1054- حبيب بن سندر
(س) حبيب بْن سندر، ذكره عبدان في الصحابة، وكنيته أَبُو عبد الرحمن، وهو الذي خصى عبده، عداده في أهل مصر، كذا سماه عبدان، وهو مشهور بابن سندر، أوردوه فيه، وله حديث مشهور به.
أخرجه أَبُو موسى مختصرا.
1055- حبيب بن الضحاك الجمحيّ
(س) حبيب بْن الضحاك الجمحي.
أَخْبَرَنَا أَبُو الفضل عبد الله بن أحمد، أخبرنا أبو بكر أحمد بن على ان بن بدر الحلواني، أخبرنا الحسن ابن أحمد بْن عَبْد اللَّهِ بْن البناء، أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ بْن أَبِي الفوارس، أَخْبَرَنَا أَبُو علي بْن الصواف أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن عثمان بْن أَبِي شيبة، أَخْبَرَنَا ابن وهب ابن بقية، عَنْ عبد العزيز بْن عبد الصمد، عَنْ سلمة بْن حامد، عَنْ حبيب بْن الضحاك الجمحي: أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم قال: أتاني جبريل عليه السلام، وهو يتبسم، فقلت مم تضحك؟ قال: ضحكت من رحم رأيتها معلقة بالعرش، تدعو الله عَلَى من قطعها، قال: قلت: يا جبريل، كم بينهما؟ قال: خمسة عشر أبًا. أخرجه أَبُو موسى، وجعله جهنيًا.
1056- حبيب أَبُو ضمرة
حبيب أَبُو ضمرة، روى عنه ابنه ضمرة، وهو جد عبد العزيز بْن ضمرة بْن حبيب.
روى عبد العزيز، عَنْ أبيه، عَنْ جده، قال، وكانت له صحبة، قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تفضل صلاة الجماعة عَلَى صلاة الرجل وحده خمسًا وعشرين درجة، وتفضل صلاة التطوع في البيت كفضل صلاة الجماعة عَلَى صلاة الرجل وحده. ذكره الغساني.
1057- حبيب بن عمرو السلاماني
(ب س) حبيب بْن عمرو السلاماني. من قضاعة، وقيل: حبيب بْن فديك بْن عمرو السلاماني، وكان يسكن الجناب [1] ، ذكره ابن شاهين في الصحابة، وقال أَبُو عمر: حبيب السلاماني، قال الواقدي: وفي سنة عشر قدم وفد سلامان، وهم سبعة نفر، رأسهم حبيب السلاماني.
أخرجه أبو عمر وأبو موسى.
1058- حبيب بن عمرو بن عمير
(د ع) حبيب بْن عمرو بْن عمير بْن عوف بْن عقدة بْن غيرة بْن عوف بْن ثقيف الثقفي. أخو مسعود ابن عمرو [و [2]] أخو ربيعة جد أمية بْن أَبِي الصلت بْن ربيعة، وفيه وفي إخوته نزلت: وَإِنْ تُبْتُمْ 2: 279
__________
[1] الجناب: موضع، وفي المطبوعة: الجفار.
[2] زيادة ليست في الأصل.(1/445)
فَلَكُمْ رُؤُسُ أَمْوالِكُمْ 2: 279 [1] روى أَبُو صالح، عَنِ ابْنِ عَبَّاس فِي قولُه تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ من الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ 2: 278 [2] في ثقيف، منهم: مسعود، وربيعة، وحبيب، وعبد ياليل بنو عمرو بن عمير بْن عوف.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم. وعندي في صحبته نظر.
1059- حبيب بن عمرو
(ب س) حبيب بْن عمرو بْن محصن بْن عمرو بْن عتيك بْن عمرو بْن مبذول بن غنم بن مازن ابن النجار. قتل وهو ذاهب إلى اليمامة، فهو معدود من جملة الشهداء باليمامة.
أخرجه أبو عمر وأبو موسى مختصرا.
1060- حبيب بن عمرو
(س) حبيب بْن عمرو. ذكره عبدان، قال: حدثنا أحمد بْن سيار، أَخْبَرَنَا أحمد بْن المغيرة، أَخْبَرَنَا جمعة بْن عَبْد اللَّهِ، أَخْبَرَنَا العلاء بْن عبد الجبار، أَخْبَرَنَا حماد، عَنْ أبى جعفر الخطميّ، عن حبيب ابن عمرو، وكان قد بايع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ كان إذا سلم عَلَى قوم، قال: السلام عليكم.
أخرجه أَبُو موسى مختصرا.
1061- حبيب بن عمير
(س) حبيب بْن عمير الخطمي. ذكره عبدان أيضًا: وقال: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ السَّعْدِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْخَطْمِيُّ، عَنْ جَدِّهِ حَبِيبِ بْنِ عُمَيْرٍ: أَنَّهُ جَمَعَ بَنِيهِ وَقَالَ: اتَّقُوا اللَّهَ وَلا تُجَالِسُوا السُّفَهَاءَ، فَإِنَّ مُجَالَسَتَهُمْ دَاءٌ، مَنْ تَحَلَّمَ عَلَى السَّفِيهِ يُسَرُّ بِحِلْمِهِ، وَمَنْ يُحِبُّ السَّفِيهَ يَنْدَمُ، وَمَنْ لا يَصْبِرُ عَلَى قَلِيلِ أَذَى السَّفِيهِ لا يَصْبِرُ عَلَى كَثِيرِهِ، وَمَنْ يَصْبِرُ عَلَى مَا يَكْرَهُ يُدْرِكُ مَا يُحِبُّ، فَإِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْمُرَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ فَلا يَفْعَلْ حَتَّى يُوَطِّنَ نَفْسَهُ عَلَى الصَّبْرِ عَلَى الأَذَى، وَيَثِقُ بِالثَّوَابِ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فإنه مَنْ يَثِقُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لا يَجِدُ مَسَّ الأَذَى.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
قلت: الصحيح أن حبيب بْن خماشة، وحبيب بْن عمرو الذي يروي حديث السلام، وهذا حبيب بْن عمير واحد، لأن النسب واحد، وهو خطمي، والراوي واحد، وهو أَبُو جَعْفَر حافد حبيب، ولهذا السبب لم يذكر أَبُو عمر إلا حبيب بْن خماشة، ولا حجة لأبي موسى في إخراج حبيب بْن عمرو، وحبيب بْن عمير عَلَى ابن منده، فإنه هو حبيب بْن خماشة، وقد نبه عليه، والله أعلم.
__________
[1] البقرة: 279.
[2] البقرة: 278.(1/446)
1062- حبيب العنزي
(س) حبيب العنزي، والد طلق بْن حبيب. ذكره عبدان، وزعم أن حديثه مختلف في إسناده، قال:
والصحيح ما رواه غندر، عَنْ شعبة، عَنْ يونس بْن خباب، عَنْ طلق، عَنْ رجل من أهل الشام، عَنْ أبيه: أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وبه الأسر [1] فأمره أن يقول: ربنا اللَّه الذي في السماء تقدس اسمك» الحديث. أخرجه أبو موسى.
1063- حبيب بن فديك
(ب د ع) حبيب بْن فديك ويقال: حبيب بْن فويك، بالواو، وقيل: حبيب بْن عمرو بْن فديك السلاماني، قد اختلف في حديثه.
أَخْبَرَنَا يحيى بْن محمود بْن سعد إجازة، بإسناده إلى ابن أبي عاصم، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْن أَبِي شَيْبَةَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن بشر، عَنْ عَبْد العزيز بْن عمر، عَنْ رجل من بني سلامان بْن سعد، عَنْ أمه، أن خالها حبيب بْن فديك حدثها: أن أباه خرج بِهِ إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعيناه مبيضتان لا يبصر بهما، فسأله: ما أصابه؟ قال:
كنت أرم حملا إلي، فوقعت عَلَى بيض حية فأصيب بصري، فنفث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي عينيه، فأبصر، قال: فرأيته يدخل الخيط فِي الإبرة، وَإِنه لابن ثمانين، وَإِن عينيه لمبيضتان.
وروى مُحَمَّد بْن سهل، عَنْ أبيه، عَنْ حبيب بْن عمرو السلاماني: أَنَّهُ قدم عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في وفد سلامان، وقد تقدم حبيب بن عمرو السلاماني.
أخرجه الثلاثة.
1064- حبيب الفهري
(د ع) حبيب الفهري، أخرج ابن منده حبيبا الفهري، وجعل له ترجمة مفردة غير حبيب بْن مسلمة الفهري، وروى بِإِسْنَادِهِ، عَنْ أَبِي عاصم وداود العطار، عَنِ ابن جريج، عَنِ ابن أَبِي مليكة، عَنْ حبيب الفهري: أَنَّهُ أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو بالمدينة، فقال: يا رَسُول اللَّهِ، ابني يدي ورجلي، فقال:
ارجع معه، فإنه يوشك أن تهلك. فهلك في تلك السنة. قال أَبُو نعيم، وقد ذكر هذا الحديث، فقال: عَنِ ابن أَبِي مليكة، عَنْ حبيب بْن مسلمة: قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا نبي اللَّه [2] ، ليس لي ولد غيره يقوم في مالي وضيعتي وعلى أهل بيتي، وأن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رده معه، وقال: لعلك يخلو وجهك في عامك. فمات مسلمة في ذلك العام، وعزى حبيبا فيه.
قال: أخرجه بعض المتأخرين من حديث داود العطار، عَنِ ابن جريج مختصرًا، فأفرد لذكر حبيب ترجمة، وهو حبيب بن مسلمة، لا شك فيه.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
__________
[1] الأسر، بضم فسكون: احتباس البول.
[2] يأتى في ترجمة مسلمة بن شيبان، بعد هذا: فأدركه أبوه، فقال: يا نبي الله ...(1/447)
1065- حبيب بن مخنف
(ب د ع) حبيب بْن مخنف الغامدي. قاله ابن منده وأبو نعيم، وقال أبو عمر: العمري.
عداده في أهل الحجاز، أخرجه الثلاثة، إلا أن أبا نعيم قال: ذكره بعض المتأخرين، يعني ابْنُ منده، فِي الصحابة، وهو وهم، وصوابه ما رواه عبد الرزاق، عَنِ ابن جريج، عَنْ عَبْد الكريم، عَنْ حبيب بْن مخنف، عَنْ أبيه قال: انتهيت إِلَى رَسُول اللَّهِ يَوْم عرفة، وهو يقول: هل تعرفونها؟ فلا أدري ما رجعوا عَلَيْهِ، فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَلَى كل أهل بيت أن يذبحوا شاة في كل رجب، وفي كل أضحى شاة، قال: وكان عبد الرزاق يرويه في بعض الأوقات، ولا يذكر أباه.
أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله بن عبد الوهاب، بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، أَخْبَرَنَا عبد الرزاق، أَخْبَرَنَا ابن جريج، أخبرني عبد الكريم، عَنْ حبيب بْن مخنف، قَالَ: انتهيت إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم عرفة ... مثله سواء.
وقد رواه ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ أَبِي رَمْلَةَ، عَنْ مِخْنَفِ بْن سُلَيْمٍ، قَالَ: «أَتَيْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعرفة. أخرجه الثلاثة.
1066- حبيب بن أبى مرضية
(س) حبيب بْن أَبِي مرضية، ذكره عبدان، وقال: لا أعرف له صحبة، إلا أن هذا الحديث روي عنه هكذا، وحديثه أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نزل منزلا بخيبر وبيئا، فقال له أهل خيبر: نزلت منزلا وبيئًا، فإن رأيت أن تنتقل إِلَى منزل، أشاروا إليه، فإنه صحيح؟
أخرجه أَبُو موسى.
1067- حبيب بن مروان
حبيب بْن مروان بْن عامر بْن ضبارى بن حجة بْن كابية بْن حرقوص بْن مازن بْن مالك بْن عمرو بْن تميم التميمي المازني. وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: ما اسمك؟ فقال: بغيض [1] ، فقال: أنت حبيب، فسماه حبيبا. ذكره ابن الكلبي، ولم يخرجه أحد منهم.
1068- حبيب بن سلمة
(ب د ع) حبيب بْن سلمة بْن مالك الأكبر بْن وهب بْن ثعلبة بْن وائلة بْن عمرو بْن شيبان بْن محارب بْن فهر بْن مالك بْن النضر القرشي الفهري، يكنى أبا عبد الرحمن. ويقال له: حبيب الدروب، وحبيب الروم، لكثرة دخوله إليهم ونيله منهم.
__________
[1] ترجم له المؤلف في بغيض.(1/448)
قال الزبير بْن بكار: وحبيب بْن مسلمة كان شريفا، وكان قد سَمِعَ من النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال:
وقد أنكر الواقدي أن يكون حبيب سَمِعَ من النَّبِيّ [1] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ولاه عمر بْن الخطاب أعمال الجزيرة إذ عزل عنها عياض بْن غنم، ثم ضم إليه أرمينية وأذربيجان، ثم عزله، وقيل: لم يستعمله عمر، وَإِنما سيره عثمان إِلَى أذربيجان من الشام، وبعث سلمان بْن ربيعة الباهلي من الكوفة، أمد به حبيب بْن مسلمة فاختلفا في الفيء، وتوعد بعضهم بعضا، وتهددوا سلمان بالقتل، فقال رجل من أصحاب سلمان:
فإن تقتلوا سلمان نقتل حبيبكم ... وَإِن ترحلوا نحو ابن عفان نرحل
وهذا أول اختلاف كان بين أهل العراق وأهل الشام، وكان أهل الشام يثنون عليه ثناء كثيرًا ويقولون: هو مجاب الدعوة، ولما حصر عثمان أمده معاوية بجيش، واستعمل عليهم حبيب بْن مسلمة لينصروه، فلما بلغ وادي القرى لقيه الخبر بقتل عثمان، فرجع، ولم يزل مع معاوية في حروبه كلها بصفين وغيرها، وسيره معاوية إِلَى أرمينية واليا عليها، فمات بها سنة اثنتين وأربعين، ولم يبلغ خمسين سنة، وقيل: توفي بدمشق.
روى ابن وهب عَنْ مكحول، قال: سألت الفقهاء: هل كان لحبيب صحبة؟ فلم يعرفوا ذلك، فسألت قومه، فأخبروني أَنَّهُ كان له صحبة.
قال الواقدي: مات النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولحبيب بْن مسلمة اثنتا عشرة سنة، ولم يغز مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شيئا، وزعم أهل الشام أَنَّهُ غزا معه.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ بْنُ أَبِي الرَّجَاءِ الثَّقَفِيُّ- فِيمَا أَذِنَ لِي- بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي بكر أحمد بن عمرو بن الضحاك قال: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ جَارِيَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ مَسْلَمَةَ. أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَفَلَ فِي بَدْأَتِهِ الرُّبُعَ وَفِي [2] الرَّجْعَةِ الْخُمُسَ. أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
1069- حبيب بن ملة
(س) حبيب بْن ملة، أخو ربيعة بْن ملة، قدم عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ورد ذكره في حديث أسيد ابن أبى أناس.
أخرجه أبو موسى مختصرا.
1070- حبيب بن وهب
(د) حبيب بْن وهب، أَبُو جمعة القاري، وقيل: حبيب بْن سباع، وقيل: حبيب بْن جنبذ، عداده في أهل الشام.
أخرجه ابن مندة هاهنا، وأما أَبُو نعيم وَأَبُو عمر فأخرجاه في حبيب بْن سباع، مع ابن منده، وأما هاهنا فانفرد به ابن مندة.
__________
[1] ينظر كتاب نسب قريش: 447.
[2] أراد بالبدأة ابتداء الغزو، والرجعة القفول، يعنى ما يغنمونه وهم مقبلون على العدو لهم فيه الربع، وما يغنمون وهم عائدون لهم فيه الخمس، وفي النهاية أنه كان ينفلهم في العودة الثلث.(1/449)
1071- حبيب بن يساف
(س) حبيب بْن يساف. ذكره ابن شاهين، وقال عبدان: هو رجل من أهل بدر، لا يذكر له رواية، إلا إن عمر بْن الخطاب رضي اللَّه عنه قال: «لولا أنك من أهل بدر» وذلك في قصة رجمه له، كذا أورده في باب الحاء، يعني المهملة، وهذا إنما هو بالخاء المعجمة، وضمها مشهور:
أخرجه أَبُو موسى، وقد أخرجه أَبُو نعيم أول من اسمه: خبيب، في خبيب بْن إساف، قال:
وقيل: يساف.
1072- حبيب بن أبى اليسر
حبيب بْن أَبِي اليسر بْن عمرو الأنصاري. له صحبة، وقتل يَوْم الحرة، وكان له أخوان:
يزيد، وعمير، فأما يزيد فقتل أيضًا يَوْم الحرة، وأما عمير فقتل يَوْم الجسر، ذكره الغساني.
1073- حبي بن جارية الثقفي
(ب) حبي بن جارية الثقفي حليف بنى زهرة بْن كلاب، أسلم يَوْم فتح مكَّة، وقتل يَوْم اليمامة شهيدًا. أخرجه أَبُو عمر، وقال: هذا قول الطبري.
وفي رواية إِبْرَاهِيم بْن سعد، عَنِ ابن إِسْحَاق، قَالَ: وممن قتل يَوْم اليمامة: حبي بْن حارثة، من ثقيف قال: وقال الدار قطنى: كذا ضبطه بالكسر ممالا، وقال: ابن حارثة، بالحاء والثاء المثلثة، وقال الواقدي: حبي بْن جارية، وكذلك ذكره الطبري، وقال أَبُو معشر: يعلى بْن جارية الثقفي، قال أَبُو عمر: والصواب ما قاله ابن إِسْحَاق.
قلت: لم يضبطه أَبُو عمر بالحروف حتى لا يتغير الضبط، وقد ذكره الأمير ابن ماكولا وضبطه ضبطًا جيدًا بالحروف، فنذكره ليزول اللبس فقال: وأما حبي بباء مشددة معجمة بواحدة ممالة، فذكر نفر، ثم قال: حبي بْن حارثة، حليف لبني زهرة من ثقيف، قاله ابن إِسْحَاق فِي رواية إِبْرَاهِيم بْن سعد، وقال يحى بن سعيد الأموي، عن ابن إسحاق: بياءين، وقال: ابن حارثة، وقال الواقدي:
هو حيي إلا أَنَّهُ قال: ابن جارية، بالجيم، وقال الطبري: هو حي، بحاء مهملة مفتوحة وياء واحدة مشددة، ابن جارية، بالجيم، الثقفي، أسلم يَوْم الفتح، واتفق الجماعة عَلَى أَنَّهُ قتل يَوْم اليمامة، هذا كلام ابن ماكولا.
1074- حبيش الأسدي
حبيش الأسدي، أسد بْن خزيمة، كان ممن خطب في بني أسد لما توفي النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحرضهم عَلَى لزوم الإسلام، حين ظهر طليحة وادعى النبوة، قاله ابن إسحاق.(1/450)
1075- حبيش بن خالد
(ب د ع) حبيش بْن خَالِد بْن منقذ بْن ربيعة بْن أصرم بْن ضبيس بن حزام بن حبشيّة ابن كعب بْن عمرو. [وقيل: حبيش بْن خَالِد بْن حليف بْن منقذ بْن ربيعة [1]] [وقيل: حبيش بْن خَالِد بْن ربيعة [2]] لا يذكرون منقذًا، الخزاعي الكعبي، أَبُو صخر، وأبوه خَالِد يقال له: الأشعر.
وقال ابن الكلبي: حبيش هو الأشعر، وزاد في نسبه، فقال: حبيش بْن خَالِد بْن حليف بْن منقذ بْن أصرم، ووافقه ابن ماكولا إلا أَنَّهُ جعل الأشعر خالدًا.
وقال إِبْرَاهِيم بْن سعد، عَنِ ابن إِسْحَاق: خنيس، بالخاء المعجمة والنون، والأول أصح، يكنى أبا صخر، وهو أخو أم معبد، وصاحب حديثها.
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُعَمَّرِ الْبَغْدَادِيُّ وَغَيْرُهُ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ الْحُصَيْنِ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنِي بِشْرُ بْنُ أَنَسٍ أَبُو الْخَيْرِ، أَخْبَرَنَا أَبُو هِشَامٍ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ أَيُّوبَ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ يَسَارٍ الْكَعْبِيُّ الرَّبَعِيُّ الْخُزَاعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي أَيُّوبُ بْنُ الْحَكَمِ «ح» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ تَمِيمٍ الْبَصْرِيُّ أَخْبَرَنَا أبو هشام محمد بن سليمان بِقُدَيْدَ، حَدَّثَنِي عَمِّي أَيُّوبُ بْنُ الْحَكَمِ، عَنْ حِزَامِ بْنِ هِشَامٍ الْقُدَيْدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ هِشَامِ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ جَدِّهِ حُبَيْشِ بْنِ خَالِدٍ، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خرج مِنْ مَكَّةَ مُهَاجِرًا، هُوَ وَأَبُو بَكْرٍ، وَمَوْلَى أَبِي بَكْرٍ عَامِرِ بْنِ فُهَيْرَةَ، وَدَلِيلُهُمَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُرَيْقِط، فَمَرُّوا عَلَى خَيْمَتَيْ أُمِّ مَعْبَدٍ الْخُزَاعِيَّةِ، وَكَانَتْ بَرْزَةً جَلْدَةً تَحْتَبِي وَتَجْلِسُ بِفِنَاءِ الْقُبَّةِ [3] ، ثُمَّ تَسْقِي وَتُطْعِمُ، فَسَأَلُوا لَحْمًا وَتَمْرًا لِيَشْتَرُوهُ مِنْهَا، فَلَمْ يُصِيبُوا عِنْدَهَا شَيْئًا، وَكَانَ الْقَوْمُ مُرْمِلِينَ [4] مُسْنِتِينَ، فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى شَاةٍ فِي كسر الخيمة، فَقَالَ: مَا هَذِهِ الشَّاةُ يَا أُمَّ مَعْبَدٍ؟ قَالَتْ: شَاةٌ خَلَّفَهَا الْجَهْدُ عَنِ الْغَنَمِ، قَالَ: هَلْ بِهَا مِنْ لَبَنٍ؟ قَالَتْ: هِيَ أَجْهَدُ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ: أَتَأْذَنِينَ أَنْ أَحْلِبَهَا؟ قَالَتْ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي نَعَمْ إِنْ رَأَيْتَ بِهَا حَلْبًا، فَدَعَا بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَسَحَ ضِرْعَهَا، وَسَمَّى اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَدَعَا لَهَا فِي شَاتِهَا، فَتَفَاجَتْ [5] وَدَرَّتْ، وَاجْتَرَّتْ، وَدَعَا بِإِنَاءٍ يُرْبِضُ الرَّهْطَ، فَحَلَبَ فِيهِ ثَجَا حَتَّى عَلاهُ الْبَهَاءُ، ثُمَّ سَقَاهَا حَتَّى رُوِيَتْ، ثُمَّ سَقَى أَصْحَابَهُ حَتَّى رَوَوْا، ثُمَّ شَرِبَ آخِرَهُمْ، ثُمَّ حَلَبَ فِيهِ ثَانِيَةً بَعْدَ بَدْءٍ حَتَّى مَلأَ الإِنَاءَ، ثُمَّ غادره عِنْدَهَا، فَبَايَعَهَا، وَارْتَحَلُوا عَنْهَا. فَقَلَّمَا لَبِثَتْ أَنْ جَاءَ زَوْجُهَا يَسُوقُ أَعْنُزًا عِجَافًا، يَتَسَاوَكْنَ هُزَالا، مُخُّهُنَّ قَلِيلٌ [6] ، فَلَمَّا رَأَى أَبُو مَعْبَدٍ اللَّبَنَ عَجِبَ، وَقَالَ: مِنْ أَيْنَ لَكِ هَذَا يَا أُمَّ مَعْبَدٍ، وَالشَّاءُ عَازِبٌ، وَلا حَلُوبَ فِي البيت؟ قالت: لا والله
__________
[1] سقط من المطبوعة، وينظر الاستيعاب: 406.
[2] ليست في الأصل، وينظر المرجع السابق.
[3] يقال: امرأة برزة إذا كانت كهلة لا تحتجب احتجاب الشواب، وهي مع ذلك عفيفة عاقلة. وجلدة: قوية.
[4] أرمل القوم: نفد زادهم.
[5] تفاجت: بالغت في تفريج ما بين رجليها.
[6] في النهاية: مخاخهن قليل، والمخاخ: جمع مخ. ومخ العظم: ما بداخله، ويقال: أمخت الشاة: سمنت.(1/451)
إِلا أَنَّهُ مَرَّ بِنَا رَجُلٌ مُبَارَكٌ، مِنْ حَالَةِ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: صِفِيهِ يَا أُمَّ مَعْبَدٍ، قَالَتْ: رَأَيْتُ رَجُلا ظَاهِرَ الْوَضَاءَةِ، أَبْلَجَ الْوَجْهِ، حَسَنَ الْخَلْقِ، لَمْ تُعِبْهُ ثُجْلَةٌ، وَلَمْ تَزَرْ بِهِ صَعْلَةً، وَسِيمٌ قَسِيمٌ، فِي عَيْنَيْهِ دَعَجٌ، وَفِي أَشْفَارِهِ وَطَفٌ، وَفِي صَوْتِهِ صَحَلٌ، وَفِي عُنُقِهِ سَطَعٌ، وَفِي لِحْيَتِهِ كَثَافَةٌ، أَزَجَّ أَقْرَنَ، إِنْ صَمَتَ فَعَلَيْهِ الْوَقَارُ، وَإِنْ تَكَلَّمَ سَمَا وَعَلاهُ الْبَهَاءُ، أَجْمَلُ النَّاسِ وَأَبْهَاهُ مِنْ بَعِيدٍ، وَأَحْسَنُهُ وَأَحْلاهُ مِنْ قَرِيبٍ، حُلْوُ الْمَنْطِقِ، فَصْلٌ، لا نَزَرَ وَلا هَذَرَ، كَأَنَّ مَنْطِقَهُ خُرَزَاتُ نَظْمٍ يَتَحَدَّرْنَ، رَبْعَةٌ لا بَائِنٌ مِنْ طُولٍ، وَلا تَزْدَرِيهِ عَيْنٌ مِنْ قِصَرٍ، غُصْنٌ بَيْنَ غُصْنَيْنِ، وَهُوَ أَنْضَرُ الثَّلاثَةِ مَنْظَرًا، وَأَحْسَنُهُمْ قَدْرًا، لَهُ رُفَقَاءُ يَحِفُّونَ بِهِ، إِنْ قَالَ أَنْصَتُوا لِقَوْلِهِ، وَإِنْ أَمَرَ تَبَادَرُوا إِلَى أَمْرِهِ، مَحْفُودٌ مَحْشُودُ، لا عَابِسَ وَلا مُفَنِّدَ.
قَالَ أَبُو مَعْبَدٍ: هَذَا وَاللَّهِ صَاحِبُ قُرَيْشٍ الَّذِي ذُكِرَ لَنَا مِنْ أَمْرِهِ مَا ذُكِرَ بِمَكَّةَ، وَلَقْد هَمَمْتُ أَنْ أَصْحَبَهُ، وَلأَفَعَلَنَّ إِنْ وَجَدْتُ سَبِيلا. فَأَصْبَحَ صَوْتٌ بِمَكَّةَ عَالٍ، يَسْمَعُونَ الصَّوْتَ وَلا يَدْرُونَ مَنْ صَاحِبُهُ، وَهُوَ يَقُولُ [1] :
جَزَى اللَّهُ رَبُّ النَّاسِ خَيْرَ جَزَائِهِ ... رَفِيقَيْنِ قَالا [2] خَيْمَتَيْ أُمِّ مَعْبَدٍ
هُمَا نَزَلاهَا بِالْهُدَى وَاهْتَدَتْ بِهِ ... فَقَدْ فَازَ مَنْ أَمْسَى رَفِيقَ مُحَمَّدٍ
فَيَالَ قُصَيِّ مَا زَوَى اللَّهُ عَنْكُمُ ... بِهِ مِنْ فِعَالٍ لا يُجَارَى وَسُؤْدَدٍ [3]
لِيهُنِ [4] بَنِي كَعْبٍ مَقَامُ فَتَاتِهِمْ ... وَمَقْعَدُهَا لِلْمُؤْمِنِينَ بِمَرْصَدِ
سَلُوا أُخْتَكُمْ عَنْ شَاتِهَا وَإِنِائِهَا ... فَإِنَّكُمُ إِنْ تَسْأَلُوا الشَّاةَ تَشْهَدِ
دَعَاهَا بِشَاةٍ حَائِلٍ [5] فَتَحَلَّبَتْ ... عَلَيْهِ صَرِيحًا ضَرَّةَ الشَّاةِ مُزْبِدِ [6]
فَغَادَرْهَا رَهْنًا لَدَيْهَا لِحَالِبٍ ... يُرَدِّدُهَا فِي مَصْدَرٍ ثُمَّ مَوْرِدِ
فَلَمَّا سَمِعَ بِذَلِكَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ شَبَّبَ يُجَاوِبُ الْهَاتِفَ، فَقَالَ [7] :
لَقَدْ خَابَ قَوْمٌ زَالَ [8] عَنْهُمْ نَبِيُّهُمْ ... وَقُدِّسَ مَنْ يَسْرِي إِلَيْهِمْ وَيَغْتَدِي
تَرَحَّلَ عَنْ قَوْمٍ فَضَلَّتْ عُقُولُهُمْ ... وَحَلَّ عَلَى قَوْمٍ بِنُورٍ مُجَدَّدٍ
هَدَاهُمْ بِهِ بَعْدَ الضَّلالَةِ رَبُّهُمْ ... وَأَرْشَدَهُمْ مَنْ يَتْبَعِ الْحَقَّ يَرْشَدِ
وَهَلْ يَسْتَوِي ضُلالُّ قَوْمٍ تَسَفَّهُوا ... [عمي وَهُدَاةٌ يَهْتَدُونَ بِمَهْتَدٍ [9]]
وَقَدْ نَزَلَتْ مِنْهُ عَلَى أَهْلِ يَثْرِبَ ... رِكَابُ هُدًى حَلَّتْ عَلَيْهِمْ بِأَسْعَدِ
نَبِيُّ يَرَى مَا لا يَرَى النَّاسُ حَوْلَهُ ... وَيَتْلُو كِتَابَ اللَّهِ فِي كُلِّ مَسْجِدِ
وَإِنْ قَالَ فِي يَوْمٍ مَقَالَةَ غَائِبٍ ... فَتَصْدِيقُهَا فِي الْيَوْمِ أَوْ فِي ضحى الغد
__________
[1] الأبيات في ديوان حسان: 78، 79.
[2] قالا من القيلولة، وهي النوم في منتصف النهار.
[3] الرواية في ديوان حسان: به من فخار لا يبارى، وفي الأصل: يجازى.
[4] أي: ليفرح.
[5] الحائل: التي لم تلقح سنة أو سنتين أو سنوات.
[6] الرواية في الديوان: له بصريح ...
[7] ديوان حسان: 80، 81.
[8] في الديوان: غاب.
[9] عن ديوانه، وشرح ديوان حسان للبرقوقى 88، وفي المطبوعة:
عمايتهم وهاد به كل مهتد.
وفي الأصل: عمايتهم عاد به كل مهتد.(1/452)
وَأَسْلَمَ حُبَيْشٌ، وَشَهِدَ الْفَتْحَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُتِلَ يَوْمَ الْفَتْحِ، هُوَ وَكُرْزُ بْنُ جَابِرٍ، كَانَا فِي خَيْلِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، فَسَلَكَا غَيْرَ طَرِيقِهِ، فَلَقِيَهُمَا الْمُشْرِكُونَ، فَقَتَلُوهُمَا.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
غريبه:
مسنتين: أي مجدبين أصابتهم السنة، وهي القحط، إناء يربض الرهط، بالباء الموحدة وبالضاد المعجمة، أي يرويهم ويثقلهم حتى يناموا ويربضوا عَلَى الأرض، ومن رواه: يريض، بالياء تحتها نقطتان، فهو من أراض الوادي: إذا استنقع فيه الماء، ومنه قولهم: شربوا حتى أراضوا.
فحلب فيه ثجًا: أي سائلا كثيرا، والبهاء: أراد بهاء اللبن، وهو وبيص رغوته.
والأعنز العجاف: جمع عجفاء وهي المهزولة، يتساوكن يقال: تساوكت الإبل إذا اضطربت أعناقها من الهزال، أراد بها تتمايل من ضعفها.
والوضاءة: الحسن والبهجة. أبلج: البلج: إشراق الوجه وَإِسفاره، والثجلة: ضخم البطن، ورجل أثجل بالثاء المثلثة. والصعلة: صغر الرأس. وسيم قسيم: القسامة الحسن، ورجل قسيم الوجه أي:
جميل كله، والدعج: السواد في العين وغيرها، تريد أن سواد عينيه كان شديدًا، والدعج أيضًا:
شدة سواد العين في شدة بياضها. والوطف: طول شعر الأجفان، والصحل: بحة في الصوت، وروي بالهاء، وهو حدة وصلابة من صهيل الخيل. والسطع: ارتفاع العنق وطوله. والزجج في الحواجب تقوس وامتداد مع طول أطرافها. والنزر: القليل الذي يدل عَلَى العي. والهذر: الكثير، يعني: ليس بقليل ولا كثير، والمفند: هو الذي لا فائدة في كلامه.
حبيش: بالحاء المهملة، والباء الموحدة، وآخره شين معجمة، وقيل: بالخاء المعجمة والنون والسين المهملة، والأشعر: بالشين المعجمة، وحزام: بالزاي.
1076- حبيش بن شريح
(د ع) حبيش بن شريح، أبو حفصة الحبشي. أخرجه إِسْحَاق بْن سويد الرملي في الصحابة، من أهل فلسطين، سكن بيت جبرين [1] ، وأخرجه موسى بْن سهل في التابعين، وهو أصح.
يروي عَنْ عبادة بْن الصامت. روى [2] عنه علي بْن أَبِي جملة، روى عنه حسان بْن أَبِي معن أَنَّهُ قال: اجتمعت أنا وثلاثون رجلا من الصحابة فأذنوا وأقاموا وصليت بهم.
وذكر الحديث، وحسان سماه حبيشًا.
أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
__________
[1] حصن ببيت المقدس وعسقلان.
[2] في خلاصة التهذيب 61: وعنه إبراهيم بن أبى عبلة.(1/453)
باب الحاء والتاء
1077- الحتات بْن عمرو الأنصاري
الحتات بن عمرو الأنصاري، أخو أبى اليسر، وهو بالتاءين المثناتين من فوقهما، وقيل:
الحباب، بالباءين الموحدتين، وقد تقدم ذكره في الحباب.
1078- الحثاث بن يزيد
(ب) الحتات بْن يَزِيدَ بْن علقمة بْن حوي بْن سفيان بْن مجاشع بْن دارم بن مالك بن حنظلة ابن مَالِك بْن زَيْد مناة بْن تميم، التميمي الدارمي.
قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في وفد بني تميم، مع عطارد بْن حاجب، والأقرع بْن حابس، وغيرهما، فأسلموا: ذكرهم ابن إِسْحَاق والكلبي.
وآخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه وبين معاوية بْن أَبِي سفيان، ولما اجتمعت الخلافة لمعاوية، قدم عليه الحتات، وجارية بْن قدامة، والأحنف بْن قيس، وكلاهما من تميم، وكان الحتات عثمانيًا، وكان جارية والأحنف من أصحاب علي، فأعطاهما معاوية أكثر مما أعطى الحتات، فرجع إليه، وقال: فضلت علي محرقًا ومخذلًا! قال: اشتريت منهما دينهما، ووكلتك إِلَى هواك في عثمان، قال: وأنا أيضًا فاشتر مني ديني.
قوله: محرقا، يعنى جارية بن قدامة، لأنه أحرق ابن الحضرمي، وقد تقدم في جارية، وقوله:
مخذلا، يعني الأحنف، خذل الناس عَنْ عائشة، وطلحة، والزبير، رضي اللَّه عنهم، قيل: إن الحتات وفد عَلَى معاوية، فمات عنده، فورثه معاوية بتلك الأخوة، وكان معاوية خليفة، فقال الفرزدق في ذلك لمعاوية:
أبوك وعمي يا معاوي أورثا ... تراثا فيحتاز [1] التراث أقاربه
فما بال ميراث الحتات أكلته ... وميراث صخر [2] جامد لك ذائبه
فلو كان هذا الأمر في جاهلية ... علمت من المرء القليل خلائبه [3]
ولو كان في دين سوى ذا سننتم ... لنا حقنا أو غص بالماء شاربه
ألست أعز الناس قوما وأسرة ... وأمنعهم جارا إذا ضيم جانبه
وما ولدت بعد النَّبِيّ وآله ... كمثلي حصان في الرجال يقاربه
وبيتي إِلَى جنب الثريا فناؤه ... ومن دونه البدر المضيء كواكبه
أنا ابن الجبال الشمّ في عدد الحصى ... وعرق الثرى عرقي فمن ذا يحاسبه؟
وهي أكثر من هذا، وهي من أحسن ما قيل في الافتخار.
أخرجه أبو عمر.
__________
[1] الديوان في 56: فأولى بالتراث.
[2] صخر هو أبو سفيان والد معاوية، وفي الديوان: حرب.
[3] حلائب الرجل: أنصاره.(1/454)
باب الحاء والجيم
1079- حجاج الباهلي
(د ع) حجاج الباهلي، له صحبة، روى القواريري، عَنْ غندر، عَنْ شعبة، قال:
سمعت الحجاج بْن الحجاج الباهلي يحدث عَنْ أبيه، وكان له صحبة، عَنْ رجل من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أراه ابن مسعود، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: إن شدة الحر من فيح جهنم، فإذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة. أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
1080- حجاج بن الحارث
(ب د ع) حجاج بْن الحارث بْن قيس بْن عدي بْن سعد بْن سهم، القرشي السهمي.
هاجر إِلَى أرض الحبشة، وانصرف إِلَى المدينة بعد أحد، لا عقب له، وهو أخو السائب وعبد اللَّه وأبي قيس، بني الحارث لأبيهم وأمهم، وهو ابن عم عَبْد اللَّهِ بْن حذافة بْن قيس السهمي.
قال عروة بْن الزبير والزُّهْرِيّ وابن إِسْحَاق: قتل الحجاج بْن الحارث السهمي يَوْم أجنادين [1] .
أخرجه الثلاثة، إلا أن ابن منده قال: حجاج بن قيس بن عدي.
1081- حجاج بن عامر الثمالي
(ع ب س) حجاج بْن عامر الثمالي، عداده في الحمصيين، روى عنه خَالِد بْن معدان، وشرحبيل بْن مسلم.
روى ثور، عَنْ خَالِد بْن معدان، عَنِ الحجاج بْن عامر الثمالي، وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وعن عَبْد اللَّهِ بْن عامر الثمالي، وكان أيضًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنهما صليا مع عمر بْن الخطاب رضي الله عنه فقرأ (إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ 84: 1 [2] ) فسجد فيها.
وروى شرحبيل بْن مسلم، عنه، وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ ورفعه، قال: إياكم وكثرة السؤال وَإِضاعة المال وقيل وقال، وأن يعطى العطاء خير له من أن يمسك، وأن يمسك شر له، ولا يلوم اللَّه عَلَى الكفاف، وابدأ بمن تعول. قال أَبُو عمر: الحجاج بْن عامر الثمالي، ويقال: الحجاج بْن عَبْد اللَّهِ الثمالي، وقيل: النصري، سكن الشام، روى عنه حديث واحد من حديث أهل حمص، رواه عنه شرحبيل بْن مسلم مرفوعًا: إياكم وكثرة السؤال.
فقد جعل أَبُو عمر الحجاج بْن عامر الثمالي، والحجاج بْن عَبْد اللَّهِ النصري، الذي يأتي في الترجمة بعدها واحدًا، وفرق بينهما أَبُو نعيم، وجعل لهما ترجمتين، ووافقه عَلَى ذلك أحمد بْن مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى في تاريخه
__________
[1] موضع في فلسطين بين الرملة وبيت جبرين، وفي هذا اليوم انتصر المسلمون سنة ثلاث عشرة. ينظر العبر: 1/ 16.
[2] الانشقاق: 1.(1/455)
فقال: الحجاج بْن عامر الثمالي، صحابي، أخبرني من رَأَى بعض ولده بحمص، ثم قال: الحجاج بْن عَبْد اللَّهِ الثمالي، حدث عنه أَبُو سلام الأسود، وكان رَأَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحج معه حجة الوداع، ووافقهما أَبُو أحمد العسكري، فقال: الحجاج بْن عَبْد اللَّهِ النصري الثمالي، وقيل: الحجاج بْن عامر الثمالي، روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «العين حق» . أخرجه أَبُو نعيم، وأبو عمر، وأبو موسى.
1082- حجاج بن عبد الله النصرىّ
(ع س) حجاج بْن عَبْد اللَّهِ النصري. أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى كِتَابَةً، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَدَّادُ، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ بْنُ يَعِيشَ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُقْرِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ أَيْضًا: وَحَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ حَمْدَانَ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالا:
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، أَخْبَرَنَا مَكْحُولٌ، أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّصْرِيُّ، قَالَ: النَّفَلُ حَقٌّ، نَفَلَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ...
ذكره عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: سُئِلَ عَنْهُ أَبُو زُرْعَةَ: هَلْ لَهُ صُحْبَةٌ؟ قَالَ: لا أَعْرِفُهُ.
أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ وَأَبُو مُوسَى.
1083- حجاج بن علاط
(ب د ع) حجاج بْن علاط بْن خَالِد بْن ثويرة [1] بْن حنثر بْن هلال بن عبيد بن ظفر بن سعد ابن عمرو بْن تيم [2] بْن بهز بْن امرئ القيس بْن بهثة بْن سليم بْن مَنْصُور السلمي ثم البهزي. يكنى:
أبا كلاب، وقيل: أبا مُحَمَّد، وقيل: أبا عَبْد اللَّهِ.
سكن المدينة، وهو معدود من أهلها، وبنى بها مسجدا ودارا تعرف به، وهو والد نصر بْن حجاج الذي نفاه عمر بْن الخطاب، رضي اللَّه عنه، حين سمع المرأة تنشد:
هل من سبيل إِلَى خمر فأشربها ... أم هل سبيل إِلَى نصر بْن حجاج
وكان جميلا.
وأسلم الحجاج، وحسن إسلامه، وشهد مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خيبر، وكان سبب إسلامه أَنَّهُ خرج في ركب من قومه إِلَى مكة، فلما جن عليه الليل، وهو في واد وحش مخوف [قعد [3]] ، فقال له أصحابه:
قم- يا أبا كلاب- فخذ لنفسك ولأصحابك أمانا، فقام الحجاج بْن علاط يطوف حولهم يكلؤهم، ويقول:
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: نويرة، بالنون، والمثبت عن الجمهرة: 250، ومستدرك تاج العروس: ثور، والإصابة.
[2] في الاستيعاب والجمهرة 250: تميم.
[3] عن الاستيعاب: 325.(1/456)
تأعيذ نفسي وأعيذ صحبي ... من كل جني بهذا النّقب
حتى أؤوب سالما وركبي
فسمع قائلا يقول: يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا، لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطانٍ 55: 33 [1] فلما قدم مكة خبر بذلك في نادي قريش، فقالوا له: صبأت والله يا أبا كلاب، إن هذا فيما يزعم مُحَمَّد أَنَّهُ نزل عليه، فقال: والله لقد سمعته وسمعه هؤلاء معي، ثم أسلم.
ولما افتتح رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خيبر، قال الحجاج بْن علاط: يا رَسُول اللَّهِ، إن لي بمكة مالا.، وَإِن لي بها أهلا، وَإِني أريد أن آتيهم، فأنا في حل إن أنا نلت منك أو قلت شيئا؟ ...
أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن علي بإسناده إلى يونس بن بكير، عن محمد بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي بَعْضُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، قَالَ: لَمَّا أَسْلَمَ الْحَجَّاجُ بْنُ عِلاطٍ السُّلَمِيُّ شَهِدَ خَيْبَرَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن لِي بِمَكَّةَ مَالا عَلَى التُّجَّارِ، وَمَالا عِنْدَ صَاحِبَتِي أُمِّ شَيْبَةَ بِنْتِ أَبِي طَلْحَةَ، أُخْتِ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ، وَأَنَا أَتَخَوَّفُ إِنْ عَلِمُوا بِإِسْلامِي أَنْ يَذْهَبُوا بِمَالِي، فَائْذَنْ لِي بِاللُّحُوقِ بِهِ، لَعَلِّي أَتَخَلَّصُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
قَدْ فَعَلْتَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُ لا بُدَّ لِي مِنْ أَنْ أَقُولَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قُلْ وَأَنْتَ فِي حِلٍّ. فَخَرَجَ الْحَجَّاجُ، قَالَ: فَلَمَّا انْتَهَيْتُ إِلَى ثَنِيَّةِ الْبَيْضَاءِ [2] إِذَا بِهَا نَفَرٌ مِنْ قُرَيْشٍ يَتَجَسَّسُونَ الأَخْبَارَ، فَلَمَّا رَأَوْنِي قَالُوا: هَذَا الْحَجَّاجُ وَعِنْدَهُ الْخَبَرُ، قُلْتُ: هُزِمَ الرَّجُلُ أَقْبَحَ هَزِيمَةٍ سَمِعْتُمْ بِهَا، وَقُتِلَ أَصْحَابُهُ، وَأُخِذَ مُحَمَّدٌ أَسِيرًا، فَقَالُوا: لا نَقْتُلُهُ حَتَّى نَبْعَثَ بِهِ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ، فَيُقْتَلُ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ. ثُمَّ جِئْنَا مَكَّةَ فَصَاحُوا بِمَكَّةَ، وَقَالُوا: هَذَا الْحَجَّاجُ قَدْ جَاءَكُمْ بِالْخَبَرِ أَنَّ مُحَمَّدًا قَدْ أُسِرَ، وَإِنَّمَا تَنْتَظِرُونَ أَنْ تَؤْتُوا بِهِ فَيُقْتَلْ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ، فَقُلْتُ: أَعِينُونِي عَلَى جَمْعِ مَالِي فَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَلْحَقَ بِخَيْبَرَ، فَأَشْتَرِي مِمَّا أُصِيبَ مِنْ مُحَمَّدٍ، قَبْلَ أَنْ يَأْتَيِهُمُ التُّجَّارُ، فَجَمَعُوا مَالِي أَحَثَّ جَمْعٍ، وَقُلْتُ لِصَاحِبَتِي: مَالِي مَالِي، لَعَلِّي أَلْحَقُ فَأُصِيبُ مِنْ فُرَصِ الْبَيْعِ، فَدَفَعَتْ إِلَيَّ مَالِي.
فَلَمَّا اسْتَفَاضَ ذَكَرَ ذَلِكَ بِمَكَّةَ أَتَانِي الْعَبَّاسُ، وَأَنَا قَائِمٌ فِي خَيْمَةِ تَاجِرٍ، فَقَامَ إِلَى جَانِبِي مُنْكَسِرًا مَهْمُومًا، فَقَالَ: يَا حَجَّاجُ، مَا هَذَا الْخَبَرُ؟ فَقُلْتُ: اسْتَأْخِرْ عَنِّي حَتَّى تَلْقَانِي خَالِيْاً، ففَعَلَ، ثُمَّ قَصَدَ إِلَيَّ، فَقَالَ:
يَا حَجَّاجُ، مَا عِنْدَكَ مِنَ الْخَبَرِ؟ فَقُلْتُ: الَّذِي وَاللَّهِ يَسُرُّكَ، تَرَكْتُ وَاللَّهِ ابْنَ أَخِيكَ قَدْ فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ خَيْبَرَ، وَقَتَلَ مَنْ قَتَلَ مِنْ أَهْلِهَا، وَصَارَتْ أَمْوَالُهَا لَهُ وَلأَصْحَابِهِ، وَتَرَكْتُهُ عَرُوسًا عَلَى ابْنَةِ مَلِكِهِمْ، وَلَقَدْ أَسْلَمَتْ، وَمَا جِئْتُ إِلا لِآَخُذَ مَالِي، ثُمَّ أَلْحَقَ بِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاكْتِمْ عَلَى الْخَبَرِ ثَلاثًا، فَإِنِّي أَخْشَى الطَّلَبَ، وَانْطَلَقْتُ.
فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الثَّالِثُ لَبِسَ الْعَبَّاسُ حِلَّةً، وَتَخَلَّقَ، ثُمَّ أَخَذَ عَصَاهُ، وَخَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ، وَاسْتَلَمَ الرُّكْنَ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ رِجَالٌ مِنْ قُرَيْشٍ، فَقَالُوا: يَا أَبَا الْفَضْلِ، هَذَا وَاللَّهِ التَّجَلُّدُ عَلَى حَرِّ المصيبة، فقال: كلا، والّذي
__________
[1] الرحمن: 23.
[2] موضع قرب المدينة بجانب الرَّبَذَة.(1/457)
حَلَفْتُمْ بِهِ، وَلَكِنَّهُ قَدْ فَتَحَ خَيْبَرَ، وَصَارَتْ لَهُ وَلأَصْحَابِهِ، وَتُرِكَ عَرُوسًا عَلَى ابْنَةِ مَلِكِهَا، قَالُوا: مَنْ أَنْبَأَكَ بِهَذَا الْخَبَرِ؟ قَالَ: الْحَجَّاجُ بْنُ عِلاطٍ، وَلَقَدْ أَسْلَمَ وَتَابَعَ مُحَمَّدًا عَلَى دِينِهِ، وَمَا جَاءَ إِلا لِيَأْخُذَ مَالَهُ، ثُمَّ يَلْحَقَ بِهِ، فَقَالُوا: أَيْ عِبَادَ اللَّهِ، خَدَعَنَا عَدُوُّ اللَّهِ، فَلَمْ يَلْبَثُوا أَنْ جَاءَهُمُ الْخَبَرُ.
أخرجه الثلاثة.
1084- حجاج بن عمرو
(ب د ع) حجاج بْن عمرو بْن غزية بْن ثعلبة بْن خنساء بْن مبذول بْن عمرو بن غنم بن مازن ابن النجار، الأنصاري الخزرجي، ثم من بني مازن بْن النجار.
قال البخاري: له صحبة. روى عنه عكرمة مولى ابن العباس، وكثير بْن العباس، وغيرهما.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وإبراهيم بن محمد، وأبو جعفر بن السمين بإسنادهم إلى محمد بن عيسى ابن سَوْرَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ الصَّوَّافُ، أَخْبَرَنَا يحى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَجَّاجُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ كُسِرَ أَوْ عَرِجَ فَقَدْ حَلَّ، وَعَلَيْهِ حَجَّةٌ أُخْرَى، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لابْنِ عَبَّاسٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ، فَقَالا: صَدَقَ.
وَرَوَاهُ مَعْمَرٌ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ سَلامٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ عَمْرٍو، وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: وَهَذَا أَصَحُّ. وَرَوَى عَنْهُ كَثِيرُ بن العباس حديث الهجد. وَهُوَ الَّذِي ضَرَبَ مَرْوَانَ [1] يَوْمَ الدَّارِ، حَتَّى سَقَطَ، وَحَمَلَهُ أَبُو حَفْصَةَ مَوْلاهُ، وَهُوَ لا يَعْقِلُ.
وَشَهِدَ مَعَ عَلِيٍّ صِفِّينَ، وَهُوَ الَّذِي كَانَ يَقُولُ عِنْدَ الْقِتَالِ: يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ، أَتُرِيدُونَ أَنْ نَقُولَ لِرَبِّنَا إِذَا لَقِينَاهُ: إِنَّا أَطَعْنا سادَتَنا وَكُبَراءَنا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا 33: 67 [2] . أخرجه الثلاثة.
1085- حجاج أبو قابوس
حجاج أَبُو قابوس، روى سماك بْن حرب، عَنْ قابوس بْن الحجاج، عَنْ أبيه: أن رجلا قَالَ: يا رَسُول اللَّهِ، أرأيت رجلا يأخذ مالي، ما تأمر؟ قال: تعظه وتدفعه. كذا قال ابن قانع، وهو وهم، وصوابه: مخارق أَبُو قابوس، ويذكر في مخارق، إن شاء الله تعالى.
1086- حجاج بن قيس
(د) حجاج بْن قبيس بْن عدي السهمي، عم عبد الله بن حذافة السهمي.
__________
[1] هو الخليفة مروان بن الحكم، وستأتي ترجمته، ويوم الدار هو اليوم الّذي خرج فيه الثائرون على عثمان.
[2] الأحزاب: 67.(1/458)
هاجر إِلَى الحبشة مع عَبْد اللَّهِ بْن حذافة، وأخيه قيس بْن حذافة، ولا تعرف له رواية. أخرجه ابن منده كذا مختصرا، وأخرجه أَبُو نعيم، فقال: حجاج بْن الحارث بْن قيس القرشي، وقال: أظنه المتقدم، يعني الذي ذكرناه، وهو السهمي.
قلت: ظنه ابن مندة غير حجاج بن الحارث بْن قيس السهمي الذي ذكرناه، وهو هو ولا شك، حيث رآه قد أسقط ذكر أبيه الحارث ظنه غيره، وَأَبُو نعيم لم يسقط ذكر أبيه في الترجمتين، وروى فيهما إِلَى ابن الزبير والزُّهْرِيّ وابن إِسْحَاق شيئا واحدًا من الهجرة والقتل بأجنادين، والله أعلم، ولا شك قد سقط من نسبه اسم أبيه الحارث، وقد تقدم الكلام عليه في الحجاج بْن الحارث.
أخرجه ابن منده.
1087- حجاج بن مالك
(ب د ع) حجاج بْن مالك بْن عويمر بْن أَبِي أسيد بْن رفاعة بْن ثعلبة بْن هوازن بْن أسلم بْن أفصى الأسلمي، ويقال: الحجاج بْن عمرو الأسلمي، والأول أصح.
وهو مدني، كان ينزل العرج، له حديث واحد مختلف فيه، رواه سفيان بْن عيينة، عَنْ هشام بْن عروة، عَنْ أبيه، عَنِ الحجاج، قال: سألت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ما يذهب عني مذمة الرضاع؟ قال:
غرة عبد أو أمة.
وقد خالف سفيان غيره.
أَخْبَرَنَا عُبَيْد اللَّهِ بْن أحمد بن علي وغير واحد، قالوا بإسنادهم إِلَى أَبِي عِيسَى الترمذي: حدثنا قتيبة أَخْبَرَنَا حاتم بْن إِسْمَاعِيل، عَنْ هشام بْن عروة، عَنْ أبيه، عَنْ حجاج بْن حجاج الأسلمي، عَنْ أبيه: «أَنَّهُ سَأَلَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» . فذكره، فأدخل بين عروة وبين الحجاج الأسلمي: الحجاج بْن الحجاج. أَخْبَرَنَا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي بن علي بن سكينة بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ النُّفَيْلِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، «ح» قَالَ أَبُو دَاوُدَ: وَحَدَّثَنَا ابْنُ الْعَلاءِ، أَخْبَرَنَا بن إِدْرِيسَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ حَجَّاجٍ. عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا يُذْهِبُ عَنِّي مَذَمَّةَ الرَّضَاعِ؟ قَالَ: الْغُرَّةُ، الْعَبْدُ أَوِ الأَمَةُ» . قَالَ النُّفَيْلِيُّ: حَجَّاجُ بْنُ حَجَّاجٍ الأَسْلَمِيُّ، وَهَذَا لَفْظُهُ، وَقَدْ وَافَقَ حَاتِمَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ مَعْمَرٌ والثوري، وابن جريج، وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَغَيْرُهُمْ، فَذَكَرُوا فِي الإِسْنَادِ:
حَجَّاجَ بْنَ حَجَّاجٍ، وَحَدِيثُ ابْنِ عُيَيْنَةَ خَطَأٌ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
أسيد: بفتح الْهَمْزَة، وكسر السِّين.(1/459)
مذمة الرضاع: مفعلة من الذم، قيل: كانوا يستحبون أن يهبوا المرضعة عند فصال الصبي شيئا سوى أجرتها، فكأنه سأل ما يسقط عنى حق المرضعة وذمامها الحاصل برضاعها [1] .
1088- حجاج بن مسعود
(د ع) حجاج بْن مسعود، قال ابن منده: وهو وهم، وذكر حديث أَبِي داود الطيالسي، عَنْ شعبة، عَنْ حجاج بْن حجاج الأسلمي، عَنْ أبيه، عَنْ رجل من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أحسبه حجاج بْن مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إذا اشتد الحر فأبردوا [2] بالصلاة، فإن شدة الحر من فيح جهنم» . أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
وقال أَبُو نعيم: ما أَخْبَرَنَا به أَبُو ياسر عبد الوهاب بن هبة الله بإسناده إلى عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر، أَخْبَرَنَا شعبة، قال: سمعت حجاج بْن حجاج وكان إمامهم، يحدث عَنْ أبيه، وكان حج مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ رجل من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم قال حجاج: أراه عَبْد اللَّهِ، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قال: «إن شدة الحر من فيح جهنم» الحديث.
ورواه أَبُو داود الطيالسي، عَنْ شعبة، فقال: أحسبه ابن مسعود. ورواه القواريري، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَر. وقال: أحسبه عَبْد اللَّهِ بْن مسعود. قلت: لم ينصف أَبُو نعيم أبا عَبْد اللَّهِ بْن منده، فإن ابن منده لما ترجم الحجاج بْن مسعود، قال: هو وهم، والصواب ما بعده، وذكر حديث القواريري، فلم يبق عليه اعتراض، ولم يشك ابن منده في أن الحديث ليس للحجاج بن مسعود فيه إلا رواية، وَإِنما احتج بالحديث حيث فيه قال: سمعت الحجاج بْن الحجاج، عَنْ أبيه، وكانت له صحبة. وفي هذه الترجمة قال: وكان حج مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فهو احتج بالحديث لهذا، لا بالحديث، فإنه ليس فيه حجة، ولما خاف أن يظن فيه الوهم قال وهو وهم، وقد جعل ابن منده لهذا الحديث ترجمتين، هذه إحداهما، والثانية: حجاج الباهلي، وفيه رد أَبُو نعيم عَلَى ابن منده لأنهما واحد، والله أعلم.
1089- حجاج بن منبه
حجاج بْن منبه بْن الحجاج بْن حذيفة بْن عامر السهمي. قال ابن قانع بِإِسْنَادِهِ، عن إبراهيم بن منبه ابن الحجاج السهمي. عَنْ أبيه، عَنْ جده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من رأيتموه يذكر أبا بكر وعمر بسوء فإنما يريد غير الإسلام. ذكره أَبُو علي الغساني.
1090- حجر بن ربيعة
(ب) حجر بْن ربيعة بْن وائل، والد وائل بْن حجر الحضرمي، روى عنه حديث واحد فيه نظر،
__________
[1] ينظر النهاية لابن الأثير: ذم.
[2] اى صلوها حين ينكسر الحر.(1/460)
روى هشيم، عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْن وَائِلِ بْن حُجْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدّه: أَنَّهُ رَأَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يسجد عَلَى جبهته وأنفه.
قال أَبُو عمر: إن لم يكن قوله وهمًا فحجر هذا صاحب، وَإِن كان خطأ فالحديث لابنه وائل، وليس في صحبته اختلاف [1] .
أخرجه أَبُو عمر.
قلت: ذكر جده في الحديث وهم وغلط، والحديث مشهور عَنْ وائل ابنه، والله أعلم.
1091- حجر أبو عبد الله
حجر، أَبُو عَبْد اللَّهِ. روى عَنْهُ ابنه عَبْد اللَّهِ أَنَّهُ قال: قرأت خَلْفَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا حجر، أسمع اللَّه ولا تسمعني.
قاله الغساني، عن ابن قانع.
1092- حجر العدوي
(س) حجر العدوي. أخرجه أَبُو موسى بإسناده عَنْ أَبِي عِيسَى الترمذي، عَنِ الْقَاسِم بْن دينار، عَنْ إِسْحَاق بْن مَنْصُور، عَنْ إسرائيل، عَنِ الحجاج بْن دينار عَنِ الحكم بْن جحل، عَنْ حجر العدوي أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لعمر رضي اللَّه عنه: إنا قد أخذنا زكاة العباس. قلت: قد أخرجه أَبُو عِيسَى في جامعه بالإسناد الذي ذكره أَبُو موسى، وزاد فيه حجر العدوي، عَنْ علي، وروى الترمذي، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن عبد الرحمن، عَنْ سَعِيدِ بْنِ منصور، عن إسماعيل بن زكريا، عَنِ الحجاج بْن دينار، عَنِ الحكم بْن عتيبة، عَنْ حجية بْن عدي [2] ، عَنْ علي: أن العباس سأل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في تعجيل صدقته قبل أن تحل، فرخص له في ذلك. قال أَبُو عِيسَى وحديث إسماعيل بن زكريا عَنِ الحجاج عندي أصح من حديث إسرائيل عن الحجاج بن دينار، والله أعلم.
1093- حجر بن عدي
(ب س) حجر بْن عدي بْن معاوية بْن جبلة بْن عدي بْن ربيعة بْن معاوية الأكرمين بن الحارث ابن معاوية بن نور بْن مرتع بْن معاوية بْن كندة الكندي. وهو المعروف بحجر الخير، وهو ابن الأدبر، وَإِنما قيل لأبيه: عدي الأدبر، لأنه طعن عَلَى أليته موليا، فسمي الأدبر.
وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو وأخوه هانئ، وشهد القادسية، وكان من فضلاء الصحابة، وكان عَلَى كندة بصفين، وعلى الميسرة يَوْم النهروان، وشهد الجمل أيضًا مع علي، وكان من أعيان أصحابه، ولما ولي زياد العراق، وأظهر من الغلظة وسوء السيرة ما أظهر، خلعه حجر ولم يخلع معاوية، وتابعه
__________
[1] نص الاستيعاب 329: ولا يختلف في صحبة وائل بن حجر.
[2] ينظر ميزان الاعتدال: 1/ 466، وخلاصة التذهيب: 83.(1/461)
جماعة من شيعة علي رضي اللَّه عنه، وحصبه يومًا في تأخير الصلاة هو وأصحابه، فكتب فيه زياد إِلَى معاوية، فأمره أن يبعث به وبأصحابه إليه، فبعث بهم مع وائل بْن حجر الحضرمي، ومعه جماعة، فلما أشرف عَلَى مرج عذراء، قال: إني لأول المسلمين كبر في نواحيها، فأنزل هو وأصحابه عذراء، وهي قرية عند دمشق، فأمر معاوية بقتلهم، فشفع أصحابه في بعضهم فشفعهم، ثم قتل حجر وستة معه، وأطلق ستة، ولما أرادوا قتله صلى ركعتين، ثم قال: لولا أن تظنوا بي غير الذي بي لأطلتهما، وقال: لا تنزعوا عني حديدًا ولا تغسلوا عنى دما، فإنّي لاق معاوية عَلَى الجادة.
ولما بلغ فعل زياد بحجر إِلَى عائشة رضي اللَّه عنها، بعثت عبد الرحمن بْن الحارث بْن هشام إِلَى معاوية تقول: اللَّه اللَّه في حجر وأصحابه، فوجده عبد الرحمن قد قتل، فقال لمعاوية: أين عزب عنك حلم أَبِي سفيان في حجر وأصحابه، ألا حبستهم في السجون، وعرضتهم للطاعون؟ قال: حين غاب عني مثلك من قومي، قال: والله لا تعد لك العرب حلمًا بعدها ولا رأيا، قتلت قومًا بعث بهم أسارى من المسلمين! قال: فما أصنع؟ كتب إِلَى زياد فيهم يشدد أمرهم، ويذكر أنهم سيفتقون فتقا لا يرقع.
ولما قدم معاوية المدينة دخل عَلَى عائشة رضي اللَّه عنها، فكان أول ما قالت له في قتل حجر، في كلام طويل، فقال معاوية: دعيني وحجرًا حتى نلتقي عند ربنا.
قال نافع: كان ابن عمر في السوق، فنعي إليه حجر، فأطلق حبوته [1] ، وقام وقد غلبه النحيب.
وسئل مُحَمَّد بْن سيرين عَنِ الركعتين عند القتل، فقال: صلاهما خبيب وحجر، وهما فاضلان.
وكان الحسن البصري يعظم قتل حجر وأصحابه.
ولما بلغ الربيع بْن زياد الحارثي، وكان عاملًا لمعاوية عَلَى خراسان، قتل حجر، دعا اللَّه عز وجل وقال: اللَّهمّ إن كان للربيع عندك خير فاقبضه إليك وعجل، فلم يبرح من مجلسه حتى مات.
وكان حجر في ألفين وخمسمائة من العطاء، وكان قتله سنة إحدى وخمسين، وقبره مشهور بعذراء وكان مجاب الدعوة.
أخرجه أبو عمر وأبو موسى.
1094- حجر بن العنبس
(ب د ع) حجر بْن العنبس وقيل: ابن قيس، أَبُو العنبس الكوفي، وقيل: يكنى أبا السكن، أدرك الجاهلية، وشرب فيها الدم، ولم ير النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولكنه آمن به في حياته، وروايته عَنْ على بن أبى طالب، ووائل ابن حجر، وشهد مع علي الجمل وصفين.
وروى عنه موسى بْن قيس الحضرمي، قال: خطب أَبُو بكر وعمر رضي اللَّه عنهما فاطمة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هل لك يا علي؟.
ورواه عَبْد اللَّهِ بْن داود الخريبي [2] عَنْ موسى بْن قيس، فقال: حجر بْن قيس وزاد: عَلَى أن تحسن صحبتها. أخرجه الثلاثة.
__________
[1] الاحتباء: أن يضم المرء رجليه على بطنه بيديه أو ثوب.
[2] في المطبوعة: الحربي، وغير واضحة في الأصل، والمثبت عن خلاصة التذهيب: 166.(1/462)
1095- حجر والد مخشى
(س) حجر، والد مخشي، كذا ذكره عبدان، وَإِنما هو حجير مصغرًا، وقد أوردوه فيه.
أخرجه أبو موسى مختصرا.
1096- حجر بن النعمان
(س) حجر بْن النعمان بْن عَمْرو بْن عرفجة بْن العاتك بْن امرئ القيس بْن ذهل بْن معاوية بْن الحارث الأكبر. وفد إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فأسلم، وكان ابنه الصلت بْن حجر في ألفين وخمسمائة من العطاء، قاله ابن شاهين.
أخرجه أبو موسى.
1097- حجر بن يزيد
(س) حجر بْن يَزِيدَ بْن سلمة بْن مرة بْن حجر بْن عدي بْن ربيعة بْن معاوية الأكرمين الكندي، وهو الذي يقال له: حجر الشر، وَإِنما قيل له ذلك لأنه كان شريرا، وكان حجر بْن عدي الأدبر خيرا ففصلوا بينهما بذلك.
وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكان أحد الشهود في التحكيم، وكان مع علي، وولاه معاوية إرمينية، وكان ابنه عائذ شريفًا، وهو الذي لطم عبد الرحمن بْن مُحَمَّدِ بْنِ الأشعث، فلم تغضب له كندة، وغضبت له همدان.
أخرجه أَبُو موسى، عَنِ ابن شاهين، وكذلك نسبه الكلبي أيضا.
1098- الحجن
الحجن، آخره نون، هو ابن المرقع بْن سعد بْن عبد الحارث بْن الحارث بْن عبد الحارث، الأزدي الغامدي، وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأسلم.
قاله هشام الكلبي.
1099- حجير بن أبى إهاب
(ب) حجير، بضم الحاء، تصعير حجر، هو حجير بْن أَبِي إهاب التميمي، حليف بني نوفل، له صحبة، روت عنه مارية مولاته خبر زيد بْن عمرو بْن نفيل.
أخرجه أبو عمر مختصرا.
1100- حجير بن بيان
(ب د ع) حجير بْن بيان، يعد في أهل العراق، قال ابن منده: ذكر فِي الصحابة، ولا يصح: روى(1/463)
عنه أبو قزعة أَنَّهُ قال: قَرَأَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ 3: 180 [1] بالياء. أخرجه الثلاثة.
1101- حجير بن أبى حجير
(ب د ع) حجير بْن أَبِي حجير، أَبُو مخشي الهلالي، وقيل: إنه حنفي، وقيل: من ربيعة بْن نزار.
روى عنه ابنه مخشي أَنَّهُ رَأَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخطب في حجة الوداع، فقال: إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، في بلدكم هذا. أخرجه الثلاثة.
1102- حجيرة
(د) حجيرة، بزيادة هاء، أَبُو يزيد، قال ابن منده: روى عنه ابنه يزيد، ولا تعرف له رؤية ولا صحبة، أخرجه الحسن بْن سفيان وغيره في الصحابة، روى يزيد بْن حجيرة، عَنْ أبيه، قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ. أخرجه ابن مندة.
باب الحاء والدال:
1103- حدرجان بن مالك
(د ع) حدرجان بْن مالك، تقدم ذكره مع ذكر أخيه [2] .
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم مختصرا.
1104- حدرد بن أبى حدرد
(ب د ع) حدرد بْن أَبِي حدرد، واسمه سلامة بْن عمير بْن أَبِي سلامة بْن سعد بْن مسآب بْن الحارث بْن عنبس بْن هوازن بْن أسلم بْن أفصى بْن حارثة الأسلمي، يكنى: أبا خراش.
روى جندل بْن والق، عَنْ يحيى بْن يعلى الأسلمي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مقلاص، عَنِ الْوَلِيد بْن أَبِي الْوَلِيد، عَنْ عمران بْن أَبِي أنس، عَنْ حدرد الأسلمي: أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: هجرة الرجل أخاه سنة كسفك دمه.
رواه عباد بْن يعقوب، عَنْ يحيى بْن يعلى، عَنْ عمران بن أبي أنس، عن أبي خراش.
__________
[1] آل عمران: 180.
[2] ينظر ترجمة الأسود بن مالك: 1/ 106.(1/464)
ورواه ابن وهب والمقبري، عَنْ حيوة، عَنِ الْوَلِيد بْن أَبِي الْوَلِيد، عَنْ عمران، عَنْ أَبِي خراش السلمي، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مثله. أخرجه الثلاثة.
1105- حدير
(د ع) حدير. له ذكر في الصحابة، روى ابن أَبِي رواد [1] عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث جيشًا، فيهم رجل يقال له: حدير، وذكر الحديث.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم مختصرا.
1106- حدير أبو فوزة
(د ع) حدير أَبُو فوزة. وقيل: أَبُو فروة [2] السلمي، وقيل: الأسلمي.
له صحبة، روى عنه العلاء بْن الحارث، وبشير مولى معاوية، حدث عثمان بْن أَبِي العاتكة، قال:
حدثني أخ لي، يقال له: زياد، أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا رَأَى الهلال، قال: «اللَّهمّ بارك لنا في شهرنا هذا الداخل» قال زياد: وتوالى عَلَى الدعاء ستة من الصحابة أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سمعوه منه، والسابع صاحب الفرس الجرور [3] والرمح الثقيل أَبُو فوزة السلمي.
ورواه أَبُو عمر والأزدي عَنْ بشير مولى معاوية قال: سمعت عشرة من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أحدهم:
حدير أَبُو فوزة، كانوا إذا رأوا الهلال دعوا بهذا الدعاء.
وروى في ذكره، عَنْ أَبِي الدرداء ما أَخْبَرَنَا بِهِ أَبُو مُحَمَّدٍ الْقَاسِمُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الدِّمَشْقِيُّ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ إِجَازَةٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَيْهَقِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْكَارِزِيُّ [4] ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُلَيَّةَ يُحَدِّثُ، عَنِ الْجَرِيرِيِّ، قَالَ: حَدَّثْتُ أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ تَرَكَ الْغَزْوَ سَنَةً، فَأَعْطَى رَجُلا صُرَّةً فِيهَا دَرَاهِمُ، فَقَالَ: انْطَلِقْ فَإِذَا رَأَيْتَ رَجُلا يَسِيرُ مِنَ الْقَوْمِ حَجْرَةً [5] فَادْفَعْهَا إِلَيْهِ، قَالَ: فَفَعَلَ، قَالَ: فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ وَقَالَ:
اللَّهمّ، إِنَّكَ لَمْ تَنْسَ حُدَيْرًا، فَاجْعَلْ حُدَيْرًا لا يَنْسَاكَ، فَأَخْبَرَ أَبَا الدَّرْدَاءِ، فَقَالَ: وَلِيُّ النِّعْمَةِ رَبُّهَا.
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ وأبو نعيم.
باب الحاء والذال المعجمة
1107- حذيفة الأزدي
(س) حذيفة الأزدي. ذكره البغوي وغيره في الصحابة.
روى عبد الحميد بْن جَعْفَر، عَنْ يزيد بْن أَبِي حبيب، عَنْ أَبِي الخير، عن جنادة الأزدي، عن
__________
[1] ينظر ميزان الاعتدال: 2/ 628.
[2] قال ابن حجر: وهو وهم.
[3] الفرس الجرور: الّذي لا ينقاد.
[4] في الأصل والمطبوعة: الكازري، بتقديم الزاى، وما أثبته عن المشتبه.
[5] يعنى منفردا.(1/465)
حذيفة الأزدي، قال: أتيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع ثمانية نفر من الأزد، أنا ثامنهم، يَوْم الجمعة، ونحن صيام، فدعانا إِلَى طعام عنده، قلت: يا رَسُول اللَّهِ، نحن صيام، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أصمتم أمس؟
قال: قلنا: لا. قال: فتصومون غدًا؟ قلنا: لا، قال: فأفطروا.
رواه مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، عَنْ يزيد، فقدم جنادة عَلَى حذيفة، جعل جنادة صحابيًا، وحذيفة راويًا، وكذلك رواه اللَّيْث بْن سعد، وهو [1] الأصح. أخرجه أَبُو موسى مستدركا عَلَى ابن منده، وقد أخرجه ابن منده، فقال: حذيفة البارقي، ويرد الكلام عليه في حذيفة البارقي، إن شاء الله تعالى.
1108- حذيفة بن أسيد
(ب د ع) حذيفة بْن أسيد بْن خَالِد بْن الأغوز بْن واقعة [2] بْن حرام بن غفار بن مليل، أبو صريحة الغفاري.
بايع تحت الشجرة، ونزل الكوفة وتوفي بها، وصلى عليه زيد بْن أرقم، وكبر عليه أربعًا، روى عنه أَبُو الطفيل، والشعبي، والربيع بْن عميلة، وحبيب بْن حماز، وهو بكنيته أشهر، ويرد في الكنى إن شاء اللَّه تعالى.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مِهْرَانَ الْفَقِيهُ الشَّافِعِيُّ، وَغَيْرُهُ، قَالُوا بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ سَوْرَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ فُرَاتٍ الْقَزَّازِ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أُسَيْدٍ، قَالَ: أَشْرَفَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عَرَفَةَ، وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ السَّاعَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَرَوْا عَشْرَ آيَاتٍ: طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَيَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ، وَالدَّابَّةُ، وَثَلاثَةُ خُسُوفٍ: خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ، وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ، وَخَسْفٌ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَنَارٌ تَخْرُجُ مِنْ قَعْرِ عَدَنٍ، تَسُوقُ النَّاسَ أَوْ تَحْشُرُ النَّاسَ، فَتَبِيتُ مَعَهُمْ حَيْثُ بَاتُوا، وَتُقِيلُ مَعَهُمْ حَيْثُ قَالُوا. أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
أَغْوَزُ: بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ، وَالزَّايِ، قَالَهُ الأَمِيرُ أَبُو نَصْرٍ، وَقِيلَ: أَغْوَسُ، بِالسِّينِ.
1109- حذيفة بن أوس
(س) حذيفة بْن أوس، له عقب، وله نسخة عند أولاده.
أَخْبَرَنَا الْحَافِظُ أَبُو مُوسَى كتابة، أخبرنا أبو بكر بن الحارث إذنا، أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْمُقْرِي، أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصِ بْنُ شَاهِينَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْحَرَّانِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعَبْدِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ أَوْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ عُثْمَانَ بْنِ حذيفة،
__________
[1] في المطبوعة: والأول أصح، وينظر ترجمة حذيفة البارقي.
[2] كذا، وسيأتي في باب الكنى: الوقيعة، ومثله في الاستيعاب: 1667.(1/466)
عَنْ جَدِّهِ حُذَيْفَةَ بْنِ أَوْسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم: من رَأَى مُبْتَلًى فَقَالَ. الْحَمْدُ للَّه الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلاكَ بِهِ، وَفَضَّلْنِي عَلَى كَثِيرٍ مِنْ خَلْقِهِ تَفْضِيلًا، إِلا عَافَاهُ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ الْبَلاءِ، كَائِنًا مَا كَانَ. وَلَهُ بِهَذَا الإِسْنَادِ عدة أحاديث.
أخرجه أبو موسى.
1110- حذيفة البارقي
(د ع) حذيفة البارقي، له ذكر فيمن أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يحدث عَنْ جنادة الأزدي، يحدث عنه أَبُو الخير اليزني.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم مختصرا.
قلت: قد أخرج أَبُو موسى حذيفة الأزدي مستدركًا عَلَى ابن منده، وقد ذكرناه أول الباب، ظنا منه أن الأزدي غير البارقي، وليس كذلك فإن الأزد شعب عظيم، يشتمل عَلَى عدة قبائل وبطون كثيرة، منها:
الأوس. والخزرج، وخزاعة، وأسلم، وبارق، والعتيك، وغيرها، فأما بارق فاسمه سعد، وهو ابن عدي بْن حارثة بْن عمرو بْن عامر بْن حارثة بْن امرئ القيس بْن ثعلبة بْن مازن بن الأزد، فبان بهذا السباق أن كل بارقي أزدي، وفي سبب تسميته ببارق أقوال، لا حاجة إِلَى ذكرها.
ثم إن أبا موسى قد حكم عَلَى نفسه بأنهما واحد بقوله: ورواه ابن إِسْحَاق، فقدم جنادة عَلَى حذيفة، جعل جنادة صحابيًا، وحذيفة راويًا عنه، وكذا رواه اللَّيْث بْن سعد، وهو الأصح، هذا كلام أَبِي موسى. وهكذا ذكر ابن منده في ترجمة البارقي: حذيفة يروي عَنْ جنادة، وَأَبُو الخير يروي عَنْ حذيفة البارقي، وهو أيضًا جنادة بْن أَبِي أمية الأزدي الذي تقدم في جنادة، وحديثه أيضًا في صوم يَوْم الجمعة وحده، فظهر به أن هذا جنادة الذي قيل: إنه يروي عَنْ حذيفة، وقيل: إن حذيفة يروي عنه، وهو الصحيح، وجنادة بْن أَبِي أمية الأزدي، واحد، وأن حذيفة الأزدي ليس لاستدراكه عَلَى ابن منده وجه، لأنه قد ذكره وترجمه بالبارقى، والله أعلم.
1111- حذيفة بن عبيد المرادي
(د ع) حذيفة بْن عبيد المرادي. له ذكر في قضاء عمر، وشهد فتح مصر، وأدرك الجاهلية، ولا يعرف [1] .
ذكره ابن منده وَأَبُو نعيم، عَنْ أَبِي سَعِيد بْن يونس بن عبد الأعلى.
1112- حذيفة القلعاني
(ب) حذيفة القلعاني، أخرجه أَبُو عمر، وقال: لا أعرفه بأكثر من أن أبا بكر الصديق عزل عكرمة بْن أَبِي جهل عَنْ عمان، وسيره إِلَى اليمن، واستعمل عَلَى عمان حذيفة القلعاني، فلم يزل واليا عليها إِلَى أن توفى أبو بكر.
__________
[1] في الإصابة: ولا يعرف له رواية.(1/467)
أخرجه أَبُو عمر، وضبطه فيما رأينا من النسخ، وهي في غاية الصحة بالقاف واللام والعين، وأنا أشك فيه، وذكره الطبري فقال: حذيفة بْن محصن الغلفاني، بالغين المعجمة واللام والفاء. وله في قتال الفرس آثار كثيرة، واستعمله عمر على اليمامة.
1113- حذيفة بن اليمان
(ب د ع) حذيفة بْن اليمان، وهو حذيفة بْن حسل، ويقال: حسيل، بْن جابر بْن عمرو بْن ربيعة بْن جروة بْن الحارث بْن مازن بْن قطيعة بْن عبس بْن بغيض بْن ريث بْن غطفان، أَبُو عَبْد اللَّهِ العبسي، واليمان لقب حسل بْن جابر. وقال ابن الكبي: هو لقب جروة بْن الحارث، وَإِنما قيل لَهُ ذَلِكَ لأنه أصاب دما في قومه، فهرب إِلَى المدينة، وحالف بني عبد الأشهل من الأنصار، فسماه قومه اليمان، لأنه حالف الأنصار، وهم من اليمن.
روى عنه ابنه أَبُو عبيدة، وعمر بْن الخطاب، وعلي بْن أَبِي طالب، وقيس بْن أَبِي حازم، وَأَبُو وائل، وزيد بْن وهب، وغيرهم.
وهاجر إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فخيره بين الهجرة والنصرة، فاختار النصرة، وشهد مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحدًا وقتل أبوه بها، ويذكر عند اسمه.
وحذيفة صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنافقين، لم يعلمهم أحد إلا حذيفة، أعلمه بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسأله عمر: أفي عمالي أحد من المنافقين؟ قال: نعم، واحد، قال: من هو؟ قال: لا أذكره.
قال حذيفة: فعزله، كأنما دل عليه، وكان عمر إذا مات ميت يسأل عَنْ حذيفة، فإن حضر الصلاة عليه صلى عليه عمر، وَإِن لم يحضر حذيفة الصلاة عليه لم يحضر عمر.
وشهد حذيفة الحرب بنهاوند، فلما قتل النعمان بْن مقرن أمير ذلك الجيش أخذ الراية، وكان فتح همذان، والري، والدينور عَلَى يده، وشهد فتح الجزيرة، ونزل نصيبين، وتزوج فيها.
وكان يسأل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الشر ليتجنبه، وأرسله النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليلة الأحزاب سرية ليأتيه بخبر الكفار، ولم يشهد بدرًا، لأن المشركين أخذوا عليه الميثاق لا يقاتلهم، فسأل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هل يقاتل أم لا؟ فقال: بل نفي لهم، ونستعين اللَّه عليهم. وسأل رجل حذيفة: أي الفين أشد؟ قال: أن يعرض عليك الخير والشر، لا تدري أيهما تركب.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ وَغَيْرُهُ، قَالُوا بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ، أَخْبَرَنَا هَنَّادٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثَيْنِ، قَدْ رَأَيْتُ أَحَدَهُمَا وَأَنَا أَنْتَظِرُ الآخَرَ، حَدَّثَنَا أَنَّ الأَمَانَةَ نَزَلَتْ فِي جَذْرِ قُلُوبِ الرِّجَالِ، ثُمَّ نَزَلَ الْقُرْآنَ فَعَلِمُوا مِنَ الْقُرْآنِ وَعَلِمُوا مِنَ السُّنَّةِ، ثُمَّ حَدَّثَنَا عَنْ رَفْعِ الأَمَانَةِ فَقَالَ: يَنَامُ الرَّجُلُ النَّوْمَةَ، فَتُقْبَضُ الأَمَانَةُ مِنْ قَلْبِهِ، فَيَظَلُّ أَثَرُهَا مِثْلَ الْوَكْتِ، ثُمَّ يَنَامُ نَوْمَةً، فَتُقْبَضُ الأَمَانَةُ فَيَظَلُّ أَثَرُهَا مِثْلَ أَثَرِ المجل،(1/468)
كَجَمْرٍ دَحْرَجَتَهُ عَلَى رِجْلِكَ فَنَفَطَتْ [1] فَتَرَاهُ مُنْتَبِرًا وَلَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ، ثُمَّ أَخَذَ حَصَاةً فَدَحْرَجَهَا عَلَى رِجْلِهِ، قَالَ: فَيُصْبِحُ النَّاسُ فَيَتَبَايَعُونَ لا يَكَادُ أَحَدٌ يُؤَدِّي الأَمَانَةَ، حَتَّى يُقَالُ: إِنَّ فِي بَنِي فُلانٍ رَجُلا أَمِينًا، وَحَتَّى يُقَالُ لِلرَّجُلِ: مَا أَجْلَدَهُ وَأْظَرَفَهُ وَأَعْقَلَهُ، وَمَا فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ. قَالَ: وَلَقَدْ أَتَى عَلَيَّ زَمَانٌ مَا أُبَالِي أَيُّكُمْ بَايَعْتُ، لَئِنْ كَانَ مُسْلِمًا لَيَرُدَّنَّهُ عَلَيَّ دِينُهُ، وَلَئِنْ كَانَ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا لَيَرُدَّنَّهُ عَلَيَّ سَاعِيهِ [2] ، وَأَمَّا الْيَوْمَ فَمَا كُنْتُ لأُبَايِعَ إِلا فُلانًا وَفُلانًا.
روى زَيْد بْن أسلم، عَنْ أَبِيهِ أن عمر بْن الخطاب قال لأصحابه: تمنوا، فتمنوا ملء البيت الذي كانوا فيه مالا وجواهر ينفقونها في سبيل اللَّه، فقال عمر: لكني أتمنى رجالا مثل أَبِي عبيدة، ومعاذ بْن جبل، وحذيفة بْن اليمان، فأستعملهم في طاعة اللَّه عز وجل، ثم بعث بمال إِلَى أَبِي عبيدة، وقال: انظر ما يصنع، فقسمه، ثم بعث بمال إِلَى حذيفة، وقال: انظر ما يصنع، قال: فقسمه، فقال عمر: قد قلت لكم.
وقال ليث بْن أَبِي سليم [3] : لما نزل بحذيفة الموت جزع جزعًا شديدًا وبكى بكاء كثيرًا، فقيل:
ما يبكيك؟ فقال: ما أبكي أسفا عَلَى الدنيا، بل الموت أحب إلي، ولكني لا أدري علام أقدم، على على رضى أم عَلَى سخط؟
وقيل: لما حضره الموت قال: هذه آخر ساعة من الدنيا، اللَّهمّ، إنك تعلم أني أحبك، فبارك لي في لقائك ثم مات.
وكان موته بعد قتل عثمان بأربعين ليلة، سنة ست وثلاثين.
وقال مُحَمَّد بْن سيرين: كان عمر إذا استعمل عاملا كتب عهده: وقد بعثت فلانا وأمرته بكذا، فلما استعمل حذيفة عَلَى المدائن كتب في عهده: أن اسمعوا له وأطيعوا وأعطوه ما سألكم، فلما قدم المدائن استقبله الدهاقين [4] ، فلما قرأ عهده، قَالُوا: سلنا ما شئت، قال: أسألكم طعامًا آكله وعلف حماري ما دمت فيكم، فأقام فيهم، ثم كتب إليه عمر ليقدم عليه، فلما بلغ عمر قدومه كمن له عَلَى الطريق، فلما رآه عمر عَلَى الحال التي خرج من عنده عليها، أتاه فالتزمه، وقال: أنت أخي وأنا أخوك.
أخرجه ثلاثتهم.
غريبه:
الجذر: الأصل، وجذر كل شيء: أصله، وتفتح الجيم وتكسر. والمجل: يقال مجلت يده تمجل مجلا، ومجلت تمجل مجلا، إذا ثخن جلدها وتعجّر حتى يظل أثرها مثل أثر المجل [5] . المنتبر:
__________
[1] يعنى: قرحت.
[2] يعنى رئيسهم الّذي يصدرون عن رأيه ولا يمضون أمرا دونه.
[3] ينظر ميزان الاعتدال: 3/ 430.
[4] الدهقان: رئيس القرية.
[5] كذا، وفي النهاية بعد قوله «وتعجر» : وظهر فيها ما يشبه البثر، من العمل بالأشياء الصلبة الخشنة.(1/469)
المنتفط المرتفع، وكل شيء رفع شيئا فقد نبره. والوكتة [1] : الأثر اليسير، وجمعه وكت، بالتسكين [2] ، وقيل لليسر إذا وقعت فيه نكتة من الإرطاب: قد [3] وكّت، بالتشديد.
1114- حذيم بن حنيفة بن حذيم
(ب د ع) حذيم بْن حنيفة بْن حذيم، أَبُو حنظلة الحنفي.
روى عنه ابنه حنظلة أن جده حنيفة أخذ بيد حنظلة، وأتى به النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقال: يا رَسُول اللَّهِ، إني ذو بنين، وهذا أصغرهم فشمت [4] عليه، قال حنظلة: فأخذ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيدي، ومسح برأسي، وقال: بارك اللَّه لك فيه. وذكره أَبُو حاتم الرازي، وذكر أَنَّهُ كان أعرابيا من ناحية البصرة.
أخرجه الثلاثة.
1115- حذيم جد حنظلة
(د) حذيم جد حنظلة، أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يكنى أبا حذيم، له ولابنه حذيم، ولحنظلة بْن حذيم صحبة، تقدم ذكرهم، وهو جد حذيم بْن حنيفة المقدم ذكره.
أخرجه ابن منده، وهذا هو الذي قد اختلفوا فيه اختلافا كثيرا، فمنهم من قدم حنظلة، ومنهم من أخره، وقد ذكرنا الاختلاف في حنظلة بْن حذيم. فلما رَأَى ابن منده في الأول: حذيم أَبُو حنظلة، ورأى في هذا حذيم جد حنظلة، ظنهما اثنين، وهما واحد، والله أعلم.
1116- حذيم بن عمرو السعدي
(ب د ع) حذيم بْن عمرو السعدي. من بني سعد بْن عمرو بْن تميم، سكن البصرة [5] ، قاله أَبُو عمر.
وأما ابن منده، وَأَبُو نعيم، فقالا: حذيم بْن عمرو السعدي، ولم يذكرا أَنَّهُ من سعد بْن عمرو.
أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ بإسناده، عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبى، أخبرنا على ابن بَحْرٍ، أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ زِيَادِ بْنِ حُذَيْمٍ السَّعْدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ حُذَيْمِ بْنِ عَمْرٍو: أَنَّهُ شَهِدَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، وَهُوَ يَقُولُ: أَلا إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، في بلدكم هَذَا، أَلا هَلْ بَلَّغْتُ، قَالُوا:
اللَّهمّ، نَعَمْ» . أخرجه الثلاثة.
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: الوكت، وما أثبته عن النهاية.
[2] في الأصل والمطبوعة: بالتحريك.
[3] في الأصل: وقد. والمطبوعة: فقد.
[4] التشميت: الدعاء بالخير والبركة.
[5] الّذي في الاستيعاب 336: يعد في الكوفيين.(1/470)
باب الحاء والراء
1117- الحر بن خصرامة
(س) الحر بْن خضرامة قال أَبُو موسى: ذكره ابن شاهين حكاية، وفي رواية الدارقطني أنه:
الحارث، وقد ذكرناه [1] .
1118- الحر بن قيس
(ب د ع) الحر بْن قيس بْن حصن بْن حذيفة بْن بدر بْن عَمْرو بْن جوية بْن لوذان بْن ثعلبة بْن عدي بْن فزارة بْن ذبيان الفزاري. وَقَدْ نسبه ابْن منده وَأَبُو نعيم، فقالا: حصن بْن بدر بْن حذيفة، وهو خطأ، والصواب ما ذكرناه، وهو ابن أخي عيينة بْن حصن.
وهو أحد الوفد الَّذِينَ قدموا عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرجعه من تبوك.
وهو الذي خالف ابن عباس في صاحب موسى الذي سأل السبيل إِلَى لقائه، من رواية الزُّهْرِيّ، عَنْ عُبَيْد اللَّهِ بْن عَبْد اللَّهِ، عَنِ ابن عباس، قال ابن عباس: هو الخضر، إذ مر بهما أَبِي بْن كعب، فناداه ابن عباس، فقال: إني تماريت أنا وصاحبي هذا في صاحب موسى الذي سأل السبيل إِلَى لقيه، فهل سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يذكر شأنه؟ قال: نعم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «بينا رَسُول اللَّهِ موسى عليه السلام في ملأ من بني إسرائيل إذ قام إليه رجل، فقال: هل تعلم أحدًا أعلم منك؟ قال: لا» . وذكر الحديث.
وقيل: إن الذي خالف ابن عباس هو نوف البكالي.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سُوَيْدَةَ التِّكْرِيتِيُّ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مَتُّوَيْهِ الْوَاحِدِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأُمَوِيُّ، أَخْبَرَنَا الرُّبَيِّعُ، أَخْبَرَنَا الشَّافِعِيُّ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: قُلْتُ لابْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّ نَوْفَا الْبِكَالِيَّ يَزْعَمُ أَنَّ مُوسَى صَاحِبَ الْخَضِرِ لَيْسَ بِمُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ، قَالَ: كَذَبَ عَدُوُّ اللَّهِ، أَخْبَرَنِي أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ قَامَ خَطِيبًا فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَسُئِلَ: أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ؟ فَقَالَ: أَنَا، فَعَتَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ، إِذْ لَمْ يَرُدَّ الْعِلْمَ إِلَيْهِ» . وَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
وَكَانَ الْحُرُّ مِنْ جُلَسَاءِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَاسَتْأَذَنَ لِعَمِّهِ عُيَيْنَةَ بْنِ حِصْنٍ.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ سُوَيْدَةَ أَيْضًا بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي الْحَسَنِ الْوَاحِدِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَكِّيٍّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَدِمَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ، فَنَزَلَ عَلَى ابْنِ أَخِيهِ الْحُرِّ بْنِ قَيْسٍ، وَكَانَ من النفر الذين يُدْنِيهُمْ عُمَرُ، فَقَالَ عُيَيْنَةُ لابْنِ أَخِيهِ: يَا ابن أخى، لك وجه عند
__________
[1] ينظر: الحارث بن خضرامة 1/ 390.(1/471)
هَذَا الرَّجُلِ، فَاسْتَأْذِنْ لِي عَلَيْهِ، فَاسْتَأْذَنَ الْحُرُّ لِعُيَيْنَةَ، فَأَذِنَ لَهُ عُمَرُ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ قَالَ: هَا [1] ابْنَ الْخَطَّابِ، وَاللَّهِ مَا تُعْطِينَا الْجَزِيلَ، وَلا تَحْكُمُ بَيْنَنَا بِالْعَدْلِ، فَغَضِبَ عُمَرُ حَتَّى هَمَّ أَنْ يُوقِعَ بِهِ، فَقَالَ لَهُ الْحُرُّ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ 7: 199 [2] وإن هذا من الجاهلين، قال: فو الله مَا جَاوَزَهَا عُمَرُ حِينَ تَلاهَا عَلَيْهِ، وَكَانَ وَقَّافًا عِنْدَ كِتَابِ اللَّهِ.
قال الغلابي: كان للحر ابن شيعي، وابنة حرورية، وامرأة معتزلية، وأخت مرجئة، فقال لهم الحر: أنا وأنتم كما قال اللَّه تعالى: وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذلِكَ كُنَّا طَرائِقَ قِدَداً 72: 11 [3] أي أهواء مختلفة.
أخرجه الثلاثة.
1119- الحر بن مالك
(ب س) الحر بْن مالك بْن عامر بْن حذيفة بْن عامر بْن عمرو بْن جحجبي. شهد أحدًا، قاله الطبري بالحاء المهملة، قال ابن ماكولا: وأنا أحسبه الأول، يعني جزء بْن مالك، بالجيم والزاي والهمزة، وقد تقدم في جزء.
أخرجه أَبُو موسى، عَنِ ابن شاهين، بالحاء والراء، وأخرجه أَبُو عمر، وقال: ذكره الطبري: الحر ابن مالك، شهد أحدًا. وقد ذكرناه في جزء.
1120- حراش بن أمية الكعبي
(س) حراش بْن أمية الكعبي، روى عنه ابنه عَبْد اللَّهِ بْن حراش، قال: رأيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أوضع [4] في وادي محسر.
أخرجه أَبُو موسى في الحاء، وقال: ذكره ابن طرخان في باب الحاء يعني المهملة، قال: وأورده ابن أَبِي حاتم في باب الخاء المعجمة.
1121- حرام بْن عوف البلوى
حرام بْن عوف البلوي، رجل من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، شهد فتح مصر، قاله ابْنُ ماكولا عَنِ ابن يونس، وقال: ما علمت له رواية.
1122- حرام بن أبى كعب الأنصاري
(ب س) حرام بْن أَبِي كعب الأنصاري السلمي ويقال: حزم، قيل: هو الذي صلى خلف معاذ بْن جبل صلاة العتمة، ففارق الجماعة، وأتم لنفسه، فشكا بعضهم بعضا إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال رَسُول الله لمعاذ: أفتان أنت يا معاذ!
__________
[1] في الاستيعاب 404: يا.
[2] الأعراف: 199.
[3] الجن: 11.
[4] أوضع الراكب بعيره: إذا حمله على سرعة السير.(1/472)
رواه عبد العزيز بْن صهيب، عَنْ أنس، فقال: حرام بْن أَبِي كعب. ورواه عبد الرحمن بْن جابر عَنْ أبيه، فقال: حزم. وقال غيرهما: سليم. أخرجه أبو عمرو أبو موسى.
1123- حرام بن معاوية
(س) حرام بْن معاوية، ذكره عبدان، روى معمر، عَنْ زيد بْن رفيع، عَنْ حرام بْن معاوية، قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من ولي من السلطان ففتح بابه لذي الحاجة والفاقة والفقر، فتح اللَّه له أبواب السماء لحاجته وفاقته، ومن أغلق بابه دون ذوي الحاجة والفقر والفاقة، أغلق اللَّه أبواب السماء دون حاجته وفقره.
أخرجه أَبُو موسى، وقال: هذا الاسم في كتاب عبدان بالزاي، وقال ابن أَبِي حاتم في باب حرام بْن معاوية: روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلا، قال: وقيل: عَنْ حزام، يعني بالزاي، وقال الخطيب: حرام بْن معاوية هو حرام بْن حكيم الدمشقيّ [1] .
1124- حرام بن ملحان
(ب د ع) حرام بْن ملحان، واسم ملحان مالك بْن خَالِد بْن زيد بْن حرام بْن جندب بْن عامر بْن غنم بْن عدي بْن النجار الأنصاري النجاري، ثم من بني عدي بْن النجار، خال أنس بْن مالك.
شهد بدرا وأحدا، وقتل يَوْم بئر معونة. روى ثمامة بْن عَبْد اللَّهِ بن أنس [أنّ [2]] حزام بْن ملحان، وهو خال أنس: لما طعن يَوْم بئر معونة أخذ من دمه، فنضحه عَلَى وجهه ورأسه، وقال: فزت ورب الكعبة.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ الدِّمَشْقِيُّ كِتَابَةً، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ أَبُو مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ سَهْلُ بْنُ بِشْرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدٍ، أَخْبَرَنَا أبو بكر خليل ابن هِبَةِ اللَّهِ بْنِ خَلِيلٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْحَسَنِ الْكِلابِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ طِلابٍ، أَخْبَرَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ صُبْحٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُسْهِرٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ سَمَاعَةَ، أَخْبَرَنَا الأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ حَدَّثَهُ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعِينَ رَجُلا إِلَى عَامِرٍ الْكِلابِيِّ فَلَمَّا دَنَوْا مِنْهُ قَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ، يُقَالُ لَهُ حَرَامٌ: مَكَانَكُمْ حَتَّى آتِيكُمْ بِالْخَبَرِ، فَانْطَلَقَ حَتَّى أَشْفَى عَلَيْهِمْ مِنْ شُرَفِ الْوَادِي، فَنَادَى: إِنِّي رَسُولُ رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ، فَأْمَنُونِي حَتَّى آتِيكُمْ فَأُكَلِّمُكُمْ، فَأَمِنُوهُ، فَبَيْنَمَا هُوَ يُكَلِّمُهُمْ أَتَاهُ رَجُلٌ مِنْ خَلْفِهِ فَطَعَنَهُ، فَلَمَّا أَحَسَّ حَرَامٌ حَرَارَةَ السِّنَانِ، قَالَ: فُزْتُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، فَقَتَلُوهُ، ثُمَّ اقْتَصُّوا أَثَرَهُ حَتَّى هَجَمُوا عَلَى أَصْحَابِهِ فَقَتَلُوهُمْ، قَالَ: فَكُنَّا نَقْرَأُ فِيمَا نُسِخَ: بَلِّغُوا إِخْوَانَنَا أَنْ قَدْ لَقِينَا رَبَّنَا، فَرَضِيَ عَنَّا وَرَضِينَا عَنْهُ.
وَقِيلَ: إِنَّ حَرَامَ بْنَ مِلْحَانَ ارْتَثَّ [3] يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ، فَقَالَ الضَّحَّاكُ بْنُ سُفْيَانَ الْكِلابِيُّ، وَكَانَ مُسْلِمًا يَكْتُمُ إِسْلامَهُ، لامْرَأَةٍ مِنْ قَوْمِهِ: هَلْ لَكِ فِي رَجُلٍ إِنْ صَحَّ فَنِعْمَ الرَّاعِي؟ فَضَمَّتُهُ إِلَيْهَا وَعَالَجَتْهُ فَسَمِعَتْهُ، وَهُوَ يَقُولُ:
__________
[1] ينظر ميزان الاعتدال: 1/ 467.
[2] مكانه في الأصل والمطبوعة: عن أنس بن، والمثبت عن الاستيعاب: 337.
[3] ارتث: حمل وهو جريح.(1/473)
أَتَتْ عَامِرٌ تَرْجُو الْهَوَادَةَ بَيْنَنَا ... وَهَلْ عَامِرٌ إِلا عَدُوٌّ مُدَاجِنٌ
إِذَا مَا رَجَعْنَا ثُمَّ لَمْ تَكُ وَقْعَةً ... بِأَسْيَافِنَا فِي عَامِرٍ وَنُطَاعِنُ
فَلا تَرْجُونَا أَنْ يُقَاتِلَ بَعْدَنَا ... عَشَائِرُنَا وَالْمُقَرَّبَاتِ الصَّوَافِنُ [1]
فَلَمَّا سَمِعُوا ذَلِكَ وَثَبُوا عَلَيْهِ فَقَتَلُوهُ، والأول أصح.
أخرجه الثلاثة.
1125- حرب بن حارث المحاربي
(ب س ع) حرب بْن حارث المحاربي، روى عنه الربيع بْن زياد، قال: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: «قد أمرنا للنساء بورس [2] » وكان قد أتاهم من اليمن.
أخرجه أَبُو عمر، وأبو نعيم، وأبو موسى.
1126- حرب بن أبى حرب
(س) حرب بْن أَبِي حرب، قال أَبُو موسى: ذكره عبدان، واختلف فيه، فروى عبدان عَنْ أَبِي سَعِيد الأشج، عَنْ وكيع، عَنْ سفيان، عَنْ عطاء بْن السائب، عَنْ حرب بْن أَبِي حرب، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: لَيْسَ عَلَى المسلمين عشور، إنما العشور عَلَى اليهود والنصارى.
رواه أَبُو نعيم الفضل بْن دكين، عَنْ سفيان، عَنْ عطاء، عَنْ حرب بْن عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ خاله، رجل من بكر بْن وائل. وقال جرير: عَنْ عطاء، عَنْ حرب بْن هلال الثقفي، عَنْ أَبِي أمية رجل من بني ثعلبة، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أخرجه أَبُو موسى.
قلت: إن كان حرب بْن أَبِي حرب بكريا فيكون متفقا عليه، فإن البكري ورجلا من ثعلبة واحد، لأن ثعلبة هو ابن عكابة بْن صعب بْن عَلِيِّ بْنِ بَكْر بْن وائل، وَإِنما وقع الاختلاف في الراوي عنه، وهو عطاء، فمنهم من جعله راويا عن حرب، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومنهم من جعله راويا عَنْ حرب، عَنِ الصحابي وهو خاله أَبُو أمية.
1127- حرقوص بْن زهير السعدي
حرقوص بْن زهير السعدي، ذكره الطبري، فقال: إن الهرمزان الفارسي، صاحب خوزستان، كفر ومنع ما قبله، واستعان بالأكراد، فكثف جمعه، فكتب سلمى ومن معه بذلك إِلَى عتبة بْن غزوان، فكتب عتبة إِلَى عمر بْن الخطاب، فكتب إليه عمر يأمره بقصده، وأمد المسلمين بحرقوص بْن زهير السعدي، وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم، وأمّره على القتال [و] [3] على ما غلب عليه، فاقتتل المسلمون
__________
[1] الأبيات في الاستيعاب: 337.
[2] الورس: بنت أصفر يصبغ به.
[3] عن تاريخ الطبري: 4/ 76.(1/474)
والهرمزان، فانهزم الهرمزان، وفتح حرقوص سوق الأهواز ونزل بها، وله أثر كبير في قتال الهرمزان، وبقي حرقوص إِلَى أيام علي، وشهد معه صفين، ثم صار من الخوارج، ومن أشدهم عَلَى علي بْن أَبِي طالب، وكان مع الخوارج لما قاتلهم علي، فقتل يومئذ سنة سبع وثلاثين.
1128- حرملة بن إياس
حرملة بْن إياس، جد صفية ودحيبة ابنتي عليبة، فرق البغوي بينه وبين حرملة بْن عَبْد اللَّهِ بْن إياس، جد ضرغامة، وجمع الحافظ أَبُو نعيم وغيره بينهما وذكروهما، وقال أَبُو أحمد العسكري:
حرملة بْن إياس العنبري، وقيل: حرملة بْن عَبْد اللَّهِ بْن إياس من بني مجفر بْن كعب من العنبر، مثل ابن منده وأبي نعيم وأبي عمر، وهو الصواب.
1129- حرملة بن زيد الأنصاري
(د ع) حرملة بْن زيد الأنصاري، أحد بني حارثة، روى عَبْد اللَّهِ بْن عمر، قال: كنت جالسا عند رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذ جاءه حرملة بْن زيد الأنصاري أحد، بني حارثة، فجلس بين يديه، وقال:
يا رسول الله، الإيمان هاهنا، وأشار بيده إلى لسانه، والنفاق هاهنا، ووضع يده عَلَى صدره، ولا نذكر اللَّه إلا قليلا، فَسَكَتَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وردد ذلك حرملة، فأخذ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لسان حرملة، وقال: اللَّهمّ اجعل له لسانًا صادقًا وقلبًا شاكرًا وارزقه حبي وحب من أحبني، وصير أمره إِلَى خير، فقال له حرملة: يا رَسُول اللَّهِ، إن لي إخوانا منافقين، وكنت رأسا فيهم، أفلا أدلك عليهم، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من جاءنا كما جئتنا استغفرنا له كما استغفرنا لك، ومن أصر عَلَى ذلك فاللَّه أولى به، ولا تخرق عَلَى أحد سترا. أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
1130- حرملة بن عبد الله بن إياس
(ب د ع) حرملة بْن عَبْد اللَّهِ إياس. وقيل: حرملة بْن إياس التميمي العنبري، يعد في البصريين، حديثه عند صفية ودحيبة ابنتي عليبة، عَنْ أبيهما عليبة، عَنْ جدهما، وروى عنه أيضا ضرغامة بْن عليبة.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْقَاهِرِ أَبُو الْفَضْلِ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا ضِرْغَامَةُ بْنُ عُلَيْبَةَ بْنِ حَرْمَلَةَ الْعَنْبَرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ عُلَيْبَةَ، عَنْ جَدِّهِ حَرْمَلَةَ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَكْبٍ مِنَ الْحَيِّ، فَصَلَّى بِنَا صَلاةَ الصُّبْحِ، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَى الَّذِي بِجَنْبِي، فَمَا أَكَادُ أَعْرِفُهُ من الغلس، فلما أردت الرجوع، قلت: أوصى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: اتَّقِ اللَّهَ، وَإِذَا كُنْتَ فِي مَجْلُسٍ فَقُمْتَ عَنْهُمْ، فَسَمِعْتَهُمْ يَقُولُونَ مَا يُعْجِبُكَ فَائْتِهِ، وَإِذَا سَمَعِتْهُمْ يَقُولُونَ مَا تَكْرَهُ فَلا تَأْتِهِ.
وَرَوَاهُ ابْنُ مَهْدِيٍّ، وَمُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، عَنْ قُرَّةَ، مِثْلَهُ. أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ، إلا أن ابن منده وأبا نعيم قالا: أَوْسٌ، وَقَالَ أَبُو عُمَرَ: إِيَاسٌ، وَقَالَ أَبُو مُوسَى:
إِيَاسٌ، وَقَدْ أَزَالَ أَبُو عُمَرَ اللَّبْسَ بِقَوْلِهِ: حَرْمَلَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِيَاسٍ، وَقِيلَ: حَرْمَلَةُ بْنُ إِيَاسٍ، فَجَمَعَ بَيْنَ مَا قاله ابن مندة وأبو موسى [1] .
__________
[1] كذا في الأصل.(1/475)
1131- حرملة بن عمرو بن سنة الأسلمي
(ب د ع) حرملة بْن عمرو بْن سنة الأسلمي، والد عبد الرحمن بْن حرملة.
كان يسكن ينبع، روى عَبْد الرَّحْمَن بْن حرملة، عَنْ يَحيى بْن هند بْن حارثة الأسلمي، عن حرملة ابن عمرو، قال: كنت مع عمي سنان بْن سنة، فرأيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخطب، فقلت لعمي: ما يقول؟
قال: يقول: ارموا الجمار بمثل حصى الخذف [1] .
رواه عَنْ عبد الرحمن بْن حرملة جماعة، منهم: وهيب بْن الورد، والدراوَرْديّ، ويحيى بْن أيوب، ولهند والد يحيى بْن هند هذا صحبة أيضًا، ونذكره في موضعه، إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه الثلاثة.
1132- حرملة المدلجي
(ب س) حرملة المدلجي، معدود في الصحابة.
أَخْبَرَنَا الْحَافِظُ أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمَدِينِيُّ إِذْنًا، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ محمد بن عبيد الله ابن الْحَارِثِ كِتَابَةً، أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْعَطَّارُ الْمُقْرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ شَاهِينَ، أَخْبَرَنَا عبد الله ابن مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ سَعْدٍ، أَخْبَرَنَا حَرْمَلَةُ الْمُدْلِجِيُّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، كَانَ يَنْزِلُ يَنْبُعَ، سَمِعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وروى عَنْهُ، ويقولون: سافر معه أسفارا، وروى عنه ابنه عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا نُحِبُّ الْهِجَّرَةَ، وَأَرْضُنَا أَرْفَقُ بِنَاُ فِي الْمَعِيشَةِ، فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ لا يَلِتُكَ مِنْ عَمْلِكَ شَيْئًا حَيْثُمَا كُنْتَ» . أَخْرَجَهُ أَبُو عمر وأبو موسى.
1133- حرملة بن مريطة
حرملة بْن مريطة، ذكره سيف في كتاب الفتوح، قال: حرملة بْن مريطة من صالحي الصحابة، وذكره الطبري فيمن كان مع عتبة بْن غزوان بالبصرة، وسيره عتبة إِلَى قتال الفرس بميسان ودستمسان [2] ، من خوزستان، وله صحبة وهجرة إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وسير عتبة معه سلمى بْن القين، وكان من المهاجرين أيضا، كانا في أربعة آلاف من تميم والرباب، فنزلوا الجعرانة، ونعمان، وكلاهما من نواحي العراق، وكان بإزائهما النوشجان والقيومان في جموع الفرس بالوركاء.
1134- حرملة بن هوذة
(ب س) حرملة بْن هوذة، بْن خَالِد بْن ربيعة بْن عمرو بْن عامر، فارس الضحياء، فرس كانت له، وهو ابن ربيعة بْن عامر بْن صعصعة، وعمرو بْن عامر هو أخو البكاء، واسم البكاء: ربيعة بْن عامر، وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم
__________
[1] يعنى صغارا.
[2] دستسان: كورة بين واسط والأهواز، وللوركاء: موضع من حدود كسكر، وكسكر: كورة واسعة من الجانب الشرقي إلى أن يصب دجلة في البحر.(1/476)
هو وأخوه خَالِد، فأسلما، فسر بهما، وهما معدودان في المؤلفة قلوبهم، ولما أسلما كتب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى خزاعة يبشرهم بإسلامهما.
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى.
1135- حريث بن حسان الشيباني
(ع ب س) حريث بْن حسان الشيباني، وقيل: الحارث، وقد تقدم في الحارث، وخبره هناك مذكور، وهو صاحب قيلة بنت مخرمة، وهو وافد بكر بْن وائل، فلا نطول بذكره، والحارث أصح.
أخرجه هاهنا أَبُو نعيم وَأَبُو عمر وَأَبُو موسى، وأخرجوه كلهم في الحارث.
1136- حريث بن زيد بن عبد ربه
(ع ب س) حريث بْن زيد بْن عبد ربه بْن ثعلبة بْن زيد من بني جشم بْن الحارث بْن الخزرج.
شهد بدرًا مع أخيه عَبْد اللَّهِ بْن زيد الذي أري الأذان، وشهد أيضًا أحدًا في قول جميعهم، كذا نسبه أَبُو عمر.
ونسبه أَبُو نعيم وَأَبُو موسى، فقالا: حريث بْن زيد بْن ثعلبة بْن عبد ربه بْن زيد بْن الحارث بْن الخزرج الخزرجي.
قلت: والحق معهما فإنه ليس من بني جشم بْن الحارث بْن الخزرج، وَإِنما هو من بني زيد بْن الحارث، وكذلك نسبه ابن إِسْحَاق أيضًا، فقال: حريث بْن زيد بْن ثعلبة بْن عبد ربه بْن زيد، ووافقه عَلَى هذا النسب هشام بْن الكلبي، والله أعلم.
أخرجه أَبُو نعيم وَأَبُو عمر وَأَبُو موسى.
1137- حريث بن زيد الخيل الطائي
حريث بْن زيد الخيل الطائي، ويذكر نسبه عند أَبِيهِ، إن شاء اللَّه تَعَالى، شهد هو وأخوه مكنف ابن زيد قتال الردة مع خَالِد بْن الْوَلِيد، قال أَبُو عمر في ترجمة أبيهما زيد الخيل: كان له ابنان مكنف وحريث، وقيل فيه: الحارث. أسلما وصحبا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وشهدا قتال الردة مع خَالِد، ولم يذكر أَبُو عمر لهما ترجمتين.
أخرجه أبو على الغساني.
1138- حريث بن سلمة
(ب) حريث بْن سلمة بْن سلامة بْن وقش بْن زغبة بْن زعوراء بْن عبد الأشهل الأنصاري الأوسي ثُمَّ الأشهلي. روى عنه محمود بْن لبيد.
أخرجه أَبُو عمر مختصرا.(1/477)
1139- حريث أبو سلمى
(د ع) حريث أَبُو سلمى، راعي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يعد في الشاميين، روى حديثه الْوَلِيد بْن مسلم، عَنْ عبد الرحمن بْن يَزِيدَ بْن جابر، عَنْ أَبِي سلام الأسود، عَنْ حريث أَبِي سلمى، راعي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ يقول: «بخ بخ لخمس، ما أثقلهن فِي الميزان:
لا إله إلا اللَّه، والله أكبر، وسبحان اللَّه، والحمد للَّه، والولد الصالح يتوفى فيحتسبه» .
ورواه اللَّيْث بْن سعد، عَنِ الْوَلِيد، مثله. ورواه زيد بْن يحيى بْن عبيد، وَإِبْرَاهِيم بْن عبد اللَّه بْن العلاء ابن زبر [1] ، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن العلاء، عَنْ أَبِي سلام، عَنْ ثوبان، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
1140- حريث بن شيبان
(س) حريث بْن شيبان، وافد بكر بْن شيبان، قال أَبُو موسى: كذا ذكره عبدان، قال:
وقيل: الحارث بْن حسان، وكلاهما واحد.
أخرجه أَبُو موسى.
قلت: هذا الذي نقله أَبُو موسى عَنْ عبدان من أعجب الأقوال وأغربها في نسبه، وفي القبيلة التي وفد منها! فأي قبيلة هي بكر بْن شيبان؟ فلو عكس لكان أقرب إِلَى الصحة، وقوله: وهما واحد، فكيف يكونان واحدا وأحدهما حريث بْن شيبان، والآخر حريث أو الحارث بْن حسان! ولعله قد رَأَى حريث من شيبان، فصحفها، وجعل ابنا عوض من، وهذا يقع مثله كثيرا.
1141- حريث بن عمرو
(ب د ع) حريث بْن عمرو بْن عثمان بْن عُبَيْدِ اللَّهِ بْن عمر بْن مخزوم، القرشي المخزومي، والد عمرو وسعيد ابني حريث، لكلهم صحبة، حمل ابنه عمرا إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فدعا له.
روى حديثه عطاء بْن السائب، عَنْ عمرو بْن حريث، عن أبيه حريث، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «الكمأة من المن، وماؤها شفاء للعين [2] » .
ورواه عَبْد الْمَلِكِ بْن عمير، عَنْ عمرو بْن حريث، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زيد، وهو أصح. أخرجه الثلاثة، إلا أن ابن منده وأبا نعيم جعلا الترجمة حريث بْن أَبِي حريث، ثم نسبه أَبُو نعيم بعد ذلك، فربما يراه من يظنه غير هذا، وهو هو.
1142- حريث بن عوف
حريث بْن عوف، وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذكره ابن منده وَأَبُو نعيم في ترجمة أخيه ضمرة بْن عوف.
__________
[1] ينظر ميزان الاعتدال: 1/ 39.
[2] الكمأة: نبات يوجد في الربيع، أي هي مما من الله به على عباده، وقيل: شبهت بالمن وهو العسل الحلو، الّذي ينزل من السماء عفوا بلا علاج، وكذلك الكمأة لا مئونة فيها ببذر ولا سقى.(1/478)
1143- حريز بن شراحيل الكندي
(د ع) حريز بْن شراحيل الكندي، له صحبة، قال الْوَلِيد بْن مسلم، عَنْ عمرو بن قيس الكندي السكونيّ، عن حرير. وقال إِسْمَاعِيل بْن عياش: عَنْ عمرو بْن قيس، عَنْ حريز، عَنْ رجل، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال أَبُو زرعة الدمشقي: قول إِسْمَاعِيل أصح.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
حريز: بفتح الحاء، وكسر الراء، وآخره زاي، قاله ابن ماكولا، وقال: قتل عام الخازر [1] سنة ست وستين.
1144- حريز أو أبو حريز
(ب د ع) حريز أو أَبُو حريز. كذا روي عَلَى الشك، روى عنه أَبُو ليلى الكندي، قَالَ: «انتهيت إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو يخطب بمنى، فوضعت يدي عَلَى رحله فإذا ميثرته جلد ضائنة» .
وقد أخرجه أبو مسعود في الأفراد، فقال: جرير أو أَبُو جرير بالجيم، والأول أصح.
أخرجه الثلاثة.
1145- حريش
(س) حريش. روى حبيب بْن خدرة عَنِ الحريش قال: كنت مع أَبِي حين رجم ماعز، فلما أخذته الحجارة أرعدت، فضمني رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسأل علي من عرقه مثل ريح المسك.
أخرجه أَبُو موسى.
قال ابن ماكولا، خدرة، بضم الخاء المعجمة، وسكون الدال المهملة، وفتح الراء، وبعدها هاء، رجل من ولد حريش أَنَّهُ كان مع أبيه حين رجم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم ما عزا، روى عنه أَبُو بكر بْن عياش، وروى عنه ابن عيينة أبياتًا.
1146- حريش بْن هلال
حريش بْن هلال القريعي. ذكر له أَبُو تمام الطائي أبياتا في الحماسة [2] تدل عَلَى صحبته، وأولها:
شهدن مع النَّبِيّ مسومات ... حنينا وهي دامية الحوامي
ووقعة خَالِد شهدت وحكت ... سنابكها عَلَى البلد الحرام
فإن كان هذا الشعر صحيحًا، فهو صحابي لا شك فيه، وقال ابن هشام: الأبيات للجحاف بْن حكيم السلمي [3] ، وقد ذكرناه في الجيم.
__________
[1] في الأصل: الحازر، بالحاء، وفي المطبوعة: الحارف، والخارز: نهر بين إربل والموصل على خمسة فراسخ من الموصل، ينظر العبر للذهبى: 1/ 73.
[2] ينظر شرح ديوان الحماسة للتبريزى: 1/ 134، 135.
[3] ينظر سيرة ابن هشام: 2/ 433.(1/479)
باب الحاء والزاى
1147- حزابة بن نعيم
(ب د ع) حزابة بْن نعيم بْن عمرو بْن مالك بْن الضبيب. عداده في أهل فلسطين، أسلم عام تبوك، روى حديثه إسحاق بن سويد، عن معروف بن طريف بْن معروف بْن عمرو بْن حزابة، عَنْ أبيه، عَنْ جده، عَنْ أبيه حزابة، قَالَ: «أتيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بتبوك» أخرجه الثلاثة، وهو بالحاء والزاي، والباء الموحدة، وآخره هاء.
1148- حزام بن خويلد
(س) حزام والد حكيم بْن حزام بْن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي، القرشي الأسدي.
قال أَبُو موسى: أورده عبدان بْن مُحَمَّد بِإِسْنَادِهِ، عَنْ علي بْن يَزِيدَ الصدائي، عَنْ أَبِي موسى مولى عمرو ابن حريث، عَنْ حكيم بْن حزام، عَنْ أبيه، قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، فقلت: يا رَسُول اللَّهِ، أصوم الدهر؟ فسكت، ثم قلت: يا رَسُول اللَّهِ، أصوم الدهر؟ فسكت، ثم قلت: يا رَسُول اللَّهِ، أصوم الدهر؟ فقال: أَمَا لأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقٌّ؟ صُمْ رَمَضَانَ وَالَّذِي يَلِيهِ، وَصُمِ الأَرْبَعَاءَ وَالْخَمِيسَ، فَإِذًا أَنْتَ قَدْ صمت الدهر كله، وأفطرت الدهر كله.
قال أَبُو موسى الأصفهاني: هذا خطأ، والمحفوظ ما رواه أَبُو نعيم، عَنْ أَبِي موسى هارون بْن سلمان [1] الفراء، مَوْلَى عَمْرِو بْن حُرَيْثٍ، عَنْ مُسْلِمِ بْن عبيد اللَّه: أن أباه أخبره أَنَّهُ سَأَلَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» ..
وذكر نحوه.
وهكذا رواه غير واحد، عَنْ هارون بْن سلمان [1] ، إلا أن بعضهم قال: عَنْ عُبَيْد اللَّه بْن مسلم عَنْ أبيه. أخرجه أبو موسى.
1149- حزم بن عبد
(س) حزم بْن عبد. ذكره عبدان، عَنْ موسى بْن عبيدة، عَنْ نافع بْن مالك، عَنْ حزم بْن عبد قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خلتان عَلَى الناس: السمع والطاعة للَّه عز وجل، ولرسوله، ولولاة الأمر. أخرجه أَبُو موسى.
1150- حزم بْن عمرو
حزم بْن عمرو. قال أَبُو موسى: قال ابن أَبِي حاتم: حزم بْن عبد عمرو، ويقال: ابن عمرو الخثعمي، مدني، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن عمرو بْن العاص، روى عنه أَبُو سهيل، وهو نافع بْن مالك، قال أَبُو موسى:
فعلى هذا الترجمتان: هذا والذي قبله لواحد، وهو تابعي، وقال ابن شاهين: في الصحابة حزم بْن عبد عمرو الخثعمي.
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: سليمان، ينظر خلاصة التذهيب: 349، وترجمة عبيد الله بن مسلم في هذا الكتاب.(1/480)
1151- حزم بن أبى كعب
(ب د ع) حزم بْن أَبِي كعب الأنصاري. مدني، روى عنه عبد الرحمن بْن جابر: أَنَّهُ مر بمعاذ بْن جبل، وهو يؤم قومه بصلاة المغرب، فقرأ بالبقرة، فانصرف، فأصبحوا، فأتى معاذ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال:
يا نبي اللَّه، إن حزمًا ابتدع الليلة بدعة، ما أدري ما هي؟ فجاء حزم فقال: يا نبي اللَّه، مررت بمعاذ وقد افتتح سورة البقرة فصليت فأحسنت صلاتي، ثم انصرفت، فقال: يا معاذ، لا تكن فتانًا، فإن خلفك الضعيف والكبير وذا الحاجة.
ورواه عمرو بْن دينار، ومحارب بْن دثار، وَأَبُو صالح، وغيرهم، عَنْ جابر: أن معاذًا صلى بأصحابه فطول، فجاء فتى من الأنصار. وذكر الحديث، ولم يسموه، وقد تقدم في حازم [1] . أخرجه الثلاثة.
1152- حزن بن أبى وهب
(ب د ع) حزن بْن أَبِي وهب بْن عَمْرو بْن عائذ بْن عمران بْن مخزوم القرشي المخزومي، جد سعيد ابن المسيب بْن حزن.
كان من المهاجرين، ومن أشراف قريش في الجاهلية، وهو الذي أخذ الحجر الأسود من الكعبة حين أرادت قريش تبني الكعبة، فنزا الحجر من يده حتى رجع مكانه، وقيل: الذي رفع الحجر أَبُو وهب والد حزن، وهو الصحيح، وَإِخوته: هبيرة ويزيد بنو أَبِي وهب، إخوة هبار بْن الأسود لأمه، أمهم جميعًا فاختة بنت عامر بْن قرط بْن سلمة بْن قشير [2] .
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُعَمَّرِ بْنِ طبرزد، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ الْحُصَيْنِ، أَخْبَرَنَا أَبُو طالب محمد ابن مُحَمَّدِ بْنِ غَيْلانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْمُزَكِّي، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ السَّرَّاجُ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلم، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: كَانَ اسْمُ جَدِّي حَزَنًا، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: حَزَنٌ، قَالَ: لا، بَلْ أَنْتَ سَهْلٌ، قَالَ: لا أُغَيِّرِ اسمى. قال سعيد: فإنا لنعرف تلك الْحُزُونَةَ فِينَا، فَفِي وَلَدِهِ سُوءُ خُلُقٍ. وَهَذَا حديث مشهور، عن سعيد ابن الْمُسَيِّبِ. أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
وقد أنكر الزبيري مصعب هجرته، وقال: هو وابنه المسيب من مسلمة الفتح، واستشهد حزن يَوْم اليمامة، وقيل: استشهد يَوْم بزاخة [3] أول خلافة أَبِي بكر في قتال أهل الردة.
عائذ: بالياء [4] تحتها نقطتان وآخره ذال معجمة.
__________
[1] ينظر ترجمة حازم الأنصاري: 1/ 430.
[2] ينظر كتاب نسب قريش: 346.
[3] ماء بأرض نجد، ينظر العبر للذهبى: 1- 12، 13.
[4] كذا والمشهور بالهمزة.(1/481)
باب الحاء والسين
1153- حسان بن ثابت
(ب د ع) حسان بْن ثابت بْن المنذر بْن حرام بْن عمرو بْن زَيْد مناة بْن عدي بْن عَمْرو بْن مالك بْن النجار. واسمه تيم اللَّه، بْن ثعلبة بْن عَمْرو بْن الخزرج، الْأَنْصَارِيّ الخزرجي، ثم من بني مالك بْن النجار، يكنى أبا الْوَلِيد، وقيل: أَبُو عبد الرحمن، وقيل: أَبُو الحسام، لمناضلته عَنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولتقطيعه أعراض المشركين، وأمه: الفريعة بنت خَالِد بْن خنس [1] بْن لوذان بْن عبد ود بْن زيد ابن ثعلبة بْن الخزرج بْن كعب بْن ساعدة الأنصارية، يقال له: شاعر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ووصفت عائشة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالت: كان والله كما قال فيه حسان: [2]
متى يبد في الداجي البهيم جبينه ... يلح مثل مصباح الدجى المتوقد
فمن كان أو من ذا يكون كأحمد ... نظام لحق أو نكال لملحد
وكان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينصب له منبرًا في المسجد، يقوم عليه قائمًا، يفاخر عَنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ورسول اللَّه يقول: إن اللَّه يؤيد حسان بروح القدس، ما نافح عَنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وروي أن الذين كانوا يهجون رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من مشركي قريش: أَبُو سُفْيَان بْن الحارث بْن عَبْد المطلب، وعبد اللَّه بْن الزبعري، وعمرو بْن العاص، وضرار بْن الخطاب.
وقال قائل لعلي بْن أَبِي طالب رضي اللَّه عنه: اهج القوم الذين يهجوننا، فقال: إن أذن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فعلت [3] ، فقال رَسُول اللَّهِ: إن عليًا ليس عنده ما يراد من ذلك. ثم قال: ما يمنع القوم الذين نصروا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأسيافهم أن ينصروه بألسنتهم؟. فقال حسان: أنا لها، وأخذ بطرف لسانه وقال: والله ما يسرني به مقول بين بصرى وصنعاء، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كيف تهجوهم وأنا منهم؟
وكيف تهجو أبا سفيان وهو ابن عمي؟ فقال: يا رَسُول اللَّهِ، لأسلنك منهم كما تسل الشعرة من العجين، فقال: ائت أبا بكر فإنه أعلم بأنساب القوم منك. فكان يمضي إِلَى أَبِي بكر رضي اللَّه عنه ليقفه عَلَى أنسابهم، فكان يقول له: كف عَنْ فلانة وفلانة، واذكر فلانة وفلانة. فجعل يهجوهم، فلما سمعت قريش شعر حسان قَالُوا: هذا شعر ما غاب عنه ابن أَبِي قحافة.
فمن قول حسان في أَبِي سفيان بْن الحارث [4] :
وأن سنام المجد من آل هاشم ... بنو بنت مخزوم ووالدك العبد
ومن ولدت أبناء زهرة منهم ... كرام ولم يقرب عجائزك المجد
ولست كعباس ولا كابن أمه ... ولكن لئيم لا يقام له زند [5]
وأنّ امرأ كانت سمية أمه ... وسمراء مغموز [6] إذا بلغ الجهد
__________
[1] في الأصل: جسر، وما أثبته عن الخزانة 1- 227.
[2] ديوانه: 90.
[3] بعده في الاستيعاب 342: «فقالوا: يا رسول الله، ائذن له» .
[4] ديوانه: 123، 134.
[5] كذا وفي الاستيعاب، وفي الديوان:
ولكن هجين ليس يورى له زند
[6] في ديوانه: مغلوب.(1/482)
فلما بلغ هذا الشعر أبا سفيان قال: هذا شعر لم يغب عنه ابن أَبِي قحافة.
يعني بقوله بنت مخزوم: فاطمة بنت عمرو بْن عائذ بْن عمران بْن مخزوم، وهي أم أَبِي طالب، وعبد اللَّه، والزبير، بني عبد المطلب، وقوله: ومن ولدت أبناء زهرة منهم، يعني حمزة وصفية، أمهما: هالة بنت وهيب بْن عبد مناف بْن زهرة، وقوله: عباس وابن أمه، وهو ضرار بْن عبد المطلب، أمهما: نتيلة، امرأة من النمر بْن قاسط، وسمية أم أَبِي سفيان، وسمراء أم أبيه الحارث.
قال ابن سيرين: انتدب لهجو رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من المشركين من ذكرنا وغيرهم، فانتدب لهجو المشركين ثلاثة من الأنصار: حسان، وكعب بْن مَالِك، وعبد اللَّه بْن رواحة، فكان حسان وكعب يعارضانهم، مثل قولهم في الوقائع والأيام والمآثر، ويذكرون مثالبهم، وكان عَبْد اللَّهِ بْن رواحة يعيرهم بالكفر وبعبادة ما لا يسمع ولا ينفع، فكان قوله أهون القول عليهم، وكان قول حسان وكعب أشد القول عليهم، فلما أسلموا وفقهوا كان قول عَبْد اللَّهِ أشد القول عليهم.
ونهى عمر بْن الخطاب رضي اللَّه عنه عَنْ إنشاد شيء من مناقضة الأنصار ومشركي قريش، وقال:
في ذلك شتم الحي والميت، وتجديد الضغائن. وقد هدم اللَّه أمر الجاهلية بما جاء من الإسلام.
وقال ابن دريد، عَنْ أَبِي حاتم، عَنْ أَبِي عبيدة، قال: فضل حسان الشعراء بثلاث: كان شاعر الأنصار في الجاهلية، وشاعر النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في النبوة، وشاعر اليمن كلها في الإسلام [1] .
وقال أَبُو عبيدة: أجمعت العرب عَلَى أن أشعر أهل المدر أهل يثرب، ثم عبد القيس، ثم ثقيف، وعلى أن أشعر أهل المدر حسان.
وقال الأصمعي: الشعر نكد يقوى في الشر ويسهل، فإذا دخل في الخبر يضعف [2] . لأن هذا حسان كان من فحول الشعراء في الجاهلية، فلما جاء الإسلام سقط شعره.
وقيل لحسان: لأن شعرك وهرم يا أبا الحسام، فقال للسائل: يا ابن أخي، إن الإسلام يحجز عَنِ الكذب. يعني أن الإجادة في الشعر هو الإفراط في الذي يقوله، وهو كذب يمنع الإسلام منه، فلا يجئ الشعر جيدًا.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْمَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الطَّبَرِيُّ الْفَقِيهُ الشَّافِعِيُّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا حَوْثَرَةُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَلَدَ الَّذِينَ قَالُوا لِعَائِشَةَ مَا قَالُوا ثَمَانِينَ ثَمَانِينَ: حَسَّانَ بْنَ ثَابِتٍ، وَمِسْطَحَ بْنَ أُثَاثَةَ، وَحَمْنَةَ بِنْتَ جَحْشٍ.
وكان حسان ممن خاض في الإفك، فجلد فيه في قول بعضهم، وأنكر قوم ذلك، وقالوا: إن عائشة كانت في الطواف، ومعها أم حكيم بنت [3] خَالِد بْن العاص، وأم حكيم بنت عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي ربيعة، فذكرتا حسان بْن ثابت وسبتاه، فقالت عائشة: إني لأرجو أن يدخله اللَّه الجنة بذبه عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم بلسانه، أليس القائل:
__________
[1] ينظر الأغاني: 4- 136.
[2] ينظر الشعر والشعراء: 1- 305.
[3] في الأصل والمطبوعة: بن.(1/483)
فإن أَبِي ووالده وعرضي ... لعرض مُحَمَّد منكم وقاء [1]
وبرأته من أن يكون افترى عليها، فقالتا: ألم يقل فيك؟ فقالت: لم يقل شيئًا، ولكنه الذي يقول:
حصان رزان ما تزن بريبة ... وتصبح غرثي من لحوم الغوافل
فإن كان ما قد قيل عني قلته ... فلا رفعت سوطي إِلَى أناملي [2]
وكان حسان من أجبن الناس حتى أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَعَلَهُ مع النساء في الآطام يَوْم الخندق:
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أحمد بن علي البغدادي، بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال:
حدثني يحيى بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَتْ صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فِي فَارِعِ، حِصْنِ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَتْ: وَكَانَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ مَعَنَا فِيهِ، مَعَ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ، حَيْثُ خَنْدَقُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ صَفِيَّةُ: فَمَرَّ بِنَا رَجُلٌ مِنْ يَهُودَ، فَجَعَلَ يُطِيفُ بِالْحِصْنِ، قَالَتْ لَهُ صَفِيَّةُ: إِنَّ هَذَا الْيَهُودِيَّ يُطِيفُ بِالْحِصْنِ كَمَا تَرَى، وَلا آمَنُهُ أَنْ يَدُلَّ عَلَى عَوْرَتِنَا مِنْ وَرَاءِنَا مِنْ يَهُودَ، وَقَدْ شُغِلَ عَنَّا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ، فَانْزِلْ إِلَيْهِ فَاقْتُلْهُ، قَالَ: يَغْفِرِ اللَّهُ لَكِ يَا بِنْتَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، لَقَدْ عَرَفْتِ مَا أَنَا بِصَاحِبِ هَذَا.
قَالَتْ صَفِيَّةُ: فَلَمَّا قَالَ ذَلِكَ أَخَذْتُ عَمُودًا، وَنَزَلْتُ مِنَ الْحِصْنِ إِلَيْهِ، فَضَرَبْتُهُ بِالْعَمُودِ حَتَّى قَتَلْتُهُ، ثُمَّ رجعت إلى الحصن، فقلت: يَا حَسَّانُ، انْزِلْ فَاسْلُبْهُ، فَقَالَ: مَا لِي بِسَلَبِهِ مِنْ حَاجَةٍ يَا بِنْتَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ.
ولم يشهد مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شيئًا من مشاهده لجبنه، ووهب له النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جاريته سيرين أخت مارية، فأولدها عبد الرحمن بْن حسان، فهو وَإِبْرَاهِيم بن رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم ابنا خالة.
أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرٍ عبد الوهاب بن هبة الله بإسناده، عن عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، أخبرنا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، أَخْبَرَنَا سُفَيْانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ (ح) قَالَ أَبِي: وَحَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَوَّارَاتِ الْقُبُورِ.
وتوفي حسان قبل الأربعين في خلافة علي، وقيل: بل مات سنة خمسين، وقيل: سنة أربع وخمسين وهو ابن مائة وعشرين سنة، لم يختلفوا في عمره وأنه عاش ستين سنة في الجاهلية، وستين في الإسلام، وكذلك عاش أبوه ثابت، وجده المنذر، وَأَبُو جده حرام، عاش كل واحد منهم مائة وعشرين سنة، ولا يعرف في العرب أربعة تناسلوا من صلب واحد، وعاش كل منهم مائة وعشرين سنة غيرهم. قال سَعِيد بْن عبد الرحمن: ذكر عند أَبِي عبد الرحمن عمر أبيه، وأجداده، فاستلقى عَلَى فراشه وضحك، فمات وهو ابن ثمان وأربعين سنة.
أخرجه الثلاثة.
1154- حسان بن جابر
(ب د ع) حسان بْن جابر. وقيل: ابن أَبِي جابر السلمي، شهد مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الطائف، روى بقية بْن الْوَلِيد، عَنْ سَعِيدِ بْنِ إِبْرَاهِيم القرشي، عَنْ أَبِي يوسف، شيخ شامي، قال: سمعت حسان
__________
[1] ديوانه: 17.
[2] البيتان في ديوانه مع اختلاف في الرواية: 257، وما هنا موافق لما في الأغاني: 4- 164.(1/484)
ابن أبي جابر قال: كنا مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الطائف فرأى قومًا قد حمروا وصفروا، فقال: مرحبًا بالمحمرين والمصفرين: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودِ بْنِ سَعْدٍ الثَّقَفِيُّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفَّى، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي الْعَطُوفِ الْحَرَّانِيِّ، عَنْ أَبِي يُوسُفَ، عَنْ حَسَّانَ بن أبي جابر قال: كنا مع رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الطَّوَافِ، فَرَأَى رِجَالًا مِنْ أَصْحَابِهِ صَفَّرُوا لِحَاهُمْ، وَآخَرِينَ قَدْ حَمَّرُوهَا، فَقَالَ: مَرْحَبًا بِالْمُحَمِّرِينَ وَالْمُصَفِّرِينَ. أَخْرَجَهُ الثلاثة.
1155- حسان بن أبى حسان
(د) حسان بْن أَبِي حسان العبدي. قدم على النبي صلى الله عليه وسلم فِي وفد عَبْد القيس.
روى عَنْهُ ابنه يَحيى أَنَّهُ قَالَ: «نهى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ هذه الأوعية» . قال ابن منده وهو أخرجه:
هذا وهم، والصواب ما رواه غير واحد، عَنْ يحيى بْن عَبْد اللَّهِ بْن الحارث، عَنْ يحيى بْن حسان، عَنِ ابن الرسيم، عَنْ أبيه، قال: كنت في الوفد.. فذكر نحوه.
1156- حسان بن خوط
(ب) حسان بْن خوط، الذهلي ثم البكري. كان شريفًا في قومه، وكان وافد بكر بْن وائل إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وله بنون جماعة، وشهد الجمل مع علي، وابنه بشر القائل:
أنا ابن حسان بْن خوط وأبي ... رسول بكر كلها إِلَى النَّبِيّ
أخرجه أَبُو عمر.
قلت: قال بشر هذا الشعر يوم الجمل، وكانت راية بكر مع أخيه الحارث بْن حسان الذهلي، فقتل الحارث فقيل فيه:
أنعى الرئيس الحارث بْن حسان [1]
الأبيات، وقال أخوه بشر:
أنا ابن حسان بن خوط
الأبيات.
1157- حسان بن أبى سنان
(س) حسان بْن أَبِي سنان. ذكره عَليّ بْن سَعِيد العسكري فِي الصحابة، وروى عَنِ الحسن بْن عرفة عَنْ عمر بْن حفص العبدي، عَنِ الهيثم بْن حكيم، عَنْ أَبِي عاصم الحبطي، عَنْ حسان بْن أَبِي سنان، قال:
«قال رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: طالب العلم بين الجهال كالحي بين الأموات» . قال ابن أَبِي حاتم: حسان بْن أَبِي سنان، روى عَنِ الحسن.
أخرجه أَبُو موسى مختصرا.
__________
[1] البيت في الكامل لابن الأثير: 3/ 129، وعجزه:
لآل ذهل ولآل شيبان(1/485)
1158- حسان بن شداد
(د ع) حسان بْن شداد بْن شهاب بن زهير بن ربيعة ابن أَبِي الأسود التميمي الطهوي.
روى عنه ابنه نهشل، له ولأمه صحبة، عداده في أعراب البصرة، روى ابنه نهشل عنه أَنَّهُ قال: وفدت أمي عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالت: يا رَسُول اللَّهِ، إني وفدت إليك لتدعو لبني هذا أن يجعل الله فيه البركة، وأن يجعله كبيرا طيبًا مباركًا. فمسح وجهه وقال: اللَّهمّ، بارك لهما فيه، واجعله كبيرًا طيبًا.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم، وساق ابن منده نسبه كما ذكرناه والذي أعرفه: شداد بْن زهير بن شهاب، والله أعلم.
1159- حسان بن عبد الرحمن
(س) حسان بْن عبد الرحمن الضبعي. ذكره العسكري في الأفراد.
روى علي بْن سَعِيد، هو العسكري، عَنْ إِسْحَاق بْن وهب، عَنْ أَبِي داود الطيالسي، عَنْ همام، عَنْ قتادة، عَنْ حسان بْن عبد الرحمن الضبعي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو اغتسلتم من المذي لكان أشد عليكم من الحيض. ذكره ابن أَبِي حاتم فقال: روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلًا، وعن ابن عمر. أخرجه أَبُو موسى.
1160- حسان بن قيس
حسان بْن قيس بْن أَبِي سود بْن كلب [1] بْن عدي بْن [غدانة] [2] بْن يربوع بْن حنظلة التميمي اليربوعي. يكنى أبا سود.
ذكره أَبُو عمر في الكنى فقال: أَبُو سود بْن أَبِي وكيع التميمي، ولم يسمه، وسماه ابن قانع ونسبه كما ذكرناه، ويرد في الكنى إن شاء اللَّه تعالى أتم من هذا.
1161- حسحاس بن بكر
(س) حسحاس بْن بكر بْن عوف بْن عَمْرو بْن عدي بْن عَمْرو بْن مازن من الأزد، نسبه ابن ماكولا وأورده ابن أَبِي حاتم أيضًا، ومن ولده: أَبُو الفيض بْن الحسحاس بْن بكر، وذكره ابن ماكولا أيضًا.
أخرجه أَبُو موسى، ولم يورد له حديثًا، وقد روى له ابن ماكولا بعد أن نسبه كما ذكرناه وقال:
له صحبة، وروي عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من لقي اللَّه بخمس عوفي من النار: سبحان اللَّه، والحمد للَّه، ولا إله إلا الله، والله أكبر [3] .
1162- الحسحاس
(ب س) الحسحاس، آخر. أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى الْمَدِينِيُّ كِتَابَةً، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَدَّادُ، أَخْبَرَنَا الفضل ابن مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ بن الجارود، أخبرنا أبو حاتم،
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: خلف، وهو تحريف، والصواب من كنيته ومن الاستيعاب: 1686.
[2] في الأصل والمطبوعة: عبد الله، ينظر كنيته والاستيعاب.
[3] خامسها: ولد محتسب، وسيأتي.(1/486)
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ الْمُغِيرَةِ، أَخْبَرَنَا زَافِرُ بْنُ سُلَيْمَان، عَنْ أَبِي يَحْمَدَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ زهران، عَنِ الْحَسْحَاسِ، وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: مَنْ لَقِيَ اللَّهَ بِخَمْسٍ عُوفِيَ مِنَ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ: سبحان الله، والحمد للَّه، ولا إله إلا الله، والله أكبر، وولد محتسب» [1] . أبو محمد: هو بقية بْن الْوَلِيد، هذا لفظ أَبِي موسى.
وقال أَبُو عمر: الحسحاس، رجل من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في سبحان اللَّه..
الحديث، كذا ذكره ابن أَبِي حاتم، وذكره غيره في الخاء المنقوطة، فإن كان كذلك فهو الخشخاش غير العنبري الذي بالخاء والشين المعجمات، قال أَبُو عمر: وهو عندي وهم، لأن حديث ذاك غير حديث هذا.
قلت: قد جعل أَبُو موسى الحسحاس ترجمتين، إحداهما الأولى التي قبل هذه، ونسبه عَنِ ابن ماكولا، والثانية هذه وقال: حسحاس آخر، وروى للثاني حديث: سبحان اللَّه، وروى للأول عَنِ ابن ماكولا، ولم يذكر له حديثًا، وابن ماكولا إنما روى هذا الحديث في الترجمة الأولى التي رواها أَبُو موسى عنه، فجعل أَبُو موسى هذا الثاني راويًا للحديث، وجعل الأول فارغًا من الحديث، وأحال به عَلَى ابن ماكولا، وابن ماكولا روى الحديث في الأول الذي نسبه، والله أعلم.
1163- حسل بن خارجة
(ب) حسل بْن خارجة الأشجعي، وقيل: حسيل، وبعضهم يقول: حنبل. أسلم يَوْم خيبر وشهد فتحها، وروي عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَّهُ أعطى الفارس يومئذ ثلاثة أسهم، وأعطى الراجل سهمًا واحدًا» ، أخرجه أَبُو عمر مختصرا. حسل: بكسر الحاء وآخره لام.
1164- حسل العامري
(د ع) حسل العامري. من بني عامر بْن لؤي، حديثه: مَرَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حجته عَلَى رجل قد فرغ من حجته، فقال له: أسلم لك حجك؟ قال: نعم، قال: ائتنف [2] العمل. أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
1165- الحسن بن على
(ب د ع) الحسن بْن عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِب بْن عَبْد المطلب بن هاشم بْن عبد مناف، القرشي الهاشمي، أَبُو مُحَمَّد، سبط النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأمه فاطمة بِنْت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سيدة نساء العالمين، وهو سيد شباب أهل الجنة، وريحانة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وشبيهه، سماه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الحسن، وعق [3] عنه يَوْم سابعه، وحلق شعره وأمر أن يتصدق بزنة شعره فضة، وهو خامس أهل الكساء.
__________
[1] احتسب فلان ابنا: إذا مات كبيرا، وأفرطه، إذا مات صغيرا، ومعناه: إذا اعتد مصيبته به في جملة بلايا الله التي يثاب على الصبر عليها.
[2] يعنى: استأنفه.
[3] العقيقة: الذبيحة التي تذبح عن المولود، وأصل العق الشق والقطع، وقيل الذبيحة: عقيقة، لأنها يشق حلقها.(1/487)
قال أَبُو أحمد العسكري: سماه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الحسن، وكناه أبا مُحَمَّد، ولم يكن يعرف هذا الاسم في الجاهلية، وروى عَنِ ابن الأعرابي، عَنِ المفضل، قال: إن اللَّه حجب اسم الحسن والحسين حتى سمى بهما النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابنيه الحسن والحسين، قال: فقلت له: فاللذين باليمن؟ قال: ذاك حسن ساكن السين، وحسين بفتح الحاء وكسر السين، ولا يعرف قبلهما إلا اسم رملة في بلاد ضبة، قال ابن عنمة [1] :
غداة أضر بالحسن السبيل
وعندها قتل بسطام بْن قيس الشيباني.
أَخْبَرَنَا أَبُو أحمد عبد الوهاب بن علي بن علي الأَمِينُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّد بْن نَاصِرٍ، أخبرنا أبو طاهر بن أبي الصقر الأنباري، أَخْبَرَنَا أَبُو البركات أحمد بْن عبد الواحد بْن نظيف، حدثنا الحسن بْن رشيق، أَخْبَرَنَا أَبُو بشر الدولابي قال: سمعت أبا بكر بْن عبد الرحيم الزُّهْرِيّ يقول: ولد الحسن بن على ابن أَبِي طالب، وأمه فاطمة بِنْت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في النصف من رمضان سنة ثلاث من الهجرة، وتوفي بالمدينة سنة تسع وأربعين، وقيل: ولد للنصف من شعبان سنة ثلاث، وقيل: ولد بعد أحد بسنة، وقيل:
بسنتين، وكان بين أحد والهجرة سنتان وستة أشهر ونصف.
قال الدولابي: وحدثنا الحسن بْن عَلِيِّ بْنِ عفان، أَخْبَرَنَا معاوية بْن هشام، أَخْبَرَنَا علي بْن صالح، عَنْ سماك بْن حرب، عَنْ قابوس بْن المخارق قال: قالت أم الفضل: يا رَسُول اللَّهِ، رأيت كأن عضوًا من أعضائك في بيتي، قال: خيرا رَأَيْتِ، تَلِدُ فَاطِمَةُ غُلامًا فَتُرْضِعِينَهُ بِلَبَنِ قُثَمَ، فولدت الحسن فأرضعته بلبن قثم، قال علي بْن أَبِي طالب رضي اللَّه عنه: لما ولد الحسن جَاءَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: «أروني ابني، ما سميتموه؟ قلت: سميته حربا، قال: بلى هو حسن، فلما ولد الحسين سميناه حَرْبًا، فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: أروني ابني، ما سميتموه؟ قلت: سميته حربًا، قال: بل هو حسين، فلما ولد الثالث جاء النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَرُونِي ابني ما سميتموه؟ قلت: سميته حَرْبًا، قَالَ: بَلْ هُوَ مُحَسِّنٌ، ثُمَّ قَالَ:
سَمَّيْتُهُمْ بِأَسْمَاءِ وَلَدِ هَارُونَ: شَبَّرُ وَشَبَّيْرُ وَمُشَبِّرُ» .
روى عنه عائشة، والشعبي، وسويد بْن غفلة، وشقيق بْن سلمة، وهبيرة بْن يريم، والمسيب بْن نجبة، والأصبع بْن نباتة، وَأَبُو الحوراء، ومعاوية بن حديج، وَإِسْحَاق بْن بشار، ومحمد بْن سيرين، وغيرهم. أخبرنا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ وَغَيْرُ وَاحِدٍ قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ الْكَرُوخِيُّ بِإِسْنَادِهِ، عَنْ أَبِي عِيسَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى التِّرْمِذِيِّ، أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن يَزِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ أَبِي الْحَوْرَاءِ قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ: عَلَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلِمَاتٍ أَقُولُهُنَّ فِي الْوِتْرِ: اللَّهمّ، اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ، فَإِنَّكَ تَقْضِي وَلا يُقْضَى عَلَيْكَ، وَإِنَّهُ لا يُذَلُّ من واليت، تباركت ربنا وتعاليت
__________
[1] البيت في اللسان: عنم، وروايته:
لأم الأرض ويل ما أجنت ... بحيث أضر بالحسن السبيل(1/488)
أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ سُكَيْنَةَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ السَّلامِيُّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي الصَّقرِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ بْنُ نَظِيفٍ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ رَشِيقٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ الدَّوْلابِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ (ح) قَالَ أَبُو بِشْرٍ: وَحَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ سَعِيدٍ، أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَبِي الْحَوْرَاءِ قَالَ: قُلْتُ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ: مَا تَذْكُرُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: أَذْكُرُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ أَنِّي أَخَذْتُ تَمْرَةً مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ، فَتَرَكْتُهَا فِي فَمِي، فَنَزَعَهَا بِلُعَابِهَا، وجعلها في تمر الصدقة، فقبل: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا كَانَ عَلَيْكَ مِنْ هَذِهِ التَّمْرَةِ؟ قَالَ: إِنَّا آلَ مُحَمَّدٍ لا تَحِلُّ لَنَا الصَّدَقَةُ. وَكَانَ يَقُولُ: دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لا يَرِيبُكَ، فَإِنَّ الصِّدْقَ طَمَأْنِينَةٌ، وَإِنَّ الْكَذِبَ رِيبَةٌ. وَكَانَ يُعَلِّمُنَا هَذَا الدُّعَاءَ.. وَذَكَرَ حَدِيثَ الْقُنُوتِ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْقَاهِرِ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بن الحسين القاري، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَيُّوبَ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا خَالِدُ الْعُمَرِيُّ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثوري، عن سعد بن طريف، عن عُمَيْر بْن مَأْمُونٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ يَقُولُ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ صَلَّى صَلاةَ الْغَدَاةِ فَجَلَسَ فِي مُصَلاهُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ كَانَ لَهُ حِجَابٌ مِنَ النَّارِ، أَوْ قَالَ: سِتْرٌ مِنَ النَّارِ» . أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَبَرْزَدَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي غَالِبِ بْنِ الطّلايَةِ الْوَرَّاقُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الأَنْمَاطِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المخلص، أخبرنا عبد الله بن محمد البغوي، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، أَخْبَرَنَا مَرْوَانُ، أَخْبَرَنَا الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي نُعْمٍ [1] الْبَجَلِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِلا ابْنَيِ الْخَالَةِ: عِيسَى وَيَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا عليهما السَّلامُ» . أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ وَغَيْرُهُ بِإِسْنَادِهِمْ إلى محمد بن عيسى بن سورة، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالا: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ الرَّبَعِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبى بكر ابن زَيْدِ بْنِ الْمَهَاجِرِ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُسْلِمُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ [2] النَّبَّالُ، أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أبي أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: طَرَقْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فِي بَعْضِ الْحَاجَةِ، فَخَرَجَ إِلَيَّ وَهُوَ مُشْتَمِلٌ عَلَى شَيْءٍ لا أَدْرِي مَا هُوَ، فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنْ حَاجَتِي قُلْتُ: مَا هَذَا الَّذِي أَنْتَ مُشْتَمِلٌ عَلَيْهِ؟ فَكَشَفَهُ فَإِذَا حَسَنٌ وَحُسَيْنٌ عَلَى وَرِكَيْهِ، فَقَالَ: هَذَانِ ابْنَايْ وَابْنَا ابْنَتِي، اللَّهمّ إِنِّي أُحِبُّهُمَا فَأَحِبَّهُمَا، وَأَحِبَّ مَنْ يُحِبُّهُمَا. قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ، وَأَخْبَرَنَا الأَشْعَثُ، هُوَ ابْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ: صَعِدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمِنْبَرَ فَقَالَ: إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ، يُصْلِحُ اللَّهُ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ» . قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي بُرَيْدَةَ يَقُولُ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُنَا إِذْ جَاءَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ، عَلَيْهِمَا قَمِيصَانِ أَحْمَرَانِ، يَمْشِيَانِ وَيَعْثُرَانِ، فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْمِنْبَرِ، فحملهما ووضعهما
__________
[1] في المطبوعة: نعيم، ينظر خلاصة التذهيب: 76.
[2] في الأصل والمطبوعة: زيد، والمثبت عن خلاصة التذهيب: 321.(1/489)
بَيْنَ يَدَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: صَدَقَ اللَّهُ أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ 8: 28 [1] نَظَرْتُ إِلَى هَذَيْنِ الصَّبِيَّيْنِ يَمْشِيَانِ وَيَعْثُرَانِ، فَلَمْ أَصْبِرْ حَتَّى قَطَعْتُ حَدِيثِي وَرَفَعْتُهُمَا. قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: لَمْ يَكُنْ أَشْبَهَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ.
قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، أَخْبَرَنَا زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ وَهْرَامٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَامِلَ الْحَسَنِ عَلَى عَاتِقِهِ فَقَالَ رَجُلٌ: نِعْمَ الْمَرْكَبُ رَكِبْتَ يَا غُلامُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَنِعْمَ الرَّاكِبُ هُوَ» . أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ بْنُ أَبِي الرَّجَاءِ الثَّقَفِيُّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى مُسْلِمِ بْنِ الْحَجَّاجِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ وأبو بكر ابن نَافِعٍ، أَخْبَرَنَا غُنْدَرٌ، وَأَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاضِعًا الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ عَلَى عَاتِقِهِ، وَهُوَ يَقُولُ: اللَّهمّ، إِنِّي أُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بن سليمان الأصفهاني، عن يحيى ابن عُبَيْدٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ رَبِيبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً 33: 33 [2] فِي بَيْتِ أُمِّ سَلَمَةَ، فَدَعَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاطِمَةَ، وَحَسَنًا، وَحُسَيْنًا، فَجَلَّلَهُمْ بِكِسَاءٍ، وَعَلِيٌّ خَلْفَ ظَهْرِهِ، ثُمَّ قَالَ: هَؤُلاءِ أَهْلُ بَيْتِي، فَاذْهَبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيرًا، قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: وَأَنَا مَعَهُمْ يَا رَسُولَ الله؟ قال: أنت على مكانك، أنت إلى خَيْرٍ» . قَالَ مُحَمَّدٌ: وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ الْكُوفِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، أَخْبَرَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ وَالأَعْمَشُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا، أَحَدُهَما أَعْظَمُ مِنَ الآخَرِ: كِتَابُ اللَّهِ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ وَعِتْرَتِي أَهْلُ بَيْتِي، وَلَنْ يَتَفَرَّقَا حتى يردا على الْحَوْضَ، فَانْظُرُوا كَيْفَ تَخْلُفُونِي فِيهِمَا» . قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ الأَشْعَثِ، أخبرنا يحيى بن معين، أخبرنا هشام ابن يُوسُفَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ النَّوْفَلِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَحِبُّوا اللَّهَ لِمَا يَغْذُوكُمْ [3] مِنْ نِعَمِهِ، وَأَحِبُّونِي بِحُبِّ اللَّهِ، وَأَحِبُّوا أَهْلَ بَيْتِي بِحُبِّي. قيل: إن الحسن بْن علي حج عدة حجات ماشيًا، وكان يقول: إني لأستحيي من ربي أن ألقاه ولم أمش إِلَى بيته، وقاسم اللَّه تعالى ماله ثلاث مرات، فكان يترك نعلًا ويأخذ نعلًا وخرج من ماله كله مرتين. وقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «حسن سبط من الأسباط [4] » وكان حليمًا كريمًا ورعًا، دعاه ورعه وفضله
__________
[1] التغابن: 15.
[2] الأحزاب: 33.
[3] يغذوكم: من الغذاء. وهو ما به نماء الجسم.
[4] أي أمة من الأمم في الخير.(1/490)
إِلَى أن ترك الملك والدنيا، رغبة فيما عند اللَّه تعالى، وكان يقول: ما أحببت أن ألي أمر أمة مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أن يهراق في ذلك محجمة دم، وكان من المبادرين إِلَى نصرة عثمان بْن عفان.
وولي الخلافة بعد قتل أبيه علي رضي اللَّه عنهما، وكان قتل علي لثلاث عشرة بقيت من رمضان من سنة أربعين، وبايعه أكثر من أربعين ألفًا، كانوا قد بايعوا أباه عَلَى الموت، وكانوا أطوع للحسن، وأحب له. وبقي نحو سبعة أشهر خليفة بالعراق، وما وراءه من خراسان والحجاز واليمن وغير ذلك، ثم سار معاوية إليه من الشام، وسار هو إِلَى معاوية، فلما تقاربا علم أَنَّهُ لن تغلب إحدى الطائفتين حتى يقتل أكثر الأخرى، فأرسل إِلَى معاوية يبذل له تسليم الأمر إليه، عَلَى أن تكون له الخلافة بعده، وعلى أن لا يطلب أحدًا من أهل المدينة والحجاز والعراق بشيء مما كان أيام أبيه، وغير ذلك من القواعد، فأجابه معاوية إِلَى ما طلب، فظهرت المعجزة النبوية في قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن ابني هذا سيد يصلح اللَّه به بين فئتين من المسلمين.
وأي شرف أعظم من شرف من سماه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سيدًا؟ أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْقَاسِمُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الدِّمَشْقِيُّ إِجَازَةً، أَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا أَبُو السُّعُودِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُجْلِي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْعُكْبَرِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ خَاقَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ دُرَيْدٍ قَالَ: قَامَ الْحَسَنُ بَعْدَ مَوْتِ أَبِيهِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ بَعْدَ حَمْدِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّا وَاللَّهِ مَا ثَنَانَا عَنْ أَهْلِ الشَّامِ شَكٌّ وَلا نَدَمٌ، وَإِنَّمَا كُنَّا نُقَاتِلُ أَهْلَ الشَّامِ بِالسَّلامَةِ وَالصَّبْرِ، فَسُلِبَتِ السَّلامَةُ بِالْعَدَاوَةِ، وَالصَّبْرُ بِالْجَزَعِ، وَكُنْتُمْ فِي مُنْتَدَبِكُمْ إِلَى صِفِّينَ وَدِينُكُمْ أَمَامَ دُنْيَاكُمْ، فَأَصْبَحْتُمُ الْيَوْمَ وَدُنْيَاكُمْ أَمَامَ دِينِكْمُ، أَلا وَإِنَّا لَكُمْ كما كنا، ولستم لنا كما كنتم، ألا وقد أصبحتم بين قَتِيلَيْنِ: قَتِيلٍ بِصِفِّينَ تَبْكُونَ لَهُ، وَقَتِيلٍ بِالنَّهْرَوَانِ تَطْلُبُونَ بِثَأْرِهِ، فَأَمَّا الْبَاقِي فَخَاذِلٌ، وَأَمَّا الْبَاكِي فَثَائِرٌ، أَلا وَإِنَّ مُعَاوِيَةَ دَعَانَا إِلَى أَمْرٍ لَيْسَ فِيهِ عِزٌّ وَلا نَصَفَةٌ، فَإِنْ أَرَدْتُمُ الْمَوْتَ رَدَدْنَاهُ عَلَيْهِ، وَحَاكَمْنَاهُ إِلَى اللَّهِ- عَزَّ وَجَلَّ- بِظُبَا [1] السُّيُوفِ، وَإِنْ أَرَدْتُمْ الْحَيَاةَ قَبِلْنَاهُ وَأَخَذْنَا لَكُمُ الرِّضَا، فَنَادَاهُ الْقَوْمُ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ: الْبَقِيَّةَ الْبَقِيَّةَ، فَلَمَّا أَفْرَدُوهُ أَمْضَى الصُّلْحَ» . أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مِهْرَانَ الْفَقِيهُ وغير واحد، قالوا بإسنادهم إلى أبي عيسى التِّرْمِذِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ الْحَدَّانِيُّ [2] ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ سَعْدٍ.
قَالَ: قَامَ رجل إلى الحسن بن على بعد ما بَايَعَ مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ: سَوَّدْتَ وُجُوهَ الْمُؤْمِنِينَ، أَوْ: يَا مُسَوِّدَ وُجُوهِ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ: لا تُؤَنِّبُنِي، رَحِمَكَ اللَّهُ، فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُرِيَ بَنِي أُمَيَّةَ عَلَى مِنْبَرِهِ فَسَاءَهُ ذَلِكَ، فَنَزَلَتْ:
إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَما أَدْراكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ، لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ من أَلْفِ شَهْرٍ 97: 1- 3 [3] تَمْلِكُهَا بَعْدِي بَنُو أُمَيَّةَ. وقد اختلف في الوقت الذي سلم فيه الحسن الأمر إِلَى معاوية، فقيل: في النصف من جمادى الأولى
__________
[1] ظبة السيف: حده: وجمعه: ظبا.
[2] في المطبوعة: الحراني، ينظر خلاصة التذهيب: 266.
[3] القدر: 1، 2، 3.(1/491)
سنة إحدى وأربعين، وقيل: لخمس بقين من ربيع الأول منها، وقيل: في ربيع الآخر، فتكون خلافته عَلَى هذا ستة أشهر واثني عشر يومًا، وعلى قول من يقول: في ربيع الآخر تكون خلافته ستة أشهر وشيئًا، وعلى قول من يقول: في جمادى الأولى نحو ثمانية أشهر، والله أعلم. وقول من قال سلم الأمر سنة إحدى وأربعين، أصح ما قيل فيه، وأما من قال: سنة أربعين، فقد وهم.
ولما بايع الحسن معاوية خطب الناس قبل دخول معاوية الكوفة فقال: أيها الناس، إنما نحن أمراؤكم وضيفانكم، ونحن أهل بيت نبيكم الذين أذهب اللَّه عنهم الرجس، وطهرهم تطهيرًا، وكرر ذلك حتى ما بقي إلا من بكى حتى سمع نشيجه. ولما دخل معاوية الكوفة وبايعه الناس قال عمرو بْن العاص لمعاوية: لتأمر الحسن ليخطب، فقال:
لا حاجة بنا إِلَى ذلك، فقال عمرو: لكني أريد ذلك ليبدو عيه [1] ، فإنه لا يدري هذه الأمور، فقال له معاوية: قم يا حسن فكلم الناس فيما جرى بيننا، فقام الحسن في أمر لم يرو فيه، فحمد اللَّه وأثنى عليه، ثم قال في بديهته: أما بعد، أيها الناس، فإن اللَّه هداكم بأولنا، وحقن دماءكم بآخرنا، ألا إن أكيس الكيس التقي، وَإِن أعجز العجز الفجور، وَإِن هذا الأمر الذي اختلفت أنا ومعاوية فيه: إما أن يكون أحق به مني، وَإِما أن يكون حقي تركته للَّه عز وجل، ولإصلاح أمة مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم وحقن دمائكم، ثم التفت إِلَى معاوية وقال: وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ 21: 111 [2] .
فأمره معاوية بالنزول، وقال [3] لعمرو: ما أردت إلا هذا. وقد اختلف في وقت وفاته، فقيل: توفي سنة تسع وأربعين، وقيل: سنة خمسين، وقيل: سنة إحدى وخمسين، وكان يخضب بالوسمة [4] .
وكان سبب موته أن زوجته جعدة بنت الأشعث بْن قيس سقته السم، فكان توضع تحته طست، وترفع أخرى نحو أربعين يومًا، فمات منه، ولما اشتد مرضه قال لأخيه الحسين رضي اللَّه عنهما: يا أخي سقيت السم ثلاث مرات لم أسق مثل هذه، إني لأضع كبدي، قال الحسين: من سقاك يا أخي؟
قال: ما سؤالك عَنْ هذا؟ أتريد أن تقاتلهم؟ أكلهم إِلَى اللَّه عز وجل. ولما حضرته الوفاة أرسل إِلَى عائشة يطلب منها أن يدفن مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأجابته إِلَى ذلك، فقال لأخيه: إذا أنا مت فاطلب إِلَى عائشة أن أدفن مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلقد كنت طلبت منها فأجابت إِلَى ذلك، فلعلها تستحي مني، فإن أذنت فادفني في بيتها، وما أظن القوم، يعني بني أمية، إلا سيمنعونك، فإن فعلوا فلا تراجعهم في ذلك، وادفني في بقيع الغرقد [5]
__________
[1] أي عجزه.
[2] الأنبياء: 111.
[3] في الاستيعاب 389: فقال عمرو لمعاوية: ما أردت إلا هذا.
[4] الوسمة: نبت، وقيل: شجر باليمن يخضب بورقه الشعر، أسود.
[5] بقيع الغرقد: مقبرة المدينة.(1/492)
فلما توفي جاء الحسين إِلَى عائشة في ذلك فقالت: نعم وكرامة، فبلغ ذلك مروان وبني أمية فقالوا:
والله لا يدفن هنالك أبدًا. فبلغ ذلك الحسين فلبس هو ومن معه السلاح، ولبسه مروان، فسمع أَبُو هريرة فقال: والله إنه لظلم، يمنع الحسن أن يدفن مع أبيه! والله إنه لابن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم أتى الحسين فكلمه وناشده الله، وقال: أليس قد قال أخوك: إن خفت فردني إِلَى مقبرة المسلمين، ففعل، فحمله إِلَى البقيع. ولم يشهده أحد من بني أمية إلا سَعِيد بْن العاص، كان أميرًا عَلَى المدينة، فقدمه الحسين للصلاة عليه، وقال: لولا أنها السنة لما قدمتك. وقيل: حضر الجنازة أيضًا خالد بن الوليد بن عقبة ابن أَبِي معيط، سأل بني أمية فأذنوا له في ذلك، ووصى إِلَى أخيه الحسين، وقال له: لا أرى أن اللَّه يجمع لنا النبوة والخلافة، فلا يستخفنك أهل الكوفة ليخرجوك. قال الفضل بْن دكين: لما اشتد المرض بالحسن بْن علي رضي اللَّه عنهما جزع، فدخل عليه رجل فقال: يا أبا مُحَمَّد، ما هذا الجزع! ما هو إلا أن تفارق روحك جسدك فتقدم عَلَى أبويك: علي وفاطمة، وجديك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وخديجة، وعلى أعمامك حمزة وجعفر، وعلى أخوالك الْقَاسِم والطيب والطاهر وَإِبْرَاهِيم، وعلى خالاتك: رقية وأم كلثوم وزينب، فسري عنه. ولما مات الحسن أقام نساء بنى هاشم عليه النوح شهرًا، ولبسوا الحداد سنة.
أبو الحوراء: بالحاء المهملة، والراء.
أخرجه الثلاثة.
1166- حسيل بن جابر
(ب د ع) حسيل [1] بْن جابر بْن ربيعة العبسي، والد حذيفة بْن اليمان، وقد تقدم الكلام عَلَى نسبه في حذيفة ابنه، وهو حليف بني عبد الأشهل، من الأنصار، شهد هو وابناه: حذيفة وصفوان أحدا، مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقتل حسيل، قتله المسلمون خطأ.
أَخْبَرَنَا عبيد اللَّه بْن أحمد بْنُ السَّمِينِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق، عَنْ عاصم ابن عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ قَالَ: لِمَا خرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أحد، رفع حسيل بْن جابر، وهو اليمان، أَبُو حذيفة بْن اليمان، وثابت بْن وقش بْن زعوراء في الآطام مع النساء والصبيان، وهما شيخان كبيران، فقال أحدهما لصاحبه: لا أبا لك، ما تنتظر؟ فو الله ما بقي لواحد منا من عمره إلا مثل ظمء [2] حمار، إنما نحن هامة [3] اليوم أو غدًا، أفلا نأخذ أسيافنا ثم نلحق برسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لعل اللَّه أن يرزقنا الشهادة مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فأخذا أسيافهما، ولحقا برسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ودخلا في المسلمين ولا يعلم بهما، فأما ثابت بْن وقش فقتله المشركون، وأما حسيل بْن جابر فاختلفت عليه أسياف المسلمين، وهم
__________
[1] في الإصابة: حسيل بالتصغير، ويقال: بالتكبير.
[2] الظمء: مقدار ما يكون بين الشربتين، وخص الحمار لأنه أقل الدواب صبرا على الماء.
[3] الهامة: كانوا يزعمون أنه يخرج من رأس القتيل طائر لا يزال يصيح: اسقوني اسقوني، حتى يؤخذ بثأره، فضربته العرب مثلا للموت.(1/493)
لا يعرفونه، فقتلوه، فقال حذيفة: أَبِي أبي، فقالوا: والله ما عرفناه، وصدقوا [1] ، فقال حذيفة:
يغفر اللَّه لكم وهو أرحم الراحمين، فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم إن يَدِيَه، فتصدق حذيفة بديته عَلَى المسلمين، فزاده [ذَلِكَ عند] [2] رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم خيرا.
أخرجه الثلاثة.
1167- حسيل بن خارجة
(د ع) حسيل بْن خارجة الأشجعي، وقيل: حسل بغير ياء، وقد تقدم.
وقال ابن منده وَأَبُو نعيم: حسين، وقد استدركه أَبُو موسى عَلَى ابن منده، عَلَى ما نذكره.
شهد مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خيبر، وروى: «أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعطى الفرس سهمين وصاحبه سهمًا» . روى عَنْهُ معن بْن حوية أَنَّهُ قال: «قدمت المدينة في جلب أبيعه، فأتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يا حسيل، هل لك أن أعطيك عشرين صاعًا من تمر عَلَى أن تدل أصحابي عَلَى طريق خيبر؟ قال: ففعلت، فلما قدم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعطاني عشرين صاعًا من تمر، وأسلمت. أخرجه هاهنا ابن منده وَأَبُو نعيم، وأما أَبُو عمر فأخرجه في حسل، قال: وقيل: حسيل، فاكتفى بذلك.
حوية: بفتح الحاء المهملة وكسر الواو وبعدها ياء تحتها نقطتان وأخره هاه، قاله الأمير، وروى حديث سهم الفرس إلا أَنَّهُ قال: شهد حنينًا، هكذا قال: حنينا بألف، فلولا الألف لكنا نظن أن الناسخ صحف خيبر، وخالفه ابن منده وَأَبُو نعيم وَأَبُو عمر.
1168- حسيل بن نويرة
(ب س) حسيل بْن نويرة الأشجعي. كَانَ دليل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى خيبر.
أخرجه أَبُو عمر هكذا مختصرًا، وقد ذكر أَبُو عمر أيضًا في حسل بغير ياء: حسل بْن خارجة الأشجعي، وقال: أسلم يَوْم خيبر، وشهد فتحها، وروى أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعطى الفرس سهمين.
وما أظنهما إلا واحدًا.
وقد اختلف العلماء في نسبه، كما اختلفوا في نسب غيره، وهذه الترجمة لم يذكرها ابن منده ولا أَبُو نعيم، لأنهما جعلا راوي سهم الفرس والذي شهد خيبر: حسيل بْن خارجة. وقد استدركه أَبُو موسى عَلَى ابن منده، وقال: قال ابن شاهين: كَانَ دليل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى خيبر. والله أعلم.
1169- الحسين بن خارجة
(س) الحسين بْن خارجة. أخرجه أَبُو موسى فقال: أورده عبدان وقال: قال أحمد بْن سيار:
هو رجل كبير، لم يذكر لنا أنه صحب النبي صلى الله عليه وسلم، إلا أن حديثه حسن، فيه عبرة لمن سمعه.
قال أَبُو موسى: ذكر أَبُو عَبْد اللَّهِ حسيل بْن خارجة الأشجعي، قال: ويقال: حسين، وذكر فِيهِ ما يدل عَلَى أن لَهُ صحبة، فكأنه إذا غير هذا، وذكر أَبُو موسى عَنْ حسين بْن خارجة: أَنَّهُ رأى رؤيا
__________
[1] في الأصل: فصدقوا، والضبط من سيرة ابن هشام: 2- 87.
[2] عن المرجع السابق.(1/494)
عند مقتل عثمان تدل عَلَى كراهية القتال مع إحدى الطائفتين اللتين اقتتلتا بعد قتله، لا حاجة إِلَى ذكرها أخرجه أَبُو موسى.
1170- الحسين بن ربيعة
الحسين بْن ربيعة الأحمسي. قاله مروان بْن معاوية، وذكره مسلم في صحيحة، وقيل: الحصين، قاله مُحَمَّد بْن عبيد، وهو أكثر، ونذكره في الحصين، وفي أَبِي أرطأة، إن شاء اللَّه تَعَالى، أكثر من هَذَا.
1171- الحسين بن السائب
(د ع) الحسين بْن السائب الأنصاري. روى رفاعة بن الحجاج الأنصاري، عن الحسين ابن السائب قال: لما كانت ليلة العقبة أو ليلة بدر قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لمن معه: كيف تقاتلون؟ فقام عاصم بْن ثابت بْن أَبِي الأقلح فأخذ القوس والنبل، وقال: أي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إذا كان القوم قريبًا من مائتي ذراع أو نحو ذلك كان الرمي بالقسي، فإذا دنا القوم حتى تنالنا وتنالهم الحجارة كانت المراضخة [1] بالحجارة، فإذا دنا القوم حتى تنالنا وتنالهم الرماح كانت المداعسة [2] بالرماح حتى تتقصف [3] ، فإذا تقصفت تركناها وأخذنا السيوف، فكانت السلة [4] والمجالدة بالسيوف، قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قاتل فليقاتل قتال عاصم. أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
1172- الحسين بن عرفطة
(س) الحسين بْن عرفطة بْن نضلة بْن الأشتر بن حجوان بْن فقعس بْن طريف بْن عمرو بْن قعين بْن الحارث بْن ثعلبة بْن دودان بْن أسد بْن خزيمة. كان اسمه: حسيلًا باللام، فسماه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حسينًا بالنون.
روى الدارقطني، عَنْ أحمد بْن سَعِيد، عَنْ داود بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد الْمَلِكِ بْن حبيب بْن تمام بن حسين ابن عرفطة، حدثني أَبِي، عَنْ أبيه، عَنْ جده، عَنْ جد الجد، عَنْ حسين بْن عرفطة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: إذا قمت إِلَى الصلاة فقل: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ 1: 1- 2 [5] حتى ختمها، قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ [6] 112: 1 إلى آخرها. أخرجه أبو موسى.
1173- الحسين بن على
(ب د ع) الحسين بْن عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِب بْن عَبْد المطلب بن هاشم بْن عبد مناف، القرشي الهاشمي، أَبُو عَبْد اللَّهِ ريحانة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وشبهه من الصدر إلى ما أسفل منه، ولما ولد أذن النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وسلم في
__________
[1] المراضخة: المراماة.
[2] المداعسة: المطاعنة.
[3] تتقصف: تتكسر.
[4] أي سل السيوف من أغمادها، والمجالدة بالسيوف: الضرب بها.
[5] الفاتحة: 1، 2.
[6] الإخلاص: 1.(1/495)
أذنه، وهو سيد شباب أهل الجنة، وخامس أهل الكساء [1] ، أمه فاطمة بِنْت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سيدة نساء العالمين، إلا مريم عليهما السلام.
أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَبِي مَنْصُورٍ الأَمِينُ الْبَغْدَادِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ نَاصِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو طاهر بن أبي الصقر الأنباري، أخبرنا أبو الْبَرَكَاتِ بْنُ نَظِيفٍ الْفَرَّاءُ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ رَشِيقٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ الدَّوْلابِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ الطَّائِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ هُوَ الفضل بن دكين وعبد الله ابن مُوسَى قَالا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هَانِئِ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: لَمَّا وُلِدَ الْحَسَنُ سَمَّيْتُهُ حَرْبًا، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم فقال: أَرُونِي ابْنِي مَا سَمَّيْتُمُوهُ؟
قُلْنَا: حَرْبًا، قَالَ: بَلْ هُوَ حَسَنٌ، فَلَمَّا وُلِدَ الْحُسَيْنُ سَمَّيْتُهُ حَرْبًا، فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَرُونِي ابْنِي، مَا سَمَّيْتُمُوهُ؟ قُلْنَا: حَرْبًا، قَالَ: بَلْ هُوَ حُسَيْنٌ، فَلَمَّا وُلِدَ الثَّالِثُ سَمَّيْتُهُ حَرْبًا، فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَرُونِي ابْنِي مَا سَمَّيْتُمُوهُ؟ قُلْنَا: حَرْبًا، قَالَ: بَلْ هُوَ مُحَسِّنٌ، ثُمَّ قَالَ: سَمَّيْتُهُمْ بأسماء ولد هارون: شَبَّرٍ وَشَبِيرٍ وَمُشَبِّرٍ [2] . قال: وأَخْبَرَنَا الدولابي، أَخْبَرَنَا أَبُو شيبة إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شيبة، أَخْبَرَنَا أَبُو غسان مالك بْن إِسْمَاعِيل، أَخْبَرَنَا عمرو بْن حريث، عَنْ عمران بْن سليمان، قال: «الحسن والحسين من أسماء أهل الجنة لم يكونا في الجاهلية.
قال: وأَخْبَرَنَا الدولابي، حدثني أحمد بْن عَبْد اللَّهِ بْن عبد الرحيم الزُّهْرِيّ، حدثنا أَبُو صالح عَبْد اللَّهِ بْن صالح، قال: قال اللَّيْث بْن سعد: ولدت فاطمة بِنْت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الحسين بْن عَلِيٍّ في ليال خلون من شعبان سنة أربع، وقال الزبير بْن بكار: ولد الحسين لخمس خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة، وقال جَعْفَر بْن مُحَمَّد: لم يكن بين الحمل بالحسين بعد ولادة الحسن إلا طهر واحد، وقال قتادة: ولد الحسين بعد الحسن بسنة وعشرة أشهر، فولدته لست سنين، وخمسة أشهر ونصف شهر من الهجرة.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الدّينِيُّ الْمَخْزُومِيُّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ أُمِّه، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ: أَنَّهَا سَمِعَتْ أَبَاهَا الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ يَقُولُ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: مَا مِنْ مُسْلِمٍ وَلا مُسْلِمَةٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ، وَإِنْ قَدُمَ عَهْدُهَا، فَيُحْدِثُ لَهَا اسْتِرْجَاعًا [3] إِلا أَحْدَثَ اللَّهُ لَهُ عِنْدَ ذَلِكَ، وَأَعْطَاهُ ثَوَابَ مَا وَعَدَهُ بِهَا يَوْمَ أُصِيبَ بِهَا. أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْقَاسِمُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ، أَخْبَرَتْنَا أُمُّ الْمُجْتَبَى الْعَلَوِيَّةُ قَالَتْ: قَرَأَ عَلَيَّ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُقْرِيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ، حَدَّثَنَا جُبَارَةُ بْنُ مغلس، أخبرنا يحيى
__________
[1] تقدم في: 2/ 13.
[2] في اللسان: شبر، وشبير، ومشبر معناها بالعربية: حسن وحسين ومحسن.
[3] هو أن يقول: «إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ 2: 156» .(1/496)
ابن الْعَلاءِ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: أَمَانُ أُمَّتِي مِنَ الْغَرَقِ إِذَا رَكِبُوا الْبَحْرَ أَنْ يَقْرَءُوا: بِسْمِ اللَّهِ مَجْراها وَمُرْساها إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ 11: 41 [1] . أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ السّيحِيُّ الْعَدْلُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ ابن خَمِيسٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الباقي بن طوق، أخبرنا أبو القاسم نصر بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْخَلِيلُ الْمُرَجَّى، أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ خَلِيفَةَ الْعَبْدِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ يَصْطَرِعَانِ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَسُولُ اللَّهِ، يَقُولُ: هِيَ [2] حَسَنٌ، قَالَتْ فَاطِمَةُ: لِمَ تَقُولُ: هِيَ حَسَنٌ؟ قَالَ:
إِنَّ جِبْرِيلَ يَقُولُ: هِيَ حُسَيْنٌ. أَخْبَرَنَا إسماعيل بن عبيد الله، وإبراهيم بن محمد بْنِ مِهْرَانَ، وَأَبُو جَعْفَرِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالُوا بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، أَخْبَرَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ الْعَمِّيُّ الْبَصْرِيُّ، أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، أَخْبَرَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي نُعَيْمٍ أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ سَأَلَ ابْنَ عُمَرَ عَنْ دَمِ الْبَعُوضِ يُصِيبُ الثَّوْبَ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: انْظُرُوا إِلَى هَذَا يَسْأَلُ عَنْ دَمِ الْبَعُوضِ وَقَدْ قَتَلُوا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ رَيْحَانَتَايْ مِنَ الدُّنْيَا! وَقَدْ رَوَى نَحْوَ هَذَا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي ذِكْرِ أَخِيهِ الْحَسَنِ أَحَادِيثُ مُشْتَرَكَةٌ بَيْنَهُمَا، فَلا حَاجَةَ إِلَى إِعَادَةِ مُتُونِهَا.
قال: وأخبرنا محمد بن عيسى، أخبرنا الحسن بْنُ عَرَفَةَ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عبد الله ابن عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: حُسَيْنٌ مِنِّي، وَأَنَا مِنْ حُسَيْنٍ، أَحَبَّ اللَّهُ مَنْ أَحَبَّ حُسَيْنًا، حُسَيْنٌ سِبْطٌ مِنَ الأَسْبَاطِ. قَالَ: وَأَخْبَرَنَا التِّرْمِذِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ هَانِئِ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قال: الْحَسَنُ أَشْبَهُ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا بَيْنَ الصَّدْرِ إِلَى الرَّأْسِ، وَالْحُسَيْنُ أَشْبَهُ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا كَانَ أَسْفَلَ مِنْ ذَلِكَ. أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودِ بْنِ سَعْدٍ الثَّقَفِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، وَأَنَا حَاضِرٌ أَسْمَعُ، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْهَيْثَمِ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ، أَخْبَرَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بن حازم، أخبرنا محمد بن سِيرِينَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ:
أَتَى عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ بِرَأْسِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَجُعِلَ فِي طَسْتٍ، فَجَعَلَ يَنْكُتُ [3] عَلَيْهِ، وَقَالَ فِي حُسْنِهِ شَيْئًا. قَالَ أَنَسٌ: كَانَ أَشْبَهَهُمْ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ مَخْضُوبًا بِالْوَسْمَةِ [4] .
هَذَا حَدِيثٌ صحيح متفق عليه.
__________
[1] هود: 41.
[2] أي: أسرع فيما أنت فيه، أو بهاء مكسورة وياء ساكنة، والمراد بها الزجر.
[3] ينكت عليه: أي يحركه بطرف قضيب في يده.
[4] الوسمة: نبت يختضب به يميل إلى سواد.(1/497)
وروى الأوزاعي، عَنْ شداد بْن عَبْد اللَّهِ قال: سمعت واثلة بْن الأسقع، وقد جيء برأس الحسين، فلعنه رجل من أهل الشام ولعن أباه، فقام واثلة وقال: والله لا أزال أحب عليًا والحسن والحسين وفاطمة بعد أن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيهم ما قال، لقد رأيتني ذات يَوْم، وقد جئت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في بيت أم سلمة، فجاء الحسن فأجلسه عَلَى فخذه اليمنى وقبله، ثم جاء الحسين فأجلسه عَلَى فخذه اليسرى وقبله، ثم جاءت فاطمة فأجلسها بين يديه، ثم دعا بعلي ثم قال: إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً 33: 33 [1] . قلت لواثلة: ما الرجس؟ قال: الشك في اللَّه عز وجل. قال أَبُو أحمد العسكري: يقال إن الأوزاعي لم يرو في الفضائل حديثًا غير هذا، والله أعلم.
قال: وكذلك الزُّهْرِيّ لم يرو فيها إلا حديثًا واحدًا، كانا يخافان بني أمية.
قال الزبير بْن بكار: حدثني مصعب قال: حج الحسين خمسًا وعشرين حجة ماشيًا، فإذا يكون قد حج وهو بالمدينة قبل دخولهم العراق منهاٍ ماشيًا فإنه لم يحج من العراق، وجميع ما عاش بعد مفارقة العراق تسع عشرة سنة وشهورًا، فإنه عاد إِلَى المدينة من العراق سنة إحدى وأربعين، وقتل أول سنة إحدى وستين.
وكان الحسين كارهًا لما فعله أخوه الحسن من تسليم الأمر إِلَى معاوية، وقال: أنشدك اللَّه أن تصدق أحدوثة معاوية وتكذب أحدوثة أبيك، فقال له الحسن: اسكت، أنا أعلم بهذا الأمر منك. وكان الحسين رضي اللَّه عنه فاضلًا كثير الصوم، والصلاة، والحج، والصدقة، وأفعال الخير جميعها.
وقتل يَوْم الجمعة وقيل: يَوْم السبت، وهو يَوْم عاشوراء من سنة إحدى وستين بكربلاء من أرض العراق، وقبره مشهور يزار. وسبب قتله أَنَّهُ لما مات معاوية بْن أَبِي سفيان كاتب كثير من أهل الكوفة الحسين بْن علي ليأتي إليهم ليبايعوه، وكان قد امتنع من البيعة ليزيد بْن معاوية لما بايع له أبوه بولاية العهد، وامتنع معه ابن عمر، وعبد اللَّه بْن الزبير، وعبد الرحمن بْن أَبِي بكر، فلما توفي معاوية لم يبايع أيضًا، وسار من المدينة إِلَى مكة، فأتاه كتب أهل الكوفة وهو بمكة، فتجهز للمسير، فنهاه جماعة منهم:
أخوه مُحَمَّد بْن الحنفية، وابن عمر، وابن عباس، وغيرهم، فقال: رأيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المنام، وأمرني بأمر فأنا فاعل ما أمر. فلما أتى العراق كان يزيد قد استعمل عبيد اللَّه بْن زياد عَلَى الكوفة، فجهز الجيوش إليه، واستعمل عليهم عمر بْن سعد بْن أَبِي وقاص، ووعده إمارة الري. فسار أميرًا عَلَى الجيش وقاتلوا حسينًا بعد أن طلبوا منه أن ينزل عَلَى حكم عبيد اللَّه بْن زياد، فامتنع، وقاتل حتى قتل هو وتسعة عشر من أهل بيته، قتله سنان بْن أنس النخعي، وقيل: قتله شمر بْن ذي الجوشن، وأجهز عليه خولى ابن يَزِيدَ الأصبحي، وقيل: قتله عمر بْن سعد، وليس بشيء، والصحيح أَنَّهُ قتله سنان بْن أنس النخعي.
وأما قول من قال: قتله شمر وعمر بْن سعد، لأن شمر هو الذي حرض الناس عَلَى قتله وحمل بهم إليه، وكان عمر أمير الجيش، فنسب القتل إليه، ولما أجهز عليه خولي حمل رأسه إلى ابن زياد، وقال:
__________
[1] الأحزاب: 33.(1/498)
أوقر ركابي فضة وذهبًا ... فقد قتلت السيد المحجبا
قتلت خير الناس أمًا وأبًا ... وخيرهم إذ ينسبون نسبًا
وقيل: إن سنان بْن أنس لما قتله قال له الناس: قتلت الحسين بْن عَلِيٍّ، وهو ابن فاطمة بِنْت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ورضي عنها، أعظم العرب خطرًا، أراد أن يزيل ملك هؤلاء، فلو أعطوك بيوت أموالهم لكان قليلًا! فأقبل عَلَى فرسه، وكان شجاعًا به لوثة، فوقف عَلَى باب فسطاط عمر بْن سعد، وأنشده الأبيات المذكورة، فقال عمر: أشهد أنك مجنون، وحذفه بقضيب [1] وقال: أتتكلم بهذا الكلام! والله لو سمعه زياد لقتلك.
ولما قتل الحسين أمر عمر بْن سعد نفرًا فركبوا خيولهم وأوطئوها الحسين، وكان عدة من قتل معه اثنين وسبعين رجلًا، ولما قتل أرسل عمر رأسه ورءوس أصحابه إِلَى ابن زياد، فجمع الناس وأحضر الرءوس، وجعل ينكت بقضيب بين شفتي الحسين، فلما رآه زيد بْن أرقم لا يرفع قضيبه قال له:
أعل [2] بهذا القضيب، فو الّذي لا إله غيره لقد رأيت شفتي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى هاتين الشفتين يقبلهما.
ثم بكى، فقال له ابن زياد: أبكى الله عينيك، فو الله لولا أنك شيخ قد خرفت لضربت عنقك. فخرج وهو يقول: أنتم يا معشر العرب، العبيد بعد اليوم، قتلتم الحسين بْن فاطمة، وأمرتم ابن مرجانة، فهو يقتل خياركم، ويستعبد شراركم، وأكثر الناس مراثيه، فمما قيل فيه ما قاله سليمان بن قتة الخزاعي [3] :
مررت على أبيات آل محمد ... فلم أرها أمثالها حين حلت
فلا يبعد اللَّه البيوت وأهلها ... وإن أصبحت منهم برغمي تخلت
وكانوا رجاء ثم عادوا رزية ... لقد عظمت تلك الرزايا وجلت
أولئك قوم لم يشيموا سيوفهم ... ولم تنك في أعدائهم حين سلت
وَإِن قتيل الطف من آل هاشم ... أذل رقابًا من قريش فذلت
ألم تر أن الأرض أضحت مريضة ... لفقد حسين والبلاد اقشعرت
وقد أعولت تبكي السماء لفقده ... وأنجمها ناحت عليه وصلت [1]
وهي أبيات كثيرة.
وقال منصور التنمرى [4] :
ويلك يا قاتل الحسين لقد ... بؤت بحمل ينوء بالحامل
أي حبا حبوت أحمد في ... حفرته من حرارة الثاكل
تعال فاطلب غدًا شفاعته ... وانهض فرد حوضه مع الناهل
ما الشك عندي بحال قاتله ... لكنني قد أشك بالخاذل
كأنما أنت تعجبين ألا ... تنزل بالقوم نقمة العاجل
لا يعجل اللَّه إن عجلت وما ... ربك عما ترين بالغافل
ما حصلت لامرئ سعادته ... حقت عليه عقوبة الآجل
__________
[1] حذفه بقضيب: رماه بعصا.
[2] أي: نح وأبعد.
[3] الأبيات في الاستيعاب: 394، 390، وينظر مروج الذهب: 2- 50.
[4] الأبيات في الاستيعاب: 395، والقصيدة في الشعر والشعراء: 860.(1/499)
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ وَغَيْرُ وَاحِدٍ، قَالُوا بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى التِّرْمِذِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ قَالَ: حَدَّثَنَا رَزِينٌ، حَدَّثَنِي سَلْمَى قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ، وَهِيَ تَبْكِي، فَقُلْتُ: مَا يُبْكِيكِ؟ قَالَتْ:
رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ، وَعَلَى رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ التُّرَابُ، فَقُلْتُ: مَالَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: شَهِدْتُ قَتْلَ الْحُسَيْنِ آنِفًا.
وروى حماد بْن سلمة، عَنْ عمار بْن أَبِي عمار، عَنِ ابن عباس، قال: رأيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيما يرى النائم نصف النهار، وهو قائم أشعث أغبر، بيده قارورة فيها دم، فقلت: بأبي أنت وأمي يا رَسُول اللَّهِ، ما هذا الدم؟ قال: هذا دم الحسين، لم أزل ألتقطه منذ اليوم، فوجد قد قتل في ذلك اليوم.
قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عِيسَى، أَخْبَرَنَا واصل بْن عبد الأعلى، أَخْبَرَنَا أَبُو معاوية، عَنِ الأعمش، عَنْ عمارة بْن عمير قال: لما جيء برأس ابن زياد وأصحابه، نضدت في المسجد، فانتهيت إليهم وهم يقولون: قد جاءت، قد جاءت، فإذا حية قد جاءت تتخلل الرءوس حتى دخلت في منخر عبيد الله ابن زياد، فمكثت هنيهة، ثم خرجت، فذهبت حتى تغيبت، ثم قَالُوا: قد جاءت، قد جاءت، ففعلت ذلك مرتين، أو ثلاثًا.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
أخرجه الثلاثة.
باب الحاء مع الشين المعجمة ومع الصاد
1174- حشرج
(ب د ع) حشرج. له صحبة، حديثه أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخذه فوضعه في حجره، فمسح [1] ودعا له بالبركة.
أخرجه الثلاثة.
1175- حصيب
(ب) حصيب. آخره باء موحدة، سمع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: كَانَ اللَّه، ولا شيء غيره، وَكَانَ عرشه عَلَى الماء، وكتب في الذكر كل شيء، ثم خلق سبع سماوات. ثم أتاني آت، فقال: إن ناقتك قد انحلت فخرجت. أخرجه أَبُو عمر، وقال: لا أعرفه بغير هذا الحديث.
قلت: هَذَا وهم من أَبِي عمر، فإن الحديث أخرجه البخاري في صحيحه، عَنْ عمران بْن حصين، قال: «أتيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ناقة، فعقلتها بالباب، ودخلت، فأتاه ناس من بني أسد، فقالوا: أَخْبَرَنَا عَنْ أول هَذَا الأمر، فقال، كَانَ اللَّه ولا شيء معه» فذكره، ولعل بعض الرواة قد صحف حصينا بحصيب، والله أعلم.
__________
[1] في الاستيعاب 411: فمسح رأسه.(1/500)
1176- حصن بن قطن
(س) حصن بْن قطن. وقيل: حصين، تقدم نسبه في ترجمة أخيه: حارثة بْن قطن.
أخرجه أَبُو موسى.
حصن: بكسر الحاء، وسكون الصاد، وآخره نون.
1177- حصين بن أوس
(ب د ع) حصين بْن أوس، وقيل: ابن قيس، وقال أَبُو أحمد العسكري: حصين بن أوس ابن حجير بْن صخر بْن بكر بْن صخر بْن نهشل بْن دارم، التميمي النهشلي، يعد في أهل البصرة، يكنى أبا زياد، روى عنه ابنه زياد.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ يَعِيشُ بْنُ صَدَقَةَ الْفَقِيهُ الشَّافِعِيُّ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَحْمَدَ بْنِ شُعَيْبٍ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُسْتَمِرِّ الْعُرُوقِيُّ، أَخْبَرَنَا الصَّلْتُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا غَسَّانُ بْنُ الأَغَرِّ بْنِ حُصَيْنٍ النَّهْشَلِيُّ، حَدَّثَنِي عَمِّي زِيَادُ بْنُ الْحُصَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ادْنُ مِنِّي، فَدَنَا مِنْهُ، فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى ذُؤَابَتِهِ، وَشَمَّتَ [1] عَلَيْهِ، وَدَعَا لَهُ. وروى عنه أَنَّهُ قال: قدمت المدينة بإبل..
وروى عنه أَنَّهُ قال: قدمت المدينة ومعي طعام قمح.
أخرجه الثلاثة.
حصين: تصغير حصن.
1178- حصين بن بدر
(ب س) حصين بْن بدر بْن امرئ القيس بن خلف بْن بهدلة بْن عوف بْن كعب بْن سعد بْن زيد مناة بْن تميم، التميمي، المعروف بالزبرقان، قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في وفد بني تميم، وترد أخباره أتم من هذا في الزبرقان، فإنه به أشهر.
أخرجه أَبُو عمر، واستدركه أَبُو موسى عَلَى ابن منده، إلا أَنَّهُ أسقط من نسبه امرأ القيس، والصواب إثباته.
1179- حصين بن جندب
(د ع) حصين بْن جندب. يكنى أبا جندب، روى عنه ابنه جندب، قال: كنا مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فشكى إليه قوم، فقالوا: إنا نمنا حتى طلعت الشمس، فأمرهم أن يؤذنوا ويقيموا الصلاة، فإن من ذلك الشيطان، ويتعوذوا باللَّه من الشيطان.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
1180- حصين بن الحارث
(ب د ع س) حصين بْن الحارث بْن المطلب بْن عبد مناف بْن قصي، أخو عبيدة والطفيل، شهد بدرًا هو وأخواه، فقتل عبيدة بها شهيدا، قاله ابن إسحاق.
__________
[1] أي: دعا له بالبركة.(1/501)
وقال عبيد اللَّه بْن أَبِي رافع: شهد الحصين مع علي بْن أَبِي طالب رضي اللَّه عنه مشاهده. وقد أخرجه أَبُو موسى عَلَى ابن منده، فقال: حصين بْن الحارث، ذكر أَبُو الوفاء الْبَغْدَادِيّ، عَنِ ابن عباس، في قوله تبارك وتعالى: فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ 18: 110 [1] قال: نزلت في علي، وحمزة، وجعفر، وعبيدة والطفيل والحصين بني الحارث.
أخرجه الثلاثة وَأَبُو موسى.
قلت: لا وجه لاستدراك أَبِي موسى عَلَى ابن منده، فإن ابن منده قد أخرجه كما ذكرناه، والله أعلم.
1181- حصين بن أم الحصين
(د ع) حصين بْن أم الحصين. رأى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، روى زهير عَنْ أَبِي إِسْحَاق، عَنْ يحيى بْن الحصين عَنْ جدته أم الحصين، قالت: رأيت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، وهو عَلَى راحلته، وحصين في حجري، وقد أدخل ثوبه من تحت إبطه.
ورواه إسرائيل وَأَبُو الأحوص وغيرهما، عَنْ أَبِي إِسْحَاق، ولم يقولوا: «وحصين في حجري» .
تفرد به زهير.
أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
1182- حصين بن الحمام
(ب) حصين بْن الحمام الأنصاري. ذكروه في الصحابة، وكان شاعرًا، يكنى أبا معية [2] .
أخرجه أَبُو عمر مختصرًا، وقال الأمير أَبُو نصر: وحصين بْن الحمام، له صحبة، وهو مري وليس بأنصاري، وهو حصين بْن الحمام بْن ربيعة بْن مساب بْن حرام بْن وائلة بن سهم بن مرّة بن عوف ابن سعد بْن ذبيان بْن بغيض بْن ريث بْن غطفان. وهو شاعر فارس مشهور، والله أعلم.
1183- حصين بن ربيعة
(ب د ع) حصين، وقيل: حصن، والأول أكثر، ابن ربيعة بْن عامر بْن الأزور، واسم الأزور:
مالك البجلي الأحمسي، أَبُو أرطاة.
أرسله جرير بْن عَبْد اللَّهِ البجلي إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بشيرًا بإحراق ذي الخلصة [3] روى. قيس بْن أَبِي حازم، عَنْ جرير بْن عَبْد اللَّهِ البجلي، قَالَ: قَالَ لي رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عليه وَسَلَّمَ: ألا تريحني من ذي الخلصة؟ فسرت في خمسين ومائة من أحمس، وكانوا أصحاب خيل، فأحرقناها، فجاء بشير جرير أَبُو أرطاة حصين ابن ربيعة إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: والذي بعثك بالحق ما جئتك حتى تركتها كأنها جمل أجرب. فبرك [4] رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى خيل أحمس ورجالها.
__________
[1] الكهف: 110.
[2] في سمط اللآلي 1/ 177: يكنى أبا يزيد.
[3] ذو الخلصة: بيت كان يدعى الكعبة اليمانية لخثعم، كان فيه صنم اسمه الخلصة.
[4] أي: دعا له بالبركة.(1/502)
أخرجه الثلاثة إلا أن أبا عمر قال: وأم حصين هذا هي الأحمسية التي روت عن النبي صلى الله عليه وسلم في المختلعة [1] . قلت: ظهر بقول أَبِي عمر هذا أن الحصين أبا أرطأة هو الذي أفرده ابن منده وَأَبُو نعيم بترجمة أخرى، فقالا: حصين بن أم الحصين، رأت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حجة الوداع. وقد تقدم، وقد زاده أَبُو نعيم بيانًا بأنه كنى حصين بْن ربيعة أبا أرطاة، لأن أم الحصين أَبِي أرطاة هي جدة يحيى بْن الحصين الذي ذكر ابن منده وَأَبُو نعيم أَنَّهُ روى عَنْ جدته أم الحصين أنها قالت: رأيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حجة الوداع، وحصين في حجري، فيكون هذا القدر: «وحصين في حجري» الذي انفرد به زهير، لا اعتبار به، ويكونان واحدًا [2] ، والله أعلم.
1184- الحصين أبو عبد الله الخطميّ
(د ع س) الحصين أَبُو عَبْد اللَّهِ الخطمي. هو جد مليح بْن عَبْد اللَّهِ، روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحجامة قيل: اسمه حصين، واختلف في اسمه، وقد تقدم [3] .
أخرجه كذا مختصرًا ابْنُ مَنْدَهْ وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَاسْتَدْرَكَهُ أَبُو مُوسَى عَلَى ابن منده، فروى بِإِسْنَادِهِ عَنْ مليح بْن عَبْد اللَّهِ الخطمي، عَنْ أبيه، عَنْ جده: «خمس من سنن المرسلين: الحياء، والحلم، والتعطر، والحجامة [4] » . وروى أَبُو موسى، عَنْ عبدان بْن مُحَمَّد بِإِسْنَادِهِ إِلَى مليح بْن عَبْد اللَّهِ، عَنْ أبيه، عَنْ جده، وهو حصين، مثله، قال: لا أعلم أَنَّهُ سمي حصينًا إلا في هذه الرواية، وقيل: اسمه بدر، وقد أورده ابن منده كما ذكرناه، فلا حاجة إِلَى استدراكه عليه، وَإِن زاد عليه فإنه وغيره من المستدركين لم يستدركوا إلا الاسم الفائت، وأما مفردات أحوال الشخص ورواياته فلم يفعله هو ولا غيره، فلو فعل هذا في غير هذه الترجمة لطال عليه، والله أعلم.
1185- الحصين بن عبيد
(ب د ع) الحصين بْن عُبَيْد بْن خلف بْن عَبْد نهم بْن حذيفة [5] بْن جهمة بْن غاضرة بْن حبشية بْن كعب بْن عمرو [6] الخزاعي، والد عمران بْن الحصين، روى عنه ابنه عمران بْن حصين، مختلف في صحبته وَإِسلامه.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ شَبِيبِ بْنِ شَيْبَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
__________
[1] هي التي تطلب الانفصال من زوجها في مقابلة عوض تلتزم به.
[2] يجب التفرقة بينهما، فان حصين بن ربيعة كان رسول جرير إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم بفتح ذي الخلصة، فكيف يكون في حجة الوداع صغيرا في حجر أمه.
[3] تقدم في 1/ 201: أنه بدر بن عبيد الله. وليس أبا عبد الله.
[4] الخامسة هي السواك.
[5] في الأصل: حربية، وما أثبتناه عن الجمهرة 227، وترجمة ابنه عمران، وستأتي.
[6] في الأصل: ربيعة، والمثبت عن الجمهرة، وترجمة عمران.(1/503)
لأَبِي: يَا حُصَيْنُ، كَمْ تَعْبُدُ الْيَوْمَ إِلَهًا؟ قَالَ: سَبْعَةٌ، سِتَّةٌ فِي الأَرْضِ وَوَاحِدٌ فِي السَّمَاءِ، قَالَ: فَأَيُّهُمْ تَعْبُدُ لِرَغْبَتِكَ وَرَهْبَتِكَ؟ قَالَ: الَّذِي فِي السَّمَاءِ، قَالَ: يَا حُصَيْنُ، أَمَا إِنَّكَ لَوْ أَسْلَمْتَ لَعَلَّمْتُكَ كَلِمَتَيْنِ يَنْفَعَانَكَ، قَالَ: فَلَمَّا أَسْلَمَ حُصَيْنٌ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، علمني الكلمتين اللتين وعدتني، قال: قل:
اللَّهمّ أَلْهِمْنِي رُشْدِي، وَأَعِذْنِي مِنْ شَرِّ نَفْسِي. وروى ربعي بْن حراش، عَنْ عمران بْن حصين، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُول اللَّهِ، أو يا مُحَمَّد، إن عبد المطلب كان خيرًا لقومك منك، كان يطعمهم السنام والكبد، وأنت تنحرهم! فلما أراد أن ينصرف قال: ما أقول؟ قال: اللَّهمّ قني شر نفسي، واعزم [1] لي عَلَى أرشد أمري. فانطلق ولم يكن أسلم، فلما أسلم قال: يا رَسُول اللَّهِ، كنت أتيتك فعلمتني كذا وكذا، فما أقول الآن وقد أسلمت؟ قال:
قل: اللَّهمّ قني شر نفسي واعزم لي عَلَى أرشد أمري، اللَّهمّ اغفر لي ما أسررت وما أعلنت، وما أخطأت وما عمدت، وما جهلت. أخرجه الثلاثة.
1186- الحصين بن عوف
الحصين بْن عوف، أَبُو حازم البجلي. والد قيس بْن أَبِي حازم اختلف فِي اسمه، ويرد فِي الكنى، إن شاء اللَّه تعالى.
1187- الحصين العرجى
حصين العرجي. والد أَبِي الغوث، مات وعليه حجة، فأمر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابنه أبا الغوث أن يحج عنه، ذكره أَبُو عمر في باب أَبِي الغوث، ولم يذكره هاهنا واحد منهم.
1188- حصين بن عوف
(ب د ع) حصين بْن عوف الخثعمي. له ولأبيه صحبة، روى موسى بْن عبيدة، عن أخيه عبد الله ابن عبيدة، عَنْ حصين بْن عوف الخثعمي أَنَّهُ قال: «يا رَسُول اللَّهِ، إن أَبِي كبير، وقد علم شرائع الإسلام، ولا يستمسك عَلَى بعير، أفأحج عنه؟ قال: أفرأيت لو كان عَلَى أبيك دين، أكنت قاضيه عنه؟ قال: نعم، قال: فدين اللَّه أحق، فحج عنه» ورواه مُحَمَّد بْن كريب، عَنْ أبيه، عَنِ ابن عباس، عَنْ حصين بْن عوف: أَنَّهُ سَأَلَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فقال: يا رَسُول اللَّهِ، أَبِي شيخ كبير، وعليه حجة الإسلام، ولا يستطيع أن يسافر إلا معروضًا [2] .
فصمت ساعة، ثم قال: حج عن أبيك. أخرجه الثلاثة.
1189- حصين بن قطن
(س) حصين بْن قطن. وقيل: حصن، وقد ذكرناه عند أخيه حارثة، وفي حصن.
أخرجه أبو موسى مختصرا.
__________
[1] عزم الله لي: خلق لي قوة وصبرا.
[2] كذا في الأصل والمطبوعة، وفي سنن ابن ماجة 970: إلا معترضا. وقيل: إن المعنى إنه لا يثبت على الراحلة.(1/504)
1190- حصين بن محصن
(س) حصين بْن محصن الأنصاري، قال عبدان: سمعت أحمد بْن سيار يقول: إنه من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وذكره ابن شاهين أيضًا، فقال: ابن محصن بْن النعمان بْن سنان بْن عبد بْن كعب ابن عبد الأشهل.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَبِي حبة بإسناده، عن عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أبى، أخبرنا يزيد ابن هَارُونَ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ بُشَيْرِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ الْحُصَيْنِ بْنِ مُحْصِنٍ: أَنَّ عَمَّتَهُ أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحَاجَةٍ لَهَا، فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلَكِ زَوْجٌ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ: فَكَيْفَ أَنْتِ لَهُ؟ قَالَتْ: مَا آلُوهُ [1] إِلا مَا عَجَزْتُ عَنْهُ، قَالَ: فَانْظُرِي أَيْنَ أَنْتِ مِنْهُ، فَإِنَّمَا هُوَ جَنَّتُكِ وَنَارُكِ. أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى وَقَالَ: لَمْ يَذْكُرْهُ غَيْرُهُمَا فِي الصَّحَابَةِ، وَلا نْدَرِي لَهُ صُحْبَةٌ أَمْ لا؟ وَقَدْ أَخْرَجَهُ أَبُو أَحْمَدَ الْعَسْكَرِيُّ فِي الصَّحَابَةِ.
بُشَيْرٌ: بِضَمِّ الْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ وَفَتْحِ الشِّينِ الْمُعْجَمَةِ، وَيَسَارٌ: بالياء تحتها نقطتان والسين المهملة.
1191- حصين بن مروان
(س) حصين بْن مروان. قال هشام بْن مُحَمَّد: وفد الحصين بْن مروان بْن عبد الأحد بْن الأعجس، واسم الأعجس الأسود، بْن معديكرب بْن خليفة بْن همام بْن معاوية بْن سوار بْن عامر بْن ذهل بْن جشم ابن الأسود، عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وهاجر، وأقام بالمدينة، وانصرف.
أخرجه أَبُو موسى.
1192- حصين بن مشمت
(ب د ع) حصين بْن مشمت بْن شداد بْن زهير بن النمر بْن مرة بْن جمان بْن عبد العزى بْن كعب بْن سعد بْن زيد مناة بْن تميم التميمي الجماني.
له صحبة، وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فبايعه بيعة الإسلام، وصدق إليه ماله، وأقطعه عدة مياه.
روى حديثه ابنه عاصم، عنه: أَنَّهُ وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فبايعه عَلَى الإسلام، وصدق إليه ماله، وأقطعه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مياها عدة منها: جراد [2] والأصيهب، والثماد، والمروت وشرط عليه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيما أقطعه إياه: لا يعقر مرعاه [3] ، ولا يباع ماؤه، ولا يمنع فضله، ولا يعضد شجره.
قال أَبُو عمر: وقد روى عنه أيضًا قصة طلحة بْن البراء. وقد ذكر في طلحة بْن البراء، أن راوي قصة طلحة هو الحصين بْن وحوح، وقد ذكرها في حصين بْن وحوح أيضا. وقال زهير بن عاصم:
__________
[1] ما آلوه: ما أقصر في أمره.
[2] جراد: ماء في ديار بنى تميم عند المروت، وبقربة أيضا الأصيهب والثماد.
[3] أي لا يقطع شجره.(1/505)
إن بلادي لم تكن أملاسًا ... بهن خط القلم الأنقاسا [1]
من النَّبِيّ حيث أعطى الناسا ... فلم يدع ليسا ولا التباسا
أخرجه الثلاثة.
1193- حصين بن المعلى
(س) حصين بْن المعلى. قال أَبُو معشر، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رومان: قدم عَلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم حصين ابن المعلى بْن ربيعة بْن عقيل، وافدًا فأسلم.
أخرجه أبو موسى.
1194- حصين بن نضلة
(د ع) حصين بْن نضلة الأسدي، كتب له النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتابًا، رواه أَبُو بَكْر بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرو بْن حزم، عَنْ أبيه، عَنْ جده عمرو بْن حَزْمٍ: أَنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتب لحصين بْن نضلة الأسدي كتابًا:
بسم اللَّه الرحمن الرحيم، هذا كتاب من مُحَمَّد رَسُول اللَّهِ لحصين بْن نضلة الأسدي أن له ثرمدا [2] وكنيفًا، لا يحاقه فيها أحد. وكتب المغيرة. أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
1195- حصين بن وحوح
(ب د ع) حصين بْن وحوح الأنصاري الأوسي. وقد ذكر نسبه عند أبيه وحوح. روى حديثه عروة بْن سَعِيد، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْحُصَيْنِ بْن وَحْوَحٍ: أَنَّ طلحة بْن البراء لما لقي النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جعل يلصق برسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويقبل قديمه، فقال: يا رَسُول اللَّهِ، مرني بما أحببت لا أعصى لك أمرًا. فضحك لذلك رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو غلام حدث، فقال له عند ذلك: اذهب فاقتل أباك. فخرج موليًا ليفعل، فدعاه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إني لم أبعث بقطيعة الرحم. ومرض طلحة بعد ذلك، فأتاه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعوده في الشتاء في برد وغيم، فلما انصرف قال: إني لأرى طلحة قد حدث عليه الموت، فآذنونى [3] به حتى أصلي عليه، وعجلوه. فلم يبلغ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بني سالم حتى توفي، وجن عليه الليل، فكان فيما قال: ادفنوني وألحقوني بربي، ولا تدعوا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإني أخاف عليه اليهود، وأن يصاب في سببي. فأخبر النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين أصبح، فجاء فوقف عَلَى قبره، فصف الناس معه، ثم رفع يديه وقال:
اللَّهمّ الق طلحة وأنت تضحك إليه وهو يضحك إليك. وقتل حصين وأخوه محصن يَوْم القادسية، ولا بقية لهما، قاله ابن الكلبي.
أخرجه الثلاثة، إلا أن أبا عمر اختصره، وقال: هو الذي روى قصة طلحة بْن البراء، وهو الصحيح
__________
[1] الأنقاس: جمع نقس، بكسر النون، وهو المداد، والأملاس: أرض لا تنبت ومكان مستو.
[2] كذا في الأصل، وفي الإصابة: وأن له مربدا وكنفا، وثرمد: اسم شعب بأجأ لبني ثعلبة، والمربد: الموضع الّذي تحبس فيه الإبل والغنم. ولا يحاقه: لا يخاصمه.
[3] في الأصل: فأدنونى. وفي الإصابة: فأدنوني به وعجلوا فإنه لا ينبغي لمسلم أن يحبس بين ظهراني أهله، وفي رواية: لا ينبغي لجسد مسلم.(1/506)
1196- حصين بن يزيد الكلبي
(د ع) حصين بْن يَزِيدَ بْن جري بْن قطن بْن زنكل الكلبي، صاحب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يكنى أبا رجاء، روى عنه مولاه جبير أَبُو العلاء الحبشي، وكان قد أتت عليه مائة وأربع وثلاثون سنة، قال:
ما رأيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضاحكًا ما كان إلا مبتسمًا، وكان النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يشد الحجر عَلَى بطنه.
أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
1197- حصين بن يزيد بن شداد
(ب) حصين بْن يَزِيدَ بْن شداد بْن قنان بْن سَلَمة بْن وهب بْن عَبْد اللَّهِ بْن ربيعة بْن الحارث بْن كعب الحارثي. يقال له: ذو الغصة وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويذكر في الأذواء. إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه أَبُو عمر كذا، وعاش طويلًا، رأس بني الحارث بن كعب مائة سنة، وكان له في حلقه شبه الحوصلة، فقيل له: ذو الغصة، ومن قبله صارت الغصة في ولد يحيى بْن سَعِيد بْن العاص، لأن سَعِيد تزوج العالية بنت سلمة بْن يَزِيدَ الجعفي، وأمها أم يزيد بنت يزيد بْن ذي الغصة، ولدت يحيى ابن سَعِيد.
ومن ولده قيس بْن الحصين، وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسيذكر في بابه، إن شاء اللَّه تعالى. وقال ابن إِسْحَاق: الذي وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو قيس بْن الحصين أخبرنا أبو جعفر عبيد الله بن أحمد بْن علي الْبَغْدَادِيّ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى يونس بْن بكير، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق، في قصة وفد بني الحارث بْن كعب، قَالَ: «فأقبل خَالِد، يعني ابن الْوَلِيد، إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأقبل معه وفد بني الحارث بْن كعب [منهم [1]] قيس بْن الحصين بْن يَزِيدَ بْن قنان، ذي الغصة [2] » ويذكر في قيس، إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه أبو عمر.
1198- حصين بن يعمر
حصين بْن يعمر. من بني ربيعة بْن عبس، أحد التسعة العبسيين الذين وفدوا عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم فأسلموا.
نقلته من خط الأشيري فيما استدركه عَلَى أَبِي عمر، والله أعلم.
1199- حصين
(د ع) حصين. غير منسوب، روى عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما من وال يلي عشرة إلا جاء يَوْم القيامة مغلولًا معذبًا، أو مغفورًا له» . أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
__________
[1] عن سيرة ابن هشام: 2- 593، وعن ترجمة قيس بن الحصين.
[2] في الأصل: ذو.(1/507)
باب الحاء والضاد المعجمة والطاء المهملة
1200- حضرمى بن عامر
(س) حضرمي بْن عامر بْن مجمع بْن موله [1] بن همام بْن ضب [2] بْن كعب بْن القين بْن مالك، ابن مالك بْن ثعلبة بْن دودان بْن أسد بْن خزيمة، كذا نسبه أَبُو حفص بْن شاهين وهشام بْن الكلبي.
روى أَبُو هريرة والشعبي وغيره، قَالُوا: اجتمع بنو أسد بْن خزيمة أن يفدوا إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فوفدوا: الحضرمي بْن عامر، وضرار بْن الأزور، وأبا مكعت [3] ، وسلمة بْن حبيش، ومعهم قوم من بني الزنية، والزنية لقب سلمى بنت مالك بْن غنم [4] بْن دودان بْن أسد، وهي أم مالك بْن مالك، فيقال لولده: بنو الزنية، وحضرمي منهم، فقال الحضرمي: يا مُحَمَّد، إنا أتيناك نتدرع الليل البهيم، في سنة شهباء [5] ، ولم ترسل إلينا، ونحن منك، تجمعنا خزيمة، حمانا منيع، ونساؤنا مواجد [6] وأبناؤنا أنجاد أمجاد. فدعاهم إِلَى الإسلام، فقالوا: نسلم عَلَى أن صدقات أموالنا لفقرائنا، وَإِن أسنتت [7] بلادنا رحلنا إِلَى غيرها، وأسلموا وبايعوا. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبني الزنية: من أنتم؟ قَالُوا: نحن بنو الزنية فقال: بل أنتم بنو رشدة. قَالُوا: لا ندع اسم أبينا، ولا نكون كبني محولة، يعنون بني عَبْد اللَّهِ بْن غطفان كانوا بني عبد العزى، فسماهم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بني عَبْد اللَّهِ، فعيروهم وقالوا: بني محولة. فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أفيكم من يقول الشعر؟ قال الحضرمي: أنا قلت:
حي ذوي الأضغان تسب عقولهم ... تحيتك الحسنى فقد يرقع النّغل [8]
وإن دحسوا [9] بالكره فاعف تكرما ... وإن خنسوا عَنْكَ الْحَدِيثَ فَلا تَسَلْ
فَإِنَّ الَّذِي يُؤْذِيكَ منه سَمَاعِهِ ... وَإِنَّ الَّذِي قَالُوا وَرَاءَكَ لَمْ يُقَلْ
فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: تعلم القرآن، وكتب لهم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتابًا، وأقاموا أيامًا يتعلمون القرآن. قيل: كان للحضرمي إخوة، فماتوا، فورث أموالهم، فخرج ذات ليلة في حلة بعضهم، فقال رجل من قومه يقال له جزء: ما يسر الحضرمي أن إخوته أحياء وقد ورث أموالهم. فالتفت إليه الحضرمي وقال:
إن كنت أزننتني [10] بها كذبًا ... جزء فلاقيت مثلها عجلا
__________
[1] موله: بفتحات كما في الإصابة.
[2] في الإصابة: ضبة، وفي الجمهرة: صعب.
[3] مكعت: بضم الميم وسكون الكاف وآخره تاء معجمة باثنتين من فوقها، كذا ضبطه ابن الأثير في باب الكنى.
[4] ينظر الجمهرة لابن حزم: 182.
[5] السنة الشهباء: المجدبة.
[6] أي يحببن أزواجهن.
[7] أي أجدبت.
[8] النغل: الحقد والضغن، وأصله فساد الأديم.
[9] دحسوا: أفسدوا، والبيت في اللسان، ويروى:
وإن دحسوا بالشر فاغض تكرما
[10] البيت في اللسان: زنن، وأزننته بشيء: اتهمته.(1/508)
أفرح أن أرزأ الكرام وأن ... أورث ذودًا شصائصًا نبلا [1]
1- كم كان في إخوتي إذا اعتلج [2] ... الأبطال تحت الغمامة الأسلا
من ماجد واحد أخي ثقة ... يعطي جزيلًا ويقتل البطلا
قال: فخرج جزء ومعه إخوة له يحفرون بئرا فانهارت عليهم، فصارت قبرهم، فبلغ الحضرمي بْن عامر فقال: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ 2: 156 [3] وافقت أجلًا وأورثت حقدًا.
أخرجه أَبُو موسى.
1201- حطاب بن الحارث
(ب) حطاب بْن الحارث بْن معمر بْن حبيب بْن وهب بْن حذافة بْن جمح، القرشي الجمحي، وأمه وأم أخيه حاطب سخيلة بنت العنبس [4] بْن وهبان بْن حذافة بْن جمح.
هاجر إِلَى أرض الحبشة مع أخيه حاطب بْن الحارث، وهاجرت معه امرأته فكيهة بنت يسار، ومات حطاب في الطريق إِلَى أرض الحبشة، لم يصل إليها، وقيل: مات منصرفًا من الحبشة في الطريق، كذا قال مصعب، وأخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم في خطاب، بالخاء المعجمة، وهذا أشبه بالصواب. وقد ذكره ابن ماكولا وغيره بالحاء المهملة.
أخرجه أبو عمر.
1202- حطيئة الشاعر
(س) حطيئة الشاعر. ذكره عبدان في الصحابة، وقال: حدثنا أحمد بْن سيار، أَخْبَرَنَا يوسف بْن عدي، أَخْبَرَنَا عبيد اللَّه بْن عمرو، عَنْ إِسْحَاق بْن أَبِي فروة قال: هجا حطيئة الزبرقان بْن بدر، فأتى عمر فشكى ذلك إليه فقال: أما علمت أن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أحدث في الإسلام هجاء فاقطعوا لسانه، فاذهب فلك لسانه. قال: فهرب الحطيئة، فلما ضاقت عليه الأرض جاء حتى دخل عَلَى عمر رضي اللَّه عنه، فقام بين يديه، فمدحه ببيتي شعر [5] فقال: اذهب فأنت آمن. أخرجه أَبُو موسى.
قلت: ليس في هذا ما يدل عَلَى أَنَّهُ صحابي، وَإِن كان قد أسلم في حياة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثم ارتد بعده، ثم أسلم. ومما يؤيد أَنَّهُ لم يكن له صحبة أَنَّهُ عبسي، والذين وفدوا من عبس عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كانوا تسعة، وأسماؤهم معروفة. وليس منهم، لأن الوفود من القبائل كانوا أعيانها ورؤساءها، وأما الحطيئة فما زال مهينًا خسيسًا، لم يبلغ محله أن يكون في الوفد، والله أعلم.
__________
[1] الشصائص: جمع شصوص، وهي الناقة التي لا لبن لها، أو التي قل لبنها، والنبل، محركة: الكبار من الإبل والصغار والمراد هنا صغارها، والبيت في اللسان: شصص ونبل، يقول: أأفرح بصغار الإبل وقد رزئت بكبار القوم.
[2] اعتلج: اصطرع، والأسل: الرماح.
[3] البقرة: 156.
[4] في الأصل: العباس، وينظر كتاب نسب قريش: 396.
[5] ينظر الشعر والشعراء: 328.(1/509)
1203- حطيم الحداتى
(س) حطيم الحداني. ذكره ابن أَبِي علي في الحاء المهملة، وذكره غيره في الخاء المعجمة، روى عنه أشعث [1] الحداني، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قال: بشر المشاءين في الظلم إِلَى المساجد بالنور التام يَوْم القيامة. أخرجه أَبُو موسى.
باب الحاء والفاء
1204- حفشيش الكندي
(ب) حفشيش الكندي. يقال فيه: بالحاء، والجيم، والخاء، وقد ذكرناه في الجيم أتم من هذا، فلا حاجة إِلَى الزيادة.
أخرجه أَبُو عمر مختصرا.
1205- حفص بن أبى جبلة الفزاري
(س) حفص بْن أَبِي جبلة الفزاري. قال أَبُو موسى: ذكره عبدان فِي الصحابة، وقال:
لا أدري لَهُ صحبة أم لا؟ وضعه بعض أصحابنا في المسند، وهو مولى بني تميم.
روى بشار [2] بْن مزاحم بْن أَبِي عِيسَى التميمي. عَنْ حفص بْن أَبِي جبلة، مولاهم، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قوله عز وجل: يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا من الطَّيِّباتِ وَاعْمَلُوا صالِحاً 23: 51 [3] قال: ذاك عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام، يأكل من غزل أمه. أخرجه أبو موسى.
1206- حفص بن السائب
(س) حفص بْن السائب. روى أَبُو حفص بْن شاهين، عَنْ علي بْن الفضل بْن طاهر البلخي، حدثنا إِسْحَاق بْن هياج، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حفص [4] وهو بلخي، عَنْ هارون بْن حفص بْن السائب، عَنْ أبيه، قَالَ: سَمَّانِي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حفصا.
أخرجه أبو موسى.
1207- حفص بن المغيرة
(د ع) حفص بْن المغيرة، وقيل: أَبُو حفص، وقيل: أَبُو أحمد، روى مُحَمَّد بْن راشد، عَنْ سلمة بْن أَبِي سلمة، عَنْ أبيه: أن حفص بْن المغيرة طلق امرأته فاطمة بنت قيس، عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ
__________
[1] في الأصل: شعيب، والمثبت عن الإصابة، وينظر ميزان الاعتدال: 1- 265.
[2] في الإصابة: يسار.
[3] المؤمنون: 23.
[4] في الإصابة: جعفر.(1/510)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثلاث تطليقات في كلمة واحدة. ورواه عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ عقيل، عَنْ جابر قال: طلق حفص ابن المغيرة امرأته.
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَقَدْ تَقَدَّمَ في: أحمد بْن حفص.
باب الحاء والكاف
1208- الحكم بن الحارث السلمي
(ب د ع) الحكم بْن الحارث السلمي. له صحبة، سكن البصرة وغزا مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سبع غزوات، آخرهن حنين، وقيل: ثلاث غزوات، روى عنه عطية بْن سعد الدعاء أَنَّهُ قال: مر بي رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقد خلأت ناقتي، وأنا أضربها، فقال: لا تضربها، حل، فقامت، فسارت مع الناس. وروى عنه حبيب بْن أخيه هرم بْن الحارث، قال: كان عطاء عمي في ألفين، فإذا خرج عطاؤه قال لغلامه: أنطلق فاقض عنا ما علينا، فإني سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: من ترك دينارا فكية، ومن ترك دينارين فكيتين. أخرجه الثلاثة.
خلأت: أي حرنت، والخلاء للإبل كالحران للفرس، وحل: زجر للإبل لتسير.
1209- الحكم بن حزن الكلفي
(ب د ع) الحكم بْن حزن الكلفي. وكلفة من بني تميم، وهو كلفة بْن حنظلة بْن مالك بْن زيد مناة بْن تميم، وقيل: هو من كلفة بْن عوف بْن نصر بْن معاوية بْن بَكْر بْن هوازن.
أَخْبَرَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الطَّبَرِيُّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي يَعْلَى الموصلي قال: حدثنا الحكم ابن مُوسَى، أَخْبَرَنَا شِهَابُ بْنُ خِرَاشٍ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ زُرَيْقٍ الطَّائِفِيِّ، قَالَ: «كُنْتُ جَالِسًا إِلَى رَجُلٍ، يُقَالُ لَهُ: الْحَكَمُ بْنُ حَزَنٍ الْكُلَفِيُّ، وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ، فَأَنْشَأَ يُحَدِّثُنَا قَالَ: قَدِمْنَا عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم سَابِعَ سَبْعَةٍ، أَوْ تَاسِعَ تِسْعَةٍ، فَأَذِنَ لَنَا، فَدَخَلْنَا، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتَيْنَاكَ لِتَدْعُوَ لَنَا بِخَيْرٍ، فَدَعَا لَنَا بِخَيْرٍ، وَأَمَرَ بِنَا فَأَنْزَلَنَا، وَأَمَرَ لَنَا بِشَيْءٍ مِنْ تَمْرٍ، وَالشَّأْنُ إِذْ ذَاكَ دُون، فَلَبِثْنَا بِهَا أَيَّامًا، فَشَهِدْنَا بِهَا الْجُمُعَةَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَامَ مُتَوَكِّئًا عَلَى قَوْسٍ، أَوْ عَصًا، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ كَلِمَاتٍ خَفِيفَاتٍ طيبات مباركات، ثم قال. يا أيها النَّاسُ، إِنَّكُمْ لَنْ تُطِيقُوا أَنْ تَفْعَلُوا كُلَّ مَا أَمَرْتُمْ بِهِ، وَلَكِنْ سَدِّدُوا وَأَبْشِرُوا. أَخْرَجَهُ الثلاثة.
1210- الحكم بن أبى الحكم
(د ع) الحكم بْن أَبِي الحكم. له ذكر في حديث كعب بْن الخزرج: أَنَّهُ صحب الحكم بْن أَبِي الحكم مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في غزوة تبوك.
أخرجه ابن مندة وأبو نعيم مختصرا.(1/511)
1211- الحكم بن أبى الحكم
(ب) الحكم بْن أَبِي الحكم. مجهول، قَالَ أَبُو عمر: لا أعرفه بأكثر من حديث مسلمة بْن علقمة، عَنْ دَاوُد بْن أَبِي هند، عَنِ الشعبي، عَنْ قيس بْن حبتر، عنه، قال: تواعدنا أن نغدر برسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلما رأيناه سمعنا صوتًا خلفنا ظننا أَنَّهُ ما بقي بتهامة جبل إلا تفتت، فغشي علينا» .
أخرجه أَبُو عمر هكذا.
قلت: قول أَبِي عمر: إنه مجهول، عجيب منه، فإن هذا الحديث روى بهذا الإسناد عَنْ قيس بْن حبتر، عَنْ بنت الحكم بْن أَبِي العاص، عَنْ أبيها، ويرد في اسمه، إن شاء اللَّه تعالى.
حبتر: بالحاء المهملة والباء الموحدة.
1212- الحكم بن رافع
(د ع) الحكم بْن رافع بْن سنان، الأنصاري الأوسي. من أهل المدينة، له ولأبيه صحبة.
روى جَعْفَر بْن عَبْد اللَّهِ بْن الحكم بْن رافع بْن سنان قال: رآني الحكم وأنا غلام، آكل من هاهنا وهاهنا، فقال لي: يا غلام، لا تأكل هكذا كما يأكل الشيطان، أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا أكل لم تعد [1] أصابعه بين يديه.
جعفر هذا هو والد عبد الحميد بْن جَعْفَر.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
1213- الحكم بن سعيد بن العاص
(ب د ع) الحكم بْن سَعِيد بْن العاص بْن أمية بْن عبد شمس بن عبد مناف. قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مهاجرًا فقال له: ما اسمك؟ قال: الحكم، قال: أنت عَبْد اللَّهِ، قال: أنا عَبْد اللَّهِ يا رَسُول اللَّهِ. وقد ذكر في العبادلة، واختلف في وفاته، فقيل: قتل يَوْم بدر شهيدًا، وقيل،: بل استشهد يَوْم مؤتة، وقيل: يَوْم اليمامة، ولا عقب له.
أخرجه الثلاثة.
1214- الحكم بن سفيان بن عثمان
(ب د ع) الحكم بْن سفيان بْن عثمان بن عامر بْن معتب بْن مالك بْن كعب بْن سعد بن عوف ابن ثقيف، الثقفي، وقيل: سفيان بْن الحكم، وقيل: أَبُو الحكم الثقفي، وقيل: ابن أَبِي سفيان.
أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي بْنِ عَلِيٍّ الأَمِينُ بِإِسْنَادِهِ إِلَى سُلَيْمَانَ بْنِ الأشعث قال: حدثنا محمد
__________
[1] لم تعد: لم تتجاوز.(1/512)
ابن كَثِيرٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ سُفْيَانَ الثَّقَفِيِّ، أَوْ سُفْيَانَ بْنُ الْحَكَمِ، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا بَالَ تَوَضَّأَ، ثُمَّ انْتَضَحَ [1] » وَرَوَاهُ زَائِدَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَلَى الشَّكِّ.
وَرَوَاهُ رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ، وَشُعْبَةُ، وَشَيْبَانُ، وَمَعْمَرُ، وَأَبُو عَوَانَةَ، وَزَائِدَةُ، وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، وَإِسْرَائِيلُ، وَهُرَيْمُ بْنُ سُفْيَانَ، مِثْلَ سُفْيَانَ، عَلَى الشَّكِّ، وَقَالَ شُعْبَةُ وَأَبُو عَوَانَةَ وَجَرِيرٌ: عَنِ الْحَكَمِ أَوْ أَبِي الْحَكَمِ.
وَرَوَاهُ عَامَّةُ أَصْحَابِ الثَّوْرِيِّ عَلَى الشَّكِّ إِلا عفيف بن سالم والفريابي، فإنهما روياه فقالا: الحكم بن سفيان، من غير شك.
ورواه وهيب بن خالد، عن منصور، عن الحكم، عن أبيه، ورواه مسعر، عن منصور، فقال:
عن رجل من ثقيف، ولم يسمعه.
وممن رواه ولم يشك: سلام بن أبي مطيع، وقيس بن الربيع وشريك، قالوا: عن الحكم بن سفيان، ولم يشكوا.
أخرجه الثلاثة.
1215- الحكم أبو شبث
(د ع) الحكم، أَبُو شبث بْن الحكم. روى حديثه عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بن عمرو بن حزم، عن شبث بْن الحكم، عَنْ أبيه: أن رجلًا من أسلم أصيب، فرقاه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم مختصرًا.
قلت: كذا رأيته مضبوطًا: شبث، بالشين، والباء الموحدة، والثاء المثلثة، وقد ذكره ابن ماكولا فقال: وأما شبيث، بضم الشين، وفتح الباء المعجمة بواحدة، وبعدها ياء معجمة باثنتين من تحتها، ثم ثاء معجمة بثلاث، فهو شبيث بْن الحكم بْن مينا، يروي عَنْ أبيه، روى عنه عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي بكر وعبد الرحمن بن أبى الزناد.
1216- الحكم بن الصلت
(ب س) الحكم بْن الصلت بْن مخرمة بْن المطلب، وقيل: الصلت بْن حكيم، وقال عبدان:
حكيم بْن الصلت، القرشي المطلبي. شهد خيبر، وأعطاه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثلاثين وسقًا [2] ، وكان من رجال قريش، واستخلفه مُحَمَّد بْن أَبِي حذيفة عَلَى مصر لما سار إِلَى عمرو بْن العاص بالعريش.
__________
[1] الانتضاح: هو أن يأخذ قليلا من الماء فيرش به مذاكيره بعد الوضوء نفيا للشك.
[2] الوسق: ستون صاعا.(1/513)
روى مُحَمَّد بْن الحسن بْن قتيبة، عَنْ حَرْمَلَةَ بْن يَحْيَى، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ حرملة بْن عمران، عَنْ عبد العزيز بْن حيان القرشي، عَنِ الحكم بْن الصلت القرشي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: لا تقدموا بين أيديكم في صلاتكم، وعلى جنائزكم سفهاءكم» .
ورواه المقري، عَنْ حرملة، فقال: الصلت بْن حكيم. أخرجه أبو عمر وأبو موسى.
1217- الحكم بن أبى العاص الأموي
(ب د ع) الحكم بْن أَبِي العاص بْن أمية بْن عَبْد شمس بن عبد مناف، القرشي الأموي، أبو مروان ابن الحكم، يعد في أهل الحجاز، عم عثمان بْن عفان، رضي اللَّه عنه، أسلم يَوْم الفتح.
روى مسلمة بْن علقمة، عَنْ دَاوُد بْن أَبِي هند، عَنِ الشعبي، عَنْ قيس بن حبتر، عن بنت الحكم ابن أبى العاص، أنها قالت للحكم: ما رأيت قومًا كانوا أسوأ رأيًا وأعجز في أمر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منكم يا بني أمية، فقال: لا تلومينا يا بنية، إني لا أحدثك إلا ما رأيت بعيني هاتين، قلنا: والله ما نزال نسمع قريشًا تقول: يصلي هذا الصابئ في مسجدنا فتواعدوا له تأخذوه. فتواعدنا إليه، فلما رأيناه سمعنا صوتًا ظننا أَنَّهُ ما بقي بتهامة جبل إلا تفتت علينا، فما عقلنا حتى قضى صلاته، ورجع إِلَى أهله. ثم تواعدنا ليلة أخرى، فلما جاء نهضنا إليه فرأيت الصفا والمروة التقتا إحداهما بالأخرى، فحالتا بيننا وبينه، فو الله ما نفعنا ذلك.
قال أَبُو أحمد العسكري: بعضهم يقول: هو الحكم بْن أَبِي العاص، وقيل: إنه رجل آخر يقال له:
الحكم بْن أَبِي الحكم الأموي.
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ محمد بن المعمر البغدادي وغيره، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَرِيرِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْبَرْمَكِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفِ بْنِ بُخَيْتٍ الدَّقَّاقُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الله ابن سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ الْعَسْقَلانِيُّ، أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ خَالِدٍ، أَخْبَرَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، حَدَّثَنِي نَافِعُ بن جبير بن مطعم، عن أبيه، قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فَمَرَّ الْحَكَمُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَيْلٌ لأُمَّتِي مِمَّا فِي صُلْبِ هَذَا.
وهو طريد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نفاه من المدينة إِلَى الطائف، وخرج معه ابنه مروان، وقيل: إن مروان ولد بالطائف، وقد اختلف في السبب الموجب لنفي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إياه، فقيل: كان يتسمع سر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويطلع عليه من باب بيته، وَإِنه الذي أراد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إن يفقأ عينه بمدرى [1] في يده لما اطلع عليه من الباب، وقيل: كان يحكي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في مشيته وبعض حركاته، وكان النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتكفأ في مشيته، فالتفت يومًا فرأه وهو يتخلج [2] في مشيته، فقال: كن كذلك، فلم يزل
__________
[1] المدرى: شيء يعمل من حديد أو خشب، على شكل سن من أسنان المشط وأطول منه، يسرح به الشعر المتلبد، ويستعمله من لا مشط له.
[2] أصل الاختلاج: الحركة والاضطراب.(1/514)
يرتعش في مشيته من يومئذ، فذكره عبد الرحمن بْن حسان بْن ثابت في هجائه لعبد الرحمن بْن الحكم فقال:
إن اللعين أبوك فارم عظامه ... إن ترم ترم مخلجًا مجنونًا
يمسي خميص [1] البطن من عمل التقى ... ويظل من عمل الخبيث بطينًا
وأما معنى قول عبد الرحمن: «إن اللعين أبوك..» فروى عَنْ عائشة رضي اللَّه عنها، من طرق ذكرها ابن أَبِي خيثمة: أنها قالت لمروان بْن الحكم، حين قال لأخيها عبد الرحمن بْن أَبِي بكر، لما امتنع من البيعة ليزيد بْن معاوية بولاية العهد ما قال، والقصة مشهورة: أما أنت يا مروان فأشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن أباك، وأنت في صلبه. وقد روى في لعنه ونفيه أحاديث كثيرة، لا حاجة إِلَى ذكرها، إلا أن الأمر المقطوع به أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع حلمه وَإِغضائه عَلَى ما يكره، ما فعل به ذلك إلا لأمر عظيم، ولم يزل منفيًا حياة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلما ولي أَبُو بكر الخلافة، قيل له في الحكم ليرده إِلَى المدينة، فقال: ما كنت لأحل عقدة عقدها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكذلك عمر، فلما ولي عثمان رضي اللَّه عنهما الخلافة رده، وقال:
كنت قد شفعت فِيهِ إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فوعدني برده. وتوفي فِي خلافة عثمان، رضي الله عَنْهُ.
أخرجه الثلاثة.
1218- الحكم بن أبى العاص بن بشير
(ب د ع) الحكم بْن أَبِي العاص بْن بشير بْن دهمان الثقفي. يكنى أبا عثمان، وقيل: أَبُو عَبْد الْمَلِكِ، وهو أخو عثمان بْن أَبِي العاص الثقفي.
له صحبة، كان أميرًا عَلَى البحرين، وسبب ذلك إن عمر بْن الخطاب. رضي اللَّه عنه، استعمل أخاه عثمان بْن أَبِي العاص عَلَى عمان والبحرين، فوجه أخاه الحكم عَلَى البحرين، وافتتح الحكم فتوحًا كثيرة بالعراق سنة تسع عشرة أو سنة عشرين. وهو معدود في البصريين، ومنهم من يجعل أحاديثه مرسلة.
ولا يختلفون في صحبة أخيه عثمان، روى عنه معاوية بْن قرة قال: قال لي عمر بْن الخطاب، رضي اللَّه عنه: أن في يدي مالًا لأيتام قد كادت الصدقة أن تأتي عليه. فهل عندكم من متجر، قال: قلت: نعم. قال: فأعطاني عشرة آلاف، فغبت بها ما شاء اللَّه، ثم رجعت إليه فقال: ما فعل مالنا؟ فقلت: هو ذا قد بلغ مائة ألف.
أخرجه الثلاثة.
قلت: كذا نسبه أَبُو عمر، فقال: بشير بياء، والصواب بشر، وقال: ابن دهمان، وهو ابن عبد دهمان [2] ، وكما ذكرناه نسبه أَبُو عمر في أخيه عثمان، وتمام النسب: عبد دهمان بْن عبد الله بن همام
__________
[1] خميص: ضامر.
[2] سيأتي في ترجمة عثمان أخى الحكم: بْن عَبْد بْن دهمان، وقيل: عَبْد دهمان.(1/515)
ابن أبان بْن سيار [1] بْن مَالِك بْن حطيط بْن جشم بْن ثقيف، وقال ابن منده: إن الّذي أعطاه المال عمران ابن حصين. وهو وهم، والصواب عمر بْن الخطاب، رضى الله عنه.
1219- الحكم بن عبد الله الثقفي
(د ع) الحكم بْن عَبْد اللَّهِ الثقفي. في إسناد حديثه نظر، رواه الحكم بْن عمرو، عَنْ يعلى بْن مرة، عَنِ الحكم، قال: خرجنا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في بعض أسفاره، فعرضت له امرأة بصبي، فقالت: يا رَسُول اللَّهِ، إن ابني هذا عرض له ... وذكر الحديث.
ورواه عَبْد اللَّهِ بْن يعلى بْن مرة، عَنْ أبيه يعلى بْن مرة.
ورواه الأعمش، عَنِ المنهال بْن مرة، عَنِ ابن يعلى بْن مرة، عَنْ أبيه. وقد روي من غير طريق، عَنْ يعلى بْن مرة، وليس لذكر الحكم فيه أصل.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
1220- الحكم أبو عبد الله الأنصاري
(د ع) الحكم أَبُو عَبْد اللَّهِ الأنصاري. جد مطيع أَبِي يحيى، روى حديثه مطيع بْن فلاك [2] بْن الحكم عَنْ أبيه، عَنْ جده الحكم، أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كان إذا قام يَوْم الجمعة عَلَى المنبر استقبلنا بوجهه. وهذا مطيع أَبُو يحيى، ابن عم مسعود بْن الحكم الزرقي، شهد جده الحكم أحدًا.
أخرجه كذا ابن مندة وأبو نعيم.
1221- الحكم بن عمرو الثمالي
(ب) الحكم بْن عمرو الثمالي، وثمالة من الأزد. شهد بدرًا، رويت عنه أحاديث مناكير من حديث أهل الشام لا تصح، والله أعلم.
أخرجه أَبُو عمر مختصرًا. وقد أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم، فقالا: الحكم بْن عمير الثمالي، ويرد الكلام عليه في ترجمته، إن شاء الله تعالى.
1222- الحكم بن عمرو بن الشريد
(د ع) الحكم بْن عمرو بْن الشريد. مختلف في اسمه روى مُحَمَّد بْن المثنى، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن حمران، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْن جَعْفَر، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابن الشريد قَالَ: صليت خلف النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فعطس رجل، فقلت: يرحمك اللَّه، فضحك بعض القوم. الحديث، سماه ابن المثنى: الحكم.
أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
__________
[1] في الأصل: يسار، والضبط من الجمهرة: 454 وترجمة عثمان.
[2] في الإصابة: فلان، بالنون، وفي الأصل: مطيع بن فلاك بن مطيع، فكرر مطيع، قال الذهبي عن مطيع هذا في الميزان 4- 130: إنه مجهول.(1/516)
1223- الحكم الغفاريّ
(ب د ع) الحكم بْن عمرو الغفاري. وهو أخو رافع بْن عمرو، غلب عليهما هذا النسب إِلَى غفار، وأهل العلم بالنسب يمنعون ذلك، ويقولون: إنهما من ولد نعيلة بْن مليل أخي غفار بْن مليل. ويقولون:
هو الحكم بْن عمرو بْن مجدع بْن حذيم بْن الحارث بْن نعيلة بْن مليل بْن ضمرة بْن بَكْر بْن عَبْد مناة ابن كنانة.
صحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى توفي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم سكن البصرة. واستعمله زياد بْن أبيه عَلَى خراسان، من غير قصد منه لولايته، إنما أرسل زياد يستدعي الحكم، فمضى الرسول غلطًا منه، وأحضر الحكم بْن عمرو، فلما رآه زياد قال: هذا رجل من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واستعمله عليها.
وغزا الكفار فغنم غنائم كثيرة، فكتب إليه زياد: إن أمير المؤمنين، يعني معاوية، كتب أن تصطفي له الصفراء والبيضاء، فلا تقسم في الناس ذهبًا ولا فضة. فكتب إليه الحكم: بلغني ما ذكرت من كتاب أمير المؤمنين، وَإِني وجدت كتاب اللَّه تعالى قبل كتاب أمير المؤمنين، وَإِنه، والله، لو أن السماء والأرض كانتا رتقًا عَلَى عبد، ثم اتقى اللَّه تعالى، جعل له مخرجًا، والسلام.
وقسم الفيء بين الناس، وقال الحكم: اللَّهمّ إن كان لي عندك خير فاقبضني إليك. فمات بخراسان بمرو سنة خمسين، واستخلف لما حضرته الوفاة أنس بْن أَبِي أناس.
روى عنه الحسن، وابن سيرين، وعبد اللَّه بْن الصامت، وَأَبُو الشعثاء، ودلجة بْن قيس، وَأَبُو حاجب وغيرهم.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ، وَأَبُو جَعْفَرِ بْنُ السَّمِينِ، وَغَيْرُهُمَا بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عيسى محمد ابن عِيسَى، حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ، أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي حَاجِبٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي غِفَارٍ، قَالَ: نهى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم عَنْ فَضْلِ طَهُورِ الْمَرْأَةِ.
ورواه مُحَمَّد بْن بشار، ومحمود بْن غيلان، عَنْ أَبِي داود الطيالسي، عَنْ شعبة، عَنْ عاصم، عَنْ أَبِي حاجب، عَنِ الحكم بْن عمرو الغفاري، نحوه. وروى ابن منده، عَنِ الحسن: أن زيادًا استعمل الحكم بْن عمرو الغفاري عَلَى البصرة، فلقيه عمران بْن حصين في دار الإمارة بين الناس، فقال: أتدري فيم جئتك؟ أتذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بلغه الذي قال له أميره: قم فقع في النار، فقام الرجل ليقع فيها، فأدرك فأمسك، فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْ وقع فيها لدخل النار، ثم قال: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. قال: بلى. قال: إنما أردت أن أذكرك هذا الحديث.
وقد روى أن عمران قاله للحكم لما ولي خراسان، وهو الصحيح، فإن الحكم لم يل البصرة لزياد قط.
وقد روى أيضًا أن الحكم قال هذا لعمران، والأول أصح وأكثر.
أخرجه الثلاثة.
مجدع: بضم الميم، وفتح الجيم والدال المهملة المشددة، وآخره عين، قاله الأمير أبو نصر.(1/517)
1224- الحكم بن عمرو بن معتب
(ب) الحكم بْن عمرو بْن معتب الثقفي. كان أحد الوفد الذين قدموا مع عبد ياليل بإسلام ثقيف، وهو من الأحلاف.
أخرجه أَبُو عمر مختصرًا.
قلت: ثقيف قبيلتان، الأحلاف ومالك، فالأحلاف ولد عوف بْن ثقيف، وهذا منهم، فإن معتبًا هو ابن مالك بْن كعب بْن عمرو بْن سعد بن عوف بن ثقيف.
1225- الحكم بن عمير الثمالي
(ب د ع) الحكم بْن عمير الثمالي. يعد في الشاميين، سكن حمص، تفرد بالرواية عنه موسى بْن أَبِي حبيب، وقال: كان بدريًا، روى عنه أَنَّهُ قال: «صليت خَلْفَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فجهر في الصلاة ببسم اللَّه الرحمن الرحيم، في صلاة الليل، وصلاة الغداة، وصلاة الجمعة، وله عنه غير هذا الحديث.
أَخْرَجَهُ الثلاثة، إلا أن أبا عُمَر اختصره، وأخرجه أَبُو عمر في ترجمة أخرى، فقال: الحكم بْن عمرو، وقد تقدم ذكره، وأخرجه ابن أَبِي عاصم، فقال: الحكم بْن عمير أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ إِجَازَةً بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ أبي عاصم. قال حدثنا الخوطى وَابْنُ مُصَفَّى قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيةَ ُبنْ ُالْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُمَيْرٍ الثُّمَالِيِّ، وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الأَمْرُ الْمُفْظِعُ وَالْحِمْلُ الْمُضْلِعُ [1] ، وَالشَّرُّ الّذي لا ينقطع، إظهار البدع.
1226- الحكم بن كيسان
(ب د ع) الحكم بْن كيسان، مولى هشام بْن المغيرة، وهشام والد أَبِي جهل. أسلم في السنة الأولى من الهجرة، وسبب إسلامه أَنَّهُ خرج من مكة مع طائفة من الكفار، فلقيتهم سرية كان أميرها عَبْد اللَّهِ بْن جحش، فقتل واقد التميمي، وكان مسلمًا، عمرو بْن الحضرمي، وكان مشركا، وأسر المقداد بْن عمرو الحكم بْن كيسان، فأراد عبد الله ابن جحش قتله، فقال المقداد: دعه نقدم به عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فقدموا به عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأسلم وحسن إسلامه.
قال عروة بْن الزبير، وموسى بْن عقبة: قتل الحكم بْن كيسان يَوْم بئر معونة مع عامر بن فهيرة.
أخرجه الثلاثة.
1227- الحكم بن مرة
(ب د ع [2] ) الحكم بْن مرة. صحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، روى شيبة بْن مساور، عَنِ الحكم بْن مرة صاحب
__________
[1] المفظع: الشديد، والمضلع: المثقل.
[2] لم أجد هذه الترجمة في الاستيعاب.(1/518)
رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم: أَنَّهُ رَأَى رجلًا يصلي فأساء الصلاة، وانفتل، فقال له: صل. قال: قد صليت، فأعاد عليه مرارًا فقال: والله لتصلين، والله لا يعصى الله جهارا. أخرجه الثلاثة.
1228- الحكم أبو مسعود
(د ع) الحكم [1] أَبُو مسعود الزرقي. روى عنه ابنه مسعود، في حديثه اختلاف، رواه ميمون بْن يحيى الأشج، عَنْ مخرمة بْن بكير، عَنْ أبيه، قال: سمعت سليمان بْن يسار، أَنَّهُ سمع ابن الحكم الزرقي، وهو مسعود يقول: حدثني أَبِي: أنهم كانوا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمنى، فسمعوا راكبًا وهو يصرخ:
لا يصومن أحد فإنها أيام أكل وشرب.
قال أَبُو نعيم: رواه بعض المتأخرين وذكره، وقال: هذا وهم منكر، والصواب ما رواه ابن وهب، عَنْ مخرمة، عَنْ أبيه، عَنْ سليمان بْن يسار، يزعم أَنَّهُ سمع الحكم الزرقي يقول: حدثني أَبِي، وذكر مثله.
ورواه ابن وهب أيضًا، عَنْ عمرو بْن الحارث، عَنْ بكير، عَنْ سليمان، عَنْ مسعود، عَنْ أبيه.
ورواه مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن سلمة، عَنْ مسعود، عَنْ أبيه.
ورواه عمرو بْن الحارث، وسليمان بْن بلال والناس، عَنْ يحيى بن سعيد الأنصاري، عن يوسف ابن مسعود بْن الحكم، عَنْ جدته، وهي حبيبة بنت شريق: أنها كانت مع أمها العجماء بمنى أيام الحج، فجاءهم بديل بْن ورقاء، فنادى أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال.. نحوه ورواه الزُّهْرِيّ، عَنْ مسعود بْن الحكم أَنَّهُ قال: أخبرني بعض أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ورواه سالم أَبُو النضر، عَنْ سُلَيْمَان بْن يسار، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن حذافة مثله. ورواه أصحاب قتادة، عَنْ قتادة، عَنْ سليمان بْن يسار، عَنْ حمزة بْن عمرو الأسلمي: أَنَّهُ رَأَى رجلًا بمنى، ورسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين أظهرهم، ينادي.. مثله، وذكر أن المنادي كان بلالا.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
1229- الحكم بْن مسلم العقيلي
الحكم بْن مسلم العقيلي. له صحبة، قاله أَبُو أحمد العسكري، وقال: روى عَنْ عثمان أيضا.
1230- الحكم بن مينا
(س) الحكم بْن مينا. أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى فيما أُذن لي، أخبرنا الْحَسَنِ بْنُ أَحْمَدَ الْمُقْرِي، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَبَّابُ أَبُو بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي عَاصِمٍ حَدَّثَنَا الْمُقَدَّمِيُّ، يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا أبو بكر الحنفي، أخبرنا عبد الحميد بن جعفر، عن سعيد
__________
[1] في الإصابة هو: الحكم بْن الربيع بْن عَامِر بْن خَالِد بْن عَامِر بْن رزيق الأنصاري.(1/519)
الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ، سَمِعَ الْحَكَمَ بْنَ مِينَا: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: اجْمَعْ لِي مِنْ هَاهُنَا مِنْ قُرَيْشٍ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تَخْرُجُ إِلَيْهِمْ أَوْ يَدْخُلُونَ إِلَيْكَ؟ قَالَ:
أَخْرُجُ إِلَيْهِمْ. فَخَرَجَ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، هَلْ فِيكُمْ مِنْ غَيْرِكُمْ؟ قَالُوا: لا، إِلا أَبْنَاءَ أَخَوَاتِنَا، قَالَ: ابْنُ أُخْتِ القوم منهم، ثم قال: اعلموا يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِي الْمُتَّقُونَ، فَأَبْصِرُوا، لا يَأْتِي النَّاسُ بِالأَعْمَالِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَتَأْتُونَ بِالدُّنْيَا تَحْمِلُونَهَا فَأَصُدُّ عَنْكُمْ بِوَجْهِي، ثُمَّ قَرَأَ:
إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَالله وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ 3: 68 [1] . أخرجه أبو موسى كذا.
وقد أخبرنا أبو منصور مسلم بن عَليّ بن محمد بن السيحي الشاهد، أخبرنا أبو البركات مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن خَمِيسٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الباقي بن طوق، أخبرنا أبو القاسم نصر بْنِ الْخَلِيلِ الْمَرْجِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بن علي المثنى، أخبرنا المقدمي، أخبرنا أبو بكر الحنفي، أخبرنا عبد الحميد بن جعفر، عن أبي الجواب: أنه سمع الحكم بن منهال، وذكره، فقال: أبو الجواب بدل أبي الحويرث، وقال:
منهال بدل: مينا، والمشهور: أبو الحويرث والحكم بن مينا.
وقد ذكر البخاري الحكم بْن مينا، وقد تقدم في الحكم أَبِي شبث كلام ابن ماكولا يدل أنه أبو شبيث، فلينظر من هناك.
1231- حكيم الأشعري
حكيم، بزيادة ياء، هو حكيم الأشعري. له ذكر في حديث أَبِي موسى الأشعري، ذكره أَبُو علي الغساني فيما استدركه عَلَى أَبِي عمر، واستدل بالحديث الذي أَخْبَرَنَا بِهِ أَبُو الْفَرَجِ يَحْيَى بْنُ مَحْمُودِ بْنِ سَعْدٍ الأَصْفَهَانِيُّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى مُسْلِمِ بْنِ الْحَجَّاجِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ، أَخْبَرَنَا يَزِيدُ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: إني لأَعْرِفُ أَصْوَاتَ رُفْقَةِ الأَشْعَرِيِّينَ بِالْقُرْآنِ، حِينَ يَدْخُلُونَ بِاللَّيْلِ [2] ، وَمِنْهُمْ حَكِيمٌ إِذَا لَقِيَ الْخَيْلَ- أَوْ قَالَ: الْعَدُوَّ- قَالَ لَهُمْ: إِنَّ أَصْحَابِيَ يَأْمُرُونَكُمْ أن تنظروهم [3] .
1232- حكيم بن أمية
حكيم بْن أمية بْن حارثة بْن الأوقص السّلمى. حليف بني أمية، أسلم قديمًا بمكة، وقال ينهى قومه عما أجمعوا عليه من عداوة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكان فيهم مطاعًا، وهي أبيات منها [4] :
تبرأت إلا وجه من يملك الصبا ... وأهجركم ما دام مدلٍ [5] ونازع
وأسلم وجهي للإله [6] ومنطقي ... ولو راعني من الصديق روائع
ذكره ابن هشام عَنِ ابن إِسْحَاق. ونقلته من خط الأشيري الأندلسي، وهو إمام فاضل.
__________
[1] آل عمران: 68.
[2] في الإصابة: «يدخلون بالليل، أي إلى المسجد» .
[3] تنظروهم: أي تنتظروهم.
[4] الأبيات في سيرة ابن هشام: 1/ 289.
[5] المدلي: مرسل الدلو، والنازع: الجاذب لها.
[6] في الأصل والمطبوعة: للأنام والمثبت عن سيرة ابن هشام تحقيق محيي الدين عبد الحميد 1/ 309.(1/520)
1233- حكيم بن جبلة
(ب) حكيم بْن جبلة بْن حصين بْن أسود بن كعب بْن عامر بْن الحارث بْن الديل بن عمرو بن غنم ابن وديعة بْن لكيز بْن أفصى بْن عبد القيس بْن دعمي بْن جديلة بْن أسد بْن ربيعة بْن نزار، العبدي. وقيل:
حكيم، بضم الحاء، وهو أكثر، وقيل: ابن جبل.
قال أَبُو عمر: أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ولا أعلم له رواية ولا خبرًا يدل عَلَى سماعه منه ولا رؤيته له، وكان رجلًا صالحًا له دين، مطاعًا في قومه، وهو الذي بعثه عثمان عَلَى السند فنزلها، ثم قدم عَلَى عثمان فسأله عنها، فقال: ماؤها وشل [1] ، ولصها بطل، وسهلها جبل، إن كثر الجند بها جاعوا، وَإِن قلوا بها ضاعوا، فلم يوجه عثمان رضي اللَّه عنه [إليها] أحدًا حتى قتل.
ثم إنه أقام بالبصرة، فلما قدم إليها الزبير، وطلحة مع عائشة رضي اللَّه عنهم وعليها عثمان بْن حنيف أميرًا لعلي رضي اللَّه عنه، بعث عثمان بن حنيف حكيم بْن جبلة في سبعمائة من عبد القيس وبكر بْن وائل، فلقي طلحة والزبير بالزابوقة [2] قرب البصرة، فقاتلهم قتالًا شديدًا فقتل، وقيل: إن طلحة والزبير لما قدما البصرة استقر الحال بينهم وبين عثمان بْن حنيف أن يكفوا عَنِ القتال إِلَى أن يأتي علي، ثم إن عبد الله ابن الزبير بيت [3] عثمان رضي اللَّه عنه، فأخرجه من القصر، فسمع حكيم، فخرج في سبعمائة من ربيعة فقاتلهم حتى أخرجهم من القصر، ولم يزل يقاتلهم حتى قطعت رجله، فأخذها وضرب بها الذي قطعها فقتله ولم يزل يقاتل ورجله مقطوعة، وهو يقول [4] :
يا ساق لن تراعي ... إن معي ذراعي
أحمى بها كراعي [5]
حتى نزفه الدم، فاتكأ عَلَى الرجل الذي قطع رجله، وهو قتيل، فقال له قائل: من فعل بك هذا؟
قال: وسادتي. فما رئي أشجع منه، ثم قتله سحيم الحداني.
قال أَبُو عبيدة معمر بْن المثنى: ليس يعرف في جاهلية ولا إسلام رجل فعل مثل فعله.
قال أَبُو عمر: ولقد فعل معاذ بْن عمرو بْن الجموح يَوْم بدر لما قطعت يده من الساعد قريبًا من هذا، وقد ذكر عند اسمه.
أخرجه أبو عمر.
__________
[1] وشل: قليل.
[2] الزابوقة: موضع قريب من البصرة كانت فيه وقعة الجمل أول النهار.
[3] تبييب العدو: أن يقصد في الليل من غير أن أن يعلم فيؤخذ بغتة.
[4] في الاستيعاب:
يا نفس لن تراعى.. ... رعاك خير راع..
إن قطعت كراعى.. ... إن معى ذراعي..
[5] الكراع: ما دون الركبة من الساق.(1/521)
1234- حكيم بن حزام
(ب د ع) حكيم بْن حزام بْن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي، القرشي الأسدي، وأمه وأم أخويه خَالِد وهشام: صفية، وقيل: فاختة بنت زُهَيْر بْن الحارث بْن أسد بْن عَبْد العزى، وحكيم ابن أخي خديجة بنت خويلد، وابن عم الزبير بْن العوام.
ولد في الكعبة، وذلك أن أمه دخلت الكعبة في نسوة من قريش وهي حامل، فأخذها الطلق، فولدت حكيمًا بها.
وهو من مسلمة الفتح، وكان من أشراف قريش ووجوهها في الجاهلية والإسلام، وكان من المؤلفة قلوبهم، أعطاه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم حنين مائة بعير، ثم حسن إسلامه، وكان مولده قبل الفيل بثلاث عشرة سنة على اختلاف في ذلك. وعاش مائة وعشرين سنة، ستين سنة في الجاهلية، وستين سنة في الإسلام، وتوفي سنة أربع وخمسين أيام معاوية، وقيل: سنة ثمان وخمسين.
وشهد بدرًا مع الكفار ونجا منهزمًا، فكان إذا اجتهد في اليمين قال: والذي نجاني يَوْم بدر، ولم يصنع شيئًا من المعروف في الجاهلية إلا وصنع في الإسلام مثله، وكانت بيده دار الندوة، فباعها من [1] معاوية بمائة ألف درهم، فقال له ابن الزبير: بعت مكرمة قريش، فقال حكيم: ذهبت المكارم إلا التقوى، وتصدق بثمنها.
وأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رَسُول اللَّهِ، أرأيت أشياء كنت أفعلها في الجاهلية، كنت أتحنث [2] بها، ألي فيها أْجَرٍ؟ فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: أسلمت عَلَى ما سلف لك من خير. وحج في الإسلام، ومعه مائة بدنة قد جللها بالحبرة [3] أهداها، ووقف بمائة وصيف [4] بعرفة في أعناقهم أطواق الفضة منقوش فيها: عتقاء اللَّه عَنْ حكيم بْن حزام وأهدى ألف شاة، وكان جوادًا.
روى عنه ابنه حزام، وسعيد بْن المسيب، وعروة، وموسى بْن طلحة، وصفوان بْن محرز، والمطلب بْن حنطب، وعراك بْن مالك، ويوسف بْن ماهك، ومحمد بْن سيرين.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أحمد بْنُ عَلِيٍّ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ قَالُوا بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، قَالَ:
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهِكٍ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ قَالَ: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَأْتِينِي الرَّجُلُ فَيَسْأَلُنِي مِنَ الْبَيْعِ مَا لَيْسَ عِنْدِي، أَأَبْتَاعُ لَهُ مِنَ السُّوقِ ثُمَّ أَبِيعُهُ مِنْهُ؟ قَالَ: لا تَبِعْ مَا لَيْسَ عِنْدَكَ. وروى الزُّهْرِيّ، عَنِ ابن المسيب وعروة، عَنْ حكيم بْن حزام قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، فقال: يا حكيم، إن هذا المال خضرة حلوة، من أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه
__________
[1] الأصل: باعها معاوية، ودخلت من توكيدا.
[2] أي: أتعبه.
[3] الحبرة بزنة عنبة: ثوب يمان من قطن أو كتان مخطط.
[4] الوصيف: العبد.(1/522)
ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه، وكان كالذي يأكل ولا يشبع، واليد العليا خير من اليد السفلى.
قال حكيم: يا رَسُول اللَّهِ، والذي بعثك بالحق لا أرزؤك [1] ولا أحدا بعدك شيئا، فكان أَبُو بكر رضي اللَّه عنه يدعوه إِلَى عطائه فيأبى أن يأخذه، ودعاه عمر رضي اللَّه عنه فأبى، فقال عمر: يا معشر المسلمين، أشهدكم أني أدعو حكيمًا إِلَى عطائه فيأبى أن يأخذه، فما سأل أحدًا شيئًا إِلَى أن فارق الدنيا.
وعمي قبل موته، ووصى إِلَى عَبْد اللَّهِ بْن الزبير.
أخرجه الثلاثة.
قلت: قولهم: إنه ولد قبل الفيل، ومات سنة أربع وخمسين، وعاش ستين في الجاهلية وستين سنة في الإسلام، فهذا فيه نظر، فإنه أسلم سنة الفتح، فيكون له في الإشراك أربع وسبعون سنة، منها ثلاث عشرة سنة قبل الفيل، وأربعون سنة إِلَى المبعث، قياسًا عَلَى عمر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وثلاث عشرة سنة بمكة إِلَى الهجرة عَلَى القول الصحيح، فيكون عمره ستًا وستين سنة، وثماني سنين إِلَى الفتح، فهذه تكملة أربع وسبعين سنة، ويكون له في الإسلام ست وأربعون سنة. وَإِن جعلناه في الإسلام مذ بعث النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلا يصح، لأن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقي بمكة بعد المبعث ثلاث عشرة سنة، ومن الهجرة إِلَى وفاة حكيم أربع وخمسون سنة، فذلك أيضًا سبع وستون سنة، ويكون عمره في الجاهلية إِلَى المبعث ثلاثًا وخمسين سنة قبل مولد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثلاث عشرة سنة، وَإِلى المبعث أربعين سنة، إلا أن جميع عمره عَلَى هذا القول مائة وعشرون سنة، لكن التفصيل لا يوافقه، وعلى كل تقدير في عمره ما أراه يصح، والله أعلم.
1235- حكيم بن حزن
(ب د ع) حكيم بْن حزن بْن أَبِي وهب بْن عَمْرو بن عائد بْن عمران بْن مخزوم، القرشي المخزومي.
أمه: فاطمة بنت السائب بْن عويمر بْن عائذ بْن عِمْرَانَ بْن مخزوم، هو عم سَعِيد بْن المسيب بْن حزن.
أسلم عام الفتح مع أبيه حزن، وقتل يَوْم اليمامة شهيدًا، هو وأبوه حزن بْن أَبِي وهب، هذا قول ابن إِسْحَاق والزبير، وقال أَبُو معشر: استشهد يَوْم اليمامة حزن بن أَبِي وهب، وأخوه حكيم بْن أَبِي وهب، فجعل حكيمًا أخا حزن، والأول أصح.
أخرجه الثلاثة.
1236- حكيم بن طليق
(ب د ع) حكيم بْن طليق بْن سفيان بْن أمية بْن عبد شمس، كان من المؤلفة قلوبهم، أعطاه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مائة من الإبل، وكان له ابن يقال له: المهاجر، هلك، وله بنت تزوجها زياد بْن أبيه، ذكره أَبُو عبيد عَنِ الكلبي، وقال الكلبي: درج [2] ، لا عقب له.
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] لا أرزوك: لا أنقص مالك بالطلب منك.
[2] درج فلان: لم يخلف نسلا.(1/523)
1237- حكيم بن قيس
(د ع) حكيم بْن قيس بْن عاصم بْن سنان، التميمي المنقري، يرد نسبه عند أبيه، قيل:
إنه ولد فِي حياة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ روى عَنْ أبيه، روى عنه مطرف بْن الشخير.
أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
1238- حكيم بن معاوية
(ب د ع) حكيم بْن معاوية النميري. من نمير بْن عامر بْن صعصعة، قال البخاري: في صحبته نظر، حديثه عند أهل حمص، قال أَبُو عمر: كل من جمع في الصحابة جمعه فيهم، وله أحاديث منها أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: لا شؤم، وقد يكون اليمن فِي الدار والمرأة والفرس.
أَخْبَرَنَا به إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّدِ بْنِ مِهْرَانَ وَغَيْرُهُ، قَالُوا بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى السُّلَمِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا على ابن حجر، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْن عَيَّاشٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْن سُلَيْمٍ، عَنْ يحيى بْن جابر الطائي، عن معاوية ابن حكيم، عَنْ عمه حكيم بْن معاوية.
وقال ابن أَبِي حاتم، عَنْ أبيه: حكيم بْن معاوية النميري، له صحبة، روى عنه ابن أخيه معاوية بْن حكيم، وقتادة من رواية سَعِيد بْن بشير، عنه. هذا كلام أَبِي عمر، وقوله: روى عنه ابن أخيه معاوية بْن حكيم، فيه نظر، ولكن هكذا جاءت الرواية، وقد روى عَنْ معاوية بْن حكيم، عَنْ أبيه. وروى ابن منده وَأَبُو نعيم في هذه الترجمة ما رواه السفر بْن نسير [1] ، عَنْ حكيم بْن معاوية، أَنَّهُ أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رَسُول اللَّهِ، بم أرسلك اللَّه عز وجل؟ قال قال رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ أن تعبد اللَّه كأنك تراه، ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة المكتوبة، وتؤتي الزكاة، وكل مسلم من مسلم حرام يا حكيم بْن معاوية، هذا دينك، أينما تكن يكفك.
ورواه بهز بْن حكيم بْن معاوية بْن حيدة، عَنْ أبيه، عَنْ جده، فعلى هذا يكون حكيم هو القشيري، وهذا اختلاف ظاهر، وقد أخرج أَبُو عمر هذا الحديث في الترجمة المذكورة بعد هذه، عَلَى ما نذكره. أخرجه هذه الترجمة الثلاثة، ورواه أَبُو عمر في مخمر [2] بن معاوية، وهو مذكور هناك.
1239- حكيم أبو معاوية
(ب) حكيم، أَبُو معاوية بْن حكيم. ذكره ابن أَبِي خيثمة في الصحابة، قال أَبُو عمر: وهو عندي غلط وخطأ بين، ولا يعرف هذا الرجل في الصحابة، ولم يذكره أحد غيره فيما علمت، والحديث الذي ذكره له هو حديث بهز بْن حكيم، عَنْ أبيه، عن جده، وجده معاوية بن حيدة.
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: بشير، ينظر المشتبه: 82، 361.
[2] في الأصل والمطبوعة: مخبر.(1/524)
وروى بِإِسْنَادِهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سنان، ويحيى بْن جابر الطائي، عَنْ معاوية بْن حكيم، عَنْ أبيه حكيم أَنَّهُ قال: يا رَسُول اللَّهِ، بم أرسلك ربنا؟ ... الحديث.
قال أَبُو عمر: هكذا ذكره ابن أَبِي خيثمة، وعلى هذا الإسناد عول، وهو إسناد ضعيف، ومن قبله أتى ابن أَبِي خيثمة، والصواب فيه: ما روى عَنْ عبد الوارث بْن سَعِيد، عَنْ بهز بْن حكيم بْن معاوية بْن حيدة القشيري، عَنْ أبيه، عَنْ جده قال: أتيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: إِنِّي أسألك بوجه اللَّه، بم أرسلك اللَّه؟ قال: بالإسلام، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، كل مسلم عَلَى كل مسلم حرام ... الحديث. قال أَبُو عمر: وهذا هو الحديث الصحيح بالإسناد الثابت المعروف، وَإِنما هو لمعاوية بْن حيدة، لا لحكيم أَبِي معاوية، سئل يَحْيَى بْن معين، عَنْ بهز بْن حكيم، عَنْ أبيه، عَنْ جده، فقال: إسناد صحيح، [و] جده معاوية بْن حيدة.
قلت: هذا الذي ذكره أَبُو عمر من الرد عَلَى ابن أَبِي خيثمة فيه شيء، وذلك أنا قد ذكرنا في ترجمة حكيم بْن معاوية النميري الاختلاف في إسناد هذا الحديث، فإن بعض الرواة رواه عَنْ معاوية بْن حكيم، عَنْ عمه، وبعضهم رواه عَنْ معاوية بْن حكيم عَنْ أبيه، فعلى هذا يكون هو النميري، إلا إن كان ابن أَبِي خيثمة قد ذكر النميري فيتجه الرد عليه، وقد ذكره ابن أَبِي عاصم فقال ما أَخْبَرَنَا به يحيى بْن محمود الثقفي كِتَابَةً بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي عاصم قال: حدثنا عبد الوهاب بْن نجدة، حدثنا بقية بْن الْوَلِيد، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سنان، عَنْ يحيى بْن جابر الطائي، عَنْ معاوية بْن حكيم، عَنْ أبيه حكيم: أَنَّهُ أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا رَسُول اللَّهِ، بم أرسلك اللَّه ... ؟ الحديث، فهذا يؤيد قول من جعله غير ابن حيدة، وَإِن كان الإسناد يعود إِلَى واحد، لكن اتفاق الأئمة عَلَى إخراج الحديث يزيده قوة، والله أعلم.
حكيم: بضم الحاء، هو ابن جبلة، وقيل: حكيم بفتح الحاء، وقد تقدم في حكيم بْن جبلة.
باب الحاء واللام والميم
1240- حليس بن زيد
(س) حليس بْن زيد بْن صفوان بْن صباح بْن طريف بْن زيد بْن عامر بْن ربيعة بْن كعب بْن ربيعة بْن ثعلبة بْن سَعِيد بْن ضبة الضبي.
قال أَبُو موسى: ذكر سيف بْن عمر، فيما قاله ابن شاهين، أَنَّهُ وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد وفادة أخيه: الحارث بْن زيد بْن صفوان، فمسح النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وجه الحليس، ودعا له بالبركة وقال:
إني أظلم فأنتصر، فقال: العفو أحق ما عمل به. قال: وأحسد وأكافئ، قال: ومن يطيق مكافأة أهل النعم؟، ومن حسد الناس لم يشف غيظه. أخرجه أَبُو موسى.(1/525)
1241- حليس
(ب د ع) حليس. يعد في الحمصيين، روى عنه أَبُو الزاهرية [1] أَنَّهُ سمع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: أعطيت قريش ما لم يعط الناس، أعطوا ما مطرت به السماء، وما جرت به الأنهار، وما سالت به السيول. أخرجه الثلاثة.
1242- حماد
(س) حماد، أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى كِتَابَةً، أَخْبَرَنَا أَبُو الْخَيْرِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَامِدٍ الْبَلْخِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ التِّرْمِذِيُّ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ حَمَّادِ بْنِ فَرَافِصَةَ [2] أَخْبَرَنَا الْيَقْظَانُ بْنُ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، أَخْبَرَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: بَيْنَمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ فِي عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، إِذْ أَقْبَلَ شَيْخٌ كَبِيرٌ مُتَوَكِّئٌ عَلَى عُكَّازِهِ، فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، فَرَدَّوا عَلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
اجْلِسْ يَا حَمَّادُ فَإِنَّكَ عَلَى خَيْرٍ. فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ قُلْتَ لَهُ:
اجْلِسْ فَإِنَّكَ عَلَى خَيْرٍ؟ قَالَ: نَعَمْ يَا أَبَا الْحَسَنِ، إِذَا بَلَغَ الْعَبْدُ أَرْبَعِينَ سَنَةً، وَهُوَ الْعُمُرُ، أَمَّنَهُ اللَّهُ مِنَ الْخِصَالِ الثَّلاثِ: الْجُذَامِ، وَالْجُنُونِ، وَالْبَرَصِ، وَإِذَا بلغ خمسين سنة، وَهُوَ الدَّهْرُ، خَفَّفَ اللَّهُ عَنْهُ الْحِسَابَ، وَإِذَا بَلَغَ سِتِّينَ سَنَةً، وَهُوَ الْوَقْفُ، إِلَى سِتِّينَ سنة في إقبال من قُوَّتِهِ، وَبَعْدَ السِّتِّينَ فِي إِدْبَارٍ مِنْ قُوَّتِهِ، رَزَقَهُ اللَّهُ تَعَالَى الإِنَابَةَ إِلَيْهِ مِمَّا يُحِبُّ، وَإِذَا بَلَغَ سَبْعِينَ سَنَةً، وَهُوَ الْحُقْبُ، أَحَبَّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، وَإِذَا بَلَغَ ثَمَانِينَ سَنَةً، وَقَدْ خُرِفَ، أُثْبِتَتْ حَسَنَاتُهُ وَمُحِيَتْ سَيِّئَاتُهُ، وَإِذَا بَلَغَ تِسْعِينَ سَنَةً، وَهُوَ الْفَنَاءُ، قَدْ ذَهَبَ الْعَقْلُ من نفسه، غفر له ما تقد مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ، وَشُفِّعَ فِي أَهْلِ بَيْتِهِ، وَسَمَّاهُ أَهْلُ السَّمَاءِ أَسِيرَ اللَّهِ فِي الأَرْضِ، وَإِذَا بَلَغَ مِائَةَ سَنَةٍ فَهُوَ حَبِيسُ اللَّهِ فِي الأَرْضِ، وَحَقِيقٌ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ لا يُعَذَّبَ حَبِيسُهُ.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ طَرْخَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ. أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
1243- حمار
حِمَار. آخره راء، قال ابن ماكولا: حمار رجل من الصحابة، واسمه: عَبْد اللَّهِ، روى ذلك زيد بْن أسلم، عَنْ أبيه، عَنْ عمر بْن الخطاب، رضي اللَّه عنه.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْمَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْمَخْزُومِيُّ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نُمَيْرٍ، أَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عن عمر
__________
[1] كذا في الإصابة، وفي الاستيعاب 414: أبو الظاهرية.
[2] في الأصل: فراضة.(1/526)
أَنَّ رَجُلًا كَانَ يُلَقَّبُ حِمَارًا، وَكَانَ يُهْدِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَكَّةَ [1] مِنَ السَّمْنِ، وَالْعَكَّةِ مِنَ الْعَسَلِ، فَإِذَا جَاءَ صَاحِبُهَا يَتَقَاضَاهُ، جَاءَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَعْطِ هَذَا ثَمَنَ مَتَاعِهِ، فَمَا يَزِيدُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَنْ يَبَتَسَّمَ، وَيَأْمُرَ بِهِ فَيُعْطَى، فَجِيءَ بِهِ يَوْمًا إِلَى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد شَرِبَ الْخَمْرَ، فَقَالَ رَجُلٌ: اللَّهمّ الْعَنْهُ، مَا أَكْثَرَ مَا يُؤْتِي بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا تَلْعَنُوهُ، فَإِنَّهُ يُحِبُّ الله ورسوله.
1244- حماس الليثي
(ب) حماس الليثي. ذكره الواقدي فيمن ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ وروى عَنْ عمر، وهو أَبُو أَبِي عمرو بْن حماس، وله دار بالمدينة.
أخرجه أبو عمر مختصرا.
1245- حمام
(ع س) حمام. آخره ميم، وهو أسلمي، روى حديثه عَبْد اللَّهِ بْن المبارك، عَنْ معمر، عَنْ يَحْيَى بْن أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ نعيم، أن رَجُلا مِنْ أَسْلَمَ يُقَالُ لَهُ: عُبَيْدُ بْن عويمر قال: وقع عمى عَلَى وليدة [2] ، فحملت، فولدت له غُلامًا يُقَالُ لَهُ: حُمَامٌ، وَذَلِكَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فأتى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عمي، وكلمه في ابنه، فقال له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: تسلم ابنك ما استطعت. فانطلق فأخذ ابنه، فجاء به إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وجاء مولى الغلام إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَعَرَضَ عَلَيْهِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غلامين، فقال:
خذ أحدهما، ودع للرجل ابنه. فأخذ غلامًا اسمه رافع، وترك له ابنه، ثم قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أيما رجل عرف ابنه، فأخذه، ففكاكه رقبة. أخرجه أَبُو نعيم وَأَبُو موسى.
1246- حمام بن الجموح
حمام بْن الجموح بْن زيد الأنصاري، السلمي. قتل يوم أحد.
قاله ابن الكلبي.
1247- حمامة الأسلمي
(س) حمامة الأسلمي. قال أَبُو موسى: ذكره أبو زكريا، يعني ابن منده، هكذا، وَإِنما هو ابن حمامة، ويقال: ابن أَبِي حمامة، وابن حماطة، ذكرناه في ترجمة حبيب أخرجه أَبُو موسى.
1248- حمران بن جابر
(د ع) حمران بْن جابر، الحنفي اليمامي، أَبُو سالم، وهو جد عَبْد اللَّهِ بْن بدر، روى حديثه
__________
[1] العكة: وعاء من جلد مستدير يختص بالسمن والعسل.
[2] الوليدة: الأمة.(1/527)
عَبْد اللَّهِ بْن بدر، عَنْ أم سالم، وهي جدة عَبْد اللَّهِ بْن بدر أم أمه، عَنْ أَبِي سالم حمران بْن جابر، وهو أحد الوفد السبعة من بني حنيفة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ يقول: ويل لبني أمية، ثلاث مرات. أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وأبو نعيم.
1249- حمران بن حارثة
(س) حمران بْن حارثة، الفزاري. أخو أسماء بْن حارثة. ذكر البغوي، عَنْ بعض أهل العلم أنهم كانوا ثمانية [1] إخوة أسلموا وصحبوا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، منهم حمران، وشهد بيعة الرضوان، ذكره أَبُو عمر في ترجمة أخيه هند مدرجًا.
أخرجه أَبُو موسى.
1250- حمزة بن الحمير
(ب) حمزة بن الحميّر، حليف لبني عبيد بْن عدي الأنصاري، هكذا قال الواقدي: حمزة، قال: وقد سمعت من يقول: إنه خارجة بْن الحمير، قال أَبُو عمر: قال ابن إِسْحَاق: خارجة بْن الحمير. ونذكره في خارجة إن شاء اللَّه تعالى، وقيل فيه: حارثة بْن خمير. بالخاء المعجمة المضمومة، وقد تقدم.
أخرجه أبو عمر.
1251- حمزة بن عبد المطلب
(ب د ع) حَمْزَة بْن عَبْد المطلب بْن هاشم بْن عبد مناف بن قصي، أَبُو يعلى، وقيل:
أَبُو عمارة، كنى بابنيه: يعلى، وعمارة. وأمه: هالة بنت وهيب بْن عبد مناف بْن زهرة، وهي ابنة عم آمنة بنت وهب أم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو شقيق صفية بنت عبد المطلب أم الزبير، وهو عم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأخوه من الرضاعة، أرضعتهما ثويبة مولاة أبى لهب، وأرضعت أبا سلمة [2] بْن عبد الأسد، وكان حمزة، رضي اللَّه عنه وأرضاه، أسن من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسنتين، وقيل: بأربع سنين، والأول أصح.
وهو سيد الشهداء، وآخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه وبين زيد بْن حارثة.
أسلم في السنة الثانية من المبعث، وكان سببُ إسلامه ما أَخْبَرَنَا بِهِ أَبُو جعفر عبيد الله بن أحمد بإسناده إلى يونس بن بكير، عن مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق قال: إن أبا جهل اعترض رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فآذاه وشتمه، ونال منه ما يكره من العيب لدينه والتضعيف له، فلم يكلمه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومولاة لعبد اللَّه بْن جدعان التيمي في مسكن لها فوق الصفا تسمع ذلك، ثم انصرف عنه، فعمد إِلَى ناد لقريش عند الكعبة، فجلس
__________
[1] سيذكرهم المؤلف في ترجمة هند بن حارثة، وينظر الاستيعاب: 1544.
[2] اسمه: عبد الله.(1/528)
معهم، ولم يلبث حمزة بْن عبد المطلب رضي الله عنه أن أقبل متوشحا قوسه راجعًا من قنص [1] له، وكان صاحب قنص يرميه ويخرج له، وكان إذا رجع من قنصه لم يرجع إِلَى أهله حتى يطوف بالكعبة، وكان إذا فعل ذلك لم يمر عَلَى ناد من قريش إلا وقف وسلم وتحدث معهم، وكان أعز قريش وأشدها شكيمة، وكان يومئذ مشركًا عَلَى دين قومه، فلما مر بالمولاة، وقد قام رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فرجع إِلَى بيته، فقالت له: يا أبا عمارة، لو رأيت ما لقي ابن أخيك محمد من أبى الحكم آنفا، وجده [2] هاهنا فآذاه وشتمه وبلغ منه ما يكره، ثم انصرف عنه ولم يكلمه مُحَمَّد.
فاحتمل حمزة الغضب لما أراد اللَّه تعالى به من كرامته، فخرج سريعًا لا يقف عَلَى أحد، كما كان يصنع يريد الطواف بالبيت، معدًا لأبي جهل أن يقع [3] به، فلما دخل المسجد نظر إليه جالسًا في القوم، فأقبل نحوه حتى إذا قام عَلَى رأسه رفع القوس، فضربه بها ضربة شجه شجة منكرة، وقامت رجال من قريش من بني مخزوم إِلَى حمزة لينصروا أبا جهل، فقالوا: ما نراك يا حمزة إلا قد صبأت، فقال حمزة: وما يمنعني، وقد استبان لي منه ذلك؟ أنا أشهد أَنَّهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإن الذي يقول الحق، فو الله لا أنزع، فامنعوني إن كنتم صادقين، قال أَبُو جهل: دعوا أبا عمارة، فإني والله لقد سببت ابن أخيه سبًا قبيحًا. وتم حمزة عَلَى إسلامه، فلما أسلم حمزة عرفت قريش أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد عز وامتنع، وأن حمزة سيمنعه فكفوا عَنْ بعض ما كانوا يتناولون منه.
ثم هاجر إِلَى المدينة، وشهد بدرًا، وأبلى فيها بلاء عظيما مشهورا، فمن شيبة بْن ربيعة بْن عبد شمس مبارزة، وشرك في قتل عتبة بْن ربيعة، اشترك هو وعلي رضي اللَّه عنهما في قتله [4] ، وقتل أيضا طعيمة ابن عدي بْن نوفل بْن عبد مناف، أخا المطعم بْن عدي.
قال أَبُو الحسن المدائني: أَوَّلُ لِوَاءٍ عَقَدَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم لحمزة بْن عبد المطلب رضي اللَّه عنه، بعثه في سرية إِلَى سيف [5] البحر من أرض جهينة، وخالفه ابن إِسْحَاق، فقال: أول لواء عقده لعبيدة بْن الحارث بْن المطلب [6] .
وكان حمزة يعلم في الحرب بريشة نعامة. وقاتل يَوْم بدر بين يدي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسيفين، وقال بعض أساري الكفار: من الرجل المعلم بريشة نعامة؟ قَالُوا: حمزة رضي اللَّه عنه. قال: ذاك فعل بنا الأفاعيل.
وشهد أحدًا، فقتل بها يَوْم السبت النصف من شوال، وكان قتل من المشركين قبل أن يقتل واحدًا وثلاثين نفسًا، منهم: سباع الخزاعي، قال له حمزة: هلم إلي يا ابن مقطعة البظور، وكانت أمه ختانة، فقتله.
__________
[1] القنص: الصيد.
[2] في الأصل والمطبوعة: قبيل وجده هاهنا. ينظر سيرة ابن هشام: 1/ 392.
[3] وقع به: لامه وعنفه، وفي سيرة ابن هشام 1- 292: يوقع به، أي يقاتله.
[4] ينظر سيرة ابن هشام: 1- 709.
[5] سيف البحر بكسر السين: ساحله.
[6] ينظر سيرة ابن هشام: 1- 591.(1/529)
قال ابن إِسْحَاق: كان حمزة يقاتل يومئذ بسيفين، فقال قائل: أي أسد هو حمزة! فبينما هو كذلك إذ عثر عثرة وقع منها عَلَى ظهره، فانكشف الدرع عَنْ بطنه، فزرقه [1] وحشي الحبشي، مولى جبير بْن مطعم، بحربة فقتله.
ومثل به المشركون، وبجميع قتلى المسلمين إلا حنظلة بْن أَبِي عامر الراهب، فإن أباه كان مع المشركين فتركوه لأجله، وجعل نساء المشركين: هند وصواحباتها يجد عن أنف المسلمين وآذانهم ويبقرون بطونهم، وبقرت هند بطن حمزة رضي اللَّه عنه فأخرجت كبده، فجعلت تلوكها فلم تسغها فلفظتها، فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْ دخل بطنها لم تمسها النار. فلما شهده النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اشتد وجده عليه، وقال: لئن ظفرت لأمثلن بسبعين منهم، فأنزل اللَّه سبحانه وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ، وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ، وَاصْبِرْ وَما صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ 16: 126- 127 [2] . وروى أَبُو هريرة قال: وقف رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حمزة، وقد مثل به، فلم ير منظرًا كان أوجع لقلبه منه، فقال: «رحمك اللَّه، أي عم، فلقد كنت وصولًا للرحم فعولًا للخيرات» . وروى جابر قال: لما رَأَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حمزة قتيلًا بكى، فلما رَأَى ما مثل به شهق، وقال: «لولا أن تجد [3] صفية لتركته حتى يحشر من بطون الطير والسباع» . وصفية هي أم الزبير وهي أخته. وروى مُحَمَّد بْن عقيل، عَنْ جابر قال: «لما سمع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما فعل بحمزة شهق، فلما رَأَى ما فعل به صعق.
ولما عاد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى المدينة سمع النوح عَلَى قتلى الأنصار، قال: لكن حمزة لا بواكي له. فسمع الأنصار فأمروا نساءهم أن يندبن حمزة قبل قتلاهم، ففعلن ذلك، قال الواقدي: فلم يزلن يبدأن بالندب لحمزة حتى الآن. وقال كعب بْن مالك يرثي حمزة، وقيل هي لعبد اللَّه بْن رواحة [4] :
بكت عيني وحق لها بكاها ... وما يغني البكاء ولا العويل
عَلَى أسد الإله غداة قَالُوا ... لحمزة [5] : ذاكم الرجل القتيل
أصيب المسلمون به جميعًا ... هناك وقد أصيب به الرسول
أبا يعلى، لك الأركان هدت ... وأنت الماجد البر الوصول
عليك سلام ربك في جنان ... يخالطها نعيم لا يزول
ألا يا هاشم الأخيار صبرًا ... فكل فعالكم حسن جميل
رَسُول اللَّهِ مصطبر كريم ... بأمر اللَّه ينطق إذ يقول
__________
[1] زرقه برمحه: رماه به.
[2] النحل: 126، 127.
[3] تجد: تحزن.
[4] الأبيات في سيرة ابن هشام 2- 162.
[5] في السيرة: أحمزة.(1/530)
ألا من مبلغ عني لؤيا ... فبعد اليوم دائلة تدول
وقبل اليوم ما عرفوا وذاقوا ... وقائعنا بها يشفى الغليل
نسيتم ضربنا بقليب بدر ... غداة أتاكم الموت العجيل
غداة ثوى أَبُو جهل صريعًا ... عليه الطير حائمة تجول
وعتبة وابنه خرّا جميعا ... وشيبة عضّه السيف الصقيل
ألا يا هند لا تبدي شماتًا ... بحمزة إن عزكم ذليل
ألا يا هند فابكي لا تملي ... فأنت الواله العبرى الثكول [1]
وكان مقتل حمزة للنصف من شوال من سنة ثلاث، وكان عمره سبعًا وخمسين سنة، عَلَى قول من يقول: إنه كان أسن من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسنتين، وقيل: كان عمره تسعًا وخمسين سنة، عَلَى قول من يقول: كان أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع سنين، وقيل: كان عمره أربعًا وخمسين سنة، وهذا يقوله من جعل مقام النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمكة بعد الوحي عشر سنين، فيكون للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اثنتان وخمسون سنة، ويكون لحمزة أربع وخمسون سنة، فإنهم لا يختلفون في أن حمزة أكبر من النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْبَغْدَادِيُّ بِإِسْنَادِهِ، عَنْ يُونُسَ بن بكير، عن ابن إسحاق قال: حدثني رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِي، عَنْ مِقْسَمٍ، وَقَدْ أَدْرَكَهُ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حَمْزَةَ فَكَبَّرَ سَبْعَ تَكْبِيرَاتٍ، ثُمَّ لَمْ يُؤْتَ بِقَتِيلٍ إِلا صَلَّى عَلَيْهِ مَعَهُ، حَتَّى صَلَّى عَلَيْهِ ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ صَلاةً [2] . وَأَخْبَرَنَا فِتْيَانُ بْنُ مَحْمُودِ بْنِ سَوْدَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْقَاهِرِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ النَّقُّورِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم عِيسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى بْنِ الْجَرَّاحِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْوَرْكَانِيُّ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَيْسَرَةَ الْبَكْرِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَبَّرَ عَلَى جِنَازَةٍ كَبَّرَ عَلَيْهَا أَرْبَعًا، وَأَنَّهُ كَبَّرَ عَلَى حَمْزَةَ سَبْعِينَ تَكْبِيرَةً.
وقال أَبُو أحمد العسكري: وكان حمزة أول شهيد صلى عليه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَرَايَا بْنِ عَلِيٍّ الشَّاهِدُ، وَمِسْمَارُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْعُوَيْسِ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ، قَالُوا بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْجُعْفِيِّ الإِمَامِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ، حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: «كَانَ النبي صلى الله عليه وسلم يَجْمَعُ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ مِنْ قَتْلَى أُحُدٍ فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ، يَقُولُ: أَيُّهُمْ أَكْثَرُ أَخْذًا لِلْقُرْآنِ؟ فَإِذَا أُشِيرَ إِلَى أَحَدِهِمَا قَدَّمَهُ فِي اللَّحْدِ، وَقَالَ: أَنَا شَهِيدٌ عَلَى هَؤُلاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. وَأَمَرَ بِدَفْنِهِمْ فِي دِمَائِهِمْ، فَلَمْ يُغَسَّلُوا، وَدُفِنَ حَمْزَةُ وَابْنُ أُخْتِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشٍ فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ، وَكُفِّنَ حَمْزَةُ فِي نَمِرَةٍ [3] فَكَانَ إِذَا تُرِكَتْ عَلَى رَأْسِهِ بَدَتْ رِجلاهُ، وإذا
__________
[1] في سيرة ابن هشام: الهبول، وهي الفاقدة.
[2] ينظر المصدر السابق: 2- 97.
[3] هي إزار مخطط من صوف مما يلبسه الأعراب.(1/531)
غَطَّى بِهَا رِجْلاهُ بَدَا رَأْسُهُ، فَجُعِلَتْ عَلَى رَأْسِهِ، وَجُعِلَ عَلَى رِجْلَيْهِ شَيْءٌ مِنَ الإِذْخِرِ [1] » . وروى يونس بْن بكير، عَنِ ابن إِسْحَاق قال: «كان ناس من المسلمين قد احتملوا قتلاهم إِلَى المدينة ليدفنوهم بها، فنهى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذلك، وقال: ادفنوهم حيث صرعوا» . وقد روى عَنْ حمزة، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديث:
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَبَرْزُدَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بن عبد الواحد، أَخْبَرَنَا أَبُو طالب مُحَمَّد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَيْلانَ الْبَزَّازُ [2] ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ قَالَ: وَفِي كِتَابِي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ نَاجِيَةَ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بن شبة، أخبرنا سَرِيُّ بْنُ عِيَاضِ بْنِ مُنْقِذِ بْنِ سُلْمَى بْنِ مَالِكٍ، وَمَالِكُ بْنُ فَاطِمَةَ بِنْتِ أَبِي مَرْثَدٍ كَنَّازِ بْنِ الْحُصَيْنِ حَدَّثَنِي مُنْقِذُ بْنُ سُلْمَى، عَنْ حَدِيثِ جَدِّهِ أَبِي مَرْثَدٍ، عَنْ حديث حليفه حمزة ابن عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، حَدِيثًا مُسْنَدًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: الْزَمُوا هَذَا الدُّعَاءَ: اللَّهمّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الأَعْظَمِ وَرِضْوَانِكَ الأَكْبَرِ. أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ الدِّمَشْقِيُّ فِي كِتَابِهِ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ قَالا: أَخْبَرَنَا سَهْلُ بْنُ بِشْرٍ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُنِيرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الذُّهْلِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شُعَيْبٍ، أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: اسْتَصْرَخْنَا عَلَى قَتْلانَا يَوْمَ أُحُدٍ، يَوْمَ حَفَرَ مُعَاوِيَةُ الْعَيْنَ، فَوَجَدْنَاهُمْ رِطَابًا يتثثنون، زَادَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ:، وَذَلِكَ عَلَى رَأْسِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، قَالا: وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: وَزَادَنِي جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ عَنْ أَيُّوبَ «فَأَصَابَ الْمرُّ [3] رِجْلَ حَمْزَةَ، فَطَارَ مِنْهَا الدَّمُ» .
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
سُلْمَى. بِضَمِّ السِّينِ وَالإِمَالَةِ، وَحَازِمٌ: بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ.
1252- حمزة بن عمرو
(ب د ع) حمزة بْن عمرو، وهو ابن عويمر بْن الحارث الأعرج بْن سعد بن رزاح بن عدي ابن سهل بْن مازن بْن الحارث بْن سلامان بْن أسلم بْن أفصى بْن حارثة الأسلمي، يكنى: أبا صالح، وقيل: أَبُو مُحَمَّد.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مِهْرَانَ الْفَقِيهُ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ قَالُوا بِإِسْنَادِهِمْ عَنْ أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ: أَخْبَرَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَنَّ حَمْزَةَ بْنَ عَمْرٍو الأَسْلَمِيَّ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الصَّوْمِ فِي السَّفَرِ، وَكَانَ يَسْرُدُ [4] الصَّوْمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنْ شِئْتَ فَصُمْ، وَإِن شئت فأفطر
__________
[1] هو: حشيش أخضر، وحشيش طيب الريح.
[2] في الأصل: البزار، ينظر المشتبه: 71.
[3] المر: المسحاة. وقيل مقبضها، وكذلك هو من المحراث، والمسحاة المجرفة التي يسحى بها الطين ونحوه أي يجرف.
[4] أي يواليه ويتابعه ولو طرأ عليه سفر في خلاله كما يفيده سؤاله للرسول صلّى الله عليه وسلم.(1/532)
وَقَدْ رَوَاهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الأَئِمَّةِ، عَنْ هِشَامٍ، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها «أن حمزة ... » منهم: يحى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ وَابْنُ جُرَيْجٍ، وَأَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ، وَابْنُ عَجْلانَ، وَشُعْبَةُ، وَالثَّوْرِيُّ، وَالْحَمَّادَانِ، وَغَيْرُهُمْ مِثْلَهُ.
وَرَوَاهُ الدراوَرْديّ، وَعَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، عَنْ حَمْزَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ، وَغَيْرُهُمَا، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَمْزَةَ.
وَرَوَاهُ أَبُو الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِي مُرَاوِحٍ، عَنْ حَمْزَةَ. وَالأَوَّلُ أَصَحُّ.
ورواه سليمان بْن يسار، وَأَبُو سلمة بْن عبد الرحمن، وحنظلة بْن عَلِيٍّ، كلهم عَنْ حمزة بْن عمرو قال: كُنْتُ أَسْرُدُ الصَّوْمَ» .
وقد روى عَنْ سليمان، وعروة، عَنْ أَبِي مراوح، عَنْ حمزة. وتوفي سنة إحدى وستين، وهو ابن إحدى وسبعين سنة، وقيل: ابن ثمانين سنة.
أخرجه الثلاثة.
عمرو: بفتح العين، وتسكين الميم، وآخره واو.
1253- حمزة بن عمر
(ع س) حمزة بْن عمر. بضم العين وفتح الميم، قال أَبُو نعيم: لا يصح، وهو وهم. وروى عَنِ الطبراني، عَنْ مطين، عَنْ منجاب، عَنْ شريك، عَنْ هشام، عَنْ أبيه، عَنْ حمزة بْن عمر قال: أكلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: كل بيمينك واذكر اسم اللَّه» قال مطين: سمعت منجابًا يقول: أخطأ شريك فيه. أَخْبَرَنَا عَلَى بْن مسهر، عَنْ هشام عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْن أَبِي سَلَمَةَ عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مثله. وأخرجه أَبُو موسى أيضا مستدركا عَلَى ابن منده، وذكر ما تقدم من كلام أَبِي نعيم، وقال: وهذا مع كونه وهمًا كما ذكرناه، وهم فيه أَبُو نعيم أيضًا وهما عَلَى وهم، فإن الطبراني أورده في آخر ترجمة حمزة ابن عمرو الأسلمي، ولم يفرد له ترجمة، فوهم أَبُو نعيم حيث نقص الواو فيه من عمرو، وجعله عمر، وحيث جعله ترجمة مفردة، فأخطأ فيه من جهتين.
أخرجه أَبُو نعيم وأبو موسى.
1254- حمزة بن عمار
حمزة بْن عمار بْن مالك بْن خنساء بْن مبذول الأنصاري.
شهد أحدًا مع أخيه سعد، قاله العدوي، ذكره ابن الدباغ الأندلسي.(1/533)
1255- حمزة بن عوف
حمزة بْن عوف. قدم إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومعه ابنه يزيد، فبايعاه، ومسح النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ برأس يزيد، ودعا له، ذكره أَبُو عمر في ترجمة ابنه يزيد، ولم يفرده هاهنا بترجمة.
1256- حمزة بن مالك
(س) حمزة بْن مالك بْن ذي مشعار. [1] أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبِي عِيسَى الْمَدِينِيُّ إِجَازَةً قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ هَارُونَ، عَنْ كِتَابِ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ قالا: أخبرنا محمد بن العباس الخزاز، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَعْرُوفٍ الْخَشَّابُ، أَخْبَرَنَا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَيْفٍ الْقُرَشِيُّ، عَمَّنْ سُمِّيَ مِنْ رِجَالِهِ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، قَالُوا: قَدِمَ وَفْدُ هَمْدَانَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفِيهِمْ حَمْزَةُ بن مالك ابن ذِي مِعْشَارٍ [1] ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نِعْمَ الْحَيُّ هَمْدَانُ، مَا أَسْرَعُهَا إِلَى النَّصْرِ، وَأَصْبَرُهَا عَلَى الْجَهْدِ، وَفِيهِمْ أَبْدَالٌ، وَفِيهِمْ أَوْتَادُ الإِسْلامِ، فَأَسْلَمُوا، وَكَتَبَ لَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كِتَابًا بِمِخْلافِ [2] خَارِفٍ وَيَامَ وَشَاكِر وَأَهْلِ الْهِضَبِ وَحِقَافِ [3] الرَّمْلِ مِنْ هَمْدَانَ لِمَنْ أَسْلَمَ. أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
خارف: بالخاء المعجمة وبعد الألف راء، وفاء. ويام: بالياء تحتها نقطتان. وشاكر: بالشين المعجمة والألف والكاف وآخره راء، وكلها قبائل من همدان، نسبت المخاليف إليهم، لأنهم سكنوها.
والهضب معروف.
1257- حمزة بن النعمان
(س) حمزة بْن النعمان بْن هوذة بْن مالك بن سنان بن البياع بن دليم بن عدي بن الحزّاز بن كاهل ابن عذرة، وهو أول أهل الحجاز. قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بصدقة عذرة، فأقطعه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رمية سهم، وحضر [4] فرسه من وادي القرى، ونزل وادي القرى حتى مات.
أخرجه أَبُو موسى وقال: هكذا أورده ابن شاهين، وقال ابن ماكولا: هو بالجيم والراء [5] ، وقد ذكرناه هناك.
1258- حمظظ بن شريق
حمظظ بْن شريق بْن غانم بْن عامر بن عبد الله بن عبيد بن عويج بْن عدي بْن كعب بْن لؤي القرشي
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: معسار، ينظر الإصابة وتاج العروس.
[2] المخلاف: المدينة بلغة أهل اليمن.
[3] الحقاف: جمع حقف وهو الرمل المستدير.
[4] الحضر: العدو، يعنى مقدار ما ينتهى إليه عدو الفرس ورميه السهم.
[5] يعنى في جمرة.(1/534)
العدوي، أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وشهد الفتوح، ومات بطاعون عمواس، له ذكر. أخرجه أَبُو الْقَاسِم الدمشقي.
عبيد وعويج: بفتح العينين.
1259- حمل بن سعدانة
(ب س) حمل بْن سعدانة بْن حارثة بن معقل بن كعب بْن عليم بْن جناب بْن هبل بْن عَبْد الله ابن كنانة بْن بَكْر بْن عوف بْن عذرة بْن زَيْد اللات بْن رفيدة بْن ثور بْن كلب الكلبي، وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعقد له لواء، فشهد به صفين مع معاوية وهو القائل:
لبث قليلًا يلحق الهيجا حمل
وشهد مع خَالِد بْن الْوَلِيد مشاهدة كلها، وقد تمثل بقول سعد بْن معاذ يَوْم الخندق حيث قال:
لبث قليلًا يلحق الهيجا حمل ... ما أحسن الموت إذا حان الأجل [1]
أخرجه أَبُو عمر وَأَبُو موسى، إلا أن أبا موسى قال: ابن سعد، والصواب: ابن سعدانة، ذكره غير واحد من العلماء.
حارثة: بالحاء المهملة والثاء المثلثة.
1260- حمل بن مالك
(ب د ع) حمل بْن مالك بْن النّابغة بن جابر بْن ربيعة بْن كعب بْن الحارث بْن كثير بن هند ابن طابخة بْن لحيان بْن هذيل بْن مدركة الهذلي. نزل البصرة وله بها دار، يكنى أبا نضلة، وذكره مسلم ابن الحجاج في تسمية من روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أهل المدينة وغيره، يعد في البصريين.
أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَلِيٍّ الصُّوفِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو غَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَاوَرْدِيُّ مُنَاوَلَةً، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ الْمِصِّيصِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، سَمِعَ طَاوُسًا، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عُمَرَ: «أَنَّهُ سَأَلَ عَنْ قِضْيَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ذَلِكَ، يَعْنِي الْجَنِينَ، فَقَامَ حَمَلُ بْنُ مَالِكِ بْنِ النَّابِغَةِ فَقَالَ: كُنْتُ بَيْنَ امْرَأَتَيْنِ فَضَرَبَتْ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى بِمِسْطَحٍ فَقَتَلَتْهَا وَجَنِينَهَا، فَقَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جَنِينِهَا بِغُرَّةٍ [2] وَأَنْ تُقْتَلَ» . قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: الْمِسْطَحُ عُودٌ من أعواد الخباء.
أخرجه الثلاثة.
1261- حممة بن أبى حمية
(ب د ع) حممة بْن أَبِي حمية [3] الدوسي. صحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْقَاهِرِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا
__________
[1] البيت في سيرة ابن هشام: 2- 226، ويروى: لا بأس بالموت، وينظر الروض الأنف: 2- 192.
[2] الغرة: عبد أو أمة.
[3] كذا بالأصل، وفي المطبوعة: حممة.(1/535)
أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ دَاوُدَ الأَوْدِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيِّ: أَنَّ رَجُلًا يُقَالُ لَهُ: حُمَمَةُ، مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزَا أَصْبَهَانَ، زَمَانَ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: اللَّهمّ إِنَّ حُمَمَةَ يَزْعُمُ أَنَّهُ يُحِبُّ لِقَاءَكَ.
اللَّهمّ إِنْ كَانَ صَادِقًا فَاعْزِمْ عَلَيْهِ وَصَدِّقْهُ [1] ، وَإِنْ كَانَ كَاذِبًا فَاحْمِلْهُ عَلَيْهِ، وَإِنْ كَرِهَ. اللَّهمّ لا تُرْجِعُ حُمَمَةَ مِنْ سَفَرِهِ هَذَا. فَمَاتَ بِأَصْبَهَانَ. فَقَالَ الأَشْعَرِيُّ: يا أيها النَّاسُ، إِنَّا وَاللَّهِ مَا سَمِعْنَا مِنْ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلا يَبْلُغُ عِلْمَنَا إِلا أَنَّ حُمَمَةَ شَهِيدٌ، وَدُفِنَ بِأَصْبَهَانَ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
وقد ذكر أحمد بْن حنبل في كتاب الزهد له، عَنْ هرم بْن حيان العبدي، عَنْ حممة صاحب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ بات عنده فرآه يبكي الليل أجمع. فقال له هرم: ما يبكيك؟ قال:
ذكرت ليلة صبيحتها تبعثر القبور. ثم بات عنده ليلة ثانية فبات يبكي، فساله فقال: ذكرت ليلة صبيحتها تتناثر النجوم. الحديث، وأنا أظنه هذا حممة، والله أعلم.
1262- حمنن بن عوف
(ب) حمنن بْن عوف بْن عَبْد عوف بْن عَبْد بْن الحارث بْن زهرة بْن كلاب، الْقُرَشِيّ، أخو عبد الرحمن بْن عوف الزُّهْرِيّ، قال الزبير: لم يهاجر ولم يدخل المدينة، وعاش في الجاهلية ستين سنة وفي الإسلام ستين سنة، وأوصى إِلَى عَبْد اللَّهِ بن الزبير، وفيه يقول القائل:
فيا عجبا إذ لم تفتق عيونها ... نساء بني عوف وقد مات حمنن
أخرجه أَبُو عمر، ومن ولده الْقَاسِم بْن مُحَمَّدِ بْنِ المعتمر بْن عياض بن حمنن، كان من أصحاب الرشيد.
1263- حميد الأنصاري
(س) حميد الأنصاري. أَخْبَرَنَا أَبُو موسى بْن أَبِي بكر الأصبهاني كتابة، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْن الفضل ابن أحمد، أَخْبَرَنَا أَبُو طاهر بْن عبد الرحيم، أَخْبَرَنَا أَبُو بكر بْن المقرى، أَخْبَرَنَا ابن قتيبة، أخبرنا يزيد ابن خَالِد الرملي، أَخْبَرَنَا اللَّيْث عَنِ الزُّهْرِيّ، عَنْ عروة بْن الزبير: أن حميدًا، رجلًا من الأنصار، خاصم الزبير في شراج [2] الحرة. الحديث، قال أَبُو موسى: هذا حديث صحيح له طرق لا أعلم في شيء منها ذكر حميد إلا في هذا الطريق.
حميد: بضم الحاء وآخره دال.
أخرجه أبو موسى.
1264- حميد بن ثور
(ب د ع) حميد بْن ثور بْن حزن بن عمرو بن عامر بْن أَبِي رَبِيعة بْن نهيك بْن هلال بْن عَامِر بن صعصعة. وقيل: حميد بْن ثور بْن عَبْد اللَّهِ بْن عامر بْن أَبِي ربيعة، قاله أَبُو عمر. والأول قاله الكلبي
__________
[1] في الأصل: فاعزم له بصدقة، وما أثبته عن الاستيعاب: 408.
[2] جمع شرجة، وهي مسيل الماء من الحرة إلى السهل، والحرة: أرض بظاهر المدينة بها حجارة سود كثيرة.(1/536)
ووافقه غيره، وكنيته أَبُو المثنى، وقيل: أَبُو الأخضر، وقيل: أَبُو خَالِد، روى عنه [1] يعلى بْن الأشدق. وشهد حنينًا مع الكفار ثم أسلم. قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسلم وأنشده: [2]
أضحى فؤادي من سليمي مقصدًا ... إن خطأً منها وَإِن تعمدًا
وفي آخره:
حتى أرانا ربنا محمدًا ... يتلو من اللَّه كتابًا مرشدًا
فلم نكذب وخررنا سجدًا ... نعطى الزكاة ونقيم المسجدا
وقال مُحَمَّد بْن فضال المجاشعي النحوي: تقدم عُمَر بْن الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ إِلَى الشعراء أن لا يشبب أحد بأمرأة إلا جلده، فقال حميد بْن ثور:
أبى اللَّه إلا أن سرحه مالك ... على كل أفنان العضاه تروق [3]
فقد ذهبت عرضًا وما فوق طولها ... من السرح إلا عشة وسحوق [4]
فلا الظل من برد الضحى تستطيعه ... ولا الفيء من بعد العشى تذوق [5]
فهل أنا إن عللت نفسي بسرحة ... من السرح موجود [6] علي طريق
وقد ذكر حميد بْن ثور فيمن روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الشعراء، وذكر الزبير بْن بكار أَنَّهُ قدم عَلَى النبي صلى الله عليه وسلم مسلمًا وأنشده:
فلا يبعد اللَّه الشباب وقولنا ... إذا ما صبونا صبوة: سنتوب [7]
ليالي أبصار الغواني وسمعها ... إليّ وإذ ريحي لهنّ جنوب [8]
وإذ ما يقول الناس شيء مهوّن ... علينا وإذ غصن الشباب رطيب
أخرجه الثلاثة.
1265- حميد بْن عبد الرحمن بن عوف
حميد بْن عبد الرحمن بْن عوف بْن خَالِد بْن عفيف بْن بجيد بْن رواس بْن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامري الرواسي. وفد هو وأخوه جنيد وعمرو بْن مالك عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قاله هشام ابن الكلبي.
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: عن.
[2] ديوانه: 77، ويروى فيه: أصبح قلبي، ومقصدا من أقصدته إذا طعنته أو رميته بسهم، فلم تخطئ مقاتله.
[3] ديوانه: 41، وسرحة مالك: امرأته، والأفنان: الأنواع واحدها فن، والعضاة: شجر عظيم له شوك، وتروق: تفوق.
[4] ديوانه: 39، ويروى: فما ذهبت عرضا ولا، والعشة: القليلة الأغصان والورق، والسحوق: الطويلة المفرطة.
[5] رواية الديوان 40:
فلا الظل منها بالضحى تستطيعه ... ولا الفيء منها بالعشي تذوق.
[6] في الديوان 40: مسدود على طريق.
[7] ديوانه: 52، والصبوة: جهلة الفتوة واللهو من الغزل.
[8] الجنوب: ريح تخالف للشمال، ويقولون: إذا جاءت الجنوب جاء معها خير وتلقيح، وإذا جاءت الشمال نشفت.(1/537)
1266- حميد بن عبد يغوث
(د) حميد بْن عبد يغوث البكري. سمع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: أَبُو بكر رضي اللَّه عنه أخي، وأنا أخوه، وما نفعني مال ما نفعني ماله. أخرجه ابن مندة مختصرا.
1267- حميد بن منهب
(ب) حميد بْن منهب بْن حارثة الطائي. قال أَبُو عمر: لا تصح له صحبة، وَإِنما سماعه من علي وعثمان رضي اللَّه عنهم، لا أعرف له غير ذلك، قال: وقد ذكره قوم في الصحابة، ولا يصح.
أخرجه أبو عمر.
1268- حمير بن عدي
حمير بْن عدي القاري. أخو بني خطمة، تزوج معاذة التي كانت لعبد اللَّه بْن أبى بن سلول، فولدت له توأمًا: الحارث، وعديًا، وولدت له أم سعد، قاله ابن ماكولا حمير: بضم الحاء المهملة، وفتح الميم، وتشديد الياء تحتها نقطتان.
1269- حمير
حمير. من أشجع، حليف بني سلمة، كان من أصحاب مسجد الضرار، تاب وحسنت توبته، قاله ابن ماكولا أيضًا عَنِ الغلابي، وقال أَبُو علي الغساني: حمير، وقيل: الحمير بألف ولام، وهو أنصاري خطمي، وقيل: أشجعي حليف بني سلمة، وهو من أهل مسجد الضرار، ثم تاب فحسنت توبته.
الحمير: مثل الذي قبله، جعلهما ابن ماكولا اثنين، وعلى قول الغساني هما واحد، والله أعلم.
1270- حميضة بْن رقيم
حميضة بْن رقيم. شهد أحدًا وما بعدها، وهو أحد الأربعة الذين لم يسلم من أوس اللَّه غيرهم. قاله العدوي وابن القداح.
حميضة: بضم الحاء، وفتح الميم، وفتح الضاد المعجمة.
1271- حميل بن بصرة
(ب د ع) حميل بْن بصرة، أَبُو بصرة الغفاري، وقيل: جميل بالجيم، وقد تقدم، وقيل: بصرة ابن أَبِي بصرة. وقد ذكر في الباء، وهذا حميل بضم الحاء وفتح الميم هو الصواب، قال علي بْن المديني:
سألت شيخًا من بني غفار: جميل، يعني بفتح الجيم، هل تعرفه؟ قال: صحفت يا شيخ والله، وَإِنما هو حميل بْن بصرة، يعني بضم الحاء، وهو جد هذا الغلام، لغلام كان معه.
قال مصعب الزبيري: حميل بْن بصرة بْن أَبِي بصرة، حميل وبصرة وأبو بصرة صحبوا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحدثوا عنه، روى أبو هريرة عن بصرة بن أَبِي بصرة أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: لا تشد الرحال إلا إِلَى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، ومسجد بيت المقدس.(1/538)
وروى سَعِيد بْن أَبِي سَعِيد المقبري، عَنْ أَبِي هريرة، فقال: حميل بْن أَبِي بصرة، والله أعلم. أخرجه الثلاثة.
باب الحاء والنون
1272- حنبل بن خارجة
حنبل [1] بن خارجة. روى عَنْهُ معن بْن حوية أَنَّهُ قَالَ: «شهدت مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حنينًا، فضرب للفرس بسهمين، ولصاحبه بسهم، ذكره ابن ماكولا، قال: وأما حوية بفتح الحاء وكسر الواو، وذكر نفرًا، ثم قال: ومنهم معن بْن حوية، روى عَنْ حنبل بن خارجة.
1273- حنش بن عقيل
حنش بْن عقيل. أحد بني نعيلة بْن مليل، أخي غفار بْن مليل، له حديث في دلائل النبوة، وهو طويل، ولقي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فدعاه إِلَى الإسلام فأسلم، وسقاه فضلة سويق.
1274- حنش أبو المعتمر
(د ع) حنش أَبُو المعتمر. ذكر في الصحابة، ولا يصح حديثه، روى جابر الجعفي، عَنْ أَبِي الطفيل قال: سمعت حنشًا أبا المعتمر يقول: صلى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى جنازة، فأبصر امرأة معها مجمر [2] ، فلم يزل يصيح بها حتى تغيبت في آجام المدينة.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
1275- حنطب بن الحارث
(ب د ع) حنطب بْن الحارث بْن عُبَيْد بْن عمر بن مخزوم، القرشي المخزومي، أَبُو عَبْد اللَّهِ، جد المطلب ابن عَبْد اللَّهِ بْن حنطب، أسلم يَوْم الفتح، له حديث واحد إسناده ضعيف.
رواه جَعْفَر بْن مسافر، وعبد السلام بْن مُحَمَّد الحراني، عن ابن أَبِي فديك، عَنِ المغيرة بْن عبد الرحمن، عَنِ المطلب بْن عَبْد اللَّهِ بْن حنطب، عَنْ أبيه، عَنْ جده، قَالَ: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول:
أَبُو بكر وعمر، رضي اللَّه عنهما، بمنزلة السمع والبصر من الرأس.
ورواه علي بْن مسلم، وغيره، عَنِ ابن أَبِي فديك، عَنْ عبد العزيز بْن المطلب بْن عَبْد اللَّهِ بْن حنطب، عَنْ أبيه، عَنْ جده: عَبْد اللَّهِ بْن حنطب. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي عَلِيٍّ الزرْزَارِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو رُشَيْدٍ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ أَحْمَدَ بن منصور ابن مُحَمَّدٍ الأَصْبَهَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَسْعُودٍ سُلَيْمَانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَرْدَوَيْهِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الأنصاري،
__________
[1] قال ابن حجر: صحف فيه ابن الأثير تصحيفا قبيحا، وإنما هو حسل، بكسر المهملتين، ينظر الإصابة.
[2] المجمر: الّذي يوضع فيه النار للبخور.(1/539)
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْمُطَّلِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ حَنْطَبٍ: أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاطَّلَعَ عَلَيْهِمْ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَقَالَ: «هَذَانِ السَّمْعُ وَالْبَصَرُ» . قَالَ أَبُو عُمَرَ: الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ هَذَا [هُوَ] [1] الْحِزَامِيُّ، ضَعِيفٌ، وَلَيْسَ بِالْفَقِيهِ الْمَخْزُومِيِّ صَاحِبِ الرَّأْيِ، ذَلِكَ ثِقَةٌ فِي الْحَدِيثِ حَسَنُ الرأى.
أخرجه الثلاثة.
حنطب: بالطاء المهملة.
1276- حنظل بن ضرار
(د ع) حنظل بْن ضرار بْن الحصين. أدرك الجاهلية، روى حميد بْن عبد الرحمن الحميري، عَنْ حنظل بْن ضرار، قال، وكان جاهليًا فأسلم، قال: بينما أنا مع ملك من ملوك العرب فقال لي:
يا حنظل، ادن مني أستتر بك من اللئام، وأحدثك وتحدثني، ما ابتني المدر ولا سكن المدن من الناس إلا ود أَنَّهُ مكاني، والله لوددت أني عبد لعبد حبشي وأني أنجو من شر يَوْم القيامة.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
حنظل هذا بغير هاء.
1277- حنظلة بن أبى حنظلة
(ب د ع) حنظلة، بزيادة هاء، هو: حنظلة بْن أَبِي حنظلة الأنصاري. إمام مسجد قباء، ذكره البخاري في الصحابة، روى عنه جبلة بْن سحيم قال: صليت خلف حنظلة الأنصاري إمام مسجد قباء من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقرأ في الركعة الأولى بسورة مريم، فلما بلغ السجدة سجد.
أخرجه الثلاثة.
1278- حنظلة الثقفي
(د ع) حنظلة الثقفي. مجهول. يعد في الحمصيين، روى غضيف بْن الحارث، عَنْ قدامة وحنظلة الثقفيين، قالا: كان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا ارتفع النهار، فذهب كل أحد، وانقلب الناس، خرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى المسجد فركع ركعتين، أو أربعًا، ينظر هَلْ يرى أحدًا، ثُمَّ ينصرف.
أَخْرَجَهُ ابْن منده وَأَبُو نعيم.
1279- حنظلة بن حذيم
(ب د ع) حنظلة بْن حذيم بْن حنيفة المالكي. وكنيته: أَبُو عبيد، وقيل: إنه من بني حنيفة، وقيل: حنظلة بْن حنيفة [2] بْن حذيم التميمي السعدي، هكذا قال العقيلي. وقال البخاري: هو حنظلة
__________
[1] عن الاستيعاب: 401.
[2] لم يذكر في الاستيعاب حنيفة.(1/540)
ابن حذيم، ولم ينسبه، قال: وقال يعقوب بْن إِسْحَاق، عَنْ حنظلة بْن حنيفة بْن حذيم قال: قال حذيم: يا رَسُول اللَّهِ، حنظلة أصغر بني..» الحديث، هكذا ذكره البخاري، ولم يجوده.
وروى حنظلة هذا عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يتم بعد احتلام» . روى عنه الذيال بْن عبيد بْن حنظلة هذا قول أَبِي عمر. وقال ابن منده: حنظلة بْن حذيم بْن حنيفة المالكي، ويقال: حنظلة بْن حنيفة بْن حذيم، وهو جد الذيال بْن عبيد، وقال: إنه من بني أسد بْن مدركة، ولا أعرف هذا النسب، فلعله أسد بْن خزيمة بْن مدركة. وقوله: مالكي يؤيد قولنا: إنه من أسد بْن خزيمة، فإن مالكًا بطن من بني أسد بن خزيمة، قال: وهو الّذي حمله أبوه حنيفة إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا رَسُول اللَّهِ، إني رجل ذو سن، وهذا أصغر ولدي، فشمت [1] عليه، فقال: يا غلام، تعال، فمسح رأسه وقال: بارك اللَّه فيك. وقد رواه عمر بْن سهل المازني، عَنِ الذيال بْن عبيد بْن حنظلة، قال: سمعت جدي حنظلة يحدث أَبِي وعمي أن حنظلة قال لبنيه: اجتمعوا. أَخْبَرَنَا أَبُو ياسر عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بن أحمد، حدثني أبي، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ حَنْظَلَةَ بْنِ حِذْيَمٍ، قَالَ:
سَمِعْتُ حَنْظَلَةَ بْنَ حِذْيَمٍ، حَدَّثَنِي أَنَّ جده حنيفة قال لحذيم: «اجمع لي بنى فَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُوصِيَ، فَجَمَعَهُمْ فَقَالَ: إِنَّ أَوَّلَ مَا أُوصِي أَنَّ لِيَتِيمِي هَذَا الَّذِي فِي حِجْرِي مِائَةً مِنَ الإِبِلِ الَّتِي كُنَّا نُسَمِّيهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ الْمُطَيَّبَةَ، فَقَالَ حِذْيَمٌ: يَا أَبَةْ، إِنِّي سَمِعْتُ بَنِيكَ يَقُولُونَ: إِنَّمَا نُقِرُّ بِهَذَا عِنْدَ أَبِيكَ، فَإِذَا مَاتَ رَجَعْنَا فِيهِ.
قال: فبيني وبينكم فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ حُذَيْمٌ: رَضِينَا، وَارْتَفَعَ [2] حِذْيَمٌ وَحَنِيفَةُ، وَحَنْظَلَةُ مَعَهُمْ غُلامٌ وَهُوَ رَدِيفٌ لِحِذْيَمٍ، فَلَمَّا أَتَوُا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَلَّمُوا عَلَيْهِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ما رَفَعَكَ يَا حَنِيفَةُ؟ قَالَ:
هَذَا، وَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى فَخْذِ حِذْيَمٍ، إِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَفْجَأَنِي الْكِبَرُ أَوِ الْمَوْتُ، فَأَرَدْتُ أَنْ أُوصِيَ، وَإِنِّي قُلْتُ: إِنَّ أَوَّلَ مَا أُوصِي أَنَّ لِيَتِيمِي هَذَا الَّذِي فِي حِجْرِي مِائَةً مِنَ الإِبِلِ الَّتِي كُنَّا نُسَمِّيهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ الْمُطَيَّبَةَ، فَغَضِبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى رَأَيْنَا الْغَضَبَ فِي وَجْهِهِ، وَكَانَ قَاعِدًا فَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ، وَقَالَ: لا، لا، لا، الصَّدَقَةُ خَمْسٌ، وَإِلا فَعَشْرٌ، وَإِلا فَخَمْسَ عَشْرَةَ، وَإِلا فَعِشْرُونَ، وَإِلا فَخَمْسٌ وَعِشْرُونَ، وَإِلا فَثَلاثُونَ، فَإِنْ كَثُرَتْ فَأَرْبَعُونَ. قَالَ: فَوَدَّعُوهُ، وَمَعَ الْيَتِيمِ عَصًا وَهُوَ يَضْرِبُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَظُمَتْ هَذِهِ هِرَاوَةُ يَتِيمٍ، قَالَ حَنْظَلَةُ: فَدَنَا بِي إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: [3] إِنَّ لِي بَنِينَ ذَوِي لِحًى وَدُونَ ذَلِكَ، وَإِنَّ ذَا أَصْغَرُهُمْ، فَادْعُ اللَّهَ تَعَالَى لَهُ، فَمَسَحَ رَأْسَهُ وَقَالَ: بَارَكَ اللَّهُ فِيكُمْ، أَوْ قَالَ: بُورِكَ فِيهِ» . فِي أَصْلِ السَّمَاعِ: زِيَادُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَإِنَّمَا هُوَ ذَيَّالُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ، وَفِيهِ مِنَ الاختلاف ما تراه.
__________
[1] أي دعاله بالخير والبركة.
[2] ارتفع: سار وذهب.
[3] يعنى حذيم.(1/541)
1280- حنظلة بن الربيع
(ب د ع) حنظلة بْن الربيع، وقيل: ابن ربيعة، والأول أكثر، بْن صيفي بْن رباح بْن الحارث بْن مخاشن بْن معاوية بْن شريف بْن جروة بْن أسيد بْن عمرو بْن تميم التميمي، يكنى أبا ربعي، ويقال له:
حنظلة الأسيدي، والكاتب، لأنه كان يكتب للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو ابن أخي أكثم بْن صيفي، وهو ممن تخلف عَنْ عليّ رَضِيَ اللَّه عنه في قتال الجمل بالبصرة، روى عنه أَبُو عثمان النهدي، ويزيد بْن الشخير، ومرقع بْن صيفي.
أخبرنا أبو جعفر عبيد الله بن أحمد بْنِ عَلِيٍّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى التِّرْمِذِيِّ أَبِي عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ هِلالٍ الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ التِّرْمِذِيُّ: وَحَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَزَّارُ، حَدَّثَنَا سَيَّارٌ قَالا: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ، وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ حَنْظَلَةَ الأُسَيْدِيِّ، وَكَانَ مِنْ كِتَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ مَرَّ بِأَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ يَبْكِي، فَقَالَ: مَالَكَ يَا حَنْظَلَةُ؟ قَالَ: نَافَقَ حَنْظَلَةُ يا أبا بكر، نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يُذَكِّرُنَا بِالنَّارِ وَالْجَنَّةِ كَانَا رَأَى عَيْنٍ [1] ، فَإِذَا رَجَعْنَا عَافَسْنَا [2] الأَزْوَاجَ وَالضَّيْعَةَ وَنَسِينَا كَثِيرًا! قَالَ: فو الله إِنَّا كَذَلِكَ، انْطَلِقْ بِنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، فانطلقنا، فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَالَكَ يَا حَنْظَلَةُ؟ قَالَ: نَافَقَ حَنْظَلَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، نَكُونُ عِنْدَكَ تُذَكِّرُنَا بالنار والجنة كانا رأى عين، فإذا رجعنا عَافَسْنَا الأَزْوَاجَ وَالضَّيْعَةَ، وَنَسِينَا كَثِيرًا، قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
لَوْ تَدُومُونَ عَلَى الْحَالِ الَّتِي تَقُومُونَ بِهَا مِنْ عِنْدِي لَصَافَحَتْكُمُ الْمَلائِكَةُ فِي مَجَالِسِكُمْ وَفِي طُرُقِكُمْ وَعَلَى فُرُشِكُمْ، وَلَكِنْ يَا حَنْظَلَةُ سَاعَةً وَسَاعَةً.
رَوَاهُ سُفْيَانُ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ مِثْلَهُ. وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، عَنْ عِمْرَانَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ يَزِيدَ ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ حَنْظَلَةَ نَحْوَهُ. أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن علي بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إِسْحَاقَ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَنْظَلَةَ بْنَ الرَّبِيعِ بْنِ صَيْفِيٍّ، ابْنَ أَخِي أَكْثَمَ بْنِ صَيْفِيٍّ إِلَى أَهْلِ الطَّائِفِ: أَتُرِيدُونَ الصُّلْحَ أَمْ لا؟
فَلَمَّا تَوَجَّهَ إِلَيْهِمْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ايْتَمُّوا بِهَذَا وَأَشْبَاهِهِ. ثم انتقل إِلَى قرقيسيا [3] فمات بها، ولما توفي حنظلة جزعت عليه امرأته، فنهاها جاراتها وقلن لها: يحبط أجرك، فقالت:
تعجبت دعد لمحزونة ... تبكي عَلَى ذي شيبة شاحب
إن تساليني اليوم ما شفني [4] ... أخبرك قولًا ليس بالكاذب
إن سواد العين أودى [5] به ... حزن عَلَى حنظلة الكاتب
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] أي كأنما نراهما رأى العين، ينظر النهاية: رأى.
[2] عافس: داعب ولاعب ومارس، والضيعة: ما يكون من معاش الرجل.
[3] قرقيسيا: بلد على الفرات.
[4] شفه الحزن: أضناه وأضعفه.
[5] أودى به: ذهب به.(1/542)
شريف: بضم الشين المعجمة وفتح الراء. وجروة: بالجيم والراء. وأسيد: بضم الهمزة وفتح السين وتشديد الياء تحتها نقطتان، والمحدثون ينسبون إليه بالتشديد أيضًا، وأهل العربية يخففون. ورباح بالباء الموحدة، وقيل بالياء تحتها نقطتان، والأول أكثر.
1281- حنظلة بن أبى عامر
(ب د ع) حنظلة بْن أبي عامر. وقال ابن إِسْحَاق: اسم أَبِي عامر: عمرو بْن صيفي بن زيد بن أمية ابن ضبيعة، ويقال: اسم أَبِي عامر: عبد عمرو بْن صيفي بْن زيد بْن أمية بْن ضبيعة، وقال ابن الكلبي:
حنظلة بْن أَبِي عامر الراهب بْن صيفي بْن النعمان بْن مَالِك بْن أمية بْن ضبيعة بْن زيد بن عوف بن عمرو ابن عوف بْن مالك بْن الأوس بْن حارثة، الأنصاري الأوسي، ثم من بني عمرو بْن عوف.
وكان أبوه أبو عامر يعرف بالراهب في الجاهلية، وكان أَبُو عامر وعبد اللَّه بْن أَبِي بْن سلول قد حسدا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ما مَنّ اللَّه به عليه، فأما عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي فأضمر النفاق، وأما أَبُو عامر فخرج إِلَى مكة، ثم قدم مع قريش يَوْم أحد محاربًا، فسماه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الفاسق. وأقام بمكة فلما فتحت هرب إِلَى هرقل والروم فمات كافرًا هنالك سنة تسع، وقيل: سنة عشر، وكان معه كنانة بْن عبد ياليل، وعلقمة بْن علاثة، فاختصما في ميراثه إِلَى هرقل، فدفعه إِلَى كنانة، وقال لعلقمة: هما من أهل المدر، وأنت من أهل الوبر.
وأما حنظلة ابنه فهو من سادات المسلمين وفضلائهم، وهو المعروف بغسيل الملائكة، وَإِنما قيل له ذلك لما أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ السَّمِينِ الْبَغْدَادِيُّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: إِنَّ صَاحِبَكُمْ لَتُغَسِّلُهُ الْمَلائِكَةُ، يَعْنِي حَنْظَلَةَ، فَسَأَلُوا أَهْلَهُ: مَا شَأْنُهُ؟ فَسُئِلَتْ صَاحِبَتُهُ فَقَالَتْ: خَرَجَ وَهُوَ جُنُبٌ حِينَ سَمِعَ الْهَائِعَةَ [1] فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
لِذَلِكَ غَسَّلَتْهُ الْمَلائِكَةُ، وَكَفَى بِهَذَا شَرَفًا وَمَنْزِلَةً عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى. ولما كان حنظلة يقاتل يَوْم أحد التقى هو وَأَبُو سفيان بْن حرب، فاستعلى عليه حنظلة وكاد يقتله، فأتاه شداد بْن الأسود المعروف بابن شعوب الليثي، فأعانه عَلَى حنظلة، فخلص أبا سفيان، وقتل حنظلة، وقال أَبُو سفيان:
ولو شئت نجتني كميت طمرة [2] ... ولم أحمل النعماء لابن شعوب
وقيل: بل قتله أَبُو سفيان بْن حرب، وقال: حنظلة بحنظلة، يعني بحنظلة الأول هذا غسيل الملائكة، وبحنظلة الثاني ابنه حنظلة، قتل يَوْم بدر كافرًا.
روى قتادة عَنْ «أنس قال: افتخرت الأوس والخزرج، فقالت الأوس: منا غسيل الملائكة:
حنظلة، ومنا الَّذِي حمته الدبر [3] : عَاصِم بْن ثابت، ومنا الذي اهتز لموته عرش الرحمن: سعد بن معاذ،
__________
[1] الهائعة والهيعة: الصيحة التي فيها الفزع.
[2] البيت في سيرة ابن هشام: 2/ 75، والطمرة: الفرس السريعة الوثب.
[3] هي ذكور النحل.(1/543)
ومنا من أجيزت شهادته بشهادة رجلين: خزيمة بن ثابت. فقال الخزرجيون: منا أربعة نفر قرءوا القرآن، عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لم يقرأه غيرهم: زيد بْن ثابت، وَأَبُو زيد، وأبي بْن كعب، ومعاذ ابن جبل. يعني بقوله: لم يقرأه كله أحد من الأوس، وأما من غيرهم فقد قراه علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، وعبد اللَّه بْن مسعود، في قول، وسالم مولى أَبِي حذيفة، وعبد اللَّه بْن عمرو بْن العاص.
وغيرهم، ذكر هذا أَبُو عمر.
أخرجه الثلاثة.
1282- حنظلة العبشمي
(س) حنظلة العيشمىّ. ذكره العسكري وقال: عَنْ أبان القطان، عَنْ قتادة، عَنْ أَبِي العالية، عَنْ حنظلة العبشمي، وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ قال: ما من قوم جلسوا يذكرون اللَّه عز وجل، إلا وناداهم مناد من السماء: قوموا فقد غفر لكم، وبدلت سيئاتكم حسنات.
أخرجه أبو موسى.
1283- حنظلة بن على
(د ع) حنظلة بْن علي. غير محفوظ، روى حديثه حسين المعلم، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن بريدة، عَنْ حنظلة بْن على: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يقول: اللَّهمّ آمن روعتي، واستر عورتي، واحفظ أمانتى، واقض ديني. أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
1284- حنظلة بن عمرو
(ع س) حنظلة بْن عمرو الأسلمي. ذكره الحسن بْن سفيان في الوحدان، ولا يصح.
أخبرنا أبو موسى إجازة، أخبرنا أبو علي، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مَهْدِيٍّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي زِيَادُ بْنُ سَعْدٍ: أَنَّ أَبَا الزِّنَادِ أَخْبَرَهُ، أَنَّ حَنْظَلَةَ بْنَ عَمْرٍو الأَسْلَمِيَّ، صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ سَرِيَّةً، وَبَعَثَ مَعَهُمْ إِلَى رَجُلٍ مِنْ عُذْرَةَ، فَقَالَ: إِنْ وَجَدْتُمُوهُ فَأَحْرِقُوهُ بِالنَّارِ، قَالَ: فَلَمَّا تَوَارَوْا عَنْهُ صَاحَ بِهِمْ، أَوْ أَرْسَلَ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ: إِنْ وَجَدْتُمُوهُ فَاقْتُلُوهُ وَلا تُحَرِّقُوهُ، إِنَّمَا يُعَذِّبُ بِالنَّارِ رَبُّ النَّارِ.
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: وَهُوَ وَهْمٌ، وَصَوَابُهُ: حَمْزَةُ بْنُ عَمْرٍو، وَرَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بِإِسْنَادِهِ، وَقَالَ: حَمْزَةُ بْنُ عَمْرٍو. وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، مِثْلَهُ. أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى وأبو نعيم.(1/544)
1285- حنظلة بن قسامة
حنظلة بْن قسامة بْن قيس بْن عبيد بْن طريف الطائي. قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو وابنته زينب زوج أسامة بْن زيد.
ذكره أَبُو عمر في ترجمة ابنته زينب.
1286- حنظلة بن قيس الأنصاري الزرقيّ
(ب) حنظلة بْن قيس الأنصاري الزرقي. ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذكره الواقدي.
روى عن عمر وعثمان ورافع بْن خديج، روى عنه ابن شهاب.
أخرجه أَبُو عمر.
1287- حنظلة بْن قيس الأنصاري الظفري
حنظلة بْن قيس الأنصاري الظفري. من بني حارثة بْن ظفر، اختصم إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ذكره ابن الدباغ عَنِ الدار قطنى.
1288- حنظلة بن قيس
(س) حنظلة بْن قيس. ذكره عبدان المروزي، وقال: إنه من أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. روى حديثه سفيان، عَنِ الزُّهْرِيّ، عَنْ حنظلة بْن قيس، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «ليهلن ابن مريم حاجا أو معتمرا، أو ليثنيهما» ، ثم ذكر عبدان في ترجمة حنظلة بْن عَلِيٍّ، عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال ذلك. وكذلك رواه غير واحد، عَنِ الزُّهْرِيّ، فعلى هذا يكون الصواب: حنظلة بْن عَلِيٍّ، وهو تابعي.
أخرجه أَبُو موسى.
1289- حنظلة بن النعمان
(ع س) حنظلة بْن النعمان. أَخْبَرَنَا أَبُو موسى إذنًا قال: أَخْبَرَنَا الحسن بْن أحمد قال:
حدثنا أحمد بْن عَبْد اللَّهِ الأصفهاني، أخبرنا سليمان بن أحمد، أخبرنا محمد بن عثمان، أخبرنا ضرار ابن صرد، أَخْبَرَنَا علي بْن هاشم، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّه بْن أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أبيه، في تسمية من شهد مع علي رضي اللَّه عنه، من أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: حنظلة بْن النعمان.
أخرجه أَبُو نعيم وَأَبُو موسى.
1290- حنظلة بْن النعمان بن عامر
حنظلة بْن النعمان بْن عامر بْن عجلان بْن عمرو بْن عامر بْن زريق. شهد أحدًا وما بعدها، وهو الذي خلف عَلَى خولة، زوجة حمزة بْن عبد المطلب، رضي اللَّه عنه بعد حمزة.
ذكره ابن الدباغ، عَنِ العدوي، ولا أعلم هل هو الذي قبله أم غيره؟ ولو رفع في نسب الأول لعرفناه، والله أعلم.(1/545)
1291- حنظلة بن هوذة
حنظلة بْن هوذة. قال أَبُو موسى: أورده عبدان في الصحابة، وقال: حدثنا أحمد بْن سيار، حدثنا يحيى بْن سليمان الجعفي، أَخْبَرَنَا عبد الله بن الأجلح، عن أبيه، عن بشير بْن تيم، وغيره في تسمية المؤلفة قلوبهم منهم من بني عامر بْن صعصعة: خَالِد بْن هوذة بْن خَالِد بْن ربيعة بن عمرو بن عامر ابن ربيعة بْن عامر بْن صعصعة، وهو أخو حنظلة بْن عمرو.
أخرجه أَبُو موسى.
قلت: هكذا أورده أَبُو موسى، فقال: وهو أخو حنظلة بن عمرو، والّذي أعرفه حرملة ابن هوذة، والعداء بْن خَالِد، وهو عمهما، والله أعلم.
1292- حنظلة
حنظلة. غير منسوب. ذكره ابن قانع، عَنْ مطين قال: حدث حنظلة: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يعجبه أن يدعى الرجل بأحب أسمائه إليه ذكره ابن الدباغ.
1293- حنيف بن رياب
حنيف بْن رياب بْن الحارث بْن أمية بْن زَيْد بْن سالم بْن عوف بْن عمرو بْن عوف، الأنصاري.
شهد أحدًا وما بعدها من المشاهد، وقتل يَوْم مؤتة، قاله الغساني عَنِ العدوي، وذكره ابن ماكولا، فقال: له صحبة.
1294- حنيفة أبو حذيم
(د ع) حنيفة أَبُو حذيم. جد حنظلة بْن حذيم بْن حنيفة، له ولابنه حذيم، ولحنظلة بْن حذيم صحبة. وقد تقدم ذكره في حذيم وحنظلة.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
1295- حنيفة الرقاشيّ
(د ع) حنيفة الرقاشي. عم أَبِي حرة، واختلف في اسم أَبِي حرة، فقيل: حكيم بْن أَبِي يزيد، وقيل غيره.
روى حماد بْن سلمة، عَنْ واصل بْن عبد الرحمن، عَنْ أَبِي حرة الرقاشي، عَنْ عمه حنيفة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه. أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
1296- حنين مولى العباس
(ب د ع) حنين، مولى العباس بْن عبد المطلب. كان عبدًا وخادمًا للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فوهبه لعمه العباس(1/546)
رضي اللَّه عنه، فأعتقه، وهو جد إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّهِ بْن حنين، وقد قيل: إنه مولى علي بْن أَبِي طالب رضي اللَّه عنه.
روى أَبُو حنين بْن عَبْد اللَّهِ بْن حنين، أخو إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّهِ بْن حنين، عَنِ ابنة أخيه، عَنْ خالها يقال له ابن الشاعر: أن حنينًا جده كان غلامًا للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخدمه، وكان إذا توضأ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اخرج وضوءه إِلَى أصحابه فكانوا، إما تمسحوا به، وَإِما شربوه، قال: فحبس حنين الوضوء فشكوا إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسأله فقال: حبسته عندي، فجعلته في جر [1] فإذا عطشت شربت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل رأيتم غلامًا أحصى ما أحصى هذا؟. ثم وهبه العباس، فأعتقه. أخرجه الثلاثة.
باب الحاء والواو
1297- حوثرة العصرى
(س) حوثرة [2] العصرىّ، ذكره ابن أبى أَبِي علي، وروى بِإِسْنَادِهِ، عَنْ بشر بْن آدم، عَنْ سهلة بنت سهل العصرية، قالت: حدثتني جدتي حمادة بنت عَبْد اللَّهِ، عَنْ حوثرة العصري، قال: قدمنا، وفد عبد القيس، مع المنذر، فجئت أنا والمنذر، فنزل المنذر عَنْ راحلته، ولبس ثيابه، وبادرنا نحن إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فمد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجليه بين يديه ونحن حوله، فلما أتى المنذر صافحه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقبض رجليه، وأجلسه مكان رجليه، وقال: أخذت لك هذا المكان، وكانت بوجهه شجة، فقال له: ما اسمك؟ قال: المنذر، قال: أنت الأشج، وقال له: فيك خلتان يحبهما اللَّه عز وجل: الحلم والأناة. أخرجه أبو موسى.
1298- حوشب بن طخية
(ب د ع) حوشب بْن طخية. وقيل: طخمة، بالميم، ابن عمرو بْن شرحبيل بْن عبيد بْن عمرو بْن حوشب بْن الأظلوم بْن ألهان بْن شداد بْن زرعة بْن قيس بْن صنعاء بْن سبأ الأصغر بْن كعب ابن زيد بْن سهل بْن عمرو بْن قيس بْن معاوية بْن جشم بْن عبد شمس بْن وائل بْن عوف بْن حمير الحميري الألهاني، ويعرف بذي ظلم.
أسلم عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعداده في أهل اليمن، وقيل: أنه قدم على النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ، واتفق أهل السير والمعرفة بالحديث إن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث إليه جرير بْن عَبْد اللَّهِ البجلي، وكتب على يده كتابًا إليه ليتظاهر هو وذو الكلاع، وفيروز الديلميّ. ومن أطاعهم على قتل الأسود الكذاب العنسيّ.
__________
[1] واحدة جرة، وهي الإناء المعروف من الفخار.
[2] في الإصابة: «هو خطأ نشأ عن تصحيف، والصواب جويرة، بالجيم مصغرا وينظر فيما تقدم ترجمة جويرية من هذا الكتاب: 1/ 370.(1/547)
وروى مُحَمَّد بْن عثمان بْن حوشب، عَنْ أبيه، عَنْ جده قال: لما أظهر اللَّه تعالى محمدًا انتدبت [1] في أربعين فارسًا مع عبد شر، فقدم المدينة، فقال: أيكم مُحَمَّد؟ ثم قال: ما الذي جئتنا به، فإن يكن حقًا اتبعناه؟ قال: تقيمون الصلاة وتعطون الزكاة، وتحقنون الدماء، وتأمرون بالمعروف، وتنهون عَنِ المنكر، فقال عبد شر: إن هذا لحسن فأسلم، فقال له النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ما اسمك؟ قال:
عبد شر، قال: أنت عبد خير، وكتب معه الجواب إِلَى حوشب ذي ظليم. وكان حوشب وذو الكلاع رئيسين في قومهما متبوعين، وهما كانا ومن تبعهما من قومهما من اليمن القائمين بحرب صفين مع معاوية، وقتلا جميعًا بصفين، قتل حوشبًا سليمان بْن صرد الخزاعي.
وروى مُحَمَّد بْن سوقة عَنْ عبد الواحد الدمشقي قال: نادى حوشب الحميري عليًا يَوْم صفين، فقال: انصرف عنا يا ابن أَبِي طالب، فإنا ننشدك اللَّه في دمائنا ودمك، ونخلي بينك وبين عراقك، وتخلي بيننا وبين شامنا، وتحقن دماء المسلمين. فقال علي رضي اللَّه عنه: هيهات يا ابن أم ظليم، والله لو علمت أن المداهنة تسعني في دين اللَّه لفعلت، ولكان أهون علي في المئونة، ولكن اللَّه لم يرض من أهل القرآن بالسكوت والإدهان، إذ كان اللَّه عز وجل يعصى وهم يطيقون الدفاع والجهاد، حتى يظهر أمر اللَّه. قال أَبُو عمر: وقد روي عَنْ حوشب الحميري حديث مسند في فضل من مات له ولد، رواه ابن لهيعة، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن هبيرة، عَنْ حسان بْن كريب، عَنْ حوشب الحميري، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قال: من مات له ولد فصبر واحتسب قيل له: ادخل الجنة بفضل ما أخذنا منك. أخرجه الثلاثة.
1299- حوشب
(د ع) حوشب. صاحب رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم.
أخبرنا أبو ياسر بن هبة الله بن عبد الوهاب بإسناده إلى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ كِنَانَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هُبَيْرَةَ السَّبَائِيِّ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ كُرَيْبٍ: أَنَّ غُلامًا مِنْهُمْ تُوُفِّيَ بِحِمْصَ، فَوَجَدَ عَلَيْهِ أَبُوهُ أَشَدَّ الْوَجْدِ، فَقَالَ لَهُ حَوْشَبٌ صَاحِبُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلا أُخْبِرُكَ بِمَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي مِثْلِ ابْنِكَ، إِنَّ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِهِ كَانَ لَهُ ابْنٌ قَدْ أُدْرِكَ، فَكَانَ يَأْتِي مَعَ أَبِيهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ تُوُفِّيَ، فَوَجَدَ عَلَيْهِ قَرِيبًا مِنْ سِتَّةِ أَيَّامٍ، لا يَأْتِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: لا أَرَى فُلانًا، قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، إِنَّ ابْنَهُ تُوُفِّيَ فَوَجَدَ عَلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ رَآهُ: أَتُحِبُّ أَنَّ ابْنَكَ عِنْدَكَ الآنَ كَأَنْشَطِ الصِّبْيَانِ وَأَكْيَسِهِمْ، أَوْ يُقَالُ لَكَ: ادْخُلِ الْجَنَّةَ بِثَوَابِ مَا أَخَذْنَا مِنْكَ؟. أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ وَأَبُو نعيم.
__________
[1] أي: بعثت.(1/548)
قلت: قد جعل ابن منده وَأَبُو نعيم هذا غير حوشب ذي ظليم، وجعلهما أَبُو عمر واحدًا وذكر هذا الحديث في ترجمة حوشب ذي ظليم كما تقدم، والحق معه. ولا أشك أن ابن مندة وأبو نعيم حيث رأيا مخرج الحديث من مصر ظناه مصريًا، وهذا شامي فظناه غيره، وهو هو، فإن الميت قد ذكر أَنَّهُ بحمص، وهو من الشام، ويحتمل أن يكونا رأيًا في هذه الرواية. سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... » «وقد علما أن ذا ظليم لم يصل إِلَى النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وسلم ولا رآه فظناه غيره [وأما] ابن لهيعة فلا حجة فيه، والله أعلم.
ظليم: بضم الظاء وفتح اللام.
1300- حوشب بن يزيد
(د ع) حوشب بْن يَزِيدَ الفهري. مجهول. حديثه عند ابنه يزيد عنه أَنَّهُ قال: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وسلم يقول: لو كَانَ جريج الراهب فقيهًا عالمًا لعلم أن إجابته أمه خير له من عبادته ربه عز وجل. أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
1301- حوط بن عبد العزى
(ب د ع) حوط بْن عبد العزى. قال أَبُو عمر: يقال إنه من بني عامر بْن لؤي، روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قال: لا تقرب الملائكة رفقة فيها جرس [1] ، رواه عنه ابن بريدة، وقيل في هذا الحديث أيضًا: ابن بريدة، عَنْ حويطب بْن عبد العزى، والصحيح حوط، قاله أَبُو عمر. وقال ابن منده وَأَبُو نعيم: حوط، وقيل: حويطب، وقيل: حويط بْن عبد العزى بْن أَبِي قيس ابن عبد ود بْن نصر بْن مالك بْن حسل بْن عامر بْن لؤي، يكنى: أبا مُحَمَّد، وقيل: أَبُو الأصبع، من مسلمة الفتح، سكن مكة وتوفي سنة أربع وخمسين، وله مائة وعشرون سنة، وذكرا عنه حديث عَبْد اللَّهِ بْن بريدة، حديثه: لا تقرب الملائكة رفقة فيها جرس. أخرجه الثلاثة إلا أن أبا نعيم ذكر هذا الحديث في ترجمة حويطب، ولم يترجم حوط بْن عبد العزى، كأنه جعلهما واحدًا. وأما ابن منده وَأَبُو عمر فجعلاهما ترجمتين، والله أعلم، وأخرجه أَبُو نعيم أيضًا في خوط بالخاء المعجمة، ونذكره هناك إن شاء الله تعالى.
1302- حوط العبديّ
(س) حوط العبدي. قال عبدان: ذكره بعض أصحابنا ولا أعلم لَهُ رواية عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنما روايته عَنِ ابن مسعود حديث: تظل أذن الدجال سبعين ألفًا. وغيره، والله أعلم.
أخرجه أَبُو موسى.
__________
[1] في النهاية: هو الجلجل الّذي يعلق على الدواب، قيل: إنما كرهه لأنه يدل على أصحابه بصوته، وكان عليه السلام يحب أن لا يعلم العدو به حتى يأتيهم فجأة.(1/549)
1303- حوطب بن قرواش
(د ع) حوط بن قرواش بن حضن بْن ثمامة بْن شبث بْن حدرد. أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو مجهول.
روى حديثه حاتم بْن الفضل بْن سالم بْن جون بْن غياث، عَنْ أبيه غياث بْن حوط بْن قرواش عَنْ أبيه، قال: وردت عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أنا ورجل من بني عدي، يقال له: واقد ... » وكان ذلك أول ما أسلم، وذكر الحديث بطوله، كذا أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
1304- حوط بن مرة
(س) حوط بْن مرة. روى ياسين بْن الحسن بْن ياسين قال: حججت سنة ست وأربعين ومائتين ... فذكر الحديث وقال فيه: فرأيت أعرابيًا في البادية اسمه حوط بْن مرة بْن علقمة، فقلنا له: هَلْ سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا؟ قال: نعم، شهدت محمدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وسئل: هل رأيت من طعام الجنة شيئًا؟ قال: نعم، أتاني جبريل عليه السلام بخبيصة [1] من خبيص الجنة فأكلتها.
أخرجه أَبُو موسى [2] .
1305- حوط بن يزيد الأنصاري
(د ع) حوط بْن يَزِيدَ الأنصاري. وهو ابن عم الحارث بْن زياد الساعدي، حديثه عند أهل الكوفة.
روى حديثه عبد الرحمن بْن الغسيل، عَنْ حمزة بْن أَبِي أسيد، عَنِ الحارث بْن زياد قال: «أتيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم الخندق، وهو يبايع الناس عَلَى الهجرة، فقلت: يا رَسُول اللَّهِ، بايع هذا عَلَى الهجرة، فقال: ومن هذا؟ قلت: حوط بْن يَزِيدَ، وهو ابن عمي. فقال: إنكم معشر الأنصار لا تهاجرون إِلَى أحد، ولكن الناس يهاجرون إليكم.
وقد ذكرناه في الحارث بْن زياد، لا يعرف إلا من حديث ابن الغسيل. أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
1306- حولي
(س) حولي. أورده أَبُو الْفَتْحِ الأزدي، في أفراد الحاء المهملة، وقال ابن ماكولا: بالخاء المعجمة. وروى الأزدي بِإِسْنَادِهِ، عَنْ وكيع، عَنْ سَعِيد بْن عَبْد الْعَزِيزِ، عَنْ رَبِيعة بن يَزِيدَ، عَنْ رجل يقال له: حولي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنكم ستجندون أجنادا: جند بالشام، وجند بالعراق، وجند باليمن. أخرجه أَبُو موسى، وقال: هذا هو عبد الله بن حوالة.
__________
[1] هي طعام من ثمر وسمن.
[2] قال ابن حجر: استدركه أبو موسى وأخطأ في ذلك، فإنه لم يجئ إلا من طريق موضوعة.(1/550)
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى كِتَابَةً، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا أَبُو زُرْعَةَ، وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ، قَالا: أَخْبَرَنَا أَبُو مُسْهِرٍ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ رَبِيعَةَ ابن يَزِيدَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَوَالَةَ الأَزْدِيِّ، عَنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّكُمْ سَتُجَنَّدُونَ أجنادا: جند بالشام، وجند بالعراق، وجند باليمن، قَالَ الْحَوَالِيُّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، خِرْ لِي [1] ، قَالَ: عَلَيْكَ بِالشَّامِ» . قال: فعلى هذا قول الأزدي أقرب إِلَى الصواب، وَإِن كان قد أخطأ أيضًا، لأن الصحيح الحوالي، نسبه إِلَى أبيه حوالة، كما في الحديث، إلا أَنَّهُ بالحاء المهملة. وقد رواه جماعة عَنِ ابن حوالة، عَلَى أن ابن ماكولا قال في الحاء المهملة: عَبْد اللَّهِ بْن حولي يقال: هو ابن حوالة، فرق بينهما، وهما واحد.
أخرجه أبو موسى.
1307- حويرث بن عبد الله
(ب س) حويرث بْن عَبْد اللَّهِ بْن خلف بن مالك بن عبد الله بن حارثة بْن غفار بْن مليل الغفاري، هو آبِي اللَّحْمِ، وقد تقدم ذكره في آبِي اللَّحْمِ، قال هشام بْن الكلبي: الحويرث بْن عَبْد اللَّهِ بْن آبي اللحم، واسم آبِي اللَّحْمِ: خلف بْن مالك بْن عَبْد اللَّهِ بْن حارثة.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر وَأَبُو مُوسَى مختصرًا، وقَالَ أَبُو عمر: قتل آبِي اللَّحْمِ يوم حنين.
1308- حويرث والد مالك
(د ع) حويرث، والد مالك بْن الحويرث. روى خَالِد الحذاء، عَنْ أَبِي قلابة، عَنْ مالك بْن الحويرث أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أقرأ أباه (فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ) [2] . رواه غير واحد، عَنْ خَالِد، عَنْ أَبِي قلابة، عَنْ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ: (فيومئذ ... ) ، ولم يذكر أباه، ورواه جماعة عَنْ خَالِد، عَنْ أَبِي قلابة، عَمَّنْ سَمِعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ولم يذكروا مالكًا ولا أباه.
أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
1309- حويصة بن مسعود
(ب د ع) حويصة بْن مسعود بْن كعب بْن عَامِر بْن عدي بْن مجدعة بْن حارثة بْن الحارث بْن الخزرج بْن عمرو بْن مالك بْن الأوس، الأنصاري الأوسي ثم الحارثي، أَبُو سعد، وهو أخو محيصة لأبيه وأمه.
شهد أحدًا والخندق وسائر المشاهد مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم بعدهما، روى عنه مُحَمَّد بْن سهل بْن أَبِي حثمة، وحرام بْن سعد بْن محيصة.
__________
[1] أي اختر لي.
[2] الفجر: 25.(1/551)
روى يونس بْن بكير، عَنِ ابن إِسْحَاق قال: حدثني مولى لزيد بْن ثابت وهو مُحَمَّد بْن أَبِي مُحَمَّد قال: حدثتني ابنة محيصة عَنْ أبيها محيصة أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال بعد قتل كعب بن الأشرف: من ظفرتم به من يهود فاقتلوه. فوثب محيصة بْن مسعود عَلَى ابن سنينة [1] ، رجل من تجار يهود، كان يلابسهم ويبايعهم فقتله، وكان حويصة بْن مسعود إذ ذاك لم يسلم، وكان أسن من محيصة، فلما قتل جعل حويصة يضربه، ويقول: أي عدو اللَّه، قتلته؟ أما والله لرب شحم فِي بطنك من ماله. فقال محيصة: فقلت له: والله لقد أمرني بقتله من لو أمرني بقتلك لقتلتك، فإن كان لأول [2] إسلام حويصة، قال: والله [3] لو أمرك مُحَمَّد بقتلي لقتلتني؟
قال محيصة: نعم والله، قال حويصة: والله إن دينا بلغ بك هَذَا لعجب، فقال محيصة [4] :
يلوم ابن أم لو أمرت بقتله ... لطبقت ذفراه بأبيض قاضب [5]
حسام كلون الملح أخلص صقله ... متى ما أمضيه [6] فليس بكاذب
وما سرني أني قتلتك طائعًا ... وأن لنا ما بين بصري فمأرب
ثم ذكر حديثًا فيه إسلام حويصة، وهو حديث مشهور في المغازي.
أخرجه الثلاثة.
1910- حويطب بن عبد العزى
(ب د ع) حويطب بْن عبد العزى بْن أَبِي قيس بْن عبد ود بْن نصر بْن مالك بْن حسل بْن عامر بْن لؤي، القرشي العامري. يكنى أبا مُحَمَّد، وقيل: أَبُو الأصبغ، وهو من مسلمة الفتح، ومن المؤلفة قلوبهم، وشهد حنينا مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأعطاه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مائة من الإبل، يجتمع هو وسهيل بْن عمرو في عبد ود.
وهو أحد النفر الذين أمرهم عمر بْن الخطاب رضي اللَّه عنه بتجديد أنصاب الحرم، وممن دفن عثمان ابن عفان رضي اللَّه عنه.
روى عنه أَبُو نجيح، والسائب بْن يَزِيدَ.
قال يحيى بْن معين: لا أعلم له حديثًا ثابتًا عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قال مروان بْن الحكم لحويطب: تأخر إسلامك أيها الشيخ حتى سبقك الأحداث، فقال حويطب: اللَّه المستعان، والله لقد هممت بالإسلام غير مرة، كل ذلك يعوقني أبوك عنه وينهاني، ويقول: تدع [7] شرفك
__________
[1] في الروض الأنف 2/ 125 يقول السهيل: «كأنه تصغير سن، وقال ابن هشام في اسمه سبينة، بالباء، كأنه مصغر الترخيم من سبينة، قال صاحب العين: السبينة ضرب من النبات» .
[2] في السيرة 2- 58: فو الله إن كان لأول إسلام حويصه.
[3] في السيرة 2- 58: أو للَّه.
[4] الأبيات في السيرة النبويّة: 2- 59.
[5] طبق: قطع المفصل، والذفرى: عظم نأتي خلف الأذن، والأبيض القاضب: السيف القاطع.
[6] في السيرة: أصوبه.
[7] في الاستيعاب: 399 «تضع شرف قومك وتدع دينك ودين آبائك» .(1/552)
ودين آبائك لدين محدث، وتصير تابعًا! فأسكت مروان، وندم عَلَى ما قاله له، وقال له حويطب: أما أخبرك عثمان بما كان لقي من أبيك حين أسلم؟.
وقال حويطب: شهدت بدرا مع المشركين، فرأيت عيرا، رأيت الملائكة تقتل وتأسر بين السماء والأرض، ولم أذكر ذلك لأحد.
وشهد مع سهيل بْن عمرو صلح الحديبية، وأمنه أَبُو ذر يَوْم الفتح ومشى معه، وجمع بينه وبين عياله حتى نودي بالأمان للجميع إلا النفر الذين أمر بقتلهم، ثم أسلم يَوْم الفتح، وشهد حنينًا والطائف مسلمًا، واستقرضه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أربعين ألف رهم فأقرضه إياها.
ومات حويطب بالمدينة آخر خلافة معاوية، وقيل: بل مات سنة أربع وخمسين، وهو ابن مائة وعشرين سنة.
حديثه في الموطأ في صلاة القاعد.
أخرجه الثلاثة.
باب الحاء والياء
1311- حبان بن الأبجر
(ب د ع) حيان بْن الأبجر الكناني. له صحبة، وشهد مع علي صفين.
روى حديثه عَبْد اللَّهِ بْن جبلة بْن حيان بْن الأبجر، عَنْ أبيه، عَنْ جده حيان، قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ وأنا أوقد تحت قدر فيها لحم ميتة، فأنزل تحريم الميتة، فأكفئت القدور.
أخرجه الثلاثة.
1312- حبان الأعرج
(د ع) حيان الأعرج. بعثه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى البحرين، قاله بكير بن معروف، عن محمد بن زيد الخراساني، عنه، وهو وهم، والصواب ما رواه أَبُو حمزة وغيره، فقالوا: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زيد، عَنْ حيان الأعرج، عَنِ العلاء بْن الحضرمي.
أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
1313- حيان بن بح
(ب د ع) حيان بْن بح [1] الصدائي. نزل مصر، لَهُ صحبة.
أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرِ بْنُ أَبِي حبة بإسناده، عن عبد الله بْنِ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، أَخْبَرَنَا حَسَنٌ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ سَوَادَةَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ نُعَيْمٍ، عَنْ حَيَّانَ بْنِ بُحٍّ الصُّدَائِيِّ، صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ قَوْمِي أَسْلَمُوا، فَأُخْبِرْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَهَّزَ إِلَيْهِمْ جَيْشًا، فَأَتَيْتُهُ، فَقُلْتُ: إن
__________
[1] في الإصابة: بضم الموحدة بعدها مهملة ثقيلة.(1/553)
قَوْمِي عَلَى الإِسْلامِ، فَقَالَ: أَكَذَلِكَ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَأتَّبَعْتُهُ لَيْلًا إِلَى الصَّبَاحِ فَأَذَّنْتُ بِالصَّلاةِ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ أَعْطَانِي إِنَاءً فَتَوَضَّأْتُ مِنْهُ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِصْبَعَهُ فِي الإِنَاءِ فَانْفَجَرَ عُيُونًا، فَقَالَ: مَنْ أَرَادَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَوَضَّأَ فَلْيَتْوَضَّأْ؟ فَتَوَضَّأْتُ وَصَلَّيْتُ، فَأَمَّرَنِي عَلَيْهِمْ وَأَعْطَانِي صَدَقَاتِهِمْ، فَقَامَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ فُلانًا ظَلَمَنِي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا خَيْرَ فِي الإِمَارَةِ لِمُسْلِمٍ، ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ يَسْأَلُ صَدَقَةً فَقَالَ: إِنَّ الصَّدَقَةَ صُدَاعٌ فِي الرَّأْسِ، وَحَرِيقٌ فِي الْبَطْنِ، أَوْ دَاءٌ، فَأَعْطَيْتُهُ صَحِيفَةَ إِمْرَتِي وَصَدَقَتِي، فَقَالَ: مَا شَأْنُكَ؟ فَقُلْتُ: كَيْفَ أَقْبَلُهَا وَقَدْ سَمِعْتُ مَا سَمِعْتُ؟ قَالَ: هُوَ مَا سَمِعْتَ» . أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ فِي حيان بالياء المثناة من تحت، قال أبو عمر فيه: قال الدار قطنى: حبّان بن بح الصدائي بكسر الحاء [1] .
قلت: وقال أَبُو نصر: حبان، بكسر الحاء، حبان بْن بح الصدائي، وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وشهد فتح مصر، روى عنه حديث، رواه عنه زياد بْن نعيم الحضرمي، قاله بن لهيعة، عَنْ بكر بْن سوادة عنه، قال ابن يونس: ويقال: حيان بالفتح وحبان، يعني بالكسر، أصح.
1314- حيان بن أبى جبلة
(س) حيان بْن أَبِي جبلة الجشمي. أورده عبدان بِإِسْنَادِهِ عَنْ عبد الرحمن بْن يحيى، عن حيان ابن أَبِي جبلة الجشمي قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كل أحد أحق بماله من والده، وولده، والناس أجمعين. قال عبدان: لا أدري لَهُ صحبة أم لا، وقال غيره: هو حبان، بكسر الحاء المعجمة بواحدة، ويروى عَنْ عمرو بْن العاص، وابنه عَبْد اللَّهِ بْن عمرو، أخرجه أَبُو موسى.
1315- حيان بن ضمرة
(س) حيان بْن ضمرة. ذكره عبدان أيضًا، عَنْ أَبِي حاتم الرازي قال: حدثني معاذ بْن حسان، وكان يسكن برذعة [2] ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الأسلمي، عَنْ شرحبيل بْن سعد، عَنْ حيان بْن ضمرة أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: نهينا عَنْ أن نرى عوراتنا» . أخرجه أَبُو موسى، وقال: كذا أورده عبدان، وَإِنما هو جبار بْن صخر، كذلك أورده أَبُو عَبْد اللَّهِ، وغيره في حرف الجيم، وصحف فيه أيضًا ابن شاهين، فقال في باب الحاء: حيان بْن صخر، وإنما هو جبار بن صخر.
1316- حيان بن قيس
(ب) حيان بْن قيس بْن عَبْد اللَّهِ بْن عمرو بن عدس بْن ربيعة بْن جعدة بْن كعب بن ربيعة بن عامر
__________
[1] لا يوجد هذا في نسخة الاستيعاب المطبوعة.
[2] بلدة بأذربيجان.(1/554)
ابن صعصعة، النابغة الجعدي الشاعر كنيته أَبُو ليلى، اختلف في اسمه فقيل: حيان، وقيل: حنان، وسيذكر في باب النون إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه أبو عمر.
1317- حيان بن ملة
(د ع) حيان بْن ملة أخو أنيف اليماني. عداده في أهل فلسطين قاله ابن منده، وقد تقدم ذكره مع أخيه أنيف، قدما في وفد اليمامة، قال البخاري: حيان بْن ملة أخو أنيف بْن ملة له صحبة، وذكره ابن إِسْحَاق في وفد جذام أيضًا، وأنه صحب دحية بْن خليفة الكلبي، لما بعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى قيصر، وعلمه أُمُّ الْكِتَابِ.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
1318- حيان بن نملة
(ب د ع) حيان بْن نملة أَبُو عمران الأنصاري. ذكره البخاري، في الصحابة، وخالفه غيره.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودِ بْنِ سَعْدٍ إجازة بإسناده إلى أبي بكر أحمد بن عَمْرِو بْنِ أَبِي عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا دُحَيْمٌ أَخْبَرَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ الرَّقَاشِيُّ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حَيَّانَ الأَنْصَارِيِّ عَنْ أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ خَطَبَ النَّاسَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ وَأَحَلَّ لَهُمْ ثَلاثَةَ أَشْيَاءَ كَانَ يَنْهَاهُمْ عَنْهَا، وَحَرَّمَ عَلَيْهِمْ ثَلاثَةَ أَشْيَاءَ كَانَ النَّاسُ يَسْتَحِلُّونَهَا: أَحَلَّ لَهُمْ لُحُومَ الأَضَاحِي، وَزِيَارَةَ الْقُبُورِ، وَالأَوْعِيَةَ، وَنَهَاهُمْ أَنْ يُبَاعَ سَهْمٌ مِنْ مَغْنَمٍ حَتَّى يُقْسُمَ، وَعَنْ السَّبَايَا أَنْ يُوطَأْنَ حَتَّى يَضَعْنَ، وَأَنْ تُبَاعَ ثَمَرَةٌ حَتَّى يَبْدُوَ صَلاحُهَا وَتؤمن عَلَيْهَا الْعَاهَة.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ، إِلا أَنَّ أَبَا عُمَرَ وَأَبَا نُعَيْمٍ قَالا: خَطَبَ يَوْمَ فَتْحِ خَيْبَرَ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا نَهَى عَنْ وَطْءِ الْحَبَالَى يَوْمَ حُنَيْنٍ، وَهُوَ بَعْدَ الْفَتْحِ، وَخَيْبَرُ قَبْلَ الْفَتْحِ، وَلَمْ تُسْبَ النِّسَاءُ فِيهَا وَإِنَّمَا سُبِينَ يَوْمَ حُنَيْنٍ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
1319- حبدة بن مخرم
(ب) حيدة بْن مخرم، أو مخرمة بْن قرط بن جناب بْن الحارث بْن [حممة بْن عدي بن جندب [1]] ابن العنبر بْن عمرو بْن تميم. أخو وردان بْن مخرم، لهما صحبة، قاله الطبري، قدما عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسلما، ودعا لهما، وقال ابن الكلبي مثله.
أخرجه أَبُو عمر، وذكره الأمير أَبُو نصر.
مخرم: بضم الميم، وفتح الخاء المعجمة، وكسر الراء المشددة.
__________
[1] كذا في الأصل، وسيأتي في ترجمة ذؤيب بن شعثن: الحارث خزيمة بن عدي بن جندب أما ترجمة وردان أخى حيدة ففيها الحارث بن محفر بن كعب بن العنبر، ومثله في جمهرة أنساب العرب: 198.(1/555)
1320- حيدة
(د ع) حيدة، مجهول. قَالَ أَبُو نعيم: ذكره بعض المتأخرين، يعني ابن منده، في الصحابة.
روى عنه طلق بْن حبيب، إن كان محفوظًا، أَنَّهُ سمع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: تحشرون يَوْم القيامة حفاة عراة غرلا [1] وأول من يكسى إبراهيم الخليل صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يقول اللَّه عز وجل: اكسوا إِبْرَاهِيم خليلي، ليعلم الناس فضله، ثم يكسى الناس عَلَى قدر الأعمال. أخرجه ابن مندة وأبو نعيم، وأخرجه الأول أَبُو عمر، فلعله ظنهما واحدًا، وأظنهما، اثنين لأن هذا في عداد المجهولين، وأما الأول فقد ذكره الطبري والكلبي وغيرهما والله أعلم.
وقد ذكره ابن ماكولا: حيدة، غير منسوب، يقال لَهُ. صحبة ورواية عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، روى عنه طلق بْن حبيب، ثم قال: وردان وحيدة ابنا مخرم، ونسبهما وقال: وفدا عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قاله الطبري وابن الكلبي، فقد جعلهما اثنين أيضا، والله أعلم.
1321- الحيسمان بن إياس
(س) الحيسمان بْن إياس بْن عَبْد اللَّهِ بن إياس بن ضبيعة بْن عَمْرو بْن مازن [2] بْن عدي بْن عمرو بْن ربيعة الخزاعي.
أورده ابن شاهين وقال: كان شريفًا في قومه، ثم أسلم فحسن إسلامه. أخرجه أَبُو موسى.
وقال الكلبي: هو الّذي جاء بقتل أهل بدر إِلَى مكة، وكان شهد بدرًا مع المشركين، ثم أسلم.
1322- حية بن حايس
(س) حية بْن حابس التميمي. أورده ابْن أَبِي عاصم وغيره فِي الصحابة، إلا أنهما ذكراه بالباء المعجمة بواحدة، وهو بالياء.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الطَّبَرِيُّ الْفَقِيهُ الشَّافِعِيُّ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي يَعْلَى الْمَوْصِلِيِّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، عَنْ حَرْبِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ:
حَدَّثَنِي حية بن حابس التميمي، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا شَيْءَ فِي الْهَامِ، وَالْعَيْنُ حَقٌّ، وَأَصْدَقُ الطِّيَرَةِ الفأل.
كذا في هذه الرِّوَايَةِ، وَرَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، عَنْ حَرْبٍ، فَقَالَ: عَنْ حَيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم.
وكذلك رواه عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى، وَهُوَ الصَّوَابُ. أخرجه أبو موسى.
1323- حيي بن حارثة
(ب س) حيي بن حارثة الثّقفي. حنيف بني زهرة، أسلم يَوْم الفتح، وقتل يَوْم اليمامة، قال ذلك
__________
[1] غرلا جمع أغل، وهو الّذي لم يختن.
[2] كذا في الأصل، ومر مثله في ترجمة بديل بن ورقاء، وفي الإصابة: رمان، وفي الجمهرة 227: زبان، بالزاي.(1/556)
يحيى الأموي عَنِ ابن إِسْحَاق، يعني بالحاء والثاء المثلثة. وقال الطبري: حتى، بحاء وياء واحدة، بْن جارية، بجيم. وقال الواقدي: حيي، بياءين وجيم [1] . وقال: قتل يَوْم اليمامة وأسلم يَوْم الفتح.
أخرجه أَبُو عمر وَأَبُو موسى، وقد ذكرناه في: حبي، بعد الحاء باء موحدة.
1324- حيي الليثي
(ب د ع) حيي الليثي. له صحبة، سكن الشام، روى حديثه ابن لهيعة، عَنِ ابن هبيرة، عَنْ أَبِي تميم الجيشاني، قال: «كان حيي الليثي من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إذا مالت الشمس صلى الظهر في بيته، ثم راح، فإن أدرك الظهر في المسجد صلى معهم» .
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] يعنى: حيي بن جارية.(1/557)
باب الخاء(1/558)
باب الخاء والألف
1325- خارجة بن جبلة
(ب د ع) خارجة بْن جبلة. ويقال: جبلة بْن خارجة، روى عنه فروة بْن نوفل في: (قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ [1] ) 109: 1: إنها براءة من الشرك لمن قرأها عند نومه، وهو حديث كثير الاضطراب، فمنهم من يقول: خارجة بْن جبلة، ومنهم من يقول: جبلة بْن خارجة، قال ابن منده وَأَبُو نعيم: خارجة بْن جبلة وهم، والصواب: جبلة بن خارجة.
أخرجه الثلاثة.
1326- خارجة بن جزى
(ب د ع) خارجة بْن جزي وقيل: ابن جزء العذري، روى عنه ربيعة الجرشي، وجبير بْن نفير.
روى سَعِيد بْن سنان، عَنْ ربيعة الجرشي، قال: حدثني خارجة بْن جزي العذري، قال: سمعت رجلًا بتبوك يقول: يا رَسُول اللَّهِ، أيباضع أهل الجنة؟ قال: يعطى الرجل من القوة في اليوم الواحد أكثر من سبعين منكم. أخرجه الثلاثة.
جزي: بفتح الجيم، وقيل: بكسرها، وبالزاي المكسورة، وقيل: بسكونها، وقيل: هو جزء بفتح الجيم، وبالزاي الساكنة، وبعدها همزة، كذا يقول أهل العربية، والله أعلم.
1327- خارجة بن حذافة
(ب د ع) خارجة بْن حذافة بْن غانم بن عامر بن عبد الله بن عبيد بْن عويج بْن عدي بْن كعب بْن لؤي، القرشي العدوي، أمه فاطمة بنت عمرو بْن بجرة العدوية.
كان أحد فرسان قريش، يقال: إنه يعدل بألف فارس، كتب عمرو بْن العاص إِلَى عمر بْن الخطاب رضي اللَّه عَنْهُ يستمده بثلاثة آلاف فارس، فأمده بخارجة بْن حذافة هذا، والزبير بْن العوام، والمقداد ابن الأسود.
وشهد خارجة فتح مصر، قيل: كان قاضيًا لعمرو بْن العاص، وقيل: كان عَلَى الشرط له بمصر، ولم يزل بمصر حتى قتله أحد الخوارج الثلاثة الذين انتدبوا لقتل علي ومعاوية وعمرو، فأراد الخارجي قتل عمرو، فقتل خارجة وهو يظنه عمرا، فلما قتله أخذ وأدخل عَلَى عمرو بْن العاص، فلما رآه قال: ومن قتلت؟ قيل: خارجة، فقال: أردت عمرًا وأراد اللَّه خارجة. وقيل: بل قال هذا عمرو بن العاص
__________
[1] الكافرون:(1/560)
للخارجى، وقيل: إن خارجة الذي قتله الخارجي بمصر هو خارجة بْن حذافة، أخو عَبْد اللَّهِ بْن حذافة، من بني سهم، رهط عمرو بْن العاص، وليس بشيء. وقبر خارجة بْن حذافة معروف بمصر عند أهلها.
وقد ذكره البخاري في تاريخه فجعله عدويًا، وروى له حديث الوتر الذي يأتي ذكره. وأخرجه ابْن أَبِي عاصم فِي كتاب الآحاد والمثاني، وجعله سهميا، وروى له حديث الوتر أيضًا.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مِهْرَانَ الْفَقِيهُ وَغَيْرُ وَاحِدٍ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ بْن أَبِي حبيب، عن عبد الله بن رَاشِدٍ الزَّوْفِيِّ [1] ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُرَّةَ الزَّوْفِيِّ [1] ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ حُذَافَةَ أَنَّهُ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَمَدَّكُمْ بِصَلاةٍ هِيَ خَيْرٌ لَكُمْ مِنْ حُمُرِ النِّعَمِ: الْوِتْرُ، جَعَلَهُ اللَّهُ لَكُمْ فِيمَا بَيْنَ صَلاةِ الْعِشَاءِ إِلَى أَنْ يَطْلُعَ الْفَجْرُ، أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
1328- خارجة بن حصين
(ب س) خارجة بْن حصن بْن حذيفة بْن بدر بْن عَمْرو بْن جوية بْن لوذان بْن ثعلبة بْن عدي بْن فزارة، أَبُو أسماء الفزاري. قدم عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين رجع من تبوك.
روى الْمَدَائِنِيِّ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رومان قال: قدم عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خارجة بْن حصن والحر بن قيس، فشكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجدوبة والضيق والجهد وذهاب الأموال، وقالوا:
اشفع لنا إِلَى ربك عز وجل. قال: إن اللَّه تبارك وتعالى ليرى جهدكم وأزلكم [2] وقرب غياثكم. فقال رجل: لن نعدم من رب يراك خيرًا. فضحك رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقال: اللَّهمّ اسقنا غيثًا مغيثًا مريئا صريعا، عاجلًا غير رائث [3] ، نافعًا غير ضار، سقيًا رحمة لا سقيا عذاب، ولا هدم ولا غرق، واسقنا الغيث، وانصرنا عَلَى الأعداء. فأسلموا ورجعوا، وقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أني سكنت بين نائل الأرض، يعنى ما بين عيني السماء: عين بالشام، وعين باليمن. أخرجه أَبُو عمر وأبو موسى.
1329- خارجة بن حمير
(ب س) خارجة بْن حمير [4] الأشجعي، من بني دهمان، حليف لبني خنساء بْن سنان بن الأنصار، شهد بدرًا هُوَ وأخوه عَبْد اللَّهِ بْن حمير، كذا قال ابن إِسْحَاق: خارجة، من رواية إِبْرَاهِيم بْن سعد، عنه.
وقال موسى بْن عقبة: حارثة [5] بْن الحمير، ولم يختلفوا أَنَّهُ من أشجع، وأنه شهد بدرًا، وقال يونس ابن بكير عوض حمير: خمير، بالخاء المعجمة، هذا قول أبى عمر.
__________
[1] في المطبوعة: الزرق.
[2] الأزل: الضيق والشدة.
[3] المريع: الّذي يأتى بالخصب، وغير رائث: غير مبطئ.
[4] كذا ضبط في المشتبه: 251.
[5] في الأصل والمطبوعة: جارية، ينظر الاستيعاب 420، وترجمة حارثة فيما تقدم: 1/ 424.(1/561)
وأخرجه أَبُو موسى فقال، عَنْ عبدان: هو حليف لبني عبيد بْن عدي بْن عمير بْن كعب بْن سلمة بْن سعد، وقال: شهد بدرًا. وقال ابن أَبِي حاتم: الجميز، بالجيم والزاى، قال: ويقال. حمزة بْن الجميز.
أخرجه أَبُو عمر وأبو موسى.
1330- خارجة بن زيد
(ب د ع) خارجة بْن زيد بْن أَبِي زُهَيْر بْن مَالِك بْن امرئ القيس بْن مالك الأغر بْن ثعلبة بْن كعب بْن الخزرج بْن الحارث بْن الخزرج، الأنصاري الخزرجي، يعرفون بيني الأغر.
شهد بدرًا والعقبة، قاله ابن إِسْحَاق وابن شهاب، وقتل يَوْم أحد شهيدًا، ودفن هو وسعد بن الربيع في قبر واحد، وهو ابن عمه، ويجتمعان في أَبِي زهير، وهكذا دفن الشهداء بأحد، كان يدفن الرجلان والثلاثة في قبر واحد.
وكان خارجة هذا من كبار الصحابة وأعيانهم، وهو الذي نزل عليه أَبُو بكر الصديق رضي اللَّه عنه لما قدم المدينة مهاجرًا، في قول، وقيل: نزل عَلَى خبيب بْن إساف، وكان خارجة صهرا لأبى بكر، كانت ابنته حبيبة تحت أَبِي بكر، وهي التي قال فيها أَبُو بكر لما حضرته الوفاة: إن ذا بطن بنت خارجة أراها جارية [1] ، فولدت أم كلثوم بنت أَبِي بكر. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد آخى بينه وبين أَبِي بكر لما آخى بين المهاجرين والأنصار، وابنه زيد بْن خارجة هو الذي تكلم بعد الموت عَلَى اختلاف فيه، نذكره في الترجمة التي بعد هذه، وهذا أصح. وقيل: إن خارجة هذا جرح يَوْم أحد بضعة عشر جرحًا، فمر به صفوان بْن أمية بْن خلف، فعرفه، فأجهز عليه ومثل به، وقال: هذا ممن قتل أبا علي، يعني أباه أمية، وكان يكنى بابنه علي، وقتل معه يَوْم بدر، قتله عمار بْن ياسر.
أخرجه الثلاثة، إلا أن ابن منده لم يذكر أَنَّهُ قتل بأحد، ولا أَنَّهُ الذي نزل عليه أَبُو بكر. إنما قال:
شهد بدرًا، وذكر أن ابنه تكلم بعد الموت.
1331- خارجة بن زيد الخزرجي
(ع) خارجة بْن زيد الخزرجي، شهد بدرًا، قاله أَبُو نعيم، وقال: توفي أيام عثمان، وهو الذي تكلم بعد الموت، مختلف فيه، فقيل: زيد بْن خارجة، وقيل: خارجة بْن زيد، وأراه الأول.
ذكر عبد الرحمن بْن يَزِيدَ بْن جابر، عَنْ عمير بْن هانئ، عَنِ النعمان بْن بشير، أَنَّهُ قال: مات رجل منا يقال له: خارجة بْن زيد، فسجيناه بثوب، وقمت أصلي إذ سمعت ضوضاة، فانصرفت، فإذا به يتحرك فقال: أجلد القوم وأوسطهم عند اللَّه عمر أمير المؤمنين، رضي اللَّه عنه، القوي في جسمه، القوي في أمر اللَّه. عثمان أمير المؤمنين، رضي اللَّه عنه، العفيف المتعفف الذي يعفو عَنْ ذنوب كثيرة.
خلت ليلتان وبقيت أربع، واختلف الناس ولا نظام لهم، يا أيها الناس، أقبلوا عَلَى إمامكم، واسمعوا له وأطيعوا. هذا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وابن رواحة، ثم خفت الصوت.
__________
[1] رواه مالك في الموطأ، في كتاب الأقضية، باب ما لا يجوز من النحل: 752، وينظر أمالى السهيل: 112.(1/562)
تفرد بذكر خارجة بْن زيد عبد الرحمن بْن يَزِيدَ بْن جابر. ورواه مسلم بْن علقمة، عن داود ابن أَبِي هند [عَنِ الشعبي، عَنِ النعمان بْن بشير، فقال زيد بْن خارجة. ورواه مسلم بْن علقمة، عَنْ دَاوُد بْن أَبِي هند] [1] عَنْ زيد، عَنْ نافع، أو زيد بْن نافع، عَنْ حبيب بْن سالم، عَنِ النعمان بْن بشير وقال:
زيد بْن خارجة.
وقال عَبْد الْمَلِكِ بْن عمير: قرأت كتابًا عند حبيب بْن سالم، كتبه النعمان بْن بشير، فقال: زيد بْن خارجة. وقال سَعِيد بْن المسيب: إن زيد بْن خارجة توفي في زمن عثمان رضي اللَّه عنه فسجوه، وذكره، ورواه أنس بْن مالك فقال: زيد بْن خارجة.
أخرجه أَبُو نعيم.
قلت: قال أَبُو نعيم أول الترجمة: إنه الذي تكلم بعد الموت، وقال: أراه الأول. وهذا من غريب القول، بينا نجعل الأول قتل بأحد، ونجعل هذا توفي في خلافة عثمان رضي اللَّه عنه، وأنه الذي تكلم بعد الموت، ثم يقول: أراه الأول فكيف يكون الأول وذلك قتل بأحد، وهذا توفي في خلافة عثمان! كذا قال أَبُو نعيم في هذه الترجمة، وأما ابن منده فذكر الأول وأنه شهد بدرًا، وذكر فيه الاختلاف أَنَّهُ الذي تكلم بعد الموت، ولم يذكر أَنَّهُ قتل بأحد، فلم يتناقض قوله. وأما أَبُو عمر فذكر الأول، وجعل ابنه زيدًا هو الذي تكلم بعد الموت، فلو صح أن المتكلم خارجة بْن زيد لكان غير الأول، لا شبهة فيه، لأن الأول قتل بأحد، والمتكلم توفي في خلافة عثمان فيكون غيره. والصحيح أن المتكلم زيد بن خارجة.
والله أعلم.
1332- خارجة بن الصلت
(ب د ع) خارجة بْن الصلت. عداده في الكوفيين، حدث عنه الشعبي.
قال ابن منده: أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يره، روى يعلى بْن عبيد، عَنْ زكريا بْن أَبِي زائدة، عَنِ الشعبي قال: حدثني خارجة بْن الصلت أن عمه [2] أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسلم، ثم رجع فمر بأعرابي مجنون موثق في الحديد، فقال بعضهم: عندك شيء تداويه به، فإن صاحبكم جاء بالخير [3] ؟ فقلت: نعم.
فرقيته بأم الكتاب كل يَوْم مرتين، فبرأ، فأعطاني مائة شاة فلم آخذها حتَّى أتيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبرته، فقال: أقلت شيئًا غير هذا؟ قلت: لا. قال: كلها بسم اللَّه، فلعمري من أكل برقية باطل، لقد أكلت برقية حق.
ورواه ابن المبارك، عَنْ زكريا بِإِسْنَادِهِ، عَنْ خارجة قال: انطلق عمي إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسلم، ثم رجع إلينا ... وذكر الحديث. أخرجه الثلاثة.
__________
[1] سقط من المطبوعة.
[2] عم خارجة هو علائة بن صحار، وسيأتي.
[3] في ترجمة علاثة: أعندك شيء تداويه به، فان صاحبك قد جاء بخير؟.(1/563)
1333- خارجة بن عبد المنذر
(د ع) خارجة بْن عبد المنذر الأنصاري. قاله ابن فضيل، عَنْ عمرو بْن ثابت. وذكره ابن أَبِي داود فيمن اسمه خارجة. وهو وهم، والصواب: رفاعة بْن عبد المنذر.
روى أحمد بْن عبد الجبار، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فضيل، عَنْ عمرو بْن ثابت، عَنْ عبد الله بن محمد بن عقيل، عن عبد الرحمن بْن يَزِيدَ، عَنْ خارجة بْن عبد المنذر، قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَوْم الجمعة سيد الأيام. وذكر الحديث، ورواه غيره فقال: رفاعة بن عبد المنذر، قاله ابن منده. وقال أَبُو نعيم: ذكر بعض المتأخرين حديث أَبِي لبابة بْن عبد المنذر: «سيد الأيام الجمعة» من حديث العطاردي، فقال: خارجة بْن عبد المنذر. وَإِنما هو تصحيف، لأنه رفاعة بْن عبد المنذر، وَإِنما اختلف في اسمه فقيل: بشير، وقيل: رفاعة، فأما خارجة فلم يقله أحد.
أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
1334- خارجة بن عقفان
(ب س) خارجة بْن عقفان، حديثه عند ولده أَنَّهُ أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما مرض، فرآه يعرق، فسمع فاطمة تقول: وا كرب أَبِي، فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا كرب عَلَى أبيك بعد اليوم. قال ابن أَبِي حاتم: وله حديث آخر بهذا الإسناد.
قال أَبُو عمر: حديثه عند ولده، وولد ولده، وليسوا بالمعروفين.
أخرجه أَبُو عمر وأبو موسى.
1335- خارجة بن عمرو الأنصاري
(ب س) خارجة بْن عمرو الأنصاري. مذكور في الذين تولوا يَوْم أحد، ذكره ابن أَبِي حاتم، عَنْ أبيه.
أخرجه أَبُو عمر وأبو موسى.
1336- خارجة بن عمرو الجمحيّ
(س) خارجة بْن عمرو الجمحي. روى عنه قدامة أَبُو عَبْد الْمَلِكِ أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ليس لوارث وصية.
أخرجه أَبُو موسى وقال: هذا الحديث يعرف بعمرو بْن خارجة، لا بخارجة بْن عمرو، وذكره أَبُو أحمد العسكري فقال: خارجة بْن عمرو.
1337- خارجة بْن عمرو
(د ع) خارجة بْن عمرو. روى عنه شهر بن حوشب.(1/564)
روى ابن منده بِإِسْنَادِهِ، عَنْ عبد الحميد بْن جَعْفَر، عَنْ شهر بْن حوشب، عَنْ خارجة بْن عمرو، وكان حليفًا لأبي سفيان فِي الْجَاهِلِيَّةِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: لا تحل الصدقة لي، ولا لأهل بيتي. قال ابن منده: والصواب عمرو بْن خارجة.
قَالَ أَبُو نعيم: وهم فِيهِ بعض المتأخرين، يعني ابن منده، فقال: عبد الحميد بْن جَعْفَر، وَإِنما هو عبد الحميد بْن بهرام.
قلت: وهذا غير الجمحي، لأن هذا حليف أَبِي سفيان، والحليف إنما يكون من غير القبيلة التي منها أعطى الحلف، وجمح من قريش، فلا حاجة لأحدهم أن يحالف بطنًا آخر من قريش، ولأنه لو لم يكن غيره لم يذكره أَبُو موسى.
1338- خارجة بن المنذر
(س) خارجة بْن المنذر، أَبُو لبابة الأنصاري.
قال عبدان: ذكر بعض أصحابنا أن اسمه خارجة بْن المنذر، وليس هذا الاسم لأبي لبابة بمشهور، واختلفوا في اسمه.
أخرجه أَبُو موسى هكذا، وتركه كان أولى من إخراجه، لأنه قد رَأَى أبا نعيم قد رد ترجمة خارجة ابن عبد المنذر أَبِي لبابة، وَإِنما وقع الغلط في اسمه حسب، فجاء أَبُو موسى بما هو أشد من هذا، فإنه غلط في اسمه كما ذكره أَبُو نعيم، وغلط أيضًا في اسم أبيه فإنه عبد المنذر، فأسقط «عبد» وبقي «المنذر» ، ولعل بعض من نسخه غلط فيه فجعله ترجمة، وهذا باب كان ينبغي أن يسد، فإن الغلط كثير، فإن كان كل من غلط يجعل غلطه ترجمة منفردة خرج الأمر عَنِ الضبط، والله أعلم.
1339- خارجة بن النعمان
(س) خارجة بْن النعمان. ذكره علي بْن سَعِيد هو العسكري في الأفراد، وروى بِإِسْنَادِهِ، عن شعبة، عن خبيب بْن عبد الرحمن قال: سمعت معن بْن عَبْد اللَّهِ، أو عَبْد اللَّهِ بْن معن. عن خارجة ابن النعمان قال: لقد رأيتنا وَإِن تنورنا وتنور رسول الله صلى الله عليه وسلم واحد، وما تعلمت (ق) إلا من في رَسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخطب بها يَوْم الجمعة.
أخرجه أَبُو موسى، وقال: هو وهم، والصواب: بنت حارثة بْن النعمان.
أَخْبَرَنَا أَبُو موسى الأصبهاني المديني إجازة، أَخْبَرَنَا أَبُو علي هو الحداد حدثنا أبو عمر وعبد الوهاب ابن مُحَمَّدِ بْنِ مهرة المعلم، أَخْبَرَنَا الطبراني، أَخْبَرَنَا جَعْفَر القلانسي، أَخْبَرَنَا آدم بْن أَبِي إياس، أَخْبَرَنَا شعبة، عَنْ خبيب، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ معن، قال: سمعت بنت حارثة بْن النعمان تقول ذلك.
قال أَبُو موسى: وهذا هو الصواب، وهي أم هشام.
خبيب: بضم الخاء المعجمة، وبباءين موحدتين، بينهما ياء تحتها نقطتان.(1/565)
1340- خالد الأحدب
(س) خَالِد الأحدب الحارثي. روى مروان بْن معاوية الفزاري، عَنْ ثابت بْن عمارة، عَنْ خَالِد الأحدب، وكانت له صحبة، قال: جاء رجل إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا رَسُول اللَّهِ، كان لي أخوان، أما أحدهما فإني كنت أحبه للَّه تعالى ولرسوله، وأما الآخر فإنّي كنت أبغضه للَّه تعالى ولرسوله.
وذكر الحديث.
أخرجه أبو موسى مختصرا.
1341- خالد الأزرق
خَالِد الأزرق الغاضري. له صحبة، نزل حمص ومات بها.
روى عنه أَبُو راشد الحبراني قال: حدثني خَالِد الأزرق الغاضري، قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على راحلة ومتاع، فلم أزل أسايره ... وذكر له حديثًا طويلًا، وفي آخره: فجاء رجل مقصر شعره بمنى، فقال: صل علي يا رَسُول اللَّهِ، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم: صلّى الله على المحلقين. لم يخرجه أحد منهم.
1342- خالد بن إساف
(س) خَالِد بْن إساف الجهني. أخو كليب وخبيب. روى عَبْد اللَّهِ بْن مسلمة القعنبي. قال:
حدثنا عَبْد اللَّهِ بْن سليمان، هو ابن أبى سلمة مولى الأسلميين، عَنْ معاذ بْن عَبْد اللَّهِ بْن خبيب الجهني، عَنْ أبيه، عَنْ عمه، قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وَعَلَيْهِ أَثَرُ غُسْلٍ، وَهُوَ طَيِّبُ النَّفْسِ، فَظَنَنَّا أَنَّهُ أَلَمَّ بِأَهْلِهِ، فَقُلْنَا: يَا رَسُول اللَّهِ، نراك طَيِّبَ النَّفْسِ؟ قَالَ: أَجَلْ، وَالْحَمْدُ للَّه، ثُمَّ ذَكَرَ الْغِنَى فَقَالَ:
لا بَأْسَ بِالْغِنَى لِمَنِ اتَّقَى اللَّه، وَالصِّحَةُ لِمَنِ اتَّقَى اللَّه خَيْرٌ من الغني، وطيب النفس من النعيم. قال أَبُو حفص بْن شاهين: سمعت عَبْد اللَّهِ بْن سليمان يقول: كليب بْن إساف شهد أحدًا، وأما خَالِد فشهد فتح مكة، وهذا الحديث عَنْ أحدهما.
أخرجه أَبُو موسى.
وقال العدوي: شهد خَالِد أحدًا والمشاهد كلها، وقتل بالقادسية شهيدًا مع سعد بْن أَبِي وقاص، وقال: وزعم بنو الحارث بْن الخزرج أَنَّهُ استشهد يَوْم جسر أبى عبيد.
1343- خالد بن أسيد بن أبى العيص
(ب د ع) خَالِد بْن أسيد بْن أَبِي العيص بْن أمية بْن عبد شمس بْن عبد مناف القرشي الأموي، أخو عتاب بْن أسيد، أمهما زينب بنت أَبِي عَمْرو بْن أمية بْن عَبْد شمس.
أسلم عام الفتح، ومات بمكة. وهو والد عبد الرحمن بْن خَالِد، وكان من المؤلفة قلوبهم.
قال ابن دريد: كان أسيد خزازًا.(1/566)
روى عَنْ خَالِد ابنه عبد الرحمن أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أهل [1] حين راح إِلَى منى.
وقال مُحَمَّد بْن أمية بْن خَالِد بْن عبد الرحمن بْن عتاب بن أسيد: قدم النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ فَتْحِ مكة، وقد مات خَالِد بْن أسيد، والله أعلم.
أخرجه الثلاثة.
أسيد: بفتح الْهَمْزَة، وكسر السِّين.
1344- خالد بن أسيد بن أبى المغلس
(س) خَالِد بْن أسيد بْن أَبِي المغلس. كذا ذكره عبدان، عَنْ أحمد بْن سيار بإسناده، عن عبد الله ابن الأجلح، عَنْ أبيه، عَنْ بشير بْن تيم وغيره، قالوا [في] تسمية المؤلفة قلوبهم، ومنهم: خَالِد بْن أسيد بْن أَبِي المغلس بْن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف.
أخرجه أَبُو موسى وقال: هذا غلط، والصواب خَالِد بْن أسيد بْن أَبِي العيص بْن أمية.
1345- خالد الأشعر
(ب) خالد الأشعر الخزاعي الكعبي. اختلف في اسم أبيه. قال الواقدي: قتل مع كرز بْن جابر بطريق مكة عام الفتح.
أخرجه أَبُو عمر هكذا، وقد ذكرناه في حبيش، وهو صاحب حديث أم معبد، وقال أَبُو عمر في ترجمة حبيش بْن خَالِد بْن منقذ الخزاعي قال: يقال لأبيه خَالِد: الأشعر، يعرف بذلك، وذكر أَبُو عمر هاهنا أن خالدًا قتل مع كرز، وذكر في كرز: أن حبيش بْن خَالِد هو الذي قتل، والله أعلم.
1346- خالد بن إياس
(د ع) خَالِد بْن إياس. روى عنه أَبُو إِسْحَاقَ السبيعي، وذكره ابن عقدة في الصحابة، ولا يعرف له حديث.
أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
1347- خالد بن أيمن
(ب) خَالِد بْن أيمن المعافري. روى أن أهل العوالي كانوا يصلون مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فنهاهم أن يصلوا [صلاة] [2] في يوم مرتين، ذكره هكذا ابن أَبِي حاتم. وقال: روى عنه عمرو بْن شعيب.
قال أَبُو عمر، وهو أخرجه: هذا خطأ، ولا يعرف خَالِد بْن أيمن هذا في الصحابة، ولا ذكره فيهم غيره، وهذا الحديث إنما يرويه عمرو بْن شعيب، عَنْ سليمان بْن يسار، عَنِ ابْنُ عُمَر، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم.
__________
[1] الإهلال: رفع الصوت بالتلبية.
[2] عن الاستيعاب: 436.(1/567)
1348- خالد بن البكير
(ب د ع) خَالِد بْن البكير بْن عبد ياليل بْن ناشب بْن غيرة بْن سعد بْن ليث بْن بَكْر بْن عَبْد مناة بْن كنانة، الليثي الكناني، وهو أخو عاقل وَإِياس وعامر بني البكير، وكان جدهم عبد يا ليل قد حالت في الجاهلية نفيل بْن عبد العزى، جد عمر بْن الخطاب، رضي اللَّه عنه، فهو وولده حلفاء بني عدي.
شهد خَالِد وَإِخوته بدرًا، وبعثه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع عَبْد اللَّهِ بْن جحش إِلَى عير قريش قبل بدر، في رهط من المهاجرين، فيهم: خَالِد بْن البكير، فقتلوا عمرو بْن الحضرميّ، وأنزل الله تعالى فيهم:
(يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ) 2: 217 [1] الآية.
وقتل خَالِد يَوْم الرجيع في صفر سنة أربع من الهجرة، مع عاصم بْن ثابت بن أبى الأقلح، ومرثد ابن أبى مرثد الغنوي، فقاتلوا هذيلا ورهطًا من عضل والقارة حتى قتلوا. ومعهم كان خبيب بْن عدي، فأخذ أسيرًا، ثم صلب بمكة، وفيهم يقول حسان بْن ثابت:
ألا ليتني فيها شهدت ابن طارق ... وزيدًا، وما تغني الأماني، ومرثدًا
فدافعت عَنْ حيي خبيب وعاصم ... وكان شفاء لو تداركت خالدا
وكان عمر خَالِد لما قتل أربعًا وثلاثين سنة.
أخرجه الثلاثة.
1349- خالد بن ثابت
خَالِد بْن ثابت بْن النعمان بْن الحارث بْن عبد رزاح بْن ظفر، الأنصاري الظفري. قتل يَوْم بئر معونة شهيدًا.
ذكره الغساني، عَنِ العدوي، وقال: قد ذكر أَبُو عمر أباه.
1350- خالد بن أبى جبل
(ب د ع) خَالِد بْن أَبِي جبل، بالجيم والباء الموحدة، وقيل: بالجيم والياء تحتها نقطتان.
وهو عدوانىّ، بعد في أهل الحجاز، سكن الطائف، وكان ممن بايع تحت الشجرة.
وقال أَبُو أحمد العسكري: نزل الكوفة.
روى حديثه عُبَيْد اللَّه بْن موسى، عَنْ يحيى بْن معين، عَنْ مروان بن معاوية، عن عبد الله ابن عبد الرحمن الطائفي، عَنْ عبد الرحمن بْن خَالِد بْن أَبِي جبل، عَنْ أبيه: أَنَّهُ أبصر النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في مشرق [2] ثقيف قائمًا عَلَى قوس، وهو يقرأ: (وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ [3] ) 86: 1 حتى ختمها، فوعيتها
__________
[1] البقرة: 217.
[2] في الأصل: مشرفة، وما أثبتناه عن الإصابة، والمشرق كما في النهاية سوق الطائف، ويؤيد ما أثبتناه ما أخرجه أحمد وغيره عن خالد العدوانيّ: أنه أبصر رسول الله صلى الله عليه وسلم في سوق ثقيف، وهو قائم على قوس ...
[3] الطارق: 1.(1/568)
في الجاهلية، وأنا مشرك، قال: فدعتني ثقيف فقالوا: ماذا سمعت من هذا الرجل؟ فقرأتها عليهم: فقال من معهم من قريش: نحن أعلم بصاحبنا، لو كان ما يقول حقًا لاتبعناه.
ورواه إِسْحَاق بْن إِسْمَاعِيل الطالقاني، وهشام بْن عمار، عَنْ مروان مثله، وقالوا: جبل، بفتح الجيم والباء الموحدة.
ورواه البخاري في تاريخه عن المسندي، عن مروان فقال: جبل، بكسر الجيم وبالياء تحتها نقطتان.
قال ابن ماكولا: وقول ابن معين وَإِسْحَاق وهشام أصح، قال: ورواه أحمد بْن يحيى الحلواني، عَنْ يحيى، عَنْ مروان، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد الرَّحْمَن الطائفي، عَنْ خَالِد بْن عبد الرحمن بْن أَبِي جبل، عَنْ أبيه: أَنَّهُ أبصر النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... وهو وهم، والأول أصح.
أخرجه الثلاثة.
1351- خالد بن حزام
(ب د ع) خَالِد بْن حزام بْن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بْن كلاب، القرشي الأسدي، أخو حكيم بْن حزام، وابن أخي خديجة بنت خويلد، رضي اللَّه عنها.
أسلم قديمًا، وهاجر إِلَى أرض الحبشة الهجرة الثانية، فنهشته حية، فمات في الطريق قبل أن يدخل إِلَى أرض الحبشة، فنزل فيه قوله تعالى: (وَمن يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ [1] ) 4: 100. روى ذلك هشام بْن عروة، عَنْ أبيه.
أخرجه الثلاثة.
1352- خالد بن حكيم بن حزام
(ب د ع) خَالِد بْن حكيم بْن حزام بْن خويلد، وهو ابن أخي المقدم ذكره قبل هذه الترجمة، أسلم يَوْم الفتح هو وَإِخوته: هشام، وعبد اللَّه، ويحيى. وبه كان حكيم يكنى: أبا خَالِد، وكان أبوه من سادات قريش في الجاهلية والإسلام.
روى عمرو بن دينار، عن أبى بجيح قال: مر خَالِد بْن حكيم بْن حزام بأبي عبيدة بْن الجراح، وهو يعذب الناس في الجزية، فقال له: أما سمعت رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم يقول: إن أشد الناس عذابًا يَوْم القيامة أشدهم عذابًا في الدنيا؟ فقال: اذهب فخل سبيلهم. أخرجه الثلاثة.
1353- خالد بن الحواري
(ب د ع) خَالِد بْن الحواري الحبشي. من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، روى عنه إِسْحَاق بْن الحارث قال: رأيت خَالِد بْن الحواري، رجلًا من الحبشة، من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أتى أهله، فلما حضرته الوفاة قال: غسلوني غسلتين: غسلة للجنابة، وغسلة للموت.
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] النساء: 100.(1/569)
1354- خالد بن أبى خالد
(ع س) خَالِد بْن أَبِي خَالِد. غير منسوب، روى مُحَمَّد بْن عبيد اللَّه بْن أَبِي رافع، في تسمية من شهد مع علي رضي اللَّه عنه من صحابة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خَالِد بْن أَبِي خالد.
أخرجه أبو نعيم وأبو موسى.
1355- خالد الخزاعي
(ب) خَالِد الخزاعي. روى عنه ابنه نافع، لم يرو عنه غيره، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: سألت ربي ثلاثًا فأعطاني اثنتين، ومنعني الثالثة ... الحديث. أخرجه أَبُو عمر، وهو وهم، ويرد الكلام عليه في خَالِد بْن نافع إن شاء اللَّه تعالى.
1356- خالد بن أبى دجانة
(ع س) خَالِد بْن أَبِي دجانة الأنصاري. ذكره عبيد الله بن أبي رافع، في تسمية من شهد مع علي رضي اللَّه عنه، حربه.
أخرجه أَبُو نعيم، وَأَبُو موسى.
1357- خالد بن رافع
(د ع) خَالِد بْن رافع: مختلف فيه وفي إسناده.
روى نَافِعُ بْن يَزِيدَ، عَنْ عَيَّاشِ بْن عَبَّاسٍ، عَنْ عبد بْن مالك المعافري، حدثه أن جَعْفَر بْن عَبْد اللَّهِ بْن الحكم حدثه، عَنْ خَالِد بْن رافع: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لابن مَسْعُودٍ: «لا يَكْثُرْ هَمُّكَ، مَا يُقَدَّرُ يَكُنْ، وما ترزق يأتك» .
رواه ابن لهيعة، عَنْ عياش، عَنْ مالك بْن عبد الغافقي، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ورواه غيره، عَنْ عَيَّاشِ بْن عَبَّاسٍ، عَنْ جَعْفَر بْن عَبْد اللَّهِ بْن الحكم، عَنْ مالك بْن عبد، مثله. أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
عياش: بالياء تحتها نقطتان، وآخره شين معجمة، وأما الأب فهو عباس: بالباء الموحدة، والسين المهملة.
1358- خالد بن رباح
(ب د ع) خَالِد بْن رباح. أخو بلال بْن رباح الحبشي، يكنى أبا رويحة، وقيل: إن أبا رويحة أخوه في الإسلام، آخى بينهما رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يكن أخاه في النسب، وسكن داريا، من أرض دمشق، هو وبلال.(1/570)
روى الحصين بن نمير أن بلالًا خطب عَلَى أخيه خَالِد، فقال: أنا بلال وهذا أخي، كنا رقيقين فأعتقنا اللَّه، وكنا عائلين فأغنانا اللَّه، وكنا ضالين فهدانا اللَّه، فأن تنكحونا فالحمد للَّه، وَإِن تردونا فلا إله إلا اللَّه، فأنكحوه، وكانت المرأة عربية من كندة» .
وقد روي من غير طريق: أن بلالًا خطب إِلَى أهل بيت فقال: أنا بلال وهذا أخي. وروت أم الدرداء عَنْ أَبِي الدرداء قَالَ: لِمَا عاد عمر من الجابية [1] ، سأله بلال أن يقره بالشام، ففعل، قال.
وأخي أَبُو رويحة الذي آخى بيني وبينه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فنزلا داريا، فأقبل بلال وأخوه إِلَى خولان، فخطب إليهم بلال لنفسه ولأخيه، فزوجوهما. ونذكره في الكنى، إن شاء الله تعالى.
أخرجه الثلاثة.
1359- خالد بن ربعي
(ب) خَالِد بْن ربعي التميمي ثم النهشلي. وقيل: خَالِد بْن مالك بْن ربعي.
أحد الوفود الوجوه من بني تميم عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان قد تنافر هو والقعقاع بْن معبد إِلَى ربيعة بن حذرا، أخي أسد بْن خزيمة في الجاهلية، وقال لَهُمَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قد عرفتكما. وأراد أن يستعمل أحدهما عَلَى بني تميم، فقال أَبُو بكر: يا رَسُول اللَّهِ، استعمل فلانًا. وقال عمر: استعمل فلانا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما إنكما لو اجتمعتما لأخذت برأيكما، ولكنكما تختلفان علي أحيانًا فأنزل اللَّه سبحانه وتعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ [2] ) 49: 1.
كذا رواه مُحَمَّد بْن المنكدر، وقال ابن الزبير: إن الرجلين اللذين جرت هذه القصة فيهما: القعقاع ابن معبد، والأقرع بْن حابس. وسيذكر في القعقاع، إن شاء اللَّه تعالى. أخرجه أَبُو عمر.
حذار: بكسر الحاء المهملة وبالدال المعجمة، وضبطه أَبُو عمر بخطه بالجيم والدال المهملة، والله أعلم
1360- خالد بن زيد بن جارية
(د ع) خَالِد بْن زيد بْن جارية. وقيل: ابن يزيد بن جارية، وهو بن أخي زيد بْن جارية الأنصاري، ذكره ابن أَبِي عاصم وهلال بْن العلاء في الصحابة، وذكره البخاري في التابعين.
روى حديثه مجمع بْن يحيى، عَنْ عمه إِبْرَاهِيم، عَنْ خَالِد بن يزيد بْن جارية: أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم قال: ثلاث من كن فيه فقد وقي الشح: من أدى الزكاة، وقرى الضيف، وأعطى في النائبة. أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
1361- خالد بن زيد بن كليب
(ب د ع) خَالِد بْن زيد بْن كليب بْن ثعلبة بْن عَبْد بْن عوف بْن غنم بْن مالك بْن النجار، واسمه
__________
[1] بلدة بدمشق.
[2] الحجرات: 1.(1/571)
تيم اللَّه، بْن ثعلبة بْن عمرو بْن الخزرج الأكبر، أَبُو أيوب الأنصاري الخزرجي، وأمه: هند بنت سَعِيد [1] بْن عمرو بْن امرئ القيس بْن مالك بْن ثعلبة بْن كعب بْن الخزرج بْن الحارث بْن الخزرج.
وهو مشهور بكنيته.
شهد العقبة، وبدرًا، وأحدًا، والمشاهد كلها مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قاله ابن عقبة وابن إِسْحَاق وعروة وغيرهم.
ولما قدم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة مهاجرًا نزل عليه، وأقام عنده حتى بنى حجره ومسجده، وانتقل إليها، وآخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه وبين مصعب بْن عمير.
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ الله بن أحمد بن علي بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إِسْحَاقَ، قَالَ: فَأَقَامَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ ظَهْرَانِيهِمْ خَمْسًا، يَعْنِي بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، وَبَنُو عَمْرٍو يَزْعُمُونَ أَنَّهُ أَقَامَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، وَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَاعْتَرَضَهُ بَنُو سَالِمِ بْنُ عَوْفٍ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلُمَّ إِلَى الْعَدَدِ وَالْعُدَّةِ وَالْقُوَّةِ، أَنْزِلْ بَيْنَ أَظْهُرِنَا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خَلُّوا سَبِيلَهَا فَإِنَّهَا مَأْمُورَةٌ. ثُمَّ مَرَّ بِبَنِي بَيَاضَةَ فَاعْتَرَضُوهُ فَقَالُوا مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ مَرَّ بِبَنِي سَاعِدَةَ فَقَالُوا مِثْلَ ذَلِكَ. فَقَالَ: خَلُّوا سَبِيلَهَا فَإِنَّهَا مَأْمُورَةٌ، ثُمَّ مَرَّ بِأَخْوَالِهِ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ فَقَالُوا: هَلُمَّ إِلَيْنَا أَخْوَالَكَ. فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، فَمَرَّ بِبَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ فَبَرَكَتْ عَلَى بَابِ مَسْجِدِهِ، ثُمَّ الْتَفَتَتْ. ثُمَّ انْبَعَثَتْ [2] ثُمَّ كَرَّتْ إِلَى مَبْرَكِهَا الَّذِي انْبَعَثَتْ مِنْهُ، فَبَرَكَتْ فِيهِ، ثُمَّ تَحَلْحَلَتْ [3] فِي مُنَاخِهَا وَرَزَمَتْ فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهَا، فَاحْتَمَلَ أَبُو أَيُّوبَ خَالِدُ بْنُ زَيْدٍ رَحْلَهُ، فَأَدْخَلَهُ بَيْتَهُ، وَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبِنَاءِ الْمَسْجِدِ. وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ الثَّقَفِيُّ بإسناده إلى أبي بكر أحمد بن عمرو بْنِ الضَّحَّاكِ، حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ (ح) قَالَ أَحْمَدُ: وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن أَبِي رُهْمٍ السَّمَاعِيِّ [4] ، أَنَّ أَبَا أَيُّوبَ حَدَّثَهُمْ إن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نزل فِي بَيْتِهِ الأَسْفَلِ، وَكُنْتُ فِي الْغُرْفَةِ فَهُرِيقَ مَاءٌ فِي الْغُرْفَةِ، فَقُمْتُ أَنَا وَأُمُّ أَيُّوبَ بِقَطِيفَةٍ لَنَا نَتَتَبَّعُ الْمَاءَ شَفَقًا أَنْ يَخْلُصَ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فَنَزَلْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا مُشْفِقٌ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُ لَيْسَ يَنْبَغِي أَنْ نَكُونَ فَوْقَكَ، فَانْتَقِلْ إِلَى الْغُرْفَةِ. فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَتَاعِهِ فَنُقِلَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كُنْتَ تُرْسِلُ إِلَيَّ بِالطَّعَامِ، فَأَنْظُرُ فَإِذَا رَأَيْتُ أَثَرَ أَصَابِعِكَ وَضَعْتُ فِيهِ يَدِي، حَتَّى كَانَ هَذَا الطَّعَامُ الَّذِي أَرْسَلْتَ بِهِ إِلَيَّ، فَنَظَرْتُ فَلَمْ أَرَ أَثَرَ أَصَابِعِكَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَجَلْ، إِنَّ فِيهِ بَصَلًا، فَكَرِهْتُ أَنْ آكُلَ مِنْ أَجْلِ الْمَلَكِ، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَكُلُوا. وَقَدْ رُوِيَ أَنَّ الطعام كان فيه ثوم، وهو الأكثر. والله أعلم.
__________
[1] كذا في الأصل، وفي الطبقات الكبرى 3- 49 والاستيعاب 424: سعد.
[2] انبعثت: ثارت.
[3] ذكر السهيليّ في الروض أنه مقلوب من تلحلحت، ومعناه: لصقت بموضعها وأقامت، ومعنى رزمت: أقامت من الكلال.
ينظر: 2- 12.
[4] يقال فيه أيضا: السمعي، بكسر ففتح، وبفتحتين، ينظر المشتبه: 370.(1/572)
روى حبيب بْن أَبِي ثابت، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن عباس، عَنِ ابن عباس: أن أبا أيوب أتى ابن عباس، فقال له: يا أبا أيوب، إني أريد أن أخرج لك عن مسكني، كما خرجت لرسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ مسكنك، وأمر أهله فخرجوا، وأعطاه كل شيء أغلق عليه بابه [فلما كان خلافة علي قال:
ما حاجتك [1] ؟] قال: حاجتي عطائي، وثمانية أعبد يعملون في أرضي، وكان عطاؤه أربعة آلاف فأضعفها له خمس مرات، فأعطاه عشرين ألفًا وأربعين عبدًا، وكان أَبُو أيوب ممن شهد مع علي رضي اللَّه عنهما حروبه كلها ولزم الجهاد، وقال: قال الله تعالى: (انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالًا [2] ) 9: 41، فلا أجدني إلا خفيفًا أو ثقيلًا. ولم يتخلف عَنِ الجهاد إلا عاما واحدا، فإنه استعمل عَلَى الجيش رجل شاب، فقعد ذلك العام، فجعل بعد ذلك يتلهف ويقول: وما علي من استعمل علي.
روى عَنْهُ من الصحابة ابْنُ عَبَّاس، وابن عمر، والبراء بْن عازب، وَأَبُو أمامة، وزيد بْن خَالِد الجهني، والمقدام بن معديكرب، وأنس بْن مالك، وجابر بْن سمرة، وعبد اللَّه بْن يَزِيدَ الخطمي، ومن التابعين: سَعِيد بْن المسيب، وعروة، وسالم بْن عَبْد اللَّهِ، وَأَبُو سلمة، وعطاء بْن يسار، وعطاء بْن يَزِيدَ، وغيرهم.
توفي أَبُو أيوب مجاهدًا سنة خمسين، وقيل: سنة إحدى وخمسين، وقيل: سنة اثنتين وخمسين، وهو الأكثر، وكان في جيش، وأمير ذلك الجيش يزيد بْن معاوية، فمرض أَبُو أيوب، فعاده يزيد، فدخل عليه يعوده فقال: ما حاجتك؟ قال: حاجتي إذا أنا مت فاركب ثم سغ [3] في أرض العدو ما وجدت مساغًا [فإذا لم تجد مساغًا [4]] فادفني ثم ارجع، فتوفي، ففعل الجيش ذلك، ودفنوه بالقرب من القسطنطينية، وقبره بها يستسقون به، وسنذكر طرفًا من أخباره في كنيته، إن شاء الله تعالى.
أخرجه الثلاثة.
1362- خالد بن زيد
(س) خَالِد بْن زيد. قال أَبُو موسى: ذكره بعض أصحابنا أَنَّهُ غير أَبِي أيوب. روى حسين بْن أَبِي زينب، عَنْ أبيه، عَنْ خَالِد بْن زيد، عَنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: من قرأ: (قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ [5] ) 112: 1 إحدى عشرة مرة بنى اللَّه له قصرًا في الجنة، فقال عمر: والله يا رَسُول اللَّهِ إذا نستكثر من القصور.
فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فاللَّه عز وجل أمن وأفضل، أو قال: أمن وأوسع. أخرجه أَبُو موسى.
__________
[1] في الأصل: فلما كان الطلاقة قال: حاجتك.
[2] التوبة: 41.
[3] في الأصل: أسع. وما أثبته عن النهاية، والطبقات: 3- 50، وساغ: دخل.
[4] عن الطبقات.
[5] الإخلاص: 1.(1/573)
1363- خالد بن سطيح
(د ع) خَالِد بْن سطيح الغساني. أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فِي إسناد حديثه نظر.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم مختصرا.
1364- خالد بن سعد
(س) خَالِد بْن سعد، ذكره عبدان بِإِسْنَادِهِ، عَنْ هاشم بْن هاشم، عَنْ عامر، عَنْ خَالِد بْن سَعْدٍ: أَنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: من اصطبح بسبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر.
أخرجه أَبُو موسى وقال: كذا أورده، وهو خطأ، والصواب ما رواه أحمد بْن حنبل، وذكر حديثًا أَخْبَرَنَا به عبد الوهاب بْن هبة اللَّه بن عَبْدُ الْوَهَّابِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أحمد، قال: حدثني أَبِي، أَخْبَرَنَا مكي، أَخْبَرَنَا هاشم، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أبيه سعد، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وكذلك رواه الناس، عَنْ هاشم. أخرجه أبو موسى.
1365- خالد بن سعيد بن العاص
(ب د ع) خَالِد بْن سَعِيد بْن العاص بْن أمية بْن عبد شمس بن عبد مناف بْن قصي، القرشي الأموي. يكنى أبا سَعِيد، أمه أم خَالِد بْن حباب [1] بن عَبْد يا ليل بْن ناشب بْن غيره بن ثقيف.
أسلم قديمًا، يقال: إنه أسلم بعد أَبِي بكر الصديق رضي اللَّه عنه، فكان ثالثًا أو رابعًا، وقيل: كان خامسًا. وقال ضمرة بْن ربيعة: كان إسلام خَالِد مع إسلام أَبِي بكر، وقالت أم خَالِد بنت خَالِد بْن سَعِيد بْن العاص: كان أَبِي خامسًا في الإسلام. قلت: من تقدمه؟ قالت: علي بْن أَبِي طالب، وَأَبُو بكر، وزيد بْن حارثة، وسعد بْن أَبِي وقاص، رضي اللَّه عنهم.
وكان سبب إسلامه أَنَّهُ رَأَى في النوم أَنَّهُ وقف عَلَى شفير النار، فذكر من سعتها ما اللَّه أعلم به، وكأن أباه يدفعه فيها، ورأى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخذًا بحقويه [2] لا يقع فيها، ففزع وقال: أحلف إنها لرؤيا حق، ولقي أبا بكر رضي اللَّه عنه فذكر ذلك له، فقال له أَبُو بكر: أريد بك خير، هذا رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم فاتبعه، فإنك ستتبعه في الإسلام الذي يحجزك من أن تقع في النار، وأبوك واقع فيها.
فلقى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو بأجياد [3] فقال: يا مُحَمَّد، إِلَى من تدعو؟ قال: أدعو إِلَى اللَّه وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، وتخلع ما أنت عليه من عبادة حجر لا يسمع ولا يبصر، ولا يضر ولا ينفع، ولا يدري من عبده ممن لم يعبده. قال خَالِد: فإني أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد.
__________
[1] كذا في الأصل، وفي كتاب نسب قريش 174: خباب.
[2] الحقو: معقد الإزار من الخاصرة إلى الضلع.
[3] أجياد: موضع بأسفل مكة معروف من شعابها.(1/574)
أنك رَسُول اللَّهِ، فسر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بإسلامه، وتغيب خَالِد، وعلم أبوه بإسلامه فأرسل في طلبه من بقي من ولده، ولم يكونوا أسلموا، فوجدوه، فأتوا به أباه أبا أحيحة سعيدًا، فسبه وبكته وضربه بعصا في يده حتى كسرها عَلَى رأسه، وقال: اتبعت محمدًا وأنت ترى خلافه قومه، وما جاء به من عيب آلهتهم وعيب من مضى من آبائهم! قال: قد- والله- تبعته عَلَى ما جاء به. فغضب أبوه ونال منه، وقال:
اذهب يا لكع حيث شئت، والله لأمنعنك القوت، فقال خَالِد: إن منعتني فإن اللَّه يرزقني ما أعيش به.
فأخرجه وقال لبنيه: لا يكلمه أحد منكم إلا صنعت به ما صنعت بخالد. فانصرف خَالِد إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فكان يلزمه، ويعيش معه.
وتغيب عَنْ أبيه في نواحي مكة حتى خرج المسلمون إِلَى أرض الحبشة في الهجرة الثانية، فخرج معهم، وكان أبوه شديدًا عَلَى المسلمين، وكان أعز من بمكة، فمرض فقال: لئن الله رفعني من مرضى هذا لا يعبد إله ابن أَبِي كبشة بمكة. فقال ابنه خَالِد عند ذلك: اللَّهمّ لا ترفعه. فتوفي في مرضه ذلك.
وهاجر خَالِد إِلَى الحبشة ومعه امرأته أميمة بنت خَالِد الخزاعية، وولد له بها ابنه سَعِيد بْن خَالِد، وابنته أم خَالِد، واسمها أمة، وهاجر معه إِلَى أرض الحبشة أخوه عمرو بْن سَعِيد، وقدما عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بخيبر مع جَعْفَر بْن أَبِي طالب في السفينتين، فكلم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المسلمين، فأسهموا لهم، وشهد مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القضية [1] وفتح مكة، وحنينًا، والطائف، وتبوك، وبعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عاملًا عَلَى صدقات اليمن، وقيل: عَلَى صدقات مذحج وعلى صنعاء، فتوفي النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو عليها.
ولم يزل خالد وأخواه عمرو بن أبان عَلَى أعمالهم التي استعملهم عليها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى توفي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلما توفي رجعوا عَنْ أعمالهم، فقال لهم أَبُو بكر: ما لكم رجعتم؟ ما أحد أحق بالعمل من عمال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ارجعوا إِلَى أعمالكم، فقالوا: نحن بنو أَبِي أحيحة لا نعمل لأحد بعد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبدًا. وكان خَالِد عَلَى اليمن كما ذكرناه، وأبان عَلَى البحرين، وعمرو عَلَى تيماء وخيبر، وقرى عربية، وتأخر خَالِد وأخوه أبان عَنْ بيعة أَبِي بكر رضي اللَّه عنه. فقال لبني هاشم: إنكم لطوال الشجر طيبوا الثمر، ونحن تبع لكم، فلما بايع بنو هاشم أبا بكر بايعه خَالِد وأبان.
ثم استعمل أَبُو بكر خالدًا عَلَى جيش من جيوش المسلمين حين بعثهم إِلَى الشام، فقتل بمرج الصفر [2] في خلافة أَبِي بكر رضي اللَّه عنه، وقيل: كانت وقعة مرج الصفر سنة أربع عشرة في صدر خلافة عمر. وقيل: بل كان قتله في وقعة أجنادين بالشام قبل وفاة أَبِي بكر بأربع وعشرين ليلة، وقد اختلف أصحاب السير في وقعة أجنادين، ووقعة الصفر، ووقعة اليرموك، أيها قبل الأخرى، والله أعلم.
أخرجه الثلاثة.
قال الغساني: قرى عربية، كذا هو غير منون لهذه التي بالحجاز، كذا قيده غير واحد من أهل العلم.
__________
[1] هي عمرة القضاء.
[2] كذا ضبطه ياقوت، وهو موضع بدمشق.(1/575)
1366- خالد بن سنان بن أبى عبيد
خَالِد بْن سنان بْن أَبِي عبيد بْن وهب بْن لوذان بْن عبد ود بْن زيد بْن ثعلبة. شهد أحدًا، واستشهد يَوْم جسر أَبِي عبيد. قاله الغساني عَنِ العدوي.
1367- خالد بن سنان بن غيث
(س) خَالِد بْن سنان بْن غيث بْن مريطة بْن مخزوم بْن مالك بْن غالب بْن قطيعة بْن عبس العبسي.
أخرجه أَبُو موسى ولم ينسبه، إنما قال: قال عبدان: ليست له صحبة، ولا أدرك رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذكره النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقال: نبي ضيعه قومه. وقال: هو من بني عبس بْن بغيض، وهو ابن سنان بن غيث، أنت ابنته النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسمعته يقرأ: (قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ) 112: 1 [1] فقالت: كان أَبِي يقول هذا.
قلت: لا كلام في أَنَّهُ ليست له صحبة، فلا أدري لأي معنى أخرجه! فإن كان ذكره لأنه نقل عنه إخبار بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقد أخبر به المسيح عليه السلام وغيره من الأنبياء، فهلا ذكرهم هم في الصحابة!
1368- خالد بن سويد
(س) خَالِد بْن سويد. ويقال: خلاد، وهو الأشهر، ويرد في خلاد، إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه أبو موسى مختصرا.
1369- خالد بن سيار
(س) خَالِد بْن سيار بْن عبد عوف بْن معشر بْن بدر بْن أحيمس بْن غفار. وهو سائق بدن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قاله الكلبي، وسماه الواقدي عَبْد اللَّهِ بْن نضلة بْن عبيد.
أورده أَبُو موسى، وقال: أخرجه، يعني ابن منده، في غير هذا الباب.
1370- خالد بن صخر
(س) خَالِد بْن صخر، قال أَبُو موسى. ذكره عبدان وقال: والد مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بن الحارث ابن خَالِد.
روى عاصم بْن شريك بْن عامر الأنصاري، أَخْبَرَنَا موسى بْن مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيم بن الحارث بن خالد ابن صخر، وكان خَالِد من مهاجرة الحبشة، عَنْ أبيه عَنْ خَالِد بْن عَبْد اللَّهِ، قال: ركب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى قباء، إِلَى بني عمرو بْن عوف، وكان يشهد الجنائز، ويعود المرضي، ويدعى فيجيب، فرأى شيئًا من حصنة [2] الأموال، ولم يكن رآه فيما مضى، فقال: لا عليكم إذا نزلتم لعيدكم، يعني الجمعة، أن تثبتوا حتى أكلمكم، فلما صلى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الجمعة صلى في مقامه ذلك ركعتين، ثم لم ير مصليًا لهما قبل ولا يعد، وتواثبت الأنصار من نواحي المسجد حتى احدقوا بالمنبر، فخطب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَمِدَ اللَّه وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، يا معشر الأنصار، كنتم إذ ذاك تحملون الكلّ [3] ، وتكفلون
__________
[1] الإخلاص: 1.
[2] حصنة: جمع حصن.
[3] الكل: الثقل من كل ما يتكلف، والعيال.(1/576)
اليتيم، وتصنعون المعروف، حتى إذا جاءكم اللَّه بالإسلام، إذا أنتم تحصنون الأموال، وفيما يأكل ابن آدم أجر، وفيما يأكل الطير أجر. قال: فانصرفوا فما منهم رجل إلا هدم في حائط ثلمة أو ثلمتين. قال عبدان: لم أجد ذكر خَالِد بْن صخر إلا في هذا الحديث.
قال أَبُو موسى: ووجدت في مهاجرة الحبشة الحارث بْن خَالِد بْن صخر، فإن كان والد الحارث فهو ابن عامر بْن كعب بْن سعد بْن تيم بْن مرة، ومعه امرأته رائطة ابنة الحارث من بني تيم، وولدت له بأرض الحبشة: موسى وعائشة وزينب بني الحارث، ذكره مُحَمَّد بْن إِسْحَاق.
قلت: هذا كلام أَبِي موسى، وهو أخرجه، فأما قوله: وجدت في مهاجرة الحبشة الحارث بْن [خَالِد بْن] صخر، فإن كان والد الحارث فهو ابن عامر، فلا أدري لم شك فيه، وقد ذكر أولًا أَنَّهُ والد مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن الحارث بْن خَالِد بْن صخر التيمي؟ فمع هذا لا يبقى للشك وجه، فهو ابن صخر بْن عامر بْن كعب بْن سعد بْن تيم، لا شبهة فيه، إلا أَنَّهُ لا صحبة لَهُ، وَإِنما الصحبة لأبيه الحارث، وقد تقدم ذكره في بابه.
1371- خالد بن الطفيل
(د ع) خَالِد بْن الطفيل بْن مدرك الغفاري. ذكره ابن منيع في الصحابة، وفيه نظر.
روى سفيان بْن حمزة، عَنْ كثير بْن زيد، عَنْ خَالِد بْن الطفيل بْن مدرك الغفاري. أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث جده مدركًا إِلَى ابنته يأتي بها من مكة، وقَالَ: كَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا سجد وركع قَالَ: اللَّهمّ، إِنِّي أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَأَعُوذُ بِعَفْوِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، لا أَبْلُغُ ثَنَاءً عَلَيْكَ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نفسك. أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
1372- خالد بن العاص
(ب ع س) خَالِد بْن العاص بْن هشام بْن المغيرة المخزومي. وهو ابن أخي الحارث وأبي جهل ابني هشام، وقتل أبوه العاص يَوْم بدر كافرًا. واستعمله عُمَر بْن الخطاب رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، عَلَى مكة، لما عزل عنها نافع بْن عبد الحارث الخزاعي، واستعمله عليها عثمان بْن عفان رضي اللَّه عنه.
روى عنه ابنه عكرمة بْن خَالِد أَنَّهُ قال: سئل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بيع الخمر فقال: لعن اللَّه اليهود، حرمت عليهم الشحوم فباعوها وأكلوا ثمنها. قال أَبُو عمر: وقيل إن خالدًا لَمْ يُسْمَعْ مِنَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقال أَبُو موسى: خَالِد بْن العاص بن هشام ابن المغيرة المخزومي. أورده الطبراني.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى كِتَابَةً، أَخْبَرَنَا أَبُو غَالِبٍ الْكُوشِيذِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ، وَنوشروانُ بْنُ شِيرَزَاذَ الدَّيْلَمِيُّ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ رِيذَةَ، أَخْبَرَنَا الطَّبَرَانِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ(1/577)
الْحَضْرَمِيُّ، أَخْبَرَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بن سلمة، عن عكرمة بن خالد، عن أبيه، عن جده:
أن رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِذَا وَقَعَ الطَّاعُونُ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلا تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ، وإذا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَلَسْتُمْ بِهَا فَلا تَدْخُلُوهَا. كَذَا أَوْرَدَهُ الطَّبَرَانِيُّ، وَهُوَ وَهْمٌ، لأَنَّ جَدَّ عِكْرِمَةَ عَلَى مَا ذَكَرَهُ، هُوَ الْعَاصُ، وَخَالِدٌ وَالِدُ عِكْرِمَةَ لا جَدُّهُ.
وقد اختلف في جد عكرمة، فقال ابن أَبِي حاتم: عكرمة بْن خَالِد بْن سَعِيد بْن العاص، وقال ابن أَبِي حاتم أيضًا: عكرمة بْن خَالِد بْن سلمة المخزومي، ترجمة أخرى، فرق بينهما. وقال أَبُو نصر الكلاباذي مثل الطبراني: عكرمة بْن خَالِد بْن العاص. وقال ابن منده: خَالِد بْن سلمة بْن هِشَام بْن العاص بْن هِشَام بْن المغيرة، كأنه جعلهما واحدًا، والله أعلم.
وروى أَبُو موسى بِإِسْنَادِهِ، عَنْ حبان بْن هلال، عَنْ حماد بْن سلمة، عَنْ عكرمة بْن خَالِد، عَنْ أبيه أو عمه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في غزوة تبوك: إذا كان الطاعون بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها. أخرجه أَبُو عمر، وأبو نعيم، وأبو موسى.
1373- خالد بن عبادة
(ب) خَالِد بْن عبادة الغفاري. هو الذي دلاه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في البئر يَوْم الحديبية فماح [1] في البئر، فكثر الماء حتى روى الناس، وكان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد أخرج سهمًا من كنانته، فأمر به فوضع في قعرها، وليس فيها ماء فنبع الماء فيها وكثر، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من رجل ينزل في البئر؟
فنزل فيها خَالِد بْن عبادة الغفاري، وقيل: بل نزل فيها ناجية بْن جندب الأسلمي، وقيل: البراء ابن عازب. أخرجه أَبُو عمر.
1374- خَالِد بْن عَبْد اللَّهِ
خَالِد بْن عَبْد اللَّهِ بْن حرملة المدلجي، مختلف في صحبته، ولا تصح له صحبة، قاله ابن منده، روى حديثه سحيل بْن مُحَمَّد الأسلمي، عَنْ أبيه، عَنْ خَالِد بْن عَبْد اللَّهِ بْن حرملة المدلجي، قال: وقف رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعسفان [2] فقال رجل: هل لك في عقائل النساء وأدم [3] الإبل من بني مدلج؟
وفي القوم رجل من بني مدلج، فعرف ذلك في وجهه، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: خيركم الدافع عَنْ قومه ما لم يأثم. أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم.
__________
[1] صاح في البئر: دخلها.
[2] موضع على مرحلتين من مكة.
[3] الأدم جمع آدم، والأدمة في الإبل: البياض مع سواد المقلتين.(1/578)
1375- خالد بن عبد العزى
(د ع) خَالِد بْن عبد العزى بْن سلامة الخزاعي، أَبُو خناش. يعد في الحجازيين، له صحبة، روى عنه ابنه مسعود بْن خَالِد: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل عليه فأجزره [1] شاة، وكان عيال خَالِد كثيرا، فأكل منها النبي صلّى الله عليه وسلم وبعض أصحابه، وأعطى فضله خالدًا، فأكلوا منها وأفضلوا.
أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم.
1376- خالد بن عبيد الله
(ب د ع) خَالِد بْن عبيد اللَّه بْن الحجاج السلمي. وقيل: ابن عَبْد اللَّهِ، والأول أكثر.
وقيل: إنه خزاعي، مختلف في صحبته.
روى عنه ابنه الحارث: أن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن اللَّه أعطاكم عند وفاتكم ثلث أموالكم، أخرجه الثلاثة.
وقال أَبُو عمر: هو رجع بالسبي يَوْم حنين حتى قسمه بالجعرانة [2] ، وقال: إسناد حديثه هذا لا تقوم به حجة، لأنهم مجهولون.
1377- خالد بن عدي
(ب د ع) خَالِد بْن عدي. يعد في أهل المدينة، كان ينزل الأشعر [3] .
روى حديثه الحارث بْن أَبِي أسامة، وابن المديني، وأحمد بْن حَنْبَلٍ، وَأَبُو بَكْرِ بْن أَبِي شَيْبَةَ، وعباس العنبري، وغيرهم، عَنْ أَبِي عبد الرحمن المقري، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي أيوب، عَنْ أَبِي الأسود، عَنْ بكر [4] بْن عَبْد الله، عن بسر بن سعيد، عن خالد.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ مَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الطَّبَرِيُّ الدَّيْنِيُّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، حَدَّثَنِي أَبُو الأَسْوَدِ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ [4] عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَدِيٍّ الجهني، قال: سمعت رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ جَاءَهُ مِنْ أَخِيهِ مَعْرُوفٌ مِنْ غَيْرِ سُؤَالٍ، وَلا إِشْرَافِ نَفْسٍ فَلْيَقْبَلْهُ، فَإِنَّمَا هُوَ رِزْقٌ سَاقَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ» . أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
بسر: بالباء المضمومة الموحدة، والسين المهملة.
1378- خالد بن عرفطة
(ب د ع) خَالِد بْن عرفطة بْن أبرهة بْن سنان الليثي، ويقال: البكري، من بني ليث بْن بَكْر بْن عَبْد مناة، ويقال: بل هو من قضاعة، ثم من عذرة، ومن قال هذا قال: هو خالد بن عرفطة
__________
[1] يقال: أجزرت القوم، إذا أعطيتهم شاة يذبحونها، ولا يقال إلا في الغنم خاصة.
[2] موضع بين مكة والطائف.
[3] الأشعر: أحد جبلين بالحجاز، ينظر مراصد الاطلاع.
[4] كذا في الأصل.(1/579)
ابن صعير، وهو ابن أخي ثعلبة بْن صعير، عذرى من بنى حزّاز بْن كاهل بْن عذرة، حليف لبني زهرة. ومنهم من قال: هو خَالِد بْن عرفطة بْن أبرهة بْن سنان بْن صيفي بْن الهائلة بْن عَبْد اللَّهِ بْن غيلان بْن أسلم بْن حزاز بْن كاهل بْن عذرة، فهو عذري وحزازي أيضًا. هذا كلام أَبِي عمر، وفيه سهو نذكره آخر الترجمة.
وأمَّا ابْن منده وَأَبُو نعيم فلم ينسباه، قال أَبُو نعيم: خَالِد بْن عرفطة العذري، وعذرة من قضاعة.
وقال ابن منده: خَالِد بْن عرفطة الخزاعي، حليف بني زهرة. وهذا غلط أيضًا.
واستخلفه سعد بْن أَبِي وقاص عَلَى الكوفة، ونزلها، وهو معدود في أهلها، ولما دخل معاوية الكوفة سنة إحدى وأربعين خرج عليه عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي الحوساء بالنخيلة [1] ، فبعث إليه معاوية خَالِد بْن عرفطة العذري، حليف بني زهرة، في جمع من أهل الكوفة، فقتل ابن أَبِي الحوساء، ويقال: ابن أَبِي الحمساء، في جمادى، الأولى.
روى عنه أَبُو عثمان النهدي، وعبد اللَّه بْن يسار، ومولاه مسلم.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْفَقِيهُ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي يَعْلَى الْمَوْصِلِيِّ، حدثنا ابن تمير، أخبرنا محمد ابن بشر، أخبرنا زكريا بن أبى زَائِدَةَ، أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ سَلَمَةَ: أَنَّ مُسْلِمًا مَوْلَى خَالِدِ بْنِ عُرْفُطَةَ حَدَّثَهُ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عُرْفُطَةَ: أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: من كذب علي متعمدا فليتبوَّأ مقعده من النار. وروى عفان عَنْ [2] حماد بْن سلمة، عَنْ عَليّ بْن زيد، عَنْ أَبِي عثمان النهدي، عَنْ خَالِد بْن عرفطة: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال له: يا خَالِد، إنها ستكون أحداث وفرقة واختلاف، فإذا كان ذلك، فإن استطعت أن تكون المقتول لا القاتل فافعل. وتوفى بالكوفة سنة ستين، وقيل: سنة إحدى وستين، عام قتل الحسين بْن علي.
أخرجه الثلاثة.
قلت: قول أَبِي عمر في نسبه الأول: عرفطة بْن أبرهة بْن سنان الليثي، فهذا النسب بعينه هو الذي ذكره هو أيضًا حين نسبه إِلَى عذرة، فهذا اختلاف. والصحيح أَنَّهُ منسوب إِلَى عذرة عَلَى ما ذكره أَبُو عمر حين قال: سنان بْن صيفي بْن الهائلة إلى حزاز بن كاهل، وأما قوله: إنه ابن أخي ثعلبة بْن صعير، وهو مع كونه عذريًا فهو قليل، إنما الأشهر هو الذي نسبه إِلَى صيفي بْن الهائلة، ويجتمع هو وثعلبة في حزاز وأما قول ابن منده: إنه خزاعي، فليس بشيء، والله أعلم.
حزاز: بفتح الحاء المهملة، وتشديد الزاي الأولى، وبعد الألف زاي ثانية، قاله ابن ماكولا.
1379- خالد أخو عرفطة
(س) خَالِد أخو عرفطة. وهو ابن عم أوس بن ثابت، وقد تقدم نسبه في أوس بْن ثابت أخي حسان.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى إِجَازَةً، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ أَحْمَدَ، وَمَعْبَدُ بْنُ عبد الواحد بن محمود
__________
[1] موضع في الكوفة.
[2] في الأصل والمطبوعة: بن، وهو عفان بن مسلم، ينظر خلاصة التهذيب: 127.(1/580)
قالا: أخبرنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، حَدَّثَنَا أَبُو الشَّيْخِ، أَخْبَرَنَا أَبُو يَحْيَى الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الأَجْلَحِ الْكِنْدِيُّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ لا يُوَرِّثُونَ الْبَنَاتِ وَلا الْوَلَدَ الصِّغَارَ حَتَّى يُدْرَكُوا، فَمَاتَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ: أَوْسُ بْنُ ثَابِتٍ، وَتَرَكَ بِنْتَيْنِ وَابْنًا صَغِيرًا، فَجَاءَ ابْنَا عَمِّهِ، وَهُمَا عُصْبَتُهُ، فَأَخَذَا مِيرَاثَهُ، فَقَالَتِ امرأته لهما: تزوجا أبنيته، وَكَانَ بِهِمَا دَمَامَةٌ، فَأَبِيَا. فَأَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول اللَّهِ، تُوُفِّيَ أَوْسٌ وَتَرَكَ ابْنًا صَغِيرًا وَابْنَتَيْنِ، فَجَاءَ ابْنَا عَمِّهِ خَالِدٌ وَعُرْفُطَةُ فَأَخَذَا مِيرَاثَهُ، فَقُلْتُ لَهُمَا: تَزَوَّجَا ابْنَتَيْهِ فَأَبِيَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ؟ وَمَا جَاءَنِي مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي هَذَا شَيْءٌ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّساءِ [1] ... ) 4: 7. الآيَةَ، فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى خَالِدٍ وَعُرْفُطَةَ فَقَالَ: لا تُحَرِّكَا مِنَ الْمِيرَاثِ شَيْئًا، فَإِنَّهُ قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيَّ شَيْئًا، وَأُخْبِرْتُ فِيهِ أَنَّ لِلذَّكِرِ وَالأُنْثَى نَصِيبًا، ثُمَّ نَزَلَ بَعْدُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (يَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّساءِ قُلِ الله يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ [2] ... ) 4: 127 الآيَةَ، فَدَعَاهُمَا أَيْضًا وَقَالَ: لا تُحَرِّكَا فِي الْمِيرَاثِ شَيْئًا، ثُمَّ نَزَلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ) 4: 11 إلى قوله: (وَالله عَلِيمٌ حَكِيمٌ [3] ) 4: 26.
فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بِالْمِيرَاثِ، فَأَعْطَى الْمَرْأَةَ الثُّمْنَ، وَقَسَّمَ مَا بَقِيَ، لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ، فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ الْعَرَبَ جَاءَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ، فِي نَاسٍ مِنَ الْعَرَبِ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَاذَا بَلَغَنَا عَنْكَ؟ قَالَ: وَمَا بَلَغَكُمْ؟
قَالُوا: بَلَغَنَا أَنَّكَ وَرَّثْتَ الصِّغَارَ الَّذِينَ لَمْ يَرْكَبُوا الْخَيْلَ، وَلَمْ يُحْرِزُوا الْغَنِيمَةَ، وَوَرَّثْتَ الْبَنَاتِ اللَّاتِي يَذْهَبْنَ بِالْمَالِ إِلَى الأَبَاعِدِ، قَالَ: فَقَرَأَ عَلَيْهُمُ الْقُرْآنَ، وأمرهم بما أمرهم الله عز وجل به. وَفِي غَيْرِ هَذِهِ الرِّوَايَةِ:
أَنَّ الْوَارِثِينَ: قَتَادَةُ وَعُرْفُطَةُ، وَأَنَّ الْمَرْأَةَ يُقَالُ لَهَا: أُمُّ كَجَّةَ.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
قلت: قد تقدم فِي أوس بْن ثابت أَنَّهُ قتل بأحد، وقيل: بقي إِلَى خلافة عثمان، وقد ذكر في هذا الحديث أَنَّهُ توفي فِي حياة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد الفتح، لأن عيينة بْن حصن لم يشهد مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شيئًا من غزواته إلا الفتح، وكان حينئذ مشركًا، وقيل: بل أسلم قبل الفتح بيسير، وكان من المؤلفة قلوبهم، وهذا بعد أحد، وقيل: مات بعد خلافة عثمان رضي اللَّه عنه بمدة طويلة، ولم يذكروا كلهم في أوس بْن ثابت إلا أوس بْن ثابت أخا حسان بْن ثابت، فإذا كان أوس قد توفي فِي حياة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو في خلافة عثمان، فلا حاجة أن يقال: ورثه ابنا عمه، فإن أخاه حسان كان حيا، فكان ورثه دون ابني عمه، فينبغي أن يكون غير أخي حسان حتى تصح القصة، ولم يذكروا غيره، والله أعلم.
1380- خالد بن عقبة بن أبى معيط
(ب د ع) خَالِد بْن عقبة بْن أبي معيط بن أَبِي عمرو بْن أمية بْن عبد شمس بن عبد مناف،
__________
[1] النساء: 2.
[2] النساء: 127.
[3] النساء: 11، 12.(1/581)
واسم أبى محيط: أبان، واسم أَبِي عمرو: ذكوان، وخالد هو أخو الْوَلِيد بْن عقبة، وهو من مسلمة الفتح، ونزل الرقة [1] وبها عقبه. لا تعرف له رواية.
وقال أَبُو نعيم: يقال إنه أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهذا صحيح، لأن أباه عقبة قتل يَوْم بدر، فيكون خَالِد يَوْم الفتح له صحبة. وله يَوْم الدار في حصر عثمان أثر، قال أزهر بْن سيحان [2] :
يلومونني أن جلت في الدار حاسرًا ... وقد فر منها خَالِد وهو دارع
وإلى خَالِد هذا ينسب المعيطيون الذين بقرطبة.
أخرجه الثلاثة.
1381- خالد بن عقبة
(ب) خَالِد بْن عقبة. جاء إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: اقرأ علي القرآن، فقرأ: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ [3] ) 16: 90 الآية، فقال له: أعد، فأعاد، فقال له: والله إن له لحلاوة، وَإِن عليه لطلاوة، وإن أو له لمغدق [4] وإن آخره لمثمر، وما يقول هذا بشر. أخرجه أَبُو عمر، وقال: لا أدري هو خَالِد بْن عقبة بْن أَبِي معيط أو غيره.
قال: وظني أنه غيره.
1382- خالد بن عمرو بن عدي
(ب) خَالِد بْن عمرو بْن عدي بْن نابي بن عمرو بْن سواد بْن عدي بْن غنم بْن كعب بْن سلمة، الأنصاري الخزرجي السلمي. شهد العقبة الثانية. وقال الكلبي: إنه شهد بدرا.
أخرجه أبو عمر مختصرا.
1383- خالد بن عمرو بن أبى كعب
(د ع) خَالِد بْن عمرو بْن أَبِي كعب، الأنصاري الخزرجي السلمي. شهد العقبة الثانية، ولا تعرف له رواية، قاله مُحَمَّد بْن إِسْحَاق.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم، وأظنه الأول الذي قبله، ويكون أَبُو كعب كنية عدىّ، والله أعلم.
1384- خالد بن عمير
(د ع) خَالِد بْن عمير. روى بشر بْن المفضل، عَنْ شُعْبَة، عَنْ سماك بْن حرب، عَنْ خَالِد بْن عمير، قال: أتيت مكة والنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بها قبل الهجرة، فبعته بها رجل سراويل [5] ، فوزن لي وأرجح،
__________
[1] مدينة مشهورة على الفرات.
[2] ينسب البيت إلى عبد الرحمن بن أرطاة بن سيحان المحاربي، كذا في كتاب نسب قريش 141، وروايته فيه:
تلومونني أن كنت في الدار حاسرا ... وقد حاد عنها خالد وهو دارع
[3] النحل: 90.
[4] الطلاوة: الحسن، والمغدق: الكثير الماء.
[5] في النهاية: «هذا كما يقال: اشترى زوج خف وزوج نعل، وإنما هما زوجان، يريد: رجلي سراويل، لأن السراويل عن لباس الرجلين، وبعضهم يسمى السراويل رجلا» .(1/582)
رواه أَبُو داود وعبد الصمد، عَنْ شعبة، عَنْ سماك، عَنْ أَبِي صفوان بْن مالك، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهذا وهم، والصواب ما رواه الثوري وغيره، عَنْ سماك، عَنْ مخرفة العبدي.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
1385- خالد بن عمير
(ب س) خَالِد بْن عمير. أخرجه أَبُو عمر، وقال: كان قد أدرك الجاهلية، روى عنه حنيد بْن هلال أخرجه أَبُو عمر وَأَبُو موسى. وهو ممن أدرك الجاهلية، وقد روى عَنْ عتبة بْن غزوان، وشهد خطبته بالبصرة.
1386- خَالِد بن العنبس
خَالِد بْن العنبس. ذكره أَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن الربيع بْن سليمان الجيزي، في الصحابة الذين دخلوا مصر.
1387- خالد بن غلاب
(د ع) خَالِد بْن غلاب. له صحبة، ولي أصفهان في خلافة عثمان رضي اللَّه عنه، ثم انتقل عنها وسكن البصرة.
روى حديثه أولاده، فرواه خَالِد بْن عمرو، عَنْ أبيه عمرو بْن معاوية، عَنْ أبيه معاوية بْن عمرو، عَنْ أبيه عمرو بْن خَالِد، قال: لما حصر عثمان بْن عفان رضي اللَّه عنه، خرج أَبِي يريد نصره، وكان متولي أصبهان، فخرج من أصبهان فاتصل به قتله، فانصرف إِلَى منزله بالطائف، وقدمت في ثقل [1] أَبِي، فصادفت وقعة الجمل، فسمعت قومًا من أهل الكوفة يقولون: إن أمير المؤمنين يقسم فينا نساءهم.
فأتيت الأحنف بْن قيس فقلت: يا عم، سمعت كذا وكذا. فقال: امض بنا إِلَى أمير المؤمنين. فدخلنا عَلَى عَليّ بْن أَبِي طَالِب رَضِيَ اللهُ عنه. فقال: إن ابن أخي اخبرني بكذا وكذا، فقال: معاذ اللَّه يا أحنف! ثم قال: من هذا؟ قال: عمرو بْن خَالِد. قال: ابن غلاب؟ قال: نعم، قال: أشهد أني رأيت أباه بين يدي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وذكر الفتن، فقال: يا رَسُول اللَّهِ، ادع اللَّه أن يكفيني الفتن، قال: اللَّهمّ اكفه الفتن، ما ظهر منها وما بطن. هذا الحديث غريب تفرد به أولاده، وغلاب اسم امرأة، قال ابن منده وَأَبُو نعيم: فعلى هذا يكون مخففًا مبنيًا عَلَى الكسر، مثل: قطام وحذام. والله أعلم.
1388- خالد بن فضاء
(س) خَالِد بْن فضاء، ذكره علي بْن سَعِيد العسكري.
روى حماد بْن زيد، عَنْ هشام بْن حسان، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سيرين، عَنْ خَالِد بْن فضاء قَالَ: سُئِلَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أي الناس أحسن قراءة؟ قال: الّذي إذا سمعت قراءته رأيت أَنَّهُ يخشى اللَّه تعالى. أخرجه أبو موسى.
__________
[1] الثقل: المتاع.(1/583)
1389- خالد بن قيس بن مالك
(ب س ع) خَالِد بْن قيس بْن مالك بْن العجلان بن مالك بْن عَامِر بْن بياضة بْن عَامِر بْن زريق بْن عبد حارثة بْن مالك بْن غضب بْن جشم بْن الخزرج الأكبر، الأنصاري الخزرجي ثم البياضي.
شهد العقبة وبدرًا، في قول ابن إِسْحَاق، ولم يذكره موسى بْن عقبة ولا أَبُو معشر فيمن شهد العقبة.
أخرجه أَبُو عمر، وأبو نعيم، وأبو موسى.
1390- خالد بن قيس
(ب) خَالِد بْن قيس بْن النعمان بْن سنان. قال عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ عمارة: خَالِد بْن قيس، شهد بدرًا وأحدًا، وقيل: خليد، وهو مذكور هناك بنسبه والاختلاف. أخرجه أبو عمر.
1391- خالد بن كعب
خَالِد بْن كعب بْن عمرو بْن عوف بْن مبذول بْن عَمْرو بْن غنم بْن مازن بْن النجار الأنصاري الخزرجي، ثم من بني مازن بْن النجار، قتل يَوْم بئر معونة، ذكره هشام بن الكلبي.
1392- خالد بن اللجلاج
(ب) خَالِد بْن اللجلاج. قال أَبُو عمر: في صحبته نظر، له حديث حسن، رواه ابن عجلان، عَنْ زرعة بْن [1] إِبْرَاهِيم، عنه.
أخرجه أَبُو عمر هكذا مختصرًا، وقال: لا أعرفه في الصحابة.
1393- خالد بن مالك
خَالِد بْن مالك التميمي النهشلي. وهو الذي نافر القعقاع بْن معبد التميمي إِلَى ربيعة بْن حذار الأسدي، فقال: هاتيا مكارمكما، فقال خَالِد: أعطيت من سأل، وأطعمت من أكل، ونصبت قد ورى حين وضعت الشمال [2] ذبولها، وطعنت يَوْم شواحط فارسًا فجللت فخذيه بفرسه. فقال: يا قعقاع، ما عندك؟ فأخرج قوس حاجب، فقال: هذه قوس عمي رهنها عَنِ العرب، وهاتان نعلا جدي قسم فيها أربعين مرباعًا، وهذه زربية زرارة اصطلح عليها سبعة أملاك كلهم حرب لصاحبه، وعمي سويد بْن زرارة لم ير ناره خائف إلا أمن، ولم يمسك بطنب فسطاطه أسير إلا فكّ. فنادى ربيعة بن حذار:
إن السماحة واللهى والمرباع والمشرف الأسبغ للقعقاع، إلا أني نفرت من كان أبوه معبدًا، وعمه حاجبًا، وجده زرارة.
قال أبو أحمد العسكري: ثم أدرك القعقاع بن معبد وخالد بْن مالك النهشلي الإسلام، فوفدا على النبي صلى الله عليه وسلم فقال أَبُو بكر: أمر هذا، وقال عمر: أمر هذا، فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لولا أنكما اختلفتما
__________
[1] في الأصل: عن. والصواب ما أثبتناه، ينظر ميزان الاعتدال: والاستيعاب: 436.
[2] الشمال: ريح باردة.(1/584)
لوليتهما. وأخذت برأيكما» . وهذه المقالة من أَبِي بكر وعمر رضي اللَّه عنهما، قد ذكرت في ترجمة القعقاع بْن معبد، وكان الثاني الأقرع بْن حابس التميمي، وهو الأكثر.
وقد نسبه ابن الكلبي فقال: خَالِد بْن مالك بْن ربعي بْن سلمى بْن جندل بْن نهشل بن دارم بن مالك ابن حنظلة بْن مالك بْن زيد مناة بْن تميم، وقال: كان شريفًا. ولم يذكر له صحبة، ولم أر أحدًا ذكر له صحبة إلا أبا أحمد العسكري [1] ، والله أعلم.
1394- خالد بن معبد الحدلى
(د ع) خالد بن معبد الحدلى. ذكره في الصحابة، وفيه نظر، روى ابنه معبد بْن خَالِد، عَنْ أَبِي سريحة حذيفة بْن أسيد قال: قال لي: أبوك وأبي أول مسلمين وقفا عَلَى باب المدينة العذراء [2] بالشام.
أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم.
1395- خالد بن مغيث
(ع س) خَالِد بْن مغيث. ذكره أَبُو بكر بْن أَبِي عاصم في الصحابة.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودِ بْنِ سَعْدٍ الأَصْفَهَانِيُّ إِذْنًا، بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الضَّحَّاكِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْجُعْفِيِّ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ شَيْبَةَ، كَذَا قَالَ، وَإِنَّمَا هُوَ سَعِيدُ بْنُ أَبِي هِلالٍ، عَنْ شَيْبَةَ بْنِ نَصَّاحٍ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مُغِيثٍ، وَهُوَ مِنَ الصَّحَابَةِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «رَأَيْتُ قُزْمَانَ مُتَلَفِّعًا فِي خَمِيلَةٍ فِي النَّارِ» يُرِيدُ أَسْوَدَ غُلَّ يَوْم خَيْبَرَ.
رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ. وَرَوَاهُ ابْنُ أَخِي ابْنِ وَهْبٍ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ. ذَكَرُوا كُلُّهُمْ فِي الإِسْنَادِ أَنَّهُ مِنَ الصَّحَابَةِ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: يُرْوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرْسَلًا.
أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ وَأَبُو مُوسَى.
1396- خالد بن نافع
(ب د ع) خَالِد بْن نافع، أَبُو نافع الخزاعي. كان ممن بايع تحت الشجرة بيعة الرضوان.
روى عنه ابنه نافع أَنَّهُ قال: جلس رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوما فأطال الجلوس، حتى أومأ بعضنا إِلَى بعض أن اسكتوا فإنه ينزل عليه، فلما فرغ من الصلاة قال له بعض القوم: يا رَسُول اللَّهِ، أطلت الجلوس حتى أومأ بعضنا إلى بعض أَنَّهُ يوحى إليك؟ قال: لا، ولكنها صلاة رغبة ورهبة، سألت اللَّه فيها ثلاثًا، فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة، سألت اللَّه أن لا يعذبكم بعذاب عذب به من كان قبلكم، فأعطانيها، وسألته أن لا يسلط عَلَى عامتكم عدوًا يستبيحها، فأعطانيها، وسألته أن لا يجعل بأسكم بينكم فردها عليّ، أخرجه الثلاثة.
__________
[1] ذكره أبو عمر في ترجمة خالد بن ربعي، قال: ويقال: خالد بن مالك بن ربعي، وأشار فيها إلى هذه المنافرة، ينظر الاستيعاب: 437.
[2] عذراء: كما في مراصد الاطلاع: قرية بغوطة دمشق.(1/585)
قلت: قد أخرج أَبُو عمر هذه الترجمة إِلَى قوله: «روى عنه ابنه نافع» وقد أخرج ترجمة خَالِد الخزاعي من غير أن بنسبه، وقد تقدم ذكره. جعلهما اثنين، وهما واحد، فإن ابنه نافعًا هو الذي روى عَنْ أبيه في الترجمتين، وقال في ترجمة خَالِد الخزاعي الذي لم ينسبه: سألت ربي ثلاثًا ... الحديث الذي ذكره ابن منده وَأَبُو نعيم في هذه الترجمة، والحق بأيديهما، وَإِنما اتبعناه في إثبات الترجمتين، وذكرنا الصواب فيه، والله أعلم.
1397- خالد بن نضلة
(س) خَالِد بْن نضلة، أَبُو برزة الأسلمي. سماه الهيثم بْن عدي كذلك، وسماه الواقدي:
عَبْد اللَّهِ بْن نضلة، وقيل: نضلة بْن عبيد.
أخرجه أَبُو موسى.
وقال: أخرجوه في غير هذا الباب، وسيذكر في أبوابه، إن شاء الله تعالى.
1398- خالد بن الوليد الأنصاري
(ب) خَالِد بْن الْوَلِيد الأنصاري. أخرجه أَبُو عمر وقال: لا أقف له عَلَى نسب في الأنصار، ذكره ابن الكلبي وغيره فيمن شهد مع علي صفين من الصحابة، وكان ممن أبلى فيها، قال: لا أعرفه بغير ذلك.
1399- خالد بن الوليد بن المغيرة
(ب د ع) خَالِد بْن الْوَلِيد بْن المغيرة بْن عَبْد اللَّه بن عمر بن مخزوم، أَبُو سليمان، وقيل:
أَبُو الْوَلِيد، القرشي المخزومي، أمه لبابه الصغرى، وقيل: الكبرى، والأول أصح، وهي بنت الحارث بْن حزن الهلالية، وهي أخت ميمونة بنت الحارث زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأخت لبابة الكبرى زوج العباس بْن عبد المطلب عم النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، وهو ابن خالد أولاد العباس الذين من لبابة.
وكان أحد أشراف قريش في الجاهلية، وكان إليه القبة وأعنة الخيل في الجاهلية، أما القبة فكانوا يضربونها يجمعون فيها ما يجهزون به الجيش، وأما الأعنة فإنه كان يكون المقدم عَلَى خيول قريش في الحرب، قاله الزبير بْن بكار.
ولما أراد الإسلام قدم عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو وعمرو بْن العاص، وعثمان بْن طلحة بْن أَبِي طلحة العبدري، فلما رآهم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لأصحابه: رمتكم مكة بأفلاذ كبدها. وقد اختلف في وقت إسلامه وهجرته، فقيل: هاجر بعد الحديبية وقبل خيبر، وكانت الحديبية في ذي القعدة سنة ست، وخيبر بعدها في المحرم سنة سبع، وقيل: بل كان إسلامه سنة خمس بعد فراغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني قريظة، وليس بشيء. وقيل: كان إسلامه سنة ثمان، وقال بعضهم:
كان عَلَى خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية، وكانت الحديبية سنة ست، وهذا القول مردود، فإن الصحيح أن خَالِد بْن الْوَلِيد كان عَلَى خيل المشركين يَوْم الحديبية.(1/586)
أخبرنا أبو جعفر عبيد الله بن أحمد بْن علي الْبَغْدَادِيّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى يونس بْن بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ والْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ حدثناه جَمِيعًا: أَنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ يُرِيدُ زِيَارَةَ الْبَيْتِ لا يُرِيدُ حَرْبًا، وَسَاقَ مَعَهُ الْهَدْيَ سَبْعِينَ بُدْنَةً، فَسَارَ رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى [إِذَا] انْتَهَى إِلَى عُسْفَانَ لَقِيَهُ بُسْرُ بْنُ سُفْيَانَ الْكَعْبِيُّ، كَعْبُ خُزَاعَةَ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذِهِ قُرَيْشٌ قَدْ سَمِعُوا بِمَسِيرِكَ فَخَرَجُوا بِالْعُوذِ الْمَطَافِيلِ، قَدْ لَبِسُوا جُلُودَ النُّمُورِ، يُعَاهِدُونَ اللَّهَ أَنْ لا تَدْخُلَ عَلَيْهِمْ مَكَّةَ عَنْوَةً أَبَدًا، وَهَذَا هُوَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فِي خَيْلِ قُرَيْشٍ قَدْ قَدَّمُوهُ إِلَى كِرَاعِ الْغَمِيمِ [1] ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يَا وَيْحَ قُرَيْشٍ، قَدْ أَكَلَتْهَا الْحَرْبُ. وَذَكَرَ الْحَدِيثَ فَهَذَا صَحِيحٌ، يَقُولُ فِيهِ: إِنَّهُ كَانَ عَلَى خَيْلِ قُرَيْشٍ.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ وَغَيْرُهُ، قَالُوا بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: نَزَلْنَا مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْزِلًا فَجَعَلَ النَّاسُ يَمُرُّونَ، فَيَقُولُ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من هذا يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟ فَأَقُولُ: فُلانٌ، فَيَقُولُ:
نِعْمَ عَبْدُ اللَّهِ هَذَا، حَتَّى مَرَّ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ قُلْتُ: خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، فَقَالَ: نِعْمَ عَبْدُ اللَّهِ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ. وَلَعَلَّ هَذَا الْقَوْلَ كَانَ بَعْدَ غَزْوَةِ مُؤْتَةَ، فَإِنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم إنما سمى خالد سَيْفًا مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ فِيهَا، فَإِنَّهُ خَطَبَ النَّاسَ وَأَعْلَمَهُمْ بِقَتْلِ زَيْدٍ وَجَعْفَرٍ وَابْنِ رَوَاحَةَ، وقال:
ثم أخد الرَّايَةَ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّه خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ، وَقَالَ خَالِدٌ: لَقَدِ انْدَقَّ يَوْمَئِذٍ فِي يَدِي سَبْعَةَ أَسْيَافٍ فَمَا ثَبَتَ فِي يَدِي إِلا صَفِيحَةٌ يَمَانِيَّةٌ، وَلَمْ يَزَلْ مِنْ حِينِ أَسْلَمَ يُوَلِّيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعِنَّةَ الْخَيْلِ فَيَكُونُ فِي مُقَدِّمَتِهَا فِي مُحَارَبَةِ الْعَرَبِ، وَشَهِدَ مَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح مَكَّةَ فَأَبَلى فِيهَا، وَبَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى «الْعُزَّى» وَكَانَ بَيْتًا عَظِيمًا لِمُضَرَ تُبَجِّلُهُ فَهَدَمَهَا، وَقَالَ:
يَا عُزَّ كُفْرَانَكِ لا سُبْحَانَكِ ... إِنِّي رَأَيْتُ اللَّهَ قَدْ أَهَانَكِ [2]
وَلا يَصِحُّ لِخَالِدٍ مَشْهَدٌ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَلَمَّا فَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ بَعَثَهُ إِلَى بَنِي جَذِيمَةَ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، فَقَتَلَ مِنْهُمْ مَنْ لَمْ يُجِزْ لَهُ قَتْلَهُ، فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهمّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ خَالِدٌ.
فَأَرْسَلَ مَالًا مَعَ علي بْن أَبِي طالب رضي اللَّه عنه فَوَدَى الْقَتْلَى، وَأَعْطَاهُمْ ثُمْنَ مَا أَخَذَ مِنْهُمْ، حَتَّى ثَمَنَ مِيلَغَةِ [3] الْكَلْبِ، وَفَضَلَ مَعَهُ فَضْلَةً مِنَ الْمَالِ فَقَسَّمَهَا فِيهِمْ، فَلَمَّا أُخْبِرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ اسْتَحْسَنَهُ.
وَلَمَّا رَجَعَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ مِنْ بَنِي جَذِيمَةَ أَنْكَرَ عَلَيْهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ ذَلِكَ، وَجَرَى بَيْنَهُمَا كَلامٌ، فَسَبَّ خَالِدٌ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، فَغَضِبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ لِخَالِدٍ: لا تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أدرك مد أحدهم ولا نصيفه [4] .
__________
[1] كراع الغميم: موضع بالحجاز بين مكة والمدينة أمام عسفان بثمانية أميال.
[2] الرجز في كتاب الأصنام الكلبي: 26.
[3] الميلغة: هي الإناء الّذي يشرب منه الكلب.
[4] المد: ربع الصاع، وكان أقل ما يتصدق به، والنصيف: النصف.(1/587)
وكان عَلَى مقدمة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم حنين في بني سليم، فجرح خَالِد، فعاده رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، ونفث في جرحه فبرأ، وأرسله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أكيدر [1] بْن عَبْد الْمَلِكِ، صاحب دومة الجندل، فأسره، وأحضره عند رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فصالحه عَلَى الجزية، ورده إِلَى بلده، وأرسله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سنة عشر إِلَى بني الحارث بْن كعب بْن مذحج، فقدم معه رجال منهم فأسلموا، ورجعوا إِلَى قومهم بنجران، ثم إن أبا بكر أمره بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم عَلَى قتال المرتدين، منهم: مسيلمة الحنفي في اليمامة، وله في قتالهم الأثر العظيم. ومنهم مالك بْن نويرة، في بني يربوع من تميم وغيرهم، إلا أن الناس اختلفوا في قتل مالك بْن نويرة، فقيل: إنه قتل مسلمًا لظن ظنه خَالِد به، وكلام سمعه منه، وأنكر عليه أَبُو قتادة وأقسم أَنَّهُ لا يقاتل تحت رايته، وأنكر عليه ذلك عُمَر بْن الخطاب رَضِيَ اللَّه عَنْهُ.
وله الأثر المشهور في قتال الفرس والروم، وافتتح دمشق، وكان في قلنسوته التي يقاتل بها شعر من شعر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يستنصر به وببركته، فلا يزال منصورًا.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْمَخْزُومِيُّ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَحْمَدَ بْنِ علي بن المثنى، قَالَ:
حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ:
اعْتَمَرْنَا مَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم في عُمْرَةٍ اعْتَمَرَهَا، فَحَلَقَ شَعْرَهُ، فَاسْتَبَقَ النَّاسُ إِلَى شعره، فسبقت إلى النَّاصِيَةَ فَأَخَذْتُهَا، فَاتَّخَذْتُ قَلَنْسُوَةً، فَجَعَلْتُهَا فِي مُقَدَّمِ الْقَلَنْسُوَةِ، فَمَا وَجَّهْتُهُ فِي وَجْهٍ إِلا وَفُتِحَ لَهُ.
وروي عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، روى عنه ابن عباس، وجابر بْن عبد الله، والمقدام بن معديكرب وَأَبُو أمامة بْن سهل بْن حنيف، وغيرهم. وروى معمر، عَنِ الزُّهْرِيّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْن سَهْلِ بْن حُنَيْفٍ، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن عباس، عَنْ خَالِد بْن الْوَلِيد: أَنَّهُ دخل مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيت ميمونة، فأتى بضب محنوذ [2] ، فأهوى إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يأكل منه، فقالوا: يا رَسُول اللَّهِ، هو ضب. فرفع رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وسلم يده، فقلت: أحرام هو؟ قال: لا، ولكنه لم يكن بأرض قومي، فأجدني أعافه. قال خَالِد: فاجتزرته فأكلته ورسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينظر. ولما حضرت خَالِد بْن الْوَلِيد الوفاة قال: لقد شهدت مائة زحف أو زهاءها، وما في بدني موضع شبر إلا وفيه ضربة أو طعنة أو رمية، وها أنا أموت عَلَى فراشي كما يموت العير، فلا نامت أعين الجبناء، وما من عمل أرجى من (لا إله إلا اللَّه) وأنا متترس بها.
وتوفى بحمص من الشام، وقيل: بلى توفي بالمدينة سنة إحدى وعشرين، في خلافة عمر بْن الخطاب.
وأوصى إِلَى عمر رضي اللَّه عنه، ولما بلغ عمر أن نساء بني المغيرة اجتمعن في دار يبكين عَلَى خَالِد، قال عمر:
ما عليهن أن يبكين أبا سليمان ما لم يكن نقع أو لقلقة، قيل: لم تبق امرأة من بني المغيرة إلا وضعت لمتها عَلَى قبر خَالِد، يعني حلقت رأسها. ولما حضرته الوفاة حبس فرسه وسلاحه في سبيل الله.
__________
[1] ينظر سيرة ابن هشام: 2- 526.
[2] أي مشوى.(1/588)
قال الزبير بْن أَبِي بكر [1] : وقد انقرض ولد خَالِد بْن الْوَلِيد، فلم يبق منهم أحد، وورث أيوب بْن سلمة دورهم بالمدينة.
أخرجه الثلاثة.
سريج بْن يونس: بالسين المهملة والجيم.
والعوذ المطافيل: يريد النساء والصبيان، والعوذ في الأصل: جمع عائذ، وهي الناقة إذا وضعت وبعد ما تضع أيامًا. والمطفل: الناقة معها فصيلها.
قوله: نقع ولقلقة، فالنقع: رفع الصوت، وقيل: أراد شق الجيوب، واللقلقة: الجلبة، كأنه حكاية الأصوات إذا كثرت، واللقلق: اللسان.
1400- خالد أبو هاشم
(س) خَالِد أَبُو هاشم بْن عتبة بْن ربيعة بْن عبد شمس بْن عبد مناف، القرشي العبشمي، خال معاوية بْن أَبِي سفيان.
كذا سماه عبدان، وقال: من أكابر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يقدمه عَلَى أصحابه في الإذن.
قال أَبُو هريرة: «اختلفنا في الصلاة الوسطى، وفينا العبد الصالح أَبُو هاشم بْن عتبة بْن ربيعة بْن عبد شمس.
وقال: أنا أعلم لكم ذلك، فأتى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكان جريئًا عليه، فاستأذن فدخل، ثم خرج إلينا، فأَخْبَرَنَا أنها صلاة العصر» .
بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية، ومسح عَلَى شاربه، وقال: لا تأخذ منه حتى تلقاني، فتوفي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل أن يقدم، فكان يقول: لا آخذه حتى ألقاه.
أخرجه أَبُو موسى، وقال: اختلف في اسمه، وقد أخرجوه في الكنى، ونحن نذكره، إن شاء اللَّه تعالى.
1401- خالد بن هشام
(ب س) خَالِد بْن هِشَام بْن المغيرة بْن عَبْد اللَّه بن عمر بن مخزوم، أخو أَبِي جهل بْن هشام.
أخرجه أَبُو عمر ولم ينسبه بل، قال: خَالِد بْن هشام، ذكر بعضهم أَنَّهُ من المؤلفة قلوبهم، وجعله غير خَالِد بْن العاص بْن هشام، وقال: فيه نظر.
وأخرجه أَبُو موسى بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن الأجلح، عَنْ أبيه، عَنْ بشير بْن تيم وغيره، قَالُوا في تسمية المؤلفة قلوبهم، منهم من بني مخزوم: خَالِد بْن هِشَام بْن المغيرة بْن عَبْد اللَّه بْن عمر بْن مخزوم. وذكر هشام الكلبي في أولاد هِشَام بْن المغيرة بْن عَبْد اللَّهِ بْن عمر بْن مخزوم، فذكر أبا جهل وخالدًا وغيرهما، وقال: أسر خَالِد يَوْم بدر كافرًا، ولم يذكر أَنَّهُ أسلم، والله أعلم.
__________
[1] هو الزبير بن بكار.(1/589)
1403- خالد بن هوذة
(ب د ع) خَالِد بْن هوذة بْن ربيعة العامري ثم القشيري، قاله أَبُو عمر: وفد هو وأخوه حرملة ابن هوذة عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فكتب النبي إِلَى خزاعة يبشرهم بإسلامهما، وهما من المؤلفة قلوبهم، وخالد هذا هو والد العداء بْن خَالِد الذي ابتاع منه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ العبد أو الأمة. قال الأصمعي: أسلم خَالِد وابنه العداء، وكانا سيدي قومهما، وليس هوذة هذا من بني أنف الناقة الذين مدحهم الحطيئة، أولئك من تميم، ولكنه يقال لجد خَالِد هذا: أنف الناقة، أيضًا، روى ابنه العداء بْن خَالِد، قال: خرجت مع أَبِي فرأيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخطب.
أخرجه الثلاثة.
قلت: كذا قال أَبُو عمر في نسبه: العامري ثم القشيري، وخالفه ابن حبيب وابن الكلبي فذكراه من ولد عمرو بْن عامر، أخي البكاء بْن عامر، يجتمع هو وقشير في كعب بْن ربيعة بْن عامر بْن صعصعة.
وجعله ابن أَبِي عاصم من بني البكاء، والله أعلم.
1403- خالد بن يزيد
(د ع) خَالِد بْن يَزِيدَ بْن حارثة. هو ابن أخي زيد بْن حارثة.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ الأَصْفَهَانِيُّ الثَّقَفِيُّ كِتَابَةً، بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ، أَخْبَرَنَا فَضَالَةُ بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَمّعٍ، عَنْ عَمِّهِ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ حَارِثَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: ثلاث من كُنَّ فِيهِ فَقَدْ وُقِيَ شُحَّ نَفْسِهِ: مَنْ أدى الزكاة، وقرى الضيف، وأعطى في النائبة. ذَكَرَهُ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ فِي الصَّحَابَةِ، وَذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ فِي التَّابِعِينَ. أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ وَأَبُو نعيم.
1404- خالد بن يزيد المزني
(ع) خَالِد بْن يَزِيدَ المزني. روى معاذ الجهني، عَنْ خَالِد بْن يَزِيدَ المزني وكانت لَهُ صُحْبَةٌ، أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ما من أهل بيت تروح عليهم بالد من [1] الغنم إلا كانت الملائكة تصلي عليهم ليلتهم ويومهم حتى يصبحوا. أخرجه أبو نعيم.
1405- خالد بن يزيد بن معاوية
(س) خَالِد بْن يَزِيدَ بْن معاوية. ذكره عبدان في الصحابة.
__________
[1] كذا في الأصل، وفي الإصابة، تالد من.(1/590)
روى اللَّيْث بْن سعد، عَنْ سعد بْن أَبِي هِلالٍ، عَنْ علي بْن خَالِد: أن أبا أمامة مر عَلَى خَالِد بْن يَزِيدَ ابن معاوية، فسأله عَنْ كلمة سمعها من رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ألا كلكم يدخل الجنة إلا من شرد [1] عَلَى اللَّه عز وجل شراد البعير عَلَى أهله.
أخرجه أَبُو موسى وقال: كذا أورده عبدان، والصواب أن خالدًا سأل أبا أمامة.
باب الخاء والباء
1406- خباب الخزاعي
(ع س) خباب أَبُو إِبْرَاهِيم الخزاعي. روى يزيد بْن الخباب، عَنْ قيس، عَنْ [2] مجزأة بْن ثور الأسلمي، عَنْ إِبْرَاهِيم بْن خباب الخزاعي، عَنْ أبيه، أَنَّهُ قال: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: اللَّهمّ استر عورتي، وآمن روعتي، واقض عني ديني.
أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى، وقال أبو موسى: رواه غسان، عَنْ قيس بْن الربيع، عَنْ مجزأة بْن زاهر، عَنْ إِبْرَاهِيم، وكأنه الصواب.
1407- خباب بن الأرت
(ب د ع) خباب بْن الأرت. اختلف في نسبه، فقيل: خزاعي، وقيل: تميمي، وهو الأكثر، وهو خباب بْن الأرت بْن جندلة بْن سعد بْن خزيمة بْن كعب بْن سعد بْن زيد مناة بْن تميم، يكنى أبا عَبْد اللَّهِ، وقيل: أَبُو مُحَمَّد، وقيل: أَبُو يحيى.
وهو عربي، لحقه سباء في الجاهلية فبيع بمكة، وقيل: هو حليف بني زهرة. وقال ابن منده وَأَبُو نعيم:
قيل: هو مولى عتبة بْن غزوان، وقيل: مولى أم أنمار بنت سباع الخزاعية، وهي من حلفاء بني زهرة فهو تميمي النسب، خزاعي الولاء، زهري الحلف، لأن مولاته أم أنمار كانت من حلفاء عوف بْن عَبْد عوف بْن عَبْد الحارث بْن زهرة، والد عبد الرحمن بْن عوف.
وهو من السابقين الأولين إِلَى الإسلام، وممن يعذب في اللَّه تعالى، كان سادس ستة في الإسلام، قال المجاهد: أول من أظهر إسلامه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبُو بكر، وخباب، وصهيب، وبلال، وعمار، وسمية أم عمار، فأما رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فمنعه اللَّه بعمه أَبِي طالب، وأما أَبُو بكر فمنعه قومه، وأما الآخرون فألبسوهم أدراع الحديد، ثم صهروهم في الشمس، فبلغ منهم الجهد ما شاء اللَّه أن يبلغ من حر الحديد والشمس.
قال الشعبي: إن خبابا صبر ولم يعط الكفار ما سألوا، فجعلوا يلزقون ظهره بالرّضف، حتى ذهب لحم متنه [3] .
__________
[1] شرد: خرج عن طاعته.
[2] في الأصل: بن، وهو قيس بن الربيع، ينظر الإصابة.
[3] الرضف: حجارة محماة على النار، والمتن: الظهر.(1/591)
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْفَقِيهُ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْمَوْصِلِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ خَبَّابٍ قَالَ: شَكَوْنَا إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بِبُرْدٍ لَهُ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ، فَقُلْنَا: أَلا تَسْتَنْصِرُ لَنَا؟ فَجَلَسَ مُحَمِّرًا وَجْهَهُ، فَقَالَ: قَدْ كَانَ مِنْ قَبْلِكُمْ يُؤْخَذُ الرَّجُلُ فَيُحْفَرُ لَهُ فِي الأَرْضِ، ثُمَّ يُجَاءُ بِالْمِيشَارِ فَيُجْعَلُ فَوْقَ رَأْسِهِ، مَا يَصْرِفُهُ عَنْ دِينِهِ، وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ مَا دُونَ لَحْمِهِ مِنْ عَظْمٍ وَعَصَبٍ، مَا يَصْرِفُهُ عَنْ دِينِهِ، وَلَيُتِمَّنَّ اللَّهُ هَذَا الأَمْرَ حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يَخْشَى إِلا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَالذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ تَعْجَلُونَ. وقال أَبُو صالح: كان خباب قينا يطبع [1] السيوف، وكان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يألفه ويأتيه، فأخبرت مولاته بذلك، فكانت تأخذ الحديدة المحماة فتضعها عَلَى رأسه، فشكا ذلك إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: «اللَّهمّ انصر خبابًا» ، فاشتكت مولاته أم أنمار رأسها، فكانت تعوي مثل الكلاب، فقيل لها:
اكتوي، فكان خباب يأخذ الحديدة المحماة فيكوي بها رأسها.
وشهد بدرا وأحدا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال الشعبي: سأل عمر بْن الخطاب خبابًا رضي اللَّه عنهما عما لقي من المشركين فقال: يا أمير المؤمنين، انظر إِلَى ظهري. فنظر، فقال: ما رأيت كاليوم ظهر رجل، قال خباب: لقد أوقدت نار وسحبت عليها فما أطفأها إلا ودك [2] ظهري.
ولما هاجر آخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه وبين تميم مولى خراش بْن الصمة وقيل: آخى بينه وبين جبر ابن عتيك.
روى عنه ابنه عَبْد اللَّهِ، ومسروق، وقيس بْن أَبِي حازم، وشقيق، وعبد اللَّه بن سخبرة، وأبو ميسرة عمرو بْن شرحبيل، والشعبي، وحارثة بْن مضرب، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ وَغَيْرُ وَاحِدٍ، قَالُوا بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى السُّلَمِيِّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، أَخْبَرَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّابِ بْنِ الأَرَتِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: صَلَّى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم صلاة فَأَطَالَهَا، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّيْتَ صَلاةً لَمْ تَكُنْ تُصَلِّيهَا؟ قَالَ: أَجَلْ، إِنَّهَا صَلاةُ رَغْبَةٍ وَرَهْبَةٍ، إِنِّي سَأَلْتُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فِيهَا ثَلاثًا، فَأَعْطَانِي اثْنَتَيْنِ وَمَنَعَنِي وَاحِدَةً، سَأَلْتُهُ أن لا يهلك أمّتى بسنة [3] ، فأعطانيها، وسألته أَنْ لا يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ، فَأَعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لا يُذِيقَ بَعْضَهُمْ بَأْسَ بَعْضٍ، فَمَنَعَنِيهَا. أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ بْن أَبِي الرَّجَاءِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ إِسْمَاعِيل بْن الفضل بن أحمد بن الإخشيد، أخبرنا أبو طاهر مُحَمَّد بْن عبد الرحيم، أَخْبَرَنَا أَبُو حفص عمر بْن إِبْرَاهِيم الكناني، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم البغوي، أخبرنا أبو خيثمة زهير بن حرب، أخبرنا جرير، عن الأعمش، عَنْ مالك بْن الحارث، عَنْ أَبِي خَالِد،
__________
[1] القين: الحداد، وطبع الشيئ: صنعه وصاعه.
[2] هو دسم اللحم ودهنه.
[3] يقال: أخذتهم السنة، إذا أجدبوا وأقحطوا.(1/592)
شيخ من أصحاب عَبْد اللَّهِ، قال: بينما نحن في المسجد إذ جاء خباب بْن الأرت، فجلس فسكت فقال له القوم: إن أصحابك قد اجتمعوا إليك لتحدثهم أو لتأمرهم، قال: بم آمرهم؟ ولعلي آمرهم بما لست فاعلًا.
وروى قيس بْن مسلم، عَنْ طارق، قال: عاد خبابًا نفر من أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقالوا:
أبشر أبا عَبْد اللَّهِ ترد عَلَى إخوانك الحوض، فقال: إنكم ذكرتم لي إخوانًا مضوا، ولم ينالوا من أجورهم شيئًا، وَإِنا بقينا بعدهم حتى نلنا من الدنيا ما نخاف أن يكون ثوابًا لتلك الأعمال، ومرض خباب مرضًا شديدًا طويلًا.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودِ بْنِ سَعْدٍ بِإِسْنَادِهِ إِلَى مُسْلِمِ بْنِ الْحَجَّاجِ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أبي حازم، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى خَبَّابٍ وَقَدِ اكْتَوَى سَبْعَ كَيَّاتٍ، فَقَالَ: لَوْلا أَنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَانَا أَنْ نَدْعُوَ بِالْمَوْتِ لَدَعَوْتُ بِهِ.
ونزل الكوفة ومات بها، وهو أول من دفن بظهر الكوفة من الصحابة، وكان موته سنة سبع وثلاثين.
قال زيد بْن وهب: سرنا مع علي حين رجع من صفين، حتى إذا كان عند باب الكوفة إذا نحن بقبور سبعة عَنْ أيماننا، فقال: ما هذه القبور؟ فقالوا: يا أمير المؤمنين، إن خباب بْن الأرت توفي بعد مخرجك إِلَى صفين، فأوصى أن يدفن في ظاهر الكوفة، وكان الناس إنما يدفنون موتاهم في أفنيتهم، وعلى أبواب دورهم، فلما رأوا خبابًا أوصى أن يدفن بالظهر دفن الناس، فقال علي رضي اللَّه عنه: رحم اللَّه خبابًا، أسلم راغبًا، وهاجر طائعًا، وعاش مجاهدًا، وابتلى في جسمه، ولن يضيع اللَّه أجر من أحسن عملًا، ثم دنا من قبورهم، فقال: السلام عليكم يا أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، أنتم لنا سلف فارط [1] ونحن لكم تبع عما قليل لاحق، اللَّهمّ أغفر لنا ولهم، وتجاوز بعفوك عنا وعنهم، طوبى لمن ذكر المعاد، وعمل للحساب، وقنع بالكفاف، وأرضي اللَّه عز وجل. قال أَبُو عمر: مات خباب سنة سبع وثلاثين بعد ما شهد صفين مع عَليّ رضي اللَّه عَنْهُ والنهروان، وصلى عليه علي، وكان عمره إذ مات ثلاثًا وسبعين [2] سنة، قال: وقيل: مات سنة تسع عشرة، وصلى عليه عمر رضي اللَّه عنه.
أخرجه الثلاثة.
قلت: الصحيح أَنَّهُ مات سنة سبع وثلاثين، وأنه لم يشهد صفين، فإنه كان مرضه قد طال به، فمنعه من شهودها. وأما الخباب الذي مات سنة تسع عشرة فهو [3] مولى عتبة بْن غزوان، ذكره أَبُو عمر أيضًا، وقد ذكر ابن منده وَأَبُو نعيم أن خباب بْن الأرت مولى عتبة بْن غزوان، وليس كذلك، إنما خباب مولى عتبة بْن غزوان آخر يرد ذكره. وهما قد ذكرا في تسمية من شهد بدرا: خبّاب بن الأرت
__________
[1] أي متقدم.
[2] كذا في الأصل، وفي الاستيعاب 438: ثلاثا وستين.
[3] في الأصل: هو.(1/593)
من حلفاء بني زهرة، ثم ذكروا في ترجمة خباب مولى عتبة من شهد بدرًا، من بني نوفل بْن عبد مناف من حلفائهم: عتبة بْن غزوان، وخباب مولى عتبة. ثم قال أَبُو نعيم عَنْ مولى عتبة: إنه لم يعقب ولا تعرف له رواية، فكفى بهذا دليلا على أنهما اثنان، لأن ابن الأرت قد أعقب عدة أولاد، منهم: عَبْد اللَّهِ، وقتلته الخوارج أيام علي رضي اللَّه عنه، وله رواية عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم إن بني زهرة غير بني نوفل. وقد ذكر ابن إِسْحَاق وغيره من أصحاب السير من شهد بدرًا، من بني زهرة، من حلفائهم: خباب بْن الأرت، وذكروا أيضًا من حلفاء بني نوفل خبابًا مولى عتبة بْن غزوان، فظهر أن مولى عتبة غير خباب بْن الأرت، وقال بعض العلماء: إن خباب بْن الأرت لم يكن قينًا، وَإِنما القين خباب مولى عتبة بن غزوان، والله أعلم.
1408- خباب أبو السائب
(د ع) خباب أَبُو السائب. روى عنه السائب ابنه، يعد في أهل الحجاز، روى حديثه عَبْد اللَّهِ بْن السائب بْن خباب، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يأكل قديدًا [1] متكئا على سرير، ويشرب من فخارة.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم، وأخرجه أَبُو عمر، فقال: خباب مولى فاطمة بنت عتبة بْن ربيعة بْن عبد شمس بْن عبد مناف. أدرك الجاهلية، واختلف في صحبته، وقد روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا وضوء إلا من صوت أو ريح. روى عنه صالح بْن حيوان [2] .
وبنوه أصحاب المقصورة منهم: السائب بْن خباب، أَبُو مسلم صاحب المقصورة، وَإِنما أفردت قول أَبِي عمر فربما ظن ظان أَنَّهُ غير خباب أَبِي السائب، وهو هو، قال البخاري: السائب بْن خباب أَبُو مسلم صاحب المقصورة، ويقال: مولى فاطمة بنت عتبة بْن ربيعة القرشي.
1409- خباب مولى عتبة
(ب د ع) خباب، مولى عتبة بْن غزوان. شهد بدرًا وما بعدها هو ومولاه عتبة مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان حليفًا لبني نوفل بْن عبد مناف، وكنيته أَبُو يحيى، وليست له رواية.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر عبيد اللَّه بن أحمد بن علي بإسناده إلى يونس بن بكير، عَنِ ابن إِسْحَاق في تسمية من شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ من قريش، قال: ومن بني نوفل بْن عبد مناف: عتبة بْن غزوان، وخباب مولى عتبة بْن غزوان، رجلان. وتوفي بالمدينة سنة تسع عشرة، وهو ابن خمسين سنة، وصلى عليه عمر بْن الخطاب رضي اللَّه عنهما. ولم يعقب.
أخرجه الثلاثة.
1410- خباب والد عطاء
(د ع) خباب، والد عطاء. أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وروى عَنْ أَبِي بكر الصديق، قاله ابن منده.
__________
[1] القديد: اللحم المملوح المجفف في الشمس.
[2] كذا في الأصل، وقد ذكر الذهبي أن فيها خلافا، فبعضهم يقول: خيوان، بالمعجمة، ينظر المشتبه: 278.(1/594)
وقال أَبُو نعيم: قيل: إنه أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فيما ذكره بعض المتأخرين، ويعني ابن منده، ولا تصح صحبته. روى حديثه مُحَمَّد بْن عطاء بْن خباب، عَنْ أبيه، عَنْ جده، قَالَ: كنت جالسا عند أَبِي بكر الصديق، رضي اللَّه عنه، فرأى طائرًا، فقال: طوبى لك. فقلت: تقول هذا وأنت صديق رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ! أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
1411- خباب بن قيظى
(ب س) خباب بْن قيظي بْن عمرو بْن سهل، الأنصاري الأشهلي. قتل يَوْم أحد هو وأخوه صيفي بْن قيظي. أخرجه أَبُو عمر وَأَبُو موسى، فذكره أَبُو عمر في حباب، بالحاء المهملة [1] وقد ذكرناه والكلام عليه.
1412- خباب بن المنذر
(س) خباب بْن المنذر بْن الجموح، ذكره ابن فليح في مغازيه عَنِ الزُّهْرِيّ، وقال: شهد بدرا.
أخرجه أبو موسى هاهنا مختصرًا، وقال: هو حباب، يعني بالحاء المهملة، قال: ولم نجد هذا إلا عند ابن فليح.
1413- خبيب بن إساف
(ب د ع) خبيب بْن إساف، وقيل: يساف، ابن عنبة بْن عمرو بْن خديج بْن عَامِر بْن جشم بْن الحارث بْن الخزرج بْن ثعلبة، الأنصاري الخزرجي.
شهد بدرًا وأحدًا والخندق، وكان نازلًا بالمدينة وتأخر إسلامه حتى سار النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بدر، فلحق النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الطريق، فأسلم.
أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرِ بن أبي حبة بإسناده عن عبد الله بْنِ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، أَخْبَرَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا المستلم ابن سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ، عَنْ خَبِيبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَبِيبٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قال: أتيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُرِيدُ غَزْوًا، أَنَا وَرَجُلٌ مِنْ قَوْمِي، وَلَمْ نُسْلِمْ، فَقُلْنَا: إِنَّا لَنَسْتَحِي أَنْ يَشْهَدَ قَوْمُنَا مَشْهَدًا لا نَشْهَدُهُ مَعَهُمْ، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أو أسلمتما؟ فَقُلْنَا: لا، فَقَالَ: إِنَّا لا نَسْتَعِينُ بِالْمُشْرِكِينَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ، قَالَ: فَأَسْلَمْنَا، وَشَهِدْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: فَضَرَبَنِي رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ عَلَى عَاتِقِي فَقَتَلْتُهُ، وَتَزَوَّجْتُ ابنته بعد ذلك، فكانت تقول: لاعدمت رجلا وشحّك هذا الوشاح [2] ، وأقول: لاعدمت رَجُلًا عَجَّلَ أَبَاكِ إِلَى النَّارِ.
قال أَبُو عمر: خبيب هذا هو جد خبيب بْن عبد الرحمن بْن خبيب، شيخ مالك.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن أحمد بإسناده، عن يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق: حدثني خبيب بْن عبد الرحمن قال: «ضرب خبيب، يعني جده، يَوْم بدر، فمال شقه، فتفل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأمه وردّه فانطلق» .
__________
[1] ينظر الاستيعاب: 316، 439.
[2] في النهاية: أي ضربك هذه الضربة، في موضع الوشاح.(1/595)
وهو الذي قتل أمية بْن خلف يَوْم بدر، في قول بعضهم [1] ، ثم تزوج حبيبة بنت خارجة بْن زيد بعد أن توفي عنها أَبُو بكر الصديق.
روي عنه حديث واحد وتوفي في خلافة عثمان.
أخرجه الثلاثة.
عنبة: بالنون والباء الموحدة.
1414- خبيب بن الأسود الأنصاري
(س) خبيب بْن الأسود الأنصاري.
قال أَبُو موسى: ذكره عبدان، وقال: هو من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وشهد بدرًا، وهو معدود في الحجازيين من الأنصار، ثم من بني النجار، ثم من بني سلمة بْن سعد، وخبيب مولى لهم، كذا قاله أَبُو تميلة، وقال سلمة وزياد: وخبيب حليف لهم. أخرجه أَبُو موسى هكذا.
قلت: قال: إنه من الأنصار، ثم من بني النجار، ثم من بني سلمة، وفي هذا القول نظر، فإن النجار هو ابن ثعلبة بْن عمرو بْن الخزرج، وسلمة هو ابن سعد بْن عَلِيِّ بْنِ أسد بْن ساردة بْن تزيد بن جشم ابن الخزرج، فلا يجتمعان إلا في الخزرج، فكيف يكون منه! والله أعلم.
1415- خبيب بن الحارث
(س) خبيب بْن الحارث. روت عائشة أَنَّهُ قال للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إني مقراف للذنوب.
أخرجه أَبُو موسى وقال: كذا قال ابن شاهين في الخاء المعجمة، وَإِنما هو بالجيم، وقد ذكروه فيها.
1416- خبيب أبو عبد الله
(د ع) خبيب أَبُو عَبْد اللَّهِ الجهني، حليف الأنصار.
روى أَبُو مسعود، عَنِ ابن أبى فديك، عن ابن أبى ذنب، عَنْ أسيد بْن أَبِي أسيد البراد، عَنْ معاذ بْن عَبْد اللَّهِ بْن خبيب، عَنْ أبيه، أراه عَنْ جده، كذا قال: خرجنا في ليلة مطيرة، في ظلمة شديدة، نطلب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلي بنا، قال: فأدركته، فقال: قل، فلم أقل شيئًا. ثم قال: قل، فلم أقل شيئًا. ثم قال: قل، قلت: ما أقول؟ قال: اقرأ: قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ) 112: 1 [2] والمعوذتين حين تصبح، وحين تمسي. تكفيك من كل شيء.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم. وقال ابن منده: كذا ذكره أَبُو مسعود، ورواه غيره، ولم يقل:
«عَنْ جده» . قال أَبُو نعيم: أخرجه بعض المتأخرين من حديث أَبِي مسعود، عَنِ ابن أَبِي فديك وقال: «أراه عَنْ جده» ، وهو وهم، والمشهور الصحيح عَنْ معاذ بْن عَبْد اللَّهِ عَنْ أبيه، من دون جده، رواه روح بْن الْقَاسِم، وحفص بْن ميسرة، عَنْ زيد بْن أسلم، عَنْ معاذ بْن عَبْد اللَّهِ، عَنْ أبيه، من دون جده.
__________
[1] ينظر سيرة ابن هشام: 1- 713.
[2] الإخلاص: 1.(1/596)
قلت: قد رواه عَبْد اللَّهِ بْن وهب، عن ابن أبى ذئب، فقال: معاذ بْن عَبْد اللَّهِ بْن خباب، عَنْ أبيه، عَنْ جده. وقد ذكره الطبري وابن قانع وابن السكن في الصحابة.
أسيد: بفتح الهمزة وكسر السين فيهما، والله أعلم.
1417- خبيب بن عدي
(ب د ع) خبيب بْن عدي بْن مالك بْن عَامِر بن مجدعة بْن حجبي بْن عوف بْن كلفة بْن عوف بْن عمرو بْن عوف بْن مالك بْن الأوس الأنصاري الأوسي. شهد بدرا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْن هبة الله بن عبد الوهاب بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أبي، قَالَ:
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ وَيَعْقُوبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ [1] أَبِي، يَعْنِي أَحْمَدَ: وَهَذَا حَدِيثُ سُلَيْمَانَ الْهَاشِمِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَسِيدِ بْنِ جَارِيَةَ الثَّقَفِيِّ، حَلِيفِ بَنِي زُهْرَةَ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: بَعَثَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشَرَةَ رَهْطٍ عَيْنًا، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ عَاصِمَ بْنَ ثَابِتِ بْنِ أَبِي الأَقْلَحِ الأَنْصَارِيَّ، جَدَّ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ [2] لأُمِّهِ، فَانْطَلَقُوا حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالْهدةِ، بَيْنَ عُسْفَانَ وَمَكَّةَ، ذُكِرُوا لِحَيٍّ مِنْ هُذَيْلٍ يُقَالُ لَهُمْ: بَنُو لِحْيَانَ، فَنَفَرُوا إِلَيْهِمْ بِقَرِيبٍ مِنْ مِائَةِ رجل رام، فاقتصوا آثارهم حَتَّى وَجَدُوا مَأْكَلَهُمُ التَّمْرَ فِي مَنْزَلٍ نَزَلُوهُ، قَالُوا: نَوَى تَمْرِ يَثْرِبَ، فَاتَّبَعُوا آثَارَهُمْ، فَلَمَّا أحس بهم عاصم وأصحابه لجئوا إِلَى قَرْدَدَ [3] ، فَأَحَاطَ بِهِمُ الْقَوْمُ فَقَالُوا: انْزِلُوا وَأَعْطُونَا بِأَيْدِيكُمْ [4] وَلَكُمُ الْعَهْدُ وَالْمِيثَاقُ أَنْ لا نَقْتُلَ مِنْكُمْ أَحَدًا، فَقَالَ عَاصِمُ بْنُ ثَابِتٍ أمير القوم: أما أنا فو الله لا أَنْزِلُ فِي ذِمَّةِ كَافِرٍ، اللَّهمّ أَخْبِرْ عَنَّا نَبِيَّكَ، فَرَمَوْهُمْ بِالنَّبْلِ، فَقَتَلُوا عَاصِمًا فِي سَبْعَةٍ، وَنَزَلَ إِلَيْهِمْ ثَلاثَةُ نَفَرٍ عَلَى الْعَهْدِ وَالْمِيثَاقِ، فِيهِمْ: خَبِيبٌ الأَنْصَارِيُّ، وَزَيْدُ بْنُ الدَّثِنَةِ، وَرَجُلٌ آخَرُ [5] ، فَلَمَّا اسْتَمْكَنُوا مِنْهُمْ أَطْلَقُوا أَوْتَارَ قِسِيِّهِمْ فَرَبَطُوهُمْ بِهَا، فَقَالَ الرَّجُلُ الثَّالِثُ: هَذَا أَوَّلُ الْغَدْرِ، وَاللَّهِ لا أَصْحَبُكُمْ، إِنَّ لِي بهؤلاء لأسوة، يريد القتلى، فجرّروه وَعَالَجُوهُ، فَأَبَى أَنْ يَصْحَبَهُمْ فَقَتَلُوهُ، وَانْطَلَقُوا بِخَبِيبٍ وَزَيْدِ بْنِ الدَّثِنَةِ حَتَّى بَاعُوهُمَا بِمَكَّةَ بَعْدَ وَقْعَةِ بَدْرٍ، فَابْتَاعَ بَنُو الْحَارِثِ بْنِ عَامِرِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ: خَبِيبًا، وَكَانَ خَبِيبٌ هُوَ قَتَلَ الْحَارِثَ بْنَ عَامِرِ بْنِ نَوْفَلٍ يَوْمَ بَدْرٍ [6] ، فَلَبِثَ خَبِيبٌ عِنْدَهُمْ أَسِيرًا حَتَّى أَجْمَعُوا قَتْلَهُ، فَاسْتَعَارَ مِنْ بَعْضِ بَنَاتِ الْحَارِثِ مُوسَى يْسَتَحِدُّ [7] بِهَا لِلْقَتْلِ، فَأَعَارَتْهُ إِيَّاهَا، فدرج بنىّ لها، قالت:
__________
[1] في المسند: 15/ 57 حديث رقم 7915: قال عبد الله بن أحمد قال: أبى.
[2] في «شرح المسند» ص 65: هو سهو من بعض الرواة، لأن عاصم بن ثابت خال عاصم بن عمر لا جده، لأن أم عاصم ابن عمر: هي جميلة بنت ثابت بن أبى الأقلح، فهي أخت عاصم بن ثابت.
[3] هو الموضع المرتفع من الأرض يتحصن به
[4] أعطونا بأيديكم: أي استسلموا.
[5] هو عبد الله بن طارق، كما في سيرة ابن هشام: 2- 169.
[6] لم يذكر أصحاب المغازي أن خبيب بن عدي شهد بدرا ولا قتل الحارث بن عامر، ويرى الشيخ أحمد شاكر أن العبرة بكلام أهل الحديث لا أهل السير.
[7] أي يلحق بها شعر العانة لئلا يظهر عند قتله.(1/597)
وَأَنَا غَافِلَةٌ، حَتَّى أَتَاهُ فَوَجَدْتُهُ مُجْلِسُهُ عَلَى فخذه والموسى بيده، قالت: فَفَزَعَتْ فَزْعَةً عَرَفَهَا خَبِيبٌ، فَقَالَ: أَتَحْسَبِينَ أَنِّي أَقْتُلُهُ؟ مَا كُنْتُ لأَفْعَلَ ذَلِكَ، فَقَالَت: وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ أَسِيرًا خَيْرًا مِنْ خَبِيبٍ، وَاللَّهِ لَقَدْ وَجَدْتُهُ يَوْمًا يَأْكُلُ قِطْفًا [1] مِنْ عِنَبٍ فِي يَدِهِ، وَإِنَّهُ لَمُوثَقُ فِي الْحَدِيدِ، وَمَا بِمَكَّةَ مِنْ تَمْرَةٍ، وَكَانَتْ تَقُولُ: إِنَّهُ لَرِزْقٌ رَزَقَهُ اللَّهُ خَبِيبًا، فَلَمَّا خَرَجُوا بِهِ مِنَ الْحَرَمِ لِيَقْتُلُوهُ فِي الْحِلِّ، قَالَ لَهُمْ خَبِيبٌ: دَعُونِي أَرْكَعُ رَكْعَتَيْنِ، فَتَرَكُوهُ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: وَاللَّهِ لَوْلا أَنْ تَحْسَبُوا أَنَّ مَا بِي جَزَعٌ مِنَ الْمَوْتِ لِزِدْتُ، اللَّهمّ أَحْصِهِمْ عددا، واقتلهم بددا [2] ، ولا تبق منهم أَحَدًا:
فَلَسْتُ أُبَالِي حِينَ أُقْتَلُ مُسْلِمًا ... عَلَى أَيِّ جَنْبٍ كَانَ فِي اللَّهِ مَصْرَعِي
وَذَلِكَ في ذات الإله وإن يشأ ... يبارك على أَوْصَالِ شِلْوٍ مُمَزَّعِ [3]
ثُمَّ قَامَ إِلَيْهِ أَبُو سِرْوَعَةَ عُقْبَةُ بْنُ الْحَارِثِ فَقَتَلَهُ. وَكَانَ خَبِيبٌ هُوَ سَنَّ لِكُلِّ مُسْلِمٍ قُتِلَ صَبْرًا الصَّلاةَ، واستجاب اللَّه لعاصم بْن ثابت يَوْم أصيب، فأخبر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أصحابه حين أصيبوا خبرهم، وبعث ناس من قريش إِلَى عاصم بْن ثابت حين حدثوا أَنَّهُ قتل ليؤتوا بشيء منه يعرف، وكان قتل رجلًا عظيمًا منهم يَوْم بدر، فبعث اللَّه إِلَى عاصم مثل الظلة من الدبر [4] فحمته من رسلهم، فلم يقدروا عَلَى أن يقطعوا منه شيئًا.
كذا في هذه الرواية أن بين الحارث بْن عامر ابتاعوا خبيبًا، وقال ابن إِسْحَاق: وابتاع خبيبًا حجير بْن أَبِي إهاب التميمي، حليف لهم، وكان حجير [5] أخا الحارث بْن عامر لأمه، فابتاعه لعقبة بْن الحارث ليقتله بأبيه.
وقيل: اشترك في ابتاعه أَبُو إهاب بْن عزيز، وعكرمة بْن أَبِي جهل، والأخنس بن شريق، وعبيدة ابن حكيم بْن الأوقص، وأمية بْن أَبِي عتبة، وبنو الحضرمي، وصفوان بْن أمية، وهم أبناء من قتل من المشركين يَوْم بدر، ودفعوه إِلَى عقبة بْن الحارث، فسجنه في داره، فلما أرادوا قتله خرجوا به إِلَى التنعيم [6] فصل ركعتين، وقال:
لقد جمع الأحزاب حولي وألبوا [7] ... قبائلهم واستجمعوا كل مجمع
وقد قربوا أبناءهم ونساءهم ... وقربت من جذع طويل ممنع
وكلهم يبدي العداوة جاهدًا ... علي، لأني في وثاق بمضيع
__________
[1] القطف: العنقود.
[2] يروى بكسر الباء، جمع بده، وهي الحصة والنصيب، أي اقتلهم حصصا مقسمة لكل واحد حصته ونصيبه، ويروى بالفتح أي متفرقين في القتل واحدا بعد واحد من التبديد.
[3] الشلو: البقية، والممزع: المقطع.
[4] الدبر: النحل والزنابير.
[5] في سيرة ابن هشام 2- 171: «وكان أبو إهاب أخا الحارث ... »
[6] موضع على ثلاثة أميال من مكة خارج الحرم على طريق المدينة.
[7] كذا رويت الأبيات في الاستيعاب: 441، وهي في السيرة: 2- 176 مع خلاف وتقديم وتأخير.(1/598)
إِلَى اللَّه أشكو غربتي بعد كربتي ... وما جمع الأحزاب لي عند مصرعي
فذا العرش صيرني عَلَى ما أصابني ... فقد بضعوا لحمي وقد ضل مطمعي
وذلك في ذات الإله وَإِنْ يَشَأْ ... يُبَارِكْ عَلَى أَوْصَالِ شِلْوٍ مُمَزَّعِ
وقد عرضوا بالكفر والموت دونه ... وقد ذرفت عيناي من غير مدمع
وما بي حذار الموت، إني لميت ... ولكن حذاري حر نار تلفع
فلست بمبد للعدو تخشعًا ... ولا جزعًا، إني إِلَى اللَّه مرجعي
ولست أبالي حين أقتل مسلما ... على أي جنب كان في اللَّه مصرعي
وهو أول من صلب في ذات اللَّه.
واسم الصبي الذي درج إِلَى خبيب فأخذه: أَبُو حسين بْن الحارث بْن عَامِر بْن نوفل بْن عبد مناف، وهو جد عَبْد اللَّهِ بْن عبد الرحمن بْن أَبِي حسين، شيخ مالك.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر عبيد الله بن أحمد بن علي بإسناده إِلَى يونس بْن بكير، عَنْ إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل، أخبرني جَعْفَر بْن عمرو بْن أمية الضمري: أن أباه حدثه، عَنْ جده، وكان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعثه عينًا وحده، فقال:
جئت إِلَى خشبة خبيب فرقيت فيها وأنا أتخوف العيون، فأطلقته فوقع إِلَى الأرض، ثم اقتحمت فالتفت فكأنما ابتلعته الأرض، فما ذكر لخبيب بعد رمة حتى الساعة.
وكان عاصم قد أعطى اللَّه عهدًا أن لا يمس مشركا ولا يمسه مشرك أبدًا، فمنعه اللَّه بعد وفاته لما أرادوا أن يأخذوا منه شيئًا، فأرسل اللَّه الدبر فحماه.
أخرجه الثلاثة.
أسيد: بفتح الْهَمْزَة وكسر السِّين، وهو البراد بالباء الموحدة والراء وآخره دال مهملة [1] .
وأسيد بْن جارية: بفتح الهمزة أيضا وكسر السين، وجارية بالجيم.
1418- خبيب جد معاذ
(س) خبيب، جد معاذ بْن عَبْد اللَّهِ بْن خبيب.
قال أَبُو موسى: ذكره عبدان، وروى بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابن أَبِي ذئب، عَنْ أسيد بن أبى أسيد، عن معاذ ابن عَبْد اللَّهِ بْن خبيب، عَنْ أبيه رضي اللَّه عنه، قال: «أصابنا طش [2] وظلمة، فانتظرنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليصلي بنا، فخرج فأخذ بيدي» .
وذكر الحديث في فضل سورة الإخلاص والمعوذتين.
قلت: أخرجه أَبُو موسى عَلَى ابن منده، وهذا خبيب قد ذكره ابن منده وترجم عليه: خبيب أَبُو [3] عَبْد اللَّهِ الجهني، وذكر الحديث، وقد ذكرناه قبل، وذكرت كلام أبى نعيم عليه.
__________
[1] أسيد بن أبى أسيد البراء، ورد في الترجمة التي قبل هذه.
[2] الطش: المطر القليل.
[3] في الأصل: خبيب بن عبد الله بن عبد الله الجهنيّ.(1/599)
باب الخاء والدال
1419- خداش بن بشير
(ب) خداش بْن بشير بْن الأصم، من بني معيص بْن عامر بْن لؤي. هو قاتل مسيلمة الكذاب فيما يزعم بنو عامر.
أخرجه أبو عمر [1] .
1420- خداش بن حصين
(ب) خداش، أو خراش بْن حصين بْن الأصم. واسم الأصم رحضة بْن عَامِر بْن رواحة بْن حجر بن عبد بن معيص بْن عامر بْن لؤي، له صحبة.
أخرجه أَبُو عمر وقال: لا أعلم له رواية، قال: وزعم بنو عامر أَنَّهُ قاتل مسيلمة الكذاب.
أخرجه أَبُو عمر.
قلت: هذا خداش بْن حصين، هو ابن بشير الذي أخرجه أَبُو عمر أيضًا، وقد تقدم ذكره، سماه ابن الكلبي خداشًا ولم يشك، وسمى أباه بشيرًا، ولا شك أن العلماء قد اختلفوا في اسم أبيه كما اختلفوا في غيره، ودليله أن جده الأصم لم يختلفوا فيه ولا في قبيلته ولا في نقل أَنَّهُ قتل مسيلمة. والله أعلم.
1421- خداش بن أبى خداش المكيّ
(ب د ع) خداش بْن أَبِي خداش المكي. عم صفية بنت أَبِي مجزأة، قاله أبو عمر.
وقال ابن منده وأبو نعيم: صفية بنت بحر. وقيل: عَنْ بحرية عمة أيوب بْن ثابت. روى داود بْن أَبِي هند، عَنْ أيوب بْن ثابت، عَنْ بحرية. وقيل: صفية بنت بحر. قالت: رَأَى عمي خداش النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يأكل في صحفة فاستوهبها منه.
وقال أَبُو عامر العقدي ومعاذ بْن هانئ وغيرهما: عَنْ أيوب عن صفية بنت بحر.
أخرجه الثلاثة.
1422- خداش بن سلامة
(ب د ع) خداش بْن سلامة أَبُو سلامة. ويقال: ابن أَبِي سلامة السلامي، وقيل: السلمي، بعد في أهل الكوفة، روى عنه حديث واحد.
أَخْبَرَنَا بِهِ أَبُو يَاسِرِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ، أخبرنا أبو غالب بن البناء، أخبرنا أبو محمد بن الجوهري، أخبرنا أبو بكر القطعي، أخبرنا أبو مسلم الكجعى [2] ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، أَخْبَرَنَا شَيْبَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ عُرْفُطَةَ [3] السُّلَمِيِّ، عَنْ خِدَاشِ بْنِ أَبِي سلامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: أوصى
__________
[1] لم أجده في الاستيعاب.
[2] يقال فيه أيضا: الكشي، ينظر المشتبه للذهبى: 553.
[3] الصواب: ابن عرفطة كما في خلاصة التذهيب: 213.(1/600)
امرأ بأمه، أوصي امرأ بأمه، أوصى امرأ بِأُمِّهِ، أُوصِي امْرَأً بِأَبِيهِ، أُوصِى امْرَأً بِمَوْلاهُ الَّذِي يَلِيهِ، وَإِن كَانَ عَلَيْهِ أَذَاةٌ يُؤْذِيهِ. وَأَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرٍ بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، أَخْبَرَنَا عَفَّانُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عُرْفُطَةَ السُّلَمِيِّ، عَنْ خِدَاشِ أَبِي سَلامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أُوصِي امْرَأً.» فَذَكَرَهُ. رَوَاهُ الثَّوْرِيُّ عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ خِدَاشٍ، وَلَمْ يَذْكُرْ:
عُرْفُطَةَ، وَرَوَاهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ مَنْصُورٍ نَحْوَهُ. وَقَدْ وَهِمَ فِيهِ بَعْضُ مَنْ جَمَعَ الأَسْمَاءَ فَقَالَ: هُوَ مِنْ وَلَدِ حَبِيبٍ السُّلَمِيِّ، وَالِدِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، فَلَمْ يَصْنَعْ شَيْئًا، قَالَهُ أَبُو عُمَرَ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
1423- خداش بْن قتادة
خداش بْن قتادة بْن ربيعة بْن مطرف بْن الحارث بْن زَيْد بْن عُبَيْد بْن زيد الأنصاري الأوسي. شهد بدرًا، وقتل يَوْم أحدا شهيدا، قاله ابن الكلبي.
1424- خدع
(س) خدع، ذكره أَبُو الْفَتْحِ الأزدي وَأَبُو الحسن العسكري وغيرهما، بالخاء، وقد تقدم حديثه في الجيم [1] .
أخرجه أبو موسى مختصرا.
1425- خديج بن سالم
(س) خديج بْن سالم، شهد العقبة عَلَى ما ذكره موسى بْن عقبة، قاله ابن ماكولا، وقد ذكر عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فليح، عَنْ موسى، عَنِ ابن شهاب في الصحابة: خديج بْن أوس بْن سالم. أخرجه أَبُو موسى كذا مختصرا.
1426- خديج بن سلامة
(ب س) خديج بْن سلامة، ويقال: ابن سالم بْن أوس بْن عمرو بْن القراقر بْن الضحيان البلوي، حليف لبني حرام بْن كعب بْن غنم بْن كعب بْن سلمة من الأنصار.
شهد العقبة الثانية، ولم يشهد بدرًا ولا أحدًا، وشهد ما بعدهما، قاله الطبري، قال: ويكنى أبا رشيد، أخرجه أَبُو عمر هكذا.
وأخرجه أَبُو موسى فقال: خديج بْن سلامة بْن أوس بْن عمرو بْن كعب أبو شباث، وشهد العقبة ولم يشهد بدرًا ولا أحدًا، ذكره ابن ماكولا وقال: قاله الطبري.
__________
[1] ينظر ترجمة الجذع الأنصاري: 1/ 328.(1/601)
فابن ماكولا وَأَبُو موسى جعلا خديجًا بْن سلامة وابن سالم ترجمتين، عَلَى أن أبا موسى من كتاب ابن ماكولا أخذه حرفًا بحرف، وأما أَبُو عمر فجعلهما واحدًا، وقال: ابن سلامة، ويقال: ابن سالم.
والله أعلم.
شباث: بضم الشين المعجمة، وبالباء الموحدة، وبعد الألف ثاء مثلثة.
باب الخاء والذال
1427- خذام بن وديعة
(ب د ع) خدام بْن وديعة الأنصاري، من الأوس. ذكره أَبُو عمر، وقيل: خذام بْن خَالِد.
قاله أَبُو عمر أيضًا وابن منده. وقال أَبُو نعيم: كنيته أَبُو وديعة، من بني عمرو بْن عوف بن الخزرج. فجعل أبا وديعة كنية له، وجعله أَبُو عمر أباه، وهو والد خنساء بنت خذام، قيل: إن عثمان ابن عفان رضي اللَّه عنه نزل عَلَى خذام هذا لما هاجر، وقيل: نزل عَلَى غيره.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَكَارِمِ فِتْيَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ سَمْنِيَّةَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْقَعْنَبِيِّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ القاسم، عن أبيه، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَمُجَمِّعٍ ابْنَيْ يَزِيدَ بْنِ جَارِيَةَ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ خَنْسَاءَ بِنْتِ خِذَامٍ الأَنْصَارِيَّةِ: أَنَّ أَبَاهَا زَوَّجَهَا وَهِيَ ثَيِّبٌ فَكَرِهَتْ ذَلِكَ، فَأَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَدَّ نِكَاحَهُ.
ورواه الثوري عن عبد الرحمن بْن الْقَاسِم، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن وديعة، عَنْ خنساء.
وروى مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، عَنْ حجاج بْن السائب، عَنْ أبيه، عَنْ جدته خنساء بنت خذام بْن خَالِد، قال: وكانت قد أيمت [1] من رجل، فزوجها أبوها رجلًا من بني عوف، قال: فحطت [2] إِلَى أَبِي لبابة ابن عبد المنذر، وارتفع شأنهما إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأمر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أباها أن يلحقها بهواها، فتزوجت أبا لبابة، فولدت له السائب بْن أَبِي لبابة، فسميت خنساء أم السائب.
أخرجه الثلاثة.
باب الخاء والراء
1428- خراش بن أمية
(ب د ع) خراش بْن أمية الكعبي الخزاعي. لَهُ ذكر ولا تعرف لَهُ رواية، قاله ابن منده وأبو نعيم.
وقال أبو عمر: خراش بْن أمية بْن الفضل الكعبي الخزاعي، مدني، شهد مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الحديبية وخيبر وما بعدهما من المشاهد، بعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحديبية إِلَى مكة، وحمله عَلَى جمل يقال له
__________
[1] أي صارت أيما لا زوج لها.
[2] في المطبوعة: فخطبت. وحطت: مالت.(1/602)
الثعلب، فآذته قريش وعقرت جمله وأرادت قتله، فمنعته الأحابيش، فعاد إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فحينئذ بعث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عثمان بْن عفان، وهو الذي حلق رأس رَسُول اللَّهِ يَوْم الحديبية.
روى عَنْ خراش هذا ابنه عَبْد اللَّهِ، وتوفي خراش هذا آخر أيام معاوية.
أخرجه الثلاثة.
قلت: وقد نسبه هشام الكلبي فقال: خراش بْن أمية بْن ربيعة بْن الفضل بْن منقذ بْن عفيف بْن كليب ابن حبشية بْن سلول بْن كعب بْن عمرو بْن ربيعة، وهو لحي، الخزاعي. كان حليفًا لبني مخزوم، يكنى أبا نضلة، وهو الذي حلق للنبي يَوْم الحديبية وكان حجامًا، وهو الذي رمى نفسه عَلَى عامر بْن أَبِي ضرار أخي الحارث يَوْم المريسيع [1] مخافة أن يقتله الأنصار، وكان رمى رجلًا منهم بسهم.
1429- خراش بن حارثة
(س) خراش بْن حارثة. أخو أسماء بْن حارثة. ذكره البغوي وغيره أنهم كانوا ثمانية إخوة أسلموا وصحبوا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وشهدوا معه بيعة الرضوان، وهم: أسماء وهند وخراش وذؤيب وحمران وفضالة ومالك [2] وقد تقدم نسبهم عند أخيه أسماء.
أخرجه أَبُو موسى.
1430- خراش بن الصمة
(ب د ع) خراش بْن الصمة بْن عَمْرو بْن الجموح بْن زَيْد بْن حرام بْن كعب بْن غنم بْن كعب ابن سلمة، الأنصاري الخزرجي السلمي.
شهد بدرًا وأحدًا، قال الكلبي وَأَبُو عبيد: كان معه يَوْم بدر فرسان، وجرح يَوْم أحد عشر جراحات، وكان من الرماة المذكورين.
أخرجه الثلاثة.
1431- خراش الكلبي
(ب) خراش الكليبي، ثم السلولي. مذكور فِي الصحابة، قَالَ أَبُو عُمَر: لا أعرفه بغير ذَلِكَ [وقد قيل: إنه الذي قبله] [3] وذكر له ذلك الخبر، قال: والصحيح في ذلك أَنَّهُ خزاعي. هذا كلام أَبِي عمر.
قلت: هو خراش بْن أمية: لا شبهة فيه، ومن وقف عَلَى نسبه في اسمه الأول علم أَنَّهُ كليبي. وأنه سلولي، وأنه خزاعي، فلا أدري كيف اشتبه عَلَى أَبِي عمر: وقد ذكرناه في خراش بْن أمية مطولًا، والله أعلم.
__________
[1] كان في السنة الخامسة من الهجرة، ويدعى هذا اليوم أيضا بغزوة بنى المصطلق، ينظر العبر للذهبى: 1- 6.
[2] ثامنهم سلمة، وسيأتي ذكره في موضعه.
[3] عن الاستيعاب 445، وبدونه لا تستقيم عبارة أبى عمر.(1/603)
1432- خراش بن مالك
(س) خراش بْن مالك. قال أَبُو موسى: ذكره العسكري، هو علي بْن سَعِيد، روى مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن بجرة الأسلمي، عَنْ خراش بْن مالك، قال: احتجم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلما فرغ قال: لقد عظمت أمانة رجل قام عَلَى أوداج [1] رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم بحديدة. أخرجه أبو موسى.
1433- خراش السلمي
(ب د ع) الخراباق السلمي، قاله سَعِيد بْن بشير، عَنْ قتادة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سيرين، عَنْ خرباق السلمي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الظهر وسلم من ركعتين، فقال له خرباق السلمي أشككت أم قصرت الصلاة يا رَسُول اللَّهِ؟ قال: ما شككت ولا قصرت، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أصدق ذو اليدين؟ قَالُوا: نعم، فصلى الركعتين ثم سلم، ثم سجد سجدتين وهو جالس، ثم سلم.
ورواه هشام بْن حسان، عَنِ ابن سيرين، عَنْ أَبِي هريرة. ويرد في ذي اليدين، ولم يذكر الخرباق وَإِنما المحفوظ ذكر الخرباق من حديث عمران بْن حصين أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سلم في ثلاث ركعات، فقام رجل يقال له: الخرباق طويل اليدين. ويرد ذكره في ذي اليدين.
أخرجه الثلاثة.
1434- خرشة بن الحارث
(ب د ع) خرشة بْن الحارث المرادي، من بني زبيد. وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وشهد فتح مصر ومن أولاده أَبُو خرشة عَبْد اللَّهِ بْن الحارث بْن ربيعة بْن خرشة.
روى ابن لهيعة، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حبيب، عَنْ خرشة بْن الحارث صاحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال: لا يشهد أحدكم قتيلًا يقتل صبرًا [2] ، فعسى أن يقتل مظلومًا فتنزل السخطة عليهم فتصيبه معهم. وذكر ابن منده في هذه الترجمة النهي عَنِ القتال في الفتنة، ونذكره في الترجمة التي بعد هذه، ولعل ابن منده ظن أن الحديث لخرشة المرادي، وَإِنما هو لخرشة المحاربي، والله أعلم.
أخرجه الثلاثة.
1435- خرشة بن الحر
(ب ع س) خرشة بْن الحر المحاربي. قاله أَبُو نعيم، وقال أَبُو عمر: خرشة بْن الحر الفزاري، وقيل:
الأزدي، نزل حمص، وهو أخو سلامة بنت الحر، وكان خرشة يتيمًا في حجر عمر، روى عَنْ عمر،
__________
[1] الأوداج: جمع ودج، وهي ما أحاط بالعنق من العروق.
[2] أي يحبس ثم يرمى بشيء حتى يموت.(1/604)
وأبي ذر، وعبد اللَّه بْن سلام. روى عنه جماعة من التابعين منهم: ربعي بْن خراش، والمسيب بْن رافع، وَأَبُو زرعة بْن عمرو بْن جرير. وغيرهم. وليس لَهُ عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غير حديث واحد وهو الإمساك عَنِ الفتنة، قاله أَبُو عمر.
وروى أَبُو نعيم حديث الفتنة، أَخْبَرَنَا به أَبُو بَكْرٍ مِسْمَارُ بْن عُمَرَ بْن الْعُوَيْسِ النِّيَارُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْن أَبِي غَالِبِ بْن الطلاية، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم الأنماطي، أَخْبَرَنَا أبو طاهر المخلص، أخبرنا عبد الله ابن محمد البغوي، أخبرنا داود بن رشيد، أخبرنا عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الزرقاء، عَنْ ثابت بْن عجلان، عَنْ أَبِي كثير المحاربي، عَنْ خرشة المحاربي، قال: سمعت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: ستكون بعدي فتنة، النائم فيها خير من اليقظان، والجالس خير من القائم، والقائم فيها خير من الساعي، فمن أتت عليه فليمش بسيفه إِلَى صفاة [1] فيضربها به فيكسره، ثم يضطجع لها حتى تنجلي عما انجلت.
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو نعيم، وَأَبُو موسى، وأوردوا هذا الحديث فيه، وأورده ابن منده في خرشة المرادي فجعلهما واحدًا. وقال أَبُو موسى: جمع أَبُو عَبْد اللَّهِ بينهما، والظاهر أنهما اثنان، وأما أَبُو عمر فلم يذكر من روى حديث الفتنة عَنْ خرشة، بل ذكر الراوي عَنْ خرشة في الترجمة التي بعد هذه، وجعلها ترجمة ثالثة، ويرد الكلام عليها فيها، إن شاء الله تعالى.
1436- خرشة
(ب) خرشة، شامي له صحبة، قال أَبُو عمر: كذا قال أَبُو حاتم، وجعله غير خرشة بْن الحر، وقال: روى عنه أَبُو كثير المحاربي.
قلت: هذا كلام أَبِي عمر، ولا شك أَنَّهُ وهم فيه، فإن أبا كثير المحاربي يروى عن خرشة بن الحر حديث الفتنة الّذي أشار إليه أبو عمر في خرشة بْن الحر، ثم قال أَبُو عمر في الأول: إنه حمصي، وقال في هذا: إنه شامي، فظهر بهذا جميعه أنهما واحد، والله أعلم.
1437- الخريت بن راشد الناجي
(ب) الخريت بْن راشد الناجي، ذكر سيف عَنْ زيد بْن أسلم قال: لقي الخريت بْن راشد الناجي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين مكة والمدينة، في وفد بني سامة بْن لؤي فاستمع منهم، وأشار إِلَى قوم من قريش فقال: هؤلاء قومكم فانزلوا عليهم.
قال الزبير: وكان الخريت عَلَى مضر يَوْم الجمل مع طلحة والزبير، وكان عَبْد اللَّهِ بْن عامر قد استعمل الخريت بْن راشد عَلَى كورة من كور فارس، ثم كان مع علي، فلما وقعت الحكومة فارق عليًا إِلَى بلاد فارس مخالفًا، فأرسل علي إليه جيشًا واستعمل عَلَى الجيش معقل بْن قيس وزياد بْن خصفة، فاجتمع مع الخريت كثير من العرب ونصارى كانوا تحت الجزية، فأمر العرب بإمساك صدقاتهم والنصارى بإمساك الجزية، وكان هناك نصارى أسلموا، فلما رأوا الاختلاف ارتدوا وأعانوه، فلقوا أصحاب على
__________
[1] الصفاة: الصخرة: والحجر الأملس.(1/605)
وقاتلهم، فنصب زياد بْن خصفة راية أمان، وأمر مناديًا فنادى: من لحق بهذه الراية فله الأمان، فانصرف إليها كثير من أصحاب الخريت، فانهزم الخريت فقيل.
أخرجه أبو عمر.
1438- خريم بن أوس
(ب د ع) خريم بْن أوس بْن حارثة بْن لام بْن عَمْرو بْن طريف بْن عَمْرو بْن ثمامة بْن مَالِك بْن جدعاء بْن ذهل بْن رومان بْن جندب بْن خارجة بْن سعد بْن فطرة بْن طيِّئ الطائي، يكنى: أبا لجأ. لقي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد منصرفه من تبوك فأسلم.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عِيسَى كتابة، أخبرنا أبو غالب الكوشيدي ونوشروان بن شيرزاد قالا:
أخبرنا أبو بكر بن ريذة، أخبرنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا عَبْدَانُ بْنُ أَحْمَدَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ حَمَّادٍ الْبَرْبَرِيُّ، قَالا: أَخْبَرَنَا أَبُو السُّكَيْنِ زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ عَمْرِو بْنِ حِصْنِ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ مُنْهَبِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ خُرَيْمٍ، حَدَّثَنِي عَمُّ أَبِي زَحْرُ بْنُ حِصْنٍ، عَنْ جَدِّهِ حُمَيْدِ بْنِ مِنْهَبِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ خُرَيْمٍ، عَنْ جَدِّهِ خُرَيْمٍ قَالَ: هَاجَرْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَدِمْتُ عَلَيْهِ مُنْصَرَفِهِ مِنْ تبوك [و] أسلمت، فسمعت العباس ابن عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أُرِيدُ أَنْ أَمْتَدِحَكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا يُفَضِّضَ اللَّهُ فَاكَ. فَأَنْشَأَ الْعَبَّاسُ يَقُولُ [1] :
مِنْ قَبْلَهَا طِبْتَ فِي الظِّلالِ وَفِي ... مُسْتَوْدَعٍ حَيْثُ يُخْصَفُ الْوَرَقُ [2]
ثُمَّ هَبَطْتَ الْبِلادَ لا بَشَرٌ أَنْتَ ... وَلا مُضْغَةٌ وَلا عَلَقُ [3]
بَلْ نُطْفَةٌ تَرْكَبُ السَّفِينَ وَقَدْ ... أَلْجِمَ نِسْرًا وَأَهْلَهُ الْغَرَقُ [4]
تُنْقَلُ مِنْ صَالِبٍ إِلَى رحم ... إذا مضى عالم بَدَا طَبَقُ [5]
حَتَّى احْتَوَى بَيْتَكَ الْمُهَيْمِنُ مِنْ ... خندف علياء تحتها النّطق [6]
__________
[1] الأبيات في الاستيعاب: 447.
[2] ينظر النهاية: خصف، ظلل، ودع.
أراد ظلال الجنة، أي كنت طيبا في صلب آدم، حيث كان في الجنة يخصف هو وحواء من ورقها، والضمير في قبلها يعود إلى الأرض، أي ومن قبل النزول إلى الأرض، والخصف: الضم والجمع.
[3] البيت في النهاية: هبط.
أي لما أهبط الله آدم إلى الدنيا كنت في صلبه، غير بالغ هذه الأشياء.
[4] البيت في النهاية: نسر.
يعنى بالنسر الصنم الّذي كان يعبده قوم نوح عليه السلام، وهو المذكور في قوله تعالى: (وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً) 71: 23.
[5] ينظر النهاية: صلب، وطبق، والصائب: الصلب، وهو قليل الاستعمال، والطبق: القرن، يقول: إذا مضى قرن بدا قرن.
[6] ينظر النهاية: بيت، علا، نطق، هيمن.
والمهيمن: الشاهد بالفصل، وعلياء: اسم للمكان المرتفع، والنطق: جمع نطاق، وهي أعراض من جبال بعضها فوق بعض:
أي نواح وأوساط منها، شبهت بالنطق التي يشد بها أوساط الناس، ضربه مثلا له في ارتفاعه وتوسطه في عشيرته، وجعلهم تحته بمنزلة أوساط الجبال.(1/606)
وَأَنْتَ لَمَّا وُلِدْتَ أَشْرَقَتْ ... الأَرْضُ وَضَاءَتْ بِنُورِكَ الأفق
فنحن في ذلك الضياء وفي ... النور وَسُبُلُ الرَّشَادِ نَخْتَرِقُ
قَالَ: وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: هَذِهِ الْحِيرَةُ الْبَيْضَاءُ قَدْ رُفِعَتْ لِي، وَهَذِهِ الشَّيْمَاءُ بِنْتُ نُفَيْلَةَ الأَزْدِيَّةُ عَلَى بَغْلَةٍ شَهْبَاءَ مُعْتَجِرَةٌ [1] بِخِمَارٍ أَسْوَدَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَإِنْ نَحْنَ دَخَلْنَا الْحِيرَةَ وَوَجَدْتُهَا عَلَى هَذِهِ الصِّفَةِ هِيَ لِي؟ قَالَ: هِيَ لَكَ» . وذكر الحديث، قال: وشهدت مع خَالِد بْن الْوَلِيد قتال أهل الردة، ووصلنا إِلَى الحيرة، فلما دخلناها كان أول من تلقانا الشيماء بنت نفيلة، كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، فتعلقت بها، وقلت: هذه وهبها رسول الله لي، فدعاني خَالِد، فقال: لك بينة؟ فأتيته بها، وكانت البينة مُحَمَّد بْن مسلمة، ومحمد بن بشير الأنصاريان، وقيل: كانا محمد بن سلمة، وعبد الله ابن عمر، فسلمها إلي خَالِد بْن الْوَلِيد، ونزل إلينا أخوها عبد المسيح بْن نفيلة يريد الصلح، فقال لي: بعينها، فقلت: والله لا أنقصها من عشر مائة شيئًا، فأعطاني ألف درهم، وسلمتها إليه، فقيل لي: ولو قلت:
مائة ألف لدفعها إليك، فقلت: ما كنت أحسب أن عددًا يكون أكثر من عشر مائة.
أخرجه الثلاثة.
1439- خريم بن أيمن
(س) خريم بْن أيمن.
ذكره عبدان وقال: حدثنا مُحَمَّد بْن أيوب، أَخْبَرَنَا حميد بْن داود، أخبرنا أبى، أخبرنا خريم ابن كعب بْن خريم بْن أيمن بْن زرعة، عَنْ أبيه، عَنْ جده: أن رجلا أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فقال: يا رَسُول اللَّهِ، إني قد كبرت عَنْ خلال الإسلام، فاتخذ لي خلة تجمع خلال الإسلام، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يزال لسانك رطبًا من ذكر اللَّه عز وجل، فقال الرجل: ويكفيني؟ قال: نعم ويفضل عنك. أخرجه أبو موسى.
1440- خريم بن فاتك
(ب د ع) خريم بْن فاتك بْن الأخرم. وقيل: خريم بْن الأخرم بْن شداد بْن عمرو بْن الفاتك بْن القليب بْن عمرو بْن أسد بْن خزيمة الأسدي، وأبوه الأخرم يقال له: فاتك، وقيل: إن فاتكًا هو ابن الأخرم، يكنى خريم بْن فاتك:، أبا يحيى، وقيل: أَبُو أيمن، بابنه أيمن بْن خريم.
شهد بدرًا مع أخيه سبرة بْن فاتك، وقيل إن خريمًا هذا وابنه أيمن أسلما جميعًا يَوْم فتح مكة، والأول أصح، وقد صحح البخاري وغيره: أن خريمًا وأخاه سبرة بْن فاتك شهدا بدرًا، وهو الصحيح، وعداده في الشاميين، وقيل: في الكوفيين.
نزل الرقة، روى عنه المعرور بْن سويد، وشمر بْن عطية، والربيع بْن عميلة، وحبيب بْن النعمان الأسدي. روى إِسْمَاعِيل بْن أَبِي خَالِد، عَنِ الشعبي: أن مروان بْن الحكم قال لأيمن بْن خريم ليقاتل معه يَوْم مرج راهط [2] فقال: إن أبى وعمى شهد بدرا، ونهيانى أن أقاتل مسلما.
__________
[1] اعتجر: التف.
[2] مرج راهط بجوار دمشق، وهي مرج عذراء اليوم، وكانت هذه الوقعة سنة 64 هـ، ينظر العبر: 1- 70.(1/607)
أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله بْنُ أَبِي حَبَّةَ بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بن أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الرُّكَيْنِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ فُلانِ [1] ابن عميلة، عن خزيم بْنِ فَاتِكٍ الأَسَدِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: النَّاسُ أَرْبَعَةٌ وَالأَعْمَالُ سِتَّةٌ، فَالنَّاسُ مُوَسَّعٌ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمُوَسَّعٌ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا مَقْتُورٌ عَلَيْهِ فِي الآخِرَةِ، وَمَقْتُورٌ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا مُوَسَّعٌ عَلَيْهِ فِي الآخِرَةِ، وَشَقِيٌّ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَالأَعْمَالُ مُوجِبَتَانِ، وَمِثْلٌ بِمِثْلٍ، وَعَشَرَةُ أَضْعَافٍ، وَسَبْعُمِائَةِ ضِعْفٍ، فَالْمُوجَبَتَانِ: مَنْ مَاتَ مُسْلِمًا لا يُشْرِكُ باللَّه شَيْئًا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، وَمَنْ مَاتَ كَافِرًا وَجَبَتْ لَهُ النَّارُ.
وَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا، قَدْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّهُ قَدْ أَشْعَرَهَا قَلْبَهُ وَحَرَصَ عَلَيْهَا، كُتِبَتْ لَهُ [2] ، وَمَنْ عَمِلَ حَسَنَةً كَانَتْ لَهُ بِعَشْرٍ أَمْثَالِهَا، وَمَنْ أَنْفَقَ فِي سبيل الله كانت له بسبعمائة ضِعْفٍ» . الرجل الذي لم يسمه هو: يسير، بضم الياء تحتها نقطتان، وفتح السين المهملة، وبعدها ياء ثانية، وآخره راء، وروى إسرائيل عَنْ أَبِي إِسْحَاق، عَنْ شمر بْن عطية، عَنْ خريم بْن فاتك، قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أي رجل أنت لولا خلقان فيك، قلت: وما هما؟ قال: تسبل [3] إزارك، وترخي شعرك قلت: لا جرم، فجز شعره ورفع إزاره. وله حديث يدخل في دلائل النبوة، وسبب إسلامه يرد في مالك الجني [4] إن شاء اللَّه تعالى، رواه عنه ابن عباس.
أخرجه الثلاثة.
قليب: بضم القاف، وآخره باء موحدة.
باب الخاء والزاى
1441- خزاعيّ بن أسود
(د ع) خزاعي بْن أسود. وقيل: أسود بْن خزاعي الأسلمي، حليف الأنصار، كان ممن سار إِلَى قتل أَبِي رافع، وقد تقدم في الأسود.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
1442- خزاعيّ بن عبد نهم
(س) خزاعي بْن عبد نهم بْن عفيف بْن سحيم بْن ربيعة بْن عداء، ويقال عدىّ، ابن ثعلبة بْن ذؤيب بْن سعد بْن عدي بْن عثمان بْن عمرو المزني، وهو عم عبد الله بن مغفّل المزني، كان يحجب صنمًا لمزينة اسمه: نهم، فكسر الصنم، ولحق بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فأسلم وهو يقول [5] :
__________
[1] سيأتي أن اسمه يسير، وينظر ميزان الاعتدال: 4- 447.
[2] هنا سقط وتكملته من المسند 4- 345،: «وحرص عليها كتبت له حسنة ومن هم بسيئة لم تكتب عليه، ومن عملها كتبت واحدة ولم تضاعف عليه» .
[3] المسبل إزاره: هو الّذي يطول ثوبه ويرسله إلى الأرض إذا مشى.
[4] هو مالك بن مالك الجنى.
[5] الأبيات في كتاب الأصنام الكلبي: 39، 40.(1/608)
ذهبت إِلَى نهم لأذبح عنده ... عتيرة [1] نسك كالذي كنت أفعل
فقلت لنفسي حين راجعت حزمها ... أهذا إله أبكم ليس يعقل؟
أبيت، فديني اليوم دين مُحَمَّد ... إله السماء الماجد المتفضل
فبايع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبايعه عَلَى مزينة، وقدم من قومه معه عشرة رهط [منهم] [2] : بلال بْن الحارث، وعبد اللَّه بْن درة، وَأَبُو أسماء، والنعمان بن مقرّن، وبشر [3] بن المحتفر. وأسلمت مزينة، ودفع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إليه لواءهم يَوْم الفتح، وكانوا ألف رجل، وكان عَلَى قبض [4] مغانم النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، أخرجه أبو موسى.
1443- خزامة بن يعمر
(س) خزامة بْن يعمر الليثي. اختلف عَلَى الزُّهْرِيّ فيه، فقيل: خزامة بْن يعمر، عَنْ أبيه. وقيل:
عَنْ أَبِي خزامة بْن زيد بْن الحارث، عَنْ أبيه. قاله [5] مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ البياضي، عَنْ طلحة بْن يحيى، عَنْ يونس. وقيل غير ذلك، وقد ذكر في الحارث بْن سعد.
أخرجه أَبُو موسى.
1444- خزرج أبو الحارث
(د ع) خزرج، أَبُو الحارث، مجهول- في حديثه نظر، روى عنه ابنه الحارث أَنَّهُ سمع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ونظر إِلَى ملك الموت عند رأس رجل من الأنصار، فقال: يا ملك الموت، ارفق بصاحبي فإنه مؤمن، فقال ملك الموت: يا مُحَمَّد، طب نفسًا، وقر عينًا فإني بكل مؤمن رفيق. وذكر حديثا طويلا.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
وأَخْبَرَنَا يحيى بْن محمود بْن سعد الثقفي إِجَازَةً بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنِ عمرو بن الضحاك، قال:
حدثنا إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم أَبُو يعقوب القلوسي، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْن أبان الأزدي، أَخْبَرَنَا عمرو بْن أَبِي عمرو، عَنْ جَعْفَر بْن مُحَمَّد، عَنْ أبيه، قال: «سمعت الحارث بْن الخزرج يحدث عَنْ أبيه: أَنَّهُ سمع رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم ... » وذكر نحوه.
1445- خزيمة بن أوس
(ب س) خزيمة بْن أوس بْن يَزِيدَ بْن أصرم. من بني النجار، وهو أخو مسعود بْن أوس الأنصاري.
ذكره ابن فليح، عَنْ موسى بْن عقبة، عَنِ الزُّهْرِيّ: أَنَّهُ شهد بدرًا، وقال سلمة عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق، فيمن قتل يَوْم الجسر: خزيمة بْن أوس بْن خزيمة.
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى مختصرا.
__________
[1] العتيرة: ذبيحة كانت تذبح للأصنام، فيصب دمها على رأسها.
[2] عن الإصابة.
[3] في الأصل: بشير، والمثبت عن الإصابة 1- 159، والطبقات 1- 151.
[4] القبض بمعنى المقبوض، وهو ما جمع من الغنيمة قبل أن تقسم.
[5] في الأصل: قال.(1/609)
1446- خزيمة بن ثابت الأنصاري
(ب د ع) خزيمة بْن ثابت بْن الفاكه بْن ثعلبة بن ساعدة بْن عامر بن غيّان بن عامر بن خطمة ابن جشم بْن مالك بْن الأوس، الأنصاري الأوسي، ثم من بني خطمة، وأمه كبشة بنت أوس من بني ساعدة، يكنى أبا عمارة. وهو ذو الشهادتين، جعل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شهادته بشهادة رجلين، وكان هو وعمير بْن عدي بْن خرشة [1] يكسران أصنام بني خطمة.
وشهد بدرًا وما بعدها من المشاهد كلها، وكانت راية بني خطمة بيده يَوْم الفتح، وشهد مع علي رضي اللَّه عنه الجمل وصفين ولم يقاتل فيهما، فلما قتل عمار بْن ياسر بصفين قال خزيمة: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: «تقتل عمارًا الفئة الباغية» . ثم سل سيفه وقاتل حتى قتل، وكانت صفين سنة سبع وثلاثين، قاله أَبُو عمر.
وقال أَبُو أحمد الحاكم: شهد أحدا، ذكره ابن القداح، قال: وأهل المغازي لا يثبتون أَنَّهُ شهد أحدا، وشهد الشاهد بعدها، والله أعلم.
روى عنه ابنه عمارة أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اشترى فَرَسًا مِنْ سَوَاءِ بْن قَيْسٍ الْمُحَارِبِيِّ فَجَحَدَهُ سواء، فشهد خزيمة بْن ثابت للنبي صَلَّى الله عليه وسلم، فقال له رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ما حَمَلَكَ عَلَى الشَّهَادَةِ وَلَمْ تَكُنْ مَعَنَا حَاضِرًا؟
قَالَ: صَدَّقْتُكَ بِمَا جِئْتَ بِهِ، وَعَلِمْتُ أَنَّكَ لا تَقُولُ إِلا حَقًّا، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ شَهِدَ لَهُ خزيمة أو عليه فحسبه. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي عَلِيِّ بْنِ مَهْدِيٍّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ يُوحن بْنِ أبويه بْنِ النُّعْمَانِ الْيَمَنِيُّ الْبَاوَرِيُّ إِذْنًا، قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الْحمامِيُّ النَّيْسَابُورِيُّ، أَخْبَرَنَا الأَدِيبُ أَبُو مُسْلِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مهريزٍ النَّحْوِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَاصِمِ بْنِ زَاذَانَ، أَخْبَرَنَا مَأْمُونُ بْنُ هَارُونَ بْنِ طُوسِيٍّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عِيسَى بْنِ حَمْدَانَ الْبِسْطَامِيُّ الطَّائِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، حَدَّثَتْنِي عَمْرَةُ بِنْتُ خُزَيْمَةَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ، عَنْ أَبِيهِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنِ الاسْتِطَابَةِ [2] ، فَقَالَ: ثَلاثَةُ أَحْجَارٍ لَيْسَ فِيهَا رَجِيعٌ. وروى الزُّهْرِيّ، عَنِ ابن خزيمة، عَنْ أبيه: أَنَّهُ رَأَى فيما يري النائم أَنَّهُ سجد عَلَى جَبْهَةِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فاضطجع له النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقال: صدق رؤياك، فسجد عَلَى جَبْهَةِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
غيان: قيل: بفتح الغين المعجمة وتشديد الياء تحتها نقطتان، وآخره نون، وقيل: بفتح العين المهملة وبالنونين، وقيل: بكسر العين المهملة والنونين، والله أعلم.
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] لم يترجم له ابن الأثير، وينظر الاستيعاب: 1217 والإصابة: 3- 34، وجوامع السيرة لابن حزم: 169.
[2] الاستطابة: كناية عن الاستنجاء، لأن المستنجي يطيب جسده بإزالة ما عليه من الخبث، أي يطهره. والرجيع: العذرة والروث.(1/610)
1447- خزيمة بن ثابت
(س) خزيمة بْن ثابت، وليس بالأنصاري، وقيل: خزيمة بْن حكيم.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبِي عِيسَى الْمَدِينِيُّ إِذْنًا، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَدَّادُ، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْخَطِيبُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ السُّلَمِيُّ يُكَنَّى أَبَا بَكْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْحَرَّانِيُّ [1] يُوسُفُ بْنُ يعقوب، أخبرنا ابن جريح، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ خُزَيْمَةَ بْنَ ثَابِتٍ، وَلَيْسَ بِالأَنْصَارِيِّ، كَانَ فِي عِيرٍ لِخَدِيجَةَ، وَأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ مَعَهُ فِي تِلْكَ الْعِيرِ، فَقَالَ: يا مُحَمَّدُ، إِنِّي أَرَى فِيكَ خِصَالًا وَأَشْهَدُ أَنَّكَ النَّبِيُّ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْ تِهَامَةَ، وَقَدْ آمَنْتُ بِكَ، فَإِذَا سَمِعْتُ بِخُرُوجِكَ أَتَيْتُكَ، فَأَبْطَأَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى كَانَ يَوْمُ فَتْحِ مَكَّةَ أَتَاهُ، فَلَمَّا رَآهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَرْحَبًا بِالْمُهَاجِرِ الأَوَّلِ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا مَنَعَنِي أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَتَاكَ، وَأَنَا مُؤْمِنٌ بِكَ غَيْرُ مُنْكِرٍ لِبَعْثِكَ وَلا نَاكِثٍ لِعَهْدِكَ وَآمَنْتُ بِالْقُرْآنِ وَكَفَرْتُ بِالْوَثَنِ، إِلا أَنَّهُ أَصَابَتْنَا بَعْدَكَ سَنَوَاتٌ شِدَادٌ مَتَوَالِيَاتٌ. وَذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلًا.
أخرجه أَبُو موسى هكذا، وقال: رواه أَبُو معشر، وعبيد بْن حكيم، عن [ابن] [2] جريح، عَنِ الزُّهْرِيّ مرسلًا، وقال: خزيمة بْن حكيم السلمي، ثم البهزي.
وروى عَنْ مَنْصُور بْن المعتمر، عَنْ قبيصة عَنْ [3] خزيمة بْن حكيم.
1448- خزيمة بن جزى السلمي
(ب د ع) خزيمة بْن جزي السلمي. له صحبة، سكن البصرة روى عنه أخوه حبان بْن جزي.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ [4] وَغَيْرُ وَاحِدٍ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، السُّلَمِيِّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا هَنَّادٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، عَنْ حبان ابن جَزِيٍّ، عَنْ أَخِيهِ خُزَيْمَةَ بْنِ جَزِيٍّ، قَالَ: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عَنْ أَكْلِ الضَّبُعِ قَالَ: وَيَأْكُلُ الضَّبُعَ أَحَدٌ؟ قَالَ: وَسَأَلْتُهُ عَنْ أَكْلِ الذِّئْبِ، فَقَالَ: وَيَأْكُلُ الذِّئْبَ أَحَدٌ فِيهِ خَيْرٌ؟. قال الترمذي: وعبد الكريم بْن أَبِي أمية هو عبد الكريم بن قيس، وهو ابن أبى المخارق [5] أخرجه الثلاثة، قال أَبُو عمر: فيه نظر.
حبان: بكسر الحاء، والباء الموحدة، وجزى: قاله الدار قطنى وابن ماكولا: بكسر الجيم، قال ابن ماكولا: قال عبد الغني فيه يقال: جزي بفتح الجيم، وجزء، يعنى بالهمز.
__________
[1] في الأصل: أبو عمران الحراني عن يوسف بن يعقوب، وصوابه بإسقاط (عن) لأن أبا عمران هو يوسف، ينظر ميزان الاعتدال: 4- 475.
[2] زيادة ليست في الأصل.
[3] في الأصل: ابن، والصواب ما أثبتناه، وينظر ترجمة خزيمة بن حكيم، والإصابة: 1- 426.
[4] كذا في الأصل، وينظر: 1/ 16.
[5] ينظر تاريخ البخاري الصغير: 148، وميزان الاعتدال: 2- 646.(1/611)
1449- خزيمة بن جزى
(ب) خزيمة بْن جزي بْن شهاب العبدي، من عبد القيس، يعد في أهل البصرة، روى عنه حديث واحد في الضب، مختلف في إسناده ومتنه. أخرجه أَبُو عمر كذا مختصرا.
وقد ذكر ابن منده وَأَبُو نعيم حديث الضب في خزيمة بْن جزي السلمي، وذكر الاختلاف، ولم يذكره أبو عمر هناك، وإنما ذكره هاهنا، وما أقرب قولهما من الصواب، والله أعلم.
1450- خزيمة بن جهم
(ب) خزيمة بن جهنم بْن عبد قيس بْن عبد شمس. كان ممن حمل [1] النجاشي في السفينة مع عمرو بْن أمية، ذكره ابن أَبِي حاتم عَنْ أبيه، ونسبه الزبير، فقال: جهم بْن قيس بْن عَبْد شرحبيل [2] بْن هاشم ابن عَبْد مناف بْن عَبْد الدار بْن قصي القرشي العبدري، هاجر إِلَى أرض الحبشة مع أبيه جهم وأخيه عمرو.
أخرجه أَبُو عمر.
1451- خزيمة بن الحارث
(ب) خزيمة بْن الحارث. من أهل مصر، له صحبة. روى عنه يزيد بْن أَبِي حبيب، حديثه عند ابن لهيعة، عَنْ يزيد، عنه.
أخرجه أبو عمر مختصرا.
1452- خزيمة بن حكيم
(د ع) خزيمة بن حكيم السّلمى البهزي، صهر خديجة بنت خويلد. خرج مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في تجارة نحو بصرى، روى حديثه الوجيه بْن النعمان، عَنْ أبيه، عَنْ جده الوجيه، عَنْ مَنْصُور، عَنْ قبيصة بْن إِسْحَاق الخزاعي، عَنْ خزيمة بْن حكيم. بهذا أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم، وهو الذي تقدم ذكره في ترجمة خزيمة بن ثابت الّذي أخرجه أبو موسى.
1453- خزيمة بن خزمة
(ب) خزيمة بْن خزمة بْن عدي بْن أَبِي بْن غنم، وهو قوقل، بْن عوف بن غنم ابن عوف بْن الخزرج من القواقلة، شهد أحدًا، وما بعدها من المشاهد.
أَخْرَجَهُ أَبُو عمر.
خزمة: بفتح الخاء والزاى.
1454- خزيمة بن عاصم
(س) خزيمة بْن عاصم بْن قطن بْن عَبْد اللَّه بن عبادة بْن سعد بْن عوف بْن وائل بْن قيس بْن عوف بْن عبد مناة بن أد بن طابخة العكلي. يقال لولد سعد والحارث وجشم وعلي [3] بني عوف بن وائل:
عكل، باسم أمة حضنتهم.
__________
[1] في الاستيعاب 449: حمله، وفي الإصابة: بعثه.
[2] في الأصل: عبد بن شرحبيل، والمثبت عن كتاب نسبت قريش: 254، 255، وسيرة ابن هشام: 1/ 325، 2/ 361، وجوامع السيرة 59، 217.
[3] كذا في الأصل، وفي الجمهرة 187، عدي، وينظر تاج العروس: عكل.(1/612)
وفد خزيمة عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بإسلام قومه، فمسح النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وجهه فما زال جديدا حتى مات وكتب له كتابًا يوصي به من ولي الأمر بعده، وجعله عَلَى صدقات قومه.
أخرجه أَبُو موسى ولم ينسبه، ونسبه ابن الكلبي.
1455- خزيمة بن معمر
(ب د ع) خزيمة بْن معمر، الأنصاري الخطمي، أَبُو معمر.
روى عنه مُحَمَّد بْن المنكدر أَنَّهُ قال: رجمت امرأة عَلَى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال الناس: حبط عملها، فبلغ ذلك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: هو كفارة ذنوبها، وتحشر عَلَى ما سوى ذلك.
ورواه عَبْد اللَّهِ بْن نافع الزبيري، ومعن بْن عِيسَى المدنيان، عَنِ الْمُنْكَدِرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ أَبِيهِ، نحوه. قال أَبُو عمر: لا أعلم روى عنه غير ابن المنكدر، وفي إسناده اضطراب كثير. أخرجه الثلاثة.
باب الخاء والشين المعجمة والصاد المهملة
1456- الخشخاش بن الحارث
(ب د ع) الخشخاش بْن الحارث، وقيل: ابن مالك بْن الحارث، وقيل: الخشخاش بْن جناب بْن الحارث بْن أخيف، ويلقب مجفر، بْن كعب بْن العنبر بْن عَمْرو بْن تميم التميمي العنبري، وكان من المؤلفين، وكان أحدهم إذا بلغت إبله ألفًا فقأ عين فحلها وحرمه.
وفد هو وابنه مالك عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولهما صحبة، ولا بنيه: قيس وعبيد صحبة أيضًا.
أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرٍ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَحْمَدَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ الله بن أحمد قال: حدثني أبي، أخبرنا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ أَبِي الْحُرِّ، عَنِ الْخَشْخَاشِ الْعَنْبَرِيِّ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَعِي ابْنٌ لِي، فَقَالَ: ابْنُكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: لا يَجْنِي عَلَيْكَ وَلا تَجْنِي عَلَيْهِ: قَالَ أَحْمَدُ:
قَالَ هُشَيْمٌ مَرَّةً أُخْرَى: أَخْبَرَنِي مُخْبِرٌ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ أَبِي الْحُرِّ.
وَرَوَى عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ الْوَاسِطِيُّ، وَيَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ هُشَيْمٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ أَبِي الْحُرِّ، عَنِ الْخَشْخَاشِ الْعَنْبَرِيِّ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ، رَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَالِمٍ وغيره، عن هُشَيْمٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الْحُصَيْنِ، عَنِ الْخَشْخَاشِ، وَهُوَ الصَّحِيحُ. أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
جناب: بالجيم والنون، وقيل: حباب، بضم الحاء المهملة وبالباء الموحدة، واختاره أَبُو عمر.
وأخيف: بضم الهمزة وفتح الخاء المعجمة، وقيل: بفتح الهمزة وسكون الخاء، وقيل: خلف، والله أعلم.(1/613)
1457- الخشخاش
(س) الخشخاش. الذي روى عنه يونس بْن زهران، ذكره عبدان بالخاء المعجمة، وقد تقدم بالحاء المهملة [1] . أخرجه أَبُو موسى مختصرًا.
1458- خشرم بْن الحباب
خشرم بْن الحباب بْن المنذر بْن الجموح بْن زيد بْن الحارث بْن حرام بْن كعب بْن غنم بْن كعب بْن سلمة الأنصاري الخزرجي السلمي. شهد الحديبية وبايع فيها بيعة الرضوان، قاله الكلبي.
1459- خصفة
(د) خصفة أو ابن خصفة. مجهول، حديثه عند شعبة، عَنْ يزيد، عَنِ المغيرة بْن عَبْد اللَّهِ الجعفي [2] قَالَ: كنت جالسًا إِلَى رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ يقال له: خصفة أو ابن خصفة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ يقول: «إن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب» . أخرجه الثلاثة [3] .
باب الخاء والطاء
1460- خطاب بن الحارث
(د ع) خطاب بْن الحارث بْن معمر بْن حبيب بْن وهب بْن حذافة بن جمح القرشي الجمحي. أخو حاطب، هاجر إِلَى أرض الحبشة، ذكره مُوسَى بْن عقبة وابن إِسْحَاق فيمن هاجر إِلَى أرض الحبشة، ومعه امرأته فكيهة بنت يسار، هلك هناك مسلمًا، وله عقب، وقدمت امرأته في إحدى السفينتين إِلَى المدينة.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم هاهنا.
قلت: أخرجه أَبُو عمر في الحاء المهملة: حطّاب، وهو الصواب. كذا ذكره عبد الغنى بن سعيد والدار قطنى وابن ماكولا، وكذا كانت العرب تسمى كثيرًا الأخوين يشتقون اسم أحدهما من الآخر، والله أعلم.
1461- خطيم
(س) خطيم، ذكره عبدان، وقال: لا أدري لَهُ صحبة أم لا؟ ذكر أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «بشر المشّاءين ... » تقدم في حرف الحاء. أخرجه أَبُو موسى.
__________
[1] ينظر ترجمة الحسحاس 2/ 9.
[2] في الأصل: الحنفي، والمثبت من ترجمة أبى خصفة، وأبى حفصة، والإصابة: 1- 428.
[3] لم أجده في الاستيعاب.(1/614)
باب الخاء والفاء
1462- خفاف بن إيماء
(ب د ع) خفاف بْن إيماء بْن رحضة بْن خربة بْن خلاف بْن حارثة بن غفار الغفاريّ، كان أبوه سيد غفار، وكان هو إمام بني غفار وخطيبهم.
شهد الحديبية وبايع بيعة الرضوان، يعد في المدنيين. روى عنه عَبْد اللَّهِ بْن الحارث، وحنظلة بْن علي الأسدي، وخالد بْن عَبْد اللَّهِ بْن حرملة، وابنة الحارث بْن خفاف وغيرهم، يقال: إن للخفاف هذا ولأبيه ولجده رحضة صحبة، وكانوا ينزلون غيقة [1] من بلاد غفار، ويأتون المدينة كثيرًا.
روى يونس بْن بكير، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق، قال: لما سمع أَبُو سفيان بإسلام خفاف بْن إيماء، قال: لقد صبأ الليلة سيد بني كنانة.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي الرَّجَاءِ، وَأَبُو يَاسِرِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ، بِإِسْنَادَيْهِمَا إِلَى مُسْلِمِ بْنِ الْحَجَّاجِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى ابن أَيُّوبَ، وَقُتَيْبَةُ، وَابْنُ حُجْرٍ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَرْمَلَةَ، أَخْبَرَنَا الْحَارِثُ بْنُ خَفَّافٍ، عَنْ أَبِيهِ خَفَّافِ بْنِ إِيمَاءَ، قَالَ: رَكَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم رَفَعَ رَأْسَهُ، ثُمَّ قَالَ:
غِفَارُ غَفَرَ اللَّهُ لَهَا، وَأَسْلَمُ سَالَمَهَا اللَّهُ، وَعَصِيَّةُ عَصَتِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، اللَّهمّ الْعَنْ لَحْيَانَ، اللَّهمّ الْعَنْ رَعِلًا وَذَكْوَانَ [2] ثُمَّ وَقَعَ سَاجِدًا. قَالَ خَفَّافٌ: فَجُعِلَتْ لَعْنَةُ الْكُفَّارِ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ. أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
1463- خفاف بن ندبة
(ب س) خفاف بْن ندبة، وهي أمه، وهي: ندبة بنت أبان بْن الشيطان، من بني الحارث بْن كعب، وأبوه عمير، ويكنى أبا خراشة [3] ، وهو ابن عمر صخر وخنساء ومعاوية، أولاد عمرو بْن الحارث بْن الشريد. وخفاف هذا شاعر مشهور بالشعر، وكان أسود حالكًا، وهو أحد أغربة العرب [4] .
وقال الكلبي: خفاف بْن عمير بْن الحارث بْن عمرو بْن [5] الشريد بْن رياح بْن يقظة بن عصية ابن خفاف بن امرئ القيس بن بهشة بْن سليم السلمي.
وهو ممن ثبت عَلَى إسلامه في الردة، وهو أحد فرسان قيس وشعرائها. قال الأصمعي: شهد خفاف
__________
[1] في مراصد الاطلاع: موضع بين مكة والمدينة في بلاد غفار.
[2] ينظر سيرة ابن هشام: 2- 185، والجمهرة: 429 وما بعدها.
[3] في الأصل: خرشة، وينظر الشعر والشعراء: 341.
[4] ينظر الشعر والشعراء: 251.
[5] كذا في الأصل، وفي الجمهرة أن عمرا هو الشريد، ينظر: 249.(1/615)
حنينا مع رسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وقال غيره: شهد الفتح مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومعه لواء بني سليم، وشهد حنينًا والطائف.
قال أَبُو عبيدة: حدثنا أَبُو بلال سهم بْن أَبِي [1] العباس بْن مرداس السلمي، قال: غزا معاوية بْن عمرو بْن الشريد، أخو خنساء، مرة وفزارة، ومعه خفاف بْن ندبة، فاعتوره هاشم وزيد ابنا حرملة المريان، فاستطرد له. أحدهما، ثم وقف وشد عليه الآخر فقتله، فلما تنادوا: قتل معاوية قال خفاف: قتلني اللَّه إن رمت [2] حتى أثأر به، فشد [عَلَى] [3] مالك بْن حمار سيد بني شمخ بْن فزارة فقتله وقال:
إن تك خيلي قد أصيب صميمها ... فعمدًا عَلَى عيني تيممت مالكًا [4]
وقفت له علوى وقد خان صحبتي ... لأبني مجدًا أو لأثأر هالكا [5]
أقول له والرمح يأطر متنه ... تأمل خفافًا إنني أنا ذلكا [6]
قال أَبُو عمر: له حديث واحد لا أعلم له غيره، قال: «أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رَسُول اللَّهِ، أين تأمرني أن أنزل، عَلَى قرشي أو عَلَى أنصاري، أم أسلم، أم غفار؟ فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
يا خفاف، ابتغ الرفيق قبل الطريق، فإن عرض لك أمر نصرك، وَإِن احتجت إليه رفدك. وبقي إِلَى أيام عُمَر بْن الخطاب رَضِيَ اللَّه عَنْهُ [7] .
قَالَ أَبُو عمر: يقال ندبة وندبة يعني بالفتح والضم.
أخرجه أبو عمر وأبو موسى.
1464- خفاف بن نضلة
(د ع) خفاف بْن نضلة بْن عمرو بْن بهدلة الثقفي. وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ روى عنه ذابل [8] ابن طفيل.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم. وزاد أَبُو نعيم قال: ذكره بعض المتأخرين، يعني ابْنُ منده، ولم يزد عَلَى ما حكيت عنه، ولا تعرف له رواية ولا ذكر.
__________
[1] كذا في الأصل.
[2] رام يريم: برح.
[3] في الأصل: عليه، وينظر الاستيعاب: 450.
[4] يقال: فعلت ذلك عمدا على عين، أي يجد ويقين.
[5] علوي: فرس خفاف.
[6] يأطر: يثنى ويعطف، ومتنه: المتنان مكتنفا الصلب من العصب واللحم، والمراد أن الرمح يعطف ظهر مالك ويثنيه من قوته.
[7] ينظر الشعر والشعراء: 341.
[8] ستأتي ترجمة لذابل في هذا الكتاب.(1/616)
1465- خفشيش الكندي
(ب د ع) خفشيش الكندي. واسمه معدان، وكنيته أَبُو الخير، وقد تقدم في الجيم والحاء، وهو الَّذِي قَالَ للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ألست منا..؟. الحديث.
أخرجه الثلاثة.
باب الخاء واللام
1466- خلاد الأنصاري أبو عبد الرحمن
(ع س) خلاد الأنصاري، أَبُو عبد الرحمن.
روى الحارث بْن أَبِي أسامة، عَنْ عبد العزيز بْن أبان، أَخْبَرَنَا الْوَلِيد بْن عَبْد اللَّهِ بْن جميع، عَنْ عبد الرحمن بْن خلاد، عَنْ أبيه: أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أذن لأم ورقة أن تؤم أهل دارها، وكان لها مؤذن.
ورواه الحارث أيضًا، عَنْ عبد العزيز، عَنِ الْوَلِيد، عَنْ عبد الرحمن، عَنْ أبيه، عَنْ أم ورقة: أنها استأذنت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ورواه وكيع عَنِ الْوَلِيد، عَنْ جدته وعبد الرحمن بْن خلاد، عَنْ أم ورقة.
ورواه جماعه عَنِ الْوَلِيد، عَنْ جدته، ولم يذكروا: عبد الرحمن. أخرجه أَبُو نعيم، وَأَبُو موسى.
جميع: بضم الجيم.
1467- خلاد الأنصاري
(د ع) خلاد الأنصاري. استشهد يَوْم قريظة.
أَخْبَرَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الطَّبَرِيُّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي يَعْلَى أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيُّ، أَخْبَرَنَا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ عَبْدِ الْخَبِيرِ بْنِ قَيْسِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قُتِلَ يَوْمَ قُرَيْظَةَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ يُدْعَى خَلادًا، فَقِيلَ لأُمِّهِ: يَا أُمَّ خَلادٍ، قُتِلَ خَلادٌ.
فَجَاءَتْ وَهِيَ مُتْنَقِبَةٌ تَسْأَلُ عَنْهُ، فَقِيلَ لَهَا: قُتِلَ خَلادٌ وَتَجِيئِينَا مُتْنَقِبَةً! فَقَالَتْ: إِنْ قُتِلَ خَلادٌ فلن أرزأ حيائى [1] . فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ لَهُ أَجْرَ شَهِيدَيْنِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لِمَ؟ قَالَ لأَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ قتلوه. أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم.
__________
[1] في الأصل: حياتي، وفي المطبوعة: أحبابى، وفي النهاية واللسان: حياى. والرزء: المصيبة بفقد الأحبة، أي إن أصبت به وفقدته فلن أصاب بفقد حيائى.(1/617)
1468- خلاد بن رافع
(ب د ع) خلاد بْن رافع بْن مالك بْنُ العجلان بْن عَمْرو بْن عَامِر بْن زريق بن عامر بن زريق ابن عبد حارثة بْن مالك بْن غضب بْن جشم بن الخزرج، الأنصاري الخزرجي ثم الزرقي، وهو أخو رفاعة بْن رافع شهد بدرًا، يكنى أبا يحيى.
روى رفاعة بْن يحيى، عَنْ معاذ بْن رفاعة، عَنْ أبيه، قال: «خرجت أنا وأخي خلاد مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بدر عَلَى بعير أعجف، حتى إذا كنا بموضع البريد الذي خلف الروحاء [1] برك بنا بعيرنا، فقلت: اللَّهمّ لك علينا لئن أتينا المدينة لننحرنه، فبينا نحن كذلك إذ مر بنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فقال:
ما لكما؟ فأخبرناه، فنزل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فتوضأ ثم بزق في وضوئه، ثم أمرنا ففتحنا له فم البعير، فصب في جوف البكر من وضوئه، ثم صب عَلَى رأس البكر، ثم عَلَى عنقه، ثم عَلَى حاركه [2] ثم عَلَى سنامه، ثم عَلَى عجزه، ثم عَلَى ذنبه، ثم قال: اللَّهمّ احمل رافعًا وخلادًا فَمَضَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقمنا نرتحل فارتحلنا فأدركنا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رأس المنصف [3] ، وبكرنا أول الركب، فلما رآنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضحك، فمضينا حتى أتينا بدرًا، حتى إذا كنا قريبًا من وادي بدر برك علينا، فقلنا: الحمد للَّه، فنحرناه، وتصدقنا بلحمه.
أخرجه الثلاثة، وقد ذكره ابن الكلبي فقال: قتل خلاد يَوْم بدر، ولم يقل هذا غيره، وهو شبيه بما ذكرناه، وقال أبو عمر: يقولون إنه له رواية. وهذا يدل عَلَى أَنَّهُ عاش بعد النبي صلّى الله عليه وسلم.
1469- خلاد الزرقيّ
(س) خلّاد الزّرقيّ. أخرجه أَبُو موسى، وروى بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن دينار، عَنْ خلاد بْن خلاد الزرقي، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من أخاف أهل المدينة أخافه اللَّه عز، وجل وعليه لعنة اللَّه والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل اللَّه منه صرفًا ولا عدلًا [4] .
رواه عطاء بْن يسار، عَنْ خلاد بْن السائب، وقيل: السائب بْن خلاد، وهو من بني الحارث بْن الخزرج، ويذكر في السائب.
وهذا خلاد استدركه أَبُو موسى عَلَى ابن منده، وليس بشيء، فإن هذا قد أخرجه ابن منده، فإن أراد أَبُو موسى: الزرقي، فقد أخرجه ابن منده، وقد تقدم، وَإِن أراد خلاد بْن السائب فهو يأتى بعد
__________
[1] الروحاء: موضع على نحو أربعين ميلا من المدينة على طريق مكة.
[2] الحارك: أعلى الكاهل.
[3] المنصف: واد باليمامة.
[4] الصرف: التوبة، والعدل: الفدية.(1/618)
هذه الترجمة، وهو المراد وَإِن لم يكن زرقيا، لأن ابن منده قد أخرج لابن السائب حديث: «من أخاف أهل المدينة..» المذكور في هذه الترجمة، ويكون قول أَبِي موسى: إنه زرقي، ليس بشيء، والله أعلم.
أو يكون قد اختلفوا في نسبه كما اختلفوا في نسب غيره، ويكون المذكور واحدا.
1470- خلاد بن السائب
(ب د ع) خلاد بْن السائب بْن خلاد بن سويد بن ثعلبة بن عمرو بْن حارثة بْن امرئ القيس بْن مالك الأغر بْن ثعلبة بْن كعب بْن الخزرج بْن الحارث بْن الخزرج الأكبر، الأنصاري الخزرجي، ثم من بلحارث بْن الخزرج. روى عنه السائب، وعطاء بْن يسار، والمطلب بْن عَبْد اللَّهِ بْن حنطب.
روى مُحَمَّد بْن عبيد وسليمان بْن حرب، عَنْ حماد بْن زيد، عَنْ يحيى بْن سَعِيد، عَنْ مسلم بْن أبي مريم، عن عطاء بن يسار، عن خلاد بْن السائب بْن خلاد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أخاف أهل المدينة أخافه الله، وعليه لعنه اللَّه والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل اللَّه منه صرفًا ولا عدلًا.
ورواه عارم وعن حماد بْن زيد، عَنْ يحيى، عَنْ مسلم، عَنْ عطاء بْن يسار فقال: عَنِ السائب ابن خلاد أو خلاد بْن السائب.
ورواه حَمَّادُ بْن سَلَمَةَ، عَنْ يَحْيَى بْن سَعِيد بِإِسْنَادِهِ، فقال: عَنِ السائب بْن خلاد، ولم يشك.
ويذكر في السائب إن شاء اللَّه تعالى. وأما ابن الكلبي فقال: خلاد بْن سويد بْن ثعلبة، ونسبه كما ذكرناه، وقال: شهد بدرًا، وابنه السائب بْن خلاد ولى اليمن لمعاوية، ولم يذكر في نسبه السائب، ولعله أراد جده، والله أعلم.
أخرجه الثلاثة.
1471- خلاد بن سويد
(ب ع س) خلاد بْن سويد بْن ثعلبة. وقد تقدم نسبه في خلاد بْن السائب، فإن هذا خلادًا جده عَلَى قول، وأبوه عَلَى قول، وقد جعلهما أَبُو عمر وَأَبُو نعيم اثنين، أحدهما: خلاد بْن السائب بن خلاد ابن سويد، والثاني: خلاد بْن سويد. وأما أَبُو أحمد العسكري فإنه جعلهما واحدًا، فقال: خلاد بْن سويد، وقيل: خلاد بْن السائب بْن ثعلبة. وعلى ما تقدم النسب في خلاد بْن السائب بْن خلاد بْن سويد، فإن هذا جده والله أعلم.
شهد هذا العقبة وبدرا وأحدا والخندق، وقتل يوم قريظة، طرحت عليه حجر من أطم [1] من آطامها فشدخته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن له أجر شهيدين» ، يقولون: إن الحجر ألقتها عليه امرأة اسمها بنانة، امرأة من قريظة، ثم قتلها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع بني قريظة لما قتل من أنهت [2] منهم، ولم يقتل امرأة غيرها.
__________
[1] الأطم: بناء مرتفع، وفي سيرة ابن هشام 2- 454: طرحت عليه وحي.
[2] يعنى من نبت شعر عانته، وهو علامة البلوغ.(1/619)
روى المطلب بْن عَبْد اللَّهِ بْن حنطب، عَنْ إِبْرَاهِيم بْن خلاد بْن سويد، عَنْ أبيه، قَالَ: جَاءَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا مُحَمَّد، كن عجاجًا ثجاجًا [1] .
أخرجه أَبُو نعيم وَأَبُو عمر وَأَبُو موسى.
قلت: قَدْ أخرج أَبُو نعيم هَذِهِ الترجمة، ولم يذكر فيها أَنَّهُ قتل يَوْم قريظة، إنما ذكره أَبُو عمر، وذكر أَبُو نعيم ترجمة أخرى، فقال: خلاد الأنصاري، تقدمت، قتل يَوْم قريظة. جعل هذا غير ذلك، وهما واحد، إلا أَنَّهُ لم ينسبه هناك ونسبه هاهنا، وأخرج أَبُو عمر هذه ولم يخرج الأولى. وأما ابن منده فأخرج الأولى التي هي خلاد الأنصاري، فخلصا من الوهم. وأخرجه أَبُو مُوسَى عَلَى ابْنُ منده، وَقَدْ أخرجه ابن منده، إلا أَنَّهُ لم ينسبه، فإن كان يستدرك كل اسم لم ينسبه فليستدرك عَلَى أكثر كتابه، فإنه في النادر ينسب، وقد ظهر بقتله في غزوة قريظة أن ابنيه السائب وإبراهيم لهما صحبة [2] .
1472- خلاد والد عبد الله
(س) خلاد، والد عَبْد اللَّهِ. روى أَبُو موسى بِإِسْنَادِهِ، عَنْ وكيع، عَنْ سفيان بْن عيينة، عَنِ ابن عجلان، عَنْ يحيى بْن عَبْد اللَّهِ بْن خلاد، عَنْ أبيه، عَنْ جده: أَنَّهُ دخل المسجد فصلى، ثُمَّ أَتَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فجلس إليه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: اذهب فصل فإنك لم تصل.
وقد اختلف في هذا الإسناد، فروى عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد الزُّهْرِيّ، عَنِ ابن عيينة، عَنِ ابن عجلان، عَنْ علي بْن يحيى بْن عَبْد اللَّهِ بْن خلاد، عَنْ أبيه، عَنْ جده: «أَنَّهُ دخل المسجد فصلى ... » .
وقال عبد الجبار عَنِ ابن عيينة، عَنِ ابن عجلان، عَنْ رجل من الأنصار، عَنْ أبيه، عَنْ جده، والحديث مشهور برفاعة بْن رافع، والله أعلم.
1473- خلاد بن عمرو
(ب س) خلاد بْن عَمْرو بْن الجموح بْن زَيْد بْن حرام بْن كعب بْن غنم بْن كعب بن سلمة ابن سعد بْن عَلِيِّ بْنِ أسد بْن ساردة بْن تزيد بْن جشم بْن الخزرج الأكبر، الأنصاري الخزرجي السلمي.
قال ابن إِسْحَاق: شهد بدرًا. وقال أَبُو عمر: شهد خلاد وأبوه وَإِخوته: معاذ، وَأَبُو أيمن، ومعوذ، بدرًا. وقتل خلاد يَوْم أحد شهيدًا، وقيل: إن أبا أيمن مولى عمرو بْن الجموح، وليس بابنه. ولم يختلفوا أن خلادًا هذا شهد بدرا [3] .
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر وَأَبُو مُوسَى.
__________
[1] العج: رفع الصوت بالتلبية، والثج: سيلان دماء الأضاحي.
[2] ينظر نقد ابن حجر لهذا في الإصابة: 1- 45، ترجمة: خلاد، غير منسوب.
[3] في الاستيعاب 452: بدرا وأحدا.(1/620)
1474- خلدة الأنصاري
(ب) خلدة الأنصاري الزرقي. هو جد عمر بْن عَبْد اللَّهِ بْن خلدة.
روى حديثه إِسْمَاعِيل بْن أَبِي أويس، عَنْ يَحْيَى بْن يَزِيدَ بْن عَبْد الْمَلِكِ، عَنْ أبيه، عَنْ عمر بن عبد الله ابن خلدة، عَنْ أبيه، عَنْ جده خلدة، عَنْ رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: يا خلدة، ادع لي إنسانًا يحلب ناقتي، فجاءه برجل، فقال: ما اسمك؟ قال: حرب، فقال: اذهب. فجاءه برجل [1] . فقال: ما اسمك؟
قال: يعيش. قال: احلبها يا يعيش. أخرجه أبو عمر.
1475- خلف بن مالك
خلف بن مالك بن عبد الله بن [2] غفار الغفاري. المعروف بآبِي اللَّحْمِ، من الإباء، كان لا يأكل ما ذبح للأصنام. سماه هكذا ابن الكلبي.
1476- خلف والد الأسود
(س) خلف، والد الأسود. روى مُحَمَّد بْن عَبْد الْمَلِكِ زنجويه، وزهير بْن مُحَمَّد، عَنْ عبد الرزاق، عَنْ معمر، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خشيم، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الأسود بْن خلف، عَنْ أبيه، عَنْ جده: «أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخذ حسنًا فقبله، ثم أقبل عليهم وقال: الولد مبخلة مجبنة» . أخرجه أَبُو موسى، وقال: عند عَبْد اللَّهِ بْن عثمان بن خشيم، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الأسود بْن خلف، عَنْ أبيه، عَنْ جده، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم غير حديث. ولا أدرى كيف هذا الإسناد.
ورواه غيره عَنْ عبد الرزاق، عَنْ معمر، عَنِ ابن خثيم، يعني عَبْد اللَّهِ، عَنْ [3] مُحَمَّدِ بْنِ الأسود، عَنْ أبيه، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وهو الصحيح.
1477- خليد الحضري
(س) خليد الحضرمي. قال عبدان: حدثنا أحمد بْن سيار، أَخْبَرَنَا موسى بْن إِسْمَاعِيل، أَخْبَرَنَا حماد بْن سلمة، عَنْ حميد، عَنْ بكر بْن عَبْد اللَّهِ: أن رجلا من أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقال له: خليد من أهل مصر، كان يجعل الرجال من وراء النساء ويجعل النساء مما يلي الإمام، يعني في الجنائز.
وقال عبدان أيضًا: أَخْبَرَنَا أَبُو موسى، أَخْبَرَنَا خَالِد بْن الحارث، عن حميد، عن بكر، عن
__________
[1] في الأصل: رجل، والمثبت عن الاستيعاب: 459.
[2] نسبه الكلبي: بن حارثة بن غفار، ينظر: 1/ 54.
[3] في الأصل: بن.(1/621)
مسلمة بْن مخلد: أَنَّهُ كان يفعل ذلك، وقال: حدثنا أَبُو موسى، أَخْبَرَنَا ابن أَبِي عدي، عَنْ حميد، عَنْ بكر: أن مسلمة كان يفعل ذلك.
أخرجه أبو موسى
1478- خليد بن قيس
(ب س) خليد بْن قيس بْن النعمان بْن سنان بْن عُبَيْد بْن عدي بْن غنم بْن كعب بْن سلمة، عداده في أهل بدر.
ذكره عبدان، قال: وقال ابن فليح، عَنِ الزُّهْرِيّ: خليدة بْن قيس مولاهم. وذكره ابن شاهين أيضًا قال: وقال موسى بْن عقبة وَأَبُو معشر: خليدة. يعني بزيادة هاء. أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى مختصرًا.
وأخرجه أَبُو عُمَر: خليدة بزيادة هاء، ونسبه كما ذكرناه، وقال: شهد بدرًا، وقال: كذا قال موسى [1] وَأَبُو معشر. وقال مُحَمَّد بْن إِسْحَاق والواقدي: خليد بْن قيس، وقال مُحَمَّد بْن عَبْد الله بن عمارة: خَالِد بْن قيس، ولم يختلفوا أَنَّهُ شهد بدرا وأحدا [2] .
1479- خليفة بن بشر
(س) خليفة بْن بشر. قال أَبُو موسى: ذكره أبو زكريا، وأورد له الحديث الذي ذكره أَبُو عَبْد اللَّهِ بْن منده وغيره في بشر أَبِي [3] خليفة، وليس فيه ما يدل عَلَى أن لخليفة صحبة.
1480- خليفة أبو سهيل
(د ع) خليفة أَبُو سهيل، وهو أَبُو سوية [4] . تقدم [5] ذكره فيمن اسمه مُحَمَّد، ولا تصح لَهُ صحبة.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم كذا مختصرا.
1481- خليفة بن عدي
(ب ع س) خليفة بْن عدي بْن المعلى الأنصاري البياضي، نسبه أَبُو نعيم كذا.
__________
[1] أي موسى بن عقبة.
[2] في الاستيعاب 458: ولم يختلفوا أنه شهد بدرا.
[3] في الأصل: بشر بن أبى خليفة، ينظر 1/ 220.
[4] يعنى هذه كنية سهيل.
[5] كذا، وسوف يذكر المحمدين فيما بعد.(1/622)
وقال ابن الكلبي وابن شاهين: عدى بْن عَمْرو بْن مَالِك بْن عَامِر بْن فهيرة بْن عامر بْن بياضة.
شهد بدرا وأحدا.
وقال عبدان: المعلى هو ابن أمية بْن بياضة بْن عامر بْن زريق. ساق نسبه عَنِ ابن إِسْحَاق.
وقال موسى بْن عقبة: هو ممن شهد بدرًا وأحدًا.
وقال عبيد الله بن أبي رافع، في تسمية من شهد مع علي رضي اللَّه عنه من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم:
خليفة بْن عدي، من بني بياضة، بدري.
أخرجه أبو نعيم وأبو عمر وأبو موسى، وقال فيه: عليفة بالعين. ويرد في موضعه إن شاء اللَّه تعالى.
باب الخاء والميم
1482- خمخام بن الحارث
(س) خمخام بْن الحارث البكري. روى مجالد بْن الخمخام، واسم الخمخام مالك، بْن الحارث ابن خَالِد الأسود، قال: هاجر أَبِي الخمخام إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في وفد بكر بْن وائل، مع أربعة من سدوس، أحدهم بشير بْن الخصاصية، وفرات بْن حيان، وعبد اللَّه بْن الأسود، ويزيد بْن ظبيان. شهد مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حنينًا، وكتب معه كتابًا إِلَى عشيرته بكر بْن وائل، وهم قوم باليمامة، من أسلم فيهم، ولم يجد يزيد بْن ظبيان أحدًا يقرأ الكتاب إلا رجلًا من بني ضبيعة من ربيعة، فهم يقال لهم: بنو القارئ.
أخرجه أبو موسى.
1483- خميصة بن أبان
خميصة بْن أبان الحداني. هو الذي نعى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أهل عمان، قدم عليهم بذلك من المدينة، فقال: يا أهل عمان، أنعي إليكم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأخبركم أن الناس يغلون غليان القدور..، في كلام طويل.
باب الخاء والنون
1484- خنافر بن التوأم
(ب) خنافر بن التّوأم الحميري. كان كاهنًا من كهان حمير، ثم أسلم عَلَى يد معاذ بْن جبل باليمن، وله خبر حسن من أعلام النبوة، إلا أن في إسناده مقالًا، ولا يعرف إلا به.
أخرجه أبو عمر.(1/623)
1485- خنيس بن حذافة
(ب د ع) خنيس بْن حذافة بْن قيس بْن عدي بْن سعد بْن سهم بْن عمرو بْن هصيص ابن كعب بْن لؤي، القرشي السهمي، وهو أخو عَبْد اللَّهِ بْن حذافة.
كَانَ من السابقين إِلَى الْإِسْلَام، وهاجر إِلَى أرض الحبشة، وعاد إِلَى المدينة، فشهد بدرًا وأحدًا، وأصابه بأحد جراحة فمات منها، وكان زوج حفصة بنت عمر بْن الخطاب رضي اللَّه عنه قبل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلما توفي تزوجها رَسُول الله صلى الله عليه وسلم.
أخرجه الثلاثة.
1486- خنيس بن خالد
خنيس بْن خَالِد، وهو الأشعر، بْن ربيعة بْن أصرم بْن ضبيس [بْن حرام] [1] بْن حبشية ابن سلول بْن كعب بْن عمرو الخزاعي. يكنى أبا صخر، هكذا قال فيه إِبْرَاهِيم بْن سعد وسلمة جميعًا، عَنِ ابن إِسْحَاق، بالخاء المنقوطة [2] . وغيرهما يقول: حبيش بالحاء المهملة والشين المعجمة، وقد ذكرناه في الحاء. وقيل في نسبه: حبيش وهو الأشعر بْن خَالِد بْن حليف [3] بْن منقذ بْن ربيعة بْن أصرم، قاله ابن الكلبي. وهكذا نسبه أَبُو عمر في حبيش.
وقتل يَوْم الفتح هو وكرز بْن جابر، وكانا مع خَالِد بْن الْوَلِيد، فضلا عَنِ الطريق فقتلا جميعًا، ولما قتل حبيش جعله كرز بين رجليه، ثُمَّ قاتل حتَّى قتل وهو يرتجز، ويقول [4] :
قَدْ علمت صفراء من بني فهر ... نقية الوجه نقية الصدر
لأضربن اليوم عَنْ أَبِي صخر [5]
وكان حبيش يكنى أبا صخر.
1487- خنيس بن أبى السائب
(د س) خنيس بْن أَبِي السائب بْن عبادة بن مالك بْن أصلع بْن عبسة بْن حريش [6] بْن جحجبي من بني كلفة بْن عوف بن عمرو بن عوف الأنصاري الأوسي.
__________
[1] عن الاستيعاب: 406، والإصابة: 1- 309، وترجمة حبيش التي مضت.
[2] ينظر الروض الأنف: 2- 271.
[3] في الاستيعاب 406: خلف، بالخاء.
[4] الرجز في سيرة ابن هشام: 2- 408.
[5] قال السهيليّ في الروض 2- 272: «وقوله من بنى فهر، بكسر الهاء، وكذلك الصدر في البيت الثاني، وأبو صخر، هذا على مذهب العرب في الوقف على ما أوسطه ساكن، فان منهم من ينقل حركة لام الفعل إلى عين الفعل في الوقف، وذلك إذا كان الاسم مرفوعا أو مخفوضا، ولا يفعلون ذلك في النصب» .
[6] في الأصل: خراش، وليس في ولد جحجبى خراش، ينظر الجمهرة: 315، وتاج العروس: حرش.(1/624)
شهد بيعة الرضوان والمشاهد بعدها، وحضر فتح العراق، وكان فارسًا، وسماه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خنيسًا.
أخرجه الحافظ أَبُو موسى وقال: ذكره أَبُو زكريا، يعني ابن منده، ولم ينسبه إلى أحد.
1488- خنيس الغفاريّ
(د ع) خنيس الغفاري. وقيل: أَبُو خنيس، روى عنه إِبْرَاهِيم [1] بْن عبد الرحمن بْن عبد الله ابن أَبِي ربيعة، قال: خرجنا مع رَسُول اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وسلم فِي غزوة تهامة. حَتَّى إذا كنا بعسفان [2] جاءه أصحابه فقالوا. أصابنا الجوع. فأذن لنا فِي الظهر [3] أن نأكله» وذكر الحديث.
أخرجه هكذا ابن منده وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو نعيم: المشهور أَبُو خنيس، وخنيس وهم.
باب الخاء والواو والياء
1489- خوات بن جبير
(ب د ع) خوات بْن جبير بْن النعمان بن أمية بْن امرئ القيس، وهو البرك، بْن ثعلبة بْن عمرو بْن عوف بْن مالك بْن الأوس، الأنصاري الأوسي، يكنى أبا عبد الله، وقيل: أبو صالح.
وكان أحد فرسان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. شهد بدرًا هو وأخوه عَبْد اللَّهِ بْن جبير في قول بعضهم، وقال موسى بْن عقبة: خرج خوات بْن جبير مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بدر، فلما بلغ الصفراء [4] أصاب ساقه حجر فرجع، فضرب له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسهمه.
وقال ابن إِسْحَاق: لم يشهد خوات بدرًا، ولكن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضرب له بسهمه مع أصحاب بدر، ومثله قال ابن الكبي.
وهو صاحب ذات النحيين، وهي امرأة من بني تيم اللَّه كانت تبيع السمن في الجاهلية، وتضرب العرب المثل بها فتقول: أشغل من ذات النّحيين [5] ، والقصة مشهورة فلا نطول بذكرها.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى إِجَازَةً، وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي عَلِيٍّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَدَّادُ، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ، أَخْبَرَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَالِدٍ الْمِصِّيصِيُّ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ الأَهْوَازِيُّ، أَخْبَرَنَا الْجَرَّاحُ بْنُ مَخْلَدٍ، أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، أَخْبَرَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ زَيْدَ بن أسلم يحدث أن خوات بن
__________
[1] سيأتي في «أبو خنس» : روى عنه إبراهيم بْن عَبْد اللَّهِ، عَنْ عبد الرحمن بْن عبد الله بن أبى ربيعة.
[2] عسفان: منهلة من مناهل الطريق، بين الجحفة ومكة.
[3] يعنى الإبل التي يركبونها.
[4] وادي الصفراء: من ناحية المدينة، وهو واد كثير النخل والزرع، في طريق الحاج، بينه وبين بدر مرحلة.
[5] ينظر مجمع الأمثال: 1- 376، المثل رقم: 2029.(1/625)
جُبَيْرٍ قَالَ: نَزَلْنَا مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ الظَّهْرَانِ [1] ، قَالَ: فَخَرَجْتُ من خبائى فإذا أنا بِنِسْوَةٍ يَتَحَدَّثْنَ فَأَعْجَبْنَنِي، فَرَجَعْتُ فَاسْتَخْرَجْتُ حُلَّةً فَلَبِسْتُهَا، وَجِئْتُ فَجَلَسْتُ مَعَهُنَّ، وَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ قُبَّةٍ، فَلَمَّا رَأَيْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هِبْتُهُ وَاخْتَلَطْتُ، وَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، جَمَلٌ لِي شَرَدَ فَأَنَا أَبْتَغِي لَهُ قَيْدًا. وَمَضَى فَاتَّبَعْتُهُ فألقى إلى رداءه، ودخل الأَرَاكَ [2] فَقَضَى حَاجَتَهُ وَتَوَضَّأَ، فَأَقْبَلَ وَالْمَاءُ يَسِيلُ عَلَى صَدْرِهِ مِنْ لِحْيَتِهِ. فَقَالَ: أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، مَا فَعَلَ ذَلِكَ الْجَمَلُ؟ وَارْتَحَلْنَا، فَجَعَلَ لا يَلْحَقَنِي فِي الْمَسِيرِ إِلا قَالَ: السَّلامُ عَلَيْكَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، مَا فَعَلَ شِرَادُ ذَلِكَ الْجَمَلِ؟ فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ تَغَيَّبْتُ إِلَى الْمَدِينَةِ.
وَاجْتَنَبْتُ الْمَسْجِدَ وَالْمُجَالَسَةَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا طَالَ ذَلِكَ عَلَيَّ أَتَيْتُ الْمَسْجِدَ، فَقُمْتُ أُصَلِّي، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم من بعض حِجْرِهِ. فَجَاءَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، فَطَوَّلْتُ رَجَاءَ أَنْ يَذْهَبَ وَيَدَعَنِي. فَقَالَ:
أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، طَوِّلْ مَا شِئْتَ أَنْ تُطَوِّلَ، فَلَسْتُ بِمُنْصَرِفٍ حَتَّى تَنْصَرِفَ. فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: وَاللَّهِ لأَعْتَذِرَنَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلأُبَرِّئَنَّ صَدْرَهُ. فَلَمَّا انْصَرَفْتُ قَالَ: السَّلامُ عَلَيْكَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، مَا فَعَلَ شِرَادُ ذَلِكَ الْجَمَلِ؟ قُلْتُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا شَرَدَ ذَلِكَ الْجَمَلُ مُنْذُ أَسْلَمْتُ. فَقَالَ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، ثَلاثًا، ثُمَّ لَمْ يَعُدْ لِشَيْءٍ مِمَّا كَانَ. وقد روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، صلاة الخوف، و «ما أسكر كثيره فقليله حرام» . وتوفي بالمدينة سنة أربعين، وعمره أربع وتسعون سنة. وكان يخضب بالحناء، والكتم [3] .
أخرجه الثلاثة.
البرك: بضم الباء الموحدة وفتح الراء، قاله محمد بن نقطة.
1490- خوط الأنصاري
(د ع) خوط الأنصاري. قال ابن منده، رواه أَبُو مسعود، عَنْ عبد الرزاق، عَنْ سفيان، عَنْ عثمان البتي، عَنْ عبد الحميد الأنصاري، عَنْ أبيه، عَنْ جده خوط: أَنَّهُ أسلم وأبت امرأته أن تسلم فجاءا بابن لهما صغير، فخيره النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقال: اللَّهمّ أهده فذهب إِلَى أبيه. قال: هكذا قاله أَبُو مسعود. وَإِنما هو عبد الحميد بْن جَعْفَر بْن عَبْد اللَّهِ بْن الحكم بْن رافع بْن سنان الأنصاري. ورافع الذي أسلم.
قال أَبُو نعيم: ذكر بعض المتأخرين عَنْ شيخ له، عَنْ أَبِي مسعود، وقال فيه عَنْ جده خوط: إنه أسلم.
وقال: هكذا قاله أَبُو مسعود، وهو وهم ظاهر، وَإِنما هو عبد الحميد بْن جَعْفَر بْن عَبْد اللَّهِ بْن الحكم بْن رافع بْن سنان الأنصاري، وجده الذي أسلم هو رافع بْن سنان، وليس لذكر خوط هاهنا أصل.
قلت: هذا المأخذ لا وجه له، فإنه قد أعاد كلام ابن منده الذي رده على أبى مسعود لا يغر. فأي حاجة إِلَى ذكره عَلَى ابن منده، وقد نبه عليه!
__________
[1] موضع على مرحلة من مكة.
[2] وادي الأراك: قرب مكة.
[3] الكتم: نبت يخلط بالحناء يخصب به الشعر.(1/626)
1491- خوط بن عبد العزى
(ع د س) خوط بْن عبد العزى. ويقال: حوط، بالحاء المهملة.
أورده أَبُو نعيم هاهنا، وروى بِإِسْنَادِهِ عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ خوط بْن عبد العزى.
أن رفقة من مضر مرت، وفيها جرس، فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا تقرب الملائكة رفقة فيها جرس. وقد أخرجه الثلاثة في الحاء المهملة، واستدركه أَبُو موسى عَلَى ابن منده، وقال: أورده ابن شاهين وَأَبُو نعيم في الخاء، يعني المعجمة، وأورده أَبُو عبد الله في الحاء المهملة.
أخرجه هاهنا أبو نعيم وأبو موسى.
1492- خولى بن أوس
(ب) خولي بْن أوس الأنصاري، زعم ابن جريج: أَنَّهُ ممن نزل في قبر النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع علي والفضل.
أخرجه أبو عمر مختصرا.
1493- خولى بن أبى خولى
(ب د ع) خولي، هو خولي بْن أَبِي خولي العجلي. هكذا قال ابن هشام، ونسبه إلى عجل ابن لجيم، ويقال: الجعفي. قاله ابن إِسْحَاق وغيره، وهو الصواب. وهو حليف بني عَدِيّ بْن كعب، ثُمَّ حليف الخطاب والد عمر، ومنهم من يقول: خولي بْن خولي، والأكثر ما تقدم.
ونسبه أَبُو عمر [1] فقال: خولي بْن أَبِي خولي بْن عَمْرو بْن خيثمة بْن الحارث بْن معاوية بْن عوف بْن سعد بْن جعفي. وخالفه في بعض النسب هشام الكلبي فقال: خولي وهلال وعبد اللَّه بنو أَبِي خولي بْن عَمْرو بْن زهير بْن خيثمة بْن أَبِي حمران، واسمه الحارث، بْن معاوية بْن الحارث بْن مالك بْن عوف ابن سعد بْن عوف بْن حريم [2] بْن جعفي، شهدوا بدرًا.
قال الواقدي وَأَبُو معشر: شهد هو وابنه بدرًا ولم يسميا ابنه، وأما مُحَمَّد بْن إِسْحَاق فقال: شهد خولي بْن أَبِي خولي بدرا.
وقال هِشَام بْن الكلبي: شهد خولي بْن أَبِي خولي بدرا وشهدها معه أخواه: هلال وعبد اللَّه.
كذا قال: وعبد اللَّه.
وقال الطبري: شهد خولي بْن أَبِي خولي بدرا والمشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومات في خلافة عمر.
__________
[1] كذا، ولم أجده في الاستيعاب 453، ولعله يعنى أبا نعيم.
[2] في الأصل: خريم، بالخاء، وما أثبته عن تاج العروس: حرم.(1/627)
ولخولي هذا حديث واحد، وهو أن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قال له، وذكر له تغير الزمان: «عليك بالشام» . قال [1] : أخرجه الثلاثة.
وقال ابن منده وَأَبُو نعيم: إنه شهد دفن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو وهم. وَإِنما الذي شهده أوس ابن خولى، والله أعلم.
1494- خولى
(ب) خولي، روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، روى عنه الضحاك بْن محمر [2] والد أنيس بْن الضحاك، هكذا ذكره ابن أَبِي حاتم.
أخرجه أَبُو عمر وقال: لا أدري أهو غير هذين أو أحدهما، يعني اللذين تقدم ذكرهما.
1495- خويلد بن خالد الخزاعي
(ب) خويلد بْن خَالِد بْن منقذ بْن ربيعة الخزاعي. أخو أم معبد، وقيل في نسبه غير ذلك، وقد تقدم [3] ، ويذكر في عاتكة.
أخرجه أَبُو عمر وقال: لم يذكروه في الصحابة، قال: ولا أعلم له رواية، وقد روى أخوه خنيس ابن خَالِد، وروى عَنْ أختهما أم معبد الخزاعية حديثها في مرور النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بها، وسيذكر خبرها إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه أبو عمر.
1496- خويلد بن خالد الهذلي
(س) خويلد بْن خَالِد بْن المحرث بْن زبيد [4] بْن مخزوم بْن صاهلة بْن كاهل بْن الحارث ابن تميم بْن سعد بْن هذيل، أَبُو ذؤيب الهذلي. الشاعر المشهور. أسلم عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يره، قاله أَبُو عمر في الكنى.
وقال أَبُو موسى: وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، روى عنه الأخنس بْن زهير حديثًا، ذكره أبو مسعود.
أخرجه هاهنا أبو موسى، وسيذكر فِي الكنى إن شاء اللَّه تَعَالى.
1497- خويلد الضمريّ
(د ع) خويلد الضمري، أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ورأى أبا سفيان في عير بدر، رواه إِبْرَاهِيم بْن المنذر الخزامي، عَنْ عبد العزيز بْن أَبِي ثابت، عَنْ عثمان بْن سَعِيد الضمري، عَنْ أبيه، عَنْ خويلد، بهذا أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
__________
[1] كذا في الأصل.
[2] كذا، وفي الاستيعاب: مخمر، بالخاء المعجمة.
[3] يعنى عند أخيه خنيس بن خالد.
[4] في الإصابة 4- 66: بن ربيد، براء مهملة وموحدة مصغرا.(1/628)
1498- خويلد بن خالد الكناني
(س) خويلد أَبُو عقرب بْن خَالِد بْن بجير بن عمرو بْن حماس بْن عريج بْن بكر بْن كنانة بْن خزيمة، الكناني العريجي، وعريج أخو ليث بْن بكر بْن عبد مناة، وهو جد أَبِي نوفل بْن أَبِي عمرو ابن أَبِي عقرب، وهم بيت عريج، ولهم بقية بالمدينة. أقام بمكة ونزل ولده البصرة.
أخرجه أَبُو موسى، وقاله عَنِ ابن شاهين.
بجير: بضم الباء الموحدة وفتح الجيم. وحماس: بكسر الحاء المهملة، وعريج: بضم العين وفتح الراء.
1499- خويلد بن عمرو السلمي
(س ع) خويلد بْن عمرو الأنصاري السلمي، من بني سلمة، بدري.
ذكر مُحَمَّد بْن عبيد الله بن أبي رافع، في تسمية من شهد مع علي: خويلد بْن عمرو الأنصاري.
بدري من بني سلمة.
أخرجه أَبُو نعيم وأبو موسى.
1500- خويلد بن عمرو الخزاعي
(ب د ع) خويلد بْن عمرو بْن صخر بن عبد العزّى بن معاوية بْن المحترش بْن عمرو بْن مازن ابن عدي بْن عمرو بْن ربيعة، أَبُو شريح الخزاعي.
اختلف فِي اسمه، فقيل: كعب بْن عمرو، وقيل: عمرو بْن خويلد، وقيل: هانئ، والأكثر خويلد. نزل المدينة وأسلم قبل الفتح، وتوفى بالمدينة سنة ثمان وستين، ويرد ذكره فِي الكنى إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه الثلاثة.
1501- الخيبري بْن النعمان
الخيبري بْن النعمان الطائي. وهو الذي نزل عَلَى حاتم الطائي وهجاه، فأجابه بالأبيات التي يقول فيها:
أبا [1] الخيبري وأنت امرؤ ... ظلوم العشيرة حسادها
روى عمرو بْن شمر الجعفي، عَنْ حارثة بْن نويرة [2] بْن الحارث الطائي، عَنْ جده، عَنْ أبيه، عَنِ الخيبري بْن النعمان، قَالَ: نَظَرَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى جبلنا، وهو أجأ، فقال: «ما لأهل أجأ (!) جوعًا لأهل أجأ» لقد حصن اللَّه جبلهم، وأعطيناه السلم، وأدينا إليه الزكاة، فانصرف راضيًا، ولكن
__________
[1] في الأصل: أنا، وقد ذكر البيت مع أبيات أخرى في خزانة الآداب: 3- 129، والشعر والشعراء: 249 مع اختلاف في الرواية منسوبا إلى حاتم بعد موته، وعليه فالصحابى يكنى أبا الخيبري، وليس اسمه الخيبري.
[2] في الإصابة 1- 453: عن جابر بن نويرة.(1/629)
قال: جوعا لأهل أجأ، فما فارقنا بعد قوله، وَإِنما قاله كما تقول العرب: جوعًا لفلان [1] ، مع أنا نحمد الله ولم نمنع زكاة منذ وقف علينا إِلَى يومنا هذا» .
ذكره أبو أحمد العسكري.
1502- خيثمة بن الحارث
(ب س) خيثمة بْن الحارث بْن مالك بْن كعب بْن النّحّاط بن غنم الأنصاري الأوسي.
ولد سعد بْن خيثمة، يرد ذكره ونسبه عند ابنه، وقتل خيثمة يَوْم أحد شهيدًا، قتله هبيرة بْن أَبِي وهب المخزومي.
أخرجه أَبُو عمر وأبو موسى.
1503- خير
(د ع) خير. أسلم في عهد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وذهب إليه، وقيل: اسمه عبد خير. روى مسهر بْن عَبْد الْمَلِكِ بْن سلع، عَنْ أبيه، عَنْ عبد خير قال: «قلت له: يا أبا عمارة، أراك حسن الجسم، كم أتى عليك إِلَى يومك هذا؟ فقال: يا ابن أخي، أتى علي عشرون ومائة سنة» .
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
__________
[1] تقول العرب: جعت إلى لقائك وعطشت إلى لقائك، قال ابن سيده: وجاع إلى لقائه: اشتهاه كعطش على المثل، وفي الدعاء: جوعا له ونوعا. ينظر اللسان: جوع.(1/630)
[المجلد الثاني]
باب الدال
1504- داذويه
(ب) داذويه: أحد الثلاثة الذين دخلوا عَلَى الأسود العلسى الذي ادعى النبوة بصنعاء، فقتلوه في حياة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهم: قيس بْن مكشوح، وداذويه، وفيروز الديلمي. وبقي داذويه وفيروز وقيس، فلما توفي النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ارتد قيس بْن المكشوح ثانية. وكاتب جماعة من أصحاب الأسود العنسي يدعوهم إليه، فأتوه فخافهم أهل صنعاء، وأتى قيس إِلَى فيروز وداذويه يستشيرهما في أمر أولئك أصحاب الأسود، خديعة منه ومكرًا، فاطمأنا إليه، وصنع لهما من الغد طعامًا ودعاهما، فاتاه داذويه فقتله، وأتى إليه فيروز، فسمع امرأة تقول: هذا مقتول كما قتل صاحبه. فعاد يركض فلقيه جشنس ابن شهر، فرجع معه إِلَى جبال خولان، وملك قيس صنعاء، وكتب فيروز إِلَى أَبِي بكر يستمده فأمده، فلقوا قيسا، فقاتلوه فهزموه، وأسر هو، وحملوه إِلَى أَبِي بكر فوبخه ولامه عَلَى فعله، فأنكر، فعفا أَبُو بكر عنه.
أخرجه أبو عمر.
1505- دارم بن أبى دارم
(ب د ع) دارم بْن أَبِي دارم الجرشي. في إسناد حديثه نظر. روى عنه ابنه الأشعث بْن دارم أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: أمتي خمس طبقات، كل طبقة أربعون سنة، الطبقة الأولى: أنا ومن معي أهل علم ويقين إِلَى الأربعين، والطبقة الثانية: أهل التقوى إِلَى الثمانين، والطبقة الثالثة أهل تواصل وتراحم إِلَى عشرين ومائة، والطبقة الرابعة: أهل تقاطع وتدابر وتظالم إِلَى الستين ومائة، والطبقة الخامسة: أهل هرج ومرج، وقيل: إِلَى المائتين. حفظ امرؤ نفسه. أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم هكذا. وأخرجه أَبُو عمر فقال: دارم التميمي، روى عنه ابنه الأشعث.
وذكر الحديث مختصراً.
1506- داود بن بلال
(ب د ع) داود بْن بلال بْن بليل. وقيل: ابن أحيحة. وقيل: اسمه يسار، قاله ابن منده وأبو نعيم.
قَالَ أبو نعيم: وقيل: بلال بْن بلال.
وقال أَبُو عمر: داود بْن بلال بْن أحيحة بْن الجلاح، أَبُو ليلى، والد عبد الرحمن بْن أَبِي ليلى.
وقال ابن الكلبي: اسم أَبِي ليلى يسار [1] بْن بليل بْن بلال، كان مولى الأنصار فدخل فيهم.
__________
[1] كذا وسيأتي في باب الكنى: «وقال ابن الكلبي: أبو ليلى الأنصاري اسمه داود بن بليل»(2/5)
وأما والد أَبِي ليلى فقالوا: اسمه داود بْن بلال بْن أحيحة بْن الجلاح بْن الحريش بْن جحجبي [بْن عوف] [1] بْن كلفة بْن عوف بْن عمرو بْن عوف بْن مالك بْن الأوس، الأنصاري الأوسي.
وكان ابنه عبد الرحمن إذا دعي الفقهاء دعي معهم، وَإِذا دعي الأشراف دعي معهم، فهذا يدل عَلَى أَنَّهُ غير مولى، لأن الموالي لم يكونوا أشرافًا، وسيذكر في الكنى وفي الياء إن شاء، الله تعالى.
أخرجه الثلاثة.
1507- دحية بن خليفة الكلبي
(ب د ع) دحية بْن خليفة بْن فروة بْن فضالة بن زيد بْن امرئ القيس بْن الخزج بْن عامر بْن بكر بْن عامر الأكبر بْن عوف بْن بكر بْن عوف بْن عذرة بْن زَيْد اللات بْن رفيدة بْن ثور ابن كلب بْن وبرة، الكلبي.
صاحب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. شهد أحدًا وما بعدها، وكان جبريل يأتي النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في صورته أحيانًا، وبعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى قيصر رسولا سنه ست في الهدنة فآمن به قيصر وامتنع عليه بطارقته، فأخبر دحية رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بذلك، فقال: ثبت اللَّه ملكه. روى عنه الشعبي، وعبد اللَّه بْن شداد بْن الهاد، ومنصور الكلبي، وخالد بْن يَزِيدَ بْن معاوية.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ وَغَيْرُ وَاحِدٍ بِإِسْنَادِهِمْ، عَنْ أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عن المغيرة، قال: أهدى دحية الْكَلْبِيُّ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُفَّيْنِ فَلَبِسَهُمَا.
أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَلِيٍّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد ابن السَّرْحِ، وَأَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الْهَمْدَانِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا ابن وهب، أخبرنا ابن لَهِيعَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ جُبَيْرٍ أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ حَدَّثَهُ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ دِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ أَنَّهُ قَالَ: أتي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَبَاطِيَّ [2] فَأَعْطَانِي مِنْهَا قُبْطِيَّةً.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
الخزج [3] : بفتح الخاء، وسكون الزاي، وبعدها جيم.
1508- دخان أبو شعبة
(د ع) دخان أَبُو شعبة الهذلي. لا تصح له رؤية ولا صحبة، وفي إسناد حديثه وهم.
__________
[1] ما بين القوسين غير موجود في الجمهرة 315، ولا في باب الكنى، ولا في الاستيعاب: 1744.
[2] القباطي: جمع قبطية، وهي ثوب رقيق أبيض من ثياب مصر.
[3] ينظر المشتبه للذهبى: 146، 147.(2/6)
روى أَبُو أمية مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم، عَنِ العباس بْن الفضل البصري، عَنْ هذيل بْن مسعود الباهلي، عَنْ شعبة بْن دخان الهذلي، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن هذا الشعر سجع من كلام العرب، به يعطى السائل، وبه يكظم الغيظ، وبه يؤتى القوم في ناديهم.
وروى الحارث بْن أَبِي أسامة، عَنِ العباس بْن الفضل، عَنْ هذيل بْن مسعود الباهلي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شعبة بْن دخان، عَنْ رجل من أهل اليمن، عَنْ رجل من هذيل، عَنْ أبيه، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بهذا وهو الصواب. أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم
1509- درهم أبو زياد
(ع س) درهم أَبُو زياد: ذكره ابن خزيمة في الصحابة.
روى مُحَمَّد بْن يحيى القطعي، عَنْ أَبِي أيوب يحيى بْن ميمون القرشي، عَنْ درهم بْن زياد بْن درهم، عَنْ أبيه، عَنْ جده، قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اختضبوا بالحناء فإنه يزيد في جمالكم وشبابكم ونكاحكم، أخرجه أبو نعيم وأبو موسى.
1510- درهم أبو معاوية
(ع س) درهم أَبُو معاوية. روى سليمان بْن حرب، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طلحة، عَنْ معاوية بْن درهم: أن درهمًا جاء إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: جئتك أستعينك في الغزو قال: ألك أم؟ قال: نعم. قال فالزمها. أخرجه أَبُو نعيم وَأَبُو موسى [1] .
1511- دعامة بن عزيز
(د ع) دعامة بْن عزيز بْن عمرو بن ربيعة بن عمران بْن الحارث السدوسي، والد قتادة. نسبه عمرو بْن علي. ولا تصح لَهُ صحبة.
رَوَى مُحَمَّد بْن جامع العطار، عَنْ عبيس بْن ميمون، عَنْ قتادة بْن دعامة، عَنْ أبيه، قال: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: الحمى سجن اللَّه في الأرض، وهي حظ المؤمن من النار.
كذا رواه مُحَمَّد بْن جامع، فقال: عَنْ أبيه.
ورواه سليمان الشاذكوني، عَنْ عبيس، فقال: عَنْ قتادة، عَنْ أنس [2] . أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
1512- دعثور بن الحارث
(س) دعثور بْن الحارث الغطفاني. أورده أَبُو سعيد النقاش في الصحابة.
__________
[1] ينظر الإصابة: 1- 220، ترجمة: جاهمة بن العباس.
[2] في الإصابة: 468: وهو الصواب.(2/7)
روى الواقدي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زياد بْن أَبِي هنيدة، عَنْ زيد بْن أَبِي عتاب، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن رافع بْن خديج، عَنْ أبيه، قَالَ: خرجنا مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم في غزوته، يعنى غزوة أنمار، فلما سمعت به الأعراب لحقت بذرى الجبال، وانتهى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى ذي أمر [1] فعسكر به، وذهب لحاجته فأصابه مطر، قبل ثوبيه فأجفهما عَلَى شجرة. فقالت غطفان لدعثور بْن الحارث وكان سيدها وكان شجاعًا: انفرد مُحَمَّد عَنْ أصحابه، وأنت لا تجده أخلى منه الساعة. فاخذ سيفًا صارمًا، ثم انحدر، ورسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مضطجع ينتظر جفوف ثوبيه، فلم يشعر إلا بدعثور بْن الحارث واقفًا عَلَى رأسه بالسيف، وهو يقول: من يمنعك مني يا مُحَمَّد؟ فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّه عز وجل. ودفع جبريل عليه السلام في صدره فوقع السيف من يده، فأخذ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السيف، ثم قام عَلَى رأسه فقال: من يمنعك مني؟ قال: لا أَحَدٍ. فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قم فاذهب لشأنك. فلما ولي قال: أنت خير مني. فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أنا أحق بذلك منك. ثم رجع إِلَى قومه فقالوا: والله ما رأينا مثل ما صنعت، وقفت عَلَى رأسه بالسيف! فقال: والله لا أكثر عليه جمعًا. وذكر القصة، ثم أسلم دعثور بعد، أخرجه أَبُو موسى وقال: كذا أورده.
والمشهور بهذا الفعل غورث بْن الحارث، وربما تصحف أحدهما من الآخر، ولم يذكر إسلامه إلا في هذه الرواية. وقد ذكره أَبُو أحمد العسكري كما ذكره أَبُو سَعِيد النقاش وسماه دعثوراً، والله أعلم.
1513- دغفل بن حنظلة
(ب د ع) دغفل بْن حنظلة الشيباني. نسابة العرب، من بني عمرو بْن شيبان، وهو سدوسي ذهلي.
روى عنه الحسن، وابن سيرين. مختلف في صحبته، قال أحمد بْن حنبل: لا أرى لدغفل صحبة. وقال البخاري: لا يعرف لدغفل أَنَّهُ أدرك النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وسلم.
أخبرنا أبو الربيع سلمان بْنُ أَبِي الْبَرَكَاتِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خميس، أخبرنا أبى، أخبرنا أبو نصر أحمد ابن عبد الباقي بن طوق، أخبرنا أبو القاسم نُفْيَرُ [2] بْنُ أَحْمَدَ الْمَرْجِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، حَدَّثَنَا مُعَاذٌ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ دَغْفَلٍ، قَالَ: قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَسِتِّينَ سَنَةً.
وروى قتادة، عن الحسن، عن دغفل، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: كان عَلَى النصارى صوم شهر رمضان وكان عليهم ملك، فمرض، فقال: لئن شفاه اللَّه ليزيدن عشرًا. ثم كان عليهم ملك بعده يأكل اللحم فوجع فاه، فآلى إن شفاه الله ليزيدن سعة أيام. ثم كان بعده ملك، فقال: ما ندع من هذه الثلاثة الأيام أن نزيدها، ونجعل صومنا في الربيع. ففعل، فصارت خمسين يومًا. وروى عَبْد اللَّهِ بْن بريدة أن معاوية بْن أَبِي سفيان دعا دغفلًا، فسأله عَنِ العربية، وعن أنساب الناس، وعن النجوم. فإذا رجل عالم، فقال: يا دغفل، من أين حفظت هذا؟ قال: حفظته بقلب عقول،
__________
[1] ذو أمر: موضع من ديار غطفان، وكان ذلك في صفر من السنة الثالثة. ينظر جوامع السيرة: 153.
[2] كذا بالأصل.(2/8)
ولسان سئول، وَإِن آفة العلم النسيان [1] ، فقال معاوية: انطلق إلى بزيد فعلمه أنساب الناس والنجوم والعربية.
وقد نسبه الكلبي فقال: دغفل بْن حنظلة بْن يَزِيدَ بْن عبدة بْن عَبْد اللَّهِ بْن ربيعة بْن عمرو ابن شيبان بْن ذهل بْن ثعلبة بْن عكابة بْن صعب بْن عَلِيِّ بْنِ بَكْر بْن وائل.
أخرجه الثلاثة.
قلت: جعلوه شيبانيًا، ومتى أطلق هذا النسب فلا يراد به إلا شيبان بن ثعلبة بن عكاية، هم هذا شيبان وولد هذا شيبان، يقال لهم: ذهليون.
وقال ابن منده وَأَبُو نعيم: إنه سدوسي من بني عمرو بْن شيبان. وسدوس وعمرو ابنا شيبان بْن ذهل أخوان فكيف يجتمع أن يكون سدوسيًا من بني عمرو، وحنظلة أبوه من بني عمرو بْن شيبان لا من بني سدوس! والله أعلم، وأما أَبُو عمر فجعله سدوسيًا لا غير.
قيل: إنه غرق يَوْم دولاب [2] من فارس، في قتال الخوارج.
1514- دفة بن إياس
(ب) دفة بْن إياس بْن عمرو الأنصاري، شهد بدرًا أخرجه أَبُو عمر مختصرًا، وقد ذكر في حرف الواو: وذفة بْن إياس بْن عمرو بْن غنم الأنصاري، شهد بدرًا وأحداً والخندق [3] وجعلهما اثنين وهما واحد، والله أعلم.
1515- دكين بن سعيد
(ب د ع) دكين بْن سَعِيد الخثعمي. ويقال: المزني.
أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرٍ عَبْدُ الْوَهَّابِ بن هبة اللَّهِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ وَكِيعٍ، عن إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ دُكَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ الْخَثْعَمِيِّ أَنَّهُ قَالَ: أَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله سلم، وَنَحْنُ أَرْبَعُونَ وَأَرْبَعُمِائَةِ رَاكِبٍ، نَسْأَلُهُ الطَّعَامَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا عُمَرُ، اذْهَبْ فَأَعْطِهِمْ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا عِنْدِي إِلا مَا يَقِيظُنِي [4] وَالصِّبْيَةَ- قَالَ وَكِيعٌ: الْقَيْظُ فِي كَلامِ الْعَرَبِ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ- قَالَ: قُمْ فَأَعْطِهِمْ. فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، سَمْعًا وَطَاعَةً. قَالَ: فَقَامَ عُمَرُ وَقُمْنَا مَعَهُ، فَصَعِدَ بِنَا إِلَى غُرْفَةٍ، فَأَخْرَجَ الْمِفْتَاحَ مِنْ حجرته، فَفَتَحَ الْبَابَ، قَالَ دُكَيْنٌ: فَإِذَا فِي الْغُرْفَةِ من التمر شبيه
__________
[1] ينظر عيون الأخبار لابن قتيبة: 2- 118
[2] في مراصد الاطلاع: دولاب: قرية بينها وبين الأهواز أربعة فراسخ.
[3] في الاستيعاب 1567: شهد بدراً وأحداً.
[4] أي ما يكفيهم لقيظهم، يعنى رمان شدة الحر.(2/9)
بِالْفَصِيلِ [1] الرَّابِضِ، قَالَ: شَانَكُمْ، قَالَ: فَأَخَذَ كُلُّ رَجُلٍ مِنَّا حَاجَتَهُ مَا شَاءَ، ثُمَّ الْتَفَتُّ وَإِنِّي لَمِنْ آخِرِهِمْ، فَكَأَنَّا لَمْ نَرْزَأْ [2] مِنْهُ تمرة. أخرجه الثلاثة.
1516- دلجة بن قيس
(د ع) دلجة بْن قيس، لا تصح له صحبة، روى حديثه المسيب بْن واضح، عَنِ ابْنِ المبارك، عَنْ سُلَيْمَان التيمي، عَنْ أَبِي تميمة، عَنْ دلجة بْن قيس، قال: قال لي الحكم الغفاري: أتذكر يَوْم نهى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الدباء والحنتم والنقير؟ قال: قلت: نعم، وأنا شاهد عَلَى ذلك.
رواه جماعة، عَنِ ابن المبارك، عَنِ التيمي، عَنْ أَبِي تميمة، عَنْ دلجة: أن رجلًا قال للحكم الغفاري وذكر الحديث.
وكذلك رواه يحيى القطان وغيره عَنِ التيمي، وهو الصواب.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم.
1517- دليم
(ع س) دليم، ذكره الحسن بْن سفيان في الوحدان من الصحابة، فقال بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابن لهيعة، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حبيب، عَنْ أَبِي الخير: أَنَّهُ حدثهم عَنْ رجل- يقال له: دليم- أَنَّهُ سأل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ السكركة، وأخبر أَنَّهُ شراب يصنعه من القمح، فنهاه عنه.
كذا رواه ابن لهيعة، ورواه ابن إِسْحَاق، وعبد الحميد بْن جَعْفَر، عَنْ يزيد فقالا: ديلم. وهو الصحيح أخرجه أَبُو نعيم وَأَبُو موسى.
1518- دهر بن الأخرم
(د ع) دهر بْن الأخرم بْن مالك بْن أمية بْن يقظة بْن خزيمة بْن مالك بْن سلامان بْن أسلم ابن أفصى الأسلمي. والد نصر بْن دهر. لهما صحبة، ذكره البخاري في الصحابة. ولا تعرف له رواية، أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم مختصراً.
1519- دوس
(ع س) دوس. مولى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَهُ ذكر في حديث رواه محمد بن سليمان الحرّانى، عن وحشي ابن حرب بْن وحشي، عَنْ أبيه، عَنْ جده: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتب إِلَى عثمان- وهو بمكة-: أن الجند قد توجهوا قبل مكة، وقد بعثت إليك دوسًا مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمرته أن يتقدم بين يديك باللواء، وبعثت إليك خالد بن الوليد ليسير.
__________
[1] في النهاية: وفي حديث عمر: ففتح الباب فإذا فيه الفصيل الرابض في الجالس المقيم.
[2] أي: لم ننقص منه تمرة.(2/10)
رواه صدقة بْن خَالِد، عَنْ وحشي بْن حرب بإسناده، ولم يذكر فيه هوسا. أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو نعيم: لا يعرف في موالي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دوس، وهم فيه بعض الناس، فقدر أَنَّهُ اسم عبد، وَإِنما هو اسم قبيلة، فذكره في جملة من روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ!
1520- الدومى بن قيس
الدومي، بالدال، هو الدومي بْن قيس من بنى ذهل بن الخزارج [1] بْن زَيْد اللات بْن رفيدة بْن ثور بْن كلب بْن وبرة. وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فعقد له لواء عَلَى من بايعه من كلب.
ذكره الأمير أبو نصر عن جمهرة نسب قضاعة.
1521- ديلم بن فيروز
(ب د ع) ديلم بْن فيروز الحميري الجيشاني. وقيل: اسمه فيروز، وديلم لقب له، وهو فيروز بْن يسع بْن سعد بْن ذي جناب بْن مسعود بْن غن بْن شحر بْن هوشع بْن موهب بْن سعد بْن جبل بْن نمران بْن الحارث بْن حبران، وحبران هو حبشان بْن وائل بْن رعين الرعيني.
وقيل: ديلم بْن هوشع بْن سعد بْن ذي جناب بْن مسعود بْن غن بالغين المعجمة، وقيل: بالعين المهملة.
وهو أول من وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع معاذ، وشهد فتح مصر، قاله أَبُو سَعِيد بْن يونس، ونسبه إِلَى رعين.
روى عنه ابناه الضحاك، وعبد اللَّه، وَأَبُو الخير مرثد بْن عَبْد اللَّهِ، وغيرهم.
وكان ممن له في قتل الأسود العنسي الكذاب باليمن أثر عظيم، وأنه الذي قتله، وأنه لما قتل الأسود حمل ديلم رأسه، وقدم به عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقيل: عَلَى أَبِي بكر.
أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بن علي الأمين بإسناده، عن أبي داود، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ ضَمْرَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الدَّيْلَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَتَيْنَا إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ عَلِمْتَ مَنْ نَحْنُ؟ وَإِلَى أَيْنَ نَحْنُ؟ فَإِلَى مَنْ نَحْنُ؟ قَالَ: إِلَى اللَّهِ وَإِلى رَسُولِهِ. فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لَنَا أَعْنَابًا فَمَاذَا نَصْنَعُ بِهَا؟ قَالَ: زَبِّبُوهَا. قَالَ: وَمَا نَصْنَعُ بِالزَّبِيبِ؟ قَالَ: انْبِذُوهُ عَلَى غَدَائِكُمْ، وَاشْرَبُوهُ عَلَى عشائكم. وانبذوه عَلَى عَشَائِكُمْ. وَانْبِذُوهُ عَلَى عَشَائِكُمْ، وَاشْرَبُوهُ عَلَى غَدَائِكُمْ.
وَانْبِذُوهُ فِي الشِّنَانِ [2] وَلا تَنْبِذُوهُ فِي الْقُلَلِ فَإِنَّهُ إِنْ تَأَخَّرَ عَصِيرُهُ صَار خَلًّا. وَقَدْ رُوِيَ عَنْ فَيْرُوزَ الدَّيْلَمِيِّ، نَحْوُهُ.
وروى أَبُو الخير، عَنْ أَبِي خراش الرعيني، عَنِ الديلميّ قَالَ: «أسلمت وعندي أختان، فأتيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: طلق إحداهما» . أخرجه ابن منده، وأبو نعيم هكذا.
__________
[1] كذا في الأصل، ولعله: الخزج.
[2] الشنان: جمع شن، وهو الجلد البالي، والقلة: الجرة العظيمة.(2/11)
وأخرجه أَبُو عمر مختصرًا فقال: ديلم الحميري الجيشاني، وهو ديلم بْن أَبِي ديلم، ويقال: ديلم بن فيروز، ويقال: ديلم بْن الهوشع، وهو من ولد حمير بْن سبأ، له صحبة، سكن مصر، لم يرو عنه غير حديث واحد في الأشربة، رواه عنه المصريون.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَلِيٍّ الصُّوفِيُّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَنَّادٌ، عَنْ عَبْدَةَ، عن محمد بن إسحاق، عن يزيد ابن أبي حبيب، عن مرثد بن عبد الله الْيَزَنِيِّ، عَنْ دَيْلَمٍ الْحِمْيَرِيِّ، قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقلت: يا رسول اللَّهِ، إِنَّا بِأَرْضٍ بَارِدَةٍ، نُعَالِجُ فِيهَا عَمَلًا شَدِيدًا، وَإِنَّا نَتَّخِذُ شَرَابًا مِنْ هَذَا الْقَمْحِ نَتَقَوَّى بِهِ عَلَى أَعْمَالِنَا، وَعَلَى بَرْدِ بِلادِنَا. قال: هل يسكر؟ قلت: نعم. قال:
فاجتلبوه. قُلْتُ: فَإِنَّ النَّاسَ غَيْرُ تَارِكِيهِ، قَالَ: فَإِنْ لَمْ يَتْرُكُوهُ فَقَاتِلُوهُمْ وقيل: إن ديلم بْن الهوشع غير ديلم الحميري، وليس بشيء: انتهى كلامه؟
قلت: جبل قيل: هو بالجيم المضمومة، وبالباء الموحدة الساكنة. وقيل: حبل، بضم الحاء المهملة وتسكين الباء الموحدة.
وهوشع قاله البخاري بالشين المعجمة، وقال أَبُو زرعة: بالسين المهملة.
وقول ابن منده وأبي نعيم: أَنَّهُ هو الذي قتل الأسود الكذاب، فليس بشيء، إنما قتله فيروز الديلمي، وهو من الأبناء الفرس وليس من العرب. ولما قتل الكذاب الأسود أتى الخبر إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من السماء وهو مريض مرض الموت صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأخبر الناس بقتله، وأتت البشارة إِلَى المدينة بقتله، بعد وفاة النبي صلّى الله عليه وآله وسلم وكانت أول بشارة أنت أبا بكر رضى الله عنه.
1522- الديلميّ
(س) الديلمي، أخرجه أَبُو موسى، وقال: أورده أصحابنا، وهو ديلم المشهور، وقيل:
اسمه فيروز، وربما يرد في الحديث هكذا.
هذا لفظ أَبِي موسى، وليس له فيه استدراك فإن ابن منده قد ذكره هكذا أيضًا في ديلم، وقد تقدم.
1523- دينار الأنصاري
(ب د ع) دينار الأنصاري. جد عدي بْن ثابت بْن دينار. سماه يحيى بْن معين: دينارًا، وقال غيره: اسمه قيس الخطمي.
روى حديثه عدي بْن ثابت بْن دينار، عَنْ أبيه، عَنْ جده دينار، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قال: القيء، والرعاف، والعطاس، والنعاس، والحيض، والتثاؤب في الصلاة من الشيطان وبالإسناد: المستحاضة تدع الصلاة أيام أقرائها ثم تغتسل، وتتوضأ لكل صلاة وتصوم وتصلي. أخرجه الثلاثة وقال أَبُو عمر: في حديثه في المستحاضة يضعفونه، وحديثه في القيء والرعاف لا يصح إسناده،
1524- دينار والد عمرو
(س) دينار والد عمرو بْن دينار. قال أَبُو موسى: أورده عبدان في الصحابة، ولم يورد له شيئا(2/12)
باب الذال(2/13)
1525- ذابل بن طفيل
(د ع) ذابل بْن طفيل بْن عمرو السدوسي. أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ روت حديثه جمعة ابنته: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قعد في مسجده، فقدم عليه خفاف بن نصلة بْن بهدلة الثقفي.. في حديث طويل.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم مختصراً.
1526- ذباب بن الحارث
(س) ذباب بْن الحارث بْن عَمْرو بْن معاوية بن الحارث بْن ربيعة بْن بلال بْن أنس اللَّه بْن سعد العشيرة. ذكره ابن شاهين في الصحابة، وذكره أَبُو عَبْد اللَّهِ بْن منده في دلائل النبوة.
روى يحيى بْن هانئ بْن عروة المرادي، عَنْ أَبِي خيثمة عبد الرحمن بْن أَبِي سبرة الجعفي قال:
كان لسعد العشيرة صنم، يقال له: فراص [1] ، يعظمونه، وكان سادنه رجلًا من أنس اللَّه بْن سعد العشيرة، يقال له: ابن رقبية، وقيل: وقشة. قال عبد الرحمن بْن أَبِي سبرة: فحدثني ذباب بْن الحارث، رجل من أنس اللَّه، قال: [كان [2]] لابن رقبية، أو وقشة- عَلَى اختلاف الروايتين- رئي من الجن يخبره بما يكون، فأتاه ذات يوم فأخبره بشيء، فنظر إليّ فقال: يا ذباب، اسمع العجب العجاب، بعث مُحَمَّد بالكتاب، يدعو بمكة فلا يجاب. فقلت له: ما هذا؟ قال: لا أدري، كذا قيل لي. فلم يكن إلا قليل حتى سمعت بمخرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمْتُ وثرت إِلَى الصنم فكسرته، ثُمَّ أتيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسلمت» ، وقال ذباب في ذلك:
تبعت رَسُول اللَّهِ إذ جاء بالهدى ... وخلفت فراصًا بدار هوان
شددت عليه شدة فكسرته ... كأن لم يكن والدهر ذو حدثان
وهي أكثر من هذا.
أخرجه أبو موسى على ابن مندة.
1527- ذرع أبو طلحة
(س) ذرع. أَبُو طلحة الخولاني. ذكره الطبراني، وقال: قد اختلف في صحبته.
روى حماد بْن سلمة، عَنْ أَبِي سنان عِيسَى، عَنْ أَبِي طلحة الخولاني، واسمه ذرع، قال:
قال رسول الله: تكون جنود أربعة، فعليكم بالشام فأن اللَّه- عز وجل- قد تكفل لي بالشام.
__________
[1] في مستدرك تاج العروس: وفراص ككتان: موضع في ديار سعد العشيرة. وفي مراصد بلاد الاطلاع: صنم حي كان في بلاد سعد العشيرة.
[2] زيادة يستقيم بها الكلام.(2/15)
قال أَبُو أحمد الحاكم: أَبُو طلحة الخولاني ممن لا يعرف اسمه، وهو تابعي، يروي عَنْ عمير بْن سعد.
أخرجه أَبُو موسى.
1528- ذفافة
ذفافة: له في ذكر حديث ثعلبة بْن عبد الرحمن يقتضي أن لهما صحبة. وقد ذكرناه في ثعلبة بْن عبد الرحمن. ولم يذكروه.
1529- ذكوان
(ب) ذكوان: وقيل: طهمان. مولى بني أمية، حديثه عند عبد الرزاق، عَنْ عمر بْن حوشب، عَنْ إِسْمَاعِيل بْن أمية، عَنْ جده، قال: كان لنا غلام يقال له: ذكوان- أو طهمان- فعتق بعضه. وذكر الحديث مرفوعًا.
قال أَبُو عمر: وأظنه الذي روى عنه حبيب بْن أَبِي ثابت أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جاءه رجل فقال: يا رَسُول اللَّهِ، إني لأعمل العمل فيطلع عليه فيعجبني. قال: لك أجران، أجر السر، وأجر العلانية. أخرجه أبو عمر.
1530- ذكوان مولى رسول الله
(ب ع س) ذكوان. مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقيل: طهمان. وقيل: مهران. روى عطاء بْن السائب قال: أتيت أبا جَعْفَر بشيء، فقال: ألا أدلك عَلَى امرأة منا، من ولد علي بْن أَبِي طالب؟
فأتيتها، فقالت: حدثني مولى لرسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقال لَهُ ذكوان، أو طهمان، أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:
يا ذكوان، إن الصدقة لا تحل لي ولا لأهل بيتي، وَإِن مولى القوم من أنفسهم. أخرجه أَبُو نعيم، وأبو عمر، وأبو موسى.
1531- ذكوان بن عبد قيس
(ب د ع) ذكوان بْن عبد قيس بْن خلدة بْن مخلد بْن عَامِر بن زريق، الأنصاري الخزرجي. ثم الزرقي. يكنى أبا السبع، ويذكر في الكنى إن شاء اللَّه تعالى.
شهد العقبة الأولى والثانية، ثم خرج من المدينة مهاجرًا إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو بمكة، فكان يقال له: أنصاري مهاجري. وشهد بدرًا، وقتل يَوْم أحد شهيدًا، قتله أَبُو الحكم بْن الأخنس بْن شريق.
فشد علي بْن أَبِي طالب عَلَى أَبِي الحكم، وهو فارس، فضرب رجله بالسيف، فقطعها من نصف الفخذ، ثم ذفف عليه [1] .
__________
[1] تذفيف الجريح: الإجهاز عليه.(2/16)
وقال الواقدي، عَنْ عبد الرحمن بْن عبد العزيز، عَنْ خبيب بْن عبد الرحمن الأنصاري، قال:
حرج أسعد بْن زرارة وذكوان بْن عبد قيس [إِلَى مكة [1]] يتنافران إِلَى عتبة بْن ربيعة. فسمعا برسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأتياه، فعرض عليهما الإسلام، وقرأ عليهما القرآن، فأسلما ولم يقربا عتبة، ثم رجعا إِلَى المدينة، فكانا أول من قدم بالإسلام إِلَى المدينة.
أخرجه الثلاثة،
1532- ذكوان بن يامين
ذكوان بْن يامين بْن عمير بْن كعب النضيري، من بني النضير.
قال ابن إِسْحَاق: لقى [ابن [2]] يامين بْن عمير أبا ليلى وعبد الله بن مغفل المزني باكين، فقال:
ما يبكيكما، فقالا: جئنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نستحمله [3] ، فلم نجد عنده ما يحملنا عليه، وليس عندنا ما نقوى به عَلَى الخروج معه، وذلك في غزوة تبوك، فأعطاهما ناضحًا [4] وزودهما تمرًا كثيرًا.
ذكره أَبُو علي، وقال: لا يعين عَلَى الجهاد إلا مسلم، إن شاء اللَّه تعالى.
1533- ذكوان مولى الأنصار
ذكوان، مولى الأنصار.
أَخْبَرَنَا الْمَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْفَقِيهُ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي يَعْلَى الْمَوْصِلِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ ابن مِهْرَانَ السَّبَّاكُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الأَعْلَى، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: ابْتَعْنَا بَقَرَةً فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِنَشْتَرِكَ عَلَيْهَا، فَانْفَلَتَتْ مِنَّا وَامْتَنَعَتْ عَلَيْنَا، فَعَرَضَ لَهَا مَوْلًى لَنَا- يُقَالُ لَهُ: ذَكْوَانُ- بِسَيْفٍ فِي يَدِهِ، وَهِيَ تَجُولُ فَضَرَبَهَا بِالسَّيْفِ فِي أَصْلِ عُنُقِهَا، فَخَرَقَهَا بِالسَّيْفِ فَوَقَعَتْ، فَلَمْ نُدْرِكْ ذَكَاتَهَا، فَخَرَجْتُ أَنَا وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ الْجِذْعِ، فَلَقِينَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَذَكَرْنَا لَهُ شَأْنَهَا فَقَالَ: كُلُوا إِذَا فَاتَكُمْ مِنْ هَذِهِ البهائم فاحبسوه بما تحبسون به الوحش.
1534- ذهبن بن قرضم
(س) ذهبن بْن قرضم بْن العجيل [5] بْن قثاث بن قمومى [6] بْن نقلل بْن العيدي بْن الآمري المهري، من مهرة بن حمدان. وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فكان يكرمه لبعد مسافته، لأنه قدم من أرض
__________
[1] عن الاستيعاب: 466.
[2] عن السيرة لابن هشام: 2- 518.
[3] أي يطلبون منه ما يركبون عليه.
[4] الناضح: الجمل الّذي يستقى عليه الماء.
[5] في الأصل: الجعيل.
[6] كذا بالأصل، والطبقات لابن سعد: ج 1 القسم الثاني: 83.(2/17)
الشحر [1] ، فلما أراد الانصراف حمله، وكتب له كتابًا، فهو عندهم.
أخرجه أَبُو موسى قال الأمير ابن ماكولا: قال الدارقطني: قرضم بالقاف. وهو بالفاء، وقال: قباث بفتح القاف والباء. وهو بكسر القاف، وهو في موضع بدل الآمري: ندغي [2] ، وفي موضع بدل نقلل:
بقلل. هذا آخر كلام أَبِي موسى.
قلت: قوله: بدل الآمري ندغي: فليس بشيء فإن ابن الكلبي وابن حبيب قالا: فولد الآمرى ابن مهرة ندغي. فهو ابنه.
قال ابن ماكولا: قال الدار قطنى ها هنا: الجعيل، يعني بدل العجيل، وهو خطأ، قال: وقد ذكره عَلَى الصحة في باب الذال.
وقثاث: بفتح القاف. وبالثاءين المثلثتين.
1535- ذو الأذنين
(س) ذو الأذنين. ذكره عبدان، وهو أنس بْن مالك، قَالَ لَهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يا ذا الأذنين» .
أخرجه أَبُو موسى كذا مختصرًا، وهذا ليس بشيء فإن أنسًا لم يكن يعرف بهذا، وَإِنما مازحه به النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وليس باسم له ولا لقب.
1536- ذو الأصابع التميمي
(ب د ع) ذو الأصابع التميمي. ويقال: الخزاعي. وقيل: الجهني. سكن البيت المقدس.
أَخْبَرَنَا عبد الوهاب بن هبة الله بن أبي حبة بإسناده عن عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أبو صالح الحكيم بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ ذِي الأَصَابِعِ، قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إن ابتلينا بالبقاء بعدك فَأَيْنَ تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: عَلَيْكَ بِالْبَيْتِ الْمُقَدَّسِ، فَلَعَلَّهُ يَنْشَأُ لَكَ بِهَا ذُرِّيَّةٌ، يَغْدُونَ إِلَى ذَلِكَ المسجد ويروحون. أخرجه الثلاثة.
1537- ذو البجادين
(س) ذو البجادين. اسمه عَبْد اللَّهِ. ذكره عبدان وغيره، وربما يرد في الحديث هكذا من دون اسمه. قال عبدان: وَإِنما قيل له ذلك لأنه حين أراد المسير إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قطعت له أمه بجاداً لها،
__________
[1] الشحر: بين عمان وعدن على ساحل البحر.
[2] ينظر تاج العروس: ندغ.(2/18)
وهو كساء، اثنين [1] فائز بواحد وارتدى بالآخر. مات في عصر النَّبِيّ، ودفنه ليلًا في غزوة تبوك، ويذكر في العين أتم من هذا، إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه أبو موسى.
1538- ذو جدن
(ع) ذو جدن. قدم عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اثنان وسبعون رجلًا من الحبشة، منهم ذو جدن. كذا قاله أَبُو نعيم.
وقال ابن منده: ذو دجن بتقديم الدال، ويرد في موضعه، إن شاء الله تعالى.
أخرجه أبو نعيم.
1539- ذو الجوشن الضبابي
(ب د ع) ذو الجوشن الضبابي، والد شمر بْن ذي الجوشن. اختلف في اسمه فقيل: أوس بْن الأعور. وقد تقدم ذكره، وقيل اسمه: شرحبيل بْن الأعور بْن عَمْرو بْن معاوية، وهو الضباب، بْن كلاب بْن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامري الكلابي ثم الضبابي. وَإِنما قيل له: ذو الجوشن لأن صدره كان ناتئًا [2] .
وكان شاعرًا مطبوعًا محسنًا، وله أشعار حسان يرثي بها أخاه الصميل، ونزل الكوفة.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ بْنُ أَبِي الرَّجَاءِ الثَّقَفِيُّ إِجَازَةً بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ ذِي الْجَوْشَنِ الضِّبَابِيِّ قَالَ: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بَعْدَ أَنْ فَرَغَ مِنْ بَدْرٍ، بِابْنِ فَرَسٍ لِي يُقَالُ لَهَا الْقَرْحَاءُ، فَقُلْتُ: يَا مُحَمَّدُ، أَتَيْتُكَ بِابْنِ الْقَرْحَاءِ لِتَتَّخِذَهُ. قَالَ: لا حَاجَةَ لِي فِيهِ، إِنْ أَحْبَبْتِ أَنْ أَقِيضَكَ بِهِ الْمُخْتَارَةَ مِنْ دُرُوعِ بَدْرٍ فَعَلْتُ.
قَالَ: قُلْتُ: مَا كُنْتُ لأَقِيضَهُ. قَالَ: فَلا حَاجَةَ لِي فِيهِ. ثُمَّ قَالَ: يَا ذَا الْجَوْشَنِ، أَلا تُسْلِمُ فَتَكُونَ مِنْ أَوَّلِ هَذِهِ الأُمَّةِ؟ قَالَ: قُلْتُ: لا. قَالَ: وَلِمَ؟ قَالَ: قُلْتُ: لأَنِّي قَدْ رَأَيْتُ قَوْمَكَ قَدْ وَلِعُوا [3] بِكَ. قَالَ:
وَكَيْفَ وَقَدْ بَلَغَكَ مَصَارِعَهُمْ! قَالَ: قُلْتُ: بَلَغَنِي. قال: فأنى يُهْدَى بِكَ؟ قُلْتُ: إِنْ تَغْلِبْ عَلَى الْكَعْبَةِ وَتَقْطُنْهَا. قَالَ: لَعَلَّ إِنْ عِشْتَ أَنْ تَرَى ذَلِكَ. ثُمَّ قَالَ: يَا بِلالُ، خُذْ حَقِيبَةَ الرَّجُلِ فَزَوِّدْهُ مِنَ الْعَجْوَةِ.
فَلَمَّا أَدْبَرْتُ قَالَ: إِنَّهُ مِنْ خَيْرِ فُرْسَانِ بَنِي عَامِرٍ. قَالَ: فو الله إِنِّي بِأَهْلِي بِالْغَوْرِ إِذْ أَقْبَلَ رَاكِبٌ، فَقُلْتُ:
مِنْ أَيْنَ؟ قَالَ: مِنْ مَكَّةَ، فَقُلْتُ: مَا الْخَبَرُ؟ قَالَ: غَلَبَ عَلَيْهَا مُحَمَّدٌ وَقَطَنَهَا قَالَ: قلت: هبلتنى [4] أُمِّي؟
لَوْ أَسْلَمْتُ يَوْمَئِذٍ ثُمَّ سَأَلْتُهُ الْحِيرَةَ لأقطعنيها.
__________
[1] في الأصل: باثنين، وفي النهاية: قطعت أمه بجاداً لها قطعتين ...
[2] الجوشن: الدرع، يقول الزبيدي: وإنما لقب به لأنه أول عربي لبسه، أو لأنه كان نائى الصدر..، أو لأن كسرى أعطاه جوشنا.
[3] في اللسان: ولع فلان بفلان يولع به: إذا لج في أمره وحرص على إيذائه.
[4] هبلته أمه: ثكلته.(2/19)
وَقِيلَ: إِنَّ أَبَا إِسْحَاقَ لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ، وَإِنَّمَا سَمِعَ حَدِيثَهُ مِنَ ابْنِهِ شِمْرِ بْنِ ذِي الْجَوْشَنِ، عَنْهُ. أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
1540- ذو حوشب
ذو حوشب، كان في عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أسلم ولم يره.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم مختصرًا، في ترجمة ذي الكلاع.
1541- ذو الخويصرة التميمي
ذو الخويصرة التميمي أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَرَايَا بْنِ عَلِيٍّ، وَأَبُو الْفَرَجِ الْوَاسِطِيُّ، وَمِسْمَارُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَغَيْرُهُمْ قَالُوا: بِإِسْنَادِهِمْ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيل الْبُخَارِيِّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، وَالضَّحَّاكِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يقسم ذَاتَ يَوْم قِسْمًا، فَقَالَ ذُو الْخُوَيْصِرَةِ، رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اعْدِلْ. فَقَالَ: وَيْلَكَ، وَمَنْ يَعْدِلْ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ؟ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
ائْذَنْ لِي فلأضرب عنقه. قال: لا. إِنَّ لَهُ أَصْحَابًا يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلاتَهُ مَع صَلاتِهِمْ، وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمُرُوقِ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ، يُنْظَرُ إِلَى نَصْلِهِ فَلا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، وَيُنْظَرُ إِلَى رِصَافِهِ فَلا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، وَيُنْظَرُ إِلَى نَضِيِّهِ فَلا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى قُذَذِهِ فَلا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، سَبَقَ الْفَرْثَ وَالدَّمَ، يَخْرُجُونَ عَلَى حِينِ فُرْقَةٍ مِنَ النَّاسِ، آيَتُهُمْ رَجُلٌ إِحْدَى ثَدْيَيْهِ مِثْلُ ثَدْيِ الْمَرْأَةِ، أَوْ مِثْلُ الْبَضْعَةِ تَدَرْدَرُ. قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: أَشْهَدُ لَسَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَشْهَدُ أَنِّي كُنْتُ مَعَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حِينَ قَاتَلَهُمْ، فَالْتَمَسَ فِي الْقَتْلَى، فَأَتَى بِهِ عَلَى النَّعْتِ الَّذِي نَعَتَ رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخبرنا أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي عَلِيٍّ الزّرزَارِيُّ إِجَازَةً إِنْ لَمْ يَكُنْ سَمَاعًا بِإِسْنَادِهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الثَّعْلَبِيِّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَامِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سَعِيد الخدري قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم بقسم قِسْمًا- قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: كَانَتْ غَنَائِمُ هَوَازِنَ يَوْمَ حُنَيْنٍ- إِذْ جَاءَهُ ذُو الْخُوَيْصِرَةِ التَّمِيمِيُّ، وَهُوَ حُرْقُوصُ بْنُ زُهَيْرٍ أَصْلُ الْخَوَارِجِ، فَقَالَ: اعْدِلْ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ:
وَيْحَكَ وَمَنْ يعدل إذا لم أعدل! وذكر نَحْوَ مَا تَقَدَّمَ.
فقد جعل في هذه الرواية اسم ذي الخويصرة: حرقوص بْن زهير. والله أعلم، وقد تقدم في حرقوص باقي خبره.(2/20)
غريبه رصافة: جمع الرصفة، وهي عقب يلوى عَلَى مدخل النصل في السهم.
ونضيه، قيل: النضي نصل السهم. وقيل: هو ما بين الريش والنصل. وسمي نضيًا كأنه جعل نضوًا [1] لكثرة البرى والنحت، وهذا أولى.
والقذذ: جمع القذة، وهي ريش السهم. وتدردر: تتحرك، تجيء وتذهب، وهذا مثل لسرعة نفوذ السهم فلا يوجد فيه شيء من الدم وغيره.
1542- ذو الخويصرة اليماني
(س) ذو الخويصرة اليماني.
روى عمرو بْن عطاء، عَنْ سليمان بْن يسار قال: اطلع ذو الخويصرة اليماني، وكان رجلا جافيا، على رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، فلما نَظَرَ إِلَيْهِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مقبلًا قال: هذا الرجل الذي بال في المسجد. فلما وقف عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أدخلني اللَّه تعالى وَإِياك الجنة ولا أدخلها غيرنا فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ويلك، احتظرت واسعًا! ثم قام رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فدخل، فأكشف الرجل فبال في المسجد، فصاح به الناس وعجبوا لقول رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لرجل بال في المسجد. فلما سمع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كلام الناس خرج. فقال: مه؟ فقالوا: يا رَسُول اللَّهِ، بال في المسجد. قال: يسروا. يقول: علموه، فأمر رجلًا ليأتي بسجل من ماء، يعني دلوًا، فصبه على مباله. أخرجه أبو موسى.
1543- ذو خيوان الهمدانيّ
(س) ذو خيوان الهمداني.
روى الشعبي، عَنْ عامر بْن شهر، قال: أسلم عك ذو خيوان، فقيل لعك: انطلق إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فخذ منه الأمان عَلَى من قبلك ومالك، وكانت له قرية بها رقيق، فقدم عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، إن مالك بْن مرارة الرهاوي قدم علينا يدعو إِلَى الإسلام فأسلمنا، ولي أرض بها رقيق، فاكتب لي كتابًا، فكتب لَهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بِسْمِ اللَّه الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مِنْ مُحَمَّد رَسُول اللَّهِ لعك ذي خيوان، إن كان صادقًا في أرضه وماله ورقيقه، فله الأمان وذمة مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وكتب له مالك بْن سَعِيد قال عبدان: مالك، وهم، والصواب خَالِد. أخرجه أبو موسى.
1544- ذو دجن
(د) ذو دجن، روى وحشي بْن إِسْحَاق بْن وحشي بْن حرب بْن وحشي، عَنْ أبيه، عَنْ جده وحشي بْن حرب، قال: قدم عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ اثنان وسبعون رجلًا من الحبشة، منهم ذو دجن،
__________
[1] يعنى هزيلا.(2/21)
فقال لهم: انتسبوا. فقال ذو مهدم أبياتًا ترد في اسمه إن شاء اللَّه تعالى. وصحبوا كلهم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعدادهم في الحبشة.
أخرجه ابن منده هكذا. وأخرجه أَبُو نعيم: ذو جدن. بتقديم الجيم. وقد تقدم. وهما واحد.
والله أعلم.
1545- ذو الزوائد الجهنيّ
(ب د ع) ذو الزوائد الجهني. له صحبة، عداده في المدنيين. قال أَبُو أمامة بْن سهل بْن حنيف:
أول من صلى الضحى رجل من أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقال له: ذو الزوائد.
أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي بْنِ سُكَيْنَةَ بِإِسْنَادِهِ إِلَى سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ قال: حدثنا هشام ابن عَمَّارٍ عَنْ سُلَيْمِ [1] بْنِ مُطَيْرٍ، مِنْ أَهْلِ وَادِي الْقُرَى، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ أَمَرَ النَّاسَ وَنَهَاهُمْ، ثُمَّ قَالَ: هَلْ بَلَّغْتُ؟ قَالُوا: اللَّهمّ نَعَمْ. قَالَ:
اللَّهمّ اشْهَدْ. ثُمَّ قَالَ: إِذَا تَجَاحَفَتْ [2] قُرَيْشٌ الْمُلْكَ فِيمَا بَيْنَهَا، وَعَادَ الْعَطَاءُ، أَوْ كَانَ رُشًا، عَنْ دِينِكُمْ فَدَعُوهُ، فَقِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: ذُو الزَّوَائِدِ، صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قيل: إنه ذو الأصابع المقدم ذكره. ولا يصح، لأن ذا الأصابع سكن البيت المقدس، وهذا سكن المدينة، وقيل فيه: أَبُو الزوائد. ويرد في الكنى إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه الثلاثة.
1546- ذو الشمالين
(ب د ع) ذو الشمالين. واسمه عمير بْن عبد عمرو [3] بْن نضلة بْن عمرو بْن غبشان بْن سليم بْن مالك بْن أفصى بْن حارثة بْن عَمْرو بْن عامر. كذا نسبه أَبُو عمر، جعله من بني مالك بْن أفصى أخي خزاعة.
وخالفه غيره فقال: غبشان، واسمه الحارث بْن عبد عَمْرو بْن عَمْرو بْن بوي بْن ملكان بْن أفصى.
حليف بني زهرة، فجعله من ولد ملكان بْن أفصى، وهو أخو خزاعة.
وأسلم وشهد بدرًا وقتل بها، قتله أسامة الجشمي.
وقال ابن إِسْحَاق: ذو الشمالين بْن عبد عمرو بْن نضلة بْن غبشان، وقال: الزُّهْرِيّ، هو خزاعيّ [4] .
__________
[1] في الأصل: بن سليمان، وينظر ميزان الاعتدال: 231، وباب الكنى: أبو الزوائد.
[2] تجاحف القوم في القتال: إذا تناول بعضهم بعضا بالسيوف، يعنى إذا تقاتلوا على الملك.
[3] في الاستيعاب 469: بن عمرو، دون ذكر عبد.
[4] يعنى من حلفاء بنى زهرة، وهو خزاعيّ النسب، ينظر سيرة ابن هشام: 1- 68، 681، وجوامع السيرة: 118، 146، والاستيعاب: 469.(2/22)
وهذا ليس بذي اليدين الّذي ذكر في السهو في الصلاة، لأن ذا الشمالين قتل ببدر، والسهو في الصلاة شهده أَبُو هريرة وكان إسلامه بعد بدر بسنين، ويرد الكلام عليه في ذي اليدين إن شاء الله تعالى أخرجه الثلاثة.
1547- ذو ظليم
(ب) ذو ظليم، حوشب بْن طخية، ويقال: ظليم، بضم الظاء، وهو أكثر [1] وقيل، اسم أبيه: طخمة بالميم. وقيل: طخية بكسر الطاء. والأول أكثر.
بعث إليه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جرير بْن عَبْد اللَّهِ في التعاون عَلَى الأسود العنسي، وَإِلى ذي الكلاع، وكانا رئيسين في قومهما، وقتل بصفين مع معاوية سنة سبع وثلاثين.
أخرجه أَبُو عمر، وليس في كلامه ما يدل عَلَى أن له صحبة، إنما أسلم في عهد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسلم.
ظليم: بضم الظاء وفتح اللام.
1548- ذو عمرو
(ب) ذو عمرو، هو رجل من أهل اليمن، أقبل مع ذي الكلاع إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وافدين مسلمين، ومعهما جرير بْن عَبْد اللَّهِ البجلي، أرسله النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إليهما في قتل الأسود العنسي، وقيل:
بل كان أقبل جرير معهما مسلمًا وافدًا عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان الرسول الذي بعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إليهما جابر بْن عَبْد اللَّهِ الأنصاري في قتل الأسود الكذاب، فقدموا وافدين عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلما كانوا [2] في بعض الطريق قال ذو عمرو لجرير: أن النبي صلى الله عليه وسلم قد قضى وأتى عَلَى أجله. قال جرير:
فرفع لنا ركب فسألتهم، فقالوا: قبض رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، واستخلف أَبُو بكر. فقال ذو عمرو:
يا جرير، إنكم قوم صالحون، وَإِنكم عَلَى كرامة، لن تزالوا بخير ما إذا هلك لكم أمير أمرتم آخر، وأما إذا كانت بالسيف كنتم ملوكًا ترضون كما ترضي الملوك، وتغضبون كما تغضب الملوك، ثم قالا لي، يعني ذا الكلاع وذا عمرو: اقرأ على صاحبك السلام، ولعلنا سنعود، ورجعا.
أخرجه أبو عمر.
1549- ذو الغرة الجهنيّ
(ب د ع) ذو الغرة الجهني، وقيل: الطائي. وقيل: الهلالي: قيل: اسمه يعيش.
أَخْبَرَنَا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا عُبَيْدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ الضَّبِّيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ ذِي الْغُرَّةِ قَالَ: عَرَضَ أَعْرَابِيٌّ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَسِيرُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تُدْرِكُنَا الصَّلاةُ وَنَحْنُ
__________
[1] فِي تاج العروس: ذو ظليم، كزبير وأمير، والأولى أشهر.
[2] عبارة الاستيعاب 470: «فلما كان في بعض الطريق رأى ذو عمرو رؤيا، أو رأى شيئا، فقال لجرير: يا جرير، إن الّذي تمر إليه قد قضى وأتى عليه أجله» .(2/23)
فِي أَعْطَانِ الإِبِلِ، أَنُصَلِّي فِيهَا؟ قَالَ: لا. قال: فتوضأ مِنْ لُحُومِهَا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: أَفَنُصَلِّي فِي مرابض الغنم؟ قال: نعم. قال: فتوضأ مِنْ لُحُومِهَا؟ قَالَ: لا.
رَوَاهُ عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ، عَنْ عَبْدِ الله بن عبد الله، عن عبد الرحمن، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ، أَوْ عَنِ الْبَرَاءِ، مِثْلَهُ. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: قِيلَ: إِنَّ الْبَرَاءَ كَانَ فِي وَجْهِهِ بَيَاضٌ، أَوْ نَحْوُهُ، فَسُمِّيَ ذَا الْغُرَّةِ.
وَقَالَ ابْنُ مَاكُولا: قَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ: إِنَّ الْبَرَاءَ هُوَ ذُو الْغُرَّةِ، سُمِّيَ بِهِ لِبَيَاضٍ كَانَ فِي وَجْهِهِ، وَهَذَا عندي فيه نظر لأَنَّ الْبَرَاءَ لَمْ يَكُنْ طَائِيًّا وَلا هِلاليًّا ولا جُهَنِيًّا.
ورواه مُحَمَّد بْن عمران بْن أَبِي ليلى، عَنْ أبيه، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن أَبِي لَيْلَى، عَنْ يعيش الجهني، يعرف بذي الغرة: أن أعرابيًا سأل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الصلاة في أعطان الإبل. فذكر نحوه.
ورواه الأعمش، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن أَبِي لَيْلَى، عَنِ البراء بن عازب أخرجه الثلاثة.
1550- ذو الغصة
(ب) ذو الغصّة. الحصين بْن يَزِيدَ بْن شداد بْن قنان بْن سَلَمة بْن وهب بْن عَبْد اللَّهِ بْن ربيعة بْن الحارث بْن كعب بْن عَمْرو بْن عُلة [1] بْن جلد بْن مالك بْن أدد الحارثي. يقال له: ذو الغصة.
لغصة كانت بحلقه، وكان كلامه لا يتبين بها، وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أخرجه أَبُو عمر، عَنِ ابن الكلبي.
قلت: ذكره أَبُو عمر عَنِ ابن الكلبي، ولم يذكر هشام له وفادة، إنما قال: راس بني الحارث مائة سنة، ومن قبله صارت الغصة في بني يحيى بْن سَعِيد بْن العاص [2] ، وإنما ذكر الوفادة لابنه قيس ابن الحصين، وسيذكر في بابه إن شاء اللَّه تعالى.
1551- ذو قرنات
(د) ذو قرنات. اختلف في صحبته، روى عنه يونس بْن ميسرة بْن حلبس حرفًا مقطوعا.
أخرجه ابن مندة.
1552- ذو الكلاع
(ب د ع) ذو الكلاع. واسمه: أسميفع [3] بْن ناكور. وقيل: أيفع. وقيل: سميفع.
بغير همزة، وهو حميري، يكنى: أبا شرحبيل. وقيل: أَبُو شراحيل. وكان إسلامه فِي حياة رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم.
__________
[1] في الأصل: علة خف بن جلد.
[2] ينظر ترجمة: حصين بن يزيد بن شداد.
[3] كذا ضبط في الإصابة: 1- 480.(2/24)
روى ابن لهيعة، عَنْ كعب بْن علقمة، عَنْ حسان بْن كليب الحميري، قال: سمعت من ذي الكلاع الحميري، يقول: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: اتركوا الترك ما تركوكم. وكان رئيسًا في قومه متبوعًا، أسلم وكتب إليه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في التعاون عَلَى قتل الأسود العنسي، وكان الرسول جرير بْن عَبْد اللَّهِ البجلي، وقيل: جابر بْن عَبْد اللَّهِ. والأول أصح. وقد تقدمت القصة في ذي عمرو.
ثم إن ذا الكلاع خرج إِلَى الشام وأقام به، فلما كانت الفتنة كان هو القيم بأمر صفين [1] ، وقتل فيها.
قيل: إن معاوية سره قتله. وذلك أَنَّهُ بلغه أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لعمار بْن ياسر: تقتله الفئة الباغية. فقال لمعاوية وعمرو: ما هذا؟ وكيف نقاتل عليا وعمارا. فقالوا: إنه يعود إلينا ويقتل معنا. فلما قتل ذو الكلاع وقتل عمار، قال معاوية: لو كان ذو الكلاع حيا لمال بنصف الناس إِلَى علي.
وقيل: إنما أراد الخلاف عَلَى معاوية، لأنه صح عنده أن عليًا بريء من دم عثمان.
قال أَبُو عمر: ولا أعلم لذي الكلاع صحبة أكثر من إسلامه واتباعه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حياته، ولا أعلم له رواية إلا عن عمرو وعوف بن مالك [2] .
ولما قتل ذو الكلاع أرسل ابنه شرحبيل إِلَى الأشعث بْن قيس يرغب إليه في جثة أبيه [3] ، فقال الأشعث: إني أخاف أن يتهمني أمير المؤمنين، ولكن عليك بسعيد بْن قيس، يعني الهمداني، فإنه في الميمنة. وكان معاوية قد منع أهل الشام أن يدخلوا عسكر علي لئلا يفسدوا عليه. فأتى ابن ذي الكلاع إِلَى معاوية فاستأذنه في دخول عسكرهم إِلَى سَعِيد بْن قيس، فأذن له، فأتى سعيدًا، فأذن له في أخذ جيفة أبيه، فأخذها. وكان الذي قتل ذا الكلاع الأشتر النخعي، وقيل: حريث بْن جابر.
روى عَنْ أَبِي ميسرة عمرو بْن شرحبيل الهمداني قال: رأيت عمار بْن ياسر، وذا الكلاع في المنام في ثياب بيض في أفنية الجنة، فقلت: ألم يقتل بعضكم بعضًا؟ قَالُوا: بلى، ولكن وجدنا اللَّه عز وجل واسع المغفرة، قال: فقلت: ما فعل أهل النهر؟، يعني الخوارج. فقيل لي: لقوا برحا [4] ، وكان ذو الكلاع قد أعتق أربعة آلاف أهل البيت وقيل: عشرة آلاف. والله أعلم. أخرجه الثلاثة.
1553- ذو اللحية الكلابي
(ب د ع) ذو اللحية الكلابي. واسمه: شريح بْن عَامِر بْن عوف بْن كعب بْن أَبِي بكر بْن كلاب بْن ربيعة بْن عامر بْن صعصعة، لَهُ صحبة.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ، يَعْنِي الْحَدَّادَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ، عَنْ ذي اللحية الكلابي
__________
[1] في الاستيعاب. 472: «وكان ذو الكلاع القائم بأمر معاوية في حرب صفين» .
[2] في الاستيعاب: إلا عن عمرو بن عوف بن مالك.
[3] بعده في الاستيعاب: ليأذن له في أخذها، وكان في الميسرة.
[4] البرح: الشدة.(2/25)
أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَعْمَلُ فِي أَمْرٍ مُسْتَأْنَفٍ أَوْ أَمْرٍ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ؟ قَالَ: فِي أَمْرٍ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ. قَالَ:
ففيم نعمل إذن؟ قال: اعملوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ. أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
1554- ذو اللسانين
(س) ذو اللسانين، هو موله بْن كثيف [1] ، سمى لفصاحته قاله عبدان. وقد ذكر في الميم أخرجه أبو موسى.
1555- ذو مخبر
(ب د ع) ذو مخبر، ويقال: ذو مخمر. وكان الأوزاعي لا يرى إلا مخمر بميمين، وهو ابن أخي النجاشي ملك الحبشة، معدود في أهل الشام، وكان يخدم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
روى عنه أَبُو حي المؤذن، وجبير بْن نفير، والعباس بْن عبد الرحمن، وَأَبُو الزاهرية، وعمر بْن عَبْد اللَّهِ الحضرمي.
روى حريز [2] بْن عثمان، عَنْ راشد بن سعد المقرئي [3] عَنْ أَبِي حي المؤذن، عَنْ ذي مخمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كان هذا الأمر في حمير فنزعه اللَّه فجعله في قريش. وكان ذو مخمر فيمن قدم من الحبشة إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكانوا اثنين وسبعين رجلًا، ولزم ذو مخمر النَّبِيّ يخدمه، وعده بعضهم في موالي النَّبِيّ.
أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَلِيٍّ الأَمِينُ الصُّوفِيُّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَسَنِ، أَخْبَرَنَا حجاج، يعنى ابن مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا حَرِيزٌ (ح) قَالَ أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ [4] بْنُ أَبِي الْوَزِيرِ، أَخْبَرَنَا مُبَشِّرٌ، أَخْبَرَنَا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ صَالِحٍ [5] عَنْ ذِي مِخْبَرٍ الْحَبَشِيِّ، وَكَانَ يَخْدِمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي هَذَا قَالَ: فَتَوَضَّأَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وُضُوءًا لَمْ يبل مِنْهُ التُّرَاب، قَالَ: ثُمَّ أمر بلالا فأذن، ثُمَّ قَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ غَيْرَ عَجِلٍ، ثُمَّ قَالَ لِبِلالٍ: أَقِمِ الصَّلاةَ. ثُمَّ صَلَّى وَهُوَ غَيْرُ عَجِلٍ. أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
حريز بحاء مهملة، وراء، وزاي.
1556- ذو مران الهمدانيّ
(س) ذو مرّان [6] عمير الهمدانيّ.
__________
[1] في تاج العروس مادة كثف: «وكزبير: موءلة بن كثيف بن حمل بن خالد..» وفي المطبوعة: كنيف بالنون.
[2] في المطبوعة: جرير، وينظر المشتبه: 151.
[3] في الأصل والمطبوعة: المقرابى، ينظر المشتبه: 609.
[4] في ميزان الاعتدال 4- 24: «وقد يقال: عبيد الله بن أبى الوزير» .
[5] في الأصل: صبح، وينظر سنن أبى داود: 1- 105، وفي ميزان الاعتدال: 4- 429 يزيد بن صالح، أو يزيد ابن صليح، تابعي حمصى، لا يكاد يعرف، وثق، روى عنه حريز بن عثمان.
[6] في مستدرك تاج العروس: وذو مران، بالفتح: عمير بن أفلح.(2/26)
روى مجالد، عَنِ الشعبي، عَنْ عامر بْن شهر، قال: كتب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عُمَيْرٍ ذِي مَرَّانٍ، وَمَنْ أَسْلَمَ مِنْ هَمْدَانَ: سَلامٌ عَلَيْكُمْ ... ، وذكر القصة. أخرجه أَبُو موسى مختصرًا، وأخرجوه في باب العين.
1557- ذو مناحب
(د) ذو مناحب. روى ابن منده بِإِسْنَادِهِ إِلَى وحشي بْن حرب بْن وحشي، قال: قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اثنان وسبعون رجلًا من الحبشة، منهم: ذو مخبر، وذو مهدم، وذو مناحب، وذو دجن، فقال لهم:
انتسبوا. وذكر الحديث، صحبوا كلهم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعدادهم في الحبشة.
أخرجه ابن منده فقال: مناحب. وأخرجه أَبُو نعيم فقال: منادح. وهما واحد، والله أعلم.
1558- ذو منادح
(ع) ذو منادح. قال: قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الحبشة منهم: ذو مهدم، وذو منادح. قاله أَبُو نعيم. وقاله ابن منده: ذو مناحب. وهما واحد والله أعلم.
1559- ذو مهدم
(د ع) ذو مهدم. تقدم في ذكر من ورد من الحبشة ومنهم ذو مهدم وذو مخبر وذو جدن وغيرهم فقال لَهُم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. انتسبوا. فقال ذو مهدم:
عَلَى عهد ذي القرنين كانت سيوفنا ... صوارم يفلقن الحديد المذكرا [1]
وهود أبونا سيد الناس كلهم ... وفي زمن الأحقاف عزًا ومفخرًا
فمن كان يعمى عَنْ أبيه فإننا ... وجدنا أبانا العدملي المذكرا [2]
وصحبوا كلهم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعدادهم في الحبشة.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
قلت: قوله: وهود أبونا. فيه نظر، فأن هودًا لم يكن أبا للحبشة، ولعله من العرب، وقد سكن أرض الحبشة. والله أعلم.
1560- ذو اليدين
(ب د ع) ذو اليدين، واسمه: الخرباق. من بني سليم.
كان ينزل بذي خشب [3] من ناحية المدينة، وليس هو ذا الشمالين، ذو الشمالين خزاعيّ حليف لنبي زهرة، قتل يَوْم بدر، وقد ذكرناه. وذو اليدين عاش حتى روى عنه المتأخرون من التابعين، وشهده
__________
[1] في اللسان: والذكر والذكير من الحديد: أيبسه وأشده وأجوده وهو خلاف الأنيث، وبه يسمى السيف مذكر.
[2] في الأصل: العذملى، بالذال، والعدملى: كل مسن قديم
[3] في المطبوعة: جشب، وذو خشب: موضع باليمن، وهو أحد مخاليفها.(2/27)
أَبُو هريرة لما سها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الصلاة، فقال ذو اليدين: أقصرت الصلاة أم نسيت؟ وصح عَنْ أَبِي هريرة أَنَّهُ قَالَ: صلى بنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إحدى صلاتي العشى، [فَسَلَّمَ مِنْ رَكْعَتَيْنِ] [1] فَقَالَ لَهُ ذُو الْيَدَيْنِ ... وَأَبُو هريرة أسلم عام خيبر بعد بدر بأعوام، فهذا يبين لك أن ذا اليدين الذي راجع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصلاة يومئذ ليس بذي الشمالين، وكان الزُّهْرِيّ عَلَى علمه بالمغازي يقول: إنه ذو الشمالين المقتول ببدر، وَإِن قصة ذي الشمالين كانت قبل بدر، ثم أحكمت الأمور بعد ذلك.
أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرٍ عَبْدُ الْوَهَّابِ بن هبة الله بإسناده، عن عبد الله بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ ابن الْمُثَنَّى، أَخْبَرَنَا مَعْدِيُّ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعَيْثُ بْنُ مُطَيْرٍ [2] ، عَنْ أَبِيهِ مطير، ومطير حَاضِرٌ يُصَدِّقُ مَقَالَتَهُ، قَالَ: «يَا أَبَتَاهُ، أَلَيْسَ أَخْبَرْتَنِي أَنَّ ذَا الْيَدَيْنِ لَقِيَكَ بِذِي خُشُبٍ، وَأَخْبَرَكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى بِهِمْ إِحْدَى صَلاتَيِ الْعَشِيِّ، وَهِيَ الْعَصْرُ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ قَالَ: وَخَرَجَ سَرَعَانُ [3] النَّاسِ وَهُمْ يَقُولُونَ: قُصِرَتِ الصَّلاةُ، [وَقَامَ [4]] وَاتَّبَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَلَحِقَهُ ذُو الْيَدَيْنِ فَقَالَ: يا رسول الله، أَقُصِرَتِ الصَّلاةُ أَمْ نَسِيتَ؟ قَالَ: مَا قُصِرَتِ الصلاة ولا نسيت. ثم أقيل عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ فَقَالَ:
مَا يَقُولُ ذُو الْيَدَيْنِ؟ فَقَالا: صَدَقَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وَثَابَ النَّاسُ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ لِلسَّهْوِ. وَهَذَا يُوَضِّحُ أَنَّ ذَا الْيَدَيْنِ لَيْسَ ذا الشمالين المقتول ببدر، لأن مطرا مُتَأَخِّرٌ جِدًّا لَمْ يُدْرِكْ زَمَنَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وسلم.
أخرجه الثلاثة.
1561- ذو يزن الرهاوي
(س) ذو يزن مالك بْن مرارة الرهاوي.
بعثه زرعة [5] إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقدم بكتاب ملوك حمير عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مقدمه من تبوك بإسلام الحارث بْن عبد كلال، ونعيم بْن عبد كلال، والنعمان قيل ذي رعين وهمدان ومعافر- ومفارقهم الشرك وأهله. فكتب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع ذي يزن:
«أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكُمُ اللَّهَ الَّذِي لا إِلَهَ إلا هو، أما بعد، فقد وقع بنا رسولكم مقفلنا من أرض الروم، فلقينا بالمدينة، فبلّغ ما أرسلم، وخبر ما قبلكم وأنبانا بإسلامكم وقتلكم المشركين، وأن الله عز وجل
__________
[1] عن الاستيعاب: 475.
[2] في الأصل والمطبوعة: شعيب، ينظر المشتبه: 397.
[3] السرعان، بفتح السين والراء: أوائل الناس الذين يتسارعون إلى الشيء ويقبلون عليه بسرعة. ويجوز تسكين الراء.
[4] عن الاستيعاب: 476.
[5] هو زرعة بن سيف، وستأتي ترجمته.(2/28)
قد هداكم بهدايته إن أصلحتم وأطعتم الله ورسوله، وأقمتم الصلاة، وأتيتم الزكاة، وأعطيتم من المغانم خمس اللَّه تعالى، وسهم نبيه وصفيه [1] » ، وذكر القصة بطولها في الزكاة وغيرها [2] .
أخرجه أبو موسى، وقاله عن عبدان.
1564- ذؤاب
(س) ذؤاب، ذكره أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّد بْن الحسين الأزدي الموصلي [3] ، وقال: له صحبة، وروى عن الحسن، عن أنس بن مالك، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمر به رجل يدعى ذؤاب، فيقول: السلام عليك يا رَسُول اللَّهِ ورحمة اللَّه وبركاته. فيقول رَسُول اللَّهِ: وعليك السلام ورحمة اللَّه وبركاته ومغفرته ورضوانه. قال: فقال له ذؤاب: يا رَسُول اللَّهِ، إنك تسلم علي سلامًا ما سلمت عَلَى أحد من أصحابك، قال: وما يمنعني، وهو ينصرف بأجر بضع وعشرين درجة؟. أخرجه أَبُو موسى.
1563- ذؤالة بْن عوقلة
ذؤالة بْن عوقلة اليماني. ذكره الحافظ أَبُو زكريا بْن منده مستدركًا عَلَى جده أَبِي عَبْد اللَّهِ، وروى بِإِسْنَادِهِ إِلَى هدبة بْن خَالِد، عَنْ حماد بْن سلمة، عن ثابت، عن أنس قال: وَفد وفد من اليمن، وفيهم رجل يقال له: ذؤالة بْن عوقلة اليماني، فوقف بين يدي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم قال: يا رَسُول اللَّهِ، من أحسن الناس خلقًا وخلقًا طرًا؟ قال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أنا يا ذؤالة ولا فخر. قال ذؤالة: يا رَسُول اللَّهِ، من أفضل الناس بعدك؟ قال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يا ذؤالة، ما أظلت الخضراء ولا حوت الغبراء، ولا ولد النساء بعدي أفضل من أَبِي بكر الصديق. قال ذؤالة: ثم من؟ قال: ثم عمر بْن الخطاب قال: ثم من؟
قال: ثم عثمان بْن عفان. قال: ثم من؟ قال: ثم على بن أبى طالب. وذكر حديثًا في فضل طلحة، والزبير، وعبد الرحمن بن عوف، وأبى عبيدة بن الجراح، وما لهم من المساكن في الجنة.
أخرجه أبو موسى.
1564- ذؤيب بن حارثة
(س) ذؤيب بْن حارثة الأسلمي، أخو أسماء، ذكر في ترجمة خراش.
أخرجه أَبُو موسى مختصرا.
1565- ذؤيب بن حلحلة
(ب د ع) ذؤيب بْن حلحلة. وقيل: ذؤيب [بْن قبيصة] [4] أَبُو قبيصة بْن ذؤيب الخزاعي.
__________
[1] الصفي: ما كان يأخذه رأس الجيش ويختاره لنفسه من الغنيمة قبل القسمة.
[2] ينظر سيرة ابن هشام: 2- 589.
[3] ينظر العبر للذهبى: 2- 367، وميزان الاعتدال: 3- 523.
[4] كذا في الأصل، ولعل ما بين القوسين زائد، وينظر الاستيعاب: 465.(2/29)
وقيل: ذؤيب بْن حبيب بْن حلحلة بْن عَمْرو بْن كليب بْن أصرم بْن عَبْد اللَّهِ بْن قمير بْن حبشية بْن سلول بْن كعب بْن عمرو بْن ربيعة، وهو لحي، بْن حارثة بْن عمرو الخزاعي الكعبي كذا نسبه أَبُو عمر.
وقال ابن الكلبي: هو ذؤيب بْن حلحلة. وذكر مثل أَبِي عمر.
وهو صاحب بدن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان يبعث معه الهدى ويأمره إذا عطب منها شيء قبل محله أن ينحره، ويخلي بين الناس وبينه.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ بْنُ مَحْمُودِ بْنِ سَعْدٍ الأَصْفَهَانِيُّ، وَأَبُو يَاسِرِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ بِإِسْنَادِهِمَا إِلَى مُسْلِمِ بْنِ الْحَجَّاجِ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو غَسَّانَ الْمِسْمَعِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سِنَانِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ ذُؤَيْبًا أَبَا قَبِيصَةَ حَدَّثَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم كان يبعث معه بِالْبُدْنِ، ثُمَّ يَقُولُ: إِنْ عَطِبَ مِنْهَا شَيْءٌ قَبْلَ مَحِلِّهُ، فَخَشِيتَ عَلَيْهِ مَوْتًا، فَانْحَرْهَا، ثُمَّ اغْمِسْ نَعْلَهَا فِي دَمِهَا ثُمَّ اضْرِبْ [بِهِ] [1] صَفْحَتَهَا، وَلا تَطْعَمْ مِنْهَا أَنْتَ وَلا أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ رُفْقَتِكَ.
وشهد الفتح مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان يسكن قديدًا [2] ، وله دار بالمدينة، وعاش إِلَى زمن معاوية.
قال ابن معين: ذؤيب والد قبيصة، له صحبة ورواية، وجعل أَبُو حاتم الرازي ذؤيب بْن حبيب غير ذؤيب بْن حلحلة، فقال: ذؤيب بْن حبيب الخزاعي، أحد بنى مالك بْن أفصى، أخي أسلم بْن أفصى، صاحب هَدْيِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، روى عنه ابن عباس.
ثم قال: ذؤيب بْن حلحلة بْن عمرو الخزاعي، أحد بني قمير، شهد الفتح مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو والد قبيصة بْن ذؤيب، روى عنه ابن عباس.
ومن جعل ذؤيبًا هذا رجلين فقد أخطأ، ولم يصب الصواب، والحق ما ذكرناه.
أخرجه الثلاثة.
وقد روى في بدن رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم إن النبي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعثها مع ناجية الخزاعي، وسيذكر في بابه، إن شاء الله تعالى.
1566- ذؤيب بن شعثن
(ب د ع) ذؤيب بْن شعثن العنبري، أَبُو رديح.
سكن البصرة، وغزا مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثلاث غزوات، ذكره العقيلي في الصحابة، وقال: هو بالنون. وقال ابن أَبِي حاتم: ذؤيب بْن شعثم بالميم. يعرف بالكلاح، قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال:
ما اسمك؟ قال: الكلاح. قال: اسمك ذؤيب. وكانت له ذؤابة طويلة في رأسه.
__________
[1] عن صحيح مسلم: 2- 963، والاستيعاب: 464.
[2] موضع قرب مكة.(2/30)
وهو ابن شعثم بْن قرط بْن جناب بْن الحارث بْن حزيمة [1] بْن عدي بْن جندب بن العنبر بن عمرو ابن تميم التميمي ثم العنبري هكذا نسبه أولاده.
روى عنه ابنه رديح أن عائشة قالت: يا نبي اللَّه، إني أريد عتيقًا من ولد إِسْمَاعِيل فَقَالَ لَهَا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: انتظري حتى يجيء فيء العنبر غدّا. فجاء فيء العنبر، فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خذي منهم أربعة غلمة صباحًا ملاحًا [لا تخبئ] [2] منهم الرأس، فأخذت رديحًا، وأخذت ابن عمي سمرة، وأخذت ابن عمي زخيًا [3] ، وأخذت ابن [4] خالي زبيبًا، ثم أخذ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فمسح يده عَلَى رءوسهم، وبرك عليهم، ثم قال: يا عائشة، هؤلاء من ولد إِسْمَاعِيل. أخرجه الثلاثة.
جناب: بالنون. وزبيب بالزاي، وفتح الباء الموحدة وتسكين الياء تحتها نقطتان، وآخره باء موحدة ثانية.
1567- ذؤيب بن كليب
(ب س) ذؤيب بْن كليب بْن ربيعة الخولاني. كان أول من أسلم من اليمن، فسماه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد اللَّهِ. وكان الأسود العنسي الكذاب قد ألقاه في النار لتصديقه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلم تضره النار. ذكر ذلك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأصحابه. وهو [5] شبيه إبراهيم الخليل صلّى الله عليه وسلم رواه ابن وهب، عَنِ ابن لهيعة.
أخرجه أَبُو عمر وَأَبُو موسى، إلا أن أبا موسى قال: لا نعلم له رؤية. إلا أَنَّهُ ذكر إسلامه، وما أبلاه اللَّه تعالى، في حديث مرسل، رواه ابن لهيعة.
__________
[1] كذا في الأصل، وقد مر في ترجمة حيدة بن مخرم: الحارث بن حممة.
[2] كذا في المطبوعة، ومكانه في الأصل: تخساى، دون نقط
[3] في الأصل: رحيا، وفي المطبوعة: رحبا، وستأتي ترجمة: زخي.
[4] سيأتي في ترجمة رديح: وأخذت خالي زبيبا.
[5] في الاستيعاب: فهو.(2/31)
باب الراء(2/33)
باب الراء مع الالف
1568- راشد بن حبيش
(د ع) راشد بْن حبيش. ذكره أحمد بْن حنبل، ومحمد بْن إِسْحَاق بْن خزيمة [1] في الصحابة، وعداده فِي الشاميين، مختلف فِي صحبته.
أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ بإسناده، عن عبد اللَّهِ بْن أحمد، قال: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بُكَيْرٍ، عَنْ سعيد بن أبي عروبة، عَنْ قتادة، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي الأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ حُبَيْشٍ: أَنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ يَعُودُهُ فِي مَرَضِهِ، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَتَعْلَمُونَ مَنِ الشَّهِيدُ فِي أُمَّتِي؟ فَأَرَمَ [2] الْقَوْمُ. فَقَالَ عُبَادَةُ: سَانِدُونِي فَأَسْنَدُوهُ. فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الصَّابِرُ الْمُحْتَسِبُ. فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذًا لَقَلِيلٌ، الْقَتْلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ شَهَادَةٌ، وَالطَّاعُونُ شَهَادَةٌ، وَالْغَرَقُ شهادة، والبطن [3] شهادة، والنفساء يَجُرُّهاَ وَلَدُهَا بِسُرَرِهِ [4] إِلَى الْجَنَّةِ.
قَالَ: وَزَادَ فِيهِ أَبُو الْعَوَّامِ سَادِنُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ: وَالْحَرْقُ وَالسُّلُّ.
رَوَاهُ شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ قَتَادَةَ، فَقَالَ: عَنْ رَاشِدٍ، عَنْ عُبَادَةَ. أَخْرَجَهُ ابن منده وأبو نعيم، وقال ابن منده: هو تابعي شامي.
1569- راشد بن حفص
(ب د ع) راشد بْن حفص. وقيل: ابن عبد ربه السلمي، أَبُو أثيلة. ذكره مسلم بْن الحجاج في الصحابة.
كان اسمه ظالمًا، فسماه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ راشدا. وقيل: أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال له: ما اسمك؟
قال: غاو بْن ظالم. فقال: أنت راشد بْن عَبْد اللَّهِ. وكان سادن صنم بني سليم الذي يدعى سواعًا.
روى عنه أولاده، قال: كان الصنم الذي يقال له سواع بالمعلاة [5] ، وذكر قصة إسلامه وكسره إياه، وقال: كان اسمي ظالمًا، فسماني النَّبِيّ راشدًا، ولما فتح رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مكة أشار إِلَى الأصنام فسقطت لوجوهها، فقال راشد شعرًا [6] .
__________
[1] هو أبو بكر السلمي الحافظ، توفى سنة 311، ينظر العبر: 2- 149.
[2] أي سكتوا.
[3] يعنى من يموت بمرض بطنه.
[4] السرر: ما تقطعه القابلة، وفي النهاية: ومنه حديث السقط: أنه يجتر والديه بسرره حتى يدخلهما الجنة.
[5] المعلاة: موضع بين مكة وبدر.
[6] الأبيات بسيرة ابن هشام: 2- 417 منسوبة إلى فضالة بن عمير بن الملوح، وسيرد البيتان الثاني والثالث في ترجمته من هذا الكتاب.(2/35)
قالت:
هلم إِلَى الحديث، فقلت: لا ... يأبى عليك اللَّه والإسلام
لوما شهدت محمدًا وقبيله ... بالفتح حين تكسر الأصنام
لرأيت نور اللَّه أضحى ساطعًا ... والشرك يغشى وجهه الإظلام
أخرجه الثلاثة.
1570- راشد بن شهاب
راشد بْن شهاب بْن عمرو، من بني غيلان بْن عمرو بْن دعمي بْن إياد، الإيادي.
وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان اسمه قرضابًا، فسماه راشدًا، قاله الكلبي.
1571- رافع بن بديل
(د ع) رافع بْن بديل بْن ورقاء الخزاعي. تقدم نسبه عند ذكر أبيه. قتل يَوْم بئر معونة [1] ، له ولإخوته عَبْد اللَّهِ وعبد الرحمن وسلمة، صحبة.
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّه بْن أَحْمَدَ بِإِسْنَادِهِ، عَنْ يونس، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق بْن يسار، عَنْ أبيه، عَنِ المغيرة ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن الْحَارِثِ بْن هِشَامٍ، وَعَبْدِ الله بن أبي بكر بن محمد بن عَمْرِو بْن حَزْمٍ، وَغَيْرِهِمَا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، قَالُوا: «بَعَثَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المنذر بْن عمرو، المعنق [2] ليموت، في أربعين رجلًا من أصحابه، فِيهِمُ: الْحَارِثُ بْن الصِّمَّةِ، وَحَرَامُ بْن مِلْحَانَ، وعروة بْن أسماء بْن الصلت، ورافع بْن بديل بْن ورقاء الخزاعي، وذكر الحديث في قتلهم.
أخرجه هكذا ابن منده وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو نعيم في هذه الترجمة: صحف فيه بعض المتأخرين، وَإِنما هو نافع بالنون، لا يختلف فيه، وقال فيه ابن رواحة [3] :
رحم اللَّه نَافِع بْن بديل ... رحمة المبتغي ثواب الجهاد
عليه تواطأ أصحاب المغازي والتاريخ. والحق بيد أَبِي نعيم، وقد وهم ابن مندة.
1572- رافع مولى بديل
(ب) رافع، مولى بديل بْن ورقاء الخزاعي. له صحبة.
قال ابن إِسْحَاق: لما دخلت خزاعة مكة لجئوا إِلَى دار بديل بْن ورقاء الخزاعي، ودار مولى لهم يقال له: رافع [4] .
أخرجه أَبُو عمر. وأخبرني به عبيد الله بن أحمد بن عَليّ بإسناده، عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق.
__________
[1] كان ذلك في صفر من السنة الرابعة للهجرة، ينظر سيرة ابن هشام: 2- 184، وجوامع السيرة: 178.
[2] في الأصل والمطبوعة: المعتق. والمعنق: المسرع، ولقب بذلك لأنه أسرع إلى الشهادة، ينظر النهاية: عنق.
[3] البيت في السيرة: 2- 188.
[4] سيرة ابن هشام: 2- 390، 391.(2/36)
1573- رافع بن بشير السلمي
(ب) رافع بْن بشير السلمي. روى عنه ابنه بشير أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: تخرج نار تسوق الناس إِلَى المحشر. يضطرب فيه.
أخرجه أبو عمر.
1574- رافع أبو البهي
(د ع) رافع أَبُو البهي. مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، له ذكر في حديث عَبْد اللَّهِ بْن عمرو بْن العاص أن رافعًا كان مملوكًا لسعيد بْن العاص بْن أمية وغيره من شركائه، وأعتق كل رجل منهم نصيبه إلا رجل، فأتى النَّبِيّ يستشفع به عَلَى الرجل، فوهب الرجل نصيبه إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأعتقه، فكان يقول: أنا مولى رَسُول اللَّهِ. وهو رافع أَبُو البهي.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
1575- رافع بن ثابت
(د ع) رافع بْن ثابت أكل مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رطبًا. عداده في أهل مصر، روى بكر بْن سوادة عَنْ شيخ سمع رافع بْن ثابت.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم. وقال أَبُو نعيم: وهم فيه بعض المتأخرين، وَإِنما هو رويفع بن ثابت،
1576- رافع بن جعدبة
(ع س) رافع بْن جعدبة الأنصاري. بدري، ذكره عروة بْن الزبير فيمن شهد بدرًا، أخرجه أَبُو نعيم وَأَبُو موسى.
1577- رافع أبو الجعد
(س) رافع أَبُو الجعد، والد سالم بْن أَبِي الجعد، وَإِخوته.
أخرجه أَبُو موسى، وقال: ذكروه في الكنى.
1578- رافع
(د ع) رافع. حادي النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تقدم ذكره في أسلم.
أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
1579- رافع بن الحارث
(ب ع س) رافع بْن الحارث بْن سواد بْن زَيْد بْن ثعلبة بْن غنم [بْن مالك بْن النجار] . هكذا قال الواقدي: سواد. وقال ابن عمارة: هو ابن الأسود بْن زيد بْن ثعلبة.
شهد رافع بدرا، وأحدا، والخندق، والمشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وتوفي في خلافة عثمان رضي اللَّه عنه.
ذكره الزُّهْرِيّ وعروة فيمن شهد بدرًا.
أخرجه أبو عمر، وأبو نعيم، وأبو موسى
.(2/37)
1580- رافع بن خديج
(ب د ع) رافع بْن خديج بْن رافع بْن عدي بْن زيد بْن جشم بْن حارثة بْن الحارث بْن الخزرج بْن عمرو بْن مالك بْن الأوس الأنصاري الأوسي الحارثي، كذا نسبه أَبُو نعيم وَأَبُو عمر.
ونسبه ابن الكلبي فقال: رافع بْن خديج بْن رافع بْن عدي بْن زيد بن عمرو بْن زيد بْن جشم.
فزاد زيدًا الثاني وعمرًا، والله أعلم.
يكنى أبا عَبْد اللَّهِ، وقيل: أَبُو خديج. وأمه حليمة بنت مسعود بْن سنان بْن عامر بْن عدي بْن أمية بْن بياضة.
كان قد عرض نفسه يَوْم بدر، فرده رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأنه استصغره، وأجازه يَوْم أحد، فشهد أحدا والخندق وأكثر المشاهد، وأصابه يَوْم أحد سهم في ترقوته، وقيل: في ثندوته [1] ، فنزع السهم وبقي النصل إِلَى أن مات. وقال له رَسُول اللَّهِ: أنا أشهد لك يوم القيامة. وانتقضت جراحته أيام عَبْد الْمَلِكِ بْن مروان، فمات سنة أربع وسبعين، وهو ابن ست وثمانين سنة، وكان عريف قومه.
روى عنه من الصحابة ابن عمر، ومحمود بْن لبيد، والسائب بْن يَزِيدَ، وأسيد بْن ظهير. ومن التابعين: مجاهد، وعطاء، والشعبي، وابن ابنه عباية بْن رفاعة بْن رافع، وعمرة بنت عبد الرحمن، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي عَلِيِّ بْنِ مَهْدِيٍّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الْحَمامِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُسْلِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ قهربزد [2] ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ زَاذَانَ، أَخْبَرَنَا مَأْمُونُ بْنُ هَارُونَ بْنِ طُوسِيٍّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عِيسَى الْبِسْطَامِيُّ الطَّائِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بن عمرو بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: أَسْفِرُوا بِالْفَجْرِ فَإِنَّهُ أَعْظَمُ لِلأَجْرِ [3] . وأَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّدِ بْنِ مِهْرَانَ الْفَقِيهُ وَغَيْرُهُ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى السُّلَمِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَنَّادٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، قَالَ: نَهَانَا رَسُول اللَّهِ عَنْ أَمْرٍ كَانَ لَنَا نَافِعًا، إِذَا كَانَتْ لأَحَدِنَا أَرْضٌ أَنْ يُعْطِيَهَا بِبَعْضِ خَرَاجِهَا أَوْ بِدَرَاهِمَ، وَقَالَ: إِذَا كَانَتْ لأَحَدِكُمْ أَرْضٌ فَلْيَمْنَحْهَا أَخَاهُ أَوْ لِيَزْرَعْهَا. يُرْوَى كَمَا ذَكَرْنَاهُ.
وقد روي عَنْ رافع، عَنْ عمومته. ويروى عنه، عَنْ عمه ظهير بْن رافع. وقد روي عنه عَلَى روايات مختلفة، ففيه اضطراب.
وشهد صفين مع على.
__________
[1] الثندوة للرجل كالثدي للمرأة.
[2] في الأصل: مهريز، وما أثبته عن ميزان الاعتدال: 3- 655.
[3] أسفر الصبح: إذا انكشف وأضاء، قيل إن المعنى: أخروا هذه الصلاة إلى أن يطلع الفجر الثاني وتتحققوه، وقيل:
إن الأمر بالإسفار خاص في الليالي المقمرة، لأن أول الصبح لا يتبين فيها، فأمروا بالإسفار احتياطا.(2/38)
ولما توفي حضره ابن عمر، فأخروه إِلَى بعد العصر، فقال ابن عمر: صلوا عَلَى صاحبكم قبل أن تطفل [1] الشمس للغروب.
وله عقب كانوا بالمدينة وبغداد، وكان يخضب بالصفرة، ويحفى شاربه.
أخرجه الثلاثة.
أسيد: بضم الهمزة وفتح السين. وظهير: بضم الظاء وفتح الهاء.
1581- رافع بن رفاعة
(ب) رافع بْن رفاعة بْن رافع بْن مالك بْنُ العجلان بْن عَمْرو بْن عَامِر بْن زريق، الأنصاري الخزرجي الزرقي.
قال أَبُو عمر: لا تصح صحبته، والحديث المروي عنه في كسب الحجام في إسناده غلط، والله أعلم.
انتهى كلامه.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْبَغْدَادِيُّ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أبي، أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ، يَعْنِي ابْنَ عَمَّارٍ، حَدَّثَنِي طَارِقُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيُّ، قَالَ:
جَاءَ رَافِعُ بْنُ رِفَاعَةَ إِلَى مَجْلِسِ الأَنْصَارِ فَقَالَ: لَقَدْ نَهَانَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ شَيْءٍ كَانَ يَرْفُقُ بِنَا، نَهَانَا عَنْ كِرَاءِ الأَرْضِ، وَنَهَانَا عَنْ كَسْبِ الْحَجَّامِ، وَأَمَرَنَا أَنْ نُطْعِمَهُ نَوَاضِحَنَا، وَنَهَانَا عَنْ كَسْبِ الأَمَةِ إِلا مَا عَمِلَتْ بيدها، وقال [2] هكذا بإصبعه نحو الخبز والغزل والنقش. والله أعلم.
1582- رافع بن زيد
(ب س) رافع بْن زيد: وقيل: ابن يزيد بْن كرز بْن سكن بْن زعوراء بْن عَبْد الأشهل، الْأَنْصَارِيّ الأوسي الأشهلي. كذا نسبه ابن إِسْحَاق [3] والواقدي وَأَبُو معشر.
قال عَبْد اللَّهِ بْن عمارة: ليس في بني زعوراء «سكن» ، وَإِنما «سكن» في بني امرئ القيس بْن زيد بْن عبد الأشهل [وقال: هو رافع بْن يَزِيدَ بْن كرز بْن زعوراء بْن عبد الأشهل] [4] .
شهد رافع هذا بدرًا، وقتل يَوْم أحد، وقيل: بل مات سنة ثلاث من الهجرة. يقال: إنه شهد بدرًا عَلَى ناضح لسعيد بْن زيد.
وقد وافق هشام بْن الكلبي مُحَمَّد بْن إِسْحَاق عَلَى نسب رافع هذا، ويرد ذكره في رافع بْن يَزِيدَ إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه أبو عمر، وأبو موسى.
__________
[1] أي قبل أن تدنو.
[2] يعنى أشار.
[3] ينظر سيرة ابن هشام: 1- 686.
[4] عن الاستيعاب: 480.(2/39)
1583- رافع بن سعد
(س) رافع بْن سعد، ذكره ابن شاهين في الصحابة، وقال: حدثنا مُحَمَّد بْن يوسف، أَخْبَرَنَا بكر بْن أحمد الشعراني، أَخْبَرَنَا أحمد بْن مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْبَغْدَادِيّ بحمص قال: رافع بْن سعد الأنصاري حدث عنه [1] مُحَمَّد بْن زياد الألهاني، وعبد الرحمن بْن جبير بْن نفير [2] . يكنى أبا الحسن.
أخرجه أَبُو موسى مختصرا.
1584- رافع مولى سعد
(ع س) رافع مولى سعد، سكن المدينة، قال أَبُو نعيم: ذكره البخاري في الصحابة، أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى إِذْنًا، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَدَّادُ، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ أبى: حدثنا أبو حَمْزَةُ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ أَبِي الْمُخَارِقِ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، عَنْ رَافِعٍ مَوْلَى سَعْدٍ: «إِنَّهُ عَرَضَ مَنْزِلًا لَهُ، عَلَى جَارٍ لَهُ، أَوْ بَيْتًا، فَقَالَ لَهُ: أَعْطَيْتُكَهُ بِأَرْبَعَةِ آلافٍ، وَقَدْ أُعْطِيتُ بِهِ سِتَّةَ آلافٍ لأَنِّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:
«الْجَارُ أَحَقُّ بِسَقَبِهِ [3] » . قَالَ أَبُو مُوسَى: لا أَعْرِفُهُ، وَأَخْشَى أَنْ يَكُونَ أُرِيدَ بِهِ مَا أَخْبَرَنَا. وَذَكَرَ عِدَّةَ أَسَانِيدَ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ قَالَ: «أَخَذَ الْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ بِيَدِي، فَقَالَ: انْطَلِقْ إِلَى سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ. فَخَرَجْتُ مَعَهُ، فَجَاءَ أَبُو رَافِعٍ فَقَالَ لِلْمِسْوَرِ: أَلا تَأْمُرُ هَذَا، يَعْنِي سَعْدًا، أَنْ يَشْتَرِيَ مِنِّي بَيْتِي الَّذِي فِي دَارِهِ؟ قَالَ سَعْدٌ: لا ولا أَزِيدُكَ عَلَى أَرْبَعِمِائَةِ دِينَارٍ، إِمَّا مُقَطَّعَةٍ، أَوْ قَالَ: مُنَجَّمَةٍ، فَقَالَ أَبُو رَافِعٍ: وَاللَّهِ إِنْ كُنْتُ لأَبِيعَهَا بِخَمْسِمِائَةِ دينار نقدا، ولولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الجار أحق بسقبه، ما بعتك. أخرجه أبو نعيم وأبو موسى.
1585- رافع بن سنان
(ب د ع) رافع بْن سنان أَبُو الحكم الأنصاري الأوسي. وهو جد عبد الحميد بْن جَعْفَر بْن عَبْد [اللَّهِ بْن] [4] الحكم بْن رافع بْن سنان.
أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَلِيٍّ الأَمِينُ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الرَّازِيُّ، أَخْبَرَنَا عِيسَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، رَافِعِ بْنِ سِنَانٍ الأَنْصَارِيِّ أَنَّهُ أَسْلَمَ، وَأَبَتِ امْرَأَتُهُ أَنْ تُسْلِمَ، فَأَرَادَتْ أَنْ تَأْخُذَ ابْنَتَهَا، فَأَتَتِ النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رَسُول اللَّهِ، ابْنَتِي وَهِيَ فَطِيمٌ أَوْ شبهه. وقال رافع: يا رسول الله، ابْنَتِي. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ: اقْعُدْ نَاحِيَةً،
__________
[1] في المطبوعة: عن.
[2] في المطبوعة: زهير.
[3] السقب: القرب، أي إن الجار أحق بالبر والمعونة بسبب قربه.
[4] عن الاستيعاب: 481، وميزان الاعتدال: 2- 539،(2/40)
وَقَالَ لَهَا: اقْعُدِي نَاحِيَةً، وَأَقْعَدَ الْجَارِيَةَ بَيْنَهُمَا، ثُمَّ قَالَ: ادْعُوَاهَا. فَدَعَوَاهَا، فَمَالَتِ الصَّبِيَّةُ إِلَى أُمِّهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهمّ اهْدِهَا. فَمَالَت إِلَى أَبِيهَا، فَأَخَذَهَا رَوَاهُ الثَّوْرِيُّ، وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، وَأَبُو عَاصِمٍ، نَحْوَهُ، وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ غُرَابٍ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ: عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رَافِعِ.
وَقَالَ هُشَيْمٌ: عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ سَلَمَةَ: أَنَّ جَدَّهُ أَسْلَمَ ... مُرْسَلًا.
وَقَالَ بَكْرُ بْنُ بَكَّارٍ: عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، وَغَيْرُ وَاحِدٍ أَنَّ أبا الحكم أسلم ... فذكره.
ورواه عثمان النبي، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن جده خوط، وقد ذكر في خوط، وهو وهم.
أخرجه الثلاثة.
1586- رافع بن سهل
(ب) رافع بْن سهل بْن رافع بْن عدي بْن زيد بْن أمية بْن زيد الأنصاري: حلف القواقلة، والقواقلة: هم ولد غنم بْن عوف بْن عمرو بْن عوف بْن الخزرج، وغنم هو قوقل.
قيل: إنه شهد بدرًا. ولم يختلف أَنَّهُ شهد أحدًا وسائر المشاهد بعدها، وقتل يَوْم اليمامة شهيدًا.
أَخْرَجَهُ أَبُو عمر.
1587- رافع بن سهل بن زيد
(ب ع س) رافع بْن سهل بْن زيد بْن عامر بْن عمرو بْن جشم بْن الحارث بْن الخزرج بْن عمرو بْن مالك بْن الأوس، الأنصاري الأوسي.
شهد أحدًا، وخرج هو وأخوه عَبْد اللَّهِ بْن سهل إِلَى حمراء الأسد [1] ، وهما جريحان ولم يكن لهما ظهر. وشهدا الخندق، وقتل عَبْد اللَّهِ يومئذ، وأما رافع فلم يوقف له عَلَى وقت وفاة، قاله أَبُو عمر وقال أَبُو نعيم: رافع بْن زيد الأنصاري، وقيل: ابن يزيد، وقال عَنْ موسى بْن عقبة، عَنِ ابن شهاب في تسمية من شهد بدرا من الأنصار من الأوس، ثم من بني النبيت، ثُمَّ من بني عبد الأشهل:
رافع بْن سهل، وقيل: رافع بْن يَزِيدَ. وقال: عَنْ عروة فيمن شهد بدرا من الأنصار من بني زعوراء بْن عبد الأشهل: رافع بْن يَزِيدَ.
أخرجه أَبُو نعيم، وَأَبُو عمر، وَأَبُو موسى.
1588- رافع بن ظهير
(ب) رافع بن ظهير، أو حضير. روى عَلَى الشك، ولا يصح، وليس في الصحابة رافع بْن ظهير، ولا رافع بْن حضير، وَإِنما في الصحابة ظهير بْن رافع، عم رافع بن خديج، وبذكر في بابه
__________
[1] غزوة حمراء الأسد: كانت في شوال من السنة الثالثة من الهجرة، وحمراء الأسد على ثمانية أميال من المدينة. ينظر جوامع السيرة: 175.(2/41)
إن شاء اللَّه تَعَالى، ذكره أَبُو عُمَر، وقال: الحديث الذي وقع فيه هذا الوهم والخطأ رواه عَبْد اللَّهِ بْن حمران، عَنْ عبد الحميد بْن جَعْفَر، حدثنا أَبِي، عَنْ رافع بْن ظهير، أو حضير: أَنَّهُ راح من عند رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عَنْ كراء الأرض، وقال: ازرعوها أو دعوها قال: وهذا إنما يعرف لرافع بْن خديج، ولا أدري ممن جاء هذا الغلط، فإنه لا خفاء به.
وقد روى ابن منده في ترجمة أنس بْن ظهير الأنصاري أن رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ استصغر رافع بْن خديج يَوْم أحد، فقال رافع بْن ظهير بْن رافع: إن ابن أخي رام. فأجازه. وهذا الحديث- إن ثبت- يقوى أن هذا رافعًا له صحبة، والله أعلم.
1589- رافع مولى عائشة
(د ع) رافع مولى عائشة. روى عنه أَبُو إدريس المرهبي [1] أَنَّهُ قال: كنت غلامًا أخدم عائشة إذا كان النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عندها، وَإِن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: عادى الله من عادى عليا.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
1590- رافع بْن عمرو بن مخدج
(ب د ع) رافع بْن عمرو بْن مخدج [2] وقيل: مجدع بْن حذيم بْن الحارث بْن نعيلة بْن مليل بْن ضمرة بْن بَكْر بْن عَبْد مناة بن كنانة الكناني الضمري، وهو أخو الحكم بْن عمرو الغفاري، وليسا من غفار، وَإِنما هما من نعيلة أخي غفار إلا أنهما نسبا إِلَى غفار، سكن البصرة.
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُعَمَّرِ بْنِ طبرزذ وَغَيْرُهُ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ الْحُصَيْنِ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَزَّارُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الْحَكَمِ الْغِفَارِيُّ، حَدَّثَنِي جَدِّي، عَنْ رَافِعِ بْنِ عَمْرٍو الْغِفَارِيِّ، قَالَ: كُنْتُ وَأَنَا غُلامٌ أَرْمِي نَخْلَ الأَنْصَارِ، فَقِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: إن هاهنا غُلامًا يَرْمِي النَّخْلَ، أَوْ يَرْمِي نَخْلَنَا. فَأُتِيَ بى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا غُلامُ، لِمَ تَرْمِي النَّخْلَ؟ قَالَ: قُلْتُ: آكُلُ. قَالَ:
فَلا تَرْمِ، وَكُلْ مَا سَقَطَ مِنْ أَسَافِلِهَا. ثُمَّ مَسَحَ رَأْسِي، وَقَالَ: اللَّهمّ أَشْبِعْ بَطْنَهُ. وروى عنه عَبْد اللَّهِ بْن الصامت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن بعدي من أمتي قومًا يقرءون القرآن، لا يجاوز حلاقيمهم، يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية. الحديث. أخرجه الثلاثة.
1591- رافع بن عمرو بن هلال
(ب د ع) رافع بْن عمرو بْن هلال المزني. له ولأخيه عائذ بْن عمرو المزني صحبة، سكنا جميعًا البصرة.
روى عَنْ رافع هذا عمرو بْن سليم المزني، وهلال بْن عامر المزني، كذا نسبه أَبُو عمر.
__________
[1] هو سوار الكوفي، شيعي. ينظر ميزان الاعتدال: 2- 246.
[2] في الاستيعاب: مجدع، وقيل: ابن مخدع، بالعين.(2/42)
وقَالَ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم: رافع بْن عمرو بْن عويم بْن زيد بْن رواحة بْن زيد بْن عدي المزني.
روى عنه عمرو بْن سليم، وهلال بْن عامر، يعد في أهل البصرة.
روى هلال بْن عامر الكوفي عَنْ رافع بْن عَمْرٍو، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخطب يَوْم النحر حين ارتفع الضحى، عَلَى بغلة شهباء، وعلي يعبر عنه، والناس بين قائم وقاعد، فانتزعت يدي من يد أَبِي، ثم تخللت الرجال حتَّى أتيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فضربت بيدي عَلَى ساقه، ثم مسحتها حتى أدخلت يدي بين النعل والقدم، قال رافع: فإنه يخيل إِلَى الآن برد قدمه عَلَى يدي.
أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرِ بْنُ أبي حبة بإسناده، عن عبد الله بن أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا يَحْيَى الْقَطَّانُ، عَنِ الْمِشْمَعِلِّ، يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو الأسيدِيَّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الْمُزَنِيِّ، قَالَ: سمعت رافع ابن عَمْرٍو الْمُزَنِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ وَأَنَا وَصِيفٌ يَقُولُ: «الْعَجْوَةُ وَالشَّجَرَةُ مِنَ الْجَنَّةِ» .
ورَوَاهُ ابْنُ مَهْدِيٍّ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ، عَنِ الْمِشْمَعِلِّ، نَحْوَهُ، إِلَّا أَنَّ عَبْدَ الصَّمَدِ قَالَ فِي حَدِيثِهِ: «الْعَجْوَةُ وَالصَّخْرَةُ، أَوِ الْعَجْوَةُ وَالشَّجَرَةُ، من الجنة» . أخرجه الثلاثة.
1592- رافع بن عمير
(د ع) رافع بْن عمير. عداده في أهل الشام.
روى إِبْرَاهِيم بْن أَبِي عبلة، عَنْ أَبِي الزاهرية حدير بْن كريب، عَنْ رافع بْن عمير، قال: سمعت النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يقول: قال اللَّه عز وجل لداود عليه السلام: ابن لي في الأرض بيتًَا. فبني داود بيتًا لنفسه قبل الذي أمر به، فأوحى اللَّه إليه: يا داود، بنيت بيتك قبل بيتي! قال: أي رب، هكذا قلت فيما قصصت: من ملك استأثر. ثم أخذ في بناء المسجد، فلما تم سور الحائط سقط ثلثاه، فشكى إِلَى اللَّه عز وجل، فأوحى اللَّه إليه: إنه لا يصلح أن تبني لي بيتًا. قال: أي رب، ولم؟ قال: لما جرت عَلَى يديك من الدماء. قال: أي رب، أو لم تكن في هواك ومحبتك؟ قال: بلى، ولكنهم عبادي وأنا أرحمهم.
فشق ذلك عليه، فأوحى اللَّه إليه: لا تحزن، فإني سأقضي بناءه عَلَى يد ابنك سليمان. فلما مات داود أخذ سليمان في بنيانه، فلما تم قرب القرابين، وذبح الذبائح، وجمع بني إسرائيل، فأوحى اللَّه إليه: قد أرى سرورك ببنيان بيتي، فسلني أعطك. قال: أسألك ثلاث خصال: حكمًا يصادف حكمك، وملكًا لا ينبغي لأحد من بعدي، ومن أتى هذا البيت لا يريد إلا الصلاة فيه خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه.
فقال النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: أما اثنتان فقد أعطيهما، وأنا أرجو أن يكون قد أعطى الثالثة. أو كما قال. أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
1593- رافع بن عميرة
(ب د ع) رافع بْن عميرة. ويقال: رافع بْن عمرو. وهو رافع بْن أَبِي رافع الطائي.
ونسبه ابن الكلبي فقال: رافع بْن عميرة بْن جابر بْن حارثة بْن عمرو- وهو حدرجان بْن مخضب بْن حرمز بْن لبيد بْن سنبس بْن معاوية بْن جرول بْن ثعل بْن عَمْرو بْن الغوث بن طيِّئ الطائي السنبسي، يكنى أبا الحسن.(2/43)
وهو كان دليل خَالِد بْن الْوَلِيد لما سار من العراق إِلَى الشام فسلك به البر، فقطعه في خمسة أيام، وفيه قيل:
للَّه در رافع أنى اهتدى ... فوز من قراقر إِلَى سوى [1]
خمسًا إذا ما سارها الجبس [2] بكى ... ما سارها من قبله إنس يرى
وقالت طيِّئ: هو الذي كلمه الذئب، كان لصًا في الجاهلية فدعاه الذئب إِلَى اللحوق بِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ ابن إِسْحَاق: ورافع بن عميرة الطائي، تزعم طيِّئ أَنَّهُ الذي كلمه الذئب، وهو في ضأن له، فدعاه إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقال رافع في ذلك:
رعيت الضأن أحميها بكلبي ... من اللصت الخفي وكل ذيب
ولما أن سمعت الذئب نادى ... يبشرني بأحمد من قريب
سعيت إليه قد شمرت ثوبي ... على الساقين قاصدة [3] الركيب
فألفيت النَّبِيّ يقول قولًا ... صدوقًا ليس بالقول الكذوب
فبشرني بقول الحق حتى ... تبينت الشريعة للمنيب
وأبصرت الضياء يضيء حولي ... أمامي إن سعيت ومن جنوبي
اللصت [4] هو اللص.
وشهد غزوة ذات السلاسل، وصحب أبا بكر الصديق فيها، وخبره مشهور.
وتوفي سنة ثلاث وعشرين قبل عمر بْن الخطاب.
روى عنه طارق بْن شهاب والشعبي.
أخرجه الثلاثة.
1594- رافع بن عنترة
(س) رافع بْن عنترة. قال أَبُو موسى: ذكره أَبُو عَبْد اللَّهِ، يعني ابن منده، في التاريخ، ولم يذكره في معرفة الصحابة.
قلت: ولعل ابن منده قد أخرجه في ترجمة رافع بْن عنجرة، فإنه قال فيه: وقيل: رافع بن عنترة، والله أعلم.
1595- رافع بن عنجرة
(ب د ع) رافع بْن عنجرة- ويقال: عنجدة- الْأَنْصَارِيّ الأوسي. من بني [5] أمية بْن زَيْد
__________
[1] في المطبوعة: سرى، وهو تحريف، وسوى: ماء لبهراء من ناحية السماوة، وقراقر: واد لكلب بالسماوة من ناحية العراق.
[2] في الأصل والمطبوعة: الجيش، والبيت في اللسان: جبس، ومراصد الاطلاع. 749. والجبس: الجبان.
[3] في الاستيعاب 483: قاصرة الركيب.
[4] في اللسان: اللصت بفتح اللام: اللص في لغة طى وجمعه لصوت.
[5] ينظر الطبقات: 3/ 2: 32. فقد جعله ابن سعد حليفا لبني أمية، وقال: إنه من بلى.(2/44)
ابن مالك بْن عوف بْن عمرو بْن عوف بْن مَالِك بْن الأوس، شهد بدرا، وأحدا، والخندق، وعنجدة أمه، قاله ابن هشام وابن إِسْحَاق. واسم أبيه عبد الحارث، وقال أَبُو معشر: هو عامر بْن عنجدة، وقيل: هو رافع بْن عنترة، وكذلك سماه ابن إِسْحَاق، وقال: لم يعقب.
أخرجه الثلاثة.
1596- رافع مولى غزية
(ب) رافع مولى غزية بْن عمرو [1] ، قتل يَوْم أحد شهيدا.
أخرجه أَبُو عمر كذا مختصرا.
1597- رافع القرظي
(س) رافع القرظي، روى عَبْد الْمَلِكِ بْن عمير، عَنْ رافع القرظي، وهو رجل من بني زنباع، من بني قريظة: أَنَّهُ قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكتب له كتابًا أَنَّهُ لا يجنى عليه إلا يده.
أخرجه أبو موسى.
1598- رافع بن مالك بن العجلان
(ب د ع) رافع بْن مالك بْن العجلان بْن عَمْرو بْن عَامِر بْن زريق بْن عامر بْن زريق بْن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج الأنصاري الخزرجي الزرقي. يكنى أبا مالك، وقيل: يكنى أبا رفاعة. نقيب، عقبي بدري، شهد العقبة الأولى والثانية، وكان نقيب بني زريق.
قال موسى بْن عقبة: إنه شهد بدرًا. ولم يذكره ابن إِسْحَاق فيهم، وذكر فيهم ابنيه رفاعة وخلادا إلا أنها ليسا بنقيبين [2] .
وقال سعد بْن عبد الحميد بْن جَعْفَر: رافع بْن مالك أحد الستة النقباء، وأحد الاثني عشر، وأحد السبعين، قتل يَوْم أحد شهيدًا.
قال أَبُو عمر: النقباء الستة قتلوا كلهم.
وكان هو ومعاذ بْن عفراء [3] أول خزرجيين أسلما، قاله أَبُو نعيم.
وقال: قال ابن إِسْحَاق: إن رافعًا أول من قدم المدينة بسورة يوسف.
روى عنه ابنه رفاعة بْن رافع أن جبريل أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم وَسَلَّمَ، فقال: يا رَسُول اللَّهِ، كيف أهل بدر فيكم؟ قال: هم أفاضلنا. قال جبريل: فكذلك من شهدها من الملائكة أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر بْن السمين بِإِسْنَادِهِ، إِلَى يونس بْن بكير، عَنْ إِسْحَاق، قال: أخبرني عاصم بْن عمر ابن قتادة، عَنْ أشياخ من قومه، قال: لما لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم النفر الستة من الأنصار من الخزرج بمكة
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: عمر، وستأتي ترجمة غزية، وينظر الاستيعاب: 485.
[2] في الاستيعاب 484: بعقبيين.
[3] هو معاذ بن الحارث بن رفاعة، وأمه عفراء.(2/45)
وجلسوا معه، فدعاهم إِلَى اللَّه عز وجل وعرض عليهم الإسلام، وتلا عليهم القرآن وذكرهم، وقال:
كان من زريق بْن عامر: رافع بن مالك بْنُ العجلان بْن عَمْرو بْن عَامِر بْن زريق بْن عامر [بْن زريق] [1] ابن عبد حارثة بْن مالك [2] .
فلما قدموا المدينة ذكروا لقومهم الإسلام ودعوهم إليه، ففشا فيهم، فلم تبق دار من دور الأنصار إلا وفيها ذكر من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
حتى إذا كان العام المقبل وافى الموسم من الأنصار اثنا عشر رجلًا، لقوا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالعقبة، وهى العقبة الأولى، فبايعوه عَلَى بيعة النساء، وذلك قبل أن تفرض عليهم الحرب.
ثم كانت العقبة الثانية وشهدها سبعون من الأنصار، وبايعهم رَسُول اللَّهِ عَلَى حرب الأحمر والأسود، واشترط عَلَى القوم لربه، وجعل لهم عَلَى الوفاء بذلك الجنة، وكان فيهم رافع بْن مالك نقيبًا.
وقيل: إنه هاجر إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأقام معه بمكة، فلما نزلت سورة طه كتمها، ثم أقبل بها إِلَى المدينة فقرأها عَلَى بني زريق، قاله ابن إِسْحَاق.
وقال ابن منده عَنِ ابن إِسْحَاق: أن رافعًا شهد بدرًا. وقال أَبُو عمر عَنِ ابن إِسْحَاق: إنه لم يشهد.
ولا شك أن أبا عمر قد نقل من مغازي البكائي أو سلمة بْن الفضل، عَنِ ابن إِسْحَاق، فإنه لم يذكر رافعًا في هاتين الروايتين فيمن شهد بدرًا، ورواه يونس بْن بكير عَنِ ابن إِسْحَاق.
أَخْبَرَنَا عبيد اللَّه بْن أحمد بن عَليّ بإسناده، عن يونس بن بكير عَنِ ابن إِسْحَاق، فيمن شهد بدرا من الأنصار، قَالَ: ومن بني العجلان بْن عَمْرو بْن عَامِر بْن زريق: رافع بْن مالك بن العجلان. وذكره غيره، الله أعلم.
أخرجه الثلاثة.
1599- رافع بن مالك أبو رفاعة
(س) رافع بْن مالك، أَبُو رفاعة بْن رافع. يكنى أبا مالك. أخرجه أَبُو موسى عن أبى حفص ابن شاهين بِإِسْنَادِهِ، عَنْ سعد [3] بْن عبد الحميد بْن جَعْفَر الأنصاري إنه قال: رافع بْن مالك أحد الستة النقباء، وأحد الاثني عشر، وأحد السبعين هو ومعاذ بْن عفراء. وروى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ رجاله.
أَنَّهُ قال: رافع بْن مالك أحد النقباء الاثني عشر، وأجد من شهد العقبة من السبعين، ولم يشهد بدرًا، وشهدها ابناه رفاعة وخلاد.
روى أَبُو جَعْفَر بِإِسْنَادِهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سعد أَنَّهُ قال: رافع بْن مالك الزرقي، يكنى أبا مالك، كان عقبيا نقيبًا، وقتل يَوْم أحد [4] ولم يحفظ عنه شيء.
__________
[1] عن سيرة ابن هشام: 1- 429، وينظر الجمهرة: 337.
[2] في الأصل والمطبوعة: ثعلبة، وينظر سيرة ابن هشام، والنسب المتقدم والجمهرة.
[3] في الأصل والمطبوعة: سعيد.
[4] ينظر الطبقات الكبرى 3- 2: 148، 149.(2/46)
قلت: قد استدرك أَبُو موسى عَلَى ابن منده هذا رافع بْن مالك، وهو المذكور في الترجمة التي قبل هذه، فلا أدري كيف اشتبه عليه! ولعله حيث رَأَى في هذه أَنَّهُ لم يشهد بدرًا، وقد ذكر ابن منده في تلك أَنَّهُ شهدها، فظنهما اثنين، وقد اختلف العلماء في مثل هذا كثيرا، بل قد اختلف الرواة عَنِ الرجل الواحد في مثل هذا، وهذا الرجل أحدهم، فإن بعض الرواة عَنِ ابن إِسْحَاق قد نقل عنه أن هذا شهد بدرًا، وبعضهم لم ينقل عنه أَنَّهُ شهدها، وجميع ما ذكره أَبُو موسى في هذه الترجمة من أَنَّهُ أحد الستة والاثني عشر والسبعين، وأنه زرقي ونقيب، قد تقدم في الأولى، وهما واحد لا شبهة فيه، والله أعلم.
1600- رافع بْن معبد
رافع بْن معبد الأنصاري، يكنى أبا الحسن. نزل حمص، روى عَنْهُ مُحَمَّد بْن زياد الألهاني، وعبد الرحمن بْن جبير بْن نفير، قاله الغساني عَنْ أحمد بْن مُحَمَّدِ بْنِ عيسى البغدادي،
1601- رافع بن المعلى بن لوذان
(ب ع س) رافع بْن المعلى بْن لوذان بن حارثة بْن عدي بْن زيد بْن ثعلبة بْن زَيْد مناة بْن حبيب بْن عبد حارثة بْن مالك بْن غضب بْن جشم بْن الخزرج. كذا نسبه أَبُو عُمَر.
وقَالَ هشام الكلبي: لوذان بْن حارثة بْن زيد بْن ثعلبة بْن عدي بْن مَالِك بْن زَيْد مناة بْن حبيب ثم اتفقا.
شهد بدرًا وقتل يومئذ، قتله عكرمة بْن أَبِي جهل.
وقال موسى بْن عقبة: شهد رافع بْن المعلى وأخوه هلال بْن المعلى بدرًا، قاله أَبُو عمر.
وقال أَبُو نعيم: قال ابن إِسْحَاق وعروة- في تسمية من شهد بدرًا وقتل بها-: رافع بْن المعلى بْن لوذان من الأنصار، من بني حبيب بْن عَبْد حارثة بْن مَالِك بْن غضب بْن جشم بْن الخزرج.
وقال ابن شهاب في تسمية من شهد بدرا، واستشهد بها من الأنصار، من الأوس، من بني زريق: رافع بْن المعلى.
قال أَبُو عمر: وقد زعم قوم أَنَّهُ أَبُو سَعِيد بْن المعلى الذي روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ الحديث في أم القرآن أَنَّهُ لم ينزل في التوراة ولا في الإنجيل مثلها، قال: ومن قال هذا فقد وهم، وليس رافع هذا ذاك، والله أعلم. وَأَبُو سَعِيد بْن المعلى، روى عنه عبيد بْن حنين، وأين هذا من ذاك.. واسم أَبِي سَعِيد بْن المعلى: الحارث بْن نفيع، كذا قال خليفة! انتهى كلام أَبِي عمر.
وأما ابن منده فلم يذكر هذا الذي قتل ببدر.
وأما قول ابن شهاب: استشهد ببدر من الأنصار من الأوس ثم من بني زريق، رافع بْن المعلى، فيه نظر، فإن بني زريق من الخزرج، وليسوا من الأوس، باتفاق منهم كلهم.
أخرجه أَبُو نعيم وَأَبُو عمر وَأَبُو موسى، إلا أن أبا موسى قال فيه: قيل زرقي، وقيل: من بني(2/47)
عبد حارثة [1] ، فمن براه بظنه اختلافًا، وليس كذلك، فإن زريقًا هو ابن عبد حارثة، وَإِنما لو قال:
من بني حبيب بْن عبد حارثة لكان أحسن، كما في النسب الأول، والله أعلم.
1602- رافع بن المعلى أبو سعيد
(د ع) رافع بْن المعلى أَبُو سَعِيد الأنصاري. وقيل: اسمه الحارث، وقد ذكرناه في الحاء.
روى عنه ابنه سَعِيد وعبيد بْن حنين قال ابن منده: نزل فيه وفي أصحابه: إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطانُ 3: 155 [2] الآية. روى بِإِسْنَادِهِ، عَنْ أَبِي صالح، عَنِ ابن عباس، قَالَ: نزلت في عثمان، وأبي حذيفة بْن عتبة، ورافع بْن المعلى الأنصاري، وخارجة بْن زيد، الذين تولوا يَوْم التقى الجمعان.
وروى حَفْص بْن عَاصِم، عَنْ أَبِي سَعِيد بْن المعلى، قال: مر بي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنا أصلي فدعاني، فصليت ثم جئت، فقال: ما منعك أن تجيبني؟ أما سمعت اللَّه يقول: اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ 8: 24 [3] . أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم. وأما أَبُو عمر فأخرجه في الكنى، وفي الحارث [4] ، وقال: إن أصح ما قيل في اسمه: الحارث، والله أعلم.
1603- رافع بن مكيث
(ب د ع) رافع بْن مكيث بْن عمرو بْن جراد بْن يربوع بْن طحيل بْن عدي بْن الربعة بْن رشدان بْن قيس بْن جهنة الجهني.
شهد الحديبية، وهو أخو جندب بْن مكيث، سكن الحجاز.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْمَخْزُومِيُّ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَحْمَدَ بْنِ علي بن المثنى، أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ زُفَرَ عن بعض بنى رافع ابن مكبث، عن رافع بن مكبث، وكان قد شهد الحديبة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِنَّ حُسْنُ الْمَلَكَةِ نَمَاءٌ، وَسُوءُ الْخُلُقِ شُؤْمٌ.
كَذَا رَوَاهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَهِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، وَعَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ زُفَرَ، هَكَذَا.
وَرَوَاهُ بَقِيَّةُ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ زُفَرَ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ رَافِعِ بْنِ مَكِيثٍ، عَنْ عَمِّهِ الْهِلالِ بْنِ رَافِعٍ، قَالَ: كَانَ رَافِعٌ مِنْ جُهَيْنَةَ، شَهِدَ الحديبيّة. مثله. أخرجه الثلاثة.
__________
[1] في الأصل والمطبوعة، عبد بن حارثة.
[2] آل عمران: 155
[3] الأنفال: 24
[4] ينظر الاستيعاب 281، ترجمة الحارث بن أوس بن المعلى.(2/48)
1604- رافع بن النعمان
رافع بْن النعمان بْن زيد بْن لبيد بْن خداش بْن عامر بْن غنم بْن عدي بْن النجار.
شهد أحدًا، ولا عقب له، قاله الغساني عن العدوي.
1605- رافع بن يزيد الثقفي
(ب د ع) رافع بْن يَزِيدَ الثقفي، عداده في البصريين.
روى أَبُو بكر الهذلي، عَنِ الحسن بْن أَبِي الحسن البصري، عَنْ رافع أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال: إن الشيطان يحب الحمرة، فإياكم والحمرة، وكل ثوب فيه شهرة.
ورواه قتادة، عَنِ الحسن، عَنْ عبد الرحمن بْن يَزِيدَ عَنْ [1] رافع، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أخرجه الثلاثة.
1606- رافع بن يزيد بن سكن
رافع بْن يَزِيدَ بْن سكن بْن كرز بْن زعوراء بْن عَبْد الأشهل، الْأَنْصَارِيّ الأوسي ثم الأشهلي.
شهد بدرًا، قاله ابن الكلبي. وقد تقدم في رافع بْن زيد أتم من هذا [2] .
باب الراء والباء
1607- رباح الأسود
(ب د ع) رباح الأسود، مولى رَسُول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، كان أسود، وكان يأذن عَلَى [3] رَسُول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ أحيانًا، وهو الذي استأذن لعمر بْن الخطاب- رضي اللَّه عنه- عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لما اعتزل نساءه في المشربة [4] ، قال بلال وسلمة بْن الأكوع: كان للنّبيّ غلام اسمه رباح.
أخرجه الثلاثة.
1608- رباح مولى بنى جحجبى
(ب ع س) رباح، مولى بني جحجبي، شهد أحدًا، قَالَ عروة وابن شهاب وابن إِسْحَاق:
إنه قتل يَوْم اليمامة شهيدًا.
أخرجه أبو نعيم وأبو عمرو أبو موسى. وقال أَبُو عمر: أظنه مولى الحارث بن مالك، الّذي يأتى ذكره.
1609- رباح مولى الحارث
(ب) رباح، مولى الحارث بْن مالك الأنصاري. قتل يَوْم اليمامة شهيدا.
أخرجه أَبُو عمر كذا مختصرا.
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: بن، وينظر الإصابة.
[2] تقدم في رافع بن زيد أنه ابن كرز بن سكن، بتقديم كرز.
[3] يقال: ائذن لي على الأمير، أي خذ لي منه الإذن بالدخول.
[4] المشربة: الغرفة.(2/49)
1610- رباح بن الربيع
(ب د ع) رباح بن للرّبيع، ويقال: ابن ربيعة. والربيع أكثر، ابن صيفي بْن رباح بْن الحارث بْن مخاشن بْن معاوية بْن شريف بْن جروة بْن أسيد بْن عمرو بْن تميم، أخو حنظلة بْن الربيع الكاتب الأسيدي.
وهو من أهل المدينة، نزل البصرة، روى عنه ابن ابنه المرقع بن صيفي بن رباح، وهو الّذي قال النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: يا رَسُول اللَّهِ، لليهود والنصارى يَوْم، فلو كان لنا يَوْم. فنزلت سورة الجمعة.
أَخْبَرَنَا أَبُو غَانِمِ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي جَرَادَةَ الْحَلَبِيُّ بِهَا، أَخْبَرَنَا وَالِدِي، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَرَادَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْمَاعِيل بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عِيسَى الجلِّيّ الْحَلَبِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْفَقِيهُ، الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الطُّيُورِيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصَّابُونِيُّ بِحَلَبَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْمُرَقَّعِ، عَنْ جَدِّهِ رَبَاحِ بْنِ الرَّبِيعِ أَخِي حَنْظَلَةَ الْكَاتِبِ: أَنَّهُ خَرَجَ مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا، وَكَانَ عَلَى مُقَدِّمَتِهِ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: فَمَرَّ رَبَاحٌ وَأَصْحَابُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى امْرَأَةٍ مَقْتُولَةٍ، مِمَّا أَصَابَ الْمُقَدِّمَةُ، فَوَقَفُوا يَنْظُرُونَ إِلَيْهَا وَيَتَعَجَّبُونَ مِنْ خَلْقِهَا، حَتَّى جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ عَلَى نَاقَتِهِ فَانْفَرَجُوا، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ:
مَا كَانَتْ هَذِهِ تُقَاتِلُ. ثُمَّ نَظَرَ فِي وُجُوهِ الْقَوْمِ فَقَالَ لِرَجُلٍ: أَدْرِكْ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ فَقُلْ لَهُ: لا يَقْتُلَنَّ ذُرِّيَّةً وَلا عَسِيفًا [1] . أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
رباح: بالباء الموحدة، وقيل: بالياء تحتها نقطتان. والأول أكثر. وأسيد: بضم الهمزة، وتشديد الياء تحتها نقطتان، وشريف: بضم الشين المعجمة. وجروة: بالجيم.
والجلي: بكسر الجيم، واللام المشددة، وبعد اللام ياء.
1611- رباح مولى أم سلمة
(د ع) رباح، مولى أم سلمة، روى كريب مولى ابن عباس، عَنْ أم سلمة قالت: كان لنا غلام اسمه رباح، فنفخ وهو ساجد، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: يا رباح، أما علمت أن من نفخ فقد تكلم؟.
رواه حماد بْن سلمة، عَنْ أَبِي حمزة، عَنْ أَبِي صالح، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ: أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لمولى، لها يقال له رباح: «يا رباح، ترب وجهك» يعني في السجود.
ورواه أحمد بْن أَبِي طيبة، عَنْ عنبسة بْن الأزهر، عَنْ سلمة بْن الأكوع. أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
1612- رباح أبو عبدة
(د ع) رباح أَبُو عبدة، روى عنه ابنه عبدة، غير منسوب، وهو من أهل الشام.
__________
[1] الذرية: اسم يجمع نسل الإنسان من ذكر، وأنثى، والمراد بها هنا النساء، والعسيف: الأجير والشيخ الفاني والعبد.(2/50)
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم. وقال أَبُو نعيم: ذكره بعض المتأخرين ولم يخرج له شيئًا، وقد رأيت في بعض النسخ زيادة.
قال ابن منده: أَخْبَرَنَا الحسن بْن أَبِي الحسن العسكري بمصر، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الأنماطي، أَخْبَرَنَا إدريس بْن يونس بْن راشد، عن عبد الكريم بن مالك الجزري، عَنْ عبدة بْن رباح، عَنْ أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من احتجب عَنِ الناس لم يحجب من النار. أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
1613- رباح بن قصير
(ب د ع) رباح بْن قصير اللخمي، من بنى القشيب [1] . مصرى، حد موسى بْن عَلِيِّ بْنِ رباح.
أدرك النَّبِيّ صلّى الله عليه وآله، وأسلم في زمن أَبِي بكر، حين قدم حاطب بْن أَبِي بلتعة رسولًا من أَبِي بكر إِلَى المقوقس، نزل عليهم وهم ببركوت: قرية من قرى مصر.
روى موسى بْن عَلِيِّ بْنِ رباح، عَنْ أبيه، عَنْ جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: ما ولد لك؟ قال:
يا رَسُول اللَّهِ، وما عسى أن يكون ولد لي، إما غلام وَإِما جارية. قال: فمن يشبه؟ قال: إما أمه وَإِما أباه. فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لا تقل كذلك، إن النطفة إذا استقرت في الرحم أحضرها اللَّه كل نسب بينهما وبين آدم، أما قرأت هذه الآية: فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شاءَ رَكَّبَكَ 82: 8 [2] وروى موسى، عَنْ أبيه، عَنْ جده أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «ستفتح مصر فانتجعوا خيرها [3] » . أخرجه الثلاثة.
1614- رباح بن المعترف
(ب د ع) رباح بْن المعترف. وقال الطبري: هو رباح بْن عمرو بْن المعترف بْن حجوان بْن عمرو بْن شيبان بْن محارب بْن فهر بْن مالك بْن النضر بْن كنانة، القرشي الفهري. وقيل: اسم المعترف وهيب.
لرباح صحبة. أسلم يَوْم الفتح، وهو شريك عبد الرحمن بْن عوف في التجارة، وهو والد عَبْد اللَّهِ بْن رباح الفقيه المشهور. وكان يحسن غناء النصب [4] وكان مع عبد الرحمن في سفر فرفع صوته يغني، فقال عبد الرحمن: ما هذا؟ فقال: ما به بأس نلهو ويقصر علينا السفر. فقال عبد الرحمن:
إن كنتم فاعلين فعليكم بشعر ضرار بْن الخطاب. فكان يغنيهم.
أخرجه الثلاثة وضرار بْن الخطاب رجل من بني محارب بن فهر.
__________
[1] كذا في المطبوعة، وغير واضحة في الأصل.
[2] الانفطار: 18.
[3] أي اطلبوه.
[4] النصب: ضرب من الغناء أرق من الحداء.(2/51)
1615- ربتس بن عامر
(ب) ربتس بْن عَامِر بْن حصن بْن خرشة بْن حية بْن عمرو بْن مالك بْن أمان بْن عَمْرو بْن رَبِيعة بْن جرول بْن ثعل بْن عمرو بْن الغوث بن طيِّئ، الطائي الثعلي.
وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال الطبري: وممن وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من طيِّئ: الربتس بن عامر بن حصن ابن خرشة، وكتب له كتابا، أخرجه أَبُو عمر.
ربتس: بفتح الراء وسكون الباء الموحدة، وفتح التاء فوقها نقطتان، وآخره سين مهملة.
1616- ربعي بن خراش
(س) ربعي بْن خراش، أخرجه أَبُو موسى مختصرًا، وقال: يقال أدرك الجاهلية، يروي عَنِ الصحابة.
1617- ربعي بن رافع
(ب ع س) ربعي بْن رافع بْن زيد بْن حارثة بْن الجد بْن العجلان بن حارثة بن ضبيعة ابن حرام بْن جعل بْن عمر بْن جشم بْن ودم بْن ذبيان بْن هميم بْن ذهل بْن هني بْن بلي البلوي.
حليف لبني عَمْرو بْن عوف من الأنصار. شهد بدرا. ويقال: ربعي بن أبى رافع، قاله أبو عمرو ابن الكلبي.
وقال أَبُو نعيم، وَأَبُو موسى: ربعي بْن رافع الأنصاري، بدري. وقالا: روى مُحَمَّد بْن عبيد اللَّه بْن أَبِي رافع في تسمية من شهد مع علي من أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ربعي بْن رافع من بني عمرو بْن عوف، بدري، يعني أَنَّهُ منهم بالحلف، وَإِلا فهو بلوي.
أخرجه أَبُو نعيم، وَأَبُو عمر، وَأَبُو موسى.
حرام: بفتح الحاء والراء، وودم: بفتح الواو وبالدال المهملة.
1618- ربعي بن أبى ربعي
(ع س) ربعي بْن أَبِي ربعي. بدري، قال أَبُو نعيم: هو ابن رافع الأنصاري، وروى بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ شهاب فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنَ الأَوْسِ مِنْ بني العجلان: ربعي بْن رافع.
وروى يونس بْن بكير عَنِ ابْنِ إِسْحَاق فيمن شهد بدرًا من الأوس، ثم من بني العجلان: ربعي بْن رافع بْن الحارث بْن زَيْد بْن حارثة بْن الجد بْن العجلان.
أخرجه أَبُو نعيم، وَأَبُو موسى.(2/52)
قلت: قد أخرج أَبُو نعيم، وتبعه أَبُو موسى، هذه الترجمة والتي قبلها، ولم ينسا الأول بل قالا:
ربعي بْن رافع. وذكرا عَنْ عبيد اللَّه بْن أَبِي رافع أَنَّهُ شهد مع علي، وقالا: إنه بدري، ولو نسبا ذلك لعلما أنهما واحد، وأن أبا ربعي اسمه رافع، وأنه المذكور في الترجمة الأولى. وذكرا في الأولى اسم أبيه وفي الثانية كنيته، فلو ركبا منهما ترجمة واحدة لكانت الصواب، ومن وقف عَلَى نسبه الذي أخرجناه في الأولى عَنْ أبى عمرو ابن الكلبي، علم أنهما واحد، وأنه بدري.
1619- ربعي بن عمرو الأنصاري
(ع س) ربعيّ بن عمرو الأنصاريّ، شهدا بدرًا، وقال عبيد اللَّه بْن أَبِي رافع: شهد مع علي رضي اللَّه عنه ربعي بْن عمرو، بدري، أخرجه أَبُو نعيم، وَأَبُو موسى مختصرا.
1620- ربيع الأنصاري الزرقيّ
(ب د ع) ربيع الأنصاري الزرقي.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودِ بْنِ سَعْدٍ الأَصْبَهَانِيُّ إِجَازَةً، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنِ عمرو بْنِ الضَّحَّاكِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ الرَّبِيعِ الأَنْصَارِيِّ أَنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَادَ ابْنَ أَخِي جَبْرٍ الأَنْصَارِيَّ. فَجَعَلَ أَهْلَهُ يَبْكُونَ عَلَيْهِ، فَقَالَ ابْنُ عَمِّهِ: لا تُؤْذِيَنَّ رَسُولَ اللَّهِ بِبُكَائِكُنَّ.
فَقَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم. دعهن يَبْكِينَ مَا دَامَ حَيًّا، فَإِذَا وَجَبَ فَلْيَسْكُتْنَ. [1] وَرَوَى مُوسَى بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، وقَالَ: رَجُلٌ مِنْ بَنِي زُرَيْقٍ، وَلَمْ يُسَمِّهِ، وَرَوَاهُ دَاوُدُ الطَّائِيُّ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ جَبْرِ بْنِ عَتِيكٍ، مِثْلَهُ. أَخْرَجَهُ الثلاثة.
1621- ربيع الأنصاري
(د) ربيع الأنصاري، روت عنه ابنته أم سَعْدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: سوء الخلق شؤم، وطاعة النساء ندامة، وحسن الملكة [2] بماء. أخرجه ابن مندة.
1622- ربيع بن اياس
(ب ع س) ربيع بْن إياس بْن عمرو بن غنم بن أمية بْن لوذان بْن غنم [3] بْن عوف بْن الخزرج. شهد بدرًا، قاله مُوسَى بْن عقبة، عَنِ ابْنِ شهاب.
أخرجه أَبُو نعيم، وأبو عمر، وأبو موسى.
__________
[1] في النهاية بعده: قالوا: ما الوجوب؟ قال: إذا مات ...
[2] يقال: فلان حسن الملكة، إذا كان حسن الصنيع إلى مالكه، وفي الحديث: لا يدخل الجنة سيء الملكة، أي الّذي يسيء صحبة المماليك.
[3] كذا، وفي سيرة ابن هشام 1- 694: لوذان بن سالم، ومثله في الطبقات: 1- 2: 98(2/53)
1623- ربيع الجرمي
(ع س) ربيع الجرمي أَبُو سوادة.
روى سلمة بْن رجاء، عَنْ سلم بْن عبد الرحمن الجرمي، عَنْ سوادة بْن الربيع، قال: انطلقت أَنَا وأبي إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأمر لنا بذود، وقال: مر بنيك فليقلموا أظفارهم، لا يعقروا [1] بها ضروع مواشيهم إذا حلبوا.
رواه غير واحد، عَنْ سلم بْن عبد الرحمن. ولم يقل أحد منهم: أنا وأبي، إلا سلمة بْن رجاء. أخرجه أَبُو نعيم، وَأَبُو موسى.
ومنهم من يترجم: الربيع أَبُو سوادة، وهو هذا.
1624- ربيع بن ربيعة
ربيع بْن ربيعة بْن عوف بْن قنان بن أنف الناقة، واسمه جَعْفَر بْن قريع بْن عوف بن كعب ابن سعد بْن زيد مناة بْن تميم. شاعر من فحول الشعراء، يكنى أبا يزيد، وهو الذي يقال له:
المخبل السعدي.
ذكر أَبُو علي زكريا بْن هارون بْن زكريا الهجري في نوادره أن له صحبة وهجرة، ووصل نسبه غيره، وسماه هو والهجري، واتفقا عَلَى أَنَّهُ من بني أنف الناقة، إلا أن الهجري زعم أَنَّهُ من بني شماس بْن لأى بن أنف الناقة.
وقال ابن دريد: اسم المخبل ربيعة، والله أعلم.
لم يخرجه واحد منهم.
1625- ربيع بن زياد
(ب) ربيع بْن زياد بْن الربيع الحارثي، من بني الحارث بْن كعب، كذا نسبه أبو عمر.
وقال غيره: الربيع بن زياد بْن أنس بْن الديان، واسمه يزيد، بْن قطن بْن زياد بْن الحارث بْن مالك بْن ربيعة بْن كعب بْن الحارث بْن كعب الحارثي. نسبه أَبُو فراس، فعلى هذا النسب يكون ابن عم عبد الحجر بْن عبد المدان، واسمه عمرو بْن الديان، واسمه يزيد.
والحارث بْن كعب من [2] مذحج.
وللربيع صحبة، وهو الذي قال فيه عمر: دلوني عَلَى رجل إذا كان في القوم أميرًا فكأنه ليس بأمير، وَإِذا كان في القوم وليس بأمير فكأنه أمير بعينه. فقالوا: ما نعرف إلا الربيع بْن زياد الحارثي. قال:
صدقتم. وكان خيرًا متواضعا.
__________
[1] أي: يدموها.
[2] في الأصل والمطبوعة: بن. وكعب هو ابن عمرو بْن علة بْن جلد بْن مالك، وهو مذحج.(2/54)
استخلفه أَبُو موسى عَلَى قتال مناذر [1] سنة سبع عشرة، فافتتحها عنوة، وقتل وسبى، وقتل بها أخوه المهاجر بْن زياد.
واستعمله معاوية عَلَى سجستان، فأظهره اللَّه عَلَى الترك وبقي أميرًا عليها إِلَى أن مات المغيرة بْن شعبة، فولى معاوية زياد بْن أبيه الكوفة مع البصرة، فعزل زياد الربيع [بْن زياد] [2] الحارثي عنها، واستعمله عَلَى خراسان فغزا بلخ.
وكان لا يكتب قط إِلَى زياد إلا في اختيار منفعة أو دفع مضرة، ولا كان في موكب قط فتقدمت دابته عَلَى دابة من إلى جانبه، ولامس ركبته ركبته [3] .
روى مطرف بْن الشخير، وحفصه بنت سيرين عنه، عَنْ أَبِي بْن كعب، وعن كعب الأحبار ولا يعرف له حديث مسند، وكان الحسن البصري كاتبه.
قال ابن حبيب: كتب زياد بْن أبيه إِلَى الربيع بْن زياد هذا: إن أمير المؤمنين معاوية كتب يأمرك أن تحرز الصفراء والبيضاء [4] وتقسم ما سوى ذلك. فكتب إليه: إني وجدت كتاب اللَّه قبل كتاب أمير المؤمنين. ونادى في الناس: أن اغدوا عَلَى غنائمكم، فأخذ الخمس، وقسم الباقي عَلَى المسلمين، ودعا اللَّه تعالى أن يميته، فما جمع حتى مات.
وقد تقدم أن هذا القول قاله الحكم بْن عمرو الغفاري، وأما الربيع بْن زياد فإنه لما أتاه مقتل حجر بن عدي قال: اللَّهمّ إن كان للربيع عندك خير فاقبضه. فلم يبرح من مجلسه حتى مات.
أخرجه أبو عمر.
1626- ربيع بن زياد
(ع س) ربيع بْن زياد. وقيل: ربيعة بْن زيد. وقيل: ابن يزيد السلمي. روى عنه أَبُو كرز وبرة أَنَّهُ قَالَ: بَيْنَمَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يسير إذ أبصر شابًا من قريش معتزلًا. فقال النبي أليس ذاك فلانًا؟ قَالُوا: نعم. قال: فادعوه. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: مالك اعتزلت عَنِ الطريق؟ قال. كرهت الغبار. قال: فلا تعتزله، فو الّذي نفسي بيده إنه لذريرة الجنة [5] » . أخرجه أَبُو نعيم وأبو موسى. وقال أبو موسى: أخرجه ابن مندة: في ربيعة.
1627- الربيع بن سهل
(ب) الربيع بْن سهل بْن الحارث بْن عروة بْن عَبْد رزاح بْن ظفر، الأنصاري الأوسي ثم الظفري.
شهد أحدًا.
أخرجه أَبُو عمر.
__________
[1] مناذر: بلدتان بنواحي خوزستان، صغرى وكبرى.
[2] في الأصل والمطبوعة: فعزل زياد بن الربيع الحارثي. وما أثبته عن الاستيعاب: 488.
[3] نص الاستيعاب عن زياد: ولا كان في موكب قط، فتقدم عنان دابته عنان دابتي، ولامست ركبته ركبتي.
[4] يعنى الذهب والفضة.
[5] في ترجمة ربيعة بن زياد: الغبار في سبيل الله ذريرة الجنة. والذريرة: نوع من الطيب.(2/55)
1628- الربيع بن قارب العبسيّ
الربيع بْن قارب العبسي. روى عبيد اللَّه بْن الْقَاسِم بْن حاتم بْن عقبة بْن عبد الرحمن بْن مالك بْن عنبسة بْن عَبْد اللَّهِ بْن الربيع بْن قارب، قال: «حدثني أَبِي، عَنْ أبيه، عَنْ أَبِي جده، أن أباه ربيعًا وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فسماه النَّبِيّ عبد الرحمن وكساه بردًا، وحمله عَلَى ناقة.
أخرجه أَبُو على الغساني.
1629- الربيع بن كعب الأنصاري
(د) الربيع بْن كعب الأنصاري. وهو وهم. أخرجه ابن منده مختصرًا.
1630- الربيع بْن النعمان
الربيع بْن النعمان بْن يساف، أخو الحارث بْن النعمان بْن يساف الأنصاري، شهد أحدًا، أخرجه الأشيري مستدركا على أبى عمر.
163- ربيعة الأجذم
(س) ربيعة، بزيادة هاء، هو ربيعة الأجذم [1] الثقفي. ذكر أَبُو معشر، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رومان، ومحمد بْن كعب القرطي والمقبري، عَنْ أَبِي هريرة وأسانيد أخر، فيما ذكروا من الوفود، قَالُوا: وكان في وفد ثقيف رجل من بني مالك بْن الحارث يقال، له: ربيعة الأجذم [1] . وكان مجذومًا، فكانوا يبايعون النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويمسحون عَلَى يديه. فلما بلغ ربيعة ليبايعه قال له: قد بايعناك. فرجع. وبنو مالك يقولون:
لم يكن بربيعة جذام، ولكن جذمت أصابعه في الجاهلية.
أخرجه أبو موسى.
1632- ربيعة بن أكثم
(ب د ع) ربيعة بْن أكثم بْن سخبرة بن عمرو بن بكير بْن عامر بْن غنم بْن دودان بْن أسد بْن خزيمة الأسدي، حليف بني أمية. نسبه هكذا أَبُو نعيم. ونسبه مثله أَبُو عمر، إلا أَنَّهُ قال: عمرو بْن لغيز [2] بْن عامر. هكذا رأيته في عدة نسخ أصول صحاح، يكنى أبا يزيد، وكان قصيرًا دحداحًا [3] .
شهد بدرًا، قاله ابن إِسْحَاق وموسى بْن عقبة، وهو ابن ثلاثين سنة، وشهد أحدًا، والخندق، والحديبية، وقتل بخيبر، قتله الحارث اليهودي بالنطاة، وهو أحد حصون خيبر.
قال ابن إِسْحَاق: شهد بدرًا من بني أسد بْن خزيمة اثنا عشر رجلًا.
أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُعَمَّرِ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو طَالِبٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى الزَّعْفَرَانِيُّ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بن الحسن
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: الأخرم، وما أثبتناه عن الإصابة.
[2] كذا، وفي المطبوعة: لغير، بالراء.
[3] الدحداح: القصير السمين.(2/56)
الرَّازِيُّ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ رَبِيعَةَ الْقُرَشِيُّ، عَنْ يحيى بن سعيد، عن سعيد ابن الْمُسَيِّبِ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَكْثَمَ، قَالَ: كَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَاكُ عَرَضًا، وَيَشْرَبُ مَصًّا، وَيَقُولُ:
هُوَ أَهْنَأُ وَأَمْرَأُ. قَالَ أَبُو عُمَرَ: لا يُوثَقُ بِهَذَا الْقَوْلِ، فَإِنَّ مَنْ دُونَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ لا يُوثَقُ بِهِمْ لِضَعْفِهِمْ، وَلَمْ يَرَهُ سَعِيدٌ وَلا أَدْرَكَ زَمَانَهُ، لأَنَّ سَعِيدًا وُلِدَ فِي زَمَنِ عُمَرَ، وَذَلِكَ قُتِلَ فِي حَيَاةِ النَّبِيّ.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
1633- ربيعة بن أمية بن خلف
(د ع) ربيعة بْن أمية بْن خلف الجمحي.
روى حديثه يونس بْن بكير، عَنِ ابن إِسْحَاق. أَخْبَرَنَا عُبَيْد اللَّه بْن أحمد بن علي بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، قال: حدثني يحيى بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عن أبيه عباد، قال: «كان ربيعة ابن أمية بْن خلف الجمحي هو الذي يصرخ يَوْم عرفة، تحت لبة [1] ناقة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال له رَسُول الله: اصرخ: أيها الناس، وكان صيتًا [2] ، هل تدرون أي شهر هذا؟ فصرخ، فقالوا:
نعم، الشهر الحرام. فقال: فإن اللَّه حرم عليكم دماءكم وأموالكم إِلَى أن تلقوا ربكم كحرمة شهركم هذا. وذكر الحديث.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
1634- ربيعة بن الحارث أبو أروى
(ب س) ربيعة بْن الحارث، أَبُو أروى الدوسي. ويقال: عبيد بْن الحارث. ذكره الطبراني في هذا الباب، وذكره ابن منده في باب آخر.
أخرجه أَبُو عمر وَأَبُو موسى، إلا أن أبا عمر لم ينسبه إلا أَنَّهُ قال: ربيعة الدوسي، مشهور بكنيته، من كبار الصحابة. روى عنه أَبُو واقد الليثي، وَأَبُو سلمة بْن عبد الرحمن. ويرد في الكنى إن شاء الله تعالى.
1635- ربيعة بن الحارث
(ب د ع س) رَبِيعة بْن الحارث بْن عَبْد المطلب بْن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي. يكنى:
أبا أروى، وهو ابن عم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأمه عزة [3] بنت قيس بْن طريف بن ولد الحارث بْن فهر، وهو أخو أَبِي سفيان بْن الحارث، وكان أسن من عمه العباس بن عبد المطلب بسنين [4] .
__________
[1] اللبة: المنحر.
[2] الصيت: العالي الصوت.
[3] كذا وفي كتاب نسب قريش: عدية، وفي الاستيعاب في ترجمة أخيه أبى سفيان: غزية:
[4] في الاستيعاب 490: بسنتين.(2/57)
وهو الذي قال فيه رَسُول اللَّهِ يَوْم فتح مكة: ألا كل دم ومأثرة كانت في الجاهلية فهو تحت قدمي، وَإِن أول دم أضعه دم [1] ربيعة بْن الحارث، وذلك أَنَّهُ قتل لربيعة في الجاهلية ابن اسمه آدم، قاله الزبير، وقيل: تمام. فأبطل رَسُول اللَّهِ الطلب به في الإسلام، ولم يجعل لربيعة في ذلك تبعة، وقيل:
اسم ابن ربيعة المقتول: إياس. ومن قال إنه آدم فقد أخطأ لأنه رَأَى دم ابن ربيعة فظنه آدم بْن ربيعة، يقال: إن حماد بْن سلمة هو الذي غلط فيه.
وهو الذي قال عنه النَّبِيّ: نعم الرجل ربيعة لو قصر شعره، وشمر ثوبه. وهذا الحديث يرويه سهل ابن الحنظلية في خريم بْن فاتك الأسدي. وكان ربيعة شريك عثمان بْن عفان رضي اللَّه عنهما في التجارة، وأعطاه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من خيبر مائة وسق.
روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحاديث منها: إنما الصدقة أوساخ الناس. روى عنه ابنه عبد المطلب.
وتوفي ربيعة سنة ثلاث وعشرين بالمدينة، في خلافة عمر بْن الخطاب.
أخرجه الثلاثة، وأخرجه أَبُو مُوسَى مستدركا عَلَى ابْن منده، وقد أخرجه ابن منده بتمامه، فأى فائدة في استدراكه عليه!
1636- ربيعة بن حبيش
(س) ربيعة بْن حبيش، من أحمس، وهو رسول جرير إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بهدم ذي الخلصة، ذكره ابن شاهين. وقد اختلف في اسم رسول جرير، فقيل: حصين بن ربيعة الطائي. وقيل: ارطاة وقيل: أبو أرطاة.
أخرجه أبو موسى.
1637- ربيعة بن أبى حرشة
(ب) ربيعة بْن أَبِي حرشة بْن عَمْرو بن ربيعة بن الحارث بْن حبيب بْن جذيمة بْن مالك بْن حسل بْن عامر بْن لؤي، القرشي العامري.
أسلم يَوْم الفتح، وقتل يَوْم اليمامة شهيدًا.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر.
1638- ربيعة بن خويلد
(س) ربيعة بْن خويلد بْن سلمة بْن هلال بن عائذ بْن كلب بْن عَمْرو بْن لؤي بن رهم ابن معاوية ابن أسلم بْن أحمس بْن الغوث بْن أنمار. كان شريفًا، ذكره ابن شاهين.
أخرجه أَبُو موسى.
__________
[1] في كتاب نسب قريش 88: دم ابن ربيعة.(2/58)
1639- ربيعة بن رفيع
(ب) ربيعة بْن رفيع بْن أهبان بْن ثعلبة بن ضبيعة بْن ربيعة بْن يربوع بْن سماك [1] بْن عوف بْن امرئ القيس بْن بهثة بْن سليم السلمي. كان يقال له: ابن الدغنة. وهي أمه، فغلبت عليه، ويقال: اسمها لدغة.
شهد حنينًا، ثم قدم عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في بني تميم، قاله أَبُو عمر، وهو قاتل دريد بْن الصمة.
أَخْبَرَنَا عبيد اللَّه بْن أحمد بن عَليّ بإسناده، عن يونس بن بكير، عَنِ ابن إِسْحَاق، قال: «فلما انهزم المشركون- يعني يَوْم حنين- أدرك ربيعة بْن رفيع بْن أهبان السلمي دريد بْن الصمة، فأخذ بخطام جمله وهو يظنه امرأة، وذلك أَنَّهُ كان في شجار [2] ، فأناخ به، فإذا هو شيخ كبير لا يعرفه الغلام، فقال له دريد: ماذا تريد؟ قال: أقتلك. قال: ومن أنت؟ قال: أنا ربيعة بْن رفيع السلمي. ثم ضربه بسيفه فلم يغن شيئًا، فقال: بئس ما سلحتك أمك! خذ سيفي هذا مؤخر من الشجار ثم اضرب به وارفع عن العظام واخفض عن الدماغ فانى كذلك كنت أقتل الرجال، وَإِذا أتيت أمك فأخبرها أنك قتلت دريد بْن الصمة، فرب يَوْم والله قد منعت فيه نساءك. فقتله، فزعمت بنو سليم أن ربيعة قال: لما ضربته ووقع تكشف فإذا عجانه [3] وبطون فخذيه أبيض كالقرطاس [4] ، من ركوب الخيل أعراء [5] ، فلما رجع ربيعة إِلَى أمه أخبرها بقتله إياه، فقالت: لقد أعتق أمهات لك ثلاثًا» .
أخرجه أَبُو عمر ولم يخرجه أَبُو موسى، لعله ظنه ربيعة بْن رفيع العنبري الذي أخرجه ابن منده، أو أَنَّهُ لم يقف عليه، وانتهى أَبُو عمر في نسبه إِلَى ثعلبة، وباقي النسب عَنِ ابن الكلبي وابن حبيب، إلا أنهما قالا: ربيع بْن ربيعة بْن رفيع بن أهبان هو الّذي قتل دريد بْن الصمة.
وقد وهم أَبُو عمر بقوله: أَنَّهُ قدم عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في وفد بني تميم، ظنهما واحدا، وهما اثنان، أحدهما السلمي قاتل دريد بْن الصمة، والآخر العنبري الَّذِي قدم عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم مع بني تميم، وقال أَبُو عمر في أمه: الدغنة، وغيره يقول: لدغة [6] ، وهكذا قال ابن هشام أيضا، والله أعلم.
1640- ربيعة بن رفيع العنبري
(ع د س) ربيعة بْن رفيع العنبري. له ذكر في حديث عائشة أنها قالت لرسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن علي رقبة من ولد إِسْمَاعِيل. قال: هذا سبي بني العنبر يقدم الآن نعطيك إنسانًا فتعتقينه. فلما قدم سبيهم عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيهم ربيعة بْن رفيع، وسمرة بن عمرو....
__________
[1] في المطبوعة: سمال، ينظر المشتبه: 368.
[2] هو مركب مكشوف دون الهودج، ويقال له: مشجر أيضا.
[3] العجان: ما بين القبل والدبر.
[4] القرطاس: نوع من برود مصر، والصحيفة التي يكتب فيها.
[5] أعراء: جمع عرى بضم فسكون، وهو الفرس لا سرج له.
[6] الّذي في السيرة 1- 453: لذعة.(2/59)
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ وَأَبُو نُعَيْمٍ. وَاسْتَدْرَكَهُ أَبُو موسى عَلَى ابن منده، وقال: ربيعة بْن رفيع، له ذكر في حديث الأعور بْن بشامة. [فلو لم يقل له ذكر في حديث الأعور بْن بشامة] لكان يظن أَنَّهُ أراد السلمي فإن ابن منده لم يخرجه ولا أَبُو نعيم، وَإِنما أخرجا هذا العنبري، فترك ما كان ينبغي أن يستدركه، واستدرك ما كان الأولى تركه، ولم ينسب هذا أحد منهم ليقع الفرق بينه وبين السلمي، ونحن نذكر نسبه وهو: ربيعة بْن رفيع بْن سلمة بْن محلم بْن صلاة بْن عبدة بْن عدي بْن جندب بْن العنبر، ذكره ابن حبيب وابن الكلبي، وقالا: كان ربيعة أحد المنادين من وراء الحجرات. وجعلا رقيعًا بالقاف، وقالا: إليه ينسب الرقيعي، الماء الذي بطريق مكة إِلَى البصرة. والله أعلم.
عبدة: بضم العين، وتسكين الباء الموحدة.
1641- ربيعة بن رواء العنسيّ
(ع س) ربيعة بْن رواء العنسي. روى عبد العزيز بْن أَبِي بكر بْن مُحَمَّد، عَنْ أبيه أن ربيعة بْن رواء العنسي قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فوجده يتعشى، فدعاه إِلَى العشاء، فأكل، فقال له النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [قل] [1] :
أشهد أن لا إله إلا اللَّه، وأن محمدا عبده ورسوله. فقالها، فقال: راغبًا أم راهبا؟ قال ربيعة: أما الرغبة فو الله ما هي في يدك، وأما الرهبة فو الله إننا ببلاد ما تبلغنا جيوشك، ولكني خوفت فخفت، وقيل لي: آمن فآمنت. فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: رب خطيب من عنس. فأقام يختلف إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فودعه، فقال له النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن أحسست حسًا فوائل [2] إِلَى أهل قرية، فخرج فأحس حسًا فواءل إِلَى أهل قرية، فمات بها. أخرجه أَبُو نعيم وأبو موسى،
1642- ربيعة بن روح العنسيّ
(ب) ربيعة بْن روح العنسي مدني. روى عنه مُحَمَّد بْن عمرو بْن حزم، هكذا أخرجه أَبُو عمر، ويغلب عَلَى ظني أَنَّهُ غير الذي قبله لأنه قد روى عنه مُحَمَّد، وهو مدني، والأول عاد إِلَى بلاده من اليمن في حياة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فمات في طريقه، والله أعلم.
1643- ربيعة بن زياد
(ب د ع) ربيعة بْن زياد. وقيل: ابن أَبِي يزيد السلمي. ويقال: ربيع، روى: الغبار في سبيل الله دريرة الجنة. في إسناده مقال.
أخرجه ابن منده وَأَبُو عمر وَأَبُو نعيم.
1644- ربيعة بْن سعد الأسلمي
ربيعة بْن سعد الأسلمي، أَبُو فراس، قاله البخاري، وقال: أراه له صحبة. حجازي.
__________
[1] عن الإصابة.
[2] أي: فالجأ.(2/60)
1645- ربيعة بن السكن
(د ع) ربيعة بْن السكن أَبُو رويحة الفزعي. يعد في أهل فلسطين، روى عنه ابنه عبد الجبار أَنَّهُ قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فعقد لي راية بيضاء.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
1646- ربيعة بن شرحبيل
(د ع) ربيعة بْن شرحبيل بْن حسنة. رأى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وشهد فتح مصر، روى عنه ابنه جَعْفَر، قال ابن منده: قاله لي أَبُو سَعِيد بْن يونس.
وقال أَبُو نعيم لما أخرجه: ذكره المحيل [1] عَنْ أَبِي سَعِيد بْن يونس: رَأَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، روى عنه ابنه جَعْفَر. فأعاد كلام ابن منده من غير زيادة ولا نقص ولا تخطئة، وكثيرًا ما يفعل هذا معه، فلا أدري لأي معنى! هل كان لا يثق إِلَى نقله أم لغير ذلك؟ فإن الرجل ثقة حافظ، وقد ذكره أَبُو نعيم في غير موضع من كتبه بالثقة والحفظ.
وقيل: إن ربيعة اختط بمصر، وكان واليًا لعمرو بْن العاص على المكيين.
1647- ربيعة بن عامر
(ب د ع) ربيعة بْن عامر بْن بجاد. يعد في أهل فلسطين قاله ابن منده وَأَبُو نعيم.
وقال أَبُو عمر: ربيعة بْن عامر بْن الهادي الأزدي، ويقال: الأسدي. يعني بسكون السين، وقيل:
إنه ديلي، من رهط ربيعة بْن عباد.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بن هبة الله بن عَبْدُ الْوَهَّابِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أحمد، حدثني أبي، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ حَسَّانَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا حَسَنَ الْفَهْمِ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أَلِظُّوا بِيَا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ. بِجادٌ: بِالْبَاءِ الموحدة والجيم، قاله محمد بن نُقْطَةَ.
أَلِظُّوا بِالظَّاءِ الْمُعْجَمَةِ: أَيِ الْزَمُوهُ وَاثْبُتُوا عَلَيْهِ، وَأَكْثِرُوا مِنْ قَوْلِهِ، يُقَالُ: أَلَظَّ بِالشَّيْءِ يلظّ إلظاظا، إذا لزمه.
1648- ربيعة بن عباد
(ب د ع) ربيعة بْن عباد. وقيل: عباد، وقيل: عباد، بالتشديد، والكسر أكثر، وهو الأول، وهو من بني الديل بْن بكر بْن عبد مناة بْن كنانة، مدني، روى عنه ابن المنكدر، وَأَبُو الزناد، وزيد بْن أسلم.
__________
[1] في المطبوعة: المخبل.(2/61)
أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ، يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ خَالِدٍ الْقَارِظِيِّ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عَبَّادٍ الدِّيلِيِّ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا لَهَبٍ بِعُكَاظَ وَهُوَ يَتْبَعُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ يَقُولُ: يا أيها النَّاسُ، إِنَّ هَذَا قَدْ غَوَى، فَلا يُغْوِيَنَّكُمْ عَنْ آلِهَةِ آبَائِكُمْ. وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفِرُّ مِنْهُ، وَهُوَ عَلَى أَثَرِهِ، وَنَحْنُ نَتْبَعُهُ وَنَحْنُ غِلْمَانٌ، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ أَحْوَلُ ذُو غَدِيرَتَيْنِ أَبْيَضُ النَّاسِ وَأَجْمَلُهُمْ، قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا:
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ. قُلْتُ: مَنْ هَذَا الَّذِي يَرْمِيهِ؟ قَالُوا: عَمُّهُ أَبُو لَهَبٍ.
وعمر ربيعة عمرًا طويلًا.
أخرجه الثلاثة، إلا أن ابن منده وأبا نعيم قالا: في عباد ثلاثة أقوال. وقاله أَبُو عمر: بالكسر والتخفيف، والفتح والتشديد، وأما ابن ماكولا فلم يذكر إلا الكسر حسب، وقال: توفي بالمدينة أيام الْوَلِيد بْن عَبْد الْمَلِكِ.
1649- ربيعة بْن عَبْد اللَّهِ بْن نوفل
ربيعة بْن عَبْد اللَّهِ بْن نوفل بْن أسعد بن ناشب بن سبد بْن رزام بْن مازن بْن ثعلبة بن سعد ابن ذبيان بْن بغيض بْن ريث بْن غطفان الغطفانيّ الذبيانيّ.
وهو الذي أدخل خَالِد بْن الْوَلِيد أرض غطفان في قتال الردة، فِي خلافة أَبِي بَكْر الصديق رَضِيَ اللَّه عنه، قاله ابن الكلبي.
1650- ربيعة بن عبد الله بن الهدير
(ب س) ربيعة بْن عَبْد اللَّهِ بْن الهدير بْن عَبْد العزى بْن عَامِر بْن الحارث بْن حارثة بْن سعد ابن تيم بْن مرة بْن كعب بْن لؤي، القرشي التيمي. قَالُوا: ولد فِي حياة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
روى عَنْ أَبِي بكر وعمر رضي اللَّه عنهما، وهو معدود في كبار التابعين.
أخرجه أَبُو عمر وأبو موسى.
1651- ربيعة بن عثمان
(ع ب د) ربيعة بْن عثمان بْن ربيعة التيمي.
يعد في الكوفيين، روى حديثه عثمان بْن حكيم عَنْ ربيعة بْن عثمان، قَالَ: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد الخيف من منى، فحمد اللَّه وأثنى عليه، وقال: نضر اللَّه امرأ سمع مقالتي فوعاها، فبلغها من لم يسمعها. أخرجه الثلاثة.
1652- ربيعة بن عمرو الثقفي
(د ع) ربيعة بْن عمرو بْن عمير بْن عوف بْن عقدة بْن غيرة بْن عوف بْن ثقيف الثقفي.
وهو عم المختار بْن أَبِي عبيد بْن مسعود.
نزل فيه وفي حبيب ومسعود وعبد يا ليل: وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُسُ أَمْوالِكُمْ 2: 279 أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم
.(2/62)
1653- ربيعة بن عمرو الجهنيّ
ربيعة بْن عَمْرو بْن يسار بْن عوف بْن جراد بْن يربوع بْن طحيل بْن عدي بن الرّبعة ابن رشدان الجهني. حليف بني النجار.
ذكره الغساني عَنِ ابن الكلبي هكذا. والذي أعرفه عَنِ ابن الكلبي: وديعة. وربما يكون هذا أخاه، والله أعلم.
1654- ربيعة بن عيدان
(د ع) ربيعة بن عيدان الكندي. ويقال: الحضرمي. خاصم امرأ القيس في أرضه، روى علقمة بْن وائل، عَنْ أبيه، قال: تخاصم امرؤ القيس وربيعة بن عيدان في أرض إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... وذكر الحديث.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
عيدان: بفتح العين، وتسكين الياء تحتها نقطتان، وآخره نون. قال عبد الغني. وقيل: عبدان بكسر العين وبالباء الموحدة، ولم ينسبوه، وهو: ربيعة بْن عبدان بْن ذي العرف بْن وائل بْن ذي طواف الحضرمي. شهد فتح مصر، وله صحبة، قاله ابن يونس.
1655- ربيعة بن الغاز
(ب د ع) ربيعة بْن الغاز [1] وقيل: ربيعة بْن عمرو، والأول أكثر، وهو جرشي.
يعد فِي أهل الشام، مختلف فِي صحبته، وهو جد هشام بْن الغاز بْن ربيعة، كان يفى الناس أيام معاوية وكان فقيها. روى عنه عطية بْن قيس، والحارث بْن يَزِيدَ، وعلي بْن رباح، وبشير بْن كعب، وابنه الغاز بْن ربيعة.
روى ابن لهيعة، عَنِ الحارث بْن يَزِيدَ، عَنْ ربيعة الجرشي، قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: استقيموا ونعمًا إن استقمتم، وحافظوا عَلَى الوضوء، وخير عملكم الصلاة. قتل يَوْم مرج راهط، وكان سنة أربع وستين، بين مروان بْن الحكم والضحاك بْن قيس الفهري قال ابن أَبِي حاتم: ربيعة بْن عمرو الجرشي، قال بعض الناس: له صحبة وليست له صحبة.
أخرجه الثلاثة.
علي بْن رباح: بضم العين، وقيل: بفتحها. وبشير: بضم الباء الموحدة، وفتح الشين المعجمة.
1656- ربيعة بن الفراس
(د ع) ربيعة بْن الفراس. روى عنه زياد بْن نعيم، يعد في المصريين.
قَالَ أَبُو نعيم: ذكره بعض المتأخرين- يعني ابن منده- وزعم أَنَّهُ من الصحابة، حديثه عَنِ ابن لهيعة، عن بكر بن سوادة، عن زياد بْن نعيم، عَنْ ربيعة بْن الفراس، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
__________
[1] ينظر العبر للذهبى: 1- 71.(2/63)
يسير حي حتى يأتوا بيتًا تعظمه العجم مستترًا، فيأخذون من ماله، ثم يغيرون عليكم أهل إفريقية حتى ترد سيوفهم، يعني النبل. أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
1657- ربيعة بْن الفضل الأنصاري
(ع س) ربيعة بْن الفضل بْن حبيب بْن زيد بْن تميم الأنصاري. استشهد يَوْم أحد: قاله عروة وقال: هو من بني معاوية بْن عوف.
أخرجه أَبُو نعيم وَأَبُو موسى.
1658- ربيعة القرشي
(ب د ع) ربيعة القرشي، غير منسوب، روى حديثه عطاء بْن السائب، عَنِ ابن ربيعة عَنْ أبيه، رجل من قريش، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واقفًا بعرفات مع المشركين، ثم رأيته في الإسلام واقفا موقفه ذلك [فعرفت] [1] أن اللَّه تعالى وفقه لذلك.
أخرجه الثلاثة.
1659- ربيعة بن قيس العدوانيّ
(س ع) ربيعة بْن قيس العدواني. ذكره محمد بن عبيد الله بن أبي رافع فيمن شهد مع علي من الصحابة، وهو من عدوان بْن عمرو بْن قيس عيلان.
أخرجه أبو موسى.
1660- ربيعة بن كعب
(ب د ع) ربيعة بْن كعب بْن مالك بْن يعمر، أَبُو فراس الأسلمي.
يعد في أهل الحجاز. روى عَنْهُ أَبُو سلمة بْن عبد الرحمن، وحنظلة بْن عمرو [2] الأسلمي، وَأَبُو عمران الجوني.
أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَإِسْمَاعِيل بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، وَوَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، وَأَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، قَالُوا: حَدَّثَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ كَعْبٍ الأَسْلَمِيِّ، قَالَ: كُنْتُ أَبِيتُ عَلَى بَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُعْطِيهِ الْوَضُوءَ فَأَسْمَعُهُ الْهَوِيَّ مِنَ اللَّيْلِ يَقُولُ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ. وَأَسْمَعُهُ الْهَوِيَّ مِنَ اللَّيْلِ يَقُولُ: الحمد للَّه رب العالمين،
__________
[1] في الأصل: بعرفة، والمثبت عن الإصابة.
[2] كذا في الأصل، وفي الإصابة حنظلة بن على، ينظر خلاصة التذهيب: 83.(2/64)
وهو الذي سأل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم أن يرافقه في الجنة، فقال: أعني عَلَى نفسك بكثرة السجود. وكان من أهل الصفة، يلزم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في السفر والحضر، وصحبه قديمًا، وعمر بعده حتى توفي بعد الحرة، وكانت وفاته سنة ثلاث وستين.
أخرجه الثلاثة.
الهوي بفتح الهاء وكسر الواو: وهو الحين الطويل من الزمان، وقيل: هو مختص بالليل.
1661- ربيعة الكلابي
(س) ربيعة الكلابي، روى حديثه أَبُو مسلم الكجي [1] عَنْ سليمان بْن داود، عَنْ سَعِيدِ بن خثيم [2] الهلالي، عن ربيعة بنت عياض الكلابية قالت: حدثني ربيعة الْكِلابِيِّ [3] قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ توضأ فأسبغ الوضوء.
أخرجه أَبُو موسى وقال: كذا وقع في سنن الكشي [1] ، وقد رواه يحيى الحماني، عَنْ سَعِيد، عَنْ ربعية بنت عياض قالت: حدثني جدي عبيدة بْن عمرو الكلابي، قال: رأيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ توضأ فأسبغ الوضوء، ورواه غير واحد، عن سعيد هكذا، وهو الصواب.
1662- ربيعة بن لقيط
(س) ربيعة بْن لقيط، ذكره أَبُو الحسن العسكري في الأفراد.
روى اللَّيْث بْن سَعِيد، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حبيب، عَنْ ربيعة بْن لقيط، قال: لما دخل صاحب الروم على رسول الله صلى الله عليه وسلم سأله فرسا، فأعطاه إياه، فقال أناس: أتعطيها عدو اللَّه وعدوك؟ فقال: إنه سيسلبها رجل من المسلمين. فأخذت منه يوم دائن [4] . أخرجه أَبُو موسى وقال: ربيعة هذا يروي عَنِ ابن حوالة وغيره، ولا يعلم له صحبة.
1663- ربيعة بن لهيعة
(ب د ع) ربيعة بْن لهيعة الحضرمي، وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في وفد حضر موت فأسلموا.
روى عنه ابنه فهد أَنَّهُ قَالَ: وفدت عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأديت إليه زكاة مالي، وكتب لي:
بسم اللَّه الرحمن الرحيم، لربيعة بْن لهيعة ... أخرجه الثلاثة.
__________
[1] يقال: الكجي والكشي، ينظر المشتبه: 553.
[2] في المطبوعة: جشم، ينظر ميزان الاعتدال: 2- 133.
[3] سيأتي في ترجمة عبيد بن عمرو وقول ابن الأثير: وقال أبو نعيم: رواه بعض المتأخرين فقال: عن ربيعة. ووهم، إنما هي ربعية.
[4] دائن: ناحية قريبة من غزة، أوقع فيها المسلمون بالروم، وهي أول حروب جرت بينهم.(2/65)
1664- ربيعة بن مالك الأنصاري
(س) ربيعة بْن مالك، أَبُو أسيد الأنصاري الساعدي. روى ابن إِسْحَاق، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِد الأنصاري، عَنْ أَبِي أسيد، واسمه ربيعه بْن مالك قال: خرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذات يَوْم إِلَى بقيع الغرقد [1] ، فإذا الذئب مفترش ذراعيه، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هذا أويس [2] يستطعم. قَالُوا:
رأيك يا رَسُول اللَّهِ؟ قال: من كل سائمة عشرة. قَالُوا: كثير يا رَسُول اللَّهِ. فقال له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأشار بيده: أن خالسهم. أخرجه أَبُو موسى. وقال: كذا سماه فِي هَذَا الحديث والمشهور فِي اسمه مالك بْن ربيعة. وقد أوردوه في الميم.
1665- ربيعة بن مالك
(س) ربيعة بْن ملة [3] ، أخو حبيب، ذكر فِي ترجمة أسيد بْن أَبِي أناس.
أخرجه هكذا أبو موسى.
1666- ربيعة بن وقاص
(د ع) ربيعة بْن وقاص، في حديثه نظر.
روى حديثه الحسن، عَنْ أبان، عَنْ أنس بْن مالك، عَنْ ربيعة بْن وقاص، عن النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلم أنه قال: ثلاثة مواطن لا ترد فيها دعوة: رجل يكون في برية حيث لا يراه أحد فيقوم فيصلي، فيقول اللَّه عز وجل لملائكته: أرى عبدي هذا يعلم أن له ربًا يغفر الذنوب، فانظروا ماذا يطلب؟ فتقول الملائكة:
أي رب، رضاك ومغفرتك. فيقول: اشهدوا أني قد غفرت له. ورجل يكون معه فئة، فيفر عنه أصحابه ويثبت هو في مكانه، فيقول اللَّه للملائكة: انظروا ما يطلب عبدى. فتقول الملائكة: يا رب، بذل مهجته لك يطلب رضاك. فيقول: اشهدوا أني قد غفرت له، ورجل يقوم من آخر الليل، فيقول اللَّه للملائكة: اشهدوا أني قد غفرت له. أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
باب الراء والجيم
1667- رجاء بن الجلاس
(ب) رجاء بْن الجلاس. ذكره بعض من ألف في الصحابة.
روى حديثه عبد الرحمن بْن عَمْرو بْن جبلة، عَنْ أم بلج، عَنْ أم الجلاس، عَنْ أبيها رجاء بْن الجلاس أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عَنِ الخليفة بعده فقال: أَبُو بكر. وهو إسناد ضعيف، لا يشتغل بمثله.
__________
[1] بقيع الغرقد: مقبرة أهل المدينة.
[2] أويس هو الذئب.
[3] في الأصل والمطبوعة: مالك، والصواب ما أثبتناه ينظر ترجمة حبيب: 1/ 449 ويصحح ما في ترجمة أسيد 1/ 108، ففيها أن حبيب وربيعة ابنا مسلمة، وللصواب: ابنا ملة.(2/66)
أخرجه أبو عمر هاهنا، وعاد أخرج الحديث، عَنْ زيد بْن الجلاس، وأحدهما وهم، والله أعلم.
الجلاس: بضم الجيم، وفتح اللام الخفيفة.
1668- رجاء الغنوي
(ب د ع) رجاء الغنوي، له صحبة، سكن البصرة، وكانت أصيبت يده يَوْم الجمل.
روت عنه سلامة بنت الجعد أَنَّهُ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أعطاه اللَّه حفظ كتابه، فظن أن أحدا أوتى أفضل مما أوتي، فقد صغر أفضل النعم. أخرجه الثلاثة، وقال أَبُو عمر: لا يصح حديثه. وسمى الراوي عنه سلامة، وسماها ابن منده وَأَبُو عمر [1] : ساكنة. ورويا له حديث: من لم يستشف بالقرآن فلا شفاه اللَّه.
وقال أَبُو نعيم: رجاء [2] امرأة لها صحبة.
1669- رجاء أبو يزيد
(س) رجاء أَبُو يزيد، روى عنه ابنه يزيد بْن رجاء أَنَّهُ قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قليل الفقه خير من كثير العبادة. أخرجه أَبُو موسى
باب الراء والحاء والخاء
1670- رحضة بْن خربة
رحضة بْن خربة [3] الغفاري، والد إيماء وجد خفاف بْن إيماء، وقد ذكرناهما، وكان ينزل غيقة من أرض بني غفار. قيل: إنه له صحبة ولابنه وحفيده خفاف بْن إيماء بْن رحضة.
ذكره الغساني على أبى عمر.
1671- رحيل الجعفي
(ب د ع) رحيل الجعفي. وهو من رهط زهير بْن معاوية، وحديثه عند أَبِي جعفر، عن [4] الحارث بن مسلم بن عم زهير، قال: قدم الرحيل وسويد بْن غفلة الجعفيان عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسلمين، فانتهيا إليه حين نفضت الأيدي من قبره صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قاله ابن منده وأبو نعيم.
__________
[1] كذا في الأصل، وقد سبق تسمية أبى عمر للراوي، ولعله يعنى ابن أبى حاتم، ينظر الإصابة.
[2] ينظر: 309.
[3] في المطبوعة: حربة. والصواب ما أثبتناه، ينظر مستدرك تاج العروس.
[4] في المطبوعة: عند.(2/67)
وقال أَبُو عمر: روى حديثه- يعني الرحيل- زهير بْن معاوية، عَنْ أسعر بْن الرحيل، عَنْ أبيه، وقد روى هذا الخبر، عَنْ زهير بْن معاوية، عَنْ أبيه، عَنْ أسعر، وقال: نزل سويد عَلَى عمر [1] ، ونزل الرحيل عَلَى بلال.
أسعر بْن رحيل: بفتح الهمزة وبالسين المهملة وآخره راء. ورحيل: بضم الراء وفتح الحاء.
1672- رخيلة بن ثعلبة
(ب ع س) رخيلة بْن ثعلبة بْن خالد بن ثعلبة بْن عَامِر بْن بياضة بْن عَامِر بْن زريق بْن عبد حارثة بْن مالك بْن غضب بْن جشم بْن الخزرج الخزرجي البياضي. شهد بدرًا، قاله ابْن شهاب وابن إِسْحَاق.
أخرجه أبو عمر وأبو نعيم وأبو موسى وزاد أَبُو عمر قال: قال ابن إِسْحَاق. رجيلة بالجيم. وقال ابن هشام: رحيلة بالحاء، يعني المهملة، وقال ابن عقبة: رخيلة، بالخاء المنقوطة، وكذلك ذكره إِبْرَاهِيم بْن سعد عَنِ ابْنِ إِسْحَاق أيضَا، وكذلك ذكره الدارقطني.
وقد أخرج أَبُو نعيم في الجيم [2] : جبلة بْن خَالِد بْن ثعلبة الأنصاري البياضي. وهو هذا، وقد ذكرنا هما ونبهنا عليهما.
باب الراء والدال
1673- رديح بن ذؤيب
(د ع) مرديح بْن ذؤيب بْن شعثم بْن قرط بْن جناب [3] بْن الحارث، التميمي العنبري، مولى عائشة رضي اللَّه عنها.
روى ابنه عَبْد اللَّهِ بْن رديح، عَنْ أبيه رديح، عَنْ أبيه ذؤيب، أن عائشة قالت: يا رَسُول اللَّهِ، إني أريد عتيقًا من ولد إِسْمَاعِيل. فجاء في العنبر، فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خذي منهم أربعة. فأخذت جدي رديحًا، وعمي سمرة، وابن عمي زخى [4] وخالي زبيبًا [5] . فمسح النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رءوسهم، وقال: هؤلاء بنو إِسْمَاعِيل عليه السلام. أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
__________
[1] في الاستيعاب 506: عمرو.
[2] ينظر ترجمة: جبلة بن ثعلبة.
[3] في الأصل والمطبوعة: مناف. ينظر ترجمة ذؤيب بن شعثن.
[4] في الأصل والمطبوعة: رحى. وستأتي ترجمته.
[5] في المطبوعة: ذؤيبا. وينظر ترجمته فيما يأتى.(2/68)
باب الراء والزاى والسين
1674- رزين بن أنس السلمي
(ب د ع) رزين بْن أنس السلمي. عداده في أعراب البصرة.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْفَقِيهُ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي يَعْلَى أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو وَائِلٍ خَالِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَصْرِيُّ، أَخْبَرَنَا فَهْدُ بْنُ عَوْفٍ بِمَنْزِلِ بنى عامر، أخبرنا نائل بن مطرف ابن رَزِينِ بْنِ أَنَسٍ السُّلَمِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي رَزِينِ بْنِ أَنَسٍ، قَالَ: لَمَّا أَظْهَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الإِسْلَامَ كَانَتْ لَنَا بِئْرٌ، فَخِفْنَا أَنْ يَغْلِبَنَا عَلَيْهَا مَنْ حَوْلَهَا، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُول اللَّهِ، إِنَّ لَنَا بِئْرًا وَقَدْ خِفْنَا أَنْ يَغْلِبَنَا عَلَيْهَا مَنْ حَوْلَهَا. فَكَتَبَ لِي كِتَابًا: مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُول اللَّهِ، أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ لَهُمْ بِئْرَهُمْ، إِنْ كَانَ صَادِقًا، وَلَهُمْ دَارَهُمْ، إِنْ كَانَ صَادِقًا. قَالَ: فَمَا قَاضَيْنَا إِلَى أَحَدٍ مِنْ قُضَاةِ الْمَدِينَةِ إِلا قَضَوْا لَنَا بِهِ. أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
1675- رزين بْن مالك
رزين بْن مالك بْن سلمة بْن ربيعة بن الحارث بن سعد بْن عوف بْن يَزِيدَ بْن بكير بن عميرة بن على ابن جسر بْن محارب بْن خصفة بْن قيس عيلان.
وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ذكر الدارقطنيّ حديثه.
1676- رسيم الهجريّ
(ب د ع) رسيم الهجري. وقيل: العبدي. وهو عبدي من أهل هجر.
روى يحيى بْن غسان التيمي، عَنِ ابن الرسيم، عَنْ أبيه، وكان رجلًا من أهل هجر، وكان فقيهًا، قال: انطلق إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في وفد بصدقة تحملها إليه، فنهاهم عَنِ النبيذ في هذه الظروف، فرجعوا إلى أرضهم وهي أرض تهامته حارة فاستوخموها، فرجعوا إليه العام الثاني في صدقاتهم، فقالوا:
يا رَسُول اللَّهِ، إنك نهيتنا عَنْ هذه الأوعية فتركناها، فشق ذلك علينا. فقال: اذهبوا فاشربوا فيما شئتم. أخرجه الثلاثة.
رسيم: قاله مُحَمَّد بْن نقطة بضم الراء وفتح السين، نقله من خط أَبِي نعيم.
وقال الأمير أَبُو نصر: وأما رسيم بفتح الراء وكسر السين وسكون الياء المعجمة باثنتين من تحتها فهو رسيم له صحبة، روى عنه ابنه حديثًا، رواه يحيى بْن غسان التيمي، عَنِ ابن الرسيم، عن أبيه، وقال الدار قطنى: رواه عنه عطاء بْن السائب. ولم يقع إليّ حديث عطاء، وأرجو أن لا يكون وهمًا، وقد ذكر أَنَّهُ وهم فيه.(2/69)
باب الراء والشين
1677- رشدان الجهنيّ
(ب د ع) رشدان الجهني. كان اسمه في الجاهلية غيان، فسماه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رشدان.
قال أَبُو نعيم عند ذكره: ذكره بعض المتأخرين من حديث ابن أَبِي أويس، عَنْ أبيه، عَنْ وهب بْن عمرو بْن مسلم [1] بْن سعد بْن وهب الجهني أن أباه أخبره، عَنْ جده أَنَّهُ كان يدعى في الجاهلية: غيان، فسماه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رشدان. أخرجه الثلاثة.
وقال أَبُو عمر: رشدان. رجل مجهول، ذكره بعضهم في الصحابة الرواة عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قلت: هذا الرجل لا أصل لذكره، وقول أَبِي نعيم وأبي عمر يدل عَلَى ذلك، والذي أظنه أن بعض الرواة وهم فيه، والذي يصح من جهينة أن وفدهم لما قدموا عَلَى رسول الله صلى الله عليه وسلم كان بعضهم من بني غيان بْن قيس بْن جهينة، فقال: من أنتم؟ فقالوا: بنو غيان. قال: بل أنتم بنو رشدان. فغلب عليهم، والله أعلم.
1678- رشيد الهجريّ
(ب د ع) رشيد الهجري، ويقال: الفارسي «مولي بني معاوية من الأنصار» ثم من الأوس.
قال ابن منده وَأَبُو نعيم: لا تثبت له صحبة.
قال أَبُو عمر: شهد مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحدًا، وكناه أبا عَبْد اللَّهِ، قال الواقدي في غزوة أحد: كان رشيد مولى بني معاوية الفارسي، لقي رجلًا من المشركين من بني كنانة مقنعًا في الحديد يقول: أنا ابن عويف. فتعرض له سعد مولى حاطب فضربه ضربة جزّله باثنتين، ويقبل عليه رشيد فيضربه عَلَى عاتقه، فقطع الدرع حتى جزّله باثنتين، ويقول: خذها وأنا الغلام الفارسي. ورسول اللَّه يرى ذلك ويسمعه، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هلا قلت: خذها، وأنا الغلام الأنصاري. فتعرض له أخوه يعدو كأنه كلب، قال: [أنا] [2] بن عويف، ويضربه رشيد عَلَى رأسه وعليه المغفر ففلق رأسه، ويقول: خذها وأنا الغلام الأنصاري. فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: أحسنت يا أبا عَبْد اللَّهِ، فكناه يومئذ، ولا ولد له. أخرجه الثلاثة.
1679- رشيد بن مالك
(ب د ع) رشيد بْن مالك، أَبُو عميرة السعدي التميمي. عداده في الكوفيين.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ بْنُ أَبِي الرَّجَاءِ الثَّقَفِيُّ بِإِسْنَادِهِ إلى أبي بكر بن أبي عاصم، قال: حَدَّثَنَا أسيد بْنُ عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، أَخْبَرَنَا مَعْرُوفُ بْنُ وَاصِلٍ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ طَلْقٍ، قَالَت: قَالَ أَبُو عُمَيْرَةَ
__________
[1] كذا في الأصل. ولا يوجد «بن مسلم» في الاصابة.
[2] عن الاستيعاب: 496.(2/70)
رُشَيْدُ بْنُ مَالِكٍ: كُنَّا عِنْدَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَاهُ رَجُلٌ بِطَبَقٍ عَلَيْهِ تَمْرٌ، فَقَالَ لَهُ: مَا هَذَا، أَهَدِيَّةٌ أَمْ صَدَقَةٌ؟
فَقَالَ الرَّجُلُ: صَدَقَةٌ، قَالَ: فَقَدَّمَهُ إلى القوم، قال: والحسين صَغِيرٌ. قَالَ: فَأَخَذَ الصَّبِيُّ تَمْرَةً فَجَعَلَهَا فِي فِيهِ، قَالَ: فَفَطَنَ لَهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَدْخَلَ إِصْبَعَهُ فِي فِيِّ الضبيّ فَانْتَزَعَ التَّمْرَةَ فَقَذَفَ بِهَا، ثُمَّ قَالَ:
إِنَّا- آلَ مُحَمَّدٍ- لا نَأْكُلُ الصَّدَقَةَ.
وَرَوَاهُ ابْنُ نُمَيْرٍ وَعَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ النُّعْمَانِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، وَعَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ وَغَيْرُهُمْ، عَنْ معروف بن واصل، نحوه، أخرجه الثَّلاثَةُ.
وجعله أَبُو عمر تميميًا، وجعله ابن ماكولا مزنيًا، وجعله أَبُو أحمد العسكري أسديًا، من أسد بْن خزيمة، وقال: هو جد معروف بْن واصل.
عميرة: بفتح العين، وأسيد: بفتح الهمزة.
باب الراء مع العين
1680- رعية السحيمى
(ب د ع) رعية [1] السحيمي، وقال الطبري [2] : الهجيمي، فصحف فيه، وَإِنما هو سحيمي. وقيل:
العرني. وهو من سحيمة عرينة. وقد قيل فيه: الربعي، وليس بشيء. كتب إليه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قطعة أدم، فرقع دلوه بكتاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقالت له ابنته: ما أراك إلا ستصيبك قارعة، عمدت إِلَى كتاب سيد العرب فرقعت به دلوك! وكانت ابنته قد تزوجت في بني هلال وأسلمت، وبعث إليه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خيلا، فأخذوا ولده وماله، ونجا هو عريانا فأسلم، وقدم عَلَى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أغير عَلَى أهلي ومالي وولدي. فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أما المال فقد قسم، ولو أدركته قبل أن يقسم لكنت أحق به، وأما الولد فاذهب معه يا بلال فإن عرفه ولده فادفعه إليه، فذهب معه، وقال لابنه: تعرفه؟ قال: نعم، فدفعه إليه. أخرجه الثلاثة.
رعية: بكسر الراء، وسكون العين المهملة، وبالباء تحتها نقطتان، وقيل: بضم الراء.
باب الراء والفاء
1681- رفاعة بن أوس
(ع س) رفاعة بْن أوس الأنصاري. ثم من بني زعوراء بْن عبد الأشهل استشهد يَوْم أحد.
أخرجه أَبُو نعيم وَأَبُو موسى مختصرًا، ورويا ذلك عَنْ عروة بْن الزبير.
__________
[1] ينظر المشتبه: 320.
[2] في المطبوعة: الطبراني.(2/71)
1682- رفاعة البدري
(س) رفاعة البدري. أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْقَاهِرِ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ جَعْفَرٍ الْمَدَنِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ خَلادٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ رِفَاعَةَ الْبَدْرِيِّ قال: كان رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ، وَنَحْنُ عِنْدَهُ، إِذْ جَاءَ رَجُلٌ كَالْبَدَوِيِّ، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ فَصَلَّى فَأَخَفَّ صَلاتَهُ، ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: وَعَلَيْكَ، أَعِدْ صَلاتَكِ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ. أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى، وَقَالَ: هَذَا هُوَ رِفَاعَةُ بْنُ رَافِعٍ الزرقيّ، شهد بدرا، وقد ذكروه.
1683- رفاعة بن تابوت
(س) رفاعة بْن تابوت الأنصاري. روى داود بْن أَبِي هند، عَنْ قيس بْن جبير: أن الناس كانوا إذا أحرموا لم يدخلوا حائطًا من بابه، ولا دارًا من بابها أو بيتًا، فدخل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه دارًا، وكان رجل من الأنصار يقال له: رفاعة بْن التابوت. فتسور الحائط فدخل عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلما خرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من باب الدار، أو قال: من باب البيت، خرج معه رفاعة، قال: فقال القوم: يا رَسُول اللَّهِ، هذا الرجل فاجر، خرج من الدار وهو محرم. قال: فقال له رَسُول اللَّهِ: ما حملك عَلَى ذلك؟ قال: يا رَسُول اللَّهِ، خرجت منه فخرجت منه، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إني رجل أحمس [1] قال: إن تك أحمس فإن ديننا واحد، قال: فأنزل اللَّه تعالى: وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها 2: 189 [2] الآية. أخرجه أَبُو موسى وقال: كذا قال قيس بْن جبير بالجيم، قال: ولا أدري هو قيس بْن حبتر- يعني بالحاء المهملة، والباء الموحدة، والتاء فوقها نقطتان- أم غيره؟
1684- رفاعة بن الحارث
(ب) رفاعة بْن الحارث بْن رفاعة بْن الحارث بْن سواد بْن مالك بْن غنم. هو أحد بني عفراء، شهد بدرًا في قول ابن إِسْحَاق، وأما الواقدي فقال: ليس ذلك عندنا بثبت، وأنكره في بني عفراء، وأنكره غيره فيهم وفي البدريين أيضًا.
أخرجه أبو عمر مختصرا.
1685- رفاعة بن رافع بن عفراء
(د ع) رفاعة بْن رافع بْن عفراء، ابن أخي معاذ بْن عفراء الأنصاري.
حديثه عند ابنه معاذ، رواه زيد بْن الحباب، عَنْ هشام بن هارون، عنه،
__________
[1] في الإصابة: كانوا إذا أحرموا لم يأتوا بيتا من قبل بابه، ولكن من قبل ظهره، وكانت الحمس بخلاف ذلك. وفي النهاية الحمس جمع أحمس، وهم قريش ومن ولدت قريش وكنانة وجديلة قيس.
[2] البقرة: 189.(2/72)
وروى أبو زيد سَعِيد بْن الربيع، عَنْ شعبة، عَنْ حصين قال: صلى رجل من أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقال له: رفاعة، فلما كبر قال: اللَّهمّ لك الحمد كله، ولك الخلق كله، وَإِليك يرجع الأمر كله، علانيته وسره.
رواه ابن أَبِي عدي، عَنْ شعبة موقوفًا. ورواه العقدي، عَنْ شعبة، عَنْ حصين قال: سمعت عَبْد اللَّهِ بْن شداد بْن الهاد يقول: سمع رجلا من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يقال له: رفاعة بْن رافع قال: لما دخل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصلاة،،، فذكر نحوه.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم هكذا، ولم يذكراه في الرواية عنه بأكثر من هذا، فلا أعلم من أين علما أَنَّهُ ابن عفراء، وفي الصحابة غيره: رفاعة بْن رافع؟ والله أعلم، وَإِنما هذا الحديث لرفاعة بْن رافع بْن مالك الزرقي.
قال البخاري في صحيحه بِإِسْنَادِهِ لهذا الحديث، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن شداد، قال: رأيت رفاعة بْن رافع الأنصاري، وكان شهدا بدرًا، وليس في البدريين: رفاعة بْن رافع بْن عفراء. وقوله: حديثه عند ابنه معاذ يقوى أَنَّهُ الزرقي، فإن رفاعة الزرقي له ابن اسمه معاذ.
1686- رفاعة بن رافع بن مالك
(ب د ع) رفاعة بْن رافع بْن مالك بْنُ العجلان بْن عَمْرو بْن عَامِر بْن زريق، الأنصاري الخزرجي الزرقي، يكنى أبا معاذ، وأمّه أم مالك بنت أبى بن سلول، أخت عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي رأس المنافقين.
شهد العقبة، وقال عروة وموسى بْن عقبة وابن إِسْحَاق: إنه ممن شهد بدرًا، وأحدًا، والخندق، وبيعة الرضوان، والمشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وشهد أخواه: خلاد ومالك ابنا رافع، بدرا.
أخبرنا أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي نَصْرٍ الطُّوسِيُّ بِإِسْنَادِهِ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ، حَدَّثَنَا إسماعيل ابن جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى بْنِ خَلادٍ، عَنْ أَبِيهِ [1] ، عَنْ عَمِّهِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ، قَالَ: كَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَمَا هُوَ فِي الْمَسْجِدِ يَوْمًا، قَالَ رِفَاعَةُ: وَنَحْنُ مَعَهُ. إِذْ جَاءَ رَجُلٌ كَالْبَدَوِيِّ فَصَلَّى فَأَخَفَّ صَلاتَهُ، ثُمَّ انْصَرَفَ، فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَدَّ عَلَيْهِ، وَقَالَ: ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ.
فَفَعَلَ ذَلِكَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا، كُلُّ ذَلِكَ يُسَلِّمُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيَقُولُ: ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ. فَقَالَ الرَّجُلُ: أَرِنِي- أَوْ عَلِّمْنِي- فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ أُصِيبُ وَأُخْطِئُ. قَالَ: أَجَلْ، إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلاةِ فَتَوَضَّأْ كَمَا أَمَرَكَ اللَّهُ، ثُمَّ تَشَهَّدْ، وَقُمْ، ثُمَّ كَبِّرْ، فَإِنْ كَانَ مَعَكَ قُرْآنٌ فَاقْرَأْ بِهِ، وَإِلا فَاحْمَدِ اللَّهَ وَكَبِّرْهُ وَهَلِّلْهُ، ثُمَّ ارْكَعْ فَاطْمَئِنَّ رَاكِعًا، ثُمَّ اعْتَدِلْ قائما، ثم اسجد فاطمين سَاجِدًا، ثُمَّ اجْلِسْ فَاطْمَئِنَّ، ثُمَّ اسْجُدْ فَاطْمَئِنَّ، ثُمَّ قُمْ، فَإِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ فَقَدْ تَمَّتْ صَلاتُكَ، وَإِنِ انْتَقَصْتَ مِنْهُ شَيْئًا فَقَدِ انْتَقَصْتَ من صلاتك. فكانت هذه أهون عليهم [2] .
__________
[1] ينظر السند في مسند ابى داود، وترجمة رفاعة البدري المتقدمة.
[2] في مسند أبى داود 1- 190: «فكانت هذه أهون على الناس، أنه من انتقص انتقص صلاته، ولم تذهب كلها» .(2/73)
وأَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْوَاسِطِيُّ، وَمِسْمَارُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ [1] ، وَمُحَمَّدُ بْنُ محمد بن سرايا، وأبو عبد الله الحسين بْنُ فَنَاخسرُو التِّكْرِيتِيُّ، قَالُوا بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى الإِمَامِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيِّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ الزُّرَقِيِّ، عَنْ أَبِيهِ وَكَانَ أَبُوهُ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ، قَالَ: جَاءَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَا تَعُدُّونَ أَهْلَ بَدْرٍ فِيكُمْ؟ قَالَ:
مِنْ أَفْضَلِ الْمُسْلِمِينَ، أَوْ كَلِمَةً نَحْوِهَا، قَالَ: وَكَذَلِكَ مَنْ شَهِدَهَا مِنَ الْمَلائِكَةِ.
ثم شهد رفاعة الجمل مع علي، وشهد معه صفين أيضًا، روى الشعبي قال: لما خرج طلحة والزبير إِلَى البصرة كتبت أم الفضل بنت الحارث، يعني زوجة العباس بْن عبد المطلب رضي اللَّه عنهم، إِلَى علي بخروجهم، فقال علي: العجب! وثب الناس عَلَى عثمان فقتلوه، وبايعوني غير مكرهين، وبايعني طلحة والزبير وقد خرجا إِلَى العراق بالجيش! فقال رفاعة بْن رافع الزرقي: إن اللَّه لما قبض رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ظننا أنا أحق الناس بهذا الأمر، لنصرتنا الرسول، ومكاننا من الدين، فقلتم: نحن المهاجرون الأولون وأولياء رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأقربون، وَإِنما نذكركم اللَّه أن تنازعونا مقامه في الناس، فخليناكم والأمر وأنتم أعلم، وما كان غير أنا لما رأينا الحق معمولًا به، والكتاب متبعًا، والسنة قائمة رضينا، ولم يكن لنا إلا ذلك، وقد بايعناك ولم نأل، وقد خالفك من أنت خير منه وأرضي، فمرنا بأمرك.
وقدم الحجاج بْن غزية [2] الأنصاري، فقال: يا أمير المؤمنين:
دراكها دراكها قبل الفوت ... لا وألت نفسي إن خفت الموت
يا معشر الأنصار، انصروا أمير المؤمنين ثانية كما نصرتم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [أولًا] [3] ، والله إن الآخرة لشبيهة بالأولى، إلا أن الأولى أفضلهما.
أخرجه الثلاثة.
قلت: قد أخرج أَبُو موسى هذا الحديث في ترجمة رفاعة البدري، وقال: رفاعة هذا هو رفاعة بن رافع الزرقي، فما كان به حاجة إِلَى إخراجه، وغاية ما في الأمر أن [4] في تلك الترجمة ترك نسبه، فلا يكون غيره، والحديث واحد والإسناد واحد.
1687- رفاعة بْن زنبر
رفاعة بْن زنبر. له صحبة، قاله ابن ماكولا.
زنبر: بالزاي، والنون، والباء الموحدة، وآخره راء.
__________
[1] ينظر في المقدمة سنده في رواية صحيح البخاري.
[2] هو الحجاج بن عمرو بن غزية، ينظر ترجمته فيما مضى.
[3] عن الاستيعاب: 498.
[4] في المطبوعة: أن الراويّ في تلك الترجمة.(2/74)
1688- رفاعة بن زيد
(د ع) رفاعة بْن زَيْد بْن عَامِر بْن سواد بْن كعب، وهو ظفر، بْن الخزرج بْن عمرو ابْنُ مَالِك بْن الأوس الْأَنْصَارِيّ الأوسي، ثُمَّ الظفري، عم قتادة بْن النعمان بْن زيد، وهو الذي سرق بنو أبيرق سلاحه وطعامه.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ وَغَيْرُ وَاحِدٍ، قَالُوا بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى التِّرْمِذِيِّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي شُعَيْبٍ أَبُو مُسْلِمٍ الْحَرَّانِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بن سلمة [1] الحراني، أخبرنا محمد ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ، قَالَ: كَانَ أَهْلُ بَيْتٍ مِنَّا يُقَالُ لَهُمْ بَنُو أُبَيْرِقٍ: بِشْرٌ وَبَشِيرٌ وَمُبَشّرٌ، وَكَانَ بَشِيرٌ رَجُلًا مُنَافِقًا يَقُولُ الشِّعْرَ يَهْجُو بِهِ أْصَحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ يَنْحِلُهُ بَعْضُ الْعَرَبِ، فَإِذَا سَمِعَ أَصْحَابَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ الشِّعْرَ، قَالُوا: وَاللَّهِ مَا يَقُولُ هَذَا الشِّعْرَ إِلا هَذَا الْخَبِيثُ، وَكَانُوا أَهْلَ بَيْتِ حَاجَةٍ وَفَاقَةٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَالإِسْلامِ، وَكَانَ النَّاسُ إِنَّمَا طَعَامُهُمْ بِالْمَدِينَةِ التَّمْرُ وَالشَّعِيرُ، وَكَانَ الرَّجُلُ إِذَا كَانَ لَهُ يَسَار فَقَدِمَتْ ضَافِطَةٌ مِنَ الشَّامِ مِنَ الدَّرْمَكِ [2] ابْتَاعَ الرَّجُلُ مِنْهَا فَخَصَّ نَفْسَهُ، فَأَمَّا الْعِيَالُ فَإِنَّمَا طَعَامُهُمُ التَّمْرُ وَالشَّعِيرُ.
فَقَدِمَتْ ضَافِطَةٌ فَابْتَاعَ عَمِّي رِفَاعَةُ بْنُ زَيْدٍ حِمْلًا مِنَ الدَّرْمَكِ، فَجَعَلَهُ فِي مَشْرَبَةٍ [3] لَهُ، وَفِي الْمَشْرَبَةِ سِلاحٌ فَعُدِيَ عَلَيْهِ مِنْ تَحْتِ اللَّيْلِ، فَنَقبت المشربة، وأخذ السلاح والطعام، فلما أصبح أتاني عمي رفاعة فقال: يا ابن أخي، إنه قد عدي علينا ليلتنا هذه، فنقبت مشربتنا وذهب بطعامنا وسلاحنا، فتحسسنا الدور، فقيل لنا: قد رأينا بني أبيرق استوقدوا في هذه الليلة، ولا نرى إلا على بعض طعامكم قال قتادة: فأتيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقلت: إن أهل بيت منا أهل جفاء عمدوا إِلَى عمي رفاعة بْن زيد، فنقبوا مشربة له وأخذوا سلاحه وطعامه، فليردوا علينا سلاحنا، فأما الطعام فلا حاجة لنا فِيهِ، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سآمر في ذلك. فلما سمع بنو أبيرق أتوا رجلًا منهم يقال له: أسير بْن عروة، فكلموه، فاجتمع في ذلك أناس من أهل الدار، فقالوا: يا رَسُول اللَّهِ، إن قتادة بْن النعمان وعمه عمدوا إِلَى أهل بيت منا أهل إسلام يرمونهم بالسرقة.
قال قتادة: فأتيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: عمدت إِلَى أهل بيت ذكر منهم إسلام وصلاح ترميهم بالسرقة! قال: فرجعت ولوددت أني أخرج من بعض مالي: ولم أكلم رَسُول اللَّهِ، فقلت لعمي ذلك، فقال: اللَّه المستعان. وأنزل اللَّه تعالى: إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِما أَراكَ اللَّهُ وَلا تَكُنْ لِلْخائِنِينَ خَصِيماً 4: 105 بنى أبيرق (واستغفر الله) [4] مما قلت لقتادة ابن النعمان. الآيات.
أخرجه أَبُو نعيم وابن منده.
__________
[1] في المطبوعة: مسلمة، وهو تحريف.
[2] الدرمك: الدقيق الحواري، وهو الّذي نخل مرة بعد أخرى.
[3] المشربة: الغرفة.
[4] النساء: 105، 106.(2/75)
الضافطة: الأنباط، كانوا يحملون الدقيق والزيت وغيرهما إِلَى المدينة.
أسير: بضم الهمزة، وفتح السين المهملة.
1689- رفاعة بن زيد
(ب د ع) رفاعة بْن زيد بْن وهب الجذامي، ثم الضبيبي، من بني الضبيب [1] . هكذا يقوله بعض أهل الحديث، وأما أهل النسب فيقولون: الضبيني، من بني ضبينة بْن جذام.
قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في هدنة الحديبية، قبل خيبر، في جماعة من قومه فأسلموا. وعقد له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قومه، وأهدى لرسول اللَّه غلامًا أسود، اسمه مدعم، المقتول بخيبر، وكتب له كتابًا إِلَى قومه! «بسم اللَّه الرحمن الرحيم: هذا كتاب من مُحَمَّد رَسُول اللَّهِ لِرِفَاعَةَ بْن زَيْدٍ، إِنِّي بَعَثْتُهُ إِلَى قَوْمِهِ عَامَّةً وَمَنْ دَخَلَ فِيهِمْ، يدعوهم إِلَى اللَّه وَإِلى رسوله، فمن أقبل فَفِي حِزْبِ اللَّه، وَمَنْ أَدْبَرَ فَلَهُ أَمَانُ شهرين» . فلما قدم رفاعة إلى قومه أجابوا وأسلموا.
أخرجه الثلاثة.
1690- رفاعة بن سموال
(ب د ع) رفاعة بْن سموال. وقيل: رفاعة بْن رفاعة القرظي، من بني قريظة، وهو خال صفية بنت حييّ بْن أخطب أم المؤمنين، زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإن أمها برة بنت سموال، وهو الذي طلق امرأته ثلاثا عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فتزوجها عبد الرحمن بْن الزبير، وطلقها قبل أن يدخل بها، فأرادت الرجوع إِلَى رفاعة، فسألها النَّبِيّ، فذكرت أن عبد الرحمن لم يمسها. قال: فلا ترجعي إِلَى رفاعة حتى تذوقي عسيلته. واسم المرأة: تميمة بنت وهب، سماها القعنبي، وقيل في اسمها غير ذلك.
روى أَبُو عمر وابن منده عَنْ رفاعة في هذه الترجمة أَنَّهُ قال: نزلت هذه الآية وَلَقَدْ وَصَّلْنا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ 28: 51 [2] فيَّ وفي عشرة من أصحابي.
وأما أَبُو نعيم، فأخرج هذا الحديث في ترجمة أخرى، وهي: رفاعة بْن قرظة [3] ، ويرد ذكرها إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه الثلاثة.
سموال: بكسر السين وسكون الميم [4] ، والزبير: بفتح الزاي وكسر الباء الموحدة.
__________
[1] ينظر المشتبه للذهبى، 413.
[2] القصص: 51.
[3] في الأصل والمطبوعة: قريظة.
[4] كذا وفي سيرة ابن هشام 2- 244، والاستيعاب 500: سموأل. بفتح السين والميم.(2/76)
1691- رفاعة بن عبد المنذر
(ع س) رفاعة بْن عبد المنذر بْن رفاعة بْن دينار الأنصاري، عقبي، بدري.
روى أَبُو نعيم وَأَبُو موسى بإسنادهما، عَنْ عروة فيمن شهد العقبة من الأنصار، ثُمَّ من بني ظفر، واسم ظفر كعب بْن الخزرج: رفاعة بْن عبد المنذر بْن رفاعة بْن دينار بْن زَيْد بْن أمية بْن مَالِك بْن عوف بْن عمرو بْن عوف، وقد شهد بدرًا.
وأخرج أَبُو نعيم وَأَبُو موسى أيضًا، عَنِ ابن شهاب في تسمية من شهد بدرا، من الأنصار، من الأوس، ثم من بني عمرو بْن عوف، من بني أمية بن زيد: رفاعة بن عبد المنذر.
أخرجه أَبُو نعيم وَأَبُو موسى، وقال أَبُو موسى: كذا أورده أَبُو نعيم في ترجمة مفردة، عَنْ أَبِي لبابة وتبعه أَبُو زكريا بْن منده، وَإِنما فرق بينهما لأن أبا لبابة قيل لم يشهد بدرًا، لأن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رده من الطريق، لما سار إِلَى بدر، وأمره عَلَى المدينة، وضرب له بسهمه، وهذا الرجل الذي في هذه الترجمة ذكر عروة بْن الزبير وابن شهاب أَنَّهُ شهد بدرًا، وهذا يحتمل أن من قال إنه شهد بدرًا أَنَّهُ أراد حيث ضرب له بسهمه وأجره، فكان كمن شهدها، والله أعلم.
قلت: الحق مع أَبِي موسى، وهما واحد عَلَى قول من يجعل اسم أَبِي لبابة رفاعة [1] ، وسياق النسب يدل عليه، فإن أبا لبابة رفاعة بْن عبد المنذر بْن زنبر بْن زَيْد بْن أمية بْن زَيْد بْن مالك بْن عوف بْن عمرو ابن عوف بْن مالك بْن الأوس، وهو النسب الذي ذكراه في هذه الترجمة، إلا أنهما صحفا زنبر الذي في هذا النسب، وهو بالزاي والنون والباء الموحدة، بدينار، فإن من الناس من يكتب دينارًا بغير ألف، وَإِذا جعلنا دينارًا بغير ألف زنبرًا صح النسب، وصار واحدًا، فإنه ليس في الترجمتين اختلاف في النسب إلا هذه اللفظة الواحدة.
وقال أيضًا أَبُو نعيم، عَنْ عروة فِي تسمية من شهد بدرا من بني ظفر: رفاعة بْن عبد المنذر، وساق النسب كما ذكرناه أولًا، وليس فيه ظفر، وذكر ظفر وهم.
وقد جعل أَبُو موسى اسم أَبِي لبابة: رفاعة. وهو أحد الأقوال في اسمه، وأما ابن الكلبي فقد جعل رفاعة بْن عبد المنذر بْن زنبر أخا أَبِي لبابة، وأخا مبشر بْن عبد المنذر، وأن رفاعة ومبشرًا شهدا بدرًا وقاتلا فيها، فسلم رفاعة وقتل مبشر ببدر، وأما أَبُو لبابة فقال: اسمه بشير، وإن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رده من الطريق أميرًا عَلَى المدينة. ويصح بهذا قول من جعلهما اثنين، وأن رفاعة شهد بدرًا بنفسه، وأن أخاه أبا لبابة ضرب له رَسُول اللَّهِ بسهمه وأجره، فهو كمن شهدها، وما أحسن قول الكلى عندي، فإنه يجمع بين الأقوال.
ولا شك أن أبا نعيم إنما نقل قوله عَنِ الطبراني، وهو إمام عالم متقن، ويكون قول عروة وابن شهاب إنه شهد بدرًا حقيقة لا مجازًا، بسبب أَنَّهُ ضرب له بسهمه وأجره.
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: رافعا.(2/77)
والظاهر من كلام ابن إِسْحَاق موافقة ابن الكلبي، فإنه قال في تسمية من شهد بدرا من الأنصار ومن بني أمية بْن زَيْد بْن مَالِك بْن عَوْفٍ: مُبَشِّرُ بْن عَبْدِ الْمُنْذِرِ، وَرِفَاعَةُ بْن عبد المنذر، ولا عقب له، وعبيد ابن أَبِي عبيد، ثم قال: وزعموا أن أبا لبابة بْن عبد المنذر والحارث بْن حاطب ردهما رَسُول اللَّهِ من الطريق، فقد جعل أبا لبابة غير رفاعة، مثل الكلبي. هذه رواية يونس.
ورواه ابن هشام عَنِ ابن إِسْحَاق فذكر مبشرًا، ورفاعة، وأبا لبابة، مثله. وذكره غيرهم وقال: وهم تسعة نفر فكانوا مع مبشر ورفاعة وأبي لبابة تسعة. وهذا مثل قول الكلبي صرح به، فظهر بهذا أن الحق مع أَبِي نعيم، إلا عَلَى قول من يجعل رفاعة اسم أَبِي لبابة، وهم قليل، وقد تقدم في بشير، ويرد في الكنى إن شاء اللَّه تعالى، وبالجملة فذكر دينار في نسبه وهم. والله أعلم.
1692- رفاعة بن عبد المنذر
(ب د ع) رفاعة بْن عبد المنذر بْن زنبر بْن زَيْد بْن أمية بْن زَيْد بْن مالك بْن عوف بْن عمرو بْن عوف بْن مالك بْن الأوس، أَبُو لبابة الأنصاري الأوسي، وهو مشهور بكنيته.
وَقَدْ اختلف فِي اسمه فقيل: رافع: وقيل: بشير. وقد ذكرناه في الباء، وقد تقدم الكلام عليه في الترجمة التي قبل هذه، ونذكره في الكنى إن شاء اللَّه تعالى.
خرج مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بدر، فرده النَّبِيّ من الروحاء [1] إِلَى المدينة أميرًا عليها، وضرب له بسهمه وأجره.
روى عنه ابن عمر، وعبد الرحمن بْن يَزِيدَ، وَأَبُو بكر بْن عمرو بْن حزم، وسعيد بْن المسيب، وسلمان الأغر، وعبد الرحمن بْن كعب بْن مالك وغيرهم. وهو الَّذِي أرسله رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم إلى بني قريظة لما حصرهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر بْن السمين بِإِسْنَادِهِ إِلَى مُحَمَّد بْن إِسْحَاق قال: حدثني والدي إِسْحَاق بْن يسار، عَنْ معبد بْن كعب بْن مالك السلمي، قال: ثم بعثوا، يعني بني قريظة إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [أن] [2] ابعث إلينا أبا لبابة بْن عبد المنذر، وكانوا حلفاء الأوس، نستشيره في أمرنا، فأرسله رَسُول الله إليهم، فلما رأوه قام إليه الرجال، وجهش [3] إليه النساء والصبيان يبكون في وجهه، فرق لهم، وقالوا له: يا أبا لبابة، أترى أن ننزل عَلَى حكم مُحَمَّد؟ فقال: نعم. وأشار بيده إِلَى حلقه، إنه الذبح، قال أبو لبابة:
فو الله ما زالت قدماي ترجفان حين عرفت أني قد خنت اللَّه ورسوله، ثم انطلق عَلَى وجهه، ولم يأت رَسُول اللَّهِ حتى ارتبط في المسجد إِلَى عمود من عمده، وقال: لا أبرح مكاني حتى يتوب اللَّه عليَّ مما صنعت وعاهد
__________
[1] الروحاء: موضع على نحو أربعين ميلا من المدينة.
[2] عن سيرة ابن هشام: 2- 236.
[3] في الأصل والمطبوعة: بهش، وما أثبته عن السيرة، والجهش: أن يفزع الإنسان إلى الإنسان ويلجأ إليه، وهو مع ذلك يريد البكاء، كما يفزع الصبى إلى أمه وأبيه.(2/78)
اللَّه أن لا يطأ بني قريظة أبدًا، فلما بلغ رَسُول اللَّهِ خبره، وكان قد استبطأه، قال: أما لو جاءني لاستغفرت له، فإذ فعل ما فعل ما أنا بالذي أطلقه من مكانه حتى يتوب اللَّه عليه.
قال ابن إِسْحَاق: وحدثني يزيد بْن عَبْد اللَّهِ بْن قسيط أن توبة أَبِي لبابة نزلت على [1] رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو في بيت أم سلمة، فقالت: سمعت رَسُول اللَّهِ من السحر وهو يضحك، فقلت: ما يضحكك؟ أضحك اللَّه سنك. فقال: تيب عَلَى أَبِي لبابة. فلما خرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى صلاة الصبح أطلقه. ويرد في الكنى سبب آخر لربطه، فإنهم اختلفوا في ذلك.
قال ابن إِسْحَاق: لم يعقب أبو لبابة.
أخرجه الثلاثة.
1693- رفاعة بن عرابة
(ب د ع) رفاعة بْن عرابة، وقيل: عرادة الجهني، ويقال: العذري، يكنى خزامة. روى عنه عطاء بْن يسار، مدني، يعد في أهل الحجاز.
روى هلال بْن أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ رفاعة بن عرابة الجهني قال: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: إذا مضى ثلث الليل ينزل اللَّه عز وجل إِلَى السماء الدنيا، فيقول: من ذا الذي يدعوني أستجيب؟
من ذا الذي يسألني أعطيه؟ من ذا الذي يستغفرني أغفر له؟ حتى ينفجر الصبح.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي نَصْرٍ الْخَطِيبُ بِإِسْنَادِهِ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ هِلَالِ بن أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ عَرَابَةَ الْجُهَنِيِّ قَالَ:
كُنَّا مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْكَدِيدِ، أَوْ بِقَدِيدٍ [2] ، جَعَلَ رِجَالٌ يَسْتَأْذِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ فَيَأْذَنْ لَهُمْ. وَذَكَرَ الحديث. أخرجه الثلاثة.
1694- رفاعة بن عمرو الجهنيّ
(ب) رفاعة بْن عمرو الجهني، شهد بدرًا وأحدًا، قاله أَبُو معشر، ولم يتابع عليه، وقال ابن إِسْحَاق والواقدي وسائر أهل السير: هو وديعة بْن عَمْرو بْن يسار بْن عوف [3] بْن جراد [بْن يربوع] [4] بْن طحيل بْن عدي بْن الربعة بْن رشدان بْن قيس بْن جهينة الجهني، حليف بني النجار، من الأنصار، شهد بدراً وأحداً.
أخرجه أَبُو عمر مختصرا.
__________
[1] في الأصل: على عهد رسول الله، والمثبت من سيرة ابن هشام 3/ 237.
[2] الكديد: موضع بالحجاز، على اثنين وأربعين ميلا من مكة. وقديد: اسم موضع قرب مكة.
[3] في الأصل والمطبوعة: عوفي، والمثبت من ترجمة وديعة وستأتي.
[4] عن ترجمة وديعة، وربيعة بن عمرو.(2/79)
1695- رفاعة بن عمرو بن زيد
(ب د ع) رفاعة بْن عمرو بْن زيد بْن عمرو بن ثعلبة بْن مَالِك بْن سالم بْن غنم بْن عوف ابن الخزرج الأنصاري الخزرجي السالمي.
شهد العقبة وبدرًا، وقتل يَوْم أحد، يكنى أبا الْوَلِيد، ويعرف بابن أَبِي الْوَلِيد، لأن جده زيد بْن عمرو يكنى أبا الْوَلِيد أيضًا، قاله أَبُو عمر.
وقال أَبُو نعيم: رفاعة بْن عمرو بْن نوفل بْن عَبْد اللَّهِ بْن سنان، استشهد يَوْم أحد، عقبى بدري، وروى هذا عَنْ موسى بْن عقبة، عَنِ ابن شهاب، وأنه قال: قتل يَوْم أحد. وروى بِإِسْنَادِهِ إلى عروة ابن الزبير فيمن شهد بدرًا والعقبة: رفاعة بْن عمرو بْن قيس بْن ثعلبة بْن مَالِك بْن سالم بْن غنم بْن عوف بْن الخزرج، وخرج مهاجرًا إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأما ابن منده فلم ينسبه، إنما أخرجه مختصرًا فقال: رفاعة بْن عمرو الأنصاري، استشهد يَوْم أحد، روى ذلك عن ابن إسحاق.
1696- رفاعة بن قرظة
(ع س) رفاعة بْن قرظة القرظي.
أَخْبَرَنَا الْحَافِظُ أَبُو مُوسَى كِتَابَةٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو غالب الكوشيدي، ونوشروان بن [شهر زاد] [1] قَالا:
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ رِيذَةَ [2] «ح» قَالَ أَبُو مُوسَى: وأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ، يَعْنِي الْحَدَّادَ، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالا:
أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ الشَّامِيُّ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ- زَادَ ابْنُ رِيذَةَ عَنِ الطَّبَرَانِيِّ قَالَ: وَحَدَّثَنَا الْحَضْرَمِيُّ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا الأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ شَادَانُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ أَنَّ رِفَاعَةَ الْقَرَظِيَّ، وَفِي رِوَايَةِ الْحَضْرَمِيِّ، أَنَّ رِفَاعَةَ بْنَ قَرَظَةَ قَالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِي عَشَرَةٍ أَنَا أَحَدُهُمْ وَلَقَدْ وَصَّلْنا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ 28: 51 [3] .
أخرجه أبو نعيم وأبو موسى، وقال أبو مُوسَى: أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ فِي رِفَاعَةَ بْنِ سموال، وفرق الطبراني وغيره بينهما.
1697- رفاعة بن مبشر
(ب) رفاعة بْن مبشر بْن الحارث الأنصاري الظفري، شهد أحدًا مع أبيه مبشر.
أخرجه أبو عمر كذا مختصرا.
__________
[1] مكانه بياض في الأصل، والمثبت عن ترجمة: عامر بن عبد الله البدري. وستأتي.
[2] في المطبوعة: زيدة، وهو أبو بكر محمد بن عبيد الله، رواية أبى القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، توفى سنة 440، ينظر العبر: 3- 191.
[3] القصص: 51.(2/80)
1698- رفاعة بن مسروح
(ب د ع) رفاعة بْن مسروح. وقيل: رفاعة بْن مشمرح [1] الأسدي، من بني أسد بْن خزيمة، حليف لبني عبد شمس، قتل يوم خيبر شهيدا.
أخرجه الثلاثة.
1699- رفاعة بن وقش
(ب د ع س) رفاعة بْن وقش، وقيل: قيس. والأكثر وقش بْن زغبة [2] بْن زعوراء عن عبيد الأشهل الأنصاري الأشهلي.
استشهد يَوْم أحد، وهو شيخ كبير، وهو أخو ثابت بْن وقش، قتلا جميعًا بأحد، قتل رفاعة خَالِد بْن الْوَلِيد قبل أن يسلم.
أَخْرَجَهُ الثلاثة. واستدركه أَبُو مُوسَى عَلَى ابْن منده وقال: ذكر في ترجمة أخيه ثابت بْن وقش، وليس لاستدراكه وجه، فإن ابن منده أخرجه ترجمة مفردة، عَنْ أخيه، وقال ما أخبرنا به عبيد الله ابن أحمد بن علي بإسناده إلى يونس بن بكير، عَنِ ابن إِسْحَاق، في تسمية من قتل من الأنصار يَوْم أحد:
ورفاعة بْن وقش. ذكره بعد ذكر أخيه ثابت. والله أعلم.
1700- رفاعة بن وهب
(س) رفاعة بْن وهب بْن عتيك. روى بكير بْن معروف، عَنْ مقاتل بْن حيان، في قوله تعالى: فَإِنْ طَلَّقَها فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ 2: 230 [3] نزلت في عائشة بنت عبد الرحمن بْن عتيك النضيري، كانت تحت رفاعة بْن وهب بْن عتيك، وهو ابن عمها، فطلقها طلاقًا بائنًا، وتزوجت بعده عبد الرحمن بْن الزبير القرظي، ثم طلقها فأتت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالت: يا نبي اللَّه، إن زوجي طلقني قبل أن يمسني، فأرجع إِلَى ابن عمي زوجي الأول؟ فقال النَّبِيّ: لا، حتى يكون مس. فلبثت ما شاء اللَّه، ثم أتت النَّبِيّ فقالت: يا رَسُول اللَّهِ، إن زوجي الذي كان تزوجني بعد زوجي الأول كان قد مسني، فقال النَّبِيّ: كذبت بقولك الأول فلن أصدقك في الآخر، فلبثت ما شاء اللَّه، ثم قبض النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأتت أبا بكر فقالت: يا خليفة رَسُول اللَّهِ، ارجع إِلَى زوجي الأول فإن الآخر قد مسني. فقال لها أبو بكر: قد عهدت رَسُول اللَّهِ حين قال لك، وشهدته حين أتيته، وعلمت ما قال لك، فلا ترجعي إليه، فلما قبض أَبُو بكر رضي اللَّه عنه أتت عمر بْن الخطاب، فقال لها: لئن أتيتني بعد مرتك هذه لأرجمنك، وكان فيها نزل: فَإِنْ طَلَّقَها فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ 2: 230 فيجامعها.
أخرجه أَبُو موسى قال: أورد هذه القصة أَبُو عَبْد اللَّهِ، يعني ابْنُ منده، فِي رفاعة بْن سموال، وفرق بينهما ابن شاهين، والظاهر أنهما واحد، وأما المرأة فقيل: اسمها تميمة، وقيل: سهيمة، وأميمة، والرميصاء، والغميصاء، وعائشة، والله أعلم.
__________
[1] كذا في الأصل، وفي الإصابة: مسرح
[2] في المطبوعة: رعية.
[3] البقرة: 230.(2/81)
1701- رفاعة بن يثربى
(ب د ع) رفاعة بْن يثربي، أَبُو رمثة التيمي، من تيم الرباب، قاله أَبُو نعيم، وقال أَبُو عمر وابن منده: التميمي من تميم، عداده في أهل الكوفة، وقيل: اسم أَبِي رمثة حبيب، وقد تقدم ذكره، قاله أحمد بْن حنبل: وقال يحيى بْن معين: يثربي بْن عوف، وقيل: خشخاش.
روى عبيد اللَّه بْن إياد بْن لقيط، عَنْ أبيه، عَنْ أَبِي رمثة قال: انطلقت مع أَبِي نحو رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلما رأيته قال لأبي: هذا ابنك؟ قال: إي ورب الكعبة أشهد به. فتبسم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضاحكًا من ثبت شبهي بأبي، ومن حلف أَبِي، ثم قَالَ: أما إنه لا يجني عليك، ولا تجنى عليه. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى 6: 164 [1] ثم نظر إِلَى مثل السلعة [2] بين كتفيه، فقال:
يا رَسُول اللَّهِ، إني طبيب الرجال، ألا أعالجها؟ قال: طبيبها الذي وضعها.
رواه عَبْد الْمَلِكِ بْن عمير الشيباني، والثوري، والمسعودي، وعلي بْن صالح، كلهم عَنْ إياد بْن لقيط. أخرجه الثلاثة.
1702- رفاعة
(س) رفاعة وغير منسوب، وهو من أصحاب الشجرة.
روى عبد الكريم أَبُو أمية، عَنْ أَبِي عبيدة بْن رفاعة، عَنْ أبيه، وكان من أصحاب الشجرة، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رَأَى الهلال كبر، وقال: هلال خير ورشد، آمنت بخالقك.. ثلاثا.
أخرجه أَبُو موسى وقال: هكذا أورده أَبُو نعيم في ترجمة رفاعة بْن رافع، ولا نعلم لرفاعة بْن رافع ابنًا يقال له: أَبُو عبيدة، وَإِنما له عبيد بْن رفاعة، والظاهر أَنَّهُ غيره. والله أعلم.
قلت: وقد روى هذا الحديث الأمير أَبُو نصر، من حديث يحيى بْن أَبِي كثير، عَنْ عبد الرحمن بْن خضير الهنائي، عَنْ عمرو بْن دينار، عَنْ عبيد بْن رفاعة، عَنْ أبيه، وكان من أصحاب الشجرة، قال: كان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا رَأَى الهلال قال: اللَّهمّ أهله علينا بالأمن والإيمان.
كذا رواه مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الشافعي، عَنِ الكديمي، عَنْ يحيى. قال: ورواه أحمد بْن مُحَمَّدِ بْنِ زياد القطان، عَنِ الكديمي فقال: عبد الرحمن بن حضين، بحاء وضاد معجمة ونون. ورواه عَنِ الكديمي ابن مالك القطيعي فقال: حصين، بحاء وصاد مهملتين، قال: والصواب خضير، بخاء وضاد معجمتين وبالراء، فهذه الرواية تؤيد قول أَبِي نعيم، والله أعلم.
1703- رفاعة
(د ع) رفاعة، غير منسوب، روى عنه أَبُو سلمة أَنَّهُ قَالَ: أَمَرَنِي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إن أطوف في الناس فأنادي: لا ينتبذن أحد في المقير. أخرجه ابن مندة وأبو نعيم هكذا.
__________
[1] الأنعام: 161.
[2] هي غدة تظهر بين الجلد واللحم.(2/82)
1704- رفيع أبو العالية
(د ع) رفيع أَبُو العالية الرياحي. أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقيل: اسمه زياد بْن فيروز، مولى بني رياح، قاله أَبُو نعيم. قال أَبُو خلدة خَالِد بْن دينار: سالت أبا العالية الرياحي: «أَدْرَكْتَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟
قَالَ: لا، جئت بعده بسنتين، أو ثلاث» .
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
قلت: قوله إن اسم أَبِي العالية زياد، وهم منه، إنما زياد بْن فيروز آخر، وهما من كبار التابعين، وكنيته أيضًا أَبُو العالية، وهو البراء [1] ، وهو غير أَبِي العالية الرياحي، والله أعلم، باب الراء مع القاف:
(باب الراء مع القاف)
1705- رقاد بن ربيعة
(د ع) رقاد بْن ربيعة العقيلي. أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
روى يعلى بْن الأشدق قال: أدركت عدة من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، منهم رقاد بْن ربيعة، قَالَ:
أخذ منا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الغنم من المائة الشاة، فإن زادت فشاتين، وذكر الإبل، أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
1706- رقيبة بن عقيبة
(د ع) رقيبة بْن عقيبة، أو عقيبة بْن رقيبة، كذا روى عَلَى الشك، وهو مجهول.
روى يزيد بْن حبيبة قال: جاء رقيبة، أو عقيبة بن رقيبة، إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في آخر يَوْم من رجب يودعه. فقال: أين تريد؟ قال: أريد سفرًا، قال: تريد أن تمحق ربحك وتخسر وتمحق بركتك؟! قال: وما ذاك أريد يا رَسُول اللَّهِ قال: أقم حتى يهل الهلال، وتخرج يَوْم الاثنين أو يَوْم الخميس، وعليك بالدلجات [2] ، فإن للَّه فيه ملائكة موكلين بالسيارة، أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
1707- رقيم بن ثابت بن ثعلبة
(ب د ع) رقيم بْن ثابت بْن ثعلبة بْن زيد بْن لوذان بْن معاوية، أَبُو ثابت الأنصاري الأوسي، نسبه كذا أَبُو نعيم وابن منده.
وقال ابن الكلبي وابن حبيب: هو رقيم بْن ثابت بْن ثعلبة بْن أكال بْن الحارث بْن أمية بْن معاوية ابن مالك بْن عوف بْن عمرو بْن عوف بْن مالك بْن الأوس الأنصاري الأوسي، ثم المعاوي، وهو من قبيلة النعمان [بْن زيد] [3] بْن أكال الذي أسره أَبُو سفيان بْن حرب، وكان خرج حاجًا أو معتمرًا، ففداه بابنه عمرو بْن أَبِي سفيان، وقتل يَوْم الطائف مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قاله ابن إِسْحَاق وعروة وابن شهاب، أخرجه الثلاثة.
__________
[1] ينظر الطبقات: 7- 2: 7.
[2] الدلجة: سير الليل.
[3] عن ترجمة النعمان، وستأتي، وترجمة ابنه سعد.(2/83)
(باب الراء والكاف)
1708- ركانة بن عبد يزيد
(ب د ع) ركانة بْن عبد يزيد بْن هاشم بْن المطلب بْن عبد مناف بْن قصي بْن كلاب بْن مرة القرشي المطلبي، وكان يقال لأبيه عبد يزيد: المحض لا قذى فيه، لأن أمه الشفاء بنت هاشم بْن عبد مناف، وأباه هاشم بْن المطلب.
وهذا ركانة هو الذي صارعه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فصرعه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرتين أو ثلاثًا، وكان من أشد قريش، وهو من مسلمة الفتح، وهو الذي طلق امرأته سهيمة بنت عويمر [1] بالمدينة.
أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ وَغَيْرُهُ، قَالُوا بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ قَالَ:
حَدَّثَنَا هَنَّادٌ، حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ رُكَانَةَ، عن أبيه، عن جده قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول اللَّهِ، إِنِّي طَلَّقْتُ امْرَأَتِيَ الْبَتَّةَ. فَقَالَ:
مَا أَرَدْتَ بِهَا؟ قَالَ: وَاحِدَةً. قَالَ: اللَّهُ؟ قَالَ: اللَّهُ، قَالَ: اللَّهُ، قَالَ: فَهُوَ كَمَا أَرَدْتَ [2] . وله عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحاديث، منها: حديثه في مصارعة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وأنه طلب من النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يريه آيه ليسلم، وقريب منهما شجرة ذات فروع وأغصان، فأشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: أقبلي بإذن اللَّه. فانشقت باثنتين، فأقبلت عَلَى نصف شقها وقضبانها حتى كانت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، فقال له ركانة: أريتني عظيمًا، فمرها فلترجع. فأخذ عليه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ العهد لئن أمرها فرجعت ليسلمن، فأمرها فرجعت حتى التأمت مع شقها الآخر، فلم يسلم، ثم أسلم بعد، ونزل المدينة، وأطعمه رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من خيبر ثلاثين وسقا.
ومن حديثه عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن لكل دين خلقًا، وخلق هذا الدين الحياء. وتوفي ركانة في خلافة عثمان، وقيل: توفي سنة اثنتين وأربعين، أخرجه الثلاثة.
1709- ركانة أبو محمد
(د ع) ركانة أَبُو مُحَمَّد، غير منسوب. قال ابن منده: فرق ابن أَبِي داود بينه وبين الأول، قال: وأراهما واحدا. وروى بإسناده عَنْ أبي جَعْفَر مُحَمَّد بْن ركانة، عَنْ أبيه ركانة قال: صارعت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فصرعني.
قال أَبُو نعيم: فرق المتأخر بينه وبين الأول، وما أراه إلا المتقدم، ولا مطعن عَلَى ابن منده في هذا، فإنه أحال بقوله عَلَى ابن أَبِي داود وقال: أراهما واحدًا، فأي مطعن أورد عليه! أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
__________
[1] كذا في الأصل والمطبوعة، وسيأتي في ترجمتها أنها: بنت عمير.
[2] في المطبوعة: ذكرت، وما أثبتناه يوافق جامع الترمذي.(2/84)
1710- ركب المصري
(ب د ع) ركب المصري، غير منسوب، وهو مجهول، لا تعرف له صحبة، قاله ابن منده.
وقال أَبُو عمر: هُوَ كندي، له حديث واحد عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وليس بمشهور في الصحابة، وقد أجمعوا عَلَى ذكره فيهم. روى عنه نصيح العبسي [1] أَنَّهُ قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: طوبى لمن تواضع من غير منقصة، وذل في نفسه من غير مسكنة، وأنفق مالًا جمعه من غير معصية، ورحم أهل الذل والمسكنة، وخالط أهل الفقه والحكمة، طوبى لمن طاب كسبه، وصلحت سريرته، وعزل عَنِ الناس شره، طوبى لمن عمل بعلمة، وأنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من قوله. أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرٍ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ حَسْنُونٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الدَّقَّاقُ، أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْمُنْذِرِ، أَخْبَرَنَا أَبُو [2] صَفْوَانَ الْبَرْذَعِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُنْيَا، أَخْبَرَنَا مَهْدِيُّ بْنُ حَفْصٍ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُطْعَمِ بْنِ الْمِقْدَامِ، عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ سَعِيدٍ الْكَلاعِيِّ، عَنْ نُصَيْحٍ الْعَبْسِيِّ، عَنْ رَكْبٍ الْمِصْرِيِّ قَالَ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: طُوبَى لِمَنْ أَنْفَقَ الْفَضْلَ مِنْ مَالِهِ، وَأَمْسَكَ الْفَضْلَ مِنْ قَوْلِهِ. أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
(باب الراء والواو)
1711- روح بن زنباع
(ب د ع) روح بْن زنباع بْن روح بن سلامة بن حداد بْن حديدة بْن أمية بْن امرئ القيس بْن حمانة [3] بْن وائل بْن مالك بن زيد مناة بْن أفصى بْن سعد بْن دبيل [4] بْن إياس بْن حرام بْن جذام، أَبُو زرعة الجذامي.
قال ابْنُ منده وَأَبُو نعيم: لا تصح لَهُ صحبة، ولأبيه زنباع رؤية.
قال أَبُو عمر: قال أحمد بْن زهير: وممن روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من جذام: روح بْن زنباع، ومولى لروح يقال له: حبيب. ولم يذكر أحمد بْن زهير لروح حديثًا، وَإِنما يروي أن أباه زنباعًا قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأما روح فلا تصح له صحبة.
وقال مسلم بْن الحجاج في الأسماء والكنى: أَبُو زرعة روح بْن زنباع الجذامي، له صحبة، وذكره ابن أَبِي حاتم وأبوه في التابعين، وقالا: روى عَنْ عبادة بْن الصامت. روى عنه شرحبيل بْن مسلم، ويحيى ابن أبى عمرو الشيباني، وعبادة بن نسبىّ.
__________
[1] كذا في الأصل وبعض نسخ الاستيعاب. وفي المطبوعة: العنسيّ، بالنون.
[2] كذا في الأصل، وفي العبر للذهبى 2- 253: أبو على الحسين بن صفوان البرذعي صاحب أبى بكر بن أبى الدنيا.
وفي المشتبه 65: البرذعيّ، بالذال المعجمة.
[3] كذا في الأصل والمطبوعة: حمانة. وفي الجمهرة 395: جمانة.
[4] كذا في الأصل. وفي المطبوعة: ربيل. ولا توجد في الجمهرة.(2/85)
قال أَبُو عمر: ولا أرى له صحبة، ولا رواية إلا عَنِ الصحابة منهم: تميم الداري، وعبادة بْن الصامت، روى عَنْ تميم حديثا في فضل رباط الخيل في سهيل اللَّه، وقد ذكرناه في تميم.
وكان خصيصًا بعبد الملك بْن مروان، قال عَبْد الْمَلِكِ: جمع روح طاعة أهل الشام، ودهاء أهل العراق، وفقه أهل الحجاز.
وروي أن روحا كانت له مزرعة إِلَى جانب مزرعة الْوَلِيد بْن عَبْد الْمَلِكِ، فشكا وكلاء روح إليه من وكلاء الْوَلِيد، فشكا ذلك روح إِلَى الْوَلِيد، فلم يشكه [1] ، فذكر ذلك روح لعبد الملك بْن مروان، والْوَلِيد حاضر، فقال عَبْد الْمَلِكِ: ما يقول روح يا وليد؟ قال: كذب يا أمير المؤمنين، فقال روح:
غيري والله أكذب، فقال الْوَلِيد: لأسرعت خيلك يا روح. قال: نعم. كأن أولها بصفين، وآخرها بمرج راهط [2] . وقام مغضبًا، فقال عَبْد الْمَلِكِ للوليد: بحقي عليك لما أتيته فترضيته ووهبت المزرعة له، فخرج الْوَلِيد يريد روحًا، فقيل لروح: هذا ولي العهد قد أتاك. فخرج يستقبله، فوهب له المزرعة.
وروى روح عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الإيمان يمان حتى جبال جذام، وبارك اللَّه في جذام. أخرجه الثلاثة.
1712- روح بن سيار
(د ع) روح بْن سيار- أو سيار بْن روح- قال مسلم بْن زياد القرشي: رأيت أَرْبَعَةٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منهم: أنس بْن مالك، وفضالة بْن عبيد، وروح بْن سيار، أو سيار بْن روح، وَأَبُو المنيب، يلبسون العمائم، ويرخون من خلفهم، وثيابهم إِلَى الكعبين.
أخرجه ابن مندة وأبو نعيم [3] .
1713- رومان الرومي
(ب د ع) رومان الرومي، وهو سفينة مولى أم سلمة، وولاؤه للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو من سبي بلخ [4] ، وقد اختلف في اسمه، فقيل: رومان، وقيل غير ذلك، ويورد في ترجمة سفينة.
قال أَبُو نعيم: ذكره بعض المتأخرين، وذكر أَنَّهُ من سبي بلخ، ونسبه إِلَى الروم، والروم وبلخ لم يفتحا في زمن النَّبِيّ، فكيف يسبى منهما!! أخرجه الثلاثة.
1714- رومان بن بعجة
(س) رومان بْن بعجة. قال أَبُو موسى: ذكره ابن شاهين، وروى عَنِ ابن إِسْحَاق، عَنْ حميد بْن رومان بْن بعجة بْن زيد بْن عميرة بْن مَعْبَدٍ الْجُذَامِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: وَفَدَ رفاعة بْن زيد الجذامي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكتب له كتابا:
__________
[1] أي لم يزل شكواء.
[2] مرج راهط: بنواحي دمشق.
[3] الترجمة في الاستيعاب: 503.
[4] بلخ، مدينة مشهورة بخراسان.(2/86)
بسم اللَّه الرحمن الرحيم، هذا كتاب من مُحَمَّد رَسُول اللَّهِ لِرِفَاعَةَ بْن زَيْدٍ، إِنِّي بعثته إِلَى قومه يَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّه عَزَّ وَجَلَّ وَإِلى رَسُولِهِ، فمن أقبل فمن حِزْبِ اللَّه، وَمَنْ أَدْبَرَ فَلَهُ أَمَانُ شَهْرَيْنِ. أخرجه أَبُو موسى وقال: أورده أَبُو عَبْد اللَّهِ بخلاف هذا في ترجمة رفاعة بْن زيد.
1715- رويبة والد عمارة
(س) رويبة والد عمارة بْن رويبة، روى رقبة بْن مصقلة، عَنْ عَبْد الْمَلِكِ بْن عمير، عَنْ عمارة بْن رويبة، عَنْ أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: لن يلج النار من يصلي قبل طلوع الشمس وقبل غروبها.
وروى خَالِد الطحان، عَنْ عاصم الأحول، عَنْ عمارة بْن رويبة، عَنْ أبيه قال: رأيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يدعو بإصبعه هكذا.
أخرجه أَبُو موسى، وقال: هذان الحديثان محفوظان عَنْ عمارة، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ليس لأبيه ذكر فيهما.
1716- رومة الغفاريّ
(د) رومة الغفاري، صاحب بئر رومة.
روى عبد الرحمن المحاربي، عَنْ أَبِي مسعود، عَنْ أَبِي سلمة، عَنْ بشير بْن بشير الأسلمي، عَنْ أبيه قال: «لما قدم المهاجرون المدينة، استنكروا الماء، وكانت لرجل من بني غفار عين يقال لها: رومة.
كان يبيع منها القربة بالمد، فقال له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بعنيها بعين في الجنة. فقال: يا رَسُول اللَّهِ، ليس لي ولا لعيالي غيرها، ولا أستطيع ذلك، فبلغ قوله عثمان بْن عفان، فاشتراها بخمسة وثلاثين ألف درهم، ثُمَّ أَتَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا رَسُول اللَّهِ، أتجعل لي مثل ما جعلت لرومة [1] ، عينًا في الجنة إن اشتريتها؟
قال: نعم. قال: قد اشتريتها، وجعلتها للمسلمين. أخرجه ابن مندة.
1717- رويفع بن ثابت بن سكن
(ب د ع) رويفع بْن ثابت بْن سكن بْن عدي بْن حارثة من بني مالك بْن النجار.
يعد في المصريين، قال اللَّيْث بْن سعد: في سنة ست وأربعين أمر معاوية رويفع بْن ثابت عَلَى طرابلس مدينة بالمغرب، فغزا منها إفريقية سنة سبع وأربعين.
روى عنه حنش الصنعاني، ووفاء بْن شريح، وشييم بن بيتان، وشيبان القتباني.
__________
[1] قال ابن حجر في الإصابة: «تعلق ابن مندة على قوله: أتجعل لي مثل الّذي جعلت لرومة، ظنا منه أن المراد به صاحب البئر، وليس كذلك، لأن في صدر الحديث أن رومة اسم البئر، وإنما المراد بقوله: جعلت لرومة، أي: لصاحب رومة، أو نحو ذلك» .(2/87)
روى أَبُو مرزوق ربيعة بْن أَبِي سليم مولى عبد الرحمن بْن حسان التجيبي، أَنَّهُ سمع حنشًا الصنعاني، عَنْ رويفع بْن ثابت في غزوته بالناس قبل المغرب يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قال في غزوة خيبر: «إنه بلغني أنكم تبتاعون المثقال بالنصف والثلثين، إنه لا يصلح المثقال إلا بالمثقال، والوزن بالوزن» . أَخْبَرَنَا يَعِيشُ بْنُ عَلِيِّ [1] بْنِ صَدَقَةَ أَبُو الْقَاسِمِ الْفَقِيهُ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَحْمَدَ بْنِ شُعَيْبٍ قَالَ:
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ- وَذَكَرَ آخَرُ قَبْلَهُ-: عَنْ عَيَّاشِ بْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ شِيَيْمَ بْنَ بَيْتَانَ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ رُوَيْفِعَ بْنَ ثَابِتٍ يَقُولُ: إِنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَا رُوَيْفِعُ بْنَ ثَابِتٍ، لَعَلَّ الْحَيَاةَ أَنْ تَطُولَ بِكَ بَعْدِي فَأَخْبِرِ النَّاسَ أَنَّهُ مَنْ عَقَدَ [2] لِحْيَتَهُ، أَوْ تَقَلَّدَ [3] وَتَرًا، أَوِ اسْتَنْجَى بِرَجِيعِ [4] دَابَّةٍ، أَوْ عَظْمٍ، فَإِنَّ مُحَمَّدًا مِنْهُ بَرِيءٌ. أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ أَبُو جَعْفَرٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ يونس بْن بكير، عن ابن إسحاق قَالَ:
حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي مَرْزُوقٍ مَوْلَى تُجِيبَ، عَنْ حَنَشٍ الصَّنْعَانِيِّ قال: غزونا مع رويفع ابن ثَابِتٍ الْمَغْرِبَ، فَافْتَتَحَ قَرْيَةً يُقَالُ لَهَا: جَرْبَةُ [5] ، فَقَامَ خَطِيبًا، فَقَالَ: لا أَقُولُ فِيكُمْ إِلا مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِينَا يَوْمَ خَيْبَرَ: لا يَحِلُّ لامْرِئٍ يُؤْمِنُ باللَّه وَالْيَوْمِ الآخِرِ أَنْ يَسْقِيَ مَاءَهُ زَرْعَ غَيْرَهُ: يَعْنِي إِتْيَانَ الْحَبَالَى مِنَ الْفَيْءِ، وَلا يَحِلُّ لامْرِئٍ يُؤْمِنُ باللَّه وَالْيَوْمِ الآخر أن يصيب امرأة من السبي ثيبا حَتَّى يَسْتَبْرِئَهَا، وَلا يَحِلُّ لامْرِئٍ يُؤْمِنُ باللَّه واليوم الآخر [أن] [6] ميبيع مَغْنَمًا حَتَّى يُقْسَمَ، وَلا يَحِلُّ لامْرِئٍ يُؤْمِنُ باللَّه وَالْيَوْمِ الآخِرِ أَنْ يَرْكَبَ دَابَّةً مِنْ فَيْءِ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى إِذَا أَعْجَفَهَا رَدَّهَا فِيهِ، وَلا يَحِلُّ لامْرِئٍ يُؤْمِنُ باللَّه وَالْيَوْمِ الآخِرِ أَنْ يَلْبَسَ ثَوْبًا مِنْ فَيْءِ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى إِذَا أَخْلَقَهُ رَدَّهُ. قِيلَ: إِنَّهُ مَاتَ بِالشَّامِ، وقيل: ببرقة، وقبره بها.
أخرجه الثلاثة.
1718- رويفع مولى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(ب) رويفع، مولى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخرجه أَبُو عمر مختصرا، وقال: لا أعلم لَهُ رواية، وقال أَبُو أحمد العسكري: كان له- يعني لأبي رويفع- ولد بالمدينة فانقرضوا، ولا عقب له.
1719- رئاب المزني
(ع س) رئاب المزني، جد معاوية بْن قرة.
روى الفضيل [7] بْن طلحة، عَنْ معاوية بْن قرة قال: كنت مع أَبِي حين أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فوجده محلول الإزار، فأدخل يده في جيبه، فوضع يده على الخاتم.
__________
[1] ينظر: 1/ 17.
[2] في النهاية: قيل هو معالجتها حتى تتعقد وتتجعد، وقيل: كانوا يعقدونها في الحروب فأمرهم بإرسالها، كانوا يفعلون ذلك تكبرا وعجبا.
[3] هو وتر القوس، كانوا يزعمون أن التقلد بالأوتار يرد العين ويدفع عنهم المكاره، فنهوا عن ذلك.
[4] الرجيع: العذرة والروث.
[5] هي قرية كبيرة بالمغرب، وقيل: جزيرة بالمغرب، من ناحية إفريقية، قرب قابس، يسكنها البربر.
[6] عن سيرة ابن هشام: 2- 332.
[7] في المطبوعة: الفضل.(2/88)
أخرجه أَبُو نعيم وَأَبُو موسى وقال: واختلف في اسم والد قرة، فقيل: إياس، وقيل: الأغر، وقيل غيره. ورئاب في أجداده، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ وَأَبُو مُوسَى، قلت: تقدم في إياس بْن رئاب كلام أَبِي نعيم عَلَى ابن منده، وجعل الصحبة لولده قرة بن إياس، وقال: هو قرة بْن إياس بْن هلال بْن رئاب، ففي «إياس بْن رئاب» لم يجعل إياسا صحابيا، وجعل الصحبة لولده قرة، وهاهنا جعل رئابًا جد إياس صحابيًا، وهذا من أغرب القول، والذي أظنه أن الترجمتين: ترجمة إياس بْن رئاب، وترجمة رئاب، لا تصح لهما صحبة، والله أعلم، ولم ينبه أَبُو موسى عليه وقد تقدم في إياس سياق نسبه، ففيه كفاية، فلا نطول بذكره، والله أعلم.
1720- رئاب بن حنيف
رئاب [بْن] [1] حنيف بْن رئاب بْن الحارث بْن أمية بْن زيد.
شهد بدرا، وقتل يَوْم بئر معونة شهيدا، قاله الغساني عَنِ العدوي.
1721- رئاب بن مهشم
رئاب بْن مهشم بْن سَعِيد بْن سهم القرشي السهمي. مذكور في حديث عمرو بْن شعيب [2] ، عَنْ أبيه، عَنْ جده، وقد ألحق في بعض نسخ الاستيعاب. [3]
__________
[1] سقط من المطبوعة.
[2] ينظر خلاصة التذهيب: 246.
[3] المذكور في الاستيعاب 505: رباب بن سعيد بن سهم.(2/89)
باب الزاى(2/91)
(باب الزاى والألف)
1722- زارع بن عامر
(ب د ع) زارع بْن عامر العبدي، من عبد القيس، كنيته أَبُو الوازع، وقيل: هو زارع بن زارع [1] . والأول أصح، وله ابن يسمى الوازع، به كان يكنى.
روى أَبُو داود الطيالسي، عَنْ مطر بْن الأعنق، عَنْ أم أبان بنت الوازع بْن الزارع: أن جدها وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع الأشج العصري، ومعه ابن له مجنون أو ابن أخت له، فلما قدموا عَلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا رَسُول اللَّهِ، إن معي ابنا لي، أو ابن أخت لي، مجنونًا، أتيتك به لتدعو اللَّه له.
فقال: ائتني به، فأتاه به فدعا له فبرأ، فلم يكن في الوفد من يفضل عليه، وروت عنه أيضًا حديثًا طويلا أحسنت سياقته.
أخرجه الثلاثة
1723- زاهر بن الأسود
(ب د ع) زاهر بْن الأسود بْن حجّاج بن قيس بن عبد بْن دعبل بْن أنس بْن خزيمة بْن مالك بْن سلامان بْن أسلم بْن أفصى الأسلمي، أَبُو مجزأة، كان ممن بايع تحت الشجرة، وسكن الكوفة، قال الواقدي: كان من أصحاب عمرو بْن الحمق الخزاعي أَخْبَرَنَا مِسْمَارُ بْنُ عَمْرِو [2] بْنِ الْعُوَيْسِ النِّيَارُ وَمُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَرَايَا وَغَيْرُهُمَا بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيل، أَخْبَرَنَا عبد الله بن محمد، أخبرنا أبو عامر، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مَجْزَأَةَ بْنِ زَاهِرٍ الأَسْلَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، وَكَانَ مِمَّنْ شَهِدَ الْحُدَيْبِيَةَ، قَالَ: إِنِّي لأُوقِدُ تَحْتَ الْقُدُورِ بِلُحُومِ الْحُمُرِ إِذْ نَادَى مُنَادِي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن رسول الله يَنْهَاكُمْ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ. ولَهُ حَدِيثٌ فِي صوم يوم عاشوراء.
أخرجه الثلاثة.
1724- زاهر بن حرام
(ب د ع) زاهر بْن حرام الأشجعي. شهد بدرا مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمَدِينِيُّ إِجَازَةً، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُقْرِي، أَخْبَرَنَا الْحَافِظُ أَبُو نُعَيْمٍ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ، أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إبراهيم، أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر
__________
[1] في المطبوعة: زراع بن زراع.
[2] ينظر: 1/ 15.(2/93)
عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ (ح) قَالَ سُلَيْمَانُ: وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا فَيَّاضٌ، أَخْبَرَنَا رَافِعُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ سَالِمٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَشْجَعَ يُقَالُ لَهُ: زَاهِرُ بْنُ حَرَامٍ، لَهُ صُحْبَةٌ، أَنَّهُ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ، وَكَانَ يُهْدِي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مِنْ هَدِيَّةِ الْبَادِيَةِ، فَيُجَهِّزُهُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ، فَقَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن زَاهِرًا بَادِيَتُنَا وَنَحْنُ حَاضِرَتُهُ.
قال: وكان النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحبه، وكان رجلًا دميمًا، فأتاه النَّبِيّ يومًا وهو يبيع متاعًا له في السوق، فاحتضنه من خلفه وهو لا يبصره، فقال: أرسلني، من هذا؟ فالتفت، فعرف النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فجعل لا يألوما ألصق ظهره بصدره حين عرفه، وجعل رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من يشتري العبد؟ فقال:
يا رَسُول اللَّهِ، إذن والله تجدني كاسدًا، فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لكن أنت عند اللَّه غال. لفظ عبد الرزاق. أخرجه الثلاثة
1725- زائدة بن حوالة
(ب) زائدة بْن حوالة، وقيل: مزيدة [1] بْن حوالة العنزي. روى عنه عَبْد اللَّهِ بْن شقيق.
أخرجه أَبُو عمر مختصرًا.
(باب الزاي والباء)
1726- زبان بن قيسور
(ب س) زبان وقيل: زبار بْن قيسور. وقيل: ابن قسور. الكلفي.
روى إِبْرَاهِيم بْن سعد، عَنِ ابْنِ إِسْحَاق، عَنْ يَحْيَى بْن عُرْوَةَ بْن الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زبان، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو نازل بوادي الشوحط، وروى حديثًا كثير الغريب في ألفاظه، وهو إسناد ضعيف ليس دون إِبْرَاهِيم بْن سعد من يحتج به.
أخرجه أبو عمرو وأبو موسى.
قال ابن ماكولا: ذكره عبد الغني ويحيى بْن علي الحضرمي في زبار، آخره راء، وقال الدار قطنى: آخره نون.
1727- الزبرقان بن أسلم
(د ع) الزبرقان بْن أسلم، من آل ذي لعوة [2] .
روى أَبُو وائل شقيق بْن سلمة قال: برز الحسين بْن علي رضي اللَّه عنهما فنادى: هل من مبارز؟
فأقبل رجل من آل ذي لعوة، اسمه الزبرقان بْن أسلم، وكان شديد البأس فقال: ويلك، من أنت؟
فقال: أنا الحسين بْن علي. فقال له الزبرقان: انصرف يا بني فإني والله لقد نظرت إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وسلم
__________
[1] كذا في الأصل، ومثله في الإصابة وبعض نسخ الاستيعاب، وفي المطبوعة، بريد.
[2] ذو لعوة: قيل من أقيال حمير.(2/94)
مقبلًا من ناحية قباء عَلَى ناقة حمراء وَإِنك يومئذ قدامه، فما كنت لألقى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بدمك، فانصرف الزبرقان وهو يقول أبياتًا من شعره.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو نعيم: لا تصح له صحبة،
1728- الزبرقان بن بدر
(ب د ع) الزبرقان بْن بدر بْن امرئ القيس بن خلف بْن بهدلة بْن عوف بْن كعب بْن سعد بْن زيد مناة بْن تميم التميمي السعدي، يكنى أبا عياش، وقيل: أَبُو شذرة، واسمه الحصين، وقد تقدم في الحصين، وَإِنما قيل له الزبرقان لحسنه، والزبرقان القمر، وقيل: إنما قيل له ذلك لأنه ليس عمامة مزبرقة بالزعفران [1] . وقيل: كان اسمه القمر، والله أعلم.
نزل البصرة، وكان سيدًا في الجاهلية عظيم القدر في الإسلام، وفد عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم في وفد بني تميم، منهم،: قيس بْن عاصم المنقري وعمرو بْن الأهتم، وعطارد بْن حاجب، وغيرهم، فأسلموا وأجازهم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأحسن جوائزهم، وذلك سنة تسع، وسأل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عمرو بْن الأهتم عَنِ الزبرقان بْن بدر فقال: مطاع في أدنية شديد العارضة، مانع لما وراء ظهره، قال الزبرقان: والله لقد قال ما قال وهو يعلم أني أفضل مما قال. قال عمرو: إنك لزمر المروءة [2] ، ضيق العطن، أحمق الأب، لئيم الخال. ثم قال: يا رَسُول اللَّهِ، لقد صدقت فيهما جميعًا، أرضاني فقلت بأحسن ما أعلم فيه، وأسخطني فقلت بأسوأ ما أعلم فِيهِ، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن من البيان لسحرا [3] .
وكان يقال للزبرقان: قمر نجد، لجماله. وكان ممن يدخل مكة متعممًا لحسنه، وولاه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صدقات قومه بني عوف، فأداها في الردة إِلَى أَبِي بكر، فأقره أَبُو بكر عَلَى الصدقة لما رَأَى من ثباته عَلَى الإسلام وحمله الصدقة إليه حين ارتد الناس، وكذلك عمر بْن الخطاب.
قال رجل في الزبرقان من النمر بْن قاسط، يمدحه- وقيل، قالها الحطيئة:
تقول خليلتي لما التقينا ... سيدركنا بنو القرم [4] الهجان
سيد ركنا بنو القمر بْن بدر ... سراج الليل للشمس الحصان
فقلت: ادعى وأدعو إن أندى ... لصوت أن ينادى داعيان
فمن يك سائلًا عني فإني ... أنا النمري جار الزبرقان
__________
[1] ذكر ابن قتيبة في عيون الأخبار 1- 226 أن السيد من العرب «كان يعتم بعمامة صفراء لا يعتم بها غيره، وإنما سمى الزبرقان بصفرة عممته، يقال: زبرقت الشيء، إذا صفرته» .
[2] في اللسان: ورجل زمر: قليل المروءة.
[3] ينظر مجمع الأمثال للميداني، المثل رقم: 1.
[4] في المطبوعة: القوم، والقرم: السيد المعظم، والهجان: الكريم.(2/95)
وكان الزبرقان قد سار إِلَى عمر بصدقات قومه، فلقيه الحطيئة ومعه أهله وأولاده يريد العراق فرارًا من السنة وطلبًا للعيش، فأمره الزبرقان أن يقصد أهله وأعطاه أمارة يكون بها ضيفًا له حتى يلحق به، ففعل الحطيئة، ثم هجاه الحطيئة بقوله:
دع المكارم لا ترحل لبغيتها ... واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي
فشكاه الزبرقان إِلَى عمر، فسأل عمر حسان بْن ثابت عَنْ قوله إنه هجو، فحكم أَنَّهُ هجو له وضعة فحبسه عمر في مطمورة حتى شفع فيه عبد الرحمن بْن عوف والزبير، فأطلقه بعد أن أخذ عليه العهد أن لا يهجو أحدا أبدا، وتهدده إن فعل، والقصة مشهورة [1] ، وهي أطول من هذه، وللزبرقان شعر فمنه قوله!
نحن الملوك فلا حي يقاربنا ... فينا العلاء وفينا تنصب البيع
ونحن نطعمهم في القحط ما أكلوا ... من العبيط إذا لم يونس القزع [2]
وننحر الكوم عبطًا في أرومتنا ... للنازلين إذا ما أنزلوا شبعوا
تلك المكارم حزناها مقارعة ... إذا الكرام على أمثالها اقترعوا
أخرجه الثلاثة.
1729- زبيب بن ثعلبة
(ب د ع) زبيب بْن ثعلبة بْن عمرو بْن سواء بن نابي بْن عبدة بْن عدي بْن جندب بْن العنبر بْن عمرو بْن تميم التميمي العنبري.
وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومسح رأسه ووجهه وصدره، وقيل: هو أحد الغلمة الذين أعتقتهم عائشة، كان ينزل البادية عَلَى طريق الناس بين الطائف والبصرة.
أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سُكَيْنَةَ الصُّوفِيُّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، أَخْبَرَنَا عَمَّارُ بْنُ شُعَيْثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُبَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ زُبَيْبٍ قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَيْشًا إِلَى بَنِي الْعَنْبَرِ فَأَخَذُوهُمْ بِرُكْبَةٍ [3] ، مِنْ نَاحِيَةِ الطَّائِفِ، فَاسْتَاقُوهُمْ إِلَى نبي الله صلى الله عليه وسلم قال زُبَيْبٌ: فَرَكِبْتُ بَكْرَةً لِي إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَبَقْتُهُمْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: السَّلامُ عَلَيْكَ، يا نَبِيَّ اللَّهِ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، أَتَانَا جُنْدُكَ فَأَخَذُونَا، وَقَدْ كُنَّا أَسْلَمْنَا وَخَضْرَمْنَا آذَانَ النَّعَمِ. فَلَمَّا قَدِمَ بَنُو الْعَنْبَرِ قَالَ لِي نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَلْ لَكُمْ بَيِّنَةٌ عَلَى أَنَّكُمْ أَسْلَمْتُمْ قَبْلَ أَنْ تُؤْخَذُوا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ؟ قُلْتُ:
نَعَمْ. قَالَ: مَنْ بَيِّنَتُكَ؟ قُلْتُ: سَمُرَةُ رَجُلٌ مِنْ بَلْعَنْبَرَ، وَرَجُلٌ آخَرُ سَمَّاهُ لَهُ، فَشَهِدَ الرَّجُلُ وَأَبَى سمرة أن يشهد، فقال: فشهد لَكَ وَاحِدٌ فَتَحْلِفُ مَعَ شَاهِدِكَ؟ فَاسْتَحْلَفَنِي، فَحَلَفْتُ لَهُ باللَّه لَقَدْ أَسْلَمْنَا يَوْمَ كَذَا وَخَضْرَمْنَا آذَانَ النَّعَمِ. فَقَالَ النَّبِيُّ: اذْهَبُوا فَقَاسِمُوهُمْ أَنْصَافَ الأَمْوَالِ، وَلا تَسْبُوا ذَرَارِيَّهُمْ، لَوْلا أَنَّ اللَّهَ تعالى لا يحب ضلالة لعمل ما رزيناكم [4] عقالا. أخرجه الثلاثة.
__________
[1] ينظر الشعر والشعراء: 327، وعيون الأخبار: 2- 195.
[2] العبيط: اللحم الطري، والقزع: السحاب، وانكوم، الإبل، جمع كوماء: وهي الناقة عظمة السنام، والعبط:
نحر الناقة سليمة من غير داء.
[3] في مراصد الاطلاع: هي واد من اودية الطائف.
[4] ضلالة العمل: بطلانه وضياعه، وذهاب نفعة. ورزيناكم، نقصناكم، والأصل فيه أن يقال: رزأناكم، بالهمز.(2/96)
شعيث: آخره ثاء مثلثة، وعبدة: بضم العين وتسكين الباء الموحدة، وزبيب بضم الزاي، وفتح الباء الموحدة، وبعدها ياء ساكنة تحتها نقطتان، وبعدها باء موحدة ثانية.
وخضرمنا آذان النعم: هو قطعها، وكان أهل الجاهلية يخضرمون آذان نعمهم. فلما جاء الإسلام أمرهم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يخضرموا في غير الموضع الذي خضرم فيه [أهل] الجاهلية، وقد تقدم في رديح، ويرد في زخي، أن زبيبًا كان من جملة الغلمة الذين أعتقتهم عائشة.
1730- الزبير بن عبد الله
(ب س) الزبير بْن عَبْد اللَّهِ الكلابي، من بني كلاب بْن رَبِيعة بْن عَامِر بْن صعصعة: قال أَبُو عمر:
لا أعلم له لقاء رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولكنه أدرك الجاهلية، وعاش إِلَى خلافة عثمان [1] .
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى كِتَابَةً، أَخْبَرَنَا الْحَافِظُ أبو نصر أحمد بن عمرو الْمَعْرُوفُ بِالْغَازِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ زَاهِرٍ الْقَاضِي بِنَيْسَابُورَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دَرَسْتَوَيْهِ، أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، أَخْبَرَنَا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ، أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا أسيدٌ الْكِلابِيُّ: أَنَّهُ سَمِعَ الْعَلاءَ بْنَ الزُّبَيْرِ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ غَلَبَةَ فَارِسَ الرُّومَ ثُمَّ رَأَيْتُ غَلَبَةَ الرُّومِ فَارِسَ ثُمَّ رَأَيْتُ غَلَبَةَ الْمُسْلِمِينَ فَارِسَ، كُلُّ ذَلِكَ فِي خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً.
أخرجه أَبُو عمر وَأَبُو موسى، وقال أَبُو موسى: ذكره يعقوب بْن سفيان فِيمن رَأَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وترجم عليه: الزبير الكلابي، ولم ينسبه.
1731- الزبير بن عبيدة
(ب د ع) الزبير بْن عبيدة الأسدي، من أسد بْن خزيمة، من المهاجرين الأولين.
أخبرنا أبو جعفر عبيد الله بن أحمد بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إِسْحَاق قال: ثم قدم المهاجرون أرسالًا، يعني [إِلَى] المدينة، وقال: وكان بنو غنم بْن دودان بْن أسد أهل إسلام، قد أوعبوا [2] إِلَى المدينة هجرة، رجالهم ونساؤهم، وذكر جماعة منهم، وقال: والزبير بن عبيدة [3] وتمّام ابن عبيدة.
قال أَبُو عمر: ممن هاجر إِلَى المدينة مع رسول الله: الزبير بْن عبيدة، وأخواه تمام وسخبرة ابنا عبيدة، ولم يذكر تماما في التاء.
أخرجه الثلاثة.
1732- الزبير بن العوام
(ب د ع) الزبير بْن العوام بْن خويلد بْن أسد بن عبد العزى بن قصي بْن كلاب بْن مرة بْن كعب ابن لؤي القرشي الأسدي، يكنى أبا عَبْد اللَّهِ، أمه صفية بنت عبد المطلب عمة رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فهو
__________
[1] في الاستيعاب 510: خلافة عمر.
[2] جاء القوم موعبين: إذا جمعوا ما استطاعوا من جمع.
[3] في سيرة ابن هشام 2- 472: عبيد.(2/97)
ابن عمة رَسُول اللَّهِ، وابن أخي خديجة بنت خويلد زوج النَّبِيّ، وكانت أمه تكنيه أبا الطاهر، بكنية أخيها الزبير بْن عبد المطلب، واكتنى هو بأبي عَبْد اللَّهِ، بابنه عَبْد اللَّهِ، فغلبت عليه.
وأسلم وهو ابن خمس عشرة سنة، قاله هشام بْن عروة، وقال عروة: أسلم الزبير وهو ابن اثنتي عشرة سنة، رواه أَبُو الأسود عَنْ عروة، وروى هشام بْن عروة عَنْ أبيه: أن الزبير أسلم وهو ابن ست عشرة سنة. وقيل: أسلم وهو ابن ثماني سنين، وكان إسلامه بعد أَبِي بكر رضي اللَّه عنه بيسير، كان رابعًا أو خامسًا في الإسلام.
وهاجر إِلَى الحبشة وَإِلى المدينة، وآخى رَسُول اللَّه بينه وبين عَبْد اللَّهِ بْن مسعود، لما آخى بين المهاجرين بمكة، فلما قدم المدينة وآخى رَسُول اللَّهِ بين المهاجرين والأنصار آخى بينه وبين سلمة بْن سلامة بْن وقش.
أخبرنا أبو ياسر عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بن أحمد قال: حدثني أبي، أخبرنا زكريا بْن عدي، أَخْبَرَنَا علي بْن مسهر، عَنْ هشام بْن عروة، عَنْ أبيه، عَنْ مروان، ولا إخالة يتهم علينا، قال: أصاب عثمان الرعاف سنة الرعاف، حتى تخلف عَنِ الحج، وأوصى، فدخل عليه رجل من قريش فقال: استخلف، قال: وقالوه؟ قال: نعم. قال: من هو؟ قال: فسكت. ثم دخل عليه رجل آخر فقال مثل ما قال الأول، ورد عليه نحو ذلك، قال: فقال عثمان: الزبير بْن العوام؟ قال: نعم، قال:
أما والذي نفسي بيده إن كان لأخيرهم- ما علمت- وأحبهم إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفِدَاءِ إِسْمَاعِيل بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ وَغَيْرُ وَاحِدٍ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أبي عيسى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ سَوْرَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا هَنَّادٌ، أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عن أبيه، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ الزُّبَيْرِ قَالَ:
جَمَعَ لِي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَوَيْهِ يَوْمَ قُرَيْظَةَ فَقَالَ: بِأَبِي وَأُمِّي.
قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبُو عِيسَى، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عُمَرَ، وأَخْبَرَنَا زَائِدَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيًّا وَحَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ.
وروى عَنْ جابر نحوه، وقال أَبُو نعيم: قاله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم الأحزاب، لما قال: من يأتينا بخبر القوم، قال الزبير: أنا، قالها ثلاثًا، والزبير يقول: أنا. قَالَ: وأَخْبَرَنَا أَبُو عِيسَى، أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ صَخْرِ بْنِ جُوَيْرِيَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: أَوْصَى الزُّبَيْرُ إِلَى ابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ صَبِيحَةَ الْجَمَلِ، فَقَالَ: مَا مِنِّي عُضْوٌ إِلا قَدْ جُرِحَ مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى انْتَهَى ذَلِكَ إِلَى فَرْجِهِ.
وكان الزبير أول من سل سيفًا في اللَّه عز وجل، وكان سبب ذلك أن المسلمين لما كانوا مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمكة، وقع الخبر أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد أخذه الكفار، فأقبل الزبير يشق الناس بسيفه، والنبي صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم بأعلى مكة فقال له: مالك يا زبير؟ قال: أخبرت أنك أخذت، فصلى عليه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ودعا له ولسيفه.(2/98)
وسمع ابن عمر رجلًا يقول: أنا ابن الحواري، قال: إن كنت ابن الزبير وَإِلا فلا.
وشهد الزبير بدرًا وكان عليه عمامة صفراء معتجرًا بها فيقال: إن الملائكة نزلت يومئذ عَلَى سيماء الزبير، وشهد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحدًا والخندق والحديبية وخيبر والفتح وحنينًا والطائف، وشهد فتح مصر، وجعله عمر بْن الخطاب رضي اللَّه عنهما في الستة أصحاب الشورى الذين ذكرهم للخلافة بعده، وقال: هم الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض.
وهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة:
أَخْبَرَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ الْحَسَنُ بْنُ محمد بن الحسن بْنِ هِبَةِ اللَّهِ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو العشائر محمد ابن خَلِيلِ بْنِ فَارِسٍ الْقَيْسِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْمِصِّيصِيُّ، أَخْبَرَنَا أبو محمد عبد الرحمن ابن عُثْمَانَ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ خَيْثَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ حَيْدَرَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو قِلابَةَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّقَاشِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، عَنِ النَّضْرِ أَبِي عُمَرَ الْخَزَّازُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا انْتَفَضَ حِرَاءُ قَالَ: اسْكُنْ حِرَاءُ، فَمَا عَلَيْكَ إِلا نَبِيٌّ وَصِدِّيقٌ وَشَهِيدٌ، وَكَانَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَسَعْدٌ، وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الوهاب بن هبة الله بن عَبْدُ الْوَهَّابِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أحمد، حدثني أَبِي، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ يحيى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ابن الْعَوَّامِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ 102: 8 [1] قَالَ الزُّبَيْرُ:
يَا رَسُول اللَّهِ، وَأَيُّ النَّعِيمِ نسأل عنه، وإنما هما الأَسْوَدَانِ: التَّمْرُ وَالْمَاءُ؟ قَالَ: أَمَا إِنَّهُ سَيَكُونُ. قيل: كان للزبير ألف مملوك، يؤدون إليه الخراج، فما يدخل إِلَى بيته منها درهمًا واحدًا، كان يتصدق بذلك كله، ومدحه حسان ففضله عَلَى الجميع، فقال:
أقام عَلَى عهد النَّبِيّ وهديه ... حواريه والقول بالفعل يعدل
أقام عَلَى منهاجه وطريقه ... يوالي ولي الحق والحق أعدل
هو الفارس المشهور والبطل الذي ... يصول إذا ما كان يَوْم محجل
وَإِن امرأ كانت صفية أمه ... ومن أسد في بيته لمرفل [2]
له من رَسُول اللَّهِ قربى قريبة ... ومن نصرة الإسلام مجد مؤثّل
فكم كربة ذب الزبير بسيفه ... عن المصطفى، والله يعطي ويجزل
إذا كشفت عَنْ ساقها الحرب حشها ... بأبيض سباق إِلَى الموت يرقل [3]
فما مثله فيهم ولا كان قبله ... وليس يكون الدهر ما دام يذبل [4]
__________
[1] التكاثر: 8.
[2] مرفل: معظم.
[3] حش الحرب: ألهبها وأضرمها، ويرقل، يسرع.
[4] يذبل: جبل مشهور بنجد.(2/99)
وقال هشام بْن عروة: أوصى إِلَى الزبير سبعة من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم منهم: عثمان، وعبد الرحمن ابن عوف، والمقداد، وابن مسعود، وغيرهم. وكان يحفظ عَلَى أولادهم مالهم، وينفق عليهم من ماله.
وشهد الزبير الجمل مقاتلًا لعلي، فناداه علي ودعاه، فانفرد به وقال له: أتذكر إذ كنت أنا وأنت مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فنظر إلي وضحك وضحكت فقلت أنت: لا يدع ابن أَبِي طالب زهوه فقال:
ليس بمزه، ولتقاتلنه وأنت له ظالم، فذكر الزبير ذلك، فانصرف عَنِ القتال، فنزل بوادي السباع! وقام يصلي فأتاه ابن جرموز فقتله؟ وجاء بسيفه إِلَى علي فقال: إن هذا سيف طالما فرج الكرب عَنْ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: بشر قاتل ابن صفية بالنار.
وكان قتله يَوْم الخميس لعشر خلون من جمادى الأولى من سنة ست وثلاثين، وقيل: إن ابن جرموز استأذن عَلَى علي، فلم يأذن له، وقال للآذن: بشّره بالنار: فقال:
أتيت عليا برأس الزبير ... أرجو لديه به الزلفه
فبشر بالنار إذ جئته ... فبئس البشارة والتحفه
وسيان عندي قتل الزبير ... وضرطة عنز بذي الجحفه
وقيل: إن الزبير لما فارق الحرب وبلغ سفوان [1] أتى إنسان إِلَى الأحنف بْن قيس فقال: هذا الزبير قد لقي بسفوان. فقال الأحنف: ما شاء اللَّه؟ كان قد جمع بين المسلمين حتى ضرب بعضهم حواجب بعص بالسيوف، ثم يلحق ببيته وأهله! فسمعه ابن جرموز، وفضالة بْن حابس ونفيع، في غواة بني [2] ، تميم، فركبوا، فأتاه ابن جرموز من خلفه فطعنه طعنة خفيفة، وحمل عليه الزبير، وهو على فرس له يقال له: ذو الخمار، حتى إذا ظن أَنَّهُ قاتله، نادى صاحبيه، فحملوا عليه فقتلوه.
وكان عمره لما قتل سبعًا وستين سنة، وقيل: ست وستون، وكان أسمر ربعة معتدل اللحم خفيف اللحية.
وكثير من الناس يقولون: إن ابن جرموز قتل نفسه لما قال له علي: بشر قاتل ابن صفية بالنار وليس كذلك، وَإِنما عاش بعد ذلك حتى ولي مصعب بْن الزبير البصرة فاختفى ابن جرموز، فقال مصعب: ليخرج فهو آمن، أيظن أني أقيده [3] بأبي عَبْد اللَّهِ- يعني أباه الزبير- ليسا سواء. فظهرت المعجزة بأنه من أهل النار، لأنه قتل الزبير، رضي اللَّه عنه، وقد فارق المعركة، وهذه معجزة ظاهرة.
أخرجه الثلاثة.
1733- الزبير بن أبى هالة
(د ع) الزبير بْن أَبِي هالة. روى عِيسَى بْن يونس، عَنْ وائل بْن داود، عَنِ البهي، عَنِ الزبير قال: قتل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجلًا من قريش يَوْم بدر صبرًا، ثم قال: لا يقتلن بعد اليوم رجل من قريش صبرا.
__________
[1] سفوان: ماء على قدر مرحلة من المربد بالبصرة.
[2] في الأصل والمطبوعة: ونفيع بن غواة من تميم، والتصويب عن الاستيعاب: 516، وفي طبقات ابن سعد 3- 1:
78 ونفيع أو نفيل بن حابس.
[3] يقال: أقاد الأمير القاتل بالقتيل: قتله به.(2/100)
قال أَبُو حاتم: هذا هو الزبير بْن أَبِي هالة.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
(باب الزَّاي والخاء والراء)
1734- زخي العنبري
(د ع) زخي العنبري، من ولد قرط بْن جناب [1] بْن الحارث بْن جندب بْن العنبر التميمي العنبري.
برك عليه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومسح رأسه.
روى عَبْد اللَّهِ بْن رديح بْن ذؤيب بْن شعثم بْن قرط بْن جناب [1] العنبري، عَنْ أبيه رديح، عَنْ أبيه ذؤيب أن عائشة قالت: يا نبي اللَّه، إني أريد عتيقًا من ولد إِسْمَاعِيل: فَقَالَ لَهَا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: انتظري حتى يجيء فيء العنبر، فخذي منهم أربعة غلمة، فأخذت جدي رديحًا، وعمي سمرة، وابن أخي زخيًا، وأخذت خالي زبيبًا، ثم رفع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يده فمسح بها وجوههم وبرك عليهم، وقال: يا عائشة، هؤلاء من ولد إِسْمَاعِيل. أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
1735- زر بن حبيش
(ب س) زر بْن حبيش بْن حباشة بن أوس الأسديّ، من أسد بن خزيمة، يكنى أبا مريم، وقيل:
أبا مطرف.
أدرك الجاهلية ولم ير النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو من كبار التابعين.
روى عَنْ عمر وعلي وابن مسعود. روى عنه الشعبي والنخعي، وكان فاضلًا عالمًا بالقرآن، توفي سنة ثلاث وثمانين [2] ، وهو ابن مائة سنة وعشرين سنة.
أخرجه أَبُو عمر وَأَبُو موسى.
1736- زر بن عبد الله
زر بْن عَبْد اللَّهِ بْن كليب الفقيمي. قال الطبري: له صحبة، وهو من المهاجرين، وهو من أمراء الجيوش في فتح خوزستان، كان عَلَى جيش حصر جنديسابور، وفتحها صلحًا.
1737- زرارة بن أوفى
(ب) زرارة بْن أوفى النخعي، له صحبة، توفي في خلافة عثمان.
أخرجه أَبُو عمر مختصرا.
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: مناف، وينظر ترجمة ذؤيب بن شعثن.
[2] ذكر الذهبي في العبر 1- 95 أنه توفى سنة 82 هـ.(2/101)
1738- زرارة بن جزى
(ب د ع) زرارة بْن جزي، له صحبة، وهو زرارة بْن جزي بْن عمرو بن عوف بن كعب بن.
بكر- واسمه عبيد- بْن كلاب بْن ربيعة بْن عامر بْن صعصعة.
روى مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الشعيثي، عَنْ زفر بْن وثيمة، عَنِ المغيرة بْن شعبة: أن زرارة بْن جزي قال لعمر بْن الخطاب: أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتب إِلَى الضحاك بْن سفيان الكلابي أن يورث امرأة أشيم الضبابي من دية زوجها.
وروى عنه مكحول، وهو والد عبد العزيز بْن زرارة الذي خرج مجاهدًا أيام معاوية مع يزيد بْن معاوية فقتل شهيدًا، فقال معاوية لأبيه زرارة: قتل فتى العرب، قال: ابني أو ابنك يا أمير المؤمنين؟
قال: ابنك.
وروى هشام الكلبي قال: لما بويع مروان اجتاز بزرارة وهو شيخ كبير عَلَى ماء لهم، فقال له:
كيف أنتم؟ قال: بخير، أنبتنا اللَّه فأحسن نباتنا، وحصدنا فأحسن حصادنا، وكانوا قد هلكوا في الجهاد.
أخرجه الثلاثة.
جزي: قال ابن ماكولا: يقوله المحدثون بكسر الجيم وسكون الزاي، وأهل اللغة يقولونه: جزء، بفتح الجيم والهمزة.
وقال أَبُو عمر: جزي: يعني بالكسر، وجزء، يعني بالفتح.
وقال عبد الغني: جزي: بفتح الجيم وكسر الزاى، والله أعلم.
1739- زرارة بن عمرو
(ب) زرارة بْن عمرو النخعي، والد عمرو بن زرارة، قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في وفد النخع، في نصف رجب من سنة تسع، فقال: يا رَسُول اللَّهِ، إني رأيت في طريقي رؤيا هالتني، قال: وما هي؟
قال: رأيت أتانا خلفتها في أهلي قد ولدت جديًا أسفع أحوى، ورأيت نارًا خرجت من الأرض فحالت بيني وبين ابن لي يقال له: عمرو، وهي تقول: لظى لظى بصير وأعمى. فقال له النَّبِيّ: أخلفت في أهلك أمة مسرة حملا؟ قال: نعم. قال: فإنها قد ولدت غلامًا، وهو ابنك. قال: فأني له أسفع أحوى؟ قال: ادن مني، فقال: أبك برص تكتمه؟ قال: والذي بعثك بالحق ما علمه أحد قبلك. قال: فهو ذاك، وأما النار فإنها فتنة تكون بعدي. قال: وما الفتنة يا رَسُول اللَّهِ؟ قال: يقتل الناس إمامهم ويشتجرون اشتجار أطباق [1] الرأس، وخالف بين أصابعه، دم المؤمن عند المؤمن أحلى من الماء، يحسب المسيء أَنَّهُ محسن، إن مت أدركت ابنك، وَإِن مات ابنك أدركتك، قال: فادع اللَّه أن لا تدركني، فدعا له. أخرجه أبو عمر.
__________
[1] أطباق الرأس، عظامه، فهي متطابقة مشتبكة، كما تشتبك الأصابع، أراد التحام الحرب والاختلاط في الفتنة.(2/102)
1740- زرارة أبو عمرو
(د ع) زرارة أَبُو عمرو مجهول، روى عنه ابنه عمرو.
حدث حفص بْن سليمان، عَنْ خَالِد بْن سلمة، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عمرو، عَنْ عمرو بْن زرارة، عَنْ أبيه، قَالَ: كنت جالسًا عند النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فتلا هذه الآية: إِنَّ الْمُجْرِمِينَ في ضَلالٍ وَسُعُرٍ 54: 47 إِلَى قوله إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ 54: 49 فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نزلت هذه الآية في ناس يكذبون بقَدرِ الله تعالى. أخرجه ابن منده وأبو نعيم، ولا أعلم أهو الذي قبله أم غيره؟.
1741- زرارة بن قيس النخعي
(ب س) زرارة بْن قيس بْن الحارث بْن عدي [1] بن الحارث بْن عوف بْن جشم بن كعب ابن قيس بْن سعد بْن مالك بْن النخع النخعي.
قال الطبري والكلبي وابن حبيب: قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد النخع، وهم مائتا رجل فأسلموا.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر مختصرًا، وأخرجه أَبُو مُوسَى مطولًا.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى إِذْنًا قَالَ: أَخْبَرَنَا أبو بكر بن الحارث إذنا، أخبرنا أبو أحمد المقري، أخبره أَبُو حَفْصِ بْنُ شَاهِينَ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ الْحَسَنِ، أَخْبَرَنَا الْمُنْذِرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَبِي وَالْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا رَجُلٌ مِنْ جَرْمٍ يُقَالُ لَهُ: أَبُو جُوَيْلٍ، مِنْ بَنِي عَلْقَمَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْهُمْ قَالَ: وَفَدَ رَجُلٌ مِنَ النَّخَعِ يُقَالُ لَهُ: زرارة بن قيس بن الحارث بن عدي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فِي نَفَرٍ مِنْ قَوْمِهِ، وَكَانَ نَصْرَانِيًّا، قَالَ: رَأَيْتُ فِي الطَّرِيقِ رُؤْيَا فَقَدِمْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمْتُ، وَقُلْتُ:
يَا رَسُول اللَّهِ، إِنِّي رَأَيْتُ فِي سَفَرِي هَذَا إِلَيْكَ رُؤْيَا فِي الطَّرِيقِ، فَقُلْتُ: رَأَيْتُ أَتَانًا تركتها في الحي أَنَّهَا وَلَدَتْ جَدْيًا.
ثم ذكر حديث المدائني بِإِسْنَادِهِ قَالُوا: قدم وفد النخع عليهم زرارة بْن عمرو، وهم مائتا رجل، فأسلموا، فقال زرارة: يا رَسُول اللَّهِ، إني رأيت في طريقي رؤيا هالتني، رأيت أتانا خلفتها في أهلي، ولدت جديًا أسفع أحوى، وذكر نحو ما ذكرناه في ترجمة زرارة بْن عمرو المقدم ذكره، وزاد بعد قوله «فدعا له» : فمات، وأدركها ابنه عمرو بْن زرارة، فكان أول الناس خلع عثمان بالكوفة وبايع عليًا، وروى عبد الرحمن بْن عابس النخعي، عَنْ أبيه، عَنْ زرارة بْن قيس بْن عمرو: أَنَّهُ وفد عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأسلم وكتب له كتابًا ودعا له.
أخرجه أَبُو موسى مطولًا.
قلت: هذا زرارة هو الذي تقدم ذكره في ترجمة زرارة بْن عمرو الذي أخرجه أَبُو عمر، وذكر فيه حديث الرؤيا، وَإِنما جعلتهما ترجمتين اقتداء بأبي عمر، لئلا نخل بترجمة ذكرها أحدهم، ولئلا يرى بعض الناس «زرارة بْن قيس» فيظن أننا لم نخرجه، فذكرناه وذكرنا أنهما واحد، ويغلب على ظني أنه
__________
[1] في الأصل، عد، وفي المطبوعة: عدا، والضبط من مستدرك تاج العروس.(2/103)
عير: زرارة أَبِي عمرو الذي تقدم وأخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم، لأن ذلك مجهول وصاحب هذه الوفادة مشهور من النخع، وأخرج أَبُو عمر هذا الحديث في زرارة بْن عمرو، وأخرجه أَبُو موسى في زرارة بْن قيس، وقد نسب الكلبي عمرو بْن زرارة كما ذكرناه أولًا، وقال: هو أول خلق اللَّه خلع عثمان وبايع عليًا، وأبوه زرارة الوافد عَلَى رَسُول اللَّهِ، والله أعلم.
وقد روى أَبُو موسى حديث عبد الرحمن بْن عابس، ونسب زرارة فقال: زرارة بْن قيس بْن عمرو، ومن قاله زرارة بْن عمرو فيكون قد نسبه إِلَى جده، ويفعلون ذلك كثيرًا، أو يكون قد اختلفوا في نسبه كما اختلفوا في نسب غيره.
1742- زرارة بن قيس الخزرجي
(ب) زرارة بْن قيس بْن الحارث بْن فهر بْن قيس بْن ثعلبة بْن عبيد بْن ثعلبة بْن غنم ابن مَالِك بْن النجار الْأَنْصَارِيّ الخزرجي، ثُمَّ النجاري، قتل يَوْم اليمامة.
أخرجه أَبُو عمر مختصرًا.
1743- زرارة بن كريم
(ع) زرارة بْن كريم بْن الحارث بْن عمرو السهمي، وقيل: زرارة بْن كرب، رَأَى النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ في حجة الوداع.
أخرجه أَبُو نعيم وقال: ذكره بعض المتأخرين، ولم يخرج له نسبًا، وقد تقدم ذكره في الحارث بْن عمرو السهمي.
قلت: لم يفرد ابن منده زرارة بْن كريم بترجمة فيما رأينا من نسخ كتابه، وَإِنما ذكره في الحارث بْن عمرو السهمي، وهو راوٍ لا غير، فإنه يروي عَنْ أبيه عَنْ جده يعني الحارث بْن عمرو، وليس له صحبة، وَإِنما الصحبة لجده الحارث، وهو من سهم باهلة، وهو سهم بْن عمرو بْن ثعلبة بْن غنم بْن قتيبة بْن معن، وولد قتيبة من باهله، والله أعلم.
1744- زرعة بن خليفة
(ب د ع) زرعة بْن خليفة. روى عنه مُحَمَّد بْن زياد الراسبي أَنَّهُ أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فعرض عليه الإسلام، فأسلم، وأنه سمع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقرأ في المغرب في السفر بالتين والزيتون، وإنا أنزلناه في ليلة القدر.
وروى محبوب بْن مسعود، عَنْ أَبِي المعذل الجرجاني، عَنْ أَبِي زرعة قال: وقرأ: قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ 112: 1 وقُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ 109: 1.
أخرجه الثلاثة.
1745- زرعة بن سيف
(ب د ع) زرعة بْن سيف بْن ذي يزن. قيل من أقيال اليمن، كتب إِلَيْه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.(2/104)
أخبرنا أبو جعفر عبيد الله بن أحمد بْنُ السَّمِينِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: وَقَدِمَ عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كِتَابُ مُلُوكِ حِمْيَرَ مَقْدَمُهُ مِنْ تَبُوكَ وَرَسُولُهُمْ إِلَيْهِ بِإِسْلامِهِمْ، قال: وبعث إليه زُرْعَةُ بْنُ ذِي يَزَنَ بِإِسْلامِهِ وَمُفَارَقَتِهِمُ الشِّرْكَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتابا:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، من مُحَمَّد رَسُول اللَّهِ إِلَى الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ كُلالٍ، وَإِلى نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ كُلالٍ، وَإِلَى النُّعْمَانِ قِيلَ ذِي رُعَيْنٍ وَمُعَافِرٍ، وَإِلى زُرْعَةَ بْنِ ذِي يَزَنَ، أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكُمُ اللَّهَ الَّذِي لا إِلَهَ إلا هو، أما بعد فقد وقع بنا رسولكم مقفلنا من أرض الروم فلقينا بالمدينة، فبلغ ما أرسلتم بِهِ، وَأَنْبَأَنَا بِإِسْلامِكُمْ وَقَتْلِكُمُ الْمُشْرِكِينَ وَإِنَّ اللَّهَ قد هداكم بهدايته، إن أصلحتم وأطعتم الله ورسوله وأقمتم الصلاة وأتيتم الزكاة وأعطيتم من الْمَغَانِمِ خُمُسَ اللَّهِ وَسَهْمَ النَّبِيِّ وَصَفِيَّهُ [1] وَذَكَرَ الزكاة، وهو كتاب طويل.
وقال: إِنَّ رَسُول اللَّهِ أَرْسَلَ إِلَى زُرْعَةَ بْنِ ذِي يَزَنَ: إِذَا أَتَاكُمْ رُسُلِي فَأُوصِيكُمْ بِهِمْ خيرا. أخرجه الثلاثة.
1746- زرعة الشقرى
(ب د ع) زرعة الشقري، كان اسمه أصرم فسماه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زرعة.
روى عنه أسامة بْن أخدري قال: قدم حىّ من شقيرة على النبي صلى الله عليه وسلم فيهم رجل ضخم يقال له أصرم قد ابتاع عبدًا حبشيًّا فقال: يا رَسُول اللَّهِ، سمه وادع لي فيه بالبركة، قال: ما اسمك،؟ قال: أصرم قال: بل أنت زرعة [2] . أخرجه الثلاثة.
1747- زرعة بن ضمرة
(د ع) زرعة بْن ضمرة العامري. من بنى عامر بن صعصعة، له ذكر، ولا تصح له صحبة ولا رؤية، روى عنه أَبُو الأسود الدئلي [3] .
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم مختصرًا.
1748- زرعة بْن عامر
زرعة بْن عامر بْن مازن بْن ثعلبة بْن هوازن بْن أسلم الأسلمي: صحب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قديمًا وشهد معه أحدًا، وهو أول من قتل يَوْم أحد من المسلمين. قاله ابن الكلبي.
1749- زرعة بن عبد الله البياضي
(س) زرعة بْن عَبْد اللَّهِ البياضي. روى روح بْن عبادة عَنِ ابْنِ جريج، عَنْ أَبِي الحوشب، عَنْ زرعة بْن عَبْد اللَّهِ أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قال: يحب الإنسان الحياة، والموت خير له من الفتن، ويحب كثرة المال وقلة المال أقل للحساب. أخرجه أَبُو موسى وقال: زرعة هذا قد روى عَنْ أسماء بنت عميس وعن التابعين.
__________
[1] الصفي: ما كان يأخذه رئيس الجيش ويختاره لنفسه من الغنيمة قبل القسمة.
[2] ينظر: 1- 79.
[3] ينظر المشتبه للذهبى: 292.(2/105)
1750- زرين بن عبد الله
(س) زرين بْن عَبْد اللَّهِ الفقيمي، قال ابن شاهين: هكذا في كتابي في موضعين، زاي قبل راء، وروى عَنْ سيف بْن عمر، عَنْ ورقاء بْن عبد الرحمن الحنظلي، عن زرين بن عبد الله الفقيمي: أنه وقد على رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من بني تميم، فأسلم، ودعا لَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولعقبه.
روى أَبُو معشر عَنْ يَزِيدَ بْنِ رومان وقال: وفد زرين بْن عَبْد اللَّهِ الفقيمي، من بني تميم عَلَى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال كلثوم بن أوفى بن زرين بْن عَبْد اللَّهِ:
جدي الذي مسح النَّبِيّ جبينه ... بيمينه وأنا الجواد السابق
أخرجه أَبُو موسى وقال: قيل: الصواب رزين. والله أعلم.
(باب الزاى والعين والفاء)
1751- زعبل
(س) زعبل. ذكره الخطيب [1] أَبُو بكر في المؤتنف، وروى بِإِسْنَادِهِ عَنْ مسلم بْن إِبْرَاهِيم، عَنِ الحارث بْن عبيد أَبِي قدامة، عَنْ زعبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تهادوا وتزاوروا، فإن الزيارة تنهت الود والهدية تسل السخيمة [2] . أخرجه أَبُو موسى.
زعبل: بفتح الزاي، وبالعين المهملة، والباء الموحدة المفتوحة، وآخره لام.
1752- زفر بن أوس
(د ع) زفر بْن أوس بْن الحدثان النصري، من بني نصر بْن معاوية، وقد تقدم نسبه عند أبيه [3] ، يقال: إنه أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا تعرف له صحبة ولا رؤية.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
1753- زفر بن حرثان
زفر بْن حرثان بْن الحارث بْن حرثان بْن ذكوان، وهو من بني كلفة بْن عوف بْن نصر بْن معاوية، وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قاله هشام بن الكلبي.
1754- زفر بن زيد
زفر بْن زيد بْن حذيفة. كان سيد بني أسد في وقته، وثبت عَلَى إسلامه حين ظهر طليحة وادّعى النبوة.
__________
[1] هو أحمد بن على بن ثابت البغدادي الحافظ، أحد الأئمة الأعلام، وصاحب تاريخ بغداد وغيره من المصنفات، وله في جمادى الآخرة سنة 392، وتوفى في ذي الحجة سنة 463. ينظر العبر: 3- 352، والوفيات: 1- 76.
[2] السخيمة: الحقد.
[3] ينظر: 1/ 167.(2/106)
1755- زفر بن يزيد
(د ع) زفر بْن يَزِيدَ بْن هاشم بْن حرملة، له ذكر في حديث.
أخرجه ابن مندة وأبو نعيم مختصرا.
1756- زكرة بن عبد الله
(ب س) زكرة بْن عَبْد اللَّهِ. ذكره أَبُو حاتم الرازي وَأَبُو الحسن العسكري في الأفراد، ونسبه أَبُو الْفَتْحِ الأزدي.
روى بقية بْن الْوَلِيد، عَنْ عمرو بْن عتبة، عَنْ أبيه، عَنْ زياد بْن سمية قال: سمعت زكرة يقول:
سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: لو أعرف قبر يحيى بن زكريا لزرته. أخرجه أبو عمرو أبو موسى.
1757- زكريا بن علقمة
(س) زكريا بْن علقمة الخزاعي. أورده ابن شاهين هكذا، وروى بِإِسْنَادِهِ عَنِ الزُّهْرِيّ، عَنْ عروة: أن زكريا بْن علقمة الخزاعي قال: بينما أنا جالس عند رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذ جاءه رجل من الأعراب، أعراب نجد، فقال: يا رَسُول اللَّهِ، هل للإسلام منتهى؟ فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أيما أهل بيت من العرب والعجم أراد اللَّه بهم خيرًا أدخل عليهم الإسلام، قال الأعرابي: ثم ماذا يا رَسُول اللَّهِ؟ قال: ثم تعودون أساود صبا، يضرب بعضكم رقاب بعض. كذا أورده في الترجمة وفي الحديث جميعًا في باب الزاي، وَإِنما هو كرز بْن علقمة، والحديث مشهور عَنِ الزُّهْرِيّ.
أخرجه أَبُو موسى.
أساود صبا، الأساود: الحيات، وَإِذا أراد [الأسود [1]] أن ينهش ارتفع ثم انصب عَلَى المنهوش.
وقيل يصب السم من فيه.
(باب الزاي والميم والنون)
1758- زمل بن عمرو
(ب د ع) زمل بْن عمرو، وقيل: زمل بْن ربيعة، وقيل: زميل بْن عمرو بن العنز بن خشاف ابن خديج بْن واثلة بْن حارثة بْن هند بْن حرام بْن ضنة بْن عبد بْن كبير بن عذرة بن سعد هذيم العذري، وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، روى هشام بْن الكلبي عَنِ الشرقي بْن القطامي، عَنْ مدلج بْن المقدام [2] العذري، عَنْ عمه، عمارة بْن جزي، قال: قال زمل: سمعت صوتًا من صنم ... وذكر الحديث.
__________
[1] عن النهاية.
[2] في الأصل والمطبوعة: المقداد، ينظر المشتبه للذهبى: 580، والقاموس المحيط.(2/107)
ولما وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وآمن به، عقد له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لواء عَلَى قومه، وكتب له كتابًا، ولم يزل معه ذلك اللواء حتى شهد به صفين مع معاوية، وقتل زمل يَوْم مرج راهط، ساق نسبه كما سقناه الكلبي والطبري.
أخرجه الثلاثة.
حرام: بالحاء والراء: وضنة: بكسر الضاد وبالنون. وخشاف: بفتح الخاء والشين المعجمتين.
وواثلة: بالثاء المثلثة. وكبير: بعد الكاف باء موحدة.
1759- زنباع بن سلامة
(ب د ع) زنباع بْن سلامة الجذامي، أبو روح بْن زنباع، قاله ابن منده وَأَبُو نعيم.
وقال أَبُو عمر: زنباع بْن روح [بْن زنباع] [1] الجذامي، يكنى أبا روح بابنه روح. كان ينزل فلسطين.
روى ابن جريج، عَنْ عَمْرو بْن شعيب، عَنْ أبيه عَنْ جده [2] عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن العاص: أن زنباعًا وجد غلامًا مع جاريته فقطع ذكره وجدع أنفه، فأتى العبد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فذكر له ذلك، فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ما حملك عَلَى ما فعلت؟ قال: فعل كذا وكذا. فقال النَّبِيّ للعبد: اذهب فأنت حر. أخرجه الثلاثة.
قلت: نسبه ابن منده وَأَبُو نعيم وأسقطا من نسبه، فإنه زنباع بْن روح بْن سلامة، وقد تقدم نسبه في روح، والله تعالى أعلم.
(باب الزاي والهاء والواو)
1760- زهرة بن حوية
(ب) زهرة بْن حوية بْن عَبْد اللَّهِ بن قتادة بن مرثد بْن معاوية بْن قطن بْن مالك بْن أزنم بْن جشم بْن الحارث بْن كعب بْن سعد بْن زيد مناة بْن تميم.
وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وفده ملك هجر، فأسلم.
وكان عَلَى مقدمة سعد في قتال الفرس. وقتل الجالينوس الفارسي بالقادسية وأخذ سلبه، فبلغ ثمنه عشرة آلاف درهم، وقيل: بل قتله كثير بْن شهاب. وقتل زهرة بالقادسية، أخرجه أَبُو عمر هكذا.
قلت: لم يقتل بالقادسية، وَإِنما بقي وعاش حتى كبر، وقتله شبيب بْن يَزِيدَ الخارجي بسوقِ حكمة [3] أيام الحجاج، قاله سيف والطبري والكلبي وابن حبيب والدار قطنى وغيرهم.
حوية: بفتح الحاء وكسر الواو، قاله سيف. وقال ابن إِسْحَاق: جوية بضم الجيم وفتح الواو.
وقال الدار قطنى: وقول سيف أصح.
__________
[1] لا توجد في الاستيعاب: 564.
[2] ينظر ميزان الاعتدال: 3- 263.
[3] سوقه حكمة: موضع بالكوفة.(2/108)
1761- زهير بن الأقمر
(س) زهير بْن الأقمر. أورده ابن شاهين في الصحابة.
روى عَمْرِو بْن مُرَّةَ، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن الحارث، عَنْ زهير بْن الأقمر قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِيَّاكُمْ وَالظُّلْمَ فَإِنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْم القيامة. أخرجه أَبُو موسى وقال: زهير تابعي، وَإِنما يروي هذا الحديث عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن عمرو بن العاص.
1762- زهير بن أبى أمية
(ب د ع) زهير بْن أَبِي أمية. مذكور في المؤلفة قلوبهم، قاله أَبُو عمر، وقال: فيه نظر، لا أعرفه، وقال ابن منده وَأَبُو نعيم: زهير بْن أَبِي أمية، وقيل: ابن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي أمية. ورويا عَنْ إسرائيل، عَنْ إِبْرَاهِيم بْن مهاجر، عَنْ مجاهد، عَنِ السائب قال: جاء بي عثمان وزهير بْن أَبِي أمية، فاستأذنا عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأذن لي، فدخلت عليه، فأثنيا علي عنده فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَا أعلم به منكما، ألم تكن شريكي في الجاهلية؟ فقلت: بلى، بأبي وأمي، فنعم الشريك كنت، لا تداري ولا تماري. قيل: هو زهير بْن أَبِي أمية بْن المغيرة بْن عَبْد اللَّهِ بْن عمر بْن مخزوم، أخو أم سلمة وابن عم خَالِد بْن الْوَلِيد بْن المغيرة، فإن كان هو فهو ابن عمة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمه عاتكة بنت عبد المطلب، وله في نقض الصحيفة التي كتبتها قريش. وبنو المطلب أثر كبير، ذكرناه في الكامل في التاريخ.
أخرجه الثلاثة.
1763- زهير بن أبى أمية
(د) زهير بْن أَبِي أمية. روى عنه السائب بن يزيد، قاله ابن منده، وروى عَنْ إسرائيل عَنْ إِبْرَاهِيم بْن مهاجر، عَنْ مجاهد قال: جاء عثمان بْن عفان وزهير بْن أَبِي أمية يستأذنان على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأثنيا، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أنا أعلم به منكما ... ثم ذكر الحديث. أخرجه ابن منده وحده. قلت: جعله ابن منده ترجمتين، هذا والذي قبله، وهما واحد لا شبهة فيه، وليس به خفاء. فهو ساق النسب واحدًا، والإسناد واحدًا والحديث واحدًا، فلا أدري لأي معنى أفرده، فلو خالف في بعض الأشياء لكان له بعض العذر، والله أعلم.
1764- زهير الأنماري
(ب) زهير الأنماري، وقيل: أَبُو زهير. شامي، روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الدعاء، روى عنه خالد ابن معدان.
أخرجه أبو عمر مختصرا.
1765- زهير الثقفي
(د ع) زهير الثقفي. روى عَبْد الْمَلِكِ بْن إِبْرَاهِيم بْن زهير الثقفي، عَنْ أبيه، عَنْ جده أَنَّهُ سمع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: إذا سميْتم فَعَبِّدوا. أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.(2/109)
1766- زهير بن أبى جبل
(ب ع س) زهير بْن أَبِي جبل، وقيل: عَبْد اللَّهِ، وقيل: مُحَمَّد بْن زهير بْن أَبِي جبل الشنوي، من أزد شنوءة.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى كِتَابَةً، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ، أخبرنا أبو نعيم، أخبرنا محمد بن بْنُ حُمَيْدٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ بُهْلُولٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ أَبِي جَبَلٍ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: مَنْ رَكِبَ الْبَحْرَ حِينَ يَرْتَجُّ [1] فَلا ذِمَّةَ لَهُ، وَمَنْ بَاتَ عَلَى ظَهْرِ بَيْتٍ لَيْسَ عَلَيْهِ إِجَّارٌ [2] ، فَمَاتَ، فَلا ذِمَّةَ لَهُ.
رَوَاهُ هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ قَالَ: كُنَّا بِفَارِسَ، وَعَلَيْنَا أَمِيرٌ يُقَالُ لَهُ: زُهَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، فَرَأَى إِنْسَانًا فَوْقَ بَيْتٍ لَيْسَ حَوْلَهُ شَيْءٌ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ.
وَرَوَاهُ غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ فَقَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ زُهَيْرِ بْنِ أَبِي جَبَلٍ. أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ وَأَبُو عُمَرَ وَأَبُو مُوسَى، وقَالَ أَبُو عُمَرَ: زُهَيْرُ بْنُ عبد الله بن أبى جبل.
1767- زهير بن خطامة
(د ع) زهير بْن خطامة الكناني خرج وافدًا إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فآمن به، وسأله أن يحمي له أرضه، تقدم ذكره في اسم أخيه الأسود [3] .
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
1768- زهير بْن خيثمة
زهير بْن خيثمة بْن أَبِي حمران، وهو جد زهير بْن معاوية الكوفي، قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الليلة التي توفي فيها، فنزل عَلَى أَبِي بكر الصديق رضي اللَّه عنه، ذكره هكذا أَبُو أحمد العسكري.
1769- زهير بن صرد
(ب د ع) زهير بْن صرد أَبُو صرد، وقيل: أَبُو جرول الجشمي السعدي، من بني سعد بْن بكر. سكن الشام، قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد قومه من هوازن لما فرغ من حنين، ورسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حينئذ بالجعرانة [4] يميز الرجال من النساء في سبي هوازن.
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أحمد بإسناده عن يونس بن بكير، عن ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحُنَيْنٍ، فَلَمَّا أَصَابَ مِنْ هَوَازِنَ مَا أَصَابَ مِنْ أَمْوَالِهِمْ وَسَبَايَاهُمْ، أَدْرَكَهُ وَفْدُ هَوَازِنَ بِالْجِعْرَانَةِ، وَقَدْ أسلموا، فقالوا: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، إِنَّا أَصْلٌ وَعَشِيرَةٌ، فَامْنُنْ عَلَيْنَا مَنَّ اللَّهُ عَلَيْكَ، وَقَامَ خَطِيبُهُمْ زُهَيْرُ بْنُ صُرَدَ، فَقَالَ: يا رسول الله، إنما سبيت منا
__________
[1] يرتج: يضطرب.
[2] الإجار: سطح ليس عليه سترة.
[3] ينظر: 1- 101.
[4] منزل بين الطائف ومكة، وهي إلى مكة أقرب.(2/110)
عَمَّاتِكَ وَخَالاتِكَ وَحَوَاضِنَكَ اللَّاتِي كَفَلْنَكَ، وَلَوْ أَنَّا ملحنا [1] للحارث بن أبى شمر بن والنعمان بن المنذر [2] ، ثم نزل ما أَحَدُهُمَا بِمِثْلِ مَا نَزَلْتَ بِهِ، لَرَجَوْنَا عَطْفَهُ وَعَائِدَتَهُ [3] وَأَنْتَ خَيْرُ الْمَكْفُولِينَ، ثُمَّ أَنْشَدَهُ أَبْيَاتًا قَالَهَا:
امْنُنْ عَلَيْنَا رَسُول اللَّهِ فِي كَرَمِ ... فَإِنَّكَ الْمَرْءُ نَرْجُوهُ وَنَدَّخِرُ
امْنُنْ عَلَى بَيْضَةٍ اعْتَافَهَا [4] قَدَرُ ... مُمَزَّقٌ شَمْلُهَا فِي دَهْرِهَا غِيَرُ
أَبْقَتْ لَنَا الْحَرْبُ تَهْتَانَا عَلَى حَزَنِ ... عَلَى قُلُوبِهِمُ الْغَمَّاءُ وَالْغَمَرُ
إِنْ لَمْ تُدَارِكْهَا نَعْمَاءُ تَنْشَرُهَا ... يَا أَرْجَحَ النَّاسِ حِلْمًا حِينَ يَخْتَبِرُ
امْنُنْ عَلَى نِسْوَةٍ قَدْ كُنْتَ تَرْضَعُهَا ... إِذْ فُوكَ يَمْلَؤُهُ مِنْ مَحْضِهَا دِرَرُ
إِذْ كُنْتَ طفلا صغيرا كنت ترضعها ... وإذ يَزِينُكَ مَا تَأْتِي وَمَا تَذَرُ
لا تَجْعَلَنَا كَمَنْ شَالَتْ نَعَامَتُهُ [5] ... وَاسْتَبَقَ مِنَّا فَإِنَّا مَعْشَرٌ زُهُرُ
إِنَّا لَنَشْكُرُ آلاءَ وَإِنْ كُفِرَتْ ... وَعِنْدَنَا بَعْدَ هَذَا الْيَوْمِ مُدَّخَرُ
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: فقال رسول الله: نِسَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ أَحَبُّ إِلَيْكُمْ أَمْ أَمْوَالُكُمْ؟ فَقَالُوا: يا رَسُول اللَّهِ، خَيَّرْتَنَا بَيْنَ أَحَسَابِنَا وَبَيْنَ أَمْوَالِنَا، أَبْنَاؤُنَا وَنِسَاؤُنَا أَحَبُّ إِلَيْنَا: فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَمَّا مَا كَانَ لِي وَلِبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَهُوَ لَكُمْ، وَإِذَا أَنَا صَلَّيْتُ بِالنَّاسِ فَقُومُوا فَقُولُوا: إِنَّا نَسْتَشْفِعُ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمُسْلِمِينَ، وَبِالْمُسْلِمِينَ إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَبْنَائِنَا وَنِسَائِنَا، فَسَأُعْطِيكُمْ عِنْدَ ذَلِكَ وَأَسْأَلُ لَكُمْ. فَلَمَّا صَلَّى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنَّاسِ الظُّهْرَ، قَامُوا فَقَالُوا مَا أَمَرَهُمْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم. فقال رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
مَا كَانَ لِي وَلِبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَهُوَ لَكُمْ، فَقَالَ الْمُهَاجِرُونَ: مَا كَانَ لَنَا فَهُوَ لِرَسُولِ اللَّهِ. وَقَالَتِ الأَنْصَارُ:
ما كان لنا فهو لرسول الله، فَقَالَ الأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ: أَمَّا أَنَا وَبَنُو تَمِيمٍ فَلا، وقَالَ عَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ السُّلَمِيُّ: أَمَّا أَنَا وَبَنُو سُلَيْمٍ فَلا، فَقَالَتْ بَنُو سُلَيْمٍ: بَلَى، مَا كَانَ لَنَا فَهُوَ لِرَسُولِ الله صلّى الله عليه وسلم: وقال عيينة ابن حِصْنٍ: أَمَّا أَنَا وَبَنُو فَزَارَةَ فَلا. فَقَالَ رَسُول اللَّهِ: مَنْ أَمْسَكَ بِحَقِّهِ مِنْكُمْ فَلَهُ بِكُلِّ إِنْسَانٍ سِتٌّ فَرَائِضَ [6] مِنْ أَوَّلِ فَيْءٍ نُصِيبُهُ. فَرَدُّوا إِلَى النَّاسِ نِسَاءَهُمْ وَأَبْنَاءَهُمْ. أَخْرَجَهُ الثلاثة.
1770- زهير بن عاصم
(د ع) زهير بْن عاصم بْن حصين. وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، له ذكر في حديث حصين بْن مشمت [7] .
أخرجه ابن مندة وأبو نعيم مختصرا.
__________
[1] ملحنا: أرضعنا.
[2] الحارث ملك الشام من العرب، والنعمان ملك العراق من العرب.
[3] العائدة: الفضل.
[4] في الاستيعاب 520: قد عافها.
[5] يقال: شالت نعامتهم، إذا ماتوا وتفرقوا، والنعامة: الجماعة.
[6] الفرائض: جمع فريضة، وهو البعير المأخوذ في الزكاة، سمى فريضة، لأنه فرض واجب على رب المال، ثم اتسع فيه حتى سمى البعير فريضة في غير الزكاة.
[7] ينظر: 2- 25.(2/111)
1771- زهير بن عبد الله
(س) زهير بْن عَبْد اللَّهِ، وقيل: ابن أَبِي جبل. تقدم في زهير بْن أَبِي جبل.
أخرجه أبو موسى.
1772- زهير بن عبد الله بن جدعان
(س) زهير بْن عَبْد اللَّهِ بْن جدعان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة التيمي، أبو مليكة، قال ابن شاهين: هو صحابي، روى عَنْ أَبِي بكر الصديق، روى ابن جريج، عَنِ ابن أَبِي مليكة، عَنْ أبيه، عَنْ جده، عَنْ أَبِي بكر أن رجلًا عض يد رجل فسقط سنه، فأبطلها أَبُو بكر.
أخرجه أبو موسى.
1773- زهير بن عثمان
(ب د ع) زهير بْن عثمان الثقفي. سكن البصرة، روى عنه الحسن البصري.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَلِيٍّ الأَمِينُ الصُّوفِيُّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى، أَخْبَرَنَا عَفَّانُ، أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثَمْانَ الثَّقَفِيِّ، عَنْ رَجُلٍ أَعْوَرَ مِنْ ثَقِيفٍ- قَالَ قَتَادَةُ: إِنْ لَمْ يَكُنِ اسْمُهُ: زُهَيْرَ بْنَ عُثْمَانَ، فَلا أَدْرِي مَا اسْمُهُ- قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْوَلِيمَةُ أَوَّلَ يَوْمٍ حَقٌّ، وَالثَّانِي مَعْرُوفٌ، وَالثَّالِثُ سُمْعَةٌ وَرِيَاءٌ. أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
قلت: وروى ابن منده في هذه الترجمة حديث هشام الدستوائي، عَنْ أَبِي عمران الجوني، قال: كنا بفارس، وعلينا أمير يقال زهير بْن عَبْد اللَّهِ، فأبصر إنسانًا فوق البيت ليس حوله شيء، فَحَدَّثَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قال: من بات عَلَى إجار، أو سطح بيت، ليس حوله شيء يرد رجله، فقد برئت منه الذمة.
أورد ابن منده هذا الحديث في هذه الترجمة، وليس منها في شيء، وأورده أَبُو نعيم وَأَبُو عمر في ترجمة زهير بْن أَبِي جبل، وقد تقدم هناك وهو الصحيح، وقد أخرج ابن منده وَأَبُو نعيم ترجمة زهير الثقفي غير منسوب، فلا أعلم هل هما واحد أو اثنان؟ والله أعلم.
أخرجه الثلاثة.
1774- زهير بن العجوة
زهير بْن العجوة، وقيل: زهير المعروف بالعجوة، قتل يَوْم حنين مسلمًا. ذكره أَبُو عمر في ترجمة أخيه خراش السلمي [1] مدرجًا، نقلته من خط الأشيري.
1775- زهير بن علقمة البجلي
(ب د ع) زهير بْن علقمة البجلي، وقيل: النخعي، وقيل: زهير بْن أَبِي علقمة، سكن الكوفة، روى إياد بْن لقيط، عنه: أن امرأة جاءت إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بابن لها قد مات، فقالت: يا رسول الله،
__________
[1] كذا، وإنما ذكره أبو عمر في ترجمة أبى خراش الهذلي، ينظر الاستيعاب: 1636.(2/112)
قد مات لي ابنان، فقال: لقد احتظرت من النار حظارًا [1] شديدًا قال البخاري: زهير بْن علقمة هذا ليست له صحبة، وقد ذكره غيره في الصحابة.
أخرجه الثلاثة، إلا أن ابن منده قال: زهير بْن علقمة، وقال بعضهم: زهير بْن طهفة الكندي، وهما واحد.
1776- زهير بن علقمة
(س) زهير بْن علقمة، وقيل: ابن أَبِي علقمة. قال الطبراني: ثقفي، وقال أَبُو نعيم: بجلي.
أخرجه أَبُو موسى، وروى ما أَخْبَرَنَا به أَبُو موسى هذا إجازة، أَخْبَرَنَا أَبُو علي، أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم، أَخْبَرَنَا حبيب بْن الحسن (ح) قال أَبُو موسى: وأَخْبَرَنَا أَبُو غالب الكوشيدي، ونوشروان قالا:
أَخْبَرَنَا أَبُو بكر بْن ريذة [2] أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم الطبراني، قالا: حدثنا عمر بن حفص السدوسي، أخبرنا عاصم بْن علي (ح) قال أَبُو الْقَاسِم: وحدثنا مُحَمَّد بْن علي الصائغ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُور (ح) قال أَبُو الْقَاسِم: وحدثنا الحضرمي، أَخْبَرَنَا جَعْفَر بْن حميد، قَالُوا: حدثنا عبيد اللَّه بْن لقيط، أَخْبَرَنَا إياد، عَنْ زهير بْن علقمة، قال: جاءت امرأة من الأنصار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في ابن لها مات، فكان القوم عنفوها [3] ، فقالت: يا رَسُول اللَّهِ، إنه مات لي ابنان منذ دخلت في الإسلام سوى هذا، فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والله لقد احتظرت من النار احتظارًا شديدًا.
وفي رواية: الحسين بْن زهير بْن أَبِي علقمة. أخرجه أَبُو موسى.
قلت: هذا زهير بْن علقمة قد أخرجه ابن منده. والحديث الذي ذكره أَبُو موسى أيضًا، وقد تقدم، ولم يزد أَبُو موسى إلا أَنَّهُ قال عَنِ الطبراني: إنه ثقفي. والحديث والإسناد يدل أنهما واحد، والله أعلم.
1777- زهير بن أبى علقمة
(ع س) زهير بن أبى علقمة الضبعي. نزل الكوفة روى خلاد بْن يحيى، عَنْ سفيان، عَنْ أسلم المنقري، عَنْ زهير بْن أبى علقمة قَالَ: رَأَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم رجلا سيئ الهيئة، قال: ألك مال؟
قال: نعم، من كل أنواع المال. قال: فلير عليك، فإن اللَّه يحب أن يرى أثره عَلَى عبده حسنًا، ولا يحب البؤس ولا التباؤس.
وروى عَلَى بْن قادم، عَنْ سفيان فقال: زهير الضبابي. أخرجه أبو نعيم وأبو موسى.
1778- زهير علقمة الفرعى
(د) زهير بْن علقمة الفرعي. عداده في أهل الرملة، روى أَبُو شبيب أبان بْن السري، عَنْ سليمان بْن الجعد، مولى الفرع، قال: حدثني أبوك السري بْن عبد الرحمن- وكان وصيّ الفارعة- أن الفارعة
__________
[1] يعنى احتمت بحمى عظيم من النار، تقيها حرها.
[2] في المطبوعة: زيدة.
[3] التعنيف: التوبيخ والتقريع.(2/113)
بنت عبد الرحمن بْن المنذر بْن زهير كانت تقول: عَنْ أبيها عَنْ جدها زهير، وكان من أصحاب النبي.
صلى الله عليه وسلم، وكانت كيشة أخت زهير تحت معاوية، ولا أراها ذكرت إلا عَنْ أبيها عَنْ جدها، والله أعلم.
أخرجه ابن مندة.
1779- زهير بن عمرو
(ب د ع) زهير بْن عمرو الهلالي، من هلال بْن عامر بْن صعصعة وقيل: إنه باهلي، ويقال:
النصري، من بني نصر بْن معاوية، سكن البصرة، روى عنه أَبُو عثمان النهدي.
روى سليمان التيمي، عَنْ أَبِي عثمان، عَنْ عامر بْن مالك، عَنْ قبيصة بْن مخارق، وزهير بْن عمرو قالا: لما نزلت وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ [1] 26: 214 صعد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رضمة [2] من جبل، فعلا أعلاها حجرًا فنادى: يا بني عبد مناف، إني نذير، إنما مثلي ومثلكم كمثل رجل رَأَى العدو فانطلق يربأ [3] أهله، فخشي أن يسبقوه إليهم، فنادى: يا صباحاه.
كذا روى حماد بْن مسعدة، عَنْ سليمان التيمي، عَنْ أَبِي عثمان، عَنْ عامر بن مالك. وخالفه غيره، منهم: معتمر بْن سليمان، فلم يذكروا «عامر بن مالك» في الإسناد. أخرجه الثلاثة،
1780- زهير بن عياض
(ع س) زهير بْن عياض الفهري، من بني الحارث بْن فهر بْن مالك بْن النضر بْن كنانة القرشي الفهري.
أَخْبَرَنَا أَبُو موسى إِجَازَةً، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُقْرِي، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْغَنِيِّ بْنُ سَعِيدٍ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَنَا ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَرْسَلَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِقْيَسَ بْنَ صُبَابَةَ وَمَعَهُ زُهَيْرُ بْنُ عِيَاضٍ الْفِهْرِيُّ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، وَكَانَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ وَحَضَرَ أُحُدًا، إِلَى بَنِي النَّجَّارِ فَجَمَعُوا لِمِقْيَسٍ دِيَةَ أَخِيهِ، فَلَمَّا صَارَتِ الدِّيَةُ إِلَيْهِ وَثَبَ عَلَى زُهَيْرِ بْنِ عِيَاضٍ فَقَتَلَهُ، وَارْتَدَّ إِلَى الشِّرْكِ [4] .
أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ وَأَبُو مُوسَى.
1781- زهير بن غزية
(ب) زهير بْن غزية بْن عمرو بْن عتر بْن معاذ بْن عمرو بْن الحارث بْن معاوية بْن بكر بْن هوازن، صحب النبي صلّى الله عليه وسلم. ذكره الدار قطنى في باب: عتر، وذكره الطبري: زهير بْن غزية.
أخرجه أَبُو عمر.
عتر: بكسر العين المهملة، وسكون التاء فوقها نقطتان. وغزيّة: بفتح الغين المعجمة.
__________
[1] الشعراء: 214.
[2] الرضمة: صخور بعضها على بعض.
[3] أي يحفظهم من عدوهم، ومنه الربيئة وهو العين الّذي ينظر للقوم لئلا يدهمهم عدو، ولا يكون إلا على جبل أو شرف ينظر منه.
[4] ينظر ترجمة نميلة فيما يأتى، وجوامع السيرة: 205، 232.(2/114)
1782- زهير بن قرضم
(ب) زهير بْن قرضم بْن الجعيل المهري، من مهرة بْن حيدان، بطن من قضاعة، وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فكان يكرمه لبعد مسافته. وقاله الطبري هكذا: زهير بْن قرضم، وقال مُحَمَّد بْن حبيب: هو ذهبن ابن قرضم بْن الجعيل، وقال الدارقطني: ذهبن، بالذال المعجمة والباء الموحدة والنون، وقد تقدم في ذهبن والله أعلم.
أخرجه أَبُو عمر.
1783- زهير بن قيس البلوى
زهير بْن قيس البلوي. قال أَبُو نصر ابن ماكولا: يقال: إن له صحبة، وهو جد زاهر بن قيس ابن زهير بْن قيس، وكان زاهر ولي برقة لهشام بن عبد الملك، وقبره ببرقة.
1784- زهير بن مخشى
(س) زهير بْن مخشي: روى إِسْمَاعِيل بْن أَبِي خَالِد الأودي [1] ، عَنْ أبيه عَنْ جده، قَالَ: وفد عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زهير بْن مخشي، وله صحبة من رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم.
أخرجه أبو موسى مختصرا.
1785- زهير بن معاوية
(ع س) زهير بْن معاوية الجشمي. يكنى أبا أسامة، شهد الخندق.
أخرجه أَبُو نعيم وأبو موسى ولم يخرجا له شيئا.
1786- زهير النميري
(س) زهير النميري، ذكره ابن أَبِي علي، وَإِنما هو أَبُو زهير، أوردوا حديثه في الكنى.
أخرجه أبو موسى مختصرا.
1787- زوبعة الجنى
(س) زوبعة الجني، قال أَبُو موسى: ذكرناه اقتداء بالدارقطني، لأنه ذكر رواية سمحج الجني في الخماسيات، وروى أَبُو موسى حديث زر بْن حبيش عَنِ ابن مسعود قال: هبطوا عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يقرأ القرآن ببطن نخلة [2] فلما سمعوه قَالُوا أنصتوا، وكانوا سبعة، أحدهم زوبعة.
ولو لم نشرط أننا لا نترك ترجمة لتركنا هذه وأمثالها.
__________
[1] في الإصابة: الأزدي.
[2] موضع بين مكة والطائف.(2/115)
(باب الزاى والياء)
1788- زياد الأخرش
(ع س) زياد الأحرش، وقيل: زياد بْن الأحرش [1] بْن عمرو الجهني، وقيل: زيادة بْن عمرو الجهني، حليف بني ساعدة، ذكر ابن شاهين في تسمية من شهد بدرا من الأنصار، ثم من بنى ساعدة ابن كعب بْن الخزرج: زيادة [2] بْن عمرو الجهني، حليف لهم من جهينة، ورواه فاروق [3] الخطابي بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابن شهاب: زياد بْن الأحرش [1] بْن عمرو.
أخرجه أَبُو نعيم وَأَبُو موسى.
1789- زياد أبو الأغر
(ع) زياد أَبُو الأغر النهشلي، كان ينزل البصرة. روى حديثه ابن ابنه غسّان [4] بن الأغر ابن زياد النهشلي، عَنْ أبيه، عَنْ جده زياد: أَنَّهُ قدم بعير له إِلَى المدينة وهي تحمل طعامًا، فلقيه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. الحديث، ونذكره في زياد النهشلي إن شاء اللَّه تَعَالى.
أَخْرَجَهُ أَبُو نعيم.
1790- زياد بن جارية
(س) زياد بْن جارية التميمي.
أَخْبَرَنَا يحيى بْنُ مَحْمُودِ بْنِ سَعْدٍ الثَّقَفِيُّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبُّودٍ أَبُو جَعْفَرٍ ثِقَة، أَخْبَرَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُدْرَكُ بْنُ سَعْدٍ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ حَلْبَسٍ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، فَدَخَلَ عَلَيْنَا زِيَادُ بْنُ جَارِيَةَ، فَقَالَتْ لَهُ أُمُّ الدَّرْدَاءِ: حَدِيثُكَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْأَلَةِ كَيْفَ هُوَ؟ هَذَا الْقدرُ ذَكَرَهُ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ، وَتَمَامَهُ فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: مَنْ سَأَلَ وَعِنْدَهُ مَا يُغْنِيهِ فَإِنَّمَا يَسْتَكْثِرُ مِنْ جَمْرِ جَهَنَّمَ، قَالُوا: وَمَا يُغْنِيهِ يَا رَسُول اللَّهِ؟ قَالَ. مَا يُغَدِّيهِ وَيُعَشِّيهِ. أخرجه أبو نعيم وأبو موسى.
1791- زياد بن الجلاس
(د ع) زياد بْن الجلاس، يعد في أعراب البصرة، روى حديثه أولاده عنه قال: أخذنا أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فربطونا بالحبال، ثُمَّ ذكر الحديث، أَخْرَجَهُ ابْن منده وَأَبُو نعيم مختصرًا.
1792- زياد بْن جهور
زياد بن جهور: وقال الأمير أَبُو نصر: وأما ناتل- بعد الألف تاء معجمة باثنتين من فوقها- فهو ناتل
__________
[1] في المطبوعة: الأخرس.
[2] في الأصل والمطبوعة: زياد.
[3] هو أبو حفص فاروق بن عبد الكبير الخطابي، محدث البصرة، توفى بعد سنة 361، ينظر العبر: 2- 357.
[4] في الأصل والمطبوعة: حسان، وينظر ترجمة الحصين بن أوس، وترجمة زياد النهشلي، والإصابة.(2/116)
ابن زياد بْن جهور، قال: حدثني أَبِي زياد بْن جهور: أَنَّهُ ورد عليه كتاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وذكره أيضًا أَبُو أحمد العسكري مثله [1] .
1793- زياد بن الحارث
(ب د ع) زياد بْن الحارث الصدائي، وصداء حي من اليمن، نزل مصر وهو حليف بنى الحارث ابن كعب بْن مذحج، بايع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأذن بين يديه، وجهز النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جيشًا إِلَى قومه صداء، فقال: يا رَسُول اللَّهِ، أرددهم وأنا لك بإسلامهم. فرد الجيش وكتب إليهم، فجاء وفدهم بإسلامهم، فقال: إنك مطاع في قومك يا أخا صداء. فقال: بل اللَّه هداهم. قال: ألا تؤمرني عليهم؟ قال:
بلى، ولا خير في الإمارة لرجل مؤمن. فتركها. أَخْبَرَنَا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن مِهْرَانَ الْفَقِيهُ وَغَيْرُ وَاحِدٍ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا هَنَّادٌ، أَخْبَرَنَا عبدة وَيَعْلَى، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ نُعَيْمٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ زِيَادِ بْنِ الْحَارِثِ الصُّدَائِيِّ قَالَ: أَمَرَنِي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أُؤَذِّنَ فِي صَلاةِ الْفَجْرِ، فَأَذَّنْتُ، فَأَرَادَ بِلالٌ أَنْ يُقِيمَ، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ أَخَا صُدَاءٍ أَذَّنَ، وَمَنْ أَذَّنَ فهو يقيم. أخرجه الثلاثة.
1794- زياد بن حذرة
(ب س) زياد بْن حذرة بْن عمرو بْن عدي، أَتَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمَ عَلَى يده، فدعا له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، روى عنه ابنه تميم بْن زياد.
روى جميع بْن ثمل [2] بْن زياد بْن حذرة بْن عمرو بْن عدي، عَنْ أبيه حديث أبيه زياد بْن حذرة قال:
أتانا أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يدعوننا إِلَى الإسلام، ونحن نفر منهم، فأدركونا فربطوا نواصينا وجاءوا بِنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سبي بلعنبر، فأسلمنا عنده، ودعا لنا، ومسح رأس زياد ودعا له.
أخرجه أَبُو عمر وَأَبُو موسى إلا أن أبا عمر ضبط حذرة بالحاء المهملة، والذال المعجمة، وضبطه أَبُو موسى: خذرة بالخاء المعجمة، أو حدرة بالحاء والدال المهملتين.
1795- زياد بن حنظلة
(ب) زياد بْن حنظلة التميمي. وهو الذي بعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى قيس بْن عاصم والزبرقان بْن بدر، ليتعاونا عَلَى مسيلمة وطليحة والأسود، وقد عمل لرسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان منقطعًا إِلَى علي، رضي اللَّه عنه، وشهد معه مشاهده كلها.
أخرجه أَبُو عمر وقال: لا أعلم له رواية.
1796- زياد بن سبرة
(ع س) زياد بْن سبرة اليعمري.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْمَدِينِيُّ كِتَابَةً، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الله وعبد الرحمن
__________
[1] في الإصابة: صوابه زيادة. بزيادة هاء.
[2] كذا في الأصل والمطبوعة.(2/117)
ابن مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ قَالا: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ عَنْ أَحْمَدَ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَرْوَزِيِّ، أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ عِيسَى بْنِ يَزِيدَ الْكِنَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ حُذَيْفَةَ أَنَّ زياد بن سبرة اليعسرى قَالَ: أَقْبَلْتُ مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى وَقَفَ عَلَى نَاسٍ مِنْ أَشْجَعَ وَجُهَيْنَةَ، فَمَازَحَهُمْ وَضَحِكَ مَعَهُمْ، فَوَجَدْتُ فِي نَفْسِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُول اللَّهِ، تُضَاحِكُ أَشْجَعَ وَجُهَيْنَةَ؟ فَغَضِبَ وَرَفَعَ يَدَيْهَ فَضَرَبَ بِهِمَا مَنْكِبِي، ثُمَّ قَالَ: أَمَا إِنَّهُمْ خَيْرٌ مِنْ بَنِي فَزَارَةَ، وَخَيْرٌ مِنْ بَنِي الشَّرِيدِ، وَخَيْرٌ مِنْ قومك، أولاء استغفروا للَّه عَزَّ وَجَلَّ. فَلَمَّا كَانَ الرِّدَّةُ لَمْ يَبْقَ من أولئك الذين خَيَّرَ عَلَيْهِمْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدٌ إِلا ارْتَدَّ، وَجَعَلْتُ أَتَوَقَّعُ رِدَّةَ قَوْمِي، فَأَتَيْتُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: لا تَخَافَنَّ، أَمَا سَمِعْتَهُ يَقُولُ: أُولاءِ اسْتَغْفَرُوا اللَّهَ تَعَالَى؟ هَذَا لَفْظُ رِوَايَةِ أَبِي نعيم. أخرجه أبو نعيم وأبو موسى.
1797- زياد مولى سعد
(د ع) زياد مولى سعد، رأى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
روى الواقدي، عَنْ أَبِي بكر بْن أَبِي شيبة، عَنِ الحليس بْن هاشم بْن عتبة بْن أَبِي وقاص، عَنْ زياد مولى سعد بْن أَبِي وقاص، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم أوضع [1] في وادي محسر.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
1798- زياد بن سعد السلمي
زياد بْن سعد السلمي، ذكره ابن قانع في الصحابة، وروى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَر بْن الزَُبَيْر، عن زياد ابن سعد السلمي قال: حضرت مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في بعض أسفاره، وكان لا يراجع بعد ثلاث، هكذا جعله ابن قانع في الصحابة، والمشهور بالصحبة أبوه وجده، ذكره الأشيري الأندلسى.
1899- زياد بن السكن
(ب د ع) زياد بْن السكن بْن رافع بْن امرئ القيس بْن زيد بْن عبد الأشهل الأنصاري الأوسي الأشهلي، يجتمع هو وسعد بْن معاذ في امرئ القيس، قتل يَوْم أحد شهيدًا.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ [يَحْيَى بْنُ [2]] أَسْعَدَ بْنِ يحيى بن أسعد بْن بَوْشٍ الأَزَجِيُّ إِذْنًا، أَخْبَرَنَا أَبُو غَالِبِ بن البناء، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الآبْنُوسِيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بن محمد بن الفتح الجلِّيّ الْمِصِّيصِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو يُوسُفَ مُحَمَّدُ بْنُ سُفْيَانَ بْنِ مُوسَى الصَّفَّارُ الْمِصِّيصِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عُثْمَانَ سعيد ابن رَحْمَةَ بْنِ نُعَيْمٍ الأَصْبَحِيُّ [3] ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الْحُصَيْنِ بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ عَمْرِو بْنِ يَزِيدَ بْنِ السَّكَنِ: أَنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا أَلْحَمَهُ [4] الْقِتَالُ يَوْمَ أُحُدٍ وَخَلَصَ إِلَيْهِ وَدَنَا مِنْهُ الأَعْدَاءُ، ذَبَّ عنه مصعب بن عمير حتى قتل
__________
[1] أوضع الراكب بعيره: إذا حمله على سرعة السير، ومحسر: واد بين منى ومزدلفة.
[2] عن ترجمة سالم مولى أبى حذيفة، وينظر العبر للذهبى: 4- 283، والمشتبه: 100.
[3] ينظر ميزان الاعتدال: 2- 135.
[4] ألحم الرجل واستلحم: إذا نشب في الحرب فلم يجد له مخلصا، وألحمه غيره فيها.(2/118)
وَأَبُو دُجَانَةَ سِمَاكُ بْنُ خَرَشَةَ، حَتَّى كَثُرَتْ فِيهِ الْجِرَاحُ وَأُصِيبَ وَجْهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَثُلِمَتْ رَبَاعِيَتُهُ، وَكُلِمَتْ [1] شَفَتُهُ، وَأُصِيبَتْ وَجْنَتَهُ، وَكَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ ظَاهَرَ [2] بَيْنَ دِرْعَيْنِ، فَقَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يَبِيعُ لَنَا نَفْسَهُ؟ فَوَثَبَ فِئَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ خَمْسَةٌ، مِنْهُمْ: زِيَادُ بْنُ السَّكَنِ، فَقَاتَلُوا، حَتَّى كَانَ آخِرُهُمْ زِيَادَ بْنَ السَّكَنِ، فَقَاتَلَ حَتَّى أُثْبِتَ [3] ، ثُمَّ ثَابَ إِلَيْهِ نَاسٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَقَاتَلُوا عَنْهُ حَتَّى أَجْهَضُوا عَنْهُ الْعَدُوَّ، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِزِيَادِ بْنِ السَّكَنِ: ادْنُ [4] مِنِّي. وَقَدْ أَثْبَتَتْهُ الْجِرَاحَةُ، فَوَسَدَهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدَمَهُ حَتَّى مَاتَ عَلَيْهَا.
ورواه الطبري، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حميد، عَنْ سلمة، عَنِ ابن إِسْحَاق، عَنِ الْحُصَيْنُ بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ عَمْرو بن يزيد بن السكن، قال: فقام زياد بْن السكن في نفر خمسة مِنَ الأَنْصَارِ، وَبَعْضِ النَّاسِ يَقُولُ: إِنَّمَا هُوَ عمارة بْن زياد بْن السكن عَلَى ما نذكره إن شاء اللَّه تَعَالى.
وأَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر عبيد اللَّه بْن أحمد بإسناده عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، عَنِ الحصين، عَنْ محمود فقال: زياد بْن السكن. أخرجه الثلاثة.
1800- زياد بن سمية
(ب ع س) زياد بْن سمية، وهي أمه، قيل: هو زياد بْن أَبِي سفيان صخر بْن حرب بْن أمية بْن عبد شمس بْن عبد مناف، وهو المعروف بزياد بْن أبيه، وبزياد بْن سمية، وهو الذي استلحقه معاوية بْن أَبِي سفيان، وكان يقال له قبل أن يستلحقه: زياد بْن عبيد الثقفي، وأمه سمية جارية الحارث بْن كلدة وهو أخو أَبِي بكرة [5] لأمه، يكنى أبا المغيرة، ولد عام الهجرة، وقيل: ولد قبل الهجرة، وقيل:
ولد يَوْم بدر، وليست له صحبة ولا رواية.
وكان من دهاة العرب، والخطباء الفصحاء، واشترى أباه عبيدًا بألف درهم فأعتقه، واستعمله عمر ابن الخطاب، رضي اللَّه عنه، عَلَى بعض أعمال البصرة، وقيل: استخلفه أَبُو موسى وكان كاتبًا له. وكان أحد الشهود عَلَى المغيرة بْن شعبة مع أخويه أَبِي بكرة ونافع، وشبل بْن معبد، فلم يقطع بالشهادة، فحدهم عمر ولم يجده وعزله، فقال: يا أمير المؤمنين، أخبر الناس أنك لم تعزلني لخزية. فقال: ما عزلتك لخزية، ولكن كرهت أن أحمل عَلَى الناس فضل عقلك.
ثم صار مع علي رضي اللَّه عنه، فاستعمله عَلَى بلاد فارس، فلم يزل معه إِلَى أن قتل وسلم الحسن الأمر إِلَى معاوية، فاستلحقه معاوية وجعله أخًا له من أَبِي سفيان، وكان سبب استلحاقه أن زيادا قدم على عمر ابن الخطاب رضي اللَّه عنه بشيرًا ببعض الفتوح، فأمره فخطب الناس فأحسن، فقال عمرو بْن العاص:
لو كان هذا الفتى قرشيًا لساق العرب بعصاه. فقال أَبُو سفيان: والله إني لأعرف الّذي وضعه في رحم
__________
[1] كلمت: جرحت.
[2] ظاهر: طابق.
[3] أي حتى منعته جراحاته أن يفارق مكانه.
[4] في سيرة ابن هشام 2- 81: «أدنوه منى، فأدنوه منه» .
[5] هو نفيع بن الحارث بن كلدة، وستأتي ترجمته.(2/119)
أمه، فقال علي بْن أَبِي طالب رضي اللَّه عنه: ومن هو يا أبا سفيان؟ قال: أنا، قال علي رضي اللَّه عنه:
مهلًا، فلو سمعها عمر لكان سريعًا إليك. ولما ولي زياد بلاد فارس لعلي كتب إليه معاوية يعرض به بذلك ويتهدده إن لم يطعه، فأرسل زياد الكتاب إِلَى علي، وخطب الناس وقال: عجبت لابن آكلة الأكباد، يتهددني، وبيني وبينه ابن عم رَسُول اللَّهِ في المهاجرين والأنصار. فلما وقف عَلَى كتابه علي رضي اللَّه عنه كتب إليه: إنما وليتك ما وليتك وأنت عندي أهل لذلك، ولن تدرك ما تريد إلا بالصبر واليقين، وَإِنما كانت من أَبِي سفيان فلته زمن عمر لا تستحق بها نسبًا ولا ميراثًا، وَإِن معاوية يأتي المرء من بين يديه ومن خلفه، فاحذره، والسلام.
فلما قرأ زياد الكتاب قال: شهد لي أبو حسن ورب الكعبة، قلما قتل علي وبقي زياد بفارس خافه معاوية فاستلحقه، في حديث طويل تركناه، وذلك سنة. أربع وأربعين، وقد ذكرناه مستقصى في الكامل في التاريخ.
واستعمله معاوية عَلَى البصرة ثم، أضاف إليه ولاية الكوفة لما مات المغيرة بْن شعبة، وبقي عليها إِلَى أن مات سنة ثلاث وخمسين.
وكان عظيم السياسة ضابطًا لما يتولاه، سئل بعضهم عنه وعن الحجاج: أيّهما كان أقوم لما يتولاه؟
فقال: إن زيادًا ولي العراق عقب فتنة واختلاف أهواء، فضبط العراق برجال العراق، وجبى مال العراق إِلَى الشام، وساس الناس فلم يختلف عليه رجلان، وأن الحجاج ولي العراق، فعجز عَنْ حفظه إلا برجال الشام وأمواله، وكثرت الخوارج عليه والمخالفون له، فحكم لزياد.
أخرجه أبو عمر وأبو نعيم وأبو موسى.
1801- زياد بن طارق
(د ع) زياد بْن طارق، وقيل: طارق بْن زياد. وهو الصواب.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم مختصرا.
1802- زياد بن عبد الله الأنصاري
(ب) زياد بْن عَبْد اللَّهِ الأنصاري، يعد في أهل الكوفة، روى عنه الشعبي: إن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث عَبْد اللَّهِ بْن رواحة فخرص عَلَى أهل خيبر فلم يجدوه أخطأ حشفة [1] .
أخرجه أبو عمرو ابن مندة.
1803- زياد بن عبد الله الغطفانيّ
زياد بْن عَبْد اللَّهِ المري الغطفاني، كان ممن فارق عيينة بْن حصن في الردة، ولجأ إِلَى خَالِد بْن الْوَلِيد، قاله مُحَمَّد بن إسحاق.
أخرجه الأشيري الأندلسى.
__________
[1] أخرص: تقدير بظن، أي بعثه صلّى الله عليه وسلم ليقدر ما على النخل والكرم من ثمر، والحشفة، للتمرة، وينظر سيرة ابن هشام: 2- 354.(2/120)
1804- زياد بن عمرو
(ب) زياد بْن عمرو، وقيل: ابن بشر، حليف الأنصار. شهد بدرًا هو وأخوه ضمرة، قال موسى بْن عقبة: زياد بْن عمرو الأخرس، شهد بدرًا، وهو مولى لبني ساعدة بْن كعب بْن الخزرج مع أخيه ضمرة بن عمرو.
أخرجه أبو عمر.
1805- زياد بن عياض
(ب د ع) زياد بْن عياض، وقيل: عياض بْن زياد الأشعري، اختلف في صحبته.
روى مُحَمَّد بْن عَبْد الْمَلِكِ بْن مروان، وعلى بْن المديني، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هارون، عَنْ شريك، عَنْ مغيرة، عَنِ الشعبي، عَنْ زياد بْن عياض الأشعري قال: كل شيء رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله رأيتكم تفعلونه، غير أنكم لا تغتسلون في العيدين.
ورواه عثمان بْن أَبِي شيبة، ويوسف بْن عدي، عَنْ شريك، عَنْ مغيرة، عن الشعبي قال: شهد عياض الأشعري عيدا بالأنبار ... فذكر الحديث.
أخرجه الثلاثة.
1806- زياد الغفاريّ
(ب) زياد الغفاري، يعد فِي أهل مصر، لَهُ صحبة، روى عَنْهُ يزيد بْن نعيم.
أخرجه أبو عمر مختصرا.
1807- زياد بن القرد
(ب د ع) زياد بْن القرد، ويقال: ابن أَبِي القرد.
روى الزُّهْرِيّ، عَنْ أَبِي السرو، عَنْ زياد القرد أَنَّهُ سمع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول لعمار: تقتلك الفئة الباغية.
أخرجه الثلاثة، ورأيته في نسخ صحيحة للاستيعاب بالقاف، وكتب تحت القرد بالقاف، وأما في كتب ابن منده وأبي نعيم فهو بالغين [1] والله أعلم.
1808- زياد بن كعب
(ب س) زياد بْن كعب بْن عمرو بْن عدي بْن عمرو بْن رفاعة بْن كليب بْن مودوعة بن عدي بن غنم ابن الربعة بْن رشدان بْن قيس بْن جهينة. شهد بدرا وأحدا.
أخرجه أبو عمرو وأبو موسى.
1809- زياد بن لبيد
(ب د ع) زياد بْن لبيد بْن ثعلبة بْن سنان بن عامر بْن عدي بْن أمية بْن بياضة بْن عَامِر بْن زريق بْن عبد حارثة بْن مالك بْن غضب بْن جشم بْن الخزرج بْن ثعلبة الأنصاري الخزرجي البياضي، يكنى أبا عَبْد اللَّهِ.
__________
[1] في الإصابة: والغرد: بالغين المعجمة والراء المكسورة، وقيل: ساكنة، وقيل: بقاف بدل الغين، وقيل: للفرد، بالفاء.(2/121)
خرج إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأقام معه بمكة حتى هاجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، فكان يقال له:
مهاجري أنصاري، شهد العقبة وبدرًا، وأحدا، والخندق، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على حضر موت.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ يَحْيَى بْنُ مَحْمُودِ بْنِ سَعْدٍ الثَّقَفِيُّ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الإِخْشِيدِ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن عبد الرحيم، أخبرنا أبو حفص عمر بن إبراهيم بن أحمد الكناني، أخبرنا عبد الله بن مُحَمَّد البغوي، أخبرنا أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ زِيَادِ بْنِ لَبِيدٍ قَالَ: ذَكَر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا، فَقَالَ: ذَاكَ عِنْدَ ذِهَابِ الْعِلْمِ، قَالُوا: يا رَسُول اللَّهِ، وَكَيْفَ يَذْهَبُ الْعِلْمُ وَنَحْنَ نَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَنُقْرِئُهُ أَبْنَاءَنَا، وَيُقْرِؤُهُ أَبْنَاؤُنَا أَبْنَاءَهُمْ؟ قَالَ: ثَكَلَتْكَ أمك ابن أم لبيد. أو ليس اليهود والنصارى يقرءون التوراة والإنجيل ولا ينتفعون منهما بِشَيْءٍ؟!. وتوفي زياد أول أيام معاوية.
أخرجه الثلاثة.
1810- زياد بن مطرف
(د ع) زياد بْن مطرف، ذكره مطين في الصحابة، ولا تصح له صحبة.
أخرجه أبو نعيم وابن مندة مختصرا.
1811- زياد بن نعيم الحضرميّ
(د ع) زياد بْن نعيم الحضرمي.
أَخْبَرَنَا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده عن عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، أخبرنا قُتَيْبَةُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ نُعَيْمٍ الْحَضْرَمِيِّ قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: أربع فَرَضَهُنَّ اللَّهُ فِي الإِسْلامِ مَنْ جَاءَ بِثَلاثٍ لَمْ يُغْنِينَ عَنْهُ شَيْئًا، حَتَّى يَأْتِيَ بِهِنَّ جَمِيعًا:
الصَّلاةُ، وَالزَّكَاةُ، وَصِيَامُ رَمَضَانَ، وَحَجُّ الْبَيْتِ. أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وقال ابن مَنْدَهْ: ذَكَرَهُ ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ فِي الصَّحَابَةِ وَهُوَ تَابِعِيٌّ، قَالَهُ أَبُو سَعِيدِ بْنُ يُونُسَ.
1812- زياد بن نعيم الفهري
(ب) زياد بْن نعيم الفهري. قال أَبُو عمر: مذكور في الصحابة، لا أعلم له رواية، وَإِنه قتل يَوْم الدار مع عثمان بْن عفان رضي اللَّه عنه.
أخرجه أَبُو عمر.
1813- زياد النّهشلى
(د ع) زياد النهشلي أَبُو الأغر، روى عنه ابنه الأغر، وقد تقدم في زياد أَبِي الأغر. كان ينزل البصرة.
روى إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم الصواف، عَنْ أَبِي الهيثم القصاب، عَنْ غسان بْن الأغر بْن زياد النهشلي، عَنْ أبيه الأغر، عَنْ جده زياد، أَنَّهُ قدم بعير له إِلَى المدينة تحمل طعامًا فلقيه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال:(2/122)
يا أعرابي، ما تحمل؟ قلت: أجهز قمحًا، فقال لي: ما تريد؟ قلت: أريد بيعه، فمسح رأسي وقال:
أحسنوا مبايعة الأعرابي.
كذا رواه الصواف، ووهم فيه، والصواب ما رواه موسى بْن إِسْمَاعِيل والصلت بْن مُحَمَّد وَأَبُو سلمة، عَنْ غسان بْن الأغر عَنْ، زياد بْن الحصين، عَنْ أبيه حصين. وهو الصواب. أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم.
1814- زياد أبو هرماس
(د ع) زياد أَبُو هرماس الباهلي. روى عنه ابنه هرماس.
حدث النضر بْن مُحَمَّد، عَنْ عكرمة بْن عمار، عَنِ الهرماس بْن زياد الباهلي، قال: أبصرت رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم وأبي مرد في عَلَى جمل، وأنا صبي صغير، فرأيته يخطب الناس عَلَى ناقته العضباء يَوْم الأضحى.
رواه غير النضر، عَنْ عكرمة عَنِ الهرماس بْن زياد قال: أتيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع أَبِي لأبايعه، وأنا غلام، فمددت يدي إليه لأبايعه، فردها ولم يبايعني.
أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
1815- زياد بن أبى هند
(س) زياد بْن أَبِي هند. أورده أَبُو بكر بْن أَبِي على في الصحابة، وَإِنما الحديث لزياد عَنْ أبيه أَبِي هند أخرجه أبو موسى مختصرا.
1816- زيادة بن جهور
(ب د ع) زيادة بزيادة هاء، وهو زيادة بْن جهور اللخمي العممي، وعمم هو ابن نمارة بْن لخم، وبعض الناس يقوله بميم واحدة، وليس بشيء.
وشهد زيادة فتح مصر، ورجع إِلَى فلسطين وبها ولده.
روى حذاقي بْن حميد بْن المستنير بْن مساور بْن حذاقي بْن عامر بْن عياض بْن محرق اللخمي، عَنْ أبيه حميد، عَنْ خاله أخي أمه، وهو خَالِد بْن موسى عَنْ أبيه عن جده زيادة بن جمهور قال: ورد علي كتاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيه: بسم اللَّه الرحمن الرحيم، أما بعد فإني أذكرك اللَّه واليوم الآخر، أما بعد فليوضعن كل دين دان به الناس إلا الإسلام، فاعلم ذلك. أخرجه الثلاثة.
1817- زيد بن الأخنس
(د ع) زيد بْن الأخنس.
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَقَالا: هُوَ وهم، والصواب: يزيد.(2/123)
1818- زيد بن أبى أرطاة
زيد بْن أَبِي أرطأة بْن عويمر بْن عمران بن الحليس بن سنان بن لأبي بن معيص بْن عامر بْن لؤي، روى عنه جبير بْن نفير أَنَّهُ قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إنكم لن تتقربوا إِلَى اللَّه بشيء أفضل مما خرج منه: يعني القرآن. ذكره ابن قانع، أخرجه الأشيري على الاستيعاب.
1819- زيد بن أرقم
(ب د ع) زيد بْن أرقم بْن زيد بن قيس بن النعمان بْن مالك الأغر بْن ثعلبة بْن كعب بْن الخزرج بْن الحارث بْن الخزرج بْن ثعلبة الأنصاري الخزرجي، ثم من بني الحارث بْن الخزرج، كنيته أَبُو عمر، وقيل: أَبُو عامر، وقيل: أَبُو سعد، وقيل: أَبُو سَعِيد، وقيل: أَبُو أنيسة، قاله الواقدي والهيثم بْن عدي.
روى عنه ابن عباس، وأنس بْن مالك، وَأَبُو إِسْحَاق السبيعي، وابن أَبِي ليلى، ويزيد بْن حيان.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ بن عبد الوهاب بإسناده إلى عبد الله بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ الْحَسَنِ بن مسلم، عن طاووس قَالَ: قَدِمَ زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ يَسْتَذْكِرُهُ: كَيْفَ أَخْبَرْتَنِي عَنْ لَحْمٍ أهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم وَهُوَ حَرَامٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، أَهْدَى لَهُ رَجُلٌ عُضْوًا مِنْ لَحْمِ صَيْدٍ، فَرَدَّهَ، وَقَالَ: إِنَّا لا نَأْكُلُهُ، إِنَّا حُرُمٌ. ورَوَاهُ أَبُو الزُّبَيْرِ عن طاووس.
وروى عنه من وجوه أَنَّهُ شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع عشرة غزوة، واستصغر يَوْم أحد، وكان يتيمًا في حجر عَبْد اللَّهِ بْن رواحة، وسار معه إِلَى مؤتة.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ وَغَيْرُهُ، قَالُوا بِإِسْنَادِهِم إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ سَوْرَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ عَمِّي، فَسَمِعْتُ عَبْدَ الله بن أبىّ بن سَلُولٍ يَقُولُ لأَصْحَابِهِ: لا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُول اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا، وَلَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزَّ مِنْهَا الأَذَلَّ. فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعَمِّي، فَذَكَرَهُ عَمِّي لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَعَانِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَحَدَّثْتُهُ، فَأَرْسَلَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ وَأَصْحَابِهِ فَحَلَفُوا مَا قَالُوا، فَكَذَّبَنِي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَدَّقَهُم، فَأَصَابَنِي شَيْءٌ لَمْ يُصِبْنِي قَطُّ مِثْلُهُ، فَجَلَسْتُ فِي الْبَيْتِ فَقَالَ عَمِّي:
مَا أَرَدْتَ إِلَى أَنْ كَذَّبَكَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَقَتَكَ! فَأَنْزَلَ الله تعالى: إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ 63: 1. فَبَعَثَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَرَأَهَا عَلَيَّ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ صَدَّقَكَ. ويقال إن أول مشاهده المريسيع، وسكن الكوفة، وابنتي بها دارًا في كنده، وتوفي بالكوفة سنة ثمان وستين، وقيل: مات بعد قتل الحسين رضي اللَّه عنه بقليل، وشهد مع علي صفين، وهو معدود في خاصة أصحابه، روى حديثا كثيرا عن النبي.
أخرجه الثلاثة.(2/124)
1820- زيد بن إسحاق
(س) زيد بْن إِسْحَاق، ذكره الطبراني وقال: كان ينزل مصر.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى، فِيمَا أُذن لي، أَخْبَرَنَا أَبُو غالب الكوشيدي ونوشروان، قالا: أَخْبَرَنَا ابْنُ رِيذَةَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أحمد بن رشد بن الْمِصْرِيُّ، أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ الْحَرَّانِيُّ، أَخْبَرَنَا ابن لهيحة، عَنْ زَيْدِ بْنِ إِسْحَاقَ الأَنْصَارِيِّ قَالَ: أَدْرَكَنِي نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ فَقَالَ: أَلا أَدُلُّكَ عَلَى كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ؟ قُلْتُ: بَلَى يَا نَبِيَّ اللَّهِ، قَالَ: لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا باللَّه، قَالَ أَبُو مُوسَى: كَذَا وَجَدْتُهُ فِي كِتَابِ الطَّبَرَانِيِّ، وَيَسْتَحِيلُ لابْنِ لَهِيعَةَ إِدْرَاكُ الصَّحَابَةِ، فَإِمَّاَ أَنْ تَكُونَ رِوَايَتُهُ عَنْ زَيْدٍ مُرْسَلَةً، أَوْ تَكُونَ رِوَايَةُ زَيْدٍ عَنْ غَيْرِهِ مِنَ الصحابة، عن النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلم.
1821- زيد بن أسلم
(ب د ع) زيد بْن أسلم بْن ثعلبة بْن عدي بْن العجلان بْن حارثة بْن ضبيعة بْن حرام بْن جعل بْن عَمْرو بْن جشم بْن ودم بْن ذبيان بْن هميم بْن ذهل بن هني بن بليّ البلوي العجلاني، حليف الأنصار ثم لبني عمرو بْن عوف، وهو ابن عم ثابت بْن أقرم.
شهد بدرًا، قاله موسى بْن عقبة، والزُّهْرِيّ، وابن إِسْحَاق، قَالُوا: شهد بدرًا من الأنصار، من بني العجلان: زيد بْن أسلم بْن ثعلبة بْن العجلان إلا أن ابْنِ إِسْحَاق قَالَ: شَهِدَ بَدْرًا مِنْ بَنِي عُبَيْدِ بْن زَيْدِ بْن مالك: زيد بْن أسلم بْن ثعلبة بْن عدي بْن العجلان، فجعلوه من الأنصار، ولم يذكروا أَنَّهُ حليف.
والأول ذكره أَبُو عمر، وابن حبيب، وابن الكلبي، وعبيد بْن زيد هو: زيد بْن مالك بْن عوف بْن عمرو بْن عوف بْن مالك بْن الأوس، فقد رجع نسبه إِلَى بني عمرو بْن عوف، وَأَبُو عمر، ومن معه جعلوه حليفًا، وكذلك جعله ابْنُ هشام عَنِ البكائي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاق، فإنه ذكر مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنْ بَنِي عُبَيْدِ بْن زيد بْن مالك جماعة، ثم قال: ومن حلفائهم من بلي: زيد بْن أسلم بْن ثعلبة بْن عدي بْن العجلان [1] ، وكذلك أيضًا ذكره سلمة عَنِ ابن إِسْحَاق، جعله حليفًا. وأمَّا ابْنُ منده وَأَبُو نعيم فلم يذكرا أَنَّهُ حليف، والصحيح أَنَّهُ حليف.
وقال عبيد الله بن أبي رافع في تسمية من شهد مع علي حربه: زيد بْن أسلم. وخالفه هشام الكلبي فقال: قتله طليحة بْن خويلد الأسدي يَوْم بزاخة [2] أول خلافة أَبِي بكر، وقتل معه عكاشة بْن محصن.
أخرجه الثلاثة.
1822- زيد بن أبى أوفى
(ب ع س) زيد بْن أَبِي أوفى، واسم أَبِي أوفى علقمة بْن خَالِد بْن الحارث بْن أَبِي أسيد بن رفاعة ابن ثعلبة بْن هوازن بْن أسلم الأسلمي.
له صحبة، وهو أخو عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي أوفى، قال أَبُو عمر: كان ينزل المدينة. وقال أَبُو نعيم: كان ينزل البصرة. روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديث المؤاخاة بين الصحابة بالمدينة، فآخى بين أَبِي بكر وعمر،
__________
[1] ينظر سيرة ابن هشام: 1- 689.
[2] بزاخة: ماء بأرض نجد فيه كانت رقعة المسلمين مع طليحة الأسدي سنة 11 هـ.(2/125)
وبين عثمان، وعبد الرحمن بْن عوف، وبين طلحة والزبير، وبين سعد بْن أَبِي وقاص، وعمار بْن ياسر، وبين أَبِي الدرداء، وسلمان الفارسي، وبين علي والنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي عَلِيِّ بْنِ مَهْدِيٍّ، أَخْبَرَنَا أَبُو رُشَيْدٍ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ بِأَصْبَهَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو مَسْعُودٍ سُلَيْمَانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَرْدُوَيْهِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْجَهْمِ السِّمَّرِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ الْخُرَاسَانِيُّ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبُ بْنُ يُونُسَ الأَعْرَابِيُّ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ يحيى بْنِ زَكَرِيَّا، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أَوْفَى: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لأَبِي بَكْرٍ: يَا أَبَا بَكْرٍ، لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا لاتَّخَذْتُكَ خَلِيلًا. أَخْرَجَهُ أبو عمر، وأبو نعيم، وأبو موسى. وقال أَبُو موسى: غير أن ذكره موجود في بعض نسخ كتاب الحافظ أَبِي عَبْد اللَّهِ بْن منده دون البعض، وقال ابن أَبِي عاصم: أخبرني رجل من ولده أَنَّهُ من كندة.
1823- زيد بن بولي
(ب د ع س) زيد بْن بولى. مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن علي، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَغَيْرُهُمَا بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيل، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيل، أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الشَّنِّيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي عُمَرُ بْنُ مُرَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ بِلالَ بْنَ يَسَارِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي قَالَ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من قال: أستغفر الله الذي لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ غفر له، وإن كان فر من الزحف. أخرجه الثلاثة، وأخرجه أبو موسى على ابن مَنْدَهْ، وَهُوَ فِي كِتَابِ ابْنِ مَنْدَهْ، إِلا أَنَّهُ لَمْ يَنْسِبْهُ وَلا نَسَبَهُ أَبُو عُمَرَ، إِنَّمَا نَسَبَهُ أَبُو نُعَيْمٍ، وَتَبِعَهُ أَبُو مُوسَى، وَأَخْرَجَ الْحَدِيثَ بِعَيْنِهِ عَنْ بِلالِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ زَيْدٍ، فَهُوَ هُوَ لا شَكَّ فِيهِ، وَقَالَ: قَالَ بَعْضُهُمْ: هِلالٌ، مَوْضِعَ بِلالٍ، واللَّهُ أَعْلَمُ.
وَأَخْرَجَ أَبُو عُمَرَ عَنِ ابْنِهِ يَسَارٍ، عَنْ زَيْدٍ مَوْلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ ابْنِهِ في الاستسقاء.
1824- زيد بن ثابت
(ب د ع) زيد بْن ثابت بْن الضّحّاك بْن زَيْد بْن لوذان بْن عَمْرو بْن عَبْد بْن عوف بْن غنم بْن مَالِك بْن النجار الأنصاري الخزرجي ثم النجاري. أمه النوار بنت مالك بْن معاوية بْن عدي بْن عامر بْن غنم بْن عدي بْن النجار، كنيته: أَبُو سَعِيد، وقيل: أَبُو عَبْد الرَّحْمَن، وقيل: أَبُو خارجة.
وكان عمره لِمَا قدم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة إحدى عشرة سنة، وكان يَوْم بعاث ابن ست سنين، وفيها قتل أبوه، واستصغره رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم بدر، فرده، وشهد أحدًا، وقيل: لم يشهدها، وَإِنما شهد الخندق أول مشاهده، وكان ينقل التراب مع المسلمين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم. أنه نعم الغلام! وكانت راية بني مالك بْن النجار يَوْم تبوك مع عمارة بْن حزم، فأخذها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ودفعها إِلَى زيد بْن ثابت، فقال عمارة: يا رَسُول اللَّهِ، بلغك عني شيء؟ قال: لا، ولكن القرآن مقدم، وزيد أكثر أخذًا للقرآن منك.(2/126)
وكان زيد يكتب لرسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الوحي وغيره، وكانت ترد عَلَى رسول الله صلّى اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتب بالسريانية فأمر زيدًا فتعلمها، وكتب بعد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأبى بكر، وعمر، وكتب لهما معه معيقيب الدوسي أيضًا.
واستخلف [عمر زيد بْن ثابت [1] عَلَى المدينة ثلاث مرات، مرتين في حجتين، ومرة في مسيره إِلَى الشام. وكان عثمان يستخلفه أيضًا إذا حج، ورمي يَوْم اليمامة بسهم فلم يضره.
وكان أعلم الصحابة بالفرائض فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم: أفضلكم زيد، فأخذ الشافعي بقوله في الفرائض عملًا بهذا الحديث، وكان من أعلم الصحابة والراسخين في العلم.
وكان من أفكه الناس إذا خلا مع أهله، وأزمتهم [2] إذا كان في القوم. وكان عَلَى بيت المال لعثمان، فدخل عثمان يومًا، فسمع مولى لزيد يغني فقال عثمان: من هذا؟ فقال زيد: مولاي وهيب، ففرض له عثمان ألفًا.
وكان زيد عثمانيًا، ولم يشهد مَعَ عليّ شيئًا من حروبه، وكان يظهر فضل علي وتعظيمه.
روى عنه من الصحابة: ابن عمر، وَأَبُو سَعِيد، وَأَبُو هريرة، وأنس، وسهل بْن سعد، وسهل بْن حنيف، وعبد اللَّه بْن يَزِيدَ الخطمي، ومن التابعين: سَعِيد بْن المسيب، والقاسم بْن مُحَمَّد، وسليمان بْن يسار، وأبان بْن عثمان، وبسر [3] بْن سَعِيد، وخارجة، وسليمان ابنا زيد بْن ثابت، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْقَاهِرِ الْخَطِيبُ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ بَدْرَانَ الْحُلْوَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَارِسِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ كَيْسَانَ النَّحْوِيُّ، أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْقَاضِي، أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: تَسَحَّرْنَا مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلاةِ، قُلْتُ: كَمْ كَانَ بَيْنَ الآذَانِ وَالسُّحُورِ؟ قَالَ: قَدْرُ خَمْسِينَ آيَةً.
وتوفي سنة خمس وأربعين، وقيل: اثنتان، وقيل: ثلاث وأربعون، وقيل: سنة إحدى وخمسين، وقيل: اثنتان، وقيل: خمس وخمسون، وصلى عليه مروان بْن الحكم، ولما توفي قال أَبُو هريرة اليوم مات حبر هذه الأمة، وعسى اللَّه أن يجعل في ابن عباس منه خلفًا.
وهو الذي كتب القرآن في عهد أَبِي بكر وعثمان رضي الله عنهما.
1825- زيد بن ثعلبة
(ع) زيد بْن ثعلبة بْن عبد ربه الأنصاري الخزرجي، روى عنه ابنه عَبْد اللَّهِ صاحب الأذان. كذا نسبه أبو نعيم هاهنا، وفي ابنه: عبد الله.
__________
[1] سقط من المطبوعة.
[2] أي أرزنهم وأوقرهم. وفي الإستيعاب 539، وأصمتهم.
[3] في المطبوعة: وبشر، ينظر المشتبه: 79.(2/127)
ونسبه ابن منده، وَأَبُو عمر في ابنه فقالا: عَبْد اللَّهِ بْن زيد بْن ثعلبة بْن عبد ربه [1] بْن زيد بْن جشم بْن الحارث بْن الخزرج، ونذكره مستقصى في ابنه عَبْد اللَّهِ، إن شاء اللَّه تعالى.
روى عبد العزيز بْن مُحَمَّد، عَنْ عبيد اللَّه بْن عمر، عَنْ بشير بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد اللَّهِ بْن زيد، عَنْ عَبْد اللَّهِ ابن زيد الذي أري الأذان أَنَّهُ تصدق بمال لم يكن له غيره، كان يعيش به هو وولده، فدفعه إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فجاء أَبُوهُ إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُول اللَّهِ، إِنَّ عَبْد اللَّهِ بْن زيد تصدق بماله وهو الذي كان يعيش فِيهِ. فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم عَبْد اللَّهِ بْن زيد فقال: إن اللَّه قد قبل منك صدقتك، وردها ميراثًا عَلَى أبويك. قال بشير: فتوارثناها.
ورواه يحيى القطان، عَنْ عبيد اللَّه عَنْ بشير فقال: فجاء أبوه، أو جده زيد. أخرجه أَبُو نعيم.
1826- زيد بن جارية
(ب د ع) زيد بْن جارية بْن عَامِر بْن مجمع بْن العطاف بْن ضبيعة بْن زيد بْن مالك بْن عوف بْن عمرو بْن عوف بْن مالك بْن الأوس الأنصاري الأوسي ثم العمري، كان فيمن استصغره رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم أحد.
روى عثمان بْن عَبْد اللَّهِ بْن زيد بْن جارية، عَنْ عمر بْن زيد بْن جارية، عَنْ أبيه زيد بْن جارية: أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ استصغره يَوْم أحد، واستصغر معه البراء بْن عازب، وزيد بْن أرقم، وسعد بْن حبتة [2] وأبا سَعِيد الخدري، وكان أبوه جارية من المنافقين، كان يلقب: حمار الدار، وهو من أهل مسجد الضرار، وشهد زيد ابنه خيبر، وأسهم له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وتوفي قبل ابن عمر، فترحم عليه ابن عمر لما بلغه خبر وفاته، وشهد مع علي صفين، روى عنه أَبُو الطفيل أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: إن أخاكم النجاشي قد مات فصلوا عليه قال: فصففنا صفين، إلا أن أبا عمر وحده أخرج هذا الحديث هاهنا، وأخرجه أَبُو نعيم في زيد بْن خارجة. أخرجه الثلاثة.
جارية: بالجيم، وقد ذكره الأمير أَبُو نصر فقال: زيد بْن جارية الأنصاري العمري الأوسي، لَهُ صحبة، روى أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ استصغر ناسًا يَوْم أحد منهم: زيد بْن جارية، يعني نفسه، رواه عنه ابنه عمر، ثم قال: ابن جارية الأنصاري. من غير أن يسمي أحدًا، قال: روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، روى عنه أَبُو الطفيل عامر بْن واثلة. قال الدارقطني: سماه بعض الرواة زيدا، لعلّه الّذي روى عنه ابنه، وقد تقدم قبله.
1827- زيد بن الجلاس
(ب) زيد بْن الجلاس، حديثه أَنَّهُ سأل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الخليفة بعده، فقال: أَبُو بكر، إسناده ليس بالقوي.
أخرجه أَبُو عمر، وقد تقدم الكلام عليه في رجاء بن الجلاس.
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: زيد بن عبد ربه بن بن ثعلبة، وينظر الاستيعاب: 912، وترجمة عبد الله فيما يأتى.
[2] في الأصل والمطبوعة: خيثمة، وهو سعيد بن بحير.(2/128)
1828- زيد بن الحارث
(د ع) زيد بْن الحارث الأنصاري. بدري، روي ابن لهيعة عن أبي الأسود، عن عروة، بْن الزبير في تسمية من شهد بدرا من الأنصار، من بني جشم بْن الحارث بْن الخزرج: زيد بْن الحارث.
وقال ابن إِسْحَاق: هو يزيد بْن الحارث.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم، وقد ذكره ابن الكلبي فسماه يزيد أيضًا فقال: يزيد بْن الحارث بْن قيس بْن مالك بْن أحمر بْن حارثة بْن مالك الأغر بْن ثعلبة [بْن كعب [1]] بْن الخزرج بْن الحارث بْن الخزرج، وهو الذي يقال له: ابن فسحم [2] ، شهد بدرا.
1829- زيد بن حارثة
(ب د ع) زيد بْن حارثة بْن شراحيل بْن كعب بْن عبد العزى بْن امرئ القيس بْن عامر بْن النعمان بْن عامر بْن عبد ود بْن عوف بْن كنانة بْن بَكْر بْن عوف بْن عذرة بْن زَيْد اللات بْن رفيدة بْن ثور بْن كلب بْن وبرة بْن تغلب [3] بْن حلوان بْن عمران بْن لحاف بْن قضاعة.
هكذا نسبه ابن الكلبي وغيره، وربما اختلفوا في الأسماء وتقديم بعضها عَلَى بعض، وزيادة شيء ونقص شيء، قال الكلبي: وأمه سعدي بنت ثعلبة بْن عبد عامر بْن أفلت من بنى معن من طيِّئ.
وقال ابن إِسْحَاق: حارثة بْن شرحبيل [4] . ولم يتابع عليه، وَإِنما هو شراحيل، ويكنى أبا أسامة.
وهو مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أشهر مواليه، وهو حب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أصابه سباء في الجاهلية لأن أمه خرجت به تزور قومها بني معن، فأغارت عليهم خيل بني القين بْن جسر، فأخذوا زيدًا، فقدموا به سوق عكاظ، فاشتراه حكيم بْن حزام لعمته خديجة بنت خويلد، وقيل: اشتراه من سوق حباشة [5] فوهبته خديجة للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمكة قبل النبوة وهو ابن ثماني سنين، وقيل: بل رَآهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالبطحاء بمكة ينادي عليه ليباع، فأتى خديجة فذكره لها، فاشتراه من مالها، فوهبته لرسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأعتقه وتبناه.
وقال ابن عمر: ما كنا ندعو زيد بْن حارثة إلا زيد بْن مُحَمَّد، حتى أنزل اللَّه تعالى: ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ [6] 33: 5 وآخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه وبين حمزة بْن عبد المطلب رضي الله عنهما، وكان أبوه شراحيل قد وجد لفقده وجدًا شديدًا، فقال فيه [7] :
بكيت عَلَى زيد ولم أدر ما فعل ... أحي يرجى أم أتى دونه الأجل
فو الله ما أدري وَإِن كنت سائلًا ... أغالك سهل الأرض أم غالك الجبل
__________
[1] عن ترجمة يزيد.
[2] قال ابن هشام في شرح السيرة 1- 288، 692: «وفسحم أمه، وهي امرأة من القين بن جسر» .
[3] في الأصل والمطبوعة: ثعلب، وينظر جمهرة أنساب العرب: 420، والاستيعاب: 542.
[4] ينظر سيرة ابن هشام: 1- 247.
[5] سوق من أسواق العرب في الجاهلية.
[6] الأحزاب: 5.
[7] الأبيات في سيرة ابن هشام: 1، 248، والاستيعاب: 544.(2/129)
فيا ليت شعري هل لك الدهر رجعة ... فحسبي من الدنيا رجوعك لي بجل [1]
تذكرنيه الشمس عند طلوعها ... وتعرض ذكراه إذا قارب الطفل [2]
وَإِن هبت الأرواح هيجن ذكره ... فيا طول ما حزني عليه ويا وجل [3]
سأعمل نص العيس [4] في الأرض جاهدًا ... ولا أسأم التطواف أو تسأم الإبل
حياتي أو تأتي علي منيتي ... وكل امرئ فان وَإِن غره الأمل
سأوصي به قيسًا وعمرًا كليهما ... وأوصى يزيدا ثم من بعده بل
يعني جبلة بْن حارثة، أخا زيد، وكان أكبر من زيد، ويعني بقوله: يزيد: أخا زيد لأمه، وهو يزيد بْن كعب بْن شراحيل، ثم إن ناسًا من كلب حجوا فرأوا زيدًا، فعرفهم وعرفوه، فقال لهم:
أبلغوا عني أهلي هذه الأبيات، فإني أعلم أنهم جزعوا عليّ، فقال:
أحسن إِلَى قومي وَإِن كنت نائيًا ... فإني قعيد البيت عند المشاعر
فكفوا من الوجد الذي قد شجاكم ... ولا تعملوا في الأرض نص الأباعر
فإني بحمد اللَّه في خير أسرة ... كرام معد كابرًا بعد كابر
فانطلق الكلبيون، فأعلموا أباه ووصفوا له موضعه، وعند من هو، فخرج حارثة وأخوه كعب ابنا شراحيل لفدائه، فقدما مكة، فدخلا عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالا: يَا ابن عبد المطلب، يا ابن هاشم، يا ابن سيد قومه، جئناك في ابننا عندك، فامنن علينا، وأحسن إلينا في فدائه: فقال: من هو؟ قَالُوا:
زيد بْن حارثة. فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فهلا غير ذلك. قَالُوا: ما هو؟ قال: ادعوه وخيروه، فإن اختاركم فهو لكم، وإن اختارني فو الله ما أنا بالذي أختار عَلَى من اختارني أحدًا. قالا: قد زدتنا عَلَى النصف وأحسنت. فدعاه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: هل تعرف هؤلاء؟ قال: نعم، هذا أَبِي وهذا عمي، قال: فأنا من قد عرفت ورأيت صحبتي لك، فاخترني أو اخترهما. قال: ما أريدهما، وما أنا بالذي أختار عليك أحدًا، أنت مني مكان الأب والعم. فقالا: ويحك يا زيد، أتختار العبودية عَلَى الحرية وعلى أبيك وأهل بيتك؟! قال: نعم، قد رأيت [5] من هذا الرجل شيئًا، ما أنا بالذي أختار عليه أحدًا أبدًا، فَلَمَّا رَأَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذلك أخرجه إِلَى الحجر، فقال: يا من حضر، اشهدوا أن زيدًا ابني، يرثني وأرثه، فلما رَأَى ذلك أبوه وعمه طابت نفوسهما وانصرفا. وروى معمر، عَنِ الزُّهْرِيّ قال: ما علمنا أحدًا أسلم قبل زيد بْن حارثة، قال عبد الرزاق: لم يذكره غير الزُّهْرِيّ.
قال أَبُو عمر: وقد روي عَنِ الزُّهْرِيّ من وجوه أن أوّل من أسلم خديجة.
__________
[1] في المطبوعة: علل، وبجل بمعنى، حسب.
[2] طفلت الشمس للغروب: دنت منه، واسم تلك الساعة: الطفل.
[3] الأرواح: جمع ريح، على غير الأصل، وفي سيرة ابن هشام: وما وجل، والوجل: الخوف.
[4] في الأصل والمطبوعة: العيش، والعيس: الإبل، وأعمل ناقته: ساقها، والنص: استخراج أقصى ما ليسها من السير.
[5] في الأصل والمطبوعة، ورأيت، والمثبت عن الاستيعاب: 545.(2/130)
وقال ابن إِسْحَاق: إن عليًا بعد خديجة، ثم أسلم بعده زيد، ثم أَبُو بكر.
وقال غيره: أَبُو بكر، ثم علي، ثم زيد رضي اللَّه عنهم.
وشهد زيد بْن حارثة بدرًا، وهو الذي كان البشير إِلَى المدينة بالظفر والنصر، وزوجه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مولاته أم أيمن فولدت له: أسامة بْن زيد، وكان زوج زينب بنت جحش، وهي ابنة عمة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهي التي تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد زيد.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مِهْرَانَ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ، بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى السلمي قال: حدثنا على ابن حُجْرٍ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ، لَوْ كَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَاتِمًا شَيْئًا مِنَ الْوَحْيِ لَكَتَمَ هَذِهِ الآيَةَ: وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَالله أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ 33: 37 إِلَى قوله تعالى: وَكانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا [1] 33: 37 فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لَمَّا تَزَوَّجَهَا، يَعْنِي زَيْنَبَ، قَالُوا: إِنَّهُ تَزَوَّجَ حَلِيلَةَ ابْنِهِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: مَا كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَلكِنْ رَسُولَ الله وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ [2] 33: 40.
وَكَانَ زَيْدٌ يُقَالُ لَهُ: زَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ الله [3] 33: 5 الآيَةَ. وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْمَخْزُومِيُّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي يَعْلَى أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ:
حَّدَثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ أَنَّ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ قَالَ: يا رَسُول اللَّهِ، آخَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَ حَمْزَةَ.
وَأَخْبَرَنَا عبد الوهاب بن هبة الله بن أبي حبة بإسناده عن عبد الله بن أحمد، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ، عَنْ أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ أَتَاهُ فَعَلَّمَهُ، الْوُضُوءَ وَالصَّلاةَ، فَلَمَّا فَرَغَ الْوضوُء أَخَذَ غُرْفَةً فَنَضَحَ بها فَرْجَهُ. وأَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودِ بْنِ سَعْدٍ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أبي بكر أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ وَائِلِ بْنِ دَاوُدَ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَهِيَّ يُحَدِّثُ أَنَّ عَائِشَةَ كَانَتْ تَقُولُ:
مَا بَعَثَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حَارِثَةَ فِي سَرِيَّةٍ إِلا أَمَّرَهُ عَلَيْهِمْ، وَلَوْ بَقِيَ لاسْتَخْلَفَهُ بَعْدَهُ.
وَلَمَّا سَيَّرَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْجَيْشَ إِلَى الشَّامِ جَعَلَ أَمِيرًا عَلَيْهِمْ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ، وَقَالَ: فإن قتل فجعفر ابن أَبِي طَالِبٍ، فَإِنْ قُتِلَ فَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ، فَقُتِلَ زَيْدٌ فِي مُؤْتَةَ مِنْ أَرْضِ الشَّامِ فِي جُمَادَى مِنْ سَنَةِ ثَمَانٍ مِنَ الْهِجْرَةِ، وَقَدِ اسْتَقْصَيْنَا الْحَادِثَةَ فِي عَبْدِ اللَّهِ بن رواحة، وجعفر، فلا نطول يذكرها هاهنا.
__________
[1] الأحزاب: 37.
[2] الأحزاب: 40.
[3] الأحزاب: 50.(2/131)
ولما أتى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خبر قتل جَعْفَر، وزيد بكى، وقال: أخواي ومؤنساي ومحدثاي، وشهد له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالشهادة، ولم يسم اللَّه، سبحانه وتعالى، أحدًا من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحاب غيره من الأنبياء إلا زيد بْن حارثة. وكان زيد أبيض أحمر، وكان ابنه أسامة آدم شديد الآدمة.
أخرجه الثلاثة.
حارثة: بالحاء المهملة، والتاء المثلثة، وعقيل بضم العين، وفتح القاف.
1830- زيد أبو حسن
(د ع) زيد أَبُو حسن الأنصاري. روى عنه أَبُو مسعود عقبة بْن عمرو الأنصاري أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: ما بقي من كلام الأنبياء إلا قول الناس: إذا لم تستح فاصنع ما شئت. أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
1831- زيد بن خارجة
(ب د ع) زيد بْن خارجة بْن زيد بْن أَبِي زُهَيْر بْن مَالِك بْن امرئ القيس بْن مالك الأغر بْن ثعلبة ابن الخزرج بْن الحارث بْن الخزرج الأنصاري الخزرجي الحارثي.
أخرج نسبه ابن منده، وَأَبُو نعيم في هذه الترجمة فقالا: زيد بْن خارجة بْن أَبِي زهير. وقالا في ترجمة أبيه خارجة بْن زيد بْن أَبِي زهير، فأسقطا زيدًا والد خارجة هاهنا، وأثبتاه في أبيه، والصحيح إثباته كما سقناه أول هذه الترجمة، وهذا زيد هو الذي تكلم بعد الموت في أكثر الروايات، وهو الصحيح، وقيل: إن الذي تكلم بعد الموت أبوه خارجة، وليس بصحيح، فإن المشهور في أبيه أَنَّهُ قتل يَوْم أحد، وقد ذكرناه، وأما كلام زيد فإنه أغمي عليه قبل موته، فظنوه ميتًا فسجوا عليه ثوبه ثم راجعته نفسه فتكلم بكلام حفظ عنه في أَبِي بكر، وعمر، وعثمان، رضي اللَّه عنهم، ثم مات، وقيل: إن هذا شهد بدرًا وقيل:
إن الذي شهدها أبوه خارجة بْن زيد، وهو صحيح.
أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرِ بْنُ أبي حبة بإسناده إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ. أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ، أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ سَلَمَةَ أَنَّ عَبْدَ الْحَمِيدِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ دَعَا مُوسَى بْنَ طَلْحَةَ حِينَ أَعْرَسَ عَلَى ابْنِهِ، فَقَالَ: يَا أَبَا عِيسَى، كَيْفَ بَلَغَكَ فِي الصَّلاةِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟
فَقَالَ: عَنْ زَيْدِ بْنِ خَارِجَةَ: أَنَا سَأَلْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَيْفَ الصَّلاةُ عَلَيْكَ؟ قَالَ: صَلُّوا فَاجْتَهِدُوا ثُمَّ قُولُوا: اللَّهمّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مجيد. وأخرج أبو نعيم هاهنا وَحْدَهُ حَدِيثَ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَارِجَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصَّلاةِ عَلَى النَّجَاشِيِّ، وَأَخْرَجَهُ أَبُو عُمَرَ عَنْ زَيْدِ بْنِ جَارِيَةَ [1] وَهُوَ هُنَاكَ، وَأَمَّا ابْنُ مَنْدَهْ فَلَمْ يَذْكُرْهُ فِي وَاحِدٍ مِنْهُمَا.
1832- زيد بن خالد
(ب د ع) زيد بْن خَالِد الجهني. يكنى أبا عبد الرحمن، وقيل: أَبُو زرعة، وقيل: أَبُو طلحة.
سكن المدينة، وشهد الحديبية مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، وكان معه لواء جهينة يوم الفتح.
__________
[1] في الأصل والمطبوعة، خارجة، وينظر الاستيعاب: 541، وترجمة زيد بن جارية فيما تقدم.(2/132)
روى عنه من الصحابة السائب بْن يَزِيدَ الكندي، والسائب بْن خلاد الأنصاري، وغيرهما، ومن التابعين ابناه خَالِد، وَأَبُو حرب، وعبيد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن عتبة، وابن المسيب، وَأَبُو سلمة، وعروة وغيرهم.
أَخْبَرَنَا الْخَطِيبُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْقَاهِرِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، وَزَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الله بن عتبة بن مسعود، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: اخْتَصَمَ رَجُلاِن إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَحَدُهُمَا: أَنْشُدُكَ اللَّهَ لَمَا قَضَيْتَ بَيْنَنَا بِكِتَابِ اللَّهِ. فَقَامَ خَصْمُهُ، وَهُوَ أَفْقَهُ، فَقَالَ: أَجَلْ يَا رَسُول اللَّهِ، فَاقْضِ بَيْنَنَا بِكِتَابِ اللَّهِ، وَائْذَنْ لِي فَأَتَكَلَّمُ.
فَأَذِنَ لَهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ ابْنِي كَان عَسِيفًا [1] عَلَى هَذَا، وَإِنَّهُ زَنَى بِامْرَأَتِهِ، فَأُخْبِرْتُ أَنَّ عَلَى ابْنِي الرَّجْمَ، فَافْتَدَيْتُ مِنْهُ بِمِائَةِ شَاةٍ وَخَادِمٍ، فَلَمَّا سَأَلْتُ أَهْلَ الْعِلْمِ أَخْبَرُونِي أَنَّ عَلَى ابْنِي جَلْدَ مِائَةٍ وَتَغْرِيبَ عَامٍ، وَأَنَّ عَلَى امْرَأَةِ هَذَا الرَّجْمَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لأَقْضِيَنَّ بَيْنَكُمَا بِكِتَابِ اللَّهِ، أَمَّا المائة شاة والخادم فهم ردّ عليك، وعلى ابْنِكَ جَلْدُ مِائَةٍ وَتَغْرِيبُ عَامٍ، وَاغْدُ يَا أنيس على امرأة هذا فإن اعترفت فارجمها. فَغَدَا عَلَيْهَا، فَسُئِلَتْ، فَاْعتَرَفَتْ، فَرَجَمَهَا.
رَوَاهُ ابْنُ جُرَيْجٍ، وَمَالِكٌ، وَمَعْمَرٌ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، وَاللَّيْثُ، وَيُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، وَغَيْرُهُمْ عَنِ الزُّهْرِيِّ، نَحْوَهُ. وتوفي بالمدينة، وقيل: بمصر، وقيل: بالكوفة، وكانت وفاته سنة ثمان وسبعين، وهو ابن خمس وثمانين، وقيل: مات سنة خمسين، وهو ابن ثمان وسبعين سنة، وقيل: توفي آخر أيام معاوية، وقيل: سنة اثنتين وسبعين، وهو ابن ثمانين سنة، والله أعلم.
أخرجه الثلاثة.
1832- زيد بن خريم
(د ع) زيد بْن خريم. مجهول، في إسناد حديثه نظر.
روى عنه سَعِيد بْن عبيد بْن زيد بْن خريم، عَنْ أبيه، عَنْ جده أَنَّهُ قَالَ: سألت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ المسح عَلَى الخفين، فقال: ثلاثة أيام للمسافر، ويوم وليلة للمقيم. أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
1833- زيد بْن أبى خزامة
(س) زيد بْن أَبِي خزامة: تقدم ذكره في ترجمة خزامة، وفي ترجمة الحارث بْن سعد.
أخرجه أبو موسى.
1834- زيد بن الخطاب
(ب د ع) زيد بْن الخطاب بْن نفيل بْن عَبْد العزي بْن رياح بْن عَبْد اللَّهِ بن قرط بن رواح بن عدي ابن كعب بْن لؤي بْن غالب بْن فهر بْن مالك بْن النضر بْن كنانة، القرشي العدوي، أخو عمر بن الخطاب
__________
[1] العسيف: الأجير.(2/133)
لأبيه رضي اللَّه عنهما، يكنى أبا عبد الرحمن، أمه أسماء بنت وهب بْن حبيب، من بني أسد، وأم عمر حنتمة بنت هاشم بْن المغيرة المخزومية، وكان زيد أسن من عمر.
وهو من المهاجرين الأولين، شهد بدرًا، وأحدًا، والخندق، والحديبية، والمشاهد كلها مَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وآخى رَسُول اللَّهِ بينه وبين معن بْن عدي الأنصاري العجلاني، حين آخى بين المهاجرين والأنصار بعد قدومه المدينة، فقتلا جميعًا باليمامة شهيدين، وكانت وقعة اليمامة في ربيع الأول سنة اثنى عشرة، فِي خلافة أَبِي بَكْر الصديق رَضِيَ اللَّه عنه.
وكان طويلًا بائن الطول، ولما قتل حزن عليه عمر حزنًا شديدًا، فقال: ما هبت الصبا إلا وأنا أجد منها ريح زيد، وقال له عمر يَوْم أحد: خذ درعي. قال: إني أريد من الشهادة ما تريد. فتركاها جميعًا.
وكانت راية المسلمين يَوْم اليمامة مع زيد، فلم يزل يتقدم بها في نحر العدو ويضارب بسيفه حتى قتل، ووقعت الراية، فأخذها سالم مولى أَبِي حذيفة، ولما انهزم المسلمون يَوْم اليمامة، وظهرت حنيفة فغلبت عَلَى الرجال، جعل زيد يقول: أما الرجال فلا رجال. وجعل يصيح بأعلى صوته: اللَّهمّ إني أعتذر إليك من فرار أصحابي، وأبرأ إليك مما جاء به مسيلمة، ومحكم اليمامة، وجعل يسير بالراية يتقدم بها حتى قتل، ولما أخذ الراية سالم قال المسلمون: يا سالم، إنا نخاف أن نؤتي من قبلك، فقال: بئس حامل القرآن أنا إن أتيتم من قبلي! وزيد بْن الخطاب هو الذي قتل الرجال بْن عنفوة، واسمه نهار، وكان قد أسلم وهاجر وقرأ القرآن، ثم سار إِلَى مسيلمة مرتدًا، وأخبر بني حنيفة أَنَّهُ سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن مسيلمة شرك معه في الرسالة فكان أعظم فتنة عَلَى بني حنيفة، وكان أَبُو مريم الحنفي هو الذي قتل زيد بْن الخطاب يَوْم اليمامة، وقال لعمر لما أسلم: يا أمير المؤمنين، إن اللَّه أكرم زيدًا بيدي، ولم يهني بيده، وقيل: قتله سلمة بْن صبيح، ابن عم أَبِي مريم، قال أَبُو عمر: النفس أميل إِلَى هذا، ولو كان أَبُو مريم قتل زيدًا لما استقضاه عمر.
ولما قتل زيد قال عمر: رحم الله زيدا، سبقني أخى إلى الحسنين، أسلم قبلي واستشهد قبلي، وقال عمر لمتمم بْن نويرة، حين أنشده مراثيه في أخيه مالك: لو كنت أحسن الشعر لقلت في أخي مثل ما قلت في أخيك، قال متمم: لو أن أخي ذهب عَلَى ما ذهب عليه أخوك ما حزنت عليه، فقال عمر:
ما عزاني أحد بأحسن ما عزيتني به.
أخرجه الثلاثة.
1835- زيد بن الدّثنّة
(ب د ع) زيد بْن الدثنة بْن معاوية بن عبيد بْن عَامِر بْن بياضة بْن عَامِر بْن زريق بْن عبد حارثة بْن مالك بْن غضب بن جشم بن الخزرج، الأنصاري الخزرجي البياضي، شهد بدرًا وأحدًا، وأرسله النَّبِيّ في سرية عاصم بن ثابت، وخبيب بن عدي.(2/134)
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر بْن السمين بِإِسْنَادِهِ إِلَى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال: حدثنا عاصم بْن عمر بْن قتادة أن نفرًا من عضل والقارة [1] قدموا عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد أحد، فقالوا: إن فينا إسلامًا، فابعث معنًا نفرًا من أصحابك، يفقهوننا في الدين، ويقرئوننا القرآن، فبعث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ معهم خبيب بْن عدي وزيد بْن الدثنة، وذكر نفرًا، فخرجوا، حتى إذا كانوا بالرجيع فوق الهدّة [2] ، فأتهم هذيل فقاتلوهم، وذكر الحديث، قال: فأما زيد فابتاعه صفوان بْن أمية ليقتله بأبيه، فأمر به مولى له، يقال له، نسطاس، فخرج به إِلَى التنعيم [3] ، فضرب عنقه، ولما أرادوا قتله قال له أَبُو سفيان، حين قدم ليقتل: نشدتك اللَّه يا زيد، أتحب أن محمدًا عندنا الآن مكانك، فنضرب عنقه وأنك في أهلك؟ فقال:
والله ما أحب أن محمدًا الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه، وأني جالس في أهلي، فقال أَبُو سفيان: ما رأيت أحدًا من الناس يحب أحدًا كحب أصحاب مُحَمَّد محمدًا.
وكان قتله سنة ثلاث من الهجرة.
أخرجه الثلاثة.
1836- زيد الديلميّ
(د ع) زيد الدّيلميّ، مولى سهم بن مازن.
روى سنان بْن زيد قال: كان أَبِي زيد الديلمي قدم عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع مولاه سهم بْن مازن، فأسلما، وولدت لسنتين خلتا من خلافة عمر، وشهدت مع علي صفين، وكان عَلَى مقدمته: جرير بْن سهم، أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
1837- زيد بن ربيعة
(د ع) زيد بْن ربيعة، وقيل: ربعة القرشي الأسدي، من بني أسد بْن عبد العزى، استشهد يوم حنين، قاله عروة ابن الزبير.
وقال ابن إِسْحَاق: هو يزيد بْن زمعة [4] بْن الأسود بْن المطلب بْن أسد، وَإِنما قتل لأنه جمح به فرس له يقال له: الجناح، فقتل.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
1838- زيد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم
(د) زيد مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. روى حديثه بلال بْن يسار بْن زيد، عَنْ أبيه عَنْ جده زيد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من قال: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم، غفر له، وإن كان فر من الزحف. أخرجه ابن مندة.
__________
[1] قال ابن هشام في السيرة 2، 169: «عضل والقارة، من الهون بن حزيمة بن مدركة» .
[2] في السيرة 2/ 170: «الهدأة» وهو موضع بين عسفان ومكة.
[3] التنعيم: موضع بمكة خارج الحرم.
[4] في المطبوعة: ربيعة، ينظر سيرة ابن هشام: 2/ 459.(2/135)
1839- زيد بن رقيش
(ع س) زيد بْن رقيش، حليف بني أمية، استشهد يوم اليمامة، قاله عروة.
وقال ابن إِسْحَاق: هو زيد بْن قيس. وقال الزُّهْرِيّ: هو يزيد بْن رقيش:
أخرجه أبو نعيم وأبو موسى.
1840- زيد بن سراقة
(ب ع س) زيد بْن سراقة بْن كعب بْن عمرو بْن عبد العزى بْن خزيمة بن عمرو بن عبد عوف ابن غنم بْن مالك بْن النجار الأنصاري الخزرجي.
شهد قتال الفرس، وقتل يَوْم الجسر: جسر المدائن، مَعَ سعد بْن أَبِي وقاص سنة خمس عشرة، وأميرهم أبو عبيد بن مسعود الثقفي، قاله أبو نعيم وأبو موسى، وروياه عن عروة.
وقال ابن إسحاق: قتل يَوْم الجسر، من الأنصار، من بني النجار، ثم من بني عدي: زيد بْن سراقة بْن كعب.
وقال أَبُو عمر: قتل يَوْم جسر أَبِي عبيد بالقادسية.
أخرجه أَبُو نعيم، وَأَبُو عمر، وَأَبُو موسى.
قلت: قولهم إنه قتل يَوْم الجسر جسر المدائن مع سعد بْن أَبِي وقاص، وأميرهم أَبُو عبيد، هذا اختلاف ظاهر، فإن يَوْم الجسر يَوْم مشهور من أيام المسلمين والفرس، وكان أمير المسلمين أبا عبيد الثقفي، ولم يحضره سعد، وقولهم: جسر المدائن وجسر القادسية، فليس بشيء، وليس ينسب الجسر إليهما، وَإِنما يقال: جسر أَبِي عبيد، لأنه قتل فيه، ويقال [1] : يَوْم قس الناطف أيضًا، ولم يكن أَبُو عبيد باقيًا إِلَى يَوْم القادسية والمدائن، ولم يكن لهما يَوْم يقال له: يَوْم الجسر. فإن المدائن الغربية أخذها المسلمون، ولم يكن بينهم [2] وبينها قتال عبروا فيه عَلَى جسر، وأما المدائن الشرقية التي فيها الإيوان فإن المسلمين عبروا دجلة إليها سباحة عَلَى دوابهم، ولم يكن هناك جسر يعبرون عليه، والله أعلم.
وهذا النسب ساقه أَبُو عمر فقال: خزيمة، وذكره ابن الكلبي فقال: غزية [3] .
1841- زيد بن سعنة
(ب د ع) زيد بْن سعنة الحبر. أحد أحبار يهود ومن أكثرهم مالًا، أسلم فحسن إسلامه، وشهد مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مشاهد كثيرة، وتوفي في غزوة تبوك مقبلًا إِلَى المدينة.
روى عنه عَبْد اللَّهِ بْن سلام أَنَّهُ قال: لم يبق من علامات النبوة شيء إلا وقد عرفته في وجه محمدٍ حين نظرت إليه، إلا اثنتين لم أخبرهما منه: يسبق حلمه غضبه، ولا يزيده شدة الجهل عليه إلا حلمًا. فكنت
__________
[1] في المطبوعة: ولا يقال.
[2] في الأصل والمطبوعة: بينه.
[3] ينظر جمهره أنساب العرب: 328.(2/136)
أتلطف له لأن أخالطه، وأعرف حلمه وجهله، قال: فخرج رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ يومًا من الأيام من الحجرات، ومعه علي بْن أَبِي طالب، فأتاه رجل عَلَى راحلته كالبدوي، فقال: يا رَسُول اللَّهِ، إن قرية بني فلان قد أسلموا، وقد أصابتهم سنة وشدة، فإن رأيت أن ترسل إليهم بشيء تعينهم به فعلت: فلم يكن معه شيء، قال زيد: فدنوت منه فقلت: يا محمد، إن رأيت أن تهيعنى تمرًا معلومًا من حائط بني فلان إِلَى أجل كذا وكذا. فقال: لا يا أخا يهود، ولكن أبيعك تمرًا معلومًا إِلَى أجل كذا وكذا، ولا أسمي حائط بني فلان. فقلت: نعم، فبايعني وأعطيته ثمانين دينارًا، فأعطاه رجل، قال زيد: فلما كان قبل محل الأجل بيومين أو ثلاثة، خرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في جنازة رجل من الأنصار، ومعه أَبُو بكر وعمر، وعثمان في نفر من أصحابه، فلما صلى عَلَى الجنازة أتيته، فأخذت بمجامع قميصه وردائه ونظرت إليه بوجه غليظ، ثم قلت: ألا تقضي يا محمد حقّى؟ فو الله- ما علمتكم يا بني عبد المطلب- لسيئ القضاء مطل. قال: فنظرت إِلَى عمر وعيناه تدوران في وجهه، ثم قال: أي عدو الله، أتقول لرسول الله ما أسمع! فو الّذي بعثه بالحق لولا ما أحاذر فوته لضربت بسيفي رأسك. ورسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينظر إِلَى عمر في سكون وتبسم، ثم قال: يا عمر، أنا وهو إِلَى غير هذا منك أحوج، أن تأمره بحسن الاقتضاء، وتأمرنى بحسن القضاء، اذهب به يا عمر فاقضه حقه، وزده عشرين صاعًا مكان ما روعته. قال زيد:
فذهب بي عمر، فقضاني وزادني، فأسلمت.
أخرجه الثلاثة، وقال أَبُو عمر: سعنة بالنون، ويقال: بالياء. والنون أكثر.
1842- زيد بن سلمة
(ع) زيد بْن سلمة، أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم مختصرًا، وقالا: هو وهم، والصواب يزيد.
1843- زيد بن سهل
(ب د ع) زيد بْن سهل بْن الأسود بْن حرام بن عمر بْن زَيْد مناة بْن عدي بْن عَمْرو بْن مالك بْن النجار أَبُو طلحة الأنصاري الخزرجي النجاري، عقبي، بدري، نقيب، وأمه عبادة بنت مالك بن عدي ابن زيد مناة بْن عدي، يجتمعان في زيد مناة، وهو مشهور بكنيته، وهو زوج أم سليم بنت ملحان أم أنس بْن مالك.
أخبرنا أبو القاسم يعيش بن صدقة بن عَلِيٍّ الْفَقِيهُ الشَّافِعِيُّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَحْمَدَ بْنِ شُعَيْبٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ النّضر بن مساور، أخبرنا جعفر بن سلمان، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: خَطَبَ أَبُو طَلْحَةَ أُمَّ سُلَيْمٍ، فَقَالَتْ: يَا أَبَا طَلْحَةَ، مَا مِثْلُكَ يُرَدُّ، وَلَكِنَّكَ امْرِؤٌ كَافِرٌ، وَأَنَا امْرَأَةٌ مُسْلِمَةٌ لا يَحِلُّ لِي أَنْ أَتَزَوَّجَكَ، فَإِنْ تُسْلِمْ فَذَلِكَ مَهْرِي لا أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ. فَأَسْلَمَ، فَكَانَ ذَلِكَ مَهْرَهَا، قَالَ ثَابِتٌ: فَمَا سَمِعْتُ بِاْمَرَأَةٍ كَانَتْ أَكْرَمَ مَهْرًا مِنْ أُمِّ سُلَيْمٍ وهو الذي حفر قبر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولحده، وكان يسرد [1] الصوم بعد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وآخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه وبين أَبِي عبيدة بن الجراح.
__________
[1] يسرد للصوم، يوليه ويتابعه.(2/137)
وقال النَّبِيّ: صوت أَبِي طلحة في الجيش خير من فئة. وكان يرمي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد ورسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خلفه، فكان إذا رمى رَفَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شخصه لينظر أين يقع سهمه؟
فكان أَبُو طلحة يرفع صدره ويقول: هكذا يا رَسُول اللَّهِ، لا يصيبك سهم، نحري دون نحرك.
وقال له النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في مرضه الذي توفي فيه: أقرئ قومك السلام فإنهم أعفة [1] صبر. أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ أَبِي عبد الله الطبري بإسناده إلى أَبِي يَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَحَّى بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ، وَقَالَ عِنْدَ الذَّبْحِ الأَوَّلِ: عَنْ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَقَالَ عِنْدَ الذَّبْحِ الآخَرِ: عَمَّنْ آمَنَ بِي، وَصَدَّقَ مِنْ أُمَّتِي. قيل: توفي سنة أربع وثلاثين، وقيل: سنة ثلاث وثلاثين، وقيل: سنة اثنتين وثلاثين، وقال المدائني: مات سنة إحدى وخمسين، وقيل: إنه كان لا يكاد يصوم في عهد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أجل.
الغزو، فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم صام أربعين سنة لم يفطر إلا أيام العيد. رواه ثابت، عَنْ أنس بْن مالك، وهذا يؤيد قول من قال: إنه توفي سنة إحدى وخمسين.
أخرجه الثلاثة، ويرد في الكنى.
1844- زيد بن شراحيل
(س) زيد بْن شراحيل، وقيل: يزيد بْن شراحيل الأنصاري.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى كِتَابَةً، أَخْبَرَنَا حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْعَلَوِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ الْبَاطِرْقَانِيُّ [2] ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُسْلِمٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَهْدَلٍ الْمَدِينِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ عُقْدَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ قُتَيْبَةَ، أخبرنا الحسن بن زياد ابن عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ الْبَصْرِيُّ، عَنْ عُمَرَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ قَالَ: سَمِعتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللَّهمّ وال من والاه وعاد من عاداه. قَالَ: فَلَمَّا قَدِمَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْكُوفَةَ نَشَدَ النَّاسَ: مَنْ سَمِعَ ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟
فَأَنْشَدَ [3] لَهُ بِضْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا، مِنْهُمْ: يَزِيدُ أَوْ زَيْدُ بْنُ شَرَاحِيلَ الأَنْصَارِيُّ. أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
1845- زيد بن أبى شيبة
(د ع) زيد بْن أَبِي شيبة أَبُو شهم م. روى عنه قيس بْن أَبِي حازم، سماه بعضهم، ولا يثبت، وسيذكر فِي الكنى إن شاء اللَّه تَعَالى.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
شهم: بالشين المعجمة.
__________
[1] أعفة: جمع عفيف، وصبر: جمع صبور.
[2] في المطبوعة: الناظرقانى، وهو نسبة إلى باطرقان من قرى أصبهان، ينظر مراصد الاطلاع.
[3] في الأصل والمطبوعة: فانتشد. ولم نجده، وأنشد له: أجابه، يقال: نشدته فأنشدنى، وأنشد لي: أي سألته فأجابنى.(2/138)
1846- زيد بن الصامت
(ب د ع) زيد بْن الصامت الأنصاري، وقيل: زيد بْن النعمان، وقيل: عبيد بْن معاوية بْن الصامت بْن يَزِيدَ بْن خلدة بْن مخلد بْن عامر بْن زريق، أَبُو عياش الزرقي، وفيه اختلاف أكثر من هذا، ويرد فِي الكنى أتم من هَذَا إن شاء اللَّه تعالى.
قال أَبُو عمر: وزيد بْن الصامت أصح ما قيل فيه.
وهو معدود في أهل الحجاز. روى عنه أنس بْن مالك من الصحابة، ومن التابعين أَبُو صالح السمان، ومجاهد، ولا يصح سماعهما منه، لأنه قديم الموت.
أخرجه الثلاثة.
1847- زيد بن صحار
(د) زيد بْن صحار العبدي. عداده فِي أهل الحجاز. روى عَنْهُ ابنه جَعْفَر.
روى إسماعيل بن عياش، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن عثمان بْن خثيم، عَنْ جَعْفَر بْن زيد بْن صحار، عَنْ أبيه قَالَ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إني أنبذ أنبذة، فما يحل لي منها؟ قال: لا تشرب النبيذ في المزفت ولا القرع ولا الجر ولا النّقير [1] . أخرجه ابن مندة.
1848- زيد بن صوحان
(ب د ع) زيد بْن صوحان بْن حجر بن الحارث بْن الهجرس بْن صبرة بْن حدرجان بْن عساس بْن ليث بْن حداد بْن ظالم بْن ذهل بْن عجل بْن عَمْرو بْن وديعة بْن لكيز بْن أفصى بْن عبد القيس الربعي العبدي: يكنى أبا سلمان، وقيل: أبو سليمان، وقيل: أَبُو عائشة، وهو أخو صعصعة وسيحان ابني صوحان.
أسلم في عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال الكلبي في تسمية من شهد الجمل مع علي، رضي اللَّه عنه، قال:
وزيد بْن صوحان العبدي، وكان قد أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصحبه.
قال أَبُو عمر: كذا قال، ولا أعلم له صحبة، ولكنه ممن أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [بسنة [2]] مسلمًا، وكان فاضلًا دينًا خيرًا، سيدًا في قومه هو وَإِخوته.
وكان معه راية عبد القيس يَوْم الجمل.
وروى من وجوه أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان في مسيرة له، إذ هوم [3] فجعل يقول: زيد وما زيد! جندب وما جندب! فسئل عَنْ ذلك، فقال رجلان من أمتي، أما أحدهما فتسبقه يده إلى الجنة، ثم يتبعها
__________
[1] الجر: جمع جرة، وهي الإناء المعروف من الفخار، وأراد بالنبيّ عن الجرار المدهونة، لأنها أسرع في الشدة والتخمير. والنقير: أصل النخلة ينقر وسطه ثم ينبذ فيه التمر.
[2] عن الاستيعاب: 556.
[3] التهويم، أول النوم.(2/139)
سائر جسده، وأما الآخر فيضرب ضربة تفرق بين الحق والباطل، فكان زيد بْن صوحان قطعت يده يَوْم جلولاء، وقيل: بالقادسية في قتال الفرس، وقتل هو يَوْم الجمل، وأما جندب فهو الذي قتل الساحر عند الْوَلِيد بْن عقبة، وقد ذكرناه [1] .
وروى حماد بْن زيد، عَنْ أيوب، عَنْ حميد بْن هلال قال: ارتث [2] زيد بْن صوحان يَوْم الجمل، فقال له أصحابه: هنيئًا لك الجنة يا أبا سلمان، فقال: وما يدريكم، غزونا القوم في ديارهم، وقتلنا إمامهم، فيا ليتنا إذ ظلمنا صبرنا، ولقد مضى عثمان عَلَى الطريق.
وروى إِسْمَاعِيل بْن علية، عَنْ أيوب، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سيرين قال: أخبرت أن عائشة أم المؤمنين سمعت كلام خَالِد يَوْم الجمل، فقالت: خَالِد بْن الواشمة؟ قال: نعم. قالت: أنشدك الله أصادقى أنت إن سألتك؟ قال: نعم، وما يمنعني؟ قالت: ما فعل طلحة؟ قلت: قتل: قالت: إنا للَّه وَإِنا إليه راجعون. ثم قالت: ما فعل الزبير؟ قلت: قتل: قالت: إنا للَّه وَإِنا إليه راجعون، قلت: بل نحن للَّه ونحن إليه راجعون، عَلَى زيد وأصحاب زيد، قالت: زيد بْن صوحان؟ قلت: نعم، فقالت له خيرًا، فقلت: والله لا يجمع اللَّه بينهما في الجنة أبدًا، فقالت: لا تقل، فإن رحمة اللَّه واسعة، وهو عَلَى كل شيء قدير.
ولم يرو زيد عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شيئًا، وَإِنما روى عَنْ عمر، وعلي رضي اللَّه عنهما، روى عنه أَبُو وائل شقيق بْن سلمة.
أخرجه الثلاثة.
1849- زيد بن عاصم
(ب س) زَيْد بْن عاصم بْن عَمْرو بْن عوف بْن مبذول بْن عَمْرو بْن غنم بْن مازن بْن النجار الأنصاري الخزرجي النجاري، كذا ساق نسبه أَبُو موسى وابن الكلبي.
وقال أَبُو عمر: زيد بْن عاصم بْن كعب بْن منذر بْن عمرو بْن عوف بن مبذول بن عمرو ابن غنم بْن مازن بْن النجار، فربما يراه من لا يعرف النسب فيظنهما اثنين، وهما واحد.
قال أَبُو عمر: شهد العقبة وبدرًا، ثم شهد أحدا مع زوجته أم عمارة، ومع ابنيه حبيب بْن زيد، وعبد اللَّه بْن زيد، قال: أظنه يكنى أبا حسن.
فإن كانت كنيته أبا حسن فقد أخرجه ابن منده، ولم يكن لاستدراك أَبِي موسى عليه وجه، أخرجه أبو عمر وأبو موسى.
1850- زيد بن عامر
(د ع) زيد بْن عامر الثقفي: سأل النبي صلى الله عليه وسلم عَنِ النبيذ.
روى عمرو بْن إِسْمَاعِيل بْن عبد العزيز بْن عامر، عَنْ أبيه، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عامر، عَنْ أخيه زيد بْن عامر، قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأسلمت، فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم لتميم الداريّ: سلني، فسأله
__________
[1] ينظر ترجمة: جندب بن كعب بن عبد الله: 1/ 361.
[2] الارتثاث: أن يحمل الجريح من المعركة وهو ضعيف قد أثخنته الجراح.(2/140)
بيت عينون [1] ومسجد إِبْرَاهِيم، فأعطاهن إياه، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا زيد، سلني، قلت: أسألك الأمن والإيمان لي ولولدي، فأعطاني ذلك. أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
1851- زيد بن عايش
زيد بْن عايش المزني، لَهُ صحبة ورواية عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
روى عنه حباب بْن زيد أَنَّهُ قال: كنت عند النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذ أقبل قيس بْن عاصم، فسمعته يقول:
هذا سيد أهل الوبر، قاله ابن ماكولا.
حباب: بضم الحاء وبالباءين الموحدتين، وعايش: بالياء تحتها نقطتان والشين المعجمة.
1852- زيد بن عبد الله
(ب د ع) زيد بْن عَبْد اللَّهِ الأنصاري، روى عنه الحسن البصري أَنَّهُ قَالَ: عُرِضْنَا عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رقية الحية، فأذن فيها، وقال: إنما هي مواثيق.
أخرجه الثلاثة.
1853- زيد بن عبد الله
(د) زيد بْن عَبْد اللَّهِ الأنصاري، روى حديثه فراس، عَنِ الشعبي، عَنْ زيد بْن عَبْد اللَّهِ الأنصاري، أخرجه ابن منده في ترجمة مفردة، وقال: أراه الأول، وذكر أَبُو نعيم هذا الإسناد في ترجمة الأول الذي روى عنه الحسن، وقال: هو هذا فيما أرى. والله أعلم.
1854- زيد بن عبد الله
(د) زيد بْن عَبْد اللَّهِ الأنصاري، والد عَبْد اللَّهِ بْن زيد، روى عنه ابنه عَبْد اللَّهِ.
حدث يحيى بْن سَعِيد القطان، عَنْ عبيد اللَّه بْن عمر، عَنْ بشير بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد اللَّهِ بْن زيد: أن جده عَبْد اللَّهِ تصدق بمال، فأتى أبوه زيد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا رَسُول اللَّهِ، إن عَبْد اللَّهِ تصدق بمال له، وليس لنا ولا له مال غيره. فقال رسول الله لعبد اللَّه: قد قبل اللَّه صدقتك وردها عَلَى أبويك، أخرجه ابن منده.
قلت: هذا الحديث قد تقدم في ترجمة زيد بْن ثعلبة، أخرجه هناك أَبُو نعيم ونسبه، وأخرجه ابن مندة ها هنا، وهذا النسب غير ذلك، وهو غلط إما من الناسخ أو من المصنف، والأغلب أَنَّهُ من المصنف، لأني رأيته في عدة نسخ مسموعات هكذا، وكان يجب عَلَى أَبِي موسى أن يستدرك المتقدم عَلَى ابن منده، فإن هذا النسب غير ذلك، وَإِن كان غير صحيح، وقد جعل ابن منده «زيد بْن عَبْد اللَّهِ» ثلاث تراجم، إلا أَنَّهُ قال في إحداها هي الأولى، وأما أَبُو نعيم فجعل الترجمتين اللتين قال ابن منده فيهما: إنهما واحدة، في ترجمة واحدة، وأما هذه الترجمة فلم يذكرها أَبُو نعيم، وأما أَبُو عمر فلم يذكر زيد بْن عَبْد اللَّهِ إلا ترجمة واحدة، والتي فيها حديث الرقية لا غير، مثل أَبِي نعيم، والحق بأيديهما، والله أعلم.
__________
[1] ينظر ترجمة تميم بن أوس: 1/ 256، وعينون من ترى بيت المقدس.(2/141)
1855- زيد أبو عبد الله
(د ع) زيد أَبُو عَبْد اللَّهِ، وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
روى أحمد بْن عمرو بْن السرح، عَنِ ابن أَبِي فديك، عَنْ صالح بْن عَبْد اللَّهِ بْن صالح، عَنْ [1] عبد الرحمن بْن عَبْد اللَّهِ بْن زيد، عَنْ أبيه، عَنْ جده زيد أَنَّهُ قال: وقف النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عشية عرفة فقال:
يا أيها الناس، إن اللَّه قد تطول عليكم في يومكم هذا، فوهب مسيئكم لمحسنكم، وأعطى محسنكم ما سأل، وغفر لكم ما تقدم بينكم، ادفعوا [2] عَلَى بركة اللَّه.
ورواه مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد الحكم، عَنِ ابن أَبِي فديك، ولم يقل: عَنْ جده. أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
1856- زيد أبو عبد الله
(د ع) زيد أَبُو عَبْد اللَّهِ، مجهول:
روى أَبُو شهاب، عَنْ طلحة بْن زيد، عَنْ ثور بْن زيد، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن زيد، عَنْ أبيه قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أكرموا الخبز، فأن اللَّه، عز وجل، أنزل معه بركات السماء، وأخرج له بركات الأرض.
ورواه أحمد بْن يونس، عَنِ ابن شهاب، عَنْ طلحة، عَنْ إِبْرَاهِيم بْن أَبِي عبلة، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن يَزِيدَ، عَنْ عبد الرحمن [3] بْن عمرو.
ورواه غياث بْن إِبْرَاهِيم، عَنِ ابن أبى عبلة، عن عبد الله بن أم حرام الأنصاري، مثله. أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
1857- زيد بن عبيد
زيد بْن عبيد بْن المعلى بْن لوذان، شهد بدرًا وقتل يَوْم مؤتة، وأظنه ابن أخي رافع بْن المعلى الأنصاري.
ذكره الغساني، عن العدوي.
1858- زيد أبو العجلان
(س) زيد أَبُو العجلان، روى نافع مولى ابن عمر قال: سمعت عبد الرحمن بْن زيد يحدث عَبْد اللَّهِ بْن عمر، عَنْ أبيه أَبِي العجلان: أَنَّهُ سمع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى أن يبال مستقبل القبلة.
أخرجه أَبُو موسى، وقال: ذكره ابن أَبِي علي، عَنْ أَبِي الحسن علي بْن سَعِيد العسكري في الأفراد.
1859- زيد بْن عمرو بن غزية
زيد بْن عمرو بْن غزية: ذكره بعضهم في الصحابة، وذكره أَبُو عمر في الحارث بْن عمرو الأنصاري [4] .
أخرجه الأشيري مستدركًا عَلَى أبى عمر.
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: بن، وينظر الإصابة.
[2] دفع من عرفات: ابتدأ السير، ودفع نفسه منها، أو دفع ناقته وحملها على السير.
[3] في المطبوعة: عبد الله.
[4] ينظر الاستيعاب: 295.(2/142)
1860- زيد بن عمرو بن نفيل
(د ع) زيد بْن عمرو بْن نفيل بْن عَبْد العزي بْن رياح بْن عَبْد اللَّهِ بن قرط بن رزاح بن عدىّ ابن كعب بْن لؤي بْن غالب بْن فهر بْن مالك القرشي العدوي، والد سَعِيد بْن زيد أحد العشرة، وابن عم عمر بْن الخطاب، يجتمع هو وعمر في نفيل.
سئل عنه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يبعث أمة وحده يَوْم القيامة. وكان يتعبد في الجاهلية، ويطلب دين إِبْرَاهِيم الخليل صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويوحد اللَّه تعالى، ويقول: إلهي إله إِبْرَاهِيم، وديني دين إِبْرَاهِيم. وكان يعيب عَلَى قريش ذبائحهم، ويقول: الشاة خلقها الله، وأنزل لها من السماء ماء وأنيت لها من الأرض، ثم تذبحونها عَلَى غير اسم الله تعالى، إنكارا لذلك وَإِعظامًا له، وكان لا يأكل مما ذبح عَلَى النصب، واجتمع به رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأسفل بلدح [1] قبل أن يوحى إليه، وكان يحيى الموءودة.
أَخْبَرَنَا أَبُو منصور بن مكارم بن أحمد بن سعد الْمُؤَدِّبُ، أَخْبَرَنَا نَصْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ صَفْوَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ سَعْدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِيسَ، وَالْخَطِيبُ أَبُو الْفَضَائِلِ الْحَسَنُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ قَالا: أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِيسَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْمُظَفَّرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطُّوسِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يَزِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن إياس بن القاسم الأَزْدِيِّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ، أَمْلاهُ عَلَيْنَا، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو.
(ح) قَالَ أَبُو زَكَرِيَّا: وأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُغِيرَةِ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي إِسْرَائِيلَ، أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي سَلَمَةَ وَيَحْيَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يومًا حَارًّا من أيام مكة، وهو مرد في، فَلَقِينَا زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، فَحَيَّا كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عليه وسلم: يا زيد، ما لي أَرَى قَوْمَكَ قَدْ شَنِفُوا لَكَ [2] ؟ قَال:
وَاللَّهِ، يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ ذَلِكَ لَغَيْرُ نَائِلَةِ تِرَةٍ [3] لِي فِيهِمْ، وَلَكِنْ خَرَجْتُ أَبْتَغِي هَذَا الدِّينَ حَتَّى أَقْدَمَ عَلَى أَحْبَارِ خَيْبَرَ، فَوَجَدْتُهُمْ يَعْبُدُونَ اللَّهَ، وَيُشْرِكُونَ بِهِ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا الدِّينُ الَّذِي أَبْتَغِي. فَخَرَجْتُ، فَقَالَ لِي شَيْخٌ مِنْهُمْ: إِنَّكَ لَتَسْأَلُ عَنْ دِينٍ مَا نَعْلَمُ أَحَدًا يَعْبُدُ اللَّهَ بِهِ إِلا شَيْخًا بِالْحِيرَةِ. قَالَ: فَخَرَجْتُ حَتَّى أَقْدَمَ عَلَيْهِ، فَلَمَّا رَآنِي قَالَ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: أَنَا مِنْ أَهْلِ بَيْتِ اللَّهِ مِنْ أَهْلِ الشَّوْكِ وَالْقَرَظِ [4] . قَالَ: إِنَّ الَّذِي تَطْلُبُ قَدْ ظَهَرَ بِبِلادِكَ، قَدْ بُعِثَ نَبِيٌّ قَدْ طَلَعَ نَجْمُهُ، وَجَمِيعُ مَنْ رَأَيْتَهُمْ فِي ضَلالٍ، قَالَ: فَلَمْ أَحُسَّ بِشَيْءٍ.
قَالَ زَيْدٌ: وَمَاتَ زَيْدُ بْنُ عَمْرٍو. وَأُنْزِلَ عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال النَّبِيّ لِزَيْدٍ: إِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أُمَّةً وَاحِدَةً.
__________
[1] بلدح: واد قبل مكة من جهة الترب.
[2] شنفوا لك: أبغضوك.
[3] الترة: النقص.
[4] القرظ: ورق السلم، يدبغ به.(2/143)
وأَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ السَّمِينِ الْبَغْدَادِيُّ بِإِسْنَادِهِ عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَت: لَقَدْ رَأَيْتُ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ مُسْنِدًا ظَهْرَهُ إِلَى الْكَعْبَةِ، يَقُولُ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، وَالَّذِي نَفْسُ زَيْدٍ بِيَدِهِ مَا أَصْبَحَ مِنْكُمْ أَحَدٌ عَلَى دِينِ إِبْرَاهِيمَ غَيْرِي: وَكَانَ يَقُولُ: اللَّهمّ لَو أَنِّي أَعْلَمُ أَحَبَّ الْوُجُوهِ إِلَيْكَ عَبَدْتُكَ بِهِ، وَلَكِنِّي لا أَعْلَمُهُ، ثُمَّ يَسْجُدُ عَلَى رَاحَتِهِ.
قال: وحدثنا ابن إِسْحَاق قال: حدثني بعض آل زيد: كان إذا دخل الكعبة قال: لبيك حقًا حقًا، تعبدًا ورقًا، عذت بما عاذ به إِبْرَاهِيم [1] .
ويقول وهو قائم:
أنفي لك [اللَّهمّ [2]] عان راغم ... مهما تجشمني فإني جاشم
البر أبغي لا الخال، وهل مهجر كمن قال [3] :
قال ابن إِسْحَاق: وكان الخطاب بْن نفيل قد آذى زيد بْن عمرو بْن نفيل حتى خرج إِلَى أعلى مكة، فنزل حراء مقابل مكة، ووكل به الخطاب شبابا من شباب قريش، وسفهاء من سفهائهم، فلا يتركونه يدخل مكة، وكان لا يدخلها إلا سرًا منهم، فإذا علموا به آذنوا به الخطاب، فأخرجوه، وآذوه كراهية أن يفسد عليهم دينهم، وأن يتابعه أحد منهم عَلَى فراقهم.
وكان الخطاب عم زيد وأخاه لأمه، كان عمرو بْن نفيل قد خلف عَلَى أم الخطاب بعد أبيه نفيل، فولدت له زيد بْن عمرو، وتوفي زيد قبل مبعث النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فرثاه ورقة بْن نوفل [4] :
رشدت وأنعمت ابن عمرو وَإِنما ... تجنبت تنورًا من النار حاميًا
بدينك ربًا ليس رب كمثله ... وتركك أوثان الطواغي كما هيا
وقد يدرك الإنسان رحمة ربه ... ولو كان تحت الأرض ستين [5] واديًا
وكان يقول: يا معشر قريش، إياكم والربا [6] فإنه يورث الفقر.
أخرجه أبو عمر [7] .
__________
[1] في سيرة ابن هشام 1- 230.
عذت بما عاذ به إبراهيم ... مستقبل القبلة وهو قائم.
ويقول ابن هشام: وقوله «مستقبل القبلة» عن بعض أهل العلم.
[2] عن سيرة ابن هشام.
[3] الخال: الخيلاء، وهجر الراكب: سار في نصف النهار وقت اشتداد الحر. وقال: أقام، يعنى، ليس من سار في الهاجرة كمن أقام في وقت القيلولة.
[4] الأبيات في سيرة ابن هشام: 1- 232.
[5] في السيرة: سبعين.
[6] في المطبوعة: الرياء.
[7] لم أجد له ترجمة مستقلة في الاستيعاب، وينظر ترجمة ابنه سعيد بن زيد: 614.(2/144)
1861- زيد بن عمر
(س) زيد بْن عمير: شهد في كتاب العلاء بْن الحضرمي الذي كتبه له رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذكره الغساني من مسند الحارث بْن أَبِي أسامة، وأخرجه أبو موسى،
1862- زيد بن عمير العبديّ
(ب) زيد بْن عمير العبدي، له صحبة، أخرجه أبو عمر كذا مختصرا،
1863- زيد بن عمير الكندي
(س) زيد بْن عمير الكندي، روت عنه ابنته أَنَّهُ سأل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: يا رَسُول اللَّهِ، إن قومي حموا الحمى، وفعلوا وفعلوا، ثم أغارت عليهم شن وعميرة، فهل علمىّ جناح إن أغرت معهم؟
فقال: يا زيد، ذهب ذاك، وجاء اللَّه بالإسلام، وأذهب نخوة الجاهلية، والمسلمون إخوة مضرهم كيمنهم، وربيعتهم كيمنهم، وعبدهم وحرهم إخوة، فاعلمن ذلك، أخرجه أَبُو موسى.
1864- زيد بن قيس
(س) زيد بْن قيس، حليف بني أمية بْن عبد شمس، قاله مُحَمَّد بْن إِسْحَاق.
وقال عروة بْن الزبير، في تسمية من قتل يَوْم اليمامة: زيد بْن رقيش، حليف بني أمية. كذا قاله عروة بزيادة راء في أوله، وقد تقدم ذكره.
أخرجه ها هنا أبو موسى.
1865- زيد بن كعابة
(د ع) زيد بْن كعابة. أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم، وقالا: الصواب يزيد.
1866- زيد بن كعب السلمي
(ب د ع) زيد بْن كعب السلمي ثم البهزي، وهو صاحب الحمار العقير، سماه البغوي وغيره:
زيد بْن كعب، أهدي إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
روى يزيد بْن هارون، عَنْ يحيى بْن سَعِيد، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيم، عَنْ عِيسَى بْن طلحة، عن عمير ابن سلمة الضمري، عَنِ البهزي: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خرج يريد مكة، حتى إذا كان بواد من الروحاء، وجد الناس حمار وحش عقيرًا، فَذَكَرُوهُ لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: أقروه حتى يأتي صاحبه، فأتى البهزي، وكان صاحبه، فَقَالَ: يَا رَسُول اللَّهِ، شَأْنُكُمْ بِهَذَا الْحِمَارِ، فأمر أبا بكر أن يقسمه في الرفاق.
ورواه حماد بْن زيد، وهشيم، وعلي بْن مسهر، عَنْ يحيى، ولم يذكروا: الهزى.
ورواه ابن الهاد، عَنْ مُحَمَّد، عَنْ عِيسَى، عن عمير، ولم يذكر، الهزى. أخرجه الثلاثة
.(2/145)
1867- زيد بن كعب
(س) زيد بْن كعب: له ذكر في ترجمة الأرقم [1] ، وقتل بالقادسية.
أخرجه أَبُو موسى مختصرا.
1868- زيد بن كعب
(د ع) زيد بْن كعب، وقيل: كعب بْن زيد، وقيل: سعد بْن زيد، روى أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تزوج امرأة من بنى غفار، فرأى بها بياضًا [2] .
روى أَبُو معاوية الضرير، عَنْ جميل بْن زيد بْن كعب، عَنْ أبيه، وكانت له صحبة، وقال بعضهم: عَنْ جده، ونذكره في كعب بْن زيد- إن شاء اللَّه تعالى- أتم من هذا.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
1869- زيد بن لبيد
(ع س) زيد بْن لبيد بْن ثعلبة بن سنان بن عامر بن عدي بن أمية بْن بياضة الأنصاري البياضي، من بني بياضة بْن عامر بْن زريق، قال أَبُو نعيم: ذكره عروة بْن الزبير فيمن شهد العقبة من الأنصار، من بني بياضة فقال: زيد بْن لبيد.
أخرجه أَبُو نعيم وَأَبُو موسى، وقال أَبُو موسى: وزياد بْن لبيد بياضي أيضًا إلا أنهم فرقوا بينهما، ويمكن أن يكونا أخوين، والله أعلم. والصحيح أَنَّهُ زياد ولم يذكر أحد من أهل السير، فيمن شهد العقبة: زيد بْن لبيد البياضي إلا في هذه الرواية عَنْ عروة، وهو إسناد كثير الوهم والمخالفة لما يقوله غيره من أهل السير، وقد أخرج أَبُو نعيم زيد بْن لبيد ترجمتين، ذكر في إحداهما أَنَّهُ عامل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حضر موت، ولا شك أَنَّهُ غلط من الناسخ، لأنه آخر ترجمة فيمن اسمه زيد، وبعده من اسمه زياد، فيكون سهوًا من الناسخ، والله أعلم.
1870- زيد بن لصيت
زيد بْن لصيت القينقاعي:
أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ بِإِسْنَادِهِ إِلَى يُونُسُ بْنِ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، قَالَ: ثُمَّ إِنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم سار حَتَّى إِذَا كَانَ بِبَعْضِ الطَّرِيقِ، يَعْنِي طَرِيقَ تَبُوكَ، ضَلَّتْ نَاقَتُهُ، فَخَرَجَ أَصْحَابُهُ فِي طَلَبِهَا، وَعِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُمَارَةُ بْنُ حَزْمٍ الأَنْصَارِيُّ، وَكَانَ فِي رَحْلِهِ زَيْدُ بْنُ لُصَيْتٍ، وَكَانَ مُنَافِقًا، فَقَالَ زَيْدٌ: أَلَيْسَ يَزْعُمُ مُحَمَّدٌ أَنَّهُ نَبِيٌّ، وَيُخْبِرُكُمْ خَبَرَ السَّمَاءِ، وَهُوَ لا يَدْرِي أَيْنَ نَاقَتُهُ؟ فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ عُمَارَةُ بْنُ حَزْمٍ: إِنَّ رَجُلًا قَالَ: هَذَا مُحَمَّدٌ يُخْبِرُكُمْ أَنَّهُ نَبِيٌّ، وَيُخْبِرُكُمْ بِأَمْرِ السَّمَاءِ، وَهُوَ لا يَدْرِي أَيْنَ نَاقَتُهُ، وَإِنِّي- وَاللَّهِ- لا أعلم إلا ما علمني الله، وقد دلّني عليها، وهي في الوادي، قد حسبتها شَجَرَةٌ بِزِمَامِهَا، فَانْطَلَقُوا، فَجَاءُوهُ بِهَا، وَرَجَعَ عُمَارَةُ إلى رحله،
__________
[1] ينظر ترجمة الأرقم النخعي: 1- 75.
[2] البياض، البرص.(2/146)
وَأَخْبَرَهُمْ عَمَّا جَاءَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ خَبَرِ الرَّجُلِ، فَقَالَ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ فِي رَحْلِ عُمَارَةَ: قَالَ زَيْدٌ ذَلِكَ قَبْلَ أَنْ تَأْتِيَ، فَأَقْبَلَ عُمَارَةُ عَلَى زَيْدٍ يَجَأُ فِي عُنُقِهِ، وَيَقُولُ: إِنَّ فِي رَحْلِي لَدَاهِيَةً وَمَا أَدْرِي، اخْرُجْ عَنِّي يَا عَدُوَّ اللَّهِ، وَاللَّهِ لا تَصْحَبُنِي.
قال ابن إِسْحَاق: فقال بعض الناس إن زيدًا تاب، وقال بعضهم: ما زال مصرًا حتى مات، قال ابن هشام: يقال فيه: نصيب. يعني بالنون في أوله والباء في آخره [1] .
1871- زيد بن مالك
(س) زيد بْن مالك.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى إِجَازَةً، أَخْبَرَنَا وَالِدِي وَأَخِي أَبُو عِيسَى أَحْمَدُ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَخَمْسِمِائَةٍ قَالا:
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الضَّبِّيُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأَبُو الْفَرَجِ بْنُ شَهْرَيَارَ قَالا:
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا جَدِّي أَبُو موسى بن إبراهيم الفابزانى، أخبرنا آدم ابن أَبِي إِيَاسٍ الْعَسْقَلانّي، أَخْبَرَنَا رَوْحٌ، أَخْبَرَنَا أَبَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: خَرَجْتُ وَأَنَا أُرِيدُ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا أَنَا بِزَيْدِ بْنِ مَالِكٍ، فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى مَنْكِبِي، يتكىء عَلَيَّ، فَذَهَبْتُ وَأَنَا شَابٌّ أَخْطُو خُطَا الشَّبَابِ، فَقَالَ لِي زَيْدٌ: قَارِبِ الْخُطَا، فَإِنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: من مَشَى إِلَى الْمَسَجِدِ كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ عَشْرُ حَسَنَاتٍ. كَذَا وَقَعَ هَذَا الاسْمُ فِي كِتَابِ ثَوَابِ الأَعْمَالِ لآدَمَ مِنْ هَذِه الرِّوَايَةِ.
وَرَوَاهُ النَّاسُ عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، بَدَلَ زَيْدِ بْنِ مَالِكٍ وهو الصحيح.
أخرجه أبو موسى.
1872- زيد بن مربع
(د ع) زيد بْن مربع [2] بْن قيظي الأنصاري، من بني حارثة، يعد في أهل الحجاز، حديثه عَنْ يَزِيدَ بْنِ شيبان.
روى صالح بْن أحمد بْن حنبل، عَنْ أبيه: أن اسم ابن مربع زيد. ومثله قال ابن معين، روى يزيد بْن شيبان الأزدي قال: أتانا ابن مربع الأنصاري، ونحن بعرفة، في مكان نباعده من موقف الإمام فقال:
أنا رَسُول اللَّهِ إليكم، يَقُولُ: كونوا عَلَى مشاعركم، فإنكم عَلَى إرث من إرث إِبْرَاهِيم.
له ولإخوته: عَبْد اللَّهِ وعبد الرحمن، ومرارة، صحبة.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
1873- زيد بْن المرس
(ع س) زيد بْن المرس الأنصاري، قاله بعض الرواة عَنْ عروة بْن الزبير، في تسمية من شهد بدرًا.
قال أَبُو نعيم: وهم فيه بعض الرواة، أَخْبَرَنَا أَبُو موسى إذنا قال: أخبرنا أبو غالب الكوشيدي
__________
[1] ينظر سيرة ابن هشام: 2- 523.
[2] كذا ضبطه ابن الأثير في ترجمة أخيه: عبد الله بن مربع، بالميم المكسورة والباء.(2/147)
ونوشروان قالا: أَخْبَرَنَا ابن ريذة. (ح) قال أبو موسى: وأخبرنا أبو علي، أخبرنا أبو نعيم، قالا:
أخبرنا سليمان، هو الطبراني، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عمرو، حدثني أَبِي، أَخْبَرَنَا ابن لهيعة، عَنْ أَبِي الأسود، عَنْ عروة، في تسمية من شهد بدرا، من الأنصار، ثم من بني خدرة بْن عوف بن الحارث: زيد ابن المرس.
أخرجه أَبُو نعيم وَأَبُو موسى، قال أبو نعيم: صوابه ابن المزين.
1874- زيد بن المزين
(ب ع س) زيد بْن المزين بْن قيس بْن عدي بْن أمية بْن خدارة بْن عوف ابن الحارث بْن الخزرج الخزرجي، ثم من بني الحارث.
قال ابن شهاب، ومحمد بْن إِسْحَاق [1] ، فيمن شهد بدرا: زيد بن المزين، وكذلك سماه [عَبْد اللَّهِ بْن] [2] مُحَمَّدِ بْنِ عمارة الْأَنْصَارِيّ المعروف بابن القداح، وسماه الواقدي: يزيد بْن المزين، وكذلك قاله أَبُو سَعِيد السكري.
وآخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه وبين مسطح بْن أثاثة، حين آخى بين المهاجرين والأنصار لما قدم المهاجرون المدينة، وقد روى عَنْ عروة بْن الزبير: زيد بْن المرس آخره سين، وقد تقدم قبل هذه بالراء والسين، وهذه الترجمة بالزاي وآخره ياء ونون.
أخرجه أَبُو نعيم، وَأَبُو عمر، وَأَبُو موسى، وقال أَبُو موسى، عَنْ أَبِي نعيم: كذا ذكره بالجيم، يعني جدارة، وَإِنما هو خدرة وخدارة بطنان من الأنصار، كلاهما بالخاء.
ورأيت بخط الأشيري المغربي، وهو من الفضلاء، عَلَى حاشية الاستيعاب ما هذه صورته بخط أَبِي عمر: المزين بضم الميم وتشديد الياء، وفي أصل ظاهر من السيرة: مزين بكسر الميم وتخفيف الياء، وقد ضبطه الدارقطني: مزين. يعني بضم الميم وفتح الزاي وتسكين الياء، ومثله قال ابن ماكولا.
1875- زيد بن معاوية
(د ع) زيد بْن معاوية النميري، عم قرة بْن دعموص. ذكر إسلامة في حديث قرة بْن دعموص، رواه عبد ربه بْن خَالِد، عَنْ أبيه، عَنْ عائذ بْن ربيعة بْن قيس، عَنْ عباد بْن زيد، عَنْ قرة بْن دعموص قال:
لما جاء الإسلام أرادت بنو نمير أن تسلم، فانطلق زيد بْن معاوية وابن أخيه قرة والحجاج بْن نبيرة، حتَّى أتوا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم ذكر القصة بطولها.
أخرجه هكذا ابن منده وَأَبُو نعيم.
1876- زيد بْن ملحان
زيد بْن ملحان بْن خَالِد بْن زيد بْن حرام بْن جندب بْن عامر بْن غنم بْن عدي بْن النجار:
شهد أحدًا، وهو أخو أم سليم.
قاله العدوي: ذكره الأشيري.
__________
[1] ينظر سيرة ابن هشام: 1/ 692. وجوامع السيرة: 132.
[2] سقط من الأصل والمطبوعة، ينظر ترجمة ثقف بن فروة: 1- 293، وميزان الاعتدال: 2- 489.(2/148)
1877- زيد بن مهلهل
(ب د ع) زيد بْن مهلهل بْن زيد بْن منهب بن عبد رضا بْن المختلس بْن ثوب بْن كنانة بْن مالك بْن نابل بْن نبهان، واسمه سودان، بْن عمرو بْن الغوث الطائي النبهاني، المعروف بزيد الخيل.
وكان من المؤلفة قلوبهم، ثم أسلم وحسن إسلامه، وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في وفد طيِّئ سنة تسع، وسماه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زيد الخير، وقال: ما وصف لي أحد في الجاهلية فرأيته في الإسلام إلا رأيته دون الصفة غيرك. وأقطعه أرضين. وكان يكنى أبا مكنف، وكان له ابنان: مكنف وحريث، أسلما وصحبا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وشهدا قتال الردة مع خَالِد بْن الْوَلِيد.
روى الأعمش، عَنْ أَبِي وائل، عَنْ عَبْد الله قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأقبل راكب حتى أناخ، فقال: يا رَسُول اللَّهِ، إني أتيتك من مسيرة تسع، أنصبت راحلتي، وأسهرت ليلي، وأظمأت نهاري، أسألك عَنْ خصلتين. فقال له النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ما اسمك؟ قال: أنا زيد الخيل. قال: بل أنت زيد الخير، فسل، قال: أسألك عَنْ علامة اللَّه فيمن يريد، وعلامة فيمن لا يريد. فقال له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كيف أصبحت؟ فقال: أصبحت أحب الخير وأهله ومن يعمل به، فإن عملت به أثبت بثوابه، وَإِن فاتني منه شيء حزنت عليه. فقال له النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هذه علامة اللَّه فيمن يريد، وعلامته فيمن لا يريد، ولو أرادك بالأخرى لهيأك لها، ثم لا يبالي اللَّه في أي واد هلكت. وكان زيد الخليل شاعرًا محسنًا، خطيبًا لسنًا، شجاعا كريمًا، وكان بينه وبين كعب بْن زهير مهاجاة، لأن كعبًا اتهمه بأخذ فرس [1] له.
ولما انصرف من عند النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخذته الحمى، فلما وصل إِلَى أهله مات، وقيل: بل توفي آخر خلافة عمر، وكان في جاهليته قد أسر عامر بْن الطفيل وجزّ ناصيته وأعتقه.
أخرجه الثلاثة.
1878- زيد بن وديعة
(ب د ع) زيد بْن وديعة بْن عمرو بْن قيس بْن جزي بْن عدي بن مالك بن سالم الحبلى ابن غنم بْن عوف بْن الخزرج الْأَنْصَارِيّ الخزرجي.
قَالَ عروة، وابن شهاب، وابن إِسْحَاق: إنه شهد بدرًا وأحدًا، وقال ابن الكلبي: إنه عقبي بدري، قتل يَوْم أحد.
أخرجه الثلاثة.
1879- زيد بن وهب
(ب د ع) زيد بْن وهب الجهني. أدرك الجاهلية، وأسلم في حياة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهاجر إليه، فبلغته وفاته في الطريق، يكنى «أبا سلمان، وهو معدود في كبار التابعين، سكن الكوفة، وصحب على ابن أبى طالب.
__________
[1] ينظر الشعر والشعراء لابن قتيبة: 287.(2/149)
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ بْنُ أَبِي الرَّجَاءِ الأَصْبَهَانِيُّ وَأَبُو يَاسِرِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ الْبَغْدَادِيُّ، بِإِسْنَادَيْهِمَا إِلَى مُسْلِمِ بْنِ الْحَجَّاجِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ وَهْبٍ الْجُهَنِيُّ: أَنَّهُ كَانَ فِي الْجَيْشِ الَّذِينَ كَانُوا مَعَ عَلِيٍّ، الَّذِينَ سَارُوا إِلَى الْخَوَارِجِ، فَقَالَ عَلِيٌّ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: يَخْرُجُ قَوْمٌ مِنْ أُمَّتِي يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ، لَيْسَ قُرْآنُكُمْ إِلَى قُرْآنِهِمْ بِشَيْءٍ، وَلا صَلاتُكُمْ إِلَى صَلاتِهِمْ بِشَيْءٍ ... الْحَدِيثَ. أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ، وَقَدِ اسْتَدْرَكَهُ أَبُو مُوسَى عَلَى ابْنُ منده، وَقَدْ أَخْرَجَهُ ابْنُ منده فلا وجه لاستدراكه.
1880- زيد أبو يسار
زيد أَبُو يسار، مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نزل المدينة، روى حديثه بلال بْن يسار بْن زيد، عَنْ أبيه، عَنْ جده زيد: أَنَّهُ سمع النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وسلم يقول: من قال: أستغفر اللَّه الذي لا إله إلا هو وأتوب إليه، غفر له، وإن كان فر من الزحف. وقد تقدم في ترجمة زيد بْن بولى. أخرجه كذا أَبُو أحمد العسكري، وهو زيد بْن بولى، مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو زيد أَبُو يسار، وَإِنما ذكرناه لئلا يظن أَنَّهُ غيرهما.
1881- زيد بن يساف
زيد بْن يساف بْن غزية بْن عطية بْن خنساء بْن مبذول. شهد أحدًا، وأمه الشموس بنت عمرو بْن زيد.
ذكره الأشيري عن العدوي.
1882- زبيد
زبيد، بعد الزاي ياءان مثناتان، هو ابن الصلت الكندي، ذكره الواقدي فيمن ولد عَلَى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: وكان عدادهم في بني جمح، فتحولوا إِلَى العباس بْن عبد المطلب، روى عَنْ أَبِي بكر وعمر وعثمان.
أخرجه الأشيري فيما استدركه عَلَى أَبِي عمر (والحمد للَّه رب العالمين)
.(2/150)
باب السين(2/151)
باب السين مع الألف
1883- سابط بْن أَبِي حميضة
سابط بْن أَبِي حميضة [1] بْن عمرو بْن وهب بْن حذافة بْن جمح القرشي الجمحي، يجتمع هو وصفوان بْن أمية بْن خلف بْن وهب في وهب، روى عنه ابنه عبد الرحمن قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من أصيب بمصيبة فليذكر مصيبته بي، فإنها أعظم المصائب. وكان يحيى بْن معين يقول: هو عبد الرحمن بْن عَبْد اللَّهِ بْن سابط، سابط جده، وفيه نظر [2] .
1884- سابق خادم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(ب د ع) سابق خادم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. روى عنه حديث واحد، مخرجه من أهل الكوفة، اختلف فيه عَلَى شعبة، فرواه عبد الرحمن بْن مهدي، عَنْ شعبة، عَنْ أَبِي عقيل، عَنْ أَبِي سلام قال: كنا في مسجد حمص، فمر رجل فقالوا: هذا خدم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فأتيته، فقلت: حدثنا ما سمعت من النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: سمعته يقول: من قال حين يمسي وحين يصبح: رضيت باللَّه ربا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد نبيًا، كَانَ حقا عَلَى اللَّه أن يرضيه يَوْم القيامة.
واختلف أيضًا فيه عَلَى مسعر، فرواه عبد العزيز بْن أبان، عَنْ مسعر، عَنْ أَبِي عقيل، عَنْ أَبِي سلام، عَنْ سابق خادم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الدعاء: قَالُوا: وهو وهم، والصواب رواية أصحاب مسعر عَنْ أَبِي عقيل سالم بْن بلال قاضي واسط، عَنْ سابق بْن ناجية، عَنْ أَبِي سلام.
أَخْبَرَنَا عبد الوهاب بْن هبة اللَّه بن أبي حبة بإسناده عن عبد الله بن أحمد، حدثني أبى، أخبرنا أسود ابن عامر، أَخْبَرَنَا شعبة بْن أَبِي عقيل قاضي واسط، عَنْ سابق بْن ناجية، عَنْ أَبِي سلام، قال: مر رجل في مسجد حمص فقالوا: هذا خدم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: فقمت إليه فقلت: حدثني حديثا سمعته من رسول الله، فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: ما من عبد مسلم يقول حين يصبح وحين يمسي، ثلاث مرات: رضيت باللَّه ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد نبيا. الحديث مثله سواء. أخرجه الثلاثة، وقال أَبُو عمر: لا يصح سابق في الصحابة.
1885- سارية بن أوفى
(س) سارية بْن أوفى: وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فعقد له النَّبِيّ، فسار إِلَى بني مرة، فعرض عليهم الإسلام، فأبطئوا عليه، فعرض عليهم السيف، فلما أسرف فِي القتل أسلموا، وأسلم من حولهم من قيس، فسار إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في ألفٍ.
أخرجه أَبُو موسى في ترجمة: الوليد بن زفر.
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: خميصة. والمثبت عن ترجمة عبد الله بن سابط، وكتاب نسب قريش: 397 وتاج العروس: مادة سبط.
[2] هذه الترجمة في الاستيعاب: 682.(2/153)
1886- سارية بن زنيم
(س) سارية بْن زنيم بْن عمرو بْن عَبْد اللَّهِ بْن جابر بْن محمية بْن عبد بن عدىّ بن الدّيل ابن بكر بْن عبد مناة بْن كنانة.
كان من أشد الناس حضرًا [1] ، وهو الذي ناداه عمر بْن الخطاب رضي اللَّه عنه: يا سارية، الجبل.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي عَلِيٍّ الزرزارِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو رُشَيْدٍ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ أحمد بن منصور ابن مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ فِي مَنْزِلِهِ بِأَصْبَهَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَسْعُودٍ سُلَيْمَانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُرْسِي بْنِ مَرْدُوَيْهِ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ الصَّائِغُ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرُّوذِيُّ، أَخْبَرَنَا فُرَاتُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ كَانَ يَخْطُبُ عَلَى مِنْبَرِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَعَرَضَ لَهُ فِي خُطْبَتِهِ أَنْ قَالَ:
يَا سَارِيَةَ، الْجَبَلَ الْجَبَلَ، مَنِ اسْتَرْعَى الذِّئْبَ ظَلَمَ. فَالْتَفَتَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ، فَقَالَ عَلِيٌّ: لَيَخْرُجَنَّ مِمَّا قَالَ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ صَلاتِهِ قَالَ لَهُ عَلِيٌّ: مَا شَيْءٌ سَنَحَ لَكَ فِي خُطْبَتِكَ؟ قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: قَوْلُكَ:
يَا سَارِيَةَ، الْجَبَلَ الْجَبَلَ، مَنِ اسْتَرْعَى الذِّئْبَ ظَلَمَ، قَالَ: وَهَلْ كَانَ ذَلِكَ مِنِّي؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: وَقَعَ فِي خَلَدِي أَنَّ الْمُشْرِكِينَ هَزَمُوا إِخْوَانَنَا فَرَكِبُوا أَكْتَافَهُمْ، وَأَنَّهُمْ يَمُرُّونَ بِجَبَلٍ، فَإِنْ عَدَلُوا إِلَيْهَ قَاتَلُوا مَنْ وَجَدُوا، وَقَدْ ظَفَرُوا، وَإِن جَاوَزُوا هَلَكُوا، فَخَرَجَ مِنِّي مَا تَزْعُمُ أَنَّكَ سَمِعْتَهُ. قَالَ: فَجَاءَ الْبَشِيرُ بِالْفَتْحِ بَعْدَ شَهْرٍ، فَذَكَرَ أَنَّهُ سَمِعَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمَ، فِي تِلْكَ السَّاعَةِ، حِينَ جَاوَزُوا الْجَبَلَ، صَوْتًا يُشْبِهُ صَوْتَ عُمَرَ: يَا سَارِيَةَ، الْجَبَلَ الْجَبَلَ، قَالَ: فَعَدَلْنَا إِلَيْهِ، فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْنَا.
أَخْرَجَهُ أَبُو موسى.
1887- ساعدة بن حرام
(ب د ع) ساعدة بْن حرام بْن محيصة. روى عنه بشير بْن يسار [2] ، لا تصح له صحبة، وحديثه في كسب الحجام.
روى ابن إِسْحَاق، عَنْ بشير بْن يسار [2] أن ساعدة بْن حرام بْن محيصة حدثه أَنَّهُ كان لمحيصة بْن مسعود عبد حجام، يقال له: أَبُو طيبة، فقال له النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أنفقه عَلَى ناضحك.
أخرجه الثلاثة، وقال أَبُو عمر: هو عندي مرسل. وقال ابن منده وَأَبُو نعيم: ساعده بن محيصن، آخره نون، وقالا: ذكره البخاري في الصحابة، ولم يخرجا شيئا.
1888- ساعدة الهذلي
(ب د ع) ساعدة الهذلي: والد عَبْد اللَّهِ، روى عَنْهُ ابنه عَبْد اللَّهِ أَنَّهُ قال: كنا عند صنمنا سواع، وقد جلبنا إليه غنمًنا مائتي شاة، وقد أصابها جرب نطلب بركته، فسمعت مناديًا من جوف الصنم ينادي:
قد ذهب كيد الجن، ورمينا بالشهب لنبي اسمه أحمد. قال: فصرفت وجه غنمي منحدرًا إِلَى أهلي، فلقيت رجلًا، فخبرني بظهور رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخرجه الثلاثة، وقَالَ أَبُو عُمَر: فِي صحبته نظر.
__________
[1] الحضر: العدو.
[2] في المطبوعة: بشار.(2/154)
1889- ساعدة بن هلواث
(س) ساعدة- أو ساعد- بْن هلواث المازني، والد أسمر، له ولابنه أسمر صحبة، وقد ذكرناه في أسمر أتم من هذا.
أخرجه أبو موسى.
1890- ساعدة
(س) ساعدة، غير منسوب، أقطعه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بئرًا في الفلاة، ذكرناه في ترجمة إياس بْن قتادة [1] أخرجه أَبُو موسى.
1891- سالف بن عثمان
(س) سالف بْن عثمان بْن عامر بْن معتب بْن مالك بْن كعب بْن عوف بْن ثقيف الثقفي.
روى المدائني بِإِسْنَادِهِ قال: لما قدم وفد ثقيف عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فسالوه أن يتركهم عَلَى دينهم، فقال: يأبى اللَّه عز وجل ذلك. ثم ذكر إسلامهم، فلما أسلم وفد ثقيف استعمل عليهم رَسُول اللَّهِ من الأحلاف سالف بْن عمرو بْن معتب عَلَى صدقة ثقيف. وذكره الكلبي وقال: ولي الطائف، وهو الذي مدحه النجاشي.
أخرجه أبو موسى.
1892- سالم مولى أبى حذيفة
(ب د ع) سالم مولى أَبِي حذيفة، وهو سالم بْن عبيد بْن ربيعة، قاله ابن منده، وقيل:
سالم بْن معقل، يكنى أبا عَبْد اللَّهِ.
وهو مولى أَبِي حذيفة بْن عتبة بْن ربيعة بْن عَبْد شمس بْن عَبْد مناف الْقُرَشِيّ العبشمي، كان من أهل فارس من إصطخر، وكان من فضلاء الصحابة والموالي وكبارهم، وهو معدود في المهاجرين، لأنه لما أعتقته مولاته ثبيتة الأنصارية، زوج أَبِي حذيفة، تولى [2] أبا حذيفة، وتبناه أَبُو حذيفة، فلذلك عد من المهاجرين، وهو معدود في بني عبيد من الأنصار، لعتق مولاته زوج أَبِي حذيفة له، وهو معدود في قريش لما ذكرناه، وفي العجم أيضًا لأنه منهم، ويعد في القراء لقول رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خُذُوا القرآن من أربعة، فذكره منهم. وكان قد هاجر إِلَى المدينة قبل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فكان يؤم المهاجرين بالمدينة، فيهم: عمر بْن الخطاب، وغيره، لأنه كان أكثرهم أخذًا للقرآن.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَسْعَدَ بْنِ يَحْيَى بْنِ بَوْشٍ إذنا، أخبرنا أبو غالب بن البناء، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الآبْنُوسِيِّ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَتْحِ الجلِّيّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُفْيَانَ بْنِ مُوسَى الصَّفَّارُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ رَحْمَةَ بْنِ نُعَيْمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ، عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي سفيان، عن ابن سابط [3] أنّ
__________
[1] ينظر: 1/ 185.
[2] أي اتخذه وليا له.
[3] في الأصل والمطبوعة: أسباط. وهو عبد الرحمن بن سابط، ينظر الإصابة، وخلاصة التذهيب: 192.(2/155)
عَائِشَةَ احْتُبِسَتْ عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: مَا حَبَسَكِ؟ قَالَتْ: سَمِعْتُ قَارِئًا يَقْرَأُ. فَذَكَرَتْ مِنْ حُسْنِ قِرَاءَتِهِ، فَأَخَذَ رِدَاءَهُ وَخَرَجَ، فَإِذَا هُوَ سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ فَقَالَ: الْحَمْدُ للَّه الَّذِي جَعَلَ فِي أُمَّتِي مِثْلَكَ.
وكان عمر بْن الخطاب رضي اللَّه عنه يكثر الثناء عليه، حتى قال لما أوصى عند موته: لو كان سالم حيًّا ما جعلتها شورى. قال أَبُو عمر: معناه أَنَّهُ كان يصدر عَنْ رأيه فيمن يوليه الخلافة.
وآخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم بينه وبين معاذ بن ما عض.
وكان أَبُو حذيفة قد تبناه كما تبنى رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بْن حارثة، فكان أَبُو حذيفة يرى أَنَّهُ ابنه، فأنكحه ابنة أخيه فاطمة بنت الْوَلِيد بْن عتبة، وهي من المهاجرات، وكانت من أفضل أيامى قريش، فلما أنزل اللَّه تعالى: ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ 33: 5 [1] رد كل أحد تبنى ابنًا من أولئك إِلَى أبيه، فإن لم يعلم أبوه رد إِلَى مواليه فجاءت سهلة بنت سهيل بْن عمرو العامرية إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالت- مَا أَخْبَرَنَا بِهِ أَبُو الْفَرَجِ يَحْيَى بْنُ مَحْمُودِ بْنِ سَعْدٍ، وَأَبُو يَاسِرٍ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حَبَّةَ بِإِسْنَادَيْهِمَا إِلَى مُسْلِمِ بْنِ الْحَجَّاجِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ جَمِيعًا، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيِّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ القاسم هو ابن محمد بن أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ سَالِمًا مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ كَانَ مَعَ أَبِي حُذَيْفَةَ، وَأَهْلِهِ فِي بَيْتِهِمْ، فَأَتَتْ- يَعْنِي سَهْلَةَ بِنْتَ سُهَيْلٍ- النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: إِنَّ سَالِمًا بَلَغَ مَا يَبْلُغُ الرِّجَالُ، وَعَقَلَ مَا عَقَلُوا، وَإِنَّهُ يَدْخُلُ عَلَيْنَا، وَإِنِّي أَظُنُّ أَنَّ فِي نَفْسِ أَبِي حُذَيْفَةَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا.
فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَرْضِعِيهِ تَحْرُمِي عَلَيْهِ وَيَذْهَبُ مَا فِي نَفْسِ أَبِي حُذَيْفَةَ. فَرَجَعَتْ إِلَيْهِ فَقَالَتْ: إِنِّي قَدْ أَرْضَعْتُهُ فَذَهَبَ الَّذِي فِي نَفْسِ أَبِي حُذَيْفَةَ. فَأَخَذَتْ بِذَلِكَ عَائِشَةُ، وَأَبَى سَائِرُ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وشهد سالم بدرا، وأحدا، والخندق، والمشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقتل يَوْم اليمامة شهيدًا، أَخْبَرَنَا يحيى بْنُ أَسْعَدَ بْنِ بَوْشٍ، أخبرنا أبو غالب بن البناء، أخبرنا أبو الحسن بْنُ الآبْنُوسِيِّ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَتْحِ الْجِلِّيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُفْيَانَ بْنِ مُوسَى، أَخْبَرَنَا أَبُو عُثْمَانَ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَنْظَلَةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ سَالِمًا مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ قِيلَ لَهُ يَوْمَئِذٍ، يَعْنِي يَوْمَ الْيَمَامَةِ فِي اللِّوَاءِ أَنْ يَحْفَظَهُ، وَقَالَ غَيْرُهُ: نَخْشَى مِنْ نَفْسِكَ شَيْئًا فَنُوَلِّي اللِّوَاءَ غَيْرَكَ، فَقَالَ: بِئْسَ حَامِلُ الْقُرْآنِ أَنَا إِذًا، فَقُطِعَتْ يَمِينُهُ فَأَخَذَ اللِّوَاءَ بِيَسَارِهِ، فَقُطِعَتْ يَسَارُهُ فَاعْتَنَقَ اللِّوَاءَ، وَهُوَ يَقُولُ: وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ [2] 3: 144 وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ [3] 3: 146 فَلَمَّا صُرِعَ قَالَ لأَصْحَابِهِ: مَا فَعَلَ أَبُو حُذَيْفَةَ؟ قِيلَ:
قُتِلَ. قَالَ: فَمَا فَعَلَ فُلانٌ؟ لِرَجُلٍ سَمَّاهُ، قِيلَ: قُتِلَ. قَالَ: فَأَضْجِعُونِي بَيْنَهُمَا.
ولما قتل أرسل عمر بميراثه إِلَى معتقته ثبيتة بنت يعار، فلم تقبله، وقالت: إنما أعتقته سائبة [4] ، فجعل عمر ميراثه في بيت المال.
__________
[1] الأحزاب: 5.
[2] آل عمران: 144.
[3] آل عمران: 146.
[4] إذا أعتق العبد سائبة فلا يكون ولاؤه لمعتقه، ولا وارث له.(2/156)
وروى عنه ثابت بْن قيس بْن شماس، وعبد اللَّه بْن عمرو، وعبد اللَّه بْن عمرو بْن العاص.
أخرجه الثلاثة، وقال أَبُو نعيم: قال بعض المتأخرين، يعني ابن منده: سالم بْن عبيد، وهو وهم فاحش.
قلت: أظنه صحف عتبة بعبيد، أو أَنَّهُ رَأَى في نسب معتقته ثبيتة عبيدًا فظنه نسبًا له، فإنها ثبيتة بنت يعار بْن زيد بْن عبيد بْن زيد بْن مالك والله أعلم.
1893- سالم بن حرملة
(ب د ع) سالم بْن حرملة بْن زهير بْن عَبْد اللَّهِ بْن حشر العدوي: وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
روى سليمان بْن عبد العزيز بْن عتبة بْن سالم بْن حرملة العدوي- عَنْ أبيه عبد العزيز، عَنْ أبيه أن أباه سالم بْن حرملة وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيمن وفد إليه، وهو غلام، وله ذؤابة، وقد قارب البلوغ، فتطهر من فضل طهور رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فشمت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ ودعا له.
أخرجه الثلاثة، والذي رأيته في نسخ كتابي ابن منده وأبي نعيم خنيس [1] والذي ضبطه الأمير أَبُو نصر:
حشر، بالحاء المهملة المفتوحة، وبالشين المعجمة، فقال: هو حرملة بْن زهير بْن عَبْد اللَّهِ بْن حشر العدوي، له صحبة، روى حديثًا واحدًا، قاله عبد الغني بْن سَعِيد. وقال أَبُو أحمد العسكري: هو من عدىّ الرّباب.
1894- سالم مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم
(ع س) سالم مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. روى عمر بْن هارون، عَنْ جَعْفَر بْن مُحَمَّد، عَنْ أبيه، عَنْ سالم مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن أزواج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كن يجعلن رءوسهن أربع قرون، فإذا اغتسلن جمعنهن عَلَى أوساط رءوسهن.
ورواه خارجة بْن مصعب، عَنْ جَعْفَر فقال: سلمى بدل سالم.
أخرجه أبو نعيم. وأبو موسى.
1895- سالم بن أبى سالم أبو شداد
(ب د ع) سالم بْن أَبِي سالم أَبُو شداد العبسي الحمصي. شهد وفاة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ونزل حمص ومات بها.
روى معن بْن عِيسَى، عَنْ معاوية بْن صالح، عَنْ أَبِي شداد أَنَّهُ شهد وفاة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أخرجه الثلاثة.
1896- سالم بن أبى سالم، أبو هند
(ب د ع) سالم بْن أَبِي سالم أَبُو هند الحجام، وقيل: اسم أَبِي هند سنان. روى عنه أَنَّهُ قال: حجمت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وشربت الدم من المحجمة، وقلت: يا رَسُول اللَّهِ، شربته؟ فقال:
ويحك يا سالم، أما علمت أن الدم حرام؟ لا تعد. أخرجه الثلاثة.
__________
[1] ينظر الإصابة.(2/157)
1897- سالم بن عبيد
(ب د ع) سالم بْن عبيد الأشجعي، من أهل الصفة، سكن الكوفة.
روى عنه هلال بْن يساف، ونبيط بْن شريط، وخالد بْن عرفطة.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ السَّمِينِ بِإِسْنَادِهِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنُ نُبَيْطٍ، عَنْ أَبِيهِ نُبَيْطِ بْنِ شَرِيطٍ الأَشْجَعِيِّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عُبَيْدٍ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الصُّفَّةِ، قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَامَ عُمَرُ بِسَيْفِهِ مُخْتَرِطَةٌ [1] ، فَقَالَ: وَاللَّهِ لا أَسْمَعُ أَحَدًا يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم مَاتَ إِلا ضَرَبْتُهُ بِسَيْفِي هَذَا. قَالَ سَالِمٌ: فَقِيلَ لِي: اذْهَبْ إِلَى صَاحِبِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَادْعُهُ، فَذَهَبْتُ فَوَجَدْتُ أَبَا بَكْرٍ، فَأَجْهَشْتُ أَبْكِي، فَقَالَ: لَعَلَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُوُفِّيَ؟ فَقُلْتُ: إِنَّ عُمَرَ لَيَقُولُ: لا أَسْمَعُ أَحَدًا يَذْكُرُ وَفَاتَهُ إِلا ضَرَبْتُهُ بِسَيْفِي، فَأَقْبَلَ يَمْشِي حَتَّى أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، فَأَكَبَّ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَرَأَ: إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ 39: 30 [2] فَقَالُوا: يَا صَاحِبَ رَسُول اللَّهِ، تُوُفِّيَ رَسُول اللَّهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَعَلِمُوا أَنَّهُ كَمَا قَالَ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَلِيٍّ الصُّوفِيُّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ بْنِ الأَشْعَثِ قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ، عَزَّ وَجَلَّ، وَلْيَقْلُ مَنْ عِنْدَهُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ. وَلْيَرُدَّ عَلَيْهِمْ: يَغْفِرُ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ.
وَقَدْ رُوِيَ عَنْ هِلالٍ، عَنْ رجل، عن سالم. أخرجه الثلاثة.
1898- سالم العدوي
(ب) سالم العدوي. أخرجه أَبُو عمر، وقال: مخرج حديثه عَنْ ولده، وفد عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو شاب، فشمّت عليه، ودعا له، وتطهر سالم بفضل وضوء رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال أَبُو عمر:
ولا أحسبه من عدي قريش.
قلت: هذا سالم العدوي، هو سالم بْن حرملة الذي تقدم ذكره، وهو من عدي بْن عبد مناه بْن أد، وهو عدي الرباب، وذكره أَبُو علي بْن السكن فقال: سالم بْن حرملة بْن زهير بْن عبد الله بن خنبش ابن عدي بْن مالك بْن تميم بْن الدؤل بْن حسل بْن عدي بْن عبد مناة بْن أد بْن طابخة، كذا قال.
خنبش: بالخاء المعجمة، والنون، والباء الموحدة، والشين المعجمة، وقال ابن ماكولا، وعبد الغني والدارقطني: حشر بالحاء المهملة المفتوحة، والشين الساكنة المعجمة، والراء، والله أعلم.
1899- سالم بن عمرو
(س) سالم بْن عمرو العمري. روى مجمع بْن جارية قال: الذين استحملوا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:
لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ، تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ 9: 92 سبعة نفر: علبة بن زيد الحارثي
__________
[1] اخترط السيف: سله من غمده.
[2] الزمر: 30.(2/158)
وعمرو بْن غنم الساعدي، وعمرو بْن هرمي [1] الواقفي، وابن ليلى المزني، وسالم بْن عمرو العمري، وسلمة بْن صخر الزرقي، [وعبد اللَّه بْن كعب [2]] .
أخرجه أَبُو مُوسَى، وَقَدْ أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ، إِلا أَنَّهُ قال: سالم بْن عمير، ويذكر بعد هذا، إن شاء اللَّه تعالى.
1900- سالم بن عمير
(ب د ع) سالم بْن عمير بْن ثابت بْن النعمان بْن أمية بْن امرئ القيس بن ثعلبة بن عمرو ابن عوف، وهو ابن عم خوات بْن جبير، وقيل في نسبه: سالم بْن عمير بْن كلفة بن ثعلبة بن عمرو ابن عوف الأنصاري العوفي العمري.
شهد العقبة، وبدرًا، وأحدًا والمشاهد كلها مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وتوفي في خلافة معاوية، وهو أحد البكاءين.
روى عطاء والضحاك، عَنِ ابن عباس فِي قَوْله، عَزَّ وَجَلَّ: وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ: لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ، تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً [3] 9: 92 قال منهم: سالم بْن عمير، أحد بني عمرو بْن عوف، وثعلبة بْن زيد [4] ، أحد بني حارثة في آخرين، أخرجه الثلاثة، وقد تقدم إخراج أَبِي موسى له في الترجمة التي قبل هذه، وهو هو.
1901- سالم بن وابصة
(د ع) سالم بْن وابصة. مجهول، وذكره الطبري فيمن روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من بني أسد.
روى بقية، عَنْ مبشر بْن عبيد، عَنِ الحجاج بْن أرطأة، عَنِ الفضيل بْن عمرو، عَنْ سالم بْن وابصة قال: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: إن شر هذه السباع الأثعل، يعني الثعلب.
وقد رواه مُحَمَّد بْن شعيب، عَنْ مبشر، عَنْ سالم، عَنْ وابصة، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم.
1902- السائب بن الأقرع
(ب د ع) السائب بْن الأقرع بْن عوف بن جابر بن سفيان بن عبد يا ليل بْن سالم بْن مالك بْن حطيط بْن جشم بْن ثقيف الثقفي، وأمه مليكة.
دخل السائب مع أُمِّهِ عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فمسح برأسه، ودعا له، وولى أصبهان، ومات بها، وعقبة بها.
وشهد فتح نهاوند مع النعمان بْن مقرن، وكان عمر بْن الخطاب بعثه بكتابه إِلَى النعمان، ثم استعمله عمر عَلَى المدائن.
أخرجه الثلاثة، وقال ابن منده، وَأَبُو نعيم: هو ابن عم عثمان بْن أَبِي العاص، وقد ذكرا نسب عثمان
__________
[1] كذا في الأصل والمطبوعة، وفي ترجمته قيل: عمرو بن هرم، ومثله في الإصابة.
[2] بين العلماء خلاف في أسماء هؤلاء السبعة، ينظر سيرة ابن هشام: 2- 518، وأسباب النزول للواحدي: 193، 194.
[3] التوبة: 92.
[4] ينظر: 1/ 286.(2/159)
فقالا: عثمان بْن أَبِي العاص بْن بشر بْن عبيد بْن دهمان، وقيل: عَبْد دهمان بْن عَبْد اللَّهِ بْن همام بْن أبان ابن يسار بْن مالك بْن حطيط فليس بابن عم له دنيا، وَإِنما هما من بطن واحد من ثقيف، يجتمعان في مالك بْن حطيط، يجتمعان في الأب الثامن، فلو لم يريدا ابن عم دنيا [1] لم يكن لتخصيصه بالذكر فائدة.
1903- السائب بن الحارث بن صبيرة
(ب د ع) السائب بْن الحارث بْن صبيرة بْن سَعِيد بْن [سعد] بْن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب ابن لؤي القرشي السهمي، والحارث هو أَبُو وداعة، كان مع الكفار يَوْم بدر، فأسره أَبُو مرثد الغنوي فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: تمسكوا بِهِ فإن لَهُ ابنا كيسا. فخرج المطلب ابنه، ففاداه بأربعة آلاف، وهو أول أسير فدى من بدر، وقاله ابن منده.
وقال أَبُو نعيم: ذكره بعض المتأخرين فقال: السائب، وصوابه المطلب، وأما أَبُو عمر فذكر السائب بْن أَبِي وداعة، وقال: هو [أخو] [2] المطلب، وقال هو، وابن منده: توفي سنة سبع وخمسين، وتصدق بداريه. قاله أَبُو عمر عَنِ البخاري.
أخرجه الثلاثة.
قلت: إن أراد أَبُو نعيم في الرد عَلَى ابن منده أن الأسير المطلب، فكلاهما غير صحيح، وَإِنما الذي أسر هو أَبُو وداعة، والذي افتداه هو المطلب، قاله الزبير وغيره. وقد قال ابن منده وَأَبُو نعيم في المطلب ابن أَبِي وداعة: إنه قدم في فداء أبيه يوم بدر، فكفى بقولهما ردا عَلَى أنفسهما، وَإِن أراد أن السائب لم يكن صحابيًا، وَإِنما كان المطلب، فقد وافق ابن منده جماعة منهم البخاري وَأَبُو عمر، وغيرهما، جعلوه صحابيًا، وقد قال الزبير بْن بكار، وَإِليه انتهت المعرفة بأنساب قريش: والسائب بْن أَبِي وداعة، زعموا أَنَّهُ كان شريكًا للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمكة، وأمه خناس من بني أسعد بْن مشنوء بْن عبد من خزاعة.
سعيد: بضم السين، وفتح العين، والله أعلم.
1904- السائب بن الحارث بن قيس
(ب د ع) السائب بْن الحارث بْن قيس بْن عدي بْن سعد بْن سهم القرشي السهمي، قتل يَوْم الطائف شهيدًا، قاله ابن إِسْحَاق، وكان من مهاجرة الحبشة.
وقال أَبُو عمر: خرج السائب يَوْم الطائف، وقتل بعد ذلك يَوْم فحل بالأردن من أرض الشام شهيدًا وكانت فحل في ذي القعدة سنة ثلاث عشرة أول خلافة عمر، وقال الكلبي: كانت سنة أربع عشرة وقد انقرض بنو الحارث بْن قيس بْن عدي.
فحل: من أرض الشام، بكسر الفاء.
1905- السائب بن أبى حبيش
(ب د ع) السائب بْن أَبِي حبيش بْن المطلب بْن أسد بْن عبد العزى بْن قصي بْن كلاب بْن مرة القرشي الأسدي، أخو فاطمة بنت أَبِي حبيش، وهو معدود في أهل المدينة.
__________
[1] يعنى قريب النسب.
[2] عن الاستيعاب: 576.(2/160)
وهو الذي قال فيه عمر بْن الخطاب، رضي اللَّه عنه: ذاك رجل لا أعلم فيه عيبًا، وما أحد بعد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا وأنا أقدر [أن] [1] أعيبه، وروى أن عمر قال هذا في عَبْد اللَّهِ بْن السائب هذا، وكان شريفا أيضا وسيطا، والّا صح أَنَّهُ قاله، في السائب.
روى عَنِ السائب: سلمان بن يسار.
أخرجه الثلاثة.
1906- السائب بن حزن
(ب) السائب بْن حزن بْن أَبِي وهب بْن عَمْرو بْن عائذ بْن عمرو بْن مخزوم الْقُرَشِيّ المخزومي، عم سَعِيد بْن المسيب.
أَدْرَكَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ مصعب الزبيري: المسيب، وعبد الرحمن، والسائب، وَأَبُو معبد بنو حزن بْن أَبِي وهب، وأمهم: أم الحارث بنت شعبة [2] بْن أَبِي قيس بْن عبد ود بْن نصر بْن مالك بْن حسل، قال: ولم يرو عَنْ أحد منهم إلا عَنِ المسيب بْن حزن. أخرجه أَبُو عمر.
عائذ: بالياء تحتها نقطتان.
1907- السائب بن خباب
(ب د ع) السائب بْن خباب أَبُو مسلم. وقيل: أَبُو عبد الرحمن، صاحب المقصورة، مولى فاطمة بنت عتبة بْن ربيعة بْن عبد شمس.
روى عنه حديث واحد، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا وضوء إلا من صوت أو ريح. روى عنه مُحَمَّد بْن عمرو بْن عطاء، وَإِسْحَاق بْن سالم، وابنه مسلم بْن السائب.
توفي سنة سبع وسبعين، وهو ابن اثنتين وتسعين سنة.
أخرجه الثلاثة.
1908- السائب بن خلاد الجهنيّ
(ب د ع) السائب بْن خلاد الجهني، أَبُو سهلة.
روى عنه عطاء بْن يسار وصالح بْن حيوان، فأما حديث عطاء فهو مرفوع عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من أخاف أهل المدينة.. وحديث صالح، عنه، في الإمام الذي بصق في القبلة، هذا جميع ما أخرجه أَبُو عمر وقال أَبُو نعيم: السائب بْن خلاد الجهني، والد خلاد، روى عنه ابنه خلاد أَنَّهُ قال: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا دخل أحدكم الخلاء فليمسح بثلاثة أحجار. ومثله قال ابن منده، ورويا أيضا، عنه، أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا دعا رفع راحتيه إلى وجهه.
__________
[1] عن الإستيعاب: 570.
[2] في الأصل والمطبوعة: سعيد، والضبط من كتاب نسب قريش: 345، وجمهرة أنساب العرب: 158، وفيهما:
شعبة بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي قيس. وينظر ترجمة أبى معبد، في باب الكنى من هذا الكتاب.(2/161)
أخرجا هذا الحديث فِي هَذِهِ التَّرْجَمَةِ، وأَخْرَجَهُ أَبُو عُمَرَ فِي ترجمة السائب أَبِي خلاد [1] الجهني، جعله ترجمة ثالثة.
أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سُكَيْنَةَ بِإِسْنَادِهِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، أَخْبَرَنَا عبد الله بن وهب، أخبرنى عَمْرٌو، عَنْ بَكْرِ بْنِ سَوَادَةَ الْجُذَامِيِّ، عَنْ صَالِحِ بْنِ حَيْوَانَ، عَنْ أَبِي سَهْلَةَ السَّائِبِ بْنِ خَلادٍ، قَالَ أَحْمَدُ: مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ رَجُلًا أَمَّ قَوْمًا فَبَصَقَ فِي الْقِبْلَةِ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْظُرُ، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ فَرَغَ: لا يُصَلِّ لَكُمْ، فَأَرَادَ بَعْدَ ذَلِكَ أَنْ يُصَلِّيَ لَهُمْ، فَمَنَعُوهُ بِقَوْلِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، فقال: نعم، وحسيت أَنَّهُ قَالَ: إِنَّكَ آذَيْتَ اللَّهَ، وَرَسُولَهُ. حيوان: بالحاء المهملة، كذلك ذكره البخاري في باب الحاء، فيمن اسمه صالح.
أخرجه الثلاثة. ويرد الكلام عليه في ترجمة السائب بْن خلاد بن سويد.
1909- السائب بن خلاد الأنصاري
(ب د ع) السائب بْن خلاد بْن سويد بن ثعلبة بن عمرو بن حارثة بْن امرئ القيس بْن مالك الأغر بْن ثعلبة بْن كعب بْن الخزرج بْن الحارث بْن الخزرج الأنصاري الخزرجي، أَبُو سهلة، قاله ابن منده وَأَبُو نعيم، وهما كنياه، وجعل أَبُو عمر هذه للسائب بْن خلاد الجهني المقدم ذكره، ولهذا السائب أيضًا، وقال في هذه الترجمة: السائب بْن خلاد بْن سويد الأنصاري الخزرجي، من بني كعب بْن الخزرج، أَبُو سهلة، فقد اتفقوا عَلَى أَنَّهُ من بني كعب بْن الخزرج، وهذا كعب ليس والد ساعدة القبيلة المشهورة التي منها سعد بْن عبادة، وَإِنما هو كعب بْن الخزرج بْن الحارث بْن الخزرج المذكور في هذا النسب، فساعدة والخزرج أَبُو هذا كعب ابنا عم، والله أعلم. روى عنه ابنه خلاد.
أخبرنا إسماعيل بن عبيد الله، وغير واحد، قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْكُرُوخِيُّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ خَلادِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال: أتاني جبريل عَلَيْهِ السَّلامُ فَأَمَرَنِي أَنْ آمُرَ أَصْحَابِي أَنْ يَرْفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ بِالإِهْلالِ وَالتَّلْبِيَةِ. أَخْرَجَهُ هَا هُنَا الثَّلاثَةُ، وروى ابن منده وَأَبُو نعيم بإسناديهما الحديث الذي أَخْبَرَنَا بِهِ أَبُو يَاسِرِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ بِإِسْنَادِهِ إلى عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أبي، أخبرنا يحيى بن سعيد، عن مسلم بن أبي مريم، عن عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ السَّائِبِ بْنِ خَلادٍ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَنْ أَخَافَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ أَخَافَهُ اللَّهُ وعليه لعنة الله، والملائكة والناس أجمعين، لا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ وَلا عَدْلٌ.
وَهَذَا الْحَدِيثُ أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَرَ فِي السَّائِبِ بْنِ خَلادٍ الْجُهَنِيُّ الْمَذْكُورُ قَبْلَ هَذِهِ التَّرْجَمَةِ، وَقَدِ اخْتُلِفَ فِيهِ، فَمِنْهُمْ مَنْ رَوَاهُ عَنِ السَّائِبِ، وَمِنْهُمْ مَنْ رَوَاهُ عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ، وَالصَّحِيحُ مَا رَوَاهُ مَالِكٌ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَابْنُ جُرَيْجٍ وَمْعَمَرٌ، رَوَوْهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ محمد بن عمرو بن حزم، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ خَلادِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ السَّائِبِ بْنِ خلاد.
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: بن أبى خلاد، وينظر الاستيعاب: 572، وترجمته فيما يأتى.(2/162)
قال أَبُو نعيم، عَنْ أَبِي عبيد الْقَاسِم بْن سلام: إن السائب بْن خلاد شهد بدرًا، وهذا عندي فيه نظر، واستعمله معاوية عَلَى اليمن، قاله ابن الكلبي.
قال ابن منده وَأَبُو نعيم، عَنِ الواقدي: إنه توفي سنة إحدى وتسعين.
أخرجه الثلاثة.
1910- السائب والد خلاد
(ب) السائب والد خلاد الجهني. روى عنه ابنه خلاد عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الاستنجاء بثلاثة أحجار، رواه الزُّهْرِيّ وقتادة، عَنْ خلاد، عَنْ أبيه السائب.
أخرجه أَبُو عمر.
قلت: قد جعل أَبُو عمر السائب بْن خلاد، والسائب أبا خلاد، ثلاث تراجم، وجعلهم ابن منده وَأَبُو نعيم ترجمتين، إحداهما السائب بْن خلاد بْن سويد الأنصاري، والثانية السائب بْن خلاد أَبُو خلاد الجهني، ووافقهما أَبُو عمر، وزاد السائب أَبُو خلاد.
أما الحديث الأول الذي رواه أَبُو عمر في هذه الترجمة وحديث الاستنجاء، فقد أخرجاه في السائب ابن خلاد الجهني، فليحقق، إن شاء اللَّه تعالى، والذي يغلب عَلَى ظني أنهما اثنان، وأن هذا السائب والد خلاد هو السائب بْن خلاد الجهني، وله ابن اسمه خلاد، روى عنه، إنما اشتبه عَلَى أَبِي عمر، حيث لم يذكر في السائب بْن خلاد الجهني رواية ابنه عنه، إنما ذكر رواية عطاء، وصالح، فلما رَأَى رواية خلاد عَنْ أبيه السائب ظنه غير الأول، والله أعلم، ومما يقوي الظن أنهما واحد اتحاد اسم الابن الراوي والقبيلة.
وقد كنى أَبُو عمر السائب بْن خلاد الجهني، والسائب الأنصاري: أبا سهلة، وأما أَبُو نعيم وابن منده فجعلاها كنية الأنصاري.
وجعلهما البخاري اثنين: أحدهما أَبُو سهلة، والثاني الجهني، مثل ابن منده، وأبي نعيم.
وقد ترجم أحمد بْن حنبل في مسنده فقال: حديث السائب بْن خلاد أَبُو سهلة، وروى له حديث رفع الصوت بالإهلال، وحديث من أخاف أهل المدينة، وقال فيه: عَنْ عطاء عَنِ السائب بْن خلاد، أخي بني الحارث بْن الخزرج، فقد جعلهما واحدًا، لأنه أخرج عنه الحديثين اللذين أخرجهما ابن منده وأبو نعيم في ترجمتين، والله أعلم.
1911- السائب بن أبى السائب
(ب د ع) السائب بْن أَبِي السائب، واسم أَبِي السائب صيفي بْن عائذ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر بْن مخزوم القرشي المخزومي، وقيل: اسم أبيه نميلة، قاله ابن منده وَأَبُو نعيم.
وكان شريك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل المبعث بمكة، وقد اختلف فيمن كان شريك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقيل هذا، وقيل إن أباه كان شريك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقيل: قيس بْن السائب، وقيل غيرهم.
وقد اختلف في إسلام السائب، فقال ابن إِسْحَاق، والزبير بْن بكار: إن السائب قتل يَوْم بدر كافرا(2/163)
ونقض الزبير عَلَى نفسه بأن روى أن معاوية حج فطاف بالبيت، ومعه جنده، فزحموا السائب بْن صيفي، فسقط، فوقف عليه معاوية، وهو يومئذ خليفة، فقال: ارفعوا الشيخ، فلما قام، قال: ما هذا يا معاوية تصرعوننا حول البيت، أما والله لقد أردت أن أتزوج أمك، فقال معاوية: ليتك فعلت، فجاءت بمثل أَبِي السائب، يعني عَبْد اللَّهِ بْن السائب، وهذا يدل عَلَى إسلامه.
وقال ابن هشام: ذكر عبيد اللَّه بْن عَبْد اللَّهِ بْن عتبة بْن مسعود، عَنِ ابن عباس أن السائب بْن أَبِي السائب، ممن هاجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأعطاه من غنائم حنين [1] .
والسائب بْن أَبِي السائب من المؤلفة قلوبهم، وممن حسن إسلامه منهم.
وذكر مسلم بْن الحجاج أن له ولولده صحبة من النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: السائب بْن أَبِي السائب المخزومي، وعبد اللَّه بْن السائب، ومثله قال ابن المديني.
وقال ابن شهاب: السائب بْن أَبِي السائب، هو الذي جاء فيه الحديث، عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: نعم الشريك، كان لا يشارى ولا يماري [2] ، قاله أَبُو عمر. وهو مولى مجاهد بْن جبر من فوق، وروى مجاهد، عن فائد السائب، عَنِ السائب قال: أتيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فجعلوا يثنون علي، ويذكرونني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا أعلمكم به، قلت:
صدقت بأبي أنت وأمي، كنت شريكك فنعم الشريك، لا تداري ولا تمارى.. وروى إسرائيل، عَنْ إِبْرَاهِيم بْن مهاجر، عَنْ مجاهد، عَنِ السائب بْن عَبْد اللَّهِ، وكان شريك النَّبِيّ أخرجه الثلاثة.
قلت: قال بعض العلماء: أما السائب بْن نميلة فرجل غير هذا، له حديث واحد: صلاة القاعد عَلَى النصف من صلاة القائم. قال: ولا نعلم أحدًا من المتقدمين ذكر في اسم أبيه: نميلة، ولا يبعد أن يكون واحدا، فإن ابن منده وأبا نعيم رويا عَنْ أَبِي الجواب، عَنْ عمار بْن رزيق، عَنِ ابن أَبِي ليلى، عَنْ عبد الكريم، عَنْ مجاهد، عَنِ السائب بْن نميلة، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، ذكراه في هذه الترحة، والله أعلم.
1912- السائب بْن سويد
(ب د ع) السائب بْن سويد، مدني. روى عنه مُحَمَّد بْن كعب القرظي أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ما من شيء يصيب من زرع أحدكم من العوافي [3] إلا أن اللَّه، عز وجل، يكتب له به أجرا. أخرجه الثلاثة.
1913- السائب بن عبد الله
(س) السائب بْن عَبْد اللَّهِ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الوهاب بن هبة الله بن عَبْدُ الْوَهَّابِ بِإِسْنَادِهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أحمد بن حَنْبَلٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، أَخْبَرَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، يَعْنِي ابْنَ مهاجر، عن مجاهد، عن السائب
__________
[1] ينظر سيرة ابن هشام: 2- 495.
[2] المشاراة: اللجاج والمجادلة بالباطل.
[3] العوافي: جمع عافية، وهي كل طالب رزق من إنسان أو بهيمة أو طائر.(2/164)
ابن عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: جِيءَ بِي إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، جَاءَ بِي عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، فَجَعَلُوا يَثْنُونَ عَلَيَّ، قَالَ: فَقَالَ لَهُمْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا تُعْلِمُونِي بِهِ، قَدْ كَانَ صَاحِبِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ، قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُول اللَّهِ، نِعْمَ الصَّاحِبُ كُنْتَ، قَالَ: فَقَالَ: يَا سَائِبُ، انْظُرْ أَخْلاقَكَ الَّتِي كُنْتَ تَصْنَعُهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَاصْنَعْهَا فِي الإِسْلامِ، أَقِرَّ الضَّيْفَ، وَأَكْرِمِ الْيَتِيمَ، وَأَحْسِنْ إِلَى جَارِكَ. وروى الفضل بْن دكين، عَنْ سفيان، عَنِ ابن جريج، عَنْ يَحيى بْن عُبَيْد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ السائب ابن عَبْد اللَّهِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين الركن اليماني، والحجر الأسود يقول: رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النَّارِ 2: 201 [1] كذا رواه غير واحد عَنِ الفضل بْن دكين، ورواه الحسين بْن حفص، ومحمد بْن كثير، عَنْ سفيان فقالا: عَبْد اللَّهِ بْن السائب.
ورواه أَبُو عاصم، وعبد الرزاق، وهشام بْن يوسف، وأمية بْن شبل، ومحمد بْن ثور الصنعانيون.
عَنِ ابن جريج، عَنْ يحيى بْن عبيد، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن السائب، وهو الصواب. أخرجه أَبُو موسى.
قلت: قد استدرك أَبُو موسى هذا عَلَى ابن منده، وقد أخرج ابن منده في ترجمة السائب بْن أَبِي السائب حديث إِبْرَاهِيم بْن المهاجر، عَنْ مجاهد، وروى أيضًا حديث مجاهد أَنَّهُ قَالَ: أتيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فجعلوا يثنون علي، وجعل هذا جميعه اختلافًا فيه، والله أعلم.
1914- السائب بن عبد الرحمن
(د ع) السائب بْن عبد الرحمن. روى محمود بْن آدم، عَنِ الفضل بْن موسى، عَنْ جعيد بْن عبد الرحمن، عَنِ السائب بْن عبد الرحمن أن خالته ذهبت به إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فدعا له، فبلغ أربعًا وتسعين سنة.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم. وقال أَبُو نعيم: ذكره بعض المتأخرين، وأعاد كلام ابن منده، وقال:
وهم فيه بعض النقلة، وهو السائب بْن يَزِيدَ، ويرد ذكره، إن شاء اللَّه تعالى.
1915- السائب بن عبيد
(س) السائب بْن عبيد بْن عبد يزيد بْن هاشم بْن المطلب بْن عبد مناف، أَبُو شافع، جد الشافعي، وأمه الشفاء بنت الأرقم بْن نضلة بْن هاشم بْن عبد مناف، وكان السائب يشبه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
روى الخطيب أَبُو بكر أحمد بْن عَلِيِّ بْنِ ثابت الْبَغْدَادِيّ، عَنِ القاضي أَبِي الطيب الطبري أَنَّهُ قال:
أسلم السائب، يعني ابن عبيد جد الشافعي، يَوْم بدر، وَإِنما كان صاحب راية بني هاشم، وأسر وفدى نفسه، وأسلم، فقيل له: لو أسلمت قبل أن تفدي نفسك، فقال ما كنت أحرم المؤمنين طعمًا لهم.
أخرجه أَبُو موسى.
__________
[1] البقرة: 201.(2/165)
1916- السائب بن عثمان
(ب د ع) السائب بْن عثمان بْن مظعون بْن حبيب بْن وهب بْن حذافة بن جمح.
قال ابن إِسْحَاق: أسلم أول الإسلام [1] وهاجر مع أبيه وعمه قدامة، وعبد اللَّه، إِلَى أرض الحبشة الهجرة الثانية، وذكره فيمن شهد بدرًا وجميع المشاهد، وقتل السائب يَوْم اليمامة شهيدًا وهو ابن بضع وثلاثين سنة، وذكره مُوسَى بْن عقبة، وَأَبُو معشر، والواقدي في البدريين، وخالفهم ابن الكلبي.
أخرجه الثلاثة.
1917- السائب بن عمير
(د ع) السائب بْن عمير الأزدي، قال إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ حُمَيْدٍ بْن عبد الرحمن بْن عوف أَنَّهُ أخبره السائب بن يزيد بن أخت نمر، عَنِ العلاء بْن الحضرمي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يمكث المهاجر بعد قضاء نسكه ثلاث ليال. قال ابن إِسْمَاعِيل: وأمر رَسُول اللَّهِ السائب بْن عمير القاري إن مات سعد بْن خولة فلا يقبر بمكة، وأراد بنو عَبْد اللَّهِ بْن عمر أن يخرجوه من مكة فمنعهم عَبْد اللَّهِ بْن خَالِد، وقال: قد حضره الناس.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم، وأخرجا الحديث المذكور، عن السائب بن أخت نمر، عن العلاء،
1918- السائب بن العوام
(ب د ع) السائب بْن العوام بْن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشي الأسدي أخو الزبير بْن العوام، أمه صفية عمة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقيل: أمه هالة بنت أهيب بْن عبد مناف بْن زهرة القرشية الزهرية. والأول أصح.
وقالت صفية للسائب، وكان يؤذيها:
يسبني السائب من خلف الجدر ... لكن أَبُو الطاهر زبار أمر [2]
وكانت صفية تكني الزبير: أبا الطاهر.
شهد أحدا، والخندق، والمشاهد كلها مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقتل يَوْم اليمامة شهيدًا، قاله ابن منده عَنِ ابن إِسْحَاق، واستشهد من المسلمين يَوْم اليمامة، من بني عبد الدار، من بني أسد بْن عبد العزى: السائب بْن العوام بْن خويلد، رجل.
أخرجه الثلاثة.
قلت: قول ابن منده عَنِ ابن إِسْحَاق فيمن قتل من المسلمين، من بني عبد الدار، من بني أسد:
السائب بْن العوام، وهم، وَإِنما الذي روى عَنِ ابن إِسْحَاق أَنَّهُ شهد أحدًا من بني أسد بْن عبد العزى بْن قصي: السائب، وهو الصواب، وَإِنما استشهد باليمامة من بني عبد الدار: يزيد بْن أوس، حليف لهم،
__________
[1] ينظر سيرة ابن هشام: 1/ 258، 327، 684.
[2] الرجز في كتاب نسب قريش: 20، 236 وبعده: مبذر لماله بر غفر والزبار: القوى الشديد، والأمر: المبارك الميمون.(2/166)
وقد سقط من النسخة بعد عبد الدار اسم المقتول، وذكر بني أسد فقال: ومن بني أسد: السائب بْن العوام، فظن أن السائب من بني عبد الدار، والذي رويناه من كتاب ابن إِسْحَاق رواية يونس بْن بكير، عنه، ورواية سلمة بْن الفضل، عنه، أيضًا، قال: واستشهد من بني عبد الدار: يزيد بْن أوس حليف لهم، رجل، ومن بني أسد بْن عبد العزى: السائب بْن العوام، رجل، فبان بهذا أن النسخة التي نقل منها سقط منها شيء. وليس للسائب عقب.
1919- السائب الغفاريّ
(د ع) السائب الغفاري: روى ابن لهيعة، عَنْ أَبِي قبيل [1] قال: سمعت رجلًا من بنى غفار يقول: أتى بي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعلي تميمة، فقطعها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيده، وقال: ما اسمك؟
قلت: السائب، قال: بل اسمك عَبْد الله. أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
1920- السائب مولى غيلان
(د ع) السائب مولى غيلان بْن سلمة الثقفي. روى عنه ابنه نافع.
حدث ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن نافع بْن السائب أن أباه كان عبدًا لغيلان بن سلمة، وأنه [2] ، فأعتقه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلما أسلم غيلان ردّ رسول الله عليه ولاءه. [3] أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
1921- السائب بن أبى لبابة
(ب د ع) السائب بْن أَبِي لبابة بْن عبد المنذر. ولد عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد ذكرنا أباه، والاختلاف في اسمه.
قال إِبْرَاهِيم بْن المنذر: ولد السائب بْن أَبِي لبابة بْن عبد المنذر في عهد رَسُول اللَّهِ، يكنى: أبا عبد الرحمن، وروايته عَنْ عمر، رضي اللَّه عنه، قال سهل بْن سعد: لما ولد السائب بْن أَبِي لبابة أتى به النَّبِيّ.
روى الزُّهْرِيّ، عَنْ حسين بْن السائب بْن أَبِي لبابة، عَنْ أبيه قال: لما تاب اللَّه عَلَى أَبِي لبابة قَالَ:
جِئْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فقلت: يا رَسُول اللَّهِ، إني أهجر دار قومي التي أصبت فيها الذنب، وأنخلع من مالي كله صدقة، فقال: يا أبا لبابة، يجزى عنك الثلث. فتصدقت بالثلث. أخرجه الثلاثة.
1922- السائب بن مظعون
(ب) السائب بْن مظعون بْن حبيب بْن حذافة بْن جمح القرشي الجمحي، أخو عثمان بن مظعون لأبيه وأمه.
__________
[1] هو حيي بن هانئ، أبو قبيل المعافري، وثقه أحمد وابن معين، توفى بالبرلس سنة 128. ميزان الاعتدال:
1/ 624.
[2] في المطبوعة: فإنه.
[3] في المطبوعة: ابنه.(2/167)
كان من المهاجرين الأولين إِلَى أرض الحبشة، وشهد بدرًا، ولم يذكره موسى بْن عقبة في البدريين، وذكره هشام بْن الكلبي وغيره من المهاجرين الأولين والبدريين مع أخيه عثمان، وليس له، ولا لأخيه عثمان عقب.
أخرجه أبو عمر.
1923- السائب بن نميلة
(ب) السائب بْن نميلة. مذكور في الصحابة.
روى عنه مجاهد.
روى عمّار بن رزيق، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الكريم، عَنْ مجاهد، عَنِ السائب بْن نميلة قال:
قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: صلاة القاعد عَلَى النصف من صلاة القائم. أخرجه أَبُو عمر، وقال: لا أعرفه بغير هذا، وأخشى أن يكون حديثه مرسلًا.
قلت: أظن أن هذا السائب هو ابن أَبِي السائب المخزومي الذي ذكرناه قبل، وذكر ابن منده وَأَبُو نعيم أن اسم أبيه صيفي، قالا: وقيل: نميلة، وأما أَبُو عمر فلم يذكر نميلة في اسم أبيه، وَإِنما ذكر صيفيا، فلهذا ظنه غيره، ومما يقوى أنهما واحد أن مجاهدًا يروي عنهما، كما تقدم ذكره، وقد قال: بعض العلماء إنهما اثنان، واحتج بأنه لا يعلم أحدًا من المتقدمين سمى أبا السائب نميلة، وَإِنما اسمه صيفي، وروى عَنِ الدار قطنى وابن ماكولا: السائب بْن نميلة، ورويا له حديث صلاة القاعد، واستدل هذا بأبي عمر، وأنه أفرده بترجمة، والله أعلم.
نميلة: بالنون، ورزيق بتقديم الراء [1] .
1924- السائب بن هشام
السائب بْن هشام بْن عمرو بْن ربيعة القرشي العامري، من بني عامر بْن لؤي يأتي [2] نسبه عند ذكر أبيه، وكان أبوه ممن يتعاهد بني هاشم في الشعب بمكة، قال ابن ماكولا: وابنه السائب ابن هشام، يقال أنه رَأَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وشهد فتح مصر، وولي القضاء بها والشرط، لمسلمة بْن مخلد، وكان من جبناء قريش.
مخلد: بضم الميم، وتشديد اللام المفتوحة.
1925- السائب بن أبى وداعة
(ب د ع) السائب بْن أَبِي وداعة واسم أَبِي وداعة الحارث: القرشي السهمي.
__________
[1] في المطبوعة: بتقديم الزاى، وما أثبتناه عن الأصل، وفي المشتبه للذهبى: «وعمار بن رزيق» بتقديم الراء.
[2] في الأصل والمطبوعة: تقدم، ويأتى نسب هشام بعد.(2/168)
روى عنه أخوه المطلب، وتوفي بعد سنة سبع وخمسين، لأنه تصدق بداريه سنة سبع وخمسين، قاله البخاري، وقد تقدم ذكره في السائب بن الحارث.
أخرجه الثلاثة.
1926- السائب بن يزيد
(ب د ع) السائب بْن يَزِيدَ بْن سَعِيد [1] بْن ثمامة بْن الأسود، وقيل: السائب بْن يَزِيدَ بْن سَعِيد بْن عائد بْن الأسود بْن عَبْد اللَّهِ بْن الحارث وهو المعروف بابن أخت نمر، يكنى أبا يزيد، قيل: إنه كناني ليثي، وقيل: أزدي، وقيل: كندي.:
قال ابن شهاب: هو من الأزد، وعداده في بني كنانة، وقيل: إنه هذلي، وهو حليف أمية ابن عبد شمس.
ولد في السنة الثانية من الهجرة، وهو ترب ابن الزبير، والنعمان بْن بشير في قول.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مِهْرَانَ وَغَيْرُهُ بِإِسْنَادِهِم إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، أَخْبَرَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيل، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، عَنْ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: حَجَّ بِي أَبِي مَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم في حَجَّةِ الْوَدَاعِ، وَأَنَا ابْنُ سَبْعِ سِنِينَ.
وَكَانَ عاملا لعمر بن الخطاب، رضي الله عنه، عَلَى سُوقِ الْمَدِينَةِ، مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْقَاسِمُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الدِّمَشْقِيُّ إِجَازَةً، أَخْبَرَنَا زاهر بن طاهر وأبو المعالي محمد ابن إِسْمَاعِيل إِذْنًا، قَالا: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو الأَدِيبُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَر، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، أَخْبَرَنَا الزُّهْرِيُّ عَنْ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: لَمَّا قدم رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم مِنْ تَبُوكَ، خَرَجَ النَّاسُ يَتَلَقَّوْنَهُ إِلَى ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ، فَخَرَجْتُ مَعَ النَّاسِ وَأَنَا غُلامٌ فَتَلَقَّيْنَاهُ.
وأَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْمَذْكُورُ وَغَيْرُهُ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ، أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ، أَخْبَرَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيل، عَنِ الْجُعَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ ذَهَبَتْ بِي خَالَتِي إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، إِنَّ ابْنَ أُخْتِي وَجِعٌ فَدَعَا لِي، ومَسَحَ بِرَأْسِي، ثُمَّ تَوَضَّأَ، فَشَرِبْتُ مِنْ وَضُوئِهِ، وَقُمْتُ خَلْفَ ظَهْرِهِ، فَنَظَرْتُ إِلَى الْخَاتَمِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ، كأنه زرّ الحجلة. [2]
__________
[1] في المطبوعة: بن أبى سعيد.
[2] الحجلة: بيت كالقبلة يستر بالثياب، وتكون له أزرار تشد بها هذه الثياب.(2/169)
وروى أَبُو نعيم، عَنْ إِبْرَاهِيم بْن إِسْحَاق، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الأعلى، عَنْ معتمر، عَنْ أبيه عَنِ الزُّهْرِيّ، عَنِ السائب بْن يَزِيدَ، قال: كان بلال مؤذن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إذا جلس رَسُول اللَّهِ عَلَى المنبر يَوْم الجمعة أذن، فإذا نزل أقام، ثم كان ذلك في زمن أَبِي بكر، وعمر.
وتوفي سنة ثمانين، وقيل: سنة اثنتين وثمانين، وقيل: سنة ست وثمانين، وقيل: سنة إحدى وتسعين، وكان عمره أربعًا وتسعين، وقيل: ست وتسعون.
قال الواقدي: ولد السائب بن يزيد بن أخت نمر، وهو رجل من كندة، من أنفسهم، له حلف في قريش، سنة ثلاث من الهجرة.
أخرجه الثلاثة.
1927- السائب بن يزيد
(د ع) السائب بْن يَزِيدَ، مولى عطاء من فوق، ولده بمرو وبحوران من أرض الشام.
روى عطاء مولى السائب قال: كان السائب بْن يَزِيدَ، من مقدم رأسه إِلَى هامته أسود، وسائر رأسه ولحيته أبيض، فقلت: يا مولاي، ما رأيت أعجب شيبًا منك؟ قال: مر بي النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأنا ألعب مع الصبيان، فقال لي: من أنت؟ قلت: السائب بْن يَزِيدَ، فمسح رأسي، فهو لا يشيب أبدًا. أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو نعيم: أخرجه بعض المتأخرين، وهو عندي السائب بن أخت نمر، والله أعلم.
باب السين والباء
1928- سباع بن ثابت
سباع بْن ثابت. روى ابن قانع بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابن عيينة، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي يزيد، عَنْ سباع بْن ثابت قال: أدركت أهل الجاهلية يطوفون بين الصفا والمروة.
1929- سباع بن زيد
(س) سباع بْن زيد أو ابن يزيد. قال أَبُو الشعب العبسي: وفد عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تسعة رهط، من المهاجرين الأولين، منهم: سباع بْن زيد بْن قنزعة بْن عَبْد اللَّهِ بْن مخزوم ابن مالك بْن غالب بْن قطيعة بْن عبس العبسي، وَأَبُو حصين بْن لقمان بْن شبة [1] بن معبط بن
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: لقمان من بنى ربيعة بن معيط، والمثبت من ترجمة لقمان، وباب الكنى: ابو الحصين، وينظر الإصابة ترجمة لقمان أيضا.(2/170)
مخزوم، فأسلموا، فدعا لَهُم رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم بخير، وعقد لهم لواء، وجعل شعارهم عشرة، وقال: ابغوني عاشرًا.
روى عائذ بْن حبيب العبسيّ، من مشيخة من بني عبس، عَنْ سباع بْن يَزِيدَ العبسي أَنَّهُمْ وَفَدُوا عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فذكروا له خَالِد بْن سنان العبسي، فقال: ذاك نبي ضيعه قومه. وذكره ابن الكلبي فقال: يزيد.
أخرجه أَبُو موسى.
1930- سباع بن عرفطة
(ب د) سباع بْن عرفطة الغفاري. استعمله النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى المدينة لما خرج إِلَى خيبر، وَإِلى دومة الجندل، وهو من مشاهير الصحابة.
روى عراك بْن مالك، عَنْ أَبِي هريرة قَالَ: لِمَا خرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم إلى خيبر استعمل عَلَى المدينة سباع بْن عرفطة الغفاري، فقدمنا، فشهدنا معه صلاة الصبح، فقرأ في أول ركعة:
(كهيعص) وفي الثانية: (ويل للمطففين فقلت في نفسي: ويل لأبي فلان له مكيالان، يستوفي بواحد ويبخس بآخر، فأتينا سباع بْن عرفطة، فجهزنا، فأتينا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل الفتح بيوم، أو بعده بيوم، غير أَنَّهُ قسم لهم مع المسلمين.
أخرجه الثلاثة:
1931- سبرة بن أبى سبرة
(ب د ع) سبرة بْن أَبِي سبرة الجعفي. واسم أَبِي سبرة: يزيد بْن مَالِك بْن عبد الله بن ذؤيب ابن سلمة بْن عَمْرو بْن ذهل بْن مران بْن جعفي بْن سعد العشيرة، له، ولأبيه أَبِي سبرة، ولأخيه عبد الرحمن بْن أَبِي سبرة صحبة وسبرة هذا هو عم خَيْثَمَةَ بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن أَبِي سَبْرَةَ، صاحب عَبْد اللَّهِ بْن مسعود، قاله أَبُو عمر. وقال ابن منده وَأَبُو نعيم: هو جد خيثمة بْن عبد الرحمن، والأول أصح.
وقدم [1] عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال له: ما ولدك؟ فقال: الحارث، وسبرة، وعبد العزى، فغير عبد العزى وسماه: عبد الرحمن، وقد ذكرناه، ودعا له رَسُول اللَّهِ، ولولده. أخرجه الثلاثة.
1932- سبرة بن عمرو بن قيس
(ب) سبرة بْن عمرو بْن قيس، أَبُو سليط. ويرد نسبه في كنيته، إن شاء اللَّه تعالى، فإنه بكنيته أشهر، وهو والد عبد الله بن أبى سليط.
__________
[1] يعنى: أبو سبرة.(2/171)
واختلف في اسمه، فقيل: سبرة، وقيل: أسيرة [1] ، شهد بدرًا وخيبر، وروى في لحوم الحمر الأهلية وقد تقدم في أسير.
أخرجه أَبُو عمر.
1933- سبرة بن عمرو
(ب) سبرة بْن عمرو. ذكره ابن إِسْحَاق فيمن وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع القعقاع بْن معهد، وقيس بْن عاصم، والأقرع بْن حابس، وغيرهم من وفد تميم [2] .
أخرجه أبو عمر.
1934- سيرة بن فاتك
(ب د ع) سبرة بْن فاتك الأسدي. أخو خريم بْن فاتك، من بني أسد بْن خزيمة، تقدم نسبه عند أخويه [3] : أيمن وخريم.
روى عَنْهُ جبير بْن نفير، وبسر بْن عَبْد اللَّهِ، وقال عَبْد اللَّهِ بْن يوسف: سبرة بْن فاتك هو الذي قسم دمشق بين المسلمين، وعداده في الشاميين.
قال أيمن بْن خريم: شهد أَبِي وعمي بدرًا، وعهد إلي أن لا أقاتل مسلمًا، ومن حديثه قال:
قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: الموازين بيد الرحمن، يرفع قومًا ويضع قومًا آخرين. أخرجه الثلاثة.
1935- سبرة بن الفاكه
(ب د ع) سبرة بْن الفاكه، ويقال: ابن أَبِي الفاكه، قيل: إنه مخزومي، وذكر ابن أَبِي عاصم أَنَّهُ أسدي، من أسد بْن خزيمة.
روى عنه سالم بْن أَبِي الجعد، وعمارة بْن خزيمة، ويعد في الكوفيين.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ الثَّقَفِيُّ، أَخْبَرَنَا جَدِّي لأُمِّي أَبُو الْقَاسِمِ إِسْمَاعِيل بْنُ محمد ابن الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكَرْخِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ زَاذَانَ، أَخْبَرَنَا أحمد ابن مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيُّ، أَخْبَرَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا أَبُو النَّضْرِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُقَيْلٍ أَبُو عُقَيْلٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُسَيَّبِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ سَبْرَةَ بْنِ أَبِي الْفَاكِهِ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ الشَّيْطَانَ قَعَدَ لابْنِ آدَمَ بأطرقة،
__________
[1] ينظر: 1/ 116.
[2] ينظر سيرة ابن هشام: 2/ 621، 622.
[3] كذا، وأيمن ابن أخيه، ينظر: 1/ 188.(2/172)
فَقَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الإِسْلامِ، فَقَالَ: أَتُسْلِمُ وَتَذَرُ دِينَكَ وَدِينَ آبَائِكَ؟ فَعَصَاهُ، فَأَسْلَمَ، وَقَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الْهِجْرَةِ فَقَالَ: أَتُهَاجِرُ وَتَذَرُ أَرْضَكَ وَسَمَاءَكَ، وَإِنَّمَا مِثَلُ الْمُهَاجِرِ كَمَثَلِ الْفَرَسِ فِي طُولِهِ؟ فَعَصَاهُ، فَهَاجَرَ، ثُمَّ قَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الْجِهَادِ، فَقَالَ: أَتُجَاهِدُ وَهُوَ جَهْدُ النَّفْسِ وَالْمَالِ فَتُقَاتِلُ، فَتُقْتَلُ، فَتُنْكَحُ الْمَرْأَةُ وَيُقْسَمُ الْمَالُ؟ فَعَصَاهُ، فَجَاهَدَ، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ: فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَمَاتَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، وإن غرق كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، أَوْ وَقَصَتْهُ [1] دَابَّةٌ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، وَمَنْ قُتِلَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ.
وَرَوَاهُ ابْنُ عجلان، عن أبي جعفر موسى بن المسيب، عَنْ سَالِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي جَابِرُ بْنُ أَبِي سَبْرَةَ.
ورَوَاهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ عَنِ ابْنِ فضيل عن موسى، نحوه. أخرجه الثلاثة.
1936- سبرة بن معبد
(ب د ع) سبرة بْن معبد، ويقال سبرة بْن عوسجة بْن حرملة بْن سبرة الجهني، ويذكر نسبه في عوسجة، إن شاء اللَّه تعالى، وكنيته أَبُو الربيع، وقيل: أَبُو ثرية، بضم الثاء المثلثة، وقيل: بفتحها، والأول أصح.
روى عنه ابنه الربيع في المتعة، ومن حديثه: سترة المصلي، ويؤمر الصبي بالصلاة إذا بلغ سبع سنين.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ بْنُ أَبِي الرَّجَاءِ الأَصْبَهَانِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنَا حَاضِرٌ أَسْمَعُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَافِظُ أَبُو نُعَيْمٍ، أخبرنا أبو محمد عبد الله ابن جَعْفَرٍ الْجَابِرِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْمُثَنَّى، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، عَنْ عُمَرَ ابن عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: حَدَّثَنِي الرَّبِيعُ بْنُ سَبْرَةَ أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ أَنَّهُمْ سَارُوا مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بَلَغُوا عُسْفَانَ الْقِصَّةَ بِطُولِهَا، وفِي آخِرِهِ قَالَ: إِنِّي كُنْتُ أَذِنْتُ لَكُمْ فِي الاسْتِمْتَاعِ مِنْ هَذِهِ النِّسَاءِ، وَإِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ ذَلِكَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَمَنْ كَانَ عِنْدَهُ مِنْهُنَّ شَيْءٌ، فَلْيُخَلِّ سبيله.
أخرجه الثلاثة.
1937- سبيع بن حاطب
(ب د ع س) سبيع بْن حاطب ابن قيس بْن هيشة بْن الحارث بْن أمية بن معاوية بن مالك ابن عوف بْن عمرو بْن عوف بْن مالك بْن الأوس الأنصاري الأوسي، حليف بني سالم من الأنصار،
__________
[1] الوقص: كسر العنق.(2/173)
قتل يَوْم أحد شهيدًا، قاله ابن شهاب وابن إِسْحَاق، وقال أَبُو عمر: ويقال عيشة [1] بدل هيشة.
أَخْرَجَهُ الثلاثة، واستدركه أَبُو مُوسَى عَلَى ابْن منده، وقد أخرجه ابن منده، فلا حاجة إلى استدراكه.
1938- سبيع بن قيس
(ب س) سبيع بْن قيس بْن عيشة، ويقال: عائشة بْن أمية بْن مالك بْن عامرة بن عدىّ ابْنُ كعب بْن الخزرج بْن الحارث بْن الخزرج الأنصاري الخزرجي، شهد بدرًا وأحدًا.
أخرجه أَبُو عمر وَأَبُو موسى، إلا أن أبا موسى قال: غاضرة بدل عامرة، وذكر ابن الكلبي وَأَبُو عمر: عامرة، والله أعلم
باب السين والجيم
1939- سجار السليطي
سجار السليطي. قال أَبُو موسى: قال أَبُو زكريا بْن منده، وذكره فقال: روى عنه الحسن البصري، ولم يورد له شيئًا. قال أَبُو موسى: وأظنه أراد ما ذكره ابن ماكولا فقال: علاثة بْن شجار، يعني بالشين المعجمة والجيم، من بني سليط، وهو [كعب بن] [2] الحارث بن يربوع بن حنظلة ابن مالك بْن زيد مناة بْن تميم، لَهُ صحبة ورواية عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سكن البصرة.
قلت: الحق مع أَبِي موسى، ولا شبهة أَنَّهُ كذلك، وأن أبا زكريا صحّف، فيه والله أعلم.
1940- سجل
(د ع) سجل كاتب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مجهول. روى أَبُو الجوزاء عَنِ ابن عباس، في قوله تعالى: يَوْمَ نَطْوِي السَّماءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ 21: 104 قال [3] : السجل كاتب كان للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وروى نافع عَنِ ابْنُ عُمَر قَالَ: كَانَ للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كاتب يقال له: السجل، فأنزل اللَّه تعالى يَوْمَ نَطْوِي السَّماءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ 21: 104.
هذا غريب تفرد به حمدان بْن سَعِيد [4] ، عَنِ ابن نمير، عَنْ عبيد اللَّه، عَنْ نافع.
أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
__________
[1] كذا، وفي الاستيعاب: عنبسة.
[2] عن ترجمة العلاء بن صحار، وينظر جمهرة أنساب العرب: 213.
[3] الأنبياء: 104.
[4] ينظر ميزان الاعتدال: 1/ 602.(2/174)
باب السين والحاء والخاء
1941- سحيم
(س) سحيم، بالحاء المهملة.
أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرِ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، أخبرنا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ قَالَ: سَأَلْتُ جَابِرًا عَنْ الْقَتِيلِ الَّذِي قُتِلَ فَأَذَّنَ فِيهِ سُحَيْمٌ، فَقَالَ جَابِرٌ: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم سُحَيْمًا أَنْ يُؤَذِّنَ فِي النَّاسِ أَنْ لا يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلا مُؤْمِنٌ، قَالَ جَابِرٌ: وَلا أَعْلَمُهُ قَتَلَ أَحَدًا [1] .
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
1942- سحيم
سحيم، آخر قاله أَبُو موسى، وقال: أو هو الأول. وروى [عَنْ] [2] أحمد بْن مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْبَغْدَادِيّ قال: وممن نزل حمص سحيم بْن خفاف، وكان من أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، روى عنه سهيل بن جزء السلمي.
1043- سخبرة الأزدي
(ب د ع) سخبرة، بالخاء المعجمة، هو الأزدي، وربما قيل: الأسدي، بالسين، وهو والد عَبْد اللَّهِ بْن سخبرة، له صحبة.
روى عَنْهُ ابنه عَبْد اللَّه أن النَّبِيّ صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: من ابتلى فصبر، وأعطي فشكر، وظلم فغفر، وظلم فاستغفر، أولئك لهم الأمن وهم مهتدون. وأَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ السَّمِينِ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مِهْرَانَ، وَغَيْرُهُمَا بِإِسْنَادِهِمْ إلى محمد ابن عِيسَى بْنِ سَوْرَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الرَّازِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُعَلَّى، أَخْبَرَنَا زياد ابن خَيْثَمَةَ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَخْبَرَةَ، عَنْ سَخْبَرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ كَانَ كَفَّارَةً لِمَا مَضَى. أَبُو دَاوُدَ هذا اسمه نفيع الأعمى.
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] كذا وفي الإصابة: ولا أعلم أحدا قتل.
[2] سقط من المطبوعة.(2/175)
1944- سخبرة الأسدي
سخبرة الأسدي، بالسين، المفتوحة، من بني أسد بْن خزيمة، ذكره أَبُو عمر في اسم أخيه الزبير [1] ، عَنِ ابن إِسْحَاق. أَخْبَرَنَا عُبَيْد اللَّه بْن أحمد بْن علي بِإِسْنَادِهِ عَنْ يونس بكير، عَنْ إِسْحَاق قال: وكان بنو غنم بْن دودان أهل إسلام، قَدْ أوعبوا [2] إِلَى المدينة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم هجرة، رجالهم ونساؤهم: عَبْد اللَّهِ بْن جحش [3] وذكر جماعة، ثم قال: وسخبرة بْن عبيدة.
1945- سخرور
(س) سخرور بْن مالك الحضرمي، له صحبة، سكن مصر وشهد فتحها، وله خطبة قام بها، وذكر فيها حديثًا عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قاله ابن ماكولا عَنِ ابن يونس.
أخرجه أَبُو موسى.
سخرور: بضم السين، وبالخاء المعجمة، وهي ساكنة، وبراءين بينهما واو، بوزن عصفور.
باب السين والراء
1946- سراج بن مجاعة
(د ع) سراج بْن مجاعة، والد هلال. روى حديثه الرجيل [4] بْن إياس، عَنْ عمه هلال ابن سراج بْن مجاعة بْن مرارة، عَنْ أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاه أرضا باليمن، يقال لها:
غورة، وكتب له كتابًا: من مُحَمَّد رَسُول اللَّهِ لمجاعة بْن مرارة. من بني سليم، إني أعطيتك الغورة، فمن حاجه فيها فليأتني. وكتب زيد. أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
1947- سراج أبو مجاهد
(ب د ع) سراج أَبُو مجاهد اليمني، من أهل اليمن. روى عنه ابن ابنه علي بْن مجاهد بْن سراج، قال: وكان اسمه فتحًا، قال: قدمنا عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ونحن خمسة غلمان لتميم الداري، وكانت تجارتهم الخمر، فلما نزل تحريم الخمر عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمرني فشققتها، وانه أسرج في مسجد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قنديلًا بزيت، وكانوا لا يسرجون فيه إلا بسعف النخل، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من أسرج مسجدنا. فقال تميم: غلامي هذا، فقال: ما اسمه؟ فقال: فتح فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بل اسمه سراج، قال: فسماني رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سراجا.
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: عمرو، ينظر الاستيعاب 510، ترجمة: الزبير بن عبيدة الأسدي.
[2] يعنى لم يتخلف منهم أحد.
[3] ينظر سيرة ابن هشام: 1/ 472.
[4] ينظر ترجمة مجاعة فيما يأتى والجمهرة: 294.(2/176)
1948- سراقة بن الحارث
(ب) سراقة بْن الحارث بْن عدي العجلاني. قتل يَوْم حنين شهيدًا سنة ثمان.
أخرجه أَبُو عمر، ووافقه ابْنُ هشام [1] عَنِ البكائي عَنِ ابْنِ إِسْحَاق، وأما يونس بْن بكير فقال عَنِ ابن إِسْحَاق- ما أَخْبَرَنَا أَبُو جعفر عبيد الله بن أحمد بْنُ السَّمِينِ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ، عن ابن إِسْحَاق في تسمية من قتل يَوْم حنين- فقال: ومن الأنصار: سراقة بن الحباب ابن عدي من بني العجلان، وكذلك قاله غيره، ونذكره في الترجمة التي بعد هذه.
1949- سراقة بن الحباب
(ب د ع) سراقة بْن الحباب الأنصاري. استشهد يَوْم حنين مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قاله أَبُو عمر.
وروى ابن منده وَأَبُو نعيم عَنِ ابن إِسْحَاق فيمن استشهد يَوْم حنين، من المسلمين من الأنصار: سراقة بْن الحباب بْن عدي من العجلان.
وروى أَبُو نعيم، عَنْ موسى بْن عقبة، عَنِ ابن شهاب قال: وقتل من المسلمين من الأنصار من بني العجلان: سراقة بْن الحباب.
قلت: جعل أَبُو عمر سراقة بْن الحارث، وسراقة بْن الحباب ترجمتين، وجعلهما قتلا يَوْم حنين، وأمَّا ابْنُ منده وَأَبُو نعيم فلم يذكرا إلا هذا، والحق معهما، فإنهما واحد، وَإِنما عَبْد الْمَلِكِ بْن هشام روى، عَنْ زياد بْن عَبْد اللَّهِ البكائي، عَنِ ابن إِسْحَاق فيمن قتل بحنين فقال:
سراقة بْن الحارث، وروى يونس بْن بكير عَنِ ابن إِسْحَاق فقال: سراقة بْن الحباب، فالحق مع ابن منده، وأبي نعيم، هما واحد، فلو قالا: وقيل: سراقة بْن الحارث. لكان حسنًا، وأما بأن يكونا اثنين فلا، والله أعلم
1950- سراقة بن سراقة
(د هـ ع) سراقة بْن سراقة. مجهول.
روى عنه عبد الواحد بْن عوف أَنَّهُ قال: أصاب سنان بْن سلمة نفسه بالسيف يَوْم خيبر، فلم يجعل له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دية.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو نعيم: أخرجه بعض المتأخرين يعني ابن منده، قال: والمقتول الذي رجع عليه سيفه عامر بْن سنان، وهو عم سلمة بن الأكوع.
__________
[1] سيرة ابن هشام: 2/ 409.(2/177)
1951- سراقة بن عمر الأنصاري
(ب د ع) سراقة بْن عَمْرو بْن عطية بْن خنساء بْن مبذول بْن عمرو بْن غنم بْن مازن بْن النجار الْأَنْصَارِيّ الخزرجي، ثُمَّ من بني مازن بْن النجار، شهد بدرًا وأحدًا والخندق والحديبية وخيبر وعمرة القضاء، قاله أَبُو عمر. واستشهد يَوْم مؤتة مَعَ جَعْفَر بْن أَبِي طَالِب، رَضِي اللَّه عنهما، قاله عروة، وابن إِسْحَاق [1] .
أخرجه الثلاثة.
1952- سراقة بن عمرو
(ب) سراقة بْن عمرو. ذكروه في الصحابة، ولم ينسبوه، قال سيف بْن عمر: رد عمر بْن الخطاب، رضي اللَّه عنه، سراقة بْن عمرو إِلَى الباب، وجعل عَلَى مقدمته عبد الرحمن بْن ربيعة الباهلي، وسراقة هو الذي صالح أهل أرمينية، والأرمن عَلَى الباب، وكتب إِلَى عمر بذلك ومات سراقة هناك، واستخلف عبد الرحمن بْن ربيعة، فأقره عمر، وكان سراقة يدعى ذا النور، وعبد الرحمن بْن ربيعة يدعى ذا النور أيضًا، قاله سيف.
أخرجه أَبُو عمر، وهو غير الذي قبله، فإن ذلك قتل يَوْم مؤتة في حياة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهذا توفي في خلافة عمر بْن الخطاب.
1953- سراقة بن عمير
(د ع) سراقة بْن عمير. أحد من طلب من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يحمله في غزوة تبوك، فلم يكن عنده ما يحمله عليه، فتولى وهو يبكي، فأنزل اللَّه تعالى: وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ: لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ، تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ من الدَّمْعِ [2] 9: 92 قال ابن عباس:
نزلت في نفر منهم: سراقة بن عمير.
أخرجه ابن مندة، أبو نعيم.
1954- سراقة بن كعب
(ب) سراقة بْن كعب بْن عمرو بْن عبد العزى بْن غزية. كذا قال الواقدي، وابن عمارة، وَأَبُو معشر. وقال إِبْرَاهِيم بْن سعد، عَنِ ابن إِسْحَاق: هو عبد العزى بْن عروة، والصواب:
غزية بْن عَمْرو بْن عَبْد عوف بْن غنم بْن مالك بْن النجار.
__________
[1] سيرة ابن هشام: 2/ 388
[2] التوبة: 92.(2/178)
شهد بدرا، وأحدا، والمشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وتوفي في خلافة معاوية.
أخرجه أَبُو عمر هكذا.
وقال الكلبي: قتل باليمامة، وقال في نسبه مثل الواقدي.
1955- سراقة بن مالك
(ب د ع) سراقة بْن مالك بْن جعشم بن مالك بْن عمرو بْن تيم بْن مدلج بْن مرة بْن عبد مناة بْن كنانة الكناني المدلجي، يكنى أبا سفيان.
كان ينزل قديدًا [1] ، يعد في أهل المدينة، ويقال: سكن مكة.
روى عنه الصحابة: ابن عباس، وجابر، ومن التابعين: سَعِيد بْن المسيب، وابنه مُحَمَّد بْن سراقة.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْقَاهِرِ الطُّوسِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ بَدْرَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ الْجَوْهَرِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْقَطِيعِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حنبل، حدثني أبى، أخبرنا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو سَعِيدٍ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ الْبَرَاءِ قَالَ: اشْتَرَى أَبُو بَكْرٍ، هُوَ الصِّدِّيقُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، مِنْ عَازِبٍ سَرْجًا بِثَلاثَةَ عَشَرَ دِرْهَمًا، فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ: مُرِ الْبَرَاءَ فَلْيَحْمِلْهُ إِلَى مَنْزِلِي، فَقَالَ: لا، حَتَّى تُحَدِّثَنَا كَيْفَ صَنَعْتَ لِمَا خرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنْتَ مَعَهُ؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: خَرَجْنَا فَأَدْلَجْنَا [2] فَأَحْيَيْنَا لَيْلَتَنَا وَيَوْمَنَا.. وذَكَرَ الْحَدِيثَ إِلَى أَنْ قَالَ: فَارْتَحَلْنَا وَالْقَوْمُ يَطْلُبُونَنَا، فَلَمْ يُدْرِكْنَا إِلا سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍِ، عَلَى فَرَسٍ لَهُ، فَقُلْتَ: يَا رَسُول اللَّهِ، هَذَا الطَّلِبُ قَدْ لَحِقَنَا، قَالَ: لا تَحْزَنْ، إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا، حَتَّى إِذَا دَنَا مِنَّا قَدْرَ رُمْحٍ أَوْ رُمْحَيْنِ- أَوْ قَالَ: رُمْحَيْنِ أَوْ ثَلاثَةٍ- قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُول اللَّهِ، هَذَا الطَّلِبُ قَدْ لَحِقَنَا، وَبَكَيْتُ، قَالَ: لِمَ تَبْكِي؟ قَالَ: قُلْتُ:
وَاللَّهِ مَا أَبْكِي عَلَى نَفْسِي، ولكنى أَبْكِي عَلَيْكَ، قَالَ: فَدَعَا عَلَيْهِ، فَقَالَ: اللَّهمّ، اكْفِنَاهُ بِمَا شِئْتَ، فَسَاخَتْ فَرَسُهُ إِلَى بَطْنِهَا فِي أَرْضٍ صَلْدٍ، وَوَثَبَ عَنْهَا، وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ هَذَا عَمَلُكَ، فَادْعُ الله أن ينجيى مما أنا فيه، فو الله لأَعْمِيَنَّ عَلَى مَنْ وَرَائِي مِنَ الطَّلِبِ، فَدَعَا له رسول الله صلى الله عليه وسلم، فَأُطْلِقَ. وَرَجَعَ إِلَى أَصْحَابِهِ. الْحَدِيثَ.
وأَخْبَرَنَا أَبُو جعفر بن السمين بإسناده، عن يونس بْنِ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ:
فَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ، عَنْ عَمِّهِ سُرَاقَةَ بْنِ جُعْشُمٍ قال:
__________
[1] قديد: موضع قرب مكة.
[2] أدلج: سار أول الليل.(2/179)
لِمَا خرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ مُهَاجِرًا، جَعَلَتْ قُرَيْشٌ فِيهِ مِائَةَ نَاقَةٍ لِمَنْ رَدَّهَ عَلَيْهِمْ، وَذَكَرَ حَدِيثَ طَلَبِهِ، وَمَا أَصَابَ فَرَسَهُ، وَأَنَّهُ سَقَطَ، عَنْهُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، قَالَ: فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ عَلِمْتُ أَنَّهُ ظَاهِرٌ، فَنَادَيْتُ: أَنَا سُرَاقَةُ بن مالك بن جعشم، أنظروني أكلمكم، فو الله لا أُرِيبُكُمْ وَلا يَأْتِيكُمْ مِنِّي شَيْءٌ تَكْرَهُونَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ لأَبِي بَكْرٍ: قُلْ لَهُ: مَا تَبْتَغِي مِنَّا؟ فَقَالَ لِي أَبُو بَكْرٍ، فَقُلْتُ: تَكْتُبُ لِي كِتَابًا يَكُونُ آيَةً بَيْنِي وبينك، فكتب لي كِتَابًا فِي عَظْمٍ، أَوْ فِي رُقْعَةٍ أَوْ خَزَفَةٍ، ثُمَّ أَلْقَاهُ، فَأَخَذْتُهُ، فَجَعَلْتُهُ فِي كِنَانَتِي، ثُمَّ رَجَعْتُ فَلَمْ أَذْكُرْ شَيْئًا مِمَّا كَانَ، حتى إذا فتح الله على رسوله مَكَّةَ، وَفَرَغَ مِنْ حُنَيْنٍ وَالطَّائِفِ، خَرَجْتُ، وَمَعِي الْكِتَابُ لأَلْقَاهُ، فَلَقِيتُهُ بِالْجِعِرَّانَةِ، فَدَخَلْتُ فِي كَتِيبَةٍ مِنْ خَيْلِ الأَنْصَارِ، فَجَعَلُوا يَقْرَعُونَنِي بِالرِّمَاحِ ويَقُولُونَ: إِلَيْكَ إِلَيْكَ، مَاذَا تُرِيدُ؟ حَتَّى دَنَوْتُ مِنْ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو عَلَى نَاقَتِهِ، وَاللَّهِ لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى سَاقِهِ، فِي غَرْزَةٍ [1] كَأَنَّهُ جُمَّارَةٌ، فَرَفَعْتُ يَدِي بِالْكِتَابِ، ثم قلت: يا رسول الله، هَذَا كِتَابُكَ لِي، وَأَنَا سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ: هَذَا يَوْمُ وَفَاءٍ وَبِرٍّ، ادْنُهُ، فَدَنَوْتُ مِنْهُ، فَأَسْلَمْتُ. وذكر حديث سؤاله عن ضالّة الإبل.
وروى ابن عيينة، عَنْ أَبِي موسى، عَنِ الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لسراقة بْن مالك:
كيف بك إذا لبست سواري كسرى ومنطقته وتاجه؟ قال: فلما أتى عمر بسواري كسرى ومنطقته [2] وتاجه، دعا سراقة بْن مالك وألبسه إياهما وكان سراقة رجلًا أزب [3] كثير شعر الساعدين، وقال له: ارفع يديك، وقل: اللَّه أكبر، الحمد للَّه الذي سلبهما كسرى بْن هرمز، الذي كان يقول: أنا رب الناس، وألبسهما سراقة رجلًا أعرابيًا، من بني مدلج، ورفع عمر صوته. وكان سراقة شاعرًا، وهو القائل لأبي جهل:
أبا حكم والله لو كنت شاهدًا ... لأمر جوادي إذ تسوخ قوائمه
علمت ولم تشكك بأن محمدًا ... رسول ببرهان فمن ذا يقاومه
عليك بكف القوم عنه فإنني ... أرى أمره يومًا ستبدو معالمه
بأمر يود الناس فيه بأسرهم ... بأنّ جميع الناس طرّا يسالمه
__________
[1] الغرز: ركاب رحل الجمل، والجمارة: قلب النخلة، شبه ساقه ببياضها.
[2] المنطقة: كل ما شد به الوسط.
[3] الأزب: الكثير الشعر.(2/180)
مات سراقة بْن مالك سنة أربع وعشرين، أول خلافة عثمان، رضي اللَّه عنه، وقيل: إنه مات بعد عثمان، والله أعلم.
أخرجه الثلاثة.
1956- سراقة بن المعتمر
سراقة بْن المعتمر [بْن أنس [1]] بْن أذاة بن رياح بن عبد الله بن قرط. بن رزاح بن عدي ابن كعب القرشي العدوي، والد عمرو. شهد سراقة بدرا، قاله الكلبي.
1957- سرباتك الهندي
(س) سرباتك الهندي. روى مكي بْن أحمد البردعي، عَنْ إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم الطوسي، قال: حدثني، وهو ابن سبع وتسعين سنة، قال: رأيت سرباتك، ملك الهند، في بلدة تسمى قنوج، فقلت له: كم أتى عليك من السنين؟ قال: تسعمائة سنة وخمس وعشرون سنة، وهو مسلم، وزعم أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنفذ إليه عشرة من أصحابه، فمنهم: حذيفة بْن اليمان، وعمرو بْن العاص، وأسامة بْن زيد، وَأَبُو موسى الأشعري، وصهيب، وسفينة، وغيرهم يدعوه إِلَى الإسلام، فأجاب وأسلم، وقبل كتاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أخرجه أَبُو موسى، وبحق ما تركه ابن منده وغيره، فإن تركه أولى من إثباته، ولولا شرطنا أننا لا نخل بترجمة ذكروها، أو أحدهم، لتركنا هذه وأمثالها.
1958- سرع بن سوادة
(س) سرع بْن سوادة. قال الحافظ. أَبُو موسى: ذكر أَبُو زكريا أن عبيد اللَّه بْن إشكاب أورده في الأفراد، ولم يورد لَهُ شيئا.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
1959- سرى بن أسد
(ب د ع) سرق بْن أسد الجهني، ويقال: الأنصاري، ويقال: الأنصاري، ويقال: إنه من بني الدئل.
سكن الإسكندرية من مصر، له صحبة.
روى عنه أَنَّهُ قال: أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سماه سرق، لأنه ابتاع بعيرين من رجل من أهل البادية، راحلتين، قدم بهما صاحبهما المدينة، فأخذهما، ثم هرب وتغيب عنه، وأخبر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بذلك، فقال: التمسوه، فلما أتوه به قال: أنت سرق، ما حملك عَلَى ما صنعت؟
__________
[1] عن هامش الأصل، وينظر نسب قريش: 366.(2/181)
قلت: قضيت بثمنهما حاجتي، قال: فاقضه، قلت: ليس عندي، قال: يا أعرابي، اذهب به حتى تستوفي حقك. قال: فجعل الناس يسومونه [به [1]] ليفتدوه منه، فأعتقه. أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ، أَخْبَرَنَا أبو غالب بن البناء، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُسْلِمٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا سَهْلُ بْنُ بَكَّارٍ، أَخْبَرَنَا جُوَيْرِيَةُ [2] بْنُ أَسْمَاءَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، مَوْلَى الْمُنْبَعِثِ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْمِصْرِيِّينَ، عَنْ رَجُلٍ نَزَلَ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ مِنْ أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال لَهُ: سُرَقٌ، قَالَ: قَضَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَمِينٍ وَشَاهِدٍ.
قال أَبُو أحمد العسكري: هو سرق مخفف بوزن غدر وفسق، وأصحاب الحديث يقولون:
سرق، مشدد الراء، والصواب تخفيفها.
أعتقه أَبُو عبد الرحمن القيني [3] .
أخرجه الثلاثة.
1960- السري والد الربيع
(س) السري والد الربيع.
روى عبد العزيز بْن عمر بْن عبد العزيز، عَنِ الربيع بْن السري، عَنْ أبيه أَنَّهُ قال: رخص لنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في متعة النساء ثلاثة أيام، ثُمَّ أتيت النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم فإذا هو ينهى عنها أشد النهي كذا في هذه الترجمة أخرجه أَبُو موسى، وَإِنما هو حديث الربيع بْن سبرة بْن معبد، وقد تقدم، ولعل بعض الرواة قد صحف سبرة بالسرى [4] أو بعض النساخ، والله أعلم.
1961- سريع بن الحكم
(د ع) سريع بْن الحكم السعدي. من بني تميم، قدم عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في وفد تميم، وكتب له كتابا، روى عنه ابنه وقاص ابن سريع أَنَّهُ قال: خرجت في وفد بني تميم حتى قدمنا عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة فأدينا إليه صدقات أموالنا.
أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم.
__________
[1] سقط من المطبوعة.
[2] في المطبوعة: حويرثة، وينظر ميزان الاعتدال: 2/ 526، ترجمة عبد الله بن يزيد، وخلاصة التذهيب: 55
[3] ينظر باب الكنى: أبو عبد الله القيني، وأبو عبد الرحمن القيني.
[4] في الأصل والمطبوعة: بأسد.(2/182)
باب السين والعين
1962- سعد بن الاخرم
(ب د ع) سعد بْن الأخرم، أبو المغيرة. مختلف فِي صحبته، سكن الكوفة، روى عَنْهُ ابنه المغيرة.
روى عِيسَى بْن يونس، ويحيى بْن عِيسَى، عَنِ الْأَعْمَش، عَنْ عَمْرو بْن مرة، عَنِ المغيرة بْن سعد بْن الأخرم، عَنْ أبيه أو عَنْ عمه، قال: أتيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأريد أن أسأله، فقيل لي: هو بعرفة، فاستقبلته، فأخذت بزمام الناقة، فصاح بي الناس، فقال: دعوه، فأرب [1] ما جاء به، قلت:
يا رَسُول اللَّهِ، دلني عَلَى عمل يقربني من الجنة، ويباعدني من النار، فرفع رأسه إِلَى السماء فقال: تعبد اللَّه لا تشرك به شيئًا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحب للناس ما تحب لنفسك، وما كرهت لنفسك فدع الناس منه. حلّ سبيل النافة.
رواه عمرو بْن عَلِيٍّ، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن داود، عَنِ الأعمش فقال: عَنْ عمه، ولم يشك، ذكره أَبُو أحمد العسكري. أخرجه الثلاثة:
1963- سعد بن أسعد
(د ع) سعد بْن أسعد الساعدي، والد سهل بْن سعد. روى عنه ابنه سهل، توفي بالروحاء [2] متوجهًا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بدر.
روى عبد المهيمن بْن عباس بْن سهل بْن سعد، عَنْ أبيه، عَنْ جده سهل أن أباه سعدًا خرج مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بدر، فلما كان بالروحاء توفي، وأوصى للنبي برحله وراحلته، وثلاثة أوسق من شعير، فقبلها، ثم ردها عَلَى ورثته، وضرب له بسهم.
وروى عَنْ سهل بْن سعد قَالَ: كَانَ للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند أَبِي سعد ثلاثة أفراس يعلفها، قال:
وسمعت أَبِي يسميها: اللزاز واللحاف والظرب [3] أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم، ولم أعلم أن جد سهل بْن سعد: أسعد إلا في هذه الترجمة، ويرد نسبه في اسمه سعد بن مالك، إن شاء الله تعالى.
__________
[1] الأرب: الحاجة.
[2] الروحاء: موضع على نحو أربعين ميلا من المدينة.
[3] ينظر: 1- 37، 38 من هذا الكتاب، وقد سبق أن من أفراسه اللحيف وليس اللحاف، وينظر النهاية: مادة خف.(2/183)
1964- سعد الأسلمي
(ب) سعد الأسلمي، روى عنه ابنه عَبْد اللَّهِ بْن سعد أَنَّهُ نزل مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى سعد بن خيثمة.
أخرجه أبو عمر مختصرا.
1965- سعد الأسود
(س) سعد الأسود السلمي، ثم الذكواني. روى الحسن وقتادة عَنْ أنس قال: جاء رجل إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسلم عليه، وقال: يا رَسُول اللَّهِ، أيمنع سوادي ودمامتي من دخول الجنة؟
قال: لا، والذي نفسي بيده ما اتقيت ربك، عز وجل، وآمنت بما جاء به رسوله، قال:
قد شهدت أن لا إله إلا اللَّه وأن محمدا عبده ورسوله، فما لى يا رَسُول اللَّهِ؟ قال: لك ما للقوم، وعليك ما عليهم، وأنت أخوهم، فقال: قد خطبت إِلَى عامة من بحضرتك، ومن ليس عندك، فردني لسوادي ودمامة وجهي، وَإِني لفي حسب من قومي بني سليم، قال: فاذهب إِلَى عمر، أو قال: عمرو بْن وهب، وكان رجلًا من ثقيف، قريب العهد بالإسلام، وكان فيه صعوبة، فاقرع الباب، وسلم، فإذا دخلت عليهم فقل: زوجني نبي اللَّه فتاتكم، وكان له ابنة عاتق [1] ، ولها جمال وعقل، ففعل ما أمره، فلما فتحوا له الباب قال: أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زوجني فتاتكم، فردوا عليه ردًا قبيحًا، وخرج الرجل، وخرجت الجارية من خدرها فقالت: يا عَبْد اللَّهِ، ارجع، فإن يكن نبي اللَّه زوجنيك فقد رضيت لنفسي ما رضي اللَّه ورسوله، وقالت الفتاة لأبيها:
النجاء النجاء قبل أن يفضحك الوحي، فخرج الشيخ حَتَّى أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: أنت الذي رددت علي رسولي ما رددت، قال: قد فعلت ذاك، واستغفر اللَّه، وظننا أَنَّهُ كاذب، وقد زوجناها إياه، فقال رَسُول الله: اذهب إلى صاحبتك فادخل بها، فبينما هو في السوق يشتري لزوجته ما يجهزها به، إذ سمع مناديًا ينادي: يا خيل اللَّه اركبي، وبالجنة أبشري، فاشترى سيفًا ورمحًا وفرسًا وركب معتجرًا [2] بعمامته إِلَى المهاجرين، فلم يعرفوه، فرآه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلم يعرفه، فقاتل فارسًا حتى قام [3] به فرسه، فقاتل راجلًا وحسر ذراعيه، فَلَمَّا رَأَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم سوادها عرفه، فقال: سعد؟ قال: سعد. فلم يزل يقاتل حتى قالوا صرع
__________
[1] العاتق: الشابة التي لم تزوج.
[2] الاعتجار بالعمامة: هو أن يلفها على رأسه، ويرد طرفها على وجهه، ولا يعمل منها شيئا تحت ذقنه.
[3] أي وقف من الكلال.(2/184)
سعد. فأتاه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فوضع رأسه في حجره، وأرسل سلاحه وفرسه إِلَى زوجته، وقال:
قولوا لهم: قد زوجه اللَّه خيرًا من فتاتكم، وهذا ميراثه. وما أشبه هذه القصة بقصة جليبيب، وقد تقدمت [1] .
أخرجه أبو موسى.
1966- سعد بن الأطول
(د ع) سعد بْن الأطول الجهني. وهو سعد بْن الأطول بْن عَبْد اللَّهِ بْن خَالِد بْن واهب [2] ابن غياث بْن عَبْد اللَّهِ بْن سعية بْن عدي بْن عوف بْن غطفان بْن قيس بْن جهينة، كذا نسبه خليفة بْن خياط، يكنى أبا مطر، سكن البصرة، روى عنه أَبُو نضرة.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْفَقِيهُ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي يَعْلَى أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ أَبُو جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ الأَطْوَلِ أَنَّ أَخَاهُ مَاتَ، وَتَرَكَ ثَلاثَمِائَةِ دِرْهَمٍ وَعِيالًا فَأَرَدْتُ أَنْ أُنْفِقَهَا عَلَى عِيَالِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ أَخَاكَ مَحْبُوسٌ بِدَيْنِهِ، فَاقْضِ عَنْهُ، فَقَضَى عَنْهُ، وَقَالَ: يَا رَسُول اللَّهِ، قَدْ قَضَيْتُ عَنْهُ إِلا امْرَأَةً ادَّعَتْ دِينَارَيْنِ، وَلَيْسَ لَهَا بَيِّنَةٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ: أَعْطِهَا فَإِنَّهَا صَادِقَةٌ. أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ، وَأَبُو نعيم.
1967- سعد الأنصاري
(س) سعد الأنصاري. روى أنس بْن مالك أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم لما أقبل من غزوة تبوك استقبله سعد الأنصاري، فصافحه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم قال له: ما هذا الذي أكتب يديك [3] ، قال:
يا رَسُول اللَّهِ، أضرب [4] بالمر والمسحاة فأنفقه عَلَى عيالي، فقبل يده رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقال:
هذه يد لا تمسها النار. أخرجه أَبُو موسى وقال: في سعود الأنصار كثرة، إلا أن في رواية أخرى نسبه سعد بْن معاذ.
وروى بِإِسْنَادِهِ عَنْ أنس بْن مالك أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم صافح سعد بن معاد فقال: هذه يد
__________
[1] ينظر: 1/ 348.
[2] في الأصل: راهب.
[3] يعنى جعل جلدهما ثخينا.
[4] المر: الحبل.(2/185)
لا تمسها النار أبدًا، قال: فإن حفظت هذه الرواية فلعله سعد بْن معاذ آخر غير الخزرجي المعروف، فإنه توفي سنة خمس قبل وقعة تبوك بسنين.
قلت: كذا قال أَبُو موسى، فلعله سعد بْن معاذ آخر غير الخزرجي، وهو وهم، فإن سعد ابن معاذ الذي مات سنة خمس هو أوسي من بني عبد الأشهل، وهو الذي جرح في الخندق، وتوفي بعد أن حكم في بني قريظة، وهو أوسي لا شبهة فيه، وقوله إن موته كان قبل تبوك صحيح، ولكن هذه الرواية التي فيها ذكر سعد بْن معاذ ليس فيها لتبوك ذكر، فإن صحت الرواية فلعله كان قبل قتله، عَلَى أننى لا أعلم أن سعد بْن معاذ لم يتخلف عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم في غزوة غزاها، بدر وغيرها، وَإِنما اختلفوا في سعد بْن عبادة: هل شهد بدرًا أم لا؟ والله أعلم، عَلَى أن من تخلف عَنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الأنصار وغيرهم معروفون ليس فيهم سعد، ومن تخلف كان أولى باللوم والتثريب، فكيف يقبل يده أو يصافحه.
1968- سعد بن اياس الأنصاري
(س) سعد بْن إياس البدري الأنصاري. روى إِسْحَاق بْن إياس بْن سعد بْن أَبِي وقاص قال: حدثني جدي أَبُو أمي، حدثني سعد بْن إياس الأنصاري البدري قَالَ: شَهِدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يقول للعباس بْن عبد المطلب: يا عم، إذا كان غدًا فلا ترم [1] أنت وبنوك، فلما كان الغد صبحهم فقال: كيف أصبحتم؟ قَالُوا: بخير بآبائنا وأمهاتنا أنت يا رَسُول اللَّهِ، فقال:
ليدن بعضكم من بعض، فلما تقاربوا نشر عليهم ملاءة ثم قال: اللَّهمّ، هؤلاء أهل بيتي فاسترهم من النار كستري إياهم، فقالت أسكفة [2] الباب وحوائط البيت: آمين، آمين.
هذا حديث مختلف في إسناده، يروى من عدة أوجه، رواه الكديمي، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن عثمان بْن إِسْحَاق بْن سعد بْن أَبِي وقاص، حدثني جدي أَبُو أمي مالك بْن حمزة بْن أَبِي أسيد الأنصاري الخزرجي البدري [3] . أخرجه أبو موسى.
1969- سعد بن اياس الشيباني
(ب د ع) سعد بْن إياس أَبُو عمرو [4] الشيباني، من بني شيبان بْن ثعلبة بْن عكابة بْن صعب بْن عَلِيِّ بْنِ بَكْر بْن وائل، فهو بكرى شيباني.
__________
[1] في النهاية: «قال للعباس رضى الله عنه: لا ترم من منزلك غدا أنت وبنوك، أي: لا تبرح» .
[2] الأسكفة: خشبة الباب التي يوطأ عليها.
[3] ينظر ميزان الاعتدال: 3/ 425.
[4] في الأصل والمطبوعة: أبو عمر، ينظر باب الكنى، والاستيعاب: 583.(2/186)
أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يسمع منه، وصحب ابن مسعود واشتهر بصحبته، وسمع منه فأكثر، روى عنه أَنَّهُ قال: أذكر أني سمعت برسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأنا أرعى إبلا لأهلي بكاظمة، فقيل:
خرج نبي بتهامة، وقال: شهدت القادسية وأنا ابن أربعين سنة.
ومات سنة خمس وتسعين، وهو ابن مائة وعشرين سنة، وسكن الكوفة، روى عنه جماعة من أهلها.
أخرجه الثلاثة.
1970- سعد بن بحير
(ب س) سعد بْن بحير، وقيل: بجير بْن معاوية بْن قحافة بْن نفيل بْن سدوس بْن عبد مناف بْن أَبِي أسامة بْن سحمة بْن سعد بْن عَبْد اللَّهِ بْن قداد [1] بْن معاوية بْن زيد بْن الغوث بْن أنمار بْن إراش البجلي السحمي، وخلفه في الأنصار، وهو المعروف بابن حبتة، وهي أمه، وهي ابنة مالك بْن عمرو بْن عوف.
روى حرام بْن عثمان، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الرحمن، عَنْ جابر بْن عَبْد اللَّهِ، قَالَ: نَظَرَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى سعد بْن حبتة يَوْم الخندق فقاتل قتالًا شديدًا، وهو حديث السن، فدعاه فقال: من أنت يا فتى؟ فقال: سعد بْن حبتة، فقال له النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أسعد اللَّه جدك، اقترب مني، فاقترب منه، فمسح رأسه. وروى أَبُو قتادة بن ثابت بن أبى قتادة الأنصاري عَنْ أبيه، عَنْ جده أن أبا قتادة قال: لما خرجت في طلب سرح [2] النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لقيت مسعدة، فضربته ضربة أثقلته، وأدركه سعد بْن حبتة، فضربه فخر صريعًا، فاحفظوا ذلك لولد سعد بْن حبتة.
وهذا سعد بْن حبتة هو جد أَبِي يوسف القاضي، فإنه أَبُو يوسف يعقوب بن إبراهيم بن حبيب ابن خنيس بْن سعد بْن حبتة، وخنيس جد أبى يوسف هو صاحب جهارسوج [3] خنيس بالكوفة، قاله ابن الكلبي، وأمه حبته لها صحبة [4] ، جاءت به إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فدعا له وبرك عليه، ومسح عَلَى رأسه، وهو ممن استصغر يَوْم أحد.
أخرجه أَبُو عمر، وأبو موسى.
__________
[1] في المطبوعة: قذاذ، والضبط من مستدرك تاج العرس، ووفيات الأعيان 5/ 421، وفيهما: قداد بن ثعلبة بن معاوية.
[2] السرح: الإبل التي خرجت ترعى.
[3] في الاستيعاب 584: «وتفسير جهارسوج بالعربية: رحبة مربعة تفترق منها اربعة طرق» وينظر وفيات الأعيان:
5/ 432.
[4] لم يذكر لها ابن الأثير ترجمة.(2/187)
بحير: قيل: بفتح الباء، وكسر الحاء المهملة، وقيل: بضم الباء وفتح الجيم.
وحرام: بفتح الحاء والراء.
وخنيس بالخاء المعجمة المضمومة، والنون المفتوحة، وآخره سين مهملة.
1971- سعد مولى ابى بكر
(ب د ع) سعد مولى أَبِي بكر الصديق، رضي اللَّه عنه. كان يخدم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وسكن البصرة.
أَخْبَرَنَا أبو الفضل المنصور بن أبي الحسن الطبري بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي يَعْلَى أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، أَخْبَرَنَا أَبُو دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ، هُوَ صَالِحُ بْنُ رُسْتُمَ الْخَزَّازُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَعْدٍ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، عَنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لأَبِي بَكْرٍ، وَكَانَ سَعْدٌ مَمْلُوكًا لَهُ، وَكَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْجِبُهُ خِدْمَتُهُ، قَالَ رَسُول اللَّهِ: أَعْتِقْ سَعْدًا، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ:
مَا لَنَا هَا هُنَا غَيْرَهُ، فَقَالَ رَسُول الله: أَعْتِقْ سَعْدًا، أَبَتْكَ الرِّجَالُ، أَبَتْكَ الرِّجَالُ. وروى عنه الحسن أَنَّهُ قال: شكى رجل صفوان بْن المعطل إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال:
هجاني صفوان، وكان صفوان يقول الشعر، فقال: النَّبِيّ دعوا صفوان فإنه طيب القلب خبيث اللسان. أخرجه الثلاثة
1972- سعد بن تميم
(ب د ع) سعد بْن تميم السكوني، ويقال الأشعري، أَبُو بلال، إمام مسجد دمشق الواعظ، روى أكثر حديثه عنه ابنه بلال.
أخبرنا يحيى بن محمود بن سعد بإسناده إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، أَخْبَرَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شَرَاحِيلَ، عَنْ بِلالِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَمِيمٍ السَّكُونِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُول اللَّهِ، أَيُّ أُمَّتِكَ خَيْرٌ قَالَ: أَنَا وَأَقْرَانِي، قُلْتُ: ثُمَّ مَاذَا يَا رَسُول اللَّهِ؟ قَالَ: ثُمَّ الْقَرْنُ الثَّانِي، قُلْتُ: ثم ماذا يا رسول الله؟ قال: ثم الْقَرْنُ الثَّالِثُ، قُلْتُ: ثُمَّ مَاذَا يَا رَسُول اللَّهِ؟ قَالَ: ثُمَّ يَكُونُ قَوْمٌ يَشْهَدُونَ وَلا يُسْتَشْهَدُونَ، وَيَحْلِفُونَ وَلا يُسْتَحْلَفُونَ، وَيُؤْتَمَنُونَ وَيَخُونُونَ. أَخْرَجَهُ الثلاثة(2/188)
1973- سعد بن جماز
(ب د ع) سعد بْن جماز بْن مالك الأنصاري حليف بنى ساعدة بن الأنصار، وهو أخو كعب ابن جماز، شهد سعد أحدًا وما بعدها، وقتل يَوْم اليمامة شهيدًا.
أخرجه الثلاثة.
جماز: قيل: بالجيم وآخره زاي، وقال ابن الكلبي: حمان: يعني بالحاء المكسورة، وآخره نون: سعد بْن حمان بْن ثعلبة بْن خرشة [1] بْن عَمْرو بْن سعد بْن ذبيان بْن رشدان بْن قيس بْن جهينة، وقال الطبري: حمار، بالحاء، وآخره راء، والميم خفيفة.
والله أعلم
1974- سعد بن جنادة
(د ع) سعد بْن جنادة، والد عطية العوفي، من عوف بْن ثعلبة بْن سعد بْن ذبيان.
روى مُحَمَّد بْن الحسن بْن عطية، عَنْ أبيه، عَنْ جده عطية، عَنْ أبيه سعد بْن جنادة قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ما شيء أكرم عَلَى اللَّه من عبد مؤمن لو أقسم عَلَى اللَّه لأبره. وروى يونس بْن نفيع، عَنْ سعد بْن جنادة قال: كنت في أول من أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أهل الطائف، فأسلمت.
أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم.
1975- سعد الجهنيّ
(ب) سعد الجهني، والد سنان بْن سعد، روى عنه ابنه سنان أَنَّهُ سمع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: إن الإمام لا يخص نفسه بالدعاء دون القوم. أخرجه أَبُو عمر وقال: في إسناد حديثه مقال.
1976- سعد بن الحارث
(ب س) سعد بْن الحارث بْن الصمة، وقد تقدم نسبه عند ذكر أبيه، وهو أنصاري خزرجي، من بني النجار.
صحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ وأبوه، وشهد صفين مع علي، وقتل يومئذ وهو أخو [أَبِي الجهيم] [2] بْن الحارث بْن الصمة.
أخرجه أبو عمر، وأبو موسى.
__________
[1] في المطبوعة: خزيمة، والمثبت عن الجمهرة: 415، وترجمة بسبس الجهنيّ: 1- 213.
[2] في الأصل والمطبوعة: أخو جهيم، والصواب ما أثبتناه، ينظر ترجمة أبى الجهيم في باب الكنى.(2/189)
1977- سعد بن حارثة
(ب د ع) سعد بْن حارثة بْن لوذان بْن عبد ود بْن زيد بْن ثعلبة بْن الخزرج بْن ساعدة، كذا نسبه أَبُو عمر، وقال: شهد أحدًا وما بعدها، وقتل باليمامة.
وقال ابْنُ منده، عَنْ يونس بْن بكير، عَنِ ابن إِسْحَاق، في تسمية من استشهد باليمامة من المسلمين من الأنصار، من بني الحارث بْن الخزرج: سعد بْن جارية بْن لوذان بْن عبد ود.
وقال أَبُو نعيم، عَنْ إِبْرَاهِيم بْن سعد، عَنِ ابن إِسْحَاق، فيمن قتل باليمامة من الأنصار، من بني سالم بْن عوف: سعد بْن جارية بْن لوذان بْن عبد ود بْن زيد، فقد اختلفوا في نسبته كما ترى، وقال ابن منده وَأَبُو نعيم: جارية بالجيم، وقال أَبُو عمر: حارثة، بالحاء والثاء المثلثة، وقد أخرجه ابن منده ترجمتين بلفظ واحد، فلعله نسي، وَإِلا فما هذا مما يخفى.
1978- سعد بن حبان
(س) سعد بْن حبان البلوي، حليف الأنصار. ذكره الطبراني، وذكره ابن شاهين فقال:
سعد بْن جماز بْن مالك بْن ثعلبة أخو كعب بْن جماز، شهد أحدًا، وقتل يَوْم اليمامة وأخوه كعب شهد بدرًا.
قال أَبُو موسى بِإِسْنَادِهِ، عَنْ عروة فيمن استشهد يَوْم اليمامة من الأنصار من بني ساعدة:
سعد بْن حبان، حليف لهم من بلى، وقد ذكره أَبُو موسى أيضًا عَنِ الطبراني: سعد بْن جماز الأنصاري، قال: وقد أورده ابن منده: سعد بْن جبان [1] ، بالجيم، قال: وأظن أن الصحيح كما ذكره ابن شاهين، والله أعلم.
قلت: هذا قول أَبِي موسى، ولا شك أن قوله جبان، بالجيم، تصحيف من بعض النقلة، والصحيح ما تقدم ذكره في ترجمة سعد بْن جماز بالجيم والزاي، وذكرنا الاختلاف فيه هناك، ولم يقل أحد: جبان. وقد أخرجه هناك ابن منده ولو لم يخرجه أبو موسى هاهنا لكان أحسن، ولو تركناه لجاء من يظن أننا أهملناه أو لم يصل إلينا، وأما الرواية عَنْ عروة بْن الزبير في تسمية من شهد المشاهد، ومن قتل، وغير ذلك من هذا الباب، فإنها كثيرًا تخالف ما يروى عَنْ عامة أهل السير، فلا أعلم كيف هذا؟ وَإِذا كانت كذلك فلا اعتبار بها، ومنها قد روى في هذا حبان [2] ، والله أعلم.
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: جماز.
[2] في المطبوعة: جبان. وهو تصحيف.(2/190)
1979- سعد بن حرة
سعد بْن حبان [1] بْن منقذ، شهد بيعة الرضوان مع أخيه واسع، وقتلا يَوْم الحرة، ذكره ابن الدباغ عَنِ العدوي، وفيه نظر.
1980- سعد بن خارجة
(س) سعد بْن حرة. أورده أَبُو بكر بْن أَبِي عَليّ، وقال: ذكره علي بْن سَعِيد في الأفراد.
روى عنه مُحَمَّد بْن عجلان، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيد المقبري، عن سعد بْنِ حرة قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إذا توضأ أحدكم، ثم خرج عامدًا إِلَى المسجد، فلا يشبكن بين أصابعه، فإنه في صلاة.
وهذا حديث مشهور عَنِ ابن عجلان، عَنْ سَعِيد، عَنْ كعب بْن عجرة، وقيل: عَنْ سَعِيد، عَنْ رجل، عن كعب، فصحفه بعض الرواة فقال: [بن] حرة. أخرجه موسى، وقد علم أَنَّهُ تصحيف، فتركه أولى.
1981- سعد بن خليفة
(د ع) سعد بْن خارجة الأنصاري أخو زيد بْن خارجة.
استشهد هو وأبوه يَوْم أحد، وزيد هو الذي تكلم عَلَى لسانه بعد الموت.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم، ورويا حديث النعمان بْن بشير في كلام زيد بْن خارجة بعد موته قال النعمان: وكان أبوه وأخوه سعد بْن خارجة أصيبا يَوْم أحد، وقد تقدم حديث كلام زيد في ترجمته.
1982- سعد بن خولة
(س) سعد بْن خليفة الأنصاري، وهو سعد بن خليفة بن الأشرف بن أبى حزيمة ابن ثعلبة بْن طريف بْن الخزرج بْن ساعدة الأنصاري الساعدي.
شهد أحدًا، وكانت له بنت يقال لها: غزية، قال ابن القداح: قتل بالقادسية مع سعد ابن أبى وقاص.
أخرجه أبو موسى.
حزيمة: بفتح الحاء المهملة وكسر الزاى.
1983- سعد بن خولة
(ب د ع) سعد بْن خولة، من بني مالك بْن حسل بْن عَامِر بْن لؤي، من أنفسهم، وقيل:
حليف لهم، وقيل: مولى ابن أَبِي رهم بْن عبد العزى العامري.
__________
[1] كذا ضبط في ترجمة حبان: 1/ 437.(2/191)
قال ابن هشام: هو من اليمن، حليف لهم [1] . وهو من عجم الفرس، أسلم، من السابقين، وهاجر إِلَى أرض الحبشة الهجرة الثانية، وذكره ابن إِسْحَاق، وموسى بْن عقبة، وسليمان التيمي في أهل بدر.
وهو زوج سبيعة الأسلمية، فتوفي عنها في حجة الوداع، فولدت بعد وفاته بليال، فقال لها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قد حللت فانكحي من شئت.
ولم يختلفوا أن سعد بْن خولة مات بمكة في حجة الوداع، إلا ما ذكره الطبري أَنَّهُ توفي سنة سبع، والأول أصح.
أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ وَغَيْرُهُ قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ الْكَرُوخِيُّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي عِيسَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى السُّلَمِيِّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَرِضْتُ عَامَ الْفَتْحِ مَرَضًا أُشْفِيتُ مِنْهُ عَلَى الْمَوْتِ، فَأَتَانِي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودُنِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُول اللَّهِ، إِنَّ لِي مَالًا كَثِيرًا وَلَيْسَ يَرِثُنِي إِلا ابْنَتِي، أَفَأُوصِي بِمَالِي كُلِّهِ؟ وذَكَرَ الْحَدِيثَ إِلَى أَنْ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُول اللَّهِ، أُخَلَّفُ عَنْ هِجْرَتِي [2] ؟ قَالَ: إِنَّكَ لَنْ تُخَلَّفَ بَعْدِي، فَتَعْمَلُ عَمَلًا تُرِيدُ بِهِ وَجْهَ اللَّهِ تَعَالَى إِلا ازْدَدْتَ بِهِ رِفْعَةً وَدَرَجَةً ... اللَّهمّ أَمْضِ لأَصْحَابِي هِجْرَتَهُمْ، وَلا تَرُدَّهُمْ عَلَى أَعْقَابِهِمْ، لَكِنَّ الْبَائِسَ سَعْدُ بْنُ خَوْلَةَ! يُرْثِي لَهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ مَاتَ بِمَكَّةَ [3] . وَلَمْ يعقب سعد بن خولة. أخرجه الثلاثة.
1984- سعد بن خولى العامري
(ب د ع س) سعد بْن خولي العامري، من عامر بْن لؤي، هاجر مع جَعْفَر بْن أَبِي طالب إِلَى أرض الحبشة الهجرة الثانية، ونزل فِيهِ وَفِي أصحابه قَوْله تعالى: (وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ [4] 6: 52 الآية، قاله ابن منده وَأَبُو نعيم.
وقال أَبُو عمر: سعد بْن خولي، من المهاجرين. ذكر إِبْرَاهِيم بْن سعد [5] عَنِ ابْنِ إِسْحَاق فيمن شهد بدرا من بني عَامِر بْن لؤي: سعد بْن خولي، حليف لهم من أهل اليمن.
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 329، 685.
[2] يسأله: هل يموت بمكة؟ فلم يرجع عليه السلام إليه جوابا صريحا، بل حدثه عن قيمة العمل.
[3] قال أبو عمر في الاستيعاب 587: «رثى له رسول الله صلى الله عليه وسلم إن مات بمكة، يعنى الأرض التي هاجر منها» .
[4] الأنعام: 52.
[5] في المطبوعة والمخطوطة: سعد بن إبراهيم. ولعل الصواب ما أثبتناه وهو أبو إسحاق إبراهيم بن سعد الزهري العوفيّ المدني، وقد سمع ابن إسحاق. ينظر العبر: 1/ 288. وخلاصة التذهيب: 15.(2/192)
أخرجه الثلاثة، وقال أَبُو نعيم: وهو سعد بْن خولة الذي أخرجه قبل، وذكره بعض المتأخرين- يعني ابن منده- بترجمة.
وأخرجه أَبُو موسى فقال: سعد مولى خولى، ذكره الطبراني، وروى عَنْ عروة فيمن شهد بدرًا: سعد مولى خولى من بني عامر بْن لؤي، وذكر ابن منده سعد بْن خولة، وسعد بْن خولى ترجمتين، ونسبوهما إِلَى عامر بْن لؤي، وهذه التراجم مختلفة مختلطة، والله أعلم بصحتها.
قلت: الحق مع أَبِي نعيم، فإنهما واحد، فلا أدري لم جعلوه ترجمتين! وعادتهم في أمثاله أن يقولوا: قيل كذا، وقيل كذا في النسب وغيره، فإن كان ابن منده: وَأَبُو عمر ظناه اثنين، فهذا غريب، فإنه ظاهر، وأما قول أَبِي موسى إنها مختلفة مختلطة فلا اختلاف ولا اختلاط، وَإِنما هو سعد بْن خولة، وقد نقل عَنْ عروة: سعد بْن خولى، وهما واحد، وقد ذكرنا أن هذه الرواية التي ترد عَنْ عروة تخالف جميع الأقوال، والأولى الاعتماد عَلَى غيرها، والله أعلم.
1985- سعد بن خولى، مولى حاطب
(ب د ع) سعد بْن خولي مولى حاطب بْن أَبِي بلتعة. هو من مذحج، أصابه سباء، قاله أَبُو معشر، وقيل: هو من الفرس، شهد بدرًا. وقال ابن هشام: هو من كلب [1] ، ووافقه عيره، ولم يختلفوا أَنَّهُ شهد بدرًا هو ومولاه حاطب.
أَخْبَرَنَا عبيد اللَّه بْن أحمد بْن علي بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، في تسمية من شهد بدرا، من بني أسد بْن عبد العزى بْن قصي: وحاطب بْن أَبِي بلتعة، ومولاه سعد حلفا لهم.
وقتل سعد يَوْم أحد شهيدًا، وفرض عمر بْن الخطاب لابنه عَبْد اللَّهِ بْن سعد في الأنصار.
روى عنه إِسْمَاعِيل بْن أَبِي خَالِد، فإن كان قتل يَوْم أحد فرواية إِسْمَاعِيل مرسلة، وقد روى عَنْهُ جابر بْن عَبْد اللَّهِ، هذا كلام أَبِي عمر.
وقال ابن منده وَأَبُو نعيم في نسبه، وولائه، وشهوده بدرًا، مثله. وروى عَنْ عروة وموسى ابن عقبة وابن إِسْحَاق أَنَّهُ شهد بدرًا، وروى عَنْ إِسْمَاعِيل بْن أَبِي خَالِد عَنْ سعد مولى حاطب قال: قلت: يا رَسُول اللَّهِ، حاطب في النار؟ فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لن يلج النار أحد شهد بدرًا وبيعة الرضوان. قال أَبُو نعيم: ولا أرى إِسْمَاعِيل أدرك سعدًا. والله أعلم.
وقد رواه اللَّيْث بْن سعد، عَنْ أَبِي الزبير، عَنْ جابر أن عبدًا لحاطب قال، ولم يسمّه.
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 680.(2/193)
1986- سعد بن خيثمة
(ب د ع) سعد بْن خيثمة بْن الحارث بْن مالك بْن كعب بْن النحاط بْن كعب بْن حارثة بْن غنم بْن السلم بْن امرئ القيس بْن مالك بْن الأوس الأنصاري الأوسي، يكنى أبا خيثمة، وقيل: أَبُو عَبْد اللَّهِ، كذا نسبه ابن الكلبي، وابن هشام، وَأَبُو عمر، وابن منده، وَأَبُو نعيم، وغيرهم.
ونسبه ابن إِسْحَاق في بني عمرو بْن عوف، ووافقه غيره، قَالَ ابن إِسْحَاق، فِي تسمية من شهد العقبة [1] : ومن بني عمرو بْن عوف بْن مالك بْن الأوس: سعد بْن خيثمة، وساق نسبه كما ذكرناه أول الترجمة سواء، فلا أعلم وجهًا لقوله: ومن بني عمرو بْن عوف، ولم يسق النسب إليهم إلا أن يكون حيث كان نقيبًا عليهم نسبه إليهم، والله أعلم.
وهو عقبي، بدري، نقيب، كان نقيبًا لبني عمرو بْن عوف، قاله ابن إِسْحَاق، وهو أيضًا ممن قتل يَوْم بدر شهيدًا، قتله طعيمة بْن عدي، وقيل: بل قتله عمرو بْن عبد ود فقتل حمزة يومئذ طعيمة، وقتل علي عمرًا يَوْم الأحزاب.
ولما أرادوا الخروج إِلَى بدر قال له أبوه خيثمة: لا بد لأحدنا أن يقم، فآثرني بالخروج، وأقم أنت مع نسائنا، فأبى سعد، وقال: لو كان غير الجنة لآثرتك به، إني أرجو الشهادة في وجهي هذا، فاستهما فخرج سهم سعد، فخرج مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بدر، فقتل.
ولا عقب له، وقيل: له عقب، وقتل أبوه بأحد، قال أَبُو نعيم، وقيل: بل عاش سعد بعد بدر حتى شهد المشاهد كلها، وتأخر عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في غزوة تبوك، ثُمَّ لَحِقَ بِرَسُولِ اللَّه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، وقيل: إن أبا خيثمة الذي لَحِقَ بِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بتبوك هو غير هذا، وهو الصحيح.
ولما ورد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة مهاجرًا نزل في بيت سعد بْن خيثمة، وقيل:
نزل في بيت كلثوم بْن الهدم، وكان يجلس للناس في بيت سعد، وكان بيته يسمى بيت العزّاب [2] ، فلهذا اشتبه عَلَى الناس، ثم انتقل إِلَى بني النجار، فنزل في بيت أَبِي أيوب، وقد تقدم ذكره.
والصحيح أن سعد بْن خيثمة قتل ببدر، قاله عروة، وابن شهاب، وسليمان بْن ابان،
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 456.
[2] في سيرة ابن هشام 1/ 493: بيت الأعزاب.(2/194)
ولا اعتبار بقول من قال: إنه تخلف عَنْ تبوك، فإن المتخلف خزرجي، وهذا أوسي، ويرد في مالك بْن قيس، وفي الكنى.
1987- سعد الدوسيّ
(ب د ع) سعد الدوسي. روى عنه أنس بْن مالك أن أعرابيًا سأل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الساعة؟ ومر سعد الدوسي، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن عمر هذا حتى يأكل عمره، لا تبقى منهم عين تطرف. أخرجه الثلاثة.
1988- سعد الدؤلي
(س) سعد الدؤلي. ذكره ابن أَبِي علي وقال: لم يورده ابن منده، وقد صحفه ابن أَبِي علي، فإنه سعر، بالراء وكسر السين، وقد أعاده في سعر عَلَى الصواب.
أخرجه أبو موسى مختصرا.
1989- سعد بن أبى ذباب
(ب د ع) مسعد بْن أَبِي ذباب، دوسي حجازي.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الوهاب بن هبة الله بن عبد الوهاب بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَنَا مُنِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ قَالَ: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأسلمت، فقلت: يَا رَسُول اللَّهِ، اجْعَلْ لِقَوْمِي مَا أَسْلَمُوا عَلَيْهِ، فَفَعَلَ، وَاسْتَعَمَلَنِي عَلَيْهِمْ، ثُمَّ اسْتَعْمَلَنِي أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ اسْتَعْمَلَنِي عُمَرُ، فَقَدِمَ عَلَى قَوْمِهِ مِنْ أَهْلِ السَّرَاةِ، فَقَالَ: يَا قَوْمُ، أَدُّوا زَكَاةَ الْعَسَلِ، فَإِنَّهُ لا خَيْرَ فِي مَالٍ لا تُؤَدَّى زَكَاتُهُ، قَالُوا: كَمْ تَرَى؟ قَالَ: الْعُشْرُ، فَأَخَذَ مِنْهُمُ الْعُشْرَ، فَبَعَثَ بِهِ إِلَى عُمَرَ، فَجَعَلَهُ فِي صَدَقَاتِ الْمُسْلِمِينَ.
أخرجه الثلاثة.
1990- سعد بن ذؤيب
(س) سعد بْن ذؤيب. روى السُّدِّيُّ، عَنْ مُصْعَبِ بْن سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْم فَتْحِ مَكَّةَ أَمَّنَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الناس إلا أربعة أنفس: عِكْرِمَةَ بْن أَبِي جَهْلٍ، وَعَبْدَ اللَّه بْن خَطْلٍ، وَمِقْيَسَ بْن صُبَابَةَ، وَعَبْدَ اللَّه بْنَ سعد ابن أَبِي سَرْحٍ، فَأمَّا ابْنُ خَطْلٍ فَأُدْرِكَ وَهُوَ متعلق بأستار الكعبة، فاستبق إليه سعد بْن ذؤيب وعمار بْن ياسر، فسبق سعد عمارًا وكان أشب الرجلين، فقتله، وأما مقيس بْن صبابة فرآه الناس في السوق فقتلوه.
أخرجه أبو موسى.(2/195)
1991- سعد بن أبى رافع
(ع س) سعد بْن أَبِي رافع، ذكره الحسن بْن سفيان، والطبراني ومن بعدهما.
روى يونس بْن بكير والحجاج الثقفي، عَنِ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مجاهد قال: قال سعد بْن أَبِي رافع: دخل عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعودني، فوضع يده بين ثديي حتى وجدت بردها عَلَى فؤادي، فقال: إنك رجل مفئود، ائت الحارث بْن كلدة، فأنه رجل يتطبب، فليأخذ خمس تمرات من عجوة المدينة، فليجأهن بنواهن، ثم ليدلك بهن.
كذا نسبه يونس، ورواه قتيبة، عَنْ سفيان، عَنْ سعد، ولم ينسبه، ورواه إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّدِ بْنِ سعد بْن أَبِي وقاص، عَنْ أبيه، عَنْ جده أَنَّهُ مرض وذكر نحوًا منه. أخرجه أَبُو موسى قلت: قال بعض العلماء: قيل: إنه سعد بْن أَبِي وقاص، فإنه مرض بمكة، وعاده النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للحارث بْن كلدة الثقفي: عالج سعدًا مما به، فعالجه، فبرأ، والله أعلم.
1992- سعد بن الربيع
(د ع) سعد بْن الربيع بْن عدي بن مالك بن بني جحجبى، قتل يَوْم اليمامة.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو نعيم: صوابه سَعِيد بْن الربيع، ذكره موسى بْن عقبة: سَعِيد بْن الربيع، ويرد ذكره، إن شاء الله تعالى.
1993- سعد بن الربيع الأنصاري
(ب د ع) سعد بْن الربيع بْن عَمْرو بْن أَبِي زُهَيْر بْن مَالِك بْن امرئ القيس بن مالك الأغر ابن ثعلبة بْن كعب بْن الخزرج الأنصاري الخزرجي.
عقبي، بدري، نقيب، كان أحد نقباء الأنصار، قاله عروة وابن شهاب، وموسى بْن عقبة، وجميع أهل السير أَنَّهُ كان نقيب بني الحارث بْن الخزرج هو وعبد اللَّه بْن رواحة، وكان كاتبًا في الجاهلية، شهد العقبة الأولى والثانية، وقتل يَوْم أحد شهيدًا.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَرَمِ مَكِّيُّ بْنُ زَيَّانَ بْنِ شَبّه الْمُقْرِي النَّحْوِيُّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ يحيى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ: مَنْ يَأْتِينِي بِخَبَرِ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ؟ فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا، فَذَهَبَ يَطُوفُ فِي الْقَتْلَى، فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ:
مَا شَأْنُكَ؟ قَالَ: بَعَثَنِي رَسُول اللَّهِ لآتِيهِ بِخَبَرِكَ، قَالَ فَاذْهَبْ إِلَيْهِ فَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلامَ، وَأَخْبِرْهُ(2/196)
أَنِّي قَدْ طُعِنْتُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ طَعْنَةً، وَإِنِّي قَدْ أُنْفِذَتْ [1] مَقَاتِلِي، وَأَخْبِرْ قَوْمَكَ أَنَّهُمْ لا عُذْرَ لَهُمْ عِنْدَ اللَّهِ إِنْ قُتِلَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأَحَدٌ مِنْهُمْ حَيٌّ. قيل: إن الرجل الذي ذهب إليه أَبِي بْن كعب، قاله أَبُو سَعِيد الخدري، وقال له: قل لقومك: يقول لكم سعد بْن الربيع: اللَّه الله وما عاهدتم عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة، فو الله ما لكم عند اللَّه عذر إن خلص إِلَى نبيكم وفيكم عين تطرف، قال أَبِي: فلم أبرح حتى مات، فرجعت إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبرته، فقال: رحمه اللَّه، نصح للَّه ولرسوله حيًّا وميتًا.
ودفن هو وخارجة بْن زيد بْن أَبِي زهير في قبر واحد، وخلف سعد بْن الربيع ابنتين فأعطاهما رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الثلثين، فكان ذلك أول بيانه للآية في قوله عز وجل: فَإِنْ كُنَّ نِساءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثا ما تَرَكَ [2] 4: 11 وفي ذلك نزلت الآية، وبذلك علم مراد اللَّه منها، وأنه أراد فوق اثنتين: اثنتين فما فوقهما، وهو الَّذِي آخى رَسُول اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وسلم بينه وبين عبد الرحمن بْن عوف، فعرض عَلَى عبد الرحمن أن يناصفه أهله وماله، وكان له زوجتان، فقال: بارك اللَّه لَكَ فِي أهلك ومالك، دلوني على السوق.
أخرجه الثلاثة
1994- سعد بن الربيع- ابن الحنظلية
(ب) سعد بْن الربيع بْن عمرو بْن عدي، يكنى أبا الحارث، ويعرف بابن الحنظلية، استصغر يَوْم أحد، وهو أخو سهل بْن الحنظلية، وهما من بني حارثة من الأنصار، وقد قيل إن سعد بن الحنظلية أبوه يسمى عقيبًا، ولهما أخ يسمى عقبة، والحنظلية أم جده، وقيل: أمه وأم إخوته أخرجه أبو عمر
1995- سعد مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم
(ب د ع) سعد مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ روى يحيى بْن سَعِيد القطان، عَنْ عثمان بْن غياث، عَنْ رجل في حلقة أَبِي عثمان النهدي، عَنْ سعد مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنهم أمروا بصيام يَوْم، فجاء رجل في بعض النهار فقال: يا رَسُول اللَّهِ، إن فلانة وفلانة بلغهما الجهد، فأعرض عنه مرتين، أو ثلاثًا، فقال: ادعهما، فجاء بعس [3]
__________
[1] نفذ السهم الرمية ونفذ فيها: خالط جوفها ثم خرج طرفه من الشق الآخر وسائره فيه.
[2] النساء: 11
[3] العس: القدح الكبير.(2/197)
أو بقدح فقال لإحداهما: قيئي، فقاءت لحمًا عبيطا [1] وقيحا ودمًا، وقال للأخرى مثل ذلك، فقاءت، فقال: إن هاتين صامتا عما أحلّ لهما، وأفطرتا على ما حرّم عليهما.
أخرجه الثلاثة
1996- سعد بن زرارة
(ب د ع) سعد بْن زرارة الأنصاري. تقدم نسبه عند ذكر أخيه أسعد بْن زرارة، وهو جد عمرة بنت عبد الرحمن بْن سعد، قاله أَبُو عمر.
وروى ابن منده بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي الرجال مُحَمَّد بْن عبد الرحمن بْن سعد بْن زرارة [2] ، عَنْ أبيه، عَنْ جده سَعْدٍ أَنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال يومًا، وهو يحدث عَنْ ربه، عز وجل، قال: ما أحب الله من عبده عند ذكر شيء من النعم أفضل ما أحب أن يذكره بما هداه له من الإيمان به وملائكته وكتبه ورسله، وَإِيمانًا بقدره خيره وشره. قال أَبُو نعيم: ذكره بعض المتأخرين واهمًا فيه، يعني ابن منده، فجعله ترجمة، ورواه أَبُو نعيم، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن جَعْفَر، عَنْ إِسْمَاعِيل بْن عَبْد اللَّهِ بْن مسعود، عَنْ يَزِيدَ بْنِ مُحَمَّد الأيلي، عَنِ الحكم بْن عَبْد اللَّهِ، عَنِ القعقاع بْن حكيم، عَنْ أَبِي الرجال، عَنْ أبيه، عَنْ أسعد بْن زرارة، فذكر نحوه، قال: فوهم فيه المتأخر، وجعله ترجمة، وهو أسعد بْن زرارة، وليس بسعد، والله أعلم.
قال أَبُو عمر، وقد ذكره: قيل هو أخو أسعد [3] بْن زرارة، فإن كان كذلك فهو سعد، وذكر نسبه وقال: وفيه نظر، أخشى أن لا يكون أدرك الإسلام، لأن أكثرهم لم يذكره، فإخراج أَبِي عمر له يدل أن الوهم ليس من ابن مندة.
1997- سعد بن زيد الأشهلي
(د ع) سعد بْن زيد بْن سعد الأنصاري الأشهلي. بعثه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى نجد، قال ابن إِسْحَاق: بعث النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سعد بْن زيد أخا بني عبد الأشهل إِلَى نجد [4] ، وروى سليمان بن محمد ابن محمود بْن مسلمة عَنْ سعد بْن زيد بْن سعد الأشهلي أَنَّهُ أهدى إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سيفًا من نجران، فأعطاه مُحَمَّد بْن مسلمة، وقال: جاهد بهذا في سبيل اللَّه، فإذا اختلف الناس فاضرب به الحجر، ثم ادخل بيتك. قاله ابن مندة.
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: غبيطا، بالغين، والعبيط: اللحم الطري غير النضيج.
[2] ينظر: 1/ 86.
[3] في المطبوعة: سعد.
[4] سيرة ابن هشام: 2/ 245.(2/198)
وقال أَبُو نعيم: سعد بْن زيد بْن سعد الأشهلي، بعثه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى نجد. وقال أَبُو نعيم:
أورد له بعض المتأخرين ترجمة منفردة، وهو عندي ابن مالك الأشهلي الذي يأتي ذكره، والله أعلم.
1998- سعد بن زيد الطائي
(ب د ع) سعد بْن زيد الطائي. وقيل: كعب بْن زيد. روى عنه جميل بْن زيد الطائي.
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَد بِإِسْنَادِهِ إِلَى يونس بن بكير، عن أَبِي يحيى مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْعَطَّارِ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ زَيْدٍ الطَّائِيِّ، عَنْ سَعْدِ بْنِ زَيْدٍ الطَّائِيِّ، وَقِيلَ: الأَنْصَارِيِّ، قَالَ: تَزَوَّجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم امرأة من بني غِفَارٍ، فَدَخَلَ بِهَا، فَأَمَرَهَا أَنْ تَنْزِعَ ثَوْبَهَا، فَرَأَى بِهَا بَيَاضًا فَانْمَازَ عَنْهَا، فَلَمَّا أَصْبَحَ أَكْمَلَ لَهَا الصَّدَاقَ، وَقَالَ: الْحَقِي بِأَهْلِكِ..
ورواه عباد بْن العوام ونوح بْن أَبِي مريم، عَنْ جميل، عَنْ كعب بْن زيد.
ورواه يحيى بْن يوسف الذمي، عَنْ أَبِي معاوية، عن جميل، عن زيد بن كعب، وقيل:
جميل، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن عمرو عَنْ [1] زيد بْن كعب، هو ابن عجرة، والاضطراب فيه من جهة جميل لسوء حفظه وضعفه.
أخرجه الثلاثة.
1999- سعد بن زيد الزرقيّ
(د) سعد بْن زيد بْن الفاكه بْن يَزِيدَ بْن خلدة بْن عامر. ذكره ابن إِسْحَاق فيمن شهد بدرًا فقال: سعد بْن زيد بْن الفاكه بْن يَزِيدَ بْن خلدة بْن عَامِر بْن زريق الْأَنْصَارِيّ الخزرجي الزرقي.
أخرجه ابن منده هكذا، وأخرجه أَبُو عمر فقال: سعد بْن يَزِيدَ بْن الفاكه، وأخرجه أَبُو نعيم فقال: سعد بْن الفاكه بْن زيد وقيل: اسمه أسعد، وقد تقدم ذكره أتم من هذا [2] .
2000- سعد بْن زيد بْن مالك الأشهلي
(ب د ع) سعد بْن زيد بْن مالك بْن عبد بْن كعب بْن عبد الأشهل الأنصاري الأوسي الأشهلي.
قَالَ عروة، وابن شهاب، وابن إِسْحَاق فِي تسمية من شهد بدرا من الأنصار، ثم من بني عبد الأشهل: سعد بْن زيد بْن مالك بْن كعب.
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: بن، ينظر الإصابة.
[2] ينظر: 1/ 89.(2/199)
روى ابن أَبِي حبيبة، عَنْ زيد بْن سعد عَنْ أبيه أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما نعيت إليه نفسه، خرج متلفعًا في أخلاق [1] ثياب عليه، حتى جلس عَلَى المنبر، فحمد اللَّه، وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس، احفظوني في هذا الحي من الأنصار، فإنهم كرشي التي أحل فيها وعيبتي [2] ، أقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عَنْ مسيئهم. رواه أَبُو نعيم وحده. وقال الواقدي وحده: إنه شهد العقبة، تفرد بذلك، وقال غيره: شهد بدرا والمشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقال أَبُو عمر، وذكر هذا سعد بْن زيد بْن مالك الأشهلي: أظنهما اثنين، وسعد بْن زيد هذا الذي بعثه رَسُول اللَّهِ بسبايا من سبايا قريظة إلى نجد، فابتاع [لهم بها] [3] خيلًا وسلاحًا، وهو الذي هدم المنار الذي كان بالمشلل للأنصار [4] ، ولسعد بْن زيد حديث واحد في الجلوس في الفتنة، آخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه وبين عمرو بْن سراقة، قال: وسعد بْن زيد الطائي الذي روى عنه قصة الغفارية غيرهما، عَلَى أَنَّهُ قد قيل فيه أيضًا: إنه أنصاري.
أخرجه الثلاثة.
قلت: قد ذكرنا قول أَبِي نعيم في ترجمة سعد بْن زيد بْن سعد المقدم ذكره أَنَّهُ وهم، إنما هو سعد بْن زيد بْن مالك، وقد وافق أَبُو عمر أبا نعيم، فجعل هذا هو الذي سار إِلَى نجد، إلا أَنَّهُ جعلهما اثنين، وقد ذكرنا قوله في هذه الترجمة، وجعل هذا هو الذي روى حديث الفتنة، وخالفا ابن منده فإنه جعل الذي بعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى نجد سعد بْن زيد بْن سعد، وأنه هو الذي روى حديث القعود في الفتنة، وقد وافق أَبُو أحمد العسكري أبا نعيم وأبا عمر، فجعل الذي أهدى السيف إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وروى حديث الفتنة هذا، وكأنه الصحيح، والله أعلم.
2001- سعد بن زيد الأنصاري
(ب) سعد بْن زيد الأنصاري. من بني عمرو بْن عوف، ولد عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وروى عَنْ عُمَر بْن الخطاب، وتوفي آخر أيام عَبْد الْمَلِكِ بْن مروان، ذكره مُحَمَّد بْن سعد.
أخرجه أبو عمر.
__________
[1] ثوب خلق: بال.
[2] الكرش: الجماعة والصحابة، والعيبة: مستودع السرائر.
[3] في الأصل والمطبوعة: بهم، والمثبت عن الاستيعاب: 592.
[4] المشلل: موضع بين مكة والمدينة.(2/200)
2002- سعد والد زيد
(ب د ع) سعد والد زيد. غير منسوب. روى إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل بْن أَبِي حبيبة، عن زيد ابن سعد، عَنْ أبيه أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما نعيت إليه نفسه خرج متلفعًا في أخلاق ثياب عليه، حتى جلس عَلَى المنبر، فحمد اللَّه وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس، احفظوني في هذا الحي من الأنصار، فإنّهم كرشى وعيبي، فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عَنْ مسيئهم. أخرجه الثلاثة، أما أَبُو نعيم فأخرج هذا الحديث في هذه الترجمة، وأخرجه في ترجمة سعد ابن زيد بْن مالك، وقد تقدم، فلا أدري لم جعل له ترجمة ثانية! وأما ابن منده وَأَبُو عمر فلم يخرجا هذا الحديث إلا في هذه الترجمة حسب
. 2003- سعد بْن سعد
(ع س) سعد بْن سعد الساعدي أخو سهل بْن سعد. روى عبد المهيمن بْن سهل، عَنْ أبيه، عَنْ جده أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضرب لسعد بْن سعد بسهم يَوْم بدر.
أخرجه أَبُو نعيم وَأَبُو موسى.
2004- سعد بن أبى سعد
(س) سعد بْن أَبِي سعد بْن سعد بن مرىّ حليف القواقل، شهد أحدًا.
أخرجه أَبُو موسى، والقواقل من الأنصار قد ذكروا في غير موضع من الكتاب.
2005- سعد بن سلامة
(ب د ع) سعد بْن سلامة بْن وقش بْن زغبة بْن زعوراء بْن عبد الأشهل الأنصاري الأوسي ثُمَّ الأشهلي، وهو أخو سلمة بن سلامة بْن وقش، يكنى أبا نائلة، ويعرف بسلكان.
شهد أحدًا وما بعدها من المشاهد، وقتل يَوْم جسر أَبِي عبيد، صدر خلافة عمر، رضي اللَّه عنه بالعراق.
أخرجه الثلاثة، وقال أَبُو نعيم: والصواب أسعد، وقد تقدم [1] ، وقد وافق ابن منده عَلَى سعد أَبُو عمر، وهشام بْن الكلبي، وابن حبيب، ويرد ذكره في سلكان، وفي الكنى، إن شاء اللَّه تعالى.
2006- سعد بن سويد
(ب د ع) سعد بْن سويد بْن قيس، من بني خدرة من الأنصار. وقال الكلبي: سعد بْن سويد بْن عُبَيْد بْن ثعلبة بْن عُبَيْد بْن [2] الأبجر، وهو خدرة بْن عوف بْن الحارث بْن الخزرج الأنصاري الخزرجي، ثم الخدريّ.
__________
[1] ينظر: 1/ 87.
[2] عن الأصل والجمهرة: 343.(2/201)
قتل يَوْم أحد شهيدًا.
أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ، وَأَبُو مُوسَى، وَأَبُو عُمَر، إلا أن أبا نعيم وأبا موسى قالا: سعد بْن سويد الأنصاري، ورويا عَنِ ابن شهاب، في تسمية من استشهد يَوْم أحد من الأنصار، من بني عوف بْن الخزرج:
سعد بْن سويد، وقال أَبُو موسى: قال سليمان، يعني الطبراني: من بني الحارث بْن الخزرج.
والجميع واحد، وسياق النسب الذي قدمناه يدل عليه، ويكون قد نسب عوفًا إِلَى جده الخزرج، وَإِنما هو عوف بْن الحارث بْن الخزرج، والله أعلم
2007- سعد بن سهيل
(ب د ع) سعد بْن سهل، وقيل: سهيل بْن مالك بْن كعب بْن عبد الأشهل بْن حارثة بْن دينار بْن النجار، بطن من الخزرج، وليس هذا عبد الأشهل قبيلة سعد بْن معاذ الأشهلي، هذا غير ذلك، فإن هذا من الخزرج وذلك من الأوس، وذلك بطن ينسب إليه، وهذا لا ينسب إليه إلا نجاري أو ديناري أي من بني دينار بْن النجار، ومن رَأَى نسبهما عرف الفرق بينهما.
شهد بدرًا، قاله ابْن شهاب، وابن إِسْحَاق، وابن الكلبي.
أخرجه الثلاثة.
2008- سعد بن سهيل
(ب د ع) سعد بْن سهيل الأنصاري، من بني دينار بْن النجار، وقيل: من بني خنساء، قاله أَبُو نعيم، وقال: وقيل: سهل. وقال ابن منده: سعد بْن سهيل. من بني خنساء، وروى بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابن لهيعة، عَنْ أَبِي الأسود مُحَمَّد بْن عبد الرحمن، عَنْ عروة بْن الزبير، في تسمية من شهد بدرًا: سعد بْن سهيل بْن عبد الأشهل بْن حارثة الأنصاري، من بني خنساء بْن مبذول، شهد بدرًا، وقال أَبُو نعيم مثله، وقال: ابن حارثة بْن دينار بْن النجار.
وأما أبو عمر فأخرج هذه الترجمة، وقال: سعد بْن سهيل بْن عبد الأشهل بْن دينار بْن النجار، شهد بدرًا.
قلت: هذا قولهما في هذه الترجمة وفي التي قبلها، وقد تقدم قولنا إن هذا الإسناد عن عروة فيه خبط. لا أدرى كيف هو! فإنه يخالف عامة أصحاب السير، ويخالف أيضًا ما يرويه غيره عَنْ عروة، فمن ذلك هذه الترجمة، جعل سعد بْن سهيل من بني دينار من بني خنساء بْن مبذول، وهذا غريب، فإن بني خنساء هم من بني مازن بْن النجار، منهم: منقذ بْن عَمْرو بْن عطية بْن خنساء بْن مبذول، والد حبان بْن منقذ، فجعل خنساء بن مبذول هاهنا من بني دينار، ثم إن ابن منده وأبا نعيم جعلا هذا والذي قبله ترجمتين، والنسب واحد، والحالة في شهود بدر(2/202)
واحدة، فلا أدري لم فرقا بينهما! عَلَى أن ابن منده له بعض العذر فإنه جعل في إحدى الترجمتين سهلًا وفي الأخرى سهيلًا، وأما أَبُو نعيم فإنه قال في سهيل: وقيل سهل، فبان بهذا أنهما واحد وأن بعض العلماء قاله سهلًا، وقال غيره سهيلا، والله أعلم.
2009- سعد بن ضمرة
(ب د ع) سعد بْن ضميرة الضمري. قاله أبو عمر، وقال ابن منده وأبو نعيم: السلمي أَبُو سعد، وقيل: أَبُو ضميرة، من أهل المدينة.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ السمين بِإِسْنَادِهِ، عَنْ يونس بن بكير. عن مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ:
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: سَمِعْتُ زِيَادَ بْنَ ضُمَيْرَةَ بْنِ سَعْدٍ السُّلَمِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ أَنَّ أَبَاهُ وَجَدَّهُ شَهِدَا حُنَيْنًا، وقَالا: صَلَّى بِنَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ الظُّهْرَ، ثُمَّ عَمَدَ إِلَى ظِلِّ شَجَرَةٍ، فَقَامَ إِلَيْهِ الأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِيُّ وَعُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ الْفَزَارِيُّ يَخْتَصِمَانِ فِي دَمِ عَامِرِ بْنِ الأَضْبَطِ، الأَشْجَعِيِّ، كَانَ قَتَلَهُ مُحَلِّمُ بْنُ جَثَّامَةَ الْكِنَانِيُّ، فَعُيَيْنَةُ يَطْلُبُ بِدَمِ عَامِرٍ الأَشْجَعِيِّ لأَنَّهُمَا مِنْ قَيْسٍ، وَالأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ يَدْفَعُ عَنْ مُحَلِّمٍ لأَنَّهُمَا مِنْ خِنْدِفَ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ سَيِّدُ خِنْدِفَ. وذَكَرَ الْحَدِيثَ [1] .
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ، وقَالَ أَبُو عُمَرَ: صُحْبَتُهُ صَحِيحَةٌ وصحبة أبيه.
2010- سعد الظفري
(ب ع س) سعد الظفري. من بني ظفر، بطن من الأوس.
روى عنه عبد الرحمن بْن حرملة، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ نهى عَنِ الكي، وقال: أكره الحمم. أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ، وَأَبُو مُوسَى وَأَبُو عُمَر، وقال أَبُو موسى: وقد أورد أَبُو عَبْد اللَّهِ، يعني ابن منده، سعد بْن النعمان الظفري شهد بدرًا، فلا أدري أهذا هو أم غيره؟.
2011- سعد بن عائذ
(ب د ع) سعد بْن عائذ المؤذن. مولى عمار بْن ياسر المعروف بسعد القرظ، وَإِنما قيل له ذلك لأنه كان يتجر فيه، ومسح رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأسه، وبرك عليه، وجعله مؤذن مسجد قباء، وخليفة بلال إذا غاب، ثم استخلفه بلال عَلَى الأذان بمسجد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أيام أَبِي بكر وعمر، لما سار إِلَى الشام، فلم يزل الأذان في عقبه، روى حديثه أولاده.
حدث عبد الرحمن بن سعد بن عمار بن سعد القرظ، مؤذن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ أبيه، عَنْ جده أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمر بلالًا أن يدخل أصبعيه في أذنيه، وأن بلالًا كان يؤذن مثنى مثنى، وإقامته مفردة.
__________
[1] ينظر سيرة ابن هشام: 2/ 627(2/203)
قال أَبُو أحمد العسكري: عاش يعني سعد القرظ إلى أيام الحجّاج.
أخرجه الثلاثة.
2012- سعد بن عبادة
(ب د ع) سعد بْن عبادة بْن دليم بْن حارثة بْن أَبِي حزيمة، وقيل: حارثة بن حزام بن حزيمة ابن ثعلبة بْن طريف بْن الخزرج بْن ساعدة بْن كعب بْن الخزرج الأنصاري الساعدي، يكنى أبا ثابت، وقيل: أبا قيس، والأول أصح.
وكان نقيب بني ساعدة، عند جميعهم، وشهد بدرًا، عند بعضهم، ولم يذكره ابن عقبة ولا ابن إِسْحَاق في البدريين، وذكره فيهم الواقدي، والمدائني، وابن الكلبي.
وكان سيدًا جوادًا، وهو صاحب راية الأنصار في المشاهد كلها، وكان وجيهًا في الأنصار، ذا رياسة وسيادة، يعترف قومه له بها، وكان يحمل إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كل يَوْم جفنة مملوءة ثريدًا ولحمًا تدور معه حيث دار يقال: لم يكن في الأوس ولا في الخزرج أربعة يطعمون يتوالون في بيت واحد إلا قيس بْن سعد بْن عبادة بْن دليم، وله ولأهله في الجود أخبار حسنة.
أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَبِي مَنْصُورٍ الأَمِينُ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وهِشَامُ بْنُ مَرْوَانَ الْمَعْنَى، قَالَ ابْنُ الْمُثَنَّى: أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا الأَوْزَاعِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ أَبِي كَثِيرٍ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: زَارَنَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَنْزِلِنَا فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، قَالَ: فَرَدَّ سَعْدٌ رَدًّا خَفِيًّا، قَالَ قَيْسٌ: فَقُلْتُ: أَلا تَأْذَنْ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ:
دَعْهُ يُكْثِرُ عَلَيْنَا مِنَ السَّلامِ، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: السَّلامَ، ثُمَّ رَجَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، واتَّبَعَهُ سَعْدٌ، فَقَالَ: يَا رَسُول اللَّهِ، إِنِّي كُنْتُ أَسْمَعُ تَسْلِيمَكَ، وَأَرُدُّ عليك ردا خفيا، لتكثر علينا من السَّلامَ، فَانْصَرَفَ مَعَهُ رَسُول اللَّهِ، فَأَمَرَ لَهُ سَعْدٌ بِغُسْلٍ [1] فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ نَاوَلَهُ مَلْحَفَةً مَصْبُوغَةً بِزَعْفَرَانٍ أَوْ وَرْسٍ، فَاشْتَمَلَ بِهَا، ثُمَّ رَفَعَ رَسُول اللَّهِ يَدَيْهِ، وَهُوَ يَقُولُ: اللَّهمّ اجْعَلْ صلواتك ورحمتك على آل سعد ابن عُبَادَةَ. وقد كان قيس بْن سعد من أعظم الناس جودًا وكرمًا، وقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قيس بْن سعد بْن عبادة: إنه من بيت جود، وفي سعد بْن عبادة، وسعد بْن معاذ جاء الخبر أن قريشًا سمعوا صائحًا يصيح ليلا على أبى قيس:
__________
[1] الغسل: الماء يغتسل به.(2/204)
فإن يسلم السعدان يصبح مُحَمَّد ... بمكة لا بخشى خلاف مخالف
قال: فظنت قريش أَنَّهُ يعني سعد بن زيد مناة بن نميم، وسعد هذيم، من قضاعة، فسمعوا الليلة الثانية قائلًا:
أيا سعد سعد الأوس كن أنت ناصرًا ... ويا سعد سعد الخزرجين الغطارف
أجيبا إِلَى داعي الهدى وتمنيا ... على اللَّه في الفردوس منية عارف
وَإِن ثواب اللَّه للطالب الهدى ... جنان من الفردوس ذات زخارف
فقالوا: هذا سعد بْن معاذ، وسعد بْن عبادة.
ولما كان غزوة الخندق بذل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعيينة بْن حصن ثلث ثمار المدينة، لينصرف ممن معه من غطفان، واستشار سعد بْن معاذ وسعد بْن عبادة دون سائر الناس، فقالا: يا رَسُول اللَّهِ، إن كنت أمرت بشيء فافعله، وان كان غير ذلك فو الله ما نعطيهم إلا السيف، فقال رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لم أومر بشيء، وإنما هو رأى أعرضه عليكما، فقالا: يا رَسُول اللَّهِ، ما طمعوا بذلك منا قطع في الجاهلية، فكيف اليوم، وقد هدانا اللَّه بك! فسر النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقولهما. وكانت راية رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيد سعد بْن عبادة يَوْم الفتح، فمرّ بها عَلَى أَبِي سفيان، وكان أَبُو سفيان قد أسلم، فقال له سعد: اليوم يَوْم الملحمة، اليوم تستحل الحرمة، اليوم أذل اللَّه قريشًا، فلما مر رَسُول اللَّهِ في كتيبة، من الأنصار، ناداه أَبُو سفيان: يا رَسُول اللَّهِ، أمرت بقتل قومك، زعم سعد أَنَّهُ قاتلنا، وقال عثمان، وعبد الرحمن بْن عوف: يا رَسُول اللَّهِ، ما نأمن سعدًا أن تكون منه صولة في قريش، فقال رَسُول اللَّهِ: يا أبا سفيان، اليوم يَوْم المرحمة، اليوم أعز اللَّه قريشًا، فاخذ رسول الله اللواء من سعد، وأعطاه ابنه قيسًا، وقيل: أعطى اللواء الزبير بْن العوام، وقيل: أمر عليًا فأخذ اللواء، ودخل به مكة.
وكان غيورًا شديد الغيرة، وَإِياه أراد رَسُول اللَّهِ بقوله: إن سعدًا لغيور، وَإِني لأغير من سعد، والله أغير منا، وغيرة الله أن تؤنى محارمه. وفي هذا الحديث قصة.
ولما توفي النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طمع في الخلافة، وجلس في سقيفة بني ساعدة ليبايع لنفسه، فجاء إليه أَبُو بكر، وعمر، فبايع الناس أبا بكر، وعدلوا عَنْ سعد، فلم يبايع سعد أبا بكر ولا عمر، وسار إِلَى الشام، فأقام به بحوران [1] إِلَى أن مات سنة خمس عشرة، وقيل: سنة أربع عشرة
__________
[1] حوران: كورة واسعة من أعمال دمشق، ذات قرى كثيرة ومزارع.(2/205)
وقيل: مات سنة إحدى عشرة، ولم يختلفوا أَنَّهُ وجد ميتًا عَلَى مغتسله، وقد اخضر جسده، ولم يشعروا بموته بالمدينة حتى سمعوا قائلًا يقول من بئر، ولا يرون أحدًا [1] :
قتلنا [2] سيّد الخزر ... ج سعد بْن عبادة
رميناه [3] بسهمين ... فلم نخط فؤاده
فلما سمع الغلمان ذلك ذعروا، فحفظ ذلك اليوم فوجدوه اليوم الذي مات فيه سعد بالشام قيل: إن البئر التي سمع منها الصوت بئر منبه، وقيل: بئر سكن.
قال ابن سيرين: بينا سعد يبول قائمًا، إذ اتكأ فمات، قتلته الجن، وقال البيتين قيل: إن قبره بالمنيحة، قرية من غوطة دمشق، وهو مشهور يزار إِلَى اليوم.
روى عنه ابن عباس وغيره، من حديثه أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ما من رجل تعلم القرآن ثم نسيه إلا لقي اللَّه وهو أجذم، وما من أمير عشرة إلا أتى يَوْم القيامة مغلولًا حتى يطلقه العدل أخرجه الثلاثة.
حزيمة: بفتح الحاء المهملة، وكسر الزاي، وبعدها ياء تحتها نقطتان، ثم ميم وهاء
2013- سعد بن عبد الله
(د ح) سعد بْن عَبْد اللَّهِ. مجهول روى عنه يعلى بْن الأشدق أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنْ قول اللَّه تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ من وَراءِ الْحُجُراتِ [4] 49: 4 قال: إنهم قوم من بني تميم، لولا أنهم أشد الناس قتالًا للأعور الدجال لدعوت اللَّه عليهم. أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
2014- سعد أبو عبد الله
(د) سعد أَبُو عَبْد اللَّهِ. روى عَنْهُ ابنه عَبْد اللَّهِ، مجهول.
أخرجه ابن منده وحده بعد الأول الذي قبله، والله أعلم
2015- سعد أبو عبد الله
(د ع) سعد أَبُو عَبْد اللَّهِ. قيل: هو ابن الأطول، وقد ذكرناه، وقيل: هو غيره، قال أَبُو نعيم: والصحيح عندي أَنَّهُ ابن الأطول، أفرد له بعض المتأخرين، يعني ابن منده ترجمة، وأخرج له الحديث الذي رواه ابن الأطول بعينة، روى واصل بْن عبد الله بن بدر أبو الحسين
__________
[1] ينظر طبقات ابن سعد: 3/ 2: 145.
[2] في الأصل والمطبوعة: نحن قتلناه.
[3] في الأصل والمطبوعة: فرميناه.
[4] الحجرات: 4.(2/206)
القشيري، حدثني عَبْد اللَّهِ بْن بدر بْن واصل بْن عَبْد اللَّهِ بْن سعد بْن خَالِد القحطاني، قال:
كان عَبْد اللَّهِ بْن سعد يخرج إِلَى أصحابه إذا قدم تستر أقام بها ثلاثًا، فيقولون له: لو أقمت؟
فيقول: سمعت أَبِي يقول: نهاني رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ التناوة [1] ، فمن أقام ببلاد الخراج ثلاثًا فقدتنا.
كذا أخرجه ابن منده، وقال أَبُو نعيم: عَنْ واصل بْن عَبْد اللَّهِ بْن بدر، حدثني أَبِي عَبْد اللَّهِ بْن واصل بْن عَبْد اللَّهِ بْن سعد الأطول، قال: كان عَبْد اللَّهِ بْن سعد يخرج إِلَى أصحابه.
وذكر نحوه، فعلى ما ساق أَبُو نعيم نسب واصل بْن عَبْد اللَّهِ بْن الأطول هو كما قال، والله أعلم
2016- سعد بن عبد بن قيس
(ب) سعد بْن عبد بْن [2] قيس بْن لقيط بْن عَامِر بْن أمية بْن الحارث بْن فهر القرشي الفهري، كان من مهاجرة الحبشة، وقيل: اسمه سَعِيد، ويذكر فِي بابه، إن شاء اللَّه تَعَالى.
أخرجه أَبُو عمر.
2017- سعد بن عبيد
(ب د ع) سعد بْن عُبَيْد بْن النعمان بْن قيس بْن عَمْرو بْن زَيْد بْن أمية بْن زيد بْن مالك بْن عوف ابْنُ عَمْرو بْن عوف بْن مَالِك بْن الأوس الأنصاري الأوسي، أَبُو عمير بْن سعد، شهد بدرًا، لا عقب له. قاله عروة وابن إِسْحَاق. وقيل: اسمه سَعِيد، ويذكر هناك، إن شاء اللَّه تعالى، ويعرف بالقاري.
قال ابن منده: القاري من بني قارة، الأنصاري، وقتل يَوْم القادسية سنة خمس عشرة، وهو ابن أربع وستين سنة، وقيل: عاش بعدها شهورًا ومات، قال ابن نمير: يكنى أبا زيد، وهو أحد الأربعة الذين جمعوا القرآن عَلَى عهد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم من الأنصار.
روى عنه عبد الرحمن بْن أبي ليلى، وطارق بن شهاب، يعد في الكوفيين، روى سفيان عَنْ قيس بْن مسلم، عَنْ عبد الرحمن بْن أَبِي ليلى، قَالَ: خطبنا رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنا لاقو العدو غدا، وَإِنا مستشهدون، فلا تغسلن عنا دما، ولا نكفن إلا فِي ثوب كَانَ علينا رواه شعبة ومسعر، عَنْ قَيْسِ بْن مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْن شهاب قال: قال سعد بْن عبيد يَوْم القادسية.. نحوه.
__________
[1] في المطبوع: التنا، والتناوة: الفلاحة والزراعة.
[2] في الاستيعاب: ابن عبد قيس، ومثله في سيرة ابن هشام: 1/ 330.(2/207)
قلت: قال أَبُو عمر: إنه من أهل الكوفة، وروى هو وغيره أَنَّهُ قتل يَوْم القادسية، والكوفة إنما بنيت بعد القادسية، وبعد ملك المدائن أيضًا، فلا وجه لنسبته إليها.
أخرجه الثلاثة، وقول ابن منده: إنه من قارة أنصاري، وهم منه، كيف يكون من القارة وهم ولد الديش [1] بْن محلم بْن غالب بْن عائذة بْن يثيع [2] بْن مليح بْن الهون بْن خزيمة، والهون أخو أسد بْن خزيمة، وهذا أنصاري، فكيف يجتمعان! وَإِنما هو القاري، مهموزًا، من القراءة.
وقد ذكر أَنَّهُ أول من جمع القرآن من الأنصار، ولم يجمع القرآن من الأوس غيره، قاله أَبُو أحمد العسكري، وأما أنا فاستبعد أن يكون هذا هو ممن جمع القرآن من الأنصار [3] لأن الحديث يرويه أنس بْن مالك، وذكرهم وقال: أحد عمومتي أَبُو زيد، وأنس من بني عدي بْن النجار خزرجي، فكيف يكون هذا- وهو أوسي- عمًا لأنس! هذا بعيد جدا، والله أعلم.
2018- سعد مولى عتبة
(ب د ع) سعد مولى عتبة بْن غزوان. شهد بدرًا مع مولاه عتبة. روى عطاء والضحاك، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ 6: 52 [4] في عتبة، وسعد مولاه، وفي حاطب، وسعد مولاه.
أخرجه الثلاثة
2019- سعد بن عثمان
(ب د ع) سعد بْن عثمان بْن خلدة بن مخلد بن عامر بن زريق الأنصاري الزرقي، أَبُو عبادة.
شهد بدرا، قاله موسى بْن عقبة، وابن إِسْحَاق، وكان ممن فر يَوْم أحد أخرجه الثلاثة مختصرًا وقيل: سَعِيد بْن عثمان، ويذكر هناك، إن شاء الله تعالى.
2020- العرجى
(ب د ع) سعد العرجي. دليل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما هاجر إِلَى المدينة من العرج إليها، وقال أَبُو عمر: وقيل: إنه من بلعرج بْن الحارث بْن كعب بْن هوازن، هكذا قال بعضهم، قال: ويقال: إنه مولى الأسلميين، وَإِنما قيل له العرجي لأنه اجتمع مع رَسُول اللَّهِ بالعرج.
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: الديس، بالسين، والضبط من تاج العروس، مادة: ديش.
[2] في الأصل والمطبوعة: ثبيع، ينظر تاج العروس، مادة: ثيع، والجمهرة: 179.
[3] بعده في المطبوعة: «ولم يجمع القرآن» وهذه فقرة مضروب عليها في الأصل، وهي تكرار لعبارة سبقت.
[4] الأنعام: 52.(2/208)
روى عنه ابنه عَبْد اللَّهِ أَنَّهُ قال: كنت دليل رَسُول اللَّهِ من العرج إِلَى المدينة، فرأيته يأكل متكئًا.
وروى فائد مولى عباد، عَنِ ابن سعد، عَنْ أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أَبُو بكر.. وذكر حديث مسيره معهما إِلَى المدينة، فتلقاه بنو عمرو بْن عوف، فقال: أين أَبُو أمامة [1] ؟ فقال سعد ابن خيثمة: إنه أهاب قبلي، أفلا أخبره يا رَسُول اللَّهِ؟ أَخْرَجَهُ الثلاثة.
قلت: قَدْ ذكر أَبُو عُمَر سعدًا الأسلمي، وقد ذكرناه قبل، وذكر هاهنا سعد العرجي، وقال: يقال: إنه مولى الأسلميين، وَإِنه كَانَ دليل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى المدينة، وهما واحد، فإن هذا هو الذي قدم مع النَّبِيّ إِلَى المدينة، فلقيه بنو عمرو بن عوف، وسعد بْن خيثمة، كما سقناه، فلا أعلم لأي سبب فرق بينهما! والله أعلم.
2021- سعد بن عقيب
(س) سعد بْن عقيب. يكنى أبا الحارث، استصغر يَوْم أحد، قاله ابن شاهين، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سعد، وشهد الخندق.
أخرجه أَبُو موسى.
2022- سعد بن عمار
سعد بْن عمار بْن مالك بْن خنساء بْن مبذول. شهد أحدًا والخندق وهو أخو حمزة بن عمار، ولا عقب له.
2023- سعد بن عمارة الزرقيّ
(ب ع س) سعد بْن عمارة، وقيل: عمارة بْن سعد، أَبُو سَعِيد الزرقي، وهو مشهور بكنيته واختلف في اسمه، والأكثر يقولون: سعد بْن عمارة. روى عنه عَبْد اللَّهِ بْن مرة، وعبد اللَّه بْن أَبِي بكر، وسليمان بْن حبيب المحاربي، ويحيى بْن سَعِيد الأنصاري.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْقَاهِرِ الطُّوسِيُّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي الْفَيْضِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الزُّرَقِيِّ أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَشْجَعَ سَأَلَ النَّبِيَّ عَنْ الْعَزْلِ، فَقَالَ: مَا يُقَدَّرُ فِي الرَّحِمِ يَكُنْ أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ، وَأَبُو عُمَرَ، وَأَبُو مُوسَى، ونذكره في الكنى، إن شاء اللَّه تعالى
__________
[1] هو أسعد بن زرارة، ينظر: 1- 86.(2/209)
2024- سعد بن عمارة البكري
(د ع) سعد بْن عمارة. أحد بني سعد بْن بكر ذكره البخاري في الصحابة، وروى عن عمرو ابن مُحَمَّد عَنْ يعقوب بْن إِبْرَاهِيم، عَنِ ابن إِسْحَاق، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي بَكْر، ويحيى بْن سَعِيد الأنصاري، حدثنا عَنْ سعد بْن [1] عمارة، أحد بني سعد بْن بكر، وكانت له صحبة، أن رجلًا قال له:
عظني رحمك اللَّه، قال: إذا أنت قمت إِلَى الصلاة فأسبغ الوضوء فإنه لا صلاة لمن لا وضوء له، ولا إيمان لمن لا صلاة له، واترك طلب كثير من الحاجات، فإنه فقر حاضر، واجمع اليأس مما في أيدي الناس، فإنه هو الغنى، وانظر ما يعتذر منه من القول والفعل، فاجتنبه.
وروى عن سلمان بن حبيب أن سعد بْن عمارة لما حضرته الوفاة، جمع بنيه وأوصاهم.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم
2025- سعد بْن عمرو الأنصاري
(ب) سعد بْن عمرو الأنصاري. كان هو وأخوه الحارث بْن عمرو فيمن شهد صفين مَعَ عليّ بْن أَبِي طَالِب، ذكرهما ابن الكلبي وغيره، فيمن شهد صفين من الصحابة.
أَخْرَجَهُ أَبُو عمر.
2026- سعد بن عمرو بن ثقف
(ع س) سعد بْن عمرو بْن ثقف، واسم ثقف: كعب بْن مالك بْن مبذول بْن مالك بْن النجار شهد أحدًا، وقتل يَوْم بئر معونة شهيدًا هو وابنه الطفيل بْن سعد، قتلا جميعًا بعد أن شهدا أحدًا.
وقال [عَبْد اللَّهِ بْن] مُحَمَّدِ بْنِ عمارة: قتل مع سعد بْن عمرو بْن ثقف يَوْم بئر معونة ابن أخيه سهل بْن عامر بْن عمرو بْن ثقف.
أخرجه ابو نعيم، وأبو موسى [2] ..
2027- سعد مولى عمرو بن العاص
(د ع) سعد، مولى عمرو بْن العاص، أخرجه يوسف القطان وغيره في الصحابة، ولا يصح، وروى يزيد بْن هارون، عَنْ يحيى بْن سَعِيد، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيم، عَنْ سعد مولى عمرو بْن العاص، قال: تشاجر رجلان في آية، فارتفعا إِلَى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: لا تماروا فيه فإن مراء فيه كفر. أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: عن.
[2] هذه الترجمة بتمامها في الاستيعاب: 601.(2/210)
2028- سعد بن عمرو بن عبيد
سعد بْن عَمْرو بْن عُبَيْد بْن الحارث بْن كعب بْن معاوية بْن عَمْرو بْن مَالِك بْن النجار الأنصاري النجاري.
شهد أحدًا وما بعدها، واستشهد يَوْم اليمامة، وهو أخو كعب بْن عمرو. ذكره ابن الدباغ الأندلسي عن العدوي.
2029- سعد بن عمير
(د ع) سعد بْن عمير، أو عمير بْن سعد. روى حديثه عمرو بْن قيس الملائي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جحادة، عَنْ أبيه.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
2030- سعد بْن عياض
(ب) سعد بْن عياض الثمالي. حديثه مرسل، لا تصح له صحبة، وَإِنما هو تابعي، يروي عَنِ ابن مسعود، والحديث الذي رواه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أشد الناس بأسًا. روى عنه أَبُو إِسْحَاقَ الهمدانيّ [1] .
أخرجه أبو عمر.
2031- سعد بن الفاكه
(ع س) سعد بْن الفاكه بْن زَيْد بْن خلدة بْن عامر بْن زريق.
روى مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، قال: شهد بدرا من الأنصار من الخزرج من بني خلدة بْن عامر بْن زريق: سعد بْن الفاكه بْن زَيْد بْن خلدة بْن عامر أخرجه ها هنا أَبُو نعيم، وَأَبُو موسى، وأخرجه ابن منده: سعد بْن زيد بْن الفاكه، وذكره أَبُو عمر: سعد بْن يَزِيدَ بْن الفاكه، والجميع واحد، وقد أخرجنا الجميع، وذكرنا في كل ترجمة اسم من أخرجه.
وقال أَبُو موسى: سعد بْن عثمان بْن خلدة: هو هذا أيضًا. وقال عَنِ ابن شهاب في تسمية من شهد بدرًا، من بني زريق: سعد بْن عثمان بْن خلدة.
قلت: والذي أظنه أَنَّهُ غيره: ودليله أن ابن إِسْحَاق قد ذكر فيمن شهد بدرًا سعد بْن عثمان بْن خلدة، وسعد [2] بْن يَزِيدَ بْن الفاكه بْن خلدة، فلو كانا واحدًا لما ذكرهما، وذكرهما
__________
[1] في ميزان الاعتدال 2/ 125: سعد بن عياض، روى عنه ابو إسحاق السبيعي فقط.
[2] الّذي في سيرة ابن هشام 1/ 700، أسعد.(2/211)
أيضًا ابن الكلبي، فقال: أَبُو عَبْد اللَّهِ سعد بْن عثمان بْن خلدة بْن مخلد بْن عامر بْن زريق، وقال بعد ذلك: وأسعد بْن يَزِيدَ بْن الفاكه بْن زيد بْن خلدة، وهذا أسعد هو سعد، قيل فيه كلاهما، فبان بهذا أنهما اثنان، وَإِنما أَبُو موسى قد رَأَى في نسبهم خلدة، فظن سعد بْن عثمان أحدهم، وَإِنما هم بنو عم، والصحيح أن سعد بْن زيد، وسعيد بْن الفاكه بْن زيد، وسعد بْن يَزِيدَ، وأسعد بْن يَزِيدَ، واحد، وأن سعد بن عثمان غيرهم، والله أعلم.
2030- سعد مولى قدامة بن مظعون
(ب) سعد مولى قدامة بْن مظعون. قتله الخوارج سنة إحدى وأربعين مع عبادة بْن قرص، في صحبته نظر.
أخرجه أَبُو عمر مختصرا.
2032- سعد بن قرجاء
(ب) سعد بْن قرجاء. له صحبة.
ذكر ابن أَبِي شيبة، عَنْ عبد الوهاب الثقفي، عن أيوب، عن سعد بن قرجاء، رجل من أصحاب النَّبِيّ جمع بين امرأة رجل وابنته من غيرها.
أخرجه أَبُو عمر.
2033- سعد بن قيس
(د ع) سعد بْن قيس العنزي، وقيل القرشي سماه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سعد الخير. روى عنه ابنه عَبْد اللَّهِ، والحسن البصري.
روى الحسن، عَنْ سعد بْن قيس، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: يا ابن آدم، صل أربع ركعات أول النهار أكفك آخره. روى عثمان بْن عمر، عَنْ يونس، عَنِ الزُّهْرِيّ، عَنْ أَبِي حزامة [1] عَنِ الحارث بْن سعد، عَنْ أبيه أَنَّهُ قال: يا رَسُول اللَّهِ، أرأيت أدوية يتداوى بها، ورقي نسترقي بها، هل ينفع ذلك من قدر اللَّه؟ قال: هو من قدر اللَّه.
ورواه جماعة، عَنْ يونس، عَنِ الزُّهْرِيّ، عَنْ أَبِي حزامة [1] أحد بني الحارث بْن سعد، وهو الصحيح، وله حديث في الربا. أخرجه ابن مندة وأبو نعيم: العنسيّ عوض العنزي.
__________
[1] سيأتي في باب الكنى أنه بالخاء المعجمة وبالخاء المهملة.(2/212)
2034- سعد بن مالك الساعدي
(ب) سعد بْن مالك بْن خَالِد بْن ثعلبة بْن حارثة بْن عمرو بْن الخزرج بْن ساعدة الأنصاري الخزرجي الساعدي، والد سهل بْن سعد.
ذكر الواقدي، عَنْ أَبِي بْن عباس بْن سهل بْن سعد الساعدي، عَنْ أبيه، عَنْ جده، قال:
تجهز سعد بْن مالك ليخرج إِلَى بدر، فمات، فموضع قبره عند دار بني قارظ، فضرب له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسهمه، وأجره.
أخرجه أبو عمر.
2035- سعد بن مالك الخدريّ
(ب د ع) [1] سعد بْن مالك بْن شيبان بْن عبيد بْن ثعلبة بْن الأبجر، وهو خدرة، بْن عوف بْن الحارث بْن الخزرج، أَبُو سَعِيد الأنصاري الخدري، وهو مشهور بكنيته، من مشهوري الصحابة وفضلائهم، وهو من المكثرين من الرواية عنه، وأول مشاهده الخندق، وغزا مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اثنتي عشرة غزوة.
روى عنه من الصحابة: جابر، وزيد بْن ثابت، وابن عباس، وأنس، وابن عمر، وابن الزبير، ومن التابعين: سَعِيد بْن المسيب، وَأَبُو سَلَمة، وعبيد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن عتبة، وعطاء ابن يسار، وَأَبُو أمامة بْن سهل بْن حنيف، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ بإسناده عن عبد الله بن أحمد، حدثني أَبِي، حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، أَخْبَرَنَا الأَعْمَشُ، أَخْبَرَنَا عَطِيَّةُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الخضرى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: إِنَّ أَهْلَ الدَّرَجَاتِ الْعُلَى لَيَرَاهُمْ مَنْ تَحْتَهُمْ كَمَا تَرَوْنَ النَّجْمَ الطَّالِعَ فِي أُفُقٍ مِنْ آفَاقِ السَّمَاءِ، وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ مِنْهُمْ وَأَنْعَمَا [2] . قال أَبُو سَعِيد: قتل أَبِي يَوْم أحد شهيدًا، وتركنا بغير مال، فأتيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أسأله شيئًا، فحين رآني قال: من استغنى أغناه اللَّه ومن يستعفف أعفه اللَّه، قلت: ما يريد غيري، فرجعت. وتوفي سنة أربع وسبعين يَوْم الجمعة، ودفن بالبقيع، وهو ممن له عقب من الصحابة، وكان يحفى شاربه ويصفر لحيته، ونذكره في الكنى، إن شاء اللَّه تعالى، أكثر من هذا.
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: د ع.
[2] أنعما: أي زادا وفضلا، يقال: أحسنت إلى وأنعمت، أي: زدت على الإنعام.(2/213)
2036- سعد بن مالك العذري
(ب) سعد بْن مالك العذري. قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في وفد عذرة بْن سعد هذيم، بطن من قضاعة. أخرجه أبو عمر مختصرا.
2037- سعد بن مالك القرشي
(ب د ع) سعد بْن مالك، وهو سعد بْن أَبِي وقاص، واسم أَبِي وقاص: مالك بْن وهيب وقيل: أهيب بْن عبد مناف بْن زهرة بْن كلاب بْن مرة بْن كعب بْن لؤي بْن غالب بْن فهر بْن مالك بْن النضر بْن كنانة القرشي الزُّهْرِيّ، يكنى أبا إِسْحَاق، وأمه حمنة بِنْت سُفْيَان بْن أمية بْن عبد شمس [1] ، وقيل: حمنة بنت أَبِي سفيان بْن أمية.
أسلم بعد ستة، وقيل بعد أربعة، وكان عمره لما أسلم سبع عشرة سنة. روى عنه أَنَّهُ قال:
أسلمت قبل أن تفرض الصلاة، وهو أحد الَّذِينَ شهد لهم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالجنة، وأحد العشرة سادات الصحابة، وأحد الستة أصحاب الشورى، الذين أخبر عمر بْن الخطاب، رضي اللَّه عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي وهو عنهم راض.
شهد بدرا، وأحدا، والخندق، والمشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأبلى يَوْم أحد بلاء عظيمًا، وهو أول من أراق دمًا في سبيل اللَّه، وأول من رمى بسهم في سبيل اللَّه.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ بْنُ أَبِي الرَّجَاءِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وأَنَا حَاضِرٌ أَسْمَعُ، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْجَابِرِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْمُثَنَّى، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْفٍ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عن قيس قال: سمعت سعد يقُولُ: إِنِّي لأَوَّلُ الْعَرَبِ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، واللَّهِ إِنْ كُنَّا لَنَغْزُو مَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لَنَا طَعَامٌ إِلا وَرَقُ الْحُبْلَةِ وَهَذَا السَّمُرِ [2] ، حَتَّى إِنَّ أَحَدَنَا لَيَضَعُ كَمَا تَضَعُ الشَّاةُ، ما له خَلْطٌ، ثُمَّ أَصْبَحَتْ بَنُو أَسَدٍ تُعَزِّرُنِي [3] عَلَى الدِّينِ، لَقَدْ خِبْتُ إِذًا وَضَلَّ عَمَلِي، وَكَانَ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ شَكَوْهُ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَعَزَلَهُ عَنِ الْكُوفَةِ، وَكَانَ أَكْثَرَهُمْ شَكْوَى مِنْهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ.
وأَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مِهْرَانَ وَغَيْرُ وَاحِدٍ، بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى مُحَمَّدِ ابن عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، وَأَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ قَالا: أَخْبَرَنَا أَبُو أُمَامَةَ، عَنْ مُجَالِدٍ،
__________
[1] ينظر كتاب نسب قريش: 263.
[2] يأتى تفسير غريبة في نهاية الترجمة.
[3] يعنى: توبخنى على التقصير فيه.(2/214)
عَنْ عَامِرٍ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: أَقْبَلَ سَعْدٌ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هَذَا خَالِي فَلْيَرَنِي [1] امْرِؤٌ خَالَهُ، وَإِنَّمَا قَالَ هَذَا لأَنَّ سَعْدًا زُهْرِيٌّ، وَأُمُّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زُهْرِيَّةٌ، وهُوَ ابْنُ عَمِّهَا، فَإِنَّهَا آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ، يَجْتَمِعَانِ فِي عَبْدِ مَنَافٍ، وَأَهْلُ الأُمِّ أَخْوَالٌ.
وأَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر عبيد اللَّه بْن أحمد بن عَليّ بإسناده، عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال: كان أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا صلوا ذهبوا إِلَى الشعاب فاستخفوا بصلاتهم من قومهم، فبينا سعد بْن أَبِي وقاص في نفر من أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في شعب من شعاب مكة، إذ ظهر عليهم نفر من المشركين، فناكروهم، وعابوا عليهم دينهم حتى قاتلوهم، فاقتتلوا، فضرب سعد رجلًا من المشركين بلحي [2] جمل فشجه فكان أول دم أهريق في الإسلام [3] .
واستعمل عمر بْن الخطاب سعدًا عَلَى الجيوش الذين سيرهم لقتال الفرس، وهو كان أميرًا لجيش الذين هزموا الفرس بالقادسية، وبجلولاء أرسل بعض الذين عنده فقاتلوا الفرس بجلولاء فهزموهم، وهو الذي فتح المدائن مدائن كسرى بالعراق، وهو الذي بنى الكوفة، وولى العراق، ثم عزله، فلما حضرت عمر الوفاة جعله أحد أصحاب الشورى، وقال: إن ولي سعد الإمارة فذاك، وَإِلا فأوصي الخليفة بعدي أن يستعمله، فَإِنِّي لَمْ أَعْزِلْهُ مِنْ عَجْزٍ وَلا خِيَانَةٍ، فولاه عثمان الكوفة ثم عزله، واستعمل الْوَلِيد بْن عقبة بْن أَبِي معيط.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ عَلِيٍّ وَغَيْرُ وَاحِدٍ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عيسى بن سورة قال: حدثنا رجاء ابن مُحَمَّدٍ الْعَدَوِيُّ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْفٍ، عَنْ إِسْمَاعِيل بْن أَبِي خَالِد، عَنْ قَيْسِ بْن أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَعْدٍ أَنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: اللَّهمّ استَجِبْ لِسَعْدٍ إِذَا دَعَاكَ. وكَانَ لا يَدْعُو إِلا اسْتُجِيبَ لَهُ، وكَانَ النَّاسُ يَعْلَمُونَ ذَلِكَ مِنْهُ وَيَخَافُونَ دُعَاءَهُ. قال: وأَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عِيسَى، أَخْبَرَنَا الحسن بْن الصباح البزار [4] أَخْبَرَنَا سفيان بْن عيينة عَنْ علي بْن زيد ويحيى بْن سَعِيد، سمعا ابن المسيب يقول: قال علي بْن أَبِي طالب: ما جمع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أباه وأمه لأحد إلا لسعد بْن أَبِي وقاص، قال له يَوْم أحد: ارم فداك أَبِي وأمي، ارم أيها الغلام الحزور [5] . وقد روى أَنَّهُ جمعهما للزبير بْن العوام أيضًا، قال الزُّهْرِيّ: رمى سعد يوم أحد ألف سهم.
__________
[1] في طبقات ابن سعد 3/ 1: 97: فليربأ.
[2] اللحى: منبت اللحية من الإنسان وغيره.
[3] سيرة ابن هشام: 1/ 263.
[4] في الأصل والمطبوعة: البزاز، بزاءين، والمثبت عن المشتبه للذهبى: 71
[5] الحزور: الّذي قارب البلوغ.(2/215)
ولما قتل عثمان اعتزل الفتنة، ولم يكن مع أحد من الطوائف المتحاربة، بل لزم بيته، وأراده [1] ابنه عمر وابن أخيه هاشم بْن عتبة بْن أَبِي وقاص أن يدعو إِلَى نفسه، بعد قتل عثمان، فلم يفعل، وطلب السلامة، فلما اعتزل طمع فيه معاوية، وفي عَبْد اللَّهِ بْن عمر، وفي مُحَمَّد بْن مسلمة، فكتب إليهم يدعوهم إِلَى أن يعينوه عَلَى الطلب بدم عثمان، ويقول: إنكم لا تكفرون ما ما أتيتموه من خذلانه إلا بذلك، فأجابه كل واحد منهم يرد عليه ما جاء به، وكتب إليه سعد أبيات شعر:
معاوي داؤك الداء العياء ... وليس لما تجيء به دواء
أيدعوني أَبُو حسن علي ... فلم أردد عليه ما يشاء
وقلت له:
اعطني سيفًا بصيرًا [2] ... تميز به العداوة والولاء
أتطمع في الذي أعيا عليا ... على ما قد طمعت به العفاء
ليوم منه خير منك حيا ... وميتًا أنت للمرء الفداء
وروت عنه ابنته عائشة أَنَّهُ قال: رأيت في المنام، قبل أن أسلم، كأني في ظلمة لا أبصر شيئا إذ أضاء لي قمر، فاتبعته، فكأني أنظر إِلَى من سبقني إِلَى ذلك القمر، فأنظر إِلَى زيد بْن حارثة، وَإِلى علي بْن أَبِي طالب، وَإِلى أَبِي بكر، وكأني أسألهم: متى انتهيتم إِلَى ها هنا؟ قالوا:
الساعة، وبلغني أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يدعو إِلَى الإسلام مستخفيًا، فلقيته في شعب أجياد [3] ، وقد صلى العصر، فأسلمت، فما تقدمني أحد إلا هم.
وروى داود ابن أَبِي هند، عَنْ أَبِي عثمان النهدي أن سعد بْن أَبِي وقاص قال: نزلت هذه الآية في وَإِنْ جاهَداكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما وَصاحِبْهُما في الدُّنْيا مَعْرُوفاً [4] 31: 15 قال: كنت رجلًا برا بأمي، فلما أسلمت قالت: يا سعد، ما هذا الدين الذي أحدثت؟
لتدعن دينك هذا أو لا آكل ولا أشرب حتى أموت فتعير بي. فقال: لا تفعلي يا أمه، فإني لا أدع ديني، قال: فمكثت يومًا وليلة لا تأكل، فأصبحت وقد جهدت، فقلت: والله لو كانت لك ألف نفس، فخرجت نفسًا نفسًا، ما تركت ديني هذا لشيء. فلما رأت ذلك أكلت وشربت، فأنزل اللَّه هذه الآية.
قال أَبُو المنهال: سأل عمر بْن الخطاب عمرو بن معديكرب عن خبر سعد بن أبى وقاص
__________
[1] في المطبوعة: وأراد.
[2] في الأصل والمطبوعة: قصيرا، والمثبت عن الاستيعاب: 609.
[3] أجياد: جبل بمكة.
[4] لقمان: 15.(2/216)
فقال: متواضع في خبائه، عربي في نمرته [1] ، أسد في تاموره، يعدل في القضية، ويقسم بالسوية، ويبعد في السرية، ويعطف علينا عطف الأم البرة، وينقل إلينا حقنا نقل الذرة [2] .
وروى سعد عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحاديث كثيرة، روى عنه بن عمر، وابن عباس، وجابر بْن سمرة، والسائب بْن يَزِيدَ، وعائشة، وبنوه عامر، ومصعب، ومحمد، وَإِبْرَاهِيم، وعائشة أولاد سعد، وابن المسيب، وَأَبُو عثمان النهدي، وَإِبْرَاهِيم بْن عبد الرحمن بْن عوف، وقيس ابن أَبِي حازم، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ الدِّمَشْقِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَشَائِرِ مُحَمَّدُ بْنُ الْخَلِيلِ بْنِ فَارِسٍ الْقَيْسِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي الْعَلاءِ الْمِصِّيصِيُّ.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ [3] بْنِ أَبِي نَصْرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بن محمد ابن أَحْمَدَ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، أَخْبَرَنَا صَدَقَةُ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: قُلْتُ لأَبِي: يَا أَبَهْ، إِنِّي أَرَاكَ تَصْنَعُ بهذا الحىّ من الأنصار شيئا ما تصنعه بِغَيْرِهِمْ، فَقَالَ:
أَيْ بُنَيَّ، هَلْ تَجِدُ فِي نَفْسِكَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا؟ قَال: لا، وَلَكِنْ أَعْجَبُ مِنْ صَنِيعِكَ! قَالَ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم يقول: لا يُحِبُّهُمْ إِلا مُؤْمِنٌ وَلا يَبْغَضُهُمْ إِلا مُنَافِقٌ. وتوفي سعد بْن أَبِي وقاص سنة خمس وخمسين، قاله الواقدي، وقال أَبُو نعيم الفضل بْن دكين: مات سنة ثمان وخمسين، وقال الزبير، وعمرو بْن عَلِيٍّ، والحسن بْن عثمان: توفي سعد سنة أربع وخمسين وقال إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّدِ بْنِ سعد: كان سعد آدم طويلًا، أفطس، وقيل: كان قصيرًا دحداحًا غليظًا، ذا هامة، شثن الأصابع، قالته ابنته عائشة.
وتوفي بالعقيق عَلَى سبعة أميال من المدينة، فحمل عَلَى أعناق الرجال إِلَى المدينة فأدخل المسجد فصلى عليه مروان، وأزواج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قال ابنه عامر: كان سعد آخر المهاجرين موتًا، ولما حضرته الوفاة دعا بخلق جبة له من صوف، فقال: كفّنونى فيها، فإنّي كنت لقيت المشركين فيها يَوْم بدر، وهي علي، وَإِنما كنت أخبؤها لهذا.
أخرجه الثلاثة.
حازم: بالحاء المهملة، والزاي.
__________
[1] في الشعر والشعراء 372: أعرابى في نمر. وفي اللسان: والنمر: برده من صوف يلبسها الأعراب.
[2] الذرة: النملة الحمراء الصغيرة.
[3] في المطبوعة: عثمان، وما أثبتناه عن الأصل، وفي ميزان الاعتدال 2/ 580: «عبد الرحمن بن عمر بن نصر، له أجزاء مروية، اتهم في لقاء أبى إسحاق بن أبى ثابت» .(2/217)
الحبلة: ثمر السمر، وقيل: ثمر العضاه، يشبه اللوبياء.
التامور: عرين الأسد، وهو بيته الذي يأوى إليه.
2038- سعد بن محمد
(س) سعد بْن مُحَمَّدِ بْنِ مسلمة. صحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وشهد فتح مكة والمشاهد معه، ذكره ابْنُ شاهين، وقَالَ: سَمِعْتُ عَبْد اللَّهِ بْن سليمان يقوله، وقد تقدم [1] ذكر نسبه عند أبيه.
أخرجه أَبُو موسى.
2039- سعد أبو محمد
(ع س) سعد أَبُو مُحَمَّد الأنصاري، غير منسوب.
روى حماد بْن أَبِي حماد، عَنْ إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّدِ بْنِ سعد الأنصاري، عَنْ أبيه، عَنْ جده أن رجلا من الأنصار قال: يا رَسُول اللَّهِ، أوصني وأوجز قال: عليك بالإياس مما في أيدي الناس وَإِياك والطمع فإنه الفقر الحاضر، وصل صلاتك وأنت مودع، وَإِياك وما يعتذر منه.
أخرجه أَبُو نعيم، وَأَبُو موسى.
قلت: هَذَا المتن قد أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم، في ترجمة سعد بْن عمارة، وقد تقدم، وجعلاه هناك من بني سعد بْن بكر، وجعله أَبُو نعيم ها هنا أنصاريًا، ولا شك أَنَّهُ حيث رآه هناك سعديا وها هنا أنصاريا، والراويّ عنه هاهنا غير الراويّ عنه هناك، جعلهما اثنين، ولعل ابن منده ظنهما واحدًا، فلهذا لم يخرجه، والله أعلم.
وقال أَبُو موسى: إسماعيل بن محمد، يعنى الّذي في هذا الإسناد، هو إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّدِ بْنِ سعد بْن أَبِي وقاص، وهو مهاجري، وليس من الأنصار وهو الصحيح.
2040- سعد بن محيصة
(د ع) سعد بْن محيصة، وقيل: سَعِيد، وقيل: ساعدة. له ولأبيه صحبة.
روى معمر، عَنِ الزُّهْرِيّ، عَنْ حرام بْن سعد بْن محيصة، عَنْ أبيه أن ناقة للبراء دخلت حائط قوم، فأفسدت فيه، فقضى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: حفظ الأموال عَلَى أهلها بالنهار، وعلى أهل المواشي حفظها بالليل. رواه أكثر أصحاب الزُّهْرِيّ، عنه، عَنْ حرام، ولم يقولوا: عَنْ أبيه.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
__________
[1] كذا، وسيأتي في باب الميم ترجمة محمد بن مسلمة.(2/218)
حرام. بفتح الحاء والراء.
2041- سعد بن المدحاس
(د ع) سعد بْن المدحاس [1] . يعد في الحمصيين. روى نضر بْن علقمة، عَنْ أخيه محفوظ، عَنْ عَبْد الرحمن بْن عائذ، قال: سمعت سعد بْن مدحاس قال: سمعت رَسُول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ يقول: من كذب علي متعمدا فليتبوَّأ مقعده من النار، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم. من علم شيئًا فلا يكتمه، ومن دمعت عيناه من خشية اللَّه لن يلج النار أبدا. أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
2042- سعد بْن مسعود الأنصاري
(ع س) سعد بْن مسعود الأنصاري.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى إِذْنًا. أَخْبَرَنَا أَبُو غَالِبٍ الْكُوشِيدِيُّ ونوشروانُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ رِيذَةَ (ح) قَالَ أَبُو مُوسَى: وأَخْبَرَنَا أَبُو علي، أخبرنا أبو علي، أخبرنا أبو نعيم، قالا: أخبرنا سلمان بْنُ أَحْمَدَ، واللَّفْظُ لِرَوَايَتِهِ، حَدَّثَنَا عَبْدَانُ بْنُ أَحْمَدَ، وَزَكَرِيَّا السَّاجِيُّ، قَالا: أَخْبَرَنَا عُتْبَةُ بْنُ سنان الدارع، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْغَطْفَانِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَ الْحَارِثُ الْغَطْفَانِيُّ إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَعْنِي فِي وَقْعَةِ الأَحْزَابِ يَوْمَ الْخَنْدَقِ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، شَاطِرْنَا تَمْرَ الْمَدِينَةِ، قَالَ: حَتَّى اسْتَأْمَرَ السُّعُودَ، فَبَعَثَ إِلَى سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، وَسَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ، وَسَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، وَسَعْدِ بْنِ مَسْعُودٍ، فَقَالَ: إِنِّي أَعْلَمُ أَنَّ الْعَرَبَ قَدْ رَمَتْكُمْ عَنْ قَوْسٍ وَاحِدَةٍ، وَإِنَّ الْحَارِثَ يَسْأَلُكُمْ أَنْ تُشَاطِرُوهُ ثَمَرَ الْمَدِينَةِ، فَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَدْفَعُوهُ إِلَيْهِ حَتَّى تَنْظُرُوا فِي أَمْرِكُمْ بَعْدُ، قَالُوا: يا رَسُول اللَّهِ، أَوَحْيٌ مِنَ السَّمَاءِ فَالتَّسْلِيمُ لأَمْرِ اللَّهِ؟ أَوْ عَنْ رَأْيِكَ وَهَوَاكَ فَرَأْيُنَا تَبِعٌ لِرَأْيِكَ؟ وَإِنْ كُنْتَ إِنَّمَا تُرِيدُ الإِبْقَاءَ عَلَيْنَا فو الله لَقَدْ رَأَيْتَنَا وَإِنَّا وَإِيَّاهُمْ عَلَى سَوَاءٍ، مَا يَنَالُونَ مِنَّا تَمْرَةً إِلا بِشِرَاءٍ أَوْ قِرَاءٍ [2] ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هُوَ ذَا، تَسْمَعُونَ مَا يَقُولُونَ، قَالُوا: عذرت يا مُحَمَّد. فصرفهم. وَبِهَذَا الإِسْنَادِ قَالا: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ [3] بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ مُسَاوِرٍ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ إِسْمَاعِيل، عَنْ قَيْسٍ، قال: دخلنا على سعد بن
__________
[1] في الإصابة: ويقال بالمثناة بدل الدال.
[2] قراه قرى وقراء: أضافه.
[3] مكانه في المطبوعة: بن.(2/219)
مَسْعُودٍ نَعُودُهُ، فَقَالَ: مَا أَدْرِي مَا يَقُولُونَ، لَيْتَ مَا فِي تَابُوتِي هَذَا جَمْرٌ، فَلَمَّا مَاتَ نَظَرُوا فَإِذَا فِيهِ أَلْفٌ أَوْ أَلْفَانِ.
أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى، وقال أبو موسى: كذا أورد هذا الخبر الطبراني في هذه الترجمة، وذكر ابن منده أن سعد بْن مسعود هذا هو الكندي، وكأنه الأصح.
قلت: قولهم في هذا الحديث: استشار السعود، وذكر فيهم: سعد بْن خيثمة، فيه نظر، لأن سعد بْن خيثمة قتل ببدر، وكانت الخندق بعد بدر بأكثر من ثلاث سنين، ولا اعتبار بقول من يقول: إنه بقي إِلَى غزوة تبوك، وَإِنه تخلف عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثم أتاه، وقائل هذا رد عَلَى نفسه بأن سمى المتخلف أبا خيثمة، وهو غيره، وقد تقدم القول فيه في سعد بْن خيثمة، وفي مالك بْن قيس، فليطلب منه، وكذلك سعد بْن الربيع بْن عمرو فإنه قتل بأحد لم يدرك الخندق أيضًا، وأما سعد بْن الربيع بْن عدي، فلم يكن في هذا المقام حتى يستشار، والله أعلم.
وأما قول أَبِي موسى: إن ابن منده ذكر أن هذا سعد بْن مسعود هو الكندي. فإن كان ذكره في غير كتابه في معرفة الصحابة، فلا أعلم، وأما في معرفة الصحابة فلم يذكر من هذا شيئًا، وأنا اذكر في ترجمة الكندي جميع ما قال ابن منده ليعلم أَنَّهُ لم يذكر من هذا شيئًا.
2043- سعد بن مسعود الثقفي
(ب ع س) سعد بْن مسعود الثقفي، قال البخاري: هو عم المختار بْن أَبِي عبيد، وقال الطبراني: له صحبة.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى كِتَابَةً، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ. أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا خَلادُ بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا سفيان، هو ابْنُ عُيَيْنَةَ، (ح) قَالَ أَبُو مُوسَى: وأَخْبَرَنَا أَبُو غَالِبٍ ونوشروان قَالا: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْن ريذة، أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم الطبراني، أخبرنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ هُوَ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ هُوَ الثَّوْرِيُّ (ح) قَالَ أَبُو مُوسَى: وأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُبَيْشٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ لُوَيْنٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، جَمِيعًا، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيِّ، قَالَ: كَانَ نُوحٌ، عَلَيْهِ السَّلامُ، إِذَا لَبِسَ ثَوْبًا حَمِدَ اللَّهَ تَعَالَى، وَإِذَا أَكَلَ أَوْ شَرِبَ شَكَرَ، فَلِذَلِكَ سُمِّيَ عَبْدًا شَكُورًا. لَفْظُ رِوَايَةِ أَبِي عَلِيٍّ.
قَالَ أَبُو عُمَرَ وابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: هُوَ عَمُّ الْمُخْتَارِ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ.
أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ، وَأَبُو مُوسَى، وَأَبُو عُمَر
.(2/220)
2044- سعد بن مسعود الكندي
(ب د ع) سعد بْن مسعود الكندي. قال ابن منده: لا تصح له صحبة، وهو كوفي، ذكر في الصحابة، روى عنه قيس بْن أَبِي حازم، ومسلم بْن يسار.
روى ابن منده بِإِسْنَادِهِ عَنْ عبد الرحمن بْن زياد بْن أنعم، عَنْ مسلم بْن يسار أن سعد بْن مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم: من بثّ [1] فلم يصبر، ثم قرأ: إِنَّما أَشْكُوا بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى الله 12: 86 [2] أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَبَرْزُدَ وغَيْرُهُ قَالُوا: أَخْبَرَنَا ابْنُ الْحُصَيْنِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ غَيْلانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، يَعْنِي أَبَا مُحَمَّدِ بن أسماء، أخبرنا بن الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا يحيى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زُحْرٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ مَسْعُودٍ، قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ أَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَكْيَسُ؟ قَالَ: أَكْثَرُهُمْ لِلْمَوْتِ ذكرا، وأحسنهم له استعدادا أخرجه الثلاثة.
2045- سعد بن معاذ
(ب د ع) سعد بْن معاذ بْن النّعمان بن أمري القيس بْن زيد بْن عبد الأشهل بْن جشم بْن الحارث بْن الخزرج بْن النبيت، واسمه: عمرو بْن مالك بْن الأوس الأنصاري الأوسي، ثم الأشهلي، أَبُو عمرو، وأمه كبشة بنت رافع، لها صحبة.
أسلم عَلَى يد مصعب بْن عمير، لما أرسله النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى المدينة يعلم المسلمين، فلما أسلم قال لبني عبد الأشهل: كلام رجالكم ونسائكم علي حرام حتى تسلموا. فأسلموا، فكان من أعظم الناس بركة في الإسلام، وشهد بدرًا، لم يختلفوا فيه، وشهد أحدًا، والخندق.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أحمد بْنُ السَّمِينِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَهْلٍ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا كَانَتْ فِي حِصْنِ بَنِي حَارِثَةَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ وَكَانَتْ أُمُّ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ مَعَهَا فِي الْحِصْنِ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُضْرَبَ عَلَيْهِنَّ الْحِجَابُ، وَكَانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حِينَ خَرَجُوا إِلَى الْخَنْدَقِ قَدْ رَفَعُوا الذَّرَارِيَّ، والنساء في الحصون، مخافة عليهم
__________
[1] البث في الأصل: أشد الحزن والمرض، والمقصود إظهاره والحديث عنه.
[2] يوسف: 86.(2/221)
مِنَ الْعَدُوِّ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَمَرَّ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ، عَلَيْهِ دِرْعٌ لَهُ مُقَلِّصَةٌ [1] قَدْ خَرَجَتْ مِنْهَا ذِرَاعُهُ، وَفِي يَدِهِ حَرْبَةٌ، وَهُوَ يَقُولُ: [2]
لَبِّثْ قَلِيلًا يَلْحَقِ الْهَيْجَا حَمَلْ ... لا بَأْسَ بِالْمَوْتِ إِذَا حَانَ الأَجَلْ
فَقَالَتْ أُمُّ سَعْدٍ: الْحَقْ يَا بُنَيَّ، قَدْ وَاللَّهِ أَخَّرْتَ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ يَا أُمَّ سَعْدٍ، لَوَدِدْتِ أَنَّ دِرْعَ سَعْدٍ أَسْبَغَ مِمَّا هِيَ، فَخَافَتْ عَلَيْهِ [حَيْثُ أَصَابَ] [3] السَّهْمُ، مِنْهُ، قَالَ يُونُسُ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ:
فَرَمَاهُ فِيمَا حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ: حِبَّانُ بْنُ الْعَرِقَةِ، وَهُوَ من بن عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، فَقَطَعَ أَكْحَلَهُ [4] ، فَلَمَّا رَمَاهُ قَالَ: خُذْهَا مِنِّي وَأَنَا ابْنُ الْعَرِقَةِ، فَقَالَ سَعْدٌ: عَرَّقَ اللَّهُ وَجْهَكَ فِي النَّارِ، اللَّهمّ إِنْ كُنْتَ أَبْقَيْتَ مِنْ حَرْبِ قُرَيْشٍ شَيْئًا فَأَبْقِنِي لَهَا، فَإِنَّهُ لا قَوْمَ أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أُجَاهِدَ مِنْ قَوْمٍ آذَوْا رَسُولَكَ وَكَذَّبُوهُ وَأَخْرَجُوهُ، وَإِنْ كُنْتَ وَضَعْتَ الْحَرْبَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ فَاجْعَلْهُ لِي شَهَادَةً، وَلا تُمِتْنِي حَتَّى تَقَرَّ عَيْنِي فِي بَنِي قُرَيْظَةَ.
وهذا حبان، بكسر الحاء، وبالباء الموحدة، وقيل غير ذلك، وهذا أصح، وهو ابن عبد مناف بْن عَمْرو بْن معيص بْن عَامِر بْن لؤي، وَإِنما قيل له: ابن العرقة، لأن أمه، وهي امرأة من بني سهم، كانت طيبة الريح قال: وحدثنا يونس عَنِ ابن إِسْحَاق، قال: حدثني من لا أتهم، عَنْ عَبْد [5] اللَّهِ بْن كعب بْن مالك أَنَّهُ كان يقول: ما أصاب سعد يومئذ بالسهم إلا أَبُو أسامة الجشمي حليف بني مخزوم.
قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أصاب سعدًا السهم أمر أن يجعل في خيمة رفيدة الأسلمية، في المسجد، ليعوده من قريب.
فلما حضر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قريظة، وأذعنوا أن ينزلوا عَلَى حكم سعد بْن معاذ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْقَاهِرِ الْخَطِيبُ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ بْنَ سَهْلِ بْنِ حَنِيفٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: لَمَّا أَرْسَلَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم إلى سعد بن مُعَاذٍ لِيَحْضَرَ يَحْكُمُ فِي قُرَيْظَةَ، فَأَقْبَلَ عَلَى حمار، فلما دنا من
__________
[1] درع مقلصة: أي مجتمعة منضمة.
[2] قال السهيليّ في الروض 2/ 192: «هو بيت تمثل به، عنى به حمل بْن سعدانة بْن حارثة بْن معقل بن كعب بن عليم بن جناب الكلبي» .
[3] عن سيرة ابن هشام: 2/ 227، ومكانه في الأصل: أصيب، وفي المطبوعة: حين أصيب.
[4] الأكحل: عرق في وسط الذراع، يكثر فصده.
[5] في الأصل والمطبوعة: عبيد، والمثبت عن سيرة ابن هشام: 2/ 227.(2/222)
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ، أَوْ قَالَ: خَيْرِكُمْ، احْكُمْ فِيهِمْ. قَالَ: إِنِّي أَحْكُمُ فِيهِمْ أَنْ تُقْتَلَ مُقَاتِلَتَهُمْ، وَتَسْبِيَ ذَرَارِيَّهُمْ، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: حَكَمْتَ بِحُكْمِ الْمَلِكِ وأَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ، عَنِ ابن إسحاق، قال: فقاموا إليه فَقَالُوا: يَا أَبَا عَمْرٍو، قَدْ وَلاكَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْرَ مَوَالِيكَ لِتَحْكُمَ فِيهِم، فَقَالَ سَعْدٌ: عَلَيْكُمْ بِذَلِكَ عَهْدُ اللَّهِ وَمِيثَاقُهُ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: وَعَلَى مَنْ هاهنا؟ مِنَ النَّاحِيَةِ الَّتِي فِيهَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَنْ مَعَهُ، وَهُوَ مُعْرِضٌ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إِجْلالًا لَهُ، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نَعَمْ، فَقَالَ سَعْدٌ: أَحْكُمُ أَنْ تُقْتَلَ الرِّجَالُ، وَتُقْسَمُ الأَمْوَالُ، وَتُسْبَى الذَّرَارِيُّ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ الدِّمَشْقِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَشَائِرِ مُحَمَّدُ بْنُ الْخَلِيلِ بْنِ فَارِسٍ الْقَيْسِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي الْعَلاءِ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي نَصْرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ، أَخْبَرَنَا صَدَقَةُ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ، فَقَالَ: هَذَا سَيِّدُكُمْ. وكان سعد لمّا جرح، ودعا مما تقدم ذكره، انقطع الدم، فلما حكم في قريظة انفجر عرقه، وكان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعوده، وَأَبُو بكر، وعمر، والمسلمون، قالت عائشة: فو الّذي نفسي بيده إني لأعرف بكاء أَبِي بكر من بكاء عمر، وقال عمرو بْن شرحبيل: إن سعد بْن معاذ لما انفجر جرحه احتضنه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فجعلت الدماء تسيل عَلَى رَسُول اللَّهِ، فجاء أَبُو بكر، فقال: وانكسار ظهراه، فقال له النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مه، فقال عمر: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ. 2: 156 روى أن جبريل عليه السلام نزل إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ معتجرا بعمامة من إستبرق، فقال:
يا نبي اللَّه، من هذا الذي فتحت له أبواب السماء، واهتز له العرش؟ فخرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سريعًا يجر ثوبه، فوجد سعدًا قد قبض. ولما دفنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وانصرف من جنازته، جعلت دموعه تحادر عَلَى لحيته، ويده في لحيته، وندبته أمه، فقالت [1] :
ويل أم سعد سعدا ... براعة ونجدا
ويل أم سعد سعدا ... صرامة وجدّا
__________
[1] ينظر الطبقات الكبرى لابن سعد: 3/ 2: 7، 8، 9.(2/223)
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كل نادبة كاذبة إلا نادبة سعد. أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الطُّوسِيُّ، أَخْبَرَنَا نَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن البطر، إجازة إن لم يكن سماعًا، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيِّ بْنُ شَاذَانَ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو قِلابَةَ الرَّقَاشِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو رَبِيعَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن مُعَاذٍ. قال الأعمش: وحدثنا أَبُو صالح، عَنْ جابر، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقِيلَ لجابر: إن البراء يقول: اهتز السرير؟ فقال جابر: إنه كان بين هذين الحيين الأوس والخزرج ضغائن، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اهتز عرش الرحمن لموت سعد بْن معاذ. أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ، قَالَ: حدثنا محمود بْن غيلان، أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ الْبَرَاءِ، قَالَ: أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَوْبٌ حَرِيرٌ، فَجَعَلُوا يَعْجَبُونَ مِنْ لِينِهِ، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَتَعْجَبُونَ مِنْ هَذَا؟ لَمَنَادِيلُ سَعْدٍ فِي الْجَنَّةِ أَحْسَنُ مِنْ هَذَا. قَالَ: وأَخْبَرَنَا التِّرْمِذِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: لَمَّا حُمِلَتْ جِنَازَةُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ قَالَ الْمُنَافِقُونَ: مَا أَخَفَّ جِنَازَتُهُ. وَذَلِكَ لِحُكْمِهِ فِي بَنِي قُرَيْظَةَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنَّ الْمَلائِكَةَ كَانَتْ تَحْمِلُهُ. وقال سعد بْن أَبِي وقاص عَنِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: لقد نزل من الملائكة في جنازة سعد بْن معاذ سبعون ألفًا ما وطئوا الأرض قبل، وبحق أعطاه اللَّه تعالى ذلك. ومقاماته في الإسلام مشهودة كبيرة، ولو لم يكن له إلا يَوْم بدر فإن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما سار إِلَى بدر، وأتاه خبر نفير قريش، استشار الناس، فقال المقداد فأحسن، وكذلك أَبُو بكر، وعمر، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد الأنصار، لأنهم عدد الناس، فقال سعد بْن معاذ [1] : والله لكأنك تريدنا يا رَسُول اللَّهِ؟ قال: أجل. قال سعد: فقد آمنا بك وصدقناك، وشهدنا أن ما جئت به الحق، وأعطيناك مواثيقنا عَلَى السمع والطاعة، فامض يا رسول الله لما أردت، فنحن معك، فو الّذي بعثك بالحق، لو استعرضت بنا هذا البحر لخضناه معك، ما تخلف منا رجل واحد،
__________
[1] ينظر سيرة ابن هشام: 1/ 615.(2/224)
وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدًا، إنا لصبر عند الحرب، صدق عند اللقاء، لعل الله بريك فينا ما تقر به عينك، فسر بنا عَلَى بركة اللَّه. فسر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لقوله، ونشطه ذلك للقاء الكفار، فكان ما هو مشهور، وكفي به فخرا، دع ما سواه.
2046- سعد بن المنذر
(ب د ع) سعد بْن المنذر. له صحبة، روى حديثه حبان بْن واسع، من رواية ابن لهيعة، عَنْ حبان، عَنْ أبيه، عَنْ سعد بْن المنذر.
أخرجه أَبُو عمر مختصرًا، ولم ينسبه، وقد أخرجه ابن منده، فقال: سعد بْن المنذر بْن عمير بْن عدي بْن خرشة بْن أمية بْن عَامِر بْن خطمة الأنصاري، عقبي بدري أحدي، ممن شهد المشاهد، وروى بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابن لهيعة، عَنْ حبان بْن واسع عَنْ أبيه، عَنْ سعد بْن المنذر الأنصاري أَنَّهُ قال: يا رَسُول اللَّهِ، أقرأ القرآن في ثلاث؟ قال: إن استطعت، فكان يقرؤه كذلك.
ورواه أَبُو نعيم، ونسبه مثله، وذكر مشاهده، وقال: كذا نسبه بعض المتأخرين، يعني ابن منده، ونسبه إِلَى العقبة، وبدر، ولم أر له ذكرًا في كتاب الزُّهْرِيّ، ولا ابن إِسْحَاق في العقبة وبدر، وذكر له الحديث المقدم ذكره في قراءة القرآن.
وقد ذكر هشام بْن الكلبي جده عميرًا، فقال: عمير بْن خرشة بْن أمية بْن عامر بْن خطمة القاري، ناصر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالغيب، قتل اليهودية التي هجت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أخرجه الثلاثة.
حبان: بفتح الحاء، والباء الموحدة.
2047- سعد بن المنذر
(ب) سعد بْن المنذر. والد أَبِي حميد الساعدي، ويذكر نسبه عند ابنه أَبِي حميد إن شاء اللَّه تعالى، كذا ذكره ابن أَبِي حاتم قال أَبُو عمر: أخاف أن يكون الأول، وهو أخرجه ولم يخرجه أَبُو موسى
2048- سعد بن النعمان
(ب) سعد بْن النعمان بْن زيد بْن أكال بْن لوذان بْن الحارث بْن أمية بْن زيد بْن مالك بْن عوف بْن عمرو بْن عوف بْن مالك بْن الأوس الأنصاري الأوسي، ثم أحد بني عمرو بْن عوف.(2/225)
وهو الذي أخذه أَبُو سفيان بْن حرب أسيرا، ففدى به ابنه عمرو بْن أَبِي سفيان، قال الزبير:
كان سعد بْن النعمان قد جاء معتمرًا، فلما قضى عمرته وصدر كان معه المنذر بْن عمرو، فطلبهما أَبُو سفيان فأدرك سعدًا، فأسره، وفاته المنذر، ففيه يقول ضرار بْن الخطاب [1] :
تداركت سعدًا عنوة فأخذته وكان شفاء لو تداركت منذرًا أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بن أحمد بن عَليّ بإسناده، عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، قال:
حدثني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ، قَالَ: كَانَ عَمْرُو بْنُ أَبِي سُفْيَانَ مِنْ أَسَارَى بَدْرٍ، فِي يَدِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقِيلَ لأَبِي سُفْيَانَ: افْدِ عَمْرًا ابْنَكَ، فَقَالَ: قَتَلُوا حَنْظَلَةَ وَأَفْدِي عَمْرًا، مَالِي وَدَمِي!! دَعُوهُ بِأَيْدِيهِمْ مَا بَدَا لَهُمْ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ عِنْدَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ، خَرَجَ سَعْدُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ أُكَّالٍ، أَخُو بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، مُعْتَمِرًا وَمَعَهُ مُرَيَّةٌ [2] وَكَانَ مُسْلِمًا لا يَخَافُ الَّذِي صُنِعَ بِهِ، فَعَدَا عَلَيْهِ أَبُو سُفْيَانَ، فَحَبَسَهُ بِمَكَّةَ بِابْنِهِ عَمْرٍو، ثُمَّ قَالَ:
أرهط ابن أكال أجيبوا دعاءه ... تعاقدتم [3] لا تُسْلِمُوا السَّيِّدَ الْكَهْلا
فَإِنَّ بَنِي عَمْرٍو لِئَامٌ أَذِلَّةٌ ... لَئِنْ لَمْ يَفُكُّوا عَنْ أَسِيرِهِمُ الْكَبْلا
فَمَشَى بَنُو عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْبَرُوهُ خَبَرَهُمْ، وسألوه أن يعطيهم عمرو ابن أَبِي سُفْيَانَ لِيَفْتَكُّوا بِهِ أَسِيرَهُمْ، فَفَعَلَ، فَبَعَثُوا بِهِ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ، فَخَلَّى سَبِيلَ سَعْدٍ، فَقَالَ حَسَّانُ:
لَوْ كَانَ سَعْدٌ يَوْمَ مكْرَز [4] مُطْلَقًا ... لأَكْثَرَ فِيكُمْ قَبْلَ أَنْ يُؤْسَرَ الْقَتْلا
بِعَضْبِ حُسَامٍ أَوْ بِصَفْرَاءَ نَبْعَةٍ ... تَحِنُّ إِذَا مَا أُنْبِضَتْ تَحْفِزُ النَّبْلا [5]
فَأَمَّا هِشَامُ بْنُ الْكَلْبِيِّ فَإِنَّهُ ذَكَرَ هَذِهِ الْحَادِثَةَ مَعَ النُّعْمَانِ والد سعد.
أخرجه أبو عمر.
2049- سعد بن النعمان الظفري
(د ع) سعد بْن النعمان بْن قيس بْن عَمْرو بْن زيد بْن أمية الظفري. شهد بدرا.
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 450، 451.
[2] مرية: تصغير امرأة.
[3] في الأصل والمطبوعة: تفاقدتم، وينظر سيرة ابن هشام: 1/ 651.
[4] كذا، وفي السيرة 1/ 650: مكة.
[5] الصفراء: القوس، والنبع: شجر يتخذ منه القسي، وأنبضت: شد ترها، تحفز: تدفع.(2/226)
روي ابن لهيعة عن أبي الأسود، عن عروة في تسمية من شهد بدرا من الأنصار: سعد بْن النعمان بْن قيس بْن عَمْرو بْن زيد بْن أمية.
أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم.
2050- سعد بن هذيل
(ب د) سعد بْن هذيل، وقيل: هذيم، والد الحارث، روى عنه ابنه الحارث.
حدث عثمان بْن عمر، عَنْ يونس، عَنِ الزُّهْرِيّ، عَنْ أَبِي خزامة، عَنِ الحارث بْن سعد بْن هذيم، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُول اللَّهِ، أرأيت أدوية نتداوى بها، ورقى نسترقيها، هل ينفع ذلك من قدر اللَّه تعالى؟ قال: هي من قدر اللَّه تعالى.
ورواه اللَّيْث بْن سعد وسليمان بْن بلال، وابن المبارك، وغيرهم، عَنْ يونس، عَنِ الزُّهْرِيّ، عَنْ أَبِي خزامة، أحد بني الحارث بْن سعد، عَنْ أبيه، وهو الصواب.
وقد تقدم هذا المتن في سعد بْن قيس العنزي. أخرجه ابن مندة، وأبو عمر.
2051- سعد بن هلال
(س) سعد بْن هلال. قال أَبُو موسى: ترجم له الطبراني، ولم يورد لَهُ شيئا أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى مختصرا.
2052- سعد بن وائل
(د ع) سعد بْن وائل بْن عمرو العيذي الجذامي. من أهل فلسطين، سكن الرملة روى أَبُو معاوية الحكم بْن سفيان العيذي، عَنْ سعد بْن وائل أَنَّهُ سمع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: مَنْ شَهِدَ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وأن محمدا رَسُول اللَّهِ، فله الجنة.
وروى عَنِ الحكم العيدي، عن شيخ من فريظة، عَنْ سعد بْن وائل، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نحوه. أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
2053- سعد بن وهب الجهنيّ
(ب) سعد بْن وهب الجهني. روى ابن أَبِي أويس، عَنْ أبيه، قال حدثنا وهب بن عمرو ابن سعد بْن وهب الجهني أن أباه أخبره عَنْ جده أَنَّهُ كان يسمى في الجاهلية غيان، وكان أهله حين أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يبايعه، ببلد من بلاد جهينة، يقال له: غواء، فسأله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ(2/227)
عَنِ اسمه وأين ترك أهله؟ فقال: اسمي غيان، وتركتهم بغواء، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بل أنت رشدان، وأهلك برشاد، قال: فتلك البلدة تسمى إِلَى اليوم رشادًا، ويدعى الرجل رشدان وذكر ابن الكلبي قال: بنو غيان في الجاهلية قدموا عَلَى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: من أنتم؟
قَالُوا: نحن بنو غيان، فقال: بل أنتم بنو رشدان، فغلب عليهم، وكان واديهم يسمى غويًا فسمى رشدًا. أخرجه أَبُو عمر.
2054- سعد بن وهب
(س) سعد بْن وهب. من بني النضير، ذكره ابن عباس في تفسير سورة الحشر، قال:
لم يسلم من بني النضير إلا رجلان، أحدهما سفيان بْن عمير، والثاني سعد بْن وهب، أسلما عَلَى أموالهما فأحرزاها.
أخرجه أبو موسى.
2055- سعد بن يزيد
(ب) سعد بْن يَزِيدَ بْن الفاكه بْن زَيْد بْن خلدة بْن عَامِر بْن زريق الْأَنْصَارِيّ الزرقي شهد بدرًا.
أخرجه أَبُو عمر مختصرًا، وقد تقدم في سعد بْن زيد، وسعد بْن الفاكه مستوفى أغنى عَنْ إعادته.
2056- سعد
(د ع) سعد، غير منسوب. روى عنه زياد بْن جبير.
حدث حماد بْن سلمة، عَنْ يونس بْن عبيد، عَنْ زياد بْن جبير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلًا، يقال له سعد، عَلَى السعاية.. وذكر الحديث.
وروى عبد السلام بْن حرب، عَنْ يونس بْن عبيد، عَنْ زياد بْن جبير، عَنْ سعد قال: لما بايع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النساء، قامت امرأة فقالت: يا رَسُول اللَّهِ، ما يحل لنا من أموال أزواجنا وأولادنا؟ قال: الرطب تأكلينه وتهدينه.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو نعيم: هو سعد بْن أَبِي وقاص، وقال: قد روى يحيى الحماني هذا الحديث في مسند سعد بْن أَبِي وقاص، وذكره الثوري، عَنْ يونس، عَنْ زياد، عَنْ سعد، وهو ابن أَبِي وقاص. والله أعلم.(2/228)
2057- سعدى
(س) سعدي، بزيادة ياء في آخره. ذكره ابن شاهين، وقال: روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في إبل الصدقة، ورواه عَنِ ابن سعد.
أخرجه أَبُو موسى، وقال: سعدي من أسماء النساء إلا أن يكون أراد السعدي أو ابن السعدي، فعلى هذا يكون الأول بالضم، والآخران بالفتح، والله أعلم.
2058- سعر الكناني
(ب د ع) سعر، بالراء، هو سعر الكناني الدؤلي، روى عنه ابنه جابر.
روى روح بْن عبادة عَنْ زكريا بْن إِسْحَاق، عَنْ عمرو بْن أَبِي سفيان، عَنْ مسلم بْن شعبة أن علقمة استعمل أباه عَلَى عرافة قومه، قال مسلم: فبعثني عَلَى صدقة طائفة من قومي، قال:
فخرجت حتى أتيت شيخًا، يقال له: سعر، في شعب، فقلت، إن أَبِي بعثني إليك لتعطيني صدقة غنمك، فقال: أي ابن أخي، أي حق تأخذون؟ فقلت: نأخذ أفضل ما نجد، فقال الشيخ: فو الله إني لفي شعب في غنم لي إذ جاءني رجلان مرتدفان بعيرًا، فقالا: إنا رسولا رسول الله صلى الله عليه وسلم إليك، لتوفينا صدقة غنمك، قلت: وما هي؟ قالا: شاة، فعمدت إِلَى شاة ممتلئة شحمًا ولحمًا فأخرجتها، فقالا: هذه شافع- والشافع: التي في بطنها ولدها- وقد نهانا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم إن تأخذ شافعًا، قلت: أي شيء. تأخذان؟ قالا: عناقًا، جذعة أو ثنية [1] ، فأخرج لهما عناقًا، فتناولاها، فجعلاها معهما، وسارا أخرجه الثلاثة، إلا أن أبا عمر قال: سعر بْن شعبة بْن كنانة الدؤلي، حديثه عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: حقنا في الثنية أو الجذعة، روى عنه ابنه جابر، وقال بشر بْن السري: هو سعر بْن شعبة، وهؤلاء ولده هاهنا قلت: الذي ساقه أَبُو عمر فيه أوهام،: أَنَّهُ سمى أباه شعبة، وَإِنما هو ابن ثفنة [2] ، كذلك رواه أَبُو داود السجستاني في سننه، أَخْبَرَنَا بِهِ أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَبِي مَنْصُورِ الأَمِينُ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ على، أخبرنا وكيع، عن زكريا بْنِ إِسْحَاقَ الْمَكِّيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي سُفْيَانَ الْجُمَحِيِّ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ ثَفِنَةَ [2] الْيَشْكُرِيِّ، قَالَ الْحَسَنُ:
رَوْحٌ يَقُولُ: مُسْلِمُ بْنُ شُعْبَةَ، قال: استعمل ابن علقمة أبى على عرافة قومه، فأمره أن يصدّقهم [3] ،
__________
[1] العتاق: الأنثى من أولاد المعز، والجذعة من المعز: ما دخل في السنة الثانية، والثنية: ما دخل في السنة الثالثة.
[2] في الأصل والمطبوعة: ثغنة، بالغين، وما أثبتناه عن المشتبه: 116، وميزان الاعتدال: 4/ 101، وفيهما أن الأصح: ابن شعبه، وينظر خلاصة التذهيب: 320.
[3] أي يأخذ صدقاتهم.(2/229)
قَالَ: فَبَعَثَنِي أَبِي فِي طَائِفَةٍ مِنْهُمْ، فَأَتَيْتُ شَيْخًا كَبِيرًا يُقَالُ لَهُ: سُعْرٌ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ أَبِي بَعَثَنِي إِلَيْكَ، يَعْنِي لأُصَدِّقَكَ، قَالَ: أَيِ ابْنَ أَخِي، وَأَيُّ نَحْوٍ تَأْخُذُونَ؟ قُلْتُ: نَخْتَارُ حَتَّى إِنَّا نَسْبِرُ ضُرُوعَ الْغَنَمِ، قَالَ: أَيِ ابْنَ أَخِي، إِنِّي مُحَدِّثُكَ أَنِّي كُنْتُ فِي شِعْبٍ مِنْ هَذِهِ الشِّعَابِ عَلَى عَهْدِ رسول الله صلى الله عليه وسلم في غَنَمٍ، فَجَاءَنِي رَجُلانِ عَلَى بَعِيرٍ، فَقَالا: إِنَّا رسولا رسول الله صلى الله عليه وسلم إِلَيْكَ لِتُؤَدِّيَ صَدَقَةَ غَنَمِكَ فَقُلْتُ: مَا عَلَيَّ فِيهَا؟ قَالا: شَاةٌ، فَأَعْمَدُ إِلَى شَاةٍ قَدْ عَرَفْتُ مَكَانَهَا، مُمْتَلِئَةٍ مَحْضًا [1] وَشَحْمًا، فَأَخْرَجْتُهَا إِلَيْهِمَا، فَقَالا: هَذِهِ شَافِعٌ، وَقَدْ نَهَانَا رَسُول اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ شَافِعًا، قُلْتُ: فَأَيُّ شَيْءٍ تَأْخُذَانِ؟ قَالا: عَنَاقًا، جَذَعَةً أَوْ ثَنِيَّةً، قَالَ: فَأَعْمَدُ إِلَى عَنَاقٍ مُعْتَاطٍ، - وَالْمُعْتَاطُ الَّتِي لَمْ تَلِدْ وَلَدًا وَقَدْ حَانَ وِلادُهَا- فَأَخْرَجْتُهَا إِلَيْهِمَا، فَقَالا: ناولناها، فجعلاها معهما على بعير هما، ثُمَّ انْطَلَقَا.
فَهَذَا حَدِيثُ أَبِي دَاوُدَ، وَقَدْ سَمَّاهُ مُسْلِمَ بْن ثَفِنَةَ، وَقَالَ: اسْتَعْمَلَ ابْنُ عَلْقَمَةَ، وَقَوْلُهُ: وَقَالَ بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ: هُوَ سُعْرُ بْنُ شُعْبَةَ، فَإِنَّمَا قَالَ بِشْرٌ ذَلِكَ ردّا عَلَى وَكِيعٍ، فَإِنَّهُ قَالَ ثَفِنَةَ، فَقَالَ:
إِنَّمَا هُوَ شُعْبَةُ، فِي نَسَبِ مُسْلِمٍ، لا فِي نَسَبِ سُعْرٍ، ثُمَّ قَالَ: شُعْبَةُ بْنُ كِنَانَةَ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ، إِنَّمَا هُوَ مِنْ كِنَانَةَ، فَصُحِّفَ مِنْ بِابْنِ، وَقَالَ عَنِ النَّبِيِّ: حَقُّنَا فِي الْجَذَعَةِ وَالثَّنِيَّةِ، فَهَذَا لَمْ يَسْمَعْهُ سُعْرٌ مِنَ النَّبِيِّ، إِنَّمَا رَوَاهُ عَنْ رَسُولَيِ النَّبِيِّ، وَلَمْ يَذْكُرْ أَحَدٌ مِنْهُمْ أَنَّهُ صَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولا رَآهُ.
وذكر ابن منده وَأَبُو نعيم عَنْ مسلم بْن شعبة أن علقمة استعمل أباه، والصحيح نافع بْن علقمة، والله أعلم.
2059- سعيد بن إياس
(س) سَعِيد، بعد العين ياء تحتها نقطتان، هو سَعِيد بْن إياس أَبُو عمرو الشيباني، مخضرم، ذكره الطبراني: سَعِيد بزيادة ياء، وأورده في سعد.
أخرجه أبو موسى
2060- سعيد بن بجير
(د) سَعِيد بْن بجير الجشمي. عداده في أهل حمص، روى عطية بْن سليم بْن سَعِيد أَبُو حبيب الجشمي، عَنْ أبيه، عَنْ جده، وروى عَنْ عطية أيضًا، عَنْ أبيه أنه قدم على النبي صلى الله عليه وسلم فسماه سليما.
أخرجه ابن مندة
__________
[1] المحض: اللبن الخالص، يعنى شاة سمينة كثيرة اللبن.(2/230)
2061- سعيد بن البختري
(د ع) سَعِيد بْن البختري. أخرجه ابن خزيمة في الصحابة، ولا يصح، روى سلمة بْن كهيل عَنْ أبيه، عَنْ بكير الطائي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ البختري: أَنَّهُ كان يضرب غلامًا له، فجعل يتعوذ باللَّه، فمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أعوذ برسول اللَّه، فتركه، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: استعاذ باللَّه فلم تتركه، واستعاذ بي فتركته؟ اللَّه أمنع لعائذه. قال: فإني أشهدك أَنَّهُ حر لوجه اللَّه تعالى. قال: فلو لم تفعل لسفع [1] وجهك النار. أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم
2062- سَعِيد بْن الحارث الأنصاري
(ب) سَعِيد بْن الحارث الأنصاري الخزرجي.
روى أبو بكر بن أبي شيبة، عَنِ الحسن بْن موسى، عَنِ اللَّيْث، عَنْ عقيل، عَنِ الزُّهْرِيّ، عَنْ عُرْوَةَ بْن الزُّبَيْرِ، عَنْ أسامة بْن زيد أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أردفه وراءه يعود سعد بْن عبادة وسعيد بْن الحارث بْن الخزرج، قبل وقعة بدر. أخرجه أَبُو عمر قلت: أظنه وهم فيه، والحديث في الصحيح أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ركب يعود سعد بْن عبادة في بنى الحارث بن الخزرج، فقد تبع أَبُو عمر بعض من وهم فيه، والوهم في هذا ينسب إلى بن وضاح، فأنه كذا رواه.
ورواه جماعة، منهم: يونس، وشعبة، ومعمر، وعقيل، وغيرهم عَنِ الزُّهْرِيّ، على الصواب كما ذكرناه.
2063- سعيد بن الحارث القرشي
(ب ع س) سَعِيد بْن الحارث بْن قيس بْن عدي بْن سعد بْن سهم بْن عمرو بْن هصيص ابن كعب بْن لؤي القرشي السهمي أمه امرأة من بني سواءة، وقال أَبُو نعيم، والزبير: أمه ضعيفة بنت عبد عمرو بْن عروة بْن سَعِيد بْن حذيم بْن سعد بْن سهم.
هاجر هو وَإِخوته كلهم إِلَى أرض الحبشة، وقد ذكرت كلا منهم في بابه، منهم: تميم ابن الحارث، وقتل سَعِيد هذا يَوْم اليرموك في رجب سنة خمس عشرة، قاله ابن إِسْحَاق، ولا عقب له، وقيل: بل قتل بأجنادين، قاله عروة، وابن شهاب.
__________
[1] سفعت النار وجهه: لفحته.(2/231)
قلت: يقع الاختلاف كثيرًا فيمن قتل باليرموك وأجنادين والصفر، وكلها بالشام، وكذلك اختلفوا في أي هذه الأيام قبل الآخر؟ وسبب هذا الاختلاف قرب بعضها من بعض.
أخرجه أَبُو نعيم، وأبو عمر، وأبو موسى.
2064- سعيد بن حاطب
(د ع) سَعِيد بْن حاطب بْن الحارث بْن معمر بْن حبيب بْن وهب بْن حذافة بْن جمح القرشي الجمحي. ذكره البخاري في الصحابة وروى ابن أَبِي زائدة، عَنْ صالح بْن صالح، عَنْ سَعِيدِ بْنِ حاطب، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يخرج فيجلس عَلَى المنبر يَوْم الجمعة، ثم يؤذن المؤذن، فإذا فرغ قام يخطب.
روى عَنِ الحسن بْن صالح، عَنْ أبيه، عَنْ سَعِيدِ بْنِ حاطب أتم من هذا.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
2065- سعيد بن حريث
(ب د ع) سَعِيد بْن حُرَيْث بْن عَمْرو بْن عثمان بْن عَبْد اللَّهِ بْن عمر [1] بْن مخزوم القرشي المخزومي.
أسلم قبل فتح مكة، وهو أسن من أخيه عمرو بْن حريث، شهد فتح مكة مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو ابن خمس عشرة سنة، ثم نزل الكوفة، وغزا خراسان، وقتل بالحيرة، قتله عبيد له، وقيل: بل مات بالكوفة. ولا عقب له.
روى عنه أخوه عمرو، قاله أَبُو عمر. وقال ابن منده: مات بالكوفة، وقبره بها.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ يَحْيَى بْنُ مَحْمُودِ بْنِ سَعْدٍ إِجَازَةً بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، أَخْبَرَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ أَخِيهِ سَعِيدِ بْنِ حُرَيْثٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: مَنْ بَاعَ عَقَارًا أَوْ دَارًا وَلَمْ يَجْعَلْ ثَمَنَهَا فِي مِثْلِهَا لَمْ يُبَارِكْ لَهُ فيه. أخرجه الثلاثة.
2066- سعيد بن حصين
سَعِيد بْن حصين. روى علقمة بْن وقاص، عَنْ عائشة قالت: قدمنا من حج أو عمرة، فلقينا غلمان الأنصار، فلقوا سَعِيد بْن الحصين بموت امرأته، فجعل يبكي، قالت عائشة:
فقلت له: أنت صاحب رَسُول اللَّهِ، ولك من السابقة والقدم مالك، تبكي عَلَى امرأة! فقال:
__________
[1] في المطبوعة: عمرو، وما أثبتناه عن الأصل، وينظر كتاب نسب قريش: 299.(2/232)
صدقت، ولا أبكي عَلَى أحدٍ بعد سعد بن معاذ، وقد قال له رسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اهتز العرش لموت سعد ذكره ابن الدباغ الأندلسي مستدركا عَلَى أبي عمر.
2067- سعيد بن حيدة
(ب د ع) سَعِيد بْن حيدة القشيري. والد كندير، روى عنه ابنه كندير أَنَّهُ قال:
حججت في الجاهلية فإذا برجل يطوف، ويقول:
يا رب رد راكبي محمدًا ... رد إلي [1] واتخذ عندي يدا
أخرجه الثلاثة، إلا أن أبا عمر قال: سَعِيد بْن حيوة، بر أو عوض الدال. وقال: الباهلي عوض القشيري، وقال: أَبُو كندير، له حديث واحد في قصة عبد المطلب، إذ فقد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو صغير، ومثله قال أَبُو أحمد العسكري.
2068- سعيد بن خالد
(ب د ع) سَعِيد بْن خَالِد بْن سَعِيد بْن العاص بْن أمية بْن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي.
ولد بأرض الحبشة في هجرة أبيه إليها، وهو ممن أقام بأرض الحبشة حتى قدم مع جَعْفَر بْن أَبِي طالب في السفينتين.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر مختصرًا، وذكره أَبُو أَحْمَد العسكري أيضًا في الصحابة.
2069- سعيد بن أبى راشد
(ب د ع) سَعِيد بْن أَبِي راشد الجمحي. سَمِعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. روى عنه عبد الرحمن بْن سابط، وَأَبُو الزبير.
روى يونس بْن خباب [2] ، عَنْ عبد الرحمن بْن سابط، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي راشد، قال:
سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: إن في أمتي خسفًا ومسخا وقذفا. أخرجه الثلاثة.
2070- سعيد بن الربيع
(س) سعيد بن الربيع الأنصاريّ.
__________
[1] في الأصل: رده إلى. وفي الاستيعاب 614: إلى ربى واصطنع ...
[2] في المطبوعة: حيان.(2/233)
أخبرنا أبو موسى كتابة، أخبرنا أبو غالب أحمد بْن العباس، وجعفر بْن عبد الواحد، قالا: أَخْبَرَنَا أَبُو بكر بْن ريذة، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم الطبراني، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عمرو بْن خَالِد، حدثني أَبِي، أَخْبَرَنَا ابن لهيعة، عَنْ أَبِي الأسود، عَنْ عروة، فِي تسمية من قتل يَوْم اليمامة من الأنصار، ثم من بني جحجبي: سَعِيد بْن يربوع بْن عدي بْن مالك.
وروى الطبراني، عَنِ ابن شهاب، مثله، إلا أَنَّهُ قال: من الأنصار، ثم من الأوس، ثم من بني عمرو بن عوف.
2071- سعيد بن ربيعة
(د ع) سَعِيد بْن ربيعة. روى عنه عِيسَى بْن عَبْد اللَّهِ أَنَّهُ قَالَ: قدم وفد ثقيف عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فضرب لهم قبة في المسجد، فأسلموا في النصف من رمضان، فأمرهم أن يصوموا ما استقبلوا منه، ولم يأمرهم أن يقضوا ما فاتهم.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو نعيم: وصوابه ما رواه عطية بْن سفيان بْن عَبْد اللَّهِ بْن ربيعة الثقفي، عَنْ بعض وفدهم، قال: كان بلال يأتينا حين أسلمنا وصمنا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما بقي من رمضان بفطورنا وسحورنا من عند رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
2072- سعيد بن رقيش
(ب ع س) سَعِيد بْن رقيش بْن ثابت بْن يعمر بْن صبرة بْن مرة بْن كبير [1] بْن غنم بْن دودان بْن أسد بْن خزيمة، يجتمع هو وبنو جحش في يعمر، وهو أخو يزيد بْن رقيش.
هاجر مع أهله إِلَى المدينة، فهو من الأولين في الهجرة، قَالَ يونس بْن بكير، عَنِ ابن إِسْحَاق: ثُمَّ تتابع المهاجرون يقدمون أرسالًا، فكان بنو غنم بْن دودان أهل إسلام، قَدْ أوعبوا [2] إِلَى المدينة مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجالهم ونساؤهم، منهم: سَعِيد بْن رقيش [3] .
أخرجه أَبُو نعيم وَأَبُو عمر وَأَبُو موسى، وقال أَبُو نعيم: ذكره بعض المتأخرين، يعني ابن منده، فقال: سَعِيد بْن وقش الأنصاري، من بني غنم بْن دودان. ووهم، لأن بني غنم من بنى أسد بن خزيمة لا من الأنصار.
2073- سعيد بن زياد
(س) سَعِيد بْن زياد الطائي. ذكره الخطيب أبو بكر أحمد بن على البغدادي، بإسناده
__________
[1] في المطبوعة: كثير، وينظر الجمهرة: 180، ومستدرك التاج: ماد كبر.
[2] يعنى جاموا بأجمعهم.
[3] ينظر سيرة ابن هشام: 1/ 472.(2/234)
عَنْ جميل بْن زيد، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زياد الطائي، وكان من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: تزوج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امرأة من بني غفار، فدخل بها، فأمرها فنزعت ثيابها، فرأى بياضًا [1] وذكر الحديث.
أخرجه أَبُو موسى، وقال: كذا في هذه الرواية، واختلف عَلَى جميل في اسم هذا الصحابي، فقيل: سعد بْن زيد، وقيل: زيد بن كعب، وقيل: كعب بن زيد.
2074- سعيد بن زيد الأنصاري
(د ع) سَعِيد بْن زيد بْن سعد الأنصاري الأشهلي، وقيل: سعد بْن زيد، روى حديثه عَبْد اللَّهِ بْن عبد الوهاب الحجبي، عَنْ إِبْرَاهِيم بْن جَعْفَر بْن محمود بْن مُحَمَّد بْن مسلمة، أَخْبَرَنَا رجل منا اسمه [2] محمد بن سلمان بْن مُحَمَّدِ بْنِ مسلمة، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زيد بْن سعد الأشهلي، أَنَّهُ أهدي إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سيفًا من نجران، أعطاه مُحَمَّد بْن مسلمة.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو نعيم: وهم فِيهِ بعض المتأخرين، وصوابه سعد
2075- سعيد بن زيد القرشي
(ب د ع) سَعِيد بْن زيد بْن عمرو بن نفيل بْن عَبْد العزي بْن رياح بْن عَبْد اللَّهِ بن قرط [3] ابن رزاح بْن عدي بْن كعب بْن لؤي القرشي العدوي، وهو ابن عم عمر بْن الخطاب، يجتمعان في نفيل، أمه فاطمة بنت بعجة بْن مليح الخزاعية، وكان صهر عمر زوج أخته فاطمة بنت الخطاب، وكانت أخته عاتكة بنت زيد تحت عمر بْن الخطاب، تزوجها بعد أن قتل عنها عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي بكر الصديق، رضي اللَّه عنهم، وكان سَعِيد يكنى أبا الأعور، وقيل:
أَبُو ثور، والأول أكثر.
أسلم قديمًا قبل عمر بْن الخطاب هو وامرأته فاطمة بنت الخطاب، وهي كانت سبب إسلام عمر عَلَى ما نذكره في ترجمته، إن شاء اللَّه تعالى، وكان من المهاجرين الأولين، وآخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه وبين أَبِي بْن كعب، ولم يشهد بدرًا، وضرب لَهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسهمه وأجره فقيل:
إنما لم يشهدها لأنه كان غائبًا بالشام، فقدم عقيب غزاة بدر، فضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمه وأجره قاله موسى بْن عقبة، وابن إسحاق [4] .
__________
[1] البياض: البرص.
[2] ينظر ترجمة: سعد بن زيد
[3] في المطبوعة: قرظ، بالظاء، ينظر كتاب نسب قريش: 346.
[4] سيرة ابن هشام: 1/ 684.(2/235)
وقال الواقدي: كان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد بعث قبل أن يخرج إِلَى بدر طلحة بْن عبيد اللَّه، وسعيد بْن زيد إِلَى طريق الشام يتجسسان الأخبار، ثم رجعا إِلَى المدينة، فقدماها يَوْم الوقعة ببدر، فضرب لَهُمَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسهمهما وأجرهما. وقال الزبير مثله.
وقد قيل: إنه شهد بدرًا، والأول أصح، وشهد ما بعدها من المشاهد، وهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ الأَنْصَارِيُّ الدِّمَشْقِيُّ، وَالْقَاضِي أَبُو نَصْرٍ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ وَغَيْرُهُمَا، قَالُوا: أَخْبَرَنَا الْحَافِظُ.
أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ الدِّمَشْقِيُّ الشَّافِعِيُّ، أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدٍ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْبَيْهَقِيُّ، أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيل بْنِ مُحَمَّدٍ الْعِرَاقِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ الْمُخَلِّصُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغِوُّي، أَخْبَرَنَا يحيى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ، حَدَّثَنَا الدراوَرْديّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ حُمَيْدٍ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
أَبُو بَكْرٍ فِي الْجَنَّةِ، وَعُمَرُ فِي الْجَنَّةِ، وَعُثْمَانُ فِي الْجَنَّةِ، وَعَلِيٌّ فِي الْجَنَّةِ، وَطَلْحَةُ فِي الْجَنَّةِ، وَالزُّبَيْرُ فِي الْجَنَّةِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فِي الْجَنَّةِ، وَسَعْدُ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ فِي الْجَنَّةِ، وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ فِي الْجَنَّةِ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ فِي الْجَنَّةِ.
وَرُوِيَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ مِثْلُهُ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَطِيبُ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ. عَنْ طَلْحَةَ بن عبد الله ابن عَوْفٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ أَنَّ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ. وكان مجاب الدعوة، فمن ذلك أن أروى بنت أويس، شكته إِلَى مروان بْن الحكم، وهو أمير الْمدينة لمعاوية، وقالت: إنه ظلمني أرضي، فأرسل إليه مروان، فقال سَعِيد: أتروني ظلمتها وَقَدْ سَمِعْتُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يقول: من ظلم شبرًا من أرض طوقه يَوْم القيامة من سبع أرضين؟ اللَّهمّ إن كانت كاذبة فلا تمتها حتى تعمي بصرها، وتجعل قبرها في بئرها. فلم تمت حتى ذهب بصرها، وجعلت تمشي في دارها فوقعت في بئرها فكانت قبرها. قال: فكان أهل المدينة يقولون: أعماك اللَّه كما أعمى أروى، يزيدونها، ثم صار أهل الجهل يقولون: أعماك اللَّه كما أعمى الأروى، يريدون الأروى [1] التي في الجبل، يظنونها، ويقولون: إنها عمياء، وهذا جهل منهم.
__________
[1] الأروى: تيوس الجبل.(2/236)
وشهد اليرموك، وحصار دمشق.
روى عنه ابن عمر، وعمرو بْن حريث، وَأَبُو الطفيل، وعبد اللَّه بْن ظالم المازني، وزر بْن حبيش، وَأَبُو عثمان النهدي وعروة بْن الزبير، وَأَبُو سلمة بْن عبد الرحمن، وغيرهم.
وأَخْبَرَنَا عَبْدُ الوهاب بن هبة الله بن عبد الوهاب بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، أَخْبَرَنَا زَائِدَةُ، أَخْبَرَنَا حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ هِلالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ظَالِمٍ التَّمِيمِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ عَلِيًّا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ قُلْتُ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: هُوَ فِي التِّسْعَةِ، وَلَوْ شِئْتَ أَنْ أُسَمِّيَ الْعَاشِرَ، لَسَمَّيْتُهُ قَالَ: اهْتَزَّ حِرَاءُ، فَقَالُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اثْبُتْ حِرَاءُ فَإِنَّهُ لَيْسَ عَلَيْكَ إِلا نَبِيٌّ أَوْ صِدِّيقٌ أَوْ شَهِيدٌ قَالَ: وَرَسُولُ اللَّهِ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ، وَطَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، وَسَعْدٌ، وَأَنَا، يَعْنِي نَفْسَهُ.
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: كَانَ مَقَامُ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ، وَطَلْحَةَ، وَالزُّبَيْرِ، وَسَعْدٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ ابن عوف وسعيد بن زيد، كَانُوا أَمَامَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْقِتَالِ وَوَرَاءَهُ فِي الصَّلاةِ.
وتوفي سَعِيد بْن زيد سنة خمسين، أو إحدى وخمسين، وهو ابن بضع وسبعين سنة، وقيل:
توفي سنة ثمان وخمسين بالعقيق، من نواحي المدينة، وقيل: توفي بالمدينة. والأول أصح.
وخرج إليه عَبْد اللَّهِ بْن عمر، فغسله وحنطه، وصلى عليه، قاله نافع. وقالت عائشة بنت سعد:
غسل سَعِيد بْن زيد سعد بْن أَبِي وقاص، وحنطه ثم أتى البيت، فاغتسل، فلما خرج قال:
أما إني لم اغتسل من غسلي إياه، ولكن أغتسل من الحر، ونزل في قبره سعد بْن أَبِي وقاص، وابن عمر، وصلى عليه ابن عمر.
أخرجه الثلاثة.
2076- سعيد بن سعد
(ب د ع) سَعِيد بْن سعد بْن عبادة الأنصاري الساعدي. تقدم نسبه عند ذكر أبيه، له، ولأبيه، وأخيه قيس صحبة.
روى عنه ابنه شرحبيل، وَأَبُو أمامة بْن سهل.
روى مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، عَنْ يعقوب بْن عَبْد اللَّهِ بْن الأشج، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْن سَهْلِ بْن حُنَيْفٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سعد بْن عبادة، قال: كان بين أبياتنا رويجل ضعيف سقيم، فلم يرع الحي إلا وهو عَلَى أمة من إمائهم يحبث بِهَا، فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اضربوه حده، فقالوا:(2/237)
يا رسول الله، إنا إن ضربناه حده قتلناه، إنه ضعيف. فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خذوا عثكالًا [1] فيه مائة شمراخ، فاضربوه ضربة واحدة.
ورواه أَبُو الزناد، والزُّهْرِيّ، عَنْ أَبِي أمامة، عَنْ أبيه. ورواه ابن عيينة عن أبى الزناد، ويحيى ابن سَعِيد، عَنْ أَبِي أمامة، عَنْ أَبِي سَعِيد الخدري، والمشهور أَبُو أمامة مرسلًا، ورواه أَبُو معشر، عَنْ عبد الوهاب بْن عمرو بْن شرحبيل، عَنْ أبيه، عَنْ جده، عَنْ سَعِيدِ بن سعد، نحوه. أخرجه الثلاثة.
2077- سعيد بن سعيد
(ب د) سَعِيد بْن سَعِيد بْن العاص بْن أمية بْن عبد شمس القرشي، وأمه صفيّة بنت المغيرة ابن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر بْن مخزوم، عمة خَالِد بْن الْوَلِيد، وأبي جهل بْن هشام.
قتل يَوْم الطائف شهيدًا، وكان إسلامه قبل فتح مكة بيسير، واستعمله النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم الفتح عَلَى سوق مكة، فلما خرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الطائف خرج معه، فاستشهد يومئذ.
أخرجه ابن مندة وأبو عمر.
2078- سعيد بن سفيان
(س) سَعِيد بْن سفيان الرعيني. روى أَبُو معشر عَنْ يَزِيدَ بْنِ رومان، عَنْ رجال المدائني، قال: وأعطى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم سعيد بن سفيان نخل السّوارقيّة [2] وقصرها، لا يخاقّة فيها أحد، ومن حاقه فلا حق له، وحقه حق. وكتب خَالِد بْن سَعِيد أخرجه أبو موسى.
2079- سعيد بن سويد
(ب د ع) سَعِيد بْن سويد بْن قيس بْن عامر بْن عباد، وقيل: عبيد، وهو الصواب، ابن الأبجر، وهو خدرة الأنصاري الخدري، وهو أخو سمرة بْن جندب لأمه.
روى عنه ابناه: عقبة، وعبد الملك، قتل يَوْم أحد شهيدًا.
روى الأوزاعي عَنْ باب [3] بْن عمير، عَنْ ربيعة بْن أَبِي عبد الرحمن، عَنْ عَبْد الْمَلِكِ بْن سَعِيد بْن سويد، عَنْ أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن اللقطة، فقال: عرفها سنة، ثم احفظ عفاصها [4] ووكاءها، ثم استنفع بها.
__________
[1] العثكال: العرجون الّذي يكون فيه الرطب.
[2] السوارقية: قرية أبى بكر الصديق رضى الله عنه، بين مكة والمدينة، وهي نجدية بها مزارع ونخل كثير.
[3] في المطبوعة: ناب، بالنون، ينظر المشتبه للذهبى: 37، وخلاصة التذهيب: 46.
[4] العفاص: الوعاء، والوكاء: الخيط الّذي تشد به الصرة والكيس وغيرهما.(2/238)
والصواب رواية ربيعة، عَنْ يزيد مولى المنبعث، عَنْ زيد بْن خَالِد الجهني. أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ وَغَيْرُهُ، قَالُوا بِإِسْنَادِهِمْ عَنْ أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ، أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ يَزِيدَ مَوْلَى الْمُنْبَعِثِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ: أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ اللُّقَطَةِ، فَقَالَ: عَرِّفْهَا سَنَةً.. الْحَدِيثَ، وَقَدْ رُوِيَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ عَنْ يَزِيدَ مَوْلَى الْمُنْبَعِثِ. أَخْرَجَهُ الثلاثة.
2080- سعيد بن سهيل
سَعِيد بْن سهيل بْن مالك بْن كعب بْن عبد الأشهل بْن حارثة بْن دينار بن النجار. كذا قال موسى بْن عقبة، والواقدي، وعبد اللَّه بْن مُحَمَّدِ بْنِ عمارة، وقال أَبُو معشر وابن إِسْحَاق:
سعد بْن سهيل، شهد بدرًا. وقد ذكرناه في سعد.
أخرجه أَبُو معشر.
2081- سعيد بن شراحيل
(س) سَعِيد بْن شراحيل بْن قيس بْن الحارث بْن شيبان بْن الفاتك بْن معاوية الأكرمين الكندي.
وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسلم، وكان معه في الوفد ابن أخيه معروف بْن قيس بْن شراحيل فارتد، فقتل يَوْم النجير [1] مرتدًا، ذكره ابن شاهين.
أخرجه أبو موسى.
2082- سعيد بن العاص
(ب د ع) سَعِيد بْن العاص بْن سَعِيد بْن العاص بْن أمية بْن عبد شمس بْن عبد مناف القرشي الأموي، وجده هو المعروف بأبي أحيحة، وكان أشرف قريش، وأم سَعِيد أم كلثوم بنت عَمْرو بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي قيس بْن عبد ود بْن نصر بْن مالك بْن حسل بْن عامر بْن لؤي العامرية.
ولد عام الهجرة، وقيل: بل ولد سنة إحدى، وقتل أبوه العاص يَوْم بدر كافرًا، قتله علي بْن أبى طالب.
__________
[1] في المطبوعة: البحير، بالباء، وفي تاج العروس: والنجير، كزبير: حصن منيع قرب حضر موت، لجأ إليه أهل الردة مع الأشعث بن قيس أيام أبى بكر رضى الله عنه.(2/239)
قال عمر بْن الخطاب: رأيت العاص بْن سَعِيد يَوْم بدر يبحث [1] التراب عنه كالأسد، فصمد له علي فقتله، وقال عمر يومًا لسعيد بْن العاص: لم أقتل أباك وَإِنما قتلت خالي العاص بن هاشم، وما أعتذر من قتل مشرك. فقال له سَعِيد بْن العاص: ولو قتلته لكنت عَلَى الحق، وكان عَلَى الباطل فتعجب عمر من قوله [2] .
وكان جده أَبُو أحيحة إذا اعتم بمكة لا يعتم أحد بلون عمامته إعظامًا له، وكان يقال له:
ذو التاج.
وكان هذا سَعِيد من أشراف قريش وأجوادهم وفصحائهم، وهو أحد الذين كتبوا المصحف لعثمان بْن عفان، واستعمله عثمان عَلَى الكوفة بعد الْوَلِيد بْن عقبة بْن أَبِي معيط.
وغزا طبرستان فافتتحها، وغزا جرجان فافتتحها، سنة تسع وعشرين أو سنة ثلاثين، وانتقضت أذربيجان، فغزاها، فافتتحها في قول.
ولما قتل عثمان لزم بيته واعتزل الفتنة، فلم يشهد الجمل ولا صفين، فلما استقر الأمر لمعاوية أتاه، وله مع معاوية كلام طويل عاتبه معاوية عَلَى تخلفه عنه في حروبه، فاعتذر هو، فقبل معاوية عذره، ثم ولاه المدينة، فكان يوليه إذا عزل مروان عَنِ المدينة، ويولي مروان إذا عزله، وكان سَعِيد كثير الجود والسخاء، وكان إذا سأله سائل، وليس عنده ما يعطيه، كتب به دينًا إِلَى وقت ميسرته، وكان يجمع إخوانه كل جمعة يومًا فيصنع لهم الطعام، ويخلع عليهم، ويرسل إليهم بالجوائز، ويبعث إِلَى عيالاتهم بالبر الكثير، وكان يبعث مولى له إِلَى المسجد بالكوفة في كل ليلة جمعه ومعه الصرر فيها الدنانير، فيضعها بين يدي المصلين، وكان قد كثر المصلون بالمسجد بالكوفة في كل ليلة جمعة، إلا أَنَّهُ كان عظيم الكبر وروى سعيد هذا عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعن عمر، وعن عثمان، وعائشة. روى عنه ابناه يحيى وعمرو الأشدق، وسالم بْن عَبْد اللَّهِ بْن عمر، وعروة.
روى ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ يَحْيَى بْن سَعِيد بْن العاص، عَنْ أبيه سَعِيد، قال: استأذن أَبُو بكر عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو مضطجع في مِرْطَ [3] عَائِشَةَ، فَأَذِنَ لَهُ، وَهُوَ كَذَلِكَ، فَقَضَى حَاجَتَهُ ثُمَّ انْصَرَفَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ، فَأَذِنَ له، وهو عَلَى ذلك، فقضى حَاجَتَهُ ثُمَّ انْصَرَفَ، قَالَ عُثْمَانُ:
ثُمَّ اسْتَأْذَنْتُ عليه، فجلس، فجمع عليه ثيابه، فقضيت حاجتي ثم انصرفت. فقالت له عائشة:
__________
[1] بحث الأرض وفيها: أي حفرها وطلب الشيء فيها.
[2] ينظر كتاب نسب قريش: 176.
[3] المرط: كساء من صوف أو خز.(2/240)
مالك لم تفزع لأبي بكر وعمر كما فزعت لعثمان! فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: إن عثمان رجل حبىّ، وخشيت إن أذنت له، وأنا عَلَى حالتي تلك أن لا يبلغ في حاجته. وتوفي سَعِيد بْن العاص سنة تسع وخمسين، ولما حضرته الوفاة قال لبنيه: أيكم يقبل وصيتي؟ قال ابنه الأكبر: أنا يا أبه. قال: إن فيها وفاء ديني، قال: وما دينك؟ قال:
ثمانون ألف دينار. قال: وفيم أخذتها؟ قال: يا بني في كريم سددت خلته [1] ، وفي رجل جاءني ودمه ينزوي في وجهه من الحياء، فبدأته بحاجته قبل أن يسألنيها.
وانقطع عقب أَبِي أحيحة إلا من سَعِيد هذا، وقد قيل إن خَالِد بْن سَعِيد أعقب أيضًا، وقد تقدم ذكره.
أخرجه الثلاثة.
2083- سعيد بن عامر
(ب د ع) سَعِيد بْن عامر بْن حذيم [2] بْن سلامان بْن ربيعة بْن سعد بْن جمح القرشي الجمحي.
هذا قول أهل النسب إلا ابن الكلبي، فإنه كان يجعل بين ربيعة وسعد بْن جمح «عريجًا» فيقول: سلامان بْن ربيعة بْن عريج بْن سعد، قال الزبير: هذا خطأ من الكلبي ومن كل من قاله لأن عريجًا لم يكن له ولد إلا البنات، وأم سَعِيد أروى بنت أَبِي معيط، أخت عقبة.
قيل: إن سعيدًا أسلم قبل خيبر، وهاجر إِلَى المدينة وشهد خيبر وما بعدها من المشاهد وكان من زهاد الصحابة وفضلائهم، ووعظ عمر بْن الخطاب يومًا، فقال له: ومن يقوى عَلَى ذلك؟ قال:
أنت يا أمير المؤمنين، إنما هو أن تقول فتطاع. وولاه عمر حمص فبلغه أَنَّهُ يصيبه لمم فأمره بالقدوم عليه، فلم ير معه إلا عكازًا وقدحًا، فقال له عمر: ليس معك إلا ما أرى؟ فقال له سَعِيد: وما أكثر من هذا؟ عكاز أحمل عليه زادي، وقدح آكل فيه، فقال له عمر: أبك لَمَمٌ؟
قال: لا. قال: فما غشية بلغني أنها تصيبك؟ قال: حضرت خبيب بْن عدي حين صلب، فدعا عَلَى قريش وأنا فيهم، فربما ذكرت ذلك، فأجد فترة حتى يغشى علي، فقال له عمر: ارجع إِلَى عملك، فأبى، وناشده إلا أعفاه، فقيل: إنه أعفاه، وقيل: إنه لما مات أبو عبيدة، ومعاد ويزيد ولاه عمر حمص، فلم يزل عليها حتى مات، وقيل: استخلفه عياض بْن غنم الفهري، فأقره عمر رضي الله عنه.
__________
[1] الخلة: الحاجة والفقر.
[2] في المطبوعة: خذيم.(2/241)
وروى أَنَّهُ لما اجتمعت الروم يَوْم اليرموك استغاث أَبُو عبيدة عمر فأمده بسعيد بْن عامر بْن حذيم، وله أخبار عجيبة في زهده لا نطول بذكرها.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْقَاسِمُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الدِّمَشْقِيُّ إِجَازَةً قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ الْكِنَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي نَصْرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ حَبِيبٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْقُوبَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَغْدَادِيُّ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُوحٍ، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ دِينَاٍر، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ عُمَرُ حِمْصَ أَمَرَهُمْ أَنْ يَكْتُبُوا لَهُ فُقَرَاءَهُمْ، فَرُفِعَ الْكِتَابُ، فَإِذَا فِيهِ سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ:
مَنْ سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ؟ قَالُوا: يا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَمِيرُنَا. قَالَ: وأميركم فقير؟ قَالُوا: نَعَمْ. فَعَجِبَ فَقَالَ:
كَيْفَ يَكُونُ أَمِيرُكُمْ فَقِيرًا! أَيْنَ عَطَاؤُهُ؟ أَيْنَ رِزْقُهُ؟ قَالُوا: يا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لا يُمْسِكُ شَيْئًا، قَالَ:
فَبَكَى عُمَرُ، ثُمَّ عَمِدَ إِلَى أَلْفِ دِينَارٍ فَصَرَّهَا وَبَعَثَ بِهَا إِلَيْهِ، وَقَالَ: أَقْرِئُوهُ مِنِّي السَّلامَ، وقولوا له: بعث بها إِلَيْكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، فَاسْتَعِنْ بِهَا عَلَى حَاجَتِكَ، قال: فجاء بها الرسول، فنظر إليها فَإِذَا هِيَ دَنَانِيرُ، فَجَعَلَ يَسْتَرْجِعُ، فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: مَا شَأْنُكَ؟ أُصِيبَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ؟
قَالَ: أَعْظَمُ، قَالَتْ: فَظَهَرَتْ آيَةٌ؟ قَالَ: أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ، قَالَتْ: فَأَمْرٌ مِنَ السَّاعَةِ؟ قَالَ:
بَلْ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ، قَالَتْ: فَمَا شَأْنُكَ؟ قَالَ: الدُّنْيَا أَتَتْنِي، الْفِتْنَةُ أَتَتْنِي، دَخَلَتْ عَلَيَّ، قَالَتْ:
فَاصْنَعْ فِيهَا مَا شِئْتَ، قَالَ لَهَا: أَعِنْدَكِ عَوْنٌ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، فَصَرَّ الدَّنَانِيرَ فِيهَا صُرَرًا، ثُمَّ جَعَلَهَا فِي مِخْلاةٍ، ثُمَّ بَاتَ يُصَلِّي حَتَّى أَصْبَحَ، ثُمَّ اعْتَرَضَ بِهَا جَيْشًا مِنْ جُيُوشِ الْمُسْلِمِينَ، فَأَمْضَاهَا كُلَّهَا، فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: لَوْ كُنْتَ حَبَسْتَ مِنْهَا شَيْئًا نَسْتَعِينُ بِهِ! فَقَالَ لَهَا: سَمِعْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لَوِ اطَّلَعَتِ امْرَأَةٌ مِنْ نِسَاءِ الْجَنَّةِ إِلَى الأَرْضِ لَمَلأَتِ الأَرْضَ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ. فَإِنِّي وَاللَّهِ مَا أَخْتَارُ عَلَيْهِنَّ.
وتوفي بقيسارية من الشام، وهو أميرها سنة تسع عشرة قاله الهيثم بْن عدي، وقال أبو نعيم: توفى بالرّقة، وبها قبره، وقيل: توفي بحمص واليًا عليها بعد عياض بْن غنم. وقيل:
توفي سنة عشرين، وقيل: سنة إحدى وعشرين، وهو ابن أربعين سنة، ولم يعقب.
روى عنه عبد الرحمن بْن سابط أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: يدخل فقراء المهاجرين قبل الناس بسبعين عاما. أخرجه الثلاثة
.(2/242)
2084- سعيد أبو عبد العزيز
(د ع) سَعِيد أَبُو عبد العزيز يعد في الصحابة، روى عنه ابنه عبد العزيز أَنَّهُ قال: سئل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ خمسة نفر كانوا في سفر، فخطب بهم رجل يَوْم الجمعة، ثم صلى بهم، فلم يغير ذلك عليهم أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
2085- سعيد بن عبد بن قيس
(ب س) سَعِيد بْن عبد بْن قيس، وقيل: سَعِيد بْن عبيد بْن قيس بْن لقيط بْن عامر بْن ربيعة، وقيل: عامر بْن أمية بْن الحارث بْن فهر القرشي الفهري.
أسلم قديمًا وهاجر إِلَى أرض الحبشة الهجرة الثانية في قول جميعهم، قاله ابن شاهين.
أخرجه أَبُو عمر وَأَبُو موسى.
قلت: كذا نسبه أَبُو عمر وَأَبُو موسى، والذي ذكره ابن الكلبي في هذا النسب أَنَّهُ قال:
نافع بْن عبد قيس بْن لقيط بْن عَامِر بْن أمية بْن ظرب بْن الحارث بن فهر، وقال: ولد الحارث ابن فهر وديعة وضبّة وظربا، فولد ظرب عائشا وأمية فولد أمية عامرًا، فولد عامر بْن أمية عَبْد اللَّهِ ولقيطًا، فهذا السياق يمنع أن يكون قد غلط فيه الناسخ.
ونسبه الزبير بْن بكار، فقال: ولد الحارث بْن فهر وديعة وظربا، فولد ظرب بن الحارث أمية، ثم قال: ومن ولد أمية نافع بْن عبد قيس بْن لقيط بْن عامر بن أمية، كان مع هبار بْن الأسود يَوْم عرضا لزينب بِنْت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [1] . فقد وافق الكلبي في نسبه، عَلَى أن النسابين يختلفون أكثر من هذا، وَإِنما أردنا أن ننبه عليه، والله أعلم.
عايش: بالياء تحتها نقطتان، وشين معجمة.
2086- سعيد بن عبيد الثقفي
(د ع) سَعِيد بْن عبيد الثقفي الطائفي. رمى يَوْم الطائف فأصيب أنفه. روى عنه ابنه إِسْمَاعِيل أن أبا سفيان رمى أباه سعيدا يوم الطائف بسهم فأصاب عينه، فَأُتِيَ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: يا رَسُول اللَّهِ، إن هذه عيني أصيبت فِي سبيل اللَّه، فقال رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: إن شئت دعوت اللَّه فرد عليك عينك، وَإِن شئت فعين في الجنة. قال: عين في الجنة. أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
__________
[1] ينظر كتاب نسب قريش: 443/ 445.(2/243)
2087- سعيد بن عبيد القاري
(ع س) سَعِيد بْن عبيد القاري. وقيل: سعد، وقد تقدم، روى عَبْد الرزاق عَنِ الثوري، عَنْ قيس بْن مسلم، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن أَبِي لَيْلَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ عبيد، وكان يدعى في زمن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
القاري، وكان لقي عدوًا فانهزم منهم، فقال له عمر: هل لك في الشام، لعل اللَّه أن يمن عليك بالشهادة؟ قال: لا، إلا العدو الذي فررت منهم، قال: فخطبهم بالقادسية، فقال: إنا لاقو العدو غدًا إن شاء اللَّه، وَإِنا مستشهدون، فلا تغسلوا عنا دما، ولا نكفن إلا فِي ثوب كان علينا.
أخرجه أَبُو نعيم وَأَبُو موسى، وقال أَبُو مُوسَى: أورده أَبُو زكريا مستدركًا عَلَى جَدّه، يعني ابن منده، وأورده جده في سعد إلا أن الطبراني وغيره أوردوه في سعد، وسعيد جميعًا. قلت: وقد أورده أَبُو نعيم فيهما جميعا، وقد أخذ بعض العلماء، وهو عبد الغني بْن سرور المقدسي [1] عَلَى أَبِي نعيم هذه الترجمة، وقال: قال- يعني أبا نعيم: سعد بْن عُبَيْد بْن النعمان بْن قيس بْن عمرو بْن زيد بْن أمية القاري الأنصاري، وذكر ما تقدم ذكره في سعد بْن عبيد من شهوده بدرًا وغير ذلك، ثم قال: وقال، يعنى أبا نعيم، بعد تراجم كثيرة: سعد بْن النعمان بْن قيس بْن عمرو الظفري شهد بدرًا، قال: وروى، يعني أبا نعيم، بِإِسْنَادِهِ عَنْ عروة فيمن شهد بدرًا من الأنصار:
سعد بْن النعمان بْن قيس بْن عَمْرو بْن زيد بْن أمية الظفري، فإن أبا نعيم أسقط أباه ونسبه إِلَى جده، فإنه سعد بْن عبيد بْن النعمان، وقال: ذكر أَبُو نعيم في ترجمة أخرى في باب سَعِيد:
سَعِيد بْن عبيد القاري، وكان لفي عدوًا فانهزم منهم، فقال عمر: هل لك في الشام؟ وقد ذكرناه في هذه الترجمة، قال عبد الغني: هذه التراجم الثلاث لرجل واحد، وهو سعد بن عبيد ابن النعمان بْن قيس بْن عَمْرو بْن زَيْد بْن أمية القاري المذكور في الترجمة الأولى، والترجمة التي قال فيها: سَعِيد، لا قائل به.
قلت: هذا القول وهم منه، فإن أبا نعيم قد روى سعيدًا عَنِ الطبراني، وهو الإمام الثقة الحافظ، وقال أَبُو موسى، كما ذكرناه عنه أول الترجمة: أورده أَبُو زكريا مستدركًا عَلَى جده، وأورده جده في سعد، إلا أن الطبراني وغيره أوردوه في سعد، وسعيد جميعًا، فهذا كلام أَبِي موسى يوافق أبا نعيم في أن الطبراني أخرجه، وزاد عَلَى أَبِي نعيم بقوله: «وغيره» فكيف يقول عبد الغني: لا قائل به. فلو ترك أبو نعيم هذه الترجمة كما تركها ابن مندة لاستدركوه عليه،
__________
[1] هو أبو محمد عبد الغنى بن عبد الواحد بن على بن سرور المقدسي، ولد سنة 541، وقد انتهى إليه حفظ الحديث متنا وإسنادا ومعرفة بفنونه، مع الورع والعبادة، وتوفى سنة 600، ينظر العبر للذهبى: 4/ 313.(2/244)
كما استدركوه عَلَى ابن منده، وحيث ذكره قيل هما واحد، ولم يقل أحد إنه سَعِيد، فما الحيلة؟
اللَّه المستعان.
وقول عبد الغني إن سعد بْن النعمان بْن قيس الظفري أسقط أَبُو نعيم أباه عبيدًا، ونسبه إِلَى جده، وجعله في الرواية عَنِ ابن لهيعة، عَنْ أَبِي الأسود، عَنْ عروة ظفريًا، وساق نسبه إلى زيد ابن أمية، وهذا تناقض ظاهر، وعبد الغني قد وافق وصرح أن هذا الإسناد إِلَى عروة لا يعتمد عليه، ولا يوثق به، لما فيه من مخالفة الناس، فأما سعد بْن عبيد، وسعيد بْن عبيد، فهما واحد، وقد نبه أَبُو نعيم وَأَبُو موسى، فقالا: قيل: سعد، وقال الطبراني وغيره: سَعِيد، وأما كونه جعل سعد بْن عبيد هو سعد بْن النعمان، وأن أبا نعيم نسبه في إحداهما إِلَى أبيه عبيد، وفي الثانية إِلَى جده، فكيف يكون هو هو؟! وسعد بْن عُبَيْد بْن النعمان بْن قيس بْن عمرو بْن زيد بْن أمية ابن زيد بْن مالك بْن عوف بْن عمرو بْن عوف بْن مالك بْن الأوس، وسعد بْن النعمان لم ينسبه أَبُو نعيم إنما قال: سعد بْن النعمان الظفري، وظفر اسمه كعب، وهو ابن الخزرج بْن عمرو ابن مالك بْن الأوس، لا يجتمعان إلا في مالك بْن الأوس بعد عدة آباء! والذي يقع لي أن عبد الغني رَأَى في ترجمة سعد بْن النعمان الظفري من كتاب أَبِي نعيم ما رواه بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابن لهيعة، عَنْ أَبِي الأسود، عَنْ عروة في تسمية من شهد بدرا من الأنصار: سعد بْن النعمان بْن قيس بْن عَمْرو بْن زيد بْن أمية، فعبد الغني قد طعن في هذا الإسناد في غير موضع، وقال: إنه يخالف أهل السير، فكيف يعتمد عليه الآن، وَأَبُو نعيم قد صدر هذه الترجمة بأنه ظفري، وقد روى في ترجمة سعد بْن عبيد، عَنِ ابن شهاب وموسى بْن عقبة وابن إِسْحَاق، وغيرهم أَنَّهُ من بني أمية بْن زيد من بني عمرو بْن عوف، والله أعلم.
2088- سعيد بن عثمان
(س) سَعِيد بْن عثمان الأنصاري الزرقي، أخو عقبة.
روى مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، عَنْ يحيى بْنِ عَبَّادِ بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: والله إني لأسمع قول معتب بْن قشير، أخي بني عمرو بْن عوف والنعاس يغشاني، ما أسمعه إلا كالحلم، حين قال: «لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَا قتلناها هنا» ثم قال:
إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ، إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا الله(2/245)
عَنْهُمْ 3: 155 فالذين استزلهم الشيطان، ثم عفا اللَّه عنهم: عثمان بْن عفان، وسعيد بْن عثمان، وعلقمة بْن عثمان، وقال الطبراني: شهد عثمان بدرًا.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى، وقَالَ: أَخْرَجَهُ ابْنُ منده في سعد بْن عثمان.
معتب: بضم الميم وفتح العين، وكسر التاء المشددة فوقها نقطتان، وآخره باء موحدة.
2089- سعيد العكي
(س) سَعِيد العكي ثم الآهلي [1] . ذكره أَبُو بكر بْن أَبِي علي هكذا، وقال: أخرجه ابن أَبِي عاصم في الآحاد والمثاني، وَإِنما هو سويد الآهلي، صحفه بعضهم، وقد أورده ابن أَبِي علي في سويد عَلَى الصواب.
أخرجه كذا أبو موسى
2090- سعيد بن عمرو التميمي
(ب) سَعِيد، وقيل: معبد بْن عمرو التميمي، حليف لبني سهم، وقد قيل: إنه كان أخا تميم بْن الحارث بْن قيس بْن عدىّ لأمه، قاله ابن إِسْحَاق [2] وموسى بْن عقبة والزبير. وقال الواقدي وَأَبُو معشر: هو معبد بْن عمرو، وذكراه فيمن هاجر إِلَى الحبشة الهجرة الثانية، وقال الزبير: قتل يَوْم أجنادين شهيدًا.
أخرجه أبو عمر.
2091- سعيد بن عمرو الأنصاري
سَعِيد بْن عمرو بْن غزية الأنصاري. ذكره أَبُو عمر مدرجا في ترجمة أخيه الحارث بْن عمرو [3] ذكره ابن الدباغ الأندلسي.
2092- سَعِيد بن عمرو الكندي
سَعِيد بْن عمرو الكندي. روى حديثه مُحَمَّد بْن المطلب الخزاعي، عَنْ علي بْن قرين، عَنْ عبيدة بْن حريث الكندي، عَنِ الصلت بْن حبيب الشني، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عمرو الكندي، قَالَ: شَهِدْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم.. قاله ابن ماكولا.
الشى: بالشين المعجمة المفتوحة، وبعدها نون.
__________
[1] في مستدرك التاج، مادة أهل: وسويد الآهلى، بكسر الهاء.
[2] الّذي ذكره ابن إسحاق أنه أخو بشر بن الحارث، ينظر سيرة ابن هشام: 2/ 365
[3] الاستيعاب: 295.(2/246)
2093- سعيد بن القشب
(ب) سَعِيد بْن القشب الأزدي حليف بني أمية، ولاه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم جرش [1] .
أخرجه أبو عمر مختصرا.
2094- سعيد بن قيس
(ع س) سَعِيد بْن قَيْسِ بْن صَخْرِ بْن حَرَامِ بْن رَبِيعة بْن عدي بْن غنم بْن كعب بْن سلمة الأنصاري السلمي.
روى عَنْ عروة بْن الزبير، في تسمية من شهد بدرا من الأنصار: سَعِيد بْن قيس بْن صخر.
ونسبه كما ذكرناه.
أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى.
2095- سعيد مولى كبيرة
(د ع) سَعِيد مولى كبيرة [2] بنت سفيان، مسح النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأسه.
روى يحيى بْن أَبِي ورقة بْن سَعِيد، عَنْ أبيه، قال: حدثتني مولاتي كبيرة [2] بنت سفيان، وكانت قد أدركت الجاهلية والإسلام، وكانت من المبايعات، قالت: قلت: يا رَسُول اللَّهِ، إني وأدت أربع بنات لي في الجاهلية؟ قال: اعتقي أربع رقاب. قالت: فأعتقت أباك سعيدًا، وابنه ميسرة، وجبيرًا، وأم ميسرة. أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
2096- سَعِيد بْن مينا
سَعِيد بْن مينا، مولى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، ذكره الحافظ أبو بكر أحمد بْن علي الخطيب، في كتاب «المتفق والمفترق» له، فقال: سَعِيد بْن مينا اثنان، أحدهما يذكر أن لَهُ صحبة ورواية عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، روى عنه عطاء بْن أَبِي رباح، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قال: فر من المجذوم فرارك من الأسد ذكره الأشيري.
2097- سعيد بن نمران
(ب) سَعِيد بْن نمران الهمداني الناعطي [3] . كان كاتبًا لعلي، وأدرك من حياة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعوامًا، وشهد اليرموك، وسار إِلَى العراق مددًا لأهل القادسية، وكان من أصحاب حجر بن
__________
[1] جرش: من مخاليف اليمن من جهة مكة
[2] في المطبوعة: كثيرة، بالثاء، وقد أوردها كذلك ابن مندة، ينظر ترجمتها فيما يأتى.
[3] ناعط: مخلاف باليمن، وبه لقب ربيعة بن مرثد، أبو بطن من همدان. (القاموس) .(2/247)
عدي، وسيره زياد مع حجر إِلَى الشام، فأراد معاوية قتله مع حجر، فشفع فيه حمزة بْن مالك الهمداني، فخلى سبيله، ولما غلب المختار عَلَى الكوفة استقضى عَبْد اللَّهِ بْن عتبة بْن مسعود، فتمارض، ولما ولي مصعب بْن الزبير الكوفة، استقضى سَعِيد بْن نمران ثم عزله، وولى عبد الله ابن عتبة بن مسعود الهذلي، وروى سعيد عن ابى بكر، روى عنه عامر بن سعد.
أخرجه أبو عمر مختصرا.
2098- سعيد بن نوفل
(د ع) سَعِيد بْن نوفل. روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الاستئذان، رواه علي بْن زيد بْن جدعان، عَنْ عمار بْن أَبِي عمار، عنه، بذلك.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو نعيم: هو عندي مرسل.
2099- سعيد بن وقش
(د) سَعِيد بْن وقش الأسدي. من بني غنم بْن دودان، هاجر مع أهله إِلَى المدينة.
أَخْبَرَنَا عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بِإِسْنَادِهِ إِلَى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، قَالَ: ثُمَّ قدم المهاجرون أرسالا، وَكَانَ بنو غنم بْن دودان أهل إسلام، قَدْ أوعبوا إِلَى المدينة مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هجرة رجالهم ونساؤهم [1] ، منهم: سَعِيد بْن وقش.
أخرجه هاهنا ابن منده، وأخرجه أَبُو عمر وَأَبُو نعيم وَأَبُو موسى في سَعِيد بْن رقيش، وقد تقدم ذلك والكلام عليه هناك.
قلت: وقال ابن مندة هاهنا: سَعِيد بْن وقش، أنصاري من بني غنم بْن دودان، ثم ينقل عَنِ ابن إِسْحَاق: وكان بنو غنم بْن دودان أهل إسلام، منهم: سَعِيد بْن وقش، فكيف يكون أنصاريًا وهو من بني غنم بْن دودان، وهم بطن من أسد بْن خزيمة! ولعله حيث رَأَى رقيش ظنه غلطًا، ووقش من أسماء الأنصار من بنى عبد الأشهل، فجعله أنصاريًا، ولم ينظر إِلَى أَنَّهُ متناقض، والله أعلم.
2100- سعيد بن وهب
(س) سَعِيد بْن وهب الخيواني الهمداني. أدرك الجاهلية، كوفي يروي عَنِ الصحابة.
أخرجه أَبُو موسى مختصرا.
__________
[1] ينظر سيرة ابن هشام: 1/ 472.(2/248)
2101- سعيد بن يربوع
(ب د ع) سَعِيد بْن يربوع بْن عنكثة بْن عَامِر بن مخزوم القرشي المخزومي، أَبُو هود، وقيل أَبُو عبد الرحمن، وأمه هند [1] بنت سعيد بن رئاب بْن [2] سهم، وقال الزبير: أمه هند بنت أَبِي المطاع بْن عثمان بْن عَمْرو بْن كعب بْن سعد بن تيم بن مرة.
قيل: أسلم قبل الفتح وشهده، وقيل: هو من مسلمة الفتح، وكان اسمه صرمًا فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم سعيدا، وقال عَلَى بْن المديني: كان لقبه صرما، وقال غيره: أصرم فسماه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سعيدا، وليس بشيء.
وروى عمر بْن عثمان بْن عبد الرحمن بْن سَعِيد بْن يربوع بْن عنكثة، عَنْ أبيه، عَنْ جده، وكان اسمه الصرم، فسماه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سعيدًا، وإن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قال له: أينا أكبر، أنا أو أنت؟ فقلت: يا رَسُول اللَّهِ، أنت أكبر مني وأخير، وأنا أقدم ميلادًا منك، وذكره في المؤلفة قلوبهم، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاه من غنائم حنين خمسين بعيرًا.
وروى أيضًا قصة ابن خطل والحويرث بْن نقيد وابن أَبِي سرح ومقيس بْن صبابة، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بقتلهم، فأما حويرث فقتله علي، وأما مقيس فقتله الزبير، وأما ابن أَبِي سرح فاستأمن له عثمان، وأما ابن خطل فقتل أيضًا.
وتوفي سَعِيد سنة أربع وخمسين بالمدينة وقيل بمكة، وكان عمره مائة سنة وأربعًا وعشرين سنة، وقيل: مائة سنة وعشرون سنة، وله دار بالمدينة، وعمي أيام عمر بْن الخطاب، فأتاه عمر يعزيه بذهاب بصره، وقال: لا تدع الجمعة ولا الجماعة فِي مسجد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: ليس لي قائد، فبعث إليه عمر بقائد من السبي.
أخرجه الثلاثة.
2102- سعيد بن يزيد
(ب د ع) سَعِيد بْن يَزِيدَ الأزدي من أزد بْن الغوث، يعد في المصريين، روى عنه أَبُو الخير اليزني، وزعم أن له صحبة.
روى اللَّيْث بْن سعد، عَنْ يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَزِيدَ أن رجلًا قال: يا رَسُول اللَّهِ، أوصي، قال: أوصيك أن تستحيي من اللَّه، عز وجل، كما تستحيي رجلا صالحا من قومك.
__________
[1] في كتاب نسب قريش 343: وأمه لبني.
[2] في الأصل والمطبوعة: من سهم، وينظر المرجع المتقدم.(2/249)
قال أَبُو عمر: وأما الذي رأينا من روايته فعن ابن عمر.
أخرجه الثلاثة.
2103- سعيد بن سهيل
(ب) سَعِيد، بضم السين وفتح العين، تصغير سعد، فهو سَعِيد بْن سهيل الأنصاري الأشهلي، مذكور فيمن شهد بدرًا، ولم يذكره ابن إِسْحَاق، أخرجه أَبُو عمر هكذا مضمومًا.
قلت: قد أخذ عليه بعض العلماء هذا، وقال: قد ذكره أَبُو عمر في سَعِيد، بفتح العين، ابن سهيل، وعاد ذكره هاهنا، وليس عَلَى أَبِي عمر في هذا مطعن، فإن ذلك من بنى عبد الأشهل ابن حارثة بْن دينار بْن النجار خزرجي، ولا ينسب إِلَى هذا أشهلي، فإذا قيل: أشهلي مطلقًا، فلا يراد به إلا عبد الأشهل بْن جشم بْن الحارث من الأوس، وذلك ذكره ابن منده وَأَبُو نعيم:
سعد بْن سهيل، وذكره أَبُو عمر: سَعِيد، بزيادة ياء، وقالوا: إن ابن إِسْحَاق ذكر أَنَّهُ شهد بدرًا، وذكر أبو عمر هذا، وقال: لم يذكره ابن إِسْحَاق فيمن شهد بدرًا، ويمكن أن يكون أَبُو عمر أخطأ في تصغيره، وحيث صغره لم نر ابن إِسْحَاق ذكره، ولكنه يبعد من مثل ذلك الإمام الفاضل أن يشتبه عليه هذا فيعدل عَنْ تلك الترجمة، وهو قد انتهى إِلَى هذه المصغرة من غير يقين، والله أعلم.
2104- سعير بن سوادة
(د ع) سعير، بضم السين وفتح العين وبعد الياء راء، هو: سعير بْن سوادة العامري، أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، روى عنه عتوارة.
أَخْرَجَهُ ابْن منده وَأَبُو نعيم مختصرا، وقَالَ أَبُو نعيم: ذكره بعض المتأخرين وقال: هو سفيان بْن سوادة، ولم يذكر ابن منده هذا في هذه الترجمة، والله أعلم.
2105- سعير بن العداء
(د ع) سعير بْن العداء الفريعي، يعد في الحجازيين.
روى عَبْد اللَّهِ بْن يحيى بْن سليمان، قال: أتاني ابن لسعير بْن العداء، ومعه كتاب من مُحَمَّد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لسعير بْن عداء: إني أحضرتك الزجيج [1] وذكر الحديث. أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
__________
[1] كذا في الأصل، وفي المطبوعة: زج، على أن في النهاية: الزج ماء أقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم العداء بن خالد.(2/250)
باب السين والفاء
2106- سفيان بن أسد
(ب د ع) سفيان بْن أسد، ويقال: ابن أسيد، وأسيد الحضرمي، شامي، روى عَنْهُ جُبَيْر بْن نفير.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ بْنُ أَبِي الرَّجَاءِ الثَّقَفِيُّ إِجَازَةً بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي عَاصِمٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا الْحَوْطِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ نَجْدَةَ، عَنْ بَقِيَّةَ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ ضُبَارَةَ بْنِ مَالِكٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ أَسَدٍ الْحَضْرَمِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: كَبُرَتْ جِنَايَةً أَنْ تُحَدِّثَ أَخَاكَ حَدِيثًا هُوَ لَكَ مُصَدِّقٌ، وَأَنْتَ له كاذب. أخرجه الثلاثة
2107- سفيان بن ثابت
(ب) سفيان بْن ثابت الأنصاري. استشهد يَوْم بئر معونة، هو وأخوه مالك بْن ثابت، ذكر ذَلِكَ الواقدي.
أخرجه أَبُو عمر.
2108- سفيان بن حاطب
(ب س) سفيان بْن حاطب بْن أميه بْن رافع بْن سويد بْن حرام بْن الهيثم بْن ظفر الأنصاري الظفري، شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد، واستشهد يَوْم بئر معونة، ذكره ابن شاهين.
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى.
2109- سفيان بن الحكم
(ب د ع) سفيان بْن الحكم بْن سفيان الثقفي أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ يَعِيشُ بْنُ صَدَقَةَ بْنُ عَلِيٍّ الْفَقِيهُ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَرْبٍ، أَخْبَرَنَا قَاسِمُ بْنُ يَزِيدَ الْجَرْمِيُّ، أَخْبَرَنَا سفيان، عن منصور، عن مجاهد، عن الحكم بْنِ سُفْيَانَ، أَوْ سُفْيَانَ بْنِ الْحَكَمِ الثَّقَفِيِّ، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ فَنَضَحَ فَرْجَهُ.
وَرَوَاهُ شُعَبْةُ وَوَهْبٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ نحوه.
أخرجه الثلاثة
.(2/251)
2110- سفيان بن خوئى
سفيان بْن خولي بْن عبد عمرو بْن خولى بن همام بْن الفاتك بْن جابر بْن حدرجان بْن عساس بْن ليث بْن حداد بْن ظالم بْن ذهل بْن عجل بْن عَمْرو بْن وديعة بْن لكيز بْن أفضى بْن عبد القيس، العبدي من عبد القيس، وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأسلم.
ذكره ابن الكلبي [1] .
2111- سفيان بن أبى زهير
(ب د ع) سفيان بْن أَبِي زهير الأزدي الشنوي، من أزد شنوءة، واسم أَبِي زهير القرد، قاله ابن المديني وشباب، وقيل: سفيان بْن نمير بْن مرارة بْن عَبْد اللَّهِ بْن مالك بْن نصر بْن الأزد بْن الغوث، وقيل: إنه نميري، وقيل: نمري، والأول أكثر. ولا يختلفون أَنَّهُ من أزد شنوءة، فربما كان في أجداده من اسمه نمر أو نمير، فنسب إليه، قال أَبُو أحمد العسكري يعني أَنَّهُ من النمر بْن عثمان بْن نصر بْن زهران. وهذا النسب المتقدم ذكره ابن منده وَأَبُو نعيم، ولا شك قد سقط منه شيء، وهو معدود فِي أهل المدينة.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودِ بن سعد وَأَبُو يَاسِرِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ بِإِسْنَادَيْهِمَا إِلَى مُسْلِمِ بْنِ الْحَجَّاجِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابن الزُّبَيْرِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: يُفْتَحُ الشَّامُ، فَيَخْرُجُ قَوْمٌ مِنَ الْمَدِينَةِ بِأَهْلِهِمْ يَبِسُّونَ [2] ، وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ. أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَرَمِ مَكِّيُّ بْنُ زَيَّانَ بْنِ شَبّه النَّحْوِيُّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خصيفة، عن السائب بن يزيد، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ، وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ أَزْدِ شَنُوءَةَ، مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: مَنِ اقْتَنَى كَلْبًا لا يُغْنِي عَنْهُ زَرْعًا وَلا ضَرْعًا، نَقَصَ مِنْ عَمَلِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطٌ، قَالَ: أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: إِي وَرَبِّ هَذَا الْمَسْجِدِ.
وقال أَبُو أحمد العسكري: روى جرير، عَنْ هشام بْن عروة فقال: سفيان بْن أَبِي العوجاء، وهما واحد، ولعل أبا العوجاء لقب، وجعله ابن أَبِي عاصم ثقفيا، والله أعلم.
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] ينظر جمهرة أنساب العرب: 280.
[2] في المطبوعة: ينسون. ويبسون: يسوقون ويزجرون. ينظر النهاية.(2/252)
2112- سفيان بن زيد
(د ع) سفيان بْن زيد الأزدي، من أزد شنوءة، ذكره مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الْبُخَارِيّ فِي الصحابة.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم. وقال أَبُو نعيم: وقيل: ابن زيد، روى عنه ابن سيرين في العتيرة.
2113- سفيان بن سهل
(د ع) سفيان بْن سهل، وقيل: ابن أَبِي سهل. روى شريك، عَنْ عَبْد الْمَلِكِ بْن عمير، عَنْ قبيصة بْن جابر، عَنِ المغيرة بْن شعبة، قال: رأيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو آخذ بحجزة سفيان بْن سهل، وهو يقول: [يا] [1] سفيان، لا تسبل إزارك، فإن اللَّه لا يحب المسبلين. أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
2114- سفيان بن صهابة
(د ع) سفيان بْن صهابة المهري، وهو الخريق الشاعر، قاله ابن أَبِي داود.
أخرجه ابن مندة وأبو نعيم مختصرا.
2115- سفيان بن عبد الأسد
(ب) سفيان بْن عبد الأسد. مذكور في المؤلفة قلوبهم، فيه نظر.
أخرجه أَبُو عمر.
2116- سفيان بن عبد الله
(ب د ع) سفيان بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي ربيعة بن الحارث بْن مالك بْن حطيط بْن جشم بْن ثقيف، الثقفي الطائفي. كذا نسبه أَبُو أحمد العسكري.
له صحبة ورواية، وكان عاملًا لعمر بْن الخطاب رضي اللَّه عنه عَلَى الطائف، استعمله عليه إذ عزل عثمان بْن أَبِي العاص عنها، ونقل عثمان إِلَى البحرين.
روى عَنْ سفيان ابنه عَبْد اللَّهِ بْن سفيان، ويقال: ابنه أَبُو الحكم بْن سفيان، وعروة بْن الزبير، ومحمد بْن عَبْد اللَّهِ بْن ماعز، ونافع بْن جبير روى ابن شهاب، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الرحمن بْن ماعز العامري، عَنْ سفيان بن عبد الله الثقفي، قال: قلت: يا رَسُول اللَّهِ، حدثني بأمر أعتصم به، قال: قل: ربي اللَّه، ثم استقم.
وقد رواه شعبة، عَنْ يعلى بْن عطاء، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن سفيان، عَنْ أبيه. ورواه بشر بْن المفضل، عَنْ سفيان بْن عَبْد الله، عن أبيه.
__________
[1] مكانها في المطبوعة: أخبرنا.(2/253)
أخرجه الثلاثة، إلا أن أبا عمر قال: مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن ماعز [1] ، وقال ابن منده وَأَبُو نعيم:
مُحَمَّد بْن عبد الرحمن بْن ماعز، وهو أصح.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَطِيبُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْخَطَّابِ نَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَطَرِ إجازة إن لم يكن سماعًا، أخبرنا أبو مُحَمَّدِ بْنُ يَحْيَى الْبَيِّعُ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ الْمَحَامِلِيُّ، أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سُفْيَانَ بن عبد الله الثقفي، قال: قلت: يا رَسُول اللَّهِ، قُلْ لِي قَوْلًا فِي الإِسْلامِ لا أَسْأَلُ عَنْهُ أَحَدًا بَعْدَكَ. قَالَ: قُلْ: آمَنْتُ باللَّه، عَزَّ وَجَلَّ، ثُمَّ اسْتَقِمْ. أَخْرَجَهُ الثلاثة.
2117- سفيان بن عطية
(ب د ع) سفيان بْن عطية بْن ربيعة الثقفي. وقال ابن أَبِي خيثمة: هو عطية بْن سفيان [2] .
وهو طائفي، قدم مع وَفْدُ ثَقِيفٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، روى مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، عَنْ عِيسَى بْن عَبْد اللَّهِ، عَنْ سفيان بْن عطية بْن ربيعة الثقفي، قال: وفدنا من ثَقِيفٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فضرب لهم قبة، فأسلموا في النصف من رمضان، فأمرهم فصاموا ما استقبلوا منه، ولم يأمرهم بقضاء ما فاتهم.
أخرجه الثلاثة.
2118- سفيان بن عمير
(س) سفيان بْن عمير بْن وهب، من بنى النضير، ذكرناه في سعد [3] بْن وهب، أخرجه أَبُو موسى كذا مختصرا.
2119- سفيان بن أبى العوجاء
(ع س) سفيان بْن أَبِي العوجاء، أَبُو ليلى الأنصاري. أورده الطبراني وغيره في هذا الباب، يعرف بكنيته، ويرد في الكنى، فإنه بها أشهر، إن شاء اللَّه تعالى، واختلف في اسمه عَلَى وجوه كثيرة، فقيل: سفيان، وقيل: أوس، وقيل: بلال، وقيل: داود، ويرد في غير هذا الباب إن شاء اللَّه تعالى، من الكنى وغيرها.
أخرجه أَبُو نعيم وأبو موسى.
__________
[1] في الاستيعاب 630: بن عامر.
[2] ينظر سيرة ابن هشام: 2/ 540.
[3] في الأصل والمطبوعة: سعيد. والصواب ما أثبتناه.(2/254)
قلت: قال بعض العلماء: سفيان بْن أَبِي العوجاء رجل من التابعين، ليست له صحبة، يكنى: أبا ليلى أيضًا، فقولهما في اسم أَبِي ليلى سفيان، وهم منهما، قال مسلم. سفيان بْن أَبِي العوجاء أَبُو ليلى، عَنْ أَبِي شريح. وقال البخاري: سفيان بْن أَبِي العوجاء عَنْ أَبِي شريح. وقال أَبُو أحمد: سفيان بْن أَبِي العوجاء أَبُو ليلى السلمي، عَنْ أَبِي شريح خويلد بْن عمرو الخزاعي.
وقال أَبُو أحمد العسكري: سفيان بْن أَبِي العوجاء النمري. قال: وهما واحد. يعني هو وسفيان ابن أَبِي زهير النمري، الذي تقدم ذكره، قال: ولعل أبا العوجاء لقب له، والله أعلم.
2120- سفيان بن قيس بن أبان
(ب د ع) سفيان بْن قيس بْن أبان الثقفي الطائفي، له صحبة، ولأخيه وهب بْن قيس صحبة، روت عنهما أميمة بنت رقيقة، عَنْ رقيقة، قالت: جَاءَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يطلب النصر من الطائف، فدخل علي فسقيته سويقًا، فشرب، وقال: لا تعبدي طاغيتهم، ولا تصلي لها.
فقلت: إذن يقتلوني، فقال: إذا جاءوك فقولي: ربي رب هذه الطاغية ووليها ظهرك إذا صليت.
قالت [بنت [1]] رقيقة: حدثني أخواي وهب وسفيان ابنا قيس، قالا: لما أسلمت ثقيف أتينا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما فعلت أمكما؟ فقلنا: ماتت عَلَى الحال التي تركت. فقال: أسلمت أمكما إذًا. أخرجه الثلاثة.
2121- سفيان بن قيس الكندي
(س) سفيان بْن قيس الكندي. وفد مع الأشعث بْن قيس إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأمره أن يؤذن لهم، فلم يزل يؤذن حتى مات.
أخرجه أَبُو موسى.
قلت: هذا سفيان، قيل فيه: سيف، وهو أخو الأشعث، وقد ذكرناه في سيف.
2122- سفيان بن مجيب
(د ع) سفيان بْن مجيب [2] . ذكر أَنَّهُ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، روى عنه حجاج بْن عبيد الثمالي فِي صفة جهنم أن فيها سبعين ألف واد.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم مختصرا، وقد روى أَبُو عمر هذا الحديث في نفير بْن مجيب بالنون، ووافقه، البخاري وابن أبى حاتم والدار قطنى وابن ماكولا، ويذكر هناك إن شاء اللَّه تعالى،
__________
[1] عن ترجمة رقيقة الثقفية.
[2] في المطبوعة: مجيب، والضبط عن المشتبه: 575.(2/255)
إلا أن ابن قانع وابن منده وأبا نعيم ذكروه: سفيان، وقد ذكره أَبُو أحمد العسكري، فقال:
نفير بْن مجيب، أو سفيان بْن مجيب، روى أن في جهنم سبعين ألف واد، والله أعلم.
2123- سفيان بن معمر
(ب د ع) سفيان بْن معمر بْن حبيب بْن وهب بْن حذافة بن جمح القرشي الجمحي، أخو جميل بْن معمر، يكنى أبا جابر، كان من مهاجرة الحبشة، وابنه الحارث بْن سفيان [1] أتى به من أرض الحبشة. قال ابن إِسْحَاق: هاجر سفيان بْن معمر الجمحي ومعه ابناه جابر وجنادة، ومعه حسنة امرأته، وهي أمهما، وأخوهما لأمهما شرحبيل بْن حسنة. وقال ابن إِسْحَاق: كان سفيان من الأنصار، ثم أحد بني زريق بْن عامر من بني جشم بْن الخزرج، قدم مكة فأقام بها، ولزم معمر ابن حبيب الجمحي فتبناه، وزوجه حسنة ولها شرحبيل من رجل آخر، وغلب معمر عَلَى نسب سفيان هذا ونسب بنيه، فهم ينسبون إليه، قال: وهلك سفيان وابناه جابر وجنادة في خلافة عمر ابن الخطاب رضي اللَّه عنه.
وقال الزبير بْن بكار: هو سفيان بْن معمر بْن حبيب بْن وهب بْن حذافة بْن جمح، أمه أم ولد، وهو من مهاجرة الحبشة، وكانت تحته حسنة التي ينسب إليها شرحبيل بْن عبد الله ابن المطاع، وتبنته وليس بابن لها، كانت مولاة لمعمر بْن حبيب، قال: وليس لسفيان ولا لأخيه جميل بْن معمر عقب.
وروى مُوسَى بْن عقبة، عَنِ ابْنِ شهاب، في تسمية الذين هاجروا إلى أرض الحبشة بن بني جمح: سفيان بْن معمر بْن حبيب.
أخرجه الثلاثة
1224- سفيان بن نسر
(ب س) سفيان بْن نسر بْن زيد بن الحارث الأنصاري الخزرجي، من بنى حشم بن الحارث ابن الخزرج، شهد بدرًا وأحدًا، قاله أَبُو عُمَر.
وقَالَ ابن ماكولا: سفيان بْن نسر بْن عمرو الأنصاري، يعني بالنون والسين المهملة، ومثله قال ابن الكلبي، وَأَبُو موسى، وعبد الملك بْن هشام، والواقدي، وعبد اللَّه بْن مُحَمَّد عمارة القداح قال مُحَمَّد بْن حبيب: من قال فيه: بشر- بالباء الموحدة والشين المعجمة- فقد أخطأ إنما هو نسر بالنون، والسين المهملة
__________
[1] ينظر: 1/ 395 من هذا الكتاب.(2/256)
وروى البكائي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق: بشر، بالباء والشين المعجمة.
وروى يونس بْن بكير، عَنِ ابن إِسْحَاق: بشير بْن زيادة ياء تحتها نقطتان، والأول أصح وأكثر.
قال ابن ماكولا: الصواب نسر، يعني بالنون والسين المهملة. قال: وقيل: إنه ليس من الأنصار، وَإِنما هو حليف لَهُم.
أخرجه أَبُو عمر وَأَبُو موسى
2125- سفيان أبو النضر
(ب س) سفيان أبو النّضر الهذلي. روى عنه ابنه النضر، قال: خرجنا في عير لنا إِلَى الشام، فلما كنا بين الزرقان ومعانة [1] عرسنا من الليل، فإذا بفارس يقول وهو بين السماء والأرض: أيها الناس، هبوا، فليس هذا بحين رقاد قد خرج أحمد، وطردت الشياطين كل مطرد، ففزعنا، فرجعنا إِلَى أهلنا فإذا هم يذكرون اختلافًا بمكة بين قريش، وقد خرج فيهم نبي من بني عبد المطلب اسمه أحمد.
قال ابن أَبِي حاتم: النضر بْن سفيان الدؤلي، عَنْ أَبِي هريرة، روى عنه مسلم بْن جندب.
أخرجه أبو عمر وأبو موسى.
2126- سفيان بن هانئ
(د ع) سفيان بْن هانئ بْن جبر بن عمرو بن سعد الفوي، بْن ذاخر بْن شرحبيل بْن عمرو بْن شرحبيل بْن عمرو بْن يعفر بْن عريب بْن شراحيل- ويقال: شرحبيل ثويب- أَبُو سالم الجيشاني، عداده في المصريين.
وفد عَلَى عَليّ بْن أَبِي طَالِب، رَضِيَ اللَّه عنه، وروى عنه، وعن عقبة بْن عامر، وزيد بن خالد، وكان عدوىّ المذهب، روى عنه الحارث بْن يَزِيدَ، وواهب بْن عَبْد اللَّهِ، وغيرهما، اختلف في صحبته.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
الفوي: بفتح الفاء وتشديد الواو.
2127- سفيان بن همام
(ب د ع) سفيان بْن همام المحاربي، من محارب بْن خصفة بْن قيس عيلان، وقيل:
من محارب عبد القيس.
__________
[1] كذا في الأصل والمطبوعة، ولعلها: معان، وهي مدينة في طرف بادية الشام (مراصد الاطلاع) .(2/257)
روى يَزِيدُ بْن الْفَضْلِ بْن عَمْرِو بْن سُفْيَانَ المحاربي، عَنْ أبيه، عَنْ جده، عَنْ سفيان بْن همام، قَالَ: قَالَ لي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إنه قومك عَنْ نبيذ الجر، فإنه حرام من اللَّه ورسوله أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم، وجعلاه من محارب بْن خصفة، ووافقهما ابن أَبِي عاصم، وجعله أَبُو عمر من عبد القيس، وهو الأظهر عندي، لأنه قد تكرر النهي من النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعبد القيس عَنْ نبيذ الجر، وفي عبد القيس «محارب» ينسب إليه، وهو محارب بْن عَمْرو بْن وديعة بْن لكيز ابن أفصى بْن عبد القيس، وقد تقدم لابن منده مثلها في أبان المحاربي، وقد تقدم الكلام عليه [1] .
2128- سفيان بن وهب
(ب د ع) سفيان بْن وهب الخولاني، يكنى أبا أيمن، وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وحضر حجة الوداع، وشهد فتح مصر وَإِفريقية، وسكن المغرب، روى عَنْهُ أَبُو الخير مرثد بْن عَبْد اللَّهِ، وَأَبُو عشانة، ومسلم بْن يسار.
حدث عَبْد اللَّهِ بْن وهب، عَنْ عبد الرحمن بْن شريح، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي شمر السبائي، قال: سمعت سفيان بْن وهب الخولاني يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا تأتي المائة وعلى الأرض أحد باق. وروى عنه غياث بْن أَبِي شبيب من أهل بيت جبرين، قال: كان يمر بنا سفيان بْن وهب صاحب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ونحن بالقيروان، ونحن غلمة، فيسلم علينا وهو معتم بعمامة قد أرخاها من خلفه.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَبِي حبة بإسناده عن عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، أخبرنا حسن ابن مُوسَى، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو عُشَانَةَ: أَنَّ سُفْيَانَ بْنَ وَهْبٍ الْخَوْلانِيَّ حَدَّثَهُ: أَنَّهُ كَانَ تَحْتَ ظِلِّ رَاحِلَةِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ، أَوْ أَنَّ رَجُلًا حَدَّثَهُ ذَلِكَ، قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: رَوْحَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا، وَغَدْوَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا، وَإِنَّ الْمُؤْمِنَ عَلَى الْمُؤْمِنِ: عِرْضَهُ وَمَالَهُ وَنَفْسَهُ حَرَامٌ، كَمَا حَرُمَ هَذَا الْيَوْمُ. أخرجه الثلاثة.
2129- سفيان بن يزيد
(ب د) سفيان بْن يَزِيدَ الأزدي، من أزد شنوءة. روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، روى عنه محمد ابن سيرين في العتيرة.
أخرجه ابن منده وَأَبُو عمر.
__________
[1] ينظر: 1/ 48.(2/258)
قلت: هذا سفيان بن يزيد، هو سفيان بْن زيد، وتقدم ذكره، أخرجه ابن منده ترجمتين وهما واحدة، وأخرجه أَبُو نعيم ترجمة واحدة فقال: سفيان بْن زيد، وقيل: يزيد. وأخرجه أَبُو عمر ترجمة واحدة، وهي هذه، والجميع واحد.
2130- سفينة
(ب د ع) سفينة مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقيل: مولى أم سلمة زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهي أعتقته، واختلف في اسمه، فقيل: مهران، وقيل: رومان: وقيل: عبس [1] كنيته أَبُو عبد الرحمن، وقيل: أَبُو البختري، والأول أكثر روى عنه حشرج بن نباتة، وسعيد بن جمهان.
روى عنه مُحَمَّد بْن المنكدر أَنَّهُ قال: ركبت سفينة فانكسرت، فركبت لوحًا منها فطرحني إِلَى الساحل، فلقيني أسد، فقلت: يا أبا الحارث، أنا سفينة [مولى] رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم. قال:
فطأطأ رأسه، وجعل يدفعني يجنبه، أو بكتفه، حتى وقفني عَلَى الطريق، فلما وقفني على الطريق همهم، فظننت أَنَّهُ يودعني.
وسماه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سفينة، لأنه كان معه في سفر فكلما أعيا بعض القوم ألقى علي سيفه وترسه ورمحه حتى حملت شيئًا كثيرًا، فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أنت سفينة، فبقي عليه. وكان يسكن بطن نخلة، وهو من مولدي العرب، وقيل: هو من أبناء فارس، واسمه سقية [2] بن مارفنّه، وكان إذا قيل له: ما اسمك؟ يقول: ما أنا بمخبرك، سَمَّانِي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سفينة، فلا أريد غيره. وقال: أعتقتني أم سلمة وشرطت علي خدمة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مِهْرَانَ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ قالوا بإسنادهم إلى محمد ابن عِيسَى بْنِ سَوْرَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، أَخْبَرَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنِي حَشْرَجُ ابن نُبَاتَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُمْهَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَفِينَةُ، قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْخِلافَةُ فِي أُمَّتِي ثَلاثُونَ سَنَةً ثُمَّ مُلْكٌ بَعْدَ ذَلِكَ. ثُمَّ قَالَ لِي [سَفِينَةُ] : أَمْسِكْ خِلافَةَ أَبِي بَكْرٍ وَخِلافَةَ عُمَرَ وَخِلافَةَ عُثْمَانَ، ثُمَّ قَالَ: أَمْسِكْ خِلافَةَ عَلِيٍّ فَوَجَدْنَاهَا ثَلاثِينَ سَنَةً. قَالَ سَعِيدٌ: فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ بَنِي أُمَيَّةَ يَزْعُمُونَ أَنَّ الْخِلافَةَ فِيهِمْ؟ فَقَالَ: كَذَبَ بَنُو الزَّرْقَاءِ، بَلْ هُمْ مُلُوكٌ من شر الملوك.
__________
[1] في المطبوعة: عيسى، وفي الإصابة: وقيل عبس، وقيل عيسى. وذكر في اسمه واحدا وعشرين قولا.
[2] كذا ومثله في الاستيعاب: 694، وفي الإصابة: «سعنة، بالمهملة والنون، وقيل بالمعجمة» .(2/259)
باب السين والكاف
2131- سكبة بن الحارث
(ب د ع) سكبة بْن الحارث الأسلمي. له صحبة، روى عَبْد اللَّهِ بْن شقيق، عَنْ رجاء الأسلمي، قَالَ: أَخَذَ مِحْجَنٌ بِيَدِي حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى مسجد البصرة، فوجدنا بريدة الأسلمي قاعدًا عَلَى باب من أبواب المسجد، ورجل في المسجد يُقَالُ لَهُ: سَكَبَةُ، يُطِيلُ الصَّلاةَ، وَكَانَ فِي بُرَيْدَةَ مُزَاحَةٌ [1] ، فَقَالَ بُرَيْدَةُ: يَا مِحْجَنُ، أَلا تُصَلِّي كَمَا يُصَلِّي سَكَبَةُ؟ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ محجن. رواه أَبُو داود الطيالسي، عَنْ أَبِي عوانة، عَنْ أَبِي بشر، عن رجاء.
أخرجه الثلاثة.
2132- السكران بن عمرو
(ب د ع) السكران بْن عَمْرو بْن عبد شمس بْن عبد ود بْن نصر بْن مالك بْن حسل بْن عامر بْن لؤي، أخو سهيل بْن عمرو، وهو من مهاجرة الحبشة، هاجر إليها ومعه امرأته سودة بنت زمعة، وتوفي هناك، قاله موسى بْن عقبة وَأَبُو معشر، والزبير. وقال ابن إِسْحَاق والواقدي:
رجع السكران إِلَى مكة فمات بها قبل الهجرة إِلَى المدينة، وخلف رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى زوجته سودة بنت زمعة [2] .
أخرجه الثلاثة.
2133- سكن الضمريّ
(ب د ع) سكن الضمري، وقيل: سكين، روى عنه عطاء بْن يسار أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: المؤمن يأكل في معي واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء. أخرجه الثلاثة.
2134- سكينة
(س) سكينة. روى الحسن بْن عبيد اللَّه، بْن عَبْد اللَّهِ [3] ، عَنْ زياد- أو ابن زياد- ابن سكينة عَنْ أبيه عَنْ جده سكينة أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: لو أن الدين معلق بالثريا لتناوله رجال من أبناء فارس. قال سكينة: أوصى إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا أسأل أحدًا شيئًا أخرجه أَبُو موسى، وقال: هذا وهم والصواب: ابن عبيد بْن الأسود بْن سويد بْن زياد بْن سفينة، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، عَنْ أبيه، عَنْ جده الأسود، عَنْ أبيه، عَنْ جده سفينة، بمعناه، وهذا أصح. أخرجه أبو موسى.
__________
[1] أي دعابة.
[2] ينظر سيرة ابن هشام: 1/ 359.
[3] سنده في الإصابة: الحسن بن عبيد بن عبد الله بن زياد بن سكينة، حدثني أبى، عن جدي، عن أبيه، عن جده سكينة.(2/260)
باب السين واللام
2135- سلام بن أخت عبد الله بن سلام
(د ع) سلام بن أخت عَبْد اللَّهِ بْن سلام، فيه وفي أصحابه نزلت: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ [1] 4: 136 وقد ذكر مع سلمة بن أخي عَبْد اللَّهِ بْن سلام.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
2136- سلام بن عمرو
(د ع) سلام [2] بْن عمرو. له صحبة، روى أبو غوانة، عَنْ أَبِي بشر، عَنْ سلام بْن عمرو، وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ، عَنِ النَّبِيّ أَنَّهُ قال: الكلاب رجس.
والصواب ما رواه شعبة، عَنْ أَبِي بشر، عَنْ سلام بْن عمرو، عَنْ رجل من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قال: إخوانكم أحسنوا إليهم واستعينوهم عَلَى ما غلبكم، وأعينوهم عَلَى ما غلبهم. أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم.
2137- سلامة ابو عمر
(ع) سلامة، بزيادة هاء، هو سلامة أَبُو عمرو، حديثه عند ابنه عمرو، لا تصح له صحبة.
روى ثور بْن يَزِيدَ، عَنْ عمرو بْن سلامة، عَنْ أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن الله عز وجل خلق عرصة جنة الفردوس بيده، تم بناها لبنة من ذهب مصفى، ولبنة من مسك، وغرس فيها من جيد الفاكهة وطيب الريحان، وفجر فيها أنهارا، ثم أوفى ربنا تبارك وتعالى عَلَى عرشه، فنظر إليها، فقال: وعزتي لا يدخلك مدمن خمر، ولا مصر على زنى. أخرجه أبو نعيم.
2138- سلامة بن عمير
(ع س) سلامة بْن عمير بْن أَبِي سلامة بْن سعد بن سنان بن الحارث بْن عبس بْن هوازن بْن أسلم، أَبُو حدرد الأسلمي، قاله مُحَمَّد بْن سعد كاتب الواقدي، له صحبة وقال أحمد بْن حنبل: اسم أَبِي حدرد عبد، ويذكر في عبد، ويرد في الكنى أيضًا إن شاء اللَّه تعالى، وتوفي سنة إحدى وسبعين.
أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى.
__________
[1] آل عمران: 136.
[2] كذا ضبط في الإصابة بتشديد اللام، وما قبله بالتخفيف.(2/261)
2139- سلامة بن قيصر
(ب د ع) سلامة بْن قيصر الحضرمي، وقيل: سلمة، عداده في المصريين، ولي بيت المقدس، روى عَنْهُ أَبُو الخير مرثد بْن عَبْد اللَّهِ اليزني، وَأَبُو الشعثاء عمرو بْن ربيعة الحضرمي.
روى ابن لهيعة، عَنْ زبان [1] بْن فائد، عَنْ لهيعة بْن عقبة، عَنْ عمرو بْن ربيعة، عَنْ سلامة بْن قيصر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: من صام يومًا ابتغاء وجه اللَّه تعالى، باعده اللَّه من جهنم كبعد غراب طار وهو فرخ حتى مات هرمًا. أخرجه الثلاثة، وقال أَبُو عمر: لا يوجد له سماع ولا إدراك للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا بهذا الإسناد، وأنكر أَبُو زرعة صحبته، وقال: روايته عن أبى هريرة
2140- سلامة الهلب
(د ع) سلامة، وهو الهلب [2] ، روى عنه ابنه قبيصة، وقد اختلف في اسمه، وهو بالهلب أشهر، ويرد في الهاء، إن شاء الله تعالى.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
2141- سلكان بن سلامة
(ب د ع) سلكان بْن سلامة بْن وقش بْن زغبة بْن زعوراء بْن عبد الأشهل، وسلكان لقبه، واسمه سعد عند بعضهم، وكنيته أَبُو نائلة، وقد ذكرناه في سعد وأسعد، ويرد في الكنى، إن شاء اللَّه تعالى، وهو أحد النفر الذين قتلوا كعب بْن الأشرف [3] ، وكان أخاه من الرضاعة، وهو بكنيته أشهر.
أخرجه الثلاثة.
2142- سلكان بْن مالك
سلكان بْن مالك، ذكره الواقدي فيمن دخل مصر من الصحابة.
أخرجه ابن الدباغ الأندلسي مستدركا عَلَى أبي عمر.
2143- سلم بن نذير
(ب) سلم بْن نذير. بصري، روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، روى عنه يزيد بْن أَبِي حبيب.
أخرجه أَبُو عمر مختصرا، وقال: حديثه عندي مرسل.
__________
[1] في المطبوعة: ريان بن قائد، ينظر المشتبه: 328، وميزان الاعتدال: 2/ 65، وخلاصة التذهيب: 102.
[2] في القاموس: «يضمه المحدثون، وصوابه ككتف» .
[3] ينظر سيرة ابن هشام: 2/ 54، 55.(2/262)
2144- سلمان بن ثمامة
(د ع) سلمان بْن ثمامة بْن شراحيل بْن الأصهب الجعفي. غزا مع علي ونزل الرقة، له وفادة عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وله مسجد بالرقة.
أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم.
2145- سلمان بن خالد الخزاعي
(ع س) سلمان بْن خَالِد الخزاعي. ذكره الطبراني في الصحابة، وروى بِإِسْنَادِهِ عَنْ عمرو ابن مرة، عَنْ سلمان بْن خَالِد- قال: أراه من خزاعة- قال: وددت أني صليت فاسترحت، فكأنهم عابوا عليه ذلك، فقال: سمعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يا بلال، أقم الصلاة فأرحنا.
كذا ذكره في المعجم، ورواه علي بْن مسهر وغيره، عَنْ مسعر [1] ، عن عمرو، عن سالم ابن أَبِي الجعد، عَنْ رجل من خزاعة، ولم يسمه.
ورواه سفيان بْن عيينة، عَنْ مسعر، عَنْ عمرو، عَنْ رجل، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ عليّ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رجل من الصحابة.
ورواه أَبُو حمزة الثمالي، عَنْ سالم، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ الحنفية عَنْ أبيه، عَنْ صهر له من أسلم، من الصحابة. أخرجه أَبُو نعيم وأبو موسى.
2146- سلمان بن ربيعة
(ب د ع) سلمان بْن ربيعة الباهلي. أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وليس له صحبة، وهو أول من قضى بالكوفة، ثم قضى بالمدائن، قاله أَبُو نعيم. وقال ابن منده: ذكره البخاري في الصحابة، ولا يصح. وهو سلمان بْن ربيعة بْن يَزِيدَ بْن عمرو بْن سهم بْن ثعلبة [2] بْن غنم بْن قتيبة بْن معن بْن مالك بْن أعصر، أَبُو عَبْد اللَّهِ الباهلي.
قال أَبُو عمر: ذكره العقيلي وَأَبُو حاتم الرازي في الصحابة، قال: وهو عندي كما قالا.
وشهد فتوح الشام مع أَبِي أمامة الباهلي، واستقضاه عمر عَلَى الكوفة، قال أَبُو وائل: اختلفت إِلَى سلمان بْن ربيعة أربعين صباحًا، فلم أجد عنده فيها خصمًا، وكان يلي الخيل لعمر بْن الخطاب، فكان يقال له: سلمان الخيل. وكان عمر بْن الخطاب قد أعد في كل مصر من أمصار
__________
[1] في الأصل: مسهر.
[2] في الأصل والمطبوعة: نضلة، ينظر ترجمة زرارة بن كريم، والإصابة، وجمهرة أنساب العرب: 234.(2/263)
المسلمين خيلًا كثيرة معدة للجهاد، فكان من ذلك بالكوفة أربعة آلاف فرس، فكان العدو إذا دهم الثغور ركبها المسلمون وساروا مجدين لقتاله، فكان سلمان يتولى تلك الخيل بالكوفة.
وغزا سلمان بْن ربيعة أذربيجان ثم غزا بلنجر في أقاصي أران [1] والخزر، وقتل ببلنجر سنة ثمان وعشرين في خلافة عثمان، وقيل: سنة تسع وعشرين، وقيل: سنة ثلاثين، وقيل:
سنة إحدى وثلاثين.
روى عنه عدي بْن عدي، والصبي [2] بْن معبد، وَأَبُو وائل شقيق بن سلمة.
أخرجه الثلاثة
2147- سلمان بن صخر
(ب د ع) سلمان بْن صخر البياضي المظاهر من امرأته، وقيل: سلمة، وهو أكثر، ويرد في سلمة أتم من هذا إن شاء الله تعالى.
أخرجه الثلاثة.
2148- سلمان بن عامر
(ب د ع) سلمان بْن عامر بْن أوس بْن حجر بْن عمرو بْن الحارث بْن تيم بْن ذهل بْن مالك بْن بكر بْن سعد بْن ضبة بْن أد بْن طابخة بْن إلياس بْن مضر الضبي، نزل البصرة ومات بها.
قال مسلم بْن الحجاج: لم يكن في الصحابة ضبي غيره، روى مُحَمَّد وحفصة ولدا سيرين، وأم الرائح الرباب بنت صليع [3] بْن عامر بنت أخي سلمان أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَغَيْرُهُمَا، بِإِسْنَادِهِم إِلَى أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، قال: سمعت حفصة بنت سيرين تحدّث عن الرَّبَابَ، عَنْ سَلْمَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِذَا أَفْطَرَ أَحَدُكُمْ فَلْيُفْطِرْ عَلَى التَّمْرِ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَعَلَى الْمَاءِ، فَإِنَّهُ طَهُوٌر.
ورَوَاهُ رَوْحٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، وَعَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنْ حَفْصَةَ، عَنْ سَلْمَانَ، عَنِ النَّبِيِّ، وَلَمْ يَذْكُرِ الرَّبَابَ. أَخْرَجَهُ الثلاثة
__________
[1] أران: ولاية واسعة قريبة من أذربيجان، والخزر: بلاد الترك.
[2] في المطبوعة: الضبيّ، بالضاد، ينظر المشتبه: 408.
[3] في الأصل والمطبوعة: ضليع، بالضاد والمعجمة، والضبط عن ميزان الاعتدال: 4/ 606، وخلاصة التذهيب:
422.(2/264)
2149- سلمان الفارسي
(ب د ع) سلمان الفارسي، أَبُو عَبْد اللَّهِ، ويعرف بسلمان الخير، مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسئل عَنْ نسبه فقال: أنا سلمان بْن الإسلام. أصله من فارس، من رامهرمز، وقيل إنه من جي، وهي مدينة أصفهان [1] ، وكان اسمه قبل الإسلام ما به بن بوذخشان بن مورسلان بن بهبوذان ابن فيروز بْن سهرك، من ولد آب الملك.
وكان ببلاد فارس مجوسيًا سادن النار، وكان سبب إسلامه مَا أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَكَارِمِ مَنْصُورُ بن مكارم بن أحمد بن سعد المؤدب، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ نَصْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَفْوَانَ الْمُعَدَّلُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ سَعْدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِيسَ، وَالْخَطِيبُ أَبُو الْفَضَائِلِ الْحَسَنُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ، قَالا:
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِيسَ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْمُظَفَّرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطُّوسِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يَزِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِيَاسِ بْنِ الْقَاسِمِ الأَزْدِيُّ الْمَوْصِلِيُّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ ابن جَابِرٍ، أَخْبَرَنَا يُوسُفَ بْنُ بُهْلُولٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ (ح) قال أبو زكريا: وأخبرنا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ، أَخْبَرَنَا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَكَّائِيُّ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْن قَتَادَة، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، عَنْ ابن عباس (ح) قال أبو زكريا: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ غَنَّامِ بْنِ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، وَأَخْبَرَنَا نُمَيْرٌ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ [2] ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَلْمَانُ قَالَ: كُنْتُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ فَارِسَ مِنْ أَصْبَهَانَ، مِنْ جَيّ، ابْنَ رَجُلٍ مِنْ دَهَاقِينِهَا- وَفِي حَدِيثِ ابْنِ إِدْرِيسَ: وَكَانَ أَبِي دِهْقَانَ أَرْضِهِ، وَكُنْتُ أَحَبَّ الْخَلْقَ إِلَيْهِ- وَفِي حَدِيثِ الْبَكَّائِيِّ: أَحَبَّ عِبَادِ اللَّهِ إِلَيْهِ، فَأَجْلَسَنِي فِي الْبَيْتِ كَالْجَوَارِي، فَاْجتَهَدْتُ في الفارسية- وفي حديث على بن جابر: فِي الْمَجُوسِيَّةِ- فَكُنْتُ فِي النَّارِ الَّتِي تُوقَدُ فَلا تَخْبُو، وَكَانَ أَبِي صَاحِبَ ضَيْعَةٍ، وَكَانَ لَهُ بِنَاءٌ يُعَالِجُهُ- زَادَ ابْنُ إِدْرِيسَ فِي حَدِيثِهِ: فِي دَارِهِ- فَقَالَ لِي يَوْمًا: يَا بُنَيَّ، قَدْ شَغَلَنِي مَا تَرَى فَانْطَلِقْ إِلَى الضَّيْعَةِ، وَلا تَحْتَبِسْ فَتَشْغِلْنِي عَنْ كُلِّ ضَيْعَةٍ بِهَمِّي بِكَ، فَخَرَجْتُ لِذَلِكَ فَمَرَرْتُ بِكَنِيسَةِ النَّصَارَى وَهُمْ يُصَلُّونَ، فَمِلْتُ إِلَيْهِمْ وَأَعْجَبَنِي أَمْرُهُمْ، وَقُلْتُ- هَذَا وَاللَّهِ خَيْرٌ مِنْ دِينِنَا. فَأَقَمْتُ عِنْدَهُمْ حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ، لا أَنَا أَتَيْتُ الضَّيْعَةَ، وَلا رَجَعْتُ إِلَيْهِ، فَاسْتَبْطَأَنِي وَبَعَثَ رُسُلًا فِي طَلَبِي، وَقَدْ قُلْتُ لِلنَّصَارَى حِينَ أَعْجَبَنِي أَمْرُهُمْ: أَيْنَ أَصْلُ هَذَا الدِّينِ؟ قَالُوا: بِالشَّامِ.
فَرَجَعْتُ إِلَى وَالِدِي، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ، قَدْ بَعَثْتُ إِلَيْكَ رُسُلًا، فَقُلْتُ: مَرَرْتُ بِقَوْمٍ يُصَلِّونَ فِي كَنِيسَةٍ، فَأَعْجَبَنِي مَا رَأَيْتُ مِنْ أَمْرِهِمْ، وَعَلِمْتُ أَنَّ دِينَهُمْ خَيْرٌ مِنْ دِينِنَا. فَقَالَ: يَا بُنَيَّ، دِينُكَ وَدِينُ آبَائِكَ خَيْرٌ مِنْ دِينِهِمْ، فقلت: كلا والله. فخافني وقيّدنى.
__________
[1] جى: اسم مدينة أصبهان القديم. وتسمى الآن عند العجم شهرستان (مراصد الاطلاع) .
[2] ينظر سيرة ابن هشام: 1/ 214، وما بعدها.(2/265)
فبعث إِلَى النَّصَارَى وَأَعْلَمْتُهُمْ مَا وَافَقَنِي مِنْ أَمْرِهِمْ، وَسَأَلْتُهُمْ إِعْلامِي مَنْ يُرِيدُ الشَّامَ، فَفَعَلُوا. فَأَلْقَيْتُ الْحَدِيدَ مِنْ رِجْلِي، وَخَرَجْتُ مَعَهُمْ، حَتَّى أَتَيْتُ الشَّامَ، فَسَأَلْتُهُمْ عَنْ عَالِمِهِمْ، فَقَالُوا: الأُسْقُفُّ، فَأَتَيْتُهُ، فَأَخْبَرْتُهُ، وَقُلْتُ: أَكُونُ مَعَكَ أَخْدِمُكَ وَأُصَلِّي مَعَكَ؟ قَالَ: أَقِمْ.
فَمَكَثْتُ مَعَ رَجُلٍ سُوءٍ فِي دينه، كان يَأْمُرُهُمْ بِالصَّدَقَةِ، فَإِذَا أَعْطَوْهُ شَيْئًا أَمْسَكَهُ لِنَفْسِهِ، حَتَّى جَمَعَ سَبْعَ قِلالٍ مَمْلُوءَةٍ ذَهَبًا وَوَرِقًا، فَتُوُفِّيَ، فَأَخْبَرْتُهُمْ بِخَبَرِهِ، فَزَبَرُونِي [1] ، فَدَلَلْتُهُمْ عَلَى مَالِهِ فَصَلَبُوهُ، وَلَمْ يُغَيِّبُوهُ وَرَجَمُوهُ، وَأَحَلُّوا مَكَانَهُ رَجُلًا فَاضِلًا فِي دِينِهِ زُهْدًا وَرَغْبَةً فِي الآخِرَةِ وَصَلاحًا، فَأَلْقَى اللَّهُ حُبَّهُ فِي قَلْبِي، حَتَّى حضرته الوفاة، فقلت: أوصى، فَذَكَرَ رَجُلًا بِالْمَوْصِلِ، وَكُنَّا عَلَى أَمْرٍ وَاحِدٍ حَتَّى هَلَكَ.
فَأَتَيْتُ الْمَوْصِلَ، فَلَقِيتُ الرَّجُلَ، فَأَخْبَرْتُهُ بِخَبَرِي، وَأَنَّ فُلانًا أَمَرَنِي بِإِتْيَانِكَ، فَقَالَ:
أَقِمْ. فَوَجَدْتُهُ عَلَى سَبِيلِهِ وَأَمْرِهِ حَتَّى حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ، فقلت له: أوصى، فَقَالَ: مَا أَعْرِفُ أَحَدًا عَلَى مَا نَحْنُ عَلَيْهِ إِلا رَجُلًا بِعَمُورِيَّةَ.
فَأَتَيْتُهُ بِعَمُورِيَّةَ، فَأَخْبَرْتُهُ بِخَبَرِي، فَأَمَرَنِي بِالْمَقَامِ وَثَابَ لِي شَيْءٌ، وَاتَّخَذْتُ غَنِيمَةً وَبُقَيْرَاتٍ، فَحَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ فَقُلْتُ: إِلَى مَنْ تُوصِي بِي؟ فَقَالَ: لا أَعْلَمُ أَحَدًا الْيَوْمَ عَلَى مِثْلِ مَا كُنَّا عَلَيْهِ، وَلَكِنْ قَدْ أظلك نبي يبعث بدين إِبْرَاهِيم الحنيفية، مهاجره بأرض ذات نخل، وبه آيات وعلامات لا تخفى، بين منكبيه خاتم النبوّة، يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة، فإن استطعت فتخلص إليه. فتوفي.
فمر بي ركب من العرب، من كلب، فقلت: أصحبكم وأعطيكم بقراتي وغنمي هذه، وتحملوني إِلَى بلادكم؟ فحملوني إِلَى وادي القرى، فباعوني من رجل من اليهود، فرأيت النخل، فعلمت أَنَّهُ البلد الذي وصف لي، فأقمت عند الذي اشتراني، وقدم عليه رجل من بنى قريظة فاشتراني منه، وقدم بي المدينة، فعرفتها بصفتها، فأقمت معه أعمل في نخله، وبعث اللَّه نبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وغفلت عَنْ ذلك حتى قدم المدينة، فنزل في بني عمرو بْن عوف، فأني لفي رأس نخلة إذ أقبل ابن عم لصاحبي، فقال: أي فلان، قاتل اللَّه بني قيلة [2] ، مررت بهم آنفًا وهم مجتمعون عَلَى رجل قدم عليهم من مكة، يزعم أَنَّهُ نبي، فو الّذي ما هو إلا أن سمعتها، فأخذني القر [3] ورجفت بي النخلة، حتى كدت أن أسقط، ونزلت سريعا، فقلت: ما هذا الخير؟
__________
[1] زبره: نهره.
[2] يريد الأوس والخزرج، قبيلتي الأنصار، وقيلة: اسم أم لهم قديمة.
[3] القر: البرد.(2/266)
فلكمني صاحبي لكمة، وقال: وما أنت وذاك؟ أقبل عَلَى شأنك. فأقبلت عَلَى عملي حتى أمسيت، فجمعت شيئًا فأتيته به، وهو بقباء عند أصحابه، فقلت: اجتمع عندي، أردت أن أتصدق به، فبلغني أنك رجل صالح، ومعك رجال من أصحابك ذوو حاجة، فرأيتكم أحق به، فوضعته بين يديه، فكف يديه، وقال لأصحابه: كلوا. فأكلوا، فقلت: هذه واحدة، ورجعت.
وتحول إِلَى المدينة، فجمعت شيئًا فأتيته به، فقلت: هاتان اثنتان، ورجعت.
فأتيته وقد تبع جنازة في بقيع الغرقد، وحوله أصحابه، فسلمت، وتحولت أنظر إِلَى الخاتم في ظهره، فعلم ما أردت، فألقى رداءه، فرأيت الخاتم، فقبلته، وبكيت، فأجلسني بين يديه، فحدثته بشأني كله كما حدثتك يا ابن عباس، فأعجبه ذلك، وأحب أن يسمعه أصحابه، ففاتني معه بدر وأحد بالرق، فقال لي: كاتب يا سلمان عَنْ نفسك، فلم أزل بصاحبي حتى كاتبته، على أن أغرس له ثلاثمائة ودية [1] وعلى أربعين أوقية من ذهب، فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أعينوا أخاكم بالنخل، فأعانوني بالخمس والعشر، حتى اجتمع لي، فقال لي: فقر [2] لها ولا تضع منها شيئًا حتى أضعه بيدي، ففعلت، فأعانني أصحابي حتى فرغت، فأتيته، فكنت آتيه بالنخلة فيضعها، ويسوي عليها ترابًا، فانصرف، والذي بعثه بالحق فما ماتت منها واحدة، وبقي الذهب، فبينما هو قاعد إذ أتاه رجل من أصحابه بمثل البيضة، من ذهب أصابه من بعض المعادن، فقال: ادع سلمان المسكين الفارسي المكاتب، فقال: أد هذه، فقلت:
يا رَسُول اللَّهِ، وأين تقع هذه مما علي؟ وروى أَبُو الطفيل، عَنْ سلمان، قال: أعانني رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ببيضة من ذهب، فلو وزنت بأحد لكانت أثقل منه.
وقيل: إنه لقي بعض الحواريين، وفيل: إنه أسلم بمكة، وليس بشيء.
وأول مشاهده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الخندق، ولم يتخلف عَنْ مشهد بعد الخندق، وآخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه، وبين أَبِي الدرداء.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْقَاهِرِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَارِي، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَاذَانَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ السَّمَّاكِ، أَخْبَرَنَا يحيى ابن جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عن
__________
[1] الودية: النخلة الصغيرة.
[2] في المطبوعة: نقر، ومعنى فقر: احفر لها موضعا تغرس فيه، وتسمى الحفرة: فقرة، بضم الفاء.(2/267)
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَدِيعَةَ، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَتَطَهَّرَ بِمَا اسْتَطَاعَ مِنَ الطُّهْرِ، ثُمَّ ادَّهَنَ مِنْ دُهْنِهِ أَوْ مِنْ طِيبِ بَيْتِهِ، وَلَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ اثْنَيْنِ، فَإِذَا خَرَجَ الإِمَامُ أَنْصَتَ، غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الأُخْرَى.
رَوَاهُ آدَمُ بْنُ أبى إِيَاسٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ وَدِيعَةَ، عَنْ سَلْمَانَ. وَرَوَاهُ ابْنُ عَجْلانَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ وَدِيعَةَ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ. وأَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مِهْرَانَ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَأَبُو جَعْفَرٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى السُّلَمِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، أَخْبَرَنَا أَبِي، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي رَبِيعَةَ الإِيَادِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ:
قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ الْجَنَّةَ تَشْتَاقُ إِلَى ثَلاثَةٍ: عَلِيٍّ وَعَمَّارٍ وَسَلْمَانَ. وكان سلمان من خيار الصحابة وزهّادهم وفضلائهم، وذوي القرب من رَسُول اللَّهِ قالت عائشة: كان لسلمان مجلس من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالليل، حتى كاد يغلبنا على رسول الله.
وسئل عَلَى عَنْ سلمان، فقال: علم العلم الأول والعلم الآخر، وهو بحر لا ينزف، وهو منا أهل البيت.
وكان رَسُول اللَّهِ قد آخى بين سلمان وأبي الدرداء، وسكن أَبُو الدرداء الشام، وسكن سلمان العراق، فكتب أَبُو الدرداء إِلَى سلمان: سلام عليك، أما بعد، فإن اللَّه رزقني بعدك مالًا وولدًا، ونزلت الأرض المقدسة. فكتب إليه سلمان: سلام عليكم، أما بعد، فإنك كتبت إلي أن اللَّه رزقك مالًا وولدًا، فاعلم أن الخير ليس بكثرة المال والولد، ولكن الخير أن يكثر حلمك، وأن ينفعك علمك، وكتبت إِلَى أنك نزلت الأرض المقدسة، وَإِن الأرض لا تعمل لأحد، اعمل كأنك ترى، واعدد نفسك من الموتى.
وقال حذيفة لسلمان: ألا نبني لك بيتا؟ قال: لم؟ لتجعلني مالكا، وتجعل لي دارا مثل بيتك الذي بالمدائن، قال: لا، ولكن بنى لك بيتا من قصب ونسقّفه بالبردى، إذا قمت كاد أن يصيب رأسك، وَإِذا نمت كاد أن يصيب طرفيك، قال: فكأنك كنت في نفسي.
وكان عطاؤه خمسة آلاف، فإذا خرج عطاؤه فرقه، وأكل من كسب يده وكان يسفّ [1] الخوص.
__________
[1] سف الخوص: نسجه.(2/268)
وهو الذي أشار عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بحفر الخندق لما جاءت الأحزاب، فلما أمر رَسُول اللَّهِ بحفره احتج المهاجرون والأنصار في سلمان، وكان رجلًا قويًا، فقال المهاجرون: سلمان منا، وقال الأنصار: سلمان منا، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سلمان منا أهل البيت. وروى عنه ابن عباس، وأنس، وعقبة بْن عامر، وَأَبُو سَعِيد، وكعب بْن عجرة، وَأَبُو عثمان النهدي، وشرحبيل بْن السمط، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ السِّيحِيِّ [1] ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَمِيسٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ طَوْقٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ الْمُرَجَّى، أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ قَرْثَعٍ الضَّبِّيِّ، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، قَالَ: قَالَ لي رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَلْ تَدْرِي مَا يَوْمُ الْجُمُعَةِ؟ قَالَ: قُلْتُ:
اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: هُوَ الَّذِي جَمَعَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ أَبَاكُمْ، أَوْ أَبَاكَ، آدَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ، مَا مِنْ عَبْدٍ يَتَطَهَّرُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ثُمَّ يَأْتِي الْجُمُعَةَ لا يَتَكَلَّمُ، حَتَّى يَقْضِيَ الإِمَامُ صَلاتَهُ إِلا كَانَ كَفَّارَةً لِمَا قَبْلَهَا. وتوفي سنة خمس وثلاثين، في آخر خلافة عثمان، وقيل: أول سنة ست وثلاثين، وقيل:
توفي في خلافة عمر، والأول أكثر.
قال العباس بْن يَزِيدَ: قال أهل العلم: عاش سلمان ثلاثمائة وخمسين سنة، فأما مائتان وخمسون فلا يشكون فيه.
قال أَبُو نعيم: كان سلمان من المعمرين، يقال: إنه أدرك عِيسَى بْن مريم!! وقرأ الكتابين، وكان له ثلاث بنات: بنت بإصبهان، وزعم جماعة أنهم من ولدها، وابنتان بمضر.
أخرجه الثلاثة.
2150- سلمة بن الأدرع
(د ع) سلمة، بفتح اللام، هو سلمة بن الأدرع، الذي قال فيه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لنفر ينتضلون، وهو فيهم: ارموا وأنا مع ابن الأدرع، واسم أبيه ذكوان. أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ بإسناده إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ ابْنِ الأَدْرَعِ، قَالَ: كُنْتُ أَحْرُسُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَخَرَجَ لِبَعْضِ حَاجَتِهِ، قَالَ: فَرَآنِي، فَأَخَذَ بِيَدِي، فَانْطَلَقْنَا فَمَرَرْنَا عَلَى رَجُلٍ
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: الشيحى، بالشين المعجمة، والضبط من المشتبه: 350.(2/269)
يُصَلِّي يَجْهَرُ بِالْقُرْآنِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَسَى أَنْ يَكُونَ مُرَائِيًا. قَالَ قلت: يا رسول الله، فصلى نَجْهَرُ بِالْقُرْآنِ؟ فَرَفَضَ يَدِي، وَقَالَ: إِنَّكُمْ لا تَنَالُونَ هَذَا الأَمْرَ بِالْمُغَالَبَةِ، قَالَ: ثُمَّ خَرَجَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، وَأَنَا أَحْرُسُهُ لِبَعْضِ حَاجَتِهِ، فَأَخَذَ بِيَدِي، فَمَرَرْنَا عَلَى رَجُلٍ يُصَلِّي يَجْهَرُ بِالْقُرْآنِ، فَقُلْتُ: عَسَى أَنْ يَكُونَ مُرَائِيًا. قَالَ رَسُول اللَّهِ: كَلا إِنَّهُ أَوَّابٌ، قَالَ: فَنَظَرْتُ، فَإِذَا هُوَ عَبْدُ اللَّهِ ذُو الْبِجَادَيْنِ. أَخْرَجَهُ ابْنُ مندة وأبو نعيم.
2151- سلمة بن أسلم
(ب د ع) سلمة بْن أسلم بْن حريش بْن عدي بْن مجدعة بْن حارثة بْن الحارث بن الخزرج ابن عمرو بْن مالك بْن الأوس الأنصاري الأوسي الحارثي، يكنى أبا سعد.
شهد بدرا والمشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقتل يَوْم جسر أَبِي عبيد، سنة أربع عشرة، وهو ابن ثمان وثلاثين سنة، وقيل: استشهد وهو ابن ثلاث وستين سنة يقال: إنه الذي أسر السائب بْن عبيد، والنعمان بْن عمرو يَوْم بدر، ذكر هذا كله أَبُو حاتم الرازي قاله أَبُو عمر.
وقال ابن منده وَأَبُو نعيم: سلمة بْن سلامة الأشهلي، شهد بدرًا، لا تعرف له رواية، ورويا عَنِ ابْنِ إِسْحَاق فيمن شهد بدرا من الأوس، من بني عبد الأشهل: سلمة بن أسلم بن الحريش ابن عدي بْن مجدعة بْن حارثة بْن الحارث.
أخرجه الثلاثة، وجوده أَبُو نعيم بقوله: هو حليف لهم. وأما ابن منده فلم يذكر الحلف، ولا بد منه، فإن سياق النسب يدل عليه، لأنه ليس فيه عبد الأشهل، وَإِنما هو من ولد حارثة بْن الحارث بْن الخزرج، وعبد الأشهل هو ابن جشم بْن الحارث بْن الخزرج، فجشم أَبُو عبد الأشهل هو أخو حارثة بْن الحارث، والله أعلم.
وقد ذكره ابن إِسْحَاق في بني عبد الأشهل، وقال- من رواية زياد بْن عَبْد اللَّهِ البكائي وسلمة بْن الفضل وَإِبْرَاهِيم بْن سعد، كلهم عنه-: إنه حليف لبني عبد الأشهل، من بني حارثة بْن الحارث [1] وأما رواية يونس بْن بكير فلم يذكر أنه حليف. وابن منده أخرج رواية يونس، فلهذا لم يذكر أنه حليف.
__________
[1] ينظر سيرة ابن هشام: 1/ 686.(2/270)
2152- سلمة بن الأسود
(س) سلمة بْن الأسود بْن شجرة بْن معاوية بْن رَبِيعة بْن وهب بْن رَبِيعة بْن معاوية الأكرمين الكندي، له مسجد بالكوفة، وفد عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، فأسلم.
أخرجه أبو موسى.
2153- سلمة والد أصيد
(س) سلمة والد أصيد، تقدم ذكره في ذكر ابنه أصيد.
أخرجه أَبُو موسى مختصرًا.
2154- سلمة بن الأكوع
(ب د ع) سلمة بْن الأكوع، وقيل: سلمة بْن عمرو بْن الأكوع، واسم الأكوع سنان بْن عَبْد اللَّهِ بْن قشير بْن خزيمة بْن مالك بْن سلامان بْن أسلم الأسلمي، يكنى أبا مسلم، وقيل:
أَبُو إياس، وقيل: أَبُو عامر، والأكثر أَبُو إياس، بابنه إياس، وكان سلمة ممن بايع تحت الشجرة مرتين، وسكن المدينة، ثم انتقل فسكن الربذة [1] .
وكان شجاعًا راميًا محسنًا خيرًا فاضلًا، روى عنه جماعة من أهل المدينة، وقَالَ لَهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خير رجالتنا سلمة بْن الأكوع. قاله في غزوة ذي قرد [2] لما استنقذ لقاح رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وروى عنه أَنَّهُ قال: بايعت رسول الله يَوْم الحديبية عَلَى الموت. وروى غيره قال:
بايعناه عَلَى أن لا نفر. والمعنى واحد، فإن البيعة إذا كانت عَلَى أن لا نفر، فهي عَلَى الموت، أو أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بايع كلا منهم عَلَى قدر ما عنده من الشجاعة.
وقال ابن إِسْحَاق: سمعت أن الذي كلمه الذئب هو سلمة بْن الأكوع، وليس بشيء.
وغزا مع رَسُول اللَّهِ سبع غزوات، وقال ابنه. إياس: ما كذب أَبِي قط ولما قتل عثمان رضي اللَّه عنه خرج إِلَى الرَّبَذَة وتزوج هناك وولد له أولاد، فلم يزل هناك حتى كان قبل أن يموت بليال عاد إِلَى المدينة.
روى عنه ابنه إياس، ويزيد بن أبى عبيد مولاه، وغيرهما.
__________
[1] الرَّبَذَة: من قرى المدينة، على ثلاثة أميال منها.
[2] ذو قرد: ماء على ليلتين من المدينة، بينها وبين خيبر، خرج إليه النبي عليه السلام في طلب عيينة بن حصن، حين أغار على لقاح رسول الله، وهو معدود في الغزوات، ينظر سيرة ابن هشام: 2/ 281، وجوامع السيرة لابن حزم: 201.(2/271)
أَخْبَرَنَا الْخَطِيبُ أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الطُّوسِيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ السَّرَّاجِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيل بْنِ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَبَنْكٍ [1] الْقَاضِي، أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ الْوَاعِظُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ عَمْرٍو الرَّقَاشِيُّ، أَخْبَرَنَا يحيى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، قَالَ: قَالَ سَلَمَةُ بْنُ الأَكْوَعِ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا يَقُولُ أَحَدٌ بَاطِلًا لَمْ أقله إلا تبوأ مقعده من النَّارِ. وتوفي سلمة سنة أربع وسبعين بالمدينة، وهو ابن ثمانين سنة، وقيل: توفي سنة أربع وستين، وكان يصفر لحيته ورأسه.
أخرجه الثلاثة.
2155- سلمة بن أمية
(ب د ع) سلمة بْن أمية بْن أَبِي عبيدة بْن همام بْن الحارث بْن بكر بْن زيد بْن مالك بْن زيد مناة بْن تميم التميمي، أخو يعلى بْن أمية المعروف بابن منية، أمهما جميعًا منية.
هاجر مع أخيه يعلى، يعد في المكيين.
روى يونس بْن بكير، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق، عَنْ خَالِد بْن كثير الهمداني، عَنْ عطاء بْن أَبِي رباح، عَنْ صفوان بْن يعلى، عَنْ أبيه وعمه سلمة بْن أمية: أنهما خرجا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في غزوة تبوك، ومعنا صاحب لنا، فقاتله رجل من الناس، فعض بذراعه، فاجتلبها من فيه فسقطت ثنيتاه، فذهب إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يلتمس العقل [2] ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يذهب أحدكم إِلَى أخيه يعضه عض الفحل، ثم يأتي يلتمس العقل، فأطلها [3] رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ورواه عمرو بْن دينار، وابن جريج، وهمّام، عن عطاء، عَنْ صفوان، عَنْ أبيه. أخرجه الثلاثة.
2156- سلمة الأنصاري
(ب) سلمة الأنصاري، أَبُو يزيد بْن سلمة، جد عبد الحميد بْن يَزِيدَ بْن سلمة، حديثه عند أهل البصرة مرفوعًا في تخيير الصغير بين أبويه إذا وقعت الفرقة بينهما، وقد قيل: إنه
__________
[1] في المطبوعة: سليك، والضبط عن المشتبه: 352 وفيه أن كنيته: أبو الحسين.
[2] العقل: الدية.
[3] أطلها: أهدرها.(2/272)
والد عبد الحميد لا جده، وهو غلط، والصواب ما قدمنا ذكره، روى حديثه عثمان البتي، عَنْ عبد الحميد، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدّه.
أخرجه أَبُو عُمَر.
2157- سلمة بن بديل
(ب) سلمة بْن بديل بْن ورقاء الخزاعي. قال ابن أَبِي حاتم: له صحبة، ولم أر روايته إلا عَنْ أبيه، روى عنه ابنه عَبْد اللَّهِ بْن سلمة.
أخرجه أَبُو عمر.
2158- سلمة بن ثابت
(ب د ع) سلمة بْن ثابت بْن وقش بْن زغبة بْن زعوراء بْن عبد الأشهل الأنصاري الأشهلي، وهو ابن عم سلكان وسلمة [1] ابني سلامة بْن وقش.
شهد بدرًا، وقتل يَوْم أحد شهيدًا، هو وأخوه عمرو بْن ثابت، ذكره ابن إِسْحَاق، قال:
وزعم لي عاصم بْن عمر بْن قتادة أن أباهما ثابتًا وعمهما رفاعة بْن وقش قتلا يومئذ [2] ، قال ابن إِسْحَاق: وقتل سلمة [3] بْن ثابت يَوْم أحد قتله أَبُو سفيان.
أخرجه الثلاثة.
2159- سلمة بن جارية
(ع س) سلمة بْن جارية، وقيل: سهل، روى الدراوَرْديّ، عَنْ سعد بْن إِسْحَاق بْن كعب بْن عجرة، عَنْ سلمة بْن جارية، قال: جاء قوم فشكوا إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقالوا: سكنا هذه الدار، ونحن ذوو عدد، ففنوا، فقال: أفلا تركتموها وهي ذميمة! ورواه أَبُو ضمرة، عَنْ سعد، عَنْ [4] سهل بْن جارية، ويذكر في سهل إن شاء اللَّه تعالى، وقيل: سهل تابعي. أخرجه أَبُو نعيم، وَأَبُو موسى.
جارية: بالجيم
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: سلامة، وستأتي ترجمة سلمة، وينظر ترجمة سعد بن سلامة المتقدمة.
[2] سيرة ابن هشام: 2/ 122.
[3] في الأصل والمطبوعة: سلامة، وينظر طبقات ابن سعد 3: 2/ 17.
[4] في الأصل والمطبوعة: بن.(2/273)
2160- سلمة بن حارثة
(س) سلمة بْن حارثة، أخو أسماء بْن حارثة، ذكرناه مع إخوته [1] أخرجه أَبُو موسى مختصرا.
حارثة: بالحاء والثاء المثلثة.
2161- سلمة بن حاطب
(ب) سلمة بْن حاطب بْن عمرو بْن عتيك بْن أمية بْن زيد الأنصاري، شهد بدراً وأحداً.
أخرجه أبو عمر مختصراً.
2162- سلمة بن حبيش
(س) سلمة بْن حبيش. ذكره ابن شاهين، وقد ذكرناه في الحضرمي [2] ، روى ابن المديني بِإِسْنَادِهِ، قال: قال سلمة بْن حبيش، حين قدم مع ضرار بن الأزور:
إني وناقتي الخوصاء مختلف ... منا الهوى إذ بلغنا منزل التّين
حنّت لأرجعها خلفي فقلت لها ... إنك إن تبلغيني تنعشي ديني
تذكرت مرتعًا منها بناصفة ... إلى أثال وقلبي مبتغى الدّين
أخرجه أبو موسى.
2163- سلمة الخزاعي
(ع س) سلمة الخزاعي. أخرجه أَبُو نعيم وَأَبُو موسى كذا مختصرًا، ولم يورد له شيئا،
2164- سلمة بن الخطل
سلمة بْن الخطل الكناني. أحد بني عريج بْن عبد مناة بْن كنانة، من ساكني الحجاز.
شهد معاوية يخطب بدمشق، فقال: يا معاوية، لقد أنصفت وما كنت منصفًا. قال:
ما أنت وذاك، كأني أنظر إِلَى حفش [3] بيتك بمهيعة [4] ، بطنب منه تيس وبطنب منه بهمة [5] ، بفنائه أعنز عددهن قليل. قال: رأيت ذلك في زمان علينا ولا لنا، والله إن حشوه يومئذ لحسب
__________
[1] لم يورد له ابن الأثير ذكرا في تراجم إخوته، وينظر ترجمة: خراش بن حارثة: 2/ 126.
[2] ينظر ترجمة الحضرميّ بن عامر: 2/ 31.
[3] في المطبوعة: خفش، بالخاء، والحفش: البيت الصغير القريب السمك من الأرض.
[4] المهيعة: موضع قريب من الجحفة، والطنب: حبل طويل يشد به سرادق البيت.
[5] البهمة: ولد الضأن.(2/274)
غير دنس، فهل رأيتني قتلت مسلمًا أو كسبت محرمًا؟ قال: وأين أنت حتى أراك! وأي مسلم تقوى عليه حتى تقتله؟! وأي مال تقدر عليه حتى تكتسبه؟! اجلس لا جلست. قال: لا، والله لكني أذهب حيث لا أسمع صوتك. وخرج، فقال معاوية: ردوه. فردوه، فقال: أستغفر اللَّه منك، لقد رأيتك قد أتيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسلمت عليه، فرد عليك، وأهديت فقبل منك، وأسلمت فكنت من صالحي قومك، وَإِنك لفي شرف منهم، وَإِنك لخالي وَإِن أباك يَوْم طرف البلقاء لروعني، اجلس حتى أفرغ لك، فلما فرغ وصله وأحسن إليه.
أخرجه الحافظ أَبُو الْقَاسِم الدمشقي.
2165- سلمة بْن ربيعة
(س) سلمة بْن ربيعة العنزي. ذكره ابن شاهين.
أخرجه أَبُو موسى مختصرًا، ولم يورد له شيئا.
2166- سلمة بن زهير
(د ع) سلمة بْن زهير. أخو سمير بْن زهير، خرج مهاجرًا إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقتله رعاء بني غفار.
روت أم البنين بنت شراحيل العبدية، عَنْ عائذ بْن سَعِيد [1] الجسري، قال: وفدنا عَلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، فقال سمير بْن زهير: يا رَسُول اللَّهِ، إن أخي سلمة بْن زهير خرج مهاجرًا إِلَى الله وإلى رسوله، فقتلوه في الشهر الحرام. فعقله النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بخمسين من الإبل.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم إلا أن ابن منده قال: أخو سويد بْن زهير. ولم يذكره في سويد، إنما ذكره في سمير، فيدل على أنه وهم ها هنا، والله أعلم.
2167- سلمة بن سحيم
(ع) سلمة بْن سحيم. روى مُحَمَّد بْن نضلة بْن السكن بْن سلمة بْن سحيم الأسدي، عَنْ أبيه، عَنْ جده، عَنْ سلمة بْن سحيم، قال: كنت عند النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأتاه رجل، فقال:
إن صاحبًا لنا ركب ناقة ليست بمبرأة [2] فسقط، فمات، فقال رَسُول اللَّهِ: غرر [3] صاحبكم بنفسه، صدّوا عليه، ولم يصل عليه. أخرجه أَبُو نعيم وأبو موسى.
__________
[1] في الأصل: سعد الخيبري، وفي المطبوعة: سعد الحبترى، والصواب ما أثبتناه، وستأتي ترجمته.
[2] ليست بمبراة: ليس في أنفها برة- بضم ففتح- والبرة: حلقة تجعل في لحم الأنف.
[3] في الأصل والمطبوعة: غر، وغرر بنفسه تغريرا: عرضها للهلكة.(2/275)
2168 سلمة بن سعد
(ب د ع) سلمة بْن سعد العنزي. وقيل: سلمة بْن سَعِيد بْن صريم العنزي [1] الوافد عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
روى عنه قيس بْن سلمة: أَنَّهُ وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو وجماعة من أهل بيته وولده، فاستأذنوا عليه، فدخلوا، فقال: من هؤلاء؟ قيل: هذا وفد عنزة. فقال: بخ بخ بخ، نعم الحي عنزة، مبغى عليهم منصورون. أخرجه الثلاثة.
2169- سلمة بن سلام
(د ع) سلمة بْن سلام. هو ابن أخي عَبْد اللَّهِ بْن سلام.
روى الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس، قال: نزلت هذه الآية: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ [2] 4: 136 فِي عَبْد اللَّهِ بْن سلام، وأسد وأسيد ابني كعب، وثعلبة بن قيس، وسلام بن أخت عبد الله بن سلام، وسلمة بن أخيه، ويامين [3] بْن يامين، وهؤلاء مؤمنو أهل الكتاب.
أخرجه ابن منده: وَأَبُو نعيم كذا: سلمة بن سلام بن أخي عَبْد اللَّهِ بْن سلام، ولا شك قد سقط عليهما اسم أبيه، وَإِلا فيكون أخا عَبْد اللَّهِ، والصحيح أَنَّهُ أخوه لا ابن أخيه، والله أعلم.
2170- سلمة بن سلامة
(ب د ع) سلمة بْن سلامة بْن وقش بْن زغبة بْن زعوراء بْن عبد الأشهل، الأنصاري الأشهلي، وأمه سلمى بنت سلمة بْن خَالِد بْن عدي الأنصارية الحارثية، يكنى أبا عوف.
شهد العقبتين: الأولى والثانية، في قول الجميع، ثم شهد بدرا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستعمله عمر عَلَى اليمامة، وهو أخو سلكان بْن سلامة، روى عنه محمود بْن لبيد، وجبيرة [4] والد زيد.
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: الغنوي.
[2] النساء: 136.
[3] في الأصل والمطبوعة: ياسين، وستأتي ترجمته.
[4] في الأصل والمطبوعة: حبترة، وينظر المشتبه: 135، وميزان الاعتدال: 2/ 99 والاستيعاب: 641.(2/276)
أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله بْنُ أَبِي حَبَّةَ بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بن أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، أَخْبَرَنَا يَعْقُوبَ، أَخْبَرَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، أَخِي بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ سَلامَةَ بْنِ وَقْشٍ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ بَدْرٍ، قَالَ: كَانَ لَنَا جَارٌ يَهُودِيٌّ فِي بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ، قَالَ: فَخَرَجَ عَلَيْنَا يَوْمًا مِنْ بَيْتِهِ حَتَّى وَقَفَ عَلَى مَجْلِسِ بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ- قَالَ سَلَمَةُ: وَأَنَا يَوْمَئِذٍ أَحْدَثُ الْقَوْمِ سِنًّا عَلَى بُرْدَةٍ لِي مُضْطَجِعًا فِيهَا، بِفِنَاءِ أَهْلِي- فَذَكَرَ الْبَعْثَ وَالْقِيَامَةِ وَالْحِسَابِ وَالْمِيزَانِ وَاْلجَنَّةِ وَالنَّارِ، قَالَ ذَلِكَ لِقَوْمٍ مِنْ أَهْلِ شِرْكٍ أَصْحَابِ أَوْثَانٍ، فَقَالُوا: وَيْحَكَ يَا فُلانُ، تَرَى أَنَّ هَذَا كَائِنٌ! إِنَّ النَّاسَ يُبْعَثُونَ بَعْدَ مَوْتِهِمْ، إِلَى دَارٍ فِيهَا جَنَّةٌ وَنَارٌ، يُجْزَوْنَ بِأَعْمَالِهِمْ! قَالَ: نَعَمْ، والَّذِي يَحْلِفُ بِهِ. قَالُوا: وَمَا آيَةُ ذَلِكَ؟ قَالَ: نَبِيٌّ يُبْعَثُ مِنْ نَحْوِ هَذِهِ الْبِلادِ، وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى مَكَّةَ ... وَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
وروى اللَّيْث بْن سعد، عَنْ زيد بْن جبيرة، عَنْ محمود بن جيبرة، عَنْ سلمة بْن سلامة أنهما دخلا وليمة، وسلمة عَلَى وضوء، فأكلوا ثم خرجوا، فتوضأ سلمة، فقلنا: ألم تكن عَلَى وضوء؟ فقال: بلى، ولكن الأمور تحدث، وهذا مما أحدث.
وروى عَنْ محمود بْن جبيرة، عَنْ أبيه، عَنْ سلمة بْن سلامة، وهو أصح.
وتوفي سنة أربع وثلاثين، وهو ابن سبعين سنة، وقال أَبُو أحمد العسكري: توفي سنة خمس وأربعين، والله أعلم.
أخرجه الثلاثة.
2171- سلمة بن أبى سلمة القرشي
(ب د ع) سلمة بْن أَبِي سلمة، عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد الأسد بْن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي، ربيب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أمه أم سلمة.
هاجر به أبوه أَبُو سلمة وأمه أم سلمة إِلَى المدينة وهو صغير، وبه كانا يكنيان وهو الذي عقد النكاح لرسول اللَّه عَلَى أمه أم سلمة، فلما زوجه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمامة بنت حمزة بْن عبد المطلب أقبل عَلَى أصحابه، وقال: هل تروني كافأته؟ وكان أسن من أخيه عمر بْن أبى سلمة، وعاش إلى أيام عبد الملك بْن مروان، لا تعرف له رواية، وليس له عقب.
أخرجه الثلاثة
.(2/277)
2172- سلمة بن أبى سلمة الجرمي
(د ع) سلمة بْن أَبِي سلمة الجرمي، والد عمرو بْن سلمة. وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو سلمة بْن نفيع الجرمي، ويرد في سلمة بْن نفيع أتم من هذا.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم في باب سلمة، بفتح اللام، والمعروف بكسرها.
2173- سلمة بن أبى سلمة الكندي
(د ع) سلمة بْن أَبِي سلمة الهمداني، وقيل: الكندي، يعد في الصحابة. روى ابن عَمْرو بْن يَحيى بْن عَمْرو بْن سَلَمة الهمداني، أَخْبَرَنَا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدّه أن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم كتب إِلَى قيس بْن مالك: أما بعد.. أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم مختصرا.
2174- سلمة أبو سنان
(د ع) سلمة أَبُو سنان. روى عنه ابنه سنان أَنَّهُ قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من كان له حمولة [1] يأوي إلى شبع فليصم رمضان حيث أدركه.
أخرجه أَبُو نعيم، وَأَبُو موسى، وقال أبو موسى: هذا هو سلمة بْن المحبق، رواه أَبُو قلابة، عَنْ عبد الصمد بْن عبد الوارث، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم جميعًا، عَنْ عبد الصمد بْن حبيب، عن سنان ابن سلمة بن المحبّق، عن أبيه.
2175- سلمة بن صخر الخزرجي
(ب د ع) سلمة بْن صخر بْن سلمان بْن الصمة بْن حارثة بْن الحارث بْن زيد مناة بْن حبيب بْن عبد حارثة بْن مالك بْن غضب بْن جشم بْن الخزرج، الأنصاري الخزرجي له حلف في بني بياضة، فقيل له: البياضي، ويجتمع وبياضة في عبد حارثة بْن مالك بْن غضب، وقيل في اسمه: سلمان، وهذا أصح، وأكثر.
روى حديثه ابن المسيب، وَأَبُو سلمة، وسليمان بْن يسار.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ، بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ، حدثنا إسحاق ابن مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْمَاعِيل الْخَزَّازُ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا يحيى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَلَمَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَنَّ سَلَمَةَ بْنَ صَخْرٍ الْبَيَاضِيَّ جَعَلَ امرأته عليه
__________
[1] الحمولة: ما يحمل عليه الناس من الإبل. وتأوى إلى شبع: أي تأوى بصاحبها إلى مكان فيه ما يقوته. والمراد: أن من لا يلحقه مشقة فليصم وإن كان سفره طويلا.(2/278)
كَظَهْرِ أُمِّهِ حَتَّى يَمْضِيَ رَمَضَانُ، فَلَمَّا مَضَى نِصْفُ رَمَضَانَ وَقَعَ عَلَيْهَا لَيْلًا، فَأَتَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ ذَلِكَ له، فقال رسول الله: اعْتِقْ رَقَبَةً. قَالَ: لا أَجِدُهَا، قَالَ: فَصُمْ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ.
قَالَ: لا أَسْتَطِيعُ، قَالَ: أَطْعِمْ سِتِّينَ مِسْكِينًا، قَالَ: لا أَجِدُ، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لفروة بن عَمْرٍو: أَعْطِهِ ذَلِكَ الْعَرَقَ، وَهُوَ مِكْتَلٌ يَأْخُذُ خَمْسَةَ عَشَرَ صَاعًا، [أَوْ سِتَّةَ عَشَرَ صَاعًا [1]] ، إطعام ستّين مسكينا. أخرجه الثلاثة.
2176- سلمة بن صخر بن عتبة
(ب د ع) سلمة بْن صخر بْن عتبة [2] بْن صخر بْن حضير [3] بْن الحارث بْن عبد العزى بْن دابغة [4] بْن لحيان بْن هذيل الهذلي، وهو سلمة بْن المحبق، واسم المحبق: صخر، كذا نسبه ابن الكلبي، والأمير أَبُو نصر، وقيل: غير ذلك، قيل: سلمة بْن ربيعة بْن المحبق، يكنى سلمة أبا سنان، بابنه سنان بْن سلمة.
شهد حنينا مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وشهد أيضًا فتح المدائن مع سعد بْن أَبِي وقاص، يعد في البصريين.
روى عنه قبيصة بن حريث، وجون بين قتادة، وابنه سنان بْن سلمة.
روى قتادة، عَنِ الحسن، عَنْ جون بْن قتادة، عَنْ سلمة بْن المحبق أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أتى عَلَى قربة معلقة، فسأل النبي الشراب، فقالوا: إنها ميتة. قال: ذكاتها دباغها.
رواه عفان، وهمام، وهشام، وعمران القطان، عَنْ قتادة كذا، ورواه سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، عَنْ سلمة، ولم يذكر جون بْن قتادة.
أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَلِيٍّ الأَمِينُ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ سُكَيْنَةَ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مكرم، حدثنا أَبُو قُتَيْبَةَ (ح) قَالَ أَبُو دَاوُدَ: وَحَدَّثَنَا حامد بن يحيى، أخبرنا هاشم بْنُ الْقَاسِمِ، قَالا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَبِيبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ سِنَانَ بْنَ سَلَمَةَ بْنِ الْمُحَبَّقِ الْهُذَلِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ كَانَتْ لَهُ حَمُولَةٌ يَأْوِي إلى شبع فليصم رمضان حيث أدركه [5]
__________
[1] سقط من المطبوعة.
[2] كذا في الأصل والمطبوعة، ومثله في تاج العروس، مادة حبق، عن التاريخ الكبير البخاري، وفي الجمهرة 185: عبيد، ومثله في التاج عن التكملة.
[3] كذا في الأصل، وفي المطبوعة: خضير، بالخاء المعجمة.
[4] في الأصل والمطبوعة: وائلة، والمثبت عن الجمهرة: 185، وتاج العروس: مادة حمق.
[5] ينظر الترجمة السابقة.(2/279)