قال أَبُو أحمد العسكري: أصحاب الحديث يقولون: المحبق- بفتح الباء، وقرأته عَلَى أَبِي بكر الجوهري فأنكره، وقال: المحبق بكسر الباء، فقلت: أصحاب الحديث كلهم عَلَى فتح الباء، فقال: المحبق المضرط، يعني بالفتح، أفيجوز أن يسمي أحد ابنه مضرطًا!، إنما هو بالكسر، أي يضرط أعداءه قال: وحكاه ابن الكلبي بالفتح أيضا.
أخرجه الثلاثة.
2177- سلمة بن عرادة
(س) سلمة بْن عرادة الضبي. أحد الرهينين عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بنى ضبّة، قال الدار قطنى في أخبار بني ضبة: ذكر صاحب الكتاب العتيق الذي جمع فيه أخبار بني ضبة وأخبار شعرائهم، فقال،: ومنهم سلمة بْن عرادة بْن مالك، قال: وحدثني الأحوذي، وهو أَبُو صفوان بْن سلمة بْن عرادة أن سلمة بْن عرادة نازع عيينة بْن حصن الفزاري فضل وضوء رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ لعيينة: دع الغلام يتوضأ، فتوضأ. ثم شرب البقية فمسح رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأسه ووجهه بيده. أخرجه أَبُو موسى.
2178- سلمة بن عمرو بن الأكوع
(ب د ع) سلمة بْن عمرو بْن الأكوع الأسلمي. تقدم في سلمة بْن الأكوع.
أخرجه الثلاثة.
2179- سلمة بن قيس
(ب د ع) سلمة بْن قيس الأشجعي. من أشجع بْن ريث بْن غطفان، كوفي، روى عنه هلال بْن يساف. وَأَبُو إِسْحَاق السبيعي.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْقَاهِرِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا تَوَضَّأْتَ فَانْتَثِرْ [1] ، وَإِذَا اسْتَجْمَرْتَ فَأَوْتِرْ [2] أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
__________
[1] انتثر: امتخط، يعنى: استنشق الماء ثم استخرج ما في الأنف فانثره.
[2] أي: اجعل الحجارة التي تستنجي بها فردا، إما واحدة، أو ثلاثا، أو خمسا.(2/280)
2180- سلمة بن قيصر
(س) سلمة بْن قيصر. قال أَبُو موسى: أورده أَبُو زكريا بْن منده من رواية أَبِي يعلى، مستدركًا عَلَى جده، وقد أورده جده وغيره، في سلامة، وكلاهما يقال له.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْمَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الطَّبَرِيُّ الْفَقِيهُ، بِإِسْنَادِهِ إلى أحمد ابن الْمُثَنَّى، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ زَبَّانَ بْنِ فَائِدٍ أَنَّ لَهِيعَةَ بْنَ عُقْبَةَ حَدَّثَهُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ قَيْصَرَ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَنْ صَامَ يَوْمًا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ، باعده الله من جهنم كبعد غراب طار وهو فرخ حتى مات هرما.
2181- سلمة بن مالك
(د ع) سلمة بْن مالك السلمي. له ذكر في حديث عمار بْن ياسر، قال عمار: إن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أقطع سلمة بْن مالك السلمي، وكتب له: بسم اللَّه الرحمن الرحيم، هذا ما أقطع مُحَمَّد رَسُول اللَّهِ سلمة بْن مالك أقطعه ما بين الحباطي [1] إِلَى ذات الأساود، فمن حاقه [2] فهو مبطل، وحقه حق. أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم.
2182- سلمة بن المجبر
(س) سلمة بْن المجبر [3] ، لهم مسجد بالكوفة، وَإِنما سمي المجبر لأنه طعن فاجبر، أي ترك الرمح فيه، ذكره ابن شاهين.
أخرجه أبو موسى.
2183- سلمة بن مسعود
(ب) سلمة بْن مسعود بْن سنان الأنصاري. من بني غنم بْن كعب، قتل يَوْم اليمامة شهيدا أخرجه أبو عمر مختصرا.
__________
[1] كذا في الأصل والمطبوعة، ولم أجده.
[2] حاقه: خاصمه.
[3] ذكر الحافظ في الإصابة أنه سلمة المجر، بالجيم بغير موحدة، وأن المجر لقب له وليس سلمة ابنه، وقال: إنه جد سمرة ابن معاوية بن عمرو بن سلمة. والحق مع ما ذهب إليه الحافظ، فليس في اللغة أجبر بالمعنى المذكور في هذه الترجمة، وإنما هو أجر، ففي تاج العروس: وأجر فلانا طعنه وترك الرمح فيه يجره، فما ذكره ابن شاهين من المجبر وأجبر، تحريف.(2/281)
2184- سلمة بن الملياء
(س) سلمة بْن الملياء الجهني. ذكره ابن شاهين ولم يورد لَهُ شيئا.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى نقلته من نسختين صحيحتين مسموعتين، وأظنه غلطًا في الكتاب الذي نقل منه أَبُو موسى، أو من المصنف، وَإِنما هو الميلاء، بتقديم الياء، وقتل يَوْم فتح مكة، كان في خيل خَالِد بن الوليد.
أخرجه أبو موسى.
2185- سلمة بن الميلاء
(ب) سلمة بْن الميلاء الجهني. قتل يَوْم فتح مكة، كان في خيل خَالِد بْن الْوَلِيد فأخطأ الطريق فقتل.
أخرجه أَبُو عمر مختصرا.
2186- سلمة بن نعيم
(د ع) سلمة بْن نعيم بْن مسعود الأشجعي. يرد نسبه عند أبيه، نزل الكوفة، روى عنه سالم بْن أَبِي الجعد، وَأَبُو مالك الأشجعي.
أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرِ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بن أحمد، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ، أَخْبَرَنَا شَيْبَانُ، أَخْبَرَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ نُعَيْمٍ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النبي صلى الله عليه وسلم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من لَقِيَ اللَّهَ لا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ.
وقد روى عنه مَنْصُور، عَنْ سالم، عَنْ سلمة بْن قيس، وهو وهم. أَخْرَجَهُ ابْنُ منده، وَأَبُو نعيم.
2187- سلمة بن نفيع
(ب د ع س) سلمة بْن نفيع الجرمي. له صحبة، روى عنه جابر الجرمي، قاله أبو عمر كذا مختصرًا.
وقاله ابن منده وَأَبُو نعيم: سلمة بْن أَبِي سلمة الجرمي، والد عمرو بْن سلمة الجرمي، ورويا عَنْ مسعر بْن حبيب، قال: سمعت عمرو بْن سلمة الجرمي أن أباه ونفرًا من قومه أتوا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين أسلم الناس، فأسلموا، وتعلموا القرآن، فقالوا: يا رَسُول اللَّهِ، من يصلي لنا؟
قال: يصلي لكم أكثركم أخذًا للقرآن. قال: فلما قدموا لم يجدوا أحدًا أكثر أخذًا مما أخذت أو جمعت، فكنت أصلي بهم، فما شهدت مجمعًا لجرم إلا وأنا إمامهم إِلَى يومي هذا.
أخرجه الثلاثة.(2/282)
قلت: قد أخرج ابن منده وَأَبُو نعيم سلمة بْن نفيع عَلَى التفصيل الذي سقناه، والحديث الذي روياه يدل عَلَى أن سلمة هذا بكسر اللام، فإن عمرو بْن سلمة الجرمي الذي كان يؤم قومه، هو عمرو بْن سلمة، بكسر اللام، وقد ذكروا كلهم هذا في وسط باب سلمة بفتح اللام، ولم يذكر ابن منده وَأَبُو نعيم غيره، فأما أَبُو عمر فإنه ذكر ترجمة أخرى: سلمة بْن قيس الجرمي، والد عمرو بْن سلمة، وقال: هذا والد عمرو بكسر اللام.
أخرجه أَبُو موسى مختصرًا، فقال: سلمة بْن نفيع، ذكره الطبراني، ولم يورد له شيئًا.
2188- سلمة بن نفيل
(ب د ع) سلمة بْن نفيل السكوني، ويقال التراغمي، من أهل حمص، له صحبة، روى عنه جبير بْن نفير، وضمرة بْن حبيب، ويحيى بْن جابر.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ بن أبي الحسن الطبري الديني، بإسناده إلى أَبِي يَعْلَى الْمَوْصِلِيِّ، أَخْبَرَنَا زِيَادِ بْنِ أَيُّوبَ، أَخْبَرَنَا مُبَشِّرٌ، عَنْ أَرْطَأَةَ بْنِ الْمُنْذِرِ الْحِمْصِيِّ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ، قَالَ:
سَمِعْتُ سَلَمَةَ بْنَ نُفَيْلٍ السَّكُونِيَّ يقُولُ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم إذ جَاءَ رَجُلٌ مِنَ النَّاسِ، فَقَالَ: يَا رَسُول اللَّهِ، هَلْ أُتِيتَ بِطَعَامٍ مِنَ السَّمَاءِ؟ قَالَ: أُتِيتُ بِطَعَامِ مِسْخَنَةٍ [1] قَالَ فَهَلْ كَانَ فِيهَا فَضْلٌ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَمَا فَعَلَ بِهِ؟ قَالَ: رَفَعَ إِلَى السَّمَاءِ، وهُوَ يُوحَى إِلَيَّ أَنِّي غَيْرُ لابِثٍ فِيكُمْ إِلا قَلِيلًا، وَلَسْتُمْ لابْثِينَ بَعْدِي إِلا قَلِيلًا، ثُمَّ تَأْتُونَ أَفْذَاذًا، وَنَعَى بَعْضُكُمْ بَعْضًا، وَبَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ مَوتَانٌ شَدِيدٌ، ثُمَّ بَعْدَهُ سَنَوَاتُ الزَّلازِلِ. أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
قلت: قولهم: السكوني، وقيل: التراغمي، سواء، وربما يراه أحد فيظنه متناقضًا، وهي نسبة واحدة، فإن التراغمي منسوب إلى التراغم، واسمه مالك بْن معاوية بْن ثعلبة بْن عقبة بْن السكون، بطن من السكون، والسكون من كندة، وجعله ابن أَبِي عاصم حضرميًا، والله أعلم
2189- سلمة بن هشام
(ب د ع) سلمة بْن هِشَام بْن المغيرة بْن عَبْد اللَّه بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي، أسلم قديمًا، وأمه ضباعة بنت عامر بْن قرط. بْن سلمة بْن قشير، وهو أخو أَبِي جهل بْن هشام، وابن عم خالد بن الوليد.
__________
[1] المسخنة: إناء يسخن فيه الطعام.(2/283)
وكان من خيار الصحابة وفضلائهم، وهاجر إِلَى الحبشة، ومنع سلمة من الهجرة إِلَى المدينة، وعذب في اللَّه، عز وجل، فكان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يدعو له في صلاته في القنوت، له ولغيره من المستضعفين، ولم يشهد بدرًا لذلك، فكان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا قنت في الركعة من صلاة الصبح قال: اللَّهمّ [1] أنج الْوَلِيد بْن الْوَلِيد، وسلمة بْن هشام، وعياش بْن أَبِي ربيعة، والمستضعفين بمكة، وهؤلاء الثلاثة من بني مخزوم، فأما الْوَلِيد بْن الْوَلِيد فهو أخو خَالِد، وأما عياش بْن أبى ربيعة ابن المغيرة فهو ابن عم خَالِد.
وهاجر سلمة إِلَى المدينة بعد الخندق، وقال الواقدي: إن سلمة لما هاجر إِلَى المدينة قالت أمه:
لا هم رب الكعبة المحرمة ... أظهر عَلَى كل عدو سلمه
له يدان في الأمور المبهمة ... كف بها يعطي وكف منعمه
وشهد موتة، وعاد منهزمًا إِلَى المدينة، فكان لا يحضر الصلاة لأن الناس كانوا يصيحون به وبمن سلم من مؤتة: يا فرارين، فررتم في سبيل اللَّه! ولم يزل بالمدينة مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى توفي النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فخرج إِلَى الشام مجاهدًا، حين بعث أَبُو بكر الجيوش إِلَى الشام، فقتل بمرج الصفر، سنة أربع عشرة، أول خلافة عمر، وقيل: بل قتل بأجنادين في جمادى الأولى قبل وفاة أَبِي بكر الصديق بأربع وعشرين ليلة.
أخرجه الثلاثة.
2190- سلمة بن يزيد بن مشجعة
(ب د ع) سَلَمة بْن يَزِيدَ بْن مشجعة بْن المجمع بْن مالك بْن كعب بْن سعد بْن عوف بْن حريم بْن جعفي الجعفي.
وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، روى عنه علقمة بْن قيس:
روى داود بْن أَبِي هند، عَنِ الشعبي، عَنْ علقمة، عَنْ سلمة بْن يَزِيدَ الجعفي، قال: انطلقت أنا وأخي إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْنَا: يا رَسُول اللَّهِ، أمنا مليكة: كانت تصل الرحم وتقري.
الضيف، وتفعل وتفعل، هلكت في الجاهلية، فهل ذلك نافعهًا شيئًا؟ قال. لا: قلنا:
إنها وأدت أختًا لنا في الجاهلية. فقال: الوائدة والموءودة في النار إلا أن تدرك الوائدة الإسلام فيعفو اللَّه عنها.
ورواه إبراهيم عن علقمة. والأسود، عَنْ عَبْد اللَّهِ. أَخْبَرَنَا الْخَطِيبُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الطُّوسِيُّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ،
__________
[1] ينظر المغازي الواقدي 1/ 46.(2/284)
عَنْ جَابِرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ، إِنْشاءً فَجَعَلْناهُنَّ أَبْكاراً. عُرُباً أَتْراباً [1] 56: 35- 37، قَالَ: مِنَ الثَّيِّبِ وَغَيْرِ الثَّيِّبِ. أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ، وقال أَبُو عمر: اختلف أصحاب الشعبي وأصحاب سماك في اسمه، فقيل:
سلمة بْن يَزِيدَ، وقيل: يزيد بْن سلمة، والله أعلم.
حريم: بفتح الحاء المهملة، وكسر الراء.
2191- سلمة بن يزيد
(د ع) سلمة بْن يَزِيدَ أَبُو يزيد. يعد في أهل البصرة، قيل: هو أنصاري، وقيل: هو ضمري، من بني كنانة.
روى عبد الحميد بْن يَزِيدَ بْن سلمة: أن جده أسلم وأبت امرأته أن تسلم وبينهما ولد صغير، فأتيا به النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: إن شئتما خيرتماه، فجلس الأب جانبًا وجلست الأم جانبًا، فذهب الغلام إِلَى الأم، فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهمّ اهده، فرجع إِلَى الأب المسلم.
وروى عَنْ عثمان البتي، عَنْ عبد الحميد بْن سلمة، عَنْ أبيه: أن رجلًا أسلم ولم تسلم امرأته. أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم وجعلاه غير الأول، ولم يخرجه أَبُو عمر، فلعله ظنهما واحدا.
2192- سلمة بن قيس
(ب) سلمة بكسر اللام، هو ابن قيس الجرمي، وهو والد عمرو بْن سلمة الجرمي، وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بإسلام قومه، له صحبة، سكن البصرة، روى عنه ابنه عمرو، ولابنه عمرو أيضًا صحبة، وهو الذي كان يؤم قومه، وله سبع سنين أو ثماني سنين، وعليه برد، كان إذا سجد بدت عورته، فقالت امرأة من الحي: غطوا عنا است قارئكم. ذكره البخاري.
أخرجه أَبُو عمر، وقال: هذا سلمة، بكسر اللام.
2193- سلمى بن حنظلة
(ب د ع) سلمى بْن حنظلة السحيمي. من بني سحيم بْن مرة بْن الدؤل بْن حنيفة، وهو ابن عم هوذة بْن علي السحيمي، ملك اليمامة، يجتمعان في سحيم، يكنى أبا سالم روى عَبْد اللَّهِ بْن جابر، عَنْ أبيه، عَنْ جده، وقال: عَنْ أمه أم سالم، عَنْ أَبِي سالم سلمى بْن حنظلة السحيمي، قال: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: ويل لبني أمية من فلان. أخرجه الثلاثة. قال أَبُو عمر: له حديث واحد ليس له غيره.
__________
[1] الواقعة: 35، 36، 37.(2/285)
2194- سلمى خادم رسول الله
(س) سلمى خادم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. روى جَعْفَر بْن مُحَمَّد، عَنْ أبيه، عَنْ سلمى خادم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن أزواج النَّبِيّ كن يجعلن رءوسهن أربعة قرون [1] ، فإذا اغتسلن جمعنها عَلَى أوساط.
رءوسهن ويصببن عليها الماء ولا ينقضنها.
وفي رواية أخرى، عَنْ جَعْفَر: سالم بدل سلمى، تقدم ذكره.
أخرجه أبو موسى.
2195- سلمى بن القين
(ب) سلمى بْن القين. قال ابن الكلبي: سلمى بْن القين، صحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَخْرَجَهُ أَبُو عمر مختصرًا، وهو سلمى بْن سلمى بْن القين بْن عمرو بن بكر بن زيد بن مالك ابن حنظلة بْن مالك بْن زيد مناة بْن تميم التميمي الحنظليّ، له صحبة، وهو مهاجري، كان مع عتبة بْن غزوان بالبصرة، فسيره في جيش إِلَى الأهواز، وله في قتال الفرس أثر حسن، وقد ذكرناه في حرملة بن مريطة.
2196- سليط التميمي
(ب) سليط التميمي. له صحبة، يعد في البصريين، روى عنه الحسن البصري وابن سيرين، ومن حديث ابن سيرين أَنَّهُ قال في يوم الدار: نهانا عثمان عن قتالهم، ولو أذن لنا لضربناهم حتى نخرجهم من أقطارها.
أخرجه أبو عمر.
2197- سليط بن ثابت
(ع س) سليط بْن ثابت بْن وقش الأنصاري. تقدم نسبه عند أخيه سلمة بْن ثابت، استشهد بأحد، رواه بن لهيعة عَنْ أَبِي الأسود، عَنْ عروة بْن الزبير.
أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى.
2198- سليط بن الحارث
(د ع) سليط بْن الحارث، أخو ميمونة من الرضاعة، حديثه عَنْ أَبِي المليح الهذلي.
روى الْقَاسِم بْن مطيب أن أبا المليح خرج في جنازة، فوضع السرير، فأقبل عَلَى القوم، فقال: سووا صفوفكم ولتحسن شفاعتكم، ثم قال أَبُو المليح: حدثني سليط، وكان أخا ميمونة من الرضاعة، أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: من صلى عليه أمة من الناس شفّعوا.
__________
[1] القرن: الخصلة من الشعر.(2/286)
والأمة أربعون إِلَى المائة، والعصبة عشرة إِلَى الأربعين، والنفر ثلاثة إِلَى العشرة.
ورواه غيره فقال: سليط، عَنْ ميمونة.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
2199- سليط بن سفيان
(ب) سليط بْن سفيان بْن خَالِد بْن عوف. له صحبة، وهو أحد الثلاثة الذين بعثهم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طلائع في آثار المشركين يَوْم أحد.
أخرجه أبو عمر.
2200- سليط بن سليط
(ب د ع) سليط بْن سليط، بْن عمرو العامري.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر بْن السمين بِإِسْنَادِهِ إِلَى يونس بن بكير، عن ابن إِسْحَاق، قال في تسمية من هاجر إِلَى أرض الحبشة، قال: ومن بني عامر بْن لؤي: ... وسليط بْن عمرو بْن عبد شمس معه امرأته أم يقظة [1] بنت علقمة، ولدت له ثم سليط بْن سليط، شهد مع أبيه سليط اليمامة، قال ابن إِسْحَاق: قتل هناك.
وقال أَبُو معشر: لم يقتل هناك، وهو أصح، لأن الزبير ذكره في خبره إن عمر بْن الخطاب رضي اللَّه عنه لما كسا أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الحلل، فضلت عنده حلة، فقال: دلوني عَلَى فتى هاجر هو وأبوه، فقالوا عَبْد اللَّهِ بْن عمر، فقال: لا، ولكن سليط بْن سليط، فكساه إياها، وله ذكر في حديث ابن سيرين، عَنْ كثير بْن أفلح.
أخرجه الثلاثة.
قلت: هذا سليط هو ابن سليط الذي يأتي ذكره، وأبوه هو أخو سهيل بْن عمرو، وقتل أبوه يَوْم اليمامة، فلعله اشتبه عَلَى ابن إِسْحَاق بهذا النسب، حيث رَأَى أن سليطًا قتل باليمامة، وظنه هذا، وهو أبوه، والله أعلم.
2201- سليط أبو سليمان
(ع س) سليط أَبُو سليمان الأنصاري. بدري.
روى مُحَمَّد بْن سليمان بْن سليط الأنصاري، عَنْ أبيه، عَنْ جده، قَالَ: لِمَا خرج رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم فِي الهجرة، ومعه أَبُو بكر الصديق، وَعَامِر بْن فهيرة، مولى أَبِي بكر، وابن أريقط، يدلهم عَلَى الطريق، فمر بأم معبد الخزاعية، وهي لا تعرفه، فقال: يا أم معبد، هَلْ عندك من لبن؟ قالت: لا، والله إن الغنم لعازبة [2] . وذكر الحديث مع أم معبد.
__________
[1] في المطبوعة: نقطة، وسنأتي ترجمتها.
[2] عازبة: بعيدة لا تأوى إلى المنزل.(2/287)
أخرجه أبو نعيم وأبو موسى، وقال أبو موسى: فرق أَبُو نعيم بينه وبين سليط، بْن قيس، وتبعه يحيى، وجمع الطبراني بينهما، فجعلهما ترجمة واحدة، والله أعلم.
2202- سليط بن عمرو العامري
(ب د ع) سليط بْن عَمْرو بْن عبد شمس بْن عبد ود بْن نصر بْن مالك بْن حسل بن عامر ابن لؤي بْن غالب العامري، أخو سهيل والسكران ابني عمرو، قاله ابن منده وَأَبُو نعيم، ورويا عَنِ ابن إِسْحَاق فيمن هاجر إِلَى أرض الحبشة من بني عامر بْن لؤي: سليط بْن عمرو بْن عبد شمس ومعه امرأته ولدت له سليطًا بْن سليط.
وقال أَبُو عمر: سليط بْن عمرو، وذكر نسبه كما سقناه أولًا، وقال هو أخو سهيل بْن عمرو، وكان من المهاجرين الأولين ممن هاجر الهجرتين، وذكره موسى بْن عقبة فيمن شهد بدرًا، ولم يذكره غيره فيهم، وهو الذي أرسله النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى هوذة بْن علي الحنفي وَإِلى ثمامة ابن أثال الحنفي، وهما رئيسا اليمامة، وذلك سنة ست أو سبع من الهجرة، وقتل سنة أربع عشرة.
وقال الطبري: قتل باليمامة سنة اثنتي عشرة.
2203- سليط بن عمرو بن مالك
(د ع) سليط بْن عمرو بْن مالك بْن حسل. بعثه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى هوذة بْن علي صاحب اليمامة ذكره ابن إِسْحَاق عَنِ الجعفي، عَنْ عروة، عَنِ المسور بْن مخرمة: فبعث رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سليطا ابن عمرو إِلَى هوذة بْن علي [1] .
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم ونسباه كما ذكرناه أول الترجمة.
قلت: هذا سليط بْن عمرو بْن مالك هو سليط بْن عمرو بْن عبد شمس، المذكور قبل هذه الترجمة، ولا أعلم لم فرق بينهما ابن منده وَأَبُو نعيم! وَإِنما اشتبه عليهما حيث رأيا في نسب الأول عمرو بْن عبد شمس، وفي الثاني عمرو بْن مالك، فظناه غيره، ولهذا لم يذكرا في الأول إرساله إِلَى هوذة، وذكراه في الثاني، وقد رأيا في الأول نسبًا تامًا لم يسقط. منه شيء، وفي الثاني قد نسب عمرو إِلَى مالك بْن حسل. فظناه تاما أيضًا لم يسقط منه شيء، فجعلاهما اثنين، ولا شك أن النسب الثاني قد سقط منه ما بين عمرو ومالك، وقد جوده أَبُو عمر حيث ذكر نسبه وهجرته وَإِرساله إلى هوذة.
__________
[1] سيرة ابن هشام: 2/ 607.(2/288)
وقال هشام الكلبي: سهيل بْن عَمْرو بْن عبد شمس بْن عبد ود بْن نصر بْن مالك بْن حسل ابن عامر بْن لؤي، ثم قال: وأخوه السكران بن عمرو، وأخو هما سليط بْن عمرو، قال ابن إِسْحَاق فيمن أرسله النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الملوك: وسليط بْن عمرو بْن عبد شمس، أرسله إِلَى هوذة بْن عَلِيٍّ، وَإِلى ثمامة بْن أثال، فبان بهذا أنهما واحد أظن أن ابن منده وهم فيه أولًا وتبعه أبو نعيم، والله أعلم
2204- سليط بن قيس
(ب د ع) سليط بْن قيس بْن عمرو بْن عبيد بْن مالك بْن عدي بْن عامر بْن غنم بن عدىّ ابن النجار، الأنصاري الخزرجي ثُمَّ النجاري، شهد بدرا وما بعدها من المشاهد كلها، وقتل يَوْم جسر أَبِي عبيد الثقفي بالعراق قال أَبُو نعيم: لم يعقب، وقال أَبُو عمر: روى عنه ابنه عَبْد اللَّهِ بْن سليط، روى النسائي بِإِسْنَادِهِ، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن سليط بْن قيس، عَنْ أبيه أن رجلًا من الأنصار كان له حائط فيه نخلة لرجل آخر، فيأتيه بكرة وعشية، فأمره النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يعطيه نخلة مما يلي الحائط الذي له.
أخرجه الثلاثة، وقال أَبُو نعيم: لم يعقب، ثم يروي عَنِ ابنه عَبْد اللَّهِ، عنه، يعني أن عقبه انقرضوا، وقال أبو بكر ابن أبى عاصم: إنه لم يعقب أيضا.
2205- سليط
(ع س) سليط غير منسوب، ذكره الحسن بْن سفيان في الوحدان، وروى بِإِسْنَادِهِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سليط، قَالَ: انتهيت إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو محتب [1] في أصحابه، كأني أنظر إِلَى بياض خاتمه في سواد الليل، فسمعته يقول: المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، التقوى ها هنا، وأشار بيده إِلَى صدره. أخرجه أَبُو نعيم، وأبو موسى.
2206- سليك بن عمرو
(ب د ع) سليك آخره كاف، وهو بن عمرو، وقيل: ابن هدبة الغطفاني.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ يَحْيَى بْنُ مَحْمُودِ بْنِ سَعْدٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ، بِإِسْنَادَيْهِمَا إِلَى مُسْلِمِ بْنِ الْحَجَّاجِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَابْنُ خَشْرَمٍ، كِلاهُمَا عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرِ، قَالَ: جَاءَ سُلَيْكٌ الْغَطَفَانِيُّ يوم
__________
[1] الاحتباء هو أن يضم الإنسان رجليه إلى بطنه بيديه أو بثوب.(2/289)
الْجُمُعَةِ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ، فَجَلَسَ، فَقَالَ: يا سُلَيْكُ، قُمْ فَارْكَعْ رَكْعَتَيْنِ، وَتَجَوَّزْ [1] فِيهِمَا، ثُمَّ قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ وَالإِمَامُ يَخْطُبُ فَلْيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ وَلْيَتَجَوَّزْ فِيهِمَا.
ورَوَاهُ إِسْرَائِيلُ وَقَيْسٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ وَأَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ.
وَقَالَ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
وَرَوَاهُ جَمَاعَةٌ، عَنْ جَابِرٍ، مِنْهُمْ: عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَمُجَاهِدٌ، وَأَبُو الزُّبَيْرِ، وَالْحَسَنُ، وَأَبُو سُفْيَانَ وَغَيْرُهُم. أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
2207- سليك
(ع س) سليك، آخر، وهو وهم.
روى حبيب بْن أَبِي ثابت، عَنِ ابن أَبِي ليلى، عن سليك أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يصلى في معاطن الإبل، وأمر أن يتوضأ من لحومها كذلك روى من هذا الوجه، وروى عَنِ ابن أَبِي ليلى، عَنِ البراء وقد تقدم الاختلاف فيه في ذي الغرة [2] فإنهم اختلفوا فيه، فمنهم من رواه عَنْ ذي الغرة، وعن غيره، والله أعلم.
2208- السليل الأشجعي
(ب د ع) السّليل، آخره لام، هو السليل الأشجعي، قال: فقدنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذات يَوْم فسمعنا صوتًا كدوي الرحا، ثم قال: إن جبريل خيرني بين الشفاعة وبين أن يدخل نصف أمتي الجنة، فاخترت الشفاعة.
هذا مما وهم فيه خالد [3] ، والصواب ما رواه بن علبة وغيره، عَنِ الْجَرِيرِيِّ، عَنْ أَبِي السَّلِيلِ، عَنْ أَبِي المليح، عَنِ الأشجعي، وهو عوف بْن مالك.
ورواه قتادة، عَنْ أَبِي المليح، عَنْ عوف بْن مالك. أخرجه الثلاثة إلا أن أبا عمر اختصره، فقال: السليل الأشجعي، روى عنه أَبُو المليح، له صحبة، ولم يذكر الوهم.
__________
[1] يعنى: خففهما وأسرع بهما.
[2] ينظر: 2/ 176.
[3] هو خالد بن عبد الله الطحان الحافظ، روى عن سهيل بن أبى صالح وطبقته، توفى سنة: 179، ينظر العبر:
1/ 273.(2/290)
2209- سليم بن أحمر
(س) سليم، آخره ميم، هو سليم بْن أحمر، وقيل: أحمر بْن سليم، تقدم ذكره في الهمزة، أخرجه أَبُو موسى كذا مختصرًا.
2210- سليم بن أكيمة
(د ع) سليم بْن أكيمة الليثي. مجهول، روى مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن سليم بْن أكيمة الليثي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُول اللَّهِ، إني أسمع منك الحديث ولا أستطيع أن أؤديه كما أسمع منك، أزيد حرفًا أو أنقص حرفًا، قال: إذا لم تحلوا حرامًا أو تحرموا حلالًا، وأصبتم المعنى، فلا بأس.
رواه يعقوب بْن عَبْد اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أُكَيْمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده [1] . أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
2211- سليم الأنصاري
(ب د ع) سليم الأنصاري السلمي. من بني سلمة، شهد بدرًا، وقتل يَوْم أحد قاله ابن منده وَأَبُو نعيم، ونسباه فقالا: سليم بْن الحارث بْن ثعلبة السلمي.
أَخْبَرَنَا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده عن عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي أَبِي، أَخْبَرَنَا عَفَّانُ، أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ أَنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي سَلَمَةَ، يُقَالُ لَهُ: سُلَيْمٌ: أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، إن معاذا يأتينا بعد ما نَنَامُ وَنَكُونُ فِي أَعْمَالِنَا بِالنَّهَارِ، فَيُنَادِي بِالصَّلاةِ، فَنَخْرُجُ إِلَيْهِ، فَيُطَوِّلُ عَلَيْنَا فِي الصَّلاةِ، فَقَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا مُعَاذُ، لا تَكُنْ فَتَّانًا، إِمَّا أَنْ تُصَلِّيَ مَعِي، وَإِمَّا أَنْ تُخَفِّفَ عَلَى قَوْمِكَ، ثُمَّ قَالَ: يَا سُلَيْمُ، مَاذَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ؟ قَالَ: مَعِي أَنِّي أَسْأَلُ اللَّهَ الْجَنَّةَ وَأَعُوذُ بِهِ مِنَ النَّارِ، مَا أَحْسَنُ دَنْدَنَتِكَ وَلا دَنْدَنَةِ [2] مُعَاذٍ، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَهَلْ دَنْدَنَتِي وَدَنْدَنَةُ مُعَاذٍ إِلا أنّا نسأل الله الجنة ونعوذ به من النَّارَ! قَالَ سُلَيْمٌ: سَتَرَوْنَ غَدًا إِذَا لَقِينَا الْقَوْمَ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى، وَالنَّاسُ يَتَجَهَّزُونَ إِلَى أُحُدٍ.
فَخَرَجَ فَكَانَ فِي الشُّهَدَاءِ. ذكر هذا الثلاثة، وزاد ابن منده عَلَى أَبِي نعيم وعلى أَبِي عمر أَنَّهُ روى عَنِ ابن إِسْحَاق في هذه الترجمة، فيمن شهد بدرا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، من بني دينار بْن النجار، ثُمَّ من بنى مسعود
__________
[1] سيأتي ذلك في ترجمة: سليمان بن أكيمة.
[2] الدندنة: أن يتكلم الرجل بالكلام، تسمع نغمته ولا يفهم.(2/291)
ابن عبد الأشهل: سليم بْن الحارث بْن ثعلبة وروى أيضًا فيها عَنِ ابن إِسْحَاق، فيمن قتل يَوْم أحد، من بني النجار: سليم بْن الحارث قلت: رواية ابن منده أن سليم بْن الحارث الذي قال للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صلاة معاذ، هو الذي ذكره عَنِ ابن إِسْحَاق أَنَّهُ شهد بدرًا، وأنه قتل يَوْم أحد، فلهذا ساق الجميع في ترجمة واحدة، وأما أَبُو عمر فظنهما اثنين، فجعلهما ترجمتين، هذه إحداهما، والأخرى تذكر بعد هذه، ولم ينسب هذا إلا قال: سليم الأنصاري، ونسب الثاني إِلَى دينار بْن النجار عَلَى ما تراه، وذكر في هذه الترجمة حديث معاذ، وفي الثانية أَنَّهُ قتل يَوْم أحد، وأظن أن الحق معه، فإن ابن منده قضى عَلَى نفسه بالغلط، فإنه قال في صلاته مع معاذ: إن رجلا من بني سلمة، يقال له:
سليم، وذكر عَنِ المقتول بأحد والذي شهد بدرًا: أَنَّهُ من بني دينار بْن النجار، فليس الشامي للعراقي برفيق، فإن بني سلمة لا يجتمعون مع بني دينار بْن النجار إلا في الخزرج الأكبر، فإن بني سلمة من ولد جشم بن الخزرج، والنّجار هو بن ثعلبة بْن مالك بْن الخزرج، ومما يقوى أن المصلي من بني سلمة أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يجعل في كل قبيلة رجلًا منهم، يصلي بهم، ومعاذ ابن جبل ينسب في بني سلمة، وكان يصلي بهم: وهذا سليم أحدهم، ويرد تمام الكلام عليه في سليم بْن الحارث، الذي انفرد به أَبُو عمر، عقيب هذه الترجمة، إن شاء الله تعالى
2212- سليم بن ثابت
(ب س) سليم بْن ثابت بْن وقش بْن زغبة. تقدم نسبه عند أخيه سلمة، شهد أحدا والخندق، والحديبية وخيبر، وقتل يَوْم خيبر شهيدًا.
ذكره ابن شاهين، أخرجه أَبُو عمر وَأَبُو موسى.
2213- سليم بن جابر
(ب د ع) سليم بْن جابر، أَبُو جريّ الهجيمي، وقيل: جابر بْن سليم، وهو أصح، تقدم ذكره [1] .
أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرِ بْنُ أَبِي الدَّقَّاقِ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ حَسْنُونٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ، أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو القاسم الحسن بن الحسن بْنِ الْمُنْذِرِ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ زِيَادٍ الْجَصَّاصِ، عن محمد بن سيرين، قال: قال سليم بن جابر:
__________
[1] الجزء الأول: 1/ 303.(2/292)
وَفَدْتُ إِلَى النَّبِيِّ مَعَ رَهْطٍ مِنْ قَوْمِي، وَعَلَيَّ إِزَارٌ قِطْرِيٌّ [1] ، حَوَاشِيهِ عَلَى قَدَمَيَّ، وَبُرْدَةٌ مُرْتَدٌّ بِهَا.
وَبِهَذَا الإِسْنَادِ عَنْ سُلَيْمٍ، قَالَ: أتيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، فَقُلْتُ: عَلِّمْنِي خَيْرًا يَنْفَعُنِي اللَّهُ بِهِ، فَقَالَ: لا تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا، وَلَوْ أَنْ تَصُبَّ مِنْ دَلْوِكَ فِي إِنَاءِ الْمُسْتَقِي، وَأَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِبِشْرٍ حَسَنٍ، فَإِذَا أَدْبَرَ فَلا تغتابنّه.
2214- سليم بن الحارث
(ب) سليم بْن الحارث بْن ثعلبة بْن كعب بْن عبد الأشهل بْن حارثة بْن دينار بْن النجار الْأَنْصَارِيّ الخزرجي، ثُمَّ من بني دينار، شهد بدرًا، وقد قيل: إنه عبد لبني دينار، وقيل:
إنه أخو الضحاك بْن الحارث بْن ثعلبة، وقيل: إن الضحاك أخو سليم والنعمان ابني عبد عمرو بْن مسعود بْن كعب بْن عبد الأشهل [2] ، وكلهم شهد بدرا، قاله أَبُو عمرو أما ابن الكلبي فإنه جعل النعمان وقطبة ابني [عبد [3]] عمرو أخوي الضحاك بْن عمرو لأبيه، وأما سليم فإنه نسبه كما ذكرناه أولًا.
قلت: لم يذكر ابن منده ولا أبو نعيم هذه الترجمة، إنما ابن منده أخرج في الترجمة التي قبل هذه، وهي سليم بْن الحارث السلمي، أَنَّهُ شهد بدرًا، وقتل يَوْم [أحد] [4] شهيدًا، من بني دينار بْن النجار، كما ذكرناه، فلو جعل هذه الترجمة وأثبت فيها قول ابن إِسْحَاق في شهوده بدرًا، وأنه قتل بأحد، لكان أصاب.
وأما أَبُو نعيم فأخرج تلك الترجمة عَلَى الصواب، ولم يخلط الصحيح منها بما ينقضه.
وأما أَبُو موسى فلم يستدرك هذه الترجمة عَلَى ابن منده، والله أعلم.
2215- سليم العذري
(ب د ع) سليم أَبُو حريث العذري. يعد في المدنيين، روى عنه ابنه حريث أَنَّهُ قَالَ: سألت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عمن فرق في السبي بين الوالد والولد، قال: من فرق بينهم فرق اللَّه بينه وبين الأحبة يَوْم القيامة. أخرجه الثلاثة. قال أَبُو عمر: قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في وفد عذرة وهم، اثنا عشر رجلا.
__________
[1] هو ضرب من البرود، فيه حمرة، وقيل: هي حلل جياد تحمل من قبل البحرين، نسبة إلى قطر، فكسروا القاف للنسبة وخففوا.
[2] في الاستيعاب 647: أنه أخوهما لأمهما.
[3] عن ترجمتى النعمان وقطبة، وجمهرة أنساب العرب: 330.
[4] في الأصل والمطبوعة: الخندق، وينظر ترجمة سليم الأنصاري السلمي.(2/293)
2216- سليم بن سعيد
(د ع) سلّم بْن سَعِيد الجشمي. له ولأبيه صحبة.
روى حديثه ابنه أَبُو حبيب عطية بْن سليم بْن سَعِيد، رجل من بني جشم، قال: سمعت أَبِي يقول: قدمت مع أَبِي عَلَى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ما اسمك؟ فقلت اسمًا أنسيته، قال: بل أنت سليم. أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
2217- سليم بن عامر
(ب) سليم بْن عامر، أَبُو عامر، وليس بالخبائري، قال أَبُو زرعة الرازي: أدرك سليم بْن عامر هذا الجاهلية، غير أَنَّهُ لم ير النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهاجر في عهد أَبِي بكر، وروى عَنْ أَبِي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وعمار بْن ياسر. أخرجه أبو عمر.
2218- سليم السلمي
(ب) سليم السلمي، رجل من بني سليم، روى عنه أَبُو العلاء بْن الشخير، يعد في البصريين.
أخرجه أَبُو عمر مختصرًا.
2219- سليم بن عش
سليم بْن عش العذري. روى عنه أَنَّهُ قال: صلى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المسجد الذي بصعيد [1] ، فعلمنا مصلاه بأحجار. وهو المسجد الذي تجمع فيه أهل وادي القرى، ذكره ابن الدباغ الأندلسي مستدركا عَلَى أَبِي عمر.
2220- سليم بن عقرب
(ب) سليم بْن عقرب. ذكره بعضهم في البدريين.
أخرجه أَبُو عمر مختصرًا، وقال: لا أعلمه بغير ذلك.
2221- سليم مولى عمرو بن الجموح
(س) سليم مولى عمرو بْن الجموح الأنصاري.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى إِجَازَةً، أَخْبَرَنَا أَبُو غالب بْن البناء، أَخْبَرَنَا أَبُو الحسين مُحَمَّد بْن أحمد، ابن مُحَمَّدِ بْنِ الآبْنُوسِيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بن محمد بن الفتح الجلِّيّ الْمِصِّيصِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو يُوسُفَ مُحَمَّدُ بْنُ سُفْيَانَ بْنِ مُوسَى الصَّفَّارُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ رَحْمَةَ،
__________
[1] في الإصابة: الّذي في صعيد الفرع. والفرع- بضم فسكون- قرية على طريق مكة بينها وبين المدينة ثمانية يرد.(2/294)
أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ شَيْخًا مِنَ الأَنْصَارِ، أَعْرَجَ، فَلَمَّا خَرَجَ رَسُول اللَّهِ إِلَى بَدْرٍ أَذِنَ لَهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمُقَامِ لِعَرَجِهِ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ قَالَ لِبَنِيهِ: أَخْرِجُونِي، قَالُوا: قَدْ رَخَّصَ لَكَ رَسُول اللَّهِ، فَقَالَ: هَيْهَاتَ، مَنَعْتُمُونِي الْجَنَّةَ بِبَدْرٍ وَتَمْنَعُونِيهَا بِأُحُدٍ؟! فَخَرَجَ، فَلَمَّا الْتَقَى النَّاسُ، قَالَ: يَا رَسُول اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ قُتِلْتُ الْيَوْمَ أَطَأُ بِعَرْجَتِي هَذِهِ الْجَنَّةَ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَقَالَ لِغُلامٍ مَعَهُ، يُقَالُ لَهُ سُلَيْمٌ:
ارْجِعْ إِلَى أَهْلِكَ، قَالَ: وَمَا عَلَيْكَ أَنْ أُصِيبَ الْيَوْمَ مَعَكَ خَيْرًا؟ فَتَقَدَّمَ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، ثُمَّ قَاتَلَ هُوَ حَتَّى قُتِلَ. أخرجه أبو موسى.
2222- سليم بن عمرو
(ب د ع) سليم بْن عمرو بْن حديدة، وقيل: سليم بْن عامر بْن حديدة بن عمرو بن غنم ابن سواد بْن غنم بْن كعب بْن سلمة الأنصاري السّلمى.
بايع بالعقبة مع السبعين، وشهد بدرًا، وقتل يَوْم أحد شهيدًا، ومعه مولاه عنترة، وقيل:
سليمان بْن عمرو، ويرد في سليمان، إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه الثلاثة.
2223- سليم بن قيس الأنصاري
(ب س) سليم بْن قيس بْن قهد [1] بْن قيس بْن ثعلبة بْن عبيد بْن ثعلبة بْن غنم بْن مالك بْن النجار الأنصاري النجاري.
شهد بدرا، وأحدا، والخندق، والمشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وتوفي في خلافة عثمان، وهو أخو خولة بنت قيس، زوجة حمزة بْن عبد المطلب، رضي اللَّه عنهم.
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى.
2224- سليم بْن قيس بْن لوذان
سليم بْن قيس بْن لوذان بْن ثعلبة بْن عدي بْن مجدعة، أخو قيظي بْن قيس.
شهد أحدًا مع أخيه قيظي، وله عقب بالكوفة.
ذكره ابن الدباغ، عَنِ العدوي.
__________
[1] كذا ضبطه ابن ماكولا بالقاف في ترجمة قيس بن قهد، وينظر المشتبه: 511، وفي المطبوعة بالفاء.(2/295)
2225- سليم بن كبشة
(ب س) سليم أَبُو كبشة. مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، من مولدي السراة، سماه ابن شاهين والواقدي هكذا، وقال: شهد بدرًا، وأحدًا، والمشاهد كلها، وتوفي أول يَوْم استخلف عمر بْن الخطاب رضي اللَّه عنهما.
روى عنه أزهر بن سعد الحزازىّ، وَأَبُو البختري الطائي، ولم يسمع منه، وَأَبُو عامر الهوزني، وَأَبُو نعيم بْن زياد، يعد في أهل الشام.
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى.
2226- سليم بن ملحان
(ب س) سليم بْن ملحان، واسم ملحان مالك بْن خَالِد بْن زيد بْن حرام بْن جندب بْن عامر بن عبد بن غنم بن غدىّ بْن النجار الأنصاري، وهو خال أنس بْن مالك، وأخو أم سليم وأم حرام، شهد بدرًا مع أخيه حرام، وشهد معه أحدًا، وقتلا جميعًا يَوْم بئر معونة، ولا عقب لسليم.
أخرجه أبو عمر، وأبو موسى.
2227- سليمان بن أكيمة
(ع س) سليمان بْن أكيمة الليثي. روى يعقوب بْن عَبْد اللَّهِ بْن سليمان بْن أكيمة الليثي، عَنْ أبيه، عَنْ جده، قَالَ: أتينا رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم، فقلنا: بآبائنا وأمهاتنا، يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا نَسْمَعُ مِنْكَ الْحَدِيثَ فلا نقدر أن نؤديه كما سمعناه، قال: إذا لم تحلوا حرامًا أو تحرموا حلالًا، وأصبتم المعنى، فلا بأس. أخرجه أَبُو نعيم، وأبو موسى.
2228- سليمان بن أبى حثمة
(ب د ع) سليمان بْن أَبِي حثمة الأنصاري. ذكر فِي الصحابة، ولا يصح.
روى عَنْهُ ابنه أَبُو بكر أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يكبر عَلَى الجنائز أربعًا. قاله ابن منده وَأَبُو نعيم.
وقال أَبُو عمر: سليمان بْن أَبِي حثمة بن غانم بن عامر بن عبد الله بن عبيد بن عويج [1] بن عدي بن كعب القرشي العدوي، هاجر صغيرًا مع أمه الشفاء بنت عَبْد اللَّهِ من المبايعات، وكان
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: عريج، بالراء، والضبط عن المشتبه: 456، والاستيعاب: 649.(2/296)
من فضلاء المسلمين وصالحيهم، واستعمله عمر عَلَى سوق المدينة، وجمع عليه وعلى أَبِي بْن كعب الناس ليصليا بهم في شهر رمضان، وهو معدود في كبار التابعين.
أَخْرَجَهُ الثلاثة، إلا أن أبا عُمَر جعله عدويًا، وجعله ابن منده وَأَبُو نعيم أنصاريًا، والصحيح أَنَّهُ عدوي ظاهر النسب، فلا أعلم كيف جعلاه أنصاريًا.
قلت: إن كان هذا أنصاريًا، عَلَى زعمهما، فقد فاتهما العدوي، وهو الصحيح، وَإِن كان عدويًا فقد فاتهما الأنصاري، عَلَى زعمهما، والله أعلم، وقد نسبه الزبير بْن بكار إلى عدىّ، كما ذكرناه.
2229- سليمان بن أبى سليمان
(ب د) سليمان بْن أَبِي سليمان. سكن الشام.
روى حديثه عروة بْن رويم، عَنْ شيخ من جرش، عنه، أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: إنكم ستجندون أجنادًا، ويكون لكم ذمة وخراج، وأرض فيها مدائن وقصور، فمن أدركه منكم فاستطاع أن يحبس نفسه في مدينة من تلك القصور حتى يدركه الموت، فليفعل.
ذكره أَبُو زرعة في مسند الشاميين، وذكره أَبُو حاتم في كتاب الوحدان، وكلاهما قال فيه:
سليمان صاحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أخرجه ابن منده، وأبو عمر.
2230- سليمان بن صرد
(ب د ع) سليمان بْن صرد بْن الجون بن أَبِي الجون بْن منقذ بْن ربيعة بْن أصرم بْن ضبيس ابن حرام بْن حبشية بْن سلول بْن كعب بْن عَمْرو بْن رَبِيعة، وهو لحي، الخزاعي، وولد عمرو هم خزاعة، كان اسمه في الجاهلية يسارًا فسماه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سليمان، يكنى أبا المطرف.
وكان خيرًا فاضلًا، له دين وعبادة، سكن الكوفة أول ما نزلها المسلمون، وكان له قدر وشرف في قومه، وشهد مع علي بْن أَبِي طالب رضي اللَّه عنه مشاهده كلها، وهو الذي قتل حوشبا ذا ظليم الألهاني بصفين مبارزة، وكان فيمن كتب إِلَى الحسين بْن علي رضي اللَّه عنهما بعد موت معاوية، يسأله القدوم إِلَى الكوفة، فلما قدمها ترك القتال معه، فلما قتل الحسين ندم هو والمسيب بْن نجبة الفزاري، وجميع من خذله ولم يقاتل معه، وقالوا: ما لنا توبة إلا أن نطلب بدمه، فخرجوا من الكوفة مستهل ربيع الآخر من سنة خمس وستين، وولوا أمرهم سليمان بْن صرد، وسموه أمير التوابين، وساروا إِلَى عبيد اللَّه بْن زياد، وكان قد سار من الشام في جيش(2/297)
كبير، يريد العراق، فالتقوا بعين الوردة، من أرض الجزيرة، وهي رأس عين، فقتل سليمان بْن صرد والمسيب بْن نجبة وكثير ممن معهما، وحمل رأس سليمان والمسيب إِلَى مروان بْن الحكم بالشام، وكان عمر سليمان حين قتل ثلاثا وتسعين سنة.
روى عنه أبو إِسْحَاق السبيعي، وعدي بْن ثابت، وعبد اللَّه بْن يسار وغيرهم.
أَخْبَرَنَا يحيى بْنُ مَحْمُودِ بْنِ سَعْدٍ إِجَازَةً بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي بَكْرِ بن أبي عاصم، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدَ أَنَّ رَجُلَيْنِ تَلاحَيَا، فَاشْتَدَّ غَضَبُ أَحَدِهِمَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي لأَعْرِفُ كَلِمَةً لَوْ قَالَهَا لَسَكَنَ عَنْهُ غَضَبُهُ: «أَعوذ باللَّه مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ. أخرجه الثلاثة.
نجبة: بفتح النون والجيم.
2231- سليمان بن عمرو
(ب) سليمان بْن عمرو بْن حديدة. وقد تقدم نسبه في سليم بْن عمرو الأنصاري الخزرجي، قتل هو ومولاه عنترة يَوْم أحد شهيدين، والأكثر يقولون: سليم، وقد ذكرناه، وسليم أصح.
أخرجه أبو عمر.
2232- سليمان بن مسهر
(د ع) سليمان بْن مسهر. روى حديثه معتمر، عَنْ فضيل أَبِي معاذ، عَنْ أَبِي حريز، عَنْ رفاعة الفتياني، عَنْ سليمان بْن مسهر، أَنَّهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أيما رجل أمن مسلمًا فقتله ... الحديث.
وهذا وهم، والصواب عمرو بْن الحمق. أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو نعيم: سليمان بْن مسهر تابعي فزاري، من أهل الكوفة، يروي عَنْ خرشة بْن الحر، عَنْ أَبِي ذر.
حريز: بفتح الحاء المهملة، وكسر الراء، وآخره زاي، والفتياني: بالفاء، والتاء فوقها نقطتان، وبعدها ياء تحتها نقطتان، وبعد الألف نون نسبه إِلَى فتيان بطن من بجيلة.
2233- سليمان بن هاشم
(د ع) سليمان بْن هاشم بْن عتبة بْن ربيعة بْن عبد شمس القرشي الأموي، أتى بِهِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فوضعه في حجره. روى مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، عَنْ إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد، قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ(2/298)
بسليمان بْن هاشم بْن عتبة، فوضعه في حجره فبال عليه، فأتي النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقدح فيه ماء فصبه عَلَى مباله حيث بال، ما زاد عليه.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
باب السِّين والميم
2234- سماك بن ثابت
(ب س) سماك بْن ثابت بْن سفيان. ذكرناه في ترجمة أبيه [1] وأخيه الحارث، وشهد أحدًا مع أبيه وأخيه.
أخرجه أَبُو عمر، وأبو موسى.
2235- سماك بن خرشة
(ب د ع) سماك بْن خرشة، وقيل: سماك بْن أوس بْن خرشة بْن لوذان بْن عبد ود بْن زيد بْن ثعلبة بْن الخزرج بْن ساعدة بْن كعب بْن الخزرج الأنصاري الساعدي، أَبُو دجانة، وهو مشهور بكنيته.
شهد بدرًا وأحدًا وجميع المشاهد مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأعطاه رَسُول اللَّهِ سيفه يَوْم أحد، وقال: من يأخذ هذا السيف بحقه، فأحجم القوم، فقال أبو دجانة: أنا آخذه بحقه، فدفعه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إليه، ففلق به هام المشركين، وقال في ذلك [2] :
أنا الذي عاهدني خليلي ... ونحن بالسفح لدى النخيل
أن لا أقوم الدهر في الكيول [3] ... أضرب بسيف اللَّه والرسول
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ عبيد الله بن أحمد بن عَليّ بإسناده، عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، قَالَ: حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا رَجَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أُحُدٍ أَعْطَى فَاطِمَةَ ابْنَتَهُ سَيْفَهُ، وَقَالَ: يَا بُنَيَّة، اغْسِلِي عن هَذَا الدَّمَ، وَأَعْطَاهَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا سيفه، وقال: وهذا، فاغسلي عنه دمه، فو الله لَقَدْ صَدَقَنِي الْيَوْمَ، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ: لَئِنْ كُنْتَ صَدَقْتَ الْقِتَالَ لَقَدْ صَدَقَهُ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ، وَأَبُو دُجَانَةَ. وكان من الشجعان المشهورين بالشجاعة، وكانت له عصابة حمراء، يعلم بها في الحرب، فلما كان يَوْم أحد أعلم بها، واختال بين الصفين، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن هذه مشية يبغضها اللَّه، عز وجل، إلا في هذا المقام.
__________
[1] ينظر: 1/ 270.
[2] الرجز في سيرة ابن هشام: 2/ 68 بهذه الرواية.
[3] والكيول: مؤخر الصفوف.(2/299)
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ، وَأَبُو يَاسِرِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ، بِإِسْنَادِهِمَا إِلَى مُسْلِمِ بْنِ الْحَجَّاجِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، أَخْبَرَنَا عَفَّانُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ سَيْفًا يَوْمَ أُحُدٍ، فَقَالَ: مَنْ يَأْخُذُ هَذَا مِنِّي؟ فَبَسَطُوا أَيْدِيَهُمْ كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ يَقُولُ: أَنَا، أَنَا، قَالَ: فَمَنْ يَأْخُذُهُ بِحَقِّهِ، فَأَحْجَمَ الْقَوْمُ، فَقَالَ سِمَاكُ أَبُو دُجَانَةَ: أَنَا آخُذُهُ بِحَقِّهِ، فَأَخَذَهُ، فَفَلَقَ بِهِ هَامَّ الْمُشْرِكِينَ. وهو من فضلاء الصحابة وأكابرهم، استشهد يوم اليمامة بعد ما أبلى فيها بلاء عظيمًا، وكان لبني حنيفة باليمامة حديقة يقاتلون من ورائها، فلم يقدر المسلمون عَلَى الدخول إليهم، فأمرهم أَبُو دجانة أن يلقوه إليها، ففعلوا، فانكسرت رجله، فقاتل عَلَى باب الحديقة، وأزاح المشركين عنه، ودخلها المسلمون، وقتل يومئذ. وقيل: بل عاش حتى شهد صفين مع علي، والأول أصح وأكثر، وأما الحرز [1] المنسوب إليه فإسناده ضعيف.
أخرجه الثلاثة، ويرد في الكنى أكثر من هذا.
2236- سماك بن سعد
(ب د ع) سماك بْن سعد بْن ثعلبة بْن خلاس بْن زيد بْن مالك بْن ثعلبة بْن كعب بْن الخزرج بْن الحارث بْن الخزرج الأنصاري الخزرجي، أخو بشير بْن سعد، والد النعمان بْن بشير، شهد بدرًا مع أخيه بشير، وشهد أحدًا أيضًا، ولم يعقب.
أخرجه أَبُو نعيم، وَأَبُو عمر، وَأَبُو موسى.
خلاس: بفتح الخاء، وتشديد اللام.
2237- سماك بن مخرمة
(ب س) سماك بْن مخرمة بْن حمين [2] بْن ثلث [3] بْن الهالك- له صحبة، وَإِليه ينسب مسجد سماك بالكوفة، وهو خال سماك بْن حرب، وبه سمي- ابن عمرو بْن أسد بن خزيمة الهالكى الأسدي.
وقال سيف بن عمر: سماك بْن مخرمة الأسدي، وسماك بْن عبيد العبدي، وسماك بْن خرشة الأنصاري، وليس بأبي دجانة، هؤلاء الثلاثة أول من ولي مسالح [4] دستبى [5] من أرض همذان
__________
[1] حرز أبى دجانة: كتاب من الرسول صلّى الله عليه وسلّم إلى من يطرق دار أبى دجانة من الجن يوصيهم الرسول بكف أذاهم عنه وهو حديث موضوع.
[2] في المطبوعة: حبتر، وفي الأصل: حمتر، والمثبت من المشتبه: 251، وتاج العروس مادة: حمن.
[3] كذا في الأصل، ومثله في الإصابة، وفي المطبوعة: ثلاث.
[4] المسالح: جمع مسلحة، وهي الثغر.
[5] في المطبوعة دستى. ودستبي، كما في مراصد الاطلاع: كورة كبيرة كانت تشمل الري وهمذان، فقسمت كورتين، وتشتمل على نحو تسعين قرية، وتسمى قرية منها: دستبى همذان.(2/300)
وأرض الديلم، وقدم هؤلاء الثلاثة عَلَى عمر في وفود أهل الكوفة بالأخماس، فانتسبهم، فانتسبوا له: سماك، وسماك، وسماك، فقال: بارك اللَّه فيكم، اللَّهمّ اسمك [1] بهم الإسلام، وأيديهم.
وذكره حمزة السهمي [2] في تاريخ جرجان، فيمن قدمها من الصحابة، مع سويد بْن مقرن، ولم يورد عنه شيئًا وكان سماك بالكوفة، فلما قدمها علي هرب منه إِلَى الجزيرة، وقيل: مات بالرقة.
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى.
2238- سمالى بن هزال
(س) سمالي بْن هزال. روى زيد بْن أسلم أن سمالي بْن هزال اعترف عند النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالزنا، فأمر به، فرجم.
أخرجه أَبُو موسى، وقال: هذه القصة مشهورة بماعز بْن مالك الأسلمي، وكان قريبًا لهزال، فلعله أراد نسيبا لهزال، أو نحو ذلك، فصحفه.
2239- سمهج
(س) سمحج الجني، وقيل: سمهج، سماه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عبد الله.
قال أَبُو موسى: إنما أخرجناه اقتداء بإمام الصنعة أَبِي الحسن الدارقطني، ولأن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان مبعوثًا إِلَى الإنس والجن. روى عنه امرأة اسمها منوس [3] في فضل سورة يس.
أخرجه أبو موسى.
2240- سمرة بن جنادة
(ب د ع) سمرة بْن جنادة بْن جندب بْن حجير بْن زباب [4] بْن حبيب بن سواءة ابن عامر بْن صعصعة السوائي، قاله أَبُو نعيم.
وقال أَبُو عمر سمرة بْن عمرو بْن جندب، والباقي مثله.
وقال ابن منده: سمرة بْن جنادة بْن حجر بْن زياد السوائي، ولا شك أن هذا غلط من الناسخ.
وهو أبو جابر بن سمرة السّوائي.
__________
[1] سمك الشيء يسمكه: رفعه.
[2] هو أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي الجرجاني الحافظ، كان من أئمة الحديث، توفى سنة 427، ينظر العبر: 3/ 161، وكتابه تاريخ جرجان مطبوع.
[3] في الإصابة: منوسة.
[4] في الأصل والمطبوعة: رباب، وينظر: 1/ 304 والمثبت عن المشتبه: 302.(2/301)
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْقَاهِرِ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ، يقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: وَهُوَ يَخْطُبُ: إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ كَذَّابِينَ، فَقَالَ كَلِمَةً لَمْ أَفْهَمْهَا، فَقُلْتُ لأَبِي: مَا قَالَ؟
فَقَالَ: قال: فاحذروهم. أخرجه الثلاثة.
2241- سمرة بن جندب
(ب د ع) سمرة بْن جندب بْن هلال بْن حريج بن مرة بْن حزن بْن عمرو بْن جابر بْن خشين، وهو ذو الرأسين، ابن لأي بْن عصم بْن شمخ بن فزارة بن ذبيان بن بغيص بْن ريث بْن غطفان الفزاري، يكنى أبا سَعِيد، وقيل: أَبُو عبد الرحمن، وَأَبُو عَبْد اللَّهِ، وَأَبُو سليمان.
سكن البصرة، قدمت به أمه المدينة بعد موت أبيه فتزوجها رجل من الأنصار، اسمه مرىّ ابن سنان [1] بْن ثعلبة، وكان في حجره إِلَى أن صار غلامًا، وكان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعرض غلمان الأنصار كل سنة، فمر به غلام فأجازه في البعث، وعرض عليه سمرة بعده، فرده، فقال سمرة: لقد أجزت هذا ورددتني، ولو صارعته لصرعته، قال: فدونكه فصارعه، فصرعه سمرة، فأجازه في البعث، قيل أجازه يَوْم أحد، والله أعلم.
وقال الواقدي: هو حليف الأنصار.
روى عَبْد اللَّهِ بْن بريدة، عَنْ سمرة بْن جندب، أَنَّهُ قال: لقد كنت عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غلامًا، فكنت أحفظ عنه، وما يمنعني من القول إلا أن ها هنا رجالًا هم أسن مني، ولقد صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على امرأة ماتت في نفاسها، فقام عليها في الصلاة وسطها.
وغزا مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غير غزوة، وسكن البصرة، وكان زياد يستخلفه عليها إذا سار إِلَى الكوفة، ويستخلفه عَلَى الكوفة إذا سار إِلَى البصرة، وكان يكون في كل واحدة منهما ستة أشهر، وكان شديدًا عَلَى الخوارج، وكان إذا أتى بواحد منهم قتله، ويقول: شر قتلي تحت أديم السماء يكفرون المسلمين، ويسفكون الدماء، فالحرورية ومن قاربهم في مذهبهم، يطعنون عليه، وينالون منه.
وكان ابن سيرين والحسن وفضلاء أهل البصرة، يثنون عليه، قال ابْن سيرين: في رسالة سمرة إِلَى بنيه علم كثير.
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: شيبان، ينظر ترجمة ثابت بن مري: 1/ 276.(2/302)
روى عنه الشعبي، وابن أَبِي ليلى، وعلي بْن ربيعة، وعبد اللَّه بْن بريدة، والحسن البصري، وابن سيرين، وابن الشخير، وَأَبُو العلاء، وَأَبُو الرجاء، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ، بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الأَعْلَى، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، قَالَ: سَكْتَتَانِ حَفِظْتُهُمَا مِنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَنْكَرَ ذَلِكَ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ، وَقَالَ: حَفِظْنَا سَكْتَةً، فَكَتَبْنَا إِلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ بِالْمَدِينَةِ، فَكَتَبَ أُبَيٌّ أَنْ حَفِظَ، سَمُرَةُ، قَالَ سَعِيدٌ: فَقُلْنَا لِقَتَادَةَ: ما هاتان السكتتان؟ قال: إذا دَخَلَ فِي صَلاتِهِ، وَإِذَا فَرَغَ مِنَ الْقِرَاءَةِ، ثُمَّ قَالَ بَعْدَ ذَلِكَ، وَإِذَا قَالَ: وَلا الضَّالِّينَ [1] .
وتوفي سمرة سنة تسع وخمسين، وقيل: سنة ثمان وخمسين بالبصرة، وسقط في قدر مملوءة ماء حارًا، كان يتعالج بالقعود عليها، من كزاز [2] شديد أصابه، فسقط، فمات فيها.
أخرجه الثلاثة.
2242- سمرة بن حبيب
سمرة بن حبيب بن عبد شمس القرشي الأموي، والد عبد الرحمن بْن سمرة، ذكر أبو بكر ابن داسة [3] أَنَّهُ أسلم، وولاه عثمان بْن عفان، قاله ابن الدباغ الأندلسي، فيما استدركه عَلَى أَبِي عمر.
والصواب أن ابنه هو الذي أسلم، وولي سجستان أيام عثمان، والله أعلم.
2243- سمرة بن ربيعة
(ب د ع) سمرة بْن ربيعة العدواني، وقيل: سمرة العدوي، روى حرام بْن عثمان، عَنْ مُحَمَّد وعبد اللَّه ابني جابر، عَنْ أبيهما أن سمرة بْن ربيعة العدواني جاء يتقاضى أبا اليسر حقا له، فقال أَبُو اليسر لأهله: قولوا ليس هاهنا، فجلس سمرة يستريح، فظن أَبُو اليسر أَنَّهُ قد ذهب، فأطلع رأسه، فرآه سمرة، فقال: ألم يقل أهلك ليس ها هنا؟ قال: عَنْ أمري كان ذلك، قال: ولم؟ قال: لأنه لم يكن حقك عندي فأقضيك، قال أَبُو اليسر: فما سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: من أنظر معسرًا أو فرج عنه أظله اللَّه في ظله يَوْم القيامة؟ قال سمرة:
أَشْهَدُ لَسَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أخرجه الثلاثة، وقال أَبُو عمر: لا أدري عدي قريش أو غيره، وذكر قصته مع أَبِي اليسر، وجعله عدويًا، وجعله ابن منده، وأبو نعيم عدوانيا.
__________
[1] كذا، وفي الاستيعاب 653: سكتة إذا كبر، وسكتة إذا فرغ من قراءة: ولا الضالين.
[2] الكزاز: داء ينشأ من شدة البرد.
[3] هو أبو بكر محمد بن داسة البصري التمار، راوي السنن عن أبى داود، توفى سنة 346، ينظر العبر 200/ 273(2/303)
2244- سمرة بن عمرو السوائى
(ب) سمرة بْن عمرو بْن جندب بْن حجير، والد جابر بْن سمرة السوائي، تقدم في سمرة ابن جنادة.
أخرجه أبو عمر.
2245- سمرة بن عمرو العنبري
(د ع) سمرة بْن عمرو العنبري. من ولد قرط بْن عَبْد اللَّهِ بْن جناب العنبري، أجاز النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شهادته لزبيب العنبري بإسلامه، وقد تقدمت القصة واستخلفه خَالِد بْن الْوَلِيد عَلَى اليمامة، حين انصرف عنها.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
2246- سمرة بن الفاتك
(د ع) سمرة بْن الفاتك الأسدي. من أسد بْن خزيمة بْن مدركة، ويقال: سبرة، قاله ابن إِسْحَاق.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هبة الله بْنُ أَبِي حَبَّةَ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بن أحمد، حدثني أبي، أخبرنا يَعْمُرُ بْنُ بِشْرٍ، أَخْبَرَنَا هُشَيٌم، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ بُسْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ الْفَاتِكِ، قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِعْمَ الرَّجُلُ سَمُرَةُ، لَوْ أَخَذَ مِنْ لِمَّتِهِ [1] ، وَشَمَّرَ مِنْ مِئْزَرِهِ، فَفَعَلَ ذَلِكَ سَمُرَةُ، فَأَخَذَ مِنْ لِمَّتِهِ وَشَمَّرَ مِنْ مِئْزَرِهِ. أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ، وَأَبُو نعيم.
2247- سمرة بن معاوية
(س) سمرة بن معاوية بن عمرو بْن سلمة المجر، خفيف [2] الراء، ابن أَبِي كرب بْن ربيعة الكندي، وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأسلم، ذكره ابن شاهين. أخرجه أَبُو موسى مختصرًا.
2248- سمرة بن معير
(ب د ع) سمرة بْن معير [3] بْن لوذان بْن ربيعة بْن عريج بْن سعد بْن جمح القرشي الجمحي، أَبُو محذورة المؤذن، غلبت عليه كنيته، واشتهر بها، ونذكره هناك أتم من هذا، إن شاء اللَّه تعالى واختلف في اسمه، فقيل: سمرة، وقيل: أوس، وقيل غير ذلك.
__________
[1] اللمة: الشعر المتجاوز شحمة الأذنين.
[2] ينظر ترجمة سلمة بن المجبر: 2/ 433
[3] قال ابن الأثير في باب الكنى: قال أبو عمر: وقد ضبطه بعضهم «معين» بضم الميم وتشديد الياء وآخره نون، والأكثر يقولون: معير، بكسر الميم، وسكون العين وآخره راء.(2/304)
روى عنه ابن عَبْد الْمَلِكِ، وابن محيريز، وابن أَبِي مليكة، وعطاء، وعبد العزيز بْن رفيع، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مِهْرَانَ الْفَقِيهُ وَغَيْرُهُ، قَالُوا بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي مَحْذُورَةَ، قَالَ:
أَخْبَرَنِي أَبِي وَجَدِّي جَمِيعًا، عَنْ أَبِي مَحْذُورَةَ أَنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْعَدَهُ، وَأَلْقَى عَلَيْهِ الأَذَانَ، حَرْفًا حَرْفًا.
قال إِبْرَاهِيم: مثل أذاننا. قال بشر: فقلت له: أعد علي، فوصف الأذان بالترجيع [1] .
وتوفي أَبُو محذورة بمكة، سنة تسع وسبعين.
أخرجه الثلاثة.
2249- سمعان بن خالد
(د ع) سمعان بْن خَالِد الكلابي، من بني قريط.
دعا له النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالبركة، ومسح ناصيته لما وفد عليه، وقال له: يا سمعان، أيما أحب إليك، تجعل رزقك في الوبر أو في المدر [2] ؟ قال: بل في الوبر، وأنه جعل له الميسم علاطين [3] بالسالفة اليسرى، وإن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تزوج أخت سمعان.
حديثه عند أولاده.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
2250- سمعان بن عمرو
(د ع) سمعان بْن عمرو بْن حجر. له صحبة، وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فبايعه عَلَى الإسلام، وصدق إليه ماله، فأقطعه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما بين الرسلين والدركاء [4] . روى حديثه ابنه خيار.
أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم.
حيار بْن سمعان: بكسر الخاء المعجمة، وبعدها ياء، تحتها نقطتان، وآخره راء.
2251- سميعة
سميحة، أو سحيمة. روى حديثه خَالِد بْن نجيح، عَنْ بكر بْن شريح، قال: كان رجل من الأنصار، يقال له: أَبُو لبابة، وكان له جار يقال له: سميحة، وكانت لسميحة نخلة،
__________
[1] الترجيع: ترديد النداء، وقيل: هو تقارب ضروب الحركات في الصوت.
[2] يعنى في البادية أو في المدينة والقرية، والبدو يتخذون بيوتهم من وبر الإبل، والمدر: جمع مدرة، وهي البنية.
[3] العلاط: علامة تجعل في عنق البعير عرضا، وربما كانت خطا واحدا وربما كانت خطين أو خطوطا في كل جانب، والسالفة: مقدم العنق.
[4] أخرج أبو عمر في الأفراد سمعان بن عمرو الأسلمي، وقال: إسناد حديثه ليس بالقائم.(2/305)
مطلّقة عَلَى دار أَبِي لبابة، فذكر الحديث، وفيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لسميحة: طب نفسا عَنْ نخلتك لأبي لبابة، اضمن لك بها نخلة في الجنة، فأبى، فضمن له عشرة، فأبى، فضمن له مائة، فأبى، فأعطاه أَبُو الدحداحة ألف نخلة مع دين كان له عليه، وأسلم النخلة إِلَى أَبِي لبابة. ذكره الأشيريّ.
2252- سمير بن الحصين
سمير بْن الحصين بْن الحارث بْن أَبِي خزيمة بْن ثعلبة بْن طريف الخزرجي الساعدي.
شهد أحدًا، وكان من عمال عمر، وله منه قرب، ومات في خلافته.
قاله العدوي وابن ماكولا.
2253- سمير بن زهير
(د ع) سمير بْن زهير. تقدم ذكره مع أخيه سلمة بْن زهير.
أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم.
2254- سمير، أبو سليمان
(د ع) سمير أَبُو سليمان، قال: كنا نسمع الحديث عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
رواه حريز [1] بْن عثمان، عَنْ سليمان بْن سمير، عَنْ أبيه.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
2255- سميط
(د ع) سميط البجلي، مجهول، روى حديثه زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ الربذي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مَنْصُور، عَنْ سميط البجلي، قال: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: من رابط يومًا في سبيل اللَّه كان كعدل شهر صيامه وقيامه. أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
2256- سميفع بن ناكور
سميع بْن ناكور بْن عمرو بْن يعفر بْن زيد، وهو ذو الكلاع الحميري، تقدم ذكره في ذي الكلاع.
__________
[1] في المطبوعة: جرير، ينظر المشتبه: 151: وميزان الاعتدال: 1/ 475.(2/306)
باب السين والنون
2257- سنان بن تيم
(ب) سنان بْن تيم الجهني. حليف بني عوف بْن الخزرج، وقيل: سنان بْن وبرة غزا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المريسيع، وهي غزوة بني المصطلق، وكان شعارهم يومئذ: يا مَنْصُور، أمت أمت [1] .
يقال: إنه الذي سمع عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي يقول: لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ 63: 8. وقيل: إن الذي سمعه زيد بْن أرقم، وهو الصحيح، وَإِنما سنان هذا هو الذي نازع جهجاه الغفاري يومئذ، وكان جهجاه يقود فرسًا لعمر بْن الخطاب، كان أجيرًا له، فاقتتلا، فصرخ الجهني: يا للأنصار، وصرخ جهجاه: يا للمهاجرين، فغضب عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي، وقال ذلك.
أخرجه ها هنا أبو عمر وحده.
2258- سنان بن ثعلبة
(ب) سنان بْن ثعلبة بْن عامر بْن مجدعة بْن جشم بْن حارثة الأنصاري شهد أحدا.
أخرجه أبو عمر مختصرا.
2259- سنان بن روح
(ب) سنان بْن روح. مذكور فيمن نزل حمص من الصحابة.
قال ابن ماكولا: وذكره الدار قطنى، يعني سنانًا، قال: وأظنه سيار بْن روح، قال: وقد ذكرناه في سيار.
أخرجه أَبُو عمر.
2260- سنان بن سلمة
(ب د ع) سنان بْن سلمة بْن المحبق الهذلي. يكنى أبا عبد الرحمن، وقيل: أَبُو حبتر، وَأَبُو يسر.
روى عنه أَنَّهُ قال: ولدت يَوْم حرب لرسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فسماني رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سنانًا، وقيل: إنه لما ولد قال أبوه سلمة: لسنان أقاتل به في سبيل اللَّه أحب إلي منه، فسماه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سنانًا.
__________
[1] سيرة ابن هشام: 2/ 294.(2/307)
وقال أَبُو أحمد العسكري: ولد سنان يَوْم الفتح، فسماه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سنانًا، وكان شجاعًا بطلًا.
قال أَبُو اليقظان: لما قتل عَبْد اللَّهِ بْن سوار كتب معاوية إِلَى زياد: انظر رجلًا يصلح لثغر الهند، فوجهه، فاستعمل زياد، سنان بْن سلمة.
وقال خليفة بْن خياط: ولي زياد، سنان بْن سلمة عَلَى غزو الهند، وذلك سنة خمسين.
روى عنه سلم بْن جنادة، ومعاذ بْن سعوة، وحبيب أَبُو عبد الصمد.
ومن حديثه أن رجلا أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، إني تصدقت عَلَى أمي بصدقة، وَإِنها هلكت، فكيف اصنع؟ فقال: رد اللَّه عليك مالك، وقبل صدقتك. وتوفي سنان بْن سلمة آخر أيام الحجّاج.
أخرجه الثلاثة.
2261- سنان بن أبى سنان
(ب د ع) سنان بْن أَبِي سنان بْن محصن الأسدي، أسد بْن خزيمة، وهو ابن أخى عكّاشة ابن محصن.
شهد بدرًا قَالَ ابن إِسْحَاق، فِي تسمية من شهد بدرًا، من بني أسد بْن خزيمة، من حلفاء بني عبد شمس: أَبُو سنان أخو عكاشة، وابنه سنان بْن أَبِي سنان [1] .
وشهد أيضًا سائر المشاهد مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وسنان هذا أول من بايع بيعة الرضوان تحت الشجرة، في قول الواقدي، وقال غيره: بل أبوه سنان، وهو الأشهر.
وتوفي سنان سنة اثنتين وثلاثين.
أخرجه الثلاثة.
2262- سنان بن سنة
(ب د ع) سنان بْن سنة الأسلمي. حجازي. روى عنه حرملة بْن عمرو، وحكيم بْن أَبِي حرة، ويحيى بْن هند، ومعاذ بْن سعوة، يقال: إنه عم حرملة بْن عمرو الأسلمي، والد عبد الرحمن ابن حرملة.
أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ بإسناده، عن عبد الله بن أحمد، قال: حَدَّثَنِي أَبِي، أَخْبَرَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا عبد العزيز بن محمد، قال:
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 679.(2/308)
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حُرَّةَ، عَنْ عَمِّهِ حكيم بْن أَبِي حرة، عَنْ سِنَانِ بْنِ سَنَّةَ، قَالَ:
قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ الطَّاعِمَ الشَّاكِرَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ الصَّائِمِ الصَّابِرِ. أَخْرَجَهُ الثلاثة.
سنة: بالسين المهملة والنون.
2263- سنان بن شفعلة
(س) سنان بْن شفعلة الأوسي. روى عباد بْن راشد اليمامي، عَنْ سنان بْن شفعلة الأوسي، قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ جبريل عليه السلام إن اللَّه عز وجل لما زوج فاطمة عليًا، عليهما السلام، أمر رضوان فأمر شجرة طوبى، فحملت رقاقًا بعدد محبي آل بيت مُحَمَّد، فإذا كان يَوْم القيامة، أهبط اللَّه تعالى ملائكة بتلك الرقاق، فتعطي كل رجل من محبي آل مُحَمَّد رقا فيه براءة من النار.
أخرجه أَبُو موسى، وقال: هو حديث منكر، وذكره ابن شفعلة بالفاء، والذي عندنا من كتاب الأمير ابن ماكولا: شمعلة، بالميم، والله أعلم.
2264- سنان بن صيفي
(ب س) سنان بْن صيفي بْن صخر بْن خنساء بْن سنان بْن عبيد بْن عدي بْن غنم بْن كعب بْن سلمة الأنصاري الخزرجي السلمي.
شهد العقبة، وهو أحد السبعين الذين بايعوا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عندها، وشهد بدرًا وأحدًا.
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى.
2265- سنان الضمريّ
(ب) سنان الضمري. استخلفه أَبُو بكر الصديق، رضي اللَّه عنه، حين خرج من المدينة لقتال أهل الردة.
أخرجه أَبُو عمر مختصرًا.
2266- سنان بن ظهير
(ب د ع) سنان بْن ظهير الأسدي. له صحبة، قال: أهديت إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ناقة، فقال: دع داعي اللبن.
رواه الخريبي، عَنْ عقبة بْن جودان، عن أبيه، عن سنان. أخرجه الثلاثة.(2/309)
2267- سنان بن عبد الله الجهنيّ
(ب د ع) سنان بْن عَبْد اللَّهِ الجهني. له صحبة.
روى أَبُو التياح الضبعي، عَنْ موسى بْن سلمة الهذلي، عَنِ ابن عباس، قال: أمرت امرأة سنان بْن عَبْد اللَّهِ أن تسأل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن أمها ماتت، ولم تحج، أيجزي عَنْ أمها أن تحج عنها؟ قال: لو كان عَلَى أمك دين، فقضيته، ألم يكن يجزئ عنها؟.
رواه مُحَمَّد بْن كريب، عَنْ كريب، عَنِ ابن عباس، عَنْ سنان بْن عَبْد اللَّهِ الجهني. ورواه أَبُو خَالِد الأحمر، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كريب، عَنْ كريب، فوهم فيه، فقال: سفيان بْن عَبْد اللَّهِ. أخرجه الثلاثة.
2268- سنان بن عبد الله بن قشير
سنان بْن عَبْد اللَّهِ بْن قشير بْن خزيمة، والد سلمة بْن الأكوع [1] الأسلمي.
قال الطبري: أسلم سنان بْن عَبْد اللَّهِ بْن قشير بْن خزيمة بْن مالك بْن سلامان بْن أسلم بْن أفصى الأسلمي قديمًا، وصحب النبي صلى الله عليه وسلم، هو وابناه سلمة، وعامر.
أخرجه الأشيري مستدركًا عَلَى ابن عبد البر.
2269- سنان بن عرقة
(د ع) سنان بْن عرقة.
روى عطية بْن قيس، عَنْ بسر بْن عبيد اللَّه، عَنْ سنان- وكانت له صحبة- أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال في الرجل يموت مع النساء، وفي المرأة تموت مع الرجال: ليس لواحد منهما محرم، ييممان بالصعيد، ولا يغسلان.
هكذا رواه. أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم، ولا أدري: عرقة هل هو بالغين المعجمة، أو المهملة، والله أعلم.
2270- سنان بن عمرو
(ب س) سنان بْن عمرو بْن طلق، هو من بني سلامان بْن سعد بْن هذيم، من قناعة، يكنى أبا المقنع، وكانت له سابقة وشرف، وشهد مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحدًا، وغيرها من المشاهد.
أخرجه أبو عمر، وأبو موسى.
__________
[1] ينظر ترجمة سلمة بن الأكوع: 2/ 423(2/310)
2271- سنان بن مقرن
(ب د ع) سنان بْن مقرن، أخو النعمان بْن مقرن، له ذكر في المغازي، وله صحبة.
أخرجه الثلاثة مختصرا.
2272- سنان بن وبر
(د ع) سنان بْن وبر الجهني. ويقال: وبرة.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْقَاسِمُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الدِّمَشْقِيُّ، إِجَازَةً، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الأَسَدِيُّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ السُّلَمِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ وَأَحْمَدُ ابْنَا أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو سُلَيْمَانَ الرّبعىّ، أخبرنا أبى، أخبرنا أبو مُحَمَّدٍ الصَّاغَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ يحيى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّكَنِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَهْضَمٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ خَارِجَةَ ابن الْحَارِثِ بْنِ رَافِعٍ، صَاحِبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ سِنَانَ بْنَ وَبْرٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمُرَيْسِيعِ- غَزْوَةِ بَنِي الْمُصْطَلِقِ- فَكَانَ شِعَارُهُمْ: يَا مَنْصُورُ، أَمِتْ أَمِتْ.
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ وَأَبُو نُعَيْمٍ فِي هَذِهِ التَّرْجَمَةِ، وأَخْرَجَهُ أَبُو عُمَرَ فِي: سنان بن تيم، وقد ذكرناه.
2273- سنان أبو هند الحجام
(د ع) سنان أَبُو هند الحجام، وقيل سالم. حجم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد ذكرناه في سالم ونذكره في الكنى، إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
2274- سنان الإراشي
(د ع) سنان. غير منسوب. روى يونس بْن أَبِي إِسْحَاق، عَنْ أبيه، عَنْ سنان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر الصديق رضي اللَّه عنه: تنق وتوقّ [1] . أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم.
2275- سنبر الإراشي
(س) سنبر الإراشي [2] . روى مالك بْن عمرو البلوي، قال: عقلت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم أتاه عمرو
__________
[1] يعنى: تخير الصديق ثم احذره، ويروى: تبقه وتوقه، ومعناه: استبق النفس ولا تعرضها للهلاك، وتحرز من الآفات
[2] كذا في الأصل والمطبوعة: الإبراشى والمثبت عن الإصابة.(2/311)
ابن حسان، بوادي القرى، معه رجل من إراشة [1] ، يقال له: سنبر، حليف له، فبايعه عَلَى الإسلام، وقال لرسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إني راجع إِلَى قومي فمبايعهم، ثم رجع إليه، فقال: ما تركت يا رَسُول الله ورائي أحدا إلا بايعته وآمن بك، غير عجوز من كلب، إحدى بني الجون، وهي أمي. قال: ارفق بها، قال عمرو بْن حسان: يا رَسُول اللَّهِ، أقطع لحليفي فإنه مسكين، قال: ما أقطع له؟ قال: الدومتين، الكبر وذات أفداك، ففعل، وكتبها له في عرجون. أخرجه أَبُو موسى.
سنبر: بفتح السين، وسكون النون، وفتح الباء الموحدة، وآخره راء.
2276- سندر أبو الأسود
(س) سندر، أَبُو الأسود. روى ابن لهيعة، عَنْ يزيد، عَنْ أَبِي الخير، عَنْ سندر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: أسلم سالمها اللَّه، وغفار غفر اللَّه لها، وتجيب أجابوا اللَّه، عز وجل قلت: يا أبا الأسود، وسمعته يذكر تجيبًا؟ قال: نعم. قلت: أحدث الناس به عنك؟
قال: نعم.
أخرجه أبو موسى.
2277- سندر أبو عبد الله
(ب د ع) سندر أَبُو عَبْد اللَّهِ، مولى زنباع الجذامي. له صحبة. روى حديثه ربيعة بْن لقيط، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن سندر، عن أبيه. وروى عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: كان لزنباع الجذامي عبد، ويقال له: سندر، فوجده يقبل جارية له، فخصاه وجدعه، فأتى سندر النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبره، فأرسل إِلَى زنباع يقول: من مثل به أو أحرق بالنار فهو حر، وهو مولى اللَّه ورسوله، وأعتق سندرًا، فقال له سندر: أوص بي يا رَسُول اللَّهِ، قال: أوصي بك كل مسلم، فلما توفي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أتى سندر إِلَى أَبِي بكر، فقال: احفظ في وصية رَسُول اللَّهِ، فعاله أَبُو بكر حتى توفي، ثم أتى بعده إِلَى عمر، فقال له عمر: إن شئت أن تقيم عندي أجريت عليك، وَإِلا فانظر أي المواضع أحب إليك، فأكتب لك؟ فاختار مصر، فكتب إِلَى عمرو بْن العاص يحفظ فيه وصية رَسُول اللَّهِ، فلما قدم عَلَى عمرو أقطعه أرضًا واسعة ودارًا، فلما مات سندر قبضت في مال الله تعالى.
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: إبراش، وينظر مستدرك تاج العروس.(2/312)
قلت: قد ذكر أَبُو موسى سندر أبا الأسود قبل هذا، وقد رَأَى ابن منده أخرج هذه الترجمة، فلا شك أَنَّهُ ظنهما اثنين، ويغلب عَلَى ظني أنهما واحد، ودليله أنهما من أهل مصر، ورأيت بعض العلماء قد ذكر حديث: أسلم سالمها اللَّه، وحديث سندر الجذامي في هذه الترجمة، ولا شك ظنهما واحدا، والله أعلم.
2278- سنين أبو جميلة
(ب د ع) سنين أَبُو جميلة الضمري، وقيل: السلمي.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن سرايا بن علي الْفَقِيهُ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ، قَالُوا بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى مُحَمَّدِ بن إِسْمَاعِيل البخاري، قال: حدثنا إِبْرَاهِيم بْن موسى، أَخْبَرَنَا هشام، أَخْبَرَنَا معمر، عَنِ الزُّهْرِيّ، عَنْ أَبِي جميلة، قال: وزعم أَنَّهُ أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان معه عام الفتح، وأنه التقط منبوذًا، فأتى عمر فسأل عنه، فأثنى عليه خير فأنفق عليه من بيت المال، وجعل ولاءه له.
أخرجه الثلاثة.
سنين: تصغير سن.
2279- سنين بن واقد
(د ع) سنين بْن واقد الأنصاري الظفري. صاحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لا يعرف له حديث مسند.
روى يزيد بْن أَبِي خَالِد، عَنْ عثمان بْن عَبْد الْمَلِكِ، قال: رأيت ابن عباس، وعبد اللَّه بْن جَعْفَر، وسنين بْن واقد، صاحب رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو نعيم: ذكره بعض المتأخرين، يعني ابن منده، وزعم أن له صحبة، ولم يسند عنه.
باب السين والهاء
2280- سهل الأنصاري
(س) سهل الأنصاري وهو ابن أخي سعد بْن عبادة الساعدي.
روى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سلمة، عَنْ أَبِي أسيد الساعدي، قال:
سمعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: خير دور الأنصار دار بني النجار، ثم دار بني عبد الأشهل، ثم دار بني الحارث بْن الخزرج، ثم دار بني ساعدة، وفي كل دور الأنصار خير، فبلغ ذلك سعد(2/313)
ابن عبادة، فوجد في نفسه، فقال: خلفنا فكنا آخر الأربعة، اسرجوا لي حماري أتى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له ابن أخيه سهل: تذهب ترد عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قوله! أخرجه أبو موسى، وقال: أفرده ابن شاهين.
2281- سهل أبو إياس
(د ع) سهل أَبُو إياس الأنصاري. روى عنه ابنه، ذكره الْبُخَارِيّ فِي الصحابه.
روى مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن أَبِي حميد، عَنْ أَبِي حازم، أَنَّهُ جلس إِلَى جنب إياس بْن سهل الأنصاري، من بني ساعدة، فقال لي: ألا أحدثك عَنْ أَبِي، عَنْ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أنه قَالَ: لأن أصلي الصبح ثُمَّ أجلس فِي مسجد أذكر اللَّه، من حين أصلي حَتَّى تطلع الشمس أحب إلي من شد [1] عَلَى جياد الخيل في سبيل اللَّه، من حين أصلي حتى تطلع الشمس.
ورواه ابن [أَبِي] حميد، عَنْ عباس بْن سهل بْن سعد، عَنْ أبيه، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَهُ. أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ، وَأَبُو نُعَيْمٍ.
2282- سهل بن بيضاء
(ب د ع) سهل بن بيضاء، وهي أمه، واسم أبيه وهب بْن ربيعة بْن عمرو بْن عامر بْن ربيعة بن هلال بن مالك بن ضبة بن الحارث بْن فهر بْن مالك بْن النضر بْن كنانة القرشي الفهري، واسم أمه البيضاء دعد بنت الجحدم بْن أمية بْن ضبة بْن الحارث بْن فهر، وهو أخو سهيل وصفوان، ابني بيضاء، يعرفون بأمهم قاله أَبُو عمر.
ونسبه أَبُو نعيم نحوه إلا أَنَّهُ لم يجعل في نسب أمه ضبة، إنما قال: أمية بْن الحارث.
وكان سهل ممن أظهر إسلامه بمكة، وهو الذي مشى إِلَى النفر الذين قاموا في نقض الصحيفة، التي كتبها مشركو مكة عَلَى بني هاشم، حتى نقضوها وأنكروها، وهم: هشام بْن عمرو بْن ربيعة، والمطعم بْن عدي بْن نوفل، وزمعة [2] بْن الأسود بْن المطلب بْن أسد، وَأَبُو البختريّ بن هشام بْن الحارث بْن أسد، وزهير بْن أَبِي أمية بْن المغيرة المخزومي.
وتوفي سهل وأخوه سهيل بالمدينة، في حياة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وصلى عليهما في المسجد، وقيل: إن سهلًا عاش بعد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يعقبا قاله ابن إسحاق.
__________
[1] شد على عدوه: حمل عليه.
[2] في الأصل والمطبوعة: ربيعة، وينظر سيرة ابن هشام: 1- 376.(2/314)
وروى ابن منده بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابن إِسْحَاق، قال: كان موضع المسجد لغلامين يتيمين، سهل وسهيل، وكانا في حجر أسعد بْن زرارة.
أخرجه الثلاثة.
قلت: أخرج أَبُو عمر نسب البيضاء، فقال: دعد بنت الجحدم بْن أمية بْن ضبة بْن الحارث بْن فهر [1] ، ولم يوافقه غيره، وَإِنما هي من ولد عائش بْن الظرب بْن الحارث، ونسبها أَبُو أحمد العسكري، فقال: دعد بنت جحدم بْن عمرو بْن عائش بْن ظرب بْن الحارث بْن فهر، وأبوه من ولد ضبة بْن الحارث، قال ذلك موسى بْن عقبة، وابن الكلبي، وابن حبيب، وغيرهم.
ولا شك أَنَّهُ اختلط عليه النسب، فأثبته هاهنا، كما ذكرناه، وأثبته في أخيه سهيل بْن بيضاء بالعكس، فجعل البيضاء من ولد أمية بْن ضبة، وجعل سهيلًا من ولد الظرب [2] ، فلو عكس لأصاب، فهذا يدل عَلَى أَنَّهُ اختلط. عليه ولم يتحققه.
وأما ابن منده فإنه ذكر مسجد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في هذه الترجمة، وأن أرضه كانت لغلامين يتيمين، سهل وسهيل، فظن أن ابني بيضاء هما الغلامان اليتيمان اللذان كان لهما موضع المسجد، وَإِنما كانا من الأنصار، ونذكرهما في موضعهما إن شاء اللَّه تعالى، وأما ابنا بيضاء فمن بني فهر، كما ذكرناه، وَإِنما دخل الوهم عَلَى ابن منده حيث لم ينسبه إِلَى أب ولا قبيلة، فلو نسبه لعلم الصواب.
2283- سهل بن حارثة
(ب د ع) سهل بْن حارثة الأنصاري. قد تقدم نسبه عند أبيه حارثة بْن سهل، حديثه عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن ناسًا شكوا إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنهم سكنوا دارًا، وهم ذوو عدد، فقلوا وفنوا، فقال: اتركوها ذميمة، وقيل: اسمه سلمة، وقد تقدم ذكره [3] ، وقال ابن منده:
لا تصح صحبته، وعداده في التابعين.
أخرجه الثلاثة.
قلت: قد قال أَبُو علي الغساني: إن العدوي ذكر حارثة بْن سهل بْن حارثة بْن قيس بن عامر
__________
[1] الاستيعاب: 659، وينظر كتاب نسب قريش: 446.
[2] لم يذكر في الاستيعاب في ترجمة سهيل: 667، أنه من ولد الظرب.
[3] ذكر في ترجمة سلمة أنه ابن جارية، بالجيم، ينظر: 2/ 425.(2/315)
ابن مالك بْن لوذان، أجمع أهل المغازي، وابن القداح، عَلَى أَنَّهُ شهد أحدًا، وقال ابن القداح:
وابنه سهل بْن حارثة شهد أحدًا أيضًا.
وقال الأمير أَبُو نصر في حارثة، بالحاء المهملة: وحارثة بْن سهل بْن عامر بْن لوذان، وابنه سهل، شهدا جميعًا أحدًا، والمشاهد بعدها، ولسهل عقب بالمدينة، وبغداد.
وقول ابن منده- إنه ذكره ابن أَبِي عاصم في الصحابة، ولا يصح، وعداده في التابعين، مع الاتفاق عَلَى أَنَّهُ شهد أحدًا- غريب جدا، والله أعلم.
2284- سهل بن الحارث
سهل بْن الحارث بْن عمرو بْن عبد رزاح. شهد أحدًا، ولا عقب له.
ذكره ابن الدّبّاغ عن العدوي.
2285- سهل بن أبى حثمة
(ب د ع) سهل بْن أَبِي حثمة. اختلف في اسم أبيه، فقيل: عَبْد اللَّهِ، وعبيد اللَّه، وقيل:
عامر بْن ساعدة بْن عَامِر بْن عدي بْن مجدعة بْن حارثة بن الحارث بن عمرو، وهو النّبيت، ابن مالك بْن الأوس الأنصاري الأوسي.
ولد سنة ثلاث من الهجرة، قال الواقدي: قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ ابن ثماني سنين، ولكنه حفظ عنه.
وذكر ابن أَبِي حاتم الرازي أَنَّهُ سمع رجلًا من ولده، يقول: كان ممن بايع تحت الشجرة، وكان دليل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أحد، وشهد ما بعدها من المشاهد. وقول الواقدي أصح.
وأمه أم الربيع بنت سالم بْن عدي بْن مجدعة.
توفي أول أيام معاوية، روى عنه نافع بْن جبير، وعبد الرحمن بْن مسعود، وبشير بْن يسار، وصالح بْن خوات بْن جبير. وحديثه في صلاة الخوف صحيح مشهور.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، وغيره، بإسنادهم إلى محمد بْنِ عِيسَى السُّلَمِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، أَخْبَرَنَا يحيى الْقَطَّانُ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ خَوَّاتِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ أَنَّهُ قَالَ فِي صَلاةِ الْخَوْفِ، قَالَ: يَقُومُ الإِمَامُ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ، وَتَقُومُ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَهُ، وَطَائِفَةٌ قِبَلَ الْعَدُوِّ، وُجُوهُهُمْ إِلَى الْعَدُوِّ، فَيَرْكَعُ بِهِمْ رَكْعَةٌ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
أخرجه الثلاثة.(2/316)
2286- سهل بن الحنظلية الأنصاري
(ب د ع) سهل ابن الحنظلية الأنصاري. وهو سهل بْن الربيع بْن عمرو بْن عدي بْن زيد، الأنصاري الأوسي، من بني حارثة بْن الحارث بْن الخزرج بْن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي، والحنظلية أمه، وقيل: أم جده.
وكان ممن بايع تحت الشجرة، وكان فاضلًا، معتزلًا عَنِ الناس، كثير الصلاة والذكر، كان لا يزال يصلي مهما هو بالمسجد، فإذا انصرف لا يزال ذاكرًا من تسبيح وتهليل، حتى يأتي أهله.
وسكن دمشق، ومات بها أول خلافة معاوية، ولا عقب له، وكان يقول: لأن يكون لي سقط [1] في الإسلام أحب إلي مما طلعت عليه الشمس. وله أخ اسمه عقبة له صحبة.
روى قيس بْن بشر الثعلبي، قال: كان أَبِي جليسًا لأبي الدرداء، فمر سهل بْن الحنظلية بأبي الدرداء، ونحن عنده، فسلم عليه، فقال أَبُو الدرداء: كلمة تنفعنا ولا تضرك، فقال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: المنفق عَلَى الخيل في سبيل اللَّه كالباسط يديه بالصدقة، لا يقبضها. أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد بْن أَبِي الْقَاسِمِ إِجَازَةً، أَخْبَرَنَا ابْنُ السَّمَرْقَنْدِيِّ كِتَابَةً، أَخْبَرَنَا أبو الحسن بْنُ النَّقُّورِ، أَخْبَرَنَا الْمُخَلِّصُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ رَجُلٍ كَانَ فِي حَرَسِ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: عُرِضَتْ عَلَى مُعَاوِيَةَ خَيْلٌ، فَقَالَ لِرَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ، يُقَالُ لَهُ ابْنُ الْحَنْظَلِيَّةَ: مَاذَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الْخَيْلِ؟ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَصَاحِبُهَا مُعَانٌ عَلَيْهَا، وَالْمُنْفِقُ عَلَيْهَا كَالْبَاسِطِ، يَدَهُ بِالصَّدَقَةِ، لا يَقْبِضُهَا. [2] أخرجه الثلاثة.
2287- سهل بن الحنظلية العبشمي
(د ع) سهل ابن الحنظلية العبشمي. روى عنه أَبُو العالية، قال البخاري: هذا غير الأول، وقيل: سهيل. روى معتمر بْن سليمان، عَنْ أبيه، عَنْ قتادة، عَنْ أَبِي العالية، عَنْ سهل بْن الحنظلية، قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: لا يجتمع قوم عَلَى ذكر اللَّه عز وجل إلا قيل لهم:
قوموا مغفورًا لكم فقد بدلت سيئاتكم حسنات. أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم.
__________
[1] السقط: الولد الّذي يسقط من بطن أمه قبل تمامه.
[2] ينظر ميزان الاعتدال: 3- 392.(2/317)
2288- سهل بن حنيف
(ب د ع) سهل بْن حنيف بْن واهب بن العكيم بن ثعلبة بْن مجدعة بْن الحارث بْن عمرو ابن خناس، ويقال: ابن خنساء، وقيل: حنش بْن عوف بْن عمرو بْن عوف بْن مالك بْن الأوس، قاله أَبُو عمر، وَأَبُو نعيم.
وقال الكلبي كذلك، إلا أَنَّهُ قال: ثعلبة بْن الحارث بْن مجدعة، قدم الحارث.
وهو أنصاري أوسي، يكنى أبا سعد، وقيل: أبا سَعِيد، وقيل: أبا عَبْد اللَّهِ، وأبا الْوَلِيد، وأبا ثابت.
شهد بدرا والمشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وثبت يَوْم أحد مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما انهزم الناس، وكان بايعه يومئذ عَلَى الموت، وكان يرمي بالنبل عَنْ رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخبرنا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُعَمَّرِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ الْحَرِيرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ الْبَرْمَكِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفِ بْنِ بُخَيْتٍ [1] الدَّقَّاقُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى الْحَاسِبُ، أَخْبَرَنَا جُبَارَةُ بْنُ مُغَلِّسٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سُلَيْمَانَ الْغَسِيلُ، أَخْبَرَنَا مَسْلَمَةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي دُجَانَةَ السَّاعِدِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْن سَهْلِ بْن حُنَيْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزَاةٍ، فَمَرَّ بِنَهْرٍ فَاغْتَسَلَ فِيهِ، وَكَانَ رَجُلًا حَسَنَ الْجِسْمِ، فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَالَ: مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ وَلا جِلْدٍ مُخَبَّاةٍ [2] ، وَتَعَجَّبَ مِنْ خِلْقَتِهِ، فَلُبِطَ [3] بِهِ، فَصُرِعَ، فَحُمِلَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَحْمُومًا، فَسَأَلَهُ، فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ما يَمْنَعُ أَحَدَكُمْ إِذَا رَأَى مِنْ أَخِيهِ مَا يُعْجِبُهُ فِي نَفْسِهِ، أَوْ فِي مَالِهِ، فَلْيُبَرِّكْ [4] عَلَيْهِ فَإِنَّ الْعَيْنَ حَقٌّ. ثم إن سهل بْن حنيف صحب علي بْن أَبِي طالب، حين بويع له، فلما سار علي من المدينة إِلَى البصرة استخلفه عَلَى المدينة، وشهد مع صفين، وولاه بلاد فارس، فأخرجه أهلها، فاستعمل زياد بْن أبيه، فصالحوه، وأدوا الخراج.
ومات سهل بالكوفة سنة ثمان وثلاثين، وصلى عليه علي، وكبر عليه ستا، وقال: إنه بدري.
روى عنه ابناه: أَبُو أمامة، وعبد الملك، وعبيد بْن السباق، وَأَبُو وائل، وعبد الرحمن بن أبى ليلى، وغيرهم.
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] في المطبوعة: تجيب، والضبط عن المشتبه: 54.
[2] المخبأة: الفتاة التي في خدرها.
[3] لبط: صرع وسقط إلى الأرض.
[4] برك عليه: دعا له بالبركة.(2/318)
2289- سهل بن رافع بن خديج
(ب) سهل بْن رافع بْن خديج بْن مالك بْن غنم بْن سري بْن سلمة بْن أنيف البلوي، حليف الأنصار، صاحب الصاع، وقيل: صاحب الصاعين، الذي لمزه المنافقون لما تصدق بالصاعين، فَأَنْزَلَ اللَّه تَعَالَى: الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ في الصَّدَقاتِ 9: 79 [1] الآية.
أخرجه أَبُو عمر كذا، وقال: لا أدري إن كان سهل بْن رافع بْن أَبِي عمرو أم لا؟
سري: بضم السين، وفتح الراء، وتشديد الياء.
2290- سهل بن رافع بن أبى عمرو
(ب د ع) سهل بْن رافع بْن أَبِي عمرو بْن عائذ بْن ثعلبة بْن غنم البلوي.
شهد أحدًا، وتوفي في خلافة عمر، وهو الذي لمزه المنافقون، روت عنه ابنته عميرة أَنَّهُ خرج بزكاته من تمر، وبابنته عميرة إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فصبه، ثم قال: يا رَسُول اللَّهِ، إن لي إليك حاجة، قال: وما هي قال: تدعو اللَّه لي ولها، فليس لي ولد غيرها، قالت: فوضع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يد علي، وأقسم بربه لكأن برد يد رَسُول اللَّهِ عَلَى كبدي. أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم. هكذا.
وأما أَبُو عمر فإنه قال: سهل بْن رافع بْن أَبِي عمرو بْن عائذ بْن ثعلبة بْن غنم بْن مالك بْن النجار، له أخ يسمى سهيلًا، وهما اليتيمان اللذان كان لهما المربد [2] الذي بنى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيه المسجد، كانا يتيمين في حجر أَبِي أمامة أسعد بْن زرارة لم يشهد بدرًا وشهدها أخوه سهيل.
قلت: لم يذكر ابن منده ولا أَبُو نعيم أيضًا أَنَّهُ صاحب المربد الذي بنى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيه مسجده، أما ابن منده فلأنه جعل صاحبي المربد سهلا وسهيلا ابني بيضاء، وأما أَبُو نعيم فلأنه ذكر أن صاحبي المربد سهل وسهيل ابنا عمرو الأنصاريان، ونذكره بعد هذه الترجمة، ووافقه ابن إِسْحَاق، وأما أَبُو عمر فجعل هذا وأخاه صاحبي المربد، ووافقه غيره من العلماء، منهم:
هشام بْن الكلبي، وابن حبيب، ومن العجب أن أبا نعيم ذكر سهيل بْن رافع بْن أَبِي عمرو الأنصاري النجاري، وقال: هو أخو سهل صاحب المربد، ولم يذكر في هذا أَنَّهُ صاحب المربد، وجعل هذا بلويا، وجعل أخاه أنصاريا، من بني مالك بْن النجار، وهذا تناقض ظاهر، والله أعلم.
2291- سهل بن الربيع
(ب) سهل بْن الربيع بْن عمرو بْن عدي [3] بْن جشم بْن حارثة الأنصاري الحارثي، شهد أحدا.
أخرجه أبو عمر مختصرا.
__________
[1] التوبة: 79.
[2] المربد: الموضع الّذي تحبس فيه الإبل والغنم.
[3] في الاستيعاب 663: عدي بن زيد بن جشم.(2/319)
2292- سهل بن رومي
(ب) سهل بْن رومي بْن وقش بْن زغبة الأنصاري الأشهلي. قتل يَوْم أحد شهيدًا، ذكره الواقدي.
أخرجه أبو عمر.
2293- سهل بن سعد
(ب د ع) سهل بْن سعد بْن مالك بْن خَالِد بْن ثعلبة بْن حارثة بْن عَمْرو بْن الخزرج بْن ساعدة بْن كعب بْن الخزرج الأنصاري الساعدي. وقال العدوي في نسبه: سهل بْن سعد [بْن [1] سعد] بْن مالك بْن خَالِد، وهذا يؤيد قول أَبِي عمر في ثعلبة [2] بْن سعد، فإنه قال فيه: عم سهل بْن سعد، يكنى سهل: أبا العباس، وقيل: أَبُو يحيى.
وشهد قضاء رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المتلاعنين، وأنه فرق بينهما، وكان اسمه حزنًا فسماه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سهلًا، قال الزُّهْرِيّ: رَأَى سهل بْن سعد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وسمع منه، وذكر أَنَّهُ كان له يَوْم توفي النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خمس عشرة سنة.
وعاش سهل وطال عمره، حتى أدرك الحجاج بْن يوسف، وامتحن معه، أرسل الحجاج سنة أربع وسبعين إِلَى سهل بْن سعد، رضي اللَّه عنه، وقال له: ما منعك من نصر أمير المؤمنين عثمان؟ قال: قد فعلته، قال: كذبت، ثم أمر به فختم في عنقه، وختم أيضًا في عنق أنس بْن مالك رضي اللَّه عنه، حتى ورد عليه كتاب عَبْد الْمَلِكِ بْن مروان فيه، وختم في يد جابر بْن عَبْد اللَّهِ يريد إذلالهم بذلك، وأن يجتنبهم الناس، ولا يسمعوا منهم.
وروى عَنْ سهل أَبُو هريرة وسعيد بْن المسيب، والزُّهْرِيّ، وَأَبُو حازم، وابنه عباس بْن سهل، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مِهْرَانَ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ، قَالُوا، بِإِسْنَادِهِمْ، عَنْ أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ، أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا الْعَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ الْمَخْزُومِيُّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: غَدْوَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَمَوْضِعُ سَوْطٍ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا. وتوفي سهل سنة ثمان وثمانين، وهو ابن ست وتسعين سنة، وقيل: توفي سنة إحدى وتسعين، وقد بلغ مائة سنة، ويقال: إنه آخر من بقي من أصحاب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بالمدينة.
__________
[1] عن ترجمة ثعلبة بن سعد: 1- 287.
[2] في الأصل والمطبوعة: ثابت، وهو ثعلبة بن سعد بن مالك.(2/320)
قال أَبُو حازم: سمعت سهل بْن سعد، يقول: لو مت لم تسمعوا من أحد يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم.
وكان يصفّر لحيته.
أخرجه الثلاثة.
2294- سهل بن أبى سهل
(ب) سهل بْن أَبِي سهل. مخرج حديثه عَنْ أهل مصر.
روى حديثه سَعِيد بْن أَبِي هِلالٍ، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قال: تهادوا فإنها تذهب الأضغان. أخرجه أبو عمر.
2295- سهل بن صخر
(ب د ع) سهل بْن صخر الليثي. وقيل: سهيل، يعد في أهل المدينة، وسكن البصرة، وهو سهل بْن صخر بْن واقد بْن عصمة بْن أَبِي عوف بْن وهب بْن عبد مناة بْن شجع [1] بْن عامر بْن ليث بْن بكر بْن عبد مناة بْن [2] كنانة، يجتمع، هو وَأَبُو واقد الليثي في عبد مناة بْن شجع [1] .
روى يوسف بْن خَالِد السمتي، عَنْ أبيه عَنْ جده، عَنْ سهل بْن صخر، وكانت له صحبة، قال: قال رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وَسَلَّمَ: إذا ملك أحدكم ثمن عبد فليشتر به عبدًا، فإن الجدود في نواصي الرجال. أخرجه الثلاثة.
2296- سهل بن أبى صعصعة
سهل بْن أَبِي صعصعة، أخو قيس، وأبي كلاب، وجابر، والحارث، شهد أحدًا.
قاله ابن الدباغ مستدركًا عَلَى أَبِي عمر، عَنِ العدوي.
2297- سهل مولى بنى ظفر
(ب س) سهل مولى بني ظفر. شهد مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحدًا.
قاله ابن شاهين، أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى مختصرا.
2298- سهل بن عامر
(ب د ع) سهل بْن عامر بْن سعد. قاله ابن منده، وَأَبُو نعيم.
وقال أَبُو عمر: سهل بْن عامر بْن عمرو بْن ثقيف [3] الأنصاري النجاري، استشهد يَوْم بئر معونة مع عمه سهل بْن عمرو.
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] في المطبوعة: مشجع، والضبط عن جمهرة أنساب العرب: 170، والقاموس.
[2] في المطبوعة: من.
[3] في الاستيعاب 665: ثقف.(2/321)
2299- سهل بن عتيك بن النعمان
(ب د ع) سهل، وقيل: سهيل بْن عتيك بْن النعمان بْن عَمْرو بْن عتيك بْن عَمْرو بْن مبذول بْن مالك بْن النجار الأنصاري الخزرجي، وصحفه ابن منده فقال: عبيد. قاله أَبُو نعيم.
شهد العقبة وبدرًا قاله ابن إِسْحَاق [1] ، وابن شهاب، وقال أَبُو عمر: قال جمهور أهل السير:
سهل بْن عتيك، وقال أَبُو معشر: عبيد [2] ، قال الطبري: هو خطأ عندهم، يعني عبيدًا.
أخرجه الثلاثة.
2300- سهل بن عتيك
(د ع) سهل بْن عتيك الأنصاري. شهد العقبة الثانية، وتوفي عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ روى عبيد اللَّه بْن عَبْد اللَّهِ بْن عتبة، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ لما أتي بجنازة سهل بْن عتيك، كبر عليه أربعًا، وقرأ بفاتحة الكتاب.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو نعيم: كذا رواه بعض المتأخرين، يعني ابن منده، وقال: وهو الّذي تقدم ذكره.
2301- سهل بن عدي بن مالك
(ع س) سهل بْن عدي الأنصاري، شهد بدرًا، قاله أَبُو نعيم مختصرًا.
وأخرجه أَبُو موسى، فقال: سهل بْن عدي بْن مالك بْن حرام بْن خديج بْن معاوية بْن عوف بْن الخزرج، أخو ثابت، وعبد الرحمن، شهد أحدًا، تقدم ذكره في ترجمة أخيه ثابت.
2302- سهل بن عدي بن زيد
(ب) سهل بْن عدي بْن زيد بْن عامر بْن عمرو بْن جشم، وعمرو بْن جشم أخو عبد الأشهل بْن جشم بْن الحارث بْن الخزرج. قتل يَوْم أحد شهيدا.
أخرجه أَبُو عمر مختصرا.
2303- سهل بن عدي التميمي
(س) سهل بْن عدي التميمي.
روى عروة بْن الزبير، في تسمية من استشهد يَوْم اليمامة من الأنصار، ثم من بني عبد الأشهل:
سهل بْن عدي، من بني تميم، حليف لهم، كذا ذكره الطبراني، وقال: حليف الأنصار، ويمكن أن يكون الرجل من تميم حليفًا للأنصار، شهد بدرًا، واستشهد يَوْم اليمامة، والله أعلم.
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 457.
[2] يعنى: سهل بن عبيد.(2/322)
2304- سهل بن عمرو الأنصاري
(ع س) سهل بْن عمرو الأنصاري النجاري، أخو سهيل، وهما صاحبا المربد، الذي بنى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجده، وكانا في حجر أسعد بْن زرارة، توفي في عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وروى أَبُو نعيم، عَنْ إِبْرَاهِيم بْن سعد، عَنِ ابن إِسْحَاق، قال: بركت ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم عَلَى باب مسجده، وهو يومئذ مربد لغلامين يتيمين، من بني مالك بْن النجار، وهما سهل وسهيل ابنا عمرو.
وذكر أَبُو عمر أن المربد كان لسهل وسهيل ابني رافع.
أخرجه كذا أَبُو نعيم، وَأَبُو موسى، وَإِنما لم يخرجه ابن منده، لأنه ظن أن صاحبي المربد ابنا بيضاء، وأما أَبُو عمر فقد ذكر سهل بْن رافع، وقد تقدم الكلام عليه فيه.
2305- سهل بن عمرو القرشي
(ب س) سهل بْن عمرو بْن عبد شمس القرشي العامري، من بني عامر بْن لؤي، وهو أخو سهيل بْن عمرو، وتقدم نسبه عند أخيه السكران، أسلم يَوْم الفتح، وله عقب بالمدينة ودار، قاله ابن شاهين، وقال: بقي بعد النَّبِيّ دهرًا.
وقال أَبُو عمر: توفي في خلافة أَبِي بكر، أو أول خلافة عمر، رضي اللَّه عنهما.
أخرجه أبو عمر، وأبو موسى.
2306- سهل بن عمرو بن عدي
(ب) سهل بْن عمرو بْن عدي بْن زيد بن جشم بن حارثة الأنصاري الحارثي. شهد أحدا وما بعدها من المشاهد مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم.
أخرجه أبو عمر.
2307- سهل بن قرظة
(س) سهل بْن قرظة بْن قيس بْن عنترة بْن أمية بْن زيد بْن مالك بْن الأوس. شهد أحدا مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ذكره ابن شاهين، أخرجه أَبُو موسى هكذا.
ولا يبعد أن يكون قد سقط من نسبه شيء فإن أمية بْن زيد ليس والده [1] مالك بْن الأوس، إنما هو ابن زيد بْن مالك بْن عوف بْن عمرو بْن عوف بْن مالك بْن الأوس، والله أعلم.
__________
[1] في المطبوعة: ليس والد مالك.(2/323)
والذي ذكره عنترة وفي كتاب الأمير أَبِي نصر عبدة، بفتح العين، والباء الموحدة.
2308- سهل بن قيس الأنصاري
سهل بْن قيس الأنصاري.
روى أَبُو أحمد العسكري بِإِسْنَادِهِ، عَنْ موسى بْن إِسْمَاعِيل، حدثنا طالب بْن حبيب بْن سهل [1] بْن قيس، أَخْبَرَنَا أَبِي، قال: خرجت مع أَبِي أيام الحرة [2] ، فأصابه حجر، فقال:
تعس من أفزع رَسُول اللَّهِ. قلت: وما ذاك؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من أفزع الأنصار فقد أفزع ما بين هذين، وأشار إلى جنبيه.
2309- سهل بن قيس بن أبى كعب
(ب د ع) سهل بْن قيس بْن أَبِي كعب، واسمه عمرو، بْن القين بْن كعب بْن سواد بْن كعب بْن سلمة الأنصاري الخزرجي السلمي.
شهد بدرًا، وقتل يَوْم أحد شهيدًا.
أخرجه الثلاثة.
قلت: ذكره ابن منده بِإِسْنَادِهِ، عَنْ موسى بْن عقبة، عَنِ ابن شهاب، فيمن شهد بدرًا، فقال: من سواءة بْن غنم: سهل بْن قيس بْن أَبِي كعب بْن القين، وكذا ذكره أول الترجمة سواءة، وهو وهم، والصواب سواد، والله أعلم.
2310- سهل بن قيس المزني
(د ع) سهل بْن قيس المزني، من مزينة. حديثه عند كثير بْن عَبْد اللَّهِ بْن عمرو بْن عوف المزني، عَنْ عامر بْن عَبْد اللَّهِ المزني، عَنْ سهل بْن قيس المزني، قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ليس عَلَى من أسلف مالًا زكاة. أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
2311- سهل بن مالك
(ب د ع) سهل بْن مالك بْن عبيد بْن قيس، وقيل: سهل بْن عبيد بْن قيس، ولا يصح سهل بْن عبيد، ولا سهل بْن مالك، ولا يثبت لأحدهما صحبة ولا رؤية ولا رواية، يقال:
إنه حجازي، سكن المدينة، قيل: إنه أخو كعب بْن مالك.
لم يرو عنه إلا ابنه مالك بْن سهل، أو ابنه يوسف بْن سهل، حديثه يدور عَلَى خَالِد بْن عمرو القرشي، وهو منكر الحديث، متروكه، وحديثه في فضل أَبِي بكر، وعمر وغيرهما، قاله أَبُو عمر.
__________
[1] ينظر ميزان الاعتدال: 2/ 333.
[2] كانت وقعة الحرة أيام يزيد بن معاوية سنة 64 هـ بالمدينة.(2/324)
وقال ابن منده وَأَبُو نعيم: سهل بْن مالك، يقال: إنه أخو كعب بْن مالك، روى عنه ابنه يوسف أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما رجع من حجة الوداع صَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَحَمِدَ اللَّه وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قال:
أيها الناس، إني راض عَنْ أَبِي بكر الصديق، وَإِن أبا بكر لم يسؤلى قط، فاعرفوا له ذلك، أيها الناس، إني راض عَنْ عمر، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ، وَطَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ وَسَعْدٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن عوف، والمهاجرين الأولين، فاعرفوا ذلك لهم، أيها الناس، إن اللَّه عزّ وجل قد غفر لأهل بدو والحديبية، أيها الناس، احفظوني في أصحابي وأصهاري، وَإِذا مات أحد من المسلمين، فقولوا فيه خيرا. أخرجه الثلاثة.
2312- سهل بن منجاب
سهل بْن منجاب التميمي.
استعمله النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى صدقات بطون من بني تميم، فإن تميمًا لما أسلمت فرق النَّبِيّ فيهم عماله، منهم: قيس بْن عاصم، وسهل ومالك بْن نويرة، والزبرقان، وصفوان بْن صفوان، وغيرهم.
ذكرهم الطبري.
2313- سهل
(د ع) سهل. غير منسوب، كان اسمه حزنًا فسماه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سهلًا.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم، ورويا عَنْ عبد المهيمن بْن عباس بْن سهل بْن سعد، عَنْ أبيه عَنْ جده أن رجلًا كان اسمه حزنًا، فسماه رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سهلا، هذا لفظ ابن منده.
وقال أَبُو نعيم: عَنْ أبيه، عَنْ جده أَنَّهُ كان اسمه حزنًا فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم سهلا. فهو سهل ابن سعد الساعدي.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
2314- سهم بن مازن
(د ع) سهم، آخره ميم، هو سهم بْن مازن، وقيل: ابن مدرك، مولى زيد الديلمي، وهو جد يزيد بْن سنان، تقدم ذكره في حرف الزاي [1] .
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
2315- سهيل بن بيضاء
(ب د ع) سهيل، تصغير سهل، هو سهيل بْن بيضاء، وقد تقدم نسبه عند أخيه سهل بْن بيضاء، وهو قرشي، من بنى فهر.
__________
[1] ينظر ترجمة زيد الديلميّ: 2/ 287(2/325)
قديم الإسلام، هاجر إِلَى أرض الحبشة، ثُمَّ عاد إِلَى مكة، وهاجر إِلَى المدينة، فجمع الهجرتين جميعًا، ثم شهد بدرًا وغيرها، ومات بالمدينة في حياة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سنة تسع، وصلى عليه رَسُول اللَّهِ في المسجد، ولم يعقب، قاله يونس بْن بكير عَنِ ابن إِسْحَاق.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ سَوْرَةَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ حَمْزَةَ، عَنْ عَبَّادِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَت: صَلَّى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى سُهَيْلِ بْنِ بَيْضَاءَ فِي الْمَسْجِدِ.
قال أنس بْن مالك: كان أسن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر وسهيل بن بيضاء.
أخرجه الثلاثة.
2316- سهيل بن الحنظلية
(د ع) سهيل بن الحنظلية. وقيل: ابن حنظلة العبشمي. قاله مسلم بْن إِبْرَاهِيم، عَنْ أبان بْن يَزِيدَ [1] ، عَنْ قتادة، عَنْ أَبِي العالية، عَنْ سهيل بْن الحنظلية العبشمي، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قال: لا يجتمع قوم عَلَى ذكر اللَّه عز وجل إلا قيل لهم: قوموا مغفورًا لكم.
ورواه سليمان التيمي، وشيبان، عَنْ قتادة، فقالا: سهل. أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
2317- سهيل بن خليفة
(د ع) سهيل بْن خليفة. يكنى أبا سوية المنقري، نسيب قيس بْن عاصم، عداده في المهاجرين، تقدم ذكره.
2318- سهيل بن رافع
(ب د ع) سهيل بْن رافع بْن أَبِي عمرو بْن عائذ قال ابن هشام: عائذ بْن ثعلبة بْن غنم بْن مالك بْن النجار الأنصاري النجاري.
شهد بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقال موسى بْن عقبة، كان له ولأخيه سهل مربد، وهو موضع مسجد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وتوفي في خلافة عمر بْن الخطاب.
أخرجه الثلاثة، إلا أن ابن منده لم يذكر أَنَّهُ صاحب المربد، لأنه يظن أن صاحب المربد سهل وسهيل ابنا بيضاء، والله أعلم
2319- سهيل بن سعد
(د ع) سهيل بْن سعد، أخو سهل بْن سعد الساعدي، تقدم نسبه في ترجمة أخيه، روى عمرو بْن قيس، عَنْ سعد بْن سَعِيد، أخي يحيى بْن سَعِيد، قال: سمعت سهيل بْن سعد، أخا سهل، يقول: دخلت الْمَسْجِدَ، وَالنَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصلاة، فصليت، فلما انصرف
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: مرثد وينظر ميزان الاعتدال 1/ 16(2/326)
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رآني أركع ركعتين، فقال: ما هاتان الركعتان؟ فقلت: يا رَسُول اللَّهِ، جئت وقد أقيمت الصلاة فأحببت أن أدرك معك الصلاة، ثم أصلي، فسكت، وكان إذا رضي شيئًا سكت.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو نعيم: ذكره بعض المتأخرين، وهو وهم، والصواب ما رواه ابن عيينة وابن نمير وغيرهما، عَنْ سعد بْن سَعِيد، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيم، عَنْ قيس بْن عمرو، جد سعد بْن سَعِيد، قال: انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنا أصلي بعد الصبح، فذكر نحوه.
2320- سهيل بن عامر
(ب) سهيل بْن عامر بْن سعد الأنصاري. استشهد يوم بئر معون. [1] أخرجه أبو عمر كذا.
2321- سهيل بن عبيد
(ع س) سهيل بْن عبيد بْن النعمان الأنصاري.
روى موسى بْن عقبة، عَنِ ابن شهاب في تسمية من شهد بدرا من الأنصار، من بني النجار:
سهيل بْن عبيد بْن النعمان. لا عقب له.
أخرجه أَبُو نعيم، وأبو موسى.
2322- سهيل بن عتيك
(د ع) سهيل بْن عتيك بْن النعمان، وقيل: سهل، من بني النجار، شهد بدرًا، وقد ذكرناه في سهل، وهو أكثر.
أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم.
2323- سهيل بن عدي
(ب) سهيل بْن عدي الأزدي. من أزد شنوءة، حليف بني عبد الأشهل من الأنصار، قتل يَوْم اليمامة شهيدا.
أخرجه أَبُو عمر مختصرا.
2324- سهيل بن عمرو
(س) سهيل بْن عمرو. وقيل: سهل، صاحب المربد، ذكر في ترجمة أخيه سهل، وقيل: سهيل بْن رافع بْن أَبِي عمرو، وهذا قد ذكروه أَنَّهُ شهد بدرًا.
أخرجه أَبُو موسى، وقد تقدم القول في أخيه، في ترجمتيهما.
__________
[1] كان ذلك في تمام السنة الثالثة من الهجرة بعد أربعة أشهر من أحد وبئر معونة ماء من مياه بنى سليم. ينظر: «جوامع السيرة» لابن حزم: 178.(2/327)
2325- سهيل بن عمرو القرشي
(ب د ع) سهيل بْن عَمْرو بْن عبد شمس بْن عبد ود بْن نصر بْن مالك بْن حسل بن عامر ابن لؤي بْن غالب بْن فهر القرشي العامري، أمه [1] حبى بنت قيس بْن ضبيس بْن ثعلبة بْن حيان بْن غنم بْن مليح بْن عمرو الخزاعية. يكنى أبا يزيد.
أحد أشراف قريش وعقلائهم وخطبائهم وساداتهم. أسر يَوْم بدر كافرًا، وكان أعلم [2] الشفة، فقال عمر: يا رَسُول اللَّهِ، أنزع ثنيتيه، فلا يقوم عليك خطيبًا أبدًا؟ فقال: دعه يا عمر، فعسى أن يقوم مقامًا تحمده عليه، فكان ذلك المقام أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما توفي ارتجت مكة، لما رأت قريش من ارتداد العرب، واختفى عتاب بْن أسيد الأموي أمير مكة للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقام سهيل بْن عمرو خطيبًا، فقال: يا معشر قريش، لا تكونوا آخر من أسلم وأول من ارتد، والله إن هذا الدين ليمتدن امتداد الشمس والقمر من طلوعهما إِلَى غروبهما ... في كلام طويل، مثل كلام أَبِي بكر في ذكر وفاة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأحضر عتاب أسيد، وثبتت قريش عَلَى الإسلام.
وكان الذي أسره يَوْم بدر مالك بْن الدخشم. وأسلم سهيل يَوْم الفتح.
روى جرير بْن حازم، عَنِ الحسن، قال: حضر الناس باب عمر بْن الخطاب، رضي اللَّه عنه، وفيهم سهيل بْن عمرو، وَأَبُو سفيان بْن حرب، والحارث بْن هشام، وأولئك الشيوخ من مسلمة الفتح، فخرج آذنه، فجعل يأذن لأهل بدر كصهيب، وبلال، وعمار، وأهل بدر، وكان يحبهم، فقال أَبُو سفيان: ما رأيت كاليوم قط، إنه ليؤذن لهؤلاء العبيد ونحن جلوس لا يلتفت إلينا، فقال سهيل بْن عمرو- قال الحسن: ويا له من رجل، ما كان أعقله! - فقال: أيها القوم، إني والله قد أرى ما في وجوهكم، فأن كنتم غضابًا فاغضبوا عَلَى أنفسكم، دعي القوم ودعيتم، فأسرعوا وأبطأتم، أما والله لما سبقوكم به من الفضل أشد عليكم فوتًا من بابكم هذا الذي تنافسون عليه. ثم قال: أيها الناس إن هؤلاء سبقوكم بما ترون، فلا سبيل، والله، إِلَى ما سبقوكم إليه، فانظروا هذا الجهاد فالزموه، عسى اللَّه أن يرزقكم الشهادة، ثم نفض ثوبه، فقام، فلحق بالشام.
قال الحسن: صدق والله، لا يجعل اللَّه عبدًا أسرع [إليه [3]] كعبد أبطأ عنه.
وخرج سهيل بأهل بيته إلا ابنته هندًا إِلَى الشام مجاهدا، فماتوا هناك، ولم يبق إلا ابنته هند، وفاختة بنت عتبة بْن سهيل، فقدم بهما عَلَى عمر، وكان الحارث بْن هشام قد خرج إلى
__________
[1] في المطبوعة: أمه أم حبي، والمثبت عن الأصل، وكتاب نسب قريش: 418.
[2] الأعلم: المشقوق الشفة العليا.
[3] عن الاستيعاب: 671.(2/328)
الشام، فلم يرجع من أهله إلا عبد الرحمن بْن الحارث، فلما رجعت فاختة وعبد الرحمن قال عمر: زوجوا الشريد الشريدة، ففعلوا، فنشر اللَّه منهما عددًا كثيرًا، فقيل مات سهيل في طاعون عمواس، في خلافة عمر، سنة ثمان عشرة.
وهذا سهيل هو صاحب القضية يَوْم الحديبية مع رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم، حين اصطلحوا، ذكر مُحَمَّد بْن سعد عَنِ الواقدي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مسلم، قال: لم يكن أحد من كبراء قريش الذين تأخر إسلامهم فأسلموا يَوْم الفتح، أكثر صلاة ولا صومًا ولا صدقة، ولا أقبل عَلَى ما يعنيه من أمر الآخرة، من سهيل بْن عمرو، حتى إنه كان قد شحب وتغير لونه، وكان كثير البكاء، رقيقًا عند قراءة القرآن، لقد رئي يختلف إِلَى معاذ بْن جبل يقرئه القرآن وهو يبكى، حتى خرج معاذ من مكة، فقال له ضرار بْن الأزور: يا أبا يزيد، تختلف إِلَى هذا الخزرجي يقرئك القرآن! ألا يكون اختلافك إِلَى رجل من قومك؟ فقال: يا ضرار، هذا الذي صنع بنا ما صنع حتى سبقنا كل السبق، لعمري اختلف، لقد وضع الإسلام أمر الجاهلية، ورفع اللَّه أقوامًا بالإسلام كانوا في الجاهلية لا يذكرون، فليتنا كنا مع أولئك فتقدمنا، وَإِني لأذكر ما قسم اللَّه لي في تقدم أهل بيتي الرجال والنساء، ومولاي عمير بْن عوف فأسر به، وأحمد اللَّه عليه، وأرجو أن يكون اللَّه نفعني [1] بدعائهم ألا أكون هلكت عَلَى ما مات عليه نظرائي وقتلوا، فقد شهدت مواطن كلها أنا فيها معاند للحق، يَوْم بدر، ويوم أحد، ويوم الخندق، وأنا وليت أمر الكتاب يَوْم الحديبية يا ضرار، إني لأذكر مراجعتي رَسُول اللَّهِ يومئذ، وما كنت ألظّ [2] به من الباطل، فأستحيى من رَسُول اللَّهِ وأنا بمكة، وهو يومئذ بالمدينة، ثم قتل ابني عَبْد اللَّهِ يَوْم اليمامة شهيدًا، فعزاني به أَبُو بكر، وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الشهيد ليشفع لسبعين من أهل بيته، فانا أرجو أن أكون أول من يشفع له. قيل: استشهد باليرموك وهو عَلَى كردوس [3] ، وقيل: بل استشهد يَوْم الصفر [4] ، وقيل:
مات في طاعون عمواس، والله أعلم.
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] في المطبوعة: ينفعني.
[2] ألظ به: ألزمه.
[3] الكردوس: كتيبة من الخيل.
[4] كان سنة أربع عشرة من الهجرة، ومرج الصفر سهل واسع قبلي دمشق، وكان طاعون عمواس سنة ثمان عشرة، وعمواس ضيعة على ستة أميال من الرملة، على طريق بيت المقدس، وفد ذكر الذهبي ان ابنه أبا جندل هو الّذي استشهد في الطاعون (العبر: 1/ 22) .(2/329)
2326- سهيل بن قيس
سهيل بْن قيس بْن أَبِي كعب، واسم أَبِي كعب عَمْرو بْن القين الأنصاري الخزرجي، وهو ابن عم كعب بْن مالك الصحابي المشهور، شهد بدرًا. قاله ابن الكلبي
باب السين والواو
2327- سواء بن الحارث
(د ع) سواء بْن الحارث النجاري.
قال المطلب بْن عَبْد اللَّهِ بْن حنطب: قلت لبني سواء بن الحارث: أبو كم الذي جحد بَيَّعَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ! فقالوا [1] : لا تقل إلا خيرًا، قد أعطاه بكرة [2] ، وقال: إن اللَّه عز وجل يبارك لك فيها، فما أصبحنا نسوق من الغنم سارحًا ولا بارحًا [3] ولا مملوكًا إلا منها.
وهذا سواء هو الذي باع الفرس من النَّبِيّ، وشهد به خزيمة بْن ثابت، وقيل: هو سواء بْن قيس، ونذكره بعد، إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
قلت: كذا قال أَبُو نعيم: النجاري. وأظنه تصحيفًا، فإن بني النجار كانوا أعرف باللَّه وبرسول اللَّه من أن يبيعوه بيعة ويجحدونها، وَإِنما هو محاربي، عَلَى ما نذكره في سواء بْن قيس، والمحارب يتصحف بالنجارى.
2328- سواء بن خالد
(ب د ع) سواء بْن خَالِد، من بني عامر بْن ربيعة بْن عامر بْن صعصعة، وهو أخو حبة بْن خَالِد، وقد اختلف في نسبهما فقيل ما ذكرناه، وقيل: هو خزاعي، وقد تقدم ذكره عند أخيه حبة، وكذلك حديثهما.
أَخْبَرَنَا يحيى بْنُ مَحْمُودِ بن سعد بإسناده إلى أبي بكر بن أبي عاصم، قال: أخبرنا أبو بكر ابن أَبِي شَيْبَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ سَلامِ بْنِ شُرَحْبِيلَ، قَالَ: سَمِعْتُ سَوَاءَ وَحَبَّةَ ابْنَيْ خَالِدٍ يَقُولانِ: دَخَلْنَا عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ يُعَالِجُ شَيْئًا [4] ، فَأَعَنَّاهُ عَلَيْهِ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: لا تَيْأَسَا مِنَ الرِّزْقِ مَا تَهَزْهَزَتْ [5] رُءُوسُكُمَا، فَإِنَّ الإِنْسَانَ تَلِدُهُ أُمُّهُ لَيْسَ عَلَيْهِ قِشْرٌ [6] ، ثُمَّ يرزقه اللَّه، عز وجل. أخرجه الثلاثة.
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: فقال، والمثبت عن الإصابة.
[2] البكر: الفتى من الإبل، والأنثى بكرة.
[3] السارح: ما غدت للمرعى.
[4] في ترجمة حبة: بناء.
[5] تهزهزت: تحركت.
[6] القشر: اللباس.(2/330)
2329- سواء بن قيس
(س) سواء بْن قيس المحاربي.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمَدِينِيُّ إِذْنًا، عَنْ كِتَابِ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْحَارِثِ كِتَابَةً، أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْعَطَّارُ، أخبرنا أبو حفص بن شَاهِينَ، أَخْبَرَنَا نَصْرُ بْنُ الْقَاسِمِ الْفَرَائِضِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ الْعُكْلِيُّ، يَعْنِي زَيْدَ بْنَ الْحُبَابِ، أَخْبَرَنِي محمد بن زرارة ابن خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، حَدَّثَنِي عُمَارَةُ بْنُ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْتَاعَ فَرَسًا مِنْ سَوَاءِ بْن قَيْسٍ الْمُحَارِبِيِّ، فَجَحَدَهُ، فَشَهِدَ لَهُ خزيمة، فقال له رسول الله: وَمَا حَمَلَكَ عَلَى الشَّهَادَةِ، وَلَمْ تَكُنْ مَعَنَا حَاضِرًا؟ قَالَ: صَدَّقْتُكَ بِمَا جِئْتَ بِهِ، وَعَلِمْتُ أَنَّكَ لا تَقُولُ إِلا حَقًّا، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من شهد لَهُ خُزَيْمَةُ، أَوْ شَهِدَ عَلَيْهِ، فَحَسْبُهُ. ومنهم من قاله: سواء بْن الحارث، وقد تقدم ذكره. وفرق بينهما ابن شاهين فجعلهما ترجمتين، وهما واحد.
أخرجه أَبُو موسى، وقد تقدم الكلام في سواء بْن الحارث، والله أعلم.
2330- سواد بن زيد
سواد، بزيادة دال في آخره، هو سواد بْن زيد بْن ثعلبة بْن عبيد الأنصاري الخزرجي السلمي، شهد بدرا.
قاله ابن الكلبي.
2331- سواد بن عمرو
(ب د ع) سواد بْن عمرو بْن عطية بْن خنساء بْن مبذول بْن عَمْرو بْن غنم بْن مازن بْن النجار الأنصاري النجاري، ثم من بني مازن، وقيل: سوادة، بزيادة هاء. سكن البصرة، وهو أخو غزية وسراقة ابني عمرو بْن عطية.
روى إِسْحَاق بْن عمرو بْن سليط، عَنْ أبيه، عَنِ الحسن، عَنْ سواد بْن عمرو الأنصاري، وكان يصيب من الخلوق، فتلقاه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرتين أو ثلاثًا، فنهاه، وأنه لقيه ذات يَوْم، ومعه جريدة، فطعن بها في بطنه، فخدشه، فقال: يا رَسُول اللَّهِ، أقصني [1] ، أو أقدني. فحسر رَسُول اللَّهِ عَنْ بطنه، وقال: اقتص. فلما رَأَى بطن رَسُول اللَّهِ ألقى الجريدة، وعلق يقبلها.
قاله أَبُو عمر.
__________
[1] أقصنى: مكنى من أخذ القصاص، وهو أن يفعل به مثل فعله، ومثله: أقدنى.(2/331)
أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ مَكَارِم الْمُؤَدِّبُ بِإِسْنَادِهِ عن أَبِي زَكَرِيَّا يَزِيدَ بْنِ إِيَاسٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شُعَيْبٍ الْبَغْدَادِيُّ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ بِشْرٍ، أَخْبَرَنَا الْمُعَافَى، عَنْ هِشَامِ بْن حَسَّانَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ سَوَادِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّهُ قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي رَجُلٌ قَدْ أُعْطِيتُ الْجَمَالَ، وَأُعْطِيتُ مَا تَرَى، فَلا أُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى مِثْلَهُ أَحَدٌ، أَفَمِنَ الْكِبْرِ هَذَا يَا رَسُول اللَّهِ؟ فَقَالَ: لا، وَلَكِنَّ الْكِبْرَ مَنْ بَطَرَ الْحَقَّ وَغَمِصَ [1]- أَوْ غَمِطَ- النَّاسَ. أخرجه الثلاثة.
2332- سواد بن غزية
(ب) سواد بْن غزية الأنصاري، من بني عدي بْن النجار، وقيل: هو حليف لهم، من بنى بلىّ ابن عمرو بْن الحاف بْن قضاعة.
شهد بدرًا والمشاهد بعدها، وهو الذي أسر خَالِد بْن هشام المخزومي بوم بدر، وهو كَانَ عامل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على خيبر، فأتاه بتمر جنيب [2] ، قد اشترى منه صاعًا بصاعين من الجمع.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ بإسناده، عن يونس بن بكير، عن ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ وَاسِعٍ، عَنْ أَشْيَاخٍ مِنْ قَوْمِهِ: أَنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَدَلَ الصُّفُوفَ يَوْمَ بَدْرٍ، وَفِي يَدِهِ قِدْحٌ يُعَدِّلُ بِهِ الْقَوْمَ، فَمَرَّ بِسَوَادِ بْنِ غَزِيَّةَ، حَلِيفِ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ، وَهُوَ مُسْتَنْتِلٌ [3] مِنَ الصَّفِّ، فَطَعَنَهُ رَسُول اللَّهِ بِالْقِدْحِ فِي بَطْنِهِ، وَقَالَ: اسْتَوِ يَا سَوَادُ، فَقَالَ: يَا رَسُول اللَّهِ، أَوْجَعْتَنِي، وَقَدْ بَعَثَكَ اللَّهُ بِالْحَقِّ، فَأَقِدْنِي. فَكَشَفَ رَسُول اللَّهِ عَنْ بَطْنِهِ، وَقَالَ: اسْتَقْدِ.
فَاعْتَنَقَهُ، وَقَبَّلَ بَطْنَهُ، وَقَالَ: مَا حَمَلَكَ عَلَى هَذَا يَا سَوَادُ؟ فَقَالَ: يَا رَسُول اللَّهِ، حَضَرَ مَا تَرَى، وَلَمْ آمَنِ الْقَتْلَ، فَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ آخِرَ الْعَهْدِ بِكَ أَنْ [4] يَمَسَّ جِلْدِي جِلْدَكَ، فَدَعَا لَهُ رَسُول اللَّهِ بِخَيْرٍ. أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ، وَقَالَ أَبُو عُمَرَ: وَقَدْ رُوِيَتْ هَذِهِ الْقِصَّةُ لِسَوَادِ بْنِ عَمْرٍو، لا لِسَوَادِ بْنِ غزيّة.
2333- سواد بن قارب
(ب د ع) سواد بْن قارب الأزدي الدوسي. قاله ابن الكلبي، وسعيد بْن جبير، وقال ابن أَبِي خيثمة: هو سدوسي من بني سدوس. وكان كاهنًا في الجاهلية، له صحبة، وكان شاعرا.
__________
[1] غمصه: احتقره، ومثله غمط.
[2] الجنيب: نوع جيد من أنواع التمر، والجمع: تمر مختلط من أنواع متفرقة وليس مرغوبا فيه، وما يخلط إلا لرداءته.
[3] مستنتل: متقدم.
[4] في الأصل والمطبوعة: وأن، ينظر سيرة ابن هشام: 1/ 626.(2/332)
روى أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن عَلِيٍّ، قال: دخل سواد بْن قارب السدوسي عَلَى عمر بْن الخطاب، فقال له: يا سواد، هل تحسن اليوم من كهانتك شيئًا؟ قال: سبحان اللَّه! والله ما استقبلت أحدًا من جلسائي بمثل الذي استقبلتني به. فقال: سبحان اللَّه يا سواد! ما كنا عليه من شركنا أعظم مما كنت عليه من كهانتك، والله، يا سواد، قد بلغني عنك حديث، إنه يعجب، فحدثنيه. قال: كنت كاهنًا في الجاهلية، فبينا أنا ذات ليلة نائم إذ أتاني رئيي، فضربني برجله، وقال لي: يا سواد، اسمع ما أقول لك، قلت: هات، فقال:
عجبت للجن وأنجاسها [1] ... ورحلها العيس بأحلاسها [2]
تهوي إِلَى مكة تبغي الهدى ... ما مؤمنوها مثل أرجاسها [3]
فارحل إِلَى الصفوة من هاشم ... واسم بعينيك إِلَى راسها [4]
وذكر الحديث، وقال: فعلمت أن اللَّه، عز وجل، قد أراد بى خيرا، فسرت حتَّى أتيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبرته أخرجه الثلاثة.
2334- سواد بن قطبة
(س) سواد بْن قطبة. أخرجه حمزة بْن يوسف السهمي [5] ، في تاريخ جرجان، فيمن دخلها من الصحابة مع سويد بْن مقرن، سنة ثمان عشرة.
أخرجه أَبُو موسى مختصرًا.
2335- سواد بن مالك
سواد بْن مالك بْن سواد، سماه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عبد الرحمن قاله ابن الكلبي.
2336- سواد بن يزيد
(ب) سواد بْن يَزِيدَ. ويقال: رزن [6] ، ويقال: ابن رزين، ويقال: ابن زريق [7] بْن ثعلبة ابن عبيد بْن عدي بْن غنم بْن كعب بن سلمة الأنصاري السّلمى.
__________
[1] في الاستيعاب 674: وتطلابها.
[2] في الاستيعاب: وشدها العيس بأقتابها.
[3] يروى في الاستيعاب: ما صادق الجن ككذابها.
[4] يروى في الاستيعاب: ليس قدامها كأذنابها.
[5] ينظر ترجمة سماك بن مخرمة: 2/ 453.
[6] في الأصل والمطبوعة: رزين، والمثبت عن الطبقات: 3/ 2: 116، وفي الاستيعاب: رزق، وينظر جوامع السيرة: 137.
[7] في الأصل والمطبوعة: رزيق، بتقديم الراء، والمثبت عن سيرة ابن هشام: 1/ 698، وكل شيء في الأنصار:
زريق، كما يقول الذهبي في المشتبه: 314، وفي طبقات ابن سعد 3/ 2: 116 «وقال محمد بن إسحاق وأبو معشر: سواد ابن زريق بن ثعلبة، وهذا عندنا تصحيف من رواتهم» يعنى أن «رزن» هو الجادة.(2/333)
شهد بدرًا وأحدًا، أخرجه أَبُو عمر، وهو نسبه، ومثله نسبه ابن الكلبي إلا أَنَّهُ قال: سواد ابن زيد [1] ، ولم يشك.
2337- سوادة بن الربيع
(ب) سوادة، بزيادة هاء بعد الدال، هو ابن الربيع الجرمي.
روى عنه سلم بْن عبد الرحمن. وقيل: روى سلم، عَنْ سريع مولى سوادة، عَنْ سوادة.
أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرٍ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هِبَةِ الله بإسناده، عن عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أبي، حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، أَخْبَرَنَا الْمُرَجَّى بْنُ رَجَاءٍ الْيَشْكُرِيُّ، حَدَّثَنِي سَلْمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ سَوَادَةَ بْنَ الرَّبِيعِ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلْتُهُ، فَأَمَرَ لِي بَذَوْدٍ، ثُمَّ قَالَ لِي: إِذَا رَجَعْتَ إِلَى أَهْلِكَ فَمُرْهُمْ فَلْيُحْسِنُوا غِذَاءَ رِبَاعِهِمْ [2] ، وَمُرْهُمْ فَلْيُقَلِّمُوا أَظْفَارَهُمْ، وَلا يَعْبِطُوا [3] بِهَا ضُرُوعِ مَوَاشِيهِمْ إِذَا حَلَبُوا.
ورَوَاهُ أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ سَلْمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سريعٍ مَوْلَى سَوَادَةَ، عَنْ سَوَادَةَ. أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ، وَأَبُو نُعَيْمٍ.
2338- سوادة بن عمرو القاري
(ب) سوادة بْن عمرو القاري، وقيل: سواد، وهو الذي أقاده رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من نفسه روى عنه الحسن، وابن سيرين، وقد ذكرناه في سواد.
أخرجه أبو عمر.
2339- سوادة بن عمرو
(ب) سوادة بْن عمرو. روى عَنْهُ أَبُو سلمة بْن عبد الرحمن.
أخرجه أبو عمر مختصرًا، وقال: أظنه الأول، يعني الذي قبل هذه الترجمة، وهذه الترجمة والتي قبلها أخرجهما أَبُو عمر، وهما وسواد بْن عمرو بْن عطية واحد، وَإِنما بعضهم زاد فيه هاء، وبعضهم أسقطها، ولهذا لم يخرجهما ابن منده ولا أبو نعيم، والله أعلم.
__________
[1] ومثله في جمهرة أنساب العرب لابن حزم: 341.
[2] الرباع، بكسر الراء جمع ربع، وهو ما ولد من الإبل في الربيع، وإحسان غذائها أن لا يستقصى حلب أمهاتها إبقاء عليها.
[3] أي: لا يشددوا الحلب فيعقروها ويدموها بالعصر.(2/334)
3340- سويبط بن حرملة
(ب د ع) سويبط. بْن حرملة، وقيل: سويبط بْن سعد بْن حرملة بْن مالك بْن عميلة بْن السباق بْن عبد الدار بْن قصي بْن كلاب القرشي العبدري، أمه امرأة من خزاعة تسمى هنيدة.
أسلم قديمًا وهاجر إِلَى الحبشة، ولم يذكره موسى بْن عقبة فيمن هاجر إِلَى الحبشة، وذكره غيره، وشهد بدرًا، وهو الذي سار مع أَبِي بكر ونعيمان إِلَى الشام، فباعه نعيمان، وقد ذكرنا القصة في نعيمان.
أخرجه الثلاثة، إلا أن أبا عمر ذكر هاهنا أن سويبطًا باع نعيمان، وذكر في ترجمة نعيمان أن نعيمان هو الذي باع سويبطًا، وهو الصحيح.
2341- سويبق بن حاطب
(ب) سويبق بْن حاطب بْن الحارث بْن هيشة الأنصاري. قتل يَوْم أحد شهيدًا قتله ضرار بن الخطاب.
أخرجه أبو عمر.
2342- سويد بن جبلة
(ب د ع) سويد بْن جبلة الفزاري. لا تصح له صحبة، روى عنه لقمان بن عامر، وراشد ابن سعد، ذكره أَبُو زرعة الدمشقي في الصحابة، وأنكره أَبُو حاتم، وحديثه مرسل.
روى الجراح بْن مليح، عَنِ الزبيدي، عَنْ لقمان، عَنْ سويد بْن جبلة أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: لتزدحمن هذه الأمة عَلَى الحوض ازدحام إبل وردت لخمس [1] . وله حديث: العارية مؤدّاة.
أخرجه الثلاثة
2343- سويد بن الحارث
(س) سويد بْن الحارث الأزدي. أورده أَبُو نعيم في غير كتاب المعرفة.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى كِتَابَةً، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بن عبد الله، أخبرنا الحسن ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ، أَخْبَرَنَا الْقَاضِي عُمَرُ بْنُ الْحَسَنِ الأُشْنَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَدَّادُ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيَّ، حَدَّثَنِي شَيْخٌ بِسَاحِلِ دِمَشْقَ، يقال
__________
[1] الخمس: أن تشرب يوم وردها، وتصدر يومها ذلك، وتظل بعد ذلك اليوم في المرعى ثلاثة أيام سوى يوم الصدر، وترد اليوم الرابع.(2/335)
لَهُ: عَلْقَمَةُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ سُوَيْدٍ الأَزْدِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي سُوَيْدِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: وفدت عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَابِعَ سَبْعَةٍ مِنْ قَوْمِي، فَأَعْجَبَهُ مَا رَأَى مِنْ سَمْتِنَا وَزِيِّنَا، فَقَالَ: مَا أَنْتُمْ؟
قُلْنُا: مُؤْمِنُونَ. فَتَبَسَّمَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقَالَ: إِنَّ لِكُلِّ قَوْلٍ حَقِيقَةً، فَمَا حَقِيقَةُ إِيمَانِكُمْ؟
قَالَ سُوَيْدٌ: قُلْنَا: خَمْسَ عَشْرَةَ خَصْلَةً، خَمْسٌ مِنْهَا أَمَرَتْنَا رُسُلُكَ أَنْ نُؤْمِنَ بِهَا، وَخَمْسٌ أَمَرَتْنَا رُسُلُكَ أَنْ نَعْمَلَ بِهَا، وَخَمْسٌ مِنْهَا تَخَلَّقْنَا بِهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَنَحْنُ عَلَيْهَا إِلا أَنْ تَكْرَهَ مِنْهَا شَيْئًا، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا الْخَمْسُ الَّتِي أَمَرَكُمْ رُسُلِي أَنْ تُؤْمِنُوا بِهَا؟ قُلْنَا: أَنْ نُؤْمِنَ باللَّه، وَمَلائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ. قَالَ: وَمَا الْخَمْسُ الَّتِي أَمَرَتْكُمْ رُسُلِي أَنْ تَعْمَلُوا بِهَا؟ قُلْنَا: نَقُولُ: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَمُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، وَنُقِيمُ الصَّلاةَ، وَنُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَنَحُجَّ الْبَيْتَ، وَنَصُومُ رَمَضَانَ. قَالَ: وَمَا الْخَمْسُ الَّتِي تَخَلَّقْتُمْ بِهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ؟ قُلْنَا: الشَّكْرُ عِنْدَ الرَّخَاءِ، وَالصَّبْرُ عِنْدَ الْبَلاءِ، وَالصَّبْرُ فِي مَوَاطِنِ اللِّقَاءِ، وَالرِّضَا بِمُرِّ الْقَضَاءِ، وَالصَّبْرُ عِنْدَ شَمَاتَةِ الأَعْدَاءِ.
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: حُلَمَاءُ عُلَمَاءُ، كَادُوا مِنْ صِدْقِهِمْ أَنْ يَكُونُوا أنبياء.
أخبرنا أبو موسى.
2344- سويد بن حنظلة
(ب د ع) سويد بْن حنظلة. سمع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سكن البادية. أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَبِي مَنْصُورِ بْنِ سُكَيْنَةَ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو النَّاقِدُ، أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى، عَنْ عَمَّتِهِ، عَنْ أَبِيهَا سُوَيْدِ بْنِ حَنْظَلَةَ، قَالَ: أَتَيْنَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَعْنَا وَائِلُ بْنُ حُجْرٍ الْحَضْرَمِيُّ، فَأَخَذَهُ قَوْمٌ عَدُوٌّ لَهُ، فَتَحَرَّجَ الْقَوْمُ أَنْ يَحْلِفُوا، وَحَلَفْتُ أَنَا أَنَّهُ أَخِي، فَخُلِّيَ سَبِيلُهُ، فَأَتَيْنَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رسول الله، إِنَّ الْقَوْمَ أَبَوْا أَنْ يَحْلِفُوا، وَتَقَدَّمْتُ أَنَا فَحَلَفْتُ أَنَّهُ أَخِي. فَقَالَ: صَدَقْتَ الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ.
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن إبراهيم.
أخرجه الثلاثة.
2345- سويد بن زيد
(د ع) سويد بْن زيد الجذامي، أخو رفاعة، وفد مع أخويه عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ذكر موسى ابن سهل فيمن نزل فلسطين.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم مختصرا.(2/336)
2346- سويد مولى سلمان
(د ع) سويد مولى سلمان الفارسي. ذكره البخاري، وقال: له صحبة، ذكره عَنِ ابن قهزاد.
أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم مختصرا.
2347- سويد بن الصامت
(ب س) سويد بْن الصامت بْن خَالِد بْن عقبة بْن خوط بْن حبيب بْن عمرو بْن عوف الأنصاري الأوسي أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ السَّمِينِ بِإِسْنَادِهِ، عَنْ يونس بن بكير، عن ابن إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ أَشْيَاخٍ مِنْ قَوْمِهِ، قَالُوا: قَدِمَ سُوَيْدُ بْنُ الصَّامِتِ، أَخُو بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، مَكَّةَ حَاجًّا أَوْ مُعْتَمِرًا، فَتَصَدَّى لَهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ودَعَاهُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَإِلَى الإِسْلامِ، فَقَالَ لَهُ سُوَيْدٌ: لَعَلَّ الَّذِي مَعَكَ مِثْلُ الَّذِي مَعِي. فَقَالَ رَسُول اللَّهِ:
وَمَا الَّذِي مَعَكَ؟ قَالَ: مَجَلَّةُ لُقْمَانَ. يَعْنِي حِكْمَةَ لُقْمَانَ، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اعْرِضْهَا عَلَيَّ. فَعَرَضَهَا عَلَيْهِ، فَقَالَ. إِنَّ هَذَا لَكَلامٌ حَسَنٌ، وَالَّذِي مَعِي أَفْضَلُ مِنْهُ، قُرْآنٌ أَنْزَلَهُ اللَّهُ عَلَيَّ، وَهُوَ هُدًى وَنُورٌ، فَتَلا عَلَيْهِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَدَعَاهُ إِلَى الإِسْلامِ، فَلَمْ يَبْعُدْ، وَقَالَ: إِنَّ هَذَا لَقَوْلٌ حَسَنٌ. ثُمَّ انْصَرَفَ، وَقَدِمَ الْمَدِينَةَ عَلَى قَوْمِهِ، فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ قَتَلَتْهُ الْخَزْرَجُ، فَكَانَ رِجَالٌ مِنْ قَوْمِهِ يَقُولُونَ: إِنَّا لَنَرَاهُ مَاتَ مُسْلِمًا، وَكَانَ قَتْلُهُ يَوْمَ بُعَاثٍ [1] .
قال أَبُو عمر: أنا أشك في إسلام سويد بْن الصامت، كما شك فيه غيري ممن ألف في هذا، وكان شاعرًا محسنًا كثير الحكم في شعره، وكان قومه يدعونه الكامل، لحكمة [2] شعره وشرفه فيهم، وهو القائل:
ألا رب من تدعو صديقًا ولو ترى ... مقالته بالغيب ساءك ما يفري [3]
مقالته كالشهد ما كان شاهدًا ... وبالغيب مأثور عَلَى ثغرة النحر [4]
يسرك باديه وتحت أديمه ... نميمة غش تبترى عقب الظهر [5]
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 425، 427.
[2] في سيرة ابن هشام 1/ 426: لجلده، وشعره، وشرفه، ونسبه.
[3] يفرى: يختلق.
[4] المأثور: السيف.
[5] في الأصل والمطبوعة: «منيحة شريفترى عقب الظهر» . والمثبت عن سيرة ابن هشام: 1/ 426. وتبترى: تنحت، والعقب: العصب.(2/337)
تبين لك العينان ما هو كاتم ... من الغل والبغضاء بالنظر الشزر [1]
فرشني بخير طالما قد بريتني ... وخير الموالي من يريش ولا يبري [2]
أخرجه أَبُو عمر وَأَبُو موسى
2348- سويد بن صخر
سويد بْن صخر الجهني. أسلم قديمًا، وشهد الحديبية، وبايع بيعة الرضوان، وهو أحد الأربعة الذين حملوا ألوية جهينة.
قاله الطبري
2349- سويد بن طارق
(ب د ع) سويد بْن طارق، ويقال: طارق بْن سويد، وهو الصواب، وهو من حضرموت.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُبَيْدٍ الْوَاعِظُ، وَغَيْرُهُ، قَالُوا بِإِسْنَادِهِم إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى السُّلَمِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ: أَنَّهُ سَمِعَ عَلْقَمَةَ بْنَ وَائِلٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ شَهِدَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَسَأَلَهُ سُوَيْدُ بْنُ طَارِقٍ- أَوْ طارق ابن سُوَيْدٍ- عَنْ الْخَمْرِ، فَنَهَاهُ، فَقَالَ: إِنَّهَا يُتَدَاوَى بِهَا! فَقَالَ رَسُول اللَّهِ: لَيْسَتْ بِدَوَاءٍ، وَلَكِنَّهَا دَاءٌ.
وَرَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ طَارِقِ بْنِ سُوَيْدٍ. وَلَمْ يشك، ولم يقل:
عن أبيه.
ورواه أَبُو النَّضْرِ، وَأَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ طَارِقٍ.
وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي طَارِقِ بْنِ سُوَيْدٍ. أخرجه الثلاثة
2350- سويد بن عامر
(ب د ع) سويد بْن عامر بْن زيد بْن حارثة الأنصاري. سكن الكوفة، روى عنه مجمع بْن يحيى، لا تعرف له صحبة، قاله ابن منده.
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: «والنظر الشزر» . والنظر الشزر: هو النظر بمؤخر العين، وأكثر ما يكون في حال الغضب وإلى الأعداء.
[2] راشه: قواه وأعانه على معاشه وأصلح حاله. والبري: النحت والقطع.(2/338)
روى يزيد بْن هارون، عَنْ مجمع بْن يحيى، عَنْ سويد بْن عامر الأنصاري، قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: بلوا [1] أرحامكم ولو بالسلام.
ورواه وكيع، وعبد الواحد بْن زياد، وابن المبارك، عَنْ مجمع. أخرجه الثلاثة
2351- سويد أبو عبد الله
(د ع) سويد أَبُو عَبْد اللَّهِ الباهلي، وقيل: الألهاني [2] العكي، وهم فخذ من الأشعريين قاله أَبُو نعيم.
وقال ابن منده: الألهاني العكي، وهم فخذ من الأشعريين، روى عتبة بْن أَبِي حكيم، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن سويد الألهاني، فخذ من الأشعريين، عَنْ أبيه، قال: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم، أو حدثني من سمعه، قال: إن اللَّه جعل هذا الحي من لخم وجذام بالشام قوتهم لأهل اليمن معونة، كما جعل يوسف معونة لأهل يعقوب عليهم السلام. أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
2352- سويد أبو عقبة
(ب د ع) سويد أَبُو عقبة الأنصاري، وقيل: الجهني، وقيل: المزني. روى عنه ابنه عقبة أَخْبَرَنَا يحيى بْنُ مَحْمُودِ بْنِ سَعْدٍ إجازة بإسناده إلى ابن أبي عاصم، حدثنا أَبُو سَعِيدٍ دُحَيْمٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، مِنْ أَصْحَابِ النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فقلنا مَعَ رَسُول اللَّهِ مِنْ غَزْوَةِ خَيْبَرَ، فَبَدَا لَهُ أَحُدٌ، فَقَالَ:
اللَّهُ أَكْبَرُ، جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ. وروي عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم في اللّقطة.
أخرجه الثلاثة
2353- سويد بن علقمة
(د ع) سويد بْن علقمة بْن معاذ الأنصاري. مجهول، لا تعرف له صحبة، من ولده إِبْرَاهِيم بْن حيان.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
__________
[1] أي: ندوها بصلتها.
[2] كذا، وفي الإصابة: سويد الأهلي، وفي مستدرك تاج العروس، مادة أهل: وسويد الآهلى- بكسر الهاء- الأشعري، صحابى.(2/339)
2354- سويد بن عمرو
(ب) سويد بْن عمرو. قتل يَوْم مؤتة شهيدًا، وكان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخى بينه وبين وهب بْن سعد بْن أَبِي سرح العامري.
أخرجه أَبُو عمر مختصرا.
2355- سويد بن عباس
(د ع) سويد بْن عياش الأنصاري. أحد من بعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في هدم مسجد الضرار.
روى عكرمة، عَنِ ابن عباس: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم بعث عامر بْن قيس، وعاصم بْن عدي، وسويد بْن عَيَّاشٍ، ليهدموا المسجد، يعني الذي بني عَلَى النفاق.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم
. 2356- سويد بن غفلة
(ب د ع) سويد بْن غفلة بْن عوسجة بْن عامر بن وداع بْن معاوية بْن الحارث بْن مالك بْن عوف بْن سعد بْن عوف بْن حريم بْن جعفي بْن سعد العشيرة، الجعفي.
أدرك الجاهلية كبيرًا، وأسلم في حياة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يره، وأدى صدقته إِلَى مصدق النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم قدم المدينة، فوصل يَوْم دفن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان مولده عام الفيل، وسكن الكوفة.
أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَلِيٍّ الأَمِينُ الصُّوفِيُّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيِّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ [1] ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أبى ليلى الكمندى، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ، قَالَ: أَتَانَا مُصَدِّقُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَرَأْتُ فِي عَهْدِهِ: لا يُجْمَعُ بَيْنَ مُتَفَرِّقٍ، وَلا يُفَرَّقُ بَيْنَ مُجْتَمَعٍ خَشْيَةَ الصَّدَقَةِ [2] .
ورَوَاهُ مَيْسَرَةُ وَصَالِحٌ، عَنْ سُوَيْدٍ، وَزَادَ فِيهِ: فَأَتَاهُ رَجُلٌ بِنَاقَةٍ عَظِيمَةٍ فَأَبَى أَنْ يَأْخُذَهَا، ثُمَّ أَتَاهُ بِأُخْرَى دُونَهَا فَأَبَى أَنْ يَأْخُذَهَا، وَقَالَ: أَيُّ أَرْضٍ تَقِلَّنِي، وَأَيُّ سَمَاءٍ تُظِلُّنِي إِذَا أَتَيْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أَخَذْتُ خِيَارَ مَالِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ.
وشهد سويد القادسية، فصاح الناس: الأسد الأسد. فخرج إليه سويد بْن غفلة، فضرب الأسد عَلَى رأسه، فمر سيفه في فقار ظهره، وخرج من عكوة [3] ذنبه.
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: إسرائيل. وينظر سنن ابى داود، كتاب الزكاة.
[2] ينظر النهاية لابن الأثير: فرق.
[3] العكوة: أصل الذنب.(2/340)
وشهد سويد صفين مع علي، وعاش إِلَى أن مات بالكوفة زمن الحجاج، سنة ثمانين، وقيل:
سنة اثنتين وثمانين، وقيل: إحدى وثمانين وكان عمره مائة سنة وثمانيًا وعشرين سنة، وقيل:
سبع وعشرون سنة.
أخرجه الثلاثة.
2357- سويد بن قيس
(ب د ع) سويد بْن قيس العبدي، أَبُو مرحب، وقيل: أَبُو صفوان.
أَخْبَرَنَا أَبُو منصور بن مكارم بن أحمد بْنِ سَعْدٍ الْمُؤَدِّبُ الْمَوْصِلِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ نَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ صَفْوَانَ، أَخْبَرَنَا الْخَطِيبُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ السَّرَّاجُ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَنَسٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ طَوْقٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو جَابِرٍ زَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ حِبَّانَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ، أخبرنا المعافى بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: جَلَبْتُ أَنَا وَمَخْرَمَةُ الْعَبْدِيُّ بَزًّا مِنْ هَجَرَ، فَأَتَيْنَا مَكَّةَ، فَأَتَانَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَابْتَاعَ مِنَّا سَرَاوِيلَ، وَثَمَّ وَزَّانٌ يَزِنُ بِالأَجْرِ، فَقَالَ لَهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: زِنْ وَأَرْجِحْ. فَقَالَ رَجُلٌ: مَنْ هَذَا؟ فَقِيلَ: هَذَا رَسُول اللَّهِ.
وقد اختلف في حديثه، فرواه ابن المبارك وَأَبُو الأحوص والحماني وَأَبُو عبد الرحمن المقرى، عَنِ الثوري، عَنْ سماك، عَنْ سويد مثل ما ذكرناه..
ورواه غندر، عَنْ شعبة، عَنْ سماك، قال: سمعت مالكًا أبا صفوان بْن عميرة، يقول: بعث من رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة رجل [1] سراويل. أخرجه الثلاثة.
2358- سويد بن مخشى
(ب) سويد بْن مخشي، أَبُو مخشي الطائي، وقيل فيه: أربد [2] بْن مخشي ذكره أَبُو معشر، وغيره فيمن شهد بدرًا.
أخرجه أَبُو عمر.
2359- سويد بن مقرن
(ب د ع) سويد بْن مقرن بْن عائذ بْن ميجا [3] بن هجير بْن نصر بن حبشية بن كعب بن ثور ابن هذمة بْن لاطم بْن عثمان بْن عَمْرو بْن أد المزني، أخو النعمان بْن مقرن، ويقال لولد عثمان بن
__________
[1] يعنى رجلي سراويل، وهذا كمال يقال: زوج نعل، وهما زوجان، وبعضهم يسمى السروال رجلا.
[2] في الأصل والمطبوعة: أزيد، ينظر: 1/ 73.
[3] في الأصل والمطبوعة: منجا، والضبط عن المشتبه: 617، وطبقات ابن سعد: 6/ 11.(2/341)
عمرو وأخيه أوس: مزينة، نسبوا إِلَى أمهم مزينة بنت كلب بْن وبرة، يكنى أبا عدي، وقيل:
أَبُو عمرو. سكن الكوفة.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مِهْرَانَ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ، بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ. قَالَ:
حدثنا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ هِلالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ سُوَيْدِ ابن مُقَرِّنٍ، قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُنَا سَبْعَةَ إِخْوَةٍ مَا لَنَا خَادِمٌ إِلا وَاحِدَةٌ، فَلَطَمَهَا أَحَدُنَا، فَأَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَعْتِقَهَا.
وروى عنه أَنَّهُ قال: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يقول: من قتل دون ماله فهو شهيد. أخرجه الثلاثة.
2360- سويد بن النعمان
(ب د ع) سويد بْن النعمان بْن مالك بْن عَامِر [1] بن مجدعة بْن جشم بْن حارثة بْن الحارث بْن الخزرج بْن عمرو بْن مالك بْن الأوس، الأنصاري الأوسي الحارثي.
شهد أحدًا، وما بعدها من المشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، يعد في أهل المدينة.
أَخْبَرَنَا مِسْمَارُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعُوَيْسِ أَبُو بَكْرٍ، وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَرَايَا بْنِ عَلِيٍّ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ، بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْجُعْفِيِّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ يحيى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ النُّعْمَانِ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ خَرَجَ مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم عام خيبر، حتى إذا كانوا بالصهباء، وهي أدنى خَيْبَرَ، فَصَلَّى الْعَصْرَ، ثُمَّ دَعَا بِالأَزْوَادِ فَلَمْ يُؤْتَ إِلا بِالسَّوِيقِ، فَأَمَرَ بِهِ فَثُرِّيَ [2] ، فَأَكَلَ رَسُول اللَّهِ، وَأَكَلْنَا مَعَهُ، ثُمَّ قَامَ إِلَى الْمَغْرِبِ، فَمَضْمَضَ، وَمَضْمَضْنَا، ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ [3] .
أخرجه الثلاثة.
2361- سويد بن هبيرة
(ب د ع) سويد بْن هبيرة بْن عبد الحارث الديلي، وقيل: العبدي [4] قاله أَبُو عمر، سكن البصرة.
روى عنه إياس بْن زهير: أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: خير مال الرجل المسلم سكة مأبورة [5] ، أو مهرة مأمورة.
__________
[1] في الاستيعاب: عائذ.
[2] أي: بل بالماء.
[3] الصحيح، كتاب الوضوء: 1/ 63.
[4] بعده في الاستيعاب 681: وقيل: العدوي.
[5] السكة: الطريقة المصطفة من النخل، والمأبورة: الملقحة، ومهرة مأمورة: كثيرة النتاج.(2/342)
رواه كذا روح بْن عبادة، عَنْ أَبِي نعامة، عَنْ إياس بْن زهير، عَنْ سويد بْن هبيرة، ورواه عبد الوارث، ومعاذ بْن معاذ، عَنْ أَبِي نعامة، عَنْ إياس، عَنْ سويد، قال: بلغني عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَأَبُو نعامة اسمه: عمرو بْن عِيسَى.
وقول أَبِي عمر: ديلي، وقيل: عبدي. هما واحد، فإن الديل بطن من عبد القيس، وهو الديل بْن عَمْرو بْن وديعة بْن لكيز بْن أفصى بْن عبد القيس.
وقال أَبُو أحمد الحاكم: هو عدوي، من عدي بْن عبد مناه بْن أد، والله أعلم.
أخرجه الثلاثة
. 2362- سويد
(د ع) سويد غير منسوب. وقيل: أَبُو سويد، وهو الصواب. رواه يونس بْن يحيى أَبُو نباتة، عَنْ هشام بْن سعد، عَنْ حاتم بْن أَبِي نصر، عَنْ عبادة بْن نسي، عَنْ سويد، رجل من أصحاب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلّى على المتسحّرين.
ورواه ابن وهب، عَنْ هشام بِإِسْنَادِهِ، فقال: أَبُو سويد [1] .
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
باب السِّين والياء
2363- سيابة بن عاصم
(ب د ع) سيابة بْن عاصم السلمي، وهو سيابة بْن عاصم بْن شيبان بْن خزاعي بن محارب ابن مرة بْن هلال بْن فالج بْن ذكوان بْن ثعلبة بْن بهثة بْن سليم.
روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال يَوْم حنين، أنا ابن العواتك [2] . وله وفادة. روى عنه عمرو بْن سَعِيد بْن العاص، أقبل هو وابن أخيه الجحاف بْن حكيم من الكوفة، وله بسروج [3] والرها عقب كثير.
أخرجه الثلاثة.
2364- سيار بن بلز
(ع س) سيار بْن بلز، والد أَبِي العشراء الدارمي. اختلف في اسمه، فقيل: مالك، وعطارد. وغير ذلك، وأورده الطبراني في هذه الترجمة.
__________
[1] سيأتي في باب الكنى أن صوابه: أبو سوية.
[2] العواتك: جمع عاتكة وهن في جدات النبي صلّى الله عليه وسلّم تسع. ينظر (القاموس) .
[3] سروج: بلدة قريبة من حران، والرها: مدينة بالجزيرة فوق حران.(2/343)
أخبرنا أبو منصور بن مكارم بن أحمد بْنِ سَعْدٍ الْمُؤَدِّبُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ نَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ صَفْوَانَ، أَخْبَرَنَا الْخَطِيبُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ السَّرَّاجُ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَنَسٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ طَوْقٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو جَابِرٍ بْنُ زَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ حِبَّانَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ، أَخْبَرَنَا الْمُعَافَي بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الْعَشْرَاءِ الدَّارِمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُول اللَّهِ، أَمَا تَكُونُ الذكاة إلا في الحلق واللبة [1] ؟ قال: لو طُعِنَتْ فِي فَخْذِهَا لأَجْزَأَكَ. أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ، وأبو موسى.
2365- سيار بن روح
(ب د ع) سيار بْن روح، أو روح بْن سيار، هكذا جاء الحديث فيه عَلَى الشك، من حديث الشاميين رواه بقية، عَنْ مسلم بْن زياد، قال: رأيت أربعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: أنس بْن مالك، وفضالة بْن عبيد، وأبا المنيب [2] ، وروح بْن سيار- أو سيار بْن روح- يرخون العمائم من خلفهم، وثيابهم إلى الكعبين.
أخرجه الثلاثة.
2366- سيدان
(ع س) سيدان، والد عَبْد اللَّهِ.
روى عبيد اللَّه بْن الغسيل، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن سيدان، عَنْ أبيه، قال: أشرف النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أهل القليب، فقال: يا أهل القليب، هل وجدتم ما وعد ربكم حقا؟ فقالوا: يا رَسُول اللَّهِ، وهل يسمعون؟ فقال: يسمعون كما تسمعون، ولكن لا يجيبون. أخرجه أَبُو نعيم، وَأَبُو موسى.
2367- سيف بن ذي يزن
(د ع) سيف بْن ذي يزن، أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأخبر جده عبد المطلب بنبوة مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصفته.
روى ثابت، عَنْ أنس بْن مالك: أن ملك ذي يزن أهدى إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حلة قد أخذت بثلاثة وثلاثين بعيرًا أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
__________
[1] الذكاة: الذبح، واللبة: موضع الذبح، وهي النقرة التي في الخلق.
[2] في الأصل والمطبوعة: المثبت، وستأتي ترجمته.(2/344)
2368- سيف بن قيس
(ب د ع) سيف بْن قيس بْن معديكرب الكندي، أخو الأشعث بْن قيس.
قال ابن الكلبي: وَفَدَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأمره أن يؤذن لهم، فلم يزل يؤذن لهم حتى مات.
قال ابن شاهين: وفد سيف بْن قيس الكندي مع أخيه الأشعث.
أخرجه الثلاثة، ونسبه أَبُو عمر هكذا، وَأَبُو موسى أيضًا، وأما ابن منده وَأَبُو نعيم، فقالا: سيف بْن معديكرب. روى يحيى بْن معين، عَنْ علي بْن ثابت، عَنِ الحارث بْن سليمان، قال: حدثني غير واحد من بني جبلة [1] ، عَنْ سيف، وهو من ولد سيف بْن معديكرب، قال: قلت: يا رَسُول اللَّهِ، هب لي أذان قومي. فوهب لي.
وأما أَبُو موسى فقال: سيف بْن قيس، وفد مع الأشعث بْن قيس إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأمره أن يؤذن لهم، فلم يزل يؤذن حتى مات، فاستدركه عَلَى ابن منده، ظنًا منه أن ابن منده لم يخرجه، وقد أخرجه، فقال: سيف بْن معديكرب، نسبه إِلَى جده، وهذا سيف هو سيف بْن قيس بْن معديكرب، أخو الأشعث بْن قيس، وهو الذي سأل الأذان، والله أعلم.
2369- سيف بن مالك
سيف بن مالك بن [أبى [2]] الأسحم بن عنّ [3] بن حبال بن نمران بن الحارث بن جبران [4] ابن وائل بْن رعين الرعيني، ثم الجيشاني [5] ، وهو أخو أَبِي تميم الجيشاني [5] ، وهو أكبر من أَبِي تميم.
أسلم في حياة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقرأ القرآن عَلَى معاذ بْن جبل، وهاجر في خلافة عمر، وشهد فتح مصر. روى عنه عقبة بْن مسلم، وعبد اللَّه بْن هبيرة، وغيرهم.
قاله ابن ماكولا.
__________
[1] في المطبوعة جبيلة، وجبلة هو جد معديكرب بن معاوية بن جبلة، ينظر جمهرة أنساب العرب: 399.
[2] ساقطة من المطبوعة.
[3] في المطبوعة: غر، وما أثبته عن الأصل، وينظر القاموس.
[4] في المطبوعة: جبران، بالجيم، والمثبت عن المشتبه: 277.
[5] في المطبوعة: الخيشانى، بالخاء، والضبط عن المشتبه: 198.(2/345)
2370- سيمويه
(ب د ع) سيمويه « [6] البلقاوي. روى عنه مَنْصُور بْن صبيح، أخو الربيع بْن صبيح أَنَّهُ قال: رأيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وسمعت من فيه إِلَى أذني، وحملنا القمح من البلقاء إِلَى المدينة، فبعنا، وأردنا أن نشترى تمرا من تمر المدينة، فمنعونا، فأتينا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأخبرناه، فقال للذين منعونا: أما يكفيكم رخص هذا الطعام بغلاء هذا التمر الذي يحملونه، ذروهم يحملوه. وكان سيمويه من أهل البلقاء نصرانيًا شماسًا، فأسلم، وحسن إسلامه، وعاش عشرين ومائة سنة.
أخرجه الثلاثة.
__________
[6] في المطبوعة: سيمونة، والمثبت عن الأصل، وينظر المشتبه: 369، والاستيعاب: 692.(2/346)
باب الشين(2/347)
باب الشين والألف والباء
2371- شافع بن السائب
(س) شافع بْن السائب بْن عبيد بْن عبد يزيد بْن هاشم بْن المطلب بْن عبد مناف بْن قصي القرشي المطلبي، جد الشافعي، أمه أم ولد.
روى الخطيب أَبُو بكر الْبَغْدَادِيّ ما أَخْبَرَنَا به أَبُو موسى المديني، قال: أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُور عبد الرحمن بْن عبد الواحد بْن زريق، أَخْبَرَنَا أَبُو بكر أحمد بْن عَلِيِّ بْنِ ثابت، قال: سمعت أبا الطيب طاهر بْن عَبْد اللَّهِ الطبري، يقول: شافع بْن السائب، الذي ينسب إليه الشافعي، قد لقي النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو مترعرع، وأسلم أبوه السائب يوم بدر.
أخرجه أبو موسى.
2372- شاه اليماني
(س) شاه. أخرجه أَبُو موسى، وقال: ورد ذكره في حديث أَبِي سلمة، عَنْ أَبِي هريرة، عَنِ النَّبِيّ صلى اللَّه عليه وسلم، حين ذكر حرمة مكة، فقال: لا يختلى خلاها [1] ولا يعضد شجرها، فقال شاه اليماني: اكتب لي يا رَسُول اللَّهِ، فقال: اكتبوا لأبي شاه.
كذا يقوله إِسْمَاعِيل بْن جَعْفَر، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرو، عَنْ أَبِي سلمة، وفي رواية يحيى بْن أَبِي كثير، عَنْ أَبِي سلمة: أَبُو شاه، وهو الصحيح. أخرجه أبو موسى.
2373- شباث بن خديج
(ب س) شباث بْن خديج بْن سلامة بْن أوس بْن عمرو بْن كعب بْن القراقر [2] بْن الضحيان [3] البلوي، حليف لبني حرام بن كعب من الأنصار.
شهد أبوه العقبة، وهو أحد السبعين، وولد ابنه شباث ليلة العقبة، وأمه أم شباث، وهي أم منيع أيضًا بنت عمرو بْن عدي بْن سنان بْن نابي الأنصارية السلمية، من بني سلمة، وأسلمت وشهدت خيبر مع زوجها قاله مُحَمَّد بْن سعد.
أخرجه أبو عمر، وأبو موسى.
__________
[1] الخلا: النبات الرطب الرقيق ما دام رطبا، واختلاؤه: قطعه. ولا يعضد: لا يقطع.
[2] يروى أيضا: الفرافر، بالفاء، ينظر جوامع السيرة: 84.
[3] كذا في الأصل، وطبقات ابن سعد: 8/ 298، وفي المطبوعة: الصحيان.(2/349)
شباث: بضم الشين، وفتح الباء الموحدة، وبعد الألف ثاء مثلثة، وخديج: بفتح الخاء المعجمة، وكسر الدال، وآخره جيم، وحرام: بالحاء المفتوحة والراء.
2374- شبث بن سعد
(د ع) شبث بْن سعد البلوي. شهد فتح مصر، وله صحبة، وقد ذكر في كتاب الفتوح قاله أَبُو سَعِيد بْن يونس.
روى ابن لهيعة، عَنِ الْوَلِيد بْن أَبِي الْوَلِيد، عَنْ أبان، عَنْ شبث بْن سعد أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، قال: إن العبد ليخرج إليه يَوْم القيامة كتاب فيه حسناته. وذكر الحديث. أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
2375- شبر بن صعفوق
(س) شبر بْن صعفوق بْن عمرو بْن زرارة بْن عدس بْن زَيْد بْن عَبْد اللَّهِ بْن دارم التميمي الدارمي.
قال الحاكم أَبُو أحمد النيسابوري: وفد شبر عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأمره عَلَى صدقة قومه.
أخرجه أَبُو موسى، وقال: وجدته في نسخة كتاب أَبِي أحمد بفتح الشين والباء، وصعقوق:
بقافين، وقال ابن ماكولا: بفتح الشين، وسكون الباء، وصعفوق: بفاء وآخره قاف، والله أعلم.
2376- شبرمة
(د ع) شبرمة. غير منسوب. له صحبة، توفي في حياة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
روى عطاء، عَنِ ابن عباس: أن النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وسلم سمع رجلًا يلبي عَنْ شبرمة، فدعاه وقال:
هل حججت؟ قال: لا. قال: هذه عَنْ نفسك، وحج عَنْ شبرمة. وقد روى عَنْ طاوس، عَنِ ابن عباس، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قال: حج هذه عَنْ شبرمة، ثم حج عَنْ نفسك، وهو وهم، والأول أصح.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
2377- شبل والد عبد الرحمن
(ب) شبل، والد عبد الرحمن بْن شبل. روى عنه ابنه عبد الرحمن، ولا يعرف هو ولا ابنه، ولا يصح حديثه عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ نهى عن نقرات الغراب [1] في الصلاة.
__________
[1] في المطبوعة: نقران. ونقرات جمع نقرة، يريد تخفيف الركوع والسجود، وأنه لا يكون فيه إلا قدر وضع الغراب منقاره فيما يريد أكله.(2/350)
وله حديث أخر: لا تقوم الساعة حتى يؤخذ نعل قرشي [1] ، فيقال: هذا نعل قرشي، وهو حديث منكر.
أخرجه أبو عمر.
2378- شبل بن معبد
(ب د ع س) شبل بْن معبد المزني، وقيل: ابن خليد، وقيل: ابن خَالِد.
قال الطبري: شبل بْن معبد بْن عُبَيْد بْن الحارث بْن عَمْرو بْن عَلِيِّ بْن أسلم بْن أحمس بْن الغوث بْن أنمار البجلي. ومثله نسبه أَبُو أحمد العسكري، وهو أخو أَبِي بكرة لأمه، وهم أربعة إخوة لأم واحدة اسمها سمية، وهم الذين شهدوا عَلَى المغيرة بْن شعبة بالزنا.
أَخْبَرَنَا يحيى بْنُ محمود بن سعد إجازة بإسناده إلى ابن أَبِي عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ، وَشِبْلِ بْنِ خُلَيْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الأَمَةُ تَزْنِي قَبْلَ أَنْ تُحْصِنَ، قَالَ: إِنْ زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا، ثُمَّ إِنْ زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا، ثُمَّ قَالَ فِي الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ: ثُمَّ بِيعُوهَا، وَلَوْ بِحَبْلٍ مِنْ شَعَرٍ.
وَلَمْ يُتَابِعِ ابْنُ عُيَيْنَةَ عَلَى شِبْلِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ، وَرَوَاهُ أَصْحَابُ الزُّهْرِيِّ، عَنْهُ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ الأَوْسِيِّ، ويُقَالُ: إِنَّهُ الصَّحِيحُ. وروى أبو عثمان النهدي، قال: شهد أَبُو بكرة، ونافع، يعني ابن علقمة، وشبل بْن معبد، عَلَى المغيرة أنهم نظروا إليه، كما ينظرون إِلَى المرود في المكحلة، فجاء زياد [2] ، فقال عمر: جاء رجل لا يشهد إلا بحق، فقال: رأيت مجلسًا قبيحًا وانتهازًا [3] ، فجلدهم عمر.
أخرجه الثلاثة، وأخرجه أَبُو موسى، قال: شبل بن معبد، أورده الطبراني، وجمع أَبُو نعيم بينه وبين شبل بْن خَالِد، قال: وكأنهما اثنان، وذكر حديث الشهادة عَلَى المغيرة نحو حديث أَبِي نعيم.
قلت: وقد وافق أبا نعيم أَبُو عَبْد اللَّهِ بْن منده وَأَبُو عمر وَأَبُو أحمد العسكري في أن الجميع واحد، والله أعلم.
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: فرس، والمثبت عن الإصابة، وينظر الاستيعاب: 694.
[2] هو زياد بن أبيه.
[3] في المطبوعة: ونهزا، وسيأتي في باب الكنى، في ترجمة أبى بكرة قول زياد: رأيت استاتنبر، ونفسا يعلو، وساقين كأنهما أذنا حمار، ولا أعلم ما وراء ذلك.(2/351)
2379- شبيب بن حرام
شبيب بْن حرام بْن مهان بْن وهب بْن لقيط بْن يعمر الشداخ بْن عوف بْن كعب بن عامر ابن ليث بْن بكر بْن عبد مناة الكناني الليثي.
شَهِدَ الْحُدَيْبِيَةَ مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قاله هشام بْن الكلبي [1] والله تعالى أعلم.
2380- شبيب بن ذي الكلاع
(ب) شبيب بْن ذي الكلاع أَبُو روح. قَالَ: صليت خلف النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصبح، فقرأ فيها بالروم، وتردد فيها في آية.
أخرجه أَبُو عمر، وقال: هذا مضطرب الإسناد، روى عنه عَبْد الْمَلِكِ بْن عمير.
2381- شبيب بن غالب
(د ع) شبيب بْن غالب الكندي. له صحبة، سأل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ المسح عَلَى الخفين.
رواه شبيب بْن حبيب بْن غالب، عَنْ عمه شبيب بْن غالب بْن أسيد.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
2382- شبيب بن قرة
(س) شبيب بْن قرة، أو ابن أَبِي مرثد الغساني، لَهُ ذكر فِي كتاب العلاء بْن الحضرمي، الذي كتبه له رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
أخرجه أبو موسى.
2383- شبيب بن نعيم
(ع س) شبيب بْن نعيم. روى بقية بْن الْوَلِيد عَنْ أَبِي بكر بْن أَبِي مريم، عَنْ راشد بْن سعد، عَنْ شبيب بْن نعيم: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: أم ملدم [2] تأكل اللحم، وتشرب الدم، بردها وحرها من جهنم. أخرجه أَبُو نعيم، وأبو موسى.
2384- شبيل بن عوف
(ب د ع) شبيل آخره لام، هو ابن عوف بْن أَبِي حبة، أَبُو الطفيل البجليّ الأحمسي،
__________
[1] ينظر جمهرة أنساب العرب لابن حزم: 172
[2] أم ملدم: هي كنية الحمى.(2/352)
أدرك الجاهلية، ولم يُسْمَعْ مِنَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وشهد القادسية، وَإِنما روايته عَنْ عمر بْن الخطاب [1] رضي اللَّه عنه ومن بعده، وكان يصفر لحيته.
أخرجه الثلاثة.
باب الشين مع التاء ومع الجيم
2385- شتير بن شكل
(س) شتير بْن شكل بْن حميد العبسي [2] الكوفي، قيل: أدرك الجاهلية، روى عَنْ أبيه وغيره من الصحابة.
أخرجه أَبُو موسى مختصرًا.
2386- شجار السلفي
(ب) شجار السلفي. روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أخرجه أبو عمر مختصرا، وقال: أخشى أن يكون حديثه مرسلًا، وذكره أبو أحمد العسكري في الصحابة
2387- شجاع بن أبى وهب
(ب د ع) شجاع بْن أَبِي وهب، ويقال: ابن وهب بْن ربيعة بْن أسد بن صهيب بن مالك ابن كَثِير بْن غنم بْن دودان بْن أسد بْن خزيمة الأسدي حليف لبني عبد شمس، يكنى أبا وهب أسلم قديما، وهاجر إِلَى الحبشة الهجرة الثانية، وعاد إِلَى مكة لما بلغهم أن أهل مكة أسلموا، ثم هاجر إِلَى المدينة، وشهد بدرًا، هو وأخوه عقبة بْن أَبِي وهب، وشهد المشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وآخى رَسُول اللَّهِ بينه وبين ابن خولي، وأرسله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى الحارث بْن أَبِي شمر الغساني، وَإِلى جبلة بْن الأيهم الغساني، قاله أَبُو عمر وقال ابن منده، وَأَبُو نعيم، بإسنادهما إِلَى المسور وابن إِسْحَاق: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أرسله إِلَى الحارث بْن أَبِي شمر، ورويا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه إلى جبلة ابن الأيهم واستشهد شجاع يَوْم اليمامة، وهو ابن بضع وأربعين سنة، وكان أجنى [3] نحيفًا أخرجه الثلاثة
__________
[1] ينظر طبقات ابن سعد: 6/ 105.
[2] في المطبوعة: العبديّ، والمثبت عن الأصل، وترجمة أبيه شكل، وستأتي.
[3] الأجنى: المائل الظهر، وقيل: المائل العنق.(2/353)
2388- شجرة الكندي
شجرة الكندي. أخرجه أحمد بْن يونس الضبي في الصحابة روى عنه خَالِد بْن طهمان، وهو خَالِد بْن أَبِي خَالِد، الذي روى عَنْ أنس وغيره، روى الأحوص بْن جواب [1] ، عَنْ خَالِد بْن طهمان، عَنْ شجرة الكندي قال شهد رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ جنازة، فأثنى الناس عليها خيرًا، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يدفن، فأتاه جبريل، فقال:
يا مُحَمَّد، إن هذا الرجل ليس كما أثنوا، وَإِن اللَّه قد قبل شهادتهم عليه، وغفر له ما لا يعلمون أخرجه أَبُو موسى
باب الشين والدال
2389- شداد بن الازمع
(س) شداد بْن الأزمع. قيل: إنه أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو تابعي كوفي، يروي عَنِ ابن مسعود [2] أخرجه أَبُو موسى
2390- شداد بن أسيد
(ب د ع) شداد بْن أسيد السلمي. مدني.
روى عمر بْن قيظي بْن عامر بْن شداد بْن أسيد، عَنْ أبيه، عَنْ جده، قال: أتيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فمرضت، فقال: مالك يا شداد؟ فقلت: مرضت ولو شربت من ماء بطحان [3] لبرئت، قال: فما يمنعك؟ قلت: هجرتي، قال: اذهب، فأنت مهاجر حيثما كنت. أخرجه الثلاثة، قال أَبُو عمر: أسيد، وقيل: أسيد، والفتح أكثر قلت: أما الأمير أَبُو نصر فلم يذكره إلا بالفتح، وكذلك ابن منده، وَأَبُو نعيم.
2391- شداد بن أمية
شداد بْن أمية [4] الجهني أبو عقبة. عداده في أهل الحجار، له صحبة.
روى عنه ابنه عقبة أَنَّهُ جاء إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو شيخ كبير، وأهدى له عسلًا، فقال له
__________
[1] في المطبوعة: خوات، والمثبت عن الأصل، وميزان الاعتدال: 1/ 167.
[2] ينظر طبقات ابن سعد: 6/ 137.
[3] كذا في الأصل والمطبوعة، وبطحان كما في «مراصد الاطلاع» : واد بالمدينة، وفي «الإصابة» : بطحاء، يبدو أنه الصواب.
[4] في المطبوعة: شداد بن أوس بن أمية، وينظر «ميزان الاعتدال» : 3/ 85.(2/354)
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من أين أتيت بهذا؟ فقال من ذي الضلالة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا، ولكن من ذي الهدى وهو واد حذو اليمامة يسمى الهدى. أخرجه ابن منده. وَأَبُو نعيم.
2392- شداد بن أوس
(ب د ع) شداد بْن أوس بْن ثابت بْن المنذر، وهو ابن أخي حسان بْن ثابت الأنصاري الخزرجي، وقد تقدم نسبه عند ذكر أبيه وعمه، يكنى أبا يعلى، وقيل: أَبُو عبد الرحمن، نزل بالبيت المقدس من الشام.
قال عبادة بْن الصامت: كان شداد ممن أوتي العلم والحلم، روى عنه أهل الشام.
وقال مالك: شداد بْن أوس هو ابن عم حسان بْن ثابت، والصحيح أَنَّهُ ابن أخيه.
روى عنه ابنه يعلى، ومحمود بْن لبيد، وَأَبُو الأشعث الصنعاني، وَأَبُو إدريس الخولاني، وغيرهم.
وكان شداد كثير العبادة والورع والخوف من اللَّه تعالى.
أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ مَكَارِمَ بْنِ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم نصر بن صفوان، أخبرنا على ابن إِبْرَاهِيمَ السَّرَّاجُ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَنَسٍ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ طَوْقٍ، حَدَّثَنَا أَبُو جَابِرٍ زَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامٍ، حَدَّثَنَا شهر بْنُ حَوْشَبٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ ابن شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، أَنَّ شَدَّادًا حَدَّثَهُ، عَنْ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: لتحذونّ [1] شرار هذا الأُمَّةِ عَلَى سُنَنِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، حَذْوَ الْقُذَّةِ [2] بِالْقُذَّةِ. وقال أسد بْن وداعة: كان شداد بْن أوس بْن ثابت إذا أخذ مضجعه من الليل، كان كالحبة عَلَى المقلى، فيقول: اللَّهمّ إن النار قد حالت بيني وبين النوم، ثم يقوم فلا يزال يصلي حتى يصبح.
وروى أَبُو الأشعث، عَنْ شداد، قال: مررت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثمان عشرة خلت من رمضان، فأبصر رجلًا يحتجم، فقال: أفطر الحاجم والمحجوم.
وتوفي شداد سنة إحدى وأربعين، وقيل: سنة ثمان وخمسين، وهو ابن خمس وسبعين سنة، وقيل توفي سنة أربع وستين، وقال ابن منده، عَنْ موسى بْن عقبة: إنه شهد بدرًا.
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] في المطبوعة: لتركبن.
[2] القذة: ريش السهم، أي: يعملون مثل أعمالهم كما تقدر كل قذة على قدر صاحبتها وتقطع.(2/355)
[قلت: قول ابن منده عَنْ موسى بْن عقبة: إن شداد شهد بدرًا- فهو وهم منه فإن موسى ذكر أباه أوس بْن ثابت أَنَّهُ شهد بدرًا، فوهم فيه بعض الرواة- إما ابن منده أو غيره- فقال:
إنه شداد، والله أعلم.
2393- شداد بْن ثمامة
شداد بْن ثمامة. روى حميد عَنْ أنس قال: قدم شداد بْن ثمامة عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فسأل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يكتب لبني كعب بْن أوس كتابًا، فكتب لهم، وبعث شداد بْن ثمامة عَلَى الصلاة.
ذكره ابن الدباغ الأندلسى
2394- شداد بن شرحبيل
(ب د ع) شداد بْن شرحبيل الأنصاري. قاله ابن منده، وَأَبُو نعيم.
وقال أبو عمر: إنه جهني، ولعله جهني النسب، أنصاري الحلف، يكنى أبا عقبة، يعد من أهل حمص.
روى عنه عياش بْن مونس [1] أَنَّهُ قال: مهما نسيت فأني لم أنس أني رأيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قائمًا يصلي، ويده اليمنى عَلَى يده اليسرى قابضًا عليها.
أخرجه الثلاثة.
2395- شداد بن عارض
شداد بْن عارض الجشمي. هو القائل في مَسِيرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الطائف [2]
لا تنصروا اللات إن اللَّه مهلكها ... وكيف ينصر من هو ليس ينتصر
إن التي حرقت بالنار [3] فاشتعلت ... ولم يقاتل لدى أحجارها هدر
إن الرسول متى ينزل بداركم ... يرحل، وليس بها من أهلها بشر
قاله ابن إسحاق
__________
[1] في المطبوعة: يونس، والضبط عن المشتبه: 431، 620.
[2] الأبيات في سيرة ابن هشام: 2/ 481، والأصنام للكلبي: 17.
[3] في المطبوعة: بالسد، ومثله في السيرة، والمثبت عن الأصل، وكتاب الأصنام.(2/356)
2396- شداد بن عبد الله
(ب) شداد بْن عَبْد اللَّهِ القتباني [1] قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد بني الحارث بْن كعب سنة عشر مع خَالِد بْن الْوَلِيد، فأسلموا، وحسن إسلامهم أخرجه أبو عمر
2397- شداد بن عمرو
(ع س) شداد بْن عَمْرو بْن حسل بْن الأحب بن حبيب بْن عمرو بْن شيبان بْن محارب بْن فهر بْن مَالِك الْقُرَشِيّ الفهري وهو ابن عم كرز بْن جابر، ويكنى أبا المستورد، بابنه روى إِسْمَاعِيل بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أبي حازم، عَنِ المستورد بْن شداد، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ، فأخذت بيده، فإذا هي ألين من الحرير، وأبرد من الثلج أخرجه أَبُو نعيم، وأبو موسى
2398- شداد بن عوف
شداد بْن عوف [2] . روى عمارة بْن غزية، عَنْ يعلى بْن شداد بْن عوف [عَنْ أبيه [3]] قال: كنا عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نعد الشرك الأصغر الرّياء ذكر أبو أحمد العسكري
2399- شداد بن الهاد
(ب د ع) شدّاد بن الهاد، واسم الهاد: أسامة بْن عمرو، وهو الهادي بْن عبد الله [4] بن جابر ابن بشر بْن عتواره بْن عامر بْن ليث بْن بكر بْن عبد مناة بن كنانة الكناني الليثي، حليف بني هاشم، وهو والد عَبْد اللَّهِ بْن شداد، وَإِنما قيل له الهادي لأنه كان يوقد النار ليلًا للأضياف قال أَبُو عمر: كان شداد سلفًا لرسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولأبي بكر [5] ، ولجعفر، ولعلي بْن أَبِي طالب رضي اللَّه عنهم، لأنه كان زوج سلمى بنت عميس، أخت أسماء بنت عميس وكانت،
__________
[1] في «الإصابة» : ويقال: القناني، بفتح القاف وتخفيف النون، وهو الصواب. ينظر سيرة ابن هشام: 2/ 93.
[2] عن الإصابة.
[3] قال الحافظ ابن حجر في «الإصابة» : هكذا أورده ابن الأثير، وأنا أظن أن قوله (عوف) تصحيف سمعي، وإنما هو أوس، فإن المتن مشهور من رواية يعلى بن شداد بن أوس عن أبيه.
[4] كذا نسبه مسلم بن الحجاج، فقال: شداد بن الهادي الليثي. يقال: اسم الهادي: أسامة بن عمرو بن عبد الله. وقيل:
إن اسم شداد أسامة، واسم الهادي: عمرو، وشدادا لقب أسامة، ينظر «الاستيعاب» : 695.
[5] لم يذكر في الاستيعاب أنه كان سلفا لجعفر وعلى.(2/357)
أسماء امرأة جَعْفَر، وأبي بكر، وعلي، وهي أخت ميمونة بنت الحارث، زوج النَّبِيّ صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لأمها سكن شداد المدينة، ثم تحول إِلَى الكوفة أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرِ بن أبي حبة بإسناده عن عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدّثنا جرير ابن حَازِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي إِحْدَى صَلاتَيِ الْعَشِيِّ [1] : الظُّهْرِ أَوِ الْعَصْرِ، وَهُوَ حَامِلٌ أَحَدَ ابْنَيِ ابْنَتِهِ: الْحَسَنِ أَوِ الْحُسَيْنِ، فَتَقَدَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَضَعَهُ عِنْدَ قَدَمِهِ الْيُمْنَى، ثُمَّ كَبَّرَ لِلصَّلاةِ، فَصَلَّى، فَسَجَدَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ صَلاتِهِ سَجْدَةً، فَأَطَالَهَا، فَرَفَعْتُ رَأْسِي مِنْ بَيْنِ النَّاسِ، فَإِذَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم ساجد، وَإِذَا الصَّبِيُّ عَلَى ظَهْرِهِ، فَرَجَعْتُ فِي سُجُودِي، فَلَمَّا صَلَّى قِيلَ: يا رَسُول اللَّهِ، لَقَدْ سَجَدْتَ سَجْدَةً أَطَلْتَهَا، فَظَنَنَّا أَنَّهُ قَدْ حَدَثَ أَمْرٌ، أَوْ كَانَ يُوحَى إِلَيْكَ قَالَ: كُلُّ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ، وَلَكِنَّ ابْنِي ارْتَحَلَنِي، فَكَرِهْتُ أَنْ أُعْجِلَهُ أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ
باب الشين والراء
2400- شراحيل الجعفي
(ب) شراحيل الجعفي [2] ، وقيل: شرحبيل، ويذكر في شرحبيل، إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه أَبُو عمر هكذا مختصرا.
2401- شراحيل بن زرعة
(ب د ع) شراحيل بْن زرعة الحضرمي. قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في وفد حضرموت، فأسلموا، له ذكر في حديث ابن لهيعة.
أخرجه الثلاثة.
2402- شراحيل الكندي
(د ع) شراحيل الكندي. له صحبة، روى عنه عمرو بْن قيس السكوني أَنَّهُ صلى عَلَى جنازة، فجعلهم ثلاثة صفوف.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو نعيم: ذكره بعض المتأخرين- يعني ابن منده- وهو عندي شراحيل بْن مرة، ويؤيد قول أَبِي نعيم أن أبا عمر جعل شراحيل بْن مرة كنديّا، والله أعلم.
__________
[1] مطلق وقت العشي على ما بعد الزوال إلى المغرب، وقيل: من الزوال إلى الصباح.
[2] في الأصل والمطبوعة: الحنفي، والمثبت عن الاستيعاب: 697، وترجمة شرحبيل.(2/358)
2403- شراحيل بن مرة
(ب د ع) شراحيل بْن مرة الهمداني. قاله أَبُو نعيم، وقال أَبُو عمر: هو كندي.
روى عنه حجر بْن عدي الكندي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ يقول لعلي: أبشر فإن حياتك وموتك معي. أخرجه الثلاثة، وقال أَبُو موسى [1] أخرجه أبو زكريا ابن منده عَلَى جده، وقد أخرجه جده.
2404- شراحيل المنقري
(ب د ع) شراحيل المنقري. له صحبة، يعد في الحمصيين. روى عنه أَبُو يزيد الهوذني.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ إِجَازَةً بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيل، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ ضَمْضَمِ بْنِ زُرْعَةَ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ، قَالَ:
قَالَ أَبُو يَزِيدَ الْهَوْزَنِيُّ، قَالَ شَرَاحِيلُ الْمِنْقَرِيُّ: إِنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ تُوُفِّيَ وَلَهُ أَوْلادٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، دَخَلَ بِفَضْلِ حَسَنَتِهِمُ الجنّة. أخرجه الثلاثة.
2405- شرحبيل بن أوس
(ب د ع) شرحبيل بْن أوس، وقيل: أوس بْن شرحبيل [2] . سكن حمص من الشام.
أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله بن عبد الوهاب بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبَّاسٍ وَعِصَامُ بْنُ خَالِدٍ، قَالا حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، حَدَّثَنِي نِمْرَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ عِصَامٌ، يُخْبِرُ عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ أَوْسٍ: وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فَاجْلِدُوهُ، فَإِنْ عَادَ فَاجْلِدُوهُ، فَإِنْ عَادَ فَاجْلِدُوهُ، فَإِنْ عَادَ فَاقْتُلُوهُ [3] . أخرجه الثلاثة، وقال علي بْن أحمد: شراحيل وشرحبيل: أخوان، لهما صحبة، ولهما خطة بالرها، وقال: أخبر بذلك شيوخنا من أهل حرّان.
__________
[1] كذا، ولم يذكره ابن الأثير فيمن أثبت هذه الترجمة.
[2] ينظر: 1/ 172.
[3] قال أبو عمر: وهو منسوخ بالإجماع، ينظر الاستيعاب: 698.(2/359)
2406- شرحبيل الجعفي
(ب) شرحبيل الجعفي، وقال بعضهم فيه: شراحيل. حديثه في أعلام النبوة في قصة السلعة [1] التي كانت به، شكاها إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فنفث فيها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ووضع يده عليها.
فلم ير لها أثر.
روى عنه ابنه عبد الرحمن.
أخرجه أَبُو عمر.
2407- شرحبيل ذو الجوشن
(ب د ع) شرحبيل ذو الجوشن الضبابي. تقدم في الهمزة والذال [2] أخرجه الثلاثة.
2408- شرحبيل بن حبيب
(د ع) شرحبيل بْن حبيب. زوج الشفاء بنت عَبْد اللَّهِ. له ذكر في حديث رواه الأوزاعي، عَنِ الزُّهْرِيّ، عَنْ أَبِي سلمة، عَنِ الشفاء بنت عَبْد اللَّهِ، قالت: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... قاله ابن منده، وقال أَبُو نعيم «دخلت عَلَى ابنتي، وهي تحت شرحبيل بْن حبيب، فوجدت شرحبيل في البيت..» وذكر الحديث.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو نعيم: وهم هذا المتأخر فصحف فيه في موضعين، صحف حسنة، فقال: حبيب، وصحف ابنتي، فقال: النَّبِيّ، وكلا التصحيفين ظاهر، وهذه غفلة عجيبة.
2409- شرحبيل بن حسنة
(ب د ع) شرحبيل بن حسنة، وهي أمه، واسم أبيه عَبْد اللَّهِ بن المطاع بن عبد الله بن الغطريف بن عبد العزى بن جثامة بن مالك بْن ملازم بْن مالك بْن رهم بْن سعد بْن يشكر بْن مبشر بْن الغوث بْن مر، أخي تميم بْن مر. وقيل: إنه كندي، وقيل: تميمي، وقيل غير ذلك.
يكنى أبا عَبْد اللَّهِ، وأمه حسنة مولاة لمعمر بْن حبيب بْن وهب بْن حذافة الجمحي، وكان شرحبيل حليفًا لبني زهرة، حالفهم بعد موت أخويه لأمه: جنادة وجابر ابني سفيان بْن معمر بْن حبيب، ولما مات عَبْد اللَّهِ والد شرحبيل تزوج أمه حسنة أم شرحبيل رجل من الأنصار، من بني
__________
[1] السلعة: غدة تظهر بين الجلد واللحم، إذا غمزت باليد تحركت.
[2] ينظر: 1/ 163، 2/ 171(2/360)
زريق، اسمه سفيان، وكان يقال: سفيان بْن معمر، لأن معمرًا تبناه وحالفه، وزوجه حسنة ومعها شرحبيل، فولدت جابرًا وجنادة ابني سفيان.
وأسلم شرحبيل قديمًا وأخواه، وهاجر إِلَى الحبشة هو وأخواه، فلما قدموا من الحبشة نزلوا في بني زريق في ربعهم، ونزل شرحبيل مع إخوته لأمه، ثم هلك سفيان وابناه في خلافة عمر رضي اللَّه عنه، ولم يتركوا عقبًا، فتحول شرحبيل بْن حسنة إِلَى بني زهرة، فحالفهم ونزل فيهم، فخاصمهم أَبُو سَعِيد بْن المعلى الزرقي إِلَى عمر، وقال: حليفي ليس له أن يتحول إِلَى غيري، فقال شرحبيل: ما كنت حليفًا لهم، وَإِنما نزلت مع أخوي، فلما هلكا حالفت من أردت، فقال عمر:
يا أبا سَعِيد، إن جئت ببينة وَإِلا فهو أولى بنفسه، فلم يأت ببينة، فثبت شرحبيل عَلَى حلفه.
وقال الزبير: إن حسنة زوجة سفيان بْن معمر تبنت شرحبيل، وليس بابن لها، فنسب إليها، وهي من أهل عدولي [1] ناحية من البحرين، تنسب إليها السفن العدولية [2] .
وقال أَبُو عمر: كان شرحبيل من مهاجرة الحبشة، ومن وجوه قريش. وسيره أَبُو بكر وعمر عَلَى جيش إِلَى الشام، ولم يزل واليًا عَلَى بعض نواحي الشام لعمر إِلَى أن هلك في طاعون عمواس، سنة ثمان عشرة، وله سبع وستون سنة، طعن هو وَأَبُو عبيدة بْن الجراح في يَوْم واحد.
أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرِ بن هبة الله الدقاق بإسناده عن عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أبي، حدثنا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ شَهْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، قَالَ: لَمَّا وَقَعَ الطَّاعُونُ بِالشَّامِ خَطَبَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ النَّاسَ، فَقَالَ: إِنَّ هَذَا الطَّاعُونَ رِجْسٌ، فَتَفَرَّقُوا عَنْهُ فِي هَذِهِ الشِّعَابِ، وَفِي هَذِهِ الأَوْدِيَةِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ شُرَحْبِيلَ بْنِ حَسَنَةَ، فَغَضِبَ، فَجَاءَ وَهُوَ يَجُرُّ ثَوْبَهُ مُعَلِّقٌ نَعْلَهُ بِيَدِهِ، فَقَالَ: صَحَبْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَمْرٌو أَضَلُّ مِنْ حِمَارِ أَهْلِهِ، وَلَكِنَّهُ رَحْمَةُ رَبِّكُمْ، وَدَعْوَةُ نَبِيِّكُمْ، وَوَفَاةُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ [3] .
أخرجه الثلاثة.
2410- شرحبيل بن السمط
(ب د ع) شرحبيل بْن السمط بْن الأسود بْن جبلة، وقيل: السمط بْن الأعور بن جبلة ابن عدي، وقد تقدم نسبه في الأشعث بْن قيس الكندي [4] .
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: عدول.
[2] ينظر كتاب نسب قريش: 395.
[3] ينظر المستدرك: 3/ 276.
[4] ينظر: 1/ 118.(2/361)
أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان يكنى أبا يزيد، وكان أميرًا عَلَى حمص لمعاوية، وكان له أثر عظيم في مخالفة علي وقتالة، وسبب ذلك أن عليًا أرسل جرير بْن عَبْد اللَّهِ البجلي إِلَى معاوية، فاحتبسه أشهرا، فقيل لمعاوية: إن شرحبيل عده لجرير، لتحضره ليناظر جريرًا، فاستدعاه معاوية، ووضع على طريقه من يشهد أن عليا قتل عثمان، رضي اللَّه عنهما، منهم: بسر بْن أَبِي أرطأة، ويزيد بْن أسد جد خَالِد القسري، وَأَبُو الأعور السلمي، وغيرهم، فلقي جريرًا، وناظره أن عليًا قتل عثمان، ثم خرج في مدائن الشام يخبر بذلك، ويندب إِلَى الطلب بثأر عثمان، وفيه أشعار كثيرة قد ذكرها الناس في كتبهم، فلا نطول بذكرها، فمن ذلك قول النجاشي:
شرحبيل ما للدين فارقت أمرنا ... ولكن لبغض المالكيّ جرير
وقد اختلف في صحبته، فقيل: له صحبة، وقيل: لا صحبة له.
روى عنه جبير بْن نفير، وعمرو بْن الأسود، وكثير بْن مرة الحضرمي، وغيرهم.
روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديثًا واحدًا، وهو: لا تزال طائفة من أمتي قوامة عَلَى أمر اللَّه، لا يضرها من خالفها. وروى عَنْ عمر، وسلمان، وعبادة بْن الصامت، وغيرهم.
وتوفي سنة أربعين، وصلى عليه حبيب بْن مسلمة، وحبيب توفي سنة اثنتين وأربعين.
أخرجه الثلاثة.
وقول النجاشي عَنْ جرير إنه مالكي، فهو نسبة إِلَى مالك بْن سعد بْن نذير [1] بْن قسر بْن عبقر بْن أنمار من بجيلة.
2411- شرحبيل بن عبد الرحمن
(د ع) شرحبيل بْن عبد الرحمن، أَبُو عبد الرحمن، وقيل: أَبُو عقبة الجعفي. قاله أَبُو نعيم.
رأى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. يعد فِي أعراب البصرة، روى حديثه مخلد بْن عقبة بْن شرحبيل، عَنْ جده شرحبيل أَنَّهُ قال: من تعذرت عليه التجارة فعليه بعمان.
وله أحاديث أخر، منها: أن رجلا محموما شكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: حمّى تفور [2] على شيخ كبير.
__________
[1] في المطبوعة: سعل بن بدير، ينظر جمهرة أنساب العرب: 365، ترجمة جرير: 1/ 333
[2] يروى أيضا: تثور، يعنى يظهر حرها.(2/362)
أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وذكره أبو أحمد العسكري، فقال: شرحبيل بْن أوس الجعفي.
وذكر له حديث التجارة، وهذا شرحبيل، أظنه الذي أخرجه أَبُو عمر وقال: الجعفي، وروى له حديث رقية السّلعة، والله أعلم.
2412- شرحبيل بن عبد كلال
(د ع) شرحبيل بْن عبد كلال. له ذكر في حديث عمرو بْن حزم.
روى الزُّهْرِيّ عَنْ أَبِي بكر بْن مُحَمَّدِ بْنِ عمرو بْن حزم، عَنْ أبيه، عَنْ جده: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إِلَى أهل اليمن كتابًا فيه الفرائض والسّنن، وبعث به مع عمرو بْن حزم الأنصاري.
«بسم اللَّه الرحمن الرحيم، من مُحَمَّد النَّبِيّ إِلَى شرحبيل بْن عبد كلال، والحارث بْن عبد كلال، ونعيم بْن عبد كلال، قيل ذي رعين ومعافر وهمدان» . وذكر الحديث، وقد تقدم في زرعة بْن ذي يزن.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
2413- شرحبيل أبو عمرو
شرحبيل أَبُو عمرو، ذكره ابن قانع، وروى بِإِسْنَادِهِ عَنْ عبد الوهاب بْن عمرو بْن شرحبيل، عَنْ أبيه، عَنْ جده، قال: جاء رجل إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، فقال: يا رَسُول اللَّهِ، رجل وجد عَلَى بطن امرأته رجلًا، فضربه بالسيف، فقال: كتاب الله، والشّهداء. ذكره ابن الدباغ الأندلسى.
2414- شرحبيل بن غيلان
(ب س) شرحبيل بْن غيلان بْن سلمة بْن معتب بْن مالك بْن كعب بْن عَمْرو بْن سعد بْن عوف بْن ثقيف الثقفي.
نزل الطائف، وروي عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الاستغفار بين كل سجدتين من صلاته، في حديث ذكره، ليس إسناد حديثه مما يحتج به، كان أحد الرجال الخمسة الذين بعثتهم ثقيف بإسلامهم مع عبد يا ليل، له ولأبيه صحبة، ذكره ابن شاهين، وقال: مات سنة ستين.
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى
.(2/363)
2415- شرحبيل أبو مصعب
(س) شرحبيل أَبُو مصعب. أورده القاضي أَبُو أحمد العسال [1] في الصحابة.
روى عنه ابنه مصعب أَنَّهُ قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من ابتاع سرقة أو خيانة، وهو يعلم أنها سرقة أو خيانة، فقد شرك في عارها وَإِثمها. أخرجه أَبُو موسى.
2416- شرحبيل بن معديكرب
(د ع) شرحبيل بْن معديكرب بْن معاوية بْن جبلة بْن عدي بْن ربيعة بْن معاوية الأكرمين بْن الحارث بْن معاوية بْن الحارث بْن معاوية بْن ثور بْن مرتع بْن معاوية بْن كندة الكندي، يعرف بعفيف، وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان في ألفين وخمسمائة من العطاء.
روى حديثه إِسْمَاعِيل بْن إياس بْن عفيف، عَنْ أبيه، عَنْ جده في دلائل النبوة.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم، ويرد في العين، إن شاء الله تعالى.
2417- شرحبيل
(د ع) شرحبيل. مجهول، غير منسوب، له ذكر في الصحابة.
روى حديثه ابن أَبِي مليكة، عَنْ شرحبيل، قال: لِمَا قدم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة في النصف من صفر جاءه جبريل عليه السلام، فقال: صلوات اللَّه ورحمته وبركاته عليك، لقد بلغت رسالة ربك، وصدعت [2] بالذي أمرت به ... في حديث طويل.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
2418- شريح بن أبرهة
(د ع) شريح بْن أبرهة، وقيل: شريح اليافعي، له صحبة وهو ممن بايع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وشهد فتح مصر قاله ابن يونس.
روى عمرو بْن قيس الملائي، عَنِ المحلم بْن وداعة اليمامي، عَنْ شريح الحميري، قال: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حجة الوداع حين استوت به أخفاف الإبل، يقول: لبيك اللَّهمّ لبيك ... الحديث. أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
__________
[1] هو محمد بن أحمد بن إبراهيم، أبو أحمد العمال، قاضى أصبهان، كان من كبار الحفاظ، توفى في رمضان سنة 349.
ينظر العبر: 2/ 282.
[2] أي: فرقت به بين الحق والباطل.(2/364)
وله أيضًا حديث التكبير أيام التشريق، وليس بين قولهم: يافعي وحميري اختلاف، فإن يافعًا بطن من حمير، وأظن هذا شريح هو ابن أَبِي وهب الذي يأتي ذكره.
أخرجه أَبُو عمر، ولم يسم أباه، وذكر له حديث التلبية والله أعلم.
2419- شريح بن الحارث
(ب د ع) شريح بْن الحارث بْن قيس بن الجهم بن معاوية بْن عامر بْن الرائش بْن الحارث ابن معاوية بْن ثور بْن مرتع بْن معاوية بْن كندة، أَبُو أمية، وقيل. شريح بْن الحارث بْن المنتجع بْن معاوية بْن ثور بْن عفير بْن عدي بْن الحارث بْن مرة بْن أدد الكندي، وقيل غير ذلك، وقيل: هو حليف لكندة.
أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يلقه، وقيل لقيه واستقضاه عمر بْن الخطاب عَلَى الكوفة، فقضى بها أيام عمر، وعثمان، وعلي، ولم يزل عَلَى القضاء بها إِلَى أيام الحجاج، فأقام قاضيًا بها ستين سنة.
وكان أعلم الناس بالقضاء، ذا فطنة وذكاء ومعرفة وعقل، وكان شاعرًا محسنًا له أشعار محفوظة، وكان كوسجا، لا شعر في وجهه.
روى علي بْن عَبْد اللَّهِ بْن معاوية بْن ميسرة بْن شريح القاضي، عَنْ أبيه، عَنْ جده معاوية، عَنْ شريح: أَنَّهُ جاء إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأسلم، ثم قال: يا رسول الله، إن لي أهل بيت دوى [1] عدد باليمن، فقال له: جيء بهم. فجاء بهم والنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد قبض. ولما ولي القضاء سنة ثنتين وعشرين رئي منه أنه أعلم الخلق بالقضاء، وقال له علي:
يا شريح، أنت أقضى العرب.
ولما ولي زياد الكوفة أخذ شريحًا معه إِلَى البصرة، فقضى بها سنة، وقضى مسروق بْن الأجدع بالكوفة، حتى رجع شريح، وكان مقامه بالبصرة سنة.
ولما ولي الحجاج الكوفة استعفاه شريح، فأعفاه، واستقضى أبا بردة بن أَبِي موسى.
وقال: الشافعي: إن شريحًا لم يكن قاضيًا لعمر، فقيل للشافعي: أكان قاضيًا لأحد؟ قال.
نعم، كان قاضيًا لزياد. وهذا النقل عَنِ الشافعي فيه نظر، فأن أمر شريح وأن عمر استقضاه ظاهر مستفيض، وله أخبار كثيرة في أحكامه وحلمه وعلمه ودينه، ولا نطوّل بذكرها.
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: ذر.(2/365)
وتوفي سنة سبع وثمانين، وله مائة سنة. وقال أَبُو نعيم: مات سنة ست وسبعين، وقال على ابن المديني: مات شريح سنة سبع وتسعين، وقيل: سنة تسع وتسعين، وقال أشعث بْن سوار:
مات شريح، وله مائة وعشرون سنة.
أخرجه الثلاثة.
2420- شريح الحضرميّ
(ب د ع) شريح الحضرمي. كان من أفاضل أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وقد روي سلمان بْن بلال، وابن المبارك، عَنْ يونس، عَنِ الزُّهْرِيّ، عَنِ السائب بْن يَزِيدَ، قال: ذكر شريح الحضرمي عند رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: ذلك رجل لا يتوسّد [1] القرآن.
ورواه النعمان بن راشد، عَنِ الزُّهْرِيّ، فقال: ذكر عنده مخرمة بْن شريح، وهو وهم منه. ونذكره في مخرمة، إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه الثلاثة.
2421- شريح بن أبى شريح
(د ع ب س) شريح بْن أَبِي شريح. حجازي، من الصحابة.
روى عنه أَبُو الزبير، وعمرو بْن دينار أَنَّهُ أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو يقول: كل شيء في البحر مذبوح، قال: فذكرت ذلك لعطاء، فقال: أما الطير فأرى أن نذبحه.
قال أَبُو حاتم: له صحبة.
أخرجه الثلاثة، وأخرجه أَبُو مُوسَى، فَقَالَ: استدركه أَبُو زكريا عَلَى جده وذكره جده، فقال: شريح بْن أبى شريح، وقال أبو زكريا، وَأَبُو موسى: شريح صاحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلّم، فلهذا خفي على أبى زكريا، والله أعلم.
2422- شريح بن ضمرة
(ب) شريح بْن ضمرة المزني، وهو من ولد لحي بْن جرش بْن لاطم بْن عثمان بْن مزينة، وهي أمه، وأبوه عمرو بن أدبن طابخة بْن إلياس بْن مضر، نسب ولده إليها، فيقال لولد عثمان وأوس ابني عمرو:
مزينة نسبة إِلَى أمهما مزينة بنت كلب بْن وبرة، وهو أول من قدم بصدقة مزينة عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أخرجه أبو عمر.
__________
[1] قيل في معنى الحديث: إنه لا ينام الليل عن القرآن ولم يتهجد به، فيكون القرآن متوسدا معه، بل هو يداوم قراءته ويحافظ عليها (النهاية) والمعنى المقصود أنه لا ينام عن تلاوة القرآن.(2/366)
2423- شريح بن عامر
(ب) شريح بْن عامر السعدي. من بني سعد بْن بكر، له صحبة، واستخلفه خَالِد بْن الْوَلِيد عَلَى الجزية بالبصرة حين سار إِلَى الشام، ثم ولاه عمر بْن الخطاب رضي اللَّه عنه البصرة، فقتل بناحية الأهواز.
أخرجه أبو عمر.
2424- شريح الكلابي
(س) شريح الكلابي، يعرف بذي اللحية. ذكره سَعِيد بْن يوسف الأصبهاني القرشي، وقد ذكر في الذال المعجمة [1] .
أخرجه أبو موسى.
2425- شريح بن عمرو
(س) شريح بْن عمرو الخزاعي. أورده ابن شاهين هكذا في حرف الشين، وروى له: من كان يؤمن باللَّه واليوم الآخر فليكرم ضيفه، وحديث تحريم مكة، وهو في الإسنادين هكذا شريح، وَإِنما هو أَبُو شريح، والحديثان مشهوران به، وقد وهم فيهما.
أخرجه أَبُو موسى.
2426- شريح بن المكدد
شريح بْن المكدد. وقال الطبري: هو شريح بْن مرة بْن سلمة بْن حجر بْن عدي بْن ربيعة بْن معاوية الأكرمين الكندي، وَإِنما قيل: المكدد ببيت قاله، وهو:
سلوني فكدوني [2] وَإِني لباذل لكم ما حوت كفاي في العسر واليسر وكان الأشعث بن قيس استخلفه عَلَى أذربيجان، وكان جوادًا، ووفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومثله قال الكلبي.
2427- شريح بن هانئ
(ب د ع) شريح بْن هانئ بْن يزيد بن الحارث بْن كعب، وقيل: شريح بْن هانئ ابن يزيد بن نهيك بن دريد بن سفيان بن الضّياب، واسمه سلمة بْن الحارث بْن ربيعة بْن الحارث بْن كعب الحارثي.
أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ودعا له، وبه كنى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أباه: أبا شريح، ولأبيه صحبة. وكان شريح يكنى أبا المقدام.
__________
[1] ينظر ترجمة ذي اللحية: 2/ 717.
[2] الكد: الإلحاح.(2/367)
روى عَنْ علي، وسعد بْن أَبِي وقاص، وعائشة وسمع أباه هانئًا، روى عنه ابناه مُحَمَّد، والمقدام، والشعبي، ويونس بْن أَبِي إِسْحَاق، وكان من أعيان أصحاب علي، وشهد معه حروبه، وشهد الحكمين بدومة الجندل، وبقي دهرًا طويلًا، وسار إِلَى سجستان غازيًا، فقتل بها سنة ثمان وسبعين، وكان قد أخذ الكفار عَلَى المسلمين الطريق، وحفظوا عليهم الدروب التي في الجبال، فقتل عامة ذلك الجيش، وقال شريح ذلك اليوم [1] :
أصبحت ذا بث أقاسي الكبرا ... قد عشت بين المشركين أعصرا
ثمت أدركت النَّبِيّ المنذرا ... وبعده صديقه وعمرا
ويوم مهران ويوم تسترا ... والجمع في صفينهم والنهرا
وباجميرات مع [2] المشقرا ... هيهات ما أطول هذا عمرا
قيل: إنه عاش مائة وعشرين سنة.
أخرجه الثلاثة.
2428- شريح
(ب) شريح، رجل من الصحابة، غير منسوب. روى عنه أَبُو وائل.
قال أَبُو عمر: لا أدري أهو أحد هؤلاء أم غيرهم؟ روى واصل الأحدب، عَنْ أَبِي وائل، عَنْ شريح، رجل من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: أن النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ، قال: يقول اللَّه تبارك وتعالى:
يا ابن آدم، امش إلي أهرول إليك ... في حديث ذكره. أخرجه أبو عمر.
2429- الشريد بن سويد
(ب د ع) الشريد بْن سويد الثقفي، وقيل: إنه من حضرموت، ولكن عداده في ثقيف، لأنهم أخواله، وقيل: الشريد اسمه مالك، من بني قسحم [3] بْن جذام بْن الصدف، قتل قتيلا من قومه فلحق بمكة، فحالف بني حطيط بْن جشم بْن ثقيف، ثم وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأسلم،
__________
[1] الأبيات في تاريخ الطبري: 6/ 323، وينظر المعمرون والوصايا لأبى حاتم السجستاني: 49.
[2] في الأصل والمطبوعة: وباخميرات والمشقرا. والمثبت عن تاريخ الطبري. وباجميرى: موضع دون تكريت بين بغداد والموصل. والمشقرا: مكان.
[3] في المطبوعة: قشحم، بالشين، والمثبت عن الأصل و «القاموس» .(2/368)
وبايعه بيعة الرضوان، وسماه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشريد، وهو زوج ريحانة [1] بنت أبى العاص ابن أمية.
أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ مَكَارِمَ بْنِ أَحْمَدَ الْمَوْصِلِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ نَصْرُ بْنِ صَفْوَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ السَّرَّاجُ الْخَطِيبُ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَنَسٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ طَوْقٍ، حَدَّثَنَا أَبُو جَابِرٍ زَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ حبّان، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن يَعْلَى الطَّائِفِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: اسْتَنْشَدَنِي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شِعْرَ أمية ابن أَبِي الصَّلْتِ، فَأَنْشَدْتُهُ مِائَةَ بَيْتٍ مَا أَنْشَدْتُهُ بَيْتًا مِنْهَا إِلا قَالَ: إِيهِ [2] ، حَتَّى وَفَّيْتُهَا مِائَةً، فَلَمَّا وَفَّيْتُهَا قَالَ: إِنْ كَادَ لَيُسْلِمُ. وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم في الشّفعة.
أخرجه الثلاثة.
2430- شريط بن أنس
(ب د ع) شريط [3] بْن أنس بْن مالك بْن هلال الأشجعي، جد سلمة بْن نبيط، بْن شريط.
شهد حجة الوداع مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وسمع منه خطبته، وكان ابنه نبيط ردفه، ولهما صحبة، سكن الكوفة.
أخرجه الثلاثة.
2431- شريق
(س) شريق بالقاف، والد حبيبة. ترجم له عَبْد اللَّهِ بْن أحمد بْن حنبل فِي مسند الأنصار ولم يتابعه أحد.
أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرِ [بْنُ] [4] هِبَةِ اللَّهِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ أَبِي الْحُسَامِ، حَدَّثَنِي مَوْلًى لآلِ عُمَرَ، حَدَّثَنَا صالح بن
__________
[1] ينظر كتاب نسب قريش: 101.
[2] إيه: كلمة استزادة.
[3] كذا ضبط في «القاموس» ، مادة: شرط، ونبط، وفي «الإصابة» : بفتح أوله.
[4] سقط من المطبوعة.(2/369)
كَيْسَانَ [عَنْ] [1] عِيسَى بْنِ مَسْعُودِ [بْنِ] [2] الْحَكَمِ الزّرَقِيِّ، عَنْ جَدَّتِهِ حَبِيبَةَ بِنْتِ شَرِيقٍ: أَنَّهَا كَانَتْ مَعَ أَبِيهَا، فَإِذَا بُدَيْلُ بْنُ وَرْقَاءَ عَلَى الْعَضْبَاءِ، رَاحِلَةِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَحْلِهِ يُنَادِي:
إِنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: مَنْ كَانَ صَائِمًا فَلْيُفْطِرْ، فَإِنَّهَا أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ.
رَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عِيسَى، عَنْ جَدَّتِهِ حَبِيبَةَ أَنَّهَا كانت مع أمها ابنة [3] العجماء، لم يَذْكُرِ الْحَكَمَ وَلا مَوْلَى عُمَرَ. أخرجه أَبُو موسى.
2432- شريك بن حنبل
(د ع ب) شريك بْن حنبل العبسي. روى يونس بْن أَبِي إِسْحَاق، عَنْ عمير بْن قميم [4] عَنْ شريك بْن حنبل، قال: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يقول: من أكل من هذه البقلة الخبيثة فلا يقربن المسجد، يعني الثوم.
رواه قيس وَأَبُو وكيع وغيرهما، عَنْ أَبِي إِسْحَاق، عَنْ عمير بْن قميم [4] ، عَنْ شريك، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، رَضِيَ اللَّهُ عنه. أخرجه الثلاثة.
2433- شريك بن أبى الحيسر
(ب س) شريك بْن أَبِي الحيسر، واسمه أنس بْن رافع بْن امرئ القيس بْن زيد بْن عبد الأشهل الأنصاري الأوسي الأشهلي، وهو أخو الحارث بْن أنس الذي شهد بدرًا، وشهد شريك أحدًا، ومعه ابنه عَبْد الله.
أخرجه أبو موسى، وأبو عمر.
2434- شريك بن السحماء
(ب د ع) شريك بْن السحماء وهي أمه، وأبوه عبدة بن معتّب بن الحدّ بن العجلان ابن حارثة بْن ضبيعة البلوي، وقد تكرر باقي النسب، وهو ابن عم معن وعاصم ابني عدي بْن الجد، وهو حليف الأنصار، وهو صاحب اللعان، نسب في ذلك الحديث إِلَى أمه.
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: بن، ينظر «الإصابة» وترجمة حبيبة بنت شريق.
[2] في الأصل والمطبوعة: عن، والمثبت عن خلاصة التذهيب: 258، والاستيعاب: 1809.
[3] كذا، وفي ترجمة الحكم الزرقيّ: أمها العجماء، ومثله في ترجمة حبيبة.
[4] كذا، وفي «الإصابة» : تميم.(2/370)
قيل: إنه شهد مع أبيه أحدًا، وهو أخو البراء بْن مالك لأمه. وهو الذي وهو الذي قذفه هلال بْن أمية بامرأته، قال هشام بْن حسان، عَنِ ابن سيرين، عَنْ أنس: إنه أول من لاعن في الإسلام.
وقال أَبُو نعيم: قيل: إن سحماء لم يكن اسم أمه، ولا كان اسمه شريكًا، وَإِنما كان بينه وبين ابن السحماء شركة، وهذا ليس بشيء.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مِهْرَانَ الْفَقِيهُ وَغَيْرُهُ، قَالُوا بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عِكْرِمَةُ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ هِلالَ بْنَ أُمَيَّةَ قَذَفَ امْرَأَتَهُ بِشَرِيكِ بْنِ سَحْمَاءَ، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْبَيِّنَةُ وَإِلا حَدٌّ فِي ظَهْرِكَ، فَقَالَ هِلالٌ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ إِنِّي لَصَادِقٌ، وَلْيُنْزِلَنَّ اللَّهُ فِي أَمْرِي مَا يُبَرِّئُ ظَهْرِي مِنَ الحد، فنزل: وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ [1] 24: 6 آيات اللعان. أخرجه الثلاثة.
2435- شريك بن طارق
(د ع ب) شريك بْن طارق بْن سفيان بْن قرط التميمي الحنظلي، وقيل: المحاربي، وقيل: الأشجعي، والأول أصح. قيل: هو أحد بني ثعلبة بْن عوف بْن سفيان بْن أسيد بْن عامر ابن ربيعة بْن حنظلة بْن تميم.
روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعن فروة بْن نوفل. روى عنه زياد بْن علاقة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لكل امرئ شيطان، قَالُوا: وأنت يا رَسُول اللَّهِ؟ قال: وأنا، ولكن اللَّه عز وجل أعانني عليه، فأسلم. قال أَبُو عمر: يقال: إن له صحبة، ويقال: إن حديثة مرسل عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويحدث عَنْ فروة بْن نوفل، عَنْ عائشة، وليس له خبر يدل عَلَى رؤية ولقاء إلا أن خليفة بْن خياط.
ذكره في جملة من نزل الكوفة من الصحابة، ونسبه في أشجع بْن ريث بْن غطفان. وذكره مُحَمَّد ابن سعد فيمن نزل الكوفة من الصحابة، ونسبه إِلَى حنظلة بطن من تميم.
أخرجه الثلاثة.
2436- شريك بن عبد عمرو
(ب س) شريك بْن عبد عَمْرو بْن قيظي بْن عَمْرو بْن زيد بْن جشم بن حارثة.
__________
[1] النور: 6.(2/371)
شهد أحدا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وأخوه أبو ثابت. ذكره ابن شاهين.
أخرجه أَبُو عمر وَأَبُو موسى مختصرًا إلا أن أبا موسى قال: شريك بْن عَبْد اللَّهِ بْن عمرو، وساق نسبه مثله.
2437- شريك بن وائلة
(س) شريك بْن وائلة الهذلي. أورده ابن شاهين، وروى بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابن إِسْحَاق، عَنِ ابن شهاب، قال: حدثت عَنِ المغيرة بْن شعبة، قال: قدمت عَلَى عمر بْن الخطاب، فوجدته لا يورث الجدتين: أم الأم ولا أم الأب، قال: فقلت له: يا أمير المؤمنين، قد عرفت خصماء أتوا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يعني في الجدة، فورثها، قال: ووجدته لا يورث الورثة من الدية شيئًا؟ فقلت: يا أمير المؤمنين، كان حمل بن مالك بن النابغة الهذلي، تحته امرأتان، إحداهما حبلى، وأن امرأته الأخرى قتلت الحبلى، فرفع أمرهما إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقضى أن يعقل عَنِ القاتلة عصبتها، وأن يرث المقتولة ورثتها، وذكر الحديث. قال: فأقبل رجل من هذيل، يقال له: شريك بْن وائلة إِلَى عمر بْن الخطاب رضي اللَّه عَنْهُ، فقص عليه حديث امرأتي حمل بن مالك.
أخرجه أبو موسى.
2438- شريك
(د ع) شريك. غير منسوب.
روى يعقوب القمي، عَنْ عنبسة، عَنْ عِيسَى بْن جارية [1] ، عَنْ شريك، رجل من الصحابة قال: رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: من زنى خرج من الإيمان، ومن شرب الخمر غير مكره خرج منه الإيمان. أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
باب الشين والطاء والعين والفاء
2439- شطب
(د ع) شطب [2] الممدود، يكنى أبا طويل، كندي، نزل الشام. روى عنه عبد الرحمن ابن جبير بن نفير.
__________
[1] في المطبوعة: حارثة، والضبط عن «الإصابة» ، وينظر «الميزان الاعتدال» : 3/ 310.
[2] لم أعثر على ضبط له، وفي الإصابة: قال البغوي: أظن أن الصواب عن عبد الرحمن بن جبير أن رجلا أتى النبي صلى صلّى الله عليه وسلّم طويلا شطبا، والشطب يعنى في اللغة الممدود، فظنه الراويّ اسما، فقال: عن شطب أبى طويل.(2/372)
أَخْبَرَنَا يحيى بْنُ أَبِي الرَّجَاءِ الثَّقَفِيُّ إِجَازَةً، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أبي بكر بن أبي عاصم، حدثنا محمد ابن هارون أبو جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ الْحَجَّاجِ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِي طَوِيلٍ شَطْبِ الممدود: وَهُوَ فِي ذَلِكَ لَمْ يَتْرُكْ حَاجَةً وَلا دَاجَةً [1] إِلا اقْتَطَعَهَا، فَهَلْ لِذَلِكَ مِنْ تَوْبَةٍ؟ قَالَ: هَلْ أَسْلَمْتَ؟ قَالَ: أَمَا أَنَا فَأَشْهَدُ أنا لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك لَهُ، وَأَنَّكَ رَسُولُهُ. قَالَ: نَعَمْ، تَفْعَلُ الْخَيْرَاتِ، وَتَتْرُكُ السَّيِّئَاتِ، يَجْعَلُهُنَّ اللَّهُ لَكَ كُلَّهُنَّ حَسَنَاتٍ، قَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، فَمَا زَالَ يُكَبِّرُ حَتَّى توارى.
أخرجه الثلاثة.
2440- شعبل بن أحمر
(س) شعبل [2] بْن أحمر. ذكره ابن منده في ترجمة أبيه أحمر: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتب له كتابًا، ولم يذكره ها هنا.
أخرجه أبو موسى.
2441- شعبة بن التوأم
(س) شعبة بن التّوأم. قيل: ذكره شباب [3] فيمن روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، من بني ضبة قال: وهو عم عتّاب بن شمير بن التوأم.
وأورده أيضًا سَعِيد القرشي، وقال: رأيته في مسندهم، ولا أرى له صحبة وروى جرير بْن عبد الحميد، عَنْ مغيرة بْن مقسم، عن أبيه، عن شعبة بن التوأم الضبي: أن قيس بْن عاصم سأل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الحلف، فقال: لا حلف في الإسلام وتمسكوا بحلف الجاهلية.
أكثر من روى هذا الحديث، قال: عَنْ شعبة، عَنْ قيس، وهو الصحيح، وذكره أَبُو أحمد العسكري، وقال: روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلًا، وليس لشعبة صحبة، قال: ورأيته في مسند جرير بْن عبد الحميد أخرجه في الأفراد، وهو وهم، وقد روى عَنْ قيس بْن عاصم. أخرجه أَبُو موسى.
__________
[1] الداجة: كلمة مؤكدة لحاجة.
[2] كذا ضبط في ترجمة أبيه أحمر: 1/ 68 عن محمد بن نقطة، وفي «الإصابة» : واختلف في شعبل، فقيل بالتصغير، وقيل: بوزن أحمر والموحدة.
[3] في المطبوعة: سنان، وشباب لقب خليفة بن خياط، ينظر ميزان الاعتدال: 1/ 665.(2/373)
2442- شعيب الحضرميّ
(د ب) شعيب بْن عمرو الحضرمي، قيل: له صحبة، وفي إسناد حديثه نظر.
روى سلمة بْن رجاء، عَنْ عائذ بْن شريح الحضرمي، سمع أنسًا وشعيب بْن عمرو، وناجية الحضرمي، يقولون: رأينا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصبغ بالحناء.
قال أَبُو عمر: لا يصح حديثه، يعني هذا الحديث.
أخرجه ابن مندة، وأبو عمر.
2443- شفى بن مانع
(ع د) شفي بْن مانع [1] الأصبحي، أَبُو عثمان، أورده الطبراني، وابن شاهين، والحضرمي، وغيرهم، في الصحابة، وهو مختلف في صحبته.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ حسنون، أخبرنا أبو محمد أحمد ابن عَلِيٍّ الدَّقَّاقُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْمُنْذِرِ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيِّ بْن صَفْوَانَ الْبَرْذَعِيُّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنِي ثَعْلَبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ [2] الْخَثْعَمِيُّ، عَنْ أيوب بن بشير العجلي، عن شفي بن مانع: أنّ رسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: أَرْبَعَةٌ يُؤْذُونَ أَهْلَ النَّارِ عَلَى مَا بِهِمْ مِنَ الأَذَى، يَسْعَوْنَ بَيْنَ الْحَمِيمِ وَالْجَحِيمِ، يَدْعُونَ بِالْوَيْلِ وَالثُّبُورِ: رجل يسيل فوه قيحا وَدَمًا، فَيُقَالُ لَهُ: مَا بَالُ الأَبْعَدِ قَدْ آذَانَا عَلَى مَا بِنَا مِنَ الأَذَى؟ فَيَقُولُ: إِنَّ الأَبْعَدَ كَانَ يَنْظُرُ إِلَى كُلِّ كَلِمَةٍ قذعة [3] خبيثة فيستلذها وَيَسْتَلِذُّ الرَّفَثَ ... وروى أيوب بْن بشير العجلي، عَنْ شفي بْن مانع الأصبحي، عَنْ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن في السماء أربعة أملاك، ينادون من أقصاها إِلَى أدناها: يا صاحب الخير، أبشر، ويا صاحب الشر أقصر. ويقول الآخر: اللَّهمّ، أعط منفقًا خلفًا. ويقول الآخر: اللَّهمّ أعط ممسكًا تلفا. أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى.
2444- شفى الهذلي
(ب) شفي الهذلي، والد النضر بْن شفي. يعد في أهل المدينة، ذكره بعضهم في الصحابة، ولا تصح له صحبة.
أخرجه أَبُو عمر.
__________
[1] كذا، ومثله في «القاموس» ، مادة: شفى، وفي الإصابة: ابن مانع بمثناة مكسورة.
[2] في المطبوعة: سلم، والمثبت عن «الخلاصة» 49، وميزان الاعتدال: 1/ 371.
[3] قذعة: فاحشة، وللرفث: ما ووجهت به النساء من فاحش القول.(2/374)
باب الشين والقاف والكاف
2445- شقران
(ع ب س) شقران، مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مشهور بهذا اللقب، قيل: اسمه صالح.
وكان عبدًا حبشيًا لعبد الرحمن بْن عوف، فأهداه للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقيل: بل اشتراه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منه، فأعتقه بعد بدر. وأوصى به رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند موته، وكان فيمن حضر غسل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند موته.
وقد انقرض ولد شقران، مات آخرهم بالمدينة في ولاية الرشيد، وكان بالبصرة منهم رجل قال مصعب: فلا أدري أترك عقبًا أم لا؟
وقال أَبُو معشر: شهد شقران بدرًا فلم يسهم له.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، وغير واحد، قَالُوا بِإِسْنَادِهِمْ عَنِ التِّرْمِذِيِّ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَخْرَمَ الطَّائِيُّ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ فَرْقَدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
الَّذِي أَلْحَدَ قَبْرَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو طَلْحَةَ، وَالَّذِي أَلْقَى الْقَطِيفَةَ تَحْتَهُ شَقْرَانُ، مَوْلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال جَعْفَر: وأخبرني ابن أَبِي رافع، قال: سمعت شقران يقول: أنا- والله- طرحت القطيفة تحت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في القبر.
وروى عَبْد اللَّهِ بن أحمد بن حنبل عن أبيه، عن أسود بْن عامر، عَنْ مسلم بْن خَالِد، عَنْ عمرو بْن يحيى المازني، عَنْ أبيه، عَنْ شقران قال: رأيته- يعني النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- متوجهًا إِلَى خيبر عَلَى حمار، يصلي عليه، يومي إيماء.
أخرجه أَبُو نعيم، وأبو عمر، وأبو موسى.
2446- شقيق بن سلمة
(ب د ع) شقيق بْن سلمة، أَبُو وائل الأسدي. أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يسمع عنه، وهو صاحب عَبْد اللَّهِ بْن مسعود.
روى هشيم، عَنْ مغيرة، عَنْ أَبِي وائل، قال: أتانا مصدق رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان يأخذ من كل أربعين ناقة ناقة، قال: فأتيته بكبش، فقلت: خذ صدقة هذا. فقال: ليس في هذا صدقة. وقال: بُعٍثَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأنا غلام، أرد البهم [1] على أهلي.
__________
[1] البهم جمع بهمة، وهي ولد الضأن للذكر والأنثى.(2/375)
وروى عاصم، عَنْ أَبِي وائل، قال: كنت في إبل لأهلي أرعاها، فمر بي ركب فنفر إبلي، فقال رجل من القوم: أنفرتم عَنِ الغلام إبله ردوها عليه كما أنفرتموها. فردوها، فقلت لرجل منهم: من الذي قال ردوا عَلَى الغلام إبله؟ قال: رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. هكذا روى من هذا الوجه ولا يثبت.
وتوفي سنة تسع وتسعين، وكان له خص من قصب يسكنه، هو ودابته معه، فإذا غزا نقضه، وَإِذا رجع بناه.
وكان قد شهد صفين مع علي، وروى عَنْ أَبِي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وسعد، وابن عباس، وابن مسعود، وغيرهم.
روى عنه الشعبي، ومنصور بْن المعتمر، والسبيعي، والأعمش، وغيرهم.
أخرجه الثلاثة.
2447- شكل بن حميد
(ب د ع) شكل بْن حميد العبسي. روى عنه شتير ابنه.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ علي، وإبراهيم بن محمد وَغَيْرُهُمَا، بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ سورة، قال: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدُ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنِي سَعْدُ بْنُ أَوْسٍ. عَنْ بِلالِ بْنِ يَحْيَى الْعَبْسِيِّ، عَنْ شُتَيْرِ بْنِ شَكَلٍ، عَنْ أبيه شكل بن حميد، قال: أتيحت النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُول اللَّهِ، عَلِّمْنِي تَعَوُّذًا أَتَعَوَّذُ بِهِ، فَأَخَذَ بِكَفِّي، وَقَالَ: قُلِ: اللَّهمّ، إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ سَمْعِي، وَمِنْ شَرِّ بَصَرِي، وَمِنْ شَرِّ لِسَانِي، وَمِنْ شَرِّ قَلْبِي، وَمِنْ شَرِّ مَنِيِّي. وَقَدْ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ وَحُذَيْفَةَ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
شتير: بضم الشين، وفتح التاء فوقها نقطتان، وسكون الياء تحتها نقطتان، وآخره راء قوله: ومن شر منيي، يعني فرجه.
باب الشين والميم
2448- شماس بن عثمان
(ب د ع) شماس بْن عثمان بْن الشّريد بْن هرمي بْن عَامِر بْن مخزوم، الْقُرَشِيّ المخزومي، من ولد عامر بْن مخزوم. وقيل: شماس لقب، واسمه عثمان، قاله أَبُو عمر، ويذكر في عثمان إن شاء اللَّه تعالى.(2/376)
أسلم أول الإسلام، وهاجر إِلَى الحبشة، وأمه صفية بنت ربيعة بن عبد شمس، أخت شيبة وعتبة. وعاد من الحبشة.
وهاجر إِلَى المدينة، وشهد بدرًا، وقتل يَوْم أحد، وكان يَوْم قتل ابن أربع وثلاثين سنة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما وجدت لشماس شبيها إلا الحية، يعني مما يقاتل عَنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يومئذ، وكان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يرمي ببصره يمينًا ولا شمالًا إلا رَأَى شماسًا في ذلك الوجه، يقاتل عَنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويترسه [1] بنفسه، حتى قتل، فحمل إِلَى المدينة وبه رمق، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: احملوه إِلَى أم سلمة، فحمل إليها، فمات عندها، فأمر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يرد إِلَى أحد فيدفن هناك، كما هو في ثيابه التي مات فيها، بعد أن مكث يومًا وليلة إلا أَنَّهُ لم يأكل ولم يشرب، ولم يصل عليه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يغسله. وذكر أَبُو عبيد [2] أن شماسًا قتل يَوْم بدر، فوهم. ولم يعقب.
أخرجه الثلاثة.
2449- شمعون بن يزيد
(ب د ع) شمعون بْن يَزِيدَ بْن خنافة، أَبُو ريحانة الأزدي، وقيل: الأنصاري، وقيل:
القرشي، وقيل: كان قرظيًا، وله حلف في الأنصار، والأصح أَنَّهُ أزدي، وقيل: اسمه شمعون، بالعين المهملة. وقيل: بالغين المعجمة، قال ابن يونس: وهو عندي أصح.
صحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، روى عنه أحاديث، وسكن الشام بالبيت المقدس.
روى عنه عمرو بْن مالك الجنبي وَأَبُو رشدين كريب [3] بْن أبرهة، وعبادة بْن نسي، وشهر بْن حوشب، ومجاهد، وغيرهم.
وهو ممن شهد فتح دمشق، وقدم مصر، ورابط، بميافارقين، من أرض الجزيرة، ثم عاد إِلَى الشام، وكان من صالحي الصحابة وعبادهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرِ بْنُ أَبِي يَاسِرٍ الدَّقَّاقُ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عَيَّاشِ بْنِ عَبَّاسٍ الْحِمْيَرِيِّ، عن أبى حصين
__________
[1] يعنى يحميه بنفسه.
[2] كذا ومثله في الإصابة، وفي الاستيعاب 711: عبيدة.
[3] في الأصل والمطبوعة: وأبو رشدين بن كريت، ينظر طبقات ابن سعد 7/ 2: 141: والإصابة، والخلاصة 2751(2/377)
الْحَجْرِيِّ، عَنْ [أَبِي] [1] عَامِرٍ الْحَجْرِيِّ، عَنْ أَبِي رَيْحَانَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ كَرِهَ عَشْرَ خِصَالٍ: الْوَشْرَ [2] ، وَالنَّتْفَ، وَالْوَشْمَ، وَالْمُكَامَعَةَ، وَالْمُكَاعَمَةَ: الرَّجُلُ الرَّجُلَ وَالْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ، لَيْسَ بَيْنَهُمَا ثَوْبٌ، وَالنُّهْبَةَ، وَرُكُوبَ النُّمُورِ، وَاتِّخَاذَ الدِّيبَاجِ، هَا هُنَا وَهَا هُنَا، أَسْفَلَ فِي الثِّيَابِ وفي المناكب، والخاتم إلا الّذي سُلْطَانٍ.
قال أَبُو عمر: كانت ابنته ريحانة سرية رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو مشهور بكنيته.
أخرجه الثلاثة.
باب الشين والنون
2450- شنتم
(س) شنتم، بالنون والتاء فوقها نقطتان، روى عنه ابنه عَاصِمٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا سجد وقعت ركبتاه إِلَى الأرض قبل أن تبلغ كفاه، وَإِذا قام في فصل الركعتين اعتمد عَلَى فخذيه ونهض.
ذكر المنيعي في هذا الحديث: شنتم، بالنون والتاء، وقال: لم أسمع لشنتم ذكرًا إلا في هذا الحديث.
وأما ابن منده، وَأَبُو نعيم فلم يعرفا هذا، وقد أخرجا شييم، بياءين مثناتين من تحت.
وفرق الحسين بْن علي البرذعي وَأَبُو العباس المستغفري، وابن ماكولا وغيرهم، بينهما، ويرد في الشين مع الياء أكثر من هَذَا، إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه ها هنا أبو موسى.
باب الشين والهاء والواو
2451- شهاب بن أسماء
(س) شهاب بْن أسماء بْن مر بْن شهاب بْن أَبِي شمر بْن معديكرب بْن سلمة بْن مالك ابن الحارث بْن معاوية بْن الحارث الأكبر بْن معاوية بن ثور بن مرتع الكندي.
__________
[1] عن الإصابة، والخلاصة: 382.
[2] الوشر: تحديد المرأة أسنانها وترقيقها، تشبها بالشواب. والمكامعة: أن يضاجع الرجل صاحبه في ثوب واحد، لا حاجز بينهما، والمكاعمة: أن يلثم الرجل صاحبه، ويضع فمه على فمه كالتقبيل والنهبة: ما يختلس وركوب النمور: يعنى جلدها، لما فيه من الزينة، ويروى: ركوب النمار.(2/378)
وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، فأسلم. قاله ابن شاهين وابن الكلبي.
أخرجه أبو موسى.
2452- شهاب بن خرفة
(د ع) شهاب بْن خرفة، سماه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسلمًا. ذكره عَبْد اللَّهِ بْن الْوَلِيد العبسي، عَنْ يَزِيدَ بْنِ شهاب بْن خرفة، عَنْ أبيه، قَالَ: قَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ما اسمك؟ قلت: شهاب بْن خرفة، قال: أنت مسلم بْن عَبْد اللَّهِ. أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
2453- شهاب بن زهير
(د ع) شهاب بْن زهير بْن مذعور البكري الذهلي.
هاجر إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. روى حديثه عمير بْن حاجب بْن يَزِيدَ بْن شهاب، عَنْ أبيه، عَنْ جده شهاب، قال: هاجرت إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكره.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
2454- شهاب والد سعد
(د ع) شهاب، والد سعد بْن هشام. أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ما اسمك؟ قال: شهاب، قال: أنت هشام. ذكرناه في غير هذا الموضع، قاله ابن منده ورواه أَبُو نعيم، عَنْ قتادة، عَنْ زرارة، عَنْ سعد بْن هِشَام، عَنْ عائشة، قالت: ذكر عند النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجل، اسمه شهاب، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أنت هشام. أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
2454- شهاب والد سعد
(د ع) شهاب، والد سعد بْن هشام. أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ما اسمك؟ قال: شهاب، قال: أنت هشام. ذكرناه في غير هذا الموضع، قاله ابن منده ورواه أَبُو نعيم، عَنْ قتادة، عَنْ زرارة، عَنْ سعد بْن هِشَام، عَنْ عائشة، قالت: ذكر عند النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجل، اسمه شهاب، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أنت هشام. أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
2455- شهاب القرشي
(د ع) شهاب القرشي، مولاهم سكن حمص.
روى عبد الرحمن بْن عائذ، قال: قال عَبْد اللَّهِ بْن زغب: وكان شهاب القرشي أقرأه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القرآن كله، فكان عامة الناس بحمص يقترئون منه.
أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم.
2456- شهاب بن مالك
(ب س) شهاب بْن مالك اليمامي. وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.(2/379)
روى بقير بْن عَبْد اللَّهِ بْن شهاب بْن مالك، عَنْ أبيه، عَنْ جده شهاب بْن مالك: أَنَّهُ سمع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان وفد إليه، فقالت امرأة، يقال لها أم كلثوم: ألا تسلم علينا يا رَسُول اللَّهِ؟ قال: إنك من قبيل يقلل الكثير، ومنعها ما لا يعنيها، وسؤالها عما لا يعنيها. بقير: بالباء الموحدة، والقاف، وبالياء تحتها نقطتان، وآخره راء، قاله ابن ماكولا.
وقيل: نفير، بالنون والفاء، قاله علي بْن سَعِيد العسكري، وقال ابن أَبِي حاتم: بعثر [1] ، بالباء والعين.
أخرجه أَبُو عمر، وأبو موسى.
2457- شهاب بن المجنون
(ب د ع) شهاب بْن المجنون الجرمي، من جرم بْن ريان، جد عاصم بْن كليب، له ولابنه كليب صحبة وسماع ورواية.
وقد اختلف في اسمه، فقيل: كليب، وقيل: شبيب، وقيل: شتير، وذكره بعضهم شهاب بْن كليب بْن شهاب الجرمي، وليس بشيء، وعداده في أهل الكوفة.
روى عاصم بْن كليب، عَنْ أبيه، عَنْ جده، قال: دخلت المسجد، والنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جالس فِي الصلاة، واضعا يده اليمنى عَلَى فخذه اليمنى، رافعًا السبابة، يقول: يا مقلب القلوب، ثبت قلبي عَلَى دينك.
أخرجه الثلاثة، إلا أن ابن منده ترجم عليه شهاب بْن كليب بْن شهاب الجرمي، وترجم عليه أَبُو نعيم وَأَبُو عمر: شهاب بْن المجنون، وهما واحد.
2458- شهاب
(ب د ع) شهاب: غير منسوب. رجل من الصحابة نزل مصر، وقال أَبُو عمر: شهاب الأنصاري.
روى عَنْهُ جابر بْن عَبْد اللَّهِ أَنَّهُ سمع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: من ستر عَلَى مؤمن عورة فكأنما أحيا ميتًا.
سار إليه جابر إِلَى مصر يسأله عَنْ هذا الحديث، فحدثه أَنَّهُ سمع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وذكره. أخرجه الثلاثة.
__________
[1] كذا في الأصل، وفي المطبوعة: بعير.(2/380)
24590- شهر بن باذام
شهر بْن باذام. استعمله النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى صنعاء، فلما ادعى الأسود العنسي النبوة قاتله شهر، فقتل شهر لخمس وعشرين ليلة من خروج الأسود، وتزوج الأسود امرأته، واسمها آزاد، وهي بنت عم فيروز الديلمي، وكانت ممن أعان عَلَى قتل الأسود.
ذكره الطبري وغيره.
2460- شويفع
(ع س) شويفع. غير منسوب.
روى حديثه عَبْد اللَّهِ بْن عمرو بْن شويفع، عَنْ أبيه، عَنْ جده شويفع، قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من لم يستحي فيما قال، أو قيل له، فهو لغير رشدة [1] ، أو حملت به أمه عَلَى غير طهر.
وقد روى هذا الحديث عَنْ أَبِي هريرة مرفوعًا. أخرجه أَبُو نعيم، وَأَبُو موسى.
باب الشين والياء
2461- شيبان جد إسماعيل
(د) شيبان، جد إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم، له ذكر، وقد تقدم فيمن اسمه إِبْرَاهِيم.
أخرجه ابن مندة.
2462- شيبان والد على
(ب) شيبان، والد علي بْن شيبان: روى عنه ابنه عَلَى حديثه عند أهل اليمامة يدور عَلَى مُحَمَّد بْن جابر اليمامي.
أخرجه أبو عمر.
2463- شيبان بن مالك
(ب د ع) شيبان بْن مالك أَبُو يحيى الأنصاري ثم السلمي، جد أَبِي هبيرة يحيى بن عباد ابن شيبان، من أهل الكوفة.
روى أشعث بْن سوّار، عن أبى هبيرة، عن لجده شيبان، قال: أتيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، وقد أذن
__________
[1] يقال: هذا ولد رشدة، إذا كان لنكاح صحيح.(2/381)
المؤذن، وهو يتسحر، فقال: هلم إِلَى الغداء المبارك، قلت: إني أريد الصوم، قَالَ: وأنا أريد الصوم، ولكن مؤذننا هذا في بصره شيء، وَإِنه أذن قبل أن يطلع الفجر. وروى عَنْ أَبِي هبيرة، عَنْ أبيه، عَنْ جده.
أخرجه الثلاثة.
2464- شيبة بن عبد الرحمن
(ع س) شيبة بْن عبد الرحمن السلمي. مختلف في صحبته.
روى عبد الصمد بْن سليمان الأزرق البصري، عَنْ أبيه، عَنْ شيبة بْن عبد الرحمن السلمي، قال: كان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يسمي الشاة بركة.
أخرجه أبو نعيم وأبو موسى.
2465- شيبة بن عتبة
(ع س) شيبة بْن عتبة بْن ربيعة بْن عبد شمس بْن عبد مناف، أَبُو هاشم القرشي العبشمي، خال معاوية بْن أَبِي سفيان، أمه خناس بنت مالك بْن المضرب بْن حجير بْن عبد بْن معيص ابن عامر بْن لؤي.
فقئت إحدى عينيه يَوْم اليرموك، وتوفي زمن معاوية سماه الطبراني، وسعيد القرشي، وغيرهما: شيبة وهو بكنيته أشهر، ونذكره في الكني إن شاء اللَّه تَعَالى أكثر من هَذَا.
أَخْرَجَهُ أَبُو نعيم، وَأَبُو موسى.
2466- شيبة بن عثمان
(ب د ع) شيبة بْن عثمان بْن أبي طلحة بن عبد العزى بن عثمان بْن عبد الدار بْن قصي، القرشي العبدري الحجبي، من أهل مكة، يكنى أبا عثمان، وقيل: أبا صفية، وأبوه عثمان يعرف بالأوقص، قتله عَلَى يَوْم أحد كافرًا، وأسلم شيبة يَوْم الفتح، وقيل: أسلم يَوْم حنين.
قال الزبير: خرج شيبة مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم حنين، يريد أن يغتال رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَأَى من رسول الله صلى الله عليه وسلم غرة، فأقبل يريده، فرآه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: يا شيبة، هلم، فقذف اللَّه في قلبه الرعب، ودنا من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فوضع يده عَلَى صدره، ثم قال: اخسأ عنك الشيطان، فقذف اللَّه في قلبه الإيمان، فأسلم، وقاتل مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان ممن صبر يومئذ، وقيل في امتناعه من قتل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غير ذلك.(2/382)
أخبرنا أبو جعفر عبيد الله بن أحمد، بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إِسْحَاق، في يَوْم حنين، حين انهزم المسلمون، قال: فصرخ كلدة بن الحنبل: ألا بطل السحر! فقال صفوان بْن أمية، وهو يومئذ مشرك: اسكت فض اللَّه فاك، فو الله لأن يربني [1] رَجُل من قريش أحب إليَّ من أن يربني رجل من هوازن.
وقال شيبة بْن عثمان بْن أَبِي طلحة: اليوم أدرك ثأري، وكان أبوه قتل يَوْم أحد كافرًا، اليوم أقتل محمدًا [قال: [2]] فأدرت برسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأقتله، فأقبل شيء حتى تغشى فؤادي، فلم أطق ذلك، فعلمت أَنَّهُ ممنوع.
وكان شيبة من خيار المسلمين، ودفع له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مفتاح الكعبة، وَإِلى ابن عمه عثمان ابن طلحة بْن أَبِي طلحة، وقال خذوها خالدة مخلدة تالدة إِلَى يَوْم القيامة، يا بني أَبِي طلحة، لا يأخذها منكم إلا ظالم.
وهو جد هؤلاء بنى شيبة، الذين يلون حجابة البيت، الذين بأيديهم مفتاح الكعبة إِلَى يومنا هذا.
أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي حَبَّةَ بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ وَاصِلٍ الأَحْدَبِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى شَيْبَةَ بْنِ عُثْمَانَ، فَقَالَ:
جَلَسَ عُمَرُ فِي مَجْلِسِكَ هَذَا، فَقَالَ: لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ لا أَدَعَ فِي الْكَعْبَةِ صَفْرَاءَ وَلا بَيْضَاءَ إِلا قَسَّمْتُهَا بَيْنَ النَّاسِ، قَالَ: قُلْتُ: لَيْسَ ذلك إليك، قد سبقك صاحباك، فلم يَفْعَلا ذَلِكَ، قَالَ:
هُمَا الْمَرْءَانِ يُقْتَدَى بِهِمَا.
وتوفي سنة سبع وخمسين، وقيل: بل توفي أيام يزيد بْن معاوية، وذكره بعضهم في المؤلفة، وحسن إسلامه.
وروى سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زرارة، عَنْ مصعب بْن شيبة، عَنْ أبيه، قال:
قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إذا انتهى أحدكم إِلَى المجلس فإن وسع له فليجلس، وَإِلا فلينظر أوسع مكان يراه فليجلس فيه. أخرجه الثلاثة.
__________
[1] ربه يربه: كان عليه أميرا وسيدا.
[2] عن سيرة ابن هشام: 2/ 444.(2/383)
2466- شيبة بن أبى كثير
(ع س) شيبة بْن أَبِي كثير الأشجعي. أورده سَعِيد القرشي والطبراني وغيرهما في الصحابة وقال سَعِيد: ما أرى له صحبة روى الواقدي مُحَمَّد بْن عمر، عَنْ شملة بْن عمر بْن واقد، عَنْ عمر بْن شيبة بْن أَبِي كثير الأشجعي عَنْ أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خدر [1] الوجه من النبيذ، تتناثر منه الحسنات. قيل: تفرد به الواقدي، عَنْ أخيه شملة.
وروى يحيى بْن عمير المدني، عَنْ عمر بْن شيبة بْن أَبِي كثير، عَنْ أبيه، قال: كنت أداعب امرأتي، فأنزت [2] في يدي فماتت، وذلك في غزوة تبوك، فأتيته فأخبرته عَنِ امرأتي، التي أصبتها خطأ، قال: لا ترثها. أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى.
2467- شييم
(د ع) شييم أَبُو عاصم، وقيل: أَبُو سَعِيد السهمي، أحد بني سهم بْن مرة بْن عوف بْن سعد بْن ذبيان بْن بغيض بْن ريث بْن غطفان.
عن ابنه [3] أَنَّهُ كان في جيش، حين أمدتهم يهود خيبر فأعطاه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نصف تمر خيبر، عَلَى أن يرجع، فأبى، قال: فسمعنا صوتًا من العسكر: أيها الناس، أهلكم أهلكم، فرجعوا لا ينتظرون، وأقمنا، فبعثنا العيون يمينًا وشمالًا فلم نسمع لذلك الصوت أثرًا، وما نراه كان إلا من السماء.
وروى شقيق أَبُو ليث، عَنْ عاصم بْن شييم، عَنْ أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد وقعت ركبتاه عَلَى الأرض قبل أن تبلغ كفاه.
أخرجه أَبُو نعيم وابن منده هكذا، وقد فرق بعضهم بين شييم أَبِي عاصم، وشنتم أَبِي سَعِيد، فقال في «أَبِي عاصم» : شنتم بالنون، والتاء فوقها نقطتان، وقال في «أَبِي سَعِيد» شييم: بياءين مثناتين من تحتها.
وأما ابن ماكولا فإنه قال: وأما شنتم بعد الشين المفتوحة نون، فهو شنتم، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، روى عنه ابنه عاصم، وقد تقدم في شنتم.
__________
[1] خدر الوجه: تورمه وفتوره.
[2] يعنى: قفزت ووثبت.
[3] في المطبوعة: عن أبيه.(2/384)
باب الصاد(2/385)
باب الصاد والألف
2468- صالح الأنصاري
(ع س) صالح الأنصاري السالمي. له ذكر في حديث أَبِي سَعِيد الخدري، روى يونس بْن بكير، عَنِ ابن إِسْحَاق، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عبد الرحمن بْن أَبِي سَعِيد الخدري، عَنْ أبيه، عَنْ جده أَبِي سَعِيد، قال: خرجنا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ إِلَى مسجد بني عمرو بْن عوف، فمر بقرية بني سالم، فهتف برجل من أصحابه- يقال له: صالح- فخرج إليه، فأخذ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيده، حتى إذا دخل المسجد نزع صالح يده من يد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فعمد إِلَى بعض الحوائط، فدخله، فاغتسل، ثم أقبل وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بَابِ المسجد، فقال له: أين ذهبت يا صالح؟ قال: هتفت بي، وأنا مع المرأة مخالطها، فلما أن سمعت صوتك أجبتك، فلما دخلت المسجد كرهت أن أدخله حتى أغتسل. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الماء من الماء» .
رواه ذكوان عَنْ أَبِي سَعِيد، ولم يسم الرجل. وكذلك أَبُو هريرة، وابن عباس. أخرجه أَبُو نعيم، وأَبُو موسى.
2469- صالح بن خيوان
(س) صالح بْن خيوان. السبئي.
روى بكر بْن سوادة، عَنْ صالح أن رجلًا سجد إلى جنب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فسجد عَلَى عمامته فحسر النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ وجهه.
أخرجه أَبُو موسى، وقال: صالح هذا يروى عَنْ عقبة بْن عامر [1] ونحوه، ولا أرى له صحبة.
2470- صالح مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم
(ب د ع) صالح، مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يعرف بشقران، غلب عليه هذا اللقب، واسمه صالح. كان حبشيًا لعبد الرحمن بْن عوف، رضي اللَّه عنه، فوهبه لرسول اللَّه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأعتقه.
وقيل: أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم اشتراه.
__________
[1] ينظر خلاصة التذهيب: 144.(2/387)
أخبرنا عبيد الله بن أحمد بْنُ السَّمِينِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ، عن ابن إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ الَّذِينَ نَزَلُوا فِي قَبْرِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم على بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَالْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ، وَقُثَمُ بْنُ الْعَبَّاسِ، وَشَقْرَانُ مَوْلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَوْسُ بْنُ خَوْلِيٍّ. قَالَ لَهُ عَلِيٌّ: انْزِلْ: فَنَزَلَ مَعَ الْقَوْمِ، فَكَانُوا خَمْسَةً. وَقَدْ كَانَ شَقْرَانُ حِينَ وُضِعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حُفْرَتِهِ، أَخَذَ قَطِيفَةً، قَدْ كَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَلْبَسُهَا وَيَفْتَرِشُهَا، فَدَفَنَهَا مَعَهُ فِي الْقَبْرِ [1] .
وَقَدْ رَوَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، مِنْ طَرِيقٍ آخَرَ، قَالَ: وَشَقْرَانُ مَوْلاهُ، وَاْسْمُهُ صَالِحٌ.
ورَوَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عليّ- نحوه.
أخرجه الثلاثة.
2471- صالح القرظي
صالح القرظي. [2] سار من مصر إِلَى المدينة مع مارية القبطية.
2472- صالح بن المتوكل
(د ع) صالح بْن المتوكل، أَبُو كثير، والد يحيى بْن أَبِي كثير، مولى مازن بْن الغضوبة.
قتل هو ومازن بْن الغضوبة ببرذعة [3] ، وقبراهما هناك.
روى علي بْن حرب، عَنِ الحسن بْن كثير بْن يحيى بْن أَبِي كثير، عَنْ أبيه، عَنْ جده، قال: كان أبي أَبُو كثير رجلًا جميلًا وسيمًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا مازن، من هذا الذي معك؟ قال: هذا غلامي صالح بْن المتوكل. قال: استوص به خيرًا، فأعتقه عند النَّبِيّ. أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم.
2473- صالح بن النحام
(د ع) صالح بن النّحّام، كان اسمه نعيمًا، فسماه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صالحًا.
روى يزيد بْن أَبِي حبيب، عن أبى النضر، عَنْ عبد الرحمن بْن يعقوب مولى الحرقة، قال: أنكح إِبْرَاهِيم بْن صالح- واسمه الذي يعرف به نعيم بْن النحام- ولكن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سماه صالحًا ...
أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم.
__________
[1] سيرة ابن هشام: 2/ 664.
[2] قال الحافظ في الإصابة: كذا ذكره ابن الأثير مختصرا، والصواب القبضي.
[3] بلد بأقصى أذربيجان.(2/388)
2474- صالح
(د ع) صالح، غير منسوب، رجل من الصحابة، روى أَبُو صالح، عَنِ ابن عباس، قال: جاء رجل- يقال له: صالح- بأخيه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رَسُول اللَّهِ، إني أريد أن أعتق أخي هذا؟ فقال: «إن اللَّه أعتقه حين ملكته» . أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
2475- الصامت الأنصاري
الصامت الأنصاري. رأيت بخط الأشيري المغربي. فيما استدركه عَلَى أَبِي عمر بْن عبد البر، ما هذه صورته: رواه أَبُو عِيسَى فيمن روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، في باب الصلاة في ثوب واحد، وذكر أَبُو إِسْحَاقَ الحربي حديثه، فقال: حدثنا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد، عَنْ معن، عَنْ أَبِي قتيبة، عَنْ عبد الرحمن بْن ثابت بْن الصامت، عَنْ أبيه، عَنْ جده: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى فِي ثوب واحد ملتحفا به.
قال: وقال شيخنا الصدفي: وقد ذكره ابن قانع في معجمه بمثل حديث الحربي. قال: وقد ذكر أَبُو عمر هذا الحديث لثابت بْن الصامت، وقال: إن الصحبة لثابت، وقيل: لابنه عبد الرحمن، وَإِن ثابتًا توفي في الجاهلية. ذكر ذلك في باب ثابت في «الاستيعاب» ، وذكره مسلم في «الطبقات» له.
2476- الصامت مولى حبيب
الصامت مولى حبيب بْن خراش التميمي. تقدم ذكر مولاه في الحاء [1] ، وشهد بدرًا، وشهدها معه مولاه الصامت، وكان مولاه حليف بني سلمة من الأنصار.
قاله ابن الكلبي.
باب الصاد والباء والحاء
2477- صبيح مولى أبى أحيحة
(ب د ع) صبيح مولى أَبِي أحيحة سَعِيد بْن العاص بْن أمية بْن عبد شمس بن عبد مناف.
__________
[1] ينظر: 1/ 442.(2/389)
وكان ممن يريد المسير إِلَى بدر، فتجهز لذلك، فمرض، فحمل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بعيره أبا سلمة بْن عبد الأسد، ثم شهد صبيح المشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، وقيل: إنه هو الذي حمل أبا سلمة عَلَى بعيره، لا أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حمله، هذا قول أَبِي عمر.
وقال ابن منده وأَبُو نعيم: صبيح، مولى أبى العاص بن أمية، عم أبي أحيحة. والصحيح قول أبي عمر.
أخرجه الثلاثة، وقد ذكره ابن ماكولا: «صبيح» بالضم، مولى آل سَعِيد بْن العاص، والد أَبِي الضحى، فلا أدري أهو هذا أم لا؟ والله أعلم..
2478- صبيح مولى حويطب
(د ع) صبيح، مولى حويطب بْن عبد العزى، جد مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، من قبل أمه، فيما ذكر سلمة عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق، عَنْ خاله عَبْد اللَّهِ بْن صبيح، عَنْ أبيه، وكان جد ابن إِسْحَاق، أبا أمه، قال: كنت مملوكًا لحويطب، فسألت الكتابة، فنزلت: وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ فَكاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً 24: 33 [1] .
أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
2479- صبيح مولى أم سلمة
(س) صبيح، مولى أم سلمة.
روى إِبْرَاهِيم بْن عبد الرحمن بْن صبيح، مولى أم سلمة، عَنْ جده صبيح، قال: كنت بباب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فجاء علي وفاطمة والحسن والحسين، فجلسوا ناحية، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «إنكم عَلَى خير. وعليه كساء خيبري فجللهم به، وقال: أنا حرب لمن حاربكم، سلم لمن سالمكم.
لا يروى هذا الحديث عَنْ صبيح إلا بهذا الإسناد. وقد رواه السدي، عن صبيح، عن زيد ابن أرقم. أخرجه أَبُو موسى صبيح: بضم الصاد، وفتح الباء الموحدة.
__________
[1] النور: 33.(2/390)
2480- صبيحة بن الحارث
(ب) صبيحة بْن الحارث بْن جبيلة بْن عامر بْن كعب بْن سعد بْن تميم بْن مرة، القرشي التيمي.
وكان من المهاجرين، وهو أحد النفر من قريش الذين بعثهم عمر بْن الخطاب يجددون أعلام الحرم، وكان عمر دعاه إِلَى صحبته ومرافقته في سفر، فخرج فيه معه.
أخرج أبو عمر.
2481- صحار بن عياش
(د ع) صحار بْن عياش، وقيل: عباس، وقيل: صحار بْن صخر بْن شراحيل بْن منقذ ابن حارثة من بني ظفر بْن الديل بْن عَمْرو بْن وديعة بْن لكيز بْن أفصى بْن عبد القيس العبدي الديلي.
روى عنه ابناه: عبد الرحمن وجعفر، ومنصور بْن أَبِي مَنْصُور.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْمَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الطَّبَرِيُّ الْفَقِيهُ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي يَعْلَى الْمَوْصِلِيِّ، حَدَّثَنَا الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ إِيَاسٍ الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ صُحَارٍ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وسلم يقول: «لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُخْسَفَ بِقَبَائِلَ مِنْ بَنِي فُلانٍ» فَعَرَفْتُ أَنَّ بَنِي فُلانٍ مِنَ الْعَرَبِ، لأَنَّ الْعَجَمَ إِنَّمَا تُنْسَبُ إِلَى قُرَاهَا.
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ وَأَبُو نُعَيْمٍ.
باب الصاد مع الخاء والدال
2482- صخر بن جبر
(س) صخر بْن جبر الأنصاري.
أخرجه أَبُو موسى، وقال: أورده الطبراني، ولم يخرج حديثه، وأورده سَعِيد القرشي.
وروى بِإِسْنَادِهِ عَنِ الحسن بْن سالم، قال: قال صخر بْن جبر: قدمنا لأربع مضين من ذي الحجة، مهلين بالحج، فأمرنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فنقضنا حجنا، وجعلناها عمرة، وطفنا بالبيت وسعينا بين الصفا والمروة. وأحللنا مما يحل منه الحرام [1] ، وأصبنا ما يصيب الحلال من
__________
[1] يقال: رجل حرام، أي محرم. ورجل حلال، أي محل.(2/391)
النساء والطيب، حتى إذا كان يَوْم التروية، وغدونا من الغد إِلَى عرفات، أمرنا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأتممنا حجنا فقال أحدنا كيف يذهب إِلَى عرفات وهذا ذكر أحدنا يقطر منيّا، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فكرهه، وقال: يا أيها الناس، بلغني ما تقولون، ولولا أن الهدي كان معي لكنت كرجل منكم ولكن لا أحل [1] حتى يبلغ الهدى محله.
2483- صخر أبو حازم
(ع س) صخر أَبُو حازم، والد قيس بْن أَبِي حازم الأحمسي.
أورده الطبراني وسعيد القرشي وغيرهما في باب الصاد، وقيل: اسمه عوف بْن الحارث بْن عوف بْن حشيش بْن هلال بْن الحارث بْن رزاح، وهو مشهور بكنيته.
أورده ابن منده في باب آخر، وأخرجه ها هنا أبو نعيم وأبو موسى.
2484- صخر بن حرب
(ب د ع) صخر بْن حرب بْن أمية بْن عبد شمس بْن عبد مناف بْن قصي بْن كلاب بن مرة ابن كعب بْن لؤي، أَبُو سفيان القرشي الأموي. وله كنية أخرى: أَبُو حنظلة، بابنه حنظلة.
وأم أَبِي سفيان صفية بنت حزن بْن بجير بْن الهزم بْن رويبة بْن عَبْد اللَّهِ بْن هلال بْن عامر بْن صعصعة، وهي عمة ميمونة بنت الحارث بْن حزن، زوجة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ولد قبل الفيل بعشر سنين، وأسلم ليلة الفتح، وشهد حنينًا والطائف، مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، أعطاه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من غنائم حنين مائة بعير وأربعين أوقية، كما أعطى سائر المؤلفة، وأعطى ابنيه يزيد ومعاوية، فقال له أَبُو سفيان: والله إنك لكريم، فداك أَبِي وأمي، والله لقد حاربتك فلنعم المحارب كنت، ولقد سالمتك فنعم المسالم أنت، جزاك اللَّه خيرًا. وفقئت عين أَبِي سفيان يوم الطائف، واستعمله رسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى نجران، فمات النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو وال عليها، ورجع إِلَى مكة فسكنها برهة، ثم عاد إِلَى المدينة فمات بها.
وقال الواقدي: أصحابنا ينكرون ولاية أَبِي سفيان عَلَى نجران، حين وفاة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويقولون: كان أَبُو سفيان بمكة وقت وفاة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان العامل للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى نجران عمرو ابن حزم.
وقيل: إن عين أَبِي سفيان الأخرى فقئت يَوْم اليرموك، وشهد اليرموك، وكان هو القاصّ في جيش المسلمين. يحرضهم ويحتهم على القتال.
__________
[1] لا أحل: لا أصير إلى الحلي.(2/392)
روى عنه ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتب إِلَى هرقل ...
قال يونس بْن عبيد: كان عتبة بْن ربيعة، وأخوه شيبة بْن ربيعة، وَأَبُو جهل بْن هشام، وَأَبُو سفيان لا يسقط لهم رأى في الجاهلية، فلما جاء الإسلام لم يكن لهم رأي.
ولما عمى أَبُو سفيان كان يقوده مولى له.
وتوفي سنة إحدى وثلاثين، وعمره ثمان وثمانون سنة، وقيل: توفي سنة اثنتين وثلاثين.
وقيل: سنة أربع وثلاثين. وقيل: كان عمره ثلاثًا وتسعين سنة.
وكان ربعة، عظيم الهامة، وقيل: كان قصيرًا دحداحًا، وصلى عليه عثمان بْن عفان.
ونحن نذكره في الكنى أتم من هذا، إن شاء اللَّه تعالى فإنه بكنيته أشهر.
أخرجه الثلاثة.
2485- صخر بن سلمان
(د ع) صخر بْن سلمان. مختلف في اسمه، وهو أحد البكاءين، وفيه وفي أصحابه نزل قوله تعالى: تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ من الدَّمْعِ 9: 92 [1] روى الكلبي، عَنْ أَبِي صالح، عَنِ ابن عباس، قال: أتى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلّم قوم يسألونه الحملان [2] ، لخرجوا معه إِلَى تبوك، فقال: لا أجد ما أحملكم عليه، منهم [3] : سالم بْن عمير، أخو بنى عوف، وعبد الله بن مغفّل، وعلبة بْن زيد الحارثي، وَأَبُو ليلى عبد الرحمن ابن كعب المازني، وصخر بْن سلمان، وعمرو بْن الحضرميّ، وثعلبة [4] بن عنمة، وكانوا أهل حاجة، ولم يكن عند رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما يحملهم عليه، تولوا وهم يبكون، حرصًا عَلَى الجهاد أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
2486- صخر بن صعصعة
(د ع) صخر بْن صعصعة، أَبُو صعصعة الزبيدي، صاحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أمره النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن ينادي في الناس: لا يصحبنا مضعف ولا مصعب فعمد رجل من المنافقين إِلَى قعود [5] له، فركبه، فلما اختلط الظلام شددنا عَلَى راحلته، حتى أصبحنا، فَأَتَيْنَا بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم
__________
[1] التوبة: 92.
[2] أي شيئا يركبون عليه.
[3] ينظر سيرة ابن هشام: 2/ 518، وجوامع السيرة لابن حزم: 250، 251.
[4] كذا، ولم يشر ابن الأثير في ترجمته 1/ 291 إلى أنه من البكاءين، وينظر ترجمة: عمرو بن عنمة، فيما يأتى.
[5] القعود من الدواب: ما يقتعده الرجل للركوب والحمل.(2/393)
فقال: يا صخر، قلت: لبيك وسعديك، قال: ناد في الناس: لا يدخل الجنة إلا مؤمن إن اللَّه حرم الجنة عَلَى العاصي. أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
والمضعف: الذي دابته ضعيفة، والمصعب الذي دابته صعبة، لم يرضها، والله أعلم.
2487- صخر بن عبد الله
(س) صخر بْن عَبْد اللَّهِ بْن حرملة المدلجي أورده سَعِيد القرشي أيضًا.
روى عنه سحبل بْن مُحَمَّدِ بْنِ [أَبِي] [1] يحيى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من لبس ثوبًا جديدًا، فحمد اللَّه تعالى، غفر له. أخرجه أَبُو موسى، وقال: صخر هذا لم ير في الصحابة، فضلا عَنْ أن يروي عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم إنما يروى عن التابعين.
2488- صخر بن العيلة
(ب د) صخر بْن العيلة بْن عَبْد اللَّهِ بْن ربيعة بْن عمرو بْن عَلِيِّ بْن أسلم بْن أحمس بْن الغوث بْن أنمار، البجلي الأحمسي.
عداده في أهل الكوفة. روى حديثه عثمان بْن أَبِي حازم، عَنْ أبيه، عَنْ جده صخر بْن العيلة، قال: أخذت عمة المغيرة بْن شعبة، وقدمت بها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء المغيرة يسأل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عمته، فأمرني النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فدفعتها إليه، قال: وكان النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعطاني مالًا لبني سليم، فأسلموا، فسألوا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فدعاني، فقال: يا صخر، إن القوم إذا أسلموا أحرزوا أموالهم ودماءهم، فادفعها إليهم. فدفعتها إليهم. أخرجه ابن منده وَأَبُو عمر إلا أن أبا عمر قال: يكنى أبا حازم.
ومن حديثه مَا أَخْبَرَنَا بِهِ أَبُو يَاسِرٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أحمد، حدثني أبي، حدثنا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيُّ، حَدَّثَنِي عُمُومَتِي، عَنْ جَدِّهِمْ صَخْرِ بْنِ الْعَيْلَةِ: أن قوما من بنى سليم فَرُّوا عَنْ أَرْضِهِمْ حِينَ جَاءَ الإِسْلامُ، فَأَخَذْتُهَا، فَأَسْلَمُوا، فَخَاصَمُونِي فِيهَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَدَّهَا عَلَيْهِمْ، وَقَالَ: إِذَا أَسْلَمَ الرجل فهو أحقّ بأرضه وماله [2] .
__________
[1] عن خلاصة التذهيب 181، وسحبل لقبه، واسمه عبد الله، وينظر مستدرك تاج العروس: سحبل.
[2] مسند أحمد: 4/ 310. وفي الأصل والمطبوعة، عن جدهم عن صخر.(2/394)
قال أَبُو عمر: وقيل: إن العيلة أمه، قال أبو عمر: والعيلة في أسماء [نساء] [1] قريش متكررة.
قلت: قد أخرج ابن منده وَأَبُو نعيم هذا، ولم يخرجا صخرًا أبا حازم. وأخرج أَبُو نعيم صخرًا أبا حازم، ولم يخرج هذا. ولعلهم ظنوهما واحدًا، وَإِن اختلفت التراجم، والذي يغلب عَلَى ظني أن هذا صخر بْن العيلة صحيح، وأن الذي جعلهما اثنين أصاب، وأن الذي جعلهما واحدًا وترجم عليه: صخر أَبُو حازم والد قيس بْن أَبِي حازم، وقد تقدم ذكره، هو هذا. وَإِنما دخل الوهم عليه حيث رأى كنية هذا أبا حازم، فظنه والد قيس، ولم يكن له إتقان في معرفة النسب ليعلم أن هذا غير ذاك، لأن أبا حازم، والد قيس، من ولد عمرو بْن لؤي بْن زهير [2] بْن معاوية بْن أسلم بْن أحمس بْن الغوث بْن أنمار، وهذا صخر بْن العيلة هو من ولد علي بْن أسلم، يجتمعان في أسلم، ويكون قد اشتبه عليه حيث رَأَى الكنية فيهما: أبا حازم، ويكون الحق بيد أَبِي عمر حيث لم يذكر والد قيس ها هنا، وذكره في عوف، وهو الأشهر في اسمه. وأما أَبُو نعيم فإنه ترك هذا، وهو الصحيح، وذكر ذلك المختلف في اسمه، فلا أعرف وجه تركه لهذا إلا أن يكون ظن أن العيلة أمه، كما قاله أَبُو عمر في قول. وقد ذكرهما ابن الكلبي، فقال في ذلك الأول: اسمه عوف، وكناه أبا حازم. ونسبه كما ذكرناه. وقال الأمير أبو نصر: صخر ابن العيلة الأحمسي، له صحبة، كنيته أَبُو حازم، ثم قال: وَأَبُو حازم الأحمسي عوف بْن عُبَيْد بْن الحارث بْن عوف، ويأتي الاختلاف فيه، وله صحبة. فقد جعلاهما اثنين، ومما يقوى أنهما اثنان أن هذا لا اختلاف في اسمه، ووالد قيس مختلف في اسمه، والأكثر أَنَّهُ عوف.
وعلى الحقيقة فلا يلام من جعلهما واحدا، لأنه رَأَى النسب واحدًا، والكنية واحدة، والبلد وهو الكوفة واحدًا، ولم يمعن النظر، فاشتبه عليه.
وأما قول أَبِي عمر: إن العيلة في أسماء نساء قريش متكررة، فلا أعرف فيهن هذا الاسم: إنما فيهن: عبلة، بالباء الموحدة، وَإِليها تنسب العبلات، وهم: أمية الصغرى، فإن كان أرادهم، فقد وهم، لأن هذا بالياء تحتها نقطتان، والله أعلم.
وقد سمى أبو موسى أبا حازم والد قيس صخر، وقد تقدم، ونسبه إِلَى الطبراني وسعيد القرشي، وليس بشيء، والله أعلم.
__________
[1] عن الاستيعاب: 715 وسيذكره ابن الأثير بعد.
[2] كذا في الأصل، وفي المطبوعة: رهم.(2/395)
2489- صخر بن قدامة
(ب د ع) صخر بْن قدامة العقيلي. روى حماد بن زيد [1] ، عن أيوب، عن الحسن البصري عَنْ صخر بْن قدامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يولد بعد مائة سنة مولود للَّه فيه حاجة. قال أيوب: فلقيت صخر بْن قدامة، فسألته عَنِ الحديث، فلم يعرفه [2] .
أخرجه الثلاثة
2490- صخر بن القعقاع
(د ع) صخر بْن القعقاع الباهلي، هو خال سويد بْن حجير.
روى قزعة بْن سويد، عَنْ أبيه سويد بْن حجير، عَنْ خاله صخر بْن القعقاع، قَالَ: لَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين عرفة والمزدلفة، فأخذت بخطام ناقته، فقلت: ما الذي يقربني من الجنة ويباعدني من النار؟ فقال: «إن كنت أوجزت في المسالة فقد أعظمت وطولت، أقم الصلاة المكتوبة، وأد الزكاة المفروضة، وحج البيت، وما أحببت أن يفعله بك الناس فافعله بهم، وما كرهت أن يفعله الناس بك فاجتنبه، خل سبيل الناقة» . أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
2491- صخر بن قيس
(ب د ع) صخر بْن قيس، وهو الأحنف، وقيل: اسمه الضحاك التميمي السعدي، تقدم ذكره في الأحنف [3] ، فإنه أشهر، يكنى أبا بحر.
وكان حليمًا كريمًا ذا دين، وعقل كبير، وذكاء وفصاحة، وجاه عريض، ونزل البصرة، ولما قدمت عائشة رضي اللَّه عنها إِلَى البصرة، أرسلت إليه تدعوه ليقاتل معها، فحضر، فقالت له: بم تعتذر إِلَى اللَّه تعالى من جهاد قتله عثمان أمير المؤمنين؟ فقال: يا أم المؤمنين، تقولين فيه وتنالين منه. قالت: ويحك يا أحنف! إنهم ماصوه موص [4] الإناء، ثم قتلوه. قال: يا أم المؤمنين، إني آخذ بقولك وأنت راضية، وأدعه وأنت ساخطة.
ولما وصل علي إِلَى البصرة دعاه إِلَى القتال معه، فقال: إن شئت حضرت بنفسي، وَإِن شئت قعدت، وكففت عنك عشرة آلاف سيف؟ فقال: اقعد. فلم يشهد الجمل هو ولا أحد ممن أطاعه، وشهد صفين مع على.
__________
[1] في المطبوعة: يزيد وهو خطأ. ينظر التهذيب: 3/ 10.
[2] أخرج الحديث الطبراني وابن شاهين. وقال ابن شاهين: هذا حديث منكر.
[3] ينظر: 1/ 68.
[4] في المطبوعة: بص. والموص: الغسل بالأصابع، أرادت أنهم استتابوه عما نقموا منه، فلما أعطاهم ما طلبوا قتلوه.(2/396)
وعاش إِلَى إمارة مصعب عَلَى العراق، فسار معه إِلَى الكوفة فتوفي بها، فمضى مصعب ماشيًا بين رجلي نعشه، وقال: هذا سيد أهل العراق. ودفن بظاهر الكوفة.
أخرجه الثلاثة.
2492- صخر بن لوذان
(د ع) صخر بْن لوذان. عداده في أهل الحجاز، بعثه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع عماله إِلَى اليمن، روى عنه ابنه عبيد أَنَّهُ قال: كنت فيمن بعثه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مع عماله إِلَى اليمن، فقال لهم: «تعهدوا الناس بالتذكرة والموعظة، وأتبعوا الموعظة الموعظة، واتقوا اللَّه الذي أنتم إليه راجعون، ولا تخافوا في اللَّه لومة لائم» . أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
2493- صخر بن معاوية
صخر [1] بْن معاوية النميري. ذكره ابن قانع، وروى بِإِسْنَادِهِ، عَنْ يحيى بْن جابر الطائي، عَنْ معاوية بْن [2] حكيم، عَنْ عمه صخر بْن معاوية، قال: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يقول: «لا شؤم، وقد يكون اليمن في المرأة والفرس والدار» .
هكذا ذكر ابن قانع هذا الحديث لصخر بْن معاوية، وقد ذكره أَبُو عمر، وغيره في حكيم بْن معاوية، وقد تقدم ذكره. أخرجه الأشيري المغربي فيما استدركه عَلَى أَبِي عمر.
2494- صخر بن وداعة
(ب د) صخر بْن وداعة الغامدي، وغامد بطن من الأزد، واسم غامد: عمرو بْن عَبْد اللَّهِ بْن كعب بْن الحارث بْن كعب بْن عَبْد اللَّهِ بْن مالك بْن نصر بْن الأزد. وهو معدود في أهل الحجاز، سكن الطائف.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هبة الله بإسناده إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ حَدِيدٍ، عَنْ صَخْرٍ الْغَامِدِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهمّ، بَارِكْ لأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا. قَالَ: وَكَانَ إِذَا بَعَثَ سَرِيَّةً أَوْ جَيْشًا بَعَثَهُمْ أَوَّلَ النَّهَارِ. وَكَانَ صَخْرٌ رَجُلًا تَاجِرًا، وَكَانَ إِذَا بَعَثَ تُجَّارُهُ بَعَثَهُمْ أَوَّلَ النَّهَارِ، فَأَثْرَى وَكَثُرَ مَالُهُ [3] . وَلا يُعْرَفُ لِصَخْرٍ غير هذا الحديث.
__________
[1] قال ابن حجر في الإصابة: «ذكره ابن قانع فصحفه، وتبعه الذهبي، وإنما هو: مخمر، يكسر الميم وسكون المعجمة وفتح الميم الأخرى، وقد ذكر الحديث في الاستيعاب في ترجمة مخمر بن معاوية البهزي.
[2] في المطبوعة: عن.
[3] مسند أحمد: 3/ 417 فيه، وكان يبعث تجارته من أول النهار.(2/397)
أخرجه ابن مندة وأبو عمر،
2495- صدى بن عجلان
(ب د ع) صدي بْن عجلان بْن الحارث، وقيل: عجلان بْن وهب، أَبُو أمامة الباهلي السهمي، وسهم بطن من باهلة، وهو سهم بْن عمرو بْن ثعلبة بن غنم بْن قتيبة بْن معن، غلبت عليه كنيته. سكن حمص من الشام.
روى عنه سليم [1] بْن عامر الخبائري [2] ، والقاسم [3] أَبُو عبد الرحمن، وَأَبُو غالب حزور وشرحبيل بْن مسلم، ومحمد بْن زياد، وغيرهم. وروي عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأكثر.
وتوفي سنة إحدى وثمانين، وكان يصفر لحيته، قال سفيان بْن عيينة: هو آخر من مات بالشام من الصحابة، وقيل: كان آخرهم موتًا بالشام عَبْد اللَّهِ بْن بسر [4] ، وهو الصحيح.
روى سليمان بْن حبيب المحاربي، قال: دخلت مسجد حمص، فإذا مكحول وابن أبى زكريا جالسان، فقال مكحول: لو قمنا إِلَى أَبِي أمامة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأدينا من حقه، وسمعنا منه، قال: فقمنا جميعًا، حتى أتيناه، فسلمنا عليه، فرد السلام، ثم قال: إن دخولكم علي رحمة لكم وحجة عليكم، ولم أر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من شيء أشد خوفًا على هذه الأمة من الكذب والعصبية، ألا وَإِياكم والكذب والعصبية، ألا وَإِنه أمرنا أن نبلغكم ذلك عنه، ألا وقد فعلنا فأبلغوا عنا ما بلغناكم.
ويرد في الكنى، إن شاء اللَّه تعالى، أتم من هذا، فإنه مشهور بكنيته.
أخرجه الثلاثة.
باب الصاد والراء
2496- صرد بن عبد الله
(ب د ع) صرد بْن عَبْد اللَّهِ الأزدي.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ السَّمِينِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، قال: قدم عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صرد بْن عَبْد اللَّهِ الأزدي، فأسلم وحسن إسلامه في وفد الأزد، وأمره
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: سليمان، ينظر الاستيعاب: 736، والمشتبه: 178، وخلاصة التذهيب: 127.
[2] في المطبوعة: الجنائزيّ.
[3] هو القاسم بن عبد الرحمن، ويكنى أبا عبد الرحمن، ينظر خلاصة التذهيب: 266.
[4] في المطبوعة: بشر، بالشين، وستأتي ترجمته.(2/398)
رسول الله صلى الله عليه وسلم على من أسلم من قومه، وأمره أن يجاهد بمن أسلم من كان يليه من أهل الشرك، من قبائل اليمن، فخرج صرد يسير بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزل بجرش، وهي يومئذ مدينة مغلقة، وبها قبائل من اليمن، وقد ضوت [1] إليهم خثعم، فأدخلوها معهم حين سمعوا بمسير المسلمين إليهم، فحاصرهم قريبًا من شهر، فامتنعوا منه فيها، ثم رجع عنهم قافلًا، حتى إذا كان في جبل لهم، يقال له: كشر، ظن أهل جرش أَنَّهُ ولى عنهم منهزمًا، فخرجوا في طلبه حتى أدركوه، فعطف عليهم فقاتلهم قتالًا شديدًا.
وكان أهل جرش قد بعثوا رجلين إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم يرتادان وينظران، فبينما هما عند رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عشية بعد العصر، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بأي بلاد شكر؟ فقال الجرشيان:
يا رَسُول اللَّهِ، ببلادنا جبل يقال له كشر، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ليس بكشر، ولكنه شكر، قالا: فما له يا رَسُول اللَّهِ؟ فقال: إن بدن اللَّه لتنحر عنده الآن، فجلس الرجلان إِلَى أَبِي بكر وعثمان [2] فقالا لهما: ويحكما! أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لينعى لكما قومكما، فقوما إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فسلاه أن يدعو اللَّه فيرفع عَنْ قومكما، فقاما إليه، فسألاه، فقال: اللَّهمّ، ارفع عنهم، فرجعا إِلَى قومهما فوجداهم أصيبوا في ذلك اليوم الَّذِي قَالَ فِيهِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم [3] . وقدم وفد جرش عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأسلموا، وكان قدوم صرد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سنة عشر.
أخرجه الثلاثة.
2497- صرم بن يربوع
(د ع) صرم بْن يربوع، سماه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سعيدًا، روى ذلك عمر بن عثمان بن عبد الرحمن ابن الصرم، عَنْ جده، عَنْ أبيه: أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: أينا أكبر، أنا أو أنت؟ قال:
إنك أكبر مني، وأنا أقدم سنًا منك، فسماه سعيدًا، وقال: الصرم قد ذهب. أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
صرم: بالصاد، وآخره ميم.
2498- صرمة بن أنس
(د ع) صرمة بْن أنس، وقيل: ابن قيس، الأنصاري الأوسي الخطمي، يكنى أبا قيس.
__________
[1] ضوت: مالت.
[2] في السيرة وعيون الأثر 2: 242: «أو إلى عثمان، فقال لهما» .
[3] سيرة ابن هشام: 2/ 587، 588.(2/399)
روى الكلبي، عَنْ أَبِي صالح، عَنِ ابن عباس: أن صرمة بْن أنس أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عشية من العشيات، وقد جهده الصَّوْمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مالك يا أبا قيس؟ أمسيت طليحًا [1] ، قال: ظللت أمس نهاري في النخل أجر بالجرير، فأتيت أهلي فنمت قبل أن أطعم، فأمسيت وقد جهدني الصوم، فنزلت فيه: وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ، الْأَبْيَضُ من الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ 2: 187 [2] الآية.
ورواه أشعث بْن سوار، عَنْ عكرمة، عَنِ ابن عباس: أن صرمة بْن قيس ... وذكر نحوه. وكان ابن عباس يأخذ عنه الشعر، ويرد الكلام عليه، إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
صرمة: بكسر الصاد، وبعد الميم هاء.
2499- صرمة بن أبى أنس
(ب د ع) صرمة بْن أَبِي أنس بْن مالك بْن عدي بْن عامر بْن غنم بْن عدي بْن النجار، الأنصاري الخزرجي النجاري، هكذا نسبه أَبُو عمر.
وقال أَبُو نعيم: أفرده بعض المتأخرين، يعني ابن منده، عَنِ المتقدم، قال: وعندي هو المتقدم، ومثله قال ابن منده.
وأخرج ابن منده وَأَبُو نعيم في هذه الترجمة ما أَخْبَرَنَا به أَبُو جَعْفَر بْن السمين بِإِسْنَادِهِ إِلَى يونس بْن بكير، عَنِ ابن إِسْحَاق، قال: قال صرمة بْن أَبِي أنس حين قدم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة، وأمن بها هو وأصحابه:
ثوى في قريش بضع عشرة حجة ... يذكر لو يلقى صديقًا مواتيا
ويعرض في أهل المواسم نفسه ... فلم يلق من يؤمن ولم ير داعيًا [3]
فلما أتانا واطمأنت [4] به النوى ... وأصبح مسرورًا بطيبة راضيا
وأصبح لا يخشى عداوة واحد ... قريبًا ولا يخشى من الناس باغيا [5]
__________
[1] الطليح: المجهد: والجرير: حبل من جلد: يريه أنه كان يستقى الماء بالحبل.
[2] البقرة: 187.
[3] في سيرة ابن هشام 1/ 512، والاستيعاب 738: فلم ير من يؤوى ولم ير داعيا؟.
[4] في المرجعين السابقين: واستقرت به.
[5] في السيرة:
فأصبح لا يخشى من الناس واحدا ... قريبا ولا يخشى من الناس فاتها(2/400)
بذلنا له الأموال من حل [1] مالنا ... وأنفسنا عند الوغى والتآسيا [2]
أقول إذا صليت في كل بيعة: حنانيك ... لا تظهر علي الأعاديا [3]
وهي أطول من هذا.
قال ابن إِسْحَاق: وصرمة هو الّذي نزل فيه، وفيما ذكرنا من أمره: وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ. الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ 2: 187 الآية كلها.
وأما أَبُو عمر فلم يذكر الأول، وَإِنما ذكر صرمة بْن أَبِي أنس [واسم أَبِي [4]] أنس: قيس بْن صرمة بْن مالك بْن عدي بْن عامر بْن غنم بْن عدي بْن النجار الأنصاري، يكنى أبا قيس فأتى بما أزال اللبس بأن سمى أبا أنس قيسًا، لئلا يظن أنهما اثنان، قال: وقال بعضهم:
صرمة بْن مالك، فنسبه إِلَى جده، وهو الذي نزل فيه وفي عمر بْن الخطاب رضي اللَّه عنه:
أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ 2: 187 إلى قوله: (من الفجر) .
قال أَبُو عمر [5] وكان صرمة رجلا قد ترهب في الجاهلية، ولبس المسوح، وفارق الأوثان، واغتسل من الجنابة، واجتنب الحيض من النساء، وهم [6] بالنصرانية، ثم أمسك عنها، ودخل بيتا له، فاتخذه مسجدًا، لا تدخل عليه فيه طامث ولا جنب، وقال:
أعبد رب إِبْرَاهِيم صلّى الله عليه وسلّم، فلم يزل كذلك حَتَّى قدم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة، فأسلم وحسن إسلامه، وهو شيخ كبير.
وذكر له أشعارًا ترد في كنيته، وكان ابن عباس يختلف إليه، يأخذ عنه الشعر، وأما ابن الكلبي فسماه صرمة بْن أَبِي أنس، ونسبه مثل أبى عمر.
أخرجه الثلاثة.
2500- صرمة العذري
(ب د ع) صرمة العذري، وقيل: أَبُو صرمة.
روى عبد الحميد بْن سليمان، عَنْ ربيعة بْن أَبِي عبد الرحمن، عَنْ صرمة العذري، قال: غزا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بني المصطلق، فأصبنا كرائم العرب، وقد اشتدت علينا العزوبة، فأردنا
__________
[1] في المطبوعة: من جل، بالجيم.
[2] التآسي: التعاون.
[3] في السيرة: أقول إذا أدعوك في كل بيعة تباركت قد أكثرت لاسمك داعيا
[4] مكانه في المطبوعة: وابن، ينظر الاستيعاب: 737.
[5] النص في سيرة ابن هشام: 1/ 510.
[6] مكانه في الأصل والمطبوعة: [ثم] ، والمثبت عن السيرة والاستيعاب: 737.(2/401)
أن نستمتع ونعزل، فقال بعضنا لبعض: ما ينبغي لنا أن نصنع هذا، ورسول اللَّه بين أظهرنا، حتى نسأله، فسألناه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اعزلوا أو لا تعزلوا، ما كتب من نسمة هي كائنة إِلَى يَوْم القيامة إلا وهي كائنة [1] .
وقد روى عَنْ أَبِي سَعِيد الخدريّ نحوه. ذكره ابن منده وَأَبُو نعيم.
صرمة: بالميم، وذكره أَبُو عمر: صرفة [2] بالفاء، والله تعالى أعلم.
باب الصاد مع العين
2501- الصعب بن جثامة
(ب د ع) الصعب بْن جثامة، واسمه يزيد بْن قيس بْن ربيعة بْن عَبْد اللَّهِ بْن يعمر الشداخ بْن عوف بْن كعب بْن عامر بْن ليث بْن بكر بْن عبد مناة بن كنانة، الكناني الليثي، أمه زينب [3] بنت حرب بْن أمية، أخت أَبِي سفيان، وحالف جثامة قريشًا.
كان الصعب ينزل ودان والأبواء، من أرض الحجاز، وتوفي في خلافة أَبِي بكر رضي اللَّه عنه.
روى عنه ابن عباس أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قال: لا حمى إلا للَّه ورسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مِهْرَانَ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَغَيْرُهُمَا، بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى السُّلَمِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ شهاب، عن عبيد الله ابن عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ الصَّعْبَ بْنَ جَثَّامَةَ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِهِ، وَهُوَ بَوَدَّانَ، أَوْ بِالأَبْوَاءِ، فَأَهْدَى لَهُ حِمَارًا وَحْشِيًّا، فَرَدَّهُ عَلَيْهِ، فَلَمَّا رَأَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَجْهِهِ الْكَرَاهَةَ، قَالَ: إِنَّهُ لَيْسَ بِنَا رَدٌّ عَلَيْكَ، وَلَكِنَّنَا حُرُمٌ [4] . أخرجه الثلاثة، وقال ابن منده: توفي في خلافة أَبِي بكر، ثم قال: وكان ممن شهد فتح فارس، فلو قال لي ذلك عَنِ العلماء المتقدمين لكان معذورًا فإنهم يختلفون في مثل هذا. وَإِنما قاله من نفسه، ولم ينسب القول إِلَى أحد! وأين فتح فارس من خلافة أَبِي بكر! فتحت فارس أيام عمر بْن الخطاب، رضي اللَّه عنه.
__________
[1] الحديث في المسند: 3/ 68 عن أبى سعيد الخدريّ.
[2] في مطبوعة الاستيعاب 738: صرمة، وأشير المحقق إلى أنها في إحدى النسخ: صرفة.
[3] في كتاب نسب قريش 123: فاخته بنت حرب.
[4] تحفة الأحوذي: 3/ 586.(2/402)
2502- الصعب بن منقر
الصعب بْن منقر. روت عنه ابنته أم البنين أَنَّهُ استحفر النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يعني طلب أن يأذن له أن يحفر بئرًا، فأحفره، وأمره أن لا يمنع أحدًا، فحفر بئرًا، فجاءت مالحة، فأعطاه سهمًا، فوضعه فيها، فعذبت.
2503- صعصعة بن صوحان
(ب د ع) صعصعة بْن صوحان. وقد تقدم نسبه في أخيه زيد، وكان صعصعة مسلما على عهد رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يره، وصغر عَنْ ذلك، وكان سيدًا من سادات قومه عبد القيس، وكان فصيحا خطيبًا، لسنا دينًا فاضلًا، يعد في أصحاب علي رضي اللَّه عنه، وشهد معه حروبه.
وصعصعة هو القائل لعمر بْن الخطاب، حين قسم المال الذي بعثه إليه أَبُو موسى، وكان ألف ألف درهم، وفضلت فضلة فاختلفوا أين نضعها؟ فخطب عمر الناس، وقال: أيها الناس، قد بقيت لكم فضلة بعد حقوق الناس. فقام صعصعة بْن صوحان، وهو غلام شاب، وقال: يا أمير المؤمنين، إنما تشاور الناس فيما لم ينزل فيه قرآن، فأما ما نزل به القرآن فضعه مواضعه التي وضعه اللَّه، عز وجل، فيها. فقال: صدقت، أنت مني وأنا منك. فقسمه بين المسلمين.
وهو ممن سيره عثمان إِلَى الشام، وتوفي أيام معاوية، وكان ثقة قليل الحديث.
أخرجه الثلاثة.
2504- صعصعة بن معاوية
(ب ع س) صعصعة بْن معاوية بْن حصن، أو حصين، بْن عبادة بْن النزال بْن مرة بن عبيد ابْنُ مقاعس، واسمه الحارث بْن عَمْرو بْن كعب بْن سعد بْن زيد مناة بْن تميم بْن مر، عم الأحنف بْن قيس.
وقد اختلف في صحبته، وَإِنما روايته عَنْ عائشة وأبي ذر، رضي اللَّه عنهما. روى عنه الأحنف ابن قيس، والحسن البصري، وابنه عبد ربه بْن صعصعة، وهو أخو جزء بْن معاوية، عامل عمر عَلَى الأهواز.
أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ بإسناده عن عبد الله بن أحمد، قال: حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، عَنْ صَعْصَعَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَمِّ(2/403)
الفرزدق أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقرأ عليه: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ، وَمن يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ 99: 7- 8 [1] قَالَ: حَسْبِي، لا أُبَالِي أَنْ لا أَسْمَعَ غَيْرَهَا [2] .
ورَوَاهُ هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ عَنْ صَعْصَعَةَ، عَمِّ الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ التَّمِيمِيِّ.
ورواه سليمان بْن حرب، وابن المبارك، عَنْ جرير، فقالا: صعصعة، عم الفرزدق، مثل يزيد بْن هارون، وليس بشيء فإن الفرزدق همام بْن غالب بْن صعصعة بْن ناجية بْن عقال بْن مُحَمَّدِ بْنِ سفيان بْن مجاشع بْن دارم بْن مالك بْن حنظلة بْن مالك بْن زيد مناة بْن تميم.
وروى أَبُو نعيم هذا الحديث في هذه الترجمة، ورواه ابن منده في صعصعة بْن ناجية، وقال أَبُو عمر في صعصعة بْن ناجية: روى عنه الحسن فقال: عم الفرزدق، وهذا يؤيد قول ابن منده، عَلَى أَنَّهُ وهم، ويرد الكلام عليه، إن شاء اللَّه تعالى، في صعصعة بْن ناجية.
وقال أَبُو أحمد العسكري: وقد وهم في صعصعة بْن معاوية عم الأحنف بعضهم، فقال:
صعصعة عم الفرزدق، وهو غلط. وهذا يؤيد قول أَبِي نعيم. أخرجه أَبُو عمر وأبو نعيم وأبو موسى.
2505- صعصعة بن ناجية
(ب د ع) صعصعة بْن ناجية بْن عقال بْن مُحَمَّدِ بْنِ سفيان بْن مجاشع بْن دارم بْن مالك [بْن حنظلة بْن مالك] بْن زيد مناة بْن تميم، جد الفرزدق الشاعر، واسم الفرزدق: همام بْن غالب بْن صعصعة، وهو ابن عم الأقرع بْن حابس بْن عقال.
روى عنه ابنه عقال بْن صعصعة، والطفيل بْن عمرو.
روى عنه الحسن البصري إلا أَنَّهُ قال: عم الفرزدق، والصحيح أَنَّهُ جده.
وكان من أشراف بني تميم، ووجوه بني مجاشع، وكان في الجاهلية يفتدي الموْءودات، وقد مدحه الفرزدق بذلك في قوله:
وجدي الذي منع الوائدات ... وأحيا الوئيد فلم يواد [3]
__________
[1] الزلزلة: 7، 8.
[2] مسند أحمد: 5/ 59.
[3] البيت في تاج العروس ولسان العرب، مادة وأد، وفيهما، «وعمى» ، مكان «وجدي» .(2/404)
أَخْبَرَنَا يحيى بْنُ مَحْمُودٍ إِجَازَةً بِإِسْنَادِهِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الضَّحَّاكِ، حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى حَدَّثَنَا الْعَلاءُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سَوِيَّةَ الْمِنْقَرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ كُسَيْبٍ [1] ، حَدَّثَنِي الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ صَعْصَعَةَ بْنِ نَاجِيَةَ، جَدِّ الْفَرْزَدَقِ، قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَرَضَ عَلَيَّ الإِسْلامَ، فَأَسْلَمْتُ، وَعَلَّمَنِي آيًا مِنَ الْقُرْآنِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُول اللَّهِ، إِنِّي عَمِلْتُ أَعْمَالًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَهَلْ لِي فِيهَا مِنْ أَجْرٍ؟ قَالَ: وَمَا عَمِلْتَ؟ قُلْتُ: ضَلَّتْ نَاقَتَانِ لِي عَشْرَاوَانِ، فَخَرَجْتُ أَبْغِيهُمَا عَلَى جَمَلٍ لِي، فَرُفِعَ [2] لِي بَيْتَانِ فِي فَضَاءٍ مِنَ الأَرْضِ، فَقَصَدْتُ قَصْدَهُمَا، فَوَجَدْتُ فِي أَحَدِهِمَا شَيْخًا كَبِيرًا، فَبَيْنَمَا هُوَ يُخَاطِبُنِي وَأُخَاطِبُهُ إِذْ نَادَتْهُ امْرَأَةٌ: قَدْ ولدت..
قد ولدت.. قال: وما وَلَدْتِ؟ قَالَتْ: جَارِيَةٌ. قَالَ: فَادْفِنِيهَا فَقُلْتُ: أَنَا أَشْتَرِي مِنْكَ رَوْحَهَا، لا تَقْتُلْهَا. فَاشْتَرَيْتُهَا بِنَاقَتَيْ وَوَلَدَيْهِمَا، وَالْبَعِيرِ الَّذِي تَحْتِي، وَظَهَرَ الإِسْلامُ وَقَدْ أحييت ثلاثمائة وستين موعودة أشترى كل واحدة منهن بناقتين عشر لوين وجمل، فهل لي من جر؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هَذَا بَابٌ مِنَ الْبِرِّ، لَكَ أَجْرُهُ إِذْ من الله عليك بالإسلام. أخرجه الثلاثة.
2506- الصعق أبو عبد الله
(س) الصعق، أَبُو عَبْد اللَّهِ، أخرجه أَبُو موسى، وقال: ذكره سَعِيد القرشي، وقال:
لا أدوى له صحبة أم لا؟ وروى بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن الصعق، عَنْ أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تغضبوا ولا تسخطوا في كسر الآنية، فإن لها آجالًا كآجال الإنس» .
باب الصاد والفاء
2507- صفره أبو معدان
(س) صفرة، أَبُو معدان، قال أَبُو موسى: أورده الحافظ أبو زكريا، وقال: ذكره أَبُو إِسْحَاقَ أحمد بْن مُحَمَّدِ بْنِ ياسين [3] فيمن قدم هراة من الصحابة.
أخرجه أبو موسى.
2508- صفوان بن أمية
(ب د ع) صفوان بْن أمية بْن خلف بْن وهب بْن حذافة بن جمح، القرشي الجمحيّ،
__________
[1] في المطبوعة: شبيب، ينظر ميزان الاعتدال: 2/ 375.
[2] رفع لي الشى بصرته من بعيد.
[3] ينظر ترجمته في ميزان الاعتدال: / 149.(2/405)
وأمه صفية بِنْت معمر بْن حبيب بْن وهب بْن حذافة بْن جمح، جمحية أيضًا، يكنى أبا وهب، وقيل: أَبُو أمية.
قال ابن شهاب: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لصفوان: أنزل أبا وهب. وروى أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن عَلِيٍّ أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال له: أبا أمية. قتل أبوه أمية بْن خلف يَوْم بدر كافرًا، ولما فتح رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مكة، هرب صفوان بْن أمية إِلَى جدة، فأتى عمير بْن وهب بْن خلف، وهو ابن عم صفوان، إِلَى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعه ابنه وهب بْن عمير، فطلبا له أمانًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمنه، وبعث إليه بردائه، أو ببردة له، وقيل: بعمامته التي دخل بها مكة أمانًا له، فأدركه وهب بْن عمير، فرجع معه، فوقف عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وناداه في جماعة من الناس: يا مُحَمَّد، إن هذا وهب بْن عمير، يزعم أنك أمنتني عَلَى أن لي مسير شهرين. فقال له رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: انزل أبا وهب. فقال:
لا حتى تبين لي. فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: انزل ولك مسير أربعة أشهر. فنزل، وسار مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى حنين، واستعار منه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سلاحًا، فقال: طوعًا أو كرهًا، فقال:
بل طوعًا عارية مضمونة. فأعاره، وشهد حنينًا كافرًا، فلما انهزم المسلمون قال كلدة بْن الحنبل، وهو أخو صفوان لأمه: ألا بطل السحر! فقال صفوان: اسكت، فضّ الله فاك، فو الله لأن يربني [1] رَجُل من قريش أحب إليَّ من أن يربني رجل من هوازن. يعني عوف بْن مالك النضري، ولما ظفر المسلمون أعطاه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم حنين.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ وَغَيْرُهُ بِإِسْنَادِهِمْ، عَنْ أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ الْخَلالُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيّ، عن سعيد ابن الْمُسَيِّبِ، عَنْ صَفْوَانَ، أَنَّهُ قَالَ: «أَعْطَانِي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين، وَإِنَّهُ لأَبْغَضُ النَّاسِ إِلَيَّ، فَمَا زَالَ يُعْطِينِي حَتَّى إِنَّهُ لأَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ [2] » .
ولما رَأَى صفوان كثرة ما أعطاه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: والله ما طابت بهذا إلا نفس نبي، فأسلم.
وكان من المؤلفة، وحسن إسلامه وأقام بمكة، فقيل له: من لم يهاجر هلك، ولا إسلام لمن لا هجرة له: فقدم المدينة مهاجرًا، فنزل عَلَى العباس بْن عبد المطلب، فَذَكَرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا هجرة بعد الفتح. وقال: عَلَى من نزلت؟ فقال: على
__________
[1] أي يسود على ويكون أميرا.
[2] تحفة الأحوذي، كتاب الزكاة: 3/ 333، 334. والحديث رواه أحمد في المسند: 3/ 401.(2/406)
العباس. فقال: نزلت عَلَى أشد قريش لقريش حبًا، ثم قال له: ارجع أبا وهب إِلَى أباطح مكة، فقروا عَلَى سكناتكم [1] . فرجع إليها، وأقام بها حتى مات. وكان أحد أشراف قريش في الجاهلية، وكان أحد المطعمين، فكان يقال له: سداد البطحاء، وكان من أفصح قريش، قيل: لم يجتمع لقوم أن يكون منهم مطعمون خمسة إلا لعمرو بْن عَبْد اللَّهِ بْن صفوان بْن أمية بْن خلف، أطعم خلف، وأمية، وصفوان، وعبد اللَّه، وعمرو، وقال معاوية يومًا. من يطعم بمكة؟ فقالوا: عَبْد اللَّهِ بْن صفوان. فقال: بخ بخ، تلك نار لا تطفأ.
وقتل عَبْد اللَّهِ بْن صفوان بمكة، مع عَبْد اللَّهِ بْن الزبير، ومات صفوان بْن أمية بمكة سنة اثنتين وأربعين، أول خلافة معاوية، وقيل: توفي مقتل عثمان بْن عفان، رضي اللَّه عنه، وقيل:
توفي وقت مسير الناس إِلَى البصرة لوقعة الجمل.
روى عَنْهُ ابنه عَبْد اللَّهِ، وعبد اللَّه بْن الحارث، وعامر بْن مالك، وطاوس.
أخرجه الثلاثة.
2509- صفوان بن أمية
(ب) صفوان بْن أمية بْن عمرو السلمي، حليف بني أسد بْن خزيمة، اختلف في شهوده بدرًا، وشهدها أخوه مالك بْن أمية، وقتلا جميعًا شهيدين باليمامة.
أخرجه أَبُو عمر.
2510- صفوان بن صفوان
صفوان بْن صفوان، عامل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بني عمرو، ذكره سيف، فقال: دخل عثمان بْن عمرو الديلي عَلَى بني أسد، وصفوان بْن صفوان عَلَى بني عمرو.
أخرجه الأشيري عَلَى أَبِي عمر.
2511- صفوان بن عبد الله
(د ع) صفوان بْن عَبْد اللَّهِ الخزاعي. يقال: إن له صحبة، حديثه موقوف.
روى عنه عَبْد اللَّهِ بْن أوس أَنَّهُ قال: إذا أنا متّ فشقوا ما يلي الأرض من أكفانى، أهيلوا علي التراب هيلًا.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم مختصرًا.
__________
[1] في المطبوعة: سكناكم، وسكنات جمع سكنة، بفتح فكسر، يعنى مواضعكم.(2/407)
2512- صفوان بن عبد الله
(س) صفوان بْن عَبْد اللَّهِ، أو عَبْد اللَّهِ بْن صفوان.
روى داود بْن أَبِي هند، عَنْ عامر، عَنْ صفوان بْن عَبْد اللَّهِ، أو عَبْد اللَّهِ بْن صفوان، قال: مررت عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأنا معلق [1] أرنبين، فقلت: إني لم أجد حديدة فذبحتهما بمروة [2] ، فقال: كل.
رواه علي بْن سليمان الواسطي عَنْ داود بْن أَبِي هند هكذا. ورواه حماد بْن سلمة ويزيد بْن هارون، عَنْ داود، فقالا: صفوان بْن مُحَمَّد، أو مُحَمَّد بْن صفوان. أخرجه أبو موسى.
2513- صفوان بن عبد الرحمن القرشي
(ب) صفوان بْن عبد الرحمن بْن صفوان، القرشي الجمحي.
أتى به أبوه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم الفتح لِيُبَايِعَهُ عَلَى الْهِجْرَةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا هجرة بعد الفتح» . وشفع له العباس فبايعه، ويذكر في أبيه عبد الرحمن، إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه أَبُو عمر مختصرًا، وقد ذكر أيضًا في عبد الرحمن بْن صفوان، فقال: أو صفوان بْن عبد الرحمن، كذا روى حديثه عَلَى الشك، قال: وأكثر الرواة يقولون فيه: عبد الرحمن بْن صفوان، قال: وأظنه عبد الرحمن بْن صفوان بْن قدامة. وهذا ليس بشيء، فإنه ذكر في هذه الترجمة أَنَّهُ جمحي، وذكر في ابن قدامة أَنَّهُ تميمي، فكيف يكونان واحدًا! والله أعلم.
2514- صفوان بن عبد الرحمن
(س) صفوان بْن عبد الرحمن، أو عبد الرحمن بْن صفوان. ذكره سَعِيد القرشي، وروى بِإِسْنَادِهِ إِلَى مجاهد، عَنْ صفوان بْن عبد الرحمن، أو عبد الرحمن بْن صفوان، قال:
لِمَا قدم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ودخل البيت، فلبست ثيابي، ثم انطلقت وهو وأصحابه مستلمين ما بين الحجر إِلَى الحجر، واضعي خدودهم عَلَى البيت، فإذا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أقربهم إِلَى الباب، قال:
فدخلت بين رجلين منهم. فقلت: كيف صنع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فقالا: صلى ركعتين عند السارية التي هي قبالة الباب.
__________
[1] أعلق الصائد: وقع الصيد في حبالته.
[2] المروة: حجر أبيض براق.(2/408)
أخرجه أَبُو موسى.
قلت: الذي أظنه أن هذا والذي قبله واحد لأن أبا عمر ذكر في عبد الرحمن بْن صفوان أَنَّهُ روى عنه مجاهد، وقال: صفوان بْن عبد الرحمن، أو عبد الرحمن بْن صفوان. فما أقرب أن يكونا واحدا، والله أعلم.
2515- صفوان بن عسال
(ب د ع) صفوان بْن عسال، من بني الربض بْن زاهر بْن عامر بْن عوبثان [1] بْن مراد، سكن الكوفة، وغزا مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثنتي عشرة غزوة.
روى عنه عَبْد اللَّهِ بْن مسعود، وزر بْن حبيش، وعبد اللَّه بْن سلمة، وَأَبُو الغريف.
قال أَبُو عمر: يقولون إنه من بني جمل [2] بْن كنانة بْن ناجية بْن مراد، وقال أَبُو نعيم هو من بني زاهر بْن مراد، وقال ابن الكلبي، كما ذكرناه أول الترجمة: إنه من بني زاهر.
أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ السِّيحِيِّ [3] ، أَخْبَرَنَا أَبُو البركات مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن خميس، أخبرنا أَبُو نَصْرِ بْنُ طَوْقٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ الْمُرَجَّى، أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، حَدَّثَنَا الصَّعْقُ بْنُ حَزَنٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَكَمِ الْبُنَانِيُّ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي صَفْوَانُ بْنُ عَسَّالٍ المرادي، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ، وَهُوَ مُتَّكِئٌ فِي الْمَسْجِدِ عَلَى بُرْدٍ لَهُ أَحْمَرَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُول اللَّهِ، إِنِّي جِئْتُ اطْلُبُ الْعِلْمَ، قَالَ:
«مَرْحَبًا بِطَالِبِ الْعِلْمِ، إِنَّ طَالِبَ الْعِلْمِ لَتَحُفُّهُ الْمَلائِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا» . أَخْرَجَهُ الثلاثة.
2516- صفوان بن عمرو الأسديّ
(د ع) صفوان بْن عمرو الأسدي. روى إِبْرَاهِيم بْن سعد، عَنِ ابْنِ إِسْحَاق قال: تتابع المهاجرون إِلَى المدينة أرسالا، وَكَانَ بنو غنم بْن دودان أهل إسلام، قَدْ أوعبوا إِلَى المدينة مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هجرة رجالهم ونساؤهم، منهم صفوان بْن عمرو [4] .
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: عوثبان، بتقديم الثاء، ينظر التاج مادة عثب، والقاموس: مادة عبث.
[2] في الأصل والمطبوعة: حمل، بالحاء، ينظر الاستيعاب: 724، والمشتبه: 174.
[3] في المطبوعة: السنجى. ينظر المشتبه: 350.
[4] سيرة ابن هشام: 1/ 472.(2/409)
2517- صفوان بن عمرو
(ب) صفوان بْن عمرو السلمي، وقيل: الأسلمي، شهد صفوان أحدًا، ولم يشهد بدرًا، وشهدها إخوته: مدلاج وثقف ومالك، وهم حلفاء بني عبد شمس.
أخرجه أَبُو عمر.
قلت: هذا صفوان هو المذكور قبل هذه الترجمة، وَإِنما ابن منده وَأَبُو نعيم جعلاه أسديًا وجعله أَبُو عمر سلميًا أو أسلميًا، وقد تقدم في ثقف بْن عمرو ما يدل عَلَى أنهما واحد، والله أعلم.
2518- صفوان بن قدامة
(ب د ع) صفوان بْن قدامة التميمي المرئي، من بني امرئ القيس بْن زَيْد مناة بْن تميم.
روى عنه عبد الرحمن بْن صفوان بْن قدامة، قال: هاجر إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى المدينة، فبايعه على الإسلام، فمد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يده، فمسح عليها صفوان، فقال صفوان: إني أحبك يا رَسُول اللَّهِ، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «المرء مع من أحب» . وكان صفوان بْن قدامة حين أراد الهجرة إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، دعا قومه وبني أخيه، ليخرجوا معه، فأبوا عليه، فخرج وتركهم، وأخرج معه ابنيه عبد العزى وعبد نهم، فغير النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أسماءهما، فسماهما عبد الرحمن وعبد اللَّه، وقال في ذلك ابن أخيه نصر بْن قدامة:
تحمل صفوان فأصبح غاديا ... بأبنائه عمدًا وخلى المواليا
طلاب الذي يبقى وآثرت غيره ... فشتان ما يفنى وما كان باقيا
فأصبحت مختارًا لأمر مفند ... وأصبح صفوان بيثرب ثاويا
بأبنائه جار الرسول مُحَمَّد ... مجيبًا له إذ جاء بالحق داعيا
الأبيات.
وأقام صفوان بالمدينة حتى هلك، وترك ابنه عبد الرحمن مقيمًا بالمدينة، فأقام إِلَى خلافة عمر، رضي اللَّه عنه، ثم إن عمر بعث جرير بْن عَبْد اللَّهِ إِلَى المثنى بْن حارثة بالعراق، وكان المثنى كتب إِلَى عمر يستمده، فأرسل إليه جريرا وعبد الرحمن بن صفوان المرئيّ في جيش مددًا له أخرجه الثلاثة.
2519- صفوان بن مالك
صفوان بْن مالك بْن صفوان بْن البدن بن الحلاحل بن أقيش بْن مخاشن بْن معاوية بْن(2/410)
شريف [1] بْن جروة بْن أسيد بْن عمرو بْن تميم، التميمي الأسيدي، له صحبة، وكان من خيار المهاجرين.
قاله هشام بْن الكلبي.
2520- صفوان بن محمد
(ب د ع) صفوان بْن مُحَمَّد، أو مُحَمَّد بْن صفوان. رَوَى عَلِيُّ بْن عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ حَجَّاجِ ابن منهال، عَنْ حماد بْن سلمة، عَنْ داود بْن أَبِي هند، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَفْوَانَ: أَنَّهُ أتى غنمه، فصاد أرنبين، فذبحهما بمروة [2] فأتى بهما رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وسلم، فقال: يا رسول الله، ذبحتهما بمروة، فقال: كلهما. أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم هكذا.
وروى عَنِ ابن قانع، عَنْ إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّهِ، عَنْ حجاج بِإِسْنَادِهِ، فقال: صفوان بْن عَبْد اللَّهِ: ولم يشك.
وروى عَنْ أَبِي الأحوص سلام بْن سليم، عَنْ عاصم بْن الأحول، عَنِ الشعبي: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صيفي.
وقال شعبة وغيره، عَنْ عَاصِمٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صفوان.
وبعض الرواة قال: أَبُو صفوان بْن محمد.
أخرجه الثلاثة.
2521- صفوان بن مخرمة
(ب د ع) صفوان بْن مخرمة القرشي الزُّهْرِيّ، قال أَبُو عمر: يقال: إنه أخو المسور بْن مخرمة بْن نوفل بْن أهيب بْن عبد مناف بْن زهرة. روى عنه ابنه الْقَاسِم.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ يَحْيَى بْنُ مَحْمُودِ بْنِ سَعْدٍ إِجَازَةً بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حدثنا محمد بن عبد اللَّهِ الأَسَدِيُّ، حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ سَلْمَانَ، عَنِ القاسم ابن صَفْوَانَ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «أَبْرِدُوا بِصَلاةِ الظُّهْرِ فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ» .
__________
[1] في المطبوعة: ينظر مستدرك تاج العروس: شرف، كما ينظر: 1/ 135 من هذا الكتاب.
[2] المروة: حجر ابيض براق.(2/411)
رَوَاهُ مَرْوَانُ الْفَزَارِيُّ، وَأَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، وَعُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، وَنَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، كُلُّهُمْ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ سَلْمَانَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا يُعْرَفُ الْقَاسِمُ بْنُ صَفْوَانَ الزُّهْرِيُّ إِلا مِنْ حَدِيثِ بَشِيرِ بْنِ سَلْمَانَ.
أخرجه الثلاثة.
2522- صفوان بن المعطل
(ب د ع) صفوان بْن المعطل بْن ربيضة بْن خزاعي بْن محارب بْن مرة بْن فالج بن ذكوان ابن ثعلبة بْن بهثة بْن سليم بْن مَنْصُور، السلمي الذكواني كذا نسبه أَبُو عمر.
وقال الكلبي: صفوان بْن المعطل بْن رحضة بْن المؤمل بْن خزاعي بْن محارب بْن مرة بْن هلال بْن فالج.. وذكره. يكنى أبا عمرو، أسلم قبل المريسيع وشهد المريسيع.
وقال الواقدي: شهد صفوان الخندق والمشاهد بعدها وكانت الخندق سنة خمس، وكان مع كرز بْن جابر الفهري، في طلب العرنيين الذين أغاروا عَلَى لقاح رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان يكون عَلَى ساقه جيش رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
روى عنه أَبُو هريرة، وَأَبُو بكر بْن عبد الرحمن بْن الحارث.
وأثنى عليه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال «ما علمت منه إلا خيرًا» . وهو الذي قال فيه أهل الإفك ما قَالُوا، فبرأه، اللَّه عز وجل، ورسوله، وحديثه مشهور ولما بلغ صفوان أن حسان بْن ثابت ممن قال فيه ضربه بالسيف، فجرحه، وقال:
تلق ذباب السيف مني فإنني ... غلام إذا هو جيت لسب بشاعر [1]
ولكنني أحمى حماي وأشتفي ... من الباهت الرامي البراء الطواهر
فشكى حسان إِلَى النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم، فعوضه حائظا من نخل، وسيرين جارية، فولدت له عبد الرحمن ابن حسان.
وكان صفوان شجاعًا خيرًا فاضلًا، وله دار بالبصرة، وقتل في غزوة أرمينية شهيدًا، وأمير الجيش يومئذ عثمان بْن أَبِي العاص الثقفي سنة تسع عشرة في خلافة عمر. قاله ابن إِسْحَاق.
وقيل مات بالجزيرة بناحية شمشاط، ودفن هناك، وقيل: إنه غزا الروم في خلافة معاوية، فاندقت ساقه، ثم لم يزل يطاعن حتى مات، وذلك سنة ثمان وخمسين، والله أعلم.
__________
[1] ينظر في سيرة ابن هشام: 2/ 305.(2/412)
روى المقبري، عَنْ أَبِي هريرة، قال: «سأل صفوان بْن المعطل السلمي رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، إني سائلك عَنْ أمر أنت به عالم، وأنا به جاهل. قال: وما هو؟ قال: هل من ساعات الليل والنهار ساعة تكره فيها الصلاة؟ قال: نعم، إذا صليت الصبح فدع الصلاة حتى تطلع الشمس، فإنها تطلع بين قرني شيطان، ثم الصلاة محضورة [1] متقبلة حتى تستوي الشمس عَلَى رأسك قيد رمح، فإذا كانت عَلَى رأسك فدع الصلاة تلك الساعة التي تسجر [2] فيها جهنم، حتى ترتفع الشمس عَنْ حاجبك الأيمن، فإذا زالت فصل فالصلاة متقبلة محضورة، حتى تصلي العصر، ثم دع الصلاة حتى تغرب الشمس» . أخرجه الثلاثة.
2523- صفوان بن وهب
(ب د ع) صفوان بْن وهب بْن ربيعة بْن هلال بْن وهب بْن ضبة بن الحارث بن فهر بن مالك، القرشي الفهري، كذا نسبه أَبُو نعيم وَأَبُو عمر ونسبه هشام بْن مُحَمَّد، فقال: صفوان بْن وهب بْن ربيعة بْن عمرو بْن عامر بْن ربيعة ابن هلال بن مالك بن ضبة بن الحارث، وهو المعروف بابن بيضاء، واسمها دعد، وقد ذكرت في أخيه سهل.
وشهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قاله ابن شهاب.
وقال ابن إِسْحَاق: قتل صفوان ببدر، قتله طعيمة بْن عدي، قال: وقيل لم يقتل بها، وأنه مات في شهر رمضان من سنة ثمان وثلاثين. وقيل مات في طاعون عمواس من الشام، وكان سنة ثماني عشرة. وقيل: آخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه وبين رافع بْن العجلان، فقتلا جميعًا ببدر.
وكان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد سيره في سرية عَبْد اللَّهِ بْن جحش قبل الأبواء، فغنموا، وفيهم نزلت: يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ 2: 217. [3] قاله عكرمة، عَنِ ابن عباس.
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] أي تحضرها الملائكة.
[2] أي توقد، قال الخطابى: قوله: تسجر جهنم، وبين قرني الشيطان، وأمثالها، من الألفاظ الشرعية التي أكثرها ينفرد الشارع بمعانيها، ويحب عليما التصديق بها والوقوف عند الإقرار بصحتها، والعمل بموجبها. ينصر النهاية لابن الأثير: سجر وقرن.
[3] البقرة: 217.(2/413)
2524- صفوان بن اليمان
(ب) صفوان بْن اليمان العبسي، أخو حذيفة بْن اليمان. وهو عبسي حليف بني عبد الأشهل شهد أحدًا مع أبيه حسيل، ومع أخيه حذيفة، وهو مذكور في ترجمة أبيه.
أخرجه أَبُو عمر مختصرا.
2525- صفوان
(ب ع س) صفوان، أو ابن صفوان، كذا قيل فيه عَلَى الشك.
روى سليمان بْن حرب، عَنْ شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْن حَرْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ صفوان أو ابن صفوان، قال: بعت من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجل سراويل، فوزن لي وأرجح.
رواه ابن مهدي، عَنْ شعبة، عَنْ سماك، قال: سمعت مالك بْن عمر وأبا صفوان ...
وروى زهير بْن معاوية، عَنْ أَبِي الزبير، عَنْ صفوان، أو ابن صفوان، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
أَنَّهُ كان لا ينام حتى يقرأ: حم [1] السجدة، و (تبارك) الملك.
أخرجه أَبُو نعيم، وَأَبُو عمر، وَأَبُو موسى.
باب الصاد واللام
2526- الصلت أبو زييد
(د ع) الصّلت، أبو زييد بْن الصلت. عداده في أهل الحجاز، مختلف في صحبته.
روى الصلت بْن زبيد بْن الصلت، عَنْ أبيه، عَنْ جده: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ استعمله عَلَى الخرص [2] ، فقال: «أثبت لنا النصف، وأبق لهم النصف، فإنّهم يسرقون ولا يصل إليهم» . أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
زييد: بعد الزاي ياءان كل واحدة منهما معجمة باثنتين من تحتها.
2527- الصلت أبو كليب
(د ع) الصلت، أَبُو كليب، روى عنه ابنه كليب.
حدث سليمان بْن مروان العبدي، عَنْ إِبْرَاهِيم بْن أَبِي يحيى، عَنْ عثم [3] بْن كليب بْن الصلت، عَنْ أبيه، عَنْ جده: أَنَّهُ أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، فقال: «احلق عنك شعر الكفر» .
__________
[1] يعنى سورة فصلت، فهي تسمى أيضا سورة السجدة.
[2] خرص النخلة والكرمة: تقدير ما عليها من الرطب تمرا، ومن العتب زبيبا.
[3] في المطبوعة: عثيم عن ابن كليب.(2/414)
هذا وهم، والصحيح ما رواه جماعة، عَنْ إِبْرَاهِيم، عَنْ عثيم بْن كثير بْن كليب، عَنْ أبيه، عَنْ جده، وهو أولى أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
2528- الصلت بْن مخرمة
الصلت بْن مخرمة بْن المطلب بْن عبد مناف القرشي المطلبي، أخو قيس والقاسم ابني مخرمة، أعطاه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأخاه الْقَاسِم مائة وسق من خيبر، وأعطى قيسًا خمسين وسقًا، ذكر ذلك أَبُو عمر في أخيه الْقَاسِم.
وقد ذكره الزبير بْن بكار وابن إِسْحَاق، فقالا: أطعم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصلت بْن مخرمة مع ابنيه [1] مائة وسق، للصلت منها أربعون. وهي من خيبر، وهذا يؤيد قول أَبِي عمر.
2529- الصلصال بن الدلهمس
(د ع) الصلصال بْن الدلهمس، أَبُو الغضنفر.
روى علي بْن سَعِيد، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الضوء [2] بْن الصلصال بْن الدلهمس بْن جندلة بن المحتجب ابن الأغر بْن الغضنفر بْن تيم بْن ربيعة بْن نزار بْن معد، عَنْ أبيه الضوء، عَنْ أبيه الصلصال بْن الدلهمس، قَالَ: كنا عند النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو في حشد من أصحابه، فقال لنا: إن عبادة بْن الصامت عليل، فقوموا بنا لنعوده، ووثب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قدامنا، واتبعناه، فاجناز في طريقه برجل من اليهود يموت ابن له، فمال إليه، فقال: يا يهودي، هل تجدوني عندكم مكتوبا في التوراة؟ فأومأ اليهودي إليه برأسه، أي: لا. فقال ابن اليهودي بلى، والله يا رَسُول اللَّهِ، إنهم ليجدونك عندهم. ولقد طلعت وَإِن في يده لسفرًا من التوراة فيه صفتك وصفة أصحابك، فلما رآك ستره عنك، وأنا أشهد أن لا إله إلا اللَّه، وأنك مُحَمَّد عبده ورسوله، وما تكلم بغيرها حتى قضى نحبه فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أقيموا عَلَى أخيكم حتى تقضوا حقه، قال: فخلنا بين اليهودي وبينه، وواريناه، وانصرفنا. وهذا غريب الإسناد والنسب، وهو كما ترى.
أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
__________
[1] في المطبوعة مع أخيه: ينظر سيرة ابن هشام 24/ 201.
[2] ينظر ميزان الاعتدال 3/ 586.(2/415)
2530- صلصل بن شرحبيل
صلصل بْن شرحبيل، قال أَبُو عمر: لا أقف عَلَى نسبه، له صحبة ولا أعلم له رواية، وخبره مشهور في إرسال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إياه إِلَى صفوان بْن أمية، وسبرة العنبري، ووكيع الدارمي، وعمرو بْن المحجوب العامري، وهو أحد رسله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أخرجه أَبُو عمر.
2531- صلة بن أشيم
(س) صلة بْن أشيم العدوي، من عدي الرباب، وهو عدي بْن عبد مناة بْن أد بْن طابخة، أورده سَعِيد القرشي.
روى حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن صلة بْن أشيم: أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: من صلى صلاة لا يذكر فيها شيئًا من أمر الدنيا لم يسأل اللَّه شيئًا من أمر إلا أعطاه.
صلة هذا قتل بسجستان سنة خمس وثلاثين، وكان عمره ثلاثين ومائة سنة، وقد ذكر النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلة، فقال، فيما روى يزيد بْن جابر، قال: بلغنا أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: يكون في أمتي رجل، يقال له: صلة، يدخل الجنة بشفاعته كذا وكذا. أخرجه أبو موسى.
2532- صلة بن الحارث
(د ع) صلة بْن الحارث الغفاري، عداده فِي أهل مصر، لَهُ صحبة، روى عنه أَبُو صالح الغفاري سَعِيد بْن عبد الرحمن، وَأَبُو قبيل. [1] قال سَعِيد بْن يونس: ممن شهد فتح مصر صلة بْن الحارث، حدث أَبُو صالح سَعِيد بْن الرحمن الغفاري أن سليم بْن عتر التجيبي [2] كان يقص عَلَى الناس، وهو قائم، فقال له صلة بْن الحارث الغفاري، وهو من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: والله ما تركنا عهد نبينا حتى قمت أنت وأصحابك بين أظهرنا.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
__________
[1] في المطبوعة: فنيل، وفي الأصل: فنيل هو حيي بن هانئ. ينظر خلاصة التذهيب: 83.
[2] كان قاضى مصر وقاصها وناسكها، توفى سنة 75 هـ، ينظر العبر للذهبى: 1/ 86.(2/416)
باب الصاد والنون
2533- الصنابح بن الأعسر
(ب د ع) الصنابح بْن الأعسر الأحمسي، كوفي. قال أَبُو عمر: روى عنه قيس بْن أَبِي حازم وحده، وليس هو الصنابحي الذي روى عَنْ أَبِي بكر الصديق، الذي يروي عنه عطاء بْن يسار في فضل الوضوء، وفي النهي عَنِ الصلاة في الأوقات الثلاثة، ذلك لا تصح له صحبة، وهو الصنابحي منسوب إِلَى قبيلة من اليمن، وهذا الصنابح اسم لا نسب، وذلك تابعي، وهذا له صحبة، وذلك معدود في أهل الشام، وهذا كوفي له رواية.
وقال ابن منده وَأَبُو نعيم: الصنابح بْن الأعسر الأحمسي، وقيل: الصنابحي. سكن الكوفة، ورويا بإسناديهما الحديث الذي أَخْبَرَنَا بِهِ أَبُو الْفَرَجِ بْنُ أَبِي الرَّجَاءِ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، وَأَنَا حاضر، أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم، حدثنا عَبْد اللَّهِ بْن جَعْفَر بْن إِسْحَاق بْن عَلِيِّ بْنِ جابر الْجَابِرِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن الْمُثَنَّى، حدثنا جَعْفَرُ بْنُ عَوْفٍ، عَنْ إِسْمَاعِيل بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أبي حازم، عَنِ الصنابح، قال: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يقول: «ألا إني فرطكم [1] عَلَى الحوض، وَإِني مكاثر بكم الأمم، فلا تقتتلوا بعدي» . أخرجه الثلاثة.
2534- صنابح
(ع س) صنابح، قيل: إنه غير الأحمسي، قاله أَبُو نعيم، وقال: هو عندي المتقدم يعني الأحمسي، وقال: أفرده بعض المتأخرين بترجمة، وروى عَنْ وكيع، عَنِ الصلت بْن بهرام، عَنِ الصنابح، قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تزال هذه الأمة في مسكة [2] من دينها ما لم يكلوا الجنائز إلى أهلها [3] » .
أخرج أبو نعيم وأبو موسى، وقال أبو موسى، بعد هذا الحديث: رواه أَبُو الشيخ فقال:
عَنِ الصنابحي، وجعل بينه وبين الصلت الحارث بْن وهب. قلت: كذا ذكر أَبُو نعيم، وهذا لم يخرجه ابن منده حتى يرده عليه، فلا أدري من أراد بقوله:
«بعض المتأخرين» فإن عادته يعني بهذا القول وأمثاله ابن منده، وابن منده لم يخرج هذا، والله أعلم.
__________
[1] فرطكم: أي متقدمكم إليه.
[2] مسكة: خير.
[3] الحديث رواه أحمد في المسند: 4/ 349 عن أبى عبد الله الصنابحي.(2/417)
باب الصاد والهاء
2535- صهبان بن عثمان
(د ع) صهبان بْن عثمان، أَبُو طلاسة الحدسي [1] ، عداده في الشاميين من أهل فلسطين.
روى عَبْد اللَّهِ بْن عبد الكبير [2] عَنْ أبيه قال سمعت [أَبِي] [3] صهبان أبا طلاسة، قال:
قدم علينا عبد الجبار بْن الحارث بعد مبايعته النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم رجع إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم، فغزا معه غزاة فاستشهد، وإني بن يدي رَسُول اللَّهِ.
هذا حديث غريب من هذا الوجه.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
2536- صهيب بن سنان
(ب د ع) صهيب بْن سنان بْن مالك بْن عبد عمرو بْن عقيل بْن عامر بن جندلة بن جذيمة ابن كعب بْن سعد بْن أسلم بْن أوس مناة بن النّمر بن قاسم بن هنب بْن أفصى بْن دعمي بْن جديلة بْن أسد بن ربيعة بن نزار، الرّبعىّ النّمرىّ. كذا نسيه الكلبي وأبو نعيم.
وقال الواقدي: هو صهيب بْن سنان بْن خَالِد بْن عبد عمرو بْن عقيل بْن كعب بْن سعد.
وقال ابن إِسْحَاق: صهيب بْن سنان بْن خَالِد بْن عبد عمرو بْن طفيل بْن عامر بْن جندلة بْن سعد بْن خزيمة بْن كعب بْن سعد فجعل طفيلًا بدل عقيل، وجعل خزيمة بدل جذيمة، وهو من النمر بْن قاسط، وأمه سلمى بنت قعيد بْن مهيص بْن خزاعي بْن مازن بْن مالك بْن عمرو بْن تميم، كنيته أَبُو يحيى، كناه بها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وإنما قيل له: الرومي، لأن الروم سبوه صغيرًا، وكان أبوه وعمه عاملين لكسرى عَلَى الأبلة وكانت منازلهم عَلَى دجلة عند الموصل، وقيل: كانوا عَلَى الفرات [4] من أرض الجزيرة، فأغارت الروم عليهم، فأخذت صهيبًا وهو صغير فنشأ بالروم. فصار ألكن، فابتاعته منهم كلب، ثم قدموا به مكة فاشتراه عَبْد اللَّهِ بْن جدعان التيمي منهم، فأعتقه، فأقام معه حتى هلك عَبْد اللَّهِ بْن جدعان.
__________
[1] في المطبوعة: الحديبى، والمثبت عن الأصل، وحدس، بفتحتين: بطن من لحم.
[2] كذا في الأصل والمطبوعة، ومثلة في الإصابة، وسيأتي في ترجمة عبد الجبار بن الحارث: عبد الله بن الكدير.
[3] ليست في المطبوعة.
[4] في الأصل والمطبوعة: الفراة، وفي طبقات ابن سعد 3/ 1: 161 «كانوا في قرية على شط الفرات» .(2/418)
وقال أهل صهيب وولده ومصعب الزبيري: إنه هرب من الروم لما كبر وعقل، فقدم مكة فحالف ابن جدعان، وأقام معه إِلَى أن هلك.
ولما بعث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أسلم وكان من السابقين إِلَى الإسلام قال الواقدي: أسلم صهيب وعمار في يَوْم واحد، وكان إسلامهما بعد بضعة وثلاثين رجلًا، وكان من المستضعفين بمكة الذين عذبوا.
أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُور بْن مكارم بْن أحمد بن سعد بإسناده إلى أبي زكريا يزيد بن إياس، قال: وكان اشتراه عَبْد اللَّهِ بْن جدعان، يعني صهيبًا، من كلب بمكة، وكانت كلب اشترته من الروم، فأعتقه، وأسلم صهيب ورسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي دار الأرقم بعد بضعة وثلاثين رجلًا، وكان من المستضعفين بمكة المعذبين في اللَّه، عز وجل، وقدم في آخر الناس في الهجرة إِلَى المدينة علي بْن أَبِي طالب وصهيب، وذلك في النصف من ربيع الأول ورسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقباء لم يرم [1] بعد.
وآخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه وبين الحارث بْن الصمة، ولما هاجر صهيب إِلَى المدينة تبعه نفر من المشركين، فنثل [2] كنانته وقال لهم: يا معشر قريش، تعلمون أنّى من أرماكم، وو الله لا تصلون إلي حتى أرميكم بكل سهم معي، ثم أضربكم بسيفي ما بقي في يدي منه شيء، فإن كنتم تريدون مالي دللتكم عليه، قَالُوا: فدلنا عَلَى مالك ونخلي عنك، فتعاهدوا عَلَى ذلك، فدلهم عليه، ولحق برسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ربح البيع أبا يحيى، فأنزل اللَّه عز وجل: وَمن النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ الله، وَالله رَؤُفٌ بِالْعِبادِ [3] 2: 207 وشهد صهيب بدرا، وأحدا، والخندق، والمشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ مَكَارِمَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي زَكَرِيَّا، أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرْبِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ زَاذَانَ، عَنْ ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وَسَلَّمَ: السُّبَّاقُ أَرْبَعَةٌ، أَنَا سَابِقُ الْعَرَبِ، وَصُهَيْبٌ سَابِقُ الرُّومِ، وَسَلْمَانُ سَابِقُ فَارِسَ وَبِلالٌ سَابِقُ الحبش.
__________
[1] لم يرم: لم يبرح.
[2] نثل الكنانة: أخرج ما فيها من السهام.
[3] البقرة: 207.(2/419)
قال: وأخبرنا أبو زكريا، أَخْبَرَنَا أحمد بْن عبد الصمد، حدثنا علي بْن الحسين، حدثنا عفيف، حدثنا سفيان، عَنْ مَنْصُور، عَنْ مجاهد، قال: أول من أظهر إسلامه سبعة: النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبُو بَكْرٍ، وبلال، وصهيب، وخباب، وعمار بْن ياسر، وسمية أم عمار، رضي اللَّه عنهم أجمعين، فأما النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فمنعه اللَّه، وأما أَبُو بكر فمنعه قومه، وأما الآخرون فأخذوا وألبسوا أدراع الحديد، ثم أصهروا في الشمس.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ [الْمُبَارَكُ] [1] بن المبارك بن أحمد بن رزيق الْوَاسِطِيُّ، إِمَامُ الْجَامِعِ بِهَا، أَخْبَرَنَا أَبُو السَّعَادَاتِ الْمُبَارَكُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ [بْنِ بَعُوبَا] أَخْبَرَكُمْ أَبُو الْفَتْحِ نَصْرُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْقَاسِمِ الشَّاشِيُّ فَاعْتَرَفَ بِهِ، قُلْتُ لَهُ: أَخْبَرَكُمْ أَبُو بَكْرِ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ خَلَفٍ الْمُقْرِئُ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْحَنْبَلِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم عبد الله بن إبراهيم ابن بالوية، حدثنا عمران بن موسى. حدثنا هدية بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عَنْ صُهَيْبٍ: أَنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ «إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ، نَادَى مُنَادٍ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، إِنَّ لَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ، عَزَّ وَجَلَّ، مَوْعِدًا يُرِيدُ أَنْ يُنْجِزَكُمُوهُ، فَيَقُولُونَ: مَا هُوَ- أَلَمْ يُثَقِّلْ مَوَازِينَنَا وَيُبَيِّضْ وُجُوهَنَا، وَيُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ وَيُخْرِجْنَا مِنَ النَّارِ؟ فَيُكْشَفُ لَهُمُ الْحِجَابُ، فَيَنْظُرُونَ إِلَى اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، فَمَا شَيْءٌ أُعْطَوْهُ أَحَبُّ إِلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ إِلَيْهِ، وَهِيَ الزِّيَادَةِ» [2] وروى عنه ابن عمر أَنَّهُ قال: مررت برسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو يصلّى، تسلمت عليه، فرد عَلَى إشارة بإصبعه.
أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مِهْرَانَ الْفَقِيهُ وَغَيْرُهُ، بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيل الْوَاسِطِيُّ، [حَدَّثَنَا وَكِيعٌ] [3] حَدَّثَنَا أَبُو فَرْوَةَ يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ، عَنْ أَبِي الْمُبَارَكِ، عَنْ صُهَيْبٍ، قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما آمَنَ بِالْقُرْآنِ مَنِ اسْتَحَلَّ مَحَارِمَهُ» . وكان فيه مع فضله وعلو درجته مداعبة وحسن خلق، روى عنه أَنَّهُ قال: جئت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو نازل بقباء، وبين أيديهم رطب وتمر، وأنا أرمد، فأكلت، فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: أتأكل
__________
[1] سقط من المطبوعة.
[2] يعنى الزيادة المذكورة في قوله تعالى: لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ 10: 26. والحديث رواه أحمد في المسند: 4/ 333.
[3] عن تحفة الاحوذى، فضائل القرآن: 8/ 236.(2/420)
التمر وأنت أرمد. فقلت: إنما آكل عَلَى شق عيني الصحيحة فضحك رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى بدت نواجذه» . وكان في لسانه عجمة شديدة، وروى زيد بْن أسلم عَنْ أبيه، قال: خرجت مع عمر حتى دخل عَلَى صهيب حائطًا له بالعالية، فلما رآه صهيب قال: يناس يناس، فقال عمر: ماله، لا أبا له، يدعو بالناس؟ فقلت: إنما يدعو غلامًا له اسمه يحنس، وَإِنما قال ذلك لعقده في لسانه، فقال له عمر: ما فيك شيء أعيبه يا صهيب إلا ثلاث خصال، لولاهن ما قدمت عليك أحدًا: أراك تنتسب عربيًا ولسانك أعجمي، وتكتني بأبي يحيى اسم نبي، وتبذر مالك، فقال: أما تبذيري مالي فما أنفقه إلا في حقه، وأما اكتنائي بأبي يحيى فإن رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم كنانى أبى يحيى، فلن أتركها، وأما انتمائي إِلَى العرب فإن الروم سبتني صغيرًا، فأخذت لسانهم، وأنا رجل من النمر بْن قاسط، ولو انفلقت عني روثة لانتميت إليها.
وكان عمر بْن الخطاب رضي اللَّه عنه محبًا لصهيب، حسن الظن فيه، حتى إنه لما ضرب أوصي أن يصلي عليه صهيب، وأن يصلي بجماعة المسلمين ثلاثًا، حتى يتفق أهل الشورى عَلَى من يستخلف.
وتوفي صهيب بالمدينة سنة ثمان وثلاثين في شوال، وقيل: سنة تسع وثلاثين، وهو ابن ثلاث وسبعين سنة، وقيل: ابن سبعين سنة، ودفن بالمدينة.
وكان أحمر شديد الحمرة، ليس بالطويل ولا بالقصير، وهو إِلَى القصر أقرب، كثير شعر الرأس.
أخرجه الثلاثة.
2537- صهيب بن النعمان
(ع ب س) صهيب بْن النعمان، غير منسوب. أورده الطبراني وابن إشكاب وغير واحد في الصحابة أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى كِتَابَةً أَخْبَرَنَا الكوشيدي أَبُو غَالِبٍ، وَالْقرانِيُّ [1] ونوشروانُ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا ابْنُ رِيذَةَ [2] (ح) قَالَ أَبُو مُوسَى: وأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَدَّادُ، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ [قَالا: أَخْبَرَنَا [3]]
__________
[1] في المطبوعة: الفورابى، والمثبت عن المشتبه: 501.
[2] في المطبوعة: زيد، وينظر المرجع السابق.
[3] مكانه في المطبوعة: وقال أخبرنا.(2/421)
سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَعْمَرِيُّ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَزَّانُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْقُرْقُسَانِيُّ، حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ هِلالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ صُهَيْبِ بْنِ النُّعْمَانِ، قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَضْلُ صَلاةِ الرَّجُلِ فِي بَيْتِهِ عَلَى صَلاتِهِ حَيْثُ يَرَاهُ النَّاسُ، كَفَضْلِ الْمَكْتُوبَةِ عَلَى النَّافِلَةِ» .
رَوَاهُ عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ، عَنِ ابْنِ مُصْعَبٍ. أَخْرَجَهُ أَبُو نعيم وأبو عمر وأبو موسى.
باب الصاد والواو والياء
2538- صؤاب
(ب د ع) صؤاب، رجل من الصحابة، له ذكر، سكن البصرة.
روى محرز بْن أبى يعقوب، قال: كان ها هنا رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ، يقال له:
صؤاب، لا يضع خوانه إلا دعا يتيمًا أو يتيمين.
أخرجه الثلاثة مختصرا.
2539- صيفي بن الأسلت
(ب) صيفي بْن الأسلت، أَبُو قيس الأنصاري، أحد بني وائل بْن زيد، وهو مشهور بكنيته، ونذكره في الكنى، إن شاء اللَّه تعالى، أتم من هذا.
كان هو وأخوه وحوح، قد صارا إِلَى مكة مع قريش، فسكناها، وأسلما يَوْم الفتح قاله ابن إِسْحَاق.
وقال الزبير: إن أبا قيس بْن الأسلت الشاعر، أخا وحوح، لم يسلم، واسمه الحارث بْن الأسلت، قال: ويقال: عَبْد اللَّهِ.
وفيما ذكره ابن إِسْحَاق والزبير نظر في أَبِي قيس.
أخرجه أبو عمر.
2540- صيفي أبو الحارث
صيفي، أَبُو الحارث بْن ساعدة بْن عبد الأشهل بْن مالك بْن لوذان.
خرج في بعض المغازي مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فتوفي بالكديد [1] ، فكفنه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قميصه.
ذكره ابن الكلبي.
__________
[1] الكديد: موضع بالحجاز على اثنين وأربعين ميلا من مكة.(2/422)
2541- صيفي بن ربعي
(ب) صيفي بْن ربعي بْن أوس، في صحبته نظر، شهد صفين مع علي أخرجه أَبُو عمر مختصرا.
2542- صيفي بن سواد
(ب د ع) صيفي بْن سواد بْن عبّاد بْن عمرو بْن غنم بْن سواد بْن غنم بْن كعب بْن سلمة الأنصاري السلمي، شهد بيعة العقبة الثانية، ولم يشهد بدرًا، كذا قال ابن إسحاق: صيفي ابن سواد.
وقال ابن هشام: صيفي بْن أسود بْن عباد، ونسبه كما ذكرناه [1] ، قال عروة بْن الزبير:
إنه شهد بدرًا أخرجه الثلاثة.
2543- صيفي بن عامر
(ب) صيفي بْن عامر، سيد بني ثعلبة، كتب له النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتابًا، أمره فيه عَلَى قومه.
أخرجه أَبُو عمر مختصرا.
2544- صيفي بن قيظى
(ب) صيفي بْن قيظي بْن عمرو بْن سهل بْن مخرمة بْن قلع بْن حريش بْن عبد الأشهل، أخو الحباب، وهو ابن أخت أبى الهيثم بن التيهان، أمه الصعبة بنت التيهان.
قتل يَوْم أحد شهيدًا، قتله ضرار بْن الخطاب.
أخرجه الثلاثة مختصرا.
2545- صيفي أبو المرقع
(د ع) صيفي أَبُو المرقع بْن صيفي.
روى حديثه عمرو بْن المرقع بْن صيفي، عَنْ أبيه، عَنْ جده [2] : أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عَنْ قتل النملة.
أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
__________
[1] ينظر سيرة ابن هشام: 1/ 462.
[2] قال ابن حجر في الإصابة: وفيه أوهام: أحدهما إعادة الضمير في جده على عمرو، وإنما هو على المرقع، والصحبة لوالد صيفي، وهو رباح بن الحارث، ثانيها قوله عمرو، والصواب عمر، بضم العين، ثالثها النملة، وإنما هو المرأة. وقال: والحديث على الصواب عند أبى داود والنسائي.(2/423)
2546- صيفي
(س) صيفي، قال أَبُو موسى: ذكره سَعِيد، يعني القرشي، وقال: هو جد يحيى بْن عبيد بْن صيفي، وروى بِإِسْنَادِهِ عَنْ عبيد بْن صيفي، عَنْ أبيه، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ كان يتبوأ لبوله كما يتبوأ لمنزله. أخرجه أبو موسى.(2/424)
باب الضاد(2/425)
باب الضاد والحاء
2547- الضحاك الأنصاري
(س) الضحاك الأنصاري. أخرجه أَبُو موسى، وروى بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عمارة بْن صبيح عَنْ نصر بْن مزاحم، عَنْ مبذول بْن عَلِيٍّ، عَنْ إِسْمَاعِيل بْن زياد، عَنْ إِبْرَاهِيم بْن بشير الأنصاري أن الضحاك الأنصاري قال: لما سار النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى خيبر، جعل عليًا عَلَى مقدمته، فقال: من دخل النخل فهو آمن، فلما تكلم بها النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نادى بها علي، فنظر النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى جبريل فضحك، فقال: ما يضحكك؟ قال: إني أحبه فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعلي: إن جبريل يقول: إنه يحبك. قال: وبلّغت أن يحبى جبريل؟ قال: نعم، ومن هو خير من جبريل، اللَّه عز وجل.
رواه عَبْد اللَّهِ بْن الجهم [1] الرازي، عَنْ نصر، وقال: عَنْ إبراهيم، عن الضحاك. أخرجه أبو موسى
2548- الضحاك بن أبى جبيرة
(ب د ع) الضحاك بْن أَبِي جبيرة، وقيل: أَبُو جبيرة بْن الضحاك.
روى حماد بْن سلمة، عَنْ داود بْن أَبِي هند، عَنِ الشعبي، عَنِ الضحاك بْن جبيرة، قال:
كانت الألقاب، فأنزل اللَّه تعالى: وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ 49: 11 [2] .
ورواه بشر بْن المفضل، وَإِسْمَاعِيل بْن علية، وشعبة، وحفص بْن غياث، عَنْ داود، عَنِ الشعبي، عَنْ أَبِي جبيرة بْن الضحاك، قال: فينا نزلت: وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ 49: 11 وذكر الحديث.
قال الترمذي: أَبُو جبيرة بْن الضحاك هو أخو ثابت بْن الضحاك.
وأما أَبُو يعلى الموصلي فإنه جعل الترجمة في مسنده للضحاك بْن أَبِي جبيرة، وقال: حدثنا هدبة، وَإِبْرَاهِيم بْن الحجاج، حدثنا حماد بْن سلمة، عَنْ داود بْن أَبِي هند، عَنِ الشعبي
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: ابن أبى الجهم، والمثبت عن ميزان الاعتدال: 2/ 404، وخلاصة التذهيب: 164.
[2] الحجرات: 11.(2/427)
عَنِ الضحاك بْن أَبِي جبيرة، قال: كانت لهم ألقاب في الجاهلية، فدعا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجلًا بلقبه، فقيل: يا رَسُول اللَّهِ، إنه يكرهه. فأنزل اللَّه عز وجل: وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ 49: 11 وقيل:
إن الضحاك بْن أَبِي جبيرة هو الضحاك بْن خليفة، وسنذكره، إن شاء اللَّه تعالى، والصحيح أن أبا جبيرة هو ابن الضحاك بْن خليفة، والله أعلم.
أخرجه الثلاثة.
2549- الضحاك بن حارثة
(ع ب س) الضحاك بْن حارثة بْن زيد بْن ثعلبة بْن عبيد بْن عدي بْن غنم بْن كعب بن سلمة، الأنصاري الخزرجي ثم السلمي.
ذكره عروة بْن الزبير فيمن شهد العقبة لبيعة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وذكره ابن شهاب وابن إِسْحَاق [1] فيمن شهد بدرا.
أخرجه أَبُو نعيم، وَأَبُو عمر، وَأَبُو موسى كذا مختصرا.
2550- الضحاك بن خليفة
(ب) الضحاك بْن خليفة بْن ثعلبة بْن عدي بْن كعب بْن عبد الأشهل، الأنصاري اِلأشهلي شهد أحدًا، وتوفي آخر خلافة عمر بْن الخطاب، رضي اللَّه عنه، وهو أَبُو ثابت بْن الضحاك وَأَبُو أَبِي جبيرة، وهو الذي نازع مُحَمَّد بْن مسلمة في الساقية، وارتفع إِلَى عمر، فقال عمر لمحمد بْن مسلمة: والله ليمرن بها ولو عَلَى بطنك.
وقيل: أول مشاهده غزوة بني النضير، ولا يعرف له رواية.
أخرجه أَبُو عمر، وهذا يرد قوله في الضحاك بْن أَبِي جبيرة: إنه الضحاك بن خليفة، فقد جعل هاهنا أبا جبيرة هو ابن الضحاك، وجعل هناك أبا جبيرة هو الضحاك نفسه، وهذا اختلاف في القول، والصحيح أن أبا جبيرة هو ابن الضحاك بن خليفة، والله أعلم.
2551- الضحاك بن ربيعة
(س) الضحاك بْن ربيعة الحميري. له ذكر في كتاب العلاء، تقدم ذكره، أخرجه أَبُو موسى كذا مختصرا.
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 698.(2/428)
2552- الضحاك بن زمل
(ع س) الضحاك بْن زمل الجهني. قاله الطبراني في معجمه، وقيل: عَبْد اللَّهِ بْن زمل، أخرجه ابن منده فيمن لا يسمى.
روى مسلم بْن عَبْد اللَّهِ الجهني، عَنْ عمه أَبِي مشجعة بْن ربعي، عَنِ الضحاك بْن زمل، قال: كان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا صلى الصبح قال وهو ثان رجله: سبحان اللَّه وبحمده، وأستغفر اللَّه إن اللَّه كان توابا. سبعين مرة، ثم يقول: سبعين بسبعمائة، لا خير فيمن كانت ذنوبه في يَوْم واحد أكثر من سبعمائة، ثم يقول ذلك مرتين، ثم يستقبل الناس بوجهه، وكان يعجبه الرؤيا ... فذكر الحديث بطوله. أخرجه أَبُو نعيم وَأَبُو موسى، وقال أَبُو موسى: أما ابن زمل فلا أعلمه سمى في شيء من الروايات، وقد أورده الطبراني، وتبعه أَبُو نعيم قال: وأراهما ذهبا غير مذهب، لأنهما لعلهما حفظا اسم الضحاك بْن زمل، فظنا هذا ذاك، والضحاك رجل من أتباع التابعين، ذكره ابن أَبِي حاتم.
2553- الضحاك بن سفيان السلمي
الضّحّاك بن سفيان بن الحارث بْن زائدة بْن عَبْد اللَّهِ بْن حبيب بن مالك بْن خفاف بْن امرئ القيس بْن بهثة بن سليم بْن مَنْصُور السلمي.
صحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعقد له.
ذكره ابن حبيب، عن ابن الكلبي.
2554- الضحاك بن سفيان العامري
(ب د ع) الضحاك بْن سفيان بْن عوف بْن كعب بْن أَبِي بكر بن كلاب بن ربيعة ابن عامر بْن صعصعة، العامري الكلابي، يكنى أبا سَعِيد.
أسلم، وصحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ ينزل في بادية المدينة، وولاه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على من أسلم من قومه، وكتب إليه أن يورث امرأة أشيم الضبابي من دية زوجها، وكان قتل خطأ، وكان يقوم عَلَى رأس رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ متوشحا بسيفه، وكان من الشجعان الأبطال، يعد وحده بمائة فارس، ولما سار رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى فتح مكة أمره عَلَى بني سليم، لأنهم كانوا تسعمائة، فَقَالَ لَهُمْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: هل لكم في رجل يعدل مائة يوفيكم ألفًا؟ فوفاهم بالضحاك، وكان(2/429)
رئيسهم، وَإِنما جعله عليهم، لأنهم جميعهم من قيس عيلان، واستعمله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى سرية. وذكره العباس بْن مرداس السلمي في شعره، فقال [1] :
إن الذين وفوا بما عاهدتهم ... جيش بعثت عليهم الضحاكا
أمرته ذرب السنان [2] كأنه ... لما تكنفه [3] العدو يراكا
طورًا يعانق باليدين، وتارة ... يفري [4] الجماجم حازمًا بتاكا
روى عنه سَعِيد بْن المسيب، والحسن البصري.
أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَلِيٍّ الأَمِينُ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَقُولُ: الدِّيَةُ لِلْعَاقِلَةِ، وَلا تَرِثُ الْمَرْأَةُ مِنْ دِيَةِ زَوْجِهَا شَيْئًا. حَتَّى قَالَ لَهُ الضَّحَّاكُ بْنُ سُفْيَانَ الْكِلابِيُّ: كَتَبَ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أورّث امرأة أشيم الضّيابى مِنْ دِيَةِ زَوْجِهَا [5] .
رَوَاهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الأَئِمَّةِ، عن الزهري.
أخرجه الثلاثة.
2555- الضحاك بن عبد عمرو
(ب ع س) الضحاك بْن عبد عمرو بْن مسعود بْن كعب بْن عبد الأشهل بْن حارثة بْن دينار بْن النجار، الْأَنْصَارِيّ الخزرجي، ثُمَّ من بني دينار بْن النجار، وهو أخو النعمان بن عبد عمرو، شهدا جميعًا بدرًا قاله ابن شهاب، وشهد أيضًا أحدًا.
أخرجه أَبُو نعيم، وَأَبُو عمر، وَأَبُو موسى.
2556- الضحاك بن عرفجة
(ب د ع) الضحاك بْن عرفجة السعدي، سعد تميم
__________
[1] الأبيات في الاستيعاب: 742، والقصيدة في سيرة ابن هشام: 2/ 461.
[2] في السيرة: رجلا به ذرب السلاح كأنه.
يريد أن سنانه صارم حاد
[3] في الأصل والمطبوعة: تكشفه، والمثبت عن الاستيعاب وسيرة ابن هشام. وتكنفوه أحاطوا به.
[4] في شرح السيرة للخشنى 394: يفرى، من رواه بالفاء، فمعناه يقطع. ومن رواه بالقاف فهو من القرى، وهو ما يصنع للضيف من الطعام.
والبتاك: القاطع.
[5] سنن أبى داود، كتاب الفرائض، الحديث 2927، 2/ 129 و 130.(2/430)
قال عَبْد اللَّهِ بْن عرادة، عَنْ عبد الرحمن بْن طرفة، عَنِ الضحاك بْن عرفجة أَنَّهُ أصيب أنفه يَوْم الكلاب [1] .
وقال أَبُو الأشهب، عَنْ عبد الرحمن بْن طرفة، عَنْ أبيه طرفة أَنَّهُ أصيب أنفه يَوْم الكلاب.
وقال ابن المبارك، عَنْ جَعْفَر بْن حيان، عَنِ ابن طرفة [بْن [2]] عرفجة، عَنْ جده يعني عرفجة: أَنَّهُ أصيب أنفه يَوْم الكلاب.
فقوم جعلوه الضحاك، وقوم جعلوه طرفة، وقوم جعلوه عرفجة، قاله أَبُو عمر.
وذكر ابن منده قول عَبْد اللَّهِ بْن عرادة، وقال: الصواب: عرفجة بْن أسعد.
وقال أَبُو نعيم: ذكره بعض المتأخرين أَنَّهُ أصيب أنفه، وهو وهم، والصواب عرفجة ابن أسعد.
وهذا لم يقله ابن منده وحده، وقد وافقه عليه غيره، وذكر أَنَّهُ وهم، فلم يسبق عليه حجة.
والله أعلم.
2557- الضحاك بن قيس
(ب د ع) الضحاك بْن قيس بْن خَالِد الأكبر بْن وهب بْن ثعلبة بْن وائلة بْن عمرو بْن شيبان بْن محارب بْن فهر بْن مالك بْن النضر بْن كنانة، القرشي الفهري، يكنى أبا أنيس، وقيل: أَبُو عبد الرحمن. وأمه أميمة بنت ربيعة الكنانية، وهو أخو فاطمة بنت قيس، كان أصغر سنا منها، قيل: إنه ولد قبل وفاة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسبع سنين أو نحوها. وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث، وقيل: لا صحبة له، ولا يصح سماعه من النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وكان عَلَى شرطة معاوية، وله في الحروب معه بلاء عظيم، وسيره معاوية عَلَى جيش، فعبر عَلَى جسر منبج، وصار إِلَى الرقة، ومضى منها فأغار عَلَى سواد العراق، وأقام بهيت، ثم عاد، ثم استعمله معاوية عَلَى الكوفة بعد زياد سنة ثلاث وخمسين، وعزله سنة سبع وخمسين.
ولما توفي معاوية صلى الضحاك عليه، وضبط البلد حتى قدم يزيد بْن معاوية، فكان مع يزيد وابنه معاوية إِلَى أن ماتا، فبايع الضحاك بدمشق لعبد اللَّه بن الزبير، وغلب مروان بن الحكم
__________
[1] الكلاب: موضع وماء معروف لبني تميم بين الكوفة والبصرة حدث عنده يومان مشهوران للعرب بين ملوك كندة وبنى تميم (تاج العروس)
[2] في المطبوعة: عن.(2/431)
عَلَى بعض الشام، فقاتله الضحاك بمرج راهط عند دمشق، فقتل الضحاك بالمرج، وقتل معه كثير من قيس عيلان، وكان قتله منتصف ذي الحجة سنة أربع وستين.
وقد روى عنه الحسن البصري، وتميم بْن طرفة، ومحمد بْن سويد الفهري، وسماك، وميمون بْن مهران.
أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده عن عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، أَخْبَرَنَا عَفَّانُ أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ الضَّحَّاكَ بْنَ قَيْسٍ كَتَبَ إِلَى قَيْسِ بْنِ الْهَيْثَمِ حِينَ مَاتَ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ:
«سَلامٌ عَلَيْكَ، أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ فِتَنًا، [كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، فِتَنًا] كَقِطَعِ الدُّخَانِ، يَمُوتُ فِيهَا قَلْبُ الرَّجُلِ، كَمَا يَمُوتُ بَدَنُهُ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، وَيُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ أَقْوَامٌ دِينَهُمْ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا قَلِيلٍ» . وَإِنَّ يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ قَدْ مَاتَ، وَأَنْتُمْ أَشِقَّاؤُنَا وَإِخْوَانُنَا، فَلا تَسْبِقُونَا حتى نختار لأنفسنا [1] » .
أخرجه الثلاثة.
2558- الضحاك بن قيس التميمي
(ب د ع) الضحاك بْن قيس بْن معاوية التميمي، وهو الأحنف بْن قيس، وقد تقدم في الأحنف، وفي صخر.
أخرجه الثلاثة.
2559- الضحاك بن النعمان
(ع س) الضحاك بْن النعمان بْن سعد، ذكره أَبُو بكر بْن أَبِي عاصم في الوحدان.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى إِجَازَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالا: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمد بْنِ فُورَكٍ الْقَبَّابُ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ عُبَيْدٍ، أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ: أَنَّ مَسْرُوقَ بْنِ وَائِلٍ قَدِمَ عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَسْلَمَ وَحَسُنَ إِسْلامُهُ، فَقَالَ: أُحِبُّ أَنْ تَبْعَثَ إِلَى قَوْمِي رِجَالا يَدْعُونَهُمْ إِلَى الإِسْلامِ، وَأَنْ تَكْتُبَ إِلَى قَوْمِي كِتَابًا، عَسَى اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُمْ إِلَيْهِ. فَأَمَرَ مُعَاوِيَةَ فَكَتَبَ: «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مِنْ مُحَمَّدٍ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الأَقْيَالِ مِنْ حَضْرَمَوْتَ، بِإِقَامِ الصَّلاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالصَّدَقَةِ عَلَى التِّيعَةِ، وَلِصَاحِبِهَا التِّيمَةُ، وَفِي السُّيُوبِ الخمس، وفي البعل العشر،
__________
[1] مسند أحمد: 3/ 453. وفي الأصل والمطبوعة في السند: «عن الحسن عن الضحاك بن قيس قال: كتب الضحاك بن قيس» المثبت عن المسند، وما بين القوسين عنه أيضا.(2/432)
لا خِلاطَ وَلا وِرَاطَ، وَلا شِغَارَ، وَلا جلب، ولا جنب، ولا شناق، والعون للسرايا الْمُسْلِمِينَ، لِكُلِّ عَشَرَةٍ مَا يَحْمِلُ الْقِرَابُ [1] ، مَنْ أَجْبَا [2] فَقَدْ أَرْبَى، وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ» . فَبَعَثَ إِلَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زِيَادَ بْنَ لَبِيدٍ. هَذَا كِتَابٌ غَرِيبٌ، وَالْمَشْهُورُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَبَهُ لِوَائِلِ بْنِ حُجْرٍ، وَغَرِيبُهُ:
التِّيعَةُ: الأَرْبَعُونَ مِنَ الْغَنَمِ، وَهِيَ أَقَلُّ مَا يَجِبُّ فِيهِ الزَّكَاةُ مِنْهَا، وَقِيلَ: هُوَ اسْمٌ لأَدْنَى مَا تَجِبُّ فِيهِ الزَّكَاةُ مِنْ كُلِّ الْحَيَوَانِ.
وَالتِّيمَةُ لِصَاحِبِهَا: هِيَ الشَّاةُ الزَّائِدَةُ عَلَى الأَرْبَعِينَ حَتَّى تَبْلُغَ الْفَرِيضَةَ الأُخْرَى، وَقِيلَ:
هِيَ الشَّاةُ تَكُونُ لِصَاحِبِهَا فِي مَنْزِلِهِ يَحْلِبُهَا، وَلَيْسَتْ بِسَائِمَةٍ.
وَالسُّيُوبُ: الرِّكَازُ، وَهِيَ الْكُنُوزُ الْمَدْفُونَةُ مِنْ أَمْوَالِ الْجَاهِلِيَّةِ. وَقِيلَ: الْمَعَادِنُ. وَالْقَوْلانِ تَحْتَمِلَهُمَا اللُّغَةُ.
وَالْبَعْلُ: هُوَ الشَّجَرُ الَّذِي يَشْرَبُ بِعُرُوقِهِ مِنَ الأَرْضِ، مِنْ غَيْرِ سقي من سماءٍ ولا غيرها.
لا خلاط، الخلاط: مصدر خالطه مخالطة وخلاطًا، وهو أن يخلط. الرجلان إبلهما، فيمنعا حق اللَّه، مثاله: أن يكون ثلاثة نفر، لكل واحد منهم أربعون شاة، فعلى كل واحد منهم شاة، يكون ثلاث شياه، فإذا جاء المصدق خلطوا الغنم، فيكون في الجميع شاة واحدة، فنهوا عَنْ ذلك.
والوراط: أن يجعل غنمه في وهدة من الأرض، لتخفى عَلَى المصدق. وقيل: هو أن بغيب إبله وغنمه في إبل غيره وغنمه.
الشنق- بالتحريك-: ما بين الفريضتين، من كل ما تجب فيه الزكاة، يعني: لا تؤخذ مما زاد عَلَى الفريضة زكاة حتى تبلغ الفريضة الأخرى.
والشغار: هو أن يزوج الرجل ابنته أو أخته أو من يلي أمرها من رجل ويتزوج منه مثلها من يلي هو أمرها، ولا مهر بينهما إلا ذلك.
__________
[1] في النهاية ما يحمل القراب من التمر. القراب: شبه الجراب، يطرح فيه الراكب سيفه يغمده وسوطه، وقد يطرح فيه زاده من تمر وغيره ويقول الخطابي: أراه (القراف) بالفاء، جمع قرف، وهي أوعية من جلود يحمل فيها الزاد للسفر.
[2] الإجباء: بيع الزرع قبل أن يبدو صلاحه، وقيل: هو أن يغيب إبله عن جامع الصدقة، والأصل أن يقال فيه: أجبا، بالهمز، وأربى من الربا.(2/433)
لا جلب: هو أن ينزل المصدق موضعًا، ويرسل إِلَى المياه من يجلب إليه الأموال، فيأخذ زكاتها، وهو المراد ها هنا.
والجنب، هو أن يبعد رب المال بماله عَنْ موضعه، فيحتاج المصدق إِلَى الإبعاد في اتباعه، وقيل: الجلب والجنب في السباق [1] .
باب الضاد والراء
2560- ضرار بن الأزور
(ب د ع) ضرار بْن الأزور، واسم الأزور مالك بْن أوس بْن جذيمة بْن ربيعة بن مالك ابن ثعلبة بْن دودان بْن أسد بْن خزيمة.
كذا نسبه الثلاثة، ونسبه أَبُو عمر نسبًا آخر، فقال: ضرار بْن الأزور بْن مرداس بْن حبيب بْن عمرو بْن كثير بْن عمرو بْن شيبان الأسدي، والأول أشهر، يكنى أبا الأزور، وقيل: أَبُو بلال، والأول أكثر.
كان فارسًا شجاعًا شاعرًا، ولما قدم عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان له ألف بعير برعاتها، فأخبره بما خلف، وقال: يا رَسُول اللَّهِ، قد قلت شعرًا. فقال: هيه، فقال [2] :
خلعت القداح وعزف القيان ... والخمر أشربها والثمالا
وكرى المحبر [3] في غمرة ... وجهدي عَلَى المسلمين القتالا
وقالت جميلة: شتتنا ... وطرحت أهلك شتى شمالا
فيا رب، لا أغبنن صفقتي ... فقد بعث أهلي ومالي بدالا
فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ما غبنت صفقتك يا ضرار. وهو الذي قتل مالك بْن نويرة التميمي بأمر خَالِد بْن الْوَلِيد [4] فِي خلافة أَبِي بَكْر الصديق، رَضِيَ اللَّه عنهم، وهو الَّذِي أرسله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم إِلَى بني الصيداء، من بني أسد، وَإِلى بنى الدّيل.
__________
[1] ومعنى الجلب في السباق: هو أن يتبع الرجل فرسه، ليزجر ثم يجلب عليه، ويصيح حثا له على الجري وأما الجنب فهو أن يجنب فرسا إلى فرسه الّذي يسابق عليه، فإذا فتر المركوب تحول إلى المجنون.
[2] ينظر خزانة الأدب. 3/ 425، والاستيعاب 747.
[3] في الأصل والمطبوعة: المجبر، بالجيم، وفي اللسان. والمحبر، فرس ضرار بن الأزور الأسدي.
[4] ينظر الكامل للمبرد: 1242، والعبر للذهبى: 1/ 13.(2/434)
أخبرنا أبو منصور بن مكارم بن أحمد الْمُؤَدِّبُ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي زَكَرِيَّا يَزِيدَ بْنِ إِيَاسٍ، قَالَ: ذَكَرَ الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ بَحِيرٍ، عَنْ ضِرَارِ بْنِ الأَزْوَرِ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَحَلَبْتُ لَهُ شَاةً فَقَالَ: دَعْ دَاعِيَ اللَّبَنِ [1] . وشهد قتال مسيلمة باليمامة، وأبلى فيه بلاء عظيمًا، حتى قطعت ساقاه جميعًا، فجعل يحبو عَلَى ركبتيه، ويقاتل، وتطؤه الخيل، حتى غلبه الموت، قاله الواقدي. وقيل: بل بقي باليمامة مجروحًا، حتى مات، وقيل: إنه قتل بأجنادين، من الشام، قاله موسى بْن عقبة. وقيل: توفي بالكوفة في خلافة عمر بْن الخطاب رضي اللَّه عنه، وقيل: أَنَّهُ ممن نزل حران، من أرض الجزيرة، وإنه شهد البرموك، وفتح دمشق ... وقيل: إنه كان مع أَبِي جندل وأصحابه حين شربوا الخمر بالشام، فسألهم أَبُو عبيدة فقالوا: قال اللَّه: فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ 5: 91 [2] ولم يعزم، فكتب أَبُو عبيدة إِلَى عمر بذلك، فكتب إليه عمر: ادعهم، فإن زعموا أنها حلال فاقتلهم، وَإِن زعموا أنها حرام فاجلدهم. فسألهم، فقالوا: إنها حرام، فجلدهم.
أخرجه الثلاثة.
2561- ضرار بن الخطاب
(ب د ع س) ضرار بْن الخطاب بن مرداس بْن كثير بْن عَمْرو بْن حبيب بْن عَمْرو بْن شيبان بْن محارب بْن فهر بْن مالك، القرشي الفهري.
كان أبوه الخطاب رئيس بني فهر في زمانه، وكان يأخذ المرباع [3] لقومه، وكان ضرار يَوْم الفجار عَلَى بني محارب بْن فهر. وكان من فرسان قريش وشجعانهم وشعرائهم المطبوعين المجودين، وهو أحد الأربعة الذين وثبوا الخندق.
قال الزبير بْن بكار: لم يكن في قريش أشعر منه ومن ابن الزبعرى، وكان من مسلمة الفتح، ومن شعره يوم الفتح.
__________
[1] أي: أبق في الضرع قليلا عن اللبن ولا تستوعيه كله، فإن الّذي تبقيه فيه يدعو ما وراءه من اللبن، فينزله وإذا استقصى كل ما في الضرع أبطأ دره على حالبه.
[2] المائدة: 91.
[3] المرباع: ربع الغنيمة الّذي كان يأخذه الرئيس في الجاهلية.(2/435)
يا نبيّ الهدى إليك لجا حىّ قريش وأنت خير لجاء [1]
حين ضاقت عليهم سعة الأرض ... وعاداهم إله السماء
والتقت حلقتا البطان [2] عَلَى القوم ... ونودوا بالصيلم الصلعاء
إن سعدًا يريد قاصمة الظهر بأهل الحجون والبطحاء يريد سعد بْن عبادة، حيث قال يَوْم الفتح: اليوم تستحل الحرمة.
وقال ضرار يومًا لأبي بكر: نحن كنا لقريش خيرًا منكم، أدخلناهم الجنة وأوردتموهم النار. يعني أَنَّهُ قتل المسلمين، فدخلوا الجنة، وأن المسلمين قتلوا الكفار فأدخلوهم النار.
واختلف الأوس والخزرج فيمن كان أشجع يَوْم أحد، فمر بهم ضرار بْن الخطاب، فقالوا:
هذا شهدها، وهو عالم بها، فسألوه عَنْ ذلك، فقال: لا أدري ما أوسكم من خزرجكم، لكني زوجت منكم يَوْم أحد أحد عشر رجلًا من الحور العين.
هذا كلام أبي عمر.
وأما ابن منده فقال: ضرار بْن الخطاب، له ذكر وليس له حديث، روى عنه عمر بْن الخطاب قال أَبُو نعيم، وأعاد كلام ابن منده: ذكره بعض المتأخرين، ولم يذكره أحد في الصحابة، ولا فيمن أسلم غيره، وقول أَبِي عمر يؤيد قول ابن منده، وقد أخرجه أَبُو موسى مستدركا عَلَى ابن منده، وقد أخرجه ابن منده بترجمة مفردة، فلا وجه لاستدراكه، وقد ذكره أَبُو الْقَاسِم علي بْن الحسن بْن عساكر الدمشقي في تاريخ دمشق، وقال: له صحبة، وشهد مع أَبِي عبيدة فتوح الشام، وأسلم يَوْم فتح مكة. وقد اشتهر إسلامه، وشعره ونثره يدل عَلَى إسلامه.
2562- ضرار بن القعقاع
(د ع) ضرار بْن القعقاع، أخو عوف بْن القعقاع.
روى حديثه زيد بْن بسطام بْن ضرار بْن القعقاع، عَنْ أبيه، عَنْ جده قال: وفد أَبِي إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأنا معه ومعنا رجال كثير، فأمر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لكل رجل منا ببردين.
أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
__________
[1] الجأ: الملجأ والملاة.
[2] البطان: حزام القتب الّذي يجعل تحت بطن البعير، يقال: التقت حلقتا البطان، للأمر إذا اشتد. والصيلم: الداهية، والصلعاء أيضا: الداهية للشديدة.(2/436)
2263- ضرار بن مقرن
ضرار بْن مقرن المزني. كان مع خَالِد بْن الْوَلِيد لما فتح الحيرة، في ربيع الأول سنة اثنتي عشرة، قاله الطبري، وقال: هو عاشر عشرة إخوة.
2564- ضرس بن قطيعة
(س) ضرس بْن قطيعة. ذكر بعضهم أن ذكره في ترجمة حنظلة بْن حذيم، وهو اليتيم الذي كان عند حنيفة، وجاء به إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو شبه المحتلم، فأشهد حنيفة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ أعطاه أربعين من الإبل. وقد تقدم ذكره في حنيفة.
أخرجه أَبُو موسى كذا مختصرا.
2565- ضريح بن عرفجة
(س) ضريح بْن عرفجة. وقيل: عرفجة بْن ضريح.
روى ليث، عَنْ زياد بْن علاقه، عَنْ ضريح بْن عرفجة، أو عرفجة بْن ضريح، قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: إنها ستكون هنات وهنات، [1] فمن رأيتموه يريد أن يفرق بين أمه مُحَمَّد وأمرها جميع فاقتلوه، كائنا من كان. أخرجه أَبُو موسى، وقال: اختلف في اسم هذا الرجل عَلَى وجوه [2] ، قيل: عرفجة بْن شريح، وهو الأشهر.
باب الضاد والغين والميم
2566- ضغاطر
(س) ضغاطر، الأسقف الرومي، روى مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، عَنْ بعض أهل العلم: أن هرقل قال لدحية بْن خليفة الكلبي، حين قدم عليه بكتاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويحك، والله إني لأعلم أن صاحبك نبي مرسل، وأنه الذي كنا ننتظره ونجده في كتابنا، ولكني أخاف الروم عَلَى نفسي ولولا ذلك لا تبعته، فاذهب إِلَى ضغاطر الأسقف، فاذكر له أمر صاحبكم، فهو أعظم في الروم مني، وأجوز قولًا مني عندهم، فانظر ما يقول. فجاء دحية فأخبره بما جاء به من رَسُول الله صلى الله عليه وسلم
__________
[1] الهنات: الشرور والفساد.
[2] في تاج العروس: وعرفجة بن صريح كزبير، أو هو بالشين المعجمة، وقيل: ابن طريح، وقيل: ابن شريك، وقيل:
ابن ذريح.(2/437)
فقال له ضغاطر: صاحبك، والله نبي مرسل، نعرفه في صفته ونجده في كتابنا باسمه.
ثم ألقى ثيابًا كانت عليه سودًا، ولبس ثيابًا بيضًا، ثم أخذ عصاه، ثم خرج عَلَى الروم وهم في الكنيسة، فقال: يا معشر الروم، إنه قد جاءنا كتاب أحمد، يدعونا فيه إلى الله، وَإِنِّي أَشْهَدُ أَنَّ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وأشهد أن أحمد رَسُول اللَّهِ. فوثبوا عليه وثبة رجل واحد، فضربوه فقتلوه، فرجع دحية إِلَى هرقل فأخبره الخبر، فقال: قد قلت لك: إنا نخافهم عَلَى أنفسنا، وضغاطر كان، والله، أعظم عندهم مني.
أخرجه أَبُو موسى.
2567- ضماد بن ثعلبة
(ب د ع) ضماد بْن ثعلبة الأزدي، من أزد شنوءة، كان صديقًا للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الجاهلية وكان رجلًا يتطبب، ويرقي، ويطلب العلم، أسلم أول الإسلام، قاله أبو عمر.
وقال ابن منده وأبو نعيم: ضماد بْن ثعلبة الأزدي، من أزد شنوءة، وزاد ابن منده: وقيل، ضمام.
ورووا كلهم حديث ابن عباس الذي أَخْبَرَنَا بِهِ أَبُو الْفَرَجِ يَحْيَى بْنُ محمود الثقفي، وَأَبُو يَاسِرِ ابْنُ أَبِي حَبَّةَ بِإِسْنَادَيْهِمَا إِلَى مُسْلِمِ بْنِ الْحَجَّاجِ، قال: أَخْبَرَنَا إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم، عَنْ عبد الأعلى، وهو أَبُو همام، حدثنا داود، عَنْ عمرو بْن سَعِيد، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جبير، عَنِ ابن عباس: أن ضمادًا قدم مكة، وكان من أزد شنوءة، وكان يرقي من هذه الريح، فسمع سفهاء من أهل مكة يقولون: إن محمدًا مجنون. فقال: لو رأيت هذا الرجل لعل اللَّه أن يشفيه عَلَى يدي. فلقيه فقال: يا مُحَمَّد، إني أرقي من هذه الريح، وَإِن اللَّه يشفي عَلَى يدي من شاء، فهل لك؟ فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [إن] الحمد للَّه، نحمده ونستعينه، من يهده اللَّه فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّه، وَحْدَهُ لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد.
فقال: أعد علي كلماتك هؤلاء. فأعادهن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثلاثًا، فقال: والله لقد سمعت قول الكهنة، وسمعت قول السحرة، وسمعت قول الشعراء، فما سمعت مثل هؤلاء الكلمات، والله لقد بلغت ناعوس [1] البحر، فمد يدك أبايعك عَلَى الإسلام، فمد النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم يده، فبايعه،
__________
[1] في المطبوعة: يا عوس، وفي النهاية وقد ذكر ناعوس، بالنون، قال أبو موسى: هكذا وقع في صحيح مسلّم، وفي سائر الروايات «قاموس البحر» وهو وسطه ولجته.(2/438)
فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وعلى قومك؟ فقال: وعلى قومي، قال: فبعث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سرية، فمروا بقومه، فقال صاحب السرية للجيش: هل أصبتم من هؤلاء شيئًا؟ أعزم [1] عَلَى رجل أصاب شيئا من أهل هذه الأرض إلا رده. فقال رجل منهم: أصبت مطهرة [2] . فقال: ارددها، إن هؤلاء قوم ضماد [3] . أخرجه الثلاثة.
ضماد: آخره دال.
2568- ضمام بن ثعلبة
(ب د ع) ضمام بْن ثعلبة السعدي. أحد بني سعد بْن بكر، وقيل: التميمي، وليس بشيء.
قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أرسله إليه بنو سعد بْن بكر، قيل: كان ذلك سنة خمس قاله مُحَمَّد بْن حبيب وغيره، وقيل: سنة سبع، وقيل: سنة تسع، ذكره ابن هشام عَنْ أَبِي عبيدة.
روى حديثه ابن عباس، وأنس، وَأَبُو هريرة، وطلحة بْن عبيد اللَّه، ولم يسمه طلحة، وطرقه صحاح.
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ السَّمِينِ بِإِسْنَادِهِ إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ كُرَيْبٍ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: بَعَثَتْ بَنُو سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ ضِمَامَ بْنَ ثَعْلَبَةَ وَافِدًا إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَدِمَ عَلَيْهِ، فَأَنَاخَ بَعِيرَهُ ثُمَّ عَقَلَهُ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ، وَكَانَ رَجُلًا جَلِدًا ذَا غدير تين [4] ، فَأَقْبَلَ حَتَّى وَقَفَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ جَالِسٌ فِي أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: أَيُّكُمْ ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا ابن عبد المطلب، فقال: يا ابن عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، إِنِّي سَائِلُكَ وَمُغَلِّظٌ عَلَيْكَ فِي الْمَسْأَلَةِ، فَلا تَجِدَنَّ فِي نَفْسِكَ. فَقَالَ:
لا أَجِدُ فِي نَفْسِي، سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ. فَقَالَ: أَنْشُدُكَ باللَّه إِلَهِكَ وَإِلِهِ مَنْ كَانَ قبلك وإله من هو كائن بعدك، آللَّه بَعَثَكَ إِلَيْنَا رَسُولًا؟ قَالَ: اللَّهمّ نَعَمْ. قَالَ: فَأَنْشُدُكَ باللَّه إِلَهِكَ، وَإِلِهِ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ، وَإِلِهِ مَنْ هُوَ كَائِنٌ بَعْدَكَ، آللَّه أَمَرَكَ أَنْ نَعْبُدَهُ وَحْدَهُ لا نُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ نَخْلَعَ هَذِهِ الأَوْثَانَ الَّتِي كَانَ آبَاؤُنَا بعبدون؟ قَالَ: اللَّهمّ نَعَمْ. قَالَ: ثُمَّ جَعَلَ يَذْكُرُ فرائض الإسلام
__________
[1] يقال: عزمت عليك: أي أمرتك أمرا جدا.
[2] المطهرة: إناء يتطهر به.
[3] صحيح مسلّم، كتاب الجمعة: 3/ 11، 12.
[4 الغديرة: الذؤابة من الشعر.(2/439)
فَرِيضَةً فَرِيضَةً، الصَّلاةَ وَالزَّكَاةَ وَالصِّيَامَ وَالْحَجَّ، وَشَرَائِعَ الإِسْلامِ، يَنْشُدُهُ عِنْدَ كُلِّ فَرِيضَةٍ كَمَا نَشَدَهُ فِي الَّتِي كَانَ قَبْلَهَا، حَتَّى فَرَغَ، فَقَالَ: إِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَسَأُؤَدِّي هَذِهِ الْفَرَائِضَ، وَأَجْتَنِبُ مَا نَهَيْتَنِي عَنْهُ، لا أَزِيدُ وَلا أَنْقُصُ. ثُمَّ انْصَرَفَ رَاجِعًا، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ وَلَّى: إِنْ يَصْدُقُ ذُو الْعَقِيصَتَيْنِ [1] يَدْخُلُ الْجَنَّةَ. وَأَتَى قَوْمَهُ فَاجْتَمَعُوا إِلَيْهِ، فَكَانَ أَوَّلَ مَا تَكَلَّمَ بِهِ أَنْ قَالَ: بِئْسَتِ اللَّاتُ وَالْعُزَّى، فَقَالُوا:
مَهْ يَا ضِمَامُ اتَّقِ الْبَرَصَ، اتَّقِ الْجُذَامَ اتَّقِ الْجُنُونَ! فَقَالَ: وَيْلَكُمْ! إِنَّهُمَا وَاللَّهِ مَا يَضُرَّانِ وَمَا يَنْفَعَانِ، وَإِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ رَسُولًا، وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ كِتَابًا اسْتَنْقَذَكُمْ بِهِ مِمَّا كُنْتُمْ فِيهِ، وَإِنِّي أَشْهَدُ أَنَّ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شريك له، وأن مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَقَدْ جِئْتُكُمْ مِن عِنْدِهِ بما أمركم به ونهاكم عنه، قال: فو الله مَا أَمْسَى مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ فِي حَاضِرَتِهِ مِنْ رَجُلٍ وَلا امْرَأَةٍ إِلا مُسْلِمًا.
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَمَا سَمِعْنَا بِوَافِدٍ قَطُّ كَانَ أفضل من صمام [2] .
أخرجه الثلاثة.
ضمام: آخره ميم.
2569- ضمام بن زيد
ضمام، مثله، هو ابن زيد بْن ثوابة بْن الحكم الهمداني.
وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسلم، وكتب له النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتابًا، وذلك مرجعه من نبوك.
قاله الطبري، وذكره أَبُو عمر في نمط [3] .
2570- ضمرة بن أنس
ضمرة بْن أنس الأنصاري. أَخْبَرَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ الدِّمَشْقِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَشَائِرِ مُحَمَّدُ بْنُ الْخَلِيلِ بْنِ فَارِسٍ الْقَيْسِيُّ. أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بن محمد بن عَليّ بْنِ أَبِي الْعَلاءِ الْمِصِّيصِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي نَصْرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ بَكَّارٍ الْبَرَّادُ الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيل بْنِ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سعد،
__________
[1] العقيصتان، الضفيرتان من الشعر.
[2] سيرة ابن هشام: 2/ 573/ 575. وتاريخ الطبري: 3/ 124: 120.
[3] هو قط بن قيس بن مالك، ولم يترجم له أبو عمر في الاستيعاب.(2/440)
عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ الْمُسْلِمُونَ إِذَا صَلَّوُا الْعِشَاءَ الآخِرَةِ حَرُمَ عَلَيْهِمُ الطَّعَامُ وَالشَّرَابُ وَالنِّسَاءُ، وَإِنَّ ضَمْرَةَ بْنَ أَنَسٍ الأَنْصَارِيَّ غَلَبَتْهُ عَيْنُهُ بَعْدَ الْمَغْرِبِ، فَنَامَ وَلَمْ يَشْبَعْ مِنَ الطَّعَامِ، فَلَمَّا صَلَّى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعِشَاءَ الآخِرَةَ قَامَ فَأَكَلَ وَشَرِبَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ أَتَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ 2: 187 [1] الآيَةَ، فَكَانَ ذَلِكَ عَفْوًا وَرَحْمَةً مِنَ اللَّهِ، عَزَّ وَجَلَّ.
وقد اختلف في اسم الذي نزلت هذه الآية بسببه اختلافًا كثيرًا، وقد تقدم ذكره في غير موضع.
2571- ضمرة بن ثعلبة
(ب د ع) ضمرة بْن ثعلبة البهزي، وبهز قبيلة من بني سليم بْن مَنْصُور، سكن حمص:
أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ- يَعْنِي ابْنَ الْوَلِيدِ- عَنْ سُلَيْمَانَ بْن سُلَيْمٍ، عَنْ يحيى بْن جَابِرٍ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ، أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهِ حُلَّتَانِ مِنْ حُلَلِ الْيَمَنِ، فَقَالَ: يَا ضَمْرَةُ، أَتَرَى ثَوْبَيْكَ هَذَيْنِ مُدْخِلِيكَ الْجَنَّةَ؟ فَقَالَ: لَئِنِ اسْتَغْفَرْتَ [2] لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، لا أَقْعُدُ حَتَّى أَنْزِعَهُمَا عَنِّي. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
اللَّهمّ، اغْفِرْ لِضَمْرَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ. فَانْطَلَقَ سَرِيعًا حَتَّى نَزَعَهُمَا عَنْهُ. وروى عنه أَبُو بحرية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لن تزالوا بخير ما لم تحاسدوا. أخرجه الثلاثة.
2572- ضمرة بن سعد
(د ع) ضمرة بْن سعد السلمي، له ولأبيه صحبة.
روى يونس بْن يَزِيدَ، عَنِ ابن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير: أنه سمع زياد ابن ضمرة يُحَدِّثُ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ: أَنَّ أَبَاهُ سعد [3] بْن ضمرة حدثه، وكان سعد بْن ضمرة وأبوه ضمرة شهدا حنينا مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى بهم الظهر يومًا، ثم جلس إِلَى ظل شجرة فجلس معه الناس، قال: فقام رجلان عيينة بْن حصن الفزاري من قبس عيلان، والأقرع بن
__________
[1] البقرة: 187.
[2] في الأصل والمطبوعة: استغفر لي. والمثبت عن مسند أحمد: 4/ 336.
[3] كذا، وفي سيرة ابن هشام 2/ 627 قال ابن إِسْحَاق: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: سَمِعْتُ زِيَادَ بْنَ ضُمَيْرَةَ بْنِ سَعْدٍ السُّلَمِيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزبير، عَنْ أبيه، عَنْ جده، وكانا شهدا حنينا» فأبو زياد ضميرة وليس سعدا، وإنما سعد جده. وينظر ترجمة سعد ابن ضميرة: 2/ 355، والإصابة ترجمة: ضمرة بن ربيعة.(2/441)
حابس التميمي من خندف، فجلسا بين يدي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يختصمان في قتيل لهما، فسمعت عيينة وهو يقول: والله يا رَسُول اللَّهِ، لا أدعه حتى أذيق نساءه من الحر [1] ما أذاق نسائي، فَعَرَضَ عَلَيْهِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم الدية، فلم يزل بهم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والناس حتى قبلوا الدية، فقال:
ائتوا بصاحبكم يستغفر [2] له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأُتِيَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال له النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم:
من أنت؟ قال: أنا محلم بْن جثامة الليثي، وكان القتيل عامر [3] بْن الأضبط، لقوه وفيهم أَبُو قتادة وَأَبُو حدرد الأسلمي، فلما لقوه ومعه بعير له. ووطب [4] من اللبن، فسلم عليهم، فقتله محلّم ابن جثّامة [5] .
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم إلا أن أبا نعيم، قال: ضمرة بْن سعد السلمي، وقيل: ضميرة.
2573- ضمرة أبو عبيد الله
(د ع) ضمرة أَبُو عبيد اللَّه روى عنه ابنه عبيد اللَّه: أَنَّهُ قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تخرج حرورية [6] من أنهار باليمامة، قلت: ليس بها أنهار، قال: ستكون» . ذكره أَبُو زرعة في الأفراد، وقد أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
2574- ضمرة بن عمرو الجهنيّ
(ب د ع) ضمرة بْن عمرو، ويقال: ضمرة بْن بشر، والأكثر يقولون: ضمرة بْن عمرو ابن عدي الجهني، حليف لبني طريف من الخزرج، وقيل: حليف بني ساعدة من الأنصار، وهم من الخزرج أيضًا، رهط سعد بْن عبادة.
قال موسى بْن عقبة: شهد بدرًا، وقتل يَوْم أحد. ومثله قال ابن إِسْحَاق.
أخرجه الثلاثة.
قلت: من يرى قولهم حليف بني طريف، وقيل: حليف بني ساعدة، يظنه مختلفًا، وليس فيه اختلاف، فإن بني طريف بطن من بني ساعدة، وهو طريف بْن الخزرج بْن ساعدة، وهم رهط سعد بْن عبادة.
__________
[1] يريد حرقة القلب من الوجع والغيظ والمشقة، وفي سيرة ابن هشام: الحرقة.
[2] في السيرة، قال: ثم قالوا: أين صاحبكم هذا، يستغفر له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم» .
[3] في الأصل والمطبوعة: عمرو، والضبط عن ترجمته، وسيرة ابن هشام.
[4] الوطب: الزق الّذي يكون فيه السمن واللبن، وهو جلد الجذع فما فوقه.
[5] سيرة ابن هشام 1/ 696.
[6] الحرورية: طائفة من الخوارج نسبوا الى حروراء، وهو موضع قريب من الكوفة.(2/442)
2575- ضمرة بن عمرو الخزاعي
(ع س) ضمرة بْن عمرو الخزاعي، وقيل: ضمرة بْن جندب، وقيل: ضمضم، أَخْبَرَنَا الضحاك، عَنِ ابن عباس: أن عبد الرحمن بن عوف كتب إِلَى أهل مكة: إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ 4: 97 [1] الآية فلما قرأها المسلمون قال ضمضم بْن عمرو- وقال بعضهم: ضمرة بْن عمرو الخزاعي-: والله لأخرجن. وكان مريضًا، وقال آخرون: تمارض عمدًا ليخرج. فقال: أخرجوني من مكة فقد آذاني فيها الحر. فخرج حتى انتهى إِلَى التنعيم، فتوفي، فأنزل اللَّه عز وجل: وَمن يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ 4: 100 الآية [2] .
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْمَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْمَخْزُومِيُّ الْفَقِيهُ، بإسناده إلى أحمد ابن عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن عمرو بْنِ أَبَانٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الأَشْعَثِ، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: خرج ضَمْرَةُ بْنُ جُنْدُبٍ مِنْ بَيْتِهِ فَقَالَ لأَهْلِهِ: احْمِلُونِي فَأَخْرِجُونِي مِنْ أَرْضِ الشِّرْكِ إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَمَاتَ فِي الطَّرِيقِ قَبْلَ أَنْ يَصِلَّ إِلَى رَسُول اللَّهِ، فَنَزَلَ الْوَحْيُ: وَمن يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى الله 4: 100.
أخرجه أبو نعيم وأبو موسى.
2576- ضمرة بن عياض
(ب) ضمرة بْن عياض الجهني، حليف لبني سواد من الأنصار.
شهد أحدا وقتل يَوْم اليمامة شهيدًا، وهو ابن عم عَبْد اللَّهِ بن أنيس.
أخرجه أبو عمر مختصرا.
2577- ضمرة بن أبى العيص
(ب د ع) ضمرة بْن أَبِي العيص بْن ضمرة بْن زنباع، وقيل: ابن العيص الخزاعي.
خرج مهاجرًا، فتوفي في الطريق. روى سَعِيد بْن جبير في قوله تعالى: وَمن يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ 4: 100 قال: كان رجل من خزاعة، يقال له: ضمرة بن العيص بن ضمرة ابن زنباع، لما أمروا بالهجرة، كان مريضًا، فأمر أهله أن يفرشوا له عَلَى سرير، ويحملوه إلى
__________
[1] النساء: 97.
[2] النساء: 100.(2/443)
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ففعلوا، فتوفي بالتنعيم قريبًا من مكة، فنزلت الآية هذه. وقال عكرمة:
اسم الذي نزلت فيه هذه الآية ضمرة بْن أَبِي العيص.
ورواه أشعث بْن سوار، عَنْ عكرمة، عَنِ ابن عباس، قال: خرج ضمرة بْن جندب ...
ورواه الحكم بْن أبان، عَنْ عكرمة، عَنِ ابن عباس، وقال: ضمرة بْن أَبِي العيص.
ورواه عمرو بْن دينار، عَنْ عكرمة، عَنِ ابن عباس، وقال: ضمرة، أو أَبُو ضمرة.
قال أَبُو عمر: والصحيح أَنَّهُ ضمرة، لا أَبُو ضمرة.
قال عكرمة: طلبت اسم الذي نزلت فيه: وَمن يَخْرُجْ من بَيْتِهِ مُهاجِراً 4: 100 أربع عشرة سنة، حتى وقفت عليه.
وقد تقدم نحو هذا القول في ضمرة بْن عمرو الخزاعي، ولولا أن جميعهم جعلوا هذا ترجمة مفردة لأضفنا هذه الأقوال إِلَى تلك، لكنا اقتدينا بهم.
أخرجه الثلاثة.
2578- ضمرة بن غزية
(ب) ضمرة بْن غزية [1] بْن عَمْرو بْن عطية بْن خنساء بْن مبذول بْن عَمْرو بْن غنم بْن مازن بْن النجار، الأنصاري الخزرجي ثُمَّ النجاري.
شهد أحدًا مع أبيه، وقتل يوم جسر أبى عبيد شهيدًا في قتال الفرس، في خلافة عمر، وهو ابن أخي منقذ بْن عمرو، والد حبّان بن منقذ.
أخرجه أبو عمر.
2579- ضمرة بن كعب
(ع س) ضمرة بْن كعب بْن عمرو بْن عدي الأنصاري الخزرجي الساعدي، روى موسى بْن عقبة، عَنِ ابن شهاب، في تسمية من شهد بدرا من الأنصار، من الخزرج، من بني ساعدة بْن كعب: ضمرة بْن كعب بْن عمرو بْن عدي بْن عامر بْن جهينة.
أخرجه أَبُو نعيم وَأَبُو موسى، وقالا في نسبه: جهينة. وساعدة غير جهينة، إلا أن يزيدًا في أحدهما: بالحلف، وفي الآخر: بالنسب. ويغلب عَلَى ظني أَنَّهُ هو وضمرة بن عمرو بن
__________
[1] في المطبوعة: عرنة، وستأتي ترجمة أبيه غزية.(2/444)
عدي المقدم ذكره واحد، وأن ذكر كعب في نسبه كما جرت عادتهم، يختلفون في الأنساب، فظنهما أَبُو نعيم اثنين، وتبعه أَبُو موسى، وَإِلا فالنسب واحد، والحلف واحد، والله تعالى أعلم.
2580- ضمرة
(د ع) ضمرة، غير منسوب. روى عنه سعيد بن المسبّب أَنَّهُ قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «من قتل دون ماله فهو شهيد» . أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
2581- ضمضم بن الحارث
ضمضم بْن الحارث بْن جشم بْن عبيد السلمي، وهو القائل يَوْم حنين أبياتًا منها:
إذ لا أزال عَلَى رحالة نهدة ... جرداء تلحق بالنجاد إزاري [1]
يومًا عَلَى أثر النهاب وتارة ... كانت مجاهدة مع الأنصار [2]
2582- ضمضم بن عمرو
(ع س) ضمضم بن عمرو الخزاعي، وقيل: ضمرة. وقد تقدم في ضمرة.
أخرجه أَبُو نعيم وأبو موسى.
2583- ضمضم بن قتادة
(س) ضمضم بْن قتادة. روى قطبة بْن عمرو بْن هرم بْن قطبة أن مدلوكًا حدثهم: أن ضمضم بْن قتادة ولد له مولود أسود، من امرأة من بني عجل، فأوحش لذلك، وشكى إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: هَلْ لَكَ مِنْ إِبِلٍ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فما ألوانها؟ قال: فيها الأحمر والأسود وغير ذلك. قال: فأنى ذلك؟ قال: عرق نزع. قال: وهذا عرق نزع. قال: فقدم عجائز من بنى عجل فأخبرن أنه كان للمرأة جدّة سوداء.
__________
[1] الرحالة: السرج، وقيل: الرحالة أكبر من السرج، تغشى بالجلود، وتكون للخيل والنجائب من الإبل.
والنهد: الفرس الجميل الجسيم المرتفع، والأنثى نهدة. والجوداء: القصيرة الشعر، وهذا دليل على كرم أصلها.
والنجاد: ما وقع على العاتق من حمائل السيف، يصف سرعة فرسه.
[2] النهاب: جمع نهبة، وهي الغنيمة.(2/445)
أخرجه أَبُو موسى بإسناد غريب، وقال: هذا إسناد عجيب، والحديث صحيح من رواية أَبِي هريرة، لم يسم فيه الرجل، وقال: امرأة من بنى فزارة [1] .
2584- ضميرة بن حبيب
(ب) ضميرة، تصغير ضمرة، هو ضميرة بْن حبيب، وقيل: ابن جندب، وقيل:
ضميرة بْن أنس. هو الذي خرج من بيته مهاجرًا إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فمات في الطريق، فأنزل اللَّه تعالى: وَمن يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ 4: 100 الآية.
أخرجه أَبُو عمر، وقال: رواه أشعث بْن سوار، عَنْ عكرمة، عَنِ ابن عباس.
وقال ابن منده وَأَبُو نعيم عَنْ أشعث، عَنْ عكرمة: ضمرة، غير مصغر، والله أعلم.
وقد تقدم في ضمرة بْن أَبِي العيص ذكر الاختلاف فيه، وهو كثير.
2585- ضميرة بن سعد
(ب) ضميرة بْن سعد السلمي، ويقال: الضمري، هو جد زياد بْن سعد بْن ضميرة.
مخرج حديثه عَنْ أهل المدينة وعداده فيهم.
روى عنه ابنه سعد بْن ضميرة، من حديث مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَر بْن الزبير، عَنْ زياد بن سعد ابن ضميرة، عَنْ أبيه، عَنْ جده في قصة محلم بْن جثامة.
أخرجه أَبُو عمر مختصرًا، وتقدّم في ضمرة أتمّ من هذا.
2586- ضميرة بن أبى ضميرة
(ب د ع) ضميرة بْن أَبِي ضميرة، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، له ولأبيه أبى ضميرة صحبة، وهو جد حسين بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي ضميرة. يعد في أهل المدينة. روى ابن أَبِي ذئب، عَنْ حسين بْن عَبْد اللَّهِ بْن ضميرة [2] ، عَنْ أبيه، عَنْ جده ضميرة أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مر بأم ضميرة وهي تبكي، فقال: ما يبكيك؟ أجائعة أنت؟ أعارية أنت؟ فقالت: يا رَسُول اللَّهِ، فرق بيني وبين ولدي.
فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا نفرق بين والدة وولدها. ثم أرسل إِلَى الذي عنده ضميرة فدعاه،
__________
[1] ينظر مسند أحمد: 2/ 234، 279.
[2] في الأصل والمطبوعة: ابن أبى ضميرة. ينظر الاستيعاب: 1087، وميزان الاعتدال: 1/ 538.(2/446)
فابتاعه منه ببكرة [1] . قال ابن أَبِي ذئب: ثم أقرأني كتابًا عندهم من النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بِسْمِ اللَّه الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ 1: 1، هذا كتاب لبني ضميرة، من مُحَمَّد رَسُول اللَّهِ لبني ضميرة وأهل بيته، أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعتقهم، وَإِنهم أهل بيت من العرب، إن أحبوا أقاموا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، وَإِن أحبوا رجعوا إِلَى أهلهم، لا تعرض لهم إلا بحق، من لقيهم من المسلمين فليستوص بهم خيرًا» . وكتب أَبِي بْن كعب.
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] البكرة: انثى البكر، وهو الفتى من الابل.(2/447)
باب الطاء(2/449)
(باب الطاء والألف)
2587- طارق بن أحمر
طارق بْن أحمر. روى عثمان بْن عَبْد اللَّهِ بْن علاثة، عَنْ طارق بْن أحمر، قال: رأيت مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتابًا فيه: «من مُحَمَّد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم، لا تبيعوا الثمرة حتى تينع، ولا السهم حتى يخمس، ولا تطئوا الحبالى حتى وضعن» . كذا ذكر ابن قانع في الصحابة، وقال الدار قطنى: طارق بْن أحمر، روى عَنِ ابن عمر، روى عنه عبد الكريم الجزري، وهذا أصح.
2588- طارق بن أشيم
(ب د ع) طارق بْن أشيم بْن مسعود الأشجعيّ، والد أبى مالك الأشجعي، واسم أَبِي مالك سعد. يعد طارق في الكوفيين، روى عنه ابنه أَبُو مالك.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ بإسناده عن عبد الله بن أحمد، قال: حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ سَمِعَ النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من وَحَّدَ اللَّهَ وَكَفَرَ بِمَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِهِ، حَرُمَ مَالُهُ وَدَمُهُ، وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وجل» [1] . أخرجه الثلاثة.
2589- طارق بن زياد
(ب) طارق بْن زياد، حديثه عَنْ سماك بْن حرب، عَنْ ثوبان بْن سلمة، عَنْ طارق بْن زياد، قال: قلت: يا رَسُول اللَّهِ، إن لنا كرمًا ونخلا ... الحديث.
أخرجه أبو عمر مختصرا.
2590- طارق بن سويد
(ب د ع) طارق بْن سويد الحضرمي، وقيل: سويد بْن طارق روى عنه وائل بْن حجر الحضرمي، وابنه علقمة بْن وائل.
أخبرنا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ الثَّقَفِيُّ إِجَازَةً بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُدْبَةُ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ بْنِ حُجْرٍ، عن طارق بن سويد
__________
[1] مسند أحمد: 3/ 472، 6/ 394.(2/451)
الْحَضْرَمِيِّ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُول اللَّهِ، إِنَّ بِأَرْضِنَا أَعْنَابًا نَعْتَصِرُهَا، أَفَنَشْرَبُ مِنْهَا؟ فَقَالَ:
لا. فَرَاجَعْتُهُ فَقَالَ: لا. فَقُلْتُ: إِنَّا نَسْتَشْفِي بِهِ. قَالَ: إِنَّ ذَلِكَ لَيْسَ بِشِفَاءٍ، وَلَكِنَّهُ دَاءٌ.
ورواه إسرائيل، عَنْ سماك، فقال: سويد بْن طارق.
ورواه شريك، عَنْ سماك، عَنْ علقمة، عَنْ طارق بْن زياد، أو زياد بْن طارق.
وقال الْوَلِيد بْن أَبِي ثور: عَنْ سماك، عَنْ علقمة، عَنْ طارق بْن بشر، أو بشر بْن طارق.
ورواه شعبة فقال: عن علقمة بن وائل، عن أبيه وائل، عن طارق بن سويد، أو سويد ابن طارق. أخرجه الثلاثة.
2591- طارق بن شريك
(ب) طارق بْن شريك. يعد في الكوفيين، له حديث عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أخرجه أَبُو عمر، وقال: له حديث عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأخشى أن يكون مرسلًا، لأنه قد روى عَنْ فروة بْن نوفل.
روى عنه زياد بْن علاقة، وعبد الملك بن عمير.
2592- طارق بن شهاب
(ب د ع) طارق بْن شهاب بْن عبد شمس بن سلمة بن هلال بن عوف بْن جشم، البجلي الأحمسي، أَبُو عَبْد اللَّهِ، يعد في الكوفيين، قاله أَبُو عمر.
وقال أَبُو نعيم، عَنْ أَبِي عبيد: هو طارق بن شهاب بن عبد شمس بن سلمة بْن هلال بْن عوف بْن جشم بْن عَمْرو بْن لؤي بْن رهم بْن معاوية بْن أسلم بْن أحمس، بطن من بجيلة.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْقَاهِرِ أَبُو الْفَضْلِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَيْسِ بْن مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْن شِهَابٍ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَغَزَوْتُ فِي خِلافَةِ أَبِي بَكْرٍ فِي السَّرَايَا وَغَيْرِهَا.
وروى عنه قيس أيضًا قال: سئل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قال:
في الكفارات والدرجات فأما الدرجات فإطعام الطعام، وَإِفشاء السلام، والصلاة بالليل والناس(2/452)
نيام، وأما الكفارات فإسباغ الوضوء في السبرات [1] ، ونقل الأقدام إِلَى الجماعات، وانتظار الصلاة بعد الصلاة. أخرجه الثلاثة
2593- طارق بن عبد الله
(ب د ع) طارق بْن عَبْد اللَّهِ المحاربي، من محارب بْن خصفة، له صحبة. روى عنه جامع بْن شداد وربعي بْن حراش.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْمُذَكِّرُ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ، قَالُوا بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى السُّلَمِيِّ: حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ طَارِقِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُحَارِبِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا كُنْتَ فِي صَلاةٍ فَلا تَبْزُقْ بَيْنَ يَدَيْكَ وَلا عَنْ يَمِينِكَ، وَلَكِنْ عَنْ يَسَارِكَ، أَوْ خَلْفِكَ، أَوْ تَحْتَ قَدَمِكَ [2] . وروى جامع بْن شداد قال: كان رجل منا- يقال له: طارق بْن عَبْد اللَّهِ- قال: مر بنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بسوق ذي المجاز، وأنا في سياعة [3] لي، فمر وعليه حلة حمراء، فسمعته يقول: يا أيها الناس، قولوا لا إله إلا اللَّه تفلحوا. ورجل يتبعه يرميه بالحجارة، قد أدمى كعبيه، وهو يقول: يا أيها الناس، لا تطيعوا هذا، فإنه كذاب!! فقلت: من هذا؟ فقالوا:
من بني عبد المطلب. قلت: ومن الذي يرميه بالحجارة؟ قَالُوا: عمه أَبُو لهب. وذكر الحديث.
أخرجه الثلاثة.
2594- طارق بن عبيد
(د ع) طارق بْن عبيد بْن مسعود. أحد النفر الذين أسروا الأسرى يَوْم بدر.
روى أَبُو صالح، عَنِ ابن عباس، قال: قال أَبُو اليسر، ومالك بْن الدخشم العوفي، وطارق بْن عبيد بْن مسعود الأنصاري: يا رَسُول اللَّهِ، إنك قلت: من جاء بأسير فله كذا وكذا، ومن قتل قتيلًا فله كذا وكذا. وقد قتلنا سبعين وأسرنا سبعين؟ فقال سعد بْن معاذ: يا رَسُول اللَّهِ، ما منعنا أن نفعل كما فعل هؤلاء إلا أنا كنا ردءًا للمسلمين من ورائهم أن يصاب منهم
__________
[1] السيرات: جمع سبرة، بسكون الباء، وهي شدة البرد.
[2] تحفة الأحوذي، كتب، الصلاة، باب في كراهية البزاق في المسجد: 3/ 162.
[3] كذا في الأصل، وفي المطبوعة: تياعة.(2/453)
عورة، الغنائم قليل والناس كثير، فمتى تعطهم الذي نفلتهم يبقى الناس لا شيء لهم وتراجعوا الكلام، فنزلت: يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ قُلِ الْأَنْفالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ 8: 1 [1] أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
2595- طارق بن علقمة
(د ع) طارق بْن علقمة بْن أَبِي رافع. روى عنه ابنه عبد الرحمن.
روى ابن جريج، عَنْ عبيد اللَّه بْن أَبِي يزيد، عَنْ عبد الرحمن بْن طارق، عَنْ أبيه:
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأتي مكانًا في داره، يصلي فيه ويدعو مستقبل البيت، ويخرجن معه يدعون، وهن مسلمات.
كذا رواه أَبُو عاصم، وروح، عَنِ ابن جريج، فقالا: عَنْ أبيه.
ورواه مُحَمَّد بْن بكر البرساني، عَنِ ابن جريج، فقال: عَنْ عمه.
ورواه عبد الرزاق، عَنِ ابن جريج، فقال: عَنْ أمه، بدل أبيه.
أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
2596- طارق بن المرقع
(ب د ع) طارق بْن المرقع. من أهل الحجاز، روى عنه عطاء بْن أَبِي رباح.
روى عَبْد اللَّهِ بْن يَزِيدَ بْن مِقْسَمٍ، عَنْ عمته سارة بنت مقسم، عَنْ ميمونة بنت كردم، قَالَتْ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو عَلَى ناقة له، وأنا يومئذ مَعَ أَبِي، وَمَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دِرَّةٌ كَدِرَّةِ الْكُتَّابِ، فَسَمِعْتُ الأَعْرَابَ وَالنَّاسَ يَقُولُونَ: الطَّبْطَبِيَّةَ الطَّبْطَبِيَّةَ [2] . فَدَنَا مِنْهُ أَبِي، فأخذ بقدمه، وقال له: إني شهدت جيش عثران [3] . قال: فعرف رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ الْجَيْشَ.
فَقَالَ طَارِقُ بْن الْمُرَقَّعِ: مَنْ يعطي رمحًا بثوابه؟ قلت: وما ثوابه؟ قال: أزوجه أول بنت تكون لي. قال: فأعطيته رمحي، ثم تركته، حتى ولدت له بنت وبلغت، فأتيته فقلت:
جهز إلي أهلي. قال: لا، والله لا أجهزها حتى تحدث لي صداقًا غير ذلك، فحلفت أن لا أفعل.
وذكر الحديث
__________
[1] الأنفال: 1.
[2] الطبطبية: حكاية وقع السياط ووقع الأقدام عند السعي، يريد أقبل الناس إليه يسعون ولأقدامهم طبطبة، أي صوت، ويحتمل أن يكون أراد بها الدرة نفسها، فسماها طبطبية، لأنها إذا ضرب بها حكت صوت: طب طب
[3] في المطبوعة والمخطوطة: عثرات. والمثبت عن مسند أحمد: 6/ 266. وعثران كما في تاج العروس: موضع.(2/454)
قال ابن منده: هذا حديث غريب، ولطارق بْن المرقع حديث مسند، عَنْ صفوان بْن أمية.
وقال أَبُو نعيم: ذكره بعض المتأخرين، وزعم أَنَّهُ حجازي، وعده في الصحابة، ولا أدري له صحبة ولا إسلامًا. ثم قال: طارق بْن المرقع إن كان إسلاميًا فهو تابعي، يروى عنه [1] عطاء ابن أَبِي رباح. وروى عَنْ صفوان بْن أمية أن رجلًا سرق بردة، فرفعه إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأمر بقطعه، فقال: يا رَسُول اللَّهِ، قد تجاوزت عنه. قال: فلولا كان هذا قبل أن تأتينى به يا أبا وهب! فقطعه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال أَبُو نعيم: طارق هذا إن كان إسلاميًا فهو تابعي يروي عَنْ صفوان بْن أمية، روى عنه عطاء بْن أَبِي رباح [2] وقال أَبُو عمر: طارق بْن المرقع، روى عنه عطاء، وابنه عبد الله بن طارق، في صحبته نظر، أخشى أن يكون حديثه في موات الأرض مرسلًا.
أخرجه الثلاثة.
2597- طاهر بن أبى هالة
(ب) طاهر بْن أَبِي هالة، أخو هند بْن أَبِي هالة الأسيدي التميمي، واسم أَبِي هالة النّبّاش ابن زرارة بْن وفدان بْن حبيب بْن سلامة بْن غوي بْن جروة بْن أسيد [3] بْن عمرو بْن تميم، حليف بني عبد الدار بْن قصي بْن كلاب، أمه خديجة بنت خويلد، رضي اللَّه عنها، زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
بعثه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عاملًا عَلَى بعض اليمن، ذكر يوسف بْن عمرو بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي موسى، قال:
بعثني رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خامس خمسة عَلَى أخلاف اليمن: أنا، ومعاذ بن جبل، وخالد بن سعيد ابن العاص، والطاهر بْن أَبِي هالة، وعكاشة بْن ثور، فبعثنا [4] متساندين، وأمرنا أن نتياسر وأن نيسر ولا نعسر، ونبشر ولا ننفر، وأن إذا قدم معاذ طاوعناه ولم نخالفه.
أخرجه أَبُو عمر.
2598- طخفة بن قيس
طخفة بْن قيس، وقيل: طهفة بْن قيس. يرد ذكره مستوفى في طهفة بالهاء، إن شاء الله تعالى.
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: عن.
[2] كذا، وهو تكرار.
[3] في المطبوعة: اسد. ينظر الجمهرة لابن حزم: 197، سيرة ابن هشام: 2/ 643.
[4] في الأصل والمطبوعة: مغيثا. والمثبت عن الاستيعاب: 775.(2/455)
باب الطاء والراء
2599- طرفة والد تميم
(س) طرفة والد تميم. أورده سَعِيد القرشي وقال: لا أدري له صحبة أم لا؟.
روى أحمد بْن عصام الأنصاري، عَنْ أَبِي بكر الحنفي، عَنْ سفيان، عَنْ سماك، عَنْ تميم ابن طرفة، عَنْ أبيه، قال: كان النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يضع يده اليمنى عَلَى اليسرى في الصلاة، وربما انصرف عَنْ يمينه.
قال أَبُو حاتم الرازي: إنما هو سماك، عَنْ قبيصة بْن هلب، عَنْ أبيه عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أورده سَعِيد عَنِ ابن عصام [1] أيضًا.
أخرجه أَبُو موسى.
2600- طرفة بن عرفجة
(ب) طرفة بْن عرفجة. أصيب أنفه يَوْم الكلاب [2] فاتخذ أنفًا من ورق، فأنتن، فأذن له النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إن يتخذ أنفًا من ذهب، قاله ثابت بْن يزيد [3] ، عن أبى الأشهب، وقد تقدم الخلاف فيه، أخرجه أَبُو عمر
2601- طريح بن سعيد
طريح بْن سَعِيد بْن عقبة، أَبُو إِسْمَاعِيل الثقفي. جاهلي، ذكره مُحَمَّد بْن أَبِي عوف في الصحابة.
روى إِسْمَاعِيل بْن طريح، عَنْ أبيه: أن أبا سفيان رمى جده سَعِيد بْن عقبة يَوْم الطائف، فأصاب عينه، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: هذه عيني أصيبت في سبيل اللَّه. فقال: إن شئت دعوت اللَّه فردت عليك، وَإِن شئت فعين في الجنة. قال: عين في الجنة. وروى ابنه إِسْمَاعِيل، عَنْ أبيه طريح، عَنْ جده سَعِيد أَنَّهُ قال: حضرت أمية بْن أَبِي الصلت الثقفي حين حضرته الوفاة، فأغمي عليه ثم أفاق، فرفع رأسه، ثم نظر إلى البيت فقال:
__________
[1] في المطبوعة: عاصم.
[2] تقدم في ترجمة الضحاك بن عرفجة، 5049 هذا الجزء.
[3] كذا، وفي الإصابة والاستيعاب 776: زيد.(2/456)
لبيكما لبيكما ... ها أنا ذا لديكما
وذكر الحديث.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم [1]
2602- طريف بن أبان
طريف بْن أبان بْن [2] جارية بْن فهم بن عبلة بن أنمار بْن مبشر بْن عميرة بْن أسد بْن ربيعة بْن نزار، وعميرة أخو جديلة بْن أسد. وفد طريف عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قاله هشام بْن الكلبي.
2603- طريفة بن حاجر
(ب) طريفة بْن حاجر [3] . مذكور في الصحابة، قال سيف بْن عمر: هو الذي كتب إليه أَبُو بكر الصديق في قتل الفجاءة السلمي، الذي حرقه أَبُو بكر بالنار، فسار طريفة في طلب الفجاءة، وكان طريفة وأخوه معن ابنا حاجر مع خَالِد بْن الْوَلِيد، وكان مع الفجاءة نجبة ابن أَبِي الميثاء، فالتقى نجبة وطريفة، فاقتتلا، فقتل نجبة مرتدًا، ثم سار حتى لحق بالفجاءة السلمي، واسمه إياس بْن عَبْد اللَّهِ بْن عبد يا ليل، فأسره وأنفذه إِلَى أَبِي بكر، فلما قدم عليه أحرقه بالنار.
أخرجه أبو عمر.
2604- طعمة بن أبيرق
(س) طعمة بْن أبيرق بْن عمرو بْن حارثة بْن ظفر بْن الخزرج بْن عمرو.
شهد المشاهد. كلها مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا بدرًا، ذكره أَبُو إِسْحَاقَ المستملي [4] في الصحابة.
وقيل: أَبُو طعمة بشير بْن أبيرق الأنصاري.
روى خَالِد بْن معدان، عَنْ طعمة بْن أبيرق الأنصاري، قَالَ: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، وكنت أمشي قدام رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلَهُ رجل: ما فضل من جامع أهله محتسبًا؟ قال: غفر اللَّه تعالى لهما ألبتة. أخرجه أَبُو موسى، وقال: كذا أورده، وطعمة يتكلّم في إيمانه،
__________
[1] ذكر ابن حجر في الإصابة أنه ليس لطريح صحبة ولا إدراك، وأنه شاعر مجيد وفد على الوليد بن يزيد، وأن سعيدا جده فهو: طريح بن إسماعيل بن سعيد بن عقبة. وينظر الشعر والشعراء: 678، وسمط اللآلي: 705.
[2] في الجمهرة 276 والإصابة: أبان بن سلمة بن جارية. وفي المطبوعة: حارثة.
[3] في الاستيعاب 776: حاجز، بالزاي، ومثله في القاموس.
[4] هو إبراهيم بن أحمد البلخي الحافظ، توفى سنة 376. (العبر: 3/ 1) .(2/457)
باب الطاء والفاء
2605- طفيل بن أبى كعب
(ب س) طفيل بْن أَبِي كعب الأنصاري. قد تقدم نسبه عند ذكر أبيه. وأمه بنت الطفيل ابن عمرو الدوسي، وكان صديقًا لابن عمر، وكان ذا بطن، فكان ابن عمر يقول: يا أبا بطن فلقب به، قال الواقدي والجعابي [1] : إنه ولد عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، روى عَنْ أبيه وغيره.
أخرجه أبو عمر وأبو موسى.
2606- طفيل بن الحارث
(ب د ع) طفيل بْن الحارث بْن المطلب بْن عبد مناف، القرشي المطلبي، وأمه سخيلة بنت خزاعي بْن الحويرث الثقفية شهد بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هو وأخوه عبيدة والحصين ابنا الحارث، وقتل عبيدة ببدر، وسيأتي خبره عند اسمه، إن شاء اللَّه تعالى.
قال ابن إِسْحَاق وموسى بْن عقبة، في تسمية من شهد بدرًا: الطفيل بْن الحارث بْن المطلب، وتوفي سنة إحدى وثلاثين. وقيل: سنة اثنتين وثلاثين، هو وأخوه الحصين في عام واحد، وتوفي الطفيل أولًا، ثم تلاه الحصين بعده بأربعة أشهر. روى عنه أَنَّهُ قَالَ: صلى بنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلّم.
أخرجه الثلاثة.
2607- طفيل بن أخى جويرية
(د ع) طفيل بْن أخي جويرية [2] . روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيمن لبس الحرير.
رواه شريك عَنْ [3] جابر، عَنْ خالته أم عثمان، عَنِ الطفيل.
أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
2608- طفيل بن زيد
(س) طفيل بْن زيد الحارثي.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى إِجَازَةً، أَخْبَرَنَا أَبُو الرَّجَاءِ أَحْمَدُ بْنُ محمد بن عبد العزيز القاري بقراءتي
__________
[1] في المطبوعة: الجعافي، وهو الحافظ أبو بكر محمد بن عمرو التميمي البغدادي، توفى سنة 355 (العبر: 2/ 302) .
[2] هي جويرية بنت الحارث، زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم.
[3] في الأصل والمطبوعة: بن جابر. والمثبت عن الإصابة. وينظر خلاصة التذهيب: 51، فجابر هذا هو جابر الجعفي.(2/458)
عَلَيْهِ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الصَّفَّارُ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَمْرٍو الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَامِدٍ الْوَزَّانُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ سَعْدَانَ الْفَارِسِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الطَّيِّبُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا السَّكَنُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ عَوَانَةَ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَوْمًا لِجُلَسَائِهِ: هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ وَقَعَ إِلَيْهِ خَبَرٌ مِنْ أَمْرِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ قَبْلَ ظُهُورِهِ؟ فَقَالَ طُفَيْلُ بْنُ زَيْدٍ الْحَارِثِيُّ- وَقَدْ أَتَتْ عَلَيْهِ مِائَةٌ وَسِتُّونَ سَنَةً-: نَعَمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، كَانَ الْمَأْمُونُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَلَى مَا بَلَغَكَ مِنْ كَهَانَتِهِ وَعِلْمِهِ، وَكَانَتْ عُقَابُ [1] لا تَزَالُ تَأْتِيهِ بَيْنَ الأَيَّامِ فَتَقَعُ أَمَامَهُ فَتَصِيحُ، وَيَقُولُ كَذَا وَكَذَا، فَنَجِدُ كَمَا يَقُولُ، وَكَانَ نَصْرَانِيًّا، وَكَانَ يَخْرُجُ إِلَيْنَا كُلَّ يَوْمٍ أَحَدٌ، فَأَقْبَلَتِ الْعُقَابُ يَوْمَ عَرُوبَةَ [2] ، فَصَرَتْ [3] ثُمَّ نَهَضَتْ، فَلَمَّا تَعَالَتِ الشَّمْسُ خَرَجَ عَلَيْنَا، وَذَكَرَ حَدِيثًا فِي دَلائِلِ النُّبُوَّةِ.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
2609- طفيل بن سعد
(ب د ع) طفيل بْن سعد بْن عمرو بْن ثقف، واسم ثقف: كعب بْن مالك بْن مبذول بْن مالك بْن النجار، الأنصاري من بني النجار.
قَالَ موسى بْن عقبة، عَنِ ابن شهاب أَنَّهُ قال: استشهد يوم بئر معونة عن الأنصار، من بني النجار: الطفيل بْن سعد.
أخرجه الثلاثة، وقال أَبُو عمر: شهد أحدًا، وقتل يوم بئر معونة.
2610- طفيل بن عبد الله الأزدي
(ب د ع) طفيل بْن عَبْد اللَّهِ بْن الحارث بن سخبرة بْن جرثومة بْن عادية بْن مرة بْن الأوس بْن النمر بْن عثمان بْن نصر بْن زهران بْن كعب بْن الحارث بْن كعب بْن عَبْد اللَّهِ بْن نصر بْن الأزد، الأزدي، وقد ينسب إِلَى جده فيقال: طفيل بْن سخبرة، وهو هذا. وهو أخو عائشة زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعبد الرحمن، ولدي أَبِي بكر الصديق لأمهما أم رومان، خلف عليها
__________
[1] العقاب: طائر.
[2] يوم العروبة: هو يوم الجمعة.
[3] صوت: صاحت.(2/459)
أَبُو بكر بعد عَبْد اللَّهِ. وقال ابن أَبِي خيثمة: إنه قرشي، وقال: لا أدري من أي قريش هو؟
والصحيح أَنَّهُ أزدي وليس بقرشي.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هِبَةِ الله بإسناده عن عبد الله بن أحمد بْنِ حَنَبْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا بَهْزٌ وَعَفَّانُ، قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، [عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ] [1] عَنْ طُفَيْلِ بْنِ سَخْبَرَةَ: أَنَّهُ رَأَى فِيمَا يَرَى النَّائِمُ كَأَنَّهُ مَرَّ بِرَهْطٍ. مِنَ الْيَهُودِ، فَقَالَ: مَنْ أَنْتُمْ؟
قَالُوا: [نَحْنُ] [1] الْيَهُودُ، قَالَ: إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الْقَوْمُ لَوْلا أَنَّكُمْ تَزْعُمُونَ أَنْ عُزَيْرًا ابْنُ اللَّهِ. قَالَتِ الْيَهُودُ:
وَأَنْتُمُ الْقَوْمُ لَوْلا أَنَّكُمْ تَقُولُونَ مَا شَاءَ اللَّهُ وشاء محمد. ثم مر برهط من بِرَهْطٍ مِنَ النَّصَارَى فَقَالَ: مَنْ أَنْتُمْ؟
قَالُوا نَحْنُ النَّصَارَى قَالَ: إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الْقَوْمُ لَوْلا أَنَّكُمْ تَقُولُونَ: الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ. قَالُوا: وَأَنْتُمُ الْقَوْمُ لَوْلا أَنَّكُمْ تَقُولُونَ: مَا شَاءَ اللَّهُ وَشَاءَ مُحَمَّدٌ. فَلَمَّا أَصْبَحَ أَخْبَرَ بِهَا مَنْ أَخْبَرَ، ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ، فَلَمَّا صَلَّوْا خَطَبَهُمْ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ طُفَيْلًا رَأَى رُؤْيَا، فَأَخْبَرَ بِهَا مَنْ أَخْبَرَ مِنْكُمْ، وَإِنَّكُمْ [كنتم] [1] تقولون كلمة كان بمنعنى الْحَيَاءُ مِنْكُمْ أَنْ أَنْهَاكُمْ عَنْهَا، لا تَقُولُوا: مَا شَاءَ اللَّهُ وَشَاءَ مُحَمَّدٌ، قُولُوا: مَا شَاءَ اللَّهُ وَحْدَهُ.
وَرَوَاهُ سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَقَالا: عَنِ الطُّفَيْلِ: أَنَّ رَجُلًا رَأَى فِي الْمَنَامِ.
وَرَوَاهُ مَعْمَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ. أخرجه الثلاثة، إلا أن ابن منده وأبا نعيم قالا: إنه أخو عائشة وعبد اللَّه. وليس بشيء، فإن عَبْد اللَّهِ ليس بأخ لعائشة من أمها، عَلَى ما نذكره في اسمه إن شاء اللَّه تعالى. والصحيح أَنَّهُ أخو عائشة وعبد الرحمن، عَلَى ما ذكرناه في اسمهما، والله أعلم.
2611- طفيل بن عمرو
(ب د ع) طفيل بْن عمرو بْن طريف بن العاص بْن ثعلبة بْن سليم بْن فهم بْن غنم بْن دوس بْن عدثان [2] بْن عَبْد اللَّهِ بْن زهران بْن كعب بْن الحارث بْن كعب بْن عَبْد اللَّه بْن نصر ابن الأزد، الأزدي الدوسي، يلقب ذا النور [3] .
أَخْبَرَنَا أبو موسى كتابة، أخبرنا أبو علي، أخبرنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ إِبْرَاهِيم بْن سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاق، قَالَ: كَانَ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو الدَّوْسِيُّ يُحَدِّثُ أَنَّهُ قَدِمَ مَكَّةَ وَرَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بها، فمشى إليه
__________
[1] عن سند أحمد: 5/ 72.
[2] في المطبوعة: عدنان، وينظر المشتبه: 449.
[3] في المطبوعة: ذا النون والمثبت عن المخطوطة الإصابة والاستيعاب.(2/460)
رِجَالٌ مِنْ قُرَيْشٍ، وَكَانَ الطُّفَيْلُ شَرِيفًا شَاعِرًا لَبِيبًا، فَقَالُوا: يَا طُفَيْلُ، إِنَّكَ قَدِمْتَ بِلادَنَا، وَهَذَا الرَّجُلُ بَيْنَ أَظْهُرِنَا، قَدْ عَضَلَ [1] بِنَا وَفَرَّقَ جَمَاعَتَنَا، وَإِنَّمَا قَوْلُهُ كَالسِّحْرِ، يُفَرِّقُ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ أَبِيهِ، وَبَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنِ أَخِيهِ، وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ زَوْجِهِ، وَإِنَّمَا نَخْشَى عَلَيْكَ وَعَلَى قَوْمِكَ، فَلا تُكَلِّمْهُ وَلا تَسْمَعْ مِنْهُ.
قَالَ: فو الله مَا زَالُوا بِي حَتَّى أَجْمَعْتُ أَنْ لا أَسْمَعَ مِنْهُ شَيْئًا وَلا أُكَلِّمَهُ، حَتَّى حَشَوْتُ أُذُنَيَّ كُرْسُفًا [2] ، فَرَقًا أَنْ يَبْلُغَنِي مِنْ قَوْلِهِ، وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ لا أَسْمَعَهُ.
قَالَ: فَغَدَوْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَإِذَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمٌ يُصَلِّي عِنْدَ الْكَعْبَةِ، قَالَ: فَقُمْتُ قَرِيبًا مِنْهُ، فَأَبَى اللَّهُ إِلا أَنْ يُسْمِعَنِي قَوْلَهُ، فَسَمِعْتُ كَلامًا حَسَنًا، قَالَ: فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: وَاثَكْلَ أُمِّي! وَاللَّهِ إِنِّي لَرَجُلٌ شَاعِرٌ لَبِيبٌ مَا يَخْفَى عَلَيَّ الْحَسَنُ مِنَ الْقَبِيحِ، فَمَا يَمْنَعُنِي أَنْ أَسْمَعَ هَذَا الرَّجُلَ ما يقول! إن كان الّذي يأتى به حَسَنًا قَبِلْتُهُ، وَإِنْ كَانَ قَبِيحًا تَرَكْتُهُ.
قَالَ: فَمَكَثْتُ حَتَّى انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بَيْتِهِ، فَتَبِعْتُهُ، حَتَّى إِذَا دَخَلَ بَيْتَهُ دَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ: يا مُحَمَّدُ، إِنَّ قَوْمَكَ قَالُوا لِي كَذَا وَكَذَا، ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ أَبَى إِلا أَنْ أَسْمَعَ قَوْلَكَ، فَسَمِعْتُ قَولًا حَسَنًا، فَأَعْرِضْ عَلَيَّ أَمْرَكَ.
قَالَ: فَعَرَضَ عَلَيَّ الإِسْلامَ، وَتَلا عَلَيَّ الْقُرْآنَ، قَالَ: فو الله مَا سَمِعْتُ قَوْلًا قَطُّ، أَحْسَنَ مِنْهُ، وَلا أَمْرًا أَعْدَلَ مِنْهُ، فَأَسْلَمْتُ، وَقُلْتُ: يَا رَسُول اللَّهِ، إِنِّي امْرُؤٌ مُطَاعٌ فِي قَوْمِي، وَأَنَا رَاجِعٌ إِلَيْهِمْ وَدَاعِيهِمْ إِلَى الإِسْلامِ، فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَ لِي آيَةً، تَكُونُ لِي عَوْنًا عَلَيْهِمْ فِيمَا أَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ. فَقَالَ:
اللَّهمّ، اجْعَلْ لَهُ آيَةً. قَالَ: فَخَرَجْتُ إِلَى قَوْمِي حَتَّى إِذَا كُنْتُ بِثَنِيَّةٍ تُطْلِعُنِي عَلَى الْحَاضِرِ [3] ، وَقَعَ نُورٌ بَيْنَ عَيْنَيَّ مِثْلُ الْمِصْبَاحِ، قَال: فَقُلْتُ: اللَّهمّ، فِي غَيْرِ وَجْهِي، فَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَظُنُّوا أَنَّهَا مُثْلَةً لِفِرَاقِي دِينَهِمْ.
فَتَحَوَّلَتْ فِي رَأْسِ سَوْطِي، فَجَعَلَ الْحَاضِرُ يَتَرَاءُونَ ذَلِكَ النُّورَ فِي سَوْطِي كَالْقِنْدِيلِ الْمُعَلَّقِ، وَأَنَا أَهْبِطُ إِلَيْهِمْ مِنَ الثَّنِيَّةِ، فَلَمَّا نَزَلْتُ أَتَانِي أَبِي، وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا، فَقُلْتُ: إِلَيْكَ عَنِّي أَبَهْ، فَلَسْتُ مِنْكَ وَلَسْتَ مِنِّي. قَالَ: وَلِمَ، أَيْ بُنَيَّ؟ قُلْتُ: إِنِّي أَسْلَمْتُ. قَالَ: أَيْ بُنَيَّ، فَدِينِي
__________
[1] يقال: عضل بى الأمر وأعضل بى: اشتد وغلظ. وفي سيرة ابن هشام 1/ 382: أعضل بنا.
[2] الكرسف: القطن.
[3] في الاستيعاب 760: فخرجت حتى أشرفت على ثنية أهلي التي تهبطنى على حاضر دوس.(2/461)
دِينُكَ، فَأَسْلَمَ. ثُمَّ أَتَتْنِي صَاحِبَتِي، فَقُلْتُ لَهَا مِثْلَ ذَلِكَ، فَأَسْلَمْتُ، وَقَالَتْ: أَيَخَافُ عَلَيَّ مِنْ ذِي الشَّرَى [1] ؟ - صَنَمٍ لَهُمْ- فَقُلْتُ: لا، أَنَا ضَامِنٌ لِذَلِكَ.
ثُمَّ دَعَوْتُ دَوْسًا فَأَبْطَئُوا عَنِ الإِسْلامِ، فَرَجَعْتُ إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ، فَقُلْتُ: يا رَسُول اللَّهِ، إنه قد غلبني عَلَى دَوْسٍ الزِّنَا، فَادْعُ اللَّهَ عَلَيْهِمْ. فَقَالَ: اللَّهمّ اهْدِ دَوْسًا، ارْجِعْ إِلَى قَوْمِكَ فَادْعُهُمْ وَارْفُقْ بِهِمْ. قَالَ: فَرَجَعْتُ، فَلَمْ أَزَلْ بِأَرْضِ قَوْمِي دَوْسٍ أَدْعُوهُمْ إِلَى الإِسْلامِ حَتَّى هَاجَرَ [2] النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى المدينة، وَقَضَى بَدْرًا وَأُحُدًا وَالْخَنْدَقَ، ثُمَّ قَدِمْتُ عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَنْ أَسْلَمَ مَعِي مِنْ قَوْمِي، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَيْبَرَ، حَتَّى نَزَلْتُ الْمَدِينَةَ بِسَبْعِينَ أَوْ بِثَمَانِينَ بَيْتًا مِنْ دَوْسٍ، ثُمَّ لَحِقْنَا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَيْبَرَ، فَأَسْهَمَ لَنَا مَعَ الْمُسْلِمِينَ.
ثُمَّ لَمْ أَزَلْ مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ، عَزَّ وَجَلَّ، عَلَيْهِ مَكَّةَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُول اللَّهِ، ابْعَثْنِي إِلَى ذي الكفّين- صنم عمرو ابن حُمَمَةَ- حَتَّى أُحَرِّقَهُ.
فَخَرَجَ إِلَيْهِ طُفَيْلٌ يَقُولُ وَهُوَ يُحَرِّقُهُ، وَكَانَ مِنْ خَشَبٍ [3] .
يَا ذَا الْكَفَّيْنِ [4] لَسْتُ مِنْ عِبَادِكَا ... مِيلادُنَا أَقْدَمُ مِنْ مِيلادِكَا!
إِنِّي حَشَوْتُ النَّارَ فِي فُؤَادِكَا
ثُمَّ رَجَعَ طُفَيْلٌ إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَانَ مَعَهُ بِالْمَدِينَةِ، حَتَّى قَبَضَ اللَّهِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلما ارتدت العرب خرج مع المسلمين مجاهدًا أهل الردة حتى فرغوا من نجد، وسار مع المسلمين إِلَى اليمامة، فقال لأصحابه: إني رأيت رؤيا فاعبروها، إني رأيت رأسي حلق، وأنه خرج من فمي طائر، وأنه لقيتني امرأة فأدخلتني في فرجها، وأرى ابني عمرًا يطلبني طلبًا حثيثًا، ثم رأيته حبس عني، قَالُوا: خيرًا، قال: أما أنا فقد أولتها، أما حلق رأسي فقطعه، وأما الطائر فروحي، وأما المرأة التي أدخلتني في فرجها فالأرض تحفر لي، فأغيب فيها، وأما طلب ابني لي ثم حبسه عني فإني أراه سيجهد أن يصيبه ما أصابني، فقتل الطفيل باليمامة شهيدا،
__________
[1] في سيرة ابن هشام 1/ 384: «أتخشى على الصبية من ذي الشري شيئا؟» .
[2] في المطبوعة: حتى هاجروا إلى النبي. وفي سيرة ابن هشام كما في أصلنا.
[3] الرجز في كتاب الأصنام للكلبي: 37، وسيرة ابن هشام: 1/ 385.
[4] قال السهيليّ في الروض 1/ 235، «أراد للكفين، بالتشديد، فخفف للضرورة» .(2/462)
وجرح ابنه عمرو بْن الطفيل ثم عوفي، وقتل عام اليرموك في خلافة عمر بْن الخطاب، رضي اللَّه عنهم، شهيدًا.
أخرجه الثلاثة.
2612- طفيل بن مالك بن حنساء
(ب د ع) طفيل بْن مالك بْن خنساء. شهد بدرًا، له ذكر، ولا نعرف له رواية، قال أَبُو نعيم بِإِسْنَادِهِ عَنْ موسى بْن عقبة، عَنِ ابن شهاب، في تسمية من شهد بدرا من الأنصار، من الخزرج: الطفيل بْن مالك بْن خنساء.
وأَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر عبيد اللَّه بْن أحمد بن علي بإسناده إلى يونس بن بكير، عَنِ ابن إِسْحَاق، في تسمية من شهد بدرا، من الأنصار، ومن بني عُبَيْد بْن عدي بْن غنم بْن كعب، ثم من بني خنساء بْن سنان بْن عبيد: ... والطفيل بْن مالك بْن خنساء [1] .
وقال أَبُو عمر: الطفيل بْن مالك بْن النعمان بْن خنساء، وقيل: طفيل بْن النعمان بْن خنساء الأنصاري السلمي. من بني سلمة، شهد العقبة وبدرًا وأحدًا، وجرح بأحد ثلاث عشرة جراحة ولم يمت منها، وقتل يَوْم الخندق شهيدًا، قتله وحشي بْن حرب، وذكر موسى بْن عقبة في البدريين: طفيل بْن النعمان بْن خنساء، وطفيل بْن مالك بْن خنساء، رجلين.
وكلام أَبِي عمر يدل عَلَى أَنَّهُ ظنهما واحدًا، ويرد الكلام عليه في: طفيل بْن النعمان، إن شاء الله تعالى.
أخرجه الثلاثة
2613- طفيل بن مالك
(ب) طفيل بْن مالك. مدني. قال: طاف النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبين يديه أَبُو بكر، رضي اللَّه عنه، وهو يرتجز بأبيات أَبِي أحمد بْن جحش المكفوف:
حبذا مكة من وادي ... بها أهلي وأولادي
بها أمشي بلا هادي
الأبيات بتمامها. روى عنه عامر بْن عَبْد اللَّهِ بْن الزبير.
أخرجه أبو عمر.
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 697.(2/463)
2614- طفيل بن النعمان
(د ع) طفيل بْن النعمان بْن خنساء بْن سنان بْن عُبَيْد بْن عدي بْن غنم بْن كعب بْن سلمة الأنصاري الخزرجي السلمي، عقبي بدري، استشهد يَوْم الخندق، قال عروة، في تسمية عن شهد العقبة، من بني سلمة: طفيل بْن النعمان بْن خنساء، وقد شهد بدرًا.
وقال موسى بْن عقبة وابن إِسْحَاق، في تسمية من شهد بدرا من الأنصار، من الخزرج، ثم من بني عُبَيْد بْن عدي بْن غنم بْن كعب بْن سلمة، ثم من بني خنساء بْن سنان بْن عبيد:
الطفيل بْن النعمان بْن خنساء [1] .
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
قلت: لم يخرجه أَبُو عمر لأنه غلط في نسبه أولا في ترجمة طفيل بْن مالك بْن خنساء، فقال: طفيل بْن مالك بْن النعمان، قال: وقيل: طفيل بْن النعمان، ورأى النسب واحدًا في الترجمتين، فظنهما واحدًا، وأن بعضهم نسبه إلى أبى مالك، وبعضهم نسبه إِلَى جده النعمان، وليس للنعمان صحة في النسب الأول، وهما ابنا عم، وقد ذكرهما موسى بْن عقبة وابن إِسْحَاق، وكفى بهما، فيمن شهد بدرًا أحدهما بعد الآخر كما ذكرناه في هذه الترجمة، وفي ترجمة طفيل بْن مالك، وقد ذكرهما هشام بْن الكلبي اثنين أيضًا مثل ابن إِسْحَاق وموسى، والله أعلم.
باب الطاء واللام
2615- طلحة الأنصاري
(ع س) طلحة الأنصاري. روى أَبُو المنذر إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّدِ بْنِ طلحة الأنصاري، عَنْ أبيه، عَنْ جده، قال: قال رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إن أسعد العجم بالإسلام أهل فارس، وأشقى العرب به هذا الحي من بهز وتغلب» . أخرجه أَبُو نعيم، وأبو موسى.
2616- طلحة بن البراء
(ب د ع) طلحة بْن البراء بْن عمير بْن وبرة بن ثعلبة بْن غنم بْن سري بْن سلمة بْن أنيف، البلوي الأنصاري، حليف لبني عمرو بْن عوف من الأنصار.
ولما قدم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى المدينة لقيه طلحة، وجعل يلصق برسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويقبّل
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 697.(2/464)
قدمه [1] وهو غلام حدث، وقال: يا رَسُول اللَّهِ، مرني بما شئت لا أعصى لك أمرًا. فضحك رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، «وقال: «اذهب فاقتل أباك. فخرج موليًا ليفعل، فقال له النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إني لم أبعث بقطيعة الرحم» . أَخْبَرَنَا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي الأَمِينُ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ سُلَيْمَانَ بْنِ الأشعث، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ مُطَرِّفٍ الرُّؤَاسِيُّ أَبُو سُفْيَانَ، وَأَحْمَدُ بْنُ جَنَابٍ قَالا: حَدَّثَنَا عِيسَى هُوَ ابْنُ يُونُسَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُثْمَانَ الْبَلَوِيِّ، عَنْ عَزْرَةَ [2] ، وَقَالَ عَبْدُ الرَّحِيمِ: عُرْوَةَ بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْحُصَيْنِ بْن وَحْوَحٍ: أَنَّ طَلْحَةَ بْنَ الْبَرَاءِ مَرِضَ، فَعَادَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ لأَهْلِه: إِنِّي أَرَى طَلْحَةَ قَدْ حَدَثَ فِيهِ الْمَوْتُ، فَإِذَا مَاتَ فَآذِنُونِي حَتَّى أُصَلِّيَ عَلَيْهِ، وَعَجِّلُوا، فَإِنَّهُ لا يَنْبَغِي لِجَيْفَةِ مُسْلِمٍ أَنْ تُحْبَسَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ أَهْلِهِ [3] .
وروى أَنَّهُ توفي ليلًا، فقال: ادفنوني وألحقوني بربي، ولا تدعوا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإني أخاف عليه اليهود أن يصاب في سببي، فأخبر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين أصبح، فجاء حتى وقف عَلَى قبره، وصف الناس معه، ثم رفع يديه وقال: «اللَّهمّ، الق طلحة وأنت تضحك إليه، وهو يضحك إليك» .
وقد روي عَنْ طلحة بْن البراء، أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دعا له. أخرجه الثلاثة.
سري: بضم السين، وفتح الراء وتشديد الياء.
2617- طلحة بن أبى حدرد
(ب د ع) طلحة بْن أَبِي حدرد الأسلمي. وقد ذكر نسبه عند ذكر أبيه، واسمه سلامة.
روى معتمر بْن سليمان وشبيب، عَنْ ليث بْن أَبِي سليم، عَنْ عَبْد الْمَلِكِ بْن أَبِي حدرد، عَنْ أخ له، يقال له: طلحة، قال: أتيت النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وسلم فذكرت له أني مررت بنفر من اليهود، فقالوا: ما شاء اللَّه.
أخرجه الثلاثة، قال أَبُو عمر: حديثه عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أن من أشراط الساعة أن يروا الهلال، يقولون: هو ابن ليلتين. وهو ابن ليلة. ولم يذكر الحديث الأول، وقد تقدم معناه في طفيل ابن عبد الله بن سخبرة.
__________
[1] في المطبوعة: يديه.
[2] في المطبوعة: عروة. والمثبت عن الأصل وسنن أبى داود.
[3] سنن أبى داود، كتاب الجنائز، الحديث 3159: 3/ 200.(2/465)
2618- طلحة بن خراش
(س) طلحة بْن خراش بْن الصمة. قال يحيى بْن معين: طلحة بْن خراش بْن الصمة من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقال ابن أَبِي حاتم الرازي: طلحة بن خراش بن عبد الرحمن بن خراش بْن الصمة، عَنْ جابر بْن عَبْد اللَّهِ، وعبد الملك بْن جابر بْن عتيك [1] .
أخرجه أَبُو موسى، وقال: لا أدري هما واحد أم اثنان؟ والله أعلم.
2619- طلحة بن داود
(ع س) طلحة بْن داود أَخْبَرَنَا أَبُو موسى إجازة، أخبرنا أبو علي، أخبرنا أبو نعيم، أخبرنا سلمان بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَنْبَسَةَ مَوْلَى طَلْحَةَ بْنِ دَاوُدَ: أَنَّهُ سَمِعَ طَلْحَةَ بْنَ دَاوُدَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «نعم المرضعون أهل عمان» ، يَعْنِي الأَزْدَ. أخرجه أَبُو نعيم وَأَبُو موسى، وقال أَبُو موسى: أورده الطبراني وسعيد القرشي وغيرهما، وقال سَعِيد: ليست له صحبة، ورواه سَعِيد القرشي، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن أحمد، عَنْ عباس بْن يَزِيدَ، عَنْ عبد الرزاق، فخالف فيه خلافًا بعيدًا، وقال: «نعم المرضعون أهل نعمان» . ونعمان واد بعرفات.
2620- طلحة الزرقيّ
(ع س) طلحة الزرقي، أَبُو عبيد، من أصحاب الشجرة.
روى عمرو بْن دينار، عَنْ عبيد بْن طلحة الزرقي، عَنْ أبيه، وكان من أصحاب الشجرة، قال: كان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا رَأَى الهلال قال: «اللَّهمّ أهله علينا بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، ربي وربك اللَّه» . أخرجه أَبُو نعيم وَأَبُو موسى، وقال أَبُو نعيم: قيل: هو ابن أَبِي حدرد، وهذا القول فيه نظر، فإن ابن أَبِي حدرد أسلمي، وهذا زرقي من الأنصار، فلا يكونان واحدًا، والله أعلم.
__________
[1] عبد الملك بن جابر، تابعي، يروى عن جابر بن عبد الله (خلاصة التذهيب: 206) .(2/466)
2621- طلحة بن زيد
(ب) طلحة بْن زيد الأنصاري. آخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه وبين الأرقم بْن أَبِي الأرقم، أخرجه أَبُو عمر، قال: أظنه آخا خارجة بْن زيد بْن أبى زهير.
2622- طلحة السحيمى
(س) طلحة السحيمي. أورده أَبُو بكر بْن أَبِي عَليّ، وقال: ذكره علي بْن سَعِيد العسكري، روى يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ طلحة السحيمي، عَنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: «لا ينظر اللَّه تبارك وتعالى إِلَى صلاة عبد لا يقيم صلبه في ركوعه وسجوده» . أخرجه أَبُو موسى.
2623- طلحة بن سعيد
طلحة بْن سَعِيد بْن عمرو بْن مرة الجهني. صحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قاله ابن الكلبي،
2624- طلحة أخو عبد الملك
(س) طلحة، أخو عَبْد الْمَلِكِ. ذكره سَعِيد القرشي، وروى عَنْ معتمر بْن سليمان، عَنْ ليث، عَنْ عَبْد الْمَلِكِ، عَنْ أخ له- يقال له: طلحة- قال: أتيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقلت:
إني مررت عَلَى ملأ من اليهود، فقلت: يا معشر اليهود، أيّ قوم أنتم لولا أنكم تقولون:
عزير ابن اللَّه! فقالوا: يا معشر العرب، أي قوم أنتم لولا أنكم تقولون: ما شاء اللَّه وشاء مُحَمَّد! فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صدقوا، قد نهيتكم فلا تفعلوا» .
أخرجه أَبُو موسى وقال: هذا خطأ، وَإِنما هو عَبْد الْمَلِكِ بْن عمير، عَنْ ربعي، عن الطفيل ابن عَبْد اللَّهِ بْن سخبرة [1] ، وقد تقدم. قلت: ليس عَلَى ابن منده فيه استدراك، فأنه قد أخرج هذا الحديث في ترجمة طلحة بن أبى حدرد، وقد تقدم.
2625- طلحة بن عبيد الله القرشي التيمي
(ب د ع) طلحة بْن عبيد اللَّه بْن عثمان بْن عَمْرو بْن كعب بْن سعد بْن تيم بْن مرة بْن كعب بْن لؤي بْن غالب بْن فهر بْن مالك بْن النضر بْن كنانة، أَبُو مُحَمَّد، القرشي التيمي، وأمه الصعبة بنت عَبْد اللَّهِ بْن [2] مالك الحضرمية، يعرف بطلحة الخير، وطلحة الفيّاض.
__________
[1] الحديث رواه أحمد في مسندة: 5/ 73 عن الطفيل.
[2] في الاستيعاب 764: عبد الله بن عماد بن مالك، ومثله في كتاب نسب قريش: 280، وطبقات ابن سعد 3/ 1/ 152.(2/467)
وهو من السابقين الأولين إِلَى الإسلام، دعاه أَبُو بكر الصديق إِلَى الإسلام، فأخذه ودخل به عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلما أسلم هو وَأَبُو بكر. أخذهما نوفل بْن خويلد بْن العدوية فشدهما في حبل واحد، ولم يمنعهما بنو تيم، وكان نوفل أشد قريش، فلذلك كان أَبُو بكر وطلحة يسميان القرينين، وقيل: إن الذي قرنهما عثمان بْن عبيد اللَّه أخو طلحة، فشدهما ليمنعهما عَنِ الصلاة، وعن دينهما، فلم يجيباه، فلم يرعهما إلا وهما مطلقان يصليان.
ولما أسلم طلحة والزبير آخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينهما بمكة قبل الهجرة، فلما هاجر المسلمون إِلَى المدينة آخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين طلحة وبين أَبِي أيوب الأنصاري.
وهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأحد أصحاب الشورى، ولم يشهد بدرًا لانه كان بالشام، فقدم بعد رجوع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من بدر، فكلم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سهمه، فقال: لك سهمك، قال: وأجرى؟ قال: وأجرك، فقيل: كان في الشام تاجرًا، وقيل: بل أرسله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومعه سَعِيد بْن زيد إِلَى طريق الشام يتجسسان الأخبار، ثم رجعا إِلَى المدينة، وهذا أصح، ولولا ذلك لم يطلب سهمه وأجره.
وشهد أحدًا وما بعدها من المشاهد، وبايع بيعة الرضوان، وأبلى يَوْم أحد بلاء عظيمًا، ووقى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بنفسه، واتقى عنه النبل بيده، حتى شلت إصبعه، وضرب عَلَى رأسه، وحمل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ظهره حتى صعد الصخرة.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ بْنُ أَبِي الرَّجَاءِ الأَصْبَهَانِيُّ، إِجَازَةً، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي عاصم، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ عِيسَى بْنِ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ طَلْحَةَ، قَالَ: سَمَّانِي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ طَلْحَةَ الْخَيْرِ، وَيَوْمَ الْعُسْرَةِ طَلْحَةَ الْفَيَّاضِ، وَيَوْمَ حُنَيْنٍ طَلْحَةَ الْجُودِ.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مِهْرَانَ الشَّافِعِيُّ وَغَيْرُ وَاحِدٍ، بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يحيى بْن عَبَّادِ بْن عَبْد اللَّهِ بن الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَبْد اللَّهِ بْن الزُّبَيْرِ، عَنْ الزُّبَيْرِ، قَالَ: كَانَ عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ دِرْعَانِ، فَنَهَضَ إِلَى الصَّخْرَةِ فَلَمْ يَسْتَطِعْ، فَأَقْعَدَ تَحْتَهُ طَلْحَةَ فَصَعِدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى اسْتَوَى عَلَى الصَّخْرَةِ، قَالَ: فَسَمِعْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم يقول: «أوجب طلحة» [1] .
__________
[1] تحفة الأحوذي، كتاب الجهاد: 5/ 340، 341. وكتاب المناقب: 10/ 241.(2/468)
قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ مَنْصُورٍ الْعَنَزِيُّ اسْمُهُ النَّضْرُ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَلْقَمَةَ الْيَشْكُرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ يَقُولُ: سَمِعَتْ أُذَنَيَّ رَسُول اللَّهِ يَقُولُ: «طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ جَارَايَ فِي الْجَنَّةِ [1] » . أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مِسْمَارُ [2] بْن عُمَرَ بْن الْعُوَيْسِ النِّيَارُ [3] أَخْبَرَنَا أَبُو العباس أحمد بْن أَبِي غالب ابن الطلاية، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم عَبْدُ الْعَزِيزِ بْن عَلِيِّ بْنِ أحمد بْن الحسين الأنماطي، أَخْبَرَنَا أَبُو طاهر المخلص، حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد البغوي، حَدَّثَنَا داود بْن رشيد، حدثنا مكي بْن إِبْرَاهِيم، حدثنا الصلت بْن دينار، عَنْ أَبِي نضرة، عَنْ جابر بْن عَبْد اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «من أراد أن ينظر إِلَى شهيد يمشي عَلَى رجليه، فلينظر إِلَى طلحة بْن عبيد اللَّه» . أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْمَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الطَّبَرِيُّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي يعلى، عَنْ أَبِي كريب، حدثنا يونس بْن بكير، عَنْ طلحة بْن يحيى، عَنْ موسى وعيسى ابني طلحة، عَنْ أبيهما: أن أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالُوا لأعرابي جاء يسأله عمن قضى نحبه من هو؟ قال:
فسأله الأعرابي، فأعرض عنه، ثم سأله فأعرض عنه، ثم سأله فأعرض عنه، ثم إني طلعت من باب المسجد، وعلي ثياب خضر، فلما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أين السائل عمن قضى نحبه؟ قال الأعرابي: أنا يا رَسُول اللَّهِ. قال: هذا ممن قضى نحبه» .
وقتل طلحة يَوْم الجمل، وكان شهد ذلك اليوم محاربًا لعلي بْن أَبِي طالب رضي اللَّه عنهما، فزعم بعض أهل العلم أن عليًا دعاه، فذكره أشياء من سوابقه، عَلَى ما قال للزبير، فرجع عَنْ قتاله، واعتزل في بعض الصفوف، فرمي بسهم في رجله، وقيل: إن السهم أصاب ثغرة نحره، فمات، رماه مروان بْن الحكم.
روى عبد الرحمن بْن مهدي، عَنْ حماد بْن زيد، عَنْ يحيى بْن سَعِيد، قال: قال طلحة يَوْم الجمل:
ندمت ندامة الكسعي [4] لمّا ... شريت رضي بني جرم برغمي
اللَّهمّ خذ لعثمان منى حتى ترضى.
__________
[1] تحفة الأحوذي، كتاب المناقب: 1/ 42، 243.
[2] في المطبوعة: ممشار.
[3] في المطبوعة: البناء.
[4] الكسعي: رجل من كسع، حي من قيس عيلان، به يضرب المثل في الندامة، كان راميا، رمى بعد أن أسدف الليل عيرا فأصابه وظن أنه أخطأه، فكسر قوسه، وقيل: وقطع إصبعه، ثم ندم من الغد حين نظر إلى العير مقتولا وسهمه فيه فصار مثلا.(2/469)
وإنما قال ذلك لأنه كان شديدًا عَلَى عثمان رضي اللَّه عنه.
وقال علي لما بلغه مسير طلحة والزبير وعائشة: «منيت بأربعة: أدهى الناس وأسخاهم طلحة، وأشجع الناس الزبير، وأطوع الناس في الناس عائشة، وأكثر الناس غنى يعلى بْن منية، والله ما أنكروا علي شيئًا، ولا استأثرت بمال، ولا ملت بهوى، وَإِنهم يطلبون حقًا تركوه، ودمًا سفكوه، ولقد ولوه دوني، وَإِن كنت شريكهم في الإنكار لما أنكروه، وما تبعه عثمان إلا عندهم، بايعوني ونكثوا بيعتي وما استأنوا [1] في حتى يعرفوا جوري من عدلي، وَإِني لراض بحجة اللَّه عليهم وعلمه فيهم، وَإِني مع هذا لداعيهم ومعذر إليهم، فإن قبلوه فالتوبة مقبولة، والحق أولى ما انصرف إليه، وإن أبو أعطيتهم حد السيف، وكفى به شافيًا من باطل وناصرًا» . وروي عَنْ علي أَنَّهُ قال: إني لأرجو أن أكون أنا وطلحة وعثمان والزبير ممن قال اللَّه فيهم:
وَنَزَعْنا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ [2] 15: 47. وكان سبب قتل طلحة أن مروان بْن الحكم رماه بسهم في ركبته، فجعلوا إذا أمسكوا فم الجرح انتفخت رجله، وإذا تركوه جرى، فقال: دعوه فإنما هو سهم أرسله اللَّه تعالى، فمات منه. وقال مروان: لا أطلب بثأري بعد اليوم، والتفت إِلَى أبان بْن عثمان، فقال: قد كفيتك بعض قتلة أبيك.
ودفن إِلَى جانب الكلأ.
وكانت وقعة الجمل لعشر خلون من جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين، وكان عمره ستين سنة، وقيل: اثنتان وستون سنة، وقيل: أربع وستون سنة.
وكان آدم حسن الوجه كثير الشعر، ليس بالجعد القطط. ولا بالسبط [3] ، وكان لا يغير شيبه، وقيل: كان أبيض يضرب إِلَى الحمرة، مربوعًا، إِلَى القصر أقٌرب، رحب الصدر، عريض المنكبين، إذا التفت التفت جميعًا، ضخم القدمين.
قال الشعبي: لما قتل طلحة ورآه علي مقتولًا جعل يمسح التراب عَنْ وجهه، وقال عزيز علي، أبا مُحَمَّد، أن أراك مجدلًا تحت نجوم السماء ثم قال: إِلَى اللَّه أشكو عجري وبجرى [4] ، وترحم
__________
[1] في المطبوعة: استبانوا.
[2] الحجر: 47.
[3] السبط من الشعر. المنبسط المسترسل، والقطط: الشديد الجعودة، أي كان شعره وسطا بينهما، وكذا وصف به شعر النبي صلّى الله عليه وسلّم.
[4] أي: همومي وأحزانى.(2/470)
عليه، وقال: ليتني مت قبل هذا اليوم بعشرين سنة، وبكى هو وأصحابه عليه، وسمع على رجلًا ينشد:
فتى كان يدنيه الغنى من صديقه ... إذا ما هو استغنى ويبعده الفقر [1]
فقال: ذاك أَبُو مُحَمَّد طلحة بْن عبيد اللَّه، رحمه اللَّه. وقال سفيان بْن عيينة: كانت غلة طلحة كل يَوْم ألفًا وافيًا، قال الواقدي: والوافي وزنه وزن الدينار [وعلى ذلك] [2] وزن دراهم فارس التي تعرف بالبغلية.
وروى حماد بْن سلمة عَنْ علي بْن زيد، عَنْ أبيه: أن رجلًا رَأَى في منامه أن طلحة بْن عبيد اللَّه قال: حولوني عَنْ قبري فقد آذاني الماء، ثم رآه أيضًا حتى رآه ثلاث ليال، فأتى ابن عباس فأخبره، فنظروا فإذا شقه الذي يلي الأرض قد اخضر من نز الماء، فحولوه، فكأني أنظر إِلَى الكافور في عينيه لم يتغير إلا عقيصته [3] فإنها مالت عَنْ موضعها، فاشتروا له دارًا من دور أَبِي بكرة بعشرة آلاف درهم، فدفنوه فيها.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ القاهر، أَخْبَرَنَا أَبُو الْخَطَّابِ بْنُ الْبَطِرِ [4] ، إِجَازَةً إِنْ لم يكن سماعًا، حدثنا مُحَمَّد بْن أحمد بْن رزق، حدثنا مكرم بْن أحمد القاضي، حدثنا سعيد بن محمد أبو عثمان الأبخذانى، حدثنا إِبْرَاهِيم بْن الفضل بْن أَبِي سويد، حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا على ابن زيد، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيب: أن رجلًا كان يقع في علي وطلحة والزبير، فجعل سعد بْن مالك ينهاه، ويقول: لا تقع في إخواني، فأبى، فقام سعد فصلى ركعتين، ثم قال: اللَّهمّ إن كان مسخطًا لك فيما يقول فأرني فيه آفة، واجعله للناس آية، فخرج الرجل فإذا هو ببختي [5] يشق الناس، فأخذه بالبلاط، فوضعه بين كركرته والبلاط، فسحقه حتى قتله، فأنا رأيت الناس يتبعون سعدًا ويقولون: هنيئًا لك أبا إِسْحَاق، أجيبت دعوتك.
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] ينسب البيت للأبيرد الرياحي، ينظر الكامل للمبرد: 185.
[2] عن الاستيعاب: 77، ومكانه في المطبوعة: هي.
[3] العقيصة: الشعر المضفور.
[4] في المطبوعة: النضر.
[5] البختي جمل خراسانى طويل العنق. والكركرة: رحى زور البعير والناقة، الّذي إذا برك أصاب الأرض، وهي ناتئة عن جسمه كالقرصة.(2/471)
2626- طلحة بن عبيد الله
(س) طلحة بْن عبيد اللَّه بْن مسافع بْن عياض بْن صخر بْن عَامِر بْن كعب بْن سعد بن تيم ابن مرة بْن كعب بْن لؤي.
سمي طلحة الخير أيضًا كما سمي طلحة بْن عبيد اللَّه، الذي من العشرة، وأشكل عَلَى الناس، وقيل: إنه الذي نزل في أمره: وَما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ من بَعْدِهِ أَبَداً 33: 53 [1] وذلك أَنَّهُ قال: لئن مات رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأتزوجن عائشة. فغلط لذلك جماعة من أهل التفسير، فظنوا أَنَّهُ طلحة بْن عبيد اللَّه الذي من العشرة، لما رأوه طلحه بْن عبيد اللَّه التيمي القرشي، وهو صحابي.
أخرجه أَبُو موسى، ونقل هذا القول عن ابن شاهين.
2627- طلحة بن عتبة
(ب س) طلحة بْن عتبة الأنصاري الأوسي، ثم من بني جحجبي شهد أحدًا وقتل يَوْم اليمامة شهيدًا.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر وأبو موسى، وذكره موسى بْن عقبة: طليحة مصغرًا.
2628- طلحة أبو عقيل
(ب د ع) طلحة أَبُو عقيل السلمي. قيل: إن له صحبة.
روى ابن شوذب عَنْ عقيل بْن طلحة، قال: وكان لطلحة صحبة، وروى أَبُو الْوَلِيد الطيالسي، عَنْ سَلامُ بْنُ مِسْكِينٍ، عَنْ عَقِيلِ بْنِ طَلْحَةَ، وكان لأبيه صحبه.
أخرجه الثلاثة.
2629- طلحة بن عمرو
(ب د ع) طلحة بْن عمرو النصري وقال أَبُو أحمد العسكري: طلحة بْن مالك الليثي، ويقال. طلحة بْن عَبْد اللَّهِ، ويقال: طلحة بْن عمرو النصري، أحد بني ليث، وكان من أصحاب الصفة.
أَخْبَرَنَا أَبُو ياسر بن هبة الله الدقاق بإسناده، عن عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أبي، حدثنا عبد الصمد بْن عبد الوارث، حدثنا أَبِي، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ [أبي] [2] حرب بْن أَبِي الأسود: أن طلحة حدثه، وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: أتيت المدينة، وليس لي بها
__________
[1] الأحزاب: 53.
[2] عن مسند أحمد 3/ 487، والجرح: 4/ 2/ 358.(2/472)
معرفة، فنزلت في الصفة مع رجل، وكان بيني وبينه كل يَوْم مد من تمر، فصلى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذات يَوْم، فلما انصرف قال رجل من أصحاب الصفة: يا رَسُول اللَّهِ، أحرق بطوننا التمر وتخرقت عنا الخنف [1] . فصعد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المنبر، فخطب، ثم قال: «لو وجدت خبزًا أو لحمًا لأطعمتكموه، أما إنكم توشكون- تدركون أو [2] من أدرك ذلك منكم- أن يراح عليكم بالجفان، وتلبسون مثل أستار الكعبة، وقال: لقد مكثت أنا وصاحبي ثمانية عشر يوما وليلة، وما لنا طعام إلا البرير [3] ، حتى جئنا إِلَى إخواننا من الأنصار فواسونا، وكان خير ما أصبنا هذا التمر» .
وكانت الكعبة تستر بثياب بيض، تحمل من اليمن.
رواه ابن فضيل، وزكريا بْن أَبِي زائدة، ومسلمة بْن علقمة، عَنْ داود. أخرجه الثلاثة.
النصري: بالنون.
2630- طلحة بن مالك
(ب د ع) طلحة بْن مالك الخزاعي. مولى أم الحرير [4] ، نزل البصرة.
أَخْبَرَنَا يحيى بن محمود إذنا بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا سليمان بْن حرب، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي رزين، قال: حدثتني أمي، قالت: كانت أم الحرير [4] إذا مات رجل من العرب اشتد عليها ذلك، فقيل لها: يا أم الحرير، إنا نراك إذا مات رجل من العرب اشتد عليك ذلك. قالت: سمعت مولاي، هو طلحة بْن مالك، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم:
«من اقتراب الساعة هلاك العرب» . أخرجه الثلاثة.
2631- طلحة بن معاوية
(ب د ع) طلحة بْن معاوية بْن جاهمة السلمي. روى عنه ابنه مُحَمَّد أَنَّهُ قال: أتيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فقلت: يا رَسُول اللَّهِ، إني أريد الجهاد معك في سبيل اللَّه، أبتغي بذلك وجه اللَّه والدار الآخرة، قال: «أحية أمك؟ قال: قلت: نعم. قال: الزمها، فثم الجنة» . أخرجه الثلاثة.
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: وتخرقت عنه، والمثبت عن النهاية. والخنف: جمع خنيف، وهو نوع غليظ من أردأ الكتان، أراد ثيابا تعمل منه كانوا يلبسونها.
[2] في المسند: أما إنكم توشكون أن تدركوا، ومن أدرك ذلك منكم، أن يراح ...
[3] البرير: ثمر الأراك، والأراك، شجر له حمل كعناقيد العنب، ترعاه الماشية، ويستاك بفروعه.
[4] في المطبوعة: الجرير، بالجيم، وفي خلاصة التذهيب 428: أم الحرير، بالفتح، وضبطها عبد الغنى بالضم، مولاها طلحة بن مالك الخزاعي، وعنها ولدها» .(2/473)
2632- طلحة بن نضيلة
(ب س) طلحة بْن نضيلة [1] . أورده أَبُو بَكْر بْن أَبِي عليّ، وروى بِإِسْنَادِهِ عَنْ الأوزاعي، عن أبي عُبَيْد حاجب سُلَيْمَان بن عبد الملك، عن القاسم بن مخيمرة عن طلحة بْن نضيلة قال: قيل لرسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سعر لنا يا رَسُول اللَّهِ، قال: «لا يسألني اللَّه عَنْ سنة أحدثتها فيكم لم يأمرني بها، ولكن سلوا اللَّه تعالى من فضله» .
وقد رواه أَبُو المغيرة، ومحمد بْن كثير، عَنِ الأوزاعي، وقالا: عَنِ ابن نضيلة، ولم يسمياه. وأورده ابن منده فيمن لم يسم من الصحابة.
أخرجه أبو عمر، وأبو موسى.
2633- طلحة
طلحة، غير منسوب، ذكره ابن إِسْحَاق فيمن قتل يَوْم خيبر [2] شهيدًا، هو وأوس بْن الفائد [3] ، وأنيف بْن حبيب، وثابت بْن وائلة، وطلحة [4]
2634- طلق بن على
(ب د ع) طلق بْن عَلِيِّ بْنِ طلق بْن عمرو، وقيل: طلق بْن قيس بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بْن عَبْد العزي بْن سحيم بْن مرة بْن الدؤل بْن حنيفة، الربعي الحنفي السحيمي، وهو والد قيس بن طلق وكنيته أَبُو علي، وكان من الوفد الَّذِينَ قدموا عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم من اليمامة فأسلموا، مخرج حديثه عَنْ أهل اليمامة.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ يَعِيشُ بْنُ صَدَقَةَ الْفَقِيهُ الشَّافِعِيُّ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَحْمَدَ بْنِ شُعَيْبٍ، قَالَ:
حدثنا هناد، عَنْ ملازم، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن بدر، عَنْ قيس بْن طلق، عَنْ أبيه قال: خرجنا وفدًا إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فبايعناه، وصلينا معه، وأخبرناه أن بأرضنا بيعة، واستوهبناه من فضل طهوره، فدعا بماء فتوضأ وتمضمض، ثم صبه في إداوة، وأمرنا فقال: «إذا أتيتم أرضكم فاكسروا بيعتكم وانضحوها بهذا الماء، واتخذوها مسجدًا» . فقدمنا بلدنا فكسرنا بيعتنا، ثم نضحنا مكانها، فاتخذناها مسجدًا، ونادينا بالأذان، وراهبنا رجل من طيِّئ، فلما سمع الأذان قال: دعوة حق. ثم استقبل تلعة من تلاعنا، فلم نره بعد [5] .
__________
[1] كذا ضبط ابن حجر، ومثله في الاستيعاب: 771، وفي الأصل: فضيلة، بالفاء.
[2] في المطبوعة: حنين، وهو خطأ.
[3] في المطبوعة: العائذ، وقد تقدم في 1/ 174.
[4] سيرة ابن هشام 2/ 344.
[5] سنن النسائي، كتاب المساجد: 2/ 38، 39. وما ذكره ابن الأثير فيه بعض اختصار.(2/474)
وأخبرنا إِسْمَاعِيل بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ وَغَيْرُهُ بإسنادهم إِلَى مُحَمَّد بْن عِيسَى الترمذي، حدثنا هناد، حدثنا ملازم بْن عمرو، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن بدر، عَنْ قيس بْن طلق بْن علي الحنفي، عَنْ أبيه، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: «وهل هو إلا مضغة [1] منه، أو بضعة منه [2] » . يعني الذكر.
وقد روى هذا الحديث أيوب بْن عتبة، ومحمد بْن جابر، عَنْ قيس بْن طلق، عَنْ أبيه.
وحديث ملازم عَنْ عَبْد اللَّهِ أصح وأحسن، وله عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحاديث غير هذا.
أخرجه الثلاثة.
2635- طلق بن يزيد
(س) طلق بْن يَزِيدَ، وقيل: يزيد بْن طلق، وقيل غير ذلك. أورده سَعِيد القرشي وابن شاهين في هذه الترجمة.
أَخْبَرَنَا أَبُو موسى مُحَمَّدُ بْن أَبِي بَكْرِ بْن أَبِي عِيسَى الْمَدِينِيُّ كِتَابَةً، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَدَّادُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عمر عبد الوهاب بْن مُحَمَّدِ بْنِ مهرة المعلم، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْن أَحْمَدَ بْن أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حدثني أَبِي، حدثنا مُحَمَّد بْن جَعْفَر، حدثنا شعبة، عَنْ عاصم الأحول، عَنْ عِيسَى بْن حطان، عن مسلم بن سلام، عن طلق بْن يَزِيدَ، أو يزيد بْن طلق، عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «إن اللَّه تبارك وتعالى لا يستحيي من الحق، لا تأتوا النساء في استاههن» .
ورواه إِبْرَاهِيم، عَنْ عَبْد الْمَلِكِ بْن مسلم، عَنْ عِيسَى بْن حطان، عَنْ مسلم، عَنْ علي بْن طلق. وكذلك رواه عبد الرزاق، عَنْ معمر، عن عاصم. أخرجه أبو موسى.
2636- طليب بن أزهر
(ب) طليب بْن أزهر بْن عَبْد عوف بْن عَبْد بْن الحارث بْن زهرة بْن كلاب بْن مرة بْن كعب بْن لؤي، القرشي الزُّهْرِيّ.
أسلم قديمًا، وهاجر إِلَى الحبشة هو وأخوه المطلب، فماتا بها، وهما أخوا عبد الرحمن بن أزهر.
أخرجه أبو عمر.
__________
[1] المضغة القطعة من اللحم، قدر ما يمضغ، والبضعة مثلها.
[2] تحفة الأحوذي، كتاب الطهارة: 1/ 274. والحديث رواه أحمد في المسند عن طلق بن على: 4/ 22 من رواية عبد الله بن بدر، 4/ 23 من رواية محمد بن جابر.(2/475)
2637- طليب بن عرفة
(ب) طليب بن عرفة بْن عَبْد اللَّهِ بْن ناشب. قدم عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسمعه يقول:
اتق اللَّه في عسرك ويسرك» . لم يرو عنه غير ابنه كليب بْن طليب، وكليب ابنه مجهول، حديثه عند أَبِي قرة موسى بْن طارق، عَنِ المثنى بْن الصباح، عَنْ كليب، عَنْ أبيه.
أخرجه أبو عمر.
2638- طليب بن عمير
(ب د ع) طليب بْن عمير، وقيل: ابن عمرو بْن وهب بْن عبد بْن قصىّ بن كلاب ابن مرة، القرشي العبدي. أمه أروى بنت عبد المطلب، عمة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يكنى أبا عدي من السابقين إِلَى الإسلام، أسلم ورسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في دار الأرقم، وخرج إِلَى أمه فقال:
اتبعت محمدًا، فقالت: «إن أحق من وازرت ابن خالك، والله لو نقدر عَلَى ما يقدر عليه الرجال لمنعناه» . وهاجر إِلَى أرض الحبشة.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر بْن السمين بِإِسْنَادِهِ إِلَى يونس بْن بكير، عَنِ ابن إِسْحَاق، في تسمية من هاجر إلى أرض الحبشة، قال: ومن بني عبد بْن قصي: طليب بْن عمير بْن وهب بْن أَبِي كثير بْن عبد بْن قصي [1] . ومثله قال موسى بْن عقبة، والزُّهْرِيّ.
وقال الواقدي [2] وابن إِسْحَاق: إنه شهد بدرًا.
وكان من خيار الصحابة.
وقال الزبير بْن بكار: كان طليب بْن عمير من المهاجرين الأولين، وشهد بدرًا، وقتل بأجنادين شهيدًا، وقيل: استشهد باليرموك، وليس له عقب، وانقرض ولد عبد بْن قصي، قاله الزبير، وآخر من بقي منهم لم يكن له من يرثه من بني عبد بْن قصي، فورثه عبد الصمد ابن عَلِيِّ بْنِ عَبْد اللَّهِ بْن العباس، وعبيد اللَّه بْن عروة بْن الزبير بالقعدد [3] إِلَى قصي، وهما سواء [4] .
قيل: إنه أول من أراق دمًا في الإسلام، وقيل: سعد بْن أبى وقاص.
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 324.
[2] المغازي: 1/ 24.
[3] في المطبوعة: بالمتعدد. والقعدد: الأقرب إلى الأب الأكبر.
[4] ينظر كتاب نسب قريش: 257.(2/476)
2639- طليحة بن خويلد
(ب س) طليحة بْن خويلد بْن نوفل بْن نضلة بْن الأشتر بن حجوان بْن فقعس بن طريف ابن عمرو بْن قعين [1] بْن الحارث بْن دودان بْن أسد بْن خزيمة بْن مدركة بْن إلياس بْن مضر، الأسدي الفقعسي.
كان من أشجع العرب وكان يعد بألف فارس، قال الواقدي: قدم وفد أسد بْن خزيمة عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وفيهم طليحة بْن خويلد سنة تسع ورسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مع أصحابه، فسلموا وقالوا:
يا رَسُول اللَّهِ، جئناك نَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّه، وَأَنَّكَ عبده ورسوله، ولم تبعث إلينا، ونحن لمن وراءنا، فأنزل الله تعالى: يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا 49: 17 [2] الآية.
فلما رجعوا تنبأ طليحة في حياة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأرسل إليه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضرار بْن الأزور الأسدي ليقاتله فيمن أطاعه، ثم توفي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فعظم أمر طليحة، وأطاعه الحليفان أسد وغطفان، وكان يزعم أنه يأتيه جبريل عليه السّلام بالوحي، فأرسل إليه أَبُو بكر رضي اللَّه عنه خالد بن ابن الْوَلِيد، فقاتله بنواحي سميراء وبزاخة [3] ، وكان خَالِد قد أرسل ثابت بن أقرم وعكّاشة ابن محصن، فقتل طليحة أحدهما، وقتل أخوه الآخر، وكان معه عيينة بْن حصن، فلما كان وقت القتال أتاه عيينة بْن حصن، فقال: هل أتاك جبريل؟ فقال: لا، فأعاد إليه مرتين، كل ذلك يقول: لا، فقال عيينة: لقد تركك أحوج ما كنت إليه! فقال طليحة: قاتلوا عَنْ أحسابكم، فأما دين فلا دين! ولما انهزم طليحة لحق بنواحي الشام، فأقام عند بني جفنة حتى توفي أَبُو بكر، ثم خرج محرمًا في خلافة عمر بْن الخطاب، فقال له عمر: أنت قاتل الرجلين الصالحين، يعني ثابت بْن أقرم وعكاشة؟ فقال طليحة أكرمهما اللَّه بيدي، ولم يهني بأيديهما، وَإِن الناس قد يتصالحون عَلَى الشنان، وأسلم طليحة إسلامًا صحيحًا، وله في قتال الفرس في القادسية بلاء حسن، وكتب عمر بْن الخطاب إِلَى النعمان بْن مقرن رضي اللَّه عنهما: أن استعن في حربك بطليحة وعمرو ابن معديكرب، واستشرهما في الحرب، ولا تولهما من الأمر شيئًا، فإن كل صانع أعلم بصناعته.
أخرجه أبو عمر وأبو موسى.
__________
[1] في المطبوعة:؟ عين. ينظر الجمهرة: 184، والقاموس.
[2] الحجرات: 7.
[3] سميراء: منزل بطريق مكة، وبزاخة: ماء لطيّئ، بأرض نجد.(2/477)
2640- طليحة الديليّ
(ب) طليحة الديلي. قال أَبُو عمر: هو مذكور في الصحابة، لا أقف له عَلَى خبر.
أخرجه أَبُو عمر.
2641- طليحة بْن عتبة
طليحة بْن عتبة الأنصاري. قاله موسى بْن عقبة، وقال غيره: طلحة، وقد تقدم.
2642- طليق بن سفيان
(ب) طليق بْن سفيان بْن أمية بْن عبد شمس بْن عبد مناف، من المؤلفة هو وابنه حكيم بْن طليق.
أخرجه أَبُو عمر، وقال: لا أعرفه بغير ذلك.
باب الطاء والهاء والياء
2643- طهفة بن زهير
(ب) طهفة بْن زهير النهدي. وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سنة تسع، حين وفد أكثر العرب.
روى ليث بْن أَبِي سليم، عَنْ حبة العرني، عَنْ حذيفة بْن اليمان، قال: لما اجتمعت وفود العرب إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قام طهفة بْن زهير النهدي، فقال: يا رَسُول اللَّهِ، أتيناك من غوري تهامة، بأكوار الميس، ترتمي بنا العيس، نستحلب الصبير ونستخلب الخبير، ونستحيل الجهام، من أرض غائلة النطا [1] ، غليظة الموطا، قد يبس المدهن، وجف الجعثن، وسقط الأملوج، ومات العسلوج، وهلك الهدي، ومات الودي، برئنا إليك يا رَسُول اللَّهِ من الوثن والعنن، وما يحدث الزمن، لنا دعوة السلام، وشريعة الإسلام، ما طما البحر وقام تعار، لنا نعم همل أغفال، ما تبض ببلال، ووقير كثير الرسل قليل الرسل، أصابتهما سنة حمراء، ليس لها علل ولا نهل.
فقال رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: اللَّهمّ بارك لهم في محضها ومخضها ومذقها، وابعث راعيها بالدثر ويانع الثمر، وافجر لهم الثمد [2] ، وبارك لهم في الولد، من أقام الصلاة كان مسلمًا، ومن أدى الزكاة كان محسنًا، ومن شهد أن لا إله إلا اللَّه كان مخلصًا، لكم- يا بني نهد- ودائع الشرك، لا تلطط، في الزكاة، ولا تغافل عَنِ الصلاة. أخرجه أبو عمر هاهنا، وأما ابن منده وَأَبُو نعيم فأخرجاه طهية بضم الطاء، وآخره ياء مشددة تحتها نقطتان، ويرد ذكره إن شاء الله تعالى.
__________
[1] يروى: غائلة المنطى، ينظر النهاية: نطا.
[2] الثمد: المال القليل، أي افجره حتى يصير كثيرا.(2/478)
غريبة:
أكوار الميس: جمع كور بالضم، وهو رحل البعير، والميس: خشب صلب تعمل منه الأكوار.
نستحلب الصبير، الصبير: سحاب رقيق أبيض، ونستحلب: نستدر ونستمطر.
ونستخلب الخبير، الخبير: النبات والعشب، واستخلابه: احتشاشة بالمخلب وهو المنجل.
نستخيل الجهام، الجهام: هو السحاب الذي قد فرغ ماؤه، ونستخيل، أي: لا نتخيل في السحاب خالًا إلا المطر، وَإِن كان جهامًا، لحاجتنا إليه، وقيل: معناه لا ننظر [1] من السحاب في حال إلا الجهام، من قلة المطر.
غائلة النطا، الغائلة: التي تغول سالكها ببعدها، والنّطا [2] : البعد، وبلد نطيء: بعيد.
يبس المدهن، المدهن: نقرة في الجبل يجتمع فيها الماء.
والجعثن: أصل النبات. والعسلوج: الغصن إذا يبس، وقيل: هو القضيب الحديث الطّلوع. الأملوج: نوى المقل، وقيل: هو ورق من أوراق الشجر، يشبه الطرفاء، وقيل: هو ضرب من النبات، ورقه كالعيدان، ويسمى العبل.
مات الودي، أي النخل من شدة القحط، والهدي: ما يهدي إِلَى البيت الحرام من النعم، ومات لعدم ما يرعى. ويخفف ويثقل.
الوثن معروف، والعنن: الاعتراض، يقال: عَنْ لي الشيء إذا اعترض، كأنه قال: برئنا إليك من الشرك والظلم، وقيل: أراد الخلاف والباطل.
طما البحر: ارتفع بأمواجه، وتعار: اسم جبل.
نعم همل أغفال: أي غير مرعية، لإعواز النبات، والأغفال: التي لا ألبان لها، والأصل أنها لا سمات عليها، فكأنها مغفلة مهملة.
ما تبض ببلال: أي ما يقطر منها لبن، وما يسيل منها ما يبل.
كثير الرسل قليل الرسل، الرسل بفتح الراء والسين: من الإبل والغنم ما بين عشرة إِلَى خمس وعشرين، يريد أن الذي يرسل من المواشي إِلَى الرعي كثير، وقليل الرسل بالكسر:
اللبن، وقيل: كثير الرسل، بالفتح: أي شديد التفرق في طلب المرعى.
__________
[1] هذا إذا كانت الرواية بالحاء، أي نستحيل، ينظر النهاية لابن الأثير: جهم.
[2] النطاء بالمد، ولكن قصر رعاية للفاصلة.(2/479)
المحض: اللبن الخالص. والمخض: تحريك السقاء الذي فيه اللبن ليخرج زبده [1] .
والمذق: المزج والخلط، يقال: مذقت اللبن، فهو مذيق، إذا خلطته.
والدثر: المال الكثير، أراد بالدثر هاهنا الخصب والكثير من النبات.
ودائع الشرك: يريد العهود والمواثيق، يقال توادع الفريقان إذا أعطى كل واحد الآخر عهدًا أن لا يغزوه [2] .
لا تلطط [3] في الزكاة أي لا تمنعها.
2644- طهفة بن قيس
(ب د ع) طهفة بْن قيس، وقيل: طخفة بْن قيس الغفاري.
كان من أهل الصفة وقد اختلف في اسمه اختلافًا كثيرًا، واضطرب فيه اضطرابًا عظيمًا.
أَخْبَرَنَا عبد الوهاب بن هبة الله بإسناده عن عبد الله بْن أحمد قال: حدثني أَبِي، حدثنا إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم، عَنْ هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سلمة بْن عبد الرحمن، عَنْ يعيش بْن طخفة بْن قيس الغفاري، قال: كان أَبِي من أصحاب الصفة فأمر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بهم، فجعل الرجل يذهب بالرجل، والرجل يذهب بالرجلين، حتى بقيت خامس خمسة، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: انطلقوا بنا إِلَى بيت عائشة، فانطلقنا معه، فقال: يا عائشة، أطعمينا فجاءت بجشيشة، فأكلنا، ثم قال: يا عائشة، أطعمينا. فجاءت بحيسة، فأكلنا، ثم قال:
يا عائشة، اسقينا. فجاءت بعس، فشربنا، ثم جاءت بقدح فيه لبن فشربنا، ثم قال: إن شئتم نمتم وَإِن شئتم انطلقتم إِلَى المسجد. فقلنا: بل ننطلق إِلَى المسجد. قال: فبينما أنا مضطجع من السحر عَلَى بطني إذا رجل يحركني برجله، وقال: هذه ضجعة يبغضها اللَّه، عز وجل. قال:
فنظرت فإذا هو رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [4] .
رواه إِبْرَاهِيم بْن طهمان، وخالد بْن الحارث، ومعاذ بْن هشام، ووهب بْن جرير، عن هشام، مثله.
__________
[1] والمراد هنا: ما مخض من اللبن وأخذ زبده، ويسمى مخيضا أيضا.
[2] واسم ذلك العهد: وديع. يقال: أعطيته وديعا: أي عهدا، والجمع ودائع.
[3] في النهاية: «هكذا رواه القتيبي، على النهى للواحد، والّذي رواه غيره: «ما لم يكن عهد ولا موعد، ولا تثاقل عن الصلاة، ولا يلطط في الزكاة، ولا يلحد في الحياة» وهو الوجه، لأنه خطاب للجماعة، واقع على ما قبله» .
[4] الحديث رواه الإمام أحمد في مسندة: 3/ 429، 430. والجشيشة: طعام من حنطة ولحم أو تمر. والحيسة:
تمر يخلط بالسمن واللبن. والعس: القدح الكبير.(2/480)
ورواه الأوزاعي، وشيبان، وموسى بْن خلف، ويحيى بْن عبد العزيز، وَأَبُو إِسْمَاعِيل القناد [1] عَنْ يحيى عَنْ أَبِي سلمة، نحوه.
ورواه الحارث بْن عبد الرحمن، عَنْ أَبِي سلمة، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن طخفة عَنْ أبيه.
ورواه ابن أَبِي العشرين، عَنِ الأوزاعي، عَنْ يحيى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيم [عَنِ] الحارث، عَنْ قيس بْن طغفة [2] ، عَنْ أبيه.
ورواه مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرو بْن عطاء، عَنْ نعيم المجمر، عَنْ أَبِي طخفة، عَنْ أبيه.
وروى مسلمة بْن عَلِيٍّ، عَنْ زيد بْنِ واقد، عَنْ عبد العزيز بْن عبيد الله، عن محمد بن عمرو ابن عطاء [عَنْ نعيم المجمر [3]] عَنِ ابن طهفة عَنْ أبيه.
ورواه نعيم المجمر أيضًا، عَنِ ابن طهفة الغفاري، وقال: عَنْ أَبِي ذر.
ورواه ابن أَبِي ذئب، عَنِ الحارث بْن عبد الرحمن، عَنْ أَبِي سلمة، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن طهفة.
وفيه اختلاف كثير، والحديث واحد. أخرجه الثلاثة.
2645- طهمان مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم
(ب د ع) طهمان، مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقيل: ذكوان، وقيل غير ذلك.
روى شريك، عَنْ عطاء بْن السائب، قال: أوصى أَبِي بشيء لبني هاشم، فأتيت أبا جَعْفَر فأخبرته، فبعثني إِلَى امرأة منهم كبيرة، فقالت: حدثني مولى لرسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يقال لَهُ:
طهمان، أو ذكوان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا طهمان، إن الصدقة لا تحل لي ولا لأهل بيتي، وَإِن مولى القوم من أنفسهم» . أخرجه الثلاثة، إلا أن ابن منده جعل متن الحديث، عَنْ إِسْمَاعِيل بْن أمية، عَنْ أبيه، عَنْ، جده، قال: كان لهم غلام يقال له: طهمان، أو ذكوان، فأعتق جده بعضه، فَجَاءَ إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأخبره، فقال: يعتق في عنقك. فكان يخدم سيده حتى مات.
__________
[1] في المطبوعة: القباد، وهو إبراهيم بن عبد الملك (ميزان الاعتدال: 491، وخلاصة التذهيب: 17)
[2] في المطبوعة: طهفة، وينظر الاستيعاب: 774.
[3] ليست في الأصل.(2/481)
وهذا المتن أخرجه أَبُو عمر في ترجمة طهمان، مولى سَعِيد بْن العاص عَلَى ما نذكره، والحق مع أَبِي عمر، فإن هذا المتن يحكم أن المولى لغير رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأن معتقه جد إِسْمَاعِيل بْن أمية، لا رَسُول اللَّهِ، وإنما اشتبه عليه حيث رَأَى فيهما طهمان وذكوان، والله أعلم.
2646- طهمان مولى سعيد
(ب) طهمان، مولى سَعِيد بْن العاص، وقيل: ذكوان، حديثه عند إِسْمَاعِيل بْن أمية بْن عمرو بْن سَعِيد بْن العاص، عَنْ أبيه، عَنْ جده أن غلامًا له، يقال له طهمان أعتقوا نصفه، وذكر الحديث مرفوعًا، وقد تقدم ذكره فِي ذَكْوَان.
أخرجه أَبُو عمر.
2647- طهية بن زهير
(د ع) طهية بْن زهير النهدي، وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سنة تسع، وقيل: طهفة، وقد تقدم في طهفة أتم من هذا.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
2648- الطيب بن عبد الله الداريّ
(ب د ع) الطيب بْن عَبْد اللَّهِ الداري، أخو أَبِي هند. قدم مع أخيه عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ...
فسماه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد الرحمن.
روى زياد [1] بْن فائد بْن زياد بْن أَبِي هند الداري، عَنْ أبيه، عَنْ جده، عَنْ أَبِي هند، قال:
قدمنا عَلَى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونحن ستة نفر: تميم بْن أوس، وأخوه نعيم بْن أوس، ويزيد بْن قيس، وَأَبُو هند بْن عَبْد اللَّهِ، وهو صاحب الحديث، وأخوه الطيب بْن عَبْد اللَّهِ، فسماه رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن، و [رفاعة] [2] بْن النعمان، فأسلمنا، وسألنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إن يعطينا أرضًا من الشام، فأعطانا، وكتب لنا.
أخرجه الثلاثة، إلا أن أبا عمر قال: الطيب بْن البراء أخو أَبِي هند الداري لأمه، كان أحد الوفد، وسماه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد اللَّهِ [3] .
وقال هشام بْن الكلبي: سواد بْن مالك بْن سواد الداري، سماه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عبد الرحمن. وقد تقدم ذكره في سواد.
__________
[1] ينظر ميزان الاعتدال؟ / 38.
[2] في الأصل المطبوعة، وفاء، ولم يترجم له أحد، والمثبت عن الإصابة في ترجمة الطيب، ويقول ابن حجر في رفاعة:
«وقال الواقدي: هو الفاكه بن النعمان» . وقد ذكر ابن الأثير ترجمة الفاكه.
[3] في المطبوعة: عبد الرحمن، وما في الأصل يوافق الاستيعاب: 777.(2/482)
باب الظاء(2/483)
2649- ظالم بن سارق
(ع س) ظالم بْن سارق، وقيل: سراق بْن صبح بن كندي بْن عمرو بْن عدىّ بن وائل ابن الحارث بْن العتيك، أَبُو صفرة، الأزدي العتكي والد المهلب بْن أَبِي صفرة، وهو مشهور بكنيته.
ذكره الطبراني وغيره، وأخرجه ها هنا أَبُو نعيم وَأَبُو موسى، وأخرجه الثلاثة في الكنى، ويرد هناك، إن شاء اللَّه تعالى.
2650- ظالم بن عمرو
(س) ظالم بْن عمرو بْن سفيان بْن جندل بن يعمر بْن حلبس [1] بْن نفاثة بْن عدي بْن الديل بْن بكر بْن عبد مناة بْن كنانة، الكناني الديلي، أَبُو الأسود، وهو مشهور بكنيته.
ذكره ابن شاهين في الصحابة، وروى بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْقَاسِم بْن يزيد، عن سفيان، عن بكير ابن عطاء الليثي، عَنْ أَبِي الأسود الديلي، قال: «أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو واقف بعرفة، فأتاه نفر من أهل نجد، فقالوا: يا رَسُول اللَّهِ، كيف الحج، فأمر رجلًا فنادى: الحج يَوْم عرفة، من جاء قبل صلاة الصبح ليلة جمع، فقد تم حجه» .
هكذا أورده، وهو خطأ، رواه شعبة، عَنْ بكير، عَنْ عبد الرحمن بْن يعمر الديلي. ورواه غير واحد عَنْ سفيان، كذلك، وهو الصواب، ولا مدخل لأبي الأسود فيه. وروى عبد الرزاق عَنِ ابن جريج، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن عثمان بْن خثيم: أن مُحَمَّد بْن خلف أخبره:
أن أبا الأسود أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو يبايع الناس يَوْم الفتح. وهذا أيضًا خطأ، رواه أَبُو عاصم عَنِ ابن جريج، عَنِ ابن خثيم، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الأسود بْن خلف: أن أباه الأسود حضر النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو يبايع، فسقط عَلَى الراوي «الهاء» في الكتابة من أباه، فجعله أبا الأسود.
وليس لأبي الأسود الديلي صحبة، وهو تابعي، مشهور، وكان من أصحاب علي، فاستعمله عَلَى البصرة، وهو أول من وضع النحو، وله شعر حسن، وجواب حاضر، وأخباره مشهورة، وكلامه كثير الحكم والأمثال.
أخرجه أبو موسى.
__________
[1] في المطبوعة: حليس. وقد ضبطه النووي في تهذيب الأسماء واللغات كما أثبتناه.(2/485)
2651- ظبيان بن ربيعة
ظبيان بْن ربيعة الأسدي. أقام عَلَى إسلامه في الردة أيام تنبؤ طليحة الأسدي، وهو القائل لطليحة: «إنما أنت كاهن، تصيب وتخطىء، والنبي يصيب ولا يخطئ» ، في كلام ذكره ابن إسحاق.
2652- ظبيان بن عمارة
(د ع) ظبيان بْن عمارة، ذكره البخاري في الصحابة، وهو ممن يروي عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، رَضِيَ اللَّهُ عنه، روى عنه سويد أَبُو قطبة، قاله ابن منده.
وقال أَبُو نعيم: ظبيان بْن عمارة، ذكره البخاري في الصحابة، فيما حكاه عنه بعض المتأخرين، والبخاري إنما ذكره أَنَّهُ روى عَنْ علي قوله.
أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
2653- ظبيان بن كدادة
(ب د ع) ظبيان بْن كدادة، ويقال: كرادة [1] .
روى يونس بْن خباب، عَنْ عطاء الخراساني، عَنْ ظبيان، أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال له: «إن نعيم الدنيا يزول» . وقال أَبُو عمر: ظبيان بْن كداد الإيادي، وقيل: الثقفي، قدم عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث طويل يرويه أهل الأخبار والغريب، وأقطعه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قطعة من بلاده، ومن قوله فيه:
وأشهد بالبيت العتيق وبالصفا ... شهادة من إحسانه متقبل
بأنك محمود لدينا مبارك ... وفي أمين صادق القول مرسل
أخرجه الثلاثة.
2654- ظهير بن رافع
(ب د ع) ظهير بْن رافع بْن عدي بن زيد [2] بن جشم بْن حارثة بْن الحارث بْن الخزرج ابن عمرو، وهو النبيت بْن مالك بْن الأوس الأنصاري الأوسي.
شهد العقبة الثانية وبدرًا، قاله ابن إِسْحَاق، وقال عروة- ورواه موسى بْن عقبة عَنِ ابن شهاب-: إنه شهد العقبة.
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: كدادة، أيضا، والمثبت عن مستدرك تاج العروس: كدد.
[2] في المطبوعة: تزيد، وينظر الجمهرة: 321، والاستيعاب: 778، وسيرة ابن هشام:؟ / 455، كما تقدم في ترجمة ابنه أسيد: 1/ 114.(2/486)
قال أَبُو عمر: لم يشهد بدرًا وشهد أحدًا وما بعدها من المشاهد، وهو عم رافع بْن خديج، ووالد أسيد بْن ظهير.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْن مَحْمُود وَأَبُو يَاسِرِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ بِإِسْنَادَيْهِمَا إِلَى مُسْلِمِ بْنِ الْحَجَّاجِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُور، حدثنا أَبُو مسهر، حدثني يحيى بْن حمزة، حدثني الأوزاعي، عَنْ أَبِي النجاشي مولى رافع بْن خديج، عَنْ رافع بْن خديج، قال: أتاني ظهير بْن رافع فقال:
نهى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أمر كان بنا رافقًا. فقلت: وما ذاك؟ ما قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [فهو] حق. قال:
سألني: كيف تصنعون بمحاقلكم؟ قلت: نؤاجرها يا رَسُول اللَّهِ عَلَى الربيع أو الأوسق من التمر والشعير. قال: فلا تفعلوا، ازرعوها [أو أزرعوها] أو أمسكوها [1] » . أخرجه الثلاثة.
2655- ظهير بن سفيان
(د ع) ظهير بْن سنان الأسدي. عداده في أهل الحجاز، روى عيينة بْن عاصم بْن سعر بْن نقادة الأسدي، قال: حدثني أَبِي، عَنْ أبيه نقادة الأسدي، قال: «قدمت المدينة في جلب، فلقيني النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا أعرفه، فقال: ممن الرجل؟ فانتسبت له، فدعاني إِلَى الإسلام، فأسلمت فقلت: يا رَسُول اللَّهِ، مالي كذا وكذا، فخذ صدقته، فأخذ مني، فكنت أول من أدى صدقته من بني أسد، فقلت: يا رَسُول اللَّهِ، اطلب إلي طلبة فإني أحب أن [أطلبكها] [2] فقال: ابتغ لي ناقة حلبانة [3] ركبانة، غير أن [4] لا توله ذات ولد. قال: فخرجت فلم أجد في نعمي، فطلبتها فوجدتها في نعم ابن عم لي، يقال له: ظهير بْن سنان، فقدمت بها عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقام يحلبها، فحلب، ثم ملأ القعب ثم سقاني، قال: فنظرت فإذا هو ملآن، فقمت أحلبها، فقال:
دع داعي اللبن، وقال: اللَّهمّ بارك فيها وفيمن منحها، قال: فخشيت أن تكون الدعوة لظهير، لأنها خرجت من إبله، فقلت: يا رَسُول اللَّهِ، وفيمن جاء بِهَا، قَالَ: وفيمن جاء بها» .
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو نعيم: صحف فيه المتأخر، يعني ابن منده، في سعر ابن نقادة، فقال: سعد بْن نقادة، يعني بالدال، ورواه في نقادة عَنْ شيخه الذي روى عنه بهذا الإسناد غير مصحف فقال: سعر بن نقادة، يعنى بالراء.
__________
[1] صحيح مسلم، كتاب البيوع: 5/ 24. والربيع: هو الساقية، والنهر الصغير. وفي رواية: «على الربع» بضم الراء، وهو جزء من أربعة، وقد يكون جمع ربيع كسبيل وسبل.
[2] عن النهاية، مادة طلب، والطلبة: الحاجة، والإطلاب: إنجازها وقضاؤها.
[3] حلبانة ركبانة: غزيرة تحلب، وذلولا تركب.
[4] في المطبوعة: عيران. ولا توله: لا تفرق بينهما في البيع، وكل أنى فارقت ولدها فهي واله، والوله: ذهاب العقل، والتحير من شدة الوجد.(2/487)
[المجلد الثالث]
[باب العين]
باب العين والألف
2656- عابس مولى حويطب
(د ع) عابس مولى حويطب بْن عبد العزى.
روى الكلبي، عَنْ أَبِي صالح، عَنِ ابن عباس، في قوله تعالى: وَمن النَّاسِ من يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ الله 2: 207 [1] قال: نزلت في صهيب، وعمار، وأمه سمية، وأبيه ياسر، وبلال وخباب، وعابس مولى حويطب بْن عبد العزى، أخذهم المشركون يعذبونهم.
أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
2657- عابس بن ربيعة
(د ع) عابس بْن ربيعة بْن عامر الغطيفي، والد عبد الرحمن بْن عباس، له صحبة.
روى عمرو بْن ثابت، عَنْ عبد الرحمن بْن عابس، عَنْ أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «خير إخوتي علي، وخير أعمامي حمزة» . رواه الكرماني بْن عمرو، عَنْ عمرو بْن ثابت، مثله. أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ وَغَيْرُهُ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيُّ، حَدَّثَنَا هناد، حَدَّثَنَا أَبُو معاوية، عَنِ الأعمش، عَنْ إِبْرَاهِيم، عَنْ عابس بْن ربيعة، قال: رأيت عمر بْن الخطاب يقبل الحجر، ويقول: إني أقبلك، وأعلم أنك حجر، ولولا إني رأيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقبلك، لم أقبلك [2] .
أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
2658- عابس بن عبس الغفاريّ
(ب د ع) عابس بْن عبس الغفاري، وقيل: عبس بن عابس، نزل للكوفة، روى عنه أَبُو أمامة الباهلي، وعليم [3] الكندي وزاذان أَبُو عمر.
روى [4] يزيد بْن هارون، عَنْ شريك، عَنْ عثمان بْن عمير، عَنْ زاذان أَبِي عمر، قال: «كنا جلوسًا عَلَى سطح، ومعنا رجل من أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا أعلمه إلا قال: عبس أو عابس
__________
[1] البقرة: 207.
[2] تحفة الأحوذي، كتاب الحج: 3/ 597.
[3] في الأصل والمطبوعة: حكيم. والمثبت عن الإصابة، وينظر المشتبه للذهبى: 469، ومستدرك تاج العروس: علم.
[4] الحديث رواه أحمد في المسند بهذا السند عن يزيد: 3/ 494.(3/5)
الغفاري، والناس يخرجون من الطاعون، فقال عبس: يا طاعون، خذني. ثلاثًا، فقال له عليم الكندي: لم تقول [1] هذا؟ ألم يقل رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يتمنى أحدكم الموت [فإنه] [2] عند انقطاع أمله [3] ؟ فقال: إِنِّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: بادروا بالموت ستا: إمرة السفهاء، وكثرة الشرط، وبيع الحكم، واستخفافًا بالدم، وقطيعة الرحم، [ونشأ يتخذون القرآن مزامير] [4] يقدمونه ليفتيهم [5] ، وَإِن كان أقل منهم فقهًا. أخرجه الثلاثة.
2659- عازب بن الحارث
(د ع) عازب بْن الحارث بْن عدي الأنصاري. تقدم نسبه عند ابنه البراء أَخْبَرَنَا أبو الفضل عبد الله بن أحمد الخطيب، حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ بَدْرَانَ الْحُلْوَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري، أَخْبَرَنَا أَبُو بكر بْن مالك، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، حدثنا عمرو بن محمد أبو سعيد، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب، قال: اشترى أبو بكر من عازب رحلا بثلاثة عشر درهما، قال. فقال أبو بكر لعازب: مُرِ الْبَرَاءَ فَلْيَحْمِلْهُ إِلَى مَنْزِلِي. فَقَالَ: لا حتى تحدثنا: كيف صنعت حيث خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت معه؟ قال: فقال أبو بكر: خرجنا فأدلجنا فاحثثنا يومنا وليلتنا، حتى أظهرنا [6] وقام قائم الظهيرة، فضربت ببصري هل أرى ظلا نأوي إِلَيْه؟ فَإِذَا أَنَا بِصَخْرَةٍ فَأَهْوَيْتُ إِلَيْهَا، فَإِذَا بقية ظلها، فسويته لرسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [7] ... وذكر الحديث، ويرد في ترجمة أَبِي بكر عَبْد اللَّهِ بْن عثمان، إن شاء الله تعالى. أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
2660- العاص بن عامر
العاص بْن عَامِر بْن عوف بْن كعب بْن أَبِي بكر بْن كلاب بْن عامر بْن صعصعة، العامري الكلابي.
له صحبة، وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسأله عَنِ اسمه، فقال: العاص، فقال: أنت مطيع. قاله ابن الكلبي.
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: تقل.
[2] عن مسند أحمد.
[3] نص المسند: «فإنه عند انقطاع عمله، ولا يرد فيستعتب» .
[4] عن مسند أحمد: مكانه في الأصل: وسوء المجاورة والقرآن مزامير. وفي المطبوعة: وسوء المجاورة من أمير.
والنشأ: جمع ناشئ، يريد جماعة أحداثا.
[5] في المسند: يغنيهم.
[6] أظهرنا: دخلنا في وقت الظهيرة، وقام قائم الظهيرة: أي وقفت الشمس في وقت الزوال، من قولهم: قلت به دابته: أي وقفت، وفي هذا الوقت تبطأ حركة الظل إلى أن تزول الشمس، فيحسب الناظر أنها واقفة.
[7] مسند أحمد: 1/ 2.(3/6)
2661- العاص بن هشام
(ع س) العاص بْن هشام، أَبُو خَالِد المخزومي، جد عكرمة بْن خَالِد. سكن مكة.
روى عكرمة بْن خَالِد، عَنْ أبيه- أو عمه- عَنْ جده: أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال في غزوة تبوك: «إذا وقع الطاعون في أرض، وأنتم بها، فلا تخرجوا منها، وَإِن كنتم بغيرها فلا تقدموا عليها» . أخرجه أَبُو نعيم وَأَبُو موسى.
2662- عاصم الأسلمي
(ب د ع) عاصم الأسلمي. مدني، والد هاشم [1] ، روى عنه ابنه هاشم: أَنَّهُ رَأَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالغميم [2] ، ولا يصح، قاله ابن منده.
وقال أَبُو نعيم: ذكره بعض المتأخرين وقال: لا يصح.
أخرجه أبو عمر مختصرا.
2663- عاصم بن ثابت
(ب د ع) عاصم بْن ثابت بْن أَبِي الأقلح، واسم أَبِي الأقلح: قيس بْن عصمة بن النعمان بن مالك ابن أمة بْن ضبيعة بْن زَيْد بْن مَالِك بْن عوف بْن عمرو بْن عوف بْن مالك بْن الأوس، الأنصاري الأوسي ثم الضبعي، وهو جَدَّ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ لأُمِّهِ، وهو حمي الدبر، شهد بدرًا.
روى معمر، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي سُفْيَانَ الثقفي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: بَعَثَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم سرية عينًا، وأمر عليهم عاصم بْن ثابت، فانطلقوا، حتى كانوا بَيْنَ عُسْفَانَ وَمَكَّةَ ذُكِرُوا لِحَيٍّ مِنْ هُذَيْلٍ، وهم بنو لحيان، فتبعوهم في قريب من مائة رجل رامٍ، حتى لحقوهم وأحاطوا بهم، وقالوا: لكم العهد والميثاق إن نزلتم إلينا أن لا نقتل منكم رجلًا. فقال عاصم: أما أنا فلا أنزل في جوار مشرك، اللَّهمّ فأخبر عنا رسولك. فقاتلوهم فرموهم حتى قتلوا عاصمًا في سبعة نفر، وبقي خبيب بْن عدي، وزيد بْن الدثنة، ورجل آخر، فأعطوهم العهد، فنزلوا إليهم، فأخذوهم.
وقد ذكرنا خبر خبيب عند اسمه، وأما عاصم فأرسلت قريش إليه ليؤتوا به أو بشيء من جسده ليعرفوه [3] .
وكان قتل عقبة بن أبى معيط الأموي يوم بدر، وقتل مسافع بن طلحة وأخاه
__________
[1] في المطبوعة: هشام. ينظر الاستيعاب: 785.
[2] الغميم: موضع قرب المدينة بين رابغ والجحفة.
[3] ينظر مسند احمد: 2/ 295، 311.(3/7)
گلاب [1] ، كلاهما أشعره سهمًا، فيأتي أمه سلافة ويقول: سمعت رجلًا حين رماني يقول:
خذها وأنا بن الأقلح، فنذرت إن أمكنها اللَّه تعالى من رأس عاصم لتشربن فيه الخمر، فلما أصيب عاصم يَوْم الرجيع أرادوا أن يأخذوا رأسه ليبيعون من سلافة، فبعث اللَّه سبحانه عليه مثل الظلّة الدبر [2] ، فحمته من رسلهم، فلم يقدروا عَلَى شيء منه، فلما أعجزهم قَالُوا:
إن الدبر سيذهب إذا جاء الليل، فبعث اللَّه مطرًا، فجاء سيل فحمله فلم يوجد، وكان قد عاهد اللَّه تعالى أن لا يمس مشركا ولا يمسه مشرك، فحماه اللَّه تعالى بالدبر بعد وفاته، فسمي حمي الدبر، وقنت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شهرًا يلعن رعلًا وذكوان وبني لحيان، وقال حسان:
لعمري لقد شانت [3] هذيل بْن مدرك ... أحاديث كانت في خبيب وعاصم
أحاديث لحيان صلوا بقبيحها ... ولحيان ركابون [4] شر الجرائم
أخرجه الثلاثة.
2664- عاصم بْن أبى جبل
عاصم بْن أَبِي جبل، واسمه قيس بْن عمرو بْن مالك بْن عزيز بْن مالك بْن عوف بْن عمرو ابن عوف.
كذا نسبه الأمير أَبُو نصر بْن ماكولا، وقال: صحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، وكان شريفا زمن عمر ابن الخطاب، قاله العدوي، قال: وقال الواقدي: هو عاصم بْن عَبْد اللَّهِ بْن قيس، وقيس هو أَبُو جبل بْن مالك بْن عمرو بْن عزيز بْن مالك، وقال: شهد أحدًا.
استدركه ابن الدباغ الأندلسي عَلَى أَبِي عمر.
2665- عاصم الحبشي
(س) عاصم الحبشي، غلام زرعة الشقري.
أخرجه أَبُو موسى، وقال: ذكره المستغفري، وقد أخرجه أَبُو عَبْد اللَّهِ بْن منده في أصرم الذي سماه النبي صلى الله عليه وسلم زرعة [5] ، وهو مولى عاصم الحبشي من فوق.
__________
[1] كذا في الأصل والمطبوعة، وفي سيرة ابن هشام 2/ 74، 127: وأخاه الجلاس بن طلحة، وقد قتل كلاب أيضا يوم أحد.
[2] الدبر: النحل والزنابير.
[3] في الأصل والمطبوعة: شابت، والمثبت عن سيرة ابن هشام: 2/ 180.
[4] في المطبوعة: ركانون، وفي سيرة ابن هشام: جرامون.
[5] تقدم في: 1/ 120.(3/8)
2666- عاصم بن حدرة
(ب د ع) عاصم بْن حدرة، وقيل: ابن حدرد.
روى سَعِيد بْن بشر، عَنْ قتادة، عَنِ الحسن، قال: دخلنا عَلَى عاصم بْن حدرة، فقال:
ما كان لرسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بواب قط، ولا مشي معه بوسادة قط، ولا أكل عَلَى خوان قط [1] .
أخرجه الثلاثة.
حدرة: بحاء مهملة مفتوحة، ودال مهملة ساكنة، ثم راء، وهاء، قاله ابن ماكولا.
2667- عاصم بن حصين
(ب) عاصم بْن حصين بْن مشمت الحماني.
قيل: أنه وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع أبيه. روى عنه ابنه شعيب بن عاصم.
أخرجه أبو عمر.
2668- عاصم بن الحكم
(س) عاصم بْن الحكم. أَخْبَرَنَا أَبُو موسى كتابة، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْن الفضل بْن أحمد السراج، أَخْبَرَنَا أَبُو طاهر بْن عبد الرحيم، أخبرنا أبو بكر بن المقري، أخبرنا أبو يعلى الموصلي في مسنده، حدثنا عمرو بْن الضحاك بْن مخلد، حدثنا أَبِي، حدثنا طالب بن مسلم بن عاصم ابن الحكم، حدثني بعض أهلي: أن جدي حدثه: أَنَّهُ شَهِدَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حجته في خطبته، فقال: «ألا إن أموالكم ودماءكم عليكم حرام كحرمة هذا البلد، في هذا اليوم، ألا فلا أعرفنكم بعدي كفارًا [2] ، يضرب بعضكم رقاب بعض، ألا فليبلغ الشاهد الغائب، فإني لا أدري هل ألقاكم هاهنا أبدًا بعد اليوم، اللَّهمّ أشهد، اللَّهمّ بلغت [3] » . وبالإسناد قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ألا إن اللَّه عز وجل نظر إِلَى أهل الجمع، فقبل من محسنهم، وشفع محسنهم في مسيئهم، فتجاوز عنهم جميعًا» . أخرجه أبو موسى.
2669- عاصم بن سفيان
(ب س ع) عاصم بْن سفيان الثقفي، سكن المدينة.
روى حشرج بْن نباتة، عَنْ هشام بْن حبيب، عَنْ بشر بْن عاصم، عن أبيه، قال: بعث
__________
[1] الخوان: ما يوضع عليه الطعام.
[2] في المطبوعة: ترجعون كفارا.
[3] في المطبوعة: هل بلغت.(3/9)
إليه عمر يستعين به عَلَى بعض الصدقة، فأبى أن يعمل، وقال: أني سمعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا كان يَوْم القيامة أتي بالوالي، فوقف عَلَى جسر جهنم، فيأمر الله الجسر فينتفض به انتفاضة، فإن كان للَّه مطيعا أخذ بيده، وأعطاه كفلين [1] من رحمته، وَإِن كان عاصيًا خرق به الجسر، فهوى في جهنم مقدار سبعين خريفًا.
كذا رواه حشرج بْن نباتة، ورواه غيره ولم يقل: عَنْ أبيه. أخرجه الثلاثة، وقال أَبُو عمر: لا يصح حديثه. وترجم عليه ابن منده، فقال: عاصم أَبُو بشر. وأخرجه أَبُو موسى فقال: استدركه أَبُو زكريا عَلَى جَدّه، وَقَدْ أَخْرَجَهُ جَدّه فقال عاصم أَبُو بشر.
والحق مع أَبِي موسى، ما كان لأبى زكريا أن يستدركه على جده، والله أعلم.
2670- عاصم بن عدي
(ب د ع) عَاصِم بْن عدي بْن الجد بْن العجلان بْن حارثة بْن ضبيعة بْن حرام بْن جعل بْن عمرو بْن ودم بْن ذبيان بْن هميم بْن ذهل بْن بلي، البلوي، حليف بني عبيد بْن زيد، من بني عمرو بْن عوف، من الأوس من الأنصار، يكنى أبا عَبْد اللَّهِ، وقيل: أَبُو عمر، وَأَبُو عمرو، وهو أخو معن بْن عدي، وكان سيد بني العجلان.
شهد بدرا وأحدا والخندق، والمشاهد كلها، مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقيل: لم يشهد بدرًا بنفسه، لأن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رده من الروحاء، واستخلفه عَلَى العالية من المدينة، قاله مُحَمَّد بْن إِسْحَاق [2] ، وابن شهاب، وضرب لَهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسهمه وأجره.
وهو الَّذِي سَأَلَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعويمر العجلاني، فنزلت قصة اللعان، وهو والد أَبِي البداح ابن عاصم.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم يعيش بْن صدقة بْن عَلِيٍّ الْفَقِيهُ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ النسائي، قال: أَخْبَرَنَا عمرو بْن عَلِيٍّ، حدثنا يحيى، حدثنا مالك، حدثنا عَبْد اللَّهِ بن أبي بكر [عن أبيه] [3] ، عن أبي البداح بن عاصم بن عدي، عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رخّص للرّعاء في البيتوتة، يرمون يوم النحر واليومين اللذين بعده، يجمعونهما في أحدهما [4] .
__________
[1] الكفل: الحظ والنصيب.
[2] سيرة ابن هشام: 1/ 689.
[3] عن سنن النسائي. وينظر التهذيب: 5/ 64، 12/ 38.
[4] سنن النسائي، كتاب الحج: 5/ 273.(3/10)
وتوفي سنة خمس وأربعين، وقد عاش مائة سنة وخمس عشرة سنة، وقيل: عاش مائة سنة وعشرين سنة.
أخرجه الثلاثة.
ودم: بفتح الواو، والدال المهملة.
2671- عاصم بن العكير
(ب) عاصم بْن العكير، المزني الأنصاري، حليف لبني عوف الخزرج من الأنصار، ذكره موسى بْن عقبة فيمن شهد بدرا وأحدًا، قاله الطبري.
أخرجه أَبُو عمر، وقال: فيه نظر.
العكير: بضم العين، وفتح الكاف، وتسكين الياء وتحتها نقطتان، ثم راء
2672- عاصم بن عمر
(ب د ع) عاصم بْن عمر بْن الخطاب، العدوي القرشي، أمه: جميلة بنت ثابت بن أبى الأقلح، كان اسمها عاصية فسماها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جميلة، وقيل: هي بنت عاصم بْن ثابت، لا أخته.
ولد عاصم قبل وفاة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسنتين، وخاصمت فيه أمه أباه إِلَى أَبِي بكر الصديق وهو ابن أربع سنين، وقيل: ابن ثماني سنين، ولما طلق عمر أم عاصم تزوجها يزيد بْن جارية الأنصاري، فهي أم عبد الرحمن بْن يَزِيدَ أيضًا، فهو أخو عاصم لأمه.
وكان عاصم طويلا جسيما، يقال: إنه كان ذراعه ذراعًا ونحوًا من شبر، وكان خيرًا فاضلًا يكنى أبا عمر.
مات سنة سبعين قبل وفاة أخيه عَبْد اللَّهِ، ورثاه أخوه عَبْد اللَّهِ فقال:
وليت المنايا كن خلفن عاصمًا ... فعشنا جميعًا أو ذهبن بنا معًا [1]
وكان عاصم شاعرًا حسن الشعر، وقيل: ما من أحد إلا وهو يتكلم ببعض ما لا يريد، إلا عاصم بْن عمر بْن الخطاب.
وهو جد عمر بْن عبد العزيز لأمه أم عاصم بنت عاصم بْن عمر بْن الخطاب، رضي اللَّه عنهم.
أخرجه الثلاثة
__________
[1] المعارف لابن قتيبة: 187.(3/11)
2673- عاصم بن عمرو
(ب د ع) عاصم بْن عمرو بْن خَالِد بْن حرام بن أسعد بْن وديعة بْن مالك بْن قيس بْن عامر بْن ليث بْن بكر بْن عبد مناة بن كنانة، الكناني الليثي.
روى عنه ابنه نصر أَنَّهُ قال: دخلت مسجد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَصْحَابُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقولون:
نعوذ باللَّه من غضب اللَّه وغضب رسوله. قلت: مم ذاك؟ قَالُوا: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: كان يخطب آنفًا، فقام رجل فأخذ بيد ابنه ثم خرجا، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لعن اللَّه القائد والمقود، ويل لهذه الأمة من فلان ذي الأستاه» . أخرجه الثلاثة.
2674- عاصم بن قيس
(ب د ع) عاصم بْن قيس بْن ثابت بْن النعمان بْن أمية بْن امرئ القيس بن ثعلبة بن عمرو ابن عوف الأنصاري.
شهد بدرًا قاله مُحَمَّد بْن إِسْحَاق [1] وموسى بْن عقبة، وشهد أحدًا.
أخرجه الثلاثة.
2675- عاقل بن البكير
(ب د ع) عاقل بْن البكير بْن عَبْد ياليل بْن ناشب بْن غيرة بْن سعد بْن ليث بْن بكر بن عبد مناة بْن كنانة، الكناني الليثي، حليف بني عدي بْن كعب.
شهد بدرًا هو وَإِخوته: عامر، وخالد، وَإِياس، بنو البكير [2] ، وقتل عاقل ببدر [3] ، شهد قتله مالك بْن زهير الجشمي وهو ابن أربع وثلاثين سنة.
كان اسمه غافلًا، بالفاء، فلما أسلم سماه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عاقلًا، بالقاف، وكان أول من أسلم وبايع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في دار الأرقم.
أخرجه الثلاثة.
2676- عامر بن الأسود
(س) عامر بْن الأسود الطائي. ذكره سَعِيد القرشي، وروى عَنْ أَبِي بكر بْن مُحَمَّدِ بْنِ عمرو بْن حزم، عَنْ أبيه، عَنْ جده عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب لعامر بن الأسود:
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 689.
[2] المرجع السابق: 1/ 684
[3] المرجع السابق: 1/ 707.(3/12)
«بسم اللَّه الرحمن الرحيم، هذا كتاب من مُحَمَّد رَسُول اللَّهِ لعامر بْن الأسود المسلم، إنه له ولقومه من طيِّئ ما أسلموا عليه من بلادهم ومياههم، ما أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وفارقوا المشركين» . وكتب المغيرة.
أخرجه أبو موسى.
2677- عامر بن الأضبط
(ب س) عامر بْن الأضبط الأشجعي. هو الذي قتلته سرية رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يظنونه، متعوِّذا بالشهادة، قاله أَبُو عمر.
وقيل في سبب قتله ما روى القعقاع بْن عَبْد اللَّهِ، عَنْ أَبِي عَبْد اللَّهِ قال: بعثنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سرية فمر بنا عامر بْن الأضبط، فحيا بتحية الإسلام، قال: ففزعنا منه، فحمل عليه محلّم ابن جثامة فقتله وسلبه بعيرًا ووطبًا من لبن، وشيئًا من متاع، فلما دفعنا إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخبرناه، فأنزل الله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا 4: 94 [1] .
ورواه مُحَمَّد بْن إِسْحَاق عَنِ الْقَعْقَاعِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن [2] أَبِي حدرد، عَنْ أبيه.
أخرجه أَبُو عمر وَأَبُو موسى.
وقيل: إن المقتول في تلك السرية: مرداس بْن نهيك. والله تعالى أعلم.
2678- عامر بن الأكوع
(ب د ع) عامر بْن الأكوع. روى عنه ابن أخيه سلمة بْن عمرو بْن الأكوع، ويذكر في عامر بْن سنان بْن الأكوع، إن شاء الله تعالى.
أخرجه هاهنا الثلاثة.
2679- عامر بن أمية
(ب د ع) عَامِر بْن أمية بْن زيد بن الحسحاس بْن مالك بْن عدي بْن عامر بْن غنم بن عدىّ ابن النجار الأنصاري الخزرجي، من بني عدي بْن النجار، وهو والد هشام بْن عامر.
وشهد بدرًا، قاله ابن إِسْحَاق وابن شهاب، وقتل يَوْم أحد شهيدًا، قال أَبُو عمر، ولما دخل ابنه هشام عَلَى عائشة، قالت: «نعم المرء كان عامرا» . ولا عقب له.
__________
[1] النساء: 94.
[2] في المطبوعة: عن، وينظر سيره ابن هشام: / 626.(3/13)
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْمَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الطبري الْفَقِيهُ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي يَعْلَى أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ، قال: حَدَّثَنَا شيبان بْن فروخ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بن المغيرة، حَدَّثَنَا حميد بن هلال، عَنْ هِشَام بْن عَامِر، قَالَ: جاءت الأنصار يَوْم أحد فقالوا: يا رَسُول اللَّهِ، بنا قرح [1] وجهد، فكيف تأمرنا؟
قَالَ: احفروا وأوسعوا واجعلوا الرجلين والثلاثة في القبر الواحد، فقالوا: من نقدم؟ قَالَ:
قدموا أكثرهم قرآنا. قَالَ: فقدم أَبِي بين يدي اثنين من الأنصار، أو قال: واحد من الأنصار.
أخرجه الثلاثة.
قلت: كذا قال أَبُو عمر: إن ابنه هشام دخل عَلَى عائشة، وَإِنما الذي دخل عليها سعد بْن هشام بْن عامر، حين سألها عَنِ الوتر.
الحسحاس: بحاءين وسينين مهملات.
2680- عامر بن أبى أمية
(ب د ع) عامر بْن أَبِي أمية بْن المغيرة بْن عَبْد اللَّهِ بْن عمر بْن مخزوم القرشي المخزومي، أخو أم سلمة، زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أسلم عام الفتح، روى عَنْ أم سلمة.
أَخْبَرَنَا عبد الوهاب بْن هبة اللَّه الدَّقَّاقُ بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، حدثنا عفان، حدثنا همام، عَنْ قتادة، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيب، عَنْ عامر بْن أَبِي أمية، عَنْ أخته أم سلمة: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يصبح جنبًا، فيصوم ولا يفطر [2] .
أخرجه الثلاثة.
2681- عامر بن البكير
(ب د ع) عامر بْن البكير الليثي. تقدم عند أخيه عاقل.
شهد بدرًا، قاله ابن شهاب، شهدها هو وَإِخوته.
أخرجه الثلاثة، وقال أَبُو عمر: لا أعلم له رواية.
2682- عامر بن بلحارث
(س) عامر بن بلحارث، وقيل. ابن ثعلبة بْن زيد بْن قيس بْن أمية بْن سهل بْن عامر، أَبُو الدرداء، أورده المستغفري هكذا، وقال: نسبه يحيى بْن يونس هكذا، وخالفه غيره، وقال بعض ولد أَبِي الدرداء: اسم أَبِي الدرداء: عامر.
أخرجه أَبُو موسى.
__________
[1] القرح: الجرح، أراد ما نالهم من القتل والهزيمة.
[2] المسند: 6/ 23.(3/14)
قلت: هكذا نسبه فقال: ابن بلحارث، وهو وهم، وَإِنما هو من بني الحارث بْن الخزرج الأكبر، ويقال لولده: بلحارث، كما يقال: بلهجيم، وبلعنبر وغيرهم، يعني بني الحارث وبني الهجيم وبني العنبر، بينه وبين الحارث عدة آباء، ويذكر في عويمر أتم من هذا.
أخرجه أبو موسى.
2683- عامر بن ثابت
(ب س) عامر بْن ثابت، حليف لبني جحجبي بْن عوف بْن كلفة بْن عوف بْن عمرو بْن عوف من الأنصار، ثم من الأوس.
شهد أحدًا وقتل يَوْم اليمامة، قاله ابن إسحاق.
أخرجه أبو عمرو أبو موسى مختصرا.
2684- عامر بن ثابت بن سلمة
(ب) عامر بْن ثابت بْن سلمة بْن أمية بن يزيد بْن مالك بْن عوف بْن عمرو بْن عوف قتل يَوْم اليمامة شهيدا.
أخرجه أَبُو عمر مختصرا.
2685- عامر بن ثابت بن قيس
(ب) عامر بْن ثابت بْن قيس، وقيس هو أَبُو الأقلح، الأنصاري الأوسي، تقدم نسبه عند ذكر أخيه عاصم، كان سيدًا في قومه، وهو الذي ضرب عنق عقبة بْن أَبِي معيط يَوْم بدر، في قول، وقيل: إنما قتله أخوه عاصم بْن ثابت، أمره رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بذلك.
أخرجه أبو عمر.
2686- عامر بن الحارث
(د) عامر بْن الحارث بْن ثوبان. لَهُ صحبة، شهد فتح مصر، ولا تعرف له رواية.
أخرجه ابن منده.
2687- عامر بن الحارث الفهري
(د ع) عامر بْن الحارث الفهري. من بني الحارث بْن فهر بْن مالك.
شهد بدرًا، ولا تعرف له رواية، قال مُحَمَّد بْن إِسْحَاق من رواية يونس بْن بكير عنه، في تسمية من شهد بدرا، من بني الحارث بْن فهر: عامر بْن الحارث.(3/15)
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو نعيم: عامر بْن الحارث الفهري، وذكر قول ابن منده، ثم قال: ذكره بعض المتأخرين عَنْ يونس عَنِ ابن إِسْحَاق. وقال إِبْرَاهِيم بْن سعد، عَنِ ابن إِسْحَاق: هو عامر بْن عَبْد اللَّهِ بْن الجراح، أَبُو عبيدة، وقال موسى بْن عقبة، عَنِ ابن شهاب:
هو عمرو بْن عامر بْن الحارث، من بني ضبة بْن فهر.
قلت: هذا قول أَبِي نعيم، وفيه نظر، فأن ابن إِسْحَاق ذكره كما قال ابن منده، أَخْبَرَنَا أَبُو جعفر عبيد الله بن أحمد بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إِسْحَاق، في تسمية من شهد بدرا، قال: ومن بني الحارث بْن فهر: أَبُو عبيدة وهو عامر بْن عَبْد اللَّهِ بْن الجراح، وعامر بْن الحارث، وكذلك أيضًا رواه سلمة عَنِ ابن إِسْحَاق، مثل يونس سواء، وَإِنما عَبْد الْمَلِكِ بْن هشام روى عَنْ زياد بْن عَبْد اللَّهِ البكائي، عَنِ ابن إِسْحَاق، في تسمية من شهد بدرًا، قال: ومن بني الحارث بْن فهر: أَبُو عبيدة بْن الجراح، وهو عامر بْن عَبْد اللَّهِ بْن الجراح بْن هلال بن أهيب ابن ضبة بْن الحارث، وعمرو بْن الحارث بْن زهير بن أبي شداد بن ربيعة بن هلال [1] . وذكر غيرهما، ولم يذكر عامر بْن الحارث، إنما ذكر عوضه: عمرو بْن الحارث. ولم يزل أصحاب ابن إِسْحَاق وغيره يختلفون، فكان هذا مما اختلفوا فيه، وبالجملة فإن ابن منده نقل عَنِ ابن بكير، عَنِ ابن إِسْحَاق الصحيح، فلا يلزمه أن يكون إِبْرَاهِيم بْن سعد لم يذكره، فلا حجة عَلَى ابن منده، وقد وافق يونس سلمة، والله أعلم.
2688- عامر بن الحارث الأشعري
(د ع) عامر بْن الحارث بْن هانئ بْن كلثوم الأشعري، يكنى أبا مالك، قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في السفينة.
وهو ممن ورد إِلَى مصر، روى عنه من أهلها: إِبْرَاهِيم بْن مقسم مولى هذيل، ومن أهل الشام عبد الرحمن بْن غنم، وَأَبُو سلام الحبشي، قاله يونس بْن عبد الأعلى.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو نعيم: قد اختلف في اسم أَبِي مالك، فقيل: عمرو، وقيل: عبيد، وقيل: الحارث. وقد ذكر كل اسم في موضعه.
2689- عامر بن حذيفة
(ب د ع) عامر بْن حذيفة بْن غانم بن عامر بن عبد الله بن عبيد بن عويج [2] بن عدي
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 685.
[2] في المطبوعة: عريج انظر المشتبه: 45، وكتاب نسب قريش 82(3/16)
ابن كعب بْن لؤي القرشي العدوي، يكنى أبا جهم، اختلف في اسمه، فقيل: عامر، وقيل:
عبيدة، وهو بكنيته أشهر، ونذكره في عبيدة، وفي الكنى إن شاء اللَّه تعالى.
وهو صاحب الخميصة [1] التي أرسلها إليه رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
أخرجه الثلاثة.
2690- عامر الرام
(ب د ع) عامر الرام الخضري، والخضر قبيلة من قيس عيلان، ثم من محارب بن حصفة بْن قيس عيلان [2] ، وهم ولد مالك بْن طريف بْن خلف بْن محارب. قيل لمالك وأولاده:
الخضر، لانه كان آدم، وكان عامر أرمى العرب.
أَخْبَرَنَا أَبُو أحمد عبد الوهاب بْن عَلِيٍّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي داود، حدثنا عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد النفيلي، حدثنا مُحَمَّد بْن سلمة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق، عَنْ أَبِي منظور، عَنْ عمه عامر الرام، أخي الخضر، قال: إنا لببلادنا إذ رفعت لنا رايات وألوية، فقلت: ما هذا؟ قَالُوا: رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فأقبلت، فإذا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم جالسا تحت شجرة، وحوله أصحابه [3] .
وذكر الحديث في ثواب الأسقام ورحمة اللَّه سبحانه لعباده.
أخرجه الثلاثة.
2691- عامر بن ربيعة
(ب د ع) عامر بن ربيعة بن كعب بن مالك بن ربيعة بْن عامر بْن سعد بْن عَبْد اللَّهِ بْن الحارث بْن رفيدة بْن عنز بْن وائل بْن قاسط بْن هنب بْن أفصى بْن دعمي بْن جديلة بْن أسد بْن ربيعة بْن نزار، وقيل: ربيعة بْن مالك بْن عامر بْن حجير بْن سلامان بْن هنب بْن أفصى، وقيل: عامر بْن رَبِيعة بْن عَامِر بْن مَالِك بْن ربيعة بْن حجير بْن سلامان بْن مالك بْن ربيعة ابن رفيدة بْن عنز بْن وائل.
هذا الاختلاف كله ممن نسبه إِلَى عنز بْن وائل، وعنز، بسكون النون، هو أخو بكر وتغلب ابني وائل، ومنهم من ينسبه إِلَى مذحج، كنيته أَبُو عَبْد اللَّهِ، وهو حليف الخطاب بْن نفيل العدوي، والد عمر بْن الخطاب.
__________
[1] الخميصة: ثوب خز أو صوف معلم، ولا تسمى خميصة إلا أن تكون سوداء معلمة.
[2] في المطبوعة: بن عيلان.
[3] سنن أبى داود، كتاب الجنائز، الحديث رقم 3089: 3/ 182.(3/17)
أسلم قديما بمكة وهاجر إِلَى الحبشة، هو وامرأته، وعاد إِلَى مكة، ثم هاجر إِلَى المدينة أيضًا، ومعه امرأته ليلى بنت أَبِي حثمة، وقيل: إن ليلى أول من هاجر إِلَى المدينة، وقيل: إن أبا سلمة ابن عبد الأسد أول من هاجر.
وشهد عامر بدرًا وسائر المشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وروي عَنِ النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلم.
أخبرنا أبو منصور مسلم بْن عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّد، حدثنا أَبُو البركات مُحَمَّد بْن مُحَمَّدِ بْنِ خميس، حدثنا أَبُو النصر أحمد بْن عبد الباقي بْن طوق، أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن الخليل الْمَرْجِيِّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، حدثنا يحيى، هو ابن معين، حدثنا حجاج قال:
أخبرني عاصم بْن عبيد اللَّه، عَنْ رجل أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال له: «سيكون أمراء بعدي، يصلون الصلاة لوقتها [1] ، ويؤخرونها عَنْ وقتها، فصلوها معهم، فإن صلوها لوقتها وصليتموها معهم فلكم [ولهم، وَإِن أخروها عَنْ وقتها فصليتموها معهم، فلكم] [2] وعليهم، ومن فارق الجماعة مات ميتة جاهلية، ومن نكث العهد ومات ناكثًا للعهد جاء يَوْم القيامة ولا حجة له، قلت لعاصم: من أخبرك هذا الخبر؟ قال: عَبْد اللَّهِ بْن عامر بْن ربيعة، عَنْ أبيه عامر. وروى نافع عَنِ ابن عمر، عَنْ عامر، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ قال: «إذا رَأَى أحدكم الجنازة فإن لم يكن ماشيًا معها، فليقم حتى تخلفه أو توضع [3] » . وتوفى سنة اثنتين وثلاثين حين نشم [4] الناس في أمر عثمان:
روى مالك، عَنْ يحيى بْن سَعِيد، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن عامر بْن ربيعة، عَنْ أبيه: أَنَّهُ قام من الليل يصلي، حين نشم الناس في أمر عثمان والطعن عليه، ثم نام فأتى في المنام فقيل له: قم فاسأل اللَّه أن يعيذك من الفتنة التي أعاذ منها صالح عباده، فقام فصلى، ثم دعا ثم اشتكى، فما خرج بعد إلا بجنازته.
وقيل: توفي بعد قتل عثمان، رضي اللَّه عنهما، بأيام.
قال علي بْن المديني: هو من عنز، بفتح النون. والصحيح سكونها، وعنز قليل، وَإِنما عنزة بالتحريك آخره هاء كثير، وهم من ولد عنزة بْن أسد بن ربيعة، أيضا.
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: يصلون الصلاة لغير وقتها فيؤخرونها. والمثبت عن مسند أحمد: 3/ 445.
[2] سقط في الأصل والمطبوعة، والمطبوعة والمثبت من المسند.
[3] مسند أحمد: 3/ 445
[4] أي طعنوا فيه وقالوا منه.(3/18)
2692- عامر بن أبى ربيعة
(س) عامر بْن أَبِي ربيعة، أورده أَبُو بكر بْن أَبِي على في الصحابة.
روى يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بْن سابط، عَنْ عامر بْن أَبِي ربيعة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ يقول: «لا يزال الناس بخير ما عظموا هذه الحرمة، فإذا ضيعوها، أو قال:
تركوها، هلكوا» . أخرجه أبو موسى.
2693- عامر بن ساعدة
(ب س) عامر بْن ساعدة بْن عامر الأنصاري الحارثي، أَبُو حثمة [1] والد سهل بْن أَبِي حثمة [1] الذي كان بعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خارصًا [2] إِلَى خيبر، ذكره المستغفري، وقال: توفي زمن معاوية، وكان دليل رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد، وسماه الواقدي عامرًا، وكذلك سماه الحسن بْن مُحَمَّد، وهو من بعض أهله، وقيل: اسمه عَبْد اللَّهِ، وضرب لَهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسهمه من خيبر وسهم فرسه.
أخرجه أَبُو عمر وَأَبُو موسى، ويذكر في الكنى، إن شاء اللَّه تعالى.
2694- عامر بن سعد بن الحارث
عامر بْن سعد بْن الحارث بْن عباد [3] بْن سعد بْن عَامِر بْن ثعلبة بْن مالك بْن أفصى، استشهد هو وأخوه عمرو يَوْم مؤتة، قاله ابن هشام [4] عَنِ الزُّهْرِيّ.
ذكره ابْنُ الدباغ فيما استدركه عَلَى أَبِي عمر.
2695- عامر بن سعد الأنماري
(ب) عامر بْن سعد، أَبُو سعد الأنماري. شامي، قال أَبُو عمر في أَبِي سعد الخير الأنماري:
اسمه عامر بْن سعد، وقيل: عمرو بْن سعد، ويذكر هناك، إن شاء الله تعالى.
2696- عامر بن سعد بن ثقف
عامر بْن سعد بْن عمرو بْن ثقف [5] ، شهد بدرًا وما بعدها فيما قاله العدوي وابن القداح.
ذكره ابن الدباغ الأندلسي عَلَى أبى عمر.
__________
[1] في المطبوعة: خيثمة، وسترد ترجمته في باب الكنى، وينظر الاستيعاب: 791.
[2] تقدم في: 2/ 468. والحرص هو تقدير الثمر.
[3] كذا ضبط في الأصل
[4] سيرة ابن هشام: 2/ 389.
[5] في المطبوعة: ثقيف.(3/19)
2697- عامر بن سلمة
(ب د ع) عامر بْن سلمة بْن عامر البلوي. حليف الأنصار، قاله أَبُو عمر، وقال ابن منده:
من الأنصار، ولم يذكر أَنَّهُ حليف الأنصار، وذكر أَبُو نعيم أَنَّهُ حليف لهم، وقالوا كلهم: إنه شهد بدرًا، وقال موسى بْن عقبة ومحمد بْن إِسْحَاق في تسمية من شهد بدرا، من الأنصار:
عامر بْن سلمة بْن عامر، حليف لهم.
أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن علي بإسناده إلى يونس بن بكير عن محمد بن إِسْحَاق، في تسمية من شهد بدرا، قال: ومن بني جزي [1] بْن عدي بْن مالك ... وعامر بْن سلمة بْن عامر، حليف لهم، من أهل اليمن. فقوله: من أهل اليمن، لا يناقض قولهم: إنه من بلى.
لأن بليا من قضاعة، وقضاعة من اليمن في قول الأكثر، والله أعلم.
أخرجه الثلاثة، وقال أَبُو عمر: وقيل في اسمه عمرو.
2698- عامر بن سليم
(س) عامر بْن سليم الأسلمي. صاحب راية رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في بعض المغازي. توفي بنيسابور ودفن بها في مقبرة ملقاباذ [2] ، قاله الحاكم أَبُو عَبْد اللَّهِ في تاريخ نيسابور.
أخرجه أبو موسى.
2699- عامر بن سنان
(ب د ع) عامر بْن سنان، وهو الأكوع بْن عَبْد اللَّهِ بْن قشير بْن خزيمة بْن مالك بْن سلامان بْن أسلم الأسلمي، عم سلمة بْن عمرو بْن الأكوع، ويقال: سلمة بْن الأكوع وَإِنما هو ابن عمرو بْن الأكوع.
وكان عامر شاعرًا، وسار مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إِلَى خيبر، فقتل بها.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر بْن السمين، قال بِإِسْنَادِهِ، عَنْ يونس بْن بكير، عن ابن إسحاق، قال: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي الهيثم: أن أباه حدثه: أَنَّهُ سمع رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يقول فِي مسيره إِلَى خيبر لعامر بْن الأكوع، وكان اسم الأكوع سنانًا: انزل يا ابن الأكوع، فخذ لنا من هناتك [3] ، فنزل يرتجز برسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم، ويقول:
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: جدي، وينظر سيرة ابن هشام: 1/ 693، وترجمة زيد بن وديعة فيما تقدم: 2/ 301، والروض الأنف: 2/ 93.
[2] في المطبوعة: بلقا. وملقاباذ كما في «مراصد الاطلاع» : محلة بأصفهان، وقيل: بنيسابور.
[3] الهنات: الأخبار والأشعار، وارتجز به: أنشده وجزا. ومثله: رجز به.(3/20)
والله لولا أنت ما اهتدينا ... ولا تصدقنا ولا صلينا
فأنزلن سكينة علينا ... وثبت الأقدام إن لاقينا
إنا إذا قوم بغوا علينا [1] ... وإن أرادوا فتنة أبينا
كذا قال يونس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رحمك ربك، فقال عمر بْن الخطاب: وجبت والله.
لو متعتنا [2] به! فقتل يَوْم خيبر شهيدًا، وكان قتله، فيما بلغني، أن سيفه رجع عليه وهو يقاتل، فكلمه كلمًا شديدا، [وهو يقاتل] [3] ، فمات منه.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم يعيش بن صدقة بن عَلِيٍّ الْفَقِيهُ الشَّافِعِيُّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَحْمَدَ بْنِ شعيب، أَخْبَرَنَا عمرو بْن سواد، أَخْبَرَنَا ابن وهب، أَخْبَرَنَا يونس، عَنِ ابن شهاب، أخبرني عبد الرحمن وعبد اللَّه ابنا كعب بْن مالك أنّ [4] سلمة بن الأكوع قال: لما كان يَوْم خيبر قاتل أخي قتالًا شديدًا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فارتد سيفه عليه، فقتله، فقال أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في ذلك، وشكوا فيه، رجل مات بسلاحه. قال سلمة: فقفل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من خيبر، فقلت: يا رَسُول اللَّهِ، أتأذن لي أن أرجز بك. فأذن لي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقلت:
والله لولا اللَّه ما اهتدينا ... ولا تصدقنا ولا صلينا
فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: صدقت. فقلت:
فأنزلن سكينة علينا ... وثبت الأقدام إن لاقينا
والمشركون قد بغوا علينا
فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من قال هذا؟ قلت: أخي. قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يرحمه اللَّه.
فقلت: يا رَسُول اللَّهِ، إن ناسًا ليهابون الصلاة عليه، يقولون: رجل مات بسلاحه. فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: مات جاهدا مجاهدًا. قال ابن شهاب: ثم سألت ابنًا لسلمة بْن الأكوع، فحدثني [عَنْ أبيه] [5] مثل ذلك، غير أَنَّهُ قال، حين قلت إن ناسًا ليهابون الصلاة عَلَيْهِ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: كذبوا، مات جاهدا مجاهدا، فله أجره مرّتين، وأشار بإصبعيه.
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: إن بنى الكفار قد بغوا علينا ولا يستقيم البيت، والمثبت عن سيرة ابن هشام: 2/ 328.
[2] أي: لو تركتنا فتنفع به.
[3] هذه الجملة غير ثابتة في سيرة ابن هشام: 2/ 329.
[4] في المطبوعة: ابن والحديث رواه النسائي في كتاب الجهاد: 6/ 31، 32.
[5] عن سنن النسائي: 6/ 32.(3/21)
أخرجه مسلم، عَنْ أَبِي الطاهر، عَنِ ابن وهب. والصحيح أن عامرًا عم سلمة وليس بأخ له، والله أعلم.
أخرجه الثلاثة.
2700- عامر بن شهر
(ب د ع) عامر بْن شهر الهمداني. ويقال: البكيلي، ويقال: الناعطي. وهما بطنان من همدان، يكنى أبا شهر، ويقال: أَبُو الكنود [1] .
وسكن الكوفة، روى عنه الشعبي، روى عكرمة، عَنِ ابن عباس، قال: أول من اعترض عَلَى الأسود العنسي وكابره: عامر بْن شهر الهمداني في ناحيته، وفيروز وداذويه في ناحيتهما.
وكان عامر بْن شهر أحد عمال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى اليمن:
أَخْبَرَنَا المنصور بْن أَبِي الحسن الديني الطبري بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي يعلى، حدثنا إِبْرَاهِيم بْن سَعِيد الجوهري، حدثنا أَبُو أسامة، عَنْ مجالد، عَنِ الشعبي، عَنْ عامر بْن شهر، قال: كانت همدان قد تحصنت في جبل يقال له: الحقل- من الحبش- قد منعهم اللَّه به حتى جاء أهل فارس، فلم يزالوا محاربين، حتى هم القوم الحرب، وطال عليهم الأمر، وَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقالت لي همدان: يا عامر بْن شهر، إنك قد كنت نديمًا للملوك مذ كنت، فهل أنت آت هذا الرجل ومرتاد لنا؟ فإن رضيت لنا شيئًا فعلناه، وَإِن كرهت شيئا كرهناه.
قلت: نعم، وقدمت عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وجلست عنده، فجاء رهط، فقالوا: يا رَسُول اللَّهِ، أوصنا، فقال: أوصيكم بتقوى اللَّه، أن تسمعوا من قول قريش وتدعوا فعلهم، فاجتزأت بذلك- والله- من مسألته ورضيت أمره. ثم بدا لي أن أرجع إلى قومي حتى أمر بالنجاشي، وكان للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صديقًا، فمررت به، فبينا أنا عنده جالس إذ مر ابن له صغير، فاستقرأه لوحًا معه، فقرأه الغلام، فضحكت، فقال النجاشي: مم ضحكت! فو الله لهكذا أنزلت عَلَى لسان عِيسَى بْن مريم: إن اللعنة تنزل إِلَى الأرض إذا كان أمراؤها صبيانًا. قلت: فما قرأ هذا الغلام؟
قال: فرجعت، وقد سمعت هذا من النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهذا من النجاشي.
وأسلم قومي ونزلوا إِلَى السهل، وكتب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هذا الكتاب إِلَى عمير ذي مران، وبعث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مالك بْن مرارة الرهاوي إِلَى اليمن جميعًا، وأسلم عك ذو خيوان، فقيل: انطلق إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فخذ منه الأمان عَلَى قومك ومالك، وقد ذكرناه في ذي خيوان.
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] في المطبوعة «الكنوز» وينظر الاستيعاب: 792.(3/22)
2701- عامر بن صبرة
عامر بْن صبرة بْن عَبْد اللَّهِ بْن المنتفق، والد أَبِي رزين لقيط، بْن عامر العقيلي.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم بْن يعيش بْن صدقة بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَحْمَدَ بْنِ شُعَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عبد الأعلى، حدثنا خَالِد، حدثنا شعبة، قال: سمعت النعمان بْن سالم قال: سمعت عمرو بْن أوس- يحدث عَنْ أَبِي رزين أَنَّهُ قال: يا نبي اللَّه، إن أَبِي شيخ كبير لا يستطيع الحج ولا العمرة ولا الظعن؟ قال: حج عَنْ أبيك واعتمر [1] .
2702- عامر بْن الطفيل بْن الحارث
عامر بْن الطفيل بْن الحارث. قال وثيمة: قال مُحَمَّد بْن إِسْحَاق: كان وافد قومه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكر مقامه في الأزد في الردة يوصيهم بالإسلام، وذكره الترمذي في الصحابة أيضًا.
استدركه ابن الدّباغ على ابن عبد البر.
2703- عامر بن الطفيل العامري
(س) عامر بْن الطفيل بْن مَالِك بْن جَعْفَر بْن كلاب بْن ربيعة بن عامر بْن صعصعة، العامري الجعفري، كان سيد بني عامر في الجاهلية.
أخرجه أَبُو موسى وقال: اختلف في إسلامه، فأورده أَبُو العباس المستغفري في الصحابة، وروى بِإِسْنَادِهِ، عَنْ أَبِي أمامة، عَنْ عامر بْن الطفيل: أَنَّهُ قال: يا رَسُول اللَّهِ، زودني كلمات أعيش بهن، قال: «يا عامر، أفش السلام، وأطعم الطعام واستحي من الله كما تستحي رجلًا من أهلك ذا هيئة، وَإِذا أسأت فأحسن ف إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ» . 11: 114 وروى المستغفري أن عامر بْن الطفيل أهدى لرسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... الحديث. قلت: قول المستغفري وغيره ليس بحجة في إسلام عامر، فإن عامرًا لم يختلف أهل النقل من المتقدمين أَنَّهُ مات كافرًا، وهو الذي قال- لما عاد من عند رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كافرًا، هو وأربد بْن قيس، أخو لبيد لأمه، وقد دعا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عليهما، وقال: «اللَّهمّ اكفنيهما بما شئت» فأنزل اللَّه تعالى عَلَى أربد صاعقة، واتخذت عامرًا الغدة، فكان يقول: غدة كغدة البعير وموت فِي بيت سلولية. ولم يختلفوا في ذلك، فتركه كان أولى من ذكره.
__________
[1] سنن النسائي، كتاب المناسك: 5/ 111.(3/23)
2704- عامر بن أبى عامر
(س) عامر بْن أَبِي عامر الأشعري. أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع أبيه، وروى أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «لا إذن عَلَى عامر» ثم وفد عَلَى معاوية فكان يدخل عليه بغير إذن، وأدرك عَبْد الْمَلِكِ بْن مروان، وتوفي بالأردن في ملكه، قاله ابن شاهين عَنِ ابن سعد أخرجه أبو موسى.
2705- عامر بن عبد الله بن الجراح
(ب د ع) عامر بْن عَبْد اللَّهِ بن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث بْن فهر بْن مالك بْن النضر بْن كنانة بْن خزيمة، أَبُو عبيدة، اشتهر بكنيته ونسبه إِلَى جده، فيقال:
أَبُو عبيدة بْن الجراح.
وهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وشهد بدرا وأحدا والمشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو من السابقين إِلَى الإسلام، وهاجر إِلَى الحبشة وَإِلى المدينة أيضًا، وكان يدعى القوي الأمين.
وكان أهتم، وسبب ذلك أَنَّهُ نزع الحلقتين اللتين دخلتا في وجه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من المغفر [1] يوم أحد، فانتزعت ثنيتاه فحسّنتا فاه، فلما رئي أهتم قط أحسن منه.
وقال له أَبُو بكر الصديق يَوْم السقيفة: «قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين: عمر بْن الخطاب وَأَبُو عبيدة بْن الجراح» .
وكان أحد الأمراء المسيرين إِلَى الشام، والذين فتحوا دمشق، ولما ولي عمر بْن الخطاب الخلافة عزل خَالِد بْن الْوَلِيد واستعمل أبا عبيدة، فقال خَالِد: ولي عليكم أمين هذه الأمة وقال أَبُو عبيدة: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: «إن خالدًا لسيف من سيوف اللَّه» . ولما كان أَبُو عبيدة ببدر يَوْم الوقعة، جعل أبوه يتصدى له، وجعل أَبُو عبيدة بحيد عنه، فلما أكثر أبوه قصده قتله أَبُو عبيدة، فأنزل اللَّه تعالى: لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، وَلَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ 58: 22 [2] الآية. وكان الواقدي ينكر هذا، ويقول: توفي أَبُو أَبِي عبيدة قبل الإسلام، وقد رد بعض أهل العلم قول الواقدي.
__________
[1] المغفر: ما يلبسه الدارع على رأسه من الزرد ونحوه.
[2] المجادلة: 22.(3/24)
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ وَغَيْرُهُ، قَالُوا بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ، قال:
حدثنا عَبْد اللَّهِ بْن معاوية الجمحي، حدثنا حماد بْن سلمة، عَنْ خَالِد الحذاء، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن شقيق، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن سراقة، عَنْ أَبِي عبيدة بْن الجراح، قال: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: «إنه لم يكن نبي بعد نوح إلا وقد أنذر قومه الدجال، وَإِني أنذركموه» . فوصفه لنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: «لعله يدركه بعض من رآني وسمع كلامي. قَالُوا: يا رَسُول اللَّهِ، فكيف قلوبنا يومئذ؟ قال: مثلها- يعني اليوم- أو خير [1] . أَخْبَرَنَا أَبُو الفضل المخزومي الطبري بإسناده إلى أبي يعلى أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَبُو خيثمة، قالا: حدثنا إِسْمَاعِيل بْن علية، عَنْ خَالِد عَنْ أَبِي قلابة، قال: قال أنس: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لكل أمة أمين، وَإِن أميننا، أيتها الأمة، أَبُو عبيدة بْن الجراح.
أَخْبَرَنَا أَبُو الفضل عَبْد اللَّهِ بْن أحمد الْخَطِيبُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بن بدران الحلواني، أَخْبَرَنَا القاضي أَبُو الطيب الطبري، أَخْبَرَنَا أَبُو أحمد الغطريفي، أَخْبَرَنَا أَبُو خليفة الجمحي، أَخْبَرَنَا سليمان بْن حرب، حدثنا شعبة، عَنْ خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَنَسِ:
أَنَّهُ قال: «لكل أُمَّةٍ أَمِينٌ، وَأَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْن الجراح [2] » . ولما هاجر أَبُو عبيدة بْن الجراح إِلَى المدينة آخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه وبين أَبِي طلحة الأنصاري.
وأَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد بْن أَبِي الْقَاسِمِ بْن عساكر الدمشقي، إجازة، أَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا أَبُو غالب بْن المثنى، حدثنا أَبُو مُحَمَّد الجوهري، أَخْبَرَنَا أَبُو عمر بْن حيويه وأبو بكر بن إسماعيل، قالا: حدثنا يحيى بْن مُحَمَّدِ بْنِ ساعد، حدثنا الحسين بن الحسن، أخبرنا عبد الله ابن المبارك، حدثنا معمر، عَنْ هشام بْن عروة، عَنْ أبيه، قال: قدم عمر بْن الخطاب الشام فتلقاه أمراء الأجناد وعظماء أهل الأرض، فقال عمر: أين أخي؟ قَالُوا: من؟ قال: أَبُو عبيدة. قَالُوا: يأتيك الآن. قال: فجاء عَلَى ناقة مخطومة بحبل، فسلم عليه وسأله، ثم قال للناس: انصرفوا عنا. فسار معه حتى أتى منزله، فنزل عليه، فلم ير في بيته إلا سيفه وترسه [ورحله] [3] ، فقال عمر: لو اتخذت متاعًا؟ أو قال شيئًا. قال أَبُو عبيدة: يا أمير المؤمنين، إن هذا سيبلغنا المقيل.
__________
[1] تحفة الأحوذي، كتاب الفتن: 6/ 490، 491.
[2] الحديث رواه أحمد في مسندة: 3/ 133.
[3] سقط من المطبوعة.(3/25)
قال: وحدثنا معمر، عَنْ قتادة، قال: قال أَبُو عبيدة بْن الجراح: «لوددت أني كبش يذبحني أهلي فيأكلون لحمي، ويحسون مرقي» .
قال: وقال عمران بْن حصين: «لوددت أني كنت رمادًا تسفيني الريح في يَوْم عاصف حثيث» .
وروى عنه العرباض بْن سارية، وجابر بْن عَبْد اللَّهِ، وَأَبُو أمامة الباهلي، وَأَبُو ثعلبة الخشني وسمرة بْن جندب، وغيرهم.
وقال عروة بن الزبير: لما نزل طاعون عموا من كان أَبُو عبيدة معافى منه وأهله، فقال:
«اللَّهمّ، نصيبك في آل أَبِي عبيدة. قال: فخرجت بأبي عبيدة في خنصرة بثرة، فجعل ينظر إليها، فقيل له: إنها ليست بشيٍء، فقال: إني لأرجو أن يبارك اللَّه فيها، فإنه إذا بارك في القليل كان كثيرًا.» وقال عروة بْن رويم: إن أبا عبيدة بْن الجراح انطلق يريد الصلاة ببيت المقدس، فأدركه أجله بفحل [1] ، فتوفي بها. وقيل: إن قبره ببيسان، وقيل: توفي بعمواس سنة ثمان عشرة، وعمره ثمان وخمسون سنة.
وكان يخضب رأسه ولحيته بالحناء والكتم.
وبين عمواس والرملة أربعة فراسخ مما يلي البيت المقدس، وقد انقرض ولد أَبِي عبيدة، ولما حضره الموت استخلف معاذ بْن جبل عَلَى الناس.
أخرجه الثلاثة.
2706- عامر بن عبد الله البدري
(ع س) عامر بْن عَبْد اللَّهِ البدري.
أخبرنا أبو موسى إجازة، أخبرنا أبو غالب أحمد بْن العباس وَأَبُو بكر مُحَمَّد بْن القاسم وأبو محمد نوشروان بن شهرزاذ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ رِيذَةَ [2] ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم الطبراني، حدثنا معاذ بْن المثنى، حدثنا مسدد (ح) قال أَبُو الْقَاسِم: وحدثنا علي بْن عبد العزيز، حدثنا مسلم بْن إِبْرَاهِيم، قالا:
حدثنا خَالِد بْن عَبْد اللَّهِ، حدثنا عمرو بْن يحيى، عَنْ عمرو بْن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه،
__________
[1] فحل: موضع بالشام.
[2] في المطبوعة: زيدة.(3/26)
عَنْ عامر بْن عَبْد اللَّهِ البدري، قال: كانت صبيحة بدر يَوْم الاثنين لسبع عشرة من رمضان.
أخرجه أَبُو نعيم وَأَبُو موسى.
2707- عامر بن عبد الله الخولانيّ
(د ع) عامر بْن عَبْد اللَّهِ بْن جهم، الخولاني، من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، شهد فتح مصر.
قاله ابن منده، عَنْ عبد الرحمن بْن يونس، وأخرجه معه أبو نعيم مختصرا.
2708- عامر بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي ربيعة
(س) عامر بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي ربيعة. أورده ابن شاهين في الصحابة.
روى بشر بْن عمر، عَنْ إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم بْن عامر بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي ربيعة، عَنْ أبيه عَنْ جده، قال: استسلف رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أربعين ألفًا، فأتاه مال، فقال: «ادعوا لي ابن أَبِي ربيعة. فقال: هذا مالك، فبارك اللَّه لك في مالك، إنما جزاء السلف الوفاء والحمد» .
ورواه غير واحد، عَنْ إِسْمَاعِيل، فقال: ابن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي ربيعة، عَنْ أبيه، عَنْ جده، فعلى هذا يكون الصحابي: عَبْد اللَّهِ، لا مدخل لعامر فيه. أخرجه أَبُو موسى، وهذا أصح، والأول وهم.
2709- عامر بن عبد الله
(س) عامر بْن عَبْد اللَّهِ، أَبُو عَبْد اللَّهِ. مر به مالك بْن عَبْد اللَّهِ الخثعمي أمير الجيوش، وعامر يقود بغلا له، وهو يمشي، فقال له مالك: يا أبا عَبْد اللَّهِ، ألا تركب؟ فقال: سمعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من اغبرت قدماه في سبيل اللَّه فهما حرام عَلَى النار» .
كذا روى، والصواب جابر بْن عَبْد اللَّهِ، ويتصحف عامر من جابر. أخرجه أبو موسى.
2710- عامر بن عبد عمرو
(ب د ع) عامر بْن عبد عمرو، وقيل: عامر بن عَمْرو بْن ثابت بْن كلفة بْن ثعلبة بْن مالك بْن عمرو بْن عوف بْن مالك بْن الأوس، أَبُو حبة البدري، وهو أخو سعد بْن خيثمة لأمه أمهما هند بنت أوس بْن عدي بْن أمية بْن عَامِر بْن خطمة.
شهد بدرًا، واستشهد يَوْم أحد، نسبه هكذا ابن منده وَأَبُو نعيم، وقال: أَبُو نعيم: هكذا ذكره بعض المتأخرين.(3/27)
وأخرجه أَبُو عمر ترجمتين في الأسماء، ولعله قد نسي، وقال: عَامِر بْن عبد عَمْرو، ويقال:
عَامِر بْن عمير أَبُو حبة الأنصاري البدري، وهو من بني ثعلبة بْن عمرو بْن عوف بْن مالك بْن الأوس [1] ، غلب عليه أَبُو حبة البدري لشهوده بدرًا، واختلف في اسمه، وهو مذكور في الكنى.
روى عنه أَبُو بكر بْن حزم، وعمار بْن أَبِي عمار: روى ابن شهاب، عَنِ ابن حزم، عَنْ أَبِي حبة البدري وابن عباس، قالا: قَالَ رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لما عرج بي إِلَى السماء ظهرت لمستوى أسمع فيه صريف الأقلام. أخرجه الثلاثة، وفيه اختلاف كثير، يرد فِي الكنى، إن شاء الله تعالى.
2711- عامر بن عبد غنم
(ب) عامر بْن عبد غنم بْن زهير بن أبي شداد بن ربيعة [2] بن هلال القرشي الفهري.
قديم الإسلام، من مهاجرة الحبشة، في قول جميعهم، وقال هشام الكلبي: هو عامر بْن عبد غنم، وأخرجه أَبُو عمر في: عثمان بن [عبد] [3] غنم، وقال: سماء الكلبي: عامر بن عبد غنم.
2712- عامر بن عبد القيس
(س) عامر بْن عبد القيس، وقيل: ابن عَبْد اللَّهِ بْن عبد قيس بْن ناشب بْن أسامة بْن خدينة بْن معاوية بْن شيطان بْن معاوية بْن أسعد بْن جون بْن العنبر بْن عمرو بْن تميم التميمي العنبري، أَبُو عَبْد اللَّهِ، وقيل: أَبُو عمرو البصري.
بعد من الزهاد الثمانية [4] ، ذكره أبو موسى في كتابه في الصحابة، وهو تابعي، قيل: أدرك الجاهلية، وكان أعبد أهل زمانه، وأشدهم اجتهادًا، وسعي به إِلَى عثمان بْن عفان رضي اللَّه عنه أَنَّهُ لا يأكل اللحم ولا ينكح النساء وأنه يطعن عَلَى الأئمة، ولا يشهد الجمعة، فأمره أن يسير إِلَى الشام، فسار، فقدم عَلَى معاوية فوافقه وعنده ثريد، فأكل معه أكلًا غريبًا، فعلم أن الرجل مكذوب عليه، فقال: يا هذا، أتدري فيم أخرجت؟ قال: لا. قال: بلغ الخليفة: إنك لا تأكل اللحم، وقد رأيتك تأكل، وأنك لا ترى التزويج، ولا تشهد الجمعة. قال: أما الجمعة فإني أشهدها في مؤخر المسجد، ثم أرجع في أوائل الناس، وأما اللحم فقد رأيت، ولكن رأيت قصابًا يجر الشاة ليذبحها وهو يقول: النفاق النفاق، حتى ذبحها ولم يذكر اسم اللَّه، فإذا اشتهيت اللحم ذبحت الشاة وأكلتها، وأما التزويج فقد خرجت وأنا يخطب علي. قال: فترجع إِلَى بلدك قال. لا أرجع
__________
[1] كذا في إحدى نسخ الاستيعاب، ينظر: 795.
[2] في المطبوعة: ابن أبى شداد آل بن ربيعة، ينظر سيرة ابن هشام: 1/ 330.
[3] ليست في الأصل والمطبوعة، وينظر الاستيعاب: 1026.
[4] كذا في الأصل، وفي المطبوعة: اليمانية.(3/28)
إِلَى بلد استحل أهله مني ما استحلوا، فكان يقيم في السواحل، فكان يكثر معاوية أن يقول له:
حاجتك، فقال يومًا: حاجتي أن ترد عَلَى حر البصرة فإن ببلادكم لا يشتد علي الصوم [1] .
وكان عامر إذا خرج إِلَى الجهاد وقف يتوسم الناس، فإذا رَأَى رفقة توافقه قال: أريد أن أصحبكم عَلَى ثلاث خلال، فإذا قالوا: ما هي؟ قال: أكون لكم خادمًا، لا ينازعني أحد الخدمة، وأكون مؤذنًا، وأنفق عليكم بقدر طاقتي. فإذا قَالُوا: نعم، صحبهم، فإذا نازعه أحد من ذلك شيئًا فارقهم.
وكان ورده كل يَوْم ألف ركعة، ويقول لنفسه: بهذا أمرت، ولهذا خلقت. ويصلي الليل أجمع، وقيل لعامر: أتحدث نفسك بشيء في الصلاة؟ قال: نعم، أحدث نفسي بالوقوف بين يدي اللَّه عز وجل، ومنصرفي من بين يديه.
وقال عامر: لقد أحببت اللَّه تعالى حبًا سهل عَلَى كل مصيبة، ورضاني بكل قضية، فما أبالي مع حبي إياه ما أصبحت عليه، وما أمسيت.
وكان إذا رَأَى الناس في حوائجهم يقول: يا رب، غدا الغادون في حوائجهم، وغدوت إليك أسألك المغفرة.
ولما نزل به الموت بكى، وقال: لمثل هذا المصرع فليعمل العاملون، اللَّهمّ، إنى أستغفرك من تقصيري وتفريطي، وأتوب إليك من جميع ذنوبي، لا إله إلا أنت. وما زال يرددها حتى مات.
قيل: إن قبره بالبيت المقدس.
2713- عامر بن عبدة الرقاشيّ
(د ع) عامر بْن عبدة الرقاشي، عم أَبِي حرة، روى حديثه واصل بْن عبد الرحمن، عَنْ أَبِي حرة، عَنْ عمه. مختلف في اسمه.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
2714- عامر بن عبدة
(ب) عامر بْن عبدة. روى حديثه الأعمش، عَنِ المسيب بْن رافع، عَنْ عامر بْن عبدة:
__________
[1] ينظر عيون الأخبار لابن قتيبة: 1/ 308.(3/29)
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الشيطان يأتى في صورة الرجل، يعرفون وجهه ولا يعرفون نسبه، فيحدثهم فيقولون: حدثنا فلان، ما اسمه؟ ليس يعرفونه. أخرجه أَبُو عمر.
قلت: كذا ذكره أَبُو عمر، وهو تابعي يروي عَنِ ابن مسعود، قال ابن أَبِي حاتم: عامر بْن عبدة أَبُو إياس البجلي سمع ابن مسعود، روى عنه المسيب بْن رافع. قال ابن معين: هو ثقة، وهذا الحديث أخرجه مسلم في صدر كتابه، عَنِ ابن مسعود قوله.
وقال ابن ماكولا في عبدة: بفتح العين والباء، عامر بْن عبدة أَبُو إياس البجلي. كوفي.
روى عَنِ ابن مسعود، روى عنه المسيب بْن رافع، وَأَبُو إِسْحَاق السبيعي، وقيل: عبدة، بسكون الباء، وهذا غير الذي قبله، لأن هذا بجليّ والأول رقاشىّ.
2715- عامر بن العكير
(س) عامر بن العكير، حليف الأنصار. شهد بدرًا.
أخرجه أَبُو موسى، وقال: ذكره المستغفري.
2716- عامر بن عمرو التجيبي
(د ع) عامر بْن عمرو بْن حذافة بن عبد الله بن المهزم بن الأعم بْن الأعجم التجيبي، أَبُو بلال من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، شهد فتح مصر، لا تعرف لَهُ رواية.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم كذا مختصرا.
المهزم: بكسر الميم، وسكون الهاء، وفتح الزاى وتخفيفها.
2717- عامر بن عمرو المزني
(ب ع) عامر بْن عمرو المزني، أَبُو هلال، انفرد بحديثه أَبُو معاوية الضرير، ويقال:
أخطأ فيه، لأن يعلى بْن عبيد قال فيه: عَنْ هلال بْن عامر، عَنْ رافع بْن عمرو، وقال أَبُو معاوية: هلال بْن عامر عَنْ أبيه، قاله أَبُو عمر.
وقال أَبُو نعيم: حدثنا أَبُو بكر بْن مالك، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن أحمد، عَنْ أبيه، عَنْ أَبِي معاوية (ح) قال أَبُو نعيم: وحدثنا أَبُو عمرو بْن حمدان، عَنِ الحسن بْن سفيان، عَنْ إِبْرَاهِيم بْن أَبِي معاوية، عَنْ أبيه، عَنْ هلال بْن عامر المزني، عَنْ أبيه، قال: رأيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخطب(3/30)
الناس بمنى، عَلَى بغلة بيضاء، وعليه برد أحمر، ورجل من أهل بدر يعبر عنه. وقال إبراهيم ابن أَبِي معاوية: وعلي بْن أَبِي طالب يعبر عنه [1] .
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مِسْمَارُ بْن عُمَرَ بْن العويس الْبَغْدَادِيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو العباس بْن الطلاية، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم الأنماطي، أَخْبَرَنَا أَبُو طاهر المخلص، حدثنا أَبُو مُحَمَّد بْن صاعد، حدثنا مُحَمَّد بْن عثمان بْن أَبِي صفوان الثقفي، حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ بْن خَالِد، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ بسطام بْن مسلم، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن خليفة الغبري [2] ، عَنْ عامر بْن عمرو: أن رجلا أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسأله فأعطاه، فلما وضع رجله عَلَى أسكفة [3] الباب قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لو تعلمون ما في المسألة ما مشى أحد إِلَى أحد يسأله شيئًا.
2718- عامر بن عمير
(د ع) عامر بْن عمير النميري. شهد حجة الوداع مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يعد فِي أهل الكوفة روى ثابت البناني، عَنْ أَبِي يزيد المدني [4] ، عَنْ عامر بْن عمير، قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إني وجدت ربي عز وجل ماجدًا [5] ، أعطاني سبعين ألفًا يدخلون الجنة بغير حساب، مع كل واحد من السبعين سبعين. فقلت: إن أمتي لا تبلغ أو لا تكمل هذا، قال: أكملهم من الأعراب. وروى موسى بْن أكتل بْن عمير النميري، عَنْ عمه عامر بْن عمير، وكان شهد حجة الوداع مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: «آخر ما تكلم به رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه: الصلاة الصلاة. أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
2719- عامر بن عوف
(ع س) عَامِر بْن عوف بْن حارثة بْن عَمْرو بن الخزرج بن ساعدة الأنصاري الساعدي.
روى سلمة، عَنِ ابن إِسْحَاق، في تسمية من شهد بدرا، من الأنصار، من الخزرج، من بني البدن: عَامِر بْن عوف بْن حارثة بْن عَمْرو بْن الخزرج.
أخرجه أبو نعيم وأبو موسى.
__________
[1] مسند أحمد: 3/ 477.
[2] في المطبوعة: العبري، ينظر خلاصة التذهيب: 199.
[3] أسكفه الباب: عتبته.
[4] كذا في الأصل. وفي المطبوعة: المزني. وفي الاصابة: المديني.
[5] في المطبوعة: ساجدا. والماجد: المفضال الكثير الخير.(3/31)
2720- عامر بن غيلان
عامر بْن غيلان بْن سلمة بْن معتب بْن مالك بْن كعب بْن عَمْرو بْن سعد بْن عوف بْن ثقيف، الثقفي أسلم قبل أبيه، وهاجر ومات بالشام في طاعون عمواس، وأبوه يومئذ حي.
أخرجه أَبُو عمر مختصرا.
2721- عامر الفقيمي
(س) عامر الفقيمي، أَبُو عروة، ذكره المستغفري.
روى غاضرة بْن عروة، عَنْ أبيه، قال: قدمت المدينة مع أبى، والناس ينتظروننا، فمرينا- يعني- رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورأسه يقطر من وضوء أو غسل، فسمعت الناس يقولون له: يا رَسُول اللَّهِ، يا رَسُول اللَّهِ. فسمعته يقول بيده هكذا: يا أيها الناس: «إن دين اللَّه تعالى في اليسر» . وأشار بعض الرواة بيده.
ومما يدل عَلَى أن اسم أَبِي عروة «عامر» ما رواه عبد الرحمن بْن مهدي، عَنْ سفيان، عَنْ حبيب، عَنْ عروة بْن عامر، قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عَنِ الطيرة.
أخرجه أَبُو موسى، وقال: الحديث الأول رواه غير واحد، ولا أعلم أحدًا منهم قال: مع أَبِي، فإن كان محفوظًا فهو عزيز.
2722- عامر بن فهيرة
(ب د ع) عامر بْن فهيرة، مولى أَبِي بكر الصديق، يكنى أبا عمرو، وكان مولدًا من مولدي الأزد، أسود اللون، مملوكًا للطفيل بْن عَبْد اللَّهِ بْن سخبرة، أخي عائشة لأمها.
وكان من السابقين إِلَى الإسلام، أسلم قبل أن يدخل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دار الأرقم، أسلم وهو مملوك، وكان حسن الإسلام، وعذب في اللَّه، فاشتراه أَبُو بكر، فأعتقه.
ولما خرج رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر إِلَى الغار بثور مهاجرين، أمر أَبُو بكر مولاه عامر بْن فهيرة أن يروح بغنم أَبِي بكر عليهما، وكان يرعاها، فكان عامر يرعى في رعيان أهل مكة، فإذا أمسى أراح عليهما غنم أَبِي بكر فاحتلباها، وَإِذا غدا عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي بكر من عندهما اتبع عامر بْن فهيرة أثره بالغنم حتى يعفي عليه، فلما سار النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ من الغار هاجر معهما، فأردفه أَبُو بكر خلفه، ومعهم دليلهم من بني الديل، وهو مشرك، ولما قدم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة اشتكى أصحابه، فاشتكى أَبُو بكر وبلال وعامر بْن فهيرة رضي اللَّه عنهم.(3/32)
وشهد عامر بدرًا وأحدًا، وقتل يَوْم بئر معونة، سنة أربع من الهجرة، وهو ابن أربعين سنة، وقال عامر بْن الطفيل لرسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِمَا قدم عليه: من الرجل الذي لما قتل رأيته رفع بين السماء والأرض حتى رأيت السماء دونه، قال: هو عامر بْن فهيرة. أَخْبَرَنَا به أَبُو جَعْفَر بْن السمين بِإِسْنَادِهِ إِلَى يونس بْن بكير، عَنْ هشام بْن عروة، أو محمد ابن إِسْحَاق [1] ، عَنْ هشام- شك يونس- عَنْ أبيه، قال: قدم عامر بْن الطفيل عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مثله.
وروى ابن المبارك وعبد الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ قال: طلب عامر يومئذ في القتلى فلم يوجد، فيرون أن الملائكة دفنته، ودعا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الذين قتلوا أصحابه ببئر معونة أربعين صباحًا، حتى نزلت: لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ 3: 128 [2] وقيل: نزلت في غير هذا.
وروى ابن منده بِإِسْنَادِهِ، عَنْ أيوب بْن سيار [3] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المنكدر، عَنْ جابر، عَنْ عامر ابن فهيرة، قال: تزود أَبُو بكر مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في جيش العمرة بنحي من سمن، وعكيكة [4] من عسل، عَلَى ما كنا عليه من الجهد.
قال أَبُو نعيم: أظهر، يعني ابن منده، في روايته هذا الحديث غفلته وجهالته: فإن عامرًا لم يختلف أحد من أهل النقل أَنَّهُ استشهد يَوْم بئر معونة وأجمعوا أن جيش العسرة هو غزوة تبوك، وبينهما ست سنين، فمن استشهد ببئر معونة كيف يشهد جيش العسرة. وصوابه أَنَّهُ تزود مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في مخرجه إِلَى الهجرة، والحق مع أبى نعيم.
أخرجه الثلاثة.
2723- عامر بن قيس
(ب د ع) عامر بْن قيس الأشعري، أَبُو بردة، أخو أَبِي موسى الأشعري، ويرد نسبه في ترجمة أخيه أَبِي موسى، إن شاء الله تعالى.
__________
[1] ينظر سيرة ابن هشام: 2/ 18
[2] آل عمران: 128.
[3] في الأصل- والمطبوعة: سنان. ينظر ميزان الاعتدال: 1/ 288، وترجمة بلال بن رباح فيما تقدم: 1/ 245.
[4] النحى والعكيكة: وعاءان.(3/33)
قال أَبُو أحمد العسكري: نزل أَبُو عامر الأشعري بالكوفة، وكناه مسلم بْن الحجاج، وقال:
اسمه عامر، وله صحبة. ومن حديثه عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم أنه قال: اللَّهمّ، اجعل فناء أمتي قتلا في سبيلك بالطعن والطاعون [1] .
رواه عاصم الأحول، عَنْ كريب بْن الحارث بْن أَبِي موسى، عَنْ أَبِي بردة. أخرجه الثلاثة.
2724- عامر بن كريز
(ب س) عامر بْن كريز بْن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف، والد عَبْد اللَّهِ بْن [2] عامر القرشي العبشمي، وأمه البيضاء بنت عبد المطلب.
أسلم يَوْم الفتح، ذكره ابن شاهين والمستغفري، وبقي إِلَى خلافة عثمان، وقدم عَلَى ابنه عَبْد اللَّهِ بْن عامر البصرة، لما استعمله عثمان، رضي اللَّه عنه، عليها وعلى خراسان.
أخرجه أبو عمر وأبو موسى مختصرا.
2725- عامر بن لدين
(س ع) عامر بْن لدين [3] الأشعري. أورده ابن شاهين في الصحابة، وروى بإسناده عن أسد ابن موسى، عَنْ معاوية بْن صالح، عَنْ أَبِي بشر، مؤذن دمشق، عَنْ عامر بْن لدين الأشعري، قال: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: «إن الجمعة يَوْم عيدكم، فلا تجعلوا يَوْم عيدكم يَوْم صيامكم، إلا أن تصوموا يومًا قبله أو بعده» . ورواه عَبْد اللَّهِ بْن صالح، عَنْ معاوية، فقال: عامر عَنْ أَبِي هريرة.
أخرجه أَبُو موسى وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو نعيم: عامر بْن لدين الأشعري، مختلف في صحبته، وهو معدود في أهل الشام.
2726- عامر بن لقيط العامري
(س ع) عامر بْن لقيط العامري.
أَخْبَرَنَا أَبُو موسى، أَخْبَرَنَا أَبُو غالب، وَأَبُو بكر، ونوشروان، وحمد، قالوا: أخبرنا ابن ربذة (ح) قال أَبُو موسى: وأَخْبَرَنَا الحسن، أَخْبَرَنَا أحمد، قالا: حدثنا سليمان بْن أحمد الطبراني، حدثنا أحمد بْن عمرو القطراني، حدثنا هاشم بن القاسم الحراني، حدثنا يعلى بن
__________
[1] الحديث رواه أحمد في المسند عن أبى بردة بن قيس: 3/ 437، 4/ 238.
[2] ينظر كتاب نسب قريش: 147.
[3] في المطبوعة: لدين، وينظر الإصابة: القسم الرابع.(3/34)
الأشدق، حدثني عامر بْن لقيط العامري، قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أبشره بإسلام قومي وطاعتهم ووافدًا إليه، فلما أخبرته قال: «أنت الوافد الميمون، بارك اللَّه تعالى فيك» . ومسيح ناصيتي، ثم صافحني.
أخرجه أَبُو نعيم وَأَبُو موسى، وقال أَبُو موسى: رواه غير القطراني عَنْ هاشم، فقال: عَنْ يعلى، عَنْ عاصم.
2727- عامر بن ليلى
(س) عامر بْن ليلى بْن ضمرة، أورده أَبُو العباس بْن عقدة.
روى عَبْد اللَّهِ بْن سنان، عَنْ أَبِي الطفيل عَامِر بْن واثلة، عَنْ حذيفة بْن أسيد الغفاري وعامر بْن ليلى بْن ضمرة، قالا: لما صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع، ولم يحج غيرها، أقبل حتى إذا كان بالجحفة، وذلك يَوْم غدير خم من الجحفة، وله بها مسجد معروف، فقال:
«أيها الناس، إنه قد نبأني اللطيف الخبير أَنَّهُ لم يعمر نبي إلا نصف عمر الذي قبله، وَإِني يوشك أن أدعى فأجيب» ... ثم ذكر الحديث إِلَى أن قال: فأخذ بيد علي فرفعها، وقال: «من كنت مولاه فهذا مولاه، اللَّهمّ وال من والاه وعاد من عاداه ... » وذكر الحديث. قال أَبُو موسى: هذا حديث غريب جدًا، لا أعلم أني كتبته إلا من رواية ابن سَعِيد.
أخرجه أبو موسى.
2728- عامر بن ليلى
(س) عامر بْن ليلى الغفاري. ذكره ابن عقدة أيضًا في ترجمة مفردة عَنِ الأول.
قال أَبُو موسى: وأظنهما واحدًا، وروى بِإِسْنَادِهِ عَنْ عُمَرَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْلَى بن مرّة، عن عَنْ أبيه، عَنْ جده يعلى، قَالَ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من كنت مولاه فعلي مولاه، اللَّهمّ وال من والاه وعاد من عاداه» . فلما قدم علي الكوفة نشد الناس: من سمع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فانتشد له بضعة عشر رجلًا، فيهم: عامر بْن ليلى الغفاري.
أخرجه أَبُو موسى.
قلت: قول أَبِي موسى: أظنهما واحدًا، صحيح، والحق معه، وَإِنما دخل الوهم عَلَى ابن عقدة أَنَّهُ رَأَى عامر بْن ليلى من ضمرة، فظنه ابن ضمرة، وغفار بْن مليل بْن ضمرة، فرآه في موضع غفاريا، ورآه في موضع من ضمرة، فظنه ابن ضمرة، وكثيرًا ما يشتبه ابن بمن، فاعتقد أنهما اثنان وهما واحد، فإن كل غفاري ضمرىّ، والله أعلم.(3/35)
2729- عامر بن مالك الأشجعي
(س) عامر بْن مالك الأشجعي. قال المستغفري: روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، روى عنه أَبُو عثمان النهدي.
أخرجه أَبُو موسى.
2730- عامر بن مالك القرشي
(ب) عامر بْن مالك بْن أهيب بْن عبد مناف بْن زهرة بْن كلاب بْن مرة، القرشي الزُّهْرِيّ، وهو عامر بْن أَبِي وقاص، واسم أَبِي وقاص مالك.
أسلم بعد عشرة رجال، وهو من مهاجرة الحبشة، ولم يهاجر إليها أخوه سعد.
أخرجه أَبُو عمر مختصرًا. وقد أخرجناه في عامر بْن أَبِي وقاص.
2731- عامر بن مالك العامري
(د ع) عَامِر بْن مَالِك بْن جَعْفَر بْن كلاب بْن ربيعة بن عامر بن صعصعة، العامري الكلابي، أَبُو براء وهو ملاعب الأسنة، وهو عم عامر بْن الطفيل.
أرسل إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يلتمس منه دواء أو شفاء، فبعث إليه بعكة [1] عسل.
كذا أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
قلت: الصحيح أن أبا براء لم يسلم، وقال المستغفري: لم يخرجه في الصحابة إلا خليفة بْن خياط، ونحن نذكر خبر ملاعب الأسنة حتى يعلم أَنَّهُ لم يسلم:
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن أحمد بن علي بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إِسْحَاق، قال:
حدثني والدي إِسْحَاق بْن يسار، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن الْحَارِثِ بن هشام، وعبد الله ابن [2] أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حَزْمٍ، وَغَيْرِهِمَا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، قَالُوا: قَدِمَ أَبُو البراء عَامِرُ بْن مَالِكِ بْن جَعْفَر مُلَاعِبُ الأَسِنَّةِ، عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ، فَعَرَضَ عَلَيْهِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الإسلام، فَلَمْ يُسْلِمْ وَلَمْ يَبْعُدْ مِنَ الإِسْلامِ، وَقَالَ: يَا مُحَمَّد، لَوْ بَعَثْتَ رِجَالا مِنْ أَصْحَابِكَ إِلَى أهل نجد فدعوهم إِلَى أمرك، رجوت أن يستجيبوا لك، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إني أخشى عليهم أهل نجد، فقال أَبُو البراء: أنا لهم جار، فابعثهم فليدعوا الناس إلى أمرك.
__________
[1] العكة: وعاء السمن والعسل.
[2] في الأصل والمطبوعة: عبد الله بن محمد بن أبى بكر ... والمثبت عن سيرة ابن هشام: 2/ 184، وينظر خلاصة التذهيب: 383.(3/36)
فبعث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المنذر بْن عمرو [1] [المعنق ليموت [2]] فِي أَرْبَعِينَ رَجُلا مِنْ أَصْحَابِهِ، مِنْ خِيَارِ المسلمين. وذكر قصة بئر معونة وقتل أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يذكر فيه إسلامه وكذلك غير ابن إِسْحَاق [ولهذا] لم يذكره أَبُو عمر في كتابه، والله أعلم.
2732- عامر بن مالك بن صفوان
(ب) عامر بْن مالك بْن صفوان. ذكره ابن قانع في الصحابة، وروى بِإِسْنَادِهِ عَنْ سليمان التيمي، عَنْ أَبِي عثمان، عَنْ عامر بن مالك، قال: قال رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الطاعون شهادة والغرق شهادة» . أخرجه ابن الدباغ على أبى عمر.
2733- عامر بن مالك القشيري
(س) عامر بْن مالك القشيري، وقيل: عمرو بْن مالك، وقيل: مالك بْن عمرو، وقيل:
أنس بْن مالك، وقيل غير ذلك.
روى إِسْحَاق بْن يوسف الأزرق، عَنْ شريك، عَنْ أشعث بْن سوار، عَنْ عَلِيِّ بْن زَيْدٍ، عَنْ زُرَارَةَ بْن أوفى، عَنْ عامر بْن مالك، قال: كنت عند النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذ جاءه سائل، فقال له النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هلم أحدثك أن اللَّه، عز وجل، وضع عَنِ المسافر الصّوم وشطر الصلاة [3] » . أخرجه أبو موسى.
2734- عامر بن مالك الكعبي
(س) عامر بْن مالك الكعبي، قال المستغفري: له صحبة.
أخرجه أَبُو موسى كذا مختصرًا.
قلت: أظن هذا والذي قبله واحدًا فإن أبا موسى وغيره نقلوا في الأول اختلافًا كثيرًا منه:
أنس بْن مالك القشيري، وقيل له: كعبي، أيضًا، وقيل: عامر بْن مالك، وقيل غير ذلك، وقد تقدم في أنس بن مالك ما فيه كفاية [4] .
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: عوف. وينظر سيرة ابن هشام: 2/ 184، وترجمته فيما يأتى.
[2] سقط من المطبوعة. والمعنق: المسرع، وذلك أنه لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قتله قال: أعتق ليموت، أي إنه أسرع للقاء مصرعه.
[3] الحديث رواه أحمد في مسندة 4/ 347، 5/ 39 عن أنس بن مالك، أحد بنى كعب.
[4] تقدم في: 1/ 150.(3/37)
2735- عامر بن مخرمة
(د) عامر بْن مخرمة بْن نوفل بْن أهيب [1] بْن عبد مناف بْن زهرة بْن كلاب بْن مرة، القرشي الزُّهْرِيّ، أخو [2] المسور بْن مخرمة.
يقال: إنه أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، روى عنه عبد الرحمن الأعرج مقطوعا.
أخرجه ابن مندة.
2736- عامر بن مخلد
(ب د ع) عامر بْن مخلد بْن الحارث بْن سواد بْن مَالِك بْن غنم بْن مالك بْن النجار، الأنصاري الخزرجي، ثُمَّ من بني مالك بْن النجار شهد بدرًا، قاله ابن إِسْحَاق وموسى بْن عقبة، وقتل يَوْم أحد شهيدًا، ولا عقب له.
أخرجه الثلاثة.
2737- عامر بن مرقش
(س) عامر بْن مرقش الهذلي. ذكره سَعِيد القرشي، وروى بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن الفضل بْن رجاء، عَنْ أَبِي قيس البكري، عَنْ عامر بْن مرقش: أن حمل بْن مالك بْن النابغة الهذلي مر بأثيلة بنت راشد، وقد رفعت برقعها عَنْ وجهها، وهي تهش عَلَى غنمها، فلما أبصرها ونظر إِلَى جمالها أناخ راحلته، ثم عقلها، ثم أتاها فذهب يريدها عَنْ نفسها، فقالت: مهلا يا حمل، فإنك في موضع وأنا في موضع، واخطبني إِلَى أَبِي، فإنه لا يردك. فأتى عليها فحملته فجلدت به الأرض، وجلست عَلَى صدره، وأخذت عليه عهدًا وميثاقًا أن لا يعود، فقامت عنه، فلم تدعه نفسه، فوثب عليها، ففعلت به مثل ذلك ثلاث مرات، وأخذت في الثالثة فهرًا [3] فشدخت به رأسه، ثم ساقت غنمها، فمر به ركب من قومه، فقالوا: يا حمل، من فعل بك هذا؟
قال: راحلتي عثرت بى. قالوا: هذه راحلتك معقولة، وهذا فهر إِلَى جنبك قد شدخت به. قال:
هو ما أقول لكم، فاحملوني. فحملوه إِلَى منزله، فحضره الموت، فقالوا: يا حمل، من نأخذ بك؟
قال: الناس من دمي أبرياء غير أثيلة. فلما مات جاءت هذيل إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقالت: إن دم حمل بْن مالك عند راشد، فأرسل إليه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأتاه، فقال: يا راشد، إن هذيلًا تزعم أن دم حمل عندك، وكان راشد يسمى في الشرك ظالمًا، فسماه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ راشدًا، فقال:
__________
[1] في المطبوعة: أنيف، وينظر كتاب نسب قريش: 262.
[2] في الأصل والمطبوعة: أبو. وهو خطأ، وينظر الإصابة.
[3] الفهر: الحجر.(3/38)
يا رَسُول اللَّهِ، ما قتلت. قَالُوا: أثيلة، قال: أما أثيلة فلا علم لي بها، فجاء إِلَى أثيلة فقال:
إن هذيلًا تزعم أن دم حمل عندك. قالت: وهل تقتل المرأة الرجل! ولكن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يكذب، فجاءت فأخبرت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: بارك اللَّه فيك، وأهدر دمه. أخرجه أبو موسى.
2738- عامر المزني
(د) عامر المزنيّ، أبو هلال. رَأَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو وهم.
روى أَبُو معاوية، عَنْ هلال بْن عامر المزني، عَنْ أبيه، قال: رأيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخطب بمنى عَلَى بغلة، وعليه برد أحمر.
كذا رواه أَبُو معاوية، فقال: هلال [1] بْن عامر، عَنْ أبيه. والصواب: هلال بْن عامر، عَنْ رافع بْن عمرو.
أخرجه ابن منده هكذا. وقد أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده عن عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أَبِي، عَنْ أَبِي معاوية الضرير، بِإِسْنَادِهِ، وذكره. وقد رواه أحمد أيضا عن محمد ابن عبيد، عَنْ شيخ من بني فزارة، عَنْ هلال بْن عامر المزني، عَنْ أبيه، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، نحوه [2] . وقد تقدم ذكر ذلك في: رافع بن عمرو، والله أعلم.
2739- عامر بن مسعود القرشي
(ب د ع) عامر بْن مسعود بْن أمية بْن خلف بْن وهب بْن حذافة بْن جمح، القرشي الجمحي.
مختلف في صحبته، قال أَبُو داود: قلت لأحمد بْن حنبل: عامر بْن مسعود القرشي، له صحبة؟ قال: لا أدري، وقد روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقال أَبُو داود: وسمعت مصعبًا الزبيري يقول: له صحبة، وهو والد إِبْرَاهِيم بْن عامر، الذي روى عنه الثوري وشعبة.
وهو الذي ولي الكوفة بعد موت يزيد بْن معاوية باتفاق من أهلها عليه. ولما وليهم خطبهم فقال في الخطبة: إن لكل قوم أشربة ولذات، فاطلبوها في مظانها، وعليكم بما يحل ويحمد واكسروا شرابكم بالماء، فقال شاعر:
من ذا يحرّم ماء المزن خالطة ... في قعر خابية ماء العناقيد
__________
[1] في المطبوعة: هاجر.
[2] مسند أحمد: 4/ 477.(3/39)
إني لأكره تشديد الرواة لنا ... فيها، ويعجبني قول ابن مسعود
وكثير من الناس يظنون أَنَّهُ أراد ابن مسعود، صاحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ولما ولي ابن الزبير الخلافة أقره عَلَى الكوفة، وكان يلقب: دحروجة الجعل، لقصره.
وعزله ابن الزبير بعد ثلاثة أشهر، واستعمل بعده عَبْد اللَّهِ بْن يَزِيدَ الخطميّ.
أخرجه الثلاثة
2740- عامر بن مطر
(ع س) عامر بْن مطر الشيباني. ذكره الطبراني في معجمه، وروى وكيع عَنْ مسعر، عَنْ جبلة بْن سحيم، عَنْ عامر بْن مطر، قَالَ: تَسَحَّرْنَا مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم قمنا إِلَى الصلاة ...
كذا قاله سهل بْن زنجلة [1] ، عَنْ وكيع. ورواه غيره عَنْ وكيع، قال: تسحرنا مع ابن مسعود، وهو الصحيح.
أخرجه أَبُو نعيم وَأَبُو موسى.
2741- عامر بن نابي
(ب) عامر بْن نابي [2] بْن زيد بْن حرام. قال هشام الكلبي: إنه شهد العقبة.
أخرجه ابن الدباغ مستدركا عَلَى أبي عمر.
2742- عامر بن الهذيل
(س) عامر بْن الهذيل. ذكره سَعِيد القرشي.
روى زياد النميري، عَنْ نفيع، عَنْ عامر بْن هذيل، قال: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: «من حضر الجمعة بالسكوت والإنصات، وصلى حتى يخرج الإمام، فهي كفارة له ما بينها وبين الجمعة الأخرى، وزيادة ثلاثة أيام» . أخرجه أبو موسى.
2743- عامر أبو هشام
(ب د ع) عامر، أَبُو هشام الأنصاري استشهد بأحد مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
روى همام، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ سعد بْن هشام بْن عامر، قال: سألت ابن عباس عَنْ وتر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: ائت عائشة، فإنّها اعلم الناس بوقر رسول الله صلى الله عليه وسلم،
__________
[1] في المطبوعة: بن نجلة، وترجمته في خلاصة التذهيب: 133.
[2] في المطبوعة: بابي. ينظر المشتبه: 38، وسيرة ابن هشام في ابنه عقبة: 1/ 432، والجمهرة لابن حزم، 340.(3/40)
فدخلت أنا وحكيم بن أفلج على عائشة، فقالت: من معك يا حكم؟ قال: سعد بْن هشام قالت: هشام بْن عامر الذي قتل بأحد؟ قلت: نعم. قالت: نعم المرء كان عامرًا.
ولعامر وابنه هشام صحبة.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم، وأما أَبُو عمر فإنه ذكر في ابنه هشام أن أباه عامرًا له صحبة وقتل بأحد.
2744- عامر بن هلال
(ب س) عَامِر بْن هلال، من بني عبس بْن حبيب بْن خارجة بْن عدوان، يكنى أبا سيارة المتقى، كتب له النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتابًا هو عند بني عمه المتعيين.
كذلك سماه أَبُو أحمد العسكري، وقيل: اسمه الحارث، ويرد في الكنى، وهناك أخرجه ابن منده وأبو عمر [1] ، وأخرجه هاهنا أبو عمر وأبو موسى.
2745- عامر بن واثلة
(ب د ع) عامر بْن واثلة بْن عَبْد اللَّهِ بْن عمير بن جابر بْن خميس بْن حدي بْن سعد بْن ليث بْن بكر بْن عبد مناة بن كنانة، الكناني الليثي، أَبُو الطفيل، وهو بكنيته أشهر.
ولد عام أحد، أدرك من حياة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثمان سنين، وكان يسكن الكوفة، ثم انتقل إِلَى مكة.
روى عمارة بْن ثوبان، عَنْ أَبِي الطفيل، قال: رأيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقسم لحمًا بالجعرانة، فجاءت امرأة فبسط لها رداءه، فقلت: من هذه؟ قَالُوا: أمه التي أرضعته.
وروى سَعِيد الجريري، عَنْ أَبِي الطفيل: أَنَّهُ قال: لا يحدثك اليوم أحد عَلَى وجه الأرض أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم غيري، قال: فقلت له: فهل تنعت من رؤيته؟ قال: نعم، مقصدًا، أبيض مليحًا [2] .
وكان أَبُو الطفيل من أصحاب عَلَى المحبين له، وشهد معه مشاهده كلها، وكان ثقة مأمونًا يعترف بفضل أَبِي بكر وعمر وغيرهما، إلا أَنَّهُ كان يقدم عليًا.
توفي سنة مائة، وقيل: مات سنة عشر ومائة، وهو آخر من مات ممن رَأَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم.
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: عامر.
[2] المقصد: هو الّذي ليس بطويل ولا قصير ولا جسيم.(3/41)
حُدي: بالحاء المضمومة المهملة، قاله ابن ماكولا. قال: ووجدته في جمهرة ابن الكلبي:
جدي، بالجيم، والله أعلم.
2746- عامر بن أبى وقاص
(ب س) عامر بْن أَبِي وقاص، أخو سعد بْن أَبِي وقاص، لأبيه وأمه، وأمهما حمنة بنت سفيان بْن أمية بْن عبد شمس. قال الواقدي: أسلم بعد عشرة رجال، وكان هو الحادي عشر، فلقي من أمه ما لم يلق أحد من قريش، وحلفت لا يظلها ظل، ولا تأكل طعامًا ولا تشرب شرابًا، حتى يدع دينه، فأقبل سعد فرأى الناس مجتمعين، فقال: ما شأن الناس؟ قالوا: هذه أمك قد أخذت أخاك عامرًا، وقد عاهدت اللَّه تعالى أن لا يظلها ظل ولا تأكل طعامًا ولا تشرب شرابًا حتى يدع الصبا [1] . فقال لها سعد: يا أمه، علي فاحلفي أن لا تستظلي ولا تأكلي ولا تشربي حتى تري مقعدك من النار، فقالت: إنما أحلف على ابى البر، فأنزل اللَّه تعالى: وَإِنْ جاهَداكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي 31: 15 [2] الآية.
وهاجر إلى أرض الحبشة.
أخرجه هاهنا أَبُو عمر وَأَبُو موسى، وقد تقدم في: عامر بن مالك.
2747- عامر بن يزيد
(ب) عامر بْن يَزِيدَ بْن السكن. أخو أسماء بنت يزيد بْن السكن.
استشهد مع أبيه يَوْم أحد، ذكره أَبُو عمر في باب أبيه مدرجا، وذكره العدوي أيضا.
2748- عائذ بن ثعلبة
(د ع) عائذ بْن ثعلبة بْن وبرة البلوي. له صحبة، شهد فتح مصر، وقتله الروم ببرلس [3] سنة ثلاث وخمسين، قاله ابن يونس.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم مختصرا
2749- عائذ بن سعيد
(ب د ع) عائذ بْن سَعِيد بْن زيد بْن جندب بْن جابر بْن زيد بْن عبد الحارث بْن بغيض الجسري، حي من عنزة بن ربيعة.
__________
[1] صبأ فلان من دينه: خرج عنه إلى دين آخر.
[2] العنكبوت: 8.
[3] برلس: بليدة على شاطئ نيل مصر، قرب البحر من جهة الإسكندرية.(3/42)
كان فيمن وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقتل مع علي بصفين سنة سبع وثلاثين.
روى عَبْد اللَّهِ بْن إِبْرَاهِيم القرشي، عَنْ أَبِي بكر بْن النضر، عَنْ أم البنين بنت شراحيل العبدية، عَنْ عائذ بْن سَعِيد الجسري، قال: وفدنا عَلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رَسُول اللَّهِ، بأبي أنت امسح عَلَى وجهي وادع لي بالبركة. ففعل، قالت أم البنين، وهي امرأته:
ما رأيته قام من نوم قط إلا وكأن وجهه مدهن [1] وَإِن كان ليتجزأ بالتمرات.
أخرجه الثلاثة، إلا أن ابن منده جعله حميريًا، وقال في اسم امرأته، أم اليسر وَإِنما هو جسري بالجيم، وأم البنين: بالباء الموحدة والنون.
وقال أَبُو نعيم: هو عائذ بن سعد الجسري، حي من عنزة، بْن ربيعة. وليس كذلك، وإنما هو من جسر بْن محارب بْن خصفة، فهو محاربي جسري، ولعله قد رَأَى في عنزة جسرًا، وهو جسر بْن النمر بْن يقدم بْن عنزة، فظن عائذًا منهم، وليس كذلك، وَإِنما هو عائذ بْن سَعِيد بْن جابر بْن زيد بْن عبد الحارث بْن بغيض بْن شكم بْن عبد بْن عوف بْن زيد بْن بكر بْن عميرة بْن عَلِيِّ بْنِ جسر بْن محارب، والله أعلم.
2750- عائذ بن أبى عائذ
(ب د ع) عائذ بْن أَبِي عائذ الجعفي. روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، روى عنه الجعد بْن أَبِي الصلت أَنَّهُ قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقوم يرفعون حجرًا، وكنا نسميه حجر الأشداء.
أخرجه الثلاثة، وقال أَبُو عمر: أخشى أن يكون الحديث مرسلا.
2751- عائذ بن عبد عمرو
(د ع) عائذ بْن عبد عمرو الأزدي، عداده في البصريين، توفي بعد عثمان، ذكره البخاري في الوحدان، ولم يذكر عنه حديثًا.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم مختصرًا.
2752- عائذ بن عمرو
(ب د ع) عائذ بْن عمرو بْن هلال بْن عبيد بن يزيد بْن رواحة بْن زبينة بْن عدي بْن عامر بْن ثعلبة بن تور بْن هذمة بْن لاطم بْن عثمان بْن عمرو بْن أد بْن طابخة بْن إلياس بْن مضر، المزني، يكنى أبا هبيرة، ويقال لولد عثمان وأوس ابني عَمْرو: مزينة، نسبا إلى أمهما.
__________
[1] المدهن: ما يجعل فيه الدهن، شبهت وجهه بصفاء الدهن. ويتجزأ: يكتفى.(3/43)
وكان ممن بايع بيعة الرضوان تحت الشجرة، وكان من صالحي الصحابة، سكن البصرة، وابتنى بها دارًا، وتوفي في إمارة عبيد اللَّه بْن زياد، أيام يزيد بْن معاوية، وأوصى أن يصلي عَلَيْهِ أَبُو برزة الأسلمي، لئلا يصلي عليه ابن زياد.
روى عنه الحسن، ومعاوية بْن قرة، وعامر الأحول، وغيرهم أَخْبَرَنَا يحيى بْن محمود بن سعد إجازة بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْن بكار، حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ بْن خَالِد، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ بسطام بْن مسلم، عَنْ خليفة بْن عَبْد اللَّهِ، عن عائذ ابن عمرو: أن رجلا سأل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأعطاه، فلما وضع رجله خارجًا من أسكفة الباب قال: «لو يعلم ما في المسألة ما سأل رجل يجد شيئا» . أخرجه الثلاثة.
2753- عائذ بن قرط
(ب د ع) عائذ بْن قرط السكوني شامي.
أَخْبَرَنَا يحيى بْن محمود إذنا بِإِسْنَادِهِ إلى أَحْمَدَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الضَّحَّاكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الحوطي، حدثنا مُحَمَّد بْن حمير، عَنْ عمرو بْن قيس السكوني، عَنْ عائذ بْن قرط: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: من صلى صلاة لم يتمها زيد فيها من سبحانه [1] حتى تتم. أَخْرَجَهُ الثلاثة، إلا أن أبا عُمَر جعله سكونيًا، وأمَّا ابْن منده وَأَبُو نعيم فلم ينسباه، وجعله ابن أَبِي عاصم ثماليا.
2754- عائذ بن ماعص
(ب س) عائذ بْن ماعص بْن قيس بْن خلدة بْن مخلد بْن عَامِر بْن زريق، الأنصاري الخزرجي ثُمَّ الزرقي.
شهد بدرًا مع أخيه: معاذ بْن ماعص، وقتل عائذ يَوْم اليمامة شهيدًا، وقيل: إنه استشهد يَوْم بئر معونة. وكان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد آخى بينه وبين سويبط، بن حرملة العبذرى.
أخرجه أبو عمر وأبو موسى.
2755- عائذ الله بن سعيد
(ب) عائذ اللَّه. هذا منسوب إِلَى اسم اللَّه تعالى، هو ابن سَعِيد بْن جندب، وقيل: عائذ ابن سَعِيد، غير مضاف إِلَى اسم اللَّه، عز وجل، وقد تقدم ذكره.
__________
[1] سبحات: جمع سبحة، وهي النافلة.(3/44)
وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومن ولده لقيط الراوية ابن بكر بْن النضر بْن سَعِيد بْن عائذ، العلامة [1] أخرجه أبو عمر.
2756- عائذ الله بن عبد الله
(ب) عائذ اللَّه بْن عَبْد اللَّهِ، أَبُو إدريس الخولاني. ولد عام حنين، وهو مذكور في الكنى إن شاء الله تعالى.
أخرجه أبو عمر مختصرا.
باب العين والباء
2757- عباد بن أخضر
(ب ع س) عباد بْن أخضر، وقيل: ابن أحمر.
روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ كان إذا أخذ مضجعه قرأ: قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ 109: 1 حتى يختمها ذكره الحضرمي، في المفاريد، وابن أَبِي شيبة في الوحدان. أخرجه أَبُو نعيم، وأبو عمر وأبو موسى.
2758- عباد بن بشر
(د ع) عباد بْن بشر بْن قيظي. قال ابن منده: وهو ابن وقش، من بني النبيت، ثُمَّ من بني عبد الأشهل.
شهد بدرًا، وقتل يَوْم اليمامة، قاله مُحَمَّد بْن إِسْحَاق [2] عَنِ الزُّهْرِيّ.
وروى ابن منده بِإِسْنَادِهِ عَنْ يعقوب بْن مُحَمَّد الزُّهْرِيّ، عَنْ إِبْرَاهِيم بْن جَعْفَر بْن محمود بْن مُحَمَّدِ بْنِ مسلمة، حدثنا أَبِي، عَنْ جدته تويلة بنت أسلم بْن عميرة، قالت: صلينا في بني حارثة الظهر- أو العصر- فصلينا سجدتين إِلَى بيت المقدس، فجاء رجل فأخبرهم أن القبلة قد صرفت إِلَى المسجد الحرام. قالت: فتحولنا، فتحول الرجال مكان النساء، والنساء مكان الرجال، قال: هذا الرجل الذي أخبرهم أن القبلة قد صرفت هو: عباد بْن بشر.
وروى عَنْ إِبْرَاهِيم بْن حمزة الزبيري، عَنْ إِبْرَاهِيم بْن جَعْفَر، عَنْ أبيه، عَنْ تويلة وكانت من المبايعات قالت: جاء رجل من بني حارثة، يقال له: عباد بْن بشر بن قيظىّ
__________
[1] انه ترجمة في ميزان الاعتدال: 3/ 409.
[2] سيرة ابن هشام: 1/ 686.(3/45)
الأنصاري، فقال: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد استقبل البيت الحرام، فتحولوا عنه، وذكر نحوه، هذا كلام ابن منده.
وقال أَبُو نعيم: عباد بْن بشر بْن قيظي الأنصاري، قيل: هو المتقدم من بني عبد الأشهل، يعني عباد بْن بشر بْن وقش الذي يأتي ذكره قال: وقيل غيره، فرقه بعض المتأخرين، وأخرج له هذا الحديث، وذكر حديث إِبْرَاهِيم بْن جَعْفَر، عَنْ أبيه، عَنْ تويلة: أنها قالت:
إنا لنصلي في بني حارثة، فقال عباد بْن بشر بْن قيظي ... وذكره.
رواه يعقوب الزُّهْرِيّ، عَنْ إِبْرَاهِيم بْن جَعْفَر، ولم يسم عبادًا، ورواه يعقوب بْن إِبْرَاهِيم بْن سعد، عَنْ شريك، عَنْ أَبِي بكر بْن صخير، عَنْ إِبْرَاهِيم بْن عباد الأنصاري، عَنْ أبيه، وكان إمام بني حارثة عَلَى عهد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: بينما هو يصلي إذ سمع: إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حول نحو الكعبة، فاستداروا.
قلت: هذا كلام أَبِي نعيم، ولم يقطع فيه بشيء وأما ابن منده فإنه قطع بأنهما اثنان، أحدهما هذا، والثاني عباد بْن بشر بْن وقش، الذي يأتي ذكره، ولا يبعد أن يكونا اسمين، فإنه قد جعل في نسب هذا بشر بْن قيظي، وليس في نسب الذي يأتي ذكره قيظي، حتى يقال: قد نسب إِلَى جده، ثم جعل هذا من بني حارثة، وبنو حارثة ليسوا من بني عبد الأشهل، فإن حارثة هو ابن الحارث بْن الخزرج بْن عمرو بْن مالك بْن الأوس، وعبد الأشهل هو ابن جشم ابن الحارث بْن الخزرج بْن عمرو بْن مالك بْن الأوس، ويجتمعان في الحارث بْن الخزرج، وَإِنما في بني حارثة عرابة بْن أوس بْن قيظي بْن عمرو بْن جشم بْن حارثة، فيكون هذا ابن عمه، ومن بني حارثة، مربع بْن قيظي بْن عمرو، عم عرابة، فيكون هذا ابن أخيه أيضًا. وقد ذكر أَبُو عمر: عباد بْن قيظي الأنصاري الحارثي، وقال: هو أخو عَبْد اللَّهِ وعقبة ابني قيظي، وهذا يؤيد أنهما اثنان، والله أعلم.
2759- عباد بن بشر بن وقش
(ب د ع) عباد بْن بشر بْن وقش بْن زغبة بْن زعوراء بْن عَبْد الأشهل بن جشّم بن الحارث ابن الخزرج بْن عمرو، وهو النبيت، بْن مالك بْن الأوس، الأنصاري الأوسي ثم الأشهلي، يكنى أبا بشر، وقيل: أَبُو الربيع.
أسلم بالمدينة عَلَى يد مصعب بْن عمير، قبل إسلام سعد بْن معاذ، وأسيد بْن حضير. وشهد بدرا وأحدا والمشاهد كلها مع رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.(3/46)
وكان ممن قتل كعب بْن الأشرف اليهودي، الَّذِي كَانَ يُؤْذِي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والمسلمين، وكان الذين قتلوه عبادًا ومحمد بْن مسلمة، وأبا عبس بْن جبر، وأبا نائلة، وغيرهم. وقال في ذلك شعرًا.
وكان من فضلاء الصحابة، قالت عائشة: ثلاثة من الأنصار لم يكن أحد يعتد [1] عليهم فضلًا، كلهم من بني عبد الأشهل: سعد بْن معاذ، وأسيد بْن حضير، وعباد بْن بشر.
وروت عائشة رضي اللَّه عنها: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سمع صوت عباد بْن بشر، فقال: «اللَّهمّ ارحم عبادًا» . أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن أحمد، عَنْ أبيه، حدثنا بهز بْن أسد [2] حدثنا حماد بْن سلمة، عَنْ ثابت، عَنْ أنس: أن أسيد بْن حضير وعباد بن بسر كانا عند النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في ليلة مظلمة، فخرجا من عنده، فأضاءت عصا أحدهما، فكانا يمشيان بضوئها، فلما افترقا أضاءت عصا هذا وعصا هذا وروى مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، عَنْ حصين بْن عبد الرحمن، عَنْ عبد الرحمن بْن ثابت، عَنْ عباد بْن بشر الأنصاري: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «يا معشر الأنصار، أنتم الشعار، والناس الدثار [3] ، لا أوتين من قبلكم» . وقتل عباد يَوْم اليمامة، وكان له يومئذ بلاء عظيم، وكان عمره خمسًا وأربعين سنة.
ولا عقب له.
أخرجه الثلاثة.
2760- عباد أبو ثعلبة
(د ع) عباد، أَبُو ثعلبة العبدي، يعد فِي أهل الكوفة.
روى عَنْهُ ابنه ثعلبة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما من مسلم يقرب وضوءه، فيغسل وجهه ... الحديث في فضل الوضوء.
أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
__________
[1] يعتد، يحصى.
[2] في المطبوعة: حدثنا مهر بن أثيل، وترجمة بهز في ميزان الاعتدال: 1/ 353. والحديث رواه أحمد في المسند: 3/ 190، 191.
[3] اشعار: الثوب الّذي يلي الجسد فيكون على شعره، والدثار: الثوب الّذي فوق الشعار، يقول، أنتم الخاصة والبطانة.(3/47)
2761- عباد بن جعفر
(د ع) عباد بْن جَعْفَر المخزومي. روى عنه ابنه مُحَمَّد. ذكر في الصحابة، ولا يعرف لَهُ رؤية [1] ولا صحبة.
أَخْرَجَهُ ابْن منده وأبو نعيم مختصرا.
2762- عباد بن الحارث
(ب) عباد بْن الحارث بْن عدي بْن الأسود بْن الأصرم بْن جحجبي بْن كلفة بْن عوف، الأنصاري الأوسي. يعرف بفارس ذي الخرق، فرس له كان يقاتل عليه.
شهد أحدا والمشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى فرسه ذلك، وقتل يَوْم اليمامة شهيدًا.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر.
2763- عباد بن خالد
(س) عباد بْن خَالِد الغفاري. من أهل الصفة، أورده المستغفري ولم يورد له حديثًا.
أخرجه أبو موسى مختصرا.
2764- عباد بن الخشخاش
(ب) عباد بْن الخشخاش [2] ، وقيل: عبادة. ويذكر في عبادة أتم من هذا، إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه هاهنا أبو عمر
2765- عباد بن سائس
(س) عبّاد بن سائس [3] . روى عنه أَبُو هريرة. قال أَبُو موسى: ذكره الحافظ أبو زكريا هكذا، لم يزد.
أخرجه أبو موسى
2766- عباد بن سحيم
(د ع) عباد بْن سحيم الضبي. ذكره ابن أَبِي عاصم في الصحابة ولم يورد له شيئًا، وقال البخاري: هو تابعي أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم مختصرًا.
__________
[1] في المطبوعة: رواية.
[2] في المطبوعة: الحسحاس.
[3] كذا في الأصل، وفي المطبوعة والإصابة «سابس» بالباء.(3/48)
2767- عباد بن سنان
(ب د ع) عباد بْن سنان- وقيل: ابن شيبان- بن جابر بْن سالم بْن مرة بْن عبس من رفاعة ابن الحارث بْن حيي بْن الحارث بْن بهثة بْن سليم، أَبُو إِبْرَاهِيم السلمي، حليف قريش.
خطب إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمامة بنت ربيعة بْن الحارث بْن عبد المطلب، فأنكحه ولم يشهد. روى عنه ابنه إِبْرَاهِيم.
أخرجه الثلاثة، إلا أن أبا نعيم قال: سنان، وقيل: شيبان، وأما ابن منده وَأَبُو عمر فقالا: شيبان. فحسب، وقال الكلبي: سنان.
2768- عباد بن سهل
(ب د ع) عباد بْن سهل بْن مخرمة بْن قلع بْن حريش بْن عبد الأشهل، الأنصاري الأشهلي.
قتل يَوْم أحد شهيدا، قتله صفوان بْن أمية الجمحي، قاله ابن إِسْحَاق وموسى بْن عقبة.
أخرجه الثلاثة.
2769- عباد بن شرحبيل
عباد بْن شرحبيل الغبري اليشكري. يعد في البصريين. وهو من بني غبر بْن يشكر بْن وائل، أَخْبَرَنَا أَبُو الفرج بْن مُحَمَّود إِذْنًا بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شيبة، حدثنا شبابة، عَنْ شعبة، عَنْ أَبِي بشر جَعْفَر بْن أَبِي وحشية، عَنْ عباد بْن شرحبيل، رجل من بني غبر، قال: أصابنا عام مخمصة، فأتيت المدينة، فدخلت حائطًا من حيطانها، فأخذت سنبلًا ففركته فأكلته، وحملت في كسائي، فجاء صاحب الحائط فضربني، وأخذ ثوبي، فأتيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبرته بذلك، فقال له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ما علمته إذ كان جاهلًا، ولا أطعمته إذ كان جائعًا، أو ساغبًا. وأمره النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فرد إليه ثوبه، وأمر له بوسقٍ [1] [2] من طعام أو نصف وسق. أخرجه الثلاثة.
2770- عباد بن شيبان
عباد بْن شيبان، أَبُو يحيى. روى عنه ابنه يحيى، مختلف في إسناد حديثه.
روى جنادة بْن مروان، عَنْ أشعث بْن سوار، عَنْ يحيى بْن عباد، عَنْ أبيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: أبا يحيى، هلمّ إلى الغداء المبارك.
__________
[1] سيرة ابن هشام: 2/ 123.
[2] الوسق: ستون صاعا. والحديث رواه أحمد في مسندة من طريق شعبة: 4/ 166، 167.(3/49)
ورواه حفص بْن غياث، عَنْ أشعث، عَنْ أَبِي هبيرة يحيى بْن عباد، عَنْ جده شيبان. وقد ذكر في شيبان.
2771- عباد بن عبد العزى
(ب) عباد بْن عبد العزى بْن محصن بن عقيدة بن وهب بْن الحارث بْن جشم بْن لؤي ابن غالب، كان يلقب الخطيم، لأنه ضرب عَلَى أنفه يَوْم الجمل.
أخرجه أَبُو عمر عَنِ ابن الكلبي.
2772- عباد بن عبيد
(ب) عباد بْن عبيد بْن التيهان. شهد بدرًا، ذكره الطبري.
أخرجه أَبُو عمر مختصرًا.
2773- عباد العدوي
(د ع) عباد العدوي. ذكره البخاري في الصحابة، وروى عَنْ ثابت بْن مُحَمَّد، عَنْ أَبِي بكر بْن عَيَّاشٍ، عَنْ عائشة بنت ضرار، عَنْ عباد العدوي، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ويل للعرفاء [1] ويل للأمناء» . وخالفه غيره، فقال: عَنْ عباد، رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
2774- عباد بن عمرو
(د ع) عباد بْن عمرو الديلي، وقيل: الليثي. يعد في الكوفيين.
روى عطاء بْن السائب، عَنِ ابن عباد، عَنْ أبيه: أَنَّهُ رَأَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم واقفًا في موقف، ثم رآه بعد ما بعث وقف فيه بعرفات، قال: وجاء رجل من بني ليث إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: ألا أنشدك؟ فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا. ثلاث مرات، فأنشده الرابعة، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن كان من الشعراء من أحسن فقد أحسنت. أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
2775- عباد بن عمرو
(د ع) عباد بْن عمرو، وقيل: عباد بْن عبد عمرو. كان يخدم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
__________
[1] ينظر التعليق رقم 2 في: 1/ 344.(3/50)
روى الضحاك بْن مخلد، عَنْ بشر بْن صحار الأعرجي، عَنِ المعارك [بْن] [1] بشر بْن عباد وغير واحد من أعمامي، عَنْ عباد بْن عمرو، وكان يخدم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم فخاطبه يهودي فسقط، رداؤه عَنْ منكبه، وكان يكره أن يرى الخاتم، فسويته عليه، فقال: من فعل هذا؟ قلت: أنا.
قال: تحول إلي. فجلست بين يديه، فوضع يده عَلَى رأسي، فأمرها عَلَى وجهي وصدري، وقال: إذا أتانا سبي فاتني، فأتيته، فأمر لي بجذعة، وكان الخاتم عَلَى طرف كتفه الأيسر كأنها ركبة عنز. أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
وأخرجه الأمير أَبُو نصر بْن ماكولا عياذ: بكسر العين وبالياء تحتها نقطتان، والذال المعجمة.
ومثله أخرجه أَبُو عمر ويرد في موضعه، إن شاء اللَّه تعالى، وأخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم في الموضعين.
2776- عباد بن عمرو
(س) عباد بْن عمرو. يحدث بحديث فتح مكة، يرويه أَبُو عاصم، ذكره جَعْفَر، أخرجه أبو موسى مختصرا.
2777- عباد بن قيس
(ب) عباد بْن قيس بْن عبسه، وقيل: عيشة، بْن أمية بْن مالك بْن عامر بْن عدي بْن كعب بْن الخزرج بْن الحارث بْن الخزرج، الأنصاري الخزرجي.
شهد بدرًا هو وأخوه سبيع بْن قيس، وقتل يَوْم مؤتة شهيدا.
أخرجه أبو عمر.
2778- عباد بن قيظى
(ب) عباد بْن قيظي الأنصاري الحارثي، أخو عَبْد اللَّهِ وعقبة ابني قيظي.
قتل هو وأخواه يَوْم الجسر جسر أَبِي عبيد، له صحبة.
أخرجه أبو عمر.
2779- عباد بن مرة
(د ع) عباد بْن مرة، وقيل: مرة بْن عباد. عداده في الشاميين، روى أَبُو الزاهرية، عَنْ جبير بْن نفير، عَنْ عباد بْن مرة الأنصاري: أَنَّهُ خرج يومًا فإذا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جالس مختلج [2]
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: عن. والمثبت عن ترجمة عياذ فيما يأتى، وعن الاستيعاب: 1249، والإصابة.
[2] أي متغير اللون.(3/51)
لونه، ثم عاد فقال: بأبي أنت وأمي، أرى لونك مختلجًا! فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الجوع.
ورواه عباد بْن عباد، عَنْ أبان بْن أَبِي عياش، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيب، عَنْ مرة بْن عباد نحو معناه. أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
2780- عباد
(ذ ع) عباد. له ذكرى في المهاجرين ولا تعرف له رواية.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر عُبَيْد الله بن أحمد بإسناده إلى يونس بْن بكير، عَنِ ابن إِسْحَاق، في هجرة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إِلَى المدينة، قال: ونزل عبيدة بْن الحارث، والطفيل، ومسطح بْن أثاثة، وعباد بْن المطلب، وذكر غيرهم، عَلَى عَبْد اللَّهِ بْن سلمة العجلاني.
وذكره ابن منده هكذا، وقال أَبُو نعيم: عباد بْن المطلب ذكره بعض المتأخرين، وزعم أَنَّهُ له ذكر في المهاجرين، ولا تعرف له رواية، وذكر قول ابن إِسْحَاق، قال: وهذا وهم شنيع، وخطأ قبيح، وَإِنما هو مسطح بْن أثاثة بْن عباد بْن المطلب [1] ونزل هو وعبيدة بْن الحارث وأخواه، وذكر غيرهم، بقباء عَلَى أخي بني العجلان، قال: واتفقوا عَلَى أَنَّهُ ليس في المهاجرين أحد اسمه عباد بْن المطلب.
وقال أَبُو موسى: عباد بْن المطلب، من المهاجرين الأولين إِلَى المدينة، ذكره جَعْفَر بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابن إِسْحَاق، قال: وأظنه عياذ، بالياء والذال المعجمة.
قلت: الذي قاله أَبُو نعيم صحيح، ولكن ليس عَلَى ابن منده فيه مأخذ، فإنه نقل رواية يونس عَنِ ابن إِسْحَاق، وقد صدق في روايته فإنها رواية يونس كما ذكرناه، وقد ذكره سلمة ابن الفضل عَنِ ابن إِسْحَاق أيضًا مثل يونس، وأما عَبْد الْمَلِكِ بْن هشام فذكره كما قال أَبُو نعيم، وأما استدراك أَبِي موسى عَلَى ابن منده فلا وجه له، لأنه قد أخرجه في عباد وعياذ، كما تراه.
2781- عباد بن نهيك
(ب) عباد بْن نهيك الأنصاري الخطمي. هو الذي أنذر قومه حين وجدهم يصلون إِلَى البيت المقدس، وأخبرهم أن القبلة قد حولت، في قول، وقيل غيره.
أخرجه أَبُو عمر مختصرا.
__________
[1] ينظر سيرة ابن هشام: 1/ 478.(3/52)
2782- عباد أبو ثعلبة
(ب) عباد، بكسر العين وتخفيف الباء، وهو عباد أَبُو ثعلبة، يعد في أهل الكوفة، روى الأسود بْن قيس، عَنْ ثعلبة بْن عباد العبدي، عَنْ أبيه، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قال: «ما من عبد يتوضأ فيحسن الوضوء، فيغسل وجهه حتى يسيل الماء عَلَى ذقنه، ثم يغسل ذراعيه حتى يسيل الماء عَلَى مرفقيه، ثم يغسل رجليه حتى يسيل الماء من قبل كعبيه، ثم يقوم فيصلي إلا غفر له ما سلف من ذنوبه» . أخرجه أَبُو عمر، وقال أَبُو عمر: بكسر العين. ووافقه الأمير أَبُو نصر، وأما ابن منده وَأَبُو نعيم فذكراه في عباد، المفتوح العين المشدد الباء ولم يتعرضا إِلَى كسره، والصواب كسر العين، وكذلك قاله ابن يونس أيضًا، وقد ذكرناه في عباد بفتح العين.
2783- عباد بن خالد
(ب) عباد بْن خَالِد الغفاري، بكسر العين أيضًا. له صحبة ورواية، له حديثان عند عطاء ابن السائب، عَنْ أبيه، عَنْ خَالِد بْن عباد، عَنْ أبيه عباد بْن خَالِد.
أخرجه أَبُو عمر مختصرا.
2784- عبادة بن الأشيب
(د ع) عبادة- بضم العين وفتح الباء المخففة، وبعد الدال هاء- هو عبادة بْن الأشيب العنزي، عداده في أهل فلسطين، روى عنه أَنَّهُ قال: خرجت إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسلمت، وكتب لي كتابًا: «بسم اللَّه الرحمن الرحيم، من نبي اللَّه لعبادة بْن الأشيب العنزي: إني أمرتك عَلَى قومك، ممن جرى عليه عمالي وعمل بني أبيك، فمن قرئ عليه كتابي هذا، فلم يطع، فليس له من اللَّه معون» قال: فأتيت قومي، فأسلموا. أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
عنزي: بسكون النون، نسبة إِلَى عنز بْن وائل بْن قاسط بْن هنب بن أفصى، وعنز: أبو بكر ابن وائل.
2785- عبادة بن أوفى
(ب د ع) عبادة بْن أوفى، وقيل: ابن أَبِي أوفى بْن حنظلة بْن عمرو بن رياح بن جعونة ابن الحارث بْن نمير بْن عامر بْن صعصعة، أَبُو الْوَلِيد النميري.(3/53)
اختلف في صحبته، قال أَبُو نعيم: ذكره بعض المتأخرين، ولم يذكره أحد في الصحابة وهو شامي سكن قنسرين، وقيل: سكن دمشق، وشهد صفين مع معاوية، يروي عَنْ عمرو بْن عبسة [1] ، روى عنه أَبُو سلام الأسود، ومكحول، ويزيد بْن أَبِي مريم.
روى عَنْ عمرو بْن عبسة [1] . فيمن أعتق امرأ مسلمًا.
قال أَبُو عمرو: يقال إن حديثه مرسل، لأنه يروي عَنْ عمرو بْن عبسة [1] . وقول أبى نعيم:
«لم يذكره في الصحابة» يرده إخراج أبى عمر له.
2786- عبادة بن الخشخاش
(ب د ع) عبادة بْن الخشخاش العنبري، قاله ابن منده، ولم يذكره غيره أَنَّهُ عنبري، وهو ابن الخشخاش بْن عمرو بْن زمزمة بْن عَمْرو بْن عمارة بْن مالك بْن عَمْرو بْن بثيرة بْن مشنوء بْن القشر [2] بْن تميم بْن عوذ مناة [3] [بْن ناج [4]] بن تيم بْن إراشة بْن عَامِر بْن عبيلة بْن قسميل ابن فران [5] بْن بلي البلوي.
لم يختلفوا أَنَّهُ من بلي، إلا ابن منده، فإنه جعله عنبريا، قالوا: وهو ابن عمّ المجذّر ابن ذياد [6] وأخوه لأمه وهو حليف بني سالم من بني عوف من الأنصار. شهد بدرًا وقتل يَوْم أحد شهيدًا.
وقد روى ابن منده بِإِسْنَادِهِ إِلَى يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاق، قال: قتل يَوْم أحد من المسلمين، من بني عوف بْن الخزرج، ثم من بني سالم: عبادة بْن الخشخاش [7] ، ودفن هو والنعمان بْن مالك، والمجذر بْن ذياد في قبر واحد.
أخرجه الثلاثة قلت: وقيل فيه: عباد، بفتح العين، وبغير هاء في آخره، وقيل: الخشخاش، بخاءين وشينين معجمات، وقيل: بحاءين وسينين مهملات. وقول ابن منده إنه عنبري، وهم منه، وأظنه رَأَى أن الخشخاش العنبري له صحبة، فظن أن هذا ابن له، ثم هو نقضه على نفسه
__________
[1] في المطبوعة: عبسة، وعمرو بن عبسه صحابى، تأتى ترجمته، وينظر خلاصة التذهيب: 247.
[2] في المطبوعة: العشر. بالعين، ينظر الجمهرة، لابن حزم: 414.
[3] في المطبوعة: عوذ بن مناة. ينظر المرجع السابق.
[4] سقط من المطبوعة.
[5] في الأصل المطبوعة: فراز ينظر القاموس.
[6] في المطبوعة: زياد، بالزاي، وهو خطأ.
[7] سيرة ابن هشام: 2/ 126.(3/54)
بقوله: قتل بأحد من الأنصار من بني سالم: عبادة، ومع أنه قد نسبه إلى سالم ثم إِلَى الخزرج، ولم ير في نسبه العنبر، كيف قال: إنه عنبري!! وقد ذكره ابن ماكولا فقال: عبادة بْن الخشخاش بْن عمرو بْن زمزمة، له صحبة، وشهد بدرًا، وقتل يَوْم أحد، قاله ابن إِسْحَاق وَأَبُو معشر، يعني بالخاءين والشينين المعجمات، وقال الواقدي: هو عبدة بْن الحسحاس، بالحاءين والسينين المهملات، وهو ابن عم المجذر بْن ذياد وأخوه لأمه، قتل يَوْم أحد، وهذا جميعه يرد قول ابن منده، وسياق النسب أول الترجمة عَنِ ابن الكلبي يقوي ما قلناه، والله أعلم.
2787- عبادة بن رافع
(س) عبادة بْن رافع. ذكره يحيى بْن يونس، عَنْ سلمة بْن شبيب، عَنْ أَبِي المغيرة، عَنْ ثابت بْن سَعِيد، عَنْ عمه خَالِد بْن ثابت، عَنْ عبادة بْن رافع، قال: إن المؤمنين إذا التقيا يحضرهما سبعون حسنة، فأيهما كان أبش بصاحبه كان له تسع وستون، وللآخر حسنة.
قال: وكان عبادة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
أخرجه أبو موسى.
2788- عبادة الزرقيّ
(ب د ع) عبادة الزرقي، وقيل: عباد، وقيل: أبو عبادة، فإن كان أبا عبادة فاسمه:
سعد بْن عثمان بْن خلدة بْن مخلد بن عامر بن زريق بْن عامر بْن زريق بْن عبد حارثة بن مالك ابن غضب بْن جشم بْن الخزرج، الأنصاري.
يعد في أهل الحجاز، وهو بدري، وقد روى عنه ابناه: عَبْد اللَّهِ وسعد، روى يعلى عَنْ [1] عبد الرحمن بْن هرمز، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن عبادة، أَنَّهُ كان يصيد العصافير في بئر أَبِي إهاب، قال: فرآني عبادة، يعني أباه، وقد أخذت عصفورًا، فانتزعه مني، فأرسله، وقال: أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حرم ما بين لابتيها [2] ، كما حرم إِبْرَاهِيم مكة.
قال موسى بْن هارون: من قال: إن هذا عبادة بْن الصامت فقد وهم، هذا عبادة بْن الزرقي صحابي.
أخرجه الثلاثة، وقال أَبُو عمر: لا تدفع [3] صحبته.
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: ابن، والمثبت عن الإصابة.
[2] اللابة: أرض ذات حجارة سود، والمدينة تقع بين لابتين عظيمتين.
[3] في المطبوعة: ترفع، والمثبت عن الأصل، وإحدى نسخ الاستيعاب، ينظر: 810.(3/55)
2789- عبادة بن الصامت
(ب د ع) عبادة بْن الصامت بْن قيس بْن أصرم بْن فهر بْن ثعلبة بْن قوقل، واسمه غنم بْن عوف بْن عَمْرو بْن عوف بن الخزرج، الأنصاري الخزرجي، أَبُو الْوَلِيد، وأمه قرة العين بنت عبادة بْن نضلة بْن مالك بْن العجلان.
شهد العقبة الأولى والثانية، وكان نقيبا على القواقل بني عوف بْن الخزرج، وآخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه وبين أَبِي مرثد الغنوي، وشهد بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، واستعمله النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بعض الصدقات، وقال له: اتق اللَّه، لا تأتي يَوْم القيامة ببعير تحمله له رغاء، أو بقرة لها خوار، أو شاة لها ثوّاج! قال: فو الّذي بعثك بالحق لا أعمل عَلَى اثنين.
قال مُحَمَّد بْن كعب القرظي: جمع القرآن في زمن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خمسة من الأنصار:
معاذ بن جبل، وعبادة بْن الصامت، وأبي بْن كعب، وَأَبُو أيوب، وَأَبُو الدرداء.
وكان عبادة يعلم أهل الصفة القرآن، ولما فتح المسلمون الشام أرسله عمر بْن الخطاب.
وأرسل [معه] معاذ بْن جبل وأبا الدرداء، ليعلموا الناس القرآن بالشام ويفقهوهم في الدين، وأقام عبادة بحمص، وأقام أَبُو الدرداء بدمشق، ومضى معاذ إِلَى فلسطين، ثم صار عبادة بعد إِلَى فلسطين، وكان معاوية خالفه في شيء أنكره عبادة، فأغلظ له معاوية في القول، فقال عبادة:
لا أساكنك بأرض واحدة أبدًا، ورحل إِلَى المدينة، فقال عمر: ما أقدمك؟ فأخبره، فقال:
ارجع إِلَى مكانك، فقبح [1] اللَّه أرضًا لست فيها أنت ولا أمثالك، وكتب إِلَى معاوية: لا إمرة لك عليه.
روى عنه أنس بْن مالك، وجابر بْن عَبْد اللَّهِ، وفضالة بْن عبيد، والمقدام بْن عمرو بْن معديكرب، وَأَبُو أمامة الباهلي، ورفاعة بْن رافع، وأوس بْن عَبْد اللَّهِ الثقفي، وشرحبيل بْن حسنة، وكلهم صحابي. وروى عنه جماعة من التابعين.
قال الأوزاعي: أول من ولي قضاء فلسطين عبادة بْن الصامت.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هِبَةِ الله الدمشقي، أخبرنا أبو عبد الرحمن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي بكر الخطيب الكشمهني وولده أَبُو البديع محمود، والقاضي
__________
[1] في المطبوعة: يفتح.(3/56)
أَبُو سليمان بْن داود بْن مُحَمَّدِ بْنِ الحسن بْن خَالِد الموصلي، أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُور مُحَمَّد بْن عَلِيِّ بْنِ محمود المروزي، حدثنا جدي أبو غانم أحمد بْن عَلِيِّ بْنِ الحسين الكراعي، أَخْبَرَنَا أَبُو العباس عبد الله بن الحسين بن الحسن البصري، قال: قرئ علي الحارث بْن أَبِي أسامة: حدثنا عبد الوهاب، هو ابن عطاء، أَخْبَرَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي الأشعث الصنعاني، عَنْ عبادة بن الصامت، وكان عقبيّا بدريًا، أحد نقباء الأنصار: بايع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أن لا يخاف في اللَّه لومة لائم، فقام في الشام خطيبًا فقال: يا أيها الناس، إنكم قد أحدثتم بيوعًا، لا أدري ما هي؟ ألا إن الفضلة بالفضة وزنًا بوزن، تبرها وعينها والذهب بالذهب وزنًا بوزن، تبره وعينه، ألا ولا بأس ببيع الذهب بالفضة يدًا بيد، والفضة أكثرها، ولا يصلح نسيئة، ألا وَإِن الحنطة بالحنطة مديا بمدي [1] ، والشعير بالشعير مديًا بمدي، ألا ولا بأس ببيع الحنطة بالشعير، والشعير أكثرهما، يدًا بيد، ولا يصلح نسيئة، والتمر بالتمر مديًا بمدي، والملح بالملح مديًا بمدي، فمن زاد أو ازداد فقد أربى.
وتوفي عبادة سنة أربع وثلاثين بالرملة، وقيل: بالبيت المقدس، وهو ابن اثنتين وسبعين سنة، وكان طويلًا جسيمًا جميلًا. وقيل: توفي سنة خمس وأربعين أيام معاوية، والأول أصح.
أخرجه الثلاثة.
2790- عبادة بن عمرو
عبادة بْن عمرو بْن محصن بْن عمرو بْن مبذول، الأنصاري ثم النجاري، قتل يَوْم بئر معونة.
هكذا نسبه أَبُو أحمد العسكري، ولا شك قد أسقط، من نسبه شيئًا، فإن من يعاصره من مالك بْن النجار يعدون أكثر من هذا، منهم: ثعلبة بن عمرو بن محسن بْن عمرو بْن عتيك بْن عمرو بْن مبذول بْن مالك بْن النجار، فقد أسقط، عتيكًا وعمرًا، وأظنه أخا عبادة والله أعلم.
2791- عبادة أبو عوانة
(س) عبادة أَبُو عوانة بْن الشماخ. ممن حضر كتاب العلاء بْن الحضرمي، ذكرناه فيما تقدم.
أخرجه أبو موسى كذا مختصرا.
__________
[1] أي مكيال بمكيال، والمدى: مكيال لأهل الشام.(3/57)
2792- عبادة بن قرط
(ب د ع) عبادة بْن قرط الليثي، وقيل: ابن قرص وهو أصح، وهو عبادة بْن قرص بْن عروة بْن بجير بْن مالك بْن قيس بْن عامر بْن ليث بْن بكر بْن عبد مناة بن كنانة الكناني الليثي.
عداده في أهل البصرة، قتله الخوارج بالأهواز، وكان قد خرج سهم بْن غالب الهجيمي والخطيم الباهلي، فلقوه فقتلوه، فأرسل معاوية عَبْد اللَّهِ بْن عامر إِلَى البصرة، فاستأمن إليه [1] سهم والخطيم، فآمنهما، وقتل عدة من أصحابهما، ثم عزل عَبْد اللَّهِ بْن عامر واستعمل زيادًا سنة خمس وأربعين، فقدم البصرة، فقتل سهم بْن غالب والخطيم الباهلي أحد بني وائل أَخْبَرَنَا أَبُو ياسر بْن أبي حبة بإسناده إلى عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أَبِي، حدثنا إِسْمَاعِيل- هو ابن إِبْرَاهِيم- أَخْبَرَنَا أيوب، عَنْ حميد بْن هلال، قال: قال عبادة بْن قرط:
إنكم لتأتون أمورًا هي أدق في أعينكم من الشعر، كنا نعهدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ من الموبقات. قال: فذكر ذلك لمحمد بْن سيرين، فقال: صدق، وأرى جر الإزار منها [2] أخرجه الثلاثة.
2793- عبادة بن قيس
(ب د ع) عبادة بْن قيس بْن زيد بْن أمية بْن مالك بْن عامر بن عدي بن كعب بن الخزرج ابن الحارث بْن الخزرج، الأنصاري الخزرجي، ثم من بني الحارث بْن الخزرج. وقيل:
قيس بْن عبسة [3] ابن أمية.
شهد بدرًا وأحدًا والخندق والحديبية وخيبر، وقتل يَوْم مؤتة شهيدا، وقيل فيه: عباد ابن قيس. وقد ذكرناه، إلا أن في نسبه اختلافا قد ذكرناه قبل.
أخرجه الثلاثة.
2794- عبادة بن مالك
(س) عبادة بْن مالك الأنصاري. كان عَلَى ميسرة الناس يَوْم مؤتة، وكان عَلَى ميمنتهم قطبة بْن قتادة. أورده المستغفري عَنِ ابن إِسْحَاق. وقيل: عباية. ويذكر إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه أَبُو موسى.
__________
[1] في المطبوعة: إليهم.
[2] مسند أحمد: 3/ 470، 5/ 79.
[3] في المطبوعة: عنبسة. وينظر ترجمة عباد بن قيس.(3/58)
2795- عباس بن أنس
(س) عباس بْن أنس بْن عامر السلمي.
روى سَعِيد بْن العلاء القرشي، عَنْ عَبْد الْمَلِكِ بْن عَبْد اللَّهِ الفهري، عَنْ أَبِي بكر بن عبد الله ابن أَبِي الجهم أَنَّهُ قال: كان العباس شريكًا لعبد اللَّه بْن عبد المطلب، والد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قال: وقد كان شهد يَوْم الخندق مع قومه، فلما هزم اللَّه تعالى الأحزاب رجعت بنو سليم إِلَى بلادهم. وذكر إسلام العباس وبني سليم بطوله.
أخرجه أبو موسى مختصرا
2796- عباس بن عبادة
(ب د ع) عباس بْن عبادة بْن نضلة بْن مَالِك بْن العجلان بْن زَيْد بن غنم بن سالم بن عوف ابن عمرو بْن عوف بْن الخزرج بْن ثعلبة، الأنصاري الخزرجي.
شهد بيعة العقبة، وقيل: شهد العقبتين. وقيل بل كان في النفر الستة من الأنصار الَّذِينَ لقوا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسلموا قبل جميع الأنصار.
أَخْبَرَنَا عبيد اللَّه بْن أحمد بْن علي الْبَغْدَادِيّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى يونس بْن بكير، عَنِ ابن إِسْحَاق في بيعة العقبة الثانية، قال ابن إِسْحَاق: حدثني عاصم بْن عُمَرَ بْن قَتَادَةَ، وَعَبْدُ اللَّه بْن أَبِي بكر بْن حزم: أن العباس بْن عبادة بْن نضلة أخا بني سالم قال: يا معشر الخزرج، هل تدرون علام تبايعون رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ أنكم تبايعونه عَلَى حرب الأحمر والأسود، فإن كنتم ترون أنها إذا نهكت [1] أموالكم مصيبة وأشرافكم قتلًا أسلمتموه، فمن الآن، فهو والله، إن فعلتم، خزي الدنيا والآخرة.
وإن كنتم ترون أنكم مستضلعون [2] به، وافون له بما عاهدتموه عليه عَلَى مصيبة الأموال وقتل الأشراف فهو [3] والله خير الدنيا والآخرة.
قال عاصم: فو الله ما قال العباس هذه المقالة إلا ليشد لرسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بها العقد.
وقال عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي بكر، ما قالها إلا ليؤخر بها أمر القوم تلك الليلة، ليشهد عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي أمرهم، فيكون أقوى لهم.
قالوا: فما لنا بذلك- يا رَسُول اللَّهِ- إن نحن وفينا؟ قال: الجنة. قالوا: أبسط، يدك.
__________
[1] النهك: التنقص والنفاد والفناء.
[2] نص السيرة 1/ 446: «وإن كنتم ترون أنكم وافون له» . ومعنى مستضلعون به: أي أقوياء على تحمل هذا الأمر.
[3] في المطبوعة: لهو.(3/59)
فبسط، يده، فبايعوه. فقال عباس بْن عبادة للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لئن شئت لنميلن عليهم غدًا بأسيافنا.
فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لم نؤمر بذلك [1] ثم إن عباسًا خرج إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو بمكة، وقام معه حتى هاجر إِلَى المدينة فكان أنصاريًا مهاجريًا [2] وآخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه وبين عثمان بْن مظعون، ولم يشهد بدرًا. وقتل يَوْم أحد شهيدًا. أخرجه الثلاثة.
2797- عباس بن عبد المطلب
(ب د ع) عباس بْن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بْن قصي بْن كلاب بْن مرة.
عم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصنو [3] أبيه. يكنى أبا الفضل، بابنه.
وأمه نتيلة بنت جناب [4] بْن كليب بْن مالك بْن عَمْرو بْن عَامِر بن زيد مناة بْن عامر- وهو الضحيان- بْن سعد بْن الخزرج بْن تيم اللَّه بْن النمر بْن قاسط. وهي أول عربية كست البيت الحرير والديباج وأصناف الكسوة، وسببه أن العباس ضاع، وهو صغير، فنذرت إن وجدته أن تكسو البيت، فوجدته، ففعلت وكان أسن من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسنتين، وقيل: بثلاث سنين وكان العباس في الجاهلية رئيسًا في قريش، وَإِليه كانت عمارة المسجد الحرام [والسقاية في الجاهلية، أما السقاية فمعروفة، وأما عمارة المسجد الحرام] فإنه كان لا يدع أحدًا يسب في المسجد الحرام، ولا يقول فيه هجرًا لا يستطيعون لذلك امتناعًا، لأن ملأ قريش كانوا قد اجتمعوا وتعاقدوا عَلَى ذلك، فكانوا له أعوانًا عليه وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة العقبة، لما بايعه الأنصار، ليشدد له العقد، وكان حينئذ مشركًا وكان ممن خرج مع المشركين إِلَى بدر مكرها، وأسر يومئذ فيمن أسر، وكان قد شد وثاقه، فسهر النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تلك الليلة ولم يتم، فقال له بعض أصحابه: ما يسهرك يا نبي اللَّه؟
فقال: أسهر لأنين العباس فقام رجل من القوم فأرخى وثاقه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 448.
[2] المصدر السابق: 1/ 464.
[3] الصنو: المثل. وأصله أن تطلع نخلتان من عرق واحد، يريد أن أصل العباس وأصل والد الرسول واحد، وهو مثله.
[4] في الأصل دون فقط. والمثبت عن كتاب قريش: 18، وكتاب حذف من نسب قريش: 5. وفي تاج العروس، مادة نتل: خباب.(3/60)
ما لي لا أسمع أنين العباس؟ فقال الرجل: أنا أرخيت من وثاقه فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
فافعل ذلك بالأسرى كلهم وفدى يَوْم بدر نفسه وابني أخويه: عقيل بْن أَبِي طالب، ونوفل بْن الحارث، وأسلم عقيب ذلك وقيل: إنه أسلم قبل الهجرة وكان يكتم إسلامه، وكان بمكة يكتب إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخبار المشركين، وكان من بمكة من المسلمين يتقوون به وكان لهم عونا عَلَى إسلامهم، وأراد الهجرة إِلَى رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فقال له رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مقامك بمكة خير فلذلك قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم بدر: من لقي العباس فلا يقتله، فإنه أخرج كرهًا وقصة الحجاج بْن علاط، تشهد بذلك [1] وقال لَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أنت آخر المهاجرين كما أنني آخر الأنبياء» أَخْبَرَنَا أَبُو الفضل الطبري الْفَقِيهُ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي يَعْلَى الْمَوْصِلِيِّ قَالَ: حدثنا شعيب بن سلمة ابن قاسم الأنصاري، من ولد رفاعة بْن رافع بْن خديج، حدثنا أَبُو مصعب إِسْمَاعِيل بْن قيس بْن [2] زيد بْن ثابت، حدثنا أَبُو حازم، عن سهل بن سعد الساعدي قال: استأذن العباس بْن عبد المطلب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الهجرة فقال له: «يا عم، أقم مكانك الذي أنت به، فإن اللَّه تعالى يختم بك الهجرة كما ختم بي النبوة» ثم هاجر إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وشهد معه فتح مكة، وانقطعت الهجرة، وشهد حنينًا، وثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لما انهزم الناس بحنين وكان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعظمه ويكرمه بعد إسلامه، وكان وصولًا لأرحام قريش، محسنًا إليهم، ذا رأي سديد وعقل غزير وقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ له: «هذا العباس بْن عبد المطلب أجود قريش كفًا، وأوصلها وقال: هذا بقية آبائي» . أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ وغيرهما قَالُوا بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى السُّلَمِيِّ: حدثنا قتيبة، حدثنا أبو عوانة، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث قال:
حدثني عبد المطلب بْن ربيعة بْن الحارث بْن عبد المطلب: أن العباس دخل عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مغضبًا، وأنا عنده. فقال: ما أغضبك؟ فقال: يا رسول الله، ما لنا ولقريش؟ إذا تلاقوا بينهم تلاقوا بوجوه مبشرة [3] وإذا لقونا لقونا بغير ذلك. قال: فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى
__________
[1] تقدمت في: 1/ 457.
[2] في الجرح لابن أبى حاتم 1/ 1/ 193: «إسماعيل بن قيس بن سعيد بن زيد بن ثابت»
[3] أي: يعلوها البشر. ويروي: مسفرة. من الإسفار، بمعني مضيئة.(3/61)
احمر وجهه. ثم قال: «والذي نفسي بيده لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم للَّه ولرسوله.
ثم قال: أيها الناس، من آذى عمي فقد آذاني، فإنما عم الرجل صنو أبيه» [1] . وأَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم يعيش بْن صدقة بن علي الفقيه، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ الطَّرَّاحِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الحسين بْن المهتدي، أَخْبَرَنَا عُمَر بْنُ شَاهِينَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ محمد ابن سليمان الباغندي، حدثنا عبد الوهاب بْن الضحاك، حدثنا إسماعيل بن عيّاش، عن صفوان ابن عمرو، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ كثير بْن مرة عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن عمر [2] قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إن اللَّه اتخذني خليلًا كما اتخذ إِبْرَاهِيم خليلًا، ومنزلي ومنزل إِبْرَاهِيم تجاهين في الجنة، ومنزل العباس بْن عبد المطلب بيننا مؤمن بن خليلين» . روى عنه عَبْد اللَّهِ بْن الحارث، وعامر بْن سعد، والأحنف بْن قيس، وغيرهم وله أحاديث منها:
ما أَخْبَرَنَا به عبد الوهاب بن هبة الله بْنُ أَبِي حَبَّةَ بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بن أحمد قال: حدثني أبي، حدثنا حسين بن علي، عن زائدة، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زياد، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن الحارث، عَنْ العباس قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: علمني- يا رَسُول اللَّهِ- شيئًا أدعو به قال:
فقال: «سل اللَّه العافية» ثم أتيته مرة أخرى، فقلت: يا رَسُول اللَّهِ علمني شيئًا أدعو به فقال:
«يا عباس، يا عم رَسُول اللَّهِ، سل اللَّه العافية في الدنيا والآخرة [3] » . أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الحسن بْن هبة اللَّه، وَأَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن أَبِي طاهر بركات بْن الخشوعي [4] وَغَيْرُهُمَا، قَالُوا: أَخْبَرَنَا الْحَافِظُ. أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بن الحسن بن هبة اللَّه الدمشقي، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد اللَّهِ الحسين بْن مُحَمَّدِ بْنِ الفرحان السمناني، أَخْبَرَنَا الأستاذ أَبُو الْقَاسِم القشيري، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الخفاف، أَخْبَرَنَا أَبُو العباس السَّرَّاجُ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَعْمَرٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْن معمر، أَخْبَرَنَا الدراوردي، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيم، عَنْ عامر بْن سعد، عَنْ العباس بْن عبد المطلب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: «ذاق طعم الإيمان من رضي باللَّه ربّا، وبالإسلام دينا، وبمحمد رسولا» [5] .
__________
[1] تحفة الأحوذي، كتاب المناقب: 10/ 263، 264. ومسند أحمد: 4/ 164.
[2] الحديث رواه ابن ماجة في سننه عن عبد الوهاب بن الضحاك بسنده إلى عبد الله بن عمرو. ينظر المقدمة، الحديث 141: 501
[3] مسند أحمد: 1/ 209.
[4] قيل له: «الخشوعي» لأنه كان يؤم الناس، فتوفى في المحراب. تاج العروس: 5/ 319.
[5] الحديث رواه أحمد في المسند من طريق يزيد بن الهاد: 1/ 208. ومسلم في كتاب الإيمان، من طريق الدراوَرْديّ، وهو عبد العزيز بن محمد: 1/ 46.(3/62)
وأَخْبَرَنَا أَبُو الفضل المخزومي الْفَقِيهُ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ المثنى، قال: حدثنا مُحَمَّد بْن عباد، حدثنا مُحَمَّد بْن طلحة، عَنْ أَبِي سهيل بْن مالك، عَنِ ابن المسيب، عَنْ سعد قال: كنا مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ببقيع الخيل، فأقبل العباس فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هذا العباس عم نبيكم، أجود قريش كفا وأوصلها» [1] واستسقى عمر بْن الخطاب بالعباس رضي اللَّه عنهما عام الرمادة لما اشتد القحط. فسقاهم اللَّه تعالى به، وأخصبت الأرض. فقال عمر: هذا والله الوسيلة إِلَى اللَّه، والمكان منه. وقال حسان بن ثابت: [2] .
سأل الإمام وقد تتابع جدبنا ... فسقى الغمام بغرة العباس
عم النَّبِيّ وصنو والده الذي ... ورث النَّبِيّ بذاك دون الناس
أحيا إلا له به البلاد فأصبحت ... مخضرة الأجناب بعد الياس
ولما سقى الناس طفقوا يتمسحون بالعباس، ويقولون: هنيئًا لك ساقي الحرمين.
وكان الصحابة يعرفون للعباس فضله، ويقدمونه ويشاورونه ويأخذون برأيه، وكفاه شرفًا وفضلًا أَنَّهُ كان يعزى بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما مات، ولم يخلف من عصباته أقرب منه.
وكان له من الولد عشرة ذكور سوى الإناث، منهم: الفضل، وعبد اللَّه، وعبيد اللَّه، وقثم، وعبد الرحمن، ومعبد، والحارث، وكثير، وعون، وتمام، وكان أصغر ولد أبيه.
وأضر العباس في آخر عمره، وتوفي بالمدينة يَوْم الجمعة لاثنتي عشرة ليلة خلت من رجب، وقيل: بل من رمضان، سنة اثنتين وثلاثين، قبل قتل عثمان بسنتين. وصلى عليه عثمان، ودفن بالبقيع، وهو ابن ثمان وثمانين سنة. وكان طويلًا جميلًا أبيض بضًا، ذا ضفيرتين [3] .
ولما أسر يَوْم بدر لم يجدوا قميصًا يصلح عليه إلا قميص عبد الله بن أبىّ بن سلول، فألبسوه إياه ولهذا لما مات عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي كفنه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قميصه. وأعتق العباس سبعين عبدا.
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] رواه أحمد من طريق محمد بن طلحة: 1/ 185. وأبو سهيل هو نافع بن مالك، وابن المسيب هو سعيد، وسعد هو ابن أبى وقاص.
[2] الأبيات في الاستيعاب: 815.
[3] في المطبوعة: ظفيرتين. وهو خطأ.(3/63)
2798- عباس بن قيس
(س) عباس بْن قيس الحجري. أخرجه يحيى بْن يونس، ذكره المستغفري هكذا، ولم يورد له شيئًا: قاله أَبُو موسى.
وقد ذكره أَبُو بكر الإسماعيلي، وروى بِإِسْنَادِهِ عَنْ قيس بْن بدر الحجري، عَنْ عباس بْن قيس الحجري، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فيما يروي عَنْ ربه تبارك وتعالى: «ابن آدم، أعطيتك ثلاثًا، لم يكن لك ذلك حق حتى إذا أخذت بكظمك [1] جعلت لك ثلث مالك يكفر لك خطاياك، ودعوة عبادي الصالحين لك بعد موتك، وستري عليك عيوبك، لو أبديتها لنبذك أهلك فلم يدفنوك» .
2799- عباس بن مرداس السلمي
(ب د ع) عباس بْن مرداس بْن أَبِي عامر بن جارية [2] بْن عبد بْن عبس بن رفاعة بن الحارث ابن حبي بْن الحارث بْن بهثة بْن سليم بْن مَنْصُور السلمي، وقيل في نسبه غير ذلك. يكنى أبا الهيثم، وقيل: أَبُو الفضل.
أسلم قبل فتح مكة بيسير، وكان أبوه مرداس شريكًا ومصافيًا لحرب بْن أمية، فقتلتهما الجن جميعًا، وخبرهما معروف، وذكروا أن ثلاثة نفر ذهبوا عَلَى وجوههم، فهاموا فلم يوجدوا، ولم يسمع لهم بأثر: طالب بْن أَبِي طالب، وسنان بْن حارثة المري، ومرداس.
وكان العباس من المؤلفة قلوبهم، وممن حسن إسلامه منهم، وقدم عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في ثلاثمائة راكب من قومه، فأسلموا وأسلم قومه، ولما أعطاه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع المؤلفة قلوبهم، وهم: الأقرع بْن حابس، وعيينة بْن حصن وغيرهما من غنائم حنين مائة من الإبل، ونقص طائفة من المائة، منهم عباس بْن مرداس، فقال عباس [3] :
أتجعل [4] نهبي ونهب العبيد ... بين عيينة والأقرع
فما كان حصن ولا حابس ... يفوقان مرداس في مجمع
وما كنت دون امرئ منهما ... ومن تضع اليوم لا يرفع
__________
[1] الكظم: مخرج النفس من الحلق.
[2] كذا في الأصل، وفي المطبوعة: حارثة.
[3] سيرة ابن هشام: 2/ 493، 494.
[4] في السيرة: فأصبح نهبي.. والنهب: ما ينهب ويغنم.(3/64)
وقد كنت في القوم ذا تدرأ [1] ... فلم أعط شيئًا ولم أمنع
فصالًا أفائل [2] أعطيتها ... عديد قوائمها الأربع
وكانت نهابًا [3] تلافيتها ... بكري عَلَى المهر في الأجرع
وَإِيقاظي القوم أن يرقدوا ... إذا هجع [4] القوم لم أهجع
فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اذهبوا فاقطعوا عني لسانه. فأعطوه حتى رضي، وقيل: أتمها له مائة.
وكان شاعرًا محسنًا، وشجاعًا مشهورا. قال عَبْد الْمَلِكِ بْن مروان: أشجع الناس في شعره عباس بْن مرداس حيث يقول:
أقاتل في الكتيبة لا أبالي ... أفيها كان حتفي أم سواها [5]
وكان العباس بْن مرداس ممن حرم الخمر في الجاهلية، فإنه قيل له: ألا تأخذ من الشراب فإنه يزيد في قوتك وجراءتك؟ قال: لا أصبح سيد قومي وأمسي سفيهها، لا والله لا يدخل جوفي شيء يحول بيني وبين عقلي أبدًا. وكان ممن حرمها أيضًا في الجاهلية: أَبُو بكر الصديق، وعثمان بْن مظعون، وعثمان بْن عفان، وعبد الرحمن بْن عوف- وفيه نظر- وقيس بْن عاصم.
وحرمها قبل هؤلاء: عبد المطلب بْن هاشم، وعبد اللَّه بْن جدعان. ويقال: أول من حرمها عَلَى نفسه في الجاهلية عامر بْن الظرب العدواني. وقيل: بل عفيف بْن معديكرب العبدي.
وكان عباس بْن مرداس ينزل بالبادية بناحية البصرة، وقيل: إنه قدم دمشق وابتنى بها دارًا.
أَخْبَرَنَا المنصور بن أبي الحسن الْفَقِيهُ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي يَعْلَى أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ قال: حدثنا إِبْرَاهِيم ابن الحجاج السامي [6] حدثنا عبد القاهر بْن السري [7] السلمي، حدثني كنانة بْن العباس بْن مرداس، عَنْ أبيه العباس: أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دعا عشية عرفة لأمته بالمغفرة والرحمة، وأكثر الدعاء، فأجابه اللَّه عز وجل: أني قد فعلت وغفرت لأمتك إلا ظلم بعضهم بعضا. فأعاد فقال:
__________
[1] يعنى: ذا قوة ودفع.
[2] في السيرة: إلا أفائل أعطيتها. والأفائل جمع أفيل: وهي الصغار من الإبل.
[3] وكانت نهابا يعنى الإبل والماشية، والنهاب جمع نهب، وقد تقدم شرحه. والأجرع: المكان السهل.
[4] هجع هنا بمعنى: نام.
[5] البيت في عيون الأخبار: 2/ 194، والاستيعاب: 818 مع اختلاف يسير.
[6] في المطبوعة: الشامي. ينظر الجرح 1/ 1/ 93 والخلاصة 15 والمشتبه 345.
[7] في المطبوعة: عبد القاهر بن السنى. والصواب ما أثبتناه، ينظر الجرح 3/ 1/ 57.(3/65)
يا رب، إنك قادر أن تغفر للظالم، وتثيب المظلوم خيرًا من مظلمته. فلم يكن تلك العشية إلا ذا.
فلما كان من الغد دعا غداة المزدلفة، فعاد يدعو لأمته، فلم يلبث النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن تبسم. فقال بعض أصحابه: بأبي أنت وأمي تبسمت في ساعة لم تكن تضحك فيها، فما أضحكك؟ قال:
تبسمت من عدو اللَّه إبليس، حين علم أن اللَّه تعالى أجابني في أمتي وغفر للظالم [1] ، أهوى يدعو بالثبور والويل، ويحثوا التراب عَلَى رأسه. وقال مرة: فضحكت من جزعه [2] » . أخرجه الثلاثة.
2800- عباس بن معديكرب
(س) عباس بْن معديكرب الزبيدي. له صحبة. ذكره المستغفري هكذا ولم يورد له شيئًا، ويرد نسبه عند ذكر أبيه، إن شاء الله تعالى.
أخرجه أبو موسى مختصرا.
2801- عباس مولى بنى هاشم
(د ع) عباس مولى بني هاشم. قديم أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
روى قيس بْن الربيع، عَنْ عاصم بْن سليمان، عَنِ العباس مولى بني هاشم. قال: خرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم ذات يَوْم إِلَى المسجد، فرأى نخامة في المسجد في القبلة، فحكه ثم لطخه بالزعفران.
أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
2802- عباية أبو قيس
(د ع) عباية أَبُو قيس. روى حديثه الجريري، عَنْ قيس بْن عباية: عَنْ أبيه في الصوم.
ذكر [3] في الصحابة، ولا يصح.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
2803- عباية بْن مالك
عباية بْن مالك الأنصاري. كان عَلَى ميسرة المسلمين يوم مؤتة.
__________
[1] في المطبوعة: المظالم. والمثبت عن الأصل ومسند أحمد.
[2] الحديث رواه أحمد في المسند 4/ 14، 15 من طريق إبراهيم بن الحجاج. وفي المسند: حدثني ابن لكنانة ...
[3] في المطبوعة: ذكره.(3/66)
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر بْن السمين بِإِسْنَادِهِ إِلَى يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق قال: ثم مضى الناس فتعبأ المسلمون [فجعلوا] على ميمنتهم رجلًا من عذرة، يقال له: قطبة بْن قتادة، وعلى ميسرتهم رجلًا من الأنصار، يقال له: عباية بْن مالك، فالتقى الناس، يعني بمؤتة. قال ابن هشام: ويقال: عبادة بن مالك [1] .
2804- عبد الأعلى بن عدي
(ع س) عبد الأعلى بْن عدي البهراني.
روى عبد الرحمن بْن عدي البهراني، عَنْ أخيه عبد الأعلى بْن عدي: إن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دعا علي بْن أَبِي طالب يَوْم غدير خم، فعممه وأرخى عذبة العمامة من خلفه، ثم قال: «هكذا فاعتموا، فإن العمائم سيما الإسلام، وهي حاجز بين المسلمين والمشركين» . أخرجه أبو نعيم وأبو موسى.
2805- عبد الله بن أبى بن خلف
(ب) عبد الله بن أبىّ بن خلف القرشي الجمحيّ. أسلم يَوْم الفتح، وقتل يَوْم الجمل.
أخرجه أبو عمر.
2806- عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي أحمد بْن جحش
(د ع) عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي أحمد بْن جحش. ذكر نسبه عند ذكر أبيه. أتى بِهِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما ولد، فسماه عَبْد اللَّهِ له ولأبيه صحبة أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ بْنُ مَحْمُودِ بْنِ سَعْدٍ بإسناده إلى أبي بكر بن أبي عاصم، حدثنا مُحَمَّد بْن يحيى الباهلي، حدثنا يعقوب بْن مُحَمَّد، حدثنا عبد العزيز بْن عمران، عَنْ مجمع بْن يعقوب عَنْ حسين بْن أَبِي لبابة، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي أحمد. قال: هاجرت أم كلثوم بنت عقبة بْن أَبِي معيط، في الهدنة، فخرج أخواها عمارة والْوَلِيد حتى قدما عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فكلماه فيها أن يردها إليهما، فنقض اللَّه العهد بينه وبين المشركين خاصة في النساء، ومنعهن أن يرددن إِلَى المشركين، فأنزل اللَّه تعالى آية الامتحان [2] .
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
2807- عَبْد الله بن الأخرم
عَبْد اللَّهِ بْن الأخرم واسم الأخرم ربيعة- بن سيدان بْن فهم بْن غيث بْن كعب بْن عامر بْن الهجيم التميمي الهجيمي. روى عنه ابن أخيه المغيرة بْن سعد بن الأخرم.
__________
[1] عن سيرة ابن هشام: 2/ 377.
[2] وهي الآية العاشرة من سورة الممتحنة.(3/67)
روى عَبْد اللَّهِ بْن داود عَنِ الأعمش عن عمرو بن مرة. عن المغيرة بن سعد بْن الأخرم، عَنْ عمه: أَنَّهُ أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو بعرفات، قال: فحال الناس بيني وبينه، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«دعوه فأرب ما له [1] . فقلت: يا رَسُول اللَّهِ، دلني عَلَى عمل يقربني من الجنة، ويباعدني من النار.
قال: لئن كنت أقصرت الخطبة لقد أعرضت وأطولت، تعبد اللَّه لا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتأتي إلى الناس ما تحب أن يؤتي إليك» . قاله هكذا أَبُو أحمد العسكري. وقد تقدم [2] هذا الحديث في ترجمة سعد بْن الأخرم، فإن عِيسَى بْن يونس ويحيى بْن عِيسَى روياه [3] عَنِ الأعمش، عَنْ عمرو، عَنِ المغيرة، عَنْ أبيه أو عمه.
وقال ابن نمير في حديثه: شك الأعمش في أبيه أو عمه.
2708- عبد الله بن الأدرع
(د ع) عَبْد اللَّهِ بْن الأدرع. وقيل: الأزعر بْن زيد بْن العطاف بْن ضبيعة بْن زيد بن مالك ابن عوف بْن عمرو بْن عوف بْن مالك بْن الأوس الأنصاري الأوسي، شهد بيعة الرضوان، وشهد أبوه أَبُو حبيبة بدرًا والمشاهد، قاله ابن منده، عَنِ ابن أَبِي داود. وروى عن محمد بن إسماعيل ابن مجمع الأنصاري قال: قلت لعبد اللَّه بْن أَبِي حبيبة: أدركت من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شيئًا؟ قال جاءنا في مسجدنا- يعني مسجد قباء- قال: فجلست إِلَى جنبه، وجلس الناس حوله، ثم رأيته قام، فرأيته يصلي في نعليه.
أخرجه هكذا ابن مندة وأبو نعيم.
2709- عبد الله بن الأرقم
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن الأرقم بْن عبد يغوث بْن وهب بْن عبد مناف بْن زهرة بْن كلاب بْن مرة القرشي الزُّهْرِيّ. كانت آمنة بنت وهب أم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عمة أبيه الأرقم، وأمه أميمة
__________
[1] في المطبوعة: قارب ما له. والمثبت عن الأصل، وينظر مسند أحمد 5/ 372 وصحيح البخاري، كتاب الزكاة: 2/ 120.
وفي هذه اللفظة ثلاث روايات، إحداها: أرب- بوزن علم- ومعناها الدعاء عليه بان تصاب آرابه، أي أعضاؤه.
وهي كلمة لا يراد بها وقوع الأمر، وإنما تذكر في معرض التعجب، وفي هذا الدعاء من النبي صلى الله عليه وسلم قولان: أحدهما تعجبه من حرص السائل ومزاحمته.
والرواية الثانية: أرب ما له- بوزن جمل- أي حاجة له. وما زائدة للتقليل، أي: له حاجة يسيرة.
والرواية الثالثة: أرب- بوزن كتف- والأرب: الحاذق الكامل. أي هو أرب ثم سأل فقال: ما له، أي ما شأنه (النهاية لابن الأثير بتصرف) .
[2] مضى في 2/ 335.
[3] في المطبوعة وروياه.(3/68)
بنت حرب بْن أَبِي همهمة [1] بْن عبد العزي الفهري. وقيل: عمرة بنت الأوقص بْن هاشم بْن عبد مناف.
أسلم عام الفتح، وكتب للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولأبي بكر، وعمر رضي اللَّه عنهما. وأعطاه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بخيبر خمسين وسقًا، واستعمله عمر عَلَى بيت المال، وعثمان بعده، ثم إنه استعفى عثمان من ذلك فأعفاه.
ولما استكتبه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمن إليه ووثق به، فكان إذا كتب له إِلَى بعض الملوك يأمره أن يختمه ولا يقرؤه لأمانته عنده.
وروى مالك قال: بلغني أَنَّهُ ورد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتاب فقال: من يجيب عنه؟ فقال عبد عَبْد اللَّهِ بْن الأرقم: أنا. فأجاب، وأتى به النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأعجبه وأنفذه، وكان عمر حاضرًا فأعجبه ذلك من عَبْد اللَّهِ، حيث أضاف ما أراده إِلَى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما ولي عمر استعمله عَلَى بيت المال.
وروى مالك قال: بلغني أن عثمان أجاز عَبْد اللَّهِ بْن الأرقم- وهو عَلَى بيت المال- بثلاثين ألفًا فأبى أن يقبلها. وروى عمرو بْن دينار أن عثمان، رضي اللَّه عنه، أعطاه ثلاثمائة ألف درهم فأبى أن يقبلها. وقال: عملت للَّه، وَإِنما أجري عَلَى اللَّه.
وقال له عمر بْن الخطاب: لو كان لك مثل سابقة القوم ما قدمت عليك أحدًا. وكان عمر يقول: ما رأيت أخشى للَّه تعالى من عَبْد اللَّهِ بْن الأرقم.
وعمي قبل وفاته.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ وغير واحد قالوا بإسنادهم إلى أبي عيسى محمد بن عيسى، حدثنا هناد، حدثنا أَبُو معاوية، عَنْ هشام، بْن [2] عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن الأرقم قال: أقيمت الصلاة، فأخذ بيد رجل فقدمه، وكان إمام القوم، وقال: سمعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا أقيمت الصلاة ووجد أحدكم الخلاء فليبدأ بالخلاء [3] . رواه شعبة، والثوري، والحمادان، ومعمر، وابن عيينة، ومحمد بْن إِسْحَاق، وغيرهم عَنْ هشام بْن عروة مثله. ورواه وهيب، وشعيب بْن إِسْحَاق، وابن جريج في بعض الروايات عنه
__________
[1] أبو همهمة، اسمه: عمرو. ينظر كتاب نسب قريش 443.
[2] في المطبوعة: عن عروة. وهو خطأ.
[3] أي الحاجة إلى الخلاء. والحديث رواه الترمذي في كتاب الطهارة. ينظر تحفة الأحوذي: 1/ 435.(3/69)
فقالوا: عَنْ هشام، عَنْ أبيه، عَنْ رجل، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن الأرقم. ورواه أَبُو الأسود، عَنْ عروة، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن الأرقم. ورواه أَبُو معشر، عَنْ هشام، عَنْ أبيه، عن عائشة.
أخرجه الثلاثة.
2810- عبد الله بن إسحاق
(د ع) عَبْد اللَّهِ بْن إِسْحَاق الأعرج، جد حاجب بْن أبان. أصيبت رجله مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسماه الأعرج.
روى عَبْد الْمَلِكِ بْن إِبْرَاهِيم، عَنْ حاجب بْن عمر [1] قال: كان اسم جدي عَبْد اللَّهِ بْن إِسْحَاق وكان أصيبت رجله مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسماه رَسُول اللَّهِ الأعرج.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم. ذكره- يعني ابن منده- في الترجمة: حاجب بْن أبان، وفي الحديث: حاجب بن عمر [1] .
2811- عبد الله بن أسعد
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن أسعد بْن زرارة الأنصاري، وهو ابن أَبِي أمامة أسعد بن زرارة.
تقدم نسبه عند ذكر أبيه [2] . له ولأبيه صحبة.
روى يحيى بْن أَبِي بكير، عَنْ جَعْفَر الأحمر، عَنْ هلال الصيرفي قال: حدثنا أَبُو كثير الأنصاري، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن أسعد بْن زرارة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: «لما أسري بِي إِلَى السَّمَاءِ انْتَهَى بِي إِلَى قَصْرٍ مِنْ لُؤْلُؤٍ، فِرَاشُهُ مِنْ ذَهَبٍ يَتَلأْلأُ، فَأَوْحَى اللَّه إلي- أو أمرني في علي بثلاث خصال: أَنَّهُ سَيِّدُ الْمُسْلِمِينَ، وَإِمَامُ الْمُتَقَّيِن، وَقَائِدُ الْغُرِّ المحجلين» .
ورواه أَبُو غسان وغير واحد، عَنْ جَعْفَر هكذا، وقيل: عَنْ أَبِي غسان، عَنْ إسرائيل، عَنْ هلال الوزان، عَنْ رجل من الأنصار، عَنْ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَسْعَدَ بْنِ زرارة.
ورواه عمران بْن الحصين، عَنْ يحيى بْن العلاء، عَنْ هلال الوزان، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن أسعد بْن زرارة. عَنْ أبيه.
أخرجه الثلاثة، إلا أن أبا عمر قال: عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي أمامة، وهو أسعد بْن زرارة.
__________
[1] في المطبوعة: عمرو. والمثبت عن الأصل والإصابة.
[2] مضى في: 1/ 86.(3/70)
2812- عبد الله بن الأسقع
(د ع) عَبْد اللَّهِ بْن الأسقع الليثي. روى حديثه أَبُو شهاب [1] : عَنِ المغيرة بْن زياد، عَنْ مكحول مرسلًا أخرجه ابن منده وأبو نعيم مختصرا.
2813- عبد الله بن الأسود السدوسي
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن الأسود بْن شعبة بن علقمة بْن شهاب بْن عوف بن عمرو بن الحارث ابن سدوس السدوسي. نسبه هكذا أَبُو أحمد العسكري. وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في وفد بني سدوس:
روى مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أبيه عَبْد اللَّهِ بْن الأسود قال: خرجنا إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في وفد بني سدوس من القرية [2] ، ومعنا تمر من البرود- برود بني عمير- حتى قدمنا عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فنثرنا التمر عَلَى نطع بين يديه. فقال: أي تمر هذا؟ فقلنا:
الجذامي [3] . فقال: اللَّهمّ بارك في الجذامي، وفي حديقة خرج هذا منها. وقال قتادة: هاجر من ربيعة أربعة: بشير بْن الخصاصية، وعمرو بْن تغلب [4] ، وعبد اللَّه ابن الأسود، وفرات بن حيّان.
أخرجه الثلاثة.
2814- عبد الله بن الأسود المزني
(س) عَبْد اللَّهِ بْن الأسود المزني. أخرجه أَبُو موسى وقال: ذكرناه في ترجمة الخمخام [5] ، ويمكن أن يكون السدوسي الذي ذكروه، إلا أن في تلك الترجمة قال: المزني، ومزينة غير سدوس.
قلت: هذا لفظ أَبِي موسى. وقال في الخمخام: بن الحارث البكري. وروى بِإِسْنَادِهِ عَنْ مجالد بْن خمخام. قال: «هاجر أَبِي الخمخام إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في وفد بكر بْن وائل مع أربعة من سدوس، أحدهم: بشير بْن الخصاصية، وفرات بْن حيان العجلي، وعبد الله بن أسود
__________
[1] في المطبوعة: ابن شهاب. والمثبت عن الأصل والإصابة.
[2] هي قرية بنى سدوس، وهي أخصب قرى اليمامة.
[3] الجذامي: تمر أحمر اللون. والنطع: بساط من الجلد.
[4] في المطبوعة: ثعلب. وستأتي ترجمته.
[5] مضى في: 2/ 146.(3/71)
المزني، ويزيد بْن ظبيان» . فهذا يدل عَلَى أن المزني غلط. من الكتاب، فإنه قد جعله تارة من بكر، ثم من سدوس، وهو من بكر أيضًا، فلا مدخل للمزني فيه، والصحيح أنه الأول، والله أعلم.
2815- عبد الله بن أصرم
(س) عَبْد اللَّهِ بْن أصرم. أورده ابن شاهين في الصحابة وروى بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْمَدَائِنِيِّ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رومان قال: قدم عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عبد عوف بْن أصرم بْن عمرو بن شعيثة بن الهزم بن رويبة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: من أنت؟ قال: عبد عوف. قال:
أنت عَبْد اللَّهِ فأسلم. أخرجه أَبُو موسى.
2816- عبد الله بن الأعور
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن الأعور. وقيل: عَبْد اللَّهِ بْن الأطول الحرمازي المازني، من بني مازن بْن عَمْرو بْن تميم، وهو الشاعر المعروف بالأعشى المازني، وقد تقدم في الهمزة في الأعشى [1] أكثر من هذا، لأنه بلقبه أشهر منه باسمه.
أخرجه الثلاثة.
2817- عبد الله بن أقرم
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن أقرم بْن زيد الخزاعي، أَبُو معبد. روى عنه ابنه عُبَيْد اللَّهِ:
أَخْبَرَنَا أَبُو ياسر بْن أبي حبة بإسناده عن عبد اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ. قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حدثنا عبد الرحمن بْن مهدي، عَنْ داود بْن قيس، عَنْ عُبَيْد اللَّهِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن أقرم الخزاعي، عَنْ أبيه قال: كنت مع أَبِي بالقاع من نمرة، فمر بنا ركب فأناخوا فقال لي أَبِي: كن في بهمنا حتى آتي هؤلاء القوم فأسائلهم. فدنا منهم ودنوت معه، فإذا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيهم، فكنت أنظر إِلَى عفرة إبطي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو ساجد [2] .
رواه ابن عيينة وابن المبارك، وعبد الرزاق، ووكيع، وَأَبُو أسامة وغيرهم عَنْ داود مثله.
ورواه عبد الحميد بْن سليمان، عَنْ رجل من بني أقرم، عَنْ أبيه، عن جده.
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] مضى في: 1/ 122.
[2] مسند أحمد: 4/ 35. وينظر سنن ابن ماجة، كتاب إقامة الصلاة، الحديث رقم 881: 1/ 285.
والقاع: أرض سهلة مطمئنة قد انفرجت عنها الجبال والآكام، ونمرة: مكان قرب عرفة، والعفرة: بياض ليس بالناصع.(3/72)
2818- عبد الله بن أبي أمية بن المغيرة
(ب د ع) عبد الله بْن أَبِي أمية بْن المغيرة بْن عَبْد اللَّهِ بْن عمر [1] بْن مخزوم، واسم أَبِي أمية حذيفة، وهو أخو أم سلمة زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وأمه عاتكة بنت عبد المطلب. عمة رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ.
وكان يقال لأبيه أَبِي أمية: زاد الركب. وزعم الكلبي أن أزواد الركب من قريش ثلاثة:
زمعة بْن الأسود بْن المطلب بْن عبد مناف، قتل يَوْم بدر كافرًا. ومسافر بْن أَبِي عمرو بْن أمية.
وَأَبُو أمية بْن المغيرة، وهو أشهرهم بذلك. وَإِنما سموا زاد الركب لأنهم كانوا إذا سافر معهم أحد كان زاده عليهم. وقال مصعب والعدوي: لا تعرف قريش زاد الركب إلا أبا أمية وحده.
وكان عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي أمية شديدًا عَلَى المسلمين، مخالفًا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ الذي قال له لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً: أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ من نَخِيلٍ 17: 90- 91 [2] ... الآية.
وكان شديد الْعَدَاوَةِ لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يزل كذلك إِلَى عام الفتح، وهاجر إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبيل الفتح هو وَأَبُو سفيان بْن الحارث بْن عبد المطلب، فلقيا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالطريق:
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ السَّمِينِ الْبَغْدَادِيُّ بِإِسْنَادِهِ إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قَالَ: وَكَانَ أَبُو سفيان بْن الحارث، وعبد اللَّه بْن أَبِي أمية قد لقيا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بنيق [3] العقاب فيما بين مكة والمدينة، فالتمسا الدخول، فمنعهما، فكلمته أم سلمة فيهما، فقالت: يا رَسُول اللَّهِ، ابن عمك، وابن عمتك وصهرك قال: لا حاجة لي بهما، أما ابن عمي فهتك عرضي، وصهري قال لي بمكة ما قال: ثم أذن لهما، فدخلا عليه، فأسلما وحسن إسلامهما. وشهد عَبْد اللَّهِ مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فتح مكة مسلمًا، وحنينًا، والطائف، ورمي من الطائف بسهم فقتله، ومات يومئذ.
وله قال هيت المخنث عند أم سلمة: يا عَبْد اللَّهِ، إن فتح اللَّه الطائف فإني أدلك عَلَى ابنة غيلان، فإنها تقبل بأربع وتدبر بثمان. فقال النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلم: «لا يدخل هؤلاء عليكنّ» [4] .
__________
[1] في المطبوعة: عمرو. وهو خطأ نبهنا عنه مرارا.
[2] الإسراء: 90، 91.
[3] في الأصل والمطبوعة: بثنية العقاب. وهو خطأ. فثنية العقاب- كما في مراصد الاطلاع- هي ثنية مشرفة على غوطة دمشق، يطؤها القاصد إلى دمشق من حمص. والمثبت عن سيرة ابن هشام 2/ 400، وفي مراصد الاطلاع: نيق العقاب:
موضع بين مكة والمدينة، قرب الجحفة.
[4] الحديث رواه مسلم في كتاب السلام 7/ 11، وابن ماجة، كتاب النكاح، الحديث 1902: 1/ 613. وأحمد في مسندة 6/ 152. والمعنى أنها تقبل بأربع عكن- بضم ففتح- وتدبر بثمان عكن، والعكن جمع عكنة، وهي: ما أنطوى وتثنى من لحم البطن سنا.(3/73)
وروى مسلم بْن الحجاج بِإِسْنَادِهِ، عَنْ هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بْن أَبِي أمية: أَنَّهُ رَأَى النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وسلم يصلى في بيت أم سلمة، في ثوب واحد ملتحفًا به، مخالفًا بين طرفيه ومثله روى ابن أَبِي الزناد، عَنْ أبيه، عَنْ عروة، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي أمية.
وذلك غلط، لأن عروة لم يدرك عَبْد اللَّهِ، إنما روى عن عبد الله بن عبد الله بن أَبِي أمية، ورواه أصحاب هشام، عَنْ هشام، عَنْ أبيه، عَنْ عمر أَبِي سلمة، وهو المشهور [1] .
2819- عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي أمية بْن وهب
(ب) عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي أمية بْن وهب. حليف بني أسد بْن عبد العزى بْن قصي وابن أختهم.
قتل بخيبر شهيدًا، ذكره الواقدي [2] ، ولم يذكره ابن إِسْحَاق.
أخرجه أَبُو عمر.
2820- عبد الله بن أنس
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن أنس، أَبُو فاطمة الأسدي تقدم ذكره في حرف الهمزة. وقال أَبُو عمر:
روى عنه زهرة بْن معبد أَبُو عقيل، وجعله أَبُو عمر، وَأَبُو أحمد العسكري أزديًا.
أخرجه الثلاثة مختصرًا.
2821- عبد الله بن أنيس
(د ع) عَبْد اللَّهِ بْن أنيس الأسلمي. روى عنه جابر بْن عَبْد اللَّهِ الأنصاري.
روى عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ عقيل، عَنْ جابر بْن عَبْد اللَّهِ قال: بلغني حديث عَنْ رجل من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سمعه من النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لم أسمعه منه، فسرت شهرًا إليه حتى قدمت الشام، فإذا هو عَبْد اللَّهِ بْن أنيس، فأرسلت إليه أن جابرًا عَلَى الباب، فرجع إلي الرسول فقال:
أجابر بْن عَبْد اللَّهِ؟ قلت نعم. فخرج إلي فاعتنقني واعتنقته. قال: قلت: حديث بلغني أنك سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم لم أسمعه منه في المظالم، فخشيت أن أموت أو تموت. قال: سمعت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: يحشر الناس- أو العباد- عراة غرلا بهما، فيناديهم بصوت يسمعه من بعد، كما يسمعه من قرب: أنا الملك، أنا الديان، لا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة
__________
[1] مسلم، كتاب الصلاة: 2/ 61. وينظر مسند أحمد: 4/ 27.
[2] المغازي، للواقدي: 737.(3/74)
وأحد من أهل النار يطلبه بمظلمة، ولا ينبغي لأحد من أهل النار أن يدخل النار، وأحد من أهل الجنة يطلبه بمظلمة، حتى يقتصه منه، حتى اللطمة، قال: وكيف، وإنما نأتي عراة غرلا؟
قال: بالحسنات والسيئات [1] . أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم، إلا أن أبا نعيم جعل هذا وعبد اللَّه بْن أنيس الجهني ترجمة واحدة، وقال: فرق بعض المتأخرين بينهما، وجعلهما ترجمتين، وجمعنا بينهما، وخرجنا عنهما ما خرج. وقال ابن منده: فرق أَبُو حاتم بينه وبين ابن أنيس الجهنيّ، وأراهما واحدا.
2822- عبد الله بن أنيس الجهنيّ
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن أنيس الجهني ثم الأنصاري. حليف بني سلمة من الأنصار، وقال الواقدي: هو من البرك بْن وبر، أخي كلب بْن وبرة من قضاعة، ومثله قال الكلبي: وقال:
هو عَبْد اللَّهِ بْن أنيس بْن أسعد بْن حرام بْن حبيب [2] بْن مالك بْن غنم بْن كعب بن تيم بن نفائة ابن إياس بْن يربوع بْن البرك بْن وبرة. دخل ولد البرك بْن وبرة في جهينة.
وكان مهاجريا أنصاريا عقبيا. شهد بدرًا وأحدًا وما بعدهما.
وقال ابن إِسْحَاق: وهو من قضاعة، حليف لبني نابي من بني سلمة، وقيل: هو من جهينة حليف للأنصار. وقيل: هو من الأنصار وقول الكلبي يجمع هذه الأقوال كلها، فإنه من البرك ابن وبرة نسبًا. وقال: إنهم دخلوا في جهينة، فقيل لكل منهم جهني، وقال: له حلف في الأنصار فقيل: أنصاري يكنى أبا يحيى.
روى عنه أولاده: عطية، وعمرو، وضمرة، وعبد اللَّه. وجابر بن عبد الله، وبسر [3] ابن سَعِيد. وهو الَّذِي سَأَلَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ليلة القدر، وقال: إني شاسع الدار، فمرني بليلة أنزل لها. قال: «انزل ليلة ثلاث وعشرين» [4] وهو أحد الذين كانوا يكسرون أصنام بني سلمة.
أَخْبَرَنَا أبو منصور مسلم بن عَليّ بن محمد السِّيحِيِّ [5] أَخْبَرَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ
__________
[1] رواه أحمد في المسند: 3/ 495. والغرل: جمع أغرل، وهو الأقلف الّذي لم يختن. والبهم: جمع بهيم، وهو في الأصل: الّذي لا يخالط لونه لون سواه، يعنى ليس فيهم شيء من العاهات والأعراض التي تكون في الدنيا، كالعمى والعور.
[2] في المطبوعة: خبيب. والمثبت عن الأصل، والجمهرة، والاستيعاب، والإصابة.
[3] في المطبوعة: بشر. والمثبت عن الأصل، وينظر الاستيعاب والخلاصة وميزان الاعتدال، والجرح: 1/ 1/ 423.
[4] رواه أبو داود في كتاب الصلاة، باب في ليلة القدر، الحديث 1379: 2/ 51، ومالك في الموطأ، كتاب الاعتكاف، الحديث رقم 12: 1/ 320.
[5] في المطبوعة: السنجى. ينظر المشتبه: 350، وقد مضى في 3/ 27.(3/75)
ابن خَمِيسٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ طَوْقٍ، أَخْبَرَنَا أبو القاسم نصر بن أحمد الْمَرْجِيِّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، حدثنا وهب بْن بقية الواسطي. حدثنا خَالِد بْن عَبْد اللَّهِ، حدثنا عبد الرحمن بْن إِسْحَاق، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زيد، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي أمية، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن أنيس قال:
قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أكبر الكبائر الإشراك باللَّه، وعقوق الوالدين، واليمين الغموس، والذي نفسي بيده لا يحلف أحد ولو عَلَى مثل جناح بعوضة إلا كانت وكتة في قلبه إِلَى يَوْم القيامة [1] » . وتوفي سنة أربع وسبعين، قاله أَبُو عمر.
أخرجه الثلاثة، إلا أن ابن منده جعل هذا والذي قبله ترجمتين، وقال: أراهما واحدًا، وقول أَبِي عمر في هذه الترجمة: روى عنه- يعني الجهني- جابر بْن عَبْد اللَّهِ. يدل عَلَى أَنَّهُ لا يرى غيره، فإن كان قول ابن منده في الأولى أسلميًا ليس غلطًا، فهما اثنان، لأن هذا لا كلام في صحته، ولم يقل فيه أحد من العلماء: إنه أسلمي. وَإِنما قَالُوا: أنصاري، وجهني، وقضاعي، والبرك بْن وبرة وجهينة من قضاعة، والأصح أنهما واحد.
2823- عبد الله بن أنيس الزهري
(س) عَبْد اللَّهِ بْن أنيس الزُّهْرِيّ. ذكره ابن أَبِي علي، وروى عَنْ سليمان بْن أحمد، عَنِ الحسن بْن عبد الأعلى البوسي الصنعاني، عَنْ عبد الرزاق، عَنْ عَبْد اللَّهِ بن عمر، عن عيسى ابن عَبْد اللَّهِ بْن أنيس الزُّهْرِيّ، عَنْ أبيه: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انتهى إِلَى قربة معلقة، فخنقها، ثم شرب منها وهو قائم.
أخرجه أَبُو موسى وقال: هذا الحديث أَخْبَرَنَا به أَبُو غالب الكوشيدي، أَخْبَرَنَا ابن ريذة [2] أَخْبَرَنَا سليمان بْن أحمد الطبراني، حدثنا الحسن، وآخر ذكره معه، عَنْ عبد الرزاق بِإِسْنَادِهِ إلا أَنَّهُ لم يقل فيه: الزُّهْرِيّ. وأورده في ترجمة عَبْد اللَّهِ بْن أنيس الجهنيّ.
__________
[1] الحديث رواه أحمد في مسندة: 3/ 495. والوكتة: الأثر في الشيء كالنقطة من غير لونه. واليمين الغموس هي اليمين الكاذبة الفاجرة، كالتي يقتطع بها الحالف مال غيره. سميت غموسا لأنها تغمس صاحبها في الإثم، ثم في النار.
[2] في المطبوعة: ابن زيد. وهو خطأ. وابن ريذة هو أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أحمد بن إبراهيم الأصبهاني التاجر، راوية أبى القاسم الطبراني، توفى في رمضان سنة 440 عن 94 سنة. قال يحيى بن مندة: ثقة أمين، كان أحد وجوه الناس.
(العبر للذهبى: 3/ 193) .(3/76)
2824- عبد الله بن أنيس
(س) عَبْد اللَّهِ بْن أنيس، أو ابن أنس. قال أَبُو موسى: ذكره أَبُو عَبْد اللَّهِ في ترجمة هزال أَنَّهُ هو الذي رمى ماعزًا، فقتله حين رجم، ويمكن أن يكون الجهني أيضًا، والله أعلم.
أخرجه أَبُو موسى مختصرا.
2825- عبد الله بن أنيس العامري
(س) عَبْد اللَّهِ بْن أنيس العامري. روى يعلى بْن الأشدق، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن أنيس بن المنتفق ابن عامر الوافد عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: قدمت عليه أبشره بإسلام قومي، فقال: أنت الوافد المبارك. فلما أصبح صحبته بنو عامر فأسلموا. فقال رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يأبى اللَّه، عز وجل، لبني، عامر إلا خيرا» . قالها ثلاث مرات. أخرجه أَبُو موسى.
2826- عَبْد اللَّهِ بْن أوس بن قيظى
عَبْد اللَّهِ بْن أوس بْن قيظي، أخو عرابة وكباثة، أخرجه أَبُو عمر مدرجًا في ترجمة والده أوس ابن قيظي، وقال: شهد أحدًا مع أبيه وأخيه كباثة.
2827- عبد الله بن أوس بن وقش
(د ع) عَبْد اللَّهِ بْن أوس بْن وقش بْن الخزرج الأنصاري الخزرجي. شهد بدرا، ولا تعرف له رواية.
أَخْبَرَنَا عبيد اللَّه بْن أحمد بن علي بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إِسْحَاق- في تسمية من شهد بدرا قال: ومن بني طريف بْن الخزرج: عَبْد اللَّهِ بْن أوس بْن وقش.
كذا أخرجه ابن منده. وقال أَبُو نعيم: عَبْد اللَّهِ بْن سعد بْن أوس بْن وقش، وقيل: عبد الله ابن أحق، وقيل: ابن حق بْن أوس بْن وقش. وقال عَنِ ابن إِسْحَاق- في تسمية من شهد بدرًا: عَبْد اللَّهِ بْن أحق بْن وقش بْن ثعلبة بْن طريف بْن الخزرج. رواه بعض المتأخرين عَنْ يونس بْن بكير، عَنِ ابن إِسْحَاق فقال: عَبْد اللَّهِ بْن أوس، وأسقط أباه حقًا أو أحق.
قلت: الذي نقله ابن منده عَنْ يونس عن ابن إسحاق صحيح، كذا رويناه أيضًا كما تقدم أول الترجمة، فلا ذنب له، فإن يونس، كذا قال، وقد روى عبد الملك بْن هِشَام، عَنِ البكائي، عَنِ ابن إِسْحَاق فقال: عبد ربه بْن حق بْن أوس بْن وقش بْن ثعلبة بْن طريف [1] .
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 696.(3/77)
ورواه سلمة بْن الفضل عَنِ ابن إِسْحَاق فقال: عَبْد اللَّهِ بْن حق بْن أوس بْن وقش بْن ثعلبة بْن طريف بْن الخزرج بْن ساعدة، فهذا الاختلاف عَنِ ابن إِسْحَاق كما تراه، فأي ذنب لابن منده؟! وهذا عَبْد اللَّهِ يجتمع هو وسعد بْن عبادة في ثعلبة بْن طريف، ويذكر في عَبْد اللَّهِ بْن سعد، إن شاء اللَّه تعالى.
2828- عبد الله بن أبى أوفى
(ب د ع) عبد الله بْن أَبِي أوفى، واسم أَبِي أوفى: علقمة بْن خَالِد بْن الحارث بْن أَبِي أسيد ابن رفاعة بْن ثعلبة بْن هوازن بْن أسلم الأسلمي. يكنى أبا معاوية. وقيل: أَبُو إِبْرَاهِيم. وقيل:
أَبُو مُحَمَّد.
شهد الحديبية، وبايع بيعة الرضوان، وشهد خيبر وما بعدها من المشاهد، ولم يزل بالمدينة حتى قبض رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم تحول إِلَى الكوفة، وهو آخر من بقي بالكوفة من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
روى أحمد بْن حنبل، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هارون، عَنْ إِسْمَاعِيل بْن أَبِي خَالِد قال: رأيت عَلَى ساعد عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي أوفى ضربة، فقلت: ما هذه؟ قال: ضربتها يَوْم حنين. فقلت: أشهدت معه حنينًا؟ قال: نعم، وقبل ذلك [1] .
روى عنه عمرو بْن مرة أنه قال: كان أصحاب الشجرة ألفا وأربعمائة، وكانت أسلم ثمن المهاجرين يومئذ.
روى عنه إِسْمَاعِيل بْن أَبِي خَالِد، والشعبي، وعبد الملك بْن عمير، وَأَبُو إِسْحَاق الشيباني، والحكم بْن عتيبة، وسلمة بْن كهيل، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيم بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ وَغَيْرُهُ بإسنادهم إلى أبي عيسى الترمذي قال: حدثنا أحمد ابن منيع، حدثنا سفيان، عَنْ أَبِي يعفور العبدي، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي أوفى. أَنَّهُ سئل عَنِ الجراد. فقال: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ست غزوات نأكل الجراد. كذا رواه سفيان بْن عيينة، ورواه الثوري عَنْ أَبِي يعفور قال: سبع غزوات [2] .
وأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سرايا بْن علي الفقيه البلدي، وَغَيْرُ وَاحِدٍ قَالُوا بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيل الجعفي قال: حدثنا عَبْد اللَّهِ بْن محمد، حدثنا معاوية بن [3]
__________
[1] في المطبوعة: وقيل غير ذلك. والمثبت عن الأصل ومسند أحمد: 4/ 355.
[2] تحفة الأحوذي، كتاب الأطعمة: 5/ 547، 548.
[3] في المطبوعة: عن عمرو. وهو خطأ. ينظر صحيح البخاري، كتاب الجهاد: 4/ 26.(3/78)
عمرو، حدثنا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ موسى بْن عقبة، عَنْ سالم أَبِي النضر: مولى عمر بْن عبيد [1] اللَّه، وكان كاتبه، قال: كتب إليه عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي أوفى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «اعلم أن الجنة تحت ظلال السيوف» . توفي عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي أوفى بالكوفة سنة ست وثمانين، وقيل: سبع وثمانين، بعد ما كفّ بصره، وكان يصبغ رأسه ولحيته بالحناء، وكان له ضفيرتان.
أخرجه الثلاثة [2] .
2829- عبد الله بن بحينة
(ب) عَبْد اللَّهِ بْن بحينة- وهي أمه- وهي بحينة بنت الحارث بْن المطلب بْن عبد مناف، وقيل: إنها أزدية، واسم أبيه مالك بْن القشب الأزدي، من أزد شنوءة. كان حليفا لبني المطلب ابن عبد مناف. وله صحبة. وقد ينسب إِلَى أبيه وأمه معًا، فيقال: عَبْد اللَّهِ بْن مالك بْن بحينة.
يكنى أبا مُحَمَّد. وكان ناسكًا فاضلًا يصوم الدهر، وكان ينزل بطن ريم عَلَى ثلاثين ميلًا من المدينة.
أخرجه هاهنا أَبُو عمر، لأنه مشهور بأمه، ويذكر في عَبْد اللَّهِ بْن مالك، إن شاء اللَّه تعالى، فإن ابن منده وأبا نعيم أخرجاه هناك.
2830- عبد الله بن بدر
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن بدر بْن بعجة بْن زيد بن معاوية بْن خشان بْن سعد بْن وديعة بْن عدي بْن غنم بْن الربعة بْن رشدان بْن قيس بْن جهينة بْن زيد الجهني مدني. كان اسمه عبد العزي فسماه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد اللَّهِ يكنى أبا بعجة.
وهو أحد الذين حملوا راية جهينة يَوْم الفتح. روى عنه ابنه بعجة [3] ، ومعاذ بن عبد الله ابن خبيب روى يحيى بْن أَبِي كثير، عَنْ بعجة بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْن بدر، عَنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قال لهم يومًا: هذا يَوْم عاشوراء فصوموه فقال. رجل من [بنى] عمرو بن عوف:
__________
[1] في المطبوعة: مولى عمرو بن عبد الله، وهو خطأ. ينظر المرجع السابق.
[2] ذكرت بعد هذه الترجمة في المطبوعة ترجمة «عبد الله ذو البجادين» ، بيد أنها ذكرت في الأصل بعد ترجمة عبد الله ابن بدر. وفي كلا الموضعين لم تذكر هذه الترجمة بحسب الترتيب الأبجدي الّذي انتهجه ابن الأثير. وسوف نذكرها هناك بعد ترجمة عبد الله بن ذياد، إن شاء الله تعالى.
[3] في الاستيعاب: 3/ 872: روى عنه ابنه بعجة، لم يرو عنه غيره.(3/79)
إني تركت قومي، منهم صائم ومنهم مفطر. فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اذهب إِلَى قومك، فمن كان منهم مفطرًا فليتم صومه. أخرجه الثلاثة، وقال أَبُو عمر: مات بعجة قبل الْقَاسِم بْن مُحَمَّد، وله ابن يقال له:
معاوية، روى عنه الدراوردي.
خشان: بكسر الخاء والشين المعجمتين ووديعة: بفتح الواو وكسر الدال.
2831- عبد الله بن بدر
(ع س) عَبْد اللَّهِ بْن بدر. غير منسوب، ذكره الحصرمى في المفاريد، وسليمان بْن أحمد في المعجم.
أخبرنا أبو موسى بن أبي بكر المديني كِتَابَةً، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حدثنا محمد بن محمد، حدثنا محمد بن عَبْد اللَّهِ الحضرمي، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أسامة، عَنْ شعبة، عَنْ أَبِي الجويرية قال: سمعت عَبْد اللَّهِ بْن بدر يذكر عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قال: لا نذر في معصية. أخرجه أبو نعيم وأبو موسى.
2832- عبد الله بن بديل
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن بديل بْن ورقاء بْن عبد العزى الخزاعي. تقدم نسبه عند ذكر أبيه [1] .
أسلم مع أبيه قبل الفتح، وكان سيد خزاعة، وقيل: بل هو من مسلمة الفتح. والأول أصح وشهد الفتح، وحنينًا، والطائف، وتبوك، وكان له نخل كثير، وقتل هو وأخوه عبد الرحمن بصفين مع علي، وكان عَلَى الرجالة، وهو من أفاضل أصحاب علي وأعيانهم. وهو الذي صالح أهل أصبهان مع عَبْد اللَّهِ بْن عامر، في خلافة عثمان سنة تسع وعشرين.
قال الشعبي: كان عَلَى عَبْد اللَّهِ بْن بديل درعان وسيفان، وكان يضرب أهل الشام ويقول:
لم يبق إلا الصبر والتوكل ... ثم التمشي في الرعيل الأول
مشى [2] الجمال في حياض المنهل ... والله يفضي ما يشاء ويفعل
__________
[1] تقدم في: 1/ 203.
[2] في الاستيعاب 2/ 872: مشى الجمالة.(3/80)
فلم يزل يقاتل حتى انتهى إِلَى معاوية، فأحاط، به أهل الشام فقتلوه، فلما رآه معاوية قال:
والله لو استطاعت نساء خزاعة لقاتلتنا فضلًا عَنْ رجالها. وتمثل بقول حاتم: [1]
كليث هزبر كان يحمي ذماره ... رمته المنايا قصدها فتقطرا [2]
أخو الحرب إن عضت به الحرب عضها ... وإن شمرت يومًا به الحرب شمرا
وكانت صفين سنة سبع وثلاثين.
أخرجه الثلاثة، إلا أن ابن منده ذكره فقال: عَبْد اللَّهِ بْن بديل بْن ورقاء، ذكر في كتاب الطبقات من الأصبهانيين هذا القدر.
وقال أَبُو نعيم: ذكر بعض المتأخرين عَبْد اللَّهِ بْن بديل بْن ورقاء، هذا جميع ما ذكره.
2833- عبد الله بن بديل
(د) عَبْد اللَّهِ بْن بديل. آخر. روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المسح عَلَى الخفين.
أخرجه ابن منده مختصرًا.
2834- عبد الله بن بر
عَبْد اللَّهِ بْن بر الداري. كان اسمه الطيب فسماه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد اللَّهِ، ذكره ابن إِسْحَاق في النفر الداريين الذين وفدوا عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأمر لهم من خيبر بخمسين [3] وسقا.
قاله أبو على الغساني.
2835- عبد الله بن البراء
(د) عَبْد اللَّهِ بْن البراء، أَبُو هند الداري، ويقال: برير بْن عَبْد اللَّهِ.
أخرجه ابن منده مختصرًا، وما أقرب أن يكون هذا والّذي قبله واحدا [4] ، والله أعلم.
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: همام، ينظر الكامل لابن الأثير: 3/ 154. وقد ذكر البيت.
[2] البيتان في الاستيعاب: 3/ 873 بتقديم الثاني على الأول، والبيت الثاني في الكامل للمبرد 959، وفيه يروى الشطر الثاني:
وإن شمرت عن ساقها الحرب شمرا
[3] سيرة ابن هشام: 2/ 345.
[4] هذه الترجمة ساقطة في أصلنا. وفي سيرة ابن هشام عند ذكر الداريين: «وأبو هند بن بر، وأخوه الطيب بن بر، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله» . فأبو هند على هذا هو أخو عبد الله.(3/81)
2836- عبد الله بن برير
(د ع) عَبْد اللَّهِ بْن برير بْن ربيعة. روى عنه أَبُو عبد الرحمن الحبلي. عداده في أهل مصر.
ذكره أَبُو سَعِيد بْن يونس. أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
الحبلى: بضم الحاء المهملة والباء الموحدة.
2837- عبد الله بن بسر المازني
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن بسر المازني، من مازن بْن مَنْصُور بْن عكرمة، يكنى أبا بسر، وقيل: أبا صفوان.
صلى القبلتين. وضع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يده عَلَى رأسه ودعا له. صحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ وأبوه وأمه وأخوه عطية وأخته الصماء. روى عنه الشاميون منهم: خَالِد بْن معدان، ويزيد بْن خمير، وسليم بْن عامر، وراشد بْن سعد، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ وَغَيْرُهُ قَالُوا بِإِسْنَادِهِمْ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْن سورة قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن جعفر، حدثنا شعبة، عن يَزِيدَ [1] بْنِ خمير، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن بسر قَالَ: نزل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَبِي، فقربنا إليه طعامًا، فأكل منه، ثم أتى بتمر، فكان يأكله ويلقي النوى بإصبعيه، جمع السبابة والوسطى- قال شعبة: وهو ظني فيه- إن شاء اللَّه تعالى- إلقاء النوى بين إصبعيه [2] .
توفي سنة ثمان وثمانين، وهو ابن أربع وتسعين سنة. وقيل: مات بحمص سنة ست وتسعين، أيام سليمان بْن عَبْد الْمَلِكِ وعمره مائة سنة، وهو آخر من مات بالشام من الصحابة.
أخرجه الثلاثة، إلا أن ابن منده قال: عَبْد اللَّهِ بْن بسر السلمي المازني، وهذا لا يستقيم، فإن سليمًا أخو مازن، وليس لعبد اللَّه حلف في سليم حتى ينسب إليهم بالحلف.
وبسر: بالباء الموحدة المضمومة، والسين المهملة. وحريز: بفتح الحاء المهملة وكسر الراء وآخره زاي. وخمير: بضم الخاء المعجمة، وفتح الميم، وآخره راء.
__________
[1] في المطبوعة: حريز بن خمير. وهو خطأ. والحديث رواه الترمذي في كتاب الدعوات، ينظر تحفة الأحوذي: 10/ 29.
وسيأتي ضبط لكلمة حريز، ولا معنى له هنا.
[2] يعنى: كان صلى الله عليه وسلم يجعل النوى بين إصبعيه، اى يجعله بينهما لقلته، ولم يلقه في إناء النمر، لئلا يختلط بالتمر. وقيل: كان يجمعه على ظهر الإصبعين ثم يرمى به.(3/82)
2838- عبد الله بن بسر النصري
(ب س) عَبْد اللَّهِ بْن بسر النصري. قال أَبُو موسى: وليس بالمازني، لأن بني مازن غير بني نصر. وأورده الطبراني في مسند المازني، ووهم فيه، إلا أنهما شاميان، وأورده أَبُو عَبْد اللَّهِ الصوري وَأَبُو بكر الخطيب وغيرهما، وفرقوا بينهما، وهو الصواب.
أَخْبَرَنَا أَبُو موسى إجازة، أَخْبَرَنَا أَبُو غالب أحمد بْن العباس، وَأَبُو بكر القراني، وَأَبُو مشكر [1] الصالحاني، قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ رِيذَةَ [2] ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم الطبراني، حدثنا عَبْد اللَّهِ ابن أحمد بْن حنبل، حدثنا الفضل بْن سهل الأعرج، حدثنا الأسود بْن عامر شاذان، حدثنا عبد الواحد النصري، من ولد عَبْد اللَّهِ بْن بسر، حدثني عبد الرحمن الأوزاعي قال: مررت بجدك عبد الواحد بْن عَبْد اللَّهِ بْن بسر، وأنا غاز، وهو أمير عَلَى حمص. فقال لي: يا أبا عمرو، ألا أحدثك بحديث يسرك، فو الله ربما كتمته الولاة؟ قلت: بلى. قال: حدثني أبى عبد الله ابن بسر قال: بينما نحن بفناء رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جلوس، إذ خرج علينا مشرق الوجه يتهلل، فقمنا في وجهه فقلنا: يا رَسُول اللَّهِ، إنه ليسرنا ما نرى من إشراق وجهك وتطلقه. فقال: «إن جبريل أتاني آنفًا فبشرني أن اللَّه، عز وجل، أعطاني الشفاعة. قلنا: يا رَسُول اللَّهِ، أفي بني هاشم خاصة؟ قال: لا، فقلنا في قريش عامة؟ قال: لا. فقلنا: في أمتك؟ قال: هي في أمتي للمذنبين المثقلين» . وذكر أَبُو عمر وغيره: أن عَبْد اللَّهِ بْن بسر روى عنه عمر بْن [3] روبة.
أخرجه أَبُو عمر وَأَبُو موسى. وإخراج أَبِي عمر له يقوي قول الصوري والخطيب في أنه غير المازني، والله أعلم.
2839- عبد الله بن بغيل
(د ع) عَبْد اللَّهِ بْن بغيل [4] الكناني. لا يعرف له صحبة، وله إدراك. روى عنه أبو سليمان الحمصي، أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم، وقد أخرجه غيرهما فقال في اسم أبيه: نفيل. بالنون ونذكره إن شاء الله تعالى.
__________
[1] كذا في الأصل. وفي المطبوعة: شكر.
[2] في المطبوعة: ربذة. وقد نبهنا على هذا التصحيف مرارا.
[3] في المطبوعة: عمرو بن رؤبة. وفي الأصل: عمرو بن روبة. والصواب ما أثبتناه، ينظر الخلاصة، والتهذيب:
7/ 447، والتقريب: 2/ 55.
[4] في الأصل والمطبوعة: نفيل. بالنون والفاء، ولا يقتضيه الترتيب. والمثبت عن ترجمة عبد الله بن نفيل، وستأتي بعد، ففيها: « ... وذكره أَبُو عَبْد اللَّهِ- يعني ابْنُ منده- في حرف الباء، بالباء والغين» .(3/83)
2840- عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي بكر بْن ربيعة السعدي
(س) عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي بكر بْن ربيعة السعدي.
أخرجه أَبُو موسى وقال: هو من سعد بْن بكر. رَأَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وذكر قصة عامر بْن الطفيل في قدومه عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعوده وموته، وَإِسلام الضحاك بْن سفيان الكلابي، لا حاجة إلى ذكره هاهنا.
2841- عبد الله بن أبى بكر الصديق
(ب د ع) عبد الله بن أبي بكر الصديق، واسم أَبِي بكر عَبْد اللَّهِ بْن عثمان. يذكر فيمن اسم أبيه عَبْد الله إن شاء الله تعالى.
أخرجه هاهنا الثلاثة.
2842- عبد الله البكري
(د ع) عَبْد اللَّهِ البكري. مجهول. سأل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أفضل الأعمال. روت عنه ابنته بهية بنت عَبْد اللَّهِ البكرية.
بهذا أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم مختصرا.
2843- عبد الله بن ثابت الأنصاري
(د ع) عَبْد اللَّهِ بْن ثابت الأنصاري. عداده في الكوفيين.
أَخْبَرَنَا أَبُو ياسر بْن أبي حبة بإسناده، عن عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي، حدثنا عبد الرزاق، أَخْبَرَنَا سفيان، عَنْ جابر، عَنِ الشعبي، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن ثابت قال: جاء عمر بْن الخطاب إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم فقال: «يا رسول الله، إني مررت بأخ لي من بني قريظة، فكتب لي جوامع من التوراة، ألا أعرضها عليك؟ فتغير وجه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال عَبْد اللَّهِ: فقلت:
ألا ترى ما بوجه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟! فقال عمر: رضينا باللَّه ربا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد رسولًا. قال: فسري عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم قال: والذي نفسي بيده لو أصبح فيكم موسى ثم اتبعتموه وتركتموني لضللتم، إنكم حظي من الأمم وأنا حظكم من النبيين» [1] .
رواه خَالِد، وحريث بْن أَبِي مطر، وزكريا بْن أَبِي زائدة، عَنِ الشعبي، عَنْ ثابت بْن يَزِيدَ:
ورواه هشيم وحفص ابن غياث وغيرهما، عَنْ مجالد، عَنِ الشعبي، عَنْ جابر.
__________
[1] مسند أحمد: 3/ 470، 471، 4/ 265، 266.(3/84)
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم. وأما أَبُو عمر فجعل حديث كتب أهل الكتاب في عَبْد اللَّهِ بْن ثابت، الذي بعد هذه الترجمة.
2844- عَبْد اللَّهِ بْن ثابت الأنصاري أَبُو أسيد
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن ثابت الأنصاري، أَبُو أسيد، وقيل: أَبُو أسيد. بالضم، والفتح أصح.
روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كلوا الزيت وادهنوا به» . ذكره الثلاثة، وقال أَبُو عمر أيضًا: روى الشعبي حديثًا آخر في قراءة كتب أهل الكتاب، حديثه مضطرب فيه، وقيل: إن عَبْد اللَّهِ بن ثابت الأنصاري هذا هو الذي روى عنه أَبُو الطفيل، وقيل: إن أبا أسيد الأنصاري هذا اسمه ثابت، خادم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. هذا كلام أَبِي عمر.
وقال ابن منده: عَبْد اللَّهِ بْن ثابت الأنصاري، يكنى أبا أسيد، قاله يحيى بْن صاعد، وروى بِإِسْنَادِهِ، عَنْ أَبِي حمزة، عَنْ جابر، عَنْ أَبِي الطفيل، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن ثابت: أَنَّهُ دعا بنيه ودعا بزيت فقال: ادهنوا رءوسكم. فقالوا: لا ندهن، فجعل يضربهم وقال: أترغبون عَنْ دهن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ وروى عنه أَنَّهُ قال- عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كلوا الزيت وادهنوا به» [1] وقال أَبُو نعيم: عَبْد اللَّهِ بْن ثابت، يكنى أبا أسيد، ذكره بعض المتأخرين حاكيًا عَنِ ابن صاعد، وهو عندي المتقدم، يعني الذي يروي عنه الشعبي، وذكر له دهن الزيت.
فأبو عمر وَأَبُو نعيم قد اتفقا عَلَى أن جعلا الاثنين واحدًا، وابن منده فرق بينهما، والحق معهما.
أخرجه الثلاثة.
2845- عَبْد اللَّهِ بْن ثابت الأنصاري أَبُو الربيع
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن ثابت الأنصاري، أَبُو الربيع الظفري، من بني ظفر بن الخزرج ابن عمرو بْن مالك بْن الأوس، ورد ذكره في حديث جابر بْن عتيك.
أَخْبَرَنَا أَبُو أحمد بْنِ سُكَيْنَةَ بِإِسْنَادِهِ إِلَى سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ، حدثنا القعنبي، عَنْ مالك، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن جَابِرِ بْنِ عَتِيكٍ. [عَنْ عَتِيكِ بْنِ الْحَارِثِ بْن عتيك [2]] وهو جد عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد اللَّهِ أَبُو أمه أَنَّهُ أخبره، أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَتِيكٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَ يَعُودُ
__________
[1] الحديث رواه أحمد في مسندة 3/ 497 عن أبى أسيد الساعدي.
[2] سقط من المخطوطة، والمثبت عن سنن أبى داود، كتاب الجنائز: 3/ 188.(3/85)
عَبْدَ اللَّهِ بْنَ ثَابِتٍ، فَوَجَدَهُ قَدْ غُلِبَ، فَصَاحَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلم يجبه، فاسترجع رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم وقال: «غلبنا عليك أبا الربيع. فصاح النساء وبكين، فنهاهن جابر بْن عتيك. فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دعهن يا أبا عبد الرحمن يبكين ما دام بينهن» . وتوفي في مرضه ذلك، فكفنه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قميصه.
أخرجه الثلاثة.
وقيل: إن أبا الربيع كنية عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن ثابت هذا، ويرد في موضعه، إن شاء اللَّه تعالى، والصواب أنها كنية أبيه. وجعله ابن منده وَأَبُو نعيم ظفريًا، ولم ينسبه أَبُو عمر إِلَى قبيلة.
وقال ابن الكلبي: أَبُو الربيع كنية عَبْد اللَّهِ بْن ثابت بْن قيس بْن هيشة بْن الحارث بْن أميّة ابن معاوية بْن مالك بْن عوف بْن عَمْرو بْن عوف بْن مالك بْن الأوس. يجتمع هو وظفر في مالك ابن الأوس، فإن ظفر هو ابن الخزرج بْن عمرو بْن مالك بْن الأوس، والله أعلم.
2846- عبد الله بن ثعلبة البلوى
(ب د ع س) عَبْد اللَّهِ بْن ثعلبة بْن خزمة بْن أصرم بْن عمرو بْن عمارة بْن مالك البلوي.
حليف بني عمرو بْن عوف بْن الخزرج، من الأنصار.
شهد بدرا مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ هو وأخوه بحاث. وقد تقدم ذكرهما في بحاث [1] أخرجه الثلاثة، إلا أن ابن منده ذكره فقال: ثعلبة بْن حزابة، جعل حزابة عوض خزمة، وخزمة أصح. وأخرجه أَبُو موسى أيضا مستدركا عَلَى ابن منده.
قلت: لا وجه لاستدراكه عَلَى ابن منده، فإن ابن منده أخرجه، فلا أدري كيف خفي عليه؟
ولعله حيث رَأَى ابن منده لم يخرج بحاثًا أخا عَبْد اللَّهِ بْن ثعلبة ظن أَنَّهُ لم يخرج عَبْد اللَّهِ أيضًا، ولعله حيث رَأَى ابن منده ذكره في كتابه فقال: عَبْد اللَّهِ بْن ثعلبة بْن حزابة- بضم الحاء المهملة وبالزاي والباء الموحدة- ظنه غير هذا، وهو هو، وَإِنما الغلط وقع في خزمة وحزابة، والصحيح خزمة. وقد ذكره أَبُو موسى ونسبه في أخيه بحاث عَلَى الصواب، وعمارة بتشديد الميم، والله أعلم.
2847- عبد الله بن ثعلبة بن صعير
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن ثعلبة بْن صعير، وتقدم نسبه في ترجمة [2] أبيه. يكنى أبا مُحَمَّد، وهو حليف بني زهرة. ولد قبل الهجرة بأربع سنين.
__________
[1] مضى في: 1/ 198.
[2] مضى في: 1/ 288.(3/86)
أخبرنا أبو جعفر عبيد الله بن أحمد بإسناده إلى يونس بن بكير، عن محمد بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْن ثعلبة بْن صعير الزُّهْرِيّ- وكان ولد عام الفتح- فَأُتِيَ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فمسح عَلَى وجهه وبرك عليه أَخْبَرَنَا عبد الوهاب بْن هبة اللَّه الدقاق، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ الْحُصَيْنِ، أَخْبَرَنَا أَبُو طالب مُحَمَّد بْن مُحَمَّدِ بْنِ غيلان، أَخْبَرَنَا أَبُو بكر الشافعي، حدثنا مُحَمَّد بْن علي السكري، حدثنا قطن، حدثنا حفص، حدثنا إِبْرَاهِيم، عَنْ عباد بْن إِسْحَاق [1] عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْن صعير: أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لقتلى أحد: زملوهم بجراحهم، فإنه ليس مكلوم يكلم في سبيل اللَّه إلا وهو يأتي يَوْم القيامة لونه لون دم، وريحه ريح مسك. وتوفي سنة تسع وثمانين، وهو ابن ثلاث وتسعين سنة. هذا قول من يقول: إنه ولد قبل الهجرة، وقيل: ولد بعد الهجرة، وَإِنه مات سنة سبع وثمانين، وهو ابن ثلاث وثمانين سنة، والله أعلم.
أخرجه الثلاثة.
صعير: بضم الصاد، وفتح العين، المهملتين.
2848- عبد الله الثقفي
(ب) عبد الله الثّقفي، والد سفيان بْن عَبْد اللَّهِ. مدني. من حديثه عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «المتشبع بما لم يعط. كلابس ثوبي زور» . روى عنه ابنه سفيان [2] .
أخرجه أبو عمر.
2849- عبد الله الثمالي
(د) عَبْد اللَّهِ الثمالي. له صحبة. روى عنه عبد الرحمن بْن أَبِي عوف، وثور بْن يَزِيدَ.
روى يحيى بْن سَعِيد، عَنْ ثور بْن يَزِيدَ، عَنْ عَبْد اللَّهِ الثمالي قال: وكان من أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وخالفه غيره من أهل الشام، وقال: كان من التابعين.
أخرجه ابن منده. وهو عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد اللَّهِ الثمالي، وَيُذْكَرُ فِي مَوْضِعِهِ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
__________
[1] هو عبد الرحمن بن إسحاق بن عبد الله بن الحارث بن كنانة العامري القرشي، مولاهم، ويقال: الثقفي المدني. ويقال له: عباد بن إسحاق. روى عن الزهري، وعنه إبراهيم بن طهمان، قال القطان: سألت عنه بالمدينة فلم أرهم يحمدونه، وكذا قال على بن المديني (تهذيب التهذيب 6/ 137 بتصرف) .
والحديث رواه النسائي في كتاب الجهاد من طريق معمر عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ. ينظر كتاب الجهاد: 6/ 29
[2] الحديث رواه مسلم في كتاب اللباس عن عائشة وأسماء رضى الله عنهما: 6/ 168، 169. وينظر مسند أحمد: 6/ 90.
167، 345، 346، 353. والمتشبع: هو المتزين والمتجمل بما ليس عنده يظهر للناس التكثر بذلك.(3/87)
2850- عبد الله بن ثوب
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن ثوب، أَبُو مسلم الخولاني. غلبت عليه كنيته. قال شرحبيل بن مسلم: أتى أبو مسلم إِلَى المدينة، وقد قبض النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، واستخلف أَبُو بكر رضي اللَّه عنه، وكان فاضلًا عابدًا ناسكًا، له فضائل كثيرة، وهو من كبار التابعين.
قال أَبُو نعيم: كان مولده يَوْم حنين. قال: وهو الصحيح. وقيل: إنه أسلم في عهد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يره. وهو الصحيح.
روى عنه مُحَمَّد بْن زياد الألهاني، وَأَبُو إدريس الخولاني، وشرحبيل بْن مسلم، ومكحول، ونزل بداريًا، من أرض دمشق. وروى عَنْ عمر، وأبي عبيدة، ومعاذ.
وكان أَبُو مسلم إذا دخل أرض الروم غازيًا لا يزال في المقدمة، فإذا أذن لهم كان في الساقة، وكان الولاة يتيمنون بأبي مسلم، فيمرونه عَلَى المقدمات. وشهد صفين مع معاوية، وكان يرتجز ويقول:
ما علتي ما علتي ... وقد لبست درعتي
أموت عند طاعتي
وتوفي أَبُو مسلم بأرض الروم غازيًا، أيام معاوية، وقيل: إن الّذي ولد يوم حنين هو أبو إدريس الخولاني، وأما أَبُو مسلم فكان في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلًا. ويرد فِي الكنى أتم من هَذَا. إن شاء الله تبارك وتعالى.
2851- عبد الله بن جابر البياضي
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن جابر البياضي. وبياضة بطن من الأنصار، وهو بياضة بْن عامر بْن زريق بْن عبد حارثة بْن مالك بْن غضب بْن جشم بن الخزرج الأكبر.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ إِجَازَةً بِإِسْنَادِهِ إِلَى أبي بكر بن أبي عاصم، حدثنا هشام بْن عمار، حدثنا عَبْد اللَّهِ بْن سفيان- من أهل المدينة وهو من ثقاتهم- قال: سمعت جدي عقبة بْن أَبِي عائشة [1] يقول: رأيت عَبْد اللَّهِ بْن جابر البياضي، صاحب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واضعًا إحدى يديه عَلَى الأخرى في الصلاة.
روى عنه عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ عقيل، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم في فضل الفاتحة.
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] ينظر الجرح: 3/ 1/ 315.(3/88)
2852- عبد الله بن جابر العبديّ
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ، وقيل: عبد الرحمن بْن جابر العبدي.
أحد وفد عبد القيس. كان مع أبيه حين وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يكن من الوفد، إنما كان صغيرًا مع أبيه، وسكن البحرين، ثم انتقل إِلَى البصرة.
روى الحارث بْن مرة، عَنْ نفيس- رجل من أهل البصرة- عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن جابر العبدي قَالَ: كنت فِي الوفد الَّذِينَ أتوا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع أَبِي، فنهاهم عَنِ الشرب في الأوعية: الدباء، والحنتم والنقير، والمزفت [1] فلما كان بعد ما قبض رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حججت مع أَبِي حتى إذا كنت بمنى قال لي أَبِي: اذهب بنا فنسلم عَلَى الحسن بْن عَلِيٍّ. قال: فأتيناه، فلما رَأَى أَبِي رحب به ووسع له، فسئل عَنْ نبيذ الجر فرخص فيه، فقال له أبى: أبا فلان، بعد ما قَالَ لنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيه ما قال؟! قال: نعم، كانت فيه بعدكم رخصة.
أخرجه الثلاثة.
2853- عبد الله بن جبر
(س) عبد الله بن جبر ابن عتيك. حديثه أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عاد جبرًا.
كذا أورده النسائي في سننه، وهذا إسناد مختلف فيه.
أخرجه أَبُو موسى.
قلت: قد اختلف في الذي عاده رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كثيرا، فمنهم من قال هكذا، ومنهم من قال:
جابر. ومنهم من قال: إن عَبْد اللَّهِ بْن ثابت عاده رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ومنهم من قال: عبد الله بن عبد الله بن ثابت. وكان جابرا أو جبر حاضرا، والأكثر على أن العيادة كانت لعبد اللَّه بْن ثابت وقد ذكرنا الجميع في مواضعه من كتابنا هذا، ونسبنا كل قول إلى قائله
2854- عبد الله بن جبير الخزاعي
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن جبير الخزاعي. يكنى أبا عبد الرحمن. مختلف في صحبته. سكن الكوفة.
__________
[1] الدباء: القرع، واحده دباءة، كانوا ينتبذون فيها، فتسرع الشدة، في الشراب. والختم: جرار خضر تحمل فيها الخمر. والنقير: أصل النخلة، ينقر وسطه ثم ينبذ فيه التمر، ويلقى عليه الماء ليصير نبيذا مسكرا. والمزفت: إناء مطلى بالزفت، وهو القار، ينتبذ فيه.
وقد نهى عن الانتباذ في هذه الأوعية لأنه لا يتبين فيها الشدة، فأما إذا كان وعاء من جلد موكى- يعنى له رباط- فليس هناك ما يمنع من الانتباذ فيه، لأن الشدة تظهر فيه.
والأحاديث في النهى عن الانتباذ في هذه الأوعية كثيرة، ينظر البخاري كتاب الأشربة: 7/ 138، 139. ومسلم، كتاب الإيمان: 1/ 37، ومسند أحمد: 4/ 206.(3/89)
روى سماك بْن حرب أَنَّهُ قال: طعن النبي صلى الله عليه وسلم رجلا في بطنه إما بقضيب وَإِما بسواك، فقال: أوجعتني فأقدني [1] فأعطاه العود الذي كان معه، ثم قال: استقد فقبل بطنه، ثم قال:
بل أعفو عنك، لعلك تشفع لي بها يَوْم القيامة. أخرجه الثلاثة، وقال أَبُو عمر: عبد الله بن جبير بن هذا هو الذي يروي عَنْ أَبِي الفيل [2] .
2855- عبد الله بن جبير الأنصاري
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن جبير بْن النعمان بْن أمية بْن امرئ القيس- وهو البرك بْن ثعلبة بْن عمرو بْن عوف بْن مالك بْن الأوس الأنصاري الأوسي، ثم من بني ثعلبة بْن عمرو.
شهد العقبة وبدرًا. وقتل يَوْم أحد. وهو أخو خوات بْن جبير، صاحب ذات النحيين. [3] وكان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جعل عَبْد اللَّهِ عَلَى الرماة يَوْم أحد، وكانوا خمسين رجلًا، وقال لهم:
لا تبرحوا مكانكم، وَإِن رأيتم الطير تخطفنا. فلما انهزم المشركون نزل من عنده من الرماة ليأخذوا الغنيمة، فقال لهم عَبْد اللَّهِ بْن جبير: كيف تصنعون بِقَوْلِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فمضوا وتركوه، فأتاه المشركون فقتلوه [4] . ولم يعقب. أخرجه الثلاثة.
2856- عبد الله بن جحش
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن جحش بْن رياب بْن يعمر بْن صبرة بْن مرة بْن كَثِير بن غنم بن دودان ابن أسد بْن خزيمة، أَبُو مُحَمَّد الأسدي. أمه أميمة بنت عبد المطلب عمة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو حليف لبني عبد شمس، وقيل: حليف حرب بْن أمية، وَإِذا كان حليفًا لحرب فهو حليف لعبد شمس، لأنه منهم.
أسلم قبل دخول رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم دار الأرقم، وهاجر الهجرتين إلى أرض الحبشة هو وأخواه أَبُو أحمد، وعبيد اللَّه، وأختهم زينب بنت جحش، زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأم حبيبة وحمنة بنات جحش، فأما عبيد اللَّه فإنه تنصر بالحبشة ومات بها نصرانيًا، [وبانت منه] [5] زوجه أم حبيبة بنت أَبِي سفيان، فتزوجها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهي بأرض الحبشة، وهاجر عَبْد اللَّهِ إِلَى المدينة بأهله وأخيه أَبِي أحمد، فنزل عَلَى عاصم بْن ثابت بْن أَبِي الأقلح.
__________
[1] أي مكنى من الاقتصاص.
[2] في المخطوطة والمطبوعة: أبى القيل. بالقاف، وستأتي ترجمته.
[3] ينظر: 2/ 148.
[4] ينظر سيرة ابن هشام: 2/ 65، 66.
[5] في الأصل والمطبوعة: وكانت زوجة أم حبيبة. والمثبت عن الاستيعاب. 877.(3/90)
وأمره رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى سرية، وهو أول أمير أمره- في قول- وغنيمته أول غنيمة غنمها المسلمون، وخمس الغنيمة وقسم الباقي، فكان أول خمس في الإسلام.
ثم شهد بدرًا، وقتل يَوْم أحد:
روى إِسْحَاق بْن سعد بْن أَبِي وقاص، عَنْ أبيه: أن عَبْد اللَّهِ بْن جحش قال له يَوْم أحد:
ألا تأتي ندعو الله؟ فخليا في ناحية فدعا سعد فقال: اللَّهمّ إذا لقيت العدو غدًا فلقني رجلًا شديدًا بأسه، شديدًا حرده [1] فأقتله فيك وآخذ سلبه. فأمن عَبْد اللَّهِ بْن جحش، ثم قال عَبْد اللَّهِ: اللَّهمّ ارزقني غدًا رجلًا شديدًا بأسه، شديدًا حرده، أقاتله فيك ويقاتلني، ثم يقتلني ويأخذني فيجدع أنفي وأذني، فإذا لقيتك قلت: يا عَبْد اللَّهِ، فيم جدع أنفك وأذناك؟ فأقول:
فيك وفي رسولك. فيقول: صدقت. قال سعد: كانت دعوة عبد الله خيرا من دعوتي، فلقد رأيته آخر النهار وَإِن أنفه وأذنيه معلقان في خيط.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ يَحْيَى بْنُ أَسْعَدَ بْنِ يحيى بن يونس الأزجي، أَخْبَرَنَا أَبُو غالب بْن البناء، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ على الآبْنُوسِيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بن الفتح الجلِّيّ الْمِصِّيصِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو يُوسُفَ مُحَمَّدُ بْنُ سُفْيَانَ بن موسى الصفار المصيصي، حدثنا أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ رَحْمَةَ [2] بْنِ نُعَيْمٍ الأصبحي قال: سمعت ابن المبارك، حدثنا سفيان ابن عيينة، عَنْ علي بْن زيد بْن جدعان، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيب قال: قال عَبْد اللَّهِ بْن جحش يَوْم أحد: اللَّهمّ أقسم عليك أن نلقى العدو، وَإِذا لقينا العدو أن يقتلوني، ثم يبقروا بطني، ثم يمثلوا بي، فإذا لقيتك سألتني: فيم هذا؟ فأقول: فيك. فلقي العدو ففعل وفعل به ذلك.
قال ابن المسيب: فإني أرجو أن يبر اللَّه آخر قسمه كما بر أوله.
وروى الزبير بْن بكار في «الموفقيات» أن عَبْد اللَّهِ بْن جحش انقطع سيفه يَوْم أحد، فأعطاه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عرجون نخلة، فصار في يده سيفًا، فكان يسمى العرجون، ولم يزل يتناول حتى بيع من بغا التركي بمائتي دينار، وكان الذي قتله يَوْم أحد أَبُو الحكم بْن الأخنس بْن شريق الثقفي، وكان عمره حين قتل نيفًا وأربعين سنة ودفن هو وخاله حمزة بْن عبد المطلب في قبر واحد، صلى [رَسُول] اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عليهما.
وولي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تركته، فاشترى لابنه مالا بخيبر.
__________
[1] الحرد- بفتحتين- الغضب.
[2] في المطبوعة: أحمد. والمثبت عن الأصل.(3/91)
وكان عَبْد اللَّهِ يقال له: المجدع في اللَّه. روى الزبير بْن بكار، عَنِ الحسن بْن زيد بْن الحسن بْن عَلِيٍّ أَنَّهُ قال: قاتل اللَّه ابن هشام! ما أجرأه عَلَى اللَّه دخلت إليه يومًا مع أَبِي هذه الدار- يعني دار مروان- وقد أمره هشام بْن عَبْد الْمَلِكِ بْن مروان أن يفرض للناس، فدخل ابن لعبد اللَّه المجدع في اللَّه، فانتسب له وسأله الفريضة، فلم يجبه بشيء، ولو كان أحد يرفع إِلَى السماء لكان ينبغي أن يرفع لمكان أبيه، وأحرى لابن أَبِي تجراة الكندي، لأنه قال: صاحبت عمك عمارة بْن الْوَلِيد بْن المغيرة فقال: لينفعنك. وفرض له.
أخرجه الثلاثة.
2857- عبد الله بن الجد
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن الجد بْن قيس. تقدم نسبه فِي ترجمة أبيه [1] ، وهو من بني سلمة من الأنصار، شهد بدرًا وأحدًا:
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر بْن السمين بِإِسْنَادِهِ إِلَى يونس بن بكير، عن بن إِسْحَاق، في تسمية من شهد بدرا من بني عُبَيْد بْن عدي بْن غنم بْن كعب، ثم من بني خنساء بن سنان بْن عبيد:
... وعبد اللَّه بْن الجد بْن قيس بْن صخر بْن خنساء [2] .
أخرجه الثلاثة.
2858- عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي الجدعاء
(ب د ع) عبد الله بن أبي الجدعاء [3] . وقال بعضهم: ابن أَبِي الحمساء. قال أَبُو عمر:
قيل: هو تميمي. وقيل: كناني. وقيل: عبدي. روى عنه عَبْد اللَّهِ بْن شقيق:
أَخْبَرَنَا أَبُو ياسر بْن أَبِي حبة بإسناده عن عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا عفان، حدثنا وهيب، حدثنا خَالِد- هو الحذاء- عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن شقيق، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي الجدعاء [3] أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول «ليدخلن الجنة بشفاعة رجل من أمتي أكثر من [بني] تميم. قال قلنا: يا رَسُول اللَّهِ، سواك؟ قال: سواي [4] .
__________
[1] ينظر: 1/ 327.
[2] سيرة ابن هشام: 1/ 697.
[3] يقال أيضا: الجذعاء، بالذال المعجمة، ينظر التقريب.
[4] مسند أحمد: 3/ 470.(3/92)
رواه بشر بْن المفضل والثوري وابن علية ويزيد بْن زريع وعلي بْن عاصم، عَنْ خَالِد عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن شقيق [1] مثله. وروى عنه عَبْد اللَّهِ بْن شقيق أن رجلًا قال لرسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: متى كنت نبيا؟ قال: «وآدم بين الروح والجسد» [2] أخرجه الثلاثة.
2859- عبد الله بن جراد
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن جراد الخفاجي، وخفاجة هُوَ ابن عَمْرو بْن عقيل. قاله أَبُو نعيم، وقيل: عَبْد اللَّهِ بْن جراد بْن المنتفق بْن عامر بْن عقيل العقيلي، له صحبة، ساق هذا النسب ابن ماكولا. عداده في أهل الطائف، حديثه عند ابن أخيه يعلى بْن الأشدق:
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودِ بْنِ سَعْدٍ الأَصْفَهَانِيُّ، أَخْبَرَنَا زاهر بْن طاهر السحامي، أَخْبَرَنَا أَبُو الحسين [3] مُحَمَّد بْن علي الهاشمي إجازة، حدثنا أبو حفص عمر بْن أحمد الواعظ، حدثنا أحمد بْن عِيسَى بْن السكين البلدي، حدثنا هاشم بْن الْقَاسِم الحراني، حدثنا يعلى بْن الأشدق، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن جراد قال: أنشد لبيد، رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيتين، فقال في الأول:
صدقت. وفي الآخر: كذبت. قال.
ألا كل شيء ما خلا اللَّه باطل
قال: صدقت.
وكل نعيم لا محالة زائل.
قال: كذبت، نعيم الجنة لا يزول. وروى يعلى عنه أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قال: «من ظلم ذميا مؤديا لجزيته مقرًا بذلته، فأنا خصمه» . لا يروي عنه غير يعلى، وهو ضعيف، قال أَبُو أحمد العسكري: يعلى بْن الأشدق ضعيف، كان أعرابيًا يسأل الناس.
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] في المطبوعة: قيس. وهو خطأ. وقد ذكر أحمد بن حنبل رواية إسماعيل ابن علية في المسند: 3/ 469. وذكرها أيضا الترمذي، ينظر تحفة الأحوذي، كتاب القيامة: 7/ 130.
[2] رواه ابن سعد في الطبقات 7/ 1/ 41 عن عبد الله بن ابى الجدعاء، ورواه الترمذي في كتاب المناقب عن أبى هريرة، ينظر تحفة الاحوذى 10/ 77، 78.
[3] في المطبوعة: أبو الحين.(3/93)
2860- عبد الله بن جزء السلمي
(د ع) عَبْد اللَّهِ بْن جزء بْن أنس بْن عامر بْن علي السلمي. يعد في البصريين. روى نائل ابن مطرف بْن رزين بْن أنس، عَنْ أبيه، عَنْ جده أَنَّهُ قال: لما ظهر الإسلام كانت لنا بئر بالدفينة [1] ، فأتيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فكتب لي كتابًا. رواه يحيى بْن يونس الشيرازي، عَنْ عبد السلام بْن عمر عَنْ نائل بْن عبد الرحمن بْن عَبْد اللَّهِ بْن جزء بْن أنس قال:
حدثني أَبِي، عَنْ آبائه، وعن عمر بْن جزء: أن هذا الكتاب من رسول الله صلى الله عليه وسلم فرزين ابن أنس.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
2861- عبد الله بن جزء الزبيدي
(س) عَبْد اللَّهِ بْن جزء الزبيدي. أورده أَبُو بكر بْن أَبِي على في الصحابة، وروى عَنْ حيوة بْن شريح، عَنْ عقبة بْن مسلم، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن جزء الزبيدي قال: أكلنا مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شواء ونحن في المسجد، ثم أقيمت الصلاة، فلم نزد عَلَى أن مسحنا أيدينا بالحصى.
أخرجه أَبُو موسى وقال: كذا أورده، وَإِنما هو عَبْد اللَّهِ بْن الحارث بن جزء [2] .
2862- عبد الله بن جعفر
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن جَعْفَر- ذي الجناحين- بْن أَبِي طالب بْن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، القرشي الهاشمي. له صحبة، وأمه أسماء بنت عميس الخثعمية، ولد بأرض الحبشة، وكان أبواه رضي اللَّه عنهما هاجرا إليها، فولد هناك، وهو أول مولود ولد في الإسلام بأرض الحبشة، وقدم مع أبيه المدينة، وهو أخو مُحَمَّد بْن أَبِي بكر الصديق، ويحيى بْن عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالب رضي اللَّه عنهم لأمهما.
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث، وروى عَنْ أمه أسماء وعمّه علي بْن أَبِي طالب.
روى عنه بنوه إِسْمَاعِيل وَإِسْحَاق ومعاوية، ومحمد بْن عَلِيِّ بْنِ الحسين، والقاسم بْن مُحَمَّد، وعروة بْن الزبير والشعبي وغيرهم.
وتوفي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولعبد اللَّه عشر سنين.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ وَغَيْرُ وَاحِدٍ بإسنادهم إلى أَبِي عِيسَى الترمذي قال: حدثنا أحمد بْن منيع وعلي بْن حجر قالا: حدثنا سفيان بْن عيينة، عَنْ جَعْفَر بْن خَالِد، عَنْ أبيه،
__________
[1] الدفينة: ماء على خمس مراحل من مكة للبصرة (مراصد الاطلاع) .
[2] كذا أورده الإمام أحمد في مسندة: 4/ 190.(3/94)
عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن جَعْفَر قال: لما جاء نعي جَعْفَر قال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اصنعوا لأهل جَعْفَر طعامًا، فإنهم قد جاءهم ما يشغلهم» [1] وأَخْبَرَنَا أَبُو الفضل بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْمَخْزُومِيُّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي يعلى الموصلي قال: حدثنا عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ أسماء، حدثنا مهدي بْن ميمون، حدثنا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي يعقوب، عَنِ الحسن بْن سعد- مولى الحسين بْن عَلِيٍّ، عَنْ [2] عَبْد اللَّهِ بْن جَعْفَر- قال: أردفني رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ وراءه ذات يَوْم، فأسر إلي حديثًا لا أحدث به أحدًا من الناس، وكان أحب ما استتر به رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لحاجته هدف أو حائش نخل- يعني حائطًا [3] فدخل حائطًا لرجل من الأنصار، فإذا فيه جمل، فلما رَأَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جرجر [4] وذرفت عيناه. قال: فأتاه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فمسح رأسه إِلَى سنامه وذفريه [5] فسكن فقال: من رب هذا الجمل؟ فجاء فتى من الأنصار فقال:
هو لي يا رَسُول اللَّهِ. قال: أفلا تتقى اللَّه في هذه البهيمة [التي] [6] ملكك اللَّه إياها، فإنه شكى أنك تجيعه وتدئبه [7] . وروى هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْن جَعْفَر قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خير نسائها مريم بنت عمران، وخير نسائها خديجة بنت خويلد [8] » . وكان عَبْد اللَّهِ كريمًا جوادًا حليمًا، يسمى بحر الجود أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْقَاسِمُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الحسن الدمشقي إذنًا، أَخْبَرَنَا أَبِي، حدثنا أَبُو الحسن علي بْن أحمد بْن مَنْصُور، أَخْبَرَنَا أَبُو الحسن بْن أَبِي الحديد، أَخْبَرَنَا جدي أَبُو بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْن ربيعة بْن زير، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْقَاسِم بْن خلاد، حدثنا الأصمعي عَنِ العمري وغيره: أن عَبْد اللَّهِ بْن جَعْفَر أسلف الزبير بْن العوام ألف ألف درهم، فلما قتل الزبير قال ابنه عَبْد اللَّهِ لعبد اللَّه بْن جَعْفَر: إني وجدت في كتب أَبِي أن له عليك ألف ألف درهم. فقال:
هو صادق فاقبضها إذا شئت. ثم لقيه فقال: يا أبا جَعْفَر، ووهمت، المال لك عليه.
__________
[1] تحفة الأحوذي، كتاب الجنائز: 4/ 77.
[2] في المطبوعة: على بن عبد الله. وهو خطأ. والحديث رواه أحمد في المسند: 1/ 204.
[3] الهدف: كل بناء مرتفع، والحائط: البستان من النخيل، إذا كان عليه حائط، أي جدار.
[4] في المطبوعة: حرحر. والجرجرة كما في النهاية: صوت البعير عند الفجر. وذرفت عيناه: جرى دمعها
[5] الذفرى من البعير: مؤخر رأسه، وهو الموضع الّذي يعرق من قفاه.
[6] عن المسند.
[7] وتدئبه: تكده وتتعبه.
[8] تحفة الأحوذي، كتاب المناقب: 10/ 389.(3/95)
قال: فهو له. قال لا أريد ذاك. قال فاختر إن شئت فهو له، وَإِن كرهت ذلك فله فيه نظرة ما شئت، وَإِن لم ترد ذلك فبعني من ماله ما شئت. قال: أبيعك ولكن أقوم. فقوم الأموال ثم أتاه فقال: أحب أن لا يحضرني وَإِياك أحد. قال: فانطلق. فمضى معه فأعطاه حرابا وشيئا لا عمارة فيه وقومه عليه، حتى إذا فرغ قال عَبْد اللَّهِ بْن جَعْفَر لغلامه: ألق لي في هذا الموضع مصلى. فألقى له في أغلظ موضع من تلك المواضع مصلى، فصلى ركعتين وسجد فأطال السجود يدعو، فلما قضى ما أراد من الدعاء قال لغلامه: احفر في موضع سجودي فحفر، فإذا عين قد أنبطها [1] ، فقال له ابن الزبير: أقلني، قال: أما دعائي وَإِجابة اللَّه إياي فلا أقيلك فصار ما أخذ منه أعمر مما في يد ابن الزبير.
وأخباره في جوده وحلمه وكرمه كثيرة لا تحصى، وتوفي سنة ثمانين، عام الجحاف بالمدينة، وأمير المدينة أبان بْن عثمان لعبد الملك بْن مروان، فحضر غسل عَبْد اللَّهِ وكفنه، والولائد خلف سريره قد شققن الجيوب، والناس يزدحمون عَلَى سريره، وأبان بْن عثمان قد حمل السرير بين العمودين، فما فارقه حتى وضعه بالبقيع، وَإِن دموعه لتسيل عَلَى خديه، وهو يقول: كنت والله خيرًا لا شر فيك، وكنت والله شريفًا واصلًا برًا.
وإنما سمى عام الجحاف لأنه جاء سيل عظيم ببطن مكة جحف [2] الحاج وذهب بالإبل عليها أحمالها، وصلى عليه أبان بْن عثمان. ورئي عَلَى قبره مكتوب:
مقيم إِلَى أن يبعث اللَّه خلقه ... لقاؤك لا يرجي وأنت قريب
تزيد بلى في كل يَوْم وليلة ... وتنسى كما تبلى وأنت حبيب
وقيل: توفي سنة أربع أو خمس وثمانين، والأول أكثر، قال المدائني كان عمره تسعين سنة، وقيل: إحدى، وقيل: اثنان وتسعون سنة.
أخرجه الثلاثة.
2863- عَبْد اللَّهِ أَبُو جمرة اليربوعي
عَبْد اللَّهِ أَبُو جمرة [3] اليربوعي. روت عنه ابنته جمرة [3]- ولها أيضًا صحبة- قالت: ذهب بي أبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ادع لبنتي هذه بالبركة. قالت: فأجلسنى في حجره تم وضع يده على رأسي.
__________
[1] أقبط الحفار: بلغ الماء في البئر.
[2] جحفه: جرفه.
[3] في المطبوعة: حمزة. وهو خطأ، وستأتي ترجمتها.(3/96)
2864- عبد الله بن أبى الجهم
(ب س) عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي الجهم بن حذيفة بن غانم بن عامر بن عبد الله بن عبيد بن عويج ابن عدي القرشي العدوي، وهو أخو عُبَيْد [1] اللَّهِ بْن عمر بْن الخطاب لأمه. أسلم يَوْم فتح مكة، وخرج إِلَى الشام غازيًا، وقتل بأجنادين شهيدا.
2865- عبد الله بن جهيم
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن جهيم بن الحارث بن الصّمّة بن زيد مناة بْن حبيب- وقيل:
الصمة بْن عمرو بْن الجموح بْن حرام بْن غنم بْن كعب بْن سلمة بْن سعد بْن عَلِيِّ بْنِ أسد بْن ساردة بْن تزيد بْن جشم بْن الخزرج الأنصاري السلمي، يكنى أبا جهيم، وهو ابن أخي معاذ وخراش ابني الصمة، وهو ابن أخت أَبِي بْن كعب.
روى عنه بسر [2] بْن سَعِيد وعمير مولى ابن عباس. روى يزيد بْن خصيفة، عَنْ مسلم بْن سَعِيد أن أبا جهيم أخبره: أن رجلين اختلفا في آية، فسألا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عنها، فقال: «إن القرآن أنزل عَلَى سبعة أحرف، فلا تماروا في القرآن، فإن مراء في القرآن كفر وروى عَنْ يَزِيدَ بْنِ بسر بْن سَعِيد، وهو الصحيح.
أخرجه الثلاثة.
2866- عبد الله بن الحارث أبو إسحاق
(س) عَبْد اللَّهِ بْن الحارث أَبُو إِسْحَاقَ. أورده العسكري وَأَبُو بكر بْن أَبِي علي وغيرهما في الصحابة.
روى همام، عَنْ قتادة، عَنْ إِسْحَاق بْن عَبْد اللَّهِ بْن الحارث، عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ اشترى حلة بسبع وعشرين ناقة، فكان يلبسها. أخرجه أَبُو موسى وقال: عَبْد اللَّهِ هذا هو ابن الحارث بْن نوفل.
قلت: هذا الاستدراك لا وجه له، فإن ابن منده قد أخرجه، ويرد ذكره، إن شاء اللَّه تعالى، وهذا عَبْد اللَّهِ هو ابن الحارث بْن نوفل بْن الحارث بْن عبد المطلب بْن هاشم الهاشمي من أهل المدينة، وسكن البصرة، واصطلح عليه أهلها لما مات يزيد بْن معاوية، وجعلوه أميرا عليهم،
__________
[1] في المطبوعة: عبد الله. وهو خطأ، قال مصعب الزبيري في كتاب نسب قريش 349- وقد ذكر من ولد عمر: زيدا الأصغر وعبيد الله- قال: «وأمهما أم كلثوم بنت جرول بن مالك بن المسيب، من خزاعة وأخوهما «لأمهما: عبد الله الأكبر ابن أبى جهم بن حذيفة بن غانم»
[2] في المطبوعة: بئر، وهو خطأ، ينظر الخلاصة.(3/97)
وقالوا: أبوه هاشمي وأمه أموية، فإن أمه هند بنت أَبِي سفيان بْن حرب، وقالوا: لمن كانت الخلافة رضي بما فعلناه.
وهو الذي يلقب ببة، وكنيته أَبُو إِسْحَاقَ، بابنه إِسْحَاق. روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وروايته مرسلة، وقيل: إنه ولد في زمان النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وروى عَنْ عمر، وعثمان، وعلي، والعباس، وأبي بْن كعب وغيرهم. روى عنه ابناه: إِسْحَاق وعبد اللَّه، وسليمان بْن يسار، وَأَبُو سلمة بْن عبد الرحمن والسبيعي، وعمر بْن عبد العزيز.
2867- عبد الله بن الحارث بن أسد
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن الحارث بْن أسد- وقيل أسيد- بْن جندل بْن عَامِر بن مالك بن تميم بن الدّول بْن حل [1] بْن عدي بْن عبد مناة بْن أد بْن طابخة، أَبُو رفاعة العدوي عدي بْن عبد مناة، وهو عدي الرباب، كان من فضلاء الصحابة واختلف في اسمه، فقيل: عَبْد اللَّهِ. وقيل:
تميم بْن أسد، ويرد في الكنى، إن شاء اللَّه تعالى، أتم من هذا.
أسيد، قيل: بفتح الهمزة وكسر السين. وقيل: بضم الهمزة وفتح السين. وقيل: أسد بغير ياء.
أخرجه الثلاثة.
2868- عَبْد الله بن الحارث بن أمية
عَبْد اللَّهِ بْن الحارث بْن أمية الأصغر بْن عبد شمس والحارث يقال له: ابن عيلة. ويقال لولد أمية الأصغر: العبلات. نسبة إِلَى عبلة أم أمية.
وعاش عَبْد اللَّهِ كثيرًا، وأدرك خلافة معاوية شيخًا كبيرًا، وورث دار عبد شمس بمكة، لأنه كان أقعدهم [2] نسبًا، فحج معاوية في خلافته، فدخل الدار ينظر إليها، فخرج إليه بمحجن [3] ليضربه وقال: لا أشبع اللَّه بطنك! أما يكفيك الخلافة حتى تجيء فتطلب الدار.
فخرج معاوية وهو يضحك.
وهو جد الثريا بنت علي بْن عَبْد اللَّهِ، التي كانت يشبب بها عمر بْن أبى ربيعة [4] . ذكر هذا هشام بن الكلبي
__________
[1] كذا في الأصل. وفي المطبوعة: حسل. وفي إحدى طبعتى الجمهرة 200: جل، بالجيم، وفي الأخرى 189: جلى مصفر
[2] يعنى هو أقرب الآباء من الجد الأكبر، ويقال له: قعيد وقعود
[3] المحجن: عصا منعطفة الرأس.
[4] ينظر كتاب نسب قريش 151، 269 ففيه أن الثريا ابنته. كما ينظر الشعر والشعرا 557، 558.(3/98)
2869- عبد الله بن الحارث بن أوس
(س) عَبْد اللَّهِ بْن الحارث بْن أوس.
روى عارم [1] بْن الفضل، عَنِ ابن المبارك، عَنِ الحجاج بْن أرطأة، عَنْ عَبْد الْمَلِكِ بْن المغيرة، عَنْ عبد الرحمن بْن البيلماني، عَنْ أوس، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن الحارث بْنِ أَوْسٍ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «من حج البيت أو اعتمر فليكن آخر عهده بالبيت. قال فقال عمر بْن الخطاب: خررت من يديك، هذا عندك ولم تخبرنا.
ورواه غيره عَنِ ابن المبارك فقال: عَنِ ابن البيلماني، عَنْ عمرو بن أوس، عن الحارث ابن عَبْد اللَّهِ بْن أوس. ورواه المحاربي، عَنِ الحجاج، مثله. وهو الصواب [2] .
أَخْبَرَنَا به إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الفقيه وغيره بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي عِيسَى قال: أَخْبَرَنَا نصر بْن عبد الرحمن الكوفي، حدثنا الْمُحَارِبِيُّ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْن المغيرة، عَنْ عبد الرحمن بْن البيلماني عَنْ عمرو بْن أوس، عَنِ الحارث بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَوْسٍ قَالَ: سَمِعْتُ النبي صلى الله عليه وسلم يقول ... مثله [3] .
أخرجه أبو موسى.
2870- عبد الله بن الحارث الباهلي
(س) عَبْد اللَّهِ بْن الحارث الباهلي، أَبُو مجيبة.
حديثه مشهور في الصوم [4] ، وذكر أَبُو عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيِّ بْنِ بحر البلخي في مفردات الأسماء أن اسمه: عَبْد اللَّهِ بن الحارث، وذكره ابن منده وغيره فيمن لا يعرف اسمه.
أخرجه أبو موسى.
2871- عَبْد اللَّهِ بْن الحارث بْن جزء
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن الحارث بْن جزء بن عبد الله بن معديكرب بن عمرو بن عسم
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: عارم أبو الفضل. وهو خطأ، والصواب ما أثبتناه، وهو أبو نعمان محمد بن الفضل السدوسي البصري البصري الحافظ، يلقب بعارم، كان أحد أركان الحديث، صدوقا مكثرا، يروى عن الحمادين وغيرهما، وعنه أحمد والبخاري وخلق (ميزان الاعتدال: 4/ 7، والعبر للذهبى: 1/ 392)
[2] وكذا هو في المسند عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَوْسٍ: 3/ 416، 417. وخررت من يديك: أي سقطت إلى الأرض بسبب يديك، يعنى من جنايتهما. وهذا دعاء عليه.
[3] تحفة الأحوذي، كتاب الحج: 4/ 16.
[4] أورد الحديث ابن ماجة في باب صيام أشهر الحرم، الحديث 1741: 1/ 554، فقال: عن أبى مجيبة، عن أبيه أو عن عمه. وقد أورده داود، في صوم أشهر الحرم، سنن أبى داود عن مجيبة الباهلية عن أبيها أو عمها. وقد أشير إلى هذا في التهذيب: 10/ 49.(3/99)
- وقيل عصم- بْن عمرو بْن عريج [1] بْن عمرو بْن زبيد الزبيدي وزبيد من مذحج من اليمن، وهو حليف أَبِي وداعة السهمي، سكن مصر وتوفي بها بعد أن عمر طويلا.
وهو ابن أخى مخمية بْن جزء الذي كان عَلَى المقاسم يَوْم بدر.
قال ابن منده: هو ابن أَبِي مالك بن الحارث بن عبيد بن مالك، حليف بني سهم يكنى أبا الحارث، شهد بدرًا، وتوفي سنة ست وثمانين، وقيل: بل قتل باليمامة. وقال: قاله لي أَبُو سَعِيد بْن يونس.
روى عنه يزيد بْن أَبِي حبيب، وعقبة بْن مسلم، وغيرهما.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ وَغَيْرُهُ قَالُوا بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى قال: حدثنا قتيبة، أَخْبَرَنَا ابن لهيعة، عَنْ عُبَيْد اللَّه بْن المغيرة، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن الحارث بْن جزء قال:
«ما رأيت أحدًا أكثر تبسمًا من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» [2] وروى دراج أَبُو السمح، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن الحارث الزبيدي، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قال: «إن في جهنم لحيات مثل أعناق البُخت تلسع أحدهم اللسْعة فيجد حمتها أربعين خريفًا» [3] . وتوفي سنة خمس، أو سبع، أو ثمان وثمانين.
أخرجه الثلاثة.
وعندي- في قول ابن مندة: إنه شهد بدرًا وَإِنه قتل باليمامة- نظر، والله أعلم.
2872- عَبْد اللَّهِ بْن الحارث بْن أَبِي ربيعة
(ب) عَبْد اللَّهِ بْن الحارث بْن أَبِي ربيعة بْن المغيرة بْن عَبْد اللَّهِ بْن عمر بْن مخزوم، القرشي المخزومي، ذكر في الصحابة.
قال أَبُو عمر: ولا يصح عندي صحبته، وحديثه مرسل، رواه ابن جريج، عَنْ عبد الله ابن أَبِي أمية عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن الحارث بن أبي ربيعة، عن النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قطع يد السارق.
قال: وأظنه هو: عَبْد اللَّهِ بْن الحارث بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَيَّاشٍ بن أبي ربيعة المخزومي، أخو عبد عبد الرحمن بْن الحارث، فانظر فيه فإن كان هو فحديثه مرسل لا شك فيه.
أخرجه أبو عمر، وهذا كلامه.
__________
[1] في المطبوعة: عويج. والمثبت عن الأصل.
[2] تحفة الأحوذي، كتاب المناقب: 10/ 124، 125. والحديث رواه أحمد في المسند: 4/ 190، 191.
[3] مسند أحمد: 4/ 191. والبحت: جمال طوال الأعناق، والحمة- بضم الحاء وفتح الميم مخففة وقد تشدد: السم.(3/100)
2873- عبد الله بن الحارث العدوي
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن الحارث أبو رفاعة العدوي. تقدم في تميم بْن أسيد [1] ، وفي عَبْد اللَّهِ ابن الحارث بْن أسد، ويرد في الكنى إن شاء اللَّه تَعَالى.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
2874- عَبْد اللَّه بن الحارث الضبي
(ب) عَبْد اللَّهِ بْن الحارث بْن زيد بْن صفوان بْن صباح بْن طريف بْن زيد بْن عمرو بْن عامر بْن ربيعة بْن كعب بْن ربيعة بْن ثعلبة بْن سعد بْن ضبة بْن أد الضبي الصباحي وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فسماه عَبْد اللَّهِ نسبه الكلبي وابن حبيب، قال ابن حبيب:
وفي عنزة أيضًا صباح، وفي عبد القيس.
أخرجه هاهنا أَبُو عمر، وهو نسبه هكذا، ورواه عَنِ ابن حبيب والكلبي، والذي رأيناه في جمهرة الكلبي رواية ابن حبيب الّذي نذكره في: عَبْد اللَّهِ بْن زيد بْن صفوان، وأخرجه أَبُو موسى في عَبْد اللَّهِ بْن زيد بن صفوان، وسيذكر بعد هذا.
2875- عبد الله بن الحارث الخزاعي
(ب) عَبْد اللَّهِ بْن الحارث بْن أَبِي ضرار- واسمه حبيب- بْن الحارث بْن عائد بْن مالك ابن جذيمة- وهو المصطلق، وَإِنما سمي المصطلق لحسن صوته- ابن سعد بن كعب بن عمرو ابن ربيعة بن حارثة بن عمرو مزيقياء بْن عامر ماء السماء، يقال لولد عمرو بْن ربيعة. خزاعة.
وعبد اللَّه أخو جويرية بنت الحارث زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في فداء أسارى من بني المصطلق، وغيب في بعض الطريق ذودًا [2] كن معه وجارية سوداء، فكلم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في فداء الأسارى، فقال: رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نعم، بما جئت به. فقال: ما جئت بشيء. قال: فأين الذود والجارية السوداء التي غيبت بموضع كذا؟
فقال: أشهد أن لا إله إلا اللَّه وأنك رسول الله، والله ما كان معي أحد، ولا سبقني إليك أحد.
فأسلم، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لك الهجرة حتى تبلغ برك الغماد [3] . أخرجه أبو عمر.
__________
[1] ينظر: أسد الغابة 1/ 255.
[2] الذود- بفتح الذال-: من الإبل ما بين الخمس إلى التسع، وقيل: ما بين الثلاث إلى العشر.
[3] برك الغماد، بفتح الباء وكسرها، والفتح أكثر. والغماد- بكسر الغين وضمها، والكسر أشهر- موضع وراء مكة بخمس ليال مما يلي البحر، وقيل: بلد باليمن.(3/101)
2876- عَبْد اللَّهِ بْن الحارث بْن عبد المطلب
(ب) عَبْد اللَّهِ بْن الحارث بْن عبد المطلب بن هاشم، وهو ابن عم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كان اسمه عبد شمس فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عَبْد اللَّهِ، مات بالصفراء [1] في حياة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فدفنه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قميصه، وقال: هذا سَعِيد أدركته سعادة. أخرجه أَبُو عمر: وقال ذكره مصعب وغيره.
2877- عبد الله بن الحارث بن عمرو القرشي
(ب) عَبْد اللَّهِ بْن الحارث بْن عمرو بْن مؤمل القرشي العدوي. ولد عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحنكه. لا صحبة له، من ولده: أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الحارث بْن عمرو- وكان يرى رأي الخوارج، وكان قد جاء مع عَبْد اللَّهِ بْن يحيى الكندي- الذي يقال له:
طالب الحق- يَوْم قديد. يقاتل قومه.
أخرجه أبو عمر.
2878- عَبْد اللَّهِ بْن الحارث بْن عويمر الأنصاري
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن الحارث بْن عويمر الأنصاري، وقيل: المزني.
روى عنه مُحَمَّد بْن نافع بْن عجير قال: لقد كان من رَسُول اللَّهِ في عمتي سهيمة بنت عويمر قضاء ما قضى به في امرأة من المسلمين قبلها.
أخرجه الثلاثة.
2879- عَبْد اللَّهِ بْن الحارث بْن قيس القرشي
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن الحارث بْن قيس بْن عدي بْن سعد بن سهم القرشي السهمي، أخو السائب، كذا نسبه ابن الكلبي.
وقال الواقدي وابن إِسْحَاق: ابن عدي بْن سَعِيد بْن سهم، قاله أَبُو عمر.
كان من مهاجرة الحبشة، وكان شاعرًا، وهو الذي يدعى المبرق، لبيت قاله وهو:
إذا أنا لم أبرق فلا يسعنني ... من الأرض بر ذو قضاء ولا بحر [2]
يقول فيها:
وتلك قريش تجحد اللَّه ربها [3] ... كما جحدت عاد ومدين والحجر
__________
[1] الصفراء: واد من ناحية المدينة، كثير النخل والزرع، بينه وبين بدر مرحلة.
[2] هذا البيت والّذي يليه في سيرة ابن هشام: 1/ 331، وأبرق: تهدد وخوف.
[3] في السيرة: تجحد الله حقه.(3/102)
روى يونس بْن بكير، عَنِ ابن إِسْحَاق قال: وكان مما قيل من الشعر في الحبشة أن عبد الله ابن الحارث بْن قيس بْن عدي، لما أمنوا بأرض الحبشة، وحمدوا جوار النجاشي، وعبدوا اللَّه لا يخافون عَلَى دينهم أحدًا، فقال أبياتًا منها [1]
إنا وجدنا بلاد اللَّه واسعة ... تنجي من الذل والمخزاة والهون
فلا تقيموا عَلَى ذل الحياة ولا ... خزي الممات [2] وغيب غير [3] مأمون
إنا تبعنا رَسُول اللَّهِ واطرحوا ... قول النَّبِيّ وعالوا [4] في الموازين
وقتل عَبْد اللَّهِ بْن الحارث يَوْم الطائف شهيدًا، هو وأخوه السائب بْن الحارث، كذا قال يونس عَنِ ابن إِسْحَاق، وقاله الزبير وغيره. وقيل: إنه قتل يَوْم اليمامة شهيدًا هو وأخوه أَبُو قيس، وقد انقرض بنو الحارث بْن قيس بْن عدىّ.
أخرجه الثلاثة.
2880- عَبْد اللَّهِ بْن الحارث بْن نوفل
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن الحارث بْن نوفل بْن الحارث بْن عبد المطلب بْن هاشم القرشي الهاشمي، له ولأبيه صحبة. وقيل: إن له إدراكًا ولأبيه صحبة، وأمه هند بنت أبى سفيان ابن حرب بْن أمية.
ولد قبل وفاة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسنتين، وأتى به رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فحنكه ودعا له. يكنى أبا مُحَمَّد وقيل: أَبُو إِسْحَاقَ. ويلقب ببه، وَإِنما لقب ببه لأن أمه كانت ترقصه وهو طفل، وتقول:
لأنكحن ببه [5] ... جارية خدبه
مكرمة محبة ... تجب أهل الكعبة
وهو الذي اتفق عليه أهل البصرة عند موت يزيد بْن معاوية، حتى يتفق الناس عَلَى إمام، وَإِنما فعلوا ذلك لأن أباه من بني هاشم وأمه من بني أمية، فقالوا: من ولي الأمر رضي به.
__________
[1] الأبيات في سيرة ابن هشام أيضا: 1/ 331.
[2] في السيرة:
فلا تقيموا على ذل الحياة وخزي ... في الممات وغيب غير مأمون
[3] في المطبوعة: وعتب. والمثبت عن الأصل.
[4] في المطبوعة: وعاثوا. والمثبت عن الأصل وهو موافق للسيرة، وعال في الميزان: خان.
[5] ببة في الأصل: كثرة اللحم وتراكبه، وبه لقب عبد الله بن الحارث، لكثرة لحمه في صغره. وخدبه ضخمة، وتجبهن تغلب نساء قريش بحسنها، يقال: جبت فلانة النساء تجبهن جبا: إذا غلبتهن. والرجز في حاشية الكامل للمبرد: 1042. وفيه مكان: جارية خدبه: جارية كالقبة، هذا وينظر الكامل لابن الأثير: 3/ 322.(3/103)
وسكن البصرة ومات بعمان سنة أربع وثمانين، لأنه كان مع ابن الأشعث لما خلع الحجاج وقاتله، فلما انهزم ابن الأشعث هرب عبد الله إلى عمان فمات بها.
قال علي بْن المديني: روى عَبْد اللَّهِ بْن الحارث بْن نوفل، عَنْ عمر، وعثمان، وعلى، والعباس. ابن عباس، وصفوان بْن أمية، وأم هانئ، وكان ثقة. روى عنه بنوه عَبْد اللَّهِ، وعبيد اللَّه، وَإِسْحَاق وعبد الملك بْن عمير، وغيرهم.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ، وَقَدِ اسْتَدْرَكَهُ أَبُو مُوسَى عَلَى ابن منده فقال: عَبْد اللَّهِ بْن الحارث أَبُو إِسْحَاقَ وقد تقدم ذكره والكلام عليه.
2881- عبد الله بن الحارث بن هشام المخزومي
(ب) عَبْد اللَّهِ بْن الحارث بْن هشام بْن المغيرة المخزومي. روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يقال: إن حديثه مرسل ولا صحبة له. والله أعلم، إلا أَنَّهُ ولد عَلَى عهد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أخرجه أَبُو عمر، وهو ابن أخي أَبِي جهل بْن هِشَام، وأبوه مشهور.
2882- عَبْد الله بن الحارث بن هيشة الأنصاري
عَبْد اللَّهِ بْن الحارث بْن هيشة بْن الحارث بْن أمية بن معاوية بن مالك الأنصاري. شهد أحدًا، ولا عقب له، وأخوه عمرو بْن الحارث شهد أحدًا أيضًا، ولا عقب له.
2883- عبد الله بن حارثة الأنصاري
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن حارثة بْن النعمان الأنصاري. تقدم نسبه عند ذكر أبيه، يعد في المدنيين.
روى إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّهِ بْن حارثة بْن النعمان، عَنْ أبيه، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن حارثة قال: لما قدم صفوان بْن أمية الجمحي المدينة قَالَ لَهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَلَى من نزلت؟ قال:
عَلَى العباس بْن عبد المطلب. فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نزلت عَلَى أشدّ قريش لقريش حبّا» . أخرجه الثلاثة
2884- عبد الله بن حبشي
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن حبشي الخثعمي، سكن مكة، وله صحبة. روى عنه عبيد بْن عمير ومحمد بْن جبير بْن مطعم:
أَخْبَرَنَا أَبُو ياسر بْن أَبِي حبة بإسناده إلى عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي، حدثنا حجاج ابن مُحَمَّد، عَنِ ابن جريج، حدثني عثمان بْن أَبِي سليمان، عَنْ علي الأزدي، عَنْ عبيد بن عمير(3/104)
عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن حبشي أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ: أي الأعمال أفضل؟ قال: «إيمان لا شك فيه، وجهاد لا غلول فيه، وحج مبرور [1] . قيل: فأي الصلاة أفضل؟ قال: طول القنوت. قيل:
فأي الصدقة أفضل؟ قال: جهد المقل. قيل: فأي الهجرة أفضل؟ قال: من هجر ما حرم اللَّه عليه. قيل: فأي الجهاد أفضل؟ قال: من جاهد المشركين بماله ونفسه. قيل: فأي القتل أشرف؟ قال: من أهريق دمه وعقر جواده» [2] . أخرجه الثلاثة.
2885- عبد الله بن حبيب
(د ع) عَبْد اللَّهِ بْن حبيب. مجهول. روى عنه عبيد بْن عمير: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «من ضن بماله أن ينفقه، وبالليل أن يكابده، فعليه بسبحان اللَّه وبحمده» . أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
2886- عبد الله بن أبى حبيبة
(ب د ع) عبد الله بن أبي حبيبة، واسم أَبِي حبيبة: الأدرع. وقد تقدم نسبه في عبد الله ابن الأدرع، وقيل: ابن أَبِي حبيبة بْن الأزعر بْن زيد بْن العطاف بْن ضبيعة، من بنى عمرو ابن عوف، وهو أنصاري من بني عبد الأشهل، وقيل: من بني عمرو بْن عوف بْن مالك بْن الأوس فهو عَلَى النسبين أوسي، والأصح أَنَّهُ من بني عمرو بْن عوف.
أخبرنا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ الثَّقَفِيُّ إِجَازَةً بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنِ عمرو بن الضحاك قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حدثنا يونس بْن مُحَمَّد، حدثنا مجمع بْن يعقوب حدثنا مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل قال: قيل لعبد اللَّه بْن أَبِي حبيبة: ما أدركت من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قال: جاءنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في مسجدنا بقباء، فجئت وأنا غلام حتى جلست عَنْ يمينه، ثم دعا بشراب فشرب، ثم أعطانيه فشربت منه، ثم قام يصلي فرأيته يصلي في نعليه.
أخرجه الثلاثة.
قلت: قوله: جاءنا في مسجدنا بقباء، يدل عَلَى أَنَّهُ من بني عمرو بْن عوف، لا من بني عبد الأشهل، لأن قباء مساكن بنى عمرو بن عوف.
__________
[1] في المسند: وحجة مبرورة.
[2] مسند أحمد: 3/ 411، 412.(3/105)
2887- عبد الله أبو الحجاج الثمالي
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ أَبُو الحجاج الثمالي. غير منسوب، قيل: اسمه عَبْد اللَّهِ بْن عبد، ويرد ذكره، إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه الثلاثة.
2888- عبد الله بن ابى حدرد
(ب د ع) عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي، واسم أَبِي حدرد سلامة بْن عمير بْن أَبِي سلامة بْن سعد بْن مساب [1] بن الحارث بْن عبس [2] بْن هوازن بْن أسلم، وقيل عبد بْن، عمير بْن عامر. له صحبة، يكنى أبا مُحَمَّد، وأول مشاهده الحديبية وخيبر وما بعدهما، وبعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عينا إِلَى مالك بْن عوف النصري [3] وفي سرية أخرى قتل فيها عامر بْن الأضبط، فحياهم بتحية الإسلام، فقتله محلّم بن جثّامة، فنزلت: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا 4: 94 [4] ... الآية.
واتفق أهل المعرفة على أنه له صحبة، وشدّ بعضهم فقال: لا صحبة له، وَإِن أحاديثه مرسلة. ومن قال هذا فقد أخطأ، لأن فيما تقدم- من إرساله مرة عينًا، ومرة في السرية التي قتل فيها محلم عامر بْن الأضبط- حجة لمن يقول: له صحبة، روى ذلك ابن إِسْحَاق، وروى [مُحَمَّد بْن [5]] جَعْفَر بْن الزبير، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي حدرد: قال: كنت في سرية بعثها النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى إضم- وادٍ من أودية أشجع- فهذا كله يدل عَلَى أن له صحبة.
قال أَبُو عمر: وقد قيل: إن القعقاع بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي حدرد له صحبة. وهذا ليس بشيء.
واحتج من زعم أن عَبْد اللَّهِ لا صحبة له بأنه يروي عَنْ أبيه. وليس فيه حجة، فقد روى ابن عمر عَنْ أبيه، وكثير ممن له ولأبيه صحبة يروي الابن تارة عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وتارة عَنْ أبيه، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في بعض ما يروي، وأما رواية الصحابة بعضهم عَنْ بعض فكثير، حتى إن عليًا مع كثرة صحبته وملازمته يروي عَنْ أَبِي بكر، عَنِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم.
__________
[1] قال ابن حجر في الإصابة: «مسآب، بكسر الميم: وسكون المهملة بعدها همزة ممدودة وآخره موحدة» وفي الاستيعاب مثل ما هذا.
[2] في المطبوعة: عنبس. والمثبت عن الأصل والاستيعاب.
[3] ينظر سيرة ابن هشام: 2/ 439، 440، والمغازي للواقدي: 3/ 893.
[4] سيرة ابن هشام: 2/ 626. والمغازي للواقدي: 2/ 797.
[5] عن المرجع السابق، والاستيعاب 888، وينظر الخلاصة.(3/106)
أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله بن عبد الوهاب بإسناده إلى عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي، حدثنا إبراهيم ابن إِسْحَاق، حدثنا حاتم [1] بْن إِسْمَاعِيل المدني، حدثنا عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يحيى، عَنْ أبيه، عَنْ ابن أَبِي حدرد الأسلمي أَنَّهُ قال: كان ليهودي [2] عليه أربعة دراهم، فاستعدى عليه فقال: يا مُحَمَّد، إن لي عَلَى هذا أربعة دراهم، وقد غلبني عليها، فقال: أعطه حقه. قال: والذي بعثك بالحق ما أقدر عليها! قال: أعطه حقه. قال: والذي نفسي بيده ما أقدر عليها، قد أخبرته أنك تبعثنا إلى خيبر، فأرجو أن تغنمنا شيئًا فأرجع فأقضيه قال:
فأعطه حقه- قال: وَكَانَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا قال ثلاثًا لا يراجع- فخرج به ابن أَبِي حدرد إِلَى السوق وعلى رأسه عصابة، وهو متزر ببردة، فنزع العمامة من رأسه فاتزر بها، ونزع البردة فقال: اشتر مني هذه البردة، فباعها منه بأربعة دراهم، فمرت عجوز فقالت: مالك يا صاحب.
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأخبرها فقالت: ها دونك هذا، لبرد عليها [3] ، فطرحته عليه. وتوفي عَبْد اللَّهِ سنة إحدى وسبعين، قاله الواقدي، وضمرة بن ربيعة، ويحيى بن [عبد الله [4]] ابن بكير، وَإِبْرَاهِيم بْن المنذر، وكان عمره إحدى وثمانين سنة، وقال خليفة: مات زمن مصعب بْن الزبير. روى عنه ابنه القعقاع وغيره.
2889- عبد الله بن حذافة
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن حذافة بْن قيس بْن عدي بْن سعد بْن سهم بْن عمرو بْن هصيص بْن كعب بْن لؤي القرشي السهمي، يكنى أبا حذافة، قاله أَبُو نعيم وَأَبُو عمر وقال ابن منده: عَبْد اللَّهِ بْن حذافة بْن سعد بْن عدي بْن قيس بْن سعد بْن سهم. والأول أصح، ونقلت قول ابن منده من نسخ صحاح، وهو غلط.
وأمه بنت حرثان، من بني الحارث بْن عبد مناة، أسلم قديمًا، وصحب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهاجر إِلَى أرض الحبشة الهجرة الثانية، مع أخيه قيس بْن حذافة، وهو أخو خنيس بن حذافة، زوج حفصة بنت عمر بْن الخطاب قبل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم.
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: جابر بن إسماعيل. وهو خطأ، فجابر هذا لم يرو عنه غير ابن وهب فقط، ثم هو حضرمى، وحاتم بن إسماعيل مدني. ينظر الخلاصة، ومسند أحمد: 3/ 423.
[2] سماه الواقدي في المغازي 2/ 634، فقال: كان لأبى الشحم اليهودي.
[3] في الأصل والمطبوعة: هذا البرد عليها. وفي المسند: هذا ببرد.
[4] عن الاستيعاب: 877، وينظر الخلاصة.(3/107)
قال أَبُو سَعِيد الخدري [1] : إن عَبْد اللَّهِ شهد بدرًا. ولم يصح، ولم يذكره موسى بْن عقبة، ولا عروة، ولا ابن شهاب، ولا ابن إِسْحَاق في البدريين.
وشهد له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم أنه ابن حذافة.
أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرٍ بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عَنِ الزُّهْرِيّ قال: أخبرني أنس بْن مالك: أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خرج حين زاغت الشمس، فصلى الظهر، فلما سلم قام عَلَى المنبر فذكر الساعة، وذكر أن بين يديها أمورًا عظامًا، ثم قال:
«من أحب أن يسأل عن شيء فليسأل عنه، فو الله لا تسألوني عَنْ شيء إلا أخبرتكم به ما دمت في مقامي هذا. قال: فسأله عَبْد اللَّهِ بْن حذافة فقال: من أَبِي؟ قال: أبوك حذافة» [2] ... وذكر الحديث.
وأرسله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بكتابه إِلَى كسرى [3] يدعوه إِلَى الإسلام، فمزق كتاب رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهمّ مزق ملكه» . فقتله ابنه شيرويه.
وكان فيه دعابة، وأسرته الروم في بعض غزواته عَلَى قيسارية: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد بْن أَبِي الْقَاسِمِ بْن عساكر إذنًا قال أَخْبَرَنَا والدي، قال: أَخْبَرَنَا أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد، قالا: أخبرنا أبو نعيم، أخبرنا ثابت بْن بندار بْن أسد، حدثنا مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن إِسْحَاق الإستراباذي، حدثنا عَبْد الْمَلِكِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ نعيم، حدثنا صالح بْن علي النوفلي قال حدثنا عَبْد اللَّهِ بن محمد ابن ربيعة القدامي، حدثنا عمر بْن المغيرة، عَنْ عطاء بْن عجلان، عَنْ عكرمة، عَنْ ابن عباس قال: أسرت الروم عَبْد اللَّهِ بْن حذافة السهمي، صاحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال له الطاغية: تنصر وَإِلا ألقيتك في البقرة، لبقرة من نحاس، قال: ما أفعل. فدعا بالبقرة النحاس فملئت زيتًا وأغليت، ودعا برجل من أسرى المسلمين فعرض عليه النصرانية، فأبى، فألقاه في البقرة، فإذا عظامه تلوح، وقال لعبد الله: تنصّروا إلا ألقيتك. قال: ما أفعل. فأمر به أن يلقى في البقرة فبكى، فقالوا: قد جزع، قد بكى: قال ردوه. قال: لا ترى أنى بكيت جزعا مما تريد أن أن تصنع بي، ولكني بكيت حيث ليس لي إلا نفس واحدة يفعل بها هذا في اللَّه، كنت أحب أن يكون لي من الأنفس عدد كل شعرة في، ثم تسلط علي فتفعل بي هذا. قال: فأعجب منه وأحب أن يطلقه، فقال: قبل رأسي وأطلقك. قال: ما أفعل. قال: تنصر وأزوجك بنتي
__________
[1] ينظر الاستيعاب: 889.
[2] مسند أحمد: 3/ 161، 162.
[3] مسند أحمد، مسند ابن عباس: 1/ 243.(3/108)
وأقاسمك ملكي. قال: ما أفعل. قال: قبل رأسي وأطلقك وأطلق معك ثمانين من المسلمين.
قال: أما هذه فنعم. فقبل رأسه، وأطلقه، وأطلق معه ثمانين من المسلمين. فلما. قدموا عَلَى عمر بْن الخطاب قام إليه عمر فقبل رأسه، قال: فكان أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يمازحون عَبْد اللَّهِ فيقولون: قبلت رأس علج، فيقول لهم: أطلق اللَّه بتلك القبلة ثمانين من المسلمين.
أَخْبَرَنَا أَبُو ياسر بن أبي حبة بإسناده إلى عبد الله بْن أحمد قال: حدثني عبد الرحمن، حدثنا سفيان، عَنْ عَبْد اللَّهِ- يعني ابن أَبِي بكر- وسالم أَبِي النضر، عَنْ سُلَيْمَان بْن يسار، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن حذافة: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمر أن ينادى أيام التشريق أنها أيام أكل وشرب [1] . وتوفي عَبْد اللَّهِ بمصر في خلافة عثمان.
أخرجه الثلاثة.
2890- عبد الله بن حرام
(س) عَبْد اللَّهِ بْن حرام. أورده أَبُو بكر بْن أَبِي علي، وروى بِإِسْنَادِهِ إِلَى إِبْرَاهِيم بْن أَبِي عبلة قال: رأيت عَلَى رأس عَبْد اللَّهِ بْن حرام كساء، وقال: صليت مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القبلتين، وقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أكرموا الخبز، فإن اللَّه عز وجل سخر له بركات السماء والأرض» . أخرجه أَبُو موسى وقال: كذا أورده، وَإِنما هو عبد الله بن عمرو بن أم حرام، وربما يقال:
عبد الله بن أم حرام، ولعلها أمه أو أم أبيه.
2891- عبد الله بن أم حرام
(ب د ع) عبد الله بن أم حرام، أَبُو أَبِي. رأيته في تذكرتي، وعليه علامة الثلاثة، ولم أجده، وَإِنما هو مذكور في عَبْد اللَّهِ بْن عمرو بْن قيس.
2892- عبد الله بن حرملة
(د ع) عَبْد اللَّهِ بْن حرملة المدلجي. مجهول، روى عنه أَبُو بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هشام. أن رجلًا قال: يا رَسُول اللَّهِ، إني أحب الجهاد والهجرة، وأنا في مال لا يصلحه غيري. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يألتك [2] اللَّه من عملك شيئًا» . أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
__________
[1] مسند أحمد: 3/ 450، 451.
[2] يعنى: لا ينقصك.(3/109)
2893- عبد الله بن حريث
(ب) عَبْد اللَّهِ بْن حريث البكري، قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أفضل؟
قَالَ: «إسباغ الوضوء والصلاة لوقتها» . روت عنه ابنته بهية.
أخرجه أَبُو عمر.
2894- عبد الله بن حزابة
(د ع) عَبْد اللَّهِ بْن حزابة. ذكر في الصحابة، وهو من تابعي أهل الشام. روى عنه خَالِد بْن معدان.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم مختصرًا.
2895- عَبْد اللَّه بْن الحسن
(س) عَبْد اللَّهِ بْن الحسن. أورده عَلَى العسكري فيما ذكر ابن أَبِي علي، وروى عن داود ابن عبد الرحمن العطار، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن الحسن قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ألا أَبُو أيم، ألا أخو أيم يزوج عثمان بْن عفان، فإني لو كانت عندي ثالثة لزوجته، فما زوجته إلا بوحي من السماء» . أخرجه أَبُو موسى وقال: هذا مرسل، بل معضل [1] ، فليس لعبد اللَّه بن الحسن صحبة.
2896- عبد الله بن حصن
(س) عَبْد اللَّهِ بْن حصن، أَبُو مدينة الدارمي.
أَخْبَرَنَا أَبُو موسى إجازة، أَخْبَرَنَا أَبُو علي، أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم، أَخْبَرَنَا الطبراني، حدثنا محمد ابن هشام المستملي حدثنا عبيد اللَّه بْن عائشة، حدثنا حماد عَنْ ثابت، عَنْ أَبِي مدينة الدارمي- وكانت له صحبة- قال: كان الرجلان من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا التقيا لم يتفرقا حتى يقرأ أحدهما عَلَى الآخر «وَالْعَصْرِ» إِلَى آخرها، ثم يسلم أحدهما عَلَى الآخر- قال الطبراني:
قال علي بْن المديني: اسم أَبِي مدينة: عَبْد اللَّهِ بْن حصن.
أخرجه أَبُو موسى وقال: أورده ابن منده وغيره أبا مدينة في الكنى في التابعين، وقال:
يروي عن عبد الرحمن بن عوف.
__________
[1] المرسل: ما سقط منه الصحابي، كقول نافع: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا، أو فعل كذا، أو فعل بحضرته كذا، ونحو ذلك. والمعضل بفتح الضاد: ما سقط من إسناده اثنان فأكثر بشرط التوالي، كقول مالك: قال رسول رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... وقول الشافعيّ: قال ابن عمر.(3/110)
2897- عبد الله بن حكل
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن حكل الأزدي. شامي. روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عقر دار الإسلام الشام [1] » روى عنه خَالِد بْن معدان.
أخرجه الثلاثة، وقال ابن منده وَأَبُو نعيم: ذكر في الصحابة، وهو تابعي.
2898- عَبْد اللَّهِ بْن حكيم الجهني
عَبْد اللَّهِ بْن حكيم الجهني. أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا يعرف له سماع، قاله البخاري. وقال أَبُو حاتم الرازي: إنما هو عَبْد اللَّهِ بْن عكيم أَبُو معبد الجهني [2] .
2899- عبد الله بن حكيم القرشي
(ب س) - عَبْد اللَّهِ بْن حكيم بْن حزام القرشي الأسدي. تقدم نسبه عند أبيه [3] .
صحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان إسلامه يَوْم الفتح هو وأبوه وَإِخوته: هشام، وخالد، ويحيى، وأمه زينب بنت العوام. وقتل يَوْم الجمل مع عائشة، وكان صاحب لواء طلحة والزبير، رضي اللَّه عنهم.
أخرجه أَبُو عمر وأبو موسى.
2900- عبد الله بن حكيم الضبي
(س) عَبْد اللَّهِ بْن حكيم الضبي.
روى سيف بْن عمر، عَنِ الصعب [4] بْن بلال بْن هلال، عَنْ أبيه، عَنْ عبد الحارث بْن حكيم الضبي: أَنَّهُ وفد عَلَى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقال: ما اسمك؟ قال: عبد الحارث بْن حكيم. قال:
أنت عَبْد اللَّهِ، وولاه صدقات قومه. وروى أيضًا فقيل [5] : عَنِ الحارث بْن حكيم. والصحيح عبد الحارث.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
قلت: وَقَدْ أخرج أَبُو موسى أيضًا: عَبْد اللَّهِ بْن زيد الضبي، وقال: كان اسمه عبد الحارث فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد اللَّهِ. وأخرج أَبُو عمر: عَبْد اللَّهِ بْن الحارث الضبيّ، وقال: سماه
__________
[1] أخرجه أحمد في مسند سلمة بن نفيل: 4/ 104.
[2] ينظر الجرح: 2/ 2/ 121.
[3] ينظر: 2/ 45.
[4] في الإصابة: عَنِ الصعب بْن عطية، عَنْ بلال بْن أبى هلال.
[5] في المطبوعة: نفيل.(3/111)
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد اللَّهِ. وأنا أظن الثلاثة واحدًا، فلم يكن فيمن أسلم من ضبة من الكثرة إِلَى أن تشتبه أسماؤهم وأسماء آبائهم، ويرد الكلام في «عَبْد اللَّهِ بْن زيد» أتم من هذا، والله أعلم.
2901- عبد الله بن حكيم الكناني
(ب) عَبْد اللَّهِ بْن حكيم الكناني. من أهل اليمن، سمع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول في حجة الوداع: «اللَّهمّ اجعلها حجة لا رياء فيها ولا سمعة» . أخرجه أَبُو عمر، وذكره الأمير أَبُو نصر فقال: عَبْد اللَّهِ بْن حكيم يعني بضم الحاء وفتح الكاف- الكناني، من أهل اليمن، يروى عَنْ بشر بْن قدامة قال: «أبصرت عيناي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واقفا بعرفات. [1] روى حديثه مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد الحكم، عَنْ سَعِيدِ بْنِ بشير، [2] عنه.
فهذا يدل عَلَى أَنَّهُ تابعي، وقد ذكره أَبُو عمر في «بشر بْن قدامة» الضبابي فقال: روى عنه عَبْد اللَّهِ بْن حكيم. ورواه ابن منده وَأَبُو نعيم في «بشر بْن قدامة» فقالا: روى عنه عَبْد اللَّهِ بْن حكيم. وذكر الحديث وقال: «أبصرت عيناي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واقفًا بعرفات» . فهذا يدل على أن «عبد الله» تابعي، والله أعلم.
2902- عبد الله الملقب بالحمار
(د ع) عَبْد اللَّهِ. يلقب حمارًا، كان صاحب مزاح يضحك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويهدي إليه.
أَخْبَرَنَا مسمار بْن عمر بْن العويس وغير واحد قَالُوا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل أَبُو عَبْد اللَّهِ قال: حدثنا يحيى بْن بكير، عَنِ اللَّيْث، حدثني خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ [3] ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هلال، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عمر بْن الخطاب رضي اللَّه عنه: أن رجلا كَانَ عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان اسمه عَبْد اللَّهِ، [وكان [4]] يلقب حمارًا، كان يضحك رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جلده في الشراب فأتى به يومًا فأمر به فجلد، فقال رجل من القوم:
اللَّهمّ الْعَنْهُ مَا أَكْثَرَ مَا يُؤْتِي بِهِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تلعنه، فو الله ما علمت إلا أَنَّهُ [5] يحب اللَّه ورسوله. أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم» .
__________
[1] ينظر: 1/ 224، 225.
[2] قال ابن أبى حاتم في الجرح 2/ 1/ 8: «سعيد بن بشير القرشي، روى عن عبد الله بن حكيم الكناني، رجل من أهل اليمن من مواليهم، عن بشر بن قدامة، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، روى عنه مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد الحكم» .
[3] في المطبوعة: خالد بن زيد. وهو خطأ، وينظر صحيح البخاري، كتاب الحدود: 8/ 197.
[4] عن صحيح البخاري.
[5] كذا في الأصل والمطبوعة، وفي الصحيح: فو الله ما علمت إنه يحب الله ورسوله. وكلتا العبارتين جائزة، وليست ما نافية في عبارة الصحيح، بل المعنى: فو الله- مدة علمي- إنه يحب الله ورسوله.(3/112)
2903- عبد الله بن أبى الحمساء
(ب د ع) عبد الله بن أبي الحمساء العامرىّ، من عامر بن صعصعة. قاله أَبُو عمر، عداده في البصريين، وقيل: سكن مكة.
أَخْبَرَنَا هبة اللَّه بْن عبد الوهاب بْنِ أَبِي حَبَّةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْن مُحَمَّدِ بْنِ حسنون، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد بْن أَبِي عثمان الدقاق، أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم الحسن بن الحسن بْنِ الْمُنْذِرِ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ القرشي، حدثنا أحمد بْن إِبْرَاهِيم، حدثنا أحمد بْن سنان القوفي [1] ، حدثنا إِبْرَاهِيم بْن طهمان، عَنْ بديل بْن ميسرة، عَنْ عبد الكريم، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن شقيق، عَنْ أبيه، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي الحمساء قَالَ: بايعت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ببيع قبل أن يبعث، فوعدته أن آتيه بها في مكانه ذلك، فنسيت يومي هذا والغد، فأتيته في اليوم الثالث وهو في مكانه، فقال لي: يا فتى، لقد شققت عليّ! أنا هاهنا منذ ثلاث أنتظرك. وقال ابن منده وَأَبُو نعيم: وقيل ابن أَبِي الجدعاء. وقد تقدم، وأخرجه أَبُو عمر هناك وقال: التميمي، وقيل: الكناني، وقيل: العبدي. وجعل هذا عامريًا، فكأنه رآهما اثنين.
وأمَّا ابْن منده وَأَبُو نعيم فلم ينسباه في الموضعين، وقالا في الترجمتين: ابن أَبِي الحمساء، وقيل: ابن أَبِي الجدعاء. فهما رأياه واحدًا، لأنهما لم يذكرا نسبًا يفرق بينهما، ومع أنهما جعلاه واحدًا جعلا ترجمتين، كل واحدة منهما يقولان فيها: ابن أبى الحمساء، وقيل: ابن أبى الجدعاء.
2904- عبد الله بن الحمير
(ب س) عَبْد اللَّهِ بْن الحمير الأشجعي، من بني دهمان، حليف للأنصار.
شهد بدرًا مع أخيه خارجة، وشهد أحدا، وقد تقدم عند أخيه خارجة أتم من هَذَا.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر وَأَبُو موسى، وقال أبو موسى: أخرجه أبو عبد الله في الخاء يعني خمير [2]- بالخاء المعجمة، وذكر ابن ماكولا حمير- بضم الحاء المهملة، وفتح الميم، وتشديد الياء تحتها نقطتان.
__________
[1] كذا في أصلنا، وفي المطبوعة: العوفيّ، وفي الجرح 1/ 1/ 53: أحمد بن سنان الواسطي.
[2] ينظر: 1/ 424، 2/ 84، والمشتبه: 251.(3/113)
2905- عبد الله بن حَنْطَبٍ
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن حنطب بْن الحارث بْن عُبَيْد بْن عمر بْن مخزوم بْن يقظة [1] القرشي المخزومي، والد المطلب.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ وغيرهما قَالُوا بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا قتيبة، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بن المطلب، عن أبيه، عن جدّه، عن عبد الله ابن حنطب أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى أبا بكر وعمر فقال: «هذان السمع والبصر» . وروى عنه ابنه أيضًا أَنَّهُ قال: خطبنا رَسُول اللَّهِ قال: «إني سائلكم عَنِ اثنتين، عَنِ القرآن، وعن عترتي» . قال الترمذي: عبد الله بن حنطب لم يدرك النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [2] .
أخرجه الثلاثة.
حنطب: بفتح الحاء المهملة، وسكون النون، وفتح الطاء المهملة، وآخره باء موحدة.
2906- عبد الله بن حنظلة
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن حنظلة بْن أَبِي عامر الراهب الأنصاري الأوسي، وأبوه حنظلة هو غسيل الملائكة، وقد تقدم نسبه عند ذكر أبيه [3] ولد عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لأن أباه قتل بأحد، ولما توفي النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان لعبد اللَّه سبع سنين. يكنى أبا عبد الرحمن، وقيل: أَبُو بكر. وأمه جميلة بنت عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي بن سلول، فدخل بها الليلة التي في صبيحتها قتال أحد، فبات عندها، فلما صلى الصبح عاد إليها، فأرسلت إِلَى أربعة من قومها فأشهدتهم عليه أَنَّهُ دخل بها، فقيل لها بعد: لم فعلت هذا؟ قالت:
رأيت كأن السماء انفرجت فدخل فيها ثم أطبقت، فقلت: هذه الشهادة: فأشهدت عليه، وخلقت بعبد اللَّه تلك الليلة.
وقد روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ورآه. روى عنه عَبْد اللَّهِ بْن يَزِيدَ الخطمي، وأسماء بنت زيد ابن الخطاب، وعبد اللَّه بْن أَبِي مليكة وغيرهم.
__________
[1] في المطبوعة: نقطة. وهو تصحيف، ينظر المشتبه: 671، وكتاب نسب قريش: 299، وهو يقظة بْن مرة بْن كعب بْن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك.
[2] تحفة الأحوذي، كتاب المناقب: 10/ 154، 155.
[3] ينظر: 2/ 66.(3/114)
روى المسيب بْن رافع ومعبد بْن خَالِد، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن يَزِيدَ الخطمي- وكان أميرًا عَلَى الكوفة- قال: أتينا قيس بْن سعد بْن عبادة في بيته، فأذن بالصلاة فقلنا: قم فصل بنا.
فقال: لم أكن لأصلي بقوم لست عليهم أميرًا. فقال عَبْد اللَّهِ بْن حنظلة: أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «إن الرجل أحق بصدر دابته، وصدر فراشه، وأن يؤم في رحله» . قال: فقال قيس لمولى لهم [1] : قم فصل بهم.
وقتل عَبْد اللَّهِ يَوْم الحرة، في ذي الحجة، سنة ثلاث وستين، قتله أهل الشام، وكان سبب وقعة الحرة أَنَّهُ وفد هو وغيره من أهل المدينة إِلَى يزيد بن معاوية، فرأوا منه مالا يصلح فلم ينتفعوا بما أخذوا منه، فرجعوا إِلَى المدينة وخلعوا يزيد، وبايعوا لعبد اللَّه بْن الزبير، ووافقهم أهل المدينة، فأرسل إليهم يزيد مسلم بْن عقبة المري، وهو الذي سماه الناس بعد وقعة الحرة مجرماً، فأوقع بأهل المدينة وقعة عظيمة، قتل كثيرًا منهم في المعركة، وقتل كثيرًا صبرًا. وكان عَبْد اللَّهِ بْن حنظلة ممن قتل في المعركة، ولما اشتد القتال قدم بنيه واحدًا واحدًا، حتى قتلوا كلهم، وهم ثمانية بنين، ثم كسر جفن سيفه فقاتل حتى قتل.
وكان فاضلًا صالحًا، عظيم الشأن كبير المحل، شريف البيت والنسب. سمع قارئًا يقرأ:
لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهادٌ وَمن فَوْقِهِمْ غَواشٍ 7: 41 [2] فبكى حتى ظنوا أن نفسه ستخرج، ثم قام فقيل:
يا أبا عبد الرحمن، اقعد. فقال: منع مني ذكر جهنم القعود، ولا أدرى لعلى أحدهم.
وقال مولاه سَعِيد: لم يكن لعبد اللَّه بْن حنظلة فراش ينام عليه، إنما كان يلقي نفسه إذا أعيا من الصلاة، يتوسد رداءه وذراعه، ويهجع شيئًا قال عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي سفيان: رأيت عَبْد اللَّهِ بْن حنظلة في النوم بعد مقتله في أحسن صورة، فقلت: أما قتلت؟ قال بلى، ولقيت ربي فأدخلني الجنة، فأنا أسرح في ثمارها حيث شئت، فقلت: أصحابك؟ ما صنع بهم؟ قال: هم معي حول لوائي، لم تحل عقده حتى الساعة.
واستيقظت.
أخرجه الثلاثة.
2907- عبد الله بن حوالة
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن حوالة. نسبه الهيثم بْن عدي إِلَى الأزد، ونسبه الواقدي إلى بنى عامر ابن لؤي. والأول أشهر، ويمكن أن يكون أزديًا. وهو حليف لبني عامر.
__________
[1] في المطبوعة: لمولى له.
[2] الأعراف: 41.(3/115)
سكن الأردن من أرض الشام، يكنى أبا حوالة.
أَخْبَرَنَا أَبُو ياسر بْن أَبِي حبة بإسناده إلى عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي، حدثنا يحيى ابن إِسْحَاق، حدثني يحيى بْن أيوب، حدثني يَزِيدَ بْنِ أَبِي حبيب، عَنْ ربيعة بْن لقيط، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن حوالة: أن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من نجا من ثلاث فقد نجا: موتي، والدجال، وقتل خليفة مصطبر بالحق معطيه» [1] وروى أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَوَالَةَ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: إنكم ستجنّدون أجنادا، فجند بالشام، وجند بالعراق، وجند باليمن. فقال [2] الحوالي: يا رسول الله، خرّلى. قال: عليك بالشام.
ورواه مكحول [3] وجبير بْن نفير وغيرهما، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن حوالة، نحوه. وروى عنه من أهل مصر ربيعة بْن لقيط التجيبي- وكان قدم مصر- وتوفي بالشام سنة ثمانين، وله أحاديث غير هذا.
أخرجه الثلاثة
2908- عبد الله بن حولي
عَبْد اللَّهِ بْن حولي. قال الأمير أَبُو نصر: وأما حولي- بحاء مهملة مفتوحة- فهو عَبْد اللَّهِ بْن حولي، ويقال: هو ابن حوالة [4] صاحب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم.
2909- عبد الله بن خازم
(د ع) عَبْد اللَّهِ بْن خازم [5] بْن أسماء بن الصلت بن حبيب بن حارثة بن هلال بن سماك ابن عوف بْن امرئ القيس بْن بهثة بْن سليم بْن مَنْصُور، أَبُو صالح السلمي.
أمير خراسان، شجاع مشهور وبطل مذكور. روى عنه سعد [6] بْن الأزرق وسعيد بْن عثمان، قيل: إن له صحبة. وفتح سرخس [7] ، وكان أميرًا عَلَى خراسان أيام فتنة ابن الزبير، وأول
__________
[1] مسند أحمد: 4/ 105، 106 وأيضا: 4/ 109، 5/ 33. وفي الجميع: فقد نجا ثلاث مرات: موتى ...
[2] في المسند: فقال ابن حوالة.
[3] المسند: 5/ 33.
[4] في المطبوعة: حوالي.
[5] في المطبوعة: حازم، وفي الإصابة، «بالمعجمتين» . ترتيب ابن الأثير يقتضيه.
[6] في الأصل والمطبوعة: سعيد. وهو خطأ، وهو سعد بن عثمان.
[7] سرخس: مدينة قديمة، من نواحي خراسان كبيرة، بين نيسابور ومرو (مراصد الاطلاع) .(3/116)
ما وليها سنة أربع وستين، بعد موت يزيد بْن معاوية وابنه معاوية، وجرى له فيها حروب كثيرة، حتى تم أمره بها، وقد استقصينا أخباره في كتاب الكامل في التاريخ [1] .
وقتل سنة إحدى وسبعين بخراسان في الفتنة.
2910- عبد الله بن خالد بن أسيد
(د ع) عَبْد اللَّهِ بْن خَالِد بْن أسيد بْن أَبِي العيص بْن أمية بْن عبد شمس القرشي الأموي، وهو ابن أخي عتاب بْن أسيد.
في صحبته ورؤيته نظر. روى عنه ابنه عبد العزيز أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «عرفة اليوم الذي يعرف فيه الناس» . أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم، وقال ابن منده: هو مخزومي. وليس بشيء، وهو أموي لا شبهة فيه.
واستعمله زياد عَلَى بلاد فارس، واستخلفه زياد حين مات، وهو الذي صلى عَلَى زياد، وأقره معاوية عَلَى الولاية بعد زياد، قاله الزبير [2]
2911- عبد الله بن خالد بن سعد
(س) عَبْد اللَّهِ بْن خَالِد بْن سعد. أورده أَبُو بكر بْن أَبِي عاصم في بني فهر، من كتاب «الآحاد والمثاني» .
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى إِذْنًا، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْمُقْرِي [3] ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْن أَبِي علي، حدثنا عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد القباب، حدثنا أحمد بْن عمرو، حدثنا عبد الرحمن عمرو، حدثنا محمد بن عائد، حدثنا الهيثم بْن حميد، حدثنا العلاء، عَنْ حرام بْن حكيم- ونسب هذا: حرام بْن حكيم بْن خَالِد بْن سعد- رجل من قريش، عَنْ عَمِّهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «إنكم أصبحتم في زمان كثير فقهاؤه، قليل خطباؤه، وقليل من يسأل وكثير من يعطي، العمل فيه خير من العلم، وسيأتي عليكم زمان كثير خطباؤه، قليل فقهاؤه، كثير من يسأل، قليل من يعطى، العلم فيه خير من العمل» .
__________
[1] ينظر الكامل لابن الأثير: 3/ 330، 4/ 20.
[2] ينظر كتاب نسب قريش: 188.
[3] في المطبوعة: المقبري. والمثبت عن الأصل.(3/117)
وهذا الرجل أورده ابن منده، وجعل ترجمته: عَبْد اللَّهِ بْن سعد. ولم يذكر في نسبه «خَالِد» ، والله، عز وجل، أعلم.
أخرجه أَبُو موسى، وهذا استدراك لا وجه له، فأنه قد ذكره، وَإِن كان أَبُو موسى يستدرك كل من أخل ابن منده بشيء من نسبه، فليستدرك عليه أكثر كتابه، فإنه ترك أكثر الأنساب فلم خصص هذا بالذكر؟.
2912- عبد الله بن خالد بن عروة
عَبْد اللَّهِ بْن خَالِد بْن عروة بْن شهاب، قال: أتيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فبايعته وأتيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم بأكيدر [1] دومة الجندل [2]
2913- عبد الله أبو خالد
(د ع) عبد الله أَبُو خَالِد. من أهل الشام روى حديثه عقيل بْن مدرك، عَنْ خَالِد بْن عَبْد اللَّهِ السُّلَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «إن اللَّه أعطاكم ثلث أموالكم زيادة في أعمالكم» . أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
2914- عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي خالد
عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي خَالِد بْن قيس بْن مَالِك بْن كعب بْن عبد الأشهل بْن حارثة بْن دينار بْن النجار، الْأَنْصَارِيّ الخزرجي، ثُمَّ من بني دينار. قتل يَوْم الخندق.
قاله ابن الكلبي.
2915- عبد الله بن خباب
(د ع) عَبْد اللَّهِ بْن خباب بْن الأرت. وقد تقدم نسبه عند ذكر أبيه [3] ، أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، له رؤية ولأبيه صحبة.
روى عن أبيه، وعن أبىّ بن كعب. قال زكريا بْن العلاء أول مولود ولد في الإسلام عَبْد اللَّهِ بْن الزبير، وعبد اللَّه بْن خبّاب.
__________
[1] دومة الجندل: بوادي القرى بين المدينة والشام، ووادي القرى من أعمال المدينة، وقد كان لأكيدر بن عبد الملك بها حصن منيع، وقد صالحه النبي صلى الله عليه وسلم وأمنه، وكان نصرانيا، وأجلاه عمر فيمن أجلى من أهل الكتاب إلى الحيرة.
(مراصد الاطلاع: 2/ 543) .
[2] قال ابن حجر في الإصابة: أورده ابن فتحون، وذكره ابن الأثير أيضا بغير إسناد.
[3] ينظر: 2/ 114.(3/118)
وقتل عَبْد اللَّهِ بْن خباب، قتله الخوارج، كان طائفة منهم أقبلوا من البصرة إِلَى إخوانهم من أهل الكوفة، فلقوا عَبْد اللَّهِ بْن خباب ومعه امرأته، فقالوا له: من أنت؟ قال: أنا عبد الله ابن خباب صاحب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فسألوه عَنْ أَبِي بكر وعمر وعثمان وعلي، فأثنى عليهم خيرًا، فذبحوه فسال دمه في الماء، وقتلوا المرأة وهي حامل متم [1] فقالت: أنا امرأة، ألا تتقون اللَّه؟! فبقروا بطنها، وذلك سنة سبع وثلاثين، وكان من سادات المسلمين رضى الله عنه.
2916- عبد الله بن خبيب
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن خبيب الجهني. حليف الأنصار، عداده في أهل المدينة، له ولأبيه صحبة، روى عنه ابنه معاذ:
أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَبِي منصور ابن سكينة الأَمِينُ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ سُلَيْمَانَ بْن الأشعث قال: حدثنا مُحَمَّد بْن المصفى، حدثنا بن أَبِي فديك، عَنِ ابن أَبِي ذئب، عَنْ أَبِي أسيد البراد، عَنْ معاذ بْن عَبْد اللَّهِ بْن خبيب، عَنْ أبيه قال: «خرجنا في ليلة مطيرة وظلمة شديدة، نطلب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليصلي لنا، قال: فأدركته فقال: قل: فلم أقل، ثم قال: قل.
فلم أقل شيئًا، قال: قل: فقلت: ما أقول؟ قال: قل هو اللَّه أحد، والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح، ثلاث مرات تكفيك من كل شيء» [2] . أخرجه الثلاثة.
أبو أسيد: بفتح الهمزة وكسر السين.
2917- عبد الله بن الخريت
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن الخريت البكري، من بني بكر بْن معاوية. يعد في الحجازيين، لم يسند ولم تصح له صحبة ولا رؤية.
روى مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي نجيج، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن عبيد بْن عمير، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن خريت- وكان قد أدرك الجاهلية- قال: لم يكن من قريش فخذ إلا وله ناد معلوم في المسجد يجلسون فيه، فكان لبني بكر مجلس تجلسه، فبينا نحن جلوس في المسجد إذ أقبل غلام فدخل من باب المسجد مسرعًا، حتى تعلق بأستار الكعبة، فجاء بعده شيخ يريده، حتى انتهى إليه، فلما ذهب ليتناوله يبست يده، فقلنا: ما أخلق هذا أن يكون من بنى بكر.
__________
[1] يقال: امرأة متم، للحامل إذا شارفت الوضع.
[2] سنن أبى داود، كتاب الأدب، الحديث رقم 5082: 4/ 321، 322.(3/119)
فقمنا إليه فقلنا: ممن أنت؟ قال: من بني بكر. فقلنا: لا مرحبًا بك، مالك ولهذا الغلام؟
فقال الغلام: لا، والله إلا أن أَبِي مات ونحن صبيان صغار، وأمنا موتمة [1] لا جدة لها، فعاذت بهذا البيت فنقلتنا إليه، وأوصتنا فقالت: إذا ذهبت وبقيتم بعدي فظلم أحد منكم، فرأى هذا البيت، فليأته فليتعوذ به فإنه سيمنعه. وَإِن هذا أخذنى واستخدمى واسترعاني إبله، فجلب من إبله قطيعًا، فجاء بي معه، فلما رأيت البيت ذكرت وصاة أمي. فقلنا: قد والله نرى البيت منعك. فانطلقنا بالرجل، فإذا قد يبست يده، فشددناه عَلَى بعير من إبله، وقلنا له: انطلق، لعنك الله! أخرجه الثلاثة.
2918- عبد الله بن خلف
(ب) عَبْد اللَّهِ بْن خلف بْن أسعد بْن عامر بْن بياضة بْن سبيع بْن جعثمة بن سعد بن مليح ابن عمرو بْن ربيعة الخزاعي، والد طلحة الطلحات كان كاتبًا لعمر بْن الخطاب عَلَى ديوان البصرة، وأمه جنيبة [2] بنت أَبِي طلحة العبدري، وقتل مع عائشة يَوْم الجمل، وشهد أخوه عثمان بْن خلف وقعة الجمل مع علي.
أخرجه أَبُو عمر وقال: لا أعلم له صحبة، وفي ذلك نظر.
2919- عبد الله بن خمير
(د ع) عَبْد اللَّهِ بْن خمير، من بني عُبَيْد بْن عدي بْن غنم بْن كعب بْن سلمة، حليف لهم من بني دهمان، بطن من أشجع. وهو أخو حارثة بْن خمير، شهد بدرًا، قاله ابن إِسْحَاق وعروة بْن الزبير.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم مختصرًا.
حمير: بضم الحاء المهملة، وفتح الميم، وتشديد الباء، قاله الأموي عَنِ ابن إِسْحَاق. ورواه يونس بْن بكير عَنِ ابن إِسْحَاق: خمير، بخاء معجمة مضمومة، وفتح الميم، وتسكين الياء، والله أعلم.
__________
[1] موتمة: ذات أولاد أيتام، يقال: أيتمت المرأة فهي موتم وموتمة، إذا كان أولادها أيتاما. ولا جدة لها: ليس لها ما تستغني به، يقال: وجد يجد جدة: استغنى غنى لا فقر بعده.
[2] كذا ضبط في أصلنا، وفي المطبوعة: حبيبة.(3/120)
2920- عبد الله بن خنيس
(ب) عَبْد اللَّهِ بْن خنيس، ويقال: عبد الرحمن. وهو أصح، ويذكر في باب عبد الرحمن، إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه أَبُو عمر مختصرا.
2921- عبد الله الخولانيّ
(ب) عَبْد اللَّهِ الخولاني، والد أَبِي إدريس الخولاني. له صحبة وهو من ساكني الشام، واسم أَبِي إدريس عائذ اللَّه أخرجه أَبُو عمر، وقال البخاري: له صحبة، سمع منه ابنه أَبُو إدريس.
2922- عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي خولى
عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي خولي. ذكره الكلبي فيمن شهد بدرا، وذكره أَبُو عمر مدرجًا في ترجمة أخيه خولي [1] بن أبى خولى.
2923- عبد الله بن خيثمة
(س) عَبْد اللَّهِ بْن خيثمة ذكره ابن شاهين.
قال مُحَمَّد بْن سعد الواقدي: أَبُو خيثمة السالمي اسمه: عَبْد اللَّهِ بْن خيثمة، أحد بني سالم من الخزرج. شهد أحدا وبقي إِلَى أيام يزيد بْن معاوية.
وقال أَبُو بكر بْن الجعابي [2] في كتاب «الإخوة» : عَبْد اللَّهِ بْن خيثمة، أخو سعد أَبِي خيثمة، شهد أحدًا.
أخرجه أَبُو موسى.
قلت قد ذكر أَبُو موسى كلام الجعابي، وهو يدل عَلَى أن أبا موسى ظن أن عَبْد اللَّهِ وسعدًا اللذين ذكرهما ابن الجعابي أن عَبْد اللَّهِ هو المذكور في هذه الترجمة، وليس كذلك، فإنه ذكر أن المذكور في هذه الترجمة هو من بني سالم من الخزرج، وكذلك ذكره غيره أَنَّهُ سالمي، وأما عَبْد اللَّهِ وسعد ابنا خيثمة اللذان ذكرهما ابن الجعابي فليسا من الخزرج، إنما هما من الأوس، من ولد امرئ القيس بْن مالك، وليسا من الخزرج في شيء، وقيل: إن عَبْد اللَّهِ هو ابن سعد بْن خيثمة، لا أخوه، وهو الأشهر، فإن كان ابن الجعابيّ ظن أن سعد بْن خيثمة هذا أخو عَبْد اللَّهِ ابن خيثمة السالمي، فقد وهم لأن سعدًا من الأوس لا خلاف فيه بينهم، وَإِن كان ظن أن سعدا
__________
[1] ينظر: 2/ 150.
[2] في المطبوعة: الجعانى. بالنون، والصواب الجعابيّ، بالباء، ينظر الباب: 1/ 229.(3/121)
من الأوس وأن عَبْد اللَّهِ أخوه فهو أيضًا وهم، إنما هو ابنه، ويرد ذكره في عبد الله بن سعد ابن خيثمة مشروحا، والله أعلم.
2924- عبد الله بن دارة
(د ع) عَبْد اللَّهِ بْن دارة كان في حياة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، روى عنه مُحَمَّد بْن كعب القرظي، لا تعرف لَهُ رواية عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وروى عَنْ عثمان عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قاله ابن منده: وقال أَبُو نعيم: عَبْد اللَّهِ بْن دارة، مولى عثمان، ذكره بعض المتأخرين، وزعم أَنَّهُ كان في حياة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يذكره أحد في الصحابة، واختلف في اسمه فقيل:
عَبْد اللَّهِ. وقيل: زيد بْن دارة. روايته عَنْ حمران وعن عثمان أيضًا. روى مُحَمَّد بْن كعب القرظي عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن دارة مولى عثمان عَنْ حمران مولى عثمان، عَنْ عثمان أَنَّهُ توضأ فأصبغ الوضوء وقال: لو لم أسمعه مرة أو مرتين أو ثلاثًا ما حدثتكموه، سمعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما توضأ عبد فأسبغ الوضوء، ثم قام إِلَى الصلاة إلا غفر له ما بينه وبين الصلاة الأخرى» .
رواه مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي مريم، عَنِ ابن دارة، عَنْ عثمان نفسه، وسماه زيد بْن دارة. أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
2925- عبد الله بن الديان
(ب) عَبْد اللَّهِ بْن الديان- واسم الديان يزيد بْن قطن بْن زياد بْن الحارث بْن مالك بْن ربيعة بْن كعب بْن الحارث بْن كعب الحارثي. كان اسمه عبد الحجر فسماه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد اللَّهِ. وقيل: عَبْد اللَّهِ بْن عبد المدان، واسمه عمرو. وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسماه عَبْد اللَّهِ، وأسلم وبايع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكانت ابنته عائشة تحت عبيد اللَّه بْن العباس وهي التي قتل بسر [1] ابن أَبِي أرطأة أباها وابنيها، والقصة مشهورة، وقد ذكرناها في بسر من هذا الكتاب. وقد ذكر هذا الاسم هكذا في بعض نسخ كتاب «الاستيعاب [2] » لأبي عمر، ولم يرد في البعض، ولعله سهو من الناسخ، وأما «عَبْد اللَّهِ بْن عبد المدان» ففي جميع نسخ كتابه، ويرد هناك، ونشير إليه أفنا ذكرناه هاهنا
__________
[1] في المطبوعة: بشر. وهو خطأ، ينظر ترجمته فيما تقدم: 1/ 213.
[2] الّذي في الاستيعاب 943، عبد الله بن عبد المدان، وعبد المدان اسمه عمرو بن الديان، والديان اسمه يزيد بن قطن(3/122)
2926- عبد الله بن ذرة
(س) عَبْد اللَّهِ بْن ذرة [1] المزني. وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع خزاعيّ [2] بن عبد نهم وبلال [3] ابن الحارث ونسبه أَبُو أحمد العسكري فقال: عَبْد اللَّهِ بْن ذرة المزني بْن عائذ بْن طابخة بْن لأي بْن خلاوة بْن ثعلبة بْن ثور بْن هدمة بْن لاطم بْن عثمان بْن عمرو المزني. وهو مولى أرطبان، جد عبد الله بن عون بن أرطبان، من فوق. وكنيته أَبُو بردة.
أخرجه أَبُو موسى وقال: هو بالذال المعجمة، وتقدم له ذكر في خزاعيّ بن عبد نهم.
2927- عبد الله بن ذياد
(ب) عَبْد اللَّهِ بْن ذياد [4] بْن عمرو بن زمزمة بن عمرو بن عمارة [5] بن مالك البدويّ، حليف الأنصار، وهو المجذر بْن ذياد [6] والمجذر: الغليظ. الخلق [7] . شهد بدرًا، وهو بالمجذر أشهر. ويرد في الميم أتم من هذا إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه هاهنا أبو عمر.
2928- عبد الله ذو البجادين
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ ذو البجادين، وهو ابن عبد نهم بْن عفيف بْن سحيم بْن عدي بْن ثعلبة بْن سعد بْن عدي بْن عثمان بْن عمرو.
قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان اسمه عبد العزى، فسماه رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد اللَّهِ. وهو عم عَبْد اللَّهِ بْن مغفل بْن عبد نهم، ولقبه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، «ذو البجادين» ، لأنه لما أسلم عند قومه جردوه من كل ما عليه وألبسوه بجادًا- وهو الكساء الغليظ. الجافي- فهرب منهم إِلَى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما كان قريبًا منه شق بجاده باثنين، فاتزر بأحدهما وارتدى بالآخر، ثم أتى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقيل له: ذو البجادين. وقيل: إن أمه أعطته بجادًا فقطعته قطعتين، فأتى فيهما رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، والله أعلم.
__________
[1] كذا ضبط في أصلنا، وهو موافق لما في الإصابة، وفي المطبوعة: درة، بالدال، وسيأتي ضبط أبى موسى له، ويصحح ما سبق في: 2/ 132.
[2] تقدم في: 2/ 131.
[3] تقدم في: 1/ 242.
[4] في المطبوعة: ديدان. وهو خطأ.
[5] كذا ضبط في أصلنا، وهو الصواب، ينظر المشتبه: 471.
[6] في المطبوعة: زياد. بالزاي، ينظر تاج العروس، مادة: ذود. وسيأتي في ترجمة المجذر على الصواب.
[7] في المطبوعة: الحلق. وفي تاج العروس: والمجذر: القصير الغليظ الشتن الأطراف.(3/123)
وصحب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأقام معه، وكان أوّاها [1] فاضلا كثيرا التلاوة للقرآن العزيز.
أَخْبَرَنَا عبيد اللَّه بْن أحمد بن علي بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال:
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ، قَالَ: كان عَبْد اللَّهِ- رجل من مزينة ذو البجادين- يتيمًا في حجر عمه، فكان يعطيه، وكان محسنًا إليه، فبلغ عمه أَنَّهُ قد تابع دين مُحَمَّد، فقال له:
لئن فعلت وتابعت دين مُحَمَّد لأنزعن منك كل شيء أعطيتك. قال: فإني مسلم. فنزع منه كل شيء أعطاه حتى جرده من ثوبه، فأتى أمه فقطعت بجادًا لها باثنين، فاتزر نصفًا، وارتدى نصفًا، ثم أصبح فصلى مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصبح، فلما صلى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تصفح الناس ينظر من أتاه، وكان يفعل، فرآه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: من أنت؟ قال: أنا عبد العزى.
فقال: أنت عَبْد اللَّهِ ذو البجادين، فالزم بابي. فلزم بَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان يرفع صوته بالقرآن والتسبيح والتكبير. فقال عمر: يا رَسُول اللَّهِ، أمراء هو؟ قال: دعه عنك، فإنه أحد الأواهين. وتوفي في حياة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
روى الأعمش، عَنْ أَبِي وائل، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن مسعود أَنَّهُ قال: لكأني أَرَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في غزوة تبوك، وهو في قبر عَبْد اللَّهِ ذي البجادين، وَأَبُو بكر وعمر يدليانه، ورسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يقول: أدنيا مني أخاكما. فأخذه من قبل القبلة حتى أسنده في لحده، ثم خرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ووليا هما العمل، فلما فرغا من دفنه استقبل القبلة رافعًا يديه يقول: «اللَّهمّ إني أمسيت عنه راضيا فارض عنه. قال: يقول ابن مسعود: فو الله لوددت أني مكانه، ولقد أسلمت قبله بخمس عشرة سنة.
وقد روى من طريق آخر قال: فقال أَبُو بكر: وددت أني- والله- صاحب القبر.
وذكر مُحَمَّد بْن إِسْحَاق أَنَّهُ مات في غزوة تبوك، وروى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيم بْن الحارث، عَنِ ابن مسعود في موته، ودعا لَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نحو ما تقدم [2] . وقال: قال عَبْد اللَّهِ: ليتني كنت صاحب الحفرة.
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] الأواه: المتأوه المتضرع، وفي مسند أحمد 4/ 159 عن عقبة بن عَامِر أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لرجل يقال له: ذو البجادين-: إنه أواه. وذلك أنه كان رجلا كثير الذكر للَّه عز وجل في القرآن، ويرفع صوته في الدعاء.
[2] سيرة ابن هشام: 2/ 527، 528.(3/124)
2929- عبد الله بن راشد الكندي
عَبْد اللَّهِ بْن راشد الكندي. أحد الوفد الذين قدموا من كندة مع الأشعث بْن قيس عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم.
2930- عبد الله بن رافع
(ب) عَبْد اللَّهِ بْن رافع بْن سويد بْن حرام بْن الهيثم بْن ظفر الأنصاري الأوسي الظفري.
شهد أحدًا أخرجه أَبُو عمر مختصرا
2931- عبد الله بن الربيع
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن الربيع بْن قيس بْن عمرو بن عباد بْن الأبجر- والأبجر هُوَ خدرة بْن عوف بْن الحارث بْن الخزرج الأنصاري الخزرجي ثم الخدري.
شهد العقبة. وقال عروة: إنه شهد بدرًا.
وأَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر بْن السمين بِإِسْنَادِهِ إِلَى يونس بْن بكير عَنِ ابن إِسْحَاق، في تسمية من شهد بدرا، من الأنصار من الخزرج قال: ومن بني الأبجر- وهم بنو خدرة بن عوف بن الحارث ابن الخزرج: عَبْد اللَّهِ بْن الربيع بْن قيس، رجل [1] .
أخرجه الثلاثة.
2932- عبد الله بن ربيعة بن الأغفل
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن ربيعة بْن الأغفل العامري، من بني عامر بْن صعصعة، قاله أَبُو عمر.
وقال ابن منده وَأَبُو نعيم: عَبْد اللَّهِ بْن ربيعة بْن مسروح بْن معاوية- وقيل: ربيعة بْن عامر بْن صعصعة. واتفقوا عَلَى أَنَّهُ وفد مع عامر بْن الطفيل عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وذكروا [2] قصة عامر وامتناعه عَنِ الإسلام ودعاء النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عليه، وذكر ابن منده القصة كلها، وأما ابن عبد البر، وَأَبُو نعيم فاختصراها.
قلت: قول ابن منده وأبي نعيم في نسبه: «ربيعة بْن عامر بْن صعصعة» فيه نظر، لأن من يعاصر النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يكون بينه وبين عامر بْن صعصعة أب واحد، إنما يكون بينهما عدة آباء، كعلقمة بْن علاثة بْن عوف بْن الأحوص بْن جَعْفَر بْن كلاب بْن رَبِيعة بْن عامر بْن صعصعة، ولبيد بْن ربيعة بْن مالك بْن جَعْفَر بْن كلاب، فهذا لبيد مع طول عمره قبل الإسلام
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 693.
[2] في الأصل والمطبوعة: وذكر.(3/125)
يكون بينه وبين عامر خمسة آباء، وعلقمة ستة آباء، فكيف يكون بين عَبْد اللَّهِ وبين عامر أب واحد!! ولعل قد سقط عليهما ما بينه وبين ربيعة بْن عامر، ورأيا ربيعة بْن عامر، فظناه أباه، والله أعلم.
وذكر بعضهم أن الأغفل بالغين المعجمة والفاء.
أخرجه الثلاثة.
2933- عبد الله بن ربيعة
(د ع) عَبْد اللَّهِ بْن رَبِيعة بْن الحارث بْن المطلب بْن عبد مناف القرشي المطلبي، أمه بنت الزبير بْن عبد المطلب.
روى عنه عروة بْن الزبير، والفضل بْن الحسن الضمري.
روى ابن لهيعة، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حبيب، عَنِ الفضل بْن الحسن بْن عمرو بْن أمية الضمري، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن ربيعة: أن أم الحكم [1] بنت الزبير أرسلته وهو غلام، في إثر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو يريد بيت أم سلمة، وأمرته أن يدركه فينتزع عنه رداءه، فأتاه يشتد [2]- قال: فأمسكت بردائه، فالتفت إلي فقال: من أنت؟ فأخبرته، فقلت: إن أمي أمرتني بهذا. فلف رداءه ثم أعطانيه فقال: اذهب إِلَى أمك فمرها فلتشقه بينها وبين أختها، فلتختمر به.
قلت: أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم وجعلاه من بني المطلب كما ذكرناه، رأيته في عدة نسخ كذلك، وَإِنما هو من بني عبد المطلب، وقد ذكر الزبير بْن بكار ولد الحارث بْن عبد المطلب فقال: وربيعة بْن الحارث. وقال: وكان أسن من عمه العباس. ثم قال: وكان ولد ربيعة بْن الحارث محمدًا وعبد اللَّه والعباس. ثم قال: وأمهم جميعًا أم الحكم بنت الزبير بن عبد المطلب، ولكلهم عقب.
وقال أَبُو عمر في ترجمة أم حكيم بنت الزبير بْن عبد المطلب: وهي أخت ضباعة بنت الزبير. قال: وكانت تحت ربيعة بْن الحارث بْن عبد المطلب، روى عنها ابنها عَبْد اللَّهِ بْن ربيعة بْن الحارث.
وذكر ابن منده وَأَبُو نعيم في اسمها أيضًا فقالا: أم حكيم، ويقال أم الحكم وذكر حديثًا عَنِ الفضل بْن الحسن، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن ربيعة بْن الحارث، عَنْ أمه- وذكرا أيضًا أباه ربيعة فقالا: ربيعة بْن الحارث بْن عبد المطلب.
__________
[1] سيأتي في ترجمتها، أنه يقال فيها أيضا: أم حكيم.
[2] يشتد: يعدو.(3/126)
وقال أَبُو أحمد العسكري، بعد ذكر ربيعة بْن الحارث، قال: ابنه عَبْد اللَّهِ بْن ربيعة ابن الحارث.
فظهر بهذا أَنَّهُ من ولد عبد المطلب بْن هاشم، لا من ولد عمه المطلب بْن عبد مناف، وهذا ربيعة هو الَّذِي قَالَ فِيهِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أول دم أضع دم ربيعة بْن الحارث [1] » . وقد ذكرناه في ربيعة، والله أعلم.
2934- عبد الله بن ربيعة الثقفي
(س) عَبْد اللَّهِ بْن ربيعة الثقفي.
قال أَبُو موسى. أورده ابن أَبِي عاصم في الآحاد وقال: له حديث واحد:
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى إِجَازَةً، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أحمد المقرئ، حدثنا عبد الرحمن بن محمد ابن أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ فورك أَخْبَرَنَا أَحْمَدَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الضَّحَّاكِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا معاوية بْن هشام، عَنْ سفيان، عَنْ أَبِي إِسْحَاق، عَنِ الأسود بْن يَزِيدَ:
أن عَبْد اللَّهِ بْن ربيعة كان يؤم أصحابه في التطوع في سوى رمضان.
هكذا رواه أَبُو موسى، وقد ذكره ابن أَبِي عاصم في الآحاد، عَنْ أَبِي بكر بْن أَبِي شيبة، وذكر له هذا الحديث وقال: قال أَبُو بكر: وله حديث مسند لم يقع لي.
2935- عبد الله بن ربيعة النميري
(ع س) عَبْد اللَّهِ بْن ربيعة النميري، أَبُو يزيد. ذكره الحضرمي في الوحدان.
روى عفيف بْن سالم، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْد اللَّهِ بْن ربيعة النميري، عَنْ أبيه: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث إِلَى أهل قريتين بكتابين يدعوهم إِلَى الإسلام، فترب [2] أحد الكتابين ولم يترب الآخر، فأسلم أهل القرية التي ترب كتابهم.
أخرجه أَبُو موسى وأبو نعيم.
__________
[1] ينظر ترجمة ربيعة: 2/ 210. والحديث رواه أحمد في مسندة، عن عم أبى حرة الرقائى: 5/ 43، 43.
[2] اختلف في المقصود بترتيب الكتاب، والمعتمد مما قيل في ذلك هو أن المراد بتتريب الكتاب ذو التراب عليه ليجف، وانه ورد في ذلك حديث ذكره الترمذي عَنْ جابر أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم قال: «إذا كتب أحدكم كتابا فليتربه، فإنه أنجح الحاجة» وقال الترمذي: هذا حديث منكر، ذلك أن في سنده حمزه بن أبى حمزه النصيبي، وهو متروك متهم بالوضع، كما روى ابن ماجة في كتاب الأدب عن جابر: «تربوا صفحكم، أنجح لها، إن التراب مبارك» وفي سنده أبو أحمد الدمشقيّ، وهو مجهول. ينظر تحفة الأحوذي: 7/ 494. وابن ماجة، كتاب الأدب، الحديث 3774، 2/ 1240.(3/127)
2936- عَبْد اللَّه بْن أبى ربيعة الثقفي
(د ع) عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي ربيعة الثقفي، والد سفيان، روى عنه ابنه سفيان، وفي حديثه نظر.
روى حميد بْن الأسود، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن سفيان بْن عَبْد اللَّهِ الثقفي، عَنْ أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «المتشبع بما لم [1] يعط كلابس ثوبي زور» . أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
2937- عبد الله بن أبى ربيعة
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي ربيعة بْن المغيرة بْن عَبْد اللَّهِ بْن عمر [2] بْن مخزوم القرشي المخزومي، وأمه ثقفية. وقيل: أمه وأم أخيه عياش بْن أَبِي ربيعة: أسماء بنت مخربة [3] من بني مخزوم وقيل من بنى فهشل بْن دارم والله أعلم وهو والد عمر بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي ربيعة الشاعر المشهور يكنى أبا عبد الرحمن وكان اسمه في الجاهلية بحيرا [4] فسماه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد اللَّهِ، وله يقول ابن الزبعري:
بحير بْن ذي الرمحين قرب مجلسي ... وراح علينا فضله غير عاتم [5]
واسم أَبِي ربيعة عمرو، وقيل: حذيفة. وقيل: اسمه كنيته. والأكثر يقوله: عمرو.
وقال هشام بْن الكلبي: اسمه عمرو، واسم أخيه أَبِي أمية: حذيفة.
وكان أَبُو ربيعة يقال له: ذو الرمحين. وكان من أشراف قريش في الجاهلية، وأسلم يَوْم الفتح، وكان من أحسن الناس وجهًا، وهو الذي أرسلته قريش مع عمرو بْن العاص إِلَى النجاشي في طلب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين كانوا بالحبشة، وقيل غيره، وقيل: إنه هو الّذي
__________
[1] في المطبوعة: بما لا يعط. والحديث أخرجه البخاري في كتاب النكاح: 7/ 45، ومسلم في كتاب اللباس: 6/ 169.
والمعنى: أن المتزين والمتجمل بما ليس عنده ليرى الناس أن عنده الكثير، والحقيقة أنه ليس عنده شيء، مثل هذا المرء كمثل من يزور على الناس فيلبس لباس ذوى التقشف، ويظهر ترى أهل الصلاح، وليس منهم.
[2] يتردد في المطبوعة: عمرو بن مخزوم. وصوابه عمر.
[3] في الأصل والمطبوعة: مخرمة. والمثبت عن القاموس.
[4] في المطبوعة بجيرا. بالجيم، وقد سبق في حرف الباء مع الحاء، هذا وقد ضبط في الإصابة: بالباء الموحدة والجيم مصفرا، وهو سهو من الحافظ، فقد سبق أن ضبطه على الصواب في حرف الباء. وينظر الشعر والشعراء لابن قتيبة، في ترجمة ابن عمر بن أبى ربيعة: 2/ 553.
[5] البيت في كتاب نسب قريش: 317. وفيه يروى: يروج علينا ومعنى غير عاتم: غير مبطئ.(3/128)
استجار بأم هانئ يَوْم الفتح، وكان مع الحارث بْن هشام، فأراد علي قتلهما، فمنعته منهما وأتت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبرته بذلك، فقال: «قد أجرنا من أجرت [1] » . وولاه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الجند [2] من اليمن ومخاليفها، ولم يزل واليًا عليها حتى قتل عمر رضي اللَّه عنه، وكان عمر قد أضاف إليه صنعاء، ثم ولي عثمان الخلافة، رضي اللَّه عنه، فولاه ذلك أيضًا، فلما حصر عثمان جاء لينصره فسقط عَنْ راحلته بقرب مكة فمات.
يعد في أهل المدينة، ومخرج حديثه عنهم.
أَخْبَرَنَا أبو القاسم يعيش بن صدقة بن علي الفقيه الشافعي، بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي عبد الرحمن النسائي: حدثنا عمرو بْن عَلِيٍّ، حدثنا عبد الرحمن، عَنْ سفيان، عَنْ إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي ربيعة، عَنْ أبيه، عَنْ جده عَبْد اللَّهِ قال: «استقرض مني رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أربعين ألفا، فجاءه مال فدفعه إلي، وقال: «بارك اللَّه في أهلك ومالك، إنما جزاء السلف الأداء والحمد [3] » . أخرجه الثلاثة.
2938- عبد الله بن ربيعة السلمي
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن ربيعة السلمي. كوفي.
روى عنه عبد الرحمن بْن أَبِي ليلى. قال الحكم وشعبة: له صحبة. وغيرهما يمنع صحبته ويقول: حديثه مرسل.
وقال علي بْن المديني: عَبْد اللَّهِ بْن ربيعة السلمي، له صحبة، وهو خال عمرو بْن عتبة بْن فرقد السلمي، وهو من أعمام مَنْصُور بْن المعتمر، لأن منصورًا هو ابن المعتمر بْن عتاب بْن ربيعة. وروى شعبة، عن الحكم، عَنْ عبد الرحمن بْن أَبِي ليلى قال: سمعت عَبْد اللَّهِ بْن ربيعة يقول: «كان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سفر، فسمع مؤذنًا يقول: أشهد أن لا إله إلا اللَّه. فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أشهد أن لا إله إلا الله. فقال: أشهد أن محمدا رسول الله. فقال النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلم: أشهد أن محمدا رَسُول اللَّهِ. فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: تجدونه راعي غنم أو عازبًا عن أهله. فلما
__________
[1] الحديث رواه البخاري في كتاب الصلاة: 1/ 100، وأحمد في مسندة: 6/ 341، 343، 423، 425،
[2] الجند- بفتحتين: ولاية باليمن.
[3] سنن النسائي، كتاب البيوع: 97.(3/129)
هبطوا الوادي فإذا هو راعي غنم، وَإِذا شاة ميتة، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أترون هذه هينة عَلَى أهلها؟ فو الله للدنيا أهون عَلَى اللَّه من هذه الشاة عَلَى أهلها» [1] . وقد روى عنه عمرو بْن ميمون، ومالك بْن الحارث، وعلي بْن الأقمر وغيرهم.
أخرجه الثلاثة.
ربيعة: بضم الراء، وفتح الباء الموحدة، وتشديد الياء تحتها نقطتان، فلهذا أخرناه عن ربيعة بفتح الراء.
2939- عبد الله بن رزق
(د ع) عَبْد اللَّهِ بْن رزق المخزومي. ذكر في الصحابة، ولا يعرف له صحبة ولا رؤية.
روى عمران بْن أَبِي أَنَسٍ، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن رزق المخزومي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «للَّه عز وجل خيرتان من خلقه، فخيرته من العرب قريش، وخيرته من العجم الفرس» . أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
2940- عبد الله بن رفاعة
(د ع) عَبْد اللَّهِ بْن رفاعة بْن رافع الزرقي. قد تقدم نسبه عند ذكر أبيه [2] ، ذكره الحسن بْن سفيان في الوحدان، ووافقه بعض المتأخرين.
أَخْبَرَنَا أَبُو ياسر بْن أبي حبة، بإسناده عن عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا مروان ابن معاوية الفزاري، عَنْ عبد الواحد بْن أيمن المكي، عَنْ عبيد اللَّه بْن عَبْد اللَّهِ بْن رفاعة الزرقي، عَنْ أبيه- وقال: قال الفزاري مرة: عَنِ ابن رفاعة الزرقي، عَنْ أبيه قال أَبِي: وقال غير الفزاري: ابن عبيد [3] بْن رفاعة الزرقي قال: لما كان يَوْم أحد، وانكفأ المشركون قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «استووا حتى أثني عَلَى ربي، فصاروا خلفه صفوفًا، فقال: اللَّهمّ لك الحمد كله، لا قابض لما بسطت، ولا باسط، لما قبضت» ... وذكر الحديث.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم، وقال ابن منده: في إسناد حديثه نظر.
2941- عبد الله بن رواحة
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن رواحة بن ثعلبة بْن امرئ القيس بْن عمرو بْن امرئ القيس الأكبر ابن مالك الأغر بْن ثعلبة بْن كعب بْن الخزرج بْن الحارث بْن الخزرج الأنصاري الخزرجي،
__________
[1] الحديث رواه أحمد في مسندة: 4/ 336.
[2] تقدم في: 2/ 225.
[3] في مسند أحمد 3/ 424: وقال غير الفزاري: عبيد بن رفاعة ...(3/130)
ثم من بني الحارث، يكنى أبا مُحَمَّد، وقيل: أَبُو رواحة. وقيل: أَبُو عمرو وأمه كبشة بنت واقد بْن عمرو بْن الإطنابة، من بني الحارث بْن الخزرج أيضًا.
وكان ممن شهد العقبة [1] ، وكان نقيب بْن الحارث بْن الخزرج. وشهد بدرًا، وأحدًا، والخندق، والحديبية، وخيبر، وعمرة القضاء، والمشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا الفتح وما بعده، فإنه كان قد قتل قبله. وهو أحد الأمراء في غزوة مؤتة، وهو خال النعمان بْن بشير.
روى حماد بْن زيد، عَنْ ثابت، عَنْ عبد الرحمن بْن أَبِي ليلى: أن عَبْد اللَّهِ بْن رواحة أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يخطب، فسمعه يقول: اجلسوا. فجلس مكانه خارجًا من المسجد حتى فرغ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من خطبته، فبلغ ذلك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال له: «زادك اللَّه حرصًا عَلَى طواعية اللَّه وطواعية رسوله» . وكان عَبْد اللَّهِ أول خارج إِلَى الغزو وآخر قافل. وكان من الشعراء الذين يناضلون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن شعره في النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
إني تفرست فيك الخير أعرفه ... والله يعلم أن ما خانني البصر [2]
أنت النَّبِيّ ومن يحرم شفاعته ... يوم الحساب فقد أزرى به القدر
فثبت اللَّه ما آتاك من حسن ... تثبيت موسى ونصرًا كالذي نصروا
فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وأنت، فثبتك اللَّه يا ابن رواحة. قال هشام بْن عروة: فثبته اللَّه أحسن الثبات، فقتل شهيدًا، وفتحت له أبواب الجنة، فدخلها شهيدا.
قال أَبُو الدرداء: أعوذ باللَّه أن يأتي علي يَوْم، لا أذكر فيه عَبْد اللَّهِ بْن رواحة، كان إذا لقيني مقبلًا ضرب بين ثديي، وَإِذا لقيني مدبرًا ضرب بين كتفي. ثم يقول: يا عويمر، اجلس فلنؤمن ساعة. فنجلس، فنذكر اللَّه ما شاء، ثم يقول: يا عويمر، هذه مجالس الإيمان.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن أحمد بن علي بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ حزم قال: سار عَبْد اللَّهِ بْن رواحة- يعني إِلَى مؤتة- وكان زيد بْن أرقم يتيمًا في حجره، فحمله في حقيبة رحله، وحرج به غازيا إلى مؤتة، فسمعه زيد من الليل وهو يتمثل أبياته التي قال [3] :
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 443.
[2] ذكر البيتان الأول والثالث في طبقات ابن مسعد: 3/ 2/ 81، وفيه يروى عجز الأول:
فراسة خالفتهم ... في الّذي نظروا
[3] الأبيات في سيرة ابن هشام: 2/ 376، 377.(3/131)
إذا أدنيتني [1] وحملت رحلي ... مسيرة أربع بعد الحساء
فشأنك فانعمي [2] وخلاك ذم ... ولا أرجع إِلَى أهلي ورائي
وجاء المؤمنون وغادروني ... بأرض الشام مشهور [3] الثواء
وردك كل ذي نسب قريب ... إلى الرحمن منقطع الإخاء
هنالك لا أبالي طلع بعل [4] ... ولا نخل أسافلها رواء
فلما سمعه زيد بكى، فخفقه بالدرة وقال: ما عليك يا لكع أن يرزقني اللَّه الشهادة وترجع بين شعبتي [5] الرحل! ولزيد يقول عَبْد اللَّهِ بْن رواحة:
يا زيد زيد اليعملات الذبل [6] ... تطاول الليل هديت فانزل
يعني: انزل فسق بالقوم.
قال: وحدثنا ابن إِسْحَاق، حدثني مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن الزبير، عَنْ عروة بْن الزبير قَالَ: أمر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الناس يَوْم مؤتة زيد بْن حارثة، فإن أصيب فجعفر بْن أَبِي طالب، فإن أصيب جَعْفَر فعبد اللَّه بْن رواحة، فإن أصيب عَبْد اللَّهِ فليرتض المسلمون رجلًا فليجعلوه عليهم.
فتجهز الناس وتهيئوا للخروج، فودع الناس أمراء رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسلموا عليهم، فلما ودع.
الناس أمراء رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسلموا عليهم، وودعوا عَبْد اللَّهِ بْن رواحة بكى. قَالُوا: ما يبكيك يا ابن رواحة؟ فقال: أما والله ما بي حب الدنيا ولا صبابة إليها، ولكني سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقرأ: وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها كانَ عَلى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيًّا 19: 71 [7] فلست أدري كيف لي بالصدر بعد الورود؟ فقال المسلمون: صحبكم اللَّه وردكم إلينا صالحين ودفع [8] عنكم. فقال ابن رواحة:
__________
[1] في السيرة: إذا أديتنى. والحساء: موضع
[2] في السيرة: فشأنك أنعم. يريد أنه لا يكلفها سفرا بعد ذلك، وإنما تنعم مطلقة، لعزمه على الموت في سبيل الله ولا أرجع: دعاء، فهو يدعو على نفسه أن يستشهد في سبيل الله.
[3] في السيرة: مشتهى الثواء. والثواء: موضع.
[4] البعل: الّذي يشرب بعروقه من الأرض. والبيت في اللسان وتاج العروس، مادة بعل، وروايته فيهما:
هنالك لا أبالى نخل بعل ... ولا سقى وإن عظم الإناء
[5] شعبتا الرحل: طرفاه المقدم والمؤخر.
[6] اليعملة: الناقة السريعة. والذيل: التي أضعفها السير.
[7] مريم: 71
[8] في المطبوعة: ورفع إليكم. وفي الأصل: ودفع إليكم. والمثبت عن سيرة ابن هشام: 2/ 374، ومعنى دفع عنكم:
أبعد عنكم الشر.(3/132)
لكنني أسأل الرحمن مغفرة ... وضربه ذات [1] فرغ يقذف الزّبد
أو طعنة بيدي حران مجهزة ... بحربة تنفذ الأحشاء والكبدا [2]
حتى يقولوا إذا مروا عَلَى جدثي ... يا أرشد اللَّه من غاز وقد رشدا [3]
ثم أتى عَبْد اللَّهِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فودعه، ثم خرج القوم حتى نزلوا «معان [4] » فبلغهم أن هرقل نزل بمآب في مائة ألف من الروم ومائة ألف من المستعربة ... فأقاموا بمعان يومين، وقالوا:
نبعث إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فنخبره بكثرة عدونا، فإما أن يمدنا، وَإِما أن يأمرنا أمرًا. فشجعهم عَبْد اللَّهِ بْن رواحة، فساروا وهم ثلاثة آلاف حتى لحقوا جموع الروم بقرية من قرى البلقاء، يقال لها: مشارف [5] . ثم انحاز المسلمون إِلَى مؤتة.
وروى عبد السلام بْن النعمان بْن بشير: أن جَعْفَر بْن أَبِي طالب حين قتل دعا الناس عبد الله ابن رواحة، وهو في جانب العسكر، فتقدم فقاتل، وقال يخاطب نفسه:
يا نفس إلا تقتلي تموتي ... هذا حياض [6] الموت قد صليت
وما تمنيت فقد لقيت [7] ... إن تفعلي فعلهما هديت
وإن تأخّرت فقد شقيت
يعني زيدًا وجعفرًا. ثم قال: يا نفس إِلَى أي شيء تتوقين؟ إِلَى فلانة- امرأته- فهي طالق.
وإلى فلان وفلان- علمان له- فهم أحرار، وَإِلى معجف- حائط له- فهو للَّه ولرسوله.
ثم قال:
يا نفس مالك تكرهين الجنة ... أقسم باللَّه لتنزلنه
طائعة أو لتكرهنه ... فطالما قد كنت مطمئنة.
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: ذات فرع. بالعين. وفي شرح السيرة للخشى 353: ذات فرغ: يعنى ذات سعة. والزيد هنا رغوة الدم.
[2] مجهزة: سريعة القتل. وتنفذ الأحشاء: تخترقها.
[3] الجدث: القبر. وفي السيرة: أرشده الله ...
[4] معان: مدينة في طرف بادية الشام، تلقاء الحجاز، من نواحي البلقاء. وكذلك مآب.
[5] في الأصل والمطبوعة: شراف. وهو خطأ، ينظر سيرة ابن هشام: 2/ 377، ومعجم ما استعجم: 4/ 1172، ومراصد الاطلاع: 1273.
[6] في السيرة 2/ 379: هذا حمام الموت.
[7] في السيرة: فقد أعطيت..(3/133)
هل أنت إلا نطفة في شنه ... قد أجلب الناس وشدوا الرنة [1]
وروى مصعب بْن شيبة قال: لما نزل ابن رواحة للقتال طعن، فاستقبل الدم بيده فدلك به وجهه، ثم صرع بين الصفين فجعل يقول: يا معشر المسلمين، ذبوا عَنْ لحم أخيكم. فجعل المسلمون يحملون حتى يحوزوه، فلم يزالوا كذلك حتى مات مكانه.
قال يونس بْن بكير: حدثنا ابن إِسْحَاق قال: لما أصيب القوم قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- فيما بلغني-: «أخذ زيد بْن حارثة الراية فقاتل بها حتى قتل شهيدًا، ثم أخذها جعفر بن أبي طالب فقاتل حتى قتل شهيدا. ثم صمت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى تغيرت وجوه الأنصار، وظنوا أَنَّهُ قد كان في عَبْد اللَّهِ بْن رواحة ما يكرهون، فقال: ثم أخذها عَبْد اللَّهِ بْن رواحة فقاتل حتى قتل شهيدًا، ثم لقد رفعوا لي في الجنة [فيما يرى النائم] [2] عَلَى سرر من ذهب، فرأيت في سرير عَبْد اللَّهِ بْن رواحة ازورارًا [3] عَنْ سريري صاحبيه، فقلت: عم هذا؟ فقيل لي: مضيا، وتردد عَبْد اللَّهِ بعض التردد، ثم مضى فقتل» . ولم يعقب. وكانت مؤتة في جمادى سنة ثمان.
أخرجه الثلاثه.
2942- عبد الله بن رياب
(ب) عَبْد اللَّهِ بْن رياب. روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وحديثه مرسل، رواه معمر، عَنْ كثير بْن سويد، عنه.
قاله أبو عمر.
2943- عبد الله بن زائدة
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن زائدة بْن الأصم، وهو المعروف بابن أم مكتوم. هكذا سماه قتادة، وقال غيره: عَبْد اللَّهِ بْن قيس بْن زائدة، وقيل غير ذلك، ويرد في موضعه، إن شاء الله تعالى أخرجه الثلاثة.
__________
[1] الرجز في سيرة ابن هشام: 2/ 379، وطبقات ابن سعد: 3/ 2/ 82 مع اختلاف غير يسير.
والشنة: القربة القديمة، والنطفة الماء القليل الصافي. وأجلب القوم: صاحوا واجتمعوا، والرنة: صوت فيه ترجيع شبه البكاء (ينظر شرح السيرة للخشى: 356) .
[2] عن سيرة ابن هشام: 2/ 380.
[3] ازورارا: ميلا وعوجا.(3/134)
2944- عبد الله بن الزبعري
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن الزبعري بْن قيس بْن عدي بْن سعد بْن سهم بْن عَمْرو بْن هصيص القرشي السهمي الشاعر، أمه عاتكة بنت عَبْد اللَّهِ بْن عمير [1] بْن أهيب بْن حذافة بْن جمح.
وكان من أشد الناس عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الجاهلية وعلى أصحابه بلسانه ونفسه، وكان يناضل عَنْ قريش ويهاجي المسلمين، وكان من أشعر قريش، قال الزبير: كذلك تقول رواة قريش: إنه كان أشعرهم في الجاهلية، وأما ما سقط إلينا من شعره وشعر ضرار بْن الخطاب، فضرار عندي أشعر منه وأقل سقطًا.
ثم أسلم عَبْد اللَّهِ بعد الفتح وحسن إسلامه، قَالَ يونس بْن بكير عَنِ ابن إِسْحَاق: لما فتح رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم وَسَلَّمَ مكة هرب هبيرة بْن أَبِي وهب وعبد اللَّه بْن الزبعري إِلَى نجران، فقال حسان بْن ثابت في ابن الزبعري وهو بنجران:
لا تعد من رجلًا أحلك بغضه ... نجران في عيش أجد لئيم [2]
فلما سمع ذلك ابن الزبعري رجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم وقال حين أسلم:
يا رسول المليك إن لساني ... راتق ما فتقت إذ أنا بور [3]
إذ أجاري [4] الشيطان في سنن ... الغي ومن مال ميله [5] مثبور
آمن اللحم والعظام بما قلت ... فنفسي الشهيد أنت النذير [6]
إن ما جئتنا به حق صدق ... ساطع نوره مضيء منير
جئتنا باليقين والبر والصدق ... وفي الصدق واليقين سرور
أذهب اللَّه ضلة الجهل عنّا ... وأتانا الرّخاء والميسور
__________
[1] في الأصل: عمر بن وهب. وفي المطبوعة: عمرو بن وهب. والمثبت عن كتاب نسب قريش: 402. فليس من ولد وهب من يدعى عمرا أو عمر، وإنما ذلك في ولد أهيب، ينظر أيضا في المرجع نفسه: 397.
[2] سيرة ابن هشام: 2/ 418، والمغازي للواقدي: 847. والأجد: المنقطع. وقد روى أيضا: أحذ، بالحاء والذال، وهو بمعناه. ينظر شرح السيرة للخشنى: 373.
[3] الراتق: الساد، تقول: رتقت الشيء، إذا سددته، والبور: الهالك. وفي الأصل: إذا يغرو.
[4] في السيرة 2/ 419: إذا أبارى.
[5] في المطبوعة: ومن ماله مثله. ومثبور: هالك.
[6] في السيرة:
آمن اللحم والعظام لربي ... ثم قلبي الشهيد أنت النذير(3/135)
في أبيات له، وقال أيضًا [1] :
منع الرقاد بلابل وهموم ... والليل معتلج الرواق بهيم [2]
مما أتاني أن أحمد لامني ... فيه فبت كأنني محموم
يا خير من حملت عَلَى أوصالها ... عيرانة سرح اليدين غشوم [3]
إني لمعتذر إليك من التي ... أسديت إذ أنا في الضلال أهيم [4]
أيام تأمرني بأغوى خطة ... سهم وتأمرني بها مخزوم
وأمد أسباب الهوى [5] ويقودني ... أمر الغواة وأمرهم مشئوم
فاليوم آمن بالنبي مُحَمَّد ... قلبي ومخطئ هذه محروم
مضت العداوة وانقضت أسبابها ... وأتت أواصر بيننا وحلوم [6]
فاغفر فدى لك والداي كلاهما ... وارحم فإنك راحم مرحوم
وعليك من سمة [7] المليك علامة ... نور أغر وخاتم مختوم
أعطاك بعد محبة برهانه ... شرفًا وبرهان الإله عظيم
قد انقرض ولد ابن الزّبعرى.
أخرجه الثلاثة.
2945- عبد الله بن زبيب
(د ع) عَبْد اللَّهِ بْن زبيب الجندي. ذكر في الصحابة ولا يصح، وروى حديثه عبد الرزاق عَنْ كثير بْن عطاء الجندي قال: حدثني عَبْد اللَّهِ بْن زبيب الجندي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: «يا أبا الْوَلِيد، يا عبادة بْن الصامت، إذا رأيت الصدقة كتمت، واستؤثر [8] عَلَى الغزو،
__________
[1] الأبيات في السيرة: 2/ 419.
[2] البلابل: الوساوس المختلطة والأحزان، ومعتلج: مضطرب يركب بعضه بعضا. والبهيم: الّذي لا ضياء فيه.
[3] العيرانة: كافة تشبه العير- وهو حمار الوحش- في شدته ونشاطه، وسرح اليدين، أي: خفيفة اليدين. وغشوم:
ظلوم، يعنى أن مشيها فيه خفاء. ويروى: رسوم. والمعنى: أنها ترسم الأرض وتؤثر فيها من شدة وطنها.
[4] أسديت: صنعت. وفي السيرة: من الّذي أسديت.
[5] في السيرة: أسباب الردى.
[6] الأواصر: قرابة الرحم بين الناس.
[7] في السيرة: ن علم.
[8] في الإصابة: واستؤجر.(3/136)
وخرب العامر وعمر الخراب، ورأيت الرجل يتمرس [1] بأمانته كما يتمرس البعير بالشجرة، فإنك والساعة كهاتين» - وأشار بإصبعيه السبابة والتي تليها. أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
زبيب: بضم الزاي، وبباءين موحدتين، بينهما ياء تحتها نقطتان والجندي: بفتح الجيم والنون.
2946- عبد الله بن الزبير
(ب) عَبْد اللَّهِ بْن الزبير بْن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي، ابن عم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأمه عاتكة بنت أَبِي وهب بْن عَمْرو بْن عائذ بْن عمران بْن مخزوم. لا عقب له، وهو أخو ضباعة بنت الزبير، وكان الزبير أخا عَبْد اللَّهِ أَبَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأخا أَبِي طالب لأبيهما وأمهما.
وشهد عَبْد اللَّهِ قتال الروم فِي خلافة أَبِي بَكْر الصديق رَضِيَ اللَّه عنه، وقتل يَوْم أجنادين شهيدا، ووجد حوله عصبة من الروم قتلهم، ثم أثخنته الجراح فمات.
قال الواقدي: أول قتيل قتل من الروم يَوْم أجنادين البطريق، الذي قتله عَبْد اللَّهِ بْن الزبير بْن عبد المطلب. برز بطريق معلم، فبرز إليه عَبْد اللَّهِ بْن الزبير، فقتله عَبْد اللَّهِ ولم يتعرض لسلبه.
ثم برز إليه آخر فبرز إليه عَبْد اللَّهِ بْن الزبير أيضًا فاقتتلا بالرمحين، ثم صارا إِلَى السيفين، فحمل عليه عَبْد اللَّهِ بْن الزبير فضربه وهو دارع عَلَى عاتقه، وقال: خذها وأنا ابن عبد المطلب فقطع بسيفه الدرع وأسرع في منكبه، ثم ولى الرومي منهزمًا. فعزم عليه عمرو بْن العاص أن لا يبارز، فقال عَبْد اللَّهِ: إني والله ما أجدني أصبر فلما اختلطت السيوف وأخذ بعضها من بعض، وجد في ربضة [2] وحوله عشرة من الروم قتلى، وهو مقتول بينهم.
وَكَانَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: ابن عمي وحبي. وقيل: إنه كان يقول: ابن أمي. لا تحفظ لَهُ رواية عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وكان عمره يَوْم توفي النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نحوًا من ثلاثين سنة.
أخرجه أَبُو عمر.
__________
[1] تمرس بالشيء: احتك به وتلاعب.
[2] الربضة- بكسر الراء: مقتل قوم قتلوا في بقعة واحدة (النهاية) .(3/137)
2947- عبد الله بن الزبير بن العوام
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن الزبير بْن العوام بْن خويلد بْن أسد بْن عبد العزى بْن قصي بْن كلاب ابن مرة القرشي الأسدي، أَبُو بكر. وله كنية أخرى: أَبُو خبيب- بالخاء المعجمة المضمومة- وهو اسم أكبر أولاده- وقيل: كان يكنيه بذلك من يعيبه [1] . وأمه أسماء بنت أَبِي بكر بْن أَبِي قحافة ذات النطاقين وجدته لأبيه: صفية بنت عبد المطلب، عمة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وخديجة بنت خويلد عمة أبيه الزبير بْن العوام بْن خويلد. وخالته عائشة أم المؤمنين.
وهو أول مولود ولد في الإسلام بعد الهجرة للمهاجرين، فحنكه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بتمرة لاكها في فيه، ثم حنكه بها، فكان ريق رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أول شيء دخل جوفه، وسماه عَبْد اللَّهِ، وكناه أبا بكر بجده أَبِي بكر الصديق [وسماه باسمه [2]] ، قاله أَبُو عمر.
وهاجرت أمه إِلَى المدينة وهي حامل به، وقيل: حملت به بعد ذلك وولدته بالمدينة على على رأس عشرين شهرا من الهجرة. وقيل: ولد في السنة الأولى. ولما ولد كبر المسلمون وفرحوا به كثيرًا، لأن اليهود كانوا يقولون: قد سحرناهم فلا يولد لهم ولد. فكذبهم اللَّه سبحانه وتعالى.
وكان صوامًا قواما، طويل الصلاة، عظيم الشجاعة. وأحضره أبوه الزبير عند رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليبايعه وعمره سبع سنين أو ثماني سنين، فَلَمَّا رَآهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مقبلًا تبسم، ثم بايعه.
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث، وعن أبيه، وعن عمر، وعثمان، وغيرهما. روى عنه أخوه عروة وابناه: عامر وعباد، وعبيدة السلماني، وعطاء بْن أَبِي رباح، والشعبي وغيرهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْقَاسِمُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الحسن الدمشقي كتابة، أَخْبَرَنَا والدي، أَخْبَرَنَا أَبُو الحسين بْن أَبِي يعلى، وَأَبُو غالب وَأَبُو عَبْد اللَّهِ ابنا البناء، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر، أَخْبَرَنَا أَبُو طاهر المخلص، أَخْبَرَنَا أحمد بْن سليمان، حدثنا الزبير بْن أَبِي بكر قال: حدثني عَبْد الْمَلِكِ بْن عبد العزيز، عَنْ خاله يوسف بْن الماجشون، عَنِ الثقة بسنده قال: قسم عَبْد اللَّهِ بْن الزبير الدهر عَلَى ثلاث ليال: فليلة هو قائم حتى الصباح، وليلة هو راكع حتى الصباح، وليلة هو ساجد حتى الصباح.
قال: وحدثنا الزبير قال: وحدثني سليمان بْن حرب، عَنْ يَزِيدَ بْنِ إِبْرَاهِيم التستري، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن سَعِيد، عَنْ مسلم بْن يناق المكي قال: ركع ابن الزبير يومًا ركعة، فقرأت البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، وما رفع رأسه.
__________
[1] كذا في المطبوعة. وفي الأصل مكان الباء نون، ولا يوجد فقط على الباء.
[2] مكانه في الأصل والمطبوعة: واسمه. والمثبت عن الاستيعاب: 905.(3/138)
وروى هشيم، عَنْ مغيرة، عَنْ قطن بْن عَبْد اللَّهِ قال: رأيت ابن الزبير يواصل من الجمعة إِلَى الجمعة فإذا كان عند إفطاره من الليلة المقبلة يدعو بقدح، ثم يدعو بقعب من سنن، ثم يأمر فيحلب عليه، ثم يدعو بشيء من صبر فيذره عليه، ثم يشربه، فأما اللبن فيعصمه، وأما السمن فيقطع عنه العطش، وأما الصبر فيفتح أمعاءه.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الطَّبَرِيُّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي يَعْلَى الْمَوْصِلِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خيثمة، حدثنا يحيى بْن سَعِيد، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عجلان، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه قال:
كان رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا قعد في التشهد قال هكذا [1]- وضع يحيى يده اليمنى عَلَى فخذه اليمنى، واليسرى عَلَى فخذه اليسرى- وأشار بالسبابة معًا ولم يجاوز بصره إشارته [2] .
وغزا عَبْد اللَّهِ بْن الزبير إفريقية مع عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ، فأتاهم جرجير ملك إفريقية في مائة ألف وعشرين ألفًا، وكان المسلمون في عشرين ألفًا، فسقط في أيديهم، فنظر عَبْد اللَّهِ فرأى جرجير وقد خرج من عسكره، فأخذ معه جماعة من المسلمين وقصده فقتله، ثم ثم كان الفتح عَلَى يده [3] .
وشهد الجمل مع أبيه الزبير مقاتلًا لعلي، فكان علي يقول: ما زال الزبير منا أهل البيت حتى نشأ له عَبْد اللَّهِ [4] وامتنع من بيعة يزيد بْن معاوية بعد موت أبيه معاوية، فأرسل إليه يزيد مسلم بْن عقبة المري فحصر المدينة، وأوقع بأهلها وقعة الحرة المشهورة. ثم سار إِلَى مكة ليقاتل ابن الزبير، فمات في الطريق، فاستخلف الحصين بْن نمير السكوني عَلَى الجيش، فصار الحصين وحصر ابن الزبير بمكة لأربع بقين من المحرم من سنة أربع وستين، فأقام عليه محاصرًا، وفي هذا الحصر احترقت الكعبة، واحترق فيها قرنا الكبش الذي فدي به إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم الخليل صلى اللَّه عليهما وسلم، ودام الحصر إِلَى أن مات يزيد، منتصف ربيع الأول من السنة، فدعاه الحصين ليبايعه ويخرج معه إِلَى الشام، ويهدر الدماء التي بينهما ممن قتل بمكة والمدينة في وقعة الحرة، فلم يجبه ابن الزبير وقال: لا أهدر الدماء. فقال الحصين: قبح اللَّه من يعدك داهيًا أو أريبًا، أدعوك إلى الخلافة وتدعونني إلى القتل!!.
__________
[1] قال هكذا: يعنى أشار هكذا.
[2] الحديث رواه أحمد في المسند، عن يحيى بن سعيد بإسناده، نحوه: 4/ 3.
[3] ينظر كتاب نسب قريش: 237.
[4] نهج البلاغة: 424، بتحقيقنا.(3/139)
وبويع عَبْد اللَّهِ بْن الزبير بالخلافة بعد موت يزيد، وأطاعه أهل الحجاز، واليمن، والعراق، وخراسان، وجدد عمارة الكعبة، وأدخل فيها الحجر، فلما قتل ابن الزبير أمر عَبْد الْمَلِكِ بْن مروان أن تعاد عمارة الكعبة إِلَى ما كانت أولًا، ويخرج الحجر منها. ففعل ذلك فهي هذه العمارة الباقية.
وبقي ابن الزبير خليفة إِلَى أن ولي عَبْد الْمَلِكِ بْن مروان بعد أبيه، فلما استقام له الشام ومصر جهز العساكر، فسار إِلَى العراق فقتل مصعب بْن الزبير، وسير الحجاج بْن يوسف إِلَى الحجاز، فحصر عَبْد اللَّهِ بْن الزبير بمكة، أول ليلة من ذي الحجة سنة اثنتين وسبعين، وحج بالناس الحجاج ولم يطف بالبيت ولا بين الصفا والمروة، ونصب منجنيقًا عَلَى جبل أَبِي قبيس فكان يرمي الحجارة إِلَى المسجد، ولم يزل يحاصره إِلَى أن قتل في النصف من جمادى الآخرة، من سنة ثلاث وسبعين.
قال عروة بْن الزبير: لما اشتد الحصر عَلَى عَبْد اللَّهِ قبل قتله بعشرة أيام، دخل عَلَى أمه أسماء وهي شاكية، فقال لها: إن في الموت لراحة. فقالت له: لعلك تمنيته لي، ما أحب أن أموت حتى يأتي علي أحد طرفيك، إما قتلت فأحتسبك، وَإِما ظفرت بعدوك فتقر عيني. فضحك.
فلما كان اليوم الذي قتل فيه دخل عليها فقالت له: يا بني، لا تقبلن منهم خطة تخاف فيها على نفسك الذل مخافة القتل، فو الله لضربة بسيف في عز خير من ضربة بسوطٍ في ذل. وخرج عَلَى الناس وقاتلهم في المسجد، فكان لا يحمل عَلَى ناحية إلا هزم من فيها من جند الشام، فأتاه حجر من ناحية الصفا، فوقع بين عينيه، فنكس رأسه وهو يقول [1] :
ولسنا عَلَى الأعقاب تدمى كلومنا ... ولكن عَلَى أقدامنا يقطر الدما
ثم اجتمعوا عليه فقتلوه. فلما قتلوه كبر أهل الشام، فقال عَبْد اللَّهِ بْن عمر: المكبرون عليه يَوْم ولد، خير من المكبرين عليه يَوْم قتل.
وقال يعلى بْن حرملة: دخلت مكة بعد ما قتل ابن الزبير، فجاءت أمه امرأة طويلة عجوزًا مكفوفة البصر تقاد، فقالت للحجاج: أما آن لهذا الراكب أن ينزل؟! فقال لها الحجاج:
المنافق؟ قالت: والله ما كان منافقًا، ولكنه كان صوامًا قوامًا وصولًا. قال: انصرفي فإنك عجوز قد خرفت. فقالت: لا والله ما خرفت، ولقد سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم يقول: «يخرج من
__________
[1] البيت في خزانة الأدب، الشاهد 566، ويقول البغدادي: «وهو من أبيات ثلاثة أوردها أبو تمام في الحماسة للحصين ابن الحمام المري» وذكر الأبيات. ينظر الخزانة: 3/ 252/ 255.(3/140)
ثقيف كذاب ومبير [1] » أما الكذاب فقد رأيناه، وأما المبير فأنت المبير. تغني بالكذاب المختار ابن أَبِي عبيد.
وكان ابن الزبير كوسجًا [2] واجتاز به ابن عمر وهو مصلوب، فوقف وقال: السلام عليك أبا خبيب. ودعا له ثم قال: أما والله إن أمة أنت شرها لنعم الأمة. يعني إن أهل الشام كانوا يسمونه ملحدًا ومنافقًا إلى غير ذلك.
2948- عبد الله بن زغب
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن زغب الإيادي. قال أَبُو زرعة الدمشقي: له صحبة وقد خالفه غيره فقال: لا صحبة له [3] روى عنه عبد الرحمن بن عائذ أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «من كذب علي متعمدا فليتبوَّأ مقعده من النار» . وروى عنه ضمرة بْن حبيب أيضًا، وهو الذي يروي عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديث قس بْن ساعدة.
أخرجه الثلاثة.
زغب: بضم الزاي وسكون الغين المعجمة، وعائذ: بالياء تحتها نقطتان، وبالذال المعجمة.
2949- عبد الله بن زمعة
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن زمعة بْن الأسود بْن المطلب بْن أسد بن عبد العزى بْن قصي القرشي الأسدي. أمه قريبة [4] بنت أَبِي أمية بْن المغيرة، أخت أم سلمة أم المؤمنين.
كان من أشراف قريش وكان يأذن عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. روى عنه أَبُو بكر بْن عبد الرحمن، وعروة بْن الزبير أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الفقيه وَإِسْمَاعِيل بْن عَلِيٍّ وغيرهما قَالُوا بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْن إِسْحَاق الْهَمْدَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن زمعة قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يومًا يذكر الناقة والذي عقرها فقال: انبعث لها رجل عارم [5] عزيز مثل زمعة ثم ذكر النساء فقال: يجلد أحدكم امرأته جلد
__________
[1] مسند أحمد: 6/ 351، 352.
[2] الكوسج: الّذي لحيته على ذقنه لا على العارضين.
[3] في التهذيب: 5/ 217: «روى عن عبد الله بن حوالة، وعنه ضمرة بن حبيب»
[4] كتاب نسب قريش: 222.
[5] رجل عارم: صعب على من يرومه، كثير الشر. وعزيز: شديد قوى ونص الترمذي: «انبعث لها رجل عارم عزيز منيع في رهطه مثل أبى زمعة»(3/141)
العبد، ولعله يضاجعها من آخر يومه. ثم وعظهم في ضحكهم من الضرطة فقال: يضحك أحدكم مما يفعل» [1] !. وأبو زمعة هو الأسود بْن المطلب، وقتل زمعة يَوْم بدر كافرًا، وكان الأسود من المستهزءين الذين قال اللَّه تعالى فيهم: إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ 15: 95 [2] .
وقتل عَبْد اللَّهِ مع عثمان يَوْم الدار، قاله أَبُو أحمد العسكري عَنْ أَبِي حسان الزيادي.
وكان لعبد اللَّه ابن اسمه يزيد، قتل يَوْم الحرة صبرًا، قتله مسلم بْن عقبة المرّي [3] .
أخرجه الثلاثة.
2950- عبد الله بن زمل
(د ع) عَبْد اللَّهِ بْن زمل الجهني. روى مسلمة بْن عَبْد اللَّهِ الجهني، عَنْ عمه أبى مشجّعة [4] ابن ربعي، عَنِ ابن زمل الجهني قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الصبح قال وهو ثان رجله:
«سبحان اللَّه وبحمده، استغفر اللَّه إن اللَّه كان توابًا» سبعين مرة. وذكر حديث الرؤيا التي رآها ابن زمل.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم، وسمياه عَبْد اللَّهِ بْن زمل. وقد أخرجه أَبُو نعيم: الضحاك بْن زمل. وكلاهما ليس بصحيح، فإن عَبْد اللَّهِ تابعي، ويقال: ابن زامل. والضحاك من أتباع التابعين. والصحيح: ابن زمل، غير مسمى، وهو غير عَبْد الله والضحاك، والله أعلم.
2951- عبد الله بن زهير
(س) عَبْد اللَّهِ بْن زهير. أورده العسكري في الأفراد، ذكره أبو بكر بن أبي علي بِإِسْنَادِهِ عَنْ حماد بْن سلمة، عَنْ عطاء بْن السائب، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن زُهَيْرٍ قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «النفقة في الحج كالنفقة في سبيل اللَّه عز وجل، الدرهم بسبعمائة» . أخرجه أَبُو موسى مستدركا عَلَى ابن منده. وقد أخرجه ابن منده إلا أَنَّهُ قال: أَبُو زهير.
وهو هو، وبعض الرواة قد غلط فيه أو الناسخ، أو إن بعض الرواة نسبه إِلَى أبيه، وغيره عرفه بابنه الراوي عنه، والمتن في الترجمتين واحد، ونذكره عقيب هذه الترجمة، إن شاء الله تعالى.
__________
[1] تحفة الأحوذي، تفسير سورة الشمس: 9/ 268، 270. وما أثبته ابن الأثير فيه بعض اختصار.
[2] الحجر: 95.
[3] ينظر خبر مقتله في كتاب نسب قريش: 222.
[4] في الأصل والمطبوعة: مسجعة. بالسين، والمثبت عن التهذيب: 12/ 237.(3/142)
2952- عبد الله أبو زهير
(د ع) عَبْد اللَّهِ أَبُو زهير. روى عنه ابنه ولا يصح، في إسناده اختلاف.
روى علي بْن عاصم، عَنْ عطاء بْن السائب، عَنْ زهير بْن عَبْد اللَّهِ، عَنْ أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «النفقة في الحج كالنفقة في سبيل اللَّه» .
كذا رواه علي بْن عاصم عن عطاء. وهو وهم، وقد اختلف عَلَى عطاء بن السائب في إسناده هذا الحديث، قاله ابن منده. وقال أَبُو نعيم وذكره: أخرج بعض المتأخرين- يعني ابن منده- هذا الحديث، وذكره عَنْ علي بْن عاصم، عَنْ عطاء بْن السائب، عَنْ زهير، عَنْ أبيه قال:
وصوابه ما حدثنا مُحَمَّد بْن علي بِإِسْنَادِهِ، عَنْ مَنْصُور بْن أَبِي الأسود، عَنْ عطاء بْن السائب، عَنْ أَبِي زهير الضبعي، عَنِ ابن [1] بريدة، عَنْ أبيه قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «النفقة في الحج كالنفقة في سبيل اللَّه، الدرهم بسبعمائة» ورواه أَبُو عوانة [2] وجماعة، عَنْ عطاء كرواية مَنْصُور، وما ذكره الواهم من رواية علي بْن عاصم، عَنْ عطاء، عَنْ زهير، عَنْ أبيه- فهو خطأ فاحش. وَإِنما هو أَبُو زهير، فأسقط «أَبُو» وهو عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ. فقال:
زهير بْن عَبْد اللَّهِ، عَنْ أبيه، والله أعلم.
2953- عبد الله بن زيد الأنصاري
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن زيد بْن ثعلبة بْن عبد ربه بْن زيد، من بني جشم بْن الحارث بْن الخزرج الأنصاري الخزرجي الحارثي، يكنى أبا مُحَمَّد، قاله أَبُو عمر وقال عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد الأنصاري: ليس في آبائه ثعلبة، إنما هو عَبْد اللَّهِ بْن زيد بْن عبد ربه بْن زيد بْن الحارث. وثعلبة بْن عبد ربه عم عَبْد اللَّهِ بْن زيد، فأدخلوه في نسبه.
وذلك خطأ، وقد نسبه كما ذكرناه ابن الكلبي وابن منده وَأَبُو نعيم، وأثبتوا ثعلبة.
شهد عَبْد اللَّهِ العقبة، وبدرًا، والمشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وهو الذي أري الأذان في النوم، فأمر النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بلالًا أن يؤذن عَلَى ما رآه عَبْد اللَّهِ. وكانت رؤياه سنة إحدى، بعد ما بنى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسجده.
__________
[1] في المطبوعة: أبى بريدة. وهو خطأ، فهو عبد الله بن بريدة.
[2] وهذه رواية أحمد ابن حنبل في مسندة: 5/ 354، فقد رواه عن بكر بن عيسى، عن أبى عوانة باسناده إلى عبد الله بن بريدة، عن أبيه.(3/143)
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ عَلِيٍّ وَغَيْرُ وَاحِدٍ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ سَوْرَةَ قَالَ: حدثنا سَعِيد بْن يحيى بْن سَعِيد الأموي، حدثنا أَبِي، حَدَّثَنَا [مُحَمَّد بْن إِسْحَاق عَنْ [1]] مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيم بْن الحارث التيمي، عن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد اللَّهِ بْن زيد [عَنْ أبيه [1]] قال: «لما أصبحنا أتيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبرته بالرؤيا، فقال: هذه رؤيا حق، فقم مع بلال فإنه أندى [2] صوتًا منك، فألق عليه ما قيل لك، وليناد بذلك قال: فلما سمع عمر بْن الخطاب نداء بلال بالصلاة، خرج إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم وهو يجر رداءه [3] ، وهو يقول: يا رَسُول اللَّهِ، والذي بعثك بالحق لقد رأيت مثل الذي قال. فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فلله الحمد، فذاك أثبت» . قال مُحَمَّد بْن عِيسَى: عَبْد اللَّهِ بْن زيد هو ابن عبد ربه، ولا نعرف لَهُ عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شيئا يصح إلا هذا الحديث الواحد، وعبد اللَّه بْن زيد بْن عاصم المازني له أحاديث، وهو عم عبّاد ابن تميم [4] .
وقد تقدم [5] عند ذكر «زيد بْن ثعلبة» والد «عَبْد اللَّهِ» الحديث [6] الذي فيه: إن عَبْد اللَّهِ ابنه تصدق بماله.
أخرجه الثلاثة.
قلت: قول أَبِي عمر في نسبه: «إنه من بني جشم بْن الحارث بْن الخزرج» . وهم منه، وَإِنما هو من بني زيد بْن الحارث بْن الخزرج، قال ابن إِسْحَاق- فيمن شهد العقبة- قال: وعبد اللَّه بْن رواحة. ثم قال: وعبد اللَّهِ بْن زيد بْن ثعلبة بْن عبد ربه بْن زيد بْن الحارث بْن الخزرج [7] .
وقال فيمن شهد بدرا: [و] [8] من بني جشم بْن الحارث بْن الخزرج، وزيد بن الحارث
__________
[1] سقط من الأصل والمطبوعة، والمثبت عن تحفة الأحوذي، كتاب الصلاة، باب بدء الآذان: 1/ 563، 5364.
وينظر تهذيب التهذيب، ترجمة محمد بن إسحاق: 9/ 38، 39.
[2] أندى: أرفع وأعلى. وقيل: أحسن وأعذب.
[3] هذا كناية عن أنه كان متعجلا.
[4] تحفة الأحوذي: 1/ 566.
[5] ينظر: 2/ 280.
[6] في المطبوعة: والد عبد الله بن الحارث الّذي ... وهو خطأ.
[7] سيرة ابن هشام: 1/ 458، 459.
[8] عن سيرة ابن هشام: 1/ 692.(3/144)
ابن الخزرج، وهما التوأمان: خبيب بْن إساف بْن عنبة [1] بْن عمرو بْن خديج [2] [بْن عامر] [3] ابن جشم، وعبد اللَّهِ بْن زيد بْن ثعلبة بْن عبد ربه بْن زيد بْن الحارث بْن الخزرج.
ومثله نسبه ابن الكلبي، فبان بهذا أَنَّهُ ليس من بني جشم، وَإِنما دخل الوهم عليه أَنَّهُ رَأَى ابن إِسْحَاق قد قال: «ومن بني جشم بْن الحارث وزيد بْن الحارث: خبيب» . ونسبه إِلَى جشم، ثم قال: «وعبد اللَّه بْن زيد» . فظنه من جشم أيضًا، ولو استقصى النظر لعلم أَنَّهُ من «زيد» لا من «جشم» ، والله أعلم. وقد ذكر أَبُو عمر، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد الأنصاري النسب الذي ذكرناه أول الترجمة إِلَى «زيد» إنما أسقط من نسبه «ثعلبة» .
2954- عبد الله بن زيد الجهنيّ
(د ع) عَبْد اللَّهِ بْن زيد الجهني. في إسناد حديثه نظر.
روى حرام بْن عثمان، عَنْ معاذ بْن عَبْد اللَّهِ بْن خبيب [4] ، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن زيد الجهني: أن النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلم قال: «سرق فاقطع يده، سرق فاقطع رجله، سرق فاقطع يده، سرق فاقطع رجله، سرق فاضرب عنقه» . هكذا قال حرام، عَنْ معاذ بْن عبد الله. وخالفه غيره.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو نعيم: ذكره بعض المتأخرين- يعني ابن منده- وقال: في إسناد حديثه نظر، ذكره من حديث مُحَمَّد بْن يحيى المازني، عَنْ حرام، عَنْ معاذ عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن خبيب [4] ، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن زيد: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «من سرق فاقطع يده» ... الحديث.
كذا قال: يحيى، عَنْ حرام، عَنْ معاذ. وصوابه: معاذ بْن عَبْد اللَّهِ بْن خبيب، [4] عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن بدر الجهنيّ. وقد تقدم
2955- عبد الله بن زيد الضبيّ
(س) عَبْد اللَّهِ بْن زيد بْن صفوان بْن صباح بْن طريف الضبي. تقدم نسبه في عَبْد اللَّهِ بْن الحارث بْن زيد. رواه الدارقطني بِإِسْنَادِهِ، عَنْ سيف بْن عمر، عن الصعب بن عطية، عن
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: عبيد. والضبط عما سبق في 2/ 119، والمشتبه: 442.
[2] في الأصل والمطبوعة: جندح. والمثبت عن ترجمة خبيب: 2/ 118، وسيرة ابن هشام: 1/ 692.
[3] عن المرجعين السابقين.
[4] في المطبوعة: حبيب، بالحاء، والمثبت عن الأصل والخلاصة، وترجمة أبيه عبد الله بن خبيب.(3/145)
بلال بن أبى بلال النبي، عَنْ أبيه قال: «وفد عبد الحارث بْن زيد الضبي عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فانتسب له، فدعاه فأسلم، وقال: أنت عَبْد اللَّهِ لا عبد الحارث. فقال: صدق رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبر، لا تقوى إلا بعصمة، ولا عمل إلا بتوفيق. وأحق ما عمل له الثواب، وأحق ما حذر منه العقاب، رضينا باللَّه ربًا، وانتهينا إِلَى أمره لنصيب من وعده، ونسلم من وعيده» ورجع ولم يهاجر.
أخرجه أَبُو موسى.
قلت: هذا الاسم أخرجه أَبُو موسى هاهنا، وفي عَبْد اللَّهِ بْن حكيم الضبي، وروى عَنْ سيف عَنِ الصعب، وذكر مثل هذا. وذكره أَبُو عمر في «عَبْد اللَّهِ بْن الحارث» . والصحيح أَنَّهُ:
عَبْد اللَّهِ بْن زيد، كما ذكره أَبُو موسى، ووافقه عليه ابن ماكولا، وابن حبيب، وابن الكلبي وغيرهم، ولعل أبا عمر قد رَأَى «عبد الحارث» فظنه «عَبْد اللَّهِ بْن الحارث» ، وأما أَبُو موسى فلا أعلم لم جعله ترجمتين، وغاية ما في الأمر أن اسم أبيه اختلف فيه، ولم يكن وفد ضبة من الكثرة بحيث يكون فيهم ثلاثة، كانت أسماؤهم عبد الحارث، فغيره رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعله عبد الله.
2956- عبد الله بن زيد بن عاصم
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن زيد بْن عاصم بْن كعب بْن عمرو بْن عوف بْن مبذول بْن عَمْرو بْن غنم بْن مازن بْن النجار الأنصاري الخزرجي، ثم المازني، يعرف بابن أم عمارة، يكنى أبا مُحَمَّد.
وقد نسبه أَبُو عمر عند ذكر أبيه، فخالف في بعض النسب كما ذكرناه هناك.
شهد بدرًا، قاله ابن منده وَأَبُو نعيم. وقال أَبُو عمر: شهد أحدًا وغيرها ولم يشهد بدرًا.
وهو الصحيح، وهو قاتل مسيلمة الكذاب، لعنه اللَّه في قول خليفة بْن خياط وغيره. وكان مسيلمة قد قتل أخاه حبيب بْن زيد وقطعه عضوًا عضوًا، وقد ذكرناه [1] ، فأحب عَبْد اللَّهِ [بْن زيد] أن يأخذ بثأر أخيه، فقدر اللَّه تعالى أن شارك وحشيا في قتل مسيلمة، رماه وحشي بالحربة، وضربه عَبْد اللَّهِ بْن زيد بالسيف فقتله.
وروى عَبْد اللَّهِ عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحاديث. روى عنه ابن أخيه عباد بْن تميم، ويحيى بْن عمارة، وواسع بن حبّان وغيرهم
__________
[1] تقدم في: 1/ 443.(3/146)
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَبَرْزُدَ وغَيْرُهُ قالوا: أخبرنا أبو القاسم الْحَرِيرِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْبَرْمَكِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بكر بْن بخيت [1] ، حدثنا عَبْد اللَّهِ بْن زيدان، حدثنا أَبُو كريب، حدثنا ابن أَبِي زائدة، عَنْ شعبة، عَنْ حبيب بْن زيد، عَنْ عباد بْن تميم، عن عبد الله ابن زيد، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ توضأ ومسح عَلَى أذنيه. أَخْبَرَنَا عبد الوهاب بن هبة الله بإسناده إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، حدثنا حجاج بْن مُحَمَّد، عَنِ ابن جريج، أخبرني يحيى بْن جرجة [2] ، عَنِ ابن شهاب، عَنْ عباد بْن تميم، عَنْ عمه عَبْد اللَّهِ بْن زيد قال: رأيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مستلقيًا في المسجد عَلَى ظهره، واضعًا إحدى رجليه عَلَى الأخرى.
روى هذا الحديث عَنِ ابن شهاب: مالك [3] ، ويونس، وابن جريج، ويحيى بْن سَعِيد، ومعمر، وعبد اللَّه بْن عمر، وَإِبْرَاهِيم بْن سعد وغيرهم مثل سفيان [4] . وخالفهم عبد العزيز ابن الماجشون فقال: عَنِ الزُّهْرِيّ، عَنْ محمود بْن لبيد، عَنْ عباد بْن تميم، عَنْ عمه. والأول أصح. وقتل عَبْد اللَّهِ بْن زيد يَوْم الحرة سنة ثلاث وستين، أيام يزيد بن معاوية.
أخرجه الثلاثة.
2957- عبد الله بن زيد بن عمرو
(د ع) عَبْد اللَّهِ بْن زيد بْن عمرو بْن مازن. كان عَلَى ثقل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
روى يونس عَنِ ابن إِسْحَاق قال: أقبل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قافلًا إِلَى المدينة، واحتمل معه الثقل الذي أصاب، وجعل عَلَى الثقل عَبْد اللَّهِ بْن زيد بْن عمرو بْن مازن. قاله ابن منده، وذكر أَبُو نعيم كلامه هذا وقال: وهم وصحف، أما الوهم فهو عَبْد اللَّهِ بْن كعب [5] بْن عمرو بْن عوف بْن مبذول بْن عَمْرو بْن غنم بْن مازن بْن النجار، وأما التصحيف فإنما هو النفل من الأنفال والعطية، ليس الثقل من الظعن والنساء، جعل إليه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القيام بالنفل، الّذي هو الغنائم
__________
[1] في المطبوعة: نحيت. وهو خطأ، والمثبت عن الأصل، والمشتبه: 54.
[2] في المطبوعة: خرجة. والمثبت عن الأصل والقاموس ومسند أحمد: 4/ 39.
[3] ينظر صحيح البخاري، كتاب الصلاة: 1/ 128. ومسلم، كتاب اللباس: 6/ 154، 155.
[4] ينظر صحيح البخاري، كتاب الاستئذان: 8/ 87، ومسند أحمد: 4/ 40.
[5] سيرة ابن هشام: 1/ 643.(3/147)
في مقفله من بدر إِلَى المدينة. وقد ذكره هذا المتأخر- يعني ابن منده- في باب الكاف، في باب عَبْد اللَّهِ بْن كعب.
والحق مع أَبِي نعيم، ووافقه غيره: أَبُو عمر، وابن الكلبي، وغيرهما. عَلَى أن ابن منده له بعض العذر، فإن ابن إِسْحَاق قد ذكر من رواية يونس بْن بكير، عنه قال: «ثم أقبل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قافلًا إِلَى المدينة- يعني من بدر- واحتمل معه النفل الذي أصاب، وجعل عَلَى النفل عَبْد اللَّهِ بْن زيد بْن عمرو بْن مازن» فإن ابن منده نقل ما سمع، إلا أَنَّهُ لا كلام في أَنَّهُ صحف «النفل» بالنون «بالثقل» بالثاء والقاف، والله أعلم.
2958- عبد الله بن سابط
(ب) عَبْد اللَّهِ بْن سابط بْن أَبِي حميضة بْن عمرو بْن أهيب [1] بْن حذافة بْن جمح القرشي الجمحي.
مكي، روى عنه ابنه عبد الرحمن بْن عَبْد اللَّهِ بْن سابط، ومن قال: «عبد الرحمن بْن سابط» نسبه إِلَى جده، وهو من كبار التابعين أكثر ما يأتي ذكره: «ابن سابط» غير منسوب، أو «عبد الرحمن بْن سابط» إذا روي عنه من رأيه أو من غير رأيه شيء، وأبوه عَبْد اللَّهِ له صحبة، وزعم بعض أهل [العلم] بالنسب: أن عَبْد اللَّهِ وعبد الرحمن ابني سابط أخوان، لا صحبة لهما، وأنهما جميعًا كانا فقيهين.
وقال الزبير وعمه مصعب: عبد الرحمن بْن سابط، أمه وأم إخوته: عَبْد اللَّهِ، وربيعة، وموسى، وفراس، وعبيد اللَّه، وَإِسْحَاق، والحارث: أم موسى [2] بنت الأعور، واسمه خلف ابن عمرو بْن أهيب [1] بْن حذافة بْن جمح، واسمها تماضر.
قال أَبُو عمر: عبد الرحمن بْن عَبْد اللَّهِ بْن سابط، من كبار التابعين وفقهائهم، حدث عنه ابن جريج وغيره، وأبوه عَبْد اللَّهِ بْن سابط مذكور في الصحابة، من بني جمح في قريش، معروف الصحبة، مشهور النسب [3] .
أخرجه أبو عمر.
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: وهب. والمثبت عن كتاب نسب قريش: 357.
[2] في المرجع السابق: أم موسى تماضر بنت الأعور بن عمرو بن أهيب.
[3] الاستيعاب: 904.(3/148)
2959- عبد الله بن ساعدة بن عامر
(ب) عَبْد اللَّهِ بْن ساعدة بْن عامر أَبُو حثمة [1] الأنصاري، وذكرناه في عامر أيضًا، وهو بكنيته أشهر، وهو والد سهل بْن أَبِي حثمة [1] ، يذكر في الكنى إن شاء الله تعالى.
أخرجه أبو عمر.
2960- عبد الله بن ساعدة بن عائش
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن ساعدة بن عائش بن قيس بْن زَيْد بْن أمية بْن مَالِك بْن عوف بْن عمرو بْن عوف بْن مالك بْن الأوس الأنصاري الأوسي. نسبه هكذا ابن الكلبي وقال: أصله من بلي، وهو أخو عويم بْن ساعدة.
وهو مدني، ولد عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم. روى عنه مسلم بْن جندب أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «من كانت له غنم فليسر [2] بها عَنِ المدينة، فإن المدينة أقل أرض اللَّه مطرًا» أخرجه الثلاثة، وقال ابن مندة: توفى سنة مائة.
2961- عبد الله بن ساعدة الهذلي
(س) عَبْد اللَّهِ بْن ساعدة الهذلي، يكنى أبا مُحَمَّد.
روى عَنْ عمر، ومات سنة مائة. أورده ابن شاهين، وقد ذكر ابن منده عَبْد اللَّهِ بْن ساعدة الأنصاري أَنَّهُ مات سنة مائة، فيحتمل أن يكونا واحدًا.
أخرجه أبو موسى.
2962- عبد الله بن سالم
(د ع) عَبْد اللَّهِ بْن سالم. روى عنه عبادة بْن نسي أَنَّهُ قال: قلت: يا رَسُول اللَّهِ، تجد في [التوراة] كتاب الله: أمّة حمّاد بن. ثُمَّ ذكر حديثا طويلا.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
2963- عَبْد اللَّهِ بْن السائب بْن أسد
(س) عَبْد اللَّهِ بْن السائب بْن أَبِي حبيش بْن المطلب بْن أسد بْن عبد العزى. وأمه عاتكة بنت الأسود بْن المطلب بن أسد، وكان شريفا.
__________
[1] في المطبوعة: خيثمة. وهو خطأ. والمثبت عن الأصل، وسيأتي في باب الكنى، كما ينظر ترجمة عامر فيما تقدم،
[2] في الإصابة: «فلينا بها عن المدينة» وقال: وسنده ضعيف.(3/149)
أخرجه أَبُو موسى وقال: ذكره بعض مشايخنا في الصحابة، وهو ابن أخي فاطمة بنت أَبِي حبيش، ويبعد أن يكون له صحبة.
2964- عبد الله بن السائب المخزومي
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن السائب بْن أَبِي السائب، واسم أَبِي السائب: صيفي بْن عائذ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر بْن مخزوم القرشي المخزومي القارئ.
أخذ عنه أهل مكة القراءة، وعليه قرأ مجاهد وغيره من قراء أهل مكة. سكن مكة، وتوفي بها قبل أن يقتل عَبْد اللَّهِ بْن الزبير بيسير، وقيل: إنه مولى مجاهد. وقيل: إن مولى مجاهد قيس بْن السائب.
قرأ ابن كثير القرآن عَلَى مجاهد، وقرأ مجاهد عَلَى عَبْد اللَّهِ بْن السائب.
قال هشام بْن مُحَمَّد الكلبي: كان شريك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الجاهلية عَبْد اللَّهِ بْن السائب.
وقال الواقدي: كان شريكه السائب بْن أَبِي السائب.
وقال غيرهما: كان شريكه قيس بْن السائب.
وقد جاء بذلك كله أثر، واختلف فيه عَلَى مجاهد، قاله أَبُو عمر.
وقال ابن منده وأبو نعيم: عبد اللَّهِ بْن السائب بْن أَبِي السائب العائذي المخزومي القاري، من قارة. يكنى أبا عبد الرحمن.
أَخْبَرَنَا هبة اللَّه بْن عبد الوهاب، أخبرنا أبو غالب بن البناء، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ بْن حمدان، حدثنا بشر بْن موسى، حدثنا هوذة بْن خليفة، حدثنا ابن جريج، حدثنا مُحَمَّد بْن عباد بْن جَعْفَر قال: حدثني حديثًا رفعه إِلَى أَبِي سلمة بْن سفيان وعبد اللَّه بْن عمرو، عَنْ [1] عَبْد اللَّهِ بْن السائب قَالَ: حضرت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم الفتح، فصلى في فناء الكعبة وخلع نعليه، ووضعهما عَنْ يساره، ثم استفتح بسورة «المؤمنون» فلما جاء ذكر عِيسَى- أو موسى- أخذته سعلة [2] فركع.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
قلت: قول ابن منده وأبي نعيم: إنه قاري من قارة. هذا لفظهما وقارة هي القبيلة المشهورة التي ينسب إليها هو قارة وهو: أيثع [3] بْن [مليح] بْن الهون بْن خزيمة بْن مدركة بْن إلياس بْن
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: وعبد الله بن السائب. والمثبت عن مسند أحمد: 3/ 411.
[2] سعلة- بضم العين-: هي حركة تدفع بها الطبيعة أذى عن الرئة والأعضاء التي تتصل بها.
[3] كذا في الأصل والمطبوعة، وفي الجمهرة والقاموس: يثيع.(3/150)
مضر. وقيل: هو الديش بْن محلم بْن غالب بْن يثيع بْن مليح بْن الهون بْن خزيمة. قاله ابن الكلبي، فتكون النسبة إليه: قاري بالتشديد، وليس كذلك، وَإِنما هذا هو عَبْد اللَّهِ من بني مخزوم، وليس من القارة، وهو قارئ بالهمز، كما قاله أَبُو عمر [1] ، ثم إن ابن منده وأبا نعيم قد نسباه إِلَى مخزوم، ومع هذا فيقولان: إنه من قارة!! والله أعلم.
2965- عبد الله بن سبرة الجهنيّ
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن سبرة الجهني. عداده في أهل البصرة، روى عنه ابنه مسلم أَنَّهُ سمع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: «إن اللَّه ينهاكم عَنْ ثلاث: عَنْ قيل وقال، وكثرة السؤال، وَإِضاعة المال [2] » . أخرجه الثلاثة.
2966- عبد الله بن سبرة الهمدانيّ
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن سبرة الهمدانيّ. مجهول، ذكره ابن أبى حيثمة في الصحابة، روى مُحَمَّد بْن مهاجر، عَنْ محمد بن سعد، عن عبد الله بن سبرة الهمداني قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ما من عبد تصيبه زمانة تمنعه مما يصل إليه الأصحاء، بعد أن يكون مسددًا، إلا كانت كفارة لذنوبه، وكان عمله بعد فضلا» . أخرجه الثلاثة، وقال أَبُو عمر: يقال: إنه عبدي، من عبد القيس.
2967- عبد الله السدوسي
(ب) عَبْد اللَّهِ السدوسي. هو عَبْد اللَّهِ بْن عمير السدوسي [حديثه عند عمرو بْن سفيان ابن عبد الله بن عمير السدوسي [3]] عن أبيه، عَنْ جده، عَبْد اللَّهِ السدوسي.
أخرجه أَبُو عمر. وَيُذْكَرُ فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
2968- عبد الله بن سراقة
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن سراقة بْن المعتمر بْن أنس بْن أذاة بن رياح بن عبد الله بن قرط ابن رزاح بْن عدي بْن كعب بْن لؤي- نسبه الكلبي، ونسبه أَبُو عمر، وأسقط ما بين المعتمر وعبد اللَّه من الآباء- القرشي العدوي. يجتمع هو وعمر بْن الخطاب في رياح، وهو أخو عمرو ابن سراقة، أمهما: أمة بنت عَبْد اللَّهِ بْن عمير بْن أهيب بْن حذافة بْن جمح [4] .
__________
[1] الاستيعاب: 915.
[2] الحديث رواه البخاري بإسناده إلى المغيرة بن شعبة، باب الاستقراض: 3/ 57، وكتاب الأدب: 8/ 4.
[3] سقط من الأصل والمطبوعة، أثبتناه عن الاستيعاب: 960. وينظر ترجمته فيما يأتى.
[4] كتاب نسب قريش: 367.(3/151)
وقال ابن إِسْحَاق والزبير: شهد عَبْد اللَّهِ بْن سراقة وأخوه عمرو بدرًا [1] .
وقال موسى بْن عقبة- وَأَبُو معشر: لم يشهد عَبْد اللَّهِ بدرًا، وشهد أحدًا وما بعدها من المشاهد.
قاله أَبُو عمر [2] .
وروى ابن منده وَأَبُو نعيم، عَنْ موسى بْن عقبة، عَنِ ابن شهاب: أَنَّهُ شهد بدرًا.
روى عمران القطان، عَنْ قتادة، عَنْ عقبة بْن وساج [3] ، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن سراقة، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قال: «تسحروا ولو بالماء» . قاله ابن منده. وقال أَبُو نعيم. حديث عمران، وذكر إسناده إِلَى مُحَمَّد بْن بلال، عَنْ عمران، عَنْ قتادة، عَنْ عقبة، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرٍو قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تسحروا ولو بجرعة من ماء [4] » . أخرجه الثلاثة.
2969- عبد الله بن سرجس المزني
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن سرجس المزني. قيل: له حلف في بني مخزوم، أكل مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خبزا ولحما، واستغفر له، عداده في البصريين.
روى عنه عاصم الأحول وقتادة. قال عاصم: رَأَى عَبْد اللَّهِ بْن سرجس النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يكن له صحبة.
قال أَبُو عمر: لا يختلفون في ذكره في الصحابه، ويقولون: له صحبة. عَلَى مذهبهم في اللقاء والرؤية والسماع، وأما عاصم فأحسبه أراد الصحبة التي يذهب إليها العلماء، وأولئك قليل.
أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم بْن الحصين، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلَى بْن المذهب بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أبي، حدثنا حسن بن موسى، حدثنا حماد بْن زيد، عَنْ عاصم، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن سرجس أَنَّهُ [كان [5]] رَأَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. [قَالَ: كان رَسُول الله صلى الله عليه وسلم [5]] إذا سافر قال: «اللَّهمّ أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل، اللَّهمّ اصحبنا في سفرنا،
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 683، 684.
[2] الاستيعاب: 916.
[3] في المطبوعة: وشّاح. بالشين، وهو خطأ، ينظر التهذيب: 5/ 232.
[4] الحديث رواه أبو يعلى عن أنس، ينظر مجمع الزوائد: 3/ 150.
[5] عن المسند: 5/ 83.(3/152)
واخلفنا في أهلنا، اللَّهمّ إني أعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنقلب، ومن الحور بعد الكون [1] .
ودعوة المظلوم وسوء المنظر في الأهل والمال» . قال: وسئل عاصم عَنِ الحور بعد الكون [2] قال: [3] حار بعد ما كان [4] .
أخرجه الثلاثة.
2970- عبد الله بن سعد الأزدي
(ب) عَبْد اللَّهِ بْن سعد الأزدي الشامي.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ إِجَازَةً بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابن أبي عاصم، قال: حدثنا عمرو بْن عثمان، حدثنا بقية، عَنْ بحير [5] بْن سعد، عَنْ خَالِد بْن معدان، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن سعد أَنَّهُ قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: «إن الله عز وجل أعطاني «فارس» ونساءهم وأبناءهم وسلاحهم وأموالهم، وأعطاني «الروم» وأبناءهم وسلاحهم، وأمدني بحمير» . أخرجه أَبُو عمر مختصرا.
قلت: هذا الحديث الذي في هذه [الترجمة] قد أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم في: «عبد الله ابن سعد الأنصاري» ، ولم يذكروا هذه الترجمة، وذكرهما أَبُو عمر ترجمتين، واللَّه أعلم.
2971- عبد الله بن سعد الأسلمي
(ب) عَبْد اللَّهِ بْن سعد الأسلمي. مدني، حديثه عند الواقدي عَنْ هشام بْن عاصم الأسلمي، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن سعد الأَسْلَمِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يقول: «إن الأَرْضَ تُطْوَى بِاللَّيْلِ مَا لا تُطْوَى بِالنَّهَارِ [6] » . أخرجه أبو عمر.
__________
[1] كذا في مخطوطتنا، وفي المطبوعة والمسند: الكور. وكلتاهما مروية، ينظر النهاية لابن الأثير، مادة: كون.
[2] عن المسند. وقد أثبتنا «الكون» بالنون، ولم نثبتها بالراء، كرواية المسند، لأن من الوضح أن هذا سقط نظر في مخطوطتنا، ونهاية الفقرة السابقة التي وقع عندها السقط «الكون» بالنون.
[3] في الأصل والمطبوعة: يقال. والمثبت عن المسند.
[4] في المطبوعة: بعد ما كار. والمثبت عن المسند. ومعنى: «نعوذ باللَّه من الحور بعد الكون» أي: من الرجوع عن الجماعة بعد أن كنا منهم.
[5] في المطبوعة: بجير. بالجيم، ينظر المشتبه: 47، والتهذيب: 1/ 431. والجرح: 1/ 1/ 412.
[6] الحديث رواه أبو داود، في كتاب الجهاد، باب في الدلجة: 3/ 28، ومالك في الموطأ، كتاب الاستئذان، الحديث:
38: 979. وينظر مسند أحمد: 3/ 305، 382.
ومعنى الحديث: أن الإنسان في الليل أنشط منه بالنهار، فهو أقدر على قطع المسافة بالليل لعدم الحر.(3/153)
2972- عبد الله بن سعد الأنصاري
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن سعد الأنصاري، عم حرام بْن حكيم. وقيل: حرام بْن معاوية.
يعد في الشاميين. يقال: إنه شهد القادسية، وكان يومئذ عَلَى مقدمة الجيش.
روى حديثه ابن أخيه حرام بْن حكيم، وخالد بْن معدان.
أَخْبَرَنَا أَبُو أحمد عبد الوهاب بْن علي الصوفي بِإِسْنَادِهِ إِلَى سليمان بْن الأشعث، حدثنا إبراهيم ابن موسى، حدثنا عَبْد اللَّهِ بْن وهب، حدثنا معاويه، عَنِ العلاء بْن الحارث، عَنْ حرام ابن حكيم، عَنْ عمه عَبْد اللَّهِ بْن سعد الأنصاري قال: سألت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عما يوجب الغسل، وعن الماء يكون بعد الماء؟ قال: «ذاك المذي، وكل فحل يمذي فتغسل من ذلك فرجك وأنثييك، وتوضأ وضوءك للصلاة» [1] . وروى بقية بْن الْوَلِيد، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن سعد الأنصاري أَنَّهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إن اللَّه عز وجل أعطاني «فارس» ونساءهم وأبناءهم وسلاحهم وأموالهم، وأعطاني «الروم» وأبناءهم وسلاحهم وأموالهم. وأمدنى بحمير» . وذكره أَبُو أحمد العسكري، وجعله تميميا من بني العنبر، وجعله أخا ذؤيب بْن شعثم بْن قرط العنبري.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ، إِلا أَنَّ أَبَا عُمَرَ لَمْ يورد له حديثا، وَإِنما قال: «شهد القادسية، روى عنه خَالِد بْن معدان، وحرام بْن حكيم» . وحديث فارس والروم ذكره أَبُو عمر في: عَبْد اللَّهِ بْن سعد الأزدي، وأخرجه ابن مندة وأبو نعيم هاهنا، ولم يذكرا سوى هذا، وَإِنما أَبُو عمر جعلهما اثنين، والله أعلم.
2973- عبد الله بن سعد بن خيثمة
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن سعد بْن خيثمة بْن مالك بْن الحارث بْن النحاط بْن كعب بْن عمرو من بني عمرو بْن عوف. قاله ابن منده.
وقال الكلبي وابن حبيب: عَبْد اللَّهِ بْن سعد بْن خيثمة بْن الحارث بْن مالك بْن كعب ابن النحاط بْن كعب بْن حارثة [بْن غنم] [2] بْن السلم بْن امرئ القيس بْن مالك بْن الأوس.
له ولأبيه ولجده صحبة. قتل أبوه يَوْم بدر، وقتل جده يَوْم أحد.
__________
[1] سنن أبى داود، كتاب الطهارة، باب في المذي: 1/ 55.
[2] عن ترجمة أبيه سعد في 2/ 346، والجمهرة: 325.(3/154)
روى ابن المبارك، عَنْ رباح بْن أَبِي معروف، عَنِ المغيرة بْن حكيم [1] قال: سألت عَبْد اللَّهِ بْن سعد بْن خيثمة الأنصاري: أشهدت أحدا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قال: نعم والعقبة، وأنا رديف أبى.
وروى بشبر بْن السري، عَنْ رباح، عَنْ مغيرة: قال قلت لعبد اللَّه: أشهدت بدرا؟ قال نعم، والعقبة، وأنا رديف أَبِي.
قال أَبُو عمر: هكذا قال: بدرا. وابن المبارك أحفظ وأضبط.
أخرجه الثلاثه قلت: وقد روى هذا الحديث أَبُو عامر العقدي، وَأَبُو أحمد الزبيري، وَأَبُو داود الطيالسي، وَأَبُو عاصم، عَنْ رباح بْن أَبِي معروف فقالوا: قلت لعبد اللَّه، أشهدت بدرا؟ قال: نعم، والعقبة ومع أَبِي رديفا.
2974- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ
(ب د ع) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ بن الحارث بْن حبيب بْن جذيمة بْن مالك بن ابن حسل بْن عامر بْن لؤي القرشي العامري، قريش الظواهر، وليس من قريش البطاح، يكنى أبا يحيى، وهو أخو عثمان بْن عفان من الرضاعة أرضعت أمه عثمان.
أسلم قبل الفتح، وهاجر إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وكان يكتب الوحي لرسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثم ارتد مشركًا، وصار إِلَى قريش بمكة، فقال لهم: إني كنت أصرف محمدًا حيث أريد، كان يملي علي: «عزيز حكيم» فأقول: «أو عليم حكيم» ؟ فيقول: «نعم، كل صواب» . فلما كان يَوْم الفتح أمر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقتله وقتل عَبْد اللَّهِ بْن خطل ومقيس بْن صبابة ولو وجدوا تحت أستار الكعبة. ففر عَبْد اللَّهِ بْن سعد إِلَى عثمان بْن عفان، فغيبه عثمان حتى أتى به إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم بعد ما اطمأن أهل مكة، فاستأمنه له، فصمت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طويلًا، ثم قال: «نعم. فلما انصرف عثمان قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لمن حوله: ما صمت إلا ليقوم إليه بعضكم فيضرب عنقه. فقال رجل من الأنصار: فهلا أومأت إلي يا رَسُول اللَّهِ؟
فقال: إن النَّبِيّ لا ينبغي أن يكون له خائنة الأعين» [2] .
__________
[1] في المخطوطة: المغيرة بن الحكم. والمثبت عن الجرح: 4/ 1/ 220.
[2] أخرجه أبو داود في سننه، كتاب الحدود، باب الحكم فيمن ارتد: 4/ 128. والمعنى: لا ينبغي لنبي أن يضمر في نفسه غير ما يظهره، فإذا كف لسانه وأومأ بعينه فقد خان.(3/155)
وأسلم ذلك اليوم فحسن إسلامه، ولم يظهر منه بعد ذلك ما ينكر عليه. وهو أحد العقلاء الكرماء من قريش، ثم ولاه عثمان بعد ذلك مصر سنة خمس وعشرين، ففتح اللَّه عَلَى يديه إفريقية [1] ، وكان فتحًا عظيمًا بلغ سهم الفارس ثلاثة آلاف مثقال، وسهم الراجل ألف مثقال. وشهد معه هذا الفتح عَبْد اللَّهِ بْن عمر، وعبد اللَّه بْن الزبير، وعبد اللَّه بْن عمرو بْن العاص. وكان فارس بني عامر بْن لؤي، وكان عَلَى ميمنة عمرو بْن العاص لما افتتح مصر، وفي حروبه هناك كلها، فلما استعمله عثمان عَلَى مصر وعزل عنها عمرًا، جعل عمرو يطعن عَلَى عثمان ويؤلب عليه، ويسعى في إفساد أمره.
وغزا عَبْد اللَّهِ بْن سعد بعد إفريقية الأساود من أرض النوبة سنة إحدى وثلاثين. وهو [الذي] هادنهم الهدنة الباقية إِلَى اليوم، وغزا غزوة الصواري في البحر إِلَى الروم [2] .
ولما اختلف الناس عَلَى عثمان رضي اللَّه عنه، سار عَبْد اللَّهِ من مصر يريد عثمان، واستخلف عَلَى مصر السائب بْن هشام بْن عمرو العامري، فظهر عليه مُحَمَّد بْن أَبِي حذيفة بْن عتبة بْن ربيعة ابن أمية الأموي، فأزال عنها السائب، وتأمر عَلَى مصر، فرجع عَبْد اللَّهِ بْن سعد فمنعه مُحَمَّد بْن أَبِي حذيفة من دخول الفسطاط، فمضى إِلَى عسقلان فأقام حتى قتل عثمان، وقيل: بل أقام بالرملة حتى مات، فارًا من الفتنة. وقد ذكرنا هذه الحروب والحوادث مستقصاة في «الكامل» في التاريخ.
ودعا عَبْد اللَّهِ بْن سعد فقال: «اللَّهمّ اجعل خاتمة عملي الصلاة» . فصلى الصبح فقرأ في الركعة الأولى بأم القرآن والعاديات، وفي الثانية بأم القرآن وسورة، وسلم عَنْ يمينه، ثم ذهب يسلم عَنْ يساره فتوفي، ولم يبايع لعلي ولا لمعاوية. وقيل: بل شهد صفين مع معاوية.
وقيل: لَمْ يشهدها. وهو الصحيح.
وتوفي بعسقلان [3] : سنة ست وثلاثين، وقيل: سنة سبع وثلاثين. وقيل: بقي إِلَى آخر أيام معاوية، فتوفي سنة تسع وخمسين. والأول أصح.
أخرجه الثلاثة.
قلت: قد وهم ابن منده وَأَبُو نعيم في نسبه، فإنهما قدما «حبيبًا» عَلَى «الحارث» ، وليس بشيء، ثم قالا: «جذيمة بْن نصر بْن مالك» . وَإِنما جذيمة هو ابن مالك. ثم قالا:
__________
[1] ينظر الكامل لابن الأثير: 3/ 45، 46.
[2] الكامل لابن الأثير: 3/ 58، 59.
[3] في المطبوعة: «وتوفى بعسقلان، وقيل: بإفريقية ... » .(3/156)
«القرشي من بني معيص» . وهذا وهم ثان، فإن حسلًا أخوه معيص بْن عامر، وليس باب له، ولا ابن [1] ، والصواب تقديم «الحارث» عَلَى «حبيب» . قال الزبير بْن بكار- وَإِليه انتهت المعرفة بأنساب قريش- قال: «وولد عامر بْن لؤي بْن غالب: حسل [2] بْن عامر، ومعيص بْن عامر، فولد حسل بْن عامر: مالك بْن حسل، فولد مالك بْن حسل: نصرا وجذيمة ابن مالك بْن حسل» ، ثم ذكر ولد نصر بْن مالك، ثم قال: «وولد جذيمة، وهو شحام بن مالك ابن حسل بْن عامر بْن لؤي- حبيبًا وهو ابن شحام، فولد حبيب بْن جذيمة: الحارث، فولد الحارث بْن حبيب: ربيعة، وأبا سرح، وولد أَبُو السرح بْن الحارث بْن حبيب بن جذيمة ابن مالك بْن حسل: سعدًا، فولد: سعد عَبْد اللَّهِ بْن سعد- وكان أخا عثمان من الرضاعة» .
هذا معنى ما قاله الزبير، ومثله قال ابن الكلبي.
حبيب: بضم الحاء المهملة، وتخفيف الياء تحتها نقطتان، قاله الكلبي وابن ماكولا وغيرهما. وقال الكلبي: إنما ثقله «حسان» للحاجة. وقال ابن حبيب: هو حبيب، بتشديد الياء.
2975- عَبْد اللَّهِ بْن سعد بْن سفيان
عَبْد اللَّهِ بْن سعد بْن سفيان بْن خَالِد بْن عبيد الشاعر بْن سالم بْن مالك بْن سالم بْن عوف، أَبُو سعد.
شهد أحدًا وما بعدها، وتوفي منصرف رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من تبوك. زعم بنو عوف بْن الخزرج أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كفنه في قميصه، ذكره الغساني عَنِ ابن القداح.
2976- عَبْد الله بن سعد الهذلي
عَبْد اللَّهِ بْن سعد بْن معاذ الأشهلي. لا عقب له.
قاله الغساني عَنِ العدوي.
2977- عبد الله بن السعدي
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن السعدي. اختلف في اسم أبيه، فقيل: قدامة. وقيل: وقدان.
وقيل: عمرو بْن وقدان. وهو الصواب، إن شاء اللَّه تعالى، وهو وقدان بْن عبد شمس بن عبد
__________
[1] ينظر كتاب نسب قريش: 412.
[2] في الأصل والمطبوعة: غالب بن حسل. وهو خطأ، ينظر المرجع السابق.(3/157)
ود بْن نصر بْن مالك بْن حسل بْن عامر بْن لؤي القرشي العامري، وَإِنما قيل لأبيه: «السعدي» لأنه استرضع في بني سعد بْن بكر، يجتمع هو وسهيل بْن عمرو في «عبد شمس» . يكنى أبا مُحَمَّد.
روى عطاء الخراساني، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن محيريز، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن السعدي قال: «وفدت مع قومي عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأنا من أحدثهم سنًا، فأتوا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقضوا حوائجهم وخلفوني في رحالهم، فجئت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقلت: حاجتي قال: وما حاجتك؟
قلت له: انقطعت الْهِجْرَةِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: لا تنقطع الهجرة ما قوتل الكفار» [1] . توفي سنة سبع وخمسين.
أخرجه الثلاثة.
2978- عبد الله بن سعيد بن العاصي
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن سَعِيد بْن العاصي بْن أمية بْن عبد شمس بْن عبد مناف القرشي الأموي.
وأمه صفية بنت عَبْد اللَّهِ بْن عمر بْن مخزوم.
كان اسمه في الجاهلية الحكم فقال له النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ما اسمك؟ قال: الحكم. قال: أنت عَبْد اللَّهِ. وكان يكتب في الجاهلية، فأمره رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إن يعلم الكتاب بالمدينة. وكان كاتبًا محسنًا، قتل يَوْم بدر شهيدًا. وقال الزبير: قتل يَوْم مؤتة. وقال أَبُو معشر: استشهد يَوْم اليمامة. وهو أكثر.
أخرجه الثلاثة.
2979- عبد الله بن سفيان الأزدي
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن سفيان الأزدي. شامي، سكن حمص.
روى عنه عثامة بْن قيس- وكلاهما من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وسلم- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من رجل يوم يومًا في سبيل اللَّه إلا باعده اللَّه من النار مائة عام» . قال عبد الله بْن سفيان: إنما أحدثكم ما سمعت من النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم [2] .
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] الحديث رواه أحمد في مسندة: 5/ 270 عن إسحاق بن عيسى، عن يحيى بن حمزة، عن عطاء باسناده، مع اختلاف يسير.
[2] روى مسلم نحوه عن أبى سعيد الخدريّ، في كتاب الصيام، باب فضل الصيام في سبيل الله: 3/ 159.(3/158)
2980- عبد الله بن أبى سفيان
(د ع) عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي سفيان بْن الحارث بْن عبد المطلب بن هاشم بْن عبد مناف القرشي الهاشمي.
ذكر في الصحابة، ولا تصح له صحبة ولا رؤية. روى حديثه شعبة، عَنْ سماك، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي سفيان- وكان كبيرًا- قال: كان لرجل من اليهود عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تمر، فجاء يتقاضاه، فاستقرض النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من خولة بنت حكيم تمرًا، فأعطاه ... وذكر الحديث.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم [1] .
2981- عبد الله بن سفيان بن عبد الأسد
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن سفيان بْن عبد الأسد بْن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي. وهو ابن أخي [أبي] [2] سلمة بن عبد الأسد، وهو أخو هبار بْن سفيان، هاجرا [3] كلاهما إِلَى الحبشة، وقتل يَوْم اليرموك شهيدًا [4] ، قاله ابن إِسْحَاق.
أخرجه الثلاثة، وقال ابن منده وَأَبُو نعيم: هو ابن عم أَبِي سلمة بْن عبد الأسد، والصحيح أن أبا سلمة عم عَبْد اللَّهِ.
2982- عَبْد اللَّهِ بْن سفيان
عَبْد اللَّهِ بْن سفيان. ذكره ابن أَبِي عاصم.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ الثَّقَفِيُّ إِجَازَةً بِإِسْنَادِهِ إِلَى أحمد بن عمرو بن الضحاك، حدثنا علي بْن ميمون، حدثنا معمر بْن سليمان، عَنْ زيد بْن حبان [5] ، عَنْ أَبِي أمية، عن مجاهد، عن عبد الله بن سفيان قال: كان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلي قبل الظهر، قبل أن تزول الشمس أربع ركعات، ويقول: «إنها ساعة تفتح فيها أبواب السماء، فأحب أن يصعد لي فيها عمل صالح» [6]
__________
[1] ذكر أبو عمر ترجمة لعبد الله بن أبى سفيان، ينظر الاستيعاب: 921.
[2] سقط من المطبوعة. واسم أبى سلمة بن عبد الأسد: عبد الله، وهو صحابى قديم الإسلام، وستأتي ترجمته. وينظر كتاب نسب قريش: 327.
[3] سيرة ابن هشام: 1/ 327.
[4] الّذي في كتاب نسب قريش أن الّذي قتل يوم اليرموك، هو عبيد الله بن سفيان أخو عبد الله. ينظر: 338.
[5] في الأصل والمطبوعة: بن حيان. بالياء، وهو خطأ، ينظر الجرح: 1/ 2/ 561.
[6] الحديث رواه الإمام أحمد في مسندة عن أبى أيوب الأنصاري: 5/ 417، 420.(3/159)
2983- عبد الله أبو سفيان
(د ع) عَبْد اللَّهِ، أَبُو سفيان. روى عروة بْن الزبير، عَنْ سفيان بْن عَبْد اللَّهِ الثقفي، عَنْ أبيه. ولا يصح قوله: «عَنْ أبيه» . وهو صحيح لسفيان نفسه من غير ذكر أبيه [1] .
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم [2] .
2984- عبد الله بن سلام
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن سلام بْن الحارث الإسرائيلي، ثم الأنصاري. كان حليفاً لهم من بني قينقاع، وهو من ولد يوسف بْن يعقوب عليهما السلام. وكان اسمه في الجاهلية الحصين، فسماه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين أسلم عَبْد اللَّهِ.
وكان إسلامه لِمَا قدم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة مهاجرًا.
روى عنه ابناه: يوسف ومحمد، وأنس بْن مالك، وزرارة بْن أوفى.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الْفَقِيهُ وَغَيْرُهُ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ الْكِنْدِيُّ، حدثنا أَبُو محياة يحيى بْن يعلى، عَنْ عَبْد الْمَلِكِ بْن عمير، عَنِ ابن أخي عَبْد اللَّهِ بْن سلام قال: لما أريد قتل عثمان رضي اللَّه عنه، جاء عَبْد اللَّهِ بْن سلام فقال له عثمان: ما جاء بك؟ قال: جئت في نصرك. قال: أخرج إِلَى الناس فاطردهم عني، فإنك خارج خير إلي منك داخل. فخرج عَبْد اللَّهِ إِلَى الناس فقال: أيها الناس، إنه كان اسمي في الجاهلية [3] فلان، فسماني رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد اللَّهِ، ونزلت في آيات من كتاب اللَّه عز وجل، نزل في: وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ 46: 10 [4] ونزل في: قُلْ كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمن عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ 13: 43 [5] . إن للَّه سيفًا مغمودًا [6] [عنكم] ، وَإِن الملائكة قد جاوزتكم في بلدكم هذا، الذي نزل فيه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فاللَّه اللَّه في هذا الرجل، أن تقتلوه، فو الله لئن قتلتموه
__________
[1] ينظر ترجمة سفيان بن عبد الله: 2/ 405.
[2] له ترجمة في الاستيعاب: 921.
[3] كان الظاهر أن يقال: فلانا. خبرا لكان. وما ثبت في الحديث له وجه في العربية معروف، وهو أن يكون في كان ضمير الشأن.
[4] الأحقاف: 10.
[5] الرعد: 43.
[6] أي مستورا عنكم.(3/160)
لتطردن جيرانكم الملائكة، وليسلن [1] سيف اللَّه المغمود عنكم [2] فلا يغمد إِلَى يَوْم القيامة.
قَالُوا: اقتلوا اليهودي، واقتلوا [3] عثمان [4] .
قال: وأَخْبَرَنَا الترمذي: حدثنا قتيبة، حدثنا اللَّيْث، عَنْ معاوية بْن صالح، عن ربيعة ابن [5] يَزِيدَ، عَنْ أَبِي إدريس الخولاني، عَنْ يَزِيدَ [6] بْنِ عميرة قال: لما حضر معاذ بْن جبل الموت قيل له: يا أبا عبد الرحمن، أوصنا. فقال: أجلسوني، قال: إن العلم والإيمان مكانهما، من ابتغاهما وجدهما [7] ، فالتمسوا العلم عند أربعة رهط: عند عويمر أَبِي الدرداء، وعند سلمان الفارسي، وعند عَبْد اللَّهِ بْن مسعود، وعند عَبْد اللَّهِ بْن سلام الذي كان يهوديًا فأسلم، فإني سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: «إنه عاشر عشرة في الجنة [8] » . روى زرارة بْن أوفى، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن سلام قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم المدينة خرجت أنظر فيمن ينظر، فلما رأيت وجهه عرفت أَنَّهُ ليس بوجه كذاب، وكان أول ما سمعته يقول:
«أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام» [9] . توفي عَبْد اللَّهِ بْن سلام سنة ثلاث وأربعين، قاله أَبُو أحمد العسكري.
أخرجه الثلاثة.
2985- عبد الله بن سلامة
(ب) عَبْد اللَّهِ بْن سلامة بْن عمير، وهو عَبْد اللَّهِ بْن [أَبِي] حدرد الأسلمي.
كان من وجوه أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وممن كان يؤمره عَلَى السرايا. وقد تقدم ذكره، وَإِنما أَبُو أحمد أنكر أن يكون له صحبة أو سماع من النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقال: «الصحبة والرواية لأبيه» فغلط ووهم، والله أعلم.
__________
[1] في سنن الترمذي: ولتسلن. بصيغة الخطاب إلى الجماعة.
[2] في المطبوعة: فيكم. والمثبت عن الأصل، والترمذي.
[3] في الأصل والمطبوعة: وقتلوا. والمثبت عن الترمذي.
[4] تحفة الأحوذي، تفسير سورة الأحقاف: 9/ 137، 138، 139، وكتاب المناقب: 10/ 305، 306.
[5] في المطبوعة: عن يزيد. وهو خطأ، ينظر تحفة الأحوذي: 10/ 306.
[6] في الأصل والمطبوعة. عن زيد. وهو خطأ أيضا، ينظر المرجع السابق، والخلاصة.
[7] بعده في الترمذي: «يقول ذلك ثلاث مرات» .
[8] تحفة الأحوذي، كتاب المناقب: 10/ 306، 307. وهذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسندة: 5/ 242، 243 عن قتيبة بهذا الإسناد، مثله.
[9] الحديث رواه الإمام أحمد في مسندة: 5/ 450 عن يحيى بن سعيد، عن عوف، عن زرارة، نحوه.(3/161)
وقال المدائني: عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي حدرد، يكنى أبا مُحَمَّد، توفي سنة إحدى وسبعين، وهو ابن إحدى وثمانين سنة.
أخرجه أبو عمر.
2986- عبد الله بن سلمة بن مالك
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن سلمة بن مالك بن الحارث بن عدي [بن الجدّ] [1] بن العجلان ابن حارثة بْن ضبيعة [2] البلوي العجلاني، ثم الأنصاري الأوسي. هو من بلي، وحلفه فِي الأنصار، فِي بني عَمْرو بْن عوف. يكنى أبا مُحَمَّد، وأمه أنيسة بنت عدي.
شهد بدرًا، وقتل يَوْم أحد شهيدًا، قتله ابن الزبعري، قاله ابن إِسْحَاق وغيره [3] .
وقال الدارقطني وابن ماكولا: هو سلمة بكسر اللام.
ولما قتل حمل هو والمجذر بْن ذياد [4] عَلَى ناضح واحد له، في عباءة واحدة، وكانت أمه قد جاءت إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالت: يا رَسُول اللَّهِ، ابني عَبْد اللَّهِ بْن سلمة كان بدريًا، وقتل يَوْم أحد، احببت أن أنقله فآنس بقربه؟ فأذن لها في نقله.
وكان عَبْد اللَّهِ رجلًا جسيمًا ثقيلاً، وكان المجذر رجلًا خفيفًا قليل اللحم، فاعتدلا عَلَى الناضح، فعجب الناس لهما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ساوى بينهما عملهما. وقَالَ ابْن إِسْحَاق فِي تسمية من شهد بدرًا من الأنصار من الأوس: عبد الله بن سلمة بن ابن مالك بْن الحارث بْن عدي بْن العجلان، حليف بني عبيد بْن زيد، وقتل يَوْم أحد.
وقال موسى بْن عقبة: عَبْد اللَّهِ بن سلمة بن مالك بن الحارث بن زيد، من بني العجلان الأنصاري، شهد بدرًا. ولم يقل: إنه من بلي. وبنو العجلان البلويون كلهم حلفاء في بني عمرو بْن عوف.
أخرجه الثلاثة.
2987- عبد الله بن سلمة المرادي
(س) عَبْد اللَّهِ بْن سلمة المرادي. من تابعي أهل الكوفة، قيل: أدرك الجاهلية.
أخرجه موسى مختصرا.
__________
[1] سقط من المطبوعة، ففيها: بن عدي بن العجلان.
[2] في المطبوعة: ضبعة. وهو خطأ.
[3] ينظر سيرة بن هشام: 1/ 644، 2/ 124، ومغازي الواقدي: 114، 138، 302.
[4] في المطبوعة: زياد. وهو خطأ نبهنا عليه مرارا.(3/162)
2988- عبد الله بن أبى سليط
(ب) عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي سليط. [1] كان أبوه بدريًا، وفي صحبة عَبْد اللَّهِ نظر، وهو مدني، روى النهي عَنْ لحوم الحمر الأهلية.
أخرجه أبو عمر.
2989- عبد الله بن سليمان الليثي
(د ع) عَبْد اللَّهِ بْن سليمان بْن أكيمة الليثي. عداده في أهل الحجاز.
روى مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أُكَيْمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدّه قَالَ قلت: يا رَسُول اللَّهِ، إني أسمع منك الحديث لا أستطيع أو أؤديه كما أسمع منك، يزيد حرفًا أو ينقص حرفا؟
فقال «إذا لم تحلوا حرامًا ولا تحرموا حلالًا، وأصبتم المعنى، فلا بأس» . فذكر ذلك للحسن فقال: لولا هذا ما حدثنا.
قاله ابن منده، وقال أَبُو نعيم- وذكر كلام ابن منده- فقال: رواه الْوَلِيد بْن سلمة الطبراني، عَنْ يعقوب بْن [2] عَبْد اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أُكَيْمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده، مثله. وقد تقدم في حرف السين. فعلى قول أَبِي نعيم وابن منده تكون الصحبة لسليمان، لا لعبد اللَّه.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
2990- عبد الله بن سنان
(س) عَبْد اللَّهِ بْن سنان المزني. وقال ابن أَبِي خيثمة: عَبْد اللَّهِ بْن عمرو بْن سنان بْن نبيشة [3] بْن سلمة، من بني لاطم بْن عثمان بْن عمرو، وهو أَبُو علقمة [4] بْن عَبْد اللَّهِ المزني.
نزل البصرة، أورده ابن منده في عَبْد اللَّهِ بْن عمرو.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى مختصرًا.
2991- عَبْد اللَّه بْن سندر
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن سندر الجذامي أبو الأسود. كان أبوه سندر مولى لزنباع بن سلامة الجذامي، ولسندر [5] ولابنه عَبْد اللَّهِ صحبة.
__________
[1] أبو سليط هو أسير- أو أسيرة- بن عمرو. مضت ترجمته في: 1/ 116.
[2] في المطبوعة: يعقوب عن عبد الله. والمثبت عن الأصل، وترجمة سليمان بن أكيمة: 2/ 448.
[3] في المطبوعة: نبشة. والمثبت عن الأصل، والتهذيب: 5/ 347.
[4] يروى علقمة عن أبيه وابن عمر، وعنه بكر المزني وحميد الطويل وقتادة، قال على بن عبد الله المديني، علقمة بن عبد الله المزني ثقة. ينظر الجرح: 3/ 1/ 406، والخلاصة.
[5] مضت ترجمته في: 2/ 464، 645.(3/163)
روى عنه ابنه، وَأَبُو الخير مرثد بْن عَبْد اللَّهِ اليزني، وربيعة بْن لقيط.
روى ابن لهيعة، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حبيب، أن أبا الخير حدثه، أَنَّهُ سمع ابن سندر يقول:
أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «أسلم سالمها اللَّه، وغفار غفر اللَّه لها [1] ، وتجيب أجابت اللَّه ورسوله» قال أَبُو الخير: يا أبا الأسود، أسمعت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يذكر تجيبًا؟ قال: نعم. قال: وأحدث الناس عنك بهذا؟ قال: نعم.
وله حديث آخر أن أباه كان عبدًا لزنباع الجذامي، فخصاه وجدعه، فأتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبره، فأغلظ، لزنباع القول.
أخرجه الثلاثة.
2992- عبد الله بن سهل بن حنيف
(د ع) عَبْد اللَّهِ بْن سهل بْن حنيف الأنصاري. ولد عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد تقدم نسبه عند ذكر أبيه [2] . وأمه أميمة التي كانت امرأة حسان بْن الدحداح، وفيها نزلت إِذا جاءَكَ الْمُؤْمِناتُ يُبايِعْنَكَ 60: 12 [3] رواه ابن وهب، عَنِ ابن لهيعة، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حبيب: أَنَّهُ بلغه ذلك. والصحيح أن عَبْد اللَّهِ يروي عَنْ أبيه سهل بْن حنيف.
أَخْبَرَنَا أَبُو ياسر بْن أبي حبة بإسناده عن عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبى، حدثنا زكريا ابن عدي، حدثنا عبيد اللَّه [4] بْن عمرو، عَنْ عبد الله بن محمد بن عقيل، عن عبد الله ابن سهل بن حنيف، عن أبيه قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أعان مجاهدًا في سبيل اللَّه [أو غارمًا في عسرته [5]] أو مكاتبًا في رقبته، أظله اللَّه [في ظله [5]] يَوْم لا ظل إلا ظله [6] » . أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو نعيم: الصحيح روايته عَنْ أبيه.
__________
[1] الأحاديث في فضل أسلم وغفار كثيرة، ينظر صحيح مسلم، كتاب فضائل الصحابة: 7/ 176- 179. ومسند أحمد: 2/ 20.
[2] ينظر: 2/ 470.
[3] الممتحنة: 12.
[4] في المطبوعة: عبد الله بن عمر. وفي الأصل: لعبيد الله بن عمر. والصواب ما أثبتناه عن المسند، وهو عبيد الله ابن عمرو بن أبى الوليد الأسدي، مولاهم، ابن وهب الجزري، أحد الأئمة، يروى عن عبد الملك بن عمير، وعبد الله بن محمد بن عقيل، وعنه زكريا ويوسف ابنا عدي. ينظر الخلاصة، والتهذيب: 7/ 42.
[5] عن المسند.
[6] مسند أحمد: 3/ 487.(3/164)
2993- عبد الله بن سهل بن رافع
(ب ع س) عَبْد اللَّهِ بْن سهل بْن رافع الأنصاري ثم الأشهلي، من بني زعوراء بْن عبد الأشهل. وقيل: إنه من غسان، وهو حليف لبني عبد الأشهل، قال أَبُو عمر: ونسبه بعضهم فقال: عَبْد اللَّهِ بْن سهل بْن زيد بْن عامر بْن عمرو بْن جشم بْن الحارث بْن الخزرج بن عمرو ابن مالك بْن الأوس، الأنصاري الأوسي، وأما النسب الأول فذكره أَبُو نعيم وقال: ذكره ابن إِسْحَاق وموسى بْن عقبة فيمن شهد بدرا من الأنصار، من بني عبد الأشهل وحلفائهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر بْن السمين بِإِسْنَادِهِ إِلَى يونس بْن بكير، عَنِ ابن إِسْحَاق، في تسمية من شهد بدرا من الأنصار، من بني عبد الأشهل: وعبد اللَّه بْن سهل [1] .
أخرجه أبو عمر، وأبو نعيم، وأبو موسى. وقال أَبُو موسى، عَنْ أَبِي نعيم بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابن شهاب: إنه شهد بدرًا، وقال: أخرجه أَبُو نعيم مفردًا عَنْ غيره، ويحتمل أن يكون المقتول بخيبر، ذكرناه في ترجمة رافع بْن سهل.
انتهى كلام أَبِي موسى، وقد ذكر ابن إِسْحَاق فيمن قتل من المسلمين يَوْم الخندق.
عَبْد اللَّهِ بْن سهل [2] ، من بني عبد الأشهل، والله أعلم.
قلت: الذي أظنه أن النسب الذي ذكره أَبُو عمر عَنْ بعضهم ليس المذكور أولًا فإن الأول من بني عبد الأشهل، [وهذا من بني عمرو بْن جشم بْن الحارث، وعمرو أخو عبد الأشهل] ، وكثيرًا ما ينسبون ولد الأخ القليلي العدد إِلَى الأخ المشهور، وقد ذكرنا له أمثالًا كثيرة في غير موضع من كتابنا هذا، والله أعلم. وليس هو الذي يأتي في الترجمة التي بعد هذه، فإن الذي يأتي هو عَبْد اللَّهِ بْن سهل بْن زيد، وهو ابن أخي حويصة، من بني حارثة بْن الحارث بْن الخزرج، يجتمع هو والذي ذكره في الحارث بْن الخزرج، فلعله غيرهما، أو هو اختلاف في النسب.
وقد تقدم نسبه عند ذكر أخيه رافع بن سهل [3] .
2994- عبد الله بن سهل بن زيد
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن سهل بْن زيد الأنصاري الحارثي. قتيل اليهود بخيبر، وهو أخو عبد الرحمن، وابن أخي حويصة ومحيّصة، وبسببه كانت القسامة.
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 687.
[2] سيرة ابن هشام: 2/ 252.
[3] ينظر: 2/ 193.(3/165)
قال ابن منده بِإِسْنَادِهِ إِلَى يونس بْن بكير، عَنِ ابن إِسْحَاق، عَنِ الزُّهْرِيّ، عَنْ بشير ابن أَبِي حبشان مولى بني حارثة عَنْ سهل بْن حنيف قال: أصيب عَبْد اللَّهِ بْن سهل بخيبر، وكان خرج إليها في أصحاب له يمتارون تمرًا، فوجد في عين قد كسرت عنقه، ثم طرح فيها فدفنوه، ثم قدموا عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فذكروا له شانه ... وذكر الحديث.
رواه مالك في الموطأ، عَنْ أَبِي ليلى [بْن] [1] عَبْد اللَّهِ بْن عبد الرحمن بْن سهل، عَنْ سهل بْن حنيف، قاله ابن منده.
قال أَبُو نعيم: حدث بعض المتأخرين- يعني ابن منده- من حديث يونس، عَنِ ابن إِسْحَاق عَنِ الزُّهْرِيّ، عَنْ بشير بْن أَبِي حبشان مولى بني حارثة، عَنْ سهل بْن حنيف، فوهم في موضعين:
في «أَبِي حبشان» وهو يسار [2] مشهور لا خلاف فيه أَنَّهُ بشير بن يسار، والآخر في: سهل ابن حنيف، وهو سهل بْن أَبِي حثمة [3] لا خلاف فيه. ومن أعجبه أَنَّهُ استشهد بحديث مالك، فقال رواه، مالك في الموطأ عَنْ أَبِي ليلى، عَنْ سهل بْن حنيف. وفي الموطأ خلاف ما ذكر، فإنه سهل بْن أَبِي حثمة [3] ، وليس لسهل بْن حنيف في هذا الحديث ذكر.
قلت: الذي رويناه من مغازي بْن إِسْحَاق رواية يونس بْن بكير عنه: بشير بْن يسار [2] .
كما ذكره أَبُو نعيم، فلا أعلم الوهم من أين دخل عَلَى ابن منده، ولعل الكاتب قد كتب يسار، وأمال الياء فظنها ابن منده حاء، وأما حديث الموطأ فأَخْبَرَنَا به فتيان الجوهري بِإِسْنَادِهِ إِلَى القعنبي، عَنْ مالك، عَنْ أَبِي ليلى بْن عَبْد اللَّهِ بْن عبد الرحمن بْن سهل، عَنْ سهل بْن أَبِي حثمة [3] أَنَّهُ أخبره رجال من كبراء قومه: أن عَبْد اللَّهِ بْن سهل ومحيصة خرجا إِلَى خيبر من جهد أصابهم، فأتى محيصة فأخبر أن عَبْد اللَّهِ بْن سهل قد قتل وطرح في فقير [4] بئر أو عين، فأتى يهود وقال: أنتم والله قتلتموه ... وذكر الحديث، فليس لسهل بْن حنيف فيه ذكر، والله أعلم. ورواه مالك أيضًا عَنْ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ بُشَيْرِ بْنِ يَسَارٍ.
__________
[1] سقط من المطبوعة، والحديث رواه مالك في الموطأ، كتاب القسامة، الحديث 1: 877.
[2] في المطبوعة: بشار. وهو خطأ، والصواب عن الأصل، وسيرة ابن هشام: 2/ 355، وسيأتي ضبط ابن الأثير لها.
ونص السيرة: «قال ابن إسحاق: فحدثني الزهري عن سهل بن أبى حثمة، وحدثني أيضا بشير بن يسار مولى بنى حارثة، عن سهل بن أبى حثمة» .
[3] في المطبوعة: خيثمة. وهو خطأ، والمثبت عن الأصل، والسيرة، والموطأ، وقد مضت ترجمته في:
2/ 468.
[4] في المطبوعة: قعر، والمثبت عن الأصل والموطأ. والفقير: البئر القريبة القعر الواسعة الفم. وقيل: الحفرة التي تكون حول النخل.(3/166)
بشير: بضم الباء الموحدة، وفتح الشين المعجمة. ويسار: بالياء تحتها نقطتان، والسين المهملة.
أخرجه الثلاثة.
2995- عبد الله بن سهيل العامري
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن سهيل [1] بْن عمرو العامري، من بني عامر بْن لؤي. وتقدم نسبه عند أبيه، وأمه وأم أخيه أَبِي جندل فاختة بنت عَامِر بْن نوفل بْن عبد مناف، وأخوهما لأمهما.
أَبُو إهاب بْن عزيز بْن قيس بْن سويد من بني تميم [2] .
قال ابن منده: له صحبة، ذكر في المغازي، ولا يعرف له رواية. ورواه عَنِ ابن إِسْحَاق.
وقال أَبُو عمر: يكنى أبا سهيل [3] ، وهاجر إِلَى الحبشة الهجرة الثانية في قول ابن إِسْحَاق والواقدي، ثم رجع إِلَى مكة، فأخذه أبوه فأوثقه عنده، وفتنه في دينه، فأظهر العود عَنِ الإسلام وقلبه مطمئن به، [يعني بالإسلام] ، ثم خرج مع أبيه إِلَى بدر وكان يكتم أباه إسلامه، فلما نزل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بدرًا، فر إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أبيه. وشهد بدرا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والمشاهد كلها، وكان من فضلاء الصحابة، وهو أحد الشهود في صلح الحديبية، وهو أسن من أخيه أَبِي جندل.
وهو الذي أخذ الأمان لأبيه يَوْم الفتح، أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رَسُول اللَّهِ، أَبِي تؤمنه؟ قال: هو آمن بأمان اللَّه، فليظهر. ثم قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لمن حوله: من رأى سهيل ابن عمرو فلا يشد إليه النظر. فلعمري إن سهيلًا له عقل وشرف، وما مثل سهيل جهل الإسلام.
فخرج عَبْد اللَّهِ إِلَى أبيه فأخبره مقالة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال سهيل: كان والله برًا كبيرًا وصغيرًا. واستشهد عَبْد الله بن سهيل بن يوم اليمامة، سنة اثنتي عشرة، وهو ابن ثمان وثلاثين سنة.
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] في المطبوعة: سهل. والصواب عن الأصل، والاستيعاب: 925، والسيرة: 1/ 685، وكتاب نسب قريش، 419، وترجمة أبيه فيما تقدم: 2/ 480.
[2] كتاب نسب قريش: 420.
[3] في المطبوعة: سهل. والمثبت عن الاستيعاب: 925.(3/167)
2996- عَبْد اللَّهِ بْن سهيل أخو أَبِي جندل
(د) عَبْد اللَّهِ بْن سهيل بْن عمرو، أخو أَبِي جندل بْن سهيل. شهد بدرًا.
أخرجه ابن منده وحده ترجمة ثانية، وروى بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابن إِسْحَاق أَنَّهُ قال في تسمية من شهد بدرا، مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، من بني عَامِر بْن لؤي، ثُمَّ من بني مالك بْن حسل:
عَبْد اللَّهِ بْن سهيل بْن عمرو. انتهى كلامه.
قال أَبُو نعيم: كرره بعض المتأخرين، فجعله ترجمتين، فمرة قال: «عَبْد اللَّهِ بن سهيل ابن عمرو بْن عبد شمس» . ومرة قال: «عَبْد اللَّهِ بْن سهيل، أخو أَبِي جندل بْن سهيل» .
وهما واحد.
قلت: الحق مع أَبِي نعيم، هما واحد. إلا أَنَّهُ قال: كرره بعض المتأخرين فجعله ترجمتين- يعني ابن منده- وَإِنما في نسخ كتاب ابن منده التي رأيناها، وهي عدة نسخ، ثلاث تراجم، والجميع واحد. وقد تقدم ترجمتان، والثالثة هي التي نذكرها بعد هذه.
أخرجه ابن مندة.
2997- عبد الله بن سهيل
(د) عَبْد اللَّهِ بْن سهيل. من مهاجرة الحبشة، يقال: إنه غير الأول.
قاله ابن منده، وروى بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابن عباس أَنَّهُ قال: وممن هاجر إِلَى أرض الحبشة:
عَبْد اللَّهِ بْن سهيل. انتهى كلام ابن منده.
قلت: وهذا هو الأول والثاني، لا شبهة فيه، ولعله قد دخل عليه الوهم أَنَّهُ رآه في تسمية من شهد بدرًا، ولم ير له ذكرًا فيمن هاجر إِلَى الحبشة. ورآه في موضع آخر فيمن هاجر إِلَى الحبشة، فظنه غير الأول، ولقد أحسن أَبُو عمر في الذي ذكره، أتى بالجميع في ترجمة واحدة، والله أعلم.
2998- عبد الله بن سويد
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن سويد الأنصاري الحارثي، أحد بني حارثة. لَهُ صحبة، عداده فِي أهل المدينة.
روى اللَّيْث بْن سعد، عَنْ عَقِيلٌ، عَنِ الزُّهْرِيّ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ أَبِي مالك: أنه سأل عبد الله ابن سويد الحارثي- وكان من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنِ الإذن في العورات الثلاث، يعني قوله تعالى: لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ 24: 58 ... الآية [1] . قال: لا جناح فيما سواهن.
__________
[1] النور: 58.(3/168)
وقال أَبُو أحمد العسكري: ذكر بعضهم أَنَّهُ لا تصح صحبته [1] ، وقال: روى عَنْ أم حميد عمته، وهي امرأة أَبِي حميد الساعدي. روى عنه ثعلبة بْن أَبِي مالك.
أخرجه الثلاثة.
2999- عبد الله بن سيدان
(س) عَبْد اللَّهِ بْن سيدان [2] السلمي. ذكره ابن شاهين وقال: ذكروا أَنَّهُ رَأَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقد روى عَنْ أَبِي بكر الصديق أَنَّهُ صلى معه الجمعة، وقال: صليت مع عمر، وعثمان [وعلي] رضي اللَّه عنهم.
رواه ابن شاهين، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سعد كاتب الواقدي.
أخرجه أَبُو موسى.
3000- عبد الله بن سيلان
(د ع) عَبْد اللَّهِ بْن سيلان. يعد في الكوفيين، روى عنه قيس بْن أَبِي حازم، سماه أَبُو علي النيسابوري الحافظ [3] ، روى قيس، [عَنِ] ابن سيلان: أَنَّهُ سمع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ورفع رأسه إِلَى السماء يقول: سبحان اللَّه، يرسل عليكم الفتن إرسال القطر. أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
قال الأمير أَبُو نصر: سيلان: بكسر السين، وسكون الياء تحتها نقطتان. ابن سيلان له صحبة، روى حديثه بيان بْن بشر، عَنْ قيس، عنه.
3001- عبد الله بن شبل الأنصاري
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن شبل بْن عمرو بْن نجدة بْن مالك بْن عمرو، من بنى السّميعة، ثم من الخزرج. من نقباء الأنصار.
__________
[1] ذكر ابن حجر في التهذيب 5/ 249: «أثبت صحبته البخاري وأبو حاتم وغيرهما، وقال السكرى (كذا) : قال بعضهم: لا تصح له صحبة، وكأنه اشتبه عليه بغيره» .
وقال ابن حاتم في الجرح 2/ 2/ 66: «له صحبة، قال: لم يعمل أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الآية غيري: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ) 24: 58، روى عنه ثعلبة بن أبى مالك القرظي» .
[2] سيدان: بكسر السين، كما في تاج العروس. ويقول ابن أبى حاتم في الجرح 2/ 2/ 68: «عبد الله بن سيدان الرمي، مولى بنى سليم» .
[3] هو محمد بن على بن عمر. قال الذهبي في العبر 2/ 245: «أحد الضعفاء» وينقل عن الحاكم في ميزان الاعتدال 3/ 652:
«سمع من أحمد بن الأزهر، ومحمد بن يزيد، وإسحاق بن عبد الله بن رزين، فلو اقتصر على هؤلاء لصار محدث عصره، لكنه حدث عن شيوخ أبيه: محمد بن رافع وأقرانه، وأتى أيضا عنهم بالمناكير» . مات سنة 337.(3/169)
قال ابن عِيسَى: عَبْد اللَّهِ بْن شبل، أحد نقباء الأنصار، وممن نزل حمص، وشهد بيعة الرضوان. وقيل: إنه أخو عبد الرحمن بْن شبل. أورده ابن أَبِي عاصم، وَأَبُو عروبة، وابن شاهين، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ إِجَازَةً بِإِسْنَادِهِ إِلَى أبي بكر بن الضحاك بن مخلد، حدثنا محمد ابن عَوْفٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن عَيَّاشٍ [1] ، عَنْ أبيه، عَنْ ضَمْضَمِ بْن [2] زُرْعَةَ، عَنْ شُرَيْحِ بْن عبيد قال: قال يزيد بْن خمير [3] ، عَنْ حديث عَبْد اللَّهِ بْن شبل، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قال «اللَّهمّ العن رجلًا- سماه- واجعل قلبه قلب سوء، وأملأ جوفه من رضف [4] جهنم» . توفي عَبْد اللَّهِ أيام معاوية.
أخرجه أبو نعيم، وأبو عمر، وأبو موسى.
3002- عبد الله بن شبيل الأحمسي
(ب) عَبْد اللَّهِ بْن شبيل الأحمسي. في صحبته نظر، قدم أذربيجان في سنة ثمان وعشرين غازيًا، في خلافة عثمان، فأعطوه الصلح الذي كان صالحهم عليه حذيفة.
أخرجه أَبُو عمر.
وقال الطبري: إن عَبْد اللَّهِ بْن شبيل كان عَلَى مقدمة الْوَلِيد بْن عقبة لما غزا أذربيجان، حين نقضوا الصلح، فأغار عَبْد اللَّهِ عَلَى أهل موقان [5] والتتر والطيلسان، ففتح وغنم وسبى، فطلب أهل أذربيجان الصلح، فصالحهم.
3003- عبد الله بن الشخير
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن الشخير بْن عوف بن كعب بْن وقدان بْن الحريش- واسمه معاوية ابن كعب بْن ربيعة بْن عامر بْن صعصعة العامري ثم الكعبي، ثم من بني الحريش- وهو بطن من بني عامر بْن صعصعة. له صحبة، سكن البصرة.
__________
[1] في المطبوعة: عباس. وهو خطأ، ينظر الخلاصة، والمشتبه: 432.
[2] في المطبوعة: ضمضم عن زرعة. وهو خطأ. ينظر الخلاصة.
[3] في المطبوعة: حمير. بالحاء، وهو خطأ. ينظر التهذيب: 11/ 324، والمشتبه: 251.
[4] الرضف: الحجارة المحماة.
[5] موقان: ولاية فيها قرى ومروج كثيرة يحتلها التركمان للرعي. والطيلسان: إقليم واسع كثير البلدان والسكان، من نواحي الديلم والخزر.(3/170)
أَخْبَرَنَا عبد الوهاب بْن هبة اللَّه، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الحسين ابن حَسْنُونٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الدَّقَّاقُ، أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ ابن الحسن بن على بن المندر، أَخْبَرَنَا أبو علي الحسين بْن صفوان البرذعي، أخبرنا أبو بكر ابن أَبِي الدنيا، حدثنا خَالِد بْن خداش، حدثنا مهدي بن ميمون، عن عيلان بْن جرير، عَنْ مطرف بْن عَبْد اللَّهِ بْن الشخير، عَنْ أبيه أَنَّهُ قال: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في رهط، من بني عامر فقالوا: يا رَسُول اللَّهِ، أنت سيدنا، وأنت والدنا، وأنت أفضلنا علينا فضلًا، وأنت أطولنا علينا طولًا، وأنت الجفنة الغرّاء، وأنت وأنت. فقال: قولوا بقولكم ولا يستهوينكم الشيطان» [1] . أَخْبَرَنَا إسماعيل بن علي وإبراهيم بن محمد وغيرهما، قَالُوا: أَخْبَرَنَا الْكَرُوخِيُّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي عِيسَى التِّرِمْذِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ، حَدَّثَنَا وهب بْن جرير، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عبد الله بن الشخير، عَنْ أبيه: أَنَّهُ انتهى إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يقرأ:
أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ 102: 1 قال: «يقول ابن آدم: مالي مالي، وهل لك من مالك إلا ما تصدقت فأمضيت، أو أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت [2] » . أخرجه الثلاثة.
3004- عبد الله بن سداد
(ب) عَبْد اللَّهِ بْن شداد بْن أسامة بْن عمرو- وهو الهاد بْن عَبْد اللَّهِ بن جابر بن بر [3] ابن عتواره بْن عامر بْن ليث بْن بكر بْن عبد مناة بن كنانة الكناني الليثي ثم العتواري، وَإِنما قيل لجده: «الهاد» لأنه كان يوقد نارًا بالليل، ليهتدي بها الأضياف، ويقال لابنه: «شدّاد ابن الهاد» نسب إلى جده.
__________
[1] الحديث رواه الإمام أحمد بإسناده إلى غيلان عن مطرف (المسند: 4/ 25) ، وكذا رواه ابن سعد في طبقاته بإسناده إلى يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ عَنْ أبيه، وفيها أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال بعد أن ذكروا مقالتهم: «مه مه» قولوا بقولكم، ولا يستجرينكم الشيطان، السيد الله، السيد الله، السيد الله» (طبقات ابن سعد: 7/ 1/ 22) .
وقد كانت العرب تدعو السيد طعام جفنة، لأنه يضعها ويطعم الناس فيها، فسمى باسمها. والغراء: البيضاء، أي أنها مملوءة بالشحم والدهن.
ومعنى (قولوا بقولكم) رأى: بقول أهل دينكم وملتكم، أي: أدعونى رسولا ونبيا، كما سماني ربى، لا تسموني.
سيدا، كما تسمون رؤساءكم، لأنهم كانوا يحسبون أن السيادة بالنّبوّة كالسيادة بأسباب الدنيا.
[2] تحفة الأحوذي، تفسير سورة ألهاكم التكاثر: 9/ 286، 287.
[3] كذا في أصلنا: «جابر بن بر» في ترجمة عبد الله، وترجمة أبيه شداد بن الهاد وقد سبق في ترجمة شداد 2/ 509، «جابر بن بشر» فيصحح.(3/171)
ولد عَبْد اللَّهِ عَلَى عهد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، روى عَنْ أبيه، وعن عمر، وعلي. روى عنه الشعبي وَإِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّدِ بْنِ سعد، وغيرهما.
أخرجه أَبُو عمر.
3005- عبد الله بن أبى شديدة
(د ع) عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي شديدة. يعد في أهل الطائف، لا تصح صحبته. روى عنه المغيرة بْن سَعِيد الطائفي [1] .
قال المغيرة: دخلت مع عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي شديدة بستانًا، وفيه سدرة قد علت، فقلت:
لو قطعتها؟ فقال: معاذ اللَّه، أن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من قطع سدرة من غير زرع، بنى اللَّه له بيتًا فِي النار» . أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم. وقد نسبه ابن قانع فقال: عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي شديدة بْن عَبْد الله ابن ربيعة بن الحارث بن حبيب بن الحارث بْن مالك بْن حطيط بْن جشم بن قسى- وهو ثقيف- الثقفي.
3006- عبد الله بن شرحبيل
(د ع) عَبْد اللَّهِ بْن شرحبيل، أَبُو علقمة. نسبه يحيى بْن يونس الشيرازي، ذكره في الصحابة، وعداده فِي التَّابِعِينَ.
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ وَأَبُو نُعَيْمٍ مختصرًا.
3007- عَبْد اللَّه بْن شريح
(س) عَبْد اللَّهِ بْن شريح- وقيل: عمرو- وهو ابن أم مكتوم، من بني عبد غنم بن عامر ابن لؤي. نسبه أَبُو موسى عَنِ ابن شاهين هكذا وقال: قدم المدينة مهاجرًا بعد بدر بسنتين، وكان قد ذهب بصره، وشهد القادسية ومعه الراية، ثم رجع إِلَى المدينة ومات بها، ولم يسمع له بذكر بعد عمر. وكان النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يستخلفه عَلَى المدينة في بعض غزواته، وقد اختلف في اسمه، ويرد في «عمرو بْن قيس» ويحقق نسبه هناك إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه أَبُو موسى.
__________
[1] كذا، ولعله المغيرة بن سعد الطائي، ينظر الجرح: 4/ 1/ 223، والتهذيب: 10/ 261.(3/172)
3008- عبد الله بن شريك
(ب س) عَبْد اللَّهِ بْن شريك بْن أنس بْن رافع بْن امرئ القيس بْن زيد بْن عبد الأشهل الأنصاري الأوسي ثُمَّ الأشهلي، شهد أحدا مع أبيه شريك.
أخرجه أَبُو عمر وَأَبُو موسى.
3009- عبد الله بن شقي بن رقى
(س) عَبْد اللَّهِ بْن شفي بْن رقي بْن زيد بن ذي العابل بْن رحيب [1] بن ينحض [2] ابن تزايد بْن العبل بْن عَمْرو بْن مَالِك بْن زَيْد بْن رعين الرعيني ثم العبلي.
وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ورجع إِلَى اليمن، وعقد له معاذ بْن جبل لواء باليمن، وهو أول لواء عقده باليمن، وقاتل أهل الردة، فقتل أخوه جرادة بْن شفي.
شهد عَبْد اللَّهِ فتح مصر، وقد ذكره هانئ بن المنذر، وهو رجل معروف من أهل مصر، وهو من العبل.
ذكر جميع ذلك أَبُو سعيد بن يونس.
أخرجه أبو موسى.
3010- عبد الله بن شمر
(د ع) عَبْد اللَّهِ بْن شمر الخولاني. له صحبة، شهد فتح مصر، قاله ابن يونس.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو نعيم: عداده في التابعين.
3011- عبد الله بن شهاب الزهري الأكبر
(ب د) عَبْد اللَّهِ بْن شهاب بْن عَبْد اللَّهِ بْن الحارث بْن زهرة بْن كلاب بْن مرة القرشي الزُّهْرِيّ. هو جد ابن شهاب الزُّهْرِيّ [الفقيه] في قول. قال الزبير: هما أخوان، عَبْد اللَّهِ الأكبر وعبد اللَّه الأصغر ابنا شهاب بْن عَبْد اللَّهِ، كان هذا الأكبر اسمه عبد الجان فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد اللَّهِ، وهو من المهاجرين إِلَى أرض الحبشة، ومات بمكة قبل الهجرة إِلَى المدينة، وأخوه عَبْد اللَّهِ بْن شهاب الأصغر، شهد أحدًا مع المشركين، ثم أسلم بعد ومات بمكة، وهو جد ابن شهاب [3] . هذا قول الزبير.
__________
[1] كذا ضبط في أصلنا.
[2] في المطبوعة: بيحص. وفي الأصل: ينحص. والمثبت عن تاج العروس، مادة: «عبل» : 8- 3.
[3] ينظر كتاب نسب قريش: 274.(3/173)
قال ابن إِسْحَاق: هو الذي شج وجه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وابن قميئة جرح وجنته، وعتبة ابن أَبِي وقاص كسر رباعيته [1] .
وحكى الزبير، عَنْ عبد الرحمن بْن عَبْد اللَّهِ بْن عبد العزيز قال: ما بلغ أحد الحلم من ولد عتبة بْن أَبِي وقاص إلا بخر [2] أو هتم، لكسر عتبة رباعية رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقيل: إن عَبْد اللَّهِ بْن شهاب الأصغر هو جد الزُّهْرِيّ الفقيه من قبل أمه، وأما جده من قبل أبيه فهو عَبْد اللَّهِ الأكبر.
وقيل: إن عَبْد اللَّهِ الأصغر هو الذي هاجر إِلَى أرض الحبشة، وأنه جد الزُّهْرِيّ، وأنه هو الذي مات بمكة بعد عوده من الحبشة قبل الهجرة إِلَى المدينة.
وقد روي أن ابن شهاب قيل [له] : أشهد جدك بدرًا؟ قال: من ذلك الجانب. يعني مع المشركين، والله أعلم أي جديه أراد.
أخرجه أَبُو عمر وابن منده.
3012- عَبْد اللَّهِ بْن شهاب الزهري الأصغر
عَبْد اللَّهِ بْن شهاب الزُّهْرِيّ. وهو أخو عَبْد اللَّهِ المذكور قبل هذه الترجمة، وهو أصغر من الأول، وقد تقدم من ذكر هذا في ترجمة أخيه ما فيه كفاية، وقد انقرض ولد شهاب بْن عَبْد اللَّهِ، قاله الزبير.
3013- عبد الله بن الشياب
(د ع) عَبْد اللَّهِ بْن الشياب [3] . عداده في أهل حمص، سماه ابن أَبِي داود عَبْد اللَّهِ.
روى خَالِد بْن معدان، عَنِ ابن أَبِي بلال قال: قال ابن الشياب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يَوْم الشعب آخر أصحابة، ليس بينه وبين العدو غير عمه حمزة رضي اللَّه عنه، يقاتل العدو، فرصده وحشي فقتله، وقد قتل اللَّه بيد حمزة من الكفار واحدًا وثلاثين، وكان يسمى أسد اللَّه.
أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
__________
[1] الرباعية: السن التي بين الثنية والناب.
[2] بخرفه: أنتن ريحه. وهتم: انكسرت ثناياه.
[3] الشياب: بفتح الشين وتشديد الياء، كما في المشتبه: 387، وتبصير المنتبه: 767.(3/174)
3014- عبد الله بن أبى شيخ
(س) عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي شيخ المحاربي. سماه ابن أَبِي داود عَبْد اللَّهِ. روى عنه عاصم ابن بحير [1] : أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أتاهم فقال: يا معشر محارب، نصركم اللَّه، لا تسقوني حلب [2] امرأة. قال ابن أَبِي داود: لم يرو عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي شيخ غيره.
أخرجه أَبُو موسى.
3015- عَبْد الله بن صعصعة
عَبْد اللَّهِ بْن صعصعة بْن وهب بْن عدي بْن مالك بْن عدي بْن عامر بْن غنم بْن عدي بْن النجار الأنصاري الخزرجي ثُمَّ النجاري.
شهد أحدًا والمشاهد بعدها، وقتل يوم الجسر [3] .
3016- عبد الله بن صفوان الجمحيّ
(ب س) عَبْد اللَّهِ بْن صفوان بْن أمية بْن خلف الجمحي. ذكر نسبه عند أبيه.
روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قال. «ليغزون هذا البيت جيش يخسف بهم بالبيداء» . منهم من جعله [4] مرسلًا، ومنهم من أدخله في المسند. روى عنه جماعة منهم ابنه أمية، وكان مع ابن الزبير لما حصره الحجاج، فبذلوا له الأمان حين تفرق الناس عَنِ ابن الزبير.
فقال له ابن الزبير: قد أقلتك بيعتي. فقال: «إني والله ما قاتلت معك لك، ما قاتلت إلا عَنْ ديني» . ولم يقبل الأمان. وقتل عَبْد اللَّهِ بْن صفوان يَوْم قتل عَبْد اللَّهِ بْن الزبير، منتصف جمادى الآخرة من سنة ثلاث وسبعين، وبعث الحجاج برأسه ورأس ابن الزبير ورأس عمارة بن عمرو ابن حزم إِلَى المدينة، فنصبوها وجعلوا يقربون رأس ابن صفوان إِلَى رأس ابن الزبير كأنه يساره، يسخرون بذلك، ثم بعثوا الرءوس إِلَى عبد الملك بن مروان [5] .
__________
[1] في المشتبه 48: «وعاصم بن بحير تابعي [يعنى بضم الباء] وقيل بالفتح» .
[2] الحلب- بفتح الحاء واللام. والمعنى: لا تسقونى لبنا حلبته امرأة. يقول ابن الأثير: وذلك أن حلب النساء عيب عند العرب، يعيرون به، فلذلك تنزه عنه.
[3] في الإصابة: ذكره العدوي، واستدركه ابن فتحون وابن الأثير.
[4] الحديث رواه مسلم في كتاب الفتن: 8/ 167 عن عمرو الناقد وابن أبى عمر، عن سفيان بن عيينة، عن أمية بن صفوان، عن جده عبد الله بن صفوان، عن حفصة ترفعه. وكذا رواه الإمام أحمد في مسندة: 6/ 285، 286، 287.
[5] ينظر الكامل لابن الأثير: 4/ 21- 27.(3/175)
روى مجاهد، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن صفوان قال: استشفعت بالعباس عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ليبايع أَبِي عَلَى الهجرة، فقال: لا هجرة بعد الفتح. فأقسم عليه العباس، فبايعه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقال:
قد أبررت عمي، ولا هجرة بعد الفتح [1] . أخرجه أبو عمرو أبو موسى.
3017- عبد الله بن صفوان الأنصاري
(د ع) عَبْد اللَّهِ بْن صفوان الأنصاري. وقيل: صفوان بْن عَبْد اللَّهِ. وقيل: مُحَمَّد ابن صفوان، أو صفوان بْن مُحَمَّد.
روى داود بْن أَبِي هند، عَنِ الشعبي، عَنْ صفوان بْن عَبْد اللَّهِ- أو عَبْد اللَّهِ بْن صفوان- قال: مررت عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنا معلق [2] أرنبين قد اصطدتهما ... وذكر الحديث.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم مختصرًا، ويرد مستقصى في مُحَمَّد بْن صفوان، إن شاء اللَّه تَعَالى.
3018- عَبْد اللَّه بْن صفوان الخزاعي
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن صفوان الخزاعي. لَهُ صحبة.
روى حماد بْن سلمة، عَنْ أَبِي [3] سنان، عَنْ يعلى بْن شداد: أن عَبْد اللَّهِ بْن صفوان- وكانت له صحبة- أوصى أن تشق أكفانه مما يلي الأرض، وأن يهال عليه التراب هيلا.
قاله ابن منده، وقال أَبُو نعيم لما ذكره: زعم بعض المتأخرين أن له صحبة، ولم يسند عنه شيئًا، وقال: ذكره في حرف الصاد. «صفوان بْن عَبْد اللَّهِ» وذكر هذا الحديث بعينه عَنْ حماد فقال: عَنْ أَبِي سنان، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن أوس، عَنْ صفوان بْن عَبْد اللَّهِ [4] قال أَبُو عمر: ذكره بعضهم في الرواة، وقال: له صحبة. وهو عندي مجهول، لا يعرف أخرجه الثلاثة.
__________
[1] رواه الإمام أحمد في مسندة: 3/ 430، 431 باسناده إلى مجاهد عن عبد الرحمن بن صفوان، لا عبد الله بن صفوان.
وكذلك رواه ابن ماجة في كتاب الكفارات، الحديث 2116: 1/ 681، 682.
[2] في المطبوعة: متعلق. والمثبت عن ترجمة صفوان بن عبد الله: 3/ 26. والحديث رواه أحمد في مسند محمد بن صفوان 3/ 47، ونصه «أنه مر على رسول الله صلى الله عليه وسلم بارنبين معلقهما» وفي اللسان: «وأعلق الحابل» : أعلق الصيد في حبالته، أي نشب، وقال اللحياني: الإعلاق وقوع الصيد في الحبل» .
[3] أبو سنان هو عيسى بن سنان. ينظر التهذيب: 11/ 402.
[4] مضى في: 3/ 25.(3/176)
3019- عبد الله بن صفوان التميمي
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن صفوان بْن قدامة التميمي. قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع أبيه صفوان، وهو أخو عبد الرحمن بْن صفوان، له ولأبيه [1] ولأخيه صحبة، ولما قدما عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان اسماهما: عبد العزى وعبد نهم، فسماهما رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَبْد اللَّهِ وعبد الرحمن.
أخرجه الثلاثة
3020- عبد الله الصنابحي
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ الصنابحي. روى عنه عطاء بْن يسار.
قال ابن أَبِي خيثمة، عَنْ يحيى بْن معين قال: يقال: «عَبْد اللَّهِ. ويقال: أَبُو عَبْد اللَّهِ» ، وخالفه غيره فقال: هذا غير أَبِي عَبْد اللَّهِ، اسم أَبِي عَبْد اللَّهِ: عبد الرحمن، وهذا عَبْد اللَّهِ.
أَخْبَرَنَا بحديثه أَبُو الفضل بْن أَبِي الحسن بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي يعلى أحمد بْن عَلِيِّ بْنِ المثنى، حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنِي مالك بْن أنس، عَنْ زيد بْن أسلم، عَنْ عطاء قال:
سمعت عَبْد اللَّهِ الصنابحي قال: أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قال: إن الشمس يطلع معها قرن [2] شيطان، فإذا ارتفعت فارقها، فإذا استوت قارنها فإذا زالت فارقها، فإذا دنت للغروب قارنها، فإذا غربت فارقها. فنهى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الصلاة في تلك الساعات [3] . وروى عنه عطاء أَنَّهُ قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ما من عبد مؤمن يتوضأ فيتمضمض إلا خرجت الخطيئة من فيه ... وذكر الحديث وروى مالك في الموطأ، عَنْ زيد بْن أسلم، مثله [4] . قال أَبُو عمر: أَبُو عَبْد اللَّهِ الصنابحي من كبار التابعين، واسمه عبد الرحمن بْن عسيلة، لم يلق النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وعبد اللَّه الصنابحي غير معروف في الصحابة، وقال ابن معين مرة حديثه مرسل وقال مرة أخرى: عَبْد اللَّهِ الصنابحي الذي يروي عنه المدنيون يشبه أن تكون له صحبة.
قال: والصواب عندي أَنَّهُ أَبُو عَبْد اللَّهِ، لا عَبْد اللَّهِ.
وقال أَبُو عِيسَى الترمذي: الصنابحي الذي روى عَنْ أَبِي بكر الصديق، ليس له سماع من النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، واسمه: «عبد الرحمن بْن عسيلة» ، يكنى أبا عَبْد اللَّهِ، رجل إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
[1] ينظر: 3/ 28.
[2] نص الموطأ: تطلع ومعها قرن ...
[3] الموطأ، كتاب القرآن، باب النهى عن الصلاة بعد الصبح وبعد العصر: ورواه الإمام أحمد في مسند أبى عبد الله الصنابحي، من طريق معمر، عن زيد بن أسلم: 4/ 348. ولكن رواه من طريق مالك وزهير عن معمر عن زيد عَنْ عطاء قال:
سمعت عَبْد اللَّهِ الصنابحي: 4/ 349.
[4] الموطأ، كتاب الطهارة، باب جامع الوضوء، وينظر مسند أحمد: 4/ 348، 349.(3/177)
فقبض النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو في الطريق وقد روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحاديث. والصنابح بْن الأعسر الأحمسي صاحب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يقال له: الصنابحي أيضًا، وَإِنما حديثه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إني مكاثر بكم الأمم فلا تقتتلن بعدي [1] » . أخرجه الثلاثة.
3021- عبد الله بن صياد
(س) عَبْد اللَّهِ بْن صياد. أورده ابن شاهين وقال: هو ابن صائد، كان أبوه من اليهود، لا يدري ممن هو؟ وهو الذي يقول بعض الناس: إنه الدجال. ولد عليه عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أعور مختونًا، من ولده: عمارة بْن عَبْد اللَّهِ بْن صياد، من خيار المسلمين، من أصحاب سعيد ابن المسيب. روى عنه مالك وغيره.
أَخْبَرَنَا غير واحد بإسنادهم عَنْ أَبِي عِيسَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ بْن حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سالم، عَنِ ابن عمر: أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم مر بابن صياد في نفر من أصحابه، منهم: عمر بْن الخطاب، وهو يلعب مع الغلمان عند أطم بني مغالة [2] وهو غلام، فلم يشعر حتى ضرب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ظهره بيده ... وذكر الحديث [3] .
قال: وأَخْبَرَنَا أَبُو عِيسَى، حدثنا سفيان بْن وكيع، حدثنا عبد الأعلى، عَنِ الجريري، عَنْ أَبِي نضرة، عَنْ أَبِي سَعِيد قال: «صحبني ابن صياد إما حجاجًا وَإِما معتمرين. وذكر الحديث، قال: فقال لي: لقد هممت أن آخذ حبلًا فأوثقه إِلَى شجرة ثم أختنق مما يقول الناس لي وفي، أرأيت من خفي عليه حديثي فلن يخفى [4] عليكم، ألستم أعلم الناس بحديث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [5] ؟ ألم يقل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أنه عقيم لا يولد له، وقد خلفت ولدي بالمدينة؟
ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه لا يدخل مكة ولا المدينة [6] ؟ ألست من أهل المدينة، وأنا هو ذا أنطلق إلى مكة؟ قال: فو الله ما زال يجيء بهذا حتى قلت فلعله مكذوب عليه. ثم قال: يا أبا سَعِيد
__________
[1] تحفة الأحوذي، كتاب الطهارة: 1/ 34، 35. وينظر ترجمة الصنابح بن الأعسر فيما تقدم من هذا الكتاب، 3/ 35.
[2] الأطم- بضم الهمزة والطاء-: كل حصن مبنى بحجارة، وكل بيت مربع مسطح، وجمعه: آطام وأطوم. وبنو المغالة- بفتح الميم والغين-: قوم من الأنصار من بنى عدي، نسبوا إلى أمهم مغالة، امرأة من الخزرج.
[3] تحفة الأحوذي، كتاب الفتن: 6/ 518- 520.
[4] في المطبوعة: فلم يخف، والمثبت عن الأصل وسنن الترمذي.
[5] بعده في الترمذي: «يا معشر الأنصار، ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه كافر وأنا مسلم» .
[6] نص الترمذي: «ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تحل له مكة» .(3/178)
والله لأخبرنك خبرًا حقًا، والله إني لأعرفه وأعرف والده، وأين هو الساعة من الأرض. فقلت:
تبا لك سائر اليوم [1] » .
أخرجه أَبُو موسى.
قلت: الذي صح عندنا أَنَّهُ ليس الدجال، لما ذكره في هذا الحديث، ولأنه توفي بالمدينة مسلمًا، ولحديث تميم الداري في الدجال وغيره من أشراط الساعة، فإن كان إسلام ابن صياد في حياة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فله صحبة، لأنه رآه وخاطبه، وَإِن كان أسلم بعد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلا صحبة له. والأصح أَنَّهُ أسلم بعد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لأن جماعة من الصحابة منهم عمر وغيره كانوا يظنونه الدجال، فلو أسلم في حياة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ لا نتفى هذا الظن، والله أعلم.
3022- عبد الله بن صيفي
(س) عَبْد اللَّهِ بْن صيفي بْن وبرة بن ثعلبة بن غنم بن سري بن سلمة بْن أنيف البلوي، حليف الأنصار، ثم لبني عمرو بْن عوف. شَهِدَ الْحُدَيْبِيَةَ مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبايع تحت الشجرة بيعة الرضوان.
أخرجه أَبُو موسى.
3023- عبد الله بن ضمرة
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن ضمرة بْن مالك بْن سلمة بْن عبد العزى البجلي. عداده في أهل البصرة روى يزيد بْن عَبْد اللَّهِ بْن ضمرة، عَنْ أخته أم القصاف [2] بنت عَبْد اللَّهِ بْن ضمرة، عَنْ أبيها عَبْد اللَّهِ بْن ضمرة أَنَّهُ قال: بينما هو ذات يَوْم عند رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في جماعة من أصحابه، أكثرهم اليمن، إذ قال لهم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يطلع عليكم من هذه الثنية خير ذي يمن» . فبقي القوم كل رجل منهم يرجو أن يكون من أهل بيته، فإذا هم بجرير بْن عَبْد اللَّهِ، قد طلع، فجاء حتى سَلَّمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فردوا عليه بأجمعهم السلام، ثم بسط له رداءه، وقال: «عَلَى ذا يا جرير فاقعد» . فقعد معهم، ثم قام فانصرف، فقال جماعة من أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم:
لقد رأينا منك اليوم منظرًا لجرير ما رأيناه منك لأحد! قال: «نعم، هذا كريم قومه، فإذا أتاكم كريم قوم فأكرموه» .
__________
[1] تحفة الأحوذي، كتاب الفتن: 6/ 515/ 518.
[2] أم القصاف: بفتح القاف وتشديد الصاد، آخره فاء (تبصير المنتبه: 1170) .(3/179)
أخرجه الثلاثة، وقال أَبُو عمر: من ولده: صابر بْن سالم بْن حميد بْن يَزِيدَ بن عبد الله ابن ضمرة المحدّث.
3024- عبد الله بن طارق
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن طارق الظفري. شهد بدرًا، قاله الزُّهْرِيّ. وقال عروة: شهد بدرًا عَبْد اللَّهِ بْن طارق البلوي، حليف الأنصار. وقيل: هو عَبْد اللَّهِ بْن طارق بْن عمرو بْن مالك البلوي، حليف لبني ظفر من الأنصار، شهد بدرًا وأحدًا.
وهو أحد الستة الذين بعثهم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى رهط من عضل والقارة في آخر سنة ثلاث من الهجرة، ليفقهوهم في الدين ويعلموهم القرآن وشرائع الإسلام، فلما كانوا بالرجيع وهو ماء لهذيل بالحجاز استصرحوا عليهم هذيلًا وغدروا بهم فقاتلوهم، وكانوا: عاصم بن ثابت، ومرثد بن أبى مرثد، وحبيب بْن عدي، وخالد بْن البكير، وزيد بْن الدثنة، وعبد اللَّه بْن طارق. فقتل مرثد وخالد وعاصم، واستسلم حبيب وعبد اللَّه وزيد، فأخذوا أسرى وساروا بهم إِلَى مكة، فلما كانوا بالظهران انتزع عَبْد اللَّهِ بْن طارق يده من الحبل، وأخذ سيفه فتأخر القوم عنه، فرموه بالحجارة حتى قتلوه، فقبره بالظهران، وذكرهم حسان في شعره [1] .
أخرجه الثلاثة.
3025- عبد الله بن أبى طلحة
(ب د ع) عبد الله بن أَبِي طلحة زيد بْن سهل بْن الأسود بْن حرام. تقدم نسبه عند ذكر أبيه [2] ، وهو أنصاري من الخزرج، ثم من بني مالك بْن النجار، يكنى أبا يحيى. وهو عَبْد الله ابن أَبِي طلحة، وهو أخو أنس بْن مالك لأمه، أمهما أم سليم بنت ملحان، وهو الذي جاء في الحديث ما أَخْبَرَنَا به يحيى بْن محمود قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وأَنَا حاضر أسمع، أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الأصفهاني، حدثنا مُحَمَّد بْن أحمد بْن يعقوب الوراق، حدثنا أحمد بْن عبد الرحمن السقطي، حدثنا يزيد بْن هارون، عَنِ ابن عون، عَنِ ابْنُ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كان ابن لأبي طلحة يشتكي، فخرج في بعض حاجاته وقبض الصبي، فلما رجع أَبُو طلحة قال:
ما فعل الصبي؟ فقالت أم سليم: هو أسكن مما كان. وقربت إليه العشاء، فأكل ثم أصاب منها، فلما فرغ قالت: واروا الصبي. قال: فلما أصبح أَبُو طلحة أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ
__________
[1] ينظر سيرة ابن هشام: 2/ 183.
[2] ينظر: 2/ 289.(3/180)
فقال: أعرستم [1] الليلة؟ قال: نعم. قال: بارك اللَّه لكم. فولدت غلامًا. فقال لي أَبُو طلحة:
أحمله حتى تأتي به رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال: فَأَتَيْتُ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأرسلت معي أم سليم تمرات، فأخذها النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فمضغها، وأخذ من فيه وجعله في في الصبي، وحنكه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وسماه عَبْد اللَّهِ [2] .
وفي غير هذا الحديث: فلما فرغ أَبُو طلحة قالت أم سليم: أرأيت أبا طلحة آل فلان، فإنهم استعاروا عارية من آل فلان، فلما طلبوا العارية أبوا أن يردوها. قال أَبُو طلحة: ما ذلك لهم. قالت أم سليم: فإن ابنك كان عارية من اللَّه تعالى متعك به إذ شاء، وأخذه إذ شاء. قال أنس. فما كان في الأنصار ناشئ أفضل منه- يعني عَبْد اللَّهِ بن أبى طلحة [3] .
قال علي بْن المديني: ولد لعبد اللَّه بْن أبى طلحة عشرة من الذّكور كلّهم قرعوا القرآن، وروى أكثرهم العلم.
وشهد عَبْد اللَّهِ مع علي صفين. روى عنه ابناه: إِسْحَاق وعبد اللَّه، وقتل بفارس شهيدًا، وقيل مات بالمدينة في خلافة الْوَلِيد بْن عَبْد الْمَلِكِ، والصبي أخوه الذي توفي هو أَبُو عمير، الذي كان النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يمازحه ويقول «يا أبا عمير، ما فعل النّغير» [4] . أخرجه الثلاثة.
2026- عبد الله بن طهفة
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن طهفة الغفاري. يقال: له ولأبيه صحبة. وهو من أصحاب الصفة، قد اختلف فيه العلماء اختلافًا كثيرًا، ذكرناه في طهفة، وحديثه مضطرب جدًا.
__________
[1] يعنى: هل وطئت زوجتك الليلة؟
[2] الحديث رواه البخاري في كتاب العقيقة: 7/ 109 ومسلم في كتاب الأدب: 6: 174، 175، بإسناديهما إلى يزيد بن هارون.
[3] الحديث مروى بمعناه في مسند أحمد: 3/ 105، 196.
[4] البخاري، كتاب الأدب: 8/ 37. ومسلم كذلك في كتاب الأدب: 6/ 176، 177. ومسند أحمد: 3/ 15 ثلاثتهم عن أنس بن مالك رضى الله عنه.
والتغير: تصغير النغر- بفتح فسكون- وهو طائر يشبه العصفور، أحمر المنقار، ويجمع على: نغران، بكسر فسكون. وقد كان هذا الصغير يلعب بهذا الطائر، يدل لذلك- رواية أحمد: 3/ 119.
وقد قيل في فوائد هذا الحديث: جواز لعب الصبى بالعصفور، وتمكين ولى الصبى إياه من ذلك، وجواز السجع بالكلام الحسن بلا كلفة، وملاطفة الصبيان وتأنيسهم وبيان ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من حسن الحلق وكرم الشمائل والتواضع.(3/181)
روى ابن أَبِي ذئب، عَنِ الحارث بْن عبد الرحمن، عَنْ أَبِي سلمة بْن عبد الرحمن، عن ابن لعبد بن اللَّه بْن طهفة، عَنْ أبيه: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا اجتمع عنده الضيفان قال: «لينقلب كل رجل بضيفه ... » وذكر [1] القصة. أخرجه الثلاثة.
3027- عبد الله بن عامر بن أنيس
(د ع) عبد الله بن عامر بن أنيس، من بني المُنْتَفِق بْن عَامِر بْن عقيل بْن كعب بن ربيعة ابن عامر بْن صَعْصَعَة.
روى عَنْهُ يَعْلَى بْن الأشْدَق: أَنَّهُ وفد عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بإسلام قومه، قَالَ: فصافحه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحَيَّاه وقَالَ: «أنت الوافد المبارك» فلما أصبح صَبَّحَتْه بنو عامر، فأسلموا. فقال رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يأبى اللَّه لبني عامر إلا خيرًا» . ثلاث مرات. أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم.
3028- عبد الله بن عامر البلوى
(ب) عَبْدُ اللَّه بنُ عَامِر البَلَويّ. حليف لبني سَاعدَة من الأنصار، شهد بدرًا [2] .
أَخْرَجَهُ أبو عمر مختصرا.
3029- عبد الله بن عامر العنزي الأكبر
(ب) عَبْدُ اللَّه بْنُ عَامِر بْن رَبِيعة بْنِ مَالكِ بْن عَامِر العَنْزِي. حليف بني عَدِيّ بْن كعب، ثُمَّ حليف الخطَّاب منهم. وهو من عَنْز بْن وَائل، أخي بَكْر بْن وَائِل، القبيلة المشهورة من رَبِيعة بْن نِزَار. وقيل: هُوَ من مَذْحِج، من اليمن.
وهذا عَبْد اللَّه هُوَ الأكبر، صحب هُوَ وأبوه رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، واستشهد يَوْم الطَّائِف مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر، وجعل عَبْد اللَّه بْن عَامِر بْن رَبِيعة: رجلين، هَذَا وهو الأكبر، والثاني وهو الأصغر. ومثله قَالَ الزُّبَيْر بْن بَكَّار، جعلهما اثنين أكبر وأصغر. وأمَّا ابْنُ منده وَأَبُو نعيم فلم يذكرا غير واحد، وهو الَّذِي نذكره بعد هذه الترجمة.
__________
[1] مسند أحمد: 5/ 426.
[2] سيرة ابن هشام: 61/ 69.(3/182)
3030- عبد الله بن عامر العنزي الأصغر
(ب د ع) عبد الله بن عامر بن ربيعة بن مالك بن عامر العنزي. حليف الخطَّاب والد عَمْرو، هُوَ أخو المقدم ذكره قبل هَذِهِ الترجمة، وهذا هُوَ الأصغر فِي قول أَبِي عُمَر، يكنى أبا مُحَمَّد، وهو عَنْزِيِّ- بسكون النون- من عَنْز بْن وائل. وقيل: هو من مَذْحِج من اليمن.
وقَالَ ابْنُ منده وأبو نعيم: عَنْزَة حيٍّ من اليمن. ولد عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، قيل:
ولد سنة ست، وتوفي رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو ابْنُ أربع سنين. وقَالَ أَبُو نعيم: كَانَ ابْنُ خمس سنين.
وأُمه أُم أخيه المقدم ذكره: ليلى بِنْت أَبِي حَثْمَةَ بْن عَبْد اللَّه بْن عَوِيج بْن عَدِيّ بْن كعب، وأبوهما عَامِر من أكابر الصحابة [1] .
وعبد اللَّه بْن عَامِر هَذَا هُوَ القائل يرثي زيدَ بْن عُمَر بْن الخطاب، وكان قتل فِي حرب كانت بين عَدِيّ بْن كعب، جناها بَنُو أَبِي جَهْم [2] بْن حُذَيْفة وابن مُطِيع [3] :
إنَّ عَدِيًّا ليلةَ البَقِيع ... تَكَشَّفُوا [4] عن رَجُل صَرِيعِ
مُقَابِلٍ [5] فِي الحَسَبِ الرفيعِ ... أَدْرَكَهُ شُؤمُ بني مُطِيعِ
وروى شُعَيْب، عن الزُّهْرِيّ قَالَ: أخبرني عَبْد اللَّه بْن عَامِر بْن رَبِيعة- وكان من أكبر بني عَدِيّ- قَالَ أَبُو عُمَر: نسبة إلى حِلْفِه، وكذلك كانوا يفعلون.
أَخْبَرَنَا أَبُو ياسر بن أبي حبة بإسناده عن عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي، حدثنا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ، عَنْ زِيَادٍ [6] مَوْلَى لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ الْعَدَوِيٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: أَتَانَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِنَا، وَأَنَا صَبِيٌّ، فَذَهَبْتُ أَلْعَبُ، فَقَالَتْ أُمِّي: تَعَالَ يَا عَبْدَ اللَّه أُعْطِكَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا أَرَدْتِ أَنْ تُعْطِيَهُ» ؟ قَالَتْ:
__________
[1] تقدم في: 3/ 121.
[2] في الأصل والمطبوعة: «بنو أبى حذيفة» . وفي الاستيعاب 931: «جناها بنو أبى جهيم ابن أبى حذيفة» وما أثبتناه بين القوسين عن كتاب نسب قريش 369، ففيه: «فولد حذيفة بن غانم: أبا جهم بن حذيفة، كان من مشيخة قريش، عالما بالنسب، صحب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» وستأتي ترجمته في باب الكنى.
[3] الرجز في كتاب نسب قريش: 352، والاستيعاب: 931.
[4] في كتاب نسب قريش: تفرجوا.
[5] في المطبوعة: مقاتل. وهو خطأ. والمثبت عن الأصل، وكتاب نسب قريش، وإحدى نسخ الاستيعاب. وفي اللسان:
رجل مقابل ومدابر: إذا كان كريم النسب من قبل أبيه وأمه. وقال اللحياني: المقابل: الكريم من كلا طرفيه. وقيل: مقابل:
كريم النسب من قبل أبويه، قال الشاعر:
إن كنت في بكر تمت خئولة ... فإذا المقابل من ذوى الأعمام
[6] في المسند: «عن مولى لعبد الله بن ربيعة» . ولم يسم المولى.(3/183)
أَرَدْتُ أَنْ أُعْطِيَهُ تَمْرًا. قَالَ: فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَمَا إِنَّكِ لَوْ لَمْ تَفْعَلِي كُتِبَتْ عَلَيْكِ كِذْبَةٌ» [1] . وَتُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
قلت: قَالَ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم: «عَنْزَة حيّ من اليمن» . وليس كذلك، إنَّما قيل لَهُ:
عَنْزِي، وعَنْز من رَبِيعة بْن نِزَارِ وهو عَنْز بْن [2] بَكْر بْن وائل بْن قاسط بْن هنب بْن أفصى بْن دعمي بْن جديلة بْن أسد بن رَبِيعة بْن نِزَار. وقيل: إن عَبْد اللَّه من مَذْحِج، ومَذْحِج من اليَمَن، وأمَّا أن يكون من عَنْزَة من اليمن فليس كذلك، إنَّما عَنَزة- بتحريك النون وفي أخرها هاء- فهو عَنَزَة بْن أسد بْن رَبِيعة بْن نزار قبيلة مشهورة من رَبِيعة أيضًا، وذكر جماعة من النَّسابين أَنَّهُ من عَنْز بْن بَكْر بْن وائل، منهم: ابْنُ الكلبي، وابن حبيب، والزبير بْن أَبِي بَكْر، وابن ماكولا، وغيرهم.
3031- عبد الله بن عامر بن كريز
(ب د ع) عبد الله بن عامر بْن كُرِيز بْن رَبِيعة بْن حَبيب بْن عبد شمس بن عبد مناف ابن قصىّ القرشي العَبْشَمِيّ، وهو ابْنُ خال عثمان بْن عفان، أم عثمان: أروى [3] بنت كريز، وأمها وأم عَامِر بْن كُرَيْز: أُم حَكِيم البَيْضَاء بِنْت عبد المطلب، عمة النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ، وأُم عَبْد اللَّه دِجَاجَة [4] بِنْت أسماء بْن الصَّلت السّلميَّة.
وُلِدَ عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأُتي بِهِ النَّبِيّ وهو صغير فَقَالَ: «هَذَا يشبهنا» . وجعل يَتْفُل عَلَيْهِ ويُعَوُذْه، فجعل عَبْد اللَّه يبتلع ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنه لَمُسْقَى» فكان لا يعالج أرضًا إلا ظهر لَهُ الماء.
وكان كريمًا مَيْمُون النَّقِيبَة، واستعمله عثمان عَلَى البصرة سنة تسع وعشرين بعد أبى موسى، وولاه أيضا بلاد فارس بعد عثمان بْن أَبِي العاص، وكَانَ عمره لما ولي البصرة أربعًا، أَوْ خمسًا وعشرين سنة، فافتتح خراسان كلَّها، وأطراف فارس، وسجستان، وكرمان، وزابلستان
__________
[1] مسند أحمد: 3/ 447.
[2] كتاب نسب قريش: 147.
[3] كتاب نسب قريش: 149.
[4] كتاب نسب قريش: 148: والمستدرك، كتاب معرفة الصحابة. 3/ 139.(3/184)
وهي أعمال غَزنَة. أرسل الجيوش ففتح هَذِهِ الفتوح كلَّها، وفي ولايته قُتِل كسرى يَزْدَجُرد، فأحرم ابنُ عامرٍ من نَيْسابُور بعمرةِ وحَجَّةِ شُكْرًا للَّه، عزَّ وجلَّ، عَلَى ما فتح عَلَيْهِ، وقدم عَلَى عثمان بالمدينة فَقَالَ لَهُ عثمان: صِلْ قَرَابتك وقَوْمَك. ففرَّق فِي قريش والأنصار شيئا عظيما من الأموال والسكوات، فأثنوا عَلَيْهِ، وعاد إلى عمله.
وهو الَّذِي سَيَّر عَامِر بْن عبدِ القيس العَبْدِي من البصرة إلى الشَّام، وهو الَّذِي اتخذ السُّوق بالبصرة، اشترى دورًا فهدمها، وجعلها سوقًا، وهو أول من لبس الخز بالبصرة، لبس جبة دكناء، فَقَالَ النَّاس: لَبس الأمير جلد دُبّ. فلبس جبة حمراء.
وهو أول من اتخذ الحِيَاض بعرفة، وأجرى إليها العين.
ولم يزل واليًا عَلَى البصرة إلى أن قتل عثمان، فلما سَمِعَ ابْنُ عَامِر بقتله حَمَل ما فِي بيت المال وسار إلى مكَّة، فوافى بها طلحة والزبير وعائشة وهم يريدون الشام، فَقَالَ: بل ائتوا البصرة فإن لي بها صنائع، وهي أرض الأموال [1] وبها عدد الرجال. فساروا إلى البصرة. وشهد وقعة الجمل معهم، فلما انهزموا سار إلى دمشق فأقام بها، ولم يسمع لَهُ بذكر فِي صفين. ولكن لما بايع الْحَسَن معاوية وسلم إِلَيْه الأمر استعمل معاوية بسر بْن أَبِي أرطاة عَلَى البصرة، فَقَالَ ابْنُ عَامِر لمعاوية إن لي بالبصرة أموالًا عند أقوام، فإن لم تولني البصرة ذهبت. فولاه البصرة ثلاث سنين.
وَرَوَى مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّه الزُّبَيْرِيُّ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ حَنْظَلَةَ ابن قَيْسٍ، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن الزُّبَيْرِ وَعَبْدِ اللَّه بْن عَامِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ [2] » . وتوفي ابْنُ عَامِر سنة سبع، وقيل: سنة ثمان وخمسين. وأوصى إلى عَبْد اللَّه بْن الزُّبَيْر، وكان أحد الأجواد الممدوحين.
أخرجه الثلاثة.
3032- عبد الله بن عامر بن لويم
(ع) عَبْد اللَّه بْن عَامِر بْن لُويم. يرد ذكره فِي عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بن لويم ذكره أَبُو نعيم فِي ترجمة: «عَبْد اللَّه بْن عَمْرو» وقَالَ: قيل: ابْنُ عامر.
__________
[1] في المطبوعة: أرض أموال. والمثبت عن الأصل.
[2] رواه الحاكم في مستدركه بسنده إلى مصعب، ينظر كتاب معرفة الصحابة: 3/ 639. وكتاب نسب قريش: 128.
والحديث رواه أيضا البخاري في كتاب المظالم عن عبد الله بن عمرو: 3/ 179.(3/185)
3033- عبد الله بن عائذ الثمالي
عَبْد اللَّه بْن عائذ الثمالي. وقَالَ أَبُو حاتم: عَبْد اللَّه بْن عَبْد. وقيل: عَبْد الرَّحْمَن بْنُ عائذ.
وقيل: عَبْد بْن عَبْد.
قَالَ يَحيى بْن جَابِر: كَانَ عَبْد الرَّحْمَن بْن عائذ من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، ومن أصحاب أصحابه: روى صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي [1] ، عن عبد الله ابن عَائِذٍ الثُّمَالِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَوْ حَلَفْتَ يَمِينًا لبررت ... » الحديث. ذكره أبو أحمد العسكري.
3034- عبد الله بن عائذ بن قرط
(د ع) عَبْد اللَّه بْن عائذ بْن قرط. وَيُقَال: ابْنُ قريط لَهُ صحبة.
روى عَمْرو بْن عثمان ومحمد بْن هاشم، عَنِ ابْنِ حمير [2] ، عن عَمْرو بْن قيس السكوني، عن عَبْد اللَّه بْن عائذ بْن قرط- رَجُل من الصحابة- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «يؤتى بصلاة المرء يَوْم القيامة، فإن أكملها وإلا زَيْد من سبحته حتَّى تتم [3] » رَوَاهُ حيرة بْن شريح وأبو التقى هشام بْن عَبْد الملك عَنِ ابْنِ حمير، عن عَمْرو، عَنِ ابْنِ عائذ بْن قرط، ولم يسمياه.
ورواه الوليد بْن شجاع، وحسين بْن أَبِي السري، والهيثم بْن خارجة، عَنِ ابْنِ حمير، عن عَمْرو ابن عائذ بْن قرط. ورواه ابْنُ المهنا، عَنِ ابْنِ حمير، عن عَمْرو، عن [4] عائذ بْن عَمْرو. وهو وهم.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم.
3035- عَبْد اللَّه بْن عَبَّاس بْن عَبْد المطلب
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن عَبَّاس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، أَبُو الْعَبَّاس الْقُرَشِيّ الهاشمي. ابْنُ عم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كني بابنه [5] الْعَبَّاس، وهو أكبر ولده، وأمه لبابة [6] الكبرى بِنْت الحارث بْن حزن الهلالية. وهو ابن خالة خالد بن الوليد.
__________
[1] في المطبوعة: الحريثى. وهو خطأ، ينظر التهذيب: 6/ 246.
[2] في الأصل والمطبوعة: خمير. بالخاء، وهو خطأ. ينظر التهذيب: 8/ 91، وهو محمد بن حمير السيلحينى.
[3] الحديث مروى بمعناه في مسند أحمد عَنْ رجل من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: 4/ 65، 5/ 72.
[4] في المطبوعة: عن عمرو بن عائذ. والمثبت عن الأصل. وينظر ترجمة «عائذ بن قرط» فيما مضى: 3/ 148.
[5] في المطبوعة: «كنى بأبيه» . وهو خطأ. وينظر كتاب نسب قريش: 26.
[6] كتاب نسب قريش: 27، وكتاب حذف من نسب قريش: 7.(3/186)
وكان يسمى البحر، لسعة علمه، ويسمى حبر الأمة. ولد والنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأهل بيته بالشعب من مكَّة، فَأُتِيَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فحنكه بريقه، وذلك قبل الهجرة بثلاث سنين وقيل غير ذَلِكَ، ورأى جبريل عند النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مِهْرَانَ الْفَقِيهُ وَغَيْرُهُ، قَالُوا بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى السُّلَمِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ وَمَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ أَبِي جَهْضَمٍ، عَنِ ابن عباس. «أنه رأى جبريل عليه السلام مَرَّتَيْنِ، وَدَعَا لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّتَيْنِ [1] » .
قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «ضَمَّنِي رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ:
اللَّهمّ عَلِّمْهُ الْحِكْمَةَ [2] » . أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ وَغَيْرُ وَاحِدٍ إِجَازَةً قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ النَّقُّورِ، أَخْبَرَنَا الْمُخَلِّصُ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَابِقٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ الْجَنْبِيُّ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «نَحْنُ أَهْلُ الْبَيْتِ شَجَرَةُ النُّبُوَّةِ، وَمُخْتَلَفُ الْمَلائِكَةِ، وَأَهْلُ بَيْتِ الرِّسَالَةِ، وَأَهْلُ بَيْتِ الرَّحْمَةِ، وَمَعْدِنُ الْعِلْمِ» .
أخبرنا أبو محمد بن أبي القاسم، أخبرنا أَبِي أَخْبَرَتْنَا أُمُّ الْبَهَاءِ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الثَّقَفِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الزَّرَّادُ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا شُرَيْحُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا ابْنُ الزِّنَادِ، عَنْ أبيه، عن عبيد الله ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ: أَنَّ عُمَرَ كَانَ إِذَا جَاءَتْهُ الأَقْضِيَةُ الْمُعْضِلَةُ قَالَ لابْنِ عَبَّاسٍ: «إنها قد طرت [3] علينا أَقْضِيَةٌ وَعُضِلَ، فَأَنْتَ لَهَا وَلأَمْثَالِهَا» . ثُمَّ يَأْخُذُ بِقَوْلِهِ، وَمَا كَانَ يَدْعُو لِذَلِكَ أَحَدًا سِوَاهُ.
قال عبيد اللَّه: «وعمر عُمَر» . يعني فِي حذقه واجتهاده للَّه وللمسلمين.
وقَالَ عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن عتبة: كَانَ ابْنُ عَبَّاس قَدْ فات [4] النَّاس بخصال: بعلم ما سبقه، وفقه فيما احتيج إِلَيْه من رأيه، وحلم، ونسب، ونائل [5] ، وما رأيت أحدا كان
__________
[1] تحفة الأحوذي، كتاب المناقب: 10/ 326. ويقول الترمذي: «هذا حديث مرسل، وأبو جهضم لم يدرك ابن عباس، واسمه موسى بن سالم» . وقد روى هذا الحديث ابن سعد في طبقاته: 2/ 2/ 123.
[2] تحفة الأحوذي، كتاب المناقب: 10/ 327. ويقول الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح» .
[3] يعنى: فأجأتنا وجاءتنا من مكان بعيد.
[4] فات الناس: سبقهم، يقال: جاريته حتى فته: أي سبقته.
[5] في المطبوعة: وتأويل. والمثبت عن الأصل، والطبقات الكبرى لابن سعد: 2/ 2/ 122.(3/187)
أعلم مما سبقه من حديث رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُ، ولا بقضاء أَبِي بَكْر وعمر وعثمان مِنْهُ، ولا أفقه فِي رأي مِنْهُ، ولا أعلم بشعر ولا عربية ولا بتفسير القرآن، ولا بحساب ولا بفريضة مِنْهُ، ولا أثقب [1] رأيًا فيما احتيج إِلَيْه مِنْهُ، ولقد كَانَ يجلس يومًا ولا يذكر فِيهِ إلا الفقه، ويومًا التأويل، ويومًا المغازي، ويومًا الشعر، ويومًا أيام العرب، ولا رَأَيْت عالمًا قط جلس إِلَيْه إلا خضع لَهُ، وما رَأَيْت سائلًا [قط] سأله إلا وجد عنده علمًا.
وقَالَ ليث بْن أَبِي سليم: قلت لطاوس: لزمت هَذَا الغلام- يعني ابْنَ عَبَّاس- وتركت الأكابر من أصحاب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟! قَالَ: إني رَأَيْت سبعين رجلا من أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا تدارءُوا [2] فِي أمر صاروا إلى قول ابْنِ عَبَّاس.
وقَالَ المعتمر بْن سُلَيْمَان، عن شُعَيْب [3] بْن درهم قَالَ: كَانَ هَذَا المكان- وأُومأ إلى مجرى الدموع من خدية- من خدي ابْنِ عَبَّاس مثل الشراك [4] البالي، من كثرة البكاء.
واستعمله عليّ بْن أَبِي طَالِب عَلَى البصرة، فبقي عليها أميرًا، ثُمَّ فارقها قبل أن يقتل عليّ [بْن أبي طَالِب] ، وعاد إلى الحجاز، وشهد مَعَ عليّ صفين، وكان أحد الأمراء فيها.
وروى ابن عباس عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعن عُمَر، وعلي، ومعاذ بْن جبل، وأبي ذر.
روى عَنْهُ عَبْد اللَّه بْن عمر، وأنس من مَالِك، وأبو الطفيل، وأبو أمامة بْن سهل بْن حنيف، وأخوه كَثِير بْن عَبَّاس، وولده عليّ بْن عَبْد اللَّه بْن عَبَّاس، ومواليه: عكرمة، وكريب، وأبو معبد نافذ، وعطاء بْن أبي رباح، ومجاهد، وابن أَبِي مليكة، وعمرو بْن دينار، وعبيد بْن عمير، وسعيد بْن المسيب، والقاسم بْن مُحَمَّد، وعبيد اللَّه بْن عَبْد اللَّهِ بْن عتبة، وسليمان بْن يسار، وعروة بْن الزُّبَيْر، وعلي بْن الْحُسَيْن، وأبو الزُّبَيْر [5] ، ومحمد بْن كعب، وطاوس ووهب بْن منبه، وأبو الضحى، وخلق كَثِير غير هَؤُلَاءِ.
أَخْبَرَنَا غَيْرُ وَاحِدٍ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى [قَالَ] : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ [بْنُ مُحَمَّدِ [6]] بْنِ مُوسَى، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ وَابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ الْحَجَّاجِ- قَالَ التِّرْمِذِيُّ: وَحَدَّثَنَا
__________
[1] في طبقات ابن سعد: ولا أثقف.
[2] يعنى: اختلفوا.
[3] له ترجمة في الجرح 2/ 1/ 345، قال ابن أبى حاتم، «شعيب بن درهم أبو درهم مولى لقريش» روى عن العلاء أبى محمد النهدي وأبى رجاء، روى عنه المعتمر بن سليمان» .
[4] الشراك: أحد سيور النعل التي تكون على وجهها
[5] هو محمد بن مسلم بن الأسدي. التهذيب: 9/ 440.
[6] عن تحفة الأحوذي.(3/188)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، حَدَّثَنِي قَيْسُ بْنُ الْحَجَّاجِ، الْمَعْنَى وَاحِدٍ- عَنْ حَنَشٍ [1] الصَّنْعَانِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كُنْتُ خَلْفَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ [2] :
«يَا غُلامُ، إِنِّي أعلمك كلامات: احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ باللَّه، وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلا بِشَيْءٍ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَإِنِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ، لَمْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ إِلا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأَقْلامُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ [3] » . قَالَ مُحَمَّد بْن سعد: أخبرنا مُحَمَّد بْن عُمَر الواقدي، حَدَّثَنِي الْحُسَيْن بْن الْحَسَن بْن عطية ابن سعد بْن جنادة العوفي القاضي، عن أَبِيهِ، عن جَدّه قَالَ: لما وقعت الفتنة بين عَبْد اللَّه بْن الزُّبَيْر وعبد الملك بْن مروان، ارتحل عَبْد اللَّه بْن عَبَّاس ومحمد بْن الحنفية بأولادهما ونسائهما، حتَّى نزلوا مكَّة، فبعث عَبْد اللَّه بْن الزُّبَيْر إليهما، تبايعان؟ فأبيا وقالا: أنت وشأنك، لا نعرض لَكَ ولا لغيرك. فأبى وألحّ عليهما إلحاحًا شديدًا، فَقَالَ لهما فيما يَقُولُ: لتبايعن أو لأحرقنكم بالنار. فبعثا أبا الطفيل إلى شيعتهم بالكوفة وقالا: إنا لا نأمن هَذَا الرجل.
فانتدب أربعة آلاف، فدخلوا مكَّة، فكبروا تكبيرة سمعها أهل مكَّة وابن الزُّبَيْر، فانطلق هاربًا حتَّى دخل دار الندوة- وَيُقَال: تعلق بأستار الكعبة وقَالَ: أَنَا عائذ بالبيت- قَالَ: ثُمَّ ملنا إلى ابْنِ عَبَّاس وابن الحنفية وأصحابهما، وهم فِي دور قريب من المسجد، قَدْ جمع الحطب فأحاط، بهم حتَّى بلغ رءوس الجدر، لو أن نارا تقع فيه ما رئي منهم أحد، فأخرناه عن الأبواب، وقلنا لابن عَبَّاس: ذرنا نريح النَّاس مِنْهُ. فَقَالَ: لا، هَذَا بلد حرام، حرمه اللَّه، ما أحله عزَّ وجلَّ لأحد إلا للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ساعة، فامنعونا وأجيزونا قَالَ: فتحملوا وإن مناديا ينادى في الخيل:
ما غنمت سرية بعد نبيها ما غنمت هَذِهِ السرية، إن السرايا تغنم الذهب والفضة، وإنما غنمتم دماءنا. فخرجوا بهم حتَّى أنزلوهم مني، فأقاموا ما شاء اللَّه، ثُمَّ خرجوا بهم إلى الطائف، فمرض عَبْد اللَّه بْن عَبَّاس، فبينا نَحْنُ عنده إذ قَالَ فِي مرضه: إني أموت فِي خير عصابة عَلَى وجه الأرض، أحبهم إلى اللَّه، وأكرمهم عَلَيْهِ، وأقربهم إلى اللَّه زلفى، فإن مت فيكم فأنتم هم
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: «عن قيس الصنعاني» . وهو خطأ، والمثبت عن تحفة الأحوذي، وهو حنش بن عبد الله، ويقال: ابن على بن عمرو بن حنظلة السبائى أبو رشدين الصنعاني. ينظر التهذيب: 3/ 57.
[2] في تحفة الأحوذي: يوما فقال.
[3] تحفة الأحوذي، كتاب صفة القيامة: 7/ 219، 220، وقال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح» .(3/189)
فما لبث إلا ثماني ليال بعد هَذَا القول حتَّى توفي رَضِي اللَّه عَنْهُ، فصلى عَلَيْهِ مُحَمَّد بْن الحنفية، فأقبل طائر أبيض فدخل فِي أكفانه، فما خرج منها حتَّى دفن معه، فلما سوي عَلَيْهِ التراب قَالَ ابن الحنفية: مات والله اليوم خبر هَذِهِ الأمة.
وكان لَهُ لما توفي النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثلاث عشرة سنة. وقيل: خمس عشرة سنة. وتوفي سنة ثمان وستين بالطائف، وهو ابْنُ سبعين سنة. وقيل: إحدى وسبعين سنة. وقيل: مات سنة سبعين.
وقيل: سنة ثلاث وسبعين. وهذا القول غريب.
وكان يُصَفّر لحيته، وقيل: كَانَ يخضب بالحناء، وكان جميلًا أبيض طويلًا، مشربًا صفرة، جسيمًا وسيمًا صبيح الوجه، فصيحًا.
وحج بالناس لما حُصر عثمان، وكان قَدْ عمي فِي آخر عمره، فَقَالَ فِي ذَلِكَ:
إن يأخذ اللَّه من عيني نورهما ... ففي لساني وقلبي منهما نور
قلبي ذكي وعقلي غير ذي دخل ... وفي فمي صارم كالسيف مأثور [1]
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
3036- عبد الله بن عبد الأسد
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد الأسد بْن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة ابن مرة بْن كعب بْن لؤي الْقُرَشِيّ المخزومي، يكنى أبا سَلَمة، وهو ابْنُ عمة رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أمة برة بِنْت عَبْد المطلب، وهو أخو رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأخو حمزة بْن عَبْد المطلب من الرضاعة، أرضعتهم ثويبة مولاة أَبِي لهب [2] أرضعت حمزة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، ثُمَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ أبا سَلَمة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. وهو ممن غلبت عَلَيْهِ كنيته، ويذكر فِي الكنى، إن شاء اللَّه تَعَالى قَالَ ابْنُ منده: شهد أَبُو سَلَمة بدرًا [3] وأُحدًا وحنينًا والمشاهد [4] ، ومات بالمدينة لما رجع من بدر.
__________
[1] سيف مأثور: في متنه أثر الوشي والزينة.
[2] سيرة ابن هشام: 2/ 96.
[3] سيرة ابن هشام: 1/ 252.
[4] قوله: «وأحدا وحنينا والمشاهد» مضروب عليه في أصلنا. ولكن لا بد من إثباته، فسيأتي نقد ابن الأثير لهذا القول.(3/190)
وهو زوج أُم سَلَمة قبل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أسلم بعد عشرة أنفس، وكان الحادي عشر، قاله ابْنُ إِسْحَاق [1] وهاجر إلى الحبشة، وكان أول من هاجر إليها، قَالَه أَبُو عُمَر.
وقَالَ ابْنُ منده: وهو أول من هاجر بظعينته إلى الحبشة وإلى المدينة.
وقَالَ أَبُو نعيم: كَانَ أَبُو سَلَمة أول من هاجر من قريش إلى المدينة، قبل بَيَّعَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأنصار بالعقبة، ومعه امرأته أم سَلَمة.
وقيل: إن أُم سَلَمة لم تهاجر معه إلى المدينة إنَّما هاجرت بعده، وَقَدْ ذكرناه عند اسمها.
وولد لَهُ بالحبشة عُمَر بْن أَبِي سَلَمة.
وشهد بدرًا وأحدًا، ونزل فِيهِ قولُه تَعَالى: فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ: هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ 69: 19 [2] ... الآيات.
حَدَّثَنَا يونس بْن بكير حَدَّثَنَا ابْنُ إِسْحَاق قَالَ: عدت قريش عَلَى من أسلم منهم، فأوثقوهم وآذوهم، واشتد البلاء عليهم وعظمت الفتنة فيهم وزلزلوا زلزالًا شديدًا، عدت بنو جمح عَلَى عثمان بْن مظعون، وفر أَبُو سَلَمة بْن عَبْد الأسد إلى أَبِي طَالِب، ليمنعه- وكان خاله- فمنعه، فجاءت بنو مخزوم ليأخذوه فمنعه، فقالوا: يا أبا طَالِب، منعت منا ابْنَ أخيك، أتمنع منا ابْنَ أخينا؟
فَقَالَ أَبُو طَالِب: نعم أمنع ابْنَ أختي مما أمنع مِنْهُ ابْنَ أخي. فَقَالَ أَبُو لهب- ولم يسمع مِنْهُ كلام خير قط ليس يومئذ-: صدق أَبُو طَالِب، لا يسلمه إليكم [3] .
واستخلفه رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى المدينة [4] لما سار إلى غزوة العشيرة سنة اثنتين من الهجرة، أَخْبَرَنَا أَبُو الفرج بْن أَبِي الرجاء، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وأَنَا حَاضِرٌ أَسْمَعُ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْجَابِرِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: لَمَّا حَضَرَ أَبَا سَلَمَةَ الْمَوْتُ حَضْرَةَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا شَخَصَ أَغْمَضَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم عينيه.
__________
[1] سيرة ابن هشام: 2/ 368، 644، 645.
[2] الحاقة: 19.
[3] نص سيرة ابن هشام 1/ 371: «فقام أبو لهب فقال: يا معشر قريش، والله لقد أكثرتم على هذا الشيخ، ما تزالون توئبون عليه في جواره من بين قومه، والله لتنتهن عنه أو لنقومن معه في كل ما قام فيه، حتى يبلغ ما أراد. قال: فقالوا:
بل ننصرف عما تكره يا أبا عتبة» .
[4] سيرة ابن هشام: 1/ 598.(3/191)
وَرَوَاهُ أَبُو قِلابَةَ عَنْ قَبِيصَةَ، وَزَادَ بَعْدُ «فَأَغْمَضَهُ» [1] : «ثُمَّ قَالَ: إِنَّ الرُّوحَ إِذَا قُبِضَ تَبِعَهُ الْبَصَرُ. فَضَجَّ نَاسٌ مِنْ أَهْلِهِ فَقَالَ: لا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ إِلا بِخَيْرٍ، فَإِنَّ الْمَلائِكَةَ [2] يُؤَمِّنُونَ ثُمَّ قَالَ: اللَّهمّ اغْفِرْ لأَبِي سَلَمَةَ، وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ فِي الْمَهْدِيِّينَ، وَاخْلُفْهُ فِي عَقِبِهِ فِي الْغَابِرِينَ، وَاغْفِرْ لَنَا وَلَهُ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ [3] .
قَالَ مصعب الزبيري: توفي أَبُو سَلَمة بْن عَبْد الأسد بعد أُحد، سنة أربع من الهجرة، وقيل:
توفي فِي جمادى الآخرة سنة ثلاث. وقَالَ أَبُو عُمَر: إنه توفى ستة اثنتين بعد وقعة بدر. وقَالَ ابْنُ إِسْحَاق: توفي بعد أُحد، قبل تزوج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زوجته أم سَلَمة، فِي شوال سنة أربع.
ولما حضرت أبا سَلَمة الوفاة قَالَ: «اللَّهمّ اخلفني فِي أهلي بخير» . فخلفه رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى زوجه أم سَلَمة، فصارت أما للمؤمنين، وصار رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبا لأولاده: عُمَر، وسلمة وزينب، ودرة.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
قلت: قَالَ ابْنُ منده: إن أبا سَلَمة شهد بدرًا وأحدًا وحنينًا والمشاهد، ثُمَّ قَالَ بعد هَذَا القول:
إنه مات بالمدينة زمن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما رجع من بدر. فمن مات لما رجع من بدر كيف يشهد حنينًا وكانت سنة ثمان! وقولُه: إنه مات لما رجع من بدر، فِيهِ نظر، فإنه شهد أُحدًا ومات بعدها، كما ذكرناه. وقَالَ أَبُو عُمَر: إنه توفي بعد بدر سنة اثنتين، وكانت بدر في رمضان منها.
3037- عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي الأنصاري
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي بْن مَالِك بْن الحارث بْن عُبَيْد بْن مَالِك بْن سالم بْن غنم بْن عوف بْن الخزرج الْأَنْصَارِيّ الخزرجي. وسالم يُقال لَهُ: «الحبلى» لعظم بطنه وله شرف فِي الأنصار، وأبوه «عَبْد اللَّه بْن أبى» هو المعروف بابن سلول، وكانت سلول امْرَأَة من خزاعة، وهي أم أبىّ، وابنه عبد الله بن أبىّ هو رأس المنافقين، وكان ابنه عبد الله ابن عَبْد اللَّه من فضلاء الصحابة وخيارهم، وكان اسمه الحُباب، وبه كَانَ أَبُوهُ يكنى أبا الْحُبَاب، فلما أسلم سماه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عبد الله.
__________
[1] نص رواية أبى قلابة في المسند 6/ 297. «دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على أبى سلمة وقد شق بصره فأغمضه» ...
[2] في المسند: يؤمنون على ما تقولون.
[3] بعده في المسند: «اللَّهمّ افسح في قبره، ونور له فيه» .(3/192)
وشهد بدرا، وأحدا، والمشاهد كلها مع رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وكانت الخزرج قَدْ أجمعت عَلَى أن يتوجوا أباه عَبْد اللَّه بْن أَبِي ويملكوه أمرهم قبل الْإِسْلَام، فلما جاء النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجعوا عن ذَلِكَ، فحسد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأخذته العزة، فأضمر النفاق، وهو الَّذِي قَالَ فِي غزوة بني المصطلق: لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ 63: 8 [1] فقال ابنه عَبْد اللَّه للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هُوَ والله الذليل وأنت العزيز يا رَسُول اللَّه، إن أذنت لي فِي قتله قتلته، فو الله لقد علمت الخزرج ما كَانَ بها أحد أبر بوالده مني، ولكني أخشى أن تأمر بِهِ رجلًا مسلمًا فيقتله، فلا تدعني نفسي أنظر إلى قاتل أَبِي يمشي عَلَى الأرض حيًّا حتَّى أقتله، فأقتل مؤمنًا بكافر فأدخل النار. فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بل نُحْسِنُ صحبته ونترفق بِهِ ما صحبنا، ولا يتحدث النَّاس أن محمدًا يقتل أصحابه ولكن برّ أباك وأحسن صحبته [2] » . فلما مات أبوه سأل ابنه عبد الله النبيّ صلى الله عليه وسلم ليصلي عَلَيْهِ.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ وَغَيْرُ وَاحِدٍ قَالُوا بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ قال: حدثنا محمد ابن بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: «جاء عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حِينَ مَاتَ أَبُوهُ، فَقَالَ: أَعْطِنِي قَمِيصَكَ أُكَفِّنْهُ فِيهِ، وَصَلِّ عَلَيْهِ، وَاسْتَغْفِرْ لَهُ. فَأَعْطَاهُ قَمِيصَهُ وَقَالَ: إِذَا فَرَغْتُمْ فَآذِنُونِي. فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ جَذَبَهُ عُمَرُ وَقَالَ: أَلَيْسَ قَدْ نَهَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى الْمُنَافِقِينَ؟ فَقَالَ: أَنَا بَيْنَ خَيْرَتَيْنِ [3] : اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أو لا تستغفر لهم. فَصَلَّى عَلَيْهِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلى قَبْرِهِ 9: 84 [4] فَتَرَكَ الصَّلاةَ عَلَيْهِمْ [5] » . قَالَ ابْنُ منده: أُصيب أنف عَبْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه يَوْم أحد، فأمره النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يتخذ أنفًا من ذهب.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: رَوَى عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، عن عبد الله بن عبد الله بن أُبَيٍّ أَنَّهُ قَالَ:
نَدَرْتُ [6] ثَنِيَّتِي، فَأَمَرَنِي رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَتَّخِذَ ثَنِيَّةً مِنْ ذَهَبٍ. وقَالَ هَذَا هُوَ المشهور.
وقول المتأخر- يعني ابْنَ منده- أصيب أنفه. وهم.
__________
[1] المنافقون: 8.
[2] سيرة ابن هشام: 2/ 292، 293.
[3] في تحفة الأحوذي: «أنا بين الخيرتين» . والخيرتان: تثنية خيرة، بوزن عنبة، أي: أنا مخير بين الاستغفار وتركه.
[4] التوبة: 84.
[5] تحفة الأحوذي، تفسير سورة التوبة: 8/ 499- 502.
[6] يعنى: سقطت.(3/193)
وبقي عَبْد اللَّه إلى أن قتل يَوْم اليمامة فِي حرب مسيلمة الكذاب شهيدًا، فِي خلافة أَبِي بَكْر سنة اثنتي عشرة أَخْرَجَهُ الثلاثة.
3038- عبد الله بن عبد الله الأعشى
(ب) عَبْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه الأعشى الْمَازِنِي. وَقَدْ تقدم فِي الهمزة [1] ، وفي أول العبادلة، لأن أباه عَبْد اللَّه يعرف بالأعور. رُوِيَ عَنْهُ معن بْن ثعلبة [2] ، وصدقة الْمَازِنِي، والد طيسلة بْنِ صدقة.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر.
3039- عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي أمية المخزومي
(ب س) عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي أُمية المخزومي، وهو ابْنُ أخي أم سلمة زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ذكره جماعة فِي الصحابة، وفيه نظر، قَالَ أَبُو عُمَر: لا تصح عندي صحبته لصغره، روى عَنْهُ عروة بْن الزُّبَيْر، ومحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن ثوبان.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الوهاب بن هبة الله بإسناده عن عبد اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ: حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْمَخْزُومِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي [3] فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُتَوَشِّحًا بِهِ مَا عَلَيْهِ غَيْرُهُ [4] .
وذكره ابْنُ شاهين وقَالَ: توفي النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو ابْنُ ثماني سنين. وروي عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ رآه يصلي.
قَالَ الطبري: أسلم عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي أُمية مَعَ أَبِيهِ، وعاش بعد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أخرجه أبو عمر وَأَبُو موسى، إلا أن أبا مُوسَى قَالَ: عبد اللَّه بِنْ أَبِي عَبْد اللَّه بْن أمية، فنقل «أَبِي» من «أمية» ، وجعله مَعَ «عَبْد اللَّه» الثَّاني، وليس بصحيح، والصواب ما ذكرناه أول الترجمة، وَقَدْ تقدم نسبه عند ذكر أبيه [5] .
__________
[1] ينظر: 1/ 212، 123.
[2] الجرح: 4/ 1/ 277.
[3] في المسند: «يصلى في بيت أم سلمة زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم في ثوب ... » .
[4] مسند أحمد: 4/ 27.
[5] ينظر: 3/ 177.(3/194)
3040- عبد الله بن عبد الله بن ثابت
عبد الله بن عبد الله بن ثابت بْن قيس بْن هيشة، أَبُو الربيع الْأَنْصَارِيّ.
قَالَ الواقدي والكلبي: هُوَ الَّذِي عاده رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم وقال: «غلبنا عليك أبا الربيع [1] » . وقيل: كَانَ هَذَا مَعَ أبيه. قالا: ولما مات هَذَا- عَبْد اللَّه- كفنه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قميصه، والله أعلم.
قَالَه الغساني مستدركًا عَلَى أَبِي عُمَر.
3041- عَبْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن عتبان
(س) عبد الله بن عبد الله بن عتبان الْأَنْصَارِيّ.
روى الحافظ أَبُو مُوسَى بإسناده عن أَبِي الشَّيْخ الحافظ قَالَ: قَالَ أهل التاريخ: عبد الله ابن عَبْد اللَّه بْن عتبان، كَانَ من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو الَّذِي كتب الصلح بين المسلمين وبين أهل جي [2] .
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى مختصرًا.
3042- عَبْد اللَّه بْن عبد الله بن عثمان
(د ع) عَبْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن عثمان، وهو عَبْد اللَّه بْن أَبِي بكر الصديق، ويذكر نسبه عند أَبِيهِ رَضِي اللَّه عَنْهُمَا. وهو أخو أسماءَ بِنْت أَبِي بَكْر لأبويها، أمهما قُتيلة [3] ، من بني عَامِر بْنِ لؤي.
وهو الَّذِي كَانَ يأتي النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأباه أبا بَكْر بالطعام وبأخبار قريش، إذ هما فِي الغار، كل ليلة، فمكثا فِي الغار ثلاث ليال. وقيل غير ذَلِكَ. وكان عبد الله يبيت عندهما وهو شاب، فيخرج من عندهما السحر، فيصبح مَعَ قريش فلا يسمع أمرًا يكادان بِهِ إلا وعاه حتَّى يأتيهما بخبر ذَلِكَ إِذَا اختلط الظلام.
وشهد عَبْد اللَّه الطائف مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فرمي بسهم، رماه أَبُو محجن الثقفي فجرحه، فاندمل جرحه، ثُمَّ انتقض بِهِ، فمات مِنْهُ أول خلافة أَبِيهِ أَبِي بَكْر، وذلك فِي شوال من سنة إحدى عشرة [4]
__________
[1] رواه مالك في الموطأ، كتاب الجنائز، الحديث 36/ 233.
[2] جى- بفتح الجيم وتشديد الياء-: اسم مدينة أصبهان القديم.
[3] كتاب نسب قريش: 276.
[4] سيرة ابن هشام: 2/ 486.(3/195)
وكان إسلامه قديمًا، ولم يسمع لَهُ بمشهد إلا شهوده الفتح، وحنينًا، والطائف.
وكان قَدْ ابتاع الحلة التي أرادوا أن يُدفن فيها رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسبعة [1] دنانير، فلم يكفن فيها رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فتركها لنفسه ليكفن فيها، فلما حضرته الوفاة قَالَ: لا تكفنوني فيها، فلو كان فيها خير لكفن فيها رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم. ودفن بعد الظهر، وصلى عَلَيْهِ أَبُوهُ، ونزل فِي قبره أخوه عَبْد الرَّحْمَن، وعمر، وطلحة بْن عُبَيْد الله رضى الله عنهم.
أخرجه هاهنا أبو نعيم، وأخرجه قبل ابن مندة وأبو عمر، واستدركه هاهنا أبو موسى على ابن مندة.
3043- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ
(س) عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنُ الخطاب. أورده ابْنُ أبي عاصم فِي الآحاد، قَالَ يزيد بْن هارون: كَانَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أكبر ولد عَبْد الله. وروى سَعِيد بْن جُبَيْر، عن عَبْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن عُمَر: «أن رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين دفع عشية عرفة، سَمِعَ وراءه زجرًا شديدًا وضربًا فِي الأعراب، فالتفت إليهم فَقَالَ: السكينة أيها النَّاس، فإن البر ليس بالايضاع [2] » . أخرجه أبو موسى.
3044- عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي مالك
(د) عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي مَالِك.
روى يونس بْن بكير، عَنِ ابْنِ إِسْحَاق قَالَ: شهد بدرًا من بني عوف بْن الخزرج من الأنصار: عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي مَالِك.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده.
قلت: كذا ذكره يونس بْن بكير، عَنِ ابْنِ إِسْحَاق فيما سمعناه، وهو وهم مِنْهُ، فإن الَّذِي شهدها من بني عوف بْن الخزرج: عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي بْن مَالِك. كذا رَوَاهُ ابْنُ هشام [3] عَنِ البكائي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاق. ورواه أيضًا سَلَمة، عَنِ ابْنِ إِسْحَاق. وهو الصحيح. وَقَدْ روى الثلاثة- أعني يونس والبكائي وسلمة- عَنِ ابْنِ إِسْحَاق، فيمن شهد بدرا، من بنى عوف
__________
[1] في الاستيعاب 875: بتسعة دنانير.
[2] أخرجه البخاري، في كتاب الحج عن ابن عباس: 2/ 201. وأوضع الراكب بعيره إذا حمله على سرعة السير السير بالزجر أو الضرب.
[3] سيرة ابن هشام: 1/ 693.(3/196)
ابن الخزرج رجلين، أحدهما هَذَا، والآخر أوس بْن خولي، إلا أن يونس قَالَ: عَبْد اللَّه بْن أَبِي مَالِك. فخالف الجميع، وهو سهو، والله أعلم.
3045- عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري
(ب س) عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن الْأَنْصَارِيّ الأشهلي. لَهُ صحبة ورواية.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ بْنُ أَبِي الرَّجَاءِ كِتَابَةً بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْن أَبِي حَبِيبَةَ [1] ، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ قَالَ: جَاءَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى بِنَا فِي مَسْجِدِ بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ، فَرَأَيْتُهُ وَاضِعًا يَدَهُ فِي ثَوْبِهِ إِذَا سَجَدَ.
أَخْرَجَهُ أَبُو عمر وأبو موسى.
3046- عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن أَبُو رويحة
(ب) عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن، أَبُو رويحة الخثعمي. يذكر فِي الكنى إن شاء الله تعالى.
أخرجه أبو عمر.
3047- عَبْد اللَّهِ بْن عبد الرحمن بْن أَبِي بكر
(د) عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي بَكْر الصديق. قتل يَوْم الطائف، أخرجه هكذا مختصرًا ابْنُ منده وحده.
قلت: هَذَا غلط، فإن الَّذِي قتل يَوْم الطائف من ولد أَبِي بَكْر رَضِي اللَّه عَنْهُ إنَّما هو عبد الله ابن أبي بَكْر لصُلْبه، لا ابْنُ ابنه، والله أعلم.
3048- عبد الله بن عبد المدان
(ب) عَبْد اللَّه بْن عَبْد المدان، واسم عَبْد المدان عَمْرو بْن الديان، واسم الديان يزيد ابن قطن بْن زياد بْن الحارث بْن مالك بْن ربيعة بْن كعب بْن الحارث بْن كعب بن عمرو ابن عُلة [2] بْن جلد الْحَارِثِيّ. وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قاله الطبري، فَقَالَ له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما اسمك؟ قَالَ: عَبْد الحجر. فَقَالَ: أنت عَبْد اللَّه. قتله بُسْر بْن أَبِي أرطاة لما سيره معاوية إلى الحجاز، واليمن ليقتل شيعة على، وكان عبيد الله [3] ابن الْعَبَّاس أميرًا لعليّ عَلَى اليمن، وهو زوج ابْنَة عَبْد اللَّه، فقتله.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر.
__________
[1] في المطبوعة: إسماعيل بن أبى خيثمة. وهو خطأ، ينظر التهذيب: 1/ 288.
[2] في الأصل والمطبوعة: عكة. والمثبت عن الجمهرة: 389، 391.
[3] في المطبوعة: عبد الله. والمثبت عن الأصل وترجمة بسر فيما تقدم: 1/ 214.(3/197)
3049- عبد الله بن عبد الغافر
(س) عَبْد اللَّه بْن عَبْد الغافر. رَوَى حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن عبد الله ابن عَبْدِ الْغَافِرِ- وَكَانَ مَوْلَى لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: أن النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا ذُكِرَ أَصْحَابِي فَأَمْسِكُوا، وَإِذَا ذُكِرَ النُّجُومُ فَأَمْسِكُوا، وَإِذَا ذُكِرَ الْقُرْآنُ فَقُولُوا: كَلامُ اللَّهِ عزَّ وجلَّ غَيْرُ مَخْلُوقٍ، وَمَنْ قَالَ غَيْرَ هَذَا فَهُوَ كَافِرٌ» . أَخْرَجَهُ أَبُو موسى.
3050- عبد الله بن عبد الملك
(ب س) عَبْد اللَّه بْن عَبْد الملك. وقيل: عَبْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن مالك. وقيل: عبد الله ابن عَبْد بْن مَالِك بْن عَبْد اللَّهِ بْن ثعلبة بْن غفار بْن مليل، المعروف بآبي اللحم. وإنما قيل لَهُ:
«آبِي اللَّحْمِ» لأنَّه كَانَ لا يأكل ما ذبح عَلَى النصب فِي الجاهلية، وقيل: كَانَ لا يأكل اللحم ويأباه. وقيل: اسمه الحويرث. وَقَدْ ذكرناه [1] ، وقتل يوم حنين.
أخرجه أبو عمر وأبو موسى.
3051- عبد الله بن عبد مناف
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن عَبْد مناف بْن النعمان بْن سنان بْن عُبَيْد بْن عدي بن غنم بن كعب ابن سَلَمة، من بني جشم بْن الخزرج الْأَنْصَارِيّ الخزرجي السلمي، أَبُو يَحيى.
شهد بدرًا، قاله عروة، وابن شهاب، وابن إِسْحَاق [2] ، وشهد أُحدًا.
أخرجه الثلاثة.
3052- عبد الله بن عبد بن هلال
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن عَبْد بْن هلال. أنصاري، يعد فِي أهل قُباء.
روى بشر [3] بْن عِمْرَانَ من أهل قباء حَدَّثَنِي مولاي عَبْد اللَّه بْن عَبْد بْن هلال قَالَ: ما أنسى حين ذهب بي أبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، ادع الله لَهُ وبارك عَلَيْهِ. قَالَ: فما أنسى برد يد رسول الله صلى الله عليه وسلم على يافوخى [4] .
__________
[1] ينظر: 1/ 45.
[2] سيرة ابن هشام: 1/ 698.
[3] قال ابن أبى حاتم في الجرح 1/ 1/ 361: «بشر بن عمران بن كيسان القبائي، من أهل قباء. روى عن عبد الله ابن عبد بن هلال مولاه، روى عنه زيد بن الحباب» .
[4] اليافوخ: ملتقى عظم مقدم الرأس ومؤخره.(3/198)
قَالَ: وكان يقوم الليل ويصوم النهار. ومات وهو أبيض الرأس واللحية، وكان لا يكاد يفرق شعره من كثرته.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وأبو نعيم، وعبد الثَّاني غير مضاف إلى اسم اللَّه تَعَالى. وقَالَ أَبُو نعيم:
عَبْد اللَّه بْن عَبْد بْن هلال. وقيل: عَبْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن هلال، والله أعلم. وأخرجه أَبُو عُمَر أيضًا وقَالَ: عَبْد اللَّه بْن عَبْد [اللَّه [1]] بْن هلال. أَوْ عبيد بن هلال، وقيل: عبد هلال.
3053- عبد الله بن عبد
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن عَبْد. وَيُقَال: عَبْد بْن عَبْد الثمالي أَبُو الحجاج، وثمالة بطن من الأزد. يعد فِي الشاميين، سكن حمص.
رَوَى بَقِيَّةُ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَن بْنِ أَبِي عَوْفٍ الجرشي عن عبد الله ابن عَبْدٍ الثُّمَالِيِّ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَوْ أَقْسَمْتُ لَبَرَرْتُ، لا يَدْخُلُ الْجَنَّةُ قَبْلَ سَابِقِ أُمَّتِي إِلا بضعة عشر رجلا، منهم: إبراهيم، وإسماعيل، وإسحاق، وَيَعْقُوبُ، وَالأَسْبَاطُ، وَمُوسَى، وَعِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ، صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ وَسَلَّمَ» . وله حديث آخر، رَوَاهُ إِسْمَاعِيل بْن عياش، عن صفوان وقَالَ: عن عَبْد الرَّحْمَن بْن عائذ» عن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الثمالي [2] .
أَخْرَجَهُ الثلاثة، وَقَدْ أَخْرَجَهُ الثلاثة أيضًا فقالوا: عَبْد اللَّه أَبُو الحجاج الثمالي. وأخرجه ابْنُ منده فَقَالَ: عَبْد اللَّه الثمالي. وذكر لَهُ أَنَّهُ روى عَنْهُ عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي عوف، وَقَدْ تقدم الجميع.
3054- عبد الله بن عبس الأنصاري
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن عبس. وقيل: عُبَيْس، والأكثر عبيس. وهو أنصاري من بني عدي بْن كعب بْن الخزرج بْن الحارث بْن الخزرج.
شهد بدرًا وما بعدها من المشاهد مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ الزُّهْرِيّ [3] ، شهد بدرًا من الأنصار من بني الحارث بْن الخزرج: عَبْد الله بن عبس. ولم يترك ولدا.
__________
[1] عن الاستيعاب: 942.
[2] ترجم له ابن أبى حاتم في الجرح 2/ 2/ 102 فقال: «عبد الله بن عبد الثمالي: روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، روى عنه عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشى» .
[3] في الأصل: قال الزبيري.(3/199)
أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن علي بإسناده إلى يونس بن بكير عن ابن إِسْحَاق، في تسمية من شهد بدرا من الخزرج، من بني زَيْد [1] بْن مَالِك بْن ثعلبة: «عَبْد اللَّه بْن عبس» . وهذا ثعلبة هُوَ ابْنُ كعب بْن الخزرج بْن الحارث بْن الخزرج.
أخر الثلاثة، وقَالَ أَبُو عُمَر: ليس هَذَا من أبى عبس [2] ينسب، هذا خزرجي، وأبو عبس أوسي، وهما من الْأَنْصَار.
3055- عبد الله بن عبس
(ب) عَبْد اللَّه بْن عبس. أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر [3] قَالَ: شهد بدرًا، ولم ينسبوه، وقالوا:
هُوَ من حلفاء بني الحارث بْن الخزرج.
قلت: وهذا هُوَ الأول الَّذِي قبله فيما أظن، وإنما اشتبه عَلَى أَبِي عُمَر، حيث رَأَى فِي هَذَا أَنَّهُ حليف، ولم يذكر فِي الأول أَنَّهُ حليف. والعلماء قَدْ اختلفوا فِي كَثِير، منهم من يجعل الرجل حليفًا، ومنهم من يجعله من القبيلة أنفسها، والله أعلم.
3056- عبد الله بن عبيد الله
(س) عَبْد اللَّه بْن عُبَيْد اللَّه بْن عتيق. أورده العسكري فِي الأفراد، ذَكَرَهُ أَبُو بكر ابن [أَبِي] عَلِيٍّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ سَعِيدٍ العطاردي، عن يونس بن بكير، عن محمد ابْنِ إِسْحَاق، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيم بْن الحارث التيمي، عن محمد بن عبد الله بن عبيد الله ابن عَتِيقٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ عزَّ وجل- ثم صم رسول الله صلى الله عليه وسلم أصابعه الثلاثة- فخرّ عن دَابَّتِهِ فَمَاتَ، وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ، أَوْ لَدَغَتْهُ دَابَّةٌ فَمَاتَ، وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، أَوْ مَاتَ كَيْفَ مَاتَ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ، عَزَّ وَجَلَّ، أَوْ مَنْ قُتِلَ قَعْصًا [4] ، فَقَدِ اسْتَوْجَبَ الْمَآبَ» . أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى، وَيَرِدُ الْكَلامُ عَلَيْهِ فِي: «عَبْدِ اللَّهِ بن عتيك» .
3057- عبد الله بن عتبان
(س) عَبْد اللَّه بْن عتبان الْأَنْصَارِيّ. سماه عَبْد الباقي بْن قانع.
رَوَى عَبْدُ اللَّهِ بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، عن أَبِي أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيِّ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدٍ،
__________
[1] الّذي في سيرة ابن هشام 1/ 691 أنه من بني عدي بْن كعب بْن الخزرج بْن الحارث بن الخزرج.
[2] نص الاستيعاب 944: «وليس هذا من أبى عبس بن جبير» وصوابه: جبر. وستأتي ترجمته.
[3] الّذي في الاستيعاب 944: «عبد الله بن عبيس» بصيغة التصغير.
[4] القعص: أن يضرب الإنسان فيموت مكانه. واستوجب المآب: حسن المرجع بعد الموت.(3/200)
عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ [1] عِتْبَانَ قَالَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي كنت مع أهلي، فلما سمع صَوْتَكَ عَجِلْتُ فَاغْتَسَلْتُ [2] . فَقَالَ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْمَاءُ مِنَ الْمَاءِ» [3] أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى، وَقَالَ: قَدْ مَرَّ فِي ذِكْرِ صَالِحٍ [4] أَنَّهُ كَانَ صَاحِبَ هَذِهِ الْحَادِثَةِ، وَقِيلَ:
عِتْبَانُ، وَلَيْسَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِتْبَانَ ذِكْرٌ فِي هَذَا الْحَدِيثِ، فَلا أَدْرِي مِنْ أَيْنَ سَمَّاهُ عَبْدَ اللَّهِ؟! وَقَدْ ذكر أَبُو جَعْفَر الطبري أن سعد بْن أَبِي وقاص سَيّر عَبْد اللَّه بْن عتبان [5] من العراق إلى الجزيرة، فسار عَلَى الموصل إلى نصيبين، فصالحه أهلها، فلا أدري هُوَ هَذَا أم غيره؟.
3058- عَبْد اللَّه بْن عتبة أَبُو قيس الذكواني
(ب س) عَبْد اللَّه بْن عتبة، أَبُو قيس الذكواني. مدني، روى عَنْهُ سالم بْن عبد الله ابن عمر.
أخرجه أبو عمر مختصر وأخرجه أَبُو مُوسَى وقَالَ: أورده ابْنُ شاهين فِي الصحابة، وفرق بينه وبين ابْنِ عتبة بْن مَسْعُود، وروى عن الزُّهْرِيّ [6] عن سالم عن عبد اللَّه بْن عُمَر قَالَ: خرجنا مَعَ عَبْد اللَّه بْن عتبة إلى أرض يريم ويريم [7] من المدينة عَلَى قريب من ثلاثين ميلًا نقصر الصلاة.
3059- عبد الله بن عتبة بن مسعود
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن عتبة بْن مَسْعُود الهذلي. وَهُوَ حجازي، ويرد نسبه عند ذكر عمه:
«عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود» .
روى عَنْهُ ابْنه حمزة أَنَّهُ قَالَ: سَأَلت أَبِي عَبْد اللَّه بْن عتبة: أي شيء تَذْكُرُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: أذكر أَنَّهُ أخذني وأنا خماسي [8] أَوْ سداسي، فأجلسني فِي حجره، ومسح عَلَى رأسي بيده، ودعا لي ولذريتي من بعد بالبركة.
__________
[1] في مسند أحمد: عن عتبان أو ابن عتبان الأنصاري.
[2] في المسند: أقلعت فاغتسلت.
[3] مسند أحمد: 4/ 342.
[4] ينظر: 3/ 5.
[5] الّذي في تاريخ الطبري 4/ 54: «عَبْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن عتبان» .
[6] في الأصل: عن الزبيري. وهو خطأ، ينظر الجرح: 2/ 1/ 184.
[7] في المطبوعة: «إلى أرض يريم ويريم» والصواب عن الأصل، وفي مراصد الاطلاع 2/ 649، 650: «رئم- بكسر أوله وهمز ثانيه وسكونه، وقيل بالياء غير مهموز: بطن رئم على ثلاثين ميلا من المدينة» .
[8] في تاج العروس: «قال ابن شميل: غلام خماسي ورباعي: طال خمسة أشبار وأربعة أشبار، وإنما يقال خماسي ورباعي فيمن يزداد، ولا يقال في الثوب: سباعي. وقال الليث: الخماسي والخماسية من الوصائف ما كان طوله خمسة أشبار، قال:
ولا يقال: سداسي ولا سباعي، إذا بلغ ستة أشبار وسبعة. وقال غيره: ولا في غير الخمسة، لأنه إذا بلغ ستة أشبار فهو رجل. وفي اللسان: إذا بلغ سبعة أشبار صار رجلا» .(3/201)
قَالَ أَبُو عُمَر: ذكره العقيلي فِي الصحابة، وغلط، إنَّما هُوَ تابعي من كبار التابعين بالكوفة، وهو والد عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن عتبة بْن مَسْعُود الفقيه الْمَدَنِيّ، شيخ ابْنِ شهاب. واستعمل عُمَر بْن الخطاب [عَبْد اللَّه بْن عتبة بْن مَسْعُود] . روى عَنْهُ ابنه عُبَيْد [1] اللَّه، وحميد بْن عَبْد الرَّحْمَن، ومحمد بْن سِيرِينَ، وعبد اللَّه بْن معبد الزماني [2] . وذكره الْبُخَارِيّ فِي التابعين [3] ، وإنما ذكره العقيلي فِي الصحابة لحديث أَبِي إِسْحَاق السبيعي، عن عَبْد اللَّه بْن عتبة بْن مسعود قال:
«بعثنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم إِلَى النجاشي نحوًا من ثمانين رجلًا، منهم: ابن مَسْعُود، وجعفر.
فقال جَعْفَر: أَنَا خطيبكم اليوم» . قال: «لو صح هَذَا الحديث لثبتت هجرته إِلَى الحبشة» .
والصحيح أن أبا إسحاق رواه عن عَبْد اللَّه بْن عتبة، عَنِ ابْنِ مسعود قال: بعثنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم إِلَى النجاشي.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
قلت: قول أَبِي عُمَر: «إن عُمَر بْن الخطاب استعمل عَبْد اللَّه» ، يدل على أن له صحبة، لأن عُمَر مات بعد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بنحو ثلاث عشرة سنة، فلو لم تكن له صحبة وكان كبيرًا فِي حياة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم لم يستعمله عُمَر، والله أعلم.
3060- عبد الله بن عتيك الأنصاري
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن عتيك الْأَنْصَارِيّ، أخو جَابِر [4] بْن عتيك الأوسي، من بني مالك بْن مُعَاوِيَة. وهو أحد قتلة أَبِي رافع بْن أَبِي الحقيق اليهودي.
كذا نسبه ابن منده وأبو نعيم، وهذا فِيهِ نظر نذكره آخر الترجمة، ونذكر نسبه الصحيح إن شاء اللَّه تعالى.
وقال ابن أَبِي داود: هو أبو جابر وجبر ابني عتيك. حديثه عند ابنه، وكعب بْن مالك، وعبد الرَّحْمَن بْن كعب. قتل باليمامة شهيدًا سنة اثنتي عشرة أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ السَّمِينِ الْبَغْدَادِيُّ بِإِسْنَادِهِ إلى يونس بن بكير، عن ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الحارث التيمي، عن محمد بن عبد الله بن عتيك، عن أبيه قال:
__________
[1] في المطبوعة: ابنه عبد الله. والمثبت عن الأصل والاستيعاب: 945.
[2] في المطبوعة: الذمارى. وهو خطأ، والمثبت عن الأصل، والجرح: 2/ 2/ 124.
والتهذيب: 6/ 40.
[3] التاريخ الكبير: 3/ 1/ 157.
[4] مضى في: 1/ 309.(3/202)
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ خَرَجَ مُجَاهِدًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ- ثم ضم رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ أَصَابِعَهُ:
الإِبْهَامَ وَالسَّبَّابَةَ وَالْوُسْطَى، وَقَالَ: وَأَيْنَ الْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ - فَخَرَّ عَنْ دَابَّتِهِ فمات، فقد وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ، أَوْ لَدَغَتْهُ دَابَّةٌ فَمَاتَ، فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّه، عَزَّ وَجَلَّ، أَوْ مَاتَ حَتْفَ أَنْفِهِ- فَمَا سَمِعْتُهَا مِنْ أَحَدٍ قَبْلَ رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ، عَزَّ وَجَلَّ، وَمَنْ قُتِلَ قَعْصًا فَقَدِ اسْتَوْجَبَ الْمَآبَ» [1] . وهو الَّذِي ولي قتل أَبِي رافع بْن أَبِي الحقيق بيده [2] . وكان فِي بصره ضعف، فنزل لما قتله من الدّرجة فسقط، فوثئت [3] رجلُه، واحتمله أصحابه. فلما وصل إلى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسح رجله، قَالَ: فكأني لم أشتكها قط. ولما أقبلوا إلى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يخطب، فَقَالَ لهم: «أفلحت الوجوه» . قَالَ أَبُو عُمَر: وأظنه وأخاه شهدا بدرًا، ولم يختلفوا أن عَبْد اللَّه بْن عَتِيك شهد أحدًا [4] .
قَالَ: وقَالَ هشام بْن الكلبي، وأبوه مُحَمَّد بْنُ السائب: إن عَبْد اللَّه شهد صفّين مع على ابن أَبِي طَالِب، فإن كَانَ هَذَا صحيحًا فلم يقتل يَوْم اليمامة.
قَالَ: وَقَدْ قيل: إنه ليس بأخ لجابر بْن عتيك، وإن أخا جَابِر هُوَ الحارث، والأول أكثر، لأن [5] الرهط الَّذِينَ قتلوا ابْنَ أَبِي الحقيق خزرجيون والذين قتلوا كعب بْن الأشرف من الأوس، كذلك ذكره ابْنُ إِسْحَاق وغيره، لم يختلفوا فِي ذَلِكَ، وهو يصحَّح قول من قَالَ:
إن عَبْد اللَّه بْن عتيك ليس من الأوس، وليس بأخ لجابر بْن عتيك، وَقَدْ نسبه خليفة بْن خياط، فَقَالَ: عَبْد اللَّه بْنُ عتيك بْن قيس بْن الأسود بْن مري بْن كعب بْنُ غنم بْن سَلَمة من الخزرج.
قلت: وَقَدْ نسبه ابْنُ الكلبي وابن حبيب وغيرهما مثل خليفة بْن خياط، سواء، وأما جابر ابن عتيك فهو عتيك بْن قيس بْن هيشة بْن الحارث بْن أمية [6] بْن معاوية بْن مالك بْن عوف ابن عَمْرو بْن عوف بطن من الأوس. وكذلك نسبه ابْنُ إِسْحَاق وغيره إلى الأوس، فلا يكون
__________
[1] الحديث مضى في ترجمة: عبد الله بن عبيد الله بن عتيق. وقد رواه الإمام أحمد في مسندة: 4/ 36 عن يزيد بْن هارون، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق، بهذا الإسناد.
[2] سيرة ابن هشام: 2/ 274، 275، 619.
[3] أي أصابها وهن دون الخلع والكسر.
[4] في الاستيعاب 947: شهد بدرا. وهو خطأ. وهو على الصواب في الطبعة التي على حاشية الإصابة.
[5] في الأصل والمطبوعة: «إلا أن الرهط» وهو خطأ صوبناه من الاستيعاب: 947، وبقرينة السياق
[6] سبق في ترجمة جابر بن عتيك 1/ 309: أنه أمية بن زيد بن معاوية.(3/203)
عَبْد اللَّه أخا جَابِر. ومما يقوي أَنَّهُ ليس بأخ لَهُ أن الأوس قتلوا كعب بْن الأشرف، والخزرج قتلوا أبا رافع، لا يختلف أهل السير فِي ذَلِكَ.
وَقَدْ أخرج أَبُو مُوسَى قبل هَذِهِ الترجمة عَبْد اللَّه بْن عُبَيْد بْن عتيق، وأورد لَهُ هَذَا الحديث الَّذِي رَوَاهُ ابْنُ بكير عَنِ ابْنِ إِسْحَاق بإسناده، فِي أجر من خرج مجاهدًا- الحديث فِي هَذِهِ الترجمة- فجعله أَبُو مُوسَى فِي عَبْد اللَّه بْن عُبَيْد بْنُ عتيق. ولا شك أن بعض النساخ أَوْ الرواة قد صحفوا «عتيك» ب «عبيد» ، وجعلوا الكاف دالًا. وهذا هُوَ الصحيح، والترجمة الأولى ليست بشيء، ومما يقوى أن الَّذِي قلناه هُوَ الصحيح أن يونس بْن بكير روى عَنِ ابْنِ إِسْحَاق الحديث الَّذِي ذكرناه فِي أول هَذِهِ الترجمة فِي فضل الجهاد، فظهر بهذا أن الأول تصحيف، والله أعلم.
وأما قول ابْنِ أَبِي دَاوُد: «هُوَ أَبُو جَابِر وجَبْر ابني عَتِيك» فهو وهم مِنْهُ، فإن كان من الأوس فهو أخوهما لا أبوهما، لأن الجميع أولاد عتيك، والأكثر عَلَى أن جَابِر بْن عتيك قيل فِيهِ: جبر أيضًا، وليسا أخوين، وإن كَانَ عَبْد اللَّه من الخزرج، وهو الأظهر، فلا كلام أنه ليس بأخ لهما إلا أنهما من الأنصار، والله أعلم.
3061- عبد الله بن عثمان الأسدي
(ب) عَبْد اللَّه بْن عثمان الأسدي، من أسد بْن خزيمة، حليف لبني عوف بْن الخزرج.
قتل يَوْم اليمامة شهيدا.
أَخْرَجَهُ أَبُو عمر مختصرا.
3062- عبد الله بن عثمان التميمي
(س) عَبْد اللَّه بْن عثمان التيمي. وقيل: عَبْد الرَّحْمَن.
روى يَحيى بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن حاطب، عن عَبْد اللَّه بْن عثمان التيمي: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عن لقطة الحاج [1] أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
3063- عبد الله بن عثمان الثقفي
(س) عَبْد اللَّه بْن عثمان الثقفي. روى هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ الله ابن عُثَمْانَ الثَّقَفِيِّ، عَنْ رَجُلٍ أَعْوَرَ مِنْ ثَقِيفٍ- قال قتادة: وكان يقال له: معروف [2] ، إن
__________
[1] روى الإمام أحمد هذا الحديث بإسناده إلى يحيى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، عَنْ عبد الرحمن بن عثمان التيمي. ينظر المسند:
4/ 499.
[2] أي: يثنى عليه خيرا.(3/204)
لم يكن اسمه عَبْد اللَّه بْن عثمان فلا أدري ما اسمه؟ - أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْوَلِيمَةُ أَوَّلَ يَوْمٍ حَقٌّ، وَالثَّانِي مَعْرُوفٌ، وَالثَّالِثُ رياءٌ وسمعة» . وقيل: اسمه زُهَيْر بْن عثمان [1] ، وَقَدْ تقدم ذكره أخرجه أبو موسى.
3064- عبد الله بن عثمان أبو بكر الصديق
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن عثمان بْن عَامِر بْن عَمْرو بْن كعب بْن سعد بْن تيم بْن مرة بْن كعب ابن لؤي الْقُرَشِيّ التيمي، أَبُو بَكْر الصديق بْن أَبِي قُحافة، واسم أَبِي قحافة: عثمان، وأمه أم الخير سلمى بِنْت صخر بْن عَامِر بْن كعب [2] بْن سعد بْن تيم بْن مرة، وهي ابْنَة عم أَبِي قحافة، وقيل: اسمها: ليلى بِنْت صخر بْن عَامِر. قاله مُحَمَّد بْن سعد [3] ، وقَالَ غيره: اسمها سلمى بِنْت صخر بْن عَامِر بْن عَمْرو بْن كعب بْن سعد بْن تيم. وهذا ليس بشيء، فإنها تكون ابْنَة أخيه، ولم تكن العرب تنكح بنات الإخوة. والأول أصح.
وهو صاحب رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم فِي الغار وفي الهجرة، والخليفة بعده.
روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وروى عَنْهُ: عُمَر، وعثمان، وعلي، وعبد الرَّحْمَن بْن عوف، وابن مَسْعُود، وابن عُمَر، وابن عَبَّاس، وحذيفة، وزيد بْن ثابت، وغيرهم.
وَقَدْ اختلف فِي اسمه، فقيل: كَانَ عَبْد الكعبة فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد اللَّه. وقيل: إن أهله سموه عَبْد اللَّه. وَيُقَالُ لَهُ: عتيق أيضًا. واختلفوا فِي السبب الَّذِي قيل لَهُ لأجله عتيق، فَقَالَ بعضهم: قيل لَهُ: «عتيق» لحسن وجهه وجماله، قاله الليث بْن سعد وجماعة معه. وقَالَ الزُّبَيْر بْن بكار وجماعة معه: إنَّما قيل لَهُ: «عتيق» لأنَّه لم يكن فِي نسبه شيء يعاب بِهِ. وقيل: إنَّما سمي «عتيقًا» لأن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لَهُ: «أنت عتيق [اللَّه] من النار» . أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مِهْرَانَ الْفَقِيهُ وَغَيْرُهُ، قَالُوا: بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ، قال: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا مَعْنٌ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عَمِّهِ إِسْحَاقَ بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ دَخَلَ عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ:
«أَنْتَ عَتِيقٌ مِنَ النَّارِ» . فَيَوْمَئِذٍ سُمِّيَ عَتِيقًا وَقَدْ رُوِيَ هذا الحديث عن معن وقال: موسى ابن طلحة، عن عائشة [4] .
__________
[1] أخرجه الإمام أحمد من طريقين عن همام، في مسند زهير بن عثمان: 5/ 28.
[2] كتاب نسب قريش: 275.
[3] كذا، والّذي في الطبقات لابن سعد 3/ 1/ 119: سلمى بنت صخر.
[4] تحفة الأحوذي، كتاب المناقب: 10/ 164، 165. وقال الترمذي: هذا حديث غريب.(3/205)
وقيل له: «الصديق» أيضا، لما أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ الدِّمَشْقِيُّ إِذْنًا، أَنْبَأَنَا أَبِي قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو سَعْدٍ المطرز وأبو علي الحداد قالا: أخبرنا أبو نعيم، حدثنا أبو محمد ابن حَيَّانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا الْمُفَضَّلُ بْنُ غَسَّانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «لَمَّا أُسْرِيَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى، أَصْبَحَ يُحَدِّثُ بِذَلِكَ النَّاسَ، فَارْتَدَّ نَاسٌ مِمَّنْ كَانَ آمَنَ وَصَدَّقَ بِهِ وَفُتِنُوا، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ:
إِنِّي لأُصَدِّقُهُ فِيمَا هُوَ أَبْعَدُ مِنْ ذَلِكَ أُصَدِّقُهُ بِخَبَرِ السَّمَاءِ غَدْوَةً أَوْ رَوْحَةً» ، فَلِذَلِكَ سُمِّيَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقَ.
وقَالَ أَبُو محجن الثقفي:
وسميت صديقًا وكل مهاجر ... سواك يسمى باسمه غير منكر
سبقت إلى الْإِسْلَام والله شاهد ... وكنت جليسًا فِي العريش المشهر
إسلامه
كَانَ أَبُو بَكْر رَضِي اللَّه عَنْهُ من رؤساء قريش فِي الجاهلية، محببًا فيهم، مألفًا [1] لهم، وكان إليه الأشناق في الجاهلية، والأشناق: الدّيات. كان إِذَا حمل شيئًا صدقته قريش وأمضوا حمالته [2] وحمالة من قام معه، وإن احتملها غيره خذلوه ولم يصدقوه.
فلما جاء الْإِسْلَام سبق إِلَيْه، وأسلم عَلَى يده جماعة لمحبتهم [3] لَهُ، وميلهم إِلَيْه، حتَّى إنه أسلم عَلَى يده خمسة من العشرة، وَقَدْ ذكرناه عند أسمائهم. وَقَدْ ذهب جماعة من العلماء إلى أَنَّهُ أول من أسلم، منهم ابْنُ عَبَّاس، من رواية الشعبي، عنه. وقاله حسان بْن ثابت فِي شعره [4] ، وعمرو بْن عبسة [5] ، وإبراهيم النخعي، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر بْن السمين بِإِسْنَادِهِ إِلَى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال: حدثني محمد بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن الْحُصَيْنِ التَّمِيمِيُّ أَنَّ رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قال: «ما دعوت أحدا
__________
[1] في المطبوعة: مؤلفا. والمثبت عن الأصل وسيرة ابن هشام: 1/ 250. والمألف: الّذي يألفه الإنسان.
[2] الحمالة: الدية.
[3] ينظر سيرة ابن هشام: 1/ 250/ 252.
[4] ديوانه: 240، وأول الأبيات:
إِذَا تَذَكَّرْتَ شَجْوًا مِنْ أَخِي ثِقَةٍ ... فَاذْكُرْ أخاك أبا بكر بما فعلا
التالي الثاني المحمود شيعته ... وأول الناس طرا صدق الرسلا
[5] في المطبوعة: عنبسة. وهو خطأ، وهو صحابى تأتى ترجمته.(3/206)
إِلَى الإِسْلامِ إِلا كَانَتْ لَهُ عَنْهُ كَبْوَةٌ وتردّد ونظر، إلا أبا بكر عَتَمَ حِينَ [1] ذَكَرْتُهُ لَهُ، مَا تَرَدَّدَ فِيهِ.» أَخْبَرَنَا الْحَافِظُ الْقَاسِمُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ [2] كِتَابَةً قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ بَيَانٍ- قَالَ عَلِيٌّ: ثُمَّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ الأَنْمَاطِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ خَيْرُونٍ- قَالا أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ بِشْرَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الصَّوَّافُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا الْمِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا خَلَفٌ الْعُرْفُطِيُّ أَبُو أُمَيَّةَ، مِنْ وَلَدِ خَالِدِ بْنِ عُرْفُطَةَ، عَنِ ابْنِ دَابٍ [3] يَعْنِي عِيسَى بْنَ يَزِيدَ قَالَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ: «كُنْتُ جَالِسًا بِفِنَاءِ الْكَعْبَةِ، وَكَانَ زَيْدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ [4] قَاعِدًا، فَمَرَّ بِهِ أُمَيَّةُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ [5] فَقَالَ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ؟ قَالَ: بِخَيْرٍ. قَالَ:
هَلْ وَجَدْتَ؟ قَالَ: لا، وَلَمْ آلُ مِنْ طَلَبٍ. فَقَالَ:
كُلُّ دِينٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلا ... مَا قَضَى اللَّهُ وَالْحَنِيفَةُ، بُورُ
أما إن هَذَا النَّبِيّ الَّذِي ينتظر منا أَوْ منكم، أَوْ من أهل فلسطين.
قَالَ: ولم أكن سَمِعْتُ قبل ذَلِكَ بنبي ينتظر أَوْ يبعث. قَالَ: فخرجت أريد ورقة بْن نوفل وكان كَثِير النظر فِي السماء، كَثِير همهمة الصدر قَالَ: فاستوقفته ثُمَّ اقتصصت عَلَيْهِ الحديث، فَقَالَ: نعم يا ابْنَ أخي، أَبَى أهل الكتاب والعلماء إلا أن هَذَا النَّبِيّ الَّذِي ينتظر من أوسط العرب نسبًا، ولي علم بالنسب، وقومك أوسط العرب نسبًا. قَالَ: قلت: يا عم، وما يَقُولُ النَّبِيّ؟ قال: يَقُولُ. ما قيل لَهُ إلا أَنَّهُ لا ظلم ولا تظالم. فلما بعث النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وسلم آمنت وصدقت» .
__________
[1] في سيرة ابن هشام 1/ 252: «ما عكم عنه حين ذكرته له» ، وفسره ابن هشام بقوله: «قوله «عكم» : تلبث» وعتم- بتشديد التاء- بمعناه، يقال: ما عتمت: بمعنى تأخرت.
[2] في المطبوعة: أخبرنا الحافظ القاسم بن على بن الحسين. وهو خطأ، والمثبت عن الأصل، وينظر فيما تقدم: 2/ 14، كما ينظر العبر للذهبى: 4/ 314. وهو المحدث أبو محمد القاسم ابن الحافظ أبى القاسم على بن الحسن ابن عساكر الدمشقيّ، ولد سنة 527، وكان محدثا فهما حسن المعرفة شديد الورع. وتوفى في صفر سنة 600.
[3] في المطبوعة: «ابن رأب» . بالهمز، والمثبت عن الأصل، وتبصير المنتبه: 1/ 557.
[4] كان زيد بن عمرو بن نفيل قد ترك عبادة الأوثان، وكان لا يأكل ما ذبح لغير الله، وله في ذلك كلمات مأثورة، وقد سئل عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: «يبعث يوم القيامة أمة وحده» . وقد مضت له ترجمة في: 2/ 295. وينظر كتاب نسب قريش: 364- 365.
[5] شاعر جاهلى، كان ممن رغب عن عبادة الأوثان، كان يخبر بأن نبيا يبعث قد أظل زمانه، ويؤمل أن يكون ذلك النبي، فلما بلغه خروج رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كفر حسدا له. ولما أنشد النبي عليه الصلاة والسلام شعره قال: «آمن لسانه وكفر قلبه» . له ترجمة في «الشعر والشعراء» لابن قتيبة: 1/ 459.(3/207)
وَأَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ نَصْرُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ [1] حَدَّثَنَا، نَصْرُ بن إبراهيم [2] ، أخبرنا على بن الحسين بْنِ عُمَرَ الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بن على ابن عُمَرَ الْغَازِي النَّيْسَابُورِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الرَّازِيُّ بِمَكَّةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ الْقَزْوِينِيُّ الصُّوفِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِيسَ الرَّاسِبِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ يَحْيَى بْنُ حُمَيْدٍ التِّكَكِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْجَرَّاحِ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ، عن عبد العزيز بن معاوية- من ولد عَتَّابِ بْنِ أَسِيدٍ- حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ زَيْدٍ، عَنْ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ:
قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ: إِنَّهُ خَرَجَ إِلَى الْيَمَنِ قَبْلَ أَنْ يُبْعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَزَلَتْ عَلَى شَيْخٍ مِنَ الأَزْدِ عَالِمٍ قَدْ قَرَأَ الْكُتُبَ، وَعَلِمَ مِنْ عِلْمِ النَّاسِ كَثِيرًا، فَلَمَّا رَآنِي قَالَ: أَحْسَبُكَ حرميّا [3] ؟ قال أَبُو بَكْرٍ قُلْتُ: نَعَمْ، أَنَا مِنْ أَهْلِ الْحَرَمِ. قَالَ: وَأَحْسَبُكَ قُرَشِيًّا؟ قَالَ قُلْتُ:
نَعَمْ، أَنَا مِنْ قُرَيْشٍ. قَالَ: وَأَحْسَبُكَ تَيْمِيًّا قَالَ قُلْتُ: نَعَمْ، أَنَا مِنْ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ، أنا عبد الله ابن عُثْمَانَ، مِنْ وَلَدِ كَعْبِ بْن سَعْدِ بْن تَيْمِ بْن مُرَّةَ. قَالَ: بَقِيَتْ لِي فِيكَ وَاحِدَةٌ. قُلْتُ: مَا هِيَ؟
قَالَ: تَكْشِفُ عَنْ بَطْنِكَ. قُلْتُ: لا أَفْعَلُ أَوْ تُخْبِرُنِي لِمَ ذاك؟ قَالَ: أَجِدُ فِي الْعِلْمِ الصَّحِيحِ الصَّادِقِ أَنَّ نَبِيًّا يُبْعَثُ فِي الْحَرَمِ، يُعَاوِنُ عَلَى أَمْرِهِ فَتًى وَكَهْلٌ، فَأَمَّا الْفَتَى فَخَوَّاضُ غَمَرَاتٍ وَدَفَّاعُ مُعْضِلاتٍ، وَأَمَّا الْكَهْلُ فَأَبْيَضُ نَحِيفٌ، عَلَى بَطْنِهِ شَامَةٌ، وَعَلَى فَخِذِهِ الْيُسْرَى عَلامَةٌ، وَمَا عَلَيْكَ أَنْ تُرِيَنِي مَا سَأَلْتُكَ، فَقَدْ تَكَامَلَتْ لِي فِيكَ الصِّفَةُ إِلا مَا خَفِيَ عَلَيَّ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَكَشَفْتُ لَهُ عَنْ بَطْنِي، فَرَأَى شَامَةً سَوْدَاءَ فَوْقَ سُرَّتِي. فَقَالَ: أَنْتَ هُوَ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، وَإِنِّي مُتَقَدِّمٌ إِلَيْكَ فِي أَمْرٍ فَاحْذَرْهُ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ قُلْتُ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: إِيَّاكَ وَالْمَيْلَ عَنِ الْهُدَى، وَتَمَسَّكْ بِالطَّرِيقَةِ الْمُثْلَى الْوُسْطَى، وَخَفِ اللَّهَ فِيمَا خَوَّلَكَ وَأَعْطَاكَ.
قال أبو بكر: فقضيت باليمن أرنى، تمم أَتَيْتُ الشَّيْخَ لأُوَدِّعَهُ، فَقَالَ: أَحَامِلٌ عَنِّي أَبْيَاتًا من الشعر قلتها في ذلك النبي؟ قلت: نعم، فذكر أبياتا
__________
[1] هو أبو الفتح نصر الله بن محمد بن عبد القوى المصيصي ثم اللاذقي ثم الدمشقيّ. كان فقيها شافعيا أصوليا، وكان شيخ دمشق في وقته. توفى في ربيع الأول سنة 542 (العبر للذهبى: 4/ 116) .
[2] هو الفقيه أبو الفتح نصر بن إبراهيم بن نصر المقدسي النابلسي، كان شيخ الشافعية بالشام، وكان إماما علامة مفتيا محدثا حافظا زاهدا، توفى في المحرم سنة 490 (العبر للذهبى: 3/ 329) .
[3] كذا ينسب إلى الحرم، ذكر صاحب اللسان: «والنسب إلى الحرم: حرمي (يعنى بكسر الحاء وسكون الراء) والأنثى:
حرمية وهو من المعدول الّذي يأتى على غير قياس» .(3/208)
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: «فَقَدِمْتُ مَكَّةَ، وَقَدْ بُعِثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَنِي عُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ، وَشَيْبَةُ، وَرَبِيعَةُ، وَأَبُو جَهْلٍ، وَأَبُو الْبَخْتَرِيِّ، وَصَنَادِيدُ قُرَيْشٍ، فَقُلْتُ لَهُمْ: هَلْ نَابَتْكُمْ نَائِبَةٌ.
أَوْ ظَهَرَ فِيكُمْ أَمْرٌ؟ قَالُوا: يَا أَبَا بَكْرٍ، أَعْظَمُ الْخَطْبِ: يَتِيمُ أَبِي طَالِبٍ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ، وَلَوْلا أَنْتَ مَا انْتَظَرْنَا بِهِ، فَإِذْ قَدْ جِئْتَ فَأَنْتَ الْغَايَةُ وَالْكِفَايَةُ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَصَرَفْتُهُمْ عَلَى أَحْسَنِ مَسٍّ وَسَأَلْتُ عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقِيلَ: فِي مَنْزِلِ خَدِيجَةَ. فَقَرَعْتُ عَلَيْهِ الْبَابَ، فَخَرَجَ إِلَيَّ.» فَقُلْتُ: يَا مُحَمَّدُ، فَقَدْتَ مِنْ مَنَازِلِ أَهْلِكَ، وَتَرَكْتَ دِينَ آبَائِكَ وَأَجْدَادِكَ؟. قَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ، إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكَ وَإِلَى النَّاسِ كُلِّهِمْ، فَآمِنْ باللَّه. فَقُلْتُ: مَا دَلِيلُكَ عَلَى ذَلِكَ؟ قَالَ: الشَّيْخُ الَّذِي لَقِيتُ بِالْيَمَنِ. قُلْتُ: وَكَمْ مِنْ شَيْخٍ لَقِيتَ بِالْيَمَنِ؟ قَالَ: الشَّيْخُ الَّذِي أَفَادَكَ الأَبْيَاتَ.
قُلْتُ: وَمَنْ خَبَّرَكَ بِهَذَا يَا حَبِيبِي؟ قَالَ: الْمَلِكُ الْمُعَظَّمُ الَّذِي يَأْتِي الأَنْبِيَاءَ قَبْلِي. قُلْتُ: مُدَّ يَدَكَ، فَأَنَا أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّه، وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّه. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَانْصَرَفْتُ وَمَا بَيْنَ لابَتَيْهَا [1] أَشَدَّ سُرُورًا مِنْ رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِإِسْلامِي» :
أَخْبَرَنَا غَيْرُ وَاحِدٍ إِجَازَةً قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو غالب بن البناء، أخبرنا أبو محمد الجوهري، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ الْمُجَدَّرِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مِغْرَاءٍ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ: مَنْ أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ؟ قَالَ: أَبُو بَكْرٍ، أَمَا سَمِعْتَ قَوْلَ حَسَّانٍ [2] :
إِذَا تَذَكَّرْتَ شَجْوًا مِنْ أَخِي ثِقَةٍ ... فَاذْكُرْ أَخَاكَ أَبَا بَكْرٍ بِمَا فَعَلا [3]
خَيْرَ الْبَرِيَّةِ أَتْقَاهَا وَأَعْدَلَهَا [4] ... بَعْدَ النَّبِيِّ وَأَوْفَاهَا بما حملا
الثّاني التَّالِيَ الْمَحْمُودَ مَشْهَدُهُ [5] ... وَأَوَّلَ النَّاسِ [6] مِنْهُمْ صَدَّقَ الرُّسُلا
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودِ بْنِ سَعْدٍ إجازة بإسناده إلى أبي بكر بن الضحاك بْنِ مَخْلَدٍ، قَالَ:
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفًّى، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن العلاء، حدثني أبو سلّام
__________
[1] اللابة: الحرة، وهي الأرض ذات الحجارة السود، والمدينة بين حرتين عظيمتين.
[2] ديوان حسان: 240.
[3] الشجو: الهم والحزن. أي: إذا تذكرت من أخيك ما يحزنك، فاذكر أبا بكر، فإنه لم يصدر منه ما يحزن، بل ما يسلى ويفرح.
[4] في الديوان: وأرأفها. وهذا البيت في الديوان في آخر الأبيات.
[5] في الديوان: المحمود شيمته.
[6] في الديوان: وأول الناس طرا ...(3/209)
الْحَبَشِيُّ: أَنَّهُ سَمِعَ عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ [1] السُّلَمِيُّ يقول: ألقي في روعي أن عبادة الأوثان بَاطِلٌ، فَسَمِعَنِي رَجُلٌ وَأَنَا أَتَكَلَّمُ بِذَلِكَ، فَقَالَ: يَا عَمْرُو، بِمَكَّةَ رَجُلٌ يَقُولُ كَمَا تَقُولُ. قَالَ: فَأَقْبَلْتُ إِلَى مَكَّةَ أَسْأَلُ عَنْهُ، فَأُخْبِرْتُ أَنَّهُ مُخْتَفٍ لا أَقْدِرُ عَلَيْهِ إِلا بِاللَّيْلِ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ، فَقُمْتُ بَيْنَ الْكَعْبَةِ وَأَسْتَارِهَا، فَمَا عَلِمْتُ إِلا بِصَوْتِهِ يُهَلِّلُ اللَّهَ، فَخَرَجْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ: مَا أَنْتَ؟ قَالَ:
رَسُولُ اللَّهِ، فَقُلْتُ: وَبِمَ أَرْسَلَكَ؟ قَالَ: أَنْ يُعْبَدَ اللَّهُ وَلا يشرك به شيء وتحقن الدماء، وتوصل الأرحام. قَالَ قُلْتُ: وَمَنْ مَعَكَ عَلَى هَذَا؟ قَالَ: حر وعبد. فقلت: أبسط يدك أبايعك.
فبسط يده فبايعته، فلقد رأيتني وإني لرابع الإِسْلامِ [2] . وَأَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ عَلِيٍّ وَغَيْرُ وَاحِدٍ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى محمد بن عيسى السلمي. حدثنا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنِ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ [قَالَ] : قَالَ، أَبُو بَكْرٍ: أَلَسْتَ أَحَقَّ النَّاسِ بِهَا؟ يَعْنِيَ الْخِلافَةَ- أَلَسْتَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ؟
أَلَسْتَ صَاحِبَ كَذَا؟ أَلَسْتَ صَاحِبَ كَذَا [3] ؟
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ: أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
هجرته مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
هاجر أَبُو بَكْر الصديق رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصحبه فِي الغار لما سارا مهاجرين، وآنسه فِيهِ، ووقاه بنفسه. قَالَ بعض العلماء: لو قَالَ قائل: إن جميع الصحابة ما عدا أبا بكر ليست لهم صحبة لم يكفر، ولو قَالَ: إن أبا بَكْر لم يكن صاحب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كفر، فإن القرآن العزيز قَدْ نطق أَنَّهُ صاحبه.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ عبيد الله بن أحمد بن على بإسناد إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال: وأقام رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ يَنْتَظِرُ أَمْرَ اللَّهِ، عَزَّ وَجَلَّ، فجاء جبريل عليه السلام وَأَمَرَهُ أَنْ يَخْرُجَ مِنْ مَكَّةَ بِإِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ فِي الْهِجْرَةِ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَاجْتَمَعَتْ قُرَيْشٌ فَمَكَرَتْ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ وَأَمَرَهُ أَنْ لا يَبِيتَ مَكَانَهُ، فَفَعَلَ، وَخَرَجَ عَلَى الْقَوْمِ وَهُمْ عَلَى بَابِهِ، وَمَعَهُ حَفْنَةٌ مِنْ تُرَابٍ، فَجَعَلَ يَنْثُرُهَا عَلَى رُءُوسِهِمْ، وَأَخَذَ اللَّهُ أَبْصَارَهُمْ [4] وَكَانَ مَخْرَجُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد الْعَقَبَةِ بِشَهْرَيْنِ، وَأَيَّامَ بُويِعَ أَوْسَطَ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ، وخرج لهلال ربيع الأول. قاله ابن إسحاق.
__________
[1] في المطبوعة: عنبسة. وقد نبهنا على هذا الخطأ مرارا.
[2] ساق الإمام أحمد في مسندة نحوه. ينظر: 4/ 111، 114.
[3] تحفة الأحوذي، كتاب المناقب: 10/ 151.
[4] ينظر سيرة ابن هشام: 1/ 480/ 483.(3/210)
وَقَدْ كَانَ أَبُو بَكْرٍ يَسْتَأْذِنُهُ فِي الْخُرُوجِ فَيَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تَعْجَلْ، لَعَلَّ اللَّهَ يَجْعَلُ لَكَ صَاحِبًا» . فَلَمَّا كَانَتِ الْهِجْرَةُ جَاءَ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَهُوَ نَائِمٌ فَأَيْقَظَهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قَدْ أَذِنَ لِي فِي الْخُرُوجِ» . قَالَتْ عَائِشَةُ: فَلَقْد رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ يبكى من الفرح، ثم خرجا حتى دخلا الْغَارَ، فَأَقَامَا فِيهِ ثَلاثًا [1] . أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرٍ بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بن أحمد قال: حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ حَدَّثَهُ قَالَ، قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي الْغَارِ- وَقَالَ مَرَّةً: وَنَحْنُ فِي الْغَارِ- لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ نَظَرَ إِلَى تَحْتِ [2] قَدَمَيْهِ لأَبْصَرَنَا! قَالَ فَقَالَ: «يَا أَبَا بَكْرٍ، مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا [3] » . أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم الحسين [4] بن هبة الله بن محفوظ. بْنِ صَصَرَى التَّغْلِبِيُّ الدِّمَشْقِيُّ، أَخْبَرَنَا الشَّرِيفُ أَبُو طالب علي بن حيدرة بن جعفر العلوي الحسيني، وأبو القاسم الحسين ابن الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَسَدِيُّ قَالا: أَخْبَرَنَا الْفَقِيهُ أبو القاسم علي بن محمد بن علي بْنِ أَبِي الْعَلاءِ الْمِصِّيصِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ أبي نصر، أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سَلْمَانَ بْنِ حَيْدَرَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الدَّوْرَقِيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ لَمَّا خَرَجَ مُهَاجِرًا إِلَى الْمَدِينَةِ، كَانَ أَبُو بَكْرٍ مَعَهُ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ أَعْرَفَ بِذَلِكَ الطَّرِيقِ، وَكَانَ الرَّجُلُ لا يَزَالُ قَدْ عرف أبا بكر، فَيَقُولُ: يَا أَبَا بَكْرٍ، مَنْ هَذَا مَعَكَ؟ فَيُقوُل: هَذَا يَهْدِينِي السَّبِيلَ [5] .
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ عبد الله بن أحمد بن عبد القاهر، أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن بَدْرَانَ الْحُلْوَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْفَارِسِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْقَطِيعِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أبي، حدثنا عمرو بن محمد أبو سعيد، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب قال: اشترى أبو بكر من عازب سرجا [6] بثلاثة عشر
__________
[1] ينظر المرجع السابق: 1/ 484، 485.
[2] في المسند: إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه.
[3] مسند أحمد: 1/ 4.
[4] كذا في أصلنا مضبوطا، وكذلك هو في المطبوعة. وفي العبر للذهبى 4/ 258: الحسن بن هبة الله.
[5] روى الإمام أحمد بإسناده إلى حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أنس، نحوه. ينظر المسند: 3/ 122. كما ينظر: 3/ 211، 287.
[6] في المطبوعة: رجلا. والمثبت عن الأصل، ومسند أحمد: 1/ 2 وقد سبق تخريجنا لهذا الحديث في ترجمة عازب:
2/ 110، وكانت الرواية هناك، رحلا. بالحاء.(3/211)
درهما. قال: فقال أبو بكر لعازب: مُرِ الْبَرَاءَ فَلْيَحْمِلْهُ إِلَى مَنْزِلِي. فَقَالَ: لا، حتى تحدثنا كيف صنعت حيث [1] خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنت معه. قال: فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: خَرَجْنَا فَأَدْلَجْنَا [2] فَأَحْيَيْنَا [3] يَوْمَنَا وليلتنا، حتى أظهرنا وقام قائم الظهيرة، فضربت ببصري: هل أرى ظلا نأوي إليه؟ فإذا أَنَا بِصَخْرَةٍ، فَأَهْوَيْتُ إِلَيْهَا فَإِذَا بَقِيَّةُ ظِلِّهَا، فسويته لرسول الله صلى الله عليه وسلم وفرشت له فروة، [و] [4] قلت: اضْطَجِعْ يَا رَسُولَ اللَّه [فَاضْطَجَعَ] [4] ، ثُمَّ خَرَجْتُ [أَنْظُرُ] [4] هَلْ أَرَى أَحَدًا مِنَ الطَّلَبِ؟ فَإِذَا [أَنَا] [4] بِرَاعِي غَنَمٍ، فَقُلْتُ: لِمَنْ أَنْتَ [5] . فَقَالَ: لِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ. فَسَمَّاهُ فَعَرَفْتُهُ، فَقُلْتُ: هَلْ فِي غَنَمِكَ مِنْ لَبَنٍ؟ قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: هَلْ أَنْتَ حَالِبٌ لِي؟
قَالَ: نَعَمْ. فَأَمَرْتُهُ فَاعْتَقِلْ شَاةً مِنْهَا، ثُمَّ أَمَرْتُهُ فَنَفِّضْ ضَرْعَهَا، ثُمَّ أَمَرْتُهُ فَنَفِّضْ كَفَّيْهِ مِنَ الْغُبَّارِ، وَمَعِي إِدَاوَةٌ عَلَى فَمِهَا خِرْقَةٌ، فَحَلَبَ لِي كُثْبَةً [6] مِنَ اللَّبَنِ، فَصَبَبْتُ [7] عَلَى الْقَدَحِ، حَتَّى بَرَدَ أَسْفَلُهُ، ثُمَّ أَتَيْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَافَيْتُهُ وَقَدِ اسْتَيْقَظَ، فَقُلْتُ: (اشْرَبْ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَشَرِبَ حَتَّى رَضِيتُ، ثُمَّ قُلْتُ: هَلْ آنَ الرَّحِيلُ؟ قَالَ: فَارْتَحَلْنَا، وَالْقَوْمُ يَطْلُبُونَنَا، فَلَمْ يُدْرِكْنَا أَحَدٌ مِنْهُمْ إِلا سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍِ عَلَى فَرَسٍ لَهُ، فَقُلْتَ: يَا رَسُول اللَّهِ، هَذَا الطَّلِبُ قَدْ لَحِقَنَا؟ قَالَ: (لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) حَتَّى إِذَا دَنَا مِنَّا فَكَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ قَدْرَ رُمْحٍ أَوْ رُمْحَيْنِ- أَوْ قَالَ: رُمْحَيْنِ أَوْ ثَلاثَةٍ- قَالَ قُلْتُ: يَا رَسُول اللَّهِ، هَذَا الطَّلِبُ قَدْ لَحِقَنَا وَبَكَيْتُ. قَالَ: لِمَ تَبْكِي؟ قَالَ قُلْتُ: وَاللَّهِ [8] ، مَا عَلَى نَفْسِي أَبْكِي، وَلَكِنِّي أَبْكِي عَلَيْكَ.
قَالَ: فَدَعَا عَلَيْهِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: اللَّهمّ اكْفِنَاهُ بِمَا شِئْتَ. فَسَاخَتْ فَرَسُهُ [9] إِلَى بَطْنِهَا فِي أَرْضٍ صَلْدٍ [10] ، وَوَثَبَ عَنْهَا وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ هَذَا عَمَلُكَ، فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يُنْجِيَنِي مِمَّا أَنَا فِيهِ، فو الله لأَعْمِيَنَّ عَلَى مَنْ وَرَائِي مِنَ الطَّلَبِ، وَهَذِهِ كنانتي فخذ منها سهما،
__________
[1] في المسند: حين.
[2] يعنى: سرنا من أول الليل.
[3] في المسند: أحثثنا.
[4] عن المسند.
[5] في المسند: لمن أنت يا غلام؟
[6] الكثبة: القليل من اللبن.
[7] في المسند: فصببت- يعنى الماء- على القدح.
[8] في المسند: أما والله ...
[9] في المسند: «فساخت قوائم فرسه» . وساخت: غاصت.
[10] أرض صلد: مسماه صلبة لا تنبت شيئا.(3/212)
فَإِنَّكَ سَتَمُرُّ عَلَى إِبِلِي [1] وَغَنَمِي فِي مَوْضِعِ كَذَا وَكَذَا، فَخُذْ مِنْهَا حَاجَتَكَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا حَاجَةَ لِي فِيهَا. قَالَ: وَدَعَا لَهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَأَطْلَقَ وَرَجَعَ إِلَى أَصْحَابِهِ، وَمَضَى رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا مَعَهُ، حَتَّى قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ، فَتَلَقَّاهُ الناس في الطريق [2] وعلى الأَجَاجِيرِ [3] وَاشْتَدَّ الْخَدَمُ وَالصِّبْيَانُ فِي الطَّرِيقِ [يَقُولُونَ] [4] : اللَّهُ أَكْبَرُ، جَاءَ رَسُولُ اللَّه، جَاءَ مُحَمَّدٌ. قَالَ:
وَتَنَازَعَ الْقَوْمُ أَيُّهُمْ يَنْزِلُ عَلَيْهِ؟ قَالَ: فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: أَنْزِلُ اللَّيْلَةَ عَلَى بَنِي النَّجَّارِ، أَخْوَالِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أُكْرِمُهُمْ [5] بِذَلِكَ. قَالَ: وَقَالَ الْبَرَاءُ: أَوَّلُ مَنْ قَدِمَ عَلَيْنَا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ، أَخُو بَنِي عَبْدِ الدَّارِ، ثُمَّ قَدِمَ عَلَيْنَا ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ الأَعْمَى، أَخُو بَنِي فِهْرٍ، ثُمَّ قَدِمَ عَلَيْنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي عِشْرِينَ رَاكِبًا، فَقُلْنَا: مَا فَعَلَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: هو على أثري. ثم قدم رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ مَعَهُ. قَالَ الْبَرَاءُ: وَلَمْ يَقْدَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى قَرَأْتُ سُوَرًا مِنَ الْمُفَصَّلِ- قَالَ إِسْرَائِيلُ: وَكَانَ الْبَرَاءُ مِنَ الأَنْصَارِ مِنْ بَنِي حَارِثَةَ.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ الْبَغَّداِدُّي، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ أَبِي الأَسْوَدِ قَالَ: حَدَّثَنِي كَثِيرٌ أَبُو إِسْمَاعِيلَ، عَنْ جُمَيْعِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لأَبِي بَكْرٍ: «أَنْتَ أَخِي، وَصَاحِبِي فِي الْغَارِ» [6] .
شهوده بدرًا وغيرها
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحُسَيْنُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ مَحْفُوظِ بْنِ صَصَرَى التَّغْلِبِيُّ، أَخْبَرَنَا الشَّرِيفُ أَبُو طَالِبٍ عَلِيُّ بْنُ حَيْدَرَةَ بْنِ جَعْفَرٍ الْحُسَيْنِيُّ، وَأَبُو الْقَاسِمِ الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَسْدِيُّ قَالا: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي الْعَلاءِ الْمِصِّيصِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ الْقَاسِمِ بن أبي نَصْرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ خَيْثَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ حَيْدَرٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأُبَلِّيُّ [7] الْعَطَّارُ بِالْبَصْرَةِ، أَخْبَرَنَا الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله
__________
[1] في المسند: ستمر بإبلي.
[2] في المسند: فتلقاه الناس فخرجوا في الطريق ...
[3] الأجاجير: جمع إجار- بكسر الهمزة وتشديد اللام- وهو السطح
[4] عن المسند.
[5] في المسند: «لأكرمهم بذلك، فلما أصبح غدا حيث أمر» .
[6] تحفة الأحوذي، كتاب المناقب 10/ 154، ونصه: «أنت صاحبي على الحوض، وصاحبي في الغار» وقد روى الإمام أحمد في مسندة عن عبد الله بن الزبير 4/ 4 أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ولكنه أخى في الدين وصاحبي في الغار» .
[7] في المطبوعة: «الأيلي» بالياء، وهو خطأ ينظر الخلاصة.(3/213)
الأَسْدِيُّ، أَخْبَرَنَا مِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ [1] ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْحَنَفِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم ولأبي بكر الصِّدِّيقِ يَوْمَ بَدْرٍ «مَعَ أَحَدِكُمَا جِبْرِيلُ، وَمَعَ الآخَرِ مِيكَائِيلُ وَإِسْرَافِيلُ، مَلِكٌ عَظِيمٌ، يَشْهَدُ الْقِتَالَ وَيَكُونُ فِي الصَّفِّ» . أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر بْن السمين بِإِسْنَادِهِ إِلَى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ: أَنَّ سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ قَالَ لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمَّا الْتَقَى النَّاسُ يَوْمَ بَدْرٍ-:
يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلا نَبْنِي لَكَ عَرِيشًا [2] ، فَتَكُونُ فِيهِ وَنُنِيخُ [3] إِلَيْكَ رَكَائِبَكَ، وَنَلْقَى عَدُوَّنَا، فَإِنْ أَظْفَرَنَا اللَّهُ وَأَعَزَّنَا فَذَاكَ أَحَبُّ إِلَيْنَا، وَإِنْ تَكُنِ الأُخْرَى تَجْلِسْ عَلَى رَكَائِبِكَ، فَتَلْحَقْ بِمَنْ وَرَاءَنَا؟ فَأَثْنَى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرًا، وَدَعَا لَهُ. فَبُنِيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَرِيشٌ، فَكَانَ فِيهِ أَبُو بَكْرٍ، مَا مَعَهُمَا غَيْرُهُمَا.
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُنَاشِدُ رَبَّهُ وَعْدَهُ وَنَصْرَهُ، وَيَقُولُ: «اللَّهمّ إِنْ تَهْلَكْ هَذِهِ الْعِصَابَةُ لا تُعْبَدْ» . وَأَبُو بَكْرٍ يَقُولُ: بَعْضُ مُنَاشَدَتِكَ رَبَّكَ، فَإِنَّ الله موفيك ما وعدك مِنْ نَصْرِهِ [4] . وقَالَ مُحَمَّد بْن سعد: «قَالُوا: وشهد أَبُو بَكْر بدرًا، وأحدًا، والخندق، والحديبية [5] والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ودفع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَاَيْته العظمى يَوْم تبوك إِلَى أَبِي بَكْر، وكانت سوداء، وأطعمه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من خيبر مائة وسق [6] ، وكان فيمن ثبت مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم أحد ويوم حنين [7] حين ولى النَّاس [8] » .
ولم يختلف أهل السير فِي أن أبا بَكْر الصديق، رَضِي اللَّه عَنْهُ، لم يتخلف عَنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مشهد من مشاهده كلها.
__________
[1] هو محمد بن عبيد الله بن سعيد، أبو عون الثقفي الكوفي الأعور. روى عن أبيه، وسعيد بن جبير، وأبى صالح الحنفي. وعنه الأعمش، ومسعر، والمسعود. ينظر التهذيب: 9/ 322.
[2] العريش: شبه الخيمة يستظل به.
[3] في السيرة 1/ 620: «ونعد عندك ركائبك» . وأناخ الرجل الجمل، حمله على أن يبرك على صدره.
[4] سيرة ابن هشام: 1/ 627.
[5] ليس في الطبقات ذكر الحديبيّة.
[6] الوسق: ستون ضاعا.
[7] كذلك لم يذكر فيها يوم حنين.
[8] الطبقات الكبرى لابن سعد: 3/ 1/ 124.(3/214)
فضائله رَضِي اللَّه عَنْهُ
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَطِيبُ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ السراج، أخبرنا الحسن بن أحمد ابن شَاهِينَ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، حَدَّثَنَا حَامِدُ بْنُ سَهْلٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْد اللَّهِ بْن عَمْرٍو، عَنْ زَيْدِ بْن أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ عَمْرِو بْن مرة، عَنْ عَبْد اللَّهِ ابن الْحَارِثِ قَالَ: حَدَّثَنَا جُنْدُبٌ- هُوَ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ- أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ قَبْلَ أَنْ يُتَوَفَّى بِيَوْمٍ: «قَدْ كَانَ لِي فِيكُمْ أُخْوَةٌ وَأَصْدِقَاءُ، وَإِنِّي أَبْرَأُ إِلَى اللَّهِ أَنْ أَكُونَ اتَّخَذْتُ مِنْكُمْ خَلِيلا، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلا لاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلا، وَإِنَّ رَبِّي اتَّخَذَنِي خَلِيلا، كَمَا اتَّخَذَ إِبْرَاهِيمُ خَلِيلا» قَالَ وَأَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْمُحْسِنِ التَّنُوخِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَضَّاحِ الْحُرْفِيُّ السِّمْسَارُ، حَدَّثَنَا أَبُو شُعَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَابُلُتِّيُّ [1] ، حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا يحيى بن أبى كثير، عن محمد ابن إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قُلْتُ: أَخْبِرْنِي بِأَشَدِّ شَيْءٍ رَأَيْتَهُ صَنَعَهُ الْمُشْرِكُونَ بِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: أَقْبَلَ عُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي عِنْدَ الْكَعْبَةِ، فَلَوَى ثَوْبَهُ فِي عُنُقِهِ فَخَنَقَهُ خَنْقًا شَدِيدًا. فَأَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ، فَأَخَذَ مَنْكِبَهُ فَدَفَعَهُ عَنْ رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا قَوْمُ، أَتَقْتُلُونَ رَجُلا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جاءكم بالبيّنات من ربّكم. [2] .
الحرفي: بضم الحاء المهملة، وسكون الراء، وبالفاء.
أخبرنا أبو منصور مسلم بن عَليّ بن مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ السّيحِيُّ الْعَدْلُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّد بن خميس الجهني، أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بن طوق، أخبرنا أبو القاسم نصر بن أَحْمَدَ بْنِ الْخَلِيلِ الْمَرْجِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى [أحمد بن علي [3]] ، حدثنا زهير بن حرب، حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا عبد العزيز بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدٍ، عن أبيه، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَبُو بَكْرٍ فِي الْجَنَّةِ، وَعُمَرُ فِي الْجَنَّةِ، وَعُثْمَانُ فِي الْجَنَّةِ، وَعَلِيٌّ فِي الْجَنَّةِ، وَطَلْحَةُ فِي الْجَنَّةِ، والزبير في الجنة، وعبد
__________
[1] في العبر للذهبى 1/ 376: «النابلسي» وهو خطأ. ينظر «الخلاصة» .
[2] الحديث رواه الإمام أحمد في المسند 2/ 204 فقال: حدثنا على بن عبد الله، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثني الأوزاعي، بإسناده مثله.
[3] سقط من المطبوعة.(3/215)
الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فِي الْجَنَّةِ، وَسَعْدُ بْنِ أبى وقاص في الجنة، وسعيد بن زياد في الجنة، وأبو عبيدة ابن الْجَرَّاحِ فِي الْجَنَّةِ» [1] . أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُعَمَّرِ بْنِ طَبَرْزَدَ وَغَيْرُهُ قَالُوا: أَخْبَرَنَا أبو القاسم الحريري، أخبرنا أبو إسحاق البرمكي، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُخَيْتٍ [2] الدَّقَّاقُ، حَدَّثَنَا أَبُو هَاشِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَلَطِيُّ [3] ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى بْنِ مَعْدَانَ الْكَرَابِيسِيُّ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ رُوَيْدٍ الْكِنْدِيُّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ: جَاءَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِوَحْيٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ اللَّهَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلامَ، وَيَقُولُ لَكَ: قُلْ لِعَتِيقِ بْنِ أَبِي قُحَافَةَ: إِنَّهُ عَنْهُ رَاضٍ.
قال: وأَخْبَرَنَا ابْنُ بخيت [2] ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن دَاوُد بْن كَثِير بْن وقدان، حَدَّثَنَا سوار [4] بْن عَبْد اللَّه العنبري قَالَ: قَالَ ابْنُ عيينة: عاتب اللَّه سبحانه المسلمين كلهم فِي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا أبا بَكْر، فإنه خرج من المعاتبة: إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما في الْغارِ 9: 40 [5] .
أخبرنا أبو القاسم يعيش بن صدقة بن عَلِيٍّ الْفَقِيهُ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ الطّراحِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْمُهْتَدِي، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ حُبَابَةَ، حَدَّثَنَا عبد الله بن مُحَمَّد البغوي، حَدَّثَنَا أَبُو الْجَهْمِ الْعَلاءُ بْنُ مُوسَى الْبَاهِلِيُّ، حَدَّثَنَا سَوَّارُ [6] بْنُ مُصْعَبٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ لِي وَزِيرَيْنِ مِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ، وَوَزِيرَيْنِ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ، فَأَمَّا وَزِيرَايَ مِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ فَجِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلُ، صَلَّى الله عليهما وَسَلَّمَ وَأَمَّا وَزِيرَايَ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ فَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ. ثُمَّ رَفَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ:
__________
[1] الحديث رواه الإمام أحمد في المسند 1/ 193 عن قتيبة بن سعيد بإسناده مثله.
[2] في المطبوعة: بجيت. ينظر المشتبه: 54.
[3] كذا ضبط في مخطوطتنا.
[4] في المطبوعة: «سواد» بالدال. التهذيب: 4/ 290.
[5] التوبة: 40
[6] في المطبوعة: «سويد» . والمثبت عن المخطوطة، وفي الجرح 2/ 1/ 271، 272: «سوار بن مصعب الهمدانيّ الكوفي الضرير. روى عن حماد. وكليب بن وائل، سمعت أبى بقول ذلك. قال أبو محمد: روى عن عطية للعوفى ومطرف» .(3/216)
«إِنَّ أَهْلَ عِلِّييَن لَيَرَاهُمْ مَنْ هُوَ أَسْفَلُ منهم كما ترون النجم- أَوِ الْكَوَكْبَ- فِي السَّمَاءِ، وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ مِنْهُمْ وَأَنْعَمَا» - قُلْتُ لأَبِي سَعِيدٍ-: وَمَا «أَنْعَمَا [1] » ؟ قَالَ: أَهْلُ ذَاكَ هُمَا. وأسلم عَلَى يد أَبِي بَكْر الزُّبَيْر، وعثمان، وعبد الرَّحْمَن بْن عوف، وطلحة. وأعتق سبعةً كانوا يعذبون فِي اللَّه تَعَالَى، منهم: بلال، وعامر بْنُ فهيرة، وغيرهما يذكرون فِي مواضعهم. وكان رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَثِير الثقة إِلَيْه وبما عنده من الْإِيمَان واليقين، ولهذا لما قيل لَهُ: «إن البقرة تكلمت» قَالَ: «آمنت بذلك أَنَا وَأَبُو بَكْر وعمر» . وما هُماَ فِي القوم. أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَغَيْرُهُ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا محمود ابن غَيْلانَ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وَسَلَّمَ: «بَيْنَمَا رَجُلٌ يَرْكَبُ بَقَرَةً إِذْ قَالَتْ:
لَمْ أُخْلَقْ لِهَذَا، إِنَّمَا خُلِقْتُ لِلْحَرْثِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «آمَنْتُ بِذَلِكَ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ» [2] : قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: وَمَا هُمَا فِي الْقَوْمِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو منصور بن مكارم بن أحمد بن سعد الْمُؤَدِّبُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ نَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ ابن صَفْوَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ السَّرَّاجُ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ إبراهيم ابن أَنَسٍ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ طَوْقٍ، حَدَّثَنَا أَبُو جَابِرٍ زَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ حَيَّانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَسِيدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كُنَّا نَتَحَدَّثُ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خَيْرُ هَذِهِ الأُمَّةِ، ثُمَّ أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ، وَلَقْد أُعْطَى عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ثلاث خِصَالٍ لأَنْ أَكُونَ أُعْطِيتُهُنَّ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ حُمُرِ النَّعَمِ:
زَوَّجَهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنَتَهُ، وَأَعْطَاهُ الرَّايَةَ يَوْمَ خَيْبَرَ، وَسَدَّ الأَبْوَابَ مِنَ الْمَسْجِدِ إِلا بَابَ عَلِيٍّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ بْنُ أَبِي الرَّجَاءِ الثَّقَفِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وأَنَا حَاضِرٌ أَسْمَعُ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلادٍ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أبي أسامة (ح) قال
__________
[1] الحديث رواه الترمذي في كتاب المناقب بإسناده إلى عطية العوفيّ عن أبى سعيد الخدريّ. بيد أنه مشطور فيه شطرين، فشطره الأول إلى قوله: «وَأَمَّا وَزِيرَايَ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ فَأَبُو بَكْرٍ وعمر» في تحفة الأحوذي: 10/ 165، 166. وقال عنه الترمذي:
هذا حديث حسن غريب» وأما شطره الثاني إلى قوله: «وإن أبا بكر وعمر منهم زادا وأنعما» ففي تحفة الأحوذي: 10/ 141، 142. وقال عنه الترمذي: «هذا حديث حسن، وقد روى من غير وجه عن عطية عن أبى سعيد» . وكذا روى شطره الثاني أحمد في مسند أبى سعيد: 3/ 26، 27.
ومعنى قوله: «وأنعما» أي: زادا وفضلا، يقال: أحسنت إلى وأنعمت: أي زدت على الإنعام.
[2] تحفة الأحوذي، كتاب المناقب: 10/ 166، 167.(3/217)
أَبُو نُعَيْمٍ [1] : وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ بُنْدَارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّائِغُ قَالا:
حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: صَعِدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحدا ومعه أبو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ، فَرَجَفَ بِهِمُ الْجَبَلُ، فَقَالَ: «اثْبُتْ فَمَا عَلَيْكَ إِلا نَبِيٌّ وَصِدِّيقٌ وَشَهِيدَانِ» [2] أَخْبَرَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ الدِّمَشْقِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَشَائِرِ مُحَمَّدُ بْنُ الْخَلِيلِ بْنِ فَارِسٍ الْقَيْسِيُّ، أَخْبَرَنَا الْفَقِيهُ أبو القاسم علي بن محمد بن علي بْنِ أَبِي الْعَلاءِ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرحمن بن عثمان بن القاسم بن معروف، أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أَحْمَدَ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ دَاوُدَ الْقَنْطَرِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ علي بن أبي طالب: أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَظَرَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ فَقَالَ: «هَذَانِ سَيِّدَا كُهُولِ أَهْلِ الْجَنَّةِ مِنَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ، إِلا النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ، لا تُخْبِرْهُمَا [3] يَا عَلِيُّ» [4] . قال: وأَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد عَبْد الرَّحْمَن بْن عثمان، أَخْبَرَنَا أَبُو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة الأطرابلسي، حَدَّثَنَا يَحيى بْن أَبِي طَالِب، حَدَّثَنَا إِسْحَاق بن منصور، حدثنا عبد الرحمن ابن مُحَمَّد المحاربي، عَنْ جويبر، عَنِ الضحاك فِي قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ 9: 119 [5] مَعَ أَبِي بَكْر وعمر.
قَالَ: وَأَخْبَرَنَا خَيْثَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بن أبي خالد، عن عامر الشعبي، عن أَبِي جُحَيْفَةَ السُّوَائِيِّ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ:
يَا وَهْبُ، أَلا أُخْبِرُكَ بِخَيْرِ هَذِهِ الأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا؟ أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَرَجُلٌ آخَرُ.
وَقَدْ روى نحو هذا محمد بن الحنفيّة، عن أبيه.
__________
[1] أبو نعيم هو أحمد بن عبد الله.
[2] أخرجه البخاري في باب فضائل الصحابة عن أنس: 5/ 11. وأحمد عن سهل بن سعد: 5/ 331، وعن بريدة الأسلمي، 5/ 346 وابن ماجة عن سعيد بن زيد، المقدمة، الحديث 134: 1/ 48.
[3] في الأصل والمطبوعة: «لا تخيرهما» . بالياء، وهو خطأ.
[4] الحديث رواه الترمذي في كتاب المناقب عن على بن أبى طالب، تحفة الأحوذي: 10/ 149، 150 وقال: «هذا حديث غريب من هذا الوجه، وقد روى عن على من غير هذا الباب. وفي الباب عن أنس وابن عباس» ورواه ابن ماجة في المقدمة، عن على، المقدمة، الحديث 95: 1/ 36، وزاد: «لا تخبرهما يا على ما داما حيين» . ورواه أيضا في المقدمة عن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه، الحديث 100: 1/ 38 إلى قوله: «إلا النبيين والمرسلين» .
ورواه الإمام أحمد عن على، المسند: 1/ 80.
[5] التوبة: 119.(3/218)
قَالَ: وَأَخْبَرَنَا خَيْثَمَةُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الصٍّورِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفًّى، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، حدثنا سعيد الفافلانى، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: تَنَاوَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الأَرْضِ سَبْعَ حَصَيَاتٍ فَسَبَّحْنَ فِي يَدِهِ، ثُمَّ نَاوَلَهُنَّ أَبَا بَكْرٍ فَسَبَّحْنَ فِي يَدِهِ، كَمَا سَبَّحْنَ فِي يَدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ نَاوَلَهُنَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُمَرَ فَسَبَّحْنَ فِي يَدِهِ كَمَا سَبَّحْنَ فِي يَدِ أَبِي بَكْرٍ، ثُمَّ نَاوَلَهُنَّ عُثْمَانَ فَسَبَّحْنَ فِي يَدِهِ كَمَا سَبَّحْنَ فِي يَدِ أَبِي بَكْرٍ [1] وَعُمَرَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحُسَيْنُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ مَحْفُوظِ بْنِ صَصَرَى التَّغْلِبِيُّ، أَخْبَرَنَا الشَّرِيفُ أَبُو طَالِبٍ عَلِيُّ بْنُ حَيْدَرَةَ الْعَلَوِيُّ، وَأَبُو الْقَاسِمِ الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الأَسْدِيُّ قَالا: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي الْعَلاءِ الْمِصِّيصِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ خَيْثَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَلانِسِيُّ بِالرَّمْلَةِ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ الرَّبِيعِ ابن مصححٍ، أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْن مَيْسَرَةَ، عَنْ زَيْدِ بْن أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ صَائِمًا؟ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا. قَالَ: مَنْ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ؟ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا. قَالَ مَنْ شَهِدَ جِنَازَةً؟ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا. قَالَ: مَنْ أَطْعَمَ الْيَوْمَ مِسْكِينًا؟ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا. قَالَ: مَنْ جَمَعَهُنَّ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ وَجَبَتْ لَهُ- أَوْ غُفِرَ لَهُ-» [2] . قَالَ: وَحَدَّثَنَا خَيْثَمَةُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْحُنَيْنِيُّ، أَخْبَرَنَا عارم أبو النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن أَبِي لَيْلَى قَالَ: وَفَدَ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ وَنَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ إِلَى عمر بْن الخطاب رضي اللَّه عَنْهُ، قَالَ: فَلَمَّا نَزَلُوا الْمَدِينَةَ تَحَدَّثَ الْقَوْمُ بَيْنَهُمْ إِلَى أَنْ ذَكَرُوا أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَفَضَّلَ بَعْضُ الْقَوْمِ أَبَا بَكْرٍ عَلَى عُمَرَ، وَفَضَّلَ بَعْضُ الْقَوْمِ عُمَرَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ، وَكَانَ الْجَارُودُ بْنُ الْمُعَلَّى مِمَّنْ فَضَّلَ أَبَا بَكْرٍ عَلَى عُمَرَ. فَجَاءَ عُمَرُ وَمَعَهُ دِرَّتُهُ فَأَقْبَلَ عَلَى الَّذِينَ فَضَّلُوهُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ، فَجَعَلَ يَضْرِبُهُمْ بِالدِّرَّةِ، حَتَّى مَا يَتَّقِي أَحَدُهُمْ إِلا بِرِجْلِهِ.
فَقَالَ لَهُ الْجَارُودُ: أَفِقْ أَفِقْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَكُنْ يَرَانَا نُفَضِّلُكَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ، أَبُو بَكْرٍ أَفْضَلُ مِنْكَ فِي كَذَا، وَأَفْضَلُ مِنْكَ فِي كَذَا. فَسُرِّيَ عَنْ عُمَرَ ثُمَّ انْصَرَفَ. فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْعَشِيِّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّه وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَلا إِنَّ أَفْضَلَ هَذِهِ الأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ، فَمَنْ قَالَ غَيْرَ ذَلِكَ بَعْدَ مُقَامِي هَذَا فهو مفتر، عليه ما على المفترى.
__________
[1] حديث تسبيح الحصى أخرجه البزار بإسنادين، ورجاله ثقات، وفي بعضهم ضعف. كما أخرجه الطبراني في الأوسط.
ينظر مجمع الزوائد: 8/ 299، وأخرجه البيهقي في الدلائل، وينظر المواهب اللدنية: 5/ 121 والخصائص الكبرى للسيوطي:
2/ 304.
[2] أخرجه مسلم بنحوه عن أبى هريرة، ينظر كتاب الزكاة: 3/ 92، وكتاب فضائل الصحابة: 7/ 110.(3/219)
قَالَ: وَحَدَّثَنَا خَيْثَمَةُ، حَدَّثَنَا هِلالُ بْنُ الْعَلاءِ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ، حَدَّثَنَا أَبُو سِنَانٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ، عَنِ النَّزَّالِ بن سيرة الْهِلالِيِّ قَالَ: وَافَقْنَا مِنْ عَلِيٍّ طِيبَ نَفْسٍ وَمُزَاحٍ، فَقُلْنَا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، حَدِّثْنَا عَنْ أَصْحَابِكَ. قَالَ: كُلُّ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْحَابِي. قُلْنَا: حَدِّثْنَا عَنْ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. قَالَ: سَلُونِي. قُلْنَا: حَدِّثْنَا عَنْ أَبِي بَكْرٍ.
قَالَ: ذَاكَ امْرُؤٌ سَمَّاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ صِدِّيقًا عَلَى لِسَانِ جِبْرِيلَ وَلِسَانِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الصَّلاةِ، رَضِيَهُ لِدِينِنَا، فَرَضِينَاهُ لِدُنْيَانَا.
علمه رَضِيَ اللهُ عَنْهُ
أخبرنا أبو محمد بن أبي القاسم، أخبرنا أَبِي، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَاسِبُ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ بْن حَيُّوَيْهِ [1] ، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن معروف، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن القهم [2] ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الأَسْلَمِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ المغيرة بن عبد الرحمن ابن الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ سُئِلَ: مَنْ كَانَ يُفْتِي النَّاسَ فِي زَمَانِ رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، مَا أَعْلَمُ غَيْرَهُمَا.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي عَلِيٍّ الْمُقْرِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو رُشَيْدٍ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ أَحْمَدَ بن منصور بن مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَسْعُودٍ سُلَيْمَانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَرْدُوَيْهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا محمد ابن سِنَانٍ، حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا سَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ وَبُسْرِ [3] بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ يَوْمًا فَقَالَ: «إِنَّ رَجُلا خَيَّرَهُ اللَّهُ بَيْنَ الدُّنْيَا وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ، فَاخْتَارَ مَا عِنْدَهُ» . فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ، فَتَعَجَّبْنَا لِبُكَائِهِ أَنْ يُخْبِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رَجُلٍ قَدْ خُيِّرَ- وَكَانَ هُوَ الْمُخَيَّرَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ أَعْلَمَنَا بِهِ- فقال: «لا تبك يا أبا بكر»
__________
[1] في المطبوعة: «حيوة» وهو خطأ، والمثبت عن الأصل وهو محمد بن العباس بن محمد بن زكريا البغدادي الحزاز، كان محدثا حجة ثقة، توفى سنة 382 عن 87 سنة (ينظر العبر: 3/ 21، والمشتبه: 139) .
[2] في الأصل والمطبوعة: «الفهم» بالفاء. يقول الذهبي في المشتبه 511: «وبقاف: الحسين بن قهم، صاحب يحيى ابن معين» .
[3] في المطبوعة: «وبشر» بالشين. والمثبت عن الأصل، وينظر الجرح لابن أبى حاتم: 1/ 1/ 423.(3/220)
إِنَّ أَمَنَّ النَّاسِ فِي صُحْبَتِهِ وَمَالِهِ أَبُو بَكْرٍ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلا لاتَّخَذْتُهُ خَلِيلا، وَلَكِنْ أُخُوَّةُ الإِسْلامِ وَمَوَدَّتُهُ، لا يَبْقَيَنَّ فِي الْمَسْجِدِ بَابٌ إِلا سُدَّ، إِلا بَابَ أَبِي بَكْرٍ» [1] .
زهده وتواضعه وَإِنفاقه رَضِيَ اللهُ عَنْهُ
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْقَاسِمُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عبد الرحمن ابن أَبِي الْحَسَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ نَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ الْهَمْدَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ خليل ابن هِبَةِ اللَّهِ بْنِ الْخَلِيلِ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ دُرُسْتُوَيْهِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ الْجُوزَجَانِيُّ، حَدَّثَنِي الحسين ابن عِيسَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنِي أَسْلَمُ الْكُوفِيُّ، عَنْ مُرَّةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: دَعَا أَبُو بَكْرٍ بِشَرَابٍ، فَأُتِيَ بِمَاءٍ وَعَسَلٍ، فَلَمَّا أَدْنَاهُ مِنْ فِيهِ نَحَّاهُ، ثُمَّ بَكَى حَتَّى بَكَّى أَصْحَابُهُ، فَسَكَتُوا وَمَا سَكَتَ. ثُمَّ عَادَ فَبَكَى حتَّى ظَنُّوا أَنَّهُمْ لا يَقْوُونَ عَلَى مَسْأَلَتِهِ، ثُمَّ أَفَاقَ فَقَالُوا: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ، مَا أَبْكَاكَ؟ قَالَ: «كُنْتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فَرَأَيْتُهُ، يَدْفَعُ عَنْ نَفْسِهِ شَيْئًا، وَلَمْ أَرَ أَحَدًا مَعَهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا هَذَا الَّذِي تَدْفَعُ، وَلا أَرَى أَحَدًا مَعَكَ؟ قَالَ: هَذِهِ الدُّنْيَا تَمَثَّلَتْ فَقُلْتُ لَهَا: إِلَيْكِ عَنِّي.
فَتَنَحَّتْ ثُمَّ رَجَعَتْ، فَقَالَتْ: أَمَا إِنَّكَ إِنْ أَفْلَتَّ فَلَنْ يُفْلِتَ مَنْ بَعْدَكَ» . فَذَكَرْتُ ذَلِكَ فَمَقَتُّ [2] أَنْ تَلْحَقَنِيَ. قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا أَبُو السّعُودِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ محمد بن المجلّى، حدثنا محمد ابن مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْعُكْبَرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ خَلَفِ بْنِ خَاقَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ دُرَيْدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو حَاتِمٍ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ قَالَ: كَانَ أَبُو بَكْرٍ إِذَا مُدِحَ قَالَ: «اللَّهُمَّ أَنْتَ أَعْلَمُ بِي مِنْ نَفْسِي، وَأَنَا أَعْلَمُ بِنَفْسِي مِنْهُمْ، اللَّهمّ اجْعَلْنِي خَيْرًا مِمَّا يَظُنُّونَ، وَاغْفِرْ لِي مَا لا يَعْلَمُونَ، وَلا تُؤَاخِذْنِي بِمَا يَقُولُونَ» .
قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم بن السمرقندي، أخبرنا أبو بكر بن الطَّبَرِيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ الْقُرَشِيُّ، حدثنا الوليد
__________
[1] الحديث رواه البخاري في كتاب الصلاة عن محمد بن سنان بإسناده: 1/ 126 ورواه الترمذي بإسناده إلى عبيد بن حنين في كتاب المناقب، ينظر تحفة الأحوذي: 10/ 144- 146، وقال: «هذا حديث حسن صحيح» ورواه الإمام أحمد عن ابن عباس: 1/ 270، وعن أبى المعلى: 3/ 478، 5/ 211، 212.
[2] في المطبوعة: «فخشيت» والمثبت عن الأصل.(3/221)
ابن شُجَاعٍ السَّكُونِيُّ وَغَيْرُهُ، حَدَّثَنَا [أَبُو] [1] ، أُسَامَةَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ سَمِعَ أَبَا السَّفَرِ قَالَ:
دَخَلُوا عَلَى أَبِي بَكْرٍ فِي مَرَضِهِ فَقَالُوا: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ، أَلا نَدْعُوا لَكَ طَبِيبًا يَنْظُرُ إِلَيْكَ؟
قَالَ: قَدْ نُظِرَ إِلَيَّ. قَالُوا: مَا قَالَ لَكَ؟ قَالَ إِنِّي فَعَّالٌ لِمَا أُرِيدُ [2] .
أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو رُشَيْدٍ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَسْعُودٍ سُلَيْمَانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ ابن مُوسَى بْنِ مَرْدُوَيْهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ الْحَسَنِ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عبد الجبار هو الْعُطَارِدِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا نَفَعَنِي مَالٌ قَطُّ مَا نَفَعَنِي مَالُ أَبِي بَكْرٍ» . فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ وَقَالَ: وَهَلْ أَنَا وَمَالِي إِلا لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ [3] .
قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَرْدُوَيْهِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيم، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُمَيْرٍ الْقُرَشِيُّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ:
إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هِيَ 2: 271 [4] ... إِلَى آخِرِ الآيَةِ قَالَ: جَاءَ عُمَرُ بِنِصْفِ مَالِهِ يَحْمِلُهُ إِلَى رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رُءُوسِ النَّاسِ، وَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ بِمَالِهِ أَجْمَعَ يَكَادُ يُخْفِيهِ مِنْ نَفْسِهِ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مَا تَرَكْتَ لأَهْلِكَ؟ قَالَ: عِدَّةُ اللَّهِ وَعِدَّةُ رَسُولِهِ. قَالَ: يَقُولُ عُمَرُ لأَبِي بَكْرٍ: بِنَفْسِي أَنْتَ وَبِأَهْلِي أَنْتَ، مَا اسْتَبَقْنَا بَابَ خَيْرٍ قَطُّ إِلا سَبَقْتَنَا إِلَيْهِ [5] .
وَقَدْ رَوَاهُ أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ، عَنْ هَارُونَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَزَّازِ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ دُكَيْنٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ [6] عُمَرَ قَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إن تتصدق، وَوَافَقَ ذَلِكَ مَالا عِنْدِي، فَقُلْتُ، الْيَوْمَ أَسْبِقُ أبا بكر إن سبقته [7] . قال: فجئت
__________
[1] سقط من المطبوعة والمثبت عن الأصل، ينظر التهذيب ترجمة مالك بن مغول: 10/ 22.
[2] أخرجه ابن سعد في الطبقات 3/ 1/ 141.
[3] أخرجه الإمام أحمد وابن ماجة عن أبى معاوية بإسناده إلى أبى هريرة، ينظر المسند: 2/ 253، وسنن ابن ماجة، المقدمة، الحديث 94: 1/ 36. ورواه الإمام أحمد أيضا، عن معاوية، عن أبى إسحاق الفزاري، عن الأعمش بإسناده إلى أبى هريرة، وهي رواية أطول من الأولى ينظر المسند: 2/ 366
[4] البقرة: 271.
[5] رواه ابن حاتم بإسناده إلى موسى بن عمير عن الشعبي، ينظر «تفسير القرآن العظيم» للحافظ ابن كثير: 1/ 477، 478، بتحقيقنا.
[6] لفظ الترمذي: «عن أبيه قال: سمعت عمر بن الخطاب ... » .
[7] لفظ الترمذي: «إن سبقته يوما» والمعنى: «إن سبقته يوما فهذا يومه» وقيل: إن «إن» نافية، والمعنى، ما سبقته يوما قبل ذلك.(3/222)
بِنِصْفِ مَالِي، فَقَالَ [1] : مَا أَبْقَيْتَ لأَهْلِكَ؟ قُلْتُ: مِثْلُهُ. وَجَاءَ [2] أَبُو بَكْرٍ بِكُلِّ مَا عِنْدَهُ، فَقَالَ يَا أَبَا بَكْرٍ، مَا أَبْقَيْتَ لأَهْلِكَ؟ قَالَ: أَبْقَيْتُ لَهُمُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ. قُلْتُ: لا أَسْبِقُهُ إِلَى شَيْءٍ أَبَدًا [3] .
أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ [4] بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الدِّمَشْقِيُّ إِجَازَةً، أَخْبَرَنَا أَبِي، أخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندي، أخبرنا أبو بكر بن الطبري، أخبرنا أَبُو الْحُسَيْن بْن الفضل، حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه ابن جَعْفَر، حَدَّثَنَا يعقوب، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر الحميدي، حَدَّثَنَا سُفْيَان، عَنْ هشام بْن عروة، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أسلم أَبُو بَكْر وله أربعون ألفًا، فأنفقها فِي اللَّه، وأعتق سبعة كلهم يعذب فِي اللَّه:
أعتق بلالًا، وعامر بْن فهيرة، وزنيرة، والنهدية، وابنتها، وجارية بني مؤمل، وأم عنيس.
زنيرة: بكسر الزاي، والنون المشددة، وبعدها ياء تحتها نقطتان، ثُمَّ راء وهاء.
وعبيس: بضم العين المهملة، وفتح الباء الموحدة، والياء الساكنة تحتها نقطتان، وآخره سين مهملة.
قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْوَاسِطِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ، حدثني الحسن ابن عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَاعِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَبِيبٍ الْبُخَارِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ نَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بن سائح [5] بْنِ قوامَةَ بِبُخَارَى، أَخْبَرَنَا جِبْرِيلُ بْنُ منجَاعٍ الْكُشَانِيُّ بِهَا، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ شَدَّادٍ الْمُرَادِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْغِفَارِيِّ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ يَتَعَاهَدُ عَجُوزًا كَبِيرَةً عَمْيَاءَ، فِي بَعْضِ حَوَاشِي الْمَدِينَةِ مِنَ اللَّيْلِ، فَيَسْتَقِي لَهَا وَيَقُومُ بِأَمْرِهَا، فَكَانَ إِذَا جَاءَ وَجَدَ غَيْرَهُ قَدْ سَبَقَهُ إِلَيْهَا، فأصلح ما أرادت.
فجاءها غير مرة كلّا يُسْبَقَ إِلَيْهَا، فَرَصَدَهُ عُمَرُ فَإِذَا هُوَ بِأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ الَّذِي يَأْتِيهَا، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ خَلِيفَةٌ. فَقَالَ عُمَرُ: أَنْتَ هُوَ لَعَمْرِي!! قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي شُرَيْحٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَقِيلِ بْنِ الأَزْهَرِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حدثنا شعبة، عن حبيب بن عبد الرحمن، سمع عمته
__________
[1] لفظ الترمذي: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ...
[2] لفظ الترمذي: وأتى أبو بكر.
[3] تحفة الأحوذي، كتاب المناقب: 10/ 161، وقال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح» .
[4] في المطبوعة: «أخبرنا أبو القاسم» . وهو خطأ نبهنا عليه في هذه الترجمة.
[5] في المطبوعة: «سانح» بالنون. والمثبت عن الأصل(3/223)
أُنَيْسَةَ قَالَتْ: نَزَلَ فِينَا أَبُو بَكْرٍ ثَلاثَ سِنِينَ: سَنَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يُسْتَخْلَفَ، وَسَنَةً بَعْدَ مَا اسْتُخْلِفَ فَكَانَ جَوَارِي الْحَيِّ يَأْتِينَهُ بِغَنَمِهِنَّ، فَيَحْلِبْهُنَّ لَهُنَّ.
قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَعْرُوفٍ أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن القهم [1] ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سَعْدٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا أَبُو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة، عَنْ مُوَرِّقٍ عَنْ أَبِي سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلَّى قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُسَيِّبِ قَالَ- وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ صبيحَةَ، عَنْ أَبِيهِ (ح) قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: بُويِعَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ يَوْمَ قُبِضَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الإِثْنَيْنِ، لاثْنَتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ رَبِيعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ [2] وَكَانَ مَنْزِلُهُ بِالسُّنُحِ [3] عِنْدَ زَوْجَتِهِ حَبِيبَةَ بِنْتِ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَبِي زهير، من بنى الحارث ابن الْخَزْرَجِ، وَكَانَ قَدْ حُجِرَ عَلَيْهِ حَجْرَةٌ مِنْ شِعْرٍ، فَمَا زَادَ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى تَحَوَّلَ إلى المدينة [4] ، وأقام هناك بالسّنح بعد ما بُويِعَ لَهُ سَبْعَةَ [5] أَشْهُرٍ، يَغْدُو [6] عَلَى رِجْلَيْهِ وَرُبَّمَا رَكِبَ عَلَى فَرَسٍ لَهُ [7] ، فَيُوَافِي الْمَدِينَةَ فَيُصَلِّي الصَّلَوَاتِ بِالنَّاسِ فَإِذَا صَلَّى الْعِشَاءَ الآخِرَةَ رَجَعَ إِلَى أَهْلِهِ [8] . وَكَانَ يَحْلِبُ لِلْحَيِّ أَغْنَامَهُمْ، فَلَمَّا بُويِعَ لَهُ بِالْخِلافَةِ قَالَتْ جَارِيَةٌ مِنَ الحي: الآن لا يجلب لَنَا مَنَائِحُنَا.
فَسَمِعَهَا أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: بَلَى، لَعَمْرِي لأَحْلِبَنَّهَا لَكُمْ، وَإِنِّي لأَرْجُو أَنْ لا يُغَيِّرَنِي مَا دَخَلْتُ فِيهِ عَنْ خُلُقٍ كُنْتُ عَلَيْهِ. فَكَانَ يَحْلِبُ لَهُمْ، فَرُبَّمَا قَالَ لِلْجَارِيَةِ: أتحبين أن أرغى لك [9] أَوْ أَنْ أُصَرِّحَ؟
[فَرُبَّمَا قَالَتْ: أَرْغِ. وَرُبَّمَا قَالَتْ صَرِّحْ [10]] فَأَيَّ ذَلِكَ قَالَتْ فَعَلَ.
وله فِي تواضعه أخبار كثيرة، نقتصر منها عَلَى هذا القدر.
__________
[1] في المطبوعة: «الفهم» بالفاء. وقد سبق التنبيه عليه.
[2] بعده في الطبقات 3/ 1/ 131: «من مهاجر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» .
[3] السنح- بضم السين المهملة وسكون النون، وآخره حاء مهملة: إحدى محال المدينة، كان بها منزل أبى بكر، وهي من منازل بنى الحارث بن الخزرج بعوالي المدينة.
[4] في الطبقات: 3/ 1/ 132: «إلى منزله بالمدينة» .
[5] في المطبوعة: «بسبعة» والمثبت عن الأصل. وفي الطبقات: «ستة» .
[6] في المطبوعة: «يعدو» بالعين. والمثبت عن الأصل والطبقات. وفي الطبقات زيادة، وهي: يغدو على رجليه إلى المدينة.
[7] في الطبقات: «وربما ركب على فرس له وعليه إزار ورداء ممشق، فيوافي»
[8] في الطبقات: «رجع إلى أهله بالسنح» . وبعد هذه الفقرة زيادة قد اختصرت في رواية ابن الأثير.
[9] يعنى: أتحبين لبنا تعلوه رغوة أو صريحا خالصا لا رغوة عليه.
[10] من الطبقات.(3/224)
خلافته
أَخْبَرَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ الدِّمَشْقِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَشَائِرِ مُحَمَّدُ بْنُ الْخَلِيلِ بْنِ فَارِسٍ الْقَيْسِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي الْعَلاءِ الْمِصِّيصِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بْنُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ مَعْرُوفِ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ بَكْرَوَيْهِ الْبَالِسِيُّ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَدَنِيُّ، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «رَأَيْتُنِي عَلَى حَوْضٍ، فَوَرَدَتْ عَلَيَّ غَنَمٌ سُودٌ وَبِيضٌ، فَأَوَّلْتُ السُّودَ: الْعَجَمَ، وَالْعُفْرَ [1] : الْعَرَبُ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَأَخَذَ الدَّلْوَ مِنِّي، فَنَزَعَ ذَنُوبًا [2] أَوْ ذَنُوبَيْنِ، وَفِي نَزْعِهِ ضَعْفٌ، وَاللَّهُ يَغْفِرُ لَهُ، فَجَاءَ عُمَرُ فَمَلأَ الْحَوْضَ وَأَرْوَى الْوَارِدَ» [3] . قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ خَيْثَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ حَيْدَرَةَ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ الرَّبِيعِ الْخَزَّازُ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ يَحْيَى بْنِ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الزَّعْرَاءِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْن مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم: «اقتدوا باللّذين مِنْ بَعْدِي: أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ» [4] . قال: وحَدَّثَنَا خيثمة، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن ملاعب الْبَغْدَادِيّ، أَخْبَرَنَا خلف بْن الْوَلِيد، أَخْبَرَنَا المبارك بْن فضالة، حَدَّثَني مُحَمَّد بْن الزُّبَيْر قَالَ: أرسلني عُمَر بن العزيز إِلَى الْحَسَن الْبَصْرِيّ أسأله عَنْ أشياء، فصعدت إِلَيْه فإذا هُوَ متكئٌ عَلَى وسادة من أدم، فقلت: أرسلني إليك عُمَر أسألك عَنْ أشياء، فأجابني فيما سَأَلْتُهُ عَنْهُ، وقلت [5] : اشفني فيما اختلف النَّاس فِيهِ: هَلْ كَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ استخلف أبا بكر؟ فاستوى الحسن قاعدا فقال: أوفى شك هُوَ لا أبا لَكَ؟ إي والله الَّذِي لا إله إلا هُوَ، لقد استخلفه، ولهو كَانَ أعلم باللَّه، وأتقى لَهُ، وأشد مخافة من أن يموت عليها لو لم يأمره.
__________
[1] العفر- بضم العين وسكون الفاء-: البيض، وهو جمع أعفر، ومؤنثه عفراء.
[2] الذنوب- بفتح الذال-: الدلو فيها ماء.
[3] أخرجه البخاري بنحوه عن ابن عمر وأبى هريرة، ينظر كتاب التعبير: 9/ 49. وأخرجه مسلم أيضا عن أبى هريرة، في كتاب فضائل الصحابة: 7/ 112، 113، والإمام أحمد في مسندة عن ابن عمر: 2/ 28، 29، 39، 104، 107 وعن أبى هريرة: 2/ 318، 319، 368، 450. وعن أبى الطفيل عامر بن واثلة: 5/ 554.
[4] أخرجه الترمذي، عن حذيفة، وقال: «وفي الباب عن ابن مسعود، هذا حديث حسن» . ينظر تحفة الأحوذي، كتاب المناقب: 10/ 147، 148. كما أخرجه ابن ماجة في المقدمة في الحديث 97: 1/ 37، والإمام أحمد عن حذيفة بن اليمان:
5/ 382، 385، 399، 402.
[5] في الأصل والمطبوعة: «وقال» والمثبت عن تاريخ الخلفاء للسيوطي 42، ونصه: «وأخرجه ابن عساكر، عن محمد ابن الزُّبَيْر قَالَ: أرسلني عُمَر بْن عَبْد العزيز إلى الحسن البصري أسأله عن أشياء، فجئته فقلت له: اشفني فيما اختلف الناس فيه»(3/225)
أَخْبَرَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الطَّبَرِيُّ بِإِسْنَادِهِ إلى أبي يعلى، [حدثنا زكريا بْنُ يَحْيَى] ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دِينَارٍ الْمَكِّيُّ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لِيُصَلِّ أَبُو بَكْرٍ بِالنَّاسِ. قَالُوا: لَوْ أَمَرْتَ غَيْرَهُ؟ قَالَ: لا يَنْبَغِي لأُمَّتِي أَنْ يَؤُمَّهُمْ إِمَامٌ وَفِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ» . أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بن علي، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَغَيْرُهُمَا، بِإِسْنَادِهِم إِلَى أَبِي عِيسَى السُّلَمِيِّ:
حَدَّثَنَا النَّصْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْكُوفِيِّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ مَيْمُونٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يَنْبَغِي لِقَوْمٍ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ أَنْ يَؤُمَّهُمْ غَيْرُهُ [1] » . قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو عِيسَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، أَخْبَرَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ أَنَّ أَبَاهُ جُبَيْرَ بْنَ مُطْعِمٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّ امْرَأَةً أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شَيْءٍ [2] فَأَمَرَهَا بِأَمْرٍ، فَقَالَتْ: أَرَأَيْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ لَمْ أَجِدْكَ؟ قَالَ:
إِنْ لَمْ تَجِدِينِي فَأْتِي أَبَا بَكْرٍ» [3] .
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي عَلِيٍّ الْمُقْرِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو رُشَيْدٍ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ أَحْمَدَ بن منصور ابن مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَسْعُودٍ سُلَيْمَانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أحمد بن موسى ابن مَرْدُوَيْهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمَالِكِيُّ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانٍ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّخَعِيُّ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْهُذَلِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: «قَدَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا بَكْرٍ فَصَلَّى بِالنَّاسِ، وَإِنِّي لَشَاهِدٌ غَيْرُ غَائِبٍ، وَإِنِّي لَصَحِيحٌ غَيْرُ مَرِيضٍ، وَلَوْ شَاءَ أَنْ يُقَدِّمَنِي لَقَدَّمَنِي، فَرَضِينَا لِدُنْيَانَا مَنْ رَضِيَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ لِدِينِنَا» . أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم يعيش بن صدقة بن علي الفقيه الشافعيّ، أخبرنا أبو القاسم إسماعيل ابن أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ السَّمَرْقَنْدِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْبَزَّازُ، أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ على ابن عِيسَى الْوَزِيرُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ البلوى، حدثنا وهب بن بقية، أخبرنا إسحاق
__________
[1] تحفة الأحوذي، كتاب المناقب: 10/ 158. وقال الترمذي: «هذا حديث غريب» .
[2] لفظ الترمذي: «فكلمته في شيء» .
[3] تحفة الأحوذي، كتاب المناقب: 10/ 162 وقال الترمذي: «هذا حديث صحيح» . وأخرجه البخاري عن عبد العزيز ابن عبد الله، عن إبراهيم بن سعد، باسناده، ينظر كتاب الأحكام: 9/ 101، وأخرجه مسلم أيضا عن عباد بن موسى، عن إبراهيم بن سعد بإسناده. وعن حجاج بن الشاعر عن يعقوب بن إبراهيم بإسناده، ينظر كتاب فضائل الصحابة: 7/ 110.(3/226)
الأَزْرَقُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ نُبَيْطٍ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ نُبَيْطٍ- يَعْنِيَ ابْنَ شريط- عن سالم ابن عُبَيْدٍ- وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الصُّفَّةِ-: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا اشْتَدَّ مَرَضُهُ أُغْمِيَ عَلَيْهِ، فَلَمَّا أَفَاقَ قَال: مُرُوا بِلالا فَلْيُؤَذِّنْ، وَمُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ- قَالَ: ثُمَّ أُغْمِيَ عَلَيْهِ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ:
إِنَّ أَبِي رَجُلٌ أَسِيفٌ [1] ، فَلَوْ أَمَرْتَ غَيْرَهُ؟ فَقَالَ: أُقِيمَتِ الصَّلاةُ؟ فَقَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَبِي رَجُلٌ أَسِيفٌ، فَلَوْ أَمَرْتَ غَيْرَهُ؟ قَالَ: إِنَّكُنَّ صَوَاحِبَاتُ يُوسُفَ، مُرُوا بِلالا فَلْيُؤَذِّنْ، وَمُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ. ثُمَّ أَفَاقَ فَقَالَ: أقيمت الصلاة؟ قالوا: نعم. قال: أدعو إِلَيَّ إِنْسَانًا أَعْتَمِدُ عَلَيْهِ. فَجَاءَتْ بُرَيْرَةُ وَإِنْسَانٌ آخَرُ، فَانْطَلَقُوا يَمْشُونَ بِهِ، وَإِنَّ رِجْلَيْهِ تَخُطَّانِ فِي الأَرْضِ قَالَ: فَأَجْلِسُوهُ إِلَى جَنْبِ أَبِي بَكْرٍ، فَذَهَبَ أَبُو بَكْرٍ يَتَأَخَّرُ، فَحَبَسَهُ حتَّى فَرَغَ النَّاسُ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ قَالَ- وَكَانُوا قَوْمًا أُمِّيِّينَ لَمْ يَكُنْ فِيهِمْ نَبِيٌّ قَبْلَهُ- قَالَ عُمَرُ: «لا يَتَكَلَّمُ أَحَدٌ بِمَوْتِهِ إِلا ضَرَبْتُهُ بِسَيْفِي هَذَا» ! قَالَ فَقَالُوا لَهُ: اذْهَبْ إِلَى صَاحِبِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم فَادْعُهُ، يَعْنِي أَبَا بَكْرٍ. قَالَ: فَذَهَبْتُ فَوَجَدْتُهُ فِي الْمَسْجِدِ، قَالَ: فَأَجْهَشْتُ أَبْكِي، قَالَ: لَعَلَّ نَبِيَّ اللَّهِ تُوُفِّيَ؟
قُلْتُ: إِنَّ عُمَرَ قَالَ: «لا يَتَكَلَّمُ أَحَدٌ بِمَوْتِهِ إِلا ضَرَبْتُهُ بِسَيْفِي هَذَا» ! قَالَ: فَأَخَذَ بِسَاعِدِي ثُمَّ أَقْبَلَ يَمْشِي، حَتَّى دَخَلَ، فَأَوْسَعُوا لَهُ. فَأَكَبَّ عَلَى رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى كَادَ وَجْهُهُ يَمَسُّ وَجْهَ رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَظَرَ نَفْسَهُ حَتَّى اسْتَبَانَ أَنَّهُ توفى. فقال: إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ 39: 30 [2] قَالُوا: يَا صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَعَلِمُوا أَنَّهُ كَمَا قَالَ.
قَالُوا: يَا صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ، هَلْ يُصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: يَجِيءُ نَفَرٌ مِنْكُمْ فَيُكَبِّرُونَ فَيَدْعُونَ وَيَذْهَبُونَ حَتَّى يَفْرَغَ النَّاسُ. فَعَلِمُوا أَنَّهُ كَمَا قَالَ، قَالُوا: يَا صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ، هَلْ يُدْفَنُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نِعْمَ. قَالُوا: أَيْنَ يُدْفَنُ؟ قَالَ: حَيْثُ قبض الله روحه، فإنه لَمْ يَقْبِضْهُ إِلا فِي مَوْضِعٍ طَيِّبٍ. قَالَ: فَعَرَفُوا أَنَّهُ كَمَا قَالَ. ثُمَّ قَالَ: عِنْدَكُمْ صَاحِبُكُمْ. ثُمَّ خَرَجَ، فَاجْتَمَعَ إِلَيْه الْمُهَاجِرُونَ- أَوْ مَنِ اجْتَمَعَ إِلَيْه مِنْهُمْ- فَقَالَ: انْطَلِقُوا إِلَى إِخْوَانِنَا مِنَ الأَنْصَارِ، فَإِنَّ لَهُمْ فِي هَذَا الْحَقِّ نَصِيبًا. قَالَ: فَذَهَبُوا حَتَّى أَتَوُا الأَنْصَارَ، قَالَ: فَإِنَّهُمْ لَيَتَآمَرُونَ إِذْ قَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ: «مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ» فَقَامَ عُمَرُ وَأَخَذَ بِيَدِ أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ: «سَيْفَانِ فِي غِمْدٍ إِذَنْ لا يَصْطَحِبَانِ» ثُمَّ قَالَ: مَنْ لَهُ هَذِهِ الثَّلاثَةُ: إِذْ هُما فِي الْغارِ 9: 40،
__________
[1] أسيف: سريع البكاء والحزن، رقيق القلب.
[2] سورة الزمر، الآية 30.(3/227)
إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنا 9: 40 [1] مَعَ مَنْ؟ فَبُسِطَ يَدُ أَبِي بَكْرٍ فَضُرِبَ عَلَيْهَا، ثُمَّ قَالَ لِلنَّاسِ: بَايِعُوا. فَبَايَعَ النَّاسُ أَحْسَنَ بَيْعَةً» .
أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرِ بْنُ أَبِي حبة بإسناده عن عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا حسين [2] ابن عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: «لَمَّا قُبِضَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتِ الأَنْصَارُ: «مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُم أَمِيرٌ» فَأَتَاهُمْ عُمَرُ فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ، أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ أَبَا بَكْرٍ أَنْ يَؤُمَّ النَّاسَ؟ فَأَيُّكُمْ تَطِيبُ نَفْسُهُ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَبَا بَكْرٍ؟ فَقَالُوا:
«نَعُوذُ باللَّه أَنْ نَتَقَدَّمَ أَبَا بَكْرٍ» .
أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ عَلِيٍّ الدِّمَشْقِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْخِلَعِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ النَّحَّاسِ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ الأَعْرَابِيِّ، حَدَّثَنَا مشرفُ بْنُ سَعِيدٍ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قال:
كَانَ رُجُوعُ الأَنْصَارِ يَوْمَ سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ بِكَلامٍ قَالَهُ عُمَرُ، قَالَ: أَنْشُدُكُمْ باللَّه، أَمَرَ أَبُو بَكْرٍ أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ؟ قَالُوا: اللَّهمّ نَعَمْ. قَالَ: فَأَيُّكُمْ تَطِيبُ نَفْسُهُ أَنْ يُزِيلَهُ عَنْ مُقَامِهِ الَّذِي أَقَامَهُ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالُوا: كُلُّنَا لا تَطِيبُ أَنْفُسُنَا، نَسْتَغْفِرُ اللَّهَ!.
وَقَدْ وَرَدَ فِي الصَّحِيحِ حَدِيثَ عُمَرَ فِي بَيْعَةِ أَبِي بَكْرٍ، وَهُوَ حَدِيثٌ طَوِيلٌ، تَرَكْنَاهُ لِطُولِهِ وَشُهْرَتِهِ [3] .
ولما توفي رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ارتجت مكَّة، فسمع بذلك أَبُو قحافة فَقَالَ: ما هَذَا؟ قَالُوا:
قبض رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: أمر جليل، فمن ولي بعده؟ قَالُوا: ابنك. قَالَ: فهل رضيت بذلك بنو عَبْد مناف وبنو المغيرة؟ قَالُوا: نعم. قَالَ: لا مانع لما أعطى اللَّه، ولا معطي لما منع.
وكان عُمَر بْن الخطاب أول من بايعه، وكانت بيعته فِي السقيفة يَوْم وفاة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ كانت بيعة العامة من الغد. وتخلف عَنْ بيعته: عليّ، وبنو هاشم، والزبير بْن العوام، وخالد بْن سَعِيد بْن العاص، وسعد بْن عبادة الْأَنْصَارِيّ. ثُمَّ إن الجميع بايعوا بعد موت فاطمة بِنْت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا سعد بْن عبادة، فإنه لم يبايع أحدًا إِلَى أن مات. وكانت بيعتهم بعد ستة أشهر على القول الصحيح، وقيل غير ذلك.
__________
[1] سورة التوبة، الآية 40.
[2] في المطبوعة: «مسعود بن على» وهو خطأ، والمثبت عن الأصل، ومسند أحمد: 1/ 396. ولم نجد من يدعى «مسعود بن على» . وحسين بن على بن الوليد الجعفي يروى عن زائدة، وعنه الإمام أحمد: ينظر التهذيب 2/ 357، 358.
[3] البخاري، باب فضائل أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: 5/ 827.(3/228)
وقام فِي قتال أهل الردة مقامًا عظيمًا ذكرناه فِي الكامل فِي التاريخ [1] .
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الوهاب بن هبة الله بإسناده إلى عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي، حدثنا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ وَسُفْيَانُ [2] ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَسْمَاءَ بْنِ الْحَكَمِ الْفَزَارِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: كُنْتُ إِذَا سَمِعْتُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا نَفَعَنِي اللَّهُ بِمَا شَاءَ أَنْ يَنْفَعَنِي [3] ، فَإِذَا حَدَّثَنِي عَنْهُ غَيْرُهُ أَسْتَحْلِفُهُ، فَإِذَا حَلَفَ لِي صَدَّقْتُهُ، وَإِنَّهُ حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ- وَصَدَقَ أَبُو بَكْرٍ- أَنَّهُ سَمِعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «مَا مِنْ رَجُلٍ يُذْنِبُ فَيَتَوَضَّأُ فَيُحْسِنُ الْوُضُوءَ- قَالَ مِسْعَرٌ: وَيُصَلِّي، وَقَالَ سُفْيَانُ: ثُمَّ يُصَلِّي- رَكْعَتَيْنِ فَيَسْتَغْفِرُ اللَّهَ إِلا غَفَرَ لَهُ» [4] .
وفاته
قَالَ ابْنُ إِسْحَاق: «توفي أَبُو بَكْر» ، رَضِي اللَّه عَنْهُ، يَوْم الجمعة، لسبع ليال بقين من جمادى الآخرة، سنة ثلاث عشرة، وصلى عَلَيْهِ عُمَر بْن الخطاب.
وقَالَ غيره: توفي عشي يَوْم الاثنين. وقيل: ليلة الثلاثاء. وقيل: عشي يَوْم الثلاثاء، لثمان بقين من جمادى الآخرة.
وأَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد بْن أَبِي الْقَاسِمِ إجازة، أَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ يُوسُفُ بْن عَبْد الواحد، حَدَّثَنَا شجاع بْن عليّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد اللَّه بْن منده قَالَ: وُلد- يعني أَبا بَكْر- بعد الفيل بسنتين وأربعة أشهر إلا أيامًا، ومات بعد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسنتين وأشهر بالمدينة، وهو ابْنُ ثلاث وستين سنة. وكان رجلًا أبيض نحيفًا، خفيف العارضين، معروق [5] الوجه غائر العينين، ناتىء الجبهة، يخضب بالحناء والكتم [6] . وكان أول من أسلم من الرجال، وأسلم أبواه لَهُ، ولوالديه ولولده وولد ولده صحبة، رَضِي اللَّه عَنْهُمْ.
__________
[1] الكامل لابن الأثير: 2/ 231/ 260.
[2] في المطبوعة: «حدثنا مسعر عن سفيان» والمثبت من المسند. ووكيع بن الجراح يروى عن مسعر بن حبيب الجرمي، وسفيان الثوري. ينظر التهذيب: 11/ 123، 124.
[3] لفظ المسند: «بما شاء منه» .
[4] مسند أحمد: 1/ 2.
[5] معروق الوجه: قليل اللحم.
[6] الكتم- بفتح الكاف والتاء-: نبت يخلط مع الوسمة، ويصبغ به الشعر أسود.(3/229)
قَالَ: وأَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر الفرضي، أَخْبَرَنَا أَبُو محمد الجوهري، أخبرنا أبو عمر ابن حيويه [1] أَخْبَرَنَا أحمد بْن معروف، أَخْبَرَنَا الحسين بن القهم [2] حدثنا محمد بن سعد، حدثنا عَبْد العزيز بْن عَبْد اللَّه الأويسي [3] ، حَدَّثَني ليث بْن سعد، عَنْ عقيل، عَنِ ابْنِ شهاب أن أبا بَكْر، والحارث بْن كلدة كانا يأكلان خزيرة [4] أهديت لأبي بَكْر، فَقَالَ الحارث: ارفع يدك يا خليفة رَسُول اللَّه، والله إن فيها لسم سنة، وأنا وأنت نموت فِي يَوْم واحد. قَالَ: فرفع يده، فلم يزالا عليلين حتَّى ماتا فِي يَوْم واحد، عند انقضاء السنة [5] .
قَالَ: وأَخْبَرَنَا أَبِي بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سعد، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عُمَر، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: كَانَ أول [ما بدئ] [6] مرض أَبِي بَكْر أَنَّهُ اغتسل يَوْم الاثنين، لسبع خلون من جمادى الآخرة- وكان يومًا باردًا- فحم خمسة عشر يومًا، لا يخرج إِلَى صلاة، وكان يأمر عُمَر يصلي بالناس، ويدخل النَّاس عَلَيْهِ يعودونه وهو يثقل كل يَوْم [وهو نازل يومئذ فِي داره التي قطع لَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وجاه دار عثمان بْن عفان اليوم] [7] ، وكان عثمان ألزمهم لَهُ فِي مرضه، وتوفي مساء ليلة الثلاثاء لثمان ليال بقين من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة، فكانت خلافته سنتين، وثلاثة أشهر وعشر ليال وكان أَبُو معشر يَقُولُ: سنتين وأربعة أشهر إلا أربع ليال، وتوفي وهو ابْنُ ثلاث وستين سنة، مجمع [8] عَلَى ذَلِكَ فِي الروايات كلها، استوفى سن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان أَبُو بَكْر ولد بعد الفيل بثلاث سنين [9] » وهو أول خليفة كَانَ فِي الْإِسْلَام، وأول من حج أميرا فِي الْإِسْلَام، فإن رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فتح مكَّة سنة ثمان، وسير أبا بَكْر يحج بالناس أميرًا سنة تسع، وهو أول من جمع القرآن، وقيل:
عليّ بْن أَبِي طَالِب أولُ من جمعه، وكان سبب جمع أَبِي بَكْر للقرآن ما ذكرناه في ترجمة عثمان ابن عفان، وهو أوّل خليفة ورثه أبوه.
__________
[1] في المطبوعة: «حيوة» . وهو خطأ، والمثبت عن الأصل، وينظر المشتبه: 139.
[2] في الأصل والمطبوعة: «الفهم» بالفاء، وقد نبهنا عليه من قبل. وينظر المشتبه: 511.
[3] في المطبوعة: «الأوسي» وهو خطأ، وهو: عبد العزيز بن عبد الله بن يحيى بن عمرو بن أويس القرشي الأويسي المدني، أبو القاسم الفقيه، روى عن مالك وسليمان بن بلال، ونافع، وعنه البخاري. وثقة أبو داود. «ينظر الخلاصة» .
[4] الخزيرة: لحم يقطع صغارا، ويصب عليه ماء كثير، فإذا نضج ذر عليه الدقيق.
[5] الطبقات الكبرى لابن سعد: 3/ 1/ 141.
[6] عن الأصل. وفي الطبقات 3/ 1/ 141: «أول بدء مرض» .
[7] سقط نظر، أثبتناه عن الطبقات الكبرى لابن سعد.
[8] في الأصل والمطبوعة: «مجتمع» .
[9] الطبقات الكبرى لابن سعد: 3/ 1/ 143، 144.(3/230)
وقَالَ زياد بْن حنظلة: كَانَ سببُ موت أَبِي بَكْر الكمد عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ومثله قَالَ عَبْد اللَّه بْن عُمَر.
ولما حضره الموت استخلف عُمَر بْن الخطاب، رَضِي اللَّه عَنْهُمَا، وَقَدْ ذكرنا ذلك فِي ترجمة عُمَر، رَضِي اللَّه عَنْهُ.
3065- عبد الله بن عثمان بن عفان
(د ع) عَبْد اللَّه بْن عثمان بْن عفان بْن أَبِي العاص بْن أمية بْن عَبْد شمس، وأمه رقية بِنْت [1] رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وبه كَانَ أَبُوهُ عثمان يُكنى. ولد بأرض الحبشة.
قَالَ مصعب الزبيري: لما هاجر عثمان بْن عفان ومعه زَوْجَه رقية بِنْت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولدت لَهُ هناك غلامًا سماه عَبْد اللَّه.
وروى عَبْد الكريم بْن روح بْن عنبسة بْن سَعِيد، مَوْلَى عثمان بْن عفان- وكانت أمه أم عياش لرقية بِنْت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن أَبِيهِ روح بْن عنبسة، عَنْ جدته أم عياش قَالَتْ:
ولدت رقية لعثمان غلامًا، فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله، وكني عثمان بأبي عَبْد اللَّه، وعاش ست سنين، ومات ودخل رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبره، قَالَه الزُّبَيْر بْن بكار.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
3066- عبد الله بن العدوي
(ب) عبد الله العدوي، من بني عدي. كَانَ اسمه السائب فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عَبْد اللَّهِ.
روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ضمان الدين نحو حديث أَبِي قَتَادَة، وفي حديثه: «ديناران كيتان [2] » . رَوَاهُ ابْنُ لهيعة عَنْ أَبِي قبيل. حديثه فِي المصريين. أخرجه أبو عمر [3] .
3067- عبد الله بن عدي الأنصاري
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن عدي الْأَنْصَارِيّ.
رَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيٍّ الأَنْصَارِيِّ قَالَ:
__________
[1] كتاب نسب قريش: 104.
[2] ينظر مسند أحمد عن جابر بن عبد الله: 3/ 330. ومجمع الزوائد 4/ 127.
[3] الاستيعاب: 3/ 1004.(3/231)
«بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في أصحابه، إذ جَاءَهُ رَجُلٌ فَسَارَّهُ فِي قَتْلِ رَجُلٍ مِنَ الْمُنَافِقِينَ، فَجَهَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَلامِهِ، فَقَالَ: أَلَيْسَ يَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ؟ قَالَ: بَلَى، وَلا شَهَادَةَ لَهُ.
قَالَ: أَلَيْسَ يُصَلِّي؟ قَالَ: بَلَى، وَلا صَلاةَ لَهُ. قَالَ: أُولَئِكَ الَّذِينَ نُهِيتُ عَنْ قَتْلِهِمْ» أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ، وَقَالَ أَبُو عُمَرَ: وَقَدْ رَوَى عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيٍّ [1] أَنَّ رَجُلا مِنَ الأَنْصَارِ أَخْبَرَهُ [2] وذكر الحديث، قال: والصواب هو الأول [3] .
3068- عبد الله بن عدي بن الحمراء
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن عدي بْن الحمراء الْقُرَشِيّ الزُّهْرِيّ، من أنفسهم. وقيل: إنه ثقفي حليف لهم. يكنى أبا عُمَر، وقيل: أَبُو عَمْرو.
لَهُ صحبة، وهو من أهل الحجاز، وكان ينزل بين قديد [4] وعسفان.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ وَغَيْرُهُ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عَقِيلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ ابن عَدِيِّ بْنِ الْحَمْرَاءِ الزُّهْرِيَّ أَخْبَرَهُ قَالَ: رَأَيْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم واقفا عَلَى الْحَزْوَرَةِ [5] وَهُوَ، يَقُولُ: «وَاللَّهِ إِنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللَّهِ، وَأَحَبُّ أَرْضِ اللَّهِ إِلَى اللَّهِ، وَلَوْلا أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ لَمَا خَرَجْتُ» [6] .
رَوَاهُ جَمَاعَةٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم. أخرجه الثلاثة.
3069- عبد الله بن عديس البلوى
(د ع) عَبْد اللَّه بْن عديس البلوي، أخو عَبْد الرَّحْمَن.
نذكر نسبه عند أخيه، إن شاء اللَّه تَعَالى. يُقال: لَهُ صحبة. شهد فتح مصر، وله بها خطة، ولا تعرف لَهُ رواية. قاله [أَبُو] [7] سَعِيد بْن يونس. قيل: إنه كَانَ ممن بايع تحت الشجرة.
أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: «عن عدي» وهو خطأ.
[2] وهذه هي رواية الإمام أحمد في مسندة الّذي بأيدينا، ينظر 5/ 432، 433.
[3] الاستيعاب: 947، 948.
[4] قديد: اسم موضع قرب مكة. وعسفان: على مرحلتين من مكة.
[5] الحزورة: موضع بمكة. والحزورة في الأصل بمعنى التل الصغير، سميت بذلك لأنه كان هناك تل صغير.
[6] تحفة الأحوذي، كتاب المناقب، باب في فضل مكة: 10/ 426.
[7] سقط من المطبوعة.(3/232)
3070- عبد الله بن عرابة
(د ع) عَبْد اللَّه بْن عرابة الجهني.
روى عَنْهُ مُعَاذُ بْن عَبْد اللَّهِ بْن خبيب [1] أَنَّهُ قَالَ: أقبلنا مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِن غزوة الفتح حتَّى إِذَا كُنَّا بالكديد [2] ، أتاه ناس يسألونه التسريح إِلَى أهليهم، فأذن لهم ... وذكر الحديث.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
3071- عبد الله بن عرفجة
(د ع) عَبْد اللَّه بْن عرفجة السالمي، من بني سالم بْن مَالِك بْن الأوس.
قَالَ ابن إِسْحَاق، فِي تسمية من شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ من بني غنم بْن سالم بْن مَالِك بْن الأوس: عَبْد اللَّه بْن عرفجة.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
3072- عبد الله بن عرفطة
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن عرفطة بْن عدي بْن أمية بْن خدارة [3] بْن عوف الْأَنْصَارِيّ، وخدارة أخو خدرة، قاله أَبُو عُمَر.
وجعله ابْنُ منده وَأَبُو نعيم من بني خدرة، وقالا: قَالَ عروة وابن شهاب وابن إِسْحَاق، في تسمية من شهد بدرا مع رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم من بني خدرة بْن عوف: عَبْد اللَّه بْن عرفطة. وكان حليف بني الحارث بْن الخزرج.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
قلت: كذا ذكره ابْنُ مندة وأبو نعيم أنه من خدرة عَنِ ابْنِ إِسْحَاق، والذي عندنا من سيرة ابْنُ إِسْحَاق رواية يونس بْن بكير، وعبد الملك بْن هشام، وسلمة بْن الفضل: خدارة بزيادة ألف، وهُوَ أخو خدرة، ولعل الغلط إنَّما وقع من الكاتب، والله أعلم.
3073- عبد الله أبو عصام المزني
(س) عَبْد اللَّه أَبُو عصام المزني. أورده ابن شاهين.
__________
[1] في المطبوعة: حبيب، بالحاء، وقد نبهنا على صوابه وأنه خبيب، بضم الخاء المعجمة مصغرا. وينظر التقريب 2/ 256.
[2] الكديد: موضع بالحجاز، على اثنين وأربعين ميلا من مكة.
[3] في تاج العروس 3/ 172: «وخدارة- بالضم- أخو خدرة من الأنصار.. هكذا ضبطه ابن عبد البر في الاستيعاب وابن دريد في الاشتقاق، وقال ابن إسحاق: هو جذارة، بالجيم المكسورة» .(3/233)
رَوَى سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ مُسَاحِقٍ الْقُرَشِيُّ، عَنْ عِصَامِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: بعثنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «اقْتُلُوا مَا لَمْ تَرَوْا مَسْجِدًا، أَوْ تَسْمَعُوا مُؤَذِّنًا. قَالَ: فَأَتَيْنَا بَطْنَ نَخْلَةٍ فَرَأَيْنَا رَجُلا، فَقُلْنَا: «أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ» . فَلَمْ يُجِبْنَا، حتَّى قُلْنَا ثَلاثًا، وَقُلْنَا لَهُ: «إِنْ لَمْ تَقُلْ قَتَلْنَاكَ» قَالَ: ذَرُونِي أَقْضِي إِلَى النِّسْوَانِ حَاجَةً، فَأَتَى امْرَأَةً مِنْهُنَّ فَقَالَ [1] :
[فَلا ذَنْبَ لِي قَدْ قُلْتُ إِذْ نَحْنُ جِيرَةٌ] ... أَثِيبِي بِوُدٍّ قَبْلَ إِحْدَى الصَّفَائِقِ [2]
أَثِيبِي بِوُدٍّ قَبْلَ أَنْ تَشْحَطَ [3] النَّوَى ... وَيَنْأَى أَمِيرِي بِالْحَبِيبِ الْمُفَارِقِ
قَالَ: فَقَتَلْنَاهُ فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ فَوَقَعَتْ عَلَيْهِ، فَلَمْ تَزَلْ تَرْشِفُهُ حتَّى مَاتَتْ عَلَيْهِ. قَالَ سُفْيَانُ:
وَكَانَتِ امْرَأَةٌ كَثِيرَةُ الشَّحْمِ.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
قُلْتُ: وَهَذِهِ الْقِصَّةُ كَانَتْ مَعَ بَنِي جُذَيْمَةَ، لَمَّا أَرْسَلَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم لما فتح مكة خالد ابن الوليد، فقتلهم خطأ، فَوَدَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقَتْلَى، وَاسْمُ الْمَرْأَةِ حَبَيِشَّةُ، وَقَدْ أَتَيْنَا عَلَى الْقِصَّةِ جميعها في الكامل في التاريخ [4] .
3074- عبد الله بن عصام
(د ع) عَبْد اللَّه بْن عصام الأَشْعَرِي. عداده فِي أهل الشام.
روى عَنْهُ عَبْد اللَّه بْن محيريز أَنَّهُ قَالَ: «لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عشرة: العاضهة والمعتضهة- يعني [5] الساحرة- والواشرة والموتشرة» الحديث يرد فِي عائذ [6] .
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم [7] .
__________
[1] ذكر ابن هشام هذين البيتين في أبيات أخر، مع اختلاف يسير: 2/ 433، 434. وكذلك ذكر هذه الأبيات ابن الأثير في الكامل: 2/ 175.
[2] الصفائق: جمع صفيقة، وهي حوادث الدهر وصروفه.
[3] تشحط: تبعد. والنوى: النوى الوجه الّذي ينويه المسافر.
[4] الكامل: 2/ 173- 177.
[5] في النهاية: «أنه لعن العاضهة والمستعضهة. قيل: هي الساحرة والمستسحرة» .
والواشرة: المرأة التي تجدد أسنانها، وترفق أطرافها، تفعله المرأة الكبيرة تشبها بالشواب. والموتشرة: التي تأمر من يفعل بها ذلك.
[6] كذا في المطبوعة. وفي الأصل: «يرد في ابن وعائد» .
[7] قال الحافظ في الإصابة- وقد ذكر عبد الله بن عصام-: «هكذا ذكره ابن الأثير. ولم أر له في الكتابين ذكرا، ولا في تاريخ ابن عساكر، نعم في تاريخ ابن عساكر: عبد الله بن عضاء الأشعري، وأبو عضاه- بضاد معجمة وآخرة هاء عوض الميم- وذكر أنه شهد صفين مع معاوية ... ولم يذكر من أمره غير ذلك، ولا ذكر لعبد الله بن محيريز عنه رواية» .(3/234)
3075- عبد الله بن عكبرة
(د ع) عَبْد اللَّه بْن عكبرة [1] ، يُقال: إنه من اليمن.
روى حديثه أَبُو أَحْمَد الزبيري، عَنْ حنظلة بْنُ عَبْد الحميد، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، عَنْ مجاهد، عَنْ عَبْد اللَّه بْن عكبرة- وكانت لَهُ صحبة-، قَالَ: «التخليل من السنة» .
أَخْرَجَهُ أَبُو أَحْمَد العسكري، وأخرجه ابْنُ منده وَأَبُو نعيم.
3076- عبد الله بن عكيم
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن عكيم، أَبُو معبد.
سكن الكوفة، أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يره، قَاله ابْنُ منده وَأَبُو نعيم.
وقَالَ أَبُو عُمَر: اختلف فِي سماعه من النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [2] .
روى عَنْهُ زيد بْن وهب، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي ليلى، وعيسى ابنه، وهلال الوزان، والقاسم بْن مخيمرة.
أَخْبَرَنَا الْخَطِيبُ أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُكَيْمٍ قَالَ: قُرِئَ عَلَيْنَا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ بِأَرْضِ جُهَيْنَةَ: «أَنْ لا تَسْتَمْتِعُوا مِنَ الْمَيْتَةِ بِشَيْءٍ مِنْ إِهَابٍ وَلا عَصَبٍ» [3] وَقَدْ رُوِيَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُكَيْمٍ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ، وَفِي بَعْضِهَا يَقُولُ: «جَاءَنَا كِتَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قبل وَفَاتِهِ بِشَهْرٍ: «أَنْ لا تَنْتَفِعُوا مِنَ الْمَيْتَةِ بِإِهَابٍ وَلا عَصَبٍ.» أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
3077- عَبْد اللَّه بن علقمة القرشي
عَبْد اللَّهِ بْن علقمة بْن المطلب بْن عَبْد مناف الْقُرَشِيّ المطلبي، يكنى أبا نبقة، وهو والد هذيم [4] وجنادة. قَالَ الطبري: أقطع له رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر خمسين وسقًا.
ذكره أَبُو عُمَر وأبو موسى في الكنى [5] ، ولم يخرجه هاهنا واحد منهم.
__________
[1] عكبرة- آخره تاء- هكذا في أسد الغابة والإصابة، لكن في تاج العروس 3/ 430: «وعبد الله بن عكبر- كجعفر- محدث روى عنه مجاهد في التخليل سنة.... هكذا ضبطه ابن ماكولا. وقال غيره: هو ابن عكيم مصغرا، قال الصاغاني، وروايتهم له بالميم يدل على أنه عكير مصغرا»
[2] الاستيعاب: 949.
[3] رواه أحمد في مسندة عن وكيع وابن جعفر عن شعبة بإسناد نحوه: 4/ 310.
[4] هكذا بالذال مصغرا، ومثله في كتاب نسب قريش: 96. وقد نقل ابن الأثير عن أبى عمر أنه بالراء. وسيورد له ترجمتين على هذا: «هريم» ، «وهذيم» .
[5] الّذي في باب الكنى من الاستيعاب 1765: «أبو نبقه، اسمه علقمة بن المطلب» ومثله في الإصابة: «أبو نبقة بن عبد المطلب» والصواب ما ذكره ابن الأثير، فقد قال مصعب الزبيري في كتاب نسب قريش 96: «وولد علقمة بن المطلب أبا نبقة واسمه عبد الله» .(3/235)
3078- عبد الله بن عمار
(ب) عَبْد اللَّه بْن عمار. روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وحديثه عندهم مرسل. روى عَنْهُ عَبْد اللَّه بْن يربوع.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر مختصرًا.
3079- عَبْد اللَّه بْن عمر الجرمي
عبد الله بن عمر الجرمي. يُقال: لَهُ صحبة، من حديثه: أَنَّهُ جاء بإداوة من عند النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيها ماءٌ، قَدْ غسل فيها وجهه، ومضمض، وغسل ذراعيه وقال لَهُ: لا «تردن ماء إلا وملأت الإداوة عَلَى ما فيها، فإذا وردت بلادك فرش بها تلك البيعة واتخذها مسجدا» [1] .
3080- عبد الله بن عمر بن الخطاب
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن الخطاب الْقُرَشِيّ العدوي. يرد نسبه عند ذكر أَبِيهِ إن شاء اللَّه تَعَالى، أمه وأم أخته حفصة: زينب بِنْت مظعون بْن حبيب الجمحية [2] .
أسلم مَعَ أَبِيهِ وهو صغير لم يبلغ الحلم، وَقَدْ قيل: إن إسلامه قبل إسلام أَبِيهِ. ولا يصح وَإِنما كانت هجرته قبل هجرة أَبِيهِ، فظن بعضُ النَّاس أن إسلامه قبل إسلام أَبِيهِ.
وأجمعوا عَلَى أَنَّهُ لم يشهد بدرًا، استصغره النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فردَّه، واختلفوا فِي شهوده أحدًا، فقيل: شهدها. وقيل: رده رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ غيره ممن لم يبلغ [الحلمُ] .
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن أحمد بن علي، بإسناده إلى يونس بن بكير عن ابن إسحاق: حَدَّثَنِي نَافِعٌ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: لَمَّا أَسْلَمَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ: أَيُّ أَهْلِ مَكَّةَ أَنْقَلُ لِلْحَدِيثِ؟ قَالُوا:
جَمِيلُ بْنُ مَعْمَرٍ الْجُمَحِيُّ. فَخَرَجَ عُمَرُ وَخَرَجْتُ وَرَاءَهُ، وَأَنَا غُلَيْمٌ أَعْقِلُ كُلَّ مَا رَأَيْتُ، حَتَّى أَتَاهُ، فَقَالَ: يا جميل، أشعرت أنّى قد أسلمت؟ فو الله مَا رَاجَعَهُ الْكَلامَ حَتَّى قَامَ يَجُرُّ رِدَاءَهُ، وَخَرَجَ عُمَرُ يَتْبَعُهُ، وَأَنَا مَعَهُ، حَتَّى إِذَا قَامَ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ صَرَخَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، إِنَّ عُمَرَ قَدْ صَبَأَ. قَالَ: كَذَبْتَ. ولكنى أسلمت ... » وذكر الحديث [3] .
__________
[1] قال ابن حجر في الإصابة: «استدركه ابن الأمين على الاستيعاب، وقال: يقال له صحة ... وتبعه ابن الأثير. وفيه تغيير في اسم أبيه، وقد ذكره أبو عمر على الصواب في عبد الله بن عمير، بالتصغير» بتصرف.
وقال الحافظ في عبد الله بن عمير: «السدوسي» ، ويقال: الجرمي» وقد ذكر أبو عمر ترجمة عبد الله بن عمير السدوسي، ينظر الاستيعاب: 960.
[2] كتاب نسب قريش: 348.
[3] سيرة ابن هشام: 1/ 348، 349.(3/236)
والصحيح أن أول مشاهدة الخندق، وشهد غزوة مؤتة مَعَ جَعْفَر بْن أَبِي طَالِب رَضِي اللَّه عَنْهُمْ أجمعين، وشهد اليرموك، وفتح مصر، وَإِفريقية.
وكان كَثِير الأتباع لآثار رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حتَّى إنه ينزل منازله، ويصلي فِي كل مكان صلى فِيهِ، وحتى إن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نزل تحت شجرة، فكان ابْنُ عُمَر يتعاهدها بالماء لئلا تيبس.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنِ عَلِيٍّ، وَغَيْرُهُ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى مُحَمَّدِ بْنِ عيسى قال: حدثنا أحمد ابن مَنِيعٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّمَا بِيَدِي قِطْعَةُ إِسْتَبْرَقٍ، وَلا أُشِيرُ بِهَا إِلَى مَوْضِعٍ مِنَ الْجَنَّةِ إِلا طَارَتْ بِي إِلَيْهِ، فَقَصَصْتُهَا عَلَى حَفْصَةَ، فَقَصَّتْهَا حَفْصَةُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «إِنَّ أَخَاكِ رَجُلٌ صَالِحٌ- أَوْ: إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ رَجُلٌ صَالِحٌ» [1] أَخْبَرَنَا الْحَافِظُ أَبُو مُحَمَّدٍ الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ عَلَيَّ. إِجَازَةً قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الثَّقَفِيُّ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا الْخُنَيْسِيُّ- يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: خَرَجَ ابْنُ عُمَرَ فِي بَعْضِ نَوَاحِي الْمَدِينَةِ، وَمَعَهُ أَصْحَابٌ لَهُ، وَوَضَعُوا السُّفْرَةَ لَهُ، فَمَرَّ بِهِمْ رَاعِي غَنَمٍ، فَسَلَّمَ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: هَلُمَّ يَا رَاعِي فَأَصِبْ مِنْ هَذِهِ السُّفْرَةِ. فَقَالَ لَهُ: إِنِّي صَائِمٌ. فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: أَتَصُومُ فِي مِثْلِ هَذَا الْيَوْمِ الْحَارِّ الشَّدِيدِ سَمُومُهُ، وَأَنْتَ فِي هَذِهِ الْحَالِ تَرْعَى هَذِهِ الْغَنَمَ؟ فَقَالَ: وَاللَّهِ إِنِّي أُبَادِرُ أَيَّامِي هَذِهِ الْخَالِيَةَ.
فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ- وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَخْتَبِرَ وَرَعَهُ-: فَهَلْ لَكَ أَنْ تَبِيعَنَا شَاةً مِنْ غَنَمِكَ هَذِهِ فَنُعْطِيَكَ ثَمَنَهَا وَنُعْطِيَكَ مِنْ لَحْمِهَا مَا تُفْطِرُ عَلَيْهِ؟ قَالَ: إِنَّهَا لَيْسَتْ لِي بِغَنَمٍ، إِنَّهَا غَنَمُ سَيِّدِي. فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ: فَمَا يَفْعَلُ سَيِّدُكَ إِذَا فَقَدَهَا؟ فَوَلَّى الرَّاعِي عَنْهُ، وَهُوَ رَافِعٌ أُصْبُعَهُ إِلَى السَّمَاءِ، وَهُوَ يَقُولُ: فَأَيْنَ اللَّهُ؟ قَالَ: فَجَعَلَ ابْنُ عُمَرَ يُرَدِّدُ قَوْلَ الرَّاعِي، يَقُولُ: «قَالَ الرَّاعِي فَأَيْنَ اللَّهُ» ؟
قَالَ: فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ بَعَثَ إِلَى مَوْلاهُ، فَاشْتَرَى مِنْهُ الْغَنَمِ وَالرَّاعِي، فَأَعْتَقَ الرَّاعِي وَوَهَبَ مِنْهُ الْغَنَمَ.
قال: وأَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا أَبُو المعالي مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر البيهقي، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد اللَّه الحافظ، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن سهل الفقيه، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن معقل، حَدَّثَنَا
__________
[1] تحفة الأحوذي، كتاب المناقب: 10/ 328، وقال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح» .(3/237)
حرملة، حَدَّثَنَا ابْنُ وهب قَالَ: قَالَ مَالِك: قَدْ أقام ابْنُ عُمَر بعد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ستين سنة يفتي النَّاس فِي الموسم وغير ذَلِكَ، قَالَ مَالِك: وكان ابْنُ عُمَر من أئمة المسلمين.
قَالَ: وأَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر بْن عَبْد الباقي، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد الجوهري، وأَخْبَرَنَا أَبُو عُمَر بْن حيوية [1] أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر بْن معروف، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن القهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قَالَ: «أخبرت عَنْ مجالد، عَنِ الشَّعْبِيّ قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَر جيد الحديث، ولم يكن جيد الفقه.
وكان ابْنُ عُمَر شديد الاحتياط والتوقي لدينه فِي الفتوى، وكل ما تأخذ بِهِ نفسه، حتَّى إنه ترك المنازعة فِي الخلافة مَعَ كثرة ميل أهل الشام إِلَيْه ومحبتهم لَهُ، ولم يقاتل فِي شيء من الفتن، ولم يشهد مَعَ عليّ شيئًا من حروبه، حين أشكلت عَلَيْهِ، ثُمَّ كَانَ بعد ذَلِكَ يندم عَلَى ترك القتال معه.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو غَانِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي جَرَادَةَ، أَخْبَرَنَا عمي أبو المجد عبد الله بن محمد، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي جَرَادَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو النَّمِرِ الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ بْنِ رَغْبَانَ الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ خَالَوَيْهِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْبَزَّازُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ يَحْيَى الْكُوفِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن ابن حَبِيبٍ، أَخْبَرَنِي أَبِي، قَالَ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ حِينَ حَضَرَهُ الْمَوْتُ: «مَا أَجِدُ فِي نَفْسِي مِنَ الدُّنْيَا إِلا أَنِّي لَمْ أُقَاتِلِ الْفِئَةَ الْبَاغِيَةَ» .
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَرَ، وَزَادَ فِيهِ: «مَعَ عَلِيٍّ [2] » .
وَكَانَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: «مَا مِنَّا إِلا مَنْ مَالَتْ بِهِ الدُّنْيَا وَمَالَ بِهَا، مَا خَلا عُمَرَ، وَابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ» .
وقَالَ لَهُ مروان بْن الحكم ليبايع لَهُ بالخلافة، وقَالَ لَهُ: إن أهل الشام يريدونك. قَالَ:
فكيف أصنع بأهل العراق؟ قَالَ: تقاتلهم. قَالَ: والله لو أطاعني النَّاس كلهم إلا أهل فدك.
فإن قاتلتهم يقتل منهم رَجُل واحد، لم أفعل. فتركه.
__________
[1] في المطبوعة: «أبو بكر بن حيوة» وفي المخطوطة: «أبو بكر بن حيويه» والصواب ما أثبتناه.
[2] الاستيعاب: 953.(3/238)
وكان بعد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يكثر الحج، وكان كَثِير الصدقة وربما تصدق فِي المجلس الواحد بثلاثين ألفًا.
قَالَ نافع: كَانَ ابْنُ عُمَر إِذَا اشتد عجبه بشيء من ماله قربه لربه، وكان رقيقه قَدْ عرفوا ذَلِكَ مِنْهُ، فربما لزم أحدهم المسجد، فإذا رآه ابْنُ عُمَر عَلَى تلك الحال الحسنة أعتقه، فيقول لَهُ أصحابه: يا أبا عَبْد الرَّحْمَن، والله ما بهم إلا أن يخدعوك! فيقول ابْنُ عُمَر: من خدعنا باللَّه انخدعنا لَهُ.
قَالَ نافع: ولقد رأيتنا ذات عشية، وراح ابْنُ عُمَر عَلَى نجيب [1] لَهُ قَدْ أخذه بمال، فلما أعجبه سيره أناخه بمكانه، ثُمَّ نزل عَنْهُ، فَقَالَ: يا نافع، انزعوا عَنْهُ زمامه ورحله وأشعروه [2] وجللوه وأدخلوه فِي البدن.
وقَالَ نافع: دخل ابْنُ عُمَر الكعبة، فسمعته وهو ساجد يَقُولُ: «قَدْ تعلم يا ربي ما يمنعني من مزاحمة قريش عَلَى الدنيا إلا خوفك» .
وقَالَ نافع: كَانَ ابْنُ عُمَر إِذَا قَرَأَ هَذِهِ الآية: أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ الله 57: 16 [3] بكى حتَّى يغلبه البكاء.
وقَالَ ابْنُ عُمَر: «البرّ شيء هين: وجه طلق، وكلام لين» وروى ابْنُ عُمَر عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأكثر. وروى عَنْ أَبِي بَكْر، وعمر، وعثمان، وأبى ذر، ومعاذ بن جبل، ورافع بْن خديج، وأبي هُرَيْرَةَ، وعائشة.
روى عَنْهُ ابْنُ عَبَّاس، وجابر والأغر المزني من الصحابة. وروى عَنْهُ من التابعين بنوه:
سالم، وعبد اللَّه، وحمزة. وَأَبُو سَلَمة وحُميد ابنا عَبْد الرَّحْمَن. ومصعب بْن سعد، وسعيد المسيب، وأسلم مَوْلَى عُمَر، ونافع مولاه، وخلق كَثِير.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْقَاهِرِ الطُّوسِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ بَدْرَانَ الْحُلْوَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يعقوب المعروف بابن قفرجل [4] ، حدثني جدّى محمد بن عبيد الله ابن الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ حبيب،
__________
[1] النجيب من الإبل: القوى منها، الخفيف السريع.
[2] الإشعار: أن يشق أحد جنبي السنام حتى يسيل الدم، علامة على أنه هدى. ومعنى جللوه: ألبسوه الجل- بضم الجيم- وهو للدابة كالثوب للإنسان، تصان به.
[3] الحديد: 16.
[4] في المطبوعة: «سفرجل» والمثبت من الأصل. وقد ذكر صاحب القاموس: «قفرجل» وقال إنه علم مرتجل.(3/239)
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رَفَعَهُ قَالَ: «كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ، وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ، وَمَنْ شَرِبَ الخمر في الدنيا ومات وَهُوَ مُدْمِنُهَا، لَمْ يَشْرَبْ مِنْهَا فِي الآخِرَةِ» [1] وَأَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُسْلِمُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّد السِّيحِيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ ابن خَمِيسٍ الْجُهَنِيُّ الْمَوْصِلِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ طَوْقٍ، حَدَّثَنَا أَبُو القاسم نصر [2] بن أحمد بن الخليل المرجي، حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حدثنا فضيل ابن عِيَاضٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: أَخَذَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا بِبَعْضِ جَسَدِي، وَقَالَ: «يَا عَبْدَ اللَّهِ، كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ كَأَنَّكَ عَابِرُ سَبِيلٍ وَعُدَّ نَفْسَكَ فِي أَهْلِ الْقُبُورِ، ثُمَّ قَالَ لِي: يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، فَإِنَّهُ لَيْسَ ثَمَّ دِينَارٌ وَلا دِرْهَمٌ، إِنَّما هِيَ حَسَنَاتٌ وَسَيِّئَاتٌ، جَزَاءٌ بِجَزَاءٍ، وَقِصَاصٌ بِقِصَاصٍ، وَلا تَتَبَرَّأْ مِنْ وَلَدِكَ فِي الدُّنْيَا فَيَتَبَرَّإِ اللَّهُ مِنْكَ فِي الآخِرَةِ، فَيَفْضَحْكَ عَلَى رُءُوسِ الأَشْهَادِ، وَمَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلاءَ لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» . توفي عَبْد اللَّه بْن عُمَر سنة ثلاث وسبعين، بعد قتل ابْنُ الزُّبَيْر بثلاثة أشهر، وكان سبب قتله أن الحجاج أمر رجلًا فسم زج [3] رمح وزحمه فِي الطريق، ووضع الزّجّ في ظهر قدمه، وَإِنما فعل الحجاج ذَلِكَ لأنَّه خطب يومًا وأخر الصلاة، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَر: إن الشمس لا تنتظرك.
فَقَالَ لَهُ الحجاج: لقد هممت أن أضرب الَّذِي فِيهِ عيناك! قَالَ: إن تفعل فإنك سفيه مسلط!.
وقيل: إن الحجاج حج مَعَ عَبْد اللَّه بْن عُمَر، فأمره عَبْد الملك بْن مروان أن يقتدي بابن عُمَر، فكان ابْنُ عُمر يتقدم الحجاج فِي المواقف بعرفه وغيرها، فكان ذَلِكَ يشق عَلَى الحجاج، فأمر رجلًا معه حربة مسمومة، فلصق بابن عُمَر عند دفع النَّاس، فوضع الحربة عَلَى ظهر قدمه، فمرض منها أيامًا، فأتاه الحجاج يعوده، فَقَالَ لَهُ: من فعل بك؟ قَالَ: وما تصنع قَالَ: قتلني اللَّه إن لم أقتله! قَالَ: ما أراك فاعلًا! أنت أمرت الّذي نخسنى بالحربة! فَقَالَ، لا تفعل يا أبا عَبْد الرَّحْمَن. وخرج عنه، وليث أياما، ومات وصلى عليه الحجاج.
__________
[1] أخرجه مسلم في كتابه الأشربة: 6/ 100 عن أبى الربيع العتكيّ عن حماد بن زيد، بإسناده مثله.
[2] في المطبوعة: «أبو القاسم بن نصر» وفي الأصل: «أبو القاسم بن أحمد بن الخليل، المرجى» وفي اللباب لابن الأثير:
3/ 123: «أبو القاسم نصر بن أحمد ... » .
[3] الزج- بضم الزاى: الحديدة في أسفل الرمح.(3/240)
ومات وهو ابْنُ ست وثمانين سنة، وقيل: أربع وثمانين سنة. وقيل: توفي سنة أربع وسبعين. ودفن بالمحصب [1] ، وقيل: بذي [2] طوي. وقيل: يفج [3] . وقيل: بسرف [4] قيل: كَانَ مولده قبل المبعث بسنة، وهذا يستقيم على قول من يجعل مقام النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمكة بعد المبعث عشر سنين، لأنه توفي سنة ثلاث وسبعين، وعمره أربع وثمانون سنة، فيكون لَهُ فِي الهجرة إحدى عشرة سنة، فيكون مولده قبل المبعث بسنة، وأمَّا عَلَى قول من ذهب إِلَى أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يُجزه يَوْم أُحد، وكان لَهُ أربع عشرة سنة، وكانت أُحد فِي السنة الثالثة، فيكون لَهُ فِي الهجرة إحدى عشرة سنة. وأمَّا عَلَى قول من يَقُولُ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أقام بعد المبعث بمكة ثلاث عشرة سنة، وأن عُمَر عَبْد اللَّه أربع وثمانون سنة، فيكون مولده بعد المبعث بسنتين.
وأمَّا عَلَى قول من يجعل عمره ستًا وثمانين سنة، فيكون مولده وقت المبعث، والله أعلم.
3081- عبد الله بن عمرو بن الأحوص
(س) عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن الأحوص. أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَطِيبُ، قَالَ أنبأنا طراد ابن مُحَمَّدٍ الزَّيْنَبِيُّ، أَخْبَرَنَا هِلالٌ الْحَفَّارُ، عَنِ الْحُسَيْنِ بن يحيى بن عباس، عن الحسن ابن مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، عَنْ عُبَيْدَةَ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الأَحْوَصِ، عَنْ أُمِّهِ قَالَتْ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم عِنْدَ جَمْرَةِ الْعَقَبَةِ رَاكِبًا، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا الناس، من رمى الجمرة فليرمها بمثل حصى الحذف [5] . قَالَتْ: وَرَأَيْتُ بَيْنَ أَصَابِعِهِ حَجَرًا، قَالَتْ: فَرَمَى وَرَمَى النَّاسُ، ثُمَّ انْصَرَفَ، فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ مَعَهَا ابْنٌ لَهَا بِهِ مَسٌّ فَقَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، ابْنِي هَذَا. فَأَمَرَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلَتْ بَعْضَ الأَخْبِيَةِ، فَجَاءَتْ بِتَوْرٍ [6] مِنْ حِجَارَةٍ فِيهِ مَاءٌ، فَأَخَذَهُ بِيَدِهِ فَمَجَّ فِيهِ، وَدَعَا فِيهِ وَأَعَادَهُ، وَقَالَ: اسْقِيهِ وَاغْسِلِيهِ فِيهِ. قَالَتْ: فَتَبِعْتُهَا فَقُلْتُ: هَبِي لِي مِنْ هَذَا الْمَاءِ. فَقَالَتْ: خُذِي مِنْهُ. فَأَخَذَتْ مِنْهُ حَفْنَةً، فَسَقَيْتُهُ ابْنِي عَبْدَ اللَّهِ، فَعَاشَ فَكَانَ مِنْ بَرِّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ، قَالَتْ: وَلَقِيتُ الْمَرْأَةَ فَأَخْبَرَتْنِي أَنَّ ابْنَهَا بَرَأَ، وَأَنَّهُ غُلامٌ لا غُلامَ أَحْسَنُ مِنْهُ [7] . أَخْرَجَهُ أبو موسى.
__________
[1] المحصب- بضم الميم وفتح الحاء وتشديد الصاد المفتوحة- بين مكة ومنى، وهو إلى منى أقرب.
[2] ذو طوى- بضم الطاء، وقيل: بفتحها. وقيل: بكسرها-: موضع عند مكة.
[3] فج: موضع أو جبل.
[4] سرف: موضع على ستة أميال من مكة.
[5] حصى الحذف: حصى صغار.
[6] في المطبوعة: «بثور» . وتور- بفتح التاء وسكون الواو-: إناء بشرب فيه.
[7] رواه أحمد بإسناده إلى يزيد بن أبى زياد، نحوه، ينظر المسند: 6/ 319.(3/241)
عَمْرو هَذَا: بفتح العين، وسكون الميم، وآخره واو.
3082- عبد الله بن عمرو بن بجرة
(ب) عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن بجرة بْن خلف بْن صداد بْن عَبْد اللَّه بن قرط بن رزاح بن عدىّ ابن كعب الْقُرَشِيّ العدوي.
أسلم يَوْم الفتح، وقتل يَوْم اليمامة شهيدًا، ولا نعلم لَهُ رواية. ذكره مُوسَى بْن عقبة وابن إِسْحَاق فيمن استشهد يَوْم اليمامة، من بني عدي بْن كعب.
وقَالَ أَبُو معشر: هُمْ بيت من اليمن تبناهم بجرة بْن عَبْد اللَّه بْن قرط.
أخرجه أَبُو عُمَر [1] .
بجره: بضم الباء، وسكون الجيم.
3083- عبد الله بن عمرو الجمحيّ
(ب) عَبْد اللَّه بْن عَمْرو الجمحي. مدني، روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يأخذ من شاربه وظفره يَوْم الجمعة. فيه نظر، روى عنه إبراهيم بن قدامة، يعد فِي الشاميين.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر مختصرا.
3084- عبد الله بن عمرو بن حرام
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن حرام بْن ثعلبة بْن حرام بْن كعب بْن غنم بْن سلمة ابن سعد بْن عَلِيِّ بْنِ أسد بْن ساردة بْن تزيد [2] بْن جشم بْن الخزرج الْأَنْصَارِيّ الخزرجي السلمي، يكنى أبا جَابِر، بابنه جَابِر بْن عَبْد اللَّه.
كَانَ عَبْد اللَّه عقبيا بدريًا نقيبًا، كَانَ نقيب بني سَلَمة هُوَ والبراء بْن معرور، ذكره عروة، وابن شهاب، وموسى بْن عقبة وابن إِسْحَاق وغيرهم فيمن شهد بدرًا وأُحدًا، وقتل يَوْم أحد.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَرَايَا بْنِ علي، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الأَوَّلِ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا أَبُو منصور ابن أَبِي عَاصِمٍ الْفُضَيْلِ بْنِ يَحْيَى الْفُضَيْلِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي شُرَيْحٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْمَنِيعِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قُتِلَ أَبِي يَوْمَ أُحُدٍ، فَجِئْتُ إليه- وقد مثّل به، وهو مغطى
__________
[1] الاستيعاب: 954.
[2] في الأصل والمطبوعة: «يزيد» بالياء. ينظر المشتبه: 668.(3/242)
الْوَجْهِ، فَجَعَلْتُ أَبْكِي، وَجَعَلَ الْقَوْمُ يَنْهَوْنَنِي، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يَنْهَانِي، قَالَ: فَجَعَلَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ عَمْرٍو- يَعْنِي عَمَّتَهُ- تَبْكِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَبْكِيهِ أَوْ لا تَبْكِيهِ مَا زَالَتِ الْمَلائِكَةُ تُظِلُّهُ بِأَجْنِحَتِهَا حَتَّى رَفَعْتُمُوهُ» [1] . أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سُوَيْدَةَ التِّكْرِيتِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ ابن الْفَرْحَانِ إِجَازَةً، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاحِدِيُّ، أَخْبَرَنَا [أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ الْوَاحِدِيُّ أَخْبَرَنَا] أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الشَّيْخِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بن الحسين الحذّاء، أخبرنا على بن الْمَدِينِيِّ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ بَشِيرِ بْنِ الْفَاكِهِ الأَنْصَارِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ طَلْحَةَ بْنَ خِرَاشٍ الأَنْصَارِيَّ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: نَظَرَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَا لِي أَرَاكَ [مُنْكَسِرًا] مُهْتَمًّا؟ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قُتِلَ أَبِي وَتَرَكَ دَيْنًا وَعِيَالا. فَقَالَ: أَلا أُخْبِرُكَ؟ مَا كَلَّمَ اللَّهُ أَحَدًا قَطُّ إِلا مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ، وَإِنَّهُ كَلَّمَ أَبَاكَ كِفَاحًا [2] ، فَقَالَ: يَا عَبْدِي، سَلْنِي أُعْطِكَ. قَالَ: أَسْأَلُكَ أَنْ تَرُدَّنِي إِلَى الدُّنْيَا فَأُقْتَلُ فِيكَ ثَانِيَةً! قَالَ: إِنَّهُ قَدْ سَبَقَ مِنِّي أَنَّهُمْ لا يَرِدُونَ إِلَيْهَا وَلا يَرْجِعُونَ. قَالَ: يَا رَبِّ، أَبْلِغْ مَنْ وَرَائِي، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى:
وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ 3: 169 [3] ... الآية [4] . ولما أراد أن يخرج إِلَى أُحد دعا ابنه جابرًا فَقَالَ: يا بني، إني لا أراني إلا مقتولًا فِي أول من يقتل، وَإِني والله لا أدع بعدي أحدًا أعز عليّ منك، غير نفس رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِن عليّ دينًا فاقض عني ديني، واستوص بأخواتك خيرًا. قَالَ: فأصبحنا فكان أول قتيل جدعوا أنفه وأذنيه.
ودفن هُوَ وعمرو بْن الجموح فِي قبر واحد، قَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ادفنوهما في قبر واحد، فإنّهما كان متصافيين متصادقين فِي الدنيا» [5] . وكان عَمْرو أيضًا زوج أخت عَبْد اللَّه، واسمها هند بِنْت عمرو بن حرام.
__________
[1] رواه أحمد بإسناده إلى شعبه نحوه. ينظر المسند: 3/ 398.
[2] كفاحا: مواجهة.
[3] سورة آل عمران، الآية 169.
[4] الحديث رواه أبو بكر بن مردويه بإسناده إلى على بن المديني مثله، ينظر تفسير ابن كثير 2/ 141 بتحقيقنا. وقد خرجنا عند هذه الآية الأحاديث التي وردت في شأن عبد الله بن عمرو بن حرام هذا.
[5] سيرة ابن هشام: 2/ 98.(3/243)
قَالَ جَابِر: حفرت لأبي قبرًا بعد ستة أشهر، فحولته إليه، فما أنكرت مِنْهُ شيئًا إلا شعرات من لحيته، كانت مستها الأرض.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَرَمِ مَكِّيُّ بْنُ زَيَّانَ بْنِ شبة المقرئ النحوي بِإِسْنَادِهِ إِلَى يَحْيَى بْنِ يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عبد الرحمن بْن عَبْد اللَّهِ بْن عبد الرحمن بن أبى صعصعة: أنه بلغه أنه عمرو بْن الجموح وعبد اللَّه بْن عَمْرو بن حرام الأنصاريين ثم السّلميّين كانا قَدْ حفر السيل عَنْ [1] قبرهما وكان قبرهما مما يلي السيل، وكانا فِي قبر واحد، وكانا ممن استشهد يَوْم أحد، فحفروا [2] عَنْهُمَا ليغيّرا من مكانهما، فوجدا لم يتغيرا كأنما ماتا بالأمس وكان أحدهما قَدْ [3] وضع يده عَلَى جرحه، فدفن وهو كذلك، فأميطت يده عَنْ جرحه، ثُمَّ أرسلت فرجعت كما كانت. وكان بين يَوْم أحد وبين يَوْم حفر عَنْهُمَا ست وأربعون سنة» .
وكان الذي قتل عَبْد اللَّه أسامة الأعور بْن عُبَيْد وقيل: بل قتله سُفْيَان بْن عَبْد شمس أَبُو أَبِي الأعور السلمي [4] .
أَخْرَجَهُ الثلاثة، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وأرضاه.
3085- عبد الله بن عمرو بن حزم
(د ع) عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن حزم الْأَنْصَارِيّ، أخو عمارة بْن عَمْرو بْن حزم، لَهُ ذكر فِي المغازي، ولا تعرف له رواية.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
3086- عبد الله بن عمرو بن الحضرميّ
(ب س) عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن الحضرمي، حليف بْني أمية. قَالَ الواقدي: ولد عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وروى عَنْ عُمَر بْن الخطاب.
أَخْرَجَهُ أبو عمرو أبو موسى مختصرا.
3087- عبد الله بن عمرو بن حلحلة
(د ع) عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن حلحلة. ذكر في الصحابة وهو وهم.
__________
[1] في الموطأ، كتاب الجهاد، باب الدفن في قبر واحد: «كانا قد حفر السيل قبرهما» بدون عن.
[2] في المطبوعة: «فحفرا» والمثبت عن الأصل. وفي الموطأ: «فحفر» بالبناء للمجهول.
[3] في الموطأ: «وكان أحدهما قد جرح فوضع ... » .
[4] الاستيعاب: 954.(3/244)
رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بن حلحلة، عَنْ أَبِيهِ وَرَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ قَالا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «غُسْلُ يَوْمِ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ وَالسِّوَاكُ» . أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
3088- عبد الله بن عمرو الألهاني
عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن زَيْد بْن مخمر بْن عوثبان [1] بْن عَمْرو بْن مَالِك بْن ألهان [2] الألهاني.
وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسأله عن اسمه، فقال: عَبْد العزي. قَالَ: أنت عَبْد اللَّه. قَالَه ابن الكلبي.
3089- عبد الله بن عمرو بن الطفيل
(ب) عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن الطفيل ذي النور الْأَزْدِيّ ثُمَّ الدوسي. وَقَدْ تقدم نسبه.
قَالَ الْحَسَن بْن عثمان: كَانَ من فرسان المسلمين وأهل الشدة والنجدة واستشهد يَوْم أجنادين سنة ثلاث عشرة.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر [3] .
3090- عَبْد اللَّهِ بْن عمرو بْن العاص
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن العاص بْن وائل بْن هاشم بْن سَعِيد بْن سهم بْن عَمْرو بْن هصيص بْن كعب بن لؤي القرشي السهمي، يكنى أبا مُحَمَّد، وقيل: أَبُو عَبْد الرَّحْمَن. أُمه ريطة بِنْت منبه بْن الحجاج السهمي. وكان أصغر من أَبِيهِ باثنتي عشرة سنة.
أسلم قبل أَبِيهِ، وكان فاضلًا عالمًا قَرَأَ القرآن والكتب المتقدمة، واستأذن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أن يكتب عَنْهُ، فأذن لَهُ، فَقَالَ: يا رَسُول اللَّه، أكتب ما أسمع فِي الرضا والغضب؟ قَالَ: «نعم، فإني لا أقول إلا حقًا» [4] . قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: ما كَانَ أحد أحفظ لحديث رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مني إلا عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن العاص، فإنه كَانَ يكتب ولا أكتب.
وقال عبد الله: حفظت عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ألف مثل.
__________
[1] كذا في الأصل والمطبوعة. وقد ذكر صاحب القاموس من الأعلام: «عوبثان» بتقديم الباء مع الثاء.
[2] في المطبوعة: «التيهان» والمثبت عن الأصل.
[3] الاستيعاب: 956.
[4] ينظر مسند أحمد: 2/ 162، 192.(3/245)
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنِ عَلِيٍّ وَغَيْرُهُ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ أَسْبَاطِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فِي كَمْ أَقْرَأُ الْقُرْآنَ؟ قَالَ: اخْتِمْهُ فِي شَهْرٍ. قُلْتُ: إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ؟ قَالَ: اخْتِمْهُ فِي عِشْرِينَ. قُلْتُ: إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ؟ قَالَ: اخْتِمْهُ فِي خَمْسَ عَشْرَةَ. قُلْتُ: إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ؟ قَالَ: اخْتِمْهُ فِي عَشْرٍ. قُلْتُ: إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ؟ [قَالَ: اخْتِمْهُ فِي خَمْسٍ. قُلْتُ: إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ؟] [1] قَالَ:
فَمَا رَخَّصَ لِي [2] » . قَالَ مجاهد: أتيت عَبْد اللَّه بْن عَمْرو، فتناولت صحيفة تحت مفرشه، فمنعني، قلت:
ما كنت تمنعني شيئًا! قَالَ: هَذِهِ الصادقة، [فيها] [3] مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم ليس بيني وبينه أحد، إِذَا سلمت لي هَذِهِ وكتابُ اللَّه والوهط، فلا أبالي علام كانت عَلَيْهِ الدنيا؟
والوهط أرض [4] كانت لَهُ يزرعها.
وقَالَ عَبْد اللَّه: لخير أعمله اليوم أحب إِلَى من مثليه مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لأنا كُنَّا مَعَ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تهمنا الآخرة ولا تهمنا الدنيا، وَإِنا اليوم مالت بنا الدنيا.
وشهد مَعَ أبيه فتح الشام، وكانت معه راية أَبِيهِ يَوْم اليرموك، وشهد معه أيضًا صفين، وكان عَلَى الميمنة- قَالَ لَهُ أَبُوهُ: يا عَبْد اللَّه، أخرج فقاتل. فقال: يا أبتاه، أتأمرني أن أخرج فأقاتل، وَقَدْ سمعت رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم يعهد إليَّ ما عهد؟! قَالَ: إني أنشدك اللَّه يا عَبْد اللَّه، ألم يكن آخر ما عهد إليك رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إن أخذ بيدك فوضعها فِي يدي، وقَالَ: أطع أباك؟
قَالَ: اللَّهمّ بلى. قَالَ: فإني أعزم عليك أن تخرج فتقاتل، فخرج فقاتل وتقلد سيفين. وندم بعد ذَلِكَ، فكان يَقُولُ: ما لي ولصفين، ما لي ولقتال المسلمين، لوددت أني مت قبله بعشرين سنة. وقيل: إنه شهدها بأمر أبيه لَهُ، ولم يقاتل.
قَالَ ابْنُ أَبِي مليكة. قَالَ عَبْد اللَّه بْن عَمْرو: أما والله ما طعنت برمح، ولا ضربت بسيف، ولا رميت بسهم، وما كَانَ رَجُل أجهد مني، رَجُل لم يفعل شيئا من ذلك.
__________
[1] سقط من الأصل والمطبوعة، أثبتناه عن تحفة الأحوذي، أبواب القراءات: 8/ 271.
[2] قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح غريب، يستغرب من حديث أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو» ثم ذكر روايات أخرى في قراءة القرآن. ينظر تحفة الأحوذي: 8/ 271- 273.
[3] عن الطبقات الكبرى لابن سعد: 4/ 2/ 9.
[4] في المطبوعة: «الوهظ» بالظاء المعجمة، وهو خطأ. وهي أرض بالطائف، ينظر النهاية لابن الأثير.(3/246)
وقيل: إنه كانت الراية بيده وقَالَ: قدمت النَّاس منزلة أَوْ منزلتين، أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ إِجَازَةً، أَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بن الحسين، أخبرنا أبو الحسين بْنُ الْمُهْتَدِي (ح) قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ السَّمَرْقَنْدِيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ النَّقُّورِ- قَالا: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم عِيسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ فِي مَسْجِدِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي حَلْقَةٍ فِيهَا أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، فَمَرَّ بِنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، فَسَلَّمَ فَرَدَّ الْقَوْمُ السَّلامَ، فَسَكَتَ عَبْدُ اللَّهِ حتى فرغوا، رفع صَوْتَهُ، وَقَالَ: وَعَلَيْكَ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ. ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى الْقَوْمِ فَقَالَ: أَلا أُخْبِرُكُمْ بِأَحَبِّ أَهْلِ الأَرْضِ إِلَى أَهْلِ السَّمَاءِ؟ قَالُوا: بَلَى. قَالَ: هُوَ هَذَا الْمَاشِي، مَا كَلَّمَنِي كَلِمَةً مُنْذُ لَيَالِي صِفِّينَ، وَلأَنْ يَرْضَى عَنِّي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِي حُمُرُ النَّعَمِ. فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: أَلا تَعْتَذِرُ إِلَيْه؟ قَالَ:
بَلَى. قَالَ: فَتَوَاعَدَا أَنْ يَغْدُوَا إِلَيْه. قَالَ: فَغَدَوْتُ مَعَهُمَا، فَاسْتَأْذَنَ أَبُو سَعِيدٍ، فَأَذِنَ لَهُ، فَدَخَلَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ لِعَبْدِ اللَّهِ، فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى أَذِنَ لَهُ، فَلَمَّا دَخَلَ قال أبو سعيد: يا ابن رسول الله، إنك لَمَّا مَرَرْتَ بِنَا أَمْسِ ... فَأَخْبَرَهُ بِالَّذِي كَانَ مِنْ قَوْلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، فَقَالَ حُسَيْنٌ:
أَعَلِمْتَ يَا عَبْدَ اللَّهِ أَنِّي أَحَبُّ أَهْلِ الأَرْضِ إِلَى أَهْلِ السَّمَاءِ؟ قَالَ: إِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ! قَالَ: فَمَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ قاتلتنى وأبى يوم صفّين؟ فو الله لأَبِي كَانَ خَيْرًا مِنِّي. قَالَ: أَجَلْ، وَلَكِنَّ عَمْرٌو شَكَانِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم. فقال: يا رَسُول اللَّهِ، إن عَبْد اللَّهِ يَقُومُ اللَّيْلَ وَيَصُومُ النَّهَارَ، فَقَالَ لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يَا عَبْدَ اللَّهِ، صَلِّ وَنَمْ وَصُمْ وَأَفْطِرْ، وَأَطِعْ عَمْرًا. قَالَ: فَلَمَّا كَانَ يَوْمَ صِفِّينَ أقسم عليّ فخرجت، أما وَاللَّهِ مَا اخْتَرَطْتُ سَيْفًا، وَلا طَعَنْتُ بِرُمْحٍ، وَلا رَمَيْتُ بِسَهْمٍ. قَالَ:
فَكَانَهُ» وتوفي عَبْد اللَّه سنة ثلاث وستين، وقيل: سنة خمس وستين بمصر. وقيل: سنة سبع وستين بمكة. وقيل: توفي سنة خمس وخمسين بالطائف. وقيل: سنة ثمان وستين. وقيل:
سنة ثلاث وسبعين. وكان عمره اثنتين وسبعين سنة. وقيل: اثنتان وتسعون سنة- شك ابْن بكير فِي: سبعين وتسعين.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.(3/247)
3091- عبد الله بن عمرو بن عوف
عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن عوف. كَانَ في جملة الذين خرجوا إلى العرنيّين الذين قتلوا راعي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قاله الواقدي [1] .
3092- عبد الله بن عمرو بن قيس
(ب س) عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن قيس بن زيد بْن سواد بْن مالك بْن غنم بْن مالك بْن النجار، أَبُو أَبِي، وغلب عَلَيْهِ «ابْنُ أم حرام» . وهو ابْنُ خالة أنس بْن مَالِك، أمه أم حرام بِنْت ملحان، امْرَأَة عبادة بْن الصامت، فهو ربيب عبادة، عُمَر حتَّى روى عَنْهُ إِبْرَاهِيم بْن أَبِي عبلة.
أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرٍ بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ مَرْوَانَ أَبُو مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَبْلَةَ قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عمرو بن أُمِّ حَرَامٍ الأَنْصَارِيَّ، وَقَدْ صَلَّى مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم القبلتين، وعليه خَزٍّ أَغْبَرَ، وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى مَنْكِبَيْهِ، فَظَنَّ كَثِيرٌ أَنَّهُ رِدَاءٌ [2] .
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَرَ، وَأَبُو موسى.
3093- عبد الله بن عمرو بن لويم
(د ع) عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن لويم، وقيل: عَبْد اللَّه بْن عَامِر.
يعد في الصحابة. روى مسعر، عن عبيد بن الْحَسَن، عَنْ عَبْد اللَّه بْن معقل، عَنْ رجلين أحدهما من مزينة، أحدهما عَنِ الآخر: عَبْد اللَّه بْنُ عَمْرو بْن لويم والآخر غالب بْن أبجر- قَالَ مسعر: وأرى غالبًا الَّذِي أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: يا رسول الله، إنه لم يبق من مالي إلا حمرات [3] قَالَ: «فأطعم أهلك من سمين مَالِك، فإني قذرت لهم جوال [4] القرية» . أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم، وأخرجه أَبُو عُمَر قَالَ: عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن مليل المزني، لَهُ صحبة أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر مختصرًا وقَالَ أَبُو أَحْمَد العسكري: عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن مليل المزني، قَالَ: وقَالَ ابْنُ أَبِي خيثمة:
لَهُ صحبة. قَالَ أَبُو حاتم: لا أعرفه. وروى العسكري الحديث الَّذِي رَوَاهُ مسعر، عَنْ عبيد بن
__________
[1] ينظر المغازي للواقدي: 568- 571. وقال في نسبة: «المزني» .
[2] مسند أحمد: 4/ 233.
[3] حمرات: جمع حمار.
[4] جوال: جمع جالة، وهي التي تأكل الجلة، وهي البعر.
وقد روى أبو داود في سننه عن عبد الله بن أبى زياد، بإسناده إلى غالب بن ابجر حديثا بمعناه، وفيه: «أَطْعِمْ أَهْلَكَ مِنْ سَمِينِ حُمُرِكَ، فَإِنَّمَا حَرَّمْتُهَا من أجل جوال القرية» ينظر سنن أبى داود، كتاب الأطعمة، الحديث 3809: 3/ 356.(3/248)
الْحَسَن، عَنِ ابْنِ معقل، عَنْ رجلين من مزينة، وَقَدْ تقدم فِي أول الترجمة كأنه جعلهما واحدًا.
وهو الصحيح، وَإِنما اختلفوا فِي الجد، والله أعلم.
3094- عبد الله بن عمرو أبو هريرة
(س) عَبْد اللَّه بْن عَمْرو، أَبُو هُرَيْرَةَ. سماه الواقدي هكذا وقَالَ: توفي سنة تسع وخمسين، وهو ابْنُ ثمان وخمسين سنة، وكان ينزل ذا الحليفة، وله دار بالمدينة تصدق بها عَلَى مواليه، ويرد فِي كنيته.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى، وَقَدْ اختلف فِي اسم أَبِي هُرَيْرَةَ عَلَى نحو من عشرين وجهًا.
أَخْرَجَهُ أبو موسى.
3095- عبد الله بن عمرو بن هلال
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن هلال. وقيل: ابْنُ شرحبيل المزني، والد علقمة وبكر ابني عَبْد اللَّه، وهو أحد البكّاءين الذين نزلت فيهم: وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ 9: 92 [1] ... الآية، وكانوا ستة نفر.
روى عنه ابنه علقمة وابن بريدة، لَهُ صحبة ورواية، وكان ابنه بَكْر [2] من جلة أهل البصرة، كَانَ يُقال: «الْحَسَن شيخها، وبكر فتاها.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ إِجَازَةً بِإِسْنَادِهِ إِلَى أبي بكر بن أبي عاصم، قال: حدثنا أبو بكر بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فَضَاءٍ [3] ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «نَهَى نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ كَسْرِ سِكَّةِ الْمُسْلِمِينَ الْجَائِزَةِ [4] بَيْنَهُمْ، إِلا مِنْ بَأْسٍ. وروى عَنْهُ ابنه علقمة قَالَ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا اشترى أحدكم لحمًا فليكثر مرقه» [5] . أَخْرَجَهُ الثلاثة.
__________
[1] سورة التوبة، الآية 92.
[2] ينظر الجرح والتعديل لابن أبى حاتم: 2/ 2/ 116، 117، إذ يبدو من حديث ابن أبى حاتم أن عبد الله بن عمرو ابن هلال، هو عبد الله بن عمرو بن مليل، فقد ذكر في ترجمة «ابن مليل» أنه روى عنه بكر وعلقمة ابناه. وفي ترجمة بكر 1/ 1/ 388 قال: «بكر بن عبد الله المزني» وهو ابن عمرو بن هلال، وهو أخو علقمة بن عبد الله» وذكر نحو هذا في ترجمة علقمة، ينظر: 3/ 1/ 406.
[3] هو محمد بن فضاء الجهضمي، روى عن أبيه، وروى عنه المعتمر بن سليمان. ينظر الجرح لابن أبى حاتم 4/ 1/ 56.
[4] أراد بسكة المسلمين: الدنانير والدراهم المضروبة، يسمى كل واحد منهما سكة، لأنه طبع بالحديدة، واسمها السكة والسك. وقد روى هذا الحديث الإمام أحمد عن المعتمر بن سليمان بإسناده. ينظر المسند: 3/ 419. وكذا رواه ابن ماجة عن أبى بكر بن أبى شيبة وغيره عن المعتمر، ينظر كتاب التجارات، الحديث 2263: 2/ 761.
[5] روى الإمام أحمد نحوا من هذا عن جابر بن عبد الله، وعن أبى ذر، ينظر المسند: 3/ 377، 5/ 156.(3/249)
3096- عبد الله بن عمرو بن هلال
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن وهب بْن ثعلبة بْن وقش بْن ثعلبة بْن طريف بْن الخزرج ابن ساعدة، الْأَنْصَارِيّ الخزرجي ثُمَّ الساعدي.
قَالَ ابْنُ شهاب وابن إِسْحَاق، فِي تسمية من قتل يَوْم أحد، من بني ساعدة: «عَبْد اللَّه ابن عَمْرو» . ونسبه ابْنُ إِسْحَاق إِلَى طريف.
أَخْرَجَهُ الثلاثة، وقَالَ أَبُو عُمَر: كل من كَانَ من بني طريف، فهو من رهط سعد بْن ابْنُ مُعَاذٍ [1] قلت: وَقَدْ نقله ابْنُ منده، عَنْ يونس بْن بكير، عَنِ ابْنِ إسحاق: أنه من رهط سعد ابن مُعَاذٍ. وكذلك هُوَ فيما رويناه عَنْ يونس عَنِ ابْنِ إِسْحَاق، وهو وهم، والصواب: «سعد ابن عبادة» فإن سعد بْن مُعَاذ من الأوس، وبنو طريف من ساعدة من الخزرج، وبنو ساعدة قبيلة سعد بْن عبادة، رَأَيْت كلام ابن مندة وأبى عمر فِي عدة نسخ صحاح، فليس من الناسخ، والله أعلم. والعجب من يونس يذكره فِي الخزرج، ثُمَّ فِي بني ساعدة ويقول: «ومن بني طريف:
عَبْد اللَّه بْن وهب بْن عَمْرو، رهط سعد بْن مُعَاذٍ» فكيف يكون من رهط ابْنُ مُعَاذٍ وهو من الأوس، وهذا من الخزرج؟! وَقَدْ خالف يونس عَنِ ابْنِ إِسْحَاق عَبْد الملك بْن هشام، وسلمة، وَإِبْرَاهِيم بْن سعد، فقالوا عَنْهُ: رهط سعد بن عبادة [2] ، وهو الصواب.
3097- عبد الله بن عمرو بن وقدان
(ب) عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن وقدان بْنُ عَبْد شمس بْن عَبْد ود، العامري المعروف بابن السعدي، وَقَدْ تقدم ذكره فِي عَبْد اللَّه بْن السعدي [3] .
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر.
3098- عبد الله بن عمرو اليشكري
(س) عَبْد اللَّه بْن عَمْرو اليشكري. كَانَ اسمه الأعرس [4] ، فيما ذكره ابْنُ شاهين.
روى أَبُو سنان الحنفي قَالَ: أول حي أدوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقتهم حىّ بنى اليشكر،
__________
[1] الاستيعاب: 960.
[2] سيرة ابن هشام: 2/ 125، 126.
[3] انظر: 3/ 261، 264.
[4] في الأصل والمطبوعة: «الأعوس» بالواو. وهو خطأ. فقد ترجم له ابن الأثير من قبل 1/ 122: «الأعرس بن عمرو اليشكري» بالراء. كما ذكر هذه القصة- قصة صدقة حي يشكر- الحافظ في الإصابة، في ترجمة الأعرس.(3/250)
فأتي الأعرس بْن عَمْرو فَقَالَ: من أنت؟ قَالَ: أَنَا الأعرس بْن عَمْرو. قَالَ: لا، ولكنك عبد الله. أخرجه أبو موسى.
3099- عبد الله بن عمير الأشجعي
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن عمير الأشجعي له صحبة، عداده في أهل المدينة، سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: إِذَا خرج عليكم خارج يشق عصا المسلمين ويفرق جماعتهم، فاقتلوه، ما استثنى أحدًا. أخرجه الثلاثة [1] .
3100- عبد الله بن عمير الخطميّ
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن عمير الخطمي، من بني خطمة بْن جشم بْن مَالِك بْن الأوس، أنصاري أوسي، ثُمَّ خطمي.
يعد فِي أهل المدينة، كَانَ أعمى وجاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أعمى، وكان يوم فِي مسجد بني خطمة.
روى جَرِيرٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عن عبد اللَّه بْن عمير: أَنَّهُ كَانَ إمام بني خطمة على عهد رسول الله وروى أَبُو معاوية، عَنْ هشام، عَنْ أَبِيهِ فَقَالَ: عَنْ عدي بْن عميرة.
أَخْرَجَهُ [2] الثلاثة.
3101- عبد الله بن عمير السدوسي
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن عمير السدوسي. لَهُ صحبة، وَفَدَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
رَوَى عَمْرُو بْنُ سفيان بن عبد الله بن عمير السدوسي، عن أبيه، عن جده: أنه جاءنا بإدواة من عند رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ غَسَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا وَجْهَهُ وَمَضْمَضَ فِي الْمَاءِ، وَغَسَلَ يَدَيْهِ وَذِرَاعَيْهِ ثُمَّ مَلأَ الإِدَاوَةَ وَقَالَ: لا تَرِدَنَّ مَاءٌ إِلا مَلأَتِ الإِدَاوَةَ عَلَى مَا بَقِيَ فِيهَا، فَإِذَا أَتَيْتَ بِلادَكَ فَرُشَّ تِلْكَ الْبَيْعَةَ، وَاتَّخِذْهَا مَسْجِدًا. قَالَ: فَاتَّخَذُوهُ مَسْجِدًا. قَالَ: وقد صليت أنا فيه. أخرجه الثلاثة.
__________
[1] وذكره ابن أبى حاتم في الجرح والتعديل: 2/ 2/ 123. وقال: «روى عنه وقدان» .
[2] وأخرجه ابن أبى حاتم 2/ 2/ 124، وقال: «عبد الله بن عمير» وذكر أنه كان إمام مسجد بنى خطمة. وأنه روى عنه عروة بن الزبير.(3/251)
3102- عبد الله بن عمير بن عدي
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن عمير بْن عدي بْن أمية بْن خدارة بْن عوف بْن الحارث بْن الخزرج الْأَنْصَارِيّ.
شهد بدرًا فِي قول الجميع [1] ، كذا نسبه أَبُو عُمَر. وأمَّا ابْنُ منده وَأَبُو نعيم فجعلاه خدريًا، من بني خدرة بْن عوف، وخدرة وخدارة أخوان.
وقَالَ ابْنُ ماكولا: هُوَ عَبْد اللَّه بْن عمير بْنُ حارثة بْن ثعلبة بْن خلاس بْن أمية بْن خدارة، قَالَ عروة وابن شهاب وابن إِسْحَاق: إنه شهد بدرًا. وقَالَ ابْنُ منده: وقَالَ- يعني عروة- في موضع آخر: عبد الله بن عرفطة.
والذي رأيناه فِي كتب المغازي أَنَّهُ من خدارة بزيادة ألف، لا من خدرة، وهو الصحيح، وأمَّا قول ابْنِ منده عَنْ عروة أَنَّهُ قَالَ في موضع آخر: «عَبْد اللَّه بْن عرفطة» فلا شك أن ابْنُ منده قَدْ ظن أن «عَبْد اللَّه بْن عدي» قيل فِي أَبِيهِ: «عرفطة» وَإِنما هما اثنان، شهدا بدرا:
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر بِإِسْنَادِهِ، عَنْ يونس، عَنِ ابْنِ إِسْحَاق، فِي تسمية من شهد بدرًا قَالَ:
«ومن بني خدارة: «تميم بْن يعار بْن قيس، وعبد اللَّه بْن عمير، وزيد بْن المزين [2] بْن قيس، وعبد اللَّه بْن عرفطة، أربعة نفر» .
فقد جعلهما اثنين كما ترى، ثُمَّ قَالَ: أربعة نفر. فهذا تأكيد فِي أنهما اثنان، والله أعلم.
وكذلك قَالَ غيره، ثُمَّ قَالَ ابْنُ إسحاق: ومن بنى الأبجر- وهم بنو خدرة- وذكرهم.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
خلَّاس: بتشديد اللام، وفتح الخاء المعجمة.
3103- عبد الله بن عمير الليثي
(س) عَبْد اللَّه بْن عمير بْن قَتَادَة اللّيثي، أورده ابْنُ شاهين.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى إذنا، عَنْ كتاب أَبِي بَكْر بْن الحارث، أَخْبَرَنَا أَبُو أحمد العطار، أخبرنا أبو حفص بن شاهين، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن أَحْمَد، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي خيثمة، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا جرير بْن عَبْد الحميد، حَدَّثَنَا هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّه بْن عمير: أَنَّهُ كَانَ أم بني خطمة وهو أعمى، عَلَى عهد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وجاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أعمى.
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 692.
[2] في الأصل والمطبوعة: «زيد بن المرار» . والمثبت عن سيرة ابن هشام 1/ 692، وترجمة «زيد بن المزين» فيما مضى: 2/ 300.(3/252)
أخرجه أَبُو مُوسَى وقَالَ: كذا ترجم لَهُ ابْنُ شاهين، ويمكن أن يكون غير الليثي، لأن بني خطمة من الأنصار، وهم غير بني ليث.
قلت: هَذَا كلام أَبِي مُوسَى، وهذا عَبْد اللَّه بْن عمير الخطمي الأعمى، قَدْ أَخْرَجَهُ ابْنُ منده مثل ما ذكره أَبُو مُوسَى، وَقَدْ تقدم ذكره قبل هَذِهِ الترجمة، وروى لَهُ هَذَا الحديث، عَنْ جرير بِإِسْنَادِهِ مثله، ولا أدري من أَيْنَ أتي أَبُو مُوسَى؟ فإن كَانَ لأجل زيادة «قَتَادَة» فِي نسبه، فهذا لا يوجب استدراكًا عَلَيْهِ! وَإِن كَانَ لأجل أَنَّهُ قيل فِيهِ: «ليثي» ، فهذا غلط من قائله لا يوجب استدراكًا أيضًا، فإن كَانَ كل من يغلط، يجعل غلطه استدراكًا، فهذا يخرج عَنِ الحد، لا سيما فِي زمننا هَذَا مَعَ غلبة الجهل، فلم يكن لاستدراكه وجه! وقوله: «يمكن أن يكون غير الليثي» فلا شبهة أَنَّهُ غيره، لأن خطمة من الأنصار، والأنصار من الأزد، وهم من أهل اليمن، وليث من كنانة، وكنانة من مضر، فكيف يُقال: «يمكن أن يكون غيره» ! ولعل قولُه: «ليثي» غلط من الناسخ، أَوْ قَدْ سقط من الكتاب ما بعد «الليثي» وبعض ترجمة الْأَنْصَارِيّ، وبقي حديثه فظنه بعض من رآه أن الحديث لليثي، وليس لَهُ، والله أعلم. وقولُه فِي الحديث: «إنه كَانَ يؤم بني خطمة» يدل عَلَى أَنَّهُ خطمي، لأن إمام كل قبيلة كَانَ منها، لنفور طباع العرب أن يتقدم عَلَى القبيلة من غيرها، والله أعلم.
3104- عبد الله بن عميرة
(د ع) عَبْد اللَّه بْن عميرة- بزيادة هاءٍ في آخره- أدرك الجاهلية، ولا تصح صحبته، يعد فِي الكوفيين.
روى روح، عَنْ شُعْبَة، عَنْ سماك بْن حرب، عَنْ عَبْد اللَّه بْن عميرة- وكان قائد الأعشى فِي الجاهلية.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم، وقَالَ الأمير أَبُو نصر: عَبْد اللَّه بْن عميرة- يعني بفتح العين، وكسر الميم- حديثه في الكوفيين، روى عَنْ جرير وغيره، روى عَنْهُ سماك بْن حرب. وقَالَ:
قَالَ إِبْرَاهِيم الحربي: لا أعرف عَبْد اللَّه بْن عميرة، وَإِنما أعرف عميرة بْن زياد الكندي، حدث عَنْ عَبْد اللَّه، إن كَانَ هَذَا ابنه وَإِلا فلا أعرفه.
3105- عبد الله بن عنبة
(د ع) عَبْد اللَّه بْن عنبة، أَبُو عنبة الخولاني، سماه الطبراني فِي معجمه، وعداده فِي الشاميين سكن حمص.(3/253)
روى عَنْهُ مُحَمَّد بْن زياد الألهاني، وبكر بْن زرعة، وغيرهما. أسلم عَلَى عهد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يره، وقيل: أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم وصلى القبلتين.
رَوَى الْجَرَّاحُ بْنُ مَلِيحٍ الْبَهْرَانِيُّ [1] ، عَنْ بَكْرِ بْنِ زُرْعَةَ الْخَوْلانِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عِنَبَةَ الْخَوْلانِيَّ- وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِمَّنْ صَلَّى الْقِبْلَتَيْنِ، وَأَكَلَ الدَّمَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم يقول: «لا يَزَالُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَغْرِسُ غَرْسًا فِي هَذَا الدِّينِ، يَسْتَعْمِلُهُمْ فِي طَاعَتِهِ [2] » . أَخْرَجَهُ ابن منده وأبو نعيم [3] .
3106- عبد الله بن عنمة المزني
(د ع) عَبْد اللَّه بْن عنمة المزني. لَهُ صحبة، شهد فتح مصر، ذكره مُحَمَّد بْن عُمَر الواقدي وقَالَ: شهد فتح الإسكندرية الثَّاني، لَهُ ذكر فِي الصحابة، قاله أَبُو سَعِيد بْن يونس.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم مختصرا.
3107- عبد الله بن عوسجة البجلي
(س) عَبْد اللَّه بْن عوسجة البجلي، ثُمَّ العرني، كَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعثه بكتابه إِلَى بني حارثة بْن عَمْرو بْن قريط يدعوهم إِلَى الْإِسْلَام، فأخذوا الصحيفة فغسلوها، فرقّعوا بها أسفل دلوهم [4] ، وأبوا أن يجيبوا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: «أذهب اللَّه عقولهم» فهم أهل سفة وكلام مختلط. أخرجه أبو موسى.
3108- عبد الله بن عوف
(د ع) عَبْد اللَّه بْن عوف. روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أخرجه يَحيى بْن يونس الشيرازي فِي كتابه.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ بْنُ أَبِي الرَّجَاءِ فِي كِتَابِهِ بِإِسْنَادِهِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرِو بن الضّحّاك،
__________
[1] له ترجمة في الجرح والتعديل: 1/ 1/ 523.
[2] أخرجه ابن ماجة، عن هشام بن عمار، عن الجراح بن المليح باسناده مثله، ينظر المقدمة، الحديث 8: 1/ 5.
[3] قال ابن أبى حاتم في الجرح والتعديل 4/ 2/ 418: «أبو عنبة الخولانيّ، ليست له صحبة» وينقل عن أبيه أنه قال:
«هو من الطبقة الأولى من تابعي أهل الشام» ويقول إنه «روى عنه أبو الزاهرية، ومحمد بن زياد الألهاني، وبكر بن زرعة الخولانيّ» .
[4] ينظر ترجمة رعية السحيمى العرني: 2/ 223 فقد تقدم في ترجمته نحو هذا الحديث، كما ينظر مسند أحمد: 5/ 285، 286.(3/254)
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ جَبَلَةَ بْنِ عَطِيَّةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الإِيمَانُ يَمَانٍ» . قَالَ مَحْمُودُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سُمَيْعٍ: هُوَ مِنْ تَابِعِي أَهْلِ الشام، من الطبقة الثالثة من عمال عمر بن عَبْدِ الْعَزِيزِ [1] .
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ وَأَبُو نُعَيْمٍ.
3109- عبد الله بن عوف الأشج
(س) عَبْد اللَّه بْن عوف الأشج، من الوفد، نزل البصرة. قَالَه ابْنُ شاهين، أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى مختصرًا.
2110- عَبْد اللَّه بْن عوف بْن عَبْد عوف
(س) عَبْد اللَّه بْن عوف بْن عَبْد عوف بْن [عَبْد بْن] [2] الحارث بْن زهرة، أخو عَبْد الرَّحْمَن بْن عوف.
قَالَ ابْنُ شاهين: أسلم يوم الفتح، وأخوه الأسود لَهُ دار بالمدينة. قَالَ الزُّبَيْر: لم يهاجر، يعني عَبْد اللَّه بْن عوف.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى مختصرًا.
3111- عَبْد اللَّه بْن أَبِي عوف
عَبْد اللَّه بْن أَبِي عوف بْن عويف بْن مَالِك بْن كيسان بْن ثعلبة بْن عمرو بن يشكر بن على ابن مالك بْن سعد بْن نذير بْن قسر بْن عبقر بْن أنمار بْن إراش البجلي، كَانَ اسمه «عَبْد شمس» فسماه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «عَبْد اللَّه» لما وفد إليه.
قاله ابن الكلبي.
3112- عبد الله بن عويم
(د ع) عَبْد اللَّه بْن عويم بْن ساعدة الْأَنْصَارِيّ، ويذكر نسبه عند ذكر أَبِيهِ، إن شاء اللَّه تعالى عداده فِي أهل المدينة، اختلف فِي اسمه.
__________
[1] وكذا ذكر ابن أبى حاتم في الجرح 2/ 2/ 125، قال: «عبد الله بن عوف القاري أبو القاسم. رأى عثمان ومعاوية.
وكان عامل عمر بن عبد العزيز على ديوان فلسطين. روى عن أبى جمعة وبشير بن عقربة، روى عنه الزهري، ورجاء بن أبى سلمة.. سمعت أبى يقول ذلك» .
[2] سقط من المطبوعة، أثبتناه عن الأصل، وينظر ترجمة أخيه أسود بن عوف في: 1/ 106.(3/255)
رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُوَيْمِ بْنِ سَاعِدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وسلم قَالَ: «إن اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ اخْتَارَنِي، وَاخْتَارَ لِي أَصْحَابًا» فَجَعَلَ لِي مِنْهُمْ وُزَرَاءَ وَأَنْصَارًا، فَمَنْ سَبَّهُمْ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ» .
ورواه جماعة عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طلحة، عَنْ عَبْد الرحمن بن سالم بن عبد الرحمن بن عويم ابن ساعدة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدّه. وهو الصواب. أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم.
عويم: بضم العين، تصغير عام.
3113- عبد الله بن عياش
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن عياش بْن أَبِي رَبِيعة، واسم أَبِي رَبِيعة: عَمْرو بن المغيرة بن عبد الله ابن عُمَر بْن مخزوم الْقُرَشِيّ المخزومي.
ولد بأرض الحبشة، يكنى أبا الحارث، وأمه أسماء بِنْت مخربة [1] بْن جندل بْن أبير ابن نهشل التميمية.
روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وروى عن عمر [2] وغيره، فمما روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما رَوَاهُ عَنْهُ عَبْد اللَّه بْن الحارث [3] قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعض بيوت آل أَبِي رَبِيعة، إما لعيادة مريض، وَإِما لغير ذَلِكَ، فقالت لَهُ أسماء بِنْت مخربة [1] التميمية- وهي أم عياش بْن أَبِي رَبِيعة-: يا رَسُول اللَّه، ألا توصني؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أم الْجُلاس، ائتي إِلَى أختك ما تحبين أن تأتي إليك» . وأتى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بصبي من ولد عياش، وكانت أم الجلاس ذكرت لرسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرضًا بالصبي- فَأَخَذَهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وجعل يرقيه وينقل عَلَيْهِ، وجعل الصبي يتفل عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فجعل بعض أهل البيت ينتهر الصبىّ، ورسول الله يكفّهم عن ذلك.
وى عَنْهُ بَكْر بْن مُحَمَّد بْن عَمْرو بْن حزم، ونافع مَوْلَى ابْنُ عمر، وغيرهما.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
__________
[1] في المطبوعة: «مخرمة» بالميم مكان الياء، وهو خطأ.
ينظر تاج العروس 1/ 231، وستأتي ترجمتها، كما ينظر كتاب نسب قريش: 318.
[2] قال ابن أبى حاتم في الجرح 2/ 2/ 125: روى عن عمر، روى عنه الحارث بن عبد الله بن عياش، ونافع، سمعت أبى يقول ذلك» ولم يذكر له صحبة.
[3] كذا، ولعله: «الحارث بن عبد الله» ابنه، كما سبق أن نقلنا عن ابن أبى حاتم.(3/256)
قلت: قولهم: «فقالت لَهُ أسماء بِنْت مخربة التميمية، وهي أم عياش: «يا رَسُول اللَّه» فأم عياش هِيَ أم أَبِي جهل، وَهِيَ لم تسلم، ويرد ذكرها فِي ابنها عياش، ويرد الكلام عليها.
وعلى أسماء بِنْت مخربة [أم عَبْد اللَّه هذا في أسماء بنت سلامة بن مخربة] ، فإن أم عَبْد اللَّهِ هِيَ بِنْت أخي أسماء بِنْت مخربة [1] أم عياش وأبي جهل، وقد نسبوها هاهنا إِلَى جدها، فربما يظن بعض من يراه أنه غلط، والله أعلم.
3114- عبد الله بن غالب
(ب) عَبْد اللَّه بْن غالب الليثي. من كبار الصحابة. بعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سرية سنة اثنتين من الهجرة.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر مختصرًا.
3115- عَبْد اللَّه بْن الغسيل
(د ع) عَبْد اللَّه بْن الغسيل. مجهول.
روى عنه عامر بن عبد الأسود، يعد فِي بادية البصرة.
حَدَّثَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ الْبَرَاءِ بْنِ قَبِيصَةَ الثَّقَفِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ الأَسْوَدِ الْعَبْقَسِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْغَسِيلِ قال: كنت مع رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَرَّ بِالْعَبَّاسِ فَقَالَ:
يَا عَمِّ، اتبعنى ببنيك. فانطلق بستة من بينه: الْفَضْلِ، وَعَبْدِ اللَّهِ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ، وَقُثَمَ، وَمَعْبَدٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَأَدْخَلَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم بيتا، وغطاهم بشملة سوداء مخططة بخمرة، فَقَالَ:
«اللَّهمّ إِنَّ هَؤُلاءِ أَهْلُ بَيْتِي وَعِتْرَتِي، فَاسْتُرْهُمْ مِنَ النَّارِ كَمَا سَتَرْتَهُمْ بِهَذِهِ الشَّمْلَةِ» . فَمَا بَقِيَ فِي الْبَيْتِ مَدَرَةٌ وَلا بَابٌ إِلا أَمِنَ. أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ وَأَبُو نُعَيْمٍ.
قلت: قَدْ كَانَ يُقال لعبد اللَّه بْن حنظلة بْن أَبِي عَامِر الْأَنْصَارِيّ: «ابْنُ الغسيل» . لأن أباه حنظلة قتل يَوْم أحد، فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إن الملائكة تغسله» فقيل لابنه: ابْنُ الغسيل [2] وله صحبة أيضا.
3116- عبد الله الغفاريّ
(د) عَبْد اللَّه الغفاري. أَخْرَجَهُ ابْنُ منده، ولم يزد على هذا القدر.
__________
[1] كتاب نسب قريش: 319.
[2] ينظر ترجمته: 3/ 218، 219.(3/257)
3117- عبد الله بن غنام
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن غنام بْن أوس بْن مَالِك بْن بياضة الْأَنْصَارِيّ البياضي لَهُ صحبة، يعد فِي أهل الحجاز.
أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي الأَمِينُ بِإِسْنَادِهِ إِلَى سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ، حَدَّثَنَا أحمد ابن صَالِحٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَسَّانٍ، وَإِسْمَاعِيلُ قَالا: حدثنا سليمان بن بلال، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن عبد الله بن عَنْبَسَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَنَّامٍ: أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قال حين يصبح: «اللَّهمّ ما أصبح بِي مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنْكَ وَحْدَكَ، لا شَرِيكَ لَكَ، فَلَكَ الْحَمْدُ، وَلَكَ الشُّكْرُ. فَقَدْ أَدَّى شُكْرَ يَوْمِهِ، وَمَنْ قَالَ ذَلِكَ حِينَ يُمْسِي فَقَدْ أَدَّى شُكْرَ لَيْلَتِهِ [1] » . أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ، قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: وَقَدْ صَحَّفَ فِيهِ بَعْضُ الرُّوَاةِ مِنْ رِوَايَةِ ابْنِ وَهْبٍ، فَقَالَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، وَقِيلَ: هُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَنَّامٍ، وَقِيلَ: «ابْنُ غَنَّامٍ» مِنْ غَيْرِ أَنْ يَذْكُرَ اسْمَهُ. وَقَدْ رَوَاهُ ابْنُ مَنْدَهْ مِنْ حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ صَالِحٍ الْوُحَاظِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْلَمَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ، فَقَالَ: «عَنِ ابن غنام» ولم يذكر اسمه.
3118- عبد الله بن فضالة الليثي
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن فضالة الليثي أَبُو عَائِشَة.
روى عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: «ولدت فِي الجاهلية، فعق [2] أَبِي عني بفرس» وَإِسناده ليس بالقائم، واختلف فِي إتيانه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فروى مسلمة بْن علقمة، عَنْ دَاوُد بْن أَبِي هند عَنْ أبي حرب بن أبي الأسود، عن عبد اللَّه بْن فضالة، أَنَّهُ أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ورواه خَالِد الواسطي وزُهير [3] بْن إِسْحَاق، عَنْ دَاوُد عَنْ [4] أَبِي حرب، عن عبد الله بن فضالة، عن أبيه، وهو أصح، قَالَهُ أَبُو عُمَر [5] .
وقَالَ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم: لا تصح لَهُ صحبة. عداده فِي التابعين، وذكره بعض النَّاس فِي الصحابة، قَالَ خليفة: كَانَ عَبْد اللَّه بْن فضالة عَلَى قضاء البصرة، وقَالَ أَبُو عُمَر: ما رواه عن
__________
[1] سنن أبى داود، كتاب الأدب، الحديث 5073، 4/ 318.
[2] العقيقة: التي تذبح عن المولود.
[3] في الأصل والمطبوعة: «عن زهير» والمثبت عن ابن أبى حاتم في الجرح، فسيأتي أن هذا لفظه. وخالد الواسطي يروى عن داود، ينظر الجرح 21/ 340.
[4] في المطبوعة: «داود بن أبى حرب» وهو خطأ والمثبت عن الأصل، ولفظ ابن أبى حاتم.
[5] هذا الّذي نسبه ابن الأثير إلى أبى عمر، من قوله: «واختلف في إتيانه» هو لفظ ابن أبى حاتم في الجرح والتعديل:
2/ 2/ 135، 136، وقد نقله ابن أبى حاتم عن أبيه.(3/258)
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فهو عندهم مرسل عَلَى أَنَّهُ قَدْ أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا يختلف فِي صحبة أَبِيهِ، ويذكر فِي بابه، إن شاء اللَّه تعالى.
3119- عبد الله بن فضالة المزني
(س) عَبْد اللَّه بْن فضالة المزني.
قَالَ أَبُو مُوسَى: كأنه غير الليثي. روى إِبْرَاهِيم بْن جَعْفَر، عَنْ عَبْد اللَّه بْن سَلَمة الجبيري، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرو بْن مرة الجهني وعبد اللَّه بْن فضالة المزني- وكانت لهما صحبة، عن جابر ابن عَبْد اللَّه: أنهم كانوا يقولون: «عليّ بْنُ أَبِي طَالِب أول من أسلم» .
أَخْرَجَهُ أَبُو موسى.
3120- عبد الله بن أبو قابوس
(د ع) عَبْد اللَّه أَبُو قابوس غير منسوب، عداده فِي أهل الكوفة.
اختلف فِي اسمه فقيل: اسمه المخارق.
رَوَى سِمَاكٌ، عَنْ قَابُوسَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: جَاءَتْ أُمُّ الْفَضْلِ- وَهِيَ امْرَأَةُ الْعَبَّاسِ- إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالت: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي رَأَيْتُ بَعْضَ جِسْمِكَ فِي بيتي. فقال: خيرا رَأَيْتِ، تَلِدُ فَاطِمَةُ غُلامًا، فَتُرْضِعِينَهُ بِلَبَنِ قُثَمَ، فَجَاءَتْ بِهِ إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَالَ عَلَيْهِ، فَقَالَتْ بِيَدِهَا هَكَذَا. فَقَالَ: أَوْجَعْتِ ابْنِي، رَحِمَكِ اللَّهُ، ثُمَّ قَالَ: «النَّضْحُ مِنَ الْغُلامِ، وَالْغُسْلُ مِنَ الْجَارِيَةِ» لَمْ يَذُكْر فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ وَلَدَ فَاطِمَةَ.
أَخْرَجَهُ ابن منده وأبو نعيم.
3121- عبد الله بن قارب
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن قارب، أَبُو وهب الثقفي. وقيل: ابْنُ مأرب.
روى عنه ابنه وهب أَنَّهُ قَالَ: كنت مَعَ أَبِي فرأيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يدعو بيده: «رحم اللَّه المحلقين» فَقَالَ رَجُل: يا رَسُول اللَّه، والمقصرين؟ فَقَالَ فِي الثانية، أَوْ الثالثة: «والمقصرين» [1] يذكر الاختلاف فِيهِ، فِي أَبِيهِ قارب، إن شاء اللَّه تَعَالى.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
__________
[1] أخرج أحمد في مسندة عن قارب نحوه، ينظر: 6/ 393.(3/259)
3122- عبد الله بن قداد
عَبْد اللَّه بْن قداد [1] الحارثي. ذكره ابْنُ إِسْحَاق فيمن وفد من بني الحارث بْن كعب عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ خَالِد بْن الْوَلِيد. وقيل فِيهِ: عَبْد الله بن قريط، ويذكر في موضعه.
3123- عبد الله بن قدامة
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن قدامة السعدي، أخو وقاص بْن قدامة. اختلف فِي اسم أَبِيهِ فقيل:
قدامة، وقيل غير ذَلِكَ. وَقَدْ ذكر فِي عَبْد اللَّه بْن السعدي [2] . وهو من بني عَامِر بْن لؤي، يكنى أبا مُحَمَّد. كتب لهما النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتابًا.
أَخْرَجَهُ الثلاثة، إلا أن أبا عُمَر جعله من عَامِر، وجعله ابْنُ منده وَأَبُو نعيم سلميًا، وسمى ابْنُ منده أباه قمامة، بدل قدامة، ونذكره فِي موضعه، وهما واحد، والله أعلم.
3124- عبد الله بن قرط
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن قرط الْأَزْدِيّ الثمالي. كَانَ اسمه فِي الجاهلية شيطانًا فسمّاه رسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد اللَّه لَهُ ولأخيه عَبْد الرَّحْمَن صحبة. وشهد اليرموك وفتح دمشق، وأرسله يزيد بْن أَبِي سُفْيَان بكتابه إِلَى أَبِي بَكْر الصديق رَضِي اللَّه عَنْهُمْ. ذكره عبد الله بن محمد بن رَبِيعة فِي كتابه «فتوح الشام» واستعمله أَبُو عبيدة عَلَى حمص مرتين، ولم يزل عليها حتَّى توفي أَبُو عبيدة، ثُمَّ استعمله معاوية عَلَى حمص أيضًا. روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
روى عَنْهُ، غضيف بْن الحارث، وعمرو بْن [3] محصن، وسليم بْن عَامِر الخبائري وغيرهم.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودِ بْنِ سَعْدٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، عَنْ يَحْيَى الْقَطَّانِ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُجَيٍّ [4] ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَفْضَلُ الأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمُ النَّحْرِ وَيَوْمُ الْقَرِّ الَّذِي تَسْتَقِرُّ النَّاسُ فِيهِ [5] » ، قَالَ: وَقُرِّبَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم بدنات خمس أو ستّ
__________
[1] في المطبوعة: «قذاذ» . وفي سيرة ابن هشام: 2/ 593: «قراد» . وقداد وقراد معروفان في الأسماء.
[2] ينظر: 3/ 261.
[3] كذا في الأصل والمطبوعة. وفي التهذيب: 5/ 361: «وعبد الله بن محصن» .
[4] في المطبوعة: «عبد الله بن يحيى» . وهو خطأ، والمثبت من الأصل، ومسند أحمد: 4/ 350، والمشتبه للذهبى، 559. والتهذيب: 6/ 55.
[5] يوم القر: هو الغد من يوم النحر، وهو حادي عشر ذي الحجة، لأن الناس يقرون فيه بمنى، أي: يسكنون ويقيمون. ووقع في مسند أحمد: «ثم يوم النعر» .(3/260)
فَطَفِقْنَ يَزْدَلِفْنَ إِلَيْه بِأَيَّتِهِنَّ يَبْدَأُ [1] ، فَلَمَّا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا قَالَ كَلِمَةً خَفِيَّةً [2] لَمْ أَفْهَمْهَا، فَسَأَلَتْ بَعْضَ مَنْ يَلِيهِ مَا قَالَ؟ فَقَالَ: «مَنْ شَاءَ اقْتَطَعَ» وقتل عَبْد اللَّه بأرض الروم شهيدا، سنة ست وخمسين، قاله ابن يونس.
أخرجه الثلاثة.
3125- عبد الله بن قرة
(س) عَبْد اللَّه بْن قُرَّة. أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى، ونقله عَنِ الخطيب أَبِي بَكْر قَالَ: وقَالَ غيره:
عَبْد اللَّه بْن قرط، وروى أَنَّهُ كَانَ اسمه شيطانًا فسماه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد اللَّه، وَقَدْ تقدم هذا في عبد الله بن قرط.
3126- عبد الله بن قرة الهلالي
(د) عَبْد اللَّه بْن قُرَّة بْن نهيك الهلالي. دعا لَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالبركة، رَأَيْته فِي بعض نسخ كتاب أبى عبد الله بن مندة.
3127- عبد الله بن قريط
(ب) عَبْد اللَّه بْن قريط الزيادي. قدم مَعَ خَالِد بْن الْوَلِيد فِي وفد بني الحارث بْن كعب فأسلموا، وذلك سنة عشر.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر هكذا.
قَالَ ابْنُ إِسْحَاق: من رواية سَلَمة ويونس عَنْهُ: «قريط» . ورواه عبد الملك بْن هِشَام، عَنِ البكائي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاق: «قُداد» وَقَدْ تقدم، وهما واحد، والله أعلم.
3128- عبد الله بن قمامة
(د) عَبْد اللَّه بْن قمامة السلمي، أخو وقاص بْن قمامة. كتب لهما النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتابًا.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده هكذا، وَقَدْ أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر وَأَبُو نعيم فقالا: «عَبْد اللَّه بْن قدامة» ، وَقَدْ تقدم ذكره.
3129- عبد الله بن قنيع
عَبْد اللَّه بْن قنيع بْن أهبان بْن ثعلبة بْن رَبِيعة، كَانَ اسمه عَبْد عمرو فسماه رَسُول اللَّه عَبْد اللَّه، وهو قاتل دريد بْن الصمة. قاله الغساني عَنِ ابْنِ هشام [3] .
__________
[1] في المطبوعة: «يأتيهن بيداء» وهو خطأ.
[2] في المطبوعة: «كلمة خفيفة» والمثبت عن الأصل ومسند أحمد.
[3] سيرة ابن هشام: 2/ 454.(3/261)
3130- عبد الله بن قيس الأسلمي
(د ع) عَبْد اللَّه بْن قيس الأسلمي. رَوَى يَزِيدُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ عبد الله ابن قَيْسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ قَامَ يُرَائِي [بِعَمَلِهِ] فَهُوَ فِي مَقْتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى يَجْلِسَ» قَالَهُ ابْنُ مَنْدَهْ، وروى لَهُ أَبُو نعيم: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابتاع من رَجُل من بني غفار سهمه من خيبر ببعير، فقال لَهُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن الَّذِي أخذت منك خير من الَّذِي أعطيتك، فإن شئت فخذ، وَإِن شئت فاترك. قَالَ: قَدْ أخذت» . أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم، فابن منده أخرج الحديث الأول فِي هَذِهِ الترجمة، وأخرجه أَبُو نعيم في ترجمة «عبد الله بن قيس الخزاعي» الَّذِي يأتي ذكره، وأخرج الحديث الثَّاني فِي هَذِهِ الترجمة، والله عزَّ وجلَّ أعلم.
وأمَّا أَبُو عُمَر فإنه لم يخرج هَذِهِ الترجمة، وَإِنما أخرج الخزاعي، وقَالَ: «وقيل: الأسلمي» وروى لَهُ أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابتاع من رَجُل من غفار.. ونذكره بعد هَذِهِ الترجمة إن شاء اللَّه تعالى.
3131- عبد الله بن قيس الأنصاري
(د ع) عَبْد اللَّه بْن قيس الْأَنْصَارِيّ. قتل فِي بعض بعوث النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شهيدًا.
روى ابْنُ عَبَّاس أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قال: «ما عَلَى الأرض رَجُل يموت وفي قلبه مثقال حبة من خردل من الكبر، إلا جعله اللَّه فِي النار» فلما سَمِعَ عَبْد اللَّه بْن قيس الْأَنْصَارِيّ بكى، فَقَالَ لَهُ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: يا عبد الله بْن قيس، لم تبكي؟ قَالَ: من كلمتك! فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«أبشر بأنك فِي الجنة» فبعث النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعثًا، فقتل فيهم شهيدًا. أَخْرَجَهُ ابن منده وأبو نعيم.
3132- عبد الله بن قيس بن خالد
(ب ع س) عبد الله بن قيس بْن خَالِد بْن خلدة بْن الحارث بْن سواد بْن مالك بْن غنم ابن مَالِك بْن النجار الْأَنْصَارِيّ الخزرجي ثُمَّ النجاري.
شهد بدرًا، قاله مُوسَى بْن عقبة، عَنِ ابْنِ شهاب. وقاله ابْنُ إِسْحَاق وذكر مُحَمَّد بْن سعد عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ [1] بْنِ عمارة الْأَنْصَارِيّ أَنَّهُ قتل شهيدًا يَوْم أحد، وأنكر مُحَمَّد بْن عُمَر- يعني الواقدي- ذَلِكَ، وقَالَ: عاش عَبْد اللَّه هَذَا وشهد المشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وتوفي فِي خلافة عثمان رَضِي الله عنهما، قيل انه لم يعقب.
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: «محمد بن عبد الله بن عمارة» والمثبت عن طبقات ابن سعد 3/ 2/ 57. وميزان الاعتدال 2/ 489(3/262)
أخرجه أبو نعيم، وَأَبُو عمر، وأبو موسى. وقال أبو موسى: أفرده أبو نعيم عن الَّذِي يروي حديثه ابْنُ عَبَّاس فِي الكبر، ويحتمل أن يكون هُوَ هُوَ، وهو قبل هذه الترجمة.
3133- عبد الله بن قيس الخزاعي
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن قيس الخزاعي. روى أَبُو نعيم بِإِسْنَادِهِ، عَنْ يَزِيدَ بن عياض، عن الأعرج، عن عبد الله بْن قيس الخزاعي: أن رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «من قام رياء وسمعة، فهو فِي مقت اللَّه حتَّى يجلس» . أخرجه أبو نعيم وأبو عمر وأبو موسى، إلا أن أبا عُمَر قَالَ: «خزاعي وقيل: أسلمي» .
قلت: قَدْ أخرج ابْنُ منده هَذَا المتن فِي ترجمة عَبْد اللَّه بْن قيس الأسلمي، وَقَدْ ذكرناه هناك، وأمَّا أَبُو نعيم فلم يخرجه فِي تلك الترجمة، لأنَّه ظنهما اثنين، فذكر فِي الأول حديث أن رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابتاع من رَجُل من بني غفار سهمه من خيبر، وأمَّا أَبُو عُمَر فإنه ظنهما واحدًا، وقَالَ: عَبْد اللَّه بْن قيس الخزاعي، وقيل: الأسلمي. وروى لَهُ حديث سهم خيبر، وقَالَ:
«وله حديث آخر» . وأنا أظنهما واحدا، قيل فِيهِ: خزاعي، وقيل: أسلمي، وكلام أَبِي عُمَر يؤيد ما قلته، والله سبحانه وتعالى أعلم.
3134- عبد الله بن قيس بن زائدة
(ب) عبد الله بن قيس زائدة بْن الأصم بْن هرم بْن رواحة بن حجر بن عبد بن معيص ابن عَامِر بْن لؤي الْقُرَشِيّ العامري، المعروف بابن أم مكتوم. واختلف فِي اسمه فقيل: عَبْد اللَّه، وقيل: عَمْرو، وهو الأكثر.
أَخْرَجَهُ أَبُو عمر.
3135- عبد الله بن قيس الأشعري
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن قيس بْن سليم بْن حضار بْن حرب بْن عَامِر بْن عنز بْن بَكْر بْنُ عَامِر بْن عذر بْن وائل بْن ناجية بْن الجماهر بْنُ الأشعر بْن أدد بْن زَيْد بْن يشجب أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِي، صاحب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. واسم الأشعر نبت، وأمه ظبية [1] بنت وهب، امرأة من عك، أسلمت وماتت بالمدينة.
ذكر الواقدي أن أبا مُوسَى قدم مكَّة، فحالف أبا أحيحة سَعِيد بْن العاص بْن أمية، وكان قدومه مَعَ إخوته فِي جماعة من الأشعريين، ثمّ أسلم وهاجر إلى أرض الحبشة.
__________
[1] في الأصل والمطبوعة، «طيبة» وقد أوردها ابن الأثير في حرف الظاء المعجمة.(3/263)
وقالت طائفة من العلماء بالنسب والسير: إن أبا مُوسَى لما قدم مكَّة، وحالف سَعِيد بْن العاص، انصرف إِلَى بلاد قومه ولم يهاجر إِلَى أرض الحبشة، ثُمَّ قدم مَعَ إخوته فصادف قدومه قدوم السفينتين من أرض الحبشة.
قال أبا عُمَر: الصحيح أن أبا مُوسَى رجع بعد قدومه مكَّة ومحالفته من حالف من بني عَبْد شمس إِلَى بلاد قومه، وأقام بِهَا حتَّى قدم مَعَ الأشعريين نحو خمسين رجلًا فِي سفينة، فألقتهم الريح إِلَى النجاشي، فوافقوا خروج جَعْفَر وأصحابه منها، فأتوا معهم وَقَدْم السفينتان معًا: سفينة جَعْفَر، وسفينة الأشعريين، عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين فتح خيبر. وَقَدْ قيل: إن الأشعريين إذ رمتهم الريح إِلَى الحبشة أقاموا بالحبشة مدة، ثُمَّ خرجوا عند خروج جَعْفَر، رَضِي اللَّه عَنْهُ، فلهذا ذكره ابْنُ إِسْحَاق فيمن هاجر إِلَى الحبشة، والله أعلم [1] وكان عامل رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى زبيد وعدن، وأستعمله عمر رضي اللَّه عنه عَلَى البصرة، وشهد وفاة أَبِي عبيدة بْن الجراح بالشام.
قَالَ لمازة بْن زبار: ما كَانَ يشبه كلام أَبِي مُوسَى إلا بالجزار الَّذِي لا يخطئ المفصل.
وقال قتادة: بلغ أبا مُوسَى أن قومًا يمنعهم من الجمعة أن ليس لهم ثياب، فخرج عَلَى النَّاس فِي عباءة.
وقَالَ ابْنُ إِسْحَاق: فِي سنة تسع عشرة بعث سعد بْن أَبِي وقاص عياض بْن غنم إِلَى الجزيرة، وبعث معه أبا مُوسَى وابنه عُمَر بْن سعد، وبعث عياض أبا مُوسَى إِلَى نصيبين فافتتحها فِي سنة تسع عشرة. وقيل: إن الَّذِي أرسل عياضًا أَبُو عبيدة بْن الجراح، فوافق أبا مُوسَى، فافتتحا حران ونصيبين.
وقَالَ خليفة: قَالَ عاصم بْن حَفْص: قدم أَبُو مُوسَى إِلَى البصرة سنة سبع عشرة واليًا، بعد عزل المغيرة، وكتب إِلَيْه عُمَر رَضِي اللَّه عَنْهُ: أن سر إِلَى الأهواز فأتى الأهواز فافتتحها عنوة- وقيل: صُلحًا- وافتتح أَبُو مُوسَى أصبهان سنة ثلاث وعشرين، قاله ابْنُ إِسْحَاق.
وكان أَبُو مُوسَى عَلَى البصرة لما قتل عُمَر، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فأقره عثمان عليها، ثُمَّ عزله واستعمل بعده ابن عامر، فعمار من البصرة إِلَى الكوفة، فلم يزل بها حتَّى أخرج أهل الكوفة سَعِيد بْن العاص، وطلبوا من عثمان أن يستعمله عليهم، فاستعمله، فلم يزل عَلَى الكوفة حتَّى قتل عثمان، رضى الله عنه. فعزله عليّ عنها.
__________
[1] الاستيعاب: 180.(3/264)
قَالَ عكرمة: لما كَانَ يَوْم الحكمين، حكم معاوية عَمْرو بْن العاص، قَالَ الأحنف بْن قيس لعلي: يا أمير المؤمنين، حكم ابْنُ عَبَّاس، فإنه نحوه. قَالَ: أفعل. فقالت اليمانية: يكون أحد الحكمين منًا. واختاروا أبا مُوسَى، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاس لعلي: علام تحكم أبا موسى؟
فو الله لقد عرفت رأيه فينا، فو الله ما نصرنا، وهو يرجونا، فتدخله الآن فِي معاقد الأمر مَعَ أن أبا مُوسَى ليس بصاحب ذَلِكَ! فاجعل الأحنف فإنه قرن [1] لعمرو. فَقَالَ: أفعل، فقالت اليمانية أيضًا- منهم الأشعث بْن قيس وغيره-: لا يكون فيها إلا يمان، ويكون أبا مُوسَى. فجعله عليّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وقَالَ لَهُ ولعمرو: أحكمكما عَلَى أن تحكما بكتاب اللَّه، وكتاب اللَّه كُلِّه معي، فإن لم تحكما بكتاب اللَّه فلا حكومة لكما. ففعلا ما هُوَ مذكور فِي التواريخ، وَقَدْ استقصينا ذَلِكَ فِي الكامل فِي التاريخ [2] .
ومات أَبُو مُوسَى بالكوفة، وقيل: مات بمكة سنة اثنتين وأربعين. وقيل: سنة أربع وأربعين، وهو ابْنُ ثلاث وستين سنة. وقيل: توفي سنة تسع وأربعين. وقيل: سنة خمسين، وقيل. سنة اثنتين وخمسين. وقيل: سنة ثلاث وخمسين والله أعلم.
أَخْرَجَهُ الثلاثة
3136- عَبْد اللَّه بْن قيس بْن صخر
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن قَيْسِ بْن صَخْرِ بْن حَرَامِ بْن رَبِيعة بْن عدي بْن غنم بْن كعب بْن سلمة الأنصاري الخزرجي السلمي.
شهد بدرا هو وأخوه معبد.
قَالَ ابْنُ إِسْحَاق إنه شهد بدرًا [3] . وقَالَ ابْنُ عقبة: إنه شهد بدرًا، رَوَاهُ أَبُو نعيم عَنْهُ.
وقَالَ أَبُو عُمَر، عَنْ مُوسَى بْن عقبة: إنه لم يذكره فِي البدريين [4] ، وأجمعوا أَنَّهُ شهد أحدًا.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
3137- عَبْد اللَّه بْن قيس بْن صرمة
عَبْد اللَّه بْن قيس بْن صرمة بْن أبى أنس. استشهد يوم بئر معونة قاله الغساني عن العدوي.
__________
[1] القرن: النظير والكف.
[2] ينظر الكامل: 3/ 166- 169.
[3] سيرة ابن هشام: 1/ 698. والطبقات الكبرى لابن سعد: 3/ 2/ 120.
[4] الاستيعاب: 981. وقال ابن سعد: «ولم يذكره موسى بن عقبة في كتابه فيمن شهد بدرا» .(3/265)
3138- عبد الله بن قيس العتقيّ
(د ع) عَبْد اللَّه بْن قيس العتقي [1] . لَهُ صحبة وشهد فتح مصر، ولا تعرف لَهُ رواية، قاله أَبُو يونس.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم، ومات سنة تسع وأربعين.
3139- عبد الله بن قيس بن عدس
عَبْد اللَّه بْن قيس بْن عدس النابغة الجعدي- يرد فِي النون إن شاء اللَّه تعالى، وهو بالنابغة أشهر.
3140- عبد الله بن قيس بن عكرمة
(د ع) عَبْد اللَّه بْن قيس بْن عكرمة بْن المطلب.
روى حديثه أَبُو بَكْر بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرو بْن حزم، عن أَبِيهِ، عَنْ عَبْد اللَّه بْن قيس أَنَّهُ قَالَ:
«لأرمقن صلاة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالليل [2] .
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم، وفي صحبته نظر.
3141- عبد الله بن قيس بن مخرمة
(س) عَبْد اللَّه بْن قيس بْن مخرمة بْن المطلب بْن عَبْد مناف.
أسلم يَوْم فتح مكَّة، قَالَه ابْنُ شاهين.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى مختصرًا، وَقَدْ ذكره أَبُو أَحْمَد العسكري فِي ترجمة أَبِيهِ قيس، فَقَالَ:
«وَقَدْ أدرك ابناه مُحَمَّد وعبد اللَّه» .
3142- عَبْد اللَّه بْن قيس بن العوراء
عبد الله بن قيس، أخو بني وهب بْن رياب، وَيُقَال لَهُ: «ابْنُ العوراء» . وهو الَّذِي قَالَ للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يا رَسُول اللَّه، هلكت بنو رياب. فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهمّ اجبر مصيبتهم» . أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّهِ بْن أحمد بْن علي بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال: لَمَّا اسْتَحَرَّ الْقَتْلُ مِنْ بَنِي نَصْرٍ فِي بَنِي رِيَابٍ قَالَ: فَزَعَمُوا أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ- وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: ابْنُ الْعَوْرَاءِ- قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلَكَتْ بَنُو رِيَابٍ» فَذَكَرُوا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم قال: «اللَّهمّ اجبر مصيبتهم» .
__________
[1] في المطبوعة: «العنقى» . بالنون. والمثبت عن الأصل بهذا الضبط.
[2] الحديث رواه الإمام أحمد في مسندة: 5/ 193. وفي سنده: «عبد الله بن قيس، عن زيد بن خالد الجهنيّ أنه قال:
لأرمقن ... » .(3/266)
3143- عبد الله بن قيظى
(ب) عَبْد اللَّه بْن قيظي بْن قيس بْن لوذان بْن ثعلبة بْن عدي بْن مجدعة بْن حارثة الْأَنْصَارِيّ. شهد أحدًا، وقتل يَوْم جسر أَبِي عُبَيْد هُوَ وأخواه عقبة وعبّاد شهداء.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر مختصرًا [1] .
3144- عَبْد اللَّه بْن أبى كرب
(س) عَبْد اللَّه بْن أَبِي كرب بْن الأسود بْن شجرة بْن معاوية بْن رَبِيعة بن وهب بن ربيعة ابن معاوية الأكرمين الكندي، يكنى أبا لينة.
وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسلم.
ذكره ابْنُ شاهين: وهو والد عياض بْن أَبِي لينة، ولي لعلي بْن أَبِي طَالِب ولايات.
أخرجه أبو موسى.
3145- عبد الله بن كرز
(د ع) عَبْد اللَّه بْن كرز الليثي. لَهُ ذكر فِي حديث عَائِشَة.
رَوَى ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ كَانَ قَاعِدًا وَحَوْلَهُ نَفَرٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ، فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «أيها الناس، إِنَّمَا مَثَلُ أَحَدِكُمْ وَمَثَلُ أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَعَمَلِهِ، كَمَثَلِ رَجُلٍ لَهُ إِخْوَةٌ ثَلاثَةٌ، فَقَالَ لأَخِيهِ الَّذِي هُوَ مَالُهُ وَقَدْ نَزَلَ بِهِ الْمَوْتُ: مَا عِنْدَكَ، فَقَدْ نَزَلَ بِي مَا تَرَى؟ فقال: مالك عِنْدِي غِنًى وَلا نَفْعٌ إِلا مَا دُمْتَ حَيًّا، فَخُذْ مِنِّي الآنَ مَا أَرَدْتَ، فَإِنِّي إِذَا فَارَقْتُكَ سَيُذْهَبُ بِي إِلَى غَيْرِ مَذْهَبِكِ، وَيَأْخُذُنِي غَيْرُكَ. فَالْتَفَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: هَذَا أَخُوهُ الَّذِي هُوَ مَالُهُ، فَأَيَّ أَخٍ تَرَوْنَهُ؟ فَقَالُوا: لا نَسْمَعُ طَائِلا يا رسول الله! ثم قال لأخيه الذي هُوَ أَهْلُهُ: قَدْ نَزَلَ بِي الْمَوْتُ، وَحَضَرَنِي ما ترى، فماذا عندك من العناء؟ قَالَ: عِنْدِي أَنْ أُمَرِّضَكَ وَأَقُومَ عَلَيْكَ وَأُعِينَكَ، فَإِذَا مُتَّ غَسَّلْتُكَ وَكَفَّنْتُكَ وَحَنَّطْتُكَ وَحَمَلْتُكَ فِي الْحَامِلِينَ، وَشَيَّعْتُكَ، ثُمَّ أَرْجِعُ وَأُثْنِي بِخَيْرٍ عِنْدَ مَنْ يَسْأَلُنِي عَنْكَ. فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيَّ أَخٍ تَرَوْنَهُ؟ قَالُوا: لا نَسْمَعُ طَائِلا يَا رَسُولَ اللَّهِ! ثُمَّ قَالَ لأَخِيُه اِلَّذِي هُوَ عَمَلُهُ: مَاذَا عِنْدَكَ، وَمَاذَا لَدَيْكَ؟ قَالَ: أُشَيِّعُكَ إِلَى قَبْرِكَ، فَأُونِسُ وَحْشَتَكَ، وَأُذْهِبُ غَمَّكَ، وَأُجَادِلُ عَنْكَ، وَأَقْعُدُ فِي كَفَنِكَ، فَأَشُولُ [2] بِخَطَايَاكَ.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَأَيَّ أَخٍ تَرَوْنَ هَذَا الَّذِي هُوَ عَمَلُهُ؟ قَالُوا: خَيْرَ أَخٍ يَا رسول الله. قال:
__________
[1] الاستيعاب: 981.
[2] أشول بخطاياك: أرفعها.(3/267)
فَالأَمْرُ هَكَذَا» : قَالَت عَائِشَةُ: فَقَامَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كُرْزٍ اللَّيْثِيُّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَقُولَ فِي هَذَا شِعْرًا؟ قَالَ: نَعَمْ. وَذَكَرَ شِعْرَهُ فِي الْمَعْنَى. أَخْرَجَهُ ابن منده وأبو نعيم.
3146- عبد الله بن كريز
(س) عَبْد اللَّه بْن كريز. أورده عَليّ بْن سَعِيد العسكري فِي الأفراد.
روى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن حَنْظَلَةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كُرَيْزٍ: أَنَّ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «من قتل دون ماله فهو شهيد» . أخرجه أبو موسى.
3147- عبد الله بن كعب الحميري
(د) عَبْد اللَّه بْن كعب الحميري الْأَزْدِيّ. من أهل الشام، توفي سنة ثمان وخمسين.
أخرجه ابن منده مختصرًا.
3148- عَبْد اللَّهِ بْن كعب بن زيد الأنصاري
(د ع) عَبْد اللَّه بْن كعب بْن زَيْد بْن عاصم. يكنى أبا الحارث، من بني مازن بْن النجار الْأَنْصَارِيّ الخزرجي.
شهد بدرا، ولاه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حفظ الأنفال يَوْم بدر.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم، وقَالَ أَبُو نعيم: «وقيل: عَبْد اللَّه بْن كعب بْن عاصم» :
وقَالَ ابْنُ منده: توفي سنة ثلاث وثلاثين، فصلى عَلَيْهِ عثمان. ونسبه ابْنُ منده فَقَالَ: عَبْد اللَّه بْن كعب بْنُ عاصم بْن مازن بْن النجار، فأسقط مِنْهُ عدة أباء يرد ذكرهم فِي الترجمة التي بعد هَذِهِ، إن شاء الله تعالى.
3149- عبد الله بن كعب بن عمرو الأنصاري
(ب ع س) عَبْد اللَّه بْن كعب بْن عمرو بْن عوف بْن مبذول بْن عَمْرو بْن غنم بْن مازن ابن النجار، الْأَنْصَارِيّ الخزرجي النجاري، ثُمَّ الْمَازِنِي.
شهد بدرًا، وكان عَلَى غنائم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم بدر، وشهد المشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم، وكان عَلَى خمس النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غيرها، يكنى أبا الحارث، وقيل: أَبُو يَحيى. قاله أَبُو عُمَر.(3/268)
وقَالَ أَبُو نعيم وَأَبُو مُوسَى: إنه شهد بدرًا، ولم يذكر أَنَّهُ كَانَ عَلَى الخمس، لأن أبا نعيم وابن منده ذكرًا أن الخمس كَانَ عَلَيْهِ عَبْد اللَّه بْن كعب المقدم ذكره أَخْرَجَهُ أَبُو نعيم وَأَبُو عُمَر وَأَبُو مُوسَى، وقَالَ أَبُو عُمَر: توفي سنة ثلاثين بالمدينة، وصلى عَلَيْهِ عثمان.
قلت: قَدْ جعل أَبُو نعيم هَذَا غير الَّذِي قبله، وجعل الأول هُوَ الَّذِي حفظ الأنفال، وجعل هذا الثاني فيمن شهد بدرًا، ولم يذكر وفاة أحدهما، وأمَّا ابْنُ منده فلم يذكر الثَّاني وَإِنما جعل الأول هُوَ الَّذِي حفظ الأنفال، وذكر وفاته. وأما أبو عمر فلم يذكر الأول، وإنما ذكر هَذَا وجعله هُوَ الَّذِي حفظ الأنفال، وأنَّه مات سنة ثلاثين. وكنى أَبُو نعيم وابن منده الأول:
أبا الحارث، وجعل أَبُو عُمَر هَذِهِ الكنية لهذا. وقَالَ ابْنُ الكلبي: عبد الله بن كعب بن عمرو بن عوف ابن مبذول، شهد بدرًا، وجعله رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قبض مغانمها، ووافق أبا عُمَر ولم يذكر الأول، وَإِنما ذكر حبيب [1] بْن كعب بْن زَيْد بْن عاصم بْن عَمْرو بْن عوف بْن مبذول. وَقَدْ تقدم ذكره.
والصحيح أن أبا الحارث كنية عبد الله بن كعب بن عمرو بن عوف، وهو الَّذِي كَانَ عَلَى الخمس وهو الَّذِي صلى عَلَيْهِ عثمان. عَلَى أن أبا أَحْمَد العسكري قَالَ فِي ترجمة «عَبْد اللَّه بْن كعب بْنُ عاصم» : ذكره ابْنُ أَبِي خيثمة، يكنى أبا الحارث، كَانَ عَلَى الخمس يَوْم بدر، مات سنة ثلاث وثلاثين وصلى عَلَيْهِ عثمان.
ولا شك أن ابْنُ منده وأبا نعيم عَنِ ابْنِ أَبِي خيثمة نقلًا ما قالاه، والعجب من أَبِي نعيم فإنه ذكر فِي ترجمة «عَبْد اللَّه بْن يَزِيدَ بْن عَمْرو بْن مازن [2] » المقدم كلام ابْنُ منده، ونسب ابْنُ منده إِلَى الخطأ، وقَالَ: الَّذِي كَانَ عَلَى النفل «عَبْد اللَّه بْن كعب بْن عمرو بْن عوف بْن مبذول ابن عمرو بْن غنم بْن مازن بن النجار» وجعل هاهنا الَّذِي عَلَى النفل «عَبْد اللَّه بْن كعب بن زيد ابن عاصم» وهذا خلاف ما قاله أولًا، والله أعلم.
3150- عَبْد اللَّه بْن كعب بْن مَالِك
عَبْد اللَّهِ بْن كعب بْن مَالِك بْن أُبي بْن كعب الْأَنْصَارِيّ السلمي.
ذكره أَبُو أَحْمَد العسكري فيمن لحق النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم.
__________
[1] كذا.
[2] ينظر: 3/ 251.(3/269)
3151- عبد الله بن كعب المرادي
(ب) عَبْد اللَّه بْن كعب المرادي قتل يَوْم صفين، وكان من أعيان أَصْحَابِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه.
أخرجه أبو عمر [1] :
3152- عبد الله بن كليب
(ب) عَبْد اللَّه بْن كليب بْن رَبِيعة الخولاني. كَانَ اسمه ذؤيبًا فسماه رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد اللَّه، وَقَدْ تقدم فِي الذال أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر مختصرًا [1] .
3153- عبد الله بن لبيد
عَبْد اللَّه بْن لبيد بْن ثعلبة، أخو زياد بْن لبيد البياضي، تقدم نسبه عند أخيه [2] .
قَالَ ابْنُ القداح: شهد أحدًا والمشاهد بعدها، قاله أَبُو عليّ الغساني، عَنِ العدوي.
3154- عبد الله بن اللتبية
(ع س) عَبْد اللَّه بْن اللتبية الْأَزْدِيّ. استعمله النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بعض الصدقات ذكره فِي حديث أَبِي حميد الساعدي أَخْرَجَهُ أَبُو نعيم وَأَبُو مُوسَى مختصرًا، ويذكر فيمن لم يسم من الأبناء إن شاء اللَّه تَعَالى.
3155- عَبْد اللَّه بْن أَبِي ليلى
عَبْد اللَّه بْن أَبِي ليلى الْأَنْصَارِيّ. روى عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: تلقيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين رجع من تبوك، مَعَ غلمان من الأنصار، وأنا غلام خماسي [3] ، كأني أنظر إِلَيْه حين هبط، من الثنية عَلَى بعير، والناس حوله، وتوفي وأنا يافع، أرى النَّاس يحثون عَلَى رءوسهم وثيابهم، وأبكي لبكائهم لا يعرف لعبد اللَّه بْن أَبِي ليلى غير هذا الحديث.
3156- عبد الله بن ماعز التميمي
(د ع) عَبْد اللَّه بْن ماعز التميمي. عداده فِي البصريين، حديثه عند الجعيد بْن عبد الرحمن.
__________
[1] الاستيعاب: 981.
[2] ينظر: 2/ 273
[3] ينظر: 3/ 305، التعليق رقم: 8.(3/270)
روى الهنيد بْن الْقَاسِم، عَنِ الجعيد بْن عَبْد الرَّحْمَن، عَنْ عَبْد اللَّه بْن ماعز: أنه أتى النبي فبايعه فقال: إن ماعز أسلم آخر قومه، وَإِنَّهُ لا يجني عَلَيْهِ إلا يده، فبايعه عَلَى ذَلِكَ.
أَخْرَجَهُ ابن منده وأبو نعيم.
3157- عبد الله بن مالك الأسلمي
عَبْد اللَّه بْن مَالِك بْن أَبِي أسيد بْن رفاعة بْن ثعلبة بْن هوازن بْن أسلم بْن أفصى الأسلمي:
وهو من أعمام عَبْد اللَّه بْن أَبِي أوفى بْن الحارث بْن [أَبِي] [1] أسد الأسلمي.
روى عَنْهُ عقبة بْن عَامِر أَنَّهُ قَالَ: «خرجنا مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي عمرة، حتَّى إِذَا كُنَّا ببطن رابغ قَالَ وأنا إِلَى جنبة ... » . وذكر فِي فضل «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» والمعوذتين.
قاله أَبُو عليّ الغساني عَنِ ابن الكلبي، وقاله أبو أحمد العسكري:
3158- عبد الله بن مالك بن بحينه
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن مَالِك بْن بحينة، وبحينة أمه، وأبوه مَالِك هُوَ ابْنُ القشب الْأَزْدِيّ، من أزد شنوءة، وهو حليف بنى المطلب بْن عَبْد مناف، وكان ينزل بطن ريم [2] من نواحي المدينة، يكنى أبا مُحَمَّد، وقيل: إن بحينة أم أَبِيهِ، قَالَ أَبُو عُمَر [3] : والأول أصح.
روى عَنْهُ أبنه عليّ، وعطاء بْن يسار، والأعرج، ومحمد بْن عَبْد الرحمن بْن ثوبان، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنِ عَلِيٍّ وَغَيْرُهُ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُحَيْنَةَ الأَزْدِيِّ، حَلِيفِ بَنِي الْمُطَّلِبِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ فِي صَلاةِ الظُّهْرِ، وَعَلَيْهِ جُلُوسٌ، فَلَمَّا أَتَمَّ صَلاتَهُ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ يُكَبِّرُ فِي كُلِّ سَجْدَةٍ، وَهُوَ جَالِسٌ قَبْلَ السَّلامِ، وَسَجَدَهُمَا النَّاسُ مَعَهُ، مَكَانَ مَا نَسِيَ مِنَ الْجُلُوسِ [4] . وله حديث كَثِير، توفي [5] آخر أيام معاوية. وَقَدْ ذكر فِي عبد الله بن بحينة [6] .
أخرجه الثلاثة
__________
[1] سقط من المطبوعة، والمثبت عن الأصل والإصابة.
[2] ينظر: 3/ 305، التعليق رقم: 7.
[3] الاستيعاب: 982.
[4] تحفة الأحوذي، كتاب الصلاة: 2/ 403، 404.
[5] ينظر مسند أحمد: 5/ 344- 346.
[6] ينظر: 3/ 183.(3/271)
3159- عبد الله بن مالك الحجازي
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن مَالِك الحجازي الأوسي، من الأنصار، ثُمَّ من الأوس سكن الحجاز لَهُ صحبة.
أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ ابْنُ أَخِي الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَمِّهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، أَنَّ شِبْلَ [1] بْنَ خُلَيْدٍ الْمُزَنِيَّ حَدَّثَهُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ الأَوْسِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْوَلِيدَةُ إِنْ زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا، ثُمَّ إِنْ زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا، ثُمَّ إن زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا، ثُمَّ إِنْ زَنَتْ فَبِيعُوهَا وَلَوْ بِضَفِيرٍ» . وَالضَّفِيرُ:
الْحَبْلُ [2] » .
وَرَوَاهُ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ [3] وَشِبْلٍ، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أخرجه الثلاثة.
3160- عبد الله بن مالك الغافقي
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن مَالِك الغافقي أَبُو مُوسَى. وقيل: مَالِك بْن عَبْد اللَّه. مصري.
رَوَى ابْنُ وَهْبٍ، عَنِ ابْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ [4] ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ أَبِي الْكَنُودِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ الْغَافِقِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِعُمَرَ: «إِذَا تَوَضَّأْتُ وَأَنَا جُنُبٌ أَكَلْتُ وَشَرِبْتُ وَلا أُصَلِّي وَلا اقرأ القرآن» [5] . أخرجه الثلاثة.
3161- عَبْد اللَّه بْن مَالِك بْن أَبِي القين
(د ع) عَبْد اللَّه بْن مَالِك بْن أَبِي القين الخزرجي، أخو كعب بْن مَالِك.
روى عَنْهُ ابن أخيه عَبْد اللَّه. لا يعرف لَهُ رواية.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم.
__________
[1] في المسند: «شبيل» . والمثبت عن الأصل، وفي الجرح 2/ 1/ 380: «شبل بن خالد، ويقال: ابن خليد، ويقال: شبل بن حامد. يروي عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعن عبد الله بن مالك الأوسي. روى عنه عبيد الله بن عبد الله ابن عتيبة» .
[2] مسند أحمد: 4/ 343.
[3] ينظر مسلم، كتاب الحدود: 5/ 123، 124.
[4] هو عبد الله بن سليمان البكري. ينظر الجرح: 2/ 2/ 75.
[5] في الاستيعاب 3/ 983: «إذا توضأت وأنت جنب» بصيغة الخطاب.(3/272)
3162- عبد الله بن مالك أبو كاهل
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن مَالِك، أَبُو كاهل البجلي الأحمسي.
كذا يَقُولُ إِسْمَاعِيل بْن أَبِي خَالِد [1] ، عَنْ أخيه، عَنْ عَبْد اللَّه بْن مَالِك، وتابعه قوم.
والأكثر عَلَى أن اسم أَبِي كاهل: قيس بْن عائذ.
أخرجه الثلاثة.
3163- عبد الله بن مالك
عَبْد اللَّه بْن مَالِك. ذكره ابْنُ أَبِي عاصم.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ [2] ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ عَمْرِو بْن مُرَّةَ، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْنِ الحارث، عن عبد الله ابن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِيَّاكُمْ وَالظُّلْمَ فَإِنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَإِيَّاكُمْ وَالْفُحْشِ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفُحْشَ وَلا التَّفَحُّشَ، وَإِيَّاكُمْ وَالشُّحَّ فَإِنَّهُ أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، أَمَرَهُمْ بِالظُّلْمِ فَظَلَمُوا، وأمرهم بالفجور ففجروا، وأمرهم بالقطيعة فقطعوا [3] » .
3164- عبد الله بن مالك بن المعتمر
(د ع) عَبْد اللَّه بْن مَالِك بْن المعتمر، من بني قطيعة بْن عِيسَى.
لَهُ صحبة، عقد لَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لواء أبيض فِي رهط بعثهم. شهد فتح القادسية، وكان عَلَى إحدى المجنبتين [4] . لا تعرف لَهُ رواية.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
3165- عبد الله بن مالك الخثعميّ
(د ع) عَبْد اللَّه بْن مَالِك الخثعمي. لَهُ ذكر فِي حديث مُحَمَّد بْن مسلمة.
روى أبو يحيى عن عمرو بْن عَبْد اللَّه، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مروا صبيانكم بالصلاة إِذَا بلغوا سبعة ... » وذكر الحديث. أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم مختصرا.
__________
[1] قال ابن أبى حاتم في الجرح 2/ 2/ 150: رآه إسماعيل بن أبى خالد، وروى عَنْ أخيه: عَنْ عَبْد اللَّه بْن مَالِك، واسم أخى إسماعيل: سعيد، كما في الجرح: 3/ 2/ 102
[2] هو أبو الحسن على بن ميمون الرقى العطار، ينظر الجرح: 3/ 1/ 206.
[3] روى الإمام أحمد نحوه عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن عمرو بْن العاص: 2/ 159، 160، 191.
[4] مجنبة الجيش- بكسر النون مشددة-: هي التي تكون في الميمنة والميسرة.(3/273)
3166- عبد الله بن مبشر
عَبْد اللَّه بْن مبشر. فارق هوازن حين أرادوا الرجوع عَنِ الْإِسْلَام أيام الردة.
قَاله الغساني عن ابن إسحاق.
3167- عبد الله بن محمد بن مسلمة
(س) عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مسلمة بْن سَلَمة الْأَنْصَارِيّ.
صحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وشهد فتح مكَّة والمشاهد بعده.
أورده ابْنُ شاهين وقَالَ: «سَمِعْتُ عَبْد اللَّهِ بْن سُلَيْمَان يَقُولُ ذَلِكَ» .
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى مختصرا.
3168- عبد الله بن محمد
(ب) عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد. رَجُل من أهل اليمن.
روى عبد الله- هو ابن قرط- أنه سمع عبد الله بن مُحَمَّد، من أهل اليمن، يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لعائشة: «احتجبي من النار ولو بشق تمرة [1] » . وروى عَنْهُ عَبْد اللَّه بْن قرط، وعبد اللَّه بْن قرط يعد فِي الصحابة أيضًا.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر مختصرًا، كذا ذكره أَبُو عُمَر «مُحَمَّد» وَقَدْ قيل: مخمر، ويرد ذكره إن شاء الله تعالى،
3169- عبد الله ابو محمد
(د ع) عَبْد اللَّه، أَبُو مُحَمَّد. روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في مدمن الخمر.
روى حديثه سهيل بْن أَبِي صالح، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد اللَّه، عَنْ أبيه.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم مختصرا، وقال أبو نعيم: والصواب سهيل عن أبيه [2] .
3170- عبد الله بن محيريز
عَبْد اللَّه بْن محيريز. ذكره العقيلي فِي الصحابة فَقَالَ: حَدَّثَنِي جدي، حَدَّثَنَا فهد [3] بْن حيان، حَدَّثَنَا شُعْبَة، عَنْ خَالِد الحذاء، عَنْ أَبِي قلابة، عَنِ ابْنِ محيريز- وكانت لَهُ صُحْبَةٌ أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا سألتم اللَّه فاسألوه ببطون أكفكم ولا تسألوه بظهورها [4] » .
__________
[1] رواه الإمام أحمد في مسند عائشة: 6/ 79.
[2] في الإصابة: «كذا ذكره أبو نعيم، زاد: وصحيحه ما رواه سهيل عن أبيه عن أبى هريرة. وهذا لا يدفع أن يكون سهيل حدث بن على الوجهين» .
[3] في المطبوعة: «فهر» بالراء، وهو خطأ. والمثبت عن الأصل، والإصابة، وميزان الاعتدال: 3/ 366.
[4] رواه أبو داود بإسناده إلى مالك بن يسار السكونيّ العوفيّ، ينظر أبواب الوتر، الحديث 1486، 2/ 78.(3/274)
كذا ذكره العقيلي فِي الصحابة بهذا الحديث، وهذا الحديث رَوَاهُ إِسْمَاعِيل ابْنُ علية، وعبد الوهاب الثقفي، عَنْ أيوب، عَنْ أَبِي قلابة أن عَبْد الرَّحْمَن بْن محيريز قَالَ: «إِذَا سألتم اللَّه ... » ، الحديث مثله سواءٌ، وقالا: «عَبْد الرَّحْمَن» لا عَبْد اللَّه. وَقَدْ روى خَالِد الحذاء فِي هَذَا الحديث: «عَبْد الرَّحْمَن» أيضًا، كما قَالَ أيوب. وعبد اللَّه بْن محيريز رَجُل مشهور من أهل الشام، من أشراف قريش، من بني جمح، وله جلالة فِي العلم والدين. روى عن عبادة ابن الصامت، وأبي سَعِيد [1] وغيرهما، وأمَّا أن تكون لَهُ صحبة فلا، ولا يشكل أمره عَلَى أحد من العلماء وَقَدْ جعلهما أَبُو نصر الكلاباذي أخوين، فقال: عَبْد اللَّه بْن محيريز الْقُرَشِيّ الشامي، أخو عَبْد الرَّحْمَن، سَمِعَ أبا سَعِيد الخدري، روى عَنْهُ الزُّهْرِيّ، ومحمد بْن يَحيى بْن حبان، ومات فِي ولاية الْوَلِيد بْن عَبْد الْمَلِكِ، وقَالَ الهيثم: توفي فِي خلافة عمر بن عبد العزيز.
1371- عبد الله بن مخرمة
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن مخرمة بْن عبد العزى بْن أَبِي قيس بْن عبد ودّ بن نصر [2] بن مالك ابن حسل بْن عامر بْن لؤي القرشي العامري وهو عَبْد اللَّه الأكبر وأمه بهنانة [3] بِنْت صفوان بْن أمية بْن محرث [4] امْرَأَة من بني كنانة. يكنى أبا مُحَمَّد.
من السابقين إِلَى الْإِسْلَام.
روى ابْنُ منده وَأَبُو نعيم، عَنِ ابْنِ إِسْحَاق: أن عَبْد اللَّه بْن مخرمة هاجر إِلَى أرض الحبشة مَعَ جَعْفَر بْن أَبِي طَالِب، وهاجر أيضًا إِلَى المدينة، وآخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم بينه وبين فروة بْن عَمْرو بْن وذفة [5] الْأَنْصَارِيّ البياضي، وشهد بدرًا وجميع المشاهد.
قَالَ أَبُو عُمَر: قَالَ الواقدي: هاجر الهجرتين جميعًا [6] ، قَالَ: ولم يذكره ابْنُ إِسْحَاق فيمن هاجر الهجرة الأولى، وقَالَ: إنه هاجر الهجرة الثانية مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو ابْنُ ثلاثين سنة، واستشهد يَوْم اليمامة سنة اثنتي عشرة، وهو ابْنُ إحدى وأربعين سنة، وكان يدعو الله
__________
[1] كذا ذكر ابن أبى حاتم في الجرح والتعديل: 2/ 2/ 168.
[2] في المخطوطة مكان نصر: «قصي» وهو خطأ. ينظر كتاب نسب قريش: 412.
[3] كذا في مخطوطتنا، ومثله في كتاب نسب قريش: 426. والطبقات الكبرى لابن سعد: 3/ 1/ 294. وفي الإصابة:
«بهثانة» وهو خطأ.
[4] كذا ضبطه صاحب تاج العروس: 1/ 614.
[5] في المطبوعة: «ودقة» بالدال المهملة والقاف. والمثبت عن الأصل، وسيرة ابن هشام عن ابن إسحاق: 1/ 459.
والطبقات الكبرى لابن سعد: 3/ 1/ 294 ويقول السهيليّ في الروض الأنف 1/ 282: «وذكر في بنى بياضة: عمرو بن وذفة، بذال معجمة، وقال ابن هشام: ودفة بدال مهملة، وهو الأصح» .
[6] ينظر طبقات ابن سعد: 3/ 1/ 294.(3/275)
عزَّ وجلَّ أن لا يميته حتَّى يرى فِي كل مفصل مِنْهُ ضربة فِي سبيل اللَّه، فضرب يَوْم اليمامة فِي مفاصله واستشهد، وكان فاضلًا عابدًا [1] .
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ يَحْيَى بْنُ أَسْعَدَ بْنِ يَحْيَى بْنِ بَوْشٍ إِجَازَةً، أخبرنا أبو غالب بن البناء، أخبرنا أبو الْحُسَيْنِ بْنِ الآبْنُوسِيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَتْحِ الجلِّيّ الْمِصِّيصِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ بْنُ مُحَمَّدُ بْنُ سُفْيَانَ بْنِ مُوسَى الصَّفَّارُ الْمِصِّيصِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ مَعْبَدُ بْنُ رَحْمَةَ بْنِ نُعَيْمٍ الأَصْبَحِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي بُكَيْرُ ابن الأشج، عن ابن عمر قال: توافقت أَنَا وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَخْرَمَةَ، وَسَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، عَامَ الْيَمَامَةِ، فَكَانَ الرَّعْيُ عَلَى كُلِّ امْرِئٍ مِنَّا يَوْمًا، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ تَوَاقَعُوا كَانَ الرَّعْيُ عَلَيَّ، فَأَقْبَلْتُ فَوَجَدْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَخْرَمَةَ صَرِيعًا، فَوَقَفْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، هَلْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ؟
قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: فَاجْعَلْ فِي هَذَا الْمِجَنِّ مَاءً لَعَلِّي أُفْطِرُ عَلَيْهِ. فَفَعَلْتُ، ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَيْه فَوَجَدْتُه قَدْ قَضَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
قلت: قول أَبِي عُمَر عَنِ ابْنِ إِسْحَاق إنه لم يذكره فيمن هاجر الهجرة الأولى، وقَالَ:
إنه هاجر الهجرة الثانية مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقول أَبِي عُمَر يدل أَنَّهُ أراد الهجرتين هجرة الحبشة وهجرة المدينة، لأنه قال: هاجر الهجرة الثانية مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والنبي إنَّما هاجر إِلَى المدينة، فحينئذ يناقض ما نقله ابْنُ منده وَأَبُو نعيم عَنِ ابْنِ إِسْحَاق، لأنهما نقلا عَنْهُ أَنَّهُ هاجر إِلَى الحبشة مع جَعْفَر بْن أَبِي طَالِب رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، وَإِنما أراد ابن إِسْحَاق أَنَّهُ لم يهاجر الهجرة الأولى إِلَى الحبشة، لأن المسلمين هاجروا إِلَى الحبشة هجرتين أولى وثانية، والثانية كَانَ فيها جَعْفَر وهو معه، فحينئذ يمكن الجمع بين ما نقله أَبُو عُمَر، وبين ما نقله ابْنُ منده وَأَبُو نعيم عَنِ ابْنِ إِسْحَاق، لولا قولُه: هاجر الثانية مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يهاجر إِلَى الحبشة، ولعل قولُه: «مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» وهم وغلط، فإن كَانَ كذلك فقد صح قولهم واتفق. والصحيح أن ابْنُ إِسْحَاق ذكره فيمن هاجر مَعَ جَعْفَر إِلَى الحبشة.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر عُبَيْد اللَّه بن السمين بإسناده عن يونس بن بكير عَنِ ابن إِسْحَاق، في تسمية من هاجر إلى الحبشة الهجرة الثانية، قَالَ: «ومن بني عَامِر بْن لؤي: ... وعبد الله بن
__________
[1] الاستيعاب: 985.(3/276)
مخرمة بْن عبد العزى بْن أَبِي قيس بْن عَبْد ود [1] » . وكذلك روى سَلَمة والبكائي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاق. فبان بهذا أن قولُه مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهم وغلط، والله أعلم.
3172- عبد الله بن مخمر
(د ع) عَبْد اللَّه بْن مخمر. من أهل اليمن، عداده فِي الشاميين، مختلف فِي صحبته:
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ بْنُ أَبِي الرَّجَاءِ بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ هو ابن قرط-: أنه سمع عبد الله ابن مخمر- رجل مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ- يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعَائِشَةَ: «احْتَجِبِي مِنَ النَّارِ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ» أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ وَأَبُو نُعَيْمٍ هَكَذَا بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ وَآخِرُهُ رَاءٌ، وَأَخْرَجَهُ أَبُو عُمَرَ بِالْحَاءِ [2] الْمُهْمَلَةِ وَآخِرُهُ دَالٌ، وَقَوْلُ ابْنُ مَنْدَهْ وَأَبِي نُعَيْمٍ تَصْحِيفٌ.
3173- عبد الله بن مربع الأنصاري
(ب) عَبْد اللَّه بْن مربع الْأَنْصَارِيّ. روى عَنْهُ يزيد بْن شيبان قَالَ: أتانا ابْنُ مربع فَقَالَ:
إني رَسُولُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إليكم يَقُولُ: «كونوا عَلَى مشاعركم هَذِهِ، فإنكم عَلَى إرث من إرث أبيكم إِبْرَاهِيم» [3] وقيل: يزيد بْن مربع، وقيل: زَيْد بْن مربع.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر هكذا وأخرج لَهُ هَذَا المتن. وأخرج ابْنُ منده وَأَبُو نعيم هَذَا المتن في الترجمة التي تتلو هَذِهِ، ويرد ذكرها والكلام عليها، إن شاء اللَّه تَعَالى.
3174- عَبْد اللَّه بْن بربع بن قبظى
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن مربع بْن قيظي بْن عَمْرو بْن زيد بْن جشم بْن حارثة بْن الحارث، الْأَنْصَارِيّ والحارثي.
شهد أحدا والخندق والمشاهد كلها مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وروي عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقتل هُوَ
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 329.
[2] الاستيعاب: 983.
[3] رواه الإمام أحمد بإسناده إلى يزيد بن شيبان» عن ابن مربع، المسند: 4/ 137.(3/277)
وأخوه عَبْد الرَّحْمَن يَوْم جسر أَبِي عُبَيْد، ولهما أخوان لأبيهما وأمهما، أحدهما زَيْد، والآخر مرارة، صحبا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يشهدا أحدًا. وكان أبوهم مربع بْن قيظي منافقًا، وكان أعمى، وهو الَّذِي سلك النبي صلى الله عليه وسلم حائطه لما سار إِلَى أحد، فجعل يحثوا التراب فِي وجوه المسلمين، ويقول: إن كنت نبيًا فلا تدخل حائطي. هَذَا كلام أَبِي عُمَر [1] .
وأمَّا ابْنُ منده وَأَبُو نعيم فنسباه كذلك، ورويا عَنْ عَبْد اللَّه بْن صفوان الجمحي: أَنَّهُ سَمِعَ رجلًا من أخواله، يُقال لَهُ: يزيد بْن شيبان قَالَ: أتانا ابْنُ مربع فَقَالَ: إني رَسُولُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إليكم ... الحديث. وَرُوِيَا أَيْضًا عَنِ الْوَاقِدِيِّ، عن عبد الله بن يزيد الهذلي، عن عبد الرحمن ابن مُحَمَّدٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مِرْبَعِ بْنِ قَيْظِيٍّ الْحَارِثِيَّ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ زَمْزَمُ فَشَرِبَ مِنْ مَائِهَا.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
قلت: أخرج ابْنُ منده وَأَبُو نعيم هذين الحديثين فِي هَذِهِ الترجمة، وأخرج أَبُو عمر الحديث الأول فِي الترجمة الأولى، فجعلهما أَبُو عُمَر اثنين، وجعلهما ابنُ منده وَأَبُو نعيم واحدًا، ولو ارتفع نسب الأول لعلمنا هَلْ هما واحدًا أَوْ اثنان، والله أعلم.
مربع: بالميم المكسورة وبالباء الموحدة.
3172- عبد الله بن مرقع
(د ع) عَبْد اللَّه بْن مرقع. وقيل: عَبْد الرَّحْمَن روى عَنْهُ أَبُو يزيد الْمَدَنِيّ أَنَّهُ قَالَ: فتح رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خيبر، وهو فِي ألف وثمانمائة، فقسم عَلَى ثمانية عشر سهمًا، فأكلوا الفواكه فحموا، فأمرهم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يشنوا [2] عليهم من الماء بين المغرب والعشاء.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم.
مرقع: بضم الميم وبالقاف.
__________
[1] الاستيعاب: 986.
[2] أي: يرشوا عليهم من الماء رشا متفرقا.(3/278)
3173- عبد الله المزني
(ب د ع) (عَبْد اللَّه المزني، غير منسوب. يُقال: إنه ابْنُ مغفل.
رَوَى حَدِيثَهُ أَبُو مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَارِثِ، عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزْنِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لا يَغْلِبَنَّكُمُ الأَعْرَابُ عَلَى اسْمِ صَلاتِكُمْ» . أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ، وَهَذَا عَبْدُ اللَّهِ هُوَ ابْنُ مُغَفَّلٍ لا شُبْهَةَ فِيهِ، وَالْحَدِيثُ [1] لَهُ، وَاللَّهُ أعلم.
3174- عبد الله بن المزين
عَبْدِ اللَّه بْن المزين، أخو زَيْد بْن المزين.
ذكرهما ابْنُ عقبة فيمن شهد بدرا، من بني الحارث بْن الخزرج. وذكر ابْنُ إِسْحَاق [2] زيدًا فيمن شهد بدرًا، وذكر أَبُو عُمَر «عَبْد اللَّه» مدرجًا فِي ترجمة أخيه زيد [3] .
3175- عبد الله بن أبى مستقة
(د ع) عَبْد اللَّه بْن أَبِي مستقة [4] الباهلي. روى حديثه شبل بْن نعيم الباهلي أَنَّهُ قَالَ:
جئت إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حجة الوداع، فألفيته واقفًا عَلَى بعيره كأن ساقه فِي غرزة الجمار [5] ، فاحتضنتها، فقرعني بالسوط، فقلت: القصاص يا رَسُول اللَّه. فدفع إليَّ السوط، فقبلت ساقه ورجله. وقيل فِيهِ: عَبْد اللَّه بْن أَبِي سقية [6] .
أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
__________
[1] أخرجه الإمام أحمد في مسندة عن عبد الله بن مغفل المزني، ينظر المسند: 5/ 55، ونصه: «لا تغلبنكم الأعراب على اسم صلاة المغرب، قال: وتقول الأعراب: هي العشاء» .
[2] ينظر سيرة ابن هشام: 1/ 692. وترجمه زيد فيما مضى: 2/ 300.
[3] لم أجده في ترجمة زيد في الاستيعاب: 558. ولا في ترجمة يزيد بن المزين في الاستيعاب: 1579. ولعل ابن الأثير في غير أبى عمر.
[4] كذا ضبط في مخطوطتنا. وفي المطبوعة: «مسبقة» بالباء.
[5] الجمار: قلب النخلة وشحمها. والغرز: ركاب كور الجمل. شبه ساقه بالجمار في بياضه. والعبارة غير مستقيمة في المطبوعة. وينظر النهاية مادة: جمر.
[6] كذا في مخطوطتنا بالياء. وفي المطبوعة: سقبة بالباء الموحدة.(3/279)
3176- عبد الله بن مسعدة
(ب س) عَبْد اللَّه بْن مسعدة، وقيل: ابْنُ مَسْعُود الفزاري، صاحب الجيوش، لأنَّه كَانَ أميرًا عليها فِي غزو الروم، سماه الطبراني فِي الأوسط، وذكره غيره فيمن لا يسمى.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى كِتَابَةً، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم، حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن أحمد، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بُزَّةَ الصَّنْعَانِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ مَسْعَدَةَ: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى الظُّهْرَ أَوِ الْعَصْرَ، فَسَلَّمَ مِنْ رَكْعَتَيْنِ، فَقَالَ لَهُ ذُو الْيَدَيْنِ: أَقَصَرْتَ الصَّلاةَ أَمْ نَسِيتَ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما يَقُولُ ذُو الْيَدَيْنِ؟ قَالُوا:
صَدَقَ. فَأَتَمَّ بِهِمُ الرَّكْعَتَيْنِ، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيِ السَّهْوِ، وَهُوَ جَالِسٌ بعد ما سَلَّمَ. قَالَ سُلَيْمَان: «ابْنُ مسعدة اسمه: عَبْد اللَّه، من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يروه عَنِ ابْنِ جريج إلا عَبْد الرزاق» .
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر وَأَبُو مُوسَى وَقَدْ ذكره الحافظ أَبُو الْقَاسِم بْن عساكر فِي تاريخه فَقَالَ: عَبْد اللَّه بْن مسعدة، وَيُقَال:
ابْنُ مَسْعُود بْن حكمة [1] بْن مَالِك بْن حذيفة بْن بدر الفزاري، لَهُ رؤية من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قيل: إنه كَانَ من سبي فزارة، وأن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهبه لفاطمة ابنته، فأعتقته، وسكن دمشق، وكان مَعَ معاوية بصفين، وبعثه يزيد بْن معاوية عَلَى جند دمشق يَوْم الحرة، وبقي إِلَى أن بايع مروان بالخلافة بالجابية وقَالَ يَحيى بْن عباد بْن عَبْد اللَّه، عَنْ أَبِيهِ: أن ابْنُ مسعدة كَانَ شديدًا فِي قتال ابْنُ الزُّبَيْر، فضربه مُصعب بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عوف عَلَى فخذه فجرحه، وضربه ابْنُ أَبِي درع من جانبه الآخر فجرحه جرحا آخر، فما عاد خرج للحرب حتى ولوا منصرفين.
3177- عبد الله بن مسعود
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود بْن غافل بْن حبيب بْن شمخ بْن فار بن مخزوم بن صاهلة ابن كاهل بْن الحارث بْن تميم بْن سعد بْن هذيل بْن مدركة بْن إلياس بْن مضر أَبُو عَبْد الرَّحْمَن الهذلي، حليف بني زهرة، كان أبوه مَسْعُود قَدْ حالف فِي الجاهلية عَبْد بْن الحارث بْن زهرة، وأم عَبْد اللَّه بْن مسعود أم عبد عَبْد بِنْت عَبْد ود بْنُ سواء من هذيل أيضا.
__________
[1] كذا ضبط في مستدرك تاج العروس: 8/ 355. وقد ضبط في مخطوطتنا بفتح الحاء والكاف.(3/280)
كان إسلامه قديما أول الإسلام، حين أسلم سَعِيد بْن زَيْد وزوجته فاطمة بْنت الخطاب، وذلك قبل إسلام عُمَر بْن الخطاب بزمان.
رَوَى الأَعْمَشُ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: لَقَدْ رَأَيْتُنِي سَادِسَ سِتَّةٍ، مَا عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ مُسْلِمٌ غَيْرَنَا [1] .
وكان سببُ إسلامه ما أَخْبَرَنَا بِهِ أَبُو الفضل الطبري الْفَقِيهُ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي يَعْلَى أَحْمَدَ بْنِ علي قال: حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرٍّ [2] عَنْ عبد الله ابن مسعود قال: كُنْتُ غُلامًا يَافِعًا فِي غَنَمٍ لِعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ. أَرْعَاهَا، فَأَتَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ: يَا غُلامُ، هَلْ مَعَكَ مِنْ لَبَنٍ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، ولكنى مؤتمن! فقال: ائتني بشاة لم ينزل عَلَيْهَا الْفَحْلُ. فَأَتَيْتُهُ بِعَنَاقٍ- أَوْ جَذَعَةٍ- فَاعْتَقَلَهَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فجعل يَمْسَحُ الضَّرْعَ وَيَدْعُو حَتَّى أَنْزَلَتْ، فَأَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ بِصَخْرَةٍ [3] فَاحْتَلَبَ فِيهَا، ثُمَّ قَالَ لأَبِي بكر: اشرب.
فشرب أبو بكر، ثم شر، النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَهُ، ثُمَّ قَالَ لِلضَّرْعِ: اقْلِصْ [4] . فَقَلَصَ فَعَادَ كَمَا كَانَ، ثُمَّ أَتَيْتُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلِّمْنِي مِنْ هَذَا الْكَلامِ- أَوْ مِنْ هَذَا الْقُرْآنِ- فَمَسَحَ رَأْسِي وَقَالَ: إِنَّكَ غُلامٌ مُعَلَّمٌ. قَالَ: فَلَقَدْ أَخَذْتُ مِنْهُ سَبْعِينَ سُورَةً، مَا نَازَعَنِي فِيهَا بِشَرٍّ. وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ جَهَرَ بِالْقُرْآنِ بمكة:
أخبرنا عبيد الله بن أحمد بإسناده [5] ، عن يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق قَالَ:
حَدَّثَنِي يَحْيَى بْن عُرْوَةَ بْن الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ أَوَّلَ مَنْ جَهَرَ بِالْقُرْآنِ بِمَكَّةَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، اجْتَمَعَ يَوْمًا أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: وَاللَّهِ مَا سَمِعَتْ قُرَيْشٌ هَذَا الْقُرْآنَ يُجْهَرُ لَهَا بِهِ قَطُّ، فَمَنْ رَجُلٌ يُسْمِعُهُمْ؟ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: أَنَا. فَقَالُوا:
إِنَّا نَخْشَاهُمْ عَلَيْكَ، إِنَّمَا نُرِيدُ رَجُلا لَهُ عَشِيرَةٌ تَمْنَعُهُ مِنَ الْقَوْمِ إِنْ أَرَادُوهُ! فَقَالَ: دَعُونِي، فَإِنَّ اللَّهَ سَيَمْنَعُنِي. فَغَدَا عَبْدُ اللَّهِ حَتَّى أَتَى الْمَقَامَ فِي الضُّحَى وَقُرَيْشٌ في أنديتها، حتى قام عند المقام،
__________
[1] أخرجه الحاكم في مستدركه، من طريق الأعمش، في كتاب معرفة الصحابة 3/ 312، وقال: «صحيح ولم يخرجاه» .
[2] في المطبوعة: «عن دد» . وهو خطأ فاحش. وزر بن حبيش يروى عن عبد الله بن مسعود، ويروى عنه عاصم بن بهدلة. ينظر الجرح والتعديل، 1/ 2/ 622، والتهذيب: 3/ 321.
[3] في المطبوعة: «بصحوة» وهي كلمة محرفة. والصواب ما أثبتناه عن الأصل، وفي مسند الإمام أحمد عن عبد الله بن مسعود 1/ 462: «ثم أتاه أبو بكر رضى الله عنه بصخرة منقعرة فاحتلب فيها» .
[4] اقلص: اجتمع.
[5] رواه الإمام أحمد في مسند عبد الله بن مسعود في موضعين: أو لهما: 1/ 379 عن أبى بكر عن عاصم بإسناده، وثانيهما: 1/ 462 عن عفان عن حماد بن سلمة عن عاصم أيضا بإسناده. وهذه الرواية الثانية أقرب إلى النص الّذي معه.(3/281)
فَقَالَ رَافِعًا صَوْتَهُ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- الرَّحْمنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ 55: 0- 2، فَاسْتَقْبَلَهَا فَقَرَأَ بِهَا، فَتَأَمَّلُوا فَجَعَلُوا يَقُولُونَ: مَا يَقُولُ ابْنُ أُمِّ عَبْدٍ؟ ثُمَّ قَالُوا: إِنَّهُ لَيَتْلُو بَعْضَ مَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ! فَقَامُوا فَجَعَلُوا يَضْرِبُونَ فِي وَجْهِهِ، وَجَعَلَ يَقْرَأُ حَتَّى بَلَغَ مِنْهَا مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَبْلُغَ، ثم انصرف إلى أصحابه وقد أثّروا بوجهه فَقَالُوا: هَذَا الَّذِي خَشِينَا عَلَيْكَ! فَقَالَ: مَا كَانَ أَعْدَاءُ اللَّهِ قَطُّ أَهْوَنَ عَلَيَّ مِنْهُمُ الآن، ولئن شئتم غاديتهم بمثلها غدا؟ قالوا: حَسْبُكَ، قَدْ أَسْمَعْتُهُمْ مَا يَكْرَهُونَ [1] ولما أسلم عبد الله أخذه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إليه، وكان يخدمه، وقَالَ لَهُ: إذنك عليّ أن تسمع سوادي ويرفع الحجاب [2] » . فكان يلج عَلَيْهِ، ويلبسه نعليه، ويمشي معه وأمامه، ويستره إِذَا اغتسل، ويوقظه إِذَا نام، وكان يعرف فِي الصحابة بصاحب السواد والسواك.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ الثَّقَفِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَدَّادُ- وَأَنَا حَاضِرٌ أَسْمَعُ- أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْجَابِرِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زِيَادٍ الأَحْمَرُ، حدثنا بن إِدْرِيسَ وَحَفْصٌ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابن يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذْنُكَ عَلَيَّ أَنْ يُرْفَعَ الْحِجَابُ وَتَسْمَعَ سِوَادِي حَتَّى أَنْهَاكَ [3] » . وهاجر الهجرتين جميعًا إِلَى الحبشة وَإِلى المدينة، وصلى القبلتين، وشهد بدرًا، وأُحدًا، والخندق، وبيعة الرضوان، وسائر المشاهد مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وشهد اليرموك بعد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو الَّذِي أجهز عَلَى أَبِي جهل، وشهد لَهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالجنة.
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم، روى عَنْهُ من الصحابة: ابْنُ عَبَّاس، وابن عُمَر، وَأَبُو مُوسَى، وعمران بْن حصين، وابن الزُّبَيْر، وجابر، وأنس، وَأَبُو سَعِيد، وَأَبُو هُرَيْرَةَ، وَأَبُو رافع، وغيرهم. وروى عَنْهُ من التابعين: علقمة، وأبو وائل، والأسود، ومسروق، وعبيدة، وقيس ابن أبى حازم، وغيرهم.
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 314، 315.
[2] أخرجه الإمام أحمد في مسندة: 1/ 388، 94، 404. ومسلم في كتاب السلام، باب جواز جعل الإذن رفع حجاب أو نحوه من العلامات، 8/ 6 ونصه: «إذنك على برفع الحجاب وأن تستمع، سوادي حتى أنهاك» .
والسواد- بكسر السين وبالدال-: «والمراد به السرار، وهو السر، يقال: ساودت الرجل مساودة: إذا ساررته، قالوا: هو مأخوذ من إدناء سوادك من سواده عند المسارة، أي: إدناء شخصك من شخصه. وقال عبد الله بن الإمام أحمد:
قال أبى: «سوادي: سرى، أذن له أن يسمع سره» . المسند: 1/ 388.
[3] رواية الإمام أحمد في المواضع الثلاثة المتقدمة من طريق الحسن بن عبيد الله.(3/282)
أخبرنا أبو منصور مسلم بن عَليّ بن مُحَمَّدٍ الْمَوْصِلِيُّ الْعَدْلُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن خميس، أخبرنا أبو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ طَوْقٍ، أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن الخليل الْمَرْجِيِّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، حدثنا أبو خيشمة، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اقْرَأْ عَلَيَّ سُورَةَ النِّسَاءِ.
قَالَ قُلْتُ: أَقْرَأُ عَلَيْكَ وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ؟ قَالَ: إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي. فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ حَتَّى بَلَغْتُ: فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً 4: 41 ... إِلَى آخِرِ الآيَةِ فَاضَتْ عَيْنَاهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. [1] أَخْبَرَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ الدِّمَشْقِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَشَائِرِ مُحَمَّدُ بْنُ خَلِيلِ بْنِ فَارِسٍ الْقَيْسِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْمِصِّيصِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ، أَخْبَرَنَا أبو الحسن خيثمة بن سُلَيْمَانَ بْنِ حَيْدَرَةَ الأَطْرَابُلُسِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ السري بن يحيى بالكوفة، حدثنا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عبد الملك بن عمير، عن مولى لربعي، عن ربيع، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَتَمَسَّكُوا بِعَهْدِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ [2] .
وَقَدْ رَوَاهُ سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي الزَّعْرَاءِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ [3] . وَأَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بن علي بن عبيد الله وغير واحد بإسنادهم إلى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن الأسود ابن [4] يَزِيدَ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا مُوسَى يَقُولُ: لَقَدْ قَدِمْتُ أَنَا وَأَخِي مِنَ الْيَمَنِ، وَمَا نَرَى [5] إلا أن عبد الله ابن مَسْعُودٍ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِمَا نَرَى مِنْ دُخُولِهِ وَدُخُولِ أُمِّهِ عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [6] » .
__________
[1] أخرجه البخاري ومسلم من حديث الأعمش، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله بن مسعود. ينظر البخاري، فضائل القرآن: 6/ 241، ومسلم، باب فضل استماع القرآن: 2/ 195، 196. كما أخرجه الإمام أحمد من طريق أبى رزين وأبى حيان الأشجعي، ينظر المسند: 1/ 374. هذا وينظر تفسير ابن كثير بتحقيقنا، عند الآية 41 من سورة النساء: 2/ 267.
[2] أخرج الإمام أحمد نحوه من طريق ربعي بن خراش عن حذيفة، ينظر المسند: 5/ 399. ونصه: «بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم قال: إني لست أدرى ما قدر بقائي فيكم، فاقتدوا باللذين من بعدي- يشير إلى أبى بكر وعمر رضى الله عنهما ... واهدوا هدى عمار، وعهد ابن أم عبد، رضى الله عنهما» .
[3] هذه رواية أبى عيسى الترمذي في سننه، أبواب المناقب، ينظر تحفة الأحوذي: 10/ 308. وقال الترمذي: «هذا حديث غريب من هذا الوجه، من حديث ابن مسعود، لا نعرفه إلا من حديث يحيى بن سلمة بن كهيل، ويحيى بن سلمة يضعف في الحديث» .
[4] في المطبوعة: «عن أبى الأسود بن يزيد» وهو خطأ، والصواب ما أثبتناه عن الأصل، والترمذي. وينظر التهذيب: 1/ 343.
[5] ما نرى، بضم النون- أي: لا نظن. ونص الترمذي: وما نرى حينا إلا أن ... » .
[6] تحفة الأحوذي، أبواب المناقب: 10/ 310.(3/283)
قال: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاق، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن يَزِيدَ قَالَ: أَتَيْنَا حُذَيْفَةَ فَقُلْنَا: حَدِّثْنَا بِأَقْرَبِ النَّاسِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَدْيًا وَدَلا، فَنَأْخُذُ عَنْهُ وَنَسْمَعُ مِنْهُ. قَالَ: كَانَ أَقْرَبَ النَّاسِ هَدْيًا وَدَلا وَسَمْتًا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنُ مَسْعُودٍ [1] [حَتَّى يَتَوَارَى مِنَّا فِي بَيْتِهِ] [2] ، وَلَقَدْ عَلِمَ الْمَحْفُوظُونَ [3] مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ أَنَّ ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ هُوَ مِنْ أَقْرَبِهِمْ إِلَى اللَّهِ [4] زُلْفَى» .
قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا صَاعِدٌ الْحَرَّانِيُّ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:
قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْ كُنْتُ مُؤَمِّرًا أَحَدًا [5] مِنْ غَيْرِ مَشُورَةٍ لأَمَّرْتُ ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ [6] » . ومن مناقبه أَنَّهُ بعد وفاة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شهد المشاهد العظيمة، منها: أَنَّهُ شهد اليرموك بالشام وكان عَلَى النفل، وسيره عُمَر بْن الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ إِلَى الكوفة، وكتب إِلَى أهل الكوفة:
إني قَدْ بعثت عمار بْن ياسر أميرًا، وعبد اللَّه بْن مَسْعُود معلمًا ووزيرًا، وهما من النجباء من أصحاب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، من أهل بدر، فاقتدوا بهما، وأطيعوا واسمعوا قولهما، وَقَدْ آثرتكم بعبد اللَّه عَلَى نفسي» .
أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي حبة بإسناده عن عبد الله بن أحمد، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ حَدَّثَنَا مُغِيرَةُ، عَنْ أُمِّ مُوسَى قَالَتْ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: «أَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنَ مَسْعُودٍ فَصَعِدَ عَلَى شَجْرَةٍ يَأْتِيهِ مِنْهَا بِشَيْءٍ، فَنَظَرَ أَصْحَابُهُ إِلَى سَاقِ عَبْدِ اللَّهِ فَضَحِكُوا مِنْ حُمُوشَةِ سَاقَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا تَضْحَكُونَ؟ لَرِجْلُ عَبْدِ اللَّهِ أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ أُحُدٍ [7] » وَأَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَبَرْزَدَ إِجَازَةً، أَخْبَرَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ الأَنْمَاطِيُّ إِجَازَةً إِنْ لَمْ يَكُنْ سَمَاعًا، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ وَأَبُو الْفَضْلِ الْبَاقِلانِيَّانِ قَالا: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْوَاعِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الصَّوَّافُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الله بن نمير،
__________
[1] هديا: طريقة وسيرة. ودلا: حالة وهيئة، والسمت: الهيئة الحسنة.
[2] عن الترمذي.
[3] أي: الذين حفظهم الله من تحريف في قول أو فعل.
[4] تحفة الأحوذي، أبواب المناقب: 31010، 1/ 31. وقد رواه البخاري من طريق أبى إسحاق عن عبد الرحمن ابن يزيد، ينظر كتاب فضائل الصحابة: 5/ 35. كما أخرجه الحاكم في مستدركه، في كتاب معرفة الصحابة: 3/ 315.
وينظر «الطبقات الكبرى» لابن سعد: 3/ 1/ 109.
[5] في الترمذي: «أحدا منهم من غير ... » ، «لأمرت عليهم ابن ... » .
[6] تحفة الأحوذي، أبواب المناقب: 10/ 311، 312. وقد أخرجه أحمد في مسندة من طريق أبى إسحاق، ينظر المسند: 1/ 76، 107، 108، كما أخرجه ابن ماجة عن أبى إسحاق كذلك، ينظر المقدمة، الحديث 137: 1/ 49.
وأخرجه الحاكم في مستدركه «كتاب معرفة الصحابة: 3/ 318، وقال: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه» .
[7] مسند أحمد: 1/ 114. وحموشة الساقين: دقتهما.(3/284)
حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ حَبَّةَ بْنِ جُوَيْنٍ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: كُنَّا عِنْدَهُ جُلُوسًا، فَقَالُوا:
مَا رَأَيْنَا رَجُلا أَحْسَنَ خُلُقًا، وَلا أرفق تعليما، ولا أحسن مجالسته، وَلا أَشَدَّ وَرَعًا، مِنَ ابْنِ مَسْعُودٍ. قَالَ عَلِيٌّ: أُنْشِدُكُمُ اللَّهَ أَهُوَ الصِّدْقُ مِنْ قُلُوبِكُمْ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: اللَّهمّ أَشْهَدُ أَنِّي أَقُولُ مِثْلَ مَا قَالُوا وَأَفْضَلَ [1] . قَالَ أَبُو وائل: لما شق عثمان رَضِيَ اللهُ عَنْهُ المصاحف، بلغ ذَلِكَ عَبْد اللَّه فَقَالَ: لقد علم أصحاب مُحَمَّد أني أعلمهم بكتاب اللَّه، وما أَنَا بخيرهم، ولو أني أعلم أن أحدًا أعلمُ بكتاب اللَّه مني تبلغنيه الإبل لأتيته فَقَالَ أَبُو وائل: فقمت إِلَى الخلق أسمع ما يقولون، فما سَمِعْتُ أحدًا من أصحاب مُحَمَّد ينكر ذَلِكَ عَلَيْهِ.
وقَالَ زَيْد بْن وهب: إني لجالس مَعَ عُمَر إذ جاءه ابْنُ مَسْعُود يكاد الجلوس يوارونه من قصره فضحك عُمَر حين رآه، فجعل يكلم عُمَر ويضاحكه وهو قائم ثُمَّ ولى فأتبعه عُمَر بصرة حتى توارى فَقَالَ: كنيف مليء علمًا [2] .
وقَالَ عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه: كَانَ عَبْد اللَّه إِذَا هدأت العيون قام فسمعت له دويّا كدوىّ النّخل حتَّى يصبح.
وقَالَ سَلَمة بْن تمام: لقي رجل ابن مسعود فقال: لا تعدم حالمًا مذكرًا، رأيتك البارحة ورأيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى منبر مرتفع، وأنت دونه وهو يَقُولُ: يا ابْنُ مسعود، هلمّ إليّ، فلقد جفيت بعدي. فقال: الله لأنت رَأَيْت هَذَا؟ قَالَ: نعم قَالَ فعزمت أن تخرج من المدينة حتَّى تصلي عليّ، فما لبث أيامًا حتَّى مات.
وقَالَ أَبُو ظبية [3] : مرض عَبْد اللَّه، فعاده عثمان بْن عفان، فَقَالَ: ما تشتكي؟ قَالَ: ذنوبي! قَالَ: فما تشتهي؟ قَالَ: رحمة ربي. قَالَ: ألا آمر لَكَ بطبيب؟ قَالَ: الطبيب أمرضني.
قَالَ: آلا آمر لَكَ بعطاء؟ قَالَ: لا حاجة لي فِيهِ. قَالَ: يكون لبناتك. قَالَ أتخشى على بناتي
__________
[1] أخرجه الحاكم في المستدرك، كتاب معرفة الصحابة، من طريق حبة العرني 3/ 315. ونصه: «أن ناسا أتوا عليا، فأثنوا على عبد الله بن مسعود، فقال: أقول فيه مثل قالوا، وأفضل من قرأ القرآن، وأحل حلاله، وحرم حرامه، فقيه في الدين، عالم بالسنة» . وينظر الطبقات لابن سعد: 3/ 1/ 110.
[2] أخرج الحاكم في المستدرك نحوه من طريق زيد بن وهب 3/ 318، وقال: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه» . وينظر الطبقات لابن سعد: 3/ 1/ 110. وكنيف- تصغير كنف بكسر فسكون والكنف: هو الوعاء.
والمقصود بالتصغير هنا التعظيم.
[3] في المطبوعة: أبو طيبة. ينظر التهذيب: 12/ 140.(3/285)
الفقر، إني أمرت بناتي أن يقرآن كل ليلة سورة الواقعة، أني سَمِعْتُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «من قَرَأَ الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقه أبدًا [1] . وإنما قَالَ لَهُ عثمان: ألا آمر لَكَ بعطائك؟ لأنَّه كَانَ قَدْ حبسه عَنْهُ سنتين، فلما توفي أرسله إِلَى الزُّبَيْر، فدفعه إِلَى ورثته. وقيل: بل كَانَ عَبْد اللَّه ترك العطاء استغناء عَنْهُ، وفعل غيره كذلك.
وروى الْأَعْمَش، عَنْ زَيْد بْن وهب قَالَ: لما بعث عثمان إِلَى عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود يأمره بالقدوم عَلَيْهِ بالمدينة، وكان بالكوفة، اجتمع النَّاس عَلَيْهِ فقالوا: أقم، ونحن نمنعك أن يصل إليك شيء تكرهه. فَقَالَ عَبْد اللَّه: «إن له على حق الطاعة، وَإِنها ستكون أمور وفتن، فلا أحب أن أكون أول من فتحها» . فرد النَّاس وخرج إِلَيْه وتوفي ابْنُ مَسْعُود بالمدينة سنة اثنتين وثلاثين. وأوصى إِلَى الزُّبَيْر [2] رَضِي اللَّه عَنْهُمَا، ودفن بالبقيع، وصلى عَلَيْهِ عثمان، وقيل: صلى عَلَيْهِ عمار بْن ياسر. وقيل: صلى عَلَيْهِ الزُّبَيْر.
ودفنه ليلًا أوصى بذلك، وقيل: لم يعلم عُثْمَان رَضِيَ اللَّه عَنْهُ بدفنه، فعاتب الزبير عَلَى ذلك.
وكان عمره يَوْم توفي بضعا وستين سنة، وقيل: بل توفي سنة ثلاث وثلاثين. والأول أكثر.
ولما مات ابْنُ مَسْعُود نُعي إِلَى أَبِي الدرداء، فَقَالَ: «ما ترك بعده مثله» .
أخرجه الثلاثة.
3178- عبد الله بن مسعود الغفاريّ
(س) عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود الغفاري. وقيل: أَبُو مَسْعُود الغفاري.
رُوِيَ عَنْهُ حديث طويل فِي فضائل رمضان، سماه بعضهم فِي الرواية عَبْد اللَّه، وأكثر ما يروى عَنْهُ لا يسمى.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى مختصرا، ويذكر فِي الكنى إن شاء اللَّه تَعَالى.
3179- عَبْد اللَّه بْن مسلم
(س) عَبْد اللَّه بْن مسلم. أورده أَبُو الْقَاسِم الرقاعي [3] فِي العبادلة، وذكر لَهُ حديثًا رواه سعيد
__________
[1] ينظر تخريج ابن حجر لهذا الحديث على الكشاف: 4/ 375.
[2] الطبقات الكبرى لابن سعد: 3/ 1/ 112
[3] في المطبوعة: «الرفاعيّ» . بالفاء، والمثبت عن الأصل، والمشتبه للذهبى: 422.(3/286)
ابن سليمان، عَنْ عباد بْن حصين قَالَ: سَمِعْتُ عَبْد اللَّه بْن مُسْلِم- وكانت لَهُ صحبة- قَالَ:
قال رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «ما من مملوك يطيع اللَّه تَعَالى ويطيع مالكه إلا كَانَ لَهُ أجران» . أَخْرَجَهُ أَبُو موسى.
3180- عبد الله بن مسيب
(س) عَبْد اللَّه بْن مسيب. ذكره العسكري فِي الصحابة.
رَوَى ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ سُفْيَانَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُسَيَّبِ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالُوا: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصُّبْحَ بِمَكَّةَ، فَاسْتَفْتَحَ سُورَةَ الْمُؤْمِنِينَ، حَتَّى إِذَا جَاءَ ذِكْرُ مُوسَى وَهَارُونَ، وَجَاءَ ذِكْرُ عِيسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ، أَخَذَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُعْلَةٌ فَسَجَدَ [1] .
كَذَا رَوَاهُ، وَهَذَا الإِسْنَادُ عَنْ هَؤُلاءِ الثَّلاثَةِ مَحْفُوظٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السّائب، عن النبي أخرجه أبو موسى.
3181- عبد الله بن مطر
(د ع) عَبْد اللَّه بْن مطر أَبُو ريحانة، وقيل: اسمه شمعون. وهو من الأزد، وكان يقص بإيليا، وله كرامات وآيات.
روى عَنْهُ كريب بْن أبرهة، وثوبان بْن شهر، والهيثم بْن شفي وعبادة بْن نسي، قاله أَبُو نعيم.
وقَالَ ابْنُ منده: وهو من بني نمير، من بني ثعلبة بْن يربوع، روى شهر بْن حوشب، عَنْ أَبِي ريحانة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الحمّى من فيح جهنم، وهي نصيب المؤمن من النار» . أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ إِجَازَةً بِإِسْنَادِهِ إِلَى أبي بَكْر ابْن أَبِي عاصم، حَدَّثَنَا أَبُو عمير، عَنْ ضمرة، عَنِ ابْنِ عطاء، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: ركب أَبُو ريحانة البحر، فاشتد عَلَيْهِ، فَقَالَ:
«اسكن، فإنما أنت عَبْد حبشي، فسكن حتَّى صار كالزيت، قَالَ: وسقطت إبرته، فَقَالَ:
أي رب عزمت عليك لما رددتها عليّ. فظهرت حتَّى أخذها.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم.
__________
[1] ينظر تخريجنا هذا الحديث في ترجمة عبد الله بن السائب: 3/ 254.(3/287)
قلت: ذكر بعض العلماء أن عَبْد اللَّه بْن مطر أبا ريحانة الَّذِي قيل فِيهِ: شمعون، قَالَ:
هما رجلان، أحدهما صحابي، وهو شمعون أَبُو ريحانة، وهو الَّذِي كَانَ يقص بالبيت المقدس، وله الكرامات. والثاني: أَبُو ريحانة عبد الله بن مطر، هو تابعي بصري روى عَنْ ابْنُ عُمَر، وسفينة. كذلك ذكرهما الأئمة، منهم مُسْلِم وابن أَبِي حاتم [1] .
3182- عبد الله بن أبى مطرف
(ب د ع) عبد الله بن أبي مطرف. لَهُ صحبة، عداده فِي الشاميين، وهو أزْدِيّ.
رَوَى حَدِيثَهُ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ رِفْدَةَ بْنِ قُضَاعَةَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ رَاشِدٍ الْقُرَشِيِّ، قَالَ: أَتَى الْحَجَّاجَ بْنَ يُوسُفَ رَجُلٌ قَدِ اغْتَصَبَ أُخْتَهُ نَفْسَهَا، فَقَالَ: احْبِسُوهُ وَسَلُوا من هاهنا مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَسَأَلُوا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي مُطَرِّفٍ عَنْ ذلك، فقال: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ تَخَطَّى الْحُرْمَتَيْنِ الاثْنَتَيْنِ، فَخُطُّوا وَسَطَهُ بِالسَّيْفِ» . وَكَتَبُوا إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يَسْأَلُونَهُ عَنْ ذَلِكَ. فَكَتَبَ بِذَلِكَ [2] .
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ، وَقَالَ أَبُو عُمَرَ: «يَقُولُونَ: إِنَّ رِفْدَةَ غَلِطَ. وَلَمْ يَصِحَّ عِنْدِي قَوْلُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ [3] » .
وقَالَ أَبُو أَحْمَد العسكري: ليس يعرف عَبْد اللَّه بْن أَبِي مطرف، وَإِنما هُوَ عَبْد الله بن مطرّف [4] ابن عَبْد اللَّه بْن الشخير، وهو مرسل. وروي أن الحجاج رفع إِلَيْه رَجُل زنى بأخته، فَقَالَ:
«يضرب ضربة بالسيف» ، فضربت عنقه. والله أعلم.
3183- عَبْد اللَّه بْن المطلب بْن أزهر
عَبْد اللَّه بْن المطلب بْن أزهر بْن عَبْد عون الزُّهْرِيّ. ولد بأرض الحبشة، وهلك بها أَبُوهُ، فورثه عَبْد اللَّه.
قَالَ ابْنُ إِسْحَاق: هُوَ أول من ورث أباه فِي الإسلام.
__________
[1] الجرح والتعديل لابن أبى حاتم: 2/ 2/ 168، 169، 182.
[2] مجمع الزوائد 6/ 269، يقول السيوطي: «رواه الطبراني، وفيه رفدة بن قضاعة وثقه هشام بن عمار، وضعفه الجمهور، وبقية رجاله ثقات» .
وقال الحافظ في الإصابة 4/ 363: «ويضعف رواية رفدة بن قضاعة أن ابن عباس مات قبل أن يلي الحجاج الأمر بمدة طويلة، فإنه ولى إمارة الحجاز بعد قتل عبد الله بن الزبير سنة ثلاث وسبعين، فأقام سنتين، ثم ولى إمرة العراق، وكان موت عبد الله بن عباس سنة ثمان وستين» .
[3] الاستيعاب: 994.
[4] وكذا قال ابن أبى حاتم، عن أبيه: 2/ 2/ 153.(3/288)
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ، بإسناده عن يونس بن بكير، عن ابن إِسْحَاق، في تسمية من هاجر إِلَى أرض الحبشة، من بني زهرة، قَالَ: «والمطلب بْن أزهر بن عبد عوف ابن عَبْد الحارث بْن زهرة، معه امرأته رملة بِنْت أَبِي عوف بْن صبيرة، ولدت لَهُ بأرض الحبشة عبد الله بن المطلب [1] .
3184- عبد الله بن المطلب بن حنطب
(س) عَبْد اللَّه بْن المطلب بْن حنطب بْن الحارث بْن عُبَيْد بْن عمر بن مخزوم الْقُرَشِيّ المخزومي.
قَالَ أَبُو مُوسَى: ذكر بعض مشايخنا أن لَهُ صحبة، وأنه يروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أَبُو بَكْر وعمر بمنزلة السمع والبصر» . أخرجه أَبُو موسى.
وذكره ابْنُ أَبِي حاتم الرازي، وقَالَ: لَهُ صحبة [2] .
وَرَوَى ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عن عبد العزيز بن المطلب، عَنْ أبيه، عَنْ جده عَبْد اللَّهِ بْن المطلب ابن حَنْطَبٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَطْلَعَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَقَالَ: «هَذَانِ الَّسْمُع وَالْبَصَرُ» . أَخْبَرَنَا بِهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ وَغَيْرُهُ، بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أبي عيسى قال: حدثنا قتيبة، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بن المطلب، عن أبيه، عن جده، عن عبد الله، ابن حنطب: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى أبا بكر وعمر فقال: «هذان السمع وَالْبَصَرُ» . قَالَ أَبُو عِيسَى: «عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حنطب لم يدرك النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ [3] .
كَذَا قَالَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَنْطَبٍ.
3185- عبد الله بن مطيع
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن مطيع بْن الأسود بْن حارثة بْن نضلة بْن عوف بن عبيد [4] ابن عويج ابن عدىّ بن كعب القرشي العدوىّ.
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 325، وينظر أيضا: 1/ 258. وكتاب حذف من نسب قريش: 64.
[2] لم نجد في الجرح لابن أبى حاتم ترجمة عبد الله بن المطلب بن حنطب. ولكنه ترجم لعبد الله بن حنطب: 2/ 2/ 29.
وقال: «له صحبة، روى عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْمُطَّلِبِ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده» .
[3] تحفة الأحوذي، كتاب المناقب، مناقب أبى بكر الصديق رضى الله عنه: 10/ 154، 155.
[4] كذا ضبط ابن الأثير فيما تقدم 2/ 58 «عبيد» و «عويج» بفتح العينين.(3/289)
ولد عَلَى عهد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فحنكه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ولما أخرج أهلُ المدينة بني أمية أيام يزيد بْنُ معاوية من المدينة، وخلعوا يزيد، كان عبد الله ابن مطيع عَلَى قريش، وعبد اللَّه بْن حنظلة عَلَى الأنصار. فلما ظفر أهل الشام بأهل المدينة يَوْم الحرة، انهزم عَبْد اللَّه بْن مطيع ولحق بعبد اللَّه بْن الزبير بمكة، وشهد معه الحصر الأول لما حصرهم أهل الشام بعد وقعة الحرة، وبقي عنده إِلَى أن حصر الحجاج بْن يُوسُفَ عَبْد اللَّه ابن الزُّبَيْر بمكة، أيام عَبْد الملك بْن مروان، وكان ابْنُ مطيع معه، فقاتل وهو يَقُولُ [1] :
أَنَا الَّذِي فررت يَوْم الحرة ... والحر لا يفر إلا مرة [2]
يا حبذا الكرة بعد الفرة ... لأجزين كرة بفرة
وقتل مَعَ ابْنُ الزبير.
وكان من جلة قريش شجاعة وجلدًا. روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «أيما امرئ عرضت عَلَيْهِ الكرامة، فلا يدع أن يأخذ منها قل أم كثر» . أَخْرَجَهُ الثلاثة، وقَالَ أَبُو نعيم: عَبْد اللَّه بْن مطيع بْن الأسود الْقُرَشِيّ، من العبلات من بني عدي، قَالَ: وروى زَيْد بْن أسلم، عَنْ أَبِيهِ: أن عَبْد اللَّه بْن مطيع كَانَ من العبلات، من رهط ابْنُ عُمَر.
قلت: لا أعرف معنى قول أَبِي نعيم: «إنه من العبلات» إنَّما العبلات ولد أميّة الأصفر [3] ابن عَبْد شمس، وليسوا من بني عدي، والله أعلم.
3186- عبد الله بن مظعون
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن مظعون بْن حبيب بْن وهب بْن حذافة بْن جمح الْقُرَشِيّ الجمحي.
يكنى أبا محمّد.
__________
[1] في كتاب حذف من نسب قريش 83: «وهو الّذي يقول، يوم قتل ابن الزبير، وقال له: اذهب فإنّي مقتول؟
فقال عبد الله بن مطيع ... » وذكر بيتين من الرجز.
[2] في كتاب نسب قريش 384، وكتاب حذف من نسب قريش:
والشيخ لا يفر إلا مرة
وفي الاستيعاب 995 مثل ما هنا.
[3] في الأصل والمطبوعة: «أمية الصغرى» . وفي كتاب «حذف من نسب قريش» 31: «وأمية الأصغر ونوفلا وعبد أمية: أمهم عبلة بنت عبيد بن جاذل بن قيس بْن حنظلة بْن مالك بْن زيد مناة بن تميم، وهم العبلات» . وينظر كتاب نسب قريش 98. ومستدرك تاج العروس، مادة: عبل.(3/290)
هاجر هُوَ وأخوه عثمان بْن مظعون إِلَى أرض الحبشة، وشهد بدرًا هُوَ وأخوته [1] .
قَالَ الواقدي: توفي سنة ثلاثين، وهو ابْنُ ستين سنة، ولا يحفظ، لأحد منهم رواية إلا لقدامة بْنُ مظعون.
وأولاد مظعون أخوال عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن الخطاب، رَضِي اللَّه عنهم.
أخرجه الثلاثة.
3187- عبد الله بن مظفر
(س) عَبْد اللَّه بْن مظفر. قَالَ أَبُو مُوسَى: كَذَا وَجَدْتُهُ فِي كِتَابِ أَبِي الْحَسَن محمد بن ابن القاسم الفارسي، المسمى ب «كتاب الأسباب الجالبة للرزق» ، روى فيه بإسناده عن أحمد ابن عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ، عَنْ سَلامِ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُظَفَّرٍ قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول الله تبارك وتعالى: «يا ابن آدَمَ، تَفَرَّغ لِعِبَادَتِي أَمْلأْ قَلْبَكَ غِنًى، وَأَمْلأْ يَديك رزقاً، يا ابن آدَمَ، لا تَبَاعَد مِنِّي أملَأ قَلْبَكَ فَقْرًا، وَأَمْلأْ يَدَيْكَ شُغْلا» [2] . قَالَ: كَذَا وَجَدْتُهُ. وَإِنَّمَا هُوَ مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ، وَالْمَحْفُوظُ عَنْ أَبِي يَعْلَى أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ وَغَيْرِهِ، عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ بِهَذَا الإِسْنَادِ: «عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ» .
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
3188- عبد الله بن معاوية الغاضري
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن معاوية الغاضري. عداده فِي الشاميين، نزل حمص. قيل: هُوَ من غاضرة قيس.
روى عَنْهُ جُبَيْر بْن نفير أن رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «ثلاث من فعلهن فقد ذاق طعم الْإِيمَان:
من عَبْد اللَّه وحده، فإنه لا إله إلا هُوَ. وأعطى زكاة ماله طيبه بها نفسه واجبه [3] عَلَيْهِ كل عام،
__________
[1] كتاب «نسب قريش» : 393، 394، وكتاب «حذف من نسب قريش» : 93، وسيرة ابن هشام: 1/ 327، 367، 684.
[2] أخرج الإمام أحمد نحوه عن أبى هريرة مرفوعا، ونصه: «قال الله عز وجل: يا ابن آدم، تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى، وأسد فقرك، وإلا تفعل ملأت صدرك شغلا ولم أسد فقرك» المسند: 2/ 358.
[3] كذا في المخطوطة والمطبوعة. وفي سنن أبى داود: رافدة عليه. وفي النهاية: «الرافدة فاعلة، من الرفد وهو الإعانة.
يقال: رفدته أرفده، إذا أعنته: أي تعينه نفسه على أدائها» .(3/291)
ولم يعط الهرمة ولا الدرنة [1] ولا المريضة ولا الشرط [2] اللئيمة، ولكن من أوسط، أموالكم، فإن اللَّه عزَّ وجلَّ لم يسألكم خيره، ولم يأمركم بشره [3] وزكاة نفسه. فَقَالَ رَجُل: ما تزكيه الرجل نفسه؟ قَالَ: أن يعلم أن اللَّه معه حيث كَانَ» . أَخْرَجَهُ الثلاثة.
3189- عبد الله أخو معبد بن قيس
عَبْد اللَّه أخو معبد بْن قيس بْن صخر. ذكره أَبُو عُمَر مدرجًا في ترجمة أخيه [4] معبد، وشهد أخوه معبد أحدا.
3190- عبد الله بن معتب
(س) عَبْد اللَّه بْن مُعَتّب، وقيل: مغيث، ويرد هناك.
أخرجه أبو موسى.
3191- عبد الله بن المعتمر
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن المعتمر. لَهُ صحبة.
روى عَنْهُ سُلَيْمَان بْن شهاب العبسي، قَالَ سُلَيْمَان: نزل عَبْد اللَّه بْن المعتمر، وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ فحدثني عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أن الدجال ليس بِهِ خفاء، إنه يجيء من قبل المشرق فيدعو إِلَى نفسه، فيتبع ويقاتل ناسًا فيظهر عليهم، لا يزال كذلك حتى يقدم الكوفة فيظهر عليهم. قاله ابْنُ منده وَأَبُو نعيم هكذا: بالتاء فوقها نقطتان، والميم المشددة [5] .
وقَالَ أَبُو عُمَر: «المعتمر» ، فِي آخره راءٌ. وكلهم جعلوا الراوي عَنْهُ: سُلَيْمَان بْن شهاب، وقَالَ أَبُو عُمَر: لا أعرف لَهُ إلا حديثًا واحدًا فِي الدجال.
أَخْرَجَهُ الثلاثة، وجعله أَبُو عُمَر كنديًا، وقيل فيه: مغنم، بالغين المعجمة والنون. [6]
__________
[1] الدرنة: الجرباء.
[2] في المخطوطة والمطبوعة: «ولا السبطاء» . ولم نجد السبطاء فيما أتيح لنا من كتب اللغة. وما أثبتناه عن سنن أبى داود، فقد أخرجه عن عبد الله بن معاوية الغاضري هذا في كتاب الزكاة، الحديث رقم 1588: 2/ 104، 105.
ومعنى الشرط كما في النهاية: وذال المال. وقيل: صغاره وشراره» . وفي هامش نسخة دار الكتب 111 مصطلح حديث:
«الرواية في غير هذا: ولا الشرط اللئيمة» .
[3] إلى هنا ينتهى حديث أبى داود.
[4] لم يصرح أبو عمر باسمه، ونصه كما في الاستيعاب في ترجمة أخيه معبد 1428: «شهد بدرا هو وأخوه، وشهد أحدا.
[5] وعلى هذا يكون ضبط الاسم: المعتم.
[6] ينظر الاستيعاب، ترجمة عبد الله بن مغنم: 997.(3/292)
3192- عبد الله بن المعتم
عَبْد اللَّه بْن المعتم.
كَانَ عَلَى إحدى المجنبتين [1] يَوْم القادسية، وسيره سعد بْن أَبِي وقاص من العراق إِلَى «تكريت» ، ومعه عرفجة بْن هرثمة، وربعي بْن الأفكل، وفيها جمع من الروم والعرب، ففتح «تكريت» وأرسل عَبْد اللَّه بْن المعتم ربعي بْن الأفكل إِلَى «نينوى» و «الموصل» ، ففتحهما. وجعل عَبْد اللَّه عَلَى الموصل ربعي بْن الأفكل، وعلى الخراج عرفجة بْن هرثمة.
هَذَا قول ابْنِ إِسْحَاق. وقيل: إن الَّذِي فتحها عتبة بْن فرقد، أرسله عُمَر بْن الخطاب إِلَى «الموصل» ، ففتحها سنة عشرين وقيل غير ذَلِكَ.
وكان عَبْد اللَّه عَلَى مقدمة سعد بْن أَبِي وقاص من القادسية إِلَى المدائن، هو وزهرة بْن الحوية.
وقَالَ أَبُو أَحْمَد العسكري: هُوَ عَبْد اللَّه بْن المعتمر- يعني: بالراء- لَهُ صحبة، وقيل:
المعتم، بغير راءٍ، والله أعلم.
وقَالَ الأمير أَبُو نصر: أما معتم- بضم الميم، والتاء فوقها نقطتان، وبالميم المشددة- فهو عَبْد اللَّه بْن المعتم.
وقَالَ أَبُو زكريا يزيد بْن إياس: عَبْد اللَّه بْن المعتم العبسيّ: وهو الَّذِي افتتح الموصل، وروى ذَلِكَ عَنْ سيف بن عمر
3193- عبد الله بن معرض
(د ع) عَبْد اللَّه بْن معرض الباهلي.
سكن البادية نحو اليمامة، وفد عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ذكره المنيعي وابن أَبِي دَاوُد فِي الصحابة روى عَبْد اللَّه بْن حمزة أَبُو يمن الباهلي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدّه عَبْد اللَّهِ بْن معرض الباهلي:
أَنَّهُ وفد عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فجعل لهم رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فريضة فِي إبلهم.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
3194- عبد الله بن أبى معقل
(ب) عَبْد اللَّه بْن أَبِي معقل الْأَنْصَارِيّ.
شهد أحدًا مَعَ أبيه، ونذكر أباه فِي الكنى إن شاء الله تعالى.
أخرجه أبو عمر مختصرا.
__________
[1] مجنبة الجيش: هي التي تكون في الميمنة والميسرة، وهما مجنبتان.(3/293)
3195- عبد الله بن المعمر العبسيّ
(ب) عَبْد اللَّه بْن المعمر العبسي. لَهُ صحبة، وهو ممن تخلف عَنْ عليّ رَضِيَ اللَّه عنه في فِي قتال أهل البصرة.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر مختصرا.
3196- عبد الله بن معية السوائى
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن معية السوائي، من بني سواءة بْن عَامِر بْن صعصعة.
أدرك الجاهلية، وزعم بعضهم أَنَّهُ شهد حصر الطائف.
روى عَنْهُ سَعِيد بْن السائب الطائفي [1] أنه قال: قتل [2] رجلان من أصحاب النَّبِيّ عند باب بني سالم بْن الطائف، فأتى بهما النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليراهما- يعني أنهما حملا إِلَيْه ... » وذكر الحديث.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
قَالَ ابْنُ ماكولا: عَبْد اللَّه بْن معية العامري، أَخرج حديثه بعض المشايخ فِي الصحابة.
معية: بضم الميم، وبالياء تحتها نقطتان، وهي مشددة، وآخره هاء.
3197- عبد الله بن مغفل
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن مغفل بْن عَبْد غنم، وقيل: عَبْد نهم، بْن عفيف بن أسحم ابن رَبِيعة بْن عداء، وقيل: عدي، [3] بْن ثعلبة بْن ذؤيب، وقيل: ذويد [4] ، بْن [سعد بْن عداء بْن] عثمان بْن عَمْرو بْن أد بْن طابخة المزني. وولد عثمان من مزينة، نسبوا إِلَى أمهم مزينة بنت كلب بن وبرة، وعمرو بْن أد هُوَ عم تميم بن مرّ بن أدّ.
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: سعيد بن المسيب الطائفي. والمثبت عن سنن النسائي، والتهذيب: 4/ 30، 36. وقد روى النسائي الحديث في كتاب الجنائز، باب أين يدفن الشهيد: 4/ 79، وفيه: «سعيد بن السائب، عن رجل يقال له: عبيد الله ابن معيسة.
[2] في الأصل، والمطبوعة، ونسخة دار الكتب 111 مصطلح حديث: «أقبل رجلان» ولعل الصواب ما أثبتناه، ونص النسائي: «أصيب رجلان ... » .
[3] في المطبوعة ونسخة الدار: «ربيعة بن عداء بن عدي، والصواب ما أثبتناه عن الأصل. وينظر ترجمة «خزاعي بن عبد نهم» عم عبد الله هذا في: 2/ 121. وقد اعتمدنا في ضبط «عداء» و «عدي» على ما ورد في تاج العروس، مادة، عدو، ويصحح ما سبق ضبطه في ترجمة خزاعيّ، فقد ضبطنا «عداء» بكسر ففتح، وهي مشددة كشداد.
[4] في المطبوعة: «دريد» بالدال المهملة. والمثبت عن الأصل، والقاموس، والتاج.(3/294)
كَانَ عَبْد اللَّه من أصحاب الشجرة، يكنى أبا سَعِيد. وقيل: أَبُو عَبْد الرَّحْمَن. وقيل:
أَبُو زياد. سكن المدينة، ثُمَّ تحول إِلَى البصرة وابتنى بها دارًا، قرب الجامع.
وكان من البكّاءين الذين أنزل اللَّه، عزَّ وجلَّ فيهم: وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ: لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ من الدَّمْعِ 9: 92 [1] الآية.
وكان أحد العشرة الَّذِينَ بعثهم عُمَر إِلَى البصرة يفقهون النَّاس، وهو أول من أدخل من باب مدينة «تستر» [2] ، لما فتحها المسلمون. وقَالَ عَبْد اللَّه بْن مغفل إني لآخذ بغصن من أغصان الشجرة التي بايع رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تحتها أظله بها، قَالَ: فبايعناه عَلَى أن لا نفر [3] .
روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحاديث، روى عَنْهُ الْحَسَن الْبَصْرِيّ، وَأَبُو العالية، ومطرف ويزيد ابني عَبْد اللَّه الشخير، وعقبة بْن صهبان، وَأَبُو الوازع، ومعاوية بْن قُرَّة، وحميد بْن هلال وغيرهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْقَاهِرِ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بن جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقِ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا كَهْمَسٌ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ «أَنَّهُ رَأَى رَجُلا يَخْذِفُ [4] ، فَقَالَ: لا تَخْذِفْ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَوْ: كَرِهَ- الْخَذْفَ لا أُحَدِّثُكَ بِهِ- أَوْ: لا أُحَدِّثُكَ أَبَدًا [5] .
وتوفي عَبْد اللَّه بالبصرة سنة تسع وخمسين، وقيل: سنة ستين، أيام إمارة «ابْنُ زياد» بالبصرة، وصلى عَلَيْهِ أَبُو برزة الأسلمي، بوصية منه بذلك.
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] التوبة: 92. وينظر خبر البكاءين في سيرة ابن هشام، عند الحديث عن غزوة تبوك: 2/ 518. وترجمة سالم بن عمير فيما مضى: 2/ 311.
[2] تستر: أعظم مدينة بخوزستان.
[3] الحديث رواه الإمام أحمد في مسندة، عن عبد الله بن المغفل 5/ 54، قال: «إني لآخذ بغصن من أغصان الشجرة أظل به النبي صلى الله عليه وسلم، وهم يبايعونه، فقالوا: نبايعك على الموت، قال: لا، ولكن لا تفروا.
[4] الحذف: رميك حصاة أو نواة، تأخذها بين سبابتيك، وترمى بها
[5] الحديث رواه الإمام أحمد عن وكيع: 4/ 86، وعن محمد بن جعفر: 5/ 56. بإسناديهما عن كهمس، ونسوق هنا رواية محمد بن جعفر فهي أقرب إلى الرواية التي ذكرها ابن الأثير، وهي موضحة لها شارحة لما خفي من بعض تراكيبها، «عن ابن مفضل قال: رأى رجلا من أصحابه يخذف، فقال: لا تخذف، فإن نَّبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يكره الحذف- أو قال: ينهى عنه، كهمس يقول ذاك- فإنّها لا ينكأ بها عدو، ولا يصاد بها صيد، ولكنها تفقأ العين، وتكسر السن.
ثم رآه بعد ذلك يخذف، فقال: أخبرك أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان ينهى عن الخذف- أو يكرهه- ثم أراك تخذف، لا أكلمك كلمة كذا وكذا»(3/295)
3198- عبد الله بن مغنم
عَبْد اللَّه بْن مغنم قَالَ الأمير أَبُو نصر: وأمَّا مغنم بفتح الميم، وسكون الغين المعجمة، وبعدها نون مفتوحة خفيفة- هو عَبْد اللَّه بْن مغنم، لَهُ صحبة ورواية عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم. روى عَنْهُ سُلَيْمَان بْن شهاب العبسي، وحديثه فِي الدجال معروف، أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ فِي تاريخه. وقيل فيه: معتمر- بالعين المهملة، والتاء فوقها نقطتان، وآخره راءٌ، كذا ضبطه أَبُو عُمَر، والله أعلم.
3199- عبد الله بن مغيث
(س) عَبْد اللَّه بْن مغيث أَوْ مُعَتّب- أورده العسكري هكذا بالشك.
رَوَى يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي الْوَلِيدِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغِيثٍ: أَنَّ رَسُولُ اللَّهِ مَرَّ عَلَى رَجُلٍ يَبِيعُ طَعَامًا، فَأَدْخَلَ يَدَهُ فَإِذَا هُوَ مُبْتَلٌّ، فَقَالَ: «مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ منا» . أخرجه أبو موسى.
3200- عبد الله بن المغيرة
(ب) عَبْد اللَّه بْن المغيرة وكنية المغيرة: أَبُو سُفْيَان بْن الحارث بْن عَبْد المطلب الْقُرَشِيّ الهاشمي.
روى عَنْهُ سماك بْن حرب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما قدست أمه لا يؤخذ لضعيفها حقه من قويها غير متعتع [1] » .
وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الحديث عَنْ عَبْد اللَّه، عَنْ أَبِيهِ. وأي ذَلِكَ كَانَ فقد رَأَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان معه مُسلمًا بعد الفتح.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر، وَقَدْ ذكره فِي عَبْد اللَّه بْن أَبِي سُفْيَان [2] .
3201- عَبْد اللَّه بْن المغيرة بن معيقيب
عَبْد اللَّه بْن المغيرة بْن معيقيب. من مهاجرة الحبشة.
قاله أَبُو أَحْمَد العسكري مختصرًا.
__________
[1] روى ابن ماجة نحوه، في كتاب الصدقات، عن أبى سعيد الخدريّ، باب لصاحب الحق سلطان، الحديث 4426: 2/ 810.
ومعنى «غير متعتع» : من غير أن يصيبه أذى يقلقه ويزعجه.
[2] الاستيعاب، الترجمة 1578، 921.(3/296)
3202- عبد الله بن المغيرة اليشكري
عَبْد اللَّه أَبُو المغيرة اليشكري.
أَخْبَرَنَا يَحيى بْنُ مَحْمُودٍ بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْنِ أبي عاصم [حدثنا ابن نمير [1]] ، وحدثنا يحيى ابن عِيسَى، عَنِ الْأَعْمَش، عَنْ عَمْرو بْن مرة، عَنِ المغيرة بْن عَبْد اللَّه بْن سعد بْن الأخرم، عَنْ أَبِيهِ- أَوْ: عمه: شك الْأَعْمَش- قَالَ قلت: يا رَسُول اللَّهِ، دلني عَلَى عمل يقربني من الجنة ويباعدني من النار ... [2] » .
كذا أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي عاصم، ويرد ذكره فِي عَبْد اللَّه اليشكري أبين من هذا، وفي عبد الله ابن المنتفق أيضا.
3203- عبد الله بن مقرن المزني
(د ع) عَبْد اللَّه بْن مقرن المزني.
روى عَنْهُ ابْنُ سِيرِينَ، وعبد الملك بْن عمير. ويرد نسبه عند إخوته النعمان وغيره إن شاء الله تعالى.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو نعيم: ذكره بعض المتأخرين- يعني ابْنُ منده- ولم يخرج لَهُ شيئا.
3204- عبد الله بن المنتفق
عَبْد اللَّه بْن المنتفق، أَبُو المنتفق اليشكري، وقيل: السلمي. كوفي، فِي صحبته نظر.
روى عَنْهُ ابنه المغيرة. رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ، عَنِ المغيرة بْن عَبْد الله اليشكري، عن أَبِيهِ قَالَ: انْطَلَقْتُ إِلَى الْكُوفَةِ، فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا رَجُلٌ مِنْ قَيْسٍ، يُقَالُ لَهُ: ابْنُ الْمُنْتَفِقِ وَهُوَ يَقُولُ: وُصِفَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَأَتَيْتُهُ وَهُوَ بِعَرَفَاتٍ، فزاحمت عليه حتى خلصت إليه، فقيل إلى: إِلَيْكَ عَنْ طَرِيقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم! فقال رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دَعُوا الرَّجُلَ، أَرِبَ مَا لَهُ [3] ! فَأَخَذْتُ بِزِمَامِ نَاقَتِهِ، وَقُلْتُ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، شَيْئَيْنِ أَسْأَلُكَ عَنْهُمَا، مَا يُنَجِّينِي مِنَ النار؟
__________
[1] سقط من المطبوعة، والمثبت عن الأصل، ويحيى بن عيسى الرمليّ يروى عن الأعمش، ويروى عنه محمد بن عبد الله بن نمير، ينظر التهذيب: 11/ 262، والجرح: 4/ 2/ 178.
[2] الحديث روى نحوه عبد الله بن الإمام أحمد بإسناده إلى الأعمش، عَنْ عمرو بْن مرة، عَنِ المغيرة بن سعد، عن أبيه- أو: عن عمه، ينظر المسند: 4/ 76، 77.
[3] ينظر فيما تقدم: 3/ 172. فقد ذكرنا هناك الروايات في ضبط هذا اللفظ، وما قيل في معناه.(3/297)
وَمَا يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ؟ فَقَالَ: لَئِنْ كُنْتَ أَقْصَرْتَ في المسألة لقد عَظَّمْتَ وَطَوَّلْتَ فَاعْقِلْ عَنِّي إِذًا:
اعْبُدِ اللَّهَ لا تُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا، وَأَقِم الصَّلاةَ الْمَكْتُوبَةَ وَأَدِّ الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ، وَصُمْ رَمَضَانَ، وَمَا تُحِبُّ أَنْ يَفْعَلَهُ النَّاسُ بِكَ فَافْعَلْهُ بِهِمْ، وَمَا تَكْرَهُ أَنْ يَأْتِيَ إِلَيْكَ فَذَرِ النَّاسَ مِنْهُ، خَلِّ سَبِيلَ النَّاقَةِ [1] .
وَرَوَاهُ أَبُو إِسْحَاقَ [2] وَيُونُسُ وَإِسْرَائِيلُ ابْنَاهُ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْيَشْكُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَدْ تقدم فِي «عَبْد اللَّه أَبِي المغيرة» ويرد فِي «عَبْد اللَّه اليشكري» ، والجميع واحد.
3205- عبد الله بن منيب الأزدي
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن منيب الْأَزْدِيّ.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ، إِجَازَةً، بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ بْنِ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ [3] ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدَةَ بْنِ رَبَاحٍ الْغَسَّانِيُّ، عَنْ أَبِيهِ عُبَيْدَةَ، عَنْ مُنِيبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَزْدِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُنِيبٍ أَنَّهُ قَالَ: «تَلا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الآيَةَ: كُلَّ يَوْمٍ هُوَ في شَأْنٍ 55: 29 [4] ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا ذَلِكَ الشَّأْنُ؟ قَالَ:
«يَغْفِرُ ذَنْبًا، وَيُفَرِّجُ كَرْبًا، وَيَرْفَعُ قَوْمًا، ويضع آخرين» [5] . أخرجه الثلاثة.
3206- عبد الله بن أبى ميسرة
(ب) عَبْد اللَّه بْن أَبِي ميسرة وقيل: مسرة [6]- بْن عوف بْن السباق بْن عَبْد الدار بْن قصي.
قتل مَعَ عثمان بْن عفان يَوْم الدار، ذكره العدوي، فِي صحبته ورؤيته نظر.
أخرجه أبو عمر مختصرا.
__________
[1] رواه الإمام أحمد بسنده إلى محمد بن جحاده، ينظر المسند: 6/ 383.
[2] أبو إسحاق هو السبيعي، ويونس ابنه، وإسرائيل هو ابن يونس، ينظر التهذيب: 11/ 433، 1/ 261، ورواية يونس في المسند: 5/ 372.
[3] في المطبوعة: «القرباني» ، بقاف وباء، وهو خطأ، ينظر الخلاصة: والمشتبه: 507.
[4] سورة الرحمن، الآية: 29.
[5] رواه ابن ماجة عن أبى الدرداء، ينظر المقدمة، باب فيما أنكرت الجهمية، الحديث 202: 1/ 73.
[6] في المطبوعة: «وقيل: ميسرة» والمثبت عن المخطوطة، ومثله في كتاب نسب قريش: 256.(3/298)
قَالَ ابْنُ الكلبي: بنو السباق أول من بغى بمكة، فأهلكوا- يعني من قريش- ودرج [1] بنو السباق كلهم، غير أهل بيت باليمن في عكّ [2] .
3207- عبد الله بن ناشج
(ع س) عَبْد اللَّه بْن ناشج الحضرمي.
أورده الْحَسَن بْن سُفْيَان فِي الصحابة. وقَالَ أَبُو نعيم: هُوَ حمصي، لا تصح لَهُ صحبة.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى، إِذْنًا أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفًّى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَيْوَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ، عن شريح بن كسيب عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَاشِجٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: «لا تَزَالُ شُعْبَةٌ مِنَ اللُّوطِيَّةِ فِي أُمَّتِي، إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» . أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
قَالَ أَبُو أَحْمَد العسكري: قيل. «ناشح [3] » ، بالحاء غير المعجمة، قَالَ: كذا قرأته عَلَى من أثق بمعرفته، قال: وبعضهم يقول: «ناسج وناشح» .
3208- عبد الله بن النحام
(د ع س) عَبْد اللَّه بْن النحام، وقيل: النحماء.
رَوَى الرَّبِيعُ بْنُ صُبَيْحٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ النَّحَّامِ قَالَ: دَخَلْتُ يَوْمًا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَا أَبْيَضُ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ، كَأَنَّ بياض لحيتي ورأسي ثغامة [4] قال: يا ابن النَّحَّامِ.
أَلا أُحَدِّثُكَ فِي شَيْبَتِكَ هَذِهِ بِفَضِيلَةٍ؟ قلت: بلى. يا رسول الله! قال: يا ابن النّحّام، إن اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، يُحَاسِبِ الشَّيْخَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِسَابًا يَسِيرًا، ثُمَّ يَدْفَعْ صَحِيفَتَهُ إِلَى رِضْوَانَ وَيَقُولُ: إِذَا صَارَ عَبْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَنَسِيَ هَوْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَادْفَعِ الصَّحِيفَةَ إِلَيْهِ، فَإِذَا هُوَ قَرَأَهَا وَتَغَيَّرَ لَوْنُهُ لَهَا فَقُلْ لَهُ: لا تَحْزَنْ، إِنَّ رَبَّكَ، عَزَّ وَجَلَّ، يَقُولُ لَكَ: إِنِّي اسْتَحْيَيْتُ مِنْ شَيْبَتِكَ أَنْ أُلاقِيَكَ بِهَا، فَقَدْ غَفَرْتُهَا لَكَ. فَإِذَا أُدْخِلَ الْجَنَّةَ أَتَاهُ رِضْوَانُ بِالصَّحِيفَةِ، فَإِذَا هُوَ قَرَأَهَا وَتَغَيَّرَ لَوْنُهُ وَاضْطَرَبَ قَلْبُهُ يَقُولُ: حَبِيبِي، مَا هَذِهِ الصَّحِيفَةُ؟ فَيَقُولُ رِضْوَانُ: إِنَّ رَبَّكَ، عَزَّ وَجَلَّ، يقول لك: إني استحييت
__________
[1] درج: مات.
[2] ينظر كتاب جمهرة أنساب العرب: 116، وكتاب نسب قريش: 256.
[3] في المطبوعة: «ناشح وناشج» . وقد اختلف في ضبط هذا الاسم، ينظر الجرح لابن أبى حاتم: 2/ 2/ 184.
4/ 1/ 503. والمشتبه للذهبى: 627. فقد ضبط في هذين المرجعين بالسين المهملة والحاء: ناسح.
[4] الثغامة: نبت أبيض الزهر والثمر، يشبه به الشيب. وقيل: هي شجرة تبيض كأنها الثلج.(3/299)
مِنْ شَيْبَتِكَ أَنْ أُلاقِيَكَ بِهَا، فَقَدْ غَفَرْتُهَا لك. يا ابن النَّحَّامِ، إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَسْتَحْيِي مِنْ شَيْبَةِ الْمُسْلِمِ أَكْثَرَ مِمَّا يَسْتَحْيِي الْعَبْدُ مِنَ اللَّهِ، عَزَّ وَجَلَّ» . وَقَدْ رُوِيَ فِي الْمَوَاضِعِ كُلِّهَا: «النَّحْمَاءُ» .
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَأَبُو مُوسَى، إِلا أَنَّ ابْنَ مَنْدَهْ وَأَبَا نُعَيْمٍ لَمْ يَذُكْرَا غَيْرَ اسْمِهِ، وَالْحَدِيثُ أَخْرَجَهُ أبو موسى
3209- عبد الله بن النضر السلمي
(ب) عَبْد اللَّه بْن النضر السلمي.
روى عَنْهُ أَبُو بَكْر بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرو بْن حزم أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لا يموت لأحد من المسلمين ثلاثة من الولد فيحتسبهم إلا كانوا لَهُ جنة من النار، فقالت امْرَأَة: يا رَسُول اللَّه، أَوْ اثنان؟
قَالَ: أَوْ اثنان» . أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر وقَالَ:: هُوَ مجهول لا يعرف، ولا أعرف لَهُ غير هَذَا الحديث. وَقَدْ ذكروه فِي الصحابة، وفيه نظر. منهم من يَقُولُ فِيهِ مُحَمَّد، ومنهم من يَقُولُ: أَبُو النصر، كل ذَلِكَ قَالَ فِيهِ أصحاب مَالِك [1] . وأمَّا ابْنُ وهب فجعل الحديث لأبي بَكْر بْن محمد بن عمرو ابن حزم، عَنْ عَبْد اللَّه بْن عَامِر الأسلمي [2] .
3210- عبد الله بن نضلة أبو برزة
(س) عَبْد اللَّه بْن نضلة، أَبُو برزة الأسلمي. مختلف فِي اسمه، أورده ابْنُ شاهين فِي هَذَا الباب، وروى عَنِ الواقدي أن ولده يقولون: اسمه عَبْد اللَّه- بْن نضلة، قَالَ: ولده أعلم بِهِ.
وسنذكره فِي الكنى، إن شاء اللَّه تَعَالى.
3211- عَبْد اللَّه بْن نضلة القرشي
(د ع) عبد الله ابن نضلة، من بني عدي بْن كعب الْقُرَشِيّ، ومن مهاجرة الحبشة.
روى عكرمة، عَنِ ابْنِ عباس أنه قال: «وممن هاجر إلى أرض الحبشة مَعَ جَعْفَر بْن أَبِي طَالِب: عَبْد اللَّه بْن نضلة، من بني عدي بْن كعب القرشي.
__________
[1] بعده في الاستيعاب 999: «وبعضهم يقول فيه: ابن النضر، لا يسميه» .
[2] قال أبو عمر بعده أيضا: «وما أعلم في الموطأ رجلا مجهولا غير هذا» .(3/300)
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو نعيم: وهو وهم، ولا يختلف أحد من أهل المغازي:
الزُّهْرِيّ وابن إِسْحَاق [1] ، فِي كل الروايات، أَنَّهُ معمر بْن عَبْد اللَّه بْن نضلة، وَيَرِدُ فِي بَابِهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
3212- عبد الله بن نضلة الكناني
(د ع) عَبْد اللَّه بْن نضلة الكناني. روى الفريابي، عَنْ سُفْيَان الثوري، عَنْ عُمَر بن ابن سَعِيد، عَنْ عثمان بْن أَبِي سُلَيْمَان، عَنْ عَبْد اللَّه بْن نضلة الكناني قَالَ: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بَكْر وعمر، وما تباع رباع مكَّة [2] .
ورواه معاوية بْن هشام، عَنْ عُمَر، عَنْ عثمان، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ علقمة ابن نضلة، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بهذا. وهذا أصح.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم.
3213- عَبْد اللَّه بْن نضلة بْن مَالِك
عَبْد اللَّه بْن نضلة بْن مَالِك بْن العجلان بْن زَيْد بْن سالم بْن عوف بْن عمرو بن عوف، ابن الخزرج الْأَنْصَارِيّ الخزرجي.
شهد بدرًا، وقتل يَوْم أحد.
قاله الكلبي.
3214- عبد الله بن النعمان
(ب س) عَبْد اللَّه بْن النعمان بْن بلدمة بْن خناس بْن سنان بْن عُبَيْد بن عدىّ بن غنم ابن كعب بْن سَلَمة الْأَنْصَارِيّ الخزرجي السلمي قَالَ ابْنُ هشام وَيُقَال: «بلدمة» - يعني بالضم- «وبلذمة» [3] ، بالذال المنقوطة.
وهو ابْنُ عم أَبِي قَتَادَة، شهد عَبْد اللَّه بدرًا وأُحدًا قاله ابْنُ إِسْحَاق وموسى.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر [4] ، وَأَبُو مُوسَى مختصرا.
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 328.
[2] أخرج ابن ماجة بإسناده إلى علقمة بْن نضلة، قَالَ: «توفي رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر وعمر، وما تدعى وباع مكَّة إلا السوائب. من احتاج سكن، ومن استغنى أسكن» ، وذلك في كتاب المناسك، باب أجر بيوت مكة، الحديث 3107: 2/ 1037.
والسوائب: هي غير المملوكة لأهلها، بل المتروكة للَّه، لينتفع بها المحتاج إليها. واسكن: اى غيره، بلا اجرة.
[3] سيرة ابن هشام: 1/ 698.
[4] الاستيعاب: 999.(3/301)
3215- عبد الله
(د ع) عَبْد اللَّه- كَانَ اسمه «نعمى» فسماه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد اللَّه. روى ذَلِكَ أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ البراء أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
3216- عبد الله بن نعيم الأشجعي
(س ع) عَبْد اللَّه بْن نعيم الأشجعي. كَانَ دليل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى خيبر، ذكره البغوي هكذا، ولم يورد له شيئا أخرجه أبو نعيم وأبو موسى.
3217- عبد الله بن نعيم الأنصاري
(ب) عَبْد اللَّه بْن نعيم الْأَنْصَارِيّ. أخو عاتكة بِنْت نعيم، لَهُ صحبة.
أَخْرَجَهُ أَبُو عمر مختصرا.
3218- عبد الله بن نعيم بن النحام
(د ع) عَبْد اللَّه بْن نعيم بْن النحام. روى عنه نافع مَوْلَى ابْنُ عُمَر، وأبو الزبير روى معلى ابن أَسَدٍ، عَنْ حَرْبِ بْنِ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ تَمِيمٍ- كَذَا قَالَ مُعَلَّى- قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَصْحَابِهِ، إِذْ مرت به امرأة، فدخل على زينب جَحْشٍ، فَقَضَى حَاجَتَهُ، وَخَرَجَ فَقَالَ: «إِذَا رَأَى أَحَدُكُمُ امْرَأَةً فَأَعْجَبَتْهُ، فَلْيَأْتِ أَهْلَهُ، فَإِنَّ الْمَرْأَةَ تُقْبِلُ فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ، وَتُدْبِرُ فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ» . أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ وَأَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: رَوَاهُ الْمُتَأَخِّرُ عَنِ ابْنِ أَبِي الحنين [1] ، عن معلّى ابن أَسَدٍ، عَنْ حَرْبٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُعَيْمٍ، وَقَالَ: «كَذَا قَالَ: مُعَلَّى» .
وَهُوَ وَهْمٌ فَاحِشٌ، فَإِنَّ مُعَلَّى بْنَ أَسَدٍ، وَمُعَلَّى بْنَ مَهْدِيٍّ، وَعَبْدَ الصَّمَدِ [2] بْنَ عَبْدِ الْوَارِثِ، رَوَوْهُ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ. وَكَذَلِكَ رَوَاهُ [3] مَعْقِلٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عن جابر.
__________
[1] في المطبوعة: الخبين. وفي أصلنا ونسخة دار الكتب: 111 دون فقط. ولعل الصواب ما أثبتناه» ، ففي تاج العروس:
«ومحمد بن الحسين بن ابن الحنين، له مسند، من أقران أبى داود رحمه الله تعالى» .
[2] رواية عبد الصمد بن عبد الوارث في مسند أحمد: 3/ 330. ومسلم، كتاب النكاح، باب ندب من رأى امرأة فوقعت في نفسه إلى أن يأتى امرأته أو جاريته فيواقعها: 4/ 130.
[3] رواية معقل في مسلم، للكتاب والباب المتقدمين: 4/ 130.(3/302)
عبد الله بن نفيل
(ع س) عَبْد اللَّه بْن نفيل. قَالَ أَبُو مُوسَى: أورده غير واحد في حرف النون، [من آباء عَبْد اللَّه] ، وذكره أَبُو عَبْد اللَّهِ- يعني ابْنُ منده- فِي حرف «الباء» ، بالباء والغين [1] ، وقَالَ، «لَهُ صحبة» . ولم يورد لَهُ حديثًا.
رَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سُلَيْمٍ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُفَيْلٍ الْكِنَانِيِّ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ثَلاثٌ قَدْ فَرَغَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مِنَ الْقَضَاءِ فِيهِنَّ: لا يَبْغِيَنَّ أَحَدٌ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: يا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّما بَغْيُكُمْ عَلى أَنْفُسِكُمْ 10: 23 [2] وَلا يَمْكُرَنَّ أَحَدٌ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ 35: 43 [3] وَلا يَنْكُثَنَّ أَحَدٌ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ 48: 10 [4] . قَالَ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ: هَذَا خَطَأٌ وَإِنَّمَا هُوَ «سَلَمَةُ بْنُ نُفَيْلٍ» ، أَخْطَأَ فِيهِ سُلَيْمَانُ بْنُ سُلَيْمٍ.
أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ وَأَبُو مُوسَى.
3219- عبد الله بن أبى نملة
(ب) عَبْد اللَّه بْن أَبِي نملة الْأَنْصَارِيّ. ذكره العقيلي فِي الصحابة، وأمَّا أَبُوهُ أَبُو نملة فصحبته وروايته معروفة.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر مختصرا [5] .
3220- عبد الله بن نوفل
(ب س) عَبْد اللَّه بْن نوفل بْن الحارث بْن عَبْد المطلب الْقُرَشِيّ الهاشمي، يكنى أبا مُحَمَّد.
قَالَ الواقدي: أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يحفظ عَنْهُ شيئًا.
وولى القضاء بالمدينة أيام معاوية، ولاه مروان بْن الحكم، وهو أول من ولي القضاء بالمدينة، فِي قول [6] . وكان يشبه بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وتوفي سنة أربع وثمانين، وقيل: قتل يوم الحرّة سنة
__________
[1] ينظر فيما تقدم، الترجمة، 2839، 3/ 187
[2] سورة يونس، الآية: 23.
[3] سورة فاطر: الآية: 43.
[4] سورة الفتح، الآية: 10.
[5] الاستيعاب: 999.
[6] كتاب نسب قريش: 86.(3/303)
ثلاث وستين. وقيل: توفي أيام معاوية. وهو عم عَبْد اللَّه بْن الحارث بْن نوفل بْن الحارث الملقب: ببه، وَقَدْ تقدم ذكره [1] .
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر وَأَبُو مُوسَى.
3221- عَبْد اللَّه بن نهيك
عَبْد اللَّه بْن نهيك. أحد بني مَالِك بن حنبل.
ذكره ابْنُ داب فِي الصحابة وقَالَ: بعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى بنى معيص [2] ، وإلى محارب ابن فهر، يدعوهم إلى الإسلام.
3222- عبد الله بن الهاد
(ع س) عَبْد اللَّه بْن الهاد، أورده الْحَسَن بْن سُفْيَان فِي الوحدان، وقَالَ أَبُو نعيم: فِي ذكره فِي الصحابة نظر. روى عَبْد اللَّه بْن عَمْرو الجمحي، عَنْ عَبْد اللَّه بْن الهاد: أن رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ فِي دعائه: «اللَّهمّ ثبتني، أن أزل، واهدني أن أضل، اللَّهمّ كما حلت بيني وبين قلبي فحل بيني وبين الشيطان وعمله» . أَخْرَجَهُ أَبُو نعيم وأبو موسى.
3223- عبد الله بن هانئ
(د ع) عَبْد اللَّه بْن هانئ، أخو شريح بْن هانئ بْن يَزِيدَ بْن نهيك بن دريد بن سفيان ابن الضباب- واسمه سَلَمة- بْن رَبِيعة بْن الحارث بْن كعب الْحَارِثِيّ، من بنى الحارث ابن كعب بْن مذحج.
رَوَى يَزِيدُ بْنُ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ [عَنْ أَبِيهِ الْمِقْدَامِ، عَنْ أَبِيهِ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِيهِ هَانِئِ] [3] بْنِ يَزِيدَ أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: مالك مِنَ الْوَلَدِ؟ فَقَالَ:
شُرَيْحٌ، وَعَبْدُ اللَّهِ، وَمُسْلِمٌ. قَالَ: فَمَنْ أَكْبَرُهُمْ؟ قَالَ: شُرَيْحٌ. قَالَ: أَنْتَ أَبُو شُرَيْحٍ» . ذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ فِيمَنْ أَدْرَكَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
__________
[1] ينظر فيما تقدم الترجمة رقم 2880: 3/ 207.
[2] ينظر فيما تقدم 3/ 311.
[3] عن جمهرة أنساب العرب: 392، وترجمة أخيه شريح فيما مضى من هذا الكتاب: 2/ 519.(3/304)
3224- عبد الله بن هبيب
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن هبيب بْن [أهيب بْن] سحيم بْن غيرة بْن سعد بْن ليث بْن بكر ابن عبد مناة بن كنانة الكناني الليثي، حليف بني عَبْد شمس، وقيل: حليف بني أسد بْن خزيمة وابن أختهم. استشهد بخيبر.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن أحمد بن علي بإسناده إلى يونس بن بكير، عن محمد بن إِسْحَاق، فِي تسمية من استشهد يَوْم خيبر، قَالَ: «ومن بني [1] سعد بْن ليث: عَبْد الله بن فلان ابن وهيب بْن سحيم، حليف لبني أسد، وابن أختهم» .
أخرجه الثلاثة.
3225- عبد الله أبو هريرة
(ب) عَبْد اللَّه، أَبُو هُرَيْرَةَ. صاحب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، اختلف فِي اسمه واسم أَبِيهِ اختلافا كثيرا. وَقَدْ تقدم البعض، ويأتي الباقي، ونستقصيه فِي الكنى إن شاء اللَّه تَعَالى، فهو بكنيته أشهر.
أَخْرَجَهُ أبو عمر.
3226- عبد الله بن هداج
(ع س) عَبْد اللَّه بْن هداج الحنفي.
رَوَى إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، عَنْ هَاشِمِ بْنِ غَطَفَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هداجٍ، وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ الْجَاهِلِيَّةَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ خَضَبَ بِالصُّفْرَةِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خِضَابُ الإِسْلامِ» . وَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ خَضَبَ بِالْحُمْرَةِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خِضَابُ الإِيمَانِ» .
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ الْمَدَنِيُّ، عَنْ هَاشِمٍ فَقَالَ: «عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هداجٍ، عَنْ أَبِيهِ [2] » . أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ وَأَبُو موسى.
__________
[1] الّذي في سيرة ابن هشام 2/ 343: «عبد الله بن الهبيب» ويقال: ابن الهبيب [يعنى بالفتح] فيما قال ابن هشام» .
[2] ينظر مسند الإمام أحمد، 5/ 66، فقد روى نحوه عن الحكم بن عمرو الغفاريّ، والقائل: «هذا خضاب الإيمان وخضاب الإسلام» هو عمر بن الخطاب.(3/305)
3227- عبد الله بن هشام
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن هشام بْن عثمان بْن عَمْرو الْقُرَشِيّ التيمي، هُوَ جد زهرة بْن معبد، قاله أَبُو عُمَر [1] .
وقَالَ أَبُو نعيم: عَبْد اللَّه بْن هشام بْن زهرة بْن عثمان بْن عَمْرو بْن كعب بْن سعد بن تيم ابن مرة، أمه زينب بِنْت حميد بْن زُهَيْر بْن الحارث بْن أسد بن عبد العزى بْن قصي.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَرَايَا بْنِ عَلِيٍّ وَغَيْرُ وَاحِدٍ، بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْجُعْفِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يزيد، حدثنا سعيد- هو ابْنُ [أَبِي] [2] أَيُّوبَ- حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ زُهْرَةُ بْنُ مَعْبَدٍ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِشَامٍ- وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: ذَهَبَتْ بِهِ أُمُّهُ زَيْنَبُ بِنْتُ حُمَيْدٍ إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَايِعْهُ. فَقَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: هو صَغِيرٌ. فَمَسَحَ رَأْسَهُ، وَدَعَا لَهُ بِالْبَرَكَةِ. وَكَانَ يُضَحِّي بِالشَّاةِ الْوَاحِدَةِ عَنْ جَمِيعِ أَهْلِهِ [3] » . وَكَانَ مولده سنة أربع. أخرجه الثلاثة.
3228- عَبْد اللَّه بْن هلال بْن عَبْد اللَّه
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن هلال بْن عَبْد اللَّه بْن همام الثقفي. يعد فِي المكيين.
روى عَنْهُ عثمان بْن عَبْد اللَّه بْن الأسود أَنَّهُ قَالَ: «جاء رَجُل إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم فقال: كدت أن أقتل فِي عناق- أَوْ شاة- من الصدقة. فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لولا أنها تغطى فقراء المهاجرين ما أخذتها» [4] . أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ، وقَالَ أَبُو عُمَرَ: حَدِيثُهُ عِنْدَهُمْ مرسل.
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 1679: 1000.
[2] عن الصحيح، وينظر التهذيب: 4/ 6.
[3] صحيح البخاري، كتاب الأحكام، باب بيعة الصغير: 9/ 98. وينظر كتاب الشركة، باب الشركة في الطعام وغيره:
3/ 184، عن أصبغ بن الفرج، عن عبد الله بن وهب، عن سعيد، به.
[4] أخرجه النسائي في كتاب الزكاة، باب إعطاء السيد المال بغير اختيار المصدق 5/ 34، ونصه: «كدت أقتل بعدك فِي عناق- أَوْ شاة- من الصدقة، فَقَالَ: لولا ... » والمعنى: كأنه شكى أن العامل شدد عليه في الأخذ، وكاد يفضي ذلك إلى قتل رب المال بعده صلى الله عليه وسلم، فإنه إذا كان الحال في وقته كذلك، فكيف بعده، وحاصل الجواب: أن الزكاة شرعت لتصرف في مصارفها، ولولا ذلك لما أخذت أصلا، فليس لرب المال أن ينشدد حتى لا يفضي ذلك إلى تشدد العامل.(3/306)
3229- عبد الله بن هلال المزني
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن هلال المزني. عداده فِي أهل المدينة. روى كَثِير بن عبد الله بن عمرو ابن عوف المزني، عَنْ بَكْر بْن عَبْد الرَّحْمَن، عَنْ عَبْد اللَّه بْن هلال المزني صاحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كان يَقُولُ: «ليس لأحد بعدنا أن يحرم بالحج ثُمَّ يفسخ حجه فِي عمرة» . أَخْرَجَهُ الثلاثة.
3230- عبد الله بن هلال
عبد الله بن عبد هلال. ذكر بعضهم أَنَّهُ أنصاري.
رَوَى زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ عِمْرَانَ الْقُبَائِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ هِلالٍ قَالَ:
«ذَهَبَتْ بِي أُمِّي إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ لَهُ. فما أنسى وَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِي، حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَهَا وَدَعَا لِي» . وَقِيلَ ذَهَبَ بِهِ أَبُوهُ.
ذَكَرَهُ أبو أحمد العسكري.
3231- عبد الله بن هند
(ع س) عَبْد اللَّه بْن هند، أَبُو هند الْأَنْصَارِيّ البياضي.
روى عَنْهُ جَابِر فِي تخمير الآنية. سماه البغوي هكذا، وأورده ابْنُ منده فِي الكنى.
أَخْرَجَهُ أَبُو نعيم وَأَبُو موسى مختصرا.
3232- عبد الله بن الهيثم
عَبْد اللَّه بْن الهيثم بْن عَبْد اللَّه بْن الحارث بْن سيدان بْن مرة بْن سُفْيَان بْن مجاشع، ابْنُ دارم التميمي.
كَانَ اسمه عَبْد اللات، فسماه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم عبد الله.
3233- عبد الله بن واقد
(س) عَبْد اللَّه بْن واقد. أورده أَبُو الْقَاسِم الرقاعي [1] فِي عبادلة الصحابة.
قَالَ عَبْد الملك بْن سارية الكعبي: سَمِعْتُ عَبْد اللَّه بْن واقد يَقُولُ: إن اليمين فِي الدم كانت عَلَى عهد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم.
أخرجه أبو موسى.
__________
[1] في المطبوعة: «الرفاعيّ» بالفاء الموحدة. والمثبت عن الأصل، وينظر المشتبه للذهبى: 322.(3/307)
3234- عبد الله بن وائل
عَبْد اللَّه بْن وائل بْن عَامِر بْن مَالِك بْن لوذان. لَهُ صحبة، شهد أحدا والمشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وله عقب، وأخوه عَبْد الرَّحْمَن بْن وائل يذكر فِي موضعه، إن شاء الله تعالى.
3235- عبد الله بن وديعة
(د ع) عَبْد اللَّه بْن وديعة بْن حرام الْأَنْصَارِيّ.
لَهُ صحبة، أَخْرَجَهُ أَبُو حاتم الرازي فِي الصحابة. روى أَبُو معشر، عَنْ سَعِيد المقبري، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْد اللَّه بْن وديعة صاحب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «من اغتسل يَوْم الجمعة كغسله من الجنابة ... » وذكر الحديث.
ورواه ابْنُ عجلان، [عَنِ المقبري] ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ وَدِيعَةَ، عَنْ أَبِي ذر. ورواه ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ وديعة، عَنْ سلمان الفارسي [1] . وهو الصواب. أَخْرَجَهُ ابْن منده وَأَبُو نعيم.
3236- عبد الله بن وزاج
(ع س) عبد الله ابن وزاج [2] . أورده الطبراني ومن بعده.
رَوَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وزاجٍ قَدِيمًا لَهُ صُحْبَةٌ، يُحَدِّثُنَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يُوشِكُ أَنْ يُؤَمَّرَ عَلَيْكُمُ الرُّوَيْجِلُ، فَيَجْتَمِعُ عَلَيْهِ قَوْمٌ مُحَلَّقَةٌ أَقْفِيَتُهُمْ، بِيضٌ قُمُصُهُمْ، فَإِذَا أَمَرَهُمْ بِشَيْءٍ حَضَرُوا» ثُمَّ إن عَبْد اللَّه بْن وزاج ولي عَلَى بعض المدن، فاجتمع عَلَيْهِ قوم من الدهاقين، [3] ، محلقة أقفيتهم بيض فمصهم، [فكان] إِذَا أمرهم بشيء حضروا، فيقول: صدق اللَّه ورسوله.
أَخْرَجَهُ أبَوْ نعيم وَأَبُو مُوسَى.
__________
[1] الحديث رواه أحمد بهذا الإسناد، ينظر المسند: 5/ 438، 440.
[2] في المطبوعة: «وزاح» بالزاي، والحاء المهملة، والمثبت عن الأصل، وقد ورد في المطبوعة بالجيم. أما في الإصابة فقد ضبطه الحافظ فقال: «براء ثقيلة، ثم حاء مهملة» .
[3] الدهاقين: جمع دهقان، وهو رئيس القرية، والتاجر.(3/308)
3237- عبد الله بن وقدان
(ع س) عَبْد اللَّه بْن وقدان بْن عَبْد شمس، بْن عَبْد ود بْن نضر بْن مالك بْن حسل بن عامر ابن لؤي العامري الْقُرَشِيّ. يعرف بابن السعدي، لأنه استرضع فِي بني سعد بْن بَكْر. وقيل فِيهِ: عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن وقدان. وَقَدْ تقدم فِي مواضع [1] .
روى عَنْهُ كبار التابعين بالشام: أَبُو إدريس، وعبد اللَّه بْن محيريز، ومالك من يخامر.
أخبرنا أبو القاسم بعيش بْنُ صَدَقَةَ بْنِ عَلِيٍّ الْفُرَاتِيُّ الْفَقِيهُ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَحْمَدَ بْنِ شُعَيْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ مُسَاوِرٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، عَنْ عَبْدِ اللَّه بْن العلاء بْن زبر [2] ، عَنْ بسر ابن عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَقْدَانَ السَّعْدِيِّ قَالَ: «وَفَدْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كُلُّنَا نَطْلُبُ حَاجَةً، وَكُنْتُ آخِرَهُمْ دُخُولا عَلَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي تَرَكْتُ مِنْ خَلْفِي وَهُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّ الْهِجْرَةَ قَدِ انْقَطَعَتْ. فَقَالَ: لَنْ تَنْقَطِعَ الْهِجْرَةُ مَا قُوتِلَ الكفار» [3] . أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر وَأَبُو مُوسَى.
3238- عَبْد اللَّه بن الوليد
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن الْوَلِيد بْن الْوَلِيد بْن المغيرة بْن عَبْد اللَّهِ بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي. وهو ابن أخى خالد ابن الْوَلِيد، وكان أَبُوهُ الْوَلِيد بْن الْوَلِيد أسن من خالد وأقدم إسلاما. كان اسم عَبْد اللَّه هَذَا الْوَلِيد، فَأُتِيَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو غلام، فَقَالَ:
ما أسمك؟ قَالَ: الْوَلِيد بْن الْوَلِيد بْن الْوَلِيد بْن المغيرة. فَقَالَ: لقد كادت بنو مخزوم أن تجعل الْوَلِيد ربًا، لكن أنت عَبْد اللَّه [4] . أَخْرَجَهُ الثلاثة.
3239- عَبْد اللَّه بن وهب الأسدي
عَبْد اللَّه بْن وهب الأسدي.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر بْن السمين، بِإِسْنَادِهِ إِلَى يونس بن بكير، عَنْ إِسْحَاق فِي يَوْم حنين، قَالَ ابْنُ إِسْحَاق: وقَالَ أَبُو ثواب بْن زَيْد [5] ، أحد بني سعد بْن بَكْر، ثُمَّ أحد بنى ناصرة [6] .
__________
[1] ينظر فيما تقدم: 3/ 261، 354.
[2] في المطبوعة. «بن زين» بالياء والنون. والمثبت عن الأصل، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم: 2/ 2/ 128.
[3] ينظر تخريجنا لهذا الحديث، فيما تقدم: 3/ 262.
[4] ينظر كتاب نسب قريش: 329، 330.
[5] كذا في الأصل والمطبوعة، وفي سيرة ابن هشام 2/ 476: «وقال أبو ثواب زيد بن صحار: ثم قال ابن هشام:
ويقال: أبو ثواب زياد بن ثواب» .
[6] في المطبوعة: «ناضرة» بالضاد، والمثبت عن الأصل، وينظر جمهرة أنساب العرب: 253.(3/309)
ألا هَلْ أتاك أن غلبت قريش ... هوازن، والخطوب لها شروط
وكنا يا قريش إِذَا غضبا ... يجيء غضابنا بدم عبيط [1]
وكنا يا قريش إذا غضبنا ... كأنّ أتوفا فيها سعوط [2]
فأصبحنا تسوقنا قريش ... سياق العير يحدوها النبيط [3]
قَالَ: وقَالَ عَبْد اللَّه بْن وهب، رَجُل من بني أسد، ثُمَّ من بني غنم يجيب أبا ثواب
بشرط اللَّه نضرب من لقينا ... بأفضل ما لقيت من الشروط
وكنا يا هوازن حين نلقي ... نبل الهام من علق عبط [4]
بجمعكم وجمع بني قسي ... نحك البرك كالورق الخبيط [5]
أصبنا من سراتكم وملنا ... بقتل فِي المباين والخليط [6]
فإن يك قيس عيلان عضابا ... فلا ينفكّ يرغمهم سعوطي
هكذا رَوَاهُ يونس [بْن بكير] عَنِ ابْنِ إِسْحَاق، فجعله من بني غنم من أسد، ورواه ابْنُ هشام عَنِ البكائي، قَالَ: فأجابه عَبْد اللَّه بْن وهب، رَجُل من بني تميم، ثُمَّ من بني أسيد [7] . والله أعلم.
أسيد: بضم الهمزة، وفتح السين، وتشديد الياء، تحتها نقطتان، وآخره دال مهملة.
3240- عبد الله بن وهب الدوسيّ
(د ع) عبد الله بن هب الدوسي، أَبُو الحارث.
قدم المدينة فِي سبعين راكبًا من دوس عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ورجع إِلَى «السراة [8] » .
وكان صاحب ثمار كَثِيرة. وسكن ابنه الحارث المدينة إِلَى أن قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَهُوَ جد مغرا [9] والد عَبْد الرَّحْمَن بْن مغرا.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم.
__________
[1] في المطبوعة، وسيرة ابن هشام 2/ 476:
يجى من الغضاب دم عبيط
والمثبت عن الأصل. ودم عبيط: طرى. وفي الأصل: «غبيط» ، بالغين، وهو خطأ.
[2] السعوط: ما يجعل من الدواء في الأنف فيهيجه.
[3] النبيط: العجم.
[4] الهام: الرءوس، والعلق: الدم.
[5] بنو قسى: يعنى ثقيفا. والبرك: الصدر، والورق الخبيط: هو الّذي يخبط بالعصى ليسقط فتأكله الماشية. يشبه الشاعر شدة الحرب بحك البعير صدره بما تحته.
[6] السراة: الأشراف. وأراد بالمباين: المنهزم، وبالخليط: الّذي بقي في المعركة يخالط الأقوال.
[7] سيرة ابن هشام: 2/ 477.
[8] السراة: جبال تبتدى من أرض اليمن
[9] مغرا: بفتح الميم، وسكون المعجمة، ثم راء مقصورا. ينظر التقريب: 2/ 499.(3/310)
3241- عبد الله الأكبر بن وهب
(س) عَبْد اللَّه الأكبر بْن وهب بْن زمعة بْن الأسود بْن المطلب بْن أسد بن عبد العزّى ابن قصي، وأمه: زينب بِنْت شَيْبَة بْن رَبِيعة بن عَبْد شمس القرشية.
قَالَ أَبُو مُوسَى: أورده بعض أصحابنا من رواية يَحيى بْن عَبْد اللَّه بْن الحارث قَالَ: لما دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مكَّة يَوْم الفتح، قَالَ سعد بْن عبادة: ما رأينا من نساء قريش ما يذكر من الجمال، فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هل رَأَيْت بنات أَبِي أمية [1] بْن المغيرة؟ هَلْ رأيت قريبة [2] ؟
هل رأيت هند [3] ؟ إنك رأيتهن وقد أصبهن بآبائهن وأبنائهن» . قَالَ: وذكر الذاكر أن صحبته لا تصح، لأن أباه يروي عَنِ ابْنِ مَسْعُود [4] ، وهو ابْنُ أخي عَبْد اللَّه بْن زمعة بْن الأسود. وهذا الحديث فلو ثبت لكان قبل الحجاب، وَإِلا فهو منكر لا يثبت [5] ، والله أعلم.
قتل يَوْم الجمل أَوْ يَوْم الدار، قاله الزُّبَيْر، وَقَدْ انقرض عقبه إلا من النّساء [6] .
أخرجه أبو موسى.
3242- عبد الله بن ياسر العبسيّ
(ب) عَبْد اللَّه بْن ياسر العبسي، أخو عمار بْن ياسر، ويذكر نسبه فِي ترجمة أخيه عمار إن شاء اللَّه تَعَالى.
ومات ياسر وابنه عَبْد اللَّه بمكة مسلمين، وكانوا كلهم من السابقين إِلَى الْإِسْلَام، وممن عذب فِي اللَّه تَعَالى.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر مختصرًا [7] .
3243- عبد الله بن ياميل
(س) عَبْد اللَّه بْن ياميل. أورده ابْنُ عقدة وحده.
__________
[1] في المطبوعة: «بنى أمية» والمثبت عن الأصل. وينظر كتاب نسب قريش: 300
[2] هي بنت ابن أمية بن المغيرة. ينظر كتاب نسب قريش: 316.
[3] هي كذلك بنت أبى أمية، وهي أم سلمة زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم.
[4] قال ابن حجر في الإصابة: «ولم أر لأبيه رواية عن ابن مسعود، ولو كانت لم تكن دالة على أن لا صحبة لولده» .
[5] ذكر الحافظ أيضا في الإصابة: «الحجاب كان قبل الفتح بمدة، فلعل رؤية سعد عن كانت عن غير صد، والعلم عند الله تعالى» .
[6] ينظر كتاب نسب قريش: 228.
[7] الاستيعاب، الترجمة 1684: 1001.(3/311)
رَوَى جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ، وَأَيْمَنَ بْنِ نَابِلٍ [1] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَامِيلَ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من كنت مولاه فعلي مولاه» . أخرجه أبو موسى.
3244- عبد الله اليربوعي
(د ع) عَبْد اللَّه اليربوعي. غير منسوب.
روى عطوان [2] بْن مشكان [3] الضبي، عَنْ جمرة بِنْت عَبْد اللَّه اليربوعية قَالَتْ: ذهب بي أبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعد ما وردت عَلَيْهِ إبل الصدقة، فَقَالَ: يا رَسُول اللَّه، ادع اللَّه لابنتي هَذِهِ. فأجلسني فِي حجره، ودعا لي أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم، وذكره أَبُو عُمَر فِي ترجمة ابنته: جمرة [4] .
3245- عبد الله بن يزيد بن حصن
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن يَزِيدَ بْن حصن بْن عَمْرو بْن الحارث بْن خطمة بن جشم بن مالك ابن الأوس الْأَنْصَارِيّ الأوسي ثُمَّ الخطمي. يكنى أبا مُوسَى، وهو كوفي، وله بها دار.
شهد الحديبيّة وهو ابن سبع عشر سنة، وشهد ما بعدها، واستعمله عَبْد اللَّه بْن الزُّبَيْر عَلَى الكوفة، وشهد مَعَ عليّ بْن أَبِي طَالِب الجمل وصفين والنهروان. روى عنه ابنه موسى، وعدي ابن ثابت الْأَنْصَارِيّ، وهو ابْنُ ابنته، وَأَبُو بردة بن أبى موسى، والشّعبي- وكان الشعبي كاتبه- وكان من أفاضل الصحابة، وصحب أَبُوهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وشهد أحدًا وما بعدها، وهلك قبل فتح مكَّة.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُذَكِّرُ وغيرهما، قَالُوا بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى مُحَمَّدِ بْنِ عيسى: حدثنا سفيان بن وكيع، حدثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْخَطْمِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْخَطْمِيِّ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: «اللَّهمّ ارْزُقْنِي حُبَّكَ، وَحُبَّ مَنْ يَنْفَعُنِي حُبُّهُ
__________
[1] في المطبوعة: «نائل» بالهمزة، وهو خطأ. والصواب عن الأصل، والمشتبه: 626، وتبصير المنتبه: 1401، وميزان الاعتدال: 283.
[2] في الأصل: «عظوان» وهو خطأ. وقد ضبط عطوان بفتح العين والطاء، وبضم العين وسكون الطاء. ينظر تبصير المنتبه: 1292. والمشتبه للذهبى: 593.
[3] كذا في الأصل بالشين المعجمة، وفي المطبوعة بالسين المهملة، وكلاهما مروى وارد، ينظر الإصابة، وتبصير المنتبه: 1392.
[4] الاستيعاب، الترجمة 3272: 1801.(3/312)
عِنْدَكَ. اللَّهمّ مَا رَزَقْتَنِي مِمَّا أُحِبُّ فَاجْعَلْهُ قُوَّةً لِي فِيمَا تُحِبُّ، وَمَا زَوَيْتَ [1] عَنِّي مِمَّا أُحِبُّ فَاجْعَلْهُ فَرَاغًا لِي فِيمَا تُحِبُّ» . قَالَ التِّرْمِذِيُّ: أَبُو جَعْفَرٍ الْخَطْمِيُّ اسْمُهُ عُمَيْرُ بن يزيد بن خماشة [2] .
أخرجه الثلاثة.
3246- عبد الله بن يزيد القارئ
(د ع) عَبْد اللَّه بْن يَزِيدَ القارئ. لَهُ ذكر فِي حديث عَائِشَة.
[رَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ] أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم سمع صوت قارئ يقرأ، فقال: «صَوْتُ مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ. قَالَ: رَحِمَهُ اللَّهُ، لَقَدْ أَذْكَرَنِي آيَةً كُنْتُ نَسِيتُهَا» .
رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه، عن عائشة، نحوه ولم يسم القاري [3] . أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
3247- عبد الله أبو يزيد المزني
(د ع) عَبْد اللَّه أَبُو يزيد المزني، وقيل: عَبْد.
حَدِيثُهُ عِنْدَ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عن أيوب بن موسى، عن يزيد بن عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «فِي الإِبِلِ فَرَعٌ [4] وَفِي الْغَنَمِ فَرَعٌ، وَيُعَقُّ [5] عَنِ الْغُلامِ، وَلا يُمَسُّ رَأْسُهُ بِدَمٍ» .
وَقِيلَ [فِيهِ] : يَزِيدُ بْنُ عَبْدٍ، عَنْ أَبِيهِ. أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ وَأَبُو نعيم.
3248- عبد الله بن يزيد النخعي
(س) عَبْد اللَّه بْن يَزِيدَ النخعي، والد مُوسَى.
أورده عليّ العسكري فِي الأفراد. روى مُحَمَّد بْن الفضل الراسي [6] ، عَنْ أَبِي نعيم، عن
__________
[1] زويت: قبضت ومحيت.
[2] في الأصل والمطبوعة: «حماسة» بالحاء المهملة. والمثبت عن الترمذي. ينظر تحفة الأحوذي، أبواب الدعوات: 9/ 463. والجرح لابن أبى حاتم: 3/ 1/ 379.
[3] مسند أحمد: 6/ 62.
[4] الفرع- بفتح الفاء والراء ثم عين مهملة-: أول نتاج الشاة أو الناقة، يذبحونه رجاء البركة في الأم.
[5] العقيقة: الذبيحة التي تذبح عن المولود.
[6] الراسى: نسبة إلى «راس عين» وهي بلدة من الجزيرة.(3/313)
عُمَر بْن مُوسَى الْأَنْصَارِيّ، عَنْ مُوسَى بْن عَبْد اللَّه بْن يَزِيدَ النخعي، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ كَانَ يصلي للناس، فكان أناس يرفعون رءوسهم ويضعونها قبل أن يضع، فَقَالَ: أيها النَّاس، إنكم تأثمون [1] ولو تستقيمون لصليت بكم صلاة رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لا أخرم منها شيئًا.
ورواه أَحْمَد بْن خليد الحلبي، عَنْ أَبِي نعيم، عَنْ مُحَمَّدِ بن موسى الأنصاري، عن موسى بن عبد اللَّه، عَنْ أَبِيهِ، ولم يقل: «النخعي» .
وأورده الطبراني فِي ترجمة عَبْد اللَّه بْن يَزِيدَ الخطمي. وهو أنصاري لا نخعي، وهو بِهِ أشبه.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
قلت: هُوَ الخطمي لا شبهة فِيهِ، وابنه مُوسَى يروي عَنْهُ، ولعل الراوي قَدْ رآه مصحفًا فإن النخعي قريب من الخطمي فِي الكتابة، واللَّه أعلم.
3249- عبد الله بن يزيد
(س) عَبْد اللَّه بْن يَزِيدَ. روى ابْنُ المبارك، عَنْ سُفْيَان، عَنْ عَمْرو بْن دينار، عَنْ عمرو ابن عَبْد اللَّه بْن صفوان، عَنْ عَبْد اللَّه بْن يَزِيدَ، قَالَ: «كُنَّا وقوفًا- يعني حديث ابْنُ مربع:
كونوا عَلَى مشاعركم [2] » قَالَ يعقوب بْن سُفْيَان: فذكرت ذَلِكَ لصدقة بْن الفضل، فَقَالَ: هَذَا من ابْنُ المبارك غلط. فقلت لَهُ: فإن عليّ بْن الْحَسَن بْن شقيق قَالَ: سمعته من سُفْيَان مثله؟ فَقَالَ صدقة:
أتكل عَلَى سماع غيره.
وَقَدْ تقدم فِي عَبْد اللَّه بْن مربع، وهو أصح.
أَخْرَجَهُ أبو موسى.
3250- عبد الله اليشكري
عَبْد اللَّه اليشكري.
أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ مُكَارِمٍ بِإِسْنَادِهِ إِلَى الْمُعَافَى بْنِ عِمْرَانَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْيَشْكُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: غَدَوْتُ لحاجة إلى المسجد، وإما إلى السوق،
__________
[1] في المطبوعة: «تأتمون» بالتاء، والمثبت عن الأصل» .
[2] ينظر تخريجنا لهذا الحديث في ترجمة عبد الله بن مربع: 3/ 381.(3/314)
فَإِذَا أَنَا بِجَمَاعَةٍ فِي السُّوقِ، فَمِلْتُ إِلَيْهِمْ وَقَدْ وُصِفَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَعَرَضْتُ لَهُ عَلَى قَارِعَةِ الطَّرِيقِ بَيْنَ عَرَفَاتٍ وَمِنًى، فَرَفَعَ لِي رَكْبٌ، فَعَرَفْتُهُ بِالصِّفَةِ، فهتف بى رجل: أيّها الراكب، حل [1] عَنْ وَجْهِ الرِّكَابِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ذَرُوا الرَّاكِبَ، أَرِبٌ مَا لَهُ [2] ! فَجِئْتُ حَتَّى أَخَذْتُ بِزِمَامِ نَاقَتِهِ فَقُلْتُ: نَبِّئْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ بِشَيْءٍ يُقَرِّبُنِي مِنَ الْجَنَّةِ وَيُبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ.
قَالَ: اعْبُدِ اللَّه لا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزَّكَاةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ، وَتَأْتِي إِلَى النَّاسِ مَا تُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْكَ، خَلِّ زمام الناقة [3] . وقد تقدم فِي عَبْد اللَّه بْن أَبِي المغيرة، وفي عَبْد اللَّه بْن المنتفق، والجميع واحد، والله أعلم.
نجز [4] من اسمه «عَبْد اللَّه» والحمد للَّه.
وإنما قدمت اسم اللَّه تَعَالى فِي العبيد، عَلَى ما بعده من عَبْد الجبّار» و «عبد الرَّحْمَن» ، لأن اسم اللَّه تَعَالى أشهر أسمائه فتركت الترتيب لهذه العلة، والله أعلم.
3251- عبد الجبار بن الحارث
(د ع) عَبْد الجبار بْن الحارث بْن مَالِك الحدسي، أَبُو عُبَيْد.
رَوَى إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْغِطْرِيفِ بْنِ سَالِمٍ الْحَدَسِيُّ، ثُمَّ أَحَدُ بَنِي منار قال: حدثني أبى: الغطريف ابن سَالِمٍ: أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ سَالِمًا يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْكُدَيْرِ- بْنِ أَبِي طلاسَةَ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَبِي طلاسَةَ عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكٍ الْحَدَسِيِّ ثُمَّ الْمَنَارِيِّ قَالَ: وفدت عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَرْضِ سَرَاةَ، فَحَيَّيْتُهُ بِتَحِيَّةِ الْعَرَبِ: أَنْعِمْ صَبَاحًا. فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ، عَزَّ وجل، قد حيّى محمد وَأُمَّتَهُ بِغَيْرِ هَذِهِ التَّحِيَّةِ، بِالتَّسْلِيمِ بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ. فَقُلْتُ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: وَعَلَيْكَ السَّلامُ. ثُمَّ قَالَ: مَا اسْمُكَ؟
فَقُلْتُ: الْجَبَّارُ. فَقَالَ لِي: أَنْتَ عَبْدُ الْجَبَّارِ فَأَسْلَمْتُ وَبَايَعْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا بَايَعْتُ قِيلَ لَهُ: هَذَا الْمَنَارِيُّ، فَارِسٌ مِنْ فُرْسَانِ قَوْمِهِ. قَالَ: فَحَمَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى فَرَسٍ، فَأَقَمْتُ عِنْدَهُ أُقَاتِلُ مَعَهُ. فَفَقَدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَهِيلَ فَرَسِي الَّذِي حَمَلَنِي عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَا لِي لا أَسْمَعُ صَهِيلَ فَرَسِ الْحَدَسِيِّ؟ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بلغني أنك تأذيت بصهيلة، فخصيته
__________
[1] في المطبوعة: «خل» بالخاء المعجمة. والمثبت والضبط عن الأصل، وفي اللسان: «حال الرجل يحول مثل تحول من موضع إلى موضع» .
[2] ينظر ترجمة عبد الله الأخرم فيما تقدم: 3/ 171/ 172.
[3] رواه الإمام أحمد عن وكيع، عن عمرو بن حسان، عن المغيرة، به نحوه، ينظر المسند: 3/ 472. ورواه أيضا عن وكيع عن يونس، وعن عبد الرزاق، عن معمر، عن أبى إسحاق، عن المغيرة.
[4] نجز- بفتح فكسر- انقضى وانتهى.(3/315)