.
وقَالَ هشام بْن الكلبي: اسمه سلامة بْن عمير، وَقَدْ تقدم [2] .
وهو والد عبد الله بن أبى حدرد، [و [3]] والد أم الدرداء، والله أعلم.
أخبرنا عُبَيْد الله بن أحمد بن علي بإسناده إلى يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، عن جَعْفَر بْن عَبْد اللَّه بْن أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي حدرد قَالَ: تزوجت امْرَأَة مِنْ قَوْمِي، فَأَصْدَقْتُهَا مِائَتَيْ دِرْهَمٍ، فَأَتَيْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْتَعِينُهُ عَلَى نكاحي، فَقَالَ: كَمْ أَصْدَقْتَ؟ قُلْتُ: مِائَتَيْ دِرْهَمٍ.
فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سبحان اللَّه! لو كنتم تأخذونها من واد [ما زاد] [4] ، لا والله ما عندي ما أعينك بِهِ! فلبثت أيامًا، ثُمَّ أقبل رَجُل من جشم بن معاوية يقال له: «رفاعة بن قيس- أَوْ: قيس بْن رفاعة» حتَّى [5] نزل بقومه ومن معه الغابة، يريد أن يجمع قيسًا عَلَى حرب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان ذا اسم وشرف فِي جشم، فدعاني رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ورجلين من المسلمين فَقَالَ: اخرجوا إلى هذا الرجل حتى تأتونا بخبر وعلم. فخرجنا ومعنا سلاحنا، حتَّى جئنا قريبًا
__________
[1] مضت ترجمته في: 1/ 371.
[2] الترجمة 2138: 32/ 41.
[3] زيادة لا بد من إثباتها، فأبو حدرد هو والد أم الدرداء، كما سيأتي في ترجمتها. وينظر كذلك الاستيعاب، الترجمة 1381: 820.
[4] سقط من المطبوعة، أثبتناه عن المخطوطة. وفي سيرة ابن هشام: «ما زدتم» .
[5] قبله في السيرة: «في بطن عظيم من بنى جشم، حتى ... » .(3/410)
من الحاضر مَعَ الغروب، فكمنت فِي ناحية وأمرت صاحبي فكمنا فِي ناحية أخرى من حاضر القوم، وقلت لهما: إِذَا سمعتماني كبرت وشددت فِي العسكر فكبرا وشدا معي. وغشينا الليل وذهبت فحمة العشاء، وَقَدْ كَانَ أبطأ عليهم راع لهم، فتخوفوا عليه. فقام صاحبهم «رفاعة ابن قيس» فأخذ سيفه، وقَالَ: والله لأطلبن أثر راعينا. فَقَالَ لَهُ نفر ممن معه: نَحْنُ نكفيك فَقَالَ: والله لا يذهب إلا أَنَا، ولا يتبعني منكم أحد. وخرج حتَّى مر بي، فلما أمكنني نفحته [1] بسهم، فوضعته فِي فؤاده، فما تكلم. فاحتززت رأسه. ثُمَّ شددت فِي ناحية العسكر [وكبرت] وشدّ صاحباي وكبّرا. فو الله ما كَانَ إلا النجاء بما قدروا عَلَيْهِ من نسائهم وأبنائهم وما خف معهم من أموالهم، واستقنا إبلًا عظيمة وغنمًا كثيرة، فجئنا بها إلى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وجئت برأسه أحمله. فأعطاني [2] من تلك الإبل ثلاثة عشر بعيرًا فِي صداقي، فجمعت إليَّ أهلي [3] .
رَوَاهُ مُحَمَّد بْن سَلَمة وغيره عن ابْنُ إِسْحَاق، فقالا: عن جَعْفَر، عن عبد الله بن أبي حدرد، عن أبيه.
وَرَوَاهُ إِبْرَاهِيم بْن سَعْدٍ عَنِ ابْنُ إِسْحَاق فقال: عمن لا أتهم. ورواه سَلَمة بْن الفضل مثل رواية يونس، ورواه عَبْد الملك بْن هِشَام، عَنِ البكائي، عَنِ ابن إسحاق مثل رواية إبراهيم ابن سعد.
3436- عبد بن زمعة بن الأسود
(ب د ع) عَبْد بْن زمعة بْن الأسود، أخو سودة بِنْت زمعة. كذا نسبه أبو نعيم.
وقَالَ أَبُو عُمَر: عَبْد بْن زمعة بْن قيس بْن عَبْد شمس بْن عَبْد ود بْن نصر بْن مالك بْن حسل بْن عَامِر بْن لؤي العامري، أمه عاتكة بِنْت الأحنف بْن علقمة بْن بني معيص بْن عَامِر أَبُو لؤي [4] .
وقَالَ ابْنُ منده: عَبْد بْن زمعة، أخو سودة بِنْت زمعة.
__________
[1] أي: رميته به.
[2] في السيرة: «فأعاننى ... بثلاثة عشر ... » .
[3] سيرة ابن هشام: 2/ 629، 630.
[4] الاستيعاب، الترجمة 1382: 820.(3/411)
وكان عَبْد شريفًا، سيدًا من سادات الصحابة، وهو أخو سودة بِنْت زمعة لأبيها، وأخو عبد الرحمن بن زمعة [1] ابن وليدة زمعة، الَّذِي تخاصم فِيهِ «عَبْد بْن زمعة» مَعَ «سعد بْن أبي وقاص» ، وأخوه لأمه قرظة [2] بْن عَبْد عَمْرو بْن نوفل بْن عَبْد مناف.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ إِجَازَةً بِإِسْنَادِهِ إِلَى أبي بكر بن أبي عاصم، حدثنا سعيد بن يحيى ابن سَعِيد، حَدَّثَنَا أبي، عن مُحَمَّد بْن عَمْرو، عن يَحيى بْن عَبْد الرَّحْمَن، عن عَائِشَة قَالَتْ:
تزوج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سودة بِنْت زمعة، فجاء أخوها عَبْد بن زمعة من الحج، فجعل يحثو التراب فِي رأسه، فَقَالَ بعد أن أسلم: إني لسفيه يَوْم أحثو فِي رأسي التراب أن تزوج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسودة بِنْت زمعة [3] .
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
قلت: قول أَبِي نعيم فِي نسبه: «زمعة بْن الأسود، أخو سودة بِنْت زمعة» وهم مِنْهُ، فإن سودة بِنْت زمعة بْن قيس. وكذلك ذكر نسبها أَبُو نعيم، ولم يذكر الأسود. وأمَّا ابْنُ منده فلم يزد فِي نسبه عَلَى زمعة، فخلص من الوهم: والصحيح النسب الأول: أَنَّهُ من عَامِر بْن لؤي، وَقَدْ تقدم هَذَا في عبد الرحمن بن زمعة مستوفى.
3437- عبد أبو زمعة البلوى
(س) عَبْد أَبُو زمعة البلوي.
ممن بايع بيعة الرضوان تحت الشجرة، سكن مصر، واختلف فِي اسمه فَقَالَ جَعْفَر:
اسمه عَبْد.
أَخْرَجَهُ أبو موسي.
3438- عبد بن عبد أبو الحجاج الثمالي
(ب) عَبْد بْن عَبْد، أَبُو الحجاج الثمالي. وقيل: اسمه «عَبْد اللَّه بْن عَبْد» . وهو بكنيته أشهر، نذكره فيها، إن شاء اللَّه تَعَالى.
ذكره أَبُو عُمَر فِي أَبِي الحجاج الثمالي.
3439- عبد بن عبد الجدلي
(د ع) عبد بن عبد الجدليّ.
__________
[1] ينظر الترجمة 3305: 3/ 448.
[2] كتاب نسب قريش: 204، وفي كتاب حذف من نسب قريش 42: «وقرظة بن عبد عمرو بن نوفل، كان ممن ينهى عن حرب النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسلم.
[3] أخرجه الإمام أحمد في مسند عائشة من حديث طويل. المسند: 6/ 311.(3/412)
قديم. ذكر فِي الصحابة ولا يصح. روى عَنْهُ معبد بْن خَالِد، ذكره الْبُخَارِيُّ فِي التَّابِعِينَ.
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ وَأَبُو نعيم مختصرا.
3440- عبد العركى
(س) عَبْد العركي وقيل: عُبَيْد- الَّذِي سَأَلَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم عن ماء البحر.
قَالَ ابْنُ منيع: بلغني أن اسمه «عَبْد» . وأورده الطبراني فيمن اسمه عُبَيْد. والعركي:
الملاح، وليس باسم لَهُ.
أَخْرَجَهُ أَبُو موسى مختصرا.
3441- عبد بن عبد غنم
(د ع) عَبْد بْن عَبْد غنم، أَبُو هُرَيْرَةَ الدوسي.
صاحب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، وأكثر الصحابة رواية عنده، اختلف فِي اسمه كثيرًا.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وأبو نعيم.
3442- عَبْد بْن قيس بْن عَامِر بْن خَالِد الأنصاري
(ب) عَبْد بْن قيس بْن عَامِر بْن خَالِد بْن عَامِر بْن زريق الْأَنْصَارِيّ الزرقي [1] .
شهد العقبة وبدرًا.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر مختصرًا.
3443- عبد المزني
(ب د ع) عَبْد المزني، أَبُو يزيد. روى عَنْهُ ابْنهُ يزيد.
أخبرنا أَبُو الفرج بن أبي الرجاء إِجَازَةً بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ قَالَ: حدثنا يعقوب ابن حميد، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عن أيوب بن موسى، عن يزيد بْن عَبْد المزني، عن أَبِيهِ أن رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يعق عن الغلام، ولا يمس رأسه بدم [2] » . أَخْرَجَهُ الثلاثة، وقَالَ أَبُو عُمَر: إنه مرسل. وقَالَ أبو أحمد العسكري وذكره فقال:
أراه مرسلا.
__________
[1] الّذي في سيرة ابن هشام 1/ 460: «عباد بن قيس بن عامر بن خلدة بن مخلد بن عامر ... » .
[2] أخرجه ابن ماجة في كتاب الذبائح، باب العقيقة، الحديث 3166: 2/ 1057 عن يعقوب بن حمية بن كاسب بإسناده، ولكنه وقفه على «يزيد بن عبد المزني» فلم يقل: «عن أبيه» .
والعقيقة: ما يذبح عن المولود. وقد كانوا في الجاهلية يلطخون رأس الغلام بالدم، فنهى عن ذلك.(3/413)
3444- عبدة
(ب د ع) عبدة- بزيادة هاء- هُوَ ابْنُ حزن النصري، من بني نصر بْن معاوية بن بكر ابن هوازن. وقيل: نصر بْن حزن.
وهو كوفي، روى عَنْهُ أَبُو إِسْحَاق السبيعي.
روى شُعْبَة، والثوري، والْأَعْمَش، ويونس بْن أَبِي إِسْحَاق، عن أبى إسحاق، عن عبدة ابن حزن أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «بُعِثَ دَاوُدُ وَهُوَ رَاعِي غَنَمٍ، وَبُعِثَ مُوسَى وهو راعي غنم، وبعثت أَنَا وأنا راعي غنم بأجياد» [1] . قَالَ ابْنُ منده: قَالَ يونس بْن أَبِي إِسْحَاق، عن أَبِيهِ: «عبيدة» ، بزيادة ياء.
وقَالَ أَبُو نعيم، عن أَبِي إِسْحَاق: «عبيدة» ، كما تقدم ذكره.
قَالَ الْبُخَارِيّ: عبدة بْن حزن النصري من بني نصر بْن معاوية، أَبُو الوليد. أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومنهم من يجعله تابعيًا، ويجعل حديثه مرسلًا، لروايته عن ابْنُ مَسْعُود ورواية مُسْلِم البطين [2] والحسن بْن سعد [3] عَنْهُ.
أخرجه الثلاثة.
3445- عبدة بن الحسحاس
(س) عبدة بْن الحسحاس. هُوَ الَّذِي أسر قَيْس بْن السائب يَوْم بدر.
قَالَ جَعْفَر: كذا قَالَ الواقدي، قَالَ: وقَالَ أَبُو حاتم بْن حبان فِي تاريخه: عُبَيْد بْن الحسحاس.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى مختصرًا.
حبان: بكسر الحاء وبالباء الموحدة. والحسحاس، قَالَ الواقدي: عبدة بْن الحسحاس، بالحاء والسين المهملتين. وهو ابْنُ عم المجذّر بن ذياد [4] وأخوه لأمه، قتل يَوْم أحد.
وقَالَ ابْنُ إِسْحَاق وأبو معشر: عبادة بْن الخشخاش بْن عَمْرو بْن زمزمة، لَهُ صحبة، وقتل يَوْم أحد.
__________
[1] أجياد: موضع من بطحاء مكة، من منازل قريش البطاح.
[2] في المطبوعة: مسلم بن البطين. وهو خطأ. وهو: مسلم بن عمران البطين. ينظر التهذيب: 10/ 134.
[3] في المطبوعة: «بن مسلم» وهو خطأ والصواب عن الأصل، والجرح لابن أبى حاتم: 3/ 1/ 89.
[4] في المطبوعة: «زيادة» بالزاي، وهو خطأ نبهنا عليه كثيرا.(3/414)
فجعلا «عبادة» بزيادة ألف، «والخشخاش» بالخاء والشين المعجمتين، وَقَدْ تقدم القول فِيهِ فِي «عبادة [1] » أتم من هَذَا. قاله الأمير أَبُو نصر
3446- عبدة مَوْلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم
(س) عبدة مَوْلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ذكر ابْنُ شاهين. روى يَحيى بْن بكير، عَنِ ابْنِ المبارك، عَنْ سُلَيْمَان التيمي، عَنْ رَجُل قَالَ: قيل لعبدة مَوْلَى رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل كَانَ رَسُول اللَّه يأمر بصلاة غير المكتوبة؟ قَالَ بين المغرب والعشاء [2] .
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
3447- عبدة بن مسهر
(د ع) عبدة بْن مسهر. أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
رَوَى إِسْمَاعِيلُ بْنُ أبي خالد، عن أبي زرعة بن عمرو بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ عَبْدَةَ بْنِ مُسْهِرٍ قَالَ:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أين منزلك يا ابن مُسْهِرٍ؟ قَالَ قُلْتُ: بِكَعْبَةِ نَجْرَانَ [3] .
رَوَاهُ ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، وَمَنْصُورُ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ، وَغَيْرُهُمَا عَنْ إِسْمَاعِيلَ. أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ وَأَبُو نُعَيْمٍ.
3448- عبدة بن مغيث البلوى
(ب س) عبدة- بزيادة هاء أيضا- هو ابْنُ مغيث [4] بْن الجد بْن عجلان بْن حارثة ابن ضبيعة بْن حرام بْن جعل بْن عمرو بْن جشم بْن ودم بْن ذبيان بْن هميم بْن هني بْن بلي البلوي، حليف بني ظفر من الأنصار.
شهد بدرًا وأحدًا، وهو والد «شريك بْن سحماء» صاحب اللعان، نسب إِلَى أمه. وذكره الخطيب أَبُو بَكْر فِي ذكر ابنه «شريك بْن سحماء» فِي آخر كتاب الأسماء المبهمة.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر وَأَبُو مُوسَى.
ودم: بفتح الواو، وبالدال المهملة. وحرام: بفتح الحاء، وبالراء.
__________
[1] ينظر الترجمة 2786: 3/ 158، 159.
[2] أخرجه الإمام أحمد في مسند «عبدة مَوْلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم» . المسند: 5/ 430، 431.
[3] نجران: من مخاليف اليمن من ناحية مكة، وإليها تنسب كعبة نجران، وهو دير كان لآل عبد المدان بن المدان. بنوة مربعا مستوى الأضلاع والأقطار، مرتفعا عن الأرض، يصعد له بدرجة على مثال الكعبة، فكانوا يحجونه هم وطوائف من العرب ممن يحل الأشهر الحرام ولا يحجون الكعبة، وتحجه خثعم قاطبة.
[4] في المخطوطة دون فقط. وفي الإصابة: فعيث، ومثله في جمهرة أنساب العرب. وقد مضى في ترجمة شريك بن السحماء 2/ 522: معتب، بالعين، والتاء، والباء.(3/415)
3449- عبس بن عامر الأنصاري
(ب) عبس بْن عَامِر بْن عدي بْن نابي بْن عمرو بْن سواد بْن غنم بْن كعب بْن سلمة الأنصاري السلمي.
شهد العقبة، وبدرًا، وأحدًا عند جميعهم. وسماه ابْنُ إسحاق «عبسا» ، وسماه موسى ابن عقبة «عبسى» بباء موحدة، وفي آخره ياء تحتها نقطتان.
3450- عبس الغفاريّ
(ب ع س) عبس- بالسين أيضا- هو الغفاري، وَيُقَال: عابس. وهو أكثر.
شامي. روى عنه أَبُو أمامة الباهلي، روى عَنْهُ أيضًا أهل الكوفة: حنش وعليم [1] الكنديان، ويروي زاذان عَنْهُ، وعن عليم عَنْهُ.
أَخْرَجَهُ أَبُو نعيم، وَأَبُو عُمَر، وَأَبُو مُوسَى.
أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرِ بْنُ أبي حبة بإسناده عن عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، أخبرنا يزيد ابن هَارُونَ، أَخْبَرَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عثمان بن عمير، عن زاذان أبي عمر، عَنْ عُلَيْمٍ قَالَ [2] : «كُنَّا جُلُوسًا عَلَى سَطْحٍ ومعنا رجل من أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ [2] يَزِيدُ:
لا أَعْلَمُهُ إِلا عَبْسًا الْغِفَارِيَّ- وَالنَّاسُ يَخْرُجُونَ فِي الطَّاعُونَ، فَقَالَ عَبْسٌ: يَا طَاعُونُ، خُذْنِي.
ثَلاثًا يَقُولُهَا، فَقَالَ لَهُ عُلَيْمٌ [1] : لِمَ تَقُولُ هَذَا؟ أَلَمْ يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يتمنى أحدكم الموت، فإنه عند انقطاع عمله ولا يُرَدُّ فَيُسْتَعْتَبَ؟! فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول:
بادروا بالموت ستا: إمرة السفهاء، وكثرة الشرط، وبيع الحكم، واستخفافًا بالدم، وقطيعة الرحم، ونشأ يتخذون القرآن مَزَامِيرَ. يُقَدِّمُونَهُ [3] يُغَنِّيهِمْ وَإِنْ كَانَ أَقَلَّ مِنْهُمْ فقها [4] » .
3451- عبيد الله بن أسلم
(ع س) عبيد الله- مصغر مضاف إلى اسم الله تعالى- هو ابْنُ أسلم. مَوْلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، يعد في الكوفيين.
__________
[1] في المطبوعة: «عكيم» بالكاف، وهو خطأ، ينظر الجرح لابن أبى حاتم: 3/ 2/ 40، والمشتبه: 469.
ومستدرك تاج العروس: مادة علم. ومسند الإمام أحمد، وسيأتي تخريج الحديث فيه.
[2] في الأصل والمطبوعة: «فقال» والمثبت عن المسند.
[3] في مجمع الزوائد 3/ 316، 217، 5/ 245: «يقدمون الرجل يغنيهم» . وفي ترجمة عابس فيما مضى: يقدمونه ليغنيهم.
[4] مسند أحمد: 3/ 494، 495. وقد مضى الحديث في ترجمة عابس بن عبس الغفاريّ، وخرجناه هناك، ينظر:
3/ 109، 110.(3/416)
أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله بإسناده إلى عبد الله بن أحمد قال: حدثني أَبِي، حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سَوَادَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَسْلَمَ- مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ لِجَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: «أَشْبَهْتَ خَلْقِي وَخُلُقِي [1] » . أَخْرَجَهُ أَبُو نعيم وأبو موسى.
3452- عبيد الله بن الأسود
(ب) عُبَيْد اللَّه بْن الأسود السدوسي، قَالَ: خرجت إلى رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ فِي وفد بني سدوس.
أَخْرَجَهُ أَبُو عمر مختصرا.
3453- عبيد الله بن بسر المازني
(س) عُبَيْد اللَّه بْن بسر الْمَازِنِي. من بني مازن بن قيس، هو أخو عَبْد اللَّه بْن بسر قاله أَبُو الفضل السّليمانى.
أخرجه أبو موسي مختصرا.
3454- عبيد الله بن التيهان
(ب) [2] عُبَيْد اللَّه بْن التيهان بْن مَالِك بْن عتيك بْن عَمْرو بْن عَبْد الأعلم بن عامر بن زعوراء ابن جشم بْن الحارث بْن الخزرج بْن عمرو- وهو النبيت- بْن مالك بْن الأوس الْأَنْصَارِيّ الأوسي. وهو أخو أَبِي الهيثم بْن التيهان، وأخو عبيد بن التّيّهان أيضا.
شهد أحدًا. ولم يبق من بني زعوراء أحد، انقرضوا. وهذا زعوراء هُوَ أخو عَبْد الأشهل.
وقيل: إن أبا الهيثم وَإِخوته من قضاعة، ثم من بلىّ. والله أعلم.
3455- عبيد الله بن الحارث
(س) عُبَيْد اللَّه بْن الحارث بْن نوفل بْن الحارث بْن عَبْد المطلب، وهو أخو عبد الله ابن الحارث الملقب «ببّه» .
__________
[1] مسند أحمد: 4/ 342. وينظر البخاري، كتاب فضائل أصحاب النبي، باب مناقب جعفر بن أبى طالب: 5/ 24.
والترمذي، أبواب المناقب، مناقب جعفر بن أبى طالب. ينظر تحفة الأحوذي: 10/ 270.
[2] سقط هذا الرمز من المطبوعة. وهذه الترجمة في الاستيعاب برقم 1711: 3/ 1008.(3/417)
رَوَى الزُّهْرِيُّ، عَنِ الأَعْرَجِ قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَارِثِ يَقُولُ: آخِرُ صَلاةٍ صَلَّيْتُهَا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الْمَغْرِبَ، قَرَأَ فِي الأُولَى بِالطُّورِ، وَفِي الثَّانِيَةِ ب: قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ 109: 1.
أخرجه أبو موسي.
3456- عبيد الله أبو حرب الثقفي
(د ع) عُبَيْد اللَّه أَبُو حرب الثقفي. وقيل: حرب بْن عُبَيْد اللَّه.
رَوَى عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ حَرْبِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ- وَكَانَ مِنَ الْوَفْدِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلِّمْنِي الإِسْلامَ. فَعَلَّمَهُ، ثُمَّ قَالَ: قَدْ عَلِمْتُهُ، فَكَيْفَ الصَّدَقَةُ؟
وَكَيْفَ الْعُشُورُ؟ قَالَ: الْعُشُورُ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، وَلَيْسَ عَلَى أَهْلِ الإِسْلامِ، إِنَّمَا عَلَيْهِمُ الصَّدَقَةُ [1] » . أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ وأبو نعيم.
3457- عبيد الله أبو خالد السلمي
(ع س) عُبَيْد اللَّه أَبُو خَالِد السلمي.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى كِتَابَةً بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ أحمد بن عمرو بن الضحاك قال: حدثنا عبد الوهاب بن الضحاك، حدثنا إسماعيل بن عَيَّاشٍ، عَنْ عَقِيلِ بْنِ مُدْرَكٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عُبَيْدٍ السُّلَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم قَالَ: «إن اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَعْطَاكُمْ عِنْدَ وَفَاتِكُمْ ثُلُثَ أَمْوَالِكُمْ، زِيَادَةً فِي أَعْمَالِكُمْ» [2] . أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ وأبو موسى، وقال أبو موسى: أخرجه أبو عَبْدِ اللَّهِ فِي «عَبْدِ اللَّهِ [3] » وَكَأَنَّ عُبَيْدَ الله أصح.
3458- عبيد الله بن عبد الخالق الأنصاري
(د ع) عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد الخالق الْأَنْصَارِيّ.
لَهُ ذكر فِي حديث «ابْنُ عُمَر» .
__________
[1] روى الإمام أحمد نحوه عن جرير، عَنْ عطاء بْن السائب، عَنْ حرب بْن هلال الثقفي، عَنْ أَبِي أمية رجل من ثعلب ينظر المسند: 3/ 474، 5/ 410. كما رواه الإمام أحمد أيضا عن عبد الرحمن، عن سفيان، عن عطاء، عن رجل من بكر ابن وائل، عن خاله. المسند: 3/ 474، 4/ 322.
[2] أخرج ابن ماجة نحوه عن أبى هريرة. ينظر كتاب الوصايا، الوصية بالثلث، الحديث 2709: 2/ 904.
[3] ينظر الترجمة 2913: 3/ 222.(3/418)
روى عطاء بْن أَبِي رباح، عَنِ ابْنِ عُمَر قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: من يذهب «بكتابي إِلَى طاغية الروم وله الجنة؟ فقام رَجُل من الأنصار- يُقال لَهُ: عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد الخالق- فَقَالَ:
أَنَا أذهب بِهِ ولي الجنة إن هلكت؟ قَالَ: نعم، لَكَ الجنة» . أَخْرَجَهُ ابْنُ مندة وأبو نعيم.
3459- عُبَيْد اللَّه بْن زَيْد بْن عَبْد ربه
(س) عُبَيْد اللَّه بْن زَيْد بْن عَبْد ربه، أخو عَبْد اللَّه.
روى عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن زَيْد، عَنْ عمه عُبَيْد الله بن زيد قَالَ: أراد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إن يحدث فِي الأذان. قَالَ: فجاءه عُبَيْد اللَّه بْن زَيْد فَقَالَ: إني رَأَيْت الأذان. قَالَ: فقم فألقه عَلَى بلال. فألقاه عَلَى بلال، ثُمَّ قَالَ: يا رَسُول اللَّه، أنا أريتها وأنا كنت أرى أن أؤذن. قَالَ:
أقم أنت. قَالَ: فقام فأقام. أخرجه أبو موسى.
3460- عبيد الله بن سفيان القرشي المخزومي
(ب) عُبَيْد اللَّه بْن سُفْيَان بْن عَبْد الأسد الْقُرَشِيّ المخزومي. وَقَدْ تقدم نسبه.
قتل يَوْم اليرموك، وهو أخو هبار بْن سُفْيَان، لا تعلم لَهُ رواية.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر مختصرا.
3461- عُبَيْد اللَّه بْن سهل بْن عَمْرو الْأَنْصَارِيّ
(س) عُبَيْد اللَّه بْن سهل بْن عَمْرو الأنصاري.
قال جعفر: يقال: إن لَهُ صحبة، ولم يورد لَهُ شيئا.
أخرجه أَبُو موسى مختصرا.
3462- عبيد الله بن شقير القرشي المخزومي
(ب) عُبَيْد اللَّه بْن شقير بْن عَبْد الأسد بْن هلال الْقُرَشِيّ المخزومي.
قتل يَوْم اليرموك شهيدًا.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر أيضًا مختصرًا.
قلت: لا أشك أن أبا عُمَر وهم فِيهِ، فإنه قَدْ ذكر عُبَيْد اللَّه بْن سُفْيَان- بالسين المهملة والفاء- وذكر هَذِهِ الترجمة- بالشين المعجمة والقاف- وذكر فِي عَبْد اللَّه بْن سُفْيَان بْن عَبْد الأسد، وذكر فِي الجميع. أَنَّهُ قتل يَوْم اليرموك. وسفيان بْن عَبْد الأسد مشهور، وأمَّا شقير بالقاف والشين المعجمة، فلا يعرف.(3/419)
3463- عبيد الله بن ضمرة
(ب د ع) عُبَيْد اللَّه بْن ضمرة بْن هود الحنفي اليمامي.
سكن المدينة. روى عَنْهُ ابْنُه المنهال أَنَّهُ قَالَ: أشهد لجاء «الأقيصر [1] بن سلمة» بالإداوة التي بعث رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فنضح بها مسجد قران- أَوْ: مروان- قاله أَبُو نعيم، وَأَبُو عُمَر.
وقَالَ ابْنُ منده: عُبَيْد اللَّه بْن صبرة بْن هوذة- بالصاد المهملة والباء الموحدة، وهوذة بالذال المعجمة، وآخره هاء.
والذي أظنه أن هوذة بزيادة هاء أصح، وأن هوذة هُوَ ابْنُ عليّ ملك اليمامة، وهو مشهور، وأمَّا هود فلا يعرف في حنيفة، والله أعلم.
3464- عبيد الله بن العباس
(ب د ع) عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بن هاشم القرشي الهاشمي. وهو ابن عم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أمه لبابة الكبرى أم الفضل بِنْت الحارث، يكنى أبا مُحَمَّد.
رَأَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحفظ عَنْهُ، وكان أصغر سنًا من أخيه عَبْد اللَّه، قيل كَانَ بَيْنَهُما فِي المولد سنة.
أَخْبَرَنَا أَبُو ياسر بن أبي حبة بإسناده إلى عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي، حدثنا جرير، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زياد، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصِفُ عَبْدَ اللَّهِ وَعُبَيْدَ اللَّهِ، وَكَثِيرًا بَنِي الْعَبَّاسِ، ثُمَّ يَقُولُ: مَنْ سَبَقَ إِلَيَّ فَلَهُ كَذَا. فَيَسْتَبِقُونَ إِلَيْهِ، فَيَقَعُونَ عَلَى ظَهْرِهِ وَصَدْرِهِ، فَيُقَبِّلُهُمْ وَيَلْزَمُهُمْ [2] » . وكان عظيم الكرم والجود، يضرب بِهِ المثل فِي السخاء. واستعمله عليّ بْن أَبِي طَالِب عَلَى اليمن، وأمره عَلَى الموسم، فحج بالناس سنة ست وثلاثين، وسنة سبع وثلاثين. فلما كان سنة ثمان وثلاثين بعثه عليّ عَلَى الموسم، وبعث معاوية «يزيد بْن شجرة الرهاوي [3] » ليقيم الحج، فاجتمعا فاصطلحا عَلَى أن يصلي بالناس «شَيْبَة بْن عثمان» . وقيل: كَانَ هَذَا مع قثم ابن العباس.
__________
[1] ينظر فيما مضى ترجمة الأقعس بن سلمة. فقد قيل في اسمه أنه: الأقيصر بن سلمة» .
[2] مسند الإمام أحمد: 1/ 214.
[3] قال ابن أبى حاتم 4/ 2/ 270 «يزيد بن شجرة الرهاوي» شامي. يقال: له صحبة. روى عنه مجاهد» .(3/420)
ولم يزل عَلَى اليمن حتَّى قتل عليّ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، لكنه فارق اليمن لما سار «بسر بْن أرطاة» إِلَى اليمن لقتل شيعة عليّ. فلما رجع بسر إِلَى الشام عاد «عُبَيْد اللَّه» إِلَى اليمن، وفي هَذِهِ الدفعة قتل «بسر» ولدي «عُبَيْد اللَّه» . وَقَدْ ذكرناه فِي «بسر» .
وكان ينحر كل يَوْم جزورًا، فنهاه أخوه عَبْد اللَّه، فلم ينته. ونحر كل يَوْم جزورين، وكان هُوَ وأخوه عَبْد اللَّه، رَضِي اللَّه عَنْهُمَا، إِذَا قدما المدينة أوسعهم عَبْد اللَّه علمًا، وأوسعهم عُبَيْد اللَّه طعامًا.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ السَّمَرْقَنْدِيِّ، أَخْبَرَنَا حَمْزَةُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ قَالا: حَدَّثَنَا أبو الفرج العضارى [1] ، حدثنا أبو محمد بن جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَوَّاصُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أحمد بن محمد، حدثني عبد الله ابن مروان بن معاوية الفزازى، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ أَبُو الْحَجَّاجِ الْفَزَارِيُّ: أن عبيد الله ابن الْعَبَّاسِ خَرَجَ فِي سَفَرٍ لَهُ، وَمَعَهُ مَوْلًى لَهُ، حَتَّى إِذَا كَانَ فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ، رَفَعَ لَهُمَا بَيْتَ أَعْرَابِيٍّ، قَالَ: فَقَالَ لِمَوْلاهُ: لَوْ أَنَّا مَضَيْنَا فَنَزَلْنَا بِهَذَا الْبَيْتِ وَبِتْنَا به؟! قَالَ: فَمَضَى، [قَالَ] :
وَكَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ رَجُلا جَمِيلا جَهِيرًا، فَلَمَّا رَآهُ الأَعْرَابِيُّ أَعْظَمَهُ وَقَالَ، لامْرَأَتِهِ: لَقَدْ نَزَلَ بِنَا رَجُلٌ شَرِيفٌ! وَأَنْزَلَهُ الأَعْرَابِيُّ، ثُمَّ إِنَّ الأَعْرَابِيَّ أَتَى امْرَأَتَهُ فَقَالَ: هَلْ مِنْ عَشَاءٍ لِضَيْفِنَا هَذَا؟ فَقَالَتْ:
لا، إِلا هَذِهِ السُّوَيْمَةَ [2] الَّتِي حَيَاةُ ابْنَتِكَ مِنْ لَبَنِهَا: قَالَ: لا بُدَّ مِنْ ذَبْحِهَا! قَالَتْ: أَفَتَقْتُلُ ابْنَتَكَ؟ قَالَ: وَإِنْ! قَالَ: ثُمَّ إِنَّهُ أَخَذَ الشَّاةَ وَالشَّفْرَةَ وَجَعَلَ يَقُولُ:
يَا جَارَتِي لا تُوقِظِي الْبُنَيَّهْ ... إِنْ تُوقِظِيهَا تَنْتَحِبْ عَلَيَّهْ
وَتَنْزِعِ الشَّفْرَةَ مِنْ يَدَيَّهْ
ثُمَّ ذَبَحَ الشَّاةَ، وهيأ منها طعاما، ثُمَّ أَتَى بِهِ عُبَيْدَ اللَّهِ وَمَوْلاهُ، فَعَشَّاهُمَا وعبيد الله يسمع كلام الأعرابي لامرأته ومحاورتهما، فَلَمَّا أَصْبَحَ عُبَيْدُ اللَّهِ قَالَ لِمَوْلاهُ: هَلْ مَعَكَ شَيْءٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، خَمْسُمِائَةِ دِينَارٍ فَضَلَتْ مِنْ نَفَقَتِنَا. قَالَ: ادْفَعْهَا إِلَى الأَعْرَابِيِّ. قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ! أَتُعْطِيهِ خَمْسَمِائَةِ دِينَارٍ وَإِنَّمَا ذَبَحَ لَكَ شَاةً ثَمَنَ خَمْسَةِ دَرَاهِمَ؟ قَالَ: وَيْحَكَ! وَاللَّهِ لَهُوَ أَسْخَى مِنَّا وَأْجَوَدُ، إِنَّمَا أَعْطَيْنَاهُ بعض ما نملك، وجاد هو علينا وآثرنا عَلَى مُهْجَةِ نَفْسِهِ وَوَلَدِهِ. قَالَ: فَبَلَغَ ذَلِكَ مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ: للَّه دَرُّ عُبَيْدِ اللَّهِ! مِنْ أَيِّ بَيْضَةٍ خَرَجَ؟ وَمِنْ أَيِّ عُشٍّ دَرَجَ؟.
__________
[1] كذا في المخطوطة بهذا الضبط. وفي المطبوعة: القصارى.
[2] في المطبوعة: «الشويهة» . والمثبت عن المخطوطة، والسويمة: تصغير سائمة.(3/421)
روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، روى عنه سليمان بْنُ يَسَارٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، وَعَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ بِإِسْنَادِهِ عن عبد الله بن أحمد، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ قَالَ: جَاءَتِ الْغُمَيْصَاءُ [1]- أَوْ: الرُّمَيْصَاءُ- إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَشْكُو زَوْجَهَا، تَزْعُمُ أَنَّهُ لا يَصِلُ إِلَيْهَا، فَمَا كَانَ إِلا يَسِيرًا حَتَّى جَاءَ زَوْجُهَا، فَزَعَمَ أَنَّهَا كَاذِبَةٌ، وَإِنَّمَا [2] تُرِيدُ أَنْ تَرْجِعَ إِلَى زَوْجِهَا الأَوَّلِ.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَيْسَ لَكِ ذَاكَ حَتَّى يَذُوقَ عُسَيْلَتَكِ رَجُلٌ غَيْرُهُ [3] » . وتوفي عُبَيْد اللَّه سنة سبع وثمانين، قاله أَبُو عُبَيْد الْقَاسِم بْن سلام. وقَالَ خليفة: إنه توفي سنة ثمان وخمسين. وقيل توفي أيام يزيد بْن معاوية. وهو الأكثر، وكان موته بالمدينة، وقيل:
باليمن. والأول أصح.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
3465- عبيد الله بن عبيد بن التيهان
(ب) عبيد الله بن عبيد بن التّيّهان. وقيل: هُوَ عُبَيْد اللَّه بْن عتيك، فإن عبيدًا قيل فِيهِ:
«عتيك» أيضًا.
وَقَدْ تقدم نسبه فِي عُبَيْد اللَّه بْن التيهان، وهو ابْنُ أخي أَبِي الهيثم، قتل يَوْم اليمامة شهيدا.
أخرجه أَبُو عمر [4] .
3466- عبيد الله بن عدي
(ب د ع) عُبَيْد اللَّه بْن عدي بْن الخيار بْن عدي بْن نوفل بْن عَبْد مناف الْقُرَشِيّ النوفلي.
وأمه أم قتال [5] بِنْت أسيد بْن أَبِي العيص، أخت عتاب بْن أسيد.
ولد عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وتوفي فِي زمن الْوَلِيد بْن عَبْد الملك، وله دار بالمدينة عند دار عليّ بْن أَبِي طَالِب.
روى عن عمر وعثمان.
__________
[1] في المطبوعة والمخطوطة: «العميصاء» بالعين المهملة. والصواب بالغين المعجمة. وستأتي ترجمتها في كتاب النساء.
[2] في المسند: «ولكنها تريد ... » .
[3] مسند أحمد: 1/ 214.
[4] الاستيعاب، الترجمة 1716: 1010.
[5] في المطبوعة: «أم قتال» بالنون. والمثبت عن كتاب نسب قريش: 201.(3/422)
أخبرنا مَكِّيُّ بْنُ رَبَّانَ [1] بْنِ شَبَّةَ النَّحْوِيُّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى يَحْيَى بْنِ يَحْيَى عَنْ، مَالِكٍ، عن ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ أَنَّهُ قَالَ: بَيْنَمَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا بَيْنَ ظَهْرَيِ [2] النَّاسِ، إِذْ جَاءَ رَجُلٌ فَسَارَّهُ، فَلَمْ نَدْرِ [3] مَا سَارَّهُ بِهِ حَتَّى جَهَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا هُوَ يَسْتَأْذِنُهُ فِي قَتْلِ رَجُلٍ مِنَ الْمُنَافِقِينَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ جَهَرَ: أَلَيْسَ يَشْهَدُ أَنَّ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ محمدا رَسُولُ اللَّهِ؟ قَالَ: بَلَى، وَلا شَهَادَةَ لَهُ [قَالَ: أَلَيْسَ يُصَلِّي؟ قَالَ: بَلَى، وَلا صَلاةَ لَهُ] [4] فَقَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: أُولَئِكَ الَّذِينَ نَهَانِي اللَّهُ عَنْهُمْ [5] » .
روى عروة بْن عياض، عَنْ عُبَيْد اللَّه بْن عدي أَنَّهُ قَالَ: كُسِفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ... وذكر الحديث. أخرجه الثلاثة.
3467- عبيد الله بن عُمَر
(ب د ع) عُبَيْد اللَّه بْن عُمَر بْن الخطاب بْن نفيل الْقُرَشِيّ، أَبُو عِيسَى. تقدم نسبه عند أخيه «عَبْد اللَّه [6] » .
ولد عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان من شجعان قريش وفرسانهم، سَمِعَ أباه، وعثمان بْن عفان، وأبا مُوسَى، وغيرهم.
روى زَيْد بْن أسلم، عَنْ أَبِيهِ: أن عُمَر ضرب ابنه عُبَيْد اللَّه بالدرة، وقَالَ: أتكتني بأبي عِيسَى؟ وهل كَانَ لَهُ من أب؟! وشهد عُبَيْد اللَّه صفين مَعَ معاوية، وقتل فيها. وكان سبب شهوده صفين أن أبا لؤلؤة لما قتل أباه عُمَر رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فلما دفن عُمَر مَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بَكْر، قيل لعبيد اللَّه: قَدْ رأينا أبا لؤلؤة والهرمزان نجيا، والهرمزان يقلب هَذَا الخنجر بيده، وهو الَّذِي قتل بِهِ عُمَر، ومعهما «جفينة» وهو رَجُل من العباد جاء بِهِ سعد بْن أَبِي وقاص يعلم الكتاب [7] بالمدينة «وابن
__________
[1] في المطبوعة: «رباب» وهو خطأ. ولمكى ترجمة في العبر للذهبى: 5/ 8. ويصحح اسمه فيما سبق: 1/ 15.
[2] في الموطأ: «بين ظهراني الناس» .
[3] في الموطأ: «فلم يدر بالبناء للمجهول.»
[4] سقط من المخطوطة والمطبوعة. أثبتناه عن المسند.
[5] الموطأ، كتاب الصلاة، باب جامع الصلاة. والحديث رواه الإمام أحمد عن عبد الرزاق، عن ابن جريج، عن ابن شهاب بإسناده مثله. المسند: 5/ 432، 433.
[6] ينظر الترجمة 3080: 3/ 340.
[7] يعنى: يعلمهم الكتابة.(3/423)
فيروز» ، وكلهم مشرك إلا الهرمزان. فغدا عليهم عُبَيْد اللَّه بالسيف، فقتل الهرمزان وابنته وجفينة، فنهاه النَّاس فلم ينته. وقَالَ: والله لأقتلن من يصغر هَؤُلَاءِ فِي جنبه. فأرسل إِلَيْه صهيب عَمْرو بْن العاص، فأخذ السيف من يده، وصهيب كَانَ قَدْ وصى إِلَيْه عُمَر بالصّلاة عليه ويعلّم بالناس إِلَى أن يقوم خليفة. فلما أخذ عَمْرو السيف وثب عَلَيْهِ سعد بْن أَبِي وقاص فتناصبًا وقَالَ: قتلت جاري وأخفرتني! فحبسه صهيب حتَّى سلمه إِلَى عثمان لما استخلف.
فَقَالَ عثمان: أشيروا عليّ فِي هَذَا الرجل الَّذِي فتق فِي الْإِسْلَام ما فتق! فأشار عَلَيْهِ المهاجرون أن يقتله، وقَالَ جماعة منهم عَمْرو بْن العاص: قتل عُمَر أمس ويقتل ابنه اليوم! أبعد اللَّه الهرمزان وجفينة! فتركه وأعطى دية من قتل. وقيل: إنَّما تركه عثمان لأنه قَالَ للمسلمين:
من ولي الهرمزان؟ قالوا: أنت. قال: قد عفوت عَنْ عُبَيْد اللَّه. وقيل: إن عثمان سلم عُبَيْد اللَّه إِلَى القماذيان بْن الهرمزان ليقتله بأبيه. قال القماذيان: فأطاف بى النَّاس وكلموني فِي العفو عَنْهُ، فقلت: هَلْ لأحد أن يمنعني مِنْهُ؟ قَالُوا: لا. قلت: أليس إن شئت قتلته؟ قَالُوا:
بلى. قلت: قد عفوت عنه.
قال بعض العلماء: ولو لم يكن الأمر هكذا لم يقل الطعانون عَلَى عثمان: عدل ست سنين.
ولقالوا: إنه ابتدأ أمره بالجور، لأنه عطل حدًا من حدود اللَّه.
وهذا أيضًا فِيهِ نظر، فإنه لو عفا عَنْهُ ابْنُ الهرمزان لم يكن لعلي أن يقتله، وَقَدْ أراد قتله لما ولي الخلافة، ولم يزل عُبَيْد اللَّه كذلك حيًّا حتَّى قتل عثمان وولي عليّ الخلافة، وكان رأيه أن يقتل عُبَيْد اللَّه، فأراد قتله فهرب مِنْهُ إِلَى معاوية، وشهد معه صفين وكان عَلَى الخيل، فقتل فِي بعض أيام صفين قتلته رَبِيعة، وكان عَلَى رَبِيعة زياد بْن خَصَفَة [1] الربعي، فأتت امْرَأَة عُبَيْد اللَّه، وهي بحرية ابْنَة هانئ الشيباني تطلب جثته، فَقَالَ زياد: خذيها، فأخذتها ودفنته.
وكان طويلًا، قيل: لما حملته زوجته عَلَى بغل كان معترضنا عَلَيْهِ، وصلت يداه ورجلاه إِلَى الأرض، ولما قتل اشترى معاوية سيفه، وهو سيف عُمَر، فبعث بِهِ إِلَى عَبْد اللَّه بْن عُمَر. وقيل:
__________
[1] في المطبوعة: خصيفة. والمثبت عن المخطوطة والاستيعاب، الترجمة 1718، 1012.(3/424)
بل قتله رَجُل من همدان، وقيل: قتله عمار بن ياسر، وقيل: قتله رَجُل من بني حنيفة، وحنيفة من رَبِيعة. وكانت صفين فِي ربيع الأول من سنة سبع وثلاثين.
أخرجه الثلاثة.
3468- عبيد الله بن فضالة
(س) عُبَيْد اللَّه بْن فضالة الليثي.
قَالَ أَبُو مُوسَى: أورده ابْنُ منده فِي «عَبْد اللَّه» ولم يورد لَهُ شيئًا، وأورده ابْنُ شاهين فِي عُبَيْد اللَّه.
وروى بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَدِيِّ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هند، عن أبي حرب بن أبي الأسود الدِّيلِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ فَضَالَةَ قَالَ: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ فَقَالَ: «مَنْ كَانَ لَهُ [1] عَرِيفٌ فَلْيَنْزِلْ عَلَى عَرِيفِهِ، وَمَن لَمْ يَكُنْ لَهُ عَرِيفٌ نَزَلَ عَلَى أَهْلِ الصُّفَّةِ. قَالَ: فَنَزَلْتُ الصُّفَّةِ، فَنَادَى رَجُلٌ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ: أَيْ رَسُولَ اللَّهِ، الْجُوعَ. فَقَالَ: تُوشِكُونَ مَنْ عَاشَ مِنْكُنَّ أَنْ يُغْدَى عَلَيْهِ وَيُرَاحَ بِجَفْنَةٍ، وَتَلْبَسُونَ كَأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ» .
رَوَاهُ غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي حَرْبٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ [2] عَمْرٍو النَّصْرِيِّ- بَدَلَ «عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ فضالة» ، وقد تقدم. أخرجه أبو موسى.
3469- عبيد الله بن كثير
(ب د ع) عُبَيْد اللَّه بْن كَثِير، أَبُو مُحَمَّد.
مختلف فِي صحبته، رَوَى سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ لَقِيَ اللَّهَ وَهُوَ مُدْمِنٌ مِنَ الْخَمْرِ، لَقِيَ اللَّهَ وَهُوَ كَعَابِدِ وَثَنٍ» .
وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الأَصْبَهَانِيُّ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ» [3] . أَخْرَجَهُ الثلاثة، إلا أن أبا عُمَر قَالَ: عُبَيْد اللَّه بْن كَثِير، والد مُحَمَّد. وقَالَ ابْنُ منده:
عُبَيْد اللَّه أَبُو مُحَمَّد: وقَالَ أَبُو نعيم: عُبَيْد اللَّه غير منسوب. فربما يظن أنهم ثلاثة، وهم واحد، والله أعلم.
__________
[1] العريف: القيم بأمور جماعة من الناس، يلي أمورهم ويتعرف منه الأمير أحوالهم.
[2] مضت ترجمته برقم 2629: 3/ 90، وخرجنا الحديث هنالك.
[3] سنن ابن ماجة، كتاب الأشربة، باب مدمن الخمر، الحديث 3375: 1120. فقد رواه ابن ماجة عن أبى بكر ابن أبى شيبة ومحمد بن الصباح كلاهما عن محمد بن سليمان بن نحوه. وقد أخرجه الإمام أحمد أيضا في مسند ابن عباس: 1/ 272.(3/425)
وقَالَ أَبُو عُمَر: مُحَمَّد وأبوه عُبَيْد اللَّه مجهولان، والحديث لسهيل، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ والله أعلم.
3470- عُبَيْد اللَّه بْن مَالِك بن النعمان
عُبَيْد اللَّه بْن مَالِك بْن النعمان بْن يعمر بْن أَبِي أسيد الأسلمي صحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قاله الغساني، عَنِ ابن الكلبي.
3471- عبيد الله بن محصن
(ب د ع) عُبَيْد اللَّه بْن محصن الْأَنْصَارِيّ. رَأَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مِهْرَانَ الْفَقِيهُ وَغَيْرُهُ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ سورة قال: حدثنا عمرو بن مالك، ومحمد بْنُ خِدَاشٍ الْبَغْدَادِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ معاوية، حدثنا عبد الرحمن بن أبى شعيلة الأَنْصَارِيُّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِحْصَنٍ الأَنْصَارِيِّ الْخَطْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ- وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ- عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ أَصْبَحَ آمِنًا فِي [1] سِرْبِهِ» مُعَافًى فِي بَدَنِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ [2] لَهُ الدُّنْيَا [3] » . وروى عَنْهُ ابنه سَلَمة أَيْضًا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي فضل رمضان.
أَخْرَجَهُ الثلاثة، وقَالَ أَبُو عُمَر: منهم من يجعل حديثه مرسلًا، وأكثرهم يصحّح صحبته، فيجعل حديثه مسندا.
3472- عبيد الله بن مسلم القرشي
(ب د ع) عُبَيْد اللَّه بْن مُسْلِم الْقُرَشِيّ، أَبُو مُسْلِم. وقيل: مُسْلِم بْن عُبَيْد الله، قاله ابن مندة.
__________
[1] السرب- بكسر السين وسكون الراء- «النفس» أي آمنا في نفسه.
وقيل: السرب: الجماعة، فالمعنى: آمنا في أهله وعياله.
وقيل: السرب- بفتح السين وسكون الراء- ومعناه المسلك والطريقة، فهو آمن في طريقته ومسلكه.
وقيل: السرب- بفتح السين والراء- ومعناه: البيت. فهو آمن في بيته.
[2] حيزت، من الحيازة وهي: الجمع والضم، أي فكانت جمعت له الدنيا.
[3] تحفة الأحوذي، أبواب الزهد، باب ما جاء في الزهادة في الدنيا: 7/ 10، 11. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث مروان بن معاوية.
ورواه ابن ماجة عن سويد بن سعيد ومجاهد بن موسى كلاهما عن مروان بن معاوية، بإسناده مثله. ينظر كتاب الزهد، باب القناعة، الحديث 4141، 1387.(3/426)
وقَالَ أَبُو عُمَر: عُبَيْد اللَّه بْن مسلم الْقُرَشِيّ، وَيُقَال: الحضرمي- مذكور فِي الصحابة، قَالَ: ولا أقف عَلَى نسبه فِي قريش، وفيه نظر. قَالَ: وَقَدْ قيل: إنه عُبَيْد بْن مُسْلِم الَّذِي روى عَنْهُ [حصين] [1] فإن كَانَ هُوَ فهو أسدي، أسد قريش.
وَرَوَى ابْنُ مَنْدَهْ وَأَبُو نُعَيْمٍ بِإِسْنَادَيْهِمَا عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ الْفَضْلِ بْنِ دُكَيْنٍ وَالْقَاسِمِ بْنِ الْحَكَمِ الْعُرَنِيِّ كِلاهُمَا، عَنْ هَارُونَ بْنِ سَلْمَانَ الْفَرَّاءِ أَبِي مُوسَى مَوْلَى عَمْرِو بْن حُرَيْثٍ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْقُرَشِيِّ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَصُومُ الدَّهْرَ كُلَّهُ؟ قَالَ فَسَكَتَ، ثُمَّ سَأَلَهُ الثَّانِيَةَ فَسَكَتَ، ثُمَّ سَأَلَهُ الثَّالِثَةَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَيْنَ السَّائِلُ عَنِ الصَّوْمِ؟
قَالَ: أَنَا. قَالَ: أَمَا لأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقٌّ؟! صُمْ رَمَضَانَ وَالَّذِي يَلِيهِ، وَصُمِ الأَرْبَعَاءَ وَالْخَمِيسَ، فَإِذًا أَنْتَ قَدْ صُمْتَ الدَّهْرَ» .
وَقِيلَ: عُبَيْدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِيهِ. وَسَيُذْكَرُ فِي موضعه، إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه الثلاثة.
3473- عبيد الله بن مسلم
(س) عُبَيْد اللَّه بْن مُسْلِم.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى وقال: ليس هُوَ بالذي أورده والذي يروي عَنْهُ ابنه، أورده عَلَى العسكري فيما ذكر أَبُو بَكْر بْن أَبِي عليّ.
وَرَوَى بإسناده عن عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ مُسْلِمٍ- وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ- يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَيْسَ مِنْ مَمْلُوكٍ يُطِيعُ اللَّهَ تَعَالَى وَيُطِيعُ سَيِّدَهُ، إِلا كَانَ لَهُ أَجْرَانِ، أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
قلت: وهذا قَدْ أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم، إلا أنهما قالا: «عُبَيْد بْن مُسْلِم» ، غير مضاف إِلَى اسم اللَّه تَعَالى، وَقَدْ ذكرا لَهُ حديثه المملوك.
3474- عبيد الله بن معمر
(ب د ع س) . عُبَيْد اللَّه بْن معمر.
أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعد فِي أهل المدينة، وَقَدْ اختلف فِي صحبته.
روى عَنْهُ عروة بْن الزُّبَيْر، ومحمد بن سيرين، ولا يصح له حديث،
__________
[1] عن الاستيعاب، الترجمة 1721، 1013. وينظر ترجمة عبيد بن مسلم فيما يأتى.(3/427)
هَذَا جميع ما ذكره ابْنُ منده. وزاد أَبُو نعيم: سكن المدينة، وروى بِإِسْنَادِهِ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا أُعْطِيَ أَهْلُ بَيْتٍ الرِّفْقَ إِلا نَفَعَهُمْ وَلا مَنَعُوهُ إِلا ضَرَّهُمْ» . وأمَّا أَبُو عُمَر فإنه أحسن فيما قَالَ. قَالَ: فإنه قَالَ: عُبَيْد اللَّه بْن معمر بن عثمان بن عمرو ابن كعب بْن سعد بْن تيم بْن مرة بْن كعب بْن لؤي الْقُرَشِيّ التيمي. صحب النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ مِنْ أحدث أصحابه سنًا. كذا قَالَ بعضهم، قَالَ: وهذا غلط، ولا يطلق عَلَى مثله أَنَّهُ صحب، ولكنه رآه ومات رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو غلام، واستشهد باصطخر [1] مَعَ عَبْد اللَّه بْن عَامِر وهو ابْنُ أربعين سنة، وكان عَلَى مقدمة الجيش يومئذ.
روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الرفق، وهو القائل لمعاوية:
إذا أنت لم ترخ الإزار تكرمًا ... عَلَى الكلمة العوراء من كل جانب
فمن ذا الَّذِي نرجو لحقن دمائنا ... ومن ذا الَّذِي نرجو لحمل النوائب
وابنه عُمَر بْن عُبَيْد اللَّه بْن معمر أحد الأجواد. وذكر بعد هَذَا شيئًا من أخبار عُمَر بْن عُبَيْد اللَّه [2] .
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
قلت: وَقَدْ أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى فَقَالَ: عُبَيْد اللَّه بْن معمر، قَالَ المستغفري: ذكره يَحيى بْن يونس، لا أدري لَهُ صحبة أم لا، وذكر أَنَّهُ مات فِي عهد عثمان باصطخر. وروى حديث الرفق، فلا أعلم لأي سبب أَخْرَجَهُ.
وَقَدْ أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَإِن كَانَ اختصره.
وروى عُبَيْد اللَّه عَنْ عُمَر وعثمان، وطلحة. ويكنى أبا مُعَاذٍ بابنه.
وقول أَبِي عمر: إنه قتل بإصطخر مَعَ ابْنُ عَامِر، وهو ابْنُ أربعين سنة، فعليه فِيهِ نظر، فإنه قَالَ: كَانَ من أحدث أصحابه سنًا، ولم تثبت لَهُ رؤية، فكيف يكون من قتل بإصطخر- وهي سنة تسع وعشرين. ابْنُ أربعين سنة، ولا تثبت لَهُ رؤية؟! وعلى هَذَا يكون لَهُ عِنْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واحدًا وعشرين سنة، والله أعلم.
__________
[1] إصطخر: بلدة بفارس.
[2] الاستيعاب، الترجمة 1722: 1013، 1014.(3/428)
3475- عبيد الله بن معية السوائى
(ب د ع) عُبَيْد اللَّه بْن معية السوائي، من بني سواءة بْن عَامِر بْن صعصعة.
أدرك الجاهلية، وروي عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. سكن الطائف، وَيُقَال: عَبْد اللَّه [1] بْن معية، وَقَدْ ذكرناه.
روى وكيع عَنْ سَعِيد [2] بْن السائب قَالَ: سَمِعْتُ شيخًا من بنى عامر، أحد بنى سواءة ابن عَامِر بْن صعصعة يُقال لَهُ: عُبَيْد اللَّه بْن معية قَالَ: «أصيب رجلان من المسلمين يَوْم الطائف فحملا إِلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فبلغه ذَلِكَ. فبعث أن يدفنا حيث أصيبنا أَوْ حيث لقيا.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
3476- عُبَيْد اللَّه بن أبى مليكة
عُبَيْد اللَّه بْن أَبِي مليكة والد عَبْد اللَّه الفقيه.
رَوَى الْحَكَمُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ: أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عَنْ أُمِّهِ:
فَقَالَ: إِنَّهَا كَانَتْ أَبَرَّ شَيْءٍ وَأَوْصَلَهُ وَأَحْسَنَهُ صَنِيعًا، فَهَلْ تَرْجُو لَهَا؟ فَقَالَ: هَلْ وَأَدَتْ؟ قَالَ: نَعَمْ.
قَالَ: هِيَ فِي النار» . أخرجه الغسّانى.
3477- عبيد بن أرقم
عُبَيْد- غير مضاف إِلَى اسم اللَّه تَعَالى- هو ابْنُ أرقم، أَبو زمعة البلوي.
سكن مصر، لَهُ صحبة، وهو مشهور بكنيته. ويذكر فِي الكنى أتم من هَذَا.
ذكره أَبُو أَحْمَد العسكري.
3478- عبيد الأنصاري
(ب د ع) عُبَيْد الْأَنْصَارِيّ. روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ روى عنه عَبْد اللَّه بْن بريدة أَنَّهُ قَالَ: أمرنا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالاحتفاء [3] .
أخرجه الثلاثة.
3479- عبيد الأنصاري
(ب) عبيد الأنصاري.
__________
[1] ينظر الترجمة 3196: 3/ 398.
[2] في المطبوعة: «سعد» وهو خطأ، ينظر ترجمة عبد الله بن معية، وقد خرجنا الحديث هنالك.
[3] روى الإمام أحمد عن عبد الله بن بريدة أن رجلا من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم رحل إلى فضالة بن عبيد وهو بمصر، فكان مما سأله الصحابي: ما لي أراك حافيا؟ قال: «أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم أمرنا أن نحتفى أحيانا» .
المسند: 6/ 22.(3/429)
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر غير الأول، قَالَ: أعطاني عُمَر مالًا مضاربة. حديثه فِي الكوفيين، عند الفضل بْن دكين، عَنْ عَبْد اللَّه بْن حميد بْن عُبَيْد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدّه.
أخرجه أَبُو عُمَر وقَالَ: فِيهِ وفي الَّذِي قبله، نظر [1] .
3480- عبيد بن أوس
(ب د ع س) عُبَيْد بْن أوس بْن مَالِك بْن سواد بْن كعب الْأَنْصَارِيّ الظفري. قَاله أَبُو [2] عُمَر وقَالَ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم: عُبَيْد بْن أوس الْأَنْصَارِيّ. ولم ينسباه أكثر من هَذَا.
ونسبه ابْنُ الكلبي فَقَالَ: عُبَيْد بْن أوس بْن مَالِك بْن زَيْد بْن عَامِر بْن سواد بْن ظفر. واسمه كعب- ابن الخزرج بْن عمرو بْن مالك بْن الأوس.
فقد أسقط أبو عمر «زيدا» و «عامرا» .
وهو أبو النّعمان، شهد بدرًا [3] ، يُقال لَهُ: «مقرن» لأنَّه قرن أربعة أسرى يَوْم بدر. وهو الَّذِي أسر عقيل بْن أَبِي طَالِب، وَيُقَال: إنه أسر الْعَبَّاس، ونوفلًا وعقيلًا، وأتى بهم رَسُول اللَّه صَلَّى الله عليه وسلم، فقال له رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لقد أعانك عليهم ملك كريم، وسماه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مقرنًا. وبنو سَلَمة يدعون أن أبا اليسر كعب بْن عَمْرو أسر الْعَبَّاس. وكذلك قَالَ ابْنُ إِسْحَاق، وليس لأبي النعمان عقب.
أَخْرَجَهُ الثلاثة، وَقَدْ أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى فَقَالَ: عُبَيْد بْن أوس بْن مَالِك بْن سواد الْأَنْصَارِيّ، من الأوس، ثُمَّ من بني سواد بْن كعب. شهد بدرًا، قيل: هُوَ الَّذِي أسر عقيل بْن أَبِي طَالِب.
قلت: قد أخرج ابن منده هَذَا، ولم يسقط مِنْهُ إلا أسر عقيل، ولعل أبا مُوسَى اشتبه عَلَيْهِ حيث لم ينسبه ابْنُ منده فظنه غيره، وهو هو، فلا وجه لاستدراكه، لأنه لم يستدرك كل من أسقط نسبه.
3481- عبيد بن التيهان
(ب س) عُبَيْد بْن التيهان بْن مَالِك، أخو أَبِي الهيثم بْن التيهان، تقدم نسبه في أبى الهيثم مالك بن التيهان، إن شاء الله تعالى.
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 1744: 1019.
[2] الاستيعاب، الترجمة 1725: 1015.
[3] سيرة ابن هشام: 1/ 687.(3/430)
ونسبه أبو عمر هاهنا إِلَى الأوس من الأنصار، وخالفه غيره، فجعلوه من حلفاء بني عَبْد الأشهل. وممن قَالَ هَذَا ابْنُ إِسْحَاق، وموسى بْن عقبة، وَأَبُو معشر.
وكان ابْنُ إِسْحَاق والواقدي يقولان: هُوَ عُبَيْد. وقَالَ مُوسَى بْن عقبة وَأَبُو معشر وعبد الله بن محمد بن عمارة- هو عتيك بْن التيهان. ووافقهم ابْنُ الكلبي.
وعبيد هَذَا هُوَ أحد السبعين الَّذِينَ بايعوا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليلة العقبة. شهد بدرًا، وقتل يَوْم أحد شهيدًا، قتله عكرمة بْن أَبِي جهل، وقيل: بل قتل بصفين مَعَ عليّ.
أخرجه أَبُو عُمَر، وَأَبُو مُوسَى، إلا أن أبا مُوسَى قَالَ: هُوَ حليف بلي، وهذا لم يقله غيره، إنَّما من العلماء من جعله من الأنصار من أنفسهم، ومنهم من جعله من بلي بالنسب وحلفه فِي الأنصار، وأمَّا قول أَبِي مُوسَى فغريب.
3482- عبيد بن ثعلبة
(ع س) عُبَيْد بْن ثعلبة الأنصاري، من بني النجار.
روى عَنِ ابْنِ إِسْحَاق فِي تسمية من شهد بدرًا من الأنصار، من الخزرج، ثُمَّ من بني ثعلبة من غنم بْن مَالِك: عُبَيْد [1] بْن ثعلبة.
أَخْرَجَهُ أَبُو نعيم، وأبو موسى.
3483- عبيد الجهنيّ
(د ع) عبيد الجهنيّ، يكنى أبا عاصم. لَهُ صحبة.
روى عاصم بْن عُبَيْد الجهني، عَنْ أَبِيهِ. وكانت لَهُ صحبة- قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أتاني جبريل فَقَالَ: «فِي أمتك ثلاثة أعمال لم تعمل بها الأمم قبلها: النباشون، والمتسمنون [2] ، والنساء بالنساء» . أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو نعيم: رواه بعض المتأخرين فقال: الشّارون [3] ، والمتسمّنون.
__________
[1] في المطبوعة: «مالك بن عبيد بن ثعلبة» وهو خطأ واضح. والصواب عن المخطوطة.
[2] المتسمنون: قوم يتكثرون بما ليس عندهم، ويدعون ما ليس لهم من الشرف. وقيل: يجمعون المال. وقيل: يحبون التوسع في المآكل والمشارب، وهي أسباب السمن.
[3] الشارون: الذين شروا آخرتهم بدنياهم، أي: باعوا للدين بالدنيا.(3/431)
3484- عبيد بن حذيفة
(ب د ع) عُبَيْد بْن حذيفة بْن غانم بن عامر بن عبد الله بن عبيد بن عويج بن عدىّ ابن كعب بْن لؤي، أَبُو جهم الْقُرَشِيّ العدوي، صاحب الخميصة [1] .
وَقَدْ اختلف فِي اسمه، فقيل: عبيد. وقيل: عامر [2] . وسنذكره في الكنى أتم من هذا إن شاء اللَّه تَعَالى.
وقَالَ ابْنُ منده: عُبَيْد بْن حذيفة بن غانم بن عامر بن عبد الله بن عبيد بن عويج بن عدي ابن كعب، أبو جهم الْأَنْصَارِيّ. كذا قَالَ.
وقَالَ أَبُو نعيم ونسبه إِلَى كعب، وقَالَ: قاله أَبُو بَكْر بْن أَبِي عاصم، وقَالَ: عداده فِي الأنصار. وقَالَ: توفي فِي خلافة معاوية.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
قلت: قول ابْنِ منده: إنه أنصاري، وقول ابْنُ أَبِي عاصم: عداده فِي الأنصار، لا أعرف معناه، فإن أبا جهم الَّذِي بهذا النسب، عدوي من عدي قريش لا شبهة فيه، يجتمع هو ونعيم النّحّام ومطيع بْن الأسود فِي: عُبَيْد بْن عويج. والذي نقله أَبُو نعيم عَنِ ابْنِ أَبِي عاصم أن عداده فِي الأنصار لم أجده فيما عندنا من كتابه، والله أعلم.
3485- عبيد بن خالد السلمي
(ب د ع) عُبَيْد بْن خَالِد السلمي ثُمَّ البهزي. وَيُقَال: عبدة وعبيدة بْن خَالِد، وعبيد أصح. يكنى أبا عَبْد اللَّه.
وهو مهاجري، روى عَنْهُ جماعة من الكوفيين، وسكن الكوفة، وممن روى عَنْهُ: سعد ابْنُ عبيدة، وتميم بْن سَلَمة. وشهد صفين مَعَ علي، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَطِيبُ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عن عمرو ابن مُرَّةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبِيعَةَ السُّلَمِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ خَالِدٍ السُّلَمِيِّ- وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: آخَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ رَجُلَيْنِ، فَقُتِلَ أَحَدُهُمَا عَلَى عهد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ مَاتَ الآخَرُ فَصَلُّوا عَلَيْهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا قُلْتُم؟ قَالُوا: قلنا: اللَّهمّ ارحمه
__________
[1] ينظر الترجمة رقم 2689: 3/ 120، 121.
[2] ينظر كتاب حذف من نسب قريش: 83. وكتاب نسب قريش: 369، 370.(3/432)
اللَّهمّ أَلْحِقْهُ بِصَاحِبِه. فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَأَيْنَ صَلاتُهُ بَعْدَ صَلاتِهِ؟ وَأَيْنَ صِيَامُهُ وَعَمَلُهُ بَعْدَ صِيَامِهِ وَعَمَلِهِ؟ مَا بَيْنَهُمَا أَبْعَدُ مِمَّا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ» [1] .
رَوَاهُ مَنْصُورٌ وَزَيْدُ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، نحوه. أخرجه الثلاثة.
3486- عبيد بن خالد المحاربي
(د ع) عُبَيْد بْن خَالِد المحاربي، أخو الأسود بْن خَالِد. يعد فِي الكوفيين.
نسبه سُلَيْمَان بْن قرم، عَنْ أشعث بْن أَبِي الشعثاء، عَنْ رهم بِنْت الأسود، عَنْ عمها عبيد ابن خَالِد.
وروت عَنْهُ رهم بِنْت أخيه الأسود بْن خَالِد.
رَوَى سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ سَعْيَةَ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ سُلَيْمٍ، عَنْ عَمَّتِهِ، عَنْ عَمِّهَا قَالَ: «بَيْنَمَا أَنَا أَمْشِي فِي سِكَّةٍ مِنْ سِكَكِ الْمَدِينَةِ إِذْ نَادَانِي إِنْسَانٌ مِنْ خَلْفِي: ارْفَعْ إِزَارَكَ، فَإِنَّهُ أَتْقَى وَأَنْقَى، فَالْتَفَتَ فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هُوَ بُرْدَةٌ [2] مَلْحَاءُ! فَرَفَعَ إِزَارَهُ إِلَى نِصْفِ ساقيه وقال: مالك في أسوة؟!» [3] . هذا حديث مشهور عن شعبة. وَمِمَّنْ رَوَى عَنْهُ أَبُو سَلَمَةَ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَلَمْ يَسْمَعْ أَبُو سَلَمَةَ مِنْ شُعْبَةَ غير هذا الحديث.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
3487- عبيدة بن الخشخاش العنبري
(د ع) عُبَيْد بْن الخشخاش العنبري. أخو مَالِك وقيس، عداده فِي أعراب البصرة.
رَوَى مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ جَدِّهِ نَصْرِ بْنِ حَسَّانٍ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ أَبِي الْحَرِّ، عَنْ أَبِيهِ مَالِكٍ وَعَمَّيْهِ قَيْسٍ وَعُبَيْدٍ: أَنَّهُمْ أَتَوُا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَشَكَوْا إِلَيْهِ رَجُلا مِنْ بَنِي فَهْمٍ. فَكَتَبَ إِلَيْه النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ لِمَالِكِ وعبيد
__________
[1] أخرجه الإمام أحمد عن أبى النضر ومحمد بن جعفر كلاهما عن شعبة، عن عمرو بن مرة بإسناده مثله. المسند: 3/ 500.
4/ 219.
[2] بردة ملحاء اى فيها خطوط سود وبيض.
[3] أخرج الإمام أحمد نحوه عن وكيع، عن سفيان، عن اشعب، عن عمته، عن عمها. وكذلك رواه عن حسين بن محمد، عن سليمان بن قرة، عن الأشعث، عن عمته وهم، عن عبيدة بن خلف. [؟] : 5/ 364.(3/433)
وَقَيْسِ بَنِي الْخَشْخَاشِ، إِنَّكُمْ آمِنُونَ مُسْلِمُونَ عَلَى دِمَائِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ، لا تُؤْخَذُونَ بِجَرِيرَةِ غَيْرِكُمْ، وَلا يَجْنِي عَلَيْكُم إِلا أَيْدِيكُمْ» . أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو نعيم: رواه بعض الْمُتَأَخِّرِينَ- يَعْنِيَ ابْنَ مَنْدَهْ- مِنْ حَدِيثِ مُعَاذِ بْنِ الْمُثَنَّى، عَنْ أَبِيهِ، وَصَحَّفَ فِيهِ فَقَالَ: الحسن بن الحسين، عَنْ نَصْرٍ. وَإِنَّمَا هُوَ الْحُرُّ بْنُ الْحُصَيْنِ، وَصَحَّفَ أَيْضًا عَنْ رَجُلٍ «مِنْ بَنِي عَمِّهِمْ» ، فَقَالَ: «مِنْ بَنِي فَهْمٍ» .
وَقَدْ ذَكَرَهُ فِي «مَالِكِ بْنِ الْخَشْخَاشِ» فَقَالَ: «عَمِّهِمْ» عَلَى الصَّوَابِ.
3488- عبيد بن دحى الجهضمي
(ب د ع) عُبَيْد بْن دحي الجهضمي. بصرى، مختلف فِي صحبته وَفِي إسناد حديثه.
روى يَحيى بْن إِسْحَاق السيلحيني عَنْ سَعِيد بْن زَيْد، عَنْ واصل- مَوْلَى أَبِي عيينة:
روى عَنْهُ ابنه يَحيى: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يتبوأ لبوله كما يتبوأ لمنزله.
ورواه وكيع، عَنْ سَعِيد، مثله. ورواه عَمْرو بْن عاصم، عَنْ حَمَّاد وسعيد بْن زيد [1] ، عَنْ واصل، عَنْ يَحيى بْن عُبَيْد، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ.
أَخْرَجَهُ الثلاثة، إلا أن أبا عُمَر قَالَ: دحي- بالدال- وجعله جهضميًا. وجعله ابْنُ منده وَأَبُو نعيم «رحي» بالراء، وجعلاه جهنيًا. وقَالَ أَبُو نعيم: «وقيل: دحى» والله أعلم.
3489- عبيد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم
(ب د ع) عُبَيْد، مَوْلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ روى عَنْهُ سُلَيْمَان التيمي.
أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُسْلِمُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُعَدَّلُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُهَنِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي طَوْقٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ الْمُرَجَّى، أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى النَّرْسِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ عُبَيْدٍ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ امْرَأَتَيْنِ كَانَتَا صَائِمَتَيْنِ، وَكَانَتَا يَغْتَابَانِ النَّاسَ، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَدَحٍ، وَقَالَ لَهُمَا: قِيئَا. فَقَاءَتَا قَيْحًا، وَدَمًا، وَلَحْمًا عَبِيطًا [2] فَقَالَ: إِنَّ هَاتَيَنْ صَامَتَا عَنِ الْخُبْزِ، وَأَفْطَرَتَا عَلَى الحرام» [3] .
__________
[1] في المطبوعة: «عن حماد بن سعيد بن زيد» وهو خطأ، والصواب عن المخطوطة. وفي الخلاصة أن «حماد بن زيد» روى عن واصل الأسد مولى أبى عيينة.
[2] اللحم العبيط: الطري.
[3] أخرج الإمام أحمد نحوه. ينظر المسند: 5/ 431.(3/434)
وقيل لم يسمع سُلَيْمَان من عُبَيْد، بَيْنَهُما رَجُل. روى المعتمر بْن سُلَيْمَان، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَجُل، عَنْ عُبَيْد مَوْلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: سئل: أكان رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يأمر بصلاة بعد المكتوبة؟
قَالَ: نعم، بين المغرب والعشاء [1] .
أخرجه الثلاثة.
3490- عبيد بن رفاعة بن رافع الزرقيّ
(د ع) عُبَيْد بْن رفاعة بْن رافع الزرقي. تقدم نسبه عند ذكر أَبِيهِ.
سكن المدينة. قيل: إنه أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي صحبته اختلاف.
أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَلِيٍّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيِّ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلامِ بْن حَرْبٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أُمِّهِ [2] حُمَيْدَةَ- أو: عبيدة- بنت عبيد ابن رِفَاعَةَ، عَنْ أَبِيهَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم قال: «يشمّت [3] العاطس ثَلاثًا، فَإِنْ شِئْتَ فَشَمِّتْهُ، وَإِنْ شِئْتَ فَكُفَّ [4] » .
وَرَوَى اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلالٍ، عَنْ أَبِي أُمَيَّةَ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا، وَعِنْدَهُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ ...
رَوَاهُ أَبُو مَسْعُودٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ، عَنِ اللَّيْثِ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ أَبِيهِ مِثْلَهُ.
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ وأبو نعيم، وقد ذكراه أَيْضًا فِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ، وَلا يصح، فإن كانا ظناهما اثنين فليس كذلك.
3491- عبيد بن زيد بن عامر
(ب ع س) عُبَيْد بْن زَيْد بْن عَامِر بْنُ العجلان بْن عَمْرو بْن عَامِر بْن زريق الْأَنْصَارِيّ الزرقي.
شهد بدرًا وأحدًا، قاله أَبُو عُمَر.
وقَالَ أَبُو نعيم: عُبَيْد [5] بْن زَيْد بْن عَامِر بْن العجلان الْأَنْصَارِيّ الأوسي، من بنى العجلان
__________
[1] أخرجه الإمام أحمد، عن معتمر، بإسناده مثله. المسند: 5/ 431.
[2] كذا في المخطوطة والمطبوعة. وفي سنن أبى داود: عن أم حميدة.
[3] في المطبوعة: «تشميت» والمثبت عن الأصل. وفي سنن أبى داود: «تشمت» بالتاء.
[4] سنن أبى داود، كتاب الأدب، باب كم يشمت العاطس.
[5] في المطبوعة: «عبيد الله بن زيد» وهو خطأ صوابه من المخطوطة. ومن الرواية التي ساقها أبو نعيم عن موسى بن عقبة وابن إسحاق.(3/435)
ابن عَمْرو بْن عَامِر بْن زريق. وروي بِإِسْنَادِهِ، عَنْ موسى بْن عقبة، عَنِ ابن شهاب، في تسمية من شهد بدرا، من الأنصار من الأوس: «عُبَيْد بْن زَيْد» . وروى بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابن إِسْحَاق، فِي تسمية من شهد بدرا من الأنصار، من الأوس، من بني العجلان بن عمرو: «عبيد بن زيد ابن العجلان» .
وقال أَبُو مُوسَى نحوه.
أَخْرَجَهُ أَبُو نعيم، وَأَبُو عُمَر، وَأَبُو مُوسَى.
قلت: قول أَبِي نعيم وأبى مُوسَى فِي نسبه: زرقي، ثُمَّ جعلاه أوسيًا. هَذَا غير مستقيم. فإن زريقًا من الخزرج ليس من الأوس فِي شيء وأمَّا ابْنُ شهاب فلم يرفع نسبه حتَّى يعلم، فخلص.
وأمَّا قول أَبِي نعيم عَنِ ابْنِ إِسْحَاق فِي تسمية من شهدا بدرًا، من الأنصار من الأوس، ثُمَّ بني العجلان بْن عَمْرو: «عُبَيْد بْن زَيْد» فالذي عندنا من طرق كتاب ابن إِسْحَاق فليست كذلك.
أَخْبَرَنَا عُبَيْد اللَّه بْن أحمد بإسناده إلى يونس بْن بكير، عَنِ ابن إِسْحَاق، في تسمية من شهد بدرا، من بني العجلان بْن عَمْرو بْن عَامِر بْن زريق: «رافع بْن مَالِك، وعبيد بْن زيد ابن عَامِر بْن العجلان» .
ومثله نقل عَبْد الملك بْن [1] هشام، عَنِ البكائي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق. ومثلهما روى سَلَمة عَنِ ابْنِ إِسْحَاق، والله أعلم.
3492- عبيد بن زيد أبو عياش الزرقيّ
(د) عُبَيْد بْن زَيْد، أَبُو عياش الزرقي.
سماه هكذا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، وخالفه غيره.
وروى ابْنُ منده بِإِسْنَادِهِ، عَنْ مَنْصُور بْن المعتمر، عَنْ مجاهد بْن جبر، عَنْ أَبِي عياش الزرقي: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «صلى بهم صلاة الخوف [2] ... » وذكر الحديث.
أخرجه ابن مندة.
__________
[1] الّذي في سيرة ابن هشام 1/ 700: «ومن بني العجلان بْن عَمْرو بْن عَامِر بْن زريق: رفاعة بن رافع بن العجلان، وأخوه: خلاد بْن رافع بْن مالك بْن العجلان، وعبيد بْن زَيْد بْن عَامِر بْن العجلان، ثلاثة نفر. وقد ساق ابن الأثير هذه الرواية في ترجمة رافع بن مالك: 2/ 198.
[2] أبو عياش الزرقيّ مختلف في اسمه، فقيل: زيد بن الصامت، وقيل: عبيد بن الصامت. وسيأتي ذلك في ترجمته في باب الكنى. وحديث أبى عياش في صلاة الخوف رواه الإمام أحمد عن عبد الرزاق، عن الثوري، عن منصور بإسناده، المسند: 4/ 59، 60. وقد ساقه الإمام الحافظ ابن كثير في تفسيره عند قوله تعالى: وَإِذا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ ... 4: 102 الآية 102 من سورة النساء. ينظر تفسير ابن كثير: 2/ 354، 355 بتحقيقنا.(3/436)
3493- عبيد بن سعد
(س) عُبَيْد بْن سعد: ذكره بعضهم، روى عَبْد الوهاب بْن عطاء عمن ذكره عَنْ إبراهيم ابن ميسرة عَنْ عُبَيْد بْن سعد عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم أنه قال: «من أحب فطرتي فليستن بسنتي ومن سنتي النكاح» أخرجه أبو موسى.
3494- عبيد بن سليم
عُبَيْد بْن سليم بْن حضار الأَشْعَرِي عم أَبِي مُوسَى كنيته أَبُو عَامِر وهو مشهور بها، وَقَدْ ذكرنا نسبه فِي ترجمة أَبِي مُوسَى عَبْد اللَّه بْن قيس ونذكر أخباره فِي كنيته أتم من هَذَا إن شاء اللَّه تعالى.
3495- عبيد بن سليم بن ضبع
(ب س) عُبَيْد بْن سليم بْن ضبع بْن عامر بْن مجدعة بْن جشم بن حارثة الأنصاري الحارثي من الأوس شهد أحدًا يعرف بعبيد السهام قَالَ الواقدي: سَأَلت ابْنُ أَبِي حبيبة لم سمي عُبَيْد السهام؟ فَقَالَ أخبرني دَاوُد بْن الحصين قَالَ: إنه كَانَ قَدْ اشترى من سهام خيبر ثمانية عشر سهمًا، فسمى عُبَيْد السهام، وقيل إنَّما سمي عُبَيْد السهام لأنَّه حضر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بخيبر، فلما أراد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إن يسهم قَالَ لهم: هاتوا أصغر القوم. فأتي بعبيد، فدفع إِلَيْه بأسهم، فسمي بعبيد السهام، ويكنى أبا ثابت، بابنه ثابت بْن عُبَيْد الَّذِي روى عَنْهُ الْأَعْمَش.
أخرجه أَبُو عُمَر وَأَبُو مُوسَى، إلا أن أبا مُوسَى لم ينسبه، إنما قال: عبيد السّهام وهو هذا.
3496- عبيد بن شرية
(س) عُبَيْد بْن شرية، وَيُقَال: عمير بْن شبرمة.
قَالَ هشام بْن مُحَمَّد الكلبي، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: عاش عُبَيْد بْن شرية الجرهمي مائتي سنة وأربعين سنة، وَيُقَال: ثلاثمائة سنة، وأدرك الإسلام فأسلم، وأتى معاوية بْن أَبِي سُفْيَان وهو خليفة، فَقَالَ لَهُ: أخبرني بأعجب ما رَأَيْت؟ قَالَ: انتهيت إِلَى قوم يدفنون ميتًا، فلما رَأَيْته اغرورقت عيناي، فتمثلت بهذه الأبيات:
استرزق اللَّه خيرًا وأرضين بِهِ ... فبينما العسر إذ دارت مياسير(3/437)
وبينما المرء فِي الأحياء مغتبط ... إذ صار ميتًا تعفيه الأعاصير
يبكي عَلَيْهِ غريب ليس يعرفه ... وذو قرابته فِي الحي مسرور
قَالَ: فَقَالَ لي رَجُل من القوم: تدري من قائل هَذِهِ الأبيات؟ هُوَ والله الَّذِي دفناه الساعة.
وروى هَذَا من طريق آخر، وسماه عمير بْن شبرمة، وزاد فِي آخره: «وأنت غريب ولا تعرفه تبكيه! وابن عمه فِي هَذِهِ القرية قَدْ خلف عَلَى أهله، وأحرز ماله، وسكن رباعه.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى، وليس فِيهِ ما يدل عَلَى أن لَهُ صحبة، إلا أَنَّهُ قَدْ كَانَ قبل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبعده، وَقَدْ أسلم، فلعله أسلم عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، والله أعلم.
3497- عبيد بن صخر الأنصاري
(ب د ع) عُبَيْد بْن صخر بْن لوذان الْأَنْصَارِيّ.
كَانَ ممن بعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ مُعَاذٍ إِلَى اليمن.
وَرَوَى سَيْفُ بْنُ عُمَرَ التَّمِيمِيُّ، عَنْ سَهْلِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ سَهْلٍ الأَنْصَارِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ صَخْرِ بْنِ لُوذَانَ الأَنْصَارِيِّ أَنَّهُ قَالَ: أَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُمَّالَ الْيَمَنِ جَمِيعًا فَقَالَ: «تَعَاهَدُوا الْقُرْآنَ بِالتَّذْكِرَةِ، وَأَتْبِعُوا الْمَوْعِظَةَ الْمَوْعِظَةَ، فَإِنَّهُ أَقْوَى لِلْعَامِلِينَ عَلَى الْعَمَلِ بِمَا يُحِبُّ اللَّهُ تَعَالى، وَلا تَخَافُوا فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لائِمٍ، وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْه تُرْجَعُونَ» . وروى عَنْ عُبَيْد أَنَّهُ قَالَ: عهد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عماله باليمن: فِي البقر فِي كل ثلاثين تبيع [1] ، وفي كل أربعين مسنة، وليس في الأوقاص [2] . بينهما شيء. أخرجه الثلاثة.
3498- عبيد بن عازب الأنصاري
(ب د ع) عُبَيْد بْن عازب الْأَنْصَارِيّ، أخو البراء بْن عازب. تقدم نسبه عند ذكر أخيه [3] يعد فِي الكوفيين.
رَوَى قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، عَنْ عَمِّهَا عُبَيْدِ بْنَ عَازِبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تَجْمَعُوا بَيْنَ اسمى وكنيتي [4] »
__________
[1] التبيع: ما دخل في الثانية. والمسنة: ما دخلت في الثالثة.
[2] الأوقاص: جمع وقص- بزنة قمر- وهو ما بين الفريضتين، أي ما بين الثلاثين والأربعين.
[3] ينظر الترجمة رقم 389: 1/ 205.
[4] رواه الإمام أحمد باسناده عن أبى هريرة، ينظر المسند: 2/ 433. وعن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن عمه، المسند: 3/ 450، 5/ 364.(3/438)
رَوَاهُ ابْنُ مَنْدَهْ فَقَالَ: «عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ عَازِبٍ، عَنْ عَمِّهَا» وَهُوَ وَهْمٌ، وَالصَّوَابُ، «حَفْصَةُ بِنْتُ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ» . وَقَوْلُهُ: «عَنْ عَمِّهَا» يُرَدُّ عَلَيْهِ.
وقَالَ أَبُو عُمَر: «شهد عَبيد وأخوه البراء مَعَ عليّ مشاهده كلها» وقَالَ: «وهو جد عدي بْن ثابت، روى فِي الوضوء والحيض» [1] أَخْرَجَهُ الثلاثة.
قلت: قَدْ ذكر أَبُو عُمَر فِي «ثابت بْن قيس بْن الخطيم» أنه جدي «عدي بْن ثابت [2] » [لأمه] ، وقَالَ فِي عَبْد الله بن يزيد الخطميّ: «أَنَّهُ جد عدي بْن ثابت [3] لأمه» ، وقَالَ فِي دينار الْأَنْصَارِيّ: «إنه جد عدي بْن ثابت [4] » [وقال في قيس الأنصاري: إنه جدّ عدي] [5] ، فليتأمل.
3499- عبيد أبو عبد الرحمن
(ب د ع) عُبَيْد أَبُو عَبْد الرَّحْمَن.
حدث عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
رَوَى الْمِنْهَالُ بْنُ بَحْرٍ، عَنْ حَمَّادِ بْن سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ عِيسَى بْنِ سِنَانٍ، عن المغيرة ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُبَيْدٍ- وَكَانَ لِعُبَيْدٍ صُحْبَةٌ- عن أبيه، عن جده: أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الإِيمَانُ ثَلاثُمِائَةٍ وَثَلاثٌ وَثَلاثُونَ شَرِيعَةً، مَنْ وَافَى شَرِيعَةً مِنْهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ» . أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ، إِلا أَنَّ أَبَا عُمَرَ تَرْجَمَ عَلَيْهِ: «عُبَيْدٌ رَجُلٌ مِنَ الصَّحَابَةِ [6] » وهو هذا.
3500- عبيد بن عبد الغفار
(د ع) عُبَيْد بْن عَبْد الغفار. مَوْلَى النبي صلى الله عليه وسلم.
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 1733: 3/ 1017، 1018.
[2] الّذي في الاستيعاب في ترجمة ثابت بن قيس بن الحطيم: «وابنه عدي بن ثابت من الرواة الثقات» وليس فيها ما نسبه ابن الأثير إلى أبى عمر من أنه قال: «إن ثابت جد عدي» . ينظر الاستيعاب، الترجمة 261: 1/ 206.
[3] الاستيعاب، الترجمة 1685: 3/ 1001.
[4] الاستيعاب، الترجمة 706: 2/ 463.
[5] ما بين القوسين سقط من المطبوعة، أثبتناه عن المخطوطة، وينظر الاستيعاب، الترجمة 2161: 3/ 1302.
[6] الاستيعاب، الترجمة 1746: 3/ 1020.(3/439)
روى حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْغَفَّارِ- مَوْلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا ذُكِرَ أَصْحَابِي فَأَمْسِكُوا» . أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ، وَأَبُو نُعَيْمٍ.
3501- عبيد بن عبد
(س) عُبَيْد بْن عَبْد أورده المستغفري. روى عَنْهُ عتبة بْن عَبْد- وله صحبة أيضًا- قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْد بْن عَبْد أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لا تقصوا نواصي الخيل، ولا معارفها [1] ، ولا أذنابها، فإن أذنابها مذابها وأعرافها أدفاؤها [2] ونواصيها الخير معقود فيها» .
وَقَدْ روى هَذَا الحديث عَنْ «عتبة بْن عَبْد [3] » ويرد فِي موضعه إن شاء الله تعالى، أخرجه أبو موسى.
3502- عبيد بن أبى عبيد الأنصاري الأوسي
(ب د ع س) عُبَيْد بْن أَبِي عُبَيْد الْأَنْصَارِيّ الأوسي، من بني أمية بْن زيد بن مالك ابن عوف بْن عمرو بْن عوف بْن مالك بْن الأوس.
شهد بدرًا، قاله مُوسَى بْن عقبة عَنِ ابْنِ شهاب، وقاله مُحَمَّد بْن إِسْحَاق.
أَخْرَجَهُ الثلاثة، وقَالَ أَبُو عُمَر: شهد بدرًا، وأحدًا، والخندق مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [4] .
وأخرجه أَبُو مُوسَى عَلَى ابْنُ منده، وَقَدْ أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ، فَلا وَجْهَ لاسْتِدْرَاكِهِ عَلَيْهِ!
3503- عبيد العركى
(ع) عُبَيْد العركي.
أَخْرَجَهُ الطبراني فيمن اسمه «عُبَيْد» ، وقيل: اسمه عَبْد، وَقَدْ تقدم حديثه فِي ماء البحر.
أَخْرَجَهُ أَبُو نعيم، ولم يخرجه أَبُو مُوسَى فِي هَذِهِ الترجمة، إنَّما أخرجه في «عبد [5] قال: «ويقال عبيد» .
__________
[1] العرف، وجمعه أعراف- والمعرفة جمعها معارف: شعر عنق الفرس.
[2] في سنن أبى داود: ومعارفها دفاؤها» والأدفاء: جمع دفأ- بفتحتين- وهو: نقيض حدة البرد «اللسان» .
[3] وكذا رواه أبو داود عنه- في كتاب الجهاد، باب كراهة جز نواصي الخيل، الحديث 2542: 3/ 22. والإمام أحمد عن عتبة بن عبد، ينظر المسند: 4/ 184.
[4] الاستيعاب، الترجمة 1724: 3/ 1018.
[5] ينظر فيما تقدم من هذا الكتاب، الترجمة. 344: 3/ 517.(3/440)
3504- عبيد بن عمر بن صبح الرعيى
(د) عُبَيْد بْن عُمَر بْن صبح [1] الرعيني، ثم الذّبحانى.
له ذكره فِي الصحابة، وشهد فتح مصر، قاله أَبُو سَعِيد بْن يونس.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده، وَيُقَال: لا تعرف لَهُ رواية، وأظنه هُوَ العركي.
3505- عبيد بن عمرو الكلابي
(ب د ع) عُبَيْد بْن عَمْرو الكلابي. وقيل: عبيدة. وهو الصحيح، وهو من بني كلاب ابن رَبِيعة بْن عَامِر بْن صعصعة.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَي إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ابن مَعْمَرٍ أَبُو مَعْمَرٍ الْهُذَلِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بِنْتِ عِيَاضٍ قَالَت: سَمِعْتُ جَدِّي عُبَيْدَ بْن عَمْرٍو قَالَ: رَأَيْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَوَضَّأُ فَأَسْبَغَ الطُّهُورَ، وَكَانَتْ هِيَ إِذَا تَوَضَّأْتَ أَسْبَغَتِ الطُّهُورَ.
رَوَاهُ سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ خُثَيْمٍ فَقَالَ: «عَنْ عُبَيْدَةَ [2] » .
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ، وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: رَوَاهُ بَعْضُ الْمَتَأَخِّرِينَ فَقَالَ: «عَنْ رَبِيعَةَ، وَوَهِمَ، إِنَّمَا هِيَ «رَبِيعَةُ» .
وقَالَ أَبُو عُمَر: وقيل فِيهِ: عبيدة، وعبيدة بْن عَمْرو، يعنى بضم العين وفتحها [3] .
3506- عبيد بن عمير بن قتادة
(ب س) عُبَيْد بْن عمير بْن قَتَادَة بْن سعد بْن عَامِر بْن جندع بْن ليث بْن بكر بْن عبد مناة بن كنانة الليثي الجندعي، يكنى أبا عاصم، قاص أهل مكَّة.
ذكر الْبُخَارِيّ أَنَّهُ رَأَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وذكر مُسْلِم أَنَّهُ ولد عَلَى عهد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو معدود فِي كبار التابعين، ويروي عَنْ عُمَر وغيره من الصحابة.
أَخْرَجَهُ أَبُو عمر [4] ، وأبو موسى.
3507- عبيد القارئ
(ب) عُبَيْد القارئ. رَجُل من بني خطمة من الأنصار.
__________
[1] في المطبوعة: «عمر بن صالح» . والمثبت عن المخطوطة، والإصابة، الترجمة 5350: 2/ 438.
[2] وكذلك الحديث في مسند أحمد عن عبيدة بن عمرو الكلابي، ينظر: 4/ 79.
[3] الاستيعاب، الترجمة 1735: 3/ 1018.
[4] الاستيعاب، الترجمة 1736: 3/ 1018.(3/441)
روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، روى عنه زيد بْن إِسْحَاق، أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر مختصرا [1] ، وقد ذكره أَبُو عمر أيضا في عمير [2] ، ويرد ذكره هناك، وهو أصح. وقد قيل فيه: «عبيد» ، فلو أشار إليه لكان أصلح، فإن أبا أحمد العسكري ذكر الترجمتين معا.
3508- عبيد بن قشير
(ب) عبيد بْن قشير. مصري [3] .
حديثه مرفوع: «إياكم والسّريّة التي إن لقيت فرت، وَإِن غنمت غلت [4] » .
روى عنه لهيعة بن عقبة. أخرجه أبو عمر.
3509- عبيد بن قيس أبو الورد الأنصاري
(س) عُبَيْد بْن قيس أَبُو الورد الْأَنْصَارِيّ.
سماه جَعْفَر، وقيل: إن اسم أَبِي الورد «ثابت بْن كامل» .
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى، وقَالَ: أخرجه ابن منده في الكنى.
3510- عبيد بن مخمر
(ب د ع) عُبَيْد بْن مخمر أَبُو أمية المعافري.
لَهُ صحبة فيما قَالَ أَبُو سَعِيد بْن يونس، وقَالَ: شهد فتح مصر. روى عَنْهُ أَبُو قبيل المعافري.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
3511- عبيد بن مراوح المزني
عُبَيْد بْن مراوح المزني.
ذكره ابْنُ قانع، وروى بِإِسْنَادِهِ عَنْ عُبَيْد بْن عُبَيْد بْن مراوح المزني قَالَ: نزل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالنقيع [5] ، والناس يخافون الغارة، فنادى مُنَادِي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، «الله أكبر» ،
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 1745: 3/ 1019.
[2] الاستيعاب، الترجمة 1998: 3/ 1223.
[3] في المطبوعة: «مضري» بالضاد. وهو خطأ صوابه من المخطوطة، والاستيعاب، الترجمة 1737: 3/ 1018.
[4] رواه ابن ماجة في كتاب الجهاد، باب السرايا، الحديث 2829: 2/ 944 عن أبى بكر بن أبى شيبة بإسناده إلى لهيعة بن عقبة، قال سمعت أبا الورد صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ... وذكره.
[5] النقيع- بفتح النون وكسر القاف: - موضع قرب المدينة، حماه النبي صلى الله عليه وسلم لخيله.(3/442)
فقلت: لقد كبرت كبيرًا. فَقَالَ: «أشهد أن لا إله إلا اللَّه» . فقلت: «لهؤلاء نبأ» فأتيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسلمت، وعلمني الوضوء وصليت معه، وحمى النقيع، واستعملني عليه. قاله الغساني.
3512- عبيد بن مسلم الأسدي
(ب د ع) عُبَيْد بْن مُسْلِم الأسدي.
رَوَى عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ مُسْلِمٍ- وَلَهُ صحبة- قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ مِنْ مَمْلُوكٍ يُطِيعُ اللَّهَ وَيُطِيعُ سَيِّدَهُ، إِلا كَانَ لَهُ أَجْرَانِ [1] » . أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ، إِلا أَنَّ أَبَا عُمَرَ قَالَ: «عَنْ عباد بن حصين [2] قال: سمعت عبيد ابن مُسْلِمٍ» . وَقَالَ ابْنُ مَنْدَهْ وَأَبُو نُعَيْمٍ: «رَوَى عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرحمن، عن عبيد بن مسلم» .
3513- عبيد بن معاذ
(د ع) عُبَيْد بْن مُعَاذِ بْن أنس الْأَنْصَارِيّ. وهو عم والد مُعَاذِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن خبيب الجهني.
رَوَى عَبْدُ [3] اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ الْمَدَنِيُّ، عَنْ معاذ بْن عَبْد اللَّهِ بْن خبيب الجهني، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمِّهِ- وَاسْمُهُ عُبَيْدٌ-: «أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عَلَيْهِمْ، وَعَلَيْهِ أَثَرُ غُسْلٍ، وَهُوَ طَيِّبُ النَّفْسِ، فَظَنَنَّا أَنَّهُ أَلَمَّ بِأَهْلِهِ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَصْبَحْتَ طَيِّبَ النَّفْسِ! قَالَ أَجَلْ، وَالْحَمْدُ للَّه. ثُمَّ ذَكَرَ الْغِنَى فَقَالَ: لا بَأْسَ. بِالْغِنَى لِمَنِ اتَّقَى اللَّه، وَالصِّحَةُ- لِمَنِ اتَّقَى اللَّه- خَيْرٌ مِنَ الْغِنَى، وَطِيبُ النَّفْسِ مِنَ النعيم [4] » . أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم.
__________
[1] رواه البخاري بنحوه عن أبى بردة عن أبيه، أبى موسى الأشعري. ينظر كتاب النكاح باب اتخاذ السرايا، ومن أعتق جارية ثم تزوجها: 7/ 7. وكذلك رواه ابن ماجة في كتاب النكاح، باب الرجل يعتق أمته ثم يتزوجها، الحديث 1956:
1/ 629، وأخرجه الإمام أحمد في مسند أبى موسى الأشعري: 4/ 414.
[2] ما نسبه ابن الأثير إلى أبى عمر ثابت في إحدى نسخ الاستيعاب، وقد رمز لها السيد المحقق بحرف «س» أما باقي النسخ التي اعتمد عليها في المطبوعة ففيها: «قال عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرحمن ... » فليس هناك مخالفة إذا. ينظر الترجمة 1739: 3/ 1019.
[3] في المخطوطة: «روى عبيد الله ... » وهو خطأ، ينظر الخلاصة،
[4] رواه ابن ماجة عَنْ أَبِي بكر بْن أَبِي شيبة، عَنِ خالد بن مخلد، عن عبد الله بن سليمان، عَنْ معاذ بْن عَبْد اللَّهِ بْن خبيب، عن أبيه، عن عمه- ولم يسمه. ينظر كتاب التجارات، باب الحث على المكاسب، الحديث 2141: 2/ 724. وكذلك رواه الإمام أحمد في مسندة عن معاذ، عن أبيه، عن عمه- ولم يسمه. المسند: 5/ 372، 381.(3/443)
3514- عبيد بن معاوية
(ع س) عُبَيْد بْن معاوية- وقيل: عُبَيْد بْن مُعَاذٍ- وقيل: عتيك بْن مُعَاذٍ- وقيل:
زَيْد بْن الصامت أَبُو عياش الزرقي، وَقَدْ تقدم فِي الزاي [1] ، وفي «عُبَيْد بْن زَيْد» .
أخرجه أبو نعيم وأبو موسى.
3515- عبيد بن المعلى
(ب د ع) عُبَيْد بْن المعلى بْن حارثة بْن زَيْد بْن ثعلبة بْن عدي بن مالك بن زيد مناة ابن حبيب بْن عَبْد حارثة بْن مَالِك بْن غضب [2] بْن جشم بْن الخزرج. وبنو مَالِك بْن زَيْد مناة حلفاء بْني زريق، وحبيب وزريق أخوان. وعبيد أنصاري زرقي.
قتل يَوْم أحد شهيدًا، قتله عكرمة بْن أَبِي جهل قاله ابن إسحاق [3] .
أخرجه الثلاثة.
3516- عبيد بن معية
(ب د ع) عُبَيْد بْن معية. وقيل: عُبَيْد اللَّه بْن معية، وَقَدْ تقدم [4] .
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
3517- عبيد بن نضيلة الخزاعي
(ع س) عُبَيْد بْن نضيلة [5] الخزاعي.
سكن الكوفة، مختلف فِي صحبته.
رَوَى الأَوْزَاعِيُّ، عَنْ أبي عُبَيْد- حاجب سُلَيْمَان بن عبد الملك- عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ نُضَيْلَةَ: أَنَّهُمْ قَالُوا فِي عَامِ، سَنَةٍ [6] : سَعِّرْ لَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ: «لا يَسْأَلُنِي الله عن سنة أحدثتها فيكم، لم يأمرني بها، ولكن سلوا الله من فضله» [7]
__________
[1] ينظر الترجمة 1846: 2/ 291.
[2] في المطبوعة: «عضب» بالعين المهملة. والصواب عن المخطوطة، ومعجم قبائل العرب: 2/ 471، وتاج العروس:
1/ 414.
[3] سيرة ابن هشام: 2/ 126.
وفيها «عبيد بن المعلى بن لوذان» ومثله في الاستيعاب، الترجمة 74: 3/ 1019 قال أبو عمر: «عبيد بن المعلى بن لوذان بن حارثة الأنصاري» .
[4] ينظر الترجمة 3475: 3/ 533.
[5] كذا في المطبوعة والمخطوطة: «نضيلة» بصيغة التصغير، وفي التقرب 1/ 545: «نضلة» بفتح النون وسكون المعجمة
[6] عام سنة، أي: عام قحط وجدب.
[7] رواه بنحوه الإمام أحمد عن أبى هريرة، ينظر المسند: 2/ 337، 372. وعن أبى سعيد الخدريّ: 3/ 85، وعن أنس بن مالك: 3/ 156، 286. وكذلك رواه أبو داود عن أبى هريرة. ينظر كتاب البيوع، باب في التسعير، الحديث 3450: 3/ 272. ورواه ابن ماجة عن أنس بن مالك في كتاب التجارات، باب من كره أن يسعر، الحديث 2200: 2/ 741.(3/444)
رَوَى شُعْبَةُ [1] ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ [2] عُبَيْدِ بْنِ نُضَيْلَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قِصَّةَ الْمَرْأَتَيْنِ اللَّتَيْنِ رَمَتْ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى بِعَمُودِ فُسْطَاطٍ، فَقَتَلَتْهَا وَمَا فِي بَطْنِهَا [3] .
فَعَلَى هَذَا يَكُونُ «عُبَيْدٌ» تَابِعِيًّا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
أَخْرَجَهُ أَبُو نعيم، وَأَبُو موسى.
3518- عبيد بن وهب أبو عامر الأشعري
(ب د ع) عُبَيْد بْن وهب، أَبُو عَامِر الْأَشْعَرِي.
قتل يَوْم «أوطاس [4] » سنة ثمان من الهجرة شهيدًا، قيل: قتله دريد بْن الصمة.
ولا يصح، لأن دريدًا كَانَ شيخًا كبيرًا لا يقدر عَلَى الامتناع، فكيف أن يقتل؟!.
واستغفر لَهُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وسماه عبيدًا.
روى عَنْهُ ابنه عَامِر، وابن أخيه أَبُو موسى الْأَشْعَرِي.
ويرد ذكره فِي الكنى أتم من هَذَا، فإنه بكنيته أشهر.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
قلت: قَدْ ذكر بعض العلماء أن قولهم فِي أَبِي عَامِر بْن وهب المستشهد بأوطاس: «إنه عم أَبِي مُوسَى» وهم، وهو مركب من اسم رجلين، أحدهما: «أَبُو عَامِر عُبَيْد بْن سليم بْن حضار» عم أَبِي مُوسَى، وهو الَّذِي قتل بأوطاس، والثاني: «عُبَيْد بْن وهب» عَلَى اختلاف فِي اسمه واسم أَبِيهِ، نزل الشام، روى عَنْهُ ابنه عَامِر بْن أَبِي عَامِر. وَقَدْ بين حالهما الحاكم أَبُو أَحْمَد النَّيْسَابُوريّ، فَقَالَ: عُبَيْد بْن سليم- وقيل: ابْنُ حضار- وساق نسبه إِلَى الأشعر بْن نبت أَبُو عَامِر الْأَشْعَرِي، عم أَبِي مُوسَى عَبْد اللَّه بْن قيس بْن حضار- وقيل: ابْنُ سليم بْن حضّار الأشعري- له صحبة قتل أيا حنين، سيره رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى جيش إِلَى «أوطاس» ، فقتل. وذكر خبر قتله وقَالَ: عُبَيْد بْن وهب- وقيل: عَبْد اللَّه بْن هانئ- وقيل: عَبْد اللَّه ابن وهب. لَهُ صحبة من النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وروى عَنْهُ: نعم الحي الأزد والأشعرون» ، قال:
__________
[1] كذا، وفي المسند: «سفيان» وشعبة وسفيان الثوري يرويان عن منصور بن المعتمر. ينظر التهذيب: 10/ 313.
[2] في المخطوطة والمطبوعة: «إبراهيم بن عبيد» وهو خطأ، صوابه من المسند. ولا تستقيم العبارة إلا به ومنصور بن المعتمر يروى عن إبراهيم النخعي الّذي يروى عن عبيد بن فضلة. ينظر التهذيب: 10/ 312، 7/ 75.
[3] مسند الإمام أحمد: 4/ 245.
[4] أوطاس: واد في ديار هوازن، كانت فيه وقعة حنين.(3/445)
هُوَ غير عم أَبِي مُوسَى، فإن عم أَبِي مُوسَى قتل بحنين، وهذا مات أيام عَبْد الملك بْن مروان، روى عَنْهُ ابنه عَامِر أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «نعم الحي الأزد والأشعرون» . وقَالَ خليفة بْن خياط فيمن نزل الشام من الصحابة أبو عامر الأشعري واسمه عبد الله ابن هانئ- وَيُقَال: ابْنُ وهب- وَيُقَال: عُبَيْد بْن وهب. توفي أيام عَبْد الملك بْن مروان، وهذا ليس بعم أبي مُوسَى فإن سياق نسب أَبِي مُوسَى يبطل أن يكون هَذَا عمه، والله أعلم.
3519- عبيد
(د ع) عُبَيْد، رَجُل من الصحابة، غير منسوب.
رَوَى جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ: حَدَّثَنِي عُبَيْدٌ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَفَعَهُ قَالَ: «إِذَا صَلَّى الرَّجُلُ ثُمَّ قَعَدَ فِي مُصَلاهُ، فَذَكَرَ اللَّهَ تَعَالَى، فَهُوَ فِي صَلاةٍ، وَذَلِكَ أَنَّ الْمَلائِكَةَ تُصَلِّي عَلَيْهِ يَقُولُونَ: «اللَّهمّ اغْفِرْ لَهُ، اللَّهمّ ارْحَمْهُ» وَإِن دَخَلَ مُصَلاهُ يَنْتَظِرُ الصَّلاةَ، كَانَ مِثْلَ ذَلِكَ» .
رَوَاهُ ابْنُ فُضَيْلٍ، وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَغَيْرُهُمَا عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَمَّنْ سَمِعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَحْوَهُ. أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ وَأَبُو نعيم.
3520- عبيدة الأملوكي
(ب ع س) عبيدة- بفتح العين، وكسر الباء، وبعدها ياء تحتها نقطتان، وآخره هاءٌ- هُوَ عبيدة الأملوكي. وَيُقَال: المليكي. شامي.
روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم أنه قَالَ: «يا أهل القرآن، لا توسدوا القرآن» [1] . روى عَنْهُ المهاجر بْن حبيب، وسعيد بْن سويد.
أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ، وَأَبُو مُوسَى، وَأَبُو عُمَر [2] وقَالَ أَبُو مُوسَى: عبيدة- أَوْ: عبيدة- بفتح العين، وضمها.
__________
[1] أي: لا تناموا عن القرآن، ولم تهجدوا به، بل داوموا على قراءته وحافظوا عليه. وقد روى الإمام أحمد في هذا حديثا عن السائب بن زيد أن شريحا الحضرميّ ذكر عند النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: ذاك رجل لا يتوسد القرآن» ينظر مسند احمد 3/ 449. وترجمة شريح فيما مضى: 2/ 518.
[2] الاستيعاب، الترجمة 1751: 3/ 1022.(3/446)
3521- عبيدة بن جابر
(ب) عبيدة، هُوَ ابْنُ جَابِر بْن سليم [1] الجهيمى. لَهُ صحبة، ولأبيه أيضًا، وَقَدْ ذكرناه.
أَخْرَجَهُ أبو عمر.
3522- عبيدة النصري
(د ع) عبيدة- مثله أيضا- هو ابْنُ حزن النصري- وَيُقَال: عبدة. وَقَدْ ذكرناه [2] ، يكنى أبا الوليد.
تفرد عنه بالرواية عَنْهُ أَبُو إِسْحَاقَ السبيعي.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وأبو نعيم.
3523- عبيدة بن خالد
(ب س) عبيدة- مثله أيضًا- ابْنُ خَالِد- وقيل: ابْنُ خلف الحنظلي- من بني حنظلة بْن مالك بْن زيد مناة بْن تميم. وقيل: المحاربي.
قيل: هُوَ عم عمة [ابْنُ [3]] أَبِي الشعثاء أشعث بْن سليم. حَدِيثُهُ عَنِ الأَشْعَثِ، عَنْ عَمَّتِهِ، عَنْهُ. وَقِيلَ: عَنِ الأَشْعَثِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ، عَنْ عَمَّتِهِ، عَنْ عَمِّهَا عُبَيْدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «ارْفَعْ إِزَارَكَ فَإِنَّهُ أَنْقَى وَأَبْقَى» [4] . وَذَكَرَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ «عُبَيْدَةُ» بِالضَّمِّ فَلَمْ يَصْنَعْ شَيْئًا، وَقَالَ فِيهِ: «ابْنُ خَلَفٍ أَوِ: ابْنُ خَالِدٍ» وَخَلَفٌ خَطَأٌ.
وَقَدْ ذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ أَبِيهِ: «عَبِيدَةَ» بِالْفَتْحِ بْنِ خَالِدٍ [5] ، وَهُوَ الصَّوَابُ إِنْ شَاءَ اللَّه تعالى.
أخرجه أَبُو عمر [6] ، وأبو موسى. وَقِيلَ فِيهِ: عُبَيْدٌ بِغَيْرِ هَاءٍ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذكره.
__________
[1] في الاستيعاب، الترجمة 1752- 3/ 1022: «جابر بن مسلم، وهو خطأ» وينظر ترجمة أبيه جابر فيما تقدم من أسد الغابة: 1/ 303.
[2] ينظر الترجمة 3444: 3/ 508.
[3] عن الاستيعاب، والتهذيب: 1/ 355. والجرح لا أبى حاتم: 3/ 1/ 91، وسيأتي على الصواب فيما بعد.
[4] الحديث رواه الإمام أحمد عن وكيع، عن سفيان، عن أشعث، عن عمته عن عمتها- وفي رواية أخرى عن حسين بن محمد، عن سليمان بن قرة (كذا) عن الأشعث، عن عمته رهم، عن عبيدة بن خلف. ينظر الروايتان في المسند: 5/ 364.
[5] الجرح والتعديل لابن أبى حاتم، الترجمة 465: 3/ 1/ 90/ 91.
[6] الاستيعاب، الترجمة 1753: 3/ 1022.(3/447)
3524- عبيدة بن ربيعة بن جبير
عبيدة- مثله أيضا- هو عبيدة بْن رَبِيعة بْن جُبَيْر، من بني عَمْرو بْن كعب، من بهراء [1] كَانَ حليفًا لبني عصينة [2] حلفاء الأنصار، شهد بدرًا.
قاله هشام بن الكلبي.
3525- عبيدة بن صيفي
(د ع) عبيدة- أيضًا هُوَ ابْنُ صيفي الجهني. وقيل: الجعفي.
رَوَى حَمَّادُ بْنُ عِيسَى الْجُهَنِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عُبَيْدَةَ بْنِ صَيْفِيٍّ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، ادع الله لذريبى. فَفَعَلَ، ثُمَّ قَالَ: «يَا عُبَيْدَةُ، إِنَّكُمْ لأَهْلُ بَيْتٍ لا تُصِيبُكُمْ خَصَاصَةٌ إِلا فَرَّجَهَا اللَّهُ تَعَالَى.» وروي عَنْ حَمَّاد بْن عِيسَى، عَنْ بشر بْن مُحَمَّد بْن طفيل، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عبيدة بْن صيفي قَالَ: هَاجَرْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحملت إليه صدقات مالي، وقلت: يا رَسُول اللَّه، ادع لي.
فذكر نحو ما تقدم. أَخْرَجَهُ ابن مندة وأبو نعيم.
3526- عبيدة بن عمرو
(ب د ع) عبيدة بْن عَمْرو- وقيل: ابْنُ قيس السلماني، وسلمان بطن من مراد، يكنى أبا مُسْلِم. وقيل: أَبُو عَمْرو وكان فقيهًا جليلًا، صحب عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود، ثُمَّ صحب عليًا، وروى عَنْهُمَا، وعن عُمَر ابن الخطاب رَضِي اللَّه عَنْهُمْ.
روى عَنْهُ ابْنُ سِيرِينَ، أَنَّهُ قَالَ: أسلمت قبل وفاة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسنتين، [وصليت] ولم ألقه، وكان من أكابر التابعين.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
__________
[1] في المطبوعة: «بن بهراء» والمثبت عن المخطوطة.
[2] كذا ضبط في المخطوطة، بالعين المهملة. وقد ورد ذكر غصينة بالغين المعجمة في سيرة ابن هشام عند الحديث عن حلفاء بى لوذان عن بلى. ونصه: قال ابن إسحاق: «ومن حلفائهم من بلى، ثم من بنى غصينة- قال ابن هشام: غصينة أمهم ... » السيرة: 1/ 695.(3/448)
3527- عبيدة بن مسهر
(د ع) عبيدة بْن مسهر.
أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. روى حديثه إِسْمَاعِيل بن أبي خالد، عن أبي زرعة بن عَمْرو [1] بْن جرير.
وَقَدْ تقدم ذكره فِي «عبدة [2] » .
أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم.
3528- عبيدة بن الحارث بن المطلب
(ب د ع) عبيدة، بضم العين، وفتح الباء- هُوَ عبيدة بْن الحارث بْن المطلب بْن عبد مناف ابن قصي الْقُرَشِيّ المطلبي. يكنى أبا الحارث، وقيل: أَبُو معاوية. وأمه وأم أخويه [3] سخيلة بِنْت خزاعي بْن الحويرث الثقفية [4] .
وكان أسن من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يعشر سنين، وَكَانَ إسلامه قبل دخول رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم دار الأرقم بن أَبِي الأرقم. أسلم هُوَ وَأَبُو سَلَمة بْن عَبْد الأسدي، وعبد اللَّه بْن الأرقم المخزومي، وعثمان ابن مظعون فِي وقت واحد.
وهاجر عبيدة إِلَى المدينة مَعَ أخويه طفيل والحصين ابني الحارث، ومع مسطح بْن أثاثة بْن عباد بْن المطلب، ونزلوا عَلَى عَبْد اللَّه بْن سَلَمة العجلاني.
وكان لعبيدة قدر ومنزلة كبيرة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر بْن السمين بِإِسْنَادِهِ إِلَى يونس بْنِ بُكَيْرٍ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: فَأَقَامَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمدينة- يَعْنِي بَعْدَ عَوْدِهِ مِنْ غَزْوَةِ وَدَّانَ، بَقِيَّةَ صَفَرٍ، وَصَدْرًا مِنْ رَبِيعٍ الأَوَّلِ السَّنَةَ الأُولَى مِنَ الْهِجْرَةِ، وَبَعَثَ فِي مَقَامِهِ ذَلِكَ عُبَيْدَةَ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ الْمُطَّلِبِ فِي سِتِّينَ رَاكِبًا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ لَيْسَ فِيهِمْ مِنَ الأَنْصَارِ أَحَدٌ فَكَانَ أَوَّلُ لِوَاءٍ عَقَدَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَالْتَقَى عُبَيْدَةُ وَالْمُشْرِكُونَ بِثَنِيَّةِ الْمَرَةِ، وَكَانَ عَلَى الُمْشِرِكيَن أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ، وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ رُمِيَ بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ، وَكَانَ هَذَا أَوَّلَ قِتَالٍ كَانَ فِي الإِسْلامِ.
ثُمَّ شهد عبيدة بدرًا [5] ، قَالَ: وحَدَّثَنَا يونس عَنِ ابْنِ إِسْحَاق قَالَ: ثُمَّ خرج عتبة وشيبة ابنا رَبِيعة والْوَلِيد بْن عتبة، فدعوا إِلَى البراز، فخرج إليهم فتية من الأنصار ثلاثة، فقالوا: ممن
__________
[1] في المطبوعة: «أبو زرعة بن عمير» والصواب عن المخطوطة، والتهذيب: 12/ 99.
[2] ينظر الترجمة 3447: 3/ 519.
[3] في المخطوطة: «إخوته» ، ولعبيدة أخوان هما: الحصين والطفيل وقد مضت ترجمتهما.
[4] كتاب نسب قريش: 94.
[5] ينظر سيرة ابن هشام: 1/ 591، 595.(3/449)
أنتم؟ قَالُوا: رهط من الأنصار. قَالُوا: ما لنا إليكم حاجة. ثُمَّ نادى مناديهم: يا مُحَمَّد، أخرج إلينا أكفاءنا من قومنا. فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قم يا حمزة، قم يا عليّ، قم يا عبيدة فبارز عبيدة عتبة، فاختلفا ضربتين، كلاهما أثبت صاحبه [1] . وبارز حمزة شَيْبَة فقتله مكانه، وبارز عليّ الْوَلِيد فقتله مكانه. ثُمَّ كرا على عتبة فدفّفا [2] عَلَيْهِ، واحتملا عبيدة فحازوه إِلَى الرحل [3] .
قيل: إن عبيدة كَانَ أسن المسلمين يَوْم بدر، فقطعت رجله، فوضع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأسه عَلَى ركبته، فَقَالَ: يا رَسُول اللَّه، لو رآني أَبُو طَالِب لعلم أني أحق بقوله مِنْهُ، حيث يَقُولُ:
ونسلمه حتَّى نصرع حوله ... ونذهل عَنْ أبنائنا والحلائل [4]
وعاد مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من بدر، فتوفي بالصفراء [5] .
قيل: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما نزل مَعَ أصحابه بالنازية [6] قَالَ لَهُ أصحابه: إنا نجد ريح مسك؟! فقال: وما يمنعكم؟ وهاهنا قبر أَبِي معاوية. وقيل: كَانَ عمره حين قتل ثلاثًا وستين سنة، وكان مربوعًا حسن الوجه.
أخرجه الثلاثة.
3529- عبيدة بن خالد
(ب) عُبَيْدة- بالضم أيضًا- هُوَ ابْنُ خَالِد.
قَالَ أَبُو عُمَر: لم أجد فِي الصحابة عبيدة- بضم العين- إلا عبيدة بْن الحارث، إلا أنّ
__________
[1] أثبت صاحبه أي: جرحه جراحة لم يقم منها.
[2] ذففا عليه: أسرعا قتله.
[3] سيرة ابن هشام: 1/ 625.
[4] البيت في سيرة ابن هشام: 1/ 275. والحلائل: جمع حليلة، وهي الزوجة.
[5] الصفراء: واد من ناحية المدينة، كثير النخل، بينه وبين بدر مرحلة.
[6] في المخطوطة: «بالناريين» وفي مخطوطة دار الكتب «111» مصطلح حديث هكذا دون فقط. وفي المطبوعة، «بالتاريين ومثله في الاستيعاب، وقد علق عليه السيد المحقق بأن لم يجده. ولعل الصواب ما أثبتناه، ففي معجم البلدان لياقوت: «النازية» بالزاي، وتخفيف الياء: عين ثرة على طريق الآخذ من مكة إلى المدينة قرب الصفراء، وهي إلى المدينة أقرب، وإليها مضافة، قال ابن إسحاق: ولما سار النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بدر، وارتحل من الروحاء، حتى إذا كان بالمنصرف ترك طريق مكة يسارا، وسلك ذات اليمين على النازية يريد بدرا ... » .(3/450)
الدارقطني ذكر فِي المؤتلف والمختلف: عبيدة بْن خَالِد المحاربي، وقَالَ بعضهم فِيهِ: «ابْنُ خلف» ، حديثه عند أشعث بْن أَبِي الشعثاء، عَنْ عمته، عَنْ عبيدة، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وقَالَ شيبان، عَنْ أشعث، عَنْ عمته، عَنْ أبيها. وقَالَ غيرهما: عَنْ عمته، عَنْ أبيها.
قَالَ أَبُو عُمَر: لم يذكر [1] اختلافًا فِي أَنَّهُ عبيدة، بضم العين، وَإِنما ذكر الاختلاف فِي الإسناد وفي اسم أَبِيهِ. وذكره ابْنُ أَبِي حاتم، عَنْ أَبِيهِ بفتح العين [2] ، وقَالَ: «أبن خَالِد» وما قاله فهو الصواب [3] .
ونقل ابْنُ ماكولا فِيهِ بضم العين وفتحها إلا أَنَّهُ قَالَ: ابْنُ خلف، وَقَدْ تقدم فِي عُبَيْد بْن خَالِد وعبيدة بْن خالد، والثلاثة واحد.
أخرجه أبو عمر.
3530- عبيدة بن عمرو الكلابي
(د ع) عبيدة- بالضم أيضًا- هُوَ ابْنُ عَمْرو الكلابي. وقيل: عُبَيْد. بغير هاء، وَقَدْ ذكرناه في «عبيد» . وعبيدة أصح.
أخرجه هاهنا ابن مندة، وأبو نعيم.
3531- عبيدة بن مالك
عبيدة- بالضم أيضًا- هُوَ ابْنُ مَالِك بْن همام بْن معاوية.
وَقَدْ ذكر نسبه فِي «مزيدة [4] » النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأسلم.
قاله ابن الكلبي.
__________
[1] يعنى الدارقطنيّ.
[2] الجرح لابن أبى حاتم: 3/ 1/ 90، 91.
[3] الاستيعاب، الترجمة 1749: 3/ 1021، 1022.
[4] في المطبوعة: «مرثدة» وهو خطأ. ينظر فيما يأتى ترجمة «مزيدة بن جابر العبديّ» ففيها. «وقال ابن الكلبي. مزيدة ابن مالك ... » .(3/451)
باب العين مع التاء
3532- عتاب بن أسيد
(ب د ع) عتاب بْن أسيد بْن أَبِي العيص بْن أمية بْن عبد شمس بْن عبد مناف بْن قصي ابن كلاب بْن مرة الْقُرَشِيّ الأموي. يكنى أبا عَبْد الرَّحْمَن، وقيل: أَبُو مُحَمَّد. وأمه زينب بِنْت عَمْرو بْن أمية بْن عَبْد شمس [1] .
أسلم يَوْم فتح مكَّة، واستعمله النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مكَّة بعد الفتح لما سار إِلَى حنين. وقيل: إن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ترك مُعَاذَ بْن جبل بمكة يفقه أهلها واستعمل عتابًا بعد عوده من حصن الطائف.
وقَالَ لَهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يا عتاب، تدري عَلَى من استعملتك؟ استعملتك عَلَى أهل اللَّه عزَّ وجلَّ، ولو أعلم لهم خيرًا منك استعملته عليهم» . وكان عمره لما استعمله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نيفًا وعشرين سنة، فأقام للناس الحج وهي سنة ثمان، وحج المشركون عَلَى ما كانوا. وحج أَبُو بَكْر رَضِي اللَّه عَنْهُ سنة تسع، فقيل: كَانَ أَبُو بَكْر أول أمير فِي الْإِسْلَام. وقيل بل كَانَ عتاب، والله أعلم.
ولم يزل عتاب على مكَّة إِلَى أن توفي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأقره أَبُو بَكْر عليها إِلَى أن مات، وتوفي عتاب- فِي قول الواقدي- يَوْم مات أَبُو بَكْر، ومثله قَالَ أولاد عتاب.
وقَالَ مُحَمَّد بْن سلام وغيره: جاء نعي أَبِي بَكْر إِلَى مكَّة يَوْم دفن عتاب.
وكان عتاب رجلًا خيرًا [2] صالحًا فاضلًا، وأمَّا أخوه «خَالِد بْن أسيد» فروى مُحَمَّد بْن إِسْحَاق السراج، عَنْ عَبْد العزيز بن معاوية، من ولد عتاب بن أسيد أَنَّهُ قَالَ: توفي خَالِد بْن أسيد وهو أخو عتاب لأبويه يَوْم فتح مكَّة، قبل دخول رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم مكَّة.
روى ابْنُ أَبِي عقرب، عَنْ عتاب بْن أسيد قَالَ: أصبت فِي عملي الَّذِي استعملني عَلَيْهِ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بردين معقدين [3] ، كسوتهما غلامي كيسان، فلا يقولن أحدكم: أخذ مني عتاب كذا! فقد رزقني رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كل يَوْم درهمين، فلا أشبع اللَّه بطنًا لا يشبعه كل يَوْم درهمان.
روى عَنْهُ عطاء بن أبى رباح، وسعيد بن المسيب، ولم يدركاه.
__________
[1] كتاب نسب قريش: 187.
[2] في المطبوعة: «خبيرا» ، والمثبت عن مخطوطة دار الكتب «111» مصطلح حديث.
[3] المعقد: ضرب من برود فجر.(3/452)
أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي الأَمِينُ الصُّوفِيُّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيِّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ السَّرِيِّ النَّاقِطُ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَتَّابِ بْنِ أَسِيدٍ قَالَ: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُخَرَّصَ العنب كما بخرص النَّخْلُ، تُؤْخَذُ زَكَاتُهُ زَبِيبًا كَمَا تُؤْخَذُ صَدَقَةُ النخل تمرا [1] أخرجه الثلاثة.
3533- عتاب بن سليم بن قيس خالد
(ب) عتاب بْن سليم بْن قيس بْن خَالِد بْن مدلج أَبِي الحشر بْن خَالِد بن عبد مناف بن كعب ابن سعد بن تيم بن مرة القرشي التيمي.
أسلم يَوْم فتح مكَّة، وقتل يَوْم اليمامة شهيدًا.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر [2] مختصرًا.
الحشر: بالحاء المهملة المفتوحة، وبالشين المعجمة، وآخره راء. قاله ابن ماكولا والدارقطنيّ.
3534- عتاب بن شمير الضبيّ
(ب د ع) عتاب بْن شمير الضبي.
لَهُ صحبة: روى عَنْهُ ابْنُه مجمع.
رَوَى الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَيَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ جَابِرِ بْنِ رَبِيعَةَ الضَّبِّيُّ، عَنْ مُجَمِّعِ بْنِ عَتَّابِ بْنِ شُمَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا وَإِخْوَةٌ، فَأَذْهَبُ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يُسْلِمُونَ، فَآتِيكَ بِهِمْ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: «إن هم أسلموا فهو خَيْرٌ لَهُمْ، وَإِنْ أَبَوْا فَإِنَّ الإِسْلامَ وَاسِعٌ عَرِيضٌ» [3] . أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةِ.
شمير: بضم الشين المعجمة، وفتح الميم، وآخره راء.
__________
[1] سنن أبى داود، كتاب الزكاة، باب في خرص العنب، الحديث.
[2] الاستيعاب، الترجمة 1757: 3/ 1024.
[3] الحديث أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى: 6/ 30. وابو عمر في الاستيعاب، الترجمة 1758: 3/ 1024.(3/453)
3535- عتاب بن مالك بن عمرو بن العجلان
(ب د ع) عتبان [1] بْن مَالِك بْن عَمْرو بْن العجلان بْن زَيْد بْن غنم بْن سالم بْن عوف بْن الخزرج الْأَنْصَارِيّ الخزرجي السالمي.
شهد بدرا، ولم يذكره ابْنُ إِسْحَاق فِي البدريين، وذكره غيره.
أَخْبَرَنَا الْخَطِيبُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الطُّوسِيُّ بِإِسْنَادِهِ عن أبى داود الطيالسي، أخبرنا إبراهيم ابن سَعْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يُحَدِّثُ، عَنْ مَحْمُودِ بن الربيع، عن عتبان بن مالك السالمي قَالَ: كُنْتُ أَؤُمُّ قَوْمِي بَنِي سَالِمٍ، وَكَانَ إِذَا جَاءَتِ السُّيُولُ شَقَّ عَلَيَّ أَنْ أَجْتَازَ وَادِيًا بَيْنِي وَبَيْنَ الْمَسْجِدِ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، إِنِّي يَشُقُّ عَلَيَّ أَنْ أَجْتَازَهُ، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَأْتِيَنِي وَتُصَلِّيَ فِي بَيْتِي مَكَانًا أَتَّخِذُهُ مصلى؟ قال: أفعل. فجاءني الغد فاحتبسته عَلَى خَزِيرَةٍ [2] فَلَمَّا دَخَلَ لَمْ يَجلِسْ حَتَّى قَالَ: أَيْنَ تُحِبُّ أَنْ أُصَلِّيَ فِي بَيْتِكَ؟ فَأَشَرْتُ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي أُصَلِّي فِيهِ.
فَصَلَّى فِيهِ رَكْعَتَيْنِ ... ثُمَّ ذَكَرَ الْحَدِيثَ [3] . وَإِنَّمَا طَلَبَ ذَلِكَ لأَنَّهُ كَانَ قَدْ عَمِيَ، وَقِيلَ: كَانَ فِي بَصَرِهِ ضَعْفٌ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سرَايَا بْنِ عَلِيٍّ الْفَقِيهُ، وَمِسْمَارٌ، وَأَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الْعِزِّ وَغَيْرُهُمْ، قَالُوا بِإِسْنَادِهِمْ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيل: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ عِتْبَانَ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّهُ كَانَ يَؤُمُّ قَوْمَهُ وَهُوَ أَعْمَى، وَأَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهَا تَكُونُ الظُّلْمَةُ وَالسَّيْلُ، وَأَنَا رَجُلٌ ضَرِيرُ الْبَصَرِ، فَصَلِّ يَا رَسُولَ اللَّهِ فِي بَيْتِي مَكَانًا أَتَّخِذُهُ مُصَلًّى. فَجَاءَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: أَيْنَ تُحِبُّ أَنّ تُصَلِّيَ؟
فَأَشَارَ إِلَى مَكَانٍ مِنَ الْبَيْتِ، فَصَلَّى فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [4] . روى عَنْهُ أنس بْن مَالِك، ومحمود. ومات أيام معاوية.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
__________
[1] على هامش مخطوطة دار الكتب «111» مصطلح حديث: «عتبان: بكسر العين، ويجوز ضمها. ذكره النووي في شرح مسلم في باب بيان أن الجماع كان في أول الإسلام لا يوجب الغسل، وأنه هو الّذي مر عليه النبي عليه السلام، فخرج ورأسه يقطر، فقال: لعلنا أعجلناك» .
[2] الخزيرة: لحم يقطع صغارا، ويصب عليه ماء كثير، فإذا نضج ذر عليه الدقيق.
[3] أخرجه بنحوه البخاري في كتاب الجمعة، باب صلاة النوافل، عن يعقوب بن إبراهيم عن أبيه عن الزهري: 2/ 74، 75. وأخرجه كذلك في كتاب الأطعمة، باب الخزيرة، عن يحيى بن بكير، عن الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب: 7/ 94 وأخرجه مسلم في كتاب المساجد، باب الرخصة في التخلف عن الجماعة بعذر، عَنْ حَرْمَلَةَ بْن يَحْيَى، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، عن يونس عن ابن شهاب: 2/ 126. وأخرجه الإمام أحمد في مسندة: 4/ 44، 5/ 449، 450.
[4] البخاري، كتاب الأذان، باب الرخصة في المطر والعلة أن يصلى في رحله: 1/ 170.(3/454)
3536- عتبة بن أسيد بن جارية
(ب د ع) عتبة بْن أسيد بْن جارية بْن أسيد بْن عَبْد اللَّه بْن سَلَمة بْن عَبْد اللَّهِ بْن غيرة بْن عوف بْن ثقيف الثقفي، وكنيته أَبُو بصير. وهو مشهور بكنيته.
وهو الَّذِي هرب من الكفار فِي هدنة الحديبية إِلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فطلبته قريش ليرده رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إليهم، فإنه كَانَ قَدْ صالحهم عَلَى أن يرد عليهم من جاء منهم- فرده رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ رجلين من الكفار، فقتل أَبُو بصير أحدهما وهرب الآخر إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وجاء أَبُو بصير فَقَالَ:
يا رَسُول اللَّه، وفت ذمتك، وأدى اللَّه عنك، وَقَدْ امتنعت بنفسي من المشركين لئلا يفتنوني فِي ديني! فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَيْلٌ أمه مسعر حرب [1] ، لو كَانَ لَهُ رجال» فعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سيرده، فخرج إِلَى سيف البحر [2] ، واجتمع إِلَيْه كل من فر من المشركين فضيقوا عَلَى قريش وقطعوا الطريق عليهم، فكتب الكفار إِلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فردهم إِلَى المدينة إلا أبا بصير، فإنه كَانَ قَدْ توفي.
ونذكره فِي الكنى أتم من هَذَا، إن شاء اللَّه تَعَالى.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
3537- عتبة بن ربيع بن رافع
(ب د ع) عتبة بْن ربيع بْن رافع بْن عُبَيْد بْن ثعلبة بْن عَبْد بْن الأبجر- وهو خدرة- الْأَنْصَارِيّ الخدري.
قتل يَوْم أحد شهيدًا، قاله ابْنُ إِسْحَاق [3] .
أَخْرَجَهُ الثلاثة [4] .
__________
[1] مسعر حرب: موقدها. والمسعر في الأصل: الخشب الّذي يوقد به النار. وفي سيرة ابن هشام: «محش» بكسر الميم وفتح الحاء والشين مشددة، وهو بمعناه، يقال: حششت النار، وأرثتها، وأذكيتها، وأثقبتها، وسعرتها، بمعنى واحد.
و «مسعر» هي رواية البخاري في كتاب الشروط، باب الشروط في الجهاد والمصالحة مع أهل الحرب وكتابة الشروط: 3/ 257، وذلك من حديث طويل. وقد أخرجه أبو داود في كتاب الجهاد، باب في صلح العدو، الحديث 2765: 3/ 86، والإمام أحمد في مسندة: 4/ 331.
[2] سيف البحر- بكسر السين: جانبه وساحله.
[3] سيرة ابن هشام: 2/ 125.
[4] الاستيعاب، الترجمة 1759: 3/ 1025.(3/455)
3538- عتبة بن ربيعة بن خالد
(ب س) عتبة بْن رَبِيعة بْن خَالِد بْن معاوية البهرائي، حليف الأوس.
قَالَ ابْنُ إِسْحَاق: شهد بدرا [1] .
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر، وَأَبُو مُوسَى مختصرًا. وقَالَ أَبُو عُمَر. اختلف فِي شهوده بدرًا، وقَالَ ابْنُ إِسْحَاق: بهرائي. وقَالَ ابْنُ الكلبي: بهزي، من بني بهز بْن امرئ القيس بْن بهثة بْن سليم [2] .
3539- عتبة بن سالم بن حرملة العدوي
(س) عتبة بْن سالم بْن حرملة العدوي.
لَهُ صحبة، ذكره المستغفري، ولم يزد.
أَخْرَجَهُ أبو موسى مختصرا.
3540- عتبة بن أبى سفيان
(ب) عتبة بْن أَبِي سُفْيَان- واسمه صخر- بْن حرب بْن أمية بْن عبد شمس، أخو معاوية بْن أَبِي سُفْيَان لأبويه.
ولد عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وولاه عُمَر بْن الخطاب الطائف، ولما مات عَمْرو بْن العاص ولى معاوية أخاه عتبة مصر، وأقام عليها سنة، ثُمَّ توفي بها، ودفن فِي مقبرتها [3] ، وذلك سنة أربع وأربعين، وقيل: سنة ثلاث وأربعين.
وكان فصيحًا خطيبًا، قيل: لم يكن أخطب مِنْهُ، خطب أهل مصر يومًا فَقَالَ: «يا أهل مصر، خف عَلَى ألسنتكم مدح الحق ولا تأتونه، وذم الباطل وأنتم تفعلونه، كالحمار يحمل أسفارًا يثقله حملها ولا ينفعه علمها، وَإِني لا أداوي داءكم إلا بالسيف، ولا أبلغ السيف ما كفاني السوط، ولا أبلغ السوط ما صلحتم بالدرة، فالزموا ما ألزمكم اللَّه لنا تستوجبوا ما فرض اللَّه لكم علينا، وهذا يَوْم ليس فِيهِ عقاب، ولا بعدة عتاب، والسلام» .
وشهد صفين مَعَ أخيه معاوية، وكذلك شهد أيضًا الحكمين بدومة الجندل، وله فِيهِ أثر كبير، وكان قَدْ شهد الجمل مَعَ عَائِشَة فذهبت عينه يومئذ.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر [4] .
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 695.
[2] الاستيعاب، الترجمة 1761: 3/ 1025.
[3] قال الحافظ في الإصابة، الترجمة 6245/ 3/ 79: «ولم أر له بعد التتبع الكثير ذكرا قبل شهوده الدار، حين قتل عثمان، ولم أريد في ترجمته عند ابن عساكر ما يدل على أنه ولد في العصر النبوي، وهو محتمل ... مات بالإسكندرية» .
[4] الاستيعاب، الترجمة 1762: 3/ 1025.(3/456)
3541- عتبة بن طويع المازني
(د ع) عتبة بْن طويع الْمَازِنِي. ذكر فِي الصحابة ولا يثبت.
رَوَى ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُفْيَانَ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ طويعٍ الْمَازِنِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال: يا معشر الْمَوَالِي، شِرَارُكُمْ مَنْ تَزَوَّجَ فِي الْعَرَبِ! وَيَا مَعْشَرَ الْعَرَبِ، شِرَارُكُمْ مَنْ تَزَوَّجَ فِي الْمَوَالِي! فَقِيلَ لَهُ- فِي مَوْلًى تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنَ الأَنْصَارِ: فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَلْ رَضِيَتْ؟ قَالَ:
نَعَمْ. فَأَجَازَهُ. أَخْرَجَهُ ابْنُ مندة، وأبو نعيم
3542- عتبة بن عائذ
(س) عتبة بْن عائذ.
أورده ابْنُ شاهين وقَالَ: إن كَانَ ابْنُ عائذ وَإِلا فهو ابْنُ عَبْد، لأن المتنين واحد.
روى خَالِد بْن معدان، عَنْ عتبة بْن عائذ- كذا قَالَ: ابْنُ عائذ- وكان من أصحاب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من شهد العشاء والفجر فِي جماعة، كَانَ لَهُ مثل أجر الحاج المعتمر» .
رَوَاهُ أَبُو عَامِر الألهاني، عَنْ أَبِي أمامة وعتبة بْن عَبْد. أَخْرَجَهُ أبو موسى.
3543- عتبة بن عبد الله بن صخر
(ب س) عتبة بْن عَبْد اللَّه بْن صخر بْن خنساء بْن سنان بْن عبيد بْن عدي بْن غنم بْن كعب ابن سلمة الْأَنْصَارِيّ الخزرجي: السلمي.
شهد العقبة، وبدرا.
أَخْرَجَهُ أَبُو عمر، وَأَبُو موسى- إلا أن أبا مُوسَى قَالَ: عتبة بْن عَبْد اللَّه بْن عبيد بن عدىّ ابن غنم بْن كعب بْن سلمة، ثم من بني خنساء. شهد بدرًا، رَوَاهُ عَنِ ابْنِ إِسْحَاق.
فأسقط من نسبه «صخرًا وخنساء وسنانًا» ، ثلاثة أباء، ثُمَّ قَالَ: من بني خنساء، ولم يذكر بني خنساء فِي النسب، حتَّى يعلم كيف هَذَا النسب! وَقَدْ ذكرت أولًا نسبه عَلَى الصحة، والله أعلم.(3/457)
والّذي ذكره ابن إِسْحَاق هُوَ ما أَخْبَرَنَا بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بن علي، بإسناده إلى يونس ابْنِ بكير، عَنِ ابْنِ إِسْحَاق، فِي تسمية من شهد بدرًا قَالَ: ومن بني عُبَيْد بن عدي بن غنم ابن كعب، ثم من بني خنساء بن سنان بْن عُبَيْد: ... وعتبة بْن عَبْد اللَّه بْن صخر بْن خنساء [1] وكذلك ذكره غير يونس عَنِ ابْنِ إِسْحَاق، فظهر بهذا أن أبا موسى أسقط من النسب ما ذكرناه.
3544- عتبة بن عبد الله
(س) عتبة بْن عَبْد اللَّه.
أورده الإسماعيلي فِي الصحابة. حَدَّثَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الحسن بن أيوب، عن عبد الله ابن نَاسِحٍ [2] ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: مَرَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَجُلَيْنِ يَتَبَايَعَانِ شَاةً، وَهُمَا يَحْلِفَانِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «إِنَّ الْحَلِفَ يَمْحَقُ الْبَرَكَةَ» أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى، وَلَعَلَّهُ الاسْمُ الَّذِي يَأْتِي بَعْدَ هَذِهِ التَّرْجَمَةِ، وَهُوَ عُتْبَةُ بْنُ عَبْدٍ السُّلَمِيُّ، فَإِنَّ أَبَا نُعَيْمٍ ذَكَرَ فِي تَرْجَمَتِهِ أَنَّ «عَبْدَ اللَّهِ بْنَ نَاسِحٍ» يَرْوِي عنه، ويكون بعض الرواية قَدْ أَضَافَ اسْمَ أَبِيهِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى، وَبَعْضُهُمْ نَقَّصَهُ، فَإِنَّهُمْ يَخْتَلِفُونَ كَثِيرًا أَمْثَالَ هَذَا، والله أعلم.
3545- عتبة بن عبد الثمالي
(س) عتبة بْن عَبْد الثمالي.
حديثه أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لو أقسمت لبررت، لا يدخل الجنة قبل سائر أُمَّتِي إِلا بَضْعَةَ عَشَرَ رَجُلا، مِنْهُمْ إِبْرَاهِيمُ، وإسماعيل، وإسحاق، ويعقوب، والأسباط، اثنا عشر، وموسى، وعيسى، ومريم بِنْت عمران عليهم السلام» . أخرجه أبو موسى وقال: كذا وجدته فِي تاريخ يعقوب بْن سُفْيَان.
والصواب: عَبْد اللَّه بْن عَبْد، وَقَدْ ذكرناه قبل.
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 697.
[2] وردت هذه الكلمة في مخطوطة دار الكتب «111» مصطلح حديث، مرة ناسخ، وأخرى ناسج، وثالثة ناسح. وقد ارتضينا ضبط الحافظ لها في تبصير المنتبه «ناسح» بالسين وآخره حاء مهملة، ينظر: 4/ 1404.(3/458)
3546- عتبة بن عبد السلمي
(د ع) عتبة بْن عَبْد السلمي، يكنى أبا الْوَلِيد. كَانَ اسمه عتلة فسماه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عتبة.
سكن حمص، حديثه عند شريح بْن عُبَيْد، ولقمان بْن عَامِر، وكثير بْن مرة الحضرمي، وخالد بْن معدان، وعبد اللَّه بْن ناسح، وعقيل بْن مدرك، وحبيب بن عبيد الرّحبى، وراشد ابن سعد، وغيرهم.
رَوَى إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ ضَمْضَمِ بْنِ زُرْعَةَ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عبيد قَالَ: قَالَ عُتْبَةُ بْنُ عَبْدٍ السُّلَمِيُّ: كَانَ النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه الرَّجُلُ، وَلَهُ الاسْمُ لا يُحِبُّهُ حَوَّلَهُ، وَلَقَدْ أَتَيْنَاهُ وَإِنَّا لَسَبْعَةٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، أَكْبَرُنَا الْعِرْبَاضُ بْنُ سَارِيَةَ فَبَايَعْنَاهُ جَمِيعًا.
أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرِ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ الله بن أحمد قال: حدثني أبي، حدثنا الحكم ابن نَافِعٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ ضَمْضَمِ بْنِ زُرْعَةَ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عبيد قال: كَانَ عُتْبَةُ يَقُولُ: عِرْبَاضٌ خَيْرٌ مِنِّي. وَعِرْبَاضٌ يَقُولُ: عُتْبَةُ خَيْرٌ مِنِّي، سَبَقَنِي إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَنَةٍ [1] .
أَخْبَرَنَا أَبُو محمد الدمشقيّ إذنا عن كِتَابِ أُمِّ الْمُجْتَبَى فَاطِمَةَ- قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبِي عَنْهَا قَالَتْ:
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ المقري، أخبرنا أبو يعلى الْمَوْصِلِيُّ، أَخْبَرَنَا جُبَارَةُ، حَدَّثَنَا مَنْدَلُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ [2] عَنْ نَصْرِ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ- وَكَانَتْ لَهُ صحبة- قال: قال رَسُول اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تَقُصُّوا نَوَاصِيَ الْخَيْلِ، فَإِنَّهُ مَعْقُودٌ بِنَوَاصِيهَا الْخَيْرُ، وَلا أَعْرَافَهَا فَإِنَّهُ دِفَاؤُهَا، وَلا أَذْنَابَهَا فَإِنَّهَا مَذَابُّهَا.
وَقَدْ تقدم هَذَا الحديث في «عبيد بن عَبْد» ، وعتبة أصح، وعبيد تصحيف مِنْهُ، والله أعلم أَخْرَجَهُ ابْنُ منده، وَأَبُو نعيم.
وروى يحيى بن عتبة بن عبد، عن أبيه قال: دعاني رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ وأنا غلام حدث فقال: ما أسمك؟ فقلت: عتلة. فَقَالَ: بل أنت عتبة. أَخْرَجَهُ ابن مندة، وأبو نعيم.
__________
[1] مسند أحمد: 4/ 186.
[2] في المطبوعة: «ثوير بن يريد» وهو خطأ، والصواب عن الجرح لابن أبى حاتم: 4/ 1/ 469. ومسند الإمام أحمد: 4/ 183.(3/459)
وروى يَحيى بْن عتبة، عَنْ أَبِيهِ أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْم قريظة والنضير: «من أدخل هَذَا الحصن سهمًا وجبت لَهُ الجنة» . فأدخلت ثلاثة أسهم.
عتلة بفتح العين، وسكون التاء فوقها نقطتان. قاله ابْنُ ماكولا، قَالَ: وقَالَ عَبْد الغني:
عتلة، يعني بفتحتين.
قلت: كذا جاء «قريظة والنضير» ولم يكن لهما يَوْم واحد، فإن قريظة كَانَ يومهم بعد الخندق سنة خمس، وأمَّا النضير فكان إجلاؤهم سنة أربع. وَقَدْ جعل أَبُو عُمَر عتبة بْن عَبْد، وعتبة بْن الندر واحدًا، ويرد الكلام فِيهِ إن شاء اللَّه تَعَالى.
3547- عتبة بْن عَمْرو بْن جروة
عتبة بْن عَمْرو بْن جروة بْن عدي بن عامر بن عدي بن كعب بن الخزر بن الحارث ابن الخزرج الأنصاري.
شهد أحدًا، ولا عقب له.
ذكره ابن الدباغ، عَنِ العدوي.
3548- عتبة بْن عَمْرو بْن صالح بن ذبحان
عتبة بْن عَمْرو بْن صالح بْن ذبحان الرّعينى، تم الذبحاني.
من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، شهد فتح مصر.
قاله ابْنُ ماكولا، عَنِ ابن يونس.
3549- عتبة بن عويم
(د ع) عتبة بْن عويم بْن ساعدة الْأَنْصَارِيّ. يذكر نسبه عند ذكر أَبِيهِ، إن شاء اللَّه تَعَالى.
قَالَ ابْنُ أَبِي دَاوُد: شهد بيعة الرضوان تحت الشجرة، وشهد ما بعدها.
رَوَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَالِمِ بْنِ عبد الرحمن بن عتبة بن عويم بن سَاعِدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عُتْبَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ اخْتَارَ لِي أَصْحَابًا، وَجَعَلَهُمْ لِي أنصارا ووزراء، فَمَنْ سَبَّهُمْ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أجمعين» . أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم.(3/460)
3550- عتبة بن غزوان بن جابر
(ب د ع) عتبة بْن غزوان بْن جَابِر بْن وهيب بْن نسيب بْن زَيْد بن مالك بن الحارث ابن عوف بْن الحارث بْن مازن بْن مَنْصُور بْن عكرمة بْن خصفة بن قيس عيلان.
وقيل: غزوان بْن الحارث بْن جَابِر.
وقَالَ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم: هُوَ عتبة بْن غزوان بْن جَابِر بْن وهيب بْن نسيب بن مالك بن ابن الحارث بْن مازن.
فأسقطا من النسب زيدًا وعوفًا قَالَ ابْنُ منده: وقيل: غزوان بْن هلال بْن عَبْد مناف بْن الحارث بْن منقذ بن عمرو ابن معيص بْن عَامِر بْن لؤي. وقَالَ: قاله ابْنُ أَبِي خيثمة، عَنْ مصعب الزبيري.
يكنى: أبا عَبْد اللَّه، وقيل: أَبُو غزوان. وهو حليف بني نوفل بْن عَبْد مناف بْن قصي.
وهو سابع سبعة فِي الْإِسْلَام مَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد قَالَ ذَلِكَ فِي خطبته بالبصرة: لقد رأيتني سابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما لنا طعام إلا ورق الشجر، حتَّى قرحت أشدافنا.
وهاجر إِلَى أرض الحبشة- وهو ابْنُ أربعين سنة- ثُمَّ عاد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة، فأقام معه حتَّى هاجر إِلَى المدينة مَعَ المقداد، وكانا من السابقين. وَإِنما خرجا مَعَ الكفار يتوصلان إِلَى المدينة. وكان الكفار سرية، عليهم عكرمة بْن أَبِي جهل، فلقيهم سرية للمسلمين عليهم عبيدة بْن الحارث، فالتحق المقداد وعتبة بالمسلمين.
ثُمَّ شهد بدرًا، والمشاهد مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وسيره عُمَر بْن الخطاب رَضِي اللَّه عَنْهُمَا إِلَى أرض البصرة، ليقاتل من بالأبلة [1] من فارس، فَقَالَ لَهُ لما سيره: «انطلق أنت ومن معك حتَّى تأتوا أقصى مملكة العرب وأدنى مملكة العجم، فسر عَلَى بركة اللَّه تَعَالى ويمنه، اتق اللَّه ما استطعت، واعلم أنك تأتي حومة العدو، وأرجو أن يعينك اللَّه عليهم، وَقَدْ كتبت إِلَى العلاء بْن الحضرمي أن يمدك بعرفجة بْن هرثمة، وهو ذو مجاهدة للعدو وذو مكايدة، فشاوره، وادع إِلَى اللَّه، فمن أجابك فاقبل مِنْهُ، ومن أبي فالجزية عَنْ يد مذلة وصغار، وَإِلا فالسيف فِي غير هوادة.
واستنفر من مررت بِهِ من العرب، وحثهم عَلَى الجهاد، وكابد العدوّ، واتّق الله ربك» .
__________
[1] الأبلة- بضم الهمزة والباء وتشديد اللام: بلدة على شاطئ دجلة.(3/461)
فسار عتبة وافتتح الأبلة، واختط البصرة، وهو أول من مصرّها وعمّرها. وأمر محجن ابن الأدرع فخط مسجد البصرة الأعظم، وبناه بالقصب. ثم خرج حاجا وخلف مجاشع ابن مَسْعُود، وأمره أن يسير إِلَى الفرات، وأمر المغيرة بْن شُعْبَة أن يصلي بالناس، فلما وصل عتبة إِلَى عُمَر استعفاه عَنْ ولاية البصرة، فأبى أن يعفيه، فَقَالَ: اللَّهمّ لا تردني إليها! فسقط عَنْ راحلته فمات سنة سبع عشرة، وهو منصرف من مكَّة إِلَى البصرة، بموضع يُقال لَهُ: معدن بني سليم، قاله ابن سعد [1] .
وقال المدائني: مات بالربذة [2] سنة سبع عشرة، وقيل: سنة خمس عشرة، وهو ابْنُ سبع وخمسين سنة وكان طوالًا جميلًا.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بِإِسْنَادِهِ عن عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ الْعَدَوِيِّ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ [3] رَجُلٍ مِنْهُمْ قَالَ:
سَمِعْتُ عُتْبَةَ بْنَ غَزْوَانَ يَقُولُ: لَقَدْ رَأْيَتُنِي سَابِعَ سَبْعَةٍ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، مَا لَنَا طَعَامٌ إِلا وَرَقُ الْحُبْلَةِ [4] ، حَتَّى قَرَحَتْ أَشْدَاقُنَا [5] .
وفتح عتبة دست ميسان، وغنم ما فيها، وسبي الحريم والأبناء، وممن أخذ منها: يسار أَبُو الْحَسَن الْبَصْرِيّ، وأرطبان جد عَبْد اللَّه بْن عون بْن أرطبان [6] وغيرهم.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودِ بْنِ سَعْدٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي عَاصِمٍ قَالَ: حدثنا أزهر ابن حُمَيْدٍ أَبُو الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطُّفَاوِيُّ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عُمَيْرٍ: أَنَّ عُتْبَةَ بْنَ غَزْوَانَ- وَكَانَ أَمِيرَ الْبَصْرَةِ- خَطَبَ فَقَالَ فِي خُطْبَتِهِ: «أَلا إِنَّ الدُّنْيَا قَدْ وَلَّتْ حَذَّاءَ [7] ، وَلَمْ يَبْقَ مِنْهَا إِلا صُبَابَةٌ [8] كَصُبَابَةِ الإِنَاءِ يَتَصَابُّهَا أَحَدُكُمْ، وَإِنَّكُمْ سَتْنَتَقِلُونَ مِنْهَا لا مَحَالَةَ، فَانْتَقِلُوا مِنْهَا بِخَيْرٍ مَا بِحَضْرَتِكُمْ إلى دار
__________
[1] الطبقات الكبرى، لابن سعد: 3/ 1/ 69. ومعدن بنى سليم: من أعمال المدينة على طريق نجد.
[2] الرَّبَذَة- بفتح الراء والباء: قرية من قرى المدينة على ثلاثة أميال منها.
[3] في المسند: «خالد بن عمير رجل منهم» أو في التهذيب 3/ 111: «خالد بن عمير العدوي البصري، روى عن عتبة بن غزوان، وعنه حميد بن هلال» .
[4] في المسند: «إلا ورق الجنة» وأحسبه خطأ. والحبلة- بضم الحاء وسكون الباء-: ثمر السمر يشبه اللوبياء.
[5] مسند أحمد: 4/ 174.
[6] له ترجمة في الجرح والتعديل لابن أبى حاتم، 2/ 2/ 130، 131. والتهذيب: 5/ 346- 349.
[7] ولت حذاء: سريعة خفيفة.
[8] الصبابة- بضم الصاد: بقية الماء في الإناء، يتصابها: يشربها.(3/462)
لا زَوَالَ لَهَا، فَلَقَدْ ذَكَرَ لَنَا أَنَّ الْحَجَرَ يُلْقَى مِنْ شَفَا [1] جَهَنَّمَ فَيَهْوِي فِيهَا سَبْعِينَ خَرِيفًا، لا يَبْلُغُ قَعْرَهَا. وَأَيْمُ اللَّهِ لَتَمْلأَنَّ وَلَقَدْ ذَكَرَ لِي أَنَّ مَا بَيْنَ الْمِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ مَسِيرَةَ أَرْبَعِينَ عَامًا، وَأَيْمُ اللَّهِ لَيَأْتِيَنَّ عَلَيْهِ يَوْمٌ وَهُوَ كَظِيظٌ بِالزِّحَامِ، وَأَعُوذُ باللَّه أَنْ أَكُونَ عَظِيمًا فِي نَفْسِي صَغِيرًا فِي أَعْيُنِ النَّاسِ، وَسَتُجَرِّبُونَ الأُمَرَاءَ بعدي» [2] .
أخرجه الثلاثة.
3551- عتبة بن فرقد بن يربوع
(ب د ع) عتبة بْن فرقد بْن يربوع بْن حبيب بْن مَالِك بْن أسعد بن رفاعة بن ربيعة ابن رفاعة بْن الحارث بْن بهثة بْن سُلَيْم السلمي، أَبُو عَبْد اللَّه.
وقَالَ الكلبي: اسم فرقد «يربوع» ، أمه بِنْت عباد بْن علقمة بْن عباد بْن المطلب بْن عَبْد مناف، لَهُ صحبة ورواية، وكان شريفًا وقَالَ ابْنُ منده: عتبة بْن فرقد السلمي، من بني مازن. غزا مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غزوتين.
أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ مُكَارِمِ بْنِ سَعْدٍ الْمُؤَدِّبُ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي زَكَرِيَّا يزيد بْنِ إِيَاسٍ الأَزْدِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا حُصَيْنٌ قَالَ: كَانَ عُتْبَةُ بْنُ فَرْقَدٍ شَهِدَ خَيْبَرَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، قال: فَقَسَمَ لَهُ، فَأَصَابَهُ مِنْهَا سَهْمٌ، فَجَعَلَهَا لِبَنِي عَمِّهِ عَامًا، وَلأَخْوَالِهِ عَامًا. فَكَانَ بَنُو سُلَيْمٍ يَجِيئُونَ عَامًا فَيَأْخُذُونَهُ، وَكَانَ بَنُو فُلانٍ- يَعْنِي أَخْوَالَهُ- يَجِيئُونَ عَامًا فَيَأْخُذُونَهُ، قَالَ هُشَيْمٌ: كَانَ حُصَيْنٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ قَرَابَةٌ- يَعْنِي عُتْبَةَ- وَكَانَ أَمِيرًا لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ عَلَى بَعْضِ فُتُوحِ الْعِرَاقِ أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ، بِإِسْنَادَيْهِمَا عَنْ أَبِي الْحَجَّاجِ مسلم ابن الْحَجَّاجِ قَالَ: حَدَّثَنَا [أَحْمَدُ بْنُ] [3] عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الأَحْوَلُ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ: كَتَبَ إِلَيْنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَنَحْنُ بِأَذْرَبِيجَانَ:
«يَا عُتْبَةَ بْنَ فَرْقَدٍ، إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ كَدِّكَ وَلا كَدِّ أَبِيكَ وَلا كَدِّ أُمِّكَ، فَأَشْبِعِ الْمُسْلِمِينَ فِي رِحَالِهِمْ مِمَّا تُشْبِعُ مِنْهُ في رحلك، وإياكم والتّنعّم ... » الحديث [4] .
__________
[1] في مسند الإمام أحمد: «شفير جهنم» وفي مسلم: «شانه جهنم» وشفا كل شيء: حرفه. ومثله الشفير.
[2] أخرجه مسلم عن شيبان بن فروخ، عن سليمان بن المغيرة، عن حميد باسناده، وهو حديث طويل. ينظر كتاب الزهد: 8/ 215، 216. كما أخرجه الإمام أحمد عن بهز بن أسد، عن سليمان بن المغيرة، عن حميد، ينظر المسند: 4/ 174.
[3] سقط من المطبوعة، والمثبت عن صحيح مسلم. وينظر ترجمته في التهذيب: 1/ 50.
[4] مسلم، كتاب اللباس والزينة، باب تحريم استعمال إناء الذهب والفضة على الرجال والنساء: 6/ 140.(3/463)
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ كِتَابَةً بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ: حَدَّثَنَا وَهْبَانُ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ عَنْ أُمِّ عَاصِمٍ امْرَأَةِ عُتْبَةَ بْنِ فَرْقَدٍ قَالَتْ: كُنَّا عِنْدَ عُتْبَةَ ثَلاثَ نِسْوَةٍ، وَإِنَّ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ أَطْيَبَ رِيحًا مِنْ صَاحِبَتِهَا، وَكَانَ عُتْبَةُ أَطْيَبَ رِيحًا مِنَّا، وَكَانَ إِذَا خَرَجَ عُرِفَ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: أَخَذَهُ الشَّرَى [1] عَلَى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فَشَكَا ذَلِكَ إِلَيْهِ، فَأَمَرَ بِهِ فَقَعَدَ بَيْنَ يَدَيْهِ، ثُمَّ تَفَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي يَدِهِ وَمَسَحَ بِهَا ظَهْرَهُ وَبَطْنَهُ.
وله رواية عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وروت عَنْهُ زوجه أم عاصم. وسكن الكوفة، وكان له بها عقب، يقال لهم: «الفراقدة» .
أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُور بْن مكارم بإسناده إلى أبى زكريا قال: وولى عتبة بن فرقد لعمر ابن الخطاب الموصل- قَالَ: وفي بعض الروايات أَنَّهُ فتحها- قَالَ: وابتنى عتبة دارًا ومسجدًا.
قَالَ: وأخبرنا أبو زكريا قَالَ: أخبرت عَنْ خليفة بْن خياط، حَدَّثَنَا حاتم بْن مُسْلِم:
أن عُمَر بْن الخطاب وجه عياض بْن غنم فافتتح الموصل، وخلف عتبة بن فقد عَلَى أحد الحصنين، وافتتح الأرض كلها عنوة غير الحصن، صالحه أهله عَلَيْهِ، وذلك سنة ثمان عشرة.
قال: وأخبرنا أبو زكريا قَالَ: أنبأني مُحَمَّد بْن يَزِيدَ، عَنِ السري بْن يَحيى، عَنْ شُعَيْب، عَنْ سيف بْن عُمَر، عَنْ مُحَمَّد وطلحة والمهلب قَالُوا: كَانَ عَلَى حرب الموصل فِي سنة سبع عشرة ربعي بْن الأفكل، وعلى الخراج عرفجة بْن هرثمة، وَفِي قول آخر: عتبة بْن فرقد عَلَى الحرب والخراج، وكان قبل ذَلِكَ كُلِّه إِلَى عَبْد اللَّه بْن المعتمر.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
قلت: قول ابْنِ منده: «إنه من مازن» ، لا أعرفه، وليس فِي نسبه إِلَى «سليم» من اسمه مازن حتَّى ينسب إِلَيْه، ولعله قَدْ علق بقلبه مازن بْن مَنْصُور أخو سليم، أَوْ قَدْ نقل من كتاب فِيهِ إسقاط، وغلط، أَوْ أَنَّهُ وصل إِلَيْه ما لا نعلمه، والله أعلم.
__________
[1] الشري: طفح جلدي، بشكل بثور ناتئة، يسبب حكاكا قد يكون شديدا.(3/464)
3552- عتبة بن أبى لهب
(ب س) عتبة بْن أَبِي لهب- واسم أَبِي لهب: عَبْد العزى بْن عَبْد المطلب الْقُرَشِيّ الهاشمي، وهو ابْنُ عم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأمه أم جميل بِنْت حرب بْن أمية، أخت أَبِي سُفْيَان، وهي حمالة الحطب.
أسلم هُوَ وأخوه مُعَتّب يَوْم الفتح، وكانا قَدْ هربا من النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فبعث النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَبَّاس بْن عَبْد المطلب عمهما إليهما، فأتى بهما، فأسلما، فسر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بإسلامهما، وشهدا مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حنينًا، وكانا ممن ثبت ولم ينهزم. وشهدا الطائف ولم يخرجا عَنْ مكَّة، ولم يأتيا المدينة، ولهما عقب.
وقال الزبير ابن بكار: شهد عتبة ومعتب [1] ابنا أَبِي لهب حنينا مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكانا فيمن ثبت، وأقام بمكة.
أَخْرَجَهُ [2] أَبُو عمر، وَأَبُو موسى. وقال أَبُو موسى: «إن ثبت، وما أراه» وقول الزُّبَيْر يرد عليه، وللَّه أعلم.
3553- عتبة بن مسعود الهذلي
(ب د ع) عتبة بْن مَسْعُود الهذلي. تقدم نسبه عند ذكر أخيه عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود، يكنى أبا عَبْد اللَّه.
هاجر مع أخيه عبد الله إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية، وقدم المدينة، وشهد أحدا وما بعدها من المشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقَالَ الزُّهْرِيّ: ما كَانَ عَبْد اللَّه بأفقه عندنا من أخيه، ولكنه مات سريعًا.
وقيل عَنِ الزُّهْرِيّ: ما كَانَ عَبْد اللَّه بأقدم صحبة وهجرة من أخيه، ولكنه مات قبله.
وروى عَنْ عَبْد اللَّه بْن عتبة قَالَ: لما مات عتبة بكاه أخوه عَبْد اللَّه، فقيل لَهُ: أتبكي؟
فَقَالَ: أخي، وصاحبي مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأحب النَّاس إليَّ، إلا ما كان من عمر بن ابن الخطاب.
وقيل: إن عتبة مات فِي خلافة عمر رضى الله عنهما.
__________
[1] الإستيعاب، الترجمة 1766: 3/ 1030.
[2] ينظر الترجمة 3177: 3- 384. وعلى هامش مخطوطة دار الكتب: «111» مصطلح حديث: «قيل: إنهما من أم واحدة، وقيل غير ذلك، والأول أكثر» .(3/465)
كذا قيل، والذي روى عَنِ الْقَاسِم بْن عَبْد الرَّحْمَن أن عتبة توفي سنة أربع وأربعين، فعلى هَذَا يكون موته بعد أخيه، لا قبله.
أخرجه الثلاثة [1] .
3554- عتبة بن الندر السلمي
(ب د ع) عتبة بْن الندر السلمي.
سكن الشام، روى عَنْهُ عليّ بْن رباح، وخالد بْن معدان.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ إِذْنًا بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ مُصَفًّى، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ مَسْلَمَةَ بْنِ عَلِيٍّ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ قَالَ: سَمِعْتُ عُتْبَةَ بْنَ النُّدَّرِ- وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ-: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَقَرَأَ سُورَةَ «طسم» حَتَّى بَلَغَ قِصَّةَ مُوسَى، قَالَ: «إِنَّ مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ وَسَلَّمَ، آجَرَ نَفْسَهُ ثَمَانِيَ سِنِينَ- أَوْ قَالَ: عَشْرَ سِنِينَ- لِعِفَّةِ فَرْجِهِ، وَطَعَامِ بَطْنِهِ [2] .
قَالَهُ ابن منده، وأبو نعيم. وقال أبو عمر: عتبة بْن الندر، وهو عتبة بْن عَبْد السلمي، لَهُ صحبة. كَانَ اسمه عتلة، فغير النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسمه. فسماه عتبة.
رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الطَّائِيُّ، عَنْ يحيى بن عتبة بن عبد، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا اسْمُكَ؟ قُلْتُ: عَتَلَةُ. قَالَ: أَنْتَ عُتْبَةُ. وَقِيلَ: كَانَ اسْمُهُ نُشْبَةَ، فَقَالَ:
أنت عتبة. قال: شهد عتبة بْن عَبْد خَيْبَرَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكنيته أَبُو الْوَلِيد. توفي سنة سبع وثمانين أيام الْوَلِيد بْن عَبْد الملك. وهو ابْنُ أربع وتسعين سنة، يعد فِي الشاميين.
روى عَنْهُ جماعة من تابعي أهل الشام. منهم: خَالِد بْن معدان، وعبد الرَّحْمَن بْن عَمْرو السلمي. وكثير بْن مرة، وراشد بْن سعد، وَأَبُو عَامِر الألهاني، وعلى بن رباح.
__________
[1] أخرجه ابن ماجة عن محمد بن المص الحمصي باسناده، ينظر كتاب الرهون، باب إجازة الأجير على طعام بطنه، الحديث 2444: 2/ 817. وفي الزوائد: إسناده ضعيف، الآن فيه بقية، وهو مدلس. وليس لبقية هذا عند ابن ماجة، سوى هذا الحديث، وليس له شيء في بقية الكتب السنة.
[2] الاستيعاب، الترجمة 1767: 3/ 1030، 1031.(3/466)
وقَالَ الواقدي: عتبة بْن عَبْد آخر من مات بالشام من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ أَبُو عُمَر: وَقَدْ قيل إن عتبة بْن الندر غير عتبة بْن عَبْد، وليس بشيء، والصواب ما ذكرناه، ولم يختلفوا أنهما سُلْميَان، وَإِن خَالِد بْن معدان روى عَنْ كل واحد منهما.
قَالَ أَبُو حاتم الرازي: عتبة بْن- الندر شامي، روى عَنْهُ خَالِد بْن معدان، وعلي بْن رباح.
وذكر فِي باب آخر: عتبة بْن عَبْد السلمي أَبُو الْوَلِيد، شامي. روى عَنْهُ خَالِد بْن معدان، وعبد الرَّحْمَن بْن عَمْرو السلمي. وقَالَ ابنه عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم: روى عَنْهُ كَثِير بْن مرة، ولقمان بْن عامر، وراشد بن سعد، وأبو عامر الألهاني، وعبد اللَّه بْن عائذ [1] ، وحبيب ابن عُبَيْد، وشرحبيل بْن شفعة، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي عوف وابنه يَحيى.
هَذَا كُلِّه ذكره فِي باب عتبة بْن عَبْد، ولم يذكر فِي باب عتبة بْن الندر أَنَّهُ روى عَنْهُ غير رجلين: خَالِد بْن معدان، وعلي بْن رباح. وفي ذَلِكَ نظر، لأن الأغلب عندي ما ذكرته لَكَ [2] .
هَذَا جميعه كلام أَبِي عُمَر، وهو يميل إِلَى أنهما واحد، والله أعلم.
3555- عتبة بن نيار
(د ع) عتبة بْن نيار. بعثه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى زرعة بْن سيف.
روى الأسود، عَنْ عروة أن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى زرعة بْن سيف بْن ذي يزن: «بسم اللَّه الرَّحْمَن الرَّحِيْم، أما بعد، من مُحَمَّد رَسُول اللَّه إِلَى زُرْعَةَ بْنِ ذِي يَزَنَ: إِذَا أَتَاكُمْ رسلي فآمركم بهم خيرًا: مُعَاذ بْن جبل، وابن رواحة، ومالك بْن عبادة، وعتبة بْن نيار» . أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم.
قلت: فِي هَذَا نظر، فإن رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كاتب النَّاس باليمن سنة تسع بعد الفتح، وعبد اللَّه بْن رواحة قتل بمؤتة سنة ثمان، والله أعلم.
3556- عتبة بن أبى وقاص
(د ع) عتبة بْن أَبِي وقاص- واسم أَبِي وقاص: مَالِك- وَقَدْ تقدم نسبه عند ذكر أخيه «سعد [3] » .
ذكر فِي الصحابة، عهد إِلَى سعد أخيه أن ابْنُ وليدة زمعة مِنْهُ. رَوَاهُ الزُّهْرِيّ، عَنْ عروة، عَنْ عَائِشَة.
__________
[1] في الجرح والتعديل لابن ابى حاتم 3/ 1/ 372: «وعبد الله بن عامر» .
[2] الاستيعاب، الترجمة 1768: 3/ 1031، 1032.
[3] ينظر الترجمة 2037: 2/ 366.(3/467)
قاله ابن منده، وقَالَ أَبُو نعيم: ذكره بعض المتأخرين فِي الصحابة، واحتج بحديث الزُّهْرِيّ أن سعدًا عهد [إِلَيْه أخوه [1]] بابن وليدة زمعة أَنَّهُ ابنه.
قَالَ: وعتبة هُوَ الَّذِي شج وجه رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، وكسر رباعيته يَوْم أحد، وما علمت لَهُ إسلامه، ولم يذكره أحد من المتقدمين فِي الصحابة، قيل: إنه مات كافرًا.
وروى عَنْ معمر، عَنْ عثمان الجزري [2] ، عَنْ مقسم: أن عتبة كسر رباعية رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فدعا عَلَيْهِ، فَقَالَ: «اللَّهمّ لا يحول عَلَيْهِ الحول حتَّى يموت كافرًا» ، فما حال عَلَيْهِ الحول حتَّى مات كافرًا. هَذَا كلامه، وَقَدْ قَالَ الزُّبَيْر بْن بكار: عتبة بْن [أَبِي] [3] وقاص كَانَ أصاب دمًا فِي قريش، فانتقل إِلَى المدينة قبل الهجرة، فاتخذ بها منزلًا ومالًا ومات فِي الْإِسْلَام، وأوصى إِلَى سعد بْن أَبِي وقاص، وأمه هند بِنْت وهب بْن الحارث بْن [4] زهره.
3557- عتبة
(س) عتبة، آخر.
أورده ابْنُ شاهين، وفرق بينه وبين غيره. ومن حديثه أن رجلا سَأَلَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كيف أول شأنك؟ قال: «كانت خاضنتى من بني سعد بْن بَكْر» . وذكر الحديث [5] . أخرجه أبو موسى مختصرا.
3558- عتريس بن عرقوب
(د ع) عتريس بْن عرقوب.
ذكر فيمن أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم.
روى عَنْهُ طارق بْن شهاب، وهو من أصحاب ابْنُ مَسْعُود، ولا تصح لَهُ صحبة.
أَخْرَجَهُ ابن منده وأبو نعيم.
__________
[1] مكانه في المطبوعة ومخطوطة دار الكتب «111» مصطلح حديث: عهد إلى أخيه ... » ولا يستقيم النص عليه، وينظر ترجمة: «عبد الرحمن بن زمعة» : 3/ 448، 449.
[2] كذا، ولعله «عبد الكريم الجزري» ، فهو الّذي يروى عن مقسم، ويروى عنه معمر. ينظر التهذيب: 10/ 344، 288، 6/ 374.
[3] سقط من المطبوعة.
[4] ينظر كتاب نسب قريش لمصعب: 263.
[5] أخرجه الإمام أحمد في مسند «عتبة بن عبد» ، ينظر المسند: 4/ 184.(3/468)
3559- عتيبة البلوى
(ع س) عتيبة، البلوي نسبًا، ثُمَّ الْأَنْصَارِيّ حلفًا.
روى الْحَسَن عَنِ ابْنِ لأبي ثعلبة، عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ، صلى فقام رَجُل خلفه فَقَالَ:
سبحانك اللَّهمّ وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لَكَ، عملت سوءًا وظلمت نفسي، فاغفر لي وارحمني وتب عليّ، إنك أنت التواب الرَّحِيْم. فَقَالَ: من صاحب الكلام؟
فَقَالَ الرجل: أَنَا يا رَسُول اللَّه- وهو رَجُل من بلي، ثُمَّ من الأنصار، يُقال لَهُ: عتيبة.
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَالَّذِي نفس مُحَمَّد بيده ما خرج آخرها من فيك حتَّى رَأَيْت أحد عشر ملكًا يبتدرونها، أيهم يكتبها. أَخْرَجَهُ أَبُو موسى وأبو نعيم.
3560- عتير البدري
عتير البدري.
لَهُ صحبة ورواية عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. روى عَنْهُ سُلَيْمَان بْن عَبْد الرَّحْمَن الْأَزْدِيّ.
قاله المستغفري: عثير، بثاء معجمة بثلاث. وقاله ابْنُ ماكولا: بضم العين، وفتح التاء فوقها نقطتان، ثُمَّ بالياء تحتها نقطتان، وآخره راء. ولا أدري أهو عتير العذري الَّذِي نذكره أم غيره.
3561- عتير العذري
(س) عتير العذري.
قَالَ أَبُو مُوسَى: استدركه أبو زكريا عَلَى جَدّه، وَقَدْ ذكره جَدّه فَقَالَ: «عس» بالسين، وقيل فِيهِ كلاهما، وقاله البرذعي بالشين المعجمة، وكذلك عثامة بْن قيس قيل فِيهِ: عسامة.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى، وَقَدْ ذكره أَبُو أَحْمَد بالتاء المثلثة، وروى لَهُ حديث: «إِذَا زفت المرأة» كأنه رآهما واحدا.
3562- عتيق بن قيس
(س) عتيق بْن قيس.
ذكرناه فِي ترجمة ابنه الحارث [1] .
أخرجه أبو موسى.
__________
[1] ينظر الترجمة 925: 1/ 405.(3/469)
3563- عتيقة بن الحارث
(س) عتيقة بْن الحارث الْأَنْصَارِيّ.
روى مكحول، عَنْ عَبْد اللَّه بْن عَمْرو قَالَ: «بينا نَحْنُ مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم إذ أقبل عتيقة ابن الحارث، فَقَالَ: قَدْ أصبت خلوة، فأحب أن أسألك؟ قَالَ: سل عما شئت. قَالَ: يا رَسُول اللَّه، ما لمن تقلد سيفًا فِي سبيل اللَّه؟ قَالَ: يكون لَهُ وشاحًا من أوشحة الجنة من در وياقوت وزبرجد قَالَ: يا رَسُول اللَّه، ما لمن اعتقل [1] رمحًا فِي سبيل اللَّه عزَّ وجلَّ؟ قَالَ: يكون لَهُ علمًا يَوْم القيامة يعرف بِهِ قَالَ: يا رَسُول اللَّه، ما لمن [2] تنكب قوسًا فِي سبيل اللَّه عزَّ وجلَّ قَالَ: يكون لَهُ رداء أخضر من أردية الجنة..» وذكر حديثًا طويلًا فِي فضل الجهاد فِي سبيل الله عز وجل.
أخرجه أبو موسى.
3564- عتيقة
(د) عتيقة، روى عَنْهُ عَبْد اللَّه بْن صفوان، ولم يصح حديثه. ذكره الْبُخَارِيّ فِي الصحابة، ولم يذكر له حديثا.
أخرجه ابن مندة مختصرا، والله أعلم.
3565- عتيك بن التيهان
(ب د ع) عتيك بْن التيهان، أخو أَبِي الهيثم بْن التيهان الْأَنْصَارِيّ الأوسي الأشهلي.
قاله ابن منده، وقال أَبُو نعيم: ذكره بعض المتأخرين عتيكًا، وفي نسختي «عتيد» ، بالدال، عَنِ الزُّهْرِيّ وابن إِسْحَاق.
وقَالَ أَبُو عُمَر: عتيك بْن التيهان، وَيُقَال: عُبَيْد، قَالَ: وَقَدْ ذكرنا من قَالَ ذَلِكَ فِي باب عُبَيْد، شهد بدرًا، وقتل يَوْم أحد شهيدًا. وقيل: بل قتل بصفين.
قَالَ ابْنُ هشام: يُقال: التيهان والتّيهان، بالتخفيف والتشديد [3] .
أخرجه الثلاثة [4]
__________
[1] اعتقال الرمح: أن يجعله الراكب تحت فخذه، ويجر آخره على الأرض وراءه.
[2] تنكب قوسا: علقها في منكبه. والمنكب: مجتمع العضد والكتف.
[3] الّذي في سيرة ابن هشام بعد أن ذكر عبيد بن التيهان. «ويقال» : عتيك بن التيهان» ينظر: 1/ 686، 687، 2/ 123.
[4] الاستيعاب، الترجمة 2020: 3/ 1236.(3/470)
3566- عتيك بن قيس
(س) عتيك بْن قيس بْن هيشة بْن الحارث بْن أمية بن معاوية بن مالك.
ذكره ابْنُ شاهين، روى عَنْهُ ابنه جَابِر بْن عتيك، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إن من الغيرة ما يحب اللَّه، ومنها ما يبغض اللَّه. ومن الخيلاء ما يحب اللَّه، ومنه ما يبغض اللَّه. فالغيرة التي يحبها اللَّه الغيرة التي فِي الريبة، والغيرة التي يبغضها اللَّه الغيرة فِي غير الريبة، والخيلاء الَّذِي يحب اللَّه الرجل يختال بنفسه عند القتال، والخيلاء الَّذِي يبغض اللَّه الخيلاء فِي البغي والفجور [1] ورواه غير واحد، عَنِ ابْنِ جَابِر بْن عتيك، عَنْ أَبِيهِ [2] . وهو الأصح. أَخْرَجَهُ أَبُو موسى.
باب العين والثاء
3567- عثامة بن قيس
(ب د ع) عثامة بْن قيس- وقيل: عسامة.
رَوَى أَبُو بِشْرٍ عَنْ [3] عثامَةَ بْنِ قَيْسٍ الأَزْدِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُفْيَانَ الأَزْدِيِّ، وَكِلاهُمَا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم قال: «ما من رجل يَصُومُ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلا بَاعَدَ الله وجهه عن النار مائة عام» . قال عبد الله بن سُفْيَانَ: إِنَّمَا أُحَدِّثُكُمْ بِمَا سَمِعْتُ.
وروى عَنْهُ بلال بن أبى بلال فقال: عثامة بْن قيس البجلي قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نَحْنُ أحق بالشك من إِبْرَاهِيم، ويرحم اللَّه لوطًا لقد كَانَ يأوى إلى ركن شديد» . أخرجه الثلاثة.
3568- عثم بن الربعة
(ب) عثم بْن الربعة الجهني.
وفد عَلَى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان اسمه عَبْد العزى، فغيره رَسُول اللَّه صَلَّى الله عليه وسلم.
أخرجه أبو عمر مختصرا [4] .
__________
[1] كذا في المطبوعة ومخطوطة دار الكتب. وفي المسند: «البغي والفخر» .
[2] وكذلك هو في مسند أحمد عَنِ ابْنِ جَابِر بْن عتيك، عَنْ أَبِيهِ. ينظر المسند: 5/ 445، 446.
[3] في المطبوعة ومخطوطة دار الكتب: «أبو بشر: بن عثامة» ولعل للصواب ما أثبتناه.
[4] الاستيعاب، الترجمة 2022: 3/ 1236. وفي هامش مخطوطة دار الكتب 111 مصطلح حديث عن الرشاطى، وذكر أبو عمر في باب العين المهملة «عثم بن الربعة» فوهم أن جعله «عثما» ، وهو غثم» بغين معجمة، وجعله من الصحابة، وبينه وبين قرن النبي عليه السلام قرون كثيرة» .(3/471)
3569- عثمان بن الأرقم
(س) عثمان بْن الأرقم المخزومي.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ بْنُ أَبِي الرَّجَاءِ إِذْنًا بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الضَّحَّاكِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ الْمَخْزُومِيُّ، حَدَّثَنَا عبد الله ابن عُثْمَانَ بْنِ الأَرْقَمِ، عَنْ جَدِّهِ عُثْمَانَ بْنِ الأَرْقَمِ قَالَ: «جِئْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِي: أَيْنَ تُرِيدُ؟
قُلْتُ: أُرِيدُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ. قَالَ: هَلْ مَخْرَجُكَ إِلَيْه التِّجَارَةَ؟ فَقُلْتُ: لا، وَلَكِنِّي أَرَدْتُ الصَّلاةَ فِيهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ: صَلاةٌ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ صَلاةٍ ثَمَّ» يُرِيدُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ! رَوَاهُ ابْنُ عُفَيْرٍ، عَنْ عَطَّافِ بْنِ خَالِدٍ الْمَخْزُومِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عثمان بن الأَرْقَمِ، عَنْ جَدِّهِ الأَرْقَمِ. وروى ابْنُ أَبِي عاصم أيضًا حديثًا فَقَالَ: عَنْ عَبْد اللَّه بْن عثمان، عَنْ جَدّه الأرقم.
أَخْبَرَنَا بِهِ يحيى بن محمود إِجَازَةً بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عوف، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مريم، حَدَّثَنَا عطاف بْن خَالِد، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْد اللَّه بْن عثمان بْن الأرقم، عَنْ جَدّه الأرقم وكان بدريًا، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل فِي داره عند الصفا.
وَقَدْ تقدم فِي ترجمة الأرقم [1] ما يقوي هَذَا، وهو الصواب.
أخرجه أبو موسى.
3570- عثمان بن الأزرق
(س ع) عثمان بْن الأزرق.
روى هشام بْن زياد، عَنْ عمار بْن سعد قَالَ: دخل علينا عثمان بْن الأزرق المسجد يَوْم الجمعة والإمام يخطب، فقصر وقعد فِي المسجد، فقلنا: يرحمك اللَّه! لو وصلت إلينا لكان أوفق بك؟
فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: «من تخطى رقاب النَّاس بعد خروج الْإِمَام- أَوْ: فرق بين اثنين- كَانَ كجار قصبه [2] فِي النار» . أخرجه أبو موسى، وأبو نعيم.
__________
[1] ينظر الترجمة 70: 1/ 74، 75.
[2] أخرجه الإمام أحمد عن الأرقم بن أبى الأرقم. ينظر المسند: 3/ 417. والقصب: الأمعاء.(3/472)
3571- عثمان بن حنيف
(ب د ع) عثمان بْن حنيف الأَنْصَارِيُّ الأوسي. تقدم نسبه عند ذكر أخيه سهل بْن حنيف. يكنى عثمان: أبا عَمْرو. وقيل: أَبُو عَبْد اللَّه.
شهد أحدًا والمشاهد بعدها. واستعمله عُمَر بْن الخطاب، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، عَلَى مساحة سواد العراق، فمسحه عامره وغامره، فمسحه وقسط خراجه. واستعمله عليّ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَلَى البصرة فبقي عليها إِلَى أن قدمها طلحة والزبير مَعَ عَائِشَة رَضِي اللَّه عَنْهُمْ فِي نوبة وقعة الجمل، فأخرجوه منها.
ثمّ قدم عليّ إليها فكانت وقعة الجمل، فلما ظفر بهم عليّ استعمل عَلَى البصرة عَبْد اللَّه بْن عَبَّاس.
وسكن عثمان بْن حنيف الكوفة، وبقي إِلَى زمان معاوية.
روى عنه أبو أمامة ابن أخيه سهل بْن حنيف، وابنه عَبْد الرَّحْمَن بْن عثمان، وهانئ بْن معاوية الصدفي.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ وغيرهما قَالُوا بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ: أَنَّ رَجُلا ضَرِيرَ الْبَصَرِ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:
ادْعُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَنِي. فَقَالَ: إِنْ شِئْتَ دَعَوْتُ وَإِنْ شِئْتَ صَبَرْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ. قَالَ: ادْعُهُ! قَالَ: فَأَمَرَهُ أَنْ يَتَوَضَّأَ فَيُحْسِنَ الْوُضُوءَ، وَيَدْعُوَ بِهَذَا الدُّعَاءِ: «اللَّهمّ إِنِّي أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِمُحَمَّدٍ نَبِيِّكَ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ، يَا مُحَمَّدُ، إِنِّي تَوَجَّهْتُ بِكَ إِلَى رَبِّي فِي حَاجَتِي هَذِهِ لِتَقْضِيَ لِي، اللَّهمّ فَشَفِّعْهُ فىّ [1] . أخرجه الثلاثة [2] .
3572- عثمان بن ربيعة الجمحيّ
(ب) عثمان بْن رَبِيعة بْن أهبان بْن وهب بن حذافة بن جمح القرشي الجمحي.
كَانَ من مهاجرة الحبشة، قاله ابْنُ إِسْحَاق وحده [3] وقَالَ الواقدي: ابنه «نبيه بْن عثمان» هُوَ الَّذِي هاجر إِلَى الحبشة.
أَخْرَجَهُ أَبُو عمر.
__________
[1] تحفة الأحوذي، أبواب الدعوات: 10/ 22، 23. وقال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، من حديث أبى جعفر، وهو غير الخطميّ» .
وأخرجه ابن ماجة عن أحمد بن منصور بن يسار، عن عثمان بن عمر باسناده. ينظر كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، الحديث 1385: 1/ 441.
[2] الاستيعاب، الترجمة 1769: 3/ 1033.
[3] سيرة ابن هشام: 1/ 328، 2/ 361.(3/473)
3573- عثمان بن شماس
(د ع) عثمان بْن شماس بْن لبيد المخزومي.
مهاجري، شهد بدرًا، وقتل يَوْم أحد. قاله ابْنُ منده، ورواه عَنْ يونس بْن بكير، عَنِ ابْنِ إِسْحَاق فِي ذكر الهجرة: ثُمَّ خرج مصعب بْن عمير، وعثمان بْن مظعون، وعثمان بن شمّاس ابن الشريد، وجماعة سماهم.
وروى ابْنُ منده، عَنِ ابْنِ عَبَّاس: أن عثمان بْن شماس بْن لبيد ممن أنزل اللَّه، عزَّ وجلَّ فِيهِ، وذكره فِي كتابه.
كذا قَالَ ابْنُ منده فِي الترجمة: «شماس بْن لبيد» ، والذي رَوَاهُ هُوَ عَنِ ابْنِ إِسْحَاق:
شماس بْن الشريد.
قَالَ أَبُو نعيم: وهذا وهم فاحش، فإنه شماس بْن عثمان [1] بْن الشريد كذا ذكره ابْنُ بكير عَنِ ابْنِ إِسْحَاق فيمن قتل يَوْم أحد، من بني مخزوم. وَقَدْ تقدم في شمّاس. وقد ذكره الزبير ابن بكار فَقَالَ: فولد عَامِر بْن مخزوم هرمي بْن عَامِر، فولد هرمي بْن عَامِر [2] : الشريد، وولد الشريد بْن هرمي: عثمان بْن الشريد، وولد عثمان بْن الشريد: عثمان بْن عثمان- وهو الشماس- كَانَ من أحسن النَّاس وجهًا، وهو من المهاجرين، قتل يَوْم أحد شهيدًا، وكان يقي رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بنفسه [3] .
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم.
3574- عثمان بن أبى طلحة
(ب د ع) عثمان بْن طلحة بْن أَبِي طلحة، واسم أَبِي طلحة عَبْد اللَّه بن عبد العزّى بن عثمان ابن عَبْد الدار بْن قصي بْن كلاب بْن مرة الْقُرَشِيّ العبدري الحجبي [4] . أمه أم سَعِيد من بنى
__________
[1] في المطبوعة ومخطوطة دار الكتب: «فإنه عثمان بن شماس بن الشريد» ، ولا يستقيم النص عليه، فإن أبا نعيم قد استشهد بما رَوَاهُ يونس بْن بكير عَنِ ابْنِ إِسْحَاق، والمروي في سيرة ابن هشام هو الشماس بن عثمان بن الشريد. ينظر السيرة:
1/ 326، 366، 683، 2/ 122، 167، وهذا ليس قاطعا، ولكن ما نقله عن الزبير يسلم إلى ضرورة أن يكون اسمه «شماس بن عثمان بن الشريد» ، وقد قال الحافظ في الإصابة، في ترجمة عثمان بن شماس: «وقد تقدم في حرف الشين:
شماس بن عثمان» فأخشى أن يكون هذا [يعنى عثمان بن شماس] انقلب، ثم وجدت أبا نعيم جنح إلى ذلك، ونسب الوهم فيه إلى ابن مندة» .
[2] ينظر الترجمة 2448: 2/ 528، 529.
[3] كتاب نسب قريش: 342.
[4] المرجع السابق: 251.(3/474)
عَمْرو بْن عوف، قتل أَبُوهُ طلحة وعمه عثمان بْن أَبِي طلحة جميعًا يَوْم أحد كافرين، قتل حمزة عثمان، وقتل عليّ طلحة مبارزة، وقتل يَوْم أحد منهم أيضا مسافع، والجلاس، والحارث، وكلاب بنو طلحة، كلهم إخوة عثمان بْن طلحة، قتلوا كفارًا. قتل عاصم بْن ثابت بْن أَبِي الأقلح: مسافعًا، والجلاس، وقتل الزُّبَيْر: كلابًا، وقتل قزمان: الحارث.
وهاجر عثمان بْن طلحة إِلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هدنة الحديبية مَعَ خالد بن الوليد، فلقيا عمرو ابن العاص قَدْ أتى من عند النجاشي يريد الهجرة، فاصطحبوا حتَّى قدموا عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمدينة، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم حين رآهم: «ألقت إليكم مكَّة أفلاذ كبدها- يعني أنهم وجوه أهل مكَّة- وأقام مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمدينة، وشهد معه فتح مكَّة، ودفع إِلَيْه مفتاح الكعبة يَوْم الفتح وَإِلى ابْنُ عمة شَيْبَة بْن عثمان بْن أبى طلحة، وقال: خذوها خالدة تالدة ولا ينزعها منكم إلا ظالم. وأقام عثمان بالمدينة، فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ انتقل إِلَى مكَّة، فأقام بها حتَّى مات سنة اثنتين وأربعين، وقيل: إنه استشهد يَوْم أجنادين.
أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرِ بْنُ أَبِي حبة بإسناده إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ: حَدَّثَنِي أَبِي، حدثنا عبد الرحمن ابن مَهْدِيٍّ وَحَسَنُ [1] بْنُ مُوسَى قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ طَلْحَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى [2] فِي الْبَيْتِ رَكْعَتَيْنِ- وُجَاهَكَ بَيْنَ السَّارِيَتَيْنِ [3] .
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
3575- عثمان بن أبى العاص
(ب د ع) عثمان بْن أَبِي العاص بْن بشر بْن عَبْد بْن دهمان- وقيل: عبد دهمان ابن عَبْد اللَّهِ بْن همام بْن أبان بْن سيار [4] بْن مَالِك بْن حطيط بْن جشم [5] بْن ثقيف الثقفي، يكنى أبا عَبْد اللَّه.
وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وفد ثقيف فأسلم، واستعمله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على الطائف.
__________
[1] في المطبوعة: «وحسين بن موسى» . وهو خطأ، والمثبت من مسند الإمام أحمد، والخلاصة.
[2] لفظ المسند: «دخل البيت فصلى ركعتين، وجاهك حين تدخل بين الساريتين.» .
[3] مسند الإمام أحمد: 3/ 410. وينظر المسند: 2/ 75، 6/ 12، 13، 14.
[4] كذا في المطبوعة ومخطوطة دار الكتب، وفي الجمهرة لابن حزم 254: يسار
[5] في المطبوعة: «خيثم بن ثقيف» . وهو خطأ، والمثبت عن الجمهرة لابن حزم: 254، وتاج العروس للزبيدى، مادة جشم.(3/475)
أخبرنا عبيد الله بن أحمد بْنُ السَّمِينِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ، عن ابن إِسْحَاق- وذكر قصة وفد ثقيف- قَالَ: «فلما أسلموا وكتب لهم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتابهم، أمر عليهم عثمان بْن أبى العاص- وكان من أحدثهم سنًا، وذلك أَنَّهُ كَانَ أحرصهم عَلَى التفقه فِي الْإِسْلَام وتعلم [1] القرآن- فَقَالَ أَبُو بَكْر: يا رَسُول اللَّه، إني قَدْ رَأَيْت هَذَا الغلام أحرصهم عَلَى التفقه فِي الْإِسْلَام وتعلم القرآن [2] .
قَالَ: وَحَدَّثَنَا يُونُسُ عَنْ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عن مطرف بن عبد [3] الله بن الشخير، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ قَالَ: كَانَ مِنْ آخِرِ مَا أَوْصَانِي بِهِ [4] رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ بَعَثَنِي إِلَى ثَقِيفٍ [5] قَالَ: يَا عُثْمَانُ، تَجَوَّزْ [6] فِي الصَّلاةِ، وَاقْدِرِ النَّاسَ بِأَضْعَفِهِمْ، فَإِنَّ فِيهِمُ الْكَبِيرَ وَالضَّعِيفَ، وَذَا الْحَاجَةِ، وَالصَّغِيرَ [7] . ولم يزل عثمان عَلَى الطائف حياة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وخلافة أَبِي بَكْر، وسنتين من خلافة عُمَر. واستعمله عُمَر سنة خمس عشرة عَلَى عمان والبحرين، فسار إِلَى عمان ووجه أخاه الحكم إِلَى البحرين، وسار هُوَ إِلَى توج [8] فافتتحها ومصرها وقتل ملكها «شهرك» سنة إحدى وعشرين، وكان يغزو سنوات فِي خلافة عُمَر وعثمان، يغزو صيفا ويشتو يتوّج. وهو الَّذِي منع أهل الطائف من الردة بعد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأطاعوه، ثُمَّ سكن البصرة.
وروي عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وروى عَنْهُ من أهلها ومن أهل المدينة.
روى عَنْهُ الْحَسَن الْبَصْرِيّ فأكثر، وقيل: لم يسمع مِنْهُ.
أَخْبَرَنَا يَعِيشُ بن صدقة بن علي الفقيه، أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أخبرنا المبارك ابن عَبْدِ الْجَبَّارِ الصَّيْرَفِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُلاعِبِ الأَنْمَاطِيُّ، أَخْبَرَنَا الْحَاكِمُ أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ الْمَرْوَزِيُّ- يُعْرَفُ بِابْنِ الطَّبَرِيِّ- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْمَرْوَزِيُّ الْعَبْدِيُّ، حَدَّثَنَا جَدِّي أبو جعفر
__________
[1] في المطبوعة: «وتعليم القرآن» ، والمثبت عن سيرة ابن هشام.
[2] سيرة ابن هشام: 2/ 540.
[3] في المطبوعة: «مطرف بن عبيد الله» ، وهو خطأ، والمثبت عن سيرة ابن هشام، والخلاصة.
[4] لفظ السيرة: «كان من آخر ما عهد إلى رسول الله ... » .
[5] لفظ السيرة: «حين بعثني على ثقيف» .
[6] أي: خففها وأسرع بها. وفي سيرة ابن هشام: «تجاوز» .
[7] سيرة ابن هشام: 2/ 541.
[8] توج- بفتح أوله، وتشديد ثانيه، وفتحه، وجيم، ويقال بالزاي-: مدينة بفارس.(3/476)
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ الْقُرْدُوسِيُّ، حَدَّثَنَا لَقِيطُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: «مَرَّ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ بِكِلابِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ الأسكر وهو بالأبلّة [1] فقال: ما يحبسك هاهنا؟ قَالَ: عَلَى هَذِهِ الْقَرْيَةِ- قَالَ عُثْمَانُ: أَعْشَارٌ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِذَا انْتَصَفَ الليل أمر الله تعالى مناديا ينادى: هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ؟
هَلْ مِنْ دَاعٍ فَأُجِيبَهُ؟ هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ؟ فَمَا تُرَّدُ دَعْوَةُ دَاعٍ إِلا زَانِيَةٍ بِفَرْجِهَا، أَوْ عشّار» [2] . ولعثمان عقب أشراف.
أخرجه الثلاثة [3] .
3576- عثمان بن عامر القرشي
(ب د ع) عثمان بْن عَامِر بْن عمرو بن كعب بْن سعد بْن تيم بْن مرة بْن كعب بْن لؤي، أبو قحافة الْقُرَشِيّ التيمي. والد أَبِي بَكْر الصديق، أمه [4] آمنه بِنْت عَبْد العزى بْن حرثان [5] ابن عبيد بْن عويج بْن عدي بْن كعب، قاله الزُّبَيْر بْن بكار.
أسلم يَوْم فتح مكَّة، وأتى بِهِ أَبُو بَكْر النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليبايعه.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بن هبة الله بإسناده إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ: حَدَّثَنِي أَبِي، حدثنا محمد ابن سَلَمَةَ الْحَرَّانِيُّ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: سُئِلَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ عَنْ خِضَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: أن رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ شَابَ إِلا يَسِيرًا، وَلَكِنَّ أَبوْ بَكْرٍ وَعُمَرُ بَعْدَهُ خَضَبَا بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ [6] ، قَالَ: وَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ بِأَبِيهِ أَبِي قُحَافَةَ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، يَحْمِلُهُ حَتَّى وَضَعَهُ بَيْنَ يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأَبِي بَكْرٍ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَرِضْوَانُهُ: لَوْ أَقْرَرْتَ الشَّيْخَ فِي بَيْتِهِ لأَتَيْنَاهُ» . تَكْرِمَةً [7] لأَبِي بَكْرٍ، فَأَسْلَمَ وَرَأْسُهُ وَلِحْيَتُهُ كَالثَّغَامَةِ بَيَاضًا [8] . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: غَيِّرُوهُمَا وجنّبوه السّواد [9] .
__________
[1] الأبلة: بلدة على شاطئ دجلة.
[2] أخرجه الإمام أحمد بنحوه عن عثمان بن أبى العاص. ينظر المسند: 4/ 22، 218.
[3] الاستيعاب، الترجمة 1722: 3/ 1035، 1036.
[4] كذا، وفي كتاب نسب قريش لمصعب 275: «وأمه قيلة بنت أذاة بْن رياح بْن عَبْد اللَّهِ بْن قرط بْن رزاح بْن عدي بْن كعب» وقد ذكر الحافظ في الإصابة، الروايتين، ينظر الترجمة 5445: 2/ 453.
[5] في المطبوعة: «حدثان» ، بالدال. والمثبت عن مخطوطة الدار وكتاب نسب قريش 3281، وفيه: «حرثان بن عوف بن عبيد ... » .
[6] الكتم- بفتحتين-: نبت فيه حمرة، يخلط بالوسمة يختضب به.
[7] في المسند: «مكرمة» .
[8] الثغامة: نبت أبيض الزهر والثمر، يشبه به الشيب.
[9] مسند أحمد: 3/ 160.(3/477)
وقَالَ قَتَادَة: هُوَ أول مخضوب فِي الْإِسْلَام، وعاش بعد ابنه أَبِي بَكْر، وورثه. وهو أول من ورث خليفة فِي الْإِسْلَام، إلا أَنَّهُ رد نصيبه من الميراث، وهو السدس، عَلَى ولد أَبِي بَكْر.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ عبيد الله بن أحمد بن علي بإسناده إلى يونس بن بكير عن ابن إسحاق:
حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ:
لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْفَتْحِ نَزَلَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَا طُوًى [1] ، قَالَ أَبُو قُحَافَةَ لِبِنْتٍ لَهُ كَانَتْ مِنْ أَصْغَرِ وَلَدِهِ:
أَيْ بُنَيَّةُ، أَشْرِفِي [بِي] [2] عَلَى أَبِي قُبَيْسٍ- وَقَدْ كُفَّ بَصَرُهُ- فَأَشْرَفَتْ بِهِ عَلَيْهِ، فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّةُ، مَاذَا تَرَيِّنَ؟ قَالَتْ: أَرَى سَوَادًا مُجْتَمِعًا، وَأَرَى رَجُلا يَشْتَدُّ بَيْنَ [3] ذَلِكَ السَّوَادِ مُقْبِلا وَمُدْبِرًا. فَقَالَ: تِلْكَ الَخْيُل أَيْ بُنَيَّةُ، وَذَلِكَ الرَّجُلُ الْوَازِعُ [4] ثُمَّ. قَالَ: مَاذَا تَرَيِّنَ؟
قَالَتْ: أَرَى السَّوَادَ قَدْ انْتَشَرَ. قَالَ: قَدْ وَاللَّهِ إِذًا دَفَعَتِ الْخَيْلَ، فَأَسْرِعِي بِي إِلَى بَيْتِي. فَخَرَجَتْ بِهِ سَرِيعًا حَتَّى إِذَا هَبَطَتْ بِهِ إِلَى الأَبْطَحِ لَقِيَتْهَا الْخَيْلُ وَفِي عُنُقِهَا طَوْقٌ لَهَا [5] مِنْ وَرِقٍ، فَاقْتَطَعَهُ إِنْسَانٌ مِنْ عُنُقِهَا، فَلَمَّا دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم الْمَسْجِدَ خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ حَتَّى جَاءَ بِأَبِيهِ يَقُودُهُ، فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: هَلا تَرَكْتَ الشَّيْخَ فِي بَيْتِهِ حَتَّى أَجِيئَهُ. قَالَ: يَمْشِي هُوَ إِلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَأَجْلَسَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، ثُمَّ مسح صلى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَدْرَهُ وَقَالَ: أَسْلِمْ تَسْلَمْ. فَأَسْلَمَ [6] ، ثُمَّ قَامَ أَبُو بَكْرٍ. فَأَخَذَ بِيَدِ أُخْتِهِ فَقَالَ: أَنْشُدُ باللَّه وَبِالإِسْلامِ طَوْقَ أُخْتِي. فَمَا أَجَابَهُ أَحَدٌ. ثُمَّ قَالَ الثَّانِيَةَ: أنشد باللَّه وبالإسلام طوق أختي. فما أجابه أحد. فقال: يا أخيّة، احتسبي طوقك، فو الله إِنَّ الأَمَانَةَ فِي النَّاسِ [7] لَقَلِيلٌ [8] .
وتوفي أَبُو قحافة سنة أربع عشرة، وله سبع وتسعون سنة.
أخرجه الثلاثة [9] .
__________
[1] ذو طوى- بضم الطاء وفتح الواو-: موضع بمكة.
[2] عن سيرة ابن هشام ومسند أحمد ونصهما: «أظهرى بى على أبى قبيس» . وأبو قبيس: جبل بمكة.
[3] لفظ السيرة: «يسعى بين يدي ذلك» ولفظ المسند: «يسعى بين ذلك السواد مقبلا ومدبرا» . واشتد: عدا.
[4] في المسند والسيرة: «يا بنية، ذلك الوازع- يعنى الّذي يأمر الخيل ويتقدم إليها» .
[5] الطوق: القلادة. والورق: النضة.
[6] لفظ السيرة والمسند: «وقال: فمسلم. فأسلم» .
[7] في سيرة ابن هشام: «بالأمانة في الناس اليوم لقتيل» .
[8] سيرة ابن هشام: 2/ 405، 406. ومسند الإمام أحمد: 6/ 349، 350.
[9] الاستيعاب، الترجمة 1773: 3/ 1036.(3/478)
3577- عثمان بن عبد الرحمن التيمي
(ب) عثمان بْن عَبْد الرَّحْمَن التيمي.
قَالَ الْحَسَن بْن عثمان: مات عثمان بْن عَبْد الرَّحْمَن التيمي- ويكنى: أبا عَبْد الرَّحْمَن- سنة أربع وسبعين، وله صحبة.
أَخْرَجَهُ أَبُو عمر مختصرا. [1]
3578- عثمان بن عبد غنم القرشي
(ب) عثمان بْن عَبْد غنم بْن زُهَيْر بن أبي شداد بن ربيعة بن هلال بن مالك بن ضبة بن الحارث بن فهر بْن مَالِك الْقُرَشِيّ الفهري.
كَانَ قديم الْإِسْلَام، وهو من مهاجرة الحبشة فِي قول الجميع [2] . وقَالَ هشام بْن الكلبي: هُوَ عَامِر بن عبد غنم.
أخرجه أبو عمر [3] .
3579- عثمان بن عبيد الله بن عثمان
(ب) عثمان بْن عُبَيْد اللَّه بْن عثمان.
تقدم نسبه عند أخيه: طلحة بْن عُبَيْد اللَّه [4] . وهو قرشي من بني تيم، وأمه كريمة بِنْت موهب بْن نمران، امْرَأَة من كندة [5] .
أسلم، وهاجر، وصحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ أَبُو عُمَر: لا أحفظ لَهُ رواية، ومن ولده مُحَمَّد بْن طلحة بن محمد بن عبد الرحمن ابن عثمان بْن عُبَيْد اللَّه. كَانَ أعلم النَّاس بالنسب والمغازي، وَقَدْ روى عَنْهُ الحديث.
أَخْرَجَهُ أبو عمر [6] .
3580- عثمان بن عبيد الله بن الهدير القرشي
(د ع) عثمان بْن عُبَيْد اللَّه بْن الهدير بْن عَبْد العزى بْن عَامِر بْن الحارث بْن حارثة بْن سعد بْن تيم بْن مرة الْقُرَشِيّ التيمي.
ولد عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 1774: 3/ 1036.
[2] سيرة ابن هشام: 1/ 330.
[3] الاستيعاب، الترجمة 1775: 3/ 1036، 1037.
[4] ينظر فيما تقدم الترجمة 2625: 3/ 85.
[5] كتاب نسب قريش: 280.
[6] الاستيعاب، الترجمة 1776: 3/ 1037.(3/479)
3581- عثمان بن عثمان الثقفي
(د) عثمان بْن عثمان الثقفي.
يعد فِي أهل حمص.
روى عَنْهُ عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي عوف أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إن اللَّه تَعَالى يقبل توبة العبد قبل أن يموت بسنة، ثُمَّ قَالَ: بشهر، ثُمَّ قَالَ: بيوم حتى قَالَ: قبل أن يغرغر» . أخرجه ابن مندة.
3582- عثمان بن عثمان الشريد
(ب) عثمان بْن عثمان بْن الشريد بْن سويد بْن هرمي بْن عَامِر بْن مخزوم الْقُرَشِيّ المخزومي.
وأمه صفية بِنْت رَبِيعة بْن عَبْد شمس، أخت عتبة وشيبة ابني رَبِيعة [1] .
كَانَ من مهاجرة الحبشة، شهد بدرًا وقتل يَوْم أحد، وهو المعروف بشماس. وكذلك ذكره ابن إِسْحَاق [2] ، فَقَالَ: الشماس بْن عثمان.
وقَالَ هشام بْن الكلبي: اسم شماس بْن عثمان: عثمان، وَإِنما سمي شماسًا لأن بعض شمامسة النصارى قَدْم مكَّة فِي الجاهلية، وكان جميلًا. فعجب النَّاس من جماله، فَقَالَ عتبة بْن رَبِيعة- وكان خاله-: أَنَا آتيكم بشماس أحسن مِنْهُ. فأتى بابن أخته [3] عثمان بْن عثمان، فسمي شماسًا [4] من يومئذ، وغلب ذَلِكَ عَلَيْهِ.
وكذلك قَالَ الزُّبَيْر مثل قول ابْنِ الكلبي: عثمان ونسبه إِلَى الزُّهْرِيّ. وَقَدْ تقدم فِي شماس ابن عثمان أيضا.
أخرجه أبو عمر [5]
3583- عثمان بن عفان
(ب د ع) عثمان بْن عفان بْن أَبِي العاص بْن أمية بْن عَبْد شمس بْن عَبْد مناف الْقُرَشِيّ الأموي. يجتمع هُوَ ورسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في «عَبْد مناف» . يكنى: أبا عَبْد اللَّه، وقيل: أبو عمرو
__________
[1] كتاب نسب قريش: 342.
[2] ينظر ترجمة: «عثمان بن شماس بن الشريد» وإحالتنا على سيرة ابن هشام هنالك.
[3] في المطبوعة: «ابن أخيه» . وهو خطأ ظاهر.
[4] سيرة ابن هشام: 1/ 326، 327.
[5] الاستيعاب، الترجمة 1777: 3/ 1037.(3/480)
وقيل: كَانَ يكنى أولًا بابنه عَبْد اللَّه، وأمه [1] رقية بِنْت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ كني بابنه عَمْرو.
وأمه [2] أروى بِنْت كريز بْن رَبِيعة بْن حبيب بْن عَبْد شمس، فهو ابْنُ عمة عَبْد اللَّه بْن عَامِر [3] ، وأم أروى: البيضاء بِنْت عبد المطلب عمة رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [4] .
وهو ذو النورين، وأمير المؤمنين. أسلم فِي أول الْإِسْلَام، دعاه أَبُو بَكْر إِلَى الْإِسْلَام فأسلم، وكان يَقُولُ: إني لرابع أربعة فِي الْإِسْلَام.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر بِإِسْنَادِهِ إلى يونس بن بكير عن ابن إسحاق قَالَ: فلما أسلم أَبُو بَكْر وأظهر إسلامه دعا إلى الله، عز وجل، ورسوله صلى الله عليه وسلم، وكان أبو بكر رجلًا مألفًا [5] لقومه محببًا سهلًا، وكان أنسب قريش لقريش، وأعلم قريش بما كَانَ فيها من خير وشر. وكان رجال قريش يأتونه ويألفونه لغير واحد من الأمر، لعلمه وتجاربه [6] وحسن مجالسته، فجعل يدعو إِلَى الْإِسْلَام من وثق بِهِ من قومه، ممن يغشاه ويجلس إليه. فأسلم على يديه- فيما بلغني- الزبير ابن العوام، وعثمان بْن عفان، وطلحة بْن عُبَيْد اللَّه- وذكر غيرهم- فانطلقوا ومعهم أَبُو بَكْر حتَّى أتوا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فعرض عَلَيْهِم الْإِسْلَام، وقرأ عليهم القرآن، وأنبأهم بحق الْإِسْلَام، فآمنوا، فأصبحوا مقرين بحق الْإِسْلَام. فكان هَؤُلَاءِ الثمانية الَّذِينَ سبقوا إِلَى الْإِسْلَام، فصلوا وصدقوا [7] .
ولما أسلم عثمان زوجه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بابنته رقية، وهاجرا كلاهما إِلَى أرض الحبشة الهجرتين [8] ثم عاد إلى مكة وهاجر إلى المدينة. ولما قدم إليها نزل عَلَى أوس بْن ثابت أخي حسان بْن ثابت، ولهذا كَانَ حسان يحب عثمان ويبكيه بعد قتله [9] .
قاله ابن إسحاق
__________
[1] أي أم عبد الله بن عثمان اسمها رقية. ينظر كتاب نسب قريش لمصعب: 104.
[2] اى: أم عثمان بن عفان، ينظر المرجع السابق: 101.
[3] مضت ترجمته برقم 3031: 3/ 288.
[4] كتاب نسب قريش: 101
[5] في المطبوعة: «مؤلفا» . والمثبت عن سيرة ابن هشام: 1/ 250، والمألف: الّذي يألفه الإنسان. وينظر ترجمة أبى بكر: 3/ 310.
[6] في سيرة ابن هشام: «وتجارته» ؟؟.
[7] سيرة ابن هشام: 1/ 250- 252.
[8] سيرة ابن هشام: 1/ 323.
[9] المرجع السابق: 1/ 479.(3/481)
وتزوج بعد رقية أم كلثوم بِنْت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلما توفيت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لو أن لنا ثالثة لزوجناك. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي عَلِيٍّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو رُشَيْدٍ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مَسْعُودٍ سُلَيْمَانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَرْدَوَيْهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بن إسحاق المفسر المقرئ، حدثنا محمد ابن إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَرْدَوَيْهِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بِسْطَامَ، أَخْبَرَنَا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ مَنْصُورٍ الْعَنْزِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو الْجَنُوبِ [1] عُقْبَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أبى طالب يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ يَقُولُ: لَوْ أَنَّ لِي أَرْبَعِينَ بِنْتًا زَوَّجْتُ عُثْمَانَ وَاحِدَةً بَعْدَ وَاحِدَةٍ، حَتَّى لا يَبْقَى مِنْهُنَّ وَاحِدَةٌ. وولد لعثمان ولد من رقية اسمه عَبْد اللَّه، فبلغ ست سنين، وتوفي سنة أربع من الهجرة.
ولم يشهد عثمان بدرًا بنفسه، لأن زوجته رقية بِنْت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كانت مريضة عَلَى الموت، فأمره رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إن يقيم عندها، فأقام، وتوفيت يَوْم ورد الخبر بظفر النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والمسلمين بالمشركين، لكن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضرب لَهُ بسهمه وأجره، فهو كمن شهدها.
وهو أحد العشرة الَّذِينَ شهد لهم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم بالجنة.
أَخْبَرَنَا الْخَطِيبُ أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي نَصْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا نَصْرُ بْنُ أحمد أبو الْخَطَّابِ إِجَازَةً إِنْ لَمْ يَكُنْ سَمَاعًا، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ غِيَاثٍ، حَدَّثَنِي أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ، عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَدِيقَةِ بَنِي فُلانٍ، وَالْبَابُ عَلَيْنَا مُغْلَقٌ، إِذِ اسْتَفْتَحَ رَجُلٌ فَقَالَ النبي صلى الله عليه وسلم: يا عبد اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ، قُمْ فَافْتَحْ لَهُ الْبَابَ، وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ. فَقُمْتُ فَفَتَحْتُ الْبَابَ، فَإِذَا أَنَا بِأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَمِدَ اللَّهَ، وَدَخَلَ، فَسَلَّمَ وَقَعَدَ، ثُمَّ أَغْلَقْتُ الْبَابَ فَجَعَلَ النبيّ صلى الله عليه وسلم ينكت بِعُودٍ فِي الأَرْضِ، فَاسْتَفْتَحَ آخَرَ، فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ، قُمْ فَافْتَحْ لَهُ الْبَابَ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ. فَقُمْتُ فَفَتَحْتُ، فَإِذَا أَنَا بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَحَمِدَ اللَّهَ، وَدَخَلَ، فَسَلَّمَ وَقَعَدَ. وَأَغْلَقْتُ الْبَابَ فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عليه وسلم ينكت بذلك العود في الأرض إذا اسْتَفْتَحَ الثَّالِثُ الْبَابَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم:
__________
[1] في المطبوعة: «أبو المحبوب» . وهو خطأ، صوابه من الجرح والتعديل لابن أبى حاتم: 4/ 1/ 479، ترجمة النضر بن منصور، ومن التهذيب: 12/ 60.(3/482)
يا عبد الله بن قيس، قم فافتح الْبَابَ لَهُ، وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ عَلَى بَلْوَى تَكُونُ. فَقُمْتُ فَفَتَحْتُ الْبَابَ، فَإِذَا أَنَا بِعُثْمَانَ بْنِ عفّان، فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: اللَّهُ الْمُسْتَعَانُ وَعَلَيْهِ التُّكْلانُ. ثُمَّ دَخَلَ فَسَلَّمَ وَقَعَدَ [1] . أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ مُكَارِمٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ نَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ بن صفوان، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ السَّرَّاجُ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَنَسٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ طَوْقٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو جَابِرٍ زَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ حَيَّانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ شعبة [2] بن الحجاج، عن الحر بن الصياح قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ الأَخْنَسِ قَالَ: قَدِمَ سَعِيُد بْنُ زَيْدٍ- هُوَ ابْنُ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ- فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَبُو بَكْرٍ فِي الْجَنَّةِ، وَعُمَرُ فِي الْجَنَّةِ، وَعُثْمَانُ فِي الْجَنَّةِ، وَعَلِيٌّ فِي الْجَنَّةِ، وَطَلْحَةُ فِي الْجَنَّةِ، وَالزُّبَيْرُ فِي الْجَنَّةِ، وَعَبْدُ الرحمن بن عوف في الجنة، وَسَعْدٌ فِي الْجَنَّةِ، وَالآخَرُ لَوْ شِئْتَ سَمَّيْتُهُ، ثُمَّ سَمَّى نَفْسَهُ [3] . قَالَ: وَحَدَّثَنَا الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ أَنَّ رَجُلا قَالَ لَهُ: أَحْبَبْتُ عَلِيًّا حُبًّا لَمْ أُحِبَّهُ شَيْئًا قَطُّ. قَالَ: أَحْسَنْتَ، أَحْبَبْتَ رَجُلا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ قَالَ: وَأَبْغَضْتُ عُثْمَانَ بُغْضًا لَمْ أُبْغِضْهُ شَيْئًا قَطُّ! قَالَ: أَسَأْتَ، أَبْغَضْتَ رَجُلا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُ قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حِرَاءٍ وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ، وَطَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ قَالَ: اثْبُتْ حِرَاءُ، مَا عَلَيْكَ إِلا نَبِيٌّ أَوْ صِدِّيقٌ أَوْ شَهِيدٌ [4] . أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا أَبُو رُشَيْدٍ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَسْعُودٍ سُلَيْمَانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَرْدَوَيْهِ، حدثنا أحمد
__________
[1] أخرجه البخاري عن أبى موسى بنحوه في كتاب الفتن، باب الفتنة التي تموج كموج البحر: 9/ 69. كما أخرجه في كتاب فضائل الصحابة: 5/ 10، 11. وأخرجه مسلم أيضا في كتاب فضائل الصحابة. باب من فضائل عثمان: 7/ 117.
وكذلك أخرجه الترمذي، ينظر تحفة الأحوذي، أبواب المناقب، باب في مناقب عثمان بن عفان: 10/ 207، 208، وأخرجه أيضا الإمام أحمد في مسند أبى موسى، المسند: 3- 393، 406.
[2] في المطبوعة: «سعيد بن الحجاج» . وهو خطأ واضح، ينظر التهذيب، ترجمة شعبة بن الحجاج: 4/ 338 وما بعدها.
[3] أخرجه الإمام أحمد بنحوه عن محمد بن جعفر، عن شعبة، عن الحر، عن عبد الرحمن بن الأخنس، أن المغيرة بن شعبة خطب فنال من على رضى الله عنه، قال: فقام سعيد بن زيد ... وذكره. المسند: 1/ 188. وينظر أيضا المسند:
1/ 187، 189.
[4] أخرج الإمام أحمد القسيم الثاني بنحوه عن سعيد بن زيد. المسند: 1/ 187، 188.(3/483)
ابن عبد الله بن أحمد، حدثنا محمد بن أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، حدثنا سعيد ابن مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِبْرَاهِيمَ الأَسَدِيِّ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ حَسَّانِ بْنِ عَطِيَّةَ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: «غَفَرَ اللَّهُ لَكَ يَا عُثْمَانُ مَا قَدَّمْتَ وَمَا أَخَّرْتَ، وَمَا أَسْرَرْتَ وَمَا أَعْلَنْتَ، وَمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» . أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ الثَّقَفِيُّ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ وَأَنَا حَاضِرٌ أَسْمَعُ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلادٍ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ (ح) قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ [1] : وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ بُنْدَارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّائِغُ، قَالا: حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: صَعِدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحدا، ومعه أبو بكر وعمر وعثمان فرجف الْجَبَلُ، فَقَالَ: «اثْبُتْ [أُحُدُ، فَإِنَّمَا عَلَيْكَ] [2] نَبِيٌّ وَصِدِّيقٌ وَشَهِيدَانِ» . أَخْبَرَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ الدِّمَشْقِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَشَائِرِ مُحَمَّدُ بْنُ خَلِيلٍ الْقَيْسِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْمِصِّيصِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ خَيْثَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ حَيْدَرَةَ الأَطْرَابُلُسِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بن سليمان البناء بِصَنْعَاءَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ الْيَمَامِيُّ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عباس في هَذِهِ الآيَةَ: وَنَزَعْنا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ 7: 43 [3] ، قَالَ: نَزَلَتْ فِي عَشَرَةٍ: أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ، وَطَلْحَةَ، وَالزُّبَيْرِ، وَسَعْدٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَسَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي الْقَاسِمِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ الأَسَدِيُّ، أَخْبَرَنَا جَدِّي أَبُو الْقَاسِمِ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْقَاسِمِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمِصِّيصِيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ هَارُونَ بْنِ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْغَسَّانِيُّ، أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة،
__________
[1] أبو نعيم هو: أحمد بن عبد الله الحافظ.
[2] سقط من المطبوعة، أثبتناه عن سنن الترمذي. فقد رواه أبو عيسى عن محمد بن بشار، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن أبى عروبة، باسناده مثله. تحفة الأحوذي، مناقب عمر: 10/ 185، 186.
ورواه البخاري في كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب عمر، عن مسدد، عن يزيد بن زريع، عن سعيد، به: 5/ 14
[3] سورة الأعراف، آية: 43. وسورة الحجر، آية: 47.(3/484)
حَدَّثَنَا هِلالُ بْنُ الْعَلاءِ، حَدَّثَنَا أَبِي وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالا: حَدَّثَنَا عُبَيْد اللَّهِ بْن عَمْرٍو [1] عَنْ زَيْدِ بْن أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيل بْن أَبِي خَالِد، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَهْلَةَ مَوْلَى عُثْمَانَ قَالَ: قُلْتُ لِعُثْمَانَ يَوْمَ الدَّارِ: قَاتِلْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: قَاتِلْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! قَالَ: لا، وَاللَّهِ لا أُقَاتِلُ، وَعَدَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْرًا، فَأَنَا صَائِرٌ إِلَيْهِ [2] .
قَالَ: وَحَدَّثَنَا هِلالٌ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ، حَدَّثَنَا أَبُو سُفْيَانَ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ، عَنِ النَّزَّالِ بْنِ سَبْرَةَ الْهِلالِيِّ قَالَ: قُلْنَا لعلى: يا أمير المؤمنين، فحدثنا عن عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، فَقَالَ: ذَاكَ امْرُؤٌ يُدْعَى فِي الْمَلإِ الأَعْلَى ذَا النُّورَيْنِ، كَانَ خَتَنَ رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابْنَتَيْهِ، ضَمِنَ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ. أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدٍ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَغَيْرُهُمَا بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى قَالَ:
حدثنا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ بَنِي زُهْرَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بن عبد الرحمن بن أبي ذباب [3] ، عن طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لِكُلِّ نَبِيٍّ رَفِيقٌ، وَرَفِيقِي- يَعْنِي فِي الْجَنَّةِ- عُثْمَانُ [4] . قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: «لَمَّا أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبَيْعَةِ الرِّضْوَانِ، كَانَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَسُولَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ قَالَ: فَبَايَعَ النَّاسُ، قَالَ فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ عُثْمَانَ فِي حَاجَةِ اللَّهِ وَحَاجَةِ رَسُولِهِ، فَضَرَبَ بِإِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى الأُخْرَى [5] فَكَانَتْ يَدُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعُثْمَانَ خَيْرًا مِنْ أَيْدِيهِمْ لأَنْفُسِهِمْ» [6] . قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَبِي الأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ: أنّ خطباء [7] قامت في الشام، فيهم
__________
[1] في المطبوعة: «عبد الله بن عمرو» . والصواب عن التهذيب: 7/ 42، 3/ 397.
[2] ينظر ابن ماجة: المقدمة، باب فضل عثمان رضى الله عنه، الحديث 113: 1/ 42.
[3] في المطبوعة: «ذياب» بالياء. والصواب ما أثبتناه عن تحفة الأحوذي.
[4] تحفة الأحوذي، أبواب المناقب، مناقب عثمان رضى الله عنه: 10/ 188. وأخرجه الإمام أحمد من وجه آخر عن طلحة، المسند: 1/ 74. وابن ماجة عن أبى هريرة، المقدمة، الحديث 109: 1/ 40.
[5] أي: في البيعة. والمعنى أنه جعل إحدى يديه نائبة عن عثمان.
[6] تحفة الأحوذي، أبواب المناقب، مناقب عثمان رضى الله عنه: 10/ 194. وقال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح غريب» وقال الحافظ أبو العلى: «وأخرجه البيهقي» .
[7] الحديث رواه الإمام أحمد أيضا في مسندة عن إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب، عن أبي قلابة قال: «لما قتل عثمان رضى الله عنه قام خطباء بايلياء ... » .(3/485)
رِجَالٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَامَ آخِرُهُمْ رَجُلٌ [1] يُقَالُ لَهُ: مُرَّةُ بْنُ كَعْبٍ، فَقَالَ: لَوْلا حَدِيثٌ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم ما قُمْتُ، وَذَكَرَ الْفِتَنَ [2] فَقَرَّبَهَا، فَمَرَّ رَجُلٌ مُقَنَّعٌ [3] فِي ثَوْبٍ، فَقَالَ [4] : هَذَا [5] يَوْمَئِذٍ عَلَى الْهُدَى، فَقُمْتُ إِلَيْهِ، فَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، فَأَقْبَلْتُ عَلَيْهِ بِوَجْهِهِ، فَقُلْتُ: هَذَا؟ قَالَ [6] : نَعَمْ.
وَرَوَى نَحْوَ هَذَا عَنِ ابْنِ عُمَرَ.
قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، حَدَّثَنَا الْعَلاءُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ [7] الْعَطَّارُ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كُنَّا نَقُولُ وَرَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيٌّ [8] : أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ [9] . فَقِيلَ: فِي التَّفْضِيلِ، وَقِيلَ: فِي الْخِلافَةِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي أَبُو قَطَنٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، - يَعْنِيَ [10] ابْنَ أَبِي إِسْحَاقَ- عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: «أَشْرَفَ عُثْمَانُ مِنَ الْقَصْرِ وَهُوَ مَحْصُورٌ، فَقَالَ: أَنْشُدُ باللَّه مَنْ سَمِعَ [11] رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ حِرَاءَ إِذِ اهْتَزَّ الْجَبَلُ فَرَكَلَهُ بِرِجْلِه [12] ، ثُمَّ قَالَ: اسْكُنْ حِرَاءُ، لَيْسَ عَلَيْكَ إِلا نَبِيٌّ أَوْ صِدِّيقٌ أَوْ شَهِيدٌ، وَأَنَا مَعَهُ، فَانْتَشَدَ [13] لَهُ رِجَالٌ، ثُمَّ قَالَ: أَنْشُدُ باللَّه مَنْ شَهِدَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ إِذْ بَعَثَنِي إِلَى الْمُشْرِكِينَ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ، قَالَ: هَذِهِ يَدِي وَهَذِهِ يَدُ عُثْمَانَ، فبايع لي. فانتشد له
__________
[1] هذا لفظ الترمذي. ورواية أحمد: «فقام من آخرهم رجل» .
[2] لفظ المسند: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر فتنة، وأحسبه قال: فقربها- شك إسماعيل- ومعنى قربها: قرب وقوعها.
[3] أي مستتر في ثوب، جعله كالقناع.
[4] أي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
[5] لفظ المسند: «هذا وأصحابه يومئذ على الحق» .
[6] تحفة الأحوذي، أبواب الدعوات، مناقب عثمان: 10/ 198، 199، ومسند أحمد: 4/ 235. وينظر المسند أيضا: 4/ 236، 242، 243. وسنن ابن ماجة، المقدمة، فضل عثمان رضى الله عنه، الحديث 111: 1/ 41.
[7] في المطبوعة: «عبد الرحمن العطار» وهو خطأ، صوابه من الترمذي، والتهذيب: 8/ 185.
[8] أي: على هذا الترتيب عند ذكرهم، وبيان أمرهم.
[9] تحفة الأحوذي، أبواب المناقب، مناقب عثمان رضى الله عنه: 10/ 201.
[10] في المطبوعة: «يونس، عن ابن أبى إسحاق» . وهو خطأ، والمثبت عن المسند، والتهذيب: 11/ 433.
[11] في المسند: «من شهد رسول ... » .
[12] في المسند: «فركله بقدمه» .
[13] أي: فأجابه رجال. والّذي في معاجم اللغة. «فأنشد له» .(3/486)
رِجَالٌ، قَالَ: أَنْشُدُ باللَّه مَنْ شَهِدَ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: من يُوَسِّعُ لَنَا هَذَا الْبَيْتَ فِي الْمَسْجِدِ بِبَيْتٍ لَهُ فِي الْجَنَّةِ؟ فَابْتَعْتُهُ مِنْ مَالِي فَوَسَّعْتُ بِهِ فِي الْمَسْجِدِ. فَانْتَشَدَ لَهُ رِجَالٌ، ثُمَّ قَالَ: وَأَنْشُدُ باللَّه مَنْ شَهِدَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ جَيْشِ الْعُسْرَةِ، قَالَ: مَنْ يُنْفِقُ الْيَوْمَ نَفَقَةً مُتَقَبَّلَةً؟ فَجَهَّزْتُ نِصْفَ الْجَيْشِ مِنْ مَالِي. فَانْتَشَدَ لَهُ رِجَالٌ. قَالَ: وَأَنْشُدُ باللَّه مَنْ شَهِدَ «رُومَةَ [1] » يُبَاعُ مَاؤُهَا مِنَ ابْنِ السَّبِيلِ، فَابْتَعْتُهَا مِنْ مَالِي فَأَبَحْتُهَا ابْنَ السَّبِيلِ. فَانْتَشَدَ لَهُ رِجَالٌ [2] » .
قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ- يَعْنِيَ ابْنَ الْفَضْلِ- حَدَّثَنَا عمرو بْن مرة، عَنْ سالم بْن أَبِي الْجَعْدِ قَالَ: دَعَا عُثْمَانُ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، فَقَالَ: إِنِّي سَائِلُكُمْ، وَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ تَصْدُقُونِي، نَشَدْتُكُمْ باللَّه أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُؤْثِرُ قُرَيْشًا عَلَى سَائِرِ النَّاسِ، وَيُؤْثِرُ بَنِي هَاشِمٍ عَلَى سَائِرِ قُرَيْشٍ؟ فَسَكَتَ الْقَوْمُ، فَقَالَ عُثْمَانُ: لَوْ أَنَّ بِيَدِي مَفَاتِيحَ الْجَنَّةِ لأَعْطَيْتُهَا بَنِي أُمَيَّةَ حَتَّى يَدْخُلُوا مِنْ عِنْدِ آخِرِهِمْ، فَبَعَثَ إِلَى طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ، فَقَالَ عُثْمَانُ: أَلا أُحَدِّثُكُمَا [3] عَنْهُ- يَعْنِي عَمَّارًا- أَقْبَلْتُ مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ آخِذٌ [4] بِيَدِي، نَتَمَشَّى فِي الْبَطْحَاءِ، حَتَّى أَتَى عَلَى أَبِيهِ وَأُمِّهِ يُعَذَّبُونَ [5] ، فَقَالَ أَبُو عَمَّارٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الدَّهْرُ هَكَذَا؟ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اصْبِرْ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهمّ اغْفِرْ لآلِ يَاسِرٍ، وَقَدْ فَعَلْتُ [6] .
قَالَ: وحدثنا أبى، حدثنا حجاج، حدثنا ليث، حدثني عَقِيلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ يَحْيَى بْن سَعِيد بْن الْعَاصِ: أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ أَخْبَرَهُ: أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعُثْمَانَ حَدَّثَاهُ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ اسْتَأْذَنَ عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُضْطَجِعٌ عَلَى فِرَاشِهِ، لابِسٌ مِرْطَ [7] عَائِشَةَ، فَأَذِنَ لَهُ وَهُوَ كَذَلِكَ، فَقَضَى إِلَيْه حَاجَتَهُ ثُمَّ انْصَرَفَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ فَأَذِنَ لَهُ وَهُوَ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ، فَقَضَى إِلَيْه حَاجَتَهُ ثُمَّ انْصَرَفَ، قَالَ عُثْمَانُ: ثُمَّ اسْتَأْذَنْتُ عَلَيْهِ فجلس وقال لعائشة:
__________
[1] بئر رومة: بئر بالمدينة، اشتراها عثمان رضى الله عنه وسبلها.
[2] مسند أحمد: 1/ 59.
[3] في المطبوعة: «ألا أحدثكم» . والمثبت عن المسند.
[4] لفظ المسند: « ... آخذا بيدي» .
[5] لفظ المسند: «حتى أتى على أبيه وأمه وعليه يعذبون» .
[6] مسند أحمد: 1/ 62.
[7] المرط- بكسر فسكون-: كساء من صوف، وربما كان من خز.(3/487)
اجْمَعِي عَلَيْكِ ثِيَابَكِ. فَقَضَيْتُ إِلَيْهِ [1] حَاجَتِي ثُمَّ انْصَرَفْتُ- قَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَمْ أَرَكِ فَزِعْتَ لأَبِي بَكْرٍ وَلا عُمَرَ كَمَا فَزِعْتِ لِعُثْمَانَ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: إن عثمان رجل حيّى، وإني خَشِيتُ- إِنْ أَذِنْتَ لَهُ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ أَنْ لا يَبْلُغَ إِلَى [2] حَاجَتِهِ- وَقَالَ اللَّيْثُ: قال جماعة الناس [3] ، ألا أستحيى ممن تستحيي منه الملائكة» [4] .
خلافته
أَخْبَرَنَا مِسْمَارُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْعويسِ وَأَبُو فَرَجٍ، مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْوَاسِطِيُّ وَغَيْرُ وَاحِدٍ، قَالُوا بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ قَبْلَ أَنْ يُصَابَ بِأَيَّامٍ بِالْمَدِينَةِ، وَوَقَفَ عَلَى حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ وَعُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ فَقَالَ: كَيْفَ فَعَلْتُمَا؟ أَتَخَافَانِ [5] أَنْ تكونا حمّلتما الأرض مالا تُطِيقُ؟ قَالا: حَمَّلْنَاهَا أَمْرًا هِيَ لَهُ مُطِيقَةٌ- وَذَكَرَ قِصَّةَ قَتْلِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: فَقَالُوا لَهُ: أَوْصِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، اسْتَخْلِفْ. قَالَ: مَا أَجِدُ أَحَقَّ بِهَذَا الأَمْرِ من هؤلاء النفر- أو: الرهط- الذين توفي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، وهو عَنْهُمْ رَاضٍ، فَسَمَّى عَلِيًّا، وَعُثْمَانَ، وَالزُّبَيْرَ، وَطَلْحَةَ، وَسَعْدًا، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ- وَقَالَ: يَشْهَدُكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، وَلَيْسَ لَهُ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ، كَهَيْئَةِ التَّعْزِيَةِ لَهُ. فَإِنْ أَصَابَتِ الإِمْرَةُ سَعْدًا فَهُوَ ذَاكَ، وَإِلا فَلْيَسْتَعِنْ بِهِ أَيُّكُمْ مَا أمر، فإنّي لم أعز له مِنْ عَجْزٍ وَلا خِيَانَةٍ. وَقَالَ: أُوصِي الْخَلِيفَةَ مِنْ بَعْدِي بِالْمُهَاجِرِينَ الأَوَّلِينَ، أَنْ يَعْرِفَ لَهُمْ حَقَّهُمْ، وَيَحْفَظَ لَهُمْ حُرْمَتَهُمْ. وَأُوصِيهِ بِالأَنْصَارِ خَيْرًا الَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانِ مِنْ قَبْلِهِمْ، أَنْ يقبل من محسنهم، وأن يغضى [6] عَنْ مُسِيئِهِمْ. وَأُوصِيهِ بِأَهْلِ الأَمْصَارِ خَيْرًا، فَإِنَّهُمْ رَدْءُ الإِسْلامِ، وَجُبَاةُ الْمَالِ، وَغَيْظُ الْعَدُوِّ، وَأَنْ لا يُؤْخَذَ مِنْهُمْ إِلا فَضْلُهُمْ عَنْ رِضَاهُمْ. وَأُوصِيهِ بِالأَعْرَابِ خَيْرًا، فَإِنَّهُمْ أَصْلُ الْعَرَبِ، وَمَادَّةُ الإِسْلامِ، أَنْ [7] يَأْخَذَ مِنْ حَوَاشِي أَمْوَالِهِمْ، وَيَرُدَّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ. وَأُوصِيهِ بِذِمَّةِ اللَّهِ وَذِمَّةِ رَسُولِهِ، أَنْ يُوَفِّيَ لَهُمْ بِعَهْدِهِمْ، وَأَنْ يُقَاتِلَ مِنْ وَرَائِهِمْ، وَلا يُكَلِّفُوا إِلا طَاقَتَهُمْ. فَلَمَّا قُبِضَ خَرَجْنَا بِهِ فَانْطَلَقْنَا نَمْشِي، فَسَلَّمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، وَقَالَ يَسْتَأْذِنُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، فَقَالَتْ- يَعْنِي عَائِشَةَ-: أَدْخِلُوهَ، فَأُدْخِلَ فَوَضَعَ هُنَالِكَ مع صاحبيه.
__________
[1] لفظ المسند: «فقضى إلى حاجتي ... » .
[2] لفظ المسند: «أن لا يبلغ إلى في حاجته» .
[3] لفظ المسند: «وقال جماعة الناس: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعائشة رضى الله عنها: ألا أستحى ... » .
[4] مسند أحمد: 1/ 71، 6/ 155.
[5] في المطبوعة: «أتخاف» والصواب عن صحيح البخاري.
[6] لفظ الصحيح: «وأن يعفى عن» .
[7] لفظ المطبوعة: «وأن يأخذ» والمثبت عن الصحيح.(3/488)
فَلَمَّا فُرِغَ مِنْ دَفْنِهِ اجْتَمَعَ هَؤُلاءِ الرَّهْطُ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: اجْعَلُوا أَمْرَكُمْ إِلَى ثَلاثَةٍ مِنْكُمْ- قَالَ الزُّبَيْرُ: قَدْ جَعَلْتُ أَمْرِي إِلَى عَلِيٍّ، وَقَالَ طَلْحَةُ: قَدْ جَعَلْتُ أَمْرِي إِلَى عُثْمَانَ. وَقَالَ سَعْدٌ:
قَدْ جَعَلْتُ أَمْرِي إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ- فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: أَيُّكُمَا تَبَرَّأَ مِنْ هَذَا الأَمْرِ فَنَجْعَلُهُ إِلَيْهِ، وَاللَّهُ عَلَيْهِ وَالإِسْلامُ [1] ، لَيَنْظُرَنَّ أَفْضَلَهُمْ فِي نَفْسِهِ. فَأُسْكِتَ الشَّيْخَانِ. فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ:
أَفَتَجْعَلُونَهُ إِلَيَّ، وَاللَّهِ عَلَيَّ أَنْ لا آلُوَ عَنْ أَفْضَلِكُمْ؟ قَالا: نَعَمْ. وأخذ [2] بيد أحدهما فَقَالَ:
لَكَ قَرَابَةٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْقَدَمُ فِي الإِسْلامِ مَا قَدْ عَلِمْتُ، فاللَّه عَلَيْكَ لَئِنْ أَمَّرْتُكَ لَتَعْدِلَنَّ، وَلَئِنْ أَمَّرْتُ عُثْمَانَ لَتَسْمَعَنَّ وَلَتُطِيعَنَّ. ثُمَّ خَلا بِالآخَرِ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَلَمَّا أَخَذَ الْمِيثَاقَ قَالَ:
ارْفَعْ يَدَكَ يَا عُثْمَانُ. فَبَايَعَهُ وبايع له عليّ، وولج أهل الدار فبايعوه [3] .
وبويع عثمان بالخلافة يَوْم السبت غرة المحرم سنة أربع وعشرين، بعد دفن عُمَر بْن الخطاب بثلاثة أيام، قاله أَبُو عُمَر [4] .
مقتله
قتل عثمان رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بالمدينة يَوْم الجمعة لثمان عشرة- أَوْ: سبع عشرة خلت من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين من الهجرة، قاله نافع.
وقَالَ أَبُو عثمان النهدي: قتل فِي وسط، أيام التشريق.
وقَالَ ابْنُ إِسْحَاق: قتل عثمان عَلَى رأس إحدى عشرة سنة، وأحد عشر شهرًا، واثنين وعشرين يومًا من مقتل عمر ابن الخطاب، وعلى رأس خمس وعشرين من متوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال الواقدي: قتل يَوْم الجمعة لثمان ليال خلت من ذي الحجة يَوْم التروية سنة خمس وثلاثين.
وَقَدْ قيل: إنه قتل يَوْم الجمعة لليلتين بقيتا من ذي الحجة.
وقَالَ الواقدي: حصروه تسعة وأربعين يومًا. وقَالَ الزُّبَيْر: حصروه شهرين وعشرين يومًا [4] أَخْبَرَنَا عَبْد الوهاب بْن هبة الله بإسناده إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ: حَدَّثَنِي أَبِي، حدثنا إسحاق ابن عِيسَى الطباع، عَنْ أَبِي معشر قَالَ: وقتل عثمان يَوْم الجمعة، لثمان عشرة مضت من ذي الحجة، سنة خمس وثلاثين، وكانت خلافته اثنتي عشرة سنة إلا أثنى عشر يومًا [5] . وقيل:
كانت إحدى عشرة سنة، وأحد عشر شهرًا، وأربعة عشر يوما.
__________
[1] أي: «والله عليه والإسلام رقيب» . ينظر فتح الباري: 7/ 50.
[2] في المطبوعة: «فقال بيد أحدهما» . والمثبت عن الصحيح.
[3] صحيح البخاري، كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب عثمان: 5/ 19/ 22.
[4] الاستيعاب: 3/ 1044.
[5] إلى هنا انتهى نص المسند: 1/ 74.(3/489)
قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي [1] الْيَعْفُورِ الْعَبْدِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ- مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ-: أَنَّ عُثْمَانَ أَعْتَقَ عِشْرِينَ مَمْلُوكًا- يَعْنِي وَهُوَ مَحْصُورٌ- وَدَعَا بِسَرَاوِيلَ فَشَدَّهَا عَلَيْهِ، وَلَمْ يَلْبَسْهَا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَلا إِسْلامٍ، وَقَالَ:
إِنِّي رَأَيْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبَارِحَةَ فِي الْمَنَامِ، وَرَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَقَالُوا لِي: اصْبِرْ فَإِنَّكَ تُفْطِرُ عِنْدَنَا الْقَابِلَةَ، ثُمَّ دَعَا بِمُصْحَفٍ فَنَشَرَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقُتِلَ وَهُوَ بَيْنَ يَدَيْهِ [2] .
أخبرنا إبراهيم بن محمد وغير واحد بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ.
حَدَّثَنَا حُجَيْنُ [3] بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْن سعد، عَنْ معاوية بْن صالح، عن رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ عَائِشَةَ أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قال: يَا عُثْمَانُ، إِنَّهُ لَعَلَّ اللَّهَ يُقَمِّصُكَ قَمِيصًا، فَإِنْ أَرَادُوكَ عَلَى خَلْعِهِ فَلا تَخْلَعْهُ لَهُمْ [4] . وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا أَبُو رُشَيْدٍ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَسْعُودٍ: سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَرْدُوَيْهِ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيِّ بن شاذان، حدثنا عبد الله ابن إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ جُبَيْرٍ الْوَرَّاقُ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعُثْمَانَ:
«تُقْتَلُ وَأَنْتَ مَظْلُومٌ، وَتَقْطُرُ قَطْرَةٌ مِنْ دَمِكَ عَلَى (فسيكفيكهم الله) . قَالَ: فَإِنَّهَا إِلَى السَّاعَةِ لَفِي الْمُصْحَفِ.
ولما حصر عثمان وطال حصرة- والذين حصروه هُمْ من أهل مصر، والبصرة، والكوفة، ومعهم بعض أهل المدينة- أرادوه عَلَى أن ينزع نفسه من الخلافة، فلم يفعل، وخافوا أن تأتيه الجيوش من الشام والبصرة وغيرهما ويأتي الحجاج فيهلكوا، فتسوروا عَلَيْهِ فقتلوه رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وأرضاه. وقد ذكرنا كيفية قتله، وخلافته، وجميع فتوحه وأحواله، وما نقموا عَلَيْهِ حتَّى حصروه، ومن الَّذِي حرض النَّاس عَلَى الخروج عَلَيْهِ فِي كتاب «الكامل فِي التاريخ» [5] ، فلا نرى أن نطول بذكره هاهنا.
__________
[1] في المطبوعة: «يونس عن أبى اليعفور» وهو خطأ، والصواب عن المسند، والخلاصة.
[2] مسند أحمد: 1/ 72.
[3] في المطبوعة: «حجير» بالراء. وهو خطأ، والصواب عن الترمذي، والخلاصة.
[4] تحفة الأحوذي، أبواب المناقب، مناقب عثمان: 10/ 199، 200، وقال الترمذي: «وفي الحديث قصة طويلة، وهذا حديث حسن غريب» وقد أخرجه ابن ماجة، في المقدمة باب فضل عثمان رضى الله عنه، عن على بن محمد، عن أبى معاوية، عن الفرج بن فضالة، عن ربيعة بن يزيد، عن النعمان بن بشير، عن عائشة، به نحوه. الحديث 112: 1/ 41.
[5] الكامل لابن الأثير: 3/ 84- 90.(3/490)
ولما قتل دفن ليلًا، وصلى عَلَيْهِ جُبَيْر بْن مطعم- وقيل: حكيم بْن حزام- وقيل: المسوّر ابن مخرمة- وقيل: لم يصل عَلَيْهِ أحد، منعوا من ذَلِكَ. ودفن فِي حش كوكب [1] بالبقيع، وكان عثمان قَدْ اشتراه وزاده فِي البقيع. وحضره عَبْد اللَّه بْن الزُّبَيْر، وامرأتاه: أم البنين بنت عيينة ابن حصن الفزارية، ونائلة بِنْت الفرافصة الكلبية، فلما دلوه فِي القبر صاحت ابنته عَائِشَة، فَقَالَ لها ابْنُ الزُّبَيْر: اسكتي وَإِلا قتلتك. فلما دفنوه قَالَ لها: صيحي الآن ما بدا لَكَ أن تصيحي.
أَخْبَرَنَا أَبُو ياسر بْن أبي حبة بإسناده إلى عبد الله بن أحمد: حدثني عثمان بْن أَبِي شَيْبَة، حَدَّثَنَا جرير، عَنْ مُغِيرَة [2] ، عَنْ أم مُوسَى قَالَتْ: «كَانَ عثمان من أجمل النَّاس» .
وقيل: كَانَ ربعه لا بالقصير ولا بالطويل، حسن الوجه رقيق البشرة، كبير اللحية، أسمر اللون، كَثِير الشعر، ضخم الكراديس [3] ، بعيد ما بين المنكبين. كَانَ يصفر لحيته ويشد أسنانه بالذهب، وكان عمره اثنتين وثمانين سنة، وقيل: ست وثمانون سنة، قاله قَتَادَة. وقيل: كَانَ عمره تسعين سنة.
ورثاه كَثِير من الشعراء، قَالَ حسان بْن ثابت:
من سره الموت صرفًا لا مزاج لَهُ ... فليأت مأدبة [4] فِي دار عثمانا
ضحوا بأشمط عنوان السجود بِهِ [5] ... يقطع الليل تسبيحًا وقرآنا
صبرا [6] ، فدى لكم أمي وما ولدت ... قَدْ ينفع الصبر فِي المكروه أحيانًا
لتسمعن وشيكا فِي ديارهم: ... اللَّه أكبر يا ثارات عثمانا [7]
وزاد فيها بعض أهل الشام أبياتًا لا حاجة إلى ذكرها، ومنها:
__________
[1] حش كوكب- بفتح أوله وتشديد ثانيه، ويضم أوله أيضا، وكوكب اسم رجل من الأنصار، وهو عند بقيع الغرقد.
[2] في المطبوعة: «حدثنا جرير، عن جرير» . والمثبت عن مسند الإمام أحمد. وينظر التهذيب ترجمة جرير بن عبد الحميد، 2/ 75، وترجمة المغيرة بن مقيم: 10/ 269.
[3] الكراديس: جمع كردوسة، وهي كل عظمين التقيا في مفصل.
[4] في ديوانه: فليأت مأسدة. شبه دار عثمان لما دار فيها من قتال بالمأسدة موضع الأسود.
[5] ضحوا بأشمط، أي: أبيض. يعنى: ذبحوا رجلا أشيب كما تذبح الضحية. عنوان السجود به: أي في وجهه علامة الصلاة. وقرآنا: قراءة.
[6] في الديوان: «ويها» .
[7] يهددهم بأنه عما قريب، سيحضر من ينتقم منهم.(3/491)
يا ليت شعري وليت الطير تخبرني! ... ما كَانَ بين [1] عليّ وابن عفانا
وإنما زادوا فيها تحريضًا لأهل الشام عَلَى قتال عليّ، ليقوي ظنهم أَنَّهُ هُوَ قتله.
وقَالَ حسان أيضًا:
إن تمس دار [2] بني عفان موحشة ... باب صريع وباب محرق [3] خرب
فقد يصادف باغي الخير حاجته ... فيها، ويأوي إليها الجود [4] والحسب
وقَالَ الْقَاسِم بْن أمية بْن أَبِي الصلت:
لعمري لبئس الذبح ضحيتم بِهِ ... خلاف [5] رَسُول اللَّه يَوْم الأضاحيا
ورثاه غيرهما من الشعراء، فلا تطول بذكره.
أخرجه الثلاثة.
3584- عثمان بن عمرو الأنصاري
(ع س) عثمان بْن عَمْرو الْأَنْصَارِيّ.
ذكره أَبُو الْقَاسِم الطبراني فِي المعجم.
قَالَ أَبُو نعيم: هُوَ عندي نعمان [6] بْن عَمْرو بْنُ رفاعة. وروى ما أَخْبَرَنَا بِهِ أَبُو مُوسَى كِتَابَةً، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم، حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن أَحْمَد، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عمرو ابن خَالِد الحراني، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا ابْنُ لهيعة، عَنْ أَبِي الأسود، عَنْ عروة فِي تسمية من شهد بدرا، من الأنصار: عثمان بْن عَمْرو بْن رفاعة بْن الحارث بْن سواد.
أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى.
3585- عثمان بن عمرو
(د ع) عثمان بْن عَمْرو.
لَهُ ذكر فِي حديث أنس، رَوَاهُ كَثِير بْن سليم، عَنْ أنس بْن مَالِك قَالَ: جاء عثمان بْن عَمْرو إِلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وكان إمام قومه، وكان بدريًا فَقَالَ-: «إِذَا صليت بقومك فأخف بهم، فإن فيهم الكبير والضعيف وذا الحاجة» .
__________
[1] في الديوان: «ما كان شأن» .
[2] في الديوان: «دار ابن أروى منه خالية» .
[3] في الديوان: «وباب مخرق» بالخاء، أي: صار ممرا، والصريع من الصرع، وهو الطرح على الأرض.
[4] في الديوان: «ويأوى إليها الذكر» يريد أن يقول: إن ذهب شخصه، فقد بقيت آثاره ومكارمه.
[5] في الاستيعاب 3/ 1051: «وخنتم رسول الله في قتل صاحبه» .
[6] ينظر فيما يأتى ترجمة نعمان ونعيمان بن عمرو بن رفاعة.(3/492)
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم وقالا: هكذا روى هَذَا الحديث، فقيل: عثمان بْن عَمْرو، وكان بدريًا. وهذا الحديث مشهور بعثمان بْن أَبِي العاص [1] الثقفي، ولم يكن بدريًا، وَإِنما كان إسلامه مع وفد ثقيف.
3586- عثمان بن قيس بن أبى العاص
(د ع) عثمان بْن قيس بْن أَبِي العاص بْن قيس بْن عدي السهمي.
شهد فتح مصر مَعَ أَبِيهِ. قاله أَبُو سَعِيد بْن يونس.
روى اللَّيْث بْن سعد، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حبيب قَالَ: كتب عُمَر بن الخطاب إلى عمرو ابن العاص: أن افرض لكل من قبلك ممن بايع تحت الشجرة فِي مائتين من العطاء، وأبلغ ذَلِكَ بنفسك وأقاربك، وأفرض لخارجة بْن حذافة فِي الشرف لشجاعته، وافرض لعثمان بْن قيس فِي الشرف لضيافته أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وأبو نعيم.
3587- عثمان بن محمد بن طلحة التيمي
(س) عثمان بْن مُحَمَّد بْن طلحة بْن عُبَيْد اللَّه التيمي.
أورده ابْنُ أَبِي عليّ فِي الصحابة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْرٍ كِتَابَةً، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي الرَّجَاءِ، أَخْبَرَنَا أحمد بن الفضل المقري، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ، أَخْبَرَنَا صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي مُقَاتِلٍ، حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي حنيفة، عن محمد ابن الْمُنْكَدِرِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: تَذَاكَرْنَا لَحْمَ صَيْدٍ يَصِيدُهُ الْحَلالُ فَيَأْكُلُهُ الْمُحْرِمُ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَائِمٌ حَتَّى ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُنَا، فَاسْتَيْقَظَ، رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: فِيمَ تَتَنَازَعُونَ؟ فَقُلْنَا: فِي لَحْمِ صَيْدٍ يَصِيدُهُ الْحَلالُ فَيَأْكُلُ مِنْهُ الْمُحْرِمُ؟ قَالَ: فَأَمَرَنَا بِأَكْلِهِ.
قَالَ عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد: كذا رَوَاهُ أسد بْن مُوسَى، عَنْ أَبِي حنيفة، وفلان، وفلان. حتى عدّ خمسة عشر رجلًا يعني كلهم رَوَاهُ كذلك. وهذا مرسل وخطأ.
أخرجه أبو موسى.
__________
[1] وكذا رواه الإمام أحمد في مسند عثمان بن أبى العاص: 4/ 21.(3/493)
قلت: لا خلاف في أن هذا عثمان ليست لَهُ صحبة، لأن أباه قتل يَوْم الجمل سنة ست وثلاثين وهو شاب، وكان مولده آخر أيام رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فيكون ابنه فِي حجة الوداع ممن يناظر فِي الأحكام الشرعية؟. هَذَا لا يصح، وقد سقط فيه شيء. والله أعلم.
3588- عثمان بن مظعون
(ب د ع) عثمان بْن مظعون بْن حبيب بْن وهب بْن حذافة بْن جمح بْن عمرو بْن هصيص ابن كعب بْن لؤي بْن غالب الْقُرَشِيّ الجمحي. يكنى أبا السائب، أمه سخيلة بِنْت العنبس ابن أهبان بْن حذافة بْن جمح، وهي أم السائب وعبد اللَّه ابني مظعون [1] .
أسلم أول الْإِسْلَام، قَالَ ابْنُ إِسْحَاق: أسلم عثمان بْن مظعون بْعد ثلاثة عشر رجلًا، وهاجر إِلَى الحبشة هُوَ وابنه السائب الهجرة الأولى مَعَ جماعة من المسلمين، فبلغهم وهم بالحبشة أن قريشًا قَدْ أسلمت فعادوا.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر بْن السمين بِإِسْنَادِهِ إِلَى يونس بن بكير عَنِ ابْنِ إِسْحَاق قَالَ: فلما بلغ من بالحبشة سجود أهل مكَّة مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أقبلوا ومن شاء اللَّه منهم، وهم يرون أنهم قَدْ تابعوا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فلما دنوا من مكَّة بلغهم الأمر فثقل عليهم أن يرجعوا، وتخوفوا أن يدخلوا مكَّة بغير جوار، فمكثوا حتَّى دخل كل رَجُل منهم بجوار من بعض أهل مكة، وقدم عثمان ابن مظعون بجوار الْوَلِيد بْن المغيرة [2] .
قَالَ ابْنُ إِسْحَاق: فحدثني صَالِحُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عوف، عَنْ أَبِيهِ، عمن حدثه قَالَ: لما رَأَى عثمان ما يلقى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه من الأذى، وهو يغدو ويروح بأمان الْوَلِيد بْن المغيرة، قال عثمان: والله إن عدوّى ورواحي آمنًا بجوار رَجُل من أهل الشرك، وأصحابي وأهل بيتي [3] يلقون البلاء والأذى فِي اللَّه ما لا يصيبني- لنقص شديد فِي نفسي.
فمضى إِلَى الْوَلِيد بْن المغيرة فَقَالَ: يا أبا عَبْد شمس، وفت ذمتك، قَدْ كنت فِي جوارك، وَقَدْ أحببت أن أخرج مِنْهُ إِلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلي بِهِ وأصحابه أسوة، فَقَالَ الْوَلِيد: فلعلك- يا ابْنُ أخي- أوذيت أَوْ انتهكت؟ قَالَ: لا، ولكن أرضى بجوار اللَّه، ولا أريد أن أستجير بغيره! قَالَ: فانطلق إِلَى المسجد، فاردد عَلَى جواري علانية كما أجرتك علانية! فقال: انطلق،
__________
[1] كتاب نسب قريش: 393، 394.
[2] ينظر سيرة ابن هشام: 1/ 364، 369.
[3] في السيرة: «وأهل ديني» .(3/494)
فخرجا حتَّى أتيا المسجد، فَقَالَ الْوَلِيد: هَذَا عثمان بْن مظعون قَدْ جاء ليرد عليّ جواري. فَقَالَ عثمان: صدق، وَقَدْ وجدته وفيًا كريم الجوار، وَقَدْ أحببت أن لا أستجير بغير الله عز وجل، وقد رددت عليه جواره. ثُمَّ انصرف عثمان بْن مظعون، ولبيد بن ربيعة بن جعفر بن كلاب القيمى فِي مجلس قريش، فجلس معهم عثمان، فَقَالَ لبيد وهو ينشدهم:
ألا كل شيء ما خلا اللَّه باطل [1]
فَقَالَ عثمان: صدقت. قَالَ لبيد:
وكل نعيم لا محالة زائل
فَقَالَ عثمان: كذبت، فالتفت القوم إِلَيْه فقالوا للبيد: أعد علينا. فأعاد لبيد، وأعاد لَهُ عثمان بتكذيبه مرة وبتصديقه مرة، وَإِنما يعني عثمان إِذَا قَالَ: «كذبت» ، يعني نعيم الجنة لا يزول. فَقَالَ لبيد: والله- يا معشر قريش- ما كانت مجالسكم هكذا! فقام سفيه منهم إلى عثمان بن مظعون فلطم عينه، فاخضرت، فَقَالَ لَهُ من حوله: والله يا عثمان لقد كنت فِي ذمة منيعة وكانت عينك غنية عما لقيت! فَقَالَ عثمان: جوار اللَّه آمن وأعز وعيني الصحيحة فقيرة إِلَى ما لقيت أختها ولي برسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبمن آمن معه أسوة. فقال الْوَلِيد: هل لك في جواري؟
فقال عثمان: لا أرب لي فِي جوار أحد إلا فِي جوار اللَّه [2] .
ثُمَّ هاجر عثمان إِلَى المدينة، وشهد بدرًا. وكان من أشد النَّاس اجتهادًا فِي العبادة، يصوم النهار ويقوم الليل، ويجتنب الشهوات، ويعتزل النساء، واستأذن رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي التبتل والاختصاء [3] ، فنهاه عَنْ ذَلِكَ. وهو ممن حرم الخمر عَلَى نفسه، وقَالَ: لا أشرب شرابًا يذهب عقلي، ويضحك بي من هُوَ أدنى مني.
وهو أول رَجُل مات بالمدينة من المهاجرين، مات سنة اثنتين من الهجرة، قيل: توفى بعد اثنتين وعشرين شهرًا بعد شهوده بدرًا، وهو أول من دفن بالبقيع أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مِهْرَانَ وَغَيْرُهُ قَالُوا بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى قَالَ: حدثنا محمد بن بشار، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عن عاصم بن عبيد الله،
__________
[1] البيت في الشر والشعراء لابن قتيبة: 1/ 279.
[2] سيرة ابن هشام: 1/ 370، 371.
[3] ينظر تفسير الطبري، الأثر 12348: 10/ 519، عند الآية 87 من سورة المائدة.(3/495)
عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبَّلَ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ وَهُوَ مَيِّتٌ، وَهُوَ يَبْكِي، وَعَيْنَاهُ تهراقان [1] .
ولما توفى إبراهيم بن رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم قال رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الحق بالسلف الصالح عثمان ابن مظعون» . وروى أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ذاك لابنته زينب عليها السَّلام. وأعلم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قبره بحجر، وكان يزوره.
وروى ابْنُ عَبَّاس أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دخل عَلَى عثمان بْن مظعون حين مات، فانكب عَلَيْهِ ورفع رأسه، ثُمَّ حنى الثانية، ثُمَّ حنى الثالثة، ثُمَّ رفع رأسه وله شهيق وقَالَ: اذهب عنك أبا السائب.
خرجت منها ولم تلبس مِنْهَا بشيء [2] وروى يُوسف بْن مهران عَنِ ابْنِ عَبَّاس قَالَ: لما مات عثمان بْن مظعون قَالَتْ امرأته: هنيئًا لَكَ الجنة! فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نظر المغضب، وقَالَ: وما يدريك؟ فقالت: يا رَسُول اللَّه، فارسك وصاحبك! فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إني رَسُول اللَّه، وما أدري ما يفعل بي! واختلف النَّاس فِي المرأة التي قَالَ لها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا، فقيل: كانت أم السائب زوجته.
وقيل: أم العلاء الأنصارية، وكان نزل عليها. وقيل: كانت أم خارجة بْن [3] زَيْد، وقالت امرأته ترثيه:
يا عين جودي بدمع غير ممنون ... عَلَى رزية عثمان بْن مظعون
عَلَى امرئ بات فِي رضوان خالقه ... طوبى لَهُ من فقيد الشخص مدفون
طاب البقيع لَهُ سكنى وغرقده ... وأشرقت أرضه من بعد تعيين [4]
وأورث القلب حزنًا لا انقطاع لَهُ ... حتَّى الممات، فما ترقى له شونى
__________
[1] لفظ الترمذي- كما في تحفة الأحوذي، أبواب الجنائز، باب ما جاء في تقبيل الميت 4/ 63-: «وهو يبكى» أو قال: عيناه تذرفان» . قال الترمذي: «وفي الباب عن ابن عباس وجابر وعائشة، قالوا: إن أبا بكر قبل النبي صلى الله عليه وسلم وهو ميت» وقال أيضا: «حديث عائشة حديث حسن صحيح» .
هذا وقد أخرج حديث عائشة ابن ماجة في كتاب الجنائز، باب ما جاء في تقبيل الميت، عن أبى بكر بن أبى شيبة وعلى ابن محمد، عن وكيع، عن سفيان، به نحوه، الحديث 456: 1/ 468. وكذا أخرجه الإمام أحمد، عن يحيى، عن سفيان: 6/ 43. وينظر أيضا المسند: 6/ 55، 6/ 206.
[2] الاستيعاب: 3/ 1055.
[3] في المطبوعة ومخطوطة دار الكتب «111» مصطلح حديث: «خارجة بنت زيد» والصواب ما أثبتناه عن الاستيعاب، وقد مضت ترجمة خارجة برقم 1330: 2/ 85.
[4] كذا في المطبوعة، وفي المخطوطة دون فقط، وفي الاستيعاب 3/ 1056،: «تفتين» .(3/496)
وقالت أم العلاء: رَأَيْت لعثمان بْن مظعون عينًا تجري، فجئت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبرته، فَقَالَ: ذاك عمله. أَخْرَجَهُ الثلاثة.
3589- عثمان بن معاذ القرشي
(ب) عثمان بْن مُعَاذ الْقُرَشِيّ التيمي- أَوْ: مُعَاذ بْن عثمان.
كذا روى حديثه ابْنُ عيينة، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ بَنِي تَيْمٍ يُقَالُ لَهُ: عُثْمَانُ بْنُ مُعَاذٍ أَوْ: مُعَاذُ بْنُ عُثْمَانَ- أَنَّهُ سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ارْمُوا الْجِمَارَ بِمِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ [1] . أَخْرَجَهُ أبو عمر.
3590- عثمة أبو إبراهيم الجهنيّ
(ب ع س) عثمة أَبُو إِبْرَاهِيم الجهني.
حديثه عند أولاده. رَوَاهُ يَحيى بْن بكير، عَنْ رفيع بْن خَالِد، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيم بْن عثمة الجهني، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدّه قَالَ: خرج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذات يوم، فلقيه رجل من الأنصار فقال: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، إنه ليسوؤني الذي أرى بوجهك! فنظر النبي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى وجه الرجل ساعة، ثُمَّ قَالَ: الجوع! فجاء الرجل بيته فلم يجد فِيهِ شيئًا من الطعام، فأتى بني قريظة فآجر نفسه عَلَى كل دلو بتمرة، حتَّى جمع حفنة- أَوْ: كفا- ثُمَّ رجع بالتمر، فوجد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مجلسه لم يرم [2] مِنْهُ، فوضعه بين يديه وقَالَ: كل أي رَسُول اللَّه. فَقَالَ له النبي صلى الله عليه وسلم: إني لأظنك تحب اللَّه ورسوله. قَالَ: أجل، والذي بعثك بالحق، لأنت أحب إليَّ من نفسي وولدي وأهلي ومالي. قَالَ: إما لا فاصطبر للفاقة، وأعد للبلاء تجفافا [3] فو الّذي بعثني بالحق لهما أسرع [4] إِلَى من يحبني من هبوط الماء من رأس الجبل إِلَى أسفله. أخرجه أبو موسى وأبو نعيم. وقال أبو مُوسَى: أورده ابْنُ شاهين وَأَبُو نعيم بالثاء، يعني المثلثة، وأورده الحافظ أَبُو عَبْد اللَّه بْن منده بالنون بدل الثاء. وكذلك قاله ابن ماكولا وأبو عمر بالنون [5] .
__________
[1] أي: صغيرة.
[2] أي: لم يبرحه.
[3] التجفاف- بكسر التاء-: ما يجلل به الفرس من سلاح وآلة تقيه الجراح. والكلام تمثيل للاستعداد للأحداث ومعنى «إما لا» : إن لم تفعل كذا ...
[4] في المطبوعة ومخطوطة دار الكتب «111» مصطلح حديث: «لهى أسرع» والمثبت عن الإصابة.
[5] الاستيعاب، الترجمة 2048-: 3/ 1247.(3/497)
3591- عثيم بن كليب
(س) عثيم بْن كَثِير بْن كليب.
أورده ابْنُ شاهين فِي الصحابة، ورواه عَنِ الواقدي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِم بْن عثيم بْن كَثِير بْن كليب الجهني، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده: أَنَّهُ رَأَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دفع من عرفة بعد أن غابت الشمس.
كذا أورده ابْنُ شاهين. ورواه غيره عَنِ الواقدي فَقَالَ: عَنْ عَبْد اللَّه بْن منيب، عن عثيم ابن كثير بن كليب، عن أبيه، عن جده حديثًا آخر. ولعله كَانَ فِي الأصل مُحَمَّد بْن مُسْلِم، عَنْ عثيم بْن كَثِير بْن كليب، فصحف «عَنْ» بابن، لأن الصحابي فِيهِ كليب [1] .
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
باب العين والجيم
3592- عجرى بن مانع السكسكي
(د ع) عجري بْن مانع السكسكي.
من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، شهد فتح مصر. لا تعرف لَهُ رواية، قاله ابن يونس.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
3593- عجوز بن نمير
(ع س) عجوز بْن نمير.
رَوَى نَصْرُ بْنُ حَمَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الجريريّ، عن أبى السليل، عن عجوز ابن نُمَيْرٍ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِي الْكَعْبَةِ مُسْتَقْبِلَ الْبَابِ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «اللَّهمّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، عَمْدِي وَخَطَئِي» .
أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ وَأَبُو مُوسَى. وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: هَكَذَا قَالَ: «عَجُوزُ بْنُ نُمَيْرٍ» . وَرَوَاهُ غُنْدَرٌ وَحَجَّاجٌ وَغَيَرْهُمَا عَنْ شُعْبَةَ فَقَالُوا: «عَجُوزٌ مِنْ بَنِي نُمَيْرٍ» . أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بن هبة الله بإسناده إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ: حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ [2] شُعْبَةَ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي السَّلِيلِ، عَنْ عَجُوزٍ مِنْ بَنِي نُمَيْرٍ أَنَّهُ قَالَ: «رمقت
__________
[1] قال ابن أبى حاتم في الجرح 3/ 2/ 156: «كثير بن كليب الجهنيّ، ولأبيه صحبة: روى عن أبيه، روى عنه ابنه غثيم بن كليب. سمعت أبى يقول ذلك» .
[2] في المطبوعة: «حجاج بن شعبة» . وهو خطأ، والصواب عن مسند الإمام أحمد، والتهذيب، ترجمة حجاج بن محمد المصيصي: 2/ 205.(3/498)
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُصَلِّي بِالأَبْطَحِ، تِجَاهَ الْبَيْتِ قَبْلَ الْهِجْرَةِ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: اللَّهمّ، اغْفِرْ لِي ذَنْبِي خَطَئِي وَجَهْلِي [1] » .
وَقَالَ أبو موسى نحو ذلك، والله أعلم.
3594- عجير بن عبد يزيد
(ب) عجير بْن عَبْد يزيد بْن هاشم بْن المطلب بن عبد مناف بن قصي الْقُرَشِيّ المطلبي، أخو ركانة بْن عَبْد يزيد [2] .
كَانَ ممن بعثه عُمَر بْن الخطاب رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ليقيموا أنصاب الحرم [3] ، وكان من مشايخ قريش وجلتهم، وأطعمه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من خيبر ثلاثين وسقا.
أخرجه أبو عمر [4] .
3595- عجير بن عبد العزى
(ع س) عجير بْن يَزِيدَ بْن عَبْد العزي.
سكن مكَّة، قاله الطبراني عَنِ الْبُخَارِيّ أَنَّهُ ذكره فِي الصحابة. ولم يذكر لَهُ شيئًا، وذكر لَهُ غيره حديثًا فِي فضل مقبرة مكَّة، أَنَّهُ يبعث منها يَوْم القيامة سبعون ألفًا لا حساب عليهم، وقَالَ المستغفري: قسم لَهُ رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم من خيبر ثلاثين وسقا.
أخرجه أبو نعيم وَأَبُو مُوسَى، ولم ينسباه إلا هكذا. ولعله الّذي قبل هذا الترجمة: «عجير ابن عَبْد يزيد» ، فسقط «عَبْد» ، ويشهد لهذا أَنَّهُ قسم لَهُ رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من خيبر ثلاثين وسقًا.
أَخْبَرَنَا أَبُو جعفر عبيد الله بن أحمد بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، في تَسْمِيَةِ مَنْ قَسَمَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ خَيْبَرَ، قَالَ: «وَلِعُجَيْرِ بن عبد يزيد ثلاثين وَسْقًا [5] » . فما أقرب أن يكون الأول صحيحًا، وهذا وهم. والله أعلم.
تم الجزء الثالث
__________
[1] مسند الإمام أحمد: 4/ 55. وأخرج نحوه عن محمد بن جعفر، عن شعبة. ينظر المسند: 5/ 270.
[2] مضت ترجمته، برقم 1708: 2/ 236. وينظر كتاب نسب قريش: 95.
[3] أي: ليحددوا معالم الحرم بحجارة تعرف بها حدوده.
[4] الاستيعاب، الترجمة 2023: 3/ 1236.
[5] سيرة ابن هشام: 2/ 352.(3/499)
باب العين والدال
3596- عداء بن خالد
(ب د) عداء بْن خَالِد بْن هوذة بْن ربيعة بْن عمرو بْن عامر بْن صعصعة بن معاوية بن بكر ابن هوازن، وعمرو هُوَ أخو البكاء بْن عَامِر، واسم البكاء: رَبِيعة. وربيعة بْن عَمْرو هُوَ أنف الناقة، وليس هُوَ أنف الناقة الَّذِي مدح الحطيئة قبيلته.
يعد العداء فِي أعراب البصرة. وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، روى عَنْهُ أَبُو رجاء العطاردي، وعبد المجيد بن وهب، وجهضم بْن الضحاك.
أسلم بعد الفتح وحنين، وهو القائل: «قاتلنا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم حنين، فلم يظهرنا اللَّه ولم ينصرنا» . ثُمَّ أسلم وحسن إسلامه.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَغَيْرُ وَاحِدٍ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ قال: حدثنا محمد ابن بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ لَيْثٍ، صَاحِبُ الْكَرَابِيسِ [1] ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ:
قَالَ لِي الْعَدَّاءُ بْنُ خَالِدٍ: أَلا أُقْرِئُكَ كِتَابًا كَتَبَهُ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ قُلْتُ: بَلَى! فَأَخْرَجَ لِي كِتَابًا: «هَذَا مَا اشْتَرَى الْعَدَّاءُ بْنُ خَالِدِ بْنِ هَوْذَةَ مِنْ رَسُولِ [2] اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، عبدا [3] أو أمة، لأداء [4] وَلا غَائِلَةَ وَلا خِبْثَةَ، بَيْعُ الْمُسْلِمِ [5] الْمُسْلِمَ [6] . قَالَ الأَصْمَعِيُّ: سَأَلْتُ سَعِيَد بْنَ أَبِي عَرُوبَةَ عَنِ «الْغَائِلَةِ» فَقَالَ: «الإِبَاقُ وَالسَّرِقَةُ وَالزِّنَا» . وَسَأَلْتُهُ عَنِ «الْخِبْثَةِ» فَقَالَ: «بَيْعُ أَهْلِ عَهْدِ الْمُسْلِمِينَ [7] » .
أخرجه ابن مندة وأبو عمر [8] .
__________
[1] «الكرابيس» : جمع كرباس، بكسر الكاف، وهو ثوب من القطن الأبيض.
[2] في الترمذي: «من محمد رسول الله ... » .
[3] في الترمذي: «اشترى منه عبدا أو أمة ... » .
[4] أي: «لا داء يكتمه البائع، وإلا فلو كان بالعبد داء وبينه البائع كان من بيع المسلم المسلم. والمراد بالغائلة الاحتيال في البيع، أو سكوت البائع عن بيان ما يعلم أنه مكروه، والخبثة- بكسر الخاء المعجمة وبضمها، وسكون الموحدة وبعدها مثلثة-: المراد الأخلاق الخبيثة كالإباق، أو الخبثة هي الدنية، أو الحرام.
[5] المراد أن بيع المسلم للمسلم ليس فيه شيء مما ذكر من الداء والغائلة والخبثة.
[6] أخرجه الترمذي في أبواب البيوع، باب ما جاء في كتابة الشروط، ينظر تحفة الأحوذي، الحديث 1234: 4/ 207، 208، وقال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث عباد بن ليث. وقد روى عنه هذا الحديث غير واحد من أهل الحديث» .
[7] يعنى أنه لا يحل أن يبيع من أعطى عهدا أو أمانا.
[8] الاستيعاب، الترجمة 2024: 1237، 1238.(3/500)
3597- عداس
(د ع) عداس، مَوْلَى شَيْبَة بْن رَبِيعة بْن عَبْد شمس.
من أهل «نينوي» الموصل، كَانَ نصرانيًا. لَهُ ذكر فِي صفة النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم.
أخبرنا أبو منصور بن مكارم بإسناده إلى أبي زكريا يزيد بْنِ إِيَاسٍ: حَدَّثَنَا أَبُو شُعَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ، حَدَّثَنَا البقيلى عن محمد بن إسحاق، عن يزيد بن زِيَادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ- وَذَكَرَ قِصَّةَ مَسِيرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الطَّائِفِ، وَمَا لَقِيَ مِنْ ثَقِيفٍ- قَالَ: فَأَلْجَئُوهُ إِلَى حَائِطٍ لِعُتْبَةَ وَشَيْبَةَ ابْنَيْ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ، وَهُمَا فِيهِ، فَعَمَدَ إلى ظل جبلة [1] فَجَلَسَ فِيهِ، وَابْنَا رَبِيعَةَ يَنْظُرَانِ إِلَيْهِ وَيَرَيَانِ مَا يَلْقَى مِنْ سُفَهَاءِ أَهْلِ الطَّائِفِ، فَتَحَرَّكَتْ لَهُ رَحِمُهُمَا [2] ، فَدَعَوَا غُلامًا لَهُمَا نَصْرَانِيِّا، يُقَالُ لَهُ: عَدَّاسٌ، فَقَالا لَهُ: خُذْ قِطْفًا مِنْ هَذَا الْعِنَبِ، فَضَعْهُ بَيْنَ يَدَيْ ذَلِكَ الرَّجُلِ. فَفَعَلَ عَدَّاسٌ، وَأَقْبَلَ حَتَّى وَضَعَهُ بَيْنَ يَدَيْ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قَالَ لَهُ:
كُلْ. فَلَمَّا وَضَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ قَالَ: «بِسْمِ اللَّهِ» ، ثُمَّ أَكَلَ، فَنَظَرَ عَدَّاسٌ فِي وَجْهِهِ ثُمَّ قَالَ: «وَاللَّهِ إِنَّ هَذَا الْكَلامَ مَا يَقُولُهُ أَهْلُ هَذِهِ الْبِلادِ!» . فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَمِنْ أَهْلِ أَيِّ الْبِلادِ أَنْتَ يَا عَدَّاسُ؟ وَمَا دِينُكَ؟ قَالَ: نَصْرَانِيٌّ مِنْ أَهْلِ «نِينَوَى، فَقَالَ لَهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أهل قرية الرَّجُلِ الصَّالِحِ «يُونُسَ بْنِ مَتَّى» . قَالَ عَدَّاسٌ: وَمَا يُدْرِيكَ مَا يُونُسُ؟
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ذَاكَ أَخِي، كَانَ نَبِيِّا وَأَنَا نَبِيٌّ، فَأَكَبَّ «عَدَّاسٌ» عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُ رَأْسَهُ وَيَدَيْهِ وَقَدَمَيْهِ» . قَالَ: يَقُولُ ابْنَا رَبِيعَةَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: أَمَّا غُلامُكَ فَقَدْ أَفْسَدَهُ عَلَيْكَ. فَلَمَّا جَاءَهُمَا عَدَّاسٌ قَالا لَهُ: وَيْلَكَ يَا عَدَّاسُ! مَا لَكَ تُقَبِّلُ يَدَيْ هَذَا الرَّجُلِ وَرَأْسَهُ [3] ! قَالَ: يَا سَيِّدِي، مَا فِي الأَرْضِ شَيْءٌ خَيْرٌ مِنْ هَذَا. قَالا: وَيْحَكَ يَا عَدَّاسُ! لا يَصْرِفَنَّكَ عَنْ دِينِكَ، فَإِنَّ دِينَكَ خَيْرٌ مِنْ دِينِهِ [4] » .
أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ وَابْنُ مَنْدَهْ. واستدركه أبو زكريا عَلَى جَدِّهِ أَبِي عَبْد اللَّهِ بْن مَنْدَهْ، وقد أخرجه جده.
__________
[1] الحبلة: شجرة العنب.
[2] الرحم: الصلة والقرابة.
[3] في سيرة ابن هشام: «وقدميه» .
[4] سيرة ابن هشام: 1/ 421.(3/501)
3598- عدس بن عاصم
عدس بْن عاصم بْن قطن بْن عَبْد اللَّهِ بْن سعد بْن وائل العكلي.
ذكره ابن قانع بإسناد لَهُ، عَنِ المستنير بْن عَبْد اللَّه بْن عدس: أن عدسا وخزيمة [1] ابني عاصم وفدا عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ذكره ابن الدباغ الأندلسى.
3599- عدي بن بداء
(د ع) عدي بْن بداء.
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ وَغَيْرُ وَاحِدٍ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي شعيب الحراني، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْحَرَّانِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ ابن إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ [2] ، عَنْ بَاذَانَ مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ تَمِيمٍ الدّارىّ في هذه الآية: يا أَيُّهَا الَّذِينَ [3] آمَنُوا شَهادَةُ بَيْنِكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنانِ 5: 106، قال: بريء [4] النَّاسُ مِنْهَا غَيْرِي وَغَيْرَ عَدِيِّ بْنِ بَدَّاءٍ، وَكَانَا نَصْرَانِيَّيْنِ يَخْتَلِفَانِ إِلَى الشَّامِ قَبْلَ الإِسْلامِ، فَأَتَيَا الشَّامَ لِتِجَارَتِهِمَا، وَقَدِمَ عَلَيْهِمَا مَوْلًى لِبَنِي سَهْمٍ [5] ، يُقَالُ لَهُ: «بُدَيْلُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ» بِتِجَارَةٍ، وَمَعَهُ جَامٌ [6] مِنْ فِضَّةٍ، فَمَرِضَ وَأَوْصَى إِلَيْهِمَا فَمَاتَ- قَالَ: فَأَخَذْنَا الْجَامَ فَبِعْنَاهُ بِأَلْفِ دِرْهَمٍ، ثُمَّ اقْتَسَمْنَاه أَنَا وَعَدِيٌّ، فَلَمَّا قَدِمْنَا إِلَى أَهْلِهِ دَفَعْنَا إِلَيْهِمْ مَا كَانَ مَعَنَا، فَفَقَدُوا الْجَامَ، فَسَأَلُونَا عَنْهُ، فَقُلْنَا: مَا تَرَكَ غَيْرَ هَذَا [7]- قَالَ تَمِيمٌ: فَلَمَّا أَسْلَمْتُ بَعْدَ قُدُومِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ [تَأَثَّمْتُ مِنْ ذَلِكَ [8]] فَأَتَيْتُ أَهْلَهُ فَأَخْبَرْتُهُمُ الْخَبَرَ، وَأَدَّيْتُ إِلَيْهِمْ خَمْسَمِائَةِ دِرْهَمٍ، وَأَخْبَرْتُهُمْ أَنَّ عِنْدَ صاحبي مثلها. فأتوا به رسول الله
__________
[1] تقدمت ترجمة خزيمة، برقم 1454: 2/ 135، 136.
[2] في المطبوعة: «أبى النصر» بالصاد، وصوابه من الترمذي، قال يعرف به: «وأبو النضر الّذي روى عنه محمد ابن إسحاق هذا الحديث، هو عندي محمد بن السائب الكلبي، يكنى أبا النضر، وقد تركه أهل العلم بالحديث، وهو صاحب التفسير»
[3] سورة المائدة آية: 106.
[4] في المطبوعة: «يرى» . وهو خطأ، والصواب من الترمذي.
[5] في المطبوعة: «لبني هاشم» ، والمثبت عن الترمذي. وقد تقدمت ترجمة «بديل» برقم 381: 1/ 203، وقيل فيها: «مولى عمرو بن العاص السهمي» .
[6] الجام: إناء. ونص الترمذي: «ومعه جام من فضة، يريد به الملك، وهو عظم تجارته، فمرض، فأوصى إليهما وأمرهما أن يبلغا ما ترك أهله- قال تميم: فلما مات أخذنا ... » .
[7] في الترمذي: «ما ترك غير هذا، وما دفع إلينا غيره» .
[8] عن سنن الترمذي، ومعنى «تأثمت» : تحرجت.(3/502)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلَهُمُ الْبَيِّنَةَ، فَلَمْ يَجِدُوا، فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَسْتَحْلِفُوهُ بِمَا يُعَظَّمُ [بِهِ] عَلَى أَهْلِ دِينِهِ، فَحَلَفَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهادَةُ بَيْنِكُمْ 5: 106 ... الآيَةَ [1] .
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: لا يُعْرَفُ لِعَدِيٍّ إِسْلامٌ، وَقَدْ ذَكَرَهُ بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ.
قلت: والحق مَعَ أَبِي نعيم، فإن الحديث فِيهِ ما يدل عَلَى أَنَّهُ لم يسلم، فإن تميمًا يَقُولُ فِي الحديث: «فأمرهم رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إن يستحلفوه بما يعظم [بِهِ] عَلَى أهل دينه» ، وهذا يدل عَلَى أَنَّهُ غير مسلم، والله أعلم.
3600- عدي بن أبى البداح
(س) عدي بْن أَبِي البداح.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ وَغَيْرُهُ بِإِسْنَادِهِم إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عمرو بْن حزم، عَنْ أبيه، عَنْ أبى البدّاح ابن عَدِيٍّ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَخَّصَ لِلرِّعَاءِ أَنْ يَرْمُوا يَوْمًا، وَيَدَعُوا يَوْمًا [2] .
كَذَا [3] رَوَاهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ، وَرَوَاهُ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي بكر، عن أبيه، عن أبي البداح بْنِ عَاصِمِ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ. وَرِوَايَةُ مالك [4] أصح» .
أخرجه أبو موسى.
3601- عدي بن تميم
(س) عدي بْن تميم، أَبُو رفاعة.
كذا أورده ابْنُ أَبِي علي، وهو مختلف فِي اسمه، فقيل: «تميم [5] بْن أسيد» . وقيل:
«عَبْد اللَّه بْن الحارث [6] » . ولم يقل: «عدي» غيره فيما أعلم.
قاله أبو موسى.
__________
[1] تحفة الأحوذي، تفسير سورة المائدة، الحديث 5052: 8/ 426- 432. وقد ساق الحافظ ابن كثير هذا الحديث، وذكر رواياته. ينظر تفسيره، عند الآية 106 من سورة المائدة: 3/ 213- 215 بتحقيقنا.
[2] أي: يجوز لهم أن يرموا اليوم الأول من أيام التشريق، ويذهبوا إلى إبلهم فيبيتوا عندها، ويدعوا يوم النفر الأول، ثم يأتوا في اليوم الثالث فيرموا ما فاتهم في اليوم الثاني مع رمى اليوم الثالث. هذا أحد ما قيل في شرح الحديث: وينظر تحفة الأحوذي.
[3] هذا كلام الترمذي.
[4] تحفة الأحوذي، أبواب الحج، باب ما جاء في الرخصة للرعاء أن يرموا يوما ويدعوا يوما، الحديث 961: 4/ 27، 28
[5] مضت ترجمته برقم 514: 1/ 255.
[6] ينظر الترجمة 2867: 3/ 202، والترجمة 2873: 3/ 205.(3/503)
3602- عدي التيمي
(س) عدي التيمي.
أورده الإسماعيلي. روى عَنْهُ الوازع بْن نافع، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ عدي التيم، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تقوم الساعة عَلَى حفالة [1] من النَّاس [2] » . أَخْرَجَهُ أبو موسى.
3603- عدي الجذامي
(س) عدي الجذامي.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ هُبَلَ [3] الطَّبِيبُ الْبَغْدَادِيُّ نَزِيلُ الْمَوْصِلِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ الأَشْعَثِ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْكِنَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي نَصْرٍ، وَأَبُو الْقَاسِمِ تَمَّامُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّازِيُّ، وَأَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ هَارُونَ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْجَنَدِيِّ، وَأَبُو الْقَاسِمِ عبد الرحمن ابن الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْعَقِبِ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْقَطَّانُ قَالُوا:
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي الْعَقِبِ، أَخْبَرَنَا أَبُو زرعة عبد الرحمن ابن عَمْرٍو النَّصْرِيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ الصَّنْعَانِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَرْمَلَةَ، عَنْ عَدِيٍّ الْجُذَامِيِّ: أَنَّهُ لَقِيَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم في بَعْضِ أَسْفَارِهِ قَالَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَانَتْ لِي امْرَأَتَانِ اقْتَتَلَتَا فَرَمِيَتْ إِحْدَاهُمَا فَرُمِيَ فِي جِنَازَتِهَا- أَيْ: مَاتَتْ [4]- قَالَ: اعْقِلْهَا وَلا تَرِثْهَا. قَالَ: فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى نَاقَةٍ حَمْرَاءَ جَدْعَاءَ، وَهُوَ يَقُولُ: تَعَلَّمُوا أَيُّهَا النَّاسُ، فَإِنَّمَا الأَيْدِي ثَلاثَةٌ: فَيَدُ اللَّهِ الْعُلْيَا، وَيَدُ الْمُعْطِي الْوُسْطَى، وَيَدُ الْمُعْطَى السُّفْلَى. فَتَعَفَّفُوا بِحِزَمِ الْحَطَبِ، اللَّهمّ هل بلغت» .
__________
[1] الحفالة: الحثالة.
[2] روى الإمام أحمد نحوه عن علباء السلمي. ينظر المسند: 3/ 499. وروى البخاري في كتاب الرقاق، باب ذهاب الصالحين 8/ 114 عن مرداس الأسلمي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يذهب الصالحون الأول فالأول، ويبقى حفالة كحفالة الشعير أو التمر، لا يباليهم الله بالة» وقال البخاري: «يقال: حفالة وحثالة» .
[3] في المطبوعة: «هيل» بالياء المثناة. والمثبت عن المشتبه للذهبى: 651.
[4] في المطبوعة: «فرمى في جنازتها فماتت» ، ومثله في مخطوطة دار الكتب «111» مصطلح حديث. ولعل الصواب ما أثبتناه، ففي النهاية: «فرمى في جنازتها، أي ماتت» يقال: رمى في جنازة فلان إذا مات، لأن جنازته تصير مرميا فيها.
والمراد بالرمي: الحمل والوضع» . يقصد أن يقول إنه حملت جنازتها، وهذا كناية عن الموت.(3/504)
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى وَقَالَ: جَعَلَهُمَا الطَّبَرَانِيُّ تَرْجَمَتَيْنِ- يَعْنِي هَذَا وَعَدِيَّ بْنَ زَيْدٍ الْجُذَامِيَّ- وقَالَ: روى عَنْ عدي الجذامي عَبْد الرَّحْمَن بْن حرملة أو عن رجل، عنه أَنَّهُ رمى امْرَأَة فقتلها.
وروى عَنْ عدي بْن زَيْد عَبْد اللَّه بْن أَبِي سُفْيَان، فِي حمى المدينة- قال: وجمع بينهما ابن منده، وكأنهما اثنان، وَإِنما قَالَ: جمعهما ابْنُ منده، لأن ابْنُ منده روى هذين الحديثين فِي ترجمة عدي بْن زَيْد الجذامي، والله أعلم.
3604- عدي بن حاتم
(ب د ع) عدي بْن حاتم بْن عَبْد اللَّه بْن سعد بْن الحشرج بْن امرئ القيس بن عدىّ ابن أخزم بْن أَبِي أخزم بْن رَبِيعة بْن جرول بْن ثعل بْن عَمْرو بْن الغوث بن طيِّئ الطائي، وأبوه حاتم هُوَ الجواد الموصوف بالجود، الَّذِي يضرب بِهِ المثل، يكنى عدي أبا طريف. وقيل:
أَبُو وهب، يختلف النسابون فِي بعض الأسماء إلى طيِّئ.
وفد عدي عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سنة تسع فِي شعبان، وقيل: سنة عشر، فأسلم وكان نصرانيًا.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ عبد الله بن أحمد بْنِ عَبْدِ الْقَاهِرِ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَارِئُ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُحَسِّنِ التَّنُوخِيُّ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى بْنِ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ حُذَيْفَةَ قَالَ: كُنْتُ أَسْأَلُ عَنْ حَدِيثِ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، وَهُوَ إِلَى جَنْبِي، فَقُلْتُ: أَلا آتِيهِ فَأَسْأَلُهُ؟ فَأَتَيْتُهُ فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: بُعِثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ بُعِثَ، فَكَرِهْتُهُ أَشَدَّ مَا كَرِهْتُ شَيْئًا قَطُّ، فَانْطَلَقْتُ حَتَّى إِذَا كنت في أَقْصَى الأَرْضِ مِمَّا يَلِي الرُّومَ، فَكَرِهْتُ مَكَانِي ذَلِكَ مِثْلَمَا كَرِهْتُهُ أَوْ أَشَدَّ، فَقُلْتُ: لَوْ أَتَيْتُ هَذَا الرَّجُلَ فَإِنْ كَانَ كَاذِبًا لَمْ يَخْفَ عَلَيَّ، وَإِنْ كَانَ صَادِقًا اتَّبَعْتُهُ؟ فَأَقْبَلْتُ، فَلَمَّا قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ اسْتَشْرَفَنِي النَّاسُ وَقَالُوا: عَدِيُّ بْنَ حَاتِمٍ! عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ! فَأَتَيْتُهُ، فَقَالَ لِي: يَا عَدِيَّ بْنَ حَاتِمٍ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ قُلْتُ: إِنَّ لِي دِينًا. قَالَ: أَنَا أَعْلَمُ بِدِينِكَ مِنْكَ. قُلْتُ: أَنْتَ أَعْلَمُ بِدِينِي مِنِّي؟
قَالَ: نَعَمْ، مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا، قَالَ: أَلَسْتَ ترأس قومك؟ قال، قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: أَلَسْتَ [1] رَكُوسِيًّا؟ أَلَسْتَ تَأْكُلُ [2] الْمِرْبَاعَ؟ قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: فَإِنَّ ذَلِكَ لا يحلّ في دينك. قال:
__________
[1] الركوسية: دين النصارى والصابئين.
[2] المرباع: ربع الغنيمة، وكان رئيس القوم المطاع فيهم يأخذه دون أصحابه في الجاهلية.(3/505)
فَنَضْنَضْتُ [1] لِذَلِكَ، ثُمَّ قَالَ: يَا عَدِيُّ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ. قَالَ: قَدْ أَظُنُّ- أَوْ: قَدْ أَرَى، أَوْ:
كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تُسْلِمَ إلا غضاضة تَرَاهَا مِمَّنْ حَوْلِي، وَإِنَّكَ تَرَى النَّاسَ عَلَيْنَا إِلْبًا [2] وَاحِدًا. قَالَ: هَلْ أَتَيْتَ الْحِيرَةَ؟ قُلْتُ: لَمْ آتِهَا، وَقَدْ عَلِمْتُ مَكَانَهَا.
قَالَ: يُوشِكُ الظَّعِينَةُ [3] أَنْ تَرْتَحِلَ مِنَ الْحِيرَةِ بِغَيْرِ جِوَارٍ، حتى تطوف بالبيت، ولتفتحنّ علينا كنز كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ. قَالَ، قُلْتُ: كِسْرَى بْنُ هُرْمُزَ! قَالَ: كِسْرَى بْنُ هُرْمُزَ، مَرَّتَيِن أَوْ ثَلاثًا، وَلَيُفِيضَنَّ الْمَالُ حَتَّى يَهُمَّ الرَّجُلُ [4] مَنْ يَقْبَلَ صَدَقَتَهُ. قَالَ عَدِيٌّ: قَدْ رَأَيْتُ اثْنَتَيْنِ:
الظَّعِينَةَ تَرْتَحِلُ بِغَيْرِ جِوَارٍ حَتَّى تَطُوفَ بِالْبَيْتِ، وَقَدْ كُنْتُ فِي أَوَّلِ خَيْلٍ أَغَارَتْ عَلَى كُنُوزِ كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ، وَأَحْلِفُ باللَّه لَتَجِيئَنَّ الثَّالِثَةَ أَنَّهُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [5] .
وقيل: إنه لما بعث النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم سريّة إلى طيِّئ أخذ عدي أهله، وانتقل إِلَى الجزيرة، وقيل:
إِلَى الشام، وترك أخته سفانة بِنْت حاتم، فأخذها المسلمون، فأسلمت وعادت إِلَيْه فأخبرته، ودعته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحضر معها عنده، فأسلم وحسن إسلامه، وَقَدْ ذكرناه فِي ترجمة أخته سفانة.
وروي عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحاديث كثيرة، ولما توفي رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قدم عَلَى أَبِي بَكْر الصديق فِي وقت الردة بصدقة قومه، وثبت عَلَى الْإِسْلَام ولم يرتد، وثبت قومه معه. وكان جوادًا شريفًا فِي قومه، معظمًا عندهم وعند غيرهم، حاضر الجواب، روى عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: «ما دخل عليّ وقت صلاة إلا وأنا مشتاق إليها» . وكان رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يكرمه إِذَا دخل عَلَيْهِ.
أَخْبَرَنَا غَيْرُ وَاحِدٍ إِجَازَةً عَنْ أَبِي غَالِبِ بْنِ الْبَنَّاءِ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيِّ، عَنْ أَبِي عُمَرَ بْنِ حَيُّوَيْهِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ قَهْمٍ [6] ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ قَالا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ قَالَ: لَمَّا كَانَ زَمَنُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَدِمَ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ عَلَى عُمَرَ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ كَأَنَّهُ رَأَى مِنْهُ شَيْئًا- يَعْنِي جَفَاءً- قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَمَا تَعْرِفُنِي؟ قَالَ: بَلَى، وَاللَّهِ أَعْرِفُكَ،
__________
[1] نضنضت: حركت لساني في فمي.
[2] أي: مجتمعين.
[3] الظعينة: المرأة ما دامت في الهودج.
[4] أي: يحزنه.
[5] أخرج الإمام أحمد نحوه عن يزيد، عَنْ هشام بْن حسان، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ عن رجل قال: قلت لعدي بن حاتم ... وذكره. المسند: 4/ 257.
[6] في المطبوعة: «فهم» بالفاء. وينظر فيما تقدم: 3/ 324، التعليق رقم: 2.(3/506)
أكرمك الله بأحسن المعرفة، أعرفك والله، أسلمت إِذْ كَفَرُوا، وَعَرَفْتَ إِذْ أَنْكَرُوا، وَوَفَّيْتَ إِذْ غَدَرُوا، وَأَقْبَلْتَ إِذْ أَدْبَرُوا. فَقَالَ: حَسْبِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ حَسْبِي.
وشهد فتوح العراق، ووقعة القادسية، ووقعة مهران، ويوم الجسر مَعَ أَبِي عُبَيْد [1] ، وغير ذَلِكَ.
وكان مَعَ خَالِد بْن الْوَلِيد لما سار إِلَى الشام، وشهد معه بعض الفتوح، وأرسل معه خَالِد بالأخماس إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
وسكن الكوفة، قَالَ الشَّعْبِيّ: أرسل الأشعث بْن قيس إِلَى عدي بْن حاتم يستعير مِنْهُ قدور حاتم، فملأها، وحملها الرجال إِلَيْه، فأرسل إِلَيْه الأشعث: إنما أردناها فارغة! فأرسل إِلَيْه عدي: إنا لا نعيرها فارغة.
وكان عدي يفت الخبز للنمل ويقول: إنهن جارات، ولهن حق.
وكان عدي منحرفًا عَنْ عثمان، فلما قتل عثمان قال: «لا يحبق [2] فِي قتله عناق» . فلما كَانَ يَوْم الجمل فقئت عينه، وقتل ابنه مُحَمَّد مَعَ عليّ، وقتل ابنه الآخر مَعَ الخوارج، فقيل لَهُ: يا أبا طريف، هَلْ حبق فِي قتل عثمان عناق؟! قَالَ: إي والله، والتيس الأعظم.
وشهد صفين مَعَ عليّ، روى عَنْهُ الشَّعْبِيّ، وتميم بْن طرفة، وعبد اللَّه بْن معقل، وَأَبُو إِسْحَاق الهمداني، وغيرهم.
وتوفي سنة سبع وستين، وقيل: سنة ثمان. وقيل: سنة تسع وستين، وله مائة وعشرون سنة قيل: مات بالكوفة أيام الْمُخْتَار، وقيل: مات بقرقيسياء، والأول أصح.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
النضنضة: تحريك اللسان. والغضاضة: الذلة. والنقيصة وقيل: إنَّما هِيَ «خصاصة» بالخاء، وهي الفقر.
3605- عدي بن ربيعة بن سواءة
(د ع) عدي بْن رَبِيعة بْن سواءة بن جشم بن سعد الجشمي.
__________
[1] في المطبوعة: «مع أبى عبيدة» ، وستأتي ترجمة «أبى عبيد» في باب الكنى.
[2] لا يحبق: لا يضرط.(3/507)
والد مُحَمَّد بْن عدي، وهو ممن سمى ابنه محمدًا فِي الجاهلية، ولا أعلم هَلْ بقي إِلَى أن بعث النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أم لا؟ وَقَدْ ذكرناه عند ابنه مُحَمَّد.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم هكذا، وقَالَ أَبُو نعيم: مختلف فِي إسلامه.
3606- عدي بن ربيعة
(ب) عدي بْن رَبِيعة. ذكروه فيمن أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من مسلمة الفتح.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر وقَالَ: أظنه عدي بْن رَبِيعة بْن عَبْد العزى بْن عبد شمس بْن عَبْد مناف، وهو ابْنُ عم أَبِي العاص بْن الربيع [1] فإن صدق ظنه، فهما اثنان، أعنى هذا والّذي قبله.
3607- عدي بن أبى الزغباء
(ب د ع) عدي بْن أَبِي الزغباء، واسمه سنان، بْن سبيع بْن ثعلبة بْن ربيعة بن زهرة ابن بذيل بْن سعد بْن عدي بْن كاهل بْن نصر بْن مَالِك بْن غطفان بْن قيس بْن جهينة الجهني، حليف بني مَالِك بْن النجار من الأنصار.
شهد بدرا، وأحدا، والخندق، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وهو الَّذِي أرسله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ «بسبس بن عمرو [2] » يتجسسان الأخبار من عير أَبِي سُفْيَان فِي وقعة بدر.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
بذيل: بضم الباء الموحدة، وفتح الذال المعجمة.
3608- عدي بن زيد الجذامي
(ب د ع س) عدي بْن زَيْد الجذامي. حجازي.
مختلف فِي حديثه، روى عَنْهُ عَبْد اللَّه بْن أَبِي سُفْيَان أَنَّهُ قَالَ: حمى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي كل ناحية من المدينة بريدًا [3] ، لا يخبط شجره [4] ، ولا يعضد [5] إلا عصًا يساق بها الجمل [6] .
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 1782: 1059.
[2] ينظر ترجمة بسبس فيما تقدم: 1/ 213.
[3] البريد: أربعة فراسخ، والفرسخ ثلاثة أميال. والحمى: مكان يمنع القرب منه. والمراد هنا حرم المدينة، حماه النبي صلى الله عليه وسلم لإبل الصدقة، ومنع العامة أن يرعوا فيه دوابهم.
[4] لا يخبط شجره: لا يضرب بالعصا ليتساقط ورقه.
[5] لا يعضد: لا يقطع.
[6] ينظر الأحاديث في تحريم المدينة، في صحيح مسلم، كتاب الحج، باب فضل المدينة: 4/ 112- 117. وسنن أبى داود كتاب المناسك، باب في تحريم المدينة: 2/ 216، ومسند الإمام أحمد عن أبى هريرة: 2/ 256، وعن أبى سعيد الخدريّ: 3/ 23(3/508)
وروى عَنْهُ عَبْد الرَّحْمَن بْن حرملة، أَنَّهُ سَمِعَ رجلًا من «جذام» يحدث عَنْ رَجُل يُقال لَهُ: «عدي بْن زَيْد» أَنَّهُ رمى امرأته بحجر فماتت، فتبع رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بتبوك، فقص عليه أمرها فَقَالَ لَهُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: تعقلها ولا ترثها» .
قاله ابن منده وأبو نعيم. وقال أبو عُمَر: عدي الجذامي، وروى لَهُ حديث قتل امرأته، وقال: هذا حديث عبد الرحمن ابن حرملة، سَمِعَ رجلًا، من جذام، عَنْ رَجُل منهم يُقال لَهُ: عدي [1] ولم ينسبه، وهو هُوَ، وأخرجه أَبُو مُوسَى فَقَالَ: عدي بْن زَيْد، وعدي الجذامي، وجعلهما الطبراني ترجمتين. روى عَنْ عدي بْن زَيْد عَبْد اللَّه بْن أَبِي سُفْيَان فِي حمى المدينة. وروى عَنِ الجذامي عَبْد الرَّحْمَن بْن حرملة: أَنَّهُ رمى امرأته فقتلها. قَالَ أَبُو مُوسَى: وجمع بَيْنَهُما الحافظ أَبُو عَبْد اللَّه بْن منده، وكأنهما اثنان. وَقَدْ تقدم ذكر عدي الجذامي، والله أعلم أخرجه الثلاثة وأبو موسى.
3609- عدي بن شراحيل
(س) عدي بْن شراحيل، من بني عَامِر بن ذهل بْن ثعلبة بْن عكابة.
وَفَدَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بإسلامه وَإِسلام أهل بيته، وسأله الأمان من مخافة خافها. فكتب لَهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتابًا.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
3610- عدي بْن عبد بن سواءة
عدي بْن عَبْد بْن سواءة بْن القاطع بْن جري بْن عوف بْن مَالِك بْن سود بن تديل بن حشم ابن جذام الجذامي.
وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قاله ابْنُ الكلبي.
حشم: بكسر الحاء وسكون الشين المعجمة وآخره ميم. وتديل: بفتح التاء فوقها نقطتان، وكسر الدال المهملة، قاله ابْنُ حبيب.
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 1792: 3/ 1061.(3/509)
3611- عدي بن عدي بن عميرة
(س) عدي بْن عدي بْن عميرة بْن فروة بْن زرارة بْن الأرقم بْن النعمان بن عمرو بن وهب ابن رَبِيعة بْن معاوية الأكرمين الكندي، يكنى أبا فروة [1] .
أورده ابْنُ أَبِي عاصم، وعلى العسكري، والطبراني وغيرهم فِي الصحابة. أما أَبُوهُ فلا شك فِي صحبته.
وَرَوَى الطَّبَرَانِيُّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عُمَيْرَةَ الْكِنْدِيِّ أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من حَلَفَ عَلَى مَالِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ لَقِيَ اللَّهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ» .
وهذا الحديث قَدْ رَوَاهُ غير واحد عَنْ «عدي بْن عدي» ، عَنْ أبيه، وعن عمه العرس ابن عميرة: أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سُكَيْنَةَ الصُّوفِيُّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا مُغِيرَةُ بْنُ زياد الموصل، عَنْ عَدِيِّ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ الْعُرْسِ، عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا عملت الخطيئة في الأرض كان مَنْ شَهِدَهَا وَكَرِهَهَا- وَقَالَ مَرَّةً: أَنْكَرَهَا- كَمَنْ غَابَ عَنْهَا، وَمَنْ غَابَ عَنْهَا فَرَضِيَهَا كَانَ كَمَنْ شَهِدَهَا [2] » .
وهذا العرس بْن عميرة هُوَ عم عدي بْن عدي، وَقَدْ روى أَبُو دَاوُد أيضًا هَذَا الحديث عَنْ أَحْمَد بْن يونس، عَنْ أَبِي شهاب، عَنْ مُغِيرَة، عَنْ عدي بْن عدي، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [3] . فحيث جاءت بعض هَذِهِ الأحاديث مرسلة ظنة بعضهم صحابيًا.
أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ مُكَارِمٍ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي زَكَرِيَّا: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ [4] (ح) قَالَ أَبُو زَكَرِيَّا: وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا هُدْبَةُ- قَالا: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، حَدَّثَنَا عَدِيُّ بْنُ عَدِيٍّ، حَدَّثَنَا رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ وَالْعُرْسُ بْنُ عُمَيْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَدِيِّ بْنِ عُمَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من حَلَفَ عَلَيَّ يَمِينٌ لِيَقْتَطِعَ بِهَا مَالَ أَخِيهِ لقي الله وهو عليه غضبان» .
__________
[1] في المطبوعة: «أبا وفرة» وهو خطأ، والصواب عن مخطوطة دار الكتب «111» مصطلح حديث، وسيأتي على الصواب أيضا في بعض التراجم التالية. وينظر الاستيعاب، الترجمة 1786: 3/ 1060.
[2] سنن أبى داود، كتاب الملاحم، باب الأمر والنهى، الحديث 4345: 4/ 124.
[3] سنن أبى داود، الكتاب، والباب المتقدمان، الحديث 4346، 4/ 124.
[4] وكذا رواه الإمام أحمد عن يحيى بن سعيد بإسناده مثله. ينظر المسند: 4/ 191، 192.(3/510)
قَالَ أَبُو زكريا: سَمِعْتُ عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: عدي ابن عدي أَبُوهُ من أصحاب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
قلت: الصحيح أَنَّهُ لا صحبة لَهُ، واستعمله عُمَر بْن عَبْد العزيز عَلَى الجزيرة والموصل وكان ناسكًا، وكان يُقال: إنه سيد أهل الجزيرة. واستعمال عُمَر لَهُ يدل عَلَى أَنَّهُ لا صحبة لَهُ فإن خلافته كانت سنة مائة، وعاش هُوَ بعد عُمَر.
3612- عدي بْن عَمْرو بن سويد
عدي بْن عَمْرو بْن سويد بْن زبان بْن عَمْرو بْن سلسلة بْن غنم بْن ثوب بْن معن بْن عتود الطائي المعني [1] الشَّاعِر.
قَالَ ابْنُ الكلبي: هُوَ جاهلي إسلامي، ومن شعره فِي إسلامه: [2]
تركت الشعر واستبدلت مِنْهُ ... إِذَا داعي صلاة الصبح قاما [3]
كتاب اللَّه ليس لَهُ شريك ... وودعت المدامة والندامى
وودعت القداح [4] وَقَدْ أراني ... بها سدكًا [5] وَإِن كانت حراما
وهو عدي المعروف بالأعرج.
ثوب هذا بضم الثاء المثلثة، وفتح الواو.
3613- عدي بن عميرة الكندي
(ب د ع) عدي بْن عميرة بْن فروة الكندي، يكنى أبا زرارة.
توفي بالرها. روى عنه قيس بن أبى حازم.
__________
[1] في المطبوعة: «المغنى» بالغين المعجمة. وهو خطأ، وصوابه «المعنى» بالعين المهملة، نسبة إلى معن بن عتود، وهو كذلك في أمالى القالي: 1/ 203.
[2] الأبيات في أمالى القالي 1/ 203 منسوبة إلى سويد بن عدي، وقال أبو على: «وأدرك الإسلام» . وقد ذكر «سويد ابن عدي» في الصحابة، الحافظ بن حجر برقم 3718: 2/ 116، عن المرزباني، ونسب إليه البيتين الأولين.
[3] يروى الشطر الثاني في الأمالي. «إذا داعي منادى الصبح قاما» .
[4] في الأمالي: «وحرمت الخمور» .
[5] سدكا- بفتح فكسر-: مولعا بها. وقد ذكر أبو على القالي مرادفات هذه الكلمة، فقال: «ويقال: سدك به:
وعسك، وعسق، ولكد، ولكي، وحلس، وعبق، ولذم، وغرى (كلها بفتح فكسر) : إذا لصق به ولزمه، وكذلك، درب به، وضرى به، ولهج، وأعصم به، وأخلد به، وعض به، وأزم به، وألظ به» .(3/511)
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْن أَبِي مَنْصُور الأَمِينُ بِإِسْنَادِهِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي قَيْسٌ قَالَ: حَدَّثَنِي عَدِيُّ بْنُ عُمَيْرَةَ الْكِنْدِيُّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، مَنْ عَمِلَ لَنَا مِنْكُمْ عَمَلا فَكَتَمَنَا مِنْهُ مِخْيَطًا فَمَا فَوْقَهُ، فَهُوَ غُلٌّ يَأْتِي بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ أَسْوَدُ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ فَقَالَ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَقْبِلْ عَنِّي عَمَلَكَ قَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: سَمِعْتُكَ تَقُولُ: كَذَا وَكَذَا. قَالَ:
وَأَنَا أَقُولُ ذَاكَ: مَنِ اسْتَعْمَلْنَاهُ عَلَى عَمَلٍ فَلْيَأْتِ بِقَلِيلِهِ وَكَثِيرِهِ، فَمَا أُوتِيَ مِنْهُ أَخَذَهُ، وَمَا نُهِيَ عَنْهُ انْتَهَى [1] » أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ، إِلا أَنَّ أَبَا عمر قَالَ: «الْحَضْرَمِيُّ، وَيُقَالُ: الْكِنْدِيُّ [2] » . وَالصَّحِيحُ أَنَّهُ كِنْدِيٌّ.
3614- عدي بن عميرة
(د ع) عدي بْن عميرة، أخو العرس بْن عميرة الكندي.
روى عَنْهُ ابْنُه عدي بْن عدي بْن عميرة أن رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «وأمروا النساء فِي أنفسهن» وقَالَ: الثيب تعرب عَنْ نفسها والبكر رضاؤها صمتها [3] » . وَرَوَى سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَالَ: أَتَى رَجُلانِ يَخْتَصِمَانِ إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَرْضٍ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: هي لي. وقال الآخر: هي لي، وغضبنيها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فِيهَا الْيَمِينُ لِلَّذِي بِيَدِه الأَرْضُ. فَلَمَّا أَوْقَفُوهُ لِيَحْلِفَ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَمَا أَنَّهُ مَنْ حَلَفَ عَلَى مَالِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ لَقِيَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ. قَالَ: فَمَنْ تَرَكَهَا؟ قَالَ: لَهُ الْجَنَّةُ» أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: هُوَ عِنْدِي الْمُتَقَدِّمُ- يَعْنِي عدي بن عميرة ابن فَرْوَةَ.
قلت: الصحيح مَعَ أَبِي نعيم، هما واحد، وأمَّا ابنه عدي بْن عدي بْن عميرة فلا صحبة لَهُ، وكان عدي بْن عميرة بْن فروة بالكوفة، ولما ورد إليها أمير المؤمنين عليّ بْن أَبِي طَالِب رَأَى
__________
[1] سنن أبى داود، كتاب الأقضية، باب في هدايا العمال، الحديث 3581: 3/ 300. وقد رواه مسلم عَنْ أَبِي بكر بْن أَبِي شيبة، عَنِ وكيع بن الجراح عن إسماعيل بن أبى خالد، به مثله. ينظر صحيح مسلم، كتاب الإمارة، باب تحريم هدايا العمال:
6/ 10. وكذا أخرجه الإمام أحمد عن يحيى بن سعيد، عن إسماعيل، به مثله. المسند: 4/ 192.
[2] الاستيعاب، الترجمة 1785: 3/ 1060.
[3] رواه الإمام أحمد في المسند: 4/ 192.(3/512)
من أهل الكوفة قولًا فِي عثمان رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقَالَ بنو الأرقم- وهم بطن من كندة، رهط عدىّ ابن عميرة-: لا نقيم فِي بلد يشتم فِيهِ عثمان، فخرجوا إِلَى معاوية. وكان إِذَا قدم عَلَيْهِ أحد من أهل العراق أنزلهم الجزيرة مخافة أن يفسدوا أهل الشام، فأنزلهم «نصيبين» ، وأقطع لهم قطائع، ثُمَّ كتب إليهم: إني أتخوف عليكم عقارب «نصيبين» . فأنزلهم (الرها) ، وأقطعهم بها قطائع. وشهدوا معه صفين، ومات عدي بالرها.
وقَالَ أَبُو الهيثم: «هما واحد» . يعني هَذَا والذي قبله.
وقَالَ أَبُو أَحْمَد العسكري: عدي بْن عميرة الكندي- وَيُقَال: الحضرمي- بْن زرارة بْن الأرقم بْن النعمان قَالَ: وقَالَ قوم: عدي بْن فروة الكندي، أَبُو فروة، وفرّق ابن أَبِي خيثمة بين عدي بْن عميرة وعدي بن فروة، والله أعلم.
3615- عدي بن فروة
(ب) عدي بْن فروة.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر قَالَ: وَيُقَال: إنه عدي بْن عميرة بْن فروة بْن زرارة بْن الأرقم الكندي، أصله كوفي، وبها كانت سكناه، وانتقل إِلَى حران، قيل: هُوَ الأول، يعني: عدي بْن عميرة الكندي- وهو عند أكثرهم [غير الأول، كذلك قَالَ أَبُو حاتم وغيره وهذا هُوَ والد عدي بْن عدي الفقيه الكندي [1]] صاحب عُمَر بْن عَبْد العزيز، قاله الْبُخَارِيّ. وخالفه غيره، فجعله الأول، وهو عند بعضهم غير الأول. وقَالَ أَحْمَد بْن زُهَيْر: ليس هُوَ من ولد هَذَا ولا هَذَا، وجعل أباه رجلا ثالثًا. روى عَنْ هَذَا رَجُل يُقال لَهُ: «العرس» ، وروى رجاء بْن حيوة عَنْ عدي بن عدي ابن عميرة بْن فروة، عَنْ أَبِيهِ. وقَالَ الواقدي: توفي عدي بْن عميرة بْن زرارة بالكوفة سنة أربعين، أظنه الأول، والله أعلم.
قلت: هَذَا كلام أَبِي عُمَر، ولم يأت بشيء يدل عَلَى أَنَّهُ غير الأول، فإن قول أَبِي حاتم والبخاري لا يدل عَلَى أَنَّهُ غيرهما. وأمَّا قول أَحْمَد بْن زُهَيْر فيدل أَنَّهُ غيرهما، ولا شك أَنَّهُ وهم مِنْهُ، ولا أشك أن هَذَا عدي بْن فروة نسب إِلَى جده، فإنه عدي بْن عميرة بْن فروة، وهو أيضًا عدي بْن عميرة أخو العرس بْن عميرة، فهؤلاء الثلاثة عندي واحد، والله أعلم.
__________
[1] عن الاستيعاب، الترجمة 1785: 3/ 1060. ويقتضي ذكره تعقيب ابن الأثير على كلام أبى عمر.(3/513)
3616- عدي بن قيس السهمي
(ب س) عدي بْن قيس السهمي. كَانَ من المؤلفة قلوبهم.
روى عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى [1] بْنِ أَبِي كثير قال: كان المؤلفة قلوبهم ثلاثة عشر رجلًا، ثمانية من قريش، وذكر منهم: عدي بْن قيس السهمي.
قَالَ أَبُو عُمَر: وهذا لا يعرف.
أَخْرَجَهُ أبو عمر [2] وأبو موسى.
3617- عدي بن مرة بن سراقة
(ب) عدي بْن مرة بْن سراقة بْن خباب بْن عدي بْن الجد بْن العجلان البلوي، حليف لبني عَمْرو بْن عوف من الأنصار.
قتل يَوْم خيبر شهيدًا، طعن بين ثدييه بالحربة فمات منها.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر.
3618- عدي بن نضلة
(ب س) عدي بْن نضلة- هكذا قَالَ ابْنُ إِسْحَاق [3] والواقدي، وقَالَ ابْنُ الكلبي:
نضيلة وهو ابْنُ عَبْد العزى بْن حرثان بْن عوف بْن عُبَيْد بْن عويج بْن كعب الْقُرَشِيّ العدوي وأمه بِنْت مَسْعُود بْن حذافة بْن سعد بْن سهم.
هاجر هُوَ وابنه النعمان إِلَى أرض الحبشة، وبها مات عدي بْن نضلة، وهو أول موروث فِي الْإِسْلَام بالإسلام ورثه ابنه النعمان.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر وأبو موسى.
3619- عدي بن نوفل
(ب) عدي بْن نوفل بْن أسد بْن عَبْد العزى بْن قصي الأسدي، أسد قريش، وهو أخو ورقة وصفوان ابني نوفل، أمه آمنة بِنْت جَابِر بْن سُفْيَان، أخت تأَبَّط شرّا الفهميّ، ذكر ذلك [4] الزبير.
__________
[1] في المطبوعة: «محمد بن أبى كثير» وهو خطأ، صوابه من الإصابة، والتهذيب، ترجمة يحيى بن أبى كثير:
11/ 268. وترجمة على بن المبارك الهنائى: 7/ 375. والجرح والتعديل لابن أبى حاتم: 2/ 1/ 203.
[2] الاستيعاب، الترجمة: 1787: 3/ 1060.
[3] سيرة ابن هشام: 2/ 265، 367.
[4] ينظر كتاب نسب قريش: 209.(3/514)
أسلم عدي يَوْم الفتح، ثُمَّ عمل لعمر بْن الخطاب وعثمان بْن عفان رَضِي اللَّه عنهما على حضرموت، وكانت تحته أم عَبْد اللَّه بْنت أَبِي البختري بْن هاشم [1] ، وكان يكتب إليها لتسير إِلَيْه، فلا تفعل، فكتب إليها [2] :
إِذَا ما أمّ عبد الله ... لم تحلل بواديه
ولم تمس قريبًا هيج ... الشوق [3] دواعيه
فَقَالَ لها أخوها الأسود بْن أَبِي البختري: «قَدْ بلغ هَذَا الأمر من ابْنُ عمك، اشخصي إِلَيْه» ففعلت.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر [4] .
3620- عدي بن همام
عدي بْن همام بْن مرة بْن حجر بْن عدي بْن رَبِيعة بْن معاوية بْن الحارث الأصغر بْن معاوية الكندي، أَبُو عائذ.
وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قاله ابْنُ الدباغ، عَنِ ابْنِ الكلبي.
باب العين والراء
3621- عرابة بن أوس
(ب) عرابة بْن أوس بْن قيظي بْن عَمْرو بْن زيد بْن جشم بْن حارثة بْن الحارث بْن الخزرج بْن عمرو بْن مَالِك بْن الأوس، الْأَنْصَارِيّ الأوسي ثُمَّ الحارثي.
كان أبوه أوس بْن قيظي من رءوس المنافقين، أحد القائلين: إِنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ 33: 13 [5] .
وذكر ابْنُ إِسْحَاق والواقدي أن عرابة استصغره رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم أحد، فرده مَعَ نفر منهم: ابْنُ عُمَر، والبراء بْن عازب، وغيرهما.
__________
[1] في المطبوعة: «بن هشام» وهو خطأ، والصواب ما أثبتناه عن ترجمة الأسود بن أبى البحيري فيما مضى: 1/ 99.
وكتاب نسب قريش: 213.
[2] البيتان والقصة في كتاب نسب قريش: 209.
[3] في كتاب نسب قريش: «هيج الحزن» .
[4] الاستيعاب، الترجمة 1790: 3/ 1061.
[5] سورة الأحزاب، آية: 13.(3/515)
وكان عرابة من سادات قومه، كريمًا جوادًا، كَانَ يقاس فِي الجود بعبد اللَّه بْن جَعْفَر [1] وبقيس بْن سعد بْن عبادة.
وذكر ابْنُ قُتَيْبَة والمبرد أن عرابة لقي الشماخ الشَّاعِر، وهو يريد المدينة، فسأله عما أقدمه المدينة، فَقَالَ: أردت [أن [أمتار [2] لأهلي. وكان معه بعيران، فأوقرهما لَهُ تمرًا وبرًا وكساه وأكرمه، فخرج عَنِ المدينة وامتدحه بالقصيدة التي يَقُولُ فيها [3] :
رَأَيْت عرابة الأوسي يسمو ... إِلَى الخيرات منقطع القرين
إِذَا ما راية رفعت لمجد ... تلقاها عرابة باليمين
إِذَا بلغتني وحملت رحلي ... عرابة فاشرقي بدم الوتين [4]
أَخْرَجَهُ أَبُو عمر وأبو موسى.
3622- عرابة بن شماخ
(س) عرابة بْن شماخ الجهني.
شهد فِي الكتاب الَّذِي كتبه رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للعلاء بْن الحضرمي حين بعثه إِلَى البحرين.
ذكره ابْنُ الدباغ، فيما استدركه على أبى عمر.
3623- عرابة والد عبد الرحمن
(س) عرابة والد عَبْد الرَّحْمَن.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى وقَالَ: لَهُ ذكر فِي إسناده، ولم يورد له شيئا أكثر من هذا.
3624- عرباض بن سارية السلمي
(ب د ع) عرباض بْن سارية السلمي. يكنى أبا نجيح.
روى عَنْهُ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَمْرو، وجبير بْن نفير، وخالد بْن معدان وغيرهم، وسكن الشام.
__________
[1] ينظر الترجمة 2862: 3/ 198 من هذا الكتاب، وستأتي ترجمة قيس بن سعد في حرف القاف.
[2] أمتار لأهلى: أبتاع لهم الطعام.
[3] الشعر والشعراء لابن قتيبة: 318، 319. والمعارف لابن قتيبة أيضا: 330. والكامل للمبرد: 113، 645.
[4] الوتين: عرق في القلب إذا انقطع مات صاحبه.(3/516)
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ يُعْرَفُ بِابْنِ الشِّيرَجِيِّ الدِّمَشْقِيُّ وَغَيْرُ وَاحِدٍ قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أبو العلاء أحمد بن مكي ابن حَسْنُوَيْهِ الْحَسْنُوِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ شكرَوَيْهِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَعْفَرٍ البزدي، حَدَّثَنَا الأَصَمُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْفَرَجِ الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ بُجَيْرِ بْنِ سعد، عن خالد بن معدان، عن عبد الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ قَالَ: وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم موعظة بليغة، ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ. فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ، فَمَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا؟ قَالَ:
أُوصِيكُمْ. بِتَقْوَى اللَّهِ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ كَانَ عَبْدًا حَبَشِيًّا، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلافًا كَثِيرًا، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ فَإِنَّهَا ضَلالَةٌ، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَعَلَيْهِ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ. عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ» [1] . وتوفي العرباض سنة خمس وسبعين، وَقِيلَ: تُوُفِّيَ فِي فِتْنَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
3625- عرزب الكندي
(د) عرزب الكندي، يعد فِي أهل الشام.
روى عَنْهُ أَبُو عفيف أن رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إنكم ستحدثون بعدي أشياء، فأحبها إليَّ ما أحدثه عُمَر» . أَخْرَجَهُ ابْن منده.
أَبُو عفيف اسمه: عَبْد الملك.
3626- عرس بن عامر
عرس بْن عَامِر بْن رَبِيعة بْن هوذة بْن رَبِيعة، وهو البكاء، بْن عَامِر بْن صعصعة.
وفد هُوَ وأخوه عَمْرو بْن عَامِر عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأعطاهما مسكنهما من «المصنعة» «وقرار [2] » .
ذكره ابن الدباغ.
__________
[1] أخرجه الإمام أحمد في مسندة عن عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صالح، عن حمزة بن حبيب، عن عبد الرحمن ابن عمرو، أنه سمع العرباض بن سارية، وذكر نحوه. المسند: 4/ 126.
[2] المصنعة وقرار: موضعان.(3/517)
3627- عرس بن عميرة
(ب د ع) عرس بْن عميرة الكندي، أخو عدي بْن عميرة. تقدم نسبه عند ذكر أخيه عدي.
روى عَنْهُ ابْنُ أخيه عدي بْن عدي بْن عميرة، حديثه عند أهل الشام. روى عنه زهدم ابن الحارث أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «من كذب علي متعمدا فليتبوَّأ مقعده من النار» . وروى عدي بْن عدي، عَنِ العرس أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «وأمروا النساء فِي أنفسهن» [1] .
وَقَدْ رُوِيَ هَذَا عَنْ عدي بْن عدي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ العرس. وَقَدْ تقدم الكلام فِيهِ فِي عدي بْن عميرة، وعدي بْن عدي.
أَخْرَجَهُ الثلاثة [2]
3628- العرس بن قيس
(ب) العرس بْن قيس بْن سَعِيد بْن الأرقم بْن النعمان الكندي. مذكور فِي الصحابة أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر مختصرا، وقَالَ: «لا أعرفه. وقيل: مات في فتنة ابن الزبير [3] » .
3629- عرفجة بن أسعد
(ب د ع) عرفجة بْن أسعد بْن كرب التيمي [4] .
قاله ابْنُ منده وَأَبُو نعيم، وقَالَ أَبُو عُمَر: عرفجة بْن أسعد بْن صفوان التيمي [4] ، وهو بصري، وهو الَّذِي أصيب أنفه يَوْم الكلاب فِي الجاهلية.
أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورِ بْنِ مُكَارِمٍ الْمُؤَدِّبُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ نَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ صَفْوَانَ بِإِسْنَادِهِ إِلَى الْمُعَافَى بْنِ عِمْرَانَ، عَنْ أَبِي الأَشْهَبِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ طَرَفَةَ بْنِ عَرْفَجَةَ، عَنْ جَدِّهِ- وَكَانَ جَدُّهُ قَدْ أَدْرَكَ الْجَاهِلِيَّةَ- أَنَّ جَدَّهُ أُصِيبَ أَنْفُهُ يَوْمَ الْكِلابِ، فَاتَّخَذَ أَنْفًا مِنْ وَرِقٍ فَأُنْتِنَ، فَأَمَرَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنِ اتَّخِذْ أَنْفًا مِنْ ذَهَبٍ [5] .
__________
[1] رواه الإمام أحمد بنحوه، عن عدي بن عدي الكندي، عن أبيه. المسند: 4/ 192، ولفظه: «أشيروا على النساء في أنفسهن. فقالوا: إن البكر تستحي يا رسول اللَّهُ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: الثيب تعرب عن نفسها بلسانها، والبكر رضاها صمتها» .
[2] الاستيعاب، الترجمة 1793: 3/ 1062.
[3] الاستيعاب، الترجمة 1794: 3/ 1062.
[4] في المطبوعة: «التميمي» والمثبت عن الاستيعاب، الترجمة 1705: 3/ 1062، والإصابة، الترجمة 5508: 2/ 467
[5] أخرجه الإمام أحمد عن يزيد بن هارون، عن أبى الأشهب بإسناده مثله. المسند: 4/ 342. وينظر المسند أيضا: 5/ 23.(3/518)
وَرَوَاهُ هَاشِمُ بْنُ الْبُرَيْدِ وَأَبُو سَعِيدٍ الصَّنْعَانِيُّ، عَنْ أَبِي الأَشْهَبِ، بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
3630- عرفجة بن خذيمة
(ب) عرفجة بْن خزيمة، الَّذِي قَالَ فِيهِ عُمَر بْن الخطاب لعتبة بْن غزوان- وَقَدْ أمده بِهِ-:
«شاوره، فإنه ذو مجاهدة للعدو، ومكابدة» .
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر مختصرًا [1] .
قلت: كذا ذكره أَبُو عُمَر: «عرفجة بْن خزيمة» رَأَيْت ذَلِكَ فِي عدة نسخ صحيحة مسموعة أصول يعتمد عليها، «وخزيمة» وهم، «وَإِنما هُوَ «هرثمة» ، بالهاء والراء، لا بالخاء والزاي. وهو الَّذِي أمد بِهِ عُمَر بْن الخطاب عتبة بْن غزوان، وكان أَبُو بَكْر الصديق قَدْ أمد بِهِ أيضًا «جيفر بْن الجلندي [2] » بعمان لما ارتد أهلها، مَعَ لقيط بْن مَالِك الْأَزْدِيّ ذي التاج، وكان مَعَ عرفجة حذيفة بْن محصن القلعاني [3] وعكرمة بْن أَبِي جهل، فظفروا بالمرتدين.
3631- عرفجة بن شريح
(ب د ع) عرفجة بْن شريح الأشجعي، وقيل: الكندي، وقيل: عرفجة بْن صريح، بالصاد المهملة والضاد المعجمة، وقيل: ابْنُ طريح، بالطاء، وقيل: ابْنُ شريك، وقيل:
ابْنُ ذريح، وقيل غير ذَلِكَ. ومنهم من جعله أسلميًا.
سكن الكوفة. روى عَنْهُ قطبة بْن مَالِك، وزياد بْن علاقة، والسبيعي، وغيرهم.
رَوَى زِيَادُ بْنُ عِلاقَةَ، عَنْ قُطْبَةَ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عَرْفَجَةَ قَالَ: صلى بنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْفَجْرَ، ثُمَّ قَالَ: وُزِنَ أَصْحَابِي اللَّيْلَةَ [وُزِنَ [4]] أَبُو بَكْرٍ [فَوَزَنَ] ، ثُمَّ وُزِنَ عمر [فوزن] [5] ثم وزن عثمان [فخفّ [6]] .
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 1796: 3/ 1062.
[2] مضت ترجمته برقم 833: 1/ 371.
[3] في المطبوعة: «العلقانى» ، بتقديم العين على القاف. والمثبت عن ترجمته وضبط ابن الأثير هنالك. ينظر الترجمة:
1112: 1/ 467، 468.
[4] مكانه في المطبوعة: «فوزن» والمثبت عن الاستيعاب.
[5] سقط من المطبوعة، أثبتناه عن الاستيعاب، الترجمة 1797: 3/ 1064، ومسند الإمام أحمد: 5/ 376.
ومعنى «فوزن» - بفتح الواو والزاى-، فرجح، ففي اللسان: «ووزن في الشيء: رجح» .
[6] مكانه في المطبوعة: «فوزن» . وهو خطأ. والمثبت عن الاستيعاب. وفي مسند الإمام أحمد: «فنقص» .
وقد روى الحديث من وجوه متعددة، ينظر مسند الإمام أحمد: 4/ 63، 5/ 44، 50، 376، وسنن أبى داود، كتاب السنة، باب 18، وتحفة الأحوذي، أبواب الرؤيا، باب ما جاء في رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم في الميزان والدلو، الحديث 62389/ 566.(3/519)
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي الرَّجَاءِ إِجَازَةً بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ، عَنْ عَرْفَجَةَ بْنِ شَرِيكٍ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إنها ستكون هنات وَهَنَاتٌ، فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُفَرِّقَ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ وهم جميع، فاضربوه بسيف كَائِنًا مَنْ كَانَ» [1] . قَالَ أَبُو عُمَر: وقَالَ أَحْمَد بْن زُهَيْر: «عرفجة الأشجعي [2] غير عرفجة بْن شريح الكندي» قَالَ: وليس هُوَ عندي كما قَالَ أَحْمَد. وروى لَهُ أَبُو عُمَر هذين الحديثين، قَالَ: وفي اسم أَبِي عرفجة اختلاف كثير.
أخرجه الثلاثة.
3632- عرفجة بن هرثمة
(ب) عرفجة بْن هرثمة بْن عَبْد العزي بْن زُهَيْر بْن ثعلبة بْن عَمْرو- أخي بارق، واسم بارق: سعد بْن عدي بْن حارثة بن عمرو [3] مزيقياء.
وهو الَّذِي جند الموصل، وواليها، وله فيها أخبار. وهو الَّذِي أمد بِهِ عُمَر بْن الخطاب عتبة بن غزوان لما ولاه أرض الْبَصْرِيّ وكتب إِلَيْه: «إني قَدْ أمددتك بعرفجة بْن هرثمة وهو ذو مجاهدة ومكايدة للعدو، فإذا قدم عليك فاستشره» وَقَدْ ذكره هشام بْن الكلبي بهذا النسب، وجعله من بني عَمْرو وأخي بارق، وقَالَ:
عداده في بارق.
وذكر الطبري أَنَّهُ الَّذِي أمد بِهِ عُمَر بْن الخطاب عتبة بْن غزوان.
وذكره أَبُو عُمَر: عرفجة بْن خزيمة، فصحف فِيهِ، وَقَدْ ذكرناه ليعرف وهمه فيه.
__________
[1] الحديث رواه الإمام مسلم في كتاب الإمارة، باب حكم من فرق أمر المسلمين، وهو مجتمع 6/ 22، عن محمد بن بشار، عن محمد بن جعفر، عن شعبة بإسناده مثله. وكذلك رواه أبو داود في كتاب للسنة، باب في قتل الخوارج، الحديث 4762/ 4/ 242، عن يحيى، عن شعبة بإسناده ورواه الإمام أحمد في مسندة عن محمد بن جعفر، عن شعبة- وعن أبى النضر، عن شيبان، عن زياد، مثله المسند: 4/ 341.
[2] كذا في المطبوعة، وهو ثابت في إحدى نسخ الاستيعاب، وفي بعضها الآخر: «عرفجة الأسلمي» . ينظر الاستيعاب:
3/ 1063.
[3] ينظر جمهرة أنساب العرب لابن حزم: 347.(3/520)
أخبرنا أبو منصور بن مكارم بإسناده إلى أَبِي زكريا يزيد بْن إياس الْأَزْدِيّ قَالَ: أخبرني الْحُسَيْن بْن عليل العنزي، حَدَّثَنِي أَبُو غسان ربيع بْن سَلَمة، حَدَّثَنَا أَبُو عبيدة قَالَ: الَّذِي جند «الموصل» عثمان بْن عفان، وأسكنها أربعة آلاف من الأزد وطيِّئ وكندة وعبد القيس، وأمر عرفجة بن هرثمة البارقي فقطع بهم من فارس إِلَى الموصل، وكان قَدْ بعثه عثمان يغير عَلَى أهل فارس.
قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو زَكَرِيَّا قَالَ: أَنْبَأَنِي مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ السَّرِيِّ بْنِ يحيى، عن سيف ابن عُمَرَ، عَنْ مُحَمَّدٍ وَطَلْحَةَ وَالْمُهَلَّبِ قَالُوا: كَتَبَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ إِلَى عُمَرَ فِي اجْتِمَاعِ أَهْلِ الْمَوْصِلِ إِلَى «الأَنْطَاقِ» وَإِقْبَالِهِ مِنْهَا حَتَّى نَزَلَ «تِكْرِيتَ» ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ: أَنْ سَرِّحْ إِلَى «الأَنْطَاقِ» عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُعْتَمِّ [1] الْعَبْسِيَّ، وَعَلَى مُقَدِّمَتِهِ رِبْعِيُّ بْنُ الأَفْكَلِ الْعَنْزِيُّ، وَعَلَى «الْخَيْلِ عَرْفَجَةُ بْنُ هَرْثَمَةَ الْبَارِقِيُّ ... وَذَكَرَ الْحَدِيثَ فِي فَتْحِ تِكْرِيتَ وَالْمَوْصِلِ [2] ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
3633- عرفجة بن أبى يزيد
(س) عرفجة بْن أَبِي يزيد.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى وقَالَ: أورده جَعْفَر المستغفري فِي الصحابة، قَالَ: وَيُقَال: إن لَهُ صحبة، ولم يورد له شيئا.
3634- عرفطة الأنصاري
(س) عرفطة الْأَنْصَارِيّ.
روى الكلبي، عَنْ أَبِي صالح عَنِ ابْنِ عَبَّاس قَالَ: وأمَّا قولُه تَعَالى: لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ 4: 7 [3] ... الآية، فإن أوس بْن ثابت توفي وترك ثلاث بنات، وترك امْرَأَة يقال لها: أم كجة، فقام رجلان من بني عمه يُقال لهما: قَتَادَة وعرفطة، فأخذا ماله، فجاءت أم كجة إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالت: يا رَسُول اللَّه، إن أوس بْن ثابت توفي وترك عليّ ثلاث بنات، وليس عندي ما أنفق عليهن، وَقَدْ ترك مالًا حسنًا ذهب به ابنا عمّه: قتادة وعرفطة، فلم يعطيا بناته شيئًا، وهن فِي حجري لا يطعمانهن ولا يسقيانهن، وليس بيدي ما يسعهن. فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ارجعي إِلَى بيتك حتَّى أنظر ما يحدث اللَّه، عز وجل، فأنزل الله تعالى:
__________
[1] في المطبوعة: «المغنم» وهو خطأ، والصواب عن المشتبه للذهبى: 599.
[2] ينظر الكامل لابن الأثير: 2/ 364.
[3] سورة النساء، آية: 7.(3/521)
لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ 4: 7 ... الآيَةَ، فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى قَتَادَة وعرفطة: «لا تقربا من المال شيئًا حتَّى أنظركم هُوَ؟ فأنزل اللَّه: يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ 4: 11 [1] . أخرجه أبو موسى.
3635- عرفطة بن الحباب
(ب د) عرفطة بْن الْحُبَاب بْن حبيب- وقيل: ابْنُ جُبَيْر- الْأَزْدِيّ، حليف لبني أمية ابن عَبْد شمس بْن عَبْد مناف، وهو أَبُو أوفى بْن عرفطة.
استشهد يَوْم الطائف، وله عقب، ولا تعرف لَهُ رواية. وذكره ابْنُ إِسْحَاق، إلا أَنَّهُ قَالَ:
ابْنُ جناب، بالجيم والنون، وقَالَ ابْنُ هشام: «وَيُقَال: ابْنُ حباب [2] » بحاء مهملة، وباءين بنقطة نقطة.
أَخْرَجَهُ أَبُو عمر [3] وابن مندة.
3636- عرفطة بن فضلة
عرفطة بْن نضلة الأسدي، يكنى أبا مكعت، وَقَدْ ذكر فِي «أَبِي مكعت» «وأبي مصعب» ، فليطلب منه.
3637- عرفطة بن نهيك
(ب س) عرفطة بْن نهيك التميمي. لَهُ صحبة.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر [4] مختصرًا، وأخرجه أَبُو مُوسَى فَقَالَ: روى يزيد بْن عَبْد اللَّه، عن صفوان ابن أمية قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقام عرفطة بْن نهيك التميمي، فَقَالَ: يا رَسُول اللَّه، إني وأهل بيتي مرزوقون من هَذَا الصيد، ولنا فِيهِ قسم [5] وبركة، وهو مشغلة عَنْ ذكر اللَّه عزَّ وجلَّ وعن الصلاة فِي جماعة، وبنا إِلَيْه حاجة، أفتحله أم تحرمه؟ قَالَ: أحله، لأن الله عز وجل أحلّه ... الحديث.
__________
[1] سورة النساء، آية: 11.
هذا وقد زوى هذا الأثر ابن مردويه من طريق إبراهيم بن هراسة، عن سفيان الثوري، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر. ينظر تفسير ابن كثير عند الآية السابقة من سورة النساء: 3/ 191 بتحقيقنا
[2] سيرة ابن هشام: 2/ 486.
[3] الاستيعاب، الترجمة 1798: 3/ 1064.
[4] الاستيعاب، الترجمة 1799، 3/ 1064.
[5] القسم: النصيب والحصة.(3/522)
3638- عروة بن أثاثة
(ب س) عروة بْن أثاثة العدوي.
كَانَ من مهاجرة الفتح، وهو أخو عَمْرو بْن العاص لأمه. قاله أَبُو مُوسَى.
وقَالَ أَبُو عُمَر: «هُوَ عروة بْن أثاثة- وقيل: ابْنُ أَبِي أثاثة- بْن عَبْد العزى بْن حرثان ابن عوف بْن عُبَيْد بْن عويج بْن عدي بْن كعب الْقُرَشِيّ العدوي، قديم الْإِسْلَام، هاجر إِلَى أرض- الحبشة، ولم يذكره ابْنُ إِسْحَاق فيهم، وذكره مُوسَى بْن عقبة وَأَبُو معشر والواقدي [1] » قلت: قول أَبِي مُوسَى: «من مهاجرة الفتح» ، فإن الفتح لم يكن لَهُ هجرة، وَإِنما الهجرة انقطعت بالفتح [2] . وَقَدْ أعاد أَبُو مُوسَى ذكره مرة ثانية، فَقَالَ: «عروة بْن عَبْد العزى» ، ويرد الكلام عَلَيْهِ، إن شاء الله تعالى، هناك.
3639- عروة بن أسماء
(ب د ع) عروة بْن أسماء بْن الصلت بن حبيب بن حارثة بن هلال بن سماك بن عوف ابن امرئ القيس بْن بهثة بْن سُلَيْم السلمي، حليف لبني عَمْرو بْن عوف.
ذكره مُحَمَّد بْن إِسْحَاق [3] والواقدي فيمن استشهد يَوْم بئر معونة، قَالَ: وحرض المشركون يَوْم بئر معونة بعروة بْن أسماء أن يؤمنوه، فأبى، وكان ذا خلة [4] لعامر بْن الطفيل، مَعَ أن قومه من بني سليم حرضوا عَلَى ذَلِكَ مِنْهُ، فأبى وقَالَ: لا أقبل منهم أمانًا، ولا أرغب بنفسي عَنْ مصارع أصحابي، ثُمَّ تقدم فقاتل حتَّى قتل.
أخرجه الثلاثة.
3640- عروة بن الجعد
(د ع) عروة بْن الجعد- وقيل: ابْنُ أَبِي الجعد- البارقي، وقيل: الْأَزْدِيّ.
قاله ابْنُ منده وَأَبُو نعيم.
سكن الكوفة، روى عَنْهُ الشَّعْبِيّ، والسبيعي، وشبيب بْن غرقدة، وسماك بْن حرب، وشريح بن هاني، وغيرهم.
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 1800: 3/ 1064.
[2] في كتاب نسب قريش 381: أن عروة بن أبى أثاثة من مهاجرة الحبشة
[3] سيرة ابن هشام: 2/ 184.
[4] ذا خلة: ذا صداقة.(3/523)
وكان ممن سيره عثمان، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، إِلَى الشام من أهل الكوفة، وكان مرابطًا ببرازالرّوز [1] ، ومعه عدة أفراس منها فرس أخذه بعشرة آلاف [2] درهم وقَالَ شبيب بْن غرقدة: رَأَيْت فِي دار عروة بْن الجعد سبعين فرسًا مربوطة للجهاد في سبيل الله عز وجل [3] .
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَطِيبُ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ خِرِّيتٍ [4] الأَزْدِيُّ، حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الْجَعْدِ الْبَارِقِيِّ قَالَ: رَأَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُ خَدَّ فَرَسِهِ، فقيل لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: إِنَّ جِبْرِيلَ عَاتَبَنِي فِي الْفَرَسِ [5] أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم. وقولهما: «بارقي، وقيل: أزدي» واحد، فإن بارقًا من الأزد، وهو بارق بْن عدي بْن حارثة بْن امرئ القيس بْن ثعلبة بْن مازن بْن الأزد، وَإِنما قيل لَهُ: «بارق» ، لأنَّه نزل عند جبل اسمه «بارق» فنسب إليه، وقيل غير ذلك.
3641- عروة السعدي
(س) عروة السعدي.
أورده أَبُو بَكْر الإسماعيلي، روى عَنْهُ ابنه مُحَمَّد أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: إن من أشراط الساعة أن يعمر الخراب، ويخرب العمران، وأن يكون الغزو فيئًا، وأن يتمرس [6] الرجل بأمانته كما يتمرس البعير بالشجر» . أَخْرَجَهُ أبو موسى [7] .
__________
[1] برازالروز: موضع بالجانب الشرقي من بغداد.
[2] في المطبوعة: «بعشرة ألف درهم» . وهو خطأ.
[3] رواه الإمام أحمد في مسندة: 4/ 375.
[4] في المطبوعة: «الحريث» بالحاء والثاء، والمثبت عن التهذيب: 3/ 314 والجرح لابن أبى حاتم، 1/ 2/ 581.
[5] أخرج الإمام مالك نحوه عن يحيى بن سعيد، ولفظه: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رئي وهو يمسح وجه فرسه بردائه، فسئل عن ذلك، فقال: إني عوتبت الليلة في الخيل» . ويقول السيوطي في تنوير الحوالك 1/ 311: «وصله ابن عبد البر من طريق عبد الله بن عمرو الفهري. عَنْ مَالِكٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أنس. وصله أبو عبيدة في الخيل، من طريق يحيى بن سعيد، عن شيخ من الأنصار، ورواه أبو داود في المراسيل من مرسل نعيم بن أبى هند. قال ابن عبد البر: روى موصولا عنه، عن عروة» .
[6] في النهاية لابن الأثير: «إن من اقتراب الساعة أن يتمرس الرجل بدينه كما يتمرس البعير بالشجرة أي يتعلب بدينه ويعبث به كما يعبث البعير بالشجرة ويتحكك بها، والتمرس شدة الالتواء.
[7] ذكر الحافظ في الإصابة الترجمة 6783/ 3/ 166 أن الصواب إنما هو عروة بن محمد عن أبيه عن جده عطية.(3/524)
3642- عروة بن عامر
(س) عروة بْن عَامِر الجهني.
أورده ابْن شاهين.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَبِي مَنْصُورٍ الصُّوفِيُّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْن حَنْبَلٍ وَأَبُو بَكْرِ بْن أَبِي شَيْبَةَ قَالا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عن عروة ابن عَامِرٍ- قَالَ أَحْمَدُ: «الْقُرَشِيُّ» - قَالَ: ذَكَرْتُ الطِّيَرَةَ عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:
«أَحْسَنُهَا الْفَأْلُ، وَلا تَرُدُّ مُسْلِمًا، فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ [مِنَ الطِّيَرَةِ] [1] مَا يَكْرَهُ يَقُولُ [2] :
«اللَّهمّ، لا يَأْتِي بِالْحَسَنَاتِ إِلا أَنْتَ، وَلا يَدْفَعُ السَّيِّئَاتِ إِلا أَنْتَ، لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِكَ» [3] أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى، وقَالَ: قَالَ ابْنُ أَبِي حاتم: «عروة بْن عَامِر، سمع ابن عبّاس وعبيد ابن رفاعة روى عَنْهُ حبيب» [4] فعلى هَذَا يكون الحديث مرسلًا. وقَالَ أَبُو أَحْمَد العسكري: عروة بْن عَامِر الجهني، روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلا، ذكرناه ليعرف.
3643- عروة بن عامر بن عبيد
(س) عروة بْن عَامِر بْن عُبَيْد بْن رفاعة.
أورده الإسماعيلي أيضًا، وروي بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَمْرو بْن دينار، عَنْ عروة [بْن عَامِر [5]] ابن عُبَيْد بْن رفاعة: «أن أسماء بِنْت عميس أَتَتْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بثلاثة بنين لها، واستأذنته أن ترقيهم، فَقَالَ: ارقيهم» .
__________
[1] ما بين القوسين ليس في سنن أبى داود.
[2] في سنن أبى داود: «فليقل» .
[3] سنن أبى داود، كتاب الطب، باب في الطيرة، الحديث 3919: 4/ 18، 19.
[4] الجرح والتعديل لابن أبى حاتم: 3/ 1/ 396.
[5] عن الإصابة، الترجمة 6782: 3/ 166. وقال الحافظ: «وقد وقع فيه أيضا تصحيف، والصواب: عن عروة ابن عامر، عن عبيد بن رفاعة. فعروة هو الجهنيّ المتقدم في القسم الأول، وقد جزم أبو حاتم بأنه يروى عن عبيد بن رفاعة.
وقد أخرج الترمذي وابن ماجة الحديث على الصواب» .
هذا وقد أخرج الترمذي الحديث- كما قال الحافظ- في أبواب الطب، باب ما جاء في الرقية من العين، الحديث 2136: 6/ 219 وأخرجه ابن ماجة في كتاب الطب أيضا، باب من استرقى من العين، الحديث 3510: 2/ 1160.(3/525)
قال الإسماعيلي: وقد روى عَنْ عَمْرو بْن دينار، عَنْ عروة بْن رفاعة الأنصاري [1] .
أخرجه أبو موسى.
3644- عروة بن عبد العزى
(س) عروة بْن عَبْد العزى بْن حرثان بْن عوف بْن عُبَيْد بْن عويج بْن عدي بْن كعب، من مهاجرة الحبشة، هلك بأرض الحبشة، لا عقب لَهُ.
قاله جَعْفَر، أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
قلت: قَدْ أخرج أَبُو مُوسَى «عروة بْن أثاثة العدوي» وهو مذكور قبل هَذِهِ الترجمة، وقَالَ: كَانَ من مهاجرة الفتح، ولم ينسبه هناك، ثم قال هاهنا «عروة بْن عَبْد العزى» ، ونسبه، وقَالَ: «هُوَ من مهاجرة الحبشة» ، وهما واحد وهو: ابْنُ أثاثة بْن عَبْد العزى، وَقَدْ تقدم نسبه فِي تلك الترجمة عَلَى ما ذكره أَبُو عُمَر والزبير وغيرهما، ولا شك أن أبا مُوسَى حيث رَأَى فِي تلك الترجمة «عروة بن أثاثة من مهاجرة الفتح» ، ولم يعرف نسبه، ورآه هاهنا «عروة بْن عَبْد العزى» وَقَدْ نسب إِلَى جَدّه، وهو من مهاجرة الحبشة، ظنهما اثنين، ولو أمعن النظر لرآهما واحدا، وأن قوله: «من مهاجرة الفتح» وهو وغلط من بعض النساخ، والله أعلم، ومن رَأَى من الصحابة من ينسب إِلَى هَذَا «عَبْد العزى» ، لم يجد منهم من هُوَ ولده لصلبه، منهم: «النعمان بْن عدي بْن نضلة بْن عبد العزى بْنُ حرثان» ، وهذا بينه وبين «عَبْد العزى» رجلان، وقس عَلَى هَذَا، وهذا إنَّما يقوله بقوته، لقول من نسبه إلى «أثاثة ابن عَبْد العزى» . وقَالَ الزُّبَيْر بْن بكار: فولد أبو أثاثة بْن عَبْد العزى عَمْرو بْن أثاثة وعروة ابن أثاثة [2] وهو من مهاجرة الحبشة، وأمه النابغة بِنْت حرملة [3] أخو عَمْرو بْن العاص لأمه، وَقَدْ ذكرناه فِي عمرو بْن أثاثة، والله أعلم.
3645- عروة بن عياض
(ب) عروة بن عياض بن أبى الجعة البارقي، وبارق من الأزد، وَيُقَال: إن بارقا جبل نزله بعض الأزد، فنسبوا إليه.
__________
[1] ذكر الحافظ في الإصابة لعروة بن رفاعة ترجمة برقم 6781، وقال: «ذكره إسماعيل» ، وقال: «وهو خطأ نشأ عن تصحيف، والصواب: عروة. [في الإصابة: عروة بن رفاعة، فحذفنا «بن رفاعة» ] عن ابن رفاعة، فعروة هو ابن عامر، و [ابن] رفاعة هو عبيد» .
[2] في كتاب نسب قريش 381: «عمرو بن أبى أثاثة، وعروة بن أبى أثاثة» . وينظر قول أبى عمر في ترجمة عروة بن أثاثة.
[3] في المطبوعة: «حريملة» والمثبت عن كتاب نسب قريش 381، وترجمة عمرو بن أبى أثاثة فيما يأتى بعد.(3/526)
استعمل عُمَر بْن الخطاب عروة هَذَا عَلَى قضاء الكوفة، وضم إِلَيْه «سلمان بْن ربيعة الباهلي [1] » وذلك قبل أن يستقضي شريحًا.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر، وذكر لَهُ حديث «الخيل معقود فِي نواصيها الخير» . وهذا الحديث قَدْ أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم فِي ترجمة «عروة بْن الجعد» ، وقيل: ابْنُ أَبِي الجعد، وَقَدْ تقدم، ولم يخرج هَذَا أَبُو مُوسَى، وعادته إخراج مثله، وكان لعروة سبعون فرسًا مربوطة، وهو من جلة من سير إِلَى الشام من أهل الكوفة فِي خلافة عثمان بْن عفان رضي اللَّه عنه.
3646- عروة أبو غاضرة
(ب د ع) عروة أَبُو غاضرة الفقيمي، من بني فقيم بْن دارم [2] التميمي.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْمَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْفَقِيهُ الْمَخْزُومِيُّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي يَعْلَى أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ:
حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ هِلالٍ، عَنْ غَاضِرَةَ بْنِ عُرْوَةَ الْفُقَيْمِيِّ، أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، وَالنَّاسُ يَنْتَظِرُونَ الصَّلاةَ، فَخَرَجَ عَلَيْنَا رَجُلٌ يَقْطُرُ رَأْسُهُ مِنْ وُضُوئِهِ- أَوْ: مِنْ غُسْلٍ اغْتَسَلَهُ- فَصَلَّى بِنَا، فَلَمَّا صَلَّيْنَا جَعَلَ النَّاسُ يَقُومُونَ إِلَيْه يَقُولُونَ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ كَذَا؟ أَرَأَيْتَ كَذَا؟ يُرَدِّدُهَا مَرَّاتٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ دِينَ اللَّهِ يُسْرٌ فِي يُسْرٍ» [3] . أَخْرَجَهُ الثلاثة.
3647- عروة القشيري
(س) عروة القشيري.
أورده الإسماعيلي فِي الصحابة، وروى بِإِسْنَادِهِ عَنْ عروة القشيري أَنَّهُ قَالَ: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: كَانَ لنا أرباب وربات دعوناها ولم تجب لنا، فجاءنا اللَّه بك فاستنقذنا منها.
فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَفْلَحَ مَنْ رُزِقَ لبًا» . ثُمَّ دعاني مرتين، وكساني ثوبين.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى وقَالَ: رُوِيَ هَذَا القول عن غير هذا الرجل.
__________
[1] تقدمت ترجمته برقم 2146: 2/ 415، 416.
[2] في الجمهرة، لابن حزم 218، أن فقيم هو ابن جرير بن دارم.
[3] أخرجه الإمام أحمد بنحوه عن يزيد بن هارون، عن عاصم بن هلال باسناده. المسند: 5/ 68، 69.(3/527)
3648- عروة بن مالك الأسلمي
(س) عروة بْن مَالِك الأسلمي.
لَهُ صحبة، قاله جَعْفَر، ولم يذكر لَهُ شيئًا.
أَخْرَجَهُ أبو موسى مختصرا.
3649- عروة بن مالك بن شداد
(س) عروة بْن مَالِك بْن شداد بْن خزيمة- وقيل: جذيمة- بْن دراع بْن عدي بْن الدار ابْنُ هانئ.
سماه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد الرَّحْمَن.
قاله جَعْفَر، أخرجه أبو موسى مختصرا.
3650- عروة المرادي
(س) عروة المرادي.
قَالَ جَعْفَر المستغفري: حكاه ابْنُ منيع، عَنِ الْبُخَارِيّ أَنَّهُ قَالَ: «سكن الكوفة، حدث عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديثًا» ، ولم يذكر الحديث.
أَخْرَجَهُ أَبُو موسى مختصرا.
3651- عروة بن حرة
(ب) عروة بْن مرة بْن سراقة الْأَنْصَارِيّ من الأوس.
قتل يَوْم خيبر.
أَخْرَجَهُ أَبُو عمر مختصرا [1] .
3652- عروة بن مسعود
(ب د ع) عروة بْن مَسْعُود بْن معتب بْن مالك بْن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف ابن ثقيف بْن منبه بْن بَكْر بْن هوازن بْن عكرمة بْن خصفة بْن قيس عيلان الثقفي، أَبُو مَسْعُود، وقيل: أَبُو يعفور. وأمه سبيعة [2] بِنْت عَبْد شمس بْن عَبْد مناف القرشية، يجتمع هو والمغيرة ابن شُعْبَة بْن أَبِي عَامِر بْن مَسْعُود فِي «مسعود» .
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 1803: 3/ 1066.
[2] كتاب نسب قريش: 98.(3/528)
وهو ممن أرسلته قريش إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الحديبية، فعاد إِلَى قريش وقَالَ لهم: «قَدْ عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها» .
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر بْن السَّمِينِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى يونس بن بكير، عن ابن إِسْحَاقَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا انْصَرَفَ عَنْ ثَقِيفٍ اتَّبَعَ أَثَرَهُ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودِ بْنِ مُعَتِّبٍ، فَأَدْرَكَهُ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَأَسْلَمَ، وَسَأَلَهُ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى قَوْمِهِ بِالإِسْلامِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَمَا يَتَحَدَّثُ قَوْمُهُ: إِنَّهُمْ قَاتَلُوكَ. وَعَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ فِيهِمْ نَخْوَةً بِالامْتِنَاعِ [1] الَّذِي كَانَ مِنْهُمْ، فَقَالَ لَهُ عُرْوَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَا أَحَبُّ إِلَيْهِمْ مِنْ أَبْصَارِهِمْ. وَكَانَ فِيهِمْ مُحَبَّبًا مُطَاعًا، فَخَرَجَ يَدْعُو قَوْمَهُ إِلَى الإِسْلامِ، وَرَجَا [2] أَنْ لا يُخَالِفُوهُ لِمَنْزِلَتِه فِيهِمْ، فَلَمَّا أَشْرَفَ لَهُمْ عَلَى علية [3] وَقَدْ دَعَاهُمْ إِلَى الإِسْلامِ، وَأَظْهَرَ لَهُمْ دِينَهُ، رَمَوْهُ بِالنَّبْلِ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ، فَأَصَابَهُ سَهْمٌ فَقَتَلَهُ.
وَتَزْعُمُ بَنُو مَالِكٍ أَنَّهُ قَتَلَهُ رَجُلٌ مِنْهُمْ، يُقَالُ لَهُ: «أَوْسُ بْنُ عَوْفٍ» أَحَدُ بَنِي سالم بن مالك، وتزعم الأحلاف أنه قتل رَجُلٌ مِنْهُمْ، مِنْ بَنِي عَتَّابِ بْنِ مَالِكٍ، يُقَالُ لَهُ: «وَهْبُ بْنُ جَابِرٍ» ، فَقِيلَ لِعُرْوَةَ: مَا تَرَى فِي دَمِكَ، فَقَالَ: كَرَامَةٌ أَكْرَمَنِي اللَّهُ بِهَا، وَشَهَادَةٌ سَاقَهَا اللَّهُ إِلَيَّ، فَلَيْسَ فِي إِلا مَا فِي الشُّهَدَاءِ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ يَرْحَلَ عَنُكْمُ، فَادْفِنُونِي مَعَهُمْ. فَدَفَنُوهُ مَعَهُمْ، فَيَزْعُمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِيهِ: إِنَّ مَثَلَهُ فِي قَوْمِهِ كَمَثَلِ صَاحِبِ يس فِي قَوْمِهِ [4] . وقَالَ قَتَادَة فِي قولُه تَعَالى: لَوْلا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ من الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ 43: 31، [5] قالها الْوَلِيد بْن المغيرة المخزومي أَبُو خَالِد قَالَ: لو كَانَ ما يَقُولُ مُحَمَّد حقًا أنزل القرآن عليّ، أَوْ عَلَى عروة بْن مَسْعُود الثقفي. قَالَ «والقريتان» : مكَّة والطائف [6] .
وكان عروة يشبه بالمسيح صلى الله عليه وسلم فِي صورته.
روى عَنْهُ حذيفة بْن اليمان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لقنوا موتاكم لا إله إلا اللَّه فإنها تهدم
__________
[1] في سيرة ابن هشام 2/ 537: «نخوة الامتناع» .
[2] في سيرة ابن هشام: «رجاء» .
[3] العلية- بكسر العين وضمها-: «الغرفة.»
[4] سيرة ابن هشام: 2/ 537، 538.
[5] سورة الزخرف، آية: 31.
[6] ينظر تفسير ابن كثير ط الحلبي: 4/ 126، 127.(3/529)
الخطايا كما يهدم السيل البنيان. قيل: يا رَسُول اللَّه، كيف هِيَ للأحياء؟ قَالَ: هِيَ للأحياء أهدم وأهدم [1] » . ولعروة ولد يُقال لَهُ: أَبُو المليح، أسلم بعد قتل أَبِيهِ مَعَ قارب بن الأسود.
أخرجه [2] الثلاثة.
3653- عروة بن مسعود الغفاريّ
(س) عروة بْن مَسْعُود الغفاري.
أورده ابْنُ شاهين. روى عَنْهُ الشَّعْبِيّ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شهر رمضان حديثًا لَهُ سياق.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى وقَالَ: لا أعلم أحدا سماه عروة، إنَّما يُقال لَهُ: «ابْنُ مَسْعُود» غير مسمى، وَقَدْ سماه بعضهم «عَبْد اللَّه» [3] ، وَقَدْ ذكرناه فيما تقدم، فإن كان هذا قد حفظ، فهو غريب جدا.
3654- عروة بن مضرس
(ب د ع) عروة بْن مضرس بْن أوس بْن حارثة بْن لام بْن عَمْرو بن طريف بن عمرو ابن ثمامة بْن مَالِك بْن جدعاء بْن ذهل بْن رومان بْن جندب بْن خارجة بْن سعد بن فطرة [4] ابن طيِّئ.
كَانَ سيدًا فِي قومه، وكان يناوئ [5] عدي بن حاتم في الرئاسة، وكان أبوه عظيم الرئاسة أيضًا: وعروة هُوَ الَّذِي بعث معه خَالِد بْن الْوَلِيد عيينة بْن حصن الفزاري، لما أسره في الرّدّة إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدٍ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ [6] وغيرهما بإسنادهم إلى أبى عيسى محمد
__________
[1] قال الحافظ في الإصابة، الترجمة 5528/ 2/ 470. «إسناده ضعيف» .
[2] الاستيعاب، الترجمة 1804: 3/ 1066، 1067.
[3] تقدمت ترجمته برقم 3178: 3/ 390.
[4] في المطبوعة: قطرة بالقاف، ومثله في صبح الأعشى 1/ 324 لكن في الجمهرة 375 «فطرة» بالفاء ويؤيده ما في تاج العروس 3/ 472: «فطرة بالضم، قال ابن حبيب في طيِّئ، ومثله في نهاية الأرب للنويرى: 2/ 298.
[5] في الإصابة، الترجمة 5529/ 2/ 471: «كان يبارى» .
[6] في المطبوعة: «إبراهيم بن حميد» وهو خطأ، صوابه مما ذكره ابن الأثير في المقدمة: 1/ 16. وينظر أيضا:
3/ 589، 594.(3/530)
ابن عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ وَإِسْمَاعِيلَ [1] بْنِ أَبِي خَالِدٍ وَزَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ مُضَرِّسِ بْن أَوْسِ بْن حَارِثَةَ بْن لامٍ الطَّائِيِّ قَالَ: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بِالْمُزْدَلِفَةِ، حِينَ خَرَجَ إِلَى الصَّلاةِ، فَقُلْتُ: يَا رسول الله، إني جئت من جبلي طيِّئ، أكلت رَاحِلَتِي وَأَتْعَبْتُ نَفْسِي، وَاللَّهِ مَا تَرَكْتُ مِنْ جَبَلٍ إِلا وَقَفْتُ عَلَيْهِ. فَهَلْ لِي مِنْ حَجٍّ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ شَهِدَ صَلاتَنَا هَذِهِ، وَوَقَفَ مَعَنَا حَتَّى نَدْفَعَ، وَقَدْ وَقَفَ بِعَرَفَةَ قَبْلَ ذَلِكَ لَيْلا أَوْ نَهَارًا فَقَدْ تَمَّ حَجُّهُ وَقَضَى تفثه [2] » . أخرجه الثلاثة.
3655- عروة بن معتب
(ب د ع) عروة بْن مُعَتّب الْأَنْصَارِيّ.
مختلف فِي صحبته، قَالَ الْبُخَارِيّ: عداده فِي التابعين. وهو الصحيح، وذكره ابْنُ أَبِي خيثمة فِي الصحابة، روى عنه الْوَلِيد بْن عَامِر الْمَدَنِيّ أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «صاحب الدابة أحق بصدرها [3] » . أَخْرَجَهُ الثلاثة.
3656- عريب أبو عبد الله
(ب د ع) عريب أَبُو عبد اللَّه المليكي.
عداده فِي أهل الشام، قَالَ الْبُخَارِيّ: قيل: لَهُ صحبة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبِي عِيسَى إِذْنًا، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَفَّانَ الْحَرَّانِيِّ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيلِيُّ، أَخْبَرَنَا سَعْدُ بْنُ سِنَانٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ هَذِهِ الآيَةَ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً 2: 274 [4] نَزَلَتْ فِي النَّفَقَاتِ عَلَى الْخَيْلِ فِي سَبِيلِ الله عز وجل [5] .
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] في المطبوعة: «عن إسماعيل بن أبى خالد» ، والصواب عن تحفة الأحوذي، أبواب الحج، باب ما جاء من أدرك الإمام بجمع فقد أدرك الحج، الحديث 892: 3/ 635.
[2] التفث- بفتحتين-: استباحة ما حرم على الحاج بالإحرام.
[3] رواه الإمام أحمد عن أبى سعيد الخدريّ: 3/ 32. وعن بريدة الأسلمي 5/ 353.
[4] سورة البقرة، آية: 274.
[5] رواه ابن ابى حاتم باسناده إلى سعيد بن سنان، به نحوه. ينظر تفسير ابن كثير 1/ 482، بتحقيقنا.(3/531)
3657- عريب بن عبد كلال
عريب بْن عَبْد كلال بْن عريب بْن سرح، من بني مدل بْن ذي رعين الحميري.
كتب إِلَيْه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِلى أخيه الحارث بْن عَبْد كلال، وكان إليهما أمر حمير.
قاله الكلبي، وَقَدْ تقدم فِي ترجمة أخيه أكثر من هَذَا [1] .
باب العين والسين
3658- عس العذري
(ب د ع) عس العذري، وقيل: الغفاري.
استقطع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أرضًا بوادي القرى، فأقطعها إياه، فهي تسمى «بويرة عس» وقَالَ: رَأَيْت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غزا تبوك، وصلى فِي مسجد وادي القرى.
أَخْرَجَهُ ابن منده وَأَبُو عُمَر كذا فِي «عس [2] » . وأخرجه أَبُو عُمَر أيضًا فِي «عنيز [3] » .
وَقَدْ اختلف فِيهِ، فَقَالَ الأمير أَبُو نصر: وأمَّا «عنتر» بفتح العين المهملة، وسكون النون وفتح التاء المعجمة باثنتين من فوقها فهو عنتر العذري، لَهُ صحبة، روى حديثه أَبُو حاتم الرازي، يُقال: إنه تفرد بِهِ. قَالَ عَبْد الغني بْن سَعِيد: «وقيل: عس العذري» بالسين غير معجمة. وقيل: إنه أصح من عنتر، بالنون والتاء.
وأمَّا أَبُو عُمَر فرأيته فِي كتابه «الاستيعاب» فِي عدة نسخ صحاح لا مزيد عَلَى صحتها «عنيز» بضم العين، وفتح النون، وآخره زاي بعد الياء تحتها نقطتان، وعلى حاشية الكتاب:
«كذا قاله أَبُو عُمَر، وقَالَ عَبْد الغني: عنتر» يعني بفتح العين، وسكون النون، وآخره راءٌ، بعد تاء فوقها نقطتان، قَالَ عَبْد الغني: رَأَيْت في بعض النسخ «عسّ، بالسين غير معجمة» والله أعلم.
3659- عسجدى بن مانع
(د ع) عسجدى بن [4] مانع السّكسكى.
__________
[1] ينظر ترجمته رقم 922: 1/ 404.
[2] الاستيعاب، الترجمة 2028: 3/ 1239.
[3] الاستيعاب، الترجمة 2046: 3/ 1246.
[4] قال الحافظ في الإصابة، الترجمة 6785/ 3/ 167: «والصواب انه عجسرى بن مانع» وضبطه هكذا بالعين:
والجيم، والسين، والراء، والياء. على حين ذكره في الترجمة «عجرى» ، وكذا تقدمت ترجمته في أسد الغابة برقم 3592:
3/ 602. وبالرجوع إلى مخطوطة دار الكتب «111» مصطلح حديث، وجدنا الترجمة هكذا «عجسرى بن مانع» ، ومع ذلك لم نجد فيما أتيح لنا من المراجع من يدعى «عجسرى» .(3/532)
عداده فِي المعافر من أصحاب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، شهد فتح مصر، وهو معروف من أهل مصر. قاله أَبُو سَعِيد بْن يونس.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
3660- عسعس بن سلامة
(ب د ع) عسعس بْن سلامة التميمي الْبَصْرِيّ.
سكن البصرة، لا تثبت لَهُ صحبة. روى عَنْهُ الْحَسَن، والأزرق بْن قيس الحارثي. يُقال:
إنه لَمْ يُسْمَعْ مِنَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأن حديثه مرسل.
وكنيته: أَبُو صفرة، وقيل: أَبُو صفير، وقيل: أَبُو سفرة.
روى شُعْبَة، عَنِ الأزرق بْن قيس قَالَ: سَمِعْتُ عسعس بْن سلامة يَقُولُ: أن رجلا من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أتى الجبل يتعبد، ففقد فطلب فوجد، فجيء بِهِ إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ:
إني نذرت أن أعتزل وأتعبد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تفعله- أَوْ لا يفعله أحدكم- ثلاث مرات، فلصبر أحدكم [1] ساعة من نهار فِي بعض مواطن الْإِسْلَام، خير لَهُ من عبادته خاليًا أربعين عامًا» . أَخْرَجَهُ الثلاثة.
باب العين والصاد
3661- عصام المزني
(ب د ع) عصام المزني، لَهُ صحبة.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَغَيْرُهُ بِإِسْنَادِهِمْ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ سَوْرَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ مُسَاحِقٍ، عَنِ ابْنِ [2] عِصَامٍ الْمُزَنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ- وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ- قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا بَعَثَ جَيْشًا [3] قَالَ: «إِذَا رَأَيْتُمْ مَسْجِدًا أَوْ سَمِعْتُمْ مُؤَذِّنًا، فَلا تَقْتُلُوا أَحَدًا» . أخرجه الثلاثة.
__________
[1] في المطبوعة: «فليصبر» . وهو خطأ، والصواب من الاستيعاب الترجمة 2029، 3/ 1239، 1240.
[2] في المطبوعة: «مساحق بن عصام» وهو خطأ، والصواب، عن تحفة الأحوذي، أبواب السير، الحديث 1589:
3/ 55. وقد أخرجه الإمام أحمد عن سفيان بن عيينة بإسناده مثله: 3/ 448.
[3] في الترمذي: «إذا بعث جيشا أو سرية يقول لهم ... »(3/533)
3662- عصمة بن أبير
(ب) عصمة بْن أَبِير بْن زَيْد بْن عَبْد اللَّه بْن صريم بْن وائله بْن عَمْرو بْن عبد الله بن لؤيّ ابن عمرو بْن الحارث بْن تيم بْن عَبْد مناة بْن أد بْن طابخة بْن الياس بْن مضر التيمي، تيم الرباب.
وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بإسلام قومه بني تيم بْن عَبْد مناة. وهذا تيم هو ابن عم تميم بن مرّ ابن أدّ بن طابخة.
وشهد عصمة هَذَا قتال «سجاح [1] » التي ادعت النبوة أيام أَبِي بَكْر. وكان عَلَى بني عَبْد مناة يومئذ.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر [2] .
أَبِير: بضم الهمزة، وَفَتْحِ الْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ، وَسُكُونِ الْيَاءِ تَحْتَهَا نَقْطَتَانِ، وآخره راء، والله أعلم.
3663- عصمة الأسدي
(د ع) عصمة الأسدي، من بني أسد بْن خزيمة.
شهد بدرًا، وهو حليف بني مازن بْن النجار.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم، وقَالَ أَبُو نعيم: «وقيل: عصيمة» . ويرد في عصيمة، إن شاء الله تعالى.
3664- عصمة الأنصاري
(ب) عصمة الْأَنْصَارِيّ. حليف لبني مَالِك بْن النجار، وهو من أشجع.
ذكره مُوسَى بْن عقبة فيمن شهد بدرا.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر [3] مختصرًا، وهذا «عصمة» يرد الكلام عَلَيْهِ فِي «عصيمة» ، إن شاء الله تعالى.
__________
[1] ينظر خبرها في جوامع السيرة لابن حزم: 339. والكامل لابن الأثير: 3/ 13.
[2] الاستيعاب، الترجمة 1808: 3/ 1068.
[3] الاستيعاب، الترجمة 1813: 3/ 1069.(3/534)
3665- عصمة بن الحصين
(ب) عصمة بْن الحصين. وربما نسب إِلَى جَدّه، فيقال: عصمة بْن وبرة بْن خَالِد ابن العجلان بْن زيد بْن غنم بْن سالم بْن عوف بْن عمرو بن عوف بْن الخزرج الأكبر الْأَنْصَارِيّ الخزرجي.
شهد بدرًا قاله مُوسَى بْن عقبة، والواقدي، وابن عمارة. ولم يذكره ابن إسحاق ولا أبو معشر فِي البدريين. وَقَدْ روى هشام بْن عروة، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «فيمن شهد بدرًا هبيل وعصمة ابنا وبرة، من بني عوف بْن الخزرج» ، وكذلك قاله ابْنُ الكلبي.
أَخْرَجَهُ أبو عمر [1] .
3666- عصمة بن رياب
عصمة بْن رياب [2] بْن حنيف بْن رياب [2] بْن الحارث بْن أمية بْن زَيْد.
شهد الحديبية، وبايع تحت الشجرة، وشهد المشاهد بعدها، واستشهد يَوْم اليمامة.
ذكره ابْنُ الدباغ الأندلسي مستدركا عَلَى أَبِي عمر.
3667- عصمة بن السرح
(ب) عصمة بْن السرح.
قَالَ: شهدت مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حنينًا. روى عَنْهُ ابنه عَبْد اللَّه بْن عصمة.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر مختصرًا [3] . وذكره أَبُو أَحْمَد العسكري فَقَالَ: «عصمة بن السّرج» .
بالجيم.
3668- عصمة بن قيس
(ب د ع) عصمة بْن قيس الهوزني، وقيل: السلمي. كَانَ اسمه «عصية» ، فسماه رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «عصمة» .
روى عَنْهُ الأزهر بْن عَبْد اللَّه أَنَّهُ كَانَ يتعوذ باللَّه من فتنة المشرق، فقيل لَهُ: كيف فتنة المغرب؟ قَالَ: تلك أعظم وأعظم.
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 1809: 3/ 1068.
[2] في الإصابة، الترجمة 5550/ 2/ 474: «رئاب» بالهمزة بعد الراء.
[3] الاستيعاب، الترجمة 1810: 3/ 1068.(3/535)
3669- عصمة بن مالك
(ب د ع) عصمة بْن مَالِك الْأَنْصَارِيّ الخطمي.
قاله أَبُو نعيم وَأَبُو عُمَر، إلا أن أبا عُمَر لم ينسبه، ونسبه أَبُو نعيم فقال: «عصمة بن مالك ابن أمية بْن ضبيعة بْن زَيْد بْن مَالِك بْن عوف بْن عَمْرو بْن عوف» . ونسبه ابن منده مثله إلا أَنَّهُ قَالَ: «الخثعمي» .
روى [عَنْهُ [1]] عَبْد اللَّه بْن موهب قَالَ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لقيام أحدكم فِي الدنيا يتكلم بحق يرد بِهِ باطلًا، وينصر بِهِ حقًا، أفضل من هجرة معي» . وروى عَنْهُ أَيْضًا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «الطلاق لمن بيده الساق [2] » . أَخْرَجَهُ الثلاثة.
قلت: قول ابْنِ منده «إنه خثعمي» ، وهم مِنْهُ، فإن هَذَا النسب الَّذِي ساقه مشهور من الأنصار لا شبهة فِيهِ، وليس غلطًا من الناسخ، فإنني رَأَيْته فِي عدة نسخ صحيحة، فلا أعلم من أين قال ذلك؟
3670- عصمة بن مدرك
(د ع) عصمة بْن مدرك روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «أنه كره القعود فِي الشمس» .
رَوَاهُ نعيم بْن حَمَّاد، عَنْ زاجر بْن الصلت، عَنْ بسطام بْن عُبَيْد، عَنْهُ.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم، والله أعلم.
3671- عصيمة الأسدي
(ب ع س) عصيمة- تصغير عصمة- هُوَ عصيمة الأسدي، من بني أسد بْن خزيمة، حليف لبني مازن بْن النجار. شهد بدرًا.
__________
[1] زيادة على ما في المطبوعة يستقيم بها الكلام.
[2] أخرجه ابن ماجة في كتاب الطلاق، باب طلاق العبد، الحديث 2081 عن ابن عباس قَالَ: «أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجل فقال: يا رسول الله، إن سيدي زوجني أمته، وهو يريد أن يفرق بيني وبينها. قال: فصعد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المنبر فقال: يا أيها الناس، ما بال أحدكم يزوج عبده أمته، ثم يريد ان يفرق بينهما؟. إنما الطلاق لمن أخذ بالساق» .
ومعنى الحديث: أن الطلاق حق الزوج الّذي له أن يأخذ بساق امرأته، لا حق المولى.(3/536)
وقاله أَبُو نعيم وابن منده: عصمة، وقيل: عصيمة. شهد بدرًا فِي قول ابْنِ شهاب وابن إِسْحَاق [1] .
أَخْرَجَهُ أَبُو نعيم وَأَبُو عُمَر وأبو موسى، وقال أبو موسى: أخرجه أبو عبد الله ابن مندة في «عصمة» .
3672- عصيمة الأشجعي
(ب) عصيمة مثله، هُوَ أشجعي، حليف لبني سواد بْن مَالِك بْن غنم بْن مَالِك بْن النجار.
شهد [2] بدرًا وأحدًا والمشاهد بعدهما، وتوفي فِي خلافة معاوية.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر مختصرًا [3] .
قلت: قَدْ ذكر أَبُو عُمَر «عصمة الْأَنْصَارِيّ» حليف لبني مَالِك بْن النجار، وقَالَ: هُوَ من أشجع، وذكر أَنَّهُ شهد بدرًا، وهو هَذَا. فلو قَالَ فِي تلك الترجمة: «عصمة، وقيل: عصيمة» عَلَى عادته، لكان حسنًا. والله أعلم.
باب العين والطاء
3673- عطاء بن إبراهيم
(ب د ع) عطاء بْن إِبْرَاهِيم، وقيل: إِبْرَاهِيم بْن عطاء الثقفي: مختلف فِي صحبته.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ إِجَازَةً بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ الْحُلْوَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ هُرْمُزَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرحمن بن عطاء ابن إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الطَّائِفِ، قَالَ: سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِمِنًى يُكَلِّمُ النَّاسَ، وَهُوَ يَقُولُ: «قَابِلُوا النِّعَالَ» . قَالَ أَبُو عاصم: كُنَّا نقول: يَحيى بْن إِبْرَاهِيم بْن عطاء، فوقفت على يحيى بن عطاء بن إبراهيم.
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 705.
[2] سيرة ابن هشام: 1/ 703.
[3] الاستيعاب، الترجمة 1815: 3/ 1070.(3/537)
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم كذا، وقَالَ أَبُو عُمَر: عطاء [1] . روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قابلوا النعال» رَوَاهُ أَبُو عاصم النبيل، عَنْ عَبْد اللَّه بْن مُسْلِم بن هرمز، عن يحيى بن إبراهيم ابن عطاء، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدّه. قَالَ: ومعنى «قابلوا النعال» . اجعلوا للنّعل قبالين [2] .
3674- عطاء بن عبيد الله
(ب د ع) عطاء بْن عُبَيْد اللَّه الشيبي. وقيل: عطاء بْن النضر بْن الحارث بن علقمة ابن كلدة بْن عَبْد مناف بْن عَبْد الدار بْن قصي بْن كلاب الْقُرَشِيّ العبدري.
كذا نسبه أَبُو بَكْر الطلحي.
سكن الكوفة، روى عَنْهُ فطر [3] بْن خليفة أَنَّهُ قَالَ: رَأَيْت رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم في المقام، وعليه نعلان سبتيان [4] .
أَخْرَجَهُ الثلاثة، وقَالَ أَبُو عمر: في صحبته نظر [5] .
3675- عطاء أبو عبد الله
(ع س) عطاء أَبُو عَبْد اللَّه. غير منسوب.
روى عَنْهُ ابنه عَبْد اللَّه قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «المؤذن فيما بين أذانه وَإِقامته كالمتشحط [6] فِي سبيل اللَّه» أَخْرَجَهُ أَبُو نعيم وَأَبُو مُوسَى، والله أعلم.
3676- عطاء المزني
(د ع) عطاء المزني.
رَوَى سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنِ ابْنِ عَطَاءٍ الْمُزَنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا بَعَثَ سَرِيَّةً قَالَ لَهُمْ: «إِذَا رَأَيْتُمْ مَسْجِدًا فَلا تقتلوا أحدا» .
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 2032: 3/ 1240.
[2] القبال- بكسر القاف-: زمام النعل، وهو السير الّذي يكون بين الإصبعين.
[3] في المطبوعة: «قطر» بالقاف. وهو خطأ، والصواب عن التقريب: 2/ 114.
[4] السبت- بكسر السين وسكون الباء-: جلود البقر المدبوغة بالقرظ، يتخذ منها النعال، سميت بذلك لأن شعرها قد سبت عنها، أي: حلق وأزيل. وقيل: لأنها انسبتت بالدباغ، أي: لانت.
[5] الاستيعاب، الترجمة 2031: 3/ 1240.
[6] المتشحط: المتخبط في دمه المتمرغ فيه.(3/538)
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَقَالا: هُوَ وَهْمٌ، وَالصَّوَابُ «ابْنُ عِصَامٍ الْمُزَنِيُّ، عَنْ أَبِيهِ» ، وقد تقدم ذكره.
3677- عطاء بن يعقوب
(س) عطاء بْن يعقوب، مَوْلَى ابْنُ سباع أورده ابْنُ منده فِي تاريخه، ولم يورده فِي «معرفة الصحابة» ، مسح النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رأسه، وكان لا يرفع رأسه إِلَى السماء.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
3678- عطارد بن برز
عطارد- بزيادة راء ودال- ابْنُ برز [1] ، والد أبى العشراء الدارميّ.
روى عَنْهُ ابنه أَبُو العشراء أَنَّهُ قَالَ: يا رسول الله، أما تكون الذكاة إلا في الحلق واللبة؟ [2] قال: «لو طعنت في فخذها لأجزأك» [3] وقد ذكرناه.
3679- عطارد بن حاجب
(ب د ع) عطارد بْن حاجب بْن زرارة بْن عدس بْن زَيْد بْن عَبْد الله بن دارم بن مالك ابن حنظلة بْن مالك بْن زيد مناة بْن تميم التميمي.
وفد عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طائفة من وجوه تميم، منهم: الأقرع بن حابس، والزّبرقان ابن بدر، وقيس بْن عاصم وغيرهم، فأسلموا، وذلك سنة تسع، وقيل: سنة عشر. والأول أصح.
وكان سيدًا فِي قومه، وهو الَّذِي أهدى للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثوب ديباج، كَانَ كساه إياه كسرى، فعجب مِنْهُ الصحابة، فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لمناديل سعد بْن مُعَاذ فِي الجنة خير من هَذَا» ثُمَّ قَالَ: «اذهب [4] بهذه إِلَى أَبِي جهم بْن حذيفة، وقل لَهُ: ليبعث إليَّ بالخميصة»
__________
[1] برز: بفتح الباء وسكون الراء المهلة، وبالزاي. ينظر تحفة الأحوذي: 5/ 57.
[2] اللبة: موضع النحر.
[3] في تحفة الأحوذي: «لاجزأ عنك» . والحديث رواه الترمذي في أبواب الصيد، باب في الذكاة في الحلق واللبة، الحديث 1510: 5/ 56. وقال الترمذي: «وفي الباب عن رافع بن خديج، وهذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث حماد بن سلمة، ولا نعرف لأبى الشعراء عن أبيه غير هذا الحديث» .
[4] في المطبوعة: «اذهبوا» ولا يستقيم عليه النص. والمثبت عن مجمع الزوائد: 9/ 309. ولفظه: «ثم قال يا غلام، اذهب به إِلَى أَبِي جهم بْن حذيفة، وقل لَهُ: يبعث إلى بالخميصة. رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح غير عبد الرحمن بن سعد بن معاذ، وهو ثقة» .(3/539)
ولما ادعت «سجاح» التميمية النبوة كَانَ عطارد ممن تبعها، وهو القائل.
أمست فبيّتنا أنثى نطيف بها ... وأصبحت أنبياء النَّاس ذكرانًا [1]
ثم أسلم وحسن إسلامه.
أخرجه الثلاثة.
3680- عطية بن بسر
(ب د ع) عطية بْن بسر الْمَازِنِي، أخو عَبْد اللَّه بْن بسر. سكن الشام.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْمَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ المخزومي بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي يَعْلَى الْمَوْصِلِيِّ قَالَ: [حَدَّثَنَا] أَبُو طَالِبٍ عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يحيى، عن سليمان ابن مُوسَى، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ غُضَيْفِ بْن الْحَارِثِ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ بُسْرٍ الْمَازِنِيِّ قَالَ: جَاءَ «عكّاف ابن وَدَاعَةَ الْهِلالِيُّ» إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «أَلَكَ زَوْجَةٌ ... » الْحَدِيثُ يَرِدُ فِي تَرْجَمَةِ «عَكَّافِ بْنِ وَدَاعَةَ الْهِلالِيِّ» . أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
بسر: بضم الباء الموحدة، وبالسين المهملة.
3681- عطية بن حصن
عطية بْن حصن بْن ضباب التغلبي، من بني مَالِك بْن عدي بْن زَيْد.
وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان عَلَى تغلب والنمر وَإِياد يَوْم القادسية.
ذكره بن الدباغ، عن سيف بن عمر.
3682- عطية بن سفيان
(د ع) عطية بْن سُفْيَان بْن عَبْد اللَّهِ بْن رَبِيعة الثقفي، حجازي وقيل: سُفْيَان بْن عطية.
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بن إسحاق، عن عيسى ابن عبد الله بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عَطِيَّةَ بْن سُفْيَانَ بْن عَبْد اللَّهِ بْن رَبِيعَةَ قَالَ: قَدِمَ وَفْدُ ثَقِيفٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَمَضَانَ، فَضَرَبَ لَهُمْ قُبَّةً فِي المسجد، فلما أسلموا صاموا [2] معه» .
__________
[1] البيت في الفتوحات الإسلامية لدحلان 1/ 11، وفيه: «نطوف بها» .
[2] أخرجه ابن ماجة في كتاب الصيام، باب فيمن أسلم في شهر رمضان، الحديث 1760/ 1/ 559 عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن خالد الوهبي، عن محمد بن إسحاق، بإسناده نحوه. وقد وقع في سيرة ابن هشام 2/ 540: «وحدثني عيسى بن عبد الله بن عطية بن سفيان بن ربيعة الثقفي» . وأحسبه خطأ.(3/540)
ولم يذكر ابْنُ إِسْحَاق أَنَّهُ أمرهم بقضاء ما مضى مِنْهُ. ورواه زياد البكائي وَإِبْرَاهِيم بْن الْمُخْتَار، عَنْ عِيسَى بْن عَبْد اللَّه، فَقَالَ: «عَنْ علقمة بْن سُفْيَان، وقيل: عَنْ عطية، عَنْ بعض وفدهم» .
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وأبو نعيم.
3683- عطية بن عازب
(ب) عطية بْن عازب بْن عفيف النضري. قَالُوا: لَهُ صحبة.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر قَالَ: «لا أعرفه بغير ذَلِكَ، وَقَدْ روى عَنْ عَائِشَة [1] » .
عفيف. بضم العين وفتح الفاء، قاله أبو نصر، وقال: له صحبة، سكن الشام.
3684- عطية بن عامر
(د ع) عطية بْن عَامِر.
عداده فِي أهل الشام، روى عَنْهُ شريح بْن عُبَيْد أَنَّهُ قَالَ: كَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «إِذَا رَضِي هدي الرجل أمره بالصلاة» .
كذا قيل: «عطية» ، وقيل: «عقبة بْن عَامِر» .
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم.
شريح: بالشين المعجمة، والحاء المهملة.
3685- عطية بن عروة
(ب د ع) عطية بْن عروة السعدي، من سعد بن بكر.
حديثه عند أولاده. روى عروة بْن مُحَمَّد بْن عطية، عَنْ أَبِيهِ: أن أباه حدثه قَالَ: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ فِي أناس من بني سعد بْن بَكْر، وكنت أصغر القوم، فخلفوني فِي رحالهم، ثُمَّ أتوا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقضى حوائجهم، وقَالَ: هَلْ بقي منكم أحد؟ فقالوا: غلامٌ لنا خلفناه فِي رحالنا. فأمرهم أن يبعثوني [2] إِلَيْه، فقالوا: أجب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فأتيته [3] فَقَالَ:
«اليد المنطية هي العليا، والسائلة هي السّفلى» .
__________
[1] الّذي في الاستيعاب، الترجمة 1817، 3/ 1070: «قالوا» : له صحبة، وقد روى عن عائشة رضى الله عنها» .
[2] في الاستيعاب، الترجمة 1818/ 3/ 1071: «أن يبعثوا بى إليه» .
[3] في الاستيعاب: «فأتيته، فلما رآني قال: ما أغناك الله فلا تسأل الناس شيئا، فان اليد العليا هي المنطية، واليد السفلى هي المنطاة، وإن مال الله مسئول ومنطى. فكلمني رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغتنا» .
وأنطى هي لغة أهل اليمن في أعطى.(3/541)
وروى عَنْ إِسْمَاعِيل بْن عُبَيْد اللَّه، عَنْ عطية بْن عَمْرو، عَنِ النَّبِيّ، نحوه. أَخْرَجَهُ الثلاثة، وقَالَ أَبُو عُمَر: عروة بْن مُحَمَّد بْن عطية، كَانَ أميرًا لمروان بْن مُحَمَّد على الخيل، وهو الَّذِي قتل أبا حمزة الخارجي، وقتل طَالِب [1] الحق.
أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَلِيٍّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ بْنِ الأَشْعَثِ: حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَعْنَى قَالا: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو وَائِلٍ الْقَاصُّ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى عُرْوَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّعْدِيِّ [2] ، فَكَلَّمَهُ رَجُلٌ فَأَغْضَبَهُ، فَقَامَ فَتَوَضَّأَ فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي عَطِيَّةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الْغَضَبَ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَإِنَّ الشَّيْطَانَ [3] مِنَ النَّارِ، وَإِنَّمَا تُطْفَأُ النَّارُ بِالْمَاءِ، فإذا غضب أحدكم فليتوضّأ [4] » والله أعلم.
3686- عطية بن عفيف
(س) عطية بْن عفيف.
لَهُ ذكر فِي حديث عَائِشَة، قاله أَبُو زكريا بْن منده، وقَالَ: ذكره بعض المحدثين، وأحاله عَلَى الْحَسَن بْن سُفْيَان.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
قلت: هُوَ عطية بْن عازب بْن عفيف الَّذِي ذكرناه، وقد نسب هاهنا إلى جده، والله أعلم.
3687- عطية بن عمرو بن جشم
(س) عطية بْن عَمْرو بْن جشم.
قَالَ جَعْفَر: سكن المدينة فيما أرى، روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديثًا، قَالَ ذَلِكَ ابْنُ منيع.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى كذا مختصرا.
3688- عطية بن عمرو الغفاريّ
(س) عطية بْن عَمْرو، أخو الحكم [5] بْن عمرو الغفاريّ.
__________
[1] في الاستيعاب: «وقتل طالب الحق الأعور القائم باليمن» .
[2] في سنن أبى داود: «عروة بن محمد بن السعدي» .
[3] في سنن أبى داود: «وإن الشيطان خلق من النار» .
[4] سنن أبى داود، كتاب الأدب، باب ما يقال عند الغضب، الحديث 4784: 4/ 249، وقد رواه الإمام أحمد عن إبراهيم بن خالد بإسناده. ينظر المسند: 4/ 226.
[5] مضت ترجمته، برقم 1223: 2/ 40.(3/542)
قاله ابْنُ شاهين، وقَالَ أَحْمَد بْن سيار المروزي: كَانَ للحكم بْن عَمْرو أخ يُقال لَهُ:
«عطية بْن عَمْرو» ، فمات بمرو، وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وهما أخوا رافع ابن عَمْرو.
وقَالَ عليّ بْن مجاهد: مات الحكم بْن عَمْرو فِي مرو، وقبره بها وقبر أخيه عطية بْن عَمْرو، وله صحبة أيضًا.
أخرجه أبو موسى.
3689- عطية القرظي
(ب د ع) عطية القرظي. رَأَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسمع مِنْهُ، ونزل الكوفة، ولا يعرف لَهُ نسب. روى عَنْهُ مجاهد، وعبد الملك بْن عمير.
أَخْبَرَنَا عَبْد الوهاب بْن أَبِي مَنْصُور، حَدَّثَنَا أَبُو غالب الماوردي مناولة بإسناده إلى سليمان ابن الأشعث: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن كَثِير، حَدَّثَنَا سُفْيَان، حَدَّثَنَا عَبْد الملك بْن عمير، حَدَّثَنِي عطية القرظي قَالَ: «كنت من سبي قريظة، فكانوا ينظرون، فمن أنبت الشعر قتل، ومن لم ينبت لم يقتل، وكنت فيمن لم ينبت [1] » .
أخرجه الثلاثة.
3690- عطية بن نويرة
(ب) عطية بْن نويرة بْن عَامِر بْن عطية بْن عَامِر بْن بياضة بْن عَامِر بْن زريق بْن عَبْد حارثة الْأَنْصَارِيّ البياضي، شهد بدرًا.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر هكذا [2] ، ومثله نسبه ابن الكلبي وقال: شهد بدرا.
3691- عطية
(س) عطية.
أورده الإسماعيلي فِي الصحابة، وروى بِإِسْنَادِهِ عَنْ عمير أَبِي عرفجة، عَنْ عطية قَالَ: دخل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى فاطمة وهي تعصد عصيدة، فجلس حتَّى بلغت وعندها الْحَسَن والحسين، فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أرسلوا إِلَى عليّ. فجاء فأكلوا، ثُمَّ اجتر بساطًا كانوا عَلَيْهِ فجللهم به،
__________
[1] سنن أبى داود، كتاب الحدود، باب في الغلام يصيب الحد، الحديث 4404: 4/ 141. ورواه الإمام أحمد عن وكيع، عن سفيان به. المسند: 4/ 310، وعن هشيم، عن عبد الملك- وعن سفيان عن عبد الملك: 4/ 383، 5/ 311، 312
[2] الاستيعاب، الترجمة 1819: 3/ 1071.(3/543)
ثُمَّ قَالَ: «اللَّهمّ هَؤُلاءِ أَهْلُ بَيْتِي، فَاذْهَبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ، وَطَهِّرْهُمْ تطهيرًا، فسمعت أم سلمة فقالت: يا رَسُول اللَّه، وأنا معهم! فَقَالَ: إنك عَلَى خير. أَخْرَجَهُ أَبُو موسى.
باب العين والفاء
3692- عفان بن البجير
(ب) عفان بْن البجير السلمي، وقيل: عفان بْن عتر السلمي.
مذكور فيمن نزل حمص من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، روى عَنْهُ جُبَيْر بْن نفير وخالد ابن معدان.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر [1] مختصرًا.
البجير: بضم الباء الموحدة، وبالجيم.
3693- عفان بن حبيب
(س) عفّان بن حبيب.
أورده أبو زكريا وقَالَ: لَهُ صحبة، روى عَنْهُ ابنه دَاوُد. ولم يورد لَهُ شيئا.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى مختصرا
3694- عفير بن أبى عفير
(ب ع) عفير بْن أَبِي عفير الْأَنْصَارِيّ، لَهُ حديث واحد.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي الرَّجَاءِ إِجَازَةً بِإِسْنَادِهِ إلى ابن أبي عاصم: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ [2] يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ بْن [عَبْد اللَّهِ بْن [3]] عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ لِرَجُلٍ مِنَ الْعَرَبِ يُقَالُ لَهُ «عُفَيْرٌ» : يَا عُفَيْرُ، مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي الْوُدِّ؟ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «الْوُدُّ يَتَوَارَثُ، وَالْعَدَاوَةُ تَتَوَارَثُ» . أَخْرَجَهُ أَبُو عمر، وأبو نعيم.
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 2034: 3/ 1241.
[2] في المطبوعة: «الحسن بن على بن يزيد بن هارون» . وهو خطأ، والحسن بن على هو الحلواني، أبو محمد، يروى عن يزيد بن هارون، ويروى عنه ابن أبى عاصم. ينظر التهذيب: 2/ 302، 303، والجرح والتعديل لابن أبى حاتم، الترجمة 86: 1/ 2/ 21.
[3] عن التهذيب: 9/ 236.(3/544)
3695- عفيف بن الحارث
(ع س) عفيف بْن الحارث اليماني. أورده الطبراني فِي الصحابة.
رَوَى الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ «الشَّيْبَانِيِّ» ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ عبيد، عن «عفيف» ابن الْحَارِثِ «الْيَمَانِيِّ» أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا مِنْ أَمَةٍ ابْتَدَعَتْ بعد نبيها فِي دِينِهَا بِدْعَةً إِلا أَضَاعَتْ مِنَ السُّنَّةِ مِثْلَهَا» . أَخْرَجَهُ أَبُو نعيم وَأَبُو مُوسَى، وقَالَ أَبُو مُوسَى: كذا أورده الطبراني وتبعه أَبُو نعيم، وصحفا فِيهِ، وَإِنما هُوَ: «غضيف بْن الحارث الثمالي [1] » ، «والشيباني» مصحف أيضًا، وَإِنما هُوَ: «أبو بكر بن أبى مريم الغساني [2] » . وقد أورده هو في السنة على الصواب.
3696- عفيف الكندي
(ب د ع) عفيف [3] الكندي، يُقال: عفيف بن قيس بن معديكرب، وقيل:
عفيّف بن معديكرب. وَيُقَال: إن عفيفًا الكندي الَّذِي لَهُ صحبة غير عفيف بن معديكرب الَّذِي يروى عَنْ عُمَر. وقيل. إنهما واحد، قاله أَبُو عُمَر [4] .
وقَالَ ابْنُ منده [5] : عفيف بْن قيس الكندي، أخو الأشعث بْن قيس لأمه وابن عمه، وقَالَ بعض المتأخرين- يعني ابْنُ منده-: «عفيف بْن قيس» ، ووهم فِيهِ، لأنه عفيف ابن معديكرب، روى عَنْهُ يَحيى وَإِياس ابناه [6] .
وَأَخْبَرَنَا أَبُو الرَّبِيعِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي الْبَرَكَاتِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ خَمِيسٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ الْحَسَنِ بن طوق، أخبرنا أبو القاسم نصر بن أَحْمَدَ بْنِ الْمَرْجِيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ الأزدي، حدثنا سعيد بن خثيم
__________
[1] ينظر التهذيب: 8/ 488.
[2] في المطبوعة: «النسائي» ، بالنون. وهو خطأ، والصواب ما أثبتناه عن ترجمته في التهذيب، 12/ 28، وعن ترجمة ابن عمه الوليد بن سفيان بن أبى مريم: 11/ 134. والخلاصة.
[3] كذا ضبطه الحافظ في تبصير المنتبه: 3/ 957، والإصابة، الترجمة 5589: 2/ 481.
[4] الاستيعاب، الترجمة 2036: 3/ 1241.
[5] كذا، ويبدو أن الصواب: «وقال أبو نعيم» ينظر السياق بعد.
[6] في المطبوعة: «روى عنه أبو يحيى وإياس ابنه» ، ومثله في الإصابة. وفي الاستيعاب: «وروى عنه ابناه يحيى وإياس» . وهو الصواب، قال ابن أبى حاتم في الجرح 3/ 2/ 29، الترجمة 158: «عفيف الكندي، ابن عم الأشعث بن قيس. له صحبة، روى عنه ابناه: إياس ويحيى بن عفيف الكندي، سمعت أبى يقول ذلك» . وينظر كذلك التهذيب: 7/ 236.(3/545)
الْهِلالِيُّ، عَنْ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [1] الْبَجَلِيِّ، عَنِ ابْنِ يَحْيَى [2] بْنِ عَفِيفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَفِيفٍ قَالَ: جِئْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِلَى مَكَّةَ، وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَبْتَاعَ لأَهْلِي مِنْ ثِيَابِهَا وَعِطْرِهَا، فَأَتَيْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَكَانَ رَجُلا تَاجِرًا، فَأَنَا عِنْدَهُ جَالِسٌ حَيْثُ أَنْظُرُ إِلَى الْكَعْبَةِ وَقَدْ حَلَّقَتِ الشَّمْسُ فِي السَّمَاءِ فَارْتَفَعَتْ وَذَهَبَتْ، إِذْ جَاءَ شَابٌّ فَرَمَى بِبَصَرِهِ إِلَى السَّمَاءِ، ثُمَّ قَامَ مُسْتَقْبِلَ الْكَعْبَةِ، ثُمَّ لَمْ أَلْبَثْ إِلا يَسِيرًا حَتَّى جَاءَ غُلامٌ فَقَامَ عَلَى يَمِينِهِ، ثُمَّ لَمْ أَلْبَثْ إِلا يَسِيرًا حَتَّى جَاءَتِ امْرَأَةٌ فَقَامَتْ خلفهما، فَرَكَعَ الشَّابُّ، فَرَكَعَ الْغُلامُ وَالْمَرْأَةُ، فَرَفَعَ الشَّابُّ، فَرَفَعَ الْغُلامُ وَالْمَرْأَةُ، فَسَجَدَ الشَّابُّ، فَسَجَدَ الْغُلامُ وَالْمَرْأَةُ، فَقُلْتُ: يَا عَبَّاسُ، أَمْرٌ عَظِيمٌ! قَالَ الْعَبَّاسُ: أَمْرٌ عَظِيمٌ! تَدْرِي مَنْ هَذَا الشَّابُّ؟ قُلْتُ لا. قَالَ: هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله بن أَخِي. أَتَدْرِي مَنْ هَذَا الْغُلامُ؟
هَذَا عَلِيٌّ ابْنُ أَخِي. أَتَدْرِي مَنْ هَذِهِ الْمَرْأَةُ؟ هَذِهِ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ زَوْجَتُهُ، إِنَّ ابْنَ أَخِي هذا أخبرنا أن ربه ربّ السماء وَالأَرْضِ، أَمَرَهُ بِهَذَا الدِّينِ الَّذِي هُوَ عَلَيْهِ، وَلا وَاللَّهِ مَا عَلَى الأَرْضِ كُلِّهَا أَحَدٌ عَلَى هَذَا الدِّينِ غَيْرَ هَؤُلاءِ الثَّلاثَةِ.
أَخْرَجَهُ الثلاثة [3] .
باب العين والقاف
3697- عقبة
(ب د ع) عقبة، مَوْلَى جبر بْن عتيك، يكنى أبا عَبْد الرَّحْمَن.
شهد أحدًا مَعَ مولاه.
أَخْبَرَنَا الْمَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الدَّيْنِيُّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ الْحُصَيْنِ عَنْ عَبْدِ الرحمن بن عقبة، عن أبيه عقبة- مولى جَبْرِ بْنِ عَتِيكٍ- قَالَ: شَهِدْتُ أُحُدًا مَعَ مولاي، فضربت رجلا من المشركين، فلما قتلته قُلْتُ. «خُذْهَا وَأَنَا الْغُلامُ الْفَارِسِيُّ» . فَبَلَّغْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ألا قلت: «خذها متى وَأَنَا الْغُلامُ الأَنْصَارِيُّ، فَإِنَّ مَوْلَى الْقَوْمِ مِنْ أنفسهم؟!» .
__________
[1] في المطبوعة: «أسد بن وداعة البجلي» . وهو خطأ، صوابه من الاستيعاب، والتهذيب: 1/ 259، 260. قال الحافظ: «أسد بْن عَبْد اللَّهِ بْن يَزِيدَ بْن أسد بن كرز بن عامر البجلي. روى عن أبيه وعن يحيى بن عفيف الكندي، وروى عنه سعيد بن خثيم» .
[2] في المطبوعة: «عن أبى يحيى» وهو خطأ، صوابه من الاستيعاب، وسياق الرواية. وينظر التعليق السابق.
[3] الاستيعاب، الترجمة 2036: 3/ 1241- 1243.(3/546)
وَرَوَاهُ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ دَاوُدَ فَقَالَ: «عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي عُقْبَةَ [1] » مِثْلَهُ. وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ الْعَلاءِ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ. أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ، إِلا أَنَّ ابْنَ مَنْدَهْ قال: عقبة أبو عبد الرحمن الجهني، مولى جَبْرِ بْنِ عَتِيكٍ، وَذَكَرَ لَهُ قَوْلَهُ: «وَأَنَا الْغُلامُ الْفَارِسِيُّ» ، وَالْحَدِيثُ الآخَرُ: «لا يَدْخُلُ النَّارَ مُسْلِمٌ رَآنِي» . وَالْكَلامُ يَرُدُّ عَلَيْهِ فِي «عُقْبَةَ أبو عبد الرحمن الجهنيّ» .
3698- عقبة بن الحارث
(ب د ع) عقبة بْن الحارث بْن عَامِر بْن نوفل بْن عَبْد مناف بْن قصي الْقُرَشِيّ النوفلي، يكنى أبا سروعة. وأمه بِنْت عياض بْن رافع، امْرَأَة من خزاعة [2] .
سكن مكَّة فِي قول مصعب، وهو قول أهل الحديث، وأمَّا أهل النسب فإنهم يقولون:
إن عقبة هَذَا هُوَ أخو أَبِي سروعة، وأنهما أسلما جميعًا يَوْم الفتح، وهو أصح. قَالَ الزُّبَيْر:
هُوَ الَّذِي قتل خبيب بْن عدي، يعني أبا سروعة.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَإِسْمَاعِيلُ وَغَيْرُهُمَا بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ: حَدَّثَنَا عليّ ابن حَجَرٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ حدثني عبيد ابن أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ الْحَارِثِ- قَالَ [3]-: وسمعته من عقبة، ولكنى لِحَدِيثِ عُبَيْدٍ [4] أَحْفَظُ- قَالَ: تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً، فَجَاءَتْنَا امْرَأَةٌ سَوْدَاءُ فَقَالَتْ: إِنِّي قَدْ أَرْضَعْتُكُمَا. فَأَتَيْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقلت: إِنِّي تَزَوَّجْتُ فُلانَةَ بِنْتَ فُلانٍ، فَجَاءَتْنَا امْرَأَةٌ سَوْدَاءُ فَقَالَتْ: إِنِّي قَدْ أَرْضَعْتُكُمَا، وَهِيَ كَاذِبَةٌ. فَأَعْرَضَ عَنِّي، قَالَ: فَأَتَيْتُهُ مِنْ قِبَلِ وَجْهِهِ فَقُلْتُ: إِنَّهَا كَاذِبَةٌ.
قَالَ: وَكَيْفَ [5] وَقَدْ زَعَمَتْ أنها قد أرضعتكما؟! دعها عنك [6] » .
__________
[1] أخرجه الإمام أحمد عن حسين بن محمد، عن جرير بن حازم، عن محمد بن إسحاق، عن داود بن الحصين، عن عبد الرحمن بن أبي عقبة، عن أبى عقبة، به نحوه. المسند: 5/ 295.
وقد رواه ابن ماجة أيضا في كتاب الجهاد، باب النية في القتال، الحديث 3784: 2/ 931. عَنْ أَبِي بكر بْن أَبِي شيبة، عَنِ حسين بن محمد، عن جرير. ولكن فيه: «جرير بن حازم بن إسحاق» ، وهو خطأ، والصواب: «عن ابن إسحاق» .
[2] كتاب نسب قريش: 204، 205.
[3] أي: قال عبد الله بن أبى مليكة: وسمعت الحديث من عقبة بن الحارث من غير واسطة عبيد بن أبى مريم.
[4] في المطبوعة: «لحديث عبيد الله» وهو خطأ، صوابه من الترمذي.
[5] في الترمذي: «وكيف بها وقد زعمت ... » ، والمعنى: كيف تشتغل بها وتباشرها وتفضى إليها وقد قالت ذلك.
[6] تحفة الأحوذي، أبواب الرضاع، باب ما جاء في شهادة المرأة الواحدة في الرضاع، الحديث 1161: 4/ 310- 313 وقال الترمذي: حديث عقبة بن الحارث حديث حسن صحيح.(3/547)
وَكَانَتِ الْمَرْأَةُ الَّتِي تَزَوَّجَهَا أُمَّ يَحْيَى بِنْتَ أَبِي إِهَابٍ [1] ، وَهُوَ الَّذِي شَرِبَ الْخَمْرَ مَعَ عبد الرحمن ابن عمر بن الخطاب بمصر.
أخرجه الثلاثة [2] .
3699- عقبة بن جليس
(ب د ع) [3] عقبة بْن حليس [4] بْن نصر بْن دهمان بْن بصار [5] بْن سبيع بن بكر [6] ابن أشجع الأشجعي.
كَانَ يلقب «مذبحًا» ، لأنَّه ذبح الأساري يَوْم الرقم. وأسلم قديمًا، وشهد بدرا مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قاله هشام بْن الكلبي [7] .
وجده «نصر بْن دهمان» ، هُوَ الَّذِي عُمَر طويلًا، وعاد شعره أسود وأسنانه طلعت، فقيل فِيهِ [8] :
ونصر بْن دهمان الهنيدة [9] عاشها وستين [10] عامًا، ثُمَّ قوم فانصاتا [11] أخرجه الثلاثة.
3700- عقبة بن الحنظلية
عقبة بْن الحنظلية. لَهُ صحبة، وَقَدْ ذكر فِي ترجمة أخيه «سهل [12] » .
ذكره ابْنُ الدباغ.
__________
[1] ينظر البخاري، كتاب الشهادات، باب إذا شهد شاهد أو شهود بشيء: 3/ 221.
[2] الاستيعاب، الترجمة 1822: 3/ 1072.
[3] كذا في المطبوعة، ومخطوطة دار الكتب 111» مصطلح حديث. ويفهم من هذه الرموز أن الترجمة وردت في كتاب أبى عمر وابن مندة وأبى نعيم. وأحسب ذكرها خطأ من الناسخ، فقد قال ابن الأثير إنه نقل هذه الترجمة عن هشام بن الكلبي، ولم يشر إلى نص لواحد من الثلاثة.
[4] في المطبوعة: «حلبس» بباء موحدة. والمثبت عن الإصابة، الترجمة 5596/ 2/ 481، 482، قال الحافظ:
«حليس بمهملتين مصغرا» .
[5] في المطبوعة: «نصار» بالنون. والمثبت عن القاموس المحيط، مادة بصر، قال الفيروزآباذي: «وككتاب:
جده نصر بن دهمان» .
[6] في الإصابة: «بكير» .
[7] في المطبوعة: «قاله ابن هشام وابن الكلبي» ، وهو خطأ، والصواب عن مخطوطة دار الكتب «111» مصطلح حديث، والإصابة.
[8] البيت في اللسان، مادة «صوت» ، «هند» منسوبا إلى سلمة بن الخرشب.
[9] الهنيدة: مائة سنة.
[10] في اللسان: «وتسعين» .
[11] أي: استوت قامته بعد انحناء، كأنه اقتبل شبابه.
[12] ينظر الترجمة رقم 2286: 2/ 469.(3/548)
3701- عقبة بن رافع
(ع س) عقبة بْن رافع، وقيل: ابْنُ نافع بْن عَبْد القيس بْن لقيط بْن عامر بن أميّة ابن الحارث بْن عَامِر بْن فهر الْقُرَشِيّ الفهري.
شهد فتح مصر، وولي الإمرة عَلَى المغرب، واستشهد بإفريقية، قاله أَبُو نعيم.
وقَالَ أَبُو مُوسَى: عقبة بْن رافع، جمع أَبُو نعيم بينه وبين عقبة بْن نافع، والظاهر أنهما اثنان.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الطَّبَرِيُّ الْمَخْزُومِيُّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي يَعْلَى أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا كَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ الْجَحْدَرِيُّ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غُزَيَّةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عمر ابن قتادة، عن محمود بن لبيد، عن عُقْبَةَ بْنِ رَافِعٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا حَمَاهُ الدُّنْيَا كَمَا يَحْمِي أَحَدُكُمْ مَرِيضَهُ لِيَشْفَى» .
رَوَاهُ غَيْرُهُ، عَنْ عُمَارَةَ فَقَالَ: «قَتَادَةُ بْنُ النُّعْمَانِ [1] » ، بَدَلَ عُقْبَةَ بْنِ رَافِعٍ. أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ وَأَبُو مُوسَى.
قلت: والحق مَعَ أَبِي مُوسَى، فإن عقبة بْن نافع الفهري أشهر من أن يشتبه نسبه بغيره، وَقَدْ ذكر فِي كَثِير من التواريخ والسير، ولم أر أحدًا شك فِي نسبه، واسمه نافع. وسنذكره فِي موضعه إن شاء اللَّه تَعَالى.
3702- عقبة بن ربيعة الأنصاري
(ب) عقبة بْن رَبِيعة الْأَنْصَارِيّ، حليف لبني عوف بْن الخزرج.
شهد بدرًا فِي قول مُوسَى بْن عقبة.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر مختصرًا [2] .
__________
[1] وكذا رواه الترمذي عن محمد بن يحيى بإسناده إلى مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ. ينظر تحفة الأحوذي، أبواب الطب، باب ما جاء في الحمية، الحديث 2107: 6/ 189، وقال الترمذي: «وفي الباب عن صهيب. هذا حديث حسن غريب، وقد روى هذا الحديث عن محمود بْن لبيد، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم مرسلا» . ولفظ الترمذي: « ... كما يظل أحدكم يحمى سقيمه الماء» . ومعنى: «إذا أحب الله عبدا حماه» ، أي: حفظه من متاع الدنيا ومناصبها، أي: حال بينه وبين ذلك بأن يبعده عنه ويعسر عليه حصوله» .
[2] الاستيعاب، الترجمة 1823: 3/ 1073.(3/549)
3703- عقبة أبو سعد الزرقيّ
(د ع) عقبة أَبُو سعد الزرقي.
روى عَنْهُ ابنه سعد أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «ثلاث أقسم عليهن.
قَالُوا: وما هن يا رَسُول اللَّه؟ قَالَ: لا يعطي المؤمن شيئًا من ماله فينقص ماله أبدًا ... ثُمَّ ذكر الحديث. كذا أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم مختصرًا.
3704- عقبة بن طويع المازني
(س) عقبة بْن طويع الْمَازِنِي.
أورده ابْنُ شاهين فِي الصحابة، وروى بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُسْلِم بْن خَالِد الزنجي، عَنِ ابْنِ جريج، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْد اللَّهِ بْن قسيط [1] ، عَنْ عقبة بْن طويع الْمَازِنِي، عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
«تزوج رَجُل من الموالي امْرَأَة من الأنصار ... » عَلَى نحو ما أورده ابْنُ منده في «عتبة» [2] بالتاء.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى، ولا شك أن أحدهما تصحيف، فإن «عتبه» بالتاء يشتبه ب «عقبة» بالقاف، والله أعلم.
3705- عقبة بن عامر
(ب د ع) عقبة بْن عَامِر بْن عبس بْن عَمْرو بْن عدي بْن عَمْرو بْن رفاعة بْن مودوعة بْن عدي بْن غنم بْن الربعة بْن رشدان بْن قيس بْن جهينة الجهني [3] ، يكنى أبا حَمَّاد، وقيل: أَبُو لبيد، وَأَبُو عَمْرو، وأبو عبس، وَأَبُو أسيد، وَأَبُو أسد، وغير ذَلِكَ [4] .
روى عَنْهُ أَبُو عشانة [5] أَنَّهُ قَالَ: قدم رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة، وأنا فِي غنم لي أرعاها، فتركتها ثُمَّ ذهبت إِلَيْه، فقلت: تبايعني يا رَسُول اللَّه؟ قَالَ: فمن أنت؟ فأخبرته، فَقَالَ:
أيما أحب إليك تبايعني بيعة أعرابية أَوْ بيعة هجرة؟ قلت: بيعة هجرة. فبايعني.
__________
[1] في المطبوعة: «يزيد بن عبد الله بن سفيان» ، ولم نجده ولعل الصواب ما أثبتناه فابن قسيط يروى عنه ابن جريج.
ينظر التهذيب: 11/ 342.
[2] ينظر الترجمة رقم 3451: 3/ 561.
[3] نسب «عقبة بن رفاعة» موافق لما في الإصابة، الترجمة 5603: 2/ 482، غير أن في الإصابة: «رفاعة بن مودعة» وقد ذكر نسب عقبة في جمهرة أنصاب العرب لابن حزم: 416 ويختلف مع ما هنا اختلافا كبيرا.
[4] ينظر الكنى التي ذكرها أبو عمر في الاستيعاب، الترجمة 1824: 3/ 1073.
[5] أبو عشانة- بضم أوله، وتشديد المعجمة، وبعد الألف نون- اسمه: حي بن يؤمن. ينظر التهذيب: 3/ 71.(3/550)
وكان من أصحاب معاوية بْن أَبِي سُفْيَان، وولي لَهُ مصر وسكنها، وتوفي بها سنة ثمان وخمسين.
وكان يخضب بالسواد.
روى عَنْهُ من الصحابة ابْنُ عَبَّاس، وَأَبُو عَبَّاس، وَأَبُو أيوب [1] ، وَأَبُو أمامة، وغيرهم.
ومن التابعين أَبُو الخير، وعلي بْن رباح، وَأَبُو قبيل، وسعيد بْن المسيب، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الطُّوسِيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَارِئُ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَاذَانَ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ الزِّبْرِقَانُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَائِذٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ: ذَهَبَ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى يُصَلِّي فِيهِ، فَرَآهُ نَاسٌ فَاتَّبَعُوهُ، فَقَالَ لَهُمْ: مَا لَكُمْ قَالُوا: أَتَيْنَاكَ لِصُحْبَتِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِتُحَدِّثَنَا بِمَا سَمِعْتَ مِنْهُ. قَالَ: انْزِلُوا فَصَلُّوا.
فَإِنِّي سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «مَا مِنْ عَبْدٍ يَلْقَى اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَلَمْ يَتَنَدَّ بِدَمٍ [2] حَرَامٍ، إِلا دَخَلَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شَاءَ [3] » . وشهد صفين مَعَ معاوية، وشهد فتوح الشام، وهو كَانَ البريد إِلَى عُمَر بفتح دمشق.
وكان من أحسن النَّاس صوتًا بالقرآن.
أخرجه الثلاثة.
3706- عقبة بن عامر بن نابي
(ب ع س) عقبة بْن عَامِر بْن نابي بْن زَيْد بْن حرام بْن كعب بْن غنم بْن كعب بْن سلمة الأنصاري السلمي [4] .
شهد العقبة الأولى، وبدرًا، وأحدًا، قاله أَبُو عُمَر.
وذكره أَبُو نعيم، ولم يذكر أَنَّهُ شهد بدرًا ولا غيرها، وقَالَ: حديثه عند زيد بن أسلم، روى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْن زَيْدِ بْن أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ السُّلَمِيِّ، قَالَ: جِئْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِابْنِي، وَهُوَ غُلامٌ حَدِيثُ السِّنِّ، فَقُلْتُ: بِأَبِي أنت وأمّى، علّم ابني دعوات يدعو
__________
[1] أبو أيوب هو خالد بن زيد الأنصاري، وقد تقدمت ترجمته برقم 1361: 2/ 94- 96. وروايته عن عقبة في مسند الإمام أحمد: 4/ 147.
[2] لم يتند بدم حرام: لم يصب منه شيئا، ولم ينله منه شيء، كأنه نالته نداوة الدم وبلله. (النهاية) .
[3] أخرجه الإمام أحمد في مسندة عَنْ يَزِيدَ بْنِ هارون، عَنْ إِسْمَاعِيل بْن أبى خالد، به المسند: 4/ 148. كما رواه أيضا عن وكيع، عن إسماعيل، المسند: 4/ 152. ورواه ابن ماجة في كتاب الديات، باب التغليظ في قتل مسلم ظلما، الحديث 2618 عن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن نمير، عَنْ وكيع، عن إسماعيل، به نحوه
[4] الاستيعاب، الترجمة 1825: 3/ 1074.(3/551)
اللَّهَ بِهِنَّ، وَخَفِّفْ عَلَيْهِ. فَقَالَ: قُلْ يَا غُلامُ «اللَّهمّ إِنِّي أَسْأَلُكَ صِحَّةً فِي إِيمَانٍ، وَإِيمَانًا فِي حُسْنِ خُلُقٍ، وَصَلاحًا يَتْبَعُهُ نَجَاحٌ» . أخرجه أبو نعيم وأبو عمر وأبو موسى، وقال أبو موسى: أفرده أبو نعيم عن الْجُهَنِيِّ، قَالَ: وَقَالَ جَعْفَرٌ: عُقْبَةُ بْنُ عَامِرِ بْنِ نَابِيٍّ السُّلَمِيُّ الأَنْصَارِيُّ، لَهُ صُحْبَةٌ، اسْتُشْهِدَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ.
قلت: قول أَبِي مُوسَى: «أفرده أَبُو نعيم عَنِ الجهني» ، يدل عَلَى أَنَّهُ شك: هَلْ هما واحد أَوْ اثنان؟ فلهذا أحال بِهِ عَلَى أَبِي نعيم، أَو أَنَّهُ حيث لم ير ابْنُ منده أَخْرَجَهُ، ظنهما واحدًا، وَإِنما أَخْرَجَهُ اتباعًا لأبي نعيم، وأحال بِهِ عَلَيْهِ، ولا شك أنهما اثنان، ولعل أبا مُوسَى حيث لم ير أبا نعيم قَدْ ذكر فِي هذا أَنَّهُ شهد بدرًا والعقبة اشتبه عَلَيْهِ، وكيف لا يفرده أَبُو نعيم وغيره عَنِ الجهني، وهو غيره، وأعظم محلًا مِنْهُ، وأعلى قدرًا! وَقَدْ شهد العقبة الأولى، وبدرًا، وأحدًا، وأعلم يَوْم أحد بعصابة خضراء فِي مغفره [1] ، وشهد سائر المشاهد.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر بِإِسْنَادِهِ، عَنْ يونس، عَنِ ابْنِ إِسْحَاق، فيمن شهد العقبة الأولى، فذكر اثني عشر رجلًا، منهم: عقبة بْن عَامِر، ونسبه مثل الأول سواء.
قَالَ ابْنُ إِسْحَاق: فيمن شهد بدرًا: «عقبة بْن عَامِر، من بني سَلَمة [2] » فبان بهذا وغيره أَنَّهُ غير الجهني، والله أعلم.
وحديث زَيْد بْن أسلم عَنْهُ مرسل، لأن زيدًا لم يدركه، ولعل هَذَا مما أو هم أبا مُوسَى أَنَّهُ الجهني. وَقَدْ نسبه ابْنُ الكلبي فِي الأنصار مثل ما نسباه أول الترجمة، ومثل ابْنُ إِسْحَاق، فهو معرق فِي الأنصار، والأول من جهينة، والله أعلم.
3707- عقبة والد عبد الله بن عقبة
(س) عقبة، والد عَبْد اللَّه بْن عقبة رَوَى شَرِيكٌ، عَنْ عُبَيْدِ [3] اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ يَرْفَعُهُ قَالَ: «تَجِدُ الْمُؤْمِنَ مُجْتَهِدًا فِيمَا يُطِيقُ مُتَلَهِّفًا عَلَى مَا لا يُطِيقُ» . أَخْرَجَهُ أَبُو موسى.
__________
[1] المغفر: زرد يلبسه المحارب تحت القلنسوة.
[2] سيرة ابن هشام: 1/ 432.
[3] في المطبوعة: «عن عبد الله بن عمر» والصواب عن الإصابة، الترجمة 5624: 2/ 486. وينظر التهذيب:
4/ 333، 334.(3/552)
3708- عقبة أبو عبد الرحمن
(ع) عقبة، أَبُو عَبْد الرَّحْمَن الجهني.
أورده الطبراني فِي الصحابة، وروى بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن عقبة، عَنْ أَبِيهِ عقبة- وكان أصابه سهم مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لا يدخل النار مُسْلِم رآني، ولا رَأَى من رآني، ولا رَأَى من رَأَى من رآني» . أَخْرَجَهُ أَبُو نعيم.
قلت: جعل أَبُو نعيم هَذَا غير عقبة مَوْلَى جبر بْن عتيك، جعلهما اثنين. وأمَّا ابْنُ منده فإنه قَالَ: عقبة أَبُو عبد الرحمن الجهني، مولى جبر بن عتيك. وهذا متناقض، فإن مولى جبر ابن عتيك فارسي وليس بجهني، وجبر بْن عتيك أنصاري، فليس لنسبته إِلَى جهينة وجه، ثُمَّ إن ابْنُ منده قَدْ ذكر فِي تلك الترجمة أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: لما قَالَ: «أَنَا الغلام الفارسي» «هلا قلت: وأنا الغلام الْأَنْصَارِيّ» !، وأمَّا أَبُو عُمَر فلم يذكر إلا مَوْلَى جبر بْن عتيك، ولم يذكر هَذَا. ولا شك أن ابْنُ منده اشتبه عَلَيْهِ حيث رَأَى الراوي عَنْ كل واحد منهما ابنه عَبْد الرَّحْمَن، وكان يجب عَلَى الحافظ أَبِي مُوسَى أن يستدرك أحدهما عَلَى ابْنُ منده، ولعله تركه حيث رَأَى ابْنُ منده ذكر «الجهني مَوْلَى جبر بْن عتيك» فركب من الاثنين واحدًا، فلهذا لم يستدركه عليه، والله أعلم.
3709- عقبة بن عبد
(س) عقبة بْن عَبْد. أعطاه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سيفًا قصيرًا، وقَالَ: «إن لم تستطع أن تضرب بِهِ ضربًا فاطعن بِهِ طعنًا» .
رَوَاهُ يَحيى بْن صالح الوحاظي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِم الطائي، عَنْ عقبة [1] . أخرجه أبو موسى.
3710- عقبة بن عثمان
(ب س) عقبة بْن عثمان بْن خلدة بْن مخلد بْن عَامِر بْن زريق الْأَنْصَارِيّ الزرقي.
شهد بدرا هُوَ وأخوه سعد [2] بْن عثمان.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر بْن السَّمِينِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى يونس بْن بكير، عَنِ ابن إِسْحَاق، في تسمية من
__________
[1] قال ابن حجر في الإصابة، الترجمة 6797/ 3/ 168: «وهو حديث معروف لمحمد بن القاسم، عن عقبة ابن عبد السلمي» .
[2] مضت ترجمته برقم 2019: 2/ 360، وبرقم 2088: 3/ 397.(3/553)
شَهِدَ بَدْرًا، قَالَ: «وَمِنْ بَنِي زُرَيْقِ بْنِ عَامِرٍ، ثُمَّ مِنْ بَنِي مَخْلَدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ: ...
وَأَبُو عُبَادَةَ، وَهُوَ سَعْدُ بْن عُثْمَانَ بْن خَلْدَةَ بْن مَخْلَدٍ، وَأَخُوهُ عُقْبَةُ بْنُ عُثْمَانَ [1] » .
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: «وَفَرَّ- يَعْنِي يَوْمَ أُحُدٍ- عُقْبَةُ بْنُ عُثْمَانَ، وَسَعْدُ بْنُ عُثْمَانَ رَجُلانِ مِنَ الأَنْصَارِ، حَتَّى بَلَغُوا جَبَلا مُقَابِلَ الأَعْوَصِ [2] ، فَأَقَامَا بِهِ ثَلاثًا ثُمَّ رَجَعَا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرُوا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَقَدْ ذَهَبْتُمْ فِيهَا عَرِيضَةً» [3] . أَخْرَجَهُ أبو عمر، وأبو موسى.
3711- عقبة بن عمرو
(ب د ع) عقبة بْن عَمْرو بْن ثعلبة بْن أسيرة- وقيل: ثعلبة بْن عسيرة، وقيل: ثعلبة ابن أسيرة بْن عسيرة- بْن عطية بْن خدارة بْن عوف بْن الحارث بْن الخزرج.
وقيل: عقبة بْن عَمْرو بْن ثعلبة بْن أسيرة بْن عسيرة بْن عطية، أَبُو مَسْعُود البدري، وهو مشهور بكنيته.
ولم يشهد بدرًا وَإِنما سكن بدرًا. وشهد العقبة الثانية، وكان أحدث من شهدها سنًا، قاله ابْنُ إِسْحَاق. وشهد أحدًا وما بعدها من المشاهد، وقَالَ الْبُخَارِيّ وغيره: إنه شهد بدرًا. ولا يصح.
وسكن الكوفة وكان من أصحاب عليّ، واستخلفه علي عَلَى الكوفة لما سار إِلَى صفين.
روى عَنْهُ عَبْد اللَّه بْن يَزِيدَ الخطمي، وَأَبُو وائل، وعلقمة، ومسروق، وعمرو بن ميمون، وربعيّ بن حراش [4] وغيرهم، ونحن نذكره فِي الكنى إن شاء الله تعالى.
أخرجه الثلاثة [5] .
3712- عقبة بن قيظى
(ب) عقبة بْن قيظي بْن قيس بْن لوذان بْن ثعلبة بْن عدي بْن مجدعة بن حارثة بن الحارث ابن الخزرج بْن عمرو بْن مالك بْن الأوس الأنصاري الحارث.
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 700.
[2] في سيرة ابن هشام 2/ 87: «وقد كان الناس انهزموا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى انتهى بعضهم إلى المنقى، دون الأعوص» والأعوص موضع قرب المدينة. وقد ذكر هذا الحديث أبو عمر في الاستيعاب، الترجمة 1826: 3/ 1074.
[3] في النهاية: «وفي حديث أجد، قال للمنهزمين: لقد ذهبتم فيها عريضة، أي واسعة» .
[4] في المطبوعة: «خراش» بالخاء المعجمة، وهو خطأ والصواب من المشتبه للذهبى: 223.
[5] الاستيعاب، الترجمة 1827: 3/ 1074، 1075.(3/554)
شهد مَعَ أَبِيهِ وعبد اللَّه بْن قيظي أحدًا، وقتل عقبة وعبد اللَّه يَوْم جسر أبى عبيد [1] شهيدين.
أخرجه أبو عمر [2] .
3713- عقبة بن كديم
(د ع) عقبة بْن كديم بْن عدي بْن حارثة بْن زَيْد مناة بْن عدي بْن عَمْرو بْن مَالِك بْن النجار.
لَهُ صحبة. شهد فتح مصر، وله بمصر عقب، ولا نعرف لَهُ رواية.
ذكره ابْنُ يونس.
وقَالَ العدوي: عقبة بْن كديم بْن عَمْرو بْن حارثة بْن عدي بْن عَمْرو. شهد أحدًا وما بعدها من المشاهد.
أَخْرَجَهُ ابْنُ مندة وأبو نعيم.
3714- عقبة بن مالك
(س) عقبة بْن مَالِك الجهني.
أورده ابْنُ شاهين، وَرَوَى بِإِسْنَادِهِ عَنْ يَزِيدَ بْن هَارُونَ، عَنْ يَحْيَى بْن سَعِيد، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ ابن زَحْرٍ الضَّمْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الرُّعَيْنِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ الْيَحْصُبِيِّ [3] : أَنَّ عُقْبَةَ ابن مَالِكٍ الْجُهَنِيَّ أَخْبَرَهُ، أَنَّ أُخْتَ «عُقْبَةَ» نَذَرَتْ أَنْ تَمْشِيَ إِلَى بَيْتِ اللَّهِ حَافِيَةً غَيْرَ مُخْتَمِرَةً، فَذَكَرَ ذَلِكَ عُقْبَةُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «مُرْ أُخْتَكَ فَلْتَرْكَبْ وَلْتَخْتَمِرْ، وَلْتَصُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ» .
رَوَاهُ جَمَاعَةٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ فَقَالُوا: «عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ» [4] . وَهُوَ الصَّحِيحُ، أَخْرَجَهُ أَبُو موسى.
__________
[1] في المطبوعة: «جسر أبى عبيدة» وهو خطأ. والصواب: «أبى عبيد» ، وهو أبو عبيد بن مسعود الثقفي. وقد كانت وقعة الجسر سنة 14، واستشهد فيها أبو عبيد وطائفة، وهذه الوقعة على مرحلتين من الكوفة. ينظر العبر للذهبى: 1/ 17.
[2] الاستيعاب، الترجمة 1828: 3/ 1075.
[3] في المطبوعة: «بن مالك الجهنيّ» والصواب عن مسند الإمام احمد، والترمذي، والتهذيب: 5/ 382.
[4] وكذا رواه الترمذي عن محمود بن غيلان، عن وكيع، عن سفيان، عن يحيى بن سعيد بإسناده إلى عقبة بن عامر.
ينظر تحفة الأحوذي، أبواب النذور، الحديث 1584: 5/ 149. وقال الترمذي: «وفي الباب عن ابن عباس، وهذا حديث حسن. والعمل على هذا عند بعض أهل العلم، وهو قول أحمد وإسحاق.
وقد رواه مسلم أيضا من وجوه كثيرة عن عقبة بن عامر الجهنيّ. ينظر صحيح مسلم، كتاب النذور، باب من نذر أن يمشى إلى الكعبة: 5/ 79، 80. ورواه الإمام أحمد من وجوه كثيرة أيضا عن عقبة بن عامر. ينظر المسند: 4/ 145، 147، 149، 151.(3/555)
3715- عقبة بن مالك الليثي
(ب د ع) عقبة بْن مَالِك الليثي، لَهُ صحبة، يعد فِي البصريين.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ بْنُ مَحْمُودٍ إِجَازَةً بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي عَاصِمٍ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فروخ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بن المغيرة، حدثنا حميد بْنُ هِلالٍ، عَنْ بِشْرِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ سَرِيَّةً فَأَغَارَتْ عَلَى قَوْمٍ، فَشَدَّ [1] مِنَ الْقَوْمُ رَجُلٌ فَاتَّبَعَهُ مِنَ السَّرِيَّةِ رَجُلٌ مَعَهُ سَيْفٌ شَاهِرٌ، فَقَالَ لَهُ الشَّادُ. «إِنِّي مُسْلِمٌ» فَلَمْ يَنْظُرْ إِلَى مَا قَالَ، فَضَرَبَهُ فَقَتَلَهُ، فَنَمَى [2] الْخَبَرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ فِيهِ قَوْلا شَدِيدًا، فَبَلَغَ الْقَاتِلَ، فَبَيْنَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ إِذْ قَالَ الْقَاتِلُ: وَاللَّهِ مَا كَانَ الَّذِي قَالَ إِلا تَعَوُّذًا مِنَ الْقَتْلِ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، فَعَلَ ذَلِكَ ثلاثًا، فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ تُعْرَفُ الْمُسَاءَةُ فِي وَجْهِهِ، فَقَالَ «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَبَى عَلَيَّ فِيمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا ثَلاثَ مَرَّاتٍ» [3] . أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ وهذا عقبة بْن مَالِك قَدْ ذكره أَبُو يعلى الموصلي في مسنده الَّذِي رويناه «عقبة بْن خَالِد» ، ولعله تصحيف من الكاتب، والله أعلم، وهذا أصح.
3716- عقبة بن نافع
(س) عقبة بْن نافع بْن عَبْد القيس بْن لقيط بْن عَامِر بْن أمية بْن [الظّرب بن [4]] الحارث ابن عَامِر بْن فهر الْقُرَشِيّ الفهري.
ولد عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، لا تصح لَهُ صحبة. وكان [أخا] [5] عَمْرو بن العاص،
__________
[1] أي: أسرع هربا.
[2] أي: ارتفع وبلغ.
[3] أخرجه الإمام أحمد في مسندة عن بهز وأبى النضر، عن سليمان بن المغيرة، به نحوه. المسند: 5/ 288، 289.
وقد ساق هذه الرواية ابن كثير في تفسيره عند قوله تعالى: (وَمن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً 4: 93) 2/ 334 بتحقيقنا. وينظر أيضا المسند:
4/ 110.
[4] عن كتاب نسب قريش: 443، 444، والإصابة.
[5] مكانه في المطبوعة: «وكان ابن خالة» ، وقد نقله ابن الأثير عن أبى عمر، ففي الاستيعاب، الترجمة 1830/ 3/ 1075: «كان ابن خالة عمرو بن العاص» ، ولكن أبا عمر يقول في ترجمة عمرو بن العاص 3/ 1931: «وأخوه لأمه عمرو ابن أبى أثاثة العدوي، كان من مهاجرة الحبشة، وعقبة بن نافع بن عبد قيس ... » ، وينقل عنه ابن الأثير ذلك أيضا في ترجمة «عمرو بن العاص» . ويخطئ في نقله، فيقول: عمرو بن أبى أثاثة، وصوابه: «عروة بن أبى أثاثة» ، وقد تقدم.
وقد رجحنا أنه أخو عمرو بن العاص لأمه، لا ابن خالته، ولا ابن أخته كما قال ابن حجر في الإصابة، الترجمة 6257:
3/ 80، رجحناه بما قاله مصعب الزبيري في كتاب نسب قريش، 409، قال: «وعمرو بن العاصي» وأمه سبية من عنزة، وإخوته لأمه: عروة بْن أثاثة العدوي، كَانَ من مهاجرة الحبشة، وأرنب بن عفيف بن العاصي، وعقبة بن نافع بن عبد القيس ابن لقيط، من بنى الحارث بن فهر» .(3/556)
ولاه عَمْرو بْن العاص إفريقية لما كَانَ على مصر، فانتهى إلى «لواتة» و «مزاتة» [1] ، فأطاعوا ثُمَّ كفروا، فغزاهم من سنته فقتل وسبى، وذلك سنة إحدى وأربعين. وافتتح فِي سنة اثنتين وأربعين غدامس [2] فقتل وسبي، وافتتح فِي سنة ثلاث وأربعين مواضع من بلاد السودان، وافتتح «ودان» [3] وهي من حيز «برقة» من بلاد إفريقية، وافتتح عامة بلاد البربر. وهو الَّذِي بنى «القيروان» [4] وذلك فِي زمان معاوية، وكانت هِيَ أصل بلاد أفريقية، ومسكن الأمراء، ثُمَّ انتقلوا عَنْهَا، وهي إِلَى الآن عامرة. وكان معاوية بن حديث قَدْ اختط القيروان بموضع يدعى اليوم بالقرن [5] ، فلما رآه عقبة بْن نافع لم يعجبه، فركب بالناس إلى موضع القيروان اليوم، وكان غيضة كَثِير الأشجار مأوى الوحوش والحيات، فأمر بقطع ذَلِكَ وَإِحراقه، واختط المدينة، وأمر النَّاس بالبنيان.
قَالَ خليفة بْن خياط: وفي سنة خمسين اختط «عقبة» القيروان، وأقام بها ثلاث سنين، وقتل عقبة بْن نافع سنة ثلاث وستين، بعد أن غزا «السوس [6] الأقصى» ، قتله كسيلة بْن لمرم، وقتل معه أبا المهاجر دينارًا، وكان «كسيلة» نصرانيًا، ثُمَّ قتل «كسيلة» فِي ذَلِكَ العام أَوْ فِي العام الَّذِي يليه، قتله زُهَيْر بْن قيس البلوي.
وَيُقَال: إن عقبة بْن نافع كَانَ مجاب الدعوة.
أَخْرَجَهُ الثلاثة، فأمَّا ابْنُ منده وَأَبُو عُمَر فقالا: عقبة بْن نافع، وأما أبو نعيم فقال: «عقبة ابن رافع أَوْ نافع» وَقَدْ تقدم ذكره، وهذا هُوَ الصحيح.
كسيلة: بفتح الكاف، وكسر السين المهملة، ولمرم: بفتح اللام والراء، وبينهما ميم ساكنة، وآخره ميم.
__________
[1] لواته- بفتح اللام، وتاء مثناة-: قبيلة من البربر، وموضع في الأندلس، كذا قال ياقوت في معجم البلدان. ولم نجد تحديدا لمزاته، وقد ورد ذكرها في الكامل لابن الأثير: 3/ 209.
[2] قال ياقوت: غدامس- بفتح أوله ويضم- وهي عجمية بربرية فيما أحسب، وهي مدينة بالمغرب، ثم في جنوبيه ضاربة في بلاد السودان، تدبغ فيها الجلود ... » .
[3] ودان: مدينة في جنوبي إفريقية، بينها وبين زويلة عشرة أيام (معجم البلدان عن البكري) .
[4] ينظر الكامل لابن الأثير: 3/ 209، فقد نقل هذا من الكامل.
[5] قال ياقوت: «القرآن موضع بإفريقية له ذكر في الفتوح.
[6] قال ياقوت: «السوس: بالمغرب كورة مدينتها طنجة، وهناك السوس الأقصى، كورة أخرى مدينتها طرقلة.(3/557)
3717- عقبة بن نافع الأنصاري
(س) عقبة بْن نافع الْأَنْصَارِيّ أورده الإسماعيلي، وروى بِإِسْنَادِهِ، عَنْ عكرمة، عَنْ عقبة بْن نافع الْأَنْصَارِيّ: أن رجلا سَأَلَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إن أخته نذرت أن تحج ماشية، فَقَالَ: مرها فلتركب، فإن اللَّه لا يصنع بعناء أختك شيئًا» . قَالَ الإسماعيلي: «إنَّما هُوَ عقبة بْن عَامِر» ، وَقَدْ تقدم ذكر من قَالَ فِيهِ: «عقبة بْن مَالِك» والحديث فِيهِ.
أَخْرَجَهُ أَبُو موسى أيضًا.
3718- عقبة بن النعمان
عقبة بْن النعمان العتكي، أتى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين مات، وهو من أهل عمان.
ذكره وثيمة، قاله ابْنُ الدباغ فيما استدركه عَلَى أَبِي عمر.
3719- عقبة بن نمر
(س) عقبة بْن نمر- وقيل: ابْنُ مر- الهمداني.
وفد عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وفد همدان، وذكره فِي كتاب رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم إلى «زرعة [1] ابن ذي يزن» وهو في مغازي ابن إِسْحَاق: «عقبة بْن النمر» .
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى [2] .
3720- عقبة بن وهب
(ب د ع) عقبة بْن وهب- وَيُقَال: ابْنُ أَبِي وهب- بْن رَبِيعة بْن أسد بن صهيب بن مالك ابن كَثِير بْن غنم بْن دودان بْن أسد بْن خزيمة الأسدي، يكنى أبا سنان. وهو أخو شجاع ابن وهب، وهما حليفا بني عَبْد شمس بْن عَبْد مناف.
هاجر إِلَى المدينة، وشهد بدرًا هُوَ وأخوه «شجاع بْن وهب» [3] .
أَخْرَجَهُ الثلاثة [4] .
__________
[1] هو زرعة بن سيف بن ذي يزن. وقد تقدمت ترجمته برقم 1745: 2/ 256.
[2] وكذلك هو في كتاب الاستيعاب، الترجمة 1831: 3/ 1077. ولعله قد أضيف إلى نسخة أبى عمر، أو خلت منه نسخة ابن الأثير.
[3] تقدمت ترجمته برقم 2387: 2/ 505.
[4] الاستيعاب، الترجمة 1832: 3/ 1077.(3/558)
3721- عقبة بن وهب بن كلدة
(ب س) عقبة بْن وهب بْن كلدة بْن الجعد بْن هلال بْن الحارث بْن عَمْرو بْن عدي بْن جشم بْن عوف بْن بهثة بْن عبد اللَّه بْن غطفان بْن قيس [1] بْن عيلان الغطفاني، حليف لبني سالم ابن غنم بْن عوف بْن الخزرج.
شهد العقبتين، وبدرًا.
قَالَ ابْنُ إِسْحَاق: كَانَ من أول من أسلم من الأنصار ولحق برسول اللَّه صلى الله عَلَيْهِ وسلم، فلم يزل بمكة حتَّى هاجر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهاجر هُوَ إِلَى المدينة، وكان يقَالَ لَهُ: مهاجري أنصاري، وشهد معه بدرًا وأحدًا [2] .
وقيل إن عقبة بْن وهب هَذَا هُوَ الَّذِي نزع الحلقتين من وجنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد، وَيُقَال: بل نزعهما أَبُو عبيدة بْن الجراح. قال الواقدي: إنهما جميعا عالجاهما، وأخرجاهما من وجنتي رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم.
أخرجه أبو عمر وأبو موسى، ولم يخرجه ابْنُ منده وَأَبُو نعيم، ولعلهما ظناه الَّذِي قبله، وهو غيره، والفرق بَيْنَهُما ظاهر من عدة وجوه، منها: أن هَذَا غطفاني، والأول أسدي. وقول أَبِي مُوسَى فِي نسبه: «عطفان بْن قيس بْن عيلان» فقد سقط منه، فإنه: «غطفان بن سعد ابن قيس بن عيلان» ، والله أعلم.
3722- عقربة الجهنيّ
(د ع) عقربة الجهني.
رَوَى عُقْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ بَشِيرِ بْنِ عَقْرَبَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: سَمِعْتُ أبى بشيرا يَقُولُ: قُتِلَ أَبِي عَقْرَبَةَ يَوْمَ أُحُدٍ، فَأَتَيْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبْكِي، فَقَالَ: مَا اسْمُكَ؟
قُلْتُ: عَقْرَبَةُ. قَالَ: أَنْتَ بَشِيرٌ [3] ، أَمَا تَرْضَى أَنْ أَكُونَ أَبَاكَ، وَعَائِشَةُ أُمَّكَ؟ فَسَكَتَ. أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ وَأَبُو نُعَيْمٍ.
__________
[1] يقال: «قيس بن عيلان» ، و «قيس عيلان» وقد ذكر الزبيدي القولين في تاج العروس، مادة «عيل» ، وساق شعرا فيهما. ويقول ابن حزم في الجمهرة 232 إن عيلان هو إلياس بن مضر، وإنه ولد قيسا. ثم يقول: «والأصح أنه قيس ابن مضر، وأن عيلان عبد حضنه، فنسب قيس إليه» .
[2] ينظر سيرة ابن هشام: 2/ 465، 472، 563، 679، 693.
[3] مضت ترجمته برقم 465: 1/ 233.(3/559)
3723- عقفان بن شعثم
(د) عقفان [1] بْن شعثم، أَبُو وراد.
عداده فِي أعراب البصرة، حديثه أَنَّهُ أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ وابناه خارجة [2] ومرداس، فدعا لَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أخرجه ابن مندة [3]
3724- عقيب بن عمرو
(ب) عقيب بْن عَمْرو، أخو سهل بْن عمرو بن عدي بن زيد بن جشم بْن حارثة الْأَنْصَارِيّ الحارثي.
شهد أحدًا، وكان لعقيب ابْنُ يُقال لَهُ: «سعد» . يكنى أبا الحارث، صحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واستصغره يَوْم أحد فرده، ولم يشهد يَوْم أحد.
أخرجه أبو عمر [4] .
3725- عقيبة بن رقيبة
(د ع) عقيبة بْن رقيبة. وقيل: رقيبة بْن عقيبة. تقدم ذكره.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وأبو نعيم مختصرا [5] .
3726- عقيل بن أبى طالب
(ب د ع) عقيل بْن أَبِي طَالِب، واسم أَبِي طَالِب: عَبْد مناف بْن عَبْد المطلب بْن هاشم بْن عبد مناف القرشي الهاشمي، ابن عم رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأخو عليّ وجعفر لأبويهما، وهو أكبرهما، وكان أكبر من جَعْفَر بعشر سنين، وجعفر أكبر من عليّ بعشر سنين، قاله محمد [6] ابن سعد وغيره.
يكنى أبا يزيد، أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم.
__________
[1] عقفان في الأعلام كعثمان. وقد ضبطه الحافظ بن حجر بفتحات. ينظر الترجمة: 5626/ 2/ 487.
[2] تقدمت ترجمة خارجة برقم 1334: 2/ 87.
[3] وقد ترجم لعقفان بن أبى حاتم في الجرح: 3/ 2/ 40.
[4] الاستيعاب، الترجمة 1037: 3/ 1244.
[5] تقدمت ترجمته، برقم 1706: 2/ 235.
[6] الطبقات الكبرى لابن سعد: 4/ 29. وكتاب نسب قريش لمصعب: 39.(3/560)
قَالَ لَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إني أحبك حبين، حبًا لقرابتك، وحبًا لما كنت أعلم من حب عمي إياك [1] » . وكان عقيل ممن خرج مَعَ المشركين إِلَى بدر مكرهًا، فأسر يومئذ، وكان لا مال لَهُ ففداه عمه الْعَبَّاس. ثُمَّ أتى مسلمًا قبل الحديبية، وهاجر إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سنة ثمان، وشهد غزوة مؤتة، ثُمَّ رجع فعرض لَهُ مرض، فلم يسمع لَهُ بذكر فِي غزوة الفتح ولا حنين ولا الطائف. وَقَدْ أعطاه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من خيبر مائة وأربعين وسقًا كل سنة [2] .
وَقَدْ قيل: إنه ممن ثبت يَوْم حنين مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وكان سريع الجواب المسكت للخصم، وله فِيهِ أشياء حسنة لا نطول بذكرها. وكان أعلم قريش بالنسب، وأعلمهم بأيامها، ولكنه كان مبغضًا إليهم، لأنَّه كَانَ يعد مساويهم.
وكانت لَهُ طنفسة [3] تطرح لَهُ فِي مسجد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويجتمع النَّاس إِلَيْه فِي علم النسب وأيام العرب. وكان يكثر ذكر مثالب قريش، فعادوه لذلك، وقالوا فِيهِ بالباطل، ونسبوه فِيهِ إِلَى الحمق، واختلقوا عَلَيْهِ أحاديث مزورة، وكان مما أعانهم عَلَيْهِ مفارقته أخاه عليًا رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، ومسيره إِلَى معاوية بالشام، فقيل: إن معاوية قَالَ لَهُ يومًا: «هَذَا أَبُو يزيد لولا علمه بأني خير لَهُ من أخيه، لما أقام عندنا» . فَقَالَ عقيل: «أخي خير لي فِي ديني، وأنت خير لي فِي دنياي [4] ، وَقَدْ آثرت دنياي، وأسأل اللَّه خاتمة خير بمنّه» .
وإنما سار إلى معاوية لأنه كان زوج خالته فاطمة بِنْت عتبة بْن رَبِيعة [5] وَلِمَا:
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ الدِّمَشْقِيُّ كِتَابَةً، أَخْبَرَنَا أَبِي قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أبى محمد عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ عبد العزيز بن أحمد، أخبرنا عبد الوهاب بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَلِيٍّ، وَنَقَلْتُهُ مِنْ خَطِّهِ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الْعَوْصِيُّ، حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانٍ الضَّبِّيُّ، حَدَّثَنَا
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 1834: 3/ 1078. والطبقات الكبرى لابن سعد: 4/ 30.
[2] الطبقات الكبرى لابن سعد: 4/ 20.
[3] الطنفسة: البساط.
[4] ينظر عيون الأخبار لابن قتيبة: 2/ 197.
[5] الّذي في كتاب نسب قريش 153، 204 أن فاطمة بنت عتبة بن ربيعة كانت عند قرظة بن عبد عمرو بن نوفل، فهل خلف عليها عقيل بعد قرظة؟ وفي عيون الأخبار لابن قتيبة 4/ 60 أن بنت عتبة بن ربيعة كانت تحت عقيل، ولكنه لم يسمها.
هذا وأخت فاطمة هي هند بنت عتبة بن ربيعة أم معاوية.(3/561)
الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَيَّاشٍ الْمُرْهِبِيُّ وَإِسْحَاقُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ: أنّ عقيل ابن أَبِي طَالِبٍ لَزِمَهُ دَيْنٌ، فَقَدِمَ عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْكُوفَةَ، فَأَنْزَلَهُ وَأَمَرَ ابْنَهُ الحسن فكساه، فلما أمسى دَعَا بِعَشَائِهِ فَإِذَا خُبْزٌ وَمِلْحٌ وَبَقْلٌ، فَقَالَ عَقِيلٌ: مَا هُوَ إِلا مَا أَرَى؟ قَالَ:
لا. قَالَ: فَتَقْضِي دَيْنِي؟ قَالَ: وَكَمْ دَيْنُكَ؟ قَالَ: أَرْبَعُونَ أَلْفًا. قَالَ: مَا هِيَ عِنْدِي. وَلَكِنِ اصْبِرْ حَتَّى يَخْرُجَ عَطَائِي، فَإِنَّهُ أَرْبَعَةُ آلافٍ فَأَدْفَعُهُ إِلَيْكَ. فَقَالَ لَهُ عَقِيلٌ: بُيُوتُ الْمَالِ بِيَدِكَ وَأَنْتَ تُسَوِّفُنِي بِعَطَائِكَ! فَقَالَ: أَتَأْمُرُنِي أن أدفع إليك أموال الْمُسْلِمِينَ، وَقَدِ ائْتَمَنُونِي عَلَيْهَا؟! قَالَ: فَإِنِّي آتٍ مُعَاوِيَةَ. فَأَذِنَ لَهُ، فَأَتَى مُعَاوِيَةَ فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا يَزِيدَ، كَيْفَ تَرَكْتَ عَلِيًّا وَأَصْحَابَهُ؟ قَالَ: كَأَنَّهُمْ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ، إِلا أَنِّي لَمْ أر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِمْ، وَكَأَنَّكَ وَأَصْحَابَكَ أَبُو سُفْيَانَ وَأَصْحَابُهُ، إِلا أَنِّي لَمْ أَرَ أَبَا سُفْيَانَ فِيكُمْ. فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ قَعَدَ مُعَاوِيَةُ عَلَى سَرِيرِهِ، وَأَمَرَ بِكُرْسِيٍّ إِلَى جَنْبِ السَّرِيرِ، ثُمَّ أَذِنَ لِلنَّاسِ فَدَخَلُوا، وَأَجْلَسَ الضَّحَّاكَ بْنَ قَيْسٍ مَعَهُ عَلَى سَرِيرِهِ، ثُمَّ أَذِنَ لِعَقِيلٍ فَدَخَلَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: يَا مُعَاوِيَةُ، مَنْ هَذَا مَعَكَ؟ قَالَ: الضَّحَّاكُ ابن قَيْسٍ. فَقَالَ: الْحَمْدُ للَّه الَّذِي رَفَعَ الْخَسِيسَةَ وَتَمَّمَ النَّقِيصَةَ! هَذَا الَّذِي كَانَ أَبُوهُ يُخْصِي بَهْمَنَا [1] بِالأَبْطَحِ، لَقَدْ كَانَ بِخِصَائِهَا رَفِيقًا. فَقَالَ الضَّحَّاكُ: إِنِّي لَعَالِمٌ بِمَحَاسِنِ قُرَيْشٍ، وَإِنَّ عَقِيلا عَالِمٌ بِمَسَاوِيهَا. وَأَمَرَ لَهُ مُعَاوِيَةُ بِخَمْسِينَ أَلْفَ درهم، فأخذها ورجع.
روى هشام بْن مُحَمَّد بْن السائب الكلبي، عَنْ أَبِيهِ، عن أبي صالح، عن ابن عباس قَالَ:
كَانَ فِي قريش أربعة يتنافر النَّاس إليهم ويتحاكمون: عقيل بْن أَبِي طَالِب، ومخرمة بْن نوفل الزُّهْرِيّ، وَأَبُو جهم بْن حذيفة العدوي وحويطب بْن عَبْد العزي العامري. وكان الثلاثة يعدّون محاسن الرجل إِذَا أتاهم، فإذا كَانَ أكثر محاسن نفروه عَلَى [2] صاحبه. وكان عقيل يعد المساوئ، فأيّما كان أكثر مساوىء تركه. فيقول الرجل: وددت أني لم آته، أظهر من مساوىّ ما لم يكن النَّاس يعلمون.
روى عَنْهُ ابنه مُحَمَّد، والحسن الْبَصْرِيّ، وغيرهما. وهو قليل الحديث.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ بن أبي حبة بإسناده عن عبد الله بْنِ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن محمد
__________
[1] البهم- بفتح فسكون- واحدها: بهمة، وهي أولاد الضأن والمعز والبقر.
[2] أي: حكموا له عليه بالغلبة.(3/562)
ابن عُقَيْلٍ قَالَ: تَزَوَّجَ عَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَخَرَجَ عَلَيْنَا، فَقُلْنَا لَهُ: «بِالرِّفَاءِ [1] وَالْبَنِينَ» :
فَقَالَ: مَهْ! لا تَقُولُوا ذَلِكَ، فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ ذَلِكَ، وَقَالَ: قُولُوا: «بَارَكَ اللَّهُ لَكَ وَبَارَكَ عَلَيْكَ، وَبَارَكَ لَكَ فِيهَا» . وتوفي عقيل فِي خلافة معاوية [2] .
أخرجه الثلاثة.
3727- عقيل بن مالك
عقيل بْن مَالِك الحميري. من أبناء الملوك.
كَانَ جارًا لبني حنيفة، وكان مسلمًا مجتهدًا، فأوصاهم بالإقامة عَلَى الْإِسْلَام حين أرادوا الردة، فأبوا عليه.
قاله وثيمة، ذكره ابْنُ الدباغ فيما استدركه عَلَى أبى عمر.
3728- عقيل بن مقرن
(ب س) عقيل بْن مقرن المزني. يكنى أبا حكيم، أخو النعمان، وسويد، ومعقل بني مقرن.
تقدم نسبه [3] ، قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصحبه.
قَالَ الواقدي: وممن نزل الكوفة من الصحابة «عقيل بْن مقرن أَبُو حكيم» .
وقَالَ الْبُخَارِيّ: عقيل بْن مقرن، أَبُو حكيم المزني [4] . وكذلك قَالَ أَحْمَد بْن سَعِيد الدارمي.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر [5] وَأَبُو مُوسَى والله أعلم.
__________
[1] الرفّاء- بكسر الراء-: الالتحام والاتفاق والسكون والطمأنينة. وكره قولهم: «بالرفاء والبنين» ، لما فيه من روح الكراهية للبنات.
[2] مسند أحمد: 3/ 451، وينظر: 1/ 201.
[3] ينظر ترجمة أخيه سويد بن مقرن، رقم 2359: 2/ 493.
[4] في المطبوعة: «المدني» بالدال. والمثبت عن التاريخ الكبير للبخاريّ: 4/ 52.
[5] الاستيعاب، الترجمة 1830: 3/ 1079.(3/563)
باب العين والكاف
3729- عك ذو خيوان
(ب س) عك ذو خيوان. تقدم ذكره فِي «الذال [1] » .
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر، وَأَبُو مُوسَى.
3730- عكاشة بن ثور
(ب) عكاشة بْن ثور بْن أصغر الغوثي.
كَانَ عاملًا لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى السكاسك والسكون وبني معاوية من كندة.
ذكره سيف فِي كتابه، أَخْرَجَهُ [2] أَبُو عُمَر هكذا، وقَالَ: لا أعرفه بغير هَذَا.
3731- عكاشة الغنوي
(س) عكاشة الغنوي أورده ابْنُ شاهين فِي الصحابة، وَرَوَى بِإِسْنَادِهِ عَنْ حَفْصِ بْن مَيْسَرَةَ، عَنْ زَيْدِ بْن أَسْلَمَ، عَنْ عُكَّاشَةَ الْغَنَوِيِّ: أَنَّهُ كَانَتْ لَهُ جَارِيَةٌ فِي غَنَمٍ لَهُ تَرْعَاهَا، فَفَقَدَ مِنْهَا شَاةً، فَضَرَبَ الْجَارِيَةَ عَلَى وَجْهِهَا، ثُمَّ أُخْبِرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِفِعْلِهِ، وَقَالَ: لَوْ أَعْلَمُ أَنَّهَا مُؤْمِنَةٌ لأَعْتَقْتُهَا.
فَدَعَاهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فقال: أتعرفينني؟ فَقَالَتْ: أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ. قَالَ: فَأَيْنَ اللَّهُ؟ قَالَتْ:
فِي السَّمَاءِ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ» . أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى، وَالَّذِي صَحَّ أَنَّ هَذَا كَانَ لِبَنِي مقرّن [3] ، والله أعلم.
3732- عكاشة بن محصن
(ب د ع) عكاشة بْن محصن بْن حرثان بْن قيس بْن مرة بْن كَثِير [4] بن غنم بن دودان ابن أسد بْن خزيمة الأسدي. حليف بني عَبْد شمس، يكنى أبا محصن.
كَانَ من سادات الصحابة وفضلائهم. هاجر إِلَى المدينة [5] ، وشهد بدرًا وأبلى فيها بلاء
__________
[1] ينظر الترجمة 1543: 2/ 173.
[2] الاستيعاب، الترجمة 1836: 3/ 1080، وفيه: «القرشي» مكان الغوثي. وفي تاج العروس، مادة عكش:
«الغوثي، بالغين والمثلثة» .
[3] ينظر ترجمة سويد مقرن: 2/ 494.
[4] كذا في المطبوعة، وفي الطبقات الكبرى لابن سعد 3/ 1/ 64. «كبير» ، بالباء الموحدة. وفي الإصابة، الترجمة 5634: «بكير» ، وقال الحافظ: «بضم الموحدة» . وقد وردت في مخطوطة الدار «111» مصطلح حديث دون فقط، محتملة لأن تقرأ: «كثير» و «كبير» .
[5] سيرة ابن هشام: 1/ 472.(3/564)
حسنًا [1] ، وانكسر فِي يده سيف، فأعطاه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عرجونًا- أَوْ: عودًا- فعاد فِي يده سيفًا يومئذ شديد المتن، أبيض الحديدة، فقاتل بِهِ حتَّى فتح اللَّه عزَّ وجلَّ عَلَى رَسُوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ لم يزل عنده يشهد بِهِ المشاهد مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتَّى قتل فِي الردة وهو عنده، وكان ذَلِكَ السيف يسمى العون [2] .
وشهد أحدا، والخندق، والمشاهد كلها مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وبشره رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ ممن يدخل الجنة بغير حساب.
وقتل فِي قتال أهل الردة، فِي خلافة أَبِي بَكْر، قتله طليحة بْن خويلد الأسدي الَّذِي ادعى النبوة، قتل هُوَ وثابت بْن أقرم يَوْم «بزاخة» . هَذَا قول أهل السير والتواريخ [3] .
وقَالَ سُلَيْمَان التيمي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سرية إِلَى بني أسد، فقتله طليحة بْن خويلد، وقتل ثابت بْن أقرم.
وهو وهم، وإنما قاله لقرب الحادثة من عهد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وكان عكاشة يَوْم توفي النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنُ أربع وأربعين سنة، وكان من أجمل الرجال.
روى عَنْهُ أَبُو هُرَيْرَةَ وابن عَبَّاس أَخْرَجَهُ الثلاثة.
عكاشة بتخفيف الكاف وتشديدها، وحرثان: بضم الحاء المهملة، وسكون الراء، وبالثاء، المثلثة، وبعد الألف نون.
3733- عكاف بن وداعة
(ب د) عكاف بْن وداعة الهلالي.
أَخْبَرَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْفَقِيهُ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ غُضَيْفِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ بُسْرٍ [4] الْمَازِنِيِّ قَالَ: جَاءَ عَكَّافُ بْنُ وَدَاعَةَ الْهِلالِيُّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فقال له رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا عَكَّافُ، ألك
__________
[1] المرجع السابق: 1/ 601.
[2] المرجع السابق: 1/ 637.
[3] المرجع السابق: 1/ 637، والطبقات الكبرى لابن سعد: 3/ 1/ 65.
[4] في المطبوعة: «بشر» بالشين المعجمة. وهو خطأ، ينظر ترجمته في التهذيب: 7/ 223.(3/565)
زَوْجَةٌ؟ قَالَ: لا. قَالَ: وَلا جَارِيَةٌ؟ قَالَ: لا. قَالَ: وَأَنْتَ صَحِيحٌ مُوسَرٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَالْحَمْدُ للَّه. قَالَ: فَأَنْتَ إِذًا مِنْ إِخْوَانِ الشياطين، إِمَّا أَنْ تَكُونَ مِنْ رُهْبَانِ النَّصَارَى فَأَنْتَ مِنْهُمْ، وَإِمَّا أَنْ تَكُونَ مِنَّا فَاصْنَعْ كَمَا نَصْنَعُ، وَإِنَّ مِنْ سُنَّتِنَا النِّكَاحَ، شِرَارُكُمْ عِزَابُكُمْ، وَأَرَاذِلُ مَوْتَاكُمْ عِزَابُكُمْ، وَيْحَكَ يَا عَكَّافُ! تَزَوَّجْ! قَالَ: فَقَالَ عَكَّافٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لا أَتَزَوَّجُ حَتَّى تُزَوِّجَنِي مَنْ شِئْتَ. قَالَ: فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: فقد زَوَّجْتُكَ عَلَى اسْمِ اللَّهِ وَالْبَرَكَةِ كُرَيْمَةَ بِنْتَ كلثوم الحميري [1] . أخرجه الثلاثة.
3734- عكراش بن ذؤيب
(ب د ع) عكراش بْن ذؤيب التميمي المنقري. كذا قاله ابْنُ منده.
وقَالَ أَبُو نعيم وَأَبُو عُمَر: عكراش بْن ذؤيب بْن حرقوص بْن جعده بْن عَمْرو بْن النزال ابن مرة بْن عُبَيْد، أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بصدقات قومه. ولم يذكرا تمام النسب، فإن عبيدًا هُوَ ابْنُ مقاعس- واسمه الحارث- بْن عَمْرو بْن كعب بْن سعد بْن زَيْد مناة بْن تميم.
ولما أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بصدقات قومه بني مرة، أمر بها رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن توسم بميسم الصدقة.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدٍ وَغَيْرُ وَاحِدٍ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا الْعَلاءُ [2] بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سَوِيَّةَ أَبُو الْهُذَيْلِ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عِكْرَاشِ بْنِ ذُؤَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ عِكْرَاشٍ قَالَ: «بَعَثَنِي بَنُو مُرَّةَ بْنِ عُبَيْدٍ بِصَدَقَاتِ أَمْوَالِهِمْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَوَجَدْتُهُ جَالِسًا فِي الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ، فَأَخَذَ [3] بِيَدِي فَانْطَلَقَ بِي إِلَى مَنْزِلِ أُمِّ سَلَمَةَ، فَقَالَ: هَلْ مِنْ طَعَامٍ؟ فَأُتِينَا بِجَفْنَةٍ كَثِيرَةِ الثَّرِيدِ وَالْوَدَكِ [4] . فَأَقْبَلْنَا نَأْكُلُ، فَأَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم مما بين يديه، وخبطت بِيَدِي فِي نَوَاحِيهَا [5] . فَقَبَضَ بِيَدِهِ الْيُسْرَى عَلَى يدي اليمنى،
__________
[1] أخرجه الإمام أحمد بإسناده إلى مكحول، عن رجل، عن أبى ذر قال: «دخل علي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم رجل يقال له عكاف بن بسر التميمي ... » وذكر نحوه، المسند: 5/ 163، 164.
[2] في سنن الترمذي: «حَدَّثَنَا الْعَلاءُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بن أبى سوية» ، وكذلك هو في التهذيب: 8/ 189. ولعله قد نسب إلى جده.
[3] في سنن الترمذي: «قال: ثم أخذ ... » .
[4] كذا في المطبوعة: ومثله في رواية ابن ماجة عن محمد بن بشار، كتاب الأطعمة، باب الأكل مما يليك، الحديث 3274:
2/ 1089، 1090. وفي سنن الترمذي: «كثيرة الثريد والوذر» .
والودك، دسم اللحم والشحم. وأما الوذر- بفتح فسكون- فواحده: وذرة، وهي قطع من اللحم لا عظم فيها.
[5] لفظ الترمذي: «فأقبلنا نأكل منها، فخبطت بيدي في نواحيها، وأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين يديه» .(3/566)
ثُمَّ قَالَ: يَا عِكْرَاشُ، كُلْ مِنْ مَوْضِعٍ وَاحِدٍ، فَإِنَّهُ طَعَامٌ وَاحِدٌ. ثُمَّ أُتِينَا بِطَبَقٍ فِيهِ أَلْوَانُ الرُّطَبِ- أَوِ: التَّمْرِ، شَكَّ عُبَيْدُ اللَّهِ- فَجَعَلْتُ آكُلُ مِنْ بَيْنِ يَدِي، وَجُعِلَتْ يد رسول الله صلى الله عليه وسلم فِي الطَّبَقِ فَقَالَ: يَا عِكْرَاشُ، كُلْ مِنْ حَيْثُ شِئْتَ، فَإِنَّهُ غَيْرُ لَوْنٍ وَاحِدٍ. ثُمَّ أُتِينَا بِمَاءٍ، فَغَسَلَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ، ثُمَّ مَسَحَ بِبَلَلِ كَفِّهِ وَجْهَهُ وَذِرَاعَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا عِكْرَاشُ هَكَذَا الْوُضُوءُ مِمَّا غَيَّرَتْهُ النَّارُ» [1] . أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
قلت: قول ابْنِ منده: «إنه منقري» وهم مِنْهُ، إنَّما هُوَ من ولد مرة بْن عُبَيْد أخي منقر ابْنُ عُبَيْد، ودليله ما ذكر فِي الحديث: أَنَّهُ أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بصدقة قومه بني مرة بْن عُبَيْد، وكل إنسان كَانَ يحمل صدقة قومه، لا صدقة غيرهم، والله أعلم.
3735- عكرمة بن أبى جهل
(ب د ع) عكرمة بْن أَبِي جهل بْن هِشَام بْن المغيرة بْن عَبْد اللَّه بْن عمر بْن مخزوم القرشي المخزومي. وأمه أم مجالد إحدى نساء بني هلال بْن عَامِر، واسم أَبِي جهل عَمْرو، وكنيته أَبُو الحكم وَإِنما رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والمسلمون كنوه أبا جهل، فبقي عَلَيْهِ ونسي اسمه وكنيته- وكنيته عكرمة.
فهو عثمان [2] .
أسلم بعد الفتح بقليل، وكان شديدا الْعَدَاوَةِ لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الجاهلية، ومن أشبه أباه فما ظلم! وكان فارسًا مشهورًا، ولما فتح رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مكَّة هرب منها ولحق باليمن، وكان رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما سار إِلَى مكَّة أمر بقتل عكرمة ونفر معه.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْفَقِيهُ الْمَخْزُومِيُّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي يَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حدثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ قَالَ. زَعَمَ السُّدِّيُّ، عَنْ مُصْعَبِ بْن سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْم فَتْحِ مَكَّةَ أَمَّنَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ إِلا أَرْبَعَةَ نَفَرٍ وَامْرَأَتَيْنِ، وَقَالَ: اقْتُلُوهُمْ وَإِنْ وَجَدْتُمُوهُمْ مُتَعَلِّقِينَ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ: عِكْرِمَةَ بْن أَبِي جَهْلٍ، وَعَبْدَ اللَّه بْن خَطْلٍ، وَمِقْيَسَ بْن صُبَابَةَ وَعَبْدَ اللَّه بْن سَعْدِ بْن أَبِي سَرْحٍ، فَأمَّا ابْنُ خَطْلٍ فَأُدْرِكَ وهو متعلق بأستار
__________
[1] تحفة الأحوذي، أبواب الأطعمة، باب ما جاء في التسمية على الطعام، الحديث 1919: 5/ 592- 594، وقال الترمذي: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث العلاء بن الفضل، وقد تفرد العلاء بهذا الحديث» .
هذا وينظر ما قيل عن العلاء في التهذيب: 8/ 189، 190.
[2] ينظر كتاب نسب قريش: 310/ 311.(3/567)
الْكَعْبَةِ، فَاسْتَبَقَ إِلَيْهِ سَعِيدُ بْنُ حُرَيْثٍ وَعَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، فَسَبَقَ سَعِيدٌ عَمَّارًا- وَكَانَ أَثْبَتَ الرَّجُلَيْنِ- فَقَتَلَهُ، وَأَمَّا مِقْيَسُ بْنُ صُبَابَةَ فَأَدْرَكَهُ النَّاسُ فِي السُّوقِ فَقَتَلُوهُ، وَأَمَّا عِكْرِمَةُ فَرَكِبَ الْبَحْرَ فَأَصَابَتْهُمْ عَاصِفٌ، فَقَالَ أَصْحَابُ السَّفِينَةِ لأَهْلِ السَّفِينَةِ: أَخْلِصُوا فَإِنَّ آلِهَتَكُمْ لا تُغْنِي عَنْكُمْ شيئا هاهنا. فَقَالَ عِكْرِمَةُ: إِنْ لَمْ يُنَجِّنِي فِي الْبَحْرِ إلا إلا خلاص مَا يُنَجِّينِي فِي الْبَرِّ غَيْرُهُ، اللَّهمّ لَكَ عَلَيَّ عَهْدٌ إِنْ أَنْتَ عَافَيْتَنِي مِمَّا أَنَا فِيهِ أَنْ آتِيَ مُحَمَّدًا حَتَّى أَضَعَ يَدِي فِي يَدِهِ، فَلأَجِدَنَّهُ عَفُوًّا كَرِيمًا. قَالَ: فَجَاءَ فَأَسْلَمَ. وَأَمَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ فَإِنَّهُ اخْتَفَى عِنْدَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، فَلَمَّا دَعَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الناس لِلْبَيْعَةِ، جَاءَ بِهِ حَتَّى وَقَّفَهُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول اللَّهِ، بَايِعْ عَبْدَ اللَّهِ. فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَنَظَرَ إِلَيْهِ، فَعَلَ ذَلِكَ ثَلاثًا، ثُمَّ بَايَعَهُ بَعْدَ الثَّلاثِ. ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: أَمَا كَانَ فِيكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ فَيَقُومُ إِلَى هَذَا حِينَ رَآنِي كَفَفْتُ يَدِي عَنْ مُبَايَعَتِهِ فَيَقْتُلُهُ [1] . وَقِيلَ: إِنَّ زَوْجَتَهُ أُمَّ حَكِيمٍ بِنْتَ عَمِّهِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، سَارَتْ إِلَيْهِ وَهُوَ بِالْيَمَنِ بِأَمَانِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَتْ أَسْلَمَتْ قَبْلَهُ يَوْمَ الْفَتْحِ، فَرَدَّتْهُ إِلَى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأسلم وَحَسُنَ إِسْلامُهُ [2] .
وَكَانَ مِنْ صَالِحِي الْمُسْلِمِينَ، وَلَمَّا رَجَعَ قَامَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاعْتَنَقَهُ، وَقَالَ: مَرْحَبًا بِالرَّاكِبِ الْمُهَاجِرِ.
وَلَمَّا أَسْلَمَ كَانَ الْمُسْلِمُونَ يَقُولُونَ: هَذَا ابْنُ عدوّا للَّه أبى جهل! فساءه ذلك، فشكى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَصْحَابِهِ: «لا تَسُبُّوا أَبَاهُ، فَإِنَّ سَبَّ الْمَيِّتِ يُؤْذِي الْحَيَّ» . وَنَهَاهُمْ أَنْ يَقُولُوا: «عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ» . اللَّهمّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، فَمَا أَحْسَنَ هَذَا الْخُلُقَ وَأَعْظَمَهُ وَأَشْرَفَهُ.
وَلَمَّا أَسْلَمَ عِكْرِمَةُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لا أدع ما لا أَنْفَقْتُ عَلَيْكَ إِلا أَنْفَقْتُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مِثْلَهُ.
وَاسْتَعْمَلَهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى صَدَقَاتِ هَوَازِنَ عَامَ حَجٍّ.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَغَيْرُ وَاحِدٍ بِإِسْنَادِهِمْ عَنْ أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ قال: حدثنا عيد ابن حُمَيْدٍ وَغَيْرُ وَاحِدٍ قَالُوا: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مصعب
__________
[1] ينظر ترجمة عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ 2974: 3/ 259- 261.
[2] ذكر ذلك مصعب الزبيري في كتابه نسب قريش: 310.(3/568)
ابن سَعْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ أَبِي جَهْلٍ قَالَ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يَوْمَ جِئْتُهُ: «مَرْحَبًا بِالرَّاكِبِ الْمُهَاجِرِ» [1] وله فِي قتال أهل الردة أثر عظيم. استعمله أَبُو بَكْر رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَلَى جيش، وسيره إلى أهل عمان، وكانوا ارتدّوا، فظهر عليهم. ثُمَّ وجهه أَبُو بَكْر أيضًا إِلَى اليمن، فلما فرغ من قتال أهل الردة سار إِلَى الشام مجاهدًا أيام أَبِي بَكْر مَعَ جيوش المسلمين، فلما عسكروا بالجرف عَلَى ميلين من المدينة، خرج أَبُو بَكْر يطوف فِي معسكرهم، فبصر بخباء عظيم حوله ثمانية أفراس ورماح وعدة ظاهرة فانتهى إليه فإذا بخباء عكرمة، فسلم عليه أَبُو بَكْر، وجزاه خيرًا، وعرض عَلَيْهِ المعونة، فَقَالَ: لا حاجة لي فيها، معي ألفًا دينار. فدعا لَهُ بخير، فسار إِلَى الشام واستشهد بأجنادين. وقيل: يَوْم اليرموك، وقيل: يَوْم الصفر.
أَخْبَرَنَا غَيْرُ وَاحِدٍ كِتَابَةً، عَنْ أَبِي القاسم بن السمرقندي، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ النَّقُّورِ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْمُخَلِّصُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ سَيْفٍ، أَخْبَرَنَا السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى، حدثنا شعيب ابن إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا سَيْفُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ الْغَسَّانِيِّ- وَهُوَ يَزِيدُ بْنُ أُسَيْدٍ- عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ يَوْمَئِذٍ- يَعْنِي يَوْمَ الْيَرْمُوكِ: قَاتَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي كُلِّ مَوْطِنٍ، وَأَفِرُّ مِنْكُمُ الْيَوْمَ. ثُمَّ نَادَى: مَنْ يُبَايِعُنِي عَلَى الْمَوْتِ؟ فَبَايَعَهُ عَمُّهُ الْحَارِثُ بْنُ هِشَامٍ، وضرار ابن الأَزْوَرِ فِي أَرْبَعِمِائَةٍ مِنْ وُجُوهِ الْمُسْلِمِينَ وَفُرْسَانِهِمْ، فَقَاتَلُوا قُدَّامَ فُسْطَاطِ خَالِدٍ حَتَّى أَثْبَتُوا [2] جَمِيعًا جِرَاحَةً وَقُتِلُوا إِلا ضِرَارَ بْنَ الأَزْوَرِ.
قَالُوا: وأَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم أيضًا، أَخْبَرَنَا أَبُو عليّ بْن المسلمة، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَن بْن الحمامي، أَخْبَرَنَا أَبُو عليّ بْن الصواف، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن عليّ القطان، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن عِيسَى العطار، حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن بشر قَالَ: أخبرني مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، عَنِ الزُّهْرِيّ قال- وأخبرنى ابن سمعان أيضًا عَنِ الزُّهْرِيّ-: أن عكرمة بْن أَبِي جهل يومئذ- يعني يَوْم «فحل [3] » [كَانَ [4]] أعظم النَّاس بلاء، وأنه كَانَ يركب الأسنة حتَّى جرحت صدره ووجهه، فقيل لَهُ: اتق الله،
__________
[1] تحفة الأحوذي، أبواب الاستئذان، باب ما جاء في مرحبا، الحديث 2879: 8/ 3- 5. وقال الترمذي: «وفي الباب عن بريدة وابن عباس وأبى جحيفة. وهذا حديث ليس إسناده بصحيح، لا نعرفه مثل هذا إلا من حديث موسى بن مسعود، عن سفيان. وموسى بن مسعود ضعيف في الحديث» .
[2] أثبتوا، أي: أصيبوا بجراحات حبستهم وأثبتهم في أماكنهم.
[3] في المطبوعة: «قحل» بالقاف، وهو خطأ. وفحل- بكسر الفاء وسكون الحاء: موضع بالشام، كانت للمسلمين مع الروم به وقعة، وذلك سنة 14 من الهجرة، وهي الآن خربة فحل بالأردن. ينظر مراصد الاطلاع، والعبر للذهبى: 1/ 17.
[4] زيادة يستقيم بها السياق.(3/569)
وارفق بنفسك. فَقَالَ: كنت أجاهد بنفسي عَنِ اللات والعزى، فأبذلها لها، أفأستبقيها الآن عَنِ اللَّه ورسوله! لا والله أبدًا. قَالُوا: فلم يزدد إلا إقدامًا حتَّى قتل رحمة اللَّه تَعَالى.
وَأَخْبَرَنَا غَيْرُ وَاحِدٍ إِجَازَةً، أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَعَالِي ثَعْلَبُ بْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّاهِدُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِلالٍ النحويّ، حدثنا يوسف بن يعقوب ابن أَحْمَدَ الْجَصَّاصُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن محمد، حدثنا المطلب ابن كَثِيرٍ، حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: رَأَيْتُ لأَبِي جَهْلٍ عِذْقًا فِي الْجَنَّةِ. فَلَمَّا أَسْلَمَ عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ قَالَ: يَا أُمَّ سَلَمَةَ، هَذَا هُوَ. وليس لعكرمة عقب، وانقرض عقب أَبِي جهل إلا من بناته.
أخرجه الثلاثة.
3736- عكرمة بن عامر
(ب) عكرمة بْن عَامِر بْن هاشم بْن عَبْد مناف بْن عَبْد الدار بْن قصي الْقُرَشِيّ العبدري.
هُوَ الَّذِي باع دار الندوة من معاوية بمائة ألف. وهو معدود فِي المؤلفة قلوبهم أخرجه أبو عمر مختصرا [1] .
3737- عكرمة بن عبيد
(د ع) عكرمة بْن عُبَيْد الخولاني.
ذكر فِي الصحابة، ولا تعرف لَهُ رواية، وشهد فتح مصر.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم مختصرا.
باب العين واللام
3738- العلاء بن حارثة
(ب د ع) العلاء بْن حارثة [2] بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي سَلَمة بْن عَبْد العزى بْن غيرة بن عوف ابن ثقيف.
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 1839: 3/ 1085.
[2] كذا في المطبوعة، ومخطوطة الدار «111» مصطلح حديث. وفي الإصابة «جارية» بالجيم والياء، الترجمة 5624:
2/ 490، ومثله في سيرة ابن هشام: 2/ 493.(3/570)
من وجوه ثقيف، أحد المؤلفة قلوبهم وهو من حلفاء بني [1] زهرة، أعطاه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من غنائم حنين مائة من الإبل.
وقَالَ أَبُو أَحْمَد العسكري: العلاء بْن جارية، وبعضهم يَقُولُ: خارجة.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
3739- العلاء بن الحضرميّ
(ب د ع) العلاء بْن الحضرمي- واسم الحضرمي عَبْد اللَّه- بْن عباد [2] بْن أكبر بن ربيعة ابن مَالِك بْن أكبر بْن عويف بْن مَالِك بْن الخزرج بْن أَبِي بْن الصدف- وقيل: عَبْد اللَّه بْن عمار- وقيل: عَبْد اللَّه بْن ضمار- وقيل: عَبْد اللَّه بْن عبيدة بْن ضمار بْن مَالِك.
وقَالَ الدارقطني: زعم الأملوكي أنه عبد الله بن عباد، فصحف.
ولا يختلفون أَنَّهُ من حضرموت، حليف حرب بْن أمية، ولاه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ البحرين.
وتوفي النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو عليها، فأقره أَبُو بَكْر خلافته كلها، ثُمَّ أقره عُمَر، وتوفي فِي خلافة عُمَر سنة أربع عشرة، وقيل: توفي سنة إحدى وعشرين واليًا عَلَى البحرين، واستعمل عُمَر بعده أبا هُرَيْرَةَ.
وهذا العلاء هُوَ أخو عَامِر بْن الحضرمي الَّذِي قتل يَوْم بدر كافرًا [3] ، وأخوهما عَمْرو بْن الحضرمي أول قتيل من المشركين قتله مُسْلِم. وكان ماله أول مال خمس فِي الْإِسْلَام قتل يَوْم نخلة [4] .
وأختهم [5] الصعبة بِنْت الحضرمي، وتزوجها أَبُو سفيان وطلقها، فخلف عليها عبيد الله ابن عثمان التيمي، فولدت لَهُ طلحة بْن عُبَيْد اللَّه التيمي. قَالَ هذا جميعه ابْنُ الكلبي.
يُقال: إن العلاء كَانَ مجاب الدعوة، وَإِنه خاض البحر بكلمات قالها ودعا بها ولما قاتل أهل الردة بالبحرين كان له فِي قتالهم أثر كبير، وَقَدْ ذكرناه فِي الكامل في التاريخ [6] ، وذلك
__________
[1] في المطبوعة: «خلفاء» بالخاء، وهو خطأ. ينظر سيرة ابن هشام: 2/ 493.
[2] سيرة ابن هشام: 1/ 602، 603.
[3] سيرة ابن هشام: 1/ 708.
[4] سيرة ابن هشام: 1/ 602- 605.
[5] في المطبوعة: «وأمهم» . والمثبت عن الاستيعاب، الترجمة 1841/ 3/ 1085- 1087. وسيأتي ذكرها في كتاب النساء. وينظر كتاب نسب قريش: 280.
[6] الكامل لابن الأثير: 2/ 249- 252.(3/571)
مشهور عَنْهُ. وكان لَهُ أخ يُقال لَهُ: ميمون بْن الحضرمي، وهو صاحب البئر التي بأعلى مكَّة المعروفة ببئر ميمون، حفرها فِي الجاهلية.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَغَيْرُهُ بِإِسْنَادِهِمْ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدٍ سَمِعَ السَّائِبَ بْنَ يزيد، عن العلاء ابن الْحَضْرَمِيِّ- يَعْنِي مَرْفُوعًا- قَالَ: «يَمْكُثُ الْمُهَاجِرُ بَعْدَ قَضَاءِ نُسُكِهِ بِمَكَّةَ ثَلاثًا» [1] .
وَرَوَاهُ إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ حُمَيْدٍ، عَنِ السَّائِبِ، عَنِ الْعَلاءِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم [2] أخرجه الثلاثة.
3740- العلاء بن خارجة
(د ع) العلاء بْن خارجة، من أهل المدينة، روى عَنْهُ عَبْد الملك بْن يعلى.
رَوَى وُهَيْبٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ يَعْلَى، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ خَارِجَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «تَعَلَّمُوا مِنْ أَنْسَابِكُمْ مَا تَصِلُونَ بِهِ أَرْحَامَكُمْ، فَإِنَّ صِلَةَ الرَّحِمِ مَحَبَّةٌ لِلأَهْلِ، وَمَثْرَاةٌ فِي الْمَالِ، وَمَنْسَأَةٌ فِي الأَجَلِ» .
وَرَوَاهُ هِشَامٌ الْمَخْزُومِيُّ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ وُهَيْبٍ، مِثْلَهُ. وَرَوَاهُ مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ الزِّنْجِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عِيسَى [3] بْنِ الْعَلاءِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ مَوْلَى الْمُنْبَعِثِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، نَحْوَهُ. أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ، وَأَبُو نعيم.
3741- العلاء بن خباب
(ب د ع) العلاء بْن خباب. سكن الكوفة، روى عَنْهُ ابنه عَبْد اللَّهِ، وعبد الرحمن ابن عابس.
__________
[1] تحفة الأحوذي، أبواب الحج، باب ما جاء أن مكث المهاجر بمكة بعد الصدر ثلاثا، الحديث 956: 4/ 20.
[2] أخرجه الإمام أحمد، عن عبد الرزاق، عن ابن جريج عن إسماعيل بإسناده مثله. المسند: 5/ 52.
هذا وفي المسند «عن إسماعيل بن محمد بن سعيد» . وهو خطأ، ينظر التهذيب: 1/ 329.
[3] في المطبوعة: «عبد الملك بن يحيى بن العلاء» . وهو خطأ، والصواب ما أثبتناه عن التهذيب: 6/ 413، 414.
وعبد الملك يروى عن يزيد، وابنه عبد الله بن يزيد.
هذا وقد روى الحديث الإمام أحمد عن إبراهيم، عن ابن المبارك، عن عبد الملك بن عيسى الثقفي، عن مولى المنبعث عن أبى هريرة مثله. المسند: 2/ 374.
ورواه الترمذي في أبواب البر، باب ما جاء في تعلم النسب، الحديث 2045: 6/ 113 عن أحمد بن محمد، عن عبد الله بن المبارك، عن عبد الملك بن عيسى الثقفي، عن يزيد مولى المنبعث، عن أبى هريرة مثله، وقال: هذا حديث غريب من هذا الوجه. ونص الترمذي: «منسأة في الأثر» وفسره الترمذي فقال: «يعنى به الزيادة في العمر» .(3/572)
رَوَى سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَلاءِ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ حِينَ اسْتَيْقَظَ: «لَوْ شَاءَ أَيْقَظَنَا، وَلَكِنَّهُ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ لِمَنْ بَعْدَكُمْ» . وَمِنْ حَدِيثِهِ فِي أَكْلِ الثُّومِ.
قَالَ أَبُو عُمَر: ذكروه فِي الصحابة، وما أظنه سَمِعَ من النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [1] .
وقَالَ أَبُو أَحْمَد العسكري: العلاء بْن خباب، وَيُقَال: العلاء بْن عَبْد اللَّه بْن خباب.
أخرجه الثلاثة.
3742- العلاء بن سبع
(ب س) العلاء بْن سبع. لَهُ صحبة، وفي صحبته نظر. روى عَنْهُ السائب بْن يَزِيدَ، وَقَدْ قيل: إنه العلاء بْن الحضرمي، قاله أَبُو عُمَر.
وقَالَ أَبُو مُوسَى: العلاء بن سبع، له صحبة.
أخرجاه مختصرا.
3743- العلاء بن سعد
(د ع) العلاء بْن سعد الساعدي.
روى عَنْهُ ابنه عَبْد الرَّحْمَن أَنَّهُ كَانَ ممن بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم يَوْم الفتح.
رَوَى عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مَسْعُودٍ مِنْ بَنِي الْحُبُلَى، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَلاءِ مِنْ بَنِي سَاعِدَةَ، عَنْ أَبِيهِ الْعَلاءِ بْن سَعْدٍ أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمًا لِجُلَسَائِهِ: هَلْ تَسْمَعُونَ مَا أَسْمَعُ؟ قَالُوا: وَمَا تَسْمَعُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: أطَّتِ [2] السَّمَاءُ وَحَقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ، إِنَّهُ لَيْسَ فِيهَا مَوْضِعُ قَدَمٍ إلّا وعليه ملك قَائِمٌ أَوْ رَاكِعٌ أَوْ سَاجِدٌ، ثُمَّ تَلا:
وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ 37: 165- 166 [3] . أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 1842: 3/ 1087.
[2] «أطت» بتشديد الطاء، من الأطيط، وهو: صوت الأقتاب، وأطيط الإبل أصواتها وحنينها، أي إن كثرة ما فيها من الملائكة قد أثقلها حتى أطت. وهذا مثل وإيذان بكثرة الملائكة، وإن لم يكن ثم أطيط، وإنما هو كلام تقريب أريد به تقرير عظمة الله تعالى.
[3] سورة الصافات، 165، 166.
هذا والحديث أخرجه الإمام أحمد، والترمذي، وابن ماجة، ثلاثتهم عن أبى ذر. ينظر المسند: 5/ 173، وتحفة الأحوذي أبواب الزهد، باب ما جاء في قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا» ، والحديث 2414: 6 601- 603، وابن ماجة، كتاب الزهد، باب الحزن والبكاء، الحديث 4190: 2/ 1402.(3/573)
3744- العلاء بن صحار
(س) العلاء- وقيل: علاثة بن صحار السليطي، من بني سليط- واسمه كعب بْن الحارث ابن يربوع التميمي السليطي، وهو عم خارجة بْن الصلت.
ذكره ابْنُ شاهين فَقَالَ: قَالَ ابْنُ أَبِي خيثمة: أخبرت باسمه عَنْ أَبِي عُبَيْد الْقَاسِم بْن سلام.
وقَالَ المستغفري: علاقة بْن شجار، قَاله عليّ بْن المديني، يعني السليطي الَّذِي روى عَنْهُ الْحَسَن، قَالَ: وَيُقَال: ابْنُ صحار. وحكاه أيضًا عَنِ ابْنِ أَبِي خيثمة، عَنْ أَبِي عُبَيْد، قَالَ: وقَالَ خليفة: اسم عم خارجة: عَبْد اللَّه بْن عثير [1] بْن عَبْد قيس بْن خفاف، من بني عَمْرو بْن حنظلة من البراجم. وحكى عَنْ خليفة قَالَ: «علاثة بْن شجار» بخط أَبِي يعلى النسفي، قَالَ: وقَالَ البردعي: «ابْنُ شجار، بالتخفيف» .
أخرجه هكذا أبو موسى.
3745- العلاء بن عقبة
(س) العلاء بْن عقبة: كتب للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذكره فِي حديث عَمْرو بْن حزم، ذكره جَعْفَر.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى مختصرا.
3746- العلاء بن عمرو
(ب) العلاء بْن عَمْرو الْأَنْصَارِيّ. لَهُ صحبة وشهد مَعَ عليّ صفين.
أخرجه أَبُو عُمَر مختصرا [2] .
3747- العلاء بن مسروح
(د ع) العلاء بْن مسروح. حجازي.
رَوَى عمرو بن تميم بن عويم، عن أبيه، عن جده قال: كانت أختي مليكة وامرأة منا يقال لها أم عفيف بنت مسروح، تحت رجل منا يقال له: «حمل [3] بن مالك بن النابغة»
__________
[1] في المطبوعة، ومخطوطة دار الكتب «111» مصطلح حديث، «عبد الله بن عثمان» . وما أثبتناه عن التهذيب: 5/ 318، والتقريب: 1/ 433، وقال الحافظ في الإصابة: «وقيل: اسم عمه «عبد الله بن حثير» (كذا) بمهملة ثم ساكنة، ثم ياء تحتانية مفتوحة.
[2] الاستيعاب، الترجمة 1844: 3/ 1087.
[3] ينظر ترجمة حمل بن مالك 1260: 2/ 58.(3/574)
وَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَفِيهِ: فَقَالَ الْعَلاءُ بْنُ مَسْرُوحٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَغْرَمُ مَنْ لا شَرِبَ ولا أكل ولا نطق ولا استهل، فمثل ذَلِكَ يُطَلُّ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَسَجْعٌ كَسَجْعِ الْجَاهِلِيَّةِ» [1] ؟! أَخْرَجَهُ ابْنُ مندة وأبو نعيم.
3748- العلاء بن وهب
(د ع) العلاء بْن وهب بْن مُحَمَّد بْن وهبان بْن ضباب [2] بْن حجير بْن عبد بن معيص ابن عَامِر بْن لؤي.
شهد القادسية، وكتب عثمان إِلَى معاوية يأمره أن يستعمله عَلَى الجزيرة، فولاه، وتزوج زينب بِنْت عقبة بْن أَبِي معيط، وهو من مسلمة الفتح. أقام بالرقة أميرًا.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم، ولم يذكره أَبُو عروبة ولا أَبُو عليّ بْن سَعِيد فِي تاريخ الجزريين، وهما إمامًا الجزريين في الحديث.
3749- العلاء بن يزيد
(د ع) العلاء بْن يَزِيدَ بْن أنيس الفهري.
رَأَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقدم مصر بعد أن فتحت، وعقبة بها. وهو جدّ أبى الحارث أحمد ابن سَعِيد الفهري.
قاله أَبُو سَعِيد بْن يونس.
أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
3750- علاثة بن صحار
(ب د ع) علاثة بْن صحار السليطي، عم خارجة بْن الصلت.
كذا ذكره ابْنُ أَبِي خيثمة، عَنْ أَبِي عُبَيْد الْقَاسِم بْن سلام، وَقَدْ تقدم الخلاف فِي العلاء ابْنُ صحار روى الشَّعْبِيّ، عَنْ خارجة بْن الصلت: أن عمًا لَهُ أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلما رجع مر عَلَى أعرابي مجنون موثق فِي الحديد، فَقَالَ بعضهم: أعندك شيء تداويه فإن صاحبك قَدْ جاء بخير؟ قال:
__________
[1] أخرجه مسلم عن أبى هريرة والمغيرة بن شعبة، في كتاب القسامة، باب دية الجنين، ووجوب الدية في قتل الخطأ: 5/ 110، 111. وكذلك أخرجه الإمام أحمد عن المغيرة: 4/ 245، 246، 249 وفي الجميع: «أسجع كسجع الأعراب» .
[2] في المطبوعة: «جناب» ، وفي الإصابة، الترجمة 5652/ 2/ 492: «خباب» . وكلاهما خطأ، والمثبت عن كتاب نسب قريش لمصعب: 434، 435، وسمط اللآلي: 1/ 294. والمشتبه للذهبى: 414.(3/575)
نعم، فرقيته بأم الكتاب ثلاثة أيام، كل يَوْم مرتين، فبرأ. فأعطوني مائة شاة فلم آخذها حتَّى أتيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبرته، فقال: قلت: غير هَذَا؟ قلت: لا. قَالَ: كلها باسم اللَّه، لعمري لمن أكل برقية باطل لقد أكلت برقية حق [1] . أخرجه الثلاثة.
3751- علاقة بن صحار
علاقة بْن صحار. تقدم القول فِيهِ فِي العلاء بن صحار.
3752- علباء الأسدي
علباء الأسدي. قاله أَبُو أَحْمَد العسكري، وقَالَ: قَالُوا: إنه لحق يعني النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَوَى بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّد بْن بَكْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عِلْبَاءَ الأَسَدِيِّ أَخْبَرَهُ: أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا اسْتَوَى عَلَى بَعِيرِهِ خَارِجًا إِلَى سَفَرٍ كَبَّرَ ثَلاثًا، ثمّ قال: (الحمد للَّه الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مقرنين) ... الْحَدِيثَ.
كَذَا ذَكَرَهُ الْعَسْكَرِيُّ، وَقَدْ أَخْبَرَنَا بِهِ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ رَمَضَانَ بْنِ عُثْمَانَ التِّبْرِيزِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الأُسْتَاذُ أَبُو الْقَاسِمِ الْقُشَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ النَّضْرِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ الأَزْرَقُ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ عِلْبَاءَ الأَزْدِيِّ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ عَلَّمَهُمْ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا اسْتَوَى عَلَى الْبَعِيرِ خَارِجًا إِلَى سَفَرٍ كَبَّر ثَلاثًا ... الْحَدِيثَ. أخرج العسكري «علباء» هَذَا فِي بنى أسد بن خزيمة، والذي أظنه أَنَّهُ بسكون السين، لأنَّه من الأزد، وهم يبدلون كثيرًا فِي هَذَا من «الزاي» «سينا» ، فيقولون: أزدي وأسدي، بسين ساكنة، فرآه العسكري بالسين، فظنه بسين مفتوحة، فجعله من أسد خزيمة، وَقَدْ غلط فِي مثل هَذَا إنسان من أكابر العلماء، فإنه رَأَى ابْنُ اللتبية الأسدي- أعني بالسين الساكنة- فظنه بالفتح، فَقَالَ: رَجُل من بني أسد. والله أعلم [2] .
__________
[1] أخرجه الإمام أحمد من طرق، عن عامر الشعبي، عن خارجة، عن عمه. ينظر المسند: 5/ 210، 211. وأخرجه أبو داود أيضا في كتاب البيوع، باب في كسب الأطباء، الحديث 3420: 3/ 266، وكتاب الطب، باب كيف الرقى، الحديث 3796: 4/ 13.
[2] قال الحافظ في الإصابة، الترجمة 6805/ 3/ 169: «وفات ابن الأثير ذكر وهم ثالث، وهو تصحيف اسمه، وإنما هو على، وإنما ثبتت «الألف» لكون الاسم وقع بعد «أن» ، وعلى الأزدي هذا هو: «على بن عبد الله البارقي» مشهور في التابعين، معروف بروايته لهذا الحديث عن ابن عمر، أخرجه مسلم، وابن خزيمة، وأبو داود، والنسائي، وأحمد،(3/576)
3753- علياء الأسدي
(د) علباء بْن أصمع القيسي. [1] وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
روى عنه عباد بْن جهور: أَنَّهُ قَالَ: وفدت عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسمعته يَقُولُ: «إن النَّاس إِذَا أقبلوا عَلَى الدنيا أضروا بالآخرة، ورضي كل قوم بما يشتهون، وتركوا الدين، عمهم اللَّه عزَّ وجلَّ بغضبه، ثمّ دعوه فلم يجب لهم» . أخرجه ابن مندة.
3754- علباء السلمي
(د ع) علباء السلمي. يعد فِي أهل المدينة لَهُ حديث واحد.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ محمود إِذْنًا بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ ابن مَيْمُونٍ، حَدَّثَنَا خَضِرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عِلْبَاءَ السُّلَمِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَلِيَ النَّاسَ رَجُلٌ مِنَ الْمَوَالِي، يُقَالُ لَهُ: جَهْجَاهُ» [2] . أَخْرَجَهُ ابْنُ مندة وأبو عمر [3] .
3755- علبة بن زيد
(ب د ع) علبة بْن زَيْد بْن صيفي [4] عن عَمْرو بْن زَيْد بْن جشم بْن حارثة بن الحارث ابن الخزرج بْن عمرو بْن مالك بْن الأوس الْأَنْصَارِيّ الأوسي الحارثي، من بني حارثة يعد فِي أهل المدينة. روى عَنْهُ محمود بن لبيد. وهو أحد البكاءين [5] الذين «تولّوا وأعينهم تفيض من الدّمع» .
__________
[ () ] وابن حبان، من رواية ابن جريج، عن أبى الزبير، عن على البارقي، عن ابن عمر ... فاستيقظ ابن الأثير لتحريف النسب، ولم يستيقظ لكون الحديث مرسلا، والراوي تابعي لأصحابي ... » .
والحق مع ما قاله الحافظ ابن حجر، فقد أخرج مسلم الحديث في كتاب الحج، باب ما يقول إذا ركب إلى سفر الحج وغيره، عن هارون بن عبد الله، عن حجاج، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ على الأزدي، عن ابن عمر: 4/ 104. وكذلك أخرجه الإمام أحمد في موضعين: 2/ 144، 150، وصرح في أولهما باسمه فقال: «على بن عبد الله البارقي، عن عبد الله بن عمر»
[1] في الإصابة: «أصمع العبسيّ» . وما في المطبوعة موافق لما في مخطوطة دار الكتب «111» مصطلح حديث.
[2] الحديث رواه الإمام أحمد، عن على بن ثابت بإسناده، ولفظه: «لا تقوم الساعة إلا على حثالة الناس» المسند: 3/ 499
[3] الاستيعاب، الترجمة 2041: 3/ 1245.
[4] في الإصابة، الترجمة 5659/ 2/ 493: «زيد بن عمرو ... » .
[5] ينظر خبر البكاءين في سيرة ابن هشام: 2/ 518.(3/577)
وَرَوَى عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي عَبْسِ بْنِ جَبْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: لَمَّا حَضَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الصَّدَقَةِ، جَاءَ كُلٌّ مِنْهُمْ بِطَاقَتِهِ، فَقَالَ عُلْبَةُ بْنُ زَيْدٍ: لَيْسَ عِنْدِي مَا أَتَصَدَّقُ بِهِ، اللَّهمّ إِنِّي أَتَصَدَّقُ بِعِرْضِي عَلَى مَنْ نَالَهُ مِنْ خَلْقِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم: «إن الله عز وجل قبل صدقتك» أخرجه الثلاثة [1] .
3756- علس بن الأسود
(ب) علس بْن الأسود الكندي. ذكره الطبري فيمن وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ وأخوه سَلَمة [2] بْن الأسود أَخْرَجَهُ أبو عمر [3] .
3757- علس
علس. قَالَ الكلبي: علس بْن النعمان بْن عَمْرو بْن عرفجة بْن العاتك [4] بْن امرئ القيس ابن ذهل بْن معاوية بْن الحارث الأكبر الكندي.
وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم هُوَ وأخواه حجر ويزيد، فلا أدري: هَلْ هَذَا هُوَ الَّذِي ذكره الطبري ونسبه إِلَى الأسود أم غيره؟ وَقَدْ ذكرناه عَلَى ما قاله هشام الكلبي، والله أعلم.
3758- علسة بن عدي
(د ع) علسة بْن عدي البلوي. ممن بايع بيعة الرضوان تحت الشجرة، وشهد فتح مصر.
روى عَنْهُ ابنه الْوَلِيد بْن علسة، ومُوسَى بْن أَبِي الأشعث. قاله ابْنُ يونس.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم.
3759- علقمة بْن الأعور
(د) علقمة بن الأعور السّلمى. وقيل: أبو علقمة.
يعد فِي أهل المدينة. روى عَنْهُ ابن عباس.
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 2042: 3/ 1245.
[2] تقدمت ترجمته برقم 2152: 2/ 423.
[3] الاستيعاب، الترجمة 2043: 3/ 1245.
[4] في المطبوعة: «الفاتك» . وقد تقدم في ترجمة أخيه حجر بن النعمان 1096/ 463: «العاتك» بالعين. ويرد أيضا في ترجمة أخيه يزيد مثله.(3/578)
روى عكرمة، عَنِ ابْنِ عَبَّاس قَالَ: ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم فِي الخمر إلا أخيرا، لقد غزا غزوة تبوك، فغشى حجرته من الليل علقمة بْن الأعور السلمي، وهو سكران حتَّى قطع بعض عرى الحجرة فَقَالَ: ما هَذَا؟ فقيل: علقمة سكران. فَقَالَ: ليقم رَجُل منكم يأخذ بيده، يرده إِلَى رحله.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده، وقَالَ: الصواب علقمة.
3760- علقمة أبو أوفى الأسلمي
(د ع) علقمة أَبُو أوفى الأسلمي.
بعث إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بصدقته، فَقَالَ: «اللَّهمّ صَلِّ عَلَى آلِ أَبِي أَوْفَى» . وهو والد عبد الله ابن أَبِي أوفى، وكان من أصحاب الشجرة.
أَخْبَرَنَا مسمار بن عمر بن العويس وغير واحد بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَتَاهَ قَوْمٌ بِصَدَقَتِهِمْ قَالَ: اللَّهمّ صَلِّ عَلَى آلِ فُلانٍ. فَأَتَاهُ أبى بِصَدَقَتِهِ، فَقَالَ: «اللَّهمّ صَلِّ عَلَى آلِ أَبِي أوفى [1] » . أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم.
3761- علقمة بْن جنادة
(د ع) علقمة بْن جنادة بْن عَبْد اللَّه بْن قيس الْأَزْدِيّ ثُمَّ الحجري.
لَهُ صحبة. شهد فتح مصر، وولي البحر لمعاوية، وتوفي سنة تسع وخمسين. قَالَه أَبُو سَعِيد ابن يونس.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
3762- علقمة بن الحارث
(س) علقمة بْن الحارث.
روى أَحْمَد بْن خلف الدمشقي، عَنْ أَحْمَد بْن أَبِي الحواري، عَنْ أَبِي سُلَيْمَان الداراني، عَنْ علقمة بْن سويد بْن علقمة بْن الحارث، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدّه علقمة بْن الحارث أَنَّهُ قَالَ: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ وأنا سابع سبعة من قومي ... الحديث.
__________
[1] صحيح البخاري، الزكاة، صلاة الإمام ودعاؤه لصاحب الصدقة: 2/ 159.(3/579)
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى وقَالَ: رَوَاهُ غير واحد، عَنْ أَحْمَد بْن أَبِي الحواري، فقالوا: سويد بن الحارث بدل علقمة، وقد تقدّم [1]
3763- علقمة بن حجر
(س) علقمة بْن حجر. أورده عَلَى العسكري رَوَى الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَائِلِ بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ حُجْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْجُدُ عَلَى جَبْهَتِهِ وَأَنْفِهِ أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى. وَهَذَا خَطَأٌ، رَوَاهُ غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْن وَائِلِ بْن حُجْرٍ، عَنْ أَبِيهِ. وَهُوَ الصَّحِيحُ [2]
3764- علقمة الحضرميّ
علقمة الحضرمي.
ذَكَرَهُ ابْنُ قَانِعٍ، وَرَوَى بِإِسْنَادِهِ عَنْ كُلْثُومِ بْنِ عَلْقَمَةَ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قال: كنت في الوفد الَّذِينَ قدموا عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم، فقال: «ارْجِعُوا غَيْرَ مَحْبُوسِينَ وَلا مَحْصُورِينَ» . ذَكَرَهُ ابْنُ الدباغ مستدركا على ابن مندة.
3765- علقمة بن حوشب
(س) علقمة بْن حوشب الغفاري.
أورده جَعْفَر وقَالَ: قَالَ البردعي: سكن المدينة روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديثًا، ولم يذكره.
أخرجه أبو موسى.
3766- علقمة بن الحويرث
(ب د ع) علقمة بْن الحويرث- وقيل: علقمة بْن الحارث الغفاري.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ الأَصْفَهَانِيُّ إِجَازَةً بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ وَقَالَ: حَدَّثَنَا خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ، حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ [3] بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بن مطرف، عن جدّه قال: سمعت
__________
[1] ينظر الترجمة 2343: 2/ 487، 488.
[2] وكذلك أخرجه الإمام أحمد عن يزيد، عن حجاج، عن عبد الجبار بن وائل، عن أبيه. المسند: 4/ 315، 317.
[3] في المطبوعة: «الفضل بن سلمان» . وترجمة الفضيل في التهذيب: 8/ 291.(3/580)
عَلْقَمَةَ بْنَ الْحُوَيْرِثِ الْغِفَارِيَّ- وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ- قال: قال رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «زنا العينين النظر أخرجه الثلاثة [1] .
3767- علقمة بن رمثة
(ب د ع) علقمة بْن رمثة البلوي.
كَانَ ممن بايع تحت الشجرة، وشهد فتح مصر.
رَوَى اللَّيْث بْن سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ قَيْسٍ التجيبي، عن زهير ابن قَيْسٍ الْبَلَوِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ رِمْثَةَ الْبَلَوِيِّ أَنَّهُ قَالَ: بَعَثَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ إِلَى الْبَحْرَيْنِ، ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ فِي سَرِيَّةٍ، وَخَرَجْنَا مَعَهُ، فَنَعَسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ اسْتَيْقَظَ، فَقَالَ: رَحِمَ اللَّهُ عَمْرًا! قَالَ: فَتَذَاكَرْنَا كُلَّ إِنْسَانٍ اسْمُهُ عَمْرٌو، ثُمَّ نَعَسَ ثَانِيَةً فَقَالَ مِثْلَهَا، ثُمَّ ثَالِثَةً، فَقُلْنَا: مَنْ عَمْرٌو يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، إِنَّ لِعَمْرٍو عِنْدَ اللَّهِ خَيْرًا كثيرًا- قَالَ زُهَيْرٌ: فَلَمَّا كَانَتِ الْفِتْنَةُ قُلْتُ: أَتَّبِعُ هَذَا الَّذِي قَالَ فِيهِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ مَا قَالَ، فَلَمْ أُفَارِقْهُ. أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
3768- علقمة بن سفيان
(ب د ع) علقمة بْن سُفْيَان بْن عَبْد اللَّهِ بْن رَبِيعة الثقفي. سكن البصرة، روى عَنْهُ ابنه سُفْيَان وغيره.
أَنْبَأَنَا عُبَيْدُ اللَّه بْن أَحْمَد بِإِسْنَادِهِ عَنْ يونس بن بُكَيْرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الأَنْصَارِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْكَرِيمِ قَالَ: حَدَّثَنِي عَلْقَمَةُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: كُنْتُ فِي الْوَفْدِ الَّذِينَ وَفَدُوا عَلَى رسول الله صلى الله عليه وسلم مِنْ ثَقِيفٍ، فَضَرَبَ لَنَا قُبَّتَيْنِ عِنْدَ دَارِ الْمُغِيرَةِ، فَكَانَ بِلالٌ يَأْتِينَا بِفِطْرِنَا فِي رَمَضَانَ وَنَحْنُ مُسْفِرُونَ جِدًّا.
رَوَاهُ إِبْرَاهِيم بْن سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاق، عَنْ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الله، عن «عطية بن سفيان ابن عبد الله الثقفي» .
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 1845: 3/ 1087.(3/581)
وَقَالَ زِيَادٌ الْبَكَّائِيُّ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عِيسَى، عَنْ «عَلْقَمَةَ بْنِ سُفْيَانَ» . وَهُوَ الصَّوَابُ، قَالَه ابْنُ مَنْدَهْ.
وروى الضحاك بْن عثمان، عَنْ عَبْد الكريم فَقَالَ: «علقمة بْن سهيل» .
وقَالَ أَبُو عُمَر: «قَدْ اضطربوا فِيهِ اضطرابًا كثيرًا، ولا يعرف هَذَا الرجل فِي الصحابة [1] .
وقد ذكرناه فِي «عطية بْن سُفْيَان» .
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
3769- علقمة أبو سماك
(س) علقمة، أَبُو سماك.
أورده ابْنُ شاهين، وروى بِإِسْنَادِهِ عَنْ بندار، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد اللَّه الْأَنْصَارِيّ، عَنْ أَبِي يونس، عَنْ سماك بْن علقمة، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: بينما أَنَا عند رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم إذ دخل رَجُل يقود رَجُلا بنسعة [2] ... الحديث.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى وقَالَ: هَذَا خطأ، فقد روى عَنْ بندار، عَنْ سماك بْن حرب، عَنْ علقمة ابن وائل، عَنْ أَبِيهِ وائل بْن حجر [3] . وهو الصحيح.
3770- علقمة بن سمى
(د ع) علقمة بْن سمي الخولاني. صحابي، شهد فتح مصر، ولا تعرف لَهُ رواية. قاله ابن يونس.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
3771- علقمة بن طلحة
علقمة بْن طلحة بْن أَبِي طلحة، أخو عثمان [4] بْن طلحة. تقدم نسبه، أسلم وله صحبة، وقتل يوم اليرموك شهيدا.
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 1847: 3/ 1088
[2] النسعة- بكسر النون وسكون السين-: حبل من جلود مضفور، جعلها كالزمام له يقوده بها.
[3] وكذلك أخرجه الإمام مسلم عن عبيد الله بن معاذ العنبري، عن أبيه، عن أبى يونس، عن سماك بن حرب، عن علقمة عن أبيه وائل. ينظر كتاب القسامة، باب «صحة الإقرار بالقتل وتمكين ولى القتل من القصاص، واستحباب طلب العفو منه» :
5/ 109.
[4] في المطبوعة: «أخو علقمة بن طلحة» . ولعل الصواب ما أثبتناه. ينظر ترجمة عثمان فيما تقدم: 3/ 578، 579.(3/582)
3772- علقمة بن علاثة
(ب د ع) علقمة بْن علاثة بْن عوف بْن الأحوص بْن جَعْفَر بْن كلاب بْن رَبِيعة بْن عامر ابن صعصعة العامري الكلابي.
كَانَ من أشراف بني رَبِيعة بْن عامر، وكان من المؤلفة قلوبهم، وكان سيدًا فِي قومه، حليمًا عاقلًا، ولم يكن فيه ذاك الكرم [1] وهو الَّذِي نافر «عَامِر بْن الطفيل بْن مَالِك بن جعفر ابن كلاب» [2] ، وكلاهما كلابي وفاخره، والقصة مشهورة [3] ولما عاد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الطائف ارتدّ علقمة ولحق بالشام وفلما توفي النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أقبل مسرعًا حتَّى عسكر فِي بني كلاب بْن رَبِيعة، فأرسل إِلَيْه أَبُو بَكْر رَضِيَ اللهُ عَنْهُ سرية فانهزم منهم.
وغنم المسلمون أهله، وحملوهم إِلَى أَبِي بَكْر، فجحدوا أن يكونوا عَلَى حال علقمة، ولم يبلغ أبا بَكْر عَنْهُمْ ما يكره، فأطلقهم. ثُمَّ أسلم علقمة فقبل ذَلِكَ مِنْهُ، وحسن إسلامه، واستعمله عُمَر عَلَى حوران فمات بها. وكان الحطيئة خرج إِلَيْه فمات علقمة قبل أن يصل إِلَيْه الحطيئة، فأوصى لَهُ علقمة كبعض ولده، فَقَالَ الحطيئة من أبيات:
فما كَانَ بيني لو لقيتك سالما ... وبين الغنى، إلّا لبال قلائل [4]
وأم علقمة: ليلى بِنْت أَبِي سُفْيَان بْن هلال، سبية من النخع، واسم الأحوص: رَبِيعة.
وَإِنما قيل لَهُ: «الأحوص» لصغر فِي عينيه.
روى عَنْهُ أَبُو سَعِيد الخدري أَنَّهُ أكل مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم.
أخرجه الثلاثة [5]
3773- علقمة بن الفغواء
(ب د ع) علقمة بْن الفغواء- وقيل: ابن أبى الفغواء- بْن عُبَيْد بْن عَمْرو بْن مازن بْن عدي بْن عَمْرو بْن رَبِيعة الخزاعي
__________
[1] ساق الحافظ ابن حجر بعض ما جرى بين عامر بن الطفيا وعلقمة، وفيه يعترف عامر بكرم علقمة.
[2] تقدمت ترجمته برقم 2703: 3/ 127.
[3] ينظر خبر المنافرة في الأغاني: 15/ 50- 56، والمعارف لابن قتيبة: 83، 88، والشعر والشعراء: 277، 337. والإصابة لابن حجر، الترجمة 5677: 2/ 496.
[4] ديوان الخطيئة: 24.
[5] الاستيعاب، الترجمة 1848: 3/ 1088.(3/583)
لَهُ صحبة، سكن المدينة، وهو أخو عَمْرو بْن الفغواء. بعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمالٍ إِلَى أَبِي سُفْيَان بْن حرب ليقسمه فِي فقراء قريش. وكان دليل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى تبوك.
رَوَى أَبُو بَكْرِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْن حَزْمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ الْفَغْوَاءِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَاقَ الْمَاءَ نُكَلِّمُهُ فَلا يُكَلِّمُنَا، وَنُسَلِّمُ عَلَيْهِ فَلا يَرُدُّ عَلَيْنَا، حَتَّى يَأْتِيَ أَهْلَهُ فَيَتَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلاةِ، فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، نُكَلِّمُكَ فَلا تُكَلِّمُنَا، وَنُسَلِّمُ عَلَيْكَ فَلا تَرُدُّ عَلَيْنَا؟! حَتَّى نزلت: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ 5: 6 [1] الآية.
أخرجه الثلاثة [2] .
3774- علقمة بن مجزز
(د ع) علقمة بن مجزّز بْن الأعور بْن جعدة بْن مُعَاذ بْن عتوارة بْن عَمْرو بْن مدلج الكناني المدلجي أحد عمال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى جيش، واستعمل عَبْد اللَّه بْن حذافة السهمي عَلَى سرية [3] ، وكان رجلًا فِيهِ دعابة، فأجج نارًا وقَالَ لأصحابه: أليس طاعتي واجبة؟ قَالُوا: بلى. قَالَ:
فاقتحموا هَذِهِ النار. فقام رَجُل فاحتجز ليقتحمها، فضحك وقَالَ: إنَّما كنت ألعب. فبلغ ذلَكَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «أما إِذَا فعلوها فلا تطيعوهم فِي معصية اللَّه عزَّ وجلَّ [4] » . وبعث عُمَر بْن الخطاب علقمة فِي جيش إِلَى الحبشة، فهلكوا كلهم، فرثاه جواس [5] العذري بقوله:
إن السَّلام وحسن كل تحية ... تغدو عَلَى ابْنُ مجزز وتروح
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم.
مجزّز: بجيم، وزاءين. الأولى مشدّدة مكسورة.
3775- علقمة بن ناجية
(ب د ع) علقمة بْن ناجية بْن الحارث بْن كلثوم الخزاعي ثُمَّ المصطلقي.
مدني، سكن البادية.
__________
[1] سورة المائدة، آية: 6.
[2] الاستيعاب، الترجمة 1849: 3/ 1088.
[3] في المطبوعة: «ثربة» بالثاء. وهو خطأ.
[4] أخرجه الإمام أحمد وابن ماجة عن أبى سعيد الخدريّ. ينظر المسند: 3/ 67. وسنن ابن ماجة، كتاب الجهاد، باب لا طاعة في معصية الله، الحديث 2863: 2/ 955، 956. وفيه ذكر لعلقمة، وسرية عبد الله بن حذافة.
[5] في المطبوعة: «حواس» . وهو جواس بن قطبة بن ثعلبة العذري، وهو ابن عم يثينة التي عشقها جميل ينظر ترجمته.
في الأغاني: 19/ 112- 114.(3/584)
أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي الرَّجَاءِ فِيمَا أَذِنَ لِي بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَحْمَدَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الضَّحَّاكِ قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ الْحَضْرَمِيِّ بْنِ كُلْثُومِ بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ نَاجِيَةَ بْنِ الْحَارِثِ الْخُزَاعِيِّ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِيهِ عَلْقَمَةَ قَالَ: بَعَثَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ يُصَدِّقُ أَمْوَالَنَا، فَسَارَ حَتَّى إِذَا كَانَ قريبا منا رجع، فركبناه فِي أَثَرِهِ، وَسُقْنَا طَائِفَةً مِنْ صَدَقَاتِنَا، فَقَدِمَ قَبْلَهُمْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتَيْتَ قَوْمًا فِي جَاهِلِيَّتِهِمْ جَدُّوا لِلْقِتَالِ، وَمَنَعُوا الصَّدَقَةَ. فَلَمْ يُغَيِّرْ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى أنزل الله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا 49: 6 [1] .
أخرجه الثلاثة [2] .
3776- علقمة بن نضلة
(ب د ع) علقمة بْن نضلة بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن علقمة الكناني، وَيُقَال: الكندي.
سكن مكَّة.
روى عثمان بْن أَبِي سُلَيْمَان، عَنْ علقمة بْن نضلة قَالَ: توفي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر، وما تدعى رباع مكَّة إلا السوائب، من احتاج سكن، ومن استغنى أسكن [3] أَخْرَجَهُ الثلاثة، وقَالَ ابْنُ منده: ذكر فِي الصحابة، وهو من التابعين [4] .
3777- علقمة بن وقاص
(ب د ع) علقمة بْن وقاص الليثي.
ولد عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فيما ذكر الواقدي، قاله أَبُو عُمَر [5] وقَالَ ابْنُ منده. روى عَنْهُ ابنه عَمْرو أَنَّهُ قَالَ: شهدت الخندق، وكنت فِي الوفد الَّذِينَ قدموا عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
__________
[1] سورة الحجرات، آية: 6.
هذا وقد قال الحافظ في الإصابة 2/ 499: «أخرج حديثه ابن أبى عاصم والطبراني من طريق عيسى بن الحضرميّ ... » .
[2] الاستيعاب، الترجمة 1850: 3/ 1088
[3] سبق تخريج الحديث في ترجمة عبد الله بن نضلة، الترجمة 3212: 3/ 405، التعليق رقم: 2. وشرحنا الحديث هنالك. وقد ترجم أبو عمر لعلقمة في الاستيعاب، الترجمة 1851: 3/ 1088.
[4] قال ابن أبى حاتم في الجرح والتعديل 3/ 1/ 405: «علقمة بن نضلة الكناني، روى عن عمر رضى الله عنه، مرسل.
روى عنه عثمان بن أبى سليمان المكيّ، سمعت أبى يقول ذلك» .
[5] الاستيعاب، الترجمة 1852: 3/ 1088.(3/585)
أخرجه الثلاثة، وقال أَبُو نعيم: ذكره بعض المتأخرين- يعني ابْنُ منده- فِي الصحابة، وذكره الحاكم أَبُو أَحْمَد والناس فِي التابعين [1] ، وتوفي أيام عبد الملك بن مروان بالمدينة.
3778- علقمة بن يزيد
(د ع) علقمة بْن يَزِيدَ بْن عَمْرو بن سلمة بن منبّه بْن ذهل بْن غطيف [2] بْن عَبْد اللَّه ابن ناجية بْن مراد.
كذا نسبه ابْنُ منده وَأَبُو نعيم. وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ورجع إِلَى اليمن وشهد فتح مصر، وولاه عتبة بْن أَبِي سُفْيَان الإسكندرية فِي خلافة معاوية.
رَوَاهُ أَبُو قبيل [3] المعافري، وحكى عنه.
قال ابن يونس.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
3779- على بن الحكم
(ب د ع) عليّ بْن الحكم السلمي، أخو معاوية.
روى كَثِير بْن معاوية بْن الحكم، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: اندقت رَجُل أخي عليّ بْن الحكم وهو عَلَى فرس، فَجَاءَ إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فمسح عَلَى رجله فصحت مكانها.
قاله ابْنُ منده وَأَبُو نعيم.
وقَالَ أَبُو عُمَر: عليّ بْن الحكم، أخو معاوية بْن الحكم، قَالَ: أظنه عليا السلمي جدّ بديح [4] ابن سدرة بْن عليّ السلمي، من أهل قباء.
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] قال الحافظ في الإصابة، الترجمة 6262/ 3/ 81: «وحديثه عن عمر وعائشة وغيرهما في الصحيح» . وقال ابن أبى حاتم في الجرح 3/ 1/ 405: «سمع عمر بن الخطاب وعائشة، سمع منه الزهري»
[2] في المطبوعة، «عطيف» بالعين المهملة. والمثبت عن تاج العروس مادة: غطف.
[3] في المطبوعة: «أبو عقيل المعافري» وهو خطأ، والصواب ما أثبتناه، وأبو قبيل المعافري هو حي بن هانئ المصري، له ترجمة في التهذيب: 3/ 72، 73. وينظر الإصابة.
[4] في المطبوعة: «خديج» ، ومثله في الاستيعاب 3/ 1089، وسيأتي في ترجمة على بن على أنه بديح، ومثله في الإصابة.
ولم نجده.(3/586)
قلت: قَدْ جعل أَبُو عُمَر «عليّ بْن الحكم» والد «سدرة» ، وأمَّا ابْنُ منده وَأَبُو نعيم فإنهما جعلا «عليّ بْن الحكم» أخا «معاوية» ، وجعلا «عليّ بْن أَبِي عليّ» الَّذِي يأتى ذكره أبا سدرة، فجعلاهما اثنين، وجعلهما أَبُو عُمَر واحدًا، والله أعلم.
3780- على بن رفاعة
(س) عليّ بْن رفاعة القرظي.
أورده عليّ بْن سَعِيد العسكري.
روى عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ، عَنْ عليّ بْن رفاعة قَالَ: كان أَبِي من الذين أسلموا من أهل الكتاب، وكانوا عشرة، وكانوا يجلسون مجالس، فإذا مروا بهم يستهزءون ويسخرون، فأنزل اللَّه عزَّ وجلَّ: أُولئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِما صَبَرُوا [1] . 28: 54 أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى، فعلى هَذَا تكون الصحبة لأبيه.
3781- على بن ركانة
(د ع) عليّ بْن ركانة.
لا تصح لَهُ صحبة. روى عَنْهُ ابنه مُحَمَّد بْن عليّ بْن ركانة أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يا معشر قريش، ابْنُ أخت القوم منهم» . أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم [2] .
3782- على بن شيبان
(ب د ع) عليّ بْن شيبان بْن محرز بْن عَمْرو بْن عَبْد اللَّه بْن عمرو بن عبد العزى بن سحيم ابن مرّة بن الدّول بْن حنيفة. يكنى أبا يَحيى.
سكن اليمامة، وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، روى عَنْهُ ابنه عَبْد الرَّحْمَن.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ بْنُ أَبِي الرَّجَاءِ كِتَابَةً بِإِسْنَادِهِ إِلَى أبي بكر بن أبي عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ مُلازِمِ بْنِ عَمْرٍو الْحَنَفِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بدر، عن عبد الرحمن
__________
[1] سورة القصص، آية: 54.
[2] قال الحافظ في الإصابة، الترجمة 5688/ 2/ 501: «يحتمل أن يكون على بن يزيد بن ركانة فيكون الحديث مرسلا» . وستأتي ترجمة ليزيد بن ركانة في حرف «الياء» . وفيها أنه روى عنه أبناء على وعبد الرحمن.
هذا وحديث: «ابن أخت القوم منهم» رواه البخاري في كتاب الفرائض، باب «مولى القوم من أنفسهم وابن الأخت منهم» عن أنس بن مالك: 8/ 193.(3/587)
ابن عَلِيِّ بْنِ شَيْبَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَلِيِّ بْنِ شَيْبَانَ- وَكَانَ أَحَدَ الْوَفْدِ- قَالَ: خَرَجْنَا حَتَّى قدمنا عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ فَبَايَعْنَاهُ، قَالَ: صَلَّيْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَحَ بِمُؤَخِّرِ عَيْنِهِ إِلَى رَجُلٍ لا يُقِيمُ صُلْبَهُ فِي الرُّكُوعِ وَلا فِي السُّجُودِ، فَلَمَّا قَضَى نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الصلاة قَالَ: «أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ لا صَلاةَ لامْرِئٍ لا يُقِيمُ صُلْبَهُ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ [1] » .
وَقَدْ رَوَاهُ عبد الوارث بن سعيد، عن أبي عبد اللَّهِ الشَّقَرِيِّ، عَنْ عُمَرَ [2] بْنِ جَابِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَدْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَمْ يَقُلْ: «عَنْ أَبِيهِ» . أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ [3] .
3783- على بن أبى طالب
(ب د ع) عَليّ بْن أَبِي طَالِب بْن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب ابن مرة بْن كعب بْن لؤي الْقُرَشِيّ الهاشمي. ابن عم رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ، واسم أَبِي طَالِب عَبْد مناف. وقيل: اسمه كنيته، واسم هاشم: عَمْرو. وأم عليّ فاطمة بِنْت أسد بْن هاشم [4] .
وكنيته: أَبُو الْحَسَن أخو رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وصهره عَلَى ابنته فاطمة سيدة نساء العالمين، وأبو السبطين، وهو أول هاشمي ولد بين هاشميين، وأول خليفة من بني هاشم، وكان عليّ أصغر من جَعْفَر وعقيل وطالب.
وهو أول النَّاس إسلامًا فِي قول كَثِير من العلماء عَلَى ما نذكره.. وهاجر إِلَى المدينة، وشهد بدرا، وأحدا، والخندق، وبيعه الرضوان، وجميع المشاهد مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا تبوك، فإن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خلفه عَلَى أهله، وله فِي الجميع بلاء عظيم وأثر حسن، وأعطاه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللواء فِي مواطن كثيرة بيده، منها يَوْم بدر- وفيه خلاف- ولما قتل مصعب بْن عمير يَوْم أحد وكان اللواء بيده، دفعه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عليّ [5] . وآخاه رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم مرتين، فإن رسول الله آخى بين المهاجرين، ثُمَّ آخى بين المهاجرين والأنصار بعد الهجرة، وقَالَ لعلي فِي كل واحدة منهما: أنت أخى في الدنيا والآخرة.
__________
[1] أخرجه الإمام أحمد عن عبد الصمد وسريج كلاهما عن ملازم بن عمرو بإسناده، مثله، وفيه زيادة. ينظر المسند:
4/ 23. هذا وينظر ترجمة «عبد الرحمن بن على الحنفي» الترجمة رقم 3358/ 3/ 477، التعليق رقم: 5.
[2] في المطبوعة: «محمد بن جابر» . ينظر التهذيب: 7/ 430.
[3] الاستيعاب، الترجمة 1854: 3/ 1089.
[4] كتاب نسب قريش: 39، 40.
[5] سيرة ابن هشام: 2/ 73.(3/588)
إسلامه رَضِيَ اللهُ عَنْهُ
أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرٍ عبيد الله بن أحمد بن علي بإسناده إلى يونس بن بكير عن ابن إسحاق قَالَ: ثُمَّ إِنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ جَاءَ بَعْدَ ذَلِكَ بِيَوْمٍ- يَعْنِي بَعْدَ إِسْلامِ خَدِيجَةَ وَصَلاتِهَا مَعَهُ- قَالَ: فَوَجَدَهُمَا يُصَلِّيَانِ، فَقَالَ عَلِيٌّ: يَا مُحَمَّدُ، مَا هَذَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دِينُ اللَّهِ الَّذِي اصْطَفَى لِنَفْسِهِ، وَبَعَثَ بِهِ رُسُلَهُ، فَأَدْعُوكَ إِلَى اللَّهِ وَإِلَى عِبَادَتِهِ وَكُفْرٍ بِاللاتِ وَالْعُزَّى. فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ:
هَذَا أَمْرٌ لَمْ أَسْمَعْ بِهِ قَبْلَ الْيَوْمِ، فَلَسْتُ بِقَاضٍ أَمْرًا حَتَّى أُحَدِّثَ أَبَا طَالِبٍ. فَكَرِهَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُفْشِيَ عَلَيْهِ سِرَّهُ قَبْلَ أَنْ يَسْتَعْلِنَ أَمْرَهُ، فَقَالَ لَهُ: يَا عَلِيُّ، إِنْ لَمْ تُسْلِمْ فَاكْتُمْ. فَمَكَثَ عَلِيٌّ تِلْكَ اللَّيْلَةِ، ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ أَوْقَعَ فِي قَلْبِ عَلِيٍّ الإِسْلامَ، فَأَصْبَح غَادِيًا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى جَاءَهُ فَقَالَ: مَاذَا عَرَضْتَ عَلَيَّ يَا مُحَمَّدُ؟ فَقَالَ له رسول الله صلى الله عليه وسلم: تَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّه، وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَتَكْفُرُ بِاللاتِ وَالْعُزَّى، وَتَبْرَأُ مِنَ الأَنْدَادِ. فَفَعَلَ عَلِيٌّ وَأَسْلَمَ، وَمَكَثَ عَلِيٌّ يَأْتِيهِ سِرًّا خَوْفًا مِنْ أَبِي طَالِبٍ، وَكَتَمَ عَلِيٌّ إِسْلامُهُ. وَكَانَ مِمَّا أَنْعَمَ اللَّهُ بِهِ عَلَى عَلِيٍّ أَنَّهُ رُبِّيَ فِي حِجْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ الإِسْلامِ [1] .
قَالَ يونس عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بن أبى نجيح قَالَ: رَوَاهُ عَنْ مجاهد قَالَ:
أسلم عليّ وهو ابْنُ عشر سنين.
أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مِهْرَانَ الْفَقِيهُ وَغَيْرُ وَاحِدٍ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى التِّرْمِذِيِّ عَنْ [2] مُحَمَّدِ بْنِ حُمَيْدٍ عَنْ [3] إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُخْتَارِ، عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَبِي بَلْجٍ [4] [عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ [5]] عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ عَلِيٌّ [6] وَمِثْلُهُ رَوَى مِقْسَمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَاسْمُ أَبِي بَلْجٍ: يَحْيَى بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ.
قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو عِيسَى، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عابس [7] ، عن سلم
__________
[1] من قوله: «وكان مما أنعم الله» إلى هنا، ذكره ابن هشام في السيرة: 1/ 245.
[2] في المطبوعة: «الترمذي بن محمد بن حميد» وهو خطأ ظاهر.
[3] في المطبوعة: «محمد بن حميد بن إبراهيم» وهو خطأ أيضا وينظر الترمذي، والتهذيب: 9/ 127.
[4] في المطبوعة: «أبى بلخ» بالخاء، والصواب عن الترمذي، وينظر التهذيب: 12/ 47.
[5] عن سنن الترمذي، وينظر التهذيب: 12/ 47.
[6] لفظ الترمذي، كما في تحفة الأحوذي، أبواب المناقب، الحديث 3817/ 10/ 238، «أول من صلى على» ، وقال الترمذي: «هذا حديث غريب من هذا الوجه» .
[7] في المطبوعة: «على بن عباس» ، وهو خطأ، ينظر التهذيب: 7/ 343.(3/589)
الْمُلائِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الإِثْنَيْنِ. وَأَسْلَمَ عَلِيٌّ يَوْمَ الثُّلاثَاءِ [1] .
قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْن بشار وابن مثنى قالا: حدثنا محمد ابن جَعْفَر، حَدَّثَنَا شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي حمزة رَجُل [2] من الأنصار، عَنْ زيد ابن أرقم قال: «أول من أسلم عليّ» - قَالَ عَمْرو بْن مرة: فذكرت ذَلِكَ لإِبْرَاهِيم النخعي، فأنكره وقَالَ: «أول من أسلم أَبُو بَكْر» . وَأَبُو حمزة اسمه: طلحة [3] بْن يَزِيدَ.
أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْمَخْزُومِيُّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ: حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا الأَجْلَحُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كهيل، عن حبّة ابن جُوَيْنٍ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: لَمْ أَعْلَمْ أَحَدًا مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ عَبَدَ اللَّهَ قَبْلِي، لَقَدْ عَبَدْتُهُ قَبْلَ أَنْ يَعْبُدَهُ أَحَدٌ مِنْهُمْ خَمْسَ سِنِينَ، أَوْ سَبْعَ سِنِينَ [4] .
رَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ بَسَّامٍ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ صَفْوَانَ [5] ، عَنِ الأَجْلَحِ، نَحْوَهُ. أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الطُّوسِيُّ الْخَطِيبُ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ عَنْ حَبَّةَ الْعُرَنِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: أَنَا أَوَّلُ مَنْ صَلَّى مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنْبَأَنَا أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَحْمَدَ الْمَعْرُوفُ بِكلي الأَصْبَهَانِيُّ كِتَابَةً، وَحَدَّثَنِي بِهِ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ جَلْدَكَ الْمَوْصِلِيُّ، عَنْهُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَدَّادُ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ابن إِسْحَاقَ، أَنْبَأَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الأَعْلَى الصَّنْعَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عن أبى صادق، عن عليم [6] الكندي،
__________
[1] تحفة الأحوذي، أبواب المناقب، مناقب على بن أبى طالب، الحديث 3812: 10/ 234.
[2] في تحفة الأحوذي: «عن أبى حمزة، عن رجل من الأنصار» وهو خطا.
[3] تحفة الأحوذي، أبواب المناقب، مناقب على بن أبى طالب، الحديث 3818: 10/ 238، 239. وقال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح» .
هذا وقد وقع في «أسد الغابة» أن أبا حمزة هو طلحة بن زيد. وقد قال الحافظ ابو العلى صاحب تحفة الأحوذي إنه غلط، وأن الصواب «طلحة بن يزيد» لا زيد وأنه ليس في جامع الترمذي راو اسمه «طلحة بن زيد» .
[4] أخرجه الإمام أحمد عن أبي سعيد مولى بني هاشم، عن يحيى بن سلمة بن كهيل، المسند: 1/ 99. وفي مجمع الزوائد 9/ 102: «رواه أحمد، وأبو يعلى باختصار، والبزار والطبراني في الأوسط، وإسناده حسن» .
[5] في المطبوعة: «سعيد بن صفوان» وهو خطأ، والمثبت عن التهذيب: 1/ 271، والجرح والتعديل لابن أبى حاتم، 2/ 1/ 348.
[6] في المطبوعة: «عكيم» بالكاف. والمثبت عن الجرح لابن أبى حاتم: 3/ 2/ 40. والتهذيب، ترجمة أبى صادق:
12/ 130.(3/590)
عن سلمان الفارسي قَالَ: أَوَّلُ هَذِهِ الأُمَّةِ وُرُودًا عَلَى نَبِيِّهَا أَوَّلُهَا إِسْلامًا، عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ [1] .
رَوَاهُ الدبري [2] عَنْ عَبْد الرزاق، عَنِ الثوري، عَنْ قيس بْن مُسْلِم.
أَنْبَأَنَا ذَاكِرُ بْنُ كَامِلٍ الْخَفَّافُ، أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَاقَرْحِيُّ [3] أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الُمْقِرُّي الْعَلافُ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ مَخْلَدُ بْنُ جَعْفَرِ ابن مَخْلَدٍ الْبَاقَرْحِيُّ [3] ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ وَاصِلٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَسْوَدِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرحمن ابن مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: «لَقَدْ صَلَّتِ الْمَلائِكَةُ عَلَيَّ وَعَلَى عَلِيٍّ سبع سنين، وذاك أَنَّهُ لَمْ يُصَلِّ مَعِي رَجُلٌ غَيْرُهُ. أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودِ بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا حَاضِرٌ أَسْمَعُ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو نُعَيْمٍ أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الفضل الاسقاطى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْخَطَّابِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ غُرَابٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ صُهَيْبٍ [4] ، عَنِ ابن بريدة، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَدِيجَةُ أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ عَلِيٌّ.
وقَالَ أَبُو ذر والمقداد، وخباب، وجابر، وَأَبُو سَعِيد الخدري، وغيرهم: إن عليًا أول من أسلم بعد خديجة، وفضله هَؤُلَاءِ عَلَى غيره. قاله أَبُو عُمَر [5] وروى معمر، عَنْ قَتَادَة، عَنِ الْحَسَن وغيره قَالَ: أول من أسلم عليّ بعد خديجة، وهو ابْنُ خمس عشرة سنة.
وسئل مُحَمَّد بْن كعب القرظي عَنْ أول من أسلم: عليّ أَوْ أَبُو بَكْر؟ قَالَ: سبحان اللَّه! عليّ أولهما إسلامًا، وَإِنما اشتبه عَلَى النَّاس لأن عليًا أخفى إسلامه عَنْ أَبِي طَالِب وأسلم أَبُو بَكْر وأظهر إسلامه..
__________
[1] مجمع الزوائد: 9/ 102، ويقول الهيثمي: «رواه الطبراني ورجاله ثقات» .
[2] في المطبوعة: «الديري» ، بالياء، والمثبت عن المشتبه للذهبى: 282.
[3] في المطبوعة: «الباقرجي» . بالجيم، وهو خطأ، والمثبت عن اللباب: 1/ 90. وينظر العبر للذهبى، ترجمة «ناكر ابن خفاف 4/ 276. وترجمة مخلد بن جعفر: 2/ 354.
[4] في المطبوعة: «يوسف بن مهيب» بالميم. والمثبت عن التهذيب: 11/ 415.
[5] الاستيعاب: 3/ 1090.(3/591)
وَقَدْ ذكرنا حديث عفيف الكندي فِي أن أول من أسلم عليّ فِي ترجمته.
وقَالَ أَبُو الأسود تيم بْن عروة: إن عليًا والزبير أسلما وهما ابنا ثمان سنين.
قَالَ أَبُو عُمَر: ولا أعلم أحدًا يَقُولُ بقوله هَذَا [1] وَقَدْ قَالَ جماعة غير من ذكرنا: إن عليًا أول من أسلم، وقيل: أَبُو بَكْر، والله أعلم
هجرته رَضِيَ اللهُ عَنْهُ
أَنْبَأَنَا عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بِإِسْنَادِهِ، عَنْ يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال: وأقام رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَعْنِي بَعْدَ أَنْ هَاجَرَ أَصْحَابُهُ إِلَى الْمَدِينَةِ- ينتظر مجيء جبريل عليه السلام وأمره لَهُ أَنْ يَخْرُجَ مِنْ مَكَّةَ بِإِذْنِ اللَّهِ لَهُ فِي الْهِجْرَةِ إِلَى الْمَدِينَةِ، حَتَّى إِذَا اجْتَمَعَتْ قُرَيْشٌ فَمَكَرَتْ بِالنَّبِيِّ، وَأَرَادُوا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَرَادُوا، أَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ وَأَمَرَهُ أَنْ لا يَبِيتَ فِي مَكَانِهِ الَّذِي يَبِيتُ فِيهِ، فَدَعَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم على بن أَبِي طَالِبٍ فَأَمَرَهُ أَنْ يَبِيتَ عَلَى فِرَاشِهِ، ويتسجّى يبرد لَهُ أَخْضَرَ، فَفَعَلَ، ثُمَّ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْقَوْمِ وَهُمْ عَلَى بَابِهِ.
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَتَتَابَعَ النَّاسُ فِي الْهِجْرَةِ، وَكَانَ آخِرَ مَنْ قَدِمَ الْمَدِينَةَ مِنَ النَّاسِ وَلَمْ يُفْتَنْ فِي دِينِهِ عَلَيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَذَلِكَ أَنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَّرَهُ بِمَكَّةَ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَنَامَ عَلَى فِرَاشِهِ وَأَجَّلَهُ ثَلاثًا، وَأَمَرَهُ أَنْ يُؤَدِّيَ إِلَى كُلِّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ فَفَعَلَ. ثُمَّ لَحِقَ بِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. [2] أَنْبَأَنَا [أَبُو [3] [مُحَمَّدِ] بْنُ [أَبِي [3]] الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الحسن بن هبة الله الدِّمَشْقِيُّ إِجَازَةً:
أَنْبَأَنَا أَبِي أَنْبَأَنَا أَبُو الأَغَرِّ قراتكين [4] بن الأسعد، حدثنا أبو محمد الجوهري [5] ، حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصِ بْنُ شَاهِينَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الْهَمْدَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَزِيدَ النَّخَعِيُّ، حدثنا عبيد الله بن الحسن، حدثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّه بْن أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِي رَافِعٍ (ح) قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ: وَحدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ فِي هِجْرَةِ النبي
__________
[1] الاستيعاب: 3/ 1093.
[2] ينظر سيرة ابن هشام: 1/ 480- 485.
[3] ما بين القوسين، سقط من المطبوعة، ينظر فيما تقدم: 3/ 311، التعليق رقم «2» ، وكان في المطبوعة:
«القاسم بن على» .
[4] في المطبوعة: «أبو الأعز» بالعين والزاى. وأثبتنا ما في العبر للذهبى: 4/ 57، ويقول عنه الذهبي: «روى عن الجوهري، وكان عاميا» . وقد توفى ببغداد في رجب سنة 524.
[5] في المطبوعة: «الجويني» . وينظر التعليق المتقدم، وهذا السند في ترجمة عمر بن الخطاب فيما يأتى» .(3/592)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: وَخَلْفَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَعْنِي خَلْفَ عَلِيًّا- يَخْرُجُ إِلَيْه بِأَهْلِهِ، وَأَمَرَهُ أَنْ يُؤَدِّيَ عَنْهُ أَمَانَتَهُ وَوَصَايَا مَنْ كَانَ يُوصِي إِلَيْهِ، وَمَا كَانَ يُؤْتَمَنُ عَلَيْهِ مِنْ مَالٍ، فَأَدَّى عَلِيٌّ أَمَانَتَهُ كُلَّهَا، وَأَمَرَهُ أَنْ يَضْطَجِعَ عَلَى فِرَاشِهِ لَيْلَةَ خَرَجَ، وَقَالَ: إِنَّ قُرَيْشًا لَمْ يَفْقِدُونِي مَا رَأَوْكَ. فَاضْطَجَعَ عَلَى فِرَاشِهِ، وَكَانَتْ قُرَيْشٌ تَنْظُرُ إِلَى فِرَاشِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَرَوْنَ عَلَيْهِ عَلِيًّا، فَيَظُنُّونَهُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى إِذَا أَصْبَحُوا رَأَوْا عَلَيْهِ عَلِيًّا، فَقَالُوا: لَوْ خَرَجَ مُحَمَّدٌ لَخَرَجَ بِعَلِيٍّ مَعَهُ، فَحَبَسَهُمُ اللَّهُ بِذَلِكَ عَنْ طَلَبِ النبي حِينَ رَأَوْا عَلِيًّا، وَأَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيًّا أَنْ يَلْحَقَهُ بِالْمَدِينَةِ، فَخَرَجَ عَلِيٌّ فِي طَلَبِهِ بَعْدَ مَا أَخْرَجَ إِلَيْهِ أَهْلَهُ يَمْشِي اللَّيْلَ وَيَكْمُنُ النَّهَارَ، حَتَّى قَدِمَ الْمَدِينَةَ. فَلَمَّا بَلَغَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُدُومُهُ قَالَ: ادْعُوا لِي عَلِيًّا. قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لا يَقْدِرُ أَنْ يَمْشِيَ. فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَآهُ اعْتَنَقَهُ وَبَكَى، رَحْمَةً لِمَا بِقَدَمَيْهِ مِنَ الْوَرَمِ، وَكَانَتَا تَقْطُرَانِ دَمًا، فَتَفَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي يَدَيْهِ، وَمَسَحَ بِهِمَا رِجْلَيْهِ، وَدَعَا لَهُ بِالْعَافِيَةِ فَلَمْ يَشْتَكِهِمَا حَتَّى اسْتُشْهِدَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالى عَنْهُ.
شهوده رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بدرًا وغيرها
أنبأنا أَبُو جَعْفَر بْن السمين بِإِسْنَادِهِ إِلَى يونس بن بكير عَنْ أَبِي إِسْحَاق، فِي تسمية من شهد بدرا من قريش، ثُمَّ من بني هاشم قَالَ. «وعلي بْن أَبِي طَالِب، وهو أول من آمن بِهِ» [1] وأجمع أهل التاريخ والسند عَلَى أَنَّهُ شهد بدرًا وغيرها من المشاهد، وأنَّه لم يشهد غزوة تبوك لا غير، لأن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خلفه عَلَى أهله.
أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سرَايَا الْفَقِيهُ وَغَيْرُ وَاحِدٍ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ أَبُو عَبْدِ [2] اللَّهِ حَدَّثَنَا إسحاق بن منصور السّلولى، حدثنا إبراهيم ابن يُوسُفَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ الْبَرَاءَ وَأَنَا أَسْمَعُ: أَشَهِدَ عَلِيٌّ بَدْرًا؟
قَالَ: بَارَزَ وَظَاهَرَ [3] .
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ، أَنْبَأَنَا عَمُّ جَدِّي أَبُو الْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الثَّقَفِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ عم والدي وأبو الفتح، قالا: به أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ زَاذَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو عروبة، حدثنا
__________
[1] ينظر سيرة ابن هشام: 1/ 677.
[2] في المطبوعة: «حدثنا أحمد بن سعيد، حدثنا عبد الله» وهو خطأ، والمثبت عن الصحيح، وفي التهذيب 1/ 30:
«أحمد بن سعيد بن إبراهيم الرباطي أبو عبد الله المروزي الأشقر: عنه الجماعة سوى ابن ماجة» وفي ترجمة إسحاق بن منصور 1/ 250 قال الحافظ: «روى عنه أحمد بن سعيد الرباطي» .
[3] صحيح البخاري، كتاب المغازي: 5/ 96. وظاهر: نصر وأعان.(3/593)
أَبُو رِفَاعَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ- يُعْرَفُ بِالْهُجَيْمِيِّ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُهُ- يَعْنِي عَلِيًّا- يَخْطُرُ [1] بِالسَّيْفِ هَامَ الْمُشْرِكِينَ يَقُولُ:
[سَنَحْنَحُ [2] اللَّيْلُ كَأَنِّي جِنِّي] أنبأنا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَلِيٍّ الأَمِينُ أنبأنا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي بن أحمد بن سليمان، أنبأنا أبو الفضل أَحْمَد بْن الْحَسَن بْن صرون، وَأَبُو طاهر أَحْمَد بْن الْحَسَن بْن أَحْمَد الباقلاني كلاهما إجازة قالا: أنبأنا أَبُو الحسن بْن أَحْمَد بْن شاذان، قَالَ: قرئ عَلَى أَبِي محمد الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله بن الْحُسَيْن بْن علي بْن الْحُسَيْن بْن علي بْن أَبِي طَالِب، قَالَ جدي أَبُو الحسين يحيي بْن الْحَسَن بْن جَعْفَر قَالَ: كتب إليَّ مُحَمَّد بْن عليّ ومحمد بْن يَحيى يخبراني، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الجنيد، حَدَّثَنَا حصن بْن جنادة، عَنْ يَحيى بْن سَعِيد، عَنْ سَعِيد بْن المسيب قَالَ: لقد أصابت عليًا يَوْم أحد ست عشرة ضربة كل ضربة تلزمه الأرض، فما كَانَ يرفعه إلا جبريل عليه السلام.
قال: وحدثا جدي حَدَّثَنَا بَكْر بْن عَبْد الوهاب، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عُمَر، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن عياش الحمصي، عَنْ يَحيى بْن سَعِيد، عَنْ ثعلبة بْن أَبِي مَالِك قَالَ: كَانَ سعد بْن عبادة صاحب راية رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي المواطن كلها فإذا كَانَ وقت القتال أخذها عليّ بْن أَبِي طَالِب.
أنبأنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْقَاسِمُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ [3] بْن هبة اللَّه الحافظ. أنبأنا أَبِي، أنبأنا أَبُو الْحُسَيْن بْن الفَرَّاء وَأَبُو غالب وَأَبُو عَبْد اللَّه، أنبأنا البناء [4] قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَر بْن المسلمة، أنبأنا أَبُو طاهر المخلص، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن سُلَيْمَان، حَدَّثَنَا الزُّبَيْر بْن بكار قَالَ: وله يعني لعلي بْن أَبِي طَالِب- يَقُولُ أسيد بْن أَبِي أَناس بْن زنيم، وهو يحرض مشركي قريش عَلَى قتله ويعيّرهم:
__________
[1] خطر بسيفه ورمحه يخطر خطرانا: إذا رفعه مرة ووضعه أخرى.
[2] في المطبوعة: «شحشح الليل» . والمثبت عن النهاية لابن الأثير، باب السين مع النون، والمعنى: لا أنام الليل، فأنا متيقظ أبدا. وذكر ابن الأثير رواية أخرى للرجز، وهي: «سمعمع كأننى من جنى» والمعنى: أننى سريع خفيف.
وقال: «وهو في وصف الذئب أشهر» .
[3] في المطبوعة: «ابن الحسين» : وينظر العبر للذهبى: 4/ 314. وما تقدم في كتاب أسد الغابة: 3/ 199، 242، 312، 327.
[4] كذا، وهذا الأثر وما قبله وما بعده ساقط من مخطوطة دار الكتب.(3/594)
فِي كل مجمع غاية أخزاكم ... جذع أبر عَلَى المذاكي القرح [1]
للَّه دركم ألما تنكروا ... قَدْ ينكر الحي الكريم ويستحي
هَذَا ابْنُ فاطمة الَّذِي أفناكم ... ذبحًا، وقتلة قعصة لم تذبح [2]
أعطوه خرجا واتقوا بضريبة ... فعل الذليل وبيعة لم تربح
أَيْنَ الكهول؟ وأين كل دعامة ... فِي المعضلات؟ وأين زين الأبطح
أفناهم قعصًا وضربًا [يفرى] [3] ... بالسيف يعمل حده لم يصفح [4]
أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْمَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْمَدِينِيُّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى: حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ الْعَقِيلِيُّ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: لَمَّا تَخَلَّى النَّاسُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَوْمَ أُحُدٍ نَظَرْتُ فِي الْقَتْلَى فَلَمْ أَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ:
وَاللَّهِ مَا كَانَ لِيَفِرَّ وَمَا أَرَاهُ فِي الْقَتْلَى، وَلَكِنَّ اللَّهَ غَضِبَ عَلَيْنَا بِمَا صَنَعْنَا فَرَفَعَ نَبِيَّهُ، فَمَا فِيَّ خَيْرٌ من أن قاتل حَتَّى أُقْتَلَ، فَكَسَرْتُ جَفْنَ سَيْفِي، ثُمَّ حَمَلْتُ عَلَى الْقَوْمِ فَأَفْرَجُوا لِي، فَإِذَا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهُمْ. أَنْبَأَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ الدِّمَشْقِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْعَشَائِرِ مُحَمَّدُ بْنُ الْخَلِيلِ الْقَيْسِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي الْعَلاءِ الْمِصِّيصِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ الْقَاسِمِ، أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طالب، أنبأنا زيد بن الخباب، حدثنا الحسين بن وافد عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ خَيْبَرَ أَخَذَ أَبُو بَكْرٍ اللِّوَاءَ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ أَخَذَهُ عُمَرُ- وَقِيلَ: مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ- فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لأَدْفَعَنَّ لِوَائِي إِلَى رَجُلٍ لَمْ يَرْجِعْ حَتَّى يَفْتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ، فَصَلَّى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاةَ الْغَدَاةِ، ثُمَّ دَعَا بِاللِّوَاءِ، فَدَعَا عليا وهو يشتكي عينيه، فمسحهما ثُمَّ دَفَعَ إِلَيْهِ اللِّوَاءَ فَفَتَحَ- قَالَ: فَسَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُرَيْدَةَ يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّهُ كَانَ صَاحِبَ مَرْحَبٍ- يَعْنِي عَلِيًّا.
وَأَخْبَارُهُ في حروبه كثيرة لا نطوّل بذكرها.
__________
[1] الجذع- بفتحتين- هنا: الشاب الحدث. والمذاكي: الخيل التي أتى عليها بعد قروحها سنة أو سنتان، الواحد: مذك.
[2] هذا البيت في اللسان، مادة قعص، ونسب لابن زنيم، ويقال: «قصعته وأقعصته: إذا قتلته قتلا سريعا» .
[3] كذا في مخطوطة دار الكتب 111 مصطلح حديث والمطبوعة.
[4] أي: لم يضرب بعرضه.(3/595)
علمه رَضِيَ اللهُ عَنْهُ
روى عليّ عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأكثر، وروى عَنْهُ بنوه الْحَسَن والحسين ومحمد وعمر، وعبد اللَّه بْن مَسْعُود، وابن عُمَر، وعبد اللَّه بْن جَعْفَر، وعبد اللَّه بْن الزُّبَيْر، وَأَبُو مُوسَى الأَشْعَرِي، وَأَبُو سَعِيد الخدري، وَأَبُو رافع، وصهيب، وزيد بْن أرقم، وجابر بْن عَبْد اللَّه، وَأَبُو أمامة، وَأَبُو سريحة حذيفة بْن أسيد وَأَبُو هُرَيْرَةَ، وسفينة، وَأَبُو حجيفة السوائي، وجابر بْن سمرة، وعمرو بْن حُرَيْث [1] وَأَبُو ليلى والبراء بْن عازب، وعمارة بْن رويبة، وبشر بْن سحيم، وَأَبُو الطفيل، وعبد اللَّه بْن ثعلبة بْن صعير [2] ، وجرير بْن عَبْد اللَّه، وعبد الرَّحْمَن بْن أشيم، وغيرهم من الصحابة.
وروى عَنْهُ من التابعين: سَعِيد بْن المسيب، ومسعود بْن الحكم الزرقي، وقيس بْن أَبِي حازم، وعبيدة السلماني، وعلقمة بْن قيس، والأسود بْن يَزِيدَ، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي ليلى، والأحنف ابن قيس، وَأَبُو عَبْد الرَّحْمَن السلمي، وَأَبُو الأسود الديلي، وزر بْن حبيش، وشريح بْن هانئ، والشعبي وشقيق، وخلق كَثِير غيرهم.
أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ، أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيدٍ [3] مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرِ بْنِ الْعَبَّاسِ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْوَلِيدِ [4] مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الشَّامِيُّ، حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنِ الأعمش، عن عمرو بن مرّ [5] ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: بَعَثَنِي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم إلى الْيَمَنِ، فَقُلْتُ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ، تَبْعَثُنِي إِلَى الْيَمَنِ، وَيَسْأَلُونِي عَنِ الْقَضَاءِ وَلا عِلْمَ لِي بِهِ! قَالَ: ادْنُ. فَدَنَوْتُ، فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى صَدْرِي، ثُمَّ قَالَ: «اللَّهمّ ثَبِّتْ لِسَانَهُ، وَاهْدِ قَلْبَهُ» . فَلا وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ مَا شَكَكْتُ فِي قَضَاءٍ بَيْنَ اثْنَيْنِ بَعْدُ. أَنْبَأَنَا زَيْدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زَيْدٍ أَبُو الْيُمْنِ الْكِنْدِيُّ وَغَيْرُهُ كِتَابَةً قَالُوا: أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ زُرَيْقٌ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ زُرَيْقٍ، أنبأنا أبو بكر [6] بن
__________
[1] في المطبوعة: «عمرو بن حديث» . وهو خطأ، والصواب ما أثبتناه، وستأتي ترجمته. وينظر التهذيب: 8/ 17.
[2] في المطبوعة: «صفير» بالفاء. وقد تقدمت ترجمته برقم 2847: 3/ 195، وترجمة أبيه برقم 604: 1/ 288.
[3] كذا في المطبوعة، مخطوطة الدار. وفي العبر للذهبى 3/ 8: «أبو سعيد» .
[4] كذا في المطبوعة ومخطوطة دار الكتب «111» مصطلح حديث. وفي العبر للذهبى 2/ 157: «أبو لبيد» .
[5] في المطبوعة: «عمرو بن قرة» . وهو خطأ. والصواب عن التهذيب، ترجمة أبى البختري سعيد بن فيروز: 4/ 72.
[6] كذا في المطبوعة ومخطوطة الدار. وفي العبر للذهبى 2/ 269: «أبو بكر مكرم» .(3/596)
مُكْرَمِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُكْرَمٍ الْقَاضِي، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَنْبَارِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الصَّلْتِ الْهَرَوِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أنا مدينة العلم، وعليّ بابها، فيمن أَرَادَ الْعِلْمَ فَلْيَأْتِ بَابَهُ [1] :
رواه غير أَبِي معاوية عَنِ الْأَعْمَش. كَانَ أَبُو معاوية يحدث بِهِ قديمًا ثُمَّ تركه.
وَرَوَى شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاق، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن يَزِيدَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنْ أَقْضَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ [2] .
وقَالَ سَعِيد بْن المسيب: ما كَانَ أحد من النَّاس يَقُولُ: «سلوني» ، غير عليّ بْن أَبِي طَالِب [2] . وروى يَحيى بْن معين، عَنْ عبدة بْن سُلَيْمَان، عَنْ عَبْد الملك بْن [أَبِي] [3] سُلَيْمَان قَالَ: قلت لعطاء: أكان فِي أصحاب مُحَمَّد أعلم من عليّ؟ قَالَ: لا، والله لا أعلمه [4] وقَالَ ابْنُ عَبَّاس: لقد أعطى عليّ تسعة أعشار العلم، وايم اللَّه لقد شاركهم فِي العشر العاشر [4] وقَالَ سَعِيد بْن عَمِرو بْن سعيد بن العاص لعبد اللَّه بْن عياش بْن أَبِي رَبِيعة: يا عم، لم كَانَ ضغو [5] النَّاس إِلَى عليّ؟ قَالَ: يا ابْنُ أخي، إن عليًا كَانَ لَهُ ما شئت من ضرس قاطع فِي العلم، وكان لَهُ البسطة فِي العشيرة، والقدم فِي الْإِسْلَام، والصهر لرسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والفقه فِي السنة [6] والنجدة فِي الحرب، والجود بالماعون.
وَرَوَى ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب قَالَ: كَانَ عُمَرُ يَتَعَوَّذُ مِنْ مُعْضِلَةٍ لَيْسَ لَهَا أَبُو حَسَنٍ [7] .
وروى سَعِيد بْن جُبَيْر عَنِ ابْنِ عَبَّاس قَالَ: إِذَا ثبت لنا الشيء عن على، لم نعدل عنه إلى غيره [8] .
__________
[1] الحديث في مجمع الزوائد 9/ 14، وقال الهيثمي: «رواه الطبراني، وفيه عبد السلام بن صالح الهروي، وهو ضعيف
[2] الاستيعاب: 3/ 1103.
[3] ما بين القوسين عن الاستيعاب، والتهذيب: 6/ 396.
[4] الاستيعاب: 3/ 1104.
[5] أي: ميلهم.
[6] في الاستيعاب 3/ 1107: «والفقه في المسألة» . وفي إحدى نسخ الاستيعاب كما في أسد الغابة.
[7] الاستيعاب: 3/ 1102، 1103.
[8] الاستيعاب: 3/ 1104.(3/597)
وروى يزيد بن هارون، عن فطر [1] ، عَنْ أَبِي الطفيل قَالَ: قَالَ بعض أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لقد كَانَ لعلي من السوابق ما لو أن سابقة منها بين الخلائق لوسعتهم خيرًا.
وله فِي هَذَا أخبار كثيرة نقتصر عَلَى هَذَا منها، ولو ذكرنا ما سأله الصحابه- مثل عُمَر وغيره رَضِي اللَّه عَنْهُمْ- لأطلنا.
زهده وعدله رَضِيَ اللهُ عَنْهُ
أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَلِيٍّ الأَمِينُ أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِم هِبَةُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبِ بْنُ غَيْلانَ، أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُزَكِّي [2] ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حُنَيْفٍ [3] يَقُولُ: قَالَ يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ: الدُّنْيَا دَارُ نَعِيمِ الظَّالِمِينَ- قَالَ: وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: الدُّنْيَا جِيفَةٌ، فَمَنْ أَرَادَ مِنْهَا شَيْئًا، فَلْيَصْبِرْ عَلَى مُخَالَطَةِ الْكِلابِ. أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرٍ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هِبَةِ الله، أَنْبَأَنَا أَبُو غَالِبِ بْنُ الْبَنَّاءِ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بن أحمد ابن مُحَمَّدِ بْنِ حَسْنُونٍ النَّرْسِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ الْعَبَّاسِ إِمْلاءً، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الرَّقِّيُّ، أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أبان، حدثنا سهيل بْنُ صُقَيْرٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ هَاشِمٍ [4] الْغَسَّانِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ جُزْءٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مَرْيَمَ السَّلُولِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ يَقُولُ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: يَا عَلِيُّ، إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ زَيَّنَكَ بِزِينَةٍ لَمْ يَتَزَيَّنِ الْعِبَادُ بِزِينَةٍ أَحَبَّ إِلَيْه مِنْهَا: الزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا، فَجَعَلَكَ لا تَنَالُ مِنَ الدُّنْيَا شَيْئًا، وَلا تَنَالُ الدُّنْيَا مِنْكَ شَيْئًا. وَوَهَبَ لَكَ حُبَّ الْمَسَاكِينِ، وَرَضُوا بِكَ إِمَامًا، وَرَضِيتَ بِهِمْ أَتْبَاعًا، فَطُوبَى لِمَنْ أَحَبَّكَ وَصَدَقَ فِيكَ، وَوَيْلٌ لِمَنْ أَبْغَضَكَ وَكَذَبَ عَلَيْكَ، فَأَمَّا الَّذِينَ أَحَبُّوكَ وَصَدَقُوا فِيكَ، فَهُمْ جِيرَانُكَ فِي دَارِكَ، وَرُفَقَاؤُكَ فِي قَصْرِكَ، وَأَمَّا الَّذِينَ أَبْغَضُوكَ وَكَذَبُوا عَلَيْكَ، فَحَقٌّ عَلَى اللَّهِ أَنْ يوقفهم موقف الكذابين يوم القيامة
__________
[1] في المطبوعة «قطر» بالقاف وهو خطأ واسمه فطر بن خليفة ينظر التهذيب 8/ 300- 302.
[2] في المطبوعة: «إبراهيم بن محمد المزني» . وهو خطأ، والصواب عن العبر للذهبى: 2/ 327، ومخطوطة دار الكتب «111» مصطلح حديث. وفي التهذيب ترجمة محمد بن المسيب 9/ 455 أنه روى عنه أبو إسحاق الزكي» وهو خطأ.
[3] كذا، وفي التهذيب 11/ 407، ترحمه يوسف بن أسباط أنه يروى عنه عبد الله بن حبيب الأنطاكي. وفي مخطوطة الدار مثل ما في المطبوعة، والفاء أقرب إلى القاف.
[4] في المطبوعة: يحيى بن هشام. والمثبت عن ترجمته في الجرح والتعديل: 4/ 2/ 195.(3/598)
أَنْبَأَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُعَمَّرِ بْنِ طَبَرْزَدَ، أَنْبَأَنَا أَبُو غَالِبِ بْنُ الْبَنَّاءِ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَضْلِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ، حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ الْقَاسِمِ الإِمَامُ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ- يَعْنِيَ الْجَوْهَرِيَّ- حَدَّثَنَا الْمَأْمُونُ- هُوَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ- حَدَّثَنَا الرَّشِيدُ، حَدَّثَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عن محمد ابن كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ يَقُولُ: لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَإِنِّي لأَرْبِطُ الْحَجَرَ عَلَى بَطْنِي مِنَ الْجُوعِ، وَإِنَّ صَدَقَتِي لَتَبْلُغُ الْيَوْمَ أَرْبَعَةَ آلافِ دِينَارٍ وَرَوَاهُ حَجَّاجٌ الأَصْبَهَانِيُّ وَأَسْوَدُ عَنْ شَرِيكٍ، فَقَالا: أَرْبَعِينَ أَلْفَ دِينَارٍ.
وَرَوَاهُ حَجَّاجٌ، عَنْ شَرِيكٍ فَقَالَ: أَرْبَعِينَ أَلْفًا. لم يرد بقوله: «أربعين ألفًا» زكاة ماله، وَإِنما أراد الوقوف التي جعلها صدقة كَانَ الحاصل من دخلها صدقة هَذَا العدد، فإن أمير المؤمنين عليًا رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لم يدّخر مالا، ودليله ما نذكره من كلام ابْنُه الْحَسَن رَضِي اللَّه عَنْهُمَا فِي مقتله أَنَّهُ لم يترك إلا ستمائة درهم، اشترى بها خادمًا. أخبرني أَبُو مُحَمَّد بْن أَبِي الْقَاسِمِ الدمشقي، أنبأنا أَبِي، أنبأنا أَبُو مُحَمَّد هبة اللَّه بْن سهل الفقيه، أنبأنا جدي أَبُو المعالي عُمَر بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن- قَالَ: وأنبأنا أَبِي، وأنبأنا زاهر، أنبأنا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن الْحُسَيْن- قالا: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد اللَّه الحافظ، حَدَّثَنَا أَبُو قتيبة سالم ابن الفضل الآدمي بمكة، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عثمان بْن أَبِي شَيْبَة، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ أبا نعيم قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَان يَقُولُ: ما بني عليّ لبنة عَلَى لبنة، ولا قصبة على قصبة، وإن كان ليؤتى بحبوته [1] من المدينة فِي جراب.
أَنْبَأَنَا السَّيِّدُ أَبُو الْفُتُوحِ حَيْدَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ الْعَلَوِيُّ الحسيني، أنبأنا أبو محمد عبد الله ابن جعفر الدّورسى بِالْمَوْصِلِ، أَنْبَأَنَا النَّقِيبُ الطَّاهِرُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُعَمَّرِ الْحُسَيْنِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ [2] بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ، أَنْبَأَنَا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أَبِي، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ أَبِي بَحْرٍ، عَنْ شَيْخٍ لَهُمْ قَالَ: رَأَيْت عَلَى عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلامُ إِزَارًا غَلِيظًا، قَالَ:
اشْتَرَيْتُهُ بِخَمْسَةِ دَرَاهِمَ، فَمَنْ أَرْبَحَنِي فِيهِ دِرْهَمًا بِعْتُهُ. قَالَ: وَرَأَيْتُ مَعَهُ دَرَاهِمَ مَصْرُورَةً، فَقَالَ: هَذِهِ بقية نفقتنا من ينبع.
__________
[1] بحبوته: من الجباية وهي الخراج.
[2] هو المبارك بن عبد الجبار، ينظر ترجمته في العبر: 3/ 256.(3/599)
قال: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الأَزْدِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ الْقَاسِمِ حَدَّثَنَا مُطَيْرُ بْنُ ثَعْلَبَةَ التَّمِيمِيُّ [1] ، حَدَّثَنَا أَبُو النَّوَّارِ بَيَّاعُ الْكَرَابِيسِ [2] قَالَ: أَتَانِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَمَعَهُ غُلامٌ لَهُ، فَاشْتَرَى مِنِّي قَمِيصَيْ كَرَابِيسَ، فَقَالَ لِغُلامِهِ: اخْتَرْ أَيَّهُمَا شِئْتَ، فَأَخَذَ أَحَدَهُمَا، وَأَخَذَ عَلِيٌّ الآخَرَ، فَلَبِسَهُ، ثُمَّ مَدَّ يَدَهُ فَقَالَ: اقْطَعِ الَّذِي يَفْضُلُ مِنْ قَدْرِ يَدِي. فَقَطَعَهُ وَكَفَّهُ [3] ، وَلَبِسَهُ وَذَهَبَ. أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَطِيبُ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ طَلْحَةَ النَّعَّالُ، إِجَازَةً إِنْ لَمْ يَكُنْ سَمَاعًا، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ زِيَادٍ الأَحْمَرُ، عن عبد الملك بن عمير قال: حدثني رَجُلٌ مِنْ ثَقِيفٍ قَالَ: اسْتَعْمَلَنِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَى مَدْرَجِ سَابُورَ، فَقَالَ: لا تَضْرِبَنَّ رَجُلا سَوْطًا فِي جِبَايَةِ دِرْهَمٍ، وَلا تَتَبِعَنَّ لَهُمْ رِزْقًا وَلا كِسْوَةً شِتَاءً وَلا صَيْفًا، وَلا دَابَّةً يَعْتَمِلُونَ عَلَيْهَا، وَلا تُقِيمَنَّ رَجُلا قَائِمًا فِي طَلَبِ دِرْهَمٍ. قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِذَنْ أَرْجِعُ إِلَيْكَ كَمَا ذَهَبْتُ مِنْ عِنْدِكَ. قَالَ: وَإِنْ رَجَعْتَ وَيْحَكَ! إِنَّمَا أُمِرْنَا أَنْ نَأْخُذَ مِنْهُمُ الْعَفْوَ- يَعْنِيَ الْفَضْلَ. وزهده وعدله رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لا يمكن استقصاء ذكرهما، فلنقتصر عَلَى هَذَا.
فضائله رَضِيَ اللهُ عَنْهُ
أَنْبَأَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي عَلِيٍّ الزّرزَارِيُّ [4] بِإِسْنَادِهِ إِلَى الأُسْتَاذِ أَبِي إِسْحَاقَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الثَّعْلَبِيُّ الْمُفَسِّرِ قَالَ: رَأَيْتُ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا أَرَادَ الْهِجْرَةَ، خَلْفَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ بِمَكَّةَ لِقَضَاءِ دُيُونِهِ وَرَدِّ الْوَدَائِعِ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَهُ، وَأَمَرَهُ لَيْلَةَ خَرَجَ إِلَى الْغَارِ وَقَدْ أَحَاطَ الْمُشْرِكُونَ بِالدَّارِ، أَنْ يَنَامَ عَلَى فِرَاشِهِ، وَقَالَ لَهُ: اتَّشِحْ بِبُرْدِي الْحَضْرَمِيِّ الأَخْضَرِ، فَإِنَّهُ لا يَخْلُصُ إِلَيْكَ مِنْهُمْ مَكْرُوهٌ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى. فَفَعَلَ ذَلِكَ، فَأَوْحَى الله إلى جبريل وميكائيل عليهما السَّلامُ أَنِّي آخَيْتُ بَيْنَكُمَا، وَجَعَلْتُ عُمْرَ أَحَدِكُمَا أَطْوَلَ مِنْ عُمْرِ الآخَرِ، فَأَيُّكُمَا يُؤْثِرُ صَاحِبَهُ بِالْحَيَاةِ؟ فَاخْتَارَا كِلاهُمَا الْحَيَاةَ، فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وجل إليهما:
__________
[1] ينظر ترجمته في الجرح لابن أبى حاتم: 4/ 1/ 394.
[2] الكرابيس: جمع كرباس- بكسر فسكون- وهو ثوب من القطن، وهي كلمة فارسية.
[3] كف الثوب: خاط حواشيه.
[4] في المطبوعة «الدزدازى وهو خطأ، والمثبت عن مقدمة ابن الأثير في بيان سنده ومخطوطة دار الكتب «111» مصطلح حديث.(3/600)
أَفَلا كُنْتُمَا مِثْلَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ؟! آخَيْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ نَبِيِّي مُحَمَّدٍ، فَبَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ، يُفْدِيهِ بِنَفْسِهِ، وَيُؤْثِرُهُ بِالْحَيَاةِ، اهْبِطَا إِلَى الأَرْضِ فَاحْفَظَاهُ مِنْ عَدُوِّهِ. فَنَزَلا، فَكَانَ جِبْرِيلُ عِنْدَ رَأْسِ عَلِيٍّ، وَمِيكَائِيلُ عِنْدَ رِجْلَيْهِ، وَجِبْرِيلُ ينادى: بخ بخ! من مثلك يا ابن أَبِي طَالِبٍ يُبَاهِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ الْمَلائِكَةَ!!؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى رَسُولِهِ، وَهُوَ مُتَوَجِّهٌ إِلَى الْمَدِينَةِ فِي شَأْنِ عَلِيٍّ:
وَمن النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ الله 2: 207 [1] .
أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سويد التِّكْرِيتِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَضْلِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْخَيْرِ الْمِيهَنِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو الحسن علي بن أحمد بن متويه- قال أَبُو مُحَمَّدٍ: وَأَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ أَبِي الْخَيْرِ الْمِيهَنِيُّ وَالْحُسَيْنُ بْنُ الْفَرْحَانِ السِّمْنَانِيُّ قَالا: أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ التَّمِيمِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حِبَّانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ مَالِكٍ الضَّبِّيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ الْجُرْجَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً 2: 274 قَالَ:
نَزَلَتْ فِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، كَانَ عِنْدَهُ أَرْبَعَةُ دَرَاهِمَ، فَأَنْفَقَ بِاللَّيْلِ وَاحِدًا، وَبِالنَّهَارِ وَاحِدًا، وَفِي السِّرِّ وَاحِدًا وَفِي الْعَلانِيَةِ [2] وَاحِدًا.
ورواه عفان بْن مُسْلِم، عَنْ وهيب، عَنْ أيوب، عَنْ مجاهد، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، مثله.
أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ محمد وَغَيْرُهُمَا بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ سَوْرَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مِسْمَارٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَمَرَ مُعَاوِيَةُ سَعْدًا فَقَالَ: مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَسُبَّ أَبَا تُرَابٍ؟ قَالَ: أَمَا مَا ذَكَرْتَ، ثَلاثًا قَالَهُنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَنْ أَسُبَّهُ، لأَنْ يَكُونَ لِي وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ حُمُرِ النَّعَمِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِعَلِيٍّ وَخَلَفَهُ فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تَخْلُفُنِي مَعَ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ؟! فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أما ترضى أن تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلا أَنَّهُ لا نُبُوَّةَ بَعْدِي؟ وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ يَوْمَ خَيْبَرَ: لأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ رَجُلا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ. قَالَ: فَتَطَاوَلْنَا لَهَا، فَقَالَ: ادْعُوا لِي عَلِيًّا. فَأَتَاهُ وَبِهِ رَمَدٌ، فَبَصَقَ فِي عَيْنَيْهِ، وَدَفَعَ الرَّايَةَ إِلَيْهِ، فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ. وَأُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ 3: 61
__________
[1] سورة البقرة: 207.
[2] ينظر تفسير ابن كثير: 1/ 284 بتحقيقنا، عن الآية 274 من سورة البقرة.(3/601)
وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ 3: 61 [1] ، دعا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيًّا وَفَاطِمَةَ وَحَسَنًا وَحُسَيْنًا، فَقَالَ: اللَّهمّ هَؤُلاءِ أَهْلِي [2] » . قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ [3] حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ بِالرَّحَبَةِ [4] ، قَالَ: «لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْحُدَيْبِيَةِ خَرَجَ إِلَيْنَا نَاسٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فِيهِمْ: سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو، وَأُنَاسٌ مِنْ رُؤَسَاءِ الْمُشْرِكِينَ، فَقَالُوا [5] : خَرَجَ إِلَيْكَ نَاسٌ مِنْ أَبْنَائِنَا وَإِخْوَانِنَا وَأَرِقَّائِنَا، وَلَيْسَ بِهِمْ فِقْهٌ فِي الدِّينِ، وَإِنَّمَا خَرَجُوا فِرَارًا مِنْ أَمْوَالِنَا وَضِيَاعِنَا، فَارْدُدْهُمْ إِلَيْنَا. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، لَتَنْتَهُنَّ أَوْ لَيَبْعَثَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ مَنْ يَضْرِبُ رِقَابَكُمْ بِالسَّيْفِ عَلَى الدِّينِ، قَدِ امْتُحِنَ قَلْبُهُ [6] عَلَى الإِيمَانِ. قَالُوا: مَنْ هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: مَنْ هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ وَقَالَ عُمَرُ: مَنْ هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: خَاصِفُ النَّعْلِ [7] ، وَكَانَ قَدْ أَعْطَى عَلِيًّا نَعْلا يَخْصِفُهَا- قَالَ: ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيْنَا عَلِيٌّ فَقَالَ: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من كذب علي متعمدا فليتبوَّأ مقعده من النار [8] » . قال: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عثمان [بن [9]] أَخِي يَحْيَى بْنِ عِيسَى الرَّمْلِيُّ [أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عِيسَى الرَّمْلِيُّ [9]] حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ عَدِيِّ بن ثابت، عن زرّ ابن حُبَيْشٍ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: لَقَدْ عَهِدَ إِلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-[النَّبِيُّ الأُمِّيُّ]- أَنْ [10] لا يُحِبَّكَ إِلا مُؤْمِنٌ وَلا يُبْغِضَكَ إلا منافق [11] .
__________
[1] سورة آل عمران، آية: 61.
[2] تحفة الأحوذي، أبواب المناقب، باب مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، الحديث 3808: 10/ 228، 229، وقال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب، صحيح من هذا الوجه.
[3] في المطبوعة: «خراش» بالخاء المعجمة، وهو خطأ. والمثبت عن الترمذي، والمشتبه للذهبى.
[4] هي رحبة الكوفة، وهي فضاء وفسحة بالكوفة، كان الإمام على رضى الله عنه يعقد فيها لفصل الخصومات.
[5] في سنن الترمذي، كما في تحفة الأحوذي: «فقالوا: يا رسول الله، خرج ... » .
[6] في سنن الترمذي: «قد امتحن الله قلوبهم» ...
[7] خصف النعل يخصف خصفا: ظاهر بعضها على بعض وخرزها.
[8] تحفة الأحوذي، أبواب المناقب، باب مناقب على رضى الله عنه، الحديث 2799: 10/ 217، 218. قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، من حديث ربعي عن على.
[9] ما بين القوسين سقط من المطبوعة والمثبت عن الترمذي.
[10] في الترمذي: «أنه لا يحبك» .
[11] تحفة الأحوذي، أبواب المناقب، باب مناقب على رضى الله عنه، الحديث 3819: 10/ 239، 240، وقال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح» وقال الحافظ أبو العلى صاحب تحفة الأحوذي: «وأخرجه مسلم» .(3/602)
قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ [1] وَيَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَغَيْرُ وَاحِدٍ قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي الْجَرَّاحِ قال: حدثني جَابِرُ بْنُ صُبْحٍ [2] قَالَ:
حَدَّثَتْنِي أُمُّ شَرَاحِيلَ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَيْشًا فِيهِمْ عَلِيٌّ، قَالَتْ:
فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «اللَّهمّ، لا تُمِتْنِي حَتَّى تُرِيَنِي عَلِيًّا» [3] . أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُسْلِمُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ السِّيحِيِّ [4] ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ بْنُ خَمِيسٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ طَوْقٍ أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ الْمَرْجِيِّ، أَنْبَأَنَا أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُطَرِّفٍ الْبَاهِلِيُّ [5] ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْمَاجِشُونُ، عَنْ أَبِي الْمُنْذِرِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول [لِعَلِيٍّ [6]] أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى، إِلا أَنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدِي [7] . قَالَ سَعِيدٌ: فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُشَافِهَ- بِذَلِكَ سَعْدًا، فَلَقِيتُهُ فَذَكَرْتُ لَهُ مَا ذَكَرَ لِي عَامِرٌ، فَقُلْتُ: أَنْتَ سَمِعْتَهُ؟ فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِي أُذُنَيْهِ وَقَالَ: نَعَمْ وَإِلا فَاسْتَكَتَّا [8] .
أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مِسْمَارُ بْن عُمَرَ [9] بْن الْعويسِ الْبَغْدَادِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي غَالِبِ بْنِ الطَّلايَةِ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أحمد بن الحسين الأنماطي، أنبأنا
__________
[1] في المطبوعة: «محمد بن يسار» . وهو خطأ، والصواب عن الترمذي، والتهذيب.
[2] في تحفة الأحوذي: «جابر بن صبيح» . وقال الحافظ أبو العلى: «كذا وقع في النسخ بضم الصاد المهملة وبفتح الموحدة مصغرا، وكذا وقع في الميزان. ووقع في الخلاصة وتهذيب التهذيب: جابر بن صبح مكبرا. وضبطه الحافظ في التقريب بضم المهملة، وسكون الموحدة. وهو راسبي بصرى صدوق من السابقة» .
[3] تحفة الأحوذي أبواب المناقب باب مناقب على رضى الله عنه الحديث 3820 10/ 240 وقال الترمذي «هذا حديث حسن، إنما نعرفه من هذا الوجه» . وقال الحافظ أبو العلى صاحب تحفة الأحوذي: «في سنده مجهول ومجهولة» ، يعنى أبا الجراح وأم شراحيل
[4] في المطبوعة «السنجى» وهو خطأ. ينظر المشتبه: 350.
[5] لم نجد «سعيد بن مطرف الباهلي ولعلنا نستدركه فيما بعد.
[6] زيادة على ما في المطبوعة ومخطوطة دار الكتب «111» مصطلح حديث.
[7] أخرجه البخاري في كتاب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب على رضى الله عنه، من طريق إبراهيم ابن سعد عن أبيه: 5/ 24. وأخرجه الترمذي، في أبواب المناقب، باب فضائل على رضى الله عنه، من طريق سعيد بن المسيب عن سعد بن أبى وقاص، الحديث 3813: 10/ 235، وقال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح» . وأخرجه ابن ماجة في المقدمة، باب فضل على رضى الله عنه من طريق عبد الرحمن بن سابط عن سعد، الحديث 121: 1/ 45. وأخرجه الإمام أحمد من طرق عدة عن سعد بن أبى وقاص، ينظر المسند: 1/ 177، 179، 182- 183، 184، 185 وفي هذه عن عامر ابن مسعد عن سعد، وعن أبى سعيد الخدريّ: 3/ 32.
[8] السكك- بفتحتين-: الصمم، واستكت مسامعه: إذا صم.
[9] في المطبوعة: «مسمار بن عامر» . وهو خطأ، والصواب مما تقدم: 1/ 15. والعبر للذهبى: 5/ 77.(3/603)
أَبُو طَاهِرٍ الْمُخَلِّصُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الْحَضْرَمِيُّ أَبُو حَامِدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ رِفَاعَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فَضْلٍ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الطَّائِفِ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيًّا فَنَاجَاهُ طَوِيلا، فَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ: لَقَدْ أَطَالَ نَجْوَى ابْنِ عَمِّهِ قَالَ- يَعْنِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَا أَنَا انْتَجَيْتُهُ، وَلَكِنَّ اللَّهَ انْتَجَاهُ [1] . أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَغَيْرُ وَاحِدٍ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ، عَنْ يَزِيدَ الرِّشْكِ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ جَيْشًا، وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، فَمَضَى فِي السَّرِيَّةِ، فَأَصَابَ جَارِيَةً، فَأَنَكْرُوا عَلَيْهِ. فَتَعَاقَدَ أَرْبَعَةٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: إِذَا لَقِينَا رَسُولَ الله أَخْبَرْنَاهُ بِمَا صَنَعَ عَلِيٌّ. وَكَانَ الْمُسْلِمُونَ إِذَا رَجَعُوا مِنْ سَفَرٍ بَدَءُوا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ، ثُمَّ انْصَرَفُوا إِلَى رِحَالِهِمْ. فَلَمَّا قَدِمَتِ السَّرِيَّةُ سَلَّمُوا [2] عَلَى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام أَحَدُ الأَرْبَعَةِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَمْ تر إلى عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ صَنَعَ كَذَا وَكَذَا؟ فأعرض عنه رسول الله. ثم قام الثَّانِي فَقَالَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ثُمَّ قَامَ الثَّالِثُ فَقَالَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ. ثُمَّ قَامَ الرَّابِعُ فَقَالَ مِثْلَ مَا قَالُوا. فَأَقْبَلَ إِلَيْهِمْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْغَضَبُ يُعْرَفُ فِي وَجْهِهِ فَقَالَ: مَا تُرِيدُونَ مِنْ عَلِيٍّ؟ مَا تُرِيدُونَ مِنْ عَلِيٍّ؟ مَا تُرِيدُونَ مِنْ عَلِيٍّ؟
إِنَّ عَلِيًّا مِنِّي وَأَنَا مِنْ عَلِيٍّ، وَهُوَ وَلِيُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ [مِنْ] بَعْدِي [3] . أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أحمد بإسناده عن يونس بن بكير عن ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ:
حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ رُكَانَةَ قَالَ: إِنَّمَا وَجِدَ [4] جَيْشُ عَلِيٍّ الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ بِالْيَمَنِ عَلَيْهِ، لأَنَّهُمْ حِينَ أَقْبَلُوا خَلَّفَ عَلَيْهِمْ رَجُلا، وَتَعَجَّلَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُخْبِرُهُ الْخَبَرَ. فَعَمَدَ الرَّجُلُ فَكَسَا كُلَّ رَجُلٍ مِنْهُمْ حُلَّةً، فَلَمَّا دَنَوْا خَرَجَ عَلِيٌّ يَسْتَقْبِلُهُمْ، فَإِذَا عَلَيْهِمُ الْحُلَلُ، فَقَالَ عَلِيٌّ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: كَسَانَا فُلانٌ. قَالَ: فَمَا دَعَاكَ
__________
[1] أخرجه الترمذي في أبواب المناقب، باب مناقب على رضى الله عنه. ينظر تحفة الأحوذي، الحديث 3810: 10/ 231، 232. وقال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث الأجلح. وقد رواه غير ابن فضيل عن الأجلح، ومعنى قوله: (ولكن الله انتجاه) ، يقول: إن الله أمرنى أن انتجى معه» .
[2] في المطبوعة: «فسلموا» . والمثبت عن الترمذي.
[3] تحفة الأحوذي، أبواب المناقب، باب مناقب على رضى الله عنه، حديث 3796: 10/ 209- 212، ويقول الترمذي: «هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث جعفر بن سليمان» ويقول الحافظ أبو العلى صاحب تحفة الأحوذي:
«وأخرجه أحمد» .
[4] أي: غضب.(3/604)
إِلَى هَذَا قَبْلَ أَنْ تَقْدَمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ فَيَصْنَعُ مَا شَاءَ؟ فَنَزَعَ الْحُلَلَ مِنْهُمْ. فلما قدموا عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَكَوْهُ لِذَلِكَ [1] . وَكَانَ أَهْلُ الْيَمَنِ قَدْ صَالَحُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّمَا بَعَثَ عَلِيًّا عَلَى جِزْيَةٍ مَوْضُوعَةٍ.
أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الْعِزِّ [2] الْوَاسِطِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ الحسين ابن أَبِي صَالِحِ بْنِ فَنَّاخِسْرُو الدِّيلِيُّ التِّكْرِيتِيُّ وَغَيْرُهُمَا بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم قال يَوْم خَيْبَرَ: لأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ [3] رَجُلا يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ، يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ- قَالَ: فَبَاتَ النَّاسُ يَدُوكُونَ [4] لَيْلَتَهُمْ أَيُّهُمْ يُعْطَاهَا؟ [فَلَمَّا أَصْبَحَ النَّاسُ غَدَوْا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلُّهُمْ يَرْجُو أن يعطاها. ف] قال [5] : أَيْنَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ؟
قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، يَشْتَكِي عَيْنَيْهِ. قَالَ: فَأَرْسِلُوا إِلَيْهِ. فَأُتِيَ فَبَصَقَ فِي عَيْنَيْهِ، وَدَعَا لَهُ، فَبَرَأَ حَتَّى كَأَنْ لَمْ يَكُنْ بِهِ وَجَعٌ، فَأَعْطَاهُ الرَّايَةَ. فَقَالَ عَلِيٌّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أُقَاتِلُهُمْ حَتَّى يَكُونُوا مِثْلَنَا. فَقَالَ: لِتَغْدُ عَلَى رِسْلِكَ حَتَّى تَنْزِلَ بِسَاحَتِهِمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الإِسْلامِ، وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ مِنْ حَقِّ اللَّهِ، فو الله لأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلا وَاحِدًا، خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمُرِ النَّعَمِ [6] . أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَضْلِ ابن أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْفَقِيهُ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي يَعْلَى أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ: أَنْبَأَنَا الْقَوَارِيرِيُّ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَرْقَمَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن أَبِي لَيْلَى قَالَ: شَهِدْتُ عَلِيًّا فِي الرَّحَبَةِ يُنَاشِدُ النَّاسَ: أَنْشُدُ اللَّهَ مَنْ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ لَمَّا قَامَ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: فَقَامَ اثْنَا عَشَرَ بَدْرِيًّا كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى أَحَدِهِمْ عَلَيْهِ سَرَاوِيلُ، فَقَالُوا: نَشْهَدُ أَنَّا سَمِعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ: أَلَسْتُ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجِي أُمَّهَاتُهُمْ؟ قُلْنَا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ، اللَّهمّ وَالِ من والاه وعاد من عاداه.
__________
[1] ينظر سيرة ابن هشام: 2/ 603.
[2] في المطبوعة: «أبى العلاء» وهو خطأ. والمثبت عن مقدمة ابن الأثير في بيان سنده، ومخطوطة دار الكتب «111» مصطلح حديث.
[3] في الصحيح: «لأعطين هذه الراية غدا رجلا» .
[4] باتوا يدوكون: إذا باتوا في اختلاط ودوران.
[5] ما بين القوسين المعقوفين سقط من المطبوعة، أثبتناه عن صحيح البخاري.
[6] صحيح البخاري، كتاب المغازي، باب غزوة خيبر: 5/ 171.(3/605)
وَقَدْ رُوِيَ مِثْلُ هَذَا عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عازب، وزاد: فقال عمر بن الخطاب: يا ابن أَبِي طَالِبٍ، أَصْبَحْتَ الْيَوْمَ وَلِيَّ كُلِّ مُؤْمِنٍ. أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْعَشَائِرِ مُحَمَّدُ بْنُ الْخَلِيلِ الْقَيْسِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ [بْنِ] أَبِي الْعَلاءِ الْمِصِّيصِيُّ، أَنْبَأَنَا أبو محمد عبد الرحمن ابن عُثْمَانَ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ، حَدَّثَنَا خَيْثَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ حَيْدَرَةَ أَبُو الْحَسَنِ الأَطْرَابُلُسِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْحُنَيْنِيُّ [1] ، حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ ابْنِ ظَالِمٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ- يَعْنِيَ ابْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ- فَقَالَ: إِنِّي أَحْبَبْتُ عَلِيًّا حُبًّا لَمْ أُحِبَّهُ أَحَدًا. قَالَ: أَحْبَبْتَ رَجُلا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ. ثُمَّ إِنَّهُ حَدَّثَنَا قال: كنا مع رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حِرَاءٍ، فَذَكَرَ عَشَرَةً فِي الْجَنَّةِ: أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ، وَطَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، وَسَعْدُ بْنُ مالك، وعبد الله ابن مسعود.
قال: وَحَدَّثَنَا خَيْثَمَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ حَدَّثَنَا سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عقيل، عن جابر بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سُورٍ بِالْمَدِينَةِ، فَقَالَ: يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ. فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَهَنَّيْنَاهُ، ثُمَّ قَالَ: يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ: فَجَاءَ عُمَرُ فَهَنَّيْنَاهُ، ثُمَّ قَالَ: يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ- رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ.
قَالَ: وَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصْغِي رَأْسَهُ مِنْ تَحْتِ السَّعَفِ وَيَقُولُ: اللَّهمّ إِنْ شِئْتَ جَعَلْتَهُ عَلِيًّا. فَجَاءَ عَلِيٌّ فَهَنَّيْنَاهُ [2] . أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَغَيْرُهُ قَالُوا بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ الْبَغْدَادِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ قَادِمٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ صَالِحِ بْنِ حَيٍّ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ جُمَيْعِ بْنِ عُمَيْرٍ التَّيْمِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: آخَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَصْحَابِهِ، فَجَاءَ عَلِيٌّ [3] فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، آخَيْتَ بَيْنَ أَصْحَابِكَ وَلَمْ تُؤَاخِ بَيْنِي وَبَيْنَ أَحَدٍ.
فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنْتَ أَخِي في الدنيا والآخرة [4] .
__________
[1] في المطبوعة: «الحبيبى» بباءين بينهما ياء. وهو خطأ، والصواب عن العبر للذهبى: 2/ 58، واللباب: 1/ 326.
[2] أخرجه الإمام أحمد، المسند: 356، 380.
[3] في الترمذي، كما في تحفة الأحوذي: «فجاء على تدمع عيناه» .
[4] تحفة الأحوذي، أبواب المناقب، باب مناقب على رضى الله عنه، الحديث 3804: 10/ 222. وقال الترمذي:
هذا حديث غريب، وفيه عن زيد بن أبى أوفى» . ويقول الحافظ أبو العلى صاحب تحفة الأحوذي: «في سنده حكيم بن جبير، وهو ضعيف. ورمى بالتشيع. وأخرجه أحمد في المناقب، عن عمر بن عبد الله، عن أبيه، عن جده» .(3/606)
أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْفَقِيهُ الْمَخْزُومِيُّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أحمد بن علي، أنبأنا أبو خيثمة حدثنا محمد ابن عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ: أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَلَّلَ عَلِيًّا وَفَاطِمَةَ وَالْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ كِسَاءً ثُمَّ قَالَ: اللَّهمّ هَؤُلاءِ أَهْلُ بَيْتِي وَخَاصَّتِي [1] ، اللَّهمّ أَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيرًا. قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَا مِنْهُمْ.
قَالَ: إِنَّكِ إِلَى خَيْرٍ. وَأَنْبَأَنَا غَيْرُ وَاحِدٍ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى حَدَّثَنَا خَلادُ بْنُ أَسْلَمَ الْبَغْدَادِيُّ، حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ هِنْدٍ الْجَمَلِيُّ [2] قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: كُنْتُ إِذَا سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أَعْطَانِي، وَإِذَا سَكَتُّ ابْتَدَأَنِي [3] قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى: حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنِي أَخِي مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم: أخذ بِيَدِ حَسَنٍ وَحُسَيْنٍ وَقَالَ: مَنْ أَحَبَّنِي وَأَحَبَّ هَذَيْنِ وَأَبَاهُمَا وَأُمَّهُمَا، كَانَ مَعِي فِي دَرَجَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ [4] قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: كُنَّا [5] نَعْرِفُ الْمُنَافِقِينَ- نَحْنُ مَعَاشِرُ الأَنْصَارِ ببغضهم عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ.
أَنْبَأَنَا الْمَنْصُورُ بْنُ أبي الحسن الفقيه بإسناده إلى أبي يعلى [6] : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا مُسْهِرُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، ثِقَةٌ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عُمَرَ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النبي
__________
[1] في المطبوعة: «وحامتي» . والمثبت عن مسند الإمام أحمد: 6/ 292.
[2] في المطبوعة: «الحلي» . والمثبت عن الترمذي، والجرح والتعديل لابن أبى حاتم: 2/ 2/ 118، والتهذيب:
5/ 340.
[3] تحفة الأحوذي، أبواب المناقب، باب مناقب على رضى الله عنه، الحديث 3806: 10/ 225. وقال الترمذي:
«هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه» . وقال الحافظ أبو العلى صاحب تحفة الأحوذي: «هذا الحديث منقطع، لأن عبد الله ابن عمرو لم يثبت سماعه من على، وأخرجه النسائي في الخصائص، وابن خزيمة في صحيحه والحاكم» .
[4] تحفة الأحوذي، الباب المتقدم، الحديث 3806: 10/ 237. وقال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه من حديث جعفر بن محمد إلا من هذا الوجه» . وقال الحافظ أبو العلى صاحب تحفة الأحوذي: «وأخرجه أحمد» .
[5] لفظ الترمذي، كما في تحفة الأحوذي: «إن كنا لنعرف» ...
[6] تحفة الأحوذي، الباب المتقدم، الحديث 3800: 10/ 281. وقال الترمذي: «هذا حديث غريب» وقد تكلم شعبة في أبى هارون العبديّ. وقد روى هذا عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سعيد» . وقال الحافظ أبو العلى صاحب تحفة الأحوذي:
«قال الحافظ- يعنى في أبى هارون العبديّ-: اسمه عمارة بن جوين. متروك، ومنهم من كذبه، شيعي» .(3/607)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ عِنْدَهُ طَائِرٌ، فَقَالَ: اللَّهمّ ائْتِنِي بِأَحَبِّ خَلْقِكَ إِلَيْكَ يَأْكُلُ مَعِي مِنْ هَذَا الطَّائِرِ.
فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَرَدَّهُ ثُمَّ جَاءَ عُثْمَانُ فَرَدَّهُ، فَجَاءَ عَلِيٌّ فَأَذِنَ لَهُ. ذكر أَبِي بَكْر وعثمان فِي هَذَا الحديث غريب جدًا. وَقَدْ رُوِيَ من غير وجه عَنْ أنس، ورواه غير أنس من الصحابة:
أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَرَجِ الثَّقَفِيُّ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، وَأَنَا حَاضِرٌ أَسْمَعُ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الأَهْوَازِيُّ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ السَّمَيْدَعِ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: أُهْدِيَ إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَيْرٌ، فَقَالَ: اللَّهمّ ائْتِنِي بِأَحَبِّ خَلْقِكَ إِلَيْكَ. فَجَاءَ عَلِيٌّ، فَأَكَلَ مَعَهُ.
تفرد بِهِ شُعَيْب، عَنْ أَبِي حنيفة. أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ بْنِ الْحَسَنِ النَّقَّاشُ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو رَوْحٍ عَبْدُ الْمُعِزِّ بْنُ محمد بن أبى الفضل البزّاز [1] محمد بن، أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ الشَّحَّامِيُّ [2] ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيدٍ [3] الْكَنْجَرُودِيُّ، أَنْبَأَنَا الْحَاكِمُ أَبُو أَحْمَدَ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْحُسَيْنِ الأَشْعَرِيُّ بِحِمْصَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفًّى، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْعَدَنِيُّ [4] ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ سَعِيدٍ [5] الْبَصْرِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَيْرٌ، فَقَالَ: اللَّهمّ ائتني بِرَجُلٍ يُحِبُّهُ اللَّهُ وَيُحِبُّهُ رَسُولُهُ. قَالَ أَنَسٌ: فَأَتَى عَلِيٌّ فَقَرَعَ الْبَابَ، فَقُلْتُ:
إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَشْغُولٌ، وَكُنْتُ أُحِبُّ أَنْ يَكُونَ رَجُلا مِنَ الأَنْصَارِ، ثُمَّ إِنَّ عَلِيًّا فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ أَتَى الثَّالِثَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا أَنَسُ، أَدْخِلْهُ فَقَدْ عَنَيْتَهُ. فَلَمَّا أَقْبَلَ قَالَ اللَّهمّ وَالِ، اللَّهمّ وَالِ. وَقَدْ رَوَاهُ عَنْ أنس غير [من [6] ذكرنا] حميد الطويل وَأَبُو الهندي، ويغنم بْن سالم.
يغنم: بالياء تحتها نقطتان، والغين المعجمة والنون، وآخره ميم. وهو اسم مفرد
__________
[1] في العبر للذهبى 5/ 74: «عبد المعز بن أبى الفضل بن أحمد، أبو روح» .
[2] في المطبوعة: «السحامى» أو المثبت عن العبر للذهبى: 4/ 91.
[3] في العبر للذهبى 4/ 85، 92: «أبو سعد» .
[4] في المطبوعة: «عمر المعرى» . وفي مخطوطة دار الكتب «111» مصطلح حديث: العرى. والمثبت عن الجرح لابن أبى حاتم: 4/ 1/ 140.
[5] في المطبوعة: «موسى بن سعد» . والمثبت عن المرجع السابق.
[6] ما بين القوسين المعقوفين عن مخطوطة دار الكتب، ومكانه في المطبوعة: «واحد حدثنا» .(3/608)
خلافته رَضِيَ اللهُ عَنْهُ
أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بن هبة الله بإسناده إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ: حَدَّثَنِي أَبِي، حدثنا أسود ابن عامر، حدثني عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ- يَعْنِيَ الْفَرَّاءَ- عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ زَيْدِ بن يثيع [1] ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ يُؤَمَّرُ بَعْدَكَ؟ قَالَ: «إِنْ تُؤَمِّرُوا أَبَا بَكْرٍ تَجِدُوهُ أَمِينًا زَاهِدًا فِي الدُّنْيَا، رَاغِبًا فِي الآخِرَةِ، وَإِنْ تُؤَمِّرُوا عُمَرَ تَجِدُوهُ قَوِيًّا أَمِينًا، لا يَخَافُ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لائِمٍ. وَإِنْ تُؤَمِّرُوا عَلِيًّا- وَلا أَرَاكُمْ فَاعِلِينَ- تَجِدُوهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا، يَأْخُذُ بِكُمُ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ [2] » . أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْقَاهِرِ، أَنْبَأَنا أَبُو غَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْبَاقِلانِيُّ، إِجَازَةً أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيِّ بْنُ شَاذَانَ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ قَانِعٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْغِلابِيُّ [3] حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ بَكَّارٍ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ سَلَمَةَ، عَنِ الصُّنَابِحِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «أَنْتَ بِمَنْزِلَةِ الْكَعْبَةِ، تُؤْتَى وَلا تَأْتِي، فَإِنْ أَتَاكَ هَؤُلاءِ الْقَوْمُ فَسَلِّمُوهَا إِلَيْكَ- يَعْنِيَ الْخِلافَةَ- فَأَقْبَلَ مِنْهُمْ، وَإِنْ لَمْ يَأْتُوكَ فَلا تَأْتِهِمْ حَتَّى يَأْتُوكَ» أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ، أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا حَاضِرٌ، أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ الصَّيْرَفِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ عُرْوَةَ الْمُرَادِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَرَى أَنِّي أَحَقُّ بِهَذَا الأَمْرِ، فَاجْتَمَعَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى أَبِي بكر، فسمعت وأطلعت، ثُمَّ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ أُصِيبَ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ لا يَعْدِلُهَا عَنِّي، فَجَعَلَهَا فِي عُمَرَ، فَسَمِعْتُ وَأَطَعْتُ ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ أُصِيبَ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ لا يَعْدِلُهَا عَنِّي، فَجَعَلَهَا فِي سِتَّةٍ أَنَا أَحَدُهُمْ، فَوَلُّوهَا عُثْمَانَ، فَسَمِعْتُ وَأَطَعْتُ. ثُمَّ إِنَّ عُثْمَانَ قُتِلَ، فَجَاءُوا فَبَايَعُونِي طَائِعِينَ غَيْرَ مُكْرَهِينَ، ثم خلعوا بيعتي، فو الله مَا وَجَدْتُ إِلا السَّيْفَ أَوِ الْكُفْرَ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أَخْبَرَنَا ذاكر بْن كامل بْن أَبِي غالب الخفاف وغيره إجازة قَالُوا: أخبرنا أبو غالب بن البناء، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّد الأبنوسي، أنبأنا أبو القاسم عبيد الله بن
__________
[1] في المطبوعة: زيد بن تبيع، والمثبت عن المسند والمشتبه للذهبى 112.
[2] مسند الإمام أحمد: 1/ 108، 109.
[3] في المطبوعة: «العلائى» . وهو خطأ، والمثبت عن العبر للذهبى: 2/ 86. واللباب: 2/ 183.(3/609)
عثمان بْن يَحيى بْن حنيقا [1] ، أنبأنا أَبُو مُحَمَّد إِسْمَاعِيل بْن عليّ بْن إِسْمَاعِيل الخطبي [2] قَالَ:
استخلف أمير المؤمنين عليّ كرم اللَّه وجهة، وبويع لَهُ بالمدينة فِي مسجد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم بعد قتل عثمان، فِي ذي الحجة من سنة خمس وثلاثين.
قَالَ: وَحَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ الْخُطَبِيُّ [2] : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي حَسَّانٍ الأَنْمَاطِيُّ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ سُمَيْعٍ الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ جَاءَ النَّاسُ كُلُّهُمْ إِلَى عَلِيٍّ يُهْرَعُونَ، أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ وَغَيْرُهُمْ، كُلُّهُمْ يَقُولُ: «أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٌّ» ، حَتَّى دَخَلُوا عَلَيْهِ دَارَهُ، فَقَالُوا: نُبَايِعُكَ فَمُدَّ يَدَكَ، فَأَنْتَ أَحَقُّ بِهَا. فَقَالَ عَلِيٌّ: لَيْسَ ذَاكَ إِلَيُكْم، وَإِنَّمَا ذَاكَ إِلَى أَهْلِ بَدْرٍ، فَمَنْ رَضِيَ بِهِ أَهْلُ بَدْرٍ فَهُوَ خَلِيفَةٌ. فَلَمْ يَبْقَ أَحَدٌ إِلا أَتَى عَلِيًّا، فَقَالُوا:
مَا نَرَى أَحَدًا أَحَقَّ بِهَا مِنْكَ، فَمُدَّ يَدَكَ نُبَايِعْكَ. فَقَالَ: أَيْنَ طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ؟ فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ بَايَعَهُ طَلْحَةُ بِلِسَانِهِ، وَسَعْدٌ بِيَدِهِ، فَلَمَّا رَأَى عَلِيٌّ ذَلِكَ خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ صَعِدَ إِلَيْهِ، فبايعه طلحة، وتابعه الزُّبَيْرُ، وَأَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَضِيَ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ.
أنبأنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ الدِّمَشْقِيُّ إِجَازَةً، أنبأنا أبي، أنبأنا أَبُو الْقَاسِم عليّ بْن إِبْرَاهِيم، عَنْ [3] رشأ بْن نظيف، حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن إِسْمَاعِيل، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مروان، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْنُ مُوسَى ابن حَمَّاد، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الحارث، عَنِ المدائني قَالَ: لما دخل عليّ بْن أَبِي طَالِب الكوفة، دخل عَلَيْهِ رَجُل من حكماء العرب فَقَالَ: والله يا أمير المؤمنين لقد زنت الخلافة وما زانتك، ورفعتها وما رفعتك، وهي كانت أحوج إليك منك إليها.
أَنْبَأَنَا أَبُو يَاسِرِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ بِإِسْنَادِهِ إلى عبد اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، حَدَّثَنَا، قَبِيصَةُ. عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ قلت لعبد الرحمن ابن عَوْفٍ: كَيْفَ بَايَعْتُمْ عُثْمَانَ وَتَرَكْتُمْ عَلِيًّا؟، فَقَالَ: مَا ذَنْبِي؟ قَدْ بَدَأْتُ بِعَلِيٍّ فَقُلْتُ: أُبَايِعُكَ
__________
[1] كذا في المطبوعة والمخطوطة. والله أعلم.
[2] في المطبوعة: «الخطى» . وهو خطأ. والمثبت عن العبر للذهبى: 2/ 286. واللباب، وهو نسبة إلى الخطب، فقد كان يرتجلها، ولا يتقدمه أحد.
[3] في المطبوعة: «على بن إبراهيم بن رشأ بن نظيف» . وهو خطأ والصواب ما أثبتناه وأبو القاسم هو على بن إبراهيم ابن العباس الحسيني الدمشقيّ. روى عن رشأ، ثقة. ينظر ترجمته في العبر: 4/ 17. ورشأ بن نظيف هو أبو الحسن الدمشقيّ المقرئ المحدث. ثقة، ينظر ترجمته في العبر للذهبى: 3/ 206.(3/610)
عَلَى كِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ وَسِيرَةِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ. قَالَ فَقَالَ: فِيمَا اسْتَطَعْتُ. قَالَ: ثُمَّ عَرَضْتُهَا عَلَى عُثْمَانَ فَقَبِلَهَا [1] . وَلَمَّا بَايَعَهُ النَّاسُ تَخَلَّفَ عَنْ بَيْعَتِه جَمَاعَةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ، مِنْهُمُ: ابْنُ عُمَرَ، وَسَعْدٌ، وَأُسَامَةُ، وَغَيْرُهُمْ. فَلَمْ يُلْزِمْهُمْ بِالْبَيْعَةِ، وَسُئِلَ عَلِيٌّ عَمَّنْ تَخَلَّفَ عَنْ بَيْعَتِهِ، فَقَالَ: أُولَئِكَ قَعَدُوا عَنِ الْحَقِّ، وَلَمْ يَنْصُرُوا الْبَاطِلَ. وَتَخَلَّفَ عَنْهُ أَهْلُ الشَّامِ مَعَ مُعَاوِيَةَ فَلَمْ يُبَايِعُوهُ، وَقَاتَلُوهُ.
أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ يَحْيَى [2] بْنُ أَسْعَدَ بْنِ يَحْيَى بْنِ بَوْشٍ، كِتَابَةً، أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبٍ عَبْدُ الْقَادِرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْقَادِرِ بْنِ يُوسُفَ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ مُوسَى الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ طَازَادَ الْمَوْصِلِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ ابن الْحُسَيْنِ الْخَوَّاصُ، عَنْ عُفَيْفِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ فِطْرِ بْنِ خَلِيفَةَ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَانْقَطَعَ شِسْعُهُ، فَأَخَذَهَا عَلِيٌّ يُصْلِحُهَا، فَمَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ مِنْكُمْ رَجُلا يُقَاتِلُ عَلَى تَأْوِيلِ الْقُرْآنِ، كَمَا قَاتَلْتُ عَلَى تَنْزِيلِهِ. فاستشرف لها القوم، فقال رسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَكِنَّهُ خَاصِفُ النَّعْلِ. فَجَاءَ فَبَشَّرْنَاهُ بِذَلِكَ، فَلَمْ يَرْفَعْ بِهِ رَأْسًا، كَأَنَّهُ شَيْءٌ قَدْ سَمِعَهُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أَنْبَأَنَا أَرْسلانُ بْنُ بعانَ الصُّوفِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ أَحْمَدُ بْنُ طَاهِرِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمِيهَنِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ خَلَفٍ الشِّيرَازِيُّ، أَنْبَأَنَا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دُحَيْمٍ الشَّيْبَانِيُّ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَكَمِ الْحِيرِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَزْدِيُّ، عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقِتَالِ النَّاكِثِينَ وَالْقَاسِطِينَ وَالْمَارِقِينَ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرْتَنَا بِقِتَالِ هَؤُلاءِ، فَمَعْ مَنْ؟ فَقَالَ: مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، مَعَهُ يُقْتَلُ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ. قَالَ: وأخبر الحاكم، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ حَمْشَادَ [3] الْعَدْلُ، حدثنا إبراهيم
__________
[1] مسند الإمام أحمد: 1/ 75.
[2] في المطبوعة: «أنبأنا أبو القاسم محمد بن سعد ... » . وهو خطأ، والصواب عن العبر للذهبى: 4/ 283. وينظر ما تقدم: 3/ 380.
[3] في المطبوعة: «ممشاد» . وهو خطأ، والمثبت عن العبر للذهبى: 2/ 248.(3/611)
ابن الْحُسَينِ بْنِ دِيزِيلَ [1] حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْخَطَّابِ [2] ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَصِيرَةَ، عَنْ أَبِي صَادِقٍ، عَنْ مِخْنَفِ بْنِ سُلَيْمٍ قَالَ: أَتَيْنَا أَبَا أَيُّوبَ الأَنْصَارِيَّ، فَقُلْنَا: قَاتَلْتَ بِسَيْفِكَ الْمُشْرِكِينَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ جِئْتَ تُقَاتِلُ الْمُسْلِمِينَ؟ قَالَ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَتْلِ النَّاكِثِينَ وَالْقَاسِطِينَ وَالْمَارِقِينَ.
وَأَنْبَأَنَا أبو الفضل بن أبي الحسن بإسناده عن أَبِي يَعْلَى: حَدَّثَنَا: إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سَهْلٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا عَلَى مِنْبَرِكُمْ هَذَا يَقُولُ: عَهِدَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاكِثِينَ وَالْقَاسِطِينَ وَالْمَارِقِينَ. أَنْبَأَنَا أَبُو غَانِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي جَرَادَةَ الْحَلَبِيُّ. قَالَ: حَدَّثَني عَمِّي أَبُو الْمَجْدِ عبد الله بن محمد بن أبي جرادة. أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي جَرَادَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْفَتْحِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْمَاعِيل بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَعِيدٍ بِحَلَبَ، حَدَّثَنَا الأُسْتَاذُ أَبُو النَّمِرِ الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ بْنِ رَغْبَانَ الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الحسين ابن خَالَوَيْهِ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْبَزَّازُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن الحسن ابن مُوسَى الْكُوفِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَبِيبٍ، أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ حِينَ حَضَرَهُ الْمَوْتُ: مَا أَجِدُ فِي نَفْسِي مِنَ الدُّنْيَا إِلا أَنِّي لَمْ أُقَاتِلِ الْفِئَةَ الْبَاغِيَةَ [3] .
وَقَالَ أَبُو عُمَرَ: رَوَى مِنْ وُجُوهٍ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عن ابن عمر أنه قال: ما آسى عَلَى شَيْءٍ إِلا أَنِّي لَمْ أُقَاتِلْ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْفِئَةَ الْبَاغِيَةَ [4] .
وقَالَ الشَّعْبِيّ: ما مات مسروق حتَّى تاب إِلَى اللَّه تَعَالى من تخلفه عَنِ القتال مَعَ عليّ [4] .
ولعلي رَضِي اللَّه عَنْهُ فِي قتال الخوارج وغيرها آيات مذكورة فِي التواريخ، فقد أتينا عَلَى ذكرها فِي الكامل فِي التاريخ [5] .
__________
[1] في المطبوعة: «ديرك» . وهو خطأ، والصواب عن العبر للذهبى 2/ 248، فقد قال إن على بن حمشاذ سمع إبراهيم بن ديزيل. وكذلك عن مستدرك تاج العروس: 7/ 322.
[2] في المطبوعة: «عبد العزيز بن الخطار: بالراء. ولعل الصواب ما أثبتناه وينظر التهذيب: 6/ 335، والجرح لابن أبى حاتم: 2/ 2/ 381.
[3] مضى هذا الأثر في ترجمة عبد الله بن عمر: 3/ 342.
[4] الإستيعاب: 1117- وينظر الإستيعاب أيضا ترجمة عبد الله بن عمر: 953.
[5] ينظر الكامل لابن الأثير: 3/ 169/ 176.(3/612)
مقتله وَإِعلامه أَنَّهُ مقتول رَضِيَ اللهُ عَنْهُ
أَنْبَأَنَا نَصْرُ اللَّهِ بْنُ سَلامَةَ بْنِ سَالِمٍ الْهِيتِيُّ، أَنْبَأَنَا الْقَاضِي أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ يُوسُفَ الأُرْمَوِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْغَنَائِمِ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنِ عَلِيٍّ الْمَأْمُونُ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَحْيَى بْنِ زَاهِرِ بْنِ يَحْيَى الرَّازِيُّ بِالْبَصْرَةِ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَاهِرِ بْنِ يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ الدُّؤَلِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنِي الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لا تَمُوتُ حَتَّى تَضْرِبَ ضَرْبَةً عَلَى هَذِهِ فَتَخْضِبَ هَذِهِ- وَأَوْمَأَ إِلَى لِحْيَتِهِ وَهَامَتِهِ- وَيَقْتُلَكَ أَشْقَاهَا، كَمَا عَقَرَ نَاقَةَ اللَّهِ أَشْقَى بَنِي فُلانٍ مِنْ ثَمُودَ- نَسبه إِلَى جَدّه الأدنى.
قَالَ عليّ بْن عُمَر: هَذَا حديث غريب من حديث الْأَعْمَش، عن زيد بن أسلم، عن أبي سنان، عَنْ عليّ تفرد بِهِ عَبْد اللَّه بْن زاهر عَنْ أَبِيهِ.
قلت: قَدْ رَوَاهُ عَبْد اللَّه بْن جَعْفَر، عَنْ زَيْد بْن أسلم، أنبأنا أبو الفضل الطبري بإسناده إلى أبى يعلى، عَنِ القواريري، عَنْ عَبْد اللَّه بْن جَعْفَر، عَنْ زَيْد، عَنْ أَبِي سنان أتم من هَذَا أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْمَخْزُومِيُّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ [أَبِي [1]] إِسْرَائِيلَ، عَنْ سِنَانٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَعْيَنَ، عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: أَتَانِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلامٍ- وَقَدْ وَضَعْتُ رِجْلِي فِي الْغَرْزِ- فَقَالَ لِي: لا تَقْدَمِ الْعِرَاقَ، فَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يُصِيبَكَ فِيهَا ذُبَابُ السَّيْفِ. قَالَ عَلِيٌّ: وَأَيْمُ اللَّهِ لَقَدْ أَخْبَرَنِي به رسول الله صلى الله عليه وسلم. فَقَالَ أَبُو الأَسْوَدُ: فَمَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ قَطُّ محارب يُخْبِرُ بِذَا عَنْ نَفْسِهِ.
قَالَ: وَأَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، أَنْبَأَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عن الأعمش، عن سلمة ابن كُهَيْلٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَبُعٍ قَالَ: خَطَبَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ: وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ لَتَخْضِبَنَّ هَذِهِ من هَذِهِ- يَعْنِي لِحْيَتَهُ مِنْ دَمِ رَأْسِهِ- فَقَالَ رَجُلٌ:
وَاللَّهِ لا يَقُولُ ذَلِكَ أَحَدٌ إِلا أَبَرْنَا [2] عِتْرَتَهُ! فَقَالَ اذْكُرِ اللَّهَ، وَأَنْشُدُ أَنْ يُقْتَلَ مِنِّي إِلا [3] قَاتِلِي أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ كُلَيْبٍ أَنْبَأَنَا أَبُو الخير المبارك بن الحسين
__________
[1] ما بين القوسين عن التهذيب: 1/ 223
[2] أي: أهلكناهم.
[3] أخرجه الإمام أحمد بنحوه عن أسود بن عامر، عن أبى بكر، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ عبد الله بن سبع- ينظر المسند: 1/ 156(3/613)
ابن أَحْمَدَ الْغَسَّالُ [1] الْمُقْرِئُ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الخلال، حدثنا أبو الطيب محمد ابن الْحُسَيْنِ النَّحَّاسُ بِالْكُوفَةِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْعَبَّاسِ الْبَجَلِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُنِيبٍ الْمَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ- يَعْنِيَ ابْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ كيسان- حدثني أَبِي، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ- يَعْنِي لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِنَّكَ قُلْتَ لِي يَوْمَ أُحُدٍ، حِينَ أَخَّرْتَ عَنِّي الشَّهَادَةَ، وَاسْتُشْهِدَ مَنِ اسْتُشْهِدَ: إِنَّ الشهادة من وراءك، فَكَيْفَ صَبْرُكَ إِذَا خَضَبْتَ هَذِهِ مِنْ هَذِهِ بِدَمٍ وَأَهْوَى بِيَدِهِ إِلَى لِحْيَتِهِ وَرَأْسِهِ، فَقَالَ، عَلِيٌّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِمَّا أَنْ تُثْبِتَ لِي مَا أُثْبِتَ، فَلَيْسَ ذَلِكَ مِنْ مَوَاطِنِ الصَّبْرِ، وَلَكِنْ مِنْ مَوَاطِنِ الْبُشْرَى وَالْكَرَامَةِ. وَأَنْبَأَنَا أَبُو [الْفَضْلِ] [2] الْمَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى: أَنْبَأَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا رِشْدِينُ [3] بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ أَشْقَى الأَوَّلِينَ؟
قُلْتُ: عَاقِرُ النَّاقَةِ. قَالَ: صَدَقْتَ. قَالَ: فَمَنْ أَشْقَى الآخِرِينَ؟ قُلْتُ: لا عِلْمَ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: الَّذِي يَضْرِبُكَ عَلَى هَذَا- وَأَشَارَ بِيَدِه إِلَى يَافُوخِهِ- وَكَانَ يَقُولُ: وَدِدْتُ أَنَّهُ قَدِ انْبَعَثَ أَشْقَاكُمْ، فَخَضَبَ هَذِهِ من هذه- يعني لحيته من دم رأسه [4] . أنبأنا أبو ياسر ابن أَبِي حَبَّةَ، أَنْبَأَنَا أَبُو غَالِبِ بْنُ الْبَنَّاءِ، حدثنا محمد بن أحمد بن محمد ابن حَسْنُونٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ مُوسَى بْنُ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ السَّرَّاجُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ فِطْرِ بْنِ خَلِيفَةَ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ: أَنَّ عَلِيًّا جَمَعَ النَّاسَ لِلْبَيْعَةِ، فَجَاءَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُلْجَمٍ الْمُرَادِيُّ، فَرَدَّهُ مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ:
عَلامَ يُحْبَسُ أشقاها؟ فو الله ليخضبنّ هذه من هذه، ثم تمثل [5] :
__________
[1] في المطبوعة: «العسال» بالعين المهملة- والمثبت عن المشتبه للذهبى: 459- والعبر للذهبى أيضا: 4/ 21.
[2] سقط من المطبوعة- وينظر: 1/ 17- والعبر للذهبى: 4/ 288
[3] في المطبوعة: «راشد بن سعد» . ولعل الصواب ما أثبتناه
[4] الحديث في مجمع الزوائد، باب وفاته رضى الله عنه: 9/ 136، وقال الهيثمي: «رواه الطبراني وأبو يعلى، وفيه رشدين بن سعد، وقد وثق، وبقية رجاله ثقات» .
[5] البيتان في الكامل المبرد: 932، ويقول المبرد «والشعر إنما يصح بأن تحذف «اشدد» ، فتقول:
حيازيمك للموت ... فان الموت لاقيكا
ولكن الفصحاء من العرب يزيدون ما عليه المعنى، ولا يعتدون، في الوزن، ويحذفون من الوزن، علما بأن المخاطب يعلم ما يزيدون، فهو إذا قال: «حيازيمك للموت» فقد أضمر «اشدد» فأظهره، ولم يعتد به» .
وكذلك أورد الزمخشريّ البيتين في «أساس البلاغة: بدون هذه الزيادة. والعروضيون يسمون هذه الزيادة «حزما» . والبيتان من بحر الهزج.
هذا. والبيت الأول في النهاية لابن الأثير، واللسان، وتاج العروس، مادة: حزم.(3/614)
أُشْدُدْ حَيَازِيمَكَ لِلْمَوْتِ [1] ... فَإِنَّ الْمَوْتَ لاقِيكَا
وَلا تَجْزَعْ مِنَ الْقَتْلِ ... إِذَا حَلَّ بَوَادِيكَا
وَأَنْبَأَنَا أَبُو يَاسِرٍ إِجَازَةً، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَيُّوَيْهِ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ قَهْمٍ [2] ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ الْمُنْذِرِ، عن أبيه أن محمد بن الْحَنَفِيَّةِ قَالَ: دَخَلَ عَلَيْنَا ابْنُ مُلْجَمٍ الْحَمَّامَ، وَأَنَا وَحَسَنٌ وَحُسَيْنٌ جُلُوسٌ فِي الْحَمَّامِ، فَلَمَّا دَخَلَ كَأَنَّهُمَا اشْمَأَزَّا مِنْهُ وَقَالا: مَا جَرَّأَكَ تَدْخُلُ عَلَيْنَا؟ قَالَ، فَقُلْتُ لَهُمَا: دَعَاهُ عَنْكُمَا:
فَلَعَمْرِي مَا يُرِيدُ مِنْكُمَا أَحْشَمُ مِنْ هَذَا، فلما كَانَ يَوْمُ أُتِيَ بِهِ أَسِيرًا قَالَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ: مَا أَنَا الْيَوْمَ بِأَعْرَفَ بِهِ مِنِّي يَوْمَ دَخَلَ عَلَيْنَا الْحَمَّامَ! فَقَالَ عَلِيٌّ: إِنَّهُ أَسِيرٌ فَأَحْسِنُوا نُزُلَهُ، وَأَكْرِمُوا، مَثْوَاهُ فَإِنْ بَقِيتُ قُتِلْتُ أَوْ عَفَوْتُ، وَإِنْ مُتُّ فَاقْتُلُوهُ وَلا تَعْتَدُوا، إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمَعْتَدِينَ. أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَلِيٍّ الأَمِينُ وَغَيْرُ وَاحِدٍ، إِجَازَةً قَالُوا: أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَتْحِ محمد ابن عبد الباقي بن أحمد بن سليمان، أنبأنا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ خَيْرُونٍ وَأَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْبَاقِلانِيُّ، كِلاهُمَا إِجَازَةً قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيِّ بْنُ شَاذَانَ قَالَ: قُرِئَ عَلَى أبى محمد الحسن ابن محمد بن يحيى بن الحسن بن جعفر بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بن الحسين بن على ابن أَبِي طَالِبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَدِّي أَبُو الْحُسَيْنِ يَحْيَى بْنُ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ نُوحٍ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَبَّاسِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ قَالَ: لَمَّا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ جَعَلَ عَلِيٌّ يَتَعَشَّى لَيْلَةً عِنْدَ الْحَسَنِ، وَلَيْلَةً عِنْدَ الحسين، وليلة عند عبد الله ابن جَعْفَرٍ، لا يَزِيدُ عَلَى ثَلاثِ لُقَمٍ، وَيَقُولُ: يَأْتِي أَمْرُ اللَّهِ وَأَنَا خَمِيصٌ، [3] وَإِنَّمَا هِيَ لَيْلَةٌ أَوْ لَيْلَتَانِ. قَالَ: وَأَنْبَأَنَا جَدِّي، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَرَجَ عَلِيٌّ لِصَلاةِ الْفَجْرِ، فَاسْتَقْبَلَهُ الأَوِزُّ يَصْحَنُ فِي وَجْهِهِ- قَالَ:
فَجَعَلْنَا نَطْرُدُهُنَّ عَنْهُ فَقَالَ: دَعُوهُنَّ فَإِنَّهُنَّ نَوَائِحُ. وَخَرَجَ فَأُصِيبَ.
وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ عَلِمَ السَّنَةَ وَالشَّهْرَ وَاللَّيْلَةَ التي يقتل فيها، والله أعلم.
__________
[1] الحيازيم: جمع حيزوم، وهو الصدر، وقيل: وسطه وهذا الكلام كناية عن التشمير للأمر والاستعداد له.
[2] في المطبوعة: «فهم» بالفاء. ينظر المشتبه للذهبى: 511.
[3] الخميص: الجائع الضامر البطن.(3/615)
أَنْبَأَنَا الْخَطِيبُ أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، أَنْبَأَنَا النَّقِيبُ طِرَادُ بْن مُحَمَّد إِجَازَةً إِنْ لَمْ يَكُنْ سَمَاعًا، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ هَاشِمٍ الْحُسَيْنِيُّ عَنْ حَكَّابٍ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ الثَّقَفِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ قَالَ: قَالَ لِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ: قَالَ لِي عَلِيٌّ: سَنَحَ لِي اللَّيْلَةَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَنَامِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا لَقِيتُ مِنْ أُمَتِّكَ مِنَ الأَوَدِ وَاللَّدَدَ؟
قَالَ: ادْعُ عَلَيْهِمْ. قُلْتُ: اللَّهمّ أَبْدِلْنِي بِهِمْ مَنْ هُوَ خَيْرٌ لِي مِنْهُمْ، وَأَبْدِلْهُمْ بِي مَنْ هُوَ شَرٌّ مِنِّي فَخَرَجَ، فَضَرَبَهُ الرَّجُلُ. كذا فِي هَذِهِ الرواية «الحسين بْن عليّ» ، وَإِنما هُوَ «الْحَسَن» .
أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ إِذْنًا، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الأَنْصَارِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ حَيُّوَيْهِ، أَنْبَأَنَا أحمد بن معروف، أنبأنا الحسين ابن قَهْمٍ [1] ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: انْتَدُبَ ثَلاثَةُ نَفَرٍ مِنَ الْخَوَارِجِ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُلْجَمٍ الْمُرَادِيُّ، وَهُوَ مِنْ حِمْيَرٍ، وَعِدَادُهُ فِي بَنِي مُرَادٍ، وَهُوَ حَلِيفُ بَنِي جَبَلَةَ مِنْ كندة. والبرك ابن عَبْدِ اللَّهِ التَّمِيمِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ بَكْرٍ [2] التَّمِيمِيُّ. فَاجْتَمَعُوا بِمَكَّةَ، وَتَعَاهَدُوا وَتَعَاقَدُوا لِيَقْتُلَنَّ هَؤُلاءِ الثَّلاثَةُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَمُعَاوِيَةَ وَعَمْرَو بْنَ الْعَاصِ وَيُرِيحُوا الْعِبَادَ مِنْهُمْ. فَقَالَ ابْنُ مُلْجَمٍ:
أَنَا لَكُمْ بِعَلِيٍّ، وَقَالَ الْبُرْكُ: أَنَا لَكُمْ بِمُعَاوِيَةَ، وَقَالَ عَمْرُو بْنُ بَكْرٍ: أَنَا كَافِيكُمْ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ فَتَعَاهَدُوا عَلَى ذَلِكَ وَتَعَاقَدُوا عَلَيْهِ، وَتَوَاثَقُوا أَنْ لا يَنْكِصَ مِنْهُمْ رَجُلٌ عَنْ صَاحِبِهِ الَّذِي سُمِّيَ لَهُ، وَيَتَوَّجَهَ لَهُ حَتَّى يَقْتُلَهُ أَوْ يَمُوتَ دُونَهُ. فَاتَّعَدُوا بَيْنَهُمْ لَيْلَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ مِنْ رَمَضَانَ، ثُمَّ تَوَجَّهَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ إِلَى الْمِصْرِ الَّذِي فِيهِ صَاحِبُهُ، فَقَدِمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُلْجَمٍ الْكُوفَةَ، فَلَقِيَ أَصْحَابَهُ مِنَ الْخَوَارِجِ، فَكَاتَمَهُمْ مَا يُرِيدُ. وكان يزورهم ويزرونه، فَزَارَ يَوْمًا نَفَرًا مِنْ بَنِي تَيْمِ الرَّبَابِ، فَرَأَى امْرَأَةً مِنْهُم يُقَالُ لَهَا: قَطَامُ بِنْتُ شِجْنَةَ [3] بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ ذُهْلِ بْنِ تَيْمِ الرَّبَابِ، وَكَانَ عَلِيٌّ قَتَلَ أَبَاهَا وَأَخَاهَا بِالنَّهْرَوَانِ، فَأَعْجَبَتْهُ فَخَطَبَهَا، فَقَالَتْ: لا أَتَزَوَّجُكَ حَتَّى تَشْتَفِيَ لِي. [4] فَقَالَ: لا تَسْأَلِينِي شَيْئًا إِلا أَعْطَيْتُكِ. فَقَالَتْ: ثَلاثَةُ آلافٍ، وَقَتْلُ عَلِيِّ بْنِ
__________
[1] في المطبوعة: «فهم» بالفاء. وقد سبق التنبيه عليه.
[2] في المطبوعة: «وعمر بن بكير» . والمثبت عن الكامل لابن الأثير: 3/ 195، وسيرد في أثناء السرد: عمرو بن بكر» .
[3] في المطبوعة: «سنحبة» ، ومثله في مخطوطة دار الكتب «111» مصطلح حديث. والمثبت عن جمهرة أنساب العرب لابن حزم: 189، والكامل لابن الأثير: 3/ 195. ومقاتل الطالبيين: 32.
[4] في المطبوعة: «حتى تسنى لي» . والمثبت عن الكامل لابن الأثير: 3/ 195.(3/616)
أَبِي طَالِبٍ. فَقَالَ. وَاللَّهِ مَا جَاءَ بِي إِلَى هَذَا الْمِصْرِ إِلا قَتْلُ عَلِيٍّ، وَقَدْ أَعْطَيْتُكَ مَا سَأَلْتِ. وَلَقِيَ ابْنُ مُلْجَمٍ شَبِيبَ بْنَ بَجْرَةَ الأَشْجَعِيَّ. فَأَعْلَمَهُ مَا يُرِيدُ، وَدَعَاهُ إِلَى أَنْ يَكُونَ مَعَهُ، فَأَجَابَهُ إِلَى ذَلِكَ.
وَظَلَّ ابْنُ مُلْجَمٍ تِلْكَ اللَّيْلَةِ الَّتِي عَزَمَ فِيهَا أَنْ يَقْتُلَ عَلِيًّا فِي صَبِيحَتِهَا يُنَاجِي الأَشْعَثَ بْنَ قَيْسٍ الْكِنْدِيَّ فِي مَسْجِدِهِ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ، فَقَالَ لَهُ الأَشْعَثُ: فَضَحِكَ الصُّبْحَ. فَقَامَ ابْنُ مُلْجَمٍ، وَشَبِيبُ بْنُ بَجْرَةَ، فَأَخَذَا أَسْيَافَهُمَا، ثُمَّ جَاءَا حَتَّى جَلَسَا مُقَابِلَ السُّدَّةِ الَّتِي يَخْرُجُ مِنْهَا عَلِيٌّ- قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ: فَأَتَيْتُهُ سُحَيْرًا، فَجَلَسْتُ إِلَيْه فَقَالَ: إِنِّي بِتُّ اللَّيْلَةَ أُوقِظُ أَهْلِي، فَمَلَكَتْنِي، عَيْنَايَ وَأَنَا جَالِسٌ، فَسَنَحَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا لَقِيتُ مِنْ أُمَتِّكَ مِنَ الأَوَدِ وَاللَّدَدِ فَقَالَ لِي: ادْعُ اللَّهَ عَلَيْهِمْ. فَقُلْتُ: اللَّهمّ أَبْدِلْنِي بِهِمْ خَيْرًا مِنْهُمْ، وَأَبْدِلْهُمْ بِي شَرًّا لَهُمْ مِنِّي. وَدَخَلَ ابْنُ التَّيَّاحِ الْمُؤَذِّنُ عَلَى ذَلِكَ فَقَالَ: «الصَّلاةَ» ، فَقَامَ يَمْشِي ابْنُ التَّيَّاحِ بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنَا خَلْفَهُ، فَلَمَّا خَرَجَ مِنَ الْبَابِ نَادَى: «أَيُّهَا النَّاسُ، الصَّلاةَ الصَّلاةَ» ، كَذَلِكَ كَانَ يَصْنَعُ كُلُّ يَوْمٍ يَخْرُجُ وَمَعَهُ دِرَّتُهُ يُوقِظُ النَّاسَ فَاعْتَرَضَهُ الرَّجُلانِ. فَقَالَ بَعْضُ مَنْ حَضَرَ: ذلك بريق السيف، وسمعت قائلا: «يقول الله الْحُكْمُ يَا عَلِيُّ لا لَكَ» ثُمَّ رَأَيْتُ سَيْفًا ثَانِيًا فَضَرَبَا جَمِيعًا، فَأمَّا سَيْفُ ابْنِ مُلْجَمٍ فَأَصَابَ جَبْهَتَهُ إِلَى قَرْنِهِ وَوَصَلَ إِلَى دِمَاغِهِ وَأَمَّا سَيْفُ شَبِيبٍ فَوَقَعَ فِي الطَّاقِ، فَسَمِعَ عَلِيٌّ يَقُولُ: «لا يَفُوتَنَّكُمُ الرَّجُلُ» . وَشَدَّ النَّاسُ عَلَيْهِمَا مِنْ كُلِّ جَانِبٍ، فَأَمَّا شَبِيبٌ فَأَفْلَتَ، وَأَخَذَ ابْنُ مُلْجَمٍ فَأَدْخَلَ عَلَى عَلِيٍّ، فَقَالَ: أَطِيبُوا طَعَامَهُ، وَأَلِينُوا فِرَاشَهُ، فَإِنْ أَعِشْ فَأَنَا وَلِيُّ دَمِي: عَفْوٌ أَوْ قِصَاصٌ، وَإِنْ مُتُّ فَأَلْحِقُوهُ بِي أُخَاصِمْهُ عِنْدَ رَبِّ الْعَالَمِينَ. فَقَالَتْ أُمُّ كُلْثُومِ بِنْتُ عَلِيٍّ: يَا عَدُوَّ اللَّهِ، قَتَلْتَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! قَالَ: مَا قَتَلْتُ إِلا أَبَاكَ. قَالَتْ: وَاللَّهِ إِنِّي لأَرْجُو أَنْ لا يَكُونَ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ بَأْسٌ. قَالَ: فَلِمَ تَبْكِينَ إِذًا ثُمَّ قَالَ: وَاللَّهِ لَقَدْ سَمَمْتُهُ شَهْرًا- يَعْنِي سَيْفَهُ- فَإِنْ أَخْلَفَنِي أَبْعَدَهُ اللَّهُ وَأَسْحَقَهُ.
وَبَعَثَ الأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ ابْنَهُ قَيْسَ بْنَ الأَشْعَثِ صَبِيحَةَ ضَرْبِ عَلِيٍّ، فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ، انْظُرْ كَيْفَ أَصْبَحَ أَمِيرُ الُمْؤِمِنيَن؟ فَذَهَبَ فَنَظَرَ إِلَيْهِ، ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ: رَأَيْتُ عَيْنَيْهِ دَاخِلَتَيْنِ فِي رَأْسِهِ.
فَقَالَ الأَشْعَثُ: عَيْنَيْ دَمِيغٍ [1] وَرَبِّ الْكَعْبَةِ.
قَالَ: وَمَكَثَ عَلِيٌّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَيَوْمَ السَّبْتِ وَبَقِيَ لَيْلَةَ الأَحَدِ لإِحْدَى عَشْرَةَ بَقِيَتْ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ مِنْ سَنَةِ أَرْبَعِينَ، وَتُوُفِّيَ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ، وَغَسَّلَهُ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، وَكُفِّنَ فِي ثلاثة أثواب ليس فيها قميص.
__________
[1] يقال: «رجل دميغ ومدموغ» إذا خرج دماغه.(3/617)
قَالُوا: وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُلْجَمٍ فِي السِّجْنِ، فَلَمَّا مَاتَ عَلِيٌّ وَدُفِنَ بَعَثَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ إِلَى ابْنِ مُلْجَمٍ، فَأَخْرَجَهُ مِنَ السِّجْنِ لِيَقْتُلَهُ، فَاجْتَمَعَ النَّاسُ وَجَاءُوا بِالنِّفْطِ، وَالْبَوَارِي [1] وَالنَّارِ، وَقَالُوا: نَحْرِقُهُ. فَقَالَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جعفر، وحسين بن على، ومحمد بن الْحَنَفِيَّةِ، دَعُونَا حَتَّى نَشْفِيَ أَنْفُسَنَا مِنْهُ فَقَطَعَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ يَدَيْهِ وَرِجْلَيِه، فَلَمْ يَجْزَعْ وَلَمْ يَتَكَلَّمْ، فَكَحَّلَ عَيْنَيْهِ بِمِسْمَارٍ مَحْمِيٍّ، فَلَمْ يَجْزَعْ، وَجَعَلَ يَقُولُ: إِنَّكَ لَتُكَحِّلُ عَيْنَيْ عَمِّكَ بِمَمُلولٍ [2] مُمْضٍ، وَجَعَلَ يَقْرَأُ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ 96: 1: حَتَّى أَتَى عَلَى آخِرِ السُّورَةِ، وَإِنَّ عَيْنَيْهِ لَتَسِيلانِ. ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فَعُولِجَ عَنْ لِسَانِهِ لِيَقْطَعَهُ، فَجَزِعَ، فَقِيلَ لَهُ: قطعنا يديك وَرِجْلَيْكَ وَسَمَلْنَا عَيْنَيْكَ يَا عَدُوَّ اللَّهِ، فَلَمْ تَجْزَعْ، فَلَمَّا صِرْنَا إِلَى لِسَانِكَ جَزِعْتَ. قَالَ مَا ذَاكَ مِنْ جَزَعٍ إِلا أَنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَكُونَ فِي الدُّنْيَا فُوَاقًا [3] لا أَذْكُرُ اللَّهَ فَقَطَعُوا لِسَانَهُ، ثُمَّ جَعَلُوهُ فِي قَوْصَرَةٍ [4] فأحرقوه بالنار، والعباس ابن عَلِيٍّ يَوْمَئِذٍ صَغِيرٌ، فَلَمْ يَسْتَأْنِ بِهِ بُلُوغُهُ.
وَكَانَ ابْنُ مُلْجَمٍ أَسْمَرَ أَبْلَجَ، فِي جَبْهَتِهِ أَثَرُ السُّجُودِ.
أَنْبَأَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَبَرْزَدَ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ السَّمَرْقَنْدِيِّ، أَنْبَأَنَا أبو بكر ابن الطَّبَرِيِّ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيِّ بْنُ صَفْوَانَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ أَبِي يَحْيَى، عَنْ شَيْخٍ مِنْ قُرَيْشٍ أَنَّ عَلِيًّا لَمَّا ضَرَبَهُ ابْنُ مُلْجَمٍ قَالَ: «فُزْتُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ» . أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَبِي مَنْصُورِ بْنِ سُكَيْنَةَ، أنبأنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي ابن سَلْمَانَ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ خَيْرُونٍ وَأَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْبَاقِلانِيُّ، كِلاهُمَا إِجَازَةً قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيِّ بْنُ شَاذَانَ قَالَ: قُرِئَ على أبي محمد الحسن بن محمد بن يَحْيَى الْعَلَوِيِّ، حَدَّثَنِي جَدِّي، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانٍ الأَزْدِيُّ، حَدَّثَنِي فُضَيْلُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَمْرٍو ذِي مُرٍّ قَالَ: لَمَّا أُصِيبَ عَلِيٌّ بِالضَّرْبَةِ، دَخَلْتُ عَلَيْهِ وَقَدْ عَصَبَ رَأْسَهُ، قَالَ قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَرِنِي ضَرْبَتَكَ. قَالَ: فَحَلَّهَا، فَقُلْتُ: خَدْشٌ وَلَيْسَ بِشَيْءٍ. قَالَ:
إِنِّي مُفَارِقُكُمْ. فَبَكَتْ أُمُّ كُلْثُومٍ مِنْ وَرَاءِ الْحِجَابِ، فَقَالَ لها: اسكتي، فلو ترين ما أرى لما
__________
[1] البواري: جمع بورى وبورية، وهو حصير يعمل من قصب.
[2] المملول: المحمي بالملة، وهي الرماد الحار.
[3] الفواق: الوقت ما بين الحلبتين.
[4] القوصرة: وعاء من قصب يرفع فيه التمر من البواري.(3/618)
بكيت. قال فقلت: يا أمير المؤمنين، ماذا تَرَى؟ قَالَ: هَذِهِ الْمَلائِكَةُ وُفُودٌ، وَالنَّبِيُّونَ، وَهَذَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: يَا عَلِيُّ، أَبْشِرْ، فَمَا تَصِيرُ إِلَيْهِ خَيْرٌ مِمَّا أَنْتَ فِيهِ. هَذِهِ أُمُّ كُلْثُومٍ هِيَ ابْنَةُ عَلِيٍّ زَوْجِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ.
البرك: بضم الباء الموحدة، وفتح الراء. وبجرة. بفتح الباء والجيم قاله ابْنُ ماكولا.
وَالَّذِي ضبطه أَبُو عمر بضم الباء وسكون الجيم.
أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْقَاهِرِ الْخَطِيبُ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعْدٍ الْمُطَرِّزُ وَأَبُو عَلِيٍّ الْحَدَّادُ إِجَازَةً قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا محمد ابن عبد الله بن أحمد، حدثنا محمد بن بشر- أخى خَطَّابٍ- حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ زُرَارَةَ الْحَدَثِيُّ، حَدَّثَنَا الْفَيَّاضُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَبْسٍ الأَنْصَارِيُّ، عَنْ أَبِي مِخْنَفٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا فَرَغَ عَلِيٌّ مِنْ وَصِيَّتِهِ قال: اقرا عليكم السلام وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ. ثُمَّ لَمْ يَتَكَلَّمْ إِلا بِ «لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ» حَتَّى قَبَضَهُ الله، رحمة اللَّهِ وَرِضْوَانُهُ عَلَيْهِ. وَغَسَّلَهُ ابْنَاهُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ. وَصَلَّى عَلَيْهِ الْحَسَنُ ابْنُهُ، وَكَبَّرَ عليه أربعا. وكفن في ثلاثة أَثْوَابٍ لَيْسَ فِيهَا قَمِيصٌ. وَدُفِنَ فِي السَّحَرِ.
قيل: إن عليًا كَانَ عنده مسك فضل من حنوط رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أُوصِي أن يحنط بِهِ.
واختلفوا فِي عمره، فَقَالَ مُحَمَّد بْن الحنفية سنة الحجاف [1] ، حين دخلت سنة إحدى وثمانين: هَذِهِ لي خمس وستون سنة، وقد جاوزت سنّ أَبِي. قَالَ: وكان سنة يَوْم قتل ثلاثًا وستين سنة. قَالَ الواقدي: وهذا أثبت عندنا.
وقَالَ أَبُو بَكْر البرقي: توفي عليّ وهو ابْنُ سبع وخمسين سنة. وقيل: توفي ابْنُ ثمان وخمسين سنة.
وكانت خلافته خمس سنين إلا ثلاثة أشهر. وقيل: أربع سنين، وتسعة أشهر، وستة أيام. وقيل: ثلاثة أيام.
قَالَ مُحَمَّد بْن عليّ الباقر: كَانَ عليّ آدم، مقبل العينين عظيمهما ذا بطن، أصلع، ربعه، لا يخضب.
__________
[1] كذا في الأصل.(3/619)
وقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ السبيعي: رَأَيْته أبيض الرأس واللحية، وكان ربما خضب لحيته.
وقَالَ أَبُو رجاء العطاردي: رَأَيْت عليًا ربعة، ضخم البطن، كبير اللحية قَدْ ملأت صدره، أصلع شديد الصلع.
وقَالَ مُحَمَّد بْن سعد، عَنْ أَبِي نعيم الفضل بْن دكين، عَنْ رزام بْن سَعِيد [1] الضبي قَالَ:
سَمِعْتُ أَبِي ينعت عليًا قَالَ: كَانَ رجلًا فوق الربعة، ضخم المنكبين طويل اللحية- وَإِن شئت قلت: إِذَا نظرت إِلَيْه قلت: آدم، وَإِن تبينته من قريب قلت: أن يكون أسمر أدنى من أن يكون آدم وقَالَ مُحَمَّد بْن سعد: حَدَّثَنَا عفان بْن مُسْلِم، حَدَّثَنَا أَبُو عوانة، عَنْ مُغِيرَة، عَنْ قدامة بْن عتاب قَالَ: كَانَ عليّ ضخم البطن، ضخم مشاش [2] المنكب، ضخم عضلة الذراع، دقيق مستدقها، ضخم عضلة الساق، دقيق مستدقها- قَالَ: ورأيته يخطب فِي يَوْم من الشتاء، عَلَيْهِ قميص وَإِزار قطريان [3] معتم بشيء مما ينسج فِي سوادكم.
وقَالَ ابْنُ أَبِي الدنيا: حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ [4] ، حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن دَاوُد، حَدَّثَنَا مدرك أَبُو الحجاج قَالَ: رَأَيْت عليًا يخطب، وكان من أحسن النَّاس وجهًا.
وقيل: كَانَ كأنما كسر ثُمَّ جبر، لا يغير شيبه، خفيف المشي، ضحوك السن.
وبالجملة فمناقبه عظيمة كَثِيرة، فلنقتصر عَلَى هَذَا القدر منها، ومن يريد أكثر من هذا فقد جمعنا مناقبه فِي كتاب جامع لها، والحمد للَّه رب العالمين.
ورثاه النَّاس فأكثروا، فمن ذَلِكَ ما قاله أَبُو الأسود الدّوليّ، وبعضهم يرويها لأم الهيثم بِنْت العريان النخعية [5] :
__________
[1] في المطبوعة: «رزام بن سعد» . والمثبت عن التهذيب: 3/ 272.
[2] المشاشة بضم الميم-: رأس العظم، وجمعه مشاش.
[3] ثوب قطري- بكسر فسكون-: هو نوع من الثياب فيه حمرة، ولها أعلام فيها بعض الخشونة: وقيل: هي حلل جياد تحمل من قبل البحرين. وقال الأزهري: في أعراض البحرين قرية يقال لها: «قطر» ، وأحسب الثياب القطرية نسبت إليها، فكسروا القاف للنسبة وخففوا.
[4] أبو هريرة هو: محمد بن فراس الضبعي. ينظر ترجمته في التهذيب: 9/ 397، 398.
[5] الأبيات في مقاتل الطالبيين: 43، 44، وينظر إنباه الرواة على أنباه النحاة: 1/ 19، 20. والاستيعاب:
3/ 1132 ... وتاريخ الطبري ط دار المعارف: 5/ 150، 151.(3/620)
ألا يا عين ويحك أسعدينا ... ألا تبكي أمير المؤمنينا
تبكّى أم كلثوم عَلَيْهِ ... بعبرتها وَقَدْ رأت اليقينا
ألا قل للخوارج حيث كانوا ... فلا قرت عيون الشامتينا
أفي الشهر الحرام فجعتمونا ... بخير النَّاس طرًا أجمعينا
قتلتم خير من ركب المطايا ... فذللها ومن ركب السفينا
ومن لبس النعال ومن حذاها [1] ... ومن قَرَأَ المثاني والمبينا [2]
وكل مناقب الخيرات فِيهِ ... وحب رَسُول رب العالمينا
لقد علمت قريش حيث كانوا ... بأنك خيرها حسبًا ودينا
إِذَا استقبلت وجه أَبِي حُسَيْن ... رَأَيْت البدر راق الناظرينا
وكنا قبل مقتله بخير ... نرى مَوْلَى رَسُول اللَّه فينا
يقيم الحق لا يرتاب فِيهِ ... ويعدل فِي العدا والأقربينا
وليس بكاتم علمًا لديه ... ولم يخلق من المتجبرينا
كأن النَّاس إذ فقدوا عليًا ... نعام حار في بلد سنينا
فلا تشمت معاوية بْن حرب ... فإن بقية الخلفاء فينا
وقَالَ الفضل بْن الْعَبَّاس بْن عتبة بْن أَبِي لهب فِيهِ أيضًا [3] :
ما كنت أحسب أنّ الأمر منصرف ... عن هاشم ثُمَّ منها عَنْ أَبِي حسن
البر [4] أول من صلى لقبلته ... وأعلم النَّاس بالقرآن والسنن
وآخر النَّاس عهدًا بالنبي ومن ... جبريل عون لَهُ فِي الغسل والكفن
من فِيهِ ما فيهم لا تمترون بِهِ ... وليس فِي القوم ما فِيهِ من الْحَسَن
وقَالَ إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد الحميري:
سائل قريشًا بِهِ إن كنت ذاعمه ... من كَانَ أثبتها فِي الدين أوتادًا
من كَانَ أقدم إسلاما وأكثرها ... علما وأطهرها أهلًا وأولادا
__________
[1] حذاها: من حذا الرجل نعلا، إذا ألبسه إياها.
[2] في مقاتل الطالبين والأغاني: «والمئينا» . ويعنى بقوله: «والمبينا» : القرآن الكريم.
[3] الأبيات في الاستيعاب: 3/ 1133.
[4] كذا في المطبوعة ومخطوطة دار الكتب «111» مصطلح حديث. وفي الاستيعاب «أليس أول ... » .(3/621)
من وحد اللَّه إذ كَانَت مكذبة ... تدعو من اللَّه [1] أوثانًا وأندادًا
من كان يقدم فِي الهيجاء إن نكلوا ... عَنْهَا وَإِن يبخلوا فِي أزمة جادا
من كَانَ أعدلها حكما، وأبسطها ... كفًا وأصدقها وعدًا وَإِيعادا
إن يصدقوك فلن يعدوا أبا حسن ... إن، أنت لم تلق للأبرار حسادًا
إن أنت لم تلق أقوامًا ذوي صلف ... وذا عناد لحق اللَّه جحادًا
ومدائحه ومراثيه كثيرة، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. فلنقتصر عَلَى هَذَا، ففيه كفاية، والحمد للَّه، وسلام على عباده الذين اصطفى.
3784- على بن طلق بن المنذر
(ب د ع) عليّ بْن طلق بْن المنذر بْن قيس بْن عَمْرو بْن عَبْد الله بن عبد العزّى بن سحيم ابن مرة بْن الدول الحنفي.
روى عَنْهُ مُسْلِم بْن سلام.
أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُبَيْدٍ وَغَيْرُهُ، قَالُوا بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الترمذي قال:
حدثنا أحمد بن منيع وَهَنَّادٌ قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَاصِمٍ الأحول، عن عيسى بن حطان، عن مسلم بْنِ سَلامٍ، عَنْ طَلْقِ بْنِ عَلِيٍّ: أَنَّ أَعْرَابِيًّا أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الرَّجُلُ مِنَّا يَكُونُ فِي الْفَلاةِ، فَتَكُونُ مِنْهُ الرُّوَيْحَةُ، وَيَكُونُ فِي الْمَاءِ قِلَّةٌ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا فَسَا أَحَدُكُمْ فَلْيَتَوَضَّأْ، وَلا تَأْتُوا النِّسَاءَ فِي أَعْجَازِهِنَّ فَإِنَّ اللَّهَ لا يستحيى من الحق [2] أخرجه الثلاثة [3] .
3785- على بن أبى العاص
(ب د ع) عليّ بْن أَبِي العاص بْن الربيع بْن عَبْد العزى بْن عَبْد شمس بْن عَبْد مناف الْقُرَشِيّ العبشمي. وأم عليّ: زينب بِنْت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وهو أخو أمامة بِنْت أَبِي العاص، التي حملها رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم في الصلاة لأبويها.
__________
[1] في الاستيعاب: «مع الله» . ومعنى «من الله» بدل الله. و «من» في البيت مثلها في قوله تعالى: أَرَضِيتُمْ بِالْحَياةِ الدُّنْيا من الْآخِرَةِ 9: 38، يعنى: بدل الآخرة.
[2] تحفة الأحوذي، أبواب الرضاع، باب ما جاء في كراهية إتيان النساء في أدبارهن، الحديث 1174: 4/ 327، 328. وقال الترمذي: «وفي الباب عن عمر، وخزيمة بن ثابت، وابن عباس، وأبى هريرة. حديث على بن طلق حديث حسن.
وسمعت محمدا يقول: ولا أعرف لعلى بْن طلق عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غير هذا الحديث الواحد، ولا أعرف هذا الحديث من حديث طلق بن على السحيمى» -، وكأنه رأى أن هذا رجل آخر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم» . انتهى كلام الترمذي.
[3] الاستيعاب، الترجمة 1856: 3/ 1134.(3/622)
وكان عليّ مسترضعا فِي بني غاضرة، فضمه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إليه، وأبوه يومئذ مشرك، وقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى الله عليه وسلم: «من شاركني في بنيى فأنا أحق بِهِ مِنْهُ، وأيما كافر شارك مسلمًا فِي شيء فالمسلم أحق بِهِ مِنْهُ» . ولما دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مكَّة يَوْم الفتح أردف عليًا خلفه [1] وتوفي عليّ وَقَدْ ناهز الحلم فِي حياة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم أخرجه الثلاثة [2]
3786- عليّ بْن عُبَيْد اللَّه بْن الحارث
عليّ بْن عُبَيْد اللَّه بْن الحارث بْن رحضة بْن عَامِر بْن رواحة بْن حجر [3] بن معيص بن عامر ابن لؤي العامري الْقُرَشِيّ.
أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقتل يَوْم اليمامة شهيدًا. وكان إسلامه بعد الفتح [4] أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر وذكره الزُّبَيْر بْن بكار فَقَالَ: «عليّ بْن عُبَيْد الله بن الحارث بن رحضة ابن عَامِر بْن رواحة بْن حجر بْن معيص بْن عَامِر بْن لؤي، قتل يَوْم اليمامة» . ولم يذكر لَهُ صحبة، ولا شك أن من قتل يَوْم اليمامة من قريش تكون له صحبة، والله أعلم.
3787- على بن عدي بن ربيعة
(ب) عليّ بْن عدي بْن رَبِيعة بْن عَبْد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف ولاه عثمان بْن عفان مكَّة حين ولي الخلافة، قتل يَوْم الجمل.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر، وقَالَ: «لا تصح لَهُ عندي صحبة، ولا أعلم لَهُ رواية، وَإِنما ذكرناه عَلَى ما شرطنا فيمن ولد بمكة أَوْ بالمدينة بين أبوين مسلمين عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم [5] »
3788- على بن على السلمي
(د ع) عليّ بْن أَبِي عليّ السلمي. يكنى أبا سدرة.
رَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ بُدَيْحِ بْنِ سِدْرَةَ بْنِ [6] عَلِيٍّ، من أهل قباء، عن أبيه،
__________
[1] ينظر كتاب نسب قريش: 22، 158.
[2] الاستيعاب، الترجمة 1857: 3/ 1134.
[3] في جمهرة أنساب العرب لابن حزم 162: «حجر بن عبد بن معيص» . وقال ابن حزم: «له صحبة» .
[4] الاستيعاب، الترجمة 1858: 3/ 1134.
[5] الاستيعاب، الترجمة 1859: 3/ 1134.
[6] ينظر الإصابة، ترجمة على السلمي، والد سدرة، حرف العين، القسم الأول.(3/623)
عَنْ جَدِّهِ قَالَ: نَزَلْنَا مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقَاحَةَ- وَهِيَ الَّتِي تُسَمَّى الْيَوْمَ السُّقْيَا- لَمْ يَكُنْ بِهَا مَاءٌ، فَبَعَثَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مِيَاهِ بَنِي غِفَارٍ عَلَى مَيْلَيْنِ مِنَ الْقَاحَةِ، وَنَزَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَدْرِ الْوَادِي فِي الْكَهْفِ الَّذِي فِيهِ الْمَسْجِدُ، فَنَزَلَهُ فَبَحَثَ بِيَدِه فِي الْبَطْحَاءِ، فَنُدِيَتْ، فَجَلَسَ فَفَحَصَ، فَانْبَعَثَ عَلَيْهِ الْمَاءُ. فَبَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَقَى، وَاسْتَقَى جَمِيعُ مَنْ مَعَهُ مَا اكْتَفَوْا فَقَالَ: النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَذِهِ سُقْيَا سَقَاكُمُوهَا اللَّهُ» فَسُمِّيَتِ السقيا. أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
3789- على النميري
عليّ النميري. ذكره ابْنُ قانع، وروى بِإِسْنَادِهِ عَنْ عائذ بْن رَبِيعة بْن قيس النميري، عَنْ عليّ بْن فلان النميري قَالَ: أتيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسمعته يَقُولُ: «المسلم أخو المسلم إِذَا لقيه حياه بالسلام، يرد عَلَيْهِ ما هُوَ خير مِنْهُ، لا يمنع الماعون قَالَ قلت: يا رَسُول اللَّه، ما الماعون قَالَ: الحجر، والحديد، والماء، وأشباه ذلك»
3790- على الهلالي
(ع س) عليّ، أَبُو عليّ الهلالي.
رَوَى سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَلِيٍّ الْهِلالِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شِكَاتِهِ الَّتِي قُبِضَ فِيهَا، فَإِذَا فَاطِمَةُ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَبَكَتْ حَتَّى ارْتَفَعَ صَوْتُهَا: فَرَفَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَرْفَهُ إِلَيْهَا فَقَالَ: حَبِيبَتِي فَاطِمَةُ! مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَتْ أَخْشَى الضَّيْعَةَ بَعْدَكَ. قَالَ: يَا حَبِيبَتِي أَمَا عَلِمْتِ أَنَّ اللَّهَ اطَّلَعَ إِلَى أَهْلِ الأَرْضِ اطِّلاعَةً، فَاخْتَارَ مِنْهَا أَبَاكِ، ثُمَّ اطَّلَعَ إِلَيْهَا اطِّلاعَةً فَاخْتَاَر مِنْهَا بَعْلَكِ، وَأَوْحَى إِلَيَّ أَنْ أُنْكِحَكِ إِيَّاهُ. أَخْرَجَهُ أبو نعيم وأبو موسى
3791- على بن هبار
(د ع) عليّ بْن هبار.
فِي إسناده نظر. رَوَى هُشَيْمٌ: عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ هبار بن الأسود عن أبيه، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم عَلَى دَارِ «عَلِيِّ بْنِ هَبَّارٍ» فَسَمِعَ صَوْتَ دُفٍّ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فَقَالُوا: عَلِيُّ بْنُ هَبَّارٍ تَزَوَّجَ فَقَالَ: هَذَا النِّكَاحُ لا السِّفَاحُ أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو نعيم: هَذَا وهم، وليس لذكر عليّ- يعني ابْنُ هبار- فِي هَذَا الحديث أصل.(3/624)
وقَالَ: رَوَاهُ مُحَمَّد بْن سَلَمة الحراني ومحمد بْن عُبَيْد اللَّه العرزمي [1] ، عَنْ عَبْد [2] اللَّه ابن أَبِي عَبْد اللَّه بْن هبار بْن الأسود، عَنْ أبيه عَنْ جَدّه هبار، مثله. ولم يذكرا عليا. [3]
باب العين والميم
3792- عمار بن حميد
(س) عمار بْن حميد، أَبُو زُهَيْر الثقفي، والد أَبِي بَكْر بْن أَبِي زُهَيْر.
ورد كذلك فِي إسناده [4] ، وقيل: اسمه مُعَاذ، أورده الحاكم أَبُو أَحْمَد النَّيْسَابُوريّ.
كذلك أَخْرَجَهُ أَبُو موسى
3793- عمار بن سعد
(د ع) عمار بْن سعد القرظ المؤذن، لَهُ رؤية.
روى عَنْهُ أَبُو أمامة بْنُ سهل ومحمد، وحفص وسعد بنوه.
رَوَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ حَفْصِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَمَّارِ بْن سَعْدٍ، أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَخْرُجُ مِنْ طَرِيقِ دَارِ هِشَامٍ- يَعْنِي إِلَى الْعِيدَيْنِ- قَالَهُ ابْنُ مَنْدَهْ.
وقَالَ أَبُو نعيم: ليس لعمار صحبة ولا رواية إلا عَنْ أَبِيهِ سعد. حدث بِهِ غير واحد، عَنِ ابْنِ كاسب مجودًا. وَرَوَاهُ عَنْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ آبَائِهِمْ، عَنْ أَجْدَادِهِمْ، عَنْ سَعْدٍ الْقَرَظِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَجْمَعُ بَيْنَ صَلاتَيِ الْمَغْرِبِ والعشاء في المطر.
3794- عمار بن عبيد
(د ع) عمار بْن عُبَيْد الخثعمي- وَيُقَال: عمارة، بزيادة هاء.
يعد فِي الشاميين. روى عَنْهُ دَاوُد بْن أَبِي هند أَنَّهُ قَالَ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «في هذه الأمة خمس فتن» .
__________
[1] في المطبوعة: «العذري» . والمثبت عن الإصابة، الترجمة 5694: 2/ 504. وينظر ترجمة «العرزميّ في التهذيب: 9/ 322.
[2] في الإصابة: «عبيد الله بن أبى عبد الله» . ولم نجده.
[3] قال الحافظ في الإصابة، الترجمة 5694/ 2/ 504: «ونقل ابن الأثير كلام أبى نعيم وأقره. وإنما أنكر أبو نعيم إدخال «على» في مسند أبى معشر. ولم يرد أنه لا يعد في الصحابة، لأنه مصرح به في موضوعين من المتن، فمن يتزوج في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ويقره على ذلك، يكون على شرطهم في الصحابة» .
[4] ينظر مسند الإمام أحمد: 3/ 416، 4/ 80، 6/ 466.(3/625)
وهذا رَوَاه حبان بْن هلال، عَنْ سُلَيْمَان بْن كَثِير، عَنْ دَاوُد. وهو وهم، والصواب ما رَوَاهُ حَمَّاد بْن سَلَمة وحجاج بْن منهال، عَنْ دَاوُد، عَنْ عمار، رَجُل من أهل الشأم عَنْ شيخ من خثعم. أَخْرَجَهُ ابن مندة وأبو نعيم.
3795- عمار بن غيلان
(ب) عمار بْن غيلان بْن سَلَمة الثقفي.
أسلم هُوَ وأخوه عَامِر قبل أبيهما ومات عَامِر فِي طاعون عمواس.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر وقال: لا أدرى منى مات عمار [1] ؟
3796- عمار بن كعب
(د ع) عمار بْن كعب وهو ابْنُ أَبِي اليسر الْأَنْصَارِيّ.
ذكر فِي الصحابة، ولا يصح. روى عَنْهُ ابنه عمارة.
أَخْرَجَهُ ابْنُ مندة وأبو نعيم.
3797- عمار بن معاذ
(ب د ع) عمار بْن مُعَاذ بْن زرارة عمار بْن مُعَاذ الظفري بْن عَمْرو بْن غنم بْن عدي بْن الحارث بْن مرة بْن ظفر، الْأَنْصَارِيّ الأوسي ثُمَّ الظفري أبو نملة.
شهد بدرا. كذا نسبه بن أَبِي دَاوُد، وخالفه غيره، وهو مشهور بكنيته، وسيذكر فِي الكنى إن شاء اللَّه تَعَالى. وحديثه: «ما حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم [2] » . وقيل: اسمه عمارة، بزيادة هاء، ونذكره هناك، إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه الثلاثة [3] .
3798- عمار بن ياسر
(ب د ع) عمار بْن ياسر بْن عَامِر بْن مَالِك بْن كنانة بْن قيس بن الحصين بن الوذيم ابن ثعلبة بْن عوف بْن حارثة بْن عَامِر الأكبر بْن يام بْن عنس بْن مالك بْن أدد بْن زَيْد بْن يشجب المذحجي ثم العنسيّ، أبو اليقظان.
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 1861: 3/ 1135.
[2] الحديث أخرجه الإمام أحمد في مسندة 4/ 136، وتمامه: «ولا تكذبوهم، وقولوا: آمنا باللَّه وكتبه ورسله، فإن كان حقا لم تكذبوهم، وإن كان باطلا لم تصدقوهم» .
[3] الاستيعاب، الترجمة 1862: 3/ 1135.(3/626)
وهو من السابقين الأولين إِلَى الْإِسْلَام، وهو حليف بني مخزوم. وأمه سمية، وهي أول من استشهد فِي سبيل اللَّه، عزَّ وجلَّ، وهو وأبوه وأمه من السابقين. وكان إسلام عمار بعد بضعة وثلاثين. وهو ممن عذب فِي اللَّه.
وقَالَ الواقدي وغيره من أهل العلم بالنسب والخبر: إن ياسرًا والد عمار عرني قحطاني مذحجي من عنس، إلا أن ابنه عمارًا مَوْلَى لبني مخزوم، لأن أباه ياسرًا تزوج أمة لبعض بني مخزوم، فولدت لَهُ عمارًا.
وكان سبب قدوم ياسر مكَّة أَنَّهُ قدم هُوَ وأخوان لَهُ، يُقال لهما: «الحارث» «ومالك» ، فِي طلب أخ لهما رابع، فرجع الحارث ومالك إِلَى اليمن، وأقام ياسر بمكة، فحالف أبا حذيفة ابن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، وتزوج أمة لَهُ يُقال لها: «سمية» ، فولدت لَهُ عمارا، فأعتقه أَبُو حذيفة، فمن هاهنا صار عمار مَوْلَى لبني مخزوم، وأبوه عرني كما ذكرنا.
وأسلم عمار ورسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي دار الأرقم هُوَ وصهيب بْن سنان فِي وقت واحد:
قَالَ عمار: لقيت صهيب بْن سنان عَلَى باب دار الأرقم، ورسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيها، فقلت:
ما تريد؟ فَقَالَ: وما تريد أنت؟ فقلت: أردت أن أدخل عَلَى مُحَمَّد وأسمع كلامه. فَقَالَ:
وأنا أريد ذَلِكَ. فدخلنا عَلَيْهِ، فعرض علينا الْإِسْلَام، فأسلمنا.
وكان إسلامهما بعد بضعة وثلاثين رجلًا [1] .
وَرَوَى يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَالِدٍ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ بَيَانٍ، عَنْ وَبْرَةَ عَنْ هَمَّامٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَمَّارًا يَقُولُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا مَعَهُ إِلا خَمْسَةُ أَعْبُدٍ وَامْرَأَتَانِ وَأَبُو بَكْرٍ وقَالَ مجاهد: أول من أظهر إسلامه سبعة: رَسُول اللَّه، وَأَبُو بَكْر، وبلال، وخباب وصهيب، وعمار، وأمه سمية.
واختلف في هجرته إِلَى الحبشة. وعذب فِي اللَّه عذابًا شديدًا:
أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سُوَيْدَةَ التِّكْرِيتِيُّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ ابن مَتُّوَيْهِ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ 16: 106 [2] نَزَلَتْ فِي عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، أَخَذَهُ الْمُشْرِكُونَ فَعَذَّبُوهُ فَلَمْ يَتْرُكُوهُ، حَتَّى سَبَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عليه وسلم وذكر آلهتهم
__________
[1] ينظر سيرة ابن هشام: 1/ 261.
[2] سورة النحل، آية: 106(3/627)
بِخَيْرٍ، ثُمَّ تَرَكُوهُ. فَلَمَّا أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَا وَرَاءَكَ؟ قَالَ: شَرٌّ يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَا تُرِكْتُ حَتَّى نِلْتُ مِنْكَ وَذَكَرْتُ آلِهَتَهُمْ بِخَيْرٍ! قَالَ: كَيْفَ تَجِدُ قَلْبَكَ؟ قَالَ: مُطْمَئِنًّا بِالإِيمَانِ. قَالَ:
فَإِنْ عَادُوا لَكَ فَعُدْ لَهُمْ [1] . أَخْبَرَنَا أَبُو جعفر عبيد الله بن أحمد بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال:
حَدَّثَنِي رِجَالٌ مِنْ آلِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ: أَنَّ سُمَيَّةَ أُمَّ عَمَّارٍ عَذَّبَهَا هَذَا الْحَيُّ من بني المغيرة بن عبد الله ابن عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ عَلَى الإِسْلامِ، وَهِيَ تَأْبَى غَيْرَهُ، حَتَّى قَتَلُوهَا. وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِعَمَّارٍ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَهُمْ يُعَذَّبُونَ بِالأَبْطَحِ فِي رَمْضَاءِ مَكَّةَ، فَيَقُولُ: «صَبْرًا آلَ يَاسِرٍ، مَوْعِدُكُمُ الْجَنَّةُ» [2] . قَالَ: وَحَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: مَرَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ وَهُوَ يَبْكِي، يُدَلِّكُ عَيْنَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مالك أَخَذَكَ الْكُفَّارُ فَغَطَّوْكَ فِي الْمَاءِ، فَقُلْتُ كَذَا وَكَذَا، فَإِنْ عَادُوا لَكَ فَقُلْ كَمَا قُلْتَ. قال: وحدثنا يونس، عَنِ ابن إِسْحَاق قال: حَدَّثَنِي حَكِيمُ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ قُلْتُ لابْنِ عَبَّاسٍ: أَكَانَ الْمُشْرِكُونَ يَبْلُغُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فِي الْعَذَابِ مَا يُعَذَّرُونَ بِهِ فِي تَرْكِ دِينِهِمْ فَقَالَ؟ نَعَمْ، وَاللَّهِ إِنْ كَانُوا لَيَضْرِبُونَ أَحَدَهُمْ وَيُجِيعُونَهُ وَيُعَطِّشُونَهُ حَتَّى مَا يَقْدِرُ عَلَى أَنْ يَسْتَوِيَ جَالِسًا، مِنْ شِدَّةِ الضُّرِّ الَّذِي بِهِ حَتَّى إِنَّهُ لَيُعْطِيهِمْ مَا سَأَلُوهُ مِنَ الْفِتْنَةِ، وَحَتَّى يَقُولُوا لَهُ: اللاتُ وَالْعُزَّى إِلَهُكَ مِنْ دُونِ اللَّهِ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ. وَحَتَّى إِنَّ الْجُعَلَ لَيَمُرُّ بِهِمْ، فَيَقُولُونَ لَهُ: هَذَا الْجُعَلُ إِلَهُكَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فيقول: نعم، اقتداء لِمَا يَبْلُغُونَ مِنْ جُهْدِهِ [3] .
وهاجر إِلَى المدينة، وشهد بدرًا، وأحدًا والخندق، وبيعة الرضوان مَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أنبأنا عبيد الله بن أحمد بن عَليّ بإسناده عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، في تسمية من شهد بدرا من بني مخزوم، قَالَ: « ... وعمار بْنُ [4] ياسر» .
وكلهم قَالُوا: إنه شهد بدرًا، وأحدًا، وغيرهما.
أَنْبَأَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الدِّمَشْقِيُّ بها، أنبأنا أبو العشائر محمد ابن خَلِيلِ بْنِ فَارِسٍ، أَنْبَأَنَا الْفَقِيهُ أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْمِصِّيصِيُّ، أَنْبَأَنَا أبو محمد
__________
[1] رواه ابن جرير والبيهقي. ينظر تفسير ابن كثير 2/ 587 ط الحلبي.
[2] انظر سيرة ابن هشام: 1/ 319، 320.
[3] سيرة ابن هشام: 1/ 320، ولفظ السيرة: «افتداء منهم مما يبلغون من جهده» .
[4] سيرة ابن هشام: 1/ 683.(3/628)
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ أبي نصر، أنبأنا أبو الحسن خيثمة بن سُلَيْمَانَ بْنِ حَيْدَرَةَ الأَطْرَابُلُسِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ الْقَيْسَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ [1] ، حَدَّثَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ مَوْلًى لِرِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اقْتَدُوا بِالَّذِينَ مِنْ بَعْدِي: أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَاهْتَدُوا بِهَدْيِ عَمَّارٍ، وَتَمَسَّكُوا بِعَهْدِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ [2] . أَنْبَأَنَا أَبُو يَاسِرِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ بِإِسْنَادِهِ عن عبد الله بن أحمد بن حنبل: حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا الْعَوَّامُ- يَعْنِيَ بن حَوْشَبٍ- عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ قَالَ: كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَمَّارٍ كَلامٌ، فَأَغْلَظْتُ لَهُ فِي الْقَوْلِ، فَانْطَلَقَ عَمَّارٌ يَشْكُونِي إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَ خَالِدٌ وَهُوَ يَشْكُوهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَجَعَل يُغَلِّظُ لَهُ، وَلا يَزِيدُهُ إِلا غِلْظَةً، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاكِتٌ لا يَتَكَلَّمُ، فَبَكَى عَمَّارٌ وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلا تَرَاهُ! فَرَفَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسَهُ وَقَالَ: مَنْ عَادَى عَمَّارًا عَادَاهُ اللَّهُ، وَمَنْ أَبْغَضَ عَمَّارًا أَبْغَضَهُ اللَّهُ. قَالَ خَالِدٌ: فَخَرَجْتُ فَمَا كَانَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ رِضَا عَمَّارٍ، فَلَقِيتُهُ فَرَضِيَ [3] . وَأَنْبَأَنَا عَبْدُ الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا وكيع حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ هَانِئِ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: جَاءَ [4] عَمَّارٌ يَسْتَأْذِنُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «ائْذَنْوُا لَهُ، مَرْحَبًا بِالطَّيِّبِ الْمُطَيَّبِ [5] » . أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَغَيْرُ وَاحِدٍ بِإِسْنَادِهِمْ عَنْ أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ قال: حدثنا القاسم ابن دِينَارٍ الْكُوفِيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ سِيَاهٍ، عَنْ حَبِيبِ بن
__________
[1] في المطبوعة: «الفرياني» . وهو خطأ. ينظر ترجمته في التهذيب: 9/ 535.
[2] أخرجه الإمام أحمد بنحوه عن حذيفة بن اليمان. المسند: 5/ 399. وكذا أخرجه الترمذي في أبواب المناقب، باب مناقب عمار، عن محمود بن غيلان، عن وكيع، عن سفيان، بإسناده مثله، وقال الترمذي: «هذا حديث حسن» . ينظر تحفة الأحوذي: 10/ 299، 300.
[3] مسند الإمام أحمد: 4/ 89. وقال عبد الله بن أحمد: «سمعته من أبى مرتين» .
[4] لفظ المسند: «كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، فجاءه عمار فأستأذن ... » .
[5] مسند الإمام أحمد: 1/ 130. وينظر أيضا: 1/ 100، 123، 126، 138. ورواه الترمذي في أبواب المناقب، باب مناقب عمار بن ياسر، الحديث 3885: 10- 298. عن محمد بن بشار، عن عبد الرحمن، عن سفيان بإسناده مثله. وقال الترمذي «هذا حديث حسن صحيح» . وكذا أخرجه ابن ماجة في المقدمة، باب فضل عمار بن ياسر، عن عثمان بن أبى شيبة وعلى ابن محمد كلاهما عن وكيع، باسناده مثله، الحديث 146: 1/ 52.
والمراد بالطيب المطيب: الطاهر المطهر.(3/629)
أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا خُيِّرَ عَمَّارٌ بَيْنَ أَمْرَيْنِ إِلا اخْتَارَ أَرْشَدَهُمَا» [1] . قَالَ: وَحَدَّثَنَا التِّرْمِذِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو مُصْعَبٍ الْمَدِينِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَبْشِرْ [يَا] [2] عَمَّارُ، تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ» [3] .
وَقَدْ رَوَى نَحْوَ هَذَا عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَحُذَيْفَةَ. وروى شُعْبَة أن رجلًا قَالَ لعمار: أيها العبد الأجدع! قَالَ عمار: سيب [4] خبر أذني- قَالَ شُعْبَة. وكانت أصيبت مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وهذا وهم من شُعْبَة، والصواب أنها أصيبت يَوْم اليمامة.
ومن مناقبه أَنَّهُ أول من بنى مسجدًا فِي الْإِسْلَام:
أَنْبَأَنَا عُبَيْدُ الله بن أحمد بن علي بإسناده إلى يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ [5] قَالَ: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ أَوَّلَ مَا قَدِمَهَا ضُحًى، فَقَالَ عَمَّارٌ:
مَا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بُدٌّ مِنْ أَنْ نَجْعَلَ لَهُ مَكَانًا إِذَا اسْتَظَلَّ مِنْ قَائِلَتِهِ لَيَسْتَظِلُّ فِيهِ، وَيُصَلِّي فِيهِ.
فَجَمَعَ حِجَارَةً، فَبَنَى مَسْجِدَ قُبَاءَ، فَهُوَ أَوَّلُ مَسْجِدٍ بُنِيَ وَعَمَّارٌ بَنَاهُ.
أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ وَغَيْرُهُ بِإِسْنَادِهِمْ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى: أنبأنا عمرو بن على، حدثنا
__________
[1] تحفة الأحوذي، الكتاب والباب المتقدمان، الحديث 3886: 10/ 299، وقال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، من حديث عبد العزيز بن سياه، وهو شيخ كوفى، وقد روى عنه الناس» . وأخرجه ابن ماجة في المقدمة باب فضل عمار بن ياسر، عَنْ أَبِي بكر بْن أَبِي شيبة عَنِ عبيد الله بن موسى، عن وكيع، عن عبد العزيز، باسناده نحوه، الحديث 148: 1/ 52.
[2] عن الترمذي.
[3] تحفة الأحوذي، أبواب المناقب باب مناقب عمار بن ياسر، الحديث 3888: 10/ 300، 301.
وقال الترمذي: «وفي الباب عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو، وأبى اليسر، وحذيفة. هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث العلاء بن عبد الرحمن» .
[4] أي: اترك.
[5] في المطبوعة: «عيينة» . وينظر ترجمته في التهذيب: 2/ 432- 434.(3/630)
يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَزْرَةَ [1] ، عَنْ سَعِيدِ بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَهُ بِالتَّيَمُّمِ، لِلْوَجْهِ وَالْكَفَّيْنِ [2] .
وشهد عمار قتال مسيلمة، فروى نافع، عَنِ ابْنِ عُمَر قَالَ: رَأَيْت عمار بْن ياسر يَوْم اليمامة عَلَى صخرة، قَدْ أشرف يصيح: يا معشر المسلمين، أمن الجنة تفرون، إليَّ إليَّ، أَنَا عمار ابن ياسر، هلموا إليَّ- قَالَ: وأنا أنظر إِلَى أذنه قَدْ قطعت، فهي تذبذب [3] وهو يقاتل أشد القتال.
ومناقب عمار المروية كثيرة اقتصرنا منها عَلَى هَذَا القدر.
واستعمله عُمَر بْن الخطاب عَلَى الكوفة، وكتب إِلَى أهلها: «أما بعد، فإني قَدْ بعثت إليكم عمارًا أميرًا، وعبد اللَّه بْن مَسْعُود وزيرًا ومعلمًا، وهما من نجباء أصحاب مُحَمَّد، فاقتدوا بهما» [4] ولما عزله عُمَر قَالَ لَهُ: أساءك العزل؟ قَالَ: والله لقد ساءتني الولاية، وساءني العزل.
ثُمَّ إنه بعد ذلك صحب عليًا، رَضِيَ اللهُ عَنْهُما، وشهد معه الجمل وصفين، فأبلى فيهما ما قَالَ أَبُو عَبْد الرَّحْمَن السلمي: شهدنا صفين مَعَ عليّ، فرأيت عمار بْن ياسر لا يأخذ فِي ناحية ولا واد من أودية صفين إلا رَأَيْت أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتبعونه، كأنه علم لهم- قَالَ: وسمعته يومئذ يَقُولُ لهاشم بْن عتبة بْن أَبِي وقاص: يا هاشم، تفر من الجنة! الجنة تحت [5] البارقة، اليوم ألقى الأحبة، محمدًا وحزبه، والله لو ضربونا حتَّى يبلغوا بنا سعفات [6] هجر لعلمت أَنَا عَلَى حق، وأنهم عَلَى الباطل [7] .
وقَالَ أَبُو البختري: قَالَ عمار بْن ياسر يَوْم صفين: ائتوني بشربة. فأتي بشربة لبن، فَقَالَ:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «آخر شربة تشربها من الدنيا شربة لبن» ، وشربها ثُمَّ قاتل حتَّى قتل.
وكان عمره يومئذ أربعًا وتسعين سنة، وقيل: ثلاث وتسعون، وقيل: إحدى وتسعون.
__________
[1] في المطبوعة: «عن عروة» . وهو خطأ، والمثبت عن الترمذي، ويقول الحافظ أبو العلى صاحب تحفة الأحوذي:
«غزرة: بفتح العين المهملة، وسكون الزاى المعجمة- هو ابن عبد الرحمن بن زرارة الخزاعي الكوفي، شيخ لقتادة، ثقة.
[2] تحفة الأحوذي، أبواب الطهارة، باب ما جاء في التيمم، الحديث 144: 1/ 452. وقال الترمذي: «حديث عمار حديث حسن صحيح. وقد روى عن عمار من غير وجه» .
وقال الحافظ أبو العلى صاحب تحفة الأحوذي 1/ 442: «وأخرجه أحمد وأبو داود» .
[3] أي: تتحرك وتضطرب. وهذا الأثر في الاستيعاب: 3/ 1136، 1137.
[4] الاستيعاب: 3/ 1140.
[5] أي: تحت السيوف.
[6] في المطبوعة: «شعاب هجر» . والمثبت عن الاستيعاب، والنهاية، والسعفات: جمع سعفة- بالتحريك- وهي:
أغصان النخيل. وإنما خص هجر للمباعدة في المسافة، ولأنها موصوفة بكثرة النخيل.
[7] الاستيعاب: 3/ 1138، 1139.(3/631)
وروى عمارة بْن خزيمة بْن ثابت قَالَ: شهد خزيمة بْن ثابت الجمل وهو لا يسل سيفًا.
وشهد صفين ولم يقاتل، وقَالَ: لا أقاتل حتَّى يقتل عمار فأنظر من يقتله، فإنّي سمعت رسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «تقتله الفئة الباغية» فلما قتل عمار قَالَ خزيمة «ظهرت لي الضلالة» . ثُمَّ تقدم فقاتل حتَّى قتل [1] ولما قتل عمار قَالَ: «ادفنوني فِي ثيابي فإني مخاصم» .
وَقَدْ اختلف فِي قاتله، فقيل: قتله أَبُو الغادية المزني وقيل: الجهني [2] طعنه طعنة فسقط، فلما وقع أكب عَلَيْهِ آخر [3] فاحتز رأسه، فأقبلا يختصمان، كل منهما يَقُولُ: «أَنَا قتلته» . فَقَالَ عَمْرو بْنُ العاص: والله إن يختصمان إلا فِي النار، والله لوددت أني مت قبل هَذَا اليوم بعشرين سنة.
وقيل: حمل عَلَيْهِ عقبة بْن عَامِر الجهني، وعمرو بن حارث الخولاني، وشريك بْن سَلَمة المرادي فقتلوه.
وكان قتله فِي ربيع الأول أَوْ: الآخر- من سنة سبع وثلاثين، ودفنه «عليّ» فِي ثيابه، ولم يغسله. وروى أهل الكوفة أَنَّهُ صلى عَلَيْهِ، وهو مذهبهم فِي الشهيد أَنَّهُ يصلى عَلَيْهِ ولا يغسل.
وكان عمار آدم، طويلًا، مضطربًا، أشهل [4] العينين، بعيد ما بين المنكبين. وكان لا يغير شيبه، وقيل: كَانَ أصلع فِي مقدم رأسه شعرات.
وله أحاديث، روى عَنْهُ عليّ بْن طَالِب، وابن عَبَّاس، وَأَبُو مُوسَى، وجابر، وَأَبُو أمامة، وَأَبُو الطفيل، وغيرهم من الصحابة. وروى عَنْهُ من التابعين: ابنه مُحَمَّد بْن عمار، وابن المسيب، وَأَبُو بَكْر بن عبد الرحمن، ومحمد بن الحنفية، وَأَبُو وائل، وعلقمة، وزر بْن حبيش، وغيرهم.
أخرجه الثلاثة.
3799- عمارة بن أحمر المازني
(ب د ع) عمارة بْن أحمر الْمَازِنِي- بضم العين، وفي آخره هاء- وهو: عمارة بن أحمر المازني.
__________
[1] ينظر ترجمة خزيمة بن ثابت: 2/ 133.
[2] أبو الغادية المزني والجهنيّ صحابيان، تأتى ترجمتها في باب الكنى.
[3] كذا في المطبوعة ومخطوطة دار الكتب، وفي الاستيعاب: «أكب عليه ابن جزء ... » .
[4] الشهلة: حمرة في سواد العين.(3/632)
ذكره مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الْبُخَارِيّ فِي الوحدان من الصحابة، رَوَتْ قُتَيْلَةُ بِنْتُ جُمَيْعٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَنِيفَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَارَةَ بْنَ أَحْمَرَ الْمَازِنِيَّ يَقُولُ: أَغَارَتْ عَلَيْنَا خَيْلُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، فَطَرَدُوا الإِبِلَ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَدَّهَا عَلِيٌّ، وَلَمْ يَكُونُوا اقْتَسَمُوهَا بَعْدُ.
أخرجه الثلاثة [1] .
3800- عمارة بن أوس بن خالد
(ب د ع) عمارة بْن أوس بْن خَالِد بْن عُبَيْد بْن أمية بْن عَامِر بْن خطمة الْأَنْصَارِيّ.
قَالَه ابْنُ منده وَأَبُو نعيم، ورويا لَهُ حديث تحويل القبلة.
وقَالَ أَبُو عُمَر: عمارة بْن أوس بْن زَيْد بْن ثعلبة بْن غنم بْن مالك بْن النجار الْأَنْصَارِيّ [2] .
والأول أصح. وهو كوفي، روى عَنْهُ زياد بْن علاقة.
أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْمَخْزُومِيُّ الْفَقِيهُ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي يَعْلَى الْمَوْصِلِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ أَوْسٍ- وَقَدْ كَانَ صَلَّى الْقِبْلَتَيْنِ جَمِيعًا- قَالَ: إِنِّي لَفِي مَنْزِلِي، إِذَا مُنَادٍ يُنَادِي عَلَى الْبَابِ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ حَوَّلَ الْقِبْلَةَ. فَأُشْهِدُ عَلَى إِمَامِنَا وَالرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ، لَقَدْ صَلُّوا إلى هاهنا- يعنى بيت المقدس- وإلى هاهنا- يعنى الكعبة.
أخرجه الثلاثة.
3801- عمارة بن ثابت الأنصاري
(د ع) عمارة بْن ثابت الْأَنْصَارِيّ، أخو خزيمة بْن ثابت. تقدم نسبه عند ذكر أخيه [3] روى عَنْهُ ابْنُ أخيه عمارة بْن خزيمة بْن ثابت.
رَوَى يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ خُزَيْمَةَ، عَنْ عَمِّهِ عُمَارَةَ- وَكَانَ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أَنَّ خُزَيْمَةَ بْنَ ثَابِتٍ أُرِيَ فِي الْمَنَامِ أَنَّهُ يَسْجُدُ عَلَى جَبْهَةِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَى خُزَيْمَةُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَدَّثَهُ، فَاضْطَجَعَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ: «صَدَقَ رؤياك» فسجد على جبهته [4] .
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 1864: 3/ 1141.
[2] الاستيعاب، الترجمة 1865: 3/ 1141.
[3] ينظر الترجمة 1446: 2/ 133.
[4] قال الحافظ في الإصابة، الترجمة 5712/ 2/ 507: «وهذا يعنى حديث السجود على الجبهة- قد أخرجه النسائي من هذا الوجه، فلم يسم الصحابي» . ولم نجده فيما طبع من سنن النسائي.(3/633)
وَرَوَاهُ أَبُو الْيَمَانِ، عَنْ شُعْبَةَ وَقَالَ: إِنَّ عَمَّهُ حَدَّثَهُ- وَهُوَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ. أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ وأبو نعيم.
3802- عمارة بن حزم الأنصاري
(ب د ع) عمارة بْن حزم الْأَنْصَارِيّ بْن زَيْد بْن لوذان بْن عَمْرو بْن [1] عبد بْن عوف بن غنم ابن مالك بْن النجار الْأَنْصَارِيّ الخزرجي، ثُمَّ من بني النجار. أخو عَمْرو بْن حزم. وأمه خالدة بِنْت أنس بْن سنان بْن وهب بْن لوذان.
كَانَ من السبعين الَّذِينَ بايعوا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم ليلة العقبة في قول الجميع. وآخى رسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه وبين محرز بْن نضلة.
شهد بدرًا ولم يشهدها أخوه عَمْرو. وشهد عمارة أيضًا أحدا، والخندق، والمشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكانت معه راية بني مَالِك بْن النجار يَوْم الفتح، وشهد قتال أهل الردة مَعَ خَالِد بْن الْوَلِيد، وقتل يَوْم اليمامة شهيدًا.
رَوَى ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ نُعَيْمٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْن حَزْمٍ أَنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَرْبَعٌ مَنْ عَمِلَ بِهِنَّ كَانَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَمَنْ تَرَكَ وَاحِدَةً مِنْهُنَّ لَمْ تَنْفَعْهُ الثَّلاثُ» .
قُلْتُ لِعُمَارَةَ: مَا هُنَّ؟ قَالَ: الصَّلاةُ، وَالزَّكَاةُ، وَصِيَامُ رَمَضَانَ، وَالْحَجُّ. أَخْرَجَهُ الثلاثة.
3803- عمارة بن حزن بن شيطان
(س) عمارة بْن حزن بْن شيطان.
جاهلي أدرك الْإِسْلَام، وأسلم. روى عَنْهُ ابنه أُبِي بْن عمارة. ذكره أَبُو بَكْر الإسماعيلي فِي الصحابة. [2] يروي حديث خَالِد بْن سنان ونار الحدثان، أورده أَبُو سَعِيد النقاش عَنْهُ فِي العجائب. [3] أخرجه أبو موسى.
__________
[1] كذا «عبد بن عوف» ، ومثله في الجمهرة لابن حزم: 328. وفي الاستيعاب، الترجمة 1865/ 3/ 1141:
«عبد عوف» ، ومثله في الإصابة، الترجمة 5713: 2/ 507، وسيرة ابن هشام في خبر من شهد العقبة: 1/ 457.
[2] سيأتي ذكرها في باب الكنى.
[3] ينظر قصة نار الحدثان في الإصابة، ترجمة خالد بن سنان وهي برقم 2355: 1/ 458. وترجمة عمارة بن حزن، وهي برقم 5713: 2/ 507.(3/634)
3804- عمارة بن ابى حسن الأنصاري
(ب د ع) عمارة بْن أَبِي حسن الْأَنْصَارِيّ الْمَازِنِي.
لَهُ صحبة، عداده فِي أهل المدينة.
وقَالَ أَبُو أَحْمَد فِي تاريخه: لَهُ صحبة، عقبي بدري. قاله ابْنُ منده.
وقَالَ أَبُو نعيم: ذكره بعض المتأخرين- يعني ابن منده- وفيه نظر.
وقَالَ أَبُو عُمَر: عمارة ابن أَبِي حسن الْمَازِنِي الْأَنْصَارِيّ، جد عَمْرو بْن يَحيى الْمَازِنِي شيخ مَالِك. لَهُ صحبة ورواية، وأبوه «أبو حسن» كان عقبيا بدريا [1] .
3805- عمارة بن حمزة
(ب) عمارة بْن حَمْزَة بْن عَبْد المطلب بْن هاشم بْن عَبْد مناف. ابْنُ عم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وابن سيد الشهداء. أمه خولة بِنْت قيس بْن فهد بْن مَالِك بْن النجار، وبه كَانَ حمزة يكنى.
وقيل: إن حمزة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَانَ يكنى بابنه يعلى. ولا عقب لحمزة، وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولعمارة ويعلى ابني حمزة أعوام.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر كذا، وقَالَ: لا أحفظ لواحد منهما رواية [2] .
3806- عمارة بن راشد
(س) عمارة بْن راشد بْن مُسْلِم.
أورده جَعْفَر وقَالَ: «ذكره يَحيى بْن يونس. وأخرج لَهُ حديثًا. وقَالَ: إنه يروي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. روى عَنْهُ أهل الشام ومصر وهو من التابعين، لا تثبت لَهُ صحبة.
أَخْرَجَهُ أبو موسى [3] .
3807- عمارة بن رويبة
(ب د ع) عمارة بْن رويبة الثقفي، من بني جشم بْن ثقيف.
كوفي. روى عَنْهُ ابنه أَبُو بَكْر، وَأَبُو إِسْحَاق السبيعي، وغيرهما.
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 1867: 3/ 1141.
[2] الاستيعاب، الترجمة 1868: 3/ 1142.
[3] قال ابن أبى حاتم في الجرح 3/ 1/ 365: «عمارة بن راشد بن كنانة الليثي، ويقال: ابن راشد بن مسلم. روى عن أبى هريرة مرسل، وسمع أبا إدريس وجبير بن نفير ... مجهول» .(3/635)
أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَغَيْرُهُ بِإِسْنَادِهِمْ عَنْ أَبِي عِيسَى السُّلَمِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ منبع، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَارَةَ بْنَ رُوَيْبَةَ- وَبِشْرَ بْنَ مَرْوَانَ يَخْطُبُ- فَرَفَعَ يَدَيْهِ فِي الدُّعَاءِ، فَقَالَ عُمَارَةُ: قَبَّحَ اللَّهُ هَاتَيْنِ الْيُدَيَّتَيْنِ [1] الْقَصِيرَتَيْنِ! لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ، وَمَا يَزِيدُ عَلَى أَنْ يَقُولَ هَكَذَا- أَشَارَ هُشَيْمٌ بِالسَّبَّابَةِ [2] .
أخرجه الثلاثة [3] .
3808- عمارة بن زعكرة
(ب د ع) عمارة بْن زعكرة الكندي يعد فِي الشاميين، يكنى أبا عدي. روى عَنْهُ عَبْد الرَّحْمَن بْن عائذ اليحصبي.
أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ بْنُ مُحَمَّدٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى: حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنِي عُفَيْرُ بْنُ مَعْدَانَ، أنه سمع أبادوس اليحصبى يحدّث عن بن عَائِذٍ الْيَحْصُبِيِّ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ زَعْكَرَةَ قَالَ: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: [ «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ:
إِنَّ [4]] عَبْدِي كُلَّ عَبْدِي الَّذِي يَذْكُرُنِي وَهُوَ مُلاقٍ قِرْنَهُ [5] » . أخرجه الثلاثة.
3809- عمارة بن زياد
(ب د ع) عمارة بْن زياد بْن السكن بْن رافع الْأَنْصَارِيّ الأشهلي. تقدم نسبه عند ذكر أبيه [6] استشهد يوم أحد.
__________
[1] في المطبوعة: «اليدين» . والمثبت عن الترمذي.
[2] تحفة الأحوذي، أبواب الجمعة، باب ما جاء في كراهية رفع الأيدي على المنبر، الحديث 514: 3/ 47. وقال الترمذي «هذا حديث حسن صحيح» . وقال الحافظ أبو العلى صاحب تحفة الأحوذي: «وأخرجه أحمد ومسلم والنسائي» .
هذا وقد أخرجه الإمام أحمد في المسند: 4/ 266. ومسلم في كتاب الجمعة باب تخفيف الصلاة والخطبة: 3/ 13.
[3] الاستيعاب، الترجمة 1869: 3/ 1142.
[4] سقط من المطبوعة أثبتناه عن الترمذي.
[5] بعده في الترمذي: «يعنى عند القتال» . والقرن بكسر القاف وسكون الراء: المقارن المكافئ له في الشجاعة والحرب، يعنى أنه لا يغفل عن ذكر ربه حتى في حال معاينة الهلاك.
وقد أخرج الترمذي هذا الحديث في أبواب الدعاء، ينظر تحفة الأحوذي، الحديث 3651: 10/ 40، وقال الترمذي:
«هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وليس إسناده بالقوى» ويقول الحافظ أبو العلى صاحب تحفة الأحوذي:
«وليس إسناده بالقوى: لضعف عفير بن معدان» .
[6] تقدمت ترجمته برقم 1899: 2/ 270.(3/636)
أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ السَّمِينِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ يونس بْنِ بُكَيْرٍ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: فَحَدَّثَنِي الْحُصَيْنُ بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَحْمُودِ بْن عَمْرِو بْنِ يَزِيدَ بْنِ السَّكَنِ: أَنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْم أُحُدٍ، حِينَ غَشِيَهُ الْقَوْمُ-: مَنْ رَجُلٌ يَشْرِي لَنَا نَفْسَهُ؟ فَقَامَ زِيَادُ بْنُ السَّكَنِ فِي خَمْسَةِ نَفَرٍ مِنَ الأَنْصَارِ- وَبَعْضِ النَّاسِ يَقُولُ: إِنَّمَا هُوَ عَمَّارُ بْنُ زِيَادِ بْنِ السكن- فقاتلوا دون رسول الله رَجُلا رَجُلا يُقْتَلُونَ دُونَهُ، حَتَّى كَانَ آخِرَهُمْ زِيَادٌ- أَوْ عُمَارَةُ بْنُ زِيَادٍ، فَقَاتَلَ حَتَّى [1] أَثْبَتَتْهُ الْجِرَاحَةُ. ثُمَّ فَاءَتْ فِئَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَأَجْهَضُوهُمْ [2] عَنْهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ادْنُوهُ مِنِّي.
فَأَدْنَوْهُ مِنْهُ. فَوَسَّدَهُ قَدَمَهُ، فَمَاتَ وَخَدُّهُ عَلَى قَدَمِ رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [3] . ولم يذكروه فيمن شهد بدرًا، وقَالَ هشام بْن الكلبي: إن عمارة بْن زياد بْن السكن قتل يَوْم بدر، وَإِن أباه زياد بْن السكن قتل يَوْم أحد. والله أعلم.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
3810- عمارة بن سعد
عمارة بْن سعد أَوْ: سعد بْن عمارة- أَبُو سَعِيد الزرقي.
ذكره الثلاثة فِي «سعد [4] بْن عمارة» هكذا عَلَى الشك، ولم يخرجوه هاهنا، ولا استدركه أَبُو مُوسَى عَلَى ابْن منده، وَقَدْ ذكرناه فِي السين.
3811- عمارة بْن شبيب
عمارة بْن شبيب السبئي [5] .
ذكر فِي الصحابة، وقيل: عمار. روى عَنْهُ أَبُو عَبْد الرَّحْمَن الحبلي [6] وهو من أهل مصر.
أَخْبَرَنَا غَيْرُ وَاحِدٍ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى السُّلَمِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنِ، الْجَلاحِ أَبِي كَثِيرٍ [7] ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِّيِّ [6] ، عَنْ عمارة بْنِ شَبِيبٍ السَّبَئِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ قَالَ: «لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» ، عَشْرَ مَرَّاتٍ، عَلَى إثر المغرب، بعث الله له مسلحة [8]
__________
[1] أي: أثبتته في مكانه، فلم يستطع أن يغادره.
[2] أي: أزالوهم عنه.
[3] ينظر الاستيعاب: 3/ 1143، وسيرة ابن هشام: 2/ 81.
[4] تقدمت ترجمته برقم 2023: 2/ 361.
[5] كذا ضبطه الحافظ في الإصابة، الترجمة 5720: 2/ 58 قال: بفتح المهملة والموحدة، وهمزة مكسورة مقصورة.
[6] في المطبوعة: «الجيلي» بالجيم والياء. وهو خطأ، والصواب عن الترمذي.
[7] في المطبوعة: «أبو كبير» بالباء. وهو خطأ، والمثبت عن الترمذي، وينظر التهذيب: 12/ 212.
[8] المسلحة: القوم الذين يحفظون الثغور من العدو، وسموا مسلحة لأنهم يكونون ذوى سلاح، أو لأنهم يسكنون المسلحة وهي كالثغر.(3/637)
يَحْفَظُونَهُ مِنَ الشَّيْطَانِ حَتَّى يُصْبِحَ، وَكَتَبَ لَهُ بِهَا عَشْرَ حَسَنَاتٍ مُوجِبَاتٍ [1] ، وَمَحَا عَنْهُ عَشْرَ سَيِّئَاتٍ مُوبِقَاتٍ [2] ، وَكَانَتْ لَهُ بِعِدْلِ عَشْرِ [3] رِقَابٍ مُؤْمِنَاتٍ [4] . قَالَ الترمذي: لا نعرف لعمارة بْن شبيب سماعًا من النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
السبئي: بالسين المهملة والباء الموحدة، نسبة إلى سبإ.
3812- عمارة بن عامر
عمارة بْن عَامِر بْن المشنج بْن الأعور بن قشير القشيري ذكر الغلابي [5] ، عَنْ رَجُل من بني عَامِر من أهل الشام قَالَ. صحبه- يعني النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من بني قشير جد بهز بْن حكيم، وعمارة بْن عَامِر بْن المشنج.
مشنج: بضم الميم، وفتح الشين المعجمة، وتشديد النون [6] . قاله أبو نصر بن ماكولا.
3813- عمارة بن عبيد
(ب د ع) عمارة بْن عُبَيْد- وقيل: ابْنُ عُبَيْد اللَّه- الخثعمي. وقيل: عمار بْن عُبَيْد.
الحنفي، وَقَدْ تقدم فِي عمار. وعمارة- بإثبات الهاء- أصح روى عَنْهُ دَاوُد بْن أَبِي هند أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يذكر خمس فتن، أعلم أن أربعًا قَدْ مضت، والخامسة فيكم يا أهل الشام، وذلك عند هزيمة عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن الأشعث.
أَخْرَجَهُ الثلاثة، وقَالَ أَبُو عُمَر: يُقال إن بين دَاوُد وبينه رجلا من الشام [7] .
3814- عمارة بن عقبة
(ب د ع) عمارة بْن عقبة بْن حارثة، من بني غفار بْن مليل الكناني ثُمَّ الغفاري.
استشهد مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى الله عليه وسلم بخيبر.
__________
[1] أي: للجنة.
[2] أي: مهلكات.
[3] العدل: - بكسر فسكون-: المثل.
[4] تحفة الأحوذي، أبواب الدعوات، الحديث 3600: 9/ 515، 516 وقال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب» ، وقال الحافظ أبو العلى: «وأخرجه النسائي» .
[5] في المطبوعة: «الغيلانى» . وهو خطأ، وهو محمد بن زكريا الغلابي- بفتح الغين واللام المخففة، بعدها ألفا، ثم باء موحدة، نسبة إلى «غلاب» أحد جدوده، ينظر اللباب: 2/ 183. والعبر للذهبى: 2/ 86.
[6] كان في المطبوعة: «المشنح» بالحاء المهملة حيث ورد. والمثبت عن الإصابة، الترجمة 5722: 2/ 509، قال:
الحافظ: «ونون مشددة بعدها جيم» . وفي القاموس المحيط، مادة شنج: مشنج كمحمد.
[7] الاستيعاب، الترجمة 1873: 3/ 1143.(3/638)
أَنْبَأَنَا عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بِإِسْنَادِهِ عَنْ يونس بْن بكير، عَنِ ابن إِسْحَاق في تسمية من استشهد يَوْم خيبر قَالَ: « ... ومن بني غفار: عمارة بْن عقبة بْن حارثة، رمى بسهم فمات [1] منه.
أخرجه الثلاثة [2]
3815- عمارة بن عقبة بن أبى معيط
(ب د ع) عمارة بْن عقبة بْن أَبِي معيط- واسم أَبِي معيط: أبان- بْن أبى عمرو- ذكوان- ابن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف [3] الْقُرَشِيّ الأموي. أخو الْوَلِيد بْن عقبة.
روى عَنْهُ ابنه مدرك أَنَّهُ قَالَ: أتيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأبايعه، قَالَ: فقبض يده- قَالَ:
فَقَالَ بعض القوم: إنَّما يمنعه هَذَا الخلوق الَّذِي فِي يدك- قَالَ: فذهب فغسله، ثُمَّ جاء فبايعه [4] وكان عمارة وأخواه: الْوَلِيد وخالد من مسلمة الفتح.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ، إِلا أَنَّ أَبَا عُمَرَ لَمْ يورد له حديثا [5] .
3816- عمارة بن عمير الأنصاري
(ب) عمارة بْن عمير الْأَنْصَارِيّ. روى عَنْهُ أَبُو يزيد الْمَدَنِيّ.
مختلف فِيهِ، ويذكر فِي عَمْرو بْن عمير، ويذكر الاختلاف فِيهِ، إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه أَبُو عمر [6] .
3817- عمارة بن غراب
(س) عمارة بْن غراب [7] .
أورده جَعْفَر وقَالَ: ذكره يَحيى بْن يونس وأخرج لَهُ حديثًا، وقَالَ: هُوَ رَجُل من حمير، قَالَ: وهو من التابعين.
أخرجه أبو موسى.
__________
[1] ينظر سيرة ابن هشام: 2/ 344.
[2] الاستيعاب، الترجمة 1874: 3/ 1143.
[3] ينظر كتاب نسب قريش: 99.
[4] أورده الحارث بن أبى أسامة وأبو بكر بن أبى شيبة في مسنديهما، والطبراني والبزار وابن قانع وابن مندة. ينظر الإصابة، الترجمة 5726: 2/ 509، 510.
[5] الاستيعاب، الترجمة 1875: 3/ 1144.
[6] الاستيعاب، الترجمة 1876: 3/ 1144.
[7] في المطبوعة: «عمارة أبو غراب» . والمثبت عن الإصابة، والجرح والتعديل لابن أبى حاتم: 3/ 1/ 368. والتهذيب:
7/ 422.(3/639)
3818- عمارة بن مخلد بن الحارث
(ع س) عمارة بْن مخلد بْن الحارث- وقيل: عَامِر بْن خَالِد.
استشهد يَوْم أحد، قاله مُوسَى بْن عقبة [1] عَنِ ابْنِ شهاب، وهو من الأنصار.
أَخْرَجَهُ أَبُو نعيم وَأَبُو موسى.
3819- عمارة بن معاذ بن زرارة الأنصاري
(س) عمارة بْن مُعَاذ بْن زرارة الْأَنْصَارِيّ، أَبُو نملة. قيل: هُوَ اسمه، لَهُ صحبة، قاله أَبُو حاتم البستي.
وقَالَ ابْنُ أَبِي خيثمة: اسمه عمار، وقد ذكرناه.
أخرجه أبو موسى.
3820- عمارة أبو مدرك بن عمارة
(ب) عمارة أَبُو مدرك بْن عمارة لم يرو عَنْهُ غير ابنه مدرك، حديثه فِي الخلوق: أَنَّهُ لم يبايعه رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتَّى غسل يديه مِنْهُ. يعد فِي أهل البصرة.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر [2] .
قلت: وهم أَبُو عُمَر فِيهِ، فإن مدركًا هُوَ ابْنُ عمارة بْن عقبة بْن أَبِي معيط، وَقَدْ أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر أيضًا فِي ترجمة عمارة بْن عقبة، إلا أَنَّهُ لم يرو عَنْهُ هناك حديثًا، ولا ذكر ابنه مدركًا حتَّى يعلم: هَلْ هُوَ هَذَا أَوْ غيره؟ وهما واحد، والحديث الّذي أخرج لَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم فِي ترجمة عمارة بْن عقبة يدل عَلَى أَنَّهُ هَذَا، والله أعلم.
3821- عمر الأسلمي
(ع س) عُمَر الأسلمي، وقيل: الجهني. غير منسوب، ذكره الحضرمي فِي الوحدان.
رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ عَمِّهِ الْقَاسِمِ، عَنْ وَكِيعٍ، عَنْ عَمِّهِ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ نُعَيْمٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ جُهَيْنَةَ- يُقَالُ لَهُ: عُمَرُ- أَسْلَمَ فَأَتَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَمِعَهُ يَقُولُ: مَنْ عَرَفَ ابْنَهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَفِيهِ رَقَبَةٌ يَفُكُّهُ بِهَا. وَرَوَاهُ سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، عَنْ أَبِيهِ بِإِسْنَادِهِ، وَقَالَ: إِنَّ عُمَرَ الأَسْلَمِيَّ اتَّبَعَ رَجُلا مِنْ أَسْلَمَ يُقَالُ
__________
[1] في المطبوعة: «أبو موسى بن عقبة» . وهو خطأ واضح.
[2] الاستيعاب، الترجمة 1877: 3/ 1144.(3/640)
لَهُ: عُبَيْدُ بْنُ عُوَيْمٍ [1] ، فَوَقَعَ عَلَى وَلِيدَتِهِ زِنًا، فَحَمَلَتْ فَوَلَدَتْ غُلامًا يُقَالُ لَهُ: حُمَامٌ، وَذَلِكَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَإِنَّ عُمَرَ أَتَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمَ، وَكَلَّمَهُ فِي ابْنِهِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: تُسَلِّمُ ابْنَكَ مَا اسْتَطَعْتَ. فَأَخَذَ ابْنَهُ، وأتى به النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَعْطَى مَوْلاهُ غُلامًا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«أَيُّمَا رَجُلٍ وَجَدَ ابْنَهُ فَإِنَّ فِكَاكَهُ رَقَبَةٌ يَفُكُّهُ بِهَا» . «أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ وأبو موسى» .
3822- عمر الجمعيّ
(د ع) عُمَر الجمعي.
أورده كذا ابْنُ منده وَأَبُو نعيم وقالا: هُوَ وهم، وصوابه: عَمْرو بْن الحمق.
رَوَى بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عن بحير [2] بن سعد، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ عُمَرَ الجمعي أن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ «إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا اسْتَعْمَلَهُ. قَالَ: وَكَيْفَ يَسْتَعْمِلُهُ؟
قَالَ: يُوَفِّقُهُ لِعَمَلٍ صَالِحٍ قَبْلَ مَوْتِهِ. أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ وَأَبُو نُعَيْمٍ. وَقَدِ اسْتَدْرَكَهُ أَبُو عَلِيٍّ الْغَسَّانِيُّ عَلَى أَبِي عُمَرَ، فَقَالَ: عُمَرُ الْجُمَعِيُّ. وَرَوَاهُ عَنْ مَالِكِ بْنِ سُلَيْمَانَ الأَلْهَانِيِّ، عَنْ بَقِيَّةَ، عَنِ ابْنِ ثَوْبَانَ، يَرُدُّهُ إِلَى مَكْحُولٍ، يَرُدُّهُ إِلَى جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، يَرُدُّهُ إِلَى عُمَرَ الْجُمْعِيِّ: أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا اسْتَعْمَلَهُ [3] قَبْلَ مَوْتِهِ» ... الْحَدِيثَ.
وَقَدْ أَوْرَدَهُ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ هَكَذَا أَيْضًا. وَكَذَلِكَ هُوَ فِي مُسْنَدِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ أَخْبَرَنَا بِهِ أَبُو يَاسِرِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ بِإِسْنَادِهِ عن عبد الله بن أحمد: حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَيَزِيدُ ابن عَبْدِ رَبِّهِ قَالا: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي بَحِيرُ [4] بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ: أَنَّ عُمَرَ الْجُمَعِيَّ حَدَّثَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا اسْتَعْمَلَهُ قَبْلَ مَوْتِهِ. فَسَأَلَهُ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: مَا اسْتِعْمَالُهُ [5] ؟ قَالَ: يَهْدِيهِ اللَّهُ إِلَى الْعَمَلِ الصَّالِحِ قَبْلَ مَوْتِهِ، ثُمَّ يَقْبِضُهُ عَلَى ذلك [6] » . والوهم فيه من بقيّة.
__________
[1] في المطبوعة: «عبيد بن عمير» . والمثبت عن الإصابة، ترجمة «عمر الأسلمي» ، وقد أقام الحافظ لعبيد بن عويم ترجمة في الإصابة برقم 5355: 2/ 438، وأحال في التعريف به على ترجمة عمر الأسلمي.
[2] في المطبوعة: «بجير» ، بالجيم. والصواب ما أثبتناه، ينظر المشتبه: 47. ومسند الإمام أحمد.
[3] في المطبوعة: «غسله قبل موته» .
[4] في المطبوعة: «حدثني يحيى بن سعد» . وهو تحريف ثان في هذا الاسم، والصواب عن المسند.
[5] في المسند: «ما استعمله» .
[6] مسند الإمام أحمد: 4/ 135.(3/641)
3823- عمر بن الحكم السلمي
(د ع) عُمَر بْن الحكم السلمي.
رَوَى مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ هِلالِ بْنِ أُسَامَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ السُّلَمِيِّ قَالَ: «أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، إِنَّ جَارِيَةً لِي تَرْعَى غَنَمًا لِي، فَجِئْتُهَا فَفَقَدْتُ شَاةً مِنَ الْغَنَمِ، فَسَأَلْتُهَا عَنْهَا، فَقَالَتْ- قَتَلَهَا الذِّئْبِ- فَأَسِفْتُ عَلَيْهَا، وَكُنْتُ مِنْ بَنِي آدَمَ، فَلَطَمْتُ وَجْهَهَا، وَعَلَيَّ رَقَبَةٌ أَفَأَعْتِقُهَا؟ فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيْنَ اللَّهُ؟ قَالَتْ:
فِي السَّمَاءِ. قَالَ: مَنْ أَنَا؟ فَقَالَتْ: أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ. فَقَالَ: اعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ» ... وَذَكَرَ قِصَّةَ الْكُهَّانِ وَالطِّيَرَةِ. قِيلَ: إِنَّ عُمَرَ تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ.
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ وَأَبُو نُعَيْمٍ» وَقَالَ ابْنُ مَنْدَهْ: وَهَذَا مما وهم فيه مالك، والصواب: «معاوية ابن الْحَكَمِ» ، هَكَذَا قَالَهُ ابْنُ الْمَدِينِيِّ وَالْبُخَارِيُّ وَغَيَرْهُمَا.
3824- عمر بن الخطاب
(ب د ع) عُمَر بْن الخطاب بْن نفيل بْن عَبْد العزي بْن رياح بْن عبد الله بن قرط بن رزاح ابن عدي بْن كعب بْن لؤي القرشي العدوي، أَبُو حَفْص.
وأمه حنتمة بِنْت هاشم [1] بْن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم. وقيل: حنتمة بِنْت هشام بْن المغيرة، فعلى هَذَا تكون أخت أَبِي جهل، وعلى الأول تكون ابْنَة عمه- قَالَ أَبُو عُمَر:
ومن قَالَ ذَلِكَ- يعني بِنْت هشام- فقد أخطأ، ولو كانت كذلك لكانت أخت أَبِي جهل والحارث ابني هشام، وليس كذلك وَإِنما هِيَ ابْنَة عمهما، لأن هشامًا وهاشما ابني المغيرة أخوان، فهاشم والد حنتمة، وهشام والد الحارث، وأبي جهل، وكان يُقال لهاشم جد عُمَر: ذو الرمحين.
وقَالَ ابْنُ منده: أم عُمَر أخت أَبِي جهل. وقَالَ أَبُو نعيم: هِيَ بِنْت هشام أخت أَبِي جهل، وَأَبُو جهل خاله. ورواه عَنِ ابْنِ إِسْحَاق.
وقَالَ الزُّبَيْر: حنتمة بِنْت هاشم فهي ابْنَة عم أَبِي جهل- كما قَالَ أَبُو عُمَر- وكان لهاشم أولاد فلم يعقبوا [2] .
__________
[1] ينظر كتاب نسب قريش: 347.
[2] ينظر كتاب نسب قريش لمصعب الزبيري: 301.(3/642)
يجتمع عُمَر وسعيد بْن زَيْد [1]- رَضِي اللَّه عَنْهُمَا- فِي نفيل.
ولد بعد الفيل بثلاث عشرة سنة. رُوِيَ عَنْ عُمَر أَنَّهُ قَالَ: ولدت بعد الفجار الأعظم بأربع سنين.
وكان من أشرف قريش وَإِليه كانت السفارة فِي الجاهلية، وذلك أن قريشًا كانوا إِذَا وقع.
بينهم حرب أَوْ بينهم وبين غيرهم، بعثوه سفيرا، وَإِن نافرهم منافر أَوْ فاخرهم مفاخر، رضوا بِهِ، بعثوه منافرًا ومفاخرًا.
إسلامه رَضِي اللَّه عَنْهُ
لما بعث اللَّه محمدا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ عُمَر شديدًا عَلَيْهِ وعلى المسلمين. ثُمَّ أسلم بعد رجال سبقوه- قَالَ هلال بْن يساف: أسلم عُمَر بعد أربعين رجلًا وَإِحدى عشرة امْرَأَة. وقيل: أسلم بعد تسعة وثلاثين رجلًا وعشرين امْرَأَة، فكمل الرجال بِهِ أربعين رجلًا.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سُوَيْدَةَ التِّكْرِيتِيُّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ ابن مَتُّوَيْهِ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الأَصْفَهَانِيُّ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ بِشْرٍ.
حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الرُّمَّانِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَسْلَمَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِسْعَةٌ وَثَلاثُونَ رَجُلا وَامْرَأَةً. ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ أَسْلَمَ فَصَارُوا أَرْبَعِينَ، فَنَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ بِقَوْلِهِ تعالى: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمن اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ 8: 64 [2] .
وقَالَ عَبْد اللَّه بْن ثعلبة بْن صعير [3] : أسلم عُمَر بعد خمسة وأربعين رجلًا وَإِحدى عشرة امْرَأَة.
وقَالَ سَعِيد بْن المسيب: أسلم عُمَر بعد أربعين رجلًا وعشر نسوة، فما هُوَ إلا أن أسلم عُمَر فظهر الْإِسْلَام بمكة.
وقَالَ الزُّبَيْر: أسلم عُمَر بعد أن دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دار الأرقم، وبعد أربعين أَوْ نيف وأربعين بين رجال ونساء.
__________
[1] تقدمت ترجمته برقم 2075: 2/ 387.
[2] سورة الأنفال، آية: 64. وقال ابن كثير عند تفسير هذه الآية، بعد أن أورد هذا الأثر: «وفي هذا نظر، لأن هذه الآية مدنية، وإسلام عمر كان بمكة بعد الهجرة إلى أرض الحبشة، وقبل الهجرة إلى المدينة» .
[3] في المطبوعة: «صغير» ، بالغين المعجمة، وهو خطأ. ينظر المشتبه للذهبى: 411. وقد تقدمت ترجمة أبيه «ثعلبة بن صعير» برقم 604: 1/ 288.(3/643)
وكان النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ قَالَ: «اللَّهمّ أعز الْإِسْلَام بأحب الرجلين إليك: عُمَر بْن الخطاب أَوْ عَمْرو بْن هشام- يعني أبا جهل: أَنْبَأَنَا أَبُو يَاسِرِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ، حَدَّثَنَا شُرَيْحُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: خَرَجْتُ أَتَعَرَّضُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ أُسْلِمَ، فَوَجَدْتُهُ قَدْ سَبَقَنِي إِلَى الْمَسْجِدِ، فَقُمْتُ خَلْفَهُ، فَاسْتَفْتَحَ سُورَةَ «الْحَاقَّةِ» فَجَعَلْتُ أَعْجَبُ مِنْ تَأْلِيفِ الْقُرْآنِ- قَالَ، فَقُلْتُ: هَذَا وَاللَّهِ شَاعِرٌ كَمَا قَالَتْ قُرَيْشٌ. قَالَ: فَقَرَأَ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ. وَما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ 69: 40- 41. قَالَ. قُلْتُ: كَاهِنٌ. قَالَ:
وَلا بِقَوْلِ كاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ. وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ.
لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ. ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ. فَما مِنْكُمْ من أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ 69: 42- 47 ... إِلَى آخِرِ السُّورَةِ، فَوَقَعَ الإِسْلامُ فِي قَلْبِي كُلَّ مَوْقِعٍ [1] .
أَنْبَأَنَا الْعَدْلُ أَبُو الْقَاسِمِ الْحُسَيْنُ [2] بن هبة الله بن محفوظ بن صصرى التَّغْلِبِيُّ [3] الدِّمَشْقِيُّ، أَنْبَأَنَا الشَّرِيفُ النَّقِيبُ أَبُو طَالِبٍ علي بن حيدرة بن جعفر العلوي الحسيني، وأبو القاسم الحسين ابن الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ قِرَاءَةً عَلَيْهِمَا وَأَنَا أَسْمَعُ، قالا: أنبأنا الفقيه أبو القاسم علي بن محمد بن علي بْنِ أَبِي الْعَلاءِ الْمِصِّيصِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ القاسم بن أبي نصر، أنبأنا أبو الْحَسَنِ خَيْثَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ حَيْدَرَةَ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ، أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ الطَّائِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَنَفِيِّ [4] قَالَ: ذَكَرَهُ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَسْلَمَ قَالَ: قَالَ لَنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: أَتُحِبُّونَ أَنْ أُعَلِّمَكُمْ كَيْفَ كَانَ بَدْءُ إِسْلامِي؟ قُلْنَا، نَعَمْ. قَالَ: كُنْتُ مِنْ أَشَدِّ الناس عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبَيْنَا أَنَا يَوْمًا فِي يَوْمٍ حَارٍّ شَدِيدِ الْحَرِّ بِالْهَاجِرَةِ، فِي بَعْضِ طُرُقِ مَكَّةَ، إِذْ لَقِيَنِي رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ فَقَالَ: أَيْنَ تذهب يا ابن الْخَطَّابِ؟
أَنْتَ تَزْعُمُ أَنَّكَ هَكَذَا وَقَدْ دَخَلَ عَلَيْكَ هَذَا الأَمْرُ فِي بَيْتِكَ؟! قَالَ قُلْتُ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: أُخْتُكَ قَدْ صَبَأَتْ. قَالَ: فَرَجَعْتُ مُغْضَبًا- وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْمَعُ الرَّجُلَ وَالرَّجُلَيْنِ إِذَا أسلما
__________
[1] مسند الإمام أحمد: 1/ 17، 18.
[2] كذا في المطبوعة «أبو القاسم الحسين» ، ومثله في ترجمة أبى بكر الصديق: 3/ 315. ولكن في العبر للذهبى 4/ 258:
«أبو المواهب الحسن» .
[3] في المطبوعة: «الثعلبي» . والمثبت عن العبر وترجمة أبى بكر الصديق.
[4] كذا في المطبوعة ومخطوطة دار الكتب «111» مصطلح حديث. ولعله: «الحنينى» ينظر التهذيب 14/ 222.
والجرح لابن أبى حاتم: 1/ 1/ 208.(3/644)
عِنْدَ الرَّجُلِ بِهِ قُوَّةٌ، فَيَكُونَانِ مَعَهُ، وَيُصِيبَانِ مِنْ طَعَامِهِ. وَقَدْ كَانَ ضَمَّ إِلَى زَوْجِ أُخْتِي رَجُلَيْنِ- قَالَ:
فَجِئْتُ حَتَّى قَرَعْتُ الْبَابَ، فَقِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قُلْتُ: ابْنُ الْخَطَّابِ- قَالَ: وَكَانَ الْقَوْمُ جُلُوسًا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ فِي صَحِيفَةٍ مَعَهُمْ- فَلَمَّا سَمِعُوا صَوْتِي تَبَادَرُوا وَاخْتَفَوْا، وَتَرَكُوا- أَوْ: نَسَوُا الصَّحِيفَةَ مِنْ أَيْدِيهِمْ. قَالَ: فَقَامَتِ الْمَرْأَةُ فَفَتَحَتْ لِي، فَقُلْتُ: يَا عَدُوَّةَ نَفْسِهَا، قَدْ بَلَغَنِي أَنَّكَ صَبَوْتِ [1] ! قَالَ: فَأَرْفَعُ شَيْئًا فِي يَدِي فَأَضْرِبُهَا بِهِ، قَالَ: فَسَالَ الدَّمُ. قَالَ: فَلَمَّا رَأَتِ الْمَرْأَةُ الدَّمَ بَكَتْ، ثُمَّ قالت: يا ابن الْخَطَّابِ، مَا كُنْتَ فَاعِلا فَافْعَلْ، فَقَدْ أَسْلَمْتُ. قَالَ: فَدَخَلْتُ وَأَنَا مُغْضَبٌ فَجَلَسْتُ عَلَى السَّرِيرِ، فنظرت فإذا بكتاب في ناحية البيت، فقلت: مَا هَذَا الْكِتَابُ؟
أَعْطِينِيهِ. فَقَالَتْ لا أُعْطِيكَ، لَسْتَ مِنْ أَهْلِهِ، أَنْتَ لا تَغْتَسِلُ مِنَ الْجَنَابَةِ، وَلا تَطْهُرُ، وَهَذَا لا يَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ! قَالَ: فَلَمْ أَزَلْ بِهَا حَتَّى أَعْطَتْنِيهِ، فَإِذَا فِيهِ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ 1: 1 فَلَمَّا مررت ب الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ 1: 3، ذعرت ورميت بالصحيفة مِنْ يَدِي- قَالَ: ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى نَفْسِي، فإذا فيها: سَبَّحَ لِلَّهِ ما في السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ 57: 1 [2]- قَالَ: فَكُلَّمَا مَرَرْتُ بِاسْمٍ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ذَعَرْتُ، ثُمَّ تَرْجِعُ إِلَيَّ نَفْسِي، حَتَّى بَلَغْتُ: آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ 57: 7 [3] حتَّى بَلَغْتُ إِلَى قَوْلِهِ: إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ 57: 8- قَالَ فَقُلْتُ: أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ- قَالَ: فَخَرَجَ الْقَوْمُ يَتَبَادَرُونَ بِالتَّكْبِيرِ، اسْتِبْشَارًا بِمَا سَمِعُوهُ مِنِّي، وَحَمِدُوا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، ثُمَّ قَالُوا: يا ابن الْخَطَّابِ، أَبْشِرْ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا يَوْمَ الإِثْنَيْنِ فَقَالَ: اللَّهمّ أعزّ الإسلام بأحد الرجلين: إما عمرو ابن هِشَامٍ، وَإِمَّا عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَإِنَّا نَرْجُو أن تكون دعوة رسول الله لَكَ. فَأَبْشِرْ- قَالَ:
فَلَمَّا عَرَفُوا مِنِّي الصِّدْقَ قُلْتُ لَهُمْ: أَخْبِرُونِي بِمَكَانِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالُوا: هُوَ فِي بَيْتٍ فِي أَسْفَلِ الصَّفَا- وَصَفُوهُ- قَالَ: فَخَرَجْتُ حَتَّى قَرَعْتُ الْبَابَ، قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قُلْتُ: ابْنُ الْخَطَّابِ.
قَالَ: وَقَدْ عَرَفُوا شِدَّتِي عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَلَمْ يَعْلَمُوا بِإِسْلامِي- قَالَ: فَمَا اجْتَرَأَ أَحَدٌ مِنْهُمْ أَنْ يَفْتَحَ الْبَابَ! قَالَ: فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «افْتَحُوا لَهُ، فَإِنَّهُ إِنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يَهْدِهِ» .
قَالَ: فَفَتَحُوا لِي، وَأَخَذَ رَجُلانِ بِعَضُدِي حَتَّى دَنَوْتُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَقَالَ: أَرْسِلُوهُ قَالَ: فَأَرْسَلُونِي، فَجَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ، قَالَ: فَأَخَذَ بِمَجْمَعِ قَمِيصِي فَجَبَذَنِي إِلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ:
__________
[1] يقال: «صبأ فلان» إذا خرج من دين إلى دين غيره. وقد أبدلوا من الهمزة واوا.
[2] سورة الحديد، آية: 1.
[3] سورة الحديد، آية: 7.(3/645)
فِي دَارٍ فِي أَصْلِ الصَّفَا، فَلَقِيَهُ النَّحَّامُ- وَهُوَ نُعْيَمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَسِيدٍ، وهو أخو بنى عدي ابن كَعْبٍ، قَدْ أَسْلَمَ قِيلَ ذَلِكَ، وَعُمَرُ مُتَقَلِّدٌ سَيْفَهُ- فَقَالَ: يَا عُمَرُ، أَيْنَ تُرِيدُ؟ فَقَالَ:
أَعْمَدُ إِلَى مُحَمَّدٍ الَّذِي سَفَّهَ أَحْلامَ قُرَيْشٍ، وَشَتَمَ آلْهِتَهُمْ، وَخَالَفَ جَمَاعَتَهُمْ. فَقَالَ النَّحَّامُ: وَاللَّهِ لَبِئْسَ الْمَمْشَى مَشَيْتَ يَا عُمَرُ! وَلَقَدْ فَرَّطْتَ وَأَرَدْتَ هَلَكَةَ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ! أَوْ تُرَاكَ تَفَلْتَ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ وَبَنِي زُهْرَةَ وَقَدْ قَتَلَتْ مُحَمَّدًا؟ فَتَحَاوَرَا حَتَّى ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: إِنِّي لأَظُنُّكَ قَدْ صَبَوْتَ، وَلَوْ أَعْلَمُ ذَلِكَ لَبَدَأْتُ بِكَ! فَلَمَّا رَأَى النَّحَّامُ أَنَّهُ غَيْرُ مُنْتَهٍ قَالَ: فَإِنِّي أُخْبِرُكَ أَنَّ أَهْلَكَ وَأَهْلَ خَتْنِكَ قَدْ أَسْلَمُوا، وَتَرَكُوكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِ مِنْ ضَلالَتِكَ. فَلَمَّا سَمِعَ عُمَرُ تلك يقولها قَالَ: وَأَيُّهُمْ؟ قَالَ: خَتَنُكَ وَابْنُ عَمِّكَ [1] وَأُخْتُكَ. فَانْطَلَقَ عُمَرُ حَتَّى أَتَى أُخْتَهُ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَتَتْهُ طَائِفَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ مِنْ ذَوِي الْحَاجَةِ، نَظَرَ إِلَى أُولِي السَّعَةِ، فَيَقُولُ: عِنْدَكَ فُلانٌ. فَوَافَقَ ذَلِكَ ابْنَ عَمِّ عُمَرَ وَخَتْنَهُ- زَوْجَ أُخْتِهِ- سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، فَدَفَعَ إِلَيْه رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَبَّابَ بْنَ الأَرَتِّ، وَقَدْ أنَزْلَ اللَّهُ تعالى: طه. ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى 20: 1- 2 [2] .
وَذَكَرَ نَحْوَ مَا تَقَدَّمَ، وَفِيهِ زِيَادَةٌ وَنُقْصَانٌ. قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: فَقَالَ عُمَرُ عِنْدَ ذَلِكَ- يَعْنِي إِسْلامَهُ: وَاللَّهِ لَنَحْنُ بِالإِسْلامِ أَحَقُّ أَنْ نُبَادِيَ [3] مِنَّا بِالُكْفِر، فَلَيَظْهَرَنَّ بِمَكَّةَ دِينُ اللَّهِ، فَإِنْ أَرَادَ قَوْمُنَا بَغْيًا عَلَيْنَا نَاجَزْنَاهُمْ، وَإِنْ قَوْمُنَا أَنْصَفُونَا قَبِلْنَا مِنْهُمْ. فَخَرَجَ عُمَرُ وَأَصْحَابُهُ فَجَلَسُوا فِي الْمَسْجِدِ، فَلَمَّا رَأَتْ قُرَيْشٌ إِسْلامَ عُمَرَ سَقَطَ فِي أَيْدِيهِمْ.
وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: لَمَّا أَسْلَمَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ: أَيُّ أَهْلِ مَكَّةَ أَنْقَلُ لِلْحَدِيثِ؟ فَقَالُوا: جَمِيلُ بْنُ مَعْمَرٍ. فَخَرَجَ عُمَرُ وَخَرَجْتُ وَرَاءَ أَبِي، وَأَنَا غُلَيْمٌ أَعْقِلُ كُلَّ مَا رَأَيْتُ، حَتَّى أَتَاهُ فَقَالَ: يا جميل هل علمت أنى أسلمت؟ فو الله مَا رَاجَعَهُ الْكَلامَ حَتَّى قَامَ يَجُرُّ رِدَاءَهُ، وَخَرَجَ عُمَرُ يَتْبَعُهُ، وَأَنَا مَعَ أَبِي، حَتَّى إِذَا قَامَ عَلَى بَابِ مَسْجِدِ الْكَعْبَةِ، صَرَخَ بِأَعْلَى صَوْتِهِ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، إِنَّ عُمَرَ قَدْ صَبَأَ. فَقَالَ عُمَرُ: كَذَبْتَ! وَلَكِنِّي أَسْلَمْتُ.
__________
[1] يعنى: سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، فهو ابن عم عمر، رضى الله عنه. وزوج أخته فاطمة. وقد مضت ترجمته برقم 2075: 2/ 387.
[2] ينظر سيرة ابن هشام: 1/ 343- 345.
[3] أحق أن نبادى: أي نظهره ونعلنه على الناس.(3/646)
أسلم يا ابن الْخَطَّابِ، اللَّهمّ اهْدِهِ. قَالَ قُلْتُ: «أَشْهَدُ أَنْ لا إله إلا اللَّه، وأنك رسول الله، فَكَبَّرَ الْمُسْلِمُونَ تَكْبِيرَةً، سُمِعَتْ بِطُرِقِ مَكَّةَ- قَالَ: وَقَدْ كَانَ اسْتَخْفَى- قَالَ: ثُمَّ خَرَجْتُ فَكُنْتُ لا أَشَاءُ إِنْ أَرَى رَجُلا قَدْ أَسْلَمَ يَضْرِبُ إِلا رَأَيْتُهُ- قَالَ: فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ قُلْتُ: لا أُحِبُّ إِلا أَنْ يُصِيبَنِي مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمِينَ، قَالَ: فَذَهَبْتُ إِلَى خَالِي- وَكَانَ شَرِيفًا فِيهِمْ- فَقَرَعْتُ الْبَابَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ فَقُلْتُ: ابْنُ الْخَطَّابِ. قَالَ: فَخَرَجَ إِلَيَّ، فَقُلْتُ لَهُ: أَشَعَرْتَ أَنِّي قَدْ صَبَوْتُ؟ قَالَ: فَعَلْتَ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: لا تَفْعَلْ! قَالَ، فَقُلْتُ: بَلَى، قَدْ فَعَلْتُ.
قَالَ: لا تَفْعَلْ! وَأَجَافَ [1] الْبَابَ دُونِي وَتَرَكَنِي. قَالَ قُلْتُ: مَا هَذَا بِشَيْءٍ! قَالَ: فَخَرَجْتُ حَتَّى جِئْتُ رَجُلا مِنْ عُظَمَاءِ قُرَيْشٍ، فَقَرَعْتُ عَلَيْهِ الْبَابَ، فَقَالَ: من هذا؟ فقلت: عمر ابْنُ الْخَطَّابِ. قَالَ: فَخَرَجَ إِلَيَّ، فَقُلْتُ لَهُ: أَشَعَرْتَ أَنِّي قَدْ صَبَوْتُ؟ قَالَ: فَعَلْتَ؟ فَقُلْتُ:
نَعَمْ. قَالَ: فَلا تَفْعَلْ! قُلْتُ: قَدْ فَعَلْتُ. قَالَ: لا تَفْعَلْ! قَالَ: ثُمَّ قَامَ فَدَخَلَ، وَأَجَافَ الْبَابَ دُونِي. قَالَ: فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ انْصَرَفْتُ. فَقَالَ لِي رَجُلٌ: تُحِبُّ أَنْ يُعْلَمَ إِسْلامُكَ؟ قَالَ قُلْتُ:
نَعَمْ. قَالَ: فَإِذَا جَلَسَ النَّاسُ فِي الْحِجْرِ وَاجْتَمَعُوا أَتَيْتَ فُلانًا- رَجُلا لَمْ يَكُنْ يَكْتُمِ السِّرَّ- فَاصْغَ [2] إِلَيْهِ، وَقُلْ لَهُ- فِيمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ-: «إِنِّي قَدْ صَبَوْتُ» ، فَإِنَّهُ سَوْفَ يُظْهِرُ عَلَيْكَ وَيُصِيحُ وَيُعْلِنُهُ. قَالَ: فَاجْتَمَعَ النَّاسُ فِي الْحِجْرِ، فَجِئْتُ الرَّجُلَ فَدَنَوْتُ مِنْهُ، فَأَصْغَيْتُ إِلَيْهِ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ، فَقُلْتُ: «أَعَلِمْتَ أَنِّي قَدْ صَبَوْتُ؟» فَقَالَ: «أَلا إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَدْ صَبَا» .
قَالَ: فَمَا زال الناس يضربونني وَأَضْرِبُهُمْ، قَالَ: فَقَالَ خَالِي: مَا هَذَا؟ فَقِيلَ: ابْنُ الْخَطَّابِ! قَالَ: فَقَامَ عَلَى الْحِجْرِ فَأَشَارَ بمكة فَقَالَ: «أَلا إِنِّي قَدْ أَجَرْتُ ابْنَ أُخْتِي» . قَالَ: فَانْكَشَفَ النَّاسُ عَنِّي، وَكُنْتُ لا أَشَاءُ أَنْ أَرَى أَحَدًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ يُضْرَبُ إِلا رَأَيْتُهُ وَأَنَا لا أُضْرَبُ. قَالَ فَقُلْتُ: مَا هَذَا بِشَيْءٍ حَتَّى يُصِيبَنِي مِثْلَ مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمِينَ؟ قَالَ: فَأَمْهَلْتُ حَتَّى إِذَا جَلَسَ النَّاسُ فِي الْحِجْرِ، وَصَلْتُ إِلَى خَالِي فَقُلْتُ: اسْمَعْ. فَقَالَ: مَا أَسْمَعُ؟ قَالَ قُلْتُ: جِوَارُكَ عَلَيْكَ ردّ.
قال: فقال: لا تفعل يا ابن أُخْتِي. قَالَ قُلْتُ: بَلْ هُوَ ذَاكَ. فَقَالَ: مَا شِئْتَ! قَالَ: فَمَا زِلْتُ أُضْرَبُ وَأَضْرِبُ حَتَّى أَعَزَّ اللَّهُ الإِسْلامَ.
أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرِ بن أحمد بن عَليّ بإسناده، عن يونس بْن بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاق قَالَ: ثُمَّ إِنَّ قُرَيْشًا بَعَثَتْ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ مُشْرِكٌ، فِي طَلَبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، ورسول الله
__________
[1] أجاف الباب: رده.
[2] صغا يصغو ويصغي: مال.(3/647)
فَثَاوَرُوهُ [1] ، فَقَاتَلُوهُ وَقَاتَلَهُمْ حَتَّى قَامَتِ الشَّمْسُ عَلَى رُءُوسِهِمْ، فَطَلَحَ [2] وَعَرَّشُوا عَلَى رَأْسِهِ قِيَامًا وَهُوَ يَقُولُ: «اصْنَعُوا مَا بَدَا لَكُمْ، فَأُقْسِمُ باللَّه لَوْ كُنَّا ثَلاثَمِائَةِ رَجُلٍ تَرَكْتُمُوهَا لَنُا، أَوْ تَرَكْنَاهَا لَكُمْ. وذكر ابْنُ إِسْحَاق إن الَّذِي أجار عُمَر هُوَ «العاص بْن وائل» أَبُو «عَمْرو بْن العاص السهمي» وَإِنما قَالَ عُمَر إنه خاله لأن حنتمة أم عُمَر هِيَ بِنْت هاشم بْن المغيرة، وأمها الشفاء بِنْت عبد قيس ابن عدي بْن سعد بْن سهم السهمية، فلهذا جعله خاله، وأهل الأم كلهم أخوال، ولهذا قَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لسعد بْن أَبِي وقاص: «هَذَا خالي» لأنَّه زُهْرِيٌّ، وَأُمُّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زهرية.
وكذلك القول في خاله الآخر الَّذِي أغلق الباب فِي وجهه أَنَّهُ أبو جهل، فعلى قول من يجعل أم عُمَر أخت أَبِي جهل، فهو خال حقيقة، وعلى قول من يجعلها ابْنَة عم أَبِي جهل، يكون مثل هَذَا. [3] وكان إسلام عُمَر فِي السنة السادسة، قاله مُحَمَّد بْن سعد أَخْبَرَنَا غَيْرُ وَاحِدٍ إِجَازَةً قَالُوا: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي، أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، أَنْبَأَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ حَيُّوَيْهِ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَعْرُوفٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيِّ بْنُ الْقَهْمِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، أنبأنا محمد بن عمر، حدّثنا أبو حرزة يَعْقُوبُ بْنُ مُجَاهِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو ذَكْوَانَ قَالَ، قُلْتُ لِعَائِشَةَ: مَنْ سَمَّى عُمَرَ الْفَارُوقَ؟ قَالَتْ: النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حزرة: بفتح الحاء المهملة، وتسكين الزاي، وبعدها راء، ثُمَّ هاء.
قَالَ وَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَزْرَقِيُّ الْمَكِّيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَنٍ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: «إن اللَّهَ جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ وَقَلْبِهِ، وَهُوَ الْفَارُوقُ: فَرَّقَ اللَّهُ بِهِ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ» وَقَالَ ابْنُ شِهَابٍ: بَلَغَنَا أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ كَانُوا أَوَّلَ مَنْ قَالَ لِعُمَرَ: الْفَارُوقَ.
أنبأنا أبو القاسم الحسين بن هبة الله بْن محفوظ بْن صصري الدمشقي، أنبأنا الشريف أبو طالب علي بن حيدرة بن جعفر العلوي الحسيني، وأبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمد
__________
[1] ثاوره مثاورة: واثبه. وفي سيرة ابن هشام: «وثاروا إليه» .
[2] في المطبوعة: «فبلح» . والمثبت عن سيرة ابن هشام. وفي النهاية لابن الأثير: «في حديث إسلام عمر رضى الله عنه (فما برح يقاتلهم حتى طلح) ، أي أعيا، يقال: طلح يطلح طلوحا فهو طليح» .
[3] ينظر سيرة ابن هشام: 1/ 348، 349.(3/648)
الأسدي قالا [1] : أنبأنا الفقيه أَبُو الْقَاسِم علي بن محمد بن علي بْنِ أَبِي الْعَلاءِ الْمِصِّيصِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ القاسم بن أبي نصر، أنبأنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان ابن حيدرة، حَدَّثَنَا أَبُو عبيدة السري بْن يَحيى بْن أخي هناد بْن السري بالكوفة، حَدَّثَنَا شعيث ابن إِبْرَاهِيم، حَدَّثَنَا سيف بْن عُمَر، عَنْ وائل بْن دَاوُد، عَنْ يزيد البهي [2] قَالَ: قَالَ الزُّبَيْر بْن العوام:
قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهمّ أعز الْإِسْلَام بعمر بن الخطاب» . أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي عَلِيٍّ، أَنْبَأَنَا أَبُو رُشَيْدٍ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ منصور بن محمد بن سَعِيدٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو مَسْعُودٍ سُلَيْمَانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بن سليمان، حدثنا أبو بكر أحمد ابن مُوسَى بْنِ مَرْدُوَيْهِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالُوا: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: كَانَ إِسْلامُ عُمَرَ فَتْحًا. وَكَانَتْ هِجْرَتُهُ نَصْرًا، وَكَانَتْ إِمَارَتُهُ رَحْمَةً. وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نُصَلِّيَ فِي الْبَيْتِ حَتَّى أَسْلَمَ عمر، فلما أسلم عمر قَاتَلَهُمْ حَتَّى تَرَكُونَا فَصَلَّيْنَا.
قَالَ: وَحَدَّثَنَا ابْنُ مَرْدُوَيْهِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُعَمَّرِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: لَمَّا أَسْلَمَ عُمَرُ كَانَ الإِسْلامُ كَالرَّجُلِ الْمُقْبِلِ، لا يَزْدَادُ إِلا قُرْبًا. فَلَمَّا قُتِلَ عُمَرُ كَانَ الإِسْلامُ كَالرَّجُلِ الْمُدْبِرِ، لا يَزْدَادُ إِلا بُعْدًا.
هجرته رَضِيَ اللهُ عَنْهُ
أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ الدَّقَّاقُ إِذْنًا، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ إِمْلاءً، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو روق أحمد ابن مُحَمَّدِ بْنِ بَكْرٍ الْهِزَّانِيُّ بِالْبَصْرَةِ، حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْعُثْمَانِيُّ بِمِصْرَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْقَاسِمِ الأَبُلِّيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَقِيلِ بْنِ خالد، عن محمد ابن عَلِيِّ بْنِ عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاسٍ، عَنِ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ قَالَ: قَالَ لِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: مَا عَلِمْتُ أَنَّ أَحَدًا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ هَاجَرَ إِلا مُخْتَفِيًا، إِلا عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، فَإِنَّهُ لَمَّا همّ
__________
[1] في المطبوعة: «قال» . والصواب ما أثبتناه. وقد مر هذا السند كثيرا، ينظر مثلا: 3/ 317، 323.
[2] كذا، ولعله «عبد الله البهي» . ينظر الجرح لابن أبى حاتم: 4/ 2/ 43، والتهذيب: 12/ 342.(3/649)
بِالْهِجْرَةِ تَقَلَّدَ سَيْفَهُ، وَتَنَكَّبَ قَوْسَهُ، وَانْتَضَى فِي يَدِهِ أَسْهُمًا، وَاخْتَصَرَ عَنْزَتَهُ [1] ، وَمَضَى قِبَلَ الْكَعْبَةِ، وَالْمَلأُ مِنْ قُرَيْشٍ بِفِنَائِهَا، فَطَافَ بِالْبَيْتِ سَبْعًا مُتَمَكِّنًا، ثُمَّ أَتَى الْمُقَامَ فَصَلَّى مُتَمَكِّنًا، ثُمَّ وَقَفَ عَلَى الْحَلْقِ [2] وَاحِدَةً وَاحِدَةً، وَقَالَ لَهُمْ: شَاهَتِ [3] الْوُجُوهُ، لا يَرْغَمُ اللَّهُ إِلا هَذِهِ الْمَعَاطِسَ [4] ، مَنْ أَرَادَ أَنْ تَثْكُلَهُ أُمُّهُ، وَيُوتِمَ وَلَدَهُ، وَيُرْمِلَ زَوْجَتَهُ، فَلْيَلْقَنِي وَرَاءَ هَذَا الْوَادِي. قَالَ عَلِيٌّ:
فَمَا تَبِعَهُ أَحَدٌ إِلا قَوْمٌ مِنَ الْمُسْتَضْعَفِينَ عَلِمَهُمْ وَأَرْشَدَهُمْ وَمَضَى لِوَجْهِهِ. أَنْبَأَنَا عبيد الله بن أحمد بن عَليّ بإسناده عن يونس بن بكير عن ابن إسحاق قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: لَمَّا اجْتَمَعْنَا لِلْهِجْرَةِ اتَّعَدْتُ أَنَا وَعَيَّاشُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ، وَهِشَامُ بْنُ الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ، قُلْنَا: الْمِيعَادُ بَيْنَنَا «التَّنَاضِبُ [5] » مِنْ أَضَاةِ بَنِي غِفَارٍ، فَمَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ لَمْ يَأْتِهَا فَلْيَمْضِ صَاحِبَاهُ. فَأَصْبَحْتُ عِنْدَهَا أَنَا وَعَيَّاشُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ، وَحُبِسَ عَنَّا هِشَامٌ، وَفُتِنَ فَافْتُتِنَ. وَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ.
قَالَ ابْنُ إِسْحَاق: نزل عُمَر بْن الخطاب، وزيد بْن الخطاب، وعمرو وعبد اللَّه ابنا سراقة، وحنيس بْن حذافة، وسعيد بْن زَيْد بْن عَمْرو بْن نفيل، وواقد بْن عَبْد اللَّه، وخولي بْن أَبِي خولي، وهلال بْن أَبِي خولي، وعياش بْن أَبِي رَبِيعة، وخالد وَإِياس وعاقل بنو البكير- نزل هَؤُلَاءِ عَلَى رفاعة بْن المنذر، فِي بني عَمْرو بْن عوف [6] .
أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْقَاهِرِ، أَنْبَأَنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ بَدْرَانَ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْقَطِيعِيُّ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، حدثنا عمرو بن محمد أبو سعيد، حدثنا إسرائيل، عن أبى إسحاق، عن البراء ابن عَازِبٍ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ قَدِمَ عَلَيْنَا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ أَخُو بَنِي عَبْدِ الدَّارِ، ثُمَّ قَدِمَ عَلَيْنَا ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ الأَعْمَى، أَخُو بَنِي فِهْرٍ. ثُمَّ قَدِمَ عَلَيْنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي عِشْرِينَ رَاكِبًا، فَقُلْنَا: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ؟ قَالَ: هُوَ عَلَى أَثَرِي. ثُمَّ قَدِمَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر معه
__________
[1] العنزة- بفتح العين والزاى-: مثل نصف الرمح أو أكبر شيئا، وفيها مثل سنان الرمح. واختصرها: أمسكها بيده.
[2] الحلق- بفتحتين- واحدها: حلقة، أراد حلقات القوم.
[3] أي: قبحت.
[4] المعاطس: الأنوف، واحدها معطس، لأن العطاس يخرج منها.
[5] التناضب: اسم موضع.
[6] مضى هذا الأثر مطولا بهذا السند، في ترجمة أبى بكر الصديق، ينظر: 3/ 315- 317.(3/650)
شهوده رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بدرًا وغيرها من المشاهد
شهد عُمَر بْن الخطاب مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بدرًا، وأحدًا، والخندق وبيعة الرضوان، وخيبر، والفتح، وحنينًا، وغيرها من المشاهد، وكان أشد النَّاس عَلَى الكفار. وأراد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إن يرسله إِلَى أهل مكَّة يَوْم الحديبية، فَقَالَ: «يا رَسُول اللَّه، قَدْ علمت قريش شدة عداوتي لها، وَإِن ظفروا بي قتلوني» . فتركه، وأرسل عثمان.
أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَر بْن السمين بِإِسْنَادِهِ إِلَى يونس بن بكير عن ابْنِ إِسْحَاقَ- فِي مَسِيرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بَدْرٍ- قَالَ: وَسَلَكَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات الْيَمِينِ عَلَى وَادٍ يُقَالُ: «ذَفِرَانُ [1] » ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتَّى إِذَا كَانَ بِبَعْضِهِ نَزَلَ. وَأَتَاهُ الْخَبَرُ عَنْ قُرَيْشٍ بِمَسِيرِهِمْ لِيَمْنَعُوا عِيرَهُمْ، فَاسْتَشَارَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ فَأَحْسَنَ، ثُمَّ قَامَ عُمَرُ فَقَالَ فَأَحْسَنَ.
وَذَكَرَ تَمَامَ الْخَبَرِ.
وَهُوَ الَّذِي أَشَارَ بِقَتْلِ أُسَارَى الْمُشْرِكِينَ بِبَدْرٍ، وَالْقِصَّةُ مَشْهُورَةٌ.
وقَالَ ابْنُ إِسْحَاق وغيره من أهل السير: ممن شهد بدرًا من بنى عدي بن كعب: عمر ابن الخطاب بْن نفيل، لم يختلفوا فِيهِ [2] .
وشهد أيضًا أحدًا، وثبت مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى الله عليه وسلم.
أَنْبَأَنَا عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بِإِسْنَادِهِ عَنْ يونس بن بكير عن مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ وَعَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالا: لَمَّا أَرَادَ أَبُو سُفْيَانَ الانْصِرَافَ أَشْرَفَ عَلَى الْجَبَلِ، ثُمَّ نَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ: إِنَّ الْحَرْبَ سِجَالٌ يَوْمٌ بِيَوْمِ بَدْرٍ، اعْلُ هُبَلُ- أَيْ: أَظْهِرْ دِينَكَ- فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: قُمْ فَأَجِبْهُ. فَقَالَ: اللَّهُ أَعْلَى وَأَجَلُّ، لا سَوَاءَ قَتْلانَا فِي الْجَنَّةِ وَقَتْلاكُمْ فِي النَّارِ، فَلَمَّا أَجَابَ عُمَرُ أَبَا سُفْيَانَ قَالَ أَبُو سُفْيَانَ. هَلُمَّ إِلَيَّ يَا عُمَرُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ائْتِهِ، فَانْظُرْ مَا يَقُولُ. فَجَاءَهُ، فَقَالَ لَهُ أَبُو سُفْيَانَ: أَنْشُدُكَ باللَّه يَا عُمَرُ، أَقَتَلْنَا مُحَمَّدًا؟
قَالَ: لا، وَإِنَّهُ لَيَسْمَعُ كَلامَكَ الآنَ. فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: أَنْتَ أَصْدَقُ عِنْدِي مِنَ ابْنِ قَمِئَةَ وَأَبَرُّ- لِقَوْلِ ابْنِ قَمِئَةَ لهم: قد قتلت محمدا [3] .
__________
[1] في المطبوعة: «ذفار» وهو خطأ. والمثبت عن سيرة ابن هشام: 1/ 615. وفي مراصد الاطلاع: «ذفران: بالفتح، ثم فاء بالكسر، وراء مهملة، وآخره نون: واد قرب وادي الصفراء في طريق بدر» .
[2] ينظر سيرة ابن هشام: 1/ 683.
[3] ينظر سيرة ابن هشام: 2/ 93/ 94. وتفسير الحافظ ابن كثير عند الآية 152 من سورة آل عمران: 2/ 114- 116 بتحقيقنا.(3/651)
علمه رَضِيَ اللهُ عَنْهُ
أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي عَلِيٍّ، أَنْبَأَنَا أَبُو رُشَيْدٍ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ منصور ابن مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مَسْعُودٍ سُلَيْمَانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا أبو بكر ابن مَرْدُوَيْهِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ سَلامُ بْنُ سُلَيْمٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: لَوْ أَنَّ عِلْمَ عُمَرَ وُضِعَ فِي كِفَّةِ مِيزَانٍ، وَوُضِعَ عِلْمُ النَّاسِ فِي كِفَّةِ مِيزَانٍ لَرَجَحَ عِلْمُ عُمَرَ. فَذَكَرْتُهُ لإِبْرَاهِيمَ فَقَالَ: قَدْ وَاللَّهِ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ أَفْضَلَ مِنْ هَذَا. قُلْتُ: مَاذَا قَالَ؟ قَالَ: لَمَّا مَاتَ عُمَرُ ذَهَبَ تِسْعَةُ أَعْشَارِ الْعِلْمِ.
أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُبَيْدٍ وَغَيْرُهُ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عَقِيلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ عمر قال: قال رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «رَأَيْتُ كَأَنِّي أُتِيتُ بِقَدَحِ لَبَنٍ، فشربت منه، وأعطيت فضلي عمر ابن الْخَطَّابِ. فَقَالُوا: مَا أَوَّلْتَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: الْعِلْمَ [1] . أنبأنا أَبُو مُحَمَّد بْن أَبِي الْقَاسِمِ الحافظ [2] إجازة أنبأنا أَبِي، أنبأنا أَبُو الأغرّ قراتكين ابن الأسعد، حدثنا أبو محمد الجوهري، حدثنا أبو بكر أحمد بْن مُحَمَّد بْن الفضل بْن الجراح، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَر أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه النيري، حَدَّثَنَا أَبُو السائب قَالَ: سَمِعْتُ شيخًا من قريش يذكر عَنْ عَبْد الْمَلِكِ بْن عمير، عَنْ قبيصة بْن جَابِر قَالَ: والله ما رَأَيْت أحدًا أرأف برعيته، ولا خيرًا من أَبِي بَكْر الصديق. ولم أر أحدًا أقرأ لكتاب اللَّه، ولا أفقه فِي دين اللَّه، ولا أقوم بحدود اللَّه، ولا أهيب فِي صدور الرجال من عُمَر بْن الخطاب. ولا رَأَيْت أحدًا أشد حياء من عثمان بن عفان.
__________
[1] تحفة الأحوذي، أبواب المناقب، باب مناقب أبى حفص عمر بن الخطاب رضى الله عنه، الحديث 3770: 10/ 173، 174. وقال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح غريب» . وقال الحافظ أبو العلى صاحب تحفة الأحوذي: «وأخرجه أحمد وابن حبان» .
[2] في المطبوعة: «أنبأنا أبو محمد بن أبى محمد بن أبى القاسم» وهو خطأ. ينظر فيما سبق: 3/ 311، التعليق رقم «2» .
وسند الرواية التالية.(3/652)
زهده وتواضعه رَضِي اللَّه عَنْهُ
أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ الدِّمَشْقِيُّ إِجَازَةً، أنبأنا أَبِي، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمَزْرَفِيِّ [1] ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْمُهْتَدِي، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَرْبِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ حاتم ابن الْحَسَنِ الشَّاشِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: قَالَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ: مَا كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِأَوَّلِنَا إِسْلامًا وَلا أَقْدَمِنَا هِجْرَةً، وَلَكِنَّهُ كَانَ أَزْهَدَنَا فِي الدُّنْيَا، وَأَرْغَبَنَا فِي الآخِرَةِ.
قَالَ: وَأَنْبَأَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ [2] كِتَابَةً- وَحَدَّثَنِي أَبُو مَسْعُودٍ الأَصْبَهَانِيُّ عَنْهُ- أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مِغْرَاءٍ [3] الدَّوْسِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: قَالَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ: وَاللَّهِ مَا كَانَ عُمَرُ بِأَقْدَمِنَا هِجْرَةً، وَقَدْ عَرَفْتُ بِأَيِّ شَيْءٍ فَضَلَنَا، كَانَ أَزْهَدَنَا فِي الدُّنْيَا.
أَنْبَأَنَا ابْنُ أَبِي حَبَّةَ وَغَيْرُهُ، أَنْبَأَنَا أَبُو غَالِبِ بْنُ الْبَنَّاءِ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ، أنبأنا أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ الْعَبَّاسِ [4] قَالا: حَدَّثَنَا يحيى بن محمد ابن صَاعِدٍ، أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَنْبَأَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ: أَنَّ عُمَرَ اسْتَسْقَى، فَأَتَى بِإِنَاءٍ مِنْ عَسَلٍ فَوَضَعَهُ عَلَى كَفِّهِ- قَالَ: فَجَعَلَ يَقُولُ:
«أَشْرَبُهَا فَتَذْهَبُ حَلاوَتُهَا وَتَبْقَى نِقْمَتُهَا» ، قَالَهَا ثَلاثًا، ثُمَّ دَفَعَهُ إِلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَوْمِ فَشَرِبَهُ.
أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْقَاسِمُ بْنُ عَلِيٍّ، أَنْبَأَنَا أَبِي، أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَبُو الْقَاسِمِ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ النَّقُّورِ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِم عِيسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو، أَنْبَأَنَا ابْنُ أَبِي غَنِيَّةَ، هُوَ يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا سَلامَةُ ابن صُبَيْحٍ التَّمِيمِيُّ [5] قَالَ: قَالَ الأَحْنَفُ: كُنْتُ مَعَ عمر بن الخطاب، فلقيه رجل فقال:
__________
[1] في المطبوعة: «المزرقي» . بالقاف، وهو خطأ والصواب عن اللباب 3/ 131، يقول ابن الأثير: «المزرفي:
بفتح الميم وسكون الزاى، وفتح الراء، وفي آخره فاء، هذه النسبة إلى المزرفة، وهي قرية كبيرة بالقرب من بغداد» ، وترجمته في العبر للذهبى: 4/ 72.
[2] في المطبوعة: «المقرفى» . والمثبت عن مخطوطة دار الكتب «111» مصطلح حديث.
[3] في المطبوعة: «بن معز» . وهو خطأ. ينظر ترجمته في الجرح: 2/ 2/ 290.
[4] في المطبوعة: «بن العباسي» . وينظر ترجمته في العبر للذهبى: 3/ 8.
[5] في المطبوعة: «يحيى بن عبد الملك بن سلامه» . وهو خطأ، والمثبت عن مخطوطة دار الكتب «111» مصطلح حديث، وينظر ترجمة «يحيى ابن أبى غنية» في التهذيب: 11/ 252. ولم نجد «سلامة بن صبيح» ولعلنا نستدركه إن شاء الله.(3/653)
يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، انْطَلِقْ مَعِي فَأَعِدْنِي [1] عَلَى فُلانٍ، فَإِنَّهُ قَدْ ظَلَمَنِي. قَالَ: فَرَفَعَ الدِّرَّةَ فَخَفَقَ بِهَا رَأْسَهُ فَقَالَ: تَدْعُوَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَهُوَ مُعْرِضٌ [2] لَكُمْ، حَتَّى إِذَا شُغِلَ فِي أَمْرٍ مِنْ أُمُورِ الْمُسْلِمِينَ أَتَيْتُمُوهُ: أَعِدْنِي أَعِدْنِي! قَالَ: فَانْصَرَفَ الرَّجُلُ وَهُوَ يَتَذَمَّرُ- قَالَ: عَلَيَّ الرَّجُلُ. فَأَلْقَى إِلَيْه الْمِخْفَقَةَ [3] وَقَالَ: امْتَثِلْ. فَقَالَ: لا وَاللَّهِ، وَلَكِنْ أَدَعُهَا للَّه وَلَكَ. قَالَ: لَيْسَ هَكَذَا، إِمَّا أَنْ تَدَعُهَا للَّه إِرَادَةَ مَا عِنْدَهُ أَوْ تَدَعُهَا لِي، فَأْعَلَمَ ذَلِكَ. قَالَ: أَدَعُهَا للَّه. قَالَ: فَانْصَرَفَ. ثُمَّ جَاءَ يَمْشِي حَتَّى دَخَلَ مَنْزِلَهُ وَنَحْنُ مَعَهُ، فَصَلَّى ركعتين وجلس فقال: يا ابن الْخَطَّابِ، كُنْتَ وَضِيعًا فَرَفَعَكَ اللَّهُ، وَكُنْتَ ضَالا فَهَدَاكَ اللَّهُ، وَكُنْتَ ذَلِيلا فَأَعَزَّكَ اللَّهُ، ثُمَّ حَمَلَكَ عَلَى رِقَابِ النَّاسِ فَجَاءَكَ رَجُلٌ يَسْتَعْدِيكَ فَضَرَبْتَهُ، مَا تَقُولُ لِرَبِّكَ غَدًا إِذَا أَتَيْتَهُ؟ قَالَ: فَجَعَلَ يُعَاتِبُ نَفْسَهُ فِي ذَلِكَ مُعَاتَبَةً حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ خَيْرُ أَهْلِ الأَرْضِ.
قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الحسن، أنبأنا أبو الحسين الْمُهْتَدِي، أَنْبَأَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْوَرْدِ، عَنِ ابْنِ بن مُلَيْكَةَ قَالَ: بَيْنَمَا عُمَرُ قَدْ وَضَعَ بَيْنَ يَدَيْهِ طَعَامًا إِذ جَاءَ الْغُلامُ فَقَالَ: هَذَا عُتْبَةُ بْنُ فَرْقَدٍ [4] بِالْبَابِ، قَالَ: وَمَا أَقْدَمَ عُتْبَةَ؟ ائْذَنْ لَهُ. فَلَمَّا دَخَلَ رَأَى بَيْنَ يَدَيْ عُمَرَ طَعَامَهُ:
خُبْزٌ وَزَيْتٌ. قَالَ: اقْتَرِبْ يَا عُتْبَةُ فَأَصِبْ مِنْ هَذَا. قَالَ: فَذَهَبَ يَأْكُلُ فَإِذَا هُوَ طَعَامٌ جَشِبٌ [5] لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُسِيغَهُ. قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، هَلْ لَكَ فِي طَعَامٍ يُقَالُ لَهُ: الْحُوَارِيُّ [6] ؟ قَالَ:
وَيْلَكَ، وَيَسَعُ ذَلِكَ الْمُسْلِمِينَ كُلَّهُمْ؟ قَالَ: لا وَاللَّهِ. قَالَ: وَيْلَكَ يَا عُتْبَةُ، أَفَأَرَدْتَ أَنْ آكُلَ طَيِّبًا فِي حَيَاتِي الدُّنْيَا وَأَسْتَمْتِعُ؟.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: أَنْبَأَنَا الْوَلِيدُ بْنُ الأَغَرِّ الْمَكِّيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: دَخَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى حَفْصَةَ ابْنَتِهِ، فَقَدَّمَتْ إِلَيْه مَرَقًا بَارِدًا [وَخُبْزًا] [7] وَصَبَّتْ فِي الْمَرَقِ زَيْتًا، فَقَالَ: أَدَمَانٌ فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ! لا أَذُوقُهُ حَتَّى أَلْقَى الله عز وجل [8] .
__________
[1] أعداه عليه: نصره وأعانه.
[2] أي: ظاهر لكم، يقال: أعرض الشيء يعرض من بعيد إذا ظهر.
[3] المخففة: الدرة.
[4] في المطبوعة: «عتبة أبى فرقد» . وهو خطأ. وقد سبقت ترجمته برقم 3551: 3/ 567.
[5] الجشب: الخشن الغليظ.
[6] الخبز الحواري- بضم الحاء وتشديد الواو-: الّذي نخل مرة بعد مرة.
[7] عن الطبقات الكبرى.
[8] الطبقات الكبرى لابن سعد: 3/ 1/ 230.(3/654)
أَنْبَأَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَبَرْزَدَ، أَنْبَأَنَا أَبُو غَالِبِ بْنُ الْبَنَّاءِ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ حَيُّوَيْهِ وَأَبُو بكر بن إسماعيل قالا [1] : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، حَدَّثَنَا الحسين بن الحسن، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَنْبَأَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ [2] عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ بَيْنَ كَتِفَيْ عُمَرَ أَرْبَعَ رِقَاعٍ فِي قَمِيصِهِ.
وَأَنْبَأَنَا غَيْرُ وَاحِدٍ إِجَازَةً، أَنْبَأَنَا أَبُو غَالِبِ بْنُ الْبَنَّاءِ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ، أنبأنا أَبُو الْفَضْلِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنِ أَبِي دَاوُدَ، حَدَّثَنَا الْمُنْذِرُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجَارُودِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عن سعيد الجريريّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَرْمِي الْجَمْرَةَ وَعَلَيْهِ إِزَارٌ مَرْقُوعٌ بِقِطْعَةِ جِرَابٍ.
فضائله رَضِي اللَّه عَنْهُ
أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ [3] بْنِ سرايا بْنِ عَلِيٍّ الْفَقِيهُ، وَأَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ عبد الرحمن ابن أَبِي الْعِزِّ، وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ أَبِي صَالِحِ بن فنّاخسرو التكريتي وعيرهم بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْجُعْفِيِّ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، أَنْبَأَنَا اللَّيْثُ، حَدَّثَنِي عَقِيلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [إِذْ] [4] قَالَ: بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي فِي الْجَنَّةِ فَإِذَا امْرَأَةٌ تَتَوَضَّأُ إِلَى جَانِبِ قَصْرٍ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ؟ قَالَتْ: لِعُمَرَ. فَذَكَرْتُ غَيْرَتَهُ، فَوَلَّيْتُ مُدْبِرًا. فَبَكَى عُمَرُ وَقَالَ.
أَعَلَيْكَ أَغَارُ يَا رَسُولَ اللَّهِ [5] ؟!.
قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ [6] ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بَيْنَا أَنَا نائم رأيت الناس يعرضون عليّ وعليهم فمص
__________
[1] في المطبوعة: «بن إسماعيل قال» والصواب: «قالا» . وقد مضى هذا السند من قريب.
[2] ثابت هو البناني، وأنس هو ابن مالك. ينظر الطبقات الكبرى لابن سعد: 3/ 1/ 236، 237.
[3] في المطبوعة: «محمد بن عمر بن سرايا» . وهو خطأ، ينظر مقدمة ابن الأثير في بيان سنده: 1/ 15، وينظر أيضا: 1/ 154.
[4] ما بين القوسين عن صحيح البخاري.
[5] صحيح البخاري، كتاب فضائل أصحاب النبي، باب مناقب عمر بْن الخطاب رضي اللَّه عنه: 5/ 12.
[6] في المطبوعة: «إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي سلمة عن صالح عن كيسان» . وفيها خطان، أولهما زيادة: «عن أبيه عن أبى سلمة» والثاني: «صالح عن كيسان» ، وإنما هو ابن كيسان، يروى عنه إبراهيم بن سعد. ينظر التهذيب: 1/ 121.(3/655)
مِنْهَا مَا يَبْلُغُ الثَّدْيَ، وَمِنْهَا مَا دُونَ ذَلِكَ، وَعُرِضَ عَلَيَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ يَجُرُّهُ قَالُوا: فَمَا أَوَّلْتَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: الدِّينَ [1] . أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي عَلِيٍّ، أَنْبَأَنَا أَبُو رُشَيْدٍ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَنْصُورٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو مَسْعُودٍ سُلَيْمَانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى بْنِ مَرْدُوَيْهِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْعُطَارِدِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ أَهْلَ الدَّرَجَاتِ الْعُلَى لَيَرَاهُمْ مَنْ تَحْتَهُمْ كَمَا يُرَى الْكَوَكَبُ الدُّرِّيُّ فِي الأُفُقِ مِنْ آفَاقِ السَّمَاءِ، وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ مِنْهُمْ وَأَنْعَمَا [2] . أَنْبَأَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الدِّمَشْقِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْعَشَائِرِ محمد [3] ابن خَلِيلِ بْنِ فَارِسٍ الْقَيْسِيُّ، أَنْبَأَنَا الْفَقِيهُ أَبُو القاسم على بن محمد ابن عَلِيٍّ الْمِصِّيصِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ القاسم بن أبي نصر، أنبأنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان ابن حَيْدَرَةَ الأَطْرَابُلُسِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو قِلابَةَ الرَّقَاشِيُّ، حَدَّثَنَا محمد بن الصباح، حدّثنا إسماعيل ابن زَكَرِيَّا، عَنِ النَّضْرِ أَبِي عُمَرَ الْخَزَّازُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا انْتَفَضَ حِرَاءُ [قَالَ: اسْكُنْ] حِرَاءُ [4] ، فَمَا عَلَيْكَ إِلا نَبِيٌّ وَصِدِّيقٌ وَشَهِيدٌ. وَكَانَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ، وَطَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَسَعْدٌ، وَسَعِيدُ [بْنُ زَيْدٍ] [4] . قَالَ: وَأَنْبَأَنَا أَبُو [الْحَسَنِ] خَيْثَمَةُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ الطَّائِيُّ وَأَبُو يَحْيَى بْنُ أَبِي سَبْرَةَ [5] قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو جَابِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ هِلالٍ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَزِيرَايَ مِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ جِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلُ، وَوَزِيرَايَ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ أبو بكر وعمر.
__________
[1] صحيح البخاري، كتاب الإيمان، باب تفاضل أهل الإيمان في الأعمال: 1/ 12.
[2] أنعما: أي زادا وفضلا. والحديث رواه الإمام أحمد في المسند: 3/ 61. وعطية هو ابن سعد العوفيّ، وينظر أيضا المسند: 3/ 27. ورواه أبو داود في كتاب الحروف، الحديث 3987: 4/ 34. وابن ماجة في المقدمة، باب في فضائل الصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الحديث 96: 1/ 37.
[3] في المطبوعة: «عمر بن خليل» ، وهو خطأ. والمثبت عن العبر للذهبى: 4/ 137. وينظر فيما تقدم ترجمة أبى بكر الصديق: 3/ 322.
[4] ما بين القوسين عن ترجمة الزبير بن العوام: 2/ 251. وقد مضى هذا الحديث بتمامه هنالك.
[5] كذا، ومثله في مخطوطة دار الكتب «111» مصطلح حديث. على أن في التهذيب، في ترجمة أبى جابر محمد بن عبد الملك 9/ 318 أنه روى عنه: أبو محمد بن أبى ميسرة.(3/656)
قَالَ: وَأَنْبَأَنَا خَيْثَمَةُ، أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي العنبس القاضي، حدثنا عبيد الله بْنُ مُوسَى، أَنْبَأَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فَقَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا عَلِيُّ، هَذَانِ سَيِّدَا كُهُولِ أَهْلِ الْجَنَّةِ مِنَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ، إِلا النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ، ثُمَّ قَالَ لِي: يَا عَلِيُّ، لا تُخْبِرْهُمَا [1] . أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَغَيْرُهُ بِإِسْنَادِهِمْ عَنْ أَبِي عيسى الترمذي: حدثنا محمد ابن بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ هُوَ الْعَقَدِيُّ، حَدَّثَنَا خَارِجَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر:
أن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ وَقَلْبِهِ» . قَالَ: وقَالَ ابْنُ عُمَر: «ما نزل بالناس أمر قط. فقالوا فِيهِ، وقَالَ فِيهِ عُمَر- أَوْ: قَالَ ابْنُ الخطاب- شك خارجة- إلا نزل فِيهِ القرآن عَلَى نحو ما قَالَ عُمَر [2] » .
وذلك نحو ما قَالَ فِي أسارى بدر، فإنه أشار بقتلهم، وأشار غيره بمفاداتهم، فأنزل اللَّه تبارك وتعالى: لَوْلا كِتابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيما أَخَذْتُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ 8: 68 [3] . وقوله فِي الحجاب، فأنزله اللَّه تَعَالى، وقولُه فِي الخمر [4] .
قَالَ: وَأَنْبَأَنَا أَبُو عِيسَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا [عَبْدُ اللَّهِ [5]] بْنُ دَاوُدَ الْوَاسِطِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن أَخِي مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المنكدر، عن جابر ابن عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ عُمَرُ لأَبِي بَكْرٍ: يَا خَيْرَ النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ:
أَمَا إنك إِنْ قُلْتَ ذَلِكَ، فَلَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَا طَلَعَتِ الشمس على رجل خير من عمر [6] .
__________
[1] مضى هذا الحديث في ترجمة أبى بكر الصديق من غير هذا الطريق، ينظر 3/ 322، وتخريجنا هناك.
[2] تحفة الأحوذي، أبواب المناقب، باب مناقب أبى حفص عمر بن الخطاب رضى الله عنه، الحديث 3765: 10/ 169، وقال الترمذي: «وفي الباب عن الفضل بن عباس، وأبى ذر، وأبى هريرة. هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه» .
وقال الحافظ أبو العلى صاحب تحفة الأحوذي: «وأخرجه أحمد» .
[3] سورة الأنفال: آية: 68.
[4] ينظر تفسير ابن كثير بتحقيقنا، عند الآية 219 من سورة البقرة: 1/ 372، 373، وعند الآية 90، 91 من سورة المائدة: 3/ 170، 171. ومجمع الزوائد، باب «ما ورد من الفضل من موافقته للقرآن ونحو ذلك» : 9/ 67، 68.
[5] ما بين القوسين عن الترمذي، ومكانه في المطبوعة: «محمد» ، وينظر التهذيب: 5/ 200، 201.
[6] تحفة الأحوذي، أبواب المناقب، باب مناقب أبى حفص عمر بن الخطاب رضى الله عنه، الحديث 3767: 10/ 171، وقال الترمذي: «هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وليس إسناده بذاك، وفي الباب عن أبى الدرداء» .(3/657)
قَالَ: وَأَنْبَأَنَا أَبُو عِيسَى، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ، عَنْ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ مِشْرَحِ [1] بْنِ هَاعَانَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو كَانَ بَعْدِي نَبِيٌّ لَكَانَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ [2] . قَالَ: وَأَنْبَأَنَا أَبُو عِيسَى، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ حُمَيْدٍ، عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ قَالَ: دَخَلْتُ الْجَنَّةَ، فَإِذَا أَنَا بِقَصْرٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا؟
فَقَالُوا: لِشَابٍّ مِنْ قُرَيْشٍ، فَظَنَنْتُ أَنِّي أَنَا هُوَ، فَقُلْتُ: وَمَنْ هُوَ؟ قَالُوا: عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ [3] . قَالَ: وَأَنْبَأَنَا أَبُو عِيسَى، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ قَالَ: سَمِعْتُ بُرَيْدَةَ يَقُولُ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي بَعْضِ مَغَازِيهَ، فَلَمَّا انْصَرَفَ جَاءَتْ جَارِيَةٌ سَوْدَاءُ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي كُنْتُ نَذَرْتُ إِنْ رَدَّكَ اللَّهُ سَالِمًا أَنْ أَضْرِبَ بَيْنَ يَدَيْكَ بِالدُّفِّ [وَأَتَغَنَّى] [4] . قَالَ: إِنْ كُنْتِ نَذَرْتِ فَاضْرِبِي، وَإِلا فَلا. فَجَعَلَتْ تَضْرِبُ، فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ وَهِيَ تَضْرِبُ، ثم دخل علي وهي تضرب، ثم دخل عُثْمَانُ وَهِيَ تَضْرِبُ، ثُمَّ دَخَلَ عُمَرُ فَأَلْقَتِ الدُّفَّ تَحْتَ اسْتِهَا، وَقَعَدَتْ عَلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَيَخَافُ مِنْكَ يَا عُمَرُ، إِنِّي كُنْتُ جَالِسًا وَهِيَ تَضْرِبُ، فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ وَهِيَ تَضْرِبُ، ثم دخل علي وهي تضرب، ثم دخل عُثْمَانُ وَهِيَ تَضْرِبُ، ثُمَّ دَخَلْتَ أَنْتَ يَا عمر فألقت الدف [5] . قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو عِيسَى: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إبراهيم
__________
[1] في المطبوعة: «مسرح» ، بالسين. وهو خطأ، وينظر ترجمته في التهذيب: 10/ 155.
[2] تحفة الأحوذي، الباب المتقدم، الحديث 3769: 10/ 173، وقال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث مشرح بن هاعان. وقال الحافظ أبو العلى صاحب تحفة الأحوذي: «وأخرجه أحمد والحاكم وابن حبان، وأخرجه الطبراني في الأوسط من حديث أبى سعيد، كذا في الفتح» .
وقد أخرجه الحاكم في «كتاب معرفة الصحابة» ، ينظر المستدرك: 3/ 85، وقال: «صحيح الإسناد ولم يخرجاه» .
[3] تحفة الأحوذي، الباب المتقدم، الحديث 3771: 10/ 174 وقال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح» . وقال الحافظ أبو العلى صاحب تحفة الأحوذي: «وأخرجه أحمد وابن حبان» .
[4] ما بين القوسين من سنن الترمذي.
[5] تحفة الأحوذي، الباب المتقدم، الحديث 3773: 10- 177/ 179، وقال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث بريدة. وفي الباب عن عمر وعائشة» وقال الحافظ أبو العلى صاحب تحفة الأحوذي: «وأخرجه أحمد وذكر الحافظ حديث بريدة هذا في الفتح وسكت عنه. وقوله: (وفي الباب عن عمر وعائشة) ، أما حديث عمر فأخرجه الشيخان، وفيه:
«والّذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا فجا قط إلا سلك فجا غير فجك» ، وأما حديث عائشة فأخرجه الترمذي بعد هذا» .(3/658)
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم: قد كَانَ يَكُونُ فِي الأُمَمِ مُحَدَّثُونَ، فَإِنْ يَكُنْ فِي أُمَّتِي [أَحَدٌ] فَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ [1] . أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي عَلِيٍّ، أَنْبَأَنَا أَبُو رُشَيْدٍ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَنْصُورٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو مَسْعُودٍ سُلَيْمَانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى بْنِ مردويه، حدثنا محمد ابن سُفْيَانَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ سَعِيدٍ، أَنْبَأَنَا مُجَاشِعُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْحَسَنِ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ خَطَبَ إِلَى قَوْمٍ مِنْ قُرَيْشٍ بِالْمَدِينَةِ فَرَدُّوهُ، وَخَطَبَ إِلَيْهِمُ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ، فَزَوَّجُوهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَقَدْ رَدُّوا رَجُلا مَا فِي الأَرْضِ رَجُلٌ خَيْرًا مِنْهُ. قَالَ: وَأَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ الأَسَدِيُّ: حدثنا عيسى بن هارون ابن الْفَرَجِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بن بشر، حدثنا يعقوب، عن جعفر ابن [أَبِي [2]] الْمُغِيرَةِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: أَكْثِرُوا ذِكْرَ عُمَرَ، فإنكم إذا ذكرتموه. ذكرتم العدل، وإذا ذَكَرْتُمُ الْعَدْلَ ذَكَرْتُمُ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى.
قَالَ: وَأَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ الصَّائِغُ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرُودِيُّ، حَدَّثَنَا فُرَاتُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ كَانَ يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ عَلَى مِنْبَرِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَعَرَضَ لَهُ فِي خُطْبَتِهِ أَنْ قَالَ: «يَا سارية ابن حِصْنٍ، الْجَبَلَ الْجَبَلَ- مَنِ اسْتَرْعَى الذِّئْبَ ظَلَمَ» . فَتَلَفَّتَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ، فَقَالَ عَلِيٌّ: صَدَقَ، وَاللَّهِ لَيَخْرُجَنَّ مِمَّا قَالَ. فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ صَلاتِهِ قَالَ لَهُ عَلِيٌّ: مَا شَيْءٌ سَنَحَ لَكَ فِي خُطْبَتِكَ؟ قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: قَوْلُكَ: «يَا سَارِيَةَ، الْجَبَلَ الْجَبَلَ، مَنِ اسْتَرْعَى الذِّئْبَ ظَلَمَ» قَالَ: وَهَلْ كَانَ ذَلِكَ مِنِّي؟ قَالَ: نَعَمْ، وَجَمِيعُ أَهْلِ الْمَسْجِدِ قَدْ سمعوه. قال: إنه وقع في خلدي
__________
[1] تحفة الأحوذي، الباب المتقدم، الحديث 3776: 10/ 182، 183. وقال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح.
وأخبرنى بعض أصحاب ابن عيينة، عن سفيان بن عيينة قال: (محدثون) ، يعنى: مفهمون» وفي النهاية لابن الأثير: «جاء في الحديث تفسيره: أنهم الملهمون، والملهم هو الّذي يلقى في نفسه الشيء فيخبر به حدسا وفراسة، وهو نوع يختص به الله عز وجل من يشاء من عباده الذين اصطفى، مثل عمر، كأنهم حدثوا بشيء، فقالوه» .
وقد أخرجه الحاكم في كتاب معرفة الصحابة 3/ 86، وقال: صحيح الإسناد على شرط مسلم، ولم يخرجاه» .
[2] ما بين القوسين من ترجمة جعفر في الجرح لابن أبى حاتم: 1/ 1/ 490.(3/659)
أَنَّ الْمُشْرِكِينَ هَزَمُوا إِخْوَانَنَا، فَرَكِبُوا أَكْتَافَهُمْ، وَأَنَّهُمْ ممرون بِجَبَلٍ، فَإِنْ عَدَلُوا إِلَيْهَ قَاتَلُوا مَنْ وَجَدُوا وَقَدْ ظَفَرُوا، وَإِن جَاوَزُوا هَلَكُوا، فَخَرَجَ مِنِّي مَا تَزْعُمُ أَنَّكَ سَمِعْتَهُ. قَالَ: فَجَاءَ الْبَشِيرُ بِالْفَتْحِ بَعْدَ شَهْرٍ، فَذَكَرَ أَنَّهُ سَمِعَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ، حِينَ جَاوَزُوا الجبل صوت يشبه صوت عمر، يقول: «يا سَارِيَةَ بْنَ حِصْنٍ، الْجَبَلَ الْجَبَلَ» قَالَ: فَعَدَلْنَا إِلَيْهِ، فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْنَا.
قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، [حَدَّثَنَا [1]] دِعْلِجُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ الُمْنِذِر، حَدَّثَنَا أَبُو عَتَّابٍ سَهْلُ بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا الْمُخْتَارُ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: رَحِمَ اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ، زَوَّجَنِي ابْنَتَهُ، وَحَمَلَنِي إِلَى دَارِ الْهِجْرَةِ، وَأَعْتَقَ بِلالا مِنْ مَالِهِ، رَحِمَ اللَّهُ عُمَرَ، يَقُولُ الْحَقَّ وَإِنْ كَانَ مُرًّا، تَرَكَهُ الْحَقُّ وَمَا لَهُ مِنْ صَدِيقٍ. قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، حدثنا إسحاق ابن سَعِيدٍ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ حَرْبِ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ رَوْحٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: رَكِبَ رَجُلٌ بَقَرَةً فَقَالَتِ الْبَقَرَةُ: «إِنَّا وَاللَّهِ مَا لِهَذَا خُلِقْنَا! مَا خُلِقْنَا إِلا لِلْحِرَاثَةِ» . فَقَالَ الْقَوْمُ: سُبْحَانَ اللَّهِ! فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ أَنَا أَشْهَدُ، وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ يَشْهَدَانِ، وَلَيْسَا ثَمَّ [2] » ، قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَنِيِّ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصَّنْعَانِيُّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُبَاهِي بِالنَّاسِ يَوْمَ عَرَفَةَ عَامَّةً، وَيُبَاهِي بِعُمَرَ بْنِ الخطاب خاصة [3] .
__________
[1] في المطبوعة: «وحدثنا أبو بكر بن دعلج» . وأبو بكر بن مردويه يروى عن دعلج بن أحمد. ينظر تفسير ابن كثير بتحقيقنا: 1/ 244. وترجمة أبى بكر رضى الله عنه فيما تقدم من هذا الكتاب: 3/ 324.
[2] أخرجه الترمذي بنحوه، في أبواب المناقب، باب مناقب أبى بكر. رضى الله عنه، الحديث 3762، 3763: 10/ 166، 167، وقال: «هذا حديث حسن صحيح» ، وقال الحافظ أبو العلى صاحب تحفة الأحوذي عند قوله عليه السلام:
(آمنت بذلك أنا وأبو بكر وعمر) - وهذا لفظ الترمذي- قال: «هو محمول على أنه كان أخبرهما بذلك فصدقاه، أو أطلق ذلك لما اطلع عليه من أنهما يصدقان بذلك إذا سمعاه ولا يترددان فيه» وقال الحافظ أبو العلى أيضا: «وأخرجه الشيخان» .
[3] مجمع الزوائد، باب منزل عمر عند الله ورسوله صلى الله عليه وسلم: 9/ 70، وقال الهيثمي: «رواه الطبراني» وفيه رشدين بن سعد، وهو مختلف في الاحتجاج به»(3/660)
أخبرنا أبو الفضل عبد الله بن أحمد الْخَطِيبِ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ [أَحْمَدَ بْنِ] [1] الْحُسَيْنِ السَّرَّاجُ، أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَاذَانَ، أَنْبَأَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ السَّمَّاكِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ الْبُرْجُلانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ أَبِي نَهْشَلٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ:
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: فَضَّلَ النَّاسُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ بِأَرْبَعٍ: بِذِكْرِ الأَسْرَى يَوْمَ بَدْرٍ، أَمَرَ بِقَتْلِهِمْ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: لَوْلا كِتابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيما أَخَذْتُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ 8: 68 وَبِذِكْرِ الْحِجَابِ، أَمَرَ نِسَاءَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَحْتَجِبْنَ، فَقَالَتْ زَيْنَبُ: إِنَّكَ [علينا] [2] يا ابن الْخَطَّابِ وَالْوَحْيُ يَنْزِلُ فِي بُيُوتِنَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تعالى: وَإِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً فَسْئَلُوهُنَّ من وَراءِ حِجابٍ 33: 53 وبدعوة النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «اللَّهمّ أَيِّدِ الإِسْلامَ بِعُمَرَ» ، وَبِرَأْيِهِ فِي أَبِي بَكْرٍ [3] .
أَنْبَأَنَا أبو محمد، أنبأنا أَبِي، أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبٍ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ النَّحَّاسِ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ الأَعْرَابِيِّ، حَدَّثَنَا الْغِلابِيُّ- وَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا- حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ حُجْرٍ السَّامِيُّ [4] ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الدَّارِمِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُمَارَةَ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو [5] ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفْلَةَ قَالَ: مَرَرْتُ بِقَوْمٍ مِنَ الشِّيعَةِ يَشْتُمُونَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَيَنْتَقِصُونَهُمَا، فَأَتَيْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنِّي مَرَرْتُ بِقَوْمٍ مِنَ الشِّيعَةِ يَشْتُمُونَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَيَنْتَقِصُونَهُمَا، وَلَوْلا أَنَّهُمْ يَعْلَمُونَ أَنَّكَ تُضْمِرُ لَهُمَا عَلَى ذَلِكَ لَمَا اجْتَرَءُوا عَلَيْهِ! فَقَالَ عَلِيٌّ: مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ أُضْمِرَ لَهُمَا إِلا عَلَى الْجَمِيلِ! أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى مَنْ يُضْمِرُ لَهُمَا إِلا الْحَسَنَ! ثُمَّ نَهَضَ دَامِعَ الْعَيْنِ يَبْكِي، فَنَادَى: الصَّلاةُ جَامِعَةٌ، فَاجْتَمَعَ النَّاسُ، وَإِنَّهُ لَعَلَى الْمِنْبَرِ جَالِسٌ، وَإِنَّ دُمُوعَهُ لَتَتَحَادَرُ عَلَى لِحْيَتِهِ، وَهِيَ بَيْضَاءُ، ثُمَّ قَامَ فَخَطَبَ خُطْبَةً بَلِيغَةً مُوجَزَةً، ثُمَّ قَالَ: «مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَذْكُرُونَ سَيِّدَيْ قُرَيْشٍ وَأَبَوَيِ الْمُسْلِمِينَ بِمَا أَنَا عَنْهُ مُتَنَزِّهٌ وَمِمَّا يَقُولُونَ بَرِيءٌ، وَعَلى مَا يَقُولُونَ مُعَاقِبٌ، فو الّذي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ لا يُحِبُّهُمَا إِلا كُلُّ مُؤْمِنٍ تَقِيٍّ، وَلا يُبْغِضُهُمَا إِلا كُلُّ فَاجِرٍ غَوِيٍّ، أَخَوَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم وصاحباه ووزيراه ... » الحديث.
__________
[1] ما بين القوسين المعقوفين عن العبر للذهبى: 3/ 355، وينظر فيما تقدم ترجمة أبى بكر الصديق: 3/ 319.
[2] مكانه في المطبوعة: عذاب. والمثبت عن مسند الإمام أحمد، ومجمع الزوائد.
[3] الحديث أخرجه الإمام أحمد، في مسندة: 1/ 456، والهيثمي في مجمع الزوائد: 9/ 67، وبعده فيهما: «كان أول من بايعه» ، وقال الهيثمي: «رواه أحمد والبزار والطبراني، وفيه «أبو نهشل» ، ولم أعرفه، وبقية رجال ثقات» .
[4] في المطبوعة: «الشامي» ، بالشين المعجمة، والمثبت عن ترجمته في الجرح لابن أبى حاتم: 1/ 1/ 355.
[5] في المطبوعة: «المنهال عن عمرو،» والصواب ما أثبتناه، والمنهال بن عمرو يروى عن سويد بن غفلة، ينظر التهذيب:
10/ 319. ويروى عن الحسن بن عمارة بن المضرب، التهذيب: 2/ 304، 305.(3/661)
قَالَ. وَأَنْبَأَنَا أَبِي، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَنْصُورٍ الْفَقِيهُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ خَيْرَوَيْهِ أَبُو سَهْلٍ الْكَلْوَذَانِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْقُرَشِيُّ [1] ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، عَنْ عَوْفٍ عَنْ قَسَامَةَ بْنِ زُهَيْرٍ قَالَ: وَقَفَ أَعْرَابِيٌّ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ:
يَا عُمَرَ الْخَيْرِ جُزِيتَ الْجَنَّهْ ... جَهِّزْ بُنَيَّاتِي وَاكْسُهُنَّهْ
أُقْسِمُ باللَّه لَتَفَعْلَنَّهُ
قَالَ: فَإِنْ لَمْ أَفْعَلْ يَكُونُ مَاذَا يَا أَعْرَابِيُّ؟ قَالَ: أُقْسِمُ باللَّه لأَمْضِيَنَّهْ. قَالَ: فَإِنْ مَضَيْتَ يَكُونُ مَاذَا يَا أَعْرَابِيُّ؟ قَالَ:
وَاللَّهِ عَنْ حَالِي لَتُسْأَلَنَّهْ ... ثُمَّ تَكُونُ الْمَسْأَلاتُ عَنَّهُ
وَالْوَاقِفُ الْمَسْئُولُ بَيْنَهُنَّهْ ... إِمَّا إِلَى نَارٍ وَإِمَّا جَنَّهْ
قَالَ: فَبَكَى عُمَرُ حَتَّى اخْضَلَّتْ لِحْيَتُهُ بِدُمُوعِهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا غُلامُ، أَعْطِهِ قَمِيصِي هَذَا، لِذَلِكَ الْيَوْمِ لا لِشِعْرِهِ، وَاللَّهِ مَا أَمْلِكُ قَمِيصًا غَيْرَهُ!.
وروى زَيْد بْن أسلم، عَنْ أَبِيهِ أن عُمَر بْن الخطاب طاف ليلة، فإذا هُوَ بامرأة فِي جوف دار لها وحولها صبيان يبكون، وَإِذا قدر عَلَى النار قَدْ ملأتها ماء، فدنا عُمَر بْن الخطاب من الباب، فَقَالَ: يا أمة اللَّه، أيش بكاء هَؤُلَاءِ الصبيان؟ فقالت: بكاؤهم من الجوع. قَالَ: فما هَذِهِ القدر التي عَلَى النار؟ فقالت: قَدْ جعلت فيها ماء أعللهم بها حتَّى يناموا، أَوْهمهم أن فيها شيئًا من دقيق وسمن. فجلس عُمَر فبكى، ثُمَّ جاء إِلَى دار الصدقة فأخذ غرارة، وجعل فيها شيئًا من دقيق وسمن وشحم وتمر وثياب ودراهم، حتَّى ملأ الغرارة، ثُمَّ قَالَ: يا أسلم، احمل عليّ.
فقلت: يا أمير المؤمنين، أَنَا أحمله عنك! فَقَالَ لي: لا أم لَكَ يا أسلم، أَنَا أحمله لأني أَنَا المسئول عَنْهُمْ فِي الآخرة- قَالَ: فحمله عَلَى عنقه، حتَّى أتي بِهِ منزل المرأة- قَالَ: وأخذ القدر، فجعل فيها شيئًا من دقيق وشيئًا من شحم وتمر، وجعل يحركه بيده وينفخ تحت القدر- قَالَ أسلم: وكانت لحيته عظيمة، فرأيت الدخان يخرج من خلل لحيته، حتَّى طبخ لهم، ثُمَّ جعل يغرف بيده ويطعمهم حتَّى شبعوا، ثُمَّ خرج وربض بحذائهم كأنه سبع، وخفت منه
__________
[1] كذا، ومثله في مخطوطة دار الكتب «111» مصطلح حديث، ولعله: «محمد بن يونس الكديمي» ، ينظر التهذيب:
9/ 539.(3/662)
أن أكلمه، فلم يزل كذلك حتَّى لعبوا وضحكوا، ثُمَّ قَالَ: يا أسلم، أتدري لم ربضت بحذائهم؟
قلت: لا، يا أمير المؤمنين! قَالَ: رأيتهم يبكون، فكرهت أن أذهب وأدعهم حتَّى أراهم يضحكون، فلما ضحكوا طابت نفسي
خلافته رَضِي اللَّه عَنْهُ وسيرته
أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سرَايَا وَغَيْرُ وَاحِدٍ بِإِسْنَادِهِمْ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن بشر، حدثنا عبيد [1] الله، حدثني أبو بكر ابن سَالِمٍ، عَنْ سَالِمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَنْزِعُ بِدَلْوِ بَكْرَةٍ [2] عَلَى قَلِيبٍ [3] ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَنَزَعَ ذَنُوبًا [4] أَوْ ذَنُوبَيْنِ نَزْعًا ضَعِيفًا، وَاللَّهُ يَغْفِرُ لَهُ، ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَاسْتَحَالَتْ غَرْبًا [5] ، فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيًّا يُفْرِي [6] فَرْيَهُ، حَتَّى رَوِيَ النَّاسُ، وَضَرَبُوا [7] بِعَطَنٍ [8] . وهذا لما فتح اللَّه عَلَى عُمَر من البلاد، وحمل من الأموال، وما غنمه المسلمون من الكفار.
وَقَدْ ورد فِي حديث آخر: «وَإِن وليتموها- يعني الخلافة- تجدوه قويًا فِي الدنيا، قويًا فِي أمر اللَّه» ، وَقَدْ تقدم.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ: أَنْبَأَنَا أَبُو رُشَيْدٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو مَسْعُودٍ سُلَيْمَانُ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَرْدُوَيْهِ الْحَافِظُ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ مَرْثَدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ الْفَرَّاءُ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي الزَّعْرَاءِ- أَوْ: عَنْ زيد ابن وَهْبٍ- أَنَّ سُوَيْدَ بْنَ غَفْلَةَ الْجُعْفِيَّ دَخَلَ عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فِي إِمَارَتِهِ فقال: يا أمير
__________
[1] في المطبوعة: «حدثنا عبد الله» . وهو خطأ، والمثبت عن الصحيح، وهو: «عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم ابن عمر بن الخطاب» ينظر ترجمته في التهذيب: 7/ 38. وترجمة «محمد بن بشر بن الفرافصة» : 9/ 73.
[2] البكرة- بفتح فسكون-: الشابة من الإبل، وبفتح الباء والكاف: الخشبة المستديرة التي يعلق فيها الدلو.
[3] القليب: البئر.
[4] الذنوب- بفتح الذال-: الدلو العظيمة.
[5] الغرب- بسكون الراء-: الدلو العظيمة التي تتخذ من جلد ثور. وهذا تمثيل، ومعنا أن عمر لما أخذ الدلو ليستقى عظمت في يده، لأن الفتوح كانت في زمنه أكثر منها في زمن أبى بكر، ومعنى «استحالت» : انقلبت عن الصغر إلى الكبر.
[6] أي: يعمل عمله، ويقطع قطعه.
[7] العطن- بفتح العين والطاء-: مبرك الإبل حول الماء، وقد ضرب ذلك مثلا لاتساع الناس في زمن عمر، وما فتح الله عليهم من الأمصار.
[8] صحيح البخاري، كتاب المناقب، باب فضل عمر: 5/ 13.(3/663)
الْمُؤْمِنِينَ، إِنِّي مَرَرْتُ بِنَفَرٍ يَذْكُرُونَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ بِغَيْرِ الَّذِي هُمَا أَهْلٌ لَهُ مِنَ الإِسْلامِ ... وَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَ: فَلَمَّا حَضَرَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْوَفَاةُ قَالَ: مُرُوا أَبَا بَكْرٍ أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ، وَهُوَ يَرَى مَكَانِي، فَصَلَّى بِالنَّاسِ سَبْعَةَ أَيَّامٍ فِي حياة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، فَلَمَّا قَبَضَ اللَّهُ نَبِيَّهُ ارْتَدَّ النَّاسُ عَنِ الإِسْلامِ، فَقَالُوا: نُصَلِّي وَلا نُعْطِي الزَّكَاةَ، فَرَضِيَ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبى أبو بَكْرٍ مُنْفَرِدًا بِرَأْيِهِ، فَرَجَحَ بِرَأْيِهِ رَأْيَهُمْ جَمِيعًا، وَقَالَ: «وَاللَّهِ لَوْ مَنَعُونِي عَقَالا مِمَّا فَرَضَ الله اللَّهُ وَرَسُولُهُ لَجَاهَدْتُهُمْ عَلَيْهِ، كَمَا أُجَاهِدُهُمْ عَلَى الصَّلاةِ» . فَأَعْطَى الْمُسْلِمُونَ الْبَيْعَةَ طَائِعِينَ، فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ سَبَقَ فِي ذَلِكَ مِنْ وَلَدِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَنَا، فَمَضَى رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَتَرَكَ الدُّنْيَا وَهِيَ مُقْبِلَةٌ، فَخَرَجَ مِنْهَا سَلِيمًا، فَسَارَ فِينَا بِسِيرَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لا نُنْكِرُ مِنْ أَمْرِهِ شَيْئًا، حَتَّى حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ، فَرَأَى أَنَّ عُمَرَ أَقْوَى عَلَيْهَا، وَلَوْ كَانَتْ مُحَابَاةً لآثَرَ بِهَا وَلَدَهُ، وَاسْتَشَارَ الْمُسْلِمِينَ فِي ذَلِكَ، فَمِنْهُمْ مَنْ رَضِي، وَمِنْهُم من كَرِهَ، وَقَالُوا: أَتُؤَمِّرُ عَلَيْنَا مَنْ كَانَ عَنَّانًا [1] وَأَنْتَ حَيٌّ؟ فَمَاذَا تَقُولُ لِرَبِّكَ إِذَا قَدِمْتَ عَلَيْهِ؟ قَالَ: أَقُولُ لِرَبِّي إِذَا قَدِمْتُ عَلَيْهِ: إِلَهِي أَمَّرْتُ عَلَيْهِمْ خَيْرَ أَهْلِكَ، فَأَمَّرَ عَلَيْنَا عُمَرَ، فَقَامَ فِينَا بِأَمْرِ صَاحِبَيْهِ، لا نُنْكِرُ مِنْهُ شَيْئًا، نَعْرِفُ فِيهِ الزِّيَادَةَ كُلَّ يَوْمٍ فِي الدِّينِ وَالدُّنْيَا، فَتَحَ اللَّهُ بِهِ الأَرَضِينَ، وَمَصَّرَ بِهِ الأَمْصَارَ، لا تَأْخُذُهُ فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لائِمٍ، الْبَعِيدُ وَالْقَرِيبُ سَوَاءٌ فِي الْعَدْلِ وَالْحَقِّ، وَضَرَبَ اللَّهُ بِالْحَقِّ عَلَى لِسَانِهِ وَقَلْبِهِ، حتى إن كنا لنظن أن السَّكِينَةَ تَنْطِقُ عَلَى لِسَانِهِ، وَأَنَّ مَلَكًا بَيْنَ عَيْنَيْهِ يُسَدِّدُهُ وَيُوَفِّقُهُ.. الْحَدِيثَ.
قَالَ: وَأَنْبَأَنَا ابْنُ مَرْدُوَيْهِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْبَزَّارُ، حَدَّثَنَا يحيى بن مسعود، حدثني عبد الله بن محمد بن أيوب، حدثني إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْهَاشِمِيُّ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ حُجَّةٌ عَلَى مَنْ بَعْدَهُمَا مِنَ الْوُلاةِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَسَبَقَا وَاللَّهِ سَبْقًا بَعِيدًا، وَأَتْعَبَا وَاللَّهِ مَنْ بَعْدَهُمَا إِتْعَابًا شَدِيدًا، فَذِكْرُهُمَا حُزْنٌ لِلأُمَّةِ، وَطَعْنٌ عَلَى الأَئِمَّةِ. أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ إِذْنًا، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بن عبد الباقي، أنبأنا الحسن ابن عَلِيٍّ، أَنْبَأَنَا أَبُو عُمَرَ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ، أنبأنا الحسين بن القهم، حدثنا محمد ابن سَعْدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أَبُو بكر [بن] عبد الله بن أبي سبرة، عن عبد المجيد ابن سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (ح) قَالَ: [وَأَخْبَرَنَا بَرَدَانُ بْنُ أَبِي النَّضْرِ، عن
__________
[1] في المطبوعة: «كان عنافا» ، ولم نجد «عنافا» في المعاجم، والمثبت عن مخطوطة دار الكتب «111» مصطلح حديث.
وفي اللسان: «وفلان عنان، عن الخير: بطئ عنه» .(3/664)
مُحَمَّدِ بْنِ إبراهيم بْن الحارث التيمي، قَالَ:] [1] وَأَنْبَأَنَا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَنْبَسَةَ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْبَهِيِّ- دَخَلَ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ فِي بَعْضٍ- أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ لَمَّا مَرِضَ دَعَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ- يَعْنِيَ ابْنَ عَوْفٍ- فَقَالَ لَهُ: أَخْبِرْنِي عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ:
مَا تَسْأَلُنِي عَنْ أَمْرٍ إِلا وَأَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي! قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَإِنْ! فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: هُوَ وَاللَّهِ أَفْضَلُ مِنْ رَأْيِكَ فِيهِ، ثُمَّ دَعَا عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ فَقَالَ: أَخْبِرْنِي عَنْ عُمَرَ. فَقَالَ: أَنْتَ أَخْبَرُنَا بِهِ! فَقَالَ: عَلَى ذَلِكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ. فَقَالَ عُثْمَانُ: اللَّهمّ عِلْمِي بِهِ أَنَّ سَرِيرَتَهُ خَيْرٌ مِنْ عَلانِيَتِهِ، وَأَنْ لَيْسَ فِينَا مِثْلُهُ! فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ! وَاللَّهِ لَوْ تَرَكْتَهُ ما عدوتك. وشاور معهما سعيد ابن زَيْدٍ أَبَا الأَعْوَرِ [2] ، وَأُسَيْدَ بْنَ حُضَيْرٍ وَغَيْرَهُمَا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ، فَقَالَ أُسَيْدٌ:
«اللَّهمّ أَعْلِمْهُ الْخِيَرَةَ [3] بَعْدَكَ، يَرْضَى لِلرِّضَى، وَيَسْخَطُ لِلسَّخَطِ، الَّذِي يُسِرُّ خَيْرٌ مِنَ الَّذِي يُعْلِنُ، وَلَنْ يَلِيَ هَذَا الأَمْرَ أَحَدٌ أَقْوَى عَلَيْهِ مِنْهُ» ، وَسَمِعَ بَعْضُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِدُخُولِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَعُثْمَانَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَخُلْوَتِهِمَا بِهِ، فَدَخَلُوا عَلَى أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ مِنْهُمْ:
«مَا أَنْتَ قَائِلٌ لِرَبِّكَ إِذَا سَأَلَكَ عَنِ اسْتِخْلافِكَ عُمَرَ عَلَيْنَا، وَقَدْ تَرَى غِلْظَتَهُ؟» فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ:
أَجْلِسُونِي، أباللَّه تُخَوِّفُونَنِي؟ خَابَ مَنْ تَزَوَّدَ مِنْ أَمْرِكُمْ بِظُلْمٍ، أَقُولُ: «اللَّهمّ، اسْتَخْلَفْتُ عَلَيْهِمْ خَيْرَ أَهْلِكَ، أَبْلِغْ عَنِّي مَا قُلْتُ لَكَ مَنْ وَرَاءَكَ» ثُمَّ اضْطَجَعَ، وَدَعَا عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ فَقَالَ: اكْتُبْ:
«بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ 1: 1، هَذَا مَا عَهِدَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي قُحَافَةَ فِي آخِرِ عَهْدِهِ بِالدُّنْيَا خَارِجًا مِنْهَا، وَعِنْدَ أَوَّلِ عَهْدِهِ بِالآخِرَةِ دَاخِلا فِيهَا، حَيْثُ يُؤْمِنُ الْكَافِرُ، وَيُوقِنُ الْفَاجِرُ، وَيَصْدُقُ الْكَاذِبُ، أَنَّنِي اسْتَخْلَفْتُ عَلَيْكُمْ بَعْدِي عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا، وَإِنِّي لَمْ آلُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَدِينَهُ وَنَفْسِي وَإِيَّاكُمْ خَيْرًا، فَإِنْ عَدَلَ فَذَلَك ظَنِّي بِهِ، وَعِلْمِي فِيهِ، وَإِنْ بَدَّلَ فَلِكُلِّ امْرِئٍ مَا اكْتَسَبَ وَالْخَيْرَ أَرَدْتُ، وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ، وَسَيَعْلَمُ الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ» . ثُمَّ أَمَرَ بِالْكِتَابِ فَخَتَمَهُ، ثُمَّ أَمَرَهُ فَخَرَجَ بِالْكِتَابِ مَخْتُومًا وَمَعَهُ عمر بن الخطاب،
__________
[1] ما بين القوسين عن الطبقات الكبرى لابن سعد: 3/ 1/ 141 ونحسبه سقط نظر.
[2] في المطبوعة: «سعيد بن زيد وأبا الأعور» . وهو خطأ، «أبو الأعور» : هي كنية سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، ابن عم عمر بن الخطاب، ينظر ترجمته فيما مضى، وهي برقم 2075: 2/ 387، كما ينظر الطبقات الكبرى لابن سعد: 3/ 1/ 141.
[3] الخيرة- بكسر الخاء، وفتح الياء وسكونها-: المختار والمصطفى، من قولك: اختاره الله، ومنه قيل: «محمد صلى الله عليه وسلم خيرة الله من خلقه» .(3/665)
وَأَسُد بْنُ سَعْيَةَ [1] الْقُرَظِيُّ، فَقَالَ عُثْمَانُ لِلنَّاسِ: أَتُبَايِعُونَ لِمَنْ فِي هَذَا الْكِتَابِ؟ فَقَالُوا: نَعَمْ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: قَدْ عَلِمْنَا بِهِ- قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: عَلَى الْقَائِلِ- وَهُوَ عُمَرُ، فَأَقَرُّوا بِذَلِكَ جَمِيعًا وَرَضَوْا بِهِ وَبَايَعُوا، ثُمَّ دَعَا أَبُو بَكْرٍ عُمَرَ خَالِيًا فَأَوْصَى بِمَا أَوْصَاهُ [بِهِ] ، ثُمَّ خَرَجَ فَرَفَعَ أَبُو بَكْرٍ يَدَيْهِ مُدًّا، ثُمَّ قَالَ: اللَّهمّ، إِنِّي لَمْ أُرِدْ بِذَلِكَ إِلا صَلاحَهُمْ، وَخُفْتُ عَلَيْهِمُ الْفِتْنَةَ، فَعَمِلْتُ فِيهِمْ مَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ، وَاجْتَهَدْتُ لَهُمْ رَأْيِي، فَوَلَّيْتُ عَلَيْهِمْ خَيْرَهُمْ وَأَقْوَاهُمْ عَلَيْهِمْ، وَأَحْرَصَهُمْ عَلَى عَلَى مَا فِيهِ رُشْدُهُمْ، وَقَدْ حَضَرَنِي مِنْ أَمْرِكَ مَا حَضَرَنِي، فَاخْلُفْنِي فِيهِمْ، فَهُمْ عِبَادُكَ، وَنَوَاصِيهِمْ بِيَدِكَ، وَأَصْلِحْ لَهُمْ وُلاتَهُمْ، وَاجْعَلْهُ مِنْ خُلَفَائِكَ الرَّاشِدِينَ يَتَّبِعُ هُدَى نَبِيِّ الرَّحْمَةِ وَهُدَى الصَّالِحِينَ بَعْدَهُ، وَأَصْلَحَ لَهُ رَعِيَّتَهُ [2] .
وَرَوَى صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنْ حُمَيْدِ بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ فِي مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ فَأَصَابَهُ مُفِيقًا، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: أَصْبَحْتَ بِحَمْدِ اللَّهِ بَارِئًا. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: تُرَاهُ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: إِنِّي عَلَى ذَلِكَ لَشَدِيدُ الْوَجَعِ، وَمَا لَقِيتُ مِنْكُمْ يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ أشدّ عليّ من وجعي، إني ولّيت أمركم خَيْرَكُمْ فِي نَفْسِي، فَكُلُّكُمْ وَرِمَ مِنْ ذَلِكَ أَنْفُهُ، يُرِيدُ أَنْ يَكُونَ الأَمْرُ لَهُ، قَدْ رَأَيْتُمُ الدُّنْيَا قَدْ أَقْبَلَتْ وَلَمَّا تُقْبِلْ، وَهِيَ مُقْبِلَةٌ حَتَّى تَتَّخِذُوا سُتُورَ الْحَرِيرِ وَنَضَائِدَ الدِّيبَاجِ، وَتَأَلْمَوُا مِنَ الاضْطِجَاعِ عَلَى الصُّوفِ الأَذْرَبِيِّ [3] ، كَمَا يَأْلَمُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَنَامَ عَلَى حَسَكِ السَّعْدَانِ.
أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ، أَنْبَأَنَا أَبِي، أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ السَّمَرْقَنْدِيِّ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ النَّقُّورِ، أَنْبَأَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ أَبِي غَنِيَّةَ [4] عَنِ الصَّلْتِ بْنِ بَهْرَامَ، عَنْ يَسَارٍ قَالَ: لَمَّا ثَقُلَ أَبُو بَكْرٍ أَشْرَفَ عَلَى النَّاسِ مِنْ كُوَّةٍ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي قَدْ عَهِدْتُ عَهْدًا أَفَتَرْضَوْنَ بِهِ؟ فَقَالَ النَّاسُ: قَدْ رَضِينَا يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ. فَقَالَ عَلِيٌّ: لا نَرْضَى إِلا أَنْ يَكُونَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ.
__________
[1] في المطبوعة: «أسد بن سعيد» وفي الطبقات الكبرى لابن سعيد 3/ 1/ 142: «أسيد بن سعيد» . وسعيد خطأ، ويقال فيه «أسد» وأسيد، ينظر ترجمته فيما تقدم من هذا الكتاب: 1/ 85، 110، 114.
[2] الطبقات الكبرى لابن سعد: 3/ 1/ 141، 142.
[3] في المطبوعة: «الأدرى» . وفي النهاية: «في حديث أبى بكر: لتألمن النوم على الصوف الأذربي كما يألم أحدكم النوم على حسك السعدان» ، الأذربي: منسوب إلى أذربيجان، على غير قياس، هكذا تقوله العرب، والقياس أن يقول: «أذرى بغير باء، كما يقال في النسب إلى رامهرمز: رامى. وهو مطرد في النسب إلى الأسماء المركبة» .
[4] في المطبوعة: «ابن أبى عيينة» . والمثبت عن الجرح والتعديل لابن أبى حاتم: 4/ 2/ 171، والتهذيب: 11/ 252.(3/666)
أنبأنا أبو القاسم الحسين بن هبة الله بْنِ مَحْفُوظِ بْنِ صَصَرَى التَّغْلِبِيُّ، أَنْبَأَنَا الشَّرِيفُ أبو طالب علي بن حيدرة بن جعفر العلوي الحسيني وأبو القاسم [الحسين بن] الحسن بْنِ مُحَمَّدٍ الأَسَدِيُّ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ علي بن أبي العلاء، أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن ابن عُثْمَانَ بْنِ الْقَاسِمِ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ خَيْثَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ حَيْدَرَةَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْمِهْرَانِيُّ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الْقَارِيِّ، عَنْ مُوسَى بْن عُقْبَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي خَيْثَمَةَ، عَنْ جَدَّتِهِ الشِّفَاءِ- وَكَانَتْ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ الأُوَلِ- وَكَانَ عُمَرُ إِذَا دَخَلَ السُّوقَ أَتَاهَا، قَالَ: سَأَلْتُهَا مَنْ أَوَّلُ مَنْ كَتَبَ: «عُمَرُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ» ؟ قَالَتْ [1] : كَتَبَ عُمَرُ إِلَى عَامِلِه عَلَى الْعِرَاقَيْنِ: «أَنِ ابْعَثْ إِلَيَّ بِرَجُلَيْنِ جَلَدَيْنِ نَبِيلَيْن، أَسْأَلُهُمَا عَنْ أَمْرِ النَّاسِ» ، قَالَ: فَبَعَثَ إليه بعديّ بن حاتم، ولبيد ابن رَبِيعَةَ، فَأَنَاخَا رَاحِلَتَيْهِمَا بِفِنَاءِ الْمَسْجِدِ، ثُمَّ دَخَلا الْمَسْجِدَ، فَاسْتَقْبَلا عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ، فَقَالا: اسْتَأْذِنْ لَنَا عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ. فَقُلْتُ: أَنْتُمَا وَاللَّهِ أَصَبْتُمَا اسْمَهُ، وَهُوَ الأَمِيرُ، وَنَحْنُ الْمُؤْمِنُونَ. فَانْطَلَقْتُ حَتَّى دَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. فَقَالَ: لَتَخْرُجَنَّ مِمَّا قُلْتَ أَوْ لأَفْعَلَنَّ! قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، بَعَثَ عَامِلُ الْعِرَاقَيْنِ بعدي بن حاتم ولبيد بن ربيعة، فأناخا رَاحِلَتَيْهِمَا بِفِنَاءِ الْمَسْجِدِ، ثُمَّ اسْتَقْبَلانِي فَقَالا: اسْتَأْذِنْ لَنَا عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَقُلْتُ:
أَنْتُمَا وَاللَّهِ أَصَبْتُمَا، اسْمَهُ هُوَ الأَمِيرُ، وَنَحْنُ الْمُؤْمِنُونَ.
وكان قبل ذَلِكَ يكتب: «من عُمَر خليفة خليفة رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» ، فجرى الكتاب «من عُمَر أمير المؤمنين» من ذَلِكَ اليوم.
وقيل: إن عُمَر قَالَ: إن أبا بَكْر كَانَ يُقال لَهُ «يا خليفة رَسُول اللَّه» ، وَيُقَال لي:
يا خليفة خليفة رَسُول الله، وهذا بطول، أنتم المؤمنون وأنا أميركم.
وقيل. إن المغيرة بْن شُعْبَة قَالَ لَهُ ذَلِكَ، والله أعلم.
سيرته
وأمَّا سيرته فإنه فتح الفتوح ومصر الأمصار، ففتح العراق، والشام، ومصر، والجزيرة، وديار بَكْر، وأرمينية، وأذربيجان، وأرانيه، وبلاد الجبال، وبلاد فارس، وخوزستان وغيرها.
__________
[1] في المطبوعة: «قال» . والسياق يقتضي ما أثبتناه.(3/667)
وَقَدْ اختلف فِي خراسان، فَقَالَ بعضهم: فتحها عُمَر، ثُمَّ انتقضت بعده ففتحها عثمان.
وقيل: إنه لم يفتحها، وَإِنما فتحت أيام عثمان. وهو الصحيح.
وأدر العطاء عَلَى النَّاس، ونزل نفسه بمنزلة الأجير وكآحاد المسلمين فِي بيت المال، ودون الدواوين، ورتب النَّاس عَلَى سابقتهم فِي العطاء والإذن والإكرام، فكان أهل بدر أول النَّاس دخولًا عَلَيْهِ، وكان عَلَى أولهم. وكذلك فعل بالعطاء، وأثبت أسماءهم فِي الديوان عَلَى قربهم من رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فبدأ ببني هاشم، والأقرب فالأقرب.
أَنْبَأَنَا الْقَاسِمُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ إِجَازَةً، أَنْبَأَنَا أَبِي، أَنْبَأَتْنَا فَاطِمَةُ بِنْتُ الْحُسَيْنِ بْنِ الحسن ابن فَضْلُوَيْهِ قَالَتْ: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْخَطِيبِ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحِيرِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ، أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ قَالَ: قَالَ الشَّافِعِيُّ: أخبرنى عمى محمد بن على بن شافع، عن الثقة- أحسبه مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ أَوْ غَيْرُهُ- عَنْ مَوْلًى لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ: بَيْنَا أَنَا مَعَ عُثْمَانَ فِي مَالٍ لَهُ بِالْعَالِيَةِ [1] فِي يَوْمٍ صَائِفٍ، إِذْ رَأَى رَجُلا يَسُوقُ بَكْرَيْنِ [2] ، وَعَلَى الأَرْضِ مِثْلُ الْفِرَاشِ مِنَ الْحَرِّ، فَقَالَ: مَا عَلَى هَذَا لَوْ أَقَامَ بِالْمَدِينَةِ حَتَّى يُبْرِدَ ثُمَّ يَرُوحَ. ثُمَّ دَنَا الرَّجُلُ فَقَالَ:
انْظُرْ مَنْ هَذَا؟ فَنَظَرْتُ فَقُلْتُ: أَرَى رَجُلا مُعْتَمًّا بِرِدَائِهِ، يَسُوقُ بَكْرَيْنِ. ثُمَّ دَنَا الرَّجُلُ فَقَالَ:
انْظُرْ. فَنَظَرْتُ فَإِذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَقُلْتُ: هَذَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ. فَقَامَ عُثْمَانُ فَأَخْرَجَ رَأْسَهُ مِنَ الْبَابِ فَإِذَا نَفْحُ السَّمُومِ، فَأَعَادَ رَأْسَهُ حَتَّى حَاذَاهُ، فَقَالَ: مَا أَخْرَجَكَ هَذِهِ السَّاعَةَ؟ فَقَالَ:
بَكْرَانِ مِنْ إِبِلِ الصَّدَقَةِ تَخَلَّفَا، وَقَدْ مُضِيَ بِإِبِلِ الصَّدَقَةِ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَلْحَقَهُمَا بِالْحُمَّى، وَخَشِيتُ أَنْ يَضِيعَا، فَيَسْأَلَنِي اللَّهُ عَنْهُمَا. فَقَالَ عُثْمَانُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، هَلُمَّ إِلَى الْمَاءِ وَالظِّلِّ وَنَكْفِيكَ.
فَقَالَ: عُدْ إِلَى ظِلِّكَ. فَقُلْتُ: عِنْدَنَا مَنْ يَكْفِيكَ! فَقَالَ: عُدْ إِلَى ظِلِّكَ. فَمَضَى، فَقَالَ عُثْمَانُ:
مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى الْقَوِيِّ الأَمِينِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا! فَعَادَ إِلَيْنَا فَأَلْقَى نَفْسَهُ.
رَوَى السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُصْعَبٍ الْكَلْبِيُّ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ نَافِعٍ الثَّقَفِيُّ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْعَبْسِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ حِينَ الصَّدَقَةِ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَجَلَسَ عُثْمَانُ فِي الظِّلِّ، وقام عليّ على رأسه يملى على مَا يَقُولُ عُمَرُ، وَعُمَرُ قَائِمٌ فِي الشَّمْسِ فِي يَوْمٍ شَدِيدِ الْحَرِّ، عَلَيْهِ بُرْدَتَانِ سَوْدَاوَانِ، مُتَّزِرٌ بِوَاحِدٍ وَقَدْ وَضَعَ الأُخْرَى عَلَى رَأْسِهِ، وهو
__________
[1] العالية: كل ما كان من جهة نجد من المدينة من قراها وعمائرها إلى تهامة العالية، وما كان دون ذلك السافلة.
[2] البكر- بفتح الباء وسكون الكاف-: الفتى من الإبل.(3/668)
يَتَفَقَّدُ إِبِلَ الصَّدَقَةِ، فَيَكْتُبُ أَلْوَانَهَا وَأَسْنَانَهَا. فَقَالَ عَلِيٌّ لِعُثْمَانَ: أَمَا سَمِعْتَ قَوْلَ ابْنَةِ شُعَيْبٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّ خَيْرَ من اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ 28: 26، وَأَشَارَ عَلِيٌّ بِيَدِهِ إِلَى عُمَرَ، فَقَالَ: هَذَا هُوَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ.
أَنْبَأَنَا غَيْرُ وَاحِدٍ إِجَازَةً، عَنْ أَبِي غَالِبِ بْنِ الْبَنَّاءِ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ فَهْدٍ الْعَلافُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ الْمَوْصِلِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْعَوَّامِ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ الضَّبِّيُّ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صُبَيْحٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: مَرَّ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَى الْمَسَاجِدِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، وَفِيهَا الْقَنَادِيلُ، فَقَالَ: نَوَّرَ اللَّهُ عَلَى عُمَرَ قَبْرَهُ كَمَا نَوَّرَ عَلَيْنَا مَسَاجِدَنَا. وروى حَمَّادُ بْن سَلَمَةَ، عَنْ يَحْيَى بْن سَعِيد، عن عبد الله بن عَامِر بن ربيعة، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ إِلَى مَكَّةَ، فَمَا ضَرَبَ فُسْطَاطًا وَلا خِبَاءً حَتَّى رَجَعَ. وَكَانَ إِذَا نَزَلَ يُلْقَى لَهُ كِسَاءٌ أَوْ نِطَعٌ [1] عَلَى الشَّجَرِ، فَيَسْتَظِلُّ بِهِ وَرَوَى مُوسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَرْوَزِيُّ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ:
أَنْفَقَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي حَجَّةٍ حَجَّهَا ثَمَانِينَ دِرْهَمًا مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَّةَ، وَمِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ، قَالَ: ثُمَّ جَعَلَ يَتَأَسَّفُ وَيَضْرِبُ بِيَدِهِ عَلَى الأُخْرَى، وَيَقُولُ: مَا أَخْلَقَنَا أَنْ نَكُونَ قَدْ أَسْرَفْنَا فِي مَالِ اللَّهِ تَعَالَى [2] .
أَنْبَأَنَا [أَبُو] [3] مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ إِذْنًا، أَنْبَأَنَا أَبِي، أَنْبَأَنَا أَبُو غَالِبِ بْنُ الْبَنَّاءِ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو عُمَرَ بن حيويه وأبو بكر بن إسماعيل قالا: أَنْبَأَنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ: أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا، فَإِنَّهُ أَهْوَنُ- أَوْ قَالَ: أَيْسَرُ- لِحِسَابِكُمْ، وَزِنُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُوزَنُوا، وَتَجَهَّزُوا لِلْعَرْضِ الأَكْبَرِ يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفى مِنْكُمْ خافِيَةٌ 69: 18 [4] .
وله فِي سيرته أشياء عجيبة عظيمة، لا يستطيعها إلا من وفقه اللَّه تَعَالى، فرضي الله عنه وأرضاه، بمنه وكرمه.
__________
[1] النطع- بكسر النون، وسكون الطاء، وبفتح فسكون، وبفتحتين، وبكسر ففتح-: بساط من الجلد.
[2] ينظر الطبقات الكبرى لابن سعد: 3/ 1/ 222.
[3] ما بين القوسين سقط من المطبوعة، ينظر 3/ 311، التعليق رقم: 2.
[4] سورة الحاقة، آية: 18.(3/669)
مقتله رَضِي اللَّه عَنْهُ
أَنْبَأَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الشَّافِعِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْعَشَائِرِ مُحَمَّدُ بْنُ خَلِيلٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ خَيْثَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ الْهَاشِمِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ صَعِدَ أُحُدًا وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ، فَرَجَفَ، فَضَرَبَهُ بِرِجْلِهِ وَقَالَ: اثْبُتْ أُحُدُ، فَمَا عَلَيْكَ إِلا نَبِيٌّ وَصِدِّيقٌ وَشَهِيدَانِ [1] . أَنْبَأَنَا الْقَاسِمُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ كِتَابَةً، أَنْبَأَنَا أَبِي، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ طَاوُسٍ، أَنْبَأَنَا طِرَادُ بْنُ مُحَمَّدٍ- وَأَنْبَأَنَا بِهِ عَالِيًا أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، أَنْبَأَنَا طِرَادُ بْن مُحَمَّد إِجَازَةً إِنْ لَمْ يَكُنْ سَمَاعًا، أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيِّ بْنُ صَفْوَانَ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْن هَارُونَ، عَنْ يَحْيَى بْن سَعِيد بْنِ الْمُسَيِّبِ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ لَمَّا نَفَرَ مِنْ مِنًى، أَنَاخَ بِالأَبْطَحِ، ثُمَّ كَوَّمَ كُومَةً مِنَ الْبَطْحَاءِ، فَأَلْقَى عَلَيْهَا طَرْفَ رِدَائِهِ، ثُمَّ اسْتَلْقَى وَرَفَعَ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهمّ، كَبِرَتْ سِنِّي، وَضَعُفَتْ قُوَّتِي، وَانْتَشَرَتْ رَعِيَّتِي، فَاقْبُضْنِي إِلَيْكَ غَيْرَ مُضَيِّعٍ وَلا مُفَرِّطٍ! فَمَا انْسَلَخَ ذُو الْحِجَّةِ حَتَّى طُعِنَ فَمَاتَ [2] .
أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ، أَنْبَأَنَا أَبِي، أَنْبَأَنِي أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ الأَكْفَانِيِّ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ الْكِنَانِيُّ، أَنْبَأَنَا تَمَّامُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ، وَعَقِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ- قَالَ: وَأَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ الأَكْفَانِيِّ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَقِيلِ بْنِ الْكُرَيْزِيِّ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي نَصْرٍ التَّمِيمِيُّ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَنْبَأَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، [عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ] [3] ، قَالَ: حَجَجْتُ مَعَ عُمَرَ آخِرَ حَجَّةٍ حَجَّهَا، فَبَيْنَا نَحْنُ واقفون على جبل عرفة، صرح رجل فقال:
__________
[1] أخرجه البخاري في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن مسدد، عن يزيد بن زريع باسناده: 5/ 14.
[2] هذا الأثر في الطبقات الكبرى لابن سعد: 3/ 1/ 241، 241.
[3] ما بين القوسين زيادة لا بدّ من إثباتها، فسيأتي بعد في أثناء المتن: «قال جبير» ، وقد روى هذا الأثر محمد بن سعد في الطبقات 3/ 1/ 241، وانتهى سنده إلى محمد بن جبير، عن جبير بن مطعم.(3/670)
يَا خَلِيفَةُ. فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ لِهْبٍ- وَهُوَ حىّ من أزد شنوءة يعتافون [1]-: مالك؟ قَطَعَ اللَّهُ لَهْجَتَكَ [2]- وقَالَ عَقِيلٌ: لَهَاتَكَ- وَاللَّهِ لا يَقِفُ عُمَرُ عَلَى هَذَا الْجَبَلِ بَعْدَ هَذَا الْعَامِ أَبَدًا. قَالَ جُبَيْرٌ:
فَوَقَعْتُ بِالرَّجُلِ اللِّهْبِيِّ فَشَتَمْتُهُ، حَتَّى إِذَا كَانَ الْغَدُ وَقَفَ عُمَرُ وَهُوَ يَرْمِي الْجِمَارَ، فَجَاءَتْ عُمَرَ حَصَاةٌ عَائِرَةٌ [3] مِنَ الْحَصَى الَّذِي يَرْمِي بِهِ النَّاسُ، فَوَقَعَتْ فِي رَأْسِهِ، فَفَصَدَتْ [4] عِرْقًا مِنْ رَأْسِهِ، فَقَالَ رَجُلٌ: أَشَعَرَ [5] أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، لا يَقِفُ عُمَرُ عَلَى هَذَا الْمَوْقِفِ أَبَدًا بَعْدَ هَذَا الْعَامِ- قَالَ جُبَيْرٌ: فَذَهَبْتُ أَلْتَفِتُ إِلَى الرَّجُلِ الَّذِي قَالَ ذَلِكَ، فَإِذَا هُوَ اللِّهْبِيُّ، الَّذِي قَالَ لِعُمَرَ عَلَى جَبَلِ عَرَفَةَ مَا قَالَ.
لهب: بكسر اللام، وسكون الهاء.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْفَقِيهُ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي يَعْلَى، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَكْرِيُّ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَالِمِ بْن أَبِي الجعد، عَنْ معدان ابن أَبِي طَلْحَةَ الْيَعْمُرِيِّ قَالَ: خَطَبَ عُمَرُ النَّاسَ، فَقَالَ: رَأَيْتُ كَأَنَّ دِيكًا نَقَرَنِي نَقْرَةً أَوْ نَقْرَتَيْنِ، وَلا أَدْرِي ذَلِكَ إِلا لِحُضُورِ أَجَلِي، فَإِنْ عَجِلَ بِي أَمْرٌ فَإِنَّ الْخِلافَةَ شُورَى فِي هَؤُلاءِ الرَّهْطِ السِّتَّةِ الَّذِينَ تُوُفِّيَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَنْهُمْ رَاضٍ [6] .
وَأَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ، أَنْبَأَنَا أَبُو رُشَيْدٍ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ منصور، أَنْبَأَنَا أَبُو مَسْعُودٍ سُلَيْمَانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَرْدَوَيْهِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن إسحاق، حدّثنا محمد ابن الْجَهْمِ السِّمَّرِيُّ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، أَنْبَاَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ، عن
__________
[1] العيافة: زجر الطير، وهو أن يرى طائرا أو غرابا فيتطير- أي: يتشاء، والعيافة أيضا: التفاؤل بأسماء الطير وأصواتها وبمرها، وهو من عادة العرب كثيرا. وقد تكون العيافة من غير رؤية شيء، ويسمى هذا النوع بالحدس والظن. ومعنى ذلك أن هذا الحي من أزد شنوءة كانوا مشهورين بالعيافة، وكأن هذا الرجل من أزد شنوءة قد تطير بصوت الرجل الّذي صرخ، فحدس هذا الحدس.
[2] اللهجة: اللسان. واللهاة: اللحمة في سقف أقصى الفم.
[3] حصاة عائرة: لا يدرى من رماها.
[4] أي: شقت.
[5] أي: أعلم للقتل، كما تعلم البدنة إذا سيقت للنحر، تطير اللهى بذلك، فحقت طيرته، لأن عمر لما صدر من الحج قتل.
[6] رواه الإمام أحمد من عدة طرق عن قتادة باسناده، ينظر المسند: 1/ 15، 27، 48.(3/671)
عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنِ الصَّقْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: بَكَتِ الْجِنُّ عَلَى عُمَرَ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِثَلاثٍ، فَقَالَتْ [1] :
أَبَعْدَ قَتِيلٍ بِالْمَدِينَةِ أَصْبَحَتْ ... لَهُ الأَرْضُ تَهْتَزُّ الْعِضَاهُ [2] بِأَسْوُقِ
جَزَى اللَّهُ خَيْرًا مِنْ أَمِيرٍ وَبَارَكَتْ ... يَدُ اللَّهِ فِي ذَاكَ الأَدِيمِ الْمُمَزَّقِ
فَمَنْ يَسْعَ أَوْ يَرْكَبْ جَنَاحَيْ نَعَامَةٍ ... لِيُدْرِكَ مَا قَدَّمْتَ بِالأَمْسِ يُسْبَقِ
قَضَيْتَ أُمُورًا ثُمَّ غَاْدَرْتَ بَعْدَهَا ... بَوَائِقَ [3] فِي أَكْمَامِهَا لَمْ تُفَتَّقِ
فَمَا كُنْتُ أَخْشَى أَنْ يَكُونَ مَمَاتُهُ ... بِكَفَّيْ سَبَنْتَى [4] أَخْضَرِ الْعَيْنِ مُطْرَقِ
قِيلَ: إِنَّ هَذِهِ الأَبْيَاتِ لِلشَّمَّاخِ، أَوْ لأَخِيهِ مُزَرِّدٍ.
أَنْبَأَنَا مِسْمَارُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْعُوَيْسِ النِّيَارُ وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ أَبِي صَالِحِ بْنِ فَنَاخِسْرُو وَغَيْرُهُمَا بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَبْلَ أَنْ يُصَابَ بِأَيَّامٍ بِالْمَدِينَةِ، وَقَفَ عَلَى حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ وَعُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ قَالَ: كَيْفَ فَعَلْتُمَا؟ أَتَخَافَانِ أَنْ تَكُونَا قَدْ حَمَّلْتُمَا الأَرْضَ مَا لا تُطِيقُ؟ قَالا: حَمَّلْنَاهَا أَمْرًا هِيَ لَهُ مُطِيقَةٌ، مَا فِيهَا كَبِيرُ فَضْلٍ. قَالَ: انْظُرَا أَنْ تَكُونَا حَمَّلْتُمَا الأَرْضَ مَا لا تُطِيقُ: قَالا: لا. فَقَالَ عُمَرُ: لَئِنْ سَلَّمَنِي اللَّهُ لأَدَعَنَّ أَرَامِلِ أَهْلِ الْعِرَاقِ لا يَحْتَجْنَ إِلَى رَجُلٍ بَعْدِي أَبَدًا- قَالَ: فَمَا أَتَتْ عَلَيْهِ إِلا رَابِعَةٌ حَتَّى أُصِيبَ- قَالَ: إِنِّي لَقَائِمٌ مَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ إِلا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ غَدَاةَ أُصِيبَ، وَكَانَ إِذَا مَرَّ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ قَالَ: اسْتَوُوا، حَتَّى إِذَا لَمْ يَرَ فِيهِنَّ خَلَلا تَقَدَّمَ فَكَبَّرَ، وَرُبَّمَا قَرَأَ بِسُورَةِ «يُوسُفَ» أَوِ «النَّحْلِ» أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ فِي الرَّكْعَةِ الأُولَى، حَتَّى يَجْتَمِعَ النَّاسُ، فَمَا هُوَ إِلا أَنْ كَبَّرَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: قَتَلَنِي- أَوْ: أَكَلَنِي الْكَلْبُ- حِينَ طَعَنَهُ، فَطَارَ الْعِلْجُ بِسِكِّينٍ ذَاتِ طَرَفَيْنِ، لا يَمُرُّ عَلَى أَحَدٍ يَمِينًا وشمالا إلّا طعنه،
__________
[1] ينظر الأبيات في الطبقات الكبرى لابن سعد: 3/ 1/ 241، 272. وقد ذكر ابن قتيبة البيت الثاني في الشعر والشعراء: 1/ 319، ونسبه إلى جزء بن ضرار أخى الشماخ ومزرد. أما البيت الأخير فقد ذكر محمد بن سعد في الطبقات 3/ 1/ 272 عن عفان بن مسلم أنه قاله عاصم الأسدي. وقد ذكر ابن الأثير البيت الثاني في النهاية: 2/ 393، والرابع في:
1/ 160، والخامس في: 2/ 240.
[2] العضاء، جمع عضاهة، وهي أعظم الشجر. وأسوق: جمع ساق. وهذا البيت في اللسان، مادة: سوق. يريد تهتز عظام الشجر من سيقانها. وهذا كناية عن الخطب الشديد.
[3] البوائق: جمع بائقة، وهي الداهية. ورواية النهاية: «بوائج» وهي جمع بائجة، وهي الداهية أيضا.
[4] السبنتى، والسبندى- بفتح السين والباء وسكون النون، وفتح التاء أو الدال-: النمر.(3/672)
حَتَّى طَعَنَ ثَلاثَةَ عَشَرَ رَجُلا مَاتَ مِنْهُمْ سَبْعَةٌ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ طَرَحَ عَلَيْهِ بُرْنُسًا، فَلَمَّا ظَنَّ الْعِلْجُ أَنَّهُ مَأْخُوذٌ نَحَرَ نَفْسَهُ، وَتَنَاوَلَ عُمَرُ يَدَ عَبْدِ الرحمن بن عوف فقدّمه، فمن يَلِي عُمَرَ، فَقَدْ رَأَى الَّذِي أَرَى، وَأَمَّا نَوَاحِي الْمَسْجِدِ فَإِنَّهُمْ لا يَدْرُونَ، غَيْرَ أَنَّهُمْ قَدْ فَقَدُوا صَوْتَ عُمَرَ وَهُمْ يَقُولُونَ: «سُبْحَانَ اللَّهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ» فَصَلَّى بِهِمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ صلاة خفيفة، فلمّا انصرفوا قال: يا بن عَبَّاسٍ، انْظُرْ مَنْ قَتَلَنِي. فَجَالَ سَاعَةً، ثُمَّ جَاءَ الْمَسْجِدَ فَقَالَ: غُلامُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ. قَالَ: الصُّنْعُ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: قَاتَلَهُ اللَّهُ! لَقَدْ أَمَرْتُ بِهِ مَعْرُوفًا! الْحَمْدُ للَّه الَّذِي لَمْ يَجْعَلْ مَنِيَّتِي بِيَدِ رَجُلٍ يَدَّعِي الإِسْلامَ، قَدْ كُنْتَ أَنْتَ وَأَبُوكَ تُحِبَّانِ أَنْ يَكْثُرَ الْعُلُوجُ بِالْمَدِينَةِ- وَكَانَ الْعَبَّاسُ أَكْثَرَهُمْ رَقِيقًا- فَقَالَ: إِنْ شِئْتَ فَعَلْتُ؟ أَيْ: إِنْ شِئْتَ قَتَلْنَا فَقَالَ: كَذَبْتَ! بَعْدَ مَا تَكَلَّمُوا بِلِسَانِكُمْ، وَصَلُّوا قبلتكم وحجّوا حجكم. واحتمل إلى بيته، فَانْطَلَقْنَا مَعَهُ، وَكَأَنَّ النَّاسَ لَمْ تُصِبْهُمْ مُصِيبَةٌ قَبْلَ يَوْمَئِذٍ، فَقَائِلٌ يَقُولُ: لا بَأْسَ وَقَائِلٌ يَقُولُ: أَخَافُ عَلَيْهِ. فَأُتِيَ بِنَبِيذٍ فَشَرِبَهُ، فَخَرَجَ مِنْ جَوْفِهِ. ثُمَّ أُتِيَ بِلَبَنٍ فَشَرِبَهُ، فَخَرَجَ مِنْ جَوْفِهِ. فَعَرَفُوا أَنَّهُ مَيِّتٌ.
فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ وَجَاءَ النَّاسُ يُثْنُونَ عَلَيْهِ، وَجَاءَ غُلامٌ [1] شَابٌّ فَقَالَ: أَبْشِرْ- يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ- بِبُشْرَى اللَّهِ لَكَ، مِنْ صُحْبَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقِدَمٍ فِي الإِسْلامِ مَا قَدْ عَلِمْتَ، ثُمَّ وُلِّيتَ فَعَدَلْتَ، ثُمَّ شَهَادَةٍ. قَالَ: وَدِدْتُ أَنَّ ذَلِكَ كَفَافًا، لا عَلَيَّ وَلا لي. فلمّا أدبرا إِذَا إِزَارُهُ يَمَسُّ الأَرْضَ، قَالَ: رُدُّوا عَلَيَّ الغلام، قال: يا بن أَخِي، ارْفَعْ ثَوْبَكَ فَإِنَّهُ أَنْقَى لِثَوْبِكَ، وَأَتْقَى لربك، يا عبد الله ابن عُمَرَ، انْظُرْ مَا عَلَيَّ مِنَ الدَّيْنِ فَحَسَبُوهُ فَوَجَدُوهُ سِتَّةً وَثَماِنيَن أَلْفًا أَوْ نَحْوَهُ- قَالَ: إِنْ وَفَّى لَهُ مَالَ آلِ عُمَرَ فَأَدِّهِ [2] مِنْ أَمْوَالِهِمْ، وَإِلا فَسَلْ فِي بَنِي عَدِيٍّ، فَإِنْ لَم تَفِ أَمْوَالُهُمْ فَسَلْ فِي قُرَيْشٍ، وَلا تَعَدَّهُمْ إِلَى غَيْرِهِمْ، فَأَدِّ عَنِّي هَذَا الْمَالَ، وَانْطَلِقْ إِلَى عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ فَقُلْ لَهَا: يَقْرَأُ عَلَيْكِ عُمَرُ السَّلامَ- وَلا تَقُلْ «أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ» فَإِنِّي لَسْتُ الْيَوْمَ لِلْمُؤْمِنِينَ أَمِيرًا- وقل: يستأذن عمر ابن الْخَطَّابِ أَنْ يُدْفَنَ مَعَ صَاحِبَيْهِ. فَسَلَّمَ وَاسْتَأْذَنَ، ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهَا فَوَجَدَهَا قَاعِدَةً تَبْكِي، فَقَالَ: يَقْرَأُ عَلَيْكِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ السَّلامَ، وَيَسْتَأْذِنُ أَنْ يُدْفَنَ مَعَ صَاحِبَيْهِ. فَقَالَتْ: كُنْتُ أُرِيدُهُ لِنَفْسِي، وَلأُوثِرَنَّ بِهِ الْيَوْمَ عَلَى نَفْسِي. فَلَمَّا أَقْبَلَ قِيلَ: هَذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ قَدْ جَاءَ.
قَالَ: ارْفَعُونِي. فَأَسْنَدَهُ رَجُلٌ إِلَيْه، فَقَالَ: مَا لَدَيْكَ؟ قَالَ. الَّذِي تُحِبُّ، قَدْ أَذِنْتَ.
قَالَ: الْحَمْدُ للَّه، مَا كَانَ شَيْءٌ أَهَمَّ إِلَيَّ مِنْ ذَلِكَ، فَإِذَا أَنَا قُبِضْتُ فاحملوني، ثم سلّم فقل:
__________
[1] في الصحيح: «وجاء رجل شاب» .
[2] في المطبوعة: «فادوه» . والمثبت عن الصحيح.(3/673)
يَسْتَأْذِنُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَإِنْ أَذِنَتْ فَأَدْخِلُونِي، وَإِنْ رَدَّتْنِي رُدُّونِي إِلَى مَقَابِرِ الْمُسْلِمِينَ.
وَجَاءَتْ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ حَفْصَةُ، وَالنِّسَاءُ تَسِيرُ مَعَهَا، فَلَمَّا رَأَيْنَاهَا قُمْنَا، فَوَلَجَتْ عَلَيْهِ فَبَكَتْ عِنْدَهُ سَاعَةً، وَاسْتَأْذَنَ الرِّجَالُ، فَوَلَجَتْ دَاخِلا لَهُمْ، فَسَمِعْنَا بُكَاءَهَا مِنَ الدَّاخِلِ، فَقَالُوا: أَوْصِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، اسْتَخْلِفْ. قَالَ: مَا أَجِدُ أَحَقَّ بِهَذَا الأَمْرِ من هؤلاء النفر- أو: الرهط- الذين توفي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم وهو عنهم راض. فسمّى: عليّا، وعثمان، والزّبير، طلحة، وسعدا، وعبد الرحمن ابن عَوْفٍ، وَقَالَ: يَشْهَدُكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، وَلَيْسَ لَهُ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ كَهَيْئَةِ التَّعْزِيَةِ [له] [1]- فَإِذَا أَصَابَتِ الإِمْرَةُ سَعْدًا فَهُوَ ذَاكَ، وَإِلا فَلْيَسْتَعِنْ بِهِ أَيُّكُمْ مَا أُمِّرَ، فَإِنِّي لَمْ أَعْزِلْهُ مِنْ عَجْزٍ وَلا خِيَانَةٍ ... وَذَكَرَ الْحَدِيثَ [2] وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي تَرْجَمَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ [3] .
وَرَوَى سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ عُمَرَ قَالَ لابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ: خُذْ رَأْسِي عَنِ الْوِسَادَةِ فَضَعْهُ فِي التُّرَابِ، لَعَلَّ اللَّهَ يَرْحَمُنِي! وَوَيْلٌ لِي وَوَيْلٌ لأُمِّي إِنْ لَمْ يَرْحَمْنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ! فَإِذَا أَنَا مُتُّ فَأَغْمِضْ عَيْنِي، وَاقْصِدُوا فِي كَفَنِي، فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ لِي عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ أَبْدَلَنِي مَا هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ، وَإِنْ كُنْتُ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ سَلَبَنِي فَأَسْرَعَ سَلْبِي، وَأَنْشَدَ:
ظَلُومٌ لِنَفْسِي غَيْرَ أَنِّي مُسْلِمٌ ... أُصَلِّي الصَّلاةَ كُلَّهَا وَأَصُومُ [4]
أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَبِي، أَنْبَأَتْنَا أُمُّ الْمُجْتَبَى الْعَلَوِيَّةُ، قَالَتْ: قَرَأَ عَلَيَّ إِبْرَاهِيمُ بن منصور، أخبرنا أبو محمد بن المقري، أَنْبَأَنَا أَبُو يَعْلَى، أَنْبَأَنَا أَبُو عَبَّادٍ قَطَنُ بْنُ نُسَيْرٍ الْغُبَرِيُّ [5] ، أَنْبَأَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ قَالَ: كَانَ أَبُو لُؤْلُؤَةَ عَبْدًا لِلْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، وَكَانَ يَصْنَعُ الأَرْحَاءَ [6] وَكَانَ الْمُغِيرَةُ يَسْتَغِلُّهُ كُلَّ يَوْمٍ أَرْبَعَةَ دَرَاهِمَ، فَلَقِيَ أَبُو لُؤْلُؤَةَ عُمَرَ فَقَالَ:
يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ الْمُغِيرَةَ قَدْ أَثْقَلَ عَلَيَّ غَلَّتِي [7] ، فَكَلِّمْهُ يُخَفِّفْ عَنِّي. فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: اتَّقِ اللَّهَ، وَأَحْسِنْ إِلَى مَوْلاكَ- وَمِنْ نيّة عمر أن يلقى المغيرة فيكلمه يخفف عنه، فغضب العبد وقال:
__________
[1] ما بين القوسين عن الصحيح.
[2] صحيح البخاري، كتاب المناقب، فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب عثمان بن عفان رضى الله عنه:
5/ 19/ 21.
[3] ينظر: 3/ 592، 593.
[4] الاستيعاب: 3/ 1157.
[5] في المطبوعة: «قطن بن بشير العنزي» . والصواب ما أثبتناه عن التهذيب 8/ 382، وينظر المشبه: 82/ 476.
[6] الأرحاء: جمع رحى، وهي التي يطحن بها.
[7] الغلة: الدخل من إيجار دار، أو كراء غلام.(3/674)
وَسِعَ النَّاسَ كُلَّهُمْ عَدْلُهُ غَيْرِي. فَأَضْمَرَ عَلَى قَتْلِهِ، فَاصْطَنَعَ لَهُ خِنْجَرًا لَهُ رَأْسَانِ، وَشَحَذَهُ وَسَمَّهُ، ثُمَّ أَتَى بِهِ الْهُرْمُزَانَ فَقَالَ: كَيْفَ تَرَى هَذَا؟ قَالَ: أَرَى، أَنَّكَ لا تَضْرِبُ به أَحَدًا إِلا قَتَلْتَهُ.
قَالَ: فَتَحَيَّنَ أَبُو لُؤْلُؤَةَ عُمَرَ، فَجَاءَهُ فِي صَلاةِ الْغَدَاةِ حَتَّى قَامَ وَرَاءَ عُمَرَ- وَكَانَ عُمَرُ إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلاةُ يَقُولُ: «أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ» ، فَقَالَ كَمَا كَانَ يَقُولُ، فلما كبّر ووجأه [1] أَبُو لُؤْلُؤَةَ فِي كَتِفِهِ، وَوَجَأَهُ فِي خَاصِرَتِهِ، وَقِيلَ: ضَرَبَهُ سِتَّ ضَرَبَاتٍ، فَسَقَطَ عُمَرُ، وَطَعَنَ بخنجره ثلاثة عشرة رَجُلا، فَهَلَكَ مِنْهُمْ سَبْعَةٌ وَأَفْرَقَ [2] مِنْهُمْ سِتَّةً، وَحُمِلَ عُمَرُ فَذَهَبَ بِهِ. وَقِيلَ: إِنَّ عُمَرَ قال لأبى لؤلؤة: ألا تصنع لنا رحى؟ قال: بلى، أصنع لك رحى يَتَحَدَّثُ بِهَا أَهْلُ الأَمْصَارِ. فَفَزِعَ عُمَرُ مِنْ كَلِمَتِهِ، وَعَلِيٌّ مَعَهُ، فَقَالَ عَلِيٌّ: إِنَّهُ يَتَوَعَّدُكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ.
قَالَ: وَأَنْبَأَنَا أَبِي، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ حَيُّوَيْهِ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَعْرُوفٍ، أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ [3] بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، أَنْبَأَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ بْنِ يُونُسَ، عَنْ كَثِيرٍ النَّوَّاءِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: كُنْتُ مَعَ عَلِيٍّ فَسَمِعْنَا الصَّيْحَةَ عَلَى عُمَرَ، قَالَ:
فَقَامَ وَقُمْتُ مَعَهُ، حَتَّى دَخَلْنَا عَلَيْهِ الْبَيْتَ الَّذِي هُوَ فِيهِ فَقَالَ: مَا هَذَا الصَّوْتُ؟ فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَةٌ:
سَقَاهُ الطَّبِيبُ نَبِيذًا فَخَرَجَ، وَسَقَاهُ لَبَنًا فَخَرَجَ، وَقَالَ: لا أَرَى أَنْ تُمْسِيَ فَمَا كُنْتَ فاعلا فافعل. فقالت أم كلثوم: وا عمراه! وَكَانَ مَعَهَا نِسْوَةٌ فَبَكَيْنَ مَعَهَا، وَارْتَجَّ الْبَيْتُ بُكَاءً، فَقَالَ عُمَرُ: وَاللَّهِ لَوْ أَنَّ لِي مَا عَلَى الأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ لافْتَدَيْتُ بِهِ مِنْ هَوْلِ الْمَطْلَعِ. فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ:
وَاللَّهِ إِنِّي لأَرْجُو أَنْ لا تَرَاهَا إِلا مِقْدَارَ مَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها 19: 71 [4] ، إِنْ كُنْتَ- مَا عَلِمْنَا- لأَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَأَمِينَ الْمُؤْمِنِينَ، وَسَيِّدَ الْمُؤْمِنِينَ، تَقْضِي بِكِتَابِ اللَّهِ، وَتُقْسِمُ بِالسَّوِيَّةِ.
فَأَعْجَبَهُ قَوْلِي، فَاسْتَوَى جَالِسًا فَقَالَ: أَتَشْهَدُ لي بهذا يا ابن عَبَّاسٍ؟ قَالَ: فَكَفَفْتُ، فَضَرَبَ عَلَى كَتِفِي فَقَالَ: اشهد [5] . فقلت: نعم، أنا أشهد [6] .
__________
[1] وجأه: ضربه.
[2] أي نجا: وبريء.
[3] في المطبوعة: «الحسن بن محمد» . وصوابه الحسين، وقد مضى هذا السند مرارا، وللحسين بن محمد ترجمة في العدة للذهبى 2/ 83، وفي العبر: «الحسين بن محمد بن فهم» ، والصواب «فهم» بالقاف، ينظر المشتبه للذهبى: 511.
[4] سورة مريم، آية: 71.
[5] في الطبقات الكبرى لابن سعد: أشهد لي بهذا يا بن عباس؟
[6] الطبقات الكبرى: 3/ 1/ 255.(3/675)
وَلَمَّا قَضَى عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، صَلَّى عَلَيْهِ صُهَيْبٌ، وَكَبَّرَ عَلَيْهِ أربعًا.
أَنْبَأَنَا عَبْدُ الوهاب بن هبة الله بن أبي حبة بإسناده عن عبد الله بن أحمد قال: حَدَّثَنِي أَبِي، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَنْبَأَنَا عُمَرُ [1] بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ: أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: وُضِعَ عُمَرُ عَلَى سَرِيرِهِ، فَتَكَنَّفَهُ النَّاسُ يَدْعُونَ وَيُصَلُّونَ قَبْلَ أَنْ يُرْفَعَ، وَأَنَا فِيهِمْ، فَلَمْ يَرُعْنِي، إِلا رَجُلٌ قَدْ أَخَذَ بِمَنْكِبِي مِنْ وَرَائِي، فَالْتَفَتُّ فَإِذَا هو على ابن أَبِي طَالِبٍ، فَتَرَحَّمَ عَلَى عُمَرَ وَقَالَ: مَا خَلَّفْتُ أَحَدًا أَحَبَّ إِلَيَّ أَلْقَى اللَّهَ بِمِثْلِ عَمَلِهِ مِنْكَ [وَأَيْمُ اللَّهِ، إِنْ كُنْتُ لأَظُنُّ لَيَجْعَلَنَّكَ اللَّهَ مَعَ صَاحِبَيْكَ، وَذَلِكَ [2]] أَنِّي كُنْتُ أُكْثِرُ أَنْ أَسْمَعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ذَهَبْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَدَخَلْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَخَرَجْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ. وَإِنْ كُنْتُ أَظُنُّ لَيَجْعَلَنَّكَ اللَّهُ مَعَهُمَا [3] . ولما توفي عُمَر صلي عَلَيْهِ فِي المسجد، وحمل عَلَى سرير رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، غسّله ابنه عَبْد اللَّه، ونزل فِي قبره ابنه عَبْد اللَّه، وعثمان بْن عفان، وسعيد بْن زَيْد، وعبد الرَّحْمَن بْن عوف.
روى أَبُو بَكْر بْن إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْن سعد [عَنْ أَبِيهِ] [4] أَنَّهُ قَالَ: طعن عُمَر يَوْم الأربعاء لأربع ليال بقين من ذي الحجة، سنة ثلاث وعشرين، ودفن يَوْم الأحد [صباح] [4] هلال المحرم سنة أربع وعشرين، وكانت خلافته عشر سنين، وخمسة أشهر، وأحدًا وعشرين يومًا وقَالَ عثمان بْن مُحَمَّد الأخنسي [5] : هَذَا وهم، توفي عُمَر لأربع ليال بقين من ذي الحجة، وبويع عثمان يَوْم الأثنين لليلة بقيت من ذي الحجة.
وقَالَ ابْنُ قُتَيْبَة: ضربه أَبُو لؤلؤة يَوْم الأثنين لأربع بقين من ذي الحجة، ومكث ثلاثًا، وتوفي، فصلى عَلَيْهِ صهيب، وقبر مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم وأبى بكر [6] .
__________
[1] في المطبوعة: «أنبأنا على بن سعيد» ، وهو خطأ، والصواب عن المسند، والبخاري، ومسلم، وينظر ترجمته في التهذيب: 7/ 453.
[2] ما بين القوسين سقط من المطبوعة، أثبتناه عن المسند.
[3] مسند الإمام أحمد: 1/ 112. والحديث رواه البخاري في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب عمر ابن الخطاب رضى الله عنه: 5/ 14، عن عبدان، عن عبد الله بن المبارك بإسناده. ومسلم في كتاب فضائل الصحابة، عن سعيد ابن عمرو الأشعثي وغيره، عن ابن المبارك بإسناده، ينظر مسلم: 7/ 111، 118.
[4] ما بين القوسين عن الطبقات الكبرى لابن سعد: 3/ 1/ 265.
[5] في المطبوعة: «الأحمسي» مكان الأخنسي، وعثمان بن محمد الأخنسي له ترجمة في التهذيب: 7/ 152، وهذا الأثر في الطبقات الكبرى: 3/ 1/ 265.
[6] ينظر المعارف لابن قتيبة: 183، 184(3/676)
وكانت خلافته عشر سنين، وستة أشهر، وخمس ليال، وتوفي وهو ابْنُ ثلاث وستين سنة، وقيل: كَانَ عمره خمسًا وخمسين سنة، والأول أصح ما قيل فِي عُمَر:
أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي عَلِيٍّ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ يوحن بْنِ أتَوَيْهِ بْنِ النُّعْمَانِ الْبَاوَرْدِيُّ قَالا:
حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبِيلِيُّ الأَصْبَهَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم أحمد بن منصور الخليلي الْبَلْخِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْخُزَاعِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْهَيْثَمُ بْنُ كُلَيْبِ بْنِ شُرَيْحِ بْنِ مَعْقِلٍ الشَّاشِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَامِرِ [1] بْنِ ابن سَعْدٍ، عَنْ جَرِيرٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ أَنَّهُ سَمِعَهُ يَخْطُبُ قَالَ: مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً، وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَأَنا ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً [2] .
وقَالَ قَتَادَة: طعن عُمَر يَوْم الأربعاء، ومات يَوْم الخميس.
وكان عُمَر أعسر يسر: يعمل بيديه. وكان أصلع طويلًا، قَدْ فرع [3] النَّاس، كأنه عَلَى دابة.
قَالَ الواقدي: كَانَ عُمَر أبيض أمهق [4] ، تعلوه حمرة، يصفر لحيته، وَإِنما تغير لونه عام الرمادة [5] لأنَّه أكثر أكل الزيت، لأنَّه حرم عَلَى نفسه السمن واللبن حتَّى يخصب النَّاس فتغير لونه.
وقَالَ سماك: كَانَ عُمَر أروح كأنه راكب، وكأنه من رجال بنى سدوس. والأروح: الّذي يتدانى قدماه إِذَا مشى.
وقَالَ زر بْن حبيش: كَانَ عُمَر أعسر يسر، آدم.
وقَالَ الواقدي: لا يعرف عندنا أن عُمَر كَانَ آدم إلا أن يكون رآه عام الرمادة.
__________
[1] في المطبوعة: «عباس بن سعد» . وهو خطأ، والصواب عن الترمذي، ومسند الإمام أحمد، وينظر ترجمته في التهذيب 5/ 64.
[2] أخرجه الترمذي في أبواب المناقب، ينظر تحفة الأحوذي، الحديث 3733، 10/ 136، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وأخرجه أحمد في مسند معاوية: 4/ 97، 100، ولفظ المسند في الرواية الأولى: «وأنا اليوم ابن ثلاث وستين» . وقال الحافظ أبو العلى في تحفة الأحوذي في تفسير ذلك: «أي: أنا متوقع ابن أموت في هذا: السن موافقة لهم، قال ميرك: تمنى، لكن لم ينل مطلوبة، بل مات، وهو قريب من ثمانين» .
[3] أي: علاهم.
[4] الأمهق: الأبيض لا يخالطه حمرة. ولكن قد وصف بعد بأنه تعلوه حمرة، فلعله يعنى أن لم يكن شديد البياض، وهو يكره في المرء
[5] كان ذلك في السنة السابعة عشرة من الهجرة، قحط الناس بالحجاز. ينظر العبر للذهبى: 1/ 20.(3/677)
قَالَ أَبُو عمر: وصفه زر بْن حبيش وغيره أَنَّهُ كَانَ آدم شديد الآدمة، وهو الأكثر عند أهل العلم [1] .
وقَالَ أنس: كَانَ عُمَر يخضب بالحناء بحتًا [2] .
وهو أول من اتخذ الدرة، وأول من جمع النَّاس عَلَى قيام رمضان، وهو أول من سمي «أمير المؤمنين» وأكثر الشعراء مراثيه، فمن ذَلِكَ قول حسان بْن ثابت الْأَنْصَارِيّ.
ثلاثة برزوا بفضلهم ... نضرهم ربهم إِذَا نشروا
فليس من مؤمن لَهُ بصر ... ينكر تفضيلهم إِذَا ذكروا
عاشوا بلا فرقة ثلاثتهم ... واجتمعوا فِي الممات إذ قبروا
وقالت عاتكة بِنْت زَيْد بْن عَمْرو بْن نفيل، وكانت زوج عُمَر بْن الخطاب:
عين جودي بعبرة ونحيب ... لا تملي عَلَى الإمام النّجيب
فجعتني المنون بالفارس المعلم ... يَوْم الهياج والتلبيب
عصمة النَّاس والمعين عَلَى الدهر ... وغيث المنتاب والمحروب
رزاح: بفتح الراء، والزاى.
3825- عمر بن سالم الخزاعي
(د ع) عُمَر بْن سالم الخزاعي. وقيل: عَمْرو. وهو وافد خزاعة إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
روى الحكم بْن عتيبة، عَنْ مقسم، عَنِ ابْنِ عَبَّاس: أن عُمَر بْن سالم الخزاعي أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم فأنشده:
لاهمّ إني ناشد محمدا ... حلف أبينا وأبيه الأتلدا
وذكر الأبيات، ونذكرها فِي عَمْرو بْن سالم، إن شاء الله تعالى.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم، وقَالَ أَبُو نعيم: أخرجه بعض المتأخرين وقَالَ: «وقيل: عَمْرو وافد خزاعة، قَالَ: ولم يختلف فِيهِ أَنَّهُ «عَمْرو بْن سالم» .
قلت: قول أَبِي نعيم صحيح، وقول ابْنُ مندة وهم وتصحيف، والله أعلم.
__________
[1] الاستيعاب: 3/ 1146.
[2] الاستيعاب: 3/ 1184.(3/678)
3826- عمر بن سراقة القرشي
(ب) عُمَر بْن سراقة بْن المعتمر بْن أنس الْقُرَشِيّ العدوي [1] .
شهد بدرًا هُوَ وأخوه عَبْد اللَّهِ بْن سراقة، وقَالَ مصعب فِيهِ: عَمْرو بْن سراقة [2] .
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر [3] .
قلت: وَقَدْ سماه ابْنُ إِسْحَاق من عدة طرق عَنْهُ «عمرًا» وغيره، وهو الصحيح، وهناك أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
3827- عمر بن سعد الأنماري، أبو كبشة
(ب د ع) عُمَر بْن سعد الأنماري، أَبُو كبشة. يعد فِي الشاميين، مختلف فِي اسمه، فقيل: عُمَر بْن سعد، وقيل: سعد بْن عُمَر، وقيل: عَمْرو بْن سعد. ونذكره إن شاء اللَّه تَعَالى فِي مواضعه أكثر من هذا.
أخرجه الثلاثة [4] .
3828- عمر بن سعد السلمي
(د س) عُمَر بْن سعد السلمي.
ذكره مطين فِي الوحدان، فِيهِ نظر، قاله أبَوْ نعيم:
أَنْبَأَنَا أَبُو مُوسَى الْحَافِظُ إِذْنًا، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ، أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا الْحَضْرَمِيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى الأُمَوِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: سَمِعْتُ زِيَادَ بْنَ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ السُّلَمِيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ:
حَدَّثَنِي أَبِي وَجَدِّي- وَكَانَا قَدْ شَهِدَا خَيْبَرَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالا: صَلَّى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الظُّهْرَ، ثُمَّ جَلَسَ إِلَى ظِلِّ شَجَرَةٍ، فَذَكَرَ قِصَّةَ الدِّيَةِ [5] .
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ وَأَبُو مُوسَى.
__________
[1] في المطبوعة: «العذري» مكان «العدوي» ، وهو خطأ، وصوابه العدوي، وهو «أنس بْن أذاة بْن رياح بْن عَبْد اللَّهِ بْن قرط بْن رزاح بْن عدي بن كعب» ، ينظر كتاب نسب قريش: 366، 367.
[2] كتاب نسب قريش: 367.
[3] الاستيعاب، الترجمة 1879: 3- 1159.
[4] الاستيعاب، الترجمة 1880: 3- 1159.
[5] قال الحافظ في الإصابة، الترجمة 6828- 3- 171: «والصواب ضميرة بن سعد، كذا أخرجه أبو داود في السنن مع الصواب بهذا السند والمتن» . هذا وينظر ترجمة «ضميرة بن سعد» ، الترجمة رقم 2585: 3/ 64، وترجمة «ضمرة بن سعد» الترجمة رقم 2572: 3- 59. وترجمة «سعد بن ضميرة» وهو رقم 2009: 2/ 355. وسيرة ابن هشام: 2/ 627، ومسند الإمام أحمد: 5/ 112، 6/ 10.(3/679)
3829- عمر بن سفيان القرشي
(ب) عُمَر بْن سُفْيَان بْن عَبْد الأسد بْن هلال بن عبد الله بن عمر بْن مخزوم الْقُرَشِيّ المخزومي، أخو الأسود بْن سفيان، وهو ابْنُ أخي أَبِي سَلَمة بْن عَبْد الأسد.
كَانَ ممن هاجر إِلَى أرض الحبشة.
أخرجه أبو عمر مختصرا [1] .
3830- عمر بن أبى سلمة القرشي
(ب د ع) عُمَر بْن أَبِي سَلَمة بْن عَبْد الأسد الْقُرَشِيّ المخزومي، ربيب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لأن أمه أم سلمة زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
تقدم ذكره [2] قبل هَذِهِ الترجمة عند ذكر أَبِيهِ عَبْد اللَّه بْن عبد الأسد، يكنى أبا حَفْص.
ولد فِي السنة الثانية من الهجرة بأرض الحبشة، وقيل: إنه كَانَ لَهُ يَوْم قبض النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تسع سنين، وكان يَوْم الخندق هُوَ وابن الزُّبَيْر فِي أطم حسان بْن ثابت الْأَنْصَارِيّ. وشهد مَعَ عليّ الجمل، واستعمله عَلَى البحرين، وعلى فارس. وتوفي بالمدينة أيام عَبْد الملك بْن مروان، سنة ثلاث وثمانين.
روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحاديث. روى عَنْهُ سَعِيد بْن المسيب، وَأَبُو أمامة بْنُ سهل بْن حنيف، وعروة بْن الزُّبَيْر.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ وَغَيْرُهُ قَالُوا بِإِسْنَادِهِمْ عَنْ أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ ابن الصَّبَّاحِ الْهَاشِمِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ: أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ طَعَامٌ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ، ادْنُ فَسَمِّ اللَّهَ، وَكُلْ بِيَمِينِكَ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ [3] . أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
3831- عمر بن عامر السلمي
(د ع) عُمَر بْن عَامِر السلمي.
سَأَلَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، روى عنه سَلَمة أَبُو عَبْد الحميد:
رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَلامٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْوَرْدِ، حدثنا أبى، حدّثنا عدي بن الفضل،
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 1881: 3/ 1159. وينظر كتاب نسب قريش: 338، فقد ذكر مصعب الزبيري، هجرته إلى أرض الحبشة.
[2] ينظر: 3/ 296.
[3] تحفة الأحوذي، أبواب الأطعمة، باب «ما جاء في التسمية على الطعام» الحديث 1918: 5/ 590، 591.(3/680)
عَنْ عثمان البتي، عَنْ عبد الحميد بْن سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَامِرٍ السلمي: أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة، فقال: إذا صليت الصبح فَأَمْسِكْ عَنِ الصَّلاةِ حتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فَإِنَّهَا تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ [1] ، فَإِذَا انْتَصَبَتْ وَارْتَفَعَتْ فَصَلِّ، فَإِنَّ الصَّلاةَ مَشْهُودَةٌ مَقْبُولَةٌ، حَتَّى يَنْتَصِفَ النَّهَارُ وَتَكُونَ الشَّمْسُ قَدْرَ رَأْسِكَ [2] قِيدَ رُمْحٍ، وَإِذا زَالَتِ الشَّمْسُ فَصَلِّ، فَإِنَّ الصَّلاةَ مَشْهُودَةٌ مَقْبُولَةٌ، حَتَّى تُصَلِّيَ الْعَصْرَ وَتُصَفِّرَ الشَّمْسُ، فَأَمْسِكْ عَنِ الصَّلاةِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، فَإِنَّهَا تَغْرُبُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ، فَإِذَا غَرَبَتْ فَصَلِّ، فَإِنَّ الصَّلاةَ مَشْهُودَةٌ مَقْبُولَةٌ.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم، قَالَ أَبُو نعيم: ذكره بعض المتأخرين، فأخرج هَذَا الحديث بعينه، من حديث يَحيى بْن الورد، وهم فِيهِ، وَإِنما هُوَ عَمْرو بْن عبسة [3] السلمي، والحديث مشهور من حديث عَمْرو بْن عبسة [3] ، رَوَاهُ عَنْهُ أَبُو أمامة الباهلي، وَأَبُو إدريس الخولاني وغيرهما. قَالَ أَبُو نعيم: أنبأنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر الدينَوَريّ القاضي- فيما كتب إليَّ- حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن المهاجر، حَدَّثَنَا يَحيى بْن ورد بْن عَبْد اللَّه، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ عدي بْن الفضل، عَنْ عثمان البتي، عَنْ عبد الحميد بْن سلمة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرو بْن عبسة [3] السلمي أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عَنِ الصلاة، فَقَالَ: إِذَا صليت الصبح ... وذكر الحديث.
3832- عمر بن عبد الله بن أبى زكريا
(د ع) عُمَر بْن عُبَيْد اللَّه بْن أَبِي زكريا.
ذكر فِي الصحابة، ولا يصح. روى حديثه أَبُو ضمرة أنس بْن عياض، عَنِ الحارث بْن أَبِي ذباب، عَنْهُ أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سها فِي المغرب.
أخرجه ابن مندة وأبو نعيم [4] .
3833- عمر بن عكرمة بن أبى جهل
(د ع) عُمَر بْن عكرمة بْن أَبِي جهل بْن هشام المخزومي، قتل باليرموك، وَيُقَال: بأجنادين.
__________
[1] في النهاية: أي ناحيتي رأسه وجانبيه. وقيل: بين قرنيه، بين أمتيه الأولين والآخرين. وكل هذا تمثيل لمن يسجد للشمس عند طلوعها، فكأن الشيطان سول له ذلك، فإذا سجد لها كان الشيطان مقترن بها.
[2] القيد- بكسر القاف-: القدر.
[3] في المطبوعة: «عنبسة» . وهو خطأ، وستأتي ترجمة عمرو بن عبسة. والحديث رواه الإمام أحمد في مسند «عمرو بن عبسة» : 4/ 111، 385.
[4] الاستيعاب، الترجمة 1883: 3/ 1160.(3/681)
3834- عمر بن عمرو الليثي
(د ع) عُمَر بْن عَمْرو الليثي، وقيل: عُبَيْد بْن عَمْرو.
وقَالَ أَبُو نعيم: حديثه عند قُرَّة بْن خَالِد، عَنْ سهل بْن عليّ النميري قَالَ: لما كَانَ يَوْم الفتح كَانَ عند عُمَر بْن عَمْرو الليثي خمس نسوة، فأمره النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يطلق إحداهن.
رَوَاهُ عَبْد الوهاب بْن عطاء، عَنْ قُرَّة بْن خَالِد فَقَالَ: «عَنْ عُبَيْد بْن عُمَر» .
وأخرجه ابْنُ منده وَأَبُو نعيم.
3835- عمر بن عمير الأنصاري
(ب) عُمَر بْن عمير بْن عدي بْن نابي الْأَنْصَارِيّ السلمي، هُوَ ابْنُ عم ثعلبة بْن عنمة بْن عدي بْن نابي، وابن عم عبس بْن عَامِر بْن عدي.
شهد مشاهد مَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخرجه أبو عمر مختصرا.
3836- عمر بن عوف النخعي
(د ع) عُمَر بْن عوف النخعي- وقيل: عَمْرو.
ذكره مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل فِي الصحابة، قاله ابْنُ منده.
روى مَالِك بْن يخامر [1] عَنِ ابْنِ السعدي: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لا تنقطع الهجرة ما دام الكفار يقاتلون. فَقَالَ معاوية بْن أَبِي سُفْيَان، وعمر [2] بْنُ عوف النخعي، وعبد اللَّه بْن عَمْرو بْن العاص أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: الهجرة هجرتان: إحداهما أن يهجر السيئات، والأخرى أن يهاجر إِلَى اللَّه ورسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أَخْرَجَهُ الثلاثة، وقَالَ أَبُو نعيم: ذكره بعض المتأخرين فِي الصحابة، وزعم أن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل ذكره فِي الصحابة فيمن اسمه عُمَر، وفيما ذكره نظر: وروى أَبُو نعيم الحديث الَّذِي ذكره ابْنُ منده وَأَبُو عُمَر فِي الهجرة، فَقَالَ: «وقَالَ معاوية، وعبد الرَّحْمَن بْن عوف، وعبد اللَّه بْن عَمْرو» . ولم يذكر «عُمَر بْن عوف» ، وهذا لا مطعن عَلَى ابْنُ منده فِيهِ، فإن أبا عُمَر قَدْ ذكره كذلك، ولا شك أن بعض الرواة ذكره فيهم، وبعضهم لم يذكره، والله أعلم.
__________
[1] في المطبوعة: «مالك بن عامر» والمثبت عن الاستيعاب، وفي التهذيب 10/ 24: «مالك بن يخامر ... ويقال: ابن اخامر- السكسى الألهاني، يقال: لَهُ صحبة. روى عَنْ معاذ بْن جبل، وعبد الرَّحْمَن بْن عوف، وعبد اللَّه بْن السعدي، ومعاوية» .
[2] في المطبوعة ومخطوطة دار الكتب «111» مصطلح حديث: «وعمرو» . والصواب ما أثبتناه.(3/682)
3837- عمر بن غزية
(د ع) عُمَر بْن غزية. أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبايعه رَوَى مُحَمَّد بْن السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَتَى عُمَرُ بْنُ غَزِيَّةَ النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رَسُولَ اللَّهِ، بَايَعْتُ امْرَأَةً بِتَمْرٍ، فَوَعَدْتُهَا الْبَيْتَ، فَلَمَّا خَلَوْتُ بِهَا نِلْتُ مِنْهَا مَا دُونَ الْفَرْجِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ثُمَّ مَهْ؟ قَالَ: ثُمَّ اغْتَسَلْتُ وَصَلَّيْتُ، فأنزل الله تعالى: أَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ 11: 114 [1] ، فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا خَاصٌّ لِهَذَا أَمْ لِلنَّاسِ عَامَّةً؟ فَقَالَ: لِلنَّاسِ عَامَّةً. أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو نعيم: هَذَا عَمْرو بْن غزية الْأَنْصَارِيّ، عقبي، وروى الحديث المذكور فِي بيع التمر، فَقَالَ: «عَمْرو» بفتح العين، وفي آخره واو، بدل «عُمَر» بضم العين.
والحق معه، وَقَدْ ذكره ابْنُ منده أيضًا فِي عَمْرو، وذكر القصة بحالها، ولا شك أَنَّهُ غلط من ابْنُ منده، والحق مَعَ أَبِي نعيم، فإن عمرًا يشتبه بعمر على كثير من الناس.
3838- عمر بن لاحق
(د ع) عُمَر بْن لاحق، صاحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
روى عنه الْحَسَن بْن أَبِي الْحَسَن أَنَّهُ قَالَ: «لا وضوء عَلَى من مس فرجه» . أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم موقوفًا.
3839- عُمَر بْن مَالِك بْن عتبة الزهري
عُمَر بْن مَالِك بْن عتبة بْن نوفل الزُّهْرِيّ، شهد فتح دمشق، وولي فتح الجزيرة. لا يعرف.
3840- عُمَر بْن مَالِك بْن عقبة
عُمَر بْن مَالِك بْن عقبة بْن نوفل بْن عبد مناف بْن زهرة بْن كلاب.
أدرك حياة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وشهد فتح دمشق، وولي فتوح الجزيرة.
روى سيف بْن عُمَر، عَنْ أَبِي عثمان، عَنْ خَالِد وعبادة قَالا: قدم عَلَى أَبِي عبيدة كتاب عمر- يعنى بعد فتح دمشق- بأن اصرف جند العراق إِلَى العراق.
وروى سيف عَنْ مُحَمَّد، وطلحة، والملهب، وعمرو، وسعيد قَالُوا: لما رجع هاشم بْن عتبة عَنْ جلولاء إِلَى المدائن، وَقَدْ اجتمعت جموع أهل الجزيرة، فأمدوا هرقل عَلَى أهل حمص،
__________
[1] سورة هود، آية: 114.(3/683)
كتب بذلك سعد إِلَى عُمَر، فكتب إِلَيْه عُمَر: أن ابعث إليهم عُمَر بْن مَالِك بْن عقبة بْن نوفل بْن عَبْد مناف فِي جند، فخرج عُمَر فِي جنده حتَّى نزل عَلَى من ب «هيت» فحصرهم، حتَّى أعطوا الجزاء فتركهم، ولحق عُمَر بأرض «قرقيسيا» فصالحه أهلها عَلَى الجزاء.
ذكر هَذَا الحافظ أبو القاسم الدمشقيّ في تاريخ دمشق.
3841- عمر بن مالك الأنصاري
(ع س) عُمَر بْن مَالِك الْأَنْصَارِيّ.
كَانَ ينزل مصر، ذكره الطبراني وغيره:
أَنْبَأَنا أَبُو مُوسَى كِتَابَةً، أَنْبَأَنَا أَبُو زَيْدٍ غَانِمُ بْنُ عَلِيٍّ، وَعَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ عَلِيٍّ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الصَّغِيرُ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ الْقَرَافِيُّ، وَأَبُو غَالِبٍ أَحْمَدُ بْنُ الْعَبَّاسِ قَالُوا: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ رِيذَةَ [1]- قَالَ أَبُو مُوسَى: وَأَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ، أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ- قَالا:
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ [2] ، حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ لَهِيعَةَ بْنِ عُقْبَةَ: أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ مَالِكٍ الأَنْصَارِيَّ يَقُولُ: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: آمُرُكُمْ بِثَلاثٍ وَأَنْهَاكُمْ عَنْ ثَلاثٍ: آمُرُكُمْ أَنْ لا تُشْرِكُوا باللَّه شَيْئًا، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِالطَّاعَةِ جَمِيعًا حَتَّى يَأْتِيَكُمْ أَمْرُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَأَنْتُمْ عَلَى ذَلِكَ، وَأَنْ تُنَاصِحُوا وُلاةَ الأَمْرِ مِنَ الدِّينِ بِأَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَنْهَاكُمْ عَنْ قِيلَ وَقَالَ، وَكَثْرَةِ السُّؤَالِ، وَإِضَاعَةِ الْمَالِ.
أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ وَأَبُو مُوسَى. وَرَوَى عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الأَسَدِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ نَصْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ عُمَرَ بْنِ مَالِكٍ- قَالَ: وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ- عَنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: مَنْ بَنَى للَّه مَسْجِدًا بَنَى اللَّهُ تَعَالَى لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ.
وَرَوَاهُ سُفْيَانُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ فَقَالَ: «عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ- أَوْ مَالِكُ بْنُ عَمْرٍو. وَرَوَاهُ هُشَيْمٌ عَنْ على فقال: عمرو بن مالك» .
3842- عمر بن معاوية الغاضري
(د) عُمَر بْن معاوية الغاضري- غاضرة قيس- مختلف في حديثه.
__________
[1] في المطبوعة: «بن زيدة» . وهو خطأ نبهنا عليه مرارا.
[2] كذا ومثله في العبر للذهبى: 2/ 82، وفي المعجم الصغير للطبراني: «بكر بن سهيل» بالتصغير.(3/684)
روى عَنْهُ ابْنُ عائذ أَنَّهُ قَالَ: كنت ملزقًا ركبتي بركبة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذ جاء رَجُل فَقَالَ: يا نبي اللَّه، كيف ترى فِي رَجُل ليس لَهُ مال يتصدق بِهِ، ولا قوة فيجاهد فِي سبيل اللَّه بها، ويرى النَّاس يصلون ويجاهدون ويتصدقون، ولا يستطيع شيئًا من ذَلِكَ؟ قَالَ: يَقُولُ الخير ويدع الشر، يدخله اللَّه الجنة معهم. أخرجه ابن مندة.
3843- عمر بن يزيد الخزاعي
(ب د ع) عُمَر بْن يَزِيدَ الخزاعي الكعبي.
جالس النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحفظ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: أسلم سالمها اللَّه من كل آفة إلا الموت، فإنه لا سلم مِنْهُ، وغفار غفر اللَّه لهم، ولا حي أفضل من الأنصار. أَخْرَجَهُ الثلاثة [1] .
3844- عُمَر اليماني
عُمَر اليماني.
قاله ابْنُ قانع، وروى بإسناد لَهُ عَنْ شهر بْن حوشب، عَنْ عُمَر قَالَ: كنت رجلًا من أهل اليمن حليفًا لقريش، فأرسلني أَبُو سُفْيَان طليعة عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأعجبني الْإِسْلَام، فأسلمت.
استدركه أبو علي الغساني على أبي عمر.
3845- عمرو بن أبى أثاثة
(ب) عَمْرو- بفتح العين، وسكون الميم، وآخره واو- هُوَ عَمْرو بْن أَبِي أثاثة بْن عَبْد العزى بْن حرثان بْن عوف بْن عبيد بن عويج [2] بن عدي بن كعب.
كَانَ من مهاجرة الحبشة، وأمه النابغة بِنْت حرملة، فهو أخو [3] عَمْرو بْن العاص لأمه، وَقَدْ تقدم ذكره فِي «عروة بْن أثاثة مستوفى» [4] .
أخرجه أبو عمر.
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 5753: 2/ 514.
[2] في المطبوعة: «عريج» ، بالراء، وهو خطأ، وقد سبق لابن الأثير أن ضبط ما أثبتناه، وينظر ترجمة عروة بن أبى أثاثة في هذا الكتاب. كما ينظر كتاب نسب قريش: 346.
[3] في المطبوعة: «وهو أخو» . وأثبتنا لفظ الاستيعاب، الترجمة 1886: 3/ 1161.
[4] ينظر الترجمة 3638: 4/ 26.(3/685)
3846- عمرو بن الأخوص
(ب د ع) عَمْرو بْن الأحوص بْن جعفر بن كلاب الجشمي الكلابي.
قاله أَبُو عمر [1] ، وأما ابن منده وَأَبُو نعيم فلم ينسباه، إنَّما قالا عَمْرو بْن الأحوص الجشمي، حديثه عند ابنه سُلَيْمَان.
أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ وَإِبْرَاهِيمُ وَغَيْرُهُمَا بِإِسْنَادِهِمْ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى: حَدَّثَنَا هَنَّادٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ شَبِيبِ بْنِ غَرْقَدَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الأَحْوَصِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم يقول في حَجَّةِ الْوَدَاعِ. أَيُّ يَوْمٍ أَحْرَمُ؟ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، قَالُوا: يَوْمُ الْحَجِّ الأَكْبَرِ. قَالَ: فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ بَيْنَكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، أَلا لا يَجْنِي جَانٍ إِلا عَلَى نَفْسِهِ، أَلا لا يَجْنِي وَالِدٌ عَلَى وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ عَلَى وَالِدِهِ، أَلا إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يُعْبَدَ فِي بِلادِكُمْ، وَلَكِنْ سَتَكُونُ لَهُ طَاعَةٌ فِيمَا تُحَقِّرُونَ مِنْ أَعْمَالِكُمْ، فَيَرْضَى بِهِ [2] . أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
قلت: قول أَبِي عُمَر «إنه جشمي كلابي» لا أعرفه، فإنه ليس فِي نسبه إِلَى كلاب «جشم» ولا فيما بعد كلاب أيضًا، وَإِنما «الأحوص بْن جَعْفَر بْن كلاب» نسب معروف، والله أعلم، ولعله لَهُ حلف في «جشم» فنسبه إليه.
3847- عمرو بن أحيحة بن الجلاح
(ب) عَمْرو بْن أحيحة بْن الجلاح الْأَنْصَارِيّ. وَقَدْ ذكرنا هَذَا النسب.
أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي حاتم فيمن روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الصحابة، قَالَ: وسمع من خزيمة بْن ثابت، روى عَنْهُ عَبْد اللَّه بْن عليّ بْن السائب [3] .
قَالَ أَبُو عُمَر: «وهذا لا أدري ما هُوَ، لأن «عَمْرو بْن أحيحة» هُوَ أخو «عَبْد المطلب بْن هاشم» لأمه، وذلك أن هاشم بْن عَبْد مناف كانت تحته سلمى بِنْت زَيْد من بنى عدي بن
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 1887: 3/ 1161.
[2] تحفة الأحوذي، أبواب الفتن، باب «ما جاء في تحريم الدماء والأموال» الحديث 2248: 6/ 375/ 378، وقال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح، وروى زائدة عن شبيب بن غرقدة نحوه، ولا نعرفه إلا من حديث شبيب بن غرقدة» .
وقد أخرج الترمذي رواية زائدة في أبواب التفسير، تفسير سورة التوبة، الحديث 5082: 8/ 480/ 484، وقال: «ورواه أبو الأحوص عن شبيب بن غرقدة» . يعنى الرواية التي ساقها ابن الأثير.
[3] الجرح والتعديل لابن أبى حاتم، الترجمة 1218: 3/ 1/ 220.(3/686)
النجار، فمات عَنْهَا، وخلف عليها بعده «أحيحة بْن الجلاح» فولدت لَهُ عَمْرو بْن أحيحة، فهو أخو عَبْد المطلب لأمه. هَذَا قول أهل النسب. وَإِليهم يرجع فِي مثل هَذَا، ومحال أن يروي عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعن خزيمة بْن ثابت من كَانَ فِي السن والزمن الَّذِي وصفت! وعساه أن يكون حفيد لعمرو بْن أحيحة يسمى عمرًا، فنسب إِلَى جَدّه، وَإِلا فما ذكر ابْنُ أَبِي حاتم وهم لا شك فِيهِ.
أخرجه أبو عمر [1] .
3848- عمرو بن أخطب الأنصاري
(ب د ع) عَمْرو بْن أخطب، أَبُو زَيْد الْأَنْصَارِيّ، وهو مشهور بكنيته، يُقال: إنه من بني الحارث بْن الخزرج، وقيل: ليس من الأوس ولا من الخزرج، ونذكره فِي الكنى مستقصى إن شاء اللَّه تَعَالى.
غزا مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غزوات، ومسح رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأسه، ودعا لَهُ بالجمال.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي نَصْرٍ الْخَطِيبُ، أَخْبَرَنَا النَّقِيبُ طِرَادُ بْن مُحَمَّد إِجَازَةً إِنْ لَمْ يَكُنْ سَمَاعًا، أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيِّ بْنُ صَفْوَانَ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ ابن عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، أَنْبَأَنَا حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو نَهِيكٍ الأَزْدِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَخْطَبَ قَالَ: اسْتَقَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَيْتُهُ بِإِنَاءٍ فِيهِ شَعْرَةٌ، فَرَفَعْتُهَا ثُمَّ نَاوَلْتُهُ، فَقَالَ: اللَّهمّ جَمِّلْهُ- قَالَ أَبُو نَهِيكٍ: فَرَأَيْتُهُ بَعْدَ ثَلاثٍ وَتِسْعِينَ وَمَا فِي رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ شَعْرَةٌ بَيْضَاءُ [2] .
وَيُقَال: إنه بلغ مائة سنة ونيفًا وما فِي رأسه ولحيته إلا نبذ من شعر أبيض.
وهو جد عزرة بْن ثابت، روى عَنْهُ أنس بن سيرين، وأبو الخليل، وعلباء بْن أحمر، وتميم بْن حويص، وغيرهم.
ورأى خاتم النبوة كأنه خيلان [3] سود.
أَخْرَجَهُ الثلاثة [4] .
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 1888: 3/ 1161، 1162.
[2] أخرجه الإمام أحمد عن على بن الحسن بن شقيق، باسناده مثله، ينظر المسند: 5/ 340.
[3] الخيلان: جمع خال، وهو الشامة في الجسد.
[4] الاستيعاب، الترجمة 1889: 3/ 1162.(3/687)
3849- عمرو بن أراكة
(ب د ع) عَمْرو بْن أراكة وقيل: ابْنُ أَبِي أراكة. سكن البصرة.
قَالَ مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الْبُخَارِيّ: عَمْرو بْن أراكة، سكن البصرة، وروي عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ.
روى الْحَسَن الْبَصْرِيّ أن عَمْرو بْن أراكة كَانَ جالسًا مَعَ زياد عَلَى سريره، فأتي بشاهد- أراه مال فِي شهادته- فَقَالَ لَهُ زياد: والله لأقطعن لسانك. فَقَالَ عَمْرو: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهي عَنِ المثلة ويأمر بالصدقة [1] . أَخْرَجَهُ الثلاثة [2] .
3850- عمرو بن أبى الأسد
(س) عَمْرو بْن أَبِي الأسد.
ذكره الْحَسَن بْن سُفْيَان، والبغوي وغيرهما.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ الْمَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْعَبْدِيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي الأَسَدِ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، وَاضِعًا طَرَفَيْهِ عَلَى عَاتِقِهِ.
رَوَاهُ عَيَّاشٌ الدُّورِيُّ وَعَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ وَأَبُو كُرَيْبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ كَذَلِكَ. وَقِيلَ: وَهِمَ فِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، وَالصَّحِيحُ مَا رَوَاهُ أَبُو أُسَامَةَ وَغَيْرُهُ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الأَسَدِ.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى، وَأَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ إِلا أَنَّهُ جَعَلَهُ «عَمْرَو بْنَ الأَسْوَدِ [3] » ، وروى لَهُ حديث مُحَمَّد بْن بشر، ورد عَلَيْهِ كما فِي هَذَا الكتاب لا غير.
3851- عَمْرو بْن الأسود بن عامر
عَمْرو بْن الأسود بْن عَامِر. استشهد يَوْم اليمامة.
استدركه ابْنُ الدباغ عَلَى أَبِي عُمَر مختصرا.
__________
[1] قال الحافظ في الإصابة، الترجمة 5762/ 2/ 516: «المشهور في هذا عن الحسن، عن عمران بن حصين» .
هذا وقد أخرج الحديث الإمام أحمد في مسند يعيلى بن مرة الثقفي به نحوه. ينظر المسند: 4/ 172.
[2] الاستيعاب، الترجمة 1890: 3/ 1162.
[3] قال الحافظ في الإصابة، الترجمة 6135/ 3/ 172: «وزعم ابن الأثير أن أبا نعيم سماه «عمرو بن الأسود» في هذا الإسناد، والّذي رأيته في المعرفة لأبى نعيم: «عمرو بن أبى الأسد» ، والله أعلم.(3/688)
3852- عمرو بن الأسود العنسيّ
(س) عَمْرو بْن الأسود العنسي.
ذكره ابْنُ أَبِي عاصم.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هِبَةِ الله بإسناده عن عبد الله بن أحمد، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ عُمَيْرٍ وَضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ قَالا، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى هَدْيِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَدْيِ عَمْرِو بْنِ الأَسْوَدِ [1] .
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى، وقَالَ: عَمْرو هَذَا ليس بصحابي، ولكنه روى عَنِ الصحابة والتابعين، وذكره أَبُو الْقَاسِم الدمشقي فَقَالَ: عَمْرو- وَيُقَال: عمير- بْن الأسود، أَبُو عياض، وَيُقَال:
أَبُو عَبْد الرَّحْمَن العنسي الحمصي، قيل أَنَّهُ سكن «داريا» ، كَانَ ممن أدرك الجاهلية، روى عَنْ عمر بْن الخطاب وعبادة وابن مَسْعُود وغيرهم، وذكر قول عُمَر فِيهِ الَّذِي قدمنا ذكره.
وأخرجه بن أبى عاصم في الصحابة.
العنسيّ: بالنون.
3853- عمرو بن الأسود
(س) عَمْرو بْن الأسود. ذكره سَعِيد الْقُرَشِيّ فِي الصحابة.
رَوَى شُرَيْحُ بْنُ عُبَيْدٍ الْحَضْرَمِيُّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الأَسْوَدِ وَأَبِي أُمَامَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «خِيَارُ أَئِمَّةِ قُرَيْشٍ خِيَارُ أَئِمَّةِ النَّاسِ» . الْحَدِيثُ فِي فَضْلِ قُرَيْشٍ، أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
قلت: قَدْ ذكرت هَذِهِ التراجم الثلاث، ولا أدري أهي واحدة أَوْ أكثر؟ وهل هِيَ التي ذكرها أَبُو نعيم أَوْ غيرها؟ لأنهما لم يذكرا نسبًا ولا شيئًا مما يستدل بِهِ عَلَى أنها واحد أَوْ أكثر، وما فيها من الأحاديث فقد يكون للصاحب الواحد عدة أحاديث، وَقَدْ ذكرتها جميعها كما ذكراها للخروج من عهدتها، عَلَى أن أبا مُوسَى إمام حافظ، ولم يخرجها إلا وَقَدْ علم أن كل واحد منهم غير الآخر، والله أعلم.
__________
[1] مسند الإمام أحمد: 1/ 18، 19.(3/689)
3854- عمرو بن أقيش
(د) عَمْرو بْن أقيش.
أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، روى عنه أبو هريرة أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله:
أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَلِيٍّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي دَاوُدَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ عَمْرَو بْنَ أُقَيْشٍ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وكان له ثار [1] فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَرِهَ أَنْ يُسْلِمَ حَتَّى يَأْخُذَهُ، فَجَاءَ يَوْمُ أُحُدٍ فَقَالَ: أَيْنَ بَنُو عَمِّي! قَالُوا: بِأُحُدٍ. قَالَ: أَيْنَ فُلانٌ؟ قَالُوا: بِأُحُدٍ. فَلَبِسَ لامَتَهُ [2] وَرَكِبَ فَرَسَهُ، ثُمَّ تَوَجَّهَ قِبَلَهُمْ، فَلَمَّا رَآهُ الْمُسْلِمُونَ قَالُوا: إِلَيْكَ عَنَّا يَا عَمْرُو. قَالَ: إِنِّي قَدْ آمَنْتُ، فَقَاتَلَ حَتَّى جُرِحَ، فَحُمِلَ إِلَى أَهْلِهِ جَرِيحًا، فَجَاءَهُ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ فَقَالَ لأُخْتِهِ: سَلِيهِ، أَحَمِيَّةً أَمْ غَضَبًا لَهُمْ، أَمْ غَضَبًا للَّه عَزَّ وَجَلَّ؟ فَقَالَ: غَضَبًا للَّه وَرَسُولِهِ. فَمَاتَ فَدَخَلَ الْجَنَّةَ، مَا صَلَّى للَّه صَلاةً [3] أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ.
3855- عمرو بن أمية القرشي
(ب) عَمْرو بْن أمية بْن الحارث بْن أسد بْن عبد العزى بْن قصي بْن كلاب الْقُرَشِيّ الأسدي، وأمه زينب بِنْت خَالِد بْن عَبْد مناف بْن كعب بْن سعد بْن تميم بْن مرة.
قاله الزُّبَيْر، هاجر إِلَى أرض الحبشة ومات [4] بها.
أَخْرَجَهُ أَبُو عمر مختصرا [5] .
3856- عمرو بن أمية بن خويلد الضمريّ
(ب د ع) عَمْرو بْن أمية بْن خويلد بْن عَبْد اللَّه بْن إياس بْن عبيد بن ناشرة بن كعب ابن جدي بْن ضمرة بْن بَكْر بْن عَبْد مناة بْن كنانة الكناني الضمري، يكنى أبا أمية.
بعثه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحده عينًا إِلَى قريش، فحمل خبيب بْن عدي من الخشبة التي صلب عليها [6] ، وأرسله إِلَى النجاشي وكيلًا، فعقد لَهُ عَلَى أم حبيبة بِنْت أَبِي سُفْيَان. وأسلم قديمًا وهو من مهاجرة الحبشة، ثُمَّ هاجر إِلَى المدينة، وأول مشاهدة بئر معونة. قاله أَبُو نعيم
__________
[1] في سنن أبى داود: «كان له ربا» .
[2] اللأمة: الدرع. وقيل: السلاح، ولأمة الحرب: أداته.
[3] سنن أبى داود، كتاب الجهاد، باب «فيمن يسلم ويقتل مكانه في سبيل الله» ، الحديث 2537: 3/ 20.
[4] ينظر كتاب نسب قريش لمصعب: 212.
[5] الاستيعاب، الترجمة، 1890: 3/ 1162. وفيه: «عمرو بن أمية بن أسد» من غير ذكر الحارث، وقد ذكره مصعب في كتاب نسب قريش.
[6] مسند الإمام أحمد: 4/ 139، 5/ 287.(3/690)
وقَالَ أَبُو عُمَر [1] : إن عمرًا شهد بدرًا، وأحدًا مع المشركين، وأسلم حين انصرف المشركون من أحد.
وكان رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يبعثه فِي أموره، وكان من أنجاد العرب ورجالها نجدة وجراءة، وكان أول مشاهده بئر معونة، وأسرته بنو عَامِر يومئذ، فَقَالَ لَهُ عَامِر بْن الطفيل: إنه كَانَ عَلَى أمي نسمة فاذهب فأنت حر عَنْهَا، وجز ناصيته.
وأرسله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى النجاشي يدعوه إِلَى الإسلام سنة ست، وكتب عَلَى يده كتابًا، فأسلم النجاشي. وأمره أن يزوجه أم حبيبة ويرسلها ويرسل من عنده من المسلمين.
روى عَنْهُ أولاده: جَعْفَر والفضل وعبد اللَّه، وابن أخيه الزبرقان بْن عَبْد اللَّه بْن أمية، وهو معدود من أهل الحجاز.
أَنْبَأَنَا [2] أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِم إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُسْلِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مهريز، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ زَاذَانَ، حَدَّثَنَا مَأْمُونُ بْنُ هَارُونَ ابن طُوسِيِّ، أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عِيسَى بْنِ حَمْدَانَ الطَّائِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، أَنْبَأَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ جَعْفَر بْن عَمْرِو بْن أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم أكل من كتف عنز، ثم دعي إِلَى الصَّلاةِ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ.
وتوفي عَمْرو آخر أيام معاوية قبل الستين.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
جدي. بضم الجيم، وفتح الدال المهملة، وآخره ياء تحتها نقطتان.
3857- عمرو بن أمية الدوسيّ
(س) عَمْرو بْن أمية الدوسي.
أورده جَعْفَر المستغفري. روى زياد البكائي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق، عَنِ الزُّهْرِيّ قَالَ: قَالَ عَمْرو بْن أمية الدوسي: دخلت المسجد الحرام فلقيني رجال من قريش فقالوا: إياك أن تلقى محمدًا فتسمع مقالته فيخدعك بزخرف كلامه! ... وذكر الحديث.
أخرجه أبو موسى، وقال: هذه القصة مشهورة بعمرو بن الطفيل.
__________
[1] كذا نسب هذا القول إلى أبى عمر، ولم يذكره أبو عمر في الاستيعاب، الترجمة 1892: 3- 1162، 1163.
ولعله قول ابن مندة.
[2] يبدأ سند ابن الأثير في مخطوطة دار الكتب «111» مصطلح حديث، من قوله: «أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِم إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ» . و «أحمد بن عثمان بن أبى على» يروى عنه ابن الأثير، ينظر: 3/ 594.(3/691)
3858- عمرو جد أبى أمية
(س) عَمْرو، جد أَبِي أمية بْن عَبْد اللَّه.
رَوَى يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَدَنِيُّ، عَنْ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قال رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَطْعَمَنِي جِبْرِيلُ الْهَرِيسَةَ أَشُدُّ بِهَا ظَهْرِي. أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
3859- عمرو بن أوس الثقفي
(د ع) عَمْرو بْن أوس الثقفي.
نزل الطائف، قدم عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم.
روى عنه ابنه عثمان، وقيل: عَنْ عثمان بْن عَبْد اللَّه بْن أوس، عَنْ أبيه، وَقَدْ ذكرناه [1] .
والصواب «عَمْرو بْن أوس» .
رَوَى الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن يعلى الطائفي، عن عثمان بن عمرو ابن أَوْسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم في وفد ثَقِيفٍ، فَكَانَ يَخْرُجُ إِلَيْنَا مِنَ اللَّيْلِ فَيُحَدِّثُنَا، فَأَبْطَأَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَقَالَ: طَالَ حِزْبِي فَكَرِهْتُ أَنْ أَخْرُجَ حَتَّى أَفْرُغَ مِنْهُ [2] . أَخْرَجَه ابْنُ مندة وأبو نعيم.
3860- عمرو بن أوس بن عتيك
(ب) عَمْرو بْن أوس بْن عتيك بْن عَمْرو بْن عَبْد الأعلم بْن عَامِر بْن زعوراء بْن جشم بْن الحارث بْن الخزرج بْن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي، وزعوراء أخو عَبْد الأشهل.
وعمرو هُوَ أخو مَالِك والحارث ابني أوس.
شهد أحد والخندق، وما بعدهما من المشاهد مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقتل يَوْم جسر أبي عبيد.
أخرجه أبو عمر [3] .
3861- عمرو بن أبى أويس القرشي
(ع س) عَمْرو بْن أَبِي أويس بْن سعد بن أبي سرح بن الحارث بن حذيفة بن نصر بن مالك ابن حسل بْن عامر بْن لؤي القرشي العامري.
__________
[1] ذكره ابن الأثير في ترجمة جده أوس بن أوس الثقفي، ينظر الترجمة رقم 287: 1/ 164.
[2] أخرجه الإمام أحمد بنحوه، عن عبد الرحمن بن مهدي، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد الرَّحْمَن الطائفي، عَنْ عثمان بن عبد الله بن أوس الثقفي، عن جده أوس. ينظر المسند: 4/ 9.
[3] الاستيعاب، الترجمة 1893: 3/ 1165.(3/692)
قتل يَوْم اليمامة، قاله ابْنُ إِسْحَاق.
أَخْبَرَنَا بِهِ أَبُو جَعْفَر بِإِسْنَادِهِ عَنْ يونس عَنِ ابْنِ إِسْحَاق، وقَالَ: «عَمْرو بْن أوس» .
أَخْرَجَهُ أَبُو عمر، وَأَبُو موسى، إلا أن أبا مُوسَى قَالَ: «عَمْرو بْن أوس بْن سعد» ، والله أعلم.
3862- عمرو بن الأهتم
(ع د ع) عَمْرو بْن الأهتم- واسم الأهتم: سنان بْن سمي بْن سنان بْن خَالِد بْن منقر بْن عُبَيْد بْن مقاعس- واسمه: الحارث بْن عَمْرو بْن كعب بْن سعد بْن زَيْد مناة بْن تميم التميمي المنقري.
وقيل: الأهتم، واسمه سنان بْن خَالِد بْن سمي.
وقيل: إن قيس بْن عاصم ضربه بقوس فهتم فاه، فسمي الأهتم. وقيل: كَانَ مهتومًا من سنه. وكان سبب ضرب [قيس بْن [1]] عاصم إياه أن قيسًا كَانَ رئيس بنى سعد بن زيد مناة ابن تميم يَوْم الكلاب، فوقع بينه وبين الأهتم اختلاف فِي أمر عَبْد يغوث بْن وقاص بْن صلاءة الحارثي، حين أسره عصمة التيمي، فرفعه إلى الأهتم، فضربه قيس فهثم فاه.
وأم عَمْرو بِنْت قذلي بْن أعبد. ويكنى عَمْرو أبا ربعي، قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وافدًا فِي وجوه قومه من بني تميم سنة تسع، فيهم: الزبرقان بْن بدر، وقيس بْن عاصم، وغيرهما، فأسلموا ففخر الزبرقان، فَقَالَ: يا رَسُول اللَّه، أنا سيد بنى تميم، والحجاب فيهم، آخذ لهم بحقوقهم، وأمنعهم من الظلم، وهذا يعلم ذَلِكَ- يعني عَمْرو بْن الأهتم- فَقَالَ عَمْرو: إنه لشديد العارضة، مانع لجانبه، مطاع فِي أدنيه. فَقَالَ الزبرقان: والله لقد كذب يا رَسُول اللَّه، وما منعه من أن يتكلم إلا الْحَسَد! فَقَالَ عَمْرو: وأنا أحسدك؟! فو الله إنك لئيم الخال، حديث المال، أحمق الولد، مبغض فِي العشيرة، والله ما كذبت فِي الأولى ولقد صدقت فِي الثانية. فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن من البيان لسحرا. وقيل: إن الوفد كانوا سبعين أَوْ ثمانين، فيهم: الأقرع بْن حابس. وهم الَّذِينَ نادوا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من وراء الحجرات، وخبرهم طويل، وبقوا بالمدينة مدة يتعلمون القرآن والدين، ثُمَّ خرجوا إِلَى قومهم فأعطاهم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكساهم
__________
[1] ما بين القوسين زيادة يستقيم بها النص، ليست في المطبوعة ولا في مخطوطة الدار.(3/693)
وقيل: إن عمرًا كَانَ غلامًا فلما أعطاهم النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما بقي منكم أحد؟ - وكان عَمْرو بْن الأهتم فِي ركابهم- فَقَالَ قيس بْن عاصم وكلاهما منقريان، بينهما مشاحنة: لم يبق منا أحد إلا غلام حدث فِي ركابنا وأزرى بِهِ! فأعطاه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مثل ما أعطاهم، فبلغ عمرًا قول قيس فَقَالَ [1] :
ظللت مفترش الهلباء [2] تشتمني ... عند النَّبِيّ فلم تصدق ولم تصب
إن تبغضونا فإن الروم أصلكم ... والروم لا تملك البغضاء للعرب
فإن سؤددنا عود وسؤددكم ... مؤخر عند أصل العجب والذنب
وكان عَمْرو ممن اتبع سجاح لما ادعت النبوة، ثُمَّ إنه أسلم وحسن إسلامه، وكان خطيبًا أديبًا، يدعى «المكحل [3] » لجماله، وكان شاعرا بليغا محسنا يقول: إن شعره كان حلال منشرة [3] .
وكان شريفًا فِي قومه، وهو القائل:
ذريني فإن البخل يا أم هيثم [4] ... لصالح أخلاق الرجال سروق
لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها ... ولكن أخلاق الرجال تضيق
ومن ولده خَالِد بْن صفوان بْن عَبْد اللَّه بْن عمرو بن الأهتم.
أخرجه الثلاثة.
3863- عمرو بن إياس
(ب ع) عَمْرو بْن إياس الْأَنْصَارِيّ، من بني سالم بْن عوف، قتل يَوْم أحد شهيدا، ولم يذكره ابْنُ إِسْحَاق.
قاله أَبُو عمر، وهو أخرجه [5] .
__________
[1] الأبيات في الأغاني 4/ 9 والاستيعاب: 3/ 1164، والبيت الأول في سيرة ابن هشام: 1/ 567، وبعده بيت آخر، وقال ابن هشام: «بقي بيت واحد تركناه. لأنه أقذع فيه» .
[2] في المطبوعة مكان «الهلباء» : «العلياء» . ومثله في الاستيعاب. والمثبت عن السيرة، والأغاني: 4/ 9، ويقول السهيليّ في الروض الأنف 2/ 337: «الهلباء: فعلاء من الهلب، وهو الخشن من الشعر، يقال منه «رجل أهلب» ... وكأنه أراد ب «مفترش الهلباء» أي مفترشا لحيته. ويجوز أن يريد ب «مفترش الهلباء» يعنى امرأة. وقيل: الهلباء، يريد بها هاهنا دبره فان كان عنى امرأة فهو نصب على النداء» .
[3] ينظر الشعر والشعراء لابن قتيبة: 633.
[4] في المطبوعة: «يا أم هاشم» . والمثبت عن الشعر والشعراء: 634، والاستيعاب: 3/ 1164.
[5] الاستيعاب، الترجمة 1796: 3/ 1165.(3/694)
3864- عمرو بن إياس بن زيد
(ب د ع) عَمْرو بْن إياس بْن زَيْد بْن غنم [1] .
قَالَ ابْنُ إِسْحَاق: هُوَ رَجُل من اليمن حليف الأنصار، شهد بدرًا وأحدًا.
وقَالَ ابْنُ هشام: عَمْرو بْن إياس هَذَا، يُقال: إنه أخو ربيع بْن إياس وودفة [2] بْن إياس، قاله أَبُو عُمَر.
وقَالَ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم: عَمْرو بْن إياس، من بني لوذان، حليف لهم، قَالَ مُوسَى بْن عقبة، عَنِ ابن شهاب، في تسمية من شهد بدرا من الأنصار: عَمْرو بْن إياس، حليف لهم.
أنبأنا عُبَيْد اللَّه بْن أحمد بن عَليّ بإسناده عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، في تسمية من شهد بدرًا قَالَ: ومن بني لوذان بْن غنم: عَمْرو بْن إياس، حليف لهم من اليمن.
أخرجه الثلاثة.
3865- عمرو بن أيفع
عَمْرو بْن أيفع بْن كرب الناعطي.
وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو أخو مَالِك بْن أيفع، قاله الطبري.
وفدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلما، ومعهما ابْنُ أخيهما مَالِك بْن حمرة بْن أيفع، قاله ابْنُ ماكولا.
حمرة: بالحاء المضمومة المهملة، وبالرّاء.
3866- عمرو بن نجاد الأشعري
(س) عَمْرو بْن بجاد، أَبُو أنس الْأَشْعَرِي.
رَوَى عَمْرُو بْنُ عَبْدِ السَّلامِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ خَدِيجَةَ بِنْتِ عِمْرَانَ بن أبى أنس،
__________
[1] في المطبوعة: «زيد بن جشم» ومثله في الاستيعاب، الترجمة 1895: 3/ 1165. وما أثبتناه عن ترجمة «ربيع بن إياس» ، وقد مضت برقم 1622: 2/ 205، وسيرة ابن هشام: 1/ 694.
[2] في المطبوعة مكان «ودفة» : «ردفه» ، وهو خطأ، وفي الاستيعاب: «وورقة ابن إباس» ومثله في سيرة ابن هشام:
1/ 695. وقد مضى من الصحابة: 1/ 187: «إياس بن ودقة» من بنى سالم بن عوف من الخزرج، ورجح ابن الأثير هنالك أنه «ودفة» بالفاء، ولعل اسم هذا الصحابي قد قلب ... وستأتي ترجمة «ودفة» في حرف الواو.(3/695)
عَنْ أَبِيهَا، عَنْ جَدِّهَا أَبِي أَنَسٍ- وَاسْمُهُ عَمْرُو بْنُ بِجَادٍ الأَشْعَرِيُّ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اسْمُ السَّحَابِ عِنْدَ اللَّهِ الْعَنَانُ، وَالرَّعْدُ مَلَكٌ يَزْجُرُ السَّحَابَ، والبرق طرف ملك [1] . أخرجه أبو موسى.
3867- عمرو بن البداح القيسي
(د ع) عَمْرو بْن البداح القيسي.
لَهُ ذكر فِي حديث المشمرج [2] بْن خَالِد.
روى عليّ بْن حجر السعدي: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ: أن جَدّه المشمرج بْن خَالِد، قَالَ:
قدمنا عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وفد عَبْد القيس، فكساه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بردًا، وأقطعه [3] ركيًا بالبادية- قَالَ عليّ بْن حجر: فسمعت عجوزًا من بني عوف بْن سعد تَقُولُ: هاجر وتركها لابن عم لَهُ يُقال لَهُ:
عَمْرو بْن بداح، وفيه قَالَ الشَّاعِر:
وَإِني لمختار الجهاد وتارك ... لعمرو بْن بداح كتيب [4] الفوارس
أَخْرَجَهُ ابن منده وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو نعيم: ذكره بعض المتأخرين، ولا يعرف لَهُ إسلام ولا صحبة، وَإِنما ذكر فِي بيت شعر، وذكر البيت المتقدم ذكره.
3868- عمرو بن بعكك
(ع) عَمْرو بْن بعكك، أَبُو السنابل بْن بعكك.
يرد فِي الكنى مستوفى إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه أَبُو نعيم.
3869- عمرو البكائي
(ب د ع) عَمْرو [5] البكالي. لَهُ صحبة، يعد فِي الشاميين، وهو من بني بكال بْن دعمي بْن سعد بْن عوف بْن عدي بْن مَالِك بْن زَيْد بْن كهلان. كذا نسبه خليفة فِي الصحابة، يكنى أبا عثمان، روى عنه أبو تميمة الهجيمي.
__________
[1] ذكر الحافظ في الإصابة، الترجمة 5778: 2/ 518: أنه رواه ابن مردويه في تفسيره، وان في إسناده «الكديمي» وهو ضعيف، وفيه من لا يعرف أيضا. ولفظ الإصابة: «والبرق طرف سوط ملك» .
[2] في المطبوعة: «المسمرخ» بالسين والخاء، والمثبت عن الإصابة، الترجمة 8002/ 3/ 400، قال الحافظ: «بضم أوله، وفتح الشين المعجمة، وسكون الميم، وكسر الراء بعدها جيم» .
[3] الركى- بزنة فعيل- واحدة ركية، وهي: البئر، والجمع: ركايا.
[4] كذا.
[5] قال الحافظ في الإصابة: «اختلف في اسم أبيه، فقيل: سفيان، وقيل: سيف» .(3/696)
قَالَ أَبُو تميمة: قدمت الشام فإذا النَّاس يطيفون برجل، فقلت: من هَذَا؟ فقالوا: أفقه من بقي اليوم من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هَذَا عَمْرو البكالي. قَالَ: ورأيت أصابعه مقطوعة، فقلت: ما ليده؟ قَالُوا: أصيبت يَوْم اليرموك بالشام، زمن عُمَر بْن الخطاب.
ومن حديثه عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: إِذَا كَانَ عليكم أمراء يأمرونكم بالصلاة والزكاة حلت لكم الصلاة خلفهم، وحرم عليكم سبهم. أَخْرَجَهُ الثلاثة، إلا أن أبا نعيم قَالَ: «عَمْرو بْن سُفْيَان البكالي» .
3870- عمرو بن بكر
(س) عَمْرو بْن بَكْر.
قَالَ جَعْفَر: هُوَ اسم أَبِي الجعد الضمري، من بني ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، لَهُ دار فِي بني ضمرة بالمدينة. كذا أسماه ونسبه خليفة.
وقَالَ أَبُو حاتم بْن حبان: اسمه الأدرع. وقَالَ أَبُو عِيسَى الترمذي: لم يعرف الْبُخَارِيّ اسم أَبِي الجعد الضمري [1] .
وذكره أَبُو أَحْمَد العسكري فِي الصحابة: فَقَالَ: هو أبو الجعد بْن جنادة بْن المرداد بْن عَبْد كعب بْن ضمرة بْن بَكْر بْن عَبْد مناة.
أخرجه أبو موسى.
3871- عمرو بن بلال بن بليل
(ب د ع) عَمْرو بْن بلال بْن بليل. وقيل: عمرو بن عمير، أَبُو ليلى الْأَنْصَارِيّ. مختلف فِي اسمه، فقيل: دَاوُد، وقيل: سُفْيَان، وقيل: أوس، وقيل: بلال. ويرد ذكره فِي الكنى أتم من هَذَا إن شاء اللَّه تَعَالى، وفي عَمْرو بْن عمير.
وشهد أحدًا وما بعدها، ثُمَّ شهد صفين مَعَ عليّ.
وقَالَ ابْنُ الكلبي: كَانَ من المهاجرين.
أخرجه الثلاثة
__________
[1] ينظر تحفة الأحوذي، أبواب الجمعة، باب «ما جاء في ترك الجمعة من غير عذر» ، الحديث 498: 3/ 13- 15.(3/697)
3872- عمرو بن بيبا
(س) عَمْرو بْن بيبا [1] .
قَالَ جَعْفَر: روى عَنْهُ ابنه صالح قَالَ: لَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بتبوك.
أَخْرَجَهُ أَبُو موسى مختصرا.
3873- عمرو بن تغلب العبديّ
(ب د ع) عَمْرو بْن تغلب العبدي [2] من عَبْد القيس، وقيل: هُوَ من بَكْر بْن وائل.
وقيل: من النمر بْن قاسط بن هنب بْن أفصى بْن دعمي بْن جديلة بْن أسد بن ربيعة بن نزار.
وجميع ما ذكر فِي نسبه يرجع إِلَى أسد بْن رَبِيعة، فهو ربعي عَلَى الاختلاف الَّذِي فِيهِ.
سكن البصرة، روى عَنْهُ الْحَسَن الْبَصْرِيّ.
أَنْبَأَنَا الْخَطِيبُ أَبُو الْفَضْلِ بْنُ أَبِي نَصْرٍ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُد الطَّيَالِسِيِّ: أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ [3] عَمْرِو بْنِ تَغْلِبَ قَالَ: لَقَدْ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلِمَةً مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِهَا حُمُرَ النَّعَمِ، أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْءٌ، فَأَعْطَى قَوْمًا وَمَنَعَ قَوْمًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
إِنَّا نُعْطِي قَوْمًا نَخْشَى هَلَعَهُمْ وَجَزَعَهُمْ، وَنِكُل قَوْمًا إِلَى مَا جَعَلَ اللَّهُ فِي قُلُوبِهِمْ مِنَ الإِيمَانِ، مِنْهُمْ:
عَمْرُو بْنُ تَغْلِبَ [4] وَإِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ تَكْثُرَ التُّجَّارُ وَيَظْهَرُ الْقَلَمُ. يَعْنِي أَنَّ التُّجَّارَ يَكْثُرُونَ لِكَثْرَةِ الْمَالِ، وَيَكْثُرُ الَّذِينَ يَكْتُبُونَ، فإن الْكِتَابَةُ كَانَتْ قَلِيلَةً فِي الْعَرَبِ.
وقَالَ قَتَادَة: هاجر من بَكْر بْن وائل أربعة رجال، رجلان من بني سدوس: أسود بْن عَبْد الله من أهل اليمامة، وبشير بْن الخصاصية، وعمرو بْن تغلب من النمر بْن قاسط، وفرات بْن حيان من بني عجل.
وهذا فِيهِ نظر، فإن من يكون من النمر لا يكون من بَكْر، إلا أن يكون حليفًا، ولم يذكر أنه حليف.
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] كذا ضبطه الحافظ في الإصابة. وكان في المطبوعة: «بينا» . ينظر الإصابة، الترجمة 5784: 2/ 519.
[2] في المطبوعة مكان «العبديّ» : العنبري. وهو خطأ، وينظر الإصابة، الترجمة 5785: 2/ 519، والاستيعاب، الترجمة 1898: 3/ 1166.
[3] في المطبوعة: «عن الحسن بن عمرو بن تغلب» ، وهو خطأ.
[4] روى هذا الشطر الإمام أحمد في مسندة عن عفان ووهب بن جرير، عن جرير بن حازم، عن الحسن. ينظر المسند:
5/ 69.(3/698)
3874- عمرو بن تيم البياضي
عَمْرو بْن تيم البياضي.
قَالَ ابْنُ القداح: شهد أحدًا والمشاهد بعدها.
قَالَ العدوي: ولم أر أحدًا يعرفه.
ذكره ابْنُ الدباغ عَلَى أبى عمر.
3875- عمرو بن ثابت الأوسي
(ب د ع) عَمْرو بْن ثابت بْن وقش بْن زغبة بْن زعوراء بْن عَبْد الأشهل الْأَنْصَارِيّ الأوسي الأشهلي، وهو أخو سَلَمة بْن ثابت، وابن عم عباد بْن بشر، ويعرف عَمْرو بأصيرم بني عَبْد الأشهل، وهو ابْنُ أخت حذيفة بْن اليمان.
استشهد يَوْم أحد، وهو الَّذِي قيل: إنه دخل الجنة ولم يصل صلاة، قاله الطبري.
أَنْبَأَنَا أَبُو جعفر [عبيد الله بن] [1] أحمد بإسناده إلى يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق: حَدَّثَنِي الْحُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ [2] مَوْلَى ابْنِ أَبِي أَحْمَدَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: أَخْبِرُونِي عَنْ رَجُلٍ دَخَلَ الْجَنَّةِ، وَلَمْ يُصَلِّ للَّه عَزَّ وَجَلَّ صَلاةً، فَإِذَا لَمْ يَعْرِفْهُ النَّاسُ يَقُولُ: «أُصَيْرِمُ بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ: عَمْرُو بْنُ ثَابِتِ بْنِ وَقْشٍ» . وَذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ يَأْبَى الإِسْلامَ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ بَدَا لَهُ فِي الإِسْلامِ فَأَسْلَمَ، ثُمَّ أَخَذَ سَيْفَهُ فَأَثْبَتَتْهُ [3] الْجِرَاحُ، فَخَرَجَ رِجَالُ بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ يَتَفَقَّدُونَ رِجَالَهُمْ فِي الْمَعْرَكَةِ، فَوَجَدُوهُ فِي الْقَتْلَى فِي آخِرِ رَمَقٍ، فَقَالُوا: هَذَا عَمْرٌو، فَمَا جَاءَ بِهِ؟ فَسَأَلُوهُ: مَا جَاءَ بِكَ يَا عَمْرُو؟ أَحَدْبًا عَلَى قَوْمِكَ أَمْ رَغْبَةً فِي الإِسْلامِ؟ فَقَالَ: بَلْ رَغْبَةً فِي الإِسْلامِ أَسْلَمْتُ، وَقَاتَلْتُ حَتَّى أَصَابَنِي مَا تَرَوْنَ. فَلَمْ يَبْرَحُوا حَتَّى مَاتَ، فَذَكَرُوهُ لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّهُ لَمِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ [4] . قَالَ أَبُو عُمَرَ: فِي هذا القول عندي نظر [5] .
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] ما بين القوسين عن مقدمة ابن الأثير في بيان سنده إلى مغازي ابن إسحاق، ينظر: 1/ 17، وينظر أيضا: 4/ 92.
[2] في المطبوعة: «عن أبى شقيق» . وهو خطأ، والصواب عن سيرة ابن هشام، والتهذيب: 12/ 113.
[3] أي: حبسته وجعلته ثابتا في مكانه لا يفارقه.
[4] سيرة ابن هشام: 2/ 90.
[5] الاستيعاب، الترجمة 1899: 3/ 1167.(3/699)
قلت: نسبه ابْنُ منده فَقَالَ: «عَمْرو بْن ثابت بن وقش بْن أصرم بْن عَبْد الأشهل» .
وهذا نسب غير صحيح، فإن أصيرم لقب عَمْرو، لا اسم جد لَهُ، وَقَدْ أسقطه أيضًا، فإنه جعل أصيرم بْن عَبْد الأشهل، وبينهما لو كان نسبا صحيحا «زغبة وزعوراء» لا بد منهما، والصواب ما ذكرناه فِي نسبه.
وَقَدْ أخرج ابْنُ منده ترجمة أخرى فَقَالَ: «عَمْرو بْن أقيش، أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فسأله» .
اختصره ابن مندة، وأورده لَهُ الحديث الَّذِي رَوَاهُ أَبُو دَاوُد السجستاني، وهو هذا، فان القصة واحدة.
3876- عمرو بن ثبى
(ب) عَمْرو بْن ثبي.
قَالَ سيف بْن عُمَر، عَنْ رجاله: هُوَ أول من أشار عَلَى النعمان بْن مقرن حين استشار أهل الرأي فِي مناجزة أهل نهاوند، وكان عَمْرو بْن ثبي من أكبر النَّاس سنًا يومئذ.
أخرجه أبو عمر مختصرا [1] .
3877- عمرو بن ثعلبة الجهنيّ
(ب د ع) عَمْرو بْن ثعلبة الجهني، يعد فِي الحجازيين.
رَوَى يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ وَهْبِ بْنِ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ الجهنيّ، عن الوضاح ابن سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ ثَعْلَبَةَ الْجُهَنِيِّ: أَنَّهُ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالسَّيَّالَةِ، فَدَعَاهُ إِلَى الإِسْلامِ، فَأَسْلَمَ، وَمَسَحَ رَأْسَهُ- قَالَ: فَمَضَتْ لَهُ مِائَةُ سنة وما شاب موضع يد رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم.
أخرجه الثلاثة إلا ابْنُ مَنْدَهْ قَالَ: «الجهني الْأَنْصَارِيّ» ، وقَالَ: وهب بن عطاء بن يزيد ابن شبيب بْن عَمْرو بْن ثعلبة الجهني [2] .
3878- عَمْرو بن ثعلبة الخشنيّ
عَمْرو بْن ثعلبة الخشني. أخو أَبِي ثعلبة.
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 1900: 3/ 1168. هذا وفي الإصابة، الترجمة 6473/ 3/ 111: «عمرو بن ثنى بالنون» وهو خطأ. ينظر القاموس المحيط، مادة: «ثبى» .
[2] قال الحافظ في الإصابة، الترجمة 5789/ 2/ 520 بعد أن ذكر الحديث: «وفي إسناده من لا يعرف» .(3/700)
أسلم عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قاله ابْنُ الدباغ [1] مستدركًا عَلَى أَبِي عُمَر، وذكر ابْنُ الكلبي أَنَّهُ أسلم عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم.
3879- عمرو بن ثعلبة الأنصاري
(ب د ع) عَمْرو بْن ثعلبة بْن وهب بْن عدي بْن مالك بْن عدي بْن عامر بن غنم بن عدىّ ابن النجار، أبو حكيم- أَوْ: حكيمة- الْأَنْصَارِيّ الخزرجي، ثُمَّ من بني عدي بْن النجار.
قَالَ ابْنُ شهاب: شهد بدرًا.
أَنْبَأَنَا عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بِإِسْنَادِهِ عَنْ يونس بْن بكير، عَنِ ابن إِسْحَاق، فِي تسمية من شهد بدرًا: « ... وعمرو بْن ثعلبة [2] » .
لا عقب لَهُ، وشهد أحدًا أيضًا، قاله أَبُو نعيم وَأَبُو عمر.
وقال ابن منده: عَمْرو بْن ثعلبة الْأَنْصَارِيّ، شهد بدرا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، روى حديثه يعقوب بْن مُحَمَّد الزُّهْرِيّ، عَنْ وَهْبِ بْنِ عَطَاءٍ، عَنِ الْوَضَّاحِ بْنِ سَلَمَةَ، عن أبيه، عن عمرو ابن ثعلبة الأنصاري- وكان قد أتت عليه مائة سنة، وما شاب موضع يد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ [3] .
قلت: قَدْ ذكر ابْنُ منده فِي ترجمة «عَمْرو بْن ثعلبة الجهني» التي قبل هَذِهِ الترجمة:
أَنَّهُ شهد بدرًا، وعداده فِي أهل الحجاز. وروى بِإِسْنَادِهِ عَنْ يعقوب بْن مُحَمَّد الزُّهْرِيّ، عن عَنْ وهب بْن عطاء، عَنِ الوضاح، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرو بْن ثعلبة الجهني قَالَ: لَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم بالسيالة، فأسلمت، ومسح رأسي ... الحديث. وروى فِي هذه الترجمة: «عمرو ابن ثعلبة الأنصاري، وكان قد أتت عليه مائة سنة، وما شاب وضع يد رسول الله صلى الله عليه وسلم من رأسه» ، هكذا ذكره فِي الترجمتين! والعجب مِنْهُ أَنَّهُ جعل ترجمتين، وجعل الكلام عليهما واحدًا، والحالة واحدة، والحديث واحدًا، والإسناد واحدًا! فأىّ فرق يكون بينهما حتى يجعلهما
__________
[1] قال الحافظ في الإصابة، الترجمة 6474/ 3/ 113: «هكذا استدركه ابن الدباغ، والّذي في كتاب ابن الكلبي- لما ذكر أبا ثعلبة، وسماه لاشر بن جرهم [في الإصابة «وسماه الأثير بن جرهم» ، وهو خطأ]- قال: وأخوه عمرو بن جرهم، وفي نسخة معتمدة «عمر» بضم العين» .
[2] سيرة ابن هشام: 1/ 704.
[3] الاستيعاب، الترجمة 1902. 3/ 1168.(3/701)
اثنين؟ ثُمَّ إنه جعل الأول جهنيًا أنصاريًا، وَإِذا كَانَ أنصاريًا كَانَ مسكنه بالمدينة، فكيف يلقاه بالسيالة وغيرها. وَإِنما الصحيح الَّذِي ذكره أَبُو نعيم وَأَبُو عمر، وَقَدْ نقلنا معني كلامهما، والله أعلم.
حكيمة: بضم الحاء، وفتح الكاف، وآخره هاء.
3880- عمرو الثمالي
(ب د ع) عَمْرو الثمالي- وقيل: اليماني.
روى حديثه شهر بْن حوشب، عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: بعث معي النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بهدي تطوعًا وقَالَ:
إن عطب منها شيء فانحره، ثُمَّ اصبغ نعله من دمه فاضربه عَلَى صفحته، وخل بينه وبين النَّاس.
أخرجه [1] الثلاثة.
3881- عمرو بن جابر الجنى
(س) عَمْرو بْن جَابِر الجني.
أوردناه اقتداء بالحافظ أبى موسى، وقد ذكر أَنَّهُ اقتدى بالطبراني، وبالجملة فتركه أولى، وَإِنما ذكرناه لأننا شرطنا أننا لا نخل بترجمة.
أَنْبَأَنَا أَبُو مُوسَى إِذْنًا، أَنْبَأَنَا أَبُو الْخَيْرِ مُحَمَّدُ بْنُ رَجَاءٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ نَبْهَانَ الْعَنْبَرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عِيسَى سَلامٌ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ الْمُعَطَّلِ السُّلَمِيُّ قَالَ: خَرَجْنَا حُجَّاجًا، فَلَمَّا كُنَّا بِالْعَرْجِ إِذْ نَحْنُ بِحَيَّةٍ تَضْطَرِبُ، فَلَمْ تَلْبَثْ أَنْ مَاتَتْ. فَأَخْرَجَ لَهَا رَجُلٌ مِنَّا خِرْقَةً فَلَفَّهَا فِيهَا، ثُمَّ حَفَرَ لَهَا فِي الأَرْضِ، ثُمَّ قَدِمْنَا مَكَّةَ فَإِنَّا لَبِالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِذْ وَقَفَ عَلَيْنَا شَخْصٌ فَقَالَ: أَيُّكُمْ صَاحِبُ عَمْرِو بْنِ جَابِرٍ؟ قُلْنَا: مَا نَعْرِفُهُ! قَالَ: أَيُّكُمْ صَاحِبُ الْجَانِ؟ قَالُوا: هَذَا. قَالَ: جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا، أَمَا إِنَّهُ كَانَ آخِرَ التِّسْعَةِ مَوْتًا الَّذِينَ أَتَوْا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ. وَقَالَ: كَانَ بَيْنَ حَيَّيْنِ مِنَ الْجِنِّ قِتَالٌ مُسْلِمِينَ وَمُشْرِكِينَ، فَقُتِلَ، فَإِنْ شِئْتُمْ عَوَّضْنَاكُمْ- يَعْنِي عَنِ الْخِرْقَةِ؟ قُلْنَا: لا [2] أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى، وَقَدْ أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ سلم بالإسناد.
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 1965: 3/ 1207.
[2] أخرجه بنحوه عبد الله بن الإمام أحمد في زوائد المسند، عن أبى حفص عمر بن على: باسناده. المسند: 5/ 312.
وكذا أخرجه الباوردي والحاكم والطبراني وابن مردويه في التفسير من طريق سلم بن قتيبة، ينظر الإصابة، الترجمة 5792:
2/ 521.(3/702)
3882- عمرو بن جبلة
عَمْرو بْن جبلة بْن وائل بْن قيس.
ذكره ابْنُ الكلبي وَأَبُو عُبَيْد فيمن وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال أَبُو عُبَيْد: من ولده سَعِيد الأبرش الكلبي صاحب هشام بْن عَبْد الملك، واسمه: سَعِيد بن الوليد.
ذكره الغسّانى.
3883- عمرو بن جدعان
(د ع) عَمْرو بْن جدعان.
روى سَعِيد القبري، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لعمرو [1] بْن جدعان: يا عَمْرو بْن جدعان، إِذَا اشتريت ثوبًا فاستجده، وَإِذا اشتريت نعلًا فاستجدها، وَإِذا اشتريت دابة فاستفرهها، وَإِذا نكحت امْرَأَة فأحسن إليها.
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ وَأَبُو نُعَيْمٍ.
3884- عَمْرو بْن جراد
(س) عَمْرو بْن جراد.
روى الربيع بْن بدر، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرو بْن جراد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: «دعوا سعدًا فإنها ستسعد.
أَخْرَجَهُ أَبُو موسى.
3885- عمرو بن الجموح
(ب د ع) عَمْرو بْن الجموح بْن زَيْد بْن حرام بْن كعب بْن سَلَمة الْأَنْصَارِيّ السلمي، من بني جشم بْن الخزرج.
شهد العقبة وبدرًا فِي قول، ولم يذكره ابْنُ إِسْحَاق فيهم، واستشهد يَوْم أحد، ودفن هُوَ وعبد اللَّه بْن عَمْرو بْن حرام والد جَابِر بْن عَبْد اللَّه فِي قبر واحد، وكانا صهرين متصافيين.
وروى الشَّعْبِيّ أن نفرًا من الأنصار من بني سَلَمة أتوا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: من سيدكم يا بني سَلَمة؟ فقالوا: «الجد بْن قيس عَلَى بخل فِيهِ» ، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وأي داء
__________
[1] في المطبوعة- ومخطوطة دار الكتب: «قال لعلى بن جدعان» ولعل الصواب ما أثبتناه.(3/703)
أدوى [1] من البخل، بل سيدكم الجعد الأبيض عَمْرو بْن الجموح. فَقَالَ شاعر الأنصار فِي ذَلِكَ [2] :
وقَالَ رَسُول اللَّه والحق قولُه ... لمن قَالَ منا من تسمون سيدا؟
فقالوا لَهُ: جد بْن قيس عَلَى التي ... نبخله فيها وَإِن كَانَ أسودا
فتى ما تخطى خطوة لدنية ... ولا مد فِي يَوْم إِلَى سوأة يدا
فسود عَمْرو بْن الجموح لجوده ... وحق لعمرو بالنّدى أن يسوّدا
إذ جاءه السّؤّال أذهب ما له ... وقَالَ: خذوه، إنه عائد غدا
وروى معمر وابن إِسْحَاق، عَنِ الزُّهْرِيّ: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: بل سيدكم بشر بْن البراء بْن معرور. وَقَدْ ذكرناه فِي بشر.
أنبأنا عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عَليّ بإسناده عن يونس بن بكير، عن ابْنِ إِسْحَاق قَالَ: وكان عَمْرو بْن الجموح سيدًا من سادة بني سَلَمة، وشريفًا من أشرافهم، وكان قَدْ اتخذ فِي داره صنمًا من خشب يقال له «مناة [3] » يعظمه ويطهره، فلما أسلم فتيان بني سَلَمة: ابنه مُعَاذ بْن عَمْرو، ومعاذ بْن جبل فِي فتيان منهم، كانوا ممن شهد العقبة، فكانوا يدخلون الليل عَلَى صنم عَمْرو فيحملونه فيطرحونه فِي بعض حفر بني سَلَمة، وفيها عذر [4] النَّاس منكسًا عَلَى رأسه، فإذا أصبح عَمْرو قَالَ: ويلكم! من عدا عَلَى آلهتنا هَذِهِ الليلة؟ ثُمَّ يغدو فيلتمسه، فإذا وجده غسله وطيبه، ثُمَّ يَقُولُ: والله لو أعلم من يصنع بك هَذَا لأخزينه، فإذا أمسى ونام عَمْرو عدوا عَلَيْهِ ففعلوا بِهِ ذَلِكَ، فيغدو فيجده، فيغسله ويطيبه. فلما ألحوا عَلَيْهِ استخرجه فغسله وطيبه.
ثُمَّ جاء بسيفه فعلقه عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: إني والله لا أعلم من يصنع بك ذَلِكَ، فإن كَانَ فيك خير فامتنع، هَذَا السيف معك! فلما أمسى عدوا عَلَيْهِ، وأخذوا السيف من عنقه، ثُمَّ أخذوا كلبًا ميتًا فقرنوه بحبل، ثُمَّ ألقوه فِي بئر من آبار بني سَلَمة فيها عذر النَّاس. وغدا عَمْرو فلم يجده، فخرج يبتغيه حتَّى وجده مقرونًا بكلب، فلما رآه أبصر رشده، وكلمه من أسلم من قومه، فأسلم وحسن إسلامه.
__________
[1] أي: أي عيب أقبح من البخل؟ والصواب أن يقال: «أدوأ» بالهمز. ولكن هكذا يروى.
[2] الأبيات في الاستيعاب: 3/ 1169.
[3] في المطبوعة: «مناف» ، وهو خطأ، والمثبت عن سيرة ابن هشام، ويقول السهيليّ في الروض الأنف 1/ 279:
«وذكر- يعنى ابن إسحاق- صنمه الّذي كان يعبده، واسمه «مناه» ، وزنه فعله، من منيت الدم وغيره إذا صببته، لأن الدماء كانت تمنى عنده تقربا إليه» .
[4] العذر: واحدها عذرة، وهي ما يخرج من الحيوان والإنسان.(3/704)
وقَالَ عَمْرو حين أسلم، وعرف من اللَّه ما عرف، وهو يذكر صنمه ذَلِكَ، وما أبصره من أمره، ويشكر اللَّه الَّذِي أنقذه من الْعَمى والضلال [1] .
تاللَّه لو كنت إلهًا لم تكن ... أنت وكلب وسط بئر فِي قرن
أف لمصرعك إلهًا مستدن [2] ... الآن فتشناك [3] عَنْ سوء الغبن
فالحمد للَّه العلي ذي المنن ... الواهب الرزاق وديان الدين [4]
هُوَ الَّذِي أنقذني من قبل أن ... أكون فِي ظلمة قبر مرتهن [5]
وقَالَ ابْنُ الكلبي: كَانَ عَمْرو بْن الجموح آخر الأنصار إسلامًا، ولما ندب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الناس إِلَى بدر، أراد الخروج معهم، فمنعه بنوه بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم لشدة عرجه. فلما كَانَ يَوْم أحد قَالَ لبنيه: منعتموني الخروج إِلَى بدر، فلا تمنعوني الخروج إِلَى أحد! فقالوا: إن اللَّه قَدْ عذرك. فأتى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يا رَسُول اللَّه، إن بني يريدون أن يحبسوني عَنْ هَذَا الوجه والخروج معك فِيهِ، والله إني لأرجو أن أطأ بعرجتي هَذِهِ فِي الجنة! فَقَالَ رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم: أما أنت فقد عذرك اللَّه، ولا جهاد عليك، وقال لبنيه: لا عليكم أن لا نمنعوه، لعل اللَّه أن يرزقه الشهادة. فأخذ سلاحه وولى وقَالَ: اللَّهمّ أرزقني الشهادة ولا تردني إِلَى أهلي خائبًا. فلما قتل يَوْم أحد جاءت زوجه هند بِنْت عَمْرو، عمة جابر بْن عَبْد اللَّه، فحملته وحملت أخاها عَبْد الله ابن عَمْرو بْن حرام، فدفنا فِي قبر واحد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده لقد رَأَيْته يطأ فِي الجنة بعرجته. وقيل: إن عَمْرو بْن الجموح كَانَ لَهُ أربعة بنين يقاتلون مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأنَّه حمل يَوْم أحد هُوَ وابنه خلاد عَلَى المشركين حين انكشف المسلمون، فقتلا جميعًا.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
__________
[1] القرن- بفتحتين-: الحبل.
[2] في المطبوعة: «يستدن» والمثبت عن سيرة ابن هشام، وتفسير ابن كثير، الآية 192 من سورة الأعراف: 3/ 533 بتحقيقنا، ومعنى: «مستدن» ، من السدانة، وهي خدمة البيت وتعظيمه، ينظر الروض الأنف للسهيلى: 1/ 23
[3] في المطبوعة: «فلشناك» . والمثبت عن السيرة.
[4] قال السهيليّ في الروض 1/ 280: «وقوله «ديان الدين» ، الدين: جمع دينه، وهي العادة، ويقال لها: دين أيضا، قال ابن الطثرية، واسمه يزيد:
أرى سبعة يسعون للوصل كلهم ... له عند ليلى دينة يستدينها
فألقيت سهمي بينهم حين أوخشوا ... فما صار لي في القسم إلا ثمينها
ويجوز أن يكون أراد بالدين: الأديان، أي: هو ديان أهل الأديان، ولكن جمعها على الدين، لأنها ملل ونحل» .
[5] ينظر سيرة ابن هشام: 1/ 452، 453.(3/705)
3886- عمرو بن جندب الوادعي
(س) عَمْرو بْن جندب الوادعي، أَبُو عطية.
أورده على العسكري، وروى بِإِسْنَادِهِ عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الأَقْمَرِ، عَنْ أَبِي عَطِيَّةَ الْوَادِعِيِّ قَالَ: نَظَرَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى نِسَاءٍ فِي جِنَازَةٍ فَقَالَ: ارْجِعْنَ مَأْزُورَاتٍ غَيْرَ مَأْجُورَاتٍ. أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى وَقَالَ: هَذَا تَابِعِيٌّ يَرْوِي عَنْ عليّ وابن مسعود.
3887- عمرو الجنى
(س) عَمْرو الجني.
قَالَ أَبُو مُوسَى: هُوَ آخر، وقَالَ: أورده الطبراني، وقيل: هُوَ ابْنُ طارق.
وأورده أَبُو زكريا عَلَى جَدّه.
روى أَحْمَد بْن سَعِيد بْن أَبِي مريم، عَنْ عثمان بْن صالح، عَنْ عَمْرو الجني قَالَ: كنت عند النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فقرأ سورة النجم، فسجد وسجدت معه.
وقَالَ عثمان بْن صالح الْمَصْرِيّ: رَأَيْت عَمْرو بْن طارق الجني، فقلت: هَلْ رَأَيْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: نعم، وبايعته، وأسلمت وصليت خلفه الصبح، وقرأ سورة الحج فسجد فيها سجدتين.
أخرجه أبو موسى، فاقتدينا به، وتركه أولى، ومن العجب أنهم يذكرون الجن فِي الصحابة، ولا يصح باسم أحد منهم نقل، ولا يذكرون جبريل وميكائيل وغيرهما من الملائكة، الذين وردت أسماؤهم، ولا شبهة فيهم [1] !
3888- عمرو بن جهم
(س) عَمْرو بْن جهم بْن عَبْد شرحبيل بْن هاشم بْن عَبْد مناف بْن عَبْد الدار بْن قصي.
أورده جَعْفَر، وقَالَ: هاجر وأخوه خزيمة وأبوهما جهم إِلَى أرض الحبشة، ورجعوا فِي السفينتين إِلَى المدينة، ورواه عَنِ ابْنِ إِسْحَاق.
أَخْرَجَهُ أَبُو موسى.
أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ السَّمِينِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ يونس بْن بكير عَنِ ابن إِسْحَاق، في تسمية من هاجر إِلَى أرض الحبشة: « ... ومن بني عَبْد الدار بْن قصي: جهم بْن قيس بْن عَبْد شرحبيل بْن هاشم بْن عَبْد مناف بْن عَبْد الدار، وابنه عَمْرو بْن جهم [2] » .
__________
[1] وينظر أيضا نقد الحافظ ابن حجر لهذه الرواية في ترجمة عمرو بن جابر الجنى، الترجمة رقم 5792: 2/ 521.
[2] سيرة ابن هشام 1/ 325.(3/706)
3889- عمرو بن الحارث بن زهير القرشي
(ب س) عَمْرو بْن الحارث بْن زُهَيْر بن [أبي] شداد بن ربيعة بن هلال بن مالك بن ضبة بْن الحارث بْن فهر الْقُرَشِيّ الفهري.
كَانَ قديم الْإِسْلَام بمكة، وقيل: اسمه عَامِر، يكنى أبا نافع، هاجر إِلَى الحبشة، قاله ابْنُ إِسْحَاق والواقدي، ولم يذكره ابن عقبة ولا أَبُو معشر فيمن هاجر إلى الحبشة، وذكره موسى ابن عقبة فِي البدريين، وَقَدْ ذكره ابْنُ إِسْحَاق فِي البدريين أيضًا إلا أَنَّهُ خالف فِي بعض نسبه، فَقَالَ: ابْنُ أَبِي شداد بْن رَبِيعة بْن أهيب بْن ضبة [1] .
أَخْرَجَهُ أَبُو عمر وأبو موسى.
3890- عمرو بن الحارث المصطلقي
(ب) عَمْرو بْن الحارث بْن أَبِي ضرار بْن عائد بْن مَالِك بْن خزيمة- وهو المصطلق- بن سعد ابن كعب بْن عَمْرو الخزاعي المصطلقي، أخو جويرية بِنْت الحارث بْن أَبِي ضرار، زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. [2] روى عنه أبو وائل، وَأَبُو إِسْحَاق السبيعي.
روى أَبُو حذيفة، عَنْ زُهَيْر، عَنْ أَبِي إِسْحَاق السبيعي، عَنْ عَمْرو بْن الحارث صهر رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخي امرأته قَالَ: تاللَّه ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم عند موته دينارا ولا درهما، ولا أمة ولا عبدا، وَلا شَيْئًا إِلا بَغْلَتَهُ الْبَيْضَاءَ وَسِلاحَهُ، وَأَرْضًا تركها صدقة.
أَخْرَجَهُ هكذا أَبُو عُمَر، ونسبه كما سقناه أولًا. وأمَّا أَبُو مُوسَى فإنه قَالَ: «عَمْرو بْن الحارث بْن أَبِي ضرار» ، حسب لم يتجاوز فِي نسبه هَذَا. [3] قلت: وَإِنما أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى ظنًا مِنْهُ أَنَّهُ غير عَمْرو بْن الحارث بْن المصطلق الَّذِي أَخْرَجَهُ ابْنُ منده، ويرد ذكره بعد هَذِهِ الترجمة إن شاء اللَّه تعالى، وأخرجه لَهُ أَبُو مُوسَى أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «من أراد أن يقرأ القرآن غضًا كما أنزل، فليقرأه عَلَى قراءة ابْنُ أم عَبْد» وقَالَ:
فرق العسكري- هُوَ عليّ- بين هَذَا وبين عَمْرو بْن الحارث بْن المصطلق، وجمع أَبُو عَبْد اللَّه بْن
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 325.
[2] سيرة ابن هشام: 1/ 685، هذا وقد ذكر ابن إسحاق نسبه فيمن هاجر إلى الحبشة 1/ 330، كما ساقه ابن الأثير أول الترجمة، وذكره ابن إسحاق فيمن عاد من أرض الحبشة 1/ 369 فوقف ينسبه عند أبى شداد.
[3] الاستيعاب، الترجمة 1905: 3/ 1171، 1172.(3/707)
منده بَيْنَهُما. ولم يذكر ابْنُ منده ولا أَبُو نعيم هَذِهِ الترجمة، إنَّما ذكرا «عَمْرو بْن الحارث بْن المصطلق الخزاعي» عَلَى ما نذكره، وقالا فيها: إنه أخو جويرية، وذكرا لَهُ الحديثين اللذين رواهما أَبُو مُوسَى عَنْ هَذَا عَمْرو بْن الحارث بْن أَبِي ضرار، فِي تركة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وفي قراءة ابْنُ أم عَبْد. ولا شك أن من يجعلهما اثنين فقد وهم، وَإِنما هما واحد، وَقَدْ أسقط ابْنُ منده وَأَبُو نعيم من نسبه من بين «الحارث» وبين «المصطلق» ، أما ابْنُ منده فيكون قَدْ نقله من نسخة سقيمة قَدْ سقط منها بعض النسب، وتبعه أَبُو نعيم ولم يمعن النظر ليظهر به، وأعجب من ذَلِكَ أن أبا نعيم نسب جويرية كما سقنا هَذَا النسب، وجعلها أخت عَمْرو بْن الحارث بْن المصطلق، وبينهما عدة آباء، ولقد ذكر ابْنُ منده فِي جويرية أعجوبة فإنه اقتصر فِي نسبها عَلَى أَبِي ضرار، ثُمَّ قَالَ: أصابها رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم أوطاس فأعتقها وتزوجها فِي سنة خمس فِي شعبان، وأوطاس كانت بعد الفتح سنة ثمان، فيكون النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تزوجها قبل أن تسبي! والله أعلم.
3891- عمرو بن الحارث الأنصاري
عَمْرو بْن الحارث بْن لبدة [1] بْن عَمْرو بْن ثعلبة الْأَنْصَارِيّ، من القواقل.
شهد العقبة الثانية، قاله ابن إسحاق.
3892- عمرو بن الحارث بن المصطلق
(د ع) عَمْرو بْن الحارث بْن المصطلق، أخو جويرية أم المؤمنين.
يعد فِي الكوفيين، قاله ابْنُ منده وَأَبُو نعيم هكذا، ورويا عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: «قبض رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يخلف دينارًا ... » الحديث، ورويا أيضًا عَنْهُ فِي قراءة ابْنُ مَسْعُود.
أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ الأَنْصَارِيُّ وَأَبُو محمد عبد العزيز ابن أَبِي طَاهِرٍ بَرَكَاتِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْخُشُوعِيُّ وَغَيْرُهُمَا قَالُوا: أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ هِبَةِ الله الحافظ، أنبأنا أبو القاسم ابن السَّمَرْقَنْدِيِّ وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ يُوسُفَ الرَّازِيُّ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هزارمرد الصَّرِيفِينِيُّ [2] ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ حُبَابَةَ [3] ، أَنْبَأَنَا أَبُو القاسم البغوي، حدثنا على بن
__________
[1] في المطبوعة: «كندة» . والمثبت عن مخطوطة دار الكتب «111» مصطلح حديث، وسيرة ابن هشام: 1/ 465، وجوامع السيرة لابن حزم: 85.
[2] ينظر ترجمته في العبر للذهبى: 3/ 271.
[3] ينظر ترجمته في العبر للذهبى: 3/ 44.(3/708)
الْجَعْدِ، أَنْبَأَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ الْخُزَاعِيِّ أَخِي جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ- قَالَ: لا وَاللَّهِ مَا تَرَكَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم عند موته دِينَارًا وَلا دِرْهَمًا، وَلا عَبْدًا، وَلا أَمَةً، وَلا شَيْئًا إِلا بَغْلَتَهُ الْبَيْضَاءَ وَسِلاحَهُ، وَأَرْضًا تَرَكَهَا صَدَقَةً.
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ وَأَبُو نُعَيْمٍ. وَقَدْ تَقَدَّمَ الْكَلامُ عَلَيْهِ فِي عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي ضِرَارٍ، فَلْيَطْلُبْ مِنْهُ.
3893- عَمْرو بن الحارث بن هيشة
عَمْرو بْن الحارث بْن هيشة بْن الحارث بْن أمية بْن معاوية بْن مَالِك.
شهد أحدًا هُوَ وأخوه عَبْد اللَّه بْن الحارث [1] ، ولا عقب لهما.
حكاه العدوي، عَنِ الواقدي.
3894- عمرو بن حبيب
(د ع) عَمْرو بْن حبيب بْن عَبْد شمس، وقيل: عَمْرو بْن سمرة الأقطع.
قاله ابْنُ منده، وروى عَنْ عَمْرو بْن ثعلبة، عَنْ أَبِيهِ: أن عَمْرو بْن سمرة أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
«يا رَسُول اللَّه، إني سرقت ... » وذكر الحديث، ذكرناه فِي ثعلبة [2] .
وقيل: عَمْرو بْن أَبِي حبيب، وقيل: عَمْرو بْن جندب.
عداده فِي الشاميين. ذكره الْحَسَن بْن سُفْيَان. رَوَى صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي رَوَاحَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ حَبِيبٍ أَنَّهُ قَالَ لِسَعِيدِ بْنِ عَمْرٍو: أَمَا علمت أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ قَالَ: «خَابَ عَبْدٌ وَخَسَرَ، لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ فِي قَلْبِهِ رَحْمَةً لِلْبَشَرِ» . أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ وَأَبُو نُعَيْمٍ [3] .
3895- عَمْرو بْن الحجاج الزبيدي
عمرو بن الحجّاج الزّبيدى.
__________
[1] تقدمت ترجمته برقم 2882: 3/ 208.
[2] ينظر ترجمة «ثعلبة أبو عبد الرحمن» : 9/ 290.
[3] قال الحافظ في الإصابة، الترجمة 5796/ 2/ 522: «وغلط ابن الأثير فذكر هذا الحديث في ترجمة عمرو بن حبيب بن عبد شمس، وقال في صدر الترجمة: عمر بن جندب، وقيل: ابن أبى جندب، وقيل: ابن حبيب، فوهم:
وعمرو بن أبى جندب تابعي، يروي عَنِ ابن مسعود»(3/709)
قَالَ ابْنُ إِسْحَاق: كَانَ مسلما عَلَى عهد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وله مقام محمود حين أرادت زبيد الردة، فنهاهم عَنْهَا، وحثهم عَلَى التمسك بالإسلام. هُوَ وعمرو [1] بن الفحيل.
قاله ابن الدباغ.
3896- عمرو بن حريث القرشي
(ب د ع) عَمْرو بْن حُرَيْث بْن عَمْرو بْن عثمان بْن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر بْن مخزوم الْقُرَشِيّ المخزومي يكنى أبا سَعِيد.
رَأَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو أخو سَعِيد بْن حُرَيْث، ويجتمع هُوَ وخالد بْن الْوَلِيد وَأَبُو جهل بْن هشام فِي «عَبْد اللَّه» .
سكن الكوفة وابتنى بها دارًا، وهو أول قرشي اتخذ بالكوفة دارًا، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم وكان عمره لما توفي النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اثنتي عشرة سنة، وقيل: حملت بِهِ أمه عام بدر، ومسح النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأسه، ودعا لَهُ بالبركة فِي صفقته وبيعه، فكسب مالًا عظيمًا، وكان من أغنى أهل الكوفة، وولي لبني أمية بالكوفة، وكانوا يميلون إِلَيْه، ويثقون بِهِ، وكان هواه معهم، وشهد القادسية، وأبلى فيها.
أَنْبَأَنَا أبو الفرج بْنُ أَبِي الرَّجَاءِ إِجَازَةً بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي عَاصِمٍ، أَنْبَأَنَا الحسن ابن عَلِيٍّ، أَنْبَأَنَا الْحِمَّانِيُّ، عَنِ النَّضْرِ أَبِي عُمَرَ الْخَزَّازِ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ قَالَ: ذَهَبَ بِي أَخِي سَعِيدُ بْنُ حُرَيْثٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقْسِمُ ذَهَبًا، فَأَعْطَانِي قِطْعَةً، فَقُلْتُ: لا أَجْعَلُهَا فِي شَيْءٍ إِلا بُورِكَ لِي فِيهِ، فَجَعَلْتُ آخِرَهَا فِي هَذِهِ الدَّارِ أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْفَقِيهُ الْمَخْزُومِيُّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي يَعْلَى، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نُمَيْرٍ، أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ يَقُولُ: ذَهَبَ بِي أَبِي إِلَى رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح رَأْسِي، وَدَعَا لِي بِالرِّزْقِ ومات سنة خمس وثمانين، وولده بالكوفة.
أخرجه الثلاثة [2] .
__________
[1] في المطبوعة ومخطوطة دار الكتب «111» مصطلح حديث: «وهو عمرو بن الفحيل» وهذا يعنى أن عمرو بن الحجاج وعمر بن الفحيل، واحد. وما أثبتناه عن الإصابة ترجمة عمرو بن الفحيل، الترجمة رقم 5931: 3/ 11.
[2] الاستيعاب، الترجمة 1906: 3/ 1172.(3/710)
3897- عمرو بن حريث
عَمْرو بْن حُرَيْث.
ذكره أَبُو يعلى الموصلي بعد عَمْرو بْن حُرَيْث المخزومي، وقَالَ: ذكره أَبُو خيثمة، وروى لَهُ حديثين، فَقَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ- قَالَ أَبُو يَعْلَى: وَحَدَّثَنَا ابْنُ الدَّوْرَقِيِّ أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أيوب، حدّثنى أبو هاني، حدّثنا عمرو ابن حُرَيْثٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَا خَفَّفْتَ عَنْ خَادِمِكَ مِنْ عَمْلِهِ، فَإِنَّ أَجْرَهُ فِي مَوَازِينِكَ. قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، أَخْبَرَنِي أَبُو هَانِئٍ حُمَيْدُ بْنُ هَانِئٍ الْخَوْلانِيُّ: أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِّيَّ وَعَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ وَغَيْرَهُمَا يَقُولُونَ:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِنَّكُمْ سَتَقْدَمُونَ عَلَى قَوْمٍ جُعْدٍ رُءُوسُهُمْ، فَاسْتَوْصُوا بِهِمْ خَيْرًا، فَإِنَّهُمْ قُوَّةٌ لَكُمْ وَبَلاغٌ إِلَى عَدُوِّكُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ- يَعْنِي قِبْطَ مِصْرَ.
ولا شك أن أبا خيثمة وأبا يعلى حيث رأيا هَذَا يروي عَنْهُ المصريون فِي فضل مصر، ظنه غير المخزومي، فإن المخزومي سكن الكوفة، والله أعلم.
3898- عمرو بن خزابة بن نعيم
(د ع) عَمْرو بْن حزابة بْن نعيم. ولد عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
روى نعيم بْن مطرف بْن معروف، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدّه معروف بْن عمرو، عن أبيه عمرو ابن حزابة أَنَّهُ ولد أيام النَّبِيّ، وقدم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من تبوك، وهو مرضع.
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ وَأَبُو نُعَيْمٍ.
3899- عَمْرو بْن حزم الأنصاري
(ب د ع) عَمْرو بْن حزم بْن زَيْد بْن لوذان بْن عَمْرو بْن عَبْد عوف بْن غنم بن مالك ابن النجار الْأَنْصَارِيّ الخزرجي ثُمَّ النجاري.
ومنهم من ينسبه فِي بني مَالِك بْن جشم بْن الخزرج. ومنهم من ينسبه فِي ثعلبة بْن زيد مناة ابن حبيب بْن عَبْد حارثة بْن مَالِك.
وأمه من بني ساعدة، يكنى أبا الضحاك.
وأول مشاهده الخندق، واستعمله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أهل نجران، وهم بنو الحارث ابن كعب، وهو ابْنُ سبع عشرة سنة، بعد أن بعث إليهم خَالِد بْن الْوَلِيد فأسلموا، وكتب لهم كتابًا فِيهِ الفرائض والسنن والصدقات والديات.(3/711)
أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ إِجَازَةً بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرٍو، أَنْبَأَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْن الْحَارِثِ، عَنْ بَكْرِ بْن سَوَادَةَ: أَنَّ زِيَادَ بْنَ نُعَيْمٍ حَدَّثَهُ أَنَّ عَمْرَو بْنَ حَزْمٍ قَالَ: رَآنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَبْرٍ فَقَالَ: انْزِلْ، لا تُؤْذِي صَاحِبَ هَذَا الْقَبْرِ. وتوفي بالمدينة سَنَة إِحْدَى وَخَمْسِينَ، وَقِيلَ: سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ، وقيل: سنة ثلاث وخمسين، وقيل: إنه توفي فِي خلافة عُمَر بْن الخطاب بالمدينة. والصحيح أَنَّهُ توفي بعد الخمسين لأن مُحَمَّد بْن سِيرِينَ روى أَنَّهُ كلم معاوية بكلام شديد لما أراد البيعة ليزيد. وَرَوَى أَبُو بكر ابن مُحَمَّدِ بْنِ عمرو بْن حزم، عَنْ أبيه، عَنْ جَدِّهِ عَمْرٍو: أَنَّهُ رَوَى لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ لَمَّا قُتِلَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قال: تقتله الفئة الباغية. وروى عنه ابنه مُحَمَّد، والنضر بْن عَبْد اللَّه السلمي، وزياد بن نعيم الحضرميّ.
أخرجه الثلاثة [1] .
3900- عمرو بن حسان
(س) عَمْرو بْن حسان. تقدم ذكره فِي ترجمة سنبر.
أخرجه أبو موسى مختصرا [2] .
3901- عمر بن أبى الحسن الأنصاري
(س) عَمْرو بْن أَبِي حسن الْأَنْصَارِيّ.
أورده سَعِيد، وَرَوَى بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ عَمِّهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي حَسَنٍ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ فَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ مَرَّةً واحدة.
أخرجه أبو موسى [3] .
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 1907: 3/ 1172، 1173.
[2] ينظر الترجمة 2275: 2/ 463، 464.
[3] ينظر ترجمة أخيه «عمارة بن أبى حسن» ، وقد تقدمت برقم 2804: 4/ 138.(3/712)
3902- عمرو بن الحكم القضاعي
(ب) عَمْرو بْن الحكم القضاعي ثُمَّ القيني.
بعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عاملًا عَلَى بني القين، فلما ارتد عمال قضاعة كَانَ عَمْرو بْن الحكم وامرؤ القيس بْن الأصبغ ممن ثبت عَلَى دينه.
أَخْرَجَهُ أَبُو عمر، وقال: لا أعرفه بغير ذلك [1] .
3903- عمرو بن حماس الليثي
(د ع) عَمْرو بْن حماس الليثي. غير محفوظ.
روى سُفْيَان، عَنِ ابْنِ أَبِي ذئب، عَنِ الحارث بْن الحكم، عَنْ عَمْرو بْن حماس قَالَ:
قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «ليس للنساء سراة الطريق [2] » .
ورواه وكيع، عَنِ ابْنِ أَبِي ذئب فَقَالَ: عَنِ الحارث، عَنِ الحكم، عَنْ عَمْرو. أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو نعيم: لا تصح لَهُ صحبة- قَالَ: وقيل: أَبُو عَمْرو ابن حماس، وهو المشهور.
3904- عمرو بن الحمام الأنصاري
(س) عَمْرو بْن الحمام بْن الجموح الْأَنْصَارِيّ، من بني سَلَمة. تقدم نسبه [3] هُوَ من البكاءين الَّذِينَ نزل فيهم: وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلَّا يَجِدُوا ما يُنْفِقُونَ 9: 92 [4] . وذلك فِي غزوة تبوك وكانوا جماعة، رَوَاهُ جَعْفَر بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ إِسْحَاق [5] . وقَالَ جَعْفَر المستغفري:
يُقال: إنه استشهد يَوْم أحد، ودفن هُوَ وعبد اللَّه بْن عَمْرو أَبُو جَابِر فِي قبر واحد، وسمي قبر الأخوين، وكانا متصافيين.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
قلت: كذا ذكره أَبُو مُوسَى، والذي دفن مَعَ عَبْد اللَّه إنَّما هُوَ عَمْرو بْن الجموح، وَقَدْ تقدم ذكره، وهو الصحيح، وما عداه فليس بشيء!.
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 1908: 3/ 1173.
[2] سراة الطريق: متنه ووسطه، وفي النهاية لابن الأثير: «ليس للنساء سروات الطرق» ، أي: لا يتوسطتها، ولكن يمشين على الجوانب، وسراة كل شيء ظهره وأعلاه» .
[3] ينظر ترجمة عمرو بن الجموح، وقد تقدمت من قريب.
[4] سورة التوبة، آية: 92.
[5] ينظر خبر البكاءين في سيرة ابن هشام: 2/ 518 وذلك في غزوة تبوك.(3/713)
3905- عمرو بن حمزة بن سنان الأسلمي
(س) عَمْرو بْن حمزة بْن سنان الأسلمي.
شَهِدَ الْحُدَيْبِيَةَ مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قدم المدينة، ثُمَّ استأذن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يرجع إِلَى باديته، فأذن لَهُ، فخرج حتَّى إِذَا كانوا بالصوعة-[1] عَلَى بريد من المدينة، عَلَى المحجة من المدينة إِلَى مكَّة- لقي جارية من العرب وضيئة، فنزغه الشيطان حتَّى أصابها، ولم يكن أحصن، ثُمَّ ندم، فأتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبره، فأقام عَلَيْهِ الحد: أمر رجلًا أن يجلده بين الجلدين، بسوط قَدْ لان.
كذا أورده ابْنُ شاهين، أَخْرَجَهُ أبو موسى.
3906- عمرو بن الحمق الخزاعي
(ب د ع) عَمْرو بْن الحمق بْن الكاهن بْن حبيب بْن عَمْرو بْن القين بْن رزاح بْن عمرو ابن سعد بْن كعب بْن عمرو بْن رَبِيعة الخزاعي.
هاجر إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد الحديبية، وقيل: بل أسلم عام حجة الوداع، والأول أصح.
صحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وحفظ عَنْهُ أحاديث، وسكن الكوفة، وانتقل إِلَى مصر، قاله أَبُو نعيم.
وقَالَ أَبُو عُمَر: سكن الشام، ثُمَّ انتقل إِلَى الكوفة فسكنها، والصحيح أَنَّهُ انتقل من مصر إِلَى الكوفة.
روى عَنْهُ جُبَيْر بْن نفير، ورفاعة بْن شداد القتباني، وغيرهما.
أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ مُكَارِمِ بْنِ أَحْمَدَ الْمُؤَدِّبُ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي زَكَرِيَّا يَزِيدَ بْنِ إِيَاسٍ قَالَ:
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي حَفْصٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، عن يحيى بن حمزة، عن إسحاق بن أبي فروة، عن يوسف بن سليمان، عن جَدَّتِهِ نَاشِرَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَمِقِ أَنَّهُ سَقَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: اللَّهمّ متعه بشبابه. فرت عَلَيْهِ ثَمَانُونَ سَنَةً لا تَرَى فِي لِحْيَتِهِ شَعْرَةً بَيْضَاءَ.
وكان ممن سار إِلَى عثمان بْن عفان رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وهو أحد الأربعة الَّذِينَ دخلوا عَلَيْهِ الدار، فيما ذكروا، وصار بعد ذَلِكَ من شيعة عليّ، وشهد معه مشاهده كلها: الجمل، وصفين،
__________
[1] الصوعة- كما في مراصد الاطلاع-: هضبة. ولم يحدد لها مكان.(3/714)
والنهروان. وأعان حجر بْن عدي، وكان من أصحابه، فخاف زيادًا، فهرب من العراق إِلَى الموصل، واختفى فِي غار بالقرب منها، فأرسل معاوية إِلَى العامل بالموصل ليحمل عُمَر إِلَيْه، فأرسل العامل عَلَى الموصل ليأخذه من الغار الَّذِي كَانَ فِيهِ، فوجده ميتًا، كَانَ قَدْ نهشته حية فمات، وكان العامل عَبْد الرَّحْمَن بْن أَم الحكم، وهو ابْنُ أخت معاوية.
أنبأنا أَبُو مَنْصُور بْن مكارم بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي زكريا قَالَ: أنبأنا إِسْمَاعِيل بْن إِسْحَاق، حَدَّثَنِي عليّ بْن المديني، حَدَّثَنَا سُفْيَان قَالَ: سَمِعْتُ عمارًا الدهني [1]- إن شاء اللَّه- قَالَ: أول رأس حمل فِي الْإِسْلَام رأس عَمْرو بْن الحمق إِلَى معاوية- قَالَ سُفْيَان: أرسل معاوية ليؤتي بِهِ، فلدغ، وكأنهم خافوا أن يتهمهم، فأتوا برأسه.
قَالَ أَبُو زكريا: حَدَّثَنِي عَبْد اللَّه بْن المغيرة الْقُرَشِيّ، عَنِ الحكم بن موسى، عن يحيى ابن حمزة، عن إسحاق بن أبي فروة، عن يُوسف بْن سُلَيْمَان، عَنْ جدته قَالَتْ: كَانَ تحت عَمْرو بْن الحمق آمنة بِنْت الشريد، فحبسها معاوية فِي سجن دمشق زمانًا، حَتَّى وجه إليها إليها رأس عمرو بْن الحمق، فألقى فِي حجرها، فارتاعت لذلك، ثُمَّ وضعته فِي حجرها، ووضعت كفها عَلَى جبينه، ثُمَّ لثمت فاه، ثُمَّ قَالَتْ: غيبتموه عني طويلًا ثُمَّ أهديتموه إليَّ قتيلًا!.
فأهلًا بها من هدية غير قالية ولا مقلية. [2] وقيل: بل كَانَ مريضًا لم يطق الحركة، وكان معه رفاعة بْن شداد، فأمره بالنجاء لئلا يؤخذ معه، فأخذ رأس عَمْرو، وحمل إِلَى معاوية بالشام.
وكان قتله سنة خمسين:
أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هبة الله بإسناده عن عبد الله بن أَحْمَدَ: حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى الْقَارِيُّ أَبُو عُمَرَ، حَدَّثَنَا السُّدِّيُّ، عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ شَدَّادٍ الْقِتْبَانِيُّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى الْمُخْتَارِ فَأَلْقَى إِلَيَّ وِسَادَةً وَقَالَ: لَوْلا أَنَّ أَخِي جِبْرِيلَ قَامَ مِنْ هَذِهِ لأَلْقَيْتُهَا إِلَيْكَ. فَأَرَدْتُ أَنْ أَضْرِبَ عُنُقَهُ، فَذَكَرْتُ حَدِيثًا حَدَّثَنِيهِ عَمْرُو بْنُ الْحَمِقِ قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيما مُؤْمِنٍ أَمَّنَ مُؤْمِنًا عَلَى دَمِهِ فَقَتَلَهُ، فَأَنَا من القاتل بريء. [3]
__________
[1] في المطبوعة: «الذهبي» ، وهو عمار بن معاوية، يروى عنه السفيانان، ينظر ترجمته في التهذيب: 7/ 406.
[2] القلى: البغض، يقال: قلا، يقليه يقليه قلى- بكسر القاف وفتح اللام، وقلى بفتحهما- إذا أبغضه.
[3] مسند الإمام أحمد: 5/ 223، 224.(3/715)
وقبره [1] مشهور بظاهر الموصل يزار، وعليه مشهد كبير، ابتدأ بعمارته أَبُو عَبْد اللَّه سَعِيد بْن حمدان، - وهو ابْنُ عم سيف الدولة- وناصر الدولة ابني حمدان، فِي شعبان من سنة ست وثلاثين وثلاثمائة، وجرى بين السنة والشيعة فتنة بسبب عمارته.
أخرجه الثلاثة.
3907- عمرو بن حنة الأنصاري
(ع س) عَمْرو بْن حنة [2] الْأَنْصَارِيّ. مختلف فِي اسمه، ذكره الطبراني فِي مسنده هكذا.
أَنْبَأَنَا أَبُو مُوسَى كِتَابَةً قَالَ: أَنْبَأَنَا الْحَبَّالُ والكوشيدي قالا: أَنْبَأَنَا ابْنُ رِيذَةَ [3]- قَالَ أَبُو مُوسَى: وَأَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ، أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ- قَالا: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ السَّدُوسِيُّ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرِ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ عَمْرُو بْنُ حَنَّةَ، وَكَانَ يَرْقِي مِنَ الْحَيَّةِ، فَقَالَ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ نَهَيْتَ عَنِ الرُّقَى، وَأَنَا أَرْقِي مِنَ الْحَيَّةِ؟ قال: فقصها على. فقصها عليه، فقال:
لا بَأْسَ بِهَذِهِ، هَذِهِ مَوَاثِيقُ- قَالَ: وَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ كَانَ يَرْقِي مِنَ الْعَقْرَبِ، فَقَالَ: مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهَ فَلْيَفْعَلْ.
رَوَاهُ أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَغَيْرُهُ عَنِ الأَعْمَشِ، فَقَالُوا، «عَمْرُو بْنُ حَزْمٍ» . وَرَوَاهُ أَبُو الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ فَقَالَ: «عَمْرُو بْنُ حَزْمٍ» ، وَهُوَ الصحيح.
3908- عمرو بن خارجة الأنصاري
(د ع) عَمْرو بْن خارجة بْن قيس بْن مالك بْن عدي بن عامر بْن عدي بْن النجار الْأَنْصَارِيّ الخزرجي النجاري.
شهد بدرا، قاله ابن إسحاق وغيره:
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 1909: 3/ 1173، 1174.
[2] في المطبوعة: «حبة» بالباء، والمثبت عن المشتبه للذهبى 1/ 213. وفي الإصابة الترجمة 5822: «عمرو بن جنة» ، ولكن الحافظ قال في ضبطها: «بفتح أوله وتشديد النون» .
[3] في المطبوعة: «ابن بريدة» . وقد وقع في هذا الاسم تصحيف كثير حيث ورد في سند، ونبهنا عليه، وهو أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أحمد بن إبراهيم الأصبهاني، مسند أصبهان، راوية أبى القاسم الطبراني. توفى سنة 440. ينظر العبر للذهبى:
3/ 193.(3/716)
أخبرنا عبيد الله بن أحمد بإسناده عن يونس بْن بكير، عَنِ ابن إِسْحَاق، في تسمية من شهد بدرا من الأنصار قَالَ: « ... ومن بني عدي بْن النجار! عَمْرو بْن خارجة بْن قيس [1] » .
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم.
3909- عمرو بن خارجة الأسدي
(ب د ع) عَمْرو بْن خارجة بْن المنتفق الأسدي، وقيل: الْأَشْعَرِي، حليف أَبِي سُفْيَان ابن حرب.
وقيل: خارجة بْن عمرو. والأول أصح.
يعد فِي الشاميين، روى عَنْهُ عَبْد الرَّحْمَن بْن غنم الْأَشْعَرِي:
أَنْبَأَنَا غَيْرُ وَاحِدٍ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بْنِ غُنْمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ خَارِجَةَ أَنَّهُ قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ بِمِنًى وَهُوَ عَلَى نَاقَتِهِ، وَإِنِّي لَتَحْتَ جرانها، وَلِعَابُهَا [2] يَسِيلُ بَيْنَ كَتِفَيَّ، وَإِنَّهَا لَتَقْصَعُ بِجِرَّتِهَا [3] يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَعْطَى كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ مِنَ الْمِيرَاثِ، وَلا وَصِيَّةَ لِوَارِثٍ، الْوَلُدِ لِلْفِرَاشِ، وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ [4] . أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
قُلْتُ: وَقَدْ رَوَى أَبُو أَحْمَدَ الْعَسْكَرِيُّ هَذَا الْحَدِيثَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نافع، عن عبد الملك ابن قدامة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ عَمْرٍو الْجُمَحِيِّ- وَوَافَقَهُ أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي عَاصِمٍ فِي أَنَّهُ جُمَحِيٌّ:
أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مُطَّرِحٍ- قَالَ يَعْقُوبُ: وَحَدَّثَنَا حَاتِمٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عن قتادة، عن
__________
[1] الّذي في سيرة ابن هشام 1/ 704: «عمرو أبو خارجة بن قيس بن مالك ... » وسيعقد له ابن الأثير ترجمة في موضعه، وفي باب الكنى. ونحسب عمرو بن خارجة وأبا خارجة واحدا.
[2] جران البعير- بكسر الجيم-: مقدم عنقه من مذبحه إلى منحره.
[3] الجرة- بكسر الجيم وتشديد الراء- ما يخرجه البعير من بطنه ليمضغه ثم يبلعه. والقصع: شدة المضغ.
[4] تحفة الأحوذي، أبواب الوصايا، باب «ما جاء: لا وصية لوارث» ، الحديث 2204: 6/ 313، 314، وقال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح» . وقال الحافظ أبو العلى صاحب تحفة الأحوذي: «وأخرجه أحمد والنسائي وابن ماجة والدارقطنيّ والبيهقي، وفي مسندة: شهر بن حوشب، وهو مختلف فيه» .(3/717)
شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ خَارِجَةَ الْجُمَحِيِّ قَالَ: «كُنْتُ عِنْدَ جِرَانِ نَاقَةِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم ... » وذكر الحديث.
وأورد أَبُو أَحْمَد العسكري أيضًا فَقَالَ: عَمْرو بْن خارجة الْأَنْصَارِيّ- قَالَ: وقَالَ بعضهم:
هُوَ أسدى، وروى له في فضل الصلاة
3910- عمرو مولى خباب
(ب) عَمْرو، مَوْلَى خباب.
روى عَنْهُ حديث واحد بإسناد غير مستقيم.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر مختصرا [1] .
3911- عمرو بن أبى خزاعة
(ب د ع) عَمْرو بْن أَبِي خزاعة.
روى مكحول، عَنْ عَمْرو بْن أَبِي خزاعة قَالَ: قتل منا قتيل عَلَى عهد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأتيناه، فقضى لنا.
أَخْرَجَهُ الثلاثة [2] .
3912- عمرو بن خلاس
(س) عَمْرو بْن خلاس، من بني عوف بْن عمرو بْن عوف بْن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي، يقال له مخرج، أورده جَعْفَر فيمن شهد بدرًا [3] أَخْرَجَهُ أَبُو موسى مختصرا.
3913- عمرو بن خلف القرشي
(ب) عَمْرو بْن خلف بْن عمير بْن جدعان الْقُرَشِيّ التيمي، وهو المهاجر بْن قنفذ، واسم المهاجر عَمْرو، وقنفذ اسمه خلف، غلب عَلَى كل واحد منهما لقبه، ويذكر المهاجر فِي «الميم» إن شاء اللَّه تَعَالى بما يغنى عن ذكره هاهنا، لأنه بذلك أشهر.
أخرجه أبو عمر [4] .
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 1967: 3/ 1207.
[2] الاستيعاب، الترجمة 1911: 3/ 1174، وقال أبو عمر: «ليس بالمعروف، روى عنه مكحول، في صحبته نظر» .
[3] قال الحافظ في الإصابة، الترجمة 6841/ 3/ 173: «ذكر أبو موسى عن جعفر أنه قد شهد بدرا- قلت: وقد صحف أباه، وإنما هو الجلاس، بالجيم» .
[4] الاستيعاب، الترجمة 1912: 3/ 1174، 1175.(3/718)
3914- عمرو بن رافع المزني
(ب د ع) عَمْرو بْن رافع المزني.
روى عَنْهُ هلال بْن أَبِي هِلالٍ أَنَّهُ قَالَ: رأيت رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم يخطب بعد الظهر يوم النحر، رديفه عليّ بْن أَبِي طَالِب.
وَقَدْ روى عَنْ عَمْرو بْن رافع، عَنْ أَبِيهِ.
أَخْرَجَهُ أَبُو نعيم، وأبو عمر، وأبو موسى [1] .
3915- عمرو بن ربعي الأنصاري
(س) عَمْرو بْن ربعي، أَبُو قَتَادَة الْأَنْصَارِيّ.
روى مُحَمَّد بْن سعد، عَنِ الواقدي قَالَ: قَالَ الهيثم بْن عدي: اسمه عَمْرو بْن ربعي. وقَالَ مُحَمَّد بْن عُمَر: اسمه النعمان بْن ربعي. وقَالَ غيرهم: الحارث [2] بْن ربعي. وهو الأشهر.
أخرجه أبو موسى.
3916- عمرو بن ربيعة
(س) عَمْرو بْن رَبِيعة.
أورده سَعِيد فِي الصحابة. روى قيس بْن همام، عَنْ عَمْرو بْن رَبِيعة قَالَ: وفدت عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فسمعته يَقُولُ: «أدعوكم إِلَى اللَّه عزَّ وجلَّ وحده، الَّذِي إن مسكم ضرّ كشفه عنكم» . أخرجه أبو موسى.
3917- عمرو بن رئاب القرشي
(ب) عَمْرو بْن رئاب [3] بْن مهشم بْن سَعِيد بْن سهم الْقُرَشِيّ السهمي.
وقيل: اسمه عمير. كَانَ من مهاجرة الحبشة، وقتل بعين التمر [4] مَعَ خَالِد بْن الْوَلِيد.
أَخْرَجَهُ أَبُو عمر [5] .
__________
[1] قال الحافظ في الإصابة، الترجمة 6842/ 3/ 173: «والصواب: عن رافع بن عمرو، وقلبه على بن مجاهد الراويّ عن هلال. وقال مرة عن هلال، عن عمرو بن رافع، عن أبيه، وهو خطأ أيضا» هذا وينظر ترجمة «رافع بن عمرو بن هلال» .
وقد تقدمت برقم 1591: 2/ 194، 195.
[2] تقدمت ترجمة الحارث برقم 879: 1/ 391.
[3] في المطبوعة: «رباب» . والمثبت عن الاستيعاب، وكتاب نسب قريش: 412.
[4] في المطبوعة: «النمر» ، بالنون. و «عين التمر- كما في مراصد الاطلاع-: بلدة في طرف البادية على غربي الفرات» ، وقد كان حصار عين التمر سنة 13 من الهجرة. ينظر العبر للذهبى: 1/ 16.
[5] الاستيعاب، الترجمة 1914: 3/ 1175.(3/719)
3918- عمرو بن زائدة
(د ع) عَمْرو بْن زائدة بْن الأصم- وهو ابْن أم مكتوم- وقيل: عَبْد اللَّه بْن عَمْرو. وقيل:
عَمْرو بْن قيس بْن شريح بْن مَالِك. وأم مكتوم اسمها عاتكة.
روى أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ البراء بْن عازب قَالَ: أول من أتانا مهاجرًا مصعب بْن عمير، ثُمَّ قدم ابْن أم مكتوم.
وروى أَبُو البختري الطائي عَنِ ابْنِ أم مكتوم قال: خرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد ما ارتفعت الشمس وناس عند الحجرات، فقال: يا أهل الحجرات، سعرت النار، وجاءت الفتن كقطع الليل، ولو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلًا ولبكيتم كثيرا.
أَخْرَجَهُ ابْن مندة وأبو نعيم.
3919- عمرو بن زرارة الأنصاري
(س) عَمْرو بْن زرارة الأنصاري.
روى إِبْرَاهِيم بْن العلاء الحمصي، عَنِ الْوَلِيد بْن مُسْلِم، عَنِ الْوَلِيد بْن سُلَيْمَان بْن أَبِي السائب، عَنِ الْقَاسِم، عَنْ أَبِي أمامة، قَالَ: بينما نَحْنُ مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذ لحقنا عَمْرو بْن زرارة الْأَنْصَارِيّ فِي حلة إزار ورداء، وَقَدْ أسبل، فجعل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يأخذ بحاشية ثوبه ويتواضع للَّه عزَّ وجلَّ ويقول: اللَّهمّ، عبدك وابن عبدك وابن أمتك. حتَّى سمعها عَمْرو بْن زرارة، فالتفت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رَسُول اللَّه، إني حمش [1] الساقين. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن اللَّه قَدْ أحسن كل شيء خلقه يا عَمْرو بْن زرارة، إن اللَّه لا يحب المسبلين.
ورواه ابْن نافع، عَنْ إِسْمَاعِيل بْن الفضل، عَنْ يعقوب بْن كعب، عَنِ الْوَلِيد بْن مُسْلِم بِإِسْنَادِهِ فسماه: «عَمْرو بْن سَعِيد» . أخرجه أبو موسى.
3920- عمرو بن زرارة النخعي
(س) عَمْرو بْن زرارة النخعي، مذكور فِي ترجمة أَبِيهِ فِي باب «الزاي» [2] .
وهو ممن سيره عثمان بن عفان من أهلي الكوفة إِلَى دمشق، وأدرك عصر النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
روى عَنْهُ ابنه سَعِيد والسّبيعى. أخرجه أبو موسى.
__________
[1] يقال: رجل حمش الساقين، وأحمش الساقين: أي دقيقهما.
[2] تقدمت ترجمته برقم 1739: 2/ 254.(3/720)
3921- عمرو أبو زرعة
(ع س) عَمْرو أَبُو زرعة، غير منسوب.
روى مَنْصُور بْن أَبِي مزاحم وسويد بْن سَعِيد، عَنْ خَالِد الزيات، عَنْ زرعة بْن [1] عَمْرو، عَنْ أبيه- وكان رابع أربعة ممن دفن عثمان بْن عفان يَوْم الدار بعد العتمة- قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة قَالَ لأصحابه: انطلقوا إِلَى أهل قباء نسلم عليهم، فلما أتاهم سلم عليهم فَقَالَ:
يا أهل قباء، ائتوني بحجارة من هَذِهِ الحرة، فجمعت عنده، فخط بها قبلتهم.
رَوَاهُ أسود بْن عَامِر عَنْ خَالِد، وقَالَ: عَنْ زرعة بْن عَمْرو، مَوْلَى خباب. أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى.
3922- عمرو بن أبى زهير
(ب) عَمْرو بْن أَبِي زُهَيْر بْن مَالِك بْن امرئ القيس الْأَنْصَارِيّ.
ذكره ابْن عقبة في البدريين.
أخرجه أبو عمر [2] .
3923- عمرو بن سالم الخزاعي
(ب د ع) عَمْرو بْن سالم بْن كلثوم الخزاعي، قاله أَبُو عُمَر [3] .
وقَالَ هِشَام بْن الكلبي: عَمْرو بْن سالم بْن حضيرة الشاعر القائل:
لاهمّ إني ناشد محمدا ... حلف أبينا وأبيه الأتلدا
وأمَّا ابْن منده وَأَبُو نعيم فلم ينسباه، إنَّما قالا: عَمْرو بْن سالم الخزاعي الكعبي.
أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ والْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ أنهما حدثناه جَمِيعًا، أَنَّ عَمْرَو بْنَ سَالِمٍ الْخُزَاعِيَّ رَكِبَ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، عند ما كَانَ مِنْ أَمْرِ خُزَاعَةَ وَبَنِي بَكْرٍ بِالْوَتِيرِ [4] ، حتَّى قَدِمَ الْمَدِينَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُخْبِرُهُ الْخَبَرَ، وَقَدْ قَالَ أَبْيَاتَ شِعْرٍ، فَلَمَّا قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْشَدَهُ أَبْيَاتًا، وَهِيَ هذه:
__________
[1] في المطبوعة: «عن زرعة عن عمرو» ، وهو خطأ واضح، وينظر الإصابة، الترجمة 6000: 3/ 26.
[2] الاستيعاب، الترجمة 1915: 3/ 1175.
[3] الاستيعاب، الترجمة 1916: 3/ 1175.
[4] الوتير: اسم ماء معروف في بلاد خزاعة.(3/721)
لا هم إني ناشد محمدا ... حلف أبينا وَأَبِيهِ الأَتْلَدَا
كُنْتَ لَنَا أَبًا وُكُنَّا وَلَدًا ... ثُمَّتَ أَسْلَمْنَا فَلَمْ نَنْزِعَ يَدَا [1]
فَانْصُرْ رَسُولَ اللَّهِ نَصْرًا عَتَدًا [2] ... وَادْعُ عِبَادَ اللَّهِ يَأْتُوا مَدَدَا
فِيهِمْ رَسُولُ اللَّهِ قَدْ تَجَرَّدَا ... إِنْ سِيمَ خَسَفًا وَجْهُهُ تَرَبَّدَا
فِي فَيْلَقٍ كَالْبَحْرِ يَجْرِي مُزْبِدَا ... إِنَّ قُرَيْشًا أَخْلَفُوكَ الْمَوْعِدَا
وَنَقَضُوا ميثاقك المؤكّدا ... وزعموا أن لست تدعوا أَحَدًا
وَهُمْ أَذَلُّ وَأَقَلُّ عَدَدَا ... قَدْ جَعَلُوا لِي بِكُدَاءَ رَصَدَا
هُمْ بَيَّتُونَا بِالْوَتِيرِ هُجَّدَا ... فَقَتَلُونَا رُكَّعًا وَسُجَّدَا
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نُصِرْتَ يَا عَمْرُو بْنَ سَالِمٍ. فَمَا بَرِحَ حتَّى مَرَّتْ عَنَانَةٌ [3] فِي السماء، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: إِنَّ هَذِهِ السَّحَابَةَ لَتَسْتَهِلُّ بِنَصْرِ بَنِي كَعْبٍ. وَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْجِهَازِ، وَكَتَمَهُمْ مَخْرَجَهُ، وَسَأَلَ اللَّهَ أَنْ يُعْمِيَ على قريش خبره، حتى يُبْغِتَهُمْ فِي بِلادِهِمْ، وَسَارَ فَكَانَ فَتْحُ مَكَّةَ.
وقد استقصينا هَذِهِ الحادثة فِي كتابنا الكامل فِي التاريخ [4] .
أخرجه الثلاثة.
3924- عمرو بن سالم بن حضيرة
(س) عَمْرو بْن سالم بْن حضيرة بْن سالم، من بني مليح بْن عَمْرو بْن ربيعة.
__________
[1] هكذا الرواية في أسد الغابة. وفي الاستيعاب:
ووالدا كنا وكنت الوالدا أما رواية السيرة فهي: قد كنتم ولدا وكنا والدا وقد أشار ابن هشام إلى رواية ثالثة وهي:
نحن ولدناك فكنت ولدا وهذه الروايات الثلاث متفقة في المعنى، ويقول السهيليّ في الروض الأنف 2/ 265: «يريد أن بنى عبد مناف أمهم من خزاعة، وكذلك قصي أمه فاطمة بنت سعد الخزاعية. وقوله «ثمت أسلمنا» هو من السلم، لأنهم لم يكونوا آمنوا بعد، غير أنه قال:
«ركعا وسجدا» فدل على أنه كان فيهم من صلى للَّه فقتل، والله أعلم» .
[2] عتدا- بفتحتين-: قويا وحاسما.
[3] أي: سحابة.
[4] ينظر الكامل لابن الأثير: 2/ 162، وما بعدها.(3/722)
كَانَ شاعرًا، وكان يحمل أحد ألوية بني كعب التي عقدها لهم رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو الَّذِي يَقُولُ يومئذ
لا هُمْ إني ناشد محمدًا
الأبيات، قَالَ ابْن شاهين: أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى بهذا اللفظ.
قلت: أخرج أَبُو موسى هَذِهِ الترجمة مستدركًا عَلَى ابْن منده، وهذا الَّذِي ذكرناه لفظه، ولا وجه لاستدراكه عَلَيْهِ، فإن هَذَا هُوَ المذكور فِي الترجمة التي قبلها، وَإِنما ابْن إِسْحَاق وغيره ذكروا نسبه مختصرًا، كما ذكره ابْن منده وَأَبُو نعيم، ولعل أبا مُوسَى لما رَأَى الأول لم يتعدوا فِي نسبه سالما، ورأى هذا قد رفع نسبه، ظنه غيره، والذي سقناه عَنِ ابْنِ الكلبي فِي الترجمة الأولى من نسبه يدل أنهما واحد، ولعل من يرى نسبه الَّذِي ساقه أَبُو عمر، وفيه: «سالم ابن كلثوم» ، وفي هَذَا سالم بْن حضيرة، فظنهما اثنين، وليس كذلك، فإنهم اختلفوا فِي نسبه كما اختلفوا فِي غيره، والبيت الشعر الَّذِي أورده أَبُو مُوسَى يشهد أنهما واحد، ونحن نذكر كلام ابْن الكلبي ليعلم أنهما واحد، قَالَ: فولد مليح بْن عَمْرو بْن رَبِيعة: سعد أَوْ غنمًا، ثُمَّ قَالَ:
فمن بني سعد بْن مليح: عَبْد اللَّه بْن خلف. وذكر نسبه، وابنه طلحة بْن عَبْد اللَّه، وهو طلحة الطلحات، وذكر أيضًا الأسود بْن خلف، وعثمان بْن خلف، ثُمَّ قَالَ: وعمرو بن سالم بن حضيرة ابن سالم الشَّاعِر القائل:
لا هُمْ إني ناشد محمّدا ... حلف أبينا وأبيه الأتلدا
فهل هَذَا إلا الَّذِي ذكره ابن مندة وأبو نعيم؟! والله أعلم.
3925- عمرو بن سالم
(س) عَمْرو بْن سالم.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى وقَالَ: هُوَ آخر، أورده سعيد، وروى عَنْ حزام بْن هشام، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرو بْن سالم قَالَ، قلت: يا رَسُول اللَّهِ، إن أنس بْن زنيم هجاك. فأهدر النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دمه.
3926- عمرو بن سبيع الرهاوي
(س) عَمْرو بْن سبيع الرهاوي وفد عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سنة عشر روى هشام بْن الكلبي، عَنْ عِمْرَانَ بْن هزان الرهاوي، عَنْ أبيه قَالَ: وفد عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم(3/723)
عَمْرو بْن سبيع الرهاوي مسلمًا، فعقد لَهُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لواء، فشهد بْه صفين مَعَ معاوية، وقَالَ:
لما سار إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
إليك رَسُول اللَّه من سرو حمير ... أجوب الفيافي سملقًا بعد سملق [1]
عَلَى ذات ألواح أكلفها السري ... تخب برحلي تارة ثُمَّ تعنق [2]
فما لَكَ عندي راحة أَوْ تحلحلي ... بباب النَّبِيّ الهاشمي الموفق [3]
عتقت إذًا من حلة بعد حلة ... وقطع دياميم وهم مؤرق [4]
أَخْرَجَهُ أبو موسى.
3927- عمرو بن سراقة القرشي
(ب د ع س) عَمْرو بْن سراقة بْن المعتمر بْن أنس بْن أذاة بْن رزاح بْن عدي بْن كعب بْن لؤي الْقُرَشِيّ العدوي. قاله أَبُو نعيم، وَأَبُو عُمَر. [5] وقَالَ ابْن منده: عَمْرو بْن سراقة بْن المعتمر الْأَنْصَارِيّ، وهو أخو عبد اللَّه بْن سراقة [6] .
أَنْبَأَنَا عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بِإِسْنَادِهِ إِلَى يونس، عَنِ ابْنِ إِسْحَاق، فِي تسمية من شهد بدرًا، قَالَ: «ومن بني عدي بْن كعب: عَمْرو بْن سراقة، وأخوه عَبْد اللَّه بْن سراقة [7] » .
وكذلك قَالَ مُوسَى بْن عقبة، وقالا: إنه شهد أحدا والخندق والمشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
روى عَنْهُ عَامِر بْن رَبِيعة أَنَّهُ قال: بعثنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سرية ومعنا عَمْرو بْن سراقة، وكان رجلًا لطيف [8] البطن طويلًا، فجاع فانثنى، فأخذنا صفيحة من حجارة فربطناها عَلَى بطنه، فمشى معنا، فجئنا حيًّا من أحياء العرب فضيفونا، فَقَالَ عَمْرو: كنت أحسب الرجلين تحمل البطن، وإذا البطن تحمل الرجلين.
__________
[1] البيت الأول في الإصابة، وروايته فيها:
إليك رسول الله أعملت نصها تجوب الفيافي سملقا بعد سملق و «سرو» - بفتح فسكون- محلة حمير. والفيافي: الصحاري لا ماء فيها. والسملق: القفر الّذي لا نبات فيه.
[2] يعنى بذات الألواح: الناقة. وألواح الجسد: عظامه. والسري- بضم السين-: سير الليل. والخبب- بفتحتين-:
الإسراع في المشي، أو هو أن ينقل البعير أيامنه جميعا وأياسره جميعا. و «تعنق» : تسرع.
[3] تحلحلى، أي: تقيمي بباب النبي، وهو مقلوب من تلحلح، وللسهيلى كلام في ذلك.
[4] الحلة- بكسر الحاء-: الحلول بالمكان. والدياميم: جمع ديمومة، وهي الصحاري البعيدة.
[5] الاستيعاب، الترجمة 1917: 3/ 1176.
[6] مضت ترجمته برقم 2968: 3/ 255، 256.
[7] سيرة ابن هشام: 1/ 683، 684.
[8] أي: ضامر البطن.(3/724)
وتوفي عَمْرو فِي خلافة عثمان.
أَخْرَجَهُ الثلاثة، إلا أن ابْن منده جعله أنصاريًا، وهو وهم. وأخرجه أَبُو مُوسَى مستدركا عَلَى ابْن منده، وقَالَ: هُوَ عدوي حيث جعله ابْن منده أنصاريًا، وهذا استدراك لا وجه لَهُ فإن كَانَ يريد يستدرك عَلَيْهِ كل ما وهم فِيهِ يطول عَلَيْهِ، ولم يفعله فِي غير هَذَا حتَّى يعذر فِيهِ! والله أعلم.
3928- عمرو بن سراقة
(س) عَمْرو بْن سراقة.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى، وقَالَ: هُوَ آخر، أورده جَعْفَر وقَالَ: قسم لَهُ عُمَر بْن الخطاب فِي وادي القرى حظرًا [1] ، فرق بَيْنَهُما جَعْفَر، ورواه بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ إِسْحَاق.
قَالَ أَبُو مُوسَى: وَقَدْ أورد الحافظ أَبُو عَبْد اللَّه: عَمْرو بْن سراقة الْأَنْصَارِيّ، ولعله أحد هذين.
قلت: قول أَبِي مُوسَى «ولعله أحد هذين» غريب، فإنه قَدْ نسب الأول إِلَى بني عدي، فبقي أن يكون هذا أنصاريّا، والله أعلم.
3929- عمرو بن أبى سرح
(ب د ع) عَمْرو بْن أَبِي سرح بن ربيعة بن هلال بن مالك بن ضبة بْن الحارث بْن فهر الْقُرَشِيّ الفهري، يكنى أبا سَعِيد.
كَانَ من مهاجرة الحبشة، وهو وأخوه وهب بْن أَبِي سرح، وشهدا جميعًا بدرًا، قَالَه ابْن عقبة، وابن إِسْحَاق، والكلبي.
وقَالَ الواقدي وَأَبُو معشر: هُوَ معمر بْن أَبِي سرح. وقالا: شهد بدرا، وأحدا والخندق، والمشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَر بِإِسْنَادِهِ عَنْ يونس، عَنِ ابْنِ إِسْحَاق، فِي تسمية من شهد بدرا قَالَ: من بني الحارث بْن فهر: ... وعمرو بْن أَبِي سرح بْن ربيعة، لا عقب [2] له.
__________
[1] الحظر- بفتح فسكون- الشجر المحتظر به، وقيل: هو الشرك، وذلك أن العرب تجمع الشوك فتحظر به، فربما وقع فيه الرجل فنشب فيه. وفي تاج العروس: «وزمن التحظير: إشارة إلى ما فعله عمر بن الخطاب رضى الله عنه، من قسمة وادي القرى بين المسلمين وبين بنى عذرة بن زيد اللات، وذلك بعد إجلاء اليهود، وهو الإجلاء الثاني، فكأنه جعل لكل واحد حدا وحاجزا، وهو كالتاريخ عندهم» .
[2] سيرة ابن هشام: 1/ 680.(3/725)
وبهذا الإسناد عَنِ ابْنِ إِسْحَاق فيمن هاجر إلى الحبشة: «وعمرو بن أبى سرح بن ربيعة ابن هلال [1] .
قيل: إنه مات بالمدينة سنة ثلاثين، فِي خلافة عثمان. ذكره الطبري.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
3930- عمرو بن سعد بن معاذ الأنصاري
(د ع) عَمْرو بْن سعد بْن مُعَاذ الْأَنْصَارِيّ الأشهلي. وهو ابْن [2] الَّذِي اهتز عرش الرَّحْمَن لموت أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. وهو أَبُو واقد، وكان قَدْ شهد بيعة الرضوان.
روى عَنْهُ ابنه واقد، قَالَ: لبس رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قباء مزرًا بالديباج، فجعل النَّاس ينظرون إِلَيْه فَقَالَ: مناديل سعد فِي الجنة أفضل من هَذَا.
ومن ولده: مُحَمَّد بْن الحصين بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَمْرو بْن سعد بْن مُعَاذ، كَانَ أحد علماء الأنصار، وكان صاحب راية الأنصار مَعَ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن.
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ وَأَبُو نُعَيْمٍ.
3931- عَمْرو بْن سعد
(س) عَمْرو بْن سعد، وقيل: ابْن سعد الخير، وقيل: اسمه عَامِر بْن مَسْعُود، ذكره جعفر.
أخرجه أبو موسى مختصرا.
3932- عمرو بن سعد أبو كبشة
(س) عَمْرو بْن سعد، أَبُو كبشة الأنماري.
سماه يَحيى بْن يونس، وسعيد الْقُرَشِيّ، هكذا. وقيل: اسمه عُمَر بْن سعد [3] ، وهو الأشهر أخرجه أبو موسى.
3933- عمرو بن سعدى
(س) عَمْرو بْن سعدي، من بني قريظة، نزل من حصن بني قريظة فِي الليلة التي صبيحتها فتح حصنهم، فبات فِي مسجد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم حتى أصبح، فلما أصبح لم يدر أَيْنَ هُوَ حتَّى الساعة؟
ذكره ابْن شاهين، أَخْرَجَهُ أَبُو موسى.
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 330.
[2] تقدمت ترجمة أبيه برقم 2045: 3/ 373- 377.
[3] في المطبوعة: «وقيل: اسمه عمرو بن سعيد» . وقد تقدم من قريب ما أثبتناه، على أن ابن الأثير في باب الكنى قال:
«واختلف فِي اسمه فقيل: عُمَر بْن سعد، وقيل سعد بن عمر، وقال أبو نعيم: اسمه سليم» .(3/726)
3934- عمرو بن سعواء
(د ع) عَمْرو بْن سعواء، وقيل: شعواء اليافعي [1] .
شهد فتح مصر، يعد فِي الصحابة. روى عَنْهُ سُلَيْمَان بْن زياد، وَأَبُو معشر الحميري.
روى ابْن لهيعة، عَنْ عياش بْن عَبَّاس القتباني، عَنْ أَبِي معشر الحميري، عَنْ عَمْرو بْن شعواء اليافعي قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سبعة لعنتهم، وكل نبي مجاب الدعوة. الزائد فِي كتاب اللَّه، والمكذب بقدر اللَّه، والمستحل حرمة اللَّه، والمستحل من عترتي ما حرم اللَّه، والتارك لسنتي، والمستأثر بالفيء، والمتجبر بسلطانه ليعز من أذل اللَّه، ويذل من أعز اللَّه عزَّ وجل. أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ وَأَبُو نُعَيْمٍ.
3935- عَمْرو بْن سعيد بن الأزعر الأنصاري
(س) عَمْرو بْن سَعِيد بْن الأزعر بْن زَيْد بْن العطاف الأوسي الْأَنْصَارِيّ.
ذكره جَعْفَر فيمن شهد بدرًا.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى مختصرًا.
قلت: قَدْ وهم أَبُو مُوسَى فِي قولُه «سعيد» ، وإنما هُوَ «معبد» ، وَقَدْ أَخْرَجَهُ هُوَ فِي عَمْرو بْن معبد، وفي عمير بْن معبد، وَقَدْ ذكرناه فيهما، والله أعلم.
3936- عمرو بن سعيد بن العاصي القرشي
(ب د ع) عَمْرو بْن سَعِيد بْن العاصي بن أمية بن عبد شمس القرشي الأموي. وأمه صفية بِنْت المغيرة بْن عَبْد اللَّه بن عمرو بْن مخزوم، عمة خَالِد بْن الْوَلِيد بْن المغيرة.
هاجر الهجرتين إِلَى الحبشة وَإِلى المدينة، هُوَ وأخوه خَالِد بْن سَعِيد، وقدما معًا عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وكان إسلام عَمْرو بعد أخيه خَالِد بيسير.
روى الواقدي، عَنْ جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن [2] خَالِد، عَنْ إِبْرَاهِيم بْن عقبة، عَنْ أم خَالِد بِنْت سَعِيد بْن العاص قَالَتْ: قدم علينا عمي عَمْرو بْن سَعِيد أرض الحبشة، بعد مقدم أَبِي بيسير، فلم يزل هناك حتَّى حمل فِي السفينتين مَعَ أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقدموا عَلَيْهِ وهو بخيبر سنة
__________
[1] كذا في المطبوعة، وفي مخطوطة الدار: «بن سعوا، وقيل: شعوى» ، كذا رسم فيها، ولا ندري هل هذا الاسم ممدود أو مقصور. وأما في الإصابة فقد وردت فيها هذه الترجمة برقم 5847: 2/ 531، وفيها «عمر بن سعد- بفتح السين- وسكون العين المهملتين، وقيل: بالشين المعجمة، اليافعي» وهو خطأ لا نشك فيه.
[2] كذا، ومثله في مخطوطة دار الكتب، وفي الاستيعاب: «جعفر بن عمر بن خالد» .(3/727)
سبع، فشهد عَمْرو مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الفتح، وحنينا، والطائف، وتبوك. واستعمله النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ثمار خيبر، ولما أسلم هُوَ وأخوه خَالِد قَالَ أخوهما أبان بْن سَعِيد بْن العاص- وكان أبوهما سَعِيد هلك بالظريبة، مال لَهُ بالطائف [1] :
ألا ليت ميتًا بالظريبة شاهد ... لما يفتري فِي الدين عَمْرو وخالد
أطاعا بنا أمر النساء وأصبحا ... يعينان من أعدائنا من يكابد
وبقي بعد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فسار إِلَى الشام مَعَ الجيوش التي سيرها أَبُو بَكْر الصديق، فقتل يَوْم أجنادين شهيدًا فِي خلافة أَبِي بَكْر، قاله أكثر أهل السير.
وقَالَ ابْن إِسْحَاق: قتل عَمْرو يَوْم اليرموك، ولم يتابع ابْن إِسْحَاق عَلَى ذَلِكَ، فقيل: إنه استشهد بمرج الصفر، وكانت أجنادين ومرج الصفر فِي جمادي الأولى من سنة ثلاث عشرة.
ولم يعقب.
أخرجه الثلاثة [2] .
3937- عمرو أبو سعيد الأنصاري
(د ع) عَمْرو أَبُو سَعِيد الْأَنْصَارِيّ.
وكان ممن شهد بدرًا. روى عَنْهُ ابنه سَعِيد.
رَوَى وَكِيعٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَعِيدٍ التَّغْلِبِيِّ، عَنْ سَعِيد بْن عَمْرو، عَنْ أَبِيهِ- وكان بدريًا- أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: من صلى عليّ مخلصًا من قلبه مرة صلى اللَّه عَلَيْهِ عشرًا. أَخْرَجَهُ ابْن مندة وأبو نعيم.
3938- عمرو بن سعيد الهذلي
(ع) عَمْرو بْن سَعِيد الهذلي، أَبُو سَعِيد.
روى حاتم بْن إِسْمَاعِيل، عَنْ عَبْد اللَّه بْن يَزِيدَ الهذلي، عَنْ سَعِيد بْن عَمْرو بْن سَعِيد الهذلي، عَنْ أَبِيهِ- وكان شيخًا كبيرًا قَدْ أدرك الجاهلية الأولى والإسلام- قَالَ: حضرت مَعَ رَجُل من قومي بسواع، وَقَدْ سقنا إليه الذبائح.
أخرجه أبو نعيم.
__________
[1] سيرة ابن هشام: 2/ 360، وقد مضى البيتان في ترجمة أبان بن سعيد: 1/ 46.
[2] الاستيعاب، الترجمة 1919: 3/ 1177، 1178.(3/728)
3939- عمرو بن سفيان
(د ع) عَمْرو بْن سُفْيَان الثقفي. شهد حنينًا مَعَ المشركين، يعد فِي الشاميين، روى عَنْهُ الْقَاسِم أَبُو عَبْد الرَّحْمَن، كذا ذكره الحاكم أَبُو أَحْمَد، ثُمَّ أسلم بعد حنين. روى عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ:
إن المسلمين لما انهزموا يَوْم حنين لم يبق مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا الْعَبَّاس وَأَبُو سفيان بْن الحارث، فقبض قبضة من التراب، فرمى بها فِي وجوههم، فما خيل لنا إلا أن كل شجرة وحجر فارس يطلبنا، فأعجرت عليّ [1] فرسي حتَّى دخلت الطائف.
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ، وَأَبُو نُعَيْمٍ.
3940- عَمْرو بْن سفيان
(ب د ع) عَمْرو بْن سُفْيَان بْن عَبْد شمس بْن سعد بْن قائف بْن الأوقص بن مرّة بن هلال ابن فالج بْن ذكوان بْن ثعلبة بْن بهثة بْن سليم، أَبُو الأعور السلمي. وأمه قريبة بِنْت قيس بْن عَبْد شمس، من بني عَمْرو بْن هصيص، وهو مشهور بكنيته.
كَانَ من أعيان أصحاب معاوية، وعليه كَانَ مدار الحرب بصفين.
قَالَ مُسْلِم بْن الحجاج: أَبُو الأعور السلمي، اسمه: عَمْرو بْن سُفْيَان، لَهُ صحبة.
وقَالَ ابْن أَبِي حاتم: لا صحبة لَهُ، وَقَدْ أدرك الجاهلية، وحديثه عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسل: «إنَّما أخاف عَلَى أمتي شحًا مطاعًا، وهوى متبعًا، وَإِمامًا ضالًا» ، وكان من أصحاب معاوية [2] .
قَالَ أَبُو عُمَر: كذا ذكره ابْن أَبِي حاتم، وهو الصواب، روى عَنْهُ عَمْرو البكالي [3] .
ونذكره فِي الكنى إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه الثلاثة.
3941- عمرو بن سفيان العوفيّ
(د ع) عَمْرو بْن سُفْيَان العوفي- وقيل: عمرو بن سليم [4] .
__________
[1] الّذي في اللسان: «وعجر به بعيره عجرانا، كأنه أراد أن يركب به وجها، فرجع به قبل ألّافه وأهله» .
[2] الجرح والتعديل لابن أبى حاتم: 3/ 1/ 334.
[3] الاستيعاب، الترجمة 1920: 3/ 1178، 1179.
[4] في المطبوعة: «عمرو بن سليمان» ، والصواب ما أثبتناه عن الإصابة، الترجمة 5854: 2/ 533، والترجمة 5860: 2/ 534. وسيأتي عن قريب ترجمة ابن الأثير له على الصواب.(3/729)
ذكره ابْن أَبِي عاصم فِي الوحدان، وقَالَ الْبُخَارِيّ: هُوَ تابعي [1] ، لا تعرف لَهُ صحبة، روى عَنْهُ بشر بْن عَبْد اللَّهِ.
أَخْرَجَهُ ابن منده وَأَبُو نعيم.
3942- عمرو بن سفيان المحاربي
(ب د ع) عَمْرو بْن سُفْيَان المحاربي.
سَمِعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يعد فِي أعراب البصرة، قاله ابْن منده وَأَبُو نعيم.
وقَالَ أَبُو عُمَر: يعد فِي الشاميين [2] .
روى حديثه أولاده: أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ إِجَازَةً بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي بكر بن أبي عَاصِمٍ قَالَ:
حَدَّثَنَا جَرَّاحُ بْنُ مَخْلَدٍ الْقَزَّازُ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ جَمِيلٍ أَبُو مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْن الْفَضْلِ بْن عَمْرِو بْن سُفْيَانَ الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أنه قَوْمُكَ عَنْ خَلِّ الْجَرِّ [3] ، فَإِنَّهُ حَرَامٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ» .
ورواه بَكْر بْن سهل، عَنِ الجراح بإسناده فقال: عمرو بن سفى. أخرجه الثلاثة.
3943- عمرو بن سفيان
(د ع) عَمْرو بْن [أَبِي] [4] سُفْيَان.
روى حديثه روح بْن عبادة، عَنِ ابْنِ جريج، عَنْ عَبْد الملك بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي سُفْيَان [عَنْ عمه عَمْرو بْن أَبِي سُفْيَان [5]] أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لا تشربوا من الثلمة [6] التي فِي القدح، فإن الشيطان يشرب من ذلك.
__________
[1] في التاريخ الكبير 3/ 2/ 313: «عمرو البكالي، عن عبد الله بن عمرو» .
[2] الاستيعاب، الترجمة 1921: 3/ 1179.
[3] الجر: واحده جرة، وهي الإناء المعروف من الفخار، وأراد بالنهى عن الجرار المدهونة لأنها أسرع في الشدة والتخمير.
[4] ما بين القوسين عن مخطوطة دار الكتب «111» مصطلح حديث، والإصابة، الترجمة 6852: 3/ 174، ولا به من إثباته، فسيأتي أنه يروى عنه ابن أخيه عَبْد الملك بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي سفيان، وعليه فعمرو هو أخو عبد الله، وعبد الله هو ابن أبى سفيان، لا ابن سفيان.
[5] ما بين القوسين عن الإصابة أيضا.
[6] في المطبوعة: «السلمة» . بالسين، وهو خطأ. والصواب ما أثبتناه، والمراد بالثلمة: «موضع الكسر من الإناء، قال ابن الأثير في النهاية: «وإنما فهي عنه لأنه لا يتماسك عليها فم الشارب، وربما انصب الماء على نوبه وبدنه، وقيل: لأن موضعها لا يناله التنظيف التام إذا غسل الإناء، وقد جاء في الحديث، «إنه مقصد الشيطان» ولعله أراد به عدم النظافة» .(3/730)
أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وقال ابن منده: أراه الأول، يعني عَمْرو بْن سُفْيَان الثقفي [1] .
3944- عمرو بن أبى سلامة
عَمْرو بْن أَبِي سلامة بْن سعد، والد أَبِي حدرد سلامة بْن عَمْرو الأسلمي.
أورده جَعْفَر وقَالَ: فِي إسناد حديثه اختلاف:
روى مُحَمَّد بْن يَحيى القطعي، عَنْ حجاج، عَنْ حَمَّاد، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْد اللَّه بْن قسيط، عَنْ أَبِي حدرد الأسلمي، عَنْ أَبِيهِ: أن رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعثه وأبا قَتَادَة ومحلم بْن جثامة فِي سرية إِلَى أضم، فلقوا عَامِر بْن الأضبط الأشجعي، فحياهم بتحية الإسلام، فحمل عليه محلّم ابن جثامة، وسلبه ما معه. فلما قدموا عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخبروه بذلك، فَقَالَ: أقتلته بعد ما قَالَ: «آمنت باللَّه؟!» ونزل القرآن يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا 4: 94 [2] ... الآية.
ورواه أَبُو خَالِد الأصم عَنِ ابْنِ إِسْحَاق، عَنِ ابْنِ [3] قُسَيْطٍ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي حدرد، عن أبيه. ورواه يونس البكالي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاق، عَنْ يزيد بن قسيط، عن القعقاع ابن عبد الله بن أبي حدرد، عن أبيه عَبْد اللَّه بْن أَبِي حدرد قَالَ: بعثنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم [4] . والله أعلم.
3945- عمرو بن سلمة الحرمي
(ب د ع) عَمْرو بْن سَلَمة بْن نفيع، وقيل: سَلَمة بْن قيس، وقيل: سَلَمة بْن لاي بْن قدامة الجرمي أَبُو بريد.
أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان يؤم قومه عَلَى عهد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لأنَّه كَانَ أكثرهم حفظًا للقرآن.
روى حَمَّاد بْن زَيْد، عَنْ أيوب، عَنْ عَمْرو بْن سَلَمة الجرمي قَالَ: أممت قومي عَلَى عهد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنا غلام ابْن ست أَوْ سبع سنين.
__________
[1] ينظر الإصابة وتعقيب الحافظ على ما رآه ابن مندة.
[2] سورة النساء، آية: 104.
[3] في المطبوعة: عن أبى قسيط، وهو خطأ، وهو «أبو عبد الله يزيد بن عبد الله بن قسيط» . ينظر ترجمته في التهذيب 11/ 342.
[4] وكذا رواه الإمام أحمد عن يعقوب، عن أبيه، عن محمد بن إسحاق بإسناده، المسند: 6/ 11، وينظر سيرة ابن هشام: 2/ 626.(3/731)
وروى حجاج بْن منهال، عَنْ حَمَّاد بْن سَلَمة، عَنْ أيوب، عَنْ عَمْرو بْن سَلَمة قال: كنت في الوفد الذين وفدوا عَلَى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يؤمكم أقرؤكم. وكنت أقرأهم.
كذا قَالَ حَمَّاد بْن سَلَمة. أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَلِيٍّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مِسْعَرِ بْنِ حَبِيبٍ الْجَرْمِيِّ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ سَلَمةَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُمْ وَفَدُوا عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا أَرَادُوا أَنْ يَنْصَرِفُوا قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ يَؤُمُّنَا؟ قَالَ: أَكْثَرُكُمْ جَمْعًا لِلْقُرْآنِ- أَوْ: أَخْذًا لِلْقُرْآنِ- قَالَ: فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنَ الْقَوْمِ جَمَعَ مَا جَمَعْتُ. قَالَ: فَقَدَّمُونِي وَأَنَا غُلامٌ، وَعَلَيَّ شَمْلَةٌ- قَالَ: فَمَا شَهِدْتُ مَجْمَعًا مِنْ جَرْمَ إِلا كُنْتُ إِمَامَهُمْ، وَكُنْتُ أُصَلِّي عَلَى جنائزهم إلى يومى هَذَا.
قَالَ سُلَيْمَان: رَوَاهُ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ مِسْعَرِ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَلَمَةَ- قَالَ: لَمَّا وَفَدَ قَوْمِي إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمْ يَقُلْ «عَنْ أَبِيهِ» [1] أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
سِلَمَةُ: بِكَسْرِ اللامِ. وَبُرَيْدٌ: بِضَمِّ الْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ، وَفَتْحِ الرَّاءِ الْمُهْمَلَةِ.
3946- عمرو بن سليم العوفيّ
عَمْرو بْن سليم العوفي.
أورده ابْن أَبِي عاصم فِي كتاب الآحاد والمثاني:
أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي الرَّجَاءِ إِذْنًا بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الضَّحَّاكِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ قَيْسِ بن عبد الله، عن عمرو بن سليم الْعَوْفِيِّ، رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «عُرِضَتْ عَلَيَّ الْجُدُودُ، فَرَأَيْتُ جَدَّ بَنِي عَامِرٍ جَمَلا أَحْمَرَ يَأْكُلُ مِنْ أطراف الشجر، ورأيت جدّ غضفان صَخْرَةً خَضْرَاءَ تَتَفَجَّرُ مِنْهَا الْيَنَابِيعُ. وَرَأَيْتُ جَدَّ بنى تميم هضبة حمراء لا يقر بها مِنْ وَرَاءِهَا، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أَيِّهِمْ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَهْ عَنْهُمْ، فَإِنَّهُمْ عِظَامُ الْهَامِّ، ثَبْتُ الأَقْدَامِ. أَنْصَارُ الْحَقِّ فِي آخِرِ الزَّمَانِ» . فَأَوَّلْتُ قَوْلَهُ فِي بَنِي عَامِرٍ «جَمَلا أَحْمَرَ يَتَنَاوَلُ مِنْ أطراف الشجر، أن فيهم تناولا معاني الأمور، وقوله في غضفان، وصخرة خَضْرَاءَ تَتَفَجَّرُ مِنْهَا الْيَنَابِيعُ أَنَّ فِيهِمْ شِدَّةً وسخاء. لشدة الصخرة وفيض الماء [ (2] .
__________
[1] سنن أبى داود، كتاب الصلاة، باب من احق بالإمامة، الحديث 587: 1/ 160.
[2] روى الإمام أحمد نحوه في مسند بريدة الأسلمي، ينظر المسند: 5/ 346.(3/732)
3947- عمرو بن سليم
(س) عَمْرو بْن سليم.
أورده سَعِيد وقَالَ: ليست لَهُ صحبة. روي عَنْ عَامِر بْن عَبْد اللَّه بْن الزُّبَيْر، عَنْ عَمْرو بْن سليم الزرقي قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا دخل أحدكم مسجدًا فليصل ركعتين قبل أن يجلس» . أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
والصحيح ما أَنْبَأَنَا بِهِ أَبُو إِسْحَاقَ مُحَمَّد وغيره بإسنادهم عَنْ أَبِي عِيسَى قَالَ: حدثنا قُتَيْبَة، حَدَّثَنَا مَالِك، عَنْ عَامِر بْن عَبْد اللَّه، عَنْ عَمْرو بْن سليم الزرقي، عَنْ أَبِي قَتَادَة مرسلًا فذكره [1] .
وهو مشهور من حديث أَبِي قَتَادَة، والله أعلم.
3948- عَمْرو بن سليمان المزني
عَمْرو بْن سُلَيْمَان المزني.
ذكره ابْن قانع، وَرَوَى بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْمُشْمَعِلِّ بْنِ إِيَاسٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ إِيَاسٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ سُلَيْمَانَ الْمُزَنِيَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «الْعَجْوَةُ مِنَ الجنة» [2] . ذكره ابن الدباغ، على أبى عمر.
3949- عمرو بن سمرة القرشي
(ب ع س) عَمْرو بْن سمرة بْن حبيب بْن عَبْد شمس الْقُرَشِيّ العبشمي. وهو أخو عَبْد الرَّحْمَن بْن سمرة، وهو الأقطع.
روى يَزِيدَ بْن أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن ثعلبة الْأَنْصَارِيّ، عَنْ أَبِيهِ أن عَمْرو بْن سمرة أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «إني سرقت جملًا لبني فلان ... » [3] الحديث، وَقَدْ ذكرناه فِي ثعلبة، وفي عمرو بن حبيب.
__________
[1] تحفة الأحوذي، أبواب الصلاة، باب «ما جاء إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين» ، الحديث 315: 3/ 255- 259. وقال الترمذي: وحديث أبى قتادة حديث حسن صحيح» ، وقال الحافظ أبو العلى صاحب تحفة الأحوذي: «أخرجه الأئمة الستة في كتبهم» .
[2] قال الحافظ في الإصابة، الترجمة 6856/ 3/ 175: «ووهم ابن قانع فيه من وجهين، فإنه صحف اسم أبيه، وحذف شيخه، والصواب ما أخرجه ابن ماجة، وغيره من هذا الوجه، عن عمرو بن سليم المزني، عن رافع بن عمرو المزني، وهو الصواب» . هذا وحديث العجوة رواه ابن ماجة في كتاب الطب، باب «الكمأة والعجوة» ، الحديث 3456: 2/ 1143.
[3] رواه ابن ماجة في كتاب الحدود، باب: السارق يعترف» ، الحديث 2588: 2/ 863.(3/733)
أخرجه أبو نعيم وأبو عمر، وأبو موسى. إلا أن أبا عُمَر قَالَ: «عَمْرو بْن سمرة، مذكور فِي الصحابة، أظنه الَّذِي قطعت يده فِي السرقة» [1] .
وقَالَ أَبُو مُوسَى: عَمْرو بْن سمرة بْن حبيب بْن عَبْد شمس. وقيل: عَمْرو بْن حبيب الأقطع، أورده أَبُو زكريا عَلَى جَدّه، وَقَدْ أورده جَدّه إلا أَنَّهُ قدم حبيبًا عَلَى سمرة قلت: وَقَدْ قَالَ أَبُو عَبْد اللَّه بْن منده: عَمْرو بْن حبيب، وقيل: عَمْرو بْن سمرة الأقطع، وذكر حديث السرقة، فما لقول أَبِي زكريا معنى!! لعله لم يعلم أن هَذَا ذاك، وأمَّا أَبُو نعيم فإنه أخرج الترجمتين، وذكر فِي الترجمة الأولى «عَمْرو بْن حبيب» ، وذكر لَهُ أَنَّهُ قَالَ لسعيد بْن عَمْرو: أما علمت أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ قَالَ: «خاب وخسر عَبْد لم يجعل اللَّه فِي قلبه رحمة للبشر» وذكر فِي هَذِهِ الترجمة حديث السرقة، فلعله ظنهما اثنين، فإن كَانَ علم ذَلِكَ من غير كتاب ابْن منده فيمكن، وأمَّا كلام ابْن منده فلا يدل إلا عَلَى أَنَّهُ ظنهما واحدًا، ولهذا قَالَ:
عَمْرو بْن حبيب، وقيل: عَمْرو بْن سمرة الأقطع، ونسبه إِلَى عَبْد شمس، ولا أشك أنهما واحد، وأن قول ابْن منده عَمْرو بْن حبيب وهم، وَإِنما النسب الصحيح: سمرة بْن حبيب. وهكذا ذكر أهل النسب، قَالَ الزُّبَيْر بْن بكار: «ولد سمرة بْن حبيب عمرًا وكريزًا، وأمهما: ريطة بِنْت عثمان بْن عَمْرو بْن كعب بْن سعد بْن تيم بْن مرة، وعبد الرَّحْمَن بْن سمرة، لَهُ صحبة» [2] .
وساق ابْن الكلبي نسب عَبْد الرَّحْمَن بْن سمرة فَقَالَ: سمرة بْن حبيب، وهكذا غيرهما، وهكذا ساق ابْن منده وَأَبُو نعيم النسب فِي عَبْد الرَّحْمَن بْن سمرة، وأمَّا أَبُو عُمَر فلم يذكر إلا هَذِهِ الترجمة، لأنَّه لم يعبأ بغيرها إن كَانَ وصل إِلَيْه، وَإِن لم يكن سمعه فهو أقوى في أنهما واحد
3950- عمرو بن سنان الخدريّ
(د ع) عَمْرو بْن سنان الخدري. ذكره أَبُو سَعِيد الخدري.
روى أَبُو سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخدري قَالَ: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ فِي غزوة الخندق، فقام إِلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُل من بني خدرة، يُقال لَهُ: عَمْرو بْن سنان، فَقَالَ:
يا رَسُول اللَّه، إني حديث عهد بعرس فأذن لي أن أذهب إِلَى امرأتي فِي بني سَلَمة. فأذن لَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وذكر الحديث بطوله.
أَخْرَجَهُ ابن مندة وأبو نعيم هكذا.
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 1923: 3/ 1179.
[2] وهذا لفظ مصعب بن عبد الله الزبيري أيضا في كتابه نسب قريش: 150.(3/734)
3951- عمرو بن سهل بن الحارث الأنصاري
(س) عَمْرو بْن سهل بْن الحارث بْن عروة بْن عَبْد رزاح بْن ظفر بْن الخزرج بن عمرو ابْنُ مَالِك بْن الأوس الْأَنْصَارِيّ الأوسي ثُمَّ الظفري، أَبُو لبيد.
صحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واستشهد يَوْم الجسر، وهو الَّذِي برأه اللَّه عز وجل فِي كتابه العزيز فِي درع اتهم بها، فأنزل اللَّه عزَّ وجلَّ: وَمن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ به بَرِيئاً 4: 112 [1] ... الآية، فدعاه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقَالَ: قَدْ برأك اللَّه.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى، وقَالَ: أورده الحافظ أَبُو زكريا.
قلت: كذا قَالَ «كنيته أَبُو لبيد» وهو وهم، وَإِنما هُوَ لبيد بْن سهل، وهو الَّذِي قال عنه وأبيرق: إنه سرق طعام رفاعة بْن زَيْد، عم قَتَادَة بْن النعمان ودرعه، وهم كانوا سرقوه، فبرأه اللَّه عزَّ وجلَّ.
أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيل بْن عَلِيٍّ وَغَيْرُهُ قَالُوا بِإِسْنَادِهِمْ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى قَالَ: أَنْبَأَنَا الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن أبي شعيب الحراني، حدثنا محمد بن سلمة، حدثنا محمد بن إسحاق، عن عاصم ابن عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ قَالَ: كَانَ أَهْلُ بَيْتٍ منا يُقال لهم:
بنو أبيرق ... وذكر حديث سرقة طعام رفاعة ودرعه، فَقَالَ بنو أبيرق: ما نرى صاحبكم إلا لبيد بْن سهل، رجلا مناله صلاح وَإِسلام، فلما سَمِعَ لبيد اخترط سيفه ... » [2] الحديث.
وهو مذكور فِي كتب التفسير فِي سورة النساء [3] ، وَقَدْ ذكره جميع من صنف فِي الصحابة فِي لبيد، وكذلك أهل النسب، فلا أدري من أَيْنَ علم أَبُو زكريا أن أبا لبيد كنية عَمْرو؟
ولا شك أَنَّهُ قَدْ نقله من نسخة سقيمة، والله أعلم.
3952- عمرو بن سهل الأنصاري
(ب د ع) عَمْرو بْن سهل الْأَنْصَارِيّ.
__________
[1] سورة النساء، آية: 112.
[2] تحفة الأحوذي، تفسير سورة النساء، الحديث 5027: 8/ 395- 399، وقال الترمذي: «وهذا حديث غريب، لا نعلم أحدا أسنده غير محمد بن سلمة الحراني» ، وقال الحافظ ابو العلى صاحب تحفة الاحوذى: وأخرجه ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ الأصبهاني، والحاكم في مستدركه، وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه» .
[3] ينظر تفسير ابن كثير: 3/ 364 بتحقيقنا.(3/735)
سَمِعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحث عَلَى صلة القرابة. روى حديثه حنان بْن سدير، عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن الغسيل، عَنْهُ مرسلًا.
أَخْرَجَهُ [1] الثلاثة مختصرًا، حنان: بفتح الحاء المهملة، وبنونين.
3953- عمرو بن شأس
(ب د ع) عَمْرو بْن شأس بْن عُبَيْد بْن ثعلبة بْن رويبة بْن مَالِك بن الحارث بن سعد ابن ثعلبة بْن دودان بْن أسد بْن خزيمة الأسدي. وقيل: إنه تميمي، من بني مجاشع بْن دارم وَإِنَّهُ وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وفد بني تميم، والأول أصح، قاله أَبُو عُمَر.
وقَالَ ابْن منده وَأَبُو نعيم: عَمْرو بْن شأس الأسلمي، ولم يذكر غيره من الاختلاف فِي نسبه.
لَهُ صحبة، وشهد الحديبية، وكان ذا بأس شديد ونجدة، وكان شاعرًا جيد الشعر، معدود فِي أهل الحجاز، ومن قولُه فِي ابنه عرار وامرأته أم حسان، وكانت تبغض عرارًا وتؤذيه وتظلمه، وكان عَمْرو ينهاها عَنْ ذَلِكَ فلا تسمع، فَقَالَ فِي ذَلِكَ أبياتًا منها [2] :
أرادت عرارًا بالهوان ومن يرد ... عرارًا لعمري بالهوان لقد ظلم
فإن كنت منى أَوْ تريدين صحبتي ... فكوني لَهُ كالسمن [3] ربت لَهُ الأدم
وإلا فسيري سير راكب ناقة ... تيمم غيثًا ليس فِي سيره أمم [4]
وإن عرارًا إن يكن غير واضح ... فإني أحب الجون ذا المنكب العمم [5]
وكان عرار أسود، وجهد عَمْرو أن يصلح بين ابنه وامرأته فلم يقدر عَلَى ذلك، فطلقها، ثم ندم فقال:
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 1924: 3/ 1180.
[2] الأبيات في الشعر والشعراء لابن قتيبة: 1/ 425، وانظر مراجع أخرى لهذه الأبيات هناك.
[3] في المطبوعة: «كالشمس ربت» . والمثبت عن الشعر والشعراء، واللسان، ومادة: ريب، ويقول ابن منظور:
«أراد بالأدم النحى، يقول لزوجته: كوني لولدي عرارا كسمن رب أديمه، أي: طلى برب التمر، لأن النحى إذا أصلح بالرب طابت رائحته ومنع السمن من أن يفسد طعمه أو ريحه» .
[4] رواية البيت في الشعر والشعراء:
وإلا فبيني مثل ما بان راكب ... تيمم خمسا ليس في سيره أمم
والأمم: القصد والاعتدال.
[5] الواضح: الأبيض اللون الحسنة، والجون: الأسود، والعمم: التام أو الطويل.(3/736)
تذكر ذكرى أم حسان فاقشعر ... عَلَى [1] دبر لما تبين ما ائتمر
تذكرتها وهنًا وَقَدْ حال دونها ... رعان وقيعان بها الماء والشجر [2]
فكنت كذات البو لما تذكرت ... لها ربعًا حنت لمعهده سحر [3]
وهذا عرار هُوَ الَّذِي أرسله الحجاج مَعَ رأس عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بن الأشعث إلى عبد الملك ابن مروان، فسأله فوجده أبلغ من الكتاب، فَقَالَ عَبْد الملك بْن مروان:
فإن عرارًا إن يكن غير واضح ... فإني أحب الجون ذا المنكب العمم
فقال عرارا: يا أمير المؤمنين، أتدري من يخاطبك؟ قَالَ: لا، قَالَ: أَنَا والله عرار، وهذا الشعر لأبي، وذكر قصته مَعَ امْرَأَة أَبِيهِ [4] .
وعمرو بْن شأس هُوَ القائل [5] :
إِذَا نَحْنُ أدلجنا وأنت أمامنا ... كفى لمطايانا بوجهك هاديا
أليس تزيد [6] العيس خفة أذرع ... وإن كن حسرى [7] أن تكون أماميًا
وهو شعر جيد يفتخر فِيهِ بخندف عَلَى قيس.
وروي عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَنْبَأَنَا أَبُو يَاسِرِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ بِإِسْنَادِهِ عن عبد الله بْنِ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ ابْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبَانِ بْنِ صَالِحٍ، عَنِ الفضل ابن مَعْقِلِ بْنِ سِنَانٍ [8] ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نِيَارٍ الأَسْلَمِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شَأْسٍ الأَسْلَمِيِّ- وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْحُدَيْبِيَةِ- قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ عَلِيٍّ إِلَى الْيَمَنِ، فَجَفَانِي فِي سَفَرِي ذَلِكَ، حتى وجدت [9]
__________
[1] أي: على إثر فراقها.
[2] الوهن: نحو من نصف الليل. والرعان: جمع رعن- بفتح فسكون- وهو الجبل. والقيعان: أرض سهلة مطمئنة قد انفرجت عنها الجبال والآكام.
[3] البو: ولد الناقة. وفي المطبوعة: «ذات البر» ، والمثبت عن الاستيعاب. والربع- بضم ففتح- الفصيل ينتج في الربيع، وهو أول النتاج.
[4] هذه القصة في الشعر والشعراء: 1/ 425، 426. والكامل للمبرد: 234، 235.
[5] البيتان في معجم الشعراء للمرزباني: 22، مع خلاف يسير.
[6] في المطبوعة والاستيعاب: «تريد» والمثبت عن معجم الشعراء للمرزباني.
[7] حسرى: أي أصابها الإعياء.
[8] في المسند: «معقل بن يسار» . وهو خطأ، ينظر الجرح والتعديل لابن أبى حاتم: 3/ 2/ 67.
[9] وجدت عليه: غضبت.(3/737)
عَلَيْهِ فِي نَفْسِي، فَلَمَّا قَدِمْتُ أَظْهَرْتُ شِكَايَتَهُ فِي الْمَسْجِدِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ ذَاتَ غَدَاةٍ، وَرَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَلَمَّا رَآنِي أَبَدَنِي [1] عَيْنَيْهِ- يَقُولُ:
حَدَّدَ إِلَيَّ النَّظَرَ- حَتَّى إِذَا جَلَسْتُ قَالَ: يَا عَمْرُو، وَاللَّهِ لَقَدْ آذَيْتَنِي! قُلْتُ: أَعُوذُ باللَّه مِنْ أَنْ أُوذِيَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ! قَالَ: بَلَى، مَنْ آذَى عَلِيًّا فَقَدْ آذَانِي» [2] . أخرجه الثلاثة [3] .
3954- عمرو بن شبل الثقفي
عَمْرو بْن شبل بْن عجلان بْن عتاب بْن مَالِك الثقفي. شهد بيعة الرضوان تحت الشجرة، كانت عنده حبيبة بِنْت مطعم بْن عدي، فتزوج عليها بِنْت مقبل بْن خويلد الهذلي.
ذكره ابْن الدباغ مستدركًا عَلَى أَبِي عمر.
3955- عمرو بن شراحيل
(ع) عَمْرو بْن شراحيل. ذكره الطبراني.
روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ: «اللَّهمّ انصر من نصر عليًا، اللَّهمّ أكرم من أكرم عليًا» . أَخْرَجَهُ أَبُو نعيم وقال: في إسناد حديثه نظر.
3956- عمرو بن شرحبيل
(ب س) عَمْرو بْن شرحبيل.
قَالَ أَبُو عُمَر: لَهُ صحبة، لا أقف عَلَى نسبه، وليس هُوَ عَمْرو بْن شرحبيل الهمداني أَبُو ميسرة، صاحب ابْن مَسْعُود [4] .
وقَالَ أَبُو مُوسَى: رَوَى أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيُّ فِي سُنَنِهِ، عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي عَمَّارٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَا تَقُولُ فِي رَجُلٍ صَامَ الدَّهْرَ؟
__________
[1] في المطبوعة: «أمدنى» ، بالميم. والمثبت عن المسند، وفي النهاية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أبد بصره إلى السواك، يقول ابن الأثير: «كأنه أعطاه بدته من النظر، أي حظه» وفي النهاية أيضا: «ومنه حديث ابن عباس رضى الله عنه» دخلت على عمر وهو يبد لي النظر، استعجالا لخبر ما بعثني إليه» .
[2] مسند الإمام أحمد: 3/ 483. ومعجم الشعراء للمرزباني: 23.
[3] الترجمة في الاستيعاب: 3/ 1180- 1183.
[4] الاستيعاب، الترجمة 1926: 3/ 1184.(3/738)
قَالَ: وقَالَ أَبُو زكريا: عَمْرو بْن شرحبيل، روى عَنْهُ أَبُو عطية الوادعي- واسمه مَالِك ابن عَامِر- قاله الْأَعْمَش. وهذان كأنهما واحد، وهو تابعي، قيل: إنه أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَنْبَأَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَبَرْزَدَ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ الْحُصَيْنِ، أَنْبَأَنَا أبو طالب ابن غَيْلانَ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ بْنِ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الأَشْعَثِ، حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي الدِّمَاءِ، يَجِيءُ الرَّجُلُ آخِذًا بِيَدِ الرَّجُلِ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ:
سَلْ هَذَا: لِمَ قَتَلَنِي؟ قَالَ: يَقُولُ اللَّهُ: لِمَ قَتَلْتَهُ؟ يَقُولُ: قَتَلْتُهُ لِتَكُونَ الْعِزَّةُ لَكَ. وَيَجِيءُ الرَّجُلُ آخِذًا بِيَدِ الرَّجُلِ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، سَلْ هَذَا: لِمَ قَتَلَنِي؟ فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: لِمَ قَتَلْتَهُ؟
فَيَقُولُ: قَتَلْتُهُ لِتَكُونَ الْعِزَّةُ لِفُلانٍ. قَالَ: فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: لَيْسَ لَهُ، بُؤْ بِذَنْبِهِ» [1] . أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر، وَأَبُو موسى.
3957- عمرو أبو شريح
(س) عَمْرو أَبُو شريح الخزاعي- كذا سماه يَحيى بْن يونس، وقَالَ: اسمه خويلد بْنُ عَمْرو وقَالَ غيره: أَبُو شريح الكعبي اسمه خويلد بْنُ عَمْرو، وَأَبُو شريح الخزاعي: كعب ابن عَمْرو.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى، وقَالَ: الصحيح أنهما واحد، اختلف في اسمه.
3958- عمرو بن شعبة
(ب) عَمْرو بْن شُعْبَة الثقفي. مذكور فِي الصحابة.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر كذا مختصرا وقَالَ: لا أعرف لَهُ خبرًا [2] .
3959- عَمْرو بْن شعواء
عَمْرو بْن شعواء اليافعي. شهد فتح مصر، ذكر فِي الصحابة، وَقَدْ تقدم فِي «عَمْرو بن سعواء» بالسين المهملة [3] .
__________
[1] أخرجه ابن مردويه عن عبد الله بن مسعود، ينظر تفسير ابن كثير، عند الآية 93 من سورة النساء: 2/ 331 بتحقيقنا.
[2] الاستيعاب، الترجمة 1927: 3/ 1184.
[3] ينظر الترجمة رقم 3934: 4/ 230.(3/739)
3960- عمرو بن صليع
(ب د ع) عَمْرو بْن صليع [1] المحاربي.
لَهُ صحبة، روى عَنْهُ صخر بْن الْوَلِيد: ذكره الْبُخَارِيّ فِي الصحابة روى سيف بْن وهب [2] قَالَ: قَالَ لي أَبُو الطفيل: كَانَ رَجُل منا يُقال لَهُ عَمْرو بْن صليع، وكانت له صحبة أخرجه الثلاثة.
3961- عمرو بن الطفيل
(ب د ع) عَمْرو بْن الطفيل.
روى الْقَاسِم أَبُو عَبْد الرَّحْمَن، عَنْ أَبِي أمامة الباهلي أن رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث عمرو بْن الطفيل من خيبر إِلَى قومه يستمدهم، فَقَالَ عَمْرو: قَدْ نشب القتال يا رسول الله، تغيبى عنه؟! فقال رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: أما ترضى أن تكون رَسُول رَسُول الله؟
قاله ابن منده وأبو نعيم، وقال أبو عمر: عمرو بن الطفيل بن عمرو الدوسيّ، أسلم أَبُوهُ ثُمَّ أسلم بعده، وشهد عَمْرو مَعَ أَبِيهِ اليمامة، فقطعت يده يومئذ، وقتل باليرموك. وَقَدْ تقدم إسلام «الطفيل» فِي بابه.
3962- عمرو بن عم الطفيل
(س) عمرو بن عم الطفيل بْن عَمْرو بْن طريف، تقدم نسبه عند الطفيل. وشهد عَمْرو غزو الشام، وقتل باليرموك، قاله هشام بْن الكلبي وقَالَ أَبُو مُوسَى: عَمْرو أَبُو الطفيل بْن عَمْرو الدوسي. ذكر مُحَمَّد بْن إِسْحَاق أن ابْن الطفيل قَالَ لما رجع إِلَى قومه مسلمًا أتاه أَبُوهُ فَقَالَ: إليك عني فَإِنِّي مُسْلِم! قال: يا بنى فديني دينك.
3963- عمرو بن طلق الجنى
(س) عَمْرو بْن طلق الجني.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى وقَالَ: أورده الطبراني، وَقَدْ تقدم ذكره في ترجمة «عمرو الجنى» .
__________
[1] في المطبوعة: «ضليع» . بالضاد بالمعجمة، والمثبت عن الاستيعاب. الترجمة 1928: 3/ 1184، والإصابة الترجمة 5878: 2/ 536، يقول الحافظ: «صليع، بمهملتين مصغرا» .
[2] في المطبوعة: «سيف بن أهيب:» . والمثبت عن الإصابة، والخلاصة.(3/740)
3964- عمرو بن طلق الأنصاري
(ب س) عَمْرو بْن طلق بْن زَيْد [1] بْن أمية [2] بْن كعب بْن غنم بْن سواد الْأَنْصَارِيّ السلمي.
شهد بدرًا فِي قول أكثرهم، ولم يذكره مُوسَى فِي البدريين.
أَخْرَجَهُ أَبُو عمر، وَأَبُو موسى- وقال أَبُو موسى: وقيل: إنه شهد أحدًا أيضًا.
أَنْبَأَنَا عُبَيْد الله بن أحمد بن عَليّ بإسناده، عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق في تسمية من شهد بدرًا من بني سَلَمة: « ... وعمرو بْن طلق بْن زَيْد» .
أَخْرَجَهُ أَبُو عمر، وأبو موسى.
3965- عمرو بن العاص
(ب د ع) عَمْرو بْن العاص بْن وائل بْن هاشم بْن سَعِيد بْن سهم بْن عَمْرو بْن هصيص ابن كعب بْن لؤي بْن غالب الْقُرَشِيّ السهمي. يكنى أبا عَبْد اللَّهِ، وقيل: أَبُو مُحَمَّد. وأمه النابغة بِنْت حرملة، سبية من بني جلان بْن عتيك بْن أسلم بْن يذكر بْن عنزة [3] ، وأخوه لأمه عَمْرو بْن أثاثة العدوي، وعقبة بْن نافع بْن عَبْد قيس الفهري.
وسأل رَجُل عَمْرو بْن العاص عَنْ أمه، فَقَالَ: سلمى بِنْت حرملة، تلقب النابغة من بني عنزة، أصابتها رماح العرب، فبيعت بعكاظ، فاشتراها الفاكه بْن المغيرة، ثُمَّ اشتراها مِنْهُ عَبْد اللَّه بْن جدعان، ثُمَّ صارت إِلَى العاص بْن وائل، فولدت لَهُ، فأنجبت، فإن كَانَ جعل لَكَ شيء فخذه.
وهو الَّذِي أرسلته قريش إِلَى النجاشي ليسلم إليهم من عنده من المسلمين: جَعْفَر بْن أَبِي طَالِب ومن معه، فلم يفعل، وقَالَ لَهُ: يا عَمْرو، وكيف يعزب عنك أمر ابْن عمك، فو الله إنه لرسول اللَّه حقًا! قَالَ: أنت تَقُولُ ذَلِكَ؟! قَالَ: إي والله، فأطعني. فخرج من عنده مهاجرًا إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأسلم عام خيبر- وقيل: أسلم عند النجاشي، وهاجر إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
__________
[1] في المطبوعة: «طلق بن يزيد» . والمثبت عن سيرة ابن هشام: 1/ 699. والاستيعاب، الترجمة 1930: 3/ 1184، والإصابة، الترجمة 5883: 2/ 536. وسيأتي على الصواب في رواية ابن الأثير.
[2] في السيرة والاستيعاب: «أمية بن سنان بن كعب» .
[3] في المطبوعة: «يذكر بن عترة» . والمثبت عن الاستيعاب، الترجمة 1931: 3/ 1184، وكتاب نسب قريش لمصعب: 409، وجمهرة أنساب العرب: 277.(3/741)
وقيل: كَانَ إسلامه فِي صفر سنة ثمان قبل الفتح بستة أشهر. وكان قَدْ هُمْ بالانصراف إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من عند النجاشي، ثُمَّ توقف إِلَى هَذَا الوقت، وقدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو وخالد ابن الْوَلِيد، وعثمان بْن طلحة العبدري، فتقدم خَالِد وأسلم وبايع، ثُمَّ تقدم عَمْرو فأسلم وبايع عَلَى أن يغفر لَهُ ما كَانَ قبله، فقال له رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: «الْإِسْلَام والهجرة يجب ما قبله» [1] . ثُمَّ بعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أميرًا عَلَى سرية إِلَى ذات السلاسل إِلَى أخوال أبيه العاصي بْن وائل، وكانت أمه من بلي بْن عَمْرو بْن الحاف بْن قضاعة يدعوهم إِلَى الإسلام، ويستنفرهم إِلَى الجهاد، فسار فِي ذَلِكَ الجيش وهم ثلاثمائة، فلما دخل بلادهم استمد [2] رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأمده:
أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إِسْحَاقَ قَالَ:
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن الْحُصَيْنِ التَّمِيمِيُّ، عَنْ غَزْوَةِ ذَاتِ السَّلاسِلِ مِنْ أَرْضِ بُلَيٍّ وَعَذَرَةَ، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ يَسْتَنْفِرَ الأَعْرَابَ إِلَى الشَّامِ [3] ، وَذَلِكَ أَنَّ أُمَّ الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ امْرَأَةٌ مِنْ بُلَيٍّ، فَبَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَأْلِفَهُمْ بِذَلِكَ، حَتَّى إِذَا كَانَ عَلَى مَاءٍ بِأَرْضِ جُذَامَ، يُقَالُ لَهُ السَّلاسِلُ وَبِذَلِكَ سُمِّيَتْ تِلْكَ الْغَزَاةُ ذَاتَ السَّلاسِلِ، فَلَمَّا كَانَ عَلَيْهِ خَافَ، فَبَعَثَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَمِدَّهُ، فَبَعَثَ إِلَيْه أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ فِي الْمُهَاجِرِينَ الأَوَّلِينَ، فِيهِمْ: أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَقَالَ لأَبِي عُبَيْدَةَ: «لا تَخْتَلِفَا» . فَخَرَجَ أَبُو عُبَيْدَةَ حتَّى إِذَا قَدِمَ عَلَيْهِ قَالَ لَهُ عَمْرٌو: إِنَّمَا جِئْتَ مَدَدًا لِي. فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: «لا. وَلَكِنِّي أَنَا عَلَى مَا أَنَا عَلَيْهِ، وَأَنْتَ عَلَى مَا أَنْتَ عَلَيْهِ- وَكَانَ أَبُو عُبَيْدَةَ رَجُلا سَهْلا لَيِّنًا هَيِّنًا عَلَيْهِ أَمْرُ الدُّنْيَا- فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو: بَلْ أَنْتَ مَدَدٌ لِي. فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: يَا عَمْرُو، إِنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِي «لا تَخْتَلِفَا» وَإِنَّكَ إِنْ عَصَيْتَنِي أَطَعْتُكَ. فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو: فَإِنِّي أَمِيرٌ عَلَيْكَ. قَالَ: فَدُونَكَ. فَصَلَّى عَمْرٌو بِالنَّاسِ [4] .
وَاسْتَعْمَلَهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عُمَانَ، فَلَمْ يَزَلْ عَلَيْهَا إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم.
__________
[1] أي: يقطع ويمحو ما قبله. والحديث رواه الإمام أحمد: 4/ 204، 205.
[2] أي: يطلب منه مددا.
[3] في المطبوعة: «يستنفرهم إلى الإسلام» . والمثبت عن سيرة ابن هشام.
[4] سيرة ابن هشام: 2/ 624.(3/742)
أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ وَإِسْمَاعِيلُ وَغَيْرُهُمْ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا ابْن لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا مِشْرَحُ بْنُ هَاعَانَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَسْلَمَ النَّاسُ وَآمَنَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ [1] » . قَالَ: وحَدَّثَنَا أَبُو عِيسَى، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ عُمَرَ الْجُمَحِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: قَالَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: إِنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ مِنْ صَالِحِي قُرَيْشٍ [2] . ثُمَّ إن عمرًا سيره أَبُو بَكْر أميرًا إِلَى الشام، فشهد فتوجه، وولي فلسطين لعمر بْن الخطاب، ثُمَّ سيره عُمَر فِي جيش إِلَى مصر، فافتتحها، ولم يزل واليًا عليها إِلَى أن مات عُمَر، فأمره عليها عثمان أربع سنين، أَوْ نحوها، ثُمَّ عزله عَنْهَا واستعمل عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ. فاعتزل عَمْرو بفلسطين، وكان يأتي المدينة أحيانًا، وكان يطعن عَلَى عثمان، فلما قتل عثمان سار إِلَى معاوية وعاضده، وشهد معه صفين، ومقامه فيها مشهور.
وهو أحد الحكمين والقصة مشهورة- ثُمَّ سيره معاوية إِلَى مصر فاستنقذها من يد مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر، وهو عامل لعلي عليها، واستعمله معاوية عليها إِلَى أن مات سنة ثلاث وأربعين، وقيل:
سنة سبع وأربعين، وقيل: سنة ثمان وأربعين، وقيل: سنة إحدى وخمسين، والأوّل أصبح.
وكان يخضب بالسواد، وكان من شجعان العرب وأبطالهم ودهاتهم، وكان موته بمصر ليلة عيد الفطر، فصلى عَلَيْهِ ابنه عَبْد اللَّه، ودفن بالمقطم، ثُمَّ صلى العيد، وولى بعده ابنه، ثُمَّ عزله معاوية واستعمل بعده أخاه عتبة بْن أَبِي سُفْيَان.
ولعمرو شعر حسن، فمنه ما يخاطب بِهِ عمارة بْن الْوَلِيد عند النجاشي، وكان بَيْنَهُما شر قَدْ ذكرناه فِي «الكامل» فِي التاريخ:
إِذَا المرء لم يترك طعامًا يحبه ... ولم ينه قلبًا غاويًا حيث يمما
قضى وطرًا مِنْهُ وغادر سبةً ... إِذَا ذكرت أمثالها تملأ الفما [3]
__________
[1] تحفة الأحوذي، مناقب عمرو بن العاص رضى الله عنه، الحديث 3933: 10/ 342، وقال الترمذي: «هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن لهيعة، عن مشرح، وليس بإسناده بالقوى» ، ويقول الحافظ أبو العلى صاحب تحفة الأحوذي:
«ولبس إسناده بالقوى، لضعف ابن لهيعة» .
[2] المرجع السابق، الحديث 3934: 10/ 343، وقال الترمذي: «هنا حديث إنما نعرفه من حديث نافع بن عمر الحمسي، ونافع ثقة، وليس إسناده تتصل، ابن أبى مليكة لم يدرك طلحة» :
[3] البيتان والإستيعاب: 3/ 1188.(3/743)
ولما حضرته الوفاة قَالَ: اللَّهمّ إنك أمرتني فلم آتمر، وزجرتني فلم أنزجر- ووضع يده عَلَى موضع الغل وقَالَ: «اللَّهمّ لا قوي فانتصر، ولا بريء فاعتذر، ولا مستكبر بل مستغفر، لا إله إلا أنت» فلم يزل يرددها حتَّى مات.
وروى زيد بْن أَبِي حبيب أن عَبْد الرَّحْمَن بْن شماسة حدثه قَالَ: لما حضرت عَمْرو بْن العاص الوفاة بكى فَقَالَ ابنه عَبْد اللَّه: لم تبكي، أجزعًا من الموت؟ قَالَ: لا والله، ولكن لما بعد الموت. فَقَالَ لَهُ: كنت عَلَى خير. وجعل يذكر صحبته لرسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وفتوحه الشام ومصر، فَقَالَ عَمْرو: تركت أفضل من ذَلِكَ، شهادة أن لا إله إلا اللَّه، إني كنت عَلَى أطباق [1] ثلاث، كنت أول شيء كافرًا فكنت أشد النَّاس عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلو مت حينئذ وجبت لي النار، فلما بايعت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كنت أشد النَّاس حياء مِنْهُ، فلو مت لقال النَّاس: هنيئًا لعمرو، أسلم، وكان عَلَى خير، ومات فترجى لَهُ الجنة. ثُمَّ تلبست بالسلطان وأشياء، فلا أدري أعلي أم لي، فإذا مت فلا تبكين عَلَى باكية، ولا تتبعني نائحة ولا نار، وشدوا عليّ إزاري، فإني مخاصم وسنوا [2] عليّ التراب، فإن جنبي الأيمن ليس بأحق بالتراب من جنبي الأيسر، ولا تجعلن فِي قبري خشبة ولا حجرًا، وَإِذا واريتموني فاقعدوا عندي قدر نحر جزور وتقطيعه، أستأنس بكم، وأنظر ماذا أوامر رسل ربي.
روى عَنْهُ ابنه عَبْد اللَّه، وَأَبُو عثمان النهدي، وقبيصة بْن ذؤيب، وغيرهم أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَطِيبُ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ السَّرَّاجُ، أَنْبَأَنَا أبو القاسم عبيد الله ابن عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ شَاهِينَ، أنبأنا أبو محمد عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَيُّوبَ بْنِ مَاسِيٍّ الْبَزَّازُ [3] ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ- هُوَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّمِيمِيِّ، عَنْ بُسْرِ [4] بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ عمرو بن العاص قال: قال رسول
__________
[1] أي: أحوال.
[2] في المطبوعة: «وشنوا» ، بالشين المعجمة. وهو خطأ، وقد وقع مثله في الاستيعاب. والمثبت عن النهاية لابن الأثير، وقال في معناه: «أي ضعوه وضعا سهلا» .
[3] ينظر ترجمته في العبر للذهبى: 3/ 351.
[4] في المطبوعة: «بشر» بالشين المعجمة، وهو خطأ، والحديث رواه البخاري في كتاب الاعتصام، باب «أجر الحاكم إذا اجتهد فأصاب أو أخطأ» : 9/ 132 عن عبد الله بن يزيد: عن حيوة، عن يزيد بن الهاد باسناده مثله، كما ذكر قول أبى بكر بن عمرو بن حزم. وكذلك أخرجه الإمام مسلم في كتاب الأقضية، باب «بيان أجر الحاكم إذا اجتهد فأصاب أو أخطأ» :
5/ 131، 132.(3/744)
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا حَكَمَ الْحَاكِمُ فَاجْتَهَدَ فَأَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ وَاحِدٌ. قَالَ: فحدثت بهذا الحديث أبا بكر ابن مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ فَقَالَ: هَكَذَا حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ ابْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِمِثْلِهِ. وَكَانَ عَمْرٌو قصيرا.
3966- عمرو بن عامر بن ربيعة
عَمْرو بْن عَامِر بْن رَبِيعة بْن هوذة بْن رَبِيعة البكاء [1] بْن عَامِر بْن رَبِيعة بْن عَامِر بْن صعصعة.
روت ظمياء بِنْت عَبْد العزيز بْن موله، عَنْ أبيها، عَنْ جدها موله، عَنِ ابني [2] هوذة:
العرس وعمرو بْن عَامِر بْن رَبِيعة، أنهما وفدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلما، فأعطاهما مسكنهما من «المصنعة» ، و «قرار [3] » .
ذكره ابن الدّباغ على أبى عمر.
3967- عمرو بن عامر الأنصاري
(د ع) عَمْرو بْن عَامِر بْن مَالِك بْن خنساء بْن مبذول بْن عَمْرو بْن غنم بْن مازن بْن النجار الأنصاري الخزرجي الْمَازِنِي، يكنى أبا دَاوُد، ونسبه مُحَمَّد بْن يَحيى الذهلي، وقَالَ: شهد بدرًا.
وقَالَ ابْن إِسْحَاق: اسمه عمير [4] . وروي عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: إِنِّي لأتبع رجلا من المشركين يَوْم بدر لأضربه، إِذ وقع رأسه قبل أن يصل إِلَيْه سيفي، فعرفت أَنَّهُ قتله غيري أَخْرَجَهُ ابن مندة، وأبو نعيم.
3968- عمرو بن عبد الأسد المخزومي
(س) عَمْرو بْن عَبْد الأسد أَبُو سَلَمة المخزومي. سماه كذلك سَعِيد. وقيل: اسمه عَبْد مناف وقيل: عَبْد اللَّه [5] .
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى، وَقَدْ ذكرناه فِي عَبْد اللَّه، وأمَّا عَبْد مناف فلعله كَانَ فِي الجاهلية، ونذكره فِي الكنى، إن شاء اللَّه تعالى.
__________
[1] في المطبوعة: «هوذة بن ربيعة بن عمرو بن البكاء» والمثبت عن ترجمة «العرس» أخيه، وقد تقدمت برقم 3626:
4/ 20. وعن الإصابة، الترجمة 5505: 2/ 466، 467، وعن جمهرة أنساب العرب لابن حزم: 264.
[2] في المطبوعة: «عن أبى هوذة» . والمثبت عن الإصابة.
[3] في المطبوعة: «فأعطاهما مسكنهما من الضيعة ومران» وقد أثبتنا ما تقدم في ترجمة أخيه العرس.
[4] سيرة ابن هشام: 1/ 705.
[5] مضى برقم 3036: 3/ 294.(3/745)
3969- عمرو بن عبد الله الأصم
(س) عَمْرو بْن عَبْد اللَّه الأصم [1] تابعي أدرك الجاهلية.
أخرجه أبو موسى مختصرا.
3970- عمرو بن عبد الله الأنصاري
(ب) عَمْرو بْن عَبْد اللَّه الْأَنْصَارِيّ.
روى عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: رَأَيْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أكل كتف شاة، ثُمَّ قام فتمضمض وصلى ولم يتوضأ.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر وقَالَ: لا أعرفه بغير هَذَا، وفيه نظر، وضعف البخاري إسناده [2] .
3971- عمرو بن عبد الله الشامي
(س) عَمْرو بْن عَبْد اللَّه الشامي.
قَالَ جَعْفَر: قاله الْبُخَارِيّ فِي التاريخ الكبير. روى إِبْرَاهِيم بْن أَبِي عبلة أَنَّهُ رَأَى من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: عَبْد اللَّه بْن عَمْرو، وعمرو بْن عَبْد الله بن أم حرام، وواثلة بْن الأسقع يلبسون البرانس.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى وقَالَ: هَذَا الرجل يكني أبا أَبِي، مختلف فِي اسمه، فقيل: عَبْد اللَّه بْن أَبِي، وقيل: ابْن أم حرام امْرَأَة عبادة بْن الصامت، وقيل غير ذَلِكَ. تقدم ذكره.
3972- عمرو بن عبد الله الضبابي
(ب س) عَمْرو بْن عَبْد اللَّه الضبابي، من بلحارث بْن كعب.
وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ جماعة من قومه، منهم: قيس بْن الحصين [بْن شداد] [3] بْن قنان ذو الغصة، وَيَزِيدُ بْن عَبْد الْمَدَانِ، وَيَزِيدُ بْن الْمُحَجَّلِ، وعبد اللَّه بْن قريط وشداد بْن عَبْد اللَّه القناني [4] ذكره ابن إسحاق.
أخرجه أبو عمر، وأبو موسى.
3973- عمرو بن عبد الله القاري
(ب د ع) عَمْرو بْن عَبْد اللَّه القاريّ أبو عياض.
__________
[1] في الإصابة، الترجمة 6396: «ابن الأصم» . وينظر التاريخ الكبير للبخاريّ: 3/ 2/ 346.
[2] الاستيعاب، الترجمة 1932: 3/ 1191.
[3] ما بين القوسين، عن ترجمة ذي الغصة، وقد تقدمت برقم 1550: 2/ 176.
[4] في المطبوعة: «شداد بن عبد الله الغساني» . والمثبت عن سيرة ابن هشام: 2/ 593، وترجمته فيما تقدم: 2/ 509 وينظر تعليقنا هناك.(3/746)
قَالَ خليفة: هُوَ من بني غالب بْن أثيع بْن الهون بْن خزيمة بْن مدركة، من بني القارة.
وقَالَ أَبُو عبيدة: أثيع بْن الهون هُوَ القارة، وعمرو هُوَ جد عُبَيْد اللَّه بْن عياض.
يعد فِي أهل الحجاز، روى عَمْرو بْن عياض القاري، عَنْ أَبِيهِ، عن جده عمرو أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قدم مكَّة، وخلف سعدًا مريضًا حين خرج إِلَى حنين، فلما قدم من الجعرّانة معتمرا دخل عليه وهو وجع مغلوب، قَالَ: «يا رَسُول اللَّه، إن لي مالًا ... [1] » وذكر حديث الوصية بالثلث.
أَخْرَجَهُ الثلاثة [2] .
3974- عمرو بن عبد الله العامري
(ب) عَمْرو بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي قيس العامري، من بني عَامِر بْن لؤي، قتل يَوْم الجمل.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر مختصرًا [3] .
3975- عمرو بن عبد الحارث
(س) عَمْرو بْن عَبْد الحارث.
قَالَ يَحيى بْن يونس: هُوَ اسم أَبِي حازم والد قيس.
قَالَ جَعْفَر: والمشهور أن اسمه عَبْد عوف بن الحارث.
أخرجه أبو موسى.
3976- عمرو بن عبد عمرو بن نضلة
(س) عَمْرو بْن عَبْد عَمْرو بْن نضلة بْن عَامِر بْن الحارث بْن غبشان.
قيل: هُوَ اسم ذي الشمالين [4] وقَالَ الواقدي: اسمه عمرو بن عبد ودّ. وقَالَ ابْن إِسْحَاق:
اسمه عَمْرو بْن نضلة: استشهد يَوْم بدر، قاله ابْن إِسْحَاق.
أَخْرَجَهُ أبو موسى.
__________
[1] الحديث رواه البخاري في كتاب الفرائض: 8/ 187، ومسلم في كتاب الوصية: 5/ 72، وينظر تفسير ابن كثير عند الآية التاسعة من سورة النساء: 2/ 193، 194 بتحقيقنا.
[2] الاستيعاب، الترجمة 1934: 3/ 1191.
[3] الاستيعاب، الترجمة 1945: 3/ 1192.
[4] ينظر ترجمة ذي الشمالين: 2/ 174.(3/747)
3977- عمرو بن عبد نهم الأسلمي
(ب س) عَمْرو بْن عَبْد نهم الأسلمي.
هُوَ الَّذِي كَانَ دليل رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الحديبية، فأخذ بِهِ عَلَى طريق «ثنية الحنظل» ، فانطلق أَمَامَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتَّى وقف عليها، فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «والذي نفسي بيده ما مثل هَذِهِ الثنية إلا مثل الباب الَّذِي قَالَ اللَّه عز وجل لبني إسرائيل: ادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً، وَقُولُوا حِطَّةٌ 2: 58 [1] ، ولا يجوز هَذِهِ الثنية أحد هَذِهِ الليلة إلا غفر لَهُ» . أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر، وَأَبُو موسى.
3978- عمرو بن عبسة
(ب د ع) عَمْرو بْن عبسة بْن عَامِر بْن خَالِد بْن غاضرة بْن عتاب بن امرئ القيس ابن بهثة بْن سليم، قاله أَبُو عُمَر.
قَالَ ابْن الكلبي وغيره: هُوَ عَمْرو بْن عبسة بْن خَالِد بْن حذيفة بْن عَمْرو بْن خالد بن مازن ابن مَالِك بْن ثعلبة بْن بهثة بْن سُلَيْم السلمي، ومازن بْن مَالِك أمه بجلة- بسكون الجيم- بِنْت هناة بْن مَالِك بْن فهم الأزدية، وَإِليها ينسب ولدها، وممن ينسب عَمْرو بْن عبسة، فهو بجلي، وهو سلمي. ويكنى أبا نجيح، وقيل: أَبُو شُعَيْب.
أسلم قديمًا أول الْإِسْلَام، كَانَ يُقال هُوَ ربع [2] الْإِسْلَام.
أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَرَجِ بْنُ أَبِي الرَّجَاءِ الثَّقَفِيُّ إِجَازَةً بإسناده إلى أبي بكر بن أبي عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفًّى، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلاءِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلامٍ الْحَبَشِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ السُّلَمِيُّ يَقُولُ: أُلْقِيَ فِي روعي أن عبادة الأوثان باطل، فسمعني رجل وَأَنَا أَتَكَلَّمُ بِذَلِكَ، فَقَالَ: يَا عَمْرُو، بِمَكَّةَ رَجُلٌ يَقُولُ كَمَا تَقُولُ. قَالَ: فَأَقْبَلْتُ إِلَى مَكَّةَ أَسْأَلُ عَنْهُ، فَأُخْبِرْتُ أَنَّهُ مُخْتَفٍ، لا أقدر عليه إلا بالليل يطوف بالبيت. فَنِمْتُ بَيْنَ الْكَعْبَةِ وَأَسْتَارِهَا، فَمَا عَلِمْتُ إِلا بِصَوْتِهِ يُهَلِّلُ اللَّهَ، فَخَرَجْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ: مَا أنت؟ فقال:
رسول الله. فقلت: وبم أَرْسَلَكَ؟ قَالَ: بِأَنْ يُعْبَدَ اللَّهُ وَلا يُشْرَكَ به شيء، وتحقن الدماء،
__________
[1] سورة البقرة، آية: 58.
[2] أي: رابع أهل الإسلام، قال: تقدمني ثلاثة وكنت رابعهم.(3/748)
وَتُوصَلُ الأَرْحَامُ. قَالَ قُلْتُ: وَمَنْ مَعَكَ عَلَى هذا؟ قال: حر وعبد. فقلت: أبسط يدك أُبَايِعَكَ. فَبَسَطَ يَدَهُ فَبَايَعْتُهُ عَلَى الإِسْلامِ، فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي وَإِنِّي لَرُبْعُ الإِسْلامِ [1] .
وروي عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أقيم معك يا رَسُول اللَّه؟ قَالَ: لا، ولكن الحق بقومك، فإذا سَمِعْتُ أني قَدْ خرجت فاتبعني. قَالَ: فلحقت بقومي، فمكثت دهرًا طويلًا منتظرًا خبره، حتَّى أَتَتْ رفقه من يثرب، فسألتهم عَنِ الخبر، فقالوا: خرج مُحَمَّد من مكَّة إِلَى المدينة.
قَالَ: فارتحلت حتَّى أتيته، فقلت: أتعرفني؟ قَالَ: نعم، أنت الرجل الَّذِي أتيتنا بمكة [2] وكان قدومه المدينة بعد مضي بدر، وأحد، والخندق، ثُمَّ قدم المدينة فسكنها، ونزل بعد ذَلِكَ الشام.
روى عَنْهُ من الصحابة: عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود، وَأَبُو أمامة الباهلي، وسهل بْن سعد الساعدي، ومن التابعين: أَبُو إدريس الخولاني، وسليم [3] بْن عَامِر، وكثير بْن مرة، وعدي بْن أرطاة، وجبير بْن نفير، وغيرهم.
أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ وَغَيْرُهُ قَالُوا: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ الحصين، أنبأنا أبو طالب ابن غَيْلانَ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشَّافِعِيِّ، أَنْبَأَنَا إِسْحَاقُ الْحَرْبِيُّ، أَنْبَأَنَا عبد الله ابن رَجَاءٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ أَبِي الْحُسَامِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ عَبْدِ الرحمن ابن يَزِيدَ أَنَّهُ سَمِعَ عَمْرَو بْنَ عَبَسَةَ يَقُولُ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ شَابَ شَيْبَةً فِي الْإِسْلَامِ كَانَتْ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَنْ رَمَى سَهْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَلَغَ الْعَدُوَّ أَوْ قَصُرَ، كَانَ لَهُ عِدْلُ رَقَبَةٍ. وَمَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً مُؤْمِنَةً، أَعْتَقَ اللَّهُ تَعَالَى بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهُ عُضْوًا مِنَ الْمُعْتَقِ مِنَ النَّارِ» [4] . أَخْرَجَهُ الثلاثة.
3979- عمرو بن عبيد الله الحضرميّ
(د ع) عَمْرو بْن عُبَيْد اللَّه الحضرمي. رَأَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَنْبَأَنَا أَبُو يَاسِرِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ: حَدَّثَنِي أَبِي، حدثنا مكي بن
__________
[1] أخرجه الحاكم في مستدركه، في كتاب معرفة الصحابة: 3/ 617 من غير هذا الطريق، وقال: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه» . ومسند الإمام أحمد: 4/ 112، 114، 385.
[2] ينظر مسند الإمام أحمد: 4/ 111.
[3] في المطبوعة: «وسليمان بن عامر» . وهو خطأ. والمثبت عن مسند الإمام أحمد 4/ 111، 113، 385.
وينظر ترجمة سليم بن عامر في الجرح: 72/ 210، 211.
[4] أخرجه الإمام أحمد بنحوه من غير هذا الطريق، المسند: 4/ 113، 384، 386.(3/749)
إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الْجُعَيْدُ بْنُ [1] عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ صَاحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَهُ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكَلَ كَتِفًا، ثُمَّ قَامَ فَتَمَضْمَضَ وَصَلَّى، وَلَمْ يَتَوَضَّأْ [2] .
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو نعيم: لا تصح لَهُ رُؤْيَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقَالَ الْبُخَارِيّ: رَأَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولا يصح حديثه.
وَقَدْ تقدم هَذَا المتن فِي «عَمْرو بْن عَبْد اللَّه الْأَنْصَارِيّ» [3] ، ولعله قد كان حضرميا، وحلقه في الأنصار، والله أعلم.
3980- عمرو بن عتبة بن نوفل
(د ع) عَمْرو بْن عتبة بْن نوفل. يعد فِي أهل الحجاز.
ذكره مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الْبُخَارِيّ، عَنْ بشر بْن الحكم.
روت عاتكة بِنْت أَبِي وقاص أخت سعد قَالَتْ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مكَّة، فجئته فِي نسوة ثمان ومعي ابناي، فقلت، يا رَسُول اللَّه، هذان ابنا عمك، وأنا خالتك فأخذ ابني عَمْرو بْن عتبة بْن نوفل، وكان أصغرهما، فوضعه فِي حجره.
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ وَأَبُو نُعَيْمٍ.
3981- عَمْرو بْن عثمان القرشي
(ب س) عَمْرو بْن عثمان بْن سعد بْن تيم بْن مرة بْن كعب الْقُرَشِيّ التميمي. أمه هند بِنْت البياع بْن عَبْد ياليل بْن غيرة [4] بْن سعد بْن ليث بْن بَكْر.
كَانَ من مهاجرة الحبشة، ورجع فِي السفينتين، ثُمَّ قتل بالقادسية مَعَ سعد بْن أَبِي وقاص سنة خمس عشرة فِي خلافة عُمَر بْن الخطاب، وليس لَهُ عقب.
أخرجه أبو عمر، وأبو موسى.
__________
[1] في المسند: «الجعيد بن الحسن بن عبد الله بن عبيد الله أن ... » وهو خطأ وينظر ترجمة الجعيد بن عبد الرحمن في الجرح لابن أبى حاتم: 1/ 1/ 527.
[2] مسند الإمام أحمد: 4/ 337.
[3] ما بين القوسين عن الاستيعاب، الترجمة 1938: 3/ 1194، وكتاب نسب قريش لمصعب الزبيري: 275، 280.
[4] في المطبوعة: «عنزة» . والمثبت عن كتاب نسب قريش. 280، والمشتبه للذهبى: 482.(3/750)
3982- عمرو العجلاني
(ع س) عَمْرو العجلاني.
أورده أَبُو زكريا مستدركًا عَلَى جَدّه، وَقَدْ أَخْرَجَهُ جَدّه.
أَخْرَجَهُ أَبُو نعيم وَأَبُو مُوسَى.
روى عَبْد الرَّحْمَن بْن عَمْرو العجلاني، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ نهى أن تستقبل القبلة بغائط أَوْ بول. ويرد الكلام فِي «عَمْرو بْن أَبِي عَمْرو» ، إن شاء الله تعالى.
3983- عمرو بن عطية
(ع س) عَمْرو بْن عطية.
أورده الطبراني فِي الصحابة، وروى بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَطِيَّةَ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ الأَرْضَ سَتُفْتَحُ عَلَيْكُمْ، وَتُكْفَوْنَ الْمَؤُنَةَ، فَلا يَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَلْهُوَ بِأَسْهُمِهِ» [1] . أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى.
3984- عمرو أبو عطية السعدي
(د ع) عَمْرو أَبُو عطية السعدي.
روى عَنْهُ ابنه عطية أَنَّهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تسأل النَّاس شيئا، ومال الله مسئول ومنطى» [2] قال: فكلّمني بلغة قومي.
أَخْرَجَهُ ابْن منده، وَأَبُو نعيم.
3985- عمرو بن عقبة
(س) عَمْرو بْن عقبة.
ذكره سَعِيد فِي الصحابة، وروى بِإِسْنَادِهِ عَنْ مكحول أن عَمْرو بْن عقبة قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «من صار يومًا فِي سبيل اللَّه بعد من النار مسيرة عام» . قال سعيد: أراه عمرو بن عبسة [3] .
__________
[1] أخرجه الترمذي في تفسير سورة الأنفال، ينظر تحفة الأحوذي، الحديث 5078: 8/ 473، 474 عن أحمد بن منيع، عن وكيع، عن أسامة بن زيد، عن صالح بن كيسان، عن رجل، عن عقبة بن عامر.
ومعنى «ستكفون المؤنة» ، أي: سيكفيكم الله مؤنة القتال بما يفتح عليكم. ومعنى «يلهو بأسهمه» ، أي: يشتغل بها هذا وينظر تفسير الحافظ ابن كثير، عند الآية 60 من سورة الأنفال: 4/ 23، 24 بتحقيقنا.
[2] أي: معطي.
[3] في المطبوعة: «عنبسة» . وهم اسم أصحابى تقدم من قريب.(3/751)
وقَالَ جَعْفَر المستغفري: عَمْرو بْن عقبة بْن نيار الْأَنْصَارِيّ شهد بدرًا، يكنى أبا سَعِيد.
أخرجه أبو موسى.
3986- عمرو بن أبى عقرب
(س) عَمْرو بْن أَبِي عقرب.
أورده سَعِيد والمستغفري.
روى شبابة، عَنْ خَالِد بْن أَبِي عثمان، عَنْ سليط، وأيوب ابني عَبْد اللَّه بْن يسار [1] ، كلاهما عَنْ عَمْرو بْن أَبِي عقرب أنهما سمعاه يَقُولُ: والله ما أصبت من عملي الَّذِي بعثني إِلَيْه رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا ثوبين معقدين، كسوتهما مولاي كيسان.
كذا رَوَاهُ شبابة. ورواه حرمي بْن حَفْص، عَنْ خَالِد، عَنْ أيوب، عَنْ عَمْرو [2] ، عَنْ عتاب بْن أسيد، وهو أصح.
أخرجه أبو موسى.
3987- عمرو بن عقيش
(س) عَمْرو بْن عقيش.
كَانَ لَهُ ربًا [3] فِي الجاهلية، وكان يمنعه من الْإِسْلَام حتَّى أخذه.
كذا أورده سَعِيد، وروى لَهُ حديثًا. وَإِنما هُوَ ابْن أقش، وقيل: وقش، وقيل: ابن ثابت ابن وقش.
أخرجه أبو موسى مختصرا.
3988- عمرو بن أبى عمرو العجلاني
(ب د ع) عَمْرو بْن أَبِي عَمْرو، العجلاني، أَبُو عَبْد الرَّحْمَن. وقيل: أَبُو عَبْد اللَّه. حديثه عَنْد ابنه عَبْد الرَّحْمَن.
رَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَمْرٍو الْعَجْلانِيَّ حَدَّثَ ابْنَ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ تُسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةُ بِالْغَائِطِ والبول.
__________
[1] في المطبوعة: «بن بشار» . والمثبت عن جرح لابن أبى حاتم: 1/ 1/ 251، والإصابة.
[2] قال الحافظ في الإصابة، الترجمة 6501/ 3/ 116: «عمرو بن أبى عقرب، تابعي كبير، شمع من عتاب بن أسيد، وعتاب مات بعد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسنتين، فيكون لعمرو إدراك» .
[3] في المطبوعة: «كان له رئيا في الجاهلية» . والمثبت عن الإصابة، الترجمة 6869: 3/ 176.(3/752)
ورواه جماعة، عَنْ أيوب، عَنْ نافع قَالَ: سَمِعْتُ رجلًا يحدث ابْن عُمَر، عَنْ أَبِيهِ، عن النبي صلى الله عليه وسلم، نحوه ...
ورواه عاصم بْن هلال، عَنْ أيوب، عَنْ نافع، عَنِ ابْنِ عُمَر، والأول أصح. أَخْرَجَهُ الثلاثة [1] .
قلت: قَدْ أخرج أَبُو نعيم هَذِهِ الترجمة، وعاد أخرجها فَقَالَ: «عَمْرو العجلاني» ، ولم ينسبه، وروى عنه هَذَا الحديث بهذا الإسناد، فلا أعلم لم جعلهما اثنين، وهما واحد. وَقَدْ وافقنا الحافظ، أَبُو مُوسَى فَقَالَ: عَمْرو العجلاني، استدركه أَبُو زكريا عَلَى جَدّه، وَقَدْ أَخْرَجَهُ جَدّه- يعني هَذَا- والحق معه، والله أعلم.
3989- عمرو بن أبى عمرو القرشي
(ب س) عَمْرو بْن أَبِي عَمْرو بْن شداد الفهري، من بني ضبة بْن الحارث بْن فهر بْن مَالِك الْقُرَشِيّ الفهري، يكنى أبا شداد.
شهد بدرًا، قاله الواقدي، وقَالَ: شهدها وهو ابْن اثنتين وثلاثين سنة، ومات سنة ست وثلاثين فِي خلافة عليّ. قاله جَعْفَر المستغفري.
وقَالَ سَعِيد، عَنِ الواقدي: إنه قتل يَوْم الجمل، مَعَ عليّ.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى وَأَبُو عُمَر، [2] وقَالَ أَبُو مُوسَى: وقيل: عَمْرو بْن أَبِي عمير. قَالَ أَبُو الزُّبَيْر: قلت لجابر بْن عَبْد اللَّه: سَمِعْتُ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا يزني الزاني وهو مؤمن» ؟
فَقَالَ: لم أسمعه، ولكن أخبرني عَمْرو بْن أَبِي عمير أَنَّهُ سمع النبي صلى الله عليه وسلم
3990- عمرو بن أبى عمرو المزني
(د ع) عَمْرو بْن أَبِي عَمْرو المزني، أَبُو رافع. روى عَنْهُ ابنه رافع.
روى هلال بن عامر، عن رافع بن عمرو المزني قَالَ: إِنِّي يَوْم حجة الوداع خماسي أَوْ سداسي [3] فأخذ أَبِي بيدي حتَّى انتهينا إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمنى يوم النحر، فرأيت رجلا بخطب عَلَى بغلة شهباء، فقلت لأبي: من هَذَا؟ فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدنوت حتَّى أخذت بساقه ثُمَّ مسحتها حتَّى أدخلت كفي فيما بين أخمص قدميه والنعل، فكأني أجد بردها على كفى.
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 1966: 3/ 1207.
[2] الاستيعاب، الترجمة 1939: 3/ 1195.
[3] أي: طولي خمسة أو ستة أشبار.(3/753)
رَوَاهُ مُحَمَّد بْن حميد، عَنْ عليّ بْن مجاهد، عن هلال ابن أَبِي هِلالٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رافع [1] ، مثله.
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ وَأَبُو نُعَيْمٍ.
3991- عَمْرو بْن عمير
(ب د ع) عَمْرو بْن عمير.
اختلف فِي اسمه، فقيل: عَمْرو بْن عمير، وقيل: عمير بن عمرو، وقيل: عامر ابن عمير، وقيل: عمارة بْن عمير، وقيل: عَمْرو بْن بلال، وقيل: عَمْرو الْأَنْصَارِيّ.
هَذَا كلام أَبِي عُمَر، وقَالَ: «هَذَا الاختلاف كُلِّه فِي حديث واحد» . وهو ما رواه حماد ابن سَلَمة، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي يَزِيدَ الْمَدِينِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: تَغَيَّبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ، لا يَخْرُجُ إِلا إِلَى صَلاةٍ مَكْتُوبَةٍ، ثُمَّ يَدْخُلُ. فَخَشِينَا أَنْ يَكُونَ قَدْ حَدَثَ أَمْرٌ، فَسَأَلْنَاهُ، فَقَالَ: لَمْ يَحْدُثْ إِلا خَيْرٌ، إِنَّ رَبِّي، عَزَّ وَجَلَّ، وَعَدَنِي أَنْ يُدْخِلَ مِنْ أُمَّتِي الْجَنَّةَ سَبْعِينَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ، وَإِنِّي سَأَلْتُهُ فِي هَذِهِ الأَيَّامِ الْمَزِيدَ، فَوَجَدْتُ رَبِّي مَاجِدًا كَرِيمًا، فَأَعْطَانِي بِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَ السَّبْعِينَ أَلْفًا سَبْعِينَ أَلْفًا. قَالَ: قُلْتُ: يَا رَبِّ، فَإِنْ لَمْ يَبْلُغْ عَدَدُ أُمَّتِي هَذَا؟ قَالَ: نُكْمِلْهُمْ مِنَ الأَعْرَابِ.
رَوَاهُ يَحيى السيلحيني، عَنِ الضحاك بْن نبراس، عَنْ ثابت، عَنْ أَبِي يزيد، عن عمرو ابن حزم، نحوه. ورواه سُلَيْمَان بْن المغيرة، عَنْ ثابت، عن أبى يزيد، عن عمير بْن عمير، أَوْ عَامِر بْن عمير. ورواه عثمان بْن مطر، عَنْ ثابت، عَنْ أَبِي يزيد، عَنْ عمارة بْن عمير.
وذكره ابْن إِسْحَاق فيمن بايع بالعقبة، فَقَالَ: « ... وعمرو بْن عمير بْن عدي بْن نابي ابن عَمْرو بْن سواد [2] بْن غنم بْن كعب بْن سلمة.
أخرجه الثلاثة.
3992- عمرو بن عنمة
(ب س) عَمْرو بْن عنمة [3] بْن عدي بْن نابي بْن سواد بْن غنم بْن كعب بْن سلمة الأنصاري الخزرجي ثم السلمي.
__________
[1] ينظر ترجمة رافع: 2/ 194، 195.
[2] في المطبوعة: «سواءة» . وهو خطأ. وينظر سيرة ابن هشام: 1/ 463، والترجمة التي تلى هذه. على أنا لم نجد في سيرة ابن هشام فيمن شهد العقبة عمروا هذا؟
[3] في المطبوعة: «عمرو بن غنمة» ، بالغين المعجمة. والصواب بالعين المهملة، ذكر ذلك الحافظ في الإصابة، الترجمة 5925: 3/ 9، ويقتضيه ترتيب ابن الأثير.(3/754)
شهد بدرًا، والعقبة. وهو أخو ثعلبة بْن عنمة، وهو أحد البكاءين الَّذِينَ نزلت فيهم، آية: وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ: لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ. تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ [1] ... 9: 92 الآية.
أخرجه أبو عمر [2] ، وأبو موسى.
3993- عمرو بن عوف الأنصاري
(ب د ع) عَمْرو بْن عوف الْأَنْصَارِيّ، حليف بني عَامِر بْن لؤي.
شهد بدرا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم:
أَنْبَأَنَا عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بِإِسْنَادِهِ، عَنْ يونس بْن بكير، عَنِ ابْنِ إِسْحَاق فيمن شهد بدرًا:
« ... وعمرو [3] بْن عوف، مَوْلَى سهيل بْن عُمَر» .
وهكذا جعله ابْن إِسْحَاق مَوْلَى، وجعله غيره حليفًا. وقيل: إنه سكن المدينة، ولا عقب لَهُ.
روى عنه المسور بْن مخرمة حديثًا واحدًا:
أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ وَإِبْرَاهِيمُ وَغَيْرُهُمَا بِإِسْنَادِهِمْ عَنْ أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ: حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ عَنْ [4] مَعْمَرٍ وَيُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: أَنَّ عُرْوَةَ أَخْبَرَهُ: أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ أَخْبَرَهُ: أَنَّ عَمْرَو بْنَ عوف، وهو حليف بنى عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَكَانَ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَهُ: إن النبي صلى الله عليه وسلم بعث أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ، فَقَدِمَ بِمَالٍ مِنَ الْبَحْرَيْنِ، فَسَمِعَتِ الأَنْصَارُ [5] بِقُدُومِ أَبِي عُبَيْدَةَ، فَوَافَوْا صَلاةَ الْفَجْرِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَعَرَّضُوا لَهُ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم حين رآهم، ثُمَّ قَالَ: «أَظُنُّكُمْ سَمِعْتُمْ أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ قَدِمَ بِشَيْءٍ؟ قَالُوا: أَجَلْ. قَالَ: فَأَبْشِرُوا وَأْمُلُوا ما يسركم، فو الله مَا الْفَقْرُ أَخْشَى عَلَيْكُمْ، وَلَكِنْ أَخْشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا، كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ قَبْلِكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا، فَتُهْلِكُكُمْ كَمَا أهلكتهم» [6] . أخرجه الثلاثة.
__________
[1] سورة التوبة، آية 92.
[2] الاستيعاب، الترجمة 1941: 3/ 1195، 1196.
[3] الّذي في سيرة ابن هشام 1/ 685: «وعمير بن عوف» .
[4] في المطبوعة: «حدثنا عبد الله بن معمر» . وهو خطأ. وعبد الله هو ابن المبارك، ومعمر هو ابن راشد. والصواب عن الترمذي.
[5] لفظ الترمذي، كما في تحفة الأحوذي. «فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف، فتعرضوا له ... » .
[6] تحفة الأحوذي، أبواب صفة القيامة، الحديث 2580: 7/ 161، 162. وقال الترمذي: «هذا حديث صحيح» .
وقال الحافظ أبو العلى صاحب تحفة الأحوذي: «وأخرجه الشيخان» .(3/755)
3994- عمرو بن عوف المزني
(ب د ع) عَمْرو بْن عوف بْن زَيْد بْن مليحة، وقيل: ملحة بْن عَمْرو بن بكر بن أفرك ابن عثمان بْن عَمْرو بْن أد بْن طابخة بْن إلياس بْن مضر، أَبُو عَبْد اللَّه المزني.
كَانَ قديم الْإِسْلَام، يُقال: إنه قدم مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة، وَيُقَال: إن أول مشاهده الخندق. وكان أحد البكاءين فِي غزوة تبوك، لَهُ منزل بالمدينة، ولا يعلم حي من العرب لهم مجلس بالمدينة غير مزينة.
وهو جد كثير بْن عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن عوف، حديثه عند أولاده.
رَوَى الْقَعْنَبِيُّ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده قال:
قال رَسُول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ شَهَرَ عَلَيْنَا السِّلاحَ فَلَيْسَ مِنَّا. وَرَوَى إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ [1] ، عَنْ كَثِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَمْرٍو الْمُزَنِيِّ قَالَ:
كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ، فَصَلَّى نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا.
أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَغَيْرُ وَاحِدٍ بِإِسْنَادِهِمْ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى: حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ- هُوَ ابْنُ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مُلَيْحَةَ- عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده: أن النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وسلم كَبَّرَ فِي الْعِيدَيْنِ فِي الأُولَى سَبْعًا، وَفِي الآخِرَةِ خَمْسًا قَبْلَ الْقِرَاءَةِ [2] .
ومات بالمدينة آخر أيام معاوية:
أَخْرَجَهُ الثلاثة [3] .
3995- عَمْرو بْن عوف بن يربوع
عَمْرو بْن عوف بْن يربوع بْن وهب بْن جراد.
بايع تحت الشجرة. قاله ابْن الكلبي، وذكره ابن الدباغ.
__________
[1] في المطبوعة: «بن أبى أقيس» ، وهو خطأ، وينظر ترجمته في التهذيب: 1/ 310.
[2] تحفة الأحوذي، أبواب العيدين، باب التكبير في العيدين، الحديث 534: 3/ 80. وقال الترمذي: «حديث جد كثير حديث حسن، وهو أحسن شيء روى في هذا الباب عن النبي صلى الله عليه وسلم» .
[3] الاستيعاب، الترجمة 1943: 3/ 1196.(3/756)
3996- عمرو بن غزية
(ب د ع) عَمْرو بْن غزية بْن عَمْرو بْن ثعلبة بْن خنساء بْن مبذول بْن عمرو بن غنم ابن مازن بن النجار الأنصاري الخزرجي، ثم المازني.
شهد العقبة، ثُمَّ شهد بدرًا. وهو والد الحجاج بْن عَمْرو بْن غزية وَإِخوته، وهم: الحارث، وعبد الرَّحْمَن، وزيد، وسعيد، وأكبرهم الحارث له صحبة، واختلف فِي صحبة الحجاج، ولم تصح لغيرهما من ولده صحبة، قاله أَبُو عُمَر [1] .
وروى أَبُو صالح، عَنِ ابْنِ عَبَّاس فِي قَوْله تعالى: أَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ 11: 114 [2] ، قَالَ:
نزلت فِي عَمْرو بْن غزية الْأَنْصَارِيّ، وكان يبيع التمر فأتته امْرَأَة تبتاع مِنْهُ تمرًا، فأعجبته، فَقَالَ: إن فِي البيت تمرًا أجود من هَذَا، فانطلقي معي أعطك مِنْهُ. فانطلقت معه، فلما دخلت البيت وثب عليها، فلم يترك شيئًا مما يصنع الرجل بالمرأة إلا قَدْ فعله، إلا أَنَّهُ لم يجامعها، وقذف شهوته. وندم عَلَى صنيعه، ثُمَّ اغتسل وأتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فسأله عَنِ ذَلِكَ فَقَالَ:
ما أدري ما أرد عليك. فحضرت العصر فقام رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وصلى العصر، فلما فرغ من صلاته نزل عليه جبرئيل عليه السلام بتوبته، فقال: «أقم الصلاة طرفي النهار» الآية. أخرجه الثلاثة.
3997- عمرو بن غنم
(س) عَمْرو بْن غنم بْن مازن بْن قيس بْن أَبِي صعصعة الخزرجي.
أورده جَعْفَر فيمن شهد بدرًا، وذكره أيضًا فيمن نزل فِيهِ قولُه تَعَالى: تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ 9: 92 [3] الآية.
أخرجه أبو موسى [4] .
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 1944: 3/ 1197.
[2] سورة هود، آية: 114.
[3] سورة التوبة، آية: 92.
[4] قال الحافظ في الإصابة، الترجمة 6867/ 3/ 176: «هكذا أورده أبو موسى في الذيل، وهو وهم، ابتدأ به جعفر، وتبعه أبو موسى، وراج على ابن الأثير مع تحققه بمعرفة النسب، وقلده الذهبي، وبيان الوهم فيه أظهر فيما ساقه ابن إسحاق وغيره من أهل المغازي، فقالوا: «ومن بنى عمرو بن غنم بن مازن: قيس بْنُ أَبِي صعصعة بْن زَيْد بْن عوف بْن مبذول ابن عمرو بْن غنم، فكأنه انقلب على جعفر، فوهم فيه هذا الوهم الفاحش، فإنه عمرو بن غنم بن مازن جد قبيلة كبيرة من الخزرج، ثم من بنى النجار» .
هذا ونص الإصابة: «ومن بنى عَمْرو بْن غنم بْن مازن بْن قيس» ، بزيادة «ابن» وهو خطأ، والصواب عن سيرة ابن هشام: 1/ 705.(3/757)
3998- عمرو بن غيلان
(ب د ع) عَمْرو بْن غيلان بْن معتب بْن مالك بْن كعب بْن عمرو بن سعد بن عوف ابن قسي- وهو ثقيف- بْن منبه الثقفي.
حديثه عند أهل الشام، يكنى أبا عَبْد اللَّه، مختلف فِي صحبته، ولأبيه غيلان صحبة.
روى عَنْهُ أَبُو عُبَيْد اللَّه بْن مشكم:
أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ إِجَازَةً بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا مُعَلَّى ابن مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ الدِّمَشْقِيِّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدِ الله مسلم ابن مِشْكَمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ غَيْلانَ قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللَّهمّ مَنْ آمَنَ بِي وَصَدَّقَنِي وَعَلِمَ أَنَّ مَا جِئْتُ بِهِ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِكَ، فَأَقِلَّ مَالَهُ وَوَلَدَهُ، وَحَبِّبْ إِلَيْهِ لِقَاءَكَ، وَعَجِّلْ لَهُ الْقِصَاصَ.
وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِي وَلَمْ يُصَدِّقْنِي، وَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ مَا جِئْتُ بِهِ الْحَقُّ، فَأَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ، وَأَطِلْ عُمْرَهُ» . وكان ابنه عَبْد اللَّه بْن عَمْرو من أعيان رجال معاوية، ولاه البصرة بعد موت زياد، وبعد أن عزل سمرة بْن جندب، فأقام بها شهورًا، وعزله واستعمل عليها عُبَيْد اللَّه بْن زياد.
أخرجه الثلاثة.
3999- عمرو أبو فراس الليثي
(د ع) عَمْرو أَبُو فراس الليثي.
رَوَى أَبُو يَحْيَى التَّيْمِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ: أَنَّ رَجُلا مِنْ بَنِي ليث يقال له «فراس بن عمرو» أصابه صُدَاعٌ شَدِيدٌ، فَذَهَبَ بِهِ أَبُوهُ إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَشَكَا إِلَيْهِ، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فِرَاسًا، فَأَخَذَ بِجِلْدَةِ مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ فَجَبَذَهَا، فَذَهَبَ عَنْهُ الصُّدَاعُ.
ثُمَّ إن فراسًا هُمْ بالخروج عَلَى عَليّ بْن أَبِي طَالِب رَضِيَ اللَّه عَنْهُ مَعَ أهل حروراء، فأخذه أَبُوهُ فأوثقه وحبسه حتَّى أحدث التوبة بعد ذَلِكَ.
أَخْرَجَهُ ابْن منده وَأَبُو نعيم، إلا أن ابْن منده قَالَ فِي الإسناد: «سُفْيَان بْن وهب» ، وَإِنما هُوَ «سيف بْن وهب» ، والله أعلم.
4000- عمرو بن الفغواء
(ب د ع) عَمْرو بْن الفغواء بْن عُبَيْد بْن عَمْرو بْن مازن بْن عدي بْن عَمْرو بْن رَبِيعة الخزاعي، أخو علقمة، وقيل: ابْن أَبِي الفغواء.(3/758)
أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سُكَيْنَةَ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحيى بْنِ فَارِسٍ، حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ سَيَّارٍ الْمُؤَدِّبُ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عِيسَى بْنِ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْفَغْوَاءِ الْخُزَاعِيِّ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَالَ: دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم- وَقَدْ أَرَادَ أَنْ يَبْعَثَنِي بِمَالٍ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ، يُقَسِّمَهُ فِي قُرَيْشٍ، بِمَكَّةَ، بَعْدَ الْفَتْحِ- فَقَالَ: الْتَمِسْ صَاحِبًا؟ فَجَاءَ عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ، فَقَالَ:
بَلَغَنِي أَنَّكَ تُرِيدُ الْخُرُوجَ وَتَلْتَمِسُ صَاحِبًا؟ قُلْتُ: أَجَلْ. قَالَ: فَأَنَا لَكَ صَاحِبٌ. فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: قَدْ وَجَدْتُ. فَقَالَ: مَنْ؟ فَقُلْتُ: عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ. فَقَالَ: إِذَا هَبَطْتَ بِلادَ قَوْمِهِ فَاحْذَرْهُ، فَإِنَّهُ قَدْ قَالَ الْقَائِلُ: أَخُوكَ الْبَكْرِيُّ، وَلا تَأْمَنْهُ [1] . أَخْرَجَهُ الثلاثة.
4001- عَمْرو بْن القاري
عَمْرو بْن القاري.
استعمله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى غنائم حنين، وهو من القارة، وَيُقَال لولد مَسْعُود [2] بْن عَامِر بْن رَبِيعة «بنو القاري» ، وهم بالمدينة حلفاء بنى زهرة.
قاله هشام بن الكلبي.
4002- عمرو بن قرة
(ب د ع) عَمْرو بْن قُرَّة.
لقي النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. رَوَى عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ بِشْرِ بْنِ نُمَيْرٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَ عَمْرُو بْنُ قُرَّةَ فَقَالَ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ عَلَيَّ الشِّقْوَةَ، فَلا أَرَانِي أُرْزَقُ إِلا مِنْ دُفِّي بِكَفِّي، فَأْذَنْ لِي فِي الْغِنَاءِ مِنْ غَيْرِ فَاحِشَةٍ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا آذَنُ لَكَ وَلا كَرَامَةَ ولا نعمة [عين] ، كذبت
__________
[1] سنن أبى داود، كتاب الأدب، باب «في الحذر من الناس» ، الحديث 4861: 4/ 266.
[2] ستأتي ترجمته في حرف الميم، والخلاف في نسبه.(3/759)
يَا عَدُوَّ اللَّهِ! لَقَدْ رَزَقَكَ اللَّهُ حَلالا طَيِّبًا، فَاخْتَرْتَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْكَ، لَوْ كنت تقدمت إليك لنكلت بك [1] . أخرجه الثلاثة.
4003- عمرو بن قيس العبديّ
(س) عَمْرو بْن قيس، ابْن أخت الأشج العبدي.
وهو أول من أسلم من رَبِيعة، وذلك أن الأشج بعثه إِلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليعلم لَهُ علمه، فلما لقي رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أسلم، وأتى الأشج فأخبره أخباره، فأسلم الأشج، وأتى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذكره جَعْفَر.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
4004- عَمْرو بن قيس بن جدي
عَمْرو بْن قيس بْن جدي [2] بْن عدي بْن مَالِك بْن سالم بْن عوف الْأَنْصَارِيّ الخزرجي.
شهد بدر. قاله يونس وسلمة، عَنِ ابن إسحاق.
4005- عمرو بن قيس بن زائدة
(ب) عَمْرو بْن قيس بْن زائدة بْن الأصم- واسم الأصم جندب- بْن هرم [3] بْن رواحة ابن حجر بْن عَبْد [4] بْن معيص بْن عَامِر بْن لؤي الْقُرَشِيّ العامري. وهو ابْن أم مكتوم الأعمى المؤذن، وأمه أم مكتوم، اسمها: عاتكة بِنْت عَبْد اللَّه بْن عنكثة بْن عَامِر بْن مخزوم. وهو ابْن خال خديجة بِنْت خويلد، فإن أم خديجة رَضِيَ اللهُ عَنْها فاطمة بِنْت زائدة بْن الأصم، وهي أخت قيس.
__________
[1] أخرجه ابن ماجة في كتاب الحدود، باب «المخنثين» ، الحديث 2613: 2/ 871، 872، من حديث طويل، عن الحسن بن أبى الربيع الجرجاني، عن عبد الرزاق، عن يحيى بن العلاء، عَنْ بِشْرِ بْنِ نُمَيْرٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ يزيد، عن صفوان، عن عمرو بن مرة. هكذا بالميم. وقد ترجم له أبو عمر في الاستيعاب، الترجمة 1953، فقال: عمرو بن مرة، روى الحديث الّذي جرى فيه ذكر صفوان، والله أعلم.
هذا وما بين القوسين من سنن ابن ماجة. ومعنى: «ولا نعمة عين» بضم النون وفتحها وكسرها، قيل. أي قرة عين.
وقال السيوطي. لا أكرمك كرامة ولا أنعم عليك. ومعنى «لقد رزقك الله» ، أي: مكنك منك ومعنى، تقدمت إليك» ، أي: بالنهى الّذي ذكرت لك الآن.
[2] في الإصابة، الترجمة 9538/ 3/ 11: «قيس بن حزن» .
[3] كذا وفي الاستيعاب، وفي كتاب نسب قريش: 437: «هدم» بالدال.
[4] في المطبوعة: «حجر بن عدي بن معيض» . والمثبت عن كتاب نسب قريش: 433. والاستيعاب، الترجمة 1946:
3/ 1198. والترجمة التي تقدمت من قبل برقم 3134: 3/ 367.(3/760)
وَقَدْ اختلف فِي اسمه فقيل: عَبْد اللَّه، وقيل: عَمْرو، وهو الأكثر، قاله مصعب، والزبير.
هاجر إِلَى المدينة بعد مصعب بْن عمير، وقيل: قدمها بعد بدر بيسير، واستخلفه رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى المدينة ثلاث عشرة مرة فِي غزواته، منها غزوة الأبواء، وبواط، وذو العشيرة، وخروجه إِلَى جهينة فِي طلب كرز بْن جابر، وفي غزوة السويق، وغطفان، وأحد، وحمراء الأسد، ونجران، وذات الرقاع. واستخلفه حين سار إِلَى بدر، ثُمَّ رد إليها أبا لبابة واستخلفه عليها، واستخلف رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عمرًا أيضًا فِي مسيره إِلَى حجة الوداع.
وشهد فتح القادسية، ومعه اللواء، وقتل بالقادسية شهيدًا.
وقَالَ الواقدي: رجع من القادسية إِلَى المدينة، فمات، ولم يسمع لَهُ بذكر بعد عُمَر.
قَالَ أَبُو عُمَر: وأمَّا قول قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم استعمل ابْن أم مكتوم عَلَى المدينة مرتين» ، فلم يبلغه ما بلغ غيره، والله أعلم.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر هكذا. وَقَدْ أَخْرَجَهُ ابْن منده وَأَبُو نعيم فَقَالَ: عَمْرو بْن زائدة، فأسقطا قيسًا، وهو هَذَا، فهو متفق عَلَيْهِ.
4006- عمرو بن قيس بن زيد الأنصاري
(ب د ع) عَمْرو بْن قيس بْن زيد بن سواد بن مالك بن غنم الْأَنْصَارِيّ النجاري. يكنى أبا عَمْرو، وأبا الحكم.
شهد بدرًا فِي قول أَبِي معشر، والواقدي، وعبد اللَّه بْن مُحَمَّدِ بْنِ عمارة. ولا خلاف بينهم أَنَّهُ قتل يَوْم أحد شهيدًا.
أَنْبَأَنَا عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بِإِسْنَادِهِ عَنْ يونس، عَنِ ابْنِ إِسْحَاق فيمن قتل يَوْم أحد من بني النجار، ثُمَّ من بني سواد بْن مَالِك بْن غنم بْن مَالِك بْن النجار: عَمْرو بْن قيس، وابنه قيس» [1] .
وكذلك نسبه ابن الكلبي، وجعله بدريًا. يُقال: إنه قتله نوفل بْن معاوية الديلي. واختلف فِي شهود أبيه قيس بدرًا كالاختلاف فِي ابنه.
أَخْرَجَهُ الثلاثة، إلا أن أبا نعيم قَالَ: «عَمْرو بْن قيس بْن سواد» فأسقط «زيدًا» ، وأمَّا ابْن منده فَقَالَ: «عمرو بن قيس النجاري» والله أعلم.
__________
[1] سيرة ابن هشام: 2/ 124.(3/761)
4007- عمرو بن قيس بن مالك
(ب) عَمْرو بْن قيس بْن مَالِك بْن كعب بْن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار بْن النجار، قتل يَوْم أحد شهيدا.
أخرجه أَبُو عمر مختصرا [1] .
4008- عمرو بن كعب اليامى
(ب د ع) عَمْرو بْن كعب اليامي [2] ، وقيل: كعب بْن عَمْرو. جد طلحة بْن مصرف.
رَوَى لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ فَمَسَحَ رَأْسَهُ، هَكَذَا مَرَّةً وَاحِدَةً، حتَّى بَلَغَ الْقَذَالَ [3] .
أَخْرَجَهُ الثلاثة، إلا أن أبا عُمَر قَالَ: يُقال: إنه جد طلحة بْن مصرف- قَالَ: وقَالَ بعض أصحاب الحديث: إن جد طلحة بْن مصرف: صخر بْن عَمْرو، وقال غيره: كعب بن عمرو.
4009- عمرو بن مازن
(د ع) عَمْرو بْن مازن، من بني خنساء بْن مبذول الْأَنْصَارِيّ، شهد بدرًا.
قاله ابْن منده عَنِ ابْنِ إِسْحَاق.
قَالَ أَبُو نعيم: وهذا وهم، لأن عَمْرو [4] بْن غنم جد خنساء الَّذِي ينسب إِلَيْه بنو خنساء بْن مبذول بْن عَمْرو بْن غنم، هكذا قاله ابْن إِسْحَاق، سقط [5] من كتابه شيء، فقد رَأَى أن عمرًا شهد بدرًا، ولم يذكر ابْن إِسْحَاق أَنَّهُ شهد بدرًا من بني خنساء إلا رجلان، أحدهما: أَبُو دَاوُد الْمَازِنِي، واسمه عَمْرو بْن عَامِر بْن مَالِك بْن خنساء، والآخر سراقة بْن عَمْرو بْن عطية بْن خنساء،
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 1948: 3/ 1199.
[2] في المطبوعة: «اليمامي» . والمثبت عن الاستيعاب، وترجمة «طلحة بن مصرف» في الخلاصة ثم من ترجمة «كعب بن عمرو الهمدانيّ اليامى» ، وستأتي.
[3] أخرجه الإمام أحمد عن عبد الصمد بن عبد الوارث، عن أبيه، عن ليث باسناده نحوه، المسند: 3/ 481. كما أخرجه أبو داود في كتاب الطهارة، باب «صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم» ، الحديث 132: 1/ 32. والقذال هو: جماع مؤخر الرأس من الإنسان، أو: أول القفا.
[4] كذا، ومثله في الإصابة، ولعل صواب العبارة أن يقال: «لأنه عمرو بن غنم بن مازن» .
[5] يعنى كتاب ابن مندة، فلفظ ابن إسحاق كما في سيرة ابن هشام 1/ 705: «ومن بني خنساء بْن مبذول بْن عَمْرو بْن غنم بن مازن: أبو داود ... » وعلى هذا يكون السقط في نسخة ابن مندة- كما يرى أبو نعيم- هو: «ابن» الواقعة بين «مبذول وعمرو» . كما سقط «غنم» أبو عمرو. والله أعلم.(3/762)
وَإِذا نظر فِي نسخة صحيحة تبين لَهُ وهمه، وكان بين عَمْرو بْن مازن وبين الْإِسْلَام أكثر من مائة سنة، فعده فِي الصحابة، وكثر بِهِ كتابه.
أَخْرَجَهُ ابْن منده وَأَبُو نعيم.
قلت: الَّذِي ذكره ابْن منده عَنِ ابْنِ إِسْحَاق فيمن شهد بدرًا: عَمْرو بْن مازن صحيح، فإن يونس بْن بكير روى عَنِ ابْنِ إِسْحَاق فيمن شهد بدرا، من بني خنساء بْن مبذول بْن عَمْرو ابن غنم بْن مازن بْن النجار: أَبُو دَاوُد عمير بْن عَامِر بْن مَالِك، وعمرو بْن مازن، وسراقة بْن عَمْرو بْن عطية، ثلاثة نفر. هذه رواية يونس، وعليها معوّل ابن منده، وَإِنما غير يونس- منهم البكائي وسلمة- لم يذكروا فِي روايتهم «عَمْرو بْن مازن» ، فلا مطعن على ابن مندة، وأبا أَبُو نعيم فإنما ينقل عَنِ ابْنِ إِسْحَاق رواية إِبْرَاهِيم بْن سعد عَنْهُ. وليس هَذَا فِي روايته، وأصحاب ابْن إِسْحَاق يختلفون عَلَيْهِ كثيرا.
4010- عمرو بن مالك الأشجعي
(ع س) عَمْرو بْن مَالِك الأشجعي.
ذكره ابْن أَبِي شَيْبَة وغيره فِي الصحابة.
أَنْبَأَنَا أَبُو مُوسَى كِتَابَةً، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ، أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوْصِنِي، فَإِنِّي أَتَخَوَّفُ أَنْ لا أَرَاكَ بَعْدَ يَوْمِي هَذَا! قَالَ: «عَلَيْكَ بِجَبَلِ الْخَمْرِ [1] . قُلْتُ: وَمَا جَبَلُ الْخَمْرِ؟ قَالَ: أَرْضُ الْمَحْشَرِ. وَإِيَّاكَ وَسَرِيَّةَ النَّفْلِ، فَإِنَّهُمْ إِنْ لُقُوا فَرُّوا، وَإِنْ غَنِمُوا غلّوا» . أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى.
4011- عمرو أبو مالك الأشعري
(ب س) عَمْرو، أَبُو مَالِك الْأَشْعَرِي.
سماه كذلك يَحيى بْن يونس، وسعيد. وقيل: اسمه الحارث بْن مَالِك، وقيل: عَمْرو بْن عاصم. روى عَنْهُ عطاء بْن يسار وغيره، ونذكره في الكنى إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه أبو عمر [2] ، وأبو موسى.
__________
[1] الخمر- بفتح الخاء والميم-: الشجر الملتف. وفسر في الحديث أنه جبل بيت المقدس، لكثرة شجر.
[2] الاستيعاب، الترجمة 1968: 3/ 1208.(3/763)
4012- عمرو بن مالك الأوسي
(س) عمرو بن مالك الأوسي المعروف بالرؤاسى.
كذا ذكره ابْن شاهين. رَوَى مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بن كعب، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنَ الْقُرْآنِ، كُتِبَ لَهُ حَسَنَةٌ- أَوْ قال:
عشر حسنات، لا أقول (الم. ذلك الكتاب) حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ، وَلامٌ حَرْفٌ، وَمِيمٌ حَرْفٌ. أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى وقَالَ: هَذَا خطأ، وصوابه عوف بْن مَالِك، وهو الَّذِي يُقال له: عمرو ابن مَالِك، وأبي بْن مَالِك، وَقَدْ أَخْرَجَ ابْن منده هَذَا، فَقَالَ: عَمْرو بْن مَالِك، وَيُقَال مَالِك بْن عُمَر، وَيُقَال: أَبِي. وَقَدْ تقدم في الهمزة.
4013- عمرو بن مالك بن جعفر العامري
(د ع) عَمْرو بْن مَالِك بْن جَعْفَر بْن كلاب بْن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامري الجعفري، ملاعب الأسنة.
ذكره ابْن منده وَأَبُو نعيم هكذا، وروياه عَنْ أَبِي أحمد الزبيري، عن مسعر، عن خشرم [1] ابن حسان أن عَمْرو بْن مَالِك ملاعب الأسنة بعث إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يلتمس دواء.
رَوَاهُ جماعة، عَنْ مسعر عَنْ [1] خشرم، عَنْ مَالِك بْن ملاعب الأسنة، وهو الصحيح.
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ وَأَبُو نُعَيْمٍ.
4014- عَمْرو بْن مالك بن قيس بن يجيد
(ب ع س) عَمْرو بْن مَالِك بْن قيس بْن بجيد بن رؤاس- واسمه الحارث- بْن رَبِيعة بْن عَامِر بْن صعصعة العامري الرؤاسي.
كوفي. وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ أَبِيهِ مَالِك.
روى وكيع بْن الجراح، عَنْ أبيه، عَنْ شيخ يُقال لَهُ «طارق» ، عَنْ عَمْرو بْن مَالِك قَالَ: أتيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقلت: يا رَسُول اللَّه، أرض عني. فأعرض عني ثلاثًا، قَالَ قلت: والله يا رَسُول اللَّه، إن الرب ليترضى [2] فيرضى، فارض عني. قَالَ: فرضي عني. وَقَدْ روى عَنْ عَمْرو بْن مالك الرؤاسي، عَنْ أبيه.
__________
[1] في المطبوعة: «مسعر بن خشرم» . وهو خطأ. ومسعر هو ابن كدام، وخشرم هو ابن حسان. ينظر ترجمة خشرم في الجرج والتعديل لابن أبى حاتم: 1/ 2/ 399.
[2] في المطبوعة: «ليرضى فيرضى» . والمثبت عن الإصابة، والترجمة 5952: 3/ 14. وترجمة أخيه عكاشة بن خصن، وقد تقدمت برقم 3732: 4/ 67.(3/764)
أخرجه أبو عمر، وأبو نعيم، وأبو موسى. وَقَدْ أخرج أَبُو مُوسَى أيضًا عمرو بْن مَالِك الأوسي الرؤاسي فِي الترجمة التي قبل هَذِهِ، وأخرج هَذِهِ أيضًا، ولا أعلم أهما اثنان أم واحد؟ إلا أن الحديث واحد، ولم يخرجهما إلا وَقَدْ علم أنهما اثنان، والله أعلم.
4015- عمرو بن محصن
(ب د ع س) عَمْرو بْن محصن بْن حرثان [1] بْن قيس بْن مرة بْن كَثِير بْن غنم بْن دودان بْن أسد بْن خزيمة أخو عكاشة بْن محصن.
شهد أحدًا، قَالَ ابْن إِسْحَاق: ثُمَّ تتابع المهاجرون يقدمون أرسالًا [2] ، فكان بنو غنم بْن دودان أهل إسلام قد أوعبوا [3] إِلَى المدينة مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، منهم: عَمْرو بْن محصن [4] .
أَخْرَجَهُ الثلاثة، واستدركه أَبُو مُوسَى عَلَى ابْن منده، وروى بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ أَبِي عمرة، عَنْ عَمْرو بْن محصن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: «من اقتراب الساعة كثرة المطر، وقلة النبات، وكثرة القراء وقلة الفقهاء، وكثرة الأمراء وقلة الأمناء» . وهذا استدراك لا وجه لَهُ، فإن ابن مندة قد أخرجه.
4016- عمرو بن محمد بن مسلمة
(س) عَمْرو بْن مُحَمَّد بْن مسلمة الْأَنْصَارِيّ. نذكر نسبه عند أَبِيهِ إن شاء اللَّه تَعَالى.
صحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وشهد فتح مكَّة والمشاهد بعدها. قاله ابْن شاهين، عَنْ عَبْد اللَّه بْن أَبِي دَاوُد.
أخرجه أبو موسى مختصرا.
4017- عمرو بن مخزوم الغاضري
(د ع) عَمْرو بْن مخزوم الغاضري.
أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ودخل حدود أصفهان وأرّحان [5] أيام عمر بْن الخطاب رضي اللَّه عنه، وله
__________
[1] في المطبوعة: «حدثان» . والضبط عن الإصابة، الترجمة 5958: 3/ 15. والاستيعاب، الترجمة 1951:
4/ 1200.
[2] أي: جماعات متتابعة.
[3] أي: جاءوا أجمعين.
[4] سيرة ابن هشام: 1/ 472.
[5] أرجان- بفتح اوله. وتشديد ثانيه، وجيم وألف ونون- مدينة كبيرة كثيرة الخبر: وهي من كور فارس.(3/765)
ذكر وليست لَهُ رواية. وَيُقَال: إنه أخذ دليلًا عَلَى مأرت، فلما شق عَلَيْهِ الصعود قَالَ لدليله:
«ما أردت» فسمي مأرت.
أَخْرَجَهُ ابن مندة، وأبو نعيم.
4018- عمرو بن مرداس السلمي
(د ع) عَمْرو بْن مرداس السلمي.
تقدم نسبه عند ذكر أخيه الْعَبَّاس بْن مرداس. ذكر فِي جملة المؤلفة قلوبهم.
رَوَى مُحَمَّدِ بْنِ مروان، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السائب، عن أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَتِ الْمُؤَلَّفَةُ قُلُوبُهُمْ خَمْسَةَ عَشَرَ رَجُلا، مِنْهُمْ: أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ، وَالأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ، وَعُيَيْنَةُ بن حصن الفزاري، وسهيل بن عمر والعامري، وَالْحَارِثُ بْنُ هِشَامٍ الْمَخْزُومِيُّ، وَحُوَيْطِبُ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَسُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو الْجُهَنِيُّ، وَأَبُو السَّنَابِلِ بْنُ بَعْكَكٍ وَحَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ عبد العزّى، ومالك بن عوف النصري، وَصَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَرْبُوعٍ، مِنْ بَنِي مَالِكٍ، وَجَدُّ بْنُ قَيْسٍ السَّهْمِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ مِرْدَاسٍ السُّلَمِيُّ، وَالْعَلاءُ بْنُ الْحَارِثِ الثَّقَفِيُّ. أَعْطَى كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مِائَةَ بَعِيرٍ، وأعطى يربوع وحويطب خَمْسِينَ خَمْسِينَ فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ.
أَخْرَجَهُ ابْن منده وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو نعيم: ذكره بعض المتأخرين من حديث صالح ابن عَبْد اللَّه، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مروان، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السائب، عَنْ أَبِي صالح، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، ووهم فِي ثلاثة أسام، فَقَالَ: عَمْرو بْن مرداس، وهو الْعَبَّاس بْن مرداس، وقال: سهيل ابن عَمْرو الجهني [1] وقَالَ: جد بْن قيس السهمي، وهو خَالِد [2] ، فإن جد بْن قيس من الأنصار، ولو أصلحه لكان خيرا له.
4019- عمرو بن مرة بن عبس الجهنيّ
(ب د ع) عَمْرو بْن مرة بْن عبس بْن مَالِك بْن الحارث بْن مازن بن سعد بن مالك ابن رفاعة بْن نصر بْن مَالِك بْن غطفان بن قيس بن جهينة الجهنيّ، ثُمَّ أحد بْني غطفان، وَيُقَال:
الأسدي، وَيُقَال: الأزدي، والأوّل أكثر. يكنى أبا مريم.
__________
[1] كذا في المطبوعة: ويعنى أنه من بنى عامر بن لؤيّ، فهو قرشي لا جهنى، وقد تقدمت ترجمته برقم 2325: 2/ 480.
وينظر تفسير الطبري، عند الآية 60 من سورة التوبة، الأثر 16846، وهو مروى عن يحيى بن أبى كثير.
[2] لم يترجم ابن الأثير لخالد بن قيس السهمي. وقد ترجم له الحافظ في الإصابة، وقال: «ذكره في المؤلفة قلوبهم» ، تنظر الترجمة 2191: 1/ 411.(3/766)
وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقَالَ: آمنت بكل ما جئت بِهِ من حلال وحرام، وَإِن أرغم ذَلِكَ كَثِيرا من الأقوام. وكان إسلامه قديمًا، وشهد مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أكثر المشاهد، وسكن الشأم.
روى عَنْهُ عِيسَى بْن طلحة، وسبرة بْن معبد، ومضرس بْن عثمان، وغيرهم.
أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ بِإِسْنَادِهِ عن عبد الله بن أحمد: حدثني أبي، حدثنا إسماعيل ابن إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، حَدَّثَنِي أَبُو حَسَنٍ أَنَّ عَمْرَو بْنَ مُرَّةَ قَالَ لِمُعَاوِيَةَ: يَا مُعَاوِيَةُ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَا مِنْ إِمَامٍ- أَوْ وَالٍ- يُغْلِقُ بَابَهُ دُونَ ذَوِي الْحَاجَةِ وَالْخَلَّةِ [1] وَالْمَسْكَنَةِ، إِلا أَغْلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَبْوَابَ السَّمَاءِ دُونَ حَاجَتِهِ وَخَلَّتِهِ وَمَسْكَنَتِهِ- قَالَ: فَجَعَلَ مُعَاوِيَةُ رَجُلا عَلَى حَوَائِجِ النَّاسِ [2] .
وكان عمرو بن مرّة مجالس مُعَاذ بْن جبل، ويتعلم مِنْهُ القرآن وسنن الْإِسْلَام، فَقَالَ فِي ذَلِكَ.
الآن حين شرعت [3] فِي حوض التقى ... وخرجت من عقد الحياة سليما
ولبست أثواب الحليم فأصبحت ... أم الغواية من هواي عقيما
وهي أكثر من هَذَا.
أخرجه الثلاثة.
4020- عمرو بن المسبح الطائي
(ب س) عَمْرو بْن المسبح بْن كعب بْن طريف بْن عصر بْن غنم بْن جارية بن ثوب ابن معن بْن عتود بْن عنبر بْن سلامان بْن ثعل الطائي الثعلي، منسوب إِلَى ثعل بن عمرو بن الغوث ابن طيئ كَانَ أرمى العرب، عاش مائة وخمسين سنة، وأدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ووفد إِلَيْه وأسلم، وَإِياه عني امرؤ القيس بقوله [4] :
رب رامٍ من بني ثعل ... مخرج كفّيه من ستره
__________
[1] الخلة- بفتح الخاء-: الفقر.
[2] مسند الإمام أحمد: 4/ 231.
[3] في المطبوعة: «إلى شرعت الآن» . والمثبت عن مخطوطة دار الكتب 111 مصطلح حديث.
[4] البيت في اللسان، مادة ثعل، والمعارف لابن قتيبة: 314.(3/767)
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى. وقال أَبُو مُوسَى: ليس يدري أقبض قبل وفاة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ بعده قَالَ ذَلِكَ القتبي فِي «المعارف [1] » .
أَخْرَجَهُ ابْن شاهين، عَنِ ابْنِ الكلبي.
عصر: بفتح العين، والصاد. وثوب: بضم الثاء المثلثة، وفتح الواو. ومسبح بضم الميم، وفتح السين، وكسر الباء الموحدة.
4021- عمرو بن مسلم الخزاعي
(س) عَمْرو بْن مُسْلِم الخزاعي.
كذا أورده ابْن شاهين، وروى حديث يزيد بْن عَمْرو بْن مُسْلِم، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدّه.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى وقَالَ: الحديث عَلَى هَذَا لمسلم لا لعمرو.
4022- عمرو بن مطرف الأنصاري
(ب د ع) عَمْرو بْن مطرف بْن عمرو- وقيل: مطرف بن علقمة- الأنصاري، من بني عَمْرو بْن مبذول، استشهد يَوْم أحد.
أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ، عَنِ ابن إِسْحَاق، في تسمية من استشهد يَوْم أحد: « ... ومن بني عَمْرو بْن مبذول ... وعمرو بْن مطرف بْن عَمْرو» .
هكذا نسبه يونس وسلمة عَنِ ابْنِ إِسْحَاق، ونسبه زياد بْن عَبْد اللَّه البكائي، عَنْهُ.
فَقَالَ: «عَمْرو بْن مطرف بْن علقمة [2] » .
وروى مُوسَى بْن عقبة، عَنِ ابْنِ شهاب، فيمن استشهد يَوْم أحد من بني عوف بْن عَمْرو:
«عَمْرو بْن مطرف بْن علقمة» ، مثل البكائي.
أَخْرَجَهُ الثلاثة، وقَالَ أَبُو عُمَر: عَمْرو بْن مطرف- أَوْ: مطرف بْن عَمْرو- بْن علقمة ابن ثقف الأنصاري، قتل يوم أحد شهيدا [3] .
__________
[1] المعارف لابن قتيبة: 314.
[2] سيرة ابن هشام: 2/ 124.
[3] الاستيعاب، الترجمة 1955: 3/ 1201.(3/768)
4023- عمرو بن مطعم
(س) عَمْرو- بْن مطعم.
قيل: أورده ابْن أَبِي عاصم فِي كتاب الآحاد والمثاني:
أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبِي عِيسَى كِتَابَةً قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرحمن ابن مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْقَبَّابُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ، عَنْ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مُطْعِمٍ، أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ، عَنْ جَدِّهِ:
أَنَّهُ بَيْنَمَا هُوَ يَسِيرُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مَقْفَلَهُ مِنْ حُنَيْنٍ، عَلِقَهُ الأَعْرَابُ يَسْأَلُونَهُ، فَاضْطَرُّوهُ إِلَى سَمُرَةَ [1] ، فَاسْتَلَبَتْ رِدَاءَهُ وَهُوَ عَلَى رَاحِلَتِهِ، فَوَقَفَ فَقَالَ: «رُدُّوا عَلَيَّ رِدَائِي، أَتَخْشَوْنَ عَلَيَّ الْبُخْلَ؟! فَلَوْ كَانَ عَدَدُ الْعِضَاهِ نَعَمًا لَقَسَّمْتُهَا بَيْنَكُمْ، ثُمَّ لا تَجِدُونِي بَخِيلا وَلا كَذَّابًا وَلا جَبَانًا [2] » !.
كذا أورده ابْن أَبِي عليّ محيلًا بِهِ عَلَى ابْن أَبِي عاصم. ورواه غير واحد عَنِ الزُّهْرِيّ، فيهم معمر، عَنْ عُمَر [3] بْن مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ أن جبيرًا أباه أخبره. وهو الصحيح، وكذلك رَوَاهُ الزبيري، عَنْ عَبْد الرزاق.
أخرجه أبو موسى.
4024- عمرو بن معاذ الأنصاري
(ب د ع) عَمْرو بْن مُعَاذ بْن النعمان الْأَنْصَارِيّ الأشهلي، أخو سعد بْن مُعَاذ. تقدم نسبه عند ذكر أخيه وشهد معه بدرا، وقتل يَوْم أحد شهيدًا، قتله ضرار بْن الخطاب، ولا عقب له.
أخرجه [4] الثلاثة.
4025- عمرو بن معبد الأنصاري
(ب س) عَمْرو بْن معبد بْن الأزعر بْن زيد بْن العطاف بْن ضبيعة بْن زيد بن مالك ابن عوف بْن عمرو بْن عوف بْن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي ثم الضّبيعى.
__________
[1] السمرة: شجر الطلح.
[2] أخرجه البخاري في كتاب الجهاد، باب الشجاعة في الحرب والجبن، عن شعيب، عن الزهري، عن عمر بن محمد ابن جبير، عن أبيه، عن جده: 4/ 27. كما أخرجه الإمام في مسندة عن يعقوب، عن صالح، عن ابن شهاب، عن عمر بن محمد بن جبير، عن أبيه عن جده، به نحوه. المسند: 4/ 82. وعن عبد الرزاق، عن الزهري بإسناده نحوه أيضا: 4/ 84.
[3] في المطبوعة: «عمرو» ، وهو خطأ، ينظر ترجمته في الجرح: 3/ 1/ 131.
[4] الاستيعاب، الترجمة 1956: 3/ 1201.(3/769)
شهد بدرًا، وَيُقَال فِيهِ: عَمْرو وعمير، والأول أكثر.
أَنْبَأَنَا عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بِإِسْنَادِهِ إِلَى يونس بْن بكير، عَنِ ابن إِسْحَاق، في تسمية من شهد بدرا من بني ضبيعة بْن زَيْد: « ... وعمرو بْن معبد [1] » .
أَخْرَجَهُ أبو عمر [2] ، وأبو موسى.
4026- عمرو بن معديكرب الزبيدي
(ب د ع) عمرو بن معديكرب بن عبد الله بن عمرو بن حصم بْن عَمْرو بْن زبيد الأصغر، وهو منبه، بْن رَبِيعة بْن سَلَمة بْن مازن بْن رَبِيعة بْن منبه بْن زبيد الأكبر بْن الحارث بن صعب ابن سعد العشيرة بْن مذحج الزبيدي المذحجي، أَبُو ثور. كذا نسبه أَبُو عُمَر.
وقَالَ هشام الكلبي «عصم» بدل «حصم [3] » .
قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وفد مراد، لأنَّه كَانَ قَدْ فارق قومه سعد العشيرة ونزل فِي مراد، ووفد معهم إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأسلم معهم. وقيل: إن عمرًا قدم فِي وفد زبيد قومه، والله أعلم.
وكان إسلامه سنة تسع. وقَالَ الواقدي: سنة عشر.
ولما أسلموا عادوا إِلَى بلادهم، فلما توفي النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ارتد مَعَ الأسود العنسيّ، فسار إليه خالد ابن سَعِيد بْن العاص فقاتله، فضربه خَالِد عَلَى عاتقه، فانهزم، وأخذ خَالِد سيفه الصمصامة.
فلما رَأَى عَمْرو قدوم الإمداد من أَبِي بَكْر رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إِلَى اليمن، عاد إِلَى الْإِسْلَام، ودخل عَلَى المهاجر بْن أَبِي أمية بغير أمان، فأوثقه وسيره إِلَى أَبِي بَكْر، فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْر: أما تستحيي! كل يَوْم مهزوم أم مأسور! لو نصرت هَذَا الدين لرفعك اللَّه! قَالَ: لا جرم لأقبلن ولا أعود.
فأطلقه ورجع إِلَى قومه، ثُمَّ عاد إِلَى المدينة فسيره أَبُو بَكْر إِلَى الشأم، فشهد اليرموك. ثُمَّ سيره عُمَر إِلَى سعد بْن أَبِي وقاص بالعراق، وكتب إِلَى سعد أن يصدر عَنْ مشورته فِي الحرب. وشهد القادسية، وله فيها بلاءً حسن، وقتل يَوْم القادسية، وقيل: بل مات عطشًا يومئذ، وقيل: بل مات سنة إحدى وعشرين بعد أن شهد وقعة نهاوند مَعَ النعمان بْن مقرن، فمات بقرية من قرى نهاوند يُقال لها «روذة [4] » فقال بعض شعرائهم يرثيه [5] :
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 688
[2] الاستيعاب، الترجمة 1957: 3/ 1201.
[3] كذا، والّذي في الاستيعاب: «عاصم» لا «حصم» . هذا وفي معجم الشعراء المرزباني 15، وجمهرة أنساب العرب لابن حزم 387: «عصم» .
[4] روذة- بضم أوله، وسكون ثانيه، وذال معجمة، وآخره هاء: محلة بالري.
[5] البيتان في الاستيعاب: 3/ 1203.(3/770)
لقد غادر الركبان يَوْم تحملوا ... بروذة شخصًا لا جبانا ولا غمرا [1]
فقل لزبيد، بل لمذحج كلّها ... رزئتم أبا ثور قريعكم [2] عمرا
روى عَنْهُ شراحيل [3] بْن القعقاع أَنَّهُ قَالَ: علمنا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التلبية: «لبيك اللَّهمّ لبيك، لبيك لا شريك لَكَ لبيك، إن الحمد والنعمة لَكَ والملك لا شريك لك» . فَقَالَ عَمْرو:
لقد رأيتنا منذ قريب ونحن إِذَا حججنا فِي الجاهلية نقول:
لبيك تعظيمًا إليك عذرًا ... هذي زبيد قَدْ أتتك قسرا
تعدو بها مضمرات شزرا ... يقطعن خبتًا وجبالًا [4] وعرا
قَدْ تركوا الأوثان خلوا [5] صفرا قَالَ: فنحن والحمد للَّه نقول كما علمنا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم [6] .
وروى عن الشَّافعيّ رحمه اللَّه قَالَ: وجه رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم على بن أبي طَالِب رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وخالد بْن سَعِيد بْن العاص إِلَى اليمن، وقَالَ: إِذَا اجتمعتما فعلي الأمير، وَإِذا افترقتما فكل واحد منكما أمير. «فاجتمعا، وبلغ عمرو بن معديكرب مكانهما، فأقبل فِي جماعة من قومه، فلما دنا منهما قَالَ: «دعوني حتَّى آتي هَؤُلَاءِ القوم، فأني لم أسم لأحد قط إلا هابني» . فلما دنا منهما نادى: «أَنَا أَبُو ثور، أَنَا عمرو بن معديكرب» فابتدره عليّ وخالد، وكل واحد منهما يَقُولُ لصاحبه: «خلني وَإِياه ويفديه بأبيه وأمه» . فَقَالَ عَمْرو إِذ سَمِعَ قولهما: العرب تفزع مني وأراني لهؤلاء جزرًا [7] ، فانصرف عَنْهُمَا.
وكان شاعرًا محسنًا، ومن جيد شعره قولُه [8] :
أمن ريحانة الداعي السميع ... يؤرقني وأصحابي هجوع
إِذَا لم تستطع شيئًا فدعه ... وجاوزه إِلَى ما تستطيع
__________
[1] الغمر- بضم الغين وفتحها مع سكون العين، وبفتحتين-: الّذي لم يجرب الأمور.
[2] القريع: المقارع، يقال: هو قريعك، للذي يقارعك في الحرب ويضاربك.
[3] كذا، وفي الاستيعاب: «شرحبيل» ، ولم نجده.
[4] الخبت: المكان المطمئن.
[5] في المطبوعة: «خلفوا صفرا» والصواب عن مخطوطة الدار والاستيعاب.
[6] الأثر في الاستيعاب: 3/ 1203.
[7] الجزر- بفتحتين-: كل شيء معد للذبح.
[8] من القصيدة 61 في الأصمعيات: 172، 174. والبيت الأول في الشعر والشعراء لابن قتيبة: 372، والثاني في معجم الشعراء للمرزباني: 16، والاثنان معا في الاستيعاب: 3/ 1204. وينظر الأغاني: 14/ 32.(3/771)
ومما يستجاد من شعره قولُه [1] :
أعاذل، عدتي بدني ورمحي ... وكل مقلص سلس القياد [2]
أعاذل، إنَّما أفنى شبابي ... إجابتي الصريخ إِلَى المنادي [3]
مَعَ الأبطال حتَّى سل جسمي ... وأقرح [4] عاتقي حمل النجاد
ويبقى بعد حلم القوم حلمي ... ويفنى قبل زاد القوم زادي
تمنى أن يلاقيني قييس [5] ... وددت وأينما مني ودادي
فمن ذا عاذري من ذي سفاه ... يرود بنفسه شر المراد
أريد حياته [6] ويريد قتلي ... عذيرك من خليلك من مراد
فِي أبيات أكثر من هَذَا. وتروى هَذِهِ الأبيات لدريد بْن الصمة، وهي لعمرو بن معديكرب أشهر.
أخرجه الثلاثة.
4027- عمرو بن ميمون الأودي
(ب د ع) عَمْرو بْن ميمون الأودي، أَبُو عَبْد اللَّه.
أدرك الجاهلية، وكان قَدْ أسلم فِي زمان النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وحج مائة حجة، وقيل: سبعون حجة، وأدى صدقته إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ عَمْرو بْن ميمون: قدم علينا مُعَاذ بْن جبل إِلَى اليمن رسولًا من عند رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم مَعَ السحر، رافعًا صوته بالتكبير، وكان رجلًا حسن الصوت، فألقيت عَلَيْهِ محبتي، فما فارقته حتَّى جعلت عَلَيْهِ التراب.
ثُمَّ صحب ابْن مَسْعُود، وهو معدود فِي كبار التابعين من الكوفيين. وهو الَّذِي روى أَنَّهُ رَأَى فِي الجاهلية قردة زنت، فاجتمعت القرود فرجمتها. وهذا مما أدخل في «صحيح البخاري [7] »
__________
[1] الأبيات في الاستيعاب، والأغاني: 14/ 32، والأول والثاني والرابع والخامس في معجم الشعراء للمرزباني: 16، 17
[2] في معجم الشعراء: «شكتى بدني» ، والشكة، بكسر الشين وتشديد الكاف: السلاح. والبدن: الدرع، والمقلص:
المشمر، يعنى الفرس:
[3] في معجم الشعراء: «ركوبي في الصريخ إلى المنادي» .
[4] في المطبوعة: «وأقرع» ، بالعين، والمثبت عن الأغاني: 14/ 32، والاستيعاب.
[5] هو قيس بن المكشوح المرادي. ينظر معجم الشعراء للمرزباني: 16 وعلى هامش مخطوطة دار الكتب «111» مصطلح حديث: «قبيس تصغير قبس، وهو ابن المكشوح، وبينهما عداوة» .
[6] في معجم الشعراء: «أريد حباءة» . ومثله في بعض نسخ الاستيعاب.
[7] صحيح البخاري، كتاب الأنبياء، باب «أيام الجاهلية» : 5/ 56.(3/772)
والقصة بطولها تدور عَلَى عَبْد الملك بْن مُسْلِم، عَنْ عِيسَى بْن حطان، وليسا ممن يحتج بهما. وهذا عند جماعة من أهل العلم منكر إضافة الزنا إِلَى غير مكلف، وَإِقامة الحدود فِي البهائم، ولو صح لكانوا من الجن، لأن العبادات فِي الإنس والجن دون غيرهما، وَقَدْ كَانَ الرجم فِي التوراة وتوفى سنة خمس وسبعين.
أخرجه الثلاثة.
4028- عمرو بن نضلة
(د ع) عَمْرو بْن نضلة مختلف فِي اسمه.
روى مُعَاذ بْن رفاعة، عَنْ أَبِي عُبَيْد الحاجب، عَنْ عَمْرو بْن نضلة- والصحيح رواية الأوزاعي، عَنْ أَبِي عُبَيْد حاجب سُلَيْمَان بْن عَبْد الملك، عَنْ عُبَيْد بْن نضلة [1] .
أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم مختصرا.
4029- عمرو بن النعمان المازني
(ب د ع) عَمْرو بْن النعمان بْن مقرن الْمَازِنِي، وَيُقَال: النعمان بْن عَمْرو، قاله ابْن منده وَأَبُو نعيم.
رَوَى حَدِيثَهُ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْوَالِبِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ النُّعْمَانِ- قَالَ بَكْرٌ: وَلَهُ صُحْبَةٌ- قَالَ: انْتَهَى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مَجْلِسٍ مِنْ مَجَالِسِ الأَنْصَارِ، قَالَ: وَرَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ كَانَ يُعْرَفُ بِالْبَذَاءِ [2] وَمُشَاتَمَةِ النَّاسِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ!» فَقَالَ ذَلِكَ الرَّجُلُ:
وَاللَّهِ لا أُسَابُّ أَحَدًا أَبَدًا.
أَخْرَجَهُ الثلاثة، إلا أن أبا عُمَر قَالَ: عَمْرو بْن النعمان بْن مقرن، لَهُ صحبة. وكان أَبُوهُ من جلة الصحابة.
4030- عمرو بن نعيمان
(ب) عَمْرو بْن نعيمان. روى عَنْهُ عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي ليلى.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر كذا مختصرا [3] .
__________
[1] كذا نضلة. وقد سبق في ترجمة عبيد، الترجمة 3517/ 3/ 548: أنه ابن نضيلة. وقد أشار الحافظ في الإصابة ترجمة طلحة بن نضيلة 2/ 223 إلى أنه قد ورد خلاف بين نضلة أو نضيلة. هذا أمر، والأمر الثاني أن أبا عبيد حاجب سليمان ابن عبد الملك، إنما يروى عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ نضيلة، وقد صرح بذلك الحافظ في ترجمة طلحة بن نضيلة.
[2] يقال: بذأته عيني بذاء: ازدرته واحتقرته.
[3] الاستيعاب، للترجمة 1961: 3/ 1246.(3/773)
4031- عمرو ذو النور الدوسيّ
(د ع) عَمْرو، ذو النور، وهو عَمْرو بْن الطفيل الدوسي. نسبه مُوسَى بْن سهل البرمكي.
كَانَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دعا لَهُ، فنور سوطه، واستشهد يَوْم اليرموك، وكان يُقال لَهُ:
«ذو النور» .
أَخْرَجَهُ ابْن منده وَأَبُو نعيم، وقَالَ أَبُو نعيم: أَبُوهُ الطفيل، هُوَ الَّذِي كَانَ النور فِي سوطه.
وَقَدْ ذكرناه، وأمَّا ابنه عَمْرو فقد اختلف في صحبته.
4032- عمرو بن هرم
(س) عَمْرو بْن هرم [1] .
ذكر أَنَّهُ ممن نزل فِيهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ 9: 92 [2] ، وَقَدْ ذكرناه فيما تقدم.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
4033- عمرو بن واثلة
(س) عَمْرو بْن واثلة، أَبُو الطفيل.
أورده ابْن شاهين هكذا. روى المبارك بْن فضالة، عَنْ كَثِير أَبِي مُحَمَّد، رَجُل من أهل الكوفة، عن عمرو بن واثلة قال: «ضحك رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتَّى استغرب [3] ، فَقَالَ: ألا تسألوني مم ضحكت؟ فقالوا: اللَّه ورسوله أعلم. قَالَ: عجبت من قوم يقادون إِلَى الجنة بالسلاسل وهم يتقاعسون عَنْهَا! قَالُوا: وكيف يا رَسُول اللَّه؟ قَالَ: أقوام من المعجم، سبتهم المهاجرون، يدخلونهم فِي الْإِسْلَام وهم كارهون» . أخرجه أبو موسى.
4034- عمرو بن وهب الثقفي
(س) عَمْرو بْن وهب الثقفي.
ذكرناه فِي ترجمة سعد [4] السلمي.
أخرجه أبو موسى.
__________
[1] تقدم في ترجمة سالم بن عمرو 2/ 310: أنه «عمرو بن هرمي الواقفي» بالياء في آخره.
[2] سورة التوبة، آية: 92.
[3] أي: بالغ فيه. يقال: أغرب في ضحكه واستغرب، وكأنه من الغرب- بفتح فسكون- وهو: البعد، وقيل:
هو القهقهة.
[4] ينظر الترجمة 1965: 2/ 336.(3/774)
4035- عمرو بن يثربى
عَمْرو بْن يثربي الضمري الحجازي.
كَانَ يسكن «خبت الجميش» ، من سيف البحر، أسلم عام الفتح، وصحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وروى عَنْهُ.
أَنْبَأَنَا أَبُو يَاسِرِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ: حَدَّثَنِي أَبِي، أَنْبَأَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ- يَعْنِيَ ابْنَ الْحَسَنِ الْحَارِثِيَّ- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَارَةَ بْنَ حَارِثَةَ [1] الضَّمْرِيَّ قَالَ: شَهِدْتُ خُطْبَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِنًى، وَكَانَ فِيمَا خَطَبَ بِهِ أَنْ قَالَ: «وَلا يَحِلُّ لامْرِئٍ مِنْ مَالِ أَخِيهِ إِلا مَا طَابَتْ بِهِ نَفْسُهُ. قَالَ: فَلَمَّا سَمِعْتُ ذَلِكَ قُلْتُ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ لَوْ لَقِيتُ غَنَمَ ابْنِ عَمِّي، فَأَخَذْتُ مِنْهَا شَاةً فَاجْتَزَرْتُهَا، هَلْ عَلَيَّ فِي ذَلِكَ شَيْءٌ؟ قَالَ: إِنْ لَقِيتَهَا نَعْجَةً تَحْمِلُ شَفْرَةً وَزِنَادًا فَلا تَمَسَّهَا» [2] واستقضاه عُمَر بْن الخطاب، وقيل: عثمان رَضِي اللَّه عَنْهُمَا على البصرة.
4036- عمرو بن يزيد أبو كبشة
(س) عَمْرو بْن يَزِيدَ، أَبُو كبشة الأنماري.
أورده أَبُو بَكْر بْن أَبِي عَليّ كذلك، واختلفوا فِي اسمه، وَقَدْ تقدم البعض، ونذكره إن شاء اللَّه تَعَالى فِي الكنى.
أَخْرَجَهُ أبو موسى.
4037- عمرو بن يعلى
(ب د ع) عَمْرو بْن يعلى الثقفي.
ذكر أَنَّهُ حضر مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصلاة.
أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ إِذْنًا بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنِ عمرو قال: حدثنا يوسف ابن مُوسَى [3] حَدَّثَنَا مِهْرَانُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، عَنْ أَبِي سَهْلٍ الأَزْدِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَعْلَى أَنَّهُ قَالَ: حَضَرَتْ صَلاةٌ مَكْتُوبَةٌ، وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رِكَابِنَا،
__________
[1] في المطبوعة: «عمارة بن جارية» بالجيم والياء المثناة من تحت. والمثبت عن الجرح والتعديل لابن أبى حاتم: 3/ 1/ 365. ومسند الإمام أحمد.
[2] مسند الإمام أحمد: 3/ 423، 5/ 113. والشفرة: السكين العريضة.
[3] في المطبوعة: «سفيان بن موسى» . وهو خطأ، والصواب عن مخطوطة دار الكتب «111» مصطلح حديث، والتهذيب.(3/775)
تأمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يَتَقَدَّمْنَا. فَسَأَلْتُ أَبَا سَهْلٍ: مَا أَرَادَ إِلَى ذلك؟ فقال: أرى كان المكان ضيفا أخرجه الثلاثة، وقال ابن منده وَأَبُو نعيم: لا تصح صحبته [1] .
4038- عمرو
(س) عَمْرو، غير منسوب. كَانَ اسمه جعيلا فسماه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عمرًا، وَقَدْ ذكرناه فِي الجيم [2] .
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
4039- عمرو
(س) عَمْرو، غير منسوب أيضًا.
رَوَى عَمْرُو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال: خَطَبَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ فَتْحِ مكَّةَ، فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ اسْمُهُ عَمْرٌو، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَيْنَا أَنَا أَمْشِي مَعَ عَمٍّ لِي إِذْ وَجَدَ حَرَّ الرَّمْضَاءِ، فَقَالَ لِي: أَعْطِنِي نَعْلَيْكَ هَذِهِ. فَقُلْتُ: لا إِلا أَنْ تُنْكِحَنِي ابْنَتَكَ. فَقَالَ: نَعَمْ، فَمَشَى فيهما هُنَيْهَةً، ثُمَّ أَلْقَاهُمَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ذَرْهَا، لا خَيْرَ لَكَ فِيهَا! قَالَ: إِنِّي نَذَرْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ؟ قَالَ: لا نَذْرَ فِي مَعْصِيَةٍ، وَلا فِيمَا لا يَمْلِكُ ابْنُ آدَمَ.
أَخْرَجَهُ أَبُو موسى، ورواه غير واحد عَنْ عَمْرو بْن شُعَيْب فقالوا: اسمه كردم، وسمى بعضهم عمه أبا ثعلبة انقضى «عَمْرو» وللَّه الحمد والمنة، وصلى اللَّه عَلَى سيدنا مُحَمَّد، وعلى آله وصحبه وسلم.
4040- عمران بن تيم
(ب د ع) عِمْرَانَ بْن تيم. وَيُقَال: عِمْرَانَ بْن ملحان. وقيل: عِمْرَانَ بْن عَبْد اللَّه، أَبُو رجاء العطاردي. من بني عطارد بْن عوف بْن كعب بْن سعد بْن زيد بن مناة بْن تميم التميمي العطاردي.
مخضرم، أدرك الجاهلية والإسلام، أسلم فِي حياة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يره، قيل: أسلم بعد الفتح.
__________
[1] ينظر الإصابة، الترجمة 5987: 3/ 23، 24.
[2] تقدمت ترجمته برقم 766: 1/ 345.(3/776)
وروى جرير بْن حازم، عَنْ أَبِي رجاء العطاردي قَالَ: سمعنا بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ونحن فِي مال لنا، فخرجنا هرابًا قَالَ: فمررت بقوائم ظبي فأخذتها وبللتها- قَالَ: وطلبت فِي غرارة [1] لنا، فوجدت كف شعير، فدققته بين حجرين، ثُمَّ ألقيته فِي قدر، ثم قصدنا عَلَيْهِ بعيرًا لنا فطبخته، وأكلت أطيب طعام أكلت فِي الجاهلية، قَالَ قلت: أبا رجاء، ما طعم الدم؟ قَالَ: حلو.
وقَالَ أَبُو عمرو بْن العلاء: قلت لأبي رجاء العطاردي: ما تذكر؟ قَالَ: أذكر قتل بسطام بْن قيس. قَالَ الأصمعي: قتل بسطام قبل الْإِسْلَام بقليل.
وقيل: إنه كَانَ قتله بعد المبعث، وهو معدود فِي كبار التابعين، وأكثر روايته عَنْ عُمَر، وعلي، وابن عَبَّاس، وسمرة. وكان ثقة، روى عَنْهُ أيوب السختياني، وغيره.
وقَالَ أَبُو رجاء: كنت لما بعث النَّبِيّ أرعى الإبل وأخطمها. فخرجنا هرابًا خوفًا مِنْهُ، فقيل لنا: إنَّما يسأل هَذَا الرجل- يعني النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- شهادة أن لا إله إلا اللَّه، وأن محمدا رَسُول اللَّه، فمن قالها أمن عَلَى دمه وماله. فدخلنا فِي الْإِسْلَام.
أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَر بْن السَّمِينِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ يونس بْن بكير، عَنْ خَالِد بْن دينار قَالَ: قلت لأبي رجاء العطاردي: كنتم تحرمون الشهر الحرام؟ قَالَ: نعم، إِذَا جاء رجب كُنَّا نشيم الأسل، أسنة رماحنا، وسيوفنا أعكام [2] النساء، فلو مر رَجُل عَلَى قاتل أبيه لم يوقظه، ومن أخذ عودًا من الحرم فتقلده، فمر عَلَى رَجُل قَدْ قتل أباه لم يحركه [قلت: ومثل من] [3] كنت حين بعث النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: كنت أرعى الإبل وأحلبها.
وتوفي أَبُو رجاء العطاردي سنة خمس ومائة، وقيل: سنة ثمان ومائة، وعاش مائة وخمسًا وثلاثين سنة، وقيل: مائة وعشرين سنة.
وكان يخضب رأسه، ويترك لحيته بيضاء.
واجتمع فِي جنازته الْحَسَن الْبَصْرِيّ والفرزدق الشَّاعِر، فَقَالَ الفرزدق للحسن: يا أبا سَعِيد، يَقُولُ النَّاس: اجتمع فِي هَذِهِ الجنازة خير النَّاس وشرهم! فَقَالَ: لست بخيرهم ولست بشرهم [4] ، ولكن ما أعددت لهذا اليوم؟ قَالَ: شِهَادَةُ أَنَّ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وأن محمدا رسول الله، وقال:
__________
[1] في المطبوعة: «عذارة» . والصواب عن الاستيعاب، ومخطوطة دار الكتب «111» مصطلح حديث.
[2] الأعكام: جمع عكم- بكسر فسكون-: ما يوضع فيه المتاع.
[3] ما بين القوسين عن مخطوطة دار الكتب «111» مصطلح حديث، ومكانه في المطبوعة: «وقيل ما» .
[4] في الاستيعاب 3/ 1211: «فقال الحسن: أنت خيرهم وشر كثيرهم» .(3/777)
ألم تر أن النَّاس مات كبيرهم ... وَقَدْ كان قبل البعث بعث محمّد
ولم يغن عَنْهُ عيش سبعين حجة ... وستين لما بات غير موسد
وهي أكثر من هَذَا.
أخرجه الثلاثة.
4041- عمران بن الحجاج
(د ع) عِمْرَانَ بْن الحجاج.
ذكره مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الْبُخَارِيّ فِي الصحابة، ولم يذكر لَهُ حديثًا.
أَخْرَجَهُ ابْن منده وأبو نعيم.
4042- عمران بن حصين
(ب د ع) عِمْرَانَ بْن حصين بْن عُبَيْد بْن خلف بْن عَبْد نهم بْن حذيفة [1] بن جهمة ابن غاضرة بنى حبشية بْن كعب بْن عَمْرو الخزاعي الكعبي. قاله ابن منده وأبو نعيم.
وقال أبو عَمْرو: عَبْد نهم بْن سالم بْن غاضرة. وقَالَ الكلبي: عَبْد نهم بْن جرمة بْن جهيمة.
واتّفقوا في الباقي.
يكنى أبا نجيد، بابنه نجيد. أسلم عام خيبر، وغزا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم غزوات، بعثه عُمَر بْن الخطاب إِلَى البصرة، ليفقه أهلها وكان من فضلاء الصحابة، واستقضاه عَبْد اللَّه بْن عَامِر عَلَى البصرة، فأقام قاضيًا يسيرًا، ثُمَّ استعفي فأعفاه.
قَالَ مُحَمَّد بْن سِيرِينَ: لم نر فِي البصرة أحدًا من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يفضل على عمران ابن حصين.
وكان مجاب الدعوة، ولم يشهد الفتنة. روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وروى عَنْهُ الْحَسَن، وابن سِيرِينَ وغيرهما.
أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ وَإِبْرَاهِيمُ وَغَيْرُهُمَا بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى قَالَ: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الْكَيِّ- قَالَ عِمْرَانُ: فَاكْتَوَيْنَا فَمَا أَفْلَحْنَا ولا أنجحنا [2] .
__________
[1] في الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 4: خريبة بن جهمه.
[2] تحفة الأحوذي، أبواب الطب، باب «ما جاء في كراهية الكي» ، الحديث 123؟: 10/ 604، 205- وقال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح» . وقال الحافظ أبو العلى صاحب تحفة الأحوذي: «وأخرجه احمد» وأبو داود، وابن ماجة» .(3/778)
وكان فِي مرضه تسلم عَلَيْهِ الملائكة، فاكتوى فقد التسليم، ثُمَّ عادت إِلَيْه، وكان بِهِ استسقاء فطال بِهِ سنين كثيرة، وهو صابر عَلَيْهِ، وشق بطنه، وأخذ مِنْهُ شحم، وثقب لَهُ سرير فبقي عَلَيْهِ ثلاثين سنة، ودخل عَلَيْهِ رَجُل فَقَالَ: يا أبا نجيد، والله إنه ليمنعني من عيادتك ما أرى بك! فَقَالَ: يا ابن أخى، فلا تجلس، فو الله إن أحب ذَلِكَ إليَّ أحبه إِلَى اللَّه عزَّ وجلَّ [1] وتوفي بالبصرة سنة اثنتين وخمسين، وكان أبيض الرأس واللحية، وبقي له عقب بالبصرة.
4043- عمران بن طلحة
(د ع) عِمْرَانَ بْن طلحة بْن عُبَيْد اللَّه الْقُرَشِيّ التيمي. تقدم نسبه عند ذكر أَبِيهِ، أمه حمنة بِنْت جحش. [2] قيل: إنه ولد فِي عهد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
رُوِيَ عَنْ طلحة بْن عُبَيْد اللَّه أَنَّهُ قَالَ: سمى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بني مُوسَى وعمران وقدم عِمْرَانَ البصرة إِلَى عليّ بْن أَبِي طَالِب بعد الجمل فكلمه فِي أملاك أَبِيهِ فردها إِلَيْه، قَالَ مُحَمَّد بْن سعد فِي الطبقة الأولى من أهل المدينة: عِمْرَانَ بْن طلحة بْن عبيد الله، وأمه حمنة بنت جحش ابن رئاب، فولد عِمْرَانَ بْن طلحة عَبْد اللَّه وَإِسْحَاق، ومحمدًا، وحميدًا ... وكان لولده ولد فانقرضوا، ولم يبق من ولده أحد [3] .
أَخْرَجَهُ ابْن مندة وأبو نعيم.
4044- عمران بن عاصم الضبعي
(ب د ع) عِمْرَانَ بْن عاصم الضبعي، والد أَبِي جمرة [4] نصر بْن عِمْرَانَ الضبعي، صاحب ابْن عَبَّاس.
ذكره بعضهم فِي الصحابة، ومنهم من لم يصحح صحبته. وكان قاضيًا بالبصرة، روى عَنْهُ ابنه، وَأَبُو التياح، وغيرهم. وروايته عَنْ عِمْرَانَ بْن حصين.
وقد روى حَمَّاد بْن سَلَمة عَنْ أَبِي جمرة [4] ، عَنْ أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم مات وهو ابْن ثلاث وستين سنة.
كذا رَوَاهُ حَمَّاد، والصواب: أَبُو جمرة، عَنِ ابْنِ عباس.
أخرجه [5] الثلاثة.
__________
[1] الطبقات الكبرى لابن سعد: 7/ 6.
[2] كتاب نسب قريش: 281.
[3] الطبقات الكبرى لابن سعد: 5/ 124.
[4] في المطبوعة: «أبى حمزة» ، بالحاء والزاى. والمثبت عن المشتبه للذهبى: 247.
[5] الاستيعاب، الترجمة 1970: 3/ 1209.(3/779)
4045- عمران بن عمير
(س) عِمْرَانَ بْن عمير.
أورده عليّ بْن سَعِيد فِي أفراد الصحابة، ولم يورد لَهُ شيئا.
أخرجه أَبُو موسى مختصرا [1] .
4046- عمران بن عويم
(د ع) عمران بن عويم، وقيل: بن عويمر.
لَهُ ذكر فِي حديث أسامة الهذلي.
روى أَبُو المليح، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ فينا رَجُل يُقال لَهُ حمل بْن مَالِك، لَهُ امرأتان إحداهما هذلية والأخرى عامرية، فضربت الهذلية بطن العامرية بعود خباء، فألقت جنينًا، فانطلقت بالضاربة إِلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ معها أخ لها يُقال لَهُ «عِمْرَانَ بْن عويم» ، فلما قصوا عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القصة، فَقَالَ: دوه. فَقَالَ عِمْرَانَ: يا رَسُول اللَّه، أندي من لا شرب ولا أكل ولا صاح فاستهل، [2] ومثل ذَلِكَ بطل ... ! الحديث [3] . وَقَدْ تقدم فِي غير موضع.
أَخْرَجَهُ ابن مندة وأبو نعيم.
4047- عمران بن فصيل
(س) عِمْرَانَ بْن فصيل [4] بْن عائد.
ذكره ابْن ياسين الحافظ فيمن قدم هراة من الصحابة. روى الهياج بْن عِمْرَانَ بْن الفصيل، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قومه فأكرمه، فَقَالَ عِمْرَانَ: قلت للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فبالذي أكرمك بالنبوة والإيمان، وأكرمنا بك وبالإيمان باللَّه عزَّ وجلَّ ما أفضل ما يتوسل بِهِ إِلَى اللَّه عز وجل؟ قَالَ: أن تؤثر أمر اللَّه عَلَى كل شيء، وتطيعه بالعمل عَلَيْهِ، وترفض الكذب، وتعين عَلَى الحق، وتعاشر النَّاس بما تحب أن يعاشروك بِهِ، وأن تدع ما يريبك إِلَى ما لا يريبك،
__________
[1] قال الحافظ في الإصابة، الترجمة 6014/ 3/ 27، 28: «وأنا أخشى أن يكون هو الّذي بعده» . يعنى عمران بن عويم
[2] دوه: فعل أمر من الدية والاستهلال: تصويت الصبى عند ولادته. «ومثل ذلك يطل» ، أي: يهدر دمه ولا يضمن.
[3] أخرجه مسلم بنحوه عن أبى هريرة، ينظر كتاب القسامة، باب «دية الجنين، ووجوب الدية في قتل الخطأ وشبه العمد على عاقلة الجاني» : 5/ 110.
[4] في المطبوعة: «فضيل» . بالضاد المعجمة، المعجمة، والضبط عن الإصابة، قال الحافظ في الترجمة 6015/ 3/ 28:
«عمران بن الفصيل، بفاء ومهملة وزن عظيم» .(3/780)
وتدع النَّاس من شرك، وادع نفسك إِلَى كل خير قدرت عَلَيْهِ- قَالَ: فلزم عمران رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن مات، وصلى عَلَيْهِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ودفنه.
وهذا يرد عَلَى ابْن ياسين أَنَّهُ ورد إِلَى هراة [1] . أَخْرَجَهُ أَبُو موسى.
4048- عمير، مولى آبى اللحم
(ب د ع) عمير، مَوْلَى آبِي اللَّحْمِ الغفاري.
شهد خيبر وهو مملوك، فلم يسهم له رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكنه رضخ [2] لَهُ من خرثي المتاع، أعطاه سيفًا تقلده.
روى عَنْهُ يزيد بْن أَبِي عُبَيْد، ومحمد بْن زَيْد بْن المهاجر بْن قنفد، ومحمد بن إبراهيم ابن الحارث.
رَوَى حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْمُهَاجِرِ، عَنْ عُمَيْرٍ مَوْلَى آبِي اللَّحْمِ قَالَ:
شَهِدْتُ حُنَيْنًا مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا عَبْدٌ مَمْلُوكٌ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَسْهِمْ لِي. فَأَعْطَانِي سَيْفًا وَقَالَ: تَقَلَّدْ بِهَذَا، وَأَعْطَانِي مِنْ خُرْثِيِّ الْمَتَاعِ وَلَمْ يُسْهِمْ لِي، وَمِثْلُهُ قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ فِي ذِكْرِ «حُنَيْنٍ» ، وَغَيْرُهُ يَقُولُ «خَيْبَرَ» .
أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَغَيْرُهُ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى قَالَ: حدثنا قتيبة، حدّثنا بشر ابن الْمُفَضَّلِ [3] ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عُمَيْرٍ مَوْلَى آبِي اللَّحْمِ قَالَ: شَهِدْتُ خَيْبَرَ مَعَ سَادَتِي، فَكَلَّمُوا فِي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَلَّمُوهُ فِي أَنِّي مَمْلُوكٌ. قَالَ: فَأَمَرَ لِي فَقُلِّدْتُ سَيْفًا [4] ، فَإِذَا أَنَا أَجُرُّهُ، فَأَمَرَ لِي بِشَيْءٍ مِنْ خُرْثِيِّ الْمَتَاعِ [5] . أَخْرَجَهُ الثلاثة.
__________
[1] قال الحافظ في الإصابة: «الهياج بن عمران تابعي معروف، يروى عن عمران بن حصين. وقد تعقب ابن الأثير كلام ابن ياسين فقال: هذا الكلام الأخير يرد على ابن ياسين دعواه أنه ورد إلى هراة، وأجاب مغلطاى بما حاصله أن ابن ياسين لم يقل إنه ورد هراة، وإنما ذكر الهياج بن بسطام بن عمران بن الفصيل، وهو ممن ورد هراة، فقال: «ذكر الهياج وسلفه وخلفه» ، فساق الحديث، يعنى فذكر ترجمة عمران بن الفصيل استطرادا في ترجمة الهياج، ثم ذكر جماعة من سلفه ... » .
قال الحافظ أيضا: «ولم يصرح أبو موسى ولا ابن مندة قبله بأن عمران ورد هراة، وإنما تصرف ابن الأثير في كلام أبى موسى ... » .
[2] رضخت له رضخا ورضيخا: أعطيته شيئا ليس بالكثير وحرثى المتاع، بالخاء المضمومة والميم الساكنة: أردأ المتاع والغنائم
[3] في المطبوعة بشر بن الفضل» . والمثبت عن الترمذي والخلاصة.
[4] لفظ الترمذي: «فقلدت السيف» . والمعنى: أمرنى أن أحمل السلاح وأكون مع المجاهدين لأتعلم المحاربة، فإذا أنا أجره، أي أجر السيف على الأرض من قصر قامتى، لصغر سنى» .
[5] تحفة الأحوذي، أبواب السير، باب «هل يسهم للعبد» ، الحديث 1600: 5/ 168، 169. وقال الترمذي:
وفي الباب عن ابن عباس، وهذا حديث حسن صحيح» . وقال الحافظ أبو العلى صاحب تحفة الأحوذي: «وأخرجه أحمد» وأبو داود، وابن ماجة، والحاكم، وصححه» .(3/781)
4049- عمير بن الأحزم
(س) عمير [1] بْن الأخرم. ذكر فِي ترجمة أسيد بن أبى إياس أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى مختصرًا.
(ب) عمير بْن أسد الحضرمي.
شامي روى عَنْهُ جُبَيْر بْن نفير مرفوعًا فِي الكذب أَنَّهُ خيانة.
أَخْرَجَهُ أبو عمر [2] .
4050- عمير بن أفصى
(س) عمير بْن أفصى الأسلمي.
روى أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ: قدم عمير بْن أفصى فِي عصابة من أسلم، فقالوا: يا رَسُول اللَّه، إنا من أرومة العرب، نكافئ العدو بأسنة حداد وأدرع شداد، ومن ناوانا أوردناه السامة [3] ...
وذكر حديثًا طويلًا فِي فضل الأنصار، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب لعمير ومن معه كتابًا تركنا ذكره، فإن رواته نقلوه بألفاظ غريبة، وبدلوها وصحفوها، تركناها لذلك.
أخرجه أبو موسى.
4051- عمير بن أمية
(ع س) عمير بْن أمية.
رَوَى يَزِيدُ [4] بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَسْلَمَ بْنِ يَزِيدَ وَيَزِيدَ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَاهُ عَنْ عُمَيْرِ بْنِ أُمَيَّةَ: أَنَّهُ كَانَ لَهُ أُخْتٌ، فَكَانَ إِذَا خَرَجَ إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آذَتْهُ وَشَتَمَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَتْ مُشْرِكَةً، فَاشْتَمَلَ لَهَا يَوْمًا عَلَى السَّيْفِ، ثُمَّ أَتَاهَا فَقَتَلَهَا. فَقَامَ بَنُوهَا وَصَاحُوا، فَلَمَّا خَافَ عُمَيْرٌ أَنْ يَقْتُلُوا غَيْرَ قَاتِلِهَا، ذَهَبَ إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبره، فَقَالَ: أَقَتَلْتَ أُخْتَكَ؟ قَالَ: نَعَمْ.
قَالَ: وَلِمَ؟ قَالَ: لأَنَّهَا كَانَتْ تُؤْذِينِي فِيكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ! فَأَرْسَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بَنِيهَا فَسَأَلَهُمْ، فَسَمَّوْا غَيْرَ قَاتِلِهَا، فَأَخْبَرَهُمْ، وأهدر دمها. فقالوا: سمعا وطاعة.
__________
[1] تقدم في ترجمة أسيد بن أبى إياس 1/ 108: أنه «عويمر بن الأخرم» . ومثله في مخطوطة الكتاب التي اعتمدنا عليها، «وعمير بن الأخرم هكذا في الإصابة، الترجمة 6018: 3/ 29، وترجمة أسيد بن أبى إياس، الترجمة 175: 1/ 62.
[2] الاستيعاب، الترجمة 1973: 3/ 1212.
[3] السامة: الموت.
[4] في المطبوعة: «زيد بن أبى حبيب» . وهو خطأ، ينظر التهذيب: 11/ 318.(3/782)
أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ وَأَبُو مُوسَى، وَقَدْ أخرج أَبُو عُمَر هَذَا ولم ينسبه، وَإِنما قَالَ: عمير الخطمي، وذكر هَذِهِ القصة. وَقَدْ نسبه ابْن الكلبي فقال: عمير بْن خرشة بْن أمية بْن عَامِر بْن خطمة الخطمي القاري، قتل اليهودية التي هجت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم.
4052- عمير بن أوس الأنصاري
(ب س) عمير بْن أوس بْن عتيك بْن عَمْرو بْن عَبْد الأعلم بْن عَامِر بْن زعوراء بْن جشم ابن الحارث بْن الخزرج بْن عَمْرو، وهو النبيت الأنصاري الأوسي. وزعوراء هُوَ أخو عَبْد الأشهل القبيلة التي منها سعد بْن مُعَاذ.
وشهد عمير أحدًا وما بعدها من المشاهد، وهو أخو مَالِك والحارث ابني أوس، وقتل عمير يَوْم اليمامة شهيدًا.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر [1] ، وَأَبُو موسى.
4053- عمير والد أبى بكر
(س) عمير والد أَبِي بَكْر.
روى عَنْهُ ابنه أَبُو بَكْر أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم قال: إن الله عز وجل وعدني أن يدخل الجنة من أمتي ثلاثمائة ألف بغير حساب. فَقَالَ عمير: زدنا يا رَسُول اللَّه! فَقَالَ بيديه [2] هكذا فَقَالَ عمير:
يا رَسُول اللَّه، زدنا! فَقَالَ عُمَر: حسبك يا عمير! فقال: ما لنا ولك يا ابن الخطاب، وما عليك أن يدخلنا الجنة! فَقَالَ عُمَر: إن اللَّه عزَّ وجلَّ إن شاء أدخل النَّاس الجنة بحفنة- أَوْ: بحثية- واحدة. فَقَالَ نبي اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: صدق عمر. أخرجه أبو موسى.
4054- عمير أبو بهيسة
(ب) عمير أَبُو بهيسة حديثه قَالَ: قلت: يا رَسُول اللَّه، ما الشيء الَّذِي لا يحل منعه؟ قَالَ: الماء والملح. أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر، وقَالَ: زيادة الملح فِي هَذَا الحديث غير محفوظة [3] .
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 1974: 3/ 1212، 1213.
[2] قال بيده، أي: أشار.
[3] الاستيعاب، الترجمة 1975: 2/ 1213.(3/783)
4055- عمير بن ثابت الأنصاري
(س) عمير بْن ثابت بْن كلفة بْن ثعلبة بن عوف الأنصاري، أبو حبّة.
كذا أسماه يحيى بن يونس وسعيد، وخالفهما غيرهما تقدم ذكره، وسنذكره فِي الكنى إن شاء اللَّه تَعَالى.
أَخْرَجَهُ أَبُو موسى.
4056- عمير بن ثابت بن النعمان الأنصاري
عمير بْن ثابت بْن النعمان، أَبُو ضياح الْأَنْصَارِيّ. يرد ذكره فِي الكنى.
أَبُو ضياح: بالضاد المعجمة، والياء تحتها نقطتان، قَالَه ابْن ماكولا.
4057- عمير بن جابر الكندي
(ب) عمير بْن جَابِر بْن غاضرة بْن أشرس الكندي، لَهُ صحبة.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر مختصرا [1] .
4058- عمير بن جدعان
(س) عمير بْن جدعان.
أورده جَعْفَر المستغفري. رَوَى قَتَادَةُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي سَاسَانَ حضين [2] بن المنذر، عن المهاجر بن قنفذ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ جُدْعَانَ أَنَّهُ سَلَّم عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم وهو يَتَوَضَّأُ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ وُضُوئِهِ قَالَ: إِنَّه لَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أَرُدَّ عَلَيْكَ إِلا أَنِّي كَرِهْتُ أَنْ أَذْكُرَ اللَّهَ عَلَى غَيْرِ طَهَارَةٍ.
كَذَا أَوْرَدَهُ عَنْ عُمَيْرٍ، والصواب: قنفذ بْن عمير [3] فإنه أَبُوهُ، وعمير بْن جدعان ما أظنه أدرك المبعث، فإنه أخو عَبْد اللَّه بْن جدعان، والله أعلم.
أخرجه أبو موسى.
4059- عمير بن جودان العبديّ
(ب) عمير بْن جودان العبدي.
روى عَنْهُ مُحَمَّد بْن سِيرِينَ، وابنه أشعث بْن عمير. ليست لَهُ صحبة، وحديثه عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسل عند أكثرهم، ومنهم من يصحح صحبته.
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 1976: 3/ 1213.
[2] في المطبوعة: «حصين» . وبالصاد المهملة. والصواب من المشتبه للذهبى: 240.
[3] يعنى أن الخطأ وقع في قوله: «عن المهاجر بن قنفذ عن عمير، وان الصواب «المهاجر بن قنفذ بن عمير» .(3/784)
أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ إِجَازَةً بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي بكر أحمد بن [1] عمرو قال: حدثنا أبو بكر ابن أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفْدُ عَبْدِ الْقَيْسِ، فَلَمَّا أَرَادُوا الانْصِرَافَ قَالُوا: قَدْ حَفِظْتُمْ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلَّ شَيْءٍ سَمِعْتُمُوهُ، فَسَلُوهُ عَنِ النَّبِيذِ ... وَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَرَ [2]
4060- عمير بن الحارث الأزدي
(س) عمير بْن الحارث الْأَزْدِيّ. يكنى أبا ظبيان.
أورده ابْن شاهين، وَرَوَى بِإِسْنَادِهِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ [أَبِي] [3] خَالِدٍ الأَزْدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ خُضَيْرِ [4] بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ عُمَيْرِ بْنِ الْحَارِثِ الأَزْدِيِّ أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَفَرٍ مِنْ قَوْمِهِ مِنْهُمُ الْحَجْنُ [5] بْنُ الْمُرَقَّعِ أَبُو سَبْرَةَ، وَمِخْنَفٌ وَعَبْدُ اللَّهِ ابْنَا سُلَيْمٍ، وَعَبْدُ شمس بن عفيف ابن زُهَيْرٍ، سَمَّاهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد اللَّهِ، وَجُنْدُبُ بْنُ زُهَيْرٍ، وَجُنْدُبُ بْنُ كَعْبٍ، وَالْحَارِثُ بْنُ الْحَارِثِ، وَزُهَيْرُ بْنُ مَخْشِيٍّ، وَالْحَارِثُ بْنُ عَامِرٍ، وَكَتَبَ لَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كِتَابًا: «أَمَّا بَعْدُ، فَمَنْ أَسْلَمَ مِنْ غَامِدٍ فَلَهُ مَا لِلْمُسْلِمِ، حُرِّمَ مَالُهُ وَدَمُهُ، وَلا يُحْشَرُ وَلا يُعْشَرُ، وَلَهُ مَا أَسْلَمَ عَلَيْهِ مِنْ أَرْضِهِ.
أَخْرَجَهُ أَبُو موسى: «لا يحشروا ولا يعشروا» .
4061- عمير بن الحارث الأنصاري
(ب د ع) عمير بْن الحارث بْن ثعلبة بْن الحارث بْن حرام بْن كعب بْن غنم بْن كعب بْن سلمة بْن سعد الْأَنْصَارِيّ الخزرجي السلمي، شهد بدرا، قاله مُوسَى بْن عقبة.
وأَنْبَأَنَا عُبَيْد اللَّه بْن أحمد بن علي بإسناده إلى يونس بن [6] بكير عن ابن إسحاق، في تسمية من شهد بدرا من بني سَلَمة: « ... وعمير بْن الحارث بن ثعلبة» .
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] في المطبوعة: «أحمد بن أبى عمرو» أو هو خطأ، ينظر ترجمته في العبر للذهبى: 2/ 79. كما ينظر الفصل الّذي ذكره ابن الأثير في مقدمة هذا الكتاب لبيان أسانيده: 1/ 18.
[2] الاستيعاب، الترجمة 1977: 3/ 1213.
[3] سقط من المطبوعة، وينظر ترجمته في التهذيب: 1/ 291، وترجمة زهير بن مخشى فيما مضى.
[4] كذا في مخطوطة دار الكتب، وفي المطبوعة: حضير.
[5] في المطبوعة: «الحجر» ، آخره راء. والصواب من ترجمته وضبطه ابن الأثير، فقال «آخره نون» . ينظر 1/ 463.
[6] سيرة ابن هشام: 1/ 697.(3/785)