محمد بن دوست دادا، المقرئ، الصوفي، من أهل نيسابور.
هكذا قرأت نسبه بخطه في الإجازة القديمة لي.
كان مقرئًا، فقيهًا، واعظًا، صوفيًا، ظريفًا، لطيف الطبع، كثير المحفوظ والفوائد، حسن العشرة، متوددًا إلى الناس.
حدث عن أبي بكر أحمد بن خلف الشيرازي، وأبي بكر أحمد بن سهل بن محمد السراج، وأبي علي نصر الله بن أحمد الخشنامي، وغيرهم.
سمعت منه في الرحلة الأولى، ثم لما رجعت من العراق صادفته وهو يملي، فاستعرت من بعض أصحاب الحديث جزءًا من أماليه، فرأيت فيه أحاديث عالية ونازلة، كأنه ما كان يعرف شرط التحديث.
وقدم علينا مرو بعد رجوعي من نيسابور، وعقد المجلس في موضعي، فأحسن وأبكى الحاضرين.
وسمعت أن الإمام أبا حامد الغزالي كان يقول: من أراد أن ينظر إلى صورة التصوف، فلينظر إلى أبي سعيد بن خليفة.
وكانت ولادته في ذي الحجة، سنة ثمان وستين وأربع مائة بنيسابور.(1/1600)
وتوفي ليلة الجمعة السادس عشر من جمادى الآخرة، سنة أربع وأربعين وخمس مائة، سقط من جمل في طريق سمنقان فمات، وحمل إلى سمنقان.
شيخ آخر: هو أبو المكارم، محمد بن محمد بن طاهر بن سعيد بن فضل الله بن أحمد بن محمد بن إبراهيم، الميهني، الصوفي.
هو ابن أبي البركات بن أبي الفتح بن أبي طاهر بن أبي سعيد بن أبي الخير، من أهل ميهنة، الملقب بالمطيع.
كن شيخًا صائنًا خدومًا، حسن الأخلاق.
سمع بمرو أبا الفتح عبيد الله بن محمد بن أردشير الهشامي، وبميهنة جده أبا الفتح طاهر، وعم والده أبا سعد أسعد ابني أبي طاهر بن أبي سعيد، وبنيسابور أبا القاسم سلمان بن ناصر الأنصاري، وجماعة سواهم.
كتبت عنه بسرخس، ثم بميهنة.(1/1601)
ومن جملة ما سمعت منه: ثلاثة أجزاء من حديث أبي الموجه محمد بن عمرو بن الموجه الفزاري، بروايته عن الهشامي، عن جده، عن أبي محمد بن حليم، عنه.
وغيرها من الأجزاء، وكانت ولادته سنة تسع وسبعين وأربع مائة بميهنة.
وقتل في معاقبة الغز بميهنة في ذي الحجة، سنة تسع وأربعين وخمس مائة.
شيخ آخر: هو أبو بكر محمد بن محمد بن طاهر بن النعمان، البيع، الدلال، من أهل أصبهان.
من أصحاب عبد الرحمن بن منده، شيخ كبير، مسن.
سمع أبا القاسم عبد الرحمن، وأبا عمرو عبد الوهاب ابني أبي عبد الله بن منده، غيرهما.
سمعت منه أجزاء من كتاب معرفة الصحابة لابن منده، بروايته عن ابنيه،(1/1602)
ومات بأصبهان في سنة اثنتين وثلاثين وخمس مائة.
شيخ آخر: هو أبو علي، وقيل أبو إسماعيل، محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد الأكاف، من أهل أصبهان.
سمع أبا محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي.
سمعت منه شيئًا يسيرًا.
شيخ آخر: هو أبو الفتح، محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن نصر، البسطامي، البلخي، الخورنقي، من أهل بلخ، وخورنق إحدى قرى بلخ.(1/1603)
وكان سكنها، أخو الإمام عمر البسطامي، شيخ من أهل العلم، خير، عفيف، كثير العبادة، متواضع متودد، سليم الجانب.
سمع أباه أبا الحسن بن أبي محمد، وأبا هريرة عبد الرحمن بن عبد الملك بن يحيى بن أحمد القلانسي، وأبا حامد أحمد بن محمد بن محمد الشجاعي الإمام السرخسي، وأبا القاسم أحمد بن محمد بن محمد الخليلي، وأبا إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن أحمد الأصبهاني التاجر، وجماعة سواهم.
وكانت له إجازة عن أبي علي الحسن بن علي بن محمد الوخشي الحافظ.
كتبت عنه الكثير ببلخ، وبقريته الخورنق.
ومن جملة ما سمعت منه: كتاب المحتضرين لأبي بكر بن أبي الدنيا، بروايته عن أبي علي الوخشي إجازة، عن أبي الحسين بن بشران، عن أبي علي بن صفوان، عنه.
وكتاب القبور له، بروايته إجازة عن أبي علي الوخشي، عن أبي سعيد الصيرفي، عن أبي عبد الله الصفار، عن المصنف.(1/1604)
وكتاب التاريخ لأبي عيسى الترمذي، بروايته عن أبي علي الوخشي، إجازة، عن أبي حامد أحمد بن علي بن حسنويه، عنه.
وكانت ولادته في العشر الأواخر من شهر رمضان، سنة ثمان وستين وأربع مائة ببلخ.
ووفاته بالخورنق في السابع عشر من شهر رمضان، سنة إحدى وخمسين وخمس مائة.
شيخ آخر: هو أبو الفتوح، محمد بن محمد بن عبد الله، الشروطي، الأصبهاني، من أهل أصبهان.
وقد ذكرت نسبه عند أخيه عباد.
سمع القاضي عبد الله بن أبي الرجاء محمد بن علي بن أحمد بن جعفر بن سليمان بن حيان التميمي.(1/1605)
رأيت على وجه الجزء العاشر من حديث أبي بكر ابن المقرئ حديثًا عنه، ولا أذكره وذكره أبو القاسم الدمشقي في معجم شيوخه.
وقال: أبنا محمد بن محمد بن عبد الله بن أبي الرجاء محمد بن علي أبو الفتوح بن أبي غالب بن محمد التميمي المعدل بقراءتي عليه بأصبهان، ثنا جدي أبو محمد عبد الله بن محمد إملاء.
شيخ آخر: هو أبو الفتح، محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي عاصم بن أحمد، البخاري، الصفار، من أهل مرو.
فقيه صائن كيس، له معرفة بالأمور.
تفقه على القاضي أبي محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم المروزي.
وسمع الحديث منه بمرو، ومن أبي المظفر أسعد بن محمد بن علي الباهلي، وأبي الفتح محمد بن إسماعيل بن عبيد الله الأديب، وأبي نصر محمد بن محمد بن الفضل الماهاني، وغيرهم.
وكانت ولادته بمرو في يوم الثلاثاء العاشر من المحرم، سنة خمس وثمانين وأربع مائة.(1/1606)
وتوفي بخوارزم يوم الجمعة الرابع عشر من رجب، سنة سبع خمسين وخمس مائة.
شيخ آخر: هو أبو الفتح، محمد بن محمد بن علي بن إسماعيل بن إبراهيم بن إسماعيل، البيع، الخياط، من أهل مرو.
كان دلال الصيارفة، وكان شيخًا حسن الشيبة، له سمت وسكون.
وكنت أراه قبل خروجي إلى الرحلة يكثر الجلوس في مدرستنا العميدية، ويأوي إليها، فسألته يومًا، هل سمعت شيئًا من الحديث؟ فقال: بلى، كنت في كتاب الأديب كامكار بن عبد الرزاق، ففتشت أجزاء الأديب، فوجدت في جزء سماعه، فسمعت منه، وكتبت عنه، ولم يسمع منه أحد إلا معي.
وكانت ولادته قبل سنة سبعين وأربع مائة، وتوفي سنة نيف وثلاثين وخمس مائة.
شيخ آخر: هو أبو سعد، محمد بن محمد بن الفضل بن محمد بن علي بن الحسين، المغازلي، الشرابي، المعروف بالكوفت، من أهل أصبهان.
شيخ متميز.(1/1607)
سمع القاضي الأثير أبا محمد عبد الله بن أبي الرجاء التميمي، وعائشة بنت الحسن بن إبراهيم الوركانية، وغيرهما.
كتبت عنه بأصبهان، وسمعت منه ثلاثة مجالس من أمالي القاضي الأثير، بروايته عنه.
ومجلسين من أمالي أبي الحسين ابن الشاه الشيرازي، بروايته عن عائشة الوركانية، عنه.
شيخ آخر: هو أبو بكر، محمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن أحمد بن أبي بكر بن محمد بن الفضل، البخاري، الفضلي، الخطيب، من أهل بخارى.
من بيت العلم، ومن أحفاد الإمام بكر بن الفضل.
وكان حسن السيرة، جميل الأمر، وضيء الوجه، نظيف الثياب، رقيق القلب، متخشعًا، متواضعًا.
ولي الخطابة بجامع بخارى مدة.
سمع عم والده أبا عمرو عثمان بن إبراهيم بن محمد بن أحمد الفضلي.(1/1608)
كتبت عنه ببخارى، وسمعت منه جزءًا من أمالي جده الأعلى بكر بن الفضل، بروايته عن عم والده، عن أبي إسحاق الرورثوني، عنه.
ولما دخلنا داره للقراءة عليه، أخرج لنا نعل النبي صلى الله عليه وسلم، وعصا بنصفين، وقطعة خشب، وقال: هذا من قصعة النبي صلى الله عليه وسلم، ورثناه أبًا عن جد من مائة وخمسين سنة، فتبركنا بذلك.
وكانت ولادته. . . وأربع مائة ببخارى، وتوفي بها في الثاني والعشرين من شهر ربيع الأول.
من سنة تسع وأربعين وخمس مائة.
شيخ آخر: أبو بكر، محمد بن محمد بن محمد بن الحسن بن علان، الخطيب، الساوي، من أهل ساوة.
ولي الخطابة بها، سمع أبا عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن الحسن الكامخي.(1/1609)
كتبت عنه شيئًا يسيرًا بساوة من مسند الشافعي، ومات بها في. . . . . . .
شيخ آخر: هو أبو نصر، محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن الحسين بن أبي بكر، الصائغ، المؤذن، الشكري، من أهل أصبهان
، من محلة سكة شكر.
شيخ صالح سديد، مكثر من الحديث، سمع بإفادة أبيه أبي الرجاء بن أبي نصر، عن جماعة من الشيوخ، وتفرد بعده من تصانيف عبد الرحمن بن منده، عنه.
عمر العمر الطويل، وحدث بالكثير.
سمع أبا القاسم عبد الرحمن، وأبا عمرو عبد الوهاب ابني أبي عبد الله بن منده، وأبا طاهر أحمد بن محمد بن عمر النقاش، وأبا المظفر محمود بن جعفر التميمي المعروف بالكوسج، وأبا زيد أحمد، وأبا منصور شجاعًا ابني أبي الحسن علي بن شجاع المصقلي، وأبا المعمر شيبان بن عبد الله المحتسب، وأبا القاسم طلحة بن محمد بن إبراهيم المالكي، وأبا بكر محمد بن عمر بن إبراهيم الطهراني، وأبا القاسم عبد الواحد بن أحمد بن سعيد البقال، وأبا المظفر الفضل بن عبد الواحد النجاد، وأبا بكر محمد بن أحمد بن أسيد المديني، وأبا العباس أحمد، وأبا حفص عمر ابني(1/1610)
محمد بن أحمد بن القاسم الطهراني، وأبا الفضل المطهر بن عبد الواحد البزاني، وأبا طاهر أحمد بن أبي الربيع الإستراباذي، وأبا الوفاء محمد بن بديع الحاجب، وأبا الفتح عبد الجبار بن عبد الله بن برزة الرازي، وأبا علي الحسن بن عمر بن يونس الحافظ.
ومن الغرباء: القاضي أبا الحسن علي بن الحسن بن محمد الميانجي، وأبا عبد الله الحسن بن عبد الله بن الحسين بن سلمة بن ياسين الإمام الهمذانيين، وأبا القاسم إسماعيل بن مسعدة الجرجاني، وجماعة سواهم.
كتبت عنه بأصبهان، وكانت ولادته. . . وأربع مائة بأصبهان.
ووفاته بها ليلة الثلاثاء لأربع بقين من صفر، سنة ثمان وثلاثين وخمس مائة، وقيل سنة سبع، ودفن بمقبرة باغ عيسى.
شيخ آخر: هو أبو نصر، محمد بن محمد بن محمد بن خلف، الشروطي، العدل،(1/1611)
البلخي من أهل بلخ.
كان من العدول الموثوقين، وكان شيخًا صالحًا، سديد السيرة، سمع أبا القاسم أحمد بن محمد بن محمد الخليلي.
وله إجازة صحيحة عن القاضي أبي سعيد الخليل بن أحمد السجزي، وغيره.
كتبت عنه ببلخ شيئًا يسيرًا.
وكانت ولادته في سنة اثنتين وسبعين وأربع مائة ببلخ.
وتوفي بها في صفر، سنة ثمان وأربعين وخمس مائة، ودفن بمقبرة اسبريس بقرب أبي إسحاق المستملي.
شيخ آخر: هو أبو عبد الله، محمد بن محمد بن محمد بن علي، التائب المروزي
قد سبق ذكره.
كان شيخًا صالحًا عفيفًا، مسنًا، وكان قد ضعف وأصابته زمانة مدة أقعد في بيته.
وصار بحيث يتردد في داره بالعجلة، وقد شد حبلًا فيها إلى كل موضع يريده.
سمع جده محمد بن علي الكازقي.(1/1612)
كتبت عنه جزءًا خفيفًا في العصا وحملها من جمع أبي القاسم. . . . . الحسكاني، بروايته عن جده، عنه.
دلني عليه صاحبي محمد بن علي بن داود المقرئ، وكان جارًا له، وما أظن أن أحدًا كتب عنه الحديث غيري.
وكان قد جاوز الثمانين، وتوفي بمرو في سنة خمس وثلاثين وخمس مائة.
شيخ آخر: هو أبو بكر، محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن أحمد، المديني، الأصبهاني، من أهل أصبهان.(1/1613)
إمام فاضل ورع، حسن السيرة، متواضع، ثقة، كثير العبادة.
وكان حريصًا على طلب العلم، والفوائد، وكان ينسخ ويحصل إلى آخر عمره، وكانت له معرفة بالأدب.
سمع أباه أبا الوفاء محمد بن أبي الحسين المقرئ المديني، والإمام أبا بكر محمد بن ثابت بن الحسن بن علي الخجندي، وأبا طاهر أحمد بن محمد بن عمر النقاش، وأبا بكر محمد بن علي بن جوله الأبهري، وأبا منصور محمد بن أحمد بن علي بن شكرويه القاضي، وأبا الفتح المطهر بن محمد بن جعفر البيع، وأبا بكر محمد بن أبي طاهر بن محمد بن علي الخرقي، وأبا مسعود سليمان بن إبراهيم بن محمد الحافظ، وأبا الفضل محمد بن أبي سعد البغدادي، والقاضي أبا عمر محمد بن أحمد بن عمر النهاوندي قاضي البصرة، وأبا القاسم الفضل بن محمد بن أحمد المؤدب البقال، وأبا بكر ذا النون بن سهل بن منصور المصري صاحب أبي نعيم الحافظ، وأبا عبد الله محمد بن محمد بن عبد الوهاب المديني، وابا العباس أحمد بن عبد الغفار بن أحمد بن أشته القومسي، وغيرهم.(1/1614)
سمعت منه، وكانت ولادته في حدود سنة سبعين وأربع مائة إن شاء الله.
ووفاته يوم الأربعاء السابع عشر من شعبان، سنة إحدى وثلاثين وخمس مائة، بقرية كز من قرى أصبهان، وحمل من الغد إلى البلد وصلي عليه بالجامع الكبير يوم الخميس.
شيخ آخر: هو أخوه أبو عبد الله، محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن أحمد، المديني الأصبهاني، أخو أبي بكر محمد بن أبي الوفاء.
فقيه مناظر، فاضل، من أهل أصبهان.
تفقه على الحسن بن سلمان بن الفتى الملقب بجمال الدين.
وقرأ الأدب بأصبهان على أخيه، وبالغ في طلب الحديث، وأكثر بالعراق، وخراسان، ونواحيها.
وكان يكتب خطًا مليحًا حسنًا مبينًا.
وكان رفيقي من خراسان إلى أصبهان؛ لأني لقيته أول ما وردت نيسابور في مجلس محمد بن الفضل الفراوي، سنة ثلاثين، ولم نزل نسمع معًا سنة كاملة إلى أن(1/1615)
خرجنا من نيسابور في صحبة واحدة إلى أصبهان، وكتبنا في الطريق ببيهق، وبسطام، والدامغان وسمنان، وأكثر التسميعات في أصول النيسابورية بخطه، وسمعنا بأصبهان أيضًا، وأفادنا عن والدته ضوء بنت الحبال.
وكتبت عنه شيئًا يسيرًا بأصبهان وفي طريقها، وآخر أمره أنه خرج إلى عسكر مكرم إحدى كور الأهواز نيابة عن ابن الخجندي قاضيًا، وكان آخر عهدي به أصبهان.
وكان سديد السيرة، جميل الأمر، سليم الجانب، مأمون الصحبة.
وكانت وفاته في سنة سبع وثلاثين وخمس مائة بعسكر مكرم، وولادته في حدود سنة تسعين وأربع مائة.
الرواية: أنشدنا محمد بن أبي الوفاء المديني من لفظه لنفسه بقاشان، وكتب لي بخطه.
إذا لاح من أرضكم برقه ... شممت الوصال بإقبالها
ولو حملتني الصبا نحوكم ... تعلق روحي بأذيالها
أنشدنا أبو عبد الله لنفسه بقرية باذ.
لا يأسف المرء للأرزاق أني قصرت ... ولا يطيلن طل الدهر من أمله
إن المنايا لذي الآمال راصدة ... والرزق أسرع نحو العبد من أجله(1/1616)
أنشدنا أبو عبد الله المديني إملاء بنيسابور من حفظه لبعضهم:
كنا كزوج حمامة في أيكة ... متنعمين بصحة وشباب
فعدا الزمان عليهما فتفرقا ... إن الزمان مفرق الأحباب
شيخ آخر: هو أبو سعد، محمد بن محمد بن منصور بن عبد الله بن أحمد، الغازي، الغزال، أخو المظفري الغازي الواعظ.
كان شيخًا صالحًا، صائنًا، مستورًا، من بيت الخير والعلم.
سمع أبا الفتح عبيد الله بن محمد بن أردشير الهشامي، وأبا الحسن علي بن أبي بكر بن عبد الله البورقي المروزيين.
سمعت منه جزءًا ضخمًا فيه ثلاثة أجزاء من حديث أبي الموجه محمد بن عمرو بن الموجه الفزاري، بروايته عن الحاكم أبي الفتح الهشامي، عن جده، عن أبي محمد الحسن بن محمد بن حليم، عنه.
وكانت ولادته تقديرًا سنة تسعين أو إحدى وتسعين وأربع مائة على ما ذكره.
وفقد في وقعه الغز بمرو في رجب، سنة ثمان وأربعين وخمس مائة، فلا ندري مات في العقوبة أو أحرق.(1/1617)
شيخ آخر: هو أبو الفضل، محمد بن محمد بن أبي حنيفة النعمان بن الزندخاني، السرخسي، من أهل سرخس.
كان فقيهًا، صالحًا، سديد السيرة، من أهل الخير.
سمع السيد أبا الحسن محمد بن محمد بن زيد الحسيني، وأبا الفتح مسعود بن سهل بن حمك الحمكي، وأبا منصور محمد بن عبد الملك بن الحسن المظفري.
قدم علينا مرو، وكتبت عنه بسرخس مجلسًا من إملاء السيد، منصرفي من العراق ورقتين من حديث مسعود الحمكي.(1/1618)
وكانت ولادته في الثاني عشر من ذي الحجة، سنة أربع وستين وأربع مائة بسرخس.
سمعت محمد بن محمد السرخسي بها، سمعت السيد محمد بن محمد بن زيد الحسيني إملاء، يقول: سمعت أبا علي المقرئ، يقول: أنشدت.
جنبي تجافى عن الوساد ... خوفًا من الموت والمعاد
من خاف من صرعة المنايا ... لم يدر مالذة الرقاد
قد بلغ الزرع منتهاه ... لا بد للزرع من حصاد
شيخ آخر: هو أبو نصر، محمد بن محمد بن يوسف بن محمد بن الخليل، الفاشاني المروزي، من أهل قرية فاشان، سكن بأسفل الماجان.(1/1619)
كان إمامًا، مفسرًا، مفتيًا، محدثًا، أديبًا، فاضلًا، عارفًا بالأدب والنحو، حسن السيرة، عفيف النفس، ورعًا، راغبًا في بناء المساجد والرباطات والحياض.
وكان كثير المحفوظ، حسن المحاورة، مزاحًا.
تفقه على الإمام أبي الفضل محمد بن عبد الرزاق الماخواني، وقرأ الأدب على أبي مطيع الهروي.
سمع جدي الإمام أبا المظفر السمعاني، وأبا عبد الله محمد بن الحسن بن الحسين المهربندقشابي، وأبا الحسن عبد الرزاق بن مصعب المصعبي، وغيرهم.
سمعت منه الكثير، واستفدت منه، وكنت أكثر الاختلاف إليه، والقراءة عليه.
وكانت ولادته في سنة أربع وخمسين وأربع مائة.
ووفاته يوم الأربعاء نصف النهار السابع عشر من المحرم، سنة تسع وعشرين وخمس مائة، ودفن بسنجذان إحدى مقابر مرو، وصلينا عليه، وكان الخلق متوافرًا جدًا.(1/1620)
شيخ آخر: هو أبو محمد، محمد بن محمد بن يوسف، البناكتي، الملقب بالصفي.
فقيه فاضل من أصحابنا.
مليح الخط، كثير المحفوظ، تردد إلى الإمام أبي عبد الله الحسين بن الخليل النسفي، وكتب عنه.
كتبت عنه شيئًا كثيرًا، وسمع مني الكثير بسمرقند، ثم بكش.
وسألته عن ولادته، فقال: ولدت في ذي القعدة، سنة اثنتين وخمس مائة ببناكت، وتوفي بكش إن شاء الله في حدود سنة خمس وخمسين وخمس مائة.
شيخ آخر: هو أبو الحسن، محمد بن محمد بن أبي سعيد بن أحمد السلمي، السرخسي، الأسعدي، من أهل سرخس.(1/1621)
أحد الشيوخ المعمرين، وكان من أهل العلم والخير، صحب العلماء.
سمع الإمام أبا حامد أحمد بن محمد بن محمد بن علي بن الشجاع الشجاعي.
سمعت منه جزءًا بسرخس في الرحلة الأولى من أمالي الحاكم أبي عبد الله أحمد بن علي بن سعدويه النسوي، بروايته عن الشجاعي، عنه.
وكانت ولادته في حدود سنة أربعين وأربع مائة، وتوفي في شهر رمضان، سنة اثنتين وأربعين وخمس مائة، قيل: إنه عاش مائة وست سنين.
شيخ آخر: هو أبو بكر محمد بن محمد بن أبي القاسم بن علي بن أبي الفوارس، البراني، البخاري، المعروف بالنجيب.
أخوالحليمي الأديب، من أهل البرانية إحدى قرى الأصحاب ببخارى.(1/1622)
كان فقيهًا، صالحًا، سديد السيرة.
سكن بنج ديه، كان يرجع إليه بها في الفتاوي والوقائع الشرعية، ويتكلم في المسائل الخلافية.
سمع أباه أبا عبد الله البراني.
سمعت منه أجزاء منتخبة من كتاب السفينة لأبي حفص البجيري، بروايته عن أبيه، عن أبي عبد الله يحيى بن عبد الله المروزي، عن أبي الفضل عبد الصمد بن نصر العاصمي، عن أبي العباس أحمد بن محمد بن عمر بن بجير، عن جده، وسمعت جميع الكتاب عن أخيه عبد الحليم بن أبي القاسم الحليمي ببخارى.
وتوفي النجيب هذا بمرست في سنة اثنتين وأربعين وخمس مائة.
شيخ آخر: هو أبو نصر، محمد بن محمود بن محمد بن علي بن محمد بن علي(1/1623)
بن شجاع بن علي بن الحسن بن شجاع، الشجاعي، المعروف بالسره مرد.
شيخ كبير، فاضل، جليل القدر، ورع، كثير الصيام والتهجد، وقيام الليل.
وكان يفتي ويناظر، وتسمع مناظرته للتبرك.
وكان غاليًا في مذهب الشافعي، والنصرة له، والذب عنه.
وأنفق أموالًا كثيرة، وقاسى المشاق، والمتاعب في ذلك، وعمر العمر الطويل، وحدث بالكثير، وسمعوا منه، وكانت ولادته في سنة اثنتين وخمسين وأربع مائة بسرخس، وتوفي بها في التاسع عشر من ذي الحجة، سنة أربع وثلاثين وخمس مائة.
شيخ آخر: هو أبو الفتح، محمد بن مسعود بن الحسين بن الحسن بن محمد بن إبراهيم الكشاني، قاضي بخارى.
من أولاد الأئمة، وكان فيه فضل وظرف، وخفة، وتودد، ولم تكن سيرته في القضاء بذاك، قيل: إنه كان منبسط اليد.
سمع أباه الإمام أبا المعالي، وأبا القاسم علي بن أحمد بن إسماعيل الكلاباذي، وغيرهما.(1/1624)
كتبت عنه ببخارى، وأخرجنا يومًا إلى بستانه بقصر سويد، وأقمنا عنده.
وسألته بقصر سويد عن ولادته، فقال: ولدت ليلة السابع والعشرين من شهر ربيع الآخر، سنة تسعين وأربع مائة بالكشانية.
وتوفي ببخارى في الليلة الرابعة من شهر رمضان، سنة اثنتين وخمسين وخمس مائة، وكان قد صلى التراويح، ودخل داره فمات فجأة.
وعقد له ابن عمه الإمام علي بن موجود الكشاني العزاء بالمدرسة الخاقانية، فحضرت.
شيخ آخر: هو أبو الفتح، محمد بن مسعود بن علي، الخاقاني، السمرقندي، من أهل سمرقند، سكن بأشفورقان.
إمام صالح، حسن السيرة.
وكان يحتاط في اللقمة، ويأكل من الحلال.
سمع أبا جعفر محمد بن عبد الرحمن بن عبيد الله بن أبي القصر السجزي، وأبا علي إسماعيل بن أحمد بن الحسين البيهقي، وأبا جعفر محمد بن محمد بن الحسن الشرابي، وغيرهم.(1/1625)
وكانت له إجازة عن أبي نصر أحمد بن عبد الرحمن بن إسحاق الريغذموني القاضي.
لقيته بأشفورقان منصرفي من بلخ، وانتخبت عليه قدر جزأين من حديثه وقرأتهما عليه.
وكانت ولادته بسمرقند في سنة خمس أو ست وستين وأربع مائة.
وتوفي بأشفورقان في شوال، سنة سبع وأربعين وخمس مائة.
محمد بن معمر
شيخ آخر: هو أبو الروح، محمد بن معمر بن أبي الحسن أحمد بن محمد بن محمد بن عمر بن أبان، اللنباني، الصوفي، أخو أبي الربيع، من أهل أصبهان.
كان من أولاد الشيوخ، ومن بيت الحديث والزهد.
سمع الرئيس أبا عبد الله القاسم بن الفضل الثقفي، وأبا محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي، وغيرهما.
كتبت عنه شيئًا يسيرًا.(1/1626)
محمد بن المفضل
شيخ آخر: هو أبو عبد الله، محمد بن المفضل بن سيار بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم، الدهان، الهروي، المعروف بمحمد أميرجه، من أهل هراة، سكن مرو، وكان من أولاد المحدثين.
سمع بإفادة عمه صاعد بن سيار الحافظ، عن جماعة من شيوخ هراة.
وكان طول نهاره مشتغلًا بكتابة أحوال أهل بلده، يكتب بها إلى سائر البلاد من أسعار الأشياء، والوقائع الحادثة، والاجتماعات، وله حرص فيها، حتى ما كان يترك شيئًا إلا ويكتبه، وإن كان ذلك الشيء مما لا ينتفع أحد بكتبه، وينفذه إلى معارفه، واشتهر بهذا.
سمع ببلده هراة القاضي أبا عامر محمود بن القاسم بن محمد بن محمد بن عبد الله الأزدي، وأبا عبد الله محمد بن علي بن محمد العميري، وأبا عطاء عبد الأعلى بن عبد الواحد المليحي، وأبا سهل نجيب بن ميمون الواسطي، وأبا العلاء صاعد بن سيار الكناني القاضي، وأبا محمد سعيد بن محمد بن عبد الله الفربري، وغيرهم.
سمعت منه بمرو، وهراة، وكان قد جاء معي في النوبة الثانية إلى هراة.
ومن جملة ما سمعت منه: كتاب الجامع لأبي عيسى الترمذي بروايته عن أبي عامر الأزدي، عن الجراحي، عن المحبوبي، عنه، وغير ذلك.
وكانت ولادته في السابع عشر من شهر رمضان، سنة خمس وسبعين وأربع مائة.(1/1627)
وتوفي في ذي الحجة، سنة ثمان وأربعين وخمس مائة بمرو بعد وقعة الغز، وكان قد عوقب.
شيخ آخر: هو أخوه أبو نصر، محمد بن أبي القاسم المفضل بن سيار، الدهان، من أهل هراة.
كان شيخًا صالحًا، مكتسبًا.
سمع القاضي أبا العلاء صاعد بن سيار بن يحيى الكناني، وأبا عطاء عبد الأعلى بن عبد الواحد المليحي، وغيرهما.
كتبت عنه بهراة، ومن جملة ما سمعت منه: خمسة أجزاء انتخبتها من أمالي القاضي صاعد.
وكانت ولادته في المحرم، سنة سبع وثمانين وأربع مائة بهراة.
ووفاته بها ليلة الثلاثاء الثاني والعشرين من شهر ربيع الآخر، سنة سبع وخمسين وخمس مائة.(1/1628)
شيخ آخر: هو أبو محمد، محمد بن المنتصر بن حفص بن أحمد بن حفص، المتولي، النوقاني، المعروف بمحمد بن أبي سعد، من أهل نوقان طوس.
كان إمامًا فاضلًا، عفيفًا، حسن السيرة، جميل الأمر، ورعًا، زاهدًا.
يحفظ المذهب، ويفتي، وتفقه على فقيه الشاش بهراة، وأبي حامد الشجاعي ببلخ.
سمع بنوقان القاضي أبا سعيد محمد بن سعيد الفرخزاذي، وأبا بكر محمد بن علي بن حامد الشاشي، وبهراة أبا عبد الله محمد بن علي العميري، وغيرهم.
كتبت عنه بنوقان.
ومن جملة ما سمعت منه: كتاب التفسير المعروف الكشف والبيان للثعلبي، بروايته عن الفرخزاذي، عنه.
وكانت ولادته. . . وأربع مائة بنوقان.
وتوفي بها يوم الأحد الحادي والعشرين من رجب، سنة خمس وثلاثين وخمس مائة، ودفن بمقبرة باب المثقب.(1/1629)
محمد بن منصور
شيخ آخر: هو أبو نصر، محمد بن منصور بن عبد الرحيم بن. . .، الأشناني، الحرضي، البيع، من أهل نيسابور.
كان شيخًا صالحًا، معمرًا، كان من أولاد المياسير وأرباب النعم.
والده أبو سعد كان من المتمولين، وأبو نصر كان من الفقراء المحتاجين.
وسمع الكثير في حالة الصغر، ومات أقرانه وعمر حتى تفرد بالرواية عن بعض الشيوخ.
سمع الأستاذ الإمام أبا القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري، وأبا بكر يعقوب بن أحمد الصيرفي، وأبا إسحاق إبراهيم بن علي الشيرازي الإمام، وأبا القاسم(1/1630)
عبد الرحمن بن عبد الله الشمعي الحاكمي العطار، وأحمد بن محمد بن الحسين السامي الأديب، وغيرهم.
وكانت له إجازة عن أبي بكر محمد بن يحيى بن إبراهيم المزكي، وأبي سعيد محمد بن عبد العزيز بن عبد الرحمن الصفار، وجماعة سواهم.
كتبت عنه في النوب الثلاثة، قبل الإعراق، وفي الرجوع عنها، وفي الوقت الذي رحلت بابني أبي المظفر إليها.
فمن جملة ما سمعت منه قديمًا: أربعة مجالس من أمالي أبي محمد الحسن بن أحمد المخلدي، بروايته عن الصيرفي، عنه.
وأربعة مجالس من أمالي أبي القاسم القشيري، بروايته عنه.
وجزء عن شيوخه، وكتاب تاريخ الصوفيه لأبي عبد الرحمن السلمي، بروايته عن أبي بكر محمد بن يحيى المزكي، إجازة عنه.
وكتاب الحمام لأبي عبد الله الحسين بن محمد بن فنجويه الثقفي، بإجازته عن أبي سعيد محمد بن عبد العزيز الصفار، عنه.
وكانت ولادته في يوم الأحد النصف من شهر ربيع الأول، سنة ثمان وخمسين وأربع مائة بنيسابور.
ومات بها يوم الأربعاء الخامس من شعبان، سنة سبع وأربعين وخمس مائة، ودفن بالحيرة.(1/1631)
شيخ آخر: هو أبو محمد، محمد بن منصور بن محمد بن صالح، الويذاباذي، الأصبهاني، من أهل ويذاباذ إحدى قرى أصبهان.
شيخ مستور، سمع أبا العباس أحمد بن عبد الغفار ابن أشته الأصبهاني، سمعت منه شيئًا يسيرًا.
شيخ آخر: هو أبو زيد، محمد بن منصور بن أبي زيد بن أبي عطاء، الشوالي، الصفار، من أهل قرية شوال.
كان شيخًا مستورًا مسنًا، وكان أمينًا في الصحراء مدة، وصار فقيرًا.
سمع أبا الخير محمد بن موسى الصفار.
وجدت سماعه في بعض كتاب البخاري.
وقرأت عليه قدر جزء.
وكانت ولادته في شهور سنة ثمان وخمسين وأربع مائة بمرو، وتوفي في أواخر شهر رمضان، سنة أربع وثلاثين وخمس مائة.(1/1632)
محمد بن الموفق
شيخ آخر: هو أبو الفتح، محمد بن الموفق بن محمد بن محمد بن أبي جعفر، الجرجاني، العدل، من أهل هراة.
كان شيخًا عالمًا متميزًا، من أهل الخير والدين.
سمع الكثير، وعمر حتى حدث.
سمع أبا عبد الله محمد بن علي العميري، وأبا سهل نجيب بن ميمون الواسطي، وأبا عامر محمود بن القاسم الأزدي، وأبا عطاء عبد الأعلى بن عبد الواحد المليحي، وغيرهم.
انتخبت عليه جزءًا عن شيوخه، وسمعت منه في النوبة الأولى، وكانت ولادته في الحادي العشرين من جمادى الآخرة، سنة خمس وستين وأربع مائة بهراة.
وتوفي بها يوم الجمعة الثاني والعشرين من جمادى الآخرة، سنة ست وأربعين وخمس مائة.(1/1633)
محمد بن ناصر
شيخ آخر: هو أبو نصر، محمد بن ناصر بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن أبي عياض، السرخسي، العياضي، من أهل سرخس.
كان فقيهًا واعظًا، مليح الوعظ، فصيح العبارة، صاحب قبول عن الخاص والعام، وكان كثير المحفوظ، ظريفًا متخلقًا بالأخلاق الحسنة، والسيرة الجميلة.
سمع ببلده سرخس السيد أبا الحسن محمد بن محمد بن زيد الحسيني، وأبا الحسن علي بن عبد الله السعيدي، وأبا علي عبد الصمد بن محمد بن الحسن القلانسي، وبمرو جدي أبا المظفر، وببخارى أبا محمد عبد الواحد بن عبد الرحمن الزبيري، وببلخ أبا جعفر محمد بن الحسين السمنجاني، وغيرهم.
سمعت منه بسرخس، وكتبت عنه في الرحلة الأولى.
فمن جملة ما سمعت منه: كتاب تحفه العالم وفرحة المتعلم للسيد أبي الحسن(1/1634)
محمد بن محمد بن زيد الحسيني، وغير ذلك.
وكانت ولادته في سنة أربع وستين وأربع مائة بسرخس ومات في الرابع والعشرين من ذي الحجة، سنة اثنتين وثلاثين وخمس مائة، ودفن في مدرسته بسرخس.
شيخ آخر: هو أبو عبد الله، محمد بن نصر بن صغير، القيسراني، العكاوي.
ولد بعكا، ونشأ بقيسارية، وسكن حلب بعد أن استولى الافرنج على بلاد الساحل، وكان غزير الفضل، حسن الشعر، رقيق الطبع، له معرفة تامة باللغة والأدب.
اجتمعت به بمنزل على ثمانية فراسخ من حلب، يقال له: دير الحافر، وكان(1/1635)
مشرقًا، وكنت مغربًا، فاغتنمت تلك الساعة، وعلقت عنه مقطعات من شعره المليح، وأخذت خطه في الإجازة ولم أر في شعراء الشام أفضل منه، ولا أرق شعرًا، وأجود طبعًا.
وسألته عن ولادته، فقال: ولدت في سنة ثمان وسبعين وأربع مائة بعكا بلدة على ساحل بحر الروم.
وتوفي بدمشق في سنة خمسين وخمس مائة.
شيخ آخر: هو أبو الفتح، محمد بن نصر بن محمد، الصوفي، المعروف بالمقرئ، وقيل: إن اسمه نصر بن محمد.
من أهل همذان، خادم الصوفية، شيخ مسن، معمر، مشهور بخدمة الفقراء، والإنفاق عليهم.
وكان يأخذ ويعطي، ويبره أهل همذان بالمال العظيم.
وكان ينفقه على الفقراء.
وسمعته يقول وقد جاوز الثمانين: كان لي بهمذان خمسة آلاف نفس، يعطيني(1/1636)
ألف منهم خمسة آلاف دينار، وألف أربعة، وألف ثلاثة، وألف كل واحد منهم دينارين، وألف كل واحد منهم يعطيني دينارًا واحدًا، فاليوم لم يبق منهم أحدًا.
سمع أبا الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس، وأبا الوفاء محمد بن جابار بن علي الواعظ الهمذانيين.
كتبت عنه حكايات أبي عبد الله بن مانك في جزء ضخم، بروايته عن عبدوس بن عبد الله، عن أبي منصور محمد بن عيسى الهمذاني، عن أبي نصر شعيب بن علي بن شعيب، عنه، كتابة.
وأحاديث سواها.
وكانت ولادته تقديرًا في حدود سنة خمسين وأربع مائة بهمذان.
وتوفي بها في المحرم، سنة أربع وثلاثين وخمس مائة.
شيخ آخر: هو أبو بكر، محمد بن نصر بن محمد بن منصور بن علي بن محمد بن محمد بن يعلى بن الفضل بن طاهر بن سلمة بن علقمة بن علاثة بن عوف بن أحوص بن خالد بن كليب بن صعصعة بن عامر، العوفي، العامري، المديني، الخطيب، الدهقان، من أهل سمرقند.(1/1637)
كان إمامًا، زاهدًا، تفقه على أبي الحسن علي بن محمد بن الحسين البزدوي.
وعمر، وأسن، حتى مات أقرانه، ولم يبق في عصره من أهل العلم أكبر سنًا منه.
سمع السيد أبا الحسن محمد بن محمد بن زيد الحسيني الحافظ، والقاضي أبا علي الحسن بن عبد الملك بن الحسين النسفي، والملك العالم أبا الفتح نصر بن إبراهيم الخاقان المعروف بشمس الملك، وغيرهم.
كتبت عنه بسمرقند.
وكان قد عمر العمر الطويل، قيل: إنه جاوز المائة سنة.
ومن جملة ما سمعت منه: كتاب دلائل النبوة لأبي العباس المستغفري الحافظ، بروايته عن أبي علي النسفي، عنه.
وقريبًا من اثني عشر جزءًا من أمالي السيد أبي الحسن الحسيني، براويته عنه.
وكتبت عنه أوراقًا منتخبة عن شيوخه.
وكان لا يعير الأجزاء ويضن بها غاية المضنة.
وكان يقول: إنه ولد في حدود سنة خمسين وأربع مائة، قال: لأني كتبت إملاء(1/1638)
السيد البغدادي في سنة أربع وستين ولا يكون لي أقل من ثلاث عشرة، أو أربع عشرة سنة.
وذكر عمر بن محمد بن أحمد النسفي، أن الخطيب هذا ولد في سنة أربع وخمسين وأربع مائة بسمرقند.
وتوفي بها ضحوة يوم الاثنين، ودفن بين الصلاتين الرابع والعشرين من شعبان سنة خمسين وخمس مائة بمقبرة جاكرديزه في مشهد العلويين.
شيخ آخر: هو أبو الفتح، محمد بن النعمان بن محمد بن أبي عاصم، البالقاني، المروزي، المعروف بأبي حنيفة، من أهل مرو.
كان يحفظ القرءان ويديم تلاوته، ويواظب على الجمعة والجماعات، غير أنه يشرب الخمر، ويعرف النجوم والحساب، وهو صحيح السماع.
سمع الإمام جدي أبا المظفر، وأبا القاسم إسماعيل بن محمد الزاهري الدندانقاني، وأبا أحمد عبد الرحمن بن أحمد بن الشاه السيقذنجي، وغيرهم.(1/1639)
سمعت منه، وكتبت عنه بنيسابور، ومرو، وبلخ.
وسمعت منه قريبًا من ثلاثين مجلسًا من أمالي جدي.
وكانت ولادته يوم الثلاثاء السابع من صفر، سنة ست وسبعين وأربع مائة بمرو.
ومات بهراة في شوال أو ذي القعدة، سنة سبع وخمسين وخمس مائة، ودفن بباب خشك.
محمد بن هبة الله
شيخ آخر: هو أبو الفضل، محمد بن هبة الله بن العلاء بن عبد الغفار، البروجردي، الحافظ، من أهل برجرد.
شيخ عالم، صحب أبا الفضل محمد بن طاهر المقدسي، واستفاد منه، وتلمذ له.
وكان من المتميزين الفهمين.(1/1640)
سمع أبا محمد عبد الرحمن بن حمد الدوني، وأبا محمد مكي بن بنجير الشعار الهمذانيين، وأبا زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن منده الحافظ، وأبا الفضل محمد بن طاهر بن علي المقدسي، وغيرهم.
أول ما لقيته أني كنت قاعدًا في جامع بروجرد أنسخ شيئًا من الحديث، فدخل شيخ عليه هيئته رثة وسلم، وقعد فرددت وسكت، فبعد ساعة قال لي: إيش تكتب؟ فكرهت جوابه، وقلت في نفسي: ماله وهذا السؤال! ثم قلت متبرمًا: الحديث.
فقال: كأنكك تطلب الحديث؟ قلت: بلي، فقال: من أين أنت؟ فقلت: من مرو، فقال: عن من يروي البخاري الحديث من المراوزة؟ فقلت: عن عبدان، وصدقة، وعلي بن حجر، وجماعة من هذه الطبقة، فقال: ما اسم عبدان؟(1/1641)
فقلت: عبد الله بن عثمان بن جبلة، فقال: لم قيل له عبدان؟ فوقفت، فتبسم، فنظرت إليه بعين أخرى، وقلت: يذكره الشيخ، فقال: كنيته أبو عبد الرحمن، واسمه عبد الله، فاجتمع في كنيته واسمه العبدان، فقيل له: عبدان، ففرحت بهذه الفائدة، فقلت له: عن من سمعت هذا؟ فقال: عن أبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي، ثم بعد ذلك كتبت عنه أحاديث من أجزاء انتخبتها عليه.
شيخ آخر: هو أبو سعد، محمد بن هبة الله بن محمد بن هارون، الأصبهاني، الهاروني، من أهل أصبهان.
شيخ صالح، من أهل الخير، ووالده كان من أهل الأدب شاعرًا جيد الشعر، كتبت عنه أقطاعًا من الشعر لوالده أبي غالب.(1/1642)
وله قصيدة حسنة في السنة.
وأبو سعد هذا سمع الإمام أبا محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي البغدادي، وأباه أبا غالب هبة الله، وكانت كتابتي عنه في صفر، سنة إحدى وثلاثين وخمس مائة، روى عن رزق الله: «من عادى لي وليًّا؛ فقد آذنني الحديث» .
أنشدنا أبو سعد إملاء من حفظه بجامع أصبهان، أنشدني والدي أبو غالب هبة الله بن محمد لنفسه:
تيقن أن خير الناس طرًا ... نبي الله ذو الرتب السنيه
محمد بن عبد الله هاد يه ... ختم الرسالة والوصيه
ومن لولاه لم تفطر سماء ... ولا أرض ولم تخلق بريه
عليه صلاة رب العرش تترى ... مدى ما جابت القفر المطيه
وأربعة هم الخلفاء حقًا ... نجوم الأرض والسرج المضيه
فأولهم أبو بكر إمام ... له التصديق والتقوى سجيه
أتاه جبرئيل وقد رآه ... عليه عباءة ليست سريه
وقال: يسلم الباري تعالى ... عليك وقوله بعد التحيه
أأنت على الرضا عني وإني ... لراض عنك مرضاة حظيه
وقد قال الرسول له صريحًا ... لأنت خليفتي بعد المنيه
وأنت لدي عزًا واقترابًا ... كمثل العين والأذن الوعيه
ولو خاللت شخصًا كان خلي ... أبا بكر لصحبته الرضيه(1/1643)
وثانيهم هو الفاروق حقًا ... إمام كان يعدل في القضيه
وفي يوم الجزاء يمتري سراجًا ... لأهل الخلد كالشمس الجليه
ولم يسلك طريقًا قط إلا ... نحى الشيطان ناحية قصيه
وفي المعراج لما أن تراءى ... له الفردوس والغرف البهيه
رأى قصرًا مشيدًا من نضار ... فقال لهم لمن هذه البنيه
فقالوا: إنها لفتى قريش ... فقدرها لجراه نبيه
فرام دخولها لكن ثنته ... عن المرتاد غيرته القويه
فقال له أبو حفص: وإني ... أغار عليك يا خير البريه
وذو النورين ثالثهم إمام ... ملائكة السماء منه حييه
ومن أحيا لياليه سجودًا ... وسبح بالغداة والعشيه
وقضى العمر بالقرءان يتلو ... ولم يك منه أحكم بالسويه
وسبل بئر رومة لارياء ... وأروى الخلق من تلك الركيه
ورابعهم رضي الله حقا حقا ... وسيف الله زين الهاشميه
أبو السبطين زوجته بتول ... نقي من خطايا الجاهليه
وصاحب ذي الفقار وذو السرايا ... وفي إسلامه ذو أوليه
وقالع باب خيبر مستقلًا ... بنهضته ومرته السويه
وسماه الرسول أخًا ومولى ... وآثره برايته العليه
ويوم غدير خم دعا دعاء ... له في ذكره أعلى مزيه
إلهي عاد من عادى عليًا ... ووال من الذي أضحى وليه
علي كاسمه ذكر علي ... طليق الوجه طلاع الثنيه(1/1644)
مفاريد الهاء
شيخ آخر: هو أبو عبد الله، محمد بن همشية بن فيروز بن عيسى بن الحسين، الجبلي، الكراني، الأصبهاني، من أهل أصبهان.
سمع أبا القاسم عبد الرحمن بن منده.
سمعت منه الجزء الثالث والخامس من فوائد أبي الحسن عبيد الله بن أبي عبد الله بن منده الحافظ وهو يروي الجزأين عن عبد الرحمن بن منده؛ لأن عبد الرحمن بن أبي عبد الله بن منده خرج عشرة أجزاء لأخيه أبي الحسن عن شيوخه وشيوخ نفسه، لا تفاوت بينهما، وما تفرد واحد منهما بشيخ عن ذلك الشيوخ.
فحصل لي الجزءان عنه بروايته عن عبد الرحمن، وكانت ولادته في حدود سنة ستين وأربع مائة، ووفاته في سنة اثنتين وثلاثين وخمس مائة، فإن رفيقنا أبا القاسم الدمشقي ذكر في معجم شيوخه أنه توفي وقت كونه بأصبهان.(1/1645)
شيخ آخر: هو أبو طاهر، محمد بن يحيى بن ظفر بن الداعي بن مهدي بن محمد بن جعفر بن محمد بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، العلوي، العمري، من أهل إستراباذ.
شيخ الإمامية بها، وهو مقدم طائفته، وشيخ عشيرته، من بيت الحديث.
وهو شيخ متيقظ، متودد، ذو معرفة وهيئة، وفضل.
سمع جده أبا الفضل ظفر بن الداعي بن المهدي العلوي.
سمعت منه بإستراباذ، وكتبت عنه بها أوراقًا انتخبتها من أمالي جده.
وكانت ولادته في المحرم، سنة ست وستين وأربع مائة بإستراباذ، وتوفي بها سنة إحدى أو اثنتين وخمسين وخمس مائة.
شيخ آخر: هو أبو المعالي، محمد بن يحيى بن علي بن عبد العزيز بن علي بن(1/1646)
الحسين، القرشي، الأموي، من أهل دمشق.
ولي القضاء بها، حسن السيرة، محمود الولاية، قصير اليد عن أموال المسلمين، مشفقًا عليهم.
ساكنًا، وقورًا، متواضعًا، متوددًا، مليح الشيبة، حسن المنظر.
رحل إلى ديار مصر في سنة تسع وثمانين، وسمع بدمشق أبا القاسم علي بن محمد بن علي بن أبي العلاء المصيصي، وأبا الفرج سهل بن بشر بن أحمد الإسفراييني، وبمصر أبا الحسن علي بن الحسن بن الحسين الخلعي، وأبا الحسن محمد بن علي بن أبي داود الفارسي، وبتنيس أبا محمد عبيد الله بن عبد السميع بن عبيد الله التنيسي، وغيرهم.
كتبت عنه، بدمشق، ومن جملة ما كتبت عنه: فوائد الخلعي في اثني عشر جزءًا؛ سبعة من انتقاء أحمد الشيرازي، وخمسة انتقاء أبي الفضل المقدسي، وغير ذلك من الأجزاء المنثورة العالية.
وكانت ولادته ببلدة دمشق في أحد الربيعين من سنة سبع وستين وأربع مائة.
ووفاته بها ليلة الأربعاء، ودفن بعد صلاة الظهر النصف من شهر ربيع الأول، سنة(1/1647)
سبع وثلاثين وخمس مائة.
شيخ آخر: هو أبو تميم، محمد بن يحيى بن محمد بن أبي نعيم، الصوفي، من أهل أبيورد.
وهو خادم الفقراء بها.
شيخ صالح، سافر الكثير، واحتمل المشاق، ودخل بلاد الكفر ليشتري أباه من الكفار، وكان قد أسر.
سمع بدر بن إبراهيم بن أحمد بن الحسين القاضي.
كتبت عنه بأبيورد، وتوفي بها سنة ثمان أو تسع وأربعين وخمس مائة.
شيخ آخر: هو أبو سعد، محمد بن يحيى بن منصور، الجنزي، من أهل نيسابور.
وكان والده من أهل جنزة، من المياسير، ومن أولاد المشاهير، خرج عن جنزة(1/1648)
بسبب الأستاذ أبي القاسم القشيري، وقدم نيسابور وصار من مريديه، ثم جاور بمكة مدة، وكان يروض نفسه ويواصل بين الصيام، وتقرب إليه نظام الملك الوزير، وسكن بالآخرة قصبة طريثيث، وولد أبو سعد هذا بها.
وكان شيخنا أبو سعد إمامًا، مفتيًا، مناظرًا، مفسرًا، أصوليًا، واعظًا، حسن السمت، والسيرة، جميل الظاهر والباطن.
تفقه على الإمامين؛ أحمد الخوافي، وأبي حامد الغزالي، وبرع في الفقه والمناظرة، وصار أنظر الخراسانيين في عصره، وصنف التصانيف في الخلاف، وتكاثر الفقهاء لديه، وتخرجوا عليه.
سمع أبا علي نصر الله بن أحمد بن عثمان الخشنامي، وأبا حامد أحمد بن علي بن محمد بن عبدوس الحذاء، وأبا عبد الله محمد بن محمود الرشيدي، وأبا عبد الله إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي، وغيرهم.
وما سمع من الحديث إلا اليسير؛ لاشتغاله بالفقه، كتبت عنه شيئًا يسيرًا سنه ثلاثين، وسنه سبع وثلاثين، وكانت ولادته في سنة ست وسبعين وأربع مائة بطريثيث.
وقتل بنيسابور في جامعها الجديد في الحادي عشر من شوال، سنة تسع، وأربعين وخمس مائة.
ورزق سعادة الشهادة، قتله الغز وقت الإغارة على نيسابور، ورأيته في المنام ليلة(1/1649)
كأني سألته عن حاله وإلى ماصار إليه؟ فقال: غفر لي.
مفاريد الياء
شيخ آخر: هو أبو بكر، محمد بن يعقوب بن الحسن، الغزنوي، الكلاغي، العبدلي، من أهل نيسابور، من محلة كلاغ اشيان.
من أصحاب أبي عبد الله.
شيخ عالم زاهد، صالح، متعبد.
سمع أبا بكر أحمد بن علي بن عبد الله بن خلف الشيرازي الأديب.
كتبت عنه بنيسابور منصرفي من العراق، والقدر الذي كتبت عنه جزءان الأول والثاني من «عوالي سفيان بن عيينة» جمعها أبو عبد الله الحافظ، بروايته عن ابن خلف.(1/1650)
شيخ آخر: هو أبو الفتح، محمد بن أبي أحمد بن العباس الجلال، بالجيم، الصائغ، المروزي، المعروف بإسلام، من أهل مرو.
كان شيخًا صالحًا، صائنًا، حسن السيرة.
وكان مُخَالِطًا للأئمة والعلماء يزورونه ويزورهم.
وحكي أنه اعتكف في الجامع الأقدم ستين سنة في العشر الأخير من رمضان، سمع أبا الفضل محمد بن نحتويه بن محمد الشيرنخشيري، المعروف بالفقيه الكبير، وأبا نصر محمد بن الحسن بن علي بن أحمد القزاز الجلفري، وأبا عبد الله محمد بن الحسن بن الحسين المهربندقشايي، وغيرهم.
سمعت منه الكثير بقراءة الفقيه أبي طاهر السنجي وإفادته، ولم أجد مما سمعته عنه غير جزء واحد من حديث أبي العباس الطيسفوني الخطيب بروايته عن الفقيه الكبير، عنه.
وكانت ولادته في حدود سنة ثلاثين وأربع مائة، أو قبلها بمرو.
وتوفي يوم الخميس التاسع من جمادى الأولى، سنة عشرين وخمس مائة، ودفن بسنجذان.(1/1651)
شيخ آخر: هو أبو الفتح، محمد بن أبي أحمد بن محمد بن أبي سعيد، الحصيري، النوسي،. . . . . .(1/1652)
المعروف بالرحمه، من أهل قرية نوسكنارنجان.
كان شيخًا عفيفًا، حافظًا للقرءان، دائم الدرس كثير التلاوة، وكان ضريرًا.
سمع أبا الخير محمد بن موسى بن عبد الله الصفار.
وقرأت عليه بعض الصحيح للبخاري في خانقاه البرموي، قبل خروجي إلى الرحلة.
وسألته عن ولادته، فقال: تقديرًا سنة اثنتين وستين وأربع مائة بنوكنارنجان.
وتوفي بها في السادس والعشرين من ذي القعدة، سنة سبع وأربعين وخمس مائة.
شيخ آخر: هو أبو عبد الله، محمد بن يعقوب بن أبي طالب، الكاساني، من أهل كاسان.(1/1653)
نشأ ببخارى، وورد بخارى، وسكن سرخس.
وكان من أهل الخير والقرءان، صالحًا، حسن الظاهر، مليح الشيبة، سليم الجانب.
كتب الأمالي عن جماعة من الأئمة ببخارى، مثل أبي بكر محمد بن علي بن حفص الحلواني، وأبي الفضل بكر بن محمد بن علي الزرنجري، ومحمد بن علي النوجاباذي، وأحمد بن الحسن الزاهد، يعرف: بدرواحه، وأبي محمد عبد العزيز بن محمد، المعروف بالبرهان، وأبي المعالي مسعود بن الحسين الكشاني، وغيرهم.
لقيته بسرخس في النوبة السادسة، وانتخبت عليه أوراقًا من حديثه، وقرأتها عليه.
وكانت ولادته بكاسان، في سنة ثمانين وأربع مائة.
وتوفي بسرخس في حدود سنة خمس وخمسين وخمس مائة.(1/1654)
شيخ آخر: هو أبو عبد الله، محمد بن أبي إسحاق بن أبي عبد الله، البسطامي، المعلم، من أهل بسطام، سكن دمشق.
وكان من أهل القرءان، يعلم الصبيان القرءان، ويقرئ الناس بجامع دمشق في المشهد الذي بابه في الجامع.
وهو شيخ بهي المنظر، مليح الشيبة، سمع أبا الحسن علي بن الحسن بن الحسين السلمي الموازيني، وأبا طاهر محمد بن الحسين بن محمد بن إبراهيم الحنائي، وغيرهما.
قرأت عليه أحاديث بجامع دمشق، وكانت ولادته في حدود سنة سبعين وأربع مائة إن شاء الله تقديرًا.
وتوفي في أواخر سنة أربع، أو أوائل سنة خمس وأربعين وخمس مائة بدمشق.
شيخ آخر: هو أبو الرجاء، محمد بن أبي بكر بن أحمد، السنوي، الأصبهاني.
أخو أبي العباس أحمد.
شيخ من أهل أصبهان، سمع أبا إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الطيان القفال، وغيره.
سمعت منه حديثًا واحدًا بأصبهان.(1/1655)
شيخ آخر: هو أبو طاهر، وقيل: أبو عبد الله، محمد بن أبي بكر بن عثمان بن محمد بن أحمد بن إسماعيل، السبخي، الصابوني، البزدوي، المديني، أخو عمر، المعروف بالزاهد.
من أهل بخارى، كان يسكن مدينتها.(1/1656)
كان زاهدًا، عالمًا، حسن السيرة، كثير العبادة، وضييء الوجه، لين الأخلاق، سليم الجانب بعيدًا عن التكلف.
صحب الإمام يوسف بن أيوب الهمذاني مدة، والزاهد إبراهيم الصفار، وغيرهما من الأئمة وأهل الخير.
سمع أبا محمد عبد الواحد بن عبد الرحمن الزبيري، وأبا نصر أحمد بن عبد الرحمن بن إسحاق الريغذموني، وأبا صادق أحمد بن الحسين بن علي الزندني الخطيب، والقاضي أبا بكر محمد بن الحسن بن منصور النسفي، والقاضي أبا اليسر محمد بن محمد بن الحسين البزدوي، وغيرهم.
كتبت عنه ببخارى، ولم يكتب عنه أحد قبلي.
واتفق أني عرضت جزءًا من حديث أبي محمد الزبيري على شاب يطلب الحديث، يقال له: أحمد بن محمود الصابوني يعرف بالنور هذا «الجزء» أتعرف من بقي فيه ممن يقرأ عليه؟ فدلني على الزاهد وأخيه عمر، فلما قرأنا عليهما ذلك الجزء، قالا: إن والدنا كتب مجلدات من شيوخ بخارى، واسمنا مثبت في بعض المجالس، وأحضرنا إملاءهم، فاستعرت المجلدات، وانتخبت مما سمعوا منه أجزاء وقرأتها عليهما، بعد ذلك كتب عنهما الناس.
وكانت ولادته فيما ظن وذكر تخمينًا سنة ثمانين وأربع مائة ببخارى، وتوفي بها في جمادى الأولى، سنة خمس وخمسين وخمس مائة.(1/1657)
شيخ آخر: هو أبو عبد الله، محمد بن أبي بكر بن محمد، المقرئ، الهروي المعروف بالقدوة، إمام جامع هراة.
مقرئ، فاضل، حسن المعرفة بالقرءان، ختم خلق كتاب الله تعالى عليه، وصار إمام الجامع.
وكان مليح الوجه، حسن الشيبة، جميل الأمر.
سمع الإمام أبا إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري، أبا عطاء عبد الأعلى بن عبد الواحد المليحي، وغيرهما.
كتبت عنه بهراة في النوبة الأولى، ومن جملة ما سمعت منه: كتاب فضائل القرءان لأبي محمد إسماعيل بن إبراهيم المقرئ، بروايته عن أبي عطاء المليحي، عنه.
ومجلسان من أمالي عبد الله الأنصاري، بروايته عنه.
وكانت ولادته بهراة، في المحرم، سنة اثنتين وسبعين وأربع مائة.(1/1658)
ووفاته بها يوم الثلاثاء الثامن عشر من رجب، سنة أربع وأربعين وخمس مائة.
شيخ آخر: هو أبو الموفق، محمد بن أبي بكر بن عبد الرحيم، الفامي، الطبراني، الطوسي، من أهل الطابران قصبة طوس.
شيخ صالح، سمع القاضي أبا سعيد محمد بن سعيد بن محمد الفرخزاذي سمعت منه جزءًا من حديث القاضي أبي عمر محمد بن الحسين البسطامي، بروايته عن الفرخراذي، عنه.
وكانت ولادته في حدود سنة خمسين وأربع مائة بطوس.
وتوفي بها في الخامس والعشرين من جمادى الأولى، سنة ثلاث وأربعين وخمس مائة.
شيخ آخر: هو أبو تراب، محمد بن أبي بكر بن عطاء، البلخي، المعروف بخواجكي، من أهل بلخ.
فقيه، فاضل، مناظر، متودد متخلق بأحسن الأخلاق.
تفقه على البرهان أبي المفاخر عبد العزيز ابن مازه البخاري.(1/1659)
وجال في الأقطار، لقيته بجرجان منصرفي من العراق، سنة سبع وثلاثين وخمس مائة.
وظني أنه مات سنة ثمان، أو تسع وثلاثين وخمس مائة.
شيخ آخر: هو أبو عبد الله، محمد بن أبي بكر بن محمد بن عبد الله، الطيان، المروزي، الرمادي.
فقيه فاضل زاهد، حافظ للقرءان، كثير التلاوة للقرءان، وكان قرأة بالروايات القراءات.
حسن السيرة، مرضي الطريقة، ورع.
وكان يعرف بالفقيه الزاهد.
سمع بمرو: الإمام جدي أبا المظفر، وأبا سعد أسعد بن سعيد بن أبي سعيد الميهني، وبنيسابور أبا بكر عبد الغفار بن محمد الشيروي، وأبا عبد الله إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي، وأبا العلاء عبيد بن محمد بن عبيد القشيري، وغيرهم.
سمعت منه مجلسًا من إملاء جدي الإمام.
وجزء محمد بن هشام بن ملاس النميري، بروايته عن الشيروي، عن الصيرفي عن الأصم، عنه.(1/1660)
وكنت قرأت عليه القرءان ختمات بحرف أبي ذكوان، عن عبد الله بن عامر.
وكان من الأخيار الصالحين الورعين.
وتوفي في المحرم، سنة تسع وعشرين وخمس مائة، ودفن بسنجذان، وصلينا عليه.
شيخ آخر: هو أبو جعفر، محمد بن أبي بكر بن محمد، الشاذكي، القومسي، البسطامي، من أهل بسطام.(1/1661)
شيخ صالح، ورع، زاهد.
يخدم الصوفيه برباط بسطام.
سمع خاله أبا إسحاق إبراهيم بن محمد بن عامر بن علويه البسطامي.
كتبت عنه ببسطام جزءًا من حديث الأصم، بروايته عن خاله، عن أبي الحسن علي بن أبي بكر الطرازي، عنه.
وتوفي ببسطام، سنة اثنتين وثلاثين وخمس مائة.
شيخ آخر: هو أبو المحاسن، محمد بن أبي بكر بن المفتي بن إبراهيم، الشرغي، الواعظ المؤدب المعروف بإمام زاذة.
مفتي من أهل بخارى، أصله من قرية يقال لها: جرغ.(1/1662)
إمام فاضل، فقيه، واعظ، أديب، شاعر، ورع، حسن السيرة، من أهل الخير والدين.
سمع أبا أحمد محمد بن أبي سهل بن أبي إسحاق العتابي، وأبا الفضل بكر بن محمد بن علي الزرنجري، وأبا بكر محمد بن عبد الله بن فاعل السرخكتي، وأبا القاسم علي بن أحمد بن إسماعيل الكلاباذي، وغيرهم.
كتبت عنه شيئًا يسيرًا ببخارى في النوبة الثانية.
وحضرت مجلس وعظه، وحضر مجالس الإملاء لي.
وكانت ولادته في شهر ربيع الأول، سنة إحدى وتسعين وأربع مائة.
شيخ آخر: هو أبو بكر، محمد بن أبي سعيد بن محمد، البزاز، الدرغاني، المقصري، من أهل مرو، يسكن سكة المقصرة فنسب إليها.(1/1663)
تفقه على الإمام جدي، وكان شريك الإمام والدي رحمهم الله في الدرس.
وكان صدوقًا، محققا مدققًا في الأمور والأشغال، تاركًا للميل والخيانة، كافيًا، جدلًا.
عمر العمر الطويل حتى جاوز التسعين.
وكان كل يوم يعدو ستة آلاف خطوة حوالي البلد مستنشقًا من الهواء، ولا يأكل إلا ما يوافقه، معرضًا عن الأشياء المضرة.
وكان يقول: من خمسين سنة عندي التمر والخزف سواء.
وكان مائلًا عن الحق في الاعتقاد، يتناول المسكر في كل وقت.
قرأ شيئًا من كتب الفلاسفة، والطب، ونظر في النجوم.
سمع الإمام جدي أبا المظفر، وأبا أحد عبد الرحمن بن أحمد بن الشاه السيقذنجي، وأبا القاسم عبد الله بن الحسن القرينيني الفقيه، والقاضي أبا اليسر محمد بن محمد بن الحسين البزدوي، وغيرهم.
وببنج ديه أبا أحمد الموفق بن عبد الواحد المرو الروذي، وأبا منصور المظفر بن منصور بن القاسم الرازي، وغيرهم.
كتبت عنه، وسمعت منه.
فمن جملة ما سمعت منه كتاب الأزاهير لأبي العباس أحمد بن سعيد المعداني، بروايته عن الحاكم أبي الفتح الهشامي، عن جده، عنه.
وكانت ولادته في سنة اثنتين أو ثلاث وخمسين وأربع مائة تقديرًا، قال: لأني(1/1664)
كنت في الوقت الذي قتل السلطان ألب رسلان بشط جيحون في سنة خمس وستين كنت صبيًا كبيرًا قاربت البلوغ.
وعاقبه عسكر الغز بمرو في النصف من رجب، وتوفي في الثامن عشر أو التاسع عشر من الشهر، من سنة ثمان وأربعين وخمس مائة، ودفن بمقبرة الشهداء عند مسجد حبوية.
الرواية: أبنا محمد بن أبي سعيد الدرغاني قراءة عليه، أبنا أبو الفتح عبيد الله بن محمد بن أردشير بن محمد الهشامي، أخبرنا جدي أبو العباس أردشير بن محمد الهشامي، سمعت أبا العباس أحمد بن سعيد المعداني، يقول: وقال الحسين: تذاكروا الشجاعة والفرسان يومًا في مجلس المأمون، فأكثروا.(1/1665)
فقال المأمون: لم يكن في الإسلام بعد علي بن أبي طالب، والزبير بن العوام أهل بيت شملتهم الشجاعة كالمهلب بن أبي صفرة، وولده.
لقد حدثت عن داود بن المساور العبدي، قال: دخلنا على يزيد بن المهلب حين ظفر بعدي بن أرطاة، وغلب على البصرة، فبينا نحن عنده إذ أتاه رجل من العرب، فقال: أصلح الله الأمير، إني جعلت لله نذرًا علي لإن رأيتك في هذا القصر أميرًا أن أقبل رأسك.
فقال يزيد: وما للرجال والنذور في القبل، لله در عسكرين؛ كنا في أحدهما، والأزارقة في الآخر، ما كان أبعدهم أن تكون نذرهم مثل ما نذرت يا شيخ.(1/1666)
لقد رأيتني يومًا وأنا واقف بين الحريش بن هلال السعدي، وبين مولى له إذ خرج ثلاثة نفر من صنف الخوارج، فشدوا على صفنا فخرقوه حتى دخلوا إلى عسكرنا، ففعلوا ما أرادوا، ثم رجعوا سالمين، وأحدهم آخذ بسنان رمحه يجره في الأرض.
وهو يقول:
وإنا لقوم ما نعود خيلنا ... إذا ما التقينا أن تحيد وتنفرا
وننكر يوم الورع ألوان خيلنا ... من الطعن حتى نحسب الجوز أشقرًا
وليس بمعروف لنا أن نردها ... صحاحًا ولا مستنكرًا أن تعقرا
فقلت عند ذلك: ما رأيت ثلاثة نفر بلغوا من عسكر فيه من في عسكرنا ما بلغ هؤلاء.
فقال الحريش: فما يمنعك من مثلها أبا خالد؟ فقلت: من؟ قال: بي، وبك، وبمولاي هذا.
فشددنا ثلاثتنا فصنعنا بصفهم كما صنعوا بصفنا، ثم خرج الحريس آخذًا بزج رمحه يجره، وهو يقول:
حتى خرجن بنا من تحت كوكبهم ... حمرًا من الطعن أعناقًا وأكفالًا
تلك المكارم لا قعبان من لبن شيبا ... بماء فعاد أبعد أبوالا(1/1667)
فمثل هذا فاصنعوا وانذروا، ولا تنذروا نذر العجائز الضعاف، ثم قال: ادن يا شيخ، فاوف بنذرك، فدنا فقبل رأسه.
شيخ آخر: هو أبو الفخر، محمد بن أبي العباس بن أبي نصر سعيد بن أبي العباس مسعود بن عبد الله بن مسعود بن أحمد بن محمد بن مسعود، المسعودي، النقاش، من أهل مرو.
كان خيرًا مكتسبًا، مشتغلًا بما يعنيه.
سمع الإمام جدي أبا المظفر، قرأت عليه مجلسًا من أمالي جدي، وما أظن أن أحدًا قرأ عليه الحديث قبلي.
وتوفي في الخامس من شعبان، سنة إحدى وأربعين وخمس مائة، ودفن بسنجذان.
شيخ آخر: هو أبو أحمد، محمد بن أبي علي بن عبد الرحمن الحللي، المعروف بموري الأصبهاني، من أهل أصبهان.
شيخ مستور، ترددنا إليه غير مرة حتى صادقناه بجهد كثير، وقرأنا عليه.
سمع أبا محمد رزق الله التميمي، وغيره، سمعت منه المجلس الذي أملاه التميمي.(1/1668)
شيخ آخر: هو أبو عبد الله، محمد بن أبي الفتح بن طاهر بن علي، الشحاذ، الحداد، الأصبهاني، من أهل أصبهان.
سمع أبا الحسن سهل بن عبد الله الغازي، وأبا القاسم محمود بن جعفر بن محمد بن أحمد الكوسج التميمي، وغيرهما.
سمعت منه أحاديث يسيرة بأصبهان.
شيخ آخر: هو أبو عبد الله، محمد بن أبي الفتح بن محمد بن علي بن محمد، القطان، المعروف بويرج، من أهل أصبهان.(1/1669)
شيخ له حرص على سماع الحديث، سمع مع كبر السن.
وكان يسمع أولاده معنا، واشترى بعض أصول الأصبهانيين، فكنا نستعير منه، ونقرأ على الشيوخ.
سمع أبا محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي، سمعت منه.
وكانت ولادته في حدود سنة ثمانين وأربع مائة.
وتوفي بأصبهان في ذي القعدة، سنة أربع وأربعين وخمس مائة.
شيخ آخر: هو أبو عبد الله، محمد بن أبي الفتح بن محمد بن أبي القاسم بن محمد بن هارون بن نمران، الجلاب، الأصبهاني، من أهل أصبهان.
كان شيخًا يزيد في الرقم، ويدعي سماع أجزاء لم يسمعها.
وكان يلحق اسمه في بعض الأجزاء ويمحو اسم بعض الناس، ويثبت اسمه مكانه.
وهو شيخ عامي، غير أنه يفعل في الأجزاء هذا، وربما كان سماعه صحيحًا في ذلك الجزء فيلحق اسمه مع طبقة أخرى، ويكتب اسمه، ولم يكن موثوقًا به.
وله سماع صحيح لا شك، غير أنه أفسد سماعاته، والله يرحمنا وإياه.
سمع أبا عمرو عبد الوهاب بن منده، وأبا عيسى عبد الرحمن بن محمد بن زياد التاني.(1/1670)
سمعت منه مجلسًا من إملاء أبي عبد الله بن منده، وهو الثامن والسبعون، بروايته عن أبي عمرو، عن أبيه.
سمعت منه من أصل سماعه بخط غيره.
شيخ آخر: هو أبو بكر، محمد بن أبي القاسم بن عبيد الله، الغولقاني، المروزي، من أهل قرية غولقان.
كان فقيهًا، فاضلًا، عالمًا، زاهدًا ورعًا، مسنًا، حسن المعرفة بالمذهب حافظًا له.
سمع أبا الخير محمد بن موسى الصفار، والإمام أبا المظفر، والقاضي أبا عمرو محمد بن عبد الرحمن النسوي، وأبا بكر محمد بن عبد الله بن أبي توبة الخطيب الكشميهني، وأبا الفتوح عبد الغافر بن الحسين الألمعي الكاشغري الحافظ، وغيرهم.(1/1671)
كتبت عنه بمرو.
ومن جملة ما سمعت منه: كتاب ذرو من ذكر مرو لأبي الفتوح الألمعي الحافظ، بروايته عن المصنف.
والثلاثيات من الصحيح للبخاري، ومن أول التفسير إلى سورة إبراهيم عليه السلام من الصحيح بروايته عن أبي الخير، عن الكشميهني، عن الفربري، عنه.
وكانت ولادته بقرية غولقان، في حدود سنة خمسين وأربع مائة، أو قبلها.
وتوفي بها في جمادى الأولى، سنة ثلاثين وخمس مائة.
شيخ آخر: هو أبو بكر، محمد بن أبي القاسم بن حنه، الصوفي، المقرئ، الأصبهاني، من أهل أصبهان.(1/1672)
من أهل القرءان، والعلم، والتصوف، والزهد.
سمع أبا المظفر عبد الله بن شبيب بن عبد الله المقرئ.
شيخ آخر: هو أبو محمد، محمد بن أبي القاسم بن محمد، الدجاجي، الخباز، من أهل أصبهان.
سمع أبا سعيد رجاء بن عبد الواحد بن قولويه الأصبهاني.
سمعت منه مجلسًا من إملاء أبي عبد الله الجرجاني.
شيخ آخر: هو أبو طاهر، محمد بن أبي النجم بن أبي الحسين بن أبي سهل، البزاز، الخطيب، الشوالي، من أهل قرية شوال إحدى قرى مرو.(1/1673)
كان شيخًا صالحًا، عفيفًا، ورعًا، متعبدًا، مليح الشيبة، حسن السيرة، كثير العبادة.
سمع أبا الخير محمد بن موسى الصفار، وأبا عبد الله محمد بن الحسن بن الحسين المهربندقشايي، وأبا الفضل محمد بن أحمد بن أبي الحسن العارف الميهني، وغيرهم.
وسألناه أن يحضر البلد لنقرأ عليه الصحيح فحضر البلد، واجتمع المشايخ في خانقاه شيخنا عمر بن أبي الفضل البرموي، وقرأت عليه جميع الصحيح وعلى جماعة من الشيوخ.
وانتخبت عليه جزءًا عن شيوخه.
وكانت ولادته قبل سنة ستين وأربع مائة.
وتوفي بشوال، ليلة السبت السادس عشر من ذي القعدة، سنة ثلاث وثلاثين خمس مائة.(1/1674)
شيخ آخر: هو أبو عبد الله، محمد بن أبي نصر بن الحسن بن إبراهيم، الخونجاني، الأديب من أهل أصبهان.
شاب فاضل، صالح، عارف بالأدب واللغة، يؤدب الصبيان.
وكان يلازم مجلس شيخنا إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ، ويكتب أماليه، وما كان يفوته مجلس.
سمع أبا القاسم غانم البرجي، وأبا الفتح إسماعيل بن الفضل السراج، وأبا المظفر عبد الواحد بن حمد بن شيذه، وأبا زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن منده، وأبا علي الحسن بن أحمد الحداد، وأبا الفرج أحمد بن سهل بن محمد بن سهل البرجي الأصبهانيين، وغيرهم.
كتب لي جزءًا بخطه عن شيوخه، وسمعت منه ذلك الجزء.(1/1675)
من اسمه مأمون
هو أبو الخير، مأمون بن أبي القاسم بن محمد، الدهقاني، القاشاني، من أهل قرية قاشان.
كان سلف شيخنا أبي طاهر السنجي، وكان شيخًا صالحًا، حسن السيرة، متقربًا إلى أهل العلم والخير.
سمع الإمام جدي أبا المظفر، قرأت عليه مجلسين من أماليه.
وكانت ولادته تقديرًا في حدود سنة ستين وأربع مائة.
وتوفي بقريته قاشان يوم الأحد السابع من ذي الحجة، سنة ثلاثين وخمس مائة.
شيخ آخر: هو أبو عمر، مأمون بن عمر بن مأمون، السجزي، الصوفي، من أهل سجستان.(1/1676)
صوفي صالح من أهل الخير، لقيته بأصبهان.
وكان نازلًا معنا في خانقاه بني منده في سنة إحدى وثلاثين.
من اسمه المحسن
منهم:
أبو الفضل، المحسن بن أبي منصور النعمان بن المحسن القوسي، الفقيه، الصوفي، البسطامي، المعلم، من أهل بسطام.
شيخ فقيه صالح، من أهل العلم والقرءان.
يعلم الصبيان، له رحلة إلى نيسابور، سمع ببسطام أبا سعيد عطاء بن إبراهيم البسطامي، وبنيسابور أبا بكر محمد بن عبد الجبار الإسفراييني، وأبا عبد الرحمن طاهر بن محمد الشحامي، وغيرهم.
كتبت عنه ببسطام.
ومن جملة ما سمعت منه: كتاب ذم الرياء لأبي عبد الرحمن السلمي، بروايته عن أبي بكر الإسفراييني، عنه.(1/1677)
وكانت ولادته في حدود سنة خمسين وأربع مائة ببسطام، وتوفي بها في سنة ثمان وثلاثين وخمس مائة.
شيخ آخر: هو أبو الفتح، المحسن بن عبد الملك بن المحسن بن سعيد بن طلحة، التميمي، الخسر وشاهي، من أهل قرية خسروشاهي.
من مشاهير الدهاقين ووجوههم، وكن بيته مجمع أهل العلم والخير.
تقاعد به الزمان في فترة الغز، لقي الإمام جدي أبا المظفر، وغيره من الأئمة.
كتبت عنه أبياتًا من الشعر.
وكانت ولادته في الخامس من المحرم، سنة إحدى وثمانين وأربع مائة، في البلد بحذاء الغريب بسكة حينيان.
وتوفي بقرية خسرو شاه ضحوة يوم السبت السادس من رجب، سنة تسع وخمسين وخمس مائة، وصلينا عليه، ودفن من الغد بقريته.(1/1678)
من اسمه محمود
هو أبو محمد، محمود بن إبراهيم بن محمد بن محمد بن إبرويه، الصالحاني، الأصبهاني، أخو أبي بكر محمد بن إبراهيم، من أهل أصبهان.
شيخ صالح، سمع أبا الخير محمد بن أحمد بن محمد الإمام المعروف بررا.
سمعت منه أوراقًا من تاريخ أصبهان لأبي بكر بن مردويه، بروايته عن أبي الخير ابن ررا، عنه.
وتوفي بأصبهان في شهر رمضان، سنة اثنتين وخمسين وخمس مائة.
شيخ آخر: هو أبو محمد، محمود بن أحمد بن عبد الله بن الحسن، الحللي، الديباجي، المعروف بالخانبان، من أهل أصبهان.
كان شيخًا صالحًا معمرًا، مسنًا.(1/1679)
سمع أبا محمد عبد الله بن أبي رجاء التميمي، وأبا محمد عبد الله بن محمد بن إبراهيم الكروني، وأبا علي الحسن بن عمر بن الحسن الحافظ، وأبا محمد رزق الله التميمي، وغيرهم.
سمعت منه مجلسًا من إملاء أبي محمد الكروني.
ومجلسًا من إملاء القاضي الأثير أبي محمد التميمي.
ومجلسين من إملاء أبي علي بن يونس، بروايته عنه.
شيخ آخر: هو أبو منصور، محمود بن أحمد بن عبد المنعم بن أحمد بن محمود بن عبد الله بن علي بن محمد بن عبد الرحمن بن عمرو بن مسلم بن ماشاذه، الواعظ، الأصبهاني، من أهل أصبهان.
إمام فاضل، مفسر، واعظ، حلو الكلام، فصيح العبارة، مليح الإشارة.(1/1680)
كان له التقدم والجاه العريض، والحشمة عند الخاص والعام.
تفقه على أبي بكر محمد بن ثابت الخجندي، وعبد الوهاب بن محمد الفامي.
ثم ارتفع أمره على ممر الزمان، ومات أقرانه، ووجي بالسكين عدة نوب، وعصمه الله تعالى، ولم يؤثر فيه، وزاد قبوله بذلك، وصار المرجع لأهل بلده.
وكان كثير الصلاة والتهجد والصوم.
سمع أبا زيد أحمد، وأبا منصور شجاعًا ابني علي بن شجاع المصقلي، وعائشة بنت الحسن بن إبراهيم الوركاني، وأبا الفتح عبد الجبار بن عبد الله بن إبراهيم بن برزه الجوهري الرازي، وأبا علي الحسن بن عمر بن يونس الحافظ، وأبا سهل حمد بن محمد بن عمر بن ولكيز الصيرفي، وأبا سعيد مسعود بن ناصر بن عبد الله الركاب السجزي، وأبا العلاء سليمان بن عبد الرحيم المطرز، وأبا علي الحسن بن علي بن إسحاق الوزير، وأبا القاسم إسماعيل بن مسعدة الإسماعيلي الجرجاني، وأبا محمد عبد الوهاب بن محمد القاضي الفامي، وأبا عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن الحسن الكامخي الساوي، وأبا مسعود سليمان بن إبراهيم الحافظ، وأبا العباس أحمد بن الحسن بن محمد بن علي الإمام، وأبا بكر محمد بن أحمد بن محمد بن الحسن الأبهري، وأبا الوفاء محمد بن بديع الحاجب، والقاضي أبا محمد عبد الله بن أبي الرجاء محمد بن علي التميمي، والإمام جدي أبا المظفر السمعاني، وأبا طاهر أحمد بن محمد بن عمر النقاش، وأبا بكر محمد بن الحسن بن سليم القاضي، وأبا منصور محمد بن أحمد بن علي بن شكرويه الباهلي، وأبا سهل غانم بن محمد بن عبد الواحد الحافظ، وأبا عيسى عبد الرحمن بن محمد بن زياد التاني، وغيرهم.(1/1681)
كتبت عنه بأصبهان مجلسًا من إملائه وانتخبت عليه جزءًا ضخمًا عن شيوخه وفوائده وقرأته عليه.
وكانت ولادته في سنة ثمان وخمسين وأربع مائة بأصبهان.
ووفاته بها في الحادي عشر من شهر ربيع الأول، سنة ست وثلاثين وخمس مائة.
شيخ آخر: هو أبو المحامد، محمود بن أحمد بن الفرج بن عبد العزيز، الساغرجي، السغدي، الغنجيري، من أهل سمرقند، وساغرج بناحية السغد.(1/1682)
إمام فاضل، بارع مبرز، متفنن، عارف بالتفسير، والفقه، والوعظ، والأصول، ومع اجتماع هذه الفضائل، هو حسن السيرة، سليم الباطن، تارك لما لا يعينه، كثير الخير، والعبادة.
بهي المنظر، مليح الشيبة، تفقه على والده، والإمام البرهان، وكان رحل إلى بخارى، وكتب الكثير بخطه، وقال لي: أول ما كتبت الحديث من شيخ والدي الإمام يوسف بن صالح الخطيبي، سنة إحدى وتسعين.
وسمع بسمرقند أبا علي الحسن بن عطاء بن حمزة السغدي، وأبا إبراهيم إسحاق بن محمد بن إبراهيم النوحي، وببخارى أبا المعين ميمون بن محمد بن محمد المكحولي، وأبا القاسم علي بن أحمد بن إسماعيل الكلاباذي، وأبا بكر محمد بن أحمد بن أبي سهل العتابي، وأبا بكر محمد بن الحسن بن منصور النسفي القاضي، وغيرهم.
كتبت عنه بسمرقند، وكان له مجلس إملاء الحديث، بكرة يوم الخميس.
كتبت عنه مجلسًا من أماليه.(1/1683)
وقرأت عليه كتاب تنبيه الغافلين للفقيه أبي الليث السمرقندي، وكان يرويه عن النوحي، عن سبط الترمذي، عنه.
وانتخبت عليه جزأين من الأمالي التي كتبها عن الشيوخ.
وكانت ولادته في جمادى، من سنة ثمانين وأربع مائة.
شيخ آخر: هو أبو القاسم، محمود بن إسماعيل بن محمد، الطريثيثي، الإدريسي، من أهل طريثيث سكن نيسابور.
وكان إمامًا فاضلًا، وفقيهًا بارعًا، مفتيًا، مناظرًا، أصوليًا، حسن السيرة، مرضي الطريقة.
تفقه على والدي رحمه الله بمرو مدة، ثم كان يقدمها أحيانًا علينا وينزل عندنا في(1/1684)
المدرسة وينصرف إلى نيسابور.
وكان يدرس في مدرسة سرهنك ولم يتأهل، وكان كواحد من الفقهاء.
سمع بنيسابور أبا بكر عبد الغفار بن محمد الشيروي، وأبا العلاء صاعد بن سيار الهروي الحافظ، وأبا القاسم سلمان بن ناصر بن عمران الأنصاري، وأبا عبد الله إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي، وبمرو والدي، وأبا الحسن علي بن مسعود بن عبد الرحيم البيع، وغيرهم.
ولم يسمع إلا القليل لاشتغاله بالفقه، سمعت منه شيئًا يسيرًا، وكتبت عنه بنيسابور أولًا، ثم بمرو، وكانت ولادته. . . . وأربع مائة.
وتوفي بنيسابور في شعبان سنة خمس وخمسين وخمس مائة.
شيخ آخر: هو أبو منصور، محمود بن إسماعيل بن محمد بن محمد الأشقر، الصيرفي، الأصبهاني، من أهل أصبهان.(1/1685)
شيخ صالح، سديد، معمر، مكثر من الحديث.
روى وحدث وكتبت عنه، وسمع منه الغرباء وأهل البلد.
سمع أبا الحسين أحمد بن محمد بن الحسين بن فاذشاه التاني، وأبا بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن شاذان الأعرج، وغيرهم.
كتب إلي الإجازة بجميع مسموعاته ورواياته.
وسمع منه الإمام والدي رحمه الله، وحدثني عنه جماعة بخراسان، والعراق، والجبال.
ومن جملة مسموعاته: كتاب المعجم الكبير للطبراني، بروايته عن أبي الحسين بن فاذشاه، عنه.
وكتاب الفرائض والوصايا لأبي بكر بن أبي عاصم، بروايته عن أبي بكر بن شاذان، عن أبي بكر القباب، عنه.
والأول، والثاني، والثالث، والرابع، من كتاب الزهد لأبي بكر بن أبي شيبة، بروايته عن أبي بكر بن شاذان، عن القباب، عن محمد بن شيرزاذ، عنه.
وكتاب السرائر لأبي أحمد علي بن سعيد العسكري، بروايته عن ابن شاذان، عن القباب، عنه.(1/1686)
وكتاب التاريخ لأبي بكر بن أبي شيبة، بروايته عن ابن شاذان، عن العصفري، عن أبي عمرو النيسابوري، عنه.
وكتاب السنة لابن أبي عاصم، يرويه عن ابن شاذان، عن القباب، عنه.
وكتاب الآذان له، بروايته عن ابن شاذان، عن القباب، عنه.
وكتاب التهجد وقيام الليل لابن أبي الدنيا، بروايته عن أبي بكر بن شاذان، عن جده أحمد بن محمد بن شاذان، عن أبي الحسن اللنباني، عنه.
والأول، والثاني، والثالث من كتاب معاني الأخبار لابن أبي عاصم، بروايته عن ابن شاذان، عن القباب، عنه.
وكتاب الأشربة للإمام أحمد بن حنبل، بروايته عن ابن شاذان، عن أبي عمرو عبد الرحمن بن محمد القطان، عن أبي القاسم البغوي، عنه.
وكتاب ذم الدنيا والزهد لابن أبي عاصم، إجازة له عن ابن شاذان، عن القباب، عنه.(1/1687)
وكتاب مولد النبي صلى الله عليه وسلم، وكتاب الرهون وكتاب الديات.
وكتاب فضائل القرءان، وكتاب إثبات الخبر والمخبرين، وكتاب القضاة وما قضى به النبي صلى الله عليه وسلم، وكتاب التفسير.
وكتاب الغرباء.
جميع هذه الكتب لابن أبي عاصم، بروايته عن ابن شاذان، عن القباب، عنه.
وكتاب السخاء والكرم لأبي العباس، الوليد بن أبان، عن ابن شاذان، عن القباب، عنه.(1/1688)
وكانت ولادته يوم الخميس سلخ ربيع الآخر، من سنة إحدى وعشرين وأربع مائة بأصبهان، وتوفي بها يوم السبت الثامن من ذي القعدة، سنة أربع عشرة، وخمس مائة، ودفن يوم الأحد بعد صلاة الظهر بباب دزبه.
شيخ آخر: هو أبو المظفر محمود بن أبي شكر بن حامد بن محمد، القراطيسي، الكاغذي، البناء، الدهان، من أهل أصبهان.
سمع أبا القاسم عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق بن منده الحافظ، سمعت منه أحاديث.(1/1689)
شيخ آخر: هو أبو القاسم، محمود بن الحسن، الكوهياري، الطبري، من أهل طبرستان، سكن بخارى.
من أهل الفضل، والتمييز.
وكان حسن الشعر، مليح النظم بالفارسية، مدح الملوك وخدمهم.
وسمع الحديث الكثير، وعمر العمر الطويل، وأملى المجالس، وحضر العلماء مجلس إملائه، وكتبوا عنه، وإذا فرغ من الإملاء كان الحضور يسألونه إملاء قطعة من شعره، فيمليها.
وقيل: إنه كان يلحق اسمه في الأجزاء التي لم يسمعها، لم يكن موثوقًا به فيما ينقله.
روى عن السيد أبي الحسن محمد بن محمد بن زيد الحسيني الحافظ، وأبي سهل محمود بن محمد بن إسماعيل البراني، وأبي الخطاب محمد بن إبراهيم بن علي الكعبي، وغيرهم.
كتب إلي الإجازة بجميع مسموعاته.(1/1690)
وكانت ولادته. . . وأربع مائة.
وتوفي ببخارى يوم الثلاثاء التاسع عشر من ذي الحجة، وقيل يوم النحر، من سنة ست وثلاثين وخمس مائة، وزرت قبرة بمقبرة كلاباذ.
شيخ آخر: هو أبو الفتح، محمود بن الحسين بن محمد بن الحسين، المعروف بالصافي الأصبهاني من أهل أصبهان.
سمع أبا محمد رزق الله التميمي، والرئيس أبا عبد الله القاسم بن الفضل الثقفي، سمعت منه جزءًا من حديث أبي عبد الله الحسين بن يحيى بن عياش القطان، بروايته عن الرئيس، عن هلال، عنه.
وغير ذلك عن التميمي.
وكانت ولادته في حدود سنة ثمانين وأربع مائة.
وتوفي بأصبهان في شوال، سنة اثنتين وخمسين وخمس مائة.(1/1691)
شيخ آخر: هو أبو القاسم، محمود بن حمد النظنزي، من أهل أصبهان.
شاب عالم، كثير المحفوظ.
كان يستملي في بعض الأوقات لشيخنا أبي القاسم إسماعيل بن محمد الحافظ، ويسمع معنا الحديث.
كتبت عنه شيئًا يسيرًا.
شيخ آخر: هو أبو الخير، محمود بن حمد بن أحمد بن محمد، الجيراني، الخطيب، من أهل قرية بأصبهان، يقال لها: فروداذان.
شيخ صالح.
سمع أبا محمد رزق الله التميمي، وأبا الخير محمد بن أحمد بن ررا الإمام.
سمعت منه مجلسًا أو مجلسين من أمالي أبي عبد الله محمد بن إبراهيم الجرجاني.(1/1692)
شيخ آخر: هو أبو المحاسن، محمود بن حمد بن أبي سعد محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن مندويه، الأصبهاني، المعدل، من أهل أصبهان.
سمع أبا عمرو عبد الوهاب بن منده، وأبا الفضل المطهر بن عبد الواحد بن محمد البزاني، وغيرهما.
سمعت منه المجلس الثالث والثلاثين من أمالي أبي عبد الله بن منده، بروايته عن أبي عمرو، عنه.
وكانت ولادته قبل سنة سبعين وأربع مائة.
وتوفي سنة تسع وثلاثين وخمس مائة بأصبهان.
شيخ آخر: هو أبو القاسم، محمود بن خلف، وقيل: محمود بن محمد بن خلف، اللهاوري، نزيل إسفرايين.
تفقه على الإمام جدي، وأقام عنده مدة.
وكان يرجع إلى فضل وعقل، وسيرة حسنة، وطريقة مرضية، واشتغال بما يعنيه، وكان شريك الإمام والدي رحمه الله في درس الإمام الجد.
سمع بمرو جدي الإمام أبا المظفر، وأبا الفتح عبد الرزاق بن حسان بن سعيد(1/1693)
المنيعي، وأبا نصر محمد بن محمد بن محمد الماهاني، وبنيسابور أبا بكر بن خلف الشيرازي، وببلخ أبا إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الأصبهاني، وبأسفرايين أبا سهل أحمد بن إسماعيل بن بشر المهرجاني، وغيرهم.
لقيته بإسفرايين، وكتبت عنه شيئًا يسيرًا.
ولم يكن له بالعوالي نسخة.
ومات سنة نيف وأربعين وخمس مائة.
شيخ آخر: هو أبو القاسم، محمود بن سعد بن محمود بن علي بن محمد بن الحسين، الهمذاني، الإستراباذي، من أهل إستراباذ.
ولي القضاء بها.
وكان من بيت العلم والفضل وأهله.
سمع أبا الفضل ظفر بن الداعي بن مهدي العلوي، وأبا نصر محمد بن عبد الله الأرغياني، وأبا سعد أحمد بن محمد بن يوسف الواعظ.
وكانت له إجازة عن أبي بكر إسماعيل بن علي بن أحمد الخطيب النيسابوري.
وسألته عن ولادته، فقال: ولدت بإستراباذ في شهر ربيع الأول، سنة سبع وستين وأربع مائة.
وتوفي في حدود سنة خمسين وخمس مائة.(1/1694)
شيخ آخر هو أبو البقاء، محمود بن ظفر بن إبراهيم بن زفر بن عبد الرحمن، المديني، الدلال، من أهل أصبهان.
سمع أبا عمرو عبد الوهاب بن محمد بن منده، وأبا القاسم إسماعيل بن مسعدة الإسماعيلي الجرجاني.
شيخ آخر: هو أبو القاسم، محمود بن عبد الله بن أحمد بن أبي سهل، الداودي، الصابوني، السرخسي، من أهل سرخس.
كان شيخًا مستورًا، صالحًا، عفيفًا.
سمع مجلسًا من إملاء السيد أبي الحسن محمد بن محمد بن زيد الحسيني الحافظ.
كتبت عنه بسرخس في النوبة الأولى، سنة ثمان وعشرين، مضيت إليه لأقرأ عليه فلم يتهيأ له أن يدخلنا داره لنزول أهل العسكر فيها.
وتوفي في حدود سنة ثلاثين وخمس مائة.(1/1695)
شيخ آخر: هو أبو القاسم، محمود بن عبد الله بن يحيى بن أبي ثابت، الفارسي، من أهل هراة.
كان يتصل بالقضاة، وله جلادة، وكفاية في الأمور.
لقيته بمرو وقت رجوعي من العراق، وكان الأمير العميد مودود رحمه الله ارتبطه عنده بمرو مدة، وكان يكرمه ويدنيه.
سمع القاضي أبا العلاء صاعد بن سيار بن يحيى الهروي.
كتبت عنه حديثًا واحدًا، ولم يكن له أصل بما سمع، فقرأت عليه الحديث الواحد الذي في نسخة صاحبنا أبي القاسم علي بن الحسن الدمشقي الحافظ، وانصرف إلى بلده، ومن ثم خرج إلى سجستان.
وتوفي بها يوم الاثنين الثالث من شعبان، سنة خمسين وخمس مائة.
شيخ آخر: هو أبو المجد، محمود بن عبد الرحمن بن إبراهيم، الفارسي، الشيرازي، الصوفي، من أهل شيراز، سكن مرو.
والد النجيب.
أحد الصوفية الأجلاد.(1/1696)
وكان يختص بجدي الإمام، وخدمه وصحبه مدة مديدة.
وكان صالحًا، حسن السيرة.
سمع بقراءته الكثير.
ومن جملة من سمع بنيسابور: الأستاذ أبا القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري، وأبا القاسم المطهر بن بحير بن محمد البحيري، وأبا بكر بن خلف الشيرازي، والحاكم أبا الحسن أحمد بن عبد الرحيم بن أحمد الإسماعيلي، وأم البنين فاطمة بنت أبي علي الدقاق، وأبا عمرو عثمان بن محمد المحمي، وأبا صالح المؤذن، وأبا محمد الحسن بن أحمد بن الحسين السوري البيهقي بها.
لقيته غير مرة، وما وجدت لي عنه شيئًا سوى الأربعين التي جمعها الحاكم أبو عبد الله الحافظ.
وكانت ولادته في حدود سنة أربعين وأربع مائة إن شاء الله.
وتوفي يوم الثلاثاء السابع عشر من شهر ربيع الأول، سنة خمس وعشرين وخمس مائة، ودفن عند أبي بكر الواسطي، بأسفل سكة سلمة.
شيخ آخر: هو أبو القاسم، محمود بن عبد الرحمن بن أبي القاسم، البستي، نزيل نيسابور.(1/1697)
كان شيخًا فاضلًا، عالمًا، سديد السيرة.
سمع الكثير، وحصل النسخ والأصول بخطه وخط غيره.
وكان مليح الخط.
سمع بنفسه، وكان يفهم الحديث.
سمع أبا بكر أحمد بن علي بن عبد الله الشيرازي، وأبا القاسم عبد الرحمن بن أحمد بن محمد الواحدي، وأبا بكر محمد بن إسماعيل بن محمد بن السري التفليسي، وأبا عمرو المحمي، وأبا المظفر موسى بن عمران الأنصاري.
كتبت عنه بنيسابور.
فمن جملة ما سمعت منه: كتاب معرفة علوم الحديث للحاكم أبي عبد الله الحافظ، بروايته عن أحمد بن خلف، عنه.
وكتاب مناقب سيدة النساء فاطمة رضي الله عنها، للحاكم بروايته عن ابن خلف، عنه.
وكتاب المائة لأبي عبد الرحمن السلمي، بروايته عن أبي القاسم الواحدي، عنه.
وسمعت من لفظه كتاب التمييز لمسلم بن الحجاج، بروايته عن إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي، بروايته النصف الأول، عن أبي حفص بن مسرور.
والنصف عن أبي عثمان الصابوني، وهما يرويان عن أبي بكر الجوزقي، عن(1/1698)
أبي حاتم مكي بن عبدان التميمي، عنه.
وغير ذلك من الأجزاء المنثورة، وكانت ولادته. . . . . وتوفي بنيسابور يوم الأحد وقت الظهر التاسع من شوال، سنة خمس وثلاثين وخمس مائة، وصلى عليه أبو البركات الفراوي بمسجد المطرز، ودفن بمقبرة الحسين.
شيخ آخر: هو أبو الرضا، محمود بن عبد الرزاق بن محمد بن عمر بن محمد، الخابوطي، الأصبهاني.
أخو أبي المكارم حامد من أهل أصبهان.
سمع أبا محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي.
سمعت منه المجلس الذي أملاه التميمي بأصبهان.
شيخ آخر: هو أبو عامر، محمود بن عبد المؤمن بن هبة الله بن أحمد، القاضي،(1/1699)
الأصبهاني من أهل أصبهان.
من بيت العلم، وهو أصغر الإخوة الثلاثة، وهم: أبو الرشيد هبة الله، وأبو المحاسن أحمد، وأبو عامر محمود بنو أبي خليفة القاضي.
سمعت من أبي الرشيد، ولم أسمع من الباقين.
سمع أبا الحسن مكي بن منصور بن علان الكرجي.
كتب إلي الإجازة برواياته على يد معمر ابن الفاخر بتحصيله، ولم يتفق لي السماع منه، وذلك في سنة خمس وأربعين وخمس مائة.
شيخ آخر: هو أبو الوفاء، محمود بن عبد الواحد بن رجاء بن عبد الواحد بن الفاخر، العبشمي، القرشي.
أخو معمر ابن الفاخر المفيد.
شيخ صالح، كان يعظ الناس بلسان الأصبهانية.
سمع أبا محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي، وأبا حفص عمر بن أحمد بن عمر السمسار، وغيرهما.
كتبت عنه بأصبهان في سنة إحدى وثلاثين وخمس مائة.
وفقد في هذه السنة فلم يعرف خبره.
روى عن التميمي حديث: «من عادى لي وليا» .(1/1700)
شيخ آخر: هو أبو القاسم، محمود بن عبد الواحد بن عمر بن محمد، القصاب الضرير، الأصبهاني، المعروف بمملة، من أهل أصبهان.
شيخ صالح.
سمع أبا القاسم عبد الرحمن بن محمد بن منده الحافظ.
كتبت عنه بأصبهان.
سمعت منه كتاب الوضوء لعبد الرحمن بن منده، بروايته عنه.
شيخ آخر: هو أبو طاهر، محمود بن علي بن أحمد بن عبد الواحد بن أيوب، الأصبهاني.
سبط أبي القاسم الطبراني من قبل الأم.
سمع أبا طاهر أحمد بن محمد بن عمر النقاش الطهراني.
كتبت عنه بأصبهان.(1/1701)
شيخ آخر: هو أبو القاسم، محمود بن علي بن نصر بن أبي يعمر بن أحمد بن أبي علي بن الحسن بن المكي، النسفي، الأديب، من أهل نسف سكن سمرقند.
كان أديبًا، فاضلًا باللغة والأدب، يعلم أولاد الخاقان.
وكان خيرًا، صالحًا، صدوقًا، متواضعًا، دائم البشر، ظهر له أنس بالحديث من كثرة ما كتب بخطه.
سمع أبا بكر محمد بن أحمد بن محمد بن أبي النضر البلدي، وأبا سعد عبد الله بن أبي المظفر بن أبي يعمر النسفي، وأبا الحسن علي بن عثمان بن إسماعيل الخراط، وأبا القاسم علي بن أحمد الصيرفي الفارسي، وأبا محمد محمد بن محمد بن أيوب القطواني، وغيرهم.
وكتب بخطه المليح الكثير بالإجازة عن الشيوخ الذين أجازوا له بالعراق، وخراسان.
سمعت منه الكثير بسمرقند.
فمن جملة ما سمعت منه: كتاب أخبار مكة لأبي الوليد محمد بن عبد الله الأرزقي، بروايته عن أبي بكر البلدي، عن أبي المعالي معتمد بن محمد بن محمد النسفي، عن أبي سهل هارون بن أحمد الإستراباذي، عن أبي محمد إسحاق بن أحمد بن إسحاق بن نافع الخزاعي، عنه.
وانتخبت عليه ثلاثة أجزاء من كتاب شمائل أصحاب الحديث بروايته عن أبي المظفر النسفي، عن السيد الجعفري، عن مصنفه أبي صالح منصور بن محمد الوليدي البخاري.(1/1702)
وانتخبت جزأين من كتاب أخبار العشاق لأبي صالح الخيام البخاري، بروايته عن عمر النسفي، عن الحسن السمرقندي، عن المستغفري، عن أبي القاسم علي بن أحمد الهركاني، عن المصنف.
وكتاب العشق في جزأين لأبي الليث نصر بن عمرو البخاري، بروايته عن أبي إبراهيم التنوخي، عن أبي تراب النسفي الحافظ، عن أبي الليث المصنف.
وكانت ولادته في جمادى الأولى، سنة سبع وسبعين وأربع مائة في سكة الملاحميين بنسف.
وتوفي بسمرقند في شعبان، سنة خمس وخمسين وخمس مائة.
شيخ آخر: هو أبو القاسم، محمود بن علي بن أبي علي بن الحسن بن يوسف(1/1703)
بن حجر بن عمرو بن أسود، الأسدي، الطرازي، من أهل طراز، سكن بخارى.
إمام فاضل، متدين، ورع، حسن الأخلاق.
تفقه على القاضي أبي سعد بن أبي الخطاب وعلق عليه الخلاف والمذهب، وعلى الإمام علي بن الحسين الفركثي، وسمع منه الحديث، ومن أبي صادق أحمد بن الحسين بن علي الزندني الخطيب، وأبي اليسر محمد بن محمد بن الحسين البزدوي، وأبي بكر محمد بن الحسن بن منصور النسفي، وأبي الحسن علي بن أحمد الروياني، وأبي الحسن علي بن محمد بن الحسين الخدامي، وغيرهم.
كتب إلي الإجازة بجميع مسموعاته.
وكانت ولادته بطراز، سنة ثلاث وستين وأربع مائة.
وتوفي ببخارى يوم الأحد الثالث عشر من شعبان، سنة خمس وثلاثين وخمس مائة.
شيخ آخر: هو أبو بكر، محمود بن محمد بن محمود بن محمد بن علي بن محمد بن علي بن شجاع الشجاعي، السرخسي، المعروف بالسره مرد.(1/1704)
كان شيخًا من أولاد الأئمة، صالحًا، سديد السيرة، كثير الخير.
ولم يكن يعلم إلا يسيرًا من العلم.
سمع شيخنا أباه أبا نصر، وأبا الفتح ناصر بن أحمد بن محمد بن عبد الله العياضي، وأبا الفتيان عمر بن عبد الكريم بن سعدويه الرواسي الحافظ، وغيرهم.
كتبت عنه بسرخس في النوبة الخامسة.
وكانت ولادته. . . وأربع مائة بسرخس.
وقتل في وقعة الغز بسرخس في شهر رمضان، وقيل في ذي القعدة، سنة تسع وأربعين وخمس مائة.
شيخ آخر: هو أبو القاسم، محمود بن المظفر بن عبد الملك بن أبي توبة، المروزي، من أهل مرو.
تفقه أولًا على جدي الإمام، وتخرج عليه، ثم خرج إلى ما وراء النهر، ولقي بها الأئمة، واقتبس منهم.
وكان مناظرًا فحلًا، فقيهًا، مدققًا.
نظر في علوم الأوائل، واشتغل بتحصيل تلك العلوم، غير أن في الظاهر ما تغير اعتقاده عن الصحة والاستقامة، فإنه كان كثير الصلاة والصدقة، مواظبًا على الجمعة والجماعات، وحضور مجالس التذكير، والنظر في حالة الوزارة.(1/1705)
وكان يناظر الخصوم ويظهر كلامه عليهم لدقة نظره وحسن إيراده.
ولم يزل أمره يرتفع منذ خرج من المدرسة إلى أن صار وزيرًا، ثم عزل وانزوى مدة، ثم فوض إليه الاستيفاء مدة والإشراف مدة، ثم قبض عليه بنيسابور، وحمل إلى مرو، ومنها إلى المحبس، وحبس في قلعة بنواحي جيحون، يقال لها: باتكر، وقتل بها.
سمع بمرو الإمام جدي أبا المظفر، وببخارى القاضي أبا اليسر محمد بن محمد بن الحسين البزدوي، وأبا نصر أحمد بن عبد الرحمن بن إسحاق الريغذموني، وغيرهم.
سمعت منه شيئًا يسيرًا.
وكانت ولادته آخر يوم من جمادى الآخرة، سنة ست وستين وأربع مائة بمرو.
ومات أو خنق في شهر رمضان، سنة ثلاثين وخمس مائة، ودفن على باب قلعة باتكر.
شيخ آخر: هو أبو القاسم، محمود بن ميمون بن عبد الله بن محمد بن بكر بن مج، الدبوسي.(1/1706)
والد شيخنا أبو الفتح ميمون.
من أهل الدبوسية، وولد محمود بمرو.
وكان شريكي من الصبوة إلى أن فرق بيننا الدهر في كتاب الأدب والدرس من المتفق والمختلف، واشتغل بالعلم، وصار فقيهًا مناظرًا، حافظًا للخلاف.
سمعنا الحديث بمرو، ثم بخاوران، وطوس، ثم بنيسابور.
ولما عزمت على الخروج إلى أصبهان عاقة المرض عن الموافقة، فتأخر عني ورجع إلى مرو، وخرجت إلى أصبهان، وتوفي بمرو وأنا بالشام.
سمع بمرو أبا يعقوب يوسف بن أيوب الهمذاني الإمام، وأبا منصور محمد بن علي بن محمود الكراعي، وبميهنة أبا نصر زهير بن علي الخدامي، وبنوقان أبا سعد محمد بن أبي العباس الخليلي الحافظ، وبنيسابور أبا عبد الله محمد بن الفضل، وأبا محمد هبة الله بن عمر السيدي.
كتب عنه صاحبنا ورفيقنا أبو القاسم الدمشقي.
وكتبت عنه بدمشق حديثًا واحدًا عن شريكي محمود.
وسمعت أنا منه شيئًا يسيرًا من شعره الذي نظمه في أيام الصبا.(1/1707)
وكانت ولادته في حدود سنة خمس مائة، وكان أكبر مني بأربع أو خمس سنين.
وتوفي في أواخر سنة خمس أو أوائل سنة ست وثلاثين وخمس مائة، ودفن بسنجذان.
شيخ آخر: هو أبو أحمد، محمود بن أبي بكر بن محمد بن علي بن يوسف بن عمر، المديني، الصابوني، المروزي، ثم البخاري، من أهل مدينة بخارى.
جده محمد بن علي كان من مرو، وانتقل في فتنة التركمان إلى بخارى وسكنها.
ومحمود هذا كان شيخًا صالحًا، سديدًا، كثير الخير والعبادة.
سمع بإفادة خاله الفقية الصالح أبي بكر بن عثمان السبخي الصابوني، عن جماعة من شيوخ بخارى، وأحضره مجالس إملائهم، ووجدت أنا سماعه عنهم، ولم يقرأ عليه الحديث قبلي.
وكان من الصالحين المتخلقين بالأخلاق الحسنة.
سمع أبا عمرو عثمان بن إبراهيم الفضلي، وأبا بكر محمد بن عمر بن(1/1708)
عبد العزيز البزاز الثيابي، وأبا القاسم علي بن عمر بن محمد القارئ، وأبا بكر محمود بن مسعود بن عبد الحميد الشعيبي، وأبا بكر محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الريغذموني، وغيرهم.
اننتخبت عليه جزءًا من أمالي هؤلاء الشيوخ، وقرأته عليه، وفرح بذلك هو وابنه النور أحمد بن محمود غاية الفرح.
وكانت ولادته سنة خمس وثمانين وأربع مائة.
شيخ آخر: هو أبو سعيد، محمود بن أبي علي بن أبي الفضل بن أحمد بن الحباب، المديني، الأصبهاني، من مدينة أصبهان.
من أهل العلم والتمييز.
وكان صالحًا، زاهدًا، حسن السيرة.
سمع الفقيه أبا سعد محمد بن محمد بن محمد المطرز، وأبا القاسم غانم بن محمد البرجي، وأبا منصور محمد بن عبد الله بن مندويه، وغيرهم.
سمعت منه قدر ورقتين بأصبهان.
شيخ آخر: هو أبوالوفاء، محمود بن أبي القاسم بن عمر، المقرئ، التاجر، من أهل أصبهان.
سمع أبا الفتح أحمد بن عبد الله السوذرجاني.(1/1709)
شيخ آخر: هو أبو المحامد، محمود بن أبي القاسم بن محمد بن أبي القاسم بن محمد المستملي، البخاري، من أهل بخارى.
كان شيخا فاضلا، أديبا، حسن السيرة.
خدم الأكابر والسادة العلوية، وصحب الأئمة والعلماء، ورد علينا مرو سنة خمس وعشرين، وأقام عندنا مدة، وظني أنه قد خرج عن بخارى بسبب أنه كان يتصل بنقيب العلويين والرئيس، فلما نكب الرئيس خرج محمود إلى خراسان، وخرج منها إلى نيسابور، وأقام ببسطام مدة، وأظن أنه بلغ إلى الري، وكتب الحديث الكثير بها.
سمع ببخارى أبا محمد عبد الواحد بن عبد الرحمن الوركي الزبيري، والقاضي أبا اليسر محمد بن محمد بن الحسين البزدوي، وغيرهم.
وانصرف إلى بخارى، ومات بها في السادس من شعبان، سنة إحدى وثلاثين وخمس مائة.
شيخ آخر: هو أبو محمد، محمود بن أبي منصور، السياري، من أهل نيسابور، قرابة شيخنا عبد الرزاق.
شيخ صالح.
سمع أبا القاسم عبد الرحمن بن أحمد بن محمد الواحدي، وأبا المظفر موسى(1/1710)
بن عمران الأنصاري، وغيرهما.
سمعت منه شيئًا يسيرًا.
وتوفي بنيسابور في شهر رمضان، سنة أربعين وخمس مائة.
من اسمه المختار
هو أبو الفتح، المختار بن عبد الحميد بن المنتصر بن محمد بن علي، الأديب، الفوشنجي، من أهل فوشنج، سكن هراة.
كان شيخًا فاضلًا، عالمًا، له معرفة بالأدب.
وكان حسن الخط، كثير الجمع والكتابة والتحصيل، جمع تواريخ ووفايات الشيوخ بعد ما جمعه الحاكم الكتبي، وكان ابن بنت الإمام أبي الحسن عبد الرحمن بن محمد الداودي الفوشنجي.
سمع جده لأمه.(1/1711)
كتب إلي الإجازة بجميع رواياته من هراة، ثم من بلخ، في ذي الحجة، سنة ثلاثين وخمس مائة.
ومن جملة مسموعاته: كتاب الجامع الصحيح للبخاري، بروايته عن جده الداودي، عن الحمويي، عن الفربري، عنه.
وكتاب السنن لعبد الله الدارمي، عن جده، عن الحمويي، عن أبي عمران السمرقندي، عنه.
وكتاب المنتخب لعبد بن حميد، يرويه عن جده، عن الحمويي، عن إبراهيم بن خزيم، عنه.
وكتاب حقائق التفسير لأبي عبد الرحمن السلمي، عن جده، عنه.
وصحيفة همام بن منبه، بروايته عن جده، عن أبي طاهر بن محمش، عن أبي بكر القطان.(1/1712)
وكانت ولادته في حدود سنة ستين وأربع مائة تقديرًا مني.
ومات بإشكيذبان يوم الجمعة الخامس والعشرين من شهر رمضان، سنة ست وثلاثين وخمس مائة، ودفن بجنب أبيه.
من اسمه المرتضى
شيخ آخر: هو السيد أبو الفتوح، المرتضى بن الحسن بن خليفة، الحسني، الصوفي، من أهل الري.
خادم رباط بختيار الصوفي، وختنه.
وكان يليق به التقدم.
سمع بأصبهان أبا علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد.
سمعت منه بالري كتاب الأربعين على مذاهب المحققين من المتصوفة لأبي نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ، بروايته عن أبي علي الحداد، عنه.
شيخ آخر: هو السيد أبو الرضا، المرتضى بن حمزة بن علي بن عبيد الله بن الحسين بن يحيى، ولقبه المهدي بن الحسين بن عبد الله بن الحسين بن محمد بن عبد الرحمن،(1/1713)
الشجري، وهو ابن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب العلوي، الحسني، من أهل سرخس.
كان علويًا حسن السيرة، جميل الأمر.
سمع أبا العباس منصور بن عبيد الله بن عبد الكريم النضري السكري.
كتبت عنه أكثر الجزء الثالث من الأحاديث الألف المخرجة لأبي حفص بن مسرور، بروايته عن النضري، عنه.
وتوفي في ذي القعدة، سنة إحدى وأربعين وخمس مائة بسرخس.
شيخ آخر: هو السيد أبو القاسم، المرتضى بن محمد بن إسماعيل بن الحسين بن حمزة بن أبي القاسم، العلوي، من أهل هراة.
كان علويًا حسن السيرة، من بيت مشهور.
عمر العمر الطويل حتى أقعد في داره، وعجز عن الخروج.
سمع أبا سهل نجيب بن ميمون الواسطي.
لقيته بهراة غير مرة وكم طلبت سماعه فما ظفرت به، حتى وجدت سماعه في جزء بخط الحسين الكتبي كتبة لوالدي الإمام رحمه الله، وفيه سماعه عن نجيب، وأظن أن لي عنه إجازة كتبها عنه ابنه عربشاه بن المرتضى.
وتوفي بسجستان في الثاني عشر من ذي الجحة، سنة إحدى وخمسين وخمس مائة.(1/1714)
من اسمه مسعود
منهم:
أبو المعالي، مسعود بن أحمد بن محمد بن أحمد، العباسي، الطبري، النسابة، سكن مرو.
وكان شيخًا فاضلًا، حسن الخط، عارفًا بالأنساب وشجرة العلوية.
كتب الكثير بخطه المليح، وأدرك الإمام جدي أبا المظفر، وكان من مختلفة درسه، وسمع منه الحديث وسمع ببلخ سنة إحدى وثمانين أبا القاسم أحمد بن محمد بن محمد الخليلي الدهقان.
قرأت عليه الجزء الأول من الأحاديث الألف التي جمعها جدي الإمام.
وتوفي سنة اثنتين وثلاثين وخمس مائة.
شيخ آخر: هو أبو المعالي، مسعود بن أحمد بن محمد بن المظفر، الخوافي، من أهل نيسابور.
كان إمامًا، فاضلًا، فقيهًا، مناظرًا، مفتيًا، مصيبًا، عاقلًا، ساكنًا، ذا رأي وفطنة وذكاء.
وكان يتعمم على اليسار مثل والده الإمام أحمد.(1/1715)
سمع بنيسابور أبا إبراهيم أسعد بن مسعود العتبي، وأبا سعيد إسماعيل بن عمرو البحيري، وأبا بكر عبد الغفار بن محمد الشيروي، وغيرهم.
كتبت عنه بنيسابور منصرفي من العراق، ولقيته بمرو غير مرة بعد ذلك، وسمعت أنه طولب وعوقب في معاقبة الغز ونهبهم، وأضر واختل بصره.
وكانت ولادته في ذي الحجة، سنة أربع وثمانين وأربع مائة.
وتوفي في شوال، أو ذي القعدة، سنة ست وخمسين وخمس مائة بخواف.
شيخ آخر: هو أبو بكر، مسعود بن أحمد بن نصر الله بن أحمد بن عثمان بن أحمد بن محمد بن خشنام بن باذان، الخشنامي، العتابي، من أهل نيسابور.
من أولاد المحدثين، جده أبو علي من المشاهير، وهو شيخ والدي رحمه الله.
وأبو بكر هذا كان مشتغلًا بالعلم في أيام شبابه، وعقد له مجلس الوعظ بحضور الأئمة، ثم اختل حاله في آخر عمره حتى اشتغل بالاكتساب، ونسج الثياب العتابية.
سمع جده أبا علي نصر الله بن أحمد الخشنامي، وأبا العباس الفضل بن عبد الواحد بن عبد الصمد التاجر، وأبا القاسم إسماعيل بن الحسين الفرائضى السنجبستي، وأبا على إسماعيل بن علي الجاجرمي، وغيرهم.(1/1716)
كتبت عنه بنيسابور وسمعت منه كتاب الأقران لأبي عبد الله محمد بن يعقوب بن يوسف الشيباني الحافظ المعروف بالأخرم، بروايته عن جده، عن أبي سعيد الصيرفي، عنه.
وكانت ولادته في الثاني عشر من شهر ربيع الأول، سنة تسع وثمانين وأربع مائة بنيسابور.
وقتل بها في فتنة الغز منتصف شوال، سنة تسع وأربعين وخمس مائة.
شيخ آخر: هو أبو الفتح، مسعود بن أحمد بن يوسف بن أحمد بن يوسف بن أحمد بن يوسف، الخطيب، البامنجي، من أهل قصبة بامئين.
كان فقيهًا، فاضلًا، جامعًا بين العلوم، الفقه، والأدب، والوعظ.
وكان مليح الخط، ويتولى الخطابة ببامئين، وهو من بيت العلم والأدب.
تفقه بمرو الروذ على أبي محمد الحسين بن مسعود الفراء البغوي، وبمرو على أبي الفتح الموفق بن عبد الكريم الهروي، وسمع منهما الحديث، ومن أبيه، وأبي الحسن علي بن حسان بن سعيد المنيعي.
وهو من مشاهير العلماء بقصبة باذغيس هراة.
لقيته بها في توجهي إلى هراة، ورجوعي عنها.
وكتبت عنه شيئًا يسيرًا، وحضرت مجلس وعظه يوم الجمعة في جامع بامئين، فأحسن الكلام.(1/1717)
وكانت ولادته في السابع من ذي الحجة، سنة ثمان وسبعين وأربع مائة ببامئين.
وتوفي بها في الرابع من شعبان، سنة. . . وأربعين وخمس مائة.
شيخ آخر: هو أبو القاسم، مسعود بن أحمد بن أبي القاسم، النوبهاري، السني، من أهل نيسابور.
شيخ صالح مستور.
سمع أبا بكر أحمد بن علي الشيرازي.
سمعت منه قدر قائمتين، انتخبها أخي من أمالي ابن خلف.
وكانت ولادته ليلة الثالث عشر من شوال، سنة أربع وسبعين وأربع مائة بنيسابور.
ووفاته بها غرة صفر، سنة إحدى وأربعين وخمس مائة، وصلى عليه محمد بن يحيى الإمام، ودفن بمقبرة الغرباء.
شيخ آخر: هو أبو الغنائم، مسعود بن إسماعيل بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الرحيم، النقاش، من أهل أصبهان.(1/1718)
من أولاد المحدثين، شيخ لا بأس به.
سمع أبا العباس أحمد بن محمد بن الحسين الخياط، وأبا الفضل المطهر بن عبد الواحد البزاني، وأبا طاهر أحمد بن محمد بن عمر النفاش، وأبا المعمر شيبان بن عبد الله بن أحمد المحتسب.
سمعت منه قدر ورقتين من حديث أبي إسحاق بن خرشيذ قوله التاجر، بروايته عن الخياط، عنه.
شيخ آخر: هو أبو الفرج، مسعود بن الحسن بن القاسم بن الفضل، الثقفي، الأصبهاني، من أهل أصبهان.
من بيت الحديث، والرئاسة، والتقدم.
عمر العمر الطويل، حتى تفرد بالرواية عن جماعة من الشيوخ، وبالكتب، وبالإجازة، وظني أنه ناطح المائة، وفي الوقت الذي كنت بأصبهان لم يتفق أن سمعت منه شيئًا لاشتغالي بغيره عنه، وما كانوا يحسنون الثناء عليه، والله تعالى يرحمه.
سمع جده الرئيس أبا عبد الله القاسم بن الفضل الثقفي، وأبا عمرو عبد الوهاب بن منده العبدي، وأباه، وغيرهم.(1/1719)
وكانت له إجازة عن الإمام أبي بكر الخطيب صاحب التاريخ، فإن محمد بن عبد الرحمن بن محمد الحاجيان الفيج، وهو الرحال إلى الشام ومصر، كتب إلي كتابًا من بنج ديه بعد عوده من الرحلة، أنه كان في سنة ستين وخمس مائة بأصبهان، وقرأ علي الرئيس أبي الفرج الثقفي هذا جميع كتاب تاريخ مدينة السلام بغداد لأبي بكر الخطيب، بروايته عنه إجازة، وقرأ عليه كتاب التوحيد، وكتاب الإيمان، والأمالي، الفوائد لأبي عبد الله بن منده الحافظ.
قال: وقرأت عليه بالإجازة كتاب الموطأ لمالك بن أنس.
وكتاب السنن لأبي الحسن الدارقطني.
قلت: وكتب إلي الإجازة بجميع رواياته.
وكنت ولادته في حدود سنة ستين وأربع مائة، فإن أبا بكر الخطيب توفي سنة ثلاث وستين، وله عنه إجازة.
وكان باقيًا في سنة ستين وخمس مائة.
شيخ آخر: هو أبو معصوم، مسعود بن صاعد بن محمد بن عبد الله بن سعيد بن(1/1720)
محمد بن عمرو بن سوار بن طلحة بن سوار بن طلحة بن نوح بن حلوية بن جمعة بن حميد بن صدقة بن حميد، الأنصاري، الفقيه، الضرير، من أهل هراة، يلقب بفخر الأئمة.
سمع أبا عبد الله محمد بن عبد العزيز بن محمد الفارسي.
كتب إلي الإجازة برواياته بتحصيل أبي القاسم الدمشقي في سنة ثلاثين.
وكانت ولادته سنة أربع وأربعين وأربع مائة، ولم ألحقه في سنة أربعين، فتكون وفاته في هذا العشر.
شيخ آخر: هو أبو الفضائل، مسعود بن محمد بن أحمد، المديني، الخطيب، من أهل مدينة جي.
سمع أبا مطيع محمد بن عبد الواحد بن عبد العزيز المصري الأديب، وأبا العباس أحمد بن عبد الغفار بن أحمد بن علي بن أشته الأشتي، وأبا طاهر روح بن محمد بن عبد الواحد بن محمد بن العباس بن محمد الداراني، وأبا الفتح أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن جعفر بن يعقوب بن رشيد الأدمي المديني، وغيرهم.(1/1721)
سمعت منه قدر ثلاث أوراق بمدينة جي.
شيخ آخر: هو أبو المحاسن، مسعود بن محمد بن غانم بن محمد بن أبي الحسن بن أحمد بن علي بن إبراهيم، الأديب، الغانمي، الجراحي، من أهل هراة.
ولد بطوس، ونشأ بنيسابور، وتفقه ببلخ، وسكن هراة.
وكان إمامًا فاضلًا ورعًا، كثير العبادة.
تفقه ببلخ على الإمام أبي جعفر محمد بن الحسين السمنجاني، وقرأ الأدب على والده الأديب أبي العلاء الغانمي.
وكان يتورع عن أكل طعام والده لاختلاطه بأصحاب السلطان.
عمر العمر الطويل في طاعة الله.
وكان سريع النظم كثيره، ويسمي أشعاره السحريات، يعني: جمعها وأنشأها، وقت السحر.
سمع ببلخ أبا القاسم أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الله الخليلي، وأبا إسحاق(1/1722)
إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الأصبهاني، وأبا جعفر محمد بن الحسين السمنجاني، وبهراة السيد أبا الحسن إسماعيل بن الحسين بن حمزة العلوي، وغيرهم.
وكانت له إجازة عن الأستاذ أبي القاسم القشيري، والإمام أبي الحسن علي بن أحمد بن محمد الواحدي، وأبي صالح المؤذن الحافظ، وغيرهم من المتقدمين.
سمعت منه حديثًا أو حديثين في الرحلة الأولى إلى هراة، وأكثرت عنه في النوبة الثانية، فمن جملة ما سمعت منه: كتاب شمائل النبي صلى الله عليه وسلم للترمذي، بروايته عن الخليلي، عن الخزاعي، عن الهيثم بن كليب، عن أبي عيسى.
وكتاب المسند للهيثم بن كليب، القدر الذي كان عند الخليلي، وهو قدر ثلاثة مجلدات، بروايته عن الخليلي، عن الخزاعي، عنه.
وكانت ولادته في الرابع عشر من شهر ربيع الآخر من سنة أربع وستين وأربع مائة بطوس.
وتوفي بهراة بكرة يوم الأحد الثالث من ربيع الأول، سنة ثلاث وخمسين وخمس مائة.
أنشدني مسعود بن محمد الغانمي لنفسه إملاء:
كتمت هوى ليلى فأفشته عبرتي ... وكتمان حب الغانيات عسير
تجور ولا عدل لدي وإنني أسير ... هواها والمحب أسير(1/1723)
أنشدني مسعود لنفسه إملاء بهراة:
أضعنا عمرنا في غير شيء ... فيالهفي على تلك الإضاعة
وكل بضاعة لا ربح فيها ... فلا كانت لنا تلك البضاعة
وأنشدنا مسعود الأديب لنفسه إملاء:
إذًا ما الناس تابوا عن ذنوب ... فإني عن عبادتي أتوب
إذا فكرت في أيام عمري ... فإني من خطياتي أذوب
شيخ آخر: هو أبو سعد، مسعود بن محمد بن مسعود بن زهير بن محمد بن جعفر، وقيل: زهير بن أبي جعفر محمد بن شماس بن مروان بن المتوكل بن هلال، المتوكلي، البلختخاني، ابن أخي أبي عطاء بن أبي زيد بن أبي الأزهر، من أهل(1/1724)
قرية كلخكان.
كان فقيهًا، واعظًا، من بيت العلم والحديث.
سمع الإمام جدي أبا المظفر السمعاني.
سمعت منه شيئًا يسيرًا في قرية كمسان في دار يوسف بن أبي سهل البلجاني.
وتوفي في المحرم، سنة اثنتين وثلاثين وخمس مائة.
شيخ آخر: هو أبو المحاسن، مسعود بن محمد بن الحسن بن الحسين بن أحمد بن يحيى بن وثاب، الوركاني، الوثابي، أخو أبي المعالي الحسن الإمام، من أهل أصبهان.
كان فاضلًا، مليح الشعر، حسن المجاورة.
كان من فضلاء، أصبهان وظرافها.
سمعت منه أقطاعًا من الشعر من قيله.
شيخ آخر: هو أبو الفتح، مسعود بن محمد بن سعيد بن مسعود بن عبد الله بن مسعود بن أحمد بن محمد بن مسعود، المسعودي، الخطيب، الملقب بالسعد.(1/1725)
كان فاضلًا ورعًا، كثير العبادة، متوددًا، دائم التلاوة للقرءان في الصلاة، وخارجها.
يراعي حقوق الأصدقاء والإخوان، خطيب في الجامع الأقدم بمرو سنين.
وكان ينظم الشعر باللسانين وينشئ الخطب.
وكان كثير المحفوظ، حسن المعاشرة، جميل الأمر، ظريفًا.
سمع والده، ووالدي، جدي أبا المظفر، وأبا المظفر عبد الله بن أحمد بن أبي سهل البياع، وأبا الفضل عبد الله بن أحمد بن علي النيسابوري، وأبا يعقوب يوسف بن يوسف القرينيني، وأبا جعفر محمد بن الحسين الخزاعي، وجماعة سواهم.
وكانت له إجازة عن أبي بكر بن خلف الشيرازي، وأبي محمد الحسن بن أحمد السمرقندي، وأبي القاسم عبد الرحمن بن أحمد الواحدي، وغيرهم.
سمعت منه الكثير من الكتب، والأجزاء المنثورة، وانتخبت عليه أجزاء عن شيوخه.
فمن جملة ما سمعت منه: كتاب تاريخ قصبتي نسف وكش لأبي العباس المستغفري الحافظ، بروايته عن الحسن السمرقندي، عنه.
وكتاب الشعر والشعراء لأبي العباس المستغفري، بروايته عن الحسن بن أحمد السمرقندي، عنه.
وكتاب تاريخ مرو لأبي عبد الرحمن عبد الله بن محمود السعدي، بروايته عن الحسن السمرقندي، عن أبي العباس المستغفري الحافظ، عن أبي الفضل الحدادي،(1/1726)
وكتاب معرفة علوم الحديث للحاكم أبي عبد الله بروايته عن أبي بكر بن خلف، عن المصنف.
وكتاب الأمثال والاستشهادات لأبي عبد الرحمن السلمي، بروايته عن ابن خلف، عنه.
ومجالس من أمالي جدي، بروايته عنه.
وكانت ولادته يوم الأربعاء في الثاني عشر من شهر ربيع الأول، من سنة ثلاث وثمانين وأربع مائة بمرو.
وقيل توفي سنة ثمان وستين وخمس مائة.
شيخ آخر: هو أبو سعد، مسعود بن محمد بن عبد الغفار بن عبد السلام بن علي بن أحمد بن عبيد الله بن محمد بن سعدويه بن بشر بن إسحاق بن إبراهيم بن غياث، الغياثي، المعروف بالماهاني، من أهل مرو.
كان فقيهًا، فاضلًا، مفتيًا، مناظرًا، حسن المعرفة برواية مذهب أبي حنيفة رحمه الله.
وكان يعظ وعظًا.(1/1727)
مفيدًا، غير أنه كان يرغب في تحصيل المال على أي وجه كان.
تفقه على أبي منصور بن محمد السرخسي.
وسمع الحديث من عم والدته القاضي أبي نصر محمد بن محمد بن محمد بن الفضل الماهاني، وأبي عبد الله محمد بن عبد الواحد الدقاق الحافظ، وغيرهما.
سمعت منه أحاديث.
وكانت ولادته في أحد الربيعين، من سنة إحدى وتسعين وأربع مائة بمرو.
وتوفي بها يوم الجمعة بعد الصلاة، الثاني عشر من ذي الحجة، سنة أربع وخمسين وخمس مائة، ودفن بتنور كران بعد أن دفن في حجرة له بالجامع.
شيخ آخر: هو أبو الفرج، مسعود بن المطهر بن المظفر بن أحمد بن السميرمي، من أهل سميرم بلدة بين أصبهان وشيراز.
شيخ يرجع إلى فضل وعلم وتمييز.
لقيته بأصبهان في دار الشيخ أبي القاسم إسماعيل الحافظ، وكنا ننتظر خروجه، فعلقت عنه شيئًا من الشعر في سنة إحدى وثلاثين.
الرواية: أنشدنا أبو الفرج السميرمي إملاء من حفظه بأصبهان، أنشدنا أبو المؤيد محمد بن المطهر بن غانم الحسناباذي، أنشدني أبو عبد الله سلمان ابن الفتى الأديب لنفسه:(1/1728)
تعطلت المجالس والمدارس ... وريح الخير أصبح وهو دارس
وزالت دولة الأحرار طرًا ... فأنجمهم وإن طعلت مناحس
أني عبد الوزير أبي علي ... يرجي الخير في زمن الأبالس
فقل للأعور الدجال بادر ... فما للدين والإسلام حارس
سمعت أبا الفرج السميرمي من حفظه يقول: كان معبد له غلام اشتراه صغيرًا حتى نشأ وترعرع في داره فاحتاج معبد إلى شيء، وصفرت يده، فباعه، فأنشد.
الغلام في الليلة التي انتقل إلى دار المشتري:
وما كنت أخشى معبدًا أن يبيعني ... بشيء ولو أضحت أنامله صفرا
أشوقًا ولما لم يمض لي غير ليلة ... فكيف إذا سار المطي بنا شهرا
أخوكم ومولاكم وصاحب سركم ... ومن قد نشأ فيكم وعاشركم دهرًا
فلما سمع، يعني: المشتري، بهذه الأبيات، أعتقه ورده إلى معبد.
شيخ آخر: هو أبو سعد، مسعود بن المظفر بن محمد بن سعيد بن الحسين، القايني، ثم المروزي، أصله من قاين.
وهو ولد بمرو، ونشأ وسكن سارية مازندران.(1/1729)
تفقه بمرو على القاضي أبي محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم، وخالط العلماء وخدمهم.
وكان فاضلًا، طريف الجملة والتفصيل.
وكان يتردد كثيرًا بمرو إلى والدي، ولما دخلت سارية صادفته بها، وكان يتردد إلي ويؤنسني بلقائه ومحاورته، ولم يتفق أن سمعت منه شيئًا من الحديث؛ لأن أصوله لم تكن معه، وحكى لي منامًا رآه، ولم أسمع منه سوى ذلك المنام.
وتوفي بها ما بين سنة خمس وأربعين، وسنة خمسين وخمس مائة.
شيخ آخر: هو أبو الفرج، مسعود بن المقرب بن محمد بن مسعود بن أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن يحيى بن يزيد بن تميم، التميمي، من أهل أصبهان.
ورد خراسان سنة ثلاث وخمس مائة، وأقام بها.
وكان كافيًا من الرجال، له معرفة تامة بالأمور الديوانية والاستخراجات، وكان يترقى حاله، وينزل ويلابس الأشغال السلطانية إلى أن لحقه الإدبار وصار يسأل الناس، ويسعى بهم، ويأخذ الشيء بعد الشيء، ولم يكن في العقيدة بذاك أيضًا، ذكر أنه سمع مؤدبه أبا الحسين محمد بن الحسن بن الحسين الوركاني، وعن شيوخ كانوا يحدثون في سنة خمس مائة، كان يدخل علي في بعض الأوقات، وسمعت منه أبياتًا من الشعر.(1/1730)
وكانت ولادته ليلة الثلاثاء السابع عشر من شوال، سنة سبع وثمانين وأربع مائة بأصبهان في محلة كورا.
سمعت أبا الفرج الأصبهاني، يقول: سمعت الأديب أبا الحسين الوركاني بأصبهان ينشد لبعضهم:
يا نسيم الريح من بلدي ... خبري بالله كيف هم
ليس لي صبر ولا جلد ... ليت شعري كيف صبرهم
شيخ آخر: هو أبو سعيد، مسعود بن أبي سعد بن سهل، القولوي، واسم أبي سعد محمد، من أهل نيسابور
، وقولوا إحدى محالها.
شيخ لا بأس به.
سمع أبا الحسن علي بن أحمد بن محمد المديني المؤذن، وأبا إبراهيم محمد بن الحسين بن محمد البالويي، وأبا القاسم علي بن الحسن بن محمد السراج، وأبا نصر عبد الله بن الحسين بن هارون الوراق، وأبا بكر أحمد بن سهل بن محمد السراج، وغيرهم.
كتبت عنه بنيسابور، بعد رجوعي من العراق.(1/1731)
وكانت ولادته في رجب، سنة اثنتين وسبعين وأربع مائة بنيسابور.
وتوفي بها يوم الثلاثاء السادس والعشرين من شهر رمضان، سنة أربعين وخمس مائة ودفن بمقبرة شاهنبر.
شيخ آخر: هو أبو المفاخر، مسعود بن عبد الكريم بن عبد الواحد، الطالقاني، أظنه أخا محمود الذي سمعنا منه بالري.
سمع أبا محمد عبد الواحد بن الحسن الصفار.
كتب إلي الإجازة برواياته بتحصيل أبي الحسن الشهر ستاني، في شوال، سنة تسع وعشرين.
وكانت ولادته في جمادى الآخرة، سنة اثنتين وسبعين وأربع مائة.
ووفاته قبل سنة سبع وثلاثين وخمس مائة.
شيخ آخر: هو أبو مسعود بن علي بن منصور بن علي بن منصور، الراوندي، الرازي، أخو أبي العلاء زيد، من أهل الري.
كتب إلي الإجازة برواياته بتحصيل أبي الحسن الشهرستاني.
وكانت ولادته في شهور سنة أربع وسبعين وأربع مائة بالري.
ووفاته بعد سنة تسع وعشرين، وقيل سنة سبع وثلاثين وخمس مائة.(1/1732)
شيخ آخر: هو أبو سعيد، مسعود بن أبي سعد بن أبي عبد الله، الشعري، من أهل نيسابور.
سمع أبا بكر يعقوب بن أحمد الصيرفي.
سمعت منه أربعة مجالس من أمالي أبي محمد الحسن بن أحمد المخلدي، بروايته عن الصيرفي، عنه.
من اسمه مصعب
منهم:
أبو بشر، مصعب بن عبد الرزاق بن مصعب بن عبد الرزاق بن مصعب بن بشر بن أحمد بن محمد بن عمرو بن مصعب بن بشر بن فضالة بن عبد الله بن راشد بن ثواب، المصعي، المروزي، من أهل مرو.
شيخ من بيت العلم والحديث.
وكان حسن الأخلاق، ظريفًا، خفيفًا.
صحب الكبار، والأئمة، وكانوا يحبونه ويقربونه.
سمع أباه أبا الحسن، وأبا عبد الله محمد بن الحسن بن الحسين المهربندقشايي، والسيد أبا الحسن محمد بن محمد بن زيد الحسيني، وأبا الفضل محمد بن أحمد بن علي بن الحسن التميمي، والنظام أبا علي الحسن بن علي بن إسحاق الوزير، والسيد(1/1733)
أبا القاسم علي بن موسى بن إسحاق الموسوي، وأبا بكر محمد بن عبد الله بن أبي توبة الخطيب الكشميهني، وغيرهم.
كتبت عنه الكثير، وبقرية، ديراه.
ومن جملة ما سمعت منه: كتاب تحفة العالم وفرحة المتعلم للسيد أبي الحسن محمد بن محمد بن زيد العلوي، بروايته عن المصنف.
وكانت ولادته. . . وأربع مائة بمرو.
وتوفي بها، ليلة الأربعاء لثلاث خلون من المحرم، سنة تسع وعشرين وخمس مائة، ودفن بسنجذان.
شيخ آخر: هو أبو سعد، مصعب بن أبي النجم غانم بن محمد بن مصعب، البقال، أخو طلحة من أهل أصبهان.
قرابة شيخنا الإمام أبي القاسم إسماعيل بن محمد الحافظ.
سمع أبا بكر محمد بن أحمد بن الحسن بن ماجه الأبهري، وأبا منصور محمد بن أحمد بن علي بن شكرويه الفرضي، وأبا الفوارس طراد بن محمد بن الزينبي النقيب، وغيرهم.(1/1734)
من اسمه المطهر
هو أبو القاسم، المطهر بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد الطبراني، الصوفي، من أهل طوس.
هو ابن أبي طاهر، ابن الأستاذ أبي أحمد، ابن أبي، ابن أبي أحمد، من أولاد المشايخ.
كان شيخًا حسن السمت، متخلقًا بأخلاق حسنة.
سمع أبا الفتح ناصر بن أحمد بن محمد بن عبد الله العياضي السرخسي.
لقيته أولًا ببلده طوس، ثم بمرو، ثم نيسابور، وسرخسم، ثم قدم علينا مرو في سنة ثمان وأربعين، وقتل بها في وقعة الغز.
كتبت عنه بنيسابور حديثين.
وكانت ولادته في الرابع عشر من شهر ربيع الآخر، سنة سبع وتسعين وأربع مائة بطوس.
وقتل بمرو بظاهر قرية بيازكان صبرًا ليلة الأحد وقت السحر الثالث عشر من رجب، سنة ثمان وأربعين وخمس مائة.
شيخ آخر: هو أبو نصر، المظفر بن أردشير بن أبي بكر بن عبد الصمد، الكاتب،(1/1735)
المروزي، سكن قرية السديور من قرى مرو.
ووالده أردشير ابن بنت أردشير بن محمد الهشامي، كانت ولادته في البلد، وسكن قرية السديور بأعلى البلد.
كان فقيهًا، حلو الكلام، واعظًا كثير المحفوظ، تفقه على القاضي السديد محمد بن عبد الله الصائغي، واختلف إليه.
كتبت عنه الأناشيد، قال لي: ووالدتي كانت شافعية، ووالدي حنفي، قال: ووالدتي، سمتني المظفر محبة لجدك الإمام أبي المظفر السمعاني رحمه الله.
وكانت ولادته في صفر، سنة ست وثمانين وأربع مائة بمرو.
وتوفي بقرية كلختخان في شهر ربيع الآخر، سنة ستين وخمس مائة، ونقل إلى قرية السديور، ودفن عند المشهد للربيع بن أنس البكري، وزرت قبره.
الرواية: سمعت المظفر بن أردشير الكاتب بجباق الجراح، سمعت الشافعي أبا بكر محمد الحسين الأرسابندي، يقول: لا ملك إلا بالرجال، ولا رجال إلا بالمال، ولا مال إلا بالرعية، ولا رعية إلا بعدل السلطان.(1/1736)
شيخ آخر: هو أبو عبد الله، المظفر بن سعيد بن مسعود بن عبد الله بن مسعود بن أحمد بن محمد بن مسعود، المسعودي، من أهل مرو.
أخو شيخنا أبي الفضل محمد بن أبي نصر بن أبي العباس.
كان شيخًا صالحًا، صائنًا، عفيفًا، كثير الذكر، والتلاوة.
سمع أبا المظفر سليمان بن داود بن محمد الصيدلاني.
كتبت عنه، ولم يكتب عنه أحد غيري.
ومات بمرو في سنة ثلاثين أو إحدى وثلاثين وخمس مائة.
شيخ آخر: هو أبو الفتح، المظفر بن شجاع بن المظفر بن شجاع بن الحسن بن أحمد بن يزيد، المعدل، الهمذاني، من أهل همذان.
سمع أبا الحسن عبيد الله بن محمد بن إسحاق بن منده.
كتب إلي الإجازة بجميع مسموعاته.
وتوفي يوم الجمعة السادس عشر من شعبان، سنة ثلاث وثلاثين وخمس مائة.(1/1737)
شيخ آخر: هو أبو المفاخر، المظفر بن محمد، المعتصمي، من أهل أصبهان.
كتبت عنه شيئًا من الشعر.
أحد الأشراف، أظنه من أولاد المعتصم، وكان يلقب بالظهير.
الرواية: أنشدنا أبو المفاخر إملاء بأصبهان لبعضهم:
أميل بإحدى مقلتي إذا بدت إليها ... وبالأخرى أداري رقيبها
وقد غفل الواشي ولم يدر أنني ... أخذت لعيني من سليمي نصيبها
من اسمه معمر
منهم:
أبو الحسن، معمر بن إسماعيل بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الوهاب المديني، من أهل أصبهان، أخو أبي بكر المفضل.(1/1738)
شيخ صالح.
أحضر مجلس أبي منصور شجاع بن علي بن شجاع المصقلي، وقرأ عليه بحضوره جزء لوين بروايته عن أبي جعفر أحمد بن محمد بن المرزبان.
سمعت منه من ذلك الجزء أحاديث يسيرة.
وسمع أيضًا أبا المظفر محمود بن محمد بن علي التميمي الكوسج، وأبا مسلم عمر بن علي الليثي الحافظ، وغيرهما.
وكان حيًا في سنة خمس وأربعين وخمس مائة.
من اسمه المفرج
هو أبو حرب، المفرج بن أحمد بن المفرج بن محمد بن الوليد، البكري، الحجازي، من أهل أصبهان.
كان فاضلًا، طريفًا، حسن المعاشرة، متوددًا.
سمع أبا مطيع محمد بن عبد الواحد بن عبد العزيز المصري.
سمعت منه قدر ورقتين من أمالي أبي بكر بن أبي علي الذكواني، بروايته عن أبي مطيع، عنه.(1/1739)
من اسمه المفضل
هو أبو بكر، المفضل بن إسماعيل بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الوهاب الصندوقي، المديني، أخو أبي الحسن معمر.
سمع أبا المظفر محمود بن محمد بن أحمد الكوسج.
لقيته بأصبهان، واستجزت منه، وكتب لي خطه بالإجازة عن نفسه، وعن أخيه في جمادى الأولى سنة إحدى وثلاثين.
شيخ آخر: هو أبو الوفاء، المفضل بن المطهر بن الفضل بن عبيد الله بن بحر الكاتب، الأصبهاني، من أهل أصبهان.
شيخ متميز، من وجوه أهل أصبهان.
سمع أبا عمرو عبد الوهاب بن منده.(1/1740)
سمعت منه مجالس من أمالي أبي عبد الله بن منده، وهو المجلس الرابع، والخامس، والسادس، بروايته عن ابنه، عنه.
من اسمه مكرم
هو أبو المفضل، مكرم بن حمزة بن محمد بن أبي جميل، القرشي، من أهل دمشق.
سمع أبا طاهر محمد بن الحسين بن محمد بن إبراهيم الحنائي، وأبا الحسن علي بن الحسن بن الحسين الموازيني السلمي الدمشقيين.
سمعت منه قدر ورقتين من حديث أبي بكر يوسف بن القاسم الميانجي بروايته عن شيخيه، عن أبي الحسين محمد بن أبي نصر التميمي، عنه.
وكانت ولادته قبل سنة خمس مائة، بدمشق.
ووفاته بها ليلة الثلاثاء الثالث من شهر. . .، سنة خمس وأربعين وخمس مائة، ودفن بمقبرة باب الصغير.(1/1741)
شيخ آخر: هو أبو سهل، مكرم بن محمد بن نصر بن خطلغ، الجوري، الشيرازي، الفيروزاباذي، من أهل شيراز.
ورد أصبهان صغيرًا وسكنها إلى حين وفاته.
وكان من أهل الخير والصلاح، كثير المحفوظ.
سمع أباه أبا شجاع الأديب، وأبا مسعود سليمان بن إبراهيم الوراق، والرئيس أبا عبد الله القاسم بن الفضل الثقفي، وأبا سعيد رجاء بن عبد الواحد بن قولويه المعقلي الأصبهانيين.
كتبت عنه مجالس من أمالي أبي عبد الله محمد بن إبراهيم الجرجاني، بروايته عن سليمان، عنه.
ومجلسًا من أمالي أبي الحسن ابن ميله، بروايته عن ابن قولويه، عنه.
من اسمه مكي
هو أبو الحسن، مكي بن أبي طالب محمد بن أحمد، البروجردي، ثم الهمذاني،(1/1742)
المعروف بابن قلايه، أصله من بروجرد.
وهو همذاني من أهل العلم، والقرءان.
ولي الإمامة بجامع همذان، وله رحلة واسعة إلى خراسان.
سمع أبا المظفر موسى بن عمران الأنصاري، وأبا الحسن علي بن أحمد بن محمد بن خشنام الصيدلاني، وأبا بكر أحمد بن علي بن خلف الشيرازي، وغيرهم.
كتب إلي الإجازة برواياته بتحصيل أبي الحسن ابن الكاتب المفيد.
وتوفي بعد سنة خمسة وعشرين وقبل سنة ثلاثين وخمس مائة.
من اسمه منصور
هو أبو نصر، منصور بن أحمد بن منصور بن أحمد الخطيبي، الطريثيثي، من أهل طريثيث، سكن نيسابور.
شيخ من أهل العلم والتمييز، حسن السيرة، مشتغل بما يعنيه، مليح الشيبة.
سمع بطريثيث أبا الحسن علي بن محمد بن جعفر اللحساني.(1/1743)
وبنيسابور سمعت منه جزءا من حديث أبي معاذ الشاه بن عبد الرحمن بن محمد بن مأمون الهروي، وأبي عبد الله محمد بن محمد بن جعفر الماليني، وأبي الحسين أحمد بن محمد بن الخفاف، بروايته عن أبي الحسن، عنهم.
وتوفي بنيسابور يوم الاثنين الخامس والعشرين من شهر ربيع الآخر، سنة سبع وثلاثين وخمس مائة، ودفن في داره بنيسابور بسكة المفتي.
شيخ آخر: هو أبو الفتح منصور بن أحمد بن منصور بن حبش، الحللي، من أهل أصبهان.
سمع أبا الفضل المطهر بن عبد الواحد البزاني، وأبا عمرو عبد الوهاب بن منده، وغيرها.
كتبت عنه بأصبهان.
شيخ آخر:
هو أبو القاسم، منصور بن ثابت، البالكي، الهروي، المعدل، من أهل هراة.(1/1744)
سمع أبا بكر محمد بن عبد العزيز بن محمد الفارسي.
كتب إلي الإجازة بجميع رواياته بتحصيل أبي القاسم الدمشقي الحافظ في سنة ثلاثين ولم ألحقه في سنة أربعين، فتكون وفاته في هذا العشر.
شيخ آخر: هو أبو القاسم، منصور بن أبي أحمد حاتم بن حبيب، الحبيبي، الهروي، من أهل هراة.
شيخ صالح.
سمع أبا عبد الله محمد بن أبي مسعود عبد العزيز الفارسي، وأبا عطاء عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن الأزدي الجوهري.
سمعت منه شيئًا يسيرًا، وجزء أبي معاذ الشاه بن عبد الرحمن المأموني، بروايته عن أبي عطاء عنه.
وتوفي بهراة في شعبان، سنة ست وأربعين وخمس مائة.(1/1745)
شيخ آخر: هو أبو سعد، منصور بن علي بن عبد الرحمن بن الحسين بن علي، الحجري، الخطيب من أهل سويقة فوشنج.
من بيت الحديث وأهله.
كان إمامًا فاضلًا، صالحًا، عفيفًا، ورعًا، كثير الخير، جميل الأمر.
سمع أبا منصور عبد الرحمن بن محمد بن عفيف الفوشنجي، وأبا القاسم أحمد بن محمد بن محمد العاصمي، وغيرهما.
كتبت عنه بفوشنج.
ومات بها آخر يوم من ذي القعدة، سنة أربعين وخمس مائة.
شيخ آخر: هو أبو القاسم، منصور بن محمد بن أحمد بن محمد بن صاعد بن محمد بن أحمد بن عبيد الله، الصاعدي، القاضي المعروف بالبرهان، قاضي نيسابور.
من بيت العلم والقضاء.(1/1746)
وكان حميد السيرة في ولايته، وقورًا، ساكنًا، مهيبًا، حسن الطريقة، مشتغلًا بالعبادة، لزم الجامع القديم بنيسابور، وكان أكثر أوقاته معتكفًا فيه.
سمع أباه أبا سعيد القاضي، وجده أبا نصر القاضي، وأبا بكر أحمد بن علي الشيرازي، وأبا المظفر موسى بن عمران الأنصاري، وأبا القاسم عبد الرحمن بن أحمد الواحدي، وغيرهم.
لقيته أولًا بمرو سنة عشرين وخمس مائة في وزارة محمود بن أبي توبة الوزير وحضر مناظرتنا بالجامع الأقدم، وتكلم في مسألة استيلاء الكفار، ولم أسمع منه شيئًا في هذه النوبة.
ثم لقيته غير مرة بنيسابور في سنة ثلاثين ولم أسمع منه شيئًا.
ثم انصرفت من العراق سنة سبع وثلاثين، وقرأت عليه شيئًا يسيرًا بجهد؛ لأنه كان يمتنع من التحديث، ثم لما رحلت بابني أبي المظفر إلى نيسابور في سنة أربع وأربعين قرأت عليه جزءًا من فوائد السيد أبي الحسن العلوي، بجهد بنيسابور، بروايته عن موسى بن عمران، عنه.
وقد علينا مرو سنة اثنتين وخمسين منصرفًا من ترمذ، ونزل الجامع.
وقرأت عليه الجزء الأول من تاريخ نيسابور بروايته عن موسى بن عمران، عن مصنفه الحاكم أبي عبد الله.
وكانت ولادته في جمادى الأولى، سنة خمس وسبعين وأربع مائة بنيسابور.
وتوفي بها في شهر ربيع الآخر، سنة اثنتين وخمسين وخمس مائة، ودفن في مقبرتهم بسكة الحظيرة.
شيخ آخر: هو الأمير أبو سعد، منصور بن محمد بن أحمد بن محمد بن(1/1747)
محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسين بن منصور بن عاصم بن حبيب بن شعيب بن ضريس، الشيباني، العاصمي، الفوشنجي، من أهل فوشنج.
كان من مفاخر خراسان، وممن يضرب به المثل في رقة الطبع، وصفاء الخاطر، وحسن النظم، والنثر، وأشعاره مشهورة في الآفاق، مذكورة على ألسنة الرواة.
سميع الحديث الكثير، وأملى لما طعن في السن، وحضر مجالسة الأئمة والكبراء.
سمع جده الأمير أبا القاسم أحمد بن محمد بن محمد العاصمي، وأبا الحسن عبد الرحمن بن محمد الداودي، وأبا عامر الفضل بن إسماعيل الجرجاني، وأبا محمد الحسن بن أحمد السمرقندي، وأبا سعد عبد الرحمن بن الحسن بن علي الخجندي الفوشنجي، وغيرهم.
كتب إلي الإجازة بجميع مسموعاته، وروى لي عنه جماعة، وذكر في الإجازة التي أجاز لنا وأجاز لهم أيضًا ما يؤثر منه من منظوم في الكلام، ومنثور، أو تأليف أنفق له مطوي أو منشور، وبذل خطه في غرة شهور ربيع الآخر، سنة ثمان وخمس مائة.
وذكر أن وفاة جده أبي القاسم كانت في محرم سنة ثمانين وأربع مائة.(1/1748)
وذكر من جملة مسموعاته من الإمام أبي الحسن الداودي: صحيح البخاري ومسند الدارمي، وحقائق التفسير للسلمي، وشمائل الصالحين لأبي الحسن الفارسي.
هكذا قرأت بخطه، وكتب في الاستجازة: ولدت في ليلة الثامن عشر من شهر رمضان، سنة اثنتين وخمسين وأربع مائة بفوشنج.
وتوفي بإشكيذبان ليلة الجمعة السابع عشر من شوال، سنة عشرين وخمس مائة وحمل إلى بلده فدفن به.
شيخ آخر: هو أستاذي أبو المظفر، منصور بن محمد بن زاهر بن أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن خازم بن محمد بن حمدان بن محمد بن خازم بن عبد الله بن خازم، السلمي، الخطيب، البخاري، الخازمي، الخرقي، من أهل قرية خرق.
هو الذي لقنني القرءان أولًا.
وكان من خير الرجال، رقيقًا، حسن السيرة، جميل الأمر.
صحب الأئمة، وتخلق بأخلاقهم.
سمع أبا نصر أحمد بن علي الهباري الواسطي الشيخ الذي ادعى سماع(1/1749)
السنن لأبي داود، وكذب في ذلك، وأبا القاسم إسماعيل بن محمد بن أحمد الزاهري، وأبا عبد الله محمد بن أبي جعفر الأصم الكتبي، وغيرهم.
لم يتفق أن سمعت منه شيئًا من الحديث.
وسمعت من لفظه الحكايات في أحوال الأئمة ووقائع الناس والمواعظ.
وتوفي يوم الخميس الرابع من شعبان، سنة خمس وعشرين وخمس مائة، وصليت عليه، ودفن بسنجذان.
شيخ آخر: هو أبو المظفر، منصور بن محمد بن سعيد بن مسعود بن عبد الله بن مسعود بن أحمد بن محمد بن مسعود، المسعودي، المروزي، من أهل مرو.
كان فاضلًا، عالمًا، بارعًا، حسن الحظ، فصيح العبارة، شاعرًا حسن الشعر، لطيف الطبع، واعظًا كاتبًا، كثير المحفوظ.
سمع جدي الإمام أبا المظفر منصور السمعاني، وأبا منصور عبد الله بن أحمد بن أبي سهل البياع، وأبا جعفر محمد بن الحسين بن أحمد بن الخزاعي، وغيرهم.
وكانت له إجازة عن جماعة من شيوخ نيسابور، مثل: أبي بكر أحمد بن علي الشيرازي، والإمام أبي تراب عبد الباقي بن يوسف المراغي، وأبي القاسم عبد الرحمن بن أحمد الواحدي، وأبي محمد الحسن بن أحمد السمرقندي، وجماعة.(1/1750)
سمعت منه مجالس من أمالي جدي قبل خروجي إلى الرحلة وبعد رجوعي عنها، وقرأت عليه مجالس من أمالي أبي محمد عبد الله بن أحمد الشيرنخشيري، بروايته عن الخزاعي.
وعلقت من شعره أقطاعًا.
وكانت ولادته في الرابع عشر من رجب، سنة إحدى وثمانين وأربع مائة.
وتوفي بساوة يوم الأربعاء الرابع والعشرين من رجب، سنة خمس وخمسين وخمس مائة، وكان متوجهًا لحجته الثانية.
شيخ آخر: هو أبو محمد، منصور بن محمد بن صالح، الويذاباذي، الأصبهاني، من أهل أصبهان.
شيخ صالح.
سمع أبا محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميميى.
سمعت منه شيئًا يسيرًا بويذاباذ.
شيخ آخر: هو السيد أبو القاسم، منصور بن محمد بن محمد بن الطيب بن عبد الله بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، العمري،(1/1751)
المعروف بالفاطمي، من أهل هراة.
كان فقيهًا مبرزًا، ومناظرًا مدققًا، أحد الدهاة الأذكياء، حسن الكلام، مليح المحاورة، عارفًا بدقائق الأمور، من رجال الزمان ونكته.
وكلماته سائرة بين الناس مشهورة، يتداوله الناس في المذاكرة والاستشهاد.
سمع بهراة جده لأمه أبا العلاء صاعد بن محمد الأزدي، وأبا بكر محمد بن عبد الله بن عمر العمري، والقاضي أبا المظفر منصور بن إسماعيل بن أبي قرة الحنفي، وأبا مضر محلم بن إسماعيل التميمي، وأبا محمد عبد الله بن محمد بن علي الحرمي المقرئ، وأبا منصور الحسن، وأبا طالب الحسين ابني علي بن أبي طالب الكرابيسي، وأبا روح ثابت بن محمد الأرزمي.(1/1752)
وبنيسابور الأستاذ أبا القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري، وأبا شجاع المظفر بن محمد بن علي بن إسماعيل بن محمد بن ميكال الميكالي.
وبأصبهان أبا علي الحسن بن أحمد الحداد المقرئ، وغيرهم.
عمر العمر الطويل، وحدث بالكثير، وكتب إلي الإجازة بجميع مسموعاته من، وحدثني عنه جماعة كثيرة بخراسان، والعراق.
وكانت ولادته يوم الأربعاء الرابع من شهر ربيع الأول، سنة أربع وأربعين وأربع مائة بهراة.
وتوفي بها يوم الأحد بعد العصر الخامس والعشرين من شهر رمضان، سن سبع وعشرين وخمس مائة، ودفن بجبل كازياركاه.
الرواية: أخبرنا السيد أبو القاسم الفاطمي في كتابه إلي، أبنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن علي الحرمي، سنة سبع وخمسين وأربع مائة، أبنا أبو زرعة محمد بن محمد بن يوسف بن محمد الجرجاني بمكة سنة أربع وثمانين وثلاث مائة، ثنا أبو القاسم يحيى بن الحسين بن الحسن اللال العسقلاني، ثنا عبد الله بن خبيق، ثنا موسى بن العلاء، قال: قال لي حذيفة بن العلاء المرعشي، قال لي سفيان الثوري: لأن أخلف عشرة آلاف درهم يحاسبني الله عز وجل عليها، أحب إلي من أن احتاج إلى الناس.
قال أبو زرعة: ثنا أبو عبد الله بن محمد بن كعب الكعبي بنيسابور، حدثنا الحسن بن الليث، حدثني جعفر بن علي، ثنا خالد بن رفاد، سمعت أبي، يقول: قال عبد الله بن المبارك: الأقارب عقارب، خيرها أبعدها، وشرها أقربها.(1/1753)
قال أبو زرعة: حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي السيرواني الحلواني بدمياط، قال: كان على إبراهيم الخواص عشرين قميص وسراويل ورداء، ويعد ما اتسخ.
شيخ آخر: هو الأمير أبو الغنائم، منصور بن محمد بن علي بن محمد بن أبي جعفر، الكشميهني، المعروف جده بأبي القاسم التيتي، من أهل مرو، ابن بنت شرف الملك.
من بيت التقدم والإمارة.
وكان فاضلًا، عاقلًا، قرأ طرفًا من الأدب.
ثم نظر في النجوم والفلسفة، وحصل منها شيئًا، وكان ورث مالًا كثيرًا من أمه(1/1754)
المرأة الصالحة الخيرة، الكثيرة الصدقات ستي بنت شرف الملك، وكان ينفقها في غير سبيل الخيرات، وكان يبيع الشيء بعد الشيء من ضياعه وعقاره إلى أن صفرت يده، ولم يبق معه شيء، وأصابته زمانه في آخر عمره على كبر السن من وجع المفاصل والنقرس.
وسمعت جماعة يقولون: إنه يخل بالصلوات الفرض.
سمع الأئمة: والدي، وجدي، وأبا نصر أحمد بن محمد بن صاعد القاضي النيسابوري، وغيرهم.
سمعت منه أجزاء، وكنت أزوره لحقوق والدته علي في بعض الأوقات.
وأعوده إذا اشتد به المرض.
وما كنت أعرف أنه سمع شيئًا من الحديث، فاتفق أن بعض أولاد أبي القاسم المشهوري حمل إلي مجلدًا فيه أجزاء مما كتبها محمد ابن الأمير علي البهيشي، عن جدي الإمام، وغيره، فرأيت سماع الأمير منصور هذا في جزأين من مسموعات(1/1755)
جدي، فمضيت لأقرأ عليه، فذكر لي: أنه سمع جزءًا من القاضي أبي نصر بن صاعد في سنة نيف، وسبعين، فسألته إخراج ذلك الجزء ففعل، وقرأت عليه.
وكانت ولادته يوم السبت لعشر بقين من جمادى الآخرة، سنة إحدى وسبعين وأربع مائة بمرو.
وتوفي ليلة الجمعة آخر ليلة من شهر رمضان، سنة ست وخمسين وخمس مائة، ودفن من الغد بسنجذان.
شيخ آخر: هو أبو نصر، منصور بن محمد بن أبي نصر منصور، الهلالي، الباخرزي، الماليني، من أهل باخرز، سكن نيسابور.
وكان شيخًا فقيهًا، صالحًا، ورعًا، كثير العبادة، مكثرًا من الحديث.
سمع أبا بكر أحمد بن علي الشيرازي، وأبا المظفر موسى بن عمران الأنصاري، وأبا تراب عبد الباقي بن يوسف المراغي، وغيرهم.
كتبت عنه الحديث بنيسابور في النوب الثلاث.
ومن جملة ما سمعت منه: كتاب الأربعين للحاكم بروايته عن ابن خلف، عنه وكانت ولادته في سنة ست وستين وأربع مائة بمالين باخرز.
وقتل بنيسابور في وقعة الغز وإغارتهم عليها، في الحادي عشر من شوال، سنة تسع وأربعين وخمس مائة، وقيل: إنه كان ابن اثنتين وتسعين سنة لما قتل رحمه الله.(1/1756)
شيخ: هو أبو المظفر، منصور بن محمد بن منصور بن عبد الله بن أحمد، الغازي، المروزي، الواعظ، من أهل مرو.
كان فقيهًا زاهدًا، ورعًا، واعظًا حسن الوعظ، عفيفًا، حسن السيرة.
سمع جدي الإمام أبا المظفر، وأبا القاسم عبد الرحمن بن محمد بن ثابت الخرقي، وأبا الفتح عبيد الله بن محمد بن أردشير الهشامي، وغيرهم.
سمعت منه شيئًا من أمالي جدي.
وتوفي ليلة الأحد، ودفن يوم الأحد الرابع والعشين، من شعبان، سنة تسع وعشرين وخمس مائة، ودفن بمقبرة سلكنانه، وصلينا عليه.
شيخ آخر: هو أبو المظفر، منصور بن مسعود بن محمد بن محمد، الماهاني، البزاز، الخرقي، من أهل مرو.
كان من وجوه سوق البز.
وكان مليح الشيبة، بهي المنظر، ممن يسافر الكثير، ومارس الأمور، ودخل(1/1757)
العراق والجبال، واحتمل المشاق، وصحب الأشرار من كل جنس.
ثم رجع إلى بلده مرو، وتخير، وترك ما كان فيه واشتغل بالكسب في سوق البز، وصار ممن يعتمد عليه الناس.
سمع الأديب أبا محمد كامكار المحتاجي.
كتبت عنه شيئًا يسيرًا.
وتوفي ليلة الأحد سلخ شهر رمضان، سنة اثنتين وأربعين وخمس مائة، ودفن بمقبرة تنوركران.
شيخ آخر: أبو نصر، منصور بن ناصر بن منصور، الشوكاني، القاضي، من أهل شوكان إحدى بلاد خاوران.
سمع القاضي أبا الفضل محمد بن عبد الله الجميلي السرخسي.
كتبت عنه شيئًا يسيرًا بشوكان، وهو كتاب الأطعمة والفاكهة في جزء واحد للحسن بن علي بن عاصم.
وأظن أنه قتل في حدود سنة خمسين وخمس مائة في معاقبة الغز.(1/1758)
شيخ آخر: هو أبو الفضائل، موسى بن المفضل بن محمد بن طاهر بن سلة، الأصبهاني، الكاتب، أخو أبي المعالي طاهر بن المفضل، من أهل أصبهان.
سمع الإمام أبا محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي.
سمعت منه المجلس، الذي أملاه التميمي بأصبهان، ومن أخيه.
شيخ آخر: هو أبو محمد، الموفق بن علي بن محمد بن ثابت بن أحمد، الفقيه، الخرقي، الثابتي، من أهل خرق.(1/1759)
كان فقيهًا، فاضلًا، ورعًا، زاهدًا، حسن الأخلاق، متواضعًا، لم أر في أهل العلم مثله، خلقًا وسيرة.
وكان إذا جلس بين الخواص والعوام لا يعلم أحد أنه من العلماء.
وكان يصوم أكثر أيامه، فإذا جخل من يزوره يقدم بين يديه شيئًا مما حضر ويوافقه ويأكل ولا يرى أنه كان صائمًا.
تفقه على الإمامين والدي، والحسين بن مسعود الفراء.
وقرأ الخلاف ببخارى على أبي بكر الطبري، وتلمذ له، وكان يحفظ المذهب.
كتبت عنه شيئًا يسيرًا بخرق.
وتوفي بها يوم الخميس الثامن والعشرين من شهر رمضان، سنة أربعين وخمس مائة.
شيخ آخر: هو أبو المعالي، الموفق بن محمد بن عمر بن أبي بكر بن طاهر، الصكاك، الطبراني، الشروطي، الطوسي، من أهل طوس.
كان شيخًا عالمًا، فاضلًا، عدلًا، ثقة، صدوقًا.(1/1760)
كان عليه اعتماد أهل طوس في كتب السجلات.
سمع أبا الحسن عبيد الله بن طاهر بن الحسين الروقي، وأبا سعد الحسن بن عبد الله بن الحسن القطان، وغيرهما.
سمعت منه بطوس جزءًا مشتملًا على حديثه، وعن شيخيه.
وكانت ولادته في حدود سنة ثمانين وأربع مائة.
وقتله الغز بطوس في شهر رمضان، سنة تسع وأربعين وخمس مائة.
شيخ آخر: هو أبو الرضا، الموفق بن منصور بن أحمد بن عبد العزيز بن أحمد، السهيلي، الترمذي، القاضي، من أهل ترمذ.
ولي القضاء بها.
سمع أبا محمد عبد الجليل بن أحمد بن علي الترمذي.
كتبت عنه جزءًا بترمذ، من حديث أبي الطيب الخاقاني بروايته عن عبد الجليل، عنه.(1/1761)
وكانت ولادته في السادس والعشرين من ذي الحجة، سنة سبع وسبعين وأربع مائة بترمذ.
وتوفي بها في السابع عشر من شهر ربيع الآخر، سنة تسع وأربعين وخمس مائة.
من اسمه المؤيد
منهم:
أبو الرضا، المؤيذ بن الحسن بن عيسى بن الحسن، الزوزني، من أهل زوزن.
كان فقيهًا، فاضلًا، مناظرًا، عالمًا بالأدب، واللغة، مشتغلًا بما يعينة.
تفقه على الإمام والدي رحمه الله مدة، وكان معه بنيسابور، ثم بعد وفاته سكن بلخ إلى أن توفي بها.
سمع بنيسابور أبا القاسم إسماعيل بن الحسين بن علي الفرائضي، وأبا الفتيان عمر بن عبد الكريم الرواسي، وأبا نصر الفضل بن محمد بن أحمد بن البحيري النوقاني، وغيرهم.
لقيته ببلخ، وكتبت عنه بها، وكتب عني إملاء.
وكانت ولادته بزوزن، سنة نيف وثمانين وأربع مائة تقديرًا.
وتوفي ببلخ في الحادي والعشرين من شهر رمضان، سنة ثمان وأربعين وخمس مائة، ودفن بمقبرة باب نوبهار.(1/1762)
شيخ آخر: هو أبو المفاخر، المؤيد بن عبد الله بن عبدوس بن عبد الله بن محمد بن عبدوس، الروذباري، الهمذاني من أهل همذان.
شيخ مشهور، من بيت الحديث.
سمع جده أبا الفتح عبدوس بن عبد الله الهمذاني.
كتب إلي الإجازة برواياته بتحصيل أبي الحسن الشهرستاني المفيد.
وكانت ولادته في سنة تسع وستين وأربع مائة بهمذان.
ووفاته بعد سنة اثنتين وثلاثين، وقيل سنة سبع، فتكون وفاته في هذه السنين الخمس.
شيخ آخر: هو أبو الخطاب، مهدي بن علي بن عبدوس بن عبد الله بن محمد بن عبدوس، الروذباري، من أهل همذان.
من بيت الحديث وأهله.
سمع جده أبا الفتح عبدوس بن عبد الله الهمذاني.
كتب إلي الإجازة بجميع مسموعاته بتحصيل أبي الحسن الكاتب الشهرستاني المفيد، سنة ثمان وعشرين.
وكانت ولادته في سنة ثمان وستين وأربع مائة.
وتوفي في حدود سنة ثلاثين وخمس مائة.(1/1763)
من اسمه ميمون
ميمون بن عبد الله بن محمد بن بكر بن مج، الدبوسي، السغدي، من أهل الدبوسية، بلدة بين بخارى وسمرقند على منتصف الطريق.
وأقام ببخارى مدة، ثم سكن مرو إلى حين وفاته.
وكان فقيهًا، صالحًا، عفيفًا، حسن السيرة، محتاطًا في الوضوء والصلاة، حتى كان يخرج إلى الوسواس.
سمع بمرو الإمام جدي أبا المظفر، وأبا القاسم إسماعيل بن محمد بن أحمد الزاهري الدندانقاني، وأبا محمد كامكار بن عبد الرزاق الأديب، وببخارى السيد أبا إبراهيم إسماعيل بن محمد بن المحسن الحسيني، وأستاذه أبا سعد أحمد بن محمد بن إبراهيم الطبري، وجماعة سواهم.
كتبت عنه، وسمعت منه أجزاء من أمالي جدي، وغيره.
وكان سليم القلب، مشتغلًا بما يعنيه، تاركًا للفضول.
ولد بالدبوسية في حدود سنة ستين وأربع مائة أو بعدها.(1/1764)
وتوفي بمرو ليلة الثلاثاء لليلتين بقيتا من شهر ربيع الأول، سنة اثنتين وثلاثين وخمس مائة، ودفن بسنجذان.
مفاريد الأسماء في حرف الميم منهم
:
أبو الفضل، ما فنه بن فنا خسرو بن ما فنه، الكاتب، الأصبهاني من أهل أصبهان.
شاب من أهل العلم، متودد، حريض على طلب الحديث، يتصل بالرئيس محمد بن محفوظ الثقفي ويخدمه.
كانت بيني وبينه موانسة وصداقة.
سمع بأصبهان أبا بكر محمد بن علي بن أبي ذر محمد بن إبراهيم الصالحاني، وبالموصل أبا الحسن علي بن سعادة الجهني الموصلي، وجماعة كثيرة من شيوخنا.
كتبت عنه بأصبهان شيئًا يسيرًا لغرابة اسمه، وسألته.
ولعل ولادته في حدود سنة خمس مائة، والله أعلم.
شيخ آخر: هو أبو بكر، ما نكريم بن عبد الملك بن محمد بن حمزة بن أبي(1/1765)
الحسن، السباك، من أهل همذان، أخو أبي شجاع عمر.
شيخ صالح.
سمع أبا الفتح عبدوس بن عبد الله الهمذاني.
كتبت عنه شيئًا يسيرًا في النوبة الثانية بهمذان.
وتوفي بها يوم الاثنين الثاني والعشرين من المحرم، سنة تسع وثلاثين وخمس مائة.
شيخ آخر: هو أبو بكر، مجاهد بن أحمد بن محمد، المجاهدي، الطيب، المعروف بدلارام، من أهل فوشنج.
شيخ صالح.
سمع الإمام أبا الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداودي.
كتب إلي الإجازة بجميع مسموعاته.
وكانت ولادته قبل سنة ستين وأربع مائة.
ومات يوم الخميس التاسع عشر من ذي الحجة، سنة ثلاث وثلاثين وخمس مائة بفوشنج.(1/1766)
شيخ آخر: هو أبو حرب، المجتبي بن الداعي بن القاسم العلوي، الحسني، من أهل الري.
سمع أبا محمد عبد الرحمن بن أحمد بن الحسين المفيد الحافظ، وأبا منصور محمد بن الحسين بن الهيثم المقومي القزويني، وغيرهما.
سمع كتاب السنن لأبي عبد الله بن ماجه، بروايته عن المقومي، عن أبي طلحة بن أبي المنذر الخطيب، عن أبي الحسن علي بن سلمة القطان، عنه.
وكتاب الزواجر والمواعظ لأبي أحمد الحسن بن عبد الله العسكري، بروايته عن أبي محمد عبد الرحمن بن أحمد بن الحسين المفيد، عن أبي سعد منصور بن الحسين بن علي بن جهور الآبي، عن أبي أحمد العسكري.(1/1767)
وكتاب النظر لمحمد بن نوكرد، يرويه عن أبي محمد المفيد، عن أبي الحسن علي بن الحسن الوراق، عن أبي صادق الحسن بن علي الخطيب، عن أبي الحسن علي بن الحسن الجامعي، عنه.
كتبت عنه، وكانت ولادته في شهر ربيع الآخر، سنة ثمان وستين وأربع مائة بالري.
ووفاته بها.
شيخ آخر: هو أبو المعالي، محدود بن محمد بن محمود بن عبد الله بن القاسم، الرشيدي، الجوهري، المتولي، من أهل نيسابور، من بيت الحديث.
كان من أهل العلم، عارفًا بالأدب والفلسفة والعلوم المهجورة، حسن الحظ.
كان منزله مجمع الفضلاء، واشترى كتبًا كثيرة وأوقفها بالجامع المنيعي.
وكان صحيح السماع، ولم يكن بذاك.
سمع أباه أبا عبد الله، وأبا عمرو عثمان بن محمد بن عبيد الله المحمي، وأبا بكر أحمد بن علي الشيرازي، وأبا تراب عبد الباقي بن يوسف المراغي، وأبا بكر(1/1768)
محمد بن إسماعيل بن بنون التفليسي النيسابوري، وأبا القاسم إسماعيل بن عبد الله بن موسى الساوي، وغيرهم.
كتبت عنه بنيسابور، سنة ثلاثين.
ومن جملة ما سمعت منه: كتاب الأربعين لأبي عبد الرحمن السلمي، بروايته عن ابن خلف، عنه، وغير ذلك.
وكانت ولادته في رجب، سنة إحدى وسبعين وأربع مائة بنيسابور.
وتوفي بها ليلة الاثنين السابع من شهر ربيع الأول، سنة تسع وثلاثين وخمس مائة ودفن بمقبرة أعلى ميدان زياد.
شيخ آخر: هو أبو القاسم، محمشاذ بن محمد بن محمشاذ بن أبي محمد بن محمشاذ العبدلي، من أهل نيسابور.
شيخ صالح، من أصحاب أبي عبد الله.
من أهل العلم، كثير العبادة والتهجد.
سمع أبا بكر أحمد بن علي الشيرازي الأديب.
كتبت عنه بنيسابور سنة ثلاثين، ولم يكن قرأ عليه أحد الحديث قبلي، وذلك أن ابنه عن العزيز كان يسمع معي الحديث، فوجدت اسم أبيه في أمالي أبي بكر بن خلف، فانتخبت أوراقًا، وقرأت عليه تلك الأوراق.(1/1769)
وبت عندهم ليلة في الصيف، فرأيت محمشاذ هذا يصلي إلى الصبح ومانام تلك الليلة، أحياها في الصلاة والذكر.
وكانت ولادته قبل سنة سبعين وأربع مائة.
ووفاته بنيسابور عشية يوم الخميس الثالث عشر من شهر ربيع الآخر، سنة اثنتين وأربعين وخمس مائة، وصلي عليه يوم الجمعة بعد الصلاة في ميدان الحسين مع الجم الغفير، ودفن بمقبرة باب معمر، عند أحمد بن حرب الزاهد.
شيخ آخر: هو أبو بكر مديني بن علي بن أحمد بن علي بن سلم المقرئ، التميمي، المعروف بالخراساني، من أهل أصبهان.
كان شيخًا صالحًا، مستورًا، مقرئًا، حسن الصوت، يقرأ باللحن بين يدي والوعاظ وفي المحافل.
سمع بأصبهان أبا مطيع محمد بن عبد الواحد المصري، وأبا العباس أحمد بن عبد الغفار بن أشته، وأبا الفتح أحمد بن محمد بن أحمد الحداد الأصبهانيين.
كتبت عنه بأصبهان في دار صاحبنا معمر بن الفاخر، وبإفادته كتبت عنه؛ لأن بينه وبين أم أولاده قرابة، ثم وجدت في أصل أبي الفتح الحداد من نسختي، فقرأت عليه من تلك الفوائد.
وكانت ولادته فيما أظن بعد سنة ثمانين وأربع مائة.
وتوفي بأصبهان في ذي الحجة، سنة سبع وأربعين وخمس مائة.(1/1770)
شيخ آخر: هو أبو الرضا، مروان بن محمد بن زكريا، الشاهد، الأصبهاني من أهل أصبهان.
أحد الشهود من أهل العلم والفضل.
سمع أبا محمد رزق الله عبد الوهاب التميمي البغدادي.
كتبت عنه وسمعت منه بأصبهان، ولكن لم يصل يدي إلى القدر المسموع منه في الحال، فاقتصرت على الإجازة.
شيخ آخر: هو أبو الحسن، مسافر بن محمد بن علي بن محمد، البسطامي، العدني، التميمي من أهل نيسابور.
ركب والده أبو عبد الله البحار، وسافر الكثير، ودوخ البلاد.
وولد أبو الحسن في السفر بمدينة عدن من بلاد اليمن، فمساه مسافرًا، وهو أخو أحمد، وعبد الصمد وهو أكبر منهما.(1/1771)
شيخ فقير مستور.
ضاعت أصوله، وكان يقول: إنها سرقت مني وهي في يد أبي منصور الطريثيثي المفيد أو هو الذي سعى في ذلك.
فاستعرنا منه بعض الأجزاء، وسمعنا منه.
سمع بنيسابور أباه أبا عبد الله، وأبا منصور عمر بن أحمد بن محمد بن موسى الجوري الحافظ، وأبا المظفر محمد بن إسماعيل بن علي بن الحسن الشجاعي، وأبا الحسن أحمد بن عبد الرحيم بن أحمد بن محمد بن عبد الله الإسماعيلي، وبفوشنج أبا الحسن بن محمد الداودي، وبغزنة أبا الحسن علي بن محمد بن نصر بن اللبان الدينوري الحافظ، وأبا طاهر أحمد بن محمد بن إبراهيم القصاري الخوارزمي نزيل بغداد، قدم عليهم رسولًا، وغيرهم.
سمعت منه أجزاء من أمالي أبي الحسن الداودي، بروايته عنه والجزء الخامس من حديث أبي العباس السراج، بروايته عن أبي الحسن الإسماعيلي، عن أبي الحسين الخفاف، عنه.
وكانت ولادته بعدن. . . وأربع مائة.
وتوفي بنيسابور. . . .
شيخ آخر: هو الشريف، أبو الندى، المطلب بن أحمد بن الفضل بن محمد بن سعيد بن العباس بن محمد بن علي بن محمد بن سعيد بن عبد الله بن أمية بن(1/1772)
خالد بن حرار بن محرز بن حارثة بن ربيعة بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب، القرشي، الخطيب، من أهل هراة.
من بيت العلم والشرف.
ولي الخطابة بهراة مدة مديدة، ولم يكن له حظ وافر من العلم أصلًا.
سمع أبا الفضل أحمد بن أبي عاصم الصيدلاني.
ولم يسمع منه أحد شيئًا قبلنا.
سمعت منه بهراة ثلاثة أجزاء من حديث أبي يعقوب إسحاق بن أبي إسحاق القراب الحافظ، بروايته عن الصيدلاني، عنه.
وكانت ولادته. . . . وأربع مائة بهراة.
وتوفي بها يوم الاثنين الرابع عشر من شهر رمضان، سنة تسع وأربعين وخمس مائة.(1/1773)
شيخ آخر: هو أبو الرجاء، المؤمل بن مسرور بن أبي سهل بن مأمون، الشاشي، الخمركي، المأموني من أهل الشاش.
سكن مرو إلى حين وفاته.
تفقه أولا على الإمام أبي الخطاب محمد بن إبراهيم الطبري الكعبي ببخارى، وعلى بلدية فقيه الشاش أبي بكر محمد بن علي بن حامد الشاشي بغزنة.
ثم ورد خراسان، وسكن مرو في رباط يعقوب الصوفي على طرف نهر الزريق إلى حين وفاته.(1/1774)
وكان إمامًا طريفًا، خفيفًا، ورعًا، صوفيًا.
صحب الأئمة والعلماء، وأهل الدين والخير.
تفقه، ثم اشتغل بالعبادة والمجاهدة، والمعاملة، وتربية المريدين والأصحاب المنتمين إليه.
وكان مليح الشيبة، ونظيف الثياب، مليح الوجه، حسن اللهجة، حلو الكلام، مسنًا.
وكان أكثر ما يزور أصدقاءه في نهار رمضان، ويقول: الزيارة فيه أبعد من الطمع.
سمع ببخارى الرئيس أبا عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد البرقي، وأبا يعقوب يوسف بن منصور السياري الحافظ، وأبا عبد الله إبراهيم بن علي بن إبراهيم الطبري والد الإمام أبي الخطاب، وأبا محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبي الحافظ، وبمرو الإمام جدي أبا المظفر، وأبا سعد محمد بن الحارث بن محمد الحارثي، وغيرهم.
لقيته غير مرة، وحضرت عنده في رباطه ولا أدري هل سمعت منه شيئًا من الحديث أم لا؟ والظن أني رأيت بخطه الإجازة لي، وحدثني عنه جماعة.
وكانت ولادته فيما أظن قبل الأربعين والأربع مائة.
وتوفي بمرو ليلة الأربعاء لثلاث بقين من ذي الحجة، سنة سبع عشرة وخمس مائة، ودفن على باب خانقاهه.(1/1775)
شيخ آخر: هو أبو علي، المهلب بن أبي طاهر بن أبي يعلى، الخوزي، الهمذاني، من أهل همذان.
سمع أبا الحسن مكي بن منصور بن علان الكرجي.
أجاز لي جميع مسموعاته بلفظه، وكتب عنه صاحبنا أبو الحسن الكاتب الشهرستاني في سنة ثمان وعشرين.
وتوفي في حدود سنة ثلاثين وخمس مائة.
حرف النون
من اسمه ناصر
هو الحاكم، أبو عبد الله، ناصر بن أحمد بن عبد الرحيم بن أحمد بن محمد بن عبد الله، السراجي، الإسماعيلي، من أهل نيسابور.
ولد الحاكم أبي الحسن.
من أولاد المحدثين.
سمع أباه أبا الحسن، والأخوين؛ أبا عثمان إسماعيل، وأبا يعلى إسحاق ابني عبد الرحمن الصابوني، وأبا سعد محمد بن عبد الرحمن الكنجروذي، والقاضي أبا محمد عبد الله بن الحسين الناصحي.
كتب إلي الإجازة بجميع مسموعاته في سنة تسع وخمس مائة.
وتوفي في الثالث من رمضان، سنة تسع وخمس مائة.(1/1776)
شيخ آخر: هو أبو الفتح، ناصر بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عياض بن خزيمة بن أيوب بن يزدان برست، العياضي، السرخسي.
ولد أبي نصر بن أبي منصور، والد شيخنا محمد، من أهل سرخس.
كان شيخًا فقيهًا، صوفيًا، عالمًا واعظًا، صدوقًا، ثقة عارفًا بالحديث، والأدب.
وسمع الحديث الكثير في صغره وكبره.
صحب مشايخ أهل العلم والتصوف، وله رحلة في أطراف خراسان للإفادة والاستفادة.(1/1777)
وصنف في آخر عمره تصانيف عدة وشحها بأشعاره المفيدة المتينة، وسمعوا منه قراءة وإملاء.
سمع ببلده سرخس أباه، وجده أبا منصور، وأبا الحسن الليث بن الحسن الليثي، وأبا الحارث محمد بن سهل الهوذي، وأبا نصر زهير بن الحسن الخدامي، وأبا سهل محمد بن عبدويه بن أبي سهل السرخسي، وبنيسابور الفضل بن عبد الله بن المحب، وأبا بكر أحمد بن الحسين البيهقي، وأبا صالح المؤذن، وبمرو أبا عبد الله محمد بن الحسن المهربندقشاهي، والإمام جدي أبا المظفر وجماعة سواهم.
كتب إلي الإجازة بجميع مسموعاته.
وكتب عنه الكثير الإمام والدي، وجماعة من علماء خراسان، وحدثوني عنه.
وكانت ولادته بسرخس في سنة تسع وثلاثين وأربع مائة.
وتوفي بها في سنة أربع عشرة وخمس مائة.(1/1778)
شيخ آخر: هو أبو الفتوح، ناصر بن الحسن بن مسعود، الغساني، السرخسي، الواعظ، من أهل سرخس.
كان واعظًا، كثير المحفوظ، جاري اللسان، جريء القلب، سريع النطق، غير أنه يقع في أعراض الناس، يتعصب تعصبًا فاحشًا في مجالسه وكلامه، ويسرف في ذلك، ينقله ويذكره، ويخالط الناس على حسب مرادهم، ولا يتورع عن شيء مما يعرض عليه.
سمع أباه أبا علي، والشريف أبا نصر أحمد بن محمد بن سعيد القرشي الأزجاهي.
كتبت عنه حديثًا واحدًا من معجم أبي القاسم الدمشقي.
لقيته بمرو، وهراة.
وكانت ولادته في شهر ربيع الأول، سنة تسعين وأربع مائة بسرخس.
وقتل بهراة، ليلة الاثنين الرابعة من رجب، سنة خمسين وخمس مائة، قتله بعض الأتراك الفلكية لما بلغه أنه أساء القول فيهم عند السلطان سنجر بن ملكشاه.
شيخ آخر: هو السيد، أبو المناقب، ناصر بن حمزة بن ناصر بن طباطبا، العلوي،(1/1779)
الحسني، من أهل أصبهان.
سمع أبا بكر محمد بن أحمد بن ماجه الأبهري.
سمعت بمه بأصبهان أحاديث يسرة من جزء لوين.
وكانت ولادته قبل سنة ثمانين , أربع مائة.
ووفاته بأصبهان في شهر بيع الآخر، سنة ثمان وأربعين وخمس مائة.
شيخ آخر: هو أبو الفتح، ناصر بن سليمان بن ناصر بن عمران بن محمد بن إسماعيل بن إسحاق بن يزيد بن زياد بن ميمون بن مهران، الأنصاري، من أهل نيسابور.
ولد الإمام أبي القاسم الأنصاري.
كان إمامًا فاضلًا، مناظرًا.
حاز قصب السبق في علم الكلام على أقرانه.
وصار في عصره واحد ميدانه، وصنف التصانيف في ذلك.
وكان يترسل إلى الملوك من جهة السلطان سنجر بن ملكشاه، وكان يتنقل من بلد إلى بلد، إلى أن توفي بمرو.(1/1780)
سمع ببلده نيسابور أبا الحسن علي بن أحمد بن محمد المديني المؤذن، وأبا العباس الفضل بن عبد الواحد بن عبد الصمد التاجر، وأبا بكر محمد بن مأمون المتولي الأبيوردي، وغيرهم.
لقيته بمرو، ونيسابور، وطوس، وهراة، وكتبت عنه جزءًا فيه مجالس من إملاء أبي الحسن المديني بهراة.
وكانت ولادته في سنة تسع وثمانين وأربع مائة بنيسابور.
ومات بقرية أندرابة إحدى قرى مرو بين صلاتي يوم الأحد في جمادى الأولى، سنة اثنتين وخمسين وخمس مائة، وحمل إلى البلد من الغد، ودفن بسنجذان.
شيخ آخر: هو أبو سعد، ناصر بن سهل بن أحمد بن محمد بن أبي حامد بن أبي جعفر بن أبي بكر بن أبي نصر، البغدادي، النوقاني، من أهل نوقان طوس.
كان شيخًا عالمًا، صائنًا، عفيفًا.
تفقه بمرو على الإمام أبي القاسم السرخسي، وتلمذ له، سمع بنوقان أبا سعيد محمد بن سعيد بن محمد الفرخزاذي، وعمه أبا نصر أحمد بن أحمد بن محمد بن أبي حامد البغدادي النوقاني، وبمرو السيد أبا القاسم علي بن موسى بن إسحاق(1/1781)
الموسوي، وبهراة أبا عطاء عبد الرحمن بن أبي عاصم الجوهري الأزدي، وجماعة سواهم.
لقيته بنوقان طوس في النوبة الثانية، وكتبت عنه.
ومن جملة ما سمعت منه: كتاب الكشف والبيان في التفسير، لأبي إسحاق أحمد بن محمد الثعالبي، بروايته عن أبي سعيد الفرخزاذي، عنه.
وقرأت عليه، وكتبت عنه عدة من الأجزاء المنثورة.
وكانت ولادته في المحرم سنة أربع وأربعين وأربع مائة بنوقان طوس.
وتوفي بها في أواخر شوال، سنة ثلاث وثلاثين وخمس مائة ودفن بمقبرة تروع المعروف بباب المثقب.
شيخ آخر: هو أبو شجاع، ناصر بن محمد بن أحمد بن محمد، البياع، النوقاني، خليفة القاضي، من أهل نوقان طوس.
فوض إليه نيابة القضاء بها.
وكان فقيهًا، عالمًا، فاضلًا، سديد السيرة، قصير اليد عن أموال المسلمين وأعراضهم.
تفقه ببلد نوقان، ونيسابور، ومرو، ولقي الإمام جدي أبا المظفر، وبهراة الرئيس أبا الفضل محمد بن إسماعيل الفضيلي الهروي، وغيرهم.(1/1782)
كتبت عنه الكثير بنوقان في الرحلة الثانية.
ومن جملة ما سمعت منه: كتاب الجواهر لأبي عبد الرحمن محمد بن المنذر بن سعيد الهروي المعروف بشكر، بروايته عن الحسن السمرقندي، عن أبي سهل الكلاباذي، عنه.
وكانت ولادته فيما أظن في حدود سنة سبعين وأربع مائة أو قبلها.
وتوفي بنوقان في ليلة الجمعة الثامن والعشرين من شوال، سنة أربع وثلاثين وخمس مائة، ودفن بمقبرة باب المثقب.
شيخ آخر: هو أبو علي، ناصر بن مهدي بن علي بن نصر بن عبدان بن المشطب، المشطبي، الهمذاني، من أهل همذان.
كان عنده كتاب السنن لأبي محمد الحسن بن علي الهمذاني، يرويه عن(1/1783)
أبي الحسن علي شعيب بن علي الهمذاني، عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن أبي حماد الأسدي الأبهري، عن أبي عبد الله أحمد بن محمد بن ساكن الزنجاني، عن المصنف.
وكان سمع منه بإفادة أبيه أبي الحسن.
وسمع أبا الحسن عبيد الله بن محمد بن منده الأصبهاني.
كتب إلي الإجازة بخطه بجميع رواياته.
وتوفي في شوال، سنة عشر وخمس مائة.
شيخ آخر: هو أبو بكر، ناصر بن أبي العباس بن علي، الصيدلاني، الهروي، من أهل هراة.
سمع أبا بكر محمد بن عبد العزيز بن محمد الفارسي.
كتب إلي الإجازة بجميع رواياته في سنة ثلاثين، ولم ألحقه في سنة أربعين.
فتكون وفاته في هذا العشر.(1/1784)
من اسمه نصر
منهم:
أبو الفتح، نصر بن أحمد بن إبراهيم بن أسد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إسماعيل بن عبد الله بن أسد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عتيبة بن يزيد بن صواب بن وهب بن عبيد بن ثعلبة بن يربوع بن ثعلبة بن دول بن حنيفة بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان، الحنفي الهروي، من أهل هراة.(1/1785)
وهو من أهل العلم والفضل، والصلاح، والسداد.
راغب في طلب العلم وكتابته، أفنى عمره في ذلك.
وعمر العمر الطويل، حتى حدث بالكثير، وتفرد بالرواية عن جماعة في عصره وعدة من الكتب.
سمع أباه أبا نصر أحمد بن إبراهيم، وجده أبا العباس إبراهيم بن أسد بن أحمد الحنفي، وجده لأمه أبا المظفر منصور بن إسماعيل الحنفي، وأبا عثمان(1/1786)
سعيد بن العباس القرشي، وأبا القاسم عبد الوهاب بن محمد بن عيسى الأديب، وأبا القاسم منصور بن إبراهيم بن سفيان اللبيدي، وأبا الفضل محمد بن الفضيل بن محمد الفضيلي، وأبا زيد محمد بن عبد الله بن محمد المروزي، وأبا عبد الله الحسين بن محمد بن علي بن محمد الباشاني، وأبا يعقوب إسحاق بن أبي إسحاق القراب الحافظ.
والقاضي أبا أحمد منصور بن محمد بن محمد بن عبيد الله الأزدي، وثابت بن محمد بن محمد السعدي، وغيرهم.
وأكثر هؤلاء الشيوخ تفرد أبو الفتح الحنفي بالرواية عنهم.
وسمع بعدهم عن جماعة من الشيوخ، حتى سمع من أقرانه.
وكتب إلي الإجازة بجميع مسموعاته ورواياته، وخطه عندي في ورقة مقرمطة، وحدثني عنه جماعة كثيرة بمرو، وهراة، وفوشنج.
وكانت ولادته ليلة النصف من شعبان، سنة تسع عشرة وأربع مائة بهراة.
ووفاته بها، يوم الاثنين، السابع من شعبان، سنة إحدى عشرة وخمس مائة، عاش اثنتين وتسعين سنة.
شيخ آخر: هو أبو الفضل نصر بن أحمد بن الحسن بن علي بن إسحاق بن العباس، الطوسي، المعروف بالعماد من أحفاد نظام الملك.(1/1787)
من بيت الوزارة والتقدم.
وكان كثير الصدقة والخيرات، والإحسان إلى أهل العلم.
صفرت يده في آخر عمره وعجز عن القيام والقعود.
سمع بنيسابور أبا إسحاق إبراهيم بن علي الشيرازي، وبهمذان أبا شجاع شيرويه بن شهرادار الديلمي الحافظ، وغيرهما.
لقيته بطوس، ومرو غير مرة.
ولما دخلت طوس في النوبة الخامسة، سألته: هل سمعت شيئًا من الحديث؟ فقال: بلى وأخرج نسخة علي بن حرب الطائي سماعه عن الإمام أبي إسحاق، عن أبي علي بن شاذان، عن أبي بكر العباداني، عنه.
وجزءًا فيه سماعه عن الكياشيرويه صاحب الفردوس، فقرأت عليه نسخه علي بن حرب.
وكانت ولادته ليلة الثلاثاء التاسع عشر من جمادى الأولى، سنة ست وأربع مائة بطوس.
ومات بها في الحادي عشر، من شهر رمضان، سنة أربع أربعين وخمس مائة.(1/1788)
شيخ آخر: هو أبو الضياء، نصر بن أسعد بن سعيد بن فضل الله بن أحمد بن محمد بن إبراهيم، الميهني الصوفي، من أهل ميهنة، أخو أبي الثناء المنور.
كان شيخًا صالحًا، صوفيًا، خفيفًا.
سمع أبا الفضل محمد بن أحمد بن أبي الحسن العارف الصوفي الميهني، وأبا الفتيان عمر بن عبد الكريم الرواسي.
ورد علينا مرو، وسمعت منه جزءًا من حديث الأصم بروايته عن العارف، عن الحيري، عنه.
ولقيته بميهنة في سنة تسع وعشرين.
وكانت ولادته في حدود سنة ستين وأربع مائة، فإنه سمع من الرواسي في صفر، سنة ست وستين.
وتوفي بميهنة في المحرم، من سنة إحدى وأربعين وخمس مائة.
شيخ آخر: هو القاضي، أبو الفتح، نصر بن سيار بن صاعد بن سيار بن(1/1789)
يحيى بن محمد بن إدريس بن يحيى بن خلوه بن حبيب بن رافع بن ليث بن نصر بن سيار بن رافع بن حري بن ربيعة بن عامر بن هلال بن عوف بن جندع بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كناة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، الكناني، الهروي.
هكذا كتب نسبه بخطه في الإجازة، من أهل هراة.
وكان فقيهًا، فاضلًا، متدينًا، مناظرًا.
وكان حسن السيرة، مطبوع الحركات، عجيب الفن.
سليم الجانب، تاركًا للتكلف في أكثر الأحوال.
من بيت القضاء والإمامة.
سمع جده أبا العلاء صاعد بن سيار القاضي، وأبا عامر محمود بن القاسم بن(1/1790)
محمد الأزدي، وأبا عطاء عبد الأعلى بن عبد الواحد المليحي، وأبا سهل نجيب بن ميمون الواسطي الهرويين.
كتبت عنه بهراة في النوبتين جميعًا.
ومن جملة ما سمعت منه: كتاب الترمذي، بروايته عن القاضي أبي عامر، عن الجراحي، عن المحبوبي، عنه.
وكتاب الزهد لسعيد بن مصور المكي، بروايته عن جده.
وكتاب الأحاديث التي رواها أبو حنيفة رحمه الله جمع عبد الله بن محمد الأنصاري، لجده القاضي صاعد، بروايته عنه.
والأول من فوائد أبي علي منصور بن عبد الله الخالدي الذهلي، بروايته عن نجيب، عنه.
وجزأين من حديث القاضي أبي منصور محمد بن محمد بن عبد الله الأزدي، بروايته عن أبي عطاء المليحي، عنه.
وجزءًا من حديث أبي العباس العصمي بروايته عن نجيب بن ميمون، عنه.(1/1791)
وكانت ولادته ليلة الأربعاء، السادس عشر من شوال، سنة خمس وسبعين وأربع مائة بهراة.
وتوفي بها في شهور سنة اثنتين وسبعين وخمس مائة.
شيخ آخر: هو أبو الفتح، نصر بن القاسم بن الحسن، المقدسي، الفقيه، نزيل دمشق.
كان إمامًا، فقيهًا، عالمًا، صحيح السماع، حسن السيرة، كثير العبادة، جميل الأمر.
سمع أبا محمد الحسن بن علي بن عبد الواحد السلمي.
كتبت عنه جزءًا من حديث أبي محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي(1/1792)
نصر التميمي، بروايته عن أبي محمد السلمي، عنه.
وكانت ولادته ببيت المقدس، في حدود سنة ستين وأربع مائة، فإنه ذكر لي قال: كان لي في زلزلة الرملة سنتان.
ووفاته بدمشق ليلة الاثنين، ودفن يوم الاثنين التاسع أو الثامن عشر من شعبان، سنة تسع وثلاثين وخمس مائة.
شيخ آخر: هو أبو الفتح، نصر بن منصور بن محمد بن الحسن بن علي، الطالقاني، الصفار، المروزي، من أهل مرو، ووالده كان من أهل الطالقان.
وأبو الفتح كان شابًا، صالحًا، عفيفًا.
تفقه على أبي محمد الثابتي، وعلق التعليقة عليه، ثم اشتغل بالزهد وكتابة إحياء العلوم للغزالي.
وكان يكسب في سوق الصفر، ويتعيش بذلك، ويزجي وقته به.
سمع القاضي أبا نصر محمد بن محمد بن محمد بن الفضل الماهاني، وأبا حنيفة(1/1793)
النعمان بن إسماعيل بن أبي حرب البملاني، وأبا عبد الله محمد بن عبد الواحد الدقاق، والإمام والدي رحمه الله، وغيرهم.
قرأت عليه حديثًا واحدًا، أو حديثين، وسمع معي الكثير.
وكانت ولادته في سنة سبع وتسعين وأربع مائة.
وتوفي سنة اثنتين وثلاثين وخمس مائة، ودفن بمقبرة سنجذان.
شيخ آخر: هو أبو حنيفة النعمان بن إسماعيل بن أبي حرب، البملاني، المروزي، من أهل مرو، وبملان إحدى قراها.
فقيه صالح.
تفقه على القاضي أبي منصور محمد بن عبد الجبار السمعاني، وتلمذ له، وسمع منه الحديث، ومن أبي مسعود أحمد بن محمد بن عبد الله البجلي الرازي، وغيرهما.(1/1794)
كتب إلي الإجازة بجميع مسموعاته، ووجدت سماعه في مجالس من أمالي القاضي أبي منصور محمد بن عبد الجبار السمعاني، وفي الأحاديث المائة التي جمعها أبو مسعود البجلي.
سمع منه والدي وعماي، وحدثني عنه جماعة من الكهول.
وكانت ولادته في حدود سنة ثلاثين وأربع مائة.
وتوفي في سنة عشر وخمس مائة.
شيخ آخر: هو أبو سعيد، النعمان بن الحسن بن علي بن منصور النجار، الخطيب، من أهل أصبهان.
سمع أبا مطيع محمد بن عبد الواحد المصري.
سمعت منه مجلسًا من إملاء أبي مطيع.
شيخ آخر: هو أبو سهل، النعمان بن محمد بن النعمان بن أبي العباس بن(1/1795)
أحمد بن منصور، الطحان، الأكار، الباجخوستي، الصدقي، من أهل قرية باجخوست، سكن في البلد بسكة صدقة.
وكان شيخًا صالحًا، عفيفًا، مستورًا، خدم الصالحين، وصحب المشايخ، وكان يعمل بيده الحراثة.
سمع الأديب أبا محمد كامكار بن عبد الرزاق المحتاجي، وكان في مكتبه.
سمعت منه جزءًا من أمالي أبي بكر أحمد بن محمد بن إبراهيم الصدقي، بروايته عن الأديب، عنه.
وكانت ولادته تقديرًا منه في سنة ثلاث وسبعين وأربع مائة بباجخوست.
وتوفي بمرو، في شهر رمضان، سنة ثمان، وأربعين وخمس مائة، وكان عوقب في فتنة الغز، وبقي مريضًا إلى أن توفي.
من اسمه نوح
منهم:
أبو محمد، نوح بن محمد بن عبد الله، الطحان، الخلال، من أهل مرو.
كن شيخًا صالحًا، عفيفًا، حسن السيرة، كثير الرغبة إلى الخير وأهله، سخي النفس.
بذل مالًا كثيرًا على الفقراء والصالحين.(1/1796)
وكان له ورع دقيق، وبر ومعروف.
وكان يحضر معنا مجلس الشيخ الإمام أبي يعقوب يوسف بن أيوب الهمذاني، وسمع منه، وسمعت منه شيئًا يسيرًا.
وتوفي ضحوة يوم الأحد الثامن عشر من صفر، سنة سبع وأربعين وخمس مائة، ودفن عصر هذا اليوم بالمشهد بباب شارستان، وصلينا عليه في الجامع قبالة الطاق.
من اسمه نوشتكين
منهم:
أبو منصور، نوشتكين بن عبد الله، الشهرياري، الأصبهاني، الرومي.
عتيق أبي الوفاء علي بن زيد بن علي بن شهريار البيع، من أهل أصبهان.
كان شيخًا صالحًا، مشتغلًا بما يعنيه من التجارة والمعيشة.
وله ابن من أهل القرءان اسمه محمد، سمع معنا الكثير بنيسابور.
ووالده سمع أبا عمرو عبد الوهاب بن منده.
كتبت عنه أحاديث إبراهيم بن أدهم من جمع أبي عبد الله بن منده، بروايته عن أبي عمرو عنه.
وتوفي في شعبان، سنة تسع وثلاثين وخمس مائة بأصبهان، ودفن بمقبرة باب دربه.(1/1797)
المفاريد في حرف النون
منهم:
أبو الزهر، نابت بن سليم بن حنيش، الأنصاري، المؤذن، من أهل الأنبار.
كان مؤذنًا في جامعها.
وكان شيخًا صالحًا، خيرًا، مسنًا، معمرًا.
سمع معي عن بعض شيوخ الأنبار.
وصحب أبا الوفاء أحمد بن علي الفيروزاباذي، وسمع منه.
علقت عنه بالأنبار أبياتًا من الشعر في سنة ثلاث وثلاثين وخمس مائة.
سمعت أبا الزهر المؤذن بجامع الأنبار يقول من حفظه، يقول: سمعت أبا الوفاء أحمد بن علي الشيرازي الصوفي ينشد:
هنيئًا لمن باع الضلالة بالهدى ... وخلى طريق الغي عنه وتابا
شيخ آخر: هو أبو محمد، نادر بن عبد الله، اليزدي التاجر، عتيق أحمد(1/1798)
بن الحسن بن جعفر اليزدي، من أهل أصبهان.
أفاده أبو بكر محمد بن أبي نصر اللفتواني الحافظ، عن أبي مطيع محمد بن عبد الواحد المصري الصحاف، وسمع منه.
كتبت عنه المجلس الذي أملاه أبو مطيع.
شيخ آخر: هو أبو الفتح، نكر بن أحمد بن عمر بن الحسن، البغوي، البزاز، من أهل بغشور.
اسمه محمد، غير أنه عرف بنكر واشتهر به، وصار اسمًا له.
وكان فقيهًا فاضلًا، وكان يتكلم في المسائل الخلافية.
تفقه بمرو، وما وراء النهر، وأقام عندنا مدة، سمع ببخارى أبا علي طاهر بن أحمد بن إسماعيل الإسماعيلي، وغيره.
كتبت عنه أحاديث يسيرة.
وكان فوض إليه القضاء بناحيته بغشور، ولم تحمد سيرته في قضائه فعزل، عنه.
وتوفي بالطالقان في سنة تسع وأربعين وخمس مائة، وقد سبق ذكره.(1/1799)
شيخ آخر: هو أبو نصر، نورج بن محمد بن سلار بن سميدع، الديلمي، من أهل أصبهان.
سمع أبا العباس، أحمد بن عبد الغفار بن أشته الأصبهاني.
كتبت عنه شيئًا يسيرًا في سنة إحدى وثلاثين، وكتب لأولادي الإجازة بخط محمد بن المفضل بن كاهويه في صفر، سنة خمس وأربعين وخمس مائة.
فتكون وفاته بعد هذا الشهر.
شيخ آخر: هو أبو حرب، نوشروان بن سيرزاذ بن أبي الفوارس، المتصرف الديلمي، من أهل أصبهان.
سمع أبا بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذه الضبي، وأبا القاسم علي بن أحمد بن مهران المديني.
كتب إلي الإجازة بجميع مسموعاته من أصبهان.
ومن جملتها: كتاب الجامع الصحيح للبخاري، يرويه عن أبي القاسم بن مهران، عن أبي علي إسماعيل بن محمد بن أحمد بن حاجب الكشاني، عن أبي(1/1800)
عبد الله محمد بن يوسف الفربري، عنه.
ومن أول المعجم الصغير إلى ترجمة من اسمه محمد.
حرف الواو
من اسمه واضح
منهم:
أبو نصر، واضح بن عبد الله بن علي محمد بن عبد الله، الرناني، من أهل رنان، وهي إحدى قرى أصبهان.
شيخ مسن، معمر، صالح.
لم يسمع على قدر سنه.
سمع أبا عبد الله محمد بن عبد الواحد الدقاق.
كتبت عنه بقريته شيئًا يسيرًا.
الرواية: أبنا أبو نصر واضح بن عبد الله الرناني بقراءتي عليه برنان، أبنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد الحافظ، قدم علينا رنان، سمعت أبا القاسم الفضل بن(1/1801)
محمد بن شير مردان الأصبهاني، سمعت أبا بكر محمد بن محمد بن سليمان، يقول: سمعت أبا العباس بن سعيد، يعني: أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة، الحافظ، يقول: سمعت أبا خليفة الفضل بن الحباب، يقول: كان السبب أن لم يسمع القعنبي من شعبة غير هذا الحديث، أنه وافى البصرة نحو شعبة ليسمع ويكثر، فصادف المجلس قد انقضى، وقد انصرف إلى منزله، فحمله الشره إلى أن سأل عن منزل شعبة، فأرشد إليه، فوجد الباب مفتوحًا، فدخل من غير استئذان، فصادف شعبة جَالِسًا على البالوعة يبول.
فقال: السلام عليكم، رجل غريب، قدمت من بلد بعيد لتحدثني بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فاستعظم شعبة، فقال: يا هذا، دخلت منزلي بغير إذني، وتكلمني على مثل هذه الحال، تأخر عني حتى أصلح من شأني.
فقال: إني أخشى الفوت، فقال: تخشى الفوت بمقدار ما أصلح من شأني؟ ! فأكثر عليه الإلحاح.
قال: وشعبة يخاطبه، وذكره في يده يستبرئ، فلما أكثر.(1/1802)
قال: أكتب.
حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِذَا لَمْ تَسْتَحِ، فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ» ثُمَّ قَالَ: وَاللَّهِ لا أُحَدِّثُكَ بِغَيْرِ هَذَا الْحَدِيثِ، وَلا حَدَّثْتُ قَوْمًا تَكُونُ فِيهِمْ.
شيخ آخر: هو أبو طاهر، واضح بن محمد بن عبد الواحد، المديني، من أهل أصبهان.(1/1803)
سمع أبا العباس أحمد بن عبد الغفار بن أشته الأصبهاني.
كتبت عنه شيئًا يسيرًا.
من اسمه وهب الله
منهم:
الحاكم أبو الفضل، وهب الله بن عبيد الله بن عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن حسكان بن الحسين بن عبد الله بن الحكم بن الوليد بن عقبة بن عامر بن عبد المجيد بن عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف، العبشمي، القرشي، الكريزي، المعروف بالحذاء، من أهل نيسابور.
والده كان من حفاظ الحديث المشهورين بالكثرة.
وأبو الفضل كان من أولاد المحدثين.(1/1804)
سمعه والده الكثير عن جماعة من الشيوخ، وعمر حتى حدث بالكثير.
سمع أباه أبا القاسم، وأبا حامد أحمد بن محمد بن الحسن بن أحمد بن مكرم الصيدلاني، وأبا يعلى إسحاق بن عبد الرحمن الصابوني، وأبا صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن.
وكانت ولادته سنة خمسين وأربع مائة بنيسابور.
وتوفي بها يوم الجمعة السابع من شوال، سنة أربع وعشرين وخمس مائة.
المفاريد في حرف الواو
منهم:
أبو بكر، واقد بن أحمد بن محمد بن علي، الجوزداني، القصري، من أهل أصبهان.
شيخ عامي، من أهل باب كوشك إحدى محال أصبهان.
سمع أبا إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم القفال الطيان.
سمعت منه قدر ورقة من تفسير وكيع بن الجراح، بروايته عن الطيان، عن ابن خرشيذ قوله، عن الدربي، عن الحساني، عن وكيع.(1/1805)
شيخ آخر: هو أبو الفضل، واقد بن أبي شكر، الصباغ، ابن أخت المطهر الصباغ، من أهل أصبهان.
سمع الرئيس أبا عبد الله القاسم بن الفضل الثقفي، وأبا حفص عمر ابن السمسار، وغيرهما.
أجاز لي جميع مسموعاته، بخط معمر ابن الفاخر، في سنة خمس وأربعين وخمس مائة.
شيخ آخر: هو أبو الفضل، وكيع بن أبي شكر، الصباغ، بن أخت المطهر الصباغ، من أهل أصبهان.
سمع الرئيس أبا عبد الله القاسم بن الفضل الثقفي، وغيره.
لم يتفق لي أن سمعت منه.
وأجاز لي جميع مسموعاته بخطه معمر ابن الفاخر، في سنة خمس وأربعين وخمس مائة.
شيخ آخر: هو أبو محمد، ولحجي بن عبد الله، المخاطري، الساوي، من أهل ساوة، مولى ابن مخاطرة.
كان من الصالحين.
سمع أبا عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن الحسن الكامخي.
سمعت منه شيئًا يسيرًا بساوة.(1/1806)
حرف الهاء
شيخ آخر: هو أبو المحاسن، هبة الله بن أحمد بن محمد بن السماك، البروجردي، من أهل بروجرد.
شيخ صالح، من أهل العلم.
سمع الإمام أبا نصر عبد السيد بن محمد بن عبد الواحد ابن الصباغ البغدادي صاحب الشامل.
سمعت منه نسخة الحسن بن عرفة، بروايته عن أبي نصر ابن الصباغ، عن(1/1807)
أبي الحسين بن الفضل، عن إسماعيل الصفار، عنه.
وكانت ولادته قبل سنة سبعين وأربع مائة، ببروجرد.
وتوفي بها.
شيخ آخر: هو أبو. . . هبة الله بن الحسن بن محمد، المقرئ، القزويني.
سكن الري.
كتب إلي الإجازة برواياته بتحصيل أبي الحسن الشهرستاني.
وكانت ولادته في العاشر من شهر ربيع الآخر، سنة ثلاث وستين أربع مائة.
ووفاته بعد شوال، سنة تسع وعشرين وخمس مائة.
شيخ آخر: هو أبو محمد، هبة الله بن سلمان بن عبد الله بن(1/1808)
الفتى، النهرواني، المعروف بالبهجة ابن الأديب سلمان، وأخو الإمام الحسن من أهل أصبهان.
كان شيخًا ظريفًا، خفيفًا.
سمع أبا بكر محمد بن أحمد بن الحسن بن ماجه الأبهري.
سمعت منه بأصبهان.
وتوفي بها في صفر، سنة اثنتين وخمسين وخمس مائة.
شيخ آخر: هو أبو محمد، هبة الله بن سهل بن عمر بن أبي عمر محمد بن الحسين(1/1809)
بن محمد بن القاسم بن مالك بن أبي الهيثم، البسطامي، المعروف بالسيدي، من أهل نيسابور.
ختن إمام الحرمين أبي المعالي الجويني على ابنته.
كان من بيت العلم والتقدم.
وهو في نفسه فقيه عالم، خير، كثير العبادة والتهجد، ولكن كان عسر الخلق، بسر الوجه لا يشتهي الرواية، ولا يحب أصحاب الحديث، وكنا نقرأ عليه بجهد جهيد وبالشفاعات.
سمع أبا حفص عمر بن أحمد بن عمر بن مسرور الماوردي، الزاهد، وأبا الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي، وأبا عثمان سعيد بن محمد بن أحمد البحيري، وأبا سعد محمد بن عبد الرحمن الكنجروذي، وأبا بكر أحمد بن الحسين البيهقي، الإمام، وأبا القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري، وأبا يعلى إسحاق بن عبد الرحمن الصابوني، وأبا سعيد محمد بن علي بن محمد الخشاب، وأبا محمد عبد الرحمن بن محمد بن الحسن الفارسي، وأبا الحسن علي بن محمد بن علي الأديب الزوزني البحاثي، وجده أبا المعالي عمر بن محمد بن الحسين البسطامي، والسيد أبا الحسن محمد بن محمد بن زيد الحسيني الحافظ، وغيرهم.
كتبت عنه الكثير، وظني أن أحدًا لم يسمع منه أكثر مما سمعت.(1/1810)
فمن جملة ما سمعت منه: كتاب الموطأ لمالك بن أنس، إلا كتاب المساقاة والقراض، بروايته عن أبي عثمان البحيري، عن أبي علي زاهر بن أحمد الفقيه عن أبي إسحاق الهاشمي، عن أبي مصعب الزهري.
وكتاب التوكل لأبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة الإمام، بروايته عن أبي سعيد الخشاب، عن أبي طاهر محمد بن الفضل بن خزيمة، عن جده.
وكتاب شعار أصحاب الحديث للحاكم أبي أحمد الحافظ، بروايته عن أبي سعد الكنجروذي، عنه، وسبعة أجزاء ضخمة على الولاء من انتقاء أبي عمرو البحيري، على أبي عمرو بن حمدان البحيري، بروايته عن أبي عثمان البحيري، عنه.
وسمعت منه قريبًا من عشرة أجزاء من حديث الحاكم أبي أحمد محمد بن محمد الحافظ، مشتملة على حديث هشام بن عمار، وغيره، بروايته عن(1/1811)
الكنجروذي، عنه.
وسمعت منه خمسة أجزاء من حديث أبي يعلى إسحاق بن عبد الرحمن الصابوني، بروايته عنه، والجزء الرابع والخامس من حديث عبدان الجواليقي، بروايته عن عبد الغافر الفارسي، عن إسماعيل بن عبد الله بن ميكال، عنه.
وجزأين من مسند الحسن بن سفيان. . . . ضخمين من مسند عبد الله بن عباس رضي الله عنه بروايته عن أبي عثمان البحيري، عن أبي عمرو بن حمدان، عنه.
وجزءًا من حديث أبي عمرو إسماعيل بن نجيد السلمي، بروايته عن أبي حفص بن مسرور، عنه.
ومجلسًا من إملاء أبي سهل محمد بن سليمان الصعلوكي، بروايته عن أبي حفص بن مسرور، عنه.
والنصف الأخير من كتاب مناقب الشافعي، بروايته عن مصنفه الإمام أبي بكر البيهقي.(1/1812)
وكتاب فوائد الحاج في أربعة أجزاء، لأبي عمرو بن حمدان، بروايته عن الكنجروذي، عنه.
وجزءًا من مسند الأنصار الذين شهدوا بدرًا والعقبة لأبي العباس الحسن بن سفيان، بروايته عن أبي عثمان البحيري، عن أبي عمرو بن حمدان، عنه.
وكانت ولادته في الثاني عشر من شهر ربيع الأول، سنة ثلاث وأربعين وأربع مائة بنيسابور، هكذا ذكر لي لما سألته.
وتوفي بها في وقت الصبح، يوم الثلاثاء الخامس والعشرين من صفر، سنة ثلاث وثلاثين وخمس مائة، ودفن بالحيرة.
شيخ آخر: هو القاسم، هبة الله بن عبيد الله بن محمد بن سهيل، الدهقان، النميري، الكوفي، من أهل الكوفة سكن بني نمير محلة بها.
سمع أبا القاسم الحسين بن محمد بن سليمان الدهقان، وأبا البقاء المعمر بن محمد بن علي الحبال الكوفيين.(1/1813)
كتبت عنه في الرحلة الثالثة إليها، وسألته عن ولادته، فقال: ولدت سنة تسع وسبعين وأربع مائة بالكوفة.
وتوفي بعد صفر، سنة أربع وثلاثين وخمس مائة، فإني كنت عنه في هذا الشهر.
شيخ آخر: هو القاضي أبو رشيد، هبة الله بن عبد المؤمن بن هبة الله بن أحمد، الأصبهاني من أهل أصبهان.
شيخ من أهل العلم، ومن أولاد المحدثين.
سمع القاضي أبا منصور بن شكرويه الباهلي، وأبا عمرو عبد الوهاب بن منده، وأبا عبد الله القاسم بن الفضل الثقفي، وأبا الفوارس طراد بن محمد الزينبي النقيب، وأبا الحسين أحمد بن عبد الرحمن الذكواني الأصبهانيين، وغيرهم.
سمعت منه جزءًا من حديث أبي نصر محمد بن حمدويه بن سهل المطوعي، بروايته عن ابن شكرويه، عن ابن خرشيذ قوله، عنه.
وكانت ولادته. . . . وأربع مائة بأصبهان.
وتوفي بها في المحرم من سنة ست وثلاثين وخمس مائة.(1/1814)
شيخ آخر: هو أبو المعالي، هبة الله بن علي بن إبراهيم بن محمد بن الحسين، الشيرازي، المعدل، من أهل شيراز، سكن برد سير كرمان.
كان إمامًا فاضلًا، عالمًا، سديد السيرة، جميل الأمر، حسن العشرة، لطيف الطبع، عارفًا باللغة والأدب.
وكان ينشئ الخطب والرسائل.
سمع بشيراز عبد الوارث بن أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي، وأبا عبد الله أحمد بن أحمد بن سليمان الواسطي، وأبا عبد الله أحمد بن محمد الحريصي، وأبا الحسن علي بن الحسين بن أحمد المعبر، وبأصبهان أبا الفضل المطهر بن عبد الواحد البزاني، وأبا العباس أحمد بن الحسن بن محمد بن الحسن القارئ، وأبا الحسن محمد بن محمد بن زيد الحسيني الحافظ، وأبا العلاء سليمان بن عبد الرحيم الحسناباذي، وأبا طاهر أحمد بن محمد بن عمر النقاش، وغيرهم.
كتب إلي الإجازة بجميع مسموعاته من كرمان، وحدثني عنه جماعة كثيرة، وحصل لي الإجازة عنه أبو المكارم محمد بن عمر الأشهبي الحافظ في سنة عشرين وخمس مائة.(1/1815)
وكانت وفاته بعد شعبان في هذه السنة؛ لأنه كتب إلي الإجازة في هذا الشهر، ثم كتب إلي الإجازة بعد ذلك بتحصيل عبد الرحيم بن عبد الله الحلواني في شهر ربيع الأول، سنة ثلاثين وخمس مائة من بردسير كرمان، ولعلة توفي في هذه السنة، أو سنة إحدى وثلاثين؛ لأن خطه كان مشوشًا وأثر الضعف والعجز في الكتابة بين.
شيخ آخر: هو أبو القاسم هبة الله بن علي بن أحمد بن أبي العز، الكفوفي العلوي المعروف بابن النائج، من أهل الكوفة.
كان يسكن مشهد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ويسأل الناس، ويلح في ذلك.
سمع أبا البقاء المعمر بن محمد بن علي الحبال الخزاز.
كتبت عنه حديثين بمشهد الغري في سنة ثلاث وثلاثين.
وتوفي في حدود أربعين وخمس مائة.
شيخ آخر: هو أبو بكر، هبة الله بن الفرج بن الفرج، الهمذاني،(1/1816)
الطفراباذي المعروف بابن أخت العالم الطويل، من أهل همذان.
كان شيخًا صالحًا، خيرًا، سديد السيرة، مكثرًا من الحديث.
عمر العمر الطويل، حتى حدث بالكثير، وانتشرت رواياته وفوائده.
وكان يسكن بمحله طفراباذ في جوار أبي العلاء الحسن بن أحمد العطار الحافظ.
وكان يقول الحافظ: هو أحب إلي من كل شيخ بهمذان.
سمع أبا الفرج علي بن محمد بن عبد الحميد البجلي، وأبا القاسم يوسف بن محمد بن يوسف الخطيب، وأبا الحسن علي بن محمد بن علي بن دلير القاضي، وأبا الفضل محمد بن عثمان بن مزدين القومساني، وأبا الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الجبلي، وأبا الحسن علي بن الحسين الرصاصي، وأبا جعفر محمد بن(1/1817)
الحسين بن أحمد بن إبراهيم بن بردانيار السعدي الصوفي، وأبا طاهر أحمد بن عبد الرحمن بن علي بن عبد الله الزاهد الصائغ، وأبا نصر محمد بن حمد بن محمد بن حامد بن خرشيذ قوله القاضي، وأبا الحسين محمد بن الحسين بن وهب البيع، وأبا العلاء محمد بن طاهر بن مما الزاهد، وأبا حامد أحمد بن الحسين بن أحمد بن جعفر التويي، الهمذانيين.
ومن الغرباء: أبا القاسم سفيان، وأبا بكر محمد ابني أبي عبد الله الحسين بن محمد بن فنجويه الثقفي الدينوري، وأبا منصور بكر بن محمد بن علي بن حيد التاجر، سمع منه سنة اثنتين وستين وأربع مائة.
وأبا القاسم علي بن عبد الرحمن بن الحسن بن عليك، وأبا عبد الله محمد بن أحمد بن العباس الزبيري الطبري، وأبا رجاء قتيبة بن سعيد بن محمد الأصبهاني، وأبا الفتوح عبد الغافر بن الحسين الكاشغري الألمعي الحافظ، وأبا حاتم عبد الباقي بن محمد بن عبد لعله الأبهري، وأبا الحسن علي بن مهرويه بن موسى بن محمد الزنجاني، وأبا الحسن علي بن محمد بن حمدان الميداني الحافظ النيسابوري، وأبا محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي البغدادي، وغيرهم.(1/1818)
كتبت عنه بهمذان في النوبتين جميعًا، في البداءة، سنة اثنتين وثلاثين، وفي الرجعة، سنة سبع وثلاثين.
ومن جملة ما سمعت منه: كتاب السنن لأبي داود السجستاني، بروايته عن أبي الفرج البجلي، عن أبي بكر بن لآل، عن ابن داسة، عنه.
وكتاب مكارم الأخلاق لأبي بكر أحمد بن علي بن لآل الإمام، بروايته عن أبي الفرج البجلي، عنه.
وجزء من الحديث أبي العباس السراج، بروايته عن أبي منصور بن حيد، عن أبي الحسين الخفاف، عنه.
وأجزاء انتخبتها عليه.
وكانت ولادته في سنة اثنتين وخمسين وأربع مائة، هكذا ذكر لي لما سألته، وذكر أبو العلاء العطار أنه سأله، فقال: ولادتي سنة ثلاث وخمسين وأربع مائة.
وتوفي بهمذان يوم الثلاثاء بعد العصر، ودفن يوم الأربعاء التاسع عشر من شعبان سنة اثنتين وأربعين وخمس مائة.
شيخ آخر: هو أبو سعد، هبة الله بن القاسم بن عطاء بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن المهراني، من أهل نيسابور.(1/1819)
كان شيخًا نبيلًا، أصيلًا، نظيفًا، من بيت العلم والورع، والزهد، والحديث، حافظًا لكتاب الله تعالى، حسن التلاوة، كثير الذكر، قانعًا بالكفاف.
انزوى في آخر عمره، وترك مخالطة الناس، واشتغل بنفسه، وأقبل على العبادة.
وكان له قرابة ببغداد، خرج مع جدي أبي المظفر من بغداد إلى صريفين وسمع بقراءته كتاب علي بن الجعد، عن الصريفيني، عن ابن حبابة، عن البغوي، عنه.
سمع بنيسابور أبا عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن، والحاكم أبا منصور محمد بن محمد بن أحمد النوقاني، وأبا محمد هبة الله بن محمد بن الحسين البسطامي، وأبا عامر الحسن بن محمد بن علي النسوي، وأبا الحسين عبد الغافر بن محمد بن عبد الغافر الفارسي، وأبا سعد محمد بن عبد الرحمن الكنجروذي، وأبا بكر أحمد بن الحسين البيهقي، وأبا حفص عمر بن أحمد بن مسرور الزاهد الماوردي، وأبا نعيم بشرويه بن محمد المعقلي، والأستاذ أبا عبد الله محمد بن علي بن الحسن الخبازي، وغيرهم.
كتب إلي الإجازة بجميع مسموعاته في جمادى الأولى، سنة تسع وخمس مائة، وحصل لي عنه الإجازة أبو بكر بن بشار الجوهري.
وكانت ولادته في سنة إحدى وثلاثين وأربع مائة بنيسابور.
وتوفي بها يوم الخميس العشرين من جمادى الأولى، سنة أربع وعشرين وخمس مائة، ودفن بمقبرة الحسين.(1/1820)
شيخ آخر: هو أبو طالب، هبة الله بن أبي بكر محمد بن جالان، النهاوندي، الصوفي، من أهل نهاوند.
كان شيخًا صالحًا، زاهدًا، عفيفًا، من قدماء الصوفية.
سمع شيخه أبا القاسم نصر بن علي الدبوسي الصوفي، دخلت عليه داره بنهاوند عائدًا، وكان مريضًا.
وسمعت منه أحاديث يسيرة، وذلك في الرابع من صفر، سنة اثنتين وثلاثين وخمس مائة.
ومات من الغد، يوم السبت الخامس من صفر، وصلينا عليه رحمه الله.
شيخ آخر: هو أبو أحمد، هبة الله بن محمد بن الفرج بن داود، البقال، من أهل أصبهان.
سمع أبا مطيع محمد بن عبد الواحد المصري.
سمعت منه المجلس الذي أملاه أبو المطيع.(1/1821)
شيخ آخر: هو أبو جعفر، هبة الله بن يحيى بن الحسن ابن البوقي، الواسطي، من أهل واسط.
فقيه، فاضل، حسن السيرة.
أظن أنه تفقه على القاضي أبي علي بن برهون الفارقي، وكتب الحديث.
سمع أبا الكرم خميس بن أحمد بن علي الحوزي الحافظ، وجماعة بعده.(1/1822)
لقيته بواسط، وكتبت عنه شيئًا يسيرًا في شوال، سنة ثلاث وثلاثين وخمس مائة.
أنشدنا أبو جعفر هبة الله بن يحيى ابن البوقي، إملاء من حفظه بواسط وأنا سألته، قال: وجدت بخط شيخنا خميس بن أحمد بن علي الحوزي من شعره في إعارة الأجزاء:
كتبي لأهل العلم مبذولة ... أيديهم مثل يدي فيها
متى أرادوها بلا منة ... عارية فليستعيروها
حاشاي أن أكتمها عنهم ... بخلا كما غيري يخفيها
أعارنا أشياخنا كتبهم ... وسنة الأشياخ نحييها(1/1823)
من اسمه هلال
هو أبو البدر، هلال بن الحسن بن علي بن عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن شاذان بن محمد بن محمد بن علويه، الكرابيسي.
ولم يكتب هو بخطه في نسبه أحمد بن شاذان، وكتبت من موضع آخر، من أهل سرخس.
من بيت العلم وأهله.
كان شيخًا بهي المنظر، مليح الشيبة، حسن السيرة، مكثرًا من الحديث، صاحب أصول.
سمع جده أبا الحسن علي بن عبد الله السعيدي، والسيد أبا الحسن محمد بن محمد بن زيد الحسيني الحافظ، وأبا منصور محمد بن عبد الملك بن الحسن المظفري، وأبا ذر عبد الرحمن بن أحمد بن محمد الأديب، والإمام أبا حامد أحمد بن محمد بن محمد الشحامي، وأبا المظفر عبد الواحد بن محمد بن موسى.
النعيمي، الشيرزي، وغيرهم.
كتبت عنه بسرخس في الرحلة الأولى، سنة ثمان وعشرين، ثم لما انصرفت(1/1824)
من الرحلة والإعراق، سنة ثمان وثلاثين صادفته مريضًا، فتحامل وزارني، وتوفي بعد ذلك.
ومن جملة ما سمعت منه: كتاب تحفة العالم وفرحة المتعلم للسيد أبي الحسن الحسيني، بروايته، عنه.
وكتاب الأربعين له، يرويه عنه.
ومجالس من أماليه أيضًا.
وكتاب الأمالي لأبي عبد الله أحمد بن علي بن سعدويه النسائي، بروايته عن أبي حامد، وجماعة عنه.
وكتاب المسلسلات لأبي الحسن علي بن إسحاق الشوكاني المالك، بروايته عنه.
وكانت ولادته في سنة تسع وخمسين وأربع مائة بسرخس.
وتوفي بها في سنة ثمان وثلاثين وخمس مائة، أظن في رجب.
من اسمه الهيثم
هو أبو عبد الله، الهيثم بن محمد بن الهيثم بن عبد الله بن محمد بن الهيثم بن عبد الرحمن بن الهيثم، السلمي، من أهل أصبهان.
شيخ من أهل العلم والأدب.
سمع أبا بكر محمد بن عبد الله بن ريذه الضبي أجزاء من المعجم الكبير لأبي(1/1825)
القاسم الطبراني، وأباه أبا سعد محمد بن أبي عبد الله، وأبا الوفاء محمد بن بديع بن عبد الله الحاجب.
كتب إلي الإجازة بجميع مسموعاته من أصبهان، في ذي القعدة، سنة عشر وخمس مائة، وعاش إلى ما بعد سنة ست عشرة، وسمعت من ابنه أبي سعد.
وكانت ولادته في المحرم، سنة ست وثلاثين وأربع مائة بأصبهان.
وتوفي يوم الأحد، لخمس بقين من شهر ربيع الأول، سنة ثمان وعشرة وخمس مائة.
شيخ آخر: هو أبو محمد، هاشم بن محمود بن أبي بكر بن أبي القاسم بن أبي بكر، الكردي، الفراوي، من أهل فراوة.
وكان شيخًا فاضلًا، سليم الجانب.
له خط حسن، وحظ من الحساب، وآلات الكتابة.
له جماعة، سافر الكثير إلى بلاد مازندران، والعراق، وأقام بالبصرة مدة، وتولى بها الأعمال الجليلة، ورجع إلى خراسان.
ورد مرو في غيبتي إلى ما وراء النهر مع العامل لخوارزم شاه، وانصرف العامل، وبقي هو بمرو حتى اختل حاله، ولم يبق له شيء.
كتبت عنه بيتين من الشعر.(1/1826)
وكانت ولادته بفراوة، في ذي القعدة، سنة ثمان وتسعين وأربع مائة.
وتوفي بمرو، يوم السبت الثامن من ذي القعدة، سنة أربع، وخمسين وخمس مائة، ودفن من الغد بمقبرة سنجذان.
سمعت أبا محمد هاشم بن محمود الفراوي بمرو في دارنا، ينشد لبعضهم:
إذا جادت الدنيا عليك فجد بها ... على الناس طرا إنها تتقلب
فلا الجود يفنيها إذا هي أقبلت ... ولا البخل يبقيها إذا هي تذهب
مفاريد حرف الهاء
منهم:
أبو الأسعد، هبة الرحمن بن عبد الواحد بن عبد الكريم بن هوازن بن محمد بن عبد الملك بن طلحة، القشيري، الخطيب، من أهل نيسابور.
مقدم القشيرية بها، يرجع إلى فضل وتمييز، ومعرفة بعلوم القوم.
طريف، حسن الأخلاق، متودد، سليم الجانب، سخي النفس، عمر العمر الطويل حتى حدث بالكثير، وانتشرت رواياته، وأحضر مجلس جده، وقرئ عليه أجزاء من حديث الخفاف وسمعها، وحضر مجالس من أماليه.(1/1827)
وحدث به طرش سنين في أواخر عمره، فبعضها كان يحدث من لفظه، وبعضها كان القارئ يقرأ عليه بصوت رفيع جهوري.
سمع جده أبا القاسم، وجدته فاطمة بنت أبي علي الدقاق، ووالده أبا سعيد عبد الواحد، وأبا منصور عبد الرحمن، وأبا صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن الحافظ، وأبا بكر محمد بن إبراهيم بن يحيى المزكي، وأبا عمرو عبد الوهاب بن عبد الرحمن السلمي، وأبا سعيد محمد بن عبد العزيز الصفار، والسيد أبا الحسن محمد بن محمد بن زيد الحسيني، وأبا سعد شبيب بن أحمد البستيغي، وأبا الفضل محمد بن أحمد بن أبي جعفر الطبسي الحافظ، وأبا سهل محمد بن أحمد بن عبيد الله الحفصي، وأبا عمرو عثمان بن محمد بن عبيد الله المحمي، وأبا محمد عبد الحميد عبد الرحمن البحيري، وأبا الحسين علي بن يوسف بن عبد الله الجويني، وأبا القاسم بن مسعدة الإسماعيلي الجرجاني، وجماعة سواهم من هذه الطبقة.
سمعت منه الكثير في النوب الثلاثة، سنة ثلاثين، وسنة أربع وثلاثين، وسنة سبع وثلاثين.
فمن جملة ما سمعت: كتاب عيون الأجوبة في فنون الأسولة من جمع الأستاذ أبي القاسم القشيري، بروايته عنه، سمعته من لفظه.(1/1828)
وكتاب بستان العارفين لأبي الفضل الطبسي، بروايته عنه.
وكتاب فضائل الصحابة ومناقبهم لأبي يعلى حمزة بن عبد العزيز المهلبي، بروايته عن أبي بكر محمد بن إسماعيل التفليسي، عنه.
وكتاب تاريخ جرجان لأبي القاسم حمزة بن يوسف السهمي الحافظ، بروايته عن أبي القاسم الإسماعيلي، عنه.
ومن كتاب السنن لأبي داود السجستاني، سمعت منه عدة أجزاء، بروايته عن أبي الفتح الحاكمي، عن أبي علي الروذباري، عن ابن داسة، عنه، والقدر الذي سمعت منه من أول كتاب الزكاة إلى آخر كتاب اللقطة، وهو أول كتاب المناسك، ومن باب وقت الإحرام إلى باب صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم ومن باب لبسة الصماء إلى آخر كتاب اللباس، ومن أول كتاب الخاتم إلى آخر كتاب الديات، هذا القدر كان قد فات لشيخنا أبي طالب الخيزباري، فسمعناه منه.
وسمعت منه بيان تسمية التصوف لأبي عبد الرحمن السلمي.(1/1829)
وكتاب محن مشايخ الصوفية لأبي عبد الرحمن أيضًا.
وكتاب الأمثال والاستشهادات له.
وكتاب سير السلف له أيضًا، بروايته هذه الكتب عن أبي سعيد محمد بن عبد العزيز الصفار، عن المصنف.
وكتاب آداب الصوفية لأبي عبد الرحمن السلمي أيضًا، بروايته عن أبي محمد عبد الحميد بن عبد الرحمن البحيري، عنه.
سمعت منه خمسة أجزاء ضخمة من حديث أبي العباس السراج؛ بعضها من لفظه، وبعضها، قراءة عليه، بروايته عن جده، عن أبي الحسين الخفاف، عن السراجي.
وسمعت منه الأربعينات التي جمعها أبو صالح المؤذن الحافظ، الثلاثة سوى واحدة بروايته عن المصنف.
وسمعت منه الأربعين التي جمعها له أبو الحسن علي بن عمر الطوسي.
وسمعت منه جزءًا انتقاه أبو محمد عبد الله الطبسي الحافظ على أبي نصر عبد الرحمن بن علي بن موسى التاجر، بروايته عن أبي نصر.
وسمعت منه أجزاء من أمالي جده، بروايته عنه.
وكتاب معاني الزهد والمعاملات وصفة الزاهدين لأبي سعيد ابن الأعرابي،(1/1830)
بروايته عن جدته فاطمة بنت الأستاذ أبي علي الدقاق، عن أبي محمد عبد الله بن يوسف بن أحمد بن بامويه الأصبهاني، عنه.
وكتاب تحفة العالم وفرحة المتعلم للسيد أبي الحسن محمد بن محمد بن زيد العلوي، بروايته عن مصنفه.
وكانت ولادته ليلة الخميس بعد العشاء الآخر بساعة، في العشرين من جمادى الأولى، من سنة ستين وأربع مائة بنيسابور.
وتوفي بها يوم الأربعاء بين الصلاتين، ودفن من الغد يوم الخميس الرابع عشر من شوال، سنة ست وأربعين وخمس مائة في خانقاته عند أسلافه.
شيخ آخر: هو أبو الفخر، هشام بن غنام بن عبد الملك بن عبد الرحمن، البكري، من أهل أصبهان.
أخو شيخنا أبي الفوز عصام.
كان نقيب البكريين، وكان من المشهورين، المتمولين.
سمع أباه الشريف أبا حرب البكري.(1/1831)
كان بأصبهان في الوقت الذي كنت بها، ولم يتفق أن سمعت منه شيئًا.
وكتب إلي الإجازة بجميع مسموعاته من أصبهان بتحصيل أبي أحمد معمر ابن الفاخر القرشي.
وتوفي بها، أعني: بأصبهان، في شهر ربيع الأول، سنة تسع وأربعين، وخمس مائة.
شيخ آخر: هو نصر، هارون بن إسماعيل بن سعيد بن علي بن الحسين، اليعقوبي، الفوشنجي، من أهل فوشنج.
أخو أبي منصور محمد.
كان من بيت العلم والتصوف.
طلبته غير مرة بهراة وفوشنج، فلم أظفر به.
وكتب إلي الإجازة بجميع مسموعاته.
سمع أباه أبا عبد الله.
كتب إلي ابن أخيه أبو الفتوح سعيد بن محمد بن إسماعيل اليعقوبي من هراة أن عمه أبا نصر هارون توفي ليلة الجمعة، غرة رجب، سنة خمسين وخمس مائة بفوشنج.(1/1832)
حرف اللام
من اسمه لاحق
هو أبو غالب، لاحق بن الخصيب بن محمد بن علي بن عبد الرزاق، الكاغذي، من أهل أصبهان.
كان شيخًا مستورًا، صالحًا.
سمع جده أبا منصور محمد بن علي الكاغذي.
سمعت منه ورقتين من حديث أبي الحسن بن ميله، بروايته عن جده، عنه.
من اسمه لامع
منهم:
أبو بكر، لامع بن عبد الله بن علي، الصائغ، المعروف بالحكيم، من أهل مرو.
كان من المختصين بي، وسمع معي الحديث من جماعة مثل: الإمام أبي يعقوب يوسف بن أيوب الهمذاني، والفقيه أبي طاهر محمد بن محمد بن عبد الله السنجي، وغيرهما.
وكان راغبًا في الخير، وصحبة العلماء، خفيفًا.(1/1833)
سمعت منه حديثًا أو حدثين لغرابة اسمه.
وكانت ولادته في حدود سنة خمس مائة.
وتوفي يوم الخميس السابع من شهر رمضان، سنة ثمان وأربعين وخمس مائة، ودفن بمقبرة. . . .
شيخ آخر: هو أبو بكر، لامع بن محمد بن أحمد بن فضلويه، الشوكاني، المؤذن، الفضلوي، من أهل شوكان.
سكن نيسابور، وكان يؤذن في الجامع المنيعي.
وهو شيخ صالح.
سمع أبا نصر أحمد بن محمد بن سعيد القرشي.
كتبت عنه أحاديث يسيرة.
وكانت ولادته في حدود سنة خمسين وأربع مائة بشوكان.
ومات ليلة السبت الرابع من ذي القعدة، سنة خمس وأربعين وخمس مائة بنيسابور، وكان قارب التسعين.
حرف الياء
من اسمه يحيى
منهم:
أبو عبد الله، يحيى بن أحمد بن محمد بن زكريا، الأصبهاني، الخطيب،(1/1834)
المعدل، من أهل أصبهان.
سمع أبا مطيع محمد بن عبد الواحد المعدل المصري الصحاف.
كتبت عنه بأصبهان.
شيخ آخر: هو أبو الخير، يحيى بن إبراهيم بن عبد الله بن يعقوب، الأصبهاني، من أهل أصبهان.
سمع أبا مسعود سليمان بن إبراهيم الحافظ، وأبا الحسن مكي بن منصور بن علان الكرجي، وغيرهما.
كتب إلي الإجازة من أصبهان بخط معمر بن الفاخر، في صفر، سنة خمس وأربعين وخمس مائة.
فتكون وفاته بعد هذه السنة.
شيخ آخر: هو أبو نصر، يحيى بن خلف بن أبي نصر بن مومين، الخلقاني، الهمذاني، من أهل همذان.
شيخ صالح من أهل الخير.
سمع أبا منصور سعد بن علي بن الحسن بن القاسم العجلي والد البديع، وأبا القاسم نصر بن محمد بن علي بن زيرك المقرئ الصواف، وأبا ثابت بجير بن علي بن محمد بن عمويه الزنجاني، وغيرهم.(1/1835)
كتبت عنه شيئًا يسيرًا في النوبة الثانية بهمذان.
وتوفي ببعض قرى همذان، يوم الخميس أول يوم من رجب، سنة ثلاث وأربعين وخمس مائة.
شيخ آخر: هو السيد أبو الرضا، يحيى بن زيد بن خليفة بن الداعي بن مهدي بن إسماعيل بن القاسم بن أحمد بن إسماعيل بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب، العلوي، الحسني، من أهل ساوه.
علوي، دين، فاضل، صالح، خير، جميل الأمر، بهي المنظر، حسن الشيبة.
شيخ الصوفية بساوة، وله بها رباط يخدم فيه.
وكان علويًا صوفيًا، نظيفًا، متوددًا، متواضعًا، متخلقًا بالأخلاق الحسنة.
سمع بأصبهان الفقيه أبا سعد محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله المطرز، وأبا سعد محمد بن علي بن محمد بن السر فرتج الكاتب، وأبا طاهر المحسد بن محمد بن أحمد الإسكافي، وأبا بكر عبد الجبار بن عبد الله بن محمد بن فورويه الصفار، وأبا العباس أحمد بن الحسن بن أحمد النجوكتي، وأبا بكر ممك بن(1/1836)
سعد بن محمد بن ممك العطار، وأبا حرب غنام بن عبد الملك بن عبد الرحمن بن محمد البكري، وأبا الفرج رجاء بن محمد بن أحمد بن جعفر بن روح القاضي، وأبا علي الحسن بن أحمد الحداد الأصبهاني.
لقيت بالكرج أولًا، وكتبت عنه بها، ثم كتبت عنه بساوة منصرفي من العراق.
وانتخبت عليه من أجزائه.
وكانت ولادته ليلة النصف من ذي الحجة، سنة ثمان وستين وأربع مائة بآمل طبرستان.
وتوفي بساوة في شعبان، سنة إحدى وأربعين وخمس مائة.
شيخ آخر: هو أبو سعد، يحيى بن طاهر بن الحسين بن علي بن الحسين، السمان، الرازي، من أهل الري.
شيخ سديد السيرة.
يعلم الصبيان بباب زامهران.
وكان ممن يميل إلى التشيع والاعتزال، وله نسب عريق في ذلك.
سمع عمه إمام المعتزلة أبا سعد إسماعيل بن علي بن الحسين السمان الحافظ،(1/1837)
والكيا أبا الحسين يحيى بن الحسين بن إسماعيل الشجري الحسيني الحافظ، وغيرهما.
كتبت عنه بالري منتخبًا من المائتي مجلس لعمه، ومجلسين من أمالي الكيا يحيى الحافظ.
وكانت ولادته في جمادى الآخرة، سنة ثلاث وستين وأربع مائة بالري.
وتوفي بها بعد سنة سبع وثلاثين وخمس مائة، فإني كتبت عنه في شهر ربيع الآخر.
شيخ آخر: هو القاضي أبو الرجاء، يحيى بن عبد الله بن أبي الرجاء محمد بن علي بن أحمد بن جعفر بن سليمان بن حيان، التميمي، الأصبهاني، الحياني، من أهل أصبهان.
أخو أبي غالب.(1/1838)
كان شيخًا عالمًا، فاضلًا، من أولاد الأئمة والعلماء، والقضاة، ومن بيت الحديث وأهله.
سمع والده القاضي أبا محمد عبد الله بن أبي الرجاء التميمي المعروف بالأثير، وأم الحسن عائشة بنت الحسن بن إبراهيم الوركاني، وأبا الفتح عبد الجبار بن عبد الله بن إبراهيم بن برزه الجوهري الرازي، وأبا طاهر أحمد بن محمد بن عمر النقاش، وأبا بكر محمد بن أبي طاهر الخرقي الأصبهاني، وغيرهم، سمعت منه بأصبهان.
فمن جملة ما سمعت منه: مجالس ثلاثة، أو اثنتين من أمالي والده أبي محمد التميمي، بروايته عنه.
وجزءًا من أمالي أبي الحسين ابن الشاه الشيرازي، بروايته عن عائشة الوركانية، عنه.
وتوفي بأصبهان في شهر رمضان، سنة إحدى وأربعين وخمس مائة.
شيخ آخر: هو أبو بكر، يحيى بن عبد الرحيم بن محمد بن محمد المقرئ، المقبري، الليبكي، من أهل نيسابور.
شيخ صالح، خير، سديد، عفيف فاضل، ورع، أكبر الإخوة.(1/1839)
مقتل على شأنه، مشتغل بنفسه، مواظب على العبادة، مخالط للصوفية، محب لهم.
عقد له مجلس الإملاء بنيسابور فأملى مدة، ثم ترك لقصور الهمم، واختار الانزواء والتفرد.
سمع أبا حفص عمر بن أحمد بن مسرور، والإمام أبا عثمان الصابوني، والإمام أبا بكر أحمد بن الحسين البيهقي، وأبا حامد أحمد بن الحسن الأزهري، وأبا الحسين محمد بن عبد الملك بن محمد الفارسي، وأبا سعيد زاهر بن أحمد الطوسي، وأبا نصر أحمد بن الحسن بن أحمد بن محمد بن شاذان الأصبهاني، وأبا سعد الكنجروذي، والأستاذ أبا القاسم القشيري، وأبا الحسين عبد الغافر الفارسي، وأبا يعلى الصابوني، وأبا عثمان البحيري، وأبا عامر الفضل بن إسماعيل الجرجاني، وأبا علي محمد بن إسماعيل بن محمد العراقي، وغيرهم.
كتب للإمام والدي جزءًا بخطه عن شيوخه.
وسمعت منه حضورًا في جمادى الآخرة، سنة تسع وخمس مائة، فهذا القدر الذي حضرت سماعه.
وأجاز لي جميع مسموعاته، ومن جملتها: التفاسير الثلاثة عن الإمام أبي الحسن علي بن أحمد الواحدي الوسيط بين المقبوض والبسيط والوجيز.(1/1840)
وتفسير النبي صلى الله عليه وسلم قال بروايتي عنه.
وكتاب المتفق بروايته عن أبي بكر أحمد بن منصور المغربي، عن المصنف.
وكتاب المسند لأبي عوانة الإسفراييني، بروايته عن أبي الحسن علي بن يوسف الجويني، عن أبي نعيم الإسفراييني، عنه.
وكانت ولادته في شهر رمضان، سنة ثمان وثلاثين وأربع مائة بنيسابور.
وتوفي بها يوم الاثنين السابع والعشرين من شهر رمضان، سنة اثنين وعشرين وخمس مائة، وفدن بمقبرة الحيرة.
شيخ آخر: هو أبو زكريا، يحيى بن عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن محمد(1/1841)
بن يحيى بن منده بن الوليد بن سنده بن بطة بن أستندار بن جهاربخت بن فيرزان، العبدي، الحافظ، من أهل أصبهان.
من أعرق بيت في الحديث.
وكان محمد اللفتواني، يقول: بدئ في بيت منده بالحفظ والعلم، وطلب الحديث بيحيى وختم بيحيى.
وكان جليل القدر، وافر الفضل واسع الرواية، ثقة حافظًا صدوقًا، كثير التصانيف، حسن السيرة، بعيدًا من التكلف، أوحد بيته في عصره.
خرج التخاريج لنفسه، ولجماعة من شيوخنا الأصبهانين.
سمع أبا بكر محمد بن عبد الله بن ريذة الضبي، وأبا طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم الكاتب، وأبا منصور محمد بن عبد الله بن فضلويه الفضلوي، وأباه أبا عمرو، وعميه: أبا الحسن عبيد الله، وأبا القاسم عبد الرحمن، وأبا العباس أحمد(1/1842)
بن محمد بن النعمان الفضاض، وأبا عبد الله محمد بن علي بن محمد الحصاص، وأبا بكر محمد بن علي بن الحسين الجوزداني، وأبا عمر المطهر بن أبي نزار العبدي.
وأبا محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد بن عاصم النشخبي الحافظ، وأبا طاهر أحمد بن محمود بن أحمد الثقفي.
ورحل إلى نيسابور، وسمع أبا بكر أحمد بن منصور بن خلف المغربي، وأبا بكر أحمد بن الحسين البيهقي الإمام.
وبهمذان أبا بكر محمد بن عبد الرحمن بن محمد النهاوندي.
وبالبصرة أبا القاسم إبراهيم بن محمد بن أحمد الشاهد، وأبا محمد عبد الله بن الحسين السعيداني، وجماعة كثيرة سواهم.
وله إجازة عن أبي طالب بن غيلان البزاز.(1/1843)
كتبت إلي الإجازة بجميع مسموعاته، وحدثني عنه جماعة بخراسان، والعراق، والجبال.
وأما مسموعاته من الكتب: كتاب المعجم الكبير للطبراني، وكتاب المعجم الصغير له، بروايته عن ابن ريذة، عنه.
وكتاب المسند لأبي يعلى الموصلي، بروايته عن أبي بكر محمد بن علي بن الحسين الجوزداني، وأبي القاسم إبراهيم بن منصور بن إبراهيم السلمي، كلاهما عن أبي بكر بن المقرئ، عن أبي يعلى.
وكتاب التاريخ لأحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي المصري، بروايته عن عمه عبد الرحمن بن منده، عن أبي بكر محمد بن عبد الله بن صالح العطار، عن أبي الحسن أحمد بن عبد الله بن حميد بن رزيق المخزومي(1/1844)
البغدادي، عن أبي علي أحمد بن علي بن شعيب المدائني، عن البرقي.
وكتاب الأمثال لأبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ، بروايته عن أبي الحسن سهل بن عبد الله الغازي، عنه.
وكتاب العلم لأبي بكر أحمد بن موسى الحافظ، بروايته عن عمه أبي القاسم عبد الرحمن بن منده، وأحمد بن الفضل العنبري، بروايتهما عنه.
وكتاب المسند لأبي عبد الله محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني، بروايته عن أبي العباس بن النعمان، عن أبي بكر ابن المقرئ، عن إسحاق بن نافع الخزاعي، عنه.
وكتاب الأوائل لأبي عروبة الحراني، بروايته عن أبي عمر المطهر بن أبي نزار العبدي، عن أبي بكر ابن المقرئ، عنه.
وكتاب الرهون لأبي بكر بن أبي عاصم، بروايته عن أبي طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم، عن عبد الله بن القباب، عنه.
وكتاب المناهي ليحيى بن عثمان بن سعيد بن كثير الحمصي، بروايته(1/1845)
عن أبي عمر المطهر بن أبي نزار، عن أبي بكر ابن المقرئ، عن الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فيل الأنطاكي، عن يحيى بن عثمان بن سعيد، عن ضمرة بن ربيعة، عن عباد بن كثير، عن عثمان الأعرج، عن الحسن.(1/1846)
وكتاب الطبقات لأهل العلم والتحديث بهمذان تصنيف بن أحمد بن محمد بن صالح الهمذاني، بروايته عن عمه أبي القاسم عبد الرحمن، عن أبي بكر محمد بن إبراهيم الريحاني الهمذاني، عنه.
وكتاب الطهارة لأبي الشيخ، بروايته عن أبي طاهر بن عبد الرحيم، عنه.
وكتاب السبق والرمي لأبي الشيخ، بروايته عن ابن عبد الرحيم، عنه.
وكتاب الأقران لأبي الشيخ، بروايته عن ابن عبد الرحيم، عنه.
وكتاب حديث أبي الزبير عن جابر لأبي الشيخ، بروايته عن ابن عبد الرحيم، عنه.
ومن كتاب التفسير الأول والثاني لأبي حذيفة موسى بن مسعود النهدي،(1/1847)
عن سفيان الثوري، بروايته عن أبي طاهر بن عبد الرحيم، عن أبي بكر القباب، عن محمد بن زكريا بن عبد الله القرشي، عنه.
وكتاب البكاء لأبي بكر جعفر بن محمد بن الحسن الفريابي، عن أبي طاهر بن عبد الرحيم، عن أبي محمد عبد الله بن محمد بن أحمد الصائغ، عنه.
وكتاب التاريخ، عن الليث بن سعد الفهمي، بروايته عن أبي طاهر بن عبد الرحيم، عن أبي الشيخ، عن أبي العباس الفضل بن العباس بن مهران، عن يحيى بن عبد الله بن بكير عنه.
وكتاب المجتبي في السنن للدارقطني، بروايته عن أبي طاهر بن عبد الرحيم، عنه.
وكتاب المختلف والمؤتلف لأبي العباس جعفر بن محمد بن المعتز(1/1848)
المستغفري، بروايته عن عبد العزيز بن محمد النخشبي، عنه.
وكتاب مشتبه النسبة لأبي محمد عبد الغني بن سعيد المصري، بروايته عن عمه عبد الرحمن، عن أبي سعيد الماليني، عنه.
وكتاب العظمة لأبي أحمد العسال، يرويه عن عمه عبد الرحمن، عن أبي بكر بن المغيرة، عنه.
وكتاب حلم معاوية رضي الله عنه، لأبي بكر بن أبي الدنيا، يرويه عن والده، وعمه، عن أبي محمد بن يوه، يرويه عن أبي هاشم غانم بن(1/1849)
الحسن بن محمد الأصبهاني، عن ابن سهدل، كلاهما عن أبي الحسن اللنباني، عنه.
وكتاب اللباس لأبي أحمد إسماعيل بن يزيد القطان، بروايته عن أبي منصور محمد بن عبد الله بن فضلويه، عن أبي علي الحسن بن أحمد بن داود الجرجاني، عن أبي عبد الله بن أبي يحيى الزهري، عنه.
والجزء الأول والثاني والثالث من فوائد أبي طاهر بن عبد الرحيم، انتقاء الحلاوي، عليه بروايته عنه.
ومن كتاب الأبواب لأبي حفص بن شاهين، الثاني، والثالث، والرابع، والخامس، بروايته عن أبي طاهر بن عبد الرحيم، عن أبي حفص.
وسمع الجزء الأول، والثاني، والثالث، والرابع، والخامس، والسادس، من حديث محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، من أبي طاهر بن عبد الرحيم، عن أبي حفص بن شاهين، عن الباغندي.(1/1850)
وسمع جزءًا من حديث أبي المفضل محمد بن عبد الله الشيباني، بروايته عن أبي طاهر بن عبد الرحيم، عنه.
وسمع جزءًا من أحاديث أبي خالد يزيد بن خالد بن موهب، بروايته عن أبي طاهر بن عبد الرحيم، عن أبي بكر ابن المقرئ، عن أبي العباس محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني، عنه.
وكانت ولادته يوم الثلاثاء، التاسع عشر من شوال، سنة أربع وثلاثين وأربع مائة بأصبهان.
وتوفي بها يوم عيد الأضحى، من سنة اثنتي عشرة وخمس مائة.
شيخ آخر: هو أبو القاسم، يحيى بن عبد الوهاب بن أحمد بن محمد، الطوسي، الطخروذي، الصوفي، من أهل نيسابور.
أحد المتصوفة.(1/1851)
سمع أبا المظفر موسى بن عمران الأنصاري الصوفي، وأبا عبد الله محمد بن محمود الرشيدي.
طلبته بنيسابور منصرفي من العراق، فقيل: إنه بمرو، فلما وردتها قيل لي: إنه نزل خانقاه محمود الكاساني عند أبي منصور العبادي المعروف بالأمير، فلم يتفق لي أن سمعت منه شيئًا، وحصل بعض أصحابنا لي عنه الإجازة، وخطه.
وكانت ولادته يوم الثلاثاء لسبع بقين من شعبان، سنة ثمانين وأربع مائة بنيسابور.
ووفاته بمرو في سنة ثمان وثلاثين وخمس مائة.
شيخ آخر: هو أبو القاسم، يحيى بن علي بن محمد بن زهير، السلمي، الشاهد، المحتسب، من أهل دمشق.
شيخ صالح، من أهل الخير والصلاح.
سمع أبا الفضل أحمد بن عبد المنعم بن أحمد بن بندار الدمشقي، وأبا الحسن علي بن طاهر بن جعفر السلمي النحوي.(1/1852)
كتبت عنه بدمشق شيئًا يسيرًا.
وتوفي ليلة الثلاثاء الثالثة من شهر رمضان، سنة اثنتين وأربعين وخمس مائة، ودفن بعد الغد بباب الفراديس.
شيخ آخر: هو القاضي، أبو المفضل، يحيى بن علي بن عبد العزيز بن علي بن الحسين، القرشي، الأموي، من أهل دمشق.
والد شيخنا أبي المعالي محمد بن يحيى الدمشقي.
ولي القضاء بدمشق وحمدت سيرته فيها.
وكان جميل الأمر، حسن السيرة.
سمع أبا القاسم علي بن محمد بن أبي العلاء المصيصي.
كتب إلي الإجازة بجميع رواياته بتحصيل سبطه أبي القاسم علي بن الحسن الحافظ.
وتوفي بدمشق، سنة ثلاث أو أربع وثلاثين وخمس مائة.(1/1853)
شيخ آخر: هو أبو القاسم، يحيى بن المعتز بن أسعد بن مسعود بن علي بن محمد بن محمد بن الحسن، العتبي، من ولد عتبة بن غزوان، من أهل نيسابور.
شيخ من بيت العلم والأدب.
سمع أبا بكر أحمد بن سهل بن محمد بن محمد السراج، وأبا صالح يحيى بن عبد الله بن الحسين الناصح القاضي، وأبا بكر أحمد بن علي الشيرازي، وأبا الحسن علي بن أحمد بن محمد المديني المؤذن، وغيرهم.
كتبت عنه شيئًا يسيرًا.
ومات بنيسابور يوم الأربعاء الثامن من ذي القعدة، سنة اثنتين وأربعين وخمس مائة.
ودفن بمقبرة شاهنبر.
من اسمه يوسف
هو أبو يعقوب، يوسف بن إبراهيم بن موسى، التوثي، الإسفراييني، من أهل توث، قرية بإسفرايين.
شيخ صالح، فقيه، من أهل الخير، والعلم.(1/1854)
سمع أبا بكر عبد الغفار بن محمد الشيروي، وأبا علي نصر الله بن أحمد الخشنامي، وأبا حامد أحمد بن علي بن محمد بن عبدوس، وغيرهم.
كتبت عنه بتوث أولًا، ثم قدم علينا مرو، وأقام بها أيامًا قلائل، وانصرف.
وكانت ولادته في سنة تسع وسبعين وأربع مائة بتوث.
ومات بها في رجب، سنة ست وأربعين وخمس مائة.
شيخ آخر: هو أبو يعقوب، يوسف بن أحمد بن عبد الله اللجامي، الغزنوي، المعروف بميره، من أهل غزنة.
إمام، فاضل، مفسر، فقيه، واعظ مشهور، معروف في ولايته، وانتشر ذكره في الآفاق، واختلف إليه جماعة من العلماء وتلمذوا له، وله رحلة إلى العراق، وعمر العمر الطويل، حتى صار يحمل في المحفة، على الأيدي.
سمع أبا بكر محمد بن عبد الله بن ريذه الضبي الأصبهاني، وخاله أبا بكر محمد بن أحمد بن حمدان الحدادي، وأباه، وأبا يعقوب يوسف بن إسرائيل القاضي، وأبا محمد سعيد بن إسحاق المفسر، وأبا عثمان العيار، وأبا الحسن علي بن نصر بن محمد ابن اللبان الدينوري، والقاضي أبا جعفر محمد بن إسحاق بن علي البحاثي الزوزني، وأبا الحسن علي بن عيسى الولواليري، وأبا زكريا يحيى بن مطرف، وأبا المظفر منصور بن أحمد بن محمد البسطامي، وغيرهم.
كتب إلي الإجازة بجميع مسموعاته بتحصيل الأشهبي.(1/1855)
توفي بغزنة في السنة التي توفي فيها القاضي الفخر.
شيخ آخر: هو أبو يعقوب، يوسف بن أحمد بن علي بن أحمد، النخذي، اللؤلئي، من أهل أندخوذ.
كان من أهل العلم والفضل.
تفقه ببخارى، وسمع بها الحديث، وعمر بها العمر الطويل، حتى حدث وسمع منه.
سمع ببخارى الرئيس أبا عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله البرقي، والسيد أبا الحسن محمد بن محمد بن زيد الحسيني الحافظ، وأبا بكر محمد بن علي بن حيدره الجعفري، وأبا حفص عمر بن منصور بن خنب البزاز الحافظ، وأبا محمد عبد الملك بن عبد الرحمن بن الحسين الإسبيري، والشريف أبا الحسن علي بن محمد التميمي، والخاقان شمس الملك أبا الحسن نصر بن إبراهيم، وطبقتهم.(1/1856)
كتب إلي الإجازة بجميع مسموعاته بتحصيل صاحبنا أبي علي بن الوزير الدمشقي في سنة ثلاث وثلاثين وخمس مائة.
ومات بعد ذلك بيسير.
شيخ آخر: هو أبو يعقوب، يوسف بن بعدان بن بزان بن محمد، الشهرزوري، من أهل حلوان.
كان فقيهًا، صالحًا، سديد السيرة.
سمع أبا القاسم عبد الواحد بن محمد بن نصر بن إسحاق بن غانم القرميسيني، وأبا عبد الله صاعد بن محمد بن علي الفقيهي، وغيرهما.
كتبت عنه شيئًا يسيرًا في البداءة في النوبة الأولى، سنة اثنتين وثلاثين وخمس مائة.
وقتل بحلوان في سنة ثلاث أو أربع وثلاثين وخمس مائة.(1/1857)
شيخ آخر: هو أبو النجح، يوسف بن شعيب بن يوسف بن شعيب، الشرواني، من أهل شروان.
سكن نيسابور، فقيه، صالح، عفيف، قانع باليسير، مشتغل بالخير.
كان خاله رحل إلى نيسابور في صغره، وحصل له الإجازة عن جماعة من شيوخ نيسابور، مثل: أبي سعد عبد الرحمن بن منصور بن رامش، والإمام أبي تراب عبد الباقي بن يوسف المراغي، وأم البنين فاطمة بنت أبي علي الدقاق، وأبي محمد الحسن بن أحمد السمرقندي الحافظ، وغيرهم.
سمعت منه في النوبة الثالثة والرابعة بنيسابور، وكان يسمع معنا في النوبة الثانية عن شيوخ نيسابور.
فمن جملة ما سمعت منه: كتاب تاريخ المصريين لأبي سعيد بن يونس بن عبد الأعلى، انتخبت منها مجلدة، بروايته عن أبي محمد الحسن بن أحمد السمرقندي الحافظ، إجازة عن أبي إبراهيم الفضل بن عطاء المهراني، عن الحاكم أبي عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ البيع، عن. . .(1/1858)
شيخ آخر: هو أبو يعقوب، يوسف بن طاهر بن يوسف بن الحسن، الخويي، الأديب من أهل خوي.
أديب فاضل، وفقيه بارع.
حسن السيرة، رقيق الطبع، مليح الشعر، مستحسن النظم.
كتب لي أجزاء من مجموعاته وشعره، وسمعتها منه.
وكان قد سكن نوقان طوس، وولي نيابة القضاء بها، وحمدت سيرته في ذلك.
وسمع معنا كتاب الكشف والبيان في تفسير القرءان، لأبي إسحاق الثعالبي، من الشيخين أبي سعد ناصر بن سهل البغدادي، وأبي محمد محمد بن المنتصر بن حفص المتولي، بروايتهما عن الفرخزاذي، عن المصنف.
ومن جملة مصنفاته: رسالة تنزيه القرءان الشريف عن وصمة اللحن والتحريف.
وظني أنه قتل في وقعة الغز بطوس، سنة تسع وأربعين وخمس مائة، أو قبلها بيسير.(1/1859)
شيخ آخر: هو أبو الفتح، يوسف بن عبد الواحد بن محمد بن يوسف بن محمد بن محمد بن أبي الحسن بن ماهان، الماهاني، الباقلاني، البقال، من أهل أصبهان.
شيخ، صالح، سديد، حسن السيرة من أهل الخير.
سمع بإفادة أبي عبد الله محمد بن عبد الواحد الدقاق الحافظ، وعمر حتى حدث.
سمع أبا منصور شجاع بن علي بن شجاع المصقلي، وأبا إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الطيان، وأبا منصور محمد بن أحمد بن شكرويه القاضي، وأبا نصر أحمد بن محمد بن صاعد الصاعدي، وأبا بكر محمد بن أحمد بن ماجه الأبهري، وغيرهم.
سمعت منه أجزاء من كتاب معرفة الصحابة لأبي عبد الله بن منده، بروايته عن شجاع، عنه.
وعشرة أجزاء من الفوائد المخرجة له عن شيوخه المذكورين.
وسألته عن ولادته، فقال: ولدت في الثاني من شعبان سنة خمس وخمسين وأربع مائة.
وكان سماعه بقراءة محمد بن عبد الواحد الدقاق في سنة خمس وستين.
وتوفي. . .(1/1860)
شيخ آخر: هو أبو محمد، يوسف بن محمد بن الحسين بن علي بن أحمد بن سهل، السهلوي، من أهل سرخس.
من بيت العلم والحديث.
سمع بسرخس السيد أبا الحسن محمد بن محمد بن زيد الحسيني، وأبا منصور محمد بن عبد الملك المظفري.
وبمرو أبا الخير محمد بن موسى الصفار، وغيرهم.
كتبت عنه بسرخس في الرحلة الأولى، سنة ثمان وعشرين، ومن أخويه صاعد، وأسعد، أولاد الشيخ الإمام محمد السهلوي.
وكانت ولادته في جمادى الآخرة، سنة إحدى وستين وأربع مائة بسرخس.
وتوفي بها في السادس من شهر ربيع الأول، سنة ثلاثين وخمس مائة.
شيخ آخر: هو أبو المعالي، يوسف بن محمد، الفقيهي، الصابري، الأديب، مؤدبي، من أهل مرو.(1/1861)
كان أديبًا، فاضلًا، متفننًا، شاعرًا، سريع النظم، مترسلًا، حسن النثر.
كان يعرف الطب.
وكان لطيفًا، ظريفًا، حسن الأخلاق، مبارك النفس.
أكثر أولاد الأكابر من الأئمة والمحتشمين بمرو كانوا تلامذته، قرءوا عليه الأدب وتخرجوا عليه.
سمع أبا عمرو الفضل بن أحمد بن متويه الكاكوي، ولم يحدث بشيء فيما أظن، فإني وجدت سماعه في الأربعين للحاكم أبي عبد الله الحافظ، عن أبي عمرو.
وقرأت عليه الكثير من كتب اللغة وشعره، وشعر غيره.
وكتبت عنه إملاء ومذاكرة الحكايات والأشعار.
وتوفي في الثالث عشر من شهر ربيع الأول، سنة أربع وثلاثين وخمس مائة.
أنشدني مؤدبي أبو المعالي الفقيهي لنفسه من لفظه في مرثية أخي أبي المظفر عبد الوهاب.
ظفر الردى بأبي المظفر عاجلًا ... وعدا به غض الفضائل ذابلًا
فمضى وغادر كل فضل مهملا ... والدمع عن مقل الأئمة هاملا
ما كان أسرع في التراب نزوله ... هل يجعل القمر التراب منازلا
قد كان نجمًا لم يتم طلوعه ... في عالم العليا فأمسى آفلا
مستصغرًا سنًا ولكن قد حوى ... فضل الكهول وكان قدمًا فاضلا(1/1862)
شيخ آخر: هو أبو يعقوب، يوسف بن أبي بكر بن أحمد بن يعقوب بن الحسن بن الحسين بن محمد بن وصاف، الجابري، الإبيسني، الوصافي، المقرئ، النخشبي، من أهل نسف.
كان فقيهًا، مقرئًا، سديد السيرة، صائنًا، عفيفًا، كثير العبادة، عارفًا بعلوم القرءان، متيقظًا، كثير التلاوة.
سمعت أنه كان يختم القرءان كل ليلة، قرأ القرءان على الأديب أبي بكر محمد بن عمر البخاري المعروف بكاك، وأحكم قراءته، وأضر وهو ابن ثلاثين سنة.
سمع الحديث من الإمام أبي بكر محمد بن أحمد بن محمد بن أبي نضر البلدي، وأبي بكر محمد بن الحسن بن علي الحمادي النسفيين.
ووجدت سماعه في كتاب أخبار مكة لأبي الوليد الأزرقي، وجزءًا من كتاب الصحيح لعمر بن محمد البحيري.(1/1863)
سمعت منه الكتاب والجزء، ولم يسمع منه أحد الحديث قبلي، وكنت بنسف نزلت داره بجابر، وقال لي: داري هذه كانت للقاضي أبي المعالي المكحولي.
وكانت ولادته في صفر، سنة ثمان وسبعين وأربع مائة بنسف.
وتوفي بها في أواخر سنة إحدى أو أوائل سنة اثنتين وخمسين وخمس مائة.
شيخ آخر: هو أبو يعقوب، يوسف بن أبي بكر بن محمد، الشاشي، البسكتي، من أهل الشاش، وبسكت من نواحيها.
فقيه صالح، تفقه على أبي سعد بن أبي الخطاب، وهو إمام مسجد البالوي ببخارى في الصلوات الخمس.
سمع أبا عبد الله محمد بن عبد الواحد الدقاق، وأبا سعد أحمد بن محمد بن إبراهيم بن علي الطبري، وغيرهما.
وكانت له إجازة عن أبي القاسم عبيد الله بن عمر الخطيب الكشاني.
كتبت عنه شيئًا يسيرًا ببخارى.
وكانت ولادته ببسكت سنة اثنتين وسبعين وأربع مائة.
وتوفي ببخارى. . . . وخمسين وخمس مائة.(1/1864)
شيخ آخر: هو أبو يعقوب، يوسف بن أبي سهل بن أبي سعيد بن محمود بن أبي سعيد، البلجاني ثم الكمساني، الواعظ من أهل قرية كمسان، وبلجان قرية متصلة بكمسان.
كان فقيهًا، واعظًا، مليح الوعظ، حسن التذكير، صوفيًا ظريفًا.
صحب أبا الحسن البستي مدة وخدمه، واشتهر به وبصحبته.
وكان كلامه في الوعظ حلوًا، كثير النكت والإشارة.
سمع جدي أبا المظفر، وأبا الفضل محمد بن الفضل بن جعفر الخرقي، وأبا الفضل محمد بن أحمد بن أبي الحسن العارف الميهني، وغيرهم.
كتب عنه بمرو، وبكمسان.
ومن جملة ما سمعت منه: الجزء الأول من المسند للشافعي، بروايته عن العارف، عن الحيري، عن الأصم، عن الربيع، عنه.
وكانت ولادته تقديرًا سنة ست وخمسين وأربع مائة.
وتوفي بكمسان في اليوم السابع والعشرين من جمادى الأولى، سنة ست وثلاثين وخمس مائة، وزرت قبره غير مرة.(1/1865)
المفاريد في حرف الياء
هو أبو عمرو، اليسع بن محمد بن أبي الحسين بن أبي عمر بن علي بن محمد بن اليسع، الدهقان، الفاشاني، من أهل قرية فاشان.
كان مقدم قريته.
وكان شيخًا صالحًا، سليم الجانب، كثير الخير، راغبًا في أهله.
سمع معنا من صهره أبي الفتح محمد بن عبد الرحمن الكشميهني، وأبي القاسم زاهر بن طاهر الشحامي، وغيرهما.
كتبت عنه شيئًا يسيرًا، حديثًا أو حديثين.
وكانت ولادته في حدود سنة ثمانين وأربع مائة، وعوقب في فتنة الغز.
ومات في البلد في شهر ربيع الأول، سنة تسع وأربعين وخمس مائة، وحمل إلى قريته فدفن بها.
من اشتهر بالكنية ولم أعرف اسمه
منهم:
أبو بكر بن محمد بن أبي بكر، الحسني، البخاري، الحدادي، من أهل بخارى.
سيد مسن معمر، صالح، كثير السماع.
أملي بجامع بخارى أكثر من عشرين سنة.
سمع السيد أبا بكر محمد بن علي بن حيدرة الجعفري، وأبا محمد يحيى بن أبي(1/1866)
عبد الله السعدي المروزي، وأبا عصمة عبد الواحد بن يوسف بن أحمد الطلبي، الوادبديني، وأبا نصر أحمد بن محمد بن عيسى السيركثي، وأبا جعفر محمد بن إسماعيل الجعفري، وأبا بكر محمد بن أبي أحمد بن عبد الله الحيراحري، وغيرهم.
كتب إلي الإجازة.
وكانت ولادته في سنة ثمان. . . وأربع مائة.
ووفاته في الثالث عشر من شهر ربيع الأول، سنة تسع وثلاثين وخمس مائة.
شيخ آخر: هو أبو محمد بن الحسن، الكازي، الجيرنجي، ما عرفت اسمه.
من أولاد وجوه أهل السوق بقريته.
سمع أبا عبد الله محمد بن عبد الواحد الدقاق.
سمعت منه المجلس الذي أملاه الدقاق بجيرنج.
وتوفي فيما أظن في حدود سنة ثمان وأربعين وخمس مائة.(1/1867)
النسوة اللواتي كتبت عنهن رتبت أسماءهن على حروف المعجم
حرف الألف
من اسمها آمنة
منهن:
أم محمد، آمنة بنت عباد بن علي بن حمزة بن طباطبًا العلوي، من أهل أصبهان.
سمعت الإمام أبا محمد رزق الله التميمي.
سمعت منها شيئًا يسيرًا.
شيخة أخرى: هي أم سلمة، آمنة بنت أبي طاهر عبد الكريم بن عبد الرزاق بن عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن سليمان، الحسناباذي، الأصبهاني، من أهل أصبهان.
امرأة صالحة، من بيت الحديث.(1/1868)
سمعت أبا حفص عمر بن أحمد بن عمر السمسار الأصبهاني.
سمعت منها شيئًا يسيرًا بأصبهان.
شيخة أخرى: هي أم النجم، أمة الله بنت هبة الله بن محمد بن إبراهيم، الجنزي، الأصبهاني، من أهل أصبهان.
سمعت أبا المعمر شيبان بن عبد الله بن أحمد المحتسب البرجي.
سمعت منها مجلسًا من أمالي أبي عبد الله بن منده.
وماتت بأصبهان في المحرم، سنة ثمان وأربعين وخمس مائة.
من اسمها ايغر
وهي أم علي، ايغر بنت عبد الله، التركية، عتيقة شيخنا أبي حفص عمر بن محمد بن الحسن بن إبراهيم الفرغولي.
امرأة صالحة.
سمعها سيدها بدهستان من أبي يعقوب يوسف بن محمد بن إبراهيم المقرئ الدهستاني.(1/1869)
سمعت منها جزءًا في القراءة خلف الإمام من جمع أبي الفضل أحمد بن علي بن عمرو السليماني الحافظ البيكندي، بروايتها عن يوسف، عن أبي مسعود المظفر بن إبراهيم الجرجاني، عنه.
وماتت في سنة تسع وثلاثين، أو سنة أربعين وخمس مائة بمرو.
حرف التاء
من اسمها تقية
منهن:
تقية بنت المفضل بن عبد الخالق بن أبي منصور بن عبد الوهاب الأصبهاني.
سمعت الرئيس أبا عبد الله القاسم بن الفضل الثقفي.
لم يتفق أن سمعت منها شيئًا.
وكتبت إلي الإجازة بتحصيل صاحبنا أبي القاسم الدمشقي في سنة اثنتين وثلاثين وخمس مائة.
شيخة أخرى: هي تقية بنت أبي القاسم بن عمر الأصبهاني.
وهي بنت شيختنا أم البهاء فاطمة بنت أبي الفضل بن أبي سعد ابن البغدادي.
وأخت أبي القاسم محمود، وزوجة أحمد بن أبي الفتوح الخراساني.(1/1870)
سمعت منها بأصبهان فيما أظن جزءًا خرجه لها معمر بن عبد الواحد بن الفاخر وضاع سماعي عنها، أو لم أنسخ، والله أعلم.
وكانت ولادتها في حدود سنة ثمانين وأربع مائة، والله أعلم.
وماتت في الليلة الثالثة، سنة إحدى وأربعين وخمس مائة.
حرف الجيم
من اسمها جوهرناز
منها:
أم شماسة، جوهرناز بنت أبي القاسم زاهر بن طاهر الشحامي، من أهل نيسابور.
من بيت الحديث.
سمعت أبا الحسن علي بن أحمد المديني المؤذن، وأبا العباس الفضل بن عبد الواحد التاجر، وأبا علي نصر الله بن أحمد الخشنامي، وأبا نصر عبد الجبار بن سعيد بن محمد البحيري.
سمعت منها، ومن أبيها، وعمها، وزوجها، وإخوتها، وأقربائها عن قريب من عشرين نفسًا.
شيخة أخرى: هي أمة الرحمن جوهرناز بنت أبي طاهر مضر بن إلياس بن مضر(1/1871)
بن محمد التميمي، المعروف بالبالكي، من أهل هراة.
امرأة من بيت الحديث، صالحة، معمرة، حسنة السيرة، وهي صاحبة شيخنا السيد الأمين أبي القاسم عبيد الله بن حمزة الموسوي.
سمعت جدها أبا عمرو إلياس بن مضر التميمي، وأبا إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري، وغيرهما.
كتبت عنها بهراة.
ومن جملة ما سمعت منها: كتاب المائة حديث للأنصاري، بروايتها عنه.
وأوراقًا من حديث جدها أبي عمرو البالكي، بروايتها عنه.
المفاريد في حرف الجيم
منهن:
أمة القاهر جوهر بنت أبي سعد عبد الله بن عبد الكريم بن طلحة القشيري، حفيدة الأستاذ الإمام أبي القاسم القشيري.
وهي أخت أبي المكارم عبد الرزاق الذي سمعنا منه.
ووالدة شيخنا سعيد الشجاعي.
امرأة صالحة، مستورة، كثيرة العبادة والخير.(1/1872)
من أهل نيسابور.
سمعت جدها أبا القاسم، سمعت منها أوراقًا من الحديث بنيسابور في الرحلة الأولى.
وكانت ولادتها تقديرًا قبل سنة ستين وأربع مائة.
وتوفيت بعد سماعي منها بشهرين، ليلة الجمعة لسبع ليال مضين من جمادى الآخرة، سنة ثلاثين وخمس مائة، وصليت عليها يوم الجمعة في الجامع الجديد.
شيخة أخرى: هي أمة الله جليلة بنت الإمام أبي نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم بن هوازن القشيري، من أهل نيسابور.
أخت حرة، وسارة.
سمعت منهن، إحدى بنات الإمام أبي نصر.
وكانت من الصالحات المتعبدات.
وكانت زوجة شيخنا عمر بن أبي نصر الصفار.
سمعت أبا المظفر موسى بن عمران الأنصاري الصوفي، وأبا القاسم عبد الرحمن بن أحمد الواحدي.
كتبت عنها.
وكانت ولادتها في شهور سنة اثنتين وسبعين وأربع مائة بنيسابور.(1/1873)
ووفاتها في الثاني والعشرين من شعبان، سنة إحدى وأربعين وخمس مائة، ودفنت بباب عزرة.
شيخة أخرى: هي أم الفتح، جليلة بنت أبي الحسن علي بن الحسن بن الحسين، السجزي.
أخت أبي جعفر حنبل، من أهل سجستان.
سمعت أبا سهل نجيب بن ميمون الواسطي.
كتبت إلي الإجازة بجميع مسموعاتها بتحصيل أبي القاسم الدمشقي الحافظ في سنة ثلاثين، ولم ألحقها في سنة أربعين، فتكون وفاتها في هذا العشر.
شيخة أخرى: هي أم البهاء، جمعة بنت أبي الرجاء بشار بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن جعفر الصوفي، الصفار، المعلمة، من أهل أصبهان.
امرأة صالحة، خيرة، من أولاد المحدثين.
وكانت من أهل القرءان، تعلم الصبيان القرءان.
سمعت أبا الحسن سهل بن عبد الله الغازي، والرئيس أبا عبد الله القاسم بن الفضل الثقفي رئيس أصبهان، بإفادة والدهاوكان ممن رحل وطلب الحديث بنفسه بالعراق، وخراسان.
كتبت عنها ثلاثة أحاديث.
وكانت ولادتها في حدود سنة خمس وثمانين وأربع مائة.(1/1874)
حرف الحاء
هي أمة الرحيم، حرة بنت الإمام أبي نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم بن هوازن القشيري، من أهل نيسابور.
امرأة صالحة من بيت العلم.
تزوج بها عمر بن أبي نصر الصفار قبل أختها جليلة.
سمعت أبا المظفر موسى بن عمران الأنصاري الصفار، وأبا القاسم عبد الرحمن بن أحمد الواحدي، وغيرهما.
سمعت منها ومن أختيها.
وكانت ولادتها في ذي القعدة، سنة سبع وسبعين وأربع مائة بنيسابور.
وماتت في الرابع والعشرين من المحرم، سنة أربع وثلاثين وخمس مائة بنيسابور، ودفنت بباب عزرة.
من اسمها حوراء
هي أم النجم، حوراء بنت محمد بن محمد بن منصور بن محمد بن فضلويه الفضلوي، من أهل أصبهان.
وهي صاحبة أبي بكر محمد بن أحمد بن كلي الخطيب.(1/1875)
سمعت أبا الطيب حبيب بن محمد بن أحمد الطهراني.
سمعت منها شيئًا يسيرًا بأصبهان في دار زوجها.
مفاريد الحاء
منهن:
أم عبد الله، حورستي بنت أبي الفتح ناصر بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عياض، العياضي، السرخسي، من أهل سرخس.
من بيت العلم والحديث.
وهي أخت شيخنا أبي نصر محمد بن ناصر العياضي.
سمعت أباها أبا الفتح العياضي.
كتبت عنها بسرخس في النوبة الخامسة.
وتوفيت بها في شهر ربيع الآخر، سنة اثنتين وأربعين وخمس مائة.
حرف الخاء
منهن:
أم الشمس، خجسته بنت أبي إسحاق إبراهيم بن عبد الوهاب بن محمد بن منده الأصبهاني، من أهل أصبهان.(1/1876)
كانت امرأة صالحة، كثيرة العبادة والصوم والصلاة، وأعمال الخير.
عريقة النسب في الحديث.
سمعت جدها أبا عمرو عبد الوهاب.
سمعت منها جزءًا ضخمًا من أمالي جدها الأعلى أبي عبد الله بن منده، بروايتها عن جدها أبي عمرو، عنه.
وكانت ولادتها في حدود سنة سبعين وأربع مائة بأصبهان.
ووفاتها بها.
شيخة أخرى: هي أم البهاء، خجسته بنت محمد بن أحمد بن علي الحداد، الطهرانية، من أهل قرية طهران إحدى قرى أصبهان.
وهي زوجة أبي جعفر الطهراني.
سمعت أبا شكر حمد بن علي بن محمد الحبال الأصبهاني.
كتبت عنها حديثًا واحدًا.
شيخة أخرى: هي أم البهاء، خجسته بنت أبي المظفر بن أبي الفتح بن ماجه،(1/1877)
الأصبهاني، من أهل أصبهان.
أحضرت مجلس أبي منصور شجاع بن علي المصقلي، وقرئ عليه مجالس من أمالي أبي عبد الله بن منده.
كتبت عنها أحاديث يسيرة.
وكانت ولادتها سنة نيف وخمسين وأربع مائة.
شيخة أخرى: هي خديجة بنت أبي سعيد إسماعيل بن عمرو بن محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر بن محمد بن بحير بن نوح بن حيان بن مختار البحيري، المعروفة بستان، من أهل نيسابور.
من بيت العلم، والصلاح، والتزكية.
سمعت أباها إسماعيل بن أبي عبد الرحمن بن أبي عمرو البحيري، وأبا عثمان سعيد بن محمد بن أحمد البحيري.
كتبت إلي الإجازة بجميع مسموعاتها، بتحصيل الأشهبي، في سنة اثنتي عشرة وخمس مائة.
حرف الدال
هي أمة الغافر دردانة بنت أبي عبد الله إسماعيل بن عبد الغافر بن محمد بن عبد الغافر بن محمد بن(1/1878)
أحمد بن سعيد، الفارسي، من أهل نيسابور.
أخت أبي الحسن عبد الغافر.
امرأة صالحة ستيرة.
من بيت الحديث، وهي من أحفاد الأستاذ أبي القاسم القشيري؛ لأنها كانت بنت أمة الرحيم كريم بنت الأستاذ أبي القاسم من أم البنين فاطمة بنت أبي علي الدقاق، ووالدة شيخنا أبي حفص عمر بن أحمد الصفار.
سمعت جدها الأعلى أبا القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري، وأبا بكر يعقوب بن أحمد بن محمد الصيرفي، وجدتها أم البنين فاطمة بنت أبي علي الدقاق، وأبا حامد أحمد بن الحسن الأزهري، وغيرهم.
كتبت عنها بنيسابور من أمالي أبي محمد الحسن بن أحمد المخلدي، بروايتها عن يعقوب، عنه.
وكانت ولادتها في سنة ست وأربعين وأربع مائة.
ووفاتها بنيسابور، غرة صفر، سنة ثلاثين وخمس مائة، ودفنت بباب عزرة.
حرف الراء
منهن:
أم الفتوح رابعة بنت الشيخ معمر بن أحمد بن محمد بن أحمد(1/1879)
بن عمر بن أبان اللنباني، من أهل أصبهان.
وهي زوجة شيخنا أبي سعد أحمد بن محمد بن أحمد ابن البغدادي الحافظ.
من بيت الخير وأهله.
سمعت أبا الفضل المطهر بن عبد الواحد البزاني العنبري، وأبا بكر محمد بن أحمد بن محمد بن الحسن بن ماجه الأبهري، وغيرهما.
سمعت منها جزء لوين.
وتوفيت ليلة الجمعة الرابع من المحرم، سنة أربع وثلاثين وخمس مائة.
شيخة أخرى: هي أم الرضا، راضية، بنت أبي سعيد سعد الله بن أسعد بن سعيد بن أبي سعيد بن أبي الخير الميهني، من أهل ميهنة.
كانت من الصالحات المتعبدات.
سافر بها والدها إلى العراق، وسمعها الحديث.
وعمرت حتى حدثت وروت.
سمعت بإسفرايين أبا الحسن محمد بن الحسين بن طلحة المهرجاني، وبساوة أبا عبد الله محمد بن أحمد بن محمد الكامخي وغيرهما.
كتبت عنها بميهنة جزءًا من حديثها.
وكانت ولادتها بقرية بلزير من ناحية أستوا، في سنة اثنتين وثمانين وأربع مائة.(1/1880)
وماتت بميهنة في شهر رمضان، سنة تسع وأربعين وخمس مائة، قيل: إن الغز لما دخلت ميهنة للنهب والغارة، سجدت لله تعالى ورفعت عن السجود ميتة رحمها الله.
حرف الزاي
من اسمها زليخا
منهن:
أم محمد، وقيل أم الضياء، زليخا بنت أحمد بن محمد بن فضلويه الحمال الأصبهاني، من أهل أصبهان.
سمعت أبا محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي، وأبا عبد الله القاسم بن الفضل الثقفي، وأبا الفوارس طرادًا الزينبي، وأبا نصر أحمد بن محمد بن صاعد القاضي، وجماعة سواهم.
لم يتفق أن سمعت منها شيئًا.
أجازت لي جميع مسموعاتها، وكتب عنها أبو أحمد معمر بن عبد الواحد المفيد سنة خمس وأربعين وخمس مائة.
من اسمها زينب
منهن:
أم. . .، زينب بنت أبي نعيم عبيد الله بن الحسن بن أحمد الحداد، من أهل أصبهان.(1/1881)
امرأة صالحة، عفيفة.
جدها من قبل الأم أبو بكر أحمد بن علي الشيرازي من مشاهير المحدثين بخراسان.
وجدها من قبل الأب أبو علي الحداد المقرئ، أسند شيخ بقي في الدنيا.
ووالدها أبو نعيم الحداد من زهاد الحفاظ.
وزينب هذه ولدت بنيسابور، وحملها والدها إلى أصبهان.
سمعت بأصبهان أبا مطيع محمد بن عبد الواحد المصري الصحاف، وجدها أبا على الحداد، وبنيسابور أبا علي نصر الله بن أحمد الخشنامي.
شيخة أخرى: هي أم الفتح، زينت بنت أبي شجاع شيرويه بن شهردار ابن الديلمي، من أهل همذان.
أخت شهردار.
سمعت أباها، وأبا الفتح عبدوس بن عبد الله العبدوسي، وغيرهما.
كتبت إلي الإجازة بجميع رواياتها بتحصيل أبي الحسن الشهرستاني.
وكانت وفاتها فيما أظن في حدود سنة ثلاثين وخمس مائة.(1/1882)
مفاريد حرف الزاي
منهن:
أم الرجاء، زبيدة بنت محمد بن أحمد بن الحسن بن الحسين اليزدخواستي، من أهل أصبهان.
امرأة صالحة.
سمعت أبا الحسين أحمد بن عبد الرحمن الذكواني، وأبا عبد الله القاسم بن الفضل الثقفي، وأبا حفص عمر بن أحمد السمسار الأصبهانين، وأبا محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي، وغيرهم.
كتبت عنها أحاديث يسيرة، والجزء السادس من فوائد الرئيس أبي عبد الله بن محمود، بروايتها عنه.
حرف السين
منهن:
أم خلف، سعيدة بنت أبي القاسم زاهر بن طاهر بن محمد الشحامي، من أهل نيسابور.
أكبر أولاد شيخنا أبي القاسم الشحامي.(1/1883)
امرأة عفيفة، ستيرة، صالحة، عالمة.
من أولاد المحدثين.
كانت قد أسنت وعمرت حتى تفردت برواية قطعة صالحة من الحديث.
سمعها والدها عن جماعة من الشيوخ، وخرج لها جزءًا عن شيوخها.
سمعت جدها أبا عبد الرحمن طاهر بن محمد الشحامي، وأبا سعد عبد الرحمن بن منصور بن رامش، وأبا محمد إسماعيل بن أحمد الحيري، وأبا عمرو عثمان بن محمد بن عبيد الله المحمي، وأبا بكر أحمد بن علي الشيرازي، وأبا المظفر موسى بن عمران الأنصاري، وأبا بكر محمد بن إسماعيل بن بنون التفليسي، وأم البنين فاطمة بنت أبي علي الدقاق، وغيرهم.
كتبت عنها أجزاء بنيسابور في النوب الثلاثة.
فمن جملة ما سمعت منها: الجزء الثامن عشر، والتاسع عشر من فوائد السيد أبي الحسن محمد بن الحسين العلوي، بروايتها عن إسماعيل بن أحمد الحيري، عنه.
وكانت ولادتها سنة ثمان أو سبع وستين وأربع مائة بنيسابور.
وتوفيت بها سحر يوم السبت السابع عشر من شهر رمضان، سنة سبع وأربعين وخمس مائة، ودفنت وقت الظهر بمقبرة الحسين على رأس أوقه رجاء، وقيل: إنها لما قربت وفاتها كانت تقرأ { [الكهف، فلما فرغت من هذه الآية {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلا} [الكهف: 107] خرجت روحها وماتت.(1/1884)
من اسمها ست أزرمية
منهن:
ست أزرمية بنت أحمد بن محمد بن الحداد، من أهل أصبهان.
سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الطيان القفال.
سمعت منها شيئًا يسيرًا، وهو حديثين.
شيخة أخرى: هي ست أزرمية بنت أبي الوفاء عبد الواحد بن حمد بن عبد الواحد، الصاغ، الشرابي.
بنت شيخنا أبي الوفاء ابن الصباغ.
من أولاد المحدثين.
سمعت الرئيس أبا عبد الله القاسم بن الفضل الثقفي.
كتبت عنها شيئًا يسيرًا.(1/1885)
المفاريد في حرف السين
منهن:
أمة الرحمن سارة بنت الإمام أبي نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم بن هوازن القشيري، من أهل نيسابور.
إحدى بنات الإمام أبي نصر، وسمعت من ثلاثتهن.
وكانت صالحة، من بيت العلم والحديث.
سمعت أبا المظفر موسى بن عمران الأنصاري، وأبا القاسم عبد الرحمن بن أحمد الواحدي، وغيرهما.
سمعت منها جزءًا من حديث السيد أبي الحسن محمد بن الحسين العلوي، بروايتها عن موسى، عنه.
شيخة أخرى: هي أم الضياء، ست الجليل بنت أبي الحسين محمد بن(1/1886)
الحسن بن الحسين بن أحمد بن يحيى بن وثاب، الوثابي، المعروف بالوركاني الأديب، من أهل أصبهان.
زوجة شيخنا إسماعيل بن محمد الحافظ.
امرأة صالحة ستيرة.
من أهل الخير، وبيت العلم.
أحضرت مجلس أبي بكر محمد بن أحمد بن الحسن بن ماجة الأبهري، وقرئ عليه جزء لوين المصيصي، فحضرت السماع.
سمعت منها ذلك الجزء.
شيخة أخرى: هي أم النجم، وقيل أم الفخر ست العراق بنت أبي مضر عبد الواحد بن المطهر بن عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن الفضل بن الربيع بن محمد بن بشر بن شقيق العنبري البزاني، من أهل أصبهان.
من بيت الحديث وأولاد الكبار، والمشاهير.
سمعت جدها أبا الفضل المطهر بن عبد الواحد البزاني.
كتبت عنها جزءًا من حديث أبي حفص عمرو بن علي الفلاس البصري، بروايتها عن جدها، عن أبي عمرو عبد الوهاب، عن أبي محمد(1/1887)
الزهري عنه.
شيخة أخرى: هي ست ناز بنت المفضل بن أبي الفوارس الشيرازي، من أهل أصبهان.
سمعت أبا منصور شجاع بن علي المصقلي.
سمعت منها أحاديث من جزء لوين بروايتها عن المصقلي، عن أبي جعفر بن المرزبان.
شيخة أخرى: هي ست الناس بنت السيد علي بن عباد بن علي بن حمزة بن طباطبا العلوي، من أهل أصبهان.(1/1888)
سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم القفال الطيان.
سمعت منها قدر ورقتين من الحديث، من أمالي المحاملي، بروايتها عن أبي إسحاق الطيان، عن أبي إسحاق بن خرشيذ قوله التاجر، عن أبي عبد الله المحاملي، في ذي الحجة سنة إحدى وثلاثين.
شيخة أخرى: هي أم العز ستكا بنت محمد بن الفضل الديلمي الأصبهاني.
أخت أم الضياء عاشوراء، من أهل أصبهان.
سمعت أبا حفص عمر بن أحمد بن عمر السمسار.
سمعت منها أحاديث يسيرة.
شيخة أخرى: هي أم أنس، ستيك، وقيل ستي بنت أبي الحسن عبد الغافر بن محمد بن عبد الغافر بن أحمد بن محمد بن سعيد الفارسي، من أهل نيسابور.
امرأة صالحة عفيفة.(1/1889)
من بيت الحديث.
وهي زوجة شيخنا أبي منصور عبد الخالق ابن شيخنا أبي القاسم الشحامي.
سمعت جدها أبا عبد الله إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي، وأبا بكر أحمد بن علي الشيرازي، وأبا سعيد محمد بن عثمان بن محمد بن حسان القواس البستي، وأبا نصر محمد بن سهل السراج، وأبا القاسم الفضل بن أبي حرب الجرجاني، وغيرهم.
كتبت عنها بنيسابور، وسمعت منها في دار زوجها بحضوره أحاديث مخرجة عن شيوخها.
وكانت ولادتها في سنة سبع وسبعين وأربع مائة بنيسابور.
ووفاتها. . . .
حرف الشين
منهن:
أم الكرام، شريفة، بنت شيخنا الإمام أبي عبد الله محمد بن الفضل الصاعدي الفراوي، من أهل نيسابور.(1/1890)
امرأة صالحة من أولاد العلماء.
سمعت أبا سعيد عبد الرحمن بن منصور بن رامش، وأبا بكر أحمد بن علي الشيرازي، وأبا علي الحسن بن علي بن محمد بن العلاء بن عبدويه البشتي، وجدها لأمها أبا عبد الرحمن طاهر بن محمد الشحامي، وأبا الفضل محمد بن عبيد الله الصرام الحيري المقرئ، وأبا عمرو عثمان بن محمد بن عبيد الله المحمي، وأبا المظفر موسى بن عمران الأنصاري الصوفي، وجماعة سواهم.
كتبت عنها بنيسابور في الرحلة الأولى.
ومن جملة ما كتبت عنها: كتاب الأربعين لأبي عبد الرحمن السلمي، بروايتها عن أبي علي البشتي، عنه.
وغير ذلك.
وكانت ولادتها قبل سنة أربعين وأربع مائة.
وماتت في سنة ست وثلاثين وخمس مائة بنيسابور، ودفنت عند والدها.
شيخة أخرى: هي أمة العزيز، شكر بنت أبي الفرج سهل بن بشر بن أحمد(1/1891)
بن سعيد الإسفراييني الصائغ.
ولدت بصور، فلما صار لها سنتان حملها والدها إلى دمشق، ونشأت بدمشق وسكنتها.
امرأة من أولاد المحدثين.
سمعت أباها أبا الفرج الإسفراييني، وأبا نصر أحمد بن محمد بن سعيد الطريثيثي الصوفيين.
كتبت عنها بدمشق.
شيخة أخرى: هي أم الكرام، وقيل أم البهاء، شهر أزرمية بنت أبي القاسم عبد الواحد بن رجاء بن عبد الواحد بن محمد بن الفاخر القرشي.
أخت صاحبنا أبي أحمد معمر بن الفاخر المفيد، من أهل أصبهان.
سمعت الإمام أبا محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي البغدادي، وأبا أحمد منصور. . . .(1/1892)
بن بكر بن محمد بن علي بن حيد التاجر، وأبا الحسين لاحق ابن الإسكاف، وغيرهم.
ولها إجازة صحيحة عن أبي الفضل محمد بن أحمد الطبسي الحافظ، وأبي عمرو عثمان بن محمد بن عبيد الله المحمي، وأبي الفضل محمد بن عبيد الله الصرام، وأبي الفتح محمد بن أحمد بن سمكويه الأصبهاني الحافظ، وأبي منصور عبد الرحمن بن محمد بن عفيف البوشنجي، وأبي إسماعيل محمد بن عبد الله بن محمد الأنصاري، وأبي بكر محمد بن إسماعيل التفليسي، وأبي القاسم عبد الرحمن بن أحمد الواحدي، وأبي بكر بن خلف الشيرازي، وأبي السنابل هبة الله بن أبي الصهباء القرشي، وطبقتهم.
كتبت عنها بأصبهان شيئًا يسيرًا بإفادة أخيها.
وكتب إلي أخوها أن ولادتها في سنة ست وسبعين وأربع مائة.
ووفاتها بعد سنة خمس وأربعين وخمس مائة.
روت عن رزق الله حديث «من عادى لي وليا» بطوله.(1/1893)
حرف الضاد
من اسمها ضوء
منهن:
أم الرضا، ضوء بنت أبي شكر حمد بن علي بن محمد الحبال، من أهل أصبهان.
امرأة صالحة، عفيفة، كثيرة الخير والعبادة.
وهي والدة الأخوين المحدثين ابني أبي الوفاء المديني.
سمعت جدة أبيها عائشة بنت الحسن بن إبراهيم الوركانية، وأباها أبا شكر حمد بن علي الحبال، وزوجها أبا الوفاء محمد بن محمد بن محمد المديني.
كتبت عنها بأصبهان.
ومن جملة ما سمعت منها: جزءًا خرجه ابنها لها، ومجلس من أمالي أبي الحسين ابن الشاه، بروايتها عن عائشة.
وكانت ولادتها في حدود سنة خمسين وأربع مائة تقديرًا مني، وماتت بأصبهان.
شيخة أخرى: وهي أم الكرام، ضوء بنت حمد بن محمد بن أبي الفتح الفضل،(1/1894)
وقيل أحمد بن منصور بن عبد الله الصفار المعروف بالطويل، من أهل أصبهان.
سمعت أبا مسعود سليمان بن إبراهيم الحافظ، وأبا بكر محمد بن أحمد بن ماجه الأبهري.
سمعت منها أحاديث من نسخة لوين.
اسم فرد
ضوء النهار بن الحافظ أبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي، من أهل همذان.
من أولاد المحدثين، والدها ممن يضرب به المثل في الحفظ والجمع والرحلة، ولقي المشايخ.
وهي زوجة الرضي أبي الفخر سعد بن محمد بن عبد الواحد ابن يوغه الكرابيسي الصوفي.
وسمعت بهمذان أبا الفتح عبدوس بن عبد الله الهمذاني، وبالري أبا بكر إسماعيل بن علي بن أحمد الخطيب، وغيرهما.
سمعت منها أوراقًا من الحديث بهمذان.
وكان من جملة ما سمعته: كتاب مسند الشافعي من إسماعيل الخطيب، عن القاضي أبي بكر الحيري، عن الأصم، عن الربيع بن سليمان، عنه.(1/1895)
حرف الطاء
هي طاهرة بنت أبي بكر بن أبي القاسم بن محمد بن علي الخشاب الدرغاني، من أهل بخارى.
امرأة صالحة، من أولاد المحدثين.
سمعت أبا الحسن علي بن عثمان بن إبراهيم بن الحسين بن الأخوين البخاري القاضي.
سمعت منها أحاديث يسيرة.
شيخة أخرى: هي أم أحمد، طرفة بنت عبد الله، الكرجية، الحرزية.
هي أم ولد عبد الرحمن بن عبد الله بن مخاطرة الساوي.
امرأة صالحة.(1/1896)
سمعت أبا القاسم الفضل بن أحمد بن محمد بن عيسى الزجاجي المعروف بابن أبي حرب، وغيره.
أجازت لي جميع رواياتها بتحصيل أبي الحسن الشهرستاني، في سنة تسع وعشرين وخمس مائة، ولم ألحقها في سنة سبع وثلاثين.
حرف الظاء
هي أم محمد، وقيل أم الكرام، ظريفة بنت أبي الحسن بن أبي القاسم بن علي بن أبي زيد المأموني الطبري، من أهل طبرستان.
من بيت الحديث.
وهي أم صاحبنا محمد بن أبي الفوارس الحافظ الطبري.
امرأة صالحة، عفيفة، عالمة.
سكنت بلخ.
سمعت الإمام أبا المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل الروياني الطبري.
سمعت منها حديثًا واحدًا ببلخ.
وماتت بها عشية يوم الجمعة في أواخر شهر ربيع الآخر، سنة ثمان وأربعين وخمس مائة، ودفنت بباب يحيى عند القاضي أبي علي الوخشي الحافظ.(1/1897)
شيخة أخرى: هي أم الفتح، ظفر بانويه بنت أبي نصر، الكاتب الأصبهاني، من أهل أصبهان.
سمعت أبا طالب أحمد بن محمد بن جعفر البيع.
كتبت إلي الإجازة برواياتها، ولم يتفق أني سمعت منها شيئًا مدة مقامي بأصبهان، وحصل لي عنها الإجازة صاحبنا أبو القاسم الدمشقي في سنة اثنتين وثلاثين وخمس مائة.
شيخة أخرى: هي أم الفتوح، ظمياء بنت أحمد بن الفضل التاجر، الأصبهانية، من أهل أصبهان.
لم يتفق أن سمعت منها شيئًا.
سمعت أبا حفص عمر بن أحمد السمسار.
كتبت إلي الإجازة برواياتها بتحصيل أبي القاسم الدمشقي، في سنة اثنتين وثلاثين وخمس مائة.
حرف العين
من اسمها عائشة
منهن:
عائشة بنت أبي نصر أحمد بن منصور بن محمد بن القاسم بن عبدوس(1/1898)
الصفار، من أهل نيسابور.
امرأة صالحة، عفيفة، من بيت العلم وأهله.
سمعت أبا المظفر موسى بن عمران الأنصاري، وأبا بكر أحمد بن علي الشيرازي، وأبا السنابل هبة الله بن أبي الصهباء القرشي، وأبا القاسم عبد الرحمن بن أحمد الواحدي، وأبا بكر محمد بن إسماعيل التفليسي، وأبا عمرو عثمان بن محمد بن عبيد الله المحمي، وأبا الفضل محمد بن عبيد الله الصرام المقرئ الحيري، وأم البنين فاطمة بنت أبي علي الدقاق، وغيرهم.
كتبت عنها بنيسابور.
فمن جملة ما سمعت منها: مجلسين من أمالي أبي إسحاق الإسفراييني، بروايتها عن هبة الله بن أبي الصهباء، عنه.
وسمعت الأربعين التي خرجها لها علي بن عمر الطوسي، عن أربعين شيخًا.
وجزءًا من حديث السيد أبي الحسن محمد بن الحسين الموسوي، بروايتها عن موسى بن عمران، عنه.
وكانت ولادتها في سنة إحدى وسبعين وأربع مائة بنيسابور.
وفقدت في أيام الفترة وإغارة الغز على نيسابور، منتصف شوال، سنع تسع وأربعين وخمس مائة، ولا يدرى أحرقت أو قتلت في العقوبة وأكلتها الكلاب، والله تعالى يرحمها ويكافيء من ظلمها.(1/1899)
شيخة أخرى: هي أم الفضل عائشة بنت أبي بكر عبد الله بن علي بن أحمد بن بحر البلخي، ثم الفوشنجي، من أهل فوشنج.
كانت امرأة صالحة، خيرة، معمرة.
سمعت أباها أبا بكر البلخي، والإمام أبا الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداودي، وأبا منصور عبد الرحمن بن محمد بن عفيف الفوشنجي المعروف بكلار، وغيرهم.
كتبت عنها بفوشنج.
وسمعت منها مجلسين من أمالي الداودي، بروايتها عنه.
وجزءًا من حديث يحيى بن محمد بن صاعد، بروايتها عن كلار، عن محمد بن أبي شريح الأنصاري، عنه.
وكانت ولادتها قبل سنة ستين وأربع مائة بفوشنج.
وماتت بها يوم الاثنين السابع من ذي القعدة، سنة إحدى وأربعين وخمس مائة.
شيخة أخرى: هي أم الفضل، عائشة بنت أبي عمرو الفضل بن أحمد بن أبي أحمد بن كاكويه الخمقري الصوفي، من أهل مرو.(1/1900)
امرأة صالحة، عفيفة، كثيرة الصلاة.
سمعت أباها أبا عمرو بن كاكويه.
كتبت عنها شيئًا يسيرًا.
وماتت ليلة الأحد الثانية عشرة من ذي القعدة، سنة خمس وأربعين وخمس مائة، وصليت عليها من الغد، ودفنت بسنجذان.
شيخة أخرى: هي عائشة بنت أبي سعيد محمد بن عبد العزيز بن عبد الرحمن الصفار الصوفي، من أهل نيسابور.
والدها كان صاحب أبي عبد الرحمن السلمي، وراوية كتبه.
سمعت أباها أبا سعيد.
سمعت منها جزءًا من حديث أبي العباس الأصم، بروايتها عن أبيها، عن أبي سعيد الصيرفي، عنه.
وكانت ولادتها تقديرًا في حدود سنة أربعين وأربع مائة، فإنها قالت: أنا بنت مائة سنة.(1/1901)
شيخة أخرى: هي عائشة بنت أبي المظفر منصور بن أحمد بن الحسن بن علي بن يحيى المرغيناني الصوفي، من أهل مرو.
امرأة صالحة، من بيت التصوف.
حصل والدها الإجازة عن أبي بكر أحمد بن منصور بن خلف المغربي.
قرأت عليها أحاديث في دارها بسكة محمد أبي عبد الله.
ولم يسمع منها أحد الحديث غيري.
وكانت ولادتها قبل سنة ستين وأربع مائة.
وماتت بعد سنة ثلاثين وخمس مائة.
شيخة أخرى: هي أم الفضل، عائشة بنت أبي الفضل بن أحمد الكمساني، من أهل مرو، من قرية كمسان.
امرأة عالمة، فقيهة، صالحة، من أهل الخير والدين.
سمعت جدتها عينى بنت زكريا بن أحمد المكي الهلالي، صاحبة أبي بكر بن عبدوس النسوي، بروايتها عن جدتها، عنه.
وكانت ولادتها قبل سنة ستين وأربع مائة.(1/1902)
وماتت بكمسان يوم الخميس الثاني من ذي القعدة، سنة تسع وعشرين وخمس مائة، ودفنت من الغد يوم الجمعة.
مفاريد حرف العين
منهن:
عاشوراء بنت محمد بن الفضل الديلمي، من أهل أصبهان أخت أم العز ستكا، من أهل أصبهان.
سمعت أبا حفص عمر بن أحمد السمسار.
سمعت منها شيئًا يسيرًا.
شيخة أخرى: هي أم الخير، عافية بنت الحسين بن عبد الملك بن عبد الوهاب بن محمد بن منده العبدي، من أهل أصبهان.
امرأة صالحة، من بيت الحديث.
سمعت أبا عيسى عبد الرحمن بن محمد بن زياد التاني، وأبا بكر محمد بن أحمد بن محمد بن ماجه.
سمعت منها نسخة لوين بأصبهان، بروايتها عن أبي عيسى التاني.
وماتت بها يوم السبت الرابع من شوال، سنة تسع وثلاثين وخمس مائة.
شيخة أخرى: هي أم عدنان، عزكا بنت أبي عبد الله الهيثم بن(1/1903)
محمد بن الهيثم بن عبد الله بن محمد بن الهيثم.
امرأة صالحة.
سمعت أبا مسعود سليمان بن إبراهيم الوراق الحافظ.
كتبت عنها جزءًا انتخبته من حديثه.
شيخة أخرى: هي عفاف بنت شيخنا أحمد بن محمد بن محمد ابن الإخوة العطار.
أخت أبي الفضل عبد الرحيم، وأبي الفتح عبد الرحمن.
سمعت أبا عبد الله بن طلحة النعالي وغيره.
ماتت ضاحي نهار يوم السبت النصف من ذي الحجة، سنة أربع وأربعين وخمس مائة.
شيخة أخرى: هي أم الفتوح، عين الشمس بنت المفضل بن المطهر بن عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن الفضل بن الربيع بن محمد بن محمد بن بشر بن شقيق(1/1904)
العنبري البزاني، بنت عم أم النجم ست العراق، من أهل أصبهان.
من بيت الحديث والتقدم.
سمعت جدها أبا المفضل المطهر بن عبد الواحد البزاني.
كتبت عنها بأصبهان.
ومن جملة ما كتبت عنها: جزءًا من حديث أبي حفص عمرو بن علي الفلاس، بروايتها عن جدها، عن أبي عمرو بن عبد الوهاب، عن أبي محمد الزهري، عنه.
وجزءًا فيه مجالس من أمالي أبي عبد الله بن منده الحافظ، بروايتها عن جدها أبي الفضل، عنه.
حرف الفاء
منهن:
أم النجم، فاطمة بنت أحمد بن عبد الله بن. . . . السوذرجاني، من أهل أصبهان.
امرأة صالحة، من بيت الحديث.
سمعت أبا طاهر أحمد بن محمد بن عمر النقاش.(1/1905)
سمعت منها ستة مجالس من أمالي أبي عبد الله الحافظ، بروايتها عن أبي طاهر النقاش، عنه، وهي: التاسع والعشرون، والثلاثون، والحادي والثلاثون، والثاني، والثالث، والرابع والثلاثون.
وكانت ولادتها في حدود سنة ستين وأربع مائة.
ووفاتها بعد سنة إحدى وثلاثين وخمس مائة، فإنا سمعنا منها بهذا التاريخ في دارها بسكة الخوزيين.
شيخة أخرى: هي أم أحمد، فاطمة بنت الحسن بن أحمد بن الحسين السوري البيهقي، من أهل خسر وجرد بيهق، المعروفة بشتشكر.
صاحبة شيخنا أبي عبد الله الحسين بن أحمد البيهقي، وأم أولاده.
امرأة من أولاد العلماء.
عمها أبو منصور محمد، ووالدها الحسن من الفقهاء.
سمعت أبا مسلم عبد الله بن المعتز بن منصور البيهقي.(1/1906)
سمعت منها جزءًا من حديث أبي العباس السراج، بروايتها عن أبي مسلم، عن أبي الحسين الخفاف، عنه.
وكانت ولادتها في حدود سنة ستين وأربع مائة.
شيخة أخرى: هي أم البنين، فاطمة بنت الحسن بن أحمد بن أبي نصر الزندخاني السرخسي.
والدتي رحمها الله، من أهل سرخس.
من بيت الرئاسة والتقدم.
والدها كان رئيس مرو.
وهي كانت راغبة في الخير، كثيرة المعروف والإحسان إلى الناس.
وكانت ولادتها بالزندخان، سنة نيف وثمانين وأربع مائة.
وماتت بسرخس، سنة ثلاث وثلاثين وخمس مائة.
الرواية: سمعت والدتي رحمها الله، تقول: سمعت والدك أبا بكر محمد ابن السمعاني، يقول: إذا سمعت صوت الرعد، فقولي: {وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ} [الرعد: 13] .(1/1907)
شيخة أخرى: هي أم السعد، فاطمة بنت أبي نصر خلف بن طاهر بن محمد الشحامي.
أخت أبي المظفر عبد الكريم، وأم أبي المكارم عبد الرزاق بن علي العجلي.
امرأة صالحة، من بيت الحديث.
سمعت جدها أبا عبد الرحمن الشحامي، وأبا عمرو عثمان المحمي، وأم البنين فاطمة الدقاقية، وأبا الفضل محمد بن عبيد الله الصرام، وأبا الحسن علي بن أحمد بن محمد النامقي، وأبا بكر بن علي بن عبد الله بن خلف الشيرازي، وأبا سعد بن رامش، وأبا محمد إسماعيل بن أحمد بن محمد الحيري، وطبقتهم.
سمعت منها جزءًا خرجه لها شيخنا أبو القاسم الشحامي.
شيخة أخرى: هي أم البنين، فاطمة بنت عبد الله بن أحمد بن القاسم بن عقيل الجوزداني، من أهل أصبهان.(1/1908)
امرأة صالحة خيرة معمرة.
تفردت في وقتها برواية كتاب المعجم الكبير والمعجم الصغير للطبراني، بروايتها عن ابن ريذة، عنه.
وكتاب الفتن لنعيم بن حماد المروزي، بروايتها عن ابن ريذة، عن الطبراني، عن أبي زيد عبد الرحمن بن حاتم المرادي، عنه.
كتبت إلي الإجازة بجميع مسموعاتها بخط غيرها غير مرة.
وكانت ولادتها في حدود سنة ثلاثين وأربع مائة أو قبلها.
ووفاتها يوم الأربعاء الرابع والعشرين من رجب، سنة أربع وعشرين وخمس مائة بأصبهان.
شيخة أخرى: هي أم عبد الله، فاطمة بنت أبي الحسن علي بن عبد الله بن محمد النيسابوري، المعروفة بست العلماء، نزيلة أصبهان.
امرأة عفيفة، عالمة، كثيرة الخير، صوفية، من أولاد العلماء والأئمة.
سمعت القاضي الأثير أبا محمد عبد الله بن محمد بن علي التميمي المعروف بابن أبي الرجاء.(1/1909)
وكانت ولادتها في طريق الحج، ونشوءها بأصبهان؛ لأن والدها بعد الرجوع من الحج سكن أصبهان.
وكانت ولادتها قبل سنة ستين وأربع مائة.
ووفاتها بأصبهان في شهر رمضان، سنة ثمان وثلاثين وخمس مائة.
شيخة أخرى: هي أم الخير، فاطمة بنت أبي الحسن علي بن المظفر بن الحسن بن زعبل بن عجلان البغدادي.
وكتبت بخطها في الإجازة علي أبي الحسن بن المظفر بن زعبل، من أهل بنيسابور.
امرأة صالحة، عالمة، من أهل القرءان والخير.
وكانت تعلم القرءان للجواري، وكانت تسكن خان الفارسيين، وكانت من المعمرات.(1/1910)
وكان والدها يسكن خان الفرس، والخان كان يتعلق بأبي الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي.
فسمعت منه الكتب المسموعة له مثل: كتاب الصحيح لمسلم بن الحجاج القشيري.
وكتاب غريب الحديث لأبي سليمان الخطابي.
كتبت عنها بنيسابور.
ومن جملة ما سمعت منها: كتاب الأربعين للحسن بن سفيان النسائي، بروايتها عن عبد الغافر، عن ابن حمدان، عنه.
وجزء من أمالي الحاكم أبي أحمد الحافظ، بروايتها عن عبد الغافر، عنه.
وجزءان من حديث عبدان الجواليقي، الرابع، والخامس، بروايتها عن عبد الغافر، عن إسماعيل بن عبد الله بن ميكال، عنه.
وورقتان انتخبتهما من كتاب غريب الحديث للخطابي، بروايتها عن عبد الغافر، عنه.(1/1911)
وكانت ولادتها في سنة خمس وثلاثين وأربع مائة بنيسابور.
ووفاتها في المحرم، سنة اثنتين، وقيل سنة ثلاث وثلاثين وخمس مائة في العشر الأول، بنيسابور.
شيخة أخرى: هي أم الفتوح، فاطمة بنت أبي عمرو الفضل بن أحمد بن أبي أحمد ابن متويه الكاكويي، من أهل مرو.
من بيت. . .، وأولاد المحدثين.
أمرأة صالحة، كثيرة الخير، عفيفة، وهي أخت عائشة.
سمعت أباها عمرو بن كاكويه.
وكانت لها إجازة عن أبي عبد الله إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي، وأبي بكر عبد الغفار بن محمد الشيروي، وأبي عبد الله أسعد بن حيان النسوي، وغيرهم.
كتبت عنها شيئًا يسيرًا.(1/1912)
وكانت ولادتها بمرو تقديرًا في حدود سنة ست وثمانين وأربع مائة، وخرجت إلى بخارى في سنة ست وخمسين وخمس مائة.
وماتت بها في النصف من شعبان.
شيخة أخرى: هي أم البهاء، فاطمة بنت أبي الفضل محمد بن أحمد بن الحسن بن علي بن سليمان البغدادي.
أخت شيخنا أبي سعد ابن البغدادي الحافظ، من أهل أصبهان.
امرأة صالحة، مستورة، معمرة، مسندة، مكثرة من الحديث.
سمعت أبا الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن الرازي المقرئ، وأبا طاهر أحمد بن محمود الثقفي، وأبا القاسم إبراهيم بن منصور بن إبراهيم الكراني السلمي، وأبا عثمان العيار، وأم الكرام كريمة بنت أبي سعد عبد الرحمن بن عمر بن عبد الله بن ممجه الحافظ الأصبهاني، وأبا بكر محمد بن إبراهيم بن علي(1/1913)
الحفاظ العطار، وأبا بكر أحمد بن الفضل الباطرقاني المقرئ، وأبا علي الحسن بن محمد بن الحسن بن عمرو بن يونس الحافظ، وغيرهم.
كتبت عنها بأصبهان، وعمرت حتى مات أقرانها ولداتها، وتفردت بالرواية عن بعض هؤلاء الشيوخ.
فمن جملة ما سمعت منها: ثلاثة أجزاء من حديث أبي كريب محمد بن العلاء الكوفي، بروايتها عن أبي الفضل الرازي، عن أبي القاسم ابن فناكي، عنه.
سمعت منها من فوائد العيار ثمانية أجزاء، من أول الرابع عشر، إلى آخر الحادي والعشرين على الولاء.
والجزء السابع والعاشر من فوائد أبي بكر ابن المقرئ، بروايتها، عن أبي طاهر الثقفي، عنه.
وقرأت عليها الجزء السابع عشر من حديث قتيبة بن سعيد.
وكذلك الحادي عشر، والخامس، والثالث، والرابع من حديثه.
وإملاء واحدًا من أمالي أبي محمد الحسن بن أحمد المخلدي، تروي هذه الأجزاء عن سعيد العيار.
كانت ولادتها في سنة نيف وأربعين وأربع مائة.(1/1914)
وماتت بأصبهان ليلة الأربعاء الثالث والعشرين من شهر رمضان، سنة تسع وثلاثين وخمس مائة، وصلى عليها أخوها أبو سعد، ودفنت من الغد بباب دربه.
شيخة أخرى: هي أم الفتوح، فاطمة بنت محمد بن عبد الله بن الحسن القيسي، من أهل أصبهان.
امرأة صالحة خيرة.
وهي صاحبة الأديب أبي الخير سعيد بن طلحة الصالحاني وزوجته.
سمعت أم إبراهيم عائشة بنت الحسن بن إبراهيم الوركانية.
سمعت منها مجالس من إملاء أبي الحسين عبد الواحد بن محمد بن شاه الشيرازي، بروايتها عن عائشة، عنه.
وكانت ولادتها سنة نيف وخمسين وأربع مائة بأصبهان.
ووفاتها بها في شهر رمضان، سنة خمس وأربعين وخمس مائة.(1/1915)
شيخة أخرى: هي أم المجتبي، فاطمة بنت السيد ناصر بن الحسن بن الحسين بن طلحة العلوي الأصبهاني، من أهل أصبهان.
امرأة علوية معمرة.
سمعت أبا الطيب عبد الرازق بن شمة التاجر، وأبا عثمان العيار، وأبا القاسم إبراهيم بن منصور السلمي، وأبا بكر منصور بن بكر بن محمد بن علي بن حيد التاجر، وغيرهم.
كتبت عنها بأصبهان.
ومن جملة ما كتبت عنها: كتاب الأربعين لأبي بكر ابن المقرئ، بروايتها عن أبي الطيب، عنه.
وجزء من حديث أبي بكر منصور بن حيد، بروايتها عنه.
وماتت في سنة ثلاث وثلاثين وخمس مائة.
اسم فرد
هي أم الكرام، وقيل أم الخير، فخر النساء بنت أبي الفضائل أسعد ابن القاضي أبي أحمد محمد بن أبي زرعة عبد الواحد بن زكريا القاضي الأصبهاني، من أهل أصبهان.(1/1916)
من بيت الحديث والعلم.
وهي زوجة شيخنا أبي القاسم الحسن بن محمد بن مهران التميمي.
سمعت أبا سعيد رجاء بن عبد الواحد بن عبد الله بن قولويه المعقلي.
كتبت عنها المجالس الأربعين من أمالي محمد بن إبراهيم الجرجاني، بروايتها عن رجاء بن قولويه، عنه.
حرف الكاف
من اسمها كريمة
منهن:
أم الحسن، كريمة بنت أحمد بن علي الغازي، الأبيوردي، الكوفني، من أهل أبيورد.
سكنت مرو في دارنا.(1/1917)
امرأة صالحة، كثيرة العبادة من الصوم، والتهجد، وأعمال الخير.
تعلمت قراءة القرءان على كبر السن، وحفظت القوارع، وكانت تديم التلاوة.
سمعت الإمام أبا يعقوب يوسف بن أيوب الهمذاني، وأبا طاهر محمد بن محمد بن عبد الله السنجي، وأبا حفص عمر بن محمد بن علي البرموي، وغيرهم.
سمعت منهم بقراءتي عليهم.
كتبت عنها شيئًا يسيرًا.
وإنما ذكرتها لصلاحها، وحقوق خدمتها، والترحم عليها.
وكانت ولادتها سنة نيف وثمانين وأربع مائة بكوفن أبيورد.
وماتت بمرو ليلة الخميس الثانية والعشرين من صفر، سنة خمس وخمسين وخمس مائة، ودفناها من الغد بسنجذان عند حظيرة الإمام يوسف الهمذاني رحمهما الله.
شيخة أخرى: هي أم الفضل، كريمة بنت أبي الحسن علي بن إسحاق بن علي بن محمد المالكي الشوكاني، من أهل شوكان، بليدة بخابران.
امرأة من بيت الحديث.
والدها أبو الحسن كان له رحلة إلى نيسابور.
وسمع الكثير بقراءة جدي أبي المظفر، وحصل لها الإجازة عن جماعة من الشيوخ، مثل: أبي محمد عبد الحميد بن عبد الرحمن البحيري.(1/1918)
شيخة أخرى: هي كريمة بنت عمر الباغبان الأصبهاني، من أهل أصبهان.
سمعت الرئيس أبا عبد الله القاسم بن الفضل الثقفي.
كتبت عنها بأصبهان.
شيخة أخرى: هي كريمة بنت أبي منصور محمد بن عبد الملك بن الحسين بن عبدويه العطار.
أخت أبي محمد العطار المستملي، من أهل أصبهان.
سمعت أبا مسعود سليمان بن إبراهيم الحافظ، وأبا بكر محمد بن الحسن بن سليم القاضي، وغيرهما.
أردت أن أسمع منها الحديث، وقلت لأخيها غير مرة حتى يحملني إليها، فدافعني، ولم يتفق لي السماع منها، واستجاز لي منها صاحبنا ورفيقنا أبو القاسم الدمشقي الحافظ، في سنة اثنتين وثلاثين وخمس مائة.
شيخة أخرى: هي كمال بنت محمد بن محمد بن علي بن الفرجية الدينوري المقرئ، من أهل بغداد، من محلة يقال لها: باب البصرة.
سمعت أبا القاسم علي بن الحسين بن عبد الله الربعي المعروف بابن عربية.(1/1919)
كتبت إلي الإجازة بجميع مسموعاتها، حصلها أبو الحسن ابن الكاتب المفيد، في سنة نيف وعشرين.
وماتت في حدود سنة ثلاثين وخمس مائة.
حرف اللام
من اسمها لطيفة
هي لطيفة بنت أبي نصر أحمد بن أبي سعيد محمد المحمودي العطار، من أهل نيسابور.
امرأة صالحة.
سمعت أبا سعد الكنجروذي، وأبا يعلى الصابوني.
كتبت إلي الإجازة بجميع مسموعاتها من نيسابور في المحرم، سنة سبع وعشرين وخمس مائة.
حرف الميم
منهن:
مريم بنت عبد الله، الأرمنية، الكرجية، عتيقة الشيخ أبي بكر محمد بن أبي نصر اللفتواني الحافظ الأصبهاني، من أهل أصبهان.(1/1920)
سمعت الرئيس أبا سعد محمد بن علي بن محمد ابن سرفرتج الكاتب.
سمعت منها خمسة أحاديث.
شيخة أخرى: هي مليكة، وقيل: ملكة بنت أبي الحسن بن أبي محمد الفندروجي، من أهل ملقاباذ نيسابور.
امرأة صالحة، من بيت معروف.
سمعت أبا القاسم الفضل بن عبد الله بن المحب المفسر.
سمعت منها أوراقًا من مسند أبي العباس السراج، بروايتها عن ابن المحب، عن أبي الحسين ابن الخفاف، عنه.
وكانت ولادتها في سنة نيف وستين وأربع مائة.
وقرأنا عليها الحديث وهي مريضة مطروحة على الفراش.(1/1921)
وماتت بعد قراءتنا عليها الحديث بخمسة أيام، وهو يوم الخميس الثامن من جمادى الآخرة، سنة أربع وأربعين وخمس مائة، ودفنت بالحيرة.
شيخة أخرى: هي أم الفتوح، موهبة بنت محمد بن أبي القاسم بن عيسى الخلال، من أهل أصبهان.
سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم القفال.
كتبت عنها شيئًا يسيرًا بأصبهان.
حرف النون
منهن:
أم النجم، نورستي بنت أبي الوفاء عبيد الله بن محمود بن أبي بكر الزاهد الأصبهاني، من أهل أصبهان.
من بيت الزهد والعلم.
سمعت الرئيس أبا عبد الله القاسم بن الفضل الثقفي.
سمعت منها: النصف الأول من الجزء السابع من فوائد الرئيس.
شيخة أخرى: هي نورستي بنت عبد الكريم بن علي بن عبد الله البياضي الرازي، من أهل الري.(1/1922)
سمعت من جدها أبي الحسن علي بن عبد الله البياضي كتاب ثواب الأعمال لأبي محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، بروايته عن جدها، عن أبي طاهر بن حمدان الرازي، عن أبي الحسين علي بن عمر القصار الرازي، عن المصنف.
وكانت إجازتها لي بلفظها في أواخر سنة تسع وثلاثين وخمس مائة.
وكتب صاحبنا أبو الحسن الشهرستاني عنها، وهو الذي حصل لي الإجازة عنها.
حرف اللام ألف
هي أم الضياء، لامعة بنت أبي علي الحسن بن أحمد بن الحسن الدقاق الأصبهاني، من أهل أصبهان.
من أولاد المحدثين.
سمعت أبا الطيب محمد بن أحمد بن سليمان الأصبهاني المعروف بسله، وأبا محمد التميمي.
كتبت عنها شيئًا يسيرًا بأصبهان.(1/1923)
آخر المنتخب، والحمد الله رب العالمين، وصلواته على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين.
وقد اتفق الفراغ منه على يد أضعف عباد الله أبي بكر بن عبد الكافي بن عثمان الهراسي المراغي، في الثاني والعشرين من ذي الحجة سنة سبع وأربعين وست مائة.
غفر الله له ولجميع المسلمين آمين.(1/1925)