قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَخْبَرَنِي عَنِ الْوُضُوءِ ، فَقَالَ : مَا مِنْكُمْ مِنْ رَجُلٍ يُقَرِّبُ وضُوءَهُ فَيُمَضْمِضُ وَيَمُجُّ ، ثُمَّ يَسْتَنْشِقُ وَيَنْثُرُ إِلاَّ جَرَتْ خَطَايَا فِيهِ وَخَيَاشِيمِهِ مَعَ الْمَاءِ ، ثُمَّ يَغْسِلُ وَجْهَهُ كَمَا أَمَرَهُ اللَّهُ إِلاَّ جَرَتْ خَطَايَا وَجْهِهِ مِنْ أَطْرَافِ لِحْيَتِهِ مَعَ الْمَاءِ ، ثُمَّ يَغْسِلُ يَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ إِلاَّ جَرَتْ خَطَايَا يَدَيْهِ مِنْ أَطْرَافِ أَنَامِلِهِ مَعَ الْمَاءِ ، ثُمَّ يَمْسَحُ رَأْسَهُ كَمَا أَمَرَهُ اللَّهُ إِلاَّ جَرَتْ خَطَايَا رَأْسِهِ مِنْ أَطْرَافِ شَعْرِهِ مَعَ الْمَاءِ ، ثُمَّ يَغْسِلُ قَدَمَيْهِ إِلَى الْكَعْبَيْنِ كَمَا أَمَرَهُ اللَّهُ إِلاَّ جَرَتْ خَطَايَا قَدَمَيْهِ مِنْ أَطْرَافِ أَصَابِعِهِ مَعَ الْمَاءِ ، ثُمَّ يَقُومُ وَيَحْمَدُ اللَّهَ وَيُثْنِي عَلَيْهِ الَّذِي هُوَ لَهُ أَهْلٌ ، ثُمَّ يَرْكَعُ رَكْعَتَيْنِ إِلاَّ انْصَرَفَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ فَقَالَ أَبُو أُمَامَةَ : يَا عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ انْظُرْ مَاذَا تَقُولُ : أَأَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَيُعْطَى الرَّجُلُ هَذَا كُلَّهُ فِي مَقَامِهِ ؟ فَقَالَ عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ : يَا أَبَا أُمَامَةَ لَقَدْ كَبُرَتْ سِنِّي وَرِقَ عَظْمِي وَاقْتَرَبَ أَجَلِي ، وَمَا بِي مِنْ حَاجَةٍ أَكْذِبُ عَلَى اللهِ وَعَلَى رَسُولِهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، لَوْ لَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ إِلاَّ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا ، لَقَدْ سَمِعْتُهُ سَبْعًا أَوْ ثَمَانِيًا أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ.(4/203)
5396- قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي الْحَجَّاجُ بْنُ صَفْوَانَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ السُّلَمِيِّ قَالَ : رَغِبْتُ عَنْ آلِهَةِ قَوْمِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَذَلِكَ أَنَّهَا بَاطِلٌ , فَلَقِيتُ رَجُلاَّ مِنَ أَهْلِ الْكُتَّابِ مِنْ أَهْلِ تَيْمَاءَ , فَقُلْتُ : إِنِّي امْرُؤٌ مِمَّنْ يَعْبُدُ الْحِجَارَةَ , فَيَنْزِلُ الْحَيُّ لَيْسَ مَعَهُمْ إِلَهٌ , فَخَرَجَ الرَّجُلُ مِنْهُمْ , فَيَأْتِي بِأَرْبَعَةِ أَحْجَارٍ , فَيَنْصِبُ ثَلاَثَةً لِقِدْرِهِ , وَيَجْعَلُ أَحْسَنَهَا إِلَهًا يَعْبُدُهُ ، ثُمَّ لَعَلَّهُ يَجِدُ مَا هُوَ أَحْسَنُ مِنْهُ قَبْلَ أَنْ يَرْتَحِلَ , فَيَتْرُكُهُ وَيَأْخُذُ غَيْرَهُ إِذَا نَزَلَ مَنْزِلاَّ سِوَاهُ ، فَرَأَيْتُ أَنَّهُ إِلَهٌ بَاطِلٌ لاَ يَنْفَعُ وَلاَ يَضُرُّ , فَدُلَّنِي عَلَى خَيْرٍ مِنْ هَذَا ، فَقَالَ : يَخْرُجُ مِنْ مَكَّةَ رَجُلٌ يَرْغَبُ عَنْ آلِهَةِ قَوْمِهِ وَيَدْعُو إِلَى غَيْرَهَا ، فَإِذَا رَأَيْتَ ذَلِكَ , فَاتَّبِعْهُ فَإِنَّهُ يَأْتِي بِأَفْضَلِ الدِّينِ ، فَلَمْ تَكُنْ لِي هِمَّةٌ مُنْذُ قَالَ لِي ذَلِكَ إِلاَّ مَكَّةَ فَآتِي , فَأَسْأَلُ : هَلْ حَدَثَ فِيهَا حَدَثٌ ؟ فَيُقَالُ : لاَ ، ثُمَّ قَدِمْتُ مَرَّةً , فَسَأَلْتُ , فَقَالُوا : حَدَثَ فِيهَا رَجُلٌ يَرْغَبُ عَنْ آلِهَةِ قَوْمِهِ وَيَدْعُو إِلَى غَيْرِهَا ، فَرَجَعْتُ إِلَى أَهْلِي فَشَدَدْتُ رَاحِلَتِي بِرَحْلِهَا ، ثُمَّ قَدِمْتُ مَنْزِلِي الَّذِي كُنْتُ أَنْزَلَ بِمَكَّةَ , فَسَأَلْتُ عَنْهُ , فَوَجَدْتُهُ مُسْتَخْفِيًا , وَوَجَدْتُ قُرَيْشًا عَلَيْهِ أَشِدَّاءَ ،(4/203)
فَتَلَطَّفْتُ حَتَّى دَخَلْتُ عَلَيْهِ , فَسَأَلْتُهُ , فَقُلْتُ : أَيُّ شَيْءٍ أَنْتَ ؟ قَالَ : نَبِيُّ ، قُلْتُ : وَمَنْ أَرْسَلَكَ ؟ قَالَ : اللَّهُ ، قُلْتُ : وَبِمَ أَرْسَلَكَ ؟ قَالَ : بِعِبَادَةِ اللهِ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَبِحَقْنِ الدِّمَاءِ , وَبِكَسْرِ الأَوْثَانِ , وَصِلَةِ الرَّحِمِ , وَأَمَانِ السَّبِيلِ ، فَقُلْتُ : نَعَمْ ، مَا أُرْسِلْتَ بِهِ قَدْ آمَنْتُ بِكَ وَصَدَّقْتُكَ ، أَتَأْمُرُنِي أَمْكُثُ مَعَكَ أَوْ أَنْصَرِفُ ؟ فَقَالَ : أَلاَ تَرَى كَرَاهَةَ النَّاسِ مَا جِئْتُ بِهِ فَلاَ تَسْتَطِيعَ أَنْ تَمْكُثَ ، كُنْ فِي أَهْلِكَ فَإِذَا سَمِعْتَ بِي قَدْ خَرَجْتُ مَخْرَجًا , فَاتَّبِعْنِي.
فَمَكَثْتُ فِي أَهْلِي حَتَّى إِذَا خَرَجَ إِلَى الْمَدِينَةِ سِرْتُ إِلَيْهِ ، فَقَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَقُلْتُ : يَا نَبِيَّ اللهِ أَتَعْرِفُنِي ؟ قَالَ : نَعَمْ ، أَنْتَ السُّلَمِيُّ الَّذِي أَتَيْتَنِي بِمَكَّةَ , فَسَأَلَتْنِي عَنْ كَذَا وَكَذَا ، فَقُلْتُ لَكَ كَذَا وَكَذَا ، فَاغْتَنَمْتُ ذَلِكَ الْمَجْلِسَ , وَعَلِمْتُ أَنْ لاَ يَكُونَ الدَّهْرُ أَفْرَغَ قَلْبًا لِي مِنْهُ فِي ذَلِكَ الْمَجْلِسِ , فَقُلْتُ : يَا نَبِيَّ اللهِ ، أَيُّ السَّاعَاتِ أَسْمَعُ ؟ قَالَ : الثُّلُثُ الآخِرُ ،(4/204)
فَإِنَّ الصَّلاَةَ مَشْهُوَدَةٌ مَقْبُولَةٌ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ، فَإِذَا رَأَيْتَهَا طَلَعَتْ حَمْرَاءَ كَأَنَّهَا الْحَجَفَةَ فَأَقْصِرْ عَنْهَا ، فَإِنَّهَا تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ فَيُصَلِّي لَهَا الْكُفَّارُ ، فَإِذَا ارْتَفَعَتْ قِيدَ رُمْحٍ أَوْ رُمْحَيْنِ فَإِنَّ الصَّلاَةَ مَشْهُوَدَةٌ مَقْبُولَةٌ حَتَّى يُسَاوِي الرَّجُلَ ظِلُّهُ , فَأَقْصِرْ عَنْهَا فَإِنَّهَا حِينَئِذٍ تُسْجَرُ جَهَنَّمُ ، فَإِذَا فَاءَ الْفَيْءُ , فَصَلِّ فَإِنَّ الصَّلاَةَ مَشْهُوَدَةٌ مَقْبُولَةٌ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ ، فَإِذَا رَأَيْتُهَا غَرَبَتْ حَمْرَاءُ كَأَنَّهَا الْحَجَفَةَ فَأَقْصِرْ ، ثُمَّ ذَكَرَ الْوُضُوءَ فَقَالَ : إِذَا تَوَضَّأْتَ فَغَسَلْتَ يَدَيْكَ وَوَجْهَكَ وَرِجْلَيْكَ ، فَإِنْ جَلَسْتَ كَانَ ذَلِكَ لَكَ طَهُوَرًا ، وَإِنْ قُمْتَ فَصَلَّيْتَ وَذَكَرْتَ رَبَّكَ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ انْصَرَفْتَ مِنْ صَلاَتِكِ كَهَيْئَتِكَ يَوْمَ وَلَدَتْكَ أُمُّكَ مِنَ الْخَطَايَا.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : لَمَّا أَسْلَمَ عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ بِمَكَّةَ رَجَعَ إِلَى بِلاَدِ قَوْمِهِ بَنِي سُلَيْمٍ ، وَكَانَ يَنْزِلُ بِصَفْنَةٍ , وَحَاذَةٍ وَهِيَ مِنْ أَرْضِ بَنِي سُلَيْمٍ ، فَلَمْ يَزَلْ مُقِيمًا هُنَاكَ حَتَّى مَضَتْ بَدْرٌ , وَأُحُدٌ , وَالْخَنْدَقُ , وَالْحُدَيْبِيَةُ , وَخَيْبَرٌ ، ثُمَّ قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بَعْدَ ذَلِكَ الْمَدِينَةَ.(4/205)
453- أَبُو ذَرٍّ ، وَاسْمُهُ جُنْدُبُ بْنُ جُنَادَةَ
بْنِ كُعَيْبِ بْنِ صُعَيْرِ بْنِ الْوَقْعَةِ بْنِ حَرَامِ بْنِ سُفْيَانَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ غِفَارِ بْنِ مُلَيْلِ بْنِ ضَمْرَةَ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنَ مُضَرَ.(4/205)
5397- قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ عُبَيْدَةَ ، يُخْبِرُ عَنْ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمُجْمِرِ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : اسْمُ أَبِي ذَرٍّ : جُنْدُبُ بْنُ جُنَادَةَ ، وَكَذَلِكَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , وَهِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ , وَغَيْرُهُمَا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : وَسَمِعْتُ أَبَا مَعْشَرٍ نَجِيحًا يَقُولُ : وَاسْمُ أَبِي ذَرٍّ : بُرَيْرُ بْنُ جُنَادَةَ.(4/205)
5398- قَالَ : أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكِنَانِيُّ أَبُو النَّضْرِ قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ الْغِفَارِيِّ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ : خَرَجْنَا مِنْ قَوْمِنَا غِفَارَ , وَكَانُوا يُحِلُّونَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ , فَخَرَجْتُ أَنَا وَأَخِي أُنَيْسٌ وَأُمُّنَّا , فَانْطَلَقْنَا حَتَّى نَزَلْنَا عَلَى خَالٍ لَنَا , فَأَكْرَمَنَا خَالُنَا وَأَحْسَنَ إِلَيْنَا , قَالَ : فَحَسَدَنَا قَوْمُهُ , فَقَالُوا لَهُ : إِنَّكَ إِذَا خَرَجْتَ عَنْ أَهْلِكِ خَالَفَ إِلَيْهِمْ أُنَيْسُ قَالَ : فَجَاءَ خَالُنَا , فَنَثَا عَلَيْنَا مَا قِيلَ لَهُ , فَقُلْتُ : أَمَّا مَا مَضَى مِنْ مَعْرُوفٍ , فَقَدْ كَدَّرْتَ وَلاَ جِمَاعَ لَكَ فِيمَا بَعْدُ . قَالَ : فَقَرَّبْنَا صِرْمَتَنَا , فَاحْتَمَلْنَا عَلَيْهَا وَتَغَطَّى خَالُنَا بِثَوْبِهِ وَجَعَلَ يَبْكِي , فَانْطَلَقْنَا حَتَّى نَزَلْنَا بِحَضْرَةِ مَكَّةَ , فَنَافَرَ أُنَيْسٌ عَنْ صِرْمَتِنَا وَعَنْ مِثْلِهَا , فَأَتَيَا الْكَاهِنَ , فَخَبَّرَ أُنَيْسًا بِمَا هُوَ عَلَيْهِ , قَالَ : فَأَتَانَا بِصِرْمَتِنَا وَمِثْلِهَا مَعَهَا ، وَقَدْ صَلَّيْتُ يَابْنَ أَخِي قَبْلَ أَنْ أَلْقَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ثَلاَثَ سِنِينَ , فَقُلْتُ : لِمَنْ ؟ قَالَ : لِلَّهِ ، فَقُلْتُ : أَيْنَ تَوَجَّهُ ؟ قَالَ : أَتَوَجَّهُ حَيْثُ يُوَجِّهُنِي اللَّهُ ، أُصَلِّي عِشَاءً حَتَّى إِذَا كَانَ مِنْ آخِرِ السَّحَرِ أُلْقِيتُ كَأَنِّي خِفَاءٌ حَتَّى تَعْلُوَنِي الشَّمْسُ.(4/205)
فَقَالَ أُنَيْسٌ : إِنَّ لِي حَاجَةً بِمَكَّةَ فَاكْفِنِي حَتَّى آتِيَكَ ، فَانْطَلَقَ أُنَيْسٌ فَرَاثَ عَلَيَّ ، يَعْنِي أَبْطَأَ ، ثُمَّ جَاءَ , فَقُلْتُ : مَا حَبَسَكَ ؟ قَالَ : لَقِيتُ رَجُلاَّ بِمَكَّةَ عَلَى دِينِكَ يَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ أَرْسَلَهُ ، قَالَ : فَمَا يَقُولُ النَّاسُ لَهُ ؟ قَالَ : يَقُولُونَ : شَاعِرٌ كَاهِنٌ سَاحِرٌ ، وَكَانَ أُنَيْسٌ أَحَدَ الشُّعَرَاءِ , فَقَالَ أُنَيْسٌ : وَاللَّهِ لَقَدْ سَمِعْتُ قَوْلَ الْكَهَنَةِ فَمَا هُوَ بِقَوْلِهِمْ ، وَلَقَدْ وَضَعَتُ قَوْلَهُ عَلَى أَقْرَاءِ الشَّعْرِ فَلاَ يَلْتَئِمُ عَلَى لِسَانِ أَحَدٍ بَعِيدٍ أَنَّهُ شِعْرٌ وَاللَّهِ إِنَّهُ لَصَادِقٌ ، وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ . فَقُلْتُ : اكْفِنِي حَتَّى أَذْهَبَ فَأَنْظُرَ ، قَالَ : نَعَمْ ، وَكُنْ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ عَلَى حَذَرٍ فَإِنَّهُمْ قَدْ شَنِفُوا لَهُ وَتَجَهَّمُوا لَهُ ، فَانْطَلَقْتُ فَقَدِمْتُ مَكَّةَ , فَاسْتَضْعَفْتُ رَجُلاَّ مِنْهُمْ , فَقُلْتُ : أَيْنَ هَذَا الَّذِي تَدْعُونَ الصَّابِئَ ؟ قَالَ : فَأَشَارَ إِلَيَّ , فَقَالَ : هَذَا الصَّابِئُ , فَمَالَ عَلَيَّ أَهْلُ الْوَادِي بِكُلِّ مَدَرَةٍ , وَعَظْمٍ , فَخَرَرْتُ مَغْشِيًّا عَلَيَّ , فَارْتَفَعْتُ حِينَ ارْتَفَعْتُ كَأَنِّي نَصَبٌ أَحْمَرُ , فَأَتَيْتُ زَمْزَمَ فَشَرِبْتُ مِنْ مَائِهَا , وَغَسَلْتُ عَنِّي الدِّمَاءَ , فَلَبِثْتُ بِهَا يَا ابْنَ أَخِي ثَلاَثِينَ مِنْ بَيْنِ لَيْلَةٍ وَيَوْمٍ مَا لِي طَعَامٌ إِلاَّ مَاءَ زَمْزَمَ , فَسَمِنْتُ حَتَّى تَكَسَّرَتْ عُكَنُ بَطْنِي وَمَا وَجَدْتُ عَلَى كَبِدِي سَخْفَةَ جُوعٍ.
قَالَ : فَبَيْنَا أَهْلُ مَكَّةَ فِي لَيْلَةٍ قَمْرَاءَ إِضْحِيَانٍ إِذْ ضَرَبَ اللَّهُ عَلَى أَصْمِخَتِهِمْ , فَمَا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ أَحَدٌ مِنْهُمْ غَيْرَ امْرَأَتَيْنِ , فَأَتَتَا عَلَيَّ وَهُمَا تَدْعُوَانِ إِسَافًا وَنَائِلَةً قَالَ : فَقُلْتُ : أَنْكِحَا أَحَدُهُمَا الآخَرَ ، فَمَا ثَنَاهُمَا ذَاكَ عَنْ قَوْلِهما.(4/206)
قَالَ : فَأَتَتَا عَلَيَّ , فَقُلْتُ : هُنَا مِثْلُ الْخَشَبَةِ غَيْرَ أَنِّي لَمْ أُكَنِّ , فَانْطَلَقَتَا تُوَلْوِلاَنِ وَتَقُولاَنِ : لَوْ كَانَ هَاهُنَا أَحَدٌ مِنْ أَنْفَارِنَا ، قَالَ : فَاسْتَقْبَلَهُمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَأَبُو بَكْرٍ وَهُمَا هَابِطَانِ مِنَ الْجَبَلِ فَقَالَ : مَا لَكُمَا ؟ قَالَتَا : الصَّابِئُ بَيْنَ الْكَعْبَةِ وَأَسْتَارِهَا , قَالَ : فَمَا قَالَ لَكُمَا ؟ قَالَتَا : قَالَ لَنَا كَلِمَةً تَمْلأُ الْفَمَ.
فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَصَاحِبُهُ , فَاسْتَلَمَا الْحَجَرَ ، وَطَافَا بِالْبَيْتِ , ثُمَّ صَلَّى , فَأَتَيْتُهُ حِينَ قَضَى صَلاَتَهُ , فَكُنْتُ أَوَّلَ مَنْ حَيَّاهُ بِتَحِيَّةِ الإِسْلاَمِ , فَقَالَ : وَعَلَيْكَ رَحْمَةُ اللهِ ، مِمَّنْ أَنْتَ ؟ قَالَ : قُلْتُ مِنْ غِفَارَ ، فَأَهْوَى بِيَدِهِ إِلَى جَبْهَتِهِ هَكَذَا.
قَالَ : قُلْتُ فِي نَفْسِي : كَرِهَ أَنِّي انْتَمَيْتُ إِلَيَ غِفَارَ , فَذَهَبْتُ آخُذُ بِيَدِهِ , فَقَدَعَنِى صَاحِبُهُ وَكَانَ أَعْلَمَ بِهِ مِنِّي ، فَقَالَ : مَتَى كُنْتَ هَاهُنَا ؟ قُلْتُ : كُنْتُ هَاهُنَا مُنْذُ ثَلاَثِينَ مِنْ بَيْنَ لَيْلَةٍ وَيَوْمٍ ، قَالَ : فَمَنْ كَانَ يُطْعِمُكَ ؟ قَالَ : قُلْتُ : مَا كَانَ لِي طَعَامٌ إِلاَّ مَاءَ زَمْزَمَ ، فَسَمِنْتُ حَتَّى تَكَسَّرَتْ عُكَنُ بَطْنِي ، فَمَا وَجَدْتُ عَلَى كَبِدِي سَخَفَةَ جُوعٍ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّهَا مُبَارَكَةٌ ، إِنَّهَا طَعَامُ طُعْمٍ.(4/207)
قَالَ أَبُو بَكْرٍ : يَا رَسُولَ اللهِ ائْذَنْ لِي فِي طَعَامِهِ اللَّيْلَةَ ، قَالَ : فَفَعَلَ فَانْطَلَقَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَأَبُو بَكْرٍ , وَانْطَلَقْتُ مَعَهُمَا , فَفَتَحَ أَبُو بَكْرٍ بَابًا , فَجَعَلَ يَقْبِضُ لَنَا مِنْ زَبِيبِ الطَّائِفِ ، فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ : فَذَاكَ أَوَّلُ طَعَامٍ أَكَلْتُهُ بِهَا ، قَالَ : فَغَبَرْتُ مَا غَبَرْتُ , فَلَقِيتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم , فَقَالَ : إِنَّهُ قَدْ وَجَّهْتُ إِلَى أَرْضٍ ذَاتِ نَخْلٍ ، وَلاَ أَحْسَبُهَا إِلاَّ يَثْرِبَ فَهَلْ أَنْتَ مُبَلَّغٌ عَنِّي قَوْمَكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَنْفَعَهُمْ بِكَ ، وَيَأْجُرَكَ فِيهِمْ ، فَانْطَلَقْتُ حَتَّى لَقِيتُ أَخِي أُنَيْسًا , فَقَالَ : مَا صَنَعْتَ ؟ قُلْتُ : صَنَعْتُ أَنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ وَصَدَّقْتُ ، قَالَ أُنَيْسٌ : مَا بِي رَغْبَةٌ عَنْ دِينِكَ ، فَإِنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ وَصَدَّقْتُ.
قَالَ : فَأَتَيْنَا أَمَّنَا , فَقَالَتْ : مَا بِي رَغْبَةٌ عَنْ دِينِكُمَا ، فَإِنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ وَصَدَّقْتُ ، قَالَ : فَاحْتَمَلْنَا فَأَتَيْنَا قَوْمَنَا , فَأَسْلَمَ نِصْفُهُمْ قَبْلَ أَنْ يَقْدَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الْمَدِينَةَ ، وَكَانَ يَؤُمُّهُمْ إِيمَاءُ بْنُ رَحْضَةَ ، وَكَانَ سَيِّدَهُمْ ، وَقَالَ بَقِيَّتُهُمْ : إِذَا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الْمَدِينَةَ أَسْلَمْنَا , فَقَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم , فَأَسْلَمَ بَقِيَّتُهُمْ ، وَجَاءَتْ أَسْلَمُ , فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ , إِخْوَتُنَا , نُسْلِمُ عَلَى الَّذِي أَسْلَمَ عَلَيْهِ إِخْوَتُنَا ، فَأَسْلَمُوا , فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : غِفَارُ غَفَرَ اللَّهُ لَهَا ، وَأَسْلَمُ سَالَمَهَا اللَّهُ.(4/208)
5399- قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ شِبْلٍ ، عَنْ خُفَافِ بْنِ إِيمَاءِ بْنِ رَحَضَةَ قَالَ : كَانَ أَبُو ذَرٍّ رَجُلاَّ يُصِيبُ الطَّرِيقَ ، وَكَانَ شُجَاعًا يَتَفَرَّدُ وَحْدَهُ يَقْطَعُ الطَّرِيقَ وَيُغِيرُ عَلَى الصِّرَمِ فِي عَمَايَةِ الصُّبْحِ عَلَى ظَهْرَ فَرَسِهِ أَوْ عَلَى قَدَمَيْهِ كَأَنَّهُ السَّبْعُ فَيَطْرُقُ الْحَيَّ وَيَأْخُذُ مَا أَخَذَ ، ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ قَذَفَ فِي قَلْبِهِ الإِسْلاَمَ وَسَمِعَ بِالنَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ بِمَكَّةَ يَدْعُو مُخْتَفِيًا ، فَأَقْبَلَ يَسْأَلُ عَنْهُ حَتَّى أَتَاهُ فِي مَنْزِلِهِ , وَقَبْلَ ذَلِكَ مَا قَدْ طَلَبَ مَنْ يُوَصِّلُهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم , فَلَمْ يَجِدْ أَحَدًا , فَانْتَهَى إِلَى الْبَابِ , فَاسْتَأْذَنَ , فَدَخَلَ وَعِنْدَهُ أَبُو بَكْرٍ وَقَدْ أَسْلَمْ قَبْلَ ذَلِكَ بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ ، وَهُوَ يَقُولُ : يَا رَسُولَ اللهِ وَاللَّهِ لاَ نَسْتَسِرُّ بِالإِسْلاَمِ وَلَنُظْهِرَنَّهُ ، فَلاَ يَرُدُّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم شَيْئًا ، فَقُلْتُ يَا مُحَمَّدُ : إِلاَمَ تَدْعُو ؟ قَالَ : إِلَى اللهِ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَخَلْعِ الأَوْثَانِ وَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ ، فَقُلْتُ : أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ ، ثُمَّ قَالَ أَبُو ذَرٍّ : يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي مُنْصَرِفٌ إِلَى أَهْلِي وَنَاظِرٌ مَتَى يُؤْمَرُ بِالْقِتَالِ فَأَلْحَقَ بِكَ ، فَإِنِّي أَرَى قَوْمَكَ عَلَيْكَ جَمِيعًا ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَصَبْتَ ، فَانْصَرَفَ , فَكَانَ يَكُونُ بِأَسْفَلِ ثَنِيَّةِ غَزَالٍ , فَكَانَ يَعْتَرِضُ لِعِيرَاتِ قُرَيْشٍ , فَيَقْتَطِعُهَا ، فَيَقُولُ : لاَ أَرُدُّ إِلَيْكُمْ مِنْهَا شَيْئًا حَتَّى تَشْهَدُوا أَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ ، فَإِنْ فَعَلُوا رَدَّ عَلَيْهِمْ مَا أَخَذَ مِنْهُمْ ، وَإِنْ أَبَوْا لَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِمْ شَيْئًا ، فَكَانَ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى هَاجَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَمَضَى بَدْرٌ وَأَحَدٌ ، ثُمَّ قَدِمَ فَأَقَامَ بِالْمَدِينَةِ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.(4/208)
5400- قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي نَجِيحٌ أَبُو مَعْشَرٍ قَالَ : كَانَ أَبُو ذَرٍّ يَتَأَلَّهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ , وَيَقُولُ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَلاَ يَعْبُدُ الأَصْنَامَ ، فَمَرَّ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ بَعْدَ مَا أُوحِيَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم , فَقَالَ : يَا أَبَا ذَرِّ إِنَّ رَجُلاَّ بِمَكَّةَ يَقُولُ مِثْلَ مَا تَقُولُ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَيَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيُّ ، قَالَ : مِمَّنْ هُوَ ؟ قَالَ : مِنْ قُرَيْشٍ ، قَالَ : فَأَخَذَ شَيْئًا مِنْ بَهْشٍ ، وَهُوَ الْمُقْلُ , فَتُزَوَّدَهُ حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ , فَرَأَى أَبَا بَكْرٍ يُضِيفُ النَّاسَ وَيُطْعِمُهُمُ الزَّبِيبَ , فَجَلَسَ مَعَهُمْ , فَأَكَلَ , ثُمَّ سَأَلَ مِنَ الْغَدِ : هَلْ أَنْكَرْتُمْ عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ شَيْئًا ؟ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ : نَعَمِ ابْنَ عَمٍّ لِي يَقُولُ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَيَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيُّ ، قَالَ : فَدُلَّنِي عَلَيْهِ ، قَالَ : فَدَلَّهُ وَالنَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم رَاقِدٌ عَلَى دُكَّانٍ قَدْ سَدَلَ ثَوْبَهُ عَلَى وَجْهِهِ , فَنَبَّهَهُ أَبُو ذَرٍّ , فَانْتَبَهَ , فَقَالَ : أَنْعِمْ صَبَاحًا ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ : عَلَيْكَ السَّلاَمُ ، قَالَ لَهُ أَبُو ذَرٍّ : أَنْشِدْنِي مَا تَقُولُ ، فَقَالَ : مَا أَقُولُ الشَّعْرَ ، وَلَكِنَّهُ الْقُرْآنُ ، وَمَا أَنَا قُلْتُهُ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَالَهُ ، قَالَ : اقْرَأْ عَلَيَّ ، فَقَرَأَ عَلَيْهِ سُورَةً مِنَ الْقُرْآنِ ، فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ : أَشْهَدُ أَلاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُهُ ، فَسَأَلَهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مِمَّنْ أَنْتَ ؟ فَقَالَ : مِنْ بَنِي غِفَارَ.(4/209)
قَالَ : فَعَجِبَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنَّهُمْ يَقْطَعُونَ الطَّرِيقَ , فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَرْفَعُ بَصَرَهُ فِيهِ وَيُصَوِّبُهُ تَعَجُّبًا مِنْ ذَلِكَ لِمَا كَانَ يَعْلَمُ مِنْهُمْ ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ ، وَهُوَ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم , فَأَخْبَرَهُ بِإِسْلاَمِهِ , فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ : أَلَيْسَ ضَيْفِي أَمْسِ ؟ فَقَالَ : بَلَى ، قَالَ : فَانْطَلَقَ مَعِي , فَذَهَبَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ إِلَى بَيْتِهِ , فَكَسَاهُ ثَوْبَيْنِ مَمْشُقَيْنِ فَأَقَامَ أَيَّامًا ثُمَّ رَأَى امْرَأَةً تَطُوفُ بِالْبَيْتِ وَتَدْعُو بِأَحْسَنِ دُعَاءٍ فِي الأَرْضِ تَقُولُ : أَعْطِنِي كَذَا وَكَذَا ، وَافْعَلْ بِي كَذَا وَكَذَا ، ثُمَّ قَالَتْ فِي آخِرِ ذَلِكَ : يَا إِسَافُ وَيَا نَائِلَةُ ، قَالَ أَبُو ذَرٍّ : أَنْكِحِي أَحَدَهُمَا صَاحِبَهُ ، فَتَعَلَّقَتْ بِهِ , وَقَالَتْ : أَنْتَ صَابِئٌ ، فَجَاءَ فِتْيَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ , فَضَرَبُوهُ ، وَجَاءَ نَاسٌ مِنْ بَنِي بَكْرٍ , فَنَصَرُوهُ , وَقَالُوا : مَا لِصَاحِبِنَا يُضْرَبُ وَتَتْرُكُونَ صُبَاتَكُمْ ؟ فَتَحَاجَزُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ ، فَجَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم , فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ : أَمَّا قُرَيْشٌ فَلاَ أَدَعُهُمْ حَتَّى أَثْأَرَ مِنْهُمْ ضَرَبُونِي.
فَخَرَجَ حَتَّى أَقَامَ بِعُسْفَانَ , وَكُلَّمَا أَقْبَلَتْ عِيرٌ لِقُرَيْشٍ يَحْمِلُونَ الطَّعَامَ يُنَفِّرُ بِهِمْ عَلَى ثَنِيَّةِ غَزَالٍ , فَتَلَقَّى أَحْمَالَهَا ، فَجَمَعُوا الْحِنَطَ قَالَ : يَقُولُ أَبُو ذَرٍّ لِقَوْمِهِ : لاَ يَمَسُّ أَحَدٌ حَبَّةً حَتَّى تَقُولُوا : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، فَيَقُولُونَ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَيَأْخُذُونَ الْغَرَائِرَ.(4/210)
5401- قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَرْوَانَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ : كُنْتُ فِي الإِسْلاَمِ خَامِسًا.(4/210)
5402- قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي نَجِيحٌ أَبُو مَعْشَرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ ، عَنْ حَكَّامِ بْنِ أَبِي الْوَضَّاحِ الْبَصْرِيِّ قَالَ : كَانَ إِسْلاَمُ أَبِي ذَرٍّ رَابِعًا أَوْ خَامِسًا.(4/210)
5403- قَالَ : أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ حَكَّامٍ الْبَصْرِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى بْنُ سَعِيدٍ الْقَسَّامُ الْقَصِيرُ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو جَمْرَةَ الضُّبَعِيُّ , أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُمْ بِبَدْءِ إِسْلاَمِ أَبِي ذَرٍّ قَالَ : لَمَّا بَلَغَهُ أَنَّ رَجُلاَّ خَرَجَ بِمَكَّةَ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيُّ أَرْسَلَ أَخَاهُ , فَقَالَ : اذْهَبْ , فَأْتِنِي بِخَبَرِ هَذَا الرَّجُلِ وَبِمَا تَسْمَعُ مِنْهُ ، فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ حَتَّى أَتَى مَكَّةَ , فَسَمِعَ مِنَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم , فَرَجَعَ إِلَى أَبِي ذَرٍّ , فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ وَيَأْمُرُ بِمَكَارِمِ الأَخْلاَقِ ، فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ : مَا شَفَيْتَنِي , فَخَرَجَ أَبُو ذَرٍّ , وَمَعَهُ شَنَّةٌ فِيهَا مَاؤُهُ وَزَادُهُ حَتَّى أَتَى مَكَّةَ , فَفَرِقَ أَنْ يَسْأَلَ أَحَدًا عَنْ شَيْءٍ وَلَمَّا يَلْقَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم , فَأَدْرَكَهُ اللَّيْلُ , فَبَاتَ فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ , فَلَمَّا أَعْتَمَ مَرَّ بِهِ عَلِيٌّ , فَقَالَ : مِمَّنِ الرَّجُلُ ؟ قَالَ : رَجُلٌ مِنْ بَنِي غِفَارٍ قَالَ : قُمْ إِلَى مَنْزِلِكَ.
قَالَ : فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى مَنْزِلِهِ ، وَلَمْ يَسْأَلْ وَاحِدٌ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ عَنْ شَيْءٍ ، وَغَدَا أَبُو ذَرٍّ يَطْلُبُ , فَلَمْ يَلْقَهُ ، وَكَرِهَ أَنْ يَسْأَلَ أَحَدًا عَنْهُ , فَعَادَ , فَنَامَ حَتَّى أَمْسَى , فَمَرَّ بِهِ عَلِيٌّ , فَقَالَ : أَمَا آنَ لِلرَّجُلِ أَنْ يَعْرِفَ مَنْزِلَهُ ، فَانْطَلَقَ بِهِ , فَبَاتَ حَتَّى أَصْبَحَ لاَ يَسْأَلُ وَاحِدٌ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ عَنْ شَيْءٍ ,(4/210)
فَأَصْبَحَ الْيَوْمَ الثَّالِثَ , فَأَخَذَ عَلَى عَلِيٍّ لَئِنْ أَفْشَى إِلَيْهِ الَّذِي يُرِيدُ لَيَكْتُمَنَّ عَلَيْهِ وَلَيَسْتُرَنَّهُ , فَفَعَلَ , فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ بَلَغَهُ خُرُوجُ هَذَا الرَّجُلِ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيُّ , فَأَرْسَلْتُ أَخِي لِيَأْتِيَنِي بِخَبَرِهِ وَبِمَا سَمِعَ مِنْهُ , فَلَمْ يَأْتِنِي بِمَا يَشْفِيَنِي مِنْ حَدِيثِهِ ، فَجِئْتُ بِنَفْسِي لأَلْقَاهُ ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ : إِنِّي غَادٍ فَاتَّبِعْ أَثَرِي , فَإِنِّي إِنْ رَأَيْتُ مَا أَخَافُ عَلَيْكَ اعْتَلَلْتُ بِالْقِيَامِ كَأَنِّي أُهَرِيقُ الْمَاءَ فَآتِيكَ ، وَإِنْ لَمْ أَرَ أَحَدًا فَاتَّبِعْ أَثَرِي حَتَّى تَدْخُلَ حَيْثُ أَدْخَلُ ، فَفَعَلَ حَتَّى دَخَلَ عَلَى أَثَرِ عَلِيٍّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم , فَأَخْبَرَهُ الْخَبَرَ , وَسَمِعَ قَوْلَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم , فَأَسْلَمَ مِنْ سَاعَتِهِ , ثُمَّ قَالَ : يَا نَبِيَّ اللهِ مَا تَأْمُرُنِي ؟ قَالَ : تَرْجِعُ إِلَى قَوْمِكَ حَتَّى يَبْلُغَكَ أَمْرِي ، قَالَ : فَقَالَ لَهُ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لاَ أَرْجِعُ حَتَّى أَصْرُخَ بِالإِسْلاَمِ فِي الْمَسْجِدِ.
قَالَ : فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ : أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ : صَبَأَ الرَّجُلُ ، صَبَأَ الرَّجُلُ ، فَضَرَبُوهُ حَتَّى صُرِعَ , فَأَتَاهُ الْعَبَّاسُ , فَأَكَبَّ عَلَيْهِ , وَقَالَ : قَتَلْتُمُ الرَّجُلَ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ أَنْتُمْ تُجَّارٌ وَطَرِيقُكُمْ عَلَى غِفَارَ , فَتُرِيدُونَ أَنْ يُقْطَعَ الطَّرِيقَ , فَأَمْسَكُوا عَنْهُ ، ثُمَّ عَادَ الْيَوْمَ الثَّانِي , فَصَنَعَ مِثْلَ ذَلِكَ , ثُمَّ ضَرَبُوهُ حَتَّى صُرِعَ , فَأَكَبَّ عَلَيْهِ الْعَبَّاسُ , وَقَالَ لَهُمْ مِثْلَ مَا قَالَ فِي أَوَّلِ مَرَّةٍ , فَأَمْسَكُوا عَنْهُ ، وَكَانَ ذَلِكَ بَدْءَ إِسْلاَمِ أَبِي ذَرٍّ.(4/211)
5404- قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا مَنْ سَمِعَ إِسْمَاعِيلَ بْنَ أَبِي حَكِيمٍ , يُخْبِرُ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ قَالَ : قَالَ أَبُو ذَرٍّ حِدْثَانَ إِسْلاَمِهِ لاِبْنِ عَمِّهِ : يَا ابْنَ الأَمَةِ , فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا ذَهَبَتْ عَنْكَ أَعْرَابَيَّتُكَ بَعْدُ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ : آخَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بَيْنَ أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ , وَالْمُنْذِرِ بْنِ عَمْرٍو أَحَدِ بَنِي سَاعِدَةَ ، وَهُوَ الْمُعْنِقُ لِيَمُوتَ ، وَأَنْكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ هَذِهِ الْمُؤَاخَاةَ بَيْنَ أَبِي ذَرٍّ , وَالْمُنْذِرِ بْنِ عَمْرٍو وَقَالَ : لَمْ تَكُنِ الْمُؤَاخَاةُ إِلاَّ قَبْلَ بَدْرٍ ، فَلَمَّا نَزَلَتْ أَيَّةُ الْمَوَارِيثِ انْقَطَعَتِ الْمُؤَاخَاةُ ، وَأَبُو ذَرٍّ حِينَ أَسْلَمَ رَجَعَ إِلَى بِلاَدِ قَوْمِهِ , فَأَقَامَ بِهَا حَتَّى مَضَتْ بَدْرٌ , وَأَحَدٌ , وَالْخَنْدَقُ ، ثُمَّ قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الْمَدِينَةَ بَعْدَ ذَلِكَ.(4/211)
5405- قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ ، عَنْ مُطَرِّفٍ ، عَنْ أَبِي الْجَهْمِ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ وهْبَانَ ، وَكَانَ ابْنُ خَالَةِ أَبِي ذَرٍّ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَا أَبَا ذَرٍّ كَيْفَ أَنْتَ إِذَا كَانَتْ عَلَيْكَ أُمَرَاءُ يَسْتَأْثِرُونَ بِالْفَيءِ ؟ قَالَ : قُلْتُ : إِذًا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ أَضْرِبُ بِسَيْفِي حَتَّى أَلْحَقَ بِهِ ، فَقَالَ : أَفَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى مَا هُوَ خَيْرٌ مِنْ ذَلِكَ ، اصْبِرْ حَتَّى تَلْقَانِي.(4/212)
5406- قَالَ : أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا حُصَيْنٌ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ : مَرَرْتُ بِالرَّبَذَةِ , فَإِذَا أَنَا بِأَبِي ذَرٍّ قَالَ : فَقُلْتُ مَا أَنْزَلَكَ مَنْزِلَكَ هَذَا ؟ قَالَ : كُنْتُ بِالشَّامِ , فَاخْتَلَفْتُ أَنَا وَمُعَاوِيَةُ فِي هَذِهِ الآيَةِ : {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} ، وَقَالَ مُعَاوِيَةُ : نَزَلَتْ فِي أَهْلِ الْكِتَابِ ، قَالَ : فَقُلْتُ : نَزَلَتْ فِينَا وَفِيهِمْ ، قَالَ : فَكَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ فِي ذَلِكَ كَلاَمٌ , فَكَتَبَ يَشْكُونِي إِلَى عُثْمَانَ قَالَ : فَكَتَبَ إِلَيَّ عُثْمَانُ أَنْ أَقْدِمِ الْمَدِينَةَ ، فَقَدِمْتُ الْمَدِينَةَ , وَكَثُرَ النَّاسُ عَلَيَّ كَأَنَّهُمْ لَمْ يَرَوْنِي قَبْلَ ذَلِكَ قَالَ : فَذُكِرَ ذَلِكَ لِعُثْمَانَ , فَقَالَ لِي : إِنْ شِئْتَ تَنَحَّيْتَ , فَكُنْتَ قَرِيبًا ، فَذَاكَ أَنْزَلَنِي هَذَا الْمَنْزِلَ وَلَوْ أُمِّرَ عَلَيَّ حَبَشِيٌّ لَسَمِعْتُ وَلأَطَعْتُ.(4/212)
5407- قَالَ : أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ لأَبِي ذَرٍّ : إِذَا بَلَغَ البِنَاءُ سَلْعًا فَاخْرُجْ مِنْهَا , وَنَحَا بِيَدِهِ نَحْوَ الشَّامِ وَلاَ أَرَى أُمَرَاءَكَ يَدَعُونَكَ ، قَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ أَفَلاَ أُقَاتِلُ مَنْ يَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَ أَمْرِكَ ؟ قَالَ : لاَ ، قَالَ : فَمَا تَأْمُرُنِي ؟ قَالَ : اسْمَعْ وَأَطِعْ وَلَوْ لِعَبْدٍ حَبَشِيٍّ.
قَالَ : فَلَمَّا كَانَ ذَلِكَ خَرَجَ إِلَى الشَّامِ , فَكَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى عُثْمَانَ : إِنَّ أَبَا ذَرٍّ قَدْ أَفْسَدَ النَّاسَ بِالشَّامِ ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ عُثْمَانُ ، فَقَدِمَ عَلَيْهِ ، ثُمَّ بَعَثُوا أَهْلَهُ مِنْ بَعْدِهِ , فَوَجَدُوا عِنْدَهُم كَيْسًا أَوْ شَيْئًا , فَظُنُّوا أَنَّهَا دَرَاهِمَ , فَقَالُوا : مَا شَاءَ اللَّهُ فَإِذَا هِيَ فُلُوسٌ.
فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ , قَالَ لَهُ عُثْمَانُ : كُنَّ عِنْدِي تَغْدُو عَلَيْكَ وَتَرُوحُ اللِّقَاحُ ، قَالَ : لاَ حَاجَةَ لِي فِي دُنْيَاكُمْ ، ثُمَّ قَالَ : ائْذَنْ لِي حَتَّى أَخْرُجَ إِلَى الرَّبَذَةِ ، فَأَذِنَ لَهُ , فَخَرَجَ إِلَى الرَّبَذَةِ وَقَدْ أُقِيمَتِ الصَّلاَةُ , وَعَلَيْهَا عَبْدٌ لِعُثْمَانَ حَبَشِيُّ فَتَأَخَّرَ ، فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ : تَقَدَّمْ فَصَلِّ فَقَدْ أُمِرْتُ أَنْ أَسْمَعَ وَأُطِيعَ وَلَوْ لِعَبْدٍ حَبَشِيٍّ فَأَنْتَ عَبْدٌ حَبَشِيُّ.(4/212)
5408- قَالَ : أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ قَالَ : حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ الأَجْرِ ، عَنْ شَيْخَيْنِ مِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ رَجُلٌ وَامْرَأَتُهُ قَالاَ : نَزَلْنَا الرَّبَذَةَ , فَمَرَّ بِنَا شَيْخٌ أَشْعَثُ أَبْيَضُ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ ، فَقَالُوا : هَذَا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَاسْتَأْذَنَّاهُ أَنْ نَغْسِلَ رَأْسَهُ , فَأَذِنَ لَنَا وَاسْتَأْنَسَ بِنَا , فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ أَتَاهُ نَفَرٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ حَسِبْتُهُ قَالَ : مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ , فَقَالُوا : يَا أَبَا ذَرٍّ فَعَلَ بِكَ هَذَا الرَّجُلُ وَفَعَلَ , فَهَلْ أَنْتَ نَاصِبٌ لَنَا رَايَةً ؟ فَنُكْمِلُكَ بِرِجَالٍ مَا شِئْتَ ؟ فَقَالَ : يَا أَهْلَ الإِسْلاَمِ لاَ تَعْرِضُوا عَلَيَّ ذَاكُمْ ، وَلاَ تُذِلُّوا السُّلْطَانَ , فَإِنَّهُ مَنْ أَذَلَّ السُّلْطَانَ فَلاَ تَوْبَةَ لَهُ , وَاللَّهِ لَوْ أَنَّ عُثْمَانَ صَلَبَنِي عَلَى أَطْوَلِ خَشَبَةٍ أَوْ أَطْوَلِ جَبَلٍ لَسَمِعْتُ وَأَطَعْتُ وَصَبَرْتُ وَاحْتَسَبْتُ وَرُئِيتُ أَنَّ ذَاكَ خَيْرٌ لِي ، وَلَوْ سَيَّرَنِي مَا بَيْنَ الأُفُقِ إِلَى الأُفُقِ أَوْ قَالَ : مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَسَمِعْتُ وَأَطَعْتُ وَصَبَرْتُ وَاحْتَسَبْتُ وَرُئِيتُ أَنَّ ذَاكَ خَيْرٌ لِي ، وَلَوْ رَدَّنِي إِلَى مَنْزِلِي لَسَمِعْتُ وَأَطَعْتُ وَصَبَرْتُ وَاحْتَسَبْتُ وَرُئِيتُ أَنَّ ذَاكَ خَيْرٌ لِي.(4/213)
5409- قَالَ : أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ : حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ الْحَجَّاجِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِيدَانَ السُّلَمِيِّ قَالَ : تَنَاجَى أَبُو ذَرٍّ وَعُثْمَانُ حَتَّى ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا , ثُمَّ انْصَرَفَ أَبُو ذَرٍّ مُتَبَسِّمًا , فَقَالَ لَهُ النَّاسُ : مَا لَكَ وَلأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ؟ قَالَ : سَامِعٌ مُطِيعٌ وَلَوْ أَمَرَنِي أَنْ آتِيَ صَنْعَاءَ أَوْ عَدْنَ ، ثُمَّ اسْتَطَعْتُ أَنْ أَفْعَلَ لَفَعَلْتُ . وَأَمَرَهُ عُثْمَانُ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الرَّبَذَةِ.(4/213)
5410- قَالَ : أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ : كُنْتُ رِدْفَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَهُوَ عَلَى حِمَارٍ وَعَلَيْهِ بَرْذَعَةٌ أَوْ قَطِيفَةٌ.(4/213)
5411- قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الأَسْوَدِ الدِّيلِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : مَا أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ ، وَلاَ أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ مِنْ رَجُلٍ أَصْدَقَ لهجة مِنْ أَبِي ذَرٍّ.(4/214)
5412- قَالَ : أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو أُمَيَّةَ بْنُ يَعْلَى ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ ، عَنِ الأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ ، وَلاَ أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ عَلَى ذِي لَهْجَةٍ أَصْدَقَ مِنْ أَبِي ذَرٍّ , مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى تَوَاضَعِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ، فَلْيَنْظُرْ إِلَى أَبِي ذَرٍّ.(4/214)
5413- قَالَ : أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : حَدَّثَنَا سَلاَّمُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ : حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : أَيُّكُمْ يَلْقَانِي عَلَى الْحَالِ الَّتِي أُفَارِقُهُ عَلَيْهَا ؟ فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ : أَنَا ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : صَدَقْتَ ، ثُمَّ قَالَ : مَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ ، وَلاَ أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ عَلَى ذِي لَهْجَةٍ أَصْدَقَ مِنْ أَبِي ذَرٍّ ، مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى زُهْدِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ فَلْيَنْظُرْ إِلَى أَبِي ذَرٍّ.(4/214)
5414- قَالَ : أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ، وَالْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالاَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ بِلاَلِ بْنِ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ ، وَلاَ أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ مِنْ ذِي لَهْجَةٍ أَصْدَقَ مِنْ أَبِي ذَرٍّ.(4/214)
5415- قَالَ : أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الْحَنَفِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو حُرَّةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ ، وَلاَ أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ مِنْ ذِي لَهْجَةٍ أَصْدَقَ مِنْ أَبِي ذَرٍّ.(4/214)
5416- قَالَ : أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ : سَمِعْتُ عِرَاكَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ : قَالَ أَبُو ذَرٍّ : إِنِّي لأَقْرَبِكُمْ مَجْلِسًا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَذَلِكَ أَنِّي سَمِعْتُهُ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : أَقْرَبُكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ خَرَجَ مِنَ الدُّنْيَا كَهَيْئَةِ مَا تَرَكْتُهُ فِيهَا ، وَإِنَّهُ وَاللَّهِ مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ وَقَدْ تَشَبَّثَ مِنْهَا بِشَيْءٍ غَيْرِي.(4/214)
5417- قَالَ : أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو كَعْبٍ صَاحِبُ الْحَرِيرِ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الأَصْفَرِ ، عَنِ الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ : أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ , ثُمَّ أَتَيْتُ الشَّامَ , فَجَمَعْتُ فَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ لاَ يَنْتَهِي إِلَى سَارِيَةٍ إِلاَّ فَرَّ أَهْلُهَا ، يُصَلِّي وَيُخِفُّ صَلاَتَهُ قَالَ : فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ , فَقُلْتُ لَهُ : يَا عَبْدَ اللهِ مَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ : أَنَا أَبُو ذَرٍّ , فَقَالَ لِي : فَأَنْتَ مَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ : قُلْتُ : أَنَا الأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ ، قَالَ : قُمْ عَنِّي لاَ أَعُرُّكَ ، فَقُلْتُ لَهُ : كَيْفَ تَعُرُنِي بِشَرٍّ ؟ قَالَ : إِنَّ هَذَا يَعْنِي مُعَاوِيَةَ نَادَى مُنَادِيهِ أَلاَّ يُجَالِسَنِي أَحَدٌ.(4/215)
5418- قَالَ : أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا سَلاَّمٌ أَبُو الْمُنْذِرِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ : أَوْصَانِي خَلِيلِي بِسَبْعٍ : أَمَرَنِي بِحُبِّ الْمَسَاكِينِ , وَالدُّنُوِّ مِنْهُمْ ، وَأَمَرَنِي أَنْ أَنْظُرَ إِلَى مَنْ هُوَ دُونِي , وَلاَ أَنْظُرَ إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقِي ، وَأَمَرَنِي أَنْ لاَ أَسْأَلَ أَحَدًا شَيْئًا ، وَأَمَرَنِي أَنْ أَصِلَ الرَّحِمَ وَإِنْ أَدْبَرَتْ ، وَأَمَرَنِي أَنْ أَقُولَ الْحَقَّ وَإِنْ كَانَ مُرَّا ، وَأَمَرَنِي أَنْ لاَ أَخَافَ فِي اللهِ لَوْمَةَ لاَئِمٍ ، وَأَمَرَنِي أَنْ أُكْثِرَ مَنْ لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ ، فَإِنَّهُنَّ مِنْ كَنْزٍ تَحْتَ الْعَرْشِ.(4/215)
5419- قَالَ : أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا هَمَّامٌ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ أَنَّهُ كَانَ مَعَ أَبِي ذَرٍّ , فَخَرَجَ عَطَاؤُهُ وَمَعَهُ جَارِيَةٌ لَهُ قَالَ : فَجَعَلَتْ تَقْضِي حَوَائِجَهُ ، قَالَ : فَفَضَلَ مَعَهَا سِلَعٌ قَالَ : فَأَمَرَهَا أَنْ تَشْتَرِيَ بِهِ فُلُوسًا ، قَالَ : قُلْتُ : لَوِ ادَّخَرْتَهُ لِلْحَاجَةِ تَبُوءُ بِكَ أَوْ لِلضَّيْفِ يَنْزِلُ بِكَ ؟ قَالَ : إِنَّ خَلِيلِي عَهِدَ إِلَيَّ أَن أَيَّ مَالٍ ذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ أُوكِيَ عَلَيْهِ , فَهُوَ جَمْرٌ عَلَى صَاحِبِهِ حَتَّى يُفْرِغَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ.(4/215)
5420- قَالَ : أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو هِلاَلٍ قَالَ : حَدَّثَنَا قَتَادَةُ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ أَنَّ أَبَا ذَرٍّ كَانَ عَطَاؤُهُ أَرْبَعَةَ آلاَفٍ ، فَكَانَ إِذَا أَخَذَ عَطَاءَهُ دَعَا خَادِمَهُ , فَسَأَلَهُ عَمَّا يَكْفِيهِ لِسَنَةٍ , فَاشْتَرَاهُ لَهُ , ثُمَّ اشْتَرَى فُلُوسًا بِمَا بَقِيَ , وَقَالَ : إِنَّهُ لَيْسَ مَنْ وَعَى ذَهَبًا أَوْ فِضَّةً يُوكِي عَلَيْهِ إِلاَّ ، وَهُوَ يَتَلَظَّى عَلَى صْاحِبِهِ.(4/216)
5421- قَالَ : أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي نَعَامَةَ السَّعْدِيِّ ، عَنِ الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ : قَالَ لِي أَبُو ذَرٍّ : خُذِ الْعَطَاءَ مَا كَانَ مُتْعَةً ، فَإِذَا كَانَ دَيْنًا فَارْفُضْهُ.(4/216)
5422- قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو مَعْمَرٍ الْمِنْقَرِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ الْمُعَلِّمِ ، عَنْ ابن بُريدَةَ قَالَ : لَمَّا قَدِمَ أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِيُّ لَقِيَ أَبَا ذَرٍّ , فَجَعَلَ أَبُو مُوسَى يَلْزَمُهُ ، وَكَانَ الأَشْعَرِيُّ رَجُلاَّ خَفِيفَ اللَّحْمِ قَصِيرًا ، وَكَانَ أَبُو ذَرٍّ رَجُلاَّ أَسْوَدَ كَثَّ الشَّعْرِ , فَجَعَلَ الأَشْعَرِيُّ يَلْزَمُهُ ، وَيَقُولُ أَبُو ذَرٍّ : إِلَيْكَ عَنِّي ، وَيَقُولُ الأَشْعَرِيُّ : مَرْحَبًا بِأَخِي وَيَدْفَعُهُ أَبُو ذَرٍّ وَيَقُولُ : لَسْتُ بِأَخِيكِ ، إِنَّمَا كُنْتُ أَخَاكَ قَبْلَ أَنْ تُسْتَعْمَلَ.
قَالَ : ثُمَّ لَقِيَ أَبَا هُرَيْرَةَ فَالْتَزَمَهُ , وَقَالَ : مَرْحَبًا بِأَخِي ، فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ : إِلَيْكَ عَنِّي ، هَلْ كُنْتَ عَمِلْتَ لِهَؤُلاَءِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : هَلْ تَطَاوَلْتَ فِي الْبِنَاءِ ، أَوِ اتَّخَذْتَ زَرْعًا أَوْ مَاشِيَةً ؟ قَالَ : لاَ ، قَالَ : أَنْتَ أَخِي ، أَنْتَ أَخِي.(4/216)
5423- قَالَ : أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ : حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ رُسْتُمَ أَبُو عَامِرٍ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ , عَنِ الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ : رَأَيْتُ أَبَا ذَرٍّ رَجُلاَّ طَوِيلاَّ آدَمَ أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ.(4/216)
5424- قَالَ : أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ : حَدَّثَنَا شَرِيكٌ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ ، عَنْ كُلَيْبِ بْنِ شِهَابٍ الْجَرْمِيِّ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ يَقُولُ : مَا يُوَئسُنِي رِقَّةُ عَظْمِي وَلاَ بَيَاضُ شَعْرِي أَنْ أَلْقَى عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ.(4/216)
5425- قَالَ : أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى قَالَ : حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ خِرَاشٍ قَالَ : رَأَيْتُ أَبَا ذَرٍّ فِي مَظَلَّةٍ , وَتَحْتَهُ امْرَأَةٌ سَحْمَاءُ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ : وَقَالَ غَيْرُ عُبَيْدِ اللهِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ : مَظَلَّةِ شَعْرٍ.(4/217)
5426- قَالَ : أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دِينَارٍ قَالَ : حَدَّثَنَا يُونُسُ ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ : سَأَلْتُ ابْنَ أُخْتٍ لأَبِي ذَرٍّ : مَا تَرَكَ أَبُو ذَرٍّ ؟ فَقَالَ : تَرَكَ أَتَانَيْنِ وَعَفْوًا وَأَعْنُزًا وَرَكَائِبَ قَالَ : الْعَفْوُ الْحِمَارُ الذَّكَرُ.(4/217)
5427- قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ الْقُرَشِيِّ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي سَالِمٍ الْجَيْشَانِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ أَنَّهُ قَالَ : قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَا أَبَا ذَرٍّ إِنِّي أَرَاكَ ضَعِيفًا ، وَإِنِّي أُحِبُّ لَكَ مَا أُحِبُّ لِنَفْسِي ، لاَ تَأَمَّرَنَّ عَلَى اثْنَيْنِ وَلاَ تَوَلَّيَنَّ مَالِ يَتِيمٍ.(4/217)
5428- قَالَ : أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ قَالَ : حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلاَلٍ قَالَ : حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ قَالَ : أَخْبَرَنِي الْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ الْحَضْرَمِيُّ أَنَّ أَبَا ذَرٍّ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الإِمَارَةَ , فَقَالَ : إِنَّكَ ضَعِيفٌ وَإِنَّهَا أَمَانَةٌ ، وَإِنَّهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ خِزْيٌ وَنَدَامَةٌ ، إِلاَّ مَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا وَأَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ فِيهَا.(4/217)
5429- قَالَ : أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ : حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ : حَدَّثَنَا غَالِبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ : لَقِيتُ رَجُلاَّ قَالَ : كُنْتُ أُصَلِّي مَعَ أَبِي ذَرٍّ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ , فَكَانَ إِذَا دَخَلَ خَلَعَ خُفَّيْهِ , فَإِذَا بَزَقَ أَوْ تَنَخَّعَ تَنَخَّعَ عَلَيْهِمَا قَالَ : وَلَوْ جَمَعَ مَا فِي بَيْتِهِ لَكَانَ رِدَاءُ هَذَا الرَّجُلِ أَفْضَلَ مِنْ جَمِيعِ مَا فِي بَيْتِهِ قَالَ جَعْفَرٌ : فَذَكَرْتُ هَذَا الْحَدِيثَ لِمَيْمُونٍ بْنِ مَهْرَانَ فَقَالَ : مَا أَرَاهُ كَانَ مَا فِي بَيْتِهِ يَسْوَى دِرْهَمَيْنِ.(4/217)
5430- قَالَ : أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا مَسْعُودُ بْنُ سَعْدٍ الْجُعْفِيُّ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ ، عَنْ رِيَاحِ بْنِ الْحَارِثِ ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ عَلِيٍّ أَنَّهُ قَالَ : لَمْ يَبْقَ الْيَوْمَ أَحَدٌ لاَ يُبَالِي فِي اللهِ لَوْمَةَ لاَئِمٍ غَيْرَ أَبِي ذَرٍّ وَلاَ نَفْسِي ، ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَى صَدْرِهِ.(4/218)
5431- قَالَ : أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبُو حَرْبِ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ , عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ : وَرَجُلٌ , عَنْ زَاذَانَ قَالاَ : سُئِلَ عَلِيٌّ عَنْ أَبِي ذَرٍّ , فَقَالَ : وَعَى عِلْمًا عَجَزَ فِيهِ ، وَكَانَ شَحِيحًا حَرِيصًا , شَحِيحًا عَلَى دِينِهِ , حَرِيصًا عَلَى الْعِلْمِ ، وَكَانَ يُكْثِرُ السُّؤَالَ , فَيُعْطَى وَيُمْنَعُ ، أَمَا أَنْ قَدْ مُلِئَ لَهُ فِي وِعَائِهِ حَتَّى امْتَلأَ فَلَمْ يَدْرُوا مَا يُرِيدُ بِقَوْلِهِ : وَعَى عِلْمًا عَجَزَ فِيهِ : أَعَجَزَ عَنْ كَشْفِ مَا عِنْدَهُ مِنَ الْعِلْمِ أَمْ عَنْ طَلَبِ مَا طَلَبَ مِنَ الْعِلْمِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.(4/218)
5432- قَالَ : أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، وَعَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلاَبِيُّ قَالاَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الصَّامِتِ قَالَ : دَخَلْتُ مَعَ أَبِي ذَرٍّ فِي رَهْطٍ مِنْ غِفَارَ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ مِنَ الْبَابِ الَّذِي لاَ يُدْخَلُ عَلَيْهِ مِنْهُ ، قَالَ : وَتَخَوَّفْنَا عُثْمَانَ عَلَيْهِ قَالَ : فَانْتَهَى إِلَيْهِ , فَسَلَّمَ عَلَيْهِ , قَالَ : ثُمَّ مَا بَدَأَهُ بِشَيْءٍ إِلاَّ أَنْ قَالَ : أَحَسِبْتَنِي مِنْهُمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَاللَّهِ مَا أَنَا مِنْهُمُ وَلاَ أُدْرِكُهُمْ ، لَوْ أَمَرْتَنِي أَنْ آخُذَ بِعَرْقُوَتَيْ قَتَبٍ لأَخَذْتُ بِهِمَا حَتَّى أَمَرْتَ . قَالَ : ثُمَّ اسْتَأْذَنَهُ إِلَى الرَّبَذَةِ ، قَالَ : فَقَالَ : نَعَمْ ، نَأْذَنُ لَكَ وَنَأْمُرُ لَكَ بِنِعَمٍ مِنْ نَعَمٍ الصَّدَقَةِ , فَتُصِيبُ مِنْ رِسْلِهَا ، فَقَالَ : فَنَادَى أَبُو ذَرٍّ دُونَكُمْ مَعَاشِرَ قُرَيْشٍ دُنْيَاكُمْ فَاغْذَمُوهَا لاَ حَاجَةَ لَنَا فِيهَا ، قَالَ : فَمَا بَزاهُ بِشَيْءٍ قَالَ : فَانْطَلَقَ وَانْطَلَقْتُ مَعَهُ حَتَّى قَدِمْنَا الرَّبَذَةَ , قَالَ : فَصَادَفْنَا مَوْلًى لِعُثْمَانَ غلُاَمًا حَبَشِيًّا يَؤُمُّهُمْ , فَنُودِيَ بِالصَّلاَةِ , فَتَقَدَّمَ , فَلَمَّا رَأَى أَبَا ذَرٍّ نَكَصَ فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ أَبُو ذَرٍّ : تَقَدَّمَ فَصَلِّ ، فَصَلَّى خَلْفَهُ أَبُو ذَرٍّ.(4/218)
5433- قَالَ : أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ يَعْنِي ابْنَ الأَشْتَرِ أَنَّ أَبَا ذَرٍّ حَضَرَهُ الْمَوْتُ ، وَهُوَ بِالرَّبَذَةِ , فَبَكَتِ امْرَأَتُهُ ، فَقَالَ : وَمَا يُبْكِيكَ ؟ فَقَالَتْ : أَبْكِي أَنَّهُ لاَ يَدَ لِي بِتَغْيِيبِكَ ، وَلَيْسَ عِنْدِي ثَوْبٌ يَسَعُكَ كَفَنًا.
فَقَالَ : لاَ تَبْكِي فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ذَاتَ يَوْمٍ وَأَنَا عِنْدَهُ فِي نَفَرٍ يَقُولُ : لَيَمُوتَنَّ رَجُلٌ مِنْكُمْ بِفَلاَةٍ مِنَ الأَرْضِ تَشْهَدُهُ عِصَابَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ : فَكُلُّ مَنْ كَانَ مَعِي فِي ذَلِكَ الْمَجْلِسِ مَاتَ فِي جَمَاعَةٍ وَقَرْيَةٍ , فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ غَيْرِي ، وَقَدْ أَصْبَحْتُ بِالْفَلاَةِ أَمُوتُ , فَرَاقِبِي الطَّرِيقَ , فَإِنَّكِ سَوْفَ تَرَيْنَ مَا أَقُولُ لَكَ , فَإِنِّي وَاللَّهِ مَا كَذَبْتُ وَلاَ كُذِبْتُ ، قَالَتْ : وَأَنَّى ذَلِكَ وَقَدِ انْقَطَعَ الْحَاجُّ ؟ قَالَ : رَاقِبِي الطَّرِيقَ ، فَبَيْنَا هِيَ كَذَلِكَ إِذَا هِيَ بِالْقَوْمِ تَجِدِّ بِهِمْ رَوَاحِلُهُمْ كَأَنَّهُمُ الرَّخَمُ - قَالَ عَفَّانُ : هَكَذَا قَالَ : تَجِدُّ بِهِمْ , وَالصَّوَابُ : تَخُدُّ بِهِمْ رَوَاحِلُهُمْ ، فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ حَتَّى وَقَفُوا عَلَيْهَا ، قَالُوا : مَا لَكِ ؟ قَالَتِ : امْرُؤٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ تُكَفِّنُونَهُ وَتُؤْجَرُونَ فِيهِ ، قَالُوا : وَمَنْ هُوَ ؟ قَالَتْ : أَبُو ذَرٍّ , فَفَدَوْهُ بِآبَائِهِمْ وَأُمَّهَاتِهُمْ , وَوَضَعُوا سِيَاطَهُمْ فِي نُحُورِهَا يَبْتَدِرُونَهُ.
فَقَالَ : أَبْشِرُوا أَنْتُمُ النَّفَرُ الَّذِينَ قَالَ فِيكُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَا قَالَ ، أَبْشِرُوا ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : مَا مِنَ امْرَأَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ هَلَكَ بَيْنَهُمَا وَلَدَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ , فاَحْتَسَبَاهُ وَصَبِرَا , فَيَرَيَانِ النَّارَ أَبَدًا.
ثُمَّ قَالَ : قَدْ أَصْبَحْتُ الْيَوْمَ حَيْثُ تَرَوْنَ , وَلَوْ أَنَّ ثَوْبًا مِنْ ثِيَابِي يَسَعُنِي لَمْ أُكَفَّنْ إِلاَّ فِيهِ ، أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ أَلاَّ يُكَفِّنِّي رَجُلٌ مِنْكُمْ كَانَ أَمِيرًا أَوْ عَرِيفًا أَوْ بَرِيدًا.
فَكُلُّ الْقَوْمِ كَانَ نَالَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا إِلاَّ فَتًى مِنَ الأَنْصَارِ كَانَ مَعَ الْقَوْمِ ، قَالَ : أَنَا صَاحِبُكَ , ثَوْبَانِ فِي عَيْبَتِي مِنْ غَزْلِ أُمِّي وَأَحَدُ ثَوْبِيَّ هَذَيْنِ اللَّذَيْنِ عَلَيَّ قَالَ : أَنْتَ صَاحِبِي فَكَفِّنِّي.(4/219)
5434- قَالَ : أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الأَشْتَرِ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّهُ لَمَّا حَضَرَ أَبَا ذَرٍّ الْمَوْتُ بَكَتِ امْرَأَتُهُ فَقَالَ لَهَا : مَا يُبْكِيكِ ؟ قَالَتْ : أَبْكِي لأَنَّهُ لاَ يَدَانِ لِي بِتَغْيِيبِكَ ، وَلَيْسَ لِي ثَوْبٌ يَسَعُكَ ، قَالَ : فَلاَ تَبْكِي , فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ لِنَفَرٍ أَنَا فِيهِمُ : لَيَمُوتَنَّ مِنْكُمْ رَجُلٌ بِفَلاَةٍ مِنَ الأَرْضِ , تَشْهَدُهُ عِصَابَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَلَيْسَ مِنْ أُولَئِكِ النَّفَرِ رَجُلٌ إِلاَّ قَدْ مَاتَ فِي قَرْيَةٍ وَجَمَاعَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، وَأَنَا الَّذِي أَمُوتُ بِفَلاَةٍ ، وَاللَّهِ مَا كَذَبْتُ وَلاَ كُذِبْتُ , فَأَبْصِرِي الطَّرِيقَ ، فَقَالَتْ : أَنَّى وَقَدِ انْقَطَعَ الْحَاجُّ وَتَقَطَّعَتِ الطُّرُقُ ، فَكَانَتْ تَشُدُّ إِلَى كَثِيبٍ تَقُومُ عَلَيْهِ تَنْظُرُ , ثُمَّ تَرْجِعُ إِلَيْهِ , فَتُمَرِّضُهُ , ثُمَّ تَرْجِعُ إِلَى الْكَثِيبِ.
فَبَيْنَا هِيَ كَذَلِكَ إِذَا هِيَ بِنَفَرٍ تَخُدُّ بِهِمْ رَوَاحِلُهُمْ كَأَنَّهُمُ الرَّخَمُ عَلَى رِحَالِهِمْ ، فَأَلاَحَتْ بِثَوْبِهَا , فَأقْبَلُوا حَتَّى وَقَفُوا عَلَيْهَا , قَالُوا : مَا لَكَ ؟ قَالَتِ : امْرُؤٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَمُوتُ تُكَفِّنُونَهُ ، قَالُوا : وَمَنْ هُوَ ؟ قَالَتْ : أَبُو ذَرٍّ فَفَدَوْهُ بِآبَائِهِمْ وَأُمَّهَاتِهُمْ وَوَضَعُوا السِّيَاطَ فِي نُحُورِهَا يَسْتَبِقُونَ إِلَيْهِ حَتَّى جَاؤُوهُ.
فَقَالَ : أَبْشِرُوا فَحَدَّثَهُمُ الْحَدِيثَ الَّذِي قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، ثُمَّ قَالَ : إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : لاَ يَمُوتُ بَيْنَ امْرَأَيْنِ مُسْلِمَيْنِ وَلَدَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ فَيَحْتَسِبَانِ وَيَصْبِرَانِ فَيَرَيَانِ النَّارَ ، أَنْتُمْ تَسْمَعُونَ لَوْ كَانَ لِي ثَوْبٌ يَسَعُنِي كَفَنًا لَمْ أُكَفَّنْ إِلاَّ فِي ثَوْبٍ هُوَ لِي أَوْ لاِمْرَأَتِي ثَوْبٌ يَسَعُنِي لَمْ أُكَفَّنْ إِلاَّ فِي ثَوْبِهَا ، فَأَنْشُدُكُمُ اللَّهَ وَالإِسْلاَمَ أَلاَ يُكَفِّنِّي رَجُلٌ مِنْكُمْ كَانَ أَمِيرًا أَوْ عَرِيفًا , أَوْ نَقِيبًا , أَوْ بَرِيدًا.
فَكُلُّ الْقَوْمِ قَدْ كَانَ قَارَفَ بَعْضَ ذَلِكَ إِلاَّ فَتًى مِنَ الأَنْصَارِ قَالَ : أَنَا أُكَفِّنُكَ ، فَإِنِّي لَمْ أُصِبْ مِمَّا ذَكَرْتَ شَيْئًا ، أُكَفِّنُكَ فِي رِدَائِي هَذَا الَّذِي عَلَيَّ وَفِي ثَوْبَيْنِ فِي عَيْبَتِي مِنْ غَزْلِ أُمِّي حَاكَتْهُمَا لِي ، قَالَ : أَنْتَ فَكَفِّنِّي , قَالَ : فَكَفَّنَهُ الأَنْصَارِيُّ فِي النَّفَرِ الَّذِينَ شَهِدُوهُ مِنْهُمْ حُجْرُ بْنُ الأَدْبَرِ , وَمَالِكٌ الأَشْتَرُ فِي نَفَرٍ كُلُّهُمْ يَمَانٍ.(4/220)
5435- قَالَ : أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ : حَدَّثَنِي بُرَيْدَةُ بْنُ سُفْيَانَ الأَسْلَمِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : لَمَّا نَفَى عُثْمَانُ أَبَا ذَرٍّ إِلَى الرَّبَذَةِ , وَأَصَابَهُ بِهَا قَدْرُهُ وَلَمْ يَكُنْ مَعَهُ أَحَدٌ إِلاَّ امْرَأَتُهُ وَغُلاَمُهُ , فَأَوْصَاهُمَا أَنِ اغْسِلاَنِي وَكَفِّنَانِي وَضَعَانِي عَلَى قَارِعَةِ الطَّرِيقِ , فَأَوَّلُ رَكْبٍ يَمُرُّ بِكُمْ , فَقُولُوا : هَذَا أَبُو ذَرٍّ صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم , فَأَعُينُونَا عَلَى دَفْنِهِ فَلَمَّا مَاتَ فَعَلاَ ذَلِكَ , ثُمَّ وَضَعَاهُ عَلَى قَارِعَةِ الطَّرِيقِ ، وَأَقْبَلَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ فِي رَهْطٍ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ عُمَّارًا , فَلَمْ يَرُعْهُمْ إِلاَّ بِالْجَنَازَةِ عَلَى ظَهْرِ الطَّرِيقِ قَدْ كَادَتِ الإِبِلُ أَنْ تَطَأَهَا , فَقَامَ إِلَيْهِ الْغُلاَمُ , فَقَالَ : هَذَا أَبُو ذَرٍّ صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم , فَأَعِينُونَا عَلَى دَفْنِهِ ، فَاسْتَهَلَّ عَبْدُ اللهِ يَبْكِي , وَيَقُولُ صَدَقَ رَسُولُ اللهِ ، تَمْشِي وَحْدَكَ وَتَمُوتُ وَحْدَكَ وَتُبْعَثُ وَحْدَكَ ، ثُمَّ نَزَلَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ فَوَارَوْهُ ، ثُمَّ حَدَّثَهُمْ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ حَدِيثَهُ وَمَا قَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي مَسِيرِهِ إِلَى تَبُوكَ.(4/220)
5436- قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَرْوَانَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ أَنَّهُ رَآهُ فِي نَمِرَةٍ مُؤْتَزِرًا بِهَا قَائِمًا يُصَلِّي , فَقُلْتُ : يَا أَبَا ذَرٍّ أَمَا لَكَ ثَوْبٌ غَيْرُ هَذِهِ النَّمِرَةِ ؟ قَالَ : لَوْ كَانَ لِي لَرَأَيْتَهُ عَلَيَّ ، قُلْتُ : فَإِنِّي رَأَيْتُ عَلَيْكَ مُنْذُ أَيَّامٍ ثَوْبَيْنِ ، فَقَالَ : يَا ابْنَ أَخِي أَعْطَيْتُهُمَا مَنْ هُوَ أَحْوَجُ إِلَيْهِمَا مِنِّي ، قُلْتُ : وَاللَّهِ إِنَّكَ لَمُحْتَاجٌ إِلَيْهِمَا ، قَالَ : اللَّهُمَّ غَفْرًا , إِنَّكَ لَمُعَظِّمُ لِلدُّنْيَا , أَلَيْسَ تَرَى عَلَيَّ هَذِهِ الْبُرْدَةَ ، وَلِي أُخْرَى لِلْمَسْجِدِ وَلِي أَعْنُزٌ نَحْلِبُهَا ، وَلِي أَحْمِرَةٌ نَحْتَمِلُ عَلَيْهَا مِيرَتَنَا , وَعِنْدَنَا مَنْ يَخْدُمُنَا وَيَكْفِينَا مِهْنَةَ طَعَامِنَا ، فَأَيُّ نِعْمَةٍ أَفْضَلُ مِمَّا نَحْنُ فِيهِ.(4/221)
5437- قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ، عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ ، عَنْ أَبِي شُعْبَةَ ، قَالَ : جاءَ رَجُلٌ مِنْ قَوْمَنَا أَبَا ذَرٍّ يَعْرِضُ عَلَيْهِ فَأَبَى أَبُو ذَرٍّ أَنْ يَأْخُذَ , وَقَالَ : لَنَا أَحْمِرَةٌ نَحْتَمِلُ عَلَيْهَا , وَأَعْنُزٌ نَحْلِبُهَا , وَمُحَرَّرَةٌ تَخْدُمُنَا , وَفَضْلُ عَبَاءَةٍ عَنْ كِسْوَتِنَا ، وَإِنِّي لأَخَافُ أَنْ أُحَاسَبَ بِالْفَضْلِ.(4/221)
5438- قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَلِيٍّ الأَسْلَمِيُّ قَالَ : حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ عَمِيلَةَ الْفَزَارِيُّ قَالَ : أَخْبَرَنِي مَنْ رَأَى أَبَا ذَرٍّ يَحْلِبُ غُنَيْمَةً لَهُ , فَيَبْدَأُ بِجِيرَانِهِ وَأَضْيَافِهِ قَبْلَ نَفْسِهِ ، وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ لَيْلَةً حَلَبَ حَتَّى مَا بَقِيَ فِي ضُرُوعِ غَنَمِهِ شَيْءٌ إِلاَّ مَصَرَةً , وَقَرَّبَ إِلَيْهِمْ تَمْرًا ، وَهُوَ يَسِيرٌ ، ثُمَّ تَعَذَّرَ إِلَيْهِمْ , وَقَالَ : لَوْ كَانَ عِنْدَنَا مَا هُوَ أَفْضَلُ مِنْ هَذَا لَجِئْنَا بِهِ ، قَالَ : وَمَا رَأَيْتُهُ ذَاقَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ شَيْئًا.(4/221)
5439- قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ حَيَّانَ قَالَ : كَانَ أَبُو ذَرٍّ وَأَبُو الدَّرْدَاءِ فِي مِظَلَّتَيْنِ مِنْ شَعْرٍ بِدِمَشْقَ.(4/222)
5440- قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ خِرَاشٍ الْكَعْبِيُّ قَالَ : وَجَدْتُ أَبَا ذَرٍّ فِي مِظَلَّةِ شَعْرٍ بِالرَّبَذَةِ تَحْتَهُ امْرَأَةٌ سَحْمَاءُ ، فَقُلْتُ : يَا أَبَا ذَرٍّ تَزَوَّجُ سَحْمَاءَ قَالَ : أَتَزَوَّجُ مَنْ تَضَعُنِي أَحَبُّ إِلِيَّ مِمَّنْ تَرْفَعُنِي ، مَا زَالَ بِي الأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَنِ الْمُنْكَرِ حَتَّى مَا تَرَكَ لِيَ الْحَقُّ صَدِيقًا.(4/222)
5441- قَالَ : أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى قَالَ : حَدَّثَنَا قَتَادَةُ ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ الرَّحَبِيِّ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى أَبِي ذَرٍّ ، وَهُوَ بِالرَّبَذَةِ وَعِنْدَهُ امْرَأَةٌ لَهُ سَوْدَاءُ مشنّفة لَيْسَ عَلَيْهَا أَثَرُ الْمَجَاسِدِ وَلاَ الْخَلُوقِ قَالَ : فَقَالَ : أَلاَ تَنْظُرُونَ مَا تَأْمُرُنِي بِهِ هَذِهِ السُّوَيْدَاءُ ، تَأْمُرُنِي أَنْ آتِيَ الْعِرَاقَ , فَإِذَا أَتَيْتُ الْعِرَاقَ مَالُوا عَلَيَّ بِدُنْيَاهُمْ ، أَلاَ وَإِنَّ خَلِيلِي عَهِدَ إِلَيَّ أَنَّ دُونَ جِسْرِ جَهَنَّمَ طَرِيقًا ذَا دَحْضٍ وَمَزَلَّةٍ ، وَإِنَّا أَنْ نَأْتِيَ عَلَيْهِ وَفِي أَحْمَالِنَا اقْتِدَارٌ أَحْرَى أَنْ نَنْجُوَ مِنْ أَنْ نَأْتِيَ عَلَيْهِ وَنَحْنُ مَوَاقِيرُ.(4/222)
5442- قَالَ : أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ الأَحْوَلُ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ قَالَ : رَأَيْتُ أَبَا ذَرٍّ يَمِيدُ عَلَى رَاحِلَتِهِ ، وَهُوَ مُسْتَقْبِلٌ مَطْلِعَ الشَّمْسِ , فَظَنَنْتُهُ نَائِمًا , فَدَنَوْتُ مِنْهُ , فَقُلْتُ : أَنَائِمٌ أَنْتَ يَا أَبَا ذَرٍّ ؟ فَقَالَ : لاَ ، بَلْ كُنْتُ أُصَلِّي.(4/223)
5443- قَالَ : أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ أَنَّ أَبَا ذَرٍّ تَبِعَتْهُ جُوَيْرِيَةٌ سَوْدَاءُ , فَقِيلَ لَهُ : يَا أَبَا ذَرٍّ هَذِهِ ابْنَتَكَ ؟ قَالَ : تَزْعُمُ أُمُّهَا ذَاكَ.(4/223)
5444- قَالَ : أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : كُسِيَ أَبُو ذَرٍّ بُرْدَيْنِ فَأَتَّزَرَ بِأَحَدِهِمَا وَارْتَدَى بِشَمْلَةٍ ، وَكَسَا أَحَدَهُمَا غُلاَمَهُ ، ثُمَّ خَرَجَ عَلَى الْقَوْمِ , فَقَالُوا لَهُ : لَوْ كُنْتَ لَبِسْتَهُمَا جَمِيعًا كَانَ أَجْمَلَ ، قَالَ : أَجَلْ ، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : أَطْعِمُوهُمْ مِمَّا تَأْكُلُونَ ، وَأَلْبِسُوهُمْ مِمَّا تُكْسَوْنَ.(4/223)
5445- قَالَ : أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا بُدَيْلُ بْنُ مَيْسَرَةَ ، عَنْ مُطَرِّفٍ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ قَالَ : صَحِبْتُ أَبَا ذَرٍّ فَأَعْجَبَتْنِي أَخْلاَقُهُ كُلُّهَا إِلاَّ خُلُقًا وَاحِدًا ، قُلْتُ : وَمَا ذَاكَ الْخُلُقُ ؟ قَالَ : كَانَ رَجُلاَّ فَطِنًا , فَكَانَ إِذَا خَرَجَ مِنَ الْخَلاَءِ انْتَضَحَ.(4/223)
454- الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرِو ابْنِ طَرِيفِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ سُلَيْمِ بْنِ فَهْمِ بْنِ غَنْمِ بْنِ دَوْسِ بْنِ عُدْثَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ زهرانَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَالِكِ بْنِ نَصْرِ بْنِ الأَزْدِ.(4/223)
5446- قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَبِي عَوْنٍ الدَّوْسِيِّ ، وَكَانَ لَهُ حِلْفٌ فِي قُرَيْشٍ قَالَ : كَانَ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو الدَّوْسِيُّ رَجُلاَّ شَرِيفًا شَاعِرًا مَلِيئًا كَثِيرَ الضِّيَافَةِ , فَقَدِمَ مَكَّةَ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِهَا , فَمَشَى إِلَيْهِ رِجَالٌ مِنْ قُرَيْشٍ , فَقَالُوا : يَا طُفَيْلُ إِنَّكَ قَدِمْتَ بِلاَدِنَا وَهَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بَيْنَ أَظْهُرِنَا قَدْ أَعْضَلَ بِنَا وَفَرَّقَ جَمَاعَتَنَا وَشَتَّتَ أَمْرَنَا ، وَإِنَّمَا قَوْلُهُ كَالسِّحْرِ يُفَرِّقُ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ أَبِيهِ , وَبَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ أَخِيهِ , وَبَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ زَوْجَتِهِ ، إِنَّا نَخْشَى عَلَيْكَ وَعَلَى قَوْمِكَ مِثْلَ مَا دَخَلَ عَلَيْنَا مِنْهُ , فَلاَ تُكَلِّمْهُ وَلاَ تَسْمَعْ مِنْهُ.
قَالَ الطُّفَيْلُ : فَوَاللَّهِ مَا زَالُوا بِي حَتَّى أَجْمَعْتُ أَنْ لاَ أَسْمَعَ مِنْهُ شَيْئًا ، وَلاَ أُكَلِّمُهُ ، فَغَدَوْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ وَقَدْ حَشَوْتُ أُذُنَيَّ كُرْسُفًا - يَعْنِي قَطْنًا - فَرَقًا مِنْ أَنْ يَبْلُغَنِي شَيْءٌ مِنْ قَوْلِهِ حَتَّى كَانَ يُقَالُ لِي : ذُو الْقُطْنَتَيْنِ.(4/223)
قَالَ : فَغَدَوْتُ يَوْمًا إِلَى الْمَسْجِدِ , فَإِذَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَائِمٌ يُصَلِّي عِنْدَ الْكَعْبَةِ , فَقُمْتُ قَرِيبًا مِنْهُ فَأَبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُسْمِعَنِي بَعْضَ قَوْلِهِ , فَسَمِعْتُ كَلاَمًا حَسَنًا , فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : وَاثُكْلَ أُمِّي وَاللَّهِ إِنِّي لِرَجُلٌ لَبِيبٌ شَاعِرٌ مَا يَخْفَى عَلَيَّ الْحَسَنُ مِنَ الْقَبِيحِ , فَمَا يَمْنَعُنِي مِنْ أَنْ أَسْمَعَ مِنْ هَذَا الرَّجُلِ مَا يَقُولُ ، فَإِنْ كَانَ الَّذِي يَأْتِي بِهِ حَسَنًا قِبْلَتُهُ ، وَإِنْ كَانَ قَبِيحًا تَرَكْتُهُ. فَمَكَثْتُ حَتَّى انْصَرَفَ إِلَى بَيْتِهِ , ثُمَّ اتَّبَعْتُهُ حَتَّى إِذَا دَخَلَ بَيْتَهُ دَخَلْتُ مَعَهُ , فَقُلْتُ : يَا مُحَمَّدُ إِنَّ قَوْمَكَ قَالُوا لِي كَذَا وَكَذَا لِلَّذِي قَالُو لِي ، فَوَاللَّهِ مَا تَرَكُونِي يُخَوِّفُونِي أَمْرَكَ حَتَّى سَدَدْتُ أُذُنِي بِكُرْسُفٍ لِئَلاَّ أَسْمَعَ قَوْلَكَ ، ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ أَبَى إِلاَّ أَنْ يُسْمِعَنِيهِ ، فَسَمِعْتُ قَوْلاَّ حَسَنًا , فَاعْرِضْ عَلَيَّ أَمْرَكَ.
فَعَرَضَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الإِسْلاَمَ وَتَلاَ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ , فَقَالَ : لاَ وَاللَّهُ مَا سَمِعْتُ قَوْلاَّ قَطُّ أَحْسَنَ مِنْ هَذَا ، وَلاَ أَمْرًا أَعْدَلَ مِنْهُ ، فَأَسْلَمْتُ وَشَهِدْتُ شَهَادَةَ الْحَقِّ , فَقُلْتُ : يَا نَبِيَّ اللهِ إِنِّي امْرُؤٌ مُطَاعٌ فِي قَوْمِي وَأَنَا رَاجِعٌ إِلَيْهِمْ فَدَاعِيهِمْ إِلَى الإِسْلاَمِ , فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَكُونَ لِي عَوْنًا عَلَيْهِمْ فِيمَا أَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ اجْعَلْ لَهُ آيَةً.
قَالَ : فَخَرَجْتُ إِلَى قَوْمِي حَتَّى إِذَا كُنْتُ بِثَنِيَّةِ تُطْلِعُنِي عَلَى الْحَاضِرِ وَقَعَ نُورٌ بَيْنَ عَيْنِي مِثْلُ الْمِصْبَاحِ , فَقُلْتُ : اللَّهُمَّ فِي غَيْرِ وَجْهِي , فَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَظُنُّوا أَنَّهَا مُثْلَةٌ وَقَعَتْ فِي وَجْهِي لِفِرَاقِ دِينِهِمْ , فَتَحَوَّلَ النُّورُ , فَوَقَعَ فِي رَأْسِ سَوْطِي , فَجَعَلَ الْحَاضِرُ يَتَرَاءَوْنَ ذَلِكَ النُّورَ فِي سَوْطِي كَالْقِنْدِيلِ الْمُعَلَّقِ ،(4/224)
فَدَخَلَ بَيْتَهُ قَالَ : فَأَتَانِي أَبِي , فَقُلْتُ لَهُ : إِلَيْكَ عَنِّي يَا أَبَتَاهُ , فَلَسْتَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْكَ ، قَالَ : وَلِمَ يَا بُنَيَّ ؟ قُلْتُ : إِنِّي أَسْلَمْتُ وَاتَّبَعْتُ دِينَ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : يَا بُنَيَّ دِينِي دِينُكَ ، قَالَ : فَقُلْتُ فَاذْهَبْ فَاغْتَسِلْ وَطَهِّرْ ثِيَابَكَ ، ثُمَّ جَاءَ , فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ الإِسْلاَمَ فَأَسْلَمَ ، ثُمَّ أَتَتْنِي صَاحِبَتِي , فَقُلْتُ لَهَا : إِلَيْكِ عَنِّي فَلَسْتُ مِنْكَ وَلَسْتِ مِنِّي ، قَالَتْ : وَلِمَ بِأَبِي أَنْتَ ؟ قُلْتُ : فَرَّقَ بَيْنِي وَبَيْنَكِ الإِسْلاَمُ ، إِنِّي أَسْلَمْتُ وَتَابَعْتُ دِينَ مُحَمَّدٍ ، قَالَتْ : فَدِينِي دِينُكَ ، قُلْتُ : فَاذْهَبِي إِلَى حِسْيِ ذِي الشِّرَى فَتَطَهَّرِي مِنْهُ ، وَكَانَ ذُو الشِّرَى صَنَمَ دَوْسٍ ، وَالْحِسْيِ حِمَى لَهُ يُحَمُّونَهُ , وَبِهِ وَشَلٌ مِنْ مَاءٍ يَهْبِطُ مِنَ الْجَبَلِ ، فَقَالَتْ : بِأَبِي أَنْتَ أَتَخَافُ عَلَى الصِّبْيَةِ مِنْ ذِي الشِّرَى شَيْئًا ؟ قُلْتُ : لاَ ، أَنَا ضَامِنٌ لِمَا أَصَابَكِ ، قَالَ : فَذَهَبَتْ فَاغْتَسَلَتْ ، ثُمَّ جَاءَتْ , فَعَرَضْتُ عَلَيْهَا الإِسْلاَمَ , فَأَسْلَمَتْ ، ثُمَّ دَعَوْتُ دَوْسًا إِلَى الإِسْلاَمِ , فَأَبْطَأُوا عَلَيَّ ، ثُمَّ جِئْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِمَكَّةَ , فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، قَدْ غَلَبَتْنِي دَوْسٌ فَادْعُ اللَّهَ عَلَيْهِمْ , فَقَالَ : اللَّهُمَّ اهْدِ دَوْسًا.(4/225)
5447- قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ : قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : قِيلَ : يَا رَسُولَ اللهِ ادْعُ اللهَ عَلَى دَوْسٍ فَقَالَ : اللَّهُمَّ اهْدِ دَوْسًا وَأْتِ بِهَا.
رَجَعَ الْحَدِيثُ إِلَى حَدِيثِ الطُّفَيْلٍ قَالَ : فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : اخْرُجْ إِلَى قَوْمِكَ فَادْعُهُمْ وَارْفُقْ بِهِمْ ، فَخَرَجْتُ إِلَيْهِمْ , فَلَمْ أَزَلْ بِأَرْضِ دَوْسٍ أَدْعُوهَا حَتَّى هَاجَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِلَى الْمَدِينَةِ ، وَمَضَى بَدْرٌ وَأُحُدٌ وَالْخَنْدَقُ ، ثُمَّ قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِمَنْ أَسْلَمَ مِنْ قَوْمِي ، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِخَيْبَرَ حَتَّى نَزَلَتُ الْمَدِينَةَ بِسَبْعِينَ أَوْ ثَمَانِينَ بَيْتًا مِنْ دَوْسٍ , ثُمَّ لَحِقْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِخَيْبَرَ , فَأَسْهَمَ لَنَا مَعَ الْمُسْلِمِينَ ، وَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللهِ اجْعَلْنَا مَيْمَنَتَكَ ، وَاجْعَلْ شِعَارَنَا مَبْرُورًا ، فَفَعَلَ , فَشِعَارُ الأَزْدِ كُلِّهَا إِلَى الْيَوْمِ مَبْرُورٌ ، قَالَ الطُّفَيْلُ : ثُمَّ لَمْ أَزَلْ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حَتَّى فَتْحَ اللَّهُ عَلَيْهِ مَكَّةَ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ابْعَثْنِي إِلَى ذِي الْكَفَّيْنِ صَنَمِ عَمْرِو بْنِ حُمَمَةَ حَتَّى أَحْرِقَهُ , فَبَعَثَهُ إِلَيْهِ , فَأَحْرَقَهُ وَجَعَلَ الطُّفَيْلُ يَقُولُ ، وَهُوَ يُوقِدُ النَّارَ عَلَيْهِ ، وَكَانَ مِنْ خَشَبٍ :
يَاذَا الْكَفَيْنِ لَسْتُ مِنْ عِبَادَكَا ... مِيلاَدُنَا أَقْدَمُ مِنْ مِيلاَدِكَا
أَنَا حَشَشْتُ النَّارَ فِي فُؤَادِكَا(4/225)
5448- قَالَ : أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، أَنَّ الطُّفَيْلَ بْنَ عَمْرٍو كَانَ لَهُ صَنَمٌ يُقَالُ لَهُ : ذُو الْكَفَّيْنِ , فَكَسَرَهُ وَحَرَقَهُ بِالنَّارِ ، وَقَالَ :
يَا ذَا الْكَفَيْنِ لَسْتُ مِنْ عِبَادِكَا ... مِيلاَدُنَا أَقْدَمُ مِنْ مِيلاَدِكَا
أَنَا حَشَوْتُ النَّارَ فِي فُؤَادِكَا
رَجَعَ الْحَدِيثُ إِلَى حَدِيثِ الطُّفَيْلِ الأَوَّلِ قَالَ : فَلَمَّا أَحْرَقْتُ ذَا الْكَفَّيْنِ بَانَ لِمَنْ بَقِيَ مِمَّنْ تَمَسَّكَ بِهِ أَنَّهُ لَيْسَ عَلَى شَيْءٍ ، فَأَسْلَمُوا جَمِيعًا , وَرَجَعَ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم , فَكَانَ مَعَهُ بِالْمَدِينَةِ حَتَّى قُبِضَ.
فَلَمَّا ارْتَدَّتِ الْعَرَبُ خَرَجَ مَعَ الْمُسْلِمِينَ , فَجَاهَدَ حَتَّى فَرَغُوا مِنْ طُلَيْحَةَ وَأَرْضِ نَجْدٍ كُلِّهَا ، ثُمَّ سَارَ مَعَ الْمُسْلِمِينَ إِلَى الْيَمَامَةِ , وَمَعَهُ ابْنُهُ عَمْرُو بْنُ الطُّفَيْلِ , فَقُتِلَ الطُّفَيْلِ بْنِ عَمْرٍو بِالْيَمَامَةَ شَهِيدًا , وَجُرِحَ ابْنُهُ عَمْرُو بْنُ الطُّفَيْلِ ، وَقَطَعَتْ يَدُهُ ، ثُمَّ اسْتَبَلَّ وَصَحَّتْ يَدُهُ ، فَبَيْنَا هُوَ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ إِذْ أُتِيَ بِطَعَامٍ فَتَنَحَّى عَنْهُ ، فَقَالَ عُمَرُ : مَا لَكَ لَعَلَّكَ تَنَحَّيْتَ لِمَكَانِ يَدِكَ ؟ قَالَ : أَجَلْ ، قَالَ : وَاللَّهِ لاَ أَذُوقُهُ حَتَّى تَسُوطَهُ بِيَدِكَ ، فَوَاللَّهِ مَا فِي الْقَوْمِ أُحُدٌ بَعْضُهُ فِي الْجَنَّةِ غَيْرَكَ . ثُمَّ خَرَجَ عَامَ الْيَرْمُوكِ فِي خِلاَفَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , فَقُتِلَ شَهِيدًا.(4/226)
455- ضِمَادٌ الأَزْدِيُّ
مِنْ أَزْدِ شَنُوءَةَ
5449- قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي خَارِجَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : قَدِمَ رَجُلٌ مِنْ أَزْدِ شَنُوءَةَ يُقَالُ لَهُ : ضِمَادٌ مَكَّةَ مُعْتَمِرًا , فَسَمِعَ كُفَّارَ قُرَيْشٍ يَقُولُونَ : مُحَمَّدٌ مَجْنُونٌ ، فَقَالَ : لَوْ أَتَيْتُ هَذَا الرَّجُلَ فَدَاوَيْتُهُ ، فَجَاءَهُ , فَقَالَ لَهُ : يَا مُحَمَّدُ إِنِّي أُدَاوِي الرِّيحَ , فَإِنْ شِئْتَ دَاوَيْتُكَ لَعَلَّ اللَّهَ يَنْفَعُكَ , فَتَشَهَّدَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم , وَحَمِدَ اللَّهَ وَتَكَلَّمَ بِكَلِمَاتٍ , فَأَعْجَبَ ذَلِكَ ضِمَادًا , فَقَالَ : أَعِدْهَا عَلَيَّ ، فَأَعَادَهَا عَلَيْهِ , فَقَالَ : لَمْ أَسْمَعْ مِثْلَ هَذَا الْكَلاَمِ قَطُّ ، لَقَدْ سَمِعْتُ كَلاَمَ الْكَهَنَةِ وَالسَّحَرَةِ وَالشُّعَرَاءِ , فَمَا سَمِعْتُ مِثْلَ هَذَا قَطُّ ، لَقَدْ بَلَغَ قَامُوسَ الْبَحْرِ ، يَعْنِي قَعْرَهُ ، فَأَسْلَمَ وَشَهِدَ شَهَادَةَ الْحَقِّ وَبَايَعَهُ عَلَى نَفْسِهِ وَعَلَى قَوْمِهِ ، فَخَرَجَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ بَعْدَ ذَلِكَ فِي سَرِيَّةٍ إِلَى الْيَمَنِ , فَأَصَابُوا إِدَاوَةً , فَقَالَ : رُدُّوهَا , فَإِنَّهَا إِدَاوَةُ قَوْمِ ضِمَادٍ وَيُقَالُ : بَلْ أَصَابُوا عِشْرِينَ بَعِيرًا بِمَوْضِعٍ , فَاسْتَوْفَوْهَا فَبَلَغَ عَلِيًّا أَنَّهَا لِقَوْمِ ضِمَادٍ , فَقَالَ : رُدُّوهَا إِلَيْهِمْ فَرُدَّتْ إِلَيْهِمْ.(4/227)
456- بُرَيْدَةُ بْنُ الْحُصَيْبِ ابْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الأَعْرَجِ بْنِ سَعْدِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ سَهْمِ بْنِ مَازِنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ سَلاَمَانَ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ أَفْصَى , وَأَسْلَمَ فِيمَنِ انْخَزَعَ مِنْ بُطُونِ خُزَاعَةَ , هُوَ وَأَخَوَاهُ مَالِكٌ وَمَلَكَانُ ابْنَا أَفْصَى بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ ، وَهُوَ مَاءُ السَّمَاءِ ، وَكَانَ بُرَيْدَةُ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللهِ ، وَأَسْلَمَ حِينَ مَرَّ بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لِلْهِجْرَةِ.(4/227)
5450- قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : فَحَدَّثَنِي هَاشِمُ بْنُ عَاصِمٍ الأَسْلَمِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : لَمَّا هَاجَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَانْتَهَى إِلَى الْغَمِيمِ أَتَاهُ بُرَيْدَةُ بْنُ الْحُصَيْبِ , فَدَعَاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِلَى الإِسْلاَمِ , فَأَسْلَمَ هُوَ وَمَنْ مَعَهُ ، وَكَانُوا زُهَاءَ ثَمَانِينَ بَيْتًا , فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الْعِشَاءَ , فَصَلَّوْا خَلْفَهُ.(4/228)
5451- قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : فَحَدَّثَنِي هَاشِمُ بْنُ عَاصِمٍ الأَسْلَمِيُّ قَالَ : حَدَّثَنِي الْمُنْذِرُ بْنُ جَهْمٍ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَدْ عَلَّمَ بُرَيْدَةَ بْنَ الْحُصَيْبِ لَيْلَتَئِذٍ صَدْرًا مِنْ سُورَةِ مَرْيَمَ ، وَقَدِمَ بُرَيْدَةُ بْنُ الْحُصَيْبِ بَعْدَ أَنْ مَضَتْ بَدْرٌ وَأُحُدٌ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الْمَدِينَةَ , فَتَعَلَّمَ بَقِيَّتَهَا ، وَأَقَامَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَكَانَ مِنْ سَاكِنِي الْمَدِينَةِ ، وَغَزَا مَعَهُ مَغَازِيَهُ بَعْدَ ذَلِكَ.(4/228)
5452- قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي جَهْمٍ قَالَ : أَمَرَ رَسُولُ اللهِ بِأُسَارَى الْمُرَيْسِيعِ , فَكُتِّفُوا وَجُعِلُوا نَاحِيَةً ، وَاسْتَعْمَلَ بُرَيْدَةَ بْنَ الْحُصَيْبِ عَلَيْهِمْ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : وَعَقَدَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي غَزْوَةِ فَتْحِ مَكَّةَ لِوَاءَيْنِ , فَحَمَلَ أَحَدَهُمَا بُرَيْدَةُ بْنُ الْحُصَيْبِ , وَحَمَلَ الآخَرَ نَاجِيَةُ بْنُ الأَعْجَمِ ، وَبَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بُرَيْدَةَ بْنَ الْحُصَيْبِ عَلَى أَسْلَمَ وَغِفَارَ يُصْدِقُهُمْ ، وَبَعْثَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حِينَ أَرَادَ غَزْوَةَ تَبُوكَ إِلَى أَسْلَمَ يَسْتَنْفِرَهُمْ إِلَى عَدُوِّهِمْ , وَلَمْ يَزَلْ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مُقِيمًا بِالْمَدِينَةِ حَتَّى فُتِحَتِ الْبَصْرَةُ وَمُصِّرَتْ , فَتَحَوَّلَ إِلَيْهَا واخْتَطَّ بِهَا ، ثُمَّ خَرَجَ مِنْهَا غَازِيًا إِلَى خُرَاسَانَ , فَمَاتُ بِمَرْوَ فِي خِلاَفَةِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَبَقِيَ وَلَدُهُ بِهَا وَقَدِمَ مِنْهُمْ قَوْمٌ , فَنَزَلُوا بَغْدَادَ فَمَاتُوا بِهَا.(4/228)
5453- قَالَ : أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ أَبُو النَّضْرِ الْكِنَانِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَعْقُوبَ الضَّبِّيُّ قَالَ : حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ بُرَيْدَةَ الأَسْلَمِيَّ مِنْ وَرَاءِ نَهَرِ بَلْخٍ ، وَهُوَ يَقُولُ : لاَ عَيْشَ إِلاَّ طِرَادُ الْخَيْلِ الْخَيْلَ.(4/228)
5454- قَالَ : أَخْبَرَنَا فَهِدُ بْنُ حَيَّانَ أَبُو بَكْرٍ الْقَيْسِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ السَّدُوسِيُّ ، عَنْ أَبِي الْعَلاَءِ بْنِ الشِّخِّيرِ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ لَمْ يُسَمِّهِ لَنَا ، قَالَ : كُنْتُ مَعَ بُرَيْدَةَ الأَسْلَمِيِّ بِسِجِسْتَانَ قَالَ : فَجَعَلْتُ أُعَرِّضُ بِعَلِيٍّ وَعُثْمَانَ وَطَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ لأَسْتَخْرِجَ رَأْيَهُ ، قَالَ : فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ , فَرَفَعَ يَدَيْهِ , فَقَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعُثْمَانَ ، وَاغْفِرْ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، وَاغْفِرْ لِطَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ ، وَاغْفِرْ لِلزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ ، قَالَ : ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ , فَقَالَ لِي : لاَ أَبَا لَكَ أَتُرَاكَ قَاتِلِي ؟ قَالَ : فَقُلْتُ : وَاللَّهِ مَا أَرَدْتُ قَتْلَكَ ، وَلَكِنْ هَذَا أَرَدْتُ مِنْكَ ، قَالَ قَوْمٌ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَ اللهِ سَوَابِقُ : فَإِنْ يَشَأْ يَغْفِرْ لَهُمْ بِمَا سَبَقَ لَهُمْ فَعَلَ ، وَإِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْهُمْ بِمَا أَحْدَثُوا فَعَلَ , حِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ.(4/228)
457 ، 458- مَالِكٌ وَنُعْمَانُ ، ابْنَا خَلَفِ ابْنِ عَوْفِ بْنِ دَارِمِ بْنِ عَنْزِ بْنِ وَائِلَةَ بْنِ سَهْمِ بْنِ مَازِنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ سَلاَمَانَ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ أَفْصَى بْنِ حَارِثَةَ.
5455- قَالَ : أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ بِأَسْمَائِهِمَا وَنَسَبِهِمَا هَكَذَا وَقَالَ : كَانَا طَلِيعَتَيْنِ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَوْمَ أُحُدٍ , فَقُتِلاَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدَيْنِ ، فَدُفِنَا فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ.(4/229)
459- أَبُو رُهْمٍ الْغِفَارِيُّ
وَاسْمُهُ كُلْثُومُ بْنُ الْحُصَيْنِ بْنِ خَلَفِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ مَعْشَرِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أُحَيْمِسِ بْنِ غِفَارِ بْنِ مُلَيْكِ بْنِ ضَمْرَةَ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ ، أَسْلَمَ بَعْدَ قَدُومِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الْمَدِينَةَ , وَشَهِدَ مَعَهُ أُحُدًا ، وَرُمِيَ يَوْمَئِذٍ بِسَهْمٍ , فَوَقَعَ فِي نَحْرِهِ , فَجَاءَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم , فَبَسَقَ عَلَيْهِ , فَبَرَأَ , فَكَانَ أَبُو رُهْمٍ يُسَمَّى الْمَنْحُورُ.(4/229)
5456- قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ ، عَنْ أَبِي رُهْمٍ الْغِفَارِيِّ قَالَ : كُنْتُ مِمَّنْ أَسُوقُ الْهَدْيَ وَأَرْكَبُ عَلَى الْبُدْنِ فِي عَمْرَةِ الْقَضِيَّةِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : وَبَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَسِيرُ مِنَ الطَّائِفِ إِلَى الْجِعْرَانَةِ ، وَأَبُو رُهْمٍ الْغِفَارِيُّ إِلَى جَنْبِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَلَى نَاقَةٍ لَهُ ، وَفِي رِجْلَيْهِ نَعْلاَنِ لَهُ غَلِيظَتَانِ إِذْ زَحَمَتْ نَاقَتُهُ نَاقَةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ أَبُو رُهْمٍ : فَوَقَعَ حَرْفُ نَعْلِي عَلَى سَاقِهِ , فَأَوْجَعَهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَوْجَعْتَنِي أَخِّرْ رِجْلَكَ ، وَقَرَعَ رِجْلِي بِالسَّوْطِ ، قَالَ : فَأَخَذَنِي مَا تَقَدَّمَ مِنْ أَمْرِي وَمَا تَأَخَّرَ , وَخَشِيتُ أَنْ يَنْزِلَ فِيَّ قُرْآنٌ لَعَظِيمِ مَا صَنَعْتُ ،(4/229)
فَلَمَّا أَصْبَحْنَا بِالْجِعْرَانَةِ خَرَجْتُ أَرْعَى الظُّهْرَ وَمَا هُوَ يَوْمِي فَرَقًا أَنْ يَأْتِيَ لِلنَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ رَسُولٌ يَطْلُبُنِي , فَلَمَّا رَوَّحْتُ الرِّكَابَ , سَأَلْتُ : فَقَالُوا : طَلَبَكَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم , فَقُلْتُ : إِحْدَاهُنَّ وَاللَّهِ , فَجِئْتُهُ وَأَنَا أَتَرَقَّبُ , فَقَالَ : إِنَّكَ أَوْجَعَتْنِي بِرِجْلِكَ فَقَرَعْتُكَ بِالسَّوْطِ , وَأَوْجَعْتُكَ , فَخُذْ هَذِهِ الْغَنَمَ عِوَضًا مِنْ ضَرْبَتِي ، قَالَ أَبُو رُهْمٍ : فَرِضَاهُ عَنِّي كَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا قَالَ : وَبَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَبَا رُهْمٍ حِينَ أَرَادَ الْخُرُوجَ إِلَى تَبُوكَ إِلَى قَوْمِهِ يَسْتَنْفِرُهُمْ إِلَى عَدُوِّهِمْ , وَأَمَرَهُ أَنْ يَطْلُبَهُمْ بِبِلاَدِهِمْ ، فَأَتَاهُمْ إِلَى مَجَالِهِمْ , فَشَهِدَ تَبُوكَ جَمَاعَةٌ كَثِيرَةٌ ، وَلَمْ يَزَلْ أَبُو رُهْمٍ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِالْمَدِينَةِ يَغْزُو مَعَهُ إِذَا غَزَا ، وَكَانَ لَهُ مَنْزِلٌ بِبَنِي غِفَارٍ ، وَكَانَ أَكْثَرُ ذَلِكَ يَنْزِلُ الصَّفْرَاءَ وَغَيْقَةَ وَمَا وَالاَهَا ، وَهِيَ أَرْضُ كِنَانَةَ.(4/230)
460 ، 461- عَبْدُ اللهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنَا الْهُبَيْبِ
مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ لَيْثِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ ، وَأُمُّهُمَا أُمُّ نَوْفَلٍ بِنْتُ نَوْفَلِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ . أَسْلَمَا قَدِيمًا وَشَهِدَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أُحُدًا , وَقُتِلاَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدَيْنِ فِي شَوَّالَ عَلَى رَأْسِ اثْنَيْنِ وَثَلاَثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ.(4/230)
462- جِعَال بْنُ سُرَاقَةَ الضَّمْرِيُّ
وَيُقَالُ : الثَّعْلَبِيُّ ، وَيُقَالُ : إِنَّهُ عَدِيدٌ لِبَنِي سَوَّادٍ مِنْ بَنِي سَلَمَةَ مِنَ الأَنْصَارِ ، وَكَانَ مِنْ فُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ ، وَكَانَ رَجُلاَّ صَالِحًا دَمِيمًا قَبِيحًا ، وَأَسْلَمَ قَدِيمًا , وَشَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أُحُدًا.(4/231)
5457- قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ جُعَالُ بْنُ سُرَاقَةَ ، وَهُوَ يَتَوَجَّهُ إِلَى أُحُدٍ : يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّهُ قِيلَ لِي إِنَّكَ تُقْتَلُ غَدًا ، وَهُوَ يَتَنَفَّسُ مَكْرُوبًا ، فَضَرَبَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِيَدِهِ فِي صَدْرِهِ وَقَالَ : أَلَيْسَ الدَّهْرُ كُلُّهُ غَدًا ؟.(4/231)
5458- قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ : كَانَ جُعَيْلُ بْنُ سُرَاقَةَ رَجُلاَّ صَالِحًا ، وَكَانَ دَمِيمًا قَبِيحًا ، وَكَانَ يَعْمَلُ مَعَ الْمُسْلِمِينَ فِي الْخَنْدَقِ , فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَدْ غَيَّرَ اسْمَهُ يَوْمَئِذٍ , فَسَمَّاهُ عَمْرًا ، فَجَعَلَ الْمُسْلِمُونَ يَرْتَجِزُونَ وَيَقُولُونَ :
سَمَّاهُ مِنْ بَعْدِ جُعَيْلٍ عُمَرْ ... وَكَانَ لِلْبَائِسِ يَوْمًا ظُهَرْ
فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لاَ يَقُولُ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا إِلاَّ أَنْ يَقُولَ عُمَرَ.(4/231)
5459- قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : فَحَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ فِرَاسٍ اللَّيْثِيُّ ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ قَالَ : وَجَعَلَ جُعَيْلٌ يَقُولُ مَعَ الْمُسْلِمِينَ : سَمَّاهُ مِنْ بَعْدِ جُعَيْلٍ عُمَرَ ، وَهُوَ يَضْحَكُ مَعَ الْمُسْلِمِينَ , فَعَرَفُوا أَنَّهُ لاَ يُبَالِي.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : هُوَ جُعَالُ بْنُ سُرَاقَةَ , فَصُغِّرَ , فَقِيلَ : جُعَيْلٌ , وَسَمَّاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَمْرًا ، وَلَكِنْ هَكَذَا جَاءَ الشَّعْرُ عُمَرَ . وَشَهِدَ أَيْضًا جُعَالٌ الْمُرَيْسِيعَ وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم , وَأَعْطَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الْمُؤَلَّفَةَ قُلُوبُهُمْ بِالْجِعْرَانَةِ مِنْ غَنَائِمِ خَيْبَرَ , فَقَالَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ : يَا رَسُولَ اللهِ أَعْطَيْتَ عُيَيْنَةَ بْنَ حِصْنٍ , وَالأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ وَأَشْبَاهَهُمَا مِئَةَ مِئَةٍ مِنَ الإِبِلِ , وَتَرَكَتَ جُعَيْلَ بْنَ سُرَاقَةَ الضَّمْرِيَّ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لجُعَيْلُ بْنُ سُرَاقَةَ خَيْرٌ مِنْ طِلاَعِ الأَرْضِ كُلِّهَا مِثْلِ عُيَيْنَةَ وَالأَقْرَعِ , وَلَكِنِّي تَأَلَّفْتُهَمَا لِيُسْلِمَا ، وَوُكِّلْتُ جُعَيْلَ بْنَ سُرَاقَةَ إِلَى إِسْلاَمِهِ.(4/231)
5460- قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ قَالَ : بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم جُعَالَ بْنَ سُرَاقَةَ بَشِيرًا إِلَى الْمَدِينَةِ بِسَلاَمَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَالْمُسْلِمِينَ فِي غَزْوَةِ ذَاتِ الرِّقَاعِ.(4/232)
463- وَهْبُ بْنُ قَابُوسَ الْمُزَنِيُّ
أَقْبَلَ وَمَعَهُ ابْنُ أَخِيهِ الْحَارِثُ بْنُ عُقْبَةَ بْنِ قَابُوسَ بِغَنَمٍ لَهُمَا مِنْ جَبَلِ مُزَيْنَةَ , فَوَجَدَا الْمَدِينَةَ خُلُوفًا , فَسَأَلاَ : أَيْنَ النَّاسُ ؟ فَقَالُوا : بِأُحُدٍ , خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُقَاتِلُ الْمُشْرِكِينَ مِنْ قُرَيْشٍ , فَقَالاَ : لاَ نَسْأَلُ أَثَرًا بَعْدَ عَيْنٍ . فَأَسْلَمَا , ثُمَّ خَرَجَا حَتَّى أَتَيَا النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِأُحُدٍ , فَيَجِدَانِ الْقَوْمَ يَقْتَتِلُونَ , وَالدَّوْلَةُ لِرَسُولِ اللهِ وَأَصْحَابِهِ , فَأَغَارُوا مَعَ الْمُسْلِمِينَ فِي النَّهْبِ ، وَجَاءَتِ الْخَيْلُ مِنْ وَرَائِهِمْ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَعِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ , فَاخْتَلَطُوا , فَقَاتَلاَ أَشَدَّ الْقِتَالِ , فَانْفَرَقَتْ فِرْقَةٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ لِهَذِهِ الْفِرْقَةِ ، فَقَالَ وَهْبُ بْنُ قَابُوسَ : أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ ، فَقَامَ فَرَمَاهُمْ بِالنَّبْلِ حَتَّى انْصَرَفُوا , ثُمَّ رَجَعَ ، فَانْفَرَقَتْ فِرْقَةٌ أُخْرَى ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ لِهَذِهِ الْكَتِيبَةِ ؟ فَقَالَ الْمُزَنِيُّ : أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ ، فَقَامَ فَذَبَّهَا بِالسَّيْفِ حَتَّى وَلَّوْا ، ثُمَّ رَجَعَ الْمُزَنِيُّ ، ثُمَّ طَلَعَتْ كَتِيبَةٌ أُخْرَى , فَقَالَ : مَنْ يَقُومُ لِهَؤُلاَءِ ؟ فَقَالَ الْمُزَنِيُّ : أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ ، فَقَالَ : قُمْ وَأَبْشِرْ بِالْجَنَّةِ ،(4/232)
فَقَامَ الْمُزَنِيُّ مَسْرُورًا يَقُولُ : وَاللَّهِ لاَ أَقَيلُ وَلاَ أَسْتَقِيلُ , فَقَامَ , فَجَعَلَ يَدْخُلُ فِيهِمْ , فَيَضْرِبُ بِالسَّيْفِ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْ أَقْصَاهُمْ ، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَالْمُسْلِمُونَ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ ، وَرَسُولُ اللهِ يَقُولُ : اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ ، فَمَا زَالَ كَذَلِكَ وَهُمْ مُحْدِقُونَ بِهِ حَتَّى اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَسْيَافُهُمْ وَرِمَاحُهُمْ , فَقَتَلُوهُ , فَوُجِدَ بِهِ يَوْمَئِذٍ عِشْرُونَ طَعْنَةً بِرُمْحٍ كُلُّهَا قَدْ خَلَصَتْ إِلَى مَقْتَلٍ , وَمُثِّلَ بِهِ يَوْمَئِذٍ أَقْبَحَ الْمُثَلِ . ثُمَّ قَامَ ابْنُ أَخِيهِ الْحَارِثُ بْنُ عُقْبَةَ , فَقَاتَلَ كَنَحْوٍ مِنْ قِتَالِهِ حَتَّى قُتِلَ , فَوَقَفَ عَلَيْهِمَا رَسُولُ اللهِ وَهُمَا مَقْتُولاَنِ , فَقَالَ : رَضِيَ اللَّهُ عَنْكَ فَإِنِّي عَنْكَ رَاضٍ يَعْنِي وَهْبًا , ثُمَّ قَامَ عَلَى قَدَمَيْهِ ، وَقَدْ نَالَهُ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مِنَ الْجِرَاحِ مَا نَالَهُ ، وَإِنَّ الْقِيَامَ لَيَشُقُّ عَلَيْهِ ، فَلَمْ يَزَلْ قَائِمًا حَتَّى وُضِعَ الْمُزَنِيُّ فِي لَحْدِهِ , عَلَيْهِ بُرْدَةٌ لَهَا أَعْلاَمٌ حُمْرٌ ، فَمَدَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الْبُرْدَةَ عَلَى رَأْسِهِ , فَخَمَّرَهُ وَأَدْرَجَهُ فِيهَا طَوْلاَّ ، وَبَلَغَتْ نِصْفَ سَاقَيْهِ ، وَأَمَرَنَا فَجَمَعْنَا الْحَرْمَلَ , فَجَعَلْنَاهُ عَلَى رِجْلَيْهِ ، وَهُوَ فِي اللَّحْدِ ، ثُمَّ انْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم , فَكَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ , وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ يَقُولاَنِ : فَمَا حَالٌ نَمُوتُ عَلَيْهَا أَحَبَّ إِلَيْنَا مِنْ أَنْ نَلْقَى اللَّهَ عَلَى حَالِ الْمُزَنِيِّ.(4/233)
464- عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ ابْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ إِيَاسِ بْنِ عَبْدِ بْنِ نَاشِرَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ جَدِّي بْنِ ضَمْرَةَ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ ، وَكَانَتْ عِنْدَهُ سُخَيْلَةُ بِنْتُ عُبَيْدَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ . فَوَلَدَتْ لَهُ نَفَرًا ، وَشَهِدَ عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ بَدْرًا وَأُحُدًا مَعَ الْمُشْرِكِينَ ، ثُمَّ أَسْلَمَ حِينَ انْصَرَفَ الْمُشْرِكُونَ عَنْ أُحُدٍ ، وَكَانَ رَجُلاَّ شُجَاعًا لَهُ إِقْدَامٌ ، وَيُكْنَى أَبَا أُمَيَّةَ ، وَهُوَ الَّذِي يَرْوِي عَنْهُ أَبُو قِلاَبَةَ الْجَرْمِيُّ عَنْ أَبِي أُمَيَّةَ.(4/233)
5461- قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ قَالَ : حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، أَنَّهُ قَالَ لِعَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ : يَا أَبَا أُمَيَّةَ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : فَكَانَ أَوَّلَ مَشْهَدٍ شَهِدَهُ عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ مُسْلِمًا بِئْرُ مَعُونَةَ فِي صَفَرٍ عَلَى رَأْسِ سِتَّةٍ وَثَلاَثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ ، فَأَسَرَتْهُ بَنُو عَامِرٍ يَوْمَئِذٍ , فَقَالَ لَهُ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ : إِنَّهُ قَدْ كَانَ عَلَيَّ أُمِّي نَسَمَةٌ , فَأَنْتَ حُرٌّ عَنْهَا وَجَزَّ نَاصِيَتَهُ وَقَدِمَ الْمَدِينَةَ , فَأَخَبَرَ رَسُولَ اللهِ بِقَتْلِ مَنْ قُتِلَ مِنْ أَصْحَابِهِ بِبِئْرِ مَعُونَةَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَنْتَ مِنْ بَيْنِهِمْ ، يَعْنِي أَفْلَتَّ ، وَلَمْ تُقْتَلْ كَمَا قُتِلُوا ، وَلَمَّا دَنَا عَمْرٌو مِنَ الْمَدِينَةِ مُنْصَرِفًا مِنْ بِئْرِ مَعُونَةَ لَقِيَ رَجُلَيْنِ مِنْ بَنِي كِلاَبٍ فَقَاتَلَهُمَا ثُمَّ قَتَلَهُمَا ، وَقَدْ كَانَ لَهُمَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَمَانٌ , فَوَدَاهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَهُمَا الْقَتِيلاَنِ اللَّذَانِ خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِسَبَبِهِمَا إِلَى بَنِي النَّضِيرِ يَسْتَعِينُهُمْ فِي دِيَتِهِمَا.(4/233)
قَالَ : وَبَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَمْرَو بْنَ أُمَيَّةَ وَمَعَهُ سَلَمَةُ بْنُ أَسْلَمَ بْنِ حَرِيشٍ الأَنْصَارِيُّ سَرِيَّةً إِلَى مَكَّةَ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ , فَعُلِمَ بِمَكَانِهِمَا , فَطُلِبَا , فَتَوَارَيَا ، وَظَفَرَ عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ فِي تُوَارِيهِ ذَلِكَ فِي الْغَارِ بِنَاحِيَةِ مَكَّةَ بِعُبَيْدِ اللهِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ التَّيْمِيِّ , فَقَتَلَهُ ، وَعَمَدَ إِلَى خُبَيْبِ بْنِ عَدِيٍّ ، وَهُوَ مَصْلُوبٌ , فَأَنْزَلَهُ عَنْ خَشَبَتِهِ , وَقَتْلَ رَجُلاَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِنْ بَنِي الدِّيلِ أَعْوَرَ طَوِيلاَّ ، ثُمَّ قَدِمَ الْمَدِينَةَ , فَسُرَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِقُدُومِهِ وَدَعَا لَهُ بِخَيْرٍ ، وَبَعَثَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِلَى النَّجَاشِيِّ بِكِتَابَيْنِ كَتَبَ بِهِمَا إِلَيْهِ فِي أَحَدِهِمَا أَنْ يُزَوِّجَهُ أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ ، وَفِي الآخَرِ يَسْأَلُهُ أَنْ يَحْمِلَ إِلَيْهِ مَنْ بَقِيَ عِنْدَهُ مِنْ أَصْحَابِهِ ، فَزَوَّجَهُ النَّجَاشِيُّ أُمَّ حَبِيبَةَ ، وَحَمَلَ إِلَيْهِ أَصْحَابَهُ فِي سَفِينَتَيْنِ . وَكَانَتْ لِعَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ دَارٌ بِالْمَدِينَةِ عِنْدَ الْحَكَّاكِينَ ، يَعْنِي الْخَرَّاطِينَ ، وَمَاتَ بِالْمَدِينَةِ فِي خِلاَفَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ.(4/234)
465- دِحْيَةُ بْنُ خَلِيفَةَ ابْنِ فَرْوَةَ بْنِ فَضَالَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ الْخَزْرَجِ ، وَهُوَ زَيْدُ مَنَاةَ بْنُ عَامِرِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَامِرٍ الأَكْبَرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عُذْرَةَ بْنِ زَيْدِ اللاَّتِ بْنِ رُفَيْدَةَ بْنِ ثَوْرِ بْنِ كَلْبِ بْنِ وَبَرَةَ بْنِ تَغْلِبَ بْنِ حُلْوَانَ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ الْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ . وَأَسْلَمَ دِحْيَةُ بْنُ خَلِيفَةَ قَدِيمًا , وَلَمْ يَشْهَدْ بَدْرًا ، وَكَانَ يُشَبَّهُ بِجَبْرَائِيلَ.(4/234)
5462- قَالَ : أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ ، وَعُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالُوا : حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ قَالَ : شَبَّهَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ثَلاَثَةَ نَفَرٍ مِنْ أمّتهِ فَقَالَ : دِحْيَةُ الْكَلْبِيِّ يُشْبِهُ جَبْرَائِيلَ ، وَعُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ يُشْبِهُ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ ، وَعَبْدُ الْعُزَّى يُشْبِهُ الدَّجَّالَ.(4/235)
5463- قَالَ : أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ مُغِيرَةَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْوَلِيدِ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ : كَانَ دِحْيَةُ الْكَلْبِيِّ يُشَبَّهُ بِجَبْرَائِيلَ ، وَكَانَ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ مَثَلَهُ كَمَثَلِ صَاحِبِ يس ، وَكَانَ عَبْدُ الْعُزَّى بْنُ قَطَنٍ يُشَبَّهُ بِالدَّجَّالِ.(4/235)
5464- قَالَ : أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَشْبَهُ مَنْ رَأَيْتُ بِجَبْرَائِيلَ دِحْيَةُ الْكَلْبِيُّ.(4/235)
5465- قَالَ : أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، عَنِ النَّبِيِّ قَالَ : كَانَ جَبْرَائِيلُ يَأْتِي النَّبِيَّ فِي صُورَةِ دِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ.(4/235)
5466- قَالَ : أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : وَثَبَ رَسُولُ اللهِ وَثْبَةً شَدِيدَةً , فَنَظَرْتُ , فَإِذَا مَعَهُ رَجُلٌ وَاقِفٌ عَلَى بِرْذَوْنٍ , وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ بَيْضَاءُ قَدْ سَدَلَ طَرَفَهَا بَيْنَ كَتِفَيْهِ ، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَاضِعٌ يَدَهُ عَلَى مَعْرَفَةِ بِرْذَوْنِهِ , فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ لَقَدْ رَاعَتْنِي وَثْبَتُكَ ، مَنْ هَذَا ؟ قَالَ : وَرَأَيْتِهِ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : وَمَنْ رَأَيْتِ ؟ قُلْتُ : رَأَيْتُ دِحْيَةَ الْكَلْبِيَّ ، قَالَ : ذَاكَ جَبْرَائِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ.(4/235)
5467- قَالَ : أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ : بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم دِحْيَةَ الْكَلْبِيَّ سَرِيَّةً وَحْدَهُ.(4/235)
5468- قَالَ : أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ قَالَ : قَالَ ابْنُ شِهَابٍ : أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَتَبَ إِلَى قَيْصَرٍ يَدْعُوهُ إِلَى الإِسْلاَمِ , وَبَعَثَ بِكِتَابِهِ مَعَ دِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ ، وَأَمَرَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنْ يَدْفَعَهُ إِلَى عَظِيمِ بُصْرَى لِيَدْفَعَهُ إِلَى قَيْصَرَ , فَدَفَعَهُ عَظِيمُ بُصْرَى إِلَى قَيْصَرٍ.(4/235)
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : لَقِيَهُ بِحِمْصَ ، فَدَفَعَ إِلَيْهِ كِتَابَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم , وَذَلِكَ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ سَبْعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ . وَشَهِدَ دِحْيَةُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الْمَشَاهِدَ بَعْدَ بَدْرٍ , وَبَقِيَ إِلَى خِلاَفَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ.(4/236)
- (1) ومن الطبقة الثانية أيضًا من الأنصار ، ممن لم يشهد بدرًا وشَهِد أُحُدًا وما بعدها من المشاهد من الأوس ، ثم من بني عبد الأشهل.
466- شَرِيك بن أبي الحَيْسر
واسم أبي الحيسر أنس بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل.
وأُمُّه أم شَرِيك بنت خالد بن خُنَيس بن لَوْذان بن عبدودّ بن زيد بن ثعلبة بن الخررج بن ساعدة , وهو أخو الحارث بن أنس الفهري الذي شهد بدراً.
فولد شَرِيك : عبد الله شهد معه أُحدًا ، وأم صخر وحبيبة ، وأمهم أمامة بنت سماك بن عتيك بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل ، فولد عبد الله بن شَرِيك : شيبة قتل يوم الحرّة.
وأُمُّه غلَيظَة بنت بشر من بني فهر من قريش ، وقد انقرض ولد أبي الحيسر جميعاً.
_حاشية__________
(1) من هنا حتى نهاية هذا الجزء ساقط من طبعة ليدن ، وكذا الطبعات اللاحقة , وقد أشار يوليوس ليبرت في مقدمة القسم الثاني من الجزء الرابع ، إلى أن ثمة نقصًا كبيرًا في المخطوطة التي اعتمد عليها في تحقيقه.(4/237)
467- يزيد بن السَّكن بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل.
وأُمُّه نَسيبَةٌ بنتُ زيد بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل ، وقتل يوم أحد شهيداً.
فولد يزيد بن السكن : عامرًا ، قتل يوم أحد مع أبيه شهيدًا ، وعَمْرًا قتل يوم الحرة ، وعُميرة مُبَايعَة ، وفُكَيهَة وهي أسماء بنت يزيد بن السكن التي يُرْوَى عنها الحديثُ وهي أم عامر وهي من المبايعات أيضًا ، وأمهم أم سعد بنت خزيم بن مسعود بن قِلع بن جَريش بن عبد الأشهل ، فولد عامر بن يزيد : محمدًا ، قتل يوم الحرة ، وموسى لا عقب له ، وأمهما نائلة بنت الربيع بن سهل بن الحارث بن عروة بن عَبد رِزاح الظفري ، وحسينًا وعبد الله وأم صالح وأم سعد ، وأمهم أم ولد وقد انقرضوا جميعًا ، وانقرض ولد زيد بن عبد الأشهل ، فلم يبق منهم أحد إلا ولد سعد بن معاذ.(4/237)
468- عُمارَةُ بنُ زِياد بن السكن بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل ، قتل يوم أحد شهيدًا وبه أربعة عشر جُرحًا ، وهو الذي وَسَّدَه رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم قدمه ، وقال : ادن مني فدنا منه فما زال متوسدًا لقدم رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم حتى مات . ولا عقب له ، وقد انقرض ولد السكن بن رافع بن امرئ القيس ، فلم يبق منهم أحدٌ إلا امرأتان لمنظور بن سعد بن حسين بن عامر بن يزيد بن السكن ، تزوجتا في الأنصار فولدتا فيهم(4/238)
469- ثابت بن زيد بن مالك بن عبد بن كعب بن عبد الأشهل.
وأُمُّه عمرة بنت مسعود بن قيس بن عَمْرو بن زيد مناة بن عدي بن عَمْرو بن مالك بن النجار ، وهو أخو سعد بن زيد الذي شهد بدرًا ، فولد ثابت بن زيد : أم نِيار وهي من المبايعات ، وأم عبد الله.(4/238)
470- أبو جَبِيرَة بن الحصين بن النعمان بن سنان بن عبد بن كعب (1) بن عبد الأشهل.
واسمه أسلم ، وأُمه لُبنى بنت بشر بن عدي بن أُبَيّ بن غَنم بن عوف بن عَمْرو بن عوف ، من القواقلة ، وهم في بني عبد الأشهل ، فولد أبو جبيرة : جبيرة ، قتل يوم الحرّة ، وَأمه أم ولد ، وعبد الرحمن ويزيد ، ومحمودًا ، قتل يوم الحرة.
وأُمُّه أم عبد الرحمن بنت النعمان بن مقرِّن المزني.
_حاشية__________
(1) في المطبوع "بن عبد كعب" ، وأثبتناه عن "الاستيعاب" 4/185 ، و"الإصابة" 7/54.(4/238)
471- الضحاك بن خليفة بن ثعلبة بن عدي بن كعب بن عبد الأشهل.
وأُمُّه سَرَّاء بنت قيس بن زعوراء بن حرام بن جندب ، من بني عدي بن النجار ، وكان للضحاك أخوان يقال لهما محمود ويزيد ابنا خليفة ، قتلا يوم بعاث ولا عقب لهما ، فولد الضحاك بن خليفة : ثابتًا ، وأبا بكر ، وعمر ، وهو أبو حفص ، وأبا جبيرة ، وثُبَيْتَةَ ، تزوجها محمد بن مسلمة ، وبكرة بنت الضحاك ، وحمادة ، وصفية وأمهم أسماء بنت مرشدة بن جبر بن مالك بن جويرية بن حارثة من الأوس ، وعبد الله قتل يوم الحرة ، وكان صاحب الخيل يومئذ وأمه من بني جعفر بن كلاب بن ربيعة ، من قيس عيلان , وأم حفص وأمها أم ولد ، وقد انقرض ولد ثعلبة بن عدي بن كعب بن عبد الأشهل ، فلم يبق منهم إلا ولد ثابت ، وولد أبي جبيرة ابني الضحاك بن خليفة ، وكان الضحاك قد أسلم وشَهِد أُحُدًا ، وكان مغموصًا عليه ، وتوفي في خلافة عمر بن الخطاب
_حاشية__________
(1) في المطبوع : "بن عَبْد كَعْب" وصوابه من الجمهرة وأسد الغابة والإصابة.(4/239)
472- عبد الرحمن بن ثابت بن الصامت بن عدي بن كعب بن عبد الأشهل.
وأُمُّه قِلابة بنت صيفي بن عَمْرو بن زيد بن جُشَم بن حارثة بن الحارث.
شَهِد أُحُدًا ، وقُطعت رجله يومئذ ، فولد عبد الرحمن بن ثابت : عَمْرًا، وعبد الرحمن ، وأمهما أسماء بنت عَمْرو , من أشجع من قيس عيلان ، وقد انقرض ولد الصامت بن عدي ، فلم يبق منهم أحدٌ.(4/239)
5469- أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس ، قال : حدثني إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة ، عن عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن ثابت بن صامت ، عن أبيه ، عن جده ؛ أن رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم قام يصلي في مسجد بني عبد الأشهل وعليه كساء ملتفا به يضع يديه عليه يقيه برد الحصَى.
قال مُحمد بن سَعد : وفي هذا الحديث وهلٌ ، إما أن يكون عن أبيه عن رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ، وإما أن يكون عن ابن لعبد الرحمن بن عبد الرحمن عن أبيه عن جده ، لأن الذي صحب النبي وروى عنه عبد الرحمن بن ثابت بن الصامت ليس أبوه.(4/240)
473 ، 474- ثابت ورفاعة ابنا وَقْشٍ بن زُغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل ، وأمهما ماويَّة بنت عَمْرو ، من بني مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان ، من قيس عيلان ، قتلاَّ يوم أحد شهيدين ، وكان الذي قتل رفاعة ، خالد بن الوليد.(4/240)
475- عَمْرو بن ثابت بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل.
وأُمُّه ليلى بنت اليمان ، وهو حُسيل بن جابر العبسي حليف بني عبد الأشهل ، وهي أخت حذيفة بن اليمان ، وقتل عمروٌ يوم أحد شهيدًا ، وهو الذي دخل الجنة ولم يصل سجدة قط ، وليس له عقب ، وكان شاكًا في الإسلام حتى إذا كان يوم أحدٍ بدا له الإسلام ورسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم بأحد ، فأسلم وأخذ سيفه ثم خرج حتى دخل في القوم فقاتل حتى أُثْبِتَ فوُجد في القتلى جريحًا مثبتًا ، فدنوا منه وهو بآخر رمق فقالوا : ما جاء بك يا عمرو؟ قال : الإسلام ، آمنت بالله وبرسوله ثم أخذت سيفي وحضرت فرزقني الله الشهادة ، فمات في أيديهم ، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : إنه من أهل الجنة .(4/240)
5470- أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثنا خارجة بن عبد الله بن سليمان ، عن داود بن الحصين ، عن أبي سفيان مولى ابن أبي أحمد ، قال : سمعت أبا هريرة يقول والناس حوله : أخبروني برجل يدخل الجنة ولم يُصَلّ لله سجدة قط ، فسكت الناس ، فيقول أبو هريرة ، هو أُصَيْرِمُ بني عبد الأشهل عَمْرو بن ثابت بن وقش.(4/241)
5471- أخبرنا عفان بن مسلم ، قال : حدثنا حماد بن سلمة ، عن محمد بن عَمْرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، أن عَمْرو بن وقش كان له رِبًا في الجاهلية فكره أن يسلم حتى يأخذ رِباه ، فجاء يومًا إلى بني عبد الأشهل وهو منهم ، فقال : أين سعد بن معاذ؟ قالوا : بأحد ، قال : فأين قومي؟ قالوا : بأحد ، فأخذ رمحه ولبس لامتَهُ ثم ذهب قِبَلَهُم ، فلما رآه المسلمون قالوا إليك يا عَمْرو عنا ، قال : إني قد آمنت ، قال : فحمل إلى أهله جَرِيضًا ، فأتاه سعد بن معاذ فقال لأخته نَادِيهِ ، أجئت حمية وعصبية لقومك أو جئت غضبًا لله ولرسوله ؟ قال : بل غضبًا لله ولرسوله ، فمات فدخل الجنة وما صلى صلاة قط.(4/241)
476- سليم بن ثابت بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل.
وأُمُّه ليلى بنت اليمان ، وهو حُسيل بن جابر العبسي حليف بني عبد الأشهل ، وهي أخت حذيفة بن اليمان ، فولد سليم : عبد الله.
وأُمُّه هند بنت سلامة بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل ، فولد عبد الله بن سليم : عَمْرًا وموسى قتل يوم الحرة ، وحميدة ، وأم عَمْرو . شهد سليم أُحدًا والخندق والحديببية وخيبر ، وقتل يوم خيبر شهيدًا سنة سبع من الهجرة.(4/241)
477- أبو نائلة
واسمه سِلكان بن سلامة بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل.
وأُمُّه أم عَمْرو بنت عتيك بن عَمْرو بن عبد الأشهل بن عامر بن زعوراء بن جُشم بن الحارث بن الخزرج بن عَمْرو بن مالك بن الأوس ، فولد سلكان بن سلامة : عبَّادًا قتل يوم الحرة ، وعبد الله والمُحيَّاةَ وكانت من المبايعات ، وأمهم أم سهيل بنت رومي بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل ، وشهد أبو نائلة أُحدًا ، وهو فيمن قتل كعب بن الأشرف ، وكان أخاه من الرضاعة ، وكان أبو نائلة من الرماة المذكورين من أصحاب رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ، وكان يقول الشعر وهو الذي وليَ كلام ابن الأشرف ودعاه أن يأتيه بعدّةٍ من قومه معهم رُهُنٌ يُعطونه ويأخذون منه تمرًا سلفًا وأنّسَهُ حتى اطمأن إليه وأتاه بالنفر الذين كانوا معه ، ودعاه أبو نائلة فخرج إليه فحدثه وأنّسه وأدخل يده في رأسه وكان كثير الشعر ، فمده إليه وقال : اقتلوا عَدُوَّ الله فشدوا على كعب فقتلوه.(4/242)
478- وأخوه : سعد بن سلامة بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل.
وأُمُّه سُهَيْمَةُ بنت عبد الله بن رفاعة بن نجدة بن نُمير ، من بني واقف من الأوس ، فولد سعد بن سلامة : ميمونة ، وأمها بِشْرَةُ بنت عبد الله بن سهل من بني ساعدة.
وشهد سعد أُحدًا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ، وقتل يوم جِسْرِ أبي عُبيد شهيدًا ، وليس له عقب.(4/242)
479- سهل بنُ رُومي بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل.
وأُمُّه سُهَيْمَةُ بنت عبد الله بن رفاعة بن نجدة بن نُمير ، من بني واقف من الأوس ، وهو أخو سعد بن سلامة لأمه , وقتل سهل يوم أحد شهيدًا ، وليس له عقب ، وقد انقرض بنو وقش بن زغبة بن زعوراء ، فلم يبق منهم أحد ، وانقرض أيضًا ولد زعوراء بن عبد الأشهل كلهم.(4/242)
480- مَعْبَدُ بن مَخْرَمَةَ بن قِلع بن حَرِيش بن عبد الأشهل.
شَهِد أُحُدًا مع النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ، وقتل يومئذ شهيداً.(4/243)
481- عبَّاد بن سهل بن مخرمة بن قلع بن حريش بن عبد الأشهل.
شَهِد أُحُدًا ، وقتل يومئذ شهيدًا ، ولا عقب له ، قتله صفوان بن أُمَية الجمحي.(4/243)
482- صَيْفي بن قَيْظي بن عَمْرو بن سهل بن مخرمة بن قلع بن حريش بن عبد الأشهل.
وأُمُّه أم الحباب ، وهي الصعبة بنت التيهان بن مالك ، أخت أبي الهيثم بن التيّهان . شَهِد أُحُدًا ، وقتل يومئذ شهيدًا ، وليس له عقب ، قتله ضرار بن الخطاب الفهري.(4/243)
483- وأخوه : الحُبَابُ بن قيظي بن عَمْرو بن سهل بن مخرمة بن قلع بن حريش بن عبد الأشهل.
وأُمُّه أم الحباب ، وهي الصعبة بنت التيهان بن مالك أخت أبي الهيثم بن التيهان شَهِد أُحُدًا ، وقتل يومئذ شهيدًا ، وليس له عقب.(4/243)
484- إياس بن أوس بن عتيك بن عَمْرو بن عبد الأعلم بن عامر بن زعوراء بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عَمْرو بن مالك بن الأوس ، وزعوراء بن جشم أخو عبد الأشهل بن جشم ، وهم من ساكني راتج.
وأُمُّه هند بنت ثعلبة بن قيس بن عباد بن فهيرة بن بياضة بن عامر بن زريق ، فولد إياس بن أوس الحارث والأشعث قتل يوم الحرة ، وأمهما هند بنت سهل بن زيد بن عامر بن عَمْرو بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عَمْرو بن الأوس ، شهد إياس أُحدًا ، وقتل يومئذ شهيدًا ، قتله ضرار بن الخطاب الفهري.(4/244)
485- وأخوه : أنس بن أوس بن عتيك بن عَمْرو بن عبد الأعلم بن عامر بن زعوراء بن جشم.
وأُمُّه هند بنت ثعلبة بن قيس بن عبّاد بن فهيرة بن بياضة بن عامر بن زريق.
شَهِد أُحُدًا والخندق ، وقتل يوم الخندق شهيدًا , رماه خالد بن الوليد بسهم فقتله ، ولا عقب له.(4/244)
486- وأخوهما : مالك بن أوس بن عتيك بن عَمْرو بن عبد الأعلم بن عامر بن زعوراء بن جشم.
وأُمُّه هند بنت ثعلبة بن قيس بن عبّاد بن فُهيرةَ بن بَيَاضَةَ بن عامر بن زريق.
شَهِد أُحُدًا والخندق وما بعدهما من المشاهد ، وقتل يوم اليمامة شهيدًا سنة اثنتي عشرة في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، وكان لمالك من الولد أنس.
وأُمُّه أنيسة بنت التيهان بن مالك أخت أبي الهيثم بن التيهان ، وقد انقرض ولد زعوراء بن جشم أبي عبد الأشهل إلا أن يكون لمحمد بن سليمان بن أبي رفاعة بن أنس بن مالك بن أوس عقب بالمغرب لأنه كان قد وقع إليها.(4/244)
487- وأخوهم : عَمْرو بن أوس بن عتيك بن عَمْرو بن عبد الأعلم بن عامر بن زعوراء بن جشم.
وأُمُّه هند بنت ثعلبة بن قيس بن عباد بن فهيرة بن بياضة بن عامر بن زريق.
شَهِد أُحُدًا والخندق وما بعدهما من المشاهد ، وقتل يوم جسر أبي عبيد شهيداً.(4/245)
488- وأخوهم : الحارث بن أوس بن عتيك بن عَمْرو بن عبد الأعلم بن عامر بن زعوراء بن جشم.
وأُمُّه هند بنت ثعلبة بن قيس بن عباد بن فهيرة بن بياضة بن عامر بن زريق.
شَهِد أُحُدًا والمشاهد بعدها ، وقتل يوم أجنادين شهيدًا ، وليس له عقب.(4/245)
489- وأخوهم : عمير بن أوس بن عتيك بن عَمْرو بن عبد الأعلم بن عامر بن زعوراء بن جشم.
وأُمُّه الصعبة بنت زيد بن عامر بن عَمْرو بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عَمْرو بن مالك بن الأوس (1)، شَهِد أُحُدًا وما بعد ذلك من المشاهد ، وقتل يوم اليمامة شهيدًا سنة اثنتي عشرة في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
وكان لهم أيضًا أخ يقال له :
_حاشية__________
(1) تصحف في المطبوع إلى "بن الأس"(4/245)
490- عامر بن أوس بن عتيك.
وأُمُّه هند بنت ثعلبة ، صحب النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ، ولم يشَهِد أُحُدًا ، وشهد بعدها المشاهد وقتل يوم الحرة.(4/245)
491- سهل بن عدي بن زيد بن عامر بن جشم أخي عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج.
وأُمُّه أميمة بنت قيظي بن عَمْرو بن سهل بن مخرمة بن قلع بن حريش بن عبد الأشهل ، قتل يوم أحد شهيدًا ، وليس له عقب . وقد انقرض ولد عَمْرو بن جشم.(4/246)
- ومن حلفاء بني عبد الأشهل
492- محمود بن مسلمة بن سلمة بن خالد بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عَمْرو ، وهو النَّبِيتُ بن مالك بن الأوس.
وأُمُّه أم سهم ، واسمها خُليدة بنت أبي عبيد بن وهب بن لوذان بن عبدوُدّ بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة ، فولد محمود : أم عَمْرو مبايعة ، وأم سعد ، وأمهما أمامة بنت بشر بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل ، وأم منظور مبايعة ، وهندًا مبايعة ، وأمهما هند بنت قيس بن القريم بن أُمَية بن سنان من بني سلمة.
شهد محمود أُحدًا والخندق والحديبية وخيبر ، وقتل يوم خيبر شهيدًا ، دلَّى عليه مرحب رحًا فأصابت رأسه فهشمت البيضة رأسه ، وسقطت جلدة جبينه على وجهه فأتى به رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ، فردَّ الجلدة فرجعت كما كانت ، وعصبها رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم بثوب ، فمكث ثلاثة أيام ثم مات.
وقتل محمد بن مسلمة مرحبًا في ذلك اليوم الذي مات فيه محمود ، وذَفَّف عليه عَليٌّ بعد أن أثبته محمد ، فَقُبِرَ محمود بالرجيع هو وعامر بن الأكوع في قبر واحد في غار هناك ، فقال محمد : يا رسول الله ، اقطع لي عند قبر أخي ، فقال له رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم : لك حُضرُ فرس ، فإن عملت فلك حُضرُ فرسين.(4/247)
493- مسلمة بن أسلم بن حَريش بن عدي بن مجدعة بن حارثة.
وأُمُّه سعاد بنت رافع بن أبي عَمْرو بن عائذ بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار ، وهو أخو سلمة بن أسلم ، وقتل يوم جسر أبي عبيد شهيدًا ، وليس له عقب , وقد انقرض ولد حَريش بن عدي في أول الإسلام ، وكان دعوتهم ودارهم في بني عبد الأشهل.(4/247)
494 ، 495 ، 496- الحُبَابُ وحبيب وحاجب
بنو زيد بن تيم بن أُمَية بن خُفاف بن بياضة ، شهدوا جميعًا أُحدًا ، وقتل حبيب يوم أحد شهيداً.(4/248)
497- خُزيمة بن خَزمة بن عدي بن أُبَيّ بن غَنم بن عوف بن عَمْرو بن عوف بن الخزرج ، من القواقلة.
شَهِد أُحُدًا.(4/248)
498- نهيك بن أوس بن خَزَمَةَ بن عدي بن أُبَيّ بن غَنم بن عوف بن عَمْرو بن عوف بن الخزرج ، من القواقلة , شَهِد أُحُدًا والمشاهد ، وأرسله رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم إلى المدينة مبشرهم بفتح الله عليه حُنين وهزيمة هوازن ، وبعثه أبو بكر إلى زياد بن لبيد يأمره أن يستبقى أهل النجير وقدم عليه ليلاَّ ، وقد قتل في أول النهار مِنْهُمْ سبعمائة في صعيد واحد ، قال : نهيك فما شَبّهتُهم إلا بقتلَى قريظة ، وبعث زياد بالسبي وبثمانين من بني قتيرة فيهم ، الأشعث بن قيس مع نهيك إلى أبي بكر فأنزلهم دار رملة بنت الحدث.(4/248)
499- رافع بن سهل بن رافع بن عدي بن زيد بن أُمَية ، حليف لهم.
شَهِد أُحُدًا والمشاهد كلها ، وقتل يوم اليمامة شهيدًا سنة اثنتي عشرة.(4/248)
500 ، 501- أبو نَضِير ، وعُبيدُ الله ، ابنا التَّيَّهان بن مالك
وهما أخوا أبي الهيثم بن التيهان بن مالك ، شهدا أُحدًا ، وقد كتبنا قصة نسبهما في ذكر أبي الهيثم بن التيهان فيمن شهد بدراً.(4/249)
502- حُسَيلُ بن جابر بن ربيعة بن عَمْرو بن جروة بن الحارث بن قطيعة بن عبس بن بغيض بن رَيْث بن غَطفان بن سعد بن قيس بن عَيلان بن مضر , وجروة هو اليمان من ولده حذيفة ، وإنما قيل ابن اليمان لأن جرو أصاب دمًا في قومه فهرب إلى المدينة فحالف بني عبد الأشهل ، فسماه قومه اليمان لأنه حالف اليمانية.(4/249)
5472- أخبرنا عبد الله بن نمير ، قال : حدثنا الأعمش ، عن أبي إسحاق ، قال : أُراه عن مصعب بن سعد ، قال : أخذ حذيفة وأباه المشركون فأرادوا أن يقتلوهما فأخذوا عليهما عهد الله أن لا تعينا علينا ، فحلفا لهما فخلوا سبيلهما فأتيا النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم فذكرا ذلك له وقالا : إنا قد حلفنا لهم ألا نعين عليهم ، فإن شئت قاتلنا معك ، قال : بل نفي ونستعين الله عليهم.(4/249)
5473- أخبرنا أبو أسامة حماد بن أسامة ، وعبيد الله بن موسى ، قالا : حدثنا الوليد بن جميع ، قال : حدثني أبو الطفيل ، قال : حدثنا حذيفة بن اليمان (1)، قال : ما منعني أن أشهد بدرًا إلا أنني خرجت أنا وأبي حُسيل ، فأخذنا كفار قريش وقالوا : إنكم تريدون محمدًا ، فقلنا : لا ، ما نريد إلا المدينة ، فأخذوا منا عهد الله وميثاقه لننصرفنّ إلى المدينة ولا نقاتل معه ، قال : فأتينا رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم فأخبرناه الخبر ، فقال : انصرفا فَفِيَا لهم بعهدهم ونستعين الله عليهم فانصرفنا إلى المدينة قالوا : فشهد حُسيل بن جابر وابناه حذيفة وصفوان بعد ذلك أُحدًا.
_حاشية__________
(1) تصحف في المطبوع إلى : "حُذَيْفَة اليَمَان" ، والخبر في "مختصر تاريخ دِمَشْق" 6/249 ، على الصواب.(4/249)
5474- أخبرنا عثمان بن عمر ، قال : أخبرنا يونس ، عن الزهري ، عن عروة ، قال : لما اختلط الناس يومئذ وجالوا تلك الجولة التقت سيوف المسلمين على حُسيل وهم لا يعرفونه فضربوه لسيوفهم وحذيفة يقول لهم : أبي . أبي ، فلم يفهموا حتى قتلوه وهم لا يعرفونه ، فقال حذيفة : يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين ، ماذا صنعتم ؟ قتلتم أبي ، فزادته عند رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم خيرًا ، وأمر رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم بديته أن تخرج.
قال محمد بن عمر : ويقال إن الذي أصابه يومئذٍ عتبة بن مسعود ، فتصدق حذيفة بن اليمان بدمه على المسلمين.(4/250)
503- حذيفة بن اليمان
وهو ابن حُسيل بن جابر بن ربيعة بن عَمْرو بن جِرْوَة ، وهو اليمان بن الحارث بن قطيعة بن عبس ، وأم حذيفة الرباب بنت كعب بن عدي بن كعب بن عبد الأشهل.(4/250)
5475- أخبرنا وكيع بن الجراح ، وعبد الله بن نمير ، قالا : حدثنا الأعمش ، عن أبي وائل في حديث رواه قال : كان حذيفة يكنى أبا عبد الله.
أخبرنا محمد بن عمر ، قال : قالوا : آخى رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم بين حذيفة بن اليمان وعمار بن ياسر ، وكذلك قال محمد بن إسحاق.(4/250)
5476- أخبرنا عبيد الله بن موسى ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن رجل ، عن حذيفة ؛ أنه أقبل هو وأبوه إلى النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ، فلقيهم أبو جهل والمشركون ، فقالوا لهما : أين تريدان ؟ فقالا : نريد حاجة لنا ، قالوا لهما : ما جئتما إلا لتَمُدَّا محمدًا وأصحابه ، فأخذوا عليهما موثقًا ألا يُكَثِّرا عليهم ، ثم أرسلوهما فأتيا النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم فأخبراه الخبر ، وقال : إن أمرتنا أن نقاتل قاتلنا ، قال : لا ، بل نستعين الله عليهم بأن نَفِي لهم ونستنصر الله عليهم.
قال محمد بن عمر : فلم يشهد حذيفة بدرًا ، وشَهِد أُحُدًا والخندق وما بعد ذلك من المشاهد مع رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم.(4/250)
5477- أخبرنا عبيد الله بن موسى ، قال : حدثنا يوسف بن صهيب ، عن موسى بن أبي المختار ، عن بلال بن يحيى ، عن حذيفة ؛ أن الناس تفرقوا عن النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ، ليلة الأحزاب فلم يبق معه إلا اثنا عشر رجلا قال : فأتاني رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم فقال : يا ابن اليمان ، فقمت إليه ، فقال : يا ابن اليمان ، انطلق إلى عسكر الأحزاب فانظر ما حالهم ، قال : قلت : يا رسول الله ، برد الحرّة ، قال : يا ابن اليمان ، إنه لا بأس من حر ولا برد حتى ترجع إليّ ، قال : فانطلقت حتى أتيت عسكر القوم فأجدُ الخبيث أبا سفيان يوقد النار وعصابة حوله قد تفرق الناس عنه وذهبوا إلا هذه العصابة حتى جلست فيهم ، قال : فحسّ الخبيث أنه قد أتاه عينٌ ، فقال لتلك العصابة : ليأخذ كل رجل بيد جليسه ، قال : فضربت بيميني وشمالي على هذا وعلى هذا ، فقلت : من أنتما؟ قال : فرقدوا وسُبِتوا ، قال : فأقوم عند ذلك فآتي رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ، فأجده قائمًا يصلي ، فأومأ إليّ بيده فدنوت ، ثم أومأ إلى أن اضطجع فاضطجعت إلى جنبه وهو قائم يصلي ، فأرسل عَلَيّ طرف الثوب الذي كان عليه ليدفئني به فلما فرغ من صلاته قال : يا ابن اليمان ، اجلس ، ما الخبر؟ قال : قلت : يا رسول الله تفرق عسكر الأحزاب فلم يبق مع الخبيث إلا عصابة حوله قد صب الله عليهم من البرد مثل الذي صَبّ علينا إلا أنا نرجوا من الله ما لا يرجون.(4/251)
5478- قال : أخبرنا الفضل بن دكين ، قال : حدثنا زهير ، عن جابر ، عن سعد بن عبيدة ، عن صلة بن زفر ، عن حذيفة ، قال : قمت مع رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ليلة في شهر رمضان فقام يغتسل وسترته ففضلت منه فضلة في الإناء ، قال : إن شئت فأرقه وإن شئت فصب عليه ، قلت : يا رسول الله ، هذه الفضلة أحب إلي مما أصب عليه ، فاغتسلت (به) (1)، وسترني ، فقلت : لا تسترني ، قال : بلى ، لأسترنّك كما سترتني.
_حاشية__________
(1) مختصر تاريخ ابن عساكر لابن منظور 6/253 ، وما بين حاصرتين منه.(4/251)
5479- أخبرنا يزيد بن هارون ، وعفان بن مسلم ، قالا : حدثنا شعبة ، عن المغيرة ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، قال : قدمت الشأم فدخلت المسجد فجلست إلى أبي الدرداء , فقال : من الرجل؟ قلت : من أهل الكوفة ، قال : أليس فيكم صاحب السّرّ الذي كان لا يعلمه غيره ، يعني حذيفة.(4/251)
5480- أخبرنا محمد بن الفضيل بن غزوان ، عن عطاء بن السائب ، عن أبي البختري ، عن حذيفة ، قال : إن أصحابي تعلموا الخير وإني تعلمت الشر ، قالوا : ما حملك على ذلك؟ قال : إنه من يعلم مكان الشر يتقيه.(4/252)
5481- أخبرنا مسلم بن إبراهيم ، قال : حدثنا سُوَيد اليمامي ، قال : حدثنا يحيى بن أبي كثير ، عن زيد بن سلام ، عن أبيه ، أو عن جده ، أن حذيفة بن اليمان لما أن احتضر أتاه أناس من الأنصار فقالوا : يا حذيفة لا نراك إلا مقبوضًا ، فقال لهم : غِب مسرور وحبيب جاء على فاقة ، لا أفلح من ندم ، اللهم ! إني لم أشارك غادرًا في غدرته فأعوذ بك اليوم من صاحب السوء ! كان الناس يسألون رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم عن الخير وكنت أسأله عن الشر ، فقلت له : يا رسول الله ، إنا كنا في شر فجاءنا الله بالخير ، فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال : نعم ، قلت : هل وراء الشر من خير ؟ قال : نعم ، قلت : هل وراء ذلك الخير من شر ؟ قال : نعم ، قلت : كيف يكون ؟ قال : سيكون بعدي أئمة لا يهتدون بهديي ولا يستنون بسنتي ، وسيقوم رجال قلوبهم قلوب شياطين في جثمان إنسان ، فقلت : كيف أصنع إن أدركني ذلك؟ قال : اسمع للأمير الأعظم ، وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك.(4/252)
5482- أخبرنا عفان بن مسلم ، قال : حدثنا حماد بن سلمة ، قال : أخبرنا علي بن زيد ، عن اليشكري ، عن حذيفة ، قال : كان أصحاب رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ، يسألونه عن الخير وأنا أسأله عن الشر ، علمت أنه إن كان خيرًا أصبته ، وإن كان شرًا اتقيته ، فقلت : يا رسول الله ، هل بعد هذا الخير شر كما كان قبله شر؟ قال : يا حذيفة اقرأ كتاب الله واعمل بما فيه ، فأعدت عليه ، فقال : اقرأ كتاب الله وعمل بما فيه ، فقلت : يا رسول الله ، هل بعد ذاك الشر خير؟ قال : هُدنَةٌ على دخن وجماعةٌ على أقذاء فيها ، قلت : يا رسول الله فهل بعد ذلك شر؟ قال : نعم ، فتنة عمياء صماء ودعاةُ ضلالةٍ على أبواب جهنم من أجابهم قذفوه فيها.(4/252)
5483- أخبرنا الفضل بن دكين ، قال : حدثنا فضيل بن جرير العامري ، قال : أخبرني مسلم بن مخراق ، قال : قال النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم : من هذا؟ قال : أنا عمار بن ياسر ، قال ونظر خلفه قال : من هذا؟ قال : أنا حذيفة ، قال : بل أنت كيسان.(4/252)
5484- أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي ، قال : حدثنا مسعر ، عن عَمْرو بن مرة ، عن أبي البختري قال : سئل عليٌّ عن حذيفة ، فقال : أعلم أصحاب محمد بمنافقيهم وأخبره بهم.(4/253)
5485- أخبرنا حجاج بن محمد ، عن ابن جريج ، قال : أخبرني أبو حرب بن أبي الأسود ، عن أبي الأسود , قال ابن جريج ورجل عن زاذان ، قال : سئل عليٌّ عن حذيفة قال : عَلِمَ المنافقين وسأل عن المعضلات فإن تسألوه عنها تجدوه بها عالماً.(4/253)
5486- أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة ، عن سليمان بن سُحَيم ، عن نافع ، عن جبير بن مطعم قال : لم يُخْبِرْ رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم بأسماء المنافقين الذين نخسوا به ليلة العقبة بتبوك غير حذيفة ، وهم اثنا عشر رجلاَّ ، ليس فيهم قرشي وكلهم من الأنصار أو من حلفائهم.(4/253)
5487- أخبرنا يحيى بن حماد ، قال : حدثنا أبو عوانة ، عن سليمان ، عن ثابت الحداد أبي المقدام ، عن أبي يحيى قال : سأل رجل حذيفة وأنا عنده فقال : ما النفاق؟ قال : أن تتكلم بالإسلام ولا تعمل به.(4/253)
5488- أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي ، قال : حدثنا عبد الجبار بن العباس ، عن أبي عاصم الغطفاني ، قال : كان حذيفة لا يزال يحدِّث الحديث يَسْتَفْظِعُونَه ، فقيل له : يوشك أن تحدثنا أنه يكون فينا مسخٌ ، قال : نعم ، ليكونن فيكم مسخ قردة وخنازير.(4/253)
5489- أخبرنا أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي ، قال : حدثنا سفيان ، عن الأعمش ، عن أبي وائل ، عن حذيفة قال : قال رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم : اكتبوا لي من يلفظ بالإسلام من الناس ، فكتبنا له ألفًا وخمسمائة ، فقلنا : يا رسول الله ، أتخاف ونحن ألف وخمسمائة ، فلقد رأيت أحدنا يصلي وحده وهو يخاف.(4/253)
5490- أخبرنا وكيع بن الجراح ، ومسلم بن إبراهيم ، عن سلام بن مسكين ، عن محمد بن سيرين ، قال : كان عمر بن الخطاب إذا بعث عاملاَّ كتب في عهده ، أن اسمعوا له وأطيعوا ما عدل عليكم ، قال : فلما استعمل حذيفة على المدائن ، كتب في عهده ، أن اسمعوا له وأطيعوا وأعطوه ما سألكم قال : فخرج حذيفة من عند عمر على حمارٍ مُوكفٍ ، وعلى الحمارِ زَادُه ، فلما قدم المدائن استقبله أهل الأرض والدهاقين وبيده رغيف وعَرْقٌ من لحم على حمار على إكاف ، فقال : فقرأ عهده عليهم ، فقالوا : سلنا ما شئت ، قال : أسألكم طعامًا آكله ، وعلف حماري هذا ما دمت فيكم من تِبْرٍ ، قال : فأقام فيهم ما شاء الله ، ثم كتب إليه عمر أن أَقدِم ، قال : فلما بلغ عمر قدومه كمن له على الطريق في مكان لا يراه ، فلما رآه عمر على الحال التي خرج من عنده عليها أتاه فالتزمه وقال أنت أخي وأنا أخوك.(4/253)
5491- أخبرنا وكيع بن الجراح ، والفضل بن دكين ، عن مالك بن مغول ، عن طلحة قال : قدم حذيفة المدائن على حمار على إكاف سادلاَّ رجليه ، وبيده عرق وهو يأكل.
5492- أخبرنا وكيع بن الجراح ، عن سفيان ، عن أبيه ، عن عكرمة ، قال : هو ركوب الأنبياء ، يسدل رجليه من جانب.(4/254)
5493- أخبرنا طلق بن غنام النخعي ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن جُرَيْش ، عن حماد ، قال : أخبرنا مجاهد ، أن حذيفة بن اليمان توجه إلى المدائن فمر بدهقان فأضافه فقرب إليه طعامًا فطعم ثم جاء بماء في إناء من فضة ، فلما أخذ حذيفة الإناء ضرب به وجه الدهقان وكانت فيه حدة ، وكنا إذا سألناه سكت فلم يحدثنا ، وإذا لم نسأله حدثنا ، فقال : أتدرون ما حملني على ما صنعت بهذا؟ قلنا : لا ، يا صاحب رسول الله ، قال : إني مررت به قبل مرّتي هذه ، فسقاني في هذا الإناء فنهيته أن يسقيني فيه ، ثم جاءني به الآن ، وإنما حملني على ذلك أني سمعت رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم يقول : لا تشربوا في آنية الذهب والفضة ولا تأكلوا فيها ، ولا تلبسوا الحرير والديباج فإنه للمشركين في الدنيا ، وهو لكم في الآخرة.(4/254)
5494- أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس ، قال : حدثنا أبو بكر بن عياش ، قال : سمعت أبا إسحاق يقول : كان حذيفة يجيء كل جمعة من المدائن إلى الكوفة ، قال أبو بكر : فقلت له : يستطيع أن يجيء من المدائن إلى الكوفة؟ قال : نعم ، كانت له بغلة فارهة.(4/254)
5495- حدثنا محمد بن عبد الله الأسدي ، قال : حدثنا سفيان ، عن حصين ، عن ذر ، عن رجل ، عن حذيفة ؛ أنه كان يستنجي بالماء.(4/254)
5496- أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي ، وقبيصة بن عقبة ، قالا : حدثنا سفيان ، عن منصور ، عن موسى بن عبد الله بن يزيد ، عن خبّاز لحذيفة ، قال : كان حُذَيْفةُ يَأْمُرُنِي يقول : لا تجعل في طعامي كُرَاثًا.(4/255)
5497- أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي ، قال : حدثنا سفيان ، عن الأعمش ، عن موسى بن عبد الله بن يزيد ، عن أمه ، قالت : كان في خاتم حذيفة كُرْكِيّان بينهما الحمد لله.(4/255)
5498- أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس ، عن أبي بكر بن عياش ، عن الأعمش ، عن موسى بن عبد الله بن يزيد ، عن أمه وكانت ابنة حذيفة قالت : رأيت على حذيفة خاتما من ذهب نقشه كُرْكِيّان بينهما الحمد لله.(4/255)
5499- قال : أخبرنا عَمْرو بن خالد المصري ، قال : حدثنا عيسى بن يونس ، عن الأعمش ، عن موسى بن عبد الله ، عن أمه قالت : كان خاتم حذيفة من ذهب فيه فص ياقوت أسمانجونه ، فيه كُرْكِيّان متقابلان ، بينهما الحمد لله.(4/255)
5500- أخبرنا عَمْرو بن الهيثم أبو قطن ، قال : حدثنا المسعودي عن موسى بن عبد الله بن يزيد ، عن أمه ، وكانت بنت حذيفة ، قالت : كان نقش خاتم حذيفة كُرْكِيّان بينهما الحمد لله.(4/255)
5501- أخيرنا عبد الوهاب بن عطاء العجلي ، عن سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، قال : كان نقش خاتم حذيفة كركي له رأسان.(4/255)
5502- أخبرنا يحيى بن حماد ، قال : حدثنا أبو عوانة ، عن سليمان ، عن موسى بن عبد الله ابن بنت حذيفة قال : قال حذيفة : والله لوددت أن لي من يصلح لي مالي ثم غلقت علي بابي فلم يدخل علي أحد ولم أخرج إليه حتى ألحق بالله.(4/255)
5503- أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري ، عن محمد بن علي ، عن جابر بن عبد الله قال : قال حذيفة : إنا قد حملنا هذا العلم وإنا نؤديه إليكم وإن كنا لا نعمل.(4/255)
5504- أخبرنا عَمْرو بن العاص الكلابي ، قال : حدثنا قُريب بن عبد الملك ، قال : سمعت سليمًا ، جارًا لنا ، قال : قال حذيفة : خذوا عنا فإنا لكم ثقة ، ثم خذوا عن الذين يأخذون عنا فإنهم لكم ثقة ، ولا تأخذوا عن الذين يلونهم ، قال : لأنهم يأخذون حلو الحديث ويدعون مره ، ولا يصلح حلوه إلا بِمُرِّهِ.(4/255)
5505- أخبرنا عفان بن مسلم ، قال : حدثنا حماد بن سلمة ، قال : أخبرنا علي بن زيد ، عن الحسن بن جندب ، أن حذيفة ، قال : ما كلام أتكلم به يَرُدّ عني عشرين ضربة سوط إلا كنت متكلما به.(4/256)
5506- أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء ، قال : أخبرنا خالد الحذاء ، عن أبي قلابة ، أن حذيفة قال : إني لأشتري دِيني بعضه ببعض مخافة أن يذهب كله.(4/256)
5507- أخبرنا يحيى بن حماد ، قال : حدثنا أبو عوانة ، عن سليمان ، عن عبد الملك بن ميسرة ، عن النزال بن سبرة قال : كنا بمكة في البيت ومعنا حذيفة وعثمان ، فقال عثمان لحذيفة : ما شيء بلغني عنك أنت قلت كذا وكذا فقال حذيفة : ما قلته ، قال : وكنا قد سمعناه منه ، فلما خرج قلنا : ألم تكن قلته ، قال : بلى ولكني أشتري ديني بعضه ببعض مخافة أن يذهب كله.(4/256)
5508- أخبرنا الفضل بن دكين ، قال : حدثنا سعد بن أوس ، عن بلال ، عن يحيى ، قال : بلغني أن حذيفة كان يقول : ما أدرك هذا الأمر أحد من أصحاب النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم إلا قد اشترى بعض دينه ببعض ، قالوا : وأنت؟ قال : وأنا ، والله إني لأدخل على أحدهم وليس أحد إلا فيه محاسن ومساوئ ، فأذكر من محاسنه ، وأعرض عما سوى ذلك ، وربما دعاني أحدهم إلى الغذاء فأقول : إني صائم ، ولست بصائم.(4/256)
5509- أخبرنا يزيد بن هارون ، قال : أخبرنا هشام بن حسان (ح) وأخبرنا عَمْرو بن عاصم ، قال : حدثنا أبو الأشهب (ح) وأخبرنا سعيد بن محمد الثقفي ، عن وائل بن داود (ح) وأخبرنا عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي ، عن أبي حُرّة (ح) وأخبرنا حفص بن عمر الحوضي ، عن يزيد بن إبراهيم التستري ، جميعًا ، عن الحسن قال : لما حضر حذيفة الموت ، قال في مرضه : حبيب جاء على فاقة ، لا أفلح من ندم ! أليس بعدي ما أعلم ! الحمد لله الذي سبق بي الفتنة ! قادتها وعلوجها ، قال يزيد بن إبراهيم ، قال الحسن : إي والله فلا أفلح من ندم.
أخبرنا عبد الله بن إدريس الأودي ، قال : سمعت حُصَينًا يذكر ، عن أبي وائل ، عن خالد بن ربيعة العبسي ، قال : لما بلغنا ثقل حذيفة خرج إليه نفرٌ من بني عبس ، ونفرٌ من الأنصار ، معنا أبو مسعود عقبة بن عَمْرو ، قال : فأتيناه في بعض الليل ، فقال : أَيَّةُ ساعة هذه؟ قلنا : ساعة كذا وكذا ، قال : أعوذ بالله من صباح (إلى) النار هل جئتم معكم بأكفان ؟ قال ، قلنا : نعم ، قال : فلا تُغالوا بكفني ، فإن يكن لصاحبكم عند الله خيرٌ يُبَدَّل خيرًا منها ، وإلا سُلب سلبًا سريعًا ، قال : ثم ذكر عثمان ، فقال : اللهم لم أَقتُل ولم آمُر ولم أَرْضَ.(4/256)
5510- أخبرنا يزيد بن هارون ، قال : أخبرنا مِسْعَر بن كدام (1)، عن عبد الملك بن ميسرة ، عن النزال بن سبرة ، عن أبي مسعود الأنصاري ن قال : أغمي على حذيفة من أول الليل ثم أفاق فقال : أي الليل هذا ؟ قلت : السَّحَرُ الأعلى ، قال : عائذًا بالله من جهنم يقولها مرتين أو ثلاثًا ، ثم قال : ابتاعوا لي ثوبين فكفنوني فيهما ولا يغلوا عليكم فإن صاحبكم إن يُرْضَ عنه يُكْسَ خيرًا منها وإلا سُلِبَهُما سلبًا سريعاً.
_حاشية__________
(1) تصحف في المطبوع إلى : "مسعود بن كدام".(4/257)
5511- أخبرنا حجاج بن محمد الأعور ، ويحيى بن عباد البصري ، قالا : حدثنا شعبة قال : أخبرنا عبد الملك بن ميسرة ، عن النزال بن سبرة ، قال : قلت لأبي مسعود الأنصاري : ماذا قال حذيفة عند موته ؟ قال : لما كان عند السَّحَر ، قال أعوذ بالله من صباح إلى النار ثلاث مرات ، ثم قال : اشتروا لي ثوبين أبيضين ، فإنهما لن يُتْرَكا عليّ إلا قليلاَّ حتى أُبَدَّل بهما خيرًا منهما ، أو أُسلبهما سلبًا قبيحاً.(4/257)
5512- أخبرنا وهب بن جرير بن حازم ، وهشام بن عبد الملك أبو الوليد الطيالسي ، قالا : أخبرنا شعبة ، عن أبي إسحاق ، عن صلة بن زفر ، عن حذيفة ؛ أنه قال عند موته : ابتاعوا لي كفنًا فجاؤُوا بِحُلَّةٍ ثمن ثلاث مِئة ، فقال : لا حاجة لي فيها ، اشتروا لي ثوبين أبيضين فإنهما لن يُتركا عليّ إلا قليلاَّ حتى أُبَدَّلَ بهما خيرًا أو شرًّا منهما.(4/257)
5513- أخبرنا عبيد الله بن موسى ، قال : أخبرنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن صلة بن زفر ، قال : بعثني حذيفة أنا وأبا مسعود نبتاع له كفنًا ، فابتعنا له حُلًّةً حمراء بثلاث مِئة درهم ، فقال : أروني ما ابتعتم لي ، فأريناه إياه فقال : ليس هذا لي بكفن ، اشتروا لي رَيطَتَين بيضاوين فإنهما لا يبقيان عليّ إلا قليلاَّ حتى أُبَدَّل خيرًا منهما أو شرّاً.(4/257)
5514- أخبرنا الفضيل بن دكين ، وإسحاق بن منصور ، وأحمد بن عبد الله بن يونس ، والحسن بن موسى الأشيب ، قالوا : حدثنا زهير بن معاوية ، عن أبي إسحاق ، أن صِلَةَ بن زُفَر حدثه أن حذيفة كُفِّنَ في ثوبين ، قال : بعثني وأبا مسعود فابتعنا له كفنًا حُلة عَصبٍ بثلاث مِئة درهم ، قال : أرياني ما ابتعتما لي ، فأريناه فقال : ما هذا لي بكفن ، إنما تكفيني ريطتان بيضاوان ليس معهما قميص ، فإني لا أُترك إلا قليلاَّ حتى أبدل خيرًا منهما أو شرًا منهما ، فابتعنا له ريطتين بيضاوين.(4/258)
5515- أخبرنا الفضل بن دكين ، قال : حدثنا الأعمش ، عن إسماعيل بن رجاء ، عن صخر بن الوليد الفزاري ، عن جُرَيّ (1) بن بُكير العبسي ، قال : لما قُتل عثمان رضي الله عنه فَزِعنا إلى حذيفة فدخلنا عليه في صُفَّةٍ له ، قال الفضل بن دكين ، سمعت الحديث كله من الأعمش ولم أُحَدِّثْ به أحدًا إلا ابنًا لجعفر الأحمر وقد مات.
قال محمد بن سعد : وإنما يراد بهذا الحديث أن حذيفة مات بعد قَتلِ عثمان ، وجاء نعيه وهو يومئذٍ بالمدائن ، ومات بعد ذلك بأشهر بالمدائن سنة ست وثلاثين وله عقب بالمدائن.
_حاشية__________
(1) كذا في الأصل ، وفوق الراء علامة الإهمال للتأكيد ، ولدي البخاري في التاريخ الكبير 1/2/251 "جُزي" ولدي الذهبي في الميزان 1/397 : "جُزَيّ" بالزاي ، وقيل بالراء.(4/258)
504- وأخوه : صفوان بن اليمان
وهو أخوه لأبيه وأمه ، وشهد معهم أُحدًا.(4/258)
505- قُرَّةُ (1) بن عُقبة بن قُرَّةُ
حليف لبني عبد الأشهل.
شَهِد أُحُدًا وقتل يومئذٍ شهيدًا في شوال على رأس اثنين وثلاثين شهرًا من الهجرة.
_حاشية__________
(1) تحرف في الأصل إلى "فروة" وصوابه من أسد الغابة والإصابة.(4/258)
506- يسار مولى أبي الهيثم بن التيهان
شَهِد أُحُدًا وقتل يومئذٍ شهيدًا في شوال على رأس اثنين وثلاثين شهرًا من الهجرة.(4/259)
- ومن بني ظَفَر ، واسمه كعب بن الخزرج بن عَمْرو بن مالك بن الأوس
507- رفاعة بن زيد بن عامر بن سواد بن كعب وهو ظفر.
وأُمُّه خنساء بنت زيد بن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث ، من الأوس ، وهو عم قتادة بن النعمان بن زيد الظفري ، وكان رفاعة شيخًا كبيرًا حصورًا لا يولد له ، وكان ذا مال وشرف وهو صاحب الدرعين اللتين سرقتا من مشربة له ، فاتَّهَمَ بهما ابن أُبَيرِق ونزل في أمرهما القرآن ، وقد شهد رفاعة أُحدًا وليس له عقب ، وقد انقرض أيضًا ولد عامر بن سواد بن ظفر فلم يبق منهم أحد.(4/259)
508- وأخوه : قَيْسُ بن زيد بن عامر بن سواد بن كعب بن ظفر.
وأُمُّه خنساء بنت زيد بن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث ، من الأوس.
شَهِد أُحُدًا وليس له عقب.(4/259)
509- ثابت بن النعمان بن زيد بن عامر بن سواد بن ظفر ، وهذا في النسب أخو قتادة بن النعمان ، ولم نجده في كتاب نسب الأنصار مع قتادة ، ووجدناه في تسمية من شَهِد أُحُدًا.(4/259)
510- بَشِيرُ بن عَنْبَس بن زيد بن عامر بن سواد بن ظفر.
وأُمُّه من الأزد ، وهو فارس الحَوّاء ، اسم فرسه ، فولد بشير بن عنبس : سهلاَّ ، قتل يوم القادسية شهيدًا.
وأُمُّه من غَسَّان ، فولد سهل بن بشير : عبد الله.
وأُمُّه الفُريعَةُ بنت مالك بن سنان بن عبيد بن الأبجر ، وهو خدرة ، وخالاه قتادة بن النعمان الظفري ، وأبو سعيد الخدري ، وهما أخوال الأم.
وشهد بشير بن عنبس أُحدًا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ، وقتل يوم جسر أبي عبيد شهيدًا في خلافة عمر بن الخطاب ، وقد انقرض عقبه فلم يبق منهم أحد.(4/260)
511- يزيد بن بَرْذَع بن زيد بن عامر بن سواد بن ظفر.
وأُمُّه ليلى بنت ساعدة بن عامر بن عدي بن جشم بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث ، فولد يزيد بن برذع : أم الأشعث ، وأمها عميرة بنت أبي حثمة بن ساعدة بن عامر بن عدي بن جشم بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث ، من الأوس.
شهد يزيد أُحدًا وليس له عقب ، وقد انقرض ولد برذع بن زيد فلم يبق منهم أحد.(4/260)
512- ثابت بن قيس بن الخطيم بن عدي بن عَمْرو بن سواد بن ظفر.
وأُمُّه حواء بنت يزيد بن كرز بن زعوراء بن عبد الأشهل ، وكانت من المبايعات ، وكان قيس بن الخطيم شاعرًا ، ويكنى أبا يزيد ، فوافى سوق ذي المجاز فأتاه رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ، فدعاه إلى الإسلام وحرص عليه وجعل يرفق به ويكنيه ، فقال قيس بن الخطيم : ما أحسن ما تدعو إليه ! ولكن الحرب شغلتني وقد بلغك الذي بيننا وبين قومنا فأقْدِمُ المدينة وأَنْظُرُ وأعود إليك ، فكانت امرأته حوّاء بنت يزيد بن السكن قد أسلمت ، فأوصاه رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم بها وقال : احفظني فيها ، فقال : أفعل ، فقدم المدينة فقال : يا حواء ، قد أوصاني محمدٌ بك ، وسألني أن أحفظه فيك وأنا فاعل ، فغدت بنو سلمة على قيس بن الخطيم بعد ذلك فقتلته ولم يكن أسلم ، وله عقب . فولد ثابت بن قيس بن الخطيم : أبَانًا.
وأُمُّه أم ولد ، وعَمْرًا ، ومحمدًا ، ويزيد ، قتلوا يوم الحرة جميعًا ، وليس لهم عقب ، وأم ثابت ، وأمهم أم جندب بنت قيس بن زيد ين عامر بن سواد بن ظفر.(4/260)
513- وأخوه : يزيد بن قيس بن الخطيم بن عدي بن عَمْرو بن سواد بن ظفر.
وأُمُّه حوّاء بنت يزيد بن السكن بن كرز بن زعوراء بن عبد الأشهل ، وكانت من المبايعات ، وبيزيد كان يكنى قيس بن الخطيم ، وشهد يزيد أُحدًا والمشاهد كلها ، وقتل يوم جسر أبي عبيد شهيدًا في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.(4/261)
514- ثابت بن النعمان بن الحارث بن عبد رزاح بن ظفر.
وأُمُّه هزيلة بنت أَكَّال وهو زيد بن لوذان بن الحارث بن أُمَية بن معاوية بن مالك ، من بني عَمْرو بن عوف ، من الأوس.
فولد ثابت بن النعمان : خالدًا ، ويسيرة مبايعة ، وعميرة مبايعة ، وأمهم شميلة بنت الحارث وهو أبيرق بن عَمْرو بن حارثة بن الهيثم بن ظفر.(4/261)
515- وابنه : خالد بن ثابت بن النعمان بن الحارث بن عبد رزاح بن ظفر.
وأُمُّه شُمَيْلة بنت الحارث وهو أبيرق بن عَمْرو بن حارثة بن الهيثم بن ظفر.
شَهِد أُحُدًا . قال عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري : وقتل يوم بئر معونة شهيدًا في صفر على رأس ستة وثلاثين شهرًا من الهجرة ، وليس له عقب ، وقد انقرض ولد الحارث بن عبد رزاح بن ظفر ، فلم يبق منهم أحد.(4/262)
516- الحُباب بن جَزْء بن عَمْرو بن عامر بن رزاح بن ظفر ، فولد الحباب : خُليدة ، و أمها ابنة مُدلج بن اليمان بن جابر العبسي ، شهد الحباب أُحدًا ، وتوفي وليس له عقب ، وقد انقرض ولد عامر بن عبد رزاح بن ظفر فلم يبق منهم أحد.(4/262)
517- الربيع بن سهل بن الحارث بن عروة بن عبد رزاح بن ظفر.
وأُمُّه يسيرة بنت النعمان بن الحارث بن عبد رزاح بن ظفر ، فولد الربيع : الحارث والعباس وبِشرًا ، وعبد الرحمن ، ونائلة ، وأمهم أم ولد ، وشهد الربيع أُحدًا ، وتوفي وليس له عقب ، وقد انقرض ولد عبد رزاح بن ظفر من زمان طويل.(4/262)
518- أنس بن فضالة بن عدي بن حرام بن الهيثم بن ظفر.
وأُمُّه سودة بنت سويد بن حرام بن الهيثم بن ظفر ، فولد أنس بن فضالة محمدًا.
وأُمُّه عيساء بنت الحارث بن سواد بن الهيثم بن ظفر ، فولد محمد بن أنس اثنين وعشرين رجلاَّ وخمس نسوة ، فانقرض منهم ثمانية نفر لم يُدركوا ، وكان للباقين أعقابٌ وتوالدوا فانقرضوا فلم يبق منهم أحدٌ إلا ولد يونس بن محمد الظفري ، روى عنه محمد بن عمر الواقدي ، فإنهم نزول بالصفراء ، وبعث رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم أنسًا وأخاه ابني فضالة حين بلغه دنو قريش ، فاعترضا لهم بالعقيق وهم يريدون أحدا فسارا معهم حتى بالوطا ، يعني موضعًا وطِيًّا فأتيا رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم فأخبراه خبر قريش وعدتهم ونزولهم حيث نزلوا ، فهما كانا عيني رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم في ذلك وأمينيه وشهدا معه يوم أحد.(4/262)
519- وأخوه : مُوَنِّس بن فضالة بن عدي بن حرام بن الهيثم بن ظفر.
وأُمُّه سودة بنت سويد بن حرام بن الهيثم بن ظفر ، فولد مونس : عبد الرحمن.
وأُمُّه سُهيمة بنت حبيب بن حرام بن الهيثم بن ظفر ، وكان مونس مع أخيه عينًا للنبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم وأتياه بخبر قريش حين نزلوا أُحدًا ، وشهد مونس أُحدًا مع رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ، وتوفي وليس له عقب.(4/263)
520- عبد الله بن رافع بن سويد بن حرام بن الهيثم بن ظفر.
وأُمُّه هند بنت حبيب بن حرام بن الهيثم بن ظفر.
شَهِد أُحُدًا وتوفي وليس له عقب.(4/263)
521- سفيان بن حاطب بن أمية بن رافع بن سويد بن حرام بن الهيثم بن ظفر.
وأُمُّه من أهل اليمن وشهد مع رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ، أُحدًا واستشهد يوم بئر معونة في صفر على رأس ستة وثلاثين شهرًا من الهجرة ، وليس له عقب.(4/264)
522- وأخوه : يزيد بن حاطب بن أمية بن رافع بن سويد بن حرام بن الهيثم بن ظفر.
وأُمُّه من أهل اليمن . شهد مع رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ، أُحدًا وقتل يومئذٍ شهيدًا في شوال على رأس اثنين وثلاثين شهرًا من الهجرة وليس له عقب ، وقد انقرض أيضًا ولد سويد بن حرام بن الهيثم بن ظفر فلم يبق منهم أحد.(4/264)
523- بشر بن الحارث
وهو أُبَيْرِق بن عَمْرو بن حارثة بن الهيثم بن ظفر.
وأُمُّه أُتَيِّدَةُ بنت عبد المنذر بن زَنْبَر بن زيد بن أُمَية بن زيد بن مالك بن عوف بن عَمْرو بن عوف ، من الأوس ، فولد بشر بن الحارث : أبا بردة وبريدة وبُشيرة وشُميلة ، وأمهم أميمة بنت عَمْرو بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة بن الحارث ، من الأوس ، شهد هو وأخواه مبشر وبشير أُحدًا.(4/264)
524- وأخوه : مُبَشِّر بن الحارث
وهو أُبَيْرق بن عَمْرو بن حارثة بن الهيثم بن ظفر . وأمه أتيدة بنت عبد المنذر بن زنبر بن زيد بن أُمَية بن زيد بن مالك بن عوف بن عَمْرو بن عوف بن الأوس (1).
شهد مع رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم أُحدًا.
_حاشية__________
(1) هكذا ، وفي ترجمة بشر ، أخيه : "من الأوس".(4/265)
525- وأخوهما : بُشير
وهو الشاعر بن الحارث وهو أبيرق بن عَمْرو بن حارثة بن الهيثم بن ظفر.
وأُمُّه أُتَيِّدَةُ بنت عبد المنذر بن زَنْبَر بن زيد بن أُمَية بن زيد بن مالك بن عوف بن عَمْرو بن عوف ، من الأوس ، ويكنى بشير أبا طُعمة وكان منافقًا يقول الشعر يهجو به أصحاب رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ، وشهد مع أخويه بشير ومبشر أُحدًا وكانوا جميعًا أهل حاجة في الجاهلية والإسلام.(4/265)
5516- أخبرنا محمد بن عمر ، عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة ، عن واقد بن عَمْرو بن سعد بن معاذ ، عن محمود بن لبيد ، قال : عدا بشير بن الحارث على عُلِّيَّة رفاعة بن زيد عم قتادة بن النعمان الظفري فنقبها من ظهرها وأخذ طعامًا له ودرعين بأداتهما ، فأتى قتادة بن النعمان النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم فأخبره بذلك ، فدعا بشيرًا فسأله فأنكر ورمى بذلك لبيد بن سهل رجلاَّ من أهل الدار ذا حسب ونسب ، فنزل القرآن بتكذيب بشير وبراءة لبيد بن سهل {إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيمًا . واستغفر الله إن الله كان غفورًا رحيماً} إلى قوله : {ثم يستغفر الله يجد الله غفورًا رحيماً} يعني بشير بن أبيرق . {ومن يكسب خطيئة أو إثمًا ثم يرم به بريئاً} يعني لبيد بن سهل حين رماه بنو أبيرق بالسرقة ، فلما نزل القرآن في بشير وعُثر عليه هرب إلى مكة مرتدًا كافرًا ، فنزل على سُلافة بنت سعد بن الشُّهَيد فجعل يقع في النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم وفي المسلمين ، فنزل القرآن فيه ، وهجاه حسان بن ثابت حتى رجع ، وكان ذلك في شهر ربيع سنة أربع من الهجرة.(4/265)
526- رفاعة بن مبشر بن الحارث وهو أبيرق بن عَمْرو بن حارثة بن الهيثم بن ظفر.
وأُمُّه عمرة بنت سعد بن مالك بن خالد بن ثعلبة بن حارثة بن عَمْرو بن الخزرج بن ساعدة.
فولد رفاعة بن مبشر : سعدًا.
وأُمُّه حَميدة بنت سعد بن الحباب بن المنذر بن الجموح بن زيد بن حرام من بني سلمة , وشهد رفاعة أُحدًا مع أبيه وعميه ، وتوفي وليس له عقب ، وقد انقرض أيضًا ولد حارثة بن الهيثم بن ظفر جميعًا فلم يبق منهم أَحد.(4/266)
527- أُسَيرُ بن عروة بن سواد بن الهيثم بن ظفر ، فولد أسير : أبا بردة.
وأُمُّه أم حبيب بنت مُعَتَّب(1) بن عبيد بن سواد بن الهيثم بن ظفر ، شهد أُسير أُحدًا.
_حاشية__________
(1) تحرف في المطبوع إلى "مغيث".(4/266)
5517- أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثني محمد بن صالح ، عن عاصم بن عمر ، عن قتادة بن محمود بن لبيد (ح) قال : وحدثني إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة ، عن واقد بن عَمْرو بن سعد ، عن محمود بن لبيد قال : كان أُسير بن عروة رجلاَّ منطيقًا ظريفًا بليغًا حُلوًا ، فسمع بما قال قتادة بن النعمان في بني أبيرق للنبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم حين اتهمهم بنقب عُلِّيَّةِ عمه وأخذِ طعامه والدرعين ، فأتى أُسير رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم في جماعة جمعهم من قومه فقال : إن قتادة وعمه عمدوا إلى أهل بيت منا ، أهل حسب ونسب وصلاح يؤبنونهم بالقبيح ويقولون لهم ما لا ينبغي بغير ثبت ولا بينة ، فوضع لهم عند رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ما شاء ثم انصرف فأقبل قتادة بعد ذلك إلى رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ليكلمه فَجَبَهَهُ رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم جَبْهًا شديدًا منكرًا ، وقال : بئس ما صنعت وبئس ما مشيت فيه ، فقام قتادة وهو يقول : لوددت أني خرجت من أهلي ومالي وأني لم أكلم رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم في شيء من أمرهم وما أنا بعائد في شيء من ذلك ، فأنزل الله على نبيه صَلى الله عَليهِ وَسلَّم في شأنهم {إنا أنزلنا إليك الكتاب} إلى قوله : {ولا تكن للخائنين خصيماً} ، {ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم} يعني أسير بن عروة وأصحابه {إن الله لا يحب من كان خوانًا أثيماً}.(4/266)
528- مُعاذ بن زُرارة بن عمرو بن عدي بن الحارث ببن مُرّ بن ظفر.
وأُمُّه الرباب بنت النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل ، وأخوه لأمه البراء بن معرور ، فولد معاد بن زرارة : أبا نملة ، واسمه عَمْرو ويقال عمار ، وأبا ذَرَّةَ واسمه الحارث ، وأمهما أم زرارة بنت الحارث بن رافع بن النعمان بن مالك بن ثعلبة ، من بني الحارث بن الخزرج ، وكانت من المبايعات ، شهد معاذُ بن زرارة أُحدًا مع رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم وشهدها معه ابناه أبو نملة وأبو ذرة.(4/267)
529- أَبُو نَمْلَةَ
واسمه عَمْرو ويقال عمار بن معاذ بن زرارة بن عَمْرو بن عدي بن الحارث بن مر بن ظفر.
وأُمُّه أم زرارة بنت الحارث بن رافع بن النعمان بن مالك بن ثعلبة ، من بني الحارث بن الخزرج ، وكانت من المبايعات ، فولد أبو نملة ثلاثة نفر وخمس نسوة : عبد الله ، وأم عبد الله ، وميمونة لأُمٍّ , ونملة ، وأم حسن ، وأمهما كبشة بنت حاطب بن قيس بن هَيْشَةَ بن الحارث بن أُمَية بن معاوية ، من بني عَمْرو بن عوف بن الأوس ، وعمارًا وأمه أم ولد ، وأم سلمة ، وأمها بشيرة بنت ثابت بن النعمان بن الحارث بن عبد رزاح بن ظفر ، وأم الحارث ، وأمها أم ولد.
وشهد أبو نملة أُحدًا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم وأدرك الحرة ، وقتل له يومئذٍ ابنان : عبد الله ومحمد ، ومات هو بعد ذلك في خلافة عبد الملك بن مروان ، وهو أبو نملة بن أبي نملة ، الذي روى عنه الزهري.(4/267)
5518- أخبرنا محمد بن عمر قال : حدثني معمر ، ومحمد بن عبد الله ، عن الزهري ، عن نملة بن أبي نملة الأنصاري ، عن أبيه قال : بينا أنا جالس عند رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم جاءه رجل من اليهود ، فقال : يا محمد ، هل تكلّم هذه الجنازة ؟ فقال رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم : الله أعلم ، فقال اليهودي : أنا أشهد أنها تكلم ، فقال رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم : ما حدَّثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم به ولا تكذبوهم ، وقولوا : آمنا بالله وكتبه ورسله فإن كان حقًا لم تكذبوا به ، وإن كان باطلاَّ لم تصدقوا به.(4/268)
530- أَبُو ذَرَّةَ
واسمه الحارث بن معاذ بن زرارة بن عَمْرو بن عدي بن الحارث بن مر بن ظفر.
وأُمُّه أم زرارة بنت الحارث بن رافع بن النعمان بن مالك بن ثعلبة ، من بني الحارث بن الخزرج ، وكانت من المبايعات ، فولد أبو ذرة : محمدًا.
وأُمُّه بشيرة بنت بشر بن الحارث بن عَمْرو بن حارثة بن الهيثم بن ظفر ، وشهد أبو ذرة أُحدًا مع أبيه وأخيه ، وتوفي وليس له عقب ، وقد انقرض أيضًا ولد مر بن ظفر جميعًا فلم يبق منهم أحدٌ.(4/268)
- ومن حلفاء بني ظفر
531- سنان بن عمرو بن طلق وهو من بني سلامان بن سعد بن هُذَيم من قُضاعة ، ويكنى سنان أبا المُقَنَّع ، وكانت له سابقةٌ وشرفٌ وولادةٌ ، وشهد مع رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم أُحدًا وغيرها من المشاهد ، وقد بقي له عقبٌ.(4/269)
532- عبد قيس بن لأي بن عُصيم حليفٌ لبني ظفر من العرب.
شَهِد أُحُدًا مع رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم.(4/269)
533- قُزمان بن الحارث
من بني عبس ، وكانت له ابنة ولم يكن له غيرها ، وشَهِد أُحُدًا وليس له عقب ، وكان من المنافقين ، فتخلف عن الخروج إلى أُحد ، فعيَّره نساءُ بني ظفر ، وقلن : قد خرج الرجال وبقيت ! ألا تستحيي (1) مما صنعت ! ما أنت إلا امرأةٌ ، فأحفظنه فدخل بيته فأخرج قوسه وجعبته وسيفه وكان يُعرفُ بالشجاعة فخرج يعدو حتى انتهى إلى رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم وهو يسوي صفوف (2) المسلمين ، فجاء من خلف الصفوف حتى انتهى إلى الصف الأول فكان فيه ، وكان أول من رمى بسهم من المسلمين ، فجعل يُرسِل نَبْلاَّ كأنها الرماح ، وإنه لَيكِتّ كتيت الجمل ، ثم صار إلى السيف ففعل الأفاعيل ، فلما انكشف المسلمون كسر جفن سيفه وجعل يقول : الموت أحسن من الفرار ! يا آل الأوس قاتلوا على الأحساب واصنعوا مثل ما أصنع ! وجعل يدخل وسط المشركين حتى يُقالُ قد قُتل ثم يطلع وهو يقول : أنا الغلام الظَّفري ! حتى قتل منهم سبعة ، وأصابته الجراح وكثرت به ، فمر به قتادة بن النعمان فقال : أبا الغيداق ! قال : يا لبيك ! قال : هنيئًا لك الشهادة ! فقال : إني والله ما قاتلت يا أبا عمر على دين ، ما قاتلت إلا على الحفاظ أن لا تسير قريش إلينا حتى تطأ سعفنا ، وأندبته الجراحةُ فقتل نفسه ، فقال رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم : إن الله ليؤيد الدين بالرجل الفاجر.
_حاشية__________
(1) في المطبوع : "وبقيت ، أستحيي" والمثبت عن رواية الواقدي ص 223 , الذي ينقل عنه المصنف.
(2) في الأصل "الصفوف" والمثبت عن رواية الواقدي ص 220(4/269)
534- سهل مولى بني ظفر
شَهِد أُحُدًا مع رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم.(4/270)
- ومن بني حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عَمْرو ، وهو النَّبِيت بن مالك بن الأوس.
535- ظُهَيْرُ بن رافع بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة.
وأُمُّه أم كلثوم بنت عَمْرو بن كعب بن عبس بن حرام بن جندب ، من بني عدي بن النجار. فولد ظهير بن رافع : أسيدًا وعميرة ، وأمهما فاطمة بنت بشر بن عدي بن أُبَيّ بن غنم بن عوف بن عَمْرو بن عوف ، من القواقلة من الخزرج حلفاء في بني عبد الأشهل ، وعبد الرحمن لا عقب له.
وأُمُّه أم ولد. وقد شهد ظهير بن رافع العقبة الثانية مع السبعين من الأنصار في روايتهم جميعًا ، وشَهِد أُحُدًا والمشاهد كلها مع رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ، وروى عن رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم حديثاً.(4/271)
5519- أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثني مُجَمِّعُ بن يعقوب ، عن سعيد بن عبد الرحمن ، عن ابن عَنَمَةَ الجُهني ، عن ظهير بن رافع الحارثي ، عن النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم قال : من صلى في مسجد قباء يوم الاثنين والخميس انقلب بأجر عمرة.(4/271)
536- وأخوه : مُظَهَّرُ بن رافع بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة.
وأُمُّه أم كلثوم بنت عَمْرو بن كعب بن عبس بن حرام بن جندب ، من بني عدي بن النجار، وقد شهد مظهر أُحدًا والمشاهد مع رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم وأدرك خلافة عمر بن الخطاب.(4/271)
5520- أخبرنا محمد بن عمر قال : حدثني محمد بن يحيى بن سهل بن أبي حثمة ، عن أبيه قال : أقبل مظهر بن رافع الحارثي بأعلاج من الشام عشرة ليعملوا له في أرضه ، فلما نزل خيبر أقام بها ثلاثًا ، فدخلت يهود للأعلاج ، وحرضوهم على قتل مظهر ودسوا سكينين أو ثلاثة ، فلما خرج من خيبر فكانوا بِثِبَار وثبوا عليه فَبَعَجُوا بطنه فقتلوه ثم انصرفوا إلى خيبر ، فزوَّدتهم يهود وقوَّتهم حتى لحقوا بالشام ، وجاء عمر بن الخطاب الخبر بذلك فقال : إني خارج إلى خيبر فقاسمٌ ما كان بها من الأموال ، وحَادٌّ حدودها ومُورّفٌ أُرَفَها ومُجْلٍ يهود منها ، فإن رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم قال لهم : أُقِرّكم ما أَقرّكم الله. وقد أذن الله في جلائهم ، ففعل ذلك بهم.(4/271)
537- وابن أخيهما : رافع بن خديج بن رافع بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة , وأمه حليمة بنت عروة بن مسعود بن سنان بن عامر بن عدي بن أُمَية بن بياضة بن عامر بن الخزرج. فولد رافع : سهلاَّ ، وعبد الرحمن ، ورفاعة ، وعبيد الله ، وزيادًا ، وعائشة ، وأم عبد الله ، وأمهم أسماء بنت زياد بن طرفة بن مصاد بن الحارث بن مالك بن النمر بن قاسط . وعبد الله.
وأُمُّه لبنى بنت قرة بن علقمة بن عُلاثة ، من بني جعفر بن كلاب من قيس عيلان . وأسيدًا ، وأمامة ، وأمهما أم ولد . وإبراهيم.
وأُمُّه أم ضمرة بنت أبي حثمة بن ساعدة بن عامر بن عدي بن جشم بن مجدعة بن حارثة ، من الأوس . وعبد الحميد.
وأُمُّه أم ولد . وحبابة , وأمها أم محمد بنت محمد بن مسلمة بن سلمة بن خالد بن عدي بن مجدعة بن حارثة.
ولرافع اليوم عقب كثير بالمدينة وبغداد ، وكان له أخ يقال له رفاعة بن خديج وهو لأمه أيضًا ، وقد صحب النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ، وكان له عقب ، وشهد رافع أُحدًا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم.(4/272)
5521- أخبرنا حفص بن عمر البصري ، يعرف بالحوضي ، قال : حدثنا عَمْرو بن مرزوق قال : حدثني يحيى بن عبد الحميد بن رافع بن خديج قال : حدثتني جدتي ؛ أن رافعًا رُمي يوم أحد ، أو يوم حنين ، شك عَمْرو ، في ثَندوته بسهم.
قال محمد بن عمر : هو يوم أحد لا شك.(4/272)
رجع الحديث إلى حفص بن عمر ، قال : فأتى النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم فقال : يا رسول الله انزع السهم ، فقال : يا رافع ، إن شئت نزعت السهم والقُطْبَةَ جميعًا ، وإن شئت نزعت السهم وتركت القطبة وشهدت لك يوم القيامة أنك شهيد ، قال : لا ، بل انزع السهم يا رسول الله ودع القطبة واشهد لي يوم القيامة أني شهيد ، قال : فنزع السهم وترك القطبة ، فعاش حياة رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم وأبي بكر وعمر وعثمان ، حتى إذا كان في خلافة معاوية انتقض به ذلك الجرح فمات منه ، ومات بعد العصر فأُتي ابن عمر فقيل له : يا أبا عبد الرحمن ، مات رافع ، فترحم عليه ، وقال : إن مثل رافع لا يُخرَجُ حتى يُؤذن من حولنا من القرى ، فلما أصبحوا خرجوا بجنازته ، حتى إلا صُليّ عليه جاء ابن عمر حتى قعد على رأس القبر ، فصرخت مولاة لنا ، فقال : أما لهذه السفيهة أو الحمقاء أحد - شك عَمْرو - ثم عادوا ، فقال : لا تُؤذُوا الشيخ فإنه لا يدان له أو لا طاقة له بعذاب الله.
أخبرنا محمد بن عمر ، عن رجاله ، قال : أصاب رافع بن خديج سهمٌ يوم أُحدٍ في تَرْقُوَتِه إلى علابيه فتركه لقول رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ، فكان دهرًا لا يحس منه شيئًا فإذا ضحك فاستغرب بدا.(4/273)
5522- أخبرنا عبد الله بن نمير قال : حدثنا محمد بن إسحاق ، عن محمد بن عَمْرو بن عطاء قال : لما توفي رافع بن خديج انصرفنا إليه من الصبح وقد وُضِعَ بالبقيع ، فأراد ابن عتبة أن يصلي عليه ، فقام عبد الله بن عمر فصرخ بأعلى صوته : ألا لا تصلوا على جنائزكم حتى تطلع الشمس ، قال : فجلس الأمير وجلس الناس ، قال : وجلستُ قريبًا من نعشه وإذا تحته قطيفة حمراء من أرجوان ، وإذا إلى جنبي رجل من قومه ، فقال : أما والله إن كان لعزيزًا عليه أن يُقارب هذا الحمرة حيًا وميتًا ، قال قلت : وما ذاك؟ قال : حدثنا أنه كان مع رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم في بعض أسفاره فنزل رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ذات غداة وعلقنا لأَباعِرِنا في الشجر وعليها الرحال ، وقد كانت لنا أكسية كُنّ النساء يجعلن فيها خيوطًا من العهن الأحمر ، يجملونهن بها فقد ألقيناها وكذلك كنا نفعل فنلقيها بين يديه فيأكل ونأكل معه ، إن كان الرجل ليأتي بالقُرص ويأتي الآخر بالحفنة من التمر ، حتى إن كان الرجل ليأتي بجرو القَثاء فيضعه ، قال : فجلسنا مع رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم فهو يأكل ونأكل معه إذ رفع رأسه فرأى تلك الخيوط الحُمر في الأكسية وهي على الرحال فقال : ألا أرى الحمرة قد علتكم انزعوها فلا أرينّها ، قال : فتواثبنا إلى أباعِرنا وثبة رجل واحد حتى أنفرنا ببعضها فاسْتَنْزَلْنَا تلك الأكسية قال : فَنقَّينا منها تلك الخيوط التي فيها فألقيناها ثم رددناها على الرحال كما كانت ثم رجعنا إلى رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم فتعشينا معه.(4/273)
5523- أخبرنا قبيصة بن عقبة قال : حدثنا سفيان ، عن محمد بن عجلان ، عن عثمان بن عبد الله بن أبي رافع قال : رأيت رافع بن خديج يُحفي شاربه كأخي الحلق.(4/274)
5524- أخبرنا عَمْرو بن عاصم الكلابي قال : حدثنا سلام بن مسكين قال : حدثنا أبو عَمْرو النًّدَبِيّ قال : لما مات رافع بن خديج قال : قيل لابن عمر : ألا تُؤذِنُ به؟ قال : بلى.(4/275)
5525- أخبرنا إسحاق بن منصور قال : حدثنا حماد بن زيد ، عن بشر بن حرب قال : لما مات رافع بن خديج قيل لابن عمر أخروه ليلته إلى من الغد ليؤذنوا أهل القريات الذين حول المدينة ، قال : نعم ما رأيتم.(4/275)
5526- أخبرنا الفضل بن دكين قال : حدثنا هشام بن سعد ، عن عثمان بن عبيد الله بن رافع قال : توفي رافع بن خديج فأُتي بجنازته وعلى المدينة رجل أعرابي زمن الفتنة فأُتي به قبل أن تطلع الشمس , فقال ابن عمر : لا تُصَلُّوا عليه حتى تطلع الشمس ، فقال الأمير : ماذا يقول صاحب رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ؟ فأخبروه فقال : صدق.(4/275)
5527- أخبرنا وكيع بن الجراح ، عن شعبة ، عن أبي بكر بن حفص قال : لما مات رافع بن خديج قال لهم ابن عمر : صلوا على صاحبكم قبل أن تطفل الشمس وإلا فأخروه حتى تغيب.(4/275)
5528- أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال : حدثنا أبو عقيل قال : حدثنا أبو عمرو الندبي قال : سمعت ابن عمر وقيل له : مات رافع بن خديج فقال : إذا أخرجتموه فأذنوني ، قال : فما لبثنا إلا قليلاَّ حتى أخرجوه فقام وقمت معه فجعل إماءٌ ومُحرَّراتٌ يندبنه فرفع صوته فقال : لا تندبنه ، فإن الميت يعذب ببكاء أهله عليه نادى بذلك مرتين أو ثلاثاً.(4/275)
5529- قال : أخبرنا يزيد بن هارون قال : أخبرنا شعبة ، عن أبي بشر ، عن يوسف بن ماهك قال : رأيت ابن عمر آخدًا بعمودي جنازة رافع بن خديج فحمله على منكبيه يمشي بين يدي السرير حتى انتهى إلى القبر ، وقال ابن عمر : إن الميت يعذب ببكاء الحي ، فقال ابن عباس : إن الميت لا يعذب ببكاء الحي.(4/275)
5530- أخبرنا عبد الله بن عَمْرو أبو معمر المنقري قال : حدثنا عبد الوارث بن سعيد ، عن حسين المعلم ، عن يحيى بن أبي كثير قال : حدثني حفص بن عنان ، أن عبد الله بن عمر سمع النوائح يَنُحْنَ على رافع بن خديج ، فقال عبد الله : مُفْتِنَات الأحياء مُؤذِيات الأموات.(4/275)
5531- أخبرنا محمد بن عمر قال : حدثني عبيد الله بن الهرير من ولد رافع بن خديج ، عن عَمْرو بن عبيد الله بن رافع ، عن بشير بن يسار قال : مات رافع بن خديج في أول سنة أربع وسبعين وهو ابن ست وثمانين سنة ، وحضر ابن عمر جنازته . قال محمد بن عمر : وكان رافع بن خديج يكنى أبا عبد الله ، ومات بالمدينة ، وقد روى عن أبي بكر وعمر وعثمان.(4/275)
538- أبو معقل بن نهيك بن إِسَاف بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة.
وأُمُّه أم عبد الله بنت أسلم بن حريش بن مجدعة بن حارثة ، وأبوه نهيك بن أساف الشاعر ، وشهد أبو معقل أُحدًا وابنه عبد الله بن أبي معقل بن نهيك بن أساف بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة.
وأُمُّه بريدة بنت بشر بن الحارث وهو أبيرق بن عَمْرو بن حارثة بن الهيثم بن ظفر ، فولد عبد الله بن أبي معقل : مسكينًا وميمونة ، ومريم ، وأمهم عائشة بنت رافع بن خديج بن رافع بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة ، وأبا معقل ونهيكًا ، وأمهما أمة الله بنت أوس بن الحدثان النصري ، ومحمدًا.
وأُمُّه أم عبد الله بنت رافع بن خديج بن رافع بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة . وأم سلمة ، وأمها من بني الصّارد من بني مرة من قيس عيلان . وأم مسكين ، وأمها بنت قدامة من بني عامر من قيس عيلان . وقد شهد عبد الله مع أبيه أبي معقل أُحدًا.(4/275)
539- إبراهيم بن عباد بن نهيك بن إِسَاف بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة، وأمه بريدة بنت بشر بن الحارث وهو أبيرق بن عَمْرو بن حارثة بن الهيثم بن ظفر ، فولد إبراهيم بن عباد : عبادًا وإسماعيل ، وأمهما زينب بنت صبرة ، من بني عُذرة . وإسحاق ويعقوب ، وأمهما أم نصر بنت سعيد ، من بني عذرة أيضًا . وأم سليمان ، وأمها أم ولد شَهِد أُحُدًا.(4/276)
540- سهل بن عمرو بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة.
وأُمُّه من بني تميم ثم من بني حنظلة ، وهو ابن الحنظلية وهي أم أبيه عَمْرو بن عدي بن زيد بن جشم ، واسمها أم إياس بنت أبان بن دارم ، ثم من بني تميم ثم من بني حنظلة ، فمن كان من ولد عَمْرو بن عدي قيل له ابن الحنظلية ، شهد سهل أُحدًا والخندق والمشاهد مع رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ثم تحول إلى الشام فنزلها حتى مات فيها.(4/276)
541- وأخوه : عُقَيْبُ بن عَمْرو بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة.
وأُمُّه هي أم سهل . فولد عقيب سعدًا ويكنى أبا الحارث.
وأُمُّه من بني تميم ، وقد صحب سعدٌ النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم واستصغر يوم أحد ، فَرُدّ ولم يشَهِد أُحُدًا , وشهدها أبوه عقيب بن عمرو.
- وأخوهما : عقبة بن عَمْرو بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة.
وأمه هي أم سهل وعقيب أخويه ، وشَهِد أُحُدًا مع أخويه.(4/277)
542- عُمير بن عُقبة بن عَمْرو بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة.
وأُمُّه أم عمير بنت عمر بن عدي ، من بني تميم ثم من بني حنظلة ، فولد عمير : عبد الرحمن.
وأُمُّه حجَّة بنت مِرْبَع بن قيظي بن عَمْرو بن زيد بن جشم بن حارثة ، وشهد عمير أُحدًا مع أبيه وعميه.(4/277)
543- سهل بن الربيع بن عَمْرو بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة.
وأُمُّه سهلة بنت امرئ القيس بن كعب بن عامر بن عدي بن مجدعة بن حارثة ، وهي أيضًا من بني الحنظلية لأنها أم جده عَمْرو بن عدي ، وشهد معهم أُحدًا.(4/277)
544- أوس بن قيظي بن عَمْرو بن زيد بن جشم بن حارثة.
وأُمُّه النَّوار بنت الحارث بن قيس بن هيشة بن الحارث بن أُمَية بن معاوية ، من بني عَمْرو بن عوف من الأوس ، فولد أوس بن قيظي : عبد الله شهد معه أُحدًا , وكباثة شَهِد أُحُدًا ، وعَرَابة الأكبر استُصغِر يوم أُحدٍ فَرُدَّ . وهو الذي مدحه الشمّاخ بن ضِرار الشاعر.
وأُمُّه ثُبَيتَة بنت الربيع بن عَمْرو بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة . وأبا ورقة بن أوس ، واسمه نيار.
وأُمُّه سَلول ، وهي أم سلمة بنت سلمة بن خالد بن عدي بن مجدعة بن حارثة . وعبيد بن أوس وأمه أم ولد . وعرابة الأصغر ، وعميرًا ، وأمهما أم ولد . وعُميرة وأمها أم أسلم بنت أسلم بن حريش بن عدي بن مجدعة بن حارثة . فولد عبد الله بن أوس : سهلاَّ وعبيد الله وشريكًا ، وأمهم جميلة بنت زيد بن صيفي بن عَمْرو بن زيد بن جشم بن حارثة ، وولد كباثة بن أوس : عرابة , وأم كلثوم ، وأم سعد ، وأمهم عميرة بنت سعد بن عامر بن عدي بن جشم بن مجدعة بن حارثة بن الحارث.(4/277)
545- عبد الله بن مِرْبَع بن قيظي بن عَمْرو بن زيد بن جشم بن حارثة.
وأُمُّه عميرة بنت ظهير بن رافع بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة.
شَهِد أُحُدًا والخندق والمشاهد مع رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم.(4/278)
5532- أخبرنا محمد بن عمر قال : أخبرنا أبو حَزرة , وصالح بن خَوات ، سمعا عبد الرحمن بن بُجيد الحارثي من الأنصار قال : سمعت عبد الله بن مربع يقول : أنا مع رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم يوم عرفة حين رحّل راحلته من بطن عُرنة فصلى الصلاتين ببطن عُرنة ، ثم تقدم حتى وقف بالهضاب ، فنظر فإذا الناس بأقصى جبال عرفة فدعاني فقال : اذهب إلا أولئك وهو يومئ بيده فقل لهم : إنكم على إرثٍ من أبيكم إبراهيم فالزموا مشاعركم قال : فأخذت حتى دُرت إلى أقصى الجبال عليهم ، ثم رجعت إلى النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم.(4/278)
5533- أخبرنا سفيان بن عيينة ، عن عَمْرو بن دينار ، عن عَمْرو بن عبد الله بن صفوان ، عن يزيد بن شيبان ، أتانا ابن مربع الأنصاري ونحن بعرفة في موقف بعيد يُباعده عَمْرو قال : أنا رسول رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم إليكم يقول لكم : كونوا على مشاعركم هذه فإنكم على إرثٍ من إرثِ إبراهيم.
قال محمد بن عمر : وليزيد بن شيبان هذا صحبةٌ ولا ندري ممن هو ، وقتل عبد الله بن مربع يوم جسر أبي عبيد شهيدًا في خلافة عمر بن الخطاب ولا عقب له.(4/278)
546- وأخوه : عبد الرحمن بن مِرْبَع بن قيظي بن عَمْرو بن زيد بن جشم بن حارثة.
وأُمُّه عميرة بنت ظهير بن رافع بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة.
شهد مع أخيه أُحدًا ، وقتل معه يوم جسر أبي عبيد شهيدًا ولا عقب له ، وكان لعبد الله وعبد الرحمن أيضًا أخوان من أبيهما وأمهما يقال لهما زيد ومُرارة ، وقد صحبا النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ولم يشهدا أُحدًا وكان أبوهم مربع بن قيظي منافقًا وكان أعمى ، فلما خرج رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم إلى أُحدٍ سلك في حائطٍ له فجعل يحثو التراب في وجوههم ، ويقول : إن كنت رسولاَّ فلا تدخل حائطي ، فضربه سعد بن زيد الأشهلي بقوس فشجّه في رأسه فنزا الدم.(4/279)
547- شريك بن عبد عمرو بن قيظي بن عَمْرو بن زيد بن جشم بن حارثة.
وأُمُّه سلامة بنت قيس بن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن مجدعة بن حارثة ، فولد شريك بن عبد عَمْرو : شريك بن شريك ، وشقرًا ، وأمهما من بني نصر بن معاوية , من هوازن . وثابتًا ، وعبد الرحمن ، وأمهما بنت أبي بردة بن نيار بن عَمْرو البلوي حليف بني حارثة ، وشهد شريك بن عبد عَمْرو أُحدًا.(4/279)
548- وأخوه : أبو ثابت بن عبد عمرو بن قيظي بن عَمْرو بن زيد بن جشم بن حارثة.
وأُمُّه سلامة بنت قيس بن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن مجدعة بن حارثة ، فولد أبو ثابت بن عبد عَمْرو : الوليد ، والحسن ، والوجيه ، وأم حبيب ، وأم ثابت ، وأمهم لبنى بنت قيس بن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن مجدعة بن حارثة . شَهِد أُحُدًا.(4/280)
549- أنس بن ضبع بن عامر بن مجدعة بن جشم بن حارثة.
وأُمُّه حية بنت عبد الله بن فاتك الرِّزَاحِيَّة من أشجع من قيس عيلان ، فولد أنس بن ضبع : أم أنس ، تزوجها ساعدة بن عامر بن عدي بن جشم بن مجدعة بن حارثة ، وابن أخيه عبيد السهام بن سليم بن ضبع بن عامر بن مجدعة بن جشم بن حارثة , وأمه سعاد بنت عامر بن عدي بن جشم بن مجدعة بن حارثة , فولد عبيد السهام : ثابتًا وأمه جميلة بنت سنان بن ثعلبة بن عامر بن مجدعة (1) بن جشم بن حارثة ، شهد عبيد أُحدًا.
_حاشية__________
(1) في المطبوع : "مجيدعة" والمثبت من ترجمة جميلة بنت سنان بن ثعلبة للمصنف.(4/280)
5534- أخبرنا محمد بن عمر قال : سألت إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة لم سُمي عبيد السهام ؟ فقال : أخبرني داود بن الحصين قال : كان اسمه عبيد ولكن كان رأسًا في الثمانية عشر سهمًا التي قسمت عليها غنائم خيبر ، فخرج سهمه وجعل يشتري من السهام بخيبر فسمي عبيد السهام.(4/280)
550- سِنان بن ثعلبة بن عامر بن مجدعة بن جشم بن حارثة ، فولد سنان : جميلة وهي من المبايعات ، تزوجها عبيد السهام بن سليم بن ضبع بن عامر بن مجدعة بن جشم بن حارثة ، وليس لسنان بن ثعلبة عقبٌ ، وقد انقرض أيضًا ولد مجدعة بن جشم بن حارثة فلم يبق منهم أحدٌ إلا عبيد السهام.
شَهِد أُحُدًا.(4/280)
551- سويد بن النعمان بن مالك بن عامر بن مجدعة بن جشم بن حارثة.
وأُمُّه الوقصاء بنت مسعود بن عامر بن عدي بن جشم بن مجدعة بن حارثة ، فولد سويد بن النعمان : ثابتًا ، وجميلة ، وأمهما عُميرة بنت مُرشد بن جَبر بن مالك بن جُويرية بن حارثة بن الحارث ، وشهد سويد بن النعمان أُحدًا وهو الذي روى حديث العورات الثلاث.(4/281)
5535- أخبرنا محمد بن عمر قال : حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة ، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد . وعن بشير بن يسار ، عن سويد بن النعمان ؛ أنه سئل عن العورات الثلاث ، فقال : إذا وضعت ثيابي من الظهيرة لم يدخل علي أحدٌ من أهلي قد بلغ الحُلم إلا بإذن إلا أن أدعوه ، فذلك إذنه ، وإذا طلع الفجر وتحرك الناس حتى تصلى الصبح ، وإذا صليت العشاء وهي التي تُسَمِّي الناس العتمة وضعت ثيابي فتلك العورات الثلاث.
5536- قال محمد بن عمر : وقد حدثني معمر ، ومحمد بن عبد الله ، عن الزهري ، عن ثعلبة بن أبي مالك (ح) وأخبرنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري ، عن أبيه ، عن صالح بن كيسان قال : قال ابن شهاب : ركبت إلى عبد الله بن سويد الحارثي أسأله عن العورات الثلاث ، ثم ذكر مثل حديث ابن أبي سبرة سواء.
قال محمد بن عمر : وحديث سويد بن النعمان أثبت ، وقال عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري صاحب حديث العورات الثلاث هو سويد بن النعمان ، ولا نعرف عبد الله بن سويد ولم نجد له في نسب بني حارثة ذِكْرًا ، وهذا وَهلٌ ممن رواه ، وليس لسويد بن النعمان ابنٌ يقال له عبد الله فيكون الحديث عنه. وكان لسويد بن النعمان ولدٌ فانقرضوا ، وروى بُشير بن يسار أيضًا عن سويد بن النعمان ، حديث القسامة .(4/281)
5537- قال : وأخبرني محمد بن عمر قال : حدثني ابن أبي سبرة ، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة ، عن حرام بن سعد بن مُحَيَّصَة قال : خرج سويد بن النعمان على فرس ، فلما نظر إلى بيوت خيبر بالليل وقع به الفرس فعطب الفرس وكسرت يد سويد ، فلم يخرج من منزله حتى فتح رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم خيبر ، فأسهم له رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم سهم فارس.(4/282)
552- بَشير بن أنس بن أمية بن عامر بن جشم بن حارثة ، فولد بشير بن أنس : عبد الله.
شَهِد أُحُدًا مع أبيه.
وأُمُّه كبشة بنت حاطب بن قيس بن هيشة بن الحارث بن أُمَية بن معاوية ، من بني عَمْرو بن عوف ، فولد عبد الله بن بشير : عمرًا ، وميمونة ، وأمهما البيضاء من بني عذرة . وحميدة ، وحفصة ، وأمهما أم بشر بنت عَمْرو بن عَنمة بن عدي بن سنان بن نابئ بن عَمْرو بن سواد ، من بني سلمة.(4/282)
553- أسلم بن عَميرة (1) بن أمية بن عامر بن جشم بن حارثة.
فولد أسلم بن عميرة : نويلة ، وأمها أم حبيب بنت أسلم بن حريش بن عدي بن مجدعة بن حارثة ، شهد أسلم بن عَميرة أُحدًا ، وتوفي وليس له عقبٌ ، وقد انقرض ولد عامر بن جشم بن حارثة فلم يبق منهم أحدٌ.
_حاشية__________
(1) في المطبوع : "عُمير" وقد اتبعت ما ورد بأسد الغابة ولدي ابن حجر في الإصابة ، وهو ينقل عن ابن سعد ، وقيد عميرة بفتح العين.(4/282)
554- أبو حثمة
واسمه عبد الله ويقال : عامر بن ساعدة بن عامر بن عدي بن جشم بن مجدعة بن حارثة.
وأُمُّه أم أنس بنت أنس بن ضبع بن عامر بن مجدعة بن جشم بن حارثة ، فولد أبو حثمة : سهل بن أبي حثمة ، وعميرة مبايعة ، وأم ضمرة ، وأمهم أم الربيع بنت أسلم بن حَريش بن عدي بن مجدعة بن حارثة . وأميمة ، وأم سهل مبايعة ، وأمهما حَجَّة بنت عُمير بن عقبة بن عَمْرو بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة. وكان أبو حثمة كبيرًا وهو دليل النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم إلى أُحُدٍ وشهد معه المشاهد بعد ذلك وبعثه النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم خارصًا إلى خيبر وضرب له بخيبر بسهمه وسهم فرسه ، وكان أبو بكر وعمر وعثمان يبعثونه خارصًا ، وتوفي في أول خلافة معاوية بن أبي سفيان.(4/283)
5538- أخبرنا يزيد بن هارون ، وأنس بن عياض الليثي ، قالا : أخبرنا يحيى بن سعيد ، عن بشير بن يسار ، أن عمر بن الخطاب كان يبعث أبا حثمة خارصًا للنخل ويقول : إذا وجدت أهل البيت في حائطهم فلا تَخْرُص عليهم بقدر ما يأكلون.(4/283)
555- وأخوه : أُسَيْدِ بن ساعدة بن عامر بن عدي بن جشم بن مجدعة بن حارثة.
وأُمُّه أم أنس بنت أنس بن ضبع بن عامر بن مجدعة بن جشم بن حارثة.
شَهِد أُحُدًا.(4/283)
556- وابنه : يزيد بن أسيد بن ساعدة بن عامر بن عدي بن جشم بن مجدعة بن حارثة.
وأُمُّه أم عامر بنت سليم بن ضبع بن عامر بن مجدعة بن جشم بن حارثة.
شَهِد أُحُدًا مع أبيه وعمه ، وتوفي وليس له عقب.(4/283)
557- معبد بن عبد سعد بن عامر بن عدي بن جشم بن مجدعة بن حارثة ، فولد معبد : تميمًا شَهِد أُحُدًا مع أبيه ، فولد تميم : أمة الله تزوجها سهل بن أبي حثمة فولدت له سليمان ، وليس له عقب ، وقد انقرض ولد عامر بن عدي بن جشم بن مجدعة بن حارثة , إلا ولد أبي حثمة.(4/284)
558- قيس بن الحارث بن عدي بن جشم بن مجدعة بن حارثة.
وأُمُّه من بني سليم من قيس عيلان قيسيٌ ، وهم عم البراء بن عازب ، فولد قيس بن الحارث : النوار مبايعة ، وبها كان يكنى ، وأم سعد ، وسُهَيمة.
قال محمد بن عمر : هو قيس بن مُحرِّث ، وهو أول من أقبل بعد التولية يوم أحد من المسلمين معه طائفة من الأنصار ، فصادفوا المشركين في كرتهم فدخلوا في حومتهم ، فما أفلت منهم أحدٌ إلا قُتلوا ، ولقد ضاربهم قيس وامتنع بسيفه حتى قتل منهم نفرًا فما قتلوه إلا بالرماح نظموه بها نظمًا ولقد وجد به أربع عشرة طعنة قد جافته ، وعشر ضرباتٍ في بدنه.
وقال عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري : لا أعرف هذه القصة في قيس بن الحارث بن عدي ، وإنما حكاه محمد بن عمر ، عن قيس بن محرث ، ولعله غير قيس بن الحارث ، وأما قيس بن الحارث الذي نسبناه وعرفناه ، فشَهِد أُحُدًا مع النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم وغير ذلك من المشاهد ، وقتل يوم اليمامة شهيدًا سنة اثنتي عشرة في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه.(4/284)
559- يزيد بن نُوَيْرَة بن الحارث بن عدي بن جشم بن مجدعة بن حارثة.
وأُمُّه ليلى بنت ساعدة بن عامر بن عدي بن جشم بن حارثة ، فولد يزيد : عازبًا ، وفاطمة ، وشَهِد أُحُدًا وتوفي وليس له عقب.(4/284)
560- حُوَيَّصة بن مسعود بن كعب بن عامر بن عدي بن مجدعة بن حارثة.
وأُمُّه إدام بنت الجموح بن زيد بن حرام ، من بني سلمة ، فولد حويصة : عبد الرحمن.
وأُمُّه الصعبة بنت حبان بن كُرز بن جابر ، من طيئ ثم من بني فكيهة . وعفير ، ومحمدًا ، وأسماء ، وأمهم بشيرة بنت هُشيمة بن جفنة بن الهيثم بن ظفر ، من الأوس ، ويكنى حويصة أبا سعد ، وكان أسلم بعد أخيه محيصة وكان حويصة أسن منه ، وشَهِد أُحُدًا والخندق والمشاهد مع رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم وبقي إلى آخر الزمان.(4/285)
561- مُحَيَّصَةُ بن مسعود بن كعب بن عامر بن عدي بن مجدعة بن حارثة.
وأُمُّه إدام بنت الجموح بن زيد بن حرام ، من بني سلمة ، فولد محيصة : مُكنِفًا ، وثعلبة ، وأمهما سُهيمة بنت أسلم بن حريش بن عدي بن مجدعة بن حارثة . وعبد الرحمن.
وأُمُّه القبطبّة لا عقب له . وحرامًا ، ودحية ، والربيع لا عقب لهم ، وأمهم هند بنت عَمْرو بن الجموح بن زيد بن حرام بن غنم ، من بني سلمة . وشعيبًا لا عقب له.
وأُمُّه ليلى بنت سهل بن زيد بن كعب بن عامر بن عدي بن مجدعة بن حارثة . وأُمامة ، وأمها هند بنت ربيعة بن معقل ، من بني سليم من بني ناضرة بن خُفاف. وشهد محيصة أُحدًا والخندق والمشاهد مع رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم وكان في السُّفراء في خيبر ، وبعثه رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم إلى أهل فدك يدعوهم إلى الإسلام ويخوفهم أن يغزوهم كما غزا أهل خيبر ، ويحل بساحتهم ، فأخبر رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم بما قالوا ، ورأسهم يومئذٍ يوشعُ بن نون ، فصالحهم رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ، أن يحقن دماءهم ويجليهم ، وأطعم رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم محيصة بن مسعود بخيبر ثلاثين وسقًا ، لأنه كان من السفراء وله عقب.(4/285)
562- عبد الله بن سهل بن زيد بن كعب بن عامر بن عدي بن مجدعة بن حارثة , وأمه ليلى بنت رافع بن عامر بن عدي بن مجدعة بن حارثة ، ويكنى عبد الله أبا ليلى ، وشَهِد أُحُدًا والخندق والحديبية والخيبر ، وقتلته يهود بعد ذلك بخيبر ودلوه إلى المنهر ، وكان محيصة بن مسعود رفيقًا له فطلبه فاستخرجه من المنهر فكفنه ودفنه وأتى رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ومعه عبد الرحمن بن سهل ، وحويصة بن مسعود فأخبروه وادَّعوا قتله على يهود ، ففيه كانت القسامة وودي بمائة ناقة، قال سهل بن أبي حثمة رأيتها أُدخلت عليهم فركضتني منها ناقة حمراء وأنا يومئذٍ غلامٌ ، وليس لعبد الله بن سهل عقب.(4/286)
563- عبد الرحمن بن سهل بن زيد بن كعب بن عامر بن عدي بن مجدعة بن حارثة , وأمه ليلى بنت رافع بن عامر بن عدي بن مجدعة بن حارثة ، فولد عبد الرحمن : محمدًا لا عقب له.
وأُمُّه فاطمة بنت بشر بن عدي بن أُبَيّ بن غنم بن عوف بن عَمْرو بن عوف بن الخزرج ، من القواقلة وهم في بني عبد الأشهل . وعبد الله قتل يوم الحرة.
وأُمُّه أم بشير بنت بشير بن سعد بن النعمان بن أُكَّال ، وهو زيد بن لوذان بن الحارث بن أُمَية بن معاوية بن مالك ، من بني عَمْرو بن عوف ، وسعد بن النعمان بن أكال هو الذي خرج في زمان النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم معتمرًا فأخذته قريش فدفعوه إلى أبي سفيان بن حرب فافتداه رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم بعَمْرو بن أبي سفيان بن حرب ، وكان في أسارى بدر . وأمامة بنت عبد الرحمن تزوجها سهل بن أبي حثمة ، وأمها أم ولد. وشهد عبد الرحمن بن سهل أُحدًا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم.
وهو المنهوش بحُرَيرَات الأفاعي فأمر رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم عمارة بن حزم يرقيه برُقية أمره بها فرقاه فهي رُقية آل حزم يتوارثونها إلي اليوم.(4/286)
5539- قال : أخبرنا عبد الله بن إدريس ، قال : أخبرنا محمد بن عمارة عن أبي بكر بن محمد قال : نُهِشَ عبد الرحمن بن سهل (1) بحريرات الأفاعي ، فقال رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم : اذهبوا به إلى عمارة بن حزم فليرقه ، قال : قالوا : يا رسول الله إنه يموت ، قال : وإن ، قال : فذهبوا به إلى عمارة فرقاه ، فشفاه الله.
_حاشية__________
(1) تصحف في المطبوع ، و"تاريخ دمشق" 34/423 ، إلى "عبد الله بن سهل" ، وجاء على الصواب في "مختصر تاريخ دمشق" 4/477 ، وعبد الرحمن هو صاحب الترجمة ، وفي الصفحة السابقة : "وشهد عبد الرحمن بن سهل أُحدًا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ، وهو المنهوش بحُرَيرَات الأفاعي ، فأمر رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم عمارة بن حزم يرقيه برُقية".(4/287)
5540- أخبرنا محمد بن عمر قال : حدثني محمد بن يحيى بن سهل بن أبي حثمة ، عن أبي ليلى الحارثي ، عن سهل بن أبي حثمة قال : لُدِغَ رجل منا بحَرَّةِ الأفاعي فدُعي له عَمْرو بن حزم يرقيه ، فأبى أن يرقيه حتى جاء إلى النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم فاستأذنه فقال : اعرضها عليّ فعرضها عليه فأذن له فيها.
قال محمد بن عمر : والملدوغ عبد الرحمن بن سهل وحرة الأفاعي حين تروح من الأبواء إلى مكة على ثمانية أميال على المحجة ، وكانت منزلاَّ للناس قبل اليوم فأجلتهم منه الحيات ، وكان عمر بن الخطاب استعمل عبد الرحمن بن سهل على البصرة حيث مات عتبة بن غزوان المازني من أهل بدر.(4/287)
564- قيظي بن قيس بن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن مجدعة بن حارثة.
وأُمُّه لبنى بنت رافع بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة ، فولد قيظي بن قيس : عُقبة شهد مع أبيه أُحدًا وقتل يوم جسر أبي عبيدة شهيدًا ، وعبد الرحمن شهد أيضًا مع أبيه وأخيه أُحدًا ، وقتل يوم اليمامة شهيدًا ، وعبد الله شهد أيضًا مع أبيه وأخويه أُحدًا وقتل يوم جسر أبي عبيد شهيدًا ، وعبادًا وقد صحب النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ولم يشَهِد أُحُدًا ، وقتل يوم جسر أبي عبيد شهيدًا ، وزيدًا ، وبُجيرًا ، ولُبنى مبايعة ، وأمهم كلهم أم حبيب بنت قُراد بن موهبة بن عدي بن مجدعة بن حارثة.(4/287)
565- سُليم بن قيس بن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن مجدعة بن حارثة.
وأُمُّه لبنى بنت رافع بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة ، فولد سليم بن قيس بن لوذان : قيسًا ، وقيظيًا ، ومسلمًا ، وهم لأم واحدة ولهم عقب ، وسكنوا الكوفة وأرض العراق منذ كان الإسلام وشهد سُليم بن قيس أُحدًا مع أخيه قيظي وولده.(4/288)
566- بُهَيْرُ بن الهيثم بن عامر بن نابي بن عدي بن مجدعة بن حارثة ، قال محمد بن سعد : ووجدته في نسخة أخرى : ابن نابي بن مجدعة بن حارثة ، وفي نسخة محمد بن إسحاق : بهير بن الهيثم من آل السواف بن قيس بن عامر بن نابي بن مجدعة ، وشهد بهير بن الهيثم العقبة مع السبعين من الأنصار في روايتهم جميعًا ، وشَهِد أُحُدًا وتوفي وليس له عقب.(4/288)
- ومن حلفاء بني حارثة بن الحارث
567- عقبة بن نيار
وهو أخو أبي بردة بن نيار بن عَمْرو بن عبيد بن عَمْرو بن كلاب بن دُهمان بن غنم بن ذهل بن هُميم بن ذُهل بن هُنَيّ بن بَلي بن عَمْرو بن الحاف بن قُضاعة ، وهو خال البراء بن عازب ، وقد شهد عقبة أُحدًا.(4/288)
- ومن بني عَمْرو بن عوف بن مالك ثم من بني أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عَمْرو بن عوف
568- عتبة بن سالم بن سلمة بن أُمَية بن زيد بن أُمَية بن زيد بن مالك.
وأُمُّه لبابة بنت رفاعة بن زنبر بن زيد بن أُمَية بن زيد بن مالك ، فولد عتبة : سالمًا ، ووديعة ، وأمهما عميرة بنت الحارث بن عبيد بن زيد بن أُمَية بن زيد بن مالك ، شهد عتبة أُحدًا.(4/289)
569- سماك بن النعمان بن قيس بن عَمْرو بن زيد بن أُمَية.
وأُمُّه من بني عذرة ، فولد سماك : فَضَالة ، ونسيبة تزوجها عثمان بن طلحة بن أبي طلحة من بني عبد الدار بن قصي فولدت له ، وأمها بسَّامة بنت عبد الله بن أُمَية بن عبيد بن عَمْرو بن زيد بن أُمَية . وأم سماك بنت سماك تزوجها عُمير بن سعد بن شُهيد بن قيس بن عَمْرو بن زيد بن أُمَية بن زيد(4/289)
570- وأخوه : فَضالة بن النعمان بن قيس بن عَمْرو بن زيد بن أُمَية.
وأُمُّه من بني عذرة , وشهد فَضالة أُحدًا مع أخيه سماك بن النعمان.(4/289)
571- سهل بن قَرَظَةَ بن قيس بن عبدة بن أُمَية بن زيد بن أُمَية بن زيد بن مالك.
وأُمُّه أمامة بنت شاس بن قيس بن عبادة بن زهير بن عطية بن زيد بن قيس بن عامرة بن مرة بن مالك بن الأوس ، فولد سهل بن قرظة : هارون ، ومحمدًا ، وعبد الله ، وسهلاَّ ، وسُكينة ، وأم عَمْرو ، وأمهم أم ولد ، وشهد سهلٌ أُحدًا.
قال محمد بن عمر : وكان ابنه حنظلة بن أبي عامر من خيار المسلمين وأهل النية ، وآخى رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم بين حنظلة بن أبي عامر وشماس بن عثمان بن الشريد المخزومي ، وكان لحنظلة من الولد : عبد الله قُتِل يوم الحرة.
وأُمُّه جميلة بنت عبد الله بن أُبَيّ بن سلول من بِلحُبْلَي.(4/289)
- ومن بني ضُبيعة بن زيد بن مالك
572- حنظلة بن أبي عامر
واسمه عبد عَمْرو ، وهو الراهب بن صيفي بن النعمان بن مالك بن أُمَية بن ضبيعة.
وأُمُّه الرباب بنت مالك بن عَمْرو بن عزيز بن مالك بن عوف بن عَمْرو بن عوف.(4/290)
5541- أخبرنا محمد بن عمر قال : حدثنا ابن أبي سبرة ، عن سلم بن يسار ، عن عمارة بن خزيمة بن ثابت ، عن أبيه ، قال : ما كان في الأوس والخزرج رجلٌ أوصف لمحمدٍ صَلى الله عَليهِ وَسلَّم من أبي عامر ، كان يألفُ يهود ويسألهم عن الدين فيُخبرُونه بصفة النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم وأن هذه دار هجرته ثم خرج إلى يهود تيماء فخبَّروه مثل ذلك ، ثم خرج إلى الشام فسأل النصارى فأخبروه بصفته فرجع وهو يقول : أنا على الحنيفية فأقام مترهبًا ولبس المُسُوح ، وزعم أنه على دين إبراهيم يتوكف خروج النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ، فلما قدم رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم المدينة حسد وبغى ونافق ، وقال : يا محمد أنت تخلط الحنيفية بغيرها ، فقال رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم : أتيت بها بيضاء نقية ، أَبِنْ ما يخبرك الأحبار من صفتي ؟ قال : لست بالذي وصفوا لي ، فقال رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم :كذبت ، فقال : ما كذبت ، فقال رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم: الكاذب أماته الله طريدًا وحيدًا ، فقال : آمين ، ثم خرج إلى مكة فكان مع قريش يتبع دينهم وترك الترهب ثم حضر أُحدًا معهم كافرًا ، ثم انصرف معهم إلى مكة ، فلما كان الفتح ورأى أن الإسلام قد ضرب بِجرانه ونفى الله الكفر وأهله ، خرج هاربًا إلى قيصر ، فمات هناك طريدًا ، فقضى قيصر بميراثه لكنانة بن عبد ياليل ، وقال : أنت وهو من أهل المدر.(4/290)
5542- أخبرنا عفان بن مسلم قال : حدثنا حماد بن سلمة ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ؛ أن حنظلة بن أبي عامر الراهب قال : يا رسول الله ، أقتُل أبي؟ قال : لا تقتُل أباك.
5543- قال : وقال محمد بن عمر ، بإسناده : وكان حنظلة بن أبي عامر تزوج جميلة بنت عبد الله بن أُبَيّ بن سلول فأدخلت عليه في الليلة التي في صبيحتها كان قتالُ أُحد وكان قد استأذن رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ، أن يبيت عندها فأذن له ، فلما صلى الصبح غدا يريد النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم بأُحد ولزمته جميلة فعاد فأجنب منها ثم أراد الخروج ، وقد أرسلت قبل ذلك إلى أربعة من قومها فأشهدتهم أنه قد دخل بها ، فقيل لها بعدُ : لمَ أشهدتِ عليه ؟ قالت : رأيت كأن السماء فُرِجَتْ له فدخل فيها ثم أطبقت عليه ، فقلت : هذه الشهادة ، فأشهدت عليه أنه قد دخل بها وتعلق بعبد الله بن حنظلة ، ثم تزوجها ثابت بن قيس بن شماس بعد ، فتلدُ محمد بن ثابت بن قيس بن شماس.
وأخذ حنظلة بن أبي عامر سلاحه فلحق برسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم بأُحدٍ وهو يسوي الصفوف ، فلما انكشف المشركون اعترض حنظلة بن أبي عامر لأبي سفيان بن حرب فضرب عُرْقُوب فرسه فاكتَسعَتِ الفرس ، ويقَعُ أبو سفيان إلى الأرض (1)، فجعل يصيح يا معشر قريش أنا أبو سفيان بن حرب ، وحنظلة يريد ذبحه بالسيف ، فأسمع الصوت رجالاَّ لا يلتفتون إليه من الهزيمة ، حتى عاينه الأسود بن شَعُوب فحمل على حنظلة بالرمح فأنفذه ، فمشى حنظلة إليه بالرمح (2) وقد أثبته ، ثم ضربه الثانية فقتله ، وهرب أبو سفيان يعدو على قدميه فلحق ببعض قريش ، فنزل عن صدر فرسه ورَدِف وراء أبي سفيان.
_حاشية__________
(1) في المطبوع : "ويقع أبو سفيان الأرض" والمثبت لدي الواقدي الذي ينقل عنه المصنف.
(2) في الأصل "في الرمح" والمثبت عن الواقدي.(4/291)
ولما قُتل حنظلة مرّ عليه أبوه ، وهو إلى جنب حمزة بن عبد المطلب ، وعبد الله بن جحش ، فقال : إن كنت لأُحذّرك هذا الرجل من قبل هذا المصرع ، والله إن كنت لبَرًّا بالوالد ، شريف الخلق في حياتك ، وإن مماتك لمع سراة أصحابك وأشرافهم ، وإن جزى الله هذا القتيل ، لحمزة ، خيرًا ، أو أُحدًا من أصحاب محمد ، فجزاك الله خيرًا ، ثم نادى : يا معشر قريش ، حنظلة لا يُمَثَّل به فإنه وإن كان قد خالفني وخالفكم ، فلم يَأْلُ لنفسه فيما يرى خيرًا ، فمُثِّل بالناس وتُرك فلم يُمثَّل به.
وكانت هند بنت عتبة أول من مثّل بأصحاب النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ولما قُتل حنظلة بن أبي عامر ، نادى أبو سفيان بن حرب ، حنظلة بحنظلة ، يعني قتلنا حنظلة بن أبي عامر بحنظلة بن أبي سفيان ، وكان قتل يوم بدر كافرًا ، وقال رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم : إني رأيت الملائكة تُغَسِّل حنظلة بن أبي عامر بين السماء والأرض بماء المُزْن في صِحَافِ الفضّة ، قال أبو أسيد الساعدي : فذهبنا فنظرنا إليه فإذا رأسه يقطر ماءً ، فرجعت إلى رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم فأخبرته ، فأرسل إلى امرأته فسألها فأخبرته أنه خرج وهو جُنبٌ ، فولده يقال لهم : بنو غسيل الملائكة.(4/292)
5544- أخبرنا الفضل بن دكين قال : حدثنا زكريا بن أبي زائدة ، عن عامر الشعبي ، قال : قتل حنظلة بن الراهب يوم أُحدٍ ، وهو الذي طهرته الملائكة.(4/292)
573- وأخوه : صيفي بن أبي عامر بن صيفي بن النعمان بن مالك بن ضبيعة.
وأُمُّه عُميرة بنت الحارث ، من بني واقف من الأوس.
شَهِد أُحُدًا مع أخيه حنظلة بن أبي عامر ، وتوفي وليس له عقب.(4/292)
574- أبو سفيان بن الحارث بن قيس بن زيد بن ضُبيعة.
وأُمُّه أم سفيان بنت زيد بن العطّاف بن ضبيعة بن زيد ، من بني عَمْرو بن عوف ، فولد أبو سفيان بن الحارث : عبد الرحمن ، وتميمة ، وأمهما الشَّمُوس بنت النعمان بن عامر بن مُجمِّع ، من بني عَمْرو بن عوف.
شهد أبو سفيان أُحدًا وقتل يومئذٍ شهيدًا ، وهو أبو البنات الذي قال لرسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم أقاتل ثم أرجع إلى بناتي ، فقال رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم : صدق الله . يعني أخلص فرزق الشهادة.(4/293)
- ومن بني عوف بن مالك ، عم ضُبيعة بن زيد بن مالك
575- عاصم بن عبد الله بن قيس ، وقيس هو أبو جبل بن مالك بن عَمْرو بن عزيز بن مالك بن عوف بن عَمْرو بن عوف.
وأُمُّه أم عاصم بنت عثمان بن ثعلبة بن حاطب بن عَمْرو بن عبيد بن أُمَية بن زيد ، ويقال بل أمه أم عاصم بنت سليم بن رافع بن سهل بن عدي بن زيد بن أُمَية بن مازن بن سعد ، من غسان من ساكني راتج ، حلفاء بني زَعُوراء ، وبني عَمْرو أخوي عبد الأشهل ، ودعوتهم في بني عبد الأشهل ، فولد عاصم بن عبد الله : عبد الله ، وعبد الرحمن ، وأمهما أم ولد ، وعزيزًا ، وأم عَمْرو ، وشهد عاصم بن عبد الله أُحدًا.(4/293)
- ومن بني العَجلان وأنيف من بَلى حُلفاء بني زيد بن مالك بن عوف بن عَمْرو بن عوف
576- الحارث بن سلمة بن مالك بن الحارث بن زيد بن الجَدِّ بن العَجلان.
شَهِد أُحُدًا.(4/293)
577- مُرَارَةُ بن الربيع بن عمر بن الحارث بن زيد بن الجد بن العجلان ، وكان قديم الإسلام ، وهو أحدُ الثلاثة النفر الذين تخلفوا عن رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم في غزوة تبوك ، ولم يعتذروا إليه بشيء ، فأرجأ أمرهم ونهى الناس عن كلامهم حتى تاب الله عليهم وأنزل فيهم قرآنًا {وَعَلَى الثَّلاثََةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا}.(4/294)
578- عويمر بن الحارث بن زيد بن حارثة بن الجد بن العجلان ، وهو الذي رمى امرأته بشَريك بن السَّحْماء فلاعن رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم بينهما في مسجده بعد العصر وذلك في شعبان سنة تسع من الهجرة ، وكان قدم من تبوك فوجدها حبلى.(4/294)
5545- أخبرنا محمد بن عمر قال : حدثني الضحاك بن عثمان ، عن عمران بن أبي أنس ، عن عبد الله بن جعفر ، قال : شهدت عويمر بن الحارث العجلاني ورمى امرأته بشريك بن السحماء وأنكر حَملها ، فلاعن بينهما رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم وهي حامل ، فرأيتُهما يتلاعنان قائمين عند المنبر ، ثم ولدت فألحق الولد بالمرأة ، وجاءت به أشبه الناس بشريك بن السحماء ، وكان رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم قال : إذا ولدت فلا ترضعوه حتى تأتوني به ، فأُتي به النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم فنظر إلى شبهه بشريك بن السحماء وكان عويمر بن الحارث قد لامه قومُه وعظموا عليه حيث دفعها إلى رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم وقالوا امرأةٌ ما نعلم منها إلا خيرًا ، فلما جاء الشبه بشريك بن السحماء عذروه وصوبوه فيما صنع ، وعاش ذلك المولود سنتين ثم مات ، وعاشت أمه بعده يسيرًا ، وكان شريك عند الناس بحال سوءٍ بعدُ ، ولم يبلُغنا أنه أحدث توبةً ولا نزع.(4/294)
5546- قال محمد بن عمر : وحدثني غير الضحاك بن عثمان ، قال : قال عويمر : يا رسول الله ما قربتها منذ عَفَّرْنا والعَفْر : أن تُسقَى النخل بعد أن تُترك من السَّقي بعد الإبار بشهرين ، فقال رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم : اللهم بيِّن ، فكان زوج المرأة عويمر بن الحارث حَمْشَ الذراعين والساقين ، أصهَبَ الشَّعرَةِ ، أمْغَرَ سَبْطًا ، فقال رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم: انظروا إن جاءت به أهدب الأشفار أُديعج جَعدًا قَطَطًا عَبلَ الذراعين خَدَلَّجَ الساقين مُسْتهًا فهو للذي تتهم به ، وإن جاءت به حَمشَ الذراعين والساقين أَصهبَ الشعرة أمغَر سَبطًا فهو لزوجها فجاءت به على الأمر السَّيِّئ فألحق رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم الولد بالمرأة ثم قال : لا يُدعى لأب ولا يُدعى إلا لأمه ، ولا تُرمى أمُّه ، ومن رماه أو رمى أمه فإنه يُجلَد الحد ، وقضى أنه لا قوت لها عليه ولا سكنى ولا عِدة ، ولم يجلد رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم عويمر بن الحارث في قَذفه شريك بن السحماء.
وقد شهد عُويمر بن الحارث ، وشريك بن السحماء أُحدًا مع رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم.(4/294)
579- شريك بن عبدة بن مغيث بن الجد بن العجلان وهو ابن السحماء الذي رماه عويمر بن الحارث بامرأته وكان فيه اللعان ، هكذا قال محمد بن عمر ، وعبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري ، قالا : شهد شريكٌ أُحدًا ، وقال هشام بن محمد بن السائب الكلبي : الذي شَهِد أُحُدًا أبوه عبدة بن مُغيث ، ولم يشهد شريك أُحدًا في روايته.(4/295)
580- مُرَّةُ بن الحُباب بن عدي شَهِد أُحُدًا.(4/295)
581- عامر بن ثابت
حليفٌ لبني جَحْجَبا من بني عَمْرو بن عوف.
شَهِد أُحُدًا ، وقتل يوم اليمامة شهيدًا سنة اثنتي عشرة.(4/296)
582- ثابت بن الدَّحْدَاح
ويقال ابن الدحداحة بن نُعَيم بن غنم بن إياس ، ويكنى أبا الدحداح وكان في بني أنيف أو بني العجلان من بَلى حلفاء بني زيد بن مالك بن عوف بن عَمْرو بن عوف ، ويذكرون أنه خالُ أبو لبابة بن عبد المنذر.(4/296)
5547- أخبرنا معاذ بن هانئ البَهْراني البصري قال : حدثنا حرب بن شداد ، قال : حدثنا يحيى بن أبي كثير قال : لما نزلت هذه الآية {مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ الله قَرْضًا حَسَناً} قال رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم : يا أهل الإسلام ، أقرضوا الله من أموالكم يضاعفه لكم أضعافًا كثيرة ، فقال له ابن الدحداحة : يا رسول الله لي مالان : مالٌ بالعالية ، ومالٌ في بني ظَفر ، فابعث خارِصك فروة بن عَمْرو فليقبض خيرهما ، فقال رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم لفروة بن عَمْرو : انطلق فانظر خيرهما فدعه له واقبض الآخر ، فانطلق معه فروة بن عَمْرو فنظر إليهما فقال له : هذا خير ماليك ، إن رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم أمرني أن أدعه لك ، قال ابن الدحداحة : ما كنت لأقرض ربي شرَّ ما أملك ، ولكن أقرض ربي خير ما أملك ، إني لا أخاف فقر الدنيا ، فقال رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم : يا رُبَّ عذقٍ مُذلَّلٍ لابن الدحداحة في الجنة ، قال : وتُسمى النخلة العَذْق.(4/296)
5548- أخبرنا يزيد بن هارون ، وعبيد الله بن موسى , والفضل بن دكين ، قالوا : حدثنا زكريا بن أبي زائدة قال : سمعت عامرًا الشعبي يقول : استقرض رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم من رجل تمرًا فلم يُقرضه ، وقال لو كان هذا نبيًا لما يستقرض فأرسل إلى ابن الدحداحة فاستقرضه ، فقال : والله لأنت أحق بي وبمالي وولدي من نفسي وإنما هو مالك فخذ منه ما شئت واترك لنا ما شئت ، فما تركت فكثُر خيرُ الله ، فلما توفى ابن الدحداح قال رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم: رُبّ عَذْقٍ لابن الدحداح في الجنة.(4/296)
5549- أخبرنا سعيد بن منصور قال : حدثنا خلف بن خليفة ، عن حميد الأعرج ، عن عبد الله بن الحارث ، عن عبد الله بن مسعود قال : لما نزلت {مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ الله قَرْضًا حَسَناً} قال أبو الدحداح : يا رسول الله وإن الله ليريد منا القرض؟ قال : نعم ، قال : أرني يدك ، فناوله رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ، فقال : إني قد أقرضت ربي حائطي ، قال : وفي حائطه ستمائة نخلة ، ثم جاء إلى الحائط فقال : يا أم الدحداح ، قالت : لبيك ، قال لها : اخرجي فإني قد أقرضته ربي ، قال محمد بن عمر : وإنما في روايتنا ، فإن يتيمًا من الأنصار خاصم أبا لُبابة بن عبد المنذر في عَذْقٍ بينهما إلى رسول الله وذلك قبل أُحد ، فقضى به رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم لأبي لبابة فجزع اليتيم على العذق ، وطلب رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم العذق من أبي لبابة لليتيم ، فأبى أبو لبابة ، فقال : لك به عَذْقٌ في الجنة ، فأبى أبو لبابة ، فقال ابن الدحداحة : يا رسول الله ، أفرأيت إن أعطيت اليتيم عذقه ، ما لي ؟ قال : عذقٌ في الجنة ، قال : فذهب ثابت بن الدحداحة فاشترى من أبي لبابة بن عبد المنذر ذلك العذق بحديقة نخل ثم رد على الغلام العذق ، فقال رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم : رُبَّ عذقٍ مُذَلَّلٍ لابن الدحداحة في الجنة فكانت تُرجي له الشهادة لقول النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم حتى قتل يوم أحد.(4/297)
5550- أخبرنا محمد بن عمر قال : حدثني عبد الله بن عمار ، عن الحارث بن الفضيل الخطمي (1)، قال : أقبل ثابت بن الدحداحة يوم أُحدٍ والمسلمون أوزاعٌ قد سُقِط في أيديهم ، فجعل يصيح : يا معشر الأنصار , إليّ ، إليّ ، أنا ثابت بن الدحداحة ، إن كان محمد قد قتل فإن الله حيٌّ لا يموت فقاتلوا عن دينكم. فإن الله مظهركم وناصركم ، فنهض إليه نفرٌ من الأنصار فجعل يحمل بمن معه من المسلمين ، وقد وقفت له كتيبة خشناء فيها رؤساؤهم : خالد بن الوليد ، وعَمْرو بن العاص ، وعكرمة بن أبي جهل ، وضرار بن الخطاب ، فجعلوا يناوشونهم ، وحمل عليه خالد بن الوليد بالرمح فطعنه فأنفذه فوقع ميتًا ، وقتل من كان معه من الأنصار ، فيقال إن هؤلاء لآخر من قتل من المسلمين ، ووصل رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم إلى الشِّعب مع أصحابه فلم يكن هناك قتالٌ.
_حاشية__________
(1) تحرف في المطبوع إلى : "حدثني عبد الله بن عمار الخطمي" وصوابه عن الواقدي.(4/297)
5551- أخبرنا محمد بن عمر قال : حدثنا محمد بن رباح ، عن المسور بن رفاعة القرظي . قال محمد بن عمر : وأخبرني محمد بن عبد الله ، عن الزهري ؛ أن ثابت بن الدحداحة قتل يوم أحد.
قال محمد بن عمر : وبعض أصحابنا من الرواة للعلم يقولون : إن ابن الدحداحة بَرِيء من جراحته تلك ومات على فراشه من جرح كان أصابه ، ثم انتقض به مرجع النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم من الحديبية ، فَرُئِيَ رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم يوم دفنه على فَرس عليه حُلة حمراء.(4/298)
5552- أخبرنا يحيى بن عباد قال : حدثنا مالك بن مِغول قال : سمعت سماك بن حرب ، عن جابر بن سمرة قال : تبع رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم جنازة ابن الدحداح فلما رجع رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم أتى بفرس فركبه مُعرَورِيا وجئنا نمشي معه.(4/298)
5553- أخبرنا وكيع بن الجراح ، عن مالك بن مغول ، عن سماك بن حرب ، عن جابر بن سمرة ، أن النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم أُتي بفرس مُعرَورِي حين انصرف من جنازة ابن الدحداح فركبه ونحن حوله نمشي.(4/298)
5554- أخبرنا محمد بن عمر قال : حدثنا إسرائيل ، وشيبان ، عن أبي إسحاق ، عن البراء بن عازب قال : رأيت النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم على فرس مُعْرَورِي حين رجع من دفن ابن الدحداحة.(4/298)
5555- أخبرنا وكيع بن الجراح ، عن سفيان ، عن رجل من أهل المدينة لم يُسمه سفيان ، عن محمد بن يحيى بن حبان ، عن عمه واسع بن حبان قال : كان ثابت بن الدحداح رجلاَّ أتِيًّا ، يعني طارئًا ، وكان في بني أنيف أو بني العجلان فمات وليس له وارثٌ إلا ابن أخته أبو لبابة بن عبد المنذر ، فأعطاه رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ميراثه.(4/298)
5556- أخبرنا عبد الله بن نمير ، عن محمد بن إسحاق ، عن محمد بن يحيى بن حبان ، عن واسع بن حبان ، قال : توفي ثابت بن الدحداحة ولم يترك عقبًا فرُفع ميراثه إلى رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم فأرسل إلى عاصم بن عدي فسأله هل له فيكم نسبٌ ؟ قال : والله ما نعلم ذلك ، إنه رجل أَتِيٌّ دخل فينا ، فدعا رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ابن أخته أبا لبابة بن عبد المنذر فأعطاه ميراثه.(4/299)
- ومن بني معاوية بن مالك بن عوف بن عَمْرو بن عوف
583- الحارث بن عتيك بن قيس بن هيشة بن الحارث بن أُمَية بن معاوية.
وأُمُّه جميلة بنت زيد بن صيفي بن عَمْرو بن زيد بن جشم بن حارثة بن الحارث ، من الأوس ، فولد الحارث بن عتيك : عتيكًا شَهِد أُحُدًا أيضًا مع أبيه وعميه.
وأُمُّه أمامة بنت مُليل بن زيد بن العطاف بن ضبيعة ، فولد عتيك بن الحارث : بَشيرًا ، وأم عبد الله ، وأم سعيد ، وأمهم أم ثابت بنت جبر بن عتيك بن قيس بن هيشة بن الحارث بن أميه بن معاوية.(4/299)
584- عبد الله بن عتيك بن قيس بن هيشة بن الحارث بن أُمَية بن معاوية.
وأُمُّه غير جميلة بنت زيد أم أخيه ولم تُسم لنا ، فولد عبد الله بن عتيك : محمدًا هلك وليس له عقب ، وشهد عبد الله بن عتيك أُحدًا وبعثه رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم سريةً إلى أبي رافع سلام بن أبي الحقيق مع عدة من أصحاب رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم فقتلوه بخيبر. وقتل عبد الله بن عتيك يوم اليمامة شهيدًا في خلافة أبي بكر سنة اثنتي عشرة وقد روى عبد الله عن رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم حديثاً.(4/299)
5557- أخبرنا يزيد بن هارون قال : أخبرنا محمد بن إسحاق ، عن محمد بن إبراهيم ، عن محمد بن عبد الله بن عتيك ، عن أبيه ، قال : سمعت رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم يقول : من خرج مجاهدًا في سبيل الله ، وأين المجاهدون ، فخرَّ عن دابته فمات فقد وقع أجره على الله ، في حديث طويل.(4/300)
585- جابر بن عتيك بن قيس بن هيشة بن الحارث بن أُمَية بن معاوية.
وأُمُّه غير جميلة بنت زيد ولم تُسم لنا ، فولد جابر : عبد الملك ، توفي وليس له عقب ، وقد رُوي عن عبد الملك الحديث.(4/300)
5558- أخبرنا يزيد بن هارون قال : أخبرنا ابن أبي ذئب ، عن عبد الرحمن بن عطاء ، عن عبد الملك بن جابر بن عتيك ، عن جابر بن عبد الله ، قال : قال رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم : إذا حدث الرجل القوم ثم التفت فهي أمانة.
قال محمد بن عمر ، وعبد الله بن محمد بن عمارة : وليس شهود جابر بن عتيك أُحدًا عندنا بثبت ، وقد شهد ما بعد ذلك من المشاهد.(4/300)
586- عبد الله بن ثابت بن قيس بن هيشة بن الحارث بن أُمَية بن معاوية . فولد عبد الله بن ثابت : أبا الربيع واسمه عبد الله بن عبد الله.
شَهِد أُحُدًا أيضا مع أبيه ، وتوفي أبو الربيع في عهد رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم وتزعم بنو معاوية بن مالك أن النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم كفنه في قميصه ، يعني قميص النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم وصلى عليه في مسجد بني معاوية ، وأما أبوه عبد الله بن ثابت فبقي وشهد مع رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم المشاهد.(4/300)
5559- أخبرنا محمد بن عمر قال : حدثنا الثوري ، عن جابر ، عن عامر ، عن عبد الله بن ثابت الأنصاري قال : جاء عمر بن الخطاب ومعه جوامع من التوراة إلى النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم فقال : مررت على حبر بني قُريظة فكتبت جوامع من التوارة أعرضها عليك يا رسول الله ، فتغير وجه رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ، فقلت : قبّح الله عملك ، أما ترى ما بوجه رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ؟ فقال عمر : رضيت بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمدًا نبيًا ، فسُري عن النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم فقال : والذي نفس محمد بيده لو أصبح فيكم موسى ثم اتبعتموه لضللتم ، لأنكم حظي من الأمم وأنا حظكم من الأنبياء.(4/301)
587- سُبَيْعُ بن حاطب بن قيس بن هيشة بن الحارث بن أُمَية بن معاوية.
شَهِد أُحُدًا مع رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم وقتل شهيدًا في شوال على رأس اثنين وثلاثين شهرًا من الهجرة وليس له عقب.(4/301)
588- عبد الله بن الحارث بن هيشة بن الحارث بن أُمَية بن معاوية.
وأُمُّه بَشيرة بنت عدي بن ضمضم ، من ولد عَمْرو بن عامر ، وهم في بني معاوية ، فولد عبد الله بن الحارث : أم عبد الله تزوجها أبو سعيد الخدري ، وشهد عبد الله أُحدًا وتوفي وليس له عقب.(4/301)
589- وأخوه : عَمْرو بن الحارث بن هيشة بن الحارث بن أُمَية بن معاوية.
وأُمُّه بَشيرة بنت عدي بن ضمضم ، من ولد عَمْرو بن عامر ، وهم في بني معاوية ، فولد عَمْرو بن الحارث : أم بشيرة , وأمها كلثوم بنت حارثة بن النعمان ، من بني مالك بن النجار ، وشهد عَمْرو بن الحارث أُحدًا وتوفي وليس له عقب ، وقد انقرض ولدُ هيشة بن الحارث بن أُمَية بن معاوية ، فلم يبق منهم أحدٌ إلا ولد مروان بن معاوية ، من ولد جبر بن عتيك.(4/301)
590- رُقيم بن ثابت بن ثعلبة بن أكّال , وامسه زيد بن لوذان بن الحارث بن أُمَية بن معاوية ، فولد رقيم : ثابتًا ، درج وليس له عقب ، وشهد رقيم بن ثابت أُحدًا والخندق والحديبية وخيبر وفتح مكة وحُنينًا ، وقتل يومئذٍ بحنين شهيدًا ، ولا عقب له ، وقد انقرض ولد لوذان بن أُمَية بن معاوية ، كان محمد بن عمر يقول : ثعلبة بن أكال ، وكان عبد الله بن محمد بن عمارة ، يقول : ابن أوكال.(4/302)
591- سعد بن النعمان بن أُكَّال واسمه زيد بن لوذان بن الحارث بن أُمَية بن معاوية.
شَهِد أُحُدًا ، فولد سعد بن النعمان : بشيرًا شَهِد أُحُدًا أيضًا مع أبيه ، وخرج سعد بن النعمان إلى مكة معتمرًا فعرفته قريش فأسرته ، فلم يزل عندهم محتبسًا حتى افتداه رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم بعمر بن أبي سفيان بن حرب بن أميه ، وكان المسلمون قد أسروه يوم بدر.(4/302)
592- مسعود بن عبدة بن مظهر بن قيس بن أُمَية بن معاوية.
شَهِد أُحُدًا وتوفي وليس له عقب ، وقد كان له من الولد : نِيارُ بن مسعود وشَهِد أُحُدًا مع أبيه ، وتوفي وليس له عقب ، والحارث بن مسعود وقد صحب النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ولم يشَهِد أُحُدًا ، وقتل يوم جسر أبي عبيد شهيدًا ، وأم الحارث بنت مسعود ، وأمهم أم نيار بنت ثابت بن زيد بن مالك بن عبد بن كعب بن عبد الأشهل ، فولد نيار بن مسعود : عَلِيًّا ، وحبيبة لأم ، وقد انقرض ولد أمية بن معاوية ، فلم يبق منهم أحدٌ.(4/302)
593- ثابت بن عدي بن مالك بن حرام بن خديج بن معاوية.
وأُمُّه أم عثمان بنت معاذ بن فروة بن عَمْرو بن حبيب بن غنم ، من بني قوقل.
شَهِد أُحُدًا.(4/303)
594- وأخوه : الحارث بن عدي بن مالك بن حرام بن خديج بن معاوية.
وأُمُّه أم عثمان بنت معاذ بن فروة بن عَمْرو بن حبيب بن غنم ، من بني قوقل.
شَهِد أُحُدًا وقتل يوم جسر أبي عبيد شهيداً.(4/303)
595- وأخوهما : سهل بن عدي بن مالك بن حرام بن خديج بن معاوية.
وأُمُّه أم عثمان بنت معاذ بن فروة بن عَمْرو بن حبيب بن غنم ، من بني قوقل.
شَهِد أُحُدًا.(4/303)
596- وأخوهم : عبد الرحمن بن عدي بن مالك بن حرام بن خديج بن معاوية.
وأُمُّه أم عثمان بنت معاذ بن فروة بن عَمْرو بن حبيب بن غنم ، من بني قوقل.
شَهِد أُحُدًا ، وقد انقرضوا جميعًا فلم يبق لهم عقب ، وانقرض أيضًا ولدُ مالك بن عوف بن عَمْرو ، فلم يبق منهم أحدٌ إلا ولد مروان بن معاوية ، من ولد جبر بن عتيك.(4/304)
- ومن موالي معاوية بن مالك
597- رشيد الفارسي
مولى بني معاوية شَهِد أُحُدًا مع رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم.
5560- أخبرنا خالد بن مخلد البجلي قال : حدثني إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة قال : حدثني عبد الرحمن بن ثابت ، وداود بن الحصين ، عن الفارسي مولى معاوية ، أنه ضرب رجلاَّ يوم أحدٍ فقتله ، وقال : خذها وأنا الغلام الفارسي ، فقال له رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم : ما منعك أن تقول الأنصاري وأنت منهم ، إن مولى القوم منهم.
قال محمد بن عمر : وضرب رشيد الفارسي رجلاَّ آخر على رأسه وعليه المِغفَرُ ففلق هامَتَهُ وقال : خذها وأنا الغلام الأنصاري ، فتبسم رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم وقال : أحسنت يا أبا عبد الله ، فكناه رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم يومئذٍ ولا ولد له.(4/304)
- ومن بني حَنَش بن عوف بن عَمْرو بن عوف وهم أهل المسجد
598- عثمان بن حُنيف بن واهب بن عُكيم بن الحارث بن مجدعة بن عَمْرو بن حنش.
وأُمُّه أم سهل بن حُنيف ، واسمها هند بنت رافع بن عُميس بن معاوية بن أُمَية بن زيد بن قيس بن عامر بن مُرة بن مالك ، من الأوس من الجعادرة , فولد عثمان بن حُنيف : عثمان بن عثمان.
وأُمُّه سعد بنت سعد بن أبي وقاص بن أُهيب بن عبد مناف بن زهرة . وعبد الله بن عثمان.
وأُمُّه أم ولد . والبراء بن عثمان.
وأُمُّه أم ولد . وحارثة بن عثمان.
وأُمُّه من كِندة . ومحمدًا ، وعبد الله ، وأم سهل ، لأم ولد.(4/304)
5561- أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء ، عن سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن أبي مجلز (ح) وأخبرنا مُخبرٌ ، عن أبي ليلى ، عن الحكم ، ومحمد بن المنتشر ، أن عمر بن الخطاب وجه عثمان بن حنيف على خراج السواد ورزقه كل يوم رُبع شاةٍ وخمسة دراهم ، وأمره أن يمسح السواد عامرة وغامرة ، ولا يسمح سَبخةً ولا تَلاًّ ولا أجمةً ولا مستنقع ماءٍ ولا ما لا يبلغه الماءُ.
فمسح عثمان كل شيء دون الجبل ، يعني دون حلوان ، إلى أرض العرب ، وهو أسفل الفرات ، وكتب إلى عمر : إني وجدت كل شيء بلغه الماء من عامر وغامر ستة وثلاثين ألف ألف جَريب ، وكان ذراع عمر الذي مسح به السواد ذراعًا وقبضةً والإبهام مُضجَعةً.
فكتب إليه عُمرُ : أن افرض الخراج على كل جَريب عامرٍ أو غامرٍ عمله صاحبه أو لم يعلمه درهما وقفيزًا ، وفرض على الكروم على كل جريب عشرة دراهم ، وعلى الوطاب خمسة دراهم ، وأطعمهم النخل والشجر ، وقال : هذا قوةٌ لهم على عمارة بلادهم.
وفرض على رقابهم يعني أهل الذمة على الموسر ثمانية وأربعين درهما ، وعلى من دون ذلك أربعة وعشرين درهما ، وعلى من لم يجد شيئًا اثني عشر درهما وقال : معتمل درهم لا يعوز رجلاَّ في كل شهر ، ورفع عنهم الرق بالخراج الذي وضعه في رقابهم وجعلهم أكرةً في الأرض ، فحُمل من خراج سواد الكوفة إلى عمر في أول سنة ، ثمانون ألف ألف درهم ، ثم حُمِلَ من قابل عشرون ومائة ألف ألف درهم ، فلم يزل على ذلك.(4/305)
5562- أخبرنا محمد بن الفضيل بن غزوان قال : حدثنا حصين بن عبد الرحمن ، عن عَمْرو بن ميمون قال : جئت فإذا عمر بن الخطاب واقفٌ على حذيفة بن اليمان ، وعثمان بن حُنيف وهو يقول : تخافان أن تكونا حمّلتما الأرض ما لا تطيق ، فقال عثمان : لو شئت لأضعفت أرضي ، وقال حذيفة : لقد حمّلت الأرض أمرًا هي له مُطيقةٌ وما فيها كبير فضلٍ ، فجعل يقول : انظرا ما لديكما أن تكونا حمّلتما الأرض ما لا تطيق ، ثم قال : والله لئن سلّمني الله لأدعنَّ أرامل العراق لا يحتجن إلى أحد بعدي أبدًا ، قال : فما أتت عليه رابعةٌ حتى أصيب.
رجع الحديث إلى الأول قال : ولما خرج عبد الله بن عامر بن كُريز من البصر وقتل عثمان بن عفان رحمه الله ، بعث علي بن أبي طالب رضي الله عنه عثمان بن حُنيف واليًا على البصرة فقدمها ، فلم يزل بها حتى قدم عليه طلحة والزبير فقاتلهما ومعه حكيم بن جبلة العبدي ، ثم اصطلحوا وكتبوا بينهم كتابًا بالموادعة بالعهود والمواثيق على أن يرجع الناس إلى منازلهم ولا يعرض لأحد ، وعلى أن دار الإمارة والمسجد وبيت المال إلى عثمان بن حُنيف ، وينزل طلحة والزبير وعائشة حيث شاؤُوا من البصرة حتى يقدم علي بن أبي طالب.
فمكثوا على ذلك ما شاء الله ثم كانت ليلة ظلماء ذات ريح وغيم ، فأقبل أصحاب طلحة والزبير فقتلوا السَّيابجة الذين كانوا يحرسون عثمان بن حُنيف ، ثم دخلوا على عثمان فنتفوا لحيته وحاجبيه وأشفار عينيه ، وقالوا : لولا العهد لقتلناك ، فقال عثمان : سهل بن حُنيف والٍ لعلي بن أبي طالب على المدينة ، والله لو قتلتموني لم يدع بالمدينة أسديًا ولا تيميًا إلا قتله ، فجعلوه في بيتٍ ثَمَّ ، ثُمّ قالا : أين بيت المال ؟ فدُلا عليه ، ولم يزل طلحة والزبير بالبصرة حتى قدم عليّ وكان من أمر الجمل ما كان وتخلص عثمان بن حنيف فلما رحل علي عن البصرة استعمل عليها عبد الله بن عباس ، وكان عثمان بن حُنيف يكنى أبا عبد الله ، وتوفي في خلافة معاوية بن أبي سفيان ، وله عقب.(4/306)
- ومِن بني جَحْجَبا بن كُلفة بن عوف بن عَمْرو بن عوف
599- عَمْرو بن بُلَيْل بن بلال بن أُحَيْحَة بن الجُلاح بن الحَريش بن جَحْجَبا.
وأُمُّه أم حذيفة بنت ضَمرة بن أبي سَري بن براء بن سلمة بن أنيف ، من بَلى بن عمرو بن الحاف بن قضاعة ، فولد عَمْرو بن بُليل : عياضًا ، وسعدًا ، وأم سويد ، وأمهم صعبة بن جسّاس بن عوف بن الأحوص بن جعفر بن كلاب ، من قيس عيلان. وقد شهد عَمْرو بن بُليل أُحدًا والمشاهد كلها مع رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم وبقي حتى أدركه ابن أخيه عبد الرحمن بن أبي ليلى ، قال عبد الرحمن : أتاني عَمْرو بن بُليل وأنا مُتَصبّحٌ في النخل فحركني برجله ، وقال : أترقد في الساعة التي ينتشر فيها عباد الله ؟(4/307)
600- فضالة بن عبيد بن نافذ بن قيس بن صُهيبة بن الأصرم بن جَحْجَبا.
وأُمُّه عفرة بنت محمد بن عقبة بن أحيحة بن الجلاح بن الحريش بن جَحْجَبا ، فولد فضالة بن عبيد : حميدًا.
وأُمُّه أم صفوان بنت خداش بن عبد الله بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي . ومحمدًا.
وأُمُّه أمامة بنت ثابت ، من بني أُنيف من بَلى بن عَمْرو بن الحاف بن قضاعة . وعبد الله ، وعبيد الله ، وأم جميل , وأمهم مريم بنت عوف بن قيس بن حارثة بن سنان بن أبي حارثة بن مُرة بن نَجبة بن غيظ بن مرة بن عوف . وعمرًا , وعائشة ، لأم ولد ، وكان عبيد بن نافذ شاعراً.(4/307)
5563- أخبرنا محمد بن عمر قال : حدثنا أفلح بن سعيد المزني ، عن سهل بن يزيد بن أبي جندب ، عن فضالة بن عبيد بن نافذ ، قال : لما كان اليوم الذي قدم فيه رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم قُباء لقيناه بقُرين ضَرطَه ونحن غلمان نحتطب ، فأرسلنا إلى أهلنا وقال : قولوا قد جاء صاحبكم الذي تنتظرون ، قال : فخرجنا إلى أهلنا فأخبرناهم وأقبل القوم.
قال محمد بن عمر : وشهد فضالة بن عبيد بعد ذلك أُحدًا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ثم خرج إلى الشام فلم يزل بها حتى مات هناك.(4/307)
5564- أخبرنا عفان بن مسلم ، قال : حدثنا عمر بن علي المقدمي ، قال : سمعت الحجاج بن أرطاة ، عن مكحول ، عن عبد الرحمن بن مُحيريز ، قال : سألت فضالة بن عبيد ، وكان ممن بايع تحت الشجرة.
قال محمد بن عمر : وكان فضالة بن عبيد قاضيًا بالشام في زمن معاوية ، ونزل دمشق وبنى بها دارًا ، ومات بها في خلافة معاوية بن أبي سفيان ، وله عقبٌ.(4/308)
601- خُبَيْبُ بن عدي بن مالك بن عامر بن مجدعة بن جَحْجَبا شَهِد أُحُدًا مع رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم وكان فيمن بعثه رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم مع بني لحيان ، فلما صاروا بالرجيع غدروا بهم ، واستصرخوا عليهم وقتلوا من قتلوا منهم وأسروا خبيب بن عدي وزيد بن الدَّثِنَة فقدموا بهما مكة فباعوهما من قريش فقتلوهما بمن قتل رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم من قومهم وصلبوهما بمكة بالتنعيم.(4/308)
5565- أخبرنا معن بن عيسى ، ومحمد بن إسماعيل بن أبي فديك قال : حدثنا ابن أبي ذئب ، عن مسلم بن جندب الهذلي ، عن الحارث بن البرصاء أنه قال : أتي بخبيب فبيع بمكة ، قال الحارث : فخرجوا به من الحرم إلى الحِل ليقتلوه ، فقال خبيب : دعوني أصلي ركعتين ، ثم قال : لولا أن تظنوا أن ذلك جزعٌ لزدتُ ثم قال : اللهم أحصهم عددا ، قال الحارث : وأنا حاضر ، فوالله ما كنت أظن أن يبقى منا أحد.(4/308)
5566- أخبرنا محمد بن عمر قال : حدثني معمر ، عن الزهري ، عن عَمْرو بن سفيان بن أسيد بن العلاء بن جارية الثقفي ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، قال : كان أول من سن الركعتين عند القتل خبيب بن عدي.(4/309)
5567- أخبرنا عبد الله بن إدريس قال : حدثنا محمد بن إسحاق ، عن عاصم بن عمر بن قتادة ، قال : لما كان مِن غَدر عَضَل والقارة بخبيب بن عدي وأصحابه ما كان بالرجيع وهو ماء لهُذيل بناحية الحجاز بصدور الهدة ، قَدِموا بخُبيب وزيد بن الدثنة مكة ، فأما خبيب فابتاعه حُجَير بن أبي إهاب لعقبة بن الحارث بن عامر ، وكان أخا حُجير لأمه ليقتله بأبيه ، فلما خرجوا به ليقتلوه وقد نصبوا خشبة ليصلبوه فانتهى إلى التنعيم فقال : إن رأيتم أن تدعوني أركع ركعتين ، فقالوا : دونك فصلى ركعين أتمهما وأحسنهما ثم انصرف إليهم ، فقال : أما والله لولا أن تظنوا أني إنما طوّلت جزعًا من القتل لاستكثرت من الصلاة ، قال : فكان أول من سن الصلاة عند القتل ثم رفعوه على خشبته ، فقال : اللهم احصهم عددًا واقتلهم بددا، ولا تغادر منهم أُحدًا ، اللهم إنا قد بلّغنا رسالة رسولك فبلغه الغداة ما أتى إلينا. قال : وقال معاوية بن أبي سفيان : كنت فيمن حضر قتل خبيب ، فلقد رأيت أبا سفيان يلقيني إلى الأرض فَرَقًا من دعوة خبيب ، وكانوا يقولون : إن الرجل إذا دُعي عليه فاضطجع ، زلَّت عنه الدعوة.(4/309)
5568- أخبرنا عبد الله بن إدريس ، عن محمد بن إسحاق ، قال : فحدثني يحيى بن عباد ، عن أبيه ، عن عقبة بن الحارث قال : سمعته يقول : والله ما أنا قتلته ، لأنا كنت أصغر من ذلك ، ولكنه أخذ بيدي أبو ميسرة أخو بني عبد الدار ، فوضع الحربة على يدي ، ثم وضع يده على يدي فأخذها بها ثم قتله.(4/309)
5569- أخبرنا عبد الله بن إدريس ، قال : حدثني عَمْرو بن عثمان بن عبد الله بن موهب ، مولى الحارث بن عامر قال : قال موهب : قال لي خبيب وكانوا جعلوه عندي : يا موهب أطلب إليك ثلاثًا : أن تسقيني العذب ، وأن تُجَنِّبَني ما ذُبح على النُّصُب ، وأن تُؤْذِنّي إذا أرادوا قتلي.(4/309)
5570- وأخبرنا عبد الله بن إدريس ، عن محمد بن إسحاق قال : فحدثني ابن أبي نجيح أنه حدث ، عن ماوية مولاة حجير ، وكان حُبس في بيتها خبيب ، فكانت تحدث بعد أن أسلمت ، قالت : والله إنه لمحبوس في بيتي مغلق دونه إذ اطّلعت من صير الباب إليه ، وفي يده قطفُ عنب مثل رأس الرجل يأكل منه ، وما أعلم في الأرض حبة عنب تؤكل ، قالت : فلما حضره القتل قال : يا ماوية المسيني حديدة أتطهر بها للقتل ، فأعطيت الموسى غلامًا منا فأمرته فدخل بها عليه ، فوالله ما هو إلا أن ولّى داخلاَّ عليه ، فقلت : أصاب والله الرجُل ثأره بقتل هذا الغلام بهذه الحديدة فيكون رجلٌ برجل ، فلما انتهى الغلام إليه أخذ الحديدة من يده ثم قال : لعمري ما خافت أمّك غّدري حين أرسلتك إلي بهذه الحديدة ثم خلى سبيله.
قال محمد بن سعد : والغلام أبو حسين من بني نوفل بن عبد مناف من ولده المحدثين.(4/310)
602- وأخوه : الربيع بن عدي بن مالك بن عامر بن مجدعة بن جَحْجَبا ، فولد الربيع : عبد الله ، وعوفًا ، وأمهما أم سعيد بنت عامر بن حذيفة بن عامر بن عَمْرو بن جَحْجَبا ، وقد شهد الربيع أُحدًا مع أخيه خبيب بن عدي.(4/310)
603-الحُرُّ بن مالك بن عامر بن حذيفة بن عامر بن عَمْرو بن جَحْجَبا ، فولد الحر : كريمة تزوجها سلمة بن سالم بن عمير بن ثابت ، من بني عَمْرو بن عوف فولدت له ، صفية ، وأم شعيب ، وأمهم مُطيعة بنت النعمان بن مالك بن حذيفة بن عامر بن عَمْرو بن جَحْجَبا , وقد شهد الحر بن مالك أُحدًا وتوفي وليس له عقب ، وقد انقرض أيضا ولد عَمْرو بن جَحْجَبا فلم يبق منهم أحدٌ.(4/310)
604- عَبّادُ بن الحارث بن عدي بن الأسود بن الأصرم بن جَحْجَبا ، وهو فارس ذي الخِرق ، فرس كان له يقاتل عليه ، وكان لعباد من الولد عبد الله درج ولا عقب له ، وشهد عباد أُحدًا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم على فرسه ذي الخرِق ، وشهد عليه يوم اليمامة فاستشهد ذلك اليوم في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه سنة اثنتي عشرة.(4/311)
605- طلحة بن عتبة
وجدناه ممن شَهِد أُحُدًا ولم نعرف له نسبًا ولا حلفًا غير اسمه واسم أبيه فيمن شَهِد أُحُدًا ، ووجدناه فيمن قتل يوم اليمامة شهيداً.(4/311)
- ومن بني جَحْجَبا
606- رباح
مولى بني جَحْجَبا بن كُلفة.
شَهِد أُحُدًا وقتل يوم اليمامة شهيدًا سنة اثنتي عشرة (1).
_حاشية__________
(1) بعده في ث : (آخر الجزء الخامس من كتاب الطبقات الكبير لابن سعد عفا الله عنه ، ويتلوه إن شاء الله في الجزء السادس : ومن بني السَّميعة وهم بنو لوذان بن عَمْرو بن عوف : حارثة بن سهل ، والحمد لله وحده ، وصلواته على سيدنا محمد نبيه وآله وصحبه ،وسلامُه)(4/311)
- ومِن بني السَّميعة وهم بنو لوذان بن عَمْرو بن عوف
607- حارثة بن سهل بن حارثة بن قيس بن عامر بن مالك بن لوذان.
وأُمُّه أم ثابت بنت أبي طلحة من بني خطمة ، فولد حارثة بن سهل : عبد الرحمن ، وسهلاَّ ، وعمرًا ، وأمهم أم ولد ، ولهم بقية وعقب ، وشهد حارثة بن سهل أُحدًا.(4/312)
- ومن بني حبيب بن عَمْرو بن عوف
608- الحارث بن سويد بن الصامت بن خالد بن عطية بن خَوْط بن حبيب بن عَمْرو بن عوف.
وأُمُّه أم الجُلاس واسمها عميرة بنت عَمْرو بن ضمضم بن عَمْرو بن غزية بن مالك بن غنم بن الحارث بن عَمْرو بن عامر ، من غسان حليف لبني معاوية. وشهد الحارث بن سويد أُحدًا ، وكان له أخ لأبيه وأمه ، يقال له : الجُلاس بن سويد صحب النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ولم يشَهِد أُحُدًا.(4/312)
5571- أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثنا إبراهيم بن جعفر ، عن أبيه (ح) قال : وحدثنا سعيد بن محمد بن أبي زيد (ح) قال : وحدثنا يحيى بن عبد العزيز بن سعيد بن سعد بن عبادة ، قالوا : كان سويد بن الصامت ويكنى أبا عقيل قد قتل أبا مُجَذّر في وقعة التقوا فيها ، فلما كان بعد ذلك جاء حُضَير الكتائب بني عَمْرو بن عوف ، فوقف على مجلس سويد وهو يومئذٍ سيد بني عَمْرو بن عوف ، فقال : ألا تَزُورنا يا أبا عقيل ؟ فنسقيك خمرًا ، ونَنْحَرُ لك جَزُورًا ، وتُقيم عندنا أيامًا ، وتَزُورنا معك بهذين الفتَيين : خوات بن جُبير ، وأبي لُبابة بن عبد المنذر ، ويقال : سهل بن حنيف ، فقالوا : نحن نأتيك يوم كذا وكذا ، فأتوه فنحر لهم جزورًا ، وسقاهم الخمر ، فأقاموا عند ثلاثًا ثم انصرفوا.
فلما كانوا قريبًا من غُصَيْنَة جلس سويد يبول ، وهو ممتليء سُكرًا ، فبصر به إنسان من الخزرج ، فأتى المُجَذَّرَ بن ذِياد ، فقال : هل لك في الغنيمة الباردة ؟ سويد أعزل لا سلاح معه ثمل ، فخرج المُجَذَّرَ بالسيف صلتًا ، فلما رآه الفتيان ولّيا وهما أعزلان ، وثبت الشيخ ولا حراك به ، فوقف عليه مُجَذَّرَ فقال : قد أمكن الله منك ، فقال : وما تريد بي؟ قال : قتلك ، قال : فارفع عن العظام واخفض عن الدماغ ، وإذا رجعت إلى أمك فقل : إني قتلت سويد بن الصامت ، فقتله فهيَّج قتله وقعة بُعاث ، وذلك قبل الإسلام ،(4/312)
فلما قدم رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم المدينة أسلم الحارث بن سويد ، و مُجَذَّرَ بن ذياد وشهدا بدرًا ، فجعل الحارث يطلب مُجَذَّرًا يقتله بأبيه ، فلا يقدر عليه.
فلما كان يوم أُحد وجال المسلمون تلك الجولة أتاه الحارث من خلفه فضرب عنقه ، فلما رجع رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم من حمراء الأسد أتاه جبريل فأخبره أن الحارث بن سويد قتل مُجَذَّرَ بن ذياد غِيلةً ، وأمره بقتله ، فركب رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم إلى قباء في ذلك اليوم في يوم حار فدخل مسجد قباء فصلى فيه ، وسمعت به الأنصار فجاءت تُسَلِّم عليه ، وأنكروا إتيانه في تلك الساعة وفي ذلك اليوم ، حتى طلع الحارث بن سويد في مِلحفة مُوَرَّسة ، فلما رآه رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم دعا عُوَيْمِ (1) بن ساعدة ، فقال : قدّم الحارث بن سويد إلى باب المسجد فاضرب عنقه بمُجَذَّرَ بن ذياد فإنه قتله غيلة ، فقال الحارث : قد والله قتلته وما كان قتلي إياه رجوعًا عن الإسلام ولا ارتيابًا فيه ، ولكنه حميّة الشيطان ، وأمرٌ وُكِلْتُ فيه إلى نفسي ، وإني أتوب إلى الله وإلى رسوله مما عملت وأخرج ديته وأصوم شهرين متتابعين ، وأعتق رقبة ، وأطعم ستين مسكينًا ، إني أتوب إلى الله وإلى رسوله ، وجعل يمسكُ بركاب رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم، ورجلُ رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم في الركاب ، وَرِجْل في الأرض ، وبنو مُجَذَّرَ حُضُورٌ لا يقول رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم لهم شيئًا ، حتى إذا استوعب كلامه قال : قدِّمه يا عويم فاضرب عُنُقه ، وركب رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ، وقدمه عويم على باب المسجد ، فضرب عنقه ، فقال حسان بن ثابت :
يا حار في سنةٍ من نومِ أَوَّلِكُم ... أم كنت ويحك مُغْتَرًّا بجبريل
وقد كان سويد بن الصامت قال عند مقتله :
أبلغ جُلاسًا وعبد الله مألُكةً ... وإن كبرت فلا تخذلهما حار
واقتل جِدارة إمّا كنت لاقيها ... واستبق عوفًا على عُرفٍ وإنكار
_حاشية__________
(1) تحرف في الأصل إلى "عويمر" وصوابه من مغازي الواقدي ، وكتب التراجم الخاصة بالصحابة.(4/313)
609- وأخوه : الجُلاس بن سويد بن الصامت.
وأُمُّه أم الجلاس ، واسمها عميرة بنت عَمْرو بن ضمضم بن عَمْرو بن غزية ، من غسان حليفًا لبني معاوية ، وكان الجُلاس قد أسلم وصحب النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم وغزا معه ، وكان يُغْمَصُ عليه ثم تاب ونزع.(4/314)
- ومن بني غنم بن السَّلم بن امرئ القيس بن مالك بن الأوس
610- خَيْثَمَةُ بن الحارث بن مالك بن كعب بن النَّحَّاط ، ويُقال الحناط بن كعب بن حارثة بن غنم بن السَّلْمِ.
وأمه من بني جُشم بن معاوية بن بكر بن هوازن ، من قيس عيلان.
وهو أبو سعد بن خيثمة ، كان أراد الخروج إلى بدر ، وقال لابنه سعد بن خيثمة لابد لي أو لك من أن يقيم أحدنا في أهله ونسائه ، فقال له ابنه سعد : يا أبه ، لو كان غيرُ الجنة لآثرتك به ، ولكن ساهمني ، فأينا خرج سهمه خرج مع رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم إلى بدر ، وأقام الآخر في أهله ، فاستهما ، فخرج سهم سعد ، فخرج مع رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم إلى بدر ، فاستشهد يومئذٍ ، وكان أحد النقباء. وأقام خيثمة في أهله ، فلما كان يوم أُحد خرج مع رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم فقُتل بأُحد شهيدًا ، قتله هُبَيْرَةُ بن أبي وهب المخزومي ، وذلك في شوال على رأس اثنين وثلاثين شهرًا من الهجرة. وكان لخيثمة بن الحارث ولدٌ ، وبقيّةٌ من سعد ، فانقرضوا في آخر الزمان ، فليس له اليوم عقب , وانقرض أيضًا ولد السّلم بن امرئ القيس بن مالك بن الأوس.(4/314)
- ومن بني واقِف وهو سالم بن امرئ القيس بن مالك بن الأوس
611- هلال بن أمية بن عامر بن قيس بن عبد الأعلم بن عامر بن كعب بن واقف.
وأُمُّه أنيسة بنت الهدم بن امرئ القيس بن الحارث بن عبيد بن زيد بن مالك بن عوف بن عَمْرو بن عوف بن الأوس ، وهي أخت كُلثُوم بن الهِدم الذي نزل عليه رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم بقُباء في بني عَمْرو بن عوف.
وكان هلال بن أُمَية قديم الإسلام ، وكان يكسر أصنام بني واقف حين أسلم ، ولم نسمع له في أُحد بذِكر ، وإنما كتبنا اسمه في هذا الموضع لقدم إسلامه ، وكانت معه راية بني واقف في غزوة الفتح ، وهو أحد الثلاثة الذين تخلفوا عن رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم في غزوة تبوك ، فأرجأ أمرهم حتى نزل القرآن بِعُذْرِهم وتوبتهم ، منهم كعب بن مالك ، وكان هلال بن أُمَية شيخًا كبيرًا ، وبقي بعد النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم دهراً.(4/315)
612- هَرْمي بن عبد الله بن رفاعة بن نجدة بن مجدعة بن عدي بن نمير بن واقف ، وهو قديم الإسلام ، ولم نسمع له في أُحد بذكر ، ولم يشهدها أَحَدٌ من بني واقف ، وهرمي من البكائين الذين أتوا رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم وهو يريد الخروج إلى تبوك فاستحملوه وهم فقراء ، فلم يجدوا عنده حُملانًا ، فتولوا وهم يبكون أسفًا لتخلفهم عن رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ونزل القرآن فيهم : {وَلاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلاَّ يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ}.(4/316)
- ومن بني خطمة واسمه عبد الله بن جشم بن مالك بن الأوس
613- عمير بن عدي بن خرشة بن أُمَية بن خطمة.
وأُمُّه أمامة بنت الراهب بن عبد الله ، من بني جدارة ، وهو عمير القارئ وكان ضرير البصر ، كان عمير ، وخزيمة بن ثابت يُكسّران أصنام بني خطمة ، وكان أبوه عدي بن خرشة شاعراً. فولد عمير بن عدي : الحارث ، وعميرًا ، وعبد الرحمن ، وأم سعيد وأمهم أم الحارث بنت عبد الله بن جبر بن المزين الجداري , وعبيد الله , والمنذر ، وأمهما سعيدة بنت أبي طلحة ، وهو ثابت بن عُصيمة بن زيد بن مخلد ، من بني خطمة.(4/316)
5572- أخبرنا محمد بن عمر قال : حدثني عبد الله بن الحارث بن الفضيل الخطمي ، عن أبيه ؛ أن عصماء بنت مروان ، من بني أمية بن زيد ، كانت تحت يزيد بن زيد بن حصن الخطمي ، فكانت تؤذي النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم وتحرِّض عليه ، وتعيب الإسلام ، وقالت في ذلك شعرًا ، وكان النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم غائبًا ببدر ، فنذر عمير بن عدي إن الله رد رسوله سالمًا أن يقتل عصماء بنت مروان ، فلما رجع رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم من بدر ، أَنى عمير في جوف الليل حتى قتلها ، ثم أتى النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم فأخبره ، وقال : يا رسول الله ، هل تخشى علَيَّ في قتلها شيئًا ؟ فقال النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم : لا ينتطح فيها عنزان ، فكانت هذه الكلمة أول ما سمعت من رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ، وقال رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم : إذا أحببتم أن تنظروا إلى رجل نصر الله ورسوله بالغيب ، فانظروا إلى عمير بن عدي ، فقال عمر بن الخطاب : انظروا إلى هذا الأعمى الذي تشرَّى طاعة الله ، فقال رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم : لا تقل له أعمى ، ولكنه البصير ، قال عبد الله بن الحارث : وكان قتلها لخمس ليال بقين من شهر رمضان على رأس تسعة عشر شهرًا من مرجع النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم من بدر.
ولم يشهد عمير بن عدي بدرًا ولا أُحدًا ولا الخندق لضُرِّ بصره ، ولكنه كان قديم الإسلام صحيح النية فيه يغضب لله ولرسوله.(4/317)
5573- أخبرنا محمد بن عمر قال : حدثنا إبراهيم بن جعفر ، عن أبيه قال : نظر النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم إلى عمير بن عدي بن خرشة يتوضأ وكان أعمى ، فجعل النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم يقول : بطن القدم ولا يسمعه الأعمى حتى غسل بطن القدم ، فسمي البصير بهذا.(4/317)
5574- أخبرنا محمد بن عمر قال : حدثنا عبيد بن يحيى ، عن الحارث بن الفضيل قال : كان عمير بن عدي بن خرشة الخطمي يُؤَذِّن لقومه ويؤمهم وهو أعمى.(4/317)
5575- أخبرنا سفيان بن عيينة ، عن عَمْرو ، عن محمد بن جبير بن مطعم ؛ أن النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم كان يقول لأصحابه : اذهبوا بنا إلى بني واقف نزور البصير ، وكان رجلاَّ محجوب البصر.
قال محمد بن عمر : هذا الحديث في عمير بن عدي بن خرشة ، وإياه زار رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم وكان في بني خطمة ، وقول سفيان : بني واقف وهل منه.(4/317)
- ومِن الخزرج ثم من بني مالك بن النجار
614- سهل بن رافع بن أبي عَمْرو بن عائذ بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار.
وأُمُّه زُغيبة بنت سهل بن ثعلبة بن الحارث ، من بني مالك بن النجار ، وهو أخو سهيل بن رافع من أهل بدر ، وهما صاحبا المِرْبَد الذي بنى فيه مسجد رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم وكانا يتيمين لأسعد بن زُرارة.
شهد سهل بن رافع أُحدًا ، وتوفي وليس له عقب ، وقد انقرض أيضًا ولد عائذ بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار ، فلم يبق منهم أحد.(4/318)
615- يزيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد بن لوذان بن عَمْرو بن عبد عوف بن مالك بن النجار ، وهو أخو زيد بن ثابت.
وأُمُّه وأم زيد النوار بنت مالك بن صِرْمة بن مالك بن عدي بن عامر ، من بني عدي بن النجار.
فولد يزيد بن ثابت : عمارة.
وأُمُّه دُبْيَة (1) بنت ثابت بن خالد بن النعمان بن خنساء بن عَسيرة بن عبد بن عوف ، من بني مالك بن النجار.
وشهد يزيد بن ثابت أُحدًا ، وقتل يوم اليمامة شهيدًا سنة اثنتي عشرة في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
_حاشية__________
(1) في المطبوع : "ذِيبَةُ" ، وقيدها ابنُ حَجر في الإصابة بضم الدال المهملة ، وسكون الموحدة ، بعدها ياء ، كما ذكرها المصنف على الصواب في ترجمته لها في الجزء الخاص بالنساء.(4/318)
616- الربيع بن النعمان بن أساف بن نضلة بن عَمْرو بن عوف بن مالك بن النجار.
وأُمُّه هند بنت خَلدَةَ بن عَمْرو بن أُمَية بن عامر بن بياضة.
فولد الربيع : عبد الله.
وأُمُّه أم عبد الله بن ثابت بن زيد بن مالك بن عبد بن كعب بن عبد الأشهل ، شهد الربيع أُحدًا.(4/319)
617- الحارث بن الحباب بن الأرقم بن عوف بن وهب بن عَمْرو بن عبد عوف بن مالك بن النجار.
وأُمُّه جَعْدَةُ بنت عبيد بن ثعلبة بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار ، وأخوه لأمه حارثة بن النعمان بن نفع بن زيد ، من بني مالك بن النجار ، فولد الحارث بن الحباب : معاذًا القارئ ، وقد صحب النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ولم يشَهِد أُحُدًا وقتل يوم الحرة.
وأُمُّه أم ولد.
فولد معاذٌ القارئ : الحارث.
وأُمُّه من العرب ، وعمر ، وعبد الله ، وعثمان ، ولا عقب له ، ومحمدًا لا عقب له ، وسودة ، وعيشة ، وحميدة ، هم لأمهات أولادٍ شتى ، وشهد الحارث أُحدًا.(4/319)
618- أبو هُبَيْرَةَ بن الحارث بن علقمة بن عَمْرو بن ثقف ، واسمه كعب بن مالك بن مبذول ، وهو عامر بن مالك بن النجار .
قال عبد الله بن محمد بن عمارة : كنية أبي هبيرة هي اسمه ، وهكذا هو عندنا في نسب قومه ، وقتل يوم أحد شهيدًا وليس له عقب ، وكان العَقِبُ لأخيه شيبان بن الحارث ، وكان محمد بن عمر يقول : هو أبو أُسيرة بن الحارث بن علقمة.(4/319)
5576- أخبرنا محمد بن عمر قال : حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة ، عن محمد بن عبد الله بن أبي صعصعة ، عن الحارث بن عبد الله بن كعب بن مالك ، قال : حدثني من نظر إلى أبي أسيرة بن علقمة يوم أُحد ونظر أحد بني عُوَيف فقتله ، ذبحه بسيفه كما تُذبح الشاة ، ويقبل خالد بن الوليد وهو على فرس أدهم أَغَرَّ مُحَجَّل ، يجرُّ قناة طويلة ، فطعن أبا أُسيرة من خلفه ، فنظرت إلى سنان الرمح خرج من صدره ، ووقع أبو أُسيرة ميّتًا ، وتحطم الرمح ، وانصرف خالد بن الوليد وهو يقول : أنا أبو سليمان.(4/320)
619- عَمْرو بن مُطَرِّف (1) بن علقمة بن عَمْرو بن ثقف ، واسمه كعب بن مالك بن مبذول ، وهو عامر بن مالك بن النجار.
شَهِد أُحُدًا وقتل يومئذٍ شهيدًا في شوال على رأس اثنين وثلاثين شهرًا من الهجرة وليس له عقب.
_حاشية__________
(1) في المطبوع : "مَطْرُوف" ، والمثبت من مغازي الواقدي ، وابن هشام ، وأسد الغابة ، والإصابة.(4/320)
620- الحارث بن النعمان بن إساف بن نضلة بن عَمْرو بن عبد بن عوف بن مالك بن النجار.
وأُمُّه صفراء بنت الحارث بن عَمْرو بن عبد بن عوف بن مالك بن النجار.
شَهِد أُحُدًا ، وقتل يوم مؤتة شهيدًا ، وذلك في جمادى الأولى سنة ثمان من الهجرة.(4/320)
621- وابنه : أبو فَرْوَةَ بن الحارث بن النعمان بن إساف بن نضلة.
وأُمُّه من بني عدي بن النجار.
شَهِد أُحُدًا ، وقتل يوم اليمامة شهيدًا سنة اثنتي عشرة في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، وليس له عقب.(4/321)
622- نُبَيْط بن جابر بن مالك بن عدي بن زيد مناة بن عدي بن عَمْرو بن مالك بن النجار ، وأم عدي بن عَمْرو بن مالك ، مغالة بنت عَمْرو بن سعد ، من بني كنانة ، ويقال : بل مغالة بنت فهيرة بن بياضة ، وإليها ينسبون ، وأم نبيط بن جابر ، نائلة بنت خالد بن الحسحاس بن مالك بن عدي ، من بني عدي بن النجار.
فولد نُبَيْطُ بن جابر : عبد الله ، ومحمدًا ، وإبراهيم ، وعبد الملك ، وزينب ، وأمهم الفُرَيعةُ بنت أبي أمامة أسعد بن زُرارة بن عُدُس ، من بني مالك بن النجار ، وكانت من المبايعات ، وأمها عميرة بنت سهل بن ثعلبة بن الحارث ، من بني مالك بن النجار ، وهي من المبايعات أيضاً.
ونائلة بنت نبيط أمها أم ولد ، وشهد نبيط بن جابر أُحدًا ، وله عقب.(4/321)
623- سعد بن عَمْرو بن ثقف
واسمه كعب بن مالك بن مبذول ، وهو عامر بن مالك بن النجار.
شَهِد أُحُدًا ، وتوفي وليس له عقبٌ.(4/321)
624- وابنه : الطفيل بن سعد بن عَمْرو بن ثقف ، واسمه كعب بن مالك بن مبذول.
شَهِد أُحُدًا وقتل يوم بئر معونة شهيدًا ، وذلك في صفر على رأس اثنين وثلاثين شهرًا من الهجرة ، وليس له عقب.
قال عبد الله بن محمد بن عمارة : وقتل معه يومئذٍ ببئر معونة ابن أخيه سهل بن عامر بن سعد بن عَمْرو بن ثقف ، وكانت له صحبة , وكان أبوه عامر بن سعد قد شهد بدرًا ، ولم يُذكر عامر بن سعد فيمن شهد بدرًا غيره ، وقد انقرضوا وليس لهم عقب.(4/322)
625- حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عَمْرو بن زيد مناة بن عدي بن عَمْرو بن مالك بن النجار ، شاعر رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ويكنى أبا الوليد.
وأُمُّه الفُرَيْعَة بنت خالد بن حُبَيْش (1) بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة ، ويقال : بل أم حسان بن ثابت ، الفريعة بنت خبيش بن لوذان ، أخت خالد بن حبيش ، وَعَمْرو بن حبيش.
فولد حسان بن ثابت : عبد الرحمن.
وأُمُّه سيرين القبطية ، أخت مارية أم إبراهيم ابن رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم . وأم فراس بنت حسان ، وأمها شعثاء بنت هلال بن عُويمر بن حارثة بن مالك بن ثعلبة ، من خُزاعة ، وكان عبد الرحمن بن حسان أيضًا شاعرًا ، وكان ابنه سعيد بن عبد الرحمن أيضًا شاعراً. وكان حسان بن ثابت قديم الإسلام ، ولم يشهد مع النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم مشهدًا وكان يُجَبَّن ، وكانت له سن عالية ، توفي وله عشرون ومائة سنة ، عاش ستين سنة في الجاهلية وستين سنة في الإسلام.
_حاشية__________
(1) في المطبوع : "خنيس" ، وأثبتناه عن "تهذيب الكمال" 6/17.(4/322)
5577- أخبرنا مالك بن إسماعيل النهدي قال : حدثنا عمر بن زياد ، عن عبد الملك بن عمير قال : جاء حسان بن ثابت إلى النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم فقال : أُسْمِعُكَ يا رسول الله ، قال : قل حقًا ، قال :
شَهِدتُ بإذن الله أن محمدًا ... رسولُ الذي فوق السموات من عَلُ
فقال رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم : وأنا أشهد.
وأن الذي عادى اليهود ابن مريم ... نبيٌ أتى من عند ذي العرش مرسلُ
فقال : وأنا أشهد.
وأن أبا يحيى ويحيى كلاهما... له عملٌ في دينه متقبَّلُ
فقال : وأنا أشهد.
وأن أخا الأحقاف إذ يعذِلُونه ... يُجاهد في ذات الإله ويَعدِلُ
فقال : وأنا أشهد.
وأن التي بالجزع من بطن نخلةٍ ... ومن دانها فلّ عن الخبر معزِلُ
فقال : وأنا أشهد.(4/323)
5578- أخبرنا محمد بن عبد الله بن نمير قال : حدثنا محمد بن الفضيل ، عن مجالد ، عن الشعبي ، قال : سمعت جابر بن عبد الله يقول : قال رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم : من يحمي أعراض المسلم ؟ فقال عبد الله بن رواحة : أنا ، وقال كعب بن مالك : أنا ، فقال رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم : إنك تُحسن الشعر ، وقال حسان بن ثابت : أنا ، قال : فقال رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم : اهجهم فإن روح القدس سيُعينُك.(4/323)
5579- أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال : حدثنا ابن عون ، عن محمد ، أن النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم قال : إذا نُصر القوم بسلاحهم وأنفسهم فألسنتهم أحق ، فقام رجل فقال : يا رسول الله ، أنا ، فقال : لست هناك ، فجلس ثم قام آخر فقال : يا رسول الله أنا ، قال ابن عون بيده ، يعني اجلس ، فقام حسان بن ثابت فقال : يا رسول الله ، والله ما يَسُرّني به ، يعني لسانه ، مِقْوَلٌ بين صنعاء وبُصرى ، أو قال : مكة ، شك ابن عون ، وإنك والله ما سببت قومًا قط بشيء هو أشد عليهم من شيء يعرفونه ، فَمُرْ بي إلى من يعرف أيامهم وبيوتاتهم حتى أضع لساني ، قال : فأمر به إلى أبي بكر.
قال محمد : كان ثلاثة من الأنصار يهاجون عن رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم : حسان بن ثابت ، وعبد الله بن رواحة ، وكعب بن مالك ، فأما حسان فكان يذكر عيوبهم وأيامهم ، وأما عبد الله بن رواحة فكان يُعَيّرهم بالكفر وتَرَدّدهم فيه ، وأما كعب فكان يذكر الحرب ، فيقول : فعلنا ونفعل ونفعل ويهددهم.(4/323)
5580- أخبرنا هَوْذَةُ بن خليفة ، قال : حدثنا عوف ، عن محمد قال : هجا رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم وأصحابه ثلاثةٌ من كفار قريش : أبو سفيان بن الحارث ، وعَمْرو بن العاص ، وابن الزِّبعْرَي. قال : فقال قائل لعلي : اهجُ عنا هؤلاء القوم الذين قد هجونا ، قال : فقال علي : إن أذن لي رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم فعلت ، فقال الرجل : يا رسول الله ائذن لعلي كيما يهجو عنا هؤلاء القوم الذين قد هجونا ، فقال : ليس هناك ، أو ليس عنده ذلك ، ثم قال للأنصار : ما يمنع القوم الذين قد نَصَروا رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم بسلاحهم وأنفسهم أن ينصروه بألسنتهم ؟ فقال حسان بن ثابت : أنا لها يا رسول الله ، وأخذ بطرف لسانه ، فقال : والله ما يسرُّني به مِقْول بين بصرى وصنعاء ، فقال له رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم : وكيف تهجوهم وأنا منهم ؟ قال : إني أسُلّك منهم كما تُسَلُّ الشعرة من العجين. قال : فكان يهجوهم ثلاثة من الأنصار ويجيبونهم : حسان بن ثابت ، وكعب بن مالك ، وعبد الله بن رواحة ، قال : فكان حسان بن ثابت وكعب بن مالك يعارضانهم بمثل قولهم بالوقائع والأيام والمآثر ، ويعيرونهم بالمثالب ، قال : وكان ابن رواحة يعيرهم بالكفر وينسبهم إلى الكفر ، ويعلم أنه ليس فيهم شيء شر من الكفر ، قال : فكانوا في ذلك الزمان أشد القول عليهم قول حسان وكعب بن مالك ، وأهون القول عليهم قول عبد الله بن رواحة ، قال : فلما أسلموا وفقهوا الإسلام كان أشد القول عليهم قول عبد الله بن رواحة.(4/324)
5581- أخبرنا عبد الله بن بكر بن حبيب السهمي من باهلة ، قال : حدثنا حاتم بن أبي صَغِيَرة ، عن سماك ، رفع الحديث إلى النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ، أو حدثناه عن السدي ، عن البراء بن عازب ، عن النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ، أوحدثناه عنهما كليهما ؛ أن النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم أتى فقيل يا رسول الله : إن أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب يهجوك ، فقام ابن رواحة فقال : يا رسول الله ائذن لي فيه ، فقال : أنت الذي تقول : ثَبَّت الله ؟ قال : نعم يا رسول الله ، قلت :
فَثَبَّتَ الله ما آتاك من حَسَنٍ ... تثبيتَ موسى ونصرًا كالذي نُصِروا
قال : وأنت ، ففعل الله بك مثل ذلك ، قال : ثم وثب كعب فقال : يا رسول الله ، ائذن لي فيه ، فقال : أنت الذي تقول : هَمّت ؟ قال : نعم يا رسول الله ، قلت :
هَمّت سَخِينَةُ أن تغالِب ربها ... فليغلبنَّ مغالب الغُلاّبِ
قال : أما إن الله لم ينس ذلك لك ، قال : ثم قام حسان الحسام فقال : يا رسول الله ائذن لي وأخرج لسانًا له أسود ، فقال : يا رسول الله ، لو شئت لفريت به المزاد ائذن لي فيه ، فقال : اذهب إلى أبي بكر فليحدثك حديث القوم وأيامهم وأحسابهم ، واهجهم وجبريل معك.(4/325)
5582- أخبرنا أبو معاوية الضرير قال : حدثنا أبو إسحاق الشيباني ، عن عدي بن ثابت ، عن البراء بن عازب قال : قال رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم لحسان بن ثابت : اهج المشركين فإن جبريل معك.(4/325)
5583- أخبرنا عفان بن مسلم ، وهشام أبو الوليد الطيالسي ، ويحيى بن عباد ، والفضل بن دكين ، قالوا : حدثنا شعبة ، قال : أخبرني عدي بن ثابت قال : سمعت البراء يقول : سمعت رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم يقول لحسان بن ثابت : اهجهم وهاجهم وجبريل معك.(4/325)
5584- أخبرنا هَوذة بن خليفة قال : حدثنا عوف ، عن محمد قال : قال رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ليلة ، وهو في سفر : أين حسان بن ثابت ؟ فقال : لبيك يا رسول الله وسعديك ، قال : خُذ ، فجعل يُنشده ويصغي إليه وهو سائق راحلته ، حتى كاد رأس الراحلة يمس المُورِك حتى فرغ من نشيده ، فقال رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم : لهذا أشد عليهم من وقع النبل.(4/325)
5585- أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري ، قال : حدثنا ابن جريج قال : حدثني محمد بن السائب بن بركة ، عن أمه ، أنها كانت تطوف مع عائشة ومعها عاتكة بنت خالد بن العاص ، وأم عبد الوهاب بن عبد الله بن أبي ربيعة ، قالت : فذكرنا حسان بن ثابت ، ذكرناه بسبه إياها ، فقالت : ابن الفُرَيعَة تَسْبُبْنَ ؟ قلنا : نعم ، قال لك . فبرأته من ذلك وقالت : أليس الذي يقول :
هجوت محمدًا فأجبتُ عنه ... وعند الله في ذاك الجزاءُ
فإن أبي ووالِدَه وعِرْضي ... لِعِرْض محمد منكم وِقَاءُ(4/326)
5586- أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب الحارثي قال : أخبرنا إياس السُّلمي ، عن ابن بريدة ؛ أن جبريل أعان حسان بن ثابت على مدحته النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم بسبعين بيتاً.(4/326)
5587- أخبرنا عبد الله بن إدريس الأودي قال : حدثنا هشام ، عن ابن سيرين ؛ أن عائشة كانت تأذن لحسان بن ثابت وتلقي له الوسادة وتقول : لا تقولوا له إلا خيرًا ، فإنه قد كان ينصر رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ويرد عنه.(4/326)
5588- أخبرنا معن بن عيسى قال : حدثنا إبراهيم بن سعد ، عن ابن شهاب (ح) قال : وأخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس قال : حدثنا سليمان بن بلال ، عن إسماعيل بن أُمَية ، عن ابن شهاب قال : قال حسان بن ثابت لأبي هريرة : أنشدك الله ، هل سمعت رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم يقول : أجب عني ، اللهم أيده بروح القدس ؟ قال : نعم.(4/326)
5589- أخبرنا الفضل بن دكين قال : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة قال : مرّ عُمر بحسان وهو ينشد في المسجد فلحظ إليه ، نظر إليه ، فقال : قد كنت أنشد وفيه من هو خير منك ، فسكت ، ثم التفت حسان إلى أبي هريرة فقال : أنشدك بالله ، أسمعت رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم يقول : أجب عني ، اللهم أيده بروح القدس ؟ قال : نعم.(4/326)
5590- أخبرنا عارم بن الفضل قال : حدثنا حماد بن زيد ، عن أيوب , عن محمد ؛ أن عائشة كانت تأذن لحسان بن ثابت وتدعو له بالوسادة وتقول : لا تؤذوا حسانًا فإنه كان ينصر رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم بلسانه ، وقال الله تعالى : {وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ} وقد عمي ، والله قادر أن يجعل ذلك العذاب العظيم عماه.(4/327)
5591- أخبرنا محمد بن معاية النيسابوري قال : حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد ، عن أبيه (ح) وعن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ؛ أن النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم وضع لحسان بن ثابت منبرًا في المسجد ينشد ثم قال : إن الله أيد حسان بروح القدس ما نفح عن نبيه.(4/327)
5592- أخبرنا عفان بن مسلم ، وعارم بن الفضل ، قالا : حدثنا حماد بن زيد قال : حدثنا يزيد بن حازم ، عن سليمان بن يسار ، قال : رأيت حسان بن ثابت وله ناصيةٌ قد سدلها ، قال عفان : بين عينيه.
قال محمد بن عمر : مات حسان بن ثابت في خلافة معاوية بن أبي سفيان وهو ابن عشرين ومائة سنة.(4/327)
- ومن بني عدي بن النجار
626- صِرْمَةُ بن أبي أنس بن صرمة بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار ، ويكنى صرمة : أبا قيس ، وكان أبو أنس شاعراً. فولد صرمة بن أبي أنس : قيسًا.
وأُمُّه أم قيس بنت مالك بن صرمة بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار . شهد صرمة أُحدًا.(4/327)
627- عبد الله بن قيس بن صرمة بن أبي أنس بن صرمة بن مالك بن عدي بن غنم بن عدي بن النجار , وأمه زينب بنت قيس بن أحمر بن ثعلبة بن حارثة بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج.
فولد عبد الله بن قيس : حميدة ، تزوجها سليمان بن زيد بن ثابت بن الضحاك ، وشهد عبد الله بن قيس أُحدًا ، وقتل يوم بئر معونة شهيدًا في صفر على رأس ستة وثلاثين شهرًا من الهجرة ، وليس له عقب.(4/328)
628- أنس بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار.
وأُمُّه هند بنت زيد بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار ، وهو عم أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم خادم رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم.(4/328)
5593- أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال : حدثنا حميد الطويل ، عن أنس بن مالك ؛ أن الرُّبَيِّعَ بنت النضر ، عمة أنس بن مالك ، كسرت ثنية جارية فعرضوا عليهم الأرش فأبوا ، وطلبوا العفو فأبوا ، فأتوا رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ، فأمر بالقصاص ، قال : فجاء أخوها أنس بن النضر عم أنس بن مالك فقال : يا رسول الله ، أتكسر ثنية الرُّبَيِّعِ ؟ لا والذي بعثك بالحق ، لا تكسر ثنيتها ، قال : فقال رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم : يا أنس كتاب الله ، القصاص ، قال : فعفا القوم ، قال : فقال رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم : إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبرَّه.(4/328)
5594- أخبرنا يزيد بن هارون ، ومحمد بن عبد الله الأنصاري قالا : أخبرنا حميد الطويل ، عن أنس بن مالك ؛ أن عمه أنس بن النضر غاب عن قتال بدر فقال : غُيّبتُ عن أول قتال قاتله رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم المشركين ، لئن الله أشهدني قتالاَّ مع رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم للمشركين لَيَرَيَنَّ الله كيف أصنع ، قال : فلما كان يوم أحد انكشف المسلمون ، فقال : اللهم إني أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء ، يعني المشركين ، وأعتذر إليك مما صنع هؤلاء ، يعني أصحابه المسلمين ، ثم مضى بسيفه فلقيه سعد بن معاذ في أخراها قال : فقال : أي سعد (1)، واهًا لريح الجنة والله إني لأجدها دون أحد ، قال (سعد): فقلت : أنا معك فلم أستطع أصنع ما صنع ، قال أنس : فوُجد قتيلاَّ فيه بضع وثمانون بين ضربة بسيف وطعنة برمح ورمية بسهم ، وقد مثلوا به فما عرفناه حتى عرفته أخته ببنانه ، قال أنس في حديث يزيد فكنا نقول فيه وفي أصحابه نزلت : {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ}.
_حاشية__________
(1) في المطبوع : "أين يا سعد" والمثبت من أسد الغابة والإصابة.(4/328)
5595- أخبرنا عفان بن مسلم قال : حدثنا حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس بن مالك ، عن أنس بن النضر ؛ مثله.
قال محمد بن عمر في حديثه : لما جال المسلمون يوم أحد تلك الجولة ونادى إبليس قد قُتل محمد ، فمر أنس بن النضر بن ضمضم يقاتل قدما فرأى عمر بن الخطاب ومعه رهط من المسلمين فقال : ما يقعدكم ؟ قالوا : قتل رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ، فقال أنس بن النضر : فما تصنعون بالحياة بعده؟ قوموا فموتوا على ما مات عليه ، ثم جالد بسيفه حتى قتل ، فقال عمر بن الخطاب : إني لأرجو أن يبعثه الله أمةً وحده يوم القيامة ، وليس لأنس بن النضر عقبٌ.(4/329)
629- البراء بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار.
وأُمُّه أم سليم بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار ، وهو أخو أنس بن مالك لأبيه وأمه ، وشهد البراء أُحدًا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم وكان شجاعًا له في الحرب نكاية.(4/329)
5596- أخبرنا عَمْرو بن عاصم قال : حدثنا محمد بن عَمْرو ، عن محمد بن سيرين قال : كتب عمر بن الخطاب : ألا لا تستعملوا البراء بن مالك على جيش من جيوش المسلمين ، إنه مَهلكة من الهَلْك يَقْدَمُ بهم.(4/330)
5597- أخبرنا يحيى بن عباد قال : حدثنا حماد بن سلمة ، عن ثمامة بن عبد الله بن أنس بن مالك ، عن أنس بن مالك قال : كنت مع خالد بن الوليد ، والبراء بن مالك يوم اليمامة ، قال : فوجّه خالد الرماة إلى أهل اليمامة ، فأتوا على نهر فأخذوا أسافل أقبيتهم فغرزوها في حجزهم فقطعوا النهر فتراموا ، فولى المسلمون مدبرين وكان خالد بن الوليد إذا حزبه أمر نكس ساعة في الأرض ثم رفع رأسه إلى السماء ثم يفرق له رأيه ، وأخذ البراء أفْكَل. قال أنس : فجعلت أطد فخذه إلى الأرض وأنا بينه وبين خالد ، فقال البراء : يا أخي إني لأقطر ، قال : فنكس خالد ساعة ثم رفع رأسه إلى السماء ثم قال للبراء : قم ، فقال : الآن الآن ؟ فقال : نعم الآن ، فقام فركب فرسًا له أنثى فحمد الله ثم قال : يا أيها الناس إنها والله الجنة وما إلى المدينة سبيل ، أين أين ؟ ما إلى المدينة سبيل ، قال : ثم مَصَعَ فرسه مصعات قال : فكأني أنظر إلى فرسه تَمَصعُ بِذَنَبها ثم كبس وكبس الناس معه ، فهزم الله المشركين ,وكانت في مدينتهم ثُلْمَة.
5598- قال يحيى بن عباد : فحدثنا حماد بن سلمة ، عن عبيد الله بن أبي بكر بن أنس ، عن أنس ، قال : فوضع محكم اليمامة رجليه على الثلمة ، وكان رجلاَّ جسيمًا عظيمًا فجعل يرتجز ويقول :
أنا مُحَكّم اليمامة ... أنا سداد الخلةِ
وأنا وأنا ، ومعه صفيحة له عريضة ، قال : فدنا منه البراء بن مالك وكان رجلاَّ قصيرًا فلما أمكنه من الضرب ضربه المُحَكّم فاتقاه البراء بحجفته ، فضرب البراء ساقه فقطعها فقتله وألقى سيفه وأخذ صفيحة المحكم فضربه به حتى انكسر ، فقال : قبح الله ما بقى منك ، فرقى به وأخذ سيفه.(4/330)
5599- أخبرنا حجاج بن محمد قال : أخبرنا السري بن يحيى ، عن محمد بن سيرين ؛ أن المسلمين انتهوا إلى حائط قد أغلق بابه فيه رجال من المشركين ، قال : فجلس البراء بن مالك على ترس فقال : ارفعوني برماحكم فألقوني إليهم ، فرفعوه برماحهم فألقوه من وراء الحائط فأدركوه وقد قتل منهم عشرة.(4/331)
5600- أخبرنا عفان بن مسلم قال : حدثنا حماد بن سلمة ، قال : وزعم ثابت ، عن أنس بن مالك قال : دخلت على البراء بن مالك وهو يَتَغَنَّى ويُرَنّم قوسه فقلت إلى متى هذا ؟ فقال : يا أنس ، أُتُراني أموت على فراشي موتاً؟ والله لقد قتلت بضعة وتسعين سوى من شاركتُ فيه ، يعني من المشركين.(4/331)
5601- أخبرنا هشيم بن بشير قال : أخبرنا يونس ، وابن عون ، وهشام ، وأشعث ، كلهم عن ابن سيرين قال : بارز البراء بن مالك مَرْزُبَانَ الرازة ، قال : فطعنه فدق صلبه فصرعه ، قال : ثم نزل إليه فقطع يده وأخذ سوارين كانا عليه ، ويَلْمَقًا من ديباج ، ومنطقة فيها ذهب وجوهر ، فقال عمر بن الخطاب : إنا كنا لا نُخَمّس السَّلَبَ وإن سَلَبَ البراء بن مالك قد بلغ مالاَّ وأنا خامِسُه ، قال : فكان أول سلب خُمَّس في الإسلام.
5602- أخبرنا هشيم ، عن يونس ، عن ابن سيرين قال : بلغ سلب البراء ثلاثين أو نيفًا وثلاثين ألفاً.(4/331)
5603- أخبرنا عارم بن الفضل قال : حدثنا حماد بن زيد ، عن أيوب ، عن محمد ؛ أن البراء بن مالك بارز دهقان الرَّازَة فطعنه طعنة بالرمح فقصم صلبه ، وكسر قَرَبُوسَ السرج ، ثم نزل إليه فَقَطّ يديه فأخذ سواريه ومنطقته ، فصلى عمر ثم أتى أبا طلحة ، فقال : إنا كنا نُنَفّلِ المسلم سلب الكافر إذا قتله ، وإن سلب البراء المرزبان قد بلغ مالاَّ لا أُراني إلا خامسه قال : قلت : أَخمَّسَهُ ؟ قال : لا أدري.(4/331)
5604- أخبرنا عفان بن مسلم ، وعَمْرو بن عاصم الكلابي ، قالا : حدثنا همام بن يحيى ، قال : حدثنا قتادة ، عن أنس بن مالك ؛ أن أخاه البراء بن مالك حدثه قال : بارزت مرزبان الرازة قال : فبارزت عِلْجًا منكرًا ، قال : فاعتركنا ، قال : فسمعت صوت العلج من تحتي يحن قد ربا ، قال : فعالجته فصرعته فقعدت على صدره وأخذت خنجره فذبحته به ، وأخذت سُواريه فجعلته في يدي وأخذت منطقته فَقُوِّم ثلاثين ألفًا ، وأخذت أداة كانت ، قال : فكتب الأشعري إلى عمر بن الخطاب في السوارين والمنطقة فقال عمر ، هذا مال كثير فأخذ خمسه وترك له بقيته ، قال قتادة : فكان أول سلبٍ خُمّسَ في الإسلام.(4/332)
5605- أخبرنا عمر بن حفص ، عن ثابت ، عن أنس قال : لما كان يوم العقبة بفارس ، وقد زُوِيَ الناسُ ، قام البراء بن مالك فركب فرسه وهي تُوجَأُ ، ثم قال لأصحابه : بئس ما عودتم أقرانكم عليكم يومئذٍ.
قال محمد بن عمر : ونحن نقول : إنما استُشْهِدَ يوم تُسْتَر ، وتلك الناحية كلها عندهم فارس.(4/332)
630- قيس بن صعصعة بن وهب بن عدي بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار.
وأُمُّه النجود بنت الحارث بن عدي بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار، فولد قيس بن صعصعة : المنذر.
وأُمُّه أم المنذر بنت قيس بن عَمْرو بن عبيد بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار ، وشهد قيسٌ أُحدًا.(4/332)
631- نيار بن ظالم بن عبس بن حرام بن جندب بن عامر بن عدي بن النجار.
وأُمُّه أم نيار بنت إياس بن عامر بن ثعلبة ، من بَلِيّ حلفاء بني حارثة بن الحارث من الأوس , وهو أخو أبي الأعور بن ظالم الذي شهد بدراً.
فولد نيار بن ظالم : بشيرًا ، ومحمدًا ، وأمهما الرباب بنت مربع بن قيظي بن عَمْرو بن زيد بن جشم بن حارثة بن الحارث ، من الأوس ، شهد نيار أُحدًا.(4/333)
632- أبو خزيمة
واسمه يربوع بن عَمْرو بن كعب بن عبس بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار.
وأُمُّه خزيمة بنت عدي بن عبس بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار.
فولد أبو خزيمة : خُزَيْمَةَ امرأةً تزوجها عبد الله بن قيس بن صرمة بن أبي أنس بن صرمة بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار ، وشهد أبو خزيمة أُحدًا ، وتوفي وليس له عقب.(4/333)
633- رافع بن النعمان بن زيد بن لَبِيد بن خِدَاش بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار ، فولد رافع بن النعمان : سَلمَى ، وشهد رافع أُحدًا ، وتوفي وليس له عقب ، وقد انقرض أيضًا ولدُ خداش بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار ، فلم يبق منهم أحد.(4/333)
- ومِن بني مازن بن النجار
634- أبو ليلى
واسمه عبد الرحمن بن كعب بن عَمْرو بن عوف بن مبذول بن عَمْرو بن غنم بن مازن بن النجار.
وأُمُّه الرباب بنت عبد الله بن حبيب بن زيد بن ثعلبة بن زيد مناة بن حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج ، فولد أبو ليلى : سلمة.
وأُمُّه بريدة امرأة من أسلم ، وشهد أبو ليلى أُحدًا. وهو أحد البكائين الذين أتوا رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم وهو يريد الخروج إلى تبوك فسألوه أن يحملهم وكانوا فقراء فلم يجدوا حُملانًا ، فتولوا وهو يبكون فأنزل الله فيهم : {وَلاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلاَّ يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ} فعذرهم الله ، وسموا بذلك البكائين ، وهم سبعة وقد سميناهم في مواضعهم ، وقد رُوي لنا ؛ أن البكائين بنو مُقَرِّن من مُزَينة النعمان وإخوته وكانوا سبعةً ، فالله أعلم.
وأخوه عبد الله بن كعب شهد بدرًا وتوفى أبو ليلى وليس له عقب.(4/334)
635- حبيب بن زيد بن عاصم بن عَمْرو بن عوف بن مبذول بن عَمْرو بن غنم بن مازن بن النجار.
وأُمُّه أم عمارة واسمها نَسِيبَةُ بنت كعب بن عَمْرو بن عوف بن مبذول ، وهي من المبايعات.
شهد حبيب بن زيد أُحدًا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم وهو الذي قتله مسليمة الكذاب حين أتاه بكتاب النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم. وكان الزهري يقول : إنما أقبل حبيب بن زيد ، وعبد الله بن وهب الأسلمي مع عَمْرو بن العاص من عمان حين بلغهم وفاة رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم فعرض لهم مُسَيْلِمَة فأفلتوا جميعًا ، وأخذ حبيب بن زيد ، وعبد الله بن وهب ، فقتل حبيب بن زيد وقطعه عضوًا عضوًا ، وحبس عبد الله بن وهب عنده في وثاق ، فلما كان يوم اليمامة وجال الناس وشغلتهم الحرب أُفْلِتَ عبد الله بن وهب فلحق بأسامة بن زيد وهو مع خالد بن الوليد ، فجعل يقاتل مع المسلمين يوم اليمامة قتالاَّ شديداً.(4/334)
636- وأخوه : عبد الله بن زيد بن عاصم بن عَمْرو بن عوف بن مبذول بن عَمْرو بن غنم بن مازن بن النجار.
وأُمُّه عُمارة واسمها نسيبة بنت كعب بن عَمْرو بن عوف بن مبذول ، فولد عبد الله بن زيد : خلادًا ، وعليًا قتلا يوم الحرة ، وأمهما أم ولد . وعميرًا ، وأبا حسن قتل يوم الحرة ، وأمهما أم ثابت بنت سهل بن عتيك بن النعمان بن عَمْرو بن عتيك بن عَمْرو بن مبذول.
وشهد عبد الله بن زيد أُحدًا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم وهم عم عباد بن تميم لأمه ، وقد روى عبد الله بن زيد عن أبي بكر وعمر ، وكان عبد الله بن زيد ممن قتل مسليمة الكذاب يوم اليمامة.(4/335)
5606- أخبرنا عفان بن مسلم ، والمعلى بن أسد قالا : حدثنا وهيب بن خالد قال : حدثنا عَمْرو بن يحيى ، عن عباد بن تميم ، عن عبد الله بن زيد قال : لما كان زمن الحرة أتاه آت ، فقال : هذا ابن حنظلة يبايع الناس ، قال : على أي شيء يبايعهم ؟ قال : على الموت ، فقال : أما أنا فلا أبايع على هذا أَحَدًا بعد رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم.
قال محمد بن عمر : وقتل عبد الله بن زيد يوم الحرة ، وكانت في آخر ذي الحجة سنة ثلاث وستين في خلافة يزيد بن معاوية بن أبي سفيان.(4/335)
637- غَزِيَّةُ بن عمرو بن عطية بن خنساء بن مبذول بن عَمْرو بن غنم بن مازن بن النجار.
وأُمُّه غُفَيْلَة بنت قيس بن زعوراء بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار ، وشهد غزية العقبة مع السبعين من الأنصار ، وشَهِد أُحُدًا مع رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ، فولد غزية بن عَمْرو أبا حَنَّة (1)، واسمه عَمْرو.
شَهِد أُحُدًا مع أبيه ، وضمرة شَهِد أُحُدًا أيضًا مع أبيه ، وقتل يوم جسر أبي عبيد شهيدًا ، وأبا حنة آخر وهو صاحب الجمل ، وأمهم تميمة بنت أساف بن غزية بن عطية بن خنساء بن مبذول بن عَمْرو بن غنم بن مازن بن النجار ، وأبا حَبَّة (2) بن غزية واسمه زيد ، وقد شَهِد أُحُدًا مع أبيه وأخويه ، وقتل يوم اليمامة شهيدًا وليس له عقب ، وتميم بن غزية وقد شهد أيضًا أُحدًا مع أبيه وإخوته ، وخولةَ امرأةً ، وأمهم أم عمارة نسيبة بنت كعب بن عَمْرو بن عوف بن مبذول.
فولد أبو حنة واسمه عَمْرو بن غزية .. وسعيدًا (3) قتل يوم الحرة.
وأُمُّه لبابة بنت (4) بن غزية بن عَمْرو بن ثعلبة بن خنساء بن مبذول ، وهو جد موسى بن ضمرة بن سعيد الذي روى عنه محمد بن عمر الواقدي ، وموسى بن غزية بن أبي حنة ، وضمرة ، وأم إسماعيل ، وأم النعمان ، وأمهم أم موسى بنت عَمْرو بن غزية بن ثعلبة بن خنساء بن مبذول . وصالحًا وأمه أم ولد ، وكانت لهم ولادات وقد انقرض ولد عطية بن خنساء بن مبذول إلا بقية من ولد تميم بن غزية لا يدرى ما حياتهم.
_حاشية__________
(1) وكذلك ورد في "الإكمال " 2/327 ، و"الإصابة" 7/96 ، وقد قيده بالنون أيضًا المزي في ترجمة حفيده ضمرة بن سعيد بن أبي حّنَّة ، وقال : وقيل بالباء بواحدة. "تهذيب الكمال" 13/321 ، وتابعه على رواية الوجهين ابن حجر في التهذيب والتقريب.
(2) في الأصل "أبا حنة" بالنون ، والمثبت هنا اعتمادًا على ما ذكره المصنف في ترجمته : حنة مالك بن عَمْرو فيمن شهد بدرًا من الأنصار حيث ورد في أثناءها نقلاَّ عن الواقدي : أبو حبة بن غزية بن عَمْرو ، من بني مازن بن النجار وقتل يوم اليمامة ولم يشهد بدرًا ، وورد لدي ابن حجر في الإصابة 7/84 "أبو حبة بن غزية بن عَمْرو بن عطية بن خنساء بن مبذول بن عَمْرو.
(3) كذا بالأصل ، ولعل قبل سعيد أحد أبناء أبي حَنَّة.
(4) بياض بالأصل قدر كلمة.(4/336)
638- حَبَّان بن مُنْقِذ بن عَمْرو بن مالك بن خنساء بن مبذول بن عَمْرو بن غنم بن مازن بن النجار.
وأُمُّه أم سعد بنت وهب بن غزية بن خلف بن عبد العزى بن سواد بن غزية ، حليف بني عدي بن النجار.
فولد حبان بن منقذ سعدًا.
وأُمُّه النوار بنت صرمة بن أبي أنس بن صرمة بن مالك بن عدي بن عَمْرو بن غنم بن عدي بن النجار. ويحيى ، وواسعًا ، وأمهما هند بنت ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي ، وأمها أم الحكم بنت الزبير بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ، وأمها عاتكة بنت أبي وهب بن عَمْرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم . وَعَقَّةَ ، وأمها أم سعد بنت مخلد بن سُحيم بن الشريد ، من بني الحارث بن الخزرج ، وشهد حبان بن منقذ أُحدًا وتوفي وله عقب.(4/337)
639- سعد بن عامر بن مالك بن خنساء بن مبذول.
وأُمُّه فاطمة لم تنسب لنا . وشهد سعد أُحدًا وتوفي وليس له عقب.(4/337)
640- وأخوه : حمزة بن عامر بن مالك بن خنساء بن مبذول.
وأُمُّه فاطمة لم تنسب لنا.
شَهِد أُحُدًا وتوفي وليس له عقب ، وقد انقرض ولد عامر بن مالك بن خنساء بن مبذول ، فلم يبق منهم أحد.(4/338)
641- عَمْرو بن غزية بن عَمْرو بن ثعلبة بن خنساء بن مبذول.
وأُمُّه هند بنت عَمْرو بن جعبر بن صهبان الجهضمية من الأزد ، وشهد العقبة في روايتهم جميعًا وشَهِد أُحُدًا.
فولد عَمْرو بن غزية : الحارث صحب رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ، وعبد الرحمن ، وأمهما أم الحارث سُلَيْمَة بنت الحارث بن ثعلبة بن كعب بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار بن النجار.
والحجاج ، وأوسًا ، ولبابة ، وأمهم أم الحجاج بنت قيس بن رافع بن أُذينة من أسلم . وأم موسى بنت عَمْرو وأخوات لها ، وأمهن هنيدة بنت قيس بن سعد بن مالك بن عوف بن عَمْرو بن كعب بن خزاعة ، وزيد بن عَمْرو وأمه من جهينة ، وسعيدًا لا عقب له.(4/338)
5607- أخبرنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي قال : حدثنا شعيب ، وعمر بن عبد الواحد ، أما محمد (1) فقال : أخبرني ، وأما عمر فقال : سمعت إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة ، عن عبد الله بن رافع ، عن الحارث بن غزية الأنصاري قال : سمعت رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم عام الفتح يقول : مُتْعَة النساء حرام ، متعة النساء حرام ، متعة النساء حرام.
قال محمد بن سعد : نسب الحارث إلى جده غزية ، وإنما هو الحارث بن عَمْرو بن غزية ، وهذا كثير في أسماء الرجال ينسب الرجل إلى جده إذا كان مشهورًا.
_حاشية__________
(1) كذا ، ولم يرد في الإسناد من اسمه محمد.(4/338)
642- زيد بن إساف بن غزية بن عطية بن خنساء بن مبذول.
وأُمُّه الشّمُوس بنت عَمْرو بن زيد بن لبيد بن خِدَاش بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار ، خلف عليها إساف بعد أبيه ، وكانت العرب لا ترى بذلك بأساً.
فولد زيد بن إساف : نعيمًا ، وحميدة ، وأمهما أم حكيم بنت تميم بن غزية بن عَمْرو بن عطية بن خنساء بن مبذول ، وشهد زيد بن إساف أُحدًا.(4/339)
643- الحارث بن أبي صعصعة
واسمه عَمْرو بن زيد بن عوف بن مبذول.
فولد الحارث بن أبي صعصعة : عبد الرحمن.
وأُمُّه أم عَمْرو بن قيس بن الحارث بن عَمْرو بن الجعد بن عوف بن مبذول. وشهد الحارث أُحدًا ، وقتل يوم اليمامة شهيدًا سنة اثنتي عشرة في خلافة أبي بكر الصديق.(4/339)
644- وأخوه : أبو كلاب بن أبي صعصعة
واسمه عَمْرو بن زيد بن عوف بن مبذول.
وأُمُّه شَيْبَةُ بنت عاصم بن عَمْرو بن عوف بن مبذول.
شهد أبو كلاب أُحدًا وقتل يوم مؤتة شهيداً.(4/339)
645- وأخوهما : جابر بن أبي صعصعة بن زيد بن عوف بن مبذول.
وأُمُّه شَيْبَةُ بنت عاصم بن عَمْرو بن عوف بن مبذول.
شهد جابر أُحدًا وقتل يوم مؤتة شهيداً.(4/340)
646- وأخوهم : سهل بن أبي صعصعة بن زيد بن عوف بن مبذول.
وأُمُّه شَيْبَةُ بنت عاصم بن عَمْرو بن عوف بن مبذول.
فولد سهل بن أبي صعصعة : الحارث قتل يوم الطائف شهيدًا ، وليس له عقب ، وكانت لهم أخت يقال لها : جميلة بنت أبي صعصعة تزوجها عبادة بن الصامت ، وأُخت أُخرى (يُقال) لها : كُبيشة لم تبرز ، وأمها أيضًا شَيْبَةُ بنت عاصم بن عَمْرو بن عوف بن مبذول ، وكان أخوهم قيس بن أبي صعصعة فيمن شهد بدراً.(4/340)
647- البراء بن أوس بن خالد بن الجعد بن عوف بن مبذول.
وأُمُّه نائلة بن مخلد بن غزية بن عَمْرو بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار. فولد البراء : خَذْمَةَ رجلٌ ، وأم عَمْرو ، وأمها أم بُردة ، واسمها خولة بنت المنذر بن زيد بن لَبيد بن خداش بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار ، وهي التي أرضعت إبراهيم ابن رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ، وشهد البراء بن أوس أُحدًا.(4/340)
648- أوس بن مالك بن قيس بن مُحرِّث بن الحارث بن ثعلبة بن مازن بن النجار.
وأُمُّه سهيمة بنت عويمر بن الأشقر بن خنساء بن مبذول بن عَمْرو بن غنم بن مازن بن النجار ، ويكنى مالك أبا السائب.
فولد أوس بن مالك : الحارث.
وأُمُّه أم سلمة بنت مسعود بن أوس بن مالك بن سواد بن ظفر ، وشهد أوس بن مالك أُحدًا.(4/341)
649- كيسان مولى بني مازن بن النجار.
شَهِد أُحُدًا ، وقتل يومئذٍ شهيداً.(4/341)
650- رافع مولى غزية بن عَمْرو.
شَهِد أُحُدًا , وقتل يومئذٍ شهيداً.(4/341)
- ومن بني دينار بن النجار
651- قُطْبَةُ بن عبد عمرو بن مسعود بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار.
وأُمُّه السُّميراء بنت قيس بن مالك بن كعب بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار. فولد قطبة : مَندوسا ، وأمها عميرة بنت قُرط بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي ، من بني سلمة ، وشهد قطبة أُحدًا ، وقتل يوم بئر معونة شهيدًا في صفر على رأس ستة وثلاثين شهراً.(4/341)
652- أبو حرام
واسمه عَمْرو بن قيس بن مالك بن كعب بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار . وأمه النجودُ بنت الأسود بن حرام بن عَمْرو بن زيد مناة بن عدي بن عَمْرو بن مالك بن النجار.
فولد أبو حرام بن قيس : حرامًا , وأمه أم حرام بنت معاذ بن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن جشم ، من الأوس . وعبد الله ، وعبد الرحمن ، وعمرة ، وأمهم كبشة بنت الحباب بن زيد بن تيم بن أُمَية بن بياضة بن خُفاف بن سعيد بن مرة بن مالك بن الأوس من ساكني راتج . وشهد أبو حرام أُحدًا وقتل يومئذٍ شهيدًا في شوال على رأس اثنين وثلاثين شهرًا من الهجرة.(4/342)
- ومن بني الحارث بن الخزرج
653- ثابت بن قيس بن شَمَّاس بن مالك بن امرئ القيس بن مالك بن الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج.
وأُمُّه هند بنت رُهم بن حبي بن الأغر بن طريف بن عَمْرو بن عبد رضا من طيئ ، ويقال : بل كبشة بنت واقد بن عَمْرو بن الإطْنابة ، وإخوته لأمه عبد الله ، وعمرة ابنا رواحة ، وكان ثابتٌ خطيب رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم. فولد ثابت بن قيس محمدًا.
وأُمُّه جميلة بنت عبد الله بن أُبَيّ بن سلول ، وأخوه لأمه عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر الراهب ، وأخوه أيضًا لأمه أبو كثير بن خُبيب بن يساف ، وأخته أيضًا لأمه الفُرَيعة بنت مالك بن الدخشم ، من بني سالم.
وأبا فضالة بن ثابت واسمه عبد الله.
وأُمُّه نسيبة بنت لام بن هِزَّان بن عَمْرو بن نجدة بن عَميرة بن ربيعة بن سواء بن عُصَيم بن دُهمان بن عوف بن سعد بن ذُبيان بن غطفان.
قال محمد بن إسحاق : ويقال : آخى رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم بين ثابت بن قيس بن شماس وبين عمار بن ياسر ، فيجعلون ثابتًا مكان حذيفة بن اليمان في مؤاخاة عمار بن ياسر ، وشهد ثابتٌ أُحدًا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ، وكان رجلاَّ جهير الصوت وكان خطيباً.(4/342)
5608- أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال : حدثنا حميد الطويل ، عن أنس بن مالك قال : خطب ثابت بن قيس بن شماس مَقْدَم رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم المدينة فقال : نمنعُك مما نمنع منه أنفسنا وأولادنا ، فما لنا ؟ قال : الجنة ، قالوا : رضينا يا رسول الله.(4/343)
5609- أخبرنا عفان بن مسلم قال : حدثنا حماد بن سلمة قال : أخبرنا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن ثابت بن قيس بن شماس ؛ أن جميلة بنت أُبَيّ اختلعت من ثابت بن قيس فانتقلت ، فولدت محمدًا فجعلته في ليفٍ وأرسلته إلى ثابت ، فأتى به النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ، فحنكه وسماه محمدًا ، فاسترضع له في قوم آخرين.(4/343)
5610- أخبرنا معن بن عيسى قال : حدثنا مالك بن أنس ، عن ابن شهاب ، عن إسماعيل بن محمد بن قيس بن شماس ؛ أن ثابت بن قيس قال : يا رسول الله ، إني أخشى أن أكون قد هلكت ، ينهانا الله أن نحب أن نُحمد بما لا نفعل وإني أُحب الحمد ، وينهانا عن الخيلاء وأنا امرؤٌ أحبُّ الجمال ، وينهانا الله أن نرفع أصواتنا فوق صوتِك وأنا رجل رفيع الصوت ، فقال رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم : يا ثابت أما ترضى أن تعيش حميدًا وتقتل شهيدًا وتدخل الجنة ؟(4/343)
5611- أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي قال : أخبرنا أيوب ، عن عكرمة قال : لما نزلت : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لاَ تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلاَ تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ} قال ثابت بن قيس بن شماس : فأنا كنت أرفع صوتي فوق صوت رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم وأجهر له بالقول ، فأنا من أهل النار ، فقعد في بيته ، فتفقده رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم فسأله عنه ، فقال رجل : يا رسول الله إنه لجاري ، فإن شئت لأعلمنّ لك علمه ، فقال : نعم : فأتاه فقال له : إن رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم قد تفقدك وسأل عنك ، فقال : نزلت هذه الآية : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لاَ تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلاَ تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ} فأنا كنت أرفع صوتي فوق صوت رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم وأجهر له بالقول ، فأنا من أهل النار ، فرجع إلى رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم فأخبره ، فقال : بل هو من أهل الجنة ، فلما كان يوم اليمامة انهزم المسلمون ، فقال ثابت : أُفٍّ لهؤلاء ولما يعبدون ، وأُفٍّ لهؤلاء وما يصنعون ، يا معشر الأنصار ، خلوا سَنَني لعلي أصلي بحرِّها ساعة ، قال: ورجل قائم على ثُلمةٍ فقتله وقتل.
5612- أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم ، عن أيوب ، عن ثمامة بن عبد الله ، عن أنس بن مالك ، قال : أتيت على ثابت بن قيس يوم اليمامة وهو يتحنَّط فقلت : أي عم ، ألا ترى ما لقيَ الناس ؟ فقال : الآن يا ابن أخي ، الآن يا ابن أخي.(4/344)
5613- أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال : حدثنا ابن عون قال : حدثنا موسى بن أنس ، عن أنس بن مالك قال : لما كان يوم اليمامة جئت إلى ثابت بن قيس بن شماس وهو يتحنط قال : وأومأ بيده ، قال : فقلت : يا عم ، ألا ترى ما يلقى الناس ؟ فقال : الآن يا ابن أخي ، ثم أقبل ، فقال : هكذا عن وجوهنا نُقارع القوم ، بئس ما عوّدتم أقرانكم ، ما هكذا (1) كنا نقاتل مع رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ، فتقدم فقاتل حتى قُتل.
_حاشية__________
(1) في المطبوع : "هكذا" والمثبت عن رواية البخاري 4/33 (2845).(4/344)
5614- أخبرنا عفان بن مسلم ، وسليمان بن حرب قالا : حدثنا حماد بن سلمة ، قال : أخبرنا ثابت ، عن أنس بن مالك ، أن ثابت بن قيس بن شماس جاء يوم اليمامة وقد تحنط ولبس ثوبين أبيضين تكفّن فيهما ، وقد انهزم القوم فقال : اللهم إني أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء المشركون ، وأعتذر إليك مما صنع هؤلاء ، ثم قال : بئس ما عودتم أقرانكم منذ اليوم ، خلوا بيننا وبينهم ساعة ، فحمل فقاتل حتى قتل ، وكانت درعه قد سُرِقَت فرآه رجل فيما يرى النائم (فقال له :) (1) إنها في قِدْرٍ تحت إكافٍ مكان كذا وكذا وأوصاه بوصايا فيما يرى النائم ، فنظروا فوجدوا الدرع كما قال ، وأنفذوا وصاياه.
_حاشية__________
(1) أورده الذهبي في سير أعلام النبلاء ج 1 ص 311-312 وما بين الحاصرتين منه.(4/345)
5615- أخبرنا روح بن عبادة قال : حدثنا ابن جريج قال : أخبرني عَمْرو بن يحيى بن عمارة بن أبي حسن الأنصاري قال : أخبرنا يوسف بن محمد بن ثابت بن قيس بن شماس (ح) وأخبرنا عفان بن مسلم قال : حدثنا وهيب بن خالد قال : حدثنا عَمْرو بن يحيى بن يوسف بن محمد بن ثابت بن قيس ؛ أن ثابت بن قيس اشتكى فأتاه رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم وهو مريض ، فرقاه بالمُعّوِّذات ونفث عليه وقال : اللهم رب الناس ، اكشف الباس عن ثابت بن قيس بن شماس ، ثم أخذ ترابًا من واديهم ذلك ، يعني بُطحان ، فألقاه في ماء فسقاه.(4/345)
5616- أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس قال : حدثني سليمان بن بلال (ح) وأخبرنا موسى بن إسماعيل قال : حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي ، جميعًا ، عن سُهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : قال النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم : نعم الرجل ثابت بن قيس بن شماس.(4/345)
5617- أخبرنا محمد بن عمر قال : حدثني محمد بن عبد الله بن مسلم ، عن الزهري . قال الواقدي : وأخبرنا عبد الله بن يزيد ، عن سعيد بن عَمْرو ، قالا : قدم وفد بني تميم فيهم عشرة من رؤسائهم على رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم فيمن سبى عيينة بن حصن من ذراريهم ونسائهم حين وجهه رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم سرية إلى بني العنبر . فدخلوا المسجد وقد أذّن بلالٌ الظهر والناس ينتظرون خروج رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم فعجَّلوا خروجه فنادوه من وراء الحجرات : يا محمد ، اخرج إلينا ، فقام إليهم بلال فقال : إن رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم يخرج الآن ، واشتهر أهل المسجد أصواتهم ، فجعلوا يُخَفِّضُونهم بأيديهم ، فخرج رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم وأقام بلال الصلاة ، فتعلقوا برسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم يكلمونه ، فوقف معهم مليًّا ، وهم يقولون : أتيناك بخطيبنا وشاعرنا فاستمع منا ، فتبسم رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ثم مضى فصلى بالناس الظهر ، ثم انصرف إلى بيته فركع ركعتين ، ثم خرج فجلس في صحن المسجد ، وقدموا عُطارد بن حاجب التميمي ، فخطب فقال : الحمد لله الذي له الفضل علينا والذي جعلنا ملوكًا ، وأعطانا الأموال نفعل فيها المعروف ، وجعلنا أعز أهل المشرق ، وأكثرهم (1) مالاَّ وأكثرهم عددًا ، فمن مثلنا في الناس ؟ ألسنا برؤُوس الناس وذوي فضلهم ؟ فمن يفاخرنا ، فليعدّد مثل عدّدنا ، ولو شئنا لأكثرنا من الكلام ، ولكنا نستحيي من الإكثار فيما أعطانا الله ، أقول هذا لأن يُؤتى بقولٍ هو أفضل من قولنا ،
_حاشية__________
(1) كذا لدي الواقدي الذي ينقل عنه المصنف ، وفي الأصل "وأكثره".(4/345)
فقال رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم لثابت بن قيس : قُم فأجب خطيبهم ، فقام ثابت وما كان درى من ذلك بشيء وما هيَّأ قبل ذلك ما يقول ، فقال : الحمد لله الذي السموات والأرض خلقه ، قضى فيهما أمره ، ووسع كل شيء علمه ، فلم يكُ شيء إلا من فضله ، ثم كان مما قدَّر أن جعلنا ملوكًا ، واصطفى لنا من خلقه رسولاَّ ، أكرمهم نسبًا وأحسنهم زيًّا ، وأصدقهم حديثًا ، أنزل عليه كتابه وائتمنه على خلقه ، وكان خيرته من عباده ، فدعا إلى الإيمان ، فآمن المهاجرون من قومه من ذوي رحمه ، أصبح الناس وجوهًا ، وأفضل الناس أفعالاَّ ، ثم كنا أول الناس إجابة حين دعانا رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم فنحن أنصار الله ورسوله ، نقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ، فمن آمن بالله ورسوله منع منا ماله ودمه ، ومن كفر بالله ورسوله جاهدناه في ذلك ، وكان قتله علينا يسيرًا ، أقول قولي هذا وأستغفر الله للمؤمنين والمؤمنات ، ثم جلس ، قالوا : يا رسول الله ائذن لشاعرنا ، فأذن له ، فأقاموا الزبرقان بن بدر ، فأنشد قصيدته التي فيها :
نحنُ الملوك فَلا حَىٌّ يُفاخِرُنا ... فينا الملوك وفينا تُنْصَبُ البِيَعُ
حتى أتى عليها ، فقال رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم : أجبهم يا حسان ، فقام حسان بن ثابت فأنشد قصيدته التي فيها :
إن الذوائب من فهر وإخوتهم ... قد شرعوا سنةً للناس تتبعُ
حتى أتى على آخرها. وقد كان رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم أمر بمنبر ، فوضع في المسجد يُنْشِد عليه حسان بن ثابت ، وقال : إن الله ليؤيد حسان بروح القدس ما نافح عن نبيه وسُرَّ رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم والمسلمون يومئذٍ بمقام ثابت بن قيس بن شماس وخطبته ، وشعر حسان بن ثابت ، وخلا الوفد بعضهم إلى بعض ، فقال قائلهم : تعلمُنَّ والله أنَّ هذا الرجل مؤيد مصنوع له والله لخطيبه أخطب من خطيبنا ، ولشاعره أشعر من شاعرنا ، ولهم أحلم منا ، فرد عليهم رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم الأسرى والسبي ، وأنزل الله على نبيه صَلى الله عَليهِ وَسلَّم في رفع أصوات التميميين الذين نادوا رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم من وراء الحجرات فقال : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لاَ تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلاَ تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ} ، {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ} يعني تميمًا حين نادوا النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم وكان ثابت بن قيس من أجهر الناس صوتًا فكان حين نزلت هذه الآية لا يرفع صوته عند النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم.(4/346)
654- سويد بن الصامت بن حارثة بن عدي بن قيس بن زيد بن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج ، ولم تُسَمَّ لنا أمه ، وشَهِد أُحُدًا ، وتوفي وليس له عقب.(4/347)
655- الحارث بن ثابت بن عبد الله بن سعد بن عَمْرو بن قيس بن عَمْرو بن امرئ القيس بن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج.
وأُمُّه ليلى بنت عَمْرو بن حرام بن عَمْرو بن زيد بن النعمان بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج شَهِد أُحُدًا وقتل يومئذٍ شهيدًا في شوال على رأس اثنين وثلاثين شهرًا من الهجرة.(4/348)
656- ثابت بن سفيان بن عدي بن عَمْرو بن امرئ القيس بن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج.
شَهِد أُحُدًا وابناه سماك والحارث ابنا ثابت بن سفيان بن عدي بن عَمْرو بن امرئ القيس (1) بن مالك الأغر ، وأمهما أم ثابت بنت قيس بن شماس بن مالك بن امرئ القيس بن مالك الأغر ، شهدا جميعًا أُحدًا وقتل الحارث يومئذٍ شهيداً.
_حاشية__________
(1) تكررت عبارة "بن عَمْرو بن امرئ القيس" في الأصل ، والمثبت لدي ابن الأثير وابن حجر أورده دون تكرار.(4/348)
657- ثابت بن سماك بن ثابت بن سفيان بن عدي بن عَمْرو بن امرئ القيس بن مالك الأغر.
وأُمُّه مندوس بنت عُبادة بن دُلَيم بن حارثة بن أبي حَزيمة ، من بني ساعدة. فولد ثابت بن سماك : عبد الله.
وأُمُّه أم ولد ، وشهد ثابت بن سماك أُحدًا.(4/348)
658- ثابت بن زيد بن قيس بن زيد بن النعمان بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج ، ويكنى أبا زيد. فولد ثابت بن زيد : بَشيرًا ، وأوساًَ ، وزيدًا درج ، وشهد ثابت بن زيد أُحدًا.(4/349)
659- سعد بن عمرو بن حرام بن عمرو بن زيد بن النعمان بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج.
فولد سعد بن عَمْرو : زيدًا ، وثابتًا ، وأولادهما أهل صَنْدَوْدَاء من سواد الكوفة ، وشهد سعد أُحدًا.(4/349)
660- وأخوه : الحارث بن عمرو بن حرام بن عمر بن زيد بن النعمان بن مالك بن ثعلبة بن كعب , شَهِد أُحُدًا.(4/349)
661- أوس بن الأرقم بن زيد بن قيس بن النعمان بن مالك بن ثعلبة بن كعب.
شَهِد أُحُدًا وقتل يومئذٍ وليس له عقب ، وكان صفوان بن أُمَية يقول : أنا قتلت أوس بن الأرقم ، وقد انقرض ولد قيس بن النعمان بن مالك كلهم فلم يبق منهم أحد.(4/349)
662- قَرَظَة بن كعب بن عَمْرو بن عامر بن زيد مناة بن مالك بن ثعلبة بن كعب ، وعَمْرو بن عامر جده هو الشاعر.
وأُمُّه الإطنابة بنت قيس بن شهاب ، من بَلقِين ، وأم قَرَظَة خُليدة بنت ثابت بن سنان بن عبيد بن الأبجر ، وأخوه لأمه عبد الله بن أُنيس (1) من بني البَرْك بن وبرة أخوة كلب ، وأخوه أيضًا لأمه عبد الرحمن بن كردم السلمي ، فولد قرظة بن كعب : عليًا ، وسليمان ، وعمرًا ، وكثيرًا لأمهات أولاد . ومحمدًا.
وأُمُّه حَمَّادة بنت المسيب بن نجبة ، من بني فزارة . والزبير.
وأُمُّه من كندة . ومحمدًا الأصغر لأم ولد . وأم الحسن ، وأم كلثوم ، وأمهما أم ولد . ولهم عقب وليس بالمدينة منهم أحد ، ومنزلهم الكوفة منذ نُزِلت ، وأعمامهم وهو ينسبون إلى عَمْرو بن الإطنابة الشاعر ، ويقال لم يكن لقرظة عقب إلا واقد بن عَمْرو بن عامر عم قرظة ، وبناته ، وقد انتسبوا إلى قرظة ولهم عدد وشرف فالله أعلم. وشهد قرظة أُحدًا وتوفي بالكوفة والمغيرة بن شعبة عليها ، فنيح عليه فأنكر ذلك المغيرة ، وقد حدّث قرظة عن رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم بأحاديث.
_حاشية__________
(1) عبد الله بن أنيس : تحرف في الأصل إلى "عبد بن أنيس" وصوابه من جمهرة ابن حزم ص 452 ، وجوامع السيرة ص 83 ، وأسد الغابة 4/400 ، والإصابة 4/15.(4/350)
663- زيد بن الحارث بن قيس بن مالك بن أحمر بن حارثة بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج.
وأُمُّه فسحم ، من بلقين بن جسر من قضاعة وإليها ينسبون ، فولد زيد بن الحارث : قيسًا ، وكان له عقب فانقرضوا ، وانقرض ولد حارثة بن ثعلبة بن كعب ، فلم يبق منهم أحدٌ.
وشهد زيد بن الحارث أُحدًا وشهد أخوه يزيد بن الحارث بدراً.(4/350)
664- أبو الدرداء
واسمه عويمر بن زيد بن قيس بن عائشة بن أُمَية بن مالك بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج.
وأُمُّه مَحَبَّةُ بنت واقد بن عَمْرو بن الإطنابة بن عامر بن زيد مناة بن مالك بن ثعلبة بن كعب.
فولد أبو الدرداء : بلالاَّ.
وأُمُّه أم محمد بنت أبي حدرد بن أسلم ، ويزيد لا عقب له.
والدرداء تزوجها عبد الله بن سعد بن خيثمة بن مالك بن كعب بن النحاط بن كعب ، من بني غنم بن السلم بن الأوس فولدت له. ونسيبة بنت أبي الدرداء تزوجها سعيد بن سعد بن عبادة بن دُليم فولدت له. وأمهم محبة بنت الربيع بن عَمْرو بن أبي زهير ، أخت سعد بن الربيع ولهم بقيةٌ وعقبٌ ، وهم بدمشق وليس بالمدينة والعراق منهم أحد. قالوا : وكان أبو الدرداء آخر أهل داره إسلامًا مُتَعلّقًا بصنمٍ له قد وضع عليه منديلاَّ ، فكان عبد الله بن رواحة يدعوه إلى الإسلام فيأبى مُمسكًا بذلك الصنم ، فتحينه عبد الله بن رواحة وكان له أخًا في الجاهلية والإسلام ، فلما رآه قد خرج من بيته خالف فدخل بيته وأعجل امرأته وإنها لتمشط رأسها ، فقال : أين أبو الدرداء ؟ قالت : خرج أخوك آنفًا ، فدخل إلى بيته الذي كان فيه ذلك الصنم ومعه القدُومُ ، قال : فأنزله وجعل يفلُذُهُ فِلْذًا فِلْذًا وهو يرتجز ويقول :
تبرَّأ من اسماء الشياطين كلها ... ألا كل ما يدعى مع الله باطل
قال : ثم خرج وسمعت المرأة صوت القدوم وهو يضرب ذلك الصنم ، فقالت : أهلكتني يا ابن رواحة ، قال : فخرج على ذلك فلم يكن شيء ، حتى أقبل أبو الدرداء إلى منزله فدخل فوجد المرأة قاعدةً تبكي شفقًا منه ، فقال : ما شأنك ؟ فقالت : أخوك عبد الله بن رواحة دخل إلَيّ فصنع ما ترى ، فغضب غضبًا شديدًا ثم فكر في نفسه فقال : لو كان عنده خيرٌ لدفع عن نفسه ، فانطلق حتى أتى رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ومعه ابن رواحة فأسلم.(4/351)
5618- أخبرنا أبو معاوية الضرير ، عن الأعمش ، عن خيثمة ، عن أبي الدرداء ، قال : كنت تاجرًا قبل أن يُبعث محمد صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ، فلما بعث محمد صَلى الله عَليهِ وَسلَّم زاولت التجارة والعبادة فلم تجتمعا ، فأخذت العبادة وتركت التجارة.(4/352)
5619- أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء قال : أخبرني أبو سنان ، عن بعض أصحابه ، أن النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم آخى بين أبي الدرداء وبين عوف بن مالك الأشجعي.
قال محمد بن عمر : ويقال : إن رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم آخى بين أبي الدرداء وسلمان الفارسي ، ونظر رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم إلى أبي الدرداء والناس منهزمون كل وجهٍ يوم أحدٍ ، فقال : نعم الفارسُ عويم غير أُفَّةٍ ، يعني : غير ثقيل.
قال محمد بن عمر : وقد سمعت من يذكر أن أبا الدرداء لم يشَهِد أُحُدًا ، وقد كان من علية أصحاب رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم وأهل النية منهم ، وقد حدّث عن رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم أحاديث كثيرةً ، وشهد معه مشاهد كثيرةً.(4/352)
5620- أخبرنا محمد بن عمر قال : حدثنا معاوية بن صالح ، عن ربيعة بن زيد ، عن أبي الدرداء ؛ أنه كان إذا حدث الحديث عن النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم يقول : اللهم إن لم يكن هكذا فَشِبْهُهُ فَشَكْلُهُ.(4/352)
5621- أخبرنا موسى بن مسعود النهدي ، قال : حدثنا عكرمة بن عمار ، عن أبي قدامة محمد بن عبيد الحنفي ، عن أم الدرداء قالت : كان لأبي الدرداء ستون وثلاث مِئة خليل في الله ، يدعو لهم في الصلاة ، قالت أم الدرداء فقلت له في ذلك فقال : إنه ليس رجل يدعو لأخيه في الغيب إلا وكل الله به ملكين يقولان ولك بمثلٍ ، أفلا أرغب أن تدعو لي الملائكة.(4/352)
5622- أخبرنا عَمْرو بن عاصم الكلابي قال : حدثنا صالح المري قال : حدثنا القاسم بن عَمْرو ، عن معاوية بن قرة ، وربما قال : حدثنا معاوية بن قرة ، قال : دخلت على أم الدرداء فسمعتها تقول : كنت أسمع سيدي ، تعني أبا الدرداء ، يدعو وهو ساجدٌ لثلاث مِئة وخمسين اسمًا يسمى بهن لناسٍ يدعو لهم.(4/353)
5623- أخبرنا عفان بن مسلم ، قال : حدثنا حماد بن سلمة ، قال : أخبرنا قيس بن سعد ، عن مجاهد ؛ أن عمر بن الخطاب رأى أبا الدرداء مبقع الرجلين فقال : يا أبا الدرداء مالَكَ ؟ قال : القُرُّ يا أمير المؤمنين ، فبعث إليه بخميصةٍ وقال : أجد الآن الطهور.(4/353)
5624- أخبرنا عفان بن مسلم قال : حدثنا حماد بن زيد ، عن يحيى بن سعيد قال : استعمل أبو الدرداء على القضاء فأصبح يُهَنِّئُونه ، فقال : أَتُهَنِّئُوني بالقضاء وقد جُعلت على رأس مهواةٍ مزَلَّتُها أبعدُ من عَدَن أَبْيَنَ ، ولو علم الناس ما في القضاء لأخذوه بالدول رغبةً عنه (وكراهية له) ولو يعلم الناس ما في الأذان لأخذوه بالدول رغبةً فيه وحرصًا (عليه).(4/353)
5625- أخبرنا أبو معاوية الضرير قال : حدثنا الأعمش ، عن عَمْرو بن مرة ، عن سالم بن أبي الجعد قال : قيل لأم الدرداء : ما كان أفضل عمل أبي الدرداء ؟ فقالت : التفكر.(4/353)
5626- أخبرنا أبو معاوية الضرير قال : حدثنا الأعمش ، عن عَمْرو بن مرة ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن أم الدرداء ، عن أبي الدرداء قال : تفكر ساعة خير من قيام ليلة.(4/353)
5627- أخبرنا الفضل بن دكين قال : حدثنا مالك بن مغول ، عن عون (1)، قال : سألت أم الدرداء ، أو سئلت أم الدرداء ، ما كان أفضل عبادة أبي الدرداء ؟ قالت : التفكر والاعتبار.
_حاشية__________
(1) تحرف في الأصل إلى "أبي عون" وصوابه من "تهذيب الكمال" ج 22/453 ، و"سير أعلام النبلاء" ج 2/348 ، وهو : عون بن عبد الله الكوفي.(4/353)
5628- أخبرنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي قال : حدثنا شجاع بن أبي شجاع قال : حدثني معاوية بن قرة قال : قال أبو الدرداء : اطلبوا العلم فإن عجزتم فأحبوا أهله ، فإن لم تحبوهم فلا تبغضوهم.(4/354)
5629- أخبرنا يعقوب بن إسحاق قال : حدثنا زائدة ، عن حصين ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن أبي الدرداء أنه قال : العالم والمتعلم في الأجر سواء وليس في سائر الناس بعد خير.(4/354)
5630- أخبرنا المعلى بن أسد ، قال : حدثنا وهيب (ح) وأخبرنا عارم بن الفضل قال : حدثنا حماد بن زيد ، جميعًا ، عن أيوب ، عن أبي قلابة ؛ أن أبا الدرداء كان يقول : إنك لن تتفقه كل الفقه حتى ترى للقرآن وجُوهاً.(4/354)
5631- أخبرنا عارم بن الفضل قال : حدثنا حماد بن زيد ، عن أيوب ، عن أبي قلابة ، عن أبي الدرداء قال : إنك لن تتفقه كل الفقه حتى تمقت الناس في جنب الله ، ثم ترجع إلى نفسك فتكون لها أشد مقتاً.(4/354)
5632- أخبرنا عارم بن الفضل قال : حدثنا حماد ، عن أيوب ، عن أبي قلابة ؛ أن أبا الدرداء كان يقول : من فقهِ الرجل مجلسه ومدخله وممشاه.(4/354)
5633- أخبرنا عارم بن الفضل ، ويحيى بن عباد ، قالا : حدثنا حماد بن زيد ، عن أيوب ، عن أبي قلابة قال : حدثتني أم الدرداء ؛ أن أبا الدرداء كان يأتيهم بعدما يُضْحى فيسألهم الغداء فلا يجده ، فيقول : فأنا إذن صائم.(4/354)
5634- أخبرنا يحيى بن عباد قال : حدثنا حماد بن سلمة ، عن أبي غالب قال : سمعت أم الدرداء تقول : قدم علينا سلمان فقال : أين أخي ؟ قلت : هو في المسجد ، فقال : كيف أخي ؟ قلت : يصوم ويصلي ، ما يريد الدنيا وما يريد النساء ، فأتاه في المسجد ، فلما رآه أبو الدرداء نهض إليه فالتزمه.(4/354)
5635- أخبرنا يحيى بن عباد قال : حدثنا فرج بن فضالة ، عن لقمان بن عامر ، عن أبي الدرداء ؛ أنه كان يشتري العصافير من الصبيان فيرسلهن ويقول : اذهبن فَعِشْنَ.(4/354)
5636- أخبرنا يحيى بن عباد قال : حدثنا الحارث بن عبيد ، عن مالك بن دينار ، قال : قال أبو الدرداء : من يزدد علمًا يزدد وجعًا ، قال : وقال : إن أخوف ما أخاف أن يقال لي يوم القيامة : علمت ؟ فأقول : نعم ، فيقال : فما عملت فيما علمت ؟(4/354)
5637- أخبرنا محمد بن الصلت قال : حدثنا زهير بن معاوية ، عن عبد الله بن عيسى ، عن رجل ، عن أم الدرداء قالت : قلت لأبي الدرداء : ألست زوجتك في الجنة ؟ قال : نعم ، ما لم تزوجي بعدي.(4/355)
5638- أخبرنا عمر بن سعيد الدمشقي قال : حدثنا عَمْرو بن واقد ، عن ابن حَلْبَسَ قال : قيل لأبي الدرداء ، وكان لا يفتر من الذكر : كم تُسَبِّح يا أبا الدرداء في كل يومٍ ؟ قال : مائة ألف إلا أن تخطئ الأصابع.(4/355)
5639- أخبرنا كثير بن هشام قال : حدثنا جعفر بن بُرْقَان قال : حدثنا ميمون بن مهران قال : قال أبو الدرداء : ويلٌ للذي لا يعلم مرةً ولو شاء الله علّمه ، وويلٌ للذي يعلم ولا يعمل سبع مراتٍ.(4/355)
5640- أخبرنا كثير بن هشام قال : حدثنا جعفر بن برقان قال : بلغني أن أبا الدرداء كان يقول : لا تكون عالمًا حتى تكون متعلمًا ، ولا تكون عالمًا حتى تكون بما علمت عاملاً.(4/355)
5641- أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء قال : أخبرنا سعيد بن أبي عروبة ، وهشام الدستوائي ، عن قتادة قال : قال أبو الدرداء : إن من أكبر من أنا مخاصَمٌ به غدًا ، يعني يوم القيامة أن يقال لي : يا أبا الدرداء قد علمت فكيف عملت فيما علمت ؟(4/355)
5642- أخبرنا محمد بن ربيعة الكلابي ، عن حبيب ، عن رجلٍ قال : مرَّ رجلٌ على أبي الدرداء وهو يبني مسجدًا فيسأله فقال : أبنيه لآل حَم.(4/355)
5643- أخبرنا عبيدة بن حميد ، عن سليمان الأعمش ، عن مُورِّق العِجْلي قال : قال أبو الدرداء : ثلاثٌ من مناقب الخير : التبكير بالإفطار ، والتبليغ بالإسحار ، ووضع الرجل يده على يده في الصلاة.(4/355)
5644- أخبرنا أحمد بن إسحاق الحضرمي قال : حدثنا عبد الواحد بن زياد قال : حدثنا عاصم الأحول قال : حدثنا طلحة بن عبيد الله بن كَرِيز قال : حدثتنا أم الدرداء قالت : كان أبو الدرداء إذا فرغ من صلاته بالليل دعا لإخوانه ، قال : اللهم اغفر لي ولفلان وفلان ، قالت أم الدرداء فقلت له : لو كان هذا الدعاء لك أو قالت لنفسك أليس كان خيرًا ؟ قال : إن الملائكة تُؤمّن على دعاء الرجل إذا دعا لأخيه بظهر الغيب ، تقول : آمين ، ولك بمِثِلٍ ، فرغبت في تأمين الملائكة.(4/356)
5645- أخبرنا عبد الله بن نمير الهمداني قال : حدثنا عَمْرو بن ميمون بن مهران ، عن أبيه ، قال : قالت أم الدرداء لأبي الدرداء : إن احتجت بعدك آكل الصدقة ؟ قال : لا ، اعملي وكُلي ، قالت : فإن ضعُفت عن العمل ؟ قال : التقطي السُنبُلَ ولا تأكلي الصدقة.(4/356)
5646- أخبرنا جرير بن عبد الحميد الضبي ، عن منصور ، عن أبي وائل قال : قال أبو الدرداء : إني لآمرك بالأمر وما أفعله ، ولكني أرجو فيه الأجر ، وإن أبغض الناس إليَّ أن أَظْلِمَهُ من لا يستعين عليّ إلا الله ، قال جرير بن عبد الحميد : كان أبو الدرداء إذا خرج عطاؤه تصدق ، فإن فضل منه شيءٌ وهبه لامرأته ، فإذا أصبح قال : إن شئت رُدَّيه عليّ.(4/356)
5647- أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي فُديك المدني قال : حُدِّثنا عن يزيد بن أبي حبيب المصري (1)، أن أبا الدرداء رُئِيَ عليه بُردٌ وثوبٌ أبيضُ ، ورُئِيّ على غُلامه بُردٌ وثوبٌ أبيضُ ، فقيل له : يا أبا الدرداء : لو أخذت هذا البُرد وأعطيت غُلامك هذا الثوب الأبيض ، أو أخذت هذا الثوب الأبيض ، وأعطيت غلامك البُردَ فكانا ثوبين متفقين ؟ فقال : إني سمعت رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم يقول : اكسوهم مما تلبسون وأطعموهم مما تأكلون.
_حاشية__________
(1) يزيد بن أبي حبيب المصري : تحرف في الأصل إلى "يزيد بن أبي حبيب البصري".(4/356)
5648- أخبرنا وهب بن جرير ، وهشام بن الوليد ، قالا : حدثنا شعبة ، عن عَمْرو بن مرة قال : سمعت شيخًا يُحدِّث عن أبي الدرداء أنه قال : أُحبُّ الفقر تواضعًا لربي ، وأحبُّ الموت اشتياقًا إلى ربي ، وأحبُّ المرض تكفيرًا لخطيئتي.(4/356)
5649- أخبرنا سليمان أبو داود الطيالسي قال : أخبرنا شعبة ، عن معاوية بن قُرّةَ قال : قال أبو الدرداء : ثلاث يبغضهن الناس أنا أُحِبهُنَّ : الموت ، والفقر ، والمرض.(4/357)
5650- أخبرنا أبو معاوية الضرير قال : حدثنا الأعمش ، عن غيلان بن بشر ، عن يعلي بن الوليد ، عن أبي الدرداء قال : قيل له : ما تُحبُّ لمن تُحِب ؟ قال : الموت ، قالوا : فإن لم يمت ؟ قال : يَقِلُّ ماله وولده.(4/357)
5651- أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال : حدثنا الضحاك بن يسار قال : حدثنا أبو عثمان النهدي ، أن أبا الدرداء كان يقول : لولا ثلاث لم أُبال متى مُتُّ ، لولا أن أظمأ بالهواجر ، ولولا أُعِفِّرُ وجهي بالتراب ، ولولا أن آمر بمعروف أو أنهى عن منكرٍ.(4/357)
5652- حدثنا عبد الله بن جعفر قال : حدثنا أبو المليح ، عن ميمون قال : مرض أبو الدرداء ففزع إلى نفقةٍ كانت عنده فوجدها خمسة عشر درهمًا ، فقال : ما كانت هذه مبقية مني شيئًا ، إن كانت لمُحرقةً ما بين عانتي إلى ذقني.(4/357)
5653- أخبرنا عفان بن مسلم ، وسليمان بن حرب ، قالا : حدثنا أبو هلال ، قال : حدثنا معاوية بن قرة ؛ أن أبا الدرداء اشتكى فدخل عليه أصحابه فقالوا له : يا أبا الدرداء ، ما تشتكي ؟ قال : أشتكي ذنوبي ، قالوا : فما تشتهي ؟ قال : أشتهي الجنة ، قالوا : أفلا ندعوا لك طبيبًا ؟ قال : هو الذي أضجعني.(4/357)
5654- أخبرنا معن بن عيسى قال : حدثنا أبو معشر ، عن محمد بن كعب القُرظي ، قال : لما حضر أبا الدرداء الموت جاءه حبيب بن مسلمة فقال : كيف تجدك يا أبا الدرداء ؟ قال : أجدني ثقيلاَّ ، قال : ما أراه إلا الموت ، قال : أجل : جزاك الله خيراً.
أخبرنا محمد بن عمر قال : توفي أبو الدرداء بدمشق سنة اثنتين وثلاثين في خلافة عثمان بن عفان ، وله عقب بالشام.(4/357)
5655- قال ابن سعد : وأخبرني غير محمد بن عمر ، عن ثور بن يزيد ، عن خالد بن معدان قال : توفي أبو الدرداء بالشام سنة إحدى وثلاثين.(4/358)
665- عُتْبَة بن عمرو بن جروة بن عدي بن عامر بن عدي بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج.
شَهِد أُحُدًا ، وتوفي وليس له عقبٌ ، وكان لعمّه ثعلبة بن جروة عقبٌ فانقرضوا أيضًا ، فلم يبق من ولد جروة بن عدي أحد.(4/358)
666- كلَيْبُ بن يِساف بن عتبة بن عَمْرو بن خديج بن عامر بن جشم بن الحارث بن الخزرج.
وأمه سلمى بنت مسعود بن شيبان بن عامر بن عدي بن أُمَية بن بياضة ، وهو أخو خُبَيبَ بن يساف لأبيه وأمه ، فولد كليب بن يساف : كليبًا ، وداود ، وإبراهيم ، وسعدة ، وأمهم الرَّبَابُ بنت حارثة بن سنان بن عبيد بن الأبجر ، وهو خُدرَةُ ، شهد كليبٌ أُحدًا.(4/358)
667- أبو زَعْنَةَ الشاعر
واسمه عامر بن كعب بن عَمْرو بن خديج بن عامر بن جشم بن الحارث بن الخزرج ، فولد أبو زعنة : عبد الله.
وأُمُّه من بني عبد الأشهل ، ولهم بقيةٌ ، وهم بالمدينة ، وشهد أبو زعنة أُحدًا.(4/358)
668- تميم بن نَسْر بن عَمْرو بن الحارث بن كعب بن زيد بن الحارث بن الخزرج ، فولد تميم بن نسر : عبد الرحمن ، وأم النعمان ، وشهد تميم أُحدًا.(4/359)
669- وأخوه : كليب بن نسر بن عَمْرو بن الحارث بن كعب بن زيد بن الحارث بن الخزرج ، وشهد كليب أُحدًا ، وقتل يوم اليمامة شهيدًا سنة اثنتي عشرة في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه.(4/359)
670- أبو مسعود
واسمه عقبة بن عَمْرو بن ثعلبة بن أسيرة بن عسيرة بن عطية بن جدارة بن عوف بن الحارث بن الخزرج.
وأُمُّه سلمة بنت عازب بن خالد بن الأجش بن عبد الله بن عوف من قضاعة.
فولد أبو مسعود : بشيرًا.
وأُمُّه هُزيلة بنت ثابت بن ثعلبة بن خلاس بن زيد بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج. ومسعودًا ، وأم بشير تزوجها سعيد بن زيد بن عَمْرو بن نفيل ، من بني عدي بن كعب ، فولدت له. ثم خلف عليه الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم (1)، فولدت له زيداً. ثم خلف عليها عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة بن المغيرة المخزومي ، فولدت له عمرًا ،
_حاشية__________
(1) تصحف في المطبوع إلى : "عبد المطلب هاشم".(4/359)
وأم غَزّية بنت أبي مسعود ، تزوجها تميم بن يُعار بن قيس بن عدي بن أُمَية بن جدارة بن عوف بن الحارث بن الخزرج فولدت له. ثم خلف عليها أبو كثير بن خُبَيْبَ بن يساف بن عتبة بن عَمْرو بن خديج بن عامر بن جشم بن الحارث بن الخزرج . وأم الوليد بنت أبي مسعود ، تزوجها سعد بن زيد بن وديعة من بلْحُبْلَي من بني عوف ، فولدت له عبد الواحد ، وأمهم بشيرة بنت قدامة بن وهب بن خالد بن عبد الله بن عقيل بن ربيعة بن كعب ، من بني عامر بن صعصعة من قيس عيلان . وغَزِيَّة بنت أبي مسعود تزوجها عبد الرحمن بن تميم بن نسر بن عَمْرو بن الحارث بن كعب بن زيد بن الحارث بن الخزرج ، فولدت له زكريا ، ويحيى. ثم خلف عليها عبد الرحمن بن خُبيب بن يساف ، ثم خلف ربعي بن تميم بن يُعَار بن قيس بن عدي بن أُمَية بن جِدارة ، وأمها أم ولد ، وقد انقرض ولد أبي مسعود كلهم ، وقد انقرض أيضًا ولد عطية بن جدارة جميعًا فلم يبق منهم أَحدٌ.
وقال محمد بن عمر : وقد شهد أبو مسعود العقبة وكان أصغر السبعين من الأنصار الذين شهدوها.(4/360)
5656- أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي فُديك ، عن هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم ، عن عبد الوهاب بن بُخْتٍ ، وأبي عبيد مولى سليمان بن عبد الملك ، أنهم حدثوه أن أبا مسعود الأنصاري كان أصغر السبعين يوم العقبة.
قال محمد بن عمر : ولم يشهد أبو مسعود بدرًا ، وليس بين أصحابنا في ذلك اختلاف . ويقول الكوفيون في روايتهم : أبو مسعود البدري ، وليس ذلك بثبتٍ ، ولكنه قد شَهِد أُحُدًا وما بعد ذلك من المشاهد.(4/360)
5657- أخبرنا سليمان أبو داود الطيالسي ، عن شعبة ، قال : أخبرني الحكم ، أن أبا مسعود كان بدريًا ، قال شعبة : فذكرته لسعد بن إبراهيم فقال : ما كان بدرياً.
وقال محمد بن عمر : سعد بن إبراهيم وغيره من رواة العلم والسيرة من أهل المدينة أعلم بذلك من الحكم وغيره من أهل الكوفة.(4/361)
5658- أخبرنا سليمان بن حرب قال : حدثنا حماد بن زيد ، عن يحيى بن عتيق ، عن محمد بن سيرين قال : كانوا يُشَبِّهُون تجاليد أبي مسعود بتجاليد عمر.(4/361)
5659- أخبرنا سليمان بن حرب قال : حدثنا حماد بن زيد ، عن أيوب ، وهشام بن حسان ، عن محمد بن سيرين قال : قال أبو مسعود : كنت عزيز النفس ، وحميَّ الأنف ، لا يسَتَغِلُّ (1) مني أحد شيئًا سُلطانٌ ولا غيره ، فأصبح أُمرائي يُخَيِّرُونني بين أن أقيم على ما أرغم (2) أنفي وقبح وجهي ، وبين أن آخذ سيفي فأضرب به فأدخل النار ، فأنا أختار أن أقيم على ما أرغم أنفي وقبح وجهي ولا آخذ سيفي فأضرب به فأدخل النار.
_حاشية__________
(1) في المطبوع : "لا يستفل" والمثبت عن ابن عساكر في تاريخه والذهبي في سير أعلام النبلاء.
(2) في الأصل "على أرغم أنفي" والمثبت لدي ابن عساكر ، والذهبي في السير.(4/361)
5660- وأخبرنا عارم بن الفضل قال : حدثنا حماد بن زيد ، عن مجالد بن سعيد ، عن عامر الشعبي ، قال : لما خرج علي بن أبي طالب إلى صفين استخلف أبا مسعود الأنصاري على الكوفة ، وكان رجالٌ من الكوفة قد استخفوا ، فلما خرج عليّ ظهروا ، فكان ناسٌ يأتون أبا مسعود فيقولون : قد والله أهلك الله أعداءه وأظهر أمير المؤمنين ، فيقول أبو مسعود : إني والله ما أعدّه ظفرًا ، ولا عافية أن تظهر إحدى الطائفتين على الأخرى ، قالوا : فمَهْ ؟ قال : يكون بين القوم صلح ، قال : فلما قدم علي بن أبي طالب ذكروا ذلك له ، فقال له علي : اعتزل عملنا ، قال : وذلك ممّه ؟ قال : إن وجدناك لا تعقل عقلةً ، فقال أبو مسعود : أما أنا فقد بقي من عقلي أن الآخر شرٌّ.(4/361)
5661- أخبرنا عبد الله بن جعفر قال : حدثنا عبد الله بن عَمْرو ، عن زيد بن أبي أنيسة ، عن عَمْرو بن مرة ، عن خيثمة بن عبد الرحمن قال : لما خرج عليٌّ إلى صفين استخلف عقبة بن عَمْرو أبا مسعود (1) على الكوفة ، قال : وقد تخبَّأ رجالٌُ لم يخرجوا مع عليٍّ ، قال : فقام على المنبر فقال : يا أيها الناس ، من كان تخبَّأ فليظهر ، فَلَعَمْرِي لئن كان إلى الكثرة ، إن أصحابنا لكثيرٌ وما نعدّهُ فتحًا أن يلتقي هذان الخيلان غدًا من المسلمين ، فيقتل هؤلاء هؤلاء ، وهؤلاء هؤلاء ، حتى إذا لم يبق إلا رِجْرِجَة من هؤلاء وهؤلاء ظهرت إحدى الطائفتين (غداً) على الأخرى ، ولكن نعدّهُ فتحًا أن يأتي الله بأمر من عنده يحقن دماءهم ، ويصلح (به) ذات بينهم ، ويصلح به كلمتهم (2) .
قال محمد بن عمر : توفي أبو مسعود بالمدينة في آخر خلافة معاوية بن أبي سفيان.
_حاشية__________
(1) عقبة بن عَمْرو أبا مسعود : تحرف في الأصل إلى "عقبة بن عَمْرو وأبا مسعود" وصوابه عن ابن عساكر ومصادر ترجمة الصحابة.
(2) أخرجه ابن عساكر في تاريخه ج 17/105 من مختصر ابن منظور ، وما بين الحاصرتين منه.(4/362)
671- سعد بن سويد بن عبيد بن الأبجر واسمه خُدْرَة بن عوف بن الحارث بن الخزرج شَهِد أُحُدًا ، وقتل يومئذٍ شهيدًا في شوال على رأس اثنين وثلاثين شهرًا من الهجرة ، وليس له عقبٌ.(4/362)
672- مالك بن سنان بن ثعلبة بن عبيد بن الأبجر واسمه خُدْرَة بن عوف بن الحارث بن الخزرج.
فولد مالك بن سنان : سعدًا ، وهو أبو سعيد الخدري صاحب رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ، والفريعة ، وأمها أُنَيسة بنت أبي خارجة وهو عَمْرو بن قيس بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار. شهد مالك بن سنان أُحدًا ، فلما نُزِعَتْ حلقتا المِغْفَر من وَجْنَتي (1) رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم يوم أحد جعل الدم يسرُب كما يسرُبُ الشَّنّ فجعل مالك بن سنان يَمْلُجُ الدم بفيه ثم يزدرده ، فقيل له : أتشرب الدم ؟ فقال : نعم أشرب دم رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم، فقال رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم : من مس دمه دمي لم تمسّهُ النار.
وقتل مالك بن سنان يوم أحد شهيدًا في شوال على رأس اثنين وثلاثين شهرًا من الهجرة ، قتله غُرَابُ بن سفيان الكناني ، ودُفن مالك في موضع أصحاب العباء الذي (2) عند دار نخلة.
_حاشية__________
(1) في المطبوع : "أجنتي" والمثبت لدي الواقدي.
(2) في الأصل "الذين" والمثبت عن الواقدي الذين ينقل عنه المصنف.(4/363)
5662- أخبرنا محمد بن عمر قال : أخبرنا عبد العزيز بن محمد قال : أخبرنا رُبيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري ، عن أبيه ، عن جده قال : ها هنا قبر مالك بن سنان تحت هذا الموضع ، يعني موضع أصحاب العباء.
قال محمد بن عمر : ولما رجع رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم من أحد خرج أبو سعيد الخدري فتلقاه ، فلما رآه رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم عزَّاه بأبيه.(4/363)
673- وأخوه : مُرَيّ بن سنان بن ثعلبة بن عبيد بن الأبجر واسمه خُدْرَة بن عوف بن الحارث بن الخزرج . شَهِد أُحُدًا.(4/364)
674- عتبة بن الربيع بن رافع بن معاوية بن عبيد بن الأبجر وهو خُدْرَة بن عوف بن الحارث بن الخزرج ، وأمّه فَعْمَةُ (1) بنت بشير بن عتيك بن الحارث بن عتيك بن قيس بن هيشة المعاوي.
شهد عتبة أُحدًا وقتل يومئذٍ شهيدًا ، وليس له عقبٌ.
_حاشية__________
(1) في المطبوع : "فعيمة" والمثبت مما أورده المصنف في ترجمة سعيد بن أبي سعيد الخدري.(4/364)
- ومن حلفاء بني الأبجر بن عوف بن الحارث بن الخزرج
675- سمرة بن جندب بن هلال بن حَرِيج بن مرة بن حَزْن بن عَمْرو بن جابر بن عُقَيل بن هلال بن سُمَيّ بن مالك بن فزارة بن ذُبيان بن بَغيض بن رَيث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان بن مُضَر.
وكانت أم سمرة تحت مُرَيّ بن سنان بن ثعلبة ، عم أبي سعيد الخدري فكان ربيبه ، فلما خرج رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم إلى أحدٍ وعرض أصحابه فرد من استصغر , ردَّ سمرة بن جندب وأجاز رافع بن خديج ، فقال سمرة بن جُندب لربيبه مري : يا أبت ، أجاز رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم رافع بن خديج وردَّني ، وأنا أصرع رافع بن خديج ، فقال مري بن سنان : يا رسول الله رددت ابني وأجزت رافع بن خديج وابني يصرعه ، فقال النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم لرافع وسمرة : تصارعا ، فصرع سمرة رافعًا ، فأجازه رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم في أُحدٍ فشهدها مع المسلمين.(4/364)
5663- أخبرنا عفان بن مسلم قال : حدثنا أبو هلال قال : حدثنا عبد الله بن صُبَيح النساب ، عن محمد بن سيرين ، قال : كان سمرة ما علمت صدوق الحديث ، عظيم الأمانة ، يحب الإسلام وأهله ، حتى أحدث ما أحدث ، قال غير عفان من أهل العلم : كان زياد بن أبي سفيان إذا خرج إلى الكوفة استعمل سمرة بن جندب على البصرة ، وكان ابنه عبيد الله بن زياد يفعل ذلك أيضًا ، فكان يخلفهما وينتهي إلى ما يأمرانه به.(4/365)
5664- أخبرنا الحجاج بن المنهال الأنماطي قال : حدثنا حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن أوس بن خالد قال : كنت إذا قدمت على أبي محذورة سألني عن سمرة ، وإذا قدمت على سمرة سألني عن أبي محذورة ، قال : فقلت لأبي محذورة : ما شأني إذا قدمت عليك سألتني عن سمرة وإذا قدمت على سمرة سألني عنك ، قال : فقال : إن رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم أتى على بيت وأنا فيه وأبو هريرة وسمرة فقام على باب البيت فقال : آخركم موتًا في النار ، فمات أبو هريرة ثم مات أبو محذورة ثم مات سمرة.(4/365)
5665- قال : أخبرنا وهب بن جرير بن حازم قال : حدثنا أبي قال : سمعت أبا يزيد المديني قال : لما مرض سمرة بن جندب مرضه الذي مات فيه ، أصابه بردٌ شديدٌ فأُوقدت له نار ، فجعل كانونٌ بين يديه ، وكانونٌ من خلفه ، كانون عن يمينه ، وكانون عن يساره ، قال : فجعل لا ينتفع بذلك ويقول : كيف أصنع بما في جوفي ، فلم يزل كذلك حتى مات.(4/365)
- ومِن بني ساعدة بن كعب بن الخزرج
676- أُسَيْدُ بن يُرْبُوع بن البدي بن عامر بن عوف بن حارثة بن عَمْرو بن الخزرج بن ساعدة.
شَهِد أُحُدًا وقتل يوم اليمامة شهيدًا سنة اثنتي عشرة ، وليس له عقب.(4/366)
677- ثقْبُ بن فَرْوة بن البدي بن عامر بن عوف بن حارثة بن عَمْرو بن الخزرج بن ساعدة هكذا قال محمد بن عمر : ثقب بن فروة ، وقال عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري : هو ثُقيب بن فروة وهو الذي يقال له الأخرس ، وشَهِد أُحُدًا ، وقُتل يومئذٍ شهيدًا في شوال على رأس اثنين وثلاثين شهرًا من الهجرة.(4/366)
678- البراء بن عبد عمرو بن عبيد بن قميئة بن عامر بن عوف بن حارثة بن عَمْرو بن الخزرج بن ساعدة.
شَهِد أُحُدًا ، فولد البراء بن عبد عَمْرو : عمرًا ، فولد عَمْرو بن البراء : عاصمًا درج ، ولم تكن لهم بقية.(4/366)
679- أبو حميد الساعدي
واسمه عبد الرحمن بن عَمْرو بن سعد بن مالك بن خالد بن ثعلبة بن حارثة بن عَمْرو بن الخزرج بن ساعدة.
وأُمُّه أمامة بنت ثعلبة بن جبل بن أُمَية بن حارثة بن عَمْرو بن الخزرج بن ساعدة.
فولد أبو حميد : المنذر ، وسعدًا ، وعمرة ، وأمهم كبشة بنت عبد عَمْرو بن عبيد بن عامر بن عوف بن حارثة بن عَمْرو بن الخزرج بن ساعدة. وكانت لهم بقية وأولاد فانقرضوا ، وانقرض ولد ثعلبة بن حارثة بن عَمْرو بن الخزرج بن ساعدة . فلم يبق منهم أحد ، وشهد أبو حميد أُحدًا ، وتوفي أبو حميد في آخر خلافة معاوية بن أبي سفيان ، أو أول خلافة يزيد بن معاوية.(4/367)
680- ثعلبة بن سعد بن مالك بن خالد بن ثعلبة بن حارثة بن عَمْرو بن الخزرج بن ساعدة.
وأُمُّه هند بنت عَمْرو ، من بني عُذرة من قضاعة ، وهو عم أبي حميد الساعدي ، وعم سهل بن سعد بن سعد بن مالك.
وشهد ثعلبة بن سعد أُحدًا ، وقتل يومئذٍ شهيدًا في شوال على رأس اثنين وثلاثين شهرًا من الهجرة ، وليس له عقب.(4/367)
681- سعد بن حارثة بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة.
وأمه أم ولد ، ويقال هو سعد بن أُمَية بن حارثة ، والثابت عندنا أنه سعد بن حارثة.
وشهد سعدٌ أُحدًا والمشاهد كلها مع رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم وقتل يوم اليمامة شهيدًا سنة اثنتي عشرة ، وليس له عقبٌ.
وقد انقرض أيضًا ولد حارثة بن لوذان بن عبد ود ، فلم يبق منهم أحدٌ.(4/367)
682- سُمَيْرُ بن الحصين بن الحارث بن أبي حَزِيمة بن ثعلبة بن طَريف بن الخزرج بن ساعدة ، فولد سمير : إياسًا درج وليس له عقب ، وشهد سُميرٌ أُحدًا.(4/368)
683- سعد بن خليفة بن الأشرف بن أبي حَزِيمة بن ثعلبة بن طَريف بن الخزرج بن ساعدة.
فولد سعد : غُزَيّةَ ، تزوجها سعد بن عبادة بن دُليم بن حارثة بن أبي حَزِيمة بن ثعلبة بن طَريف بن الخزرج بن ساعدة ، وأمها سلمى بنت عازب بن خالد بن الأجش ، من قضاعة ، وليس له عقبٌ.(4/368)
684- جَبَلَةُ بن عمرو بن أوس بن عامر بن ثعلبة بن وقش بن ثعلبة بن طريف.
وأمه أنيسة بنت عبد الله بن عَمْرو بن مالك بن العجلان بن عامر بن بياضة بن الخزرج ، فولد جبلة بن عَمْرو : محمدًا ، وعمرًا ، وأم إسحاق ، وشهد جبلة أُحدًا.(4/368)
685- عبد الله بن عمرو بن وهب بن ثعلبة بن وقش بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة.
شَهِد أُحُدًا وقتل يومئذٍ شهيدًا ، وليس له عقبٌ.(4/369)
686- المُنْذِرُ بن عبد الله بن قوّال بن قيس بن وقش بن ثعلبة بن وقش بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة ، شهد المنذر أُحدًا والمشاهد كلها ، وقتل يوم الطائف شهيدًا ، وليس له عقب.(4/369)
687- ثابت بن صهيب بن كُرْز بن عبد مناة بن عَمْرو بن غَيَّان بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة.
فولد ثابت بن صهيب : أوسًا ، وسهلة ، وأمها أم عقرب بنت سكن بن رافع بن معاوية بن عبيد بن الأبجر بن عوف بن الحارث بن الخزرج ، شهد ثابت أُحدًا وتوفي وليس له عقب.(4/369)
688- أسلم بن أوس بن بَجْرَة بن الحارث بن غَيَّان بن طريف بن الخزرج بن ساعدة ، فولد أسلم بن أوس : محمدًا ، وأم الحارث ، وأمها أم ولد ، وشهد أسلم أُحدًا وغيرها من المشاهد.
وكان شديدًا على عثمان بن عفان رحمه الله حين نَشِبَ الناس في أمره كان يُحَرِّض عليه ، فلما قُتل عثمان وأراد بنو أمية أن يدفنوه بالبقيع منعهم أسلم بن أوس من ذلك حتى دُفن في حَشِّ كوكب.(4/369)
- ومن خلفاء بني ساعدة بن كعب
689- الحارث بن جَمَّازِ بن مالك بن ثعلبة حليف لهم من غسان.
شَهِد أُحُدًا ، وهو أخو كعب بن جَمَّازِ الذي شهد بدرًا ، وأخوه سعد بن جَمَّازِ بن مالك بن ثعلبة شَهِد أُحُدًا ، وقتل يوم اليمامة شهيدًا سنة اثنتي عشرة ، وهو أخو كعب بن جماز أيضًا كانت لهم ولاداتٌ في الحيَّيْنِ الأوس والخزرج ، وقد انقرضوا ، وبعض الناس يقول : وقد بقي لهم عقبٌ بالمغرب.(4/370)
- ومن القواقلة وهم بنو غنم وبنو سالم ابني عوف بن عَمْرو بن عوف بن الخزرج
690- العباس بن عبادة بن نضلة بن مالك بن العجلان بن زيد بن غنم بن سالم.
وأُمُّه عَميرة بنت ثعلبة بن سنان بن عامر بن عدي بن أُمَية بن بياضة بن عامر بن الخزرج ، وهو خالُ عُبادة بن الصامت.
فولد العباس بن عبادة : محمدًا , وأمه أنيسة بنت عبد الله بن عَمْرو بن مالك بن العجلان بن عامر بن بياضة بن عامر بن الخزرج. وأخوه لأمه جَبَلة بن عَمْرو بن أوس بن عامر بن ثعلبة بن وقش بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة. وحمزة بن العباس.
وأُمُّه الفُريعة بنت السكن ، ويقال : الفريعة بنت خِدَاشِ العدوي ، وكان لهم عقبٌ فانقرضوا ، وانقرض ولد مالك بن العجلان كلهم.
وكان العباس بن عبادة خطيبًا ، وخرج من المدينة إلى النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم فأقام معه بمكة ، وشهد العَقَبَتَيْن جميعًا ، ثم هاجر مع النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم إلى المدينة ، فكان مهاجرًا أنصاريًا ، وشهد يوم أُحدٍ ، فالتقى هو وسفيان بن عبد شمس السُّلمي فضربه العباسُ ضربتين فجرحه جرحتين عظيمين ، فارتُثّ يومئذٍ. ومكث جريحًا سنةً ، ثم استَبَل ، وقد كان ضرب العباس بن عبادة ضرباتٍ ، وكان صفوان بن أُمَية يقول : أنا قتلت ابن قوقل ، يعني العباس بن عبادة يوم أُحد ، ولعلهما جميعًا شركاء في قتله.(4/370)
5666- أخبرنا محمد بن عمر قال : حدثنا يونس بن محمد الظفري ، عن أبيه (ح) قال : وحدثنا ابن أبي سبرة ، عن حرام بن عثمان ، عن ابني جابر قالا : العباس بن عبادة بن نضلة في الستة النّفر من الأنصار الذين لقوا رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم بمكة فأسلموا أول الأنصار ، وليس قبلهم أحد.
قال محمد بن عمر : وأمرُ الستة النّفر أثبت الأقاويل عندنا أنهم أول من لقى النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم من الأنصار فأسلموا ، وهو المجتمع عليه.(4/371)
691- أبو خَيْثَمَةَ
واسمه مالك بن قيس بن ثعلبة بن العجلان بن زيد بن غنم بن سالم ، فولد أبو خيثمة : خيثمة ، والحكم ، وأمهما عمرة بنت مالك بن الحارث بن عبيد بن مالك بن سالم - وهو الحُبْلَي - ابن غنم بن عوف بن الخزرج. وشهد أبو خيثمة أُحدًا والمشاهد كلها ، وتخلف عن الخروج مع رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم إلى تبوك عشرة أيام ، فدخل يومًا على امرأتين له في يوم حارٍّ فوجدهما في عريشين لهما (في حائطه) قد رَشَّتْ كل واحدة منهما عريشها ، وبرَّدت له ماءً ، وهيأت له طعامًا ، فقال : سبحان الله ، رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخَّر في الضِّحّ والريح والحرِّ يحملُ سلاحه على عُنُقهِ وأبو خيثمة في ظلالٍ باردةٍ ، وطعامٍ مهيّأ ، وامرأتين حسناوين ، ما هذا بالنَّصَفِ ، والله لا أدخل عريش واحدة منكما ولا أكلمكما حتى ألحق برسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ، فخرج حتى دنا من رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم وهو نازلٌ بتَبُوك ، قال الناس : هذا راكبٌ على الطريق ، فقال رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم : كن أبا خيثمة ، فقال الناس : هذا أبو خيثمة ، فأناخ ثم أقبل فسلم على رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم : فقال رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم : أولى لك يا أبا خيثمة ، فأخبر رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم خبره ، فقال له رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم خيرًا ، ودعا له (1).
_حاشية__________
(1) الخبر أورده ابن هشام ج 4/520 ، وما بين الحاصرتين منه.(4/371)
- ومن حُلفاء القواقلة
692- يَزيدُ بن ثعلبة بن خَزْمةَ بن أَصْرَم بن عَمْرو بن عمارة بن مالك بن عَمْرو بن بكير بن القُشَرِ بن تميم بن عَوذ مناة بن تاج بن تَيم بن إرَاشة بن عامر بن عُبَيْلَةَ بن قَسْمِيل بن فَرّان بن بَلِيّ بن عَمْرو بن الحاف بن قُضاعة.
وهو أبو عبد الرحمن ، شهد العقبتين جميعًا ، ويُجعل في الثمانية النفر الذين يروى أنهم أول من لقي رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم من الأنصار بمكة فأسلموا ، وشهد يزيد بن ثعلبة أُحدًا.(4/372)
693- سعدُ بن أبي سعد بن سعد بن مُرَيّ حليف القواقلة.
شَهِد أُحُدًا.(4/373)
- ومن بني سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن تزيد بن جشم بن الخزرج
694- عَمْرو بن الجموح بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة.
وأُمُّه رُهْمُ بنت القين بن كعب بن سواد ، من بني سلمة. فولد عَمْرو بن الجَمُوح : معاذًا حضر العقبة وشهد بدرًا ، ومُعَوَّذًا ، وخلاّدًا شهد بدرًا ، وقتل خلادٌ يوم أُحدٍ شهيدًا ، وهند بنت عَمْرو ، وأمهم هند بنت عَمْرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام ، من بني سلمة ، وهي أخت عبد الله بن عَمْرو بن حرام أبي جابر بن عبد الله ، وعبد الرحمن بن عَمْرو بن الجموح. وأمه بشاشةُ بنت هلال بن عَمْرو بن سعد ، من بني سُلَيم بن منصور.(4/373)
5667- أخبرنا عفان بن مسلم قال : حدثنا حماد بن سلمة قال : أخبرنا ثابت البناني ، عن عكرمة ؛ أن عَمْرو بن الجموح كان مَنَافٌ في بيته ، فلما قدم مُصْعَب بن عُمَيْر المدينة يُعلّم الناس القرآن والإسلام ، بعث إليهم عَمْرو بن الجموح : ما هذا الذي جئتمونا به ؟ فقالوا : إن شئت جئناك فأسمعناك القرآن ، فقال : نعم ، فواعدهم يومًا فجاؤُوا ، فقرأ عليهم (مُصْعَب) القرآن {الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} فقرأ ما شاء الله أن يقرأ.
فقال : إن لنا مُؤامرة في قومنا ، وكان سيد بني سلمة ، قال : فخرجوا فدخل على منافٍ ، فقال : يا منافُ ، تعلم والله ما يريد القوم غيرك ، فهل عندك من نكير؟ قال : فقلده السيف وخرج لحاجته ،
_حاشية__________
(1) أورده الذهبي في تاريخ الإسلام : المغازي/215 وما بين حاصرتين منه ، وانظره في "سير أعلام النبلاء "1/253.(4/373)
فقام أهله فأخذوا السيف ، فلما رجع دخل عليه ، فلم ير السيف ، فقال : يا مناف ، أين السيف ويحك ؟ والله إن العَنْزَ لتمنع اسْتَها ، والله ما أرى في أبي جعار غداّ من خير ، ثم قال لهم : إني ذاهبٌ إلى ما لي بعلياء المدينة ، فاستوصوا بمنافٍ خيرًا ، فإني أكره أن أرى لمنافٍ يوم سوءٍ ، قال : فذهب فأخذوه وكسروه وربطوه إلى جنب كلبٍ ميّتٍ ، وألقوه في بئر ، فلما جاء قال : كيف أنتم ؟ قالوا : بخير يا سيدنا ، وسّعَ الله لنا في منازلنا ، وطهّر بيوتنا من الرجس قال : والله إني أراكم قد أسأتم خلافتي في منافٍ ، قالوا : هو ذاك يا سيدنا ، انظر إليه في تلك البئر قال : فأشرف فإذا هم قد ربطوه إلى جنب كلبٍ ، قال : فبعث إلى قومه فجاؤُوا فقال : ألستم على ما أنا عليه ؟ قالوا : بلى ، أنت سيدنا ، قال : فإني أشهدكم أني قد آمنت بما أنزل على محمد.
قال : فلما كان يوم أُحدٍ قال رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم : قوموا إلى جنةٍ عرضها السماوات والأرض أُعِدَّتْ للمتقين ، فقام وهو أعرج ، فقال : والله لأحفزن (1) عليها في الجنة ، قال : فحمل فقاتل حتى قتل.
_حاشية__________
(1) كذا في الأصل والتحفز في المشي : الإسراع ، وفي سير أعلام النبلاء 1/253 : "والله لأقحزن عليها في الجنة" ، وجاء في حواشيه : "أي : لأيِبنَّ" كما في هامش المخطوط ، والقحز : الوثب.(4/374)
5668- أخبرنا محمد بن عمر قال : حدثني عبد الرحمن بن عبد العزيز ، عن عاصم بن عمر بن قتادة قال : لما قدم السبعون أهل العقبة المدينة أظهروا الإسلام ، وفي قومهم بقايا من الأوس والخزرج على شركهم مقيمين على أصنامهم ،
وكان عَمْرو بن الجموح منهم ، وكان من أشرافهم وكان له صنم يقال له مناف يعظمه ويطهره ، وكانت بنو سلمة تذبح ذبائحها على صنم عَمْرو لشرف عَمْرو فيهم ، وكان فتيان من بني سلمة قد أسلموا منهم : معاذ بن جبل ، وعبد الله بن أنيس ، وقطبة بن عامر بن حديدة ، وثعلبة بن عنمة ،
فكانوا يُمهلون حتى إذا ذهب الليل دخلوا بيت صنم عَمْرو بن الجموح ، فيخرجونه فيطرحونه في أنتن حُفَرِ بني سلمة وينكسونه على رأسه ، فإذا أصبح عَمْرو فرآه غمَّهُ ذلك ، فيأخذه فيغسله ويُطَهّرهُ ويُطَيّبهُ ، ثم يعودون لمثل فعلهم ، فلما كثر ذلك على عَمْرو ، وجده يومًا منكسًا في بئر مقرونًا بكلب ، فأبصر شأنه وما هو فيه ، وأتاه قطبة بن عامر بن حديدة ، فقال : مثلك وأنت سيدُنا وشريفُنا تصنع ما تصنع ، تظن أن هذه الخَشَبَة تعقُل شيئًا أو تمنع من شيء ، أيها الرجل ، إنه لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدًا عبده ورسوله.(4/374)
ولقيه عبد الله بن عَمْرو بن حرام فقال : أيها الشيخ أما أني لك أن تبصر ما ترى وما اتِّباعُكَ خشبةً أنت عملتها بيديك ؟ تعلمنّ أني أُذكِرك الله في نفسك أن تموت على ما مات عليه قومك ، قال : فما رام أبو جابر يكلّمه حتى أسلم ، فكان إسلام عمرو بركة على قومه ما يغادر واحد من بني سلمة إلا أسلم ثم أنشأ يقول : شكرًا لله الذي هداه مما كان فيه من العمى والضلالة ، وحين عرف من الله ما عرف وأبصر من شأنه :
الحمد لله العليِّ ذي المننْ ... الواهِبِ الرزاق ديان الدِّيَنْ
هو الذي أنقذني من قبل أن ... أكون في ظلمة قبرٍ مُرْتَهَنْ
والله لو كنت إلهًا لم تكنْ ... أنت وكلبٌ وسط بئر في قَرَنْ
أُفٍّ لمثواك إلهًا مُسْتَدنْ ... فالآن فَتَّشْنَاكَ عن شر الغَبَنْ
وقال عَمْرو بن الجموح أيضًا :
أتوب إلى الله مما مضى ... وأستنقذ الله من ناره
وأحمد ربي بآلائه ... إله الحرام وأحجاره
فسبحانه عدد الخاطئين ... وقطر السماء ومدراره
هداني وقد كنت في ظلمة ... حليف منافٍ وأحجاره(4/375)
5669- أخبرنا معن بن عيسى قال : حدثنا محمد بن مسلم ، عن عَمْرو بن دينار(ح) وأخبرنا الفضل بن دكين قال : حدثني فِطْرُ بن خليفة (1)، والمسعودي ، عن حبيب بن أبي ثابت (ح) وأخبرنا الفضل بن دكين قال : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن محمد بن المنكدر قال : قال رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم : يا بني سلمة ، من سيِّدُكم ؟ قالوا : سيدُنا الجدُّ بن قيس ، وأنّا لنُبَخِّلُهُ ، قال : وأي داءٍ أدوى من البُخلٍ ؟ بل سيدكم الجعدُ الأبيض عَمْرو بن الجموح.
أخبرنا محمد بن عمر قال : كان عَمْرو بن الجموح لم يشهد بدرًا ، وكان رجلاَّ أعرج ، فلما أراد رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم الخروج إلى أحدٍ منعه بنوهُ من الخروج ، وقالوا : قد عذرك الله وبك من الزَّمانةِ ما بك ، فأتى عَمْرو رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم فقال : يا رسول الله إن بنيَّ يريدون أن يحبسوني عن الخروج معك إلى هذا الوجه ، والله إني لأرجو أن أَطَأَ بِعَرْجَتي هذه في الجنة ، فقال رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم : أما أنت فقد عذرك الله ولا جهاد عليك ، ثم قال لبنيه : لا عليكم أن لا تمنعوه لعل الله يرزقه الشهادة ، فخلوا عنه ، قالت امرأته هند بنت عَمْرو بن حرام : كأني أنظر إليه مُولّيًا قد أخذ دَرْقَتَهُ وهو يقول : اللهم لا تردني إلى أهل خُرْبَى وهي منازل بني سلمة.
قال أبو طلحة : فنظرت إلى عَمْرو بن الجموح حين انكشف المسلمون ثم ثابوا وهو في الرعيل الأول لكأني أنظر إلى ظَلَع في رجله يقول : أنا والله مشتاق إلى الجنة ، ثم أنظرُ إلى ابنه خلاّدٍ يعدو في أثره حتى قتلا جميعاً.
_حاشية__________
(1) تحرف في الأصل إلى "قطر بن خليفة" وصوابه من التقريب وتاريخ الإسلام للذهبي.(4/376)
5670- أخبرنا عبيد الله بن موسى قال : أخبرنا إسرائيل ، عن سعيد بن مسروق ، عن مسلم بن صبيح ، أن عَمْرو بن الجموح قال لبنيه : أنتم منعتموني الجنة يوم بدرٍ ، والله لئن لقيت لأدخلن الجنة ، فبلغ ذلك عمر فلقيه ، فقال : أنت القائل كذا وكذا ، قال : فلما لقيَ يوم أُحدٍ ، قال عمر : فلم يكن لي هَمٌّ غيره ، وطلبته فإذا هو في الرعيل الأول.(4/377)
5671- أخبرنا موسى بن إسماعيل قال : حدثني عبد العزيز بن محمد الدراوردي ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، عن النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم قال : نعم الرجل عَمْرو بن الجموح.(4/377)
5672- أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب ، قال : حدثنا مالك بن أنس ؛ أن عبد الله بن عَمْرو (بن حرام)، وعَمْرو بن الجموح كُفنا في كفنٍ واحدٍ ، وقُبرا في قبرٍ واحدٍ (1).
_حاشية__________
(1) الذهبي في السير ج 1/255 وما بين الحاصرتين منه.(4/377)
5673- أخبرنا معن بن عيسى قال : حدثنا مالك بن أنس ، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة المازني ، أنه بلغه أن عَمْرو بن الجموح ، وعبد الله بن عَمْرو بن حرام الأنصاريين ثم السلميين ، كان السيل قد خرب قبرهما وكانا في قبرٍ واحدٍ ، وهما ممن استشهد يوم أحدٍ ، وكان قبرهما مما يلي السيل ، فحُفِرَ عنهما ليغيرا من مكانهما فوُجِدا لم يتغيرا كأنما ماتا بالأمس ، وكان أحدهما قد جُرِحَ فوضع يده على جرحه فدُفِنَ وهو كذلك ، فأُمِيطَتْ يده عن جُرحِه ، ثم أُرسلت ، فرجعت كما كانت ، وكان بين يوم أُحدٍ ويوم حُفِرَ عنهما سِتٌّ وأربعون سنة.(4/377)
695- أبو قتادة بن رِبْعيّ بن بَلْدَمة بن خُناس بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة.
وأُمُّه كبشةُ بن مُطَهِّر بن حرام بن سواد بن غنم ، من بني سلمة.
وقد اختلف علينا في اسم أبي قتادة . قال محمد بن إسحاق : الحارث بن ربعي ، وقال عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري ، ومحمد بن عمر : النعمان بن ربعي ، وقال غيرهما : عَمْرو بن ربعي ، فولد أبو قتادة : عبد الله ، وعبد الرحمن ، وأمهما سُلافة بنت البراء بن معرور بن صخر بن خَنساء بن سنان بن عبيد ، من بني سلمة ، وثابتًا ، وعبيدًا ، وأم البنين ، وأمهم أم ولدٍ . وأم أبان وأمها من الأزد ، شهد أبو قتادة أُحدًا والخندق وما بعد ذلك من المشاهد مع رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم.(4/378)
5674- أخبرنا محمد بن عمر قال : حدثنا يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة ، عن أمه ، عن أبيه ، عن أبي قتادة ، قال : أدركني رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم يوم ذي قَرَد ، فنظر إليّ وقال : اللهم بارك له في شعره وبشره ، وقال : أفلح وجهك ، قلت : ووجهك يا رسول الله ، قال : قتلت مسعدة ؟ قلت : نعم ، قال : فما هذا الذي بوجهك ؟ قلت : سهم رميت به يا رسول الله ، قال :فادن مني ، فدنوت منه فبصق عليه ، فما ضرب عَلَيَّ قطّ ولا قاح ، ومات أبو قتادة وهو ابن سبعين سنة وكأنه ابن خمس عشرة سنة.(4/378)
5675- أخبرنا عارم بن الفضل قال : حدثنا حماد بن زيد ، عن أيوب ، عن محمد بن سيرين ، أن النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم أرسل إلى أبي قتادة ، فقيل : يَتَرَجَّل ، ثم أرسل إليه فقيل : يترجل ثم أرسل إليه ، فقيل : يترجل ، فقال : احلقوا رأسه ، فجاء فقال : يا رسول الله دعني هذه المرة ، فوالله لأُعْتِبَنَّك ، فكان أول ما لقي قتل مسعدة رأس المشركين.(4/378)
5676- أخبرنا محمد بن عمر ، عن أبي حدرد الأسلمي قال : بعث رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم أبا قتادة سرية ومعه خمسة عشر رجلاَّ أنا أحدهم إلى غطفان نحو نجد ، وهي سَرِيَّةُ خَضِرَة ، وذلك في شعبان سنة ثمان ، فشددنا على الحاضر فأصَبْنَا سبيًا ونعمًا وشاءً.(4/379)
5677- أخبرنا محمد بن عمر قال : حدثني عبد الله بن يزيد بن قُسَيط ، عن أبيه ، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي حدرد ، عن أبيه قال : لما توجه رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم إلى غزوة الفتح بعثنا سرية إلى بطن إِضَمِ ، وأميرنا أبو قتادة لِيَظُنَّ ظانٌّ أن رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم يتوجه إلى تلك الناحية ، ولأن تذهب بذلك الأخبار.(4/379)
5678- أخبرنا معن بن عيسى قال : حدثنا محمد بن عَمْرو ، عن محمد بن سيرين ، أن رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم رأى أبا قتادة يُصلي ويتَّقِي شعره ، فأراد أن يَجُزَّهُ ، فقال له أبو قتادة : يا رسول الله إن لله علي إن تركته أن أرضيك ، قال : فتركه ، فأغار مسعدةُ الفزاري على سرح أهل المدينة ، فركب أبو قتادة فلقي مسعدة فقتله ، وغشَّاهُ بُردَتَهُ ، قال : فجاء الناس فقالوا : هذه بردة أبي قتادة ، قال : فكُشِفَ فإذا مسعدة الفزاري المقتول.
5679- أخبرنا معن بن عيسى قال : حدثنا عبد الرحمن بن زيد ، عن زيد بن أسلم ، أن أبا قتادة حين توجه إلى اللقاح قال :
ألا عليك الخيل إن ألمَّتِ ... إن لم أُدافِعها فجُزوا لِمَّتي(4/379)
5680- أخبرنا معن بن عيسى قال : حدثنا مالك بن أنس ، عن يحيى بن سعيد ، أن أبا قتادة الأنصاري قال لرسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم : إن لي جُمةً أَفَأُرَجَّلها ؟ فقال رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم : نعم وأكرِمها ، قال : فكان أبو قتادة ربما دهنها في اليوم مرتين من أجل قول رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم : فأكرمها.(4/379)
5681- أخبرنا معن بن عيسى قال : حدثنا مالك بن أنس ، عن يحيى بن سعيد ، عن عمر بن كثير بن أفلح ، عن أبي محمد مولى أبي قتادة الأنصاري ، عن أبي قتادة الأنصاري ثم السلمي أنه قال : خرجنا مع رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم عام حنين ، فلما التقينا كانت للمسلمين جولة ، فرأيت رجلاَّ من المشركين قد علا رجلاَّ من المسلمين ، قال : فاستدرت له حتى أتيته من ورائه ، فضربته على حبل عاتقه ، قال : وأقبل علي فضمني ضمةً وجدت فيها ريح الموت ، ثم أدركه الموت فأرسلني ، فلحقت عمر بن الخطاب فقلت له : ما بال الناس ؟ فقال : أمر الله ، ثم إن الناس رجعوا فقال رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم: من قتل قتيلاَّ له عليه بينةٌ فله سلبه ، قال أبو قتادة : فقمت فقلت : من يشهدُ لي ؟ ثم جلست ، قال : ألك بينةٌ ؟ فقمت ، فقال رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم : ما لك يا أبا قتادة ؟ واقتصصت عليه القصة ، فقال رجلٌ من القوم : صدق يا رسول الله ، وسلب ذلك القتيل عندي ، فأرضه (1) منه ، فقال : أبو بكر الصديق : لاها الله ، إذًا لا يَعْمِد إلا أسد من أُسْد الله يقاتل عن الله وعن رسوله فيعطيك سلبه ، فقال رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم : صدق فأعطه إياه ، قال أبو قتادة : فأعطاني إياه فَبِعْتُ الدرع فابْتَعْتُ به مَخْرَفًا في بني سلمة ، فإنه لأول مال تأثَّلْتُهُ في الإسلام.
_حاشية__________
(1) فأرضه : كذا في سبل الهدى وسير أعلام النبلاء ، وفي الأصل "فأرضيه"(4/379)
5682- أخبرنا سفيان بن عيينة ، عن يحيى بن سعيد ، عن عمر بن كثير بن أفلح ، عن أبي محمد رجلٍ من الأنصار ، عن أبي قتادة ، أن النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم نفَّلَ أبا قتادة سلب رجل قتله.(4/380)
5683- أخبرنا عفان بن مسلم ، وكثير بن هشام ، قالا : حدثنا حماد بن سلمة قال : أخبرنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، عن أنس بن مالك ، قال كثير في حديثه ، إن النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم قال : من قتل كافرًا فله سلبه ، وقالا : جميعًا قال : قال أبو قتادة يوم حنين : يا رسول الله ، إني ضربت رجلاَّ على حبل العاتق وعليه دِرْعٌ له فأُجْهِضْتُ عنه ، وقد قال : فأعجلت عنه قال : فقام رجل فقال : أنا أخذتها فأرضه منها وأعطيتها وكان رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم لا يُسْأَل شيئًا إلا أعطاه أو سكت - فسكت رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم فقال عمر : لا يُضِيئُها الله على أسدٍ من أُسْدِهِ ويُعْطِيكها ، فضحك رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ، وقال : صدق عمر.(4/380)
5684- قال : أخبرنا محمد بن عمر قال : حدثنا أسامة بن زيد الليثي ، عن الأعرج ، عن عبد الله بن أبي قتادة ، عن أبيه قال : لما كان يوم حنين ضربت رجلاَّ بالسيف فقتلته ، فجاء رجلٌ فنزع الدرع عنه ، فخاصمته إلى رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم فقضى لي بها ، فبعتها من حاطب بن أبي بلتعة بسبع أواقٍ.(4/381)
5685- أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس قال : حدثني سليمان بن بلال ، عن أسيد بن أبي أسيد البراد ، عن أمه ، قالت : قلنا لأبي قتادة : ما لك لا تُحَدَّثُ عن النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم كما يحدث عنه الناس ؟ فقال أبو قتادة : سمعت النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم يقول : من كذب علي متعمداً
فليُسَهِّل لجنبه مضجعًا من النار ، وجعل النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم يقوله وهو يمسح الأرض.(4/381)
5686- أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي قال : حدثنا عكرمة بن عمار قال : حدثني عبد الله بن عبيد بن عمير ، أن عمر بن الخطاب بعث أبا قتادة فقتل ملك فارس بيده ، قال : وعليه منطقةٌ ثمنها خمسة عشر ألف درهم ، قال : فَنَفَّلَهَا إياه عمر.(4/381)
5687- أخبرنا عَمْرو بن الهيثم أبو قطن ، عن ابن أبي ذئب ، عن عثمان بن عبيد الله قال : رأيت أبا قتادة يُصَفِّرُ لحيته ونحن في الكتاب.(4/381)
5688- أخبرنا عَمْرو بن عاصم الكلابي قال : حدثنا همام بن يحيى ، قال : حدثنا قتادة ، أن أبا قتادة كان لبس الخَزّ.(4/381)
5689- أخبرنا محمد بن عمر قال : حدثني يحيى بن عبيد الله بن أبي قتادة قال : توفي أبو قتادة بالمدينة سنة أربع وخمسين وهو ابن سبعين سنة.
قال محمد بن عمر : ولم أر بين ولد أبي قتادة وأهل البلد عندنا اختلافًا ؛ أن أبا قتادة توفي بالمدينة.
وروى أهل الكوفة أنه توفى بالكوفة وعلي بن أبي طالب بها ، وهو صلَّى عليه ، فالله أعلم.(4/381)
5690- أخبرنا يعلى بن عبيد ، وعبد الله بن نمير ، قالا : حدثنا إسماعيل بن أبي خالد ، عن موسى بن عبد الله بن يزيد الأنصاري ، قال يعلى في حديثه ، قال : أتانا علي ، وقال عبد الله بن نمير قال : صلى عليٌّ على أبي قتادة فكبَّر عليه سبعاً.(4/382)
696- جابر بن عبد الله بن عَمْرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة ، ويكنى أبا عبد الله.
وأُمُّه أنيسة بنت عنمة بن عدي بن سنان بن نابئ بن عَمْرو بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة.
فولد جابر بن عبد الله : عبد الرحمن ، وأم حبيب ، وأمها سُهَيمة بنت مسعود بن أوس بن مالك بن سواد بن ظفر ، من الأوس. ومحمد بن جابر ، وحميدة ، وأمها أم الحارث بنت محمد بن مسلمة بن سلمة ، من بني حارثة من الأوس . وميمونة بنت جابر ، وأمها أم ولد.
وشهد جابر بن عبد الله العقبة مع السبعين من الأنصار وكان أصغرهم يومئذٍ ، وأراد شهود بدرٍ فخلفه أبوه على أخواته وكُنّ تسعًا ، وخلّفه أيضًا حين خرج إلى أُحد وشهد ما بعد ذلك من المشاهد.(4/382)
5691- أخبرنا محمد بن عمر قال : حدثنا إبراهيم بن جعفر ، عن أبيه قال : سألنا جابر بن عبد الله : كم غزا رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم؟ قال : سبعًا وعشرين غزوةً غزا بنفسه ، وغزوت معه منها سِتّ عشرة غزوةً ، لم أقدر أن أغزو حتى قتل أبي رحمه الله بأحُد وكان يخلفني على أخواتي ، وكن تسعًا ، فكانت أول غزوة غزوتها معه حمراء الأسد ، إلى آخر مغازيه صَلى الله عَليهِ وَسلَّم.(4/382)
5692- أخبرنا محمد بن عمر قال : حدثنا عبد الله بن مسلم الجهني ، عن أبي عتيق ، عن جابر بن عبد الله قال : كنت رفيق عبد الله بن رواحة في غزوة المُرَيْسيع.(4/383)
5693- أخبرنا محمد بن عبيد قال : حدثنا الأعمش ، عن أبي سفيان ، عن جابر قال : كنتُ مَنِيحَ أصحابي يوم بدر.
قال محمد بن سعد : فذكرت ذلك لمحمد بن عمر فقال : هذا غلطٌ من رواية أهل العراق في جابر وأبي مسعود الأنصاري ، يُصَيِّرُونهما فيمن شهد بدرًا ، ولم يرو ذلك موسى بن عقبة ، ومحمد بن إسحاق ، وأبو معشر ، ولا أحد ممن روى السيرة.(4/383)
5694- أخبرنا عبد الله بن نمير ، عن مجالد بن سعيد ، عن عامر الشعبي ، عن جابر بن عبد الله قال : لما قتل أبي يوم أحدٍ دعاني النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم فقال : أتُحِبُّ الدراهم ؟ قال : قلت : نعم ، قال : لو قد جاءتني دراهم أعطيتك هكذا وهكذا ، قال : فمات النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم قبل أن يعطيني ، فلما استُخلف أبو بكر رحمه الله أتاه مال من البحرين فدعاني فقال : خذ كما قال رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ، قال : فأخذت بكفَّيّ جميعًا وأخذت الثالثة أقلّ منه ، فقلت عُدّ هذا ، فأعطوني مثله مرتين ، فَعُدّ فوجد سبعمائة وخمسون ، وأعطوني مثلها مرتين.(4/383)
5695- أخبرنا معن بن عيسى قال : حدثنا مالك بن أنس ، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن أنه قال : قُدِمَ على أبي بكر بمالٍ من البحرين ، فقال : من كان له عند رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم : وأْيٌ أو عِدَةٌ فليأتني ، فجاءه جابر بن عبد الله الأنصاري فحفن له ثلاث حفناتٍ.(4/383)
5696- أخبرنا عفان بن مسلم قال : حدثنا حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن أبي المتوكل ، عن جابر بن عبد الله ، أن رسول الله ، مرّ بجابر في غزوة تبوك وقد اعتل بعيره ، فقال : ما شأنك يا جابر ؟ فقلت : بعيري قد رَزم ، قال : فأتاه من قِبَلِ عَجُزه فدعا وزجره ، قال : فلم يزل يقدم الإبل ، قال : فأتى علي ، فقال : ما فعل البعير ؟ قلت : ها ، فزجره فلم يزل يقدم الإبل ، قال : وأتى عَلَيّ فقال : ما فعل البعير ؟ قلت : ما زال يقدمها ، قال : بكم أخذته ؟ فقلت : بثلاثة عشر دينارًا ، قال : فبعني بالثمن ولك ظهره إلى المدينة ، قال : قلت : نعم ، قال : فلما قدمت المدينة خطمتُهُ ثم أتيت به النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم فأعطاني الثمن وأعطاني البعير.(4/384)
5697- أخبرنا عارم بن الفضل قال : حدثنا حماد بن زيد قال : حدثنا أيوب ، عن أبي الزبير ، عن جابر بن عبد الله قال : أتى عَلَيّ رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم وقد أعيا عَلَيَّ بعيرٌ لي ، قال فدعا ، ثم قال : اركب ، ثم نخسه بعودٍ معه ، قال : فوثب وقال رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم : استمسك ، قال : فجعلت أعنجه على رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم لأسمع حديثه ، قال : فأتى عَلَيّ رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم فقال : أتبيعني بعيرك يا جابر ؟ قال : قلت : نعم أبيعكهُ بخمس أواقٍ ولي ظهره حتى أبلغ ، قال : فجعل لي ظهره حتى بلغت ، فلما قدمت أتيته به فنقدني خمس أواقٍ وزادني قيراطًا وهبهُ لي بعدُ.(4/384)
5698- أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب قال : حدثنا عبد الله بن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، قال : قال جابر بن عبد الله : أعيا جملي فمرّ عَلَيّ رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم وأنا أضربه فلا ينبعث ، فقال لي رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم : اركب ، فقلت : يا رسول الله بحسبي أن يمشي ، قال : فأمرني فركبته وقد نضح قبل ذلك بماءٍ في وجهه ودُبُره ، فركبته فضربته بعُصَيَّةٍ فانبعث فما كدت أمسكه.(4/384)
5699- أخبرنا وكيع ، عن شعبة ، عن محاربٍ ، عن جابر بن عبد الله قال : اشترى مني ، يعني النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ، بعيرًا فوزن لي ثمنه وأرجح لي.(4/384)
5700- أخبرنا وكيع ، عن مسعود ، عن محارب السّدُوسي ، عن جابر بن عبد الله قال : كان لي على النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم دَيْنٌ فقضاني وزادني.(4/384)
5701- أخبرنا كثير بن هشام ، قال : حدثنا حماد بن سلمة ، عن أبي الزبير ، عن جابر قال : استغفر لي النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم خمسًا وعشرين مرةً ليلة البعير.(4/385)
5702- أخبرنا يحيى بن آدم ، وقبيصة بن عقبة ، قالا : حدثنا سفيان ، عن الأسود بن قيس ، عن نُبَيْح ، عن جابر بن عبد الله قال : جاءنا رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم فقلت لامرأتي لا تسألي رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم شيئًا ، فقالت : يخرج رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم من عندنا ولم نسأله ؟ فنادته ، يا رسول الله صلِّ عليَّ وعلي زوجي ، فقال : صلى الله عليك وعلى زوجك ، قال قبيصة في حديثه : ومشوا خلفه ، قال : امشوا أمامي ، خلّوا ظهري للملائكة.(4/385)
5703- أخبرنا كثير بن هشام الدستوائي ، عن أبي الزبير ، عن جابر بن عبد الله قال : اشتكيت وعندي سبع أخوات لي فدخل علي رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم فنفخ في وجهي فأفقت ، فقلت : يا رسول الله ، ألا أوصي لأخواتي بثلثين ؟ قال : أحسن ، قال : قلت الشطر ، قال : أحسن ، ثم خرج وتركني ثم رجع فقال لي : يا جابر إني لأراك ميتًا من وجعك هذا ، وإن الله تبارك وتعالى قد أنزل ، فبيَّن الذي لأخواتك فجعل لهن الثلثين ،قال : فكان جابر يقول : أنزِلت هذه الآية فِيَّ : {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلاَلَةِ}.(4/385)
5704- أخبرنا قبيصة بن عقبة قال : حدثنا سفيان ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله قال : جاءني رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم يعودني فنزلت فيّ آية الميراث.(4/385)
5705- أخبرنا عَمْرو بن الهيثم أبو قطن قال : حدثنا شعبة ، عن محمد بن المنكدر ، قال : سمعت جابر بن عبد الله يقول : أتاني رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم يعودني مريضًا لا أعقل ، فتوضّأ فصبّ عليّ من وَضُوءه أو من ماءه فأفقت فقلت : يا رسول الله ، إنما يرثني كلالة ، قال : فنزلت آية الفرض.(4/385)
5706- أخبرنا سفيان بن عيينة ، عن ابن المنكدر ، سمع جابرًا يقول : مرضت فأتاني رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم يعودني ماشيًا ومعه أبو بكر ، فوجدني قد أُغْمِي عليّ ، فتوضأ ثم صب وضوءه علي فأفقت ، فقلت : يا رسول الله ، كيف أصنع في مالي ؟ فلم يُجِبْني حتى نزلت آية الميراث : {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلاَلَةِ} الآية.(4/385)
5707- أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي قال : حدثني ليث بن سعد ، قال : حدثنا أبو الزبير ، عن جابر بن عبد الله قال : بعثني رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم بحاجة فأدركته فسلمت عليه وهو يصلي فأشار إلي ، فلما فرغ دعاني فقال : إنك سلّمت آنفًا وأنا أصلي وهو متوجه حينئذٍ نحو المشرق.(4/386)
5708- أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي ، قال : حدثنا ليث بن سعد ، عن أبي الزبير ، عن جابر بن عبد الله قال : كنا يوم الحديبية ألف وأربعمائة فبايعناه وعُمر آخذ بيده تحت الشجرة ، وهي سَمُرَةٌ ، فبايعناه على أن لا نفرّ ولم نبايعه على الموت.(4/386)
5709- أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي ، قال : حدثنا أبو عوانة ، قال : بايعنا نبي الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم يوم الحديبية على أن لا نفر.(4/386)
5710- أخبرنا عفان بن مسلم ، قال : أخبرنا خالد بن عبد الله ، قال : أخبرنا حصين ، عن سالم بن أبي الجعد ، وأبي سفيان ، عن جابر بن عبد الله قال : أقبلت عيرٌ يوم الجمعة ونحن مع رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم فانفتل الناس فلم يبق مع النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم إلا اثنا عشر رجلاَّ أنا منهم ، فأنزل الله تبارك وتعالى : {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا}.(4/386)
5711- أخبرنا موسى بن إسماعيل قال : حدثنا محمد بن دينار ، عن سعيد بن يزيد ، عن أبي نضرة قال : كان جابر بن عبد الله الأنصاري عريفًا عَرَّفه عمر بن الخطاب.(4/386)
5712- أخبرنا علي بن عبد الله بن جعفر قال : حدثنا سفيان قال : حدثني الوليد بن كثير ، عن وهب بن كيسان ، عن جابر بن عبد الله قال : لما قدم بُسر بن أرطاة المدينة أخذ الناس بالبيعة ، قال : فجاءت بنو سلمة وتغيب جابر قال : فقال : لا أبايعكم حتى يجيء جابر ؟ قال : فانطلق جابر إلى أم سلمة فسألها ، فقالت : هذه بيعة لا أرضاها ، اذهب فبايع تحقِن بها دمك.(4/386)
5713- أخبرنا محمد بن عمر قال : وحدثني ابن أبي سبرة ، عن عبد المجيد بن سهيل ، عن عوف بن الحارث قال : رأيت جابر بن عبد الله دخل على عبد الملك بالمدينة ، فرحب به عبد الملك وقربه ، فقال جابر : يا أمير المؤمنين ، إن هذه حيث ترى ، وهي طَيْبَة ، سماها النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم وأهلها مجهدون ، فإن رأى أمير المؤمنين أن يصل أرحامهم ويعرف حقهم فعل ، قال : فكره ذلك عبد الملك وأعرض عنه ، وجعل جابر يلح عليه حتى أومأ قبيصة إلى ابنه وهو قائده ، وكان جابر قد ذهب بصره أن سَكِّتْهُ ، قال : فجعل ابنه يُسكِّتُهُ ، قال جابر : ويحك ما تصنع بي ؟ قال : اسكت ، فسكت جابر ، فلما خرج أخذ قبيصة بيده فقال : يا أبا عبد الله ن إن هؤلاء القوم صاروا ملوكًا ، فقال له جابر : أبلى الله بلاءً حسنًا فإنه لا عذر لك وصاحبك يسمع منك ، قال : يسمع ولا يسمع إلا ما وافقه ، وقد أمر لك أمير المؤمنين بخمسة آلاف درهم ، فاستعن بها على زمانك فقبلها جابر.(4/386)
5714- أخبرنا عبيد الله بن موسى ، والفضل بن دكين ، ومحمد بن عبد الله الأسدي قالوا : حدثنا سفيان ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله قال : دخلت على الحجاج فما سلمت عليه ، قال عبيد الله بن موسى في حديثه : وكان لا يصلي خلفه.(4/387)
5715- أخبرنا محمد بن عمر قال : حدثني ابن أبي ذئب ، قال : حدثني من رأى الحجاج خَتَم في يد جابر بن عبد الله بالمدينة.(4/387)
5716- أخبرنا محمد بن عمر ، عن أُبَيّ بن عباس ، عن سهل بن سعد الساعدي (1)، عن أبيه ، قال : كنا بمنىً فجعلنا نخبر جابر بن عبد الله ما نرى من إظهار قُطُف الخَزِّ والوشْي ، يعني السلطان ، وما يصنعون ، قال : ليت سمعي قد ذهب كما ذهب بصري حتى لا أسمع من حديثهم شيئًا ولا أبصره.
_حاشية__________
(1) تحرف في المطبوع إلى "سهل (عن) سعد الساعدي" وأثبتناه عن "سير أعلام النبلاء" 3/193، و"تاريخ دمشق" 11/235(4/387)
5717- أخبرنا الفضل بن دكين قال : حدثنا إبراهيم بن إسماعيل بن مُجَمِّع قال : أخبرنا أبو الزبير ، أنه رأى جابر بن عبد الله يصلي في ثوبٍ واحدٍ مُتَوَشِّحًا به ، وأن جابرًا أخبره أنه دخل على نبي الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم وهو يصلي في ثوبٍ واحدٍ مُتَوَشِّحًا به.(4/387)
5718- أخبرنا محمد بن عبيد قال : حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان ، عن عطاء ، قال : صلى جابر بن عبد الله بأصحابه في ثوبٍ واحدٍ.(4/387)
5719- أخبرنا يزيد بن هارون ، قال : أخبرنا شريك ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل ، قال : رأيت جابر بن عبد الله يصلي في إزار مؤتزرًا به ليس له غيره.(4/388)
5720- أخبرنا عَمْرو بن الهيثم أبو قطن قال : حدثني أبو حنيفة ، عن عطاء ، أنه رأى جابر بن عبد الله يصلي في قميصٍ واحدٍ ليس عليه إزارٌ ولا رداءٌ.(4/388)
5721- أخبرنا عفان بن مسلم قال : حدثنا حماد بن زيد ، قال : حدثنا عَمْرو بن دينار ، عن محمد بن علي قال : رأيت جابر بن عبد الله بعد ما عمي يصلي في ثوب قد خالف بين طرفيه.(4/388)
5722- أخبرنا يعلى بن عبيد قال : حدثنا أبو بكر المدني قال : كان جابر بن عبد الله لا يبلغ إزاره كعبه ، وكان يكره جَرَّ الإزار والرِّداء ويقول : هو خُيلاء ، ورأيت على جابر بن عبد الله عمامةً بيضاء (1) قد أرسلها من ورائه ، ورأيته يصلي في ثوبٍ واحدٍ مُتَوَشِّحًا به.
_حاشية__________
(1) بالنسخة المطبوعة منسوخة "بيضا".(4/388)
5723- أخبرنا الفضل بن دكين قال : حدثنا عبد الرحمن بن الغسيل ، عن عاصم بن عمر بن قتادة ، قال : أتانا جابر بن عبد الله وعليه مُلاءتان وقد أُصيب بصره مُصَفِّرًا لحيته ورأسه بالورس ، وفي يده قدح.(4/388)
5724- أخبرنا خالد بن مخلد ، قال : حدثنا خارجة بن الحارث بن رافع بن مكيث ، قال رأيت جابر بن عبد الله وعليه قلنسُوةٌ بيضاء مُضرّبةٌ.(4/388)
5725- أخبرنا خالد بن مخلد قال : حدثنا عبد الله بن عمر ، عن وهب بن كيسان قال : رأيت جابر بن عبد الله يلبس الخَزَّ.(4/388)
5726- أخبرنا محمد بن عمر قال : أخبرنا سلمة بن وردان قال : رأيت جابر بن عبد الله أبيض الرأس واللحية.(4/388)
5727- أخبرنا يزيد بن هارون ، وكثير بن هشام ، ويحيى بن عباد ، والحسن بن موسى ، قالوا : حدثنا حماد بن سلمة ، عن عمار بن أبي عمار قال : رأيت جابر بن عبد الله أبيض الرأس واللحية.(4/388)
5728- أخبرنا الفضل بن دكين قال : حدثنا عبد الرحمن بن النعمان الأنصاري ، قال : حدثني محمد بن كليب بن جابر ، قال : كان جابر بن عبد الله يُصَفِّرُ لحيته.(4/388)
5729- أخبرنا عبد الله بن نمير ، قال : حدثنا الأعمش ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن جابر بن عبد الله قال : مرّ عليّ رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ، ومعي بعيرٌ لي مُعتل وأنا أسوقه في آخر القوم ، فقال : ما لبعيرك ؟ قلت : معتل أو ظالعٌ ، قال : فأخذ بذنبه فضربه ، ثم قال : اركب ، فلقد رأيتني في أول القوم وإني لأحبسه ، فلما دنونا أردت أن أتعجل إلى أهلي ، فقال : لا تأتِ أهلك طُرُوقًا ثم قال : أتزوجت ؟ قال : قلت : نعم ، قال : بكرًا ، أم ثَيِّبًا ؟ قال : قلت : ثيبًا ، قال : فهلاَّ بكرًا تلاعبها وتلاعبك ؟ قال : قلت : يا رسول الله ، إن عبد الله ترك جواري ، فكرهت أن أضُمّ إليهن مثلهن ، فأردت أن أتزوج امرأة قد عقلت ، فسكت ، فما قال أحسنت ولا أسأت ، ثم قال : بعني بعيرك هذا ، قلت : هو لك يا رسول الله ، قال : بعنيه ، قلت : هو لك يا رسول الله ، فلما أكثر عليّ قلت : إن لرجل عليّ أوقية ذهبٍ هو لك بها ، قال : نعم ، تبلغ عليه إلى أهلك ، وأرسل إليّ بلالاَّ فقال : أعطه أوقية ذهب وزد ، فأعطاني أوقية ذهب وزادني قيراطًا ، فجعلته في كيس وقلت : لا يفارقني هذا القيراط ، شيء زادنيه رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم فلم يزل (1) عندي حتى أخذه أهل الشام فيما أخذوا يوم الحرة.
_حاشية__________
(1) تكررت هذه الكلمة هنا في الأصل ، ولكنها جاءت دون تكرار لدى أحمد في مسنده 3/314.(4/389)
5730- أخبرنا وكيع بن الجراح ، عن سفيان ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله ، أن النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم قال له : أبكرًا تزوجت أم ثيبًا ؟ قال : ثيبًا ، قال : فهلا بكرًا تلاعبها ؟(4/389)
5731- أخبرنا وكيع ، عن سفيان ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله قال : لما تزوجتُ قال لي النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم : هل اتخذتم أنماطًا ؟ قال : قلت : يا نبي الله ، وأنى لي بالأنماط ؟ قال : أما إنها ستكون.
قال جابر : وعند امرأتي نمط ، وأنا أقول لها : نحيه عني ، وهي تقول : أليس قد قال النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم : أما إنها ستكون ؟.(4/389)
5732- أخبرنا إسحاق بن يوسف الأزرق ، والفضل بن دكين ، قالا : حدثنا زكريا ، عن الشعبي ، عن جابر بن عبد الله قال : كنت أسيرُ على جمل لي فأعيَى فأردت أن أسيبه فلحقني رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم فضربه ودعا له ، فسار سيرًا لم يسر مثله ، فقال لي : بعنيه بأوقيةٍ ، قال : قلت : لا ، قال : بعنيه فبعته بأوقية واستثنيت عليه حُملانَه إلي أهلي ، فلما قدمت أتيتُه بالجمل ، فنقدني ثمنه ، فلما مضيت ردّني ، وقال : لعلك ترى أني إنما ماكستُك لآخذ جملك ، خُذ جملك ودراهمك فهما لك.(4/390)
5733- أخبرنا هشام بن إبراهيم قال : حدثني أبو عقيل قال : حدثنا أبو المتوكل الناجي ، قال : أتيت على جابر بن عبد الله فقلت : حدِّثْني بما شَهِدْتَ من رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم فقال : سافرت معه بعض أسفاره ، قال أبو عقيل : شككتُ لا أدري غزوة أو ، فلما أن أقبلنا قال النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم : من أحب أن يتعجل إلى أهله فليتعجل ، قال جابر : فأقبلنا وأنا على جمل أرمك ليس فيها شبهة ، فإذا الناس خلفي ، فبينما أنا كذلك إذ قام عَلَيَّ فقال لي النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم : أتبيع الجمل يا جابر ؟ قال : قلت : نعم يا نبي الله ، قال : ناولني السوط واستمسك ، قال : فناولته السوط فضربه ضربةً فوثب وثبةً فإذا هو بين يدي الإبل ، فلما أن قدمنا المدينة قدمت ودخل النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم المسجد في طوائف من أصحابه ، فدخلت عليه وعقلت الجمل ناحية البلاط ، فقلت له : يا رسول الله هذا جملك ، فخرج يطيف بالجمل ، ويقول : الجمل جملنا ، فبعث إلى أواقي من ذهب ، فقال : أعطوها جابرًا ، وقال لي : استوفيت يا جابر الثمن ؟ قال قلت : نعم يا نبي الله ، قال : الثمن لك والجمل لك يا جابر.(4/390)
5734- أخبرنا معن بن عيسى قال : حدثنا بلال بن أبي مسلم قال : رأيت جابر بن عبد الله ليس بين عينيه أثر السجود.(4/390)
5735- أخبرنا قبيصة بن عقبة ، قال : حدثنا سفيان ، عن محمد بن عجلان ، عن عثمان بن عبيد الله بن أبي رافع ، قال : رأيت جابر بن عبد الله يُحْفِي شاربه أخي الحلق.(4/390)
5736- أخبرنا معن بن عيسى ، قال : حدثنا عبد الله بن المؤُمَّل ، عن عطاء بن أبي رباح ، أن جابر بن عبد الله كان يَؤُمُّهم وهو أعمى.(4/391)
5737- قال : أخبرنا محمد بن عمر قال : وحدثني عبد الملك بن وهب ، عن أبي حرملة ، عن عبد الله بن نيار قال : أرسل أبان بن عثمان إلى ولد جابر : إذا مات أبوكم فلا تقبروه حتى أصلي عليه ، فمات ضَحوةً فجاءهم أبان فقال : أين تقبروه ؟ قالوا : حيث تُقْبَرُ موتانا ببني سلمة ، وجاء معه بكفنٍ فرأيت بُردًا من ذلك الكفن على جابر.(4/391)
5738- أخبرنا محمد بن عمر قال : حدثني خارجة بن الحارث ، أن أبان بن عثمان أرسل إلى آل جابر بن عبد الله حين مات : لا تُحدِثوا فيه شيئًا حتى آتيكم ، فجاءهم ببني سلمة فصلى عليه.(4/391)
5739- أخبرنا محمد بن عمر قال : حدثنا يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة ، عن أسيد بن أبي أسيد قال : رأيت أبان بن عثمان صلى على جابر بن عبد الله في بني سلمة.(4/391)
5740- أخبرنا محمد بن عمر قال : حدثنا إسحاق بن عبيد الله بن سُليم ، عن يزيد بن رومان قال : رأيت أبان بن عثمان صلى على جابر بن عبد الله ببني سلمة.(4/391)
5741- أخبرنا محمد بن عمر قال : حدثني محمد بن عَمْرو السَّمَعي (1)، عن محمد بن يحيى بن حبان قال : رأيت أبان بن عثمان يوم مات جابر بن عبد الله على بَغلةٍ وَرْدٍ ، ومعه غلام يعدُو بين يديه حتى جاء بني سلمة ، وقد حشد الناس لشُهود جابر بن عبد الله ، فصلى عليه ببني سلمة.
_حاشية__________
(1) قيده ابن ناصر الدين في توضيح المشتبه 1/166 بفتحتين هكذا ، وفي الأصل "السميعي".(4/391)
5742- أخبرنا محمد بن عمر قال : حدثني موسى بن يعقوب ، عن شرحبيل قال : رأيت في جنازة جابر بن عبد الله مَجْمَرَة.(4/391)
5743- أخبرنا محمد بن عمر قال : حدثني خارجة بن الحارث قال : حضرت قبر جابر بن عبد الله جُعل عليه بردٌ وأُدخل من قِبَل رجليه ورُشّ عليه الماء.(4/392)
5744- أخبرنا محمد بن عمر قال : حدثني شرحبيل بن أبي عون ، عن أبيه قال : مات جابر بن عبد الله سنة ثمان وسبعين.(4/392)
5745- أخبرنا محمد بن عمر قال : حدثنا خارجة بن الحارث قال : مات جابر بن عبد الله سنة ثمان وسبعين وهو ابن أربع وتسعين سنة ، وكان قد ذهب بصره ، قال : ورأيت على سريرهِ بُردًا وصلى عليه أبان بن عثمان وهو والي المدينة ، قال محمد بن عمر : وقد روى جابر بن عبد الله عن أبي بكر وعمر وعليّ.(4/392)
697- جابر بن صخر بن أمية بن خنساء بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة.
وأُمُّه عُتَيلَةُ بنتُ خرشة بن عَمْرو بن عبيد بن عامر بن بياضة.
فولد جابر بن صخر : عيشة تزوجها عبد الله بن أبي طلحة بن سهل ، من بني مالك بن النجار ، ثم خلف عليها أبو عُمير بن أبي طلحة بن سهل ، وأمها قُبيسَة بنت صَيْفِيّ بن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد ، من بني سلمة.
وسميكة بنت جابر ، وأمها أم الحارث بنت مالك بن خنساء بن سنان بن عبيد ، من بني سلمة ، وليس لجابر عقبٌ ، والعقب لأخيه جبير بن صخر ، وشهد جابرٌ أُحدًا.(4/392)
698- يزيد بن حذام بن سُبيع بن خنساء بن عُبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة هكذا نسبه محمد بن إسحاق ، وذكر أنه قد شهد العقبة مع السبعين من الأنصار ، ولم يذكر ذلك موسى بن عقبة ، ومحمد بن عمر.(4/392)
699- كعب بن مالك بن أبي كعب بن القَيْن بن كعب بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة ، وهو شاعرُ رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ، وأمّه ليلى بنت زيد بن ثعلبة بن عبيد ، من بني سلمة.
فولد كعب بن مالك : عبد الله ، وعبيد الله ، وفضالة ، ووهبًا ، ومعبدًا ، وخولة ، وسعاد ، وأمهم عميرةُ بنت جبير بن صخر بن أُمَية بن خنساء بن عبيد ، من بني سلمة ، وأم عمر تزوجها زياد بن عبد الله بن أنيس حليف بني سواد . وعبد الرحمن ، وأم قيس تزوجها عطية بن عبد الله بن أنيس حليف بني سواد ، وأمهم أم ولد . ورملة ، وأمها تُماضِر بنت معقل بن جُندب بن النضر ، من ولد ثعلبة بن سعد بن قيس . وسُميكة ، وكبشة ، وأمهما صفية من أهل اليمن . وصفية ، وأمها أم ولد . وليلى ، وأمها أم بشر من جهينة ، شهد كعب العقبة في قولهم جميعاً.(4/393)
5746- أخبرنا يزيد بن هارون قال : أخبرنا محمد بن إسحاق ، عن الحارث بن الفضل ، عن الزهري ، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك ، عن أبيه ، أن كعب بن مالك كان يُكنى أبا عبد الرحمن.(4/393)
5747- أخبرنا عبد الله بن نمير قال : حدثنا محمد بن إسحاق ، عن الحارث بن الفضيل ، عن الزهري ، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك ، عن أبيه ، أن كعب بن مالك كان يكنى أبا عبد الرحمن.(4/393)
5748- أخبرنا عبد الله بن نمير قال : حدثنا محمد بن إسحاق ، عن الحارث بن الفضيل ، عن الزهري ، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك ، عن أبيه قال : لما حضرت كعب بن مالك الوفاةُ أتته أم بشر بن البراء بن معرور فقالت : يا أبا عبد الرحمن ، إن لقيت ابني فلانًا فأقرئه مني السلام ، فقال : ليغفر الله لك يا أم بشر ، لنحن أشغل من ذلك ، قالت : يا أبا عبد الرحمن ، أما سمعت رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم يقول : إن أرواح المؤمنين طيرٌ خضرٌ تعلق بشجر الجنة ؟ قال : بلى ، قالت : فهو ذاك.
قال محمد بن عمر : وقد سمعت أن كعب بن مالك كان يُكنى أبا عبد الله ، وكان قد شهد العقبة مع السبعين من الأنصار.(4/393)
5749- أخبرنا محمد بن عمر قال : حدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه قال : آخى رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم بين الزبير بن العوام وبين كعب بن مالك ، قال الزبير : فلقد رأيت كعبًا أصابته الجِراحة بأُحُدٍ فقلت : لو مات فانقلع عن الدنيا بأسرها لورثته ، حتى نزلت هذه الآية {وَأُولُو الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ} فصارت المواريث بعد إلى الأرحام والقرابات ، وانقطعت تلك المواريث في المؤاخاة.
قال محمد بن عمر : وهذا عندنا ليس بثابت ، ولم تكن بعد بدرِ موارثةٌ قطعت قتلى بدرِ المواريث حين نزلت : {وَأُولُو الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ} ، وإنما جُرِحَ كعب بن مالك بأُحُدٍ بضعة عشر جرحًا ، وارْتُثَّ ولم يشهد بدراً.(4/394)
5750- أخبرنا محمد بن عمر قال : حدثني محمد بن عبد الله ، عن الزهري ، عن عروة قال : آخى رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم بين كعب بن مالك والزبير بن العوام.
قال ابن سعد ، وأما في رواية محمد بن إسحاق فقال : آخى رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم بين كعب بن مالك ، وطلحة بن عبيد الله.
وشهد كعب بن مالك أحدًا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ما خلا تبوك ، فإنه أحدُ الثلاثة الذين تخلفوا عن رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم في غزوة تبوك من غير عذر ، ولم يأتوا رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم فيعتذروا إليه فيستغفر لهم كما فعل بغيرهم ، فأرجأ رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم أمرهم ، ونهى الناس عن كلامهم حتى نزل القرآن بتوبتهم ، فتاب الله عليهم ، قوله : {وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ} فأتوا رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم بعد ذلك فاستغفر لهم.(4/394)
5751- أخبرنا خالد بن مخلد قال : حدثنا أبو سعيد عبد الله بن عبد الرحمن الجُمَحِيّ ، عن الزهري ، عن عبد الرحمن ، أو عبيد الله ، بن كعب بن مالك السَّلِمِي : أن كعب بن مالك كان أحد الثلاثة لما جاءت التوبة خرَّ لله ساجدًا وأعطى الذي بشره ثوبيه.(4/395)
5752- أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء ، قال : أخبرنا عبد الله بن عون ، عن محمد بن سيرين ، أن النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم أتى كعب بن مالك على جملٍ قد شنق له حتى بلغ رأس المَوْرِكِ ، فقال : أين هو ؟ فجاء من خلفه ، فقال : هيه ، فأنشده ، فقال : لهو أشد عليهم من وقع النبل.(4/395)
5753- أخبرنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي قال : حدثنا ابن لهيعة ، عن الأعرج ، عن عبد الله بن كعب بن مالك الأنصاري ، عن كعب بن مالك : أنه كان له مال على عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي ، فلقيه فلزمه فتكلما حتى (1) ارتفعت الأصوات ، فمرَّ بهما رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم فقال : يا كعب ، وأشار بيده كأنه يقول : النصف ، فأخذ نصفًا مما عليه وترك نصفاً.
_حاشية__________
(1) تصحف في المطبوع إلى : "حق".(4/395)
5754- أخبرنا محمد بن عمر قال : أخبرنا أيوب بن النعمان من ولد كعب بن مالك ، عن أبيه قال : كان كعب بن مالك قد ذهب بصره ، ومات سنة خمسين في خلافة معاوية بن أبي سفيان ، وهو يومئذٍ ابن سبع وسبعين سنة.(4/395)
700- عَمْرو بن عَنَمَةَ بن عدي بن سنان بن نابئ بن عَمْرو بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة.
وأُمُّه جَهيرة بنت القين بن كعب ، من بني سَلِمة ، شهد العقبة ، وهو أحد البكائين الذين ذكرهم الله في القرآن ، وهو أخو ثعلبة بن عنمة الذي شهد بدراً.
فولد عَمْرو بن عنمة : أم بشر ، وأمها أم زيد بنت عامر بن خديج بن سنان بن نابئ بن عَمْرو بن سواد ، وشهد عَمْرو بن عنمة أحدًا ، وتوفي وليس له عقب.(4/396)
701- صَيْفِيّ بن سواد بن عباد بن عَمْرو بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة ، هكذا قال محمد بن إسحاق ، ومحمد بن عمر : صيفي بن سواد ، وقال عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري : صيفي بن الأسود.
وأُمُّه حُميمة بنت عبيد بن أبي كعب بن القين بن كعب بن سواد ، من بني سلمة.
فولد صيفي : محمدًا.
وأُمُّه حِبَّةُ بنت عَمْرو بن حصن بن خالد بن مخلد بن عامر بن زريق . ويحيى ، وعبد الله ، وأمهما أم حكيم بنت النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام ، من بني عدي بن النجار ، وهي عمة أنس بن مالك ، وشهد صيفي العقبة مع السبعين من الأنصار في روايتهم جميعًا ، وشَهِد أُحُدًا.(4/396)
702- خالد بن عمرو بن عدي بن سنان بن نابئ بن عَمْرو بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة.
وأُمُّه أروى بنت مالك بن خنساء بن سنان بن عبيد ، من بني سلمة.
فولد خالد بن عَمْرو : أم عَمْرو ، تزوجها معاذ بن جبل ، وأمها أم زيد بنت قيس بن النعمان بن سنان بن عبيد ، من بني سلمة.
وشهد خالد بن عَمْرو العقبة مع السبعين من الأنصار في رواية محمد بن عمر وحده ، وشَهِد أُحُدًا وتوفي وليس له عقبٌ.(4/397)
703- عبد الله بن عتيك بن قيس بن الأسود بن مُري بن كعب بن غنم بن سلمة.
وأُمُّه أم عبد الله بنت سهيل بن عتيك بن النعمان بن عَمْرو بن عتيك بن عَمْرو بن مبذول بن مالك بن النجار.
فولد عبد الله بن عتيك : محمدًا وأمه ليلى بنت زيد بن عبد الله بن كعب بن غنم بن سلمة قال : وشهد عبد الله بن عتيك : أحدًا وبعثه رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم سريَّةً إلى أبي رافع سلام بن أبي الحقيق مع عدَّة من أصحاب رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم فقتلوه.
وقتل عبد الله بن عتيك يوم اليمامة شهيدًا في خلافة أبي بكر الصديق سنة اثنتي عشرة ، وقد روى عبد الله بن عتيك عن رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم حديثاً.(4/397)
5755- حدثنا محمد بن سعد قال : أخبرنا يزيد بن هارون قال : أخبرنا محمد بن إسحاق ، عن محمد بن إبراهيم ، عن محمد بن عبد الله بن عتيك ، عن أبيه ، قال : سمعت رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم يقول : من خرج مجاهدًا في سبيل الله ، وأين المجاهدون ، فَخَرَّ عن دابته فمات ، فقد وقع أجره على الله تعالى ، في حديث طويل.(4/397)
704- جابر بن عتيك بن قيس بن الأسود بن مُري بن كعب بن غنم بن سلمة.
وأُمُّه أم عبد الله بنت سهيل بن عتيك بن النعمان بن عَمْرو بن مبذول بن مالك بن النجار.
فولد جابر بن عتيك : أبا سفيان ، وعائشة ، وسُلافة ، والعالية ، وأم سفيان ، وأم المغيرة ، وأمهم هند بنت البراء بن معرور بن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد ، من بني سلمة . وعبد الملك بن جابر ولم تُسم لنا أمه ، وتوفي وليس له عقبٌ ، وقد رُوِيَ عن عبد الملك الحديث.(4/398)
5756- حدثنا محمد بن سعد قال : أخبرنا يزيد بن هارون قال : أخبرنا ابن أبي ذئب ، عن عبد الرحمن بن عطاء ، عن عبد الملك بن جابر بن عتيك ، عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم : إذا حدَّثَ الرجل القوم ثم التفت فهي أمانةٌ.
قال محمد بن عمر ، وعبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري : وليس شهود جابر بن عتيك أُحدًا بثبت وقد شهد ما بعد ذلك من المشاهد.(4/398)
- ومن حلفاء بني سَلِمة
705- عبد الله بن أُنيس بن أسعد بن حرام بن حبيب بن مالك بن غنم بن كعب بن تيم بن بُهثَة بن نَاشِرة بن يربوع بن البَرْك بن وبرة ، من قضاعة عداده في جُهينة ، وهو حليفٌ لبني سواد من بني سلمة من الأنصار.
وشهد العقبة مع السبعين من الأنصار ، وكان يُكَسِّر أصنام بني سلمة هو ومعاذ بن جبل حين أسلما ، ولم يشهد بدرًا ، وشَهِد أُحُدًا والخندق وما بعد ذلك من المشاهد مع رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم وبعثه رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم سريةً وحده.(4/398)
5757- أخبرنا محمد بن عمر قال : حدثني عبد الله بن نوح الحارثي ، من حارثة الأنصار ، عن خُبيب بن عبد الرحمن ، قال : لقي عبد الله بن أنيس رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم حين أقبل من بدرٍ بِتُرْبان فقال : الحمد لله على سلامتك وما ظفّرك الله به ، كنت يا رسول الله ليالي خرجت مَوْرُودًا ، فلم تفارقني حتى كان بالأمس فأقبلت إليك فقال : آجرك الله.(4/399)
5758- أخبرنا سليمان بن حرب قال : حدثنا جرير بن حازم ، عن محمد بن المنكدر ، قال : (ح) وأخبرنا عبد الله بن عَمْرو أبو معمر المنقري ، قال : حدثنا عبد الوارث بن سعيد قال : حدثنا محمد بن إسحاق ، عن محمد بن جعفر ، عن ابن عبد الله بن أنيس ، عن أبيه ، أن رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم بعث عبد الله بن أنيس سريةً إلى سفيان بن خالد بن نُبَيح الهُذلي ، وأمره أن يقتله ، فخرج إليه وحده فقتله ، ثم قدم المدينة على رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم فأخبره الخبر ، قال : فأعطاني رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم مِخْصرًا ، يقول عصًا ، فقال : خُذ هذه فتخصَّر بها يوم القيامة ، فإن المتخصرين يومئذٍ قليل ، وقال : يا رسول الله ، أعطيتنيها (1) لماذا ؟ قال : آيةٌ بيني وبينك يوم القيامة ، قال : فعلقها في سيفه لا تفارقه ، فلما حضرته الوفاة أمر أن تدفن معه فَلُفَّت معه في أكفانه.
_حاشية__________
(1) في المطبوع : "أعطيتنيه" ورواية المسند "لِمَ أعطيتني هذه العصا ؟" ومثلها لدي النويري 17/129.(4/399)
5759- أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس ، قال : حدثني أبي ، عن عبد الله بن عطية بن عبد الله بن أنيس الجهني ، أخي بني سلمة من الأنصار ، عن أبيه : أنه كان يرى عبد الله بن أنيس صاحب النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم يصلي في القميص ليس عليه غيره.(4/399)
5760- أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال : حدثنا زهير بن معاوية قال : حدثنا محمد بن إسحاق قال : حدثني محمد بن إبراهيم التيمي (1)، عن ابن عبد الله بن أنيس الجهني ، عن أبيه قال : قلت : يا رسول الله ، إن لي باديةً أكون فيها وأنا أُصلي فيها بحمد الله فَمُرني بليلةً أنزلها إلى هذا المسجد ، قال : أنزل ليلة ثلاث وعشرين فقُمها فيه إن شئت فصلّ بعد وإن شئت فارجع إلى باديتك ، قال : فقلت لابنه : فكيف كان أبوك يصنع ؟ قال كان يدخل المسجد إذا صلى العصر فلا يخرج مه إلا لحاجة حتى يصلى الصبح ، فإذا صلى الصبح وجد دابته على باب المسجد فجلس عليها فلحق بباديته.
قال محمد بن عمر : فسمي الناس تلك الليلة التي ينزل فيها عبد الله بن أنيس ليلة الجهني ، ورغبوا في إحياء تلك الليلة ، ويرون أنها ليلة القدر في شهر رمضان ، وكان منزل عبد الله بن أنيس بالبادية بأعراف على بريد من المدينة ، وكان عبد الله يُكنى أبا يحيى ، ومات في خلافة معاوية بن أبي سفيان.
_حاشية__________
(1) في المطبوع : "التميمي" تحريف ، صوابه لدي المزي في ترجمة محمد بن إبراهيم التيمي حيث ذكر محمد بن إسحاق ضمن من رووا عن التيمي.(4/400)
706- أبو شُباث
واسمه خديج بن سلامة بن أوس بن عَمْرو بن كعب بن القُرَاقِر بن الضَّحْيان ، من بَلي من قضاعة ، وهو حليف في بني حرام من بني سلمة من الأنصار.
شهد العقبة مع السبعين من الأنصار ، وكان قديم الإسلام ، وكان معه ليلة العقبة امرأته أمّ منيع بنت عَمْرو بن عدي بن سنان بن نابئ بن عَمْرو بن سواد ، وكانت من المبايعات فولدت له ليلة العقبة شُبَاثاً.
ولم يشهد أبو شباثٍ بدرًا ، ولا أحدًا وشهد ما بعد ذلك من المشاهد.(4/400)
707- مسعود بن سنان بن الأسود بن مُري حليف لبني غنم بن كعب بن سلمة.
شَهِد أُحُدًا ، وكان فيمن خرج مع عبد الله بن عتيك في سريته لقتل سلام بن أبي الحقيق بخيبر في ذي الحجة سنة أربع من الهجرة ، وقتل مسعود بن سنان يوم اليمامة شهيدًا سنة اثنتي عشرة.(4/401)
708- عبد الله بن عتيك بن قيس بن الأسود بن مري حليفٌ لبني غنم بن كعب بن سلمة.
شَهِد أُحُدًا.(4/401)
709- الأسود بن خُزاعي
حليفٌ لبني سلمة.
شَهِد أُحُدًا ، وكان فيمن خرج مع عبد الله بن عتيك في سريةٍ إلى سلام بن أبي الحقيق فقتلوه بخيبر وذلك في ذي الحجة سنة أربع من الهجرة.(4/401)
710- ضمرة بن عياض
من بني البَرْك بن وبرة ، وهو ابن عم عبد الله بن أنيس ، حليفٌ لبني سواد من بني سلمة.
شَهِد أُحُدًا ، وقتل يوم اليمامة سنة اثنتي عشرة في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه.(4/401)
- ومِن موالي بني سلمة
711- أبو أيمن
مولى عَمْرو بن الجموح.
شَهِد أُحُدًا مع عَمْرو بن الجموح وقتل يومئذٍ شهيدًا في شوال على رأس اثنين وثلاثين شهرًا من الهجرة.(4/402)
712- النعمان بن سنان (1)
مولىً لبني سلمة.
شَهِد أُحُدًا.
_حاشية__________
(1) في المطبوع : "سَيّار" وقد اتبعت ماورد بالسيرة لابن هشام 2/698 ، وجاء بحواشيه : (كذا في أكثر الأصول ، في أ : يسار ، والرواية الأولى أصح ، إلا أنها ليست رواية ابن إسحاق ، وقد تكون صححت في إحدى الطبعات ، قال أبو ذر : وقوله النعمان بن يسار ، كذا وقع هنا ، وقال فيه موسى بن عقبة ، وأبو عمر بن عبد البر : النعمان بن سنان) قلت : وقد قال فيه ابن الأثير ، وابن حجر : النعمان بن سنان ، كما ورد كذلك أيضًا لدي الواقدي ص- 170 ، وكذلك لدي المصنفي في طبقات البدريين من الأنصار.(4/402)
- ومن بني بياضة بن عامر بن زُريق بن عبد حارثة بن مالك بن غضب (1) بن جشم بن الخزرج
713- زيد بن الدَّثِنَة بن معاوية بن عبيد بن عامر بن بياضة.
فولد زيدٌ : عبد الله ، درج وليس له عقبٌ وآخى رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم بين زيد بن الدثنة وخالد بن أبي البُكير حليف بني عدي بن كعب.
وشهد زيدٌ أحدًا ، وكان فيمن خرج مع بني لحيان من هذيل إلى الرجيع ، فاستأسر يومئذٍ فدخلت به بنو لحيان مع خبيب بن عدي فباعوه من قريش ، فقتلوه بمكة شهيدًا يوم قتل خبيب بن عدي.
_حاشية__________
(1) في الأصل هنا "بن غضب (من) جشم بن الخزرج" وهو خطأ ، والمثبت هنا هو ما ذكره ابن سعد على الصواب بعدُ قبيل ترجمته لأبي عياش الزرقي حيث ساق عنوانًا نصه (ومن بني زريق .. بن غضب بن جشم بن الخزرج) والمذكور على الصواب هنا ورد مثله لدي ابن حزم في سياق هذا النسب/357 ، ومثله كذلك لدي ابن الأثير في أسد الغابة 2/286.(4/402)
5761- أخبرنا عبد الله بن إدريس قال : حدثنا محمد بن إسحاق ، عن عاصم بن عمر بن قتادة قال : ابتاع زيد بن الدثنة صفوان بن أُمَية فقتله بأبيه ، أمر به مولىً له يقال له نسطاس ، فخرج به من الحرم فقتله ، فحضره نفرٌ من قريش فيهم أبو سفيان ، فقال قائل : يا زيد ، أنشُدُك الله ، أتحب أنك الآن في أهلك وأن محمدًا عندنا مكانك نضربُ عنقه ؟ قال : والله ما أحب أن محمدًا يُشاك في مكانه شوكة تؤذيه وإني جالسٌ في أهلي ، قال يقول أبو سفيان : والله ما رأيت من قومٍ قط أشدّ حباّ لصاحبهم من أصحاب محمدٍ له.(4/403)
714- عبيد بن عمرو
وجدناه فيمن شَهِد أُحُدًا من بني بياضة ، ولم نقع على نسبه في كتاب النسب ، ولم نسمع له بذكرٍ سوى اسمه فيمن شَهِد أُحُدًا.(4/403)
715- أبو هند البياضي
وهو مولى فروة بن عَمْرو البياضي ، وكان قديم الإسلام ، ولم يشهد بدرًا ولا أُحدًا.
5762- أخبرنا محمد بن عمر قال : حدثني محمد بن عبد الله ، عن الزهري قال : لقيَ أبو هند البياضي رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم حين أقبل من بدر ومعه حَميتٌ مملوءٌ حيسًا ، فقال رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم : إنما أبو هند رجلٌ من الأنصار فأنكحوه وأنكحوا إليه.(4/403)
5763- قال : أخبرنا عارم بن الفضل قال : حدثنا حماد بن سلمة قال : حدثنا محمد بن عَمْرو ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم قال : يا بني بياضة ، أنكحوا أبا هند وأنكحوا إليه ، وكان حجاماً.(4/404)
- ومن بني زريق بن عامر بن زريق بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج
716- أبو عياش الزرقي
واسمه عبيد بن معاوية بن صامت بن زيد بن خلدة بن عامر بن زريق وهو فارس حُلوة ، فرس كانت له ، وأم أبي عياشٍ خولة بنت زيد بن النعمان بن خلدة بن عامر بن زريق.
فولد أبو عياش : كثيرًا ، وزيدة امرأةٌ ، وأمها أم عياش بنت مَخْشِيّ بن الأشْيَم ، من بني ضمرة . والنعمان ، ومعاوية ، وسليمان ، وقيسًا ، وبشرًا ، ويزيد ، وأميَّةَ امرأةً ، وعيشة ، وجميلة ، وكبشة ، وأم موسى ، وهم أولاد لأمهات شتى . وأم سعيد ، وأم الحارث ، وأمها أم الحارث بنت زيد بن عبيد بن المعلى بن لوذان بن حارثة بن عدي بن زيد ، من ولد غضب بن جشم بن الخزرج.
وقد انقرض ولد صامت بن زيد بن خلدة بن عامر بن زريق كلهم إلا ولد النعمان بن أبي عياش ، وامرأة من ولد يزيد بن أبي عياش بالمدينة ، وشهد أبو عياش أحداً.(4/404)
- ومن بني حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج
717- عُبَيْد بن المُعَلَّى بن لوذان بن حارثة بن زيد بن ثعلبة بن عدي بن مالك بن زيد مناة بن حبيب بن عبد حارثة.
وأُمُّه إدام بنت عوف بن مبذول بن عَمْرو بن غنم بن مازن بن النجار.
وكان لعبيد بن المعلى أخ من أبيه وأمه يقال له نُفيع ، يذكرون أنه أسلم بعد قدوم النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم المدينة ، فمرَّ برجلٍ من مُزَيْنَة حليفٍ لبعض الأوس وهو ببطحان فقتله.
وشهد عبيد بن المعلى أحدًا ، وقتل يومئذٍ شهيدًا ، قتله عكرمة بن أبي جهل.
فولد عبيد بن المعلى : عتبة ، وزيدًا ، قتل يوم مؤتة شهيدًا . وخالدة بنت عبيد تزوجها أبو سعيد بن أوس بن المعلى بن لوذان بن حارثة بن زيد بن ثعلبة بن عدي بن مالك بن زيد مناة بن حبيب بن عبد حارثة . وقُبيسة بنت عبيد ، وأمهم جميعًا سُخطَى بنت الأسود بن عباد بن عَمْرو بن سواد ، من بني سلمة.
وولد نُفَيْعُ بن المعلى : الشَّمُوسَ تزوجها عتبة بن عبيد بن المعلى بن لوذان . وأم الحارث تزوجها أبو عياش بن معاوية بن صامت بن زيد بن خلدة بن عامر بن زريق ، وأمهما أم ولدٍ.
- آخر الطبقة الثانية من الأنصار ممن شَهِد أُحُدًا (1).
_حاشية__________
(1) يتلوها الطبقة الثالثة من المهاجرين والأنصار ممن شهد الخندق وما بعدها.(4/405)
- المجلد الخامس
بسم الله الرحمن الرحيم
- الطبقة الثالثة من المهاجرين والأنصار ممن شهد الخندق وما بعدها (1).
- منهم من المهاجرين ممن أسلم فيما بين الخندق وفتح مكة من بني عبد شمس بن عبد مناف :
718- أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي واسمه مهشم . وأمه هالة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي. وخالته خديجة بنت خويلد زوج رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم. وكان أبو العاص يسمى جرو البطحاء . وكان رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم زوجّه ابنته زينب قبل الإسلام . فولدت له عليًا وأمامة امرأةً ، وأمها زينب بنت رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وأمها خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصيّ فتوفيّ عليّ وهو صغير ، وبقيت أمامة بنت أبي العاص ، وتزوجها علي بن أبي طالب بعد موت فاطمة بنت رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم.
_حاشية__________
(1) هذه الطبقة وهي تشمل هذا الجزء من بدايته إلى نهايته ، أخلت بها طبعة ليدن نتيجة خرم في المخطوطات التي اعُتمد عليها في تحقيق الكتاب ، ولم يظهر منها في طبعة ليدن سوى عدة صفحات متفرقة .(5/5)
5764- قَالَ : أَخْبَرَنا عبد الوهاب بن عطاء العجلي ، عَنْ داود بن أبي هند ، عَنْ عامر الشعبي : أن زينب بنت رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم كانت تحت أبي العاص بن الربيع فأسلمت وهاجرت مع أبيها ، وأَبَىَ أبو العاص أن يُسلم.(5/5)
5765- قَالَ : قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي المنذر بن سعد مولىً لبني أسد بن عبد العزى ، عَنْ عيسى بن معمر ، عَنْ عباد بن عبد الله بن الزبير ، عَنْ عائشة : أن أبا العاص بن الربيع كان فيمن شهد بدرًا مع المشركين ، فأسره عبد الله بن جبير بن النعمان الأنصاري ، فلما بعث أهل مكة في فداء أساراهم ، قدم في فدي أبي العاص أخوه عمرو بن الربيع ، وبعثت معه زينب بنت رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وهي يومئذ بمكة بقلادة لها كانت لخديجة بنت خويلد من جزع ظفار - وظفار جبل باليمن - وكانت خديجة بنت خويلد أدخلتها بتلك القلادة على أبي العاص بن الربيع حين بنى بها ، فبعثت بها في فداء زوجها أبي العاص ، فلما رأى رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم القلادة عرفها ، ورق لها ، وذكر خديجة وترحم عليها . وقَالَ : إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها متاعها فعلتم . قَالُوا : نعم يا رسول الله ، فأطلقوا أبا العاص بن الربيع ، وردوا على زينب قلادتها . وأخذ النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم على أبي العاص أن يخلي سبيلها إليه ، فوعده ذلك ففعل.
قال مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : هذا أثبت عندنا من رواية من روى أن زينب هاجرت مع أبيها صَلى الله عَليهِ وَسلَّم.(5/5)
5766- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي ، عَنْ أبيه ، قَالَ : خرج أبو العاص بن الربيع إلى الشام في عير لقريش ، وبلغ رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم أن تلك العير قد أقبلت من الشام ، فبعث زيد بن حارثة في سبعين ومائة راكب ، فلقوا العير بناحية العيص في جمادى الأولى سنة ست من الهجرة ، فأخذوها وما فيها من الأثقال ، وأسروا ناسًا ممن كان في العير ، منهم أبو العاص بن الربيع فلم يغدُ أن جاء المدينة ، فدخل على زينب بنت رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم سحرًا وهي امرأته ، فاستجارها فأجارته ، فلما صلى رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم الفجر قامت على بابها فنادت بأعلى صوتها : إني قد أجرت أبا العاص بن الربيع ! فقال رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : أيها الناس ، هل سمعتم ما سمعت ؟ قَالُوا : نعم . قَالَ : فوالذي نفسي بيده ، ما علمت بشئ مما كان حتى سمعت الذي سمعتم ، المؤمنون يدٌ واحدةٌ على من سواهم ، يجير عليهم أدناهم ، وقد أجرنا من أجارت . فلما انصرف النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم إلى منزله دخلت عليه زينب فسألته أن يرد على أبي العاص ما أخذ منه ، ففعل وأمرها ألا يقربها ، فإنها لا تحل له ما دام مشركًا . ورجع أبو العاص إلى مكة فأدى إلى كل ذي حق حقه ثم أسلم ، ورجع إلى النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم مسلمًا مهاجرًا سنة سبع من الهجرة ، فرد عليه رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم زينب بذلك النكاح الأول.(5/6)
5767- قَالَ : أَخْبَرَنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي ، عَنْ معروف بن الخربوذ المكي ، قَالَ : خرج أبو العاص بن الربيع في بعض أسفاره إلى الشام ، فذكر امرأته زينب بنت رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فأنشأ يقول :
ذكرت زينب لما ورّكت إِرَمَا ... فقلت سَقْيًا لشخصٍ يسكن الحرما
بنت الأمين جزاها الله صالحةً ... وكلُّ بعلٍ سيُثني بالذي علما
قال مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : وكان رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم يقول : ما ذممنا صهر أبي العاص.(5/7)
5768- قَالَ : أَخْبَرَنا عبد الوهاب بن عطاء العجلي ، عَنْ داود بن أبي هند ، عَنْ عامر الشعبي ، قَالَ : خرج أبو العاص بن الربيع إلى الشام في أموال لقريش وله ، ثم أقبل في العير فسمع به ناسٌ من المسلمين فتهيئوا ليخرجوا إليه فيضربوا عنقه ويأخذوا ما معه من المال .فسمعت بذلك زينب فقالت : يا رسول الله ، أليس عقد المسلم وعهدهم واحداً؟ قَالَ : بلى. قالت : فإني أشهد الله أني قد آمنت أبا العاص. فخرج الناس عزلا فقَالُوا : يا أبا العاص ، أنت في بيت من بيوت قريش ، وأنت ختن رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فأسلم على هذه الأموال التي معك تصير لك . قَالَ : أتأمرونني أن أفتح ديني بغدرة ! فانطلق فأتى مكة فدفع إلى كل ذي حق حقه . ثم قَالَ : يا أهل مكة أبرئت لي أمانتي ؟ قَالُوا : نعم . قَالَ : فإني أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا رسول الله . قَالَ : فرجع إلى زينب بالنكاح الأول .(5/7)
5769- قال : أَخْبَرَنا عبد الله بن نمير ، قَالَ : حَدَّثَنا إسماعيل بن أبي خالد ، عَنْ عامر الشعبي ، قَالَ : قدم أبو العاص بن الربيع من الشام ومعه أموال المشركين ، وقد أسلمت امرأته زينب مع أبيها وهاجرت ، فقيل له : هل لك إلى أن تسلم وتأخذ هذه الأموال التي معك ، فإنها أموال المشركين ؟ فقَالَ : بئس ما أبدأ به إسلامي أخون أمانتي ! فكفلت عنه امرأته أن يرجع فيؤدي إلى كل ذي حق حقه ، ويرجع فيسلم ففعل وما فُرق بينهما.(5/8)
5770- قَالَ : أَخْبَرَنا يعلي بن عبيد الطنافسي ، قَالَ : حَدَّثَنا محمد بن إسحاق ، عَنْ يزيد بن رومان ، قَالَ : صلى رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم بالناس الصبح ، فلما قام في الصلاة نادت زينب بنت رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم أيها الناس إني قد أجرت أبا العاص بن الربيع ، فلما انصرف رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم قَالَ : هل سمعتم ما سمعت ؟ قَالُوا : نعم : قَالَ : أما والذي نفس محمد بيده ما علمت بشيء مما كان حتى سمعت منه الذي سمعتم ، إنه يجير على الناس أدناهم.(5/8)
5771- قَالَ : أَخْبَرَنا محمد بن عمر ، قَالَ : حَدَّثَنا مصعب بن ثابت ، عَنْ عيسى بن معمر . قَالَ مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : وحَدَّثَنا سعيد بن راشد ، عَنْ صالح بن كيسان ، قالا : كان أبو العاص بن الربيع يسمى جرو البطحاء ، لأنه كان متلدا بها متوسطا فيها يعني في نسبه في قريش فأسلم ثم رجع إلى مكة ، ولم يشهد مع النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم مشهدا ، ثم قدم المدينة بعد ذلك ، وتوفي في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة في خلافة أبي بكر الصديق ، وأوصى إلى الزبير بن العوام ، وليس لأبي العاص عقب إلا من قبل ابنةٍ ولدت القاسم بن محمد بن عبد الرحمن بن عوف.(5/8)
719- أبان بن سعيد بن العاص بن أُمَية بن عبد شمس بن عبد مناف . وأمه هند بنت المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم.(5/8)
5772- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ ، قَالَ : حَدَّثَنا عبد الحكيم بن عبد الله بن أبي فروة ، عَنْ عبد الله بن عمرو بن سعيد بن العاص ، قَالَ : كان خالد بن سعيد وعمرو بن سعيد قد أسلما وهاجرا إلى أرض الحبشة ، وأقام غيرهما من ولد أبي أحيحة سعيد بن العاص بن أُمَية على ما هم عليه ولم يسلموا ، حتى كان نفير بدر ، فلم يتخلف منهم أحد خرجوا جميعا في النفير إلى بدر , فقتل العاص بن سعيد على كفره ، قتله علي بن أبي طالب. وعبيدة بن سعيد قتله الزبير بن العوام . وأفلت أبان بن سعيد ، فجعل خالد وعمرو يكتبان إلى أبان بن سعيد ويقولان : نذكرك الله أن تموت على ما مات عليه أبوك ، وعلى ما قتل عليه أخواك ، فيغضب من ذلك ويقول : لا أفارق دين آبائي أبدًا ، وكان أبو أحيحة قد مات بماله بالظريبة نحو الطائف وهو كافر ، فأنشأ أبان بن سعيد يقول : قَالَ محمد بن عمر ، فيما أخبرني به المغيرة بن عبد الرحمن الأسدي :
ألا ليت ميتا بالظريبة شاهد ... لما يفتري في الدين عمرو وخالد
أطاعا بنا أمر النساء فأصبحا ... يعينان من أعدائنا من نكايد
فأجابه خالد بن سعيد :
أخي ما أخي لا شاتم أنا عرضه ... ولا هو عَنْ سوء المقالة مقصر
يقول إذا اشتدت عليه أموره ... ألا ليت ميتا بالظريبة ينشر
فدع عنك ميتا قد مضى لسبيله ... وأقبل على الحي الذي هو أفقر(5/9)
قَالَ : فأقام أبان بن سعيد على ما كان عليه بمكة على دين الشرك ، حتى قدم رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم الحديبية وبعث عثمان بن عفان إلى أهل مكة ، فتلقاه أبان بن سعيد فأجاره حتى بلّغ رسالة رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وكانت هدنة الحديبية . فأقبل خالد وعمرو ابنا سعيد بن العاص من أرض الحبشة في السفينتين ، وكانا آخر من خرج منها ، ومع خالد وعمرو أهلهما وأولادهما ، فلما كانا بالشعيبة أرسلا إلى أخيهما أبان بن سعيد وهو بمكة رسولاَّ وكتبا إليه : يدعوانه إلى الله وحده وإلى الإسلام فأجابهما ، وخرج في إثرهما حتى وافاهما بالمدينة مسلمًا ، ثم خرجوا جميعًا حتى قدموا على رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم بخيبر سنة سبع من الهجرة.
فلما صدر الناس من الحج سنة تسع ، بعث رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم أبان بن سعيد بن العاص إلى البحرين عاملاَّ عليها ، فسأله أبان أن يحالف عبد القيس فأذن له في ذلك ، وقال يا رسول الله : اعهد إلي عهدًا في صدقاتهم وجزيتهم وما تجروا به فأمره رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم أن يأخذ من المسلمين ربع العشر مما تجروا به ، ومن كل حالم من يهودي أو نصراني أو مجوسي دينارا الذكر والأنثى . وكتب رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم إلى مجوس هجر يعرض عليهم الإسلام ، فإن أبوا عرض عليهم الجزية بأن لا تنكح نساؤهم ولا تؤكل ذبائحهم ، وكتب له صدقات الإبل والبقر والغنم على فرضها وسنتها كتابا منشورا مختوما في أسفله.(5/10)
5773- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي معاذ بن محمد ، عَنْ أبي بكر بن عبد الله بن أبي جهم ، قَالَ : خرج أبان بن سعيد بن العاص بلواء معقود أبيض وراية سوداء يحمل لواءه رافع مولى رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فلما أشرف على البحرين تلقته عبد القيس حتى قدم على المنذر بن ساوى بالبحرين.(5/10)
5774- قَالَ : أَخْبَرَنا محمد بن عمر، قَالَ : حَدَّثَنِي عبد العزيز بن يعقوب الماجشون ، عَنْ جعفر بن محمود بن محمد ، قَالَ : استقبله المنذر بن ساوى على ليلة من منزله معه ثلاث مِئة من قومه ، فاعتنقا ورحب به وسأل عَنْ رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فأحفى (1) المسألة فأخبره أبان بذكر رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم إياه، وأنه قد شفعه في قومه ، وأقام أبان بن سعيد بالبحرين يأخذ صدقات المسلمين وجزية معاهديهم ، وكتب إلى رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم يخبره بما اجتمع عنده من المال ، فبعث رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم أبا عبيدة بن الجراح إلى البحرين فحمل ذلك المال.
_حاشية__________
(1) كذا في الأصل وتحت حاء الكلمة علامة الإهمال للتأكيد ولدي ابن الأثير في النهاية "حفا" ومنه حديث أنس "أنهم سألوا النبي حتى أحفوه" أي استقصوا في السؤال ، هذا والخبر بنصه لدي ابن عساكر وقد تحرف فيه "فأحفى" إلى "فأخفى"(5/10)
5775- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي إسحاق بن يحيى بن طلحة ، عَنْ عيسى بن طلحة ، قَالَ : لما توفي رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وارتدت العرب ، ارتد أهل هجر عَنِ الإسلام ، فقال أبان بن سعيد لعبد القيس بلغوني مأمني ، قَالُوا : بل أقم فلنجاهد معك في سبيل الله فإن الله معز دينه ومظهره على ما سواه ، وعبد القيس لم ترجع عَنِ الإسلام ، قَالَ : بل بلغوني مأمني ، فأشهد أمر أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فليس مثلي يغيب عنهم ، فأحيا بحياتهم وأموت بموتهم . فقَالُوا : لا تفعل أنت أعز الناس وهذا عليك وعلينا فيه مقالة ، يقول قائل : فرَّ من القتال.(5/11)
5776- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : فحَدَّثَنِي معاذ بن محمد ، عَنْ أبي بكر بن عبد الله بن أبي جهم ، قَالَ : مشى إليه الجارود العبدي فقَالَ : أنشدك الله أن تخرج من بين أظهرنا ، فإن دارنا منيعة ، ونحن سامعون مطيعون ، ولو كنت اليوم بالمدينة لوجهك أبو بكر إلينا لمحالفتك إيانا ، فلا تفعل فإنك إن قدمت على أبي بكر لامك وفيّل رأيك ، وقَالَ : تخرج من عند قوم أهل سمع وطاعة ثم رجعك إلينا ، قَالَ : إذن لا أرجع أبدًا ولا أعمل لأحد بعد رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فلما أبى عليه إلا كلمة واحدة قَالَ أبان : إن معي مالاَّ قد اجتمع ، قَالُوا : احمله فحمل مائة ألف درهم وخرج معه بثلاث مِئة من عبد القيس خفراء حتى قدم المدينة على أبي بكر ، فلامه أبو بكر وقَالَ : ألا ثبتّ مع قوم لم يرتدوا ولم يبدلوا !؟ قَالَ أبان : هم على ذلك ما أرغبهم في الإسلام وأحسن نياتهم ، ولكن لا أعمل لأحدٍ بعد رسول الله ، صَلى الله عَليهِ وَسلَّم.(5/11)
5777- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عمر بن عثمان المخزومي ، عَنْ عبد الملك بن عبيد ، عَنْ عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع ، قَالَ : قَالَ عمر بن الخطاب لأبانٍ بن سعيد حين قدم المدينة : ما كان حقك أن تقدم ، وتترك عملك بغير إذن إمامك ثم على هذه الحال ، ولكنك أمنته ، فقال أبان : إني والله ما كنت لأعمل لأحد بعد رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ، كنت عاملاَّ لأبي بكر في فضله وسابقته وقديم إسلامه ، ولكن لا أعمل لأحد بعد رسول الله ، صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم.
وشاور أبو بكر أصحابه فيمن يبعث إلى البحرين فقال له عثمان بن عفان : ابعث رجلا قد بعثه رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم إليهم فقدم عليه بإسلامه وطاعتهم ، وقد عرفوه وعرفهم ، وعرف بلادهم ، يعني : العلاء بن الحضرمي ، فأبى ذلك عمر عليه وقَالَ : أَكْرِه أبان بن سعيد بن العاص فإنه رجل قد حالفهم ، فأبى أبو بكر أن يُكْرِهه وقَالَ : لا أفعل ، لا أُكْرِه رجلا يقول : لا أعمل لأحدٍ بعد رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ، وأجمع أبو بكر بعثة العلاء بن الحضرمي إلى البحرين.(5/11)
720- عبد الله بن سعيد بن العاص بن أُمَية بن عبد شمس.
وأُمُّه صفية بنت المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم . وكان عبد الله اسمه الحكم ، فأسلم قبل فتح مكة ، فسماه رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم عبد الله ، وقتل يوم مؤتة شهيدا في جمادى الأولى سنة ثمان من الهجرة . وليس له عقب.
وكان أخوه لأبيه وأمه العاص بن سعيد بن العاص قتل يوم بدر كافرا ، وهو أبو سعيد بن العاص الذي ولي الكوفة لعثمان بن عفان.(5/12)
721- سعيد بن سعيد بن العاص بن أُمَية بن عبد شمس . وأمه صفية بنت المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، وأسلم قبل فتح مكة.
5778- قَالَ : أَخْبَرَنا أبو بكر بن محمد بن أبي مرة المكي ، قَالَ : حَدَّثَنِي سعيد بن سالم القداح ، عَنْ ابن سمعان ، قَالَ : استعمل رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم على سوق مكة حين افتتحها سعيد بن سعيد بن العاص بن أُمَية ، فلما أراد النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم أن يخرج إلى الطائف خرج معه سعيد بن سعيد فاستشهد بالطائف ، وليس له عقب.
وكذلك قَالَ هشام بن محمد بن السائب الكلبي في قتله بالطائف شهيدا ، وليس له عقب.(5/12)
- ومن بني نوفل بن عبد مناف
722- جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف.
وأُمُّه أم جميل بنت شعبة بن عبد الله بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي . وأمها أم حبيب بنت العاص بن أُمَية بن عبد شمس بن عبد مناف.
وكان لجبير بن مطعم من الولد : محمد ، وأم حبيب ، وأم سعيد . وأمهم قُتيلة بنت عمرو بن الأزرق بن قيس بن النعمان بن معديكرب بن عِكَبِّ بن كنانة بن تيم بن أسامة بن مالك بن بكر بن حُبيب بن عمرو بن غنم بن تَغْلِب . ونافع بن جبير وأبو سليمان وسعيد الأصغر وعبد الرحمن الأكبر . وأمهم أم قتال بنت نافع بن ضُريب بن عمرو بن نوفل . وسعيد الأكبر ، وأمهم قَوّالةُ بنت الحكم بن قُريع بن حكيم بن أُمَية بن حارثة بن الأوقص من بني سليم. وعبد الرحمن الأصغر بن جبير لأم ولد . وأم جبير بنت جبير وأمها امرأة من ربيعة. ومحمد الأكبر بن جبير وأمه أم حُجَيْر بنت حكيم بن أُمَية بن حارثة بن الأوقص من بني سليم . ورملةُ بنت جبير وأمها أم ولد.(5/13)
وكان أبوه مُطعِم بن عدي من أشراف قريش ، وكان كافًا عَنْ أذى رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وقال رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم في أسارى بدر : لو كان مطعم بن عدي حيا لوهبت له هؤلاء النتنى ، وذلك ليد كانت لمطعم عند رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ، كان أجاره حين رجع من الطائف ، وقام في نقض الصحيفة التي كتبت قريش على بني هاشم حين حُصِرُوا في الشعب ، وكان مبقيا على نفسه ، لم يكن يُشرِف لعداوة رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ولا يؤذيه ولا يؤذي أحدا من المسلمين ، كما كان يفعل غيره.
ومدحه أبو طالب في قصيدة له قالها . وتوفي مطعم بن عدي بمكة بعد هجرة رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم إلى المدينة بسنة ، ودفن بالحَجُون مقبرة أهل مكة . وكان يوم توفي ابن بضع وتسعين سنة ، وكان يكنى أبا وهب ، ورثاه حسان بن ثابت الأنصاري بقصيدته التي يقول فيها :
فلو كان مجد يخلد اليوم واحدًا ... من الناس أنجى مجده اليوم مُطعِما
أجرت رسول الله منهم فأصبحوا ... عبيدك ما لبَّى مُلَبٍّ وأَحَرمَا(5/14)
5779- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ ، قَالَ : حَدَّثَنا هشام بن عمارة ، عَنْ عثمان بن أبي سليمان ، عَنْ نافع بن جبير بن مطعم ، عَنْ أبيه ، قَالَ : قدمت على النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم المدينة في فداء أسارى بدر ، فاضطجعت في المسجد بعد العصر وقد أصابني الكرى فنمت ، فأقيمت صلاة المغرب فقمت فزعا بقراءة رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم في المغرب {وَالطُّور وكتاب مَسْطُور}. فاستمعت قراءته حتى خرجت من المسجد فكان يومئذ أول ما دخل الإسلام قلبي .(5/14)
5780- أَخْبَرَنا عفان بن مسلم ، ويحيى بن عباد ، قالا : حَدَّثَنا شعبة ، عَنْ سعد بن إبراهيم ، قَالَ : سمعت بعض إخوتي ، عَنْ أبي ، عَنْ جبير بن مطعم ، أنه أتى رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم في فداء بدر وما أسلم يومئذ ، قَالَ : فدخلت المسجد ورسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم يصلي المغرب ، فقرأ بالطور . قَالَ عفان في حديثه : فكأنما صدع عَنْ قلبي حين سمعت القرآن . وقال يحيى بن عباد : فكأنما صدع قلبي.(5/15)
5781- قَالَ : أَخْبَرَنا عفان بن مسلم ، ويحيى بن عباد ، وهشام أبو الوليد الطيالسي ، قَالُوا : حَدَّثَنا شعبة ، عَنِ النعمان بن سالم ، سمع رجلا يقول : سمعت جبير بن مطعم يقول : قلت يا رسول الله ، إن ناسا يزعمون أن ليس لنا أجور بمكة فقال النبي ، صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : لتأتينكم أجوركم ولو كنتم في جُحْر ثعلب . قَالَ يحيى بن عباد في حديثه : ثم أصغى إلي برأسه فقَالَ : إن في أصحابي منافقين.(5/15)
5782- قَالَ : أَخْبَرَنا محمد بن عبد الله الأسدي ، قَالَ : حَدَّثَنا مسعر ، عَنْ عثمان بن عبد الله بن موهب قَالَ : مر جبير بن مطعم على ماء فسألوه عَنْ فريضة فقَالَ : لا علم لي ولكن أرسلوا معي حتى أسأل لكم عنها فأرسلوا معه فأتى عمر فسأله فقَالَ : من سره أن يكون فقيها عالما فليفعل كما فعل جبير بن مطعم سُئِلَ عما لا يعلم ، فقَالَ : الله أعلم.
قال مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : وكان جبير بن مطعم يكنى أبا محمد ، وأسلم قبل الفتح ، ونزل المدينة ومات بها في داره في وسط من خلافة معاوية بن أبي سفيان.(5/15)
- ومن بني عبد الدار بن قُصَيّ
723- عثمان بن طلحة بن أبي طلحة بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي . وأمه السّلافة الصغرى بنت سعد بن الشهيد من بني عمرو بن عوف من الأنصار.
وكان لعثمان بن طلحة من الولد : عبد الله وهو أبو شيبة ، وأمامة ، وجميلة . وأمهم أم شيبة بنت سماك بن سعد بن شهيد من بني عمرو بن عوف من الأنصار.(5/15)
5783- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ ، قَالَ : حَدَّثَنا إبراهيم بن محمد العَبدَريّ ، عَنْ أبيه ، قَالَ : قَالَ عثمان بن طلحة : لقيني رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم بمكة قبل الهجرة ، فدعاني إلى الإسلام فقلت ، يا محمد ، العجب لك حيث تطمع أن أتبعك وقد خالفت دين قومك وجئت بدين محدث ، ففرّقت جماعتهم وألفتهم ، وأذهبت بهاءهم ، فانصرف.
وكنا نفتح الكعبة في الجاهلية يوم الإثنين والخميس ، فأقبل (النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم) يوما يريد أن يدخل الكعبة مع الناس فغََّّلظتُ عليه ونلت منه ، وحَلُمَ عني . ثم قَالَ : يا عثمان لعلك سترى هذا المفتاح يوما بيدي أضعه حيث شئت فقلت : لقد هلكت قريش يومئذ وذلت . فقال رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : بل عَمِرَت وعزت يومئذ ، ودخل الكعبة فوقعت كلمته مني موقعا ظننت يومئذ أن الأمر سيصير إلى ما قَالَ (1).
قَالَ : فأردت الإسلام ومقاربة محمد صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ، فإذا قومي يزبرونني زبرا شديدا ويُزْرُون برأيي ، فأمسكت عَنْ ذكره . فلما هاجر رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم إلى المدينة جعلت قريش تشفق من رجوعه عليها . فَهُم على ما هم عليه حتى جاء النفير إلى بدر فخرجت فيمن خرج من قومنا ، وشهدت المشاهد كلها معهم على رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم.
_حاشية__________
(1) الخبر لدي الدياري بكري 2/18 ، وما بين حاصرتين منه وهو ينقل عَنْ ابن سعد.(5/16)
فلما دخل رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم مكة عام القضية غَيَّر الله قلبي عما كان عليه ودخلني الإسلام ، وجعلت أفكر فيما نحن عليه ، وما نعبد من حجر لا يسمع ولا يبصر ولا ينفع ولا يضر ، وأنظر إلى رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وأصحابه ، وظَلَفِ أنفسهم عَنِ الدنيا ، فيقع ذلك مني فأقول : ما عمل القوم إلا الثواب لما يكون بعد الموت ، وجعلت أحب النظر إلى رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم إلى أن رأيته خارجا من باب بني شيبة يريد منزله بالأبطح ، فأردت أن آتيه وآخذه بيده وأسلم عليه ، فلم يُعزم لي على ذلك ، وانصرف رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم راجعا إلى المدينة ، ثم عزم لي على الخروج إليه ، فأدلجت إلى بطن يأجج ، فألقى خالد بن الوليد ، فاصطحبنا حتى وصلنا الهَدة ، فما شعرنا إلا بعمرو بن العاص ، فانقمعنا منه وانقمع منا ، ثم قَالَ : أين يريد الرجلان ؟ فأخبرناه ، فقَالَ : وأنا أريد الذي تريدان ، فاصطحبنا جميعا حتى قدمنا المدينة على رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فبايعته على الإسلام ، وأقمت حتى خرجت معه في غزوة الفتح ، ودخل مكة فقال لي : يا عثمان ائت بالمفتاح ، فأتيته به ، فأخذه مني ثم دفعه إلي مضطبعا عليه بثوبه ، وقَالَ : خذها تالدة خالدة ، لا ينزعها منكم إلا ظالم : يا عثمان ، إن الله استأمنكم على بيته ، فكلوا مما يصل إليكم من هذا البيت بالمعروف . قَالَ عثمان : فلما وليت ناداني ، فرجعت إليه فقَالَ : ألم يكن الذي قلت لك ؟ قَالَ : فذكرت قوله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم لي بمكة قبل الهجرة : لعلك سترى هذا المفتاح يوما أضعه حيث شئت فقلت : بلى أشهد أنك رسول الله.(5/17)
5784- قَالَ : أَخْبَرَنا أنس بن عياض أبو ضمرة الليثي ، قَالَ : حَدَّثَنا محمد بن أبي يحيى ، عَنْ عمر بن أبي معتب ، عَنْ سعيد بن المسيب ، قَالَ : لما دخل رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم مكة ففتحها ، أخذ المفتاح بيده ثم قام للناس ، فقَالَ : هل من متكلم ؟ هل من أحد يتكلم ؟ قَالَ : فتطاول العباس ورجال من بني هاشم رجاء أن يدفعها إليهم مع السقاية قَالَ : (فقال) لعثمان بن طلحة : تعال . قَالَ : فجاء فوضعها في يده (1).
_حاشية__________
(1) الخبر لدي ابن عساكر برواية سعيد بن المسيب كذلك ، وما بين حاصرتين منه.(5/17)
5785- قَالَ : أَخْبَرَنا عفان بن مسلم ، قَالَ : حَدَّثَنا حماد بن سلمة ، قَالَ : أَخْبَرَنا محمد بن عمرو ، عَنْ أبي سلمة بن عبد الرحمن : أن رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم لما دخل مكة يوم الفتح ، بعث إلى أم عثمان بن طلحة أن ابعثي إلي بالمفتاح ، قالت : لا ، واللات والعزى لا أبعث إليه بالمفتاح . فأراد رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم أن يبعث إليها فيأخذه منها قسرا (1) . فقال عثمان بن طلحة : يا رسول الله ، إنها حديثة عهد بالكفر فابعثني إليها . فأرسله إليها ، فقَالَ : يا أمه ، إنه قد حدث أمر غير الذي كان ، فاعلمي أنك إن لم تدفعي إليه المفتاح قُتِلت أنا وأخي ، فأعطته فجاء به مسرعا ، فلما دنا من رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم عثر ووقع المفتاح ، فقام رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فحنى عليه (بثوبه) (2) ووصف حماد : بثوبه : غطاه ، ففتح الباب فدخل فقام عند أركان البيت وأرجائه يدعو ، ثم صلى ركعتين بين الأسطوانتين ، فلما فرغ خرج على الباب وتطاول علي بن أبي طالب رجاء أن تجمع له السقاية والحجابة . فقال النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم يا عثمان هاك خذوا ما أعطاكم الله.
_حاشية__________
(1) بالمتن "قهراً" وأمامها بالهامش "قسراً" وكتب فوقها "صح".
(2) من سبل الهدى.(5/18)
5786- قَالَ : أَخْبَرَنا معَنْ بن عيسى ، قَالَ : حَدَّثَنا عبد الله بن المؤمل المخزومي ، عَنْ عبد الله بن أبي مليكة ، عَنْ عبد الله بن عباس ، أن النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم قَالَ : خذوها يا بني طلحة خالدة تالدة ، لا ينزعها منكم إلا ظالم ، يعني الكعبة والحجابة.(5/18)
5787- قَالَ : أَخْبَرَنا أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي المكي ، قَالَ : حَدَّثَنا مسلم بن خالد الزنجي ، أنه سمع الزهري يقول : دفع النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم مفتاح الكعبة إلى عثمان بن طلحة فقَالَ : ها : يا عثمان غيبوه قَالَ : فخرج عثمان إلى الهجرة وخلف شيبة فحجب بعده.(5/18)
5788- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عبد الله بن نافع ، عَنْ أبيه ، عَنْ ابن عمر ، قَالَ : قدم عثمان بن طلحة على رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم المدينة مع خالد بن الوليد وعمرو بن العاص مسلما قبل الفتح ، فلم يزل في المدينة حتى خرج رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم لغزوة الفتح فخرج معه.
قال مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : وكان قدوم عثمان المدينة في صفر سنة ثمان ، وهذا أثبت الوجوه في إسلام عثمان ، ولم يزل مقيما بالمدينة حتى قبض رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فرجع إلى مكة فنزلها حتى مات بها في أول خلافة معاوية بن أبي سفيان.(5/18)
- ومن بني زهرة بن كلاب
724- الأسود بن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب . وأمه الشفاء بنت عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب ، وهي أم أخيه عبد الرحمن بن عوف.
وكان للأسود بن عوف من الولد عبد الله وبه كان يكنى . ومحمد قتل يوم الزاوية ، بالبصرة مع ابن الأشعث ، ورافع وأمهم أم رافع بنت عامر بن كريز ابن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصيّ . والنضر دَرَجَ لا عقب له . وجابر بن الأسود وكان عاملا لعبد الله بن الزبير على المدينة ، فدعا الناس إلى البيعة له فبايعوا وأبى سعيد بن المسيب وقَالَ : حتى يجتمع الناس عليه ، فقدمه فضربه بالسياط ، فبلغ ذلك عبد الله بن الزبير فأنكر عليه وقَالَ : مثل سعيد يُفعل به هذا ! وما عند سعيد خلاف ولا أمر يخاف . وعبد الله الأصغر بن الأسود . وميمونة أمهم - ما خلا النضر - الساكنة بنت أبي إهاب بن عبد عوف بن عبد ابن الحارث بن زهرة . وعبيد الله وعبد الملك وعبد الرحمن دَرَجَ . وأم المهاجر ، وكرمة . وأمهم ميمونة بنت عمرو بن الحصين بن يوسف بن حميري من بني أسد بن خزيمة خلفاء (1) ثقيف . وعباس بن الأسود قتل يوم الزاوية مع ابن الأشعث ، وعائشة وأمها أم ولد وأم يحيى وأمها الفرعة بنت نافع بن حكم بن سعد العشيرة.
وأم نافع هذا هند بنت أبي سفيان بن أُمَية بن عبد شمس ، ولها أمهات أشراف من قريش وغيرهم . وليلى بنت الأسود وأمها امرأة من أهل اليمن.
قال مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : وأسلم الأسود بن عوف قبل الفتح وهاجر إلى المدينة.
_حاشية__________
(1) هكذا بالخاء في النسخة المطبوعة.(5/19)
- ومن بَني تيم بن مرة
725- عبد الله بن أبي بكر
الصديق رضي الله عنه ، ابن أبي قحافة . واسمه عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة.
وأمه قُتيلة بنت عبد العزى بن عبد أسعد بن نضر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي . وهي أيضا أم أسماء بنت أبي بكر.
وكان لعبد الله بن أبي بكر من الولد : إبراهيم وأمه عائشة بنت إياس بن قنفذ بن عمير بن جدعان من بني تيم بن مرة ، وقد انقرض ولد عبد الله بن أبي بكر فلم يبق له عقب ، وأسلم عبد الله بن أبي بكر قديما.
قال محمد بن سعد : ولم نسمع لهم بمشهد إلا يوم الطائف ، فإنه شهد يومئذ مع رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فرماه أبو محجن بسهم فلم يزل منه جريحا ثم اندمل الجرح ثم انتقض بعد ذلك ، فتوفي بعد وفاة رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم في شوال سنة إحدى عشرة من الهجرة (1) في خلافة أبي بكر الصديق ، فكان يعد من شهداء الطائف ، ونزل في حفرته عمر بن الخطاب وطلحة بن عبيد الله وعبد الرحمن بن أبي بكر.
_حاشية__________
(1) من الهجرة : استدركت بهامش الأصل وفوقها "صح"(5/20)
726- عبد الرحمن بن أبي بكر
الصديق رضي الله عنه ، واسمه عبد الله بن أبي قحافة ، واسمه عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة.
وأُمُّه أم رومان بنت عامر بن عويمر بن عبد شمس بن عتاب بن أذينة بن سبيع بن دهمان بن الحارث بن غنم بن مالك بن كنانة.
قال محمد بن سعد : وسمعت من ينسبها إلى غير هذا النسب فيقول : أم رُومان بنت عامر بن عميرة بن ذهل بن دهمان بن الحارث بن غنم بن مالك بن كنانة.
وكان لعبد الرحمن بن أبي بكر من الولد محمد وهو أبو عتيق ، فولده يقال لهم بنو أبي عتيق وأمه أمية بنت عدي بن قيس بن حذافة بن سعد بن سهم.
وعبد الله بن عبد الرحمن وأم حكيم ، وحفصة الكبرى وهي التي زوجتها عائشة المنذر بن الزبير ، وعبد الرحمن غائب ، فلما قدم أراد نسخ ذلك. وقَالَ : يُفتَاتُ عليّ في بناتي ، ثم رضي وأجاز ما صنعت عائشة . وأسماء وأم كلثوم وحفصة الصغرى وهم لأمهات أولاد شتى.
قَالُوا : ولم يزل عبد الرحمن بن أبي بكر على دين قومه وشهد بدرًا مع المشركين ، ودعا إلى المبارزة فقام إليه أبو بكر الصديق ليبارزه فقال له رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : متعنا بنفسك ، ثم أسلم عبد الرحمن بن أبي بكر في هدنة الحديبية وهاجر إلى المدينة ، وأطعمه رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم بخيبر أربعين وسقاً. وكان عبد الرحمن يكنى أبا عبد الله ، ومات سنة ثلاث وخمسين في خلافة معاوية بن أبي سفيان بعد سعد بن أبي وقاص.(5/21)
5789- قَالَ : أَخْبَرَنا يحيى بن عباد ، والحسن بن موسى قالا : حَدَّثَنا حماد بن سلمة ، قَالَ : أَخْبَرَنا عمارة بن أبي عمار ، قَالَ : رأيت عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق يخضب بالحناء والكتم .(5/21)
5790- قَالَ : أَخْبَرَنا وكيع بن الجراح ، ومحمد بن عبد الله الأسدي ، عَنْ عبد الله بن لاحق المكي ، عَنْ ابن أبي مليكة ، سمعته منه ، قَالَ : مات عبد الرحمن بن أبي بكر بالحُبشيّ ، فحُمل حتى دفن بمكة . قَالَ : فقدمت عائشة من المدينة فأتت قبره فوقفت عليه فتمثلت بهذين البيتين :
وكنّا كَنَْدمَانَي جَذيمة حقبةً ... من الدهر حتى قيل : لن يَتَصدَّعَا
فلما تفرقنا كأني ومالكا ... لطول اجتماعٍ لم نبت ليلة معا
ثم قالت : أما والله لو شهدتك ما زرت قبرك ، ولو شهدتك ما حملت من حبشيّ ميتا ولدفنت مكانك.(5/22)
5791- قَالَ : أَخْبَرَنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي ، عَنْ أيوب (1)، عَنْ عبد الله بن أبي مليكة ، أن عبد الرحمن بن أبي بكر توفي في منزل له فحملناه على رقابنا ستة أميال إلى مكة وعائشة غائبة . فقدمت بعد ذلك فقالت : أروني قبر أخي فأروها فصلت عليه.
_حاشية__________
(1) "عَنْ أيوب" استدركت بهامش الأصل ، وفوقها "صح"(5/22)
5792- قَالَ : أَخْبَرَنا معاذ بن معاذ ، قَالَ : حَدَّثَنا ابن عون ، قَالَ : حَدَّثَنِي رجل قَالَ : قدمت أم المؤمنين ذا طوى حين رفعوا أيديهم عَنْ قبر عبد الرحمن بن أبي بكر ، قَالَ : ففعلت يومئذ وتركت ، قَالَ : فقالت لها امرأة : وإنك لتفعلين مثل هذا يا أم المؤمنين ؟! قالت : وما رأيتيني فعلت ؟ إنه ليست لنا أكباد كأكباد الإبل ، قَالَ : ثم أمرت بفسطاط فضرب على القبر ووكلوا به إنسانًا وارتحلت ، فقدم ابن عمر فرأى الفسطاط مضروبًا فسأل عنه فحدثوه فقال للرجل : انزعه قَالَ : إنهم وكّلوني به ، قَالَ : وأخبرهم أن عبد الرحمن إنما يُظلّه عمله.(5/22)
5793- قال أَخْبَرَنا عبد الملك بن عمرو أبو عامر العقدي ، قَالَ : حَدَّثَنا نافع بن عمر ، عَنْ ابن أبي مليكة ، أن عبد الرحمن بن أبي بكر توفي بالحبشي على رأس أميال من مكة فنقله ابن صفوان إلى مكة ، فبلغ ذلك عائشة فقالت : ما آسى من أمره إلا على خصلتين : إنه لم يُعالج ولم يدفن حيث مات . قَالَ نافع : وكان مات فجأة.(5/23)
5794- قَالَ : أَخْبَرَنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس المدني الأعشى ، عَنْ سليمان بن بلال ، عَنْ علقمة بن أبي علقمة ، عَنْ أمه ؛ أن امرأة دخلت بيت عائشة فصلت عند بيت النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وهي صحيحة ، فسجدت فلم ترفع رأسها حتى ماتت ، فقالت عائشة : الحمد لله الذي يحيي ويميت ، إن في هذا لعبرة لي في عبد الرحمن بن أبي بكر ، رقد في مقيل له قاله ، فذهبوا يوقظونه فوجدوه قد مات ، فدخل نفس عائشة تهمة أن يكون صُنع به شر أو عُجل عليه فدفن وهو حي ، فرأت أنه عبرة لها ، وذهب ما كان في نفسها من ذلك.(5/23)
5795- قَالَ : أَخْبَرَنا معَنْ بن عيسى ، قَالَ : حَدَّثَنا مالك بن أنس ، عَنْ يحيى بن سعيد ، قَالَ : توفي عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق في نومٍ نامه فأعتقت عنه عائشة أم المؤمنين رقاباً.(5/23)
5796- قَالَ : أَخْبَرَنا وكيع بن الجراح ، عَنْ سفيان ، عَنْ يحيى بن سعيد ، عَنِ القاسم بن محمد ، أن أخًا لعائشة نزل منزلاَّ فمات فجأة ، فأعتقت عنه عائشة رقيقًا من تلادة ، ترجو أن ينفعه ذلك بعد موته.(5/23)
5797- قَالَ : أَخْبَرَنا يزيد بن هارون ، قَالَ : أَخْبَرَنا يحيى بن سعيد ، عَنِ القاسم بن محمد ، أن عبد الرحمن بن أبي بكر توفي في قائلة له وأن عائشة أخته زوج النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم أعتقت عنه عبيدا له من تِلادهِ ، ترجو أن ينفعه الله بهم.(5/23)
5798- قَالَ : أَخْبَرَنا الفضل بن دكين ، قَالَ : حَدَّثَنا سفيان ، عَنْ ابن جريج ، عَنْ ابن أبي مليكة ، قَالَ : كانت عائشة تزور قبر أخيها في هودج .(5/23)
5799- قَالَ : أَخْبَرَنا الفضل بن دكين ، قَالَ : حَدَّثَنا سفيان ، عَنْ منصور بن صفية ، عَنْ أمه قَالَ : مات أخٌ لعائشة بوادي الحبشيّ فحُمل من مكانه ، فأتيناها نعزيها فقالت : ما أجد في نفسي إلا أنني وددت أنه كان دفن مكانه.(5/24)
5800- قَالَ : أَخْبَرَنا هشام أبو الوليد الطيالسي ، قَالَ : حَدَّثَنا نافع بن عمر ، عَنْ ابن أبي مليكة قَالَ : قالت عائشة : ما آسى من أمر عبد الرحمن على شئ إلا أنه لم يعالج ولم يدفن حيث مات.(5/24)
5801- قَالَ : أَخْبَرَنا محمد بن عبد الله الأسدي ، قَالَ : حَدَّثَنا سفيان ، عَنْ ابن جريج ، عَنْ ابن أبي مليكة ، عَنِ القاسم بن محمد قَالَ : مات عبد الرحمن بن أبي بكر فعمد ابنه فلم يدع أحدًا من قرابته إلا أعطاه شيئا . قَالَ القاسم : فذكرته لابن عباس فقَالَ : ما كان ذلك له ، إنما ذاك في الوصية أن يدُلهم عليها أو يأمرهم بها.(5/24)
5802- قَالَ : أَخْبَرَنا مسلم بن إبراهيم ، قَالَ : حَدَّثَنا خالد بن أبي عثمان القرشي ، قَالَ : حَدَّثَنا أيوب بن عبد الله بن يسار ، قَالَ : مر عبد الله بن عمر على قبر عبد الرحمن بن أبي بكر أخي عائشة وعليه فسطاط مضروب فقال للغلام : انزعه فإنما يظله عمله . قَالَ الغلام : تضربني مولاتي . فقال له ابن عمر : كلا ، فنزعه.(5/24)
5803- قَالَ : أَخْبَرَنا سليمان بن حرب ، قَالَ : حَدَّثَنا حماد بن زيد ، عَنْ أيوب ، عَنْ عبد الله بن أبي مليكة : أن عبد الرحمن بن أبي بكر حلف ألا يكلم إنسانًا ، فلما مات قالت عائشة : يميني في يمين ابن أم رومان.(5/24)
5804- قَالَ : أَخْبَرَنا عمرو بن عاصم الكلابي ، قَالَ : حَدَّثَنا همام بن يحيى ، عَنْ ابن جريج ، عَنْ ابن أبي مليكة ؛ أنه رأى عائشة جائية من قبر أخيها عبد الرحمن بن أبي بكر.(5/24)
5805- قَالَ : أَخْبَرَنا أحمد بن عبد الله بن يونس والحسن بن موسى الأشيب ، قالا : حَدَّثَنا زهير بن معاوية ، قَالَ : حَدَّثَنا عروة بن عبد الله بن قشير ، قَالَ : حَدَّثَنِي ابن أبي مليكة ، قَالَ : رأيت عائشة بعينيّ هاتين تزور قبر أخيها فتسلم وتصلي عليه وتستغفر له.(5/24)
5806- قَالَ : أَخْبَرَنا عفان بن مسلم ، قَالَ : أَخْبَرَنا حماد بن زيد ، قَالَ : حَدَّثَنِي أبو التياح ، عَنْ عبد الله بن أبي مليكة قَالَ : رحت من منزلي وأنا أريد منزل عائشة ، فتلقتني على حمار ، فسألت بعض من كان معها قَالَ : زارت قبر أخيها عبد الرحمن.(5/24)
727 - عبد الرحمن بن عثمان بن عبيد الله بن عثمان - وكان عثمان بن عمرو بن كعب يقال له شارب الذهب وبه كان يلقب - ابن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة.
وأمه هند بنت عمير بن جدعان أخي عبد الله بن جدعان . وهو ابن أخي طلحة بن عبيد الله.
وكان لعبد الرحمن بن عثمان من الولد معاذ لأم ولد ، وعثمان ، وأم أبيها ، وهند . وأمهم جفنة بنت الحصين بن عبد الله بن الأعلم بن خليع بن ربيعة بن عقيل . وأم عثمان بنت عبد الرحمن وأمها أم ولد.
وأسلم أيام الحديبية ، وروى عَنِ النبي ، صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم قَالَ : دخلنا مع النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم في عمرة القضية فسلك بين الصخرتين اللتين في المروة مصعدا فيها ، وروى عنه سعيد بن المسيب .(5/25)
- ومن بني مخزوم بن يقظة.
728- خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم . ويكنى أبا سليمان . وأمه عصماء ، وهي لبابة الصغرى بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة بن قيس عيلان . وهي أخت أم الفضل بنت الحارث أم بني العباس بن عبد المطلب.
وكان لخالد بن الوليد من الولد : المهاجر ، وعبد الرحمن لا بقية له . وعبد الله الأكبر قتل بالعراق : وأمهم أسماء بنت أنس بن مدرك الخثعمي . وسليمان بن خالد وبه كان يكنى.
وأُمُّه كبشة بنت هوذة بن أبي عمرو بن عداء بن أُمَية بن رزاح بن ربيعة بن حرام بن ضنة بن عبد بن كبير بن عذرة من قضاعة . وعبد الله الأصغر وأمه أم تميم.(5/26)
5807- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي يحيى بن المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، قَالَ : سمعت أبي يحدث قَالَ : قَالَ خالد بن الوليد : لما أراد الله بي ما أراد من الخير قذف في قلبي حب الإسلام ، وحضرني رشدي ، وقلت : قد شهدت هذه المواطن كلها على محمد ، فليس موطن أشهده إلا انصرفت وأنا أرى في نفسي أني موضع في غير شيء ، وأن محمدا سيظهر . ودافعته قريش بالراح يوم الحديبية فقلت : أين المذهب ؟ وقلت : أخرج إلى هرقل . ثم قلت أخرج من ديني إلى نصرانية أو يهودية ، فأقيم مع عجم تابعا لهم مع عيب ذلك علي ! ودخل رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم مكة عام القضية فتغيبت ، فكتب إلي أخي : لم أرى أعجب من ذهاب رأيك عَنِ الإسلام وعقلُكَ عَقلُكَ ! ومثل الإسلام جهله أحد ؟ وقد سألني رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم عنك فقَالَ : أين خالد ؟ فقلت : يأتي الله به فقَالَ : ما مثل خالد جهل الإسلام ! ولو كان جعل نكايته وَحَدَّهُ (1) مع المسلمين على المشركين لكان خيرا له ولقدَّمناه على غيره فاستدرِكْ يا أخي ما فاتك فقد فاتتك مواطن صالحة.
_حاشية__________
(1) كذا في الأصل وتحت حاء الكلمة "ح" ولدي الواقدي وابن عساكر "وَحَدِّه"(5/26)
فلما جاءني كتابه نشطت للخروج ، وزادني رغبة في الإسلام وَسَرََّّتْنِي مقالة رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ورأى في المنام كأني في بلاد ضيقة جدبة ، فخرجت إلى بلد أخضر واسع . فقلت : إن هذه لرؤيا . فذكرتها بعد لأبي بكر الصديق فقَالَ : هو مخرجك الذي هداك الله فيه للإسلام والضيق الذي كنت فيه : الشرك فأجمعت الخروج إلى رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وطلبت من أصاحب فلقيت عثمان بن طلحة فذكرت له الذي أريد فأسرع الإجابة وخرجنا جميعا فأدلجنا سحرا . فلما كنا بالهدة إذا عمرو بن العاص فقَالَ : مرحبا بالقوم . قلنا : وبك ، قَالَ : أين مسيركم ؟ فأخبرناه ، وأَخْبَرَنا أنه يريد أيضا النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم لِيُسْلِم . فاصطحبنا حتى قدمنا المدينة على رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم أول يوم من صفر سنة ثمان . فلما طلعت على رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم سلّمت عليه بالنبوة ، فردَّ عليّ السلام بوجه طلق فأسلمت وشهدت شهادة الحق . فقال رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : قد كنت أرى لك عقلا رجوت أن لا يُسْلِمك إلا إلى خير وبايعت رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم، وقلت : استغفر لي كل ما أوضعت فيه من صد عَنْ سبيل الله ، فقَالَ : إن الإسلام يَجُبُّ ما كان قبله . قلت : يا رسول الله على ذلك ؟ فقَالَ : اللهم اغفر لخالد بن الوليد كل ما أوضع فيه من صد عَنْ سبيلك.
قال خالد : وتقدم عمرو بن العاص وعثمان بن طلحة فأسلما وبايعا رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فوالله ما كان رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم من يوم أسلم يعدل بي أحدًا من أصحابه فيما يحزبه(1).
_حاشية__________
(1) الخبر بطوله لدي الواقدي في المغازي ص 745 - 749 ، وكذلك لدي ابن عساكر في تاريخه - مختصر ابن منظور ج 8 ص 7-10 , وقد تحرفت "يحزبه" في "ل" إلى : "يجزيه" والصواب من الأصل والواقدي وابن عساكر.(5/27)
5808- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ : أَقْطَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ مَوْضِعَ دَارِهِ.
قَالَ مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : وَإِنَّمَا أَقْطَعَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم بَعْدَ خَيْبَرَ وَبَعْدَ قَدُومِ خَالِدٍ عَلَيْهِ ، وَكَانَتْ دُورًا لِحَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ وَرِثَهَا مِنْ آبَائِهِ , فَوَهَبَهَا لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم , فَأَقْطَعَ مِنْهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ وَعَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ.(5/27)
5809- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُصْعَبٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَحْيَى بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمُ مُؤْتَةَ , وَقُتِلَ الأُمَرَاءُ أَخَذَ اللِّوَاءَ ثَابِتُ بْنُ أَقْرَمَ , وَجَعَلَ يَصِيحُ : يَا لَلأَنْصَارِ ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَثُوبُونَ إِلَيْهِ , فَنَظَرَ إِلَى خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ فَقَالَ : خُذِ اللِّوَاءَ يَا أَبَا سُلَيْمَانَ ، قَالَ : لاَ آخُذُهُ أَنْتَ أَحَقُّ بِهِ , لَكَ سِنٌّ , وَقَدْ شَهِدْتَ بَدْرًا ، قَالَ ثَابِتٌ : خُذْهُ أَيُّهَا الرَّجُلُ فَوَاللَّهِ مَا أَخَذْتُهُ إِلاَّ لَكَ ، وَقَالَ ثَابِتٌ لِلنَّاسِ : آصْطَلَحْتُمْ عَلَى خَالِدٍ ؟ قَالُوا : نَعَمْ ، فَأَخَذَ خَالِدٌ اللِّوَاءَ , فَحَمَلَهُ سَاعَةً , وَجَعَلَ الْمُسْلِمُونَ يَحْمِلُونَ عَلَيْهِ , فَثَبَتَ حَتَّى تَكَرْكَرَ الْمُشْرِكُونَ , وَحَمَلَ بِأَصْحَابِهِ , فَفَضَّ جَمْعًا مِنْ جَمْعِهِمْ , ثُمَّ دُهِمَ مِنْهُمْ بَشَرٌ كَثِيرٌ فَانْحَاشَ بِالْمُسْلِمِينَ ، فَانْكَشَفُوا رَاجِعِينَ.(5/28)
5810- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ الْفُضَيْلِ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : لَمَّا أَخَذَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ الرَّايَةَ قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : الآنَ حَمِيَ الْوَطِيسُ.(5/28)
5811- قَالَ : أَخْبَرَنا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ : سَمِعْتُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ بِالْحِيرَةِ يَقُولُ : لَقَدِ انْقَطَعَ فِي يَدِي يَوْمَ مُؤْتَةَ تِسْعَةُ أَسْيَافٍ ، وَصَبَرَتْ فِي يَدِي صَفِيحَةٌ لِي يَمَانِيَّةٌ.(5/28)
5812- قَالَ : أَخْبَرَنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرو أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ قَالَ : حَدَّثَنا الأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سُمَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَبَاحٍ الأَنْصَارِيِّ قَالَ : حَدَّثَنا أَبُو قَتَادَةَ الأَنْصَارِيُّ فَارِسُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم لَمَّا ذَكَرَ جَيْشَ الأُمَرَاءِ ، وَنَعَاهُمْ وَاحِدًا وَاحِدًا ، وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ ، قَالَ : ثُمَّ أَخَذَ اللِّوَاءَ خَالِدُ سَيْفُ اللهِ قَالَ : وَلَمْ يَكُنْ مِنَ الأُمَرَاءِ ، قَالَ : فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ضَبْعَيْهِ ، وَقَالَ : اللَّهُمَّ هُوَ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِكَ ، فَانْتَصِرْ بِهِ قَالَ : فَيَوْمَئِذٍ سُمِّيَ خَالِدٌ سَيْفَ اللَّهِ.(5/28)
5813- قَالَ : أَخْبَرَنا الوليد بن مسلم قَالَ : حَدَّثَنِي صفوان بن عمرو ، عَنْ عبد الرحمن بن جبير بن نفير ، عَنْ أبيه ، عَنْ عوف بن مالك الأشجعي قَالَ : خرجت مع من خرج مع زيد بن حارثة من المسلمين في غزوة مؤتة ورافقني مددي من اليمن ليس معه شيء غير سيفه فنحر رجل من المسلمين جزورا فسأله المددي طائفة من جلده فأعطاه إياه فاتخذه كهيئة الدرق ومضينا فلقينا جموع الروم وفيهم رجل على فرس له أشقر عليه سرج مذهب وسلاح مذهب فجعل الرومي يفرى بالمسلمين وقعد له المددي خلف صخرة فمر به الرومي فعرقب فرسه فخر وعلاه بالسيف فقتله وحاز فرسه وسلاحه فلما فتح الله للمسلمين بعث إليه خالد بن الوليد فأخذ منه السلب قَالَ عوف : فأتيته فقلت : يا خالد أما علمت أن رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم قضى بالسلب للقاتل ؟ قَالَ : بلى . ولكني استكثرته . فقلت : لتردنه إليه أو لأعرفنكما عند رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فأبى أن يرد عليه . قَالَ عوف : فاجتمعنا عند رسول الله فقصصنا عليه قصة المددي وما فعل خالد ، فقال رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : يا خالد ما حملك على ما صنعت ؟ فقَالَ : يا رسول الله استكثرته . فقال رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : يا خالد رد عليه ما أخذت . قَالَ عوف : فقلت : دونك يا خالد ، ألم أَفِ لك ؟ فقال رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : وما ذاك ؟ فأخبرته فغضب رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وقَالَ : يا خالد لا ترده عليه هل أنتم تاركون لي أمرائي ؟ لكم صفوة أمرهم وعليهم كدره.
قال الوليد بن مسلم : سألت ثور بن يزيد عَنْ هذا الحديث ، فحَدَّثَنِي عَنْ خالد بن معدان ، عَنْ جبير بن نفير ، عَنْ عوف بن مالك الأشجعي ، بنحو من ذلك.(5/29)
5814- قَالَ : أَخْبَرَنا عبد الله بن نمير قَالَ : حَدَّثَنا إسماعيل بن أبي خالد ، عَنْ قيس بن أبي حازم قَالَ : قال رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : إنما خالد سيف من سيوف الله صبه على الكفار.(5/30)
5815- قَالَ : أَخْبَرَنا يعلى ، ومحمد ابنا عبيد قالا : حَدَّثَنا إسماعيل بن أبي خالد ، عَنْ قيس بن أبي حازم قَالَ : قال رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم لا تؤذوا خالدا فإنه سيف من سيوف الله صبه على الكفار.(5/30)
5816- قال أَخْبَرَنا محمد بن عبيد قَالَ : حَدَّثَنا إسماعيل بن أبي خالد عَنْ عامر الشعبي قَالَ : قَالَ خالد : يا رسول الله إنهم يقعون في عرضي فلا أستطيع إلا أن أرد عليهم مثل ما يقولون لي. فقال رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : لا تؤذوا خالدا فإنه سيف من سيوف الله سله الله على أعدائه.(5/30)
5817- قَالَ : أَخْبَرَنا عفان بن مسلم قَالَ : حَدَّثَنا مهدي بن ميمون قَالَ : حَدَّثَنا محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب قَالَ : حَدَّثَنِي الحسن بن سعد مولى الحسن بن علي بن أبي طالب ، قَالَ في حديثه الذي رواه عَنِ النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم حين نعى زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب وعبد الله بن رواحة إلى الناس قَالَ : ثم أخذ الراية سيف من سيوف الله خالد بن الوليد ففتح الله عليه.(5/30)
5818- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة ، عَنْ إسحاق بن عبد الله ، عَنْ ابن كعب بن مالك قَالَ : حَدَّثَنِي نفر من قومي حضروا يوم مؤتة (ح) قَالَ : وأَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي داود بن سنان ، عَنْ ثعلبة بن أبي مالك (ح) قَالَ مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : وحَدَّثَنِي خالد بن إلياس ، عَنْ صالح بن أبي حسان ، عَنْ عبيد بن حنين ، عَنْ أبي سعيد الخدري (ح) قَالَ : وأَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي نافع بن ثابت ، عَنْ يحيى بن عباد ، عَنْ أبيه ، عَنْ رجل من بني مرة كان في الجيش بمؤتة ، قالوا جميعا : لما أخذ خالد بن الوليد اللواء يومئذ انكشف الناس منهزمين . قَالَ أبو سعيد الخدري في حديثه : فلما سمع أهل المدينة بجيش مؤتة قادمين تلقوهم بالجرف ، فجعل الناس يحثون في وجوههم التراب ويقولون : يافرار ، أفررتم في سبيل الله ؟ فيقول رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : ليسوا بفرار ولكنهم كرار إن شاء الله !(5/30)
قال مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : وأمر رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم خالد بن الوليد يوم فتح مكة أن يدخل من الليط فدخل فوجد جمعا من قريش وأحابيشها فيهم صفوان بن أُمَية وعكرمة بن أبي جهل وسهيل بن عمرو فمنعوه الدخول وشهروا السلاح ورموا بالنبل وقَالُوا : لا تدخلها عنوة أبدا ، فصاح خالد في أصحابه وقاتلهم ، فقتل منهم أربعة وعشرين رجلا عشرون منهم من قريش وأربعة من هذيل ، وانهزموا أقبح انهزام حتى قتلوا بالحزورة وهم مولون في كل وجه. ولما ظهر رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم على ثنية أذاخر نظر إلى البارقة فقَالَ : ما هذه البارقة ألم أنه عَنِ القتال ؟ قيل : يا رسول الله خالد بن الوليد قوتل فقاتل ولو لم يقاتل ما قاتل ! فقال رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : قضاء الله خير ! قَالَ : وجعل خالد بن الوليد وهو يقاتل خارجة بن خويلد الكعبي يومئذ يتمثل بأبيات :
إذا ما رسول الله فينا رأيتنا ... كلجة بحر نال فيها سريرها
إذا ما ارتدينا الفارسية فوقها ... ردينية يهدي الأصم خريرها
إذا ما ارتديناها فإن محمدا ... لها ناصر عزت وعز نصيرها
قال مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : أنشدني هذه الأبيات حزام بن هشام الكعبي ، عَنْ أبيه.(5/31)
5819- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي عبد الله بن يزيد الهذلي عَنْ سعيد بن عمرو الهذلي قَالَ : لما فتح رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم مكة بث السرايا فبعث خالد بن الوليد إلى العزى يهدمها فخرج خالد في ثلاثين فارسا من أصحابه فلما انتهى إليها جرد سيفه فخرجت إليه امرأة سوداء عريانة ناشرة الرأس قَالَ : وأخذني اقشعرار في ظهري وجعل السادن يصيح بها :
أعزاى شدي شدة لا تكذبي ... على خالد ألقي القناع وشمري
أعزاى إن لم تقتلى المرء خالدا ... فبوئي بذنب عاجل أو تنصري
قَالَ : وأقبل خالد بالسيف إليها وهو يقول :
ياعز كفرانك لا سبحانك ... إني وجدت الله قد أهانك
قَالَ : فضربها بالسيف فجزلها باثنين ، ثم رجع إلى رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فأخبره ، فقَالَ : نعم تلك العزى ، وقد آيست أن تعبد ببلادكم أبدا.(5/32)
5820- قَالَ : أَخْبَرَنا عبد الله بن نمير عَنِ الأجلح عَنْ عبد الله بن أبي الهذيل (ح) قَالَ : وأَخْبَرَنا مسلم بن إبراهيم قَالَ : حَدَّثَنا محمد بن خالد بن سلمة المخزومي أبو عبد الرحمن قَالَ : حَدَّثَنِي أبي (ح) قَالَ : وأَخْبَرَنا عبيد الله بن موسى ، عَنْ إسرائيل ، عَنْ أبي إسحاق ، عَنْ عبد الله بن أبي الهذيل ؛ أن نبي الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم بعث خالد بن الوليد إلى العزى ليكسرها فجعل يضربها وهو يقول :
ياعز كفرانك لا سبحانك ... إني رأيت الله قد أهانك(5/32)
5821- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي عبد الرحمن بن عبد العزيز ، عَنْ حكيم بن حكيم بن عباد بن حنيف ، عَنْ أبي جعفر قَالَ : لما رجع خالد بن الوليد من هدم العزى إلى رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وهو مقيم بمكة بعثه رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم إلى بنى جذيمة وهم من كنانة وكانوا بأسفل مكة على ليلة أو أقل ناحية يلملم بموضع يقال له الغميصاء فبعثه داعيا لهم إلى الإسلام ولم يبعثه مقاتلا فخرج في ثلاث مِئة وخمسين رجلا من المهاجرين والأنصار وبنى سليم فانتهى إليهم فقَالُوا : نحن قوم مسلمون وقد صلينا وصدقنا بمحمد وبنينا المساجد وأذنا فيها . قَالَ : فما بال السلاح عليكم ؟ قَالُوا : إن بيننا وبين قوم من العرب عداوة فخفنا أن تكونوا هم فأخذنا السلاح . قَالَ : فضعوا السلاح ! فوضع القوم السلاح فأوقع بهم وبلغ رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم الخبر فبعث علي بن أبي طالب فودى ما أصاب خالد منهم.(5/33)
5822- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي يوسف بن يعقوب بن عتبة ، عَنْ عثمان بن محمد ، عَنْ عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قَالَ : ما عتب رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم على خالد فيما صنع ببني جذيمة لأنهم إنما ادعوا الإسلام بعد الذي صنع بهم ولقد كان المقدم عنده حتى مات ولقد خرج بعد ذلك معه إلى حنين على مقدمته وإلى تبوك وبعثه رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم من تبوك إلى أكيدر دومة الجندل فسبى من سبى ثم صالحهم . ولقد بعثه إلى بني الحارث بن كعب بنجران في شهر ربيع الأول سنة عشر أميرا وداعيا إلى الله فخرج في أربعمائة من المسلمين فقدم عليهم فدعاهم إلى الإسلام فأسلموا ولم يقاتلوا وكتب بذلك إلى رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم مع بلال بن الحارث المزني فكتب إليه رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ، أن يقدم عليه هو ووفد بني الحارث بن كعب فقدموا معه فأنزلهم خالد عليه في منزله وأكرمهم.
ولقد خرج مع رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم في حجة الوداع فلما حلق رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم رأسه أعطاه ناصيته فكانت في مقدم قلنسوته فكان لا يلقى أحدا إلا هزمه ولقد قاتل يوم اليرموك فوقعت قلنسوته . فجعل يقول : القلنسوة القلنسوة ! فقيل له بعد ذلك : يا أبا سليمان : عجبا لطلبك القلنسوة وأنت في حومة القتال ! فقَالَ : إن فيها ناصية رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ولم ألق بها أحدًا إلا ولى ولقد توفي خالد يوم توفي وهو مجاهد في سبيل الله وقبره في بعض قرى حمص فأخبرني من غسله وحضره ونظر إلى ما تحت ثيابه ما فيه مصح ما بين ضربة بسيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم.(5/33)
5823- وقَالَ : أَخْبَرَنا سعيد بن منصور قَالَ : حَدَّثَنا هشيم قَالَ : أَخْبَرَنا عبد الحميد بن جعفر الأنصاري ، عَنْ أبيه قَالَ : لما كان يوم اليرموك فقد خالد بن الوليد قلنسوة له فقَالَ : اطلبوها فطلبوها فلم يجدوها فقَالَ : اطلبوها فطلبوها فوجدوها فإذا هي قلنسوة وسخة . فقَالَ : اعتمر رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فحلق رأسه فابتدر الناس إلى شهره فسبقتهم إلى ناصيته فجعلتها في هذه القلنسوة فما شهدت قتالا وهي معي إلا رزقت النصر.(5/34)
5824- قَالَ : أَخْبَرَنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس قَالَ : حَدَّثَنِي سليمان بن مسلم بن جماز القارىء ، مولى بني زهرة ، عَنْ قيس بن محمد بن عبد العزيز بن قيس ، عَنِ العباس بن عبد الله بن معبد ، يرفعه إلى رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ؛ أن خالد بن الوليد أراد الخروج إلى مكة وأنه استأذن النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم في رجل من بني بكر يريد أن يصحبه فقال له رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : اخرج به أخوك البكري ولا تأمنه فقال : فخرج معه فاستيقظ به خالد وقد سل السيف يريد أن يقتله به فقتله خالد بن الوليد.(5/34)
5825- قَالَ : أَخْبَرَنا يزيد بن هارون ، ومحمد بن عبيد ، ومحمد بن عبد الله الأسدي ، قَالُوا : حَدَّثَنا مسعر ، عَنْ علقمة بن مرثد ، عَنْ عبد الرحمن بن سابط قَالَ : أصاب خالد بن الوليد أرق فقال له رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : ألا أعلمك كلمات إذا قلتهن نمت ! قَالَ : قل : اللهم رب السموات السبع وما أظلت ورب الأرض وما أقلت ورب الشياطين وما أضلت كن جاري من شر خلقك كلهم جميعا أن يفرط علي أحد منهم أو أن يطغى عز جارك ولا إله غيرك.(5/35)
5826- قَالَ : أَخْبَرَنا محمد بن عبد الله الأنصاري قَالَ : حَدَّثَنا حميد الطويل قَالَ : حَدَّثَنا بكر بن عبد الله المزني ، أن أبا العالية حدثهم ؛ أن خالد بن الوليد اشتكى إلى النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فقَالَ : يا رسول الله إني ألقى تفزاعا من الليل فقال : ألا أعلمك كلمات علمنيهن جبريل قَالَ : قَالَ : يا محمد إن عفريتا من الجن يكيدك فقل : أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما ينزل من السماء وما يعرج فيها ومن شر ما ذرأ في الأرض وما يخرج منها ومن شر فتن الليل والنهار ومن كل طارق إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن.
5827- قال أَخْبَرَنا عفان بن مسلم قَالَ : حَدَّثَنا حماد بن سلمة قَالَ : أَخْبَرَنا علي بن زيد ، عَنْ يحيى بن جعدة ؛ أن خالد بن الوليد اشتكى إلى رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم تفزاعا يجده بالليل ثم ذكر مثل حديث حميد الطويل عَنْ بكر.(5/35)
5828- قَالَ : أَخْبَرَنا يحيى بن حماد قَالَ : حَدَّثَنا أبو عوانة عَنْ عاصم بن كليب قَالَ : سمعت شيخين في المسجد ممن سمع خالد بن الوليد قَالَ أحدهما لصاحبه : أتذكر ما لقينا يوم الكمة بسباطة الحيرة ؟ قَالَ : نعم ، ما لقينا يوما أشد منه وقعت كمة خالد بن الوليد فقَالَ : التمسوها وغضب فوجدناها فوضعها على رأسه ثم اعتذر إلينا فقَالَ : لا تلوموني فإن نبي الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم حين حلق رأسه انتهبنا شعره فوقعت ناصيته بيدي فجلعتها ناصية لي في هذه الخرقة ، فإنما شق علي حين وقعت.(5/35)
5829- قَالَ : أَخْبَرَنا محمد بن عبيد عَنْ إسماعيل بن أبي خالد عَنْ زياد قَالَ : قال خالد بن الوليد عند موته : ما كان في الأرض ليلة أحب إلي من ليلة شديدة الجليد في سرية من المهاجرين أصبح بهم العدو فعليكم بالجهاد.(5/36)
5830- قال أَخْبَرَنا عبد الله بن نمير قَالَ : حَدَّثَنِي إسماعيل عَنْ قيس قَالَ : سمعت خالد بن الوليد يقول لقد منعني كثيرا من القراءة الجهاد في سبيل الله.(5/36)
5831- قال أَخْبَرَنا الفضل بن دكين قَالَ : حَدَّثَنا الوليد بن عبد الله بن جميع قَالَ : حَدَّثَنِي رجل أثق به أن خالد بن الوليد أم الناس بالحيرة فقرأ من سور شتى ثم التفت إلى الناس حين انصرف فقَالَ : شغلني عَنْ تعليم القرآن الجهاد.(5/36)
5832- قال أَخْبَرَنا أبو معاوية الضرير قَالَ : حَدَّثَنا هشام بن عروة عَنْ أبيه قَالَ : كانت في بني سليم ردة فبعث إليهم أبو بكر خالد بن الوليد فجمع منهم رجالا في حظائر ثم أحرقهم بالنار فجاء عمر إلى أبي بكر فقَالَ : انزع رجلا عذب بعذاب الله ! قَالَ : فقال أبو بكر لا والله لا أشيم سيفا سله الله على عباده حتى يكون هو يشيمه قَالَ : ثم أمره فمضى من وجهه ذلك إلى مسليمة.(5/36)
5833- قال أَخْبَرَنا عبد الله بن نمير قَالَ : حَدَّثَنا هشام بن عروة قَالَ : أخبرني أبي ؛ أن عمر بن الخطاب قَالَ لأبي بكر : انزع خالد بن الوليد فإنه عذب بعذاب الله ! قَالَ : لا أشيم سيفا سله الله على الكفار حتى يكون الله الذي يشيمه.(5/36)
5834- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي عتبة بن جبيرة ، عَنْ عاصم بن عمر بن قتادة (ح) قَالَ : وحَدَّثَنِي محمد بن عبد الله ، عَنِ الزهري (ح) قَالَ : وحَدَّثَنِي أسامة بن زيد الليثي ، عَنِ الزهري ، عَنْ حنظلة بن علي الأسلمي (ح) قَالَ : وحَدَّثَنِي مسلمة بن عبد الله بن عروة ، عَنْ أبيه ، دخل حديث بعضهم في حديث بعض ، قَالَ : لما ارتد من ارتد من العرب وامتنعوا من الصدقة شاور أبو بكر الصديق في غزوهم وقتالهم فأجمع البعثة إليهم وخرج هو نفسه إلى قناة فعسكر بها وأظهر أنه يريد غزوهم بنفسه ليبلغهم ذلك فيكون أهيب لهم . ثم سار من قناة في مائة من المهاجرين وخالد بن الوليد يحمل لواءه حتى نزل بقعاء وهو ذو القصة وأراد أن يتلاحق به الناس ويكون أسرع لخروجهم فلما تلاحقوا به استعمل خالد بن الوليد عليهم وأمره أن يسير إلى أهل الردة فيقاتلهم على خمس خصال : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام شهر رمضان.
ورجع أبو بكر إلى المدينة ومضى خالد بن الوليد ومعه أهل السابقة من المهاجرين والأنصار فأوقع بأهل الردة من بني تميم وغيرهم بالبطاح وقتل مالك بن نويرة ثم أوقع بأهل بزاخة وحرقهم بالنار وذلك أنه بلغه عنهم مقالة سيئة شتموا النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وثبتوا على ردتهم.(5/37)
ثم مضى إلى اليمامة فقاتل بها مسيلمة وبني حنيفة حتى قتل مسيلمة وصالح خالد أهل اليمامة على الصفراء والبيضاء والحلقة والكراع ونصف السبي.
وكتب إلى أبي بكر : إني لم أصالحهم حتى قتل من كنت أقوى به وحتى عجف الكراع ونهك الخف ونهك المسلمون بالقتل والجراح وقدم خالد بن الوليد المدينة من اليمامة ومعه سبعة عشر رجلا من وفد بني حنيفة فيهم مجاعة بن مرارة وإخوته ، فلما دخل خالد بن الوليد المدينة دخل المسجد وعليه قباء عليه صدأ الحديد متقلدا السيف معتما في عمامته أسهم فمر بعمر فلم يكلمه ودخل على أبي بكر فرأى منه كل ما يحب فخرج مسرورا فعرف عمر أن أبا بكر قد أرضاه فأمسك عَنْ كلامه وإنما كان وجد عليه عمر فيما صنع بمالك بن نويرة من قتله إياه وتزوج امرأته وما كان عليه في نفسه قبل ذلك من أمر بني جذيمة.
قال مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : فهذا أثبت عندنا أن خالد بن الوليد رجع من اليمامة إلى المدينة . وقد روى قوم من أهل العلم أن أبا بكر الصديق كتب إلى خالد حين فرغ من أهل اليمامة أن يسير إلى العراق ففعل.(5/38)
5835- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنا شيبان بن عبد الرحمن ، عَنْ جابر ، عَنْ عامر ، عَنِ البراء بن عازب (ح) قَالَ : وحَدَّثَنِي طلحة بن محمد بن سعيد ، عَنْ أبيه ، عَنْ سعيد بن المسيب ، قالا : كتب أبو بكر الصديق إلى خالد بن الوليد حين فرغ من أهل اليمامة أن يسير إلى العراق فخرج خالد من اليمامة فسار حتى أتى الحيرة فنزل بخفان والمرزبان بالحيرة مَلِكٌ كان لكسرى ، ملكه حين مات النعمان بن المنذر ، فتلقاه بنو قبيصة وبنو ثعلبة وعبد المسيح بن حيان بن بقيلة ، فصالحوه عَنِ الحيرة وأعطوه الجزية مائة ألف درهم على أن يتنحى إلى السواد ففعل وصالحهم وكتب لهم كتابا وكانت أول جزية في الإسلام ثم سار خالد إلى عين التمر فدعاهم إلى الإسلام فأبوا فقاتلهم قتالا شديدا فظفره الله بهم فقتل وسبى وبعث بالسبي إلى أبي بكر الصديق ثم نزل بأهل أليس وهي قرية أسفل الفرات فصالحهم وكان الذي ولي صلحه هانىء بن جابر الطائي على ثمانين ألف درهم ثم سار فنزل ببانقيا على شاطىء الفرات فقاتلوه ليلة حتى الصباح ثم طلبوا الصلح فصالحهم وكتب لهم كتابا.(5/38)
وصالح صلوبا بن بصبهرى ، ومنزله بشاطىء الفرات ، على جزية ألف درهم ثم كتب إليه أبو بكر يأمره بالمسير إلى الشام وكتب إليه : إني قد استعملتك على جندك وعهدت إليك عهدا تقرأه وتعمل بما فيه فسر إلى الشام حتى يوافيك كتابي فقال خالد : هذا عمل عمر بن الخطاب حسدني أن يكون فتح العراق على يدي . فاستخلف المثنى بن حارثة الشيباني مكانه وسار بالأدلاء حتى نزل دومة الجندل فوافاه كتاب أبي بكر وعهده مع شريك بن عبدة العجلاني فكان أحد الأمراء بالشام خلافة أبي بكر وفتح بها فتوحا كثيرة وهو الذي ولى صلح دمشق وكتب لهم كتابا فأنفذوا ذلك له فلما توفى أبو بكر وولى عمر بن الخطاب عزل خالدا عما كان عليه وولى أبا عبيدة بن الجراح فلم يزل خالد مع أبي عبيدة في جنده يغزو وكان له بلاء وغناء وإقدام في سبيل الله حتى توفى رحمه الله بحمص سنة إحدى وعشرين وأوصى إلى عمر بن الخطاب ودفن في قرية على ميل من حمص.
قال مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : سألت عَنْ تلك القرية فقيل قد دثرت.(5/39)
5836- قال : أَخْبَرَنا عفان بن مسلم قَالَ : حَدَّثَنا بن سلمة ، عَنْ عاصم بن بهدلة ، عَنْ أبي وائل ؛ أن خالد بن الوليد كتب : بسم الله الرحمن الرحيم من خالد بن الوليد إلى رستم ومهران وملاء فارس : سلام على من اتبع الهدى فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو أما بعد : فإني أعرض عليكم الإسلام فإن أقررتما به فلكما ما لأهل الإسلام وعليكما ما على أهل الإسلام وإن أبيتما فإني أعرض عليكما الجزية فإن أقررتما بالجزية فلكما ما لأهل الجزية وعليكما ما على أهل الجزية وإن أبيتما فإن عندي رجالا يحبون القتال كما تحب فارس الخمر.(5/39)
5837- قَالَ : أَخْبَرَنا عبد الله بن الزبير الحميدي قَالَ : حَدَّثَنا سفيان بن عيينة ، عَنْ إسماعيل بن أبي خالد ، عَنْ قيس بن أبي حازم قَالَ : رأيت خالد بن الوليد أتى بسم فقَالَ : ما هذا ؟ قَالُوا : سم . فقَالَ : بسم الله وشربه ، وأشار سفيان بيده إلى فيه ، قَالَ عبد الله بن الزبير : وذلك بالحيرة.(5/40)
5838- قال : أَخْبَرَنا الفضل بن دكين ، ومحمد بن عبد الله الأسدي ، قالا : حَدَّثَنا يونس بن أبي إسحاق قَالَ : حَدَّثَنا أبو السفر قَالَ : نزل خالد بن الوليد الحيرة فنزل على بني أم المرازبة فقَالُوا : احذر السم لا يسقيكه الأعاجم فقال لهم : ائتوني بالسم ، فلما أتوه به فوضعه في راحته ثم قَالَ : بسم الله فاقتحمه فلم يضره بإذن الله شيئا.(5/40)
5839- قَالَ : أَخْبَرَنا هشام بن الوليد الطيالسي قَالَ : حَدَّثَنا شعبة عَنِ الحكم عَنْ قيس بن أبي حازم قَالَ : أمنا خالد بن الوليد باليرموك في ثوب واحد قد خالف بين طرفيه وخلفه أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم.(5/40)
5840- قال : أَخْبَرَنا سليمان بن حرب قَالَ : حَدَّثَنا حماد بن سلمة عَنْ عطاء بن السائب عَنْ محارب بن دثار قَالَ : قيل لخالد بن الوليد : إن في عسكرك من يشرب الخمر فركب دابته وجال في العسكر فلقى رجلا على منسج فرسه زق خمر فقال له : ما هذا ؟ قَالَ : خل . فقال خالد : اللهم اجعله خلا . قَالَ : فجاء الرجل أصحابه فقَالَ : قد أتيتكم بخمر ما شربت العرب مثلها ، فلما فتحوه إذا هو خل قالوا : ويلك والله ما جئتنا إلا بخل . قَالَ : هذه دعوة خالد.(5/40)
5841- قَالَ : أَخْبَرَنا مسلم بن إبراهيم قَالَ : أَخْبَرَنا جويرية بن أسماء ، عَنْ نافع قَالَ : لما قدم خالد بن الوليد من الشام قدم ، وفي عمامته أسهم ملطخة بالدم قد جعلها في عمامته فاستقبله عمر لما دخل المسجد فنزعها من عمامته وقَالَ : أتدخل مسجد النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ومعك أسهم فيها دم ؟! وقد جاهدت وقاتلت وقد جاهد المسلمون قبلك وقاتلوا.(5/41)
5842- قَالَ : أَخْبَرَنا الفضل بن دكين ، ومحمد بن عبد الله الأسدي ، قالا : حَدَّثَنا يونس بن أبي إسحاق ، عَنِ العيزار بن حريث قَالَ : كان خالد بن الوليد يقول : ما أدري من أي يومي أفر ؟ يوم أراد الله أن يهدي لي فيه شهادة ، أو من يوم أراد الله أن يهدي لي فيه كرامة.(5/41)
5843- قَالَ : أَخْبَرَنا الفضل بن دكين ، ومحمد بن عبد الله الأسدي ، قالا : حَدَّثَنا يونس بن أبي إسحاق عَنْ أبي السفر قَالَ : مرض خالد بن الوليد بالشام فحضره أناس وهو يسوق : فقال بعضهم : والله إنه يسوق فسمعه فقَالَ : أجل فأستعين الله على ذلك.(5/41)
5844- قال : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنا عبد الرحمن بن أبي الزناد ، وغيره ، قَالُوا : قدم خالد بن الوليد بعد أن عزله عمر بن الخطاب معتمرا فمر بالمدينة ولقى عمر ثم رجع إلى الشام فانقطع إلى حمص فلم يزل بها حتى توفى بها في سنة إحدى وعشرين.(5/41)
5845- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنا عمرو بن عبد الله بن عنبسة قَالَ : سمعت محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان يقول : لم يزل خالد بن الوليد مع أبي عبيدة حتى توفى أبو عبيدة واستخلف عياض بن غنم الفهري ، فلم يزل خالد معه حتى مات عياض بن غنم ، فاعتزل خالد إلى ثغر حمص فكان فيه وحبس خيلا وسلاحا فلم يزل مقيما مرابطا بحمص حتى نزل به ، فدخل عليه أبو الدرداء عائدا له ، فقال خالد بن الوليد : إن خيلي هذه التي حبست في الثغر وسلاحي ، هو على ما جعلته عليه عدة في سبيل الله وقوة يغزى عليها وتعلف من مالي وداري بالمدينة صدقة : حبس لا تباع ولا تورث وقد كنت أشهدت عليها عمر بن الخطاب ليالي قدم الجابية وهو كان أمرني أن أتصدق بها ونعم العون هو على الإسلام. والله يا أبا الدرداء لئن مات عمر لترين أمورا تنكرها.(5/41)
قَالَ : قَالَ أبو الدرداء : وأنا والله أرى ذلك . قَالَ خالد : كنت قد وجدت عليه في نفسي في أمور لما تدبرتها في مرضي هذا وحضرني من الله حاضر عرفت أن عمر كان يريد الله بكل ما فعل : كنت قد وجدت في نفسي حيث بعث إلي من يقاسمني مالي حتى أخذ فرد نعل وأخذت فرد نعل فرأيته فعل ذلك بغيري من أهل السابقة ومن شهد بدرا وكان يغاظ علي وكانت غلظته على غيري نحوا من غلظته علي وكنت أدل عليه بقرابة فرأيته لا يبالي قريبا ولا لوم لائم في غير الله فذلك الذي أذهب ما كنت أجد عليه وكان يكثر علي عنده وما كان ذلك مني إلا على النظر كنت في حرب ومكايدة وكنت شاهدا وكان غائبا فكنت أعطى على ذلك فخالفه ذلك من أمري وقد جعلت وصيتي وتركتي وإنفاذ عهدي إلى عمر بن الخطاب . قَالَ : فقدم بالوصية على عمر فقبلها وترحم عليه وأنفذ ما فيها . وتزوج عمر بعد امرأته.(5/42)
5846- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي عمر بن عبد الله بن رباح ، عَنْ أبي رباح خالد بن رباح قَالَ : سمعت ثعلبة بن أبي مالك يقول : رأيت عمر بن الخطاب بقباء يوم السبت ومعه نفر من المهاجرين والأنصار فإذا أناس من أهل الشام يصلون في مسجد قباء حجاجا فقَالَ : من القوم ؟ قَالُوا : من اليمن قَالَ : أي مدائن الشام نزلتم ؟ قَالُوا : حمص . قَالَ : هل من مغربة خبر ؟ قَالُوا : موت خالد بن الوليد يوم رحلنا من حمص . قَالَ : فاسترجع عمر مرارا ونكس وأكثر الترحم عليه . وقَالَ : كان والله سدادا لنحور العدو ، ميمون النقيبة ، فقال له علي بن أبي طالب : فلم عزلته ؟ قَالَ : عزلته لبذله المال لأهل الشرف وذوي اللسان . قَالَ علي : فكنت عزلته عن التبذير في المال ، وتتركه على جنده ! قَالَ : لم يكن يرضى قَالَ : فهلا بلوته ؟!(5/42)
5847- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي يزيد بن عبد الملك ، عَنِ الحارث بن الحكم الضمري ، عَنْ شيخ من بني غفار قَالَ : سمعت عمر بن الخطاب بعد أن مات خالد بن الوليد - وعمر فيما بين قديد وعسفان يقول ، وذكر خالدا وموته - قَالَ : قد ثلم في الإسلام ثلمة لا ترتق فقلت : يا أمير المؤمنين لم يكن رأيك في حياته على هذا ! فقَالَ : ندمت على ما كان مني إليه.
قال مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : وحَدَّثَنِي غير يزيد بن عبد الملك قَالَ : حج عمر بن الخطاب ومعه زبيد بن الصلت وكان كثيرا ما يسايره قَالَ : فعرسنا من الليل بأسفل ثنية غزال فجعلت الرقاق تمر من الشام يذكرون خالد بن الوليد بعد موته ويقول راجزهم :
إذا رأيت خالدا تجففا
وكان بين الأعجمين منصفا ... وهبت الريح شمالا حرجفا
قَالَ : فجعل عمر يترحم عليه فقال له زبيد : ما وجدت مثلك ومثله إلا كما قَالَ الشاعر :
لا أعرفنك بعد الموت تندبني ... وفي حياتي ما زودتني زادي
فقال عمر : لا تقول ذلك ، فوالله ما نقمت على خالد في شيء إلا في إعطائه المال ، والله ليته بقي ما بقي بالجماء حجر.(5/43)
5848- قَالَ : أَخْبَرَنا عبد الله بن الزبير الحميدي قَالَ : حَدَّثَنا سفيان بن عيينة قَالَ : حَدَّثَنا إسماعيل بن أبي خالد قَالَ : سمعت قيس بن أبي حازم يقول : لما مات خالد بن الوليد قَالَ عمر رحمه الله : يرحم الله أبا سليمان ، لقد كنا نظن به أمورا ما كانت.(5/43)
5849- قَالَ : أَخْبَرَنا مسلم بن إبراهيم قَالَ : حَدَّثَنا جويرية بن أسماء ، عَنْ نافع قَالَ : لما مات خالد بن الوليد لم يدع إلا فرسه وسلاحه وغلامه فبلغ ذلك عمر بن الخطاب فقَالَ : يرحم الله أبا سليمان كان على غير ما ظننا به.(5/44)
5850- قَالَ : أَخْبَرَنا كثير بن هشام قَالَ : حَدَّثَنا جعفر بن برقان قَالَ : حَدَّثَنا يزيد بن الأصم قَالَ : لما توفى خالد بن الوليد بكت عليه أم خالد فقال عمر : يا أم خالد أخالدا وأجره ترزئين جميعا ! عزمت عليك ألا تبيتي حتى تسود يداك من الخضاب.(5/44)
5851- قال أَخْبَرَنا وكيع بن الجراح وأبو معاوية الضرير وعبد الله بن نمير ، قَالُوا : حَدَّثَنا الأعمش ، عَنْ شقيق بن سلمة قَالَ : لما مات خالد بن الوليد اجتمع نسوة بني المغيرة في دار خالد يبكين عليه قَالَ : فقيل لعمر : إنهن قد اجتمعَنْ في دار خالد وهم خلقاء أن يسمعنك بعض ما تكره فأرسل إليهن فانههن ! فقال عمر : وما عليهن أن يرقن دموعهن على أبي سليمان ما لم يكن نقعا أو لقلقة . قَالَ وكيع : النقع : الشق . واللقلقة : الصوت.(5/44)
5852- قَالَ : أَخْبَرَنا هشام بن الوليد الطيالسي قَالَ : حَدَّثَنا شريك عَنْ عاصم بن بهدلة عَنْ أبي وائل قَالَ : لما مات خالد بن الوليد قَالَ عمر بن الخطاب : ما على نساء بني المغيرة أن يسفحن من دموعهن على أبي سليمان ما لم يكن نقعا أو لقلقة . والنقع : الشق . واللقلقة : الصوت.(5/44)
5853- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة ، عَنْ عبد الله بن عكرمة قَالَ : عجبًا لقول الناس إن عمر بن الخطاب نهى عَنِ النوح ! لقد بكى على خالد بن الوليد بالمدينة ومكة نساء بني المغيرة سبعا يشققن الجيوب ويضربن الوجوه وأطعموا للطعام تلك الأيام حتى مضت ، ما ينهاهن عمر.(5/44)
5854- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنا عَنْ عبد الرحمن بن أبي الزناد قَالَ : كان خالد بن الوليد يشبه عمر ، يعني في خلقه وصفته ، وكلم علقمة بن علاثة عمر بن الخطاب في السحر ، وهو يظنه خالد بن الوليد لشبهه به.(5/45)
729- عبد الله بن أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وأمه عاتكة بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصى وكان اسم أبي أمية بن المغيرة : سهيل وهو زاد الركب كان إذا سافر معه قوم أنفق عليهم.
وكان لعبد الله بن أبي أمية من الولد : عبد الله وسليمان درج وأمهما أم عبد الله بنت طارق بن عامر بن سعد بن ربيعة بن يربوع بن وائلة بن نصر بن معاوية وخديجة وأمها ريطة بنت هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم . وكان عبد الله بن أبي أمية بن المغيرة أشد قريش عداوة لرسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وأشده مباداة برد ما جاء من عند الله وكان يعرض لرسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم بالأذى ونزل فيه آي من كتاب الله وكان مؤذيا للمسلمين جماعة وكان يوضع في كل مسير تسيره قريش لقتال رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم.
فلما كانت عمرة القضية ودخل رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم مكة خرج فنزل بعلي على عشرة أميال من مكة فأقام حتى خرج رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فكان من مر به يستخبره عَنْ رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وعمن معه من المسلمين فيعيبون ويصغرون الأمر حتى مر به رجل من بني بكر بن هوازن فسأله ؟ فقَالَ : يا أبا محمد الصدق أحب إليك أم الكذب ؟ قَالَ : بل الصدق وما خير في الكذب . فأخبره عَنْ رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم والمسلمين وعَنْ قوتهم وصحتهم وجماعاتهم وعلو أمرهم . قَالَ : فعرفت كل ما قَالَ ووقع مني كل موقع وندمت على ما سلف مني ،(5/45)
ودَخَلَني الإسلام فقلت : ما أرى محمدا يقبل مني ثم عزم لي على الخروج إليه فلقيت أبا سفيان بن الحارث فإذا رأيه مثل رأيي فخرجنا جميعا نريد رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم بالمدينة فلقيناه بنيق العقاب فيما بين السقيا والعرج ولم نكن شعرنا بخروجه لغزوة الفتح وذلك أن الأخبار طويت عَنْ أهل مكة فطلبنا الدخول عليه فأبى أن يدخلنا فكلمته أم سلمة فقالت : يا رسول الله صهرك وابن عمك وابن عمتك وأخوك من الرضاعة تعني أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب وقد جاء الله بهما مسلمين لا يكونا أشقى الناس بك ! فقال رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : لا حاجة لي بهما أما أخوك فالقائل لي بمكة ما قَالَ : فقالت : إنما هو من قومك ما هو وكل قريش قد تكلم ونزل القرآن فيه وقد عفوت عمن هو أعظم جرما منه وأنت أحق الناس عفا عَنْ جرمه فقال عبد الله بن أبي أمية : إنما جئت لأصدقك وأومن بك ولي من القرابة مالي والصهر بك وجعلت أم سلمة تكلمه وترققه عليهما فرق رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم لهما فدخلا وأسلما وكانا جميعا حسنى الإسلام وشهدا مع رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فتح مكة وحنين والطائف ورمى عبد الله بن أبي أمية من حصن الطائف فقتل يومئذ شهيدا.(5/46)
730- سعيد بن حريث بن عمرو بن عثمان بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وأمه عمرة بنت هشام بن حذيم بن سعيد بن رياب بن سهم وكان لسعيد بن حريث من الولد فاطمة تزوجها عمار بن ياسر فولدت له وأمها أم ولد . ولم يكن لسعيد بن حريث عقب وهو أخو عمرو بن حريث وكان أسن من عمرو وأسلم قبل الفتح وهو الذي قتل ابن خطل يوم الفتح وقسم النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم شيئا وجده في البيت فأعطى سعيد بن حريث منه وتحول سعيد بن حريث إلى الكوفة فنزلها مع أخيه عمرو بن حريث وقد كان غزا خراسان حين غُزِيَتْ .(5/46)
- ومن بني سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب
731- عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم ويكنى أبا عبد الله . وأمه النابغة بنت خزيمة سبية من عنزة وأخواه لأمه عمرو بن أثاثة بن عباد بن المطلب بن عبد مناف بن قصي وعروة بن أبي أثاثة وأرنب بنت عفيف بن أبي العاص بن أُمَية بن عبد شمس.
وكان لعمرو بن العاص من الولد عبد الله وأمه ريطة بنت منبه بن الحجاج بن عامر بن حذيفة بن سعد بن سهم بن عمرو ومحمد بن عمرو وأمه من بلي.(5/47)
5855- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي عبد الحميد بن جعفر عَنْ أبيه قَالَ : قَالَ عمرو بن العاص : كنت للإسلام مجانبا معاندا حضرت بدرا مع المشركين فنجوت ثم حضرت أحدا فنجوت ثم حضرت الخندق فنجوت فقلت في نفسي : كم أوضع ؟ والله ليظهرن محمد على قريش فلحقت بمالي بالوهط وأقللت من الناس فلم أحضر الحديبية ولا صلحها وانصرف رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم بالصلح ورجعت قريش إلى مكة فجعلت أقول : يدخل محمد قابلا مكة بأصحابه ، ما مكة لنا بمنزل ولا الطائف وما شيء خير من الخروج ، وأنا بعد نات عَنِ الإسلام ، أرى لو أسلمت قريش كلها لم أسلم ، فقدمت مكة فجمعت رجالا من قومي كانوا يرون رأيي ويسمعون مني ويقدمونني فيما نابهم فقلت لهم : كيف أنا فيكم ؟ قَالُوا : ذو رأينا ومِدْرَهُنا مع يمن نقيبة وبركة أمر قلت : تعلموا والله أني لأرى أمر محمد أمرا يعلو الأمور علوا منكرا وإني قد رأيت رأيا ، قَالُوا : ما هو ؟ قلت : نلحق بالنجاشي فنكون عنده فإن يظهر محمد كنا عند النجاشي فنكون تحت يده أحب إلينا من أن نكون تحت يدي محمد وإن تظهر قريش فنحن من قد عرفوا . قَالُوا : هذا الرأي !(5/47)
قلت : فاجمعوا ما تهدونه له . وكان أحب ما يهدى إليه من أرضنا الأدم . قَالَ : فجمعنا أدما كثيرا ثم خرجنا فقدمنا على النجاشي فوالله إنا لعنده إذ جاء عمرو بن أُمَية الضمري وكان رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم بعثه إليه بكتاب كتب إليه يزوجه أم حبيبة بنت أبي سفيان فدخل عليه ثم خرج من عنده فقلت لأصحابي : هذا عمرو بن أُمَية ولو قد دخلت على النجاشي قد سألته إياه فأعطانيه فضربت عنقه فإذا فعلت ذلك سررت قريشا وكنت قد أجزأت عنها حين قتلت رسول محمد . قَالَ : فدخلت على النجاشي فسجدت له كما كنت أصنع فقَالَ : مرحبا بصديقي ! أهديت إلي من بلادك شيئا ؟ فقلت : نعم أيها الملك أهديت إليك أدما كثيرا.
ثم قربته إليه فأعجبه وفرق منه أشياء بين بطارقته وأمر بسائره فأدخل في موضع وأمر أن يكتب ويتحفظ به فلما رأيت طيب نفسه قلت : أيها الملك إني قد رأيت رجلا (خرج) من عندك وهو رسول رجل عدو لنا ، قد وترنا وقتل أشرافنا وخيارنا فأعطنيه فأقتله ! فغضب فرفع يده فضرب بها أنفي ضربة ظننت أنه كسره وابتدر منخراي ، فجعلت أتلقى الدم بثيابي وأصابني من الذل ما لو انشقت لي الأرض دخلت فيها فرقا منه.(5/48)
فقلت له : أيها الملك لو ظننت أنك تكره ما قلت ما سألتكه . قَالَ : فاستحيا وقَالَ : ياعمرو تسألني أن أعطيك رسول رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ، من يأتيه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى ، والذي كان يأتي عيسى بن مريم لتقتله ؟!
قال عمرو : وغير الله قلبي عما كنت عليه وقلت في نفسي : عرف هذا الحق العرب والعجم وتخالف أنت ؟! قلت : وتشهد أيها الملك بهذا ؟ قَالَ : نعم . أشهد به عند الله ياعمرو فأطعني واتبعه ، والله إنه لعلى الحق وليظهرن على كل من خالفه كما ظهر موسى على فرعون وجنوده . قلت : أفتبايعني له على الإسلام ؟ قَالَ : نعم : فبسط يده فبايعته على الإسلام ودعا لي بطست فغسل عني الدم وكساني ثيابا وكانت ثيابي قد امتلأت من الدم فألقيتها ثم خرجت إلى أصحابي فلما رأوا كسوة الملك سروا بذلك وقَالُوا : هل أدركت من صاحبك ما أردت ؟ فقلت لهم : كرهت أن أكلمه في أول مرة وقلت أعود إليه . قَالُوا : الرأي ما رأيت ! وفارقتهم وكأني أعمد لحاجة فعمدت إلى موضع السفن فوجدت سفينة قد شحنت تدفع فركبت معهم ودفعوها من ساعتهم حتى انتهوا إلى الشعيبة فخرجت بها ومعي نفقة . فاتبعت بعيرا وخرجت أريد المدينة حتى أتيت على مر الظهران . ثم مضيت حتى إذا كنت بالهدة إذا رجلان قد سبقاني بغير كبير يريدان منزلا وأحدهما داخل في خيمة والآخر قائم يمسك الراحلتين فنظرت فإذا خالد بن الوليد . فقلت : أبا سليمان ؟! قَالَ : نعم . قلت : أين تريد ؟ قَالَ : محمدا ، دخل الناس في الإسلام فلم يبق أحد به طعم والله لو أقمنا لأخذ برقابنا كما يؤخذ برقبة الضبع في مغارتها.(5/49)
قلت : وأنا والله قد أردت محمدا وأردت الإسلام وخرج عثمان بن طلحة فرحب بي فنزلنا جميعا في المنزل . ثم ترافقنا حتى قدمنا المدينة فما أنسى قول رجل لقينا ببئر أبي عنبة يصيح : يارباح ! يارباح! فتفاءلنا بقوله وسررنا . ثم نظر إلينا فأسمعه يقول : قد أعطت مكة المقادة بعد هذين ! فظننت أنه يعنيني ويعني خالد بن الوليد ثم ولى مدبرا إلى المسجد سريعا فظننت أنه يبشر رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم بقدومنا فكان كما ظننت . وأنخنا بالحرة فلبسنا من صالح ثيابنا ونودي بالعصر فانطلقنا جميعا حتى طلعنا عليه صلوات الله عليه وسلم وإن لوجهه تهللا والمسلمون حوله قد سروا بإسلامنا.
فتقدم خالد بن الوليد فبايع ثم تقدم عثمان بن طلحة فبايع رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ثم تقدمت فوالله ما هو إلا أن جلست بين يديه فما استطعت أن أرفع طرفي إليه حياء منه فبايعته على أن يغفر لي ما تقدم من ذنبي ولم يحضرني ما تأخر . فقَالَ : إن الإسلام يحت ما كان قبله والهجرة تحت ما كان قبلها . فوالله ما عدل بي رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وبخالد بن الوليد أحدا من أصحابه في أمر حزبه منذ أسلمنا ولقد كنا عند أبي بكر بتلك المنزلة ولقد كنت عند عمر بتلك الحال.
قَالَ عبد الحميد : فذكرت هذا الحديث ليزيد بن أبي حبيب فقَالَ : أخبرني راشد مولى حبيب بن أبي أويس عَنْ حبيب بن أبي أوس الثقفي عَنْ عمرو نحو ذلك قَالَ عبد الحميد : فقلت ليزيد بن أبي حبيب : فلم يؤقت لك متى قدم عمرو وخالد ؟ قَالَ : لا ، إلا أنه قبيل الفتح قلت : فإن أبي أخبرني أن عمرا وخالدا وعثمان بن طلحة قدموا المدينة لهلال صفر سنة ثمان.(5/50)
5856- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ ، قَالَ : حَدَّثَنا عبد الله بن جعفر ، عَنْ أبي عمير الطائي ، عَنِ الزهري قَالَ : لما رأى عمرو بن العاص أمر النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم يظهر خرج إلى النجاشي بأرض الحبشة وأهدى له هدايا ليقيم في جواره ووافق هناك عمرو بن أُمَية الضمري قد بعثه رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم إلى النجاشي وكتب معه كتابين : أحدهما يدعوه فيه إلى الإسلام والآخر يسأله فيه أن يزوجه أم حبيبة بنت أبي سفيان ويبعث إليه بأصحابه أهل السفينتين.
فلقى عمرو بن العاص عمرو بن أُمَية فضربه وخنقه بردائه ثم دخل على النجاشي فأخبره فغضب النجاشي وقَالَ : والله لو قتلته ما أبقيت منكم أحدا أتقتل رسول رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ؟! قَالَ : عمرو بن العاص فقلت : أتشهد أنه رسول الله ؟ قَالَ : نعم . أشهد أنه رسول الله . فقلت : وأنا أشهد أنه رسول الله ابسط يدك أبايعك فبسط يده فبايعته على الإسلام ثم خرجت إلى عمرو بن أُمَية فعانقته وعانقني وأخبرته بإسلامي وانطلقت سريعا إلى المدينة فأتيت رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فبايعته على الإسلام وأن يغفر لي ما تقدم من ذنبي وأن أشرك في الأمر ففعل ونسيت أن أقول له : يغفر لي ما تأخر من ذنبي.(5/50)
5857- قَالَ : أَخْبَرَنا إسحاق الخراساني بن أبي إسرائيل قَالَ : حَدَّثَنا النضر بن شميل قَالَ : أَخْبَرَنا أبو عون عبد الله بن عون ، عَنْ عمير بن إسحاق قَالَ : استأذن جعفر رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فقَالَ : ائذن لي (أن) آتي أرضا أعبد الله فيها لا أخاف أحدا إلا الله ؟ قَالَ : فأذن له فأتى النجاشي قَالَ (عمير): فحَدَّثَنِي عمرو بن العاص قَالَ : فلما رأيت مكانه حسدته قَالَ : قلت : والله لأستقلن لهذا ولأصحابه فأتيت النجاشي فدخلت عليه فقلت له : إن بأرضك رجلا ابن عمه بأرضنا وإنه يزعم أنه ليس للناس إلا إله واحد وإنك والله إن لم تقتله وأصحابه لا أقطع هذه النطفة إليك أبدا أنا ولا أحد من أصحابي قَالَ : ادعه . قَالَ : قلت : إنه لا يجىء معي فأرسل (إليه) معي رسولا قَالَ : فجاء فلما انتهيت إلى الباب ناديت : ائذن لعمرو بن العاص ونادى هو من خلفي : ائذن لحزب الله ،
قَالَ : فسمع صوته فأذن له قبلي فدخل هو وأصحابه قَالَ : ثم أذن لي فدخلت فإذا هو جالس قَالَ : فذكر أين كان مقعده من السرير قَالَ : فلما رأيته جئت حتى قعدت بين يديه وجعلته خلف ظهري وأقعدت بين كل رجلين من أصحابه رجلا من أصحابي.(5/51)
قَالَ : قَالَ النجاشي : نخروا ، قَالَ عمير : أي تكلموا . قَالَ : فقال عمرو : فقلت : إن ابن عم هذا بأرضنا ، وإنه يزعم أنه ليس للناس إلا إله واحد ، وإنك إنْ لم تقتله وأصحابه لا أقطع هذه النطفة إليك أبدا ، أنا ولا أحد من أصحابي ، قَالَ : فتشهد . قَالَ : فإن أول ما سمعت التشهد يومئذ : فقَالَ : صدق ، هو ابن عمي وأنا على دينه . قَالَ : فصاح صياحا وقَالَ : أوه ، حتى قلت : ما لابن الحبشية لا يتكلم ! فقَالَ : أناموسٌ مثل ناموس موسى ؟ ما يقول في عيسى بن مريم ؟ قَالَ : يقول : هو روح الله وكلمته.
قَالَ : فتناول شيئا من الأرض وقَالَ : ما أخطأ من أمره مثل هذه وقَالَ : لولا ملكي لاتبعتكم وقال لي : ما كنت أبالي أن لا تأتيني أنت ولا أحد من أصحابك أبدا . وقال لجعفر : اذهب فأنت آمن بأرضي فمن ضربك قتلته ومن سبك غرمته. وقال لآذنه : متى ما أتاك هذا يستأذن علي فأذن له إلا أن أكون عند أهلي فإن كنت عند أهلي فأخبره فإن أبى فأذن له.(5/52)
قَالَ : وتفرقنا فلم يكن أحد أحب إلي أن أكون قد لقيته خاليا من جعفر قَالَ : فاستقبلني في طريق مرة فنظرت خلفه فلم أر أحدا ونظرت خلفي فلم أر أحدا . قَالَ : فدنوت منه فأخذت بيده فقلت : تعلم أني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله قَالَ : فقَالَ : هداك الله فاثبت قَالَ : فتركني وذهب قَالَ : فأتيت أصحابي فكأنما شهدوه معي قَالَ : فأخذوني فألقوا علي قطيفة : ثوبا قَالَ : فجعلوا يغمونني وجعلت أخرج رأسي مرة من هذه الناحية ومرة من هذه الناحية حتى أفلت وما علي قشرة.
قَالَ : فلقيت حبشية فأخذت قناعها ، فجعلته على عورتي فقالت : كذا وكذا فقلت : كذا وكذا . فأتيت جعفرا حتى دخلت عليه فقَالَ : مالك ؟ فقلت : ذهب بكل شيء لي حتى ما ترك علي قشرة وما الذي ترى علي إلا قناع حبشية . قَالَ : فقَالَ : انطلق ، فانطلقت معه حتى انتهينا إلى باب الملك فقَالَ : ائذن لحزب الله قَالَ آذنه : إنه مع أهله قَالَ : قَالَ : فاستأذن لي ، فاستأذن له فقَالَ : إن عمرا قد تابعني على ديني قَالَ : كلا ، قلت : بلى ، قَالَ : كلا ، قلت : بلى ، قَالَ : فقال لإنسان : اذهب فإن كان قد فعل فلا يقولن لك شيئا إلا كتبته ، قَالَ : فجاء ، فقَالَ : نعم . فجعل يكتب ما أقول حتى ما تركت شيئا حتى القدح ولو شئت أن آخذ من أموالهم إلى مالي لفعلت.(5/53)
5858- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي ربيعة بن عثمان ، عَنْ يزيد بن رومان . قَالَ مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : وحَدَّثَنِي أفلح بن سعيد ، عَنْ سعيد بن عبد الرحمن بن رقيش ، عَنْ أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ، قالا : عقد رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم لعمرو بن العاص لواء أبيض وجعل معه راية سوداء وبعثه في ثلاث مِئة من سراة المهاجرين والأنصار إلى ذات السلاسل فبعث إلى رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم رافع بن مكيث الجهني يستمده ويخبره أن لهم جمعا كثيرا من بلي وقضاعة وغيرهم فأمده بأبي عبيدة بن الجراح في مائتين من سراة المسلمين فيهم أبو بكر وعمر وعقد له لواء وعهد إليه إذا قدمت على صاحبك فتطاوعا فقدم عليه فاختلفا في الصلاة فقال عمرو : إنما قدمت علي مددا لي فطاوعه أبو عبيدة لوصية رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم إياه فكان عمرو يصلي بالناس كلهم ويتأمر عليهم.(5/53)
5859- قَالَ : أَخْبَرَنا وكيع بن الجراح ، وعبد الله بن يزيد أبو عبد الرحمن المقرىء ، قالا : حَدَّثَنا موسى بن علي بن رباح اللخمي ، عَنْ أبيه قَالَ : سمعت عمرو بن العاص يقول : قَالَ لي رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : يا عمرو اشدد عليك سلاحك وثيابك وائتني . ففعلت فجئته وهو يتوضأ فصعد في البصر وصوبه قَالَ : يا عمرو إني أريد أن أبعثك وجها فيسلمك الله ويغنمك وأزعب لك من المال زعبة صالحة قَالَ : قلت : يا رسول الله ! إني لم أسلم رغبة في المال إنما أسلمت رغبة في الجهاد والكينونة معك . قَالَ : يا عمرو نعما بالمال الصالح للمرء الصالح.(5/53)
5860- قَالَ : أَخْبَرَنا الفضل بن دكين قَالَ : حَدَّثَنا شريك عَنْ إبراهيم بن مهاجر عَنْ إبراهيم قَالَ : بعث رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم عمرو بن العاص على غزوة ذات السلاسل وعقد له لواء على سراة أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فيهم أبو بكر وعمر.(5/54)
5861- قَالَ : أَخْبَرَنا يحيى بن خليف بن عقبة قَالَ : حَدَّثَنا ابن عون عَنْ محمد (ح) قَالَ : وأَخْبَرَنا عارم بن الفضل قَالَ : حَدَّثَنا حماد بن زيد ، عَنْ هشام ، عَنْ محمد قَالَ : استعمل رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم عمرو بن العاص على جيش ذات السلاسل فيهم أبو بكر وعمر.(5/54)
5862- قَالَ : أَخْبَرَنا وكيع بن الجراح قَالَ : حَدَّثَنا إسماعيل بن أبي خالد ، عَنْ قيس بن أبي حازم ، قَالَ : بعث النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم عمرو بن العاص في غزوة ذات السلاسل قَالَ : فأصابهم برد شديد فقال لهم عمرو : لا يوقدن أحد نارا . قَالَ : ثم قاتل القوم فلما قدموا على النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم شكوا ذلك إليه فقَالَ : يا نبي الله كان في أصحابي قلة فخشيت أن يرى العدو قلتهم ونهيتهم أن يتبعوا العدو مخافة أن يكون لهم من وراء الجبل كمين . قَالَ : فأعجب ذلك رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم.(5/54)
5863- قَالَ : أَخْبَرَنا وكيع بن الجراح ، عَنِ المنذر بن ثعلبة ، عَنْ عبد الله بن بريدة قَالَ : قَالَ عمر لأبي بكر : لما لم يدع عمرو بن العاص الناس أن يوقدوا نارا ألا ترى إلى هذا ما صنع بالناس يمنعهم منافعهم ؟ قَالَ : فقال أبو بكر : دعه ، فإنما ولاه رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم علينا لعلمه بالحرب.(5/55)
5864- قَالَ : أَخْبَرَنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس قَالَ : حَدَّثَنا إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة ، عَنْ داود بن الحصين ؛ أن النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم بعث عمرو بن العاص واستعمله على أصحابه في وجه من تلك الوجوه فلما قدموا قَالَ : كيف وجدتم أميركم ؟ قَالُوا : ما وجدنا به بأسا من رجل صلى لنا وهو جنب ، فدعاه فسأله فقَالَ : ما يقول هؤلاء ؟ قَالَ : صدقوا . أصابتني جنابة وأنا مريض شديد المرض ، فتخوفت إن اغتسلت أن أقتل نفسي ، والله يقول : {ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما}.(5/55)
5865- قَالَ : أَخْبَرَنا أحمد بن عبد الله بن يونس قَالَ : حَدَّثَنا أبو بكر بن عياش قَالَ : حَدَّثَنا عاصم عَنِ الحارث بن حسان البكري قَالَ : خرجت إلى رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم أو قَالَ : قدمت على رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فدخلت المسجد فإذا رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم على المنبر وبلال بين يديه متقلدا بالسيف وإذا رايات سود بين يديه فقلت : ما هذا ؟ قَالُوا : عمرو بن العاص قدم من سفره الذي بعثه النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم.(5/55)
5866- قَالَ : أَخْبَرَنا عفان بن مسلم قَالَ : أَخْبَرَنا سلام أبو المنذر ، عَنْ عاصم بن أبي النجود ، عَنْ أبي وائل ، عَنِ الحارث بن حسان البكري (ح) قَالَ : وأَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي عبد الملك بن يزيد ، عَنْ سعيد بن عمرو الهذلي قَالَ : لما فتح رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم مكة بث السرايا فبعث عمرو بن العاص إلى صنم هذيل سواع فهدمه فكان عمرو يقول : انتهيت إليه وعنده السادن فقَالَ : ما تريد ؟ فقلت : هدم سواع . فقَالَ : ومالك وله ؟ فقلت : أمرني رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ! فقَالَ : لا تقدر على هدمه . فقلت : لم ؟ قَالَ : يمتنع . قَالَ عمرو : حتى الآن أنت في الباطل ! ويحك وهل يسمع أو يبصر ؟ قَالَ عمرو : فدنوت إليه فكسرته وأمرت أصحابي فهدموا بيت خزانته فلم يجدوا فيه شيئا ثم قلت للسادن : كيف رأيت ؟ قَالَ : أسلمت لله.(5/55)
5867- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي محمد بن عبد الله بن مسلم عَنِ الزهري . قال مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : وحَدَّثَنِي عبد الله بن يزيد الهذلي ، عَنْ سعيد بن عمرو الهذلي قَالَ : لما رجع رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم من الجعرانة قدم المدينة يوم الجمعة لثلاث بقين من ذي القعدة سنة ثمان من الهجرة فأقام بقية ذي القعدة وذي الحجة فلما رأى هلال المحرم سنة تسع بعث المصدقين يصدقون العرب فبعث عمرو بن العاص إلى بني فزارة يصدقهم.(5/56)
5868- قَالَ : أَخْبَرَنا الحسن بن موسى ، عَنْ ابن لهيعة قَالَ : حَدَّثَنا مشرح بن هاعان ، عَنْ عقبة بن عامر قَالَ : قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : أسلم الناس ، وآمن عمرو بن العاص.(5/56)
5869- قَالَ : أَخْبَرَنا عمرو بن حكام بن أبي الوضاح قَالَ : حَدَّثَنا شعبة عَنْ عمرو بن دينار ، عَنْ أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ، عَنْ عمه ، عَنِ النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ؛ ابنا العاص مؤمنان.(5/56)
5870- قال : أَخْبَرَنا عفان بن مسلم وعمرو بن عاصم الكلابي قالا : حَدَّثَنا حماد بن سلمة قَالَ : أَخْبَرَنا محمد بن عمرو عَنْ أبي سلمة عَنْ أبي هريرة أن رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم قَالَ : ابنا العاص مؤمنان هشام وعمرو.(5/56)
5871- قال : أَخْبَرَنا عمرو بن عاصم قَالَ : حَدَّثَنا نافع بن عمر قَالَ : أَخْبَرَنا عبد الله بن أبي مليكة قَالَ : قال طلحة بن عبيد الله : لا أحدث عَنْ رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم إلا أني سمعته يقول : عمرو بن العاص من صالحي قريش.(5/56)
5872- قال : أَخْبَرَنا يزيد بن هارون قَالَ : أَخْبَرَنا أبو عبد الله التميمي ، قَالَ يزيد : ولا أعلم حماد بن يزيد إلا حَدَّثَنا به عن (1) كثير بن زيد ، عَنِ المطلب بن حنطب (ح) قَالَ : وأَخْبَرَنا عفان بن مسلم قَالَ : حَدَّثَنا وهيب ، عَنْ أيوب ، عَنْ ابن أبي مليكة ، وعَنْ عمرو بن دينار ، قَالُوا : قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : نعم أهل البيت عبد الله وأبو عبد الله وأم عبد الله.
قال يزيد بن هارون : يعني عبد الله بن عمرو بن العاص ، وعمرو بن العاص ، وأم عبد الله بن عمرو ، وسماهم.
_حاشية__________
(1) تصحف في المطبوع إلى : "عنه" وحماد بن زيد هو الذي يروي عن كثير بن زيد ، انظر "تهذيب الكمال" 7/239.(5/56)
5873- قَالَ : أَخْبَرَنا سعيد بن منصور قَالَ : أَخْبَرَنا الفرج بن فضالة ، عَنْ محمد بن عبد الأعلى ، عَنْ أبيه ، عَنْ عبد الله بن عمرو ، قَالَ عمرو بن العاص : جاء خصمان يختصمان إلى رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فقال لي : يا عمرو اقض بينهما ، قلت : أنت أولى بذلك يا رسول الله ! قَالَ : أجل , قلت : فعلام أقضي ؟ قَالَ : إن أصبت القضاء بينهما فلك عشر حسنات ، وإن اجتهدت فأخطأت فلك حسنة واحدة.(5/57)
5874- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة ، عَنْ عبد المجيد بن سهيل قَالَ : سمعت عمرو بن شعيب يخبر ، أنه سمع مولى لعمرو بن العاص يقول : سمعت عمرو بن العاص يقول : أسلمت عند النجاشي وبايعته على الإسلام ثم قدمت على رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم المدينة فأعلمته أني قدمت راغبا في الهجرة وفي ظهور الإسلام وأنا أحب أن ترى أثري وغناي عَنِ الإسلام وأهله فقد طال ما كنت عونا عليه فقال رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : الإسلام يحت ما كان قبله ، وأنا باعثك في أناس أبعثهم إن شاء الله.
فلما كان بعد ذلك بعث رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ثمانية نفر سماهم ، فكنت أنا المبعوث إلى جيفر وعبد ابني الجلندى ، وكانا من الأزد والملك منهما جيفر.
وكتب رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم معي إليهما كتابا يدعوهما فيه إلى الإسلام وكتب أبي بن كعب الكتاب وختمه رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ، فخرجت حتى قدمت عمان فعمدت إلى عبد بن الجلندى وكان أحلم الرجلين وأسهلهما خلقا فقلت : إني رسول رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم إليك وإلى أخيك . فقَالَ : أخي المقدم علي بالسن ، والملك وأنا أوصلك إليه.(5/57)
فمكثت ببابه أياما ثم وصلت إليه فدفعت الكتاب إليه مختوما ففض خاتمه ثم قرأه إلى آخره ثم دفعه إلى أخيه فقرأه وقال لي : يا عمرو أنت ابن سيد قومك فكيف صنع أبوك فإن لنا فيه قدوة ؟ قلت : مات ولم يؤمن بمحمد صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وودت أنه كان أسلم وصدق به وقد كنت أنا على مثل رأيه حتى هداني الله للإسلام . قَالَ : فمتى تبعته ؟ قلت : قريبا قَالَ : فسألني أين كان إسلامي ؟ فقلت : عند النجاشي وقد أسلم . قَالَ : فكيف صنع قومه بملكه ؟ قلت : أقروه واتبعوه . قَالَ : والأساقفة والرهبان تبعوه ؟ قَالَ : قلت : نعم.
قَالَ : فأبى أن يسلم فأقمت أياما ثم قلت : أنا خارج غدا . فلما أيقن بخروجي أرسل إلي فأجاب إلى الإسلام فأسلم هو وأخوه جميعا وصدقا بالنبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وخليا بيني وبين الصدقة والحكم فيما بينهم وكان عونا لي على من خالفني , فأخذت الصدقة من أغنيائهم فرددتها على فقراءهم , وأخذت صدقات ثمارهم ما تجروا به فلم أزل مقيما حتى بلغنا وفاة رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم.(5/58)
5875- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنا الضحاك بن عثمان ، عَنْ مخرمة بن سليمان الوالبي ، عَنْ إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد الله . قَالَ مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : وأَخْبَرَنا محمد بن صالح ، عَنْ موسى بن عمران بن مناح ، وغيرهما أيضا قد حَدَّثَنا ، قَالَ : كان عمرو بن العاص عاملا لرسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم على عمان فجاءه يهودي من يهود عمان فقَالَ : أرأيت إن سألتك عَنْ شيء أتخشى علي منك ؟ قَالَ : لا . قَالَ اليهودي : أنشدك بالله من أرسلك إلينا ؟ قَالَ : اللهم رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم . فقال اليهودي : آلله إنك لتعلم أنه رسول الله ؟ فقال له عمرو : اللهم نعم . فقال له اليهودي : لئن كان ما تقول حقا لقد مات اليوم .
فلما رأى ذلك عمرو جمع عليه أصحابه وفواشيه وكتب ذلك اليوم الذي قَالَ له فيه اليهودي ما قَالَ ،(5/58)
، ثم خرج عمرو معه بخفراء من الأزد وعبد القيس يأمن بهم حتى قدم أرض بني حنيفة فأخذ منهم خفراء ، ثم جاء أرض بني تميم فأخذ منهم خفراء حتى جاء أرض بني عامر فنزل على قرة بن هبيرة القشيري فأحسن منزله وضيفه ثم إن قرة قَالَ له حين أراد عمرو أن يركب : إن لك عندي نصيحة وأنا أحب أن تسمعها قَالَ : وما هي ؟ قَالَ قرة : إن صاحبكم قد توفى ! قَالَ عمرو : وصاحبنا هولا أم لك يعني : دونك - وإنكم يامعشر قريش كنتم في حرمكم تأمنون فيه ويأتيكم الناس ثم خرج منكم رجل يقول ما سمعت : فلما بلغنا ذلك لم نكرهه وقلنا رجل من مضر يسوق الناس وقد توفى والناس إليكم سراع وإنهم غير معطيكم شيئا فالحقوا بحرمكم تأمنوا فيه فإن كنت غير فاعل فعدني حيث شئت آتك فوقع به عمرو وقَالَ : إني أرد عليك نصيحتك وموعدك حفش أمك ! وأي العرب توعدنا به ؟ فأقسم بالله لأوطئن عليك الخيل . قَالَ قرة : إني لم أرد هذا وندم على مقالته.(5/59)
5876- قَالَ : وأَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : فحَدَّثَنِي الضحاك بن عثمان قَالَ : سمعت الزهري يقول : جاءت وفاة رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم عمرو بن العاص وهو بعمان وجدت ذكر ذلك عند المنذر بن ساوى فخرج بخفراء من الأزد حتى قدم هجر ثم خرج بخفراء من بني عبد القيش فلما جاء أرض بني حنيفة سمع به مسيلمة فخرج في أصحابه فعرض له فهرب عمرو منه ومعه ثمامة بن أثال في قومه من بني حنيفة واقتطع مسيلمة رجلين من أصحابه : حبيب بن زيد بن عاصم وهو ابن أم عمارة وعبد الله بن وهب الأسلمي وكانا في السائقة فأصابهما فقال لهما : أتشهدان أني رسول الله ؟ فأقر الأسلمي بما قَالَ : فأمر به فحبس في حديد حتى أفلت بعد ذلك فصار إلى خالد بن الوليد.
وأما حبيب بن زيد فقال : أتشهد أني رسول الله ؟ فقَالَ : لا أسمع ، فقال : أتشهد أن محمدا رسول الله ؟ فقَالَ : نعم . فأمر به فقطعت يداه من المنكبين ورجلاه من الركبتين ثم حرقه بالنار.
قَالَ : وأخذ عمرو بن العاص خفراء من بني تميم بعثهم الزبرقان بن بدر وقيس بن عاصم المنقري حتى ورد على قرة بن هبيرة فخرج قرة في مائة من قومه خفراء له.(5/59)
5877- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي هاشم بن عاصم الأسلمي ، عَنِ المنذر بن جهم قَالَ : أقبل عمرو بن العاص يلقى الناس مرتدين حتى أتى على ذي القصة فلقى عيينة بن بدر خارجا من المدينة وذلك حين قدم على أبي بكر الصديق يقول له : إن جعلت لنا شيئا كفيناك من وراءنا فقال له عمرو : وما وراءك ؟ فقال عيينة : ابن أبي قحافة والى الناس ياعمرو استوينا نحن وأنتم ! قَالَ عمرو : كذبت يابن الأخابث من مضر ، فلما قدم عمرو المدينة أخبر أبا بكر بما كان في وجهه وبما قاله قرة بن هبيرة وبما قاله عيينة بن بدر . وأتى عمرو خالد بن الوليد حين بعثه أبو بكر إلى الردة فجعل يقول : يا أبا سليمان لا يفلتن منك قرة بن هبيرة.(5/60)
5878- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة ، عَنْ عيسى بن عميلة الفزاري ، عَنْ أبيه قَالَ : لما جاءت بنو عامر إلى خالد بن الوليد ولم تكن ارتدت ولم تنصر وكانت قد وقفت فقال خالد بن قرة بن هبيرة القشيري قَالَ : هأنذا ! قَالَ : قدمه فاضرب عنقه ! أنت المكلم عمرو بن العاص بما تكلمت به وأنت المتربص بالمسلمين الدوائر ؟ قَالَ : يابن المغيرة إن لي عند عمرو بن العاص شهادة . فقال خالد : عمرو بن العاص الذي نقل عنك إلى الخليفة ما تكلمت به.(5/60)
5879- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي محمد بن عبد الله ، عَنِ الزهري ، عَنْ عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عَنْ ابن عباس قَالَ : أوثق خالد بن الوليد عيينة بن بدر وقرة بن هبيرة وأرسل بهما إلى أبي بكر في وثاق فقدم بهما إلى المدينة فنظرت إلى عيينة مجموعة يداه إلى عنقه بحبل ينخسه غلمان المدينة بالجريد ويضربونه ويقولون : أي عدو الله أكفرت بالله بعد إيمانك ؟! فيقول : والله ما كنت آمنت بالله . قَالَ : وأتى بقرة بن هبيرة فقَالَ : ياخليفة رسول الله ! والله ما كفرت . واسأل عمرو بن العاص فإن لي عنده شهادة ليالي أقبل من عمان خرجت في مائة من قومي خفراء له وقبل ذلك ما أكرمت منزله ونحرت له ! فسأل أبو بكر عمرا فقَالَ : نزلت به فلم أر لضيف خيرا منه ! لم يترك وخرج معي في قومه خفيرا . ثم ذكر عمرو ما قَالَ قرة . فقال قرة : انزع ياعمرو فقال عمرو : لو نزعت نزعت فلم يعاقبه أبو بكر بذلك وعفا عنه وكتب له أمانا وقبل من عيينة وكتب له أمانا.(5/60)
5880- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي عبد الله بن وابصة العبسي ، عَنْ أبيه ، عَنْ جده قَالَ : كنا مع خالد بن الوليد في الردة أعوانا له ثم رجع إلى المدينة ومعه العرب رجعت العرب إلى أوطانها ورجعت عبس وطيىء ومن كان معه من أسد إلى منازلهم حتى جاءهم النفير إلى الشام فقدموا المدينة فجعل أبو بكر يفرق الجيوش على ولاته وهم ثلاثة : عمرو بن العاص وشرحبيل بن حسنة ويزيد بن أبي سفيان . فخرجوا معهم إلى الشام.(5/61)
5881- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي عبد الجبار بن عمارة عَنْ عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قَالَ : لما أجمع أبو بكر على أن يبعث الجيوش إلى الشام كان أول من سار من عماله عمرو بن العاص وأمره أن يسلك على أيلة عامدا لفلسطين فقدم عمرو أمامه مقدمة عليهم سعيد بن الحارث السهمي ودفع لواءه إلى الحجاج بن الحارث السهمي وكان جند عمرو الذين خرجوا معه من المدينة ثلاثة آلاف فيهم ناس كثير من المهاجرين والأنصار وخرج أبو بكر الصديق يمشي إلى جنب راحلة عمرو بن العاص وهو يوصيه ويقول : ياعمرو اتق الله في سر أمرك وعلانيته واستحييه فإنه يراك ويرى عملك وقد رأيت تقديمي إياك على من هو أقدم سابقة منك ومن كان أغنى عَنِ الإسلام وأهله منك فكن من عمال الآخرة وأرد بما تفعل وجه الله وكن والدا لمن معك ولا تكشفن الناس عَنْ أستارهم واكتف بعلانيتهم وكن مجدا في أمرك واصدق اللقاء إذا لاقيت ولا تجبن وتقدم في الغلول وعاقب عليه وإذا وعظت أصحابك فأوجز وأصلح نفسك تصلح لك رعيتك في وصية طويلة وعهد عهده إليه يعمل به.(5/61)
5882- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنا عبد الحميد بن جعفر عَنْ أبيه أن أبا بكر قَالَ لعمرو بن العاص : إني قد استعملتك على من مررت به من بلي وعذرة وسائر قضاعة ومن سقط هناك من العرب فاندبهم إلى الجهاد في سبيل الله ورغبهم فيه فمن تبعك منهم فاحمله وزوده ورافق بينهم واجعل كل قبيلة على جدتها ومنزلتها.(5/62)
5883- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنا أسامة بن زيد عَنْ معاذ بن عبد الله بن حبيب عَنْ رجال من قومه قَالَ : بعث أبو بكر الصديق ثلاثة أمراء إلى الشام : عمرو بن العاص , ويزيد بن أبي سفيان , وشرحبيل بن حسنة , فكان عمرو هو الذي يصلي بالناس إذا اجتمعوا وإن تفرقوا كان كل رجل منهم على أصحابه . وكتب أبو بكر إلى خالد بن الوليد أن يمد عمرو بن العاص فكان خالد مددا لعمرو وكان أمر الناس إلى عمرو بن العاص يوم أجنادين ويوم فحل وفي حصار دمشق حتى فتحت.(5/62)
5884- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي ، عَنْ أبيه قَالَ : لما رأى عمرو بن العاص كثرة الجموع بالشام كتب إلى أبي بكر يذكر أمر الروم وما جمعوا ويستمده فشاور أبو بكر من عنده من المسلمين فقال عمر بن الخطاب ياخليفة رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم اكتب إلى خالد بن الوليد يسير بمن معه إلى عمرو بن العاص فيكون له مددا ففعل أبو بكر وكتب إلى خالد بن الوليد فلما أتاه كتاب أبي بكر قَالَ : هذا عمل عمر حسدني على فتح العراق وأن يكون على يدي فأحب أن يجعلني مددا لعمرو بن العاص وأصحابه فأكون كأحدهم فإن كان فتح شركنا فيه أو أكون تحت يدي بعضهم فإن كان فتح كان ذكره له دوني.(5/62)
5885- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي عبد الحميد بن عمران بن أبي أنس عَنِ المطلب بن السائب بن أبي وداعة قَالَ : كتب أبو بكر الصديق إلى عمرو بن العاص : إني كتبت إلى خالد بن الوليد يسير إليك مددا لك فإذا قدم عليك فأحسن مصاحبته ولا تطاول عليه ولا تقطع الأمور دونه لتقدمي إياك عليه وعلى غيره شاورهم ولا تخالفهم.(5/62)
5886- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي سعد بن راشد عَنْ عطية بن قيس عَنْ أبي العوام مؤذن بيت المقدس قَالَ : سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص يحدث في بيت المقدس يقول : شهدنا أجنادين ونحن يومئذ عشرون ألفا وعلى الناس يومئذ عمرو بن العاص فهزمهم الله وتفرقوا ففاءت فئة إلى فحل في خلافة عمر بن الخطاب فسار إليهم عمرو بن العاص في الناس فنفاهم عَنْ فحل.(5/63)
5887- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي عبد الحميد بن جعفر عَنْ أبيه قَالَ : لما سار أمراء المسلمين إلى الشام فنزلوا بقرية يقال لها ثادن من قرى غزة مما يلي الحجاز فلقيهم فيها بطريق من بطارقة الروم فأرسل إليهم أن يخرجوا إليه أحد القواد ليكلمه قَالَ : فتواكلوا ذلك وقال لعمرو بن العاص : أنت لذلك فخرج إليه عمرو فلما انتهى إليه رحب به وأجلسه معه على سريره ومت إليه بقرابه العيص بن إسحاق بن إبراهيم في إسماعيل بن إبراهيم فكلمه عمرو ودعاهم إلى الدخول في الإسلام أو الجزية عَنْ يد وهم صاغرون فأبى وضن بدينه فقال عمرو : قد أعذرت ولم يبق إلا السيف فافترقا واقتتلوا فكانت بينهم معركة عظيمة.(5/63)
5888- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : َدَّثَنِي عبد الله بن جعفر ، عَنْ عبد الحكيم بن صهيب ، عَنْ جعفر بن عبد الله بن أبي الحكم ، قَالَ : خرج عمرو بن العاص إلى بطريق غزة في نفير من أصحابه عليه قباء عليه صدأ الحديد وعمامة سوداء وفي يده رمح وعلى ظهره ترس فلما طلع عليه ضحك وقَالَ : ما كنت تصنع بحمل السلاح إلينا ؟ قَالَ : خفت أن ألقى دونك فأكون قد فرطت فالتفت إلى أصحابه فقال بيده عقد الأنملة على إبهامه ثم قَالَ : مرحبا بك وأجلسه معه على سريره وحادثه فأطال ثم كلمه بكلام كثير وحاجه عمرو ودعاه إلى الإسلام.
فلما سمع البطريق كلامه وبيانه وأداءه قَالَ بالرومية : يا معشر الروم أطيعوني اليوم واعصوني الدهر ، هذا أمير القوم ألا ترون أني كلما كلمته كلمة أجابني عَنْ نفسه ؟ لا يقول : أشاور أصحابي وأذكر لهم ما عرضت علي ، وليس الرأي إلا أن نقتله قبل أن يخرج من عندنا ، ختلف العرب بينها ويهن أمرهم ويفثئون عَنْ قتالنا ، فقال من حوله من الروم : ليس هذا برأي.(5/63)
وكان دخل مع عمرو بن العاص رجل من أصحابه يعرف كلام الروم ، فألقى إلى عمرو ما قَالَ الملك . ثم قَالَ الملك : ألا تخبرني هل في أصحابك مثلك يبين بيانك ويؤدي أداءك ؟ فقال عمرو : أنا أَكَلُّ أصحابي لسانا وأدناهم أداء ، وفي أصحابي من لو كلمته لعرفت أني لست هناك قَالَ : فأنا أحب أن تبعث إلي رأسكم في البيان والتقدم والأداء حتى أكلمه ، فقال عمرو : أفعل.
وخرج عمرو من عنده . فقال البطريق لأصحابه : لأخالفنكم ! لئن دخل علي فرأيت منه ما يقول لأضربن عنقه ! فلما خرج عمرو من الباب كبر وقَالَ : لا أعود لمثل هذا أبدا وأتى منزله فاجتمع إليه أصحابه يسألونه فخبرهم خبره وخبر البطريق فأعظم القوم ذلك وحمدوا الله على ما رزق من السلامة.
وكتب عمرو بذلك إلى عمر فكتب إليه عمر : الحمد لله على إحسانه إلينا وإياك والتغرير بنفسك أو بأحد من المسلمين في هذا وشبهه ، وبحسب العلج منهم يكلم في مكان سواء بينك وبينه فتأمن غائلته ويكون أكسر له. لما قرأ عمرو بن العاص كتاب عمر رحم عليه ثم قَالَ : ما الأب البار لولده بأبر من عمر بن الخطاب برعيته !(5/64)
5889- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنا موسى بن محمد بن إبراهيم ، عَنْ أبيه قَالَ : كانت راية عمرو بن العاص يوم اليرموك يحملها ابنه عبد الله بن عمرو.(5/65)
5890- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي عمر بن محمد عَنْ عمرو بن شعيب قَالَ : كانت راية عمرو بن العاص يوم اليرموك سوداء.(5/65)
5891- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي عبد الله بن جعفر قَالَ : حَدَّثَنِي عبد الواحد بن أبي عون ، عَنْ موسى بن عمران بن مناح قَالَ : لما رأى عمرو بن العاص يوم اليرموك صاحب الراية ينكشف بها أخذها ثم جعل يتقدم وهو يصيح : إلي يا معشر المسلمين فجعل يطاعَنْ بها قدما وهو يقول : اصنعوا كما أصنع ! حتى إنه ليرفعها ولكأن عليها ألسنة الطير من العلق.(5/65)
5892- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي يعقوب بن محمد عَنْ عبد الملك بن مسلم عَنْ يعلى بن شداد عَنْ أبيه قَالَ : لما سمع المسلمون بمسير عمر بن الخطاب إلى الجابية تلقاه الأمراء : أبو عبيدة بن الجراح وعمرو بن العاص ويزيد بن أبي سفيان حتى لقوه من وراء الجابية إلى المدينة بقليل.(5/65)
5893- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي المفضل بن فضالة القيني ، عَنْ عياش بن عباس القتباني. قَالَ مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : وحَدَّثَنِي من سمع صالح بن كيسان يخبر ، عَنْ يعقوب بن عتبة ، عَنْ مشيخة من أهل مصر ؛ أن عمرو بن العاص كان واليا لعمر بن الخطاب على فلسطين وما والاها فندب أصحابه إلى المسير إلى مصر فخرج بالمسلمين وهم ثلاثة آلاف وخمسمائة وسار بغير أمر عمر وخلف ابنه عبد الله بن عمرو على عمله ، فكتب معاوية بن أبي سفيان إلى عمر بن الخطاب يخبره بمسير عمرو بن العاص إلى مصر في أصحابه ، فلما ورد الكتاب على عمر شق عليه ، فدعا عقبة بن عامر الجهني فكتب معه إلى عمرو بن العاص وقال : انطلق في طلب عمرو فادفع إليه كتابي ، فلحقه عقبة وهو ينظر إلى أرض مصر فحرك دابته ولحقه عقبة فسأله عمرو عَنْ ماله وكيف تركه ؟ والكتاب في يد عقبة لا يمد عمرو يده إليه حتى دخل أرض مصر ، فقال له بعض من كان معه : هذه أرض مصر ، فقَالَ : اللهم بارك لنا في أرض مصر(5/65)
ونزل فقَالَ : هات كتاب أمير المؤمنين فقرأه على طمأنينه فدفعه إليه فقرأه فإذا فيه : بسم الله الرحمن الرحيم : أما بعد ؛ فإنه لم يحضرك رشدك ولا ما كان ينسب إليك من العقل والتجربة بإقدامك علي بما أقدمت به ، وقطع الأمور دوني بمن معك من المسلمين تسوقهم حيث تريد ، وأقسم بالله لولا أني أظن أن ذلك على النظر منك للمسلمين ، لبعثت إليك من يقدمك علي ماشيا من حيث أدركك ، أو يحملك على أوعر ما يجد من المراكب ، فيكون ذلك أشد عليك من المشي تخرج في نفير يسير ، ولعمري لو كان ثكل أمك ما تقدمت بهم ويحك لو أتى ذو أتي على من معك من المسلمين بتغريرك بهم ألم تكن قد هلكت وأهلكت ! فإذا جاءك كتابي هذا ولم تدخل أرض مصر فارجع بمن معك إلى عملك حتى يأتيك أمري ، قَالَ : فجعل وجه عمرو يتغير وهو يقرأ الكتاب حتى كان آخر ذلك فقَالَ : قد دخلنا أرض مصر ، فانتهى إلى الفرما فوجد بها قوما قد أعدوا للقتال فقاتلهم فهزمهم ، ومضى قدما حتى انتهى إلى الفسطاط فوجد قوما قد أعدوا للقتال وخندقوا حول حصنهم ، فنزل من وراء خندقهم.
وبعث عمر بن الخطاب الزبير بن العوام مددا لعمرو بن العاص في عشرة آلاف من المسلمين فقدم عليه وهو محاصرهم وأقاموا أياما يقاتلون ثم هرب العدو فدخلوا الحصن وغلقوه عليهم ، فقال الزبير : أما إذا صاروا إلى حصنهم فلا بد من مناهضتهم فأمر بسلم فأتى به ونصبه على الحصن ثم صعد عليه فكبر وتبعه المسلمون فدخل الحصن ودخل المسلمون على أثره ففتح عنوة واستباحوا ما فيه فعزل مغنما للمسلمين ، ثم صالحهم عمرو بن العاص على الجزية في رقابهم وعلى خراج الأرض ثم كتب إلى عمر بن الخطاب بما فتح الله عليه وبسلامته وسلامة من معه من المسلمين مع عقبة بن عامر الجهني فحمد عمر بن الخطاب الله على ذلك.(5/66)
ثم كتب إلى عمرو بن العاص يحمد الله على ما أبلاه وأبلى المسلمون ويقول : قد كنت عندي غير حميد فإياك إياك أن تفتات علي بمثل هذا إلا أن يكون أمر يحضرك تخاف على المسلمين فيه فتناهضه بمن معك.
فكتب عمرو بن العاص لعمر بن الخطاب : من عمرو بن العاص سلام إليك ، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو ، أما بعد : قرأت كتاب أمير المؤمنين وما عصبني من اللائمة وأضاف إلي من سوء التدبير فقد كان ما كان من الافتيات عليك لما رجوت من الفرصة والنصر فرزق الله ذلك ورزق الله السلامة فنحمده على ذلك ولست بعائد إلى ما خالفك ولا قوة إلا بالله والسلام عليك ورحمة الله.
فأقام عمرو بن العاص بمصر ما أقام ثم كتب إلى عمر بن الخطاب يستأذنه في مناهضة أهل الإسكندرية فكتب إليه عمر أن يسير إليهم بمن معه من المسلمين فسار عمرو بن العاص في سنة إحدى وعشرين وخلف على الفسطاط خارجة بن حذافة العدوي وقدم بين يديه مقدمة عليهم عبد الله بن حذافة السهمي وقد تجمع له ما دون الإسكندرية من الروم والقبط يقولون : لا يدخل علينا الإسكندرية أبدا.(5/67)
وزحفوا إليه فالتقوا فقاتلهم عمرو قتالا شديدا حتى هزمهم الله وانتهوا إلى الكريون فقاتلوا قتالا شديدا حتى صلى عمرو بن العاص يومئذ صلاة الخوف ثم مضى قدما حتى انتهى إلى الإسكندرية فأرسل إليهم المقوقس صالحنا ومادنا مدة ننتهي إليها نحن وأنت وأكتب إلى صاحبي - يعني ملك الروم - وسأله موادعة سنة فأبى عمرو فقَالَ : فشهرا قَالَ : ولا ساعة من نهار ثم قاتلهم أشد القتال حتى فتحها عنوة ودخلها بالسيف وغنم ما فيها من الروم وغيرهم الذين في جوفها وجعل فيها رابطة من المسلمين عليهم عبد الله بن حذافة.
وبعث عمرو بن العاص معاوية بن حديج إلى عمرو بن الخطاب بفتح الإسكندرية . قَالَ : وبلغ قسطنطين بن هرقل أمر الإسكندرية وفتحها فبعث خصيا له يقال له : منويل في ثلاث مِئة مركب حتى دخلوا الإسكندرية فقتلوا من بها من روابط المسلمين وهرب من هرب ونقض أهل الإسكندرية ، فبلغ عمرو بن العاص الخبر فندب المسلمين فخرج في خمسة عشر ألفا من المسلمين ثم زحف إلى أهل الإسكندرية ونصب عليها المجانيق وقاتلهم أشد القتال حتى فتحها عنوة وخرب جدرها ورُئِيَ عمرو بن العاص يخرب بيده.(5/68)
5894- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي عبد الله بن نافع عَنْ عمرو بن الحارث قَالَ : كان عمرو بن العاص يبعث بجزية أهل مصر وخراجها إلى عمر بن الخطاب كل سنة بعد حبس ما كان يحتاج إليه ثم إنه استبطأ عمرو بن العاص في الخراج فكتب إليه كتابا يلومه في ذلك ويشدد عليه ويقول له في كتابه : فلا تجذع أبا عبد الله أن تؤخذ بالحق وتعطيه فإن الحق أبلج فذرني وما عنه تلجلج فقد برح الخفا.
فكتب إليه عمرو بن العاص يجيبه على كتابه وكتب إليه : إن أهل الأرض استنظروا إلى أن تدرك غلتهم فنظرت للمسلمين وكان الترفق بهم خيرا من أن نخرق بهم فيصيروا إلى بيع ما لاغنى بهم عنه فينكسر الخراج وقد صدقت والله أمير المؤمنين والسلام.(5/68)
5895- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة ، عَنْ موسى بن جبير ، عَنْ شيوخ من أهل المدينة قَالُوا : كتب عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص : أما بعد ، فإني قد فرضت لمن قبلي في الديوان ولذريتهم ولمن ورد علينا بالمدينة من أهل اليمن وغيرهم ممن توجه إليك وإلى البلدان فانظر من فرضت له ونزل بك فادرر عليه العطاء وعلى ذريته ومن نزل بك ممن لم أفرض له فافرض له على نحو مما رأيتني فرضت لأشباهه وخذ لنفسك مائتي دينار فهذه فرائض أهل بدر من المهاجرين والأنصار ، ولم أبلغ بهذا أحدا من نظرائك غيرك لأنك من عمال المسلمين فألحقتك بأرفع ذلك وقد علمت أن مؤنا تلزمك فوفر الخراج وخذه من حقه ثم عف عنه بعد جمعه ، فإذا حصل إليك وجمعته أخرجت عطاء المسلمين وذريتهم وما تحتاج إليه مما لا بد منه ثم انظر فيما فضل بعد ذلك فاحمله إلي ، واعلم أن ما قبلك من أرض مصر ليس فيه خمس وإنما هي أرض صلح وما فيها للمسلمين فيء تبدأ بمن أغنى عنهم في ثغورهم وأجزأ عنهم في أعمالهم ،(5/68)
ثم تفض ما فضل بعد ذلك على من سمى الله ، واعلم يا عمرو أن الله يراك ويرى عملك ويعلم من سريرتك ما يعلم من علانيتك فليكن مقتدى بك في سيرتك وعملك فإنه قَالَ تبارك وتعالى في كتابه : {واجعلنا للمتقين إماما} يريد أن يقتدى وأن معك أهل ذمة وعهد قد أوصى رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم بهم وأوصى بالقبط فقَالَ : استوصوا بالقبط خيرا ، فإن لهم ذمة ورحما ، ورحمهم : أن أم إسماعيل منهم . وقد قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : من ظلم معاهدا وكلفه فوق طاقته فأنا خصمه يوم القيامة ، احذر ياعمرو أن يكون رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم لك خصما فإنه من خاصمه خصمه والله يا عمرو لقد ابتليت بولاية هذه الأمة وأنست من نفسي ضعفا وانتشرت رعيتي ورق عظمي فأسأل الله أن يقبضني إليه غير مفرط والله إني لأخشى لو مات حَمَلٌ بأقصى عملك ضياعا أن أُسْأَل عنه يوم القيامة.(5/69)
5896- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنا الوليد بن كثير ، عَنْ يزيد بن أبي حبيب ، عَنْ أبي الخير قَالَ : لما فتح المسلمون مصر بعث عمرو بن العاص إلى القرى التي حولها الخيل تطؤهم فبعث عقبة بن نافع بن عبد القيس وكان أخا العاص بن وائل لأمه فدخلت خيولهم أرض النوبة غزاة غزوا كصوائف الروم فلقى المسلمون من النوبة قتالا شديدا لقد لاقوهم أول يوم فرشقوهم بالنبل حتى جرح عامتهم جراحات كثيرة وحدق مفقوءة فسموهم رماة الحدق فلم يزالوا على ذلك حتى ولى عثمان بن عفان عبد الله بن سعد بن أبي سرح مصر ، فسأله النوبة الصلح والموادعة فأجابهم إلى ذلك فاصطلحوا على غير جزية على هدية ثلاث مِئة رأس في كل سنة ويهدى إليهم المسلمون طعاما مثل ذلك.(5/69)
5897- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنا شرحبيل بن أبي عون عَنْ عبد الله بن هبيرة قَالَ : لما فتح عمرو بن العاص الإسكندرية سار في جنده يريد المغرب حتى قدم برقة فصالح أهلها على الجزية وهي ثلاثة عشر ألف دينار وأن يبيعوا من أبنائهم من أحبوا في جزيتهم.
قال مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : وكتب عمرو بن العاص إلى عمر بن الخطاب يخبره أنه ولى عقبة بن نافع الفهري وأنه قد بلغ زويلة وأن ما بين برقة وزويلة سلم كلهم قد أطاع مسلمهم بالصدقة وأقر معاهدهم بالجزية . وقد وضعت على أهل برقة صلحا صالحتهم عليه ووضعنا على زويلة وما بيننا وبين زويلة ما نراهم يطيقونه وقد أمرت عمالي أن يأخذوا الصدقات من أغنياء المسلمين فيردوها على فقرائهم وأن تؤخذ الجزية من أهل الذمة فتحمل إلي ولا يقسم فيهم منها شيء وأمرت في أرضيهم بمثل ما أمرت به في عين أموالهم أن يؤخذ من المسلمين ربع عشور ما تجروا به ويؤخذ من زروعهم العشور مما سقت السماء ونصف العشر مما سقى بالغرب ويؤخذ من أهل الذمة الصلح الذي صالحنا عليه ومن لم يصالح وضع على أرضه ما تطيق وما يقوى عليه فكتب إليه عمر يصوب رأيه وكتب إليه وإن رأيت ضعفا فخفف عنهم واحمل جزيتهم إلى بيت مال المسلمين.(5/70)
5898- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ ، عَنْ شرحبيل بن أبي عون ، عَنْ أبيه ، وعَنْ أبي بكر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة ، وغيرهما ؛ أن عمرو بن العاص سار حتى نزل أطرابلس فافتتحها وكتب إلى عمر بذلك ، وأن بين أطرابلس وإفريقية تسعة أيام ، ويخبره بكثرة أموالها وأنها معادن إنما يحثون منها حثيا ، فإن رأى أمير المؤمنين أن يأذن للمسلمين في دخولها فعل . فكتب إليه عمر : إنها ليست بإفريقية ولكنها مفرقة غادرة ومغدور بها لا يغذوها أحد من المسلمين ما بقيت . فلم يأذن له في غزوها فكان عمرو بن العاص يبعث الجريدة من الخيل إلى أدنى القرى بإفريقية فيصيبون غنائم ويرجعون.(5/70)
5899- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنا هشام بن سعد عَنْ يحيى بن عبد الله بن مالك الدار ؛ أن عمر بن الخطاب كتب إلى عمرو بن العاص أن يحمل طعاما من مصر حتى يرسى به إلى بولا وكان الساحل ليقسمه على الناس على حالاتهم وعيالاتهم وإن أهل المدينة قوم محصورون وليست بأرض زرع فبعث عمرو بن العاص بعشرين مركبا في البحر وبعث في كل مركب ثلاثة آلاف إردب وأكثر وأقل حتى انتهت إلى الجار وهو المرفأ اليوم وبلغ عمر رضي الله عنه قدومها فخرج وخرج معه الأكابر من أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فنظر السفن فحمد الله الذي ذلل لهم البحر حتى جرت فيه منافع المسلمين إلى المدينة.
وأمر سعد الجار بقبض ذلك الطعام وأن يستوفيه فلما قدم عمر المدينة قسم ذلك الطعام على الناس وكتب لهم بالصكاك إلى الجار فكانوا يخرجون ويقبضون ذلك.(5/71)
5900- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أسامة بن زيد بن أسلم ، عَنْ أبيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : سَمِعتُ عَمْرو بن العاص يوما ، وذُكِرَ عُمر فترحم عليه ، ثم قَالَ : ما رأيت أحدا بعد نبي الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وأبي بكر أخوف لله من عُمر ، لا يبالي على من وقع الحق على ولد ، أو والد ، ثم قَالَ : والله إني لفي منزلي ضحى بمصر ، إذ أتاني آت فقَالَ : قدم عبد الله وعبد الرحمن ابنا عُمر غازيين ، فقلت للذي أخبرني : أين نزلا ؟ قَالَ : في موضع كذا وكذا ، لأقصى مصر ، وقد كتب إلي عُمر : إياك أن يقدم عليك أحد من أهل بيتي فتحبوه بأمر لا تصنعه بغيره ، فأفعل بك ما أنت أهله ، فأنا لا أستطيع أن أهدي لهما ولا آتيهما في منزلهما للخوف من أبيهما ، فوالله إني لعلى ما أنا عليه إلى أن قَالَ قائل : هذا عبد الرحمن بن عُمر ، وأبو سروعة على الباب يستأذنان ، فقلت : يدخلان ، فدخلا وهما منكسران فقالا : أقم علينا حد الله ، فإنا قد أصبنا البارحة شرابا فسكرنا ، قَالَ : فزبرتهما وطردتهما ، فقال عبد الرحمن : إن لم تفعل أخبرت أبي إذا قدمت عليه ،(5/71)
قَالَ : فحضرني رأي وعلمت أني إن لم أقم عليهما الحد غضب علي عُمر في ذلك ، وعزلني ، وخالفه ما صنعت فنحن على ما نحن عليه ، إذ دخل عبد الله بن عُمر ، فقمت إليه فرحبت به ، وأردت أن أجلسه على صدر مجلسي فأبى علي وقَالَ : إن أبي نهاني أن أدخل عليك إلا ألاّ أجد بدا ، فإني لم أجد بدا من الدخول عليك ، إن أخي لا يحلق على رؤُوس الناس أبدا ، فأما الضرب فاصنع ما بدا لك قَالَ : وكانوا يحلقون مع الحد قَالَ : قال : فأخرجتهما إلى صحن الدار فضربتهما الحد ، ودخل ابن عُمر بأخيه عبد الرحمن إلى بيت من الدار فحلق رأسه ورأس أبي سروعة ، فوالله ما كتبت إلى عُمر بحرف مما كان ، حتى إذا كان تحينت كتابه إذا هو يطم فيه : بسم الله الرحمن الرحيم ، من عبد الله ، عُمر أمير المؤمنين إلى العاص بن العاص ، فعجبت لك يا ابن العاص ولجرأتك علي وخلاف عهدي ، أما إني قد خالفت فيك أصحاب بدر ممن هو خير منك ، واخترتك لجرأتك عني وإنفاذ عهدي ، فأراك تلوثت بما قد تلوثت ، فما أراني إلا عازلك فمسيء عزلك ، تضرب عبد الرحمن بن عمر في بيتك وتحلق رأسه في بيتك ، وقد عرفت أن هذا يخالفني ،(5/72)
إنما عبد الرحمن رجل من رعيتك تصنع به ما تصنع بغيره من المسلمين ، ولكن قلت : هو ولد أمير المؤمنين وقد عرفت أن لا هوادة لأحد من الناس عندي في حق يجب لله عليه ، فإذا جاءك كتابي هذا فابعث به في عباءة على قتب حتى يعرف سوء ما صنع ، فبعثت به كما قَالَ أبوه ، وأقرأت ابن عُمر كتاب أبيه ، وكتبت إلى عُمر كتابا أعتذر فيه وأخبره أني ضربته في صحن داري ، وبالله الذي لا يحلف بأعظم منه إني لأقيم الحدود في صحن داري على الذمي والمسلم ، وبعثت بالكتاب مع عبد الله بن عُمر فقال أسلم : فقدم بعبد الرحمن على أبيه فدخل عليه وعليه الحد مرة فما عليه عباءة ، ولا يستطيع المشي من مركبه فقَالَ : يا عبد الرحمن فعلت وفعلت السياط ، فكلمه عبد الرحمن بن عوف فقَالَ : يا أمير المؤمنين قد أقيم عليه الحد مرة فما عليه أن تقيمه ثانية ، فلم يلتفت إلى هذا عُمر وبَرَّزَهُ فجعل عبد الرحمن يصيح : إني مريض وأنت قاتلي ، فضربه الثانية الحد ، وحبسه ثم مرض فمات.(5/73)
5901- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ ، قال : حدثني شرحبيل بن أبي عون ، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة ، قال : لما توفي عمر بن الخطاب وولي عثمان بن عفان كتب إلى عمرو بن العاص فأقره على مصر فكتب إليه عمرو يخبره بما نال المسلمون من المغرب ، وأنهم بلغوا باب قابس فأصابوا أموالا عظاما وأنه ليس بين باب قابس وإفريقية إلاَّ أربع ليال ، فإن رأى أمير المؤمنين أن يغزيها المسلمين فعل ، فكتب إليه عثمان : إني غير فاعل ، فأضرب عمرو عن ذكرها.(5/73)
5902- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ ، قال : حَدَّثَنا عبد الله بن جعفر ، عَنْ أبي عون مولى المسور (ح) قَالَ : وحَدَّثَنا عبد الحميد بن جعفر ، عَنْ أبيه (ح) قَالَ : وحَدَّثَنا أسامة بن زيد الليثي ، عَنْ يزيد بن أبي حبيب ، قَال : عزل عثمان بن عفان عَمْرو بن العاص عَنْ خراج مصر وأقره على الجند والصلاة ، وولى عبد الله بن سعد بن أبي سرح الخراج ، فتباغيا ، فكتب عبد الله بن سعد إلى عثمان أن عَمْرًا قد كسر عليّ الخراج ، وكتب عَمْرو بن العاص إلى عثمان أن عبد الله بن سعد قد كسر عليّ مكيدة الحرب ، فعزل عثمان عَمْرو بن العاص عَنِ الجند والصلاة وولى ذلك عبد الله بن سعد مع الخراج ، فانصرف عَمْرو مغضبا فقدم المدينة فجعل يطعَنْ على عثمان ويعيبه.
ودخل عليه يوما وعليه جبة له يمانية محشوة بقطن فقال له عثمان : ما حشو جبتك هذه يا عَمْرو ؟ قَالَ : حشوها عَمْرو ، قال : لم أرد هذا يا ابن النابغة ما أسرع ما قَمِلَ جربان جبتك وإنما عهدك بالعمل عام أول أتطعَنْ علي وتأتيني بوجه وتذهب عني بآخر ،(5/73)
فقال عَمْرو : إن كثيرا مما ينقل الناس إلي ولاتهم باطل فقال عثمان : استعملتك على ظلعك فقال عَمْرو : قد كنت عاملا لعمر بن الخطاب ففارقني وهو عني راض فخرج عَمْرو من عند عثمان وهو متحقن عليه فجعل يؤلب عليه الناس ويحرضهم فلما حصر عثمان الحصر الأول خرج عَمْرو من المدينة حَتى انْتَهَى إلى أرض له بفلسطين يقال لها السبع فنزل في قصر يقال له العجلان فلما أتاه قتل عثمان قَالَ : أَنا أبو عبد الله إذا أحك قرحة نكأتها ، يعني إني قتلته بتحريض عليه وأنا بالسبع ، وقال أتربص أياما وأنظر ما يصنع الناس فبلغه أن عليا قد بويع له فاشتد ذلك عليه ثم بلغه أن عائشة وطلحة قد ساروا إلى الجمل فقال أستأني وأنظر ما يصنعون فلم يشهد الجمل ولا شيئا من أمره.
ثم أتاه الخبر بأن طلحة والزبير قد قتلا فأرتج عليه أمره فقال له قائل إن معاوية لا يريد أن يبايع لعلي فلو قاربت معاوية فقال ارحل يا وردان فدعا ابنيه عبد الله ومحمدا فقال : ما تريان ؟ فقال عبد الله : توفي رسُول اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وهو عنك راض ، وتوفي أبو بكر وهو عنك راض ، وتوفي عمر وهو عنك راض ، أرى أن تكف يدك وتجلس في بيتك حتى يجتمع الناس على إمام فتبايعه ، فقال : حط يا وردان ، وقال ابنه محمد بن عَمْرو : أنت ناب من أنياب العرب فلا أرى أن يجمع هذا الأمر وليس لك فيه صوت ولا ذكر.(5/74)
فقال : أما أنت يا عبد الله فأمرتني بالذي هو خير لي في آخرتي وَأَسْلَمُ لِي فِي دِينِي ، وَأَمَّا أَنْتَ يَا مُحَمَّدُ فَأَمَرَتْنِي بِالَّذِي هو أَنْبَهُ لِي فِي دُنْيَايَ وَأَشَرُّ لِي فِي آخِرَتِي ، وَإِنَّ عَلِيًّا قَدْ بُويِعَ لَهُ ، وَهُوَ يَدُلُّ بِسَابِقَتِهِ ، وَهُوَ غَيْرُ مُشْرِكِي فِي شَيْءٍ مِنْ أَمْرِهِ ، ارْحَلْ يَا وَرْدَانُ ، ثُمَّ خَرَجَ وَمَعَهُ ابْنَاهُ حَتَّى قَدِمَ عَلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ , فَبَايَعَهُ عَلَى الطَّلَبِ بِدَمِ عُثْمَانَ ، وَكَتَبَا بَيْنَهُمَا كِتَابًا نُسْخَتُهُ :
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هَذَا مَا تَعَاهَدَ عَلَيْهِ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ مِنْ بَعْدِ قَتْلِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ , وَحَمَّلَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ الأَمَانَةَ ، إِنَّ بَيْنَنَا عَهْدَ اللهِ عَلَى التَّنَاصُرِ وَالتَّخَالُصِ وَالتَّنَاصُحِ فِي أَمْرِ اللهِ وَالإِسْلاَمِ ، وَلاَ يَخْذُلُ أَحَدُنَا صَاحِبَهُ بِشَيْءٍ وَلاَ يَتَّخِذَ مِنْ دُونِهِ وَلِيجَةً وَلاَ يَحُولُ بَيْنَنَا وَلَدٌ وَلاَ وَالِدٌ أَبَدًا مَا حَيِينَا فِيمَا اسْتَطَعْنَا , فَإِذَا فُتِحَتْ مِصْرُ , فَإِنَّ عَمْرًا عَلَى أَرْضِهَا وَإِمَارَتُهُ الَّتِي أَمَّرَهُ عَلَيْهَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ، وَبَيْنَنَا التَّنَاصُحُ وَالتَّوَازُرُ وَالتَّعَاوُنُ عَلَى مَا نَابَنَا مِنَ الأُمُورِ , وَمُعَاوِيَةُ أَمِيرُ عَلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فِي النَّاسِ وَفِي عَامَّةِ الأَمْرِ حَتَّى يَجْمَعَ اللَّهُ الأُمَّةَ , فَإِذَا اجْتَمَعَتِ الأُمَّةُ , فَإِنَّهُمَا يَدْخُلاَنِ فِي أَحْسَنِ أَمْرِهَا عَلَى أَحْسَنِ الَّذِي بَيْنَهُمَا فِي أَمْرِ اللهِ الَّذِي بَيْنَهُمَا مِنَ الشَّرْطِ فِي هَذِهِ الصَّحِيفَةِ . وَكَتَبَ وَرْدَانُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِينَ
قَالَ : وَبَلَغَ ذَلِكَ عَلِيًّا , فَقَامَ , فَخَطَبَ أَهْلَ الْكُوفَةِ , فَقَالَ : أَمَّا بَعْدُ , فَإِنَّهُ قَدْ بَلَغَنِي أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ الأَبْتَرَ بْنَ الأَبْتَرِ بَايَعَ مُعَاوِيَةَ عَلَى الطَّلَبِ بِدَمِ عُثْمَانَ , وَحَضَّهُمْ عَلَيْهِ ، فَالْعَضُدَ وَاللَّهِ الشَّلاَّءُ عَمْرُو وَنُصْرَتُهُ.(5/75)
5903- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ ، قَالَ : أَخْبَرَنا هِشَامُ بْنُ الْغَازِ ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ ، وَغَيْرِهِمَا ، قَالُوا : كَانَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ يُبَاشِرُ الْقِتَالَ فِي الْقَلْبِ أَيَّامَ صِفِّينَ بِنَفْسِهِ ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمٌ مِنْ تِلْكَ الأَيَّامِ اقْتَتَلَ أَهْلُ الْعِرَاقِ وَأَهْلُ الشَّامِ حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ , فَإِذَا كَتِيبَةٌ خَشْنَاءُ مِنْ خَلْفِ صُفُوفِنَا أَرَاهُمْ خَمْسَمِئَةٍ فِيهَا عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ ، وَيُقْبِلُ عَلِيٌّ فِي كَتِيبَةٍ أُخْرَى نَحْو مِنْ عَدَدِ الَّذِي مَعَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، فَاقْتَتَلُوا سَاعَةً مِنَ اللَّيْلِ حَتَّى كَثُرَتِ الْقَتْلَى بَيْنَهُمْ ، ثُمَّ صَاحَ عَمْرٌو بِأَصْحَابِهِ : الأَرْضَ يَا أَهْلَ الشَّامَ ، فَتَرَجَّلُوا وَدَبَّ بِهِمْ وَتَرَجَّلَ أَهْلُ الْعِرَاقِ , فَنَظَرْتُ إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يُبَاشِرُ الْقِتَالَ ، وَهُوَ يَقُولُ :
وَصَبَرْنَا عَلَى مَوَاطِنِ ضَنْكٍ ... وَخُطُوبٍ تُرِي الْبَيَاضَ الْوَلِيدَا
وَيُقْبِلُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ , فَخَلُصَ إِلَى عَمْرٍو , وَضَرَبَهُ ضَرْبَةً جَرَحَهُ عَلَى الْعَاتِقِ ، وَهُوَ يَقُولُ : أَنَا أَبُو السَّمْرَاءِ ، وَيُدْرِكُهُ عَمْرٌو فَضَرَبَهُ ضَرْبَةً أَثْبَتَهُ ، وَانْحَازَ عَمْرٌو فِي أَصْحَابِهِ وَانْحَازَ علي في أَصْحَابُهُ.(5/75)
5904- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ شِبْلٍ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ قَالَ : نَظَرْتُ إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يَوْمَ صِفِّينَ وَقَدْ وُضِعَتْ لَهُ الْكَرَاسِيُّ يَصِفُّ النَّاسَ بِنَفْسِهِ صُفُوفًا وَيَقُولُ : كَقَصِّ الشَّارِبِ ، وَهُوَ حَاسِرٌ ، وَأَسْمَعُهُ وَأَنَا مِنْهُ قَرِيبٌ يَقُولُ : عَلَيْكُمْ بِالشَّيْخِ الأَزْدِيِّ ، أَوِ الدَّجَّالِ ، يَعْنِي هَاشِمَ بْنَ عُتْبَةَ.(5/76)
5905- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ : اقْتَتَلَ النَّاسُ بِصِفِّينَ قِتَالاَّ شَدِيدًا لَمْ يَكُنْ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ مِثْلَهُ قَطُّ حَتَّى كَرِهَ أَهْلُ الشَّامِ وَأَهْلُ الْعِرَاقِ الْقِتَالَ وَمَلُّوهُ مِنْ طُولِ تَبَاذُلِهِمُ السَّيْفَ , فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ عَلَى الْقِتَالِ لِمُعَاوِيَةَ : هَلْ أَنْتَ مُطِيعِي فَتَأْمُرَ رِجَالاَّ بِنَشْرِ الْمَصَاحِفِ , ثُمَّ يَقُولُونَ : يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ نَدْعُوكُمْ إِلَى الْقُرْآنِ وَإِلَى مَا فِي فَاتِحَتِهِ إِلَى خَاتِمَتِهِ فَإِنَّكَ إِنْ تَفْعَلْ ذَلِكَ يَخْتَلِفْ أَهْلُ الْعِرَاقِ ، وَلاَ يَزِيدُ ذَلِكَ أَمْرَ أَهْلِ الشَّامِ إِلاَّ اسْتِجْمَاعًا ، فَأَطَاعَهُ مُعَاوِيَةُ , فَفَعَلَ وَأَمَرَ عَمْرٌو رِجَالاَّ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ , فَقُرِئَ الْمُصْحَفُ ، ثُمَّ نَادَى : يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ نَدْعُوكُمْ إِلَى الْقُرْآنِ ، فَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِرَاقِ , فَقَالَتْ طَائِفَةٌ : أَوَلَسْنَا عَلَى كِتَابِ اللهِ وَبَيْعَتِنَا ؟ وَقَالَ آخَرُونَ كَرِهُوا الْقِتَالَ : أَجَبْنَا إِلَى كِتَابِ اللهِ ، فَلَمَّا رَأَى عَلِيٌّ وَهَنَهُمْ وَكَرَاهَتَهُمُ لِلْقِتَالِ قَارَبَ مُعَاوِيَةَ فِيمَا يَدْعُوهُ إِلَيْهِ وَاخْتَلَفَ بَيْنَهُمُ الرُّسُلُ , فَقَالَ عَلِيٌّ : قَدْ قَبِلْنَا كِتَابَ اللهِ فَمَنْ يَحْكُمُ بِكِتَابِ اللهِ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ ؟ قَالَ : نَأْخُذُ رَجُلاَّ مِنَّا نَخْتَارُهُ وَتَأْخُذُ مِنْكُمْ رَجُلاَّ تَخْتَارُهُ ، فَاخْتَارَ مُعَاوِيَةُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ ، وَاخْتَارَ عَلِيٌّ أَبَا مُوسَى الأَشْعَرِيَّ.(5/76)
5906- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ ، عَنْ مُجَالِدٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ زِيَادِ بْنِ النَّضْرِ أَنَّ عَلِيًّا بَعَثَ أَبَا مُوسَى الأَشْعَرِيَّ وَمَعَهُ أَرْبَعُمِئَةِ رَجُلٍ عَلَيْهِمْ شُرَيْحُ بْنُ هَانِئٍ وَمَعَهُمْ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ يُصَلِّي بِهِمْ ، وَيْلِي أَمْرَهُمْ ، وَبَعَثَ مُعَاوِيَةُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ فِي أَرْبَعمِئَةٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ حَتَّى تَوَافُوا بِدَوْمَةِ الْجَنْدَلِ.(5/77)
5907- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَكَمِ قَالَ : لَمَّا الْتَقَى النَّاسُ بِدَوْمَةِ الْجَنْدَلِ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ لِلأَشْعَرِيِّ : احْذَرْ عَمْرًا , فَإِنَّمَا يُرِيدُ أَنْ يُقَدِّمَكَ , وَيَقُولُ : أَنْتَ صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وَأَسَنُّ مِنِّي , فَكُنْ مُتَدَبِّرًا لَكَلاَمِهِ ، فَكَانَا إِذَا الْتَقَيَا يَقُولُ عَمْرٌو : إِنَّكَ صَحِبْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم قَبْلِي وَأَنْتَ أَسَنُّ مِنِّي فَتَكَلَّمَ ، ثُمَّ أَتَكَلَّمُ وَإِنَّمَا يُرِيدُ عَمْرٌو أَنْ يُقَدِّمَ أَبَا مُوسَى فِي الْكَلاَمِ لِيَخْلَعَ عَلِيًّا , فَاجْتَمَعَا عَلَى أَمْرِهِمَا , فَأَدَارَهُ عَمْرٌو عَلَى مُعَاوِيَةَ , فَأَبَى ، وَقَالَ أَبُو مُوسَى : عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ , فَقَالَ عَمْرٌو : أَخْبِرْنِي عَنْ رَأْيِكَ ، فَقَالَ أَبُو مُوسَى : أَرَى أَنْ نَخْلَعَ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ , وَنَجْعَلَ هَذَا الأَمْرَ شُورَى بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ , فَيَخْتَارُونَ لأَنْفُسِهِمْ مَنْ أَحَبُّوا.
قَالَ عَمْرٌو : الرَّأْيُ مَا رَأَيْتَ , فَأَقْبَلاَ عَلَى النَّاسِ وَهُمْ مُجْتَمِعُونَ , فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو : يَا أَبَا مُوسَى أَعْلِمْهُمْ بِأَنَّ رَأَيْنَا قَدِ اجْتَمَعَ ، فَتَكَلَّمَ أَبُو مُوسَى , فَقَالَ أَبُو مُوسَى : إِنَّ رَأَيْنَا قَدِ اتَّفَقَ عَلَى أَمْرٍ نَرْجُو أَنْ يَصْلُحَ بِهِ أَمْرُ هَذِهِ الأُمَّةِ , فَقَالَ عَمْرٌو : صَدَقَ وَبَرَّ وَنِعْمَ النَّاظِرُ لِلإِسْلاَمِ وَأَهْلِهِ , فَتَكَلَّمْ يَا أَبَا مُوسَى ، فَأَتَاهُ ابْنُ عَبَّاسٍ , فَخَلاَ بِهِ , فَقَالَ : أَنْتَ فِي خُدْعَةٍ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ : لاَ تَبْدَأْهُ ، وَتَعَقَّبْهُ ؟ فَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَكُونَ أَعْطَاكَ أَمْرًا خَالِيًا , ثُمَّ يَنْزِعَ عَنْهُ عَلَى مَلإٍ مِنَ النَّاسِ وَاجْتِمَاعِهِمْ ، فَقَالَ الأَشْعَرِيُّ : لاَ تَخْشَ ذَلِكَ ، قَدِ اجْتَمَعْنَا وَاصْطَلَحْنَا.(5/77)
فَقَامَ أَبُو مُوسَى , فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ , ثُمَّ قَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ نَظَرْنَا فِي أَمْرِ هَذِهِ الأُمَّةِ فَلَمْ نَرَ شَيْئًا هُوَ أَصْلَحُ لأَمْرِهَا وَلاَ أَلَمُّ لِشَعَثِهَا مِنْ أَنْ لاَ نَبْتَزَّ أُمُورَهَا وَلاَ نَعْصِبَهَا حَتَّى يَكُونَ ذَلِكَ عَنْ رَضًى مِنْهَا وَتَشَاورٍ ، وَقَدِ اجْتَمَعَتُ أَنَا وَصَاحِبِي عَلَى أَمْرٍ وَاحِدٍ عَلَى خَلْعِ عَلِيٍّ وَمُعَاوِيَةَ , وَتَسْتَقْبِلُ هَذِهِ الأُمَّةُ هَذَا الأَمْرَ , فَيَكُونُ شُورَى بَيْنَهُمْ يُوَلُّونَ مِنْهُمْ مَنْ أَحَبُّوا عَلَيْهِمْ وَإِنِّي قَدْ خَلَعْتُ عَلِيًّا وَمُعَاوِيَةَ , فَوَلُّوا أَمْرَكُمْ مَنْ رَأَيْتُمْ ، ثُمَّ تَنَحَّى.
فَأَقْبَلَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ , فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ , ثُمَّ قَالَ : إِنَّ هَذَا قَدْ قَالَ مَا قَدْ سَمِعْتُمْ , وَخَلَعَ صَاحِبَهُ وَإِنِّي أَخْلَعُ صَاحِبَهُ كَمَا خَلْعَهُ ، وَأُثْبِتُ صَاحِبِي مُعَاوِيَةَ , فَإِنَّهُ وَلِيُّ ابْنُ عَفَّانَ ، وَالطَّالِبُ بِدَمِهِ وَأَحَقُّ النَّاسِ بِمَقَامِهِ.
فَقَالَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ : وَيْحَكَ يَا أَبَا مُوسَى مَا أَضْعَفَكَ عَنْ عَمْرٍو وَمَكَائِدِهِ ، فَقَالَ أَبُو مُوسَى : فَمَا أَصْنَعُ جَامَعَنِي عَلَى أَمْرٍ ثُمَّ نَزَعَ عَنْهُ ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : لاَ ذَنْبَ لَكَ يَا أَبَا مُوسَى ، الذَّنْبُ لِغَيْرِكَ لِلَّذِي قَدَّمَكَ فِي هَذَا الْمَقَامِ ، فَقَالَ أَبُو مُوسَى : رَحِمَكَ اللَّهُ غَدَرَنِي فَمَا أَصْنَعُ ؟
وَقَالَ أَبُو مُوسَى لِعَمْرٍو : إِنَّمَا مَثَلُكَ كَالْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ، فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو : إِنَّمَا مَثَلُكَ مَثَلُ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ : إِلاَمَ صُيّرْتَ هَذِهِ الأُمَّةَ ، إِلَى رَجُلٍ لاَ يُبَالِي مَا صَنَعَ وَآخَرَ ضَعِيفٌ ؟ وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ : لَوْ مَاتَ الأَشْعَرِيُّ مِنْ قَبْلِ هَذَا كَانَ خَيْرًا لَهُ.(5/78)
5908- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ : كَانَ عَمْرٌو يَقُولُ لِمُعَاوِيَةَ حِينَ خَرَجَتِ الْخَوَارِجُ عَلَى عَلِيٍّ : كَيْفَ رَأَيْتَ تَدْبِيرِي لَكَ حَيْثُ ضَاقَتْ نَفْسُكَ مُسْتَهْزِئًا عَلَى فَرَسِكَ الْوَرْدُ تَسْتَبْطِئُهُ ، فَأَشَرْتُ عَلَيْكَ أَنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى كِتَابِ اللهِ وَعَرَفْتُ أَنَّ أَهْلَ الْعِرَاقِ أَهْلُ شُبَهٍ وَأَنَّهُمْ يَخْتَلِفُونَ عَلَيْهِ فَقَدِ اشْتَغَلَ عَنْكَ عَلِيٌّ بِهِمْ ، وَهُمْ آخِرُ هَذَا قَاتِلُوهُ لَيْسَ جُنْدٌ أَوْهَنُ كَيْدًا مِنْهُمْ.(5/78)
5909- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي مُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ قَالَ : وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَبِي عَوْنٍ ، قَالاَ : لَمَّا صَارَ الأَمْرُ فِي يَدَيْ مُعَاوِيَةَ اسْتَكْثَرَ طُعْمَةَ مِصْرَ لِعَمْرٍو مَا عَاشَ وَرَأَى عَمْرٌو أَنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ قَدْ صَلُحَ بِهِ وَبِتَدْبِيرِهِ وَعَنَائِهِ وَسَعْيِهِ فِيهِ , وَظَنَّ أَنَّ مُعَاوِيَةَ سَيَزِيدُهُ الشَّامَ مَعَ مِصْرَ , فَلَمْ يَفْعَلْ مُعَاوِيَةُ , فَتَنَكَّرَ عَمْرٌو لِمُعَاوِيَةَ , فَاخْتَلَفَا , وَتَغَالَظَا , وَتَمَيَّزَ النَّاسُ , وَظَنُّوا أَنَّهُ لاَ يَجْتَمِعُ أَمْرُهُمَا , فَدَخَلَ بَيْنَهُمَا مُعَاوِيَةُ بْنُ حُدَيْجٍ , فَأَصْلَحَ أَمْرَهُمَا , وَكَتَبَ بَيْنَهُمَا كِتَابًا , وَشَرَطَ فِيهِ شُرُوطًا لِمُعَاوِيَةَ وَعَمْرٍو خَاصَّةً ، وَلِلنَّاسِ عَلَيْهِ وَأَنَّ لِعَمْرٍو وِلاَيَةَ مِصْرَ سَبْعَ سِنِينَ وَعَلَى أَنَّ عَلَى عَمْرٍو السَّمْعَ وَالطَّاعَةَ لِمُعَاوِيَةَ ، وَتَوَاثَقَا وَتَعَاهَدَا عَلَى ذَلِكَ ، وَأَشْهَدَا عَلَيْهِمَا بِهِ شُهُودًا ، ثُمَّ مَضَى عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ عَلَى مِصْرَ وَالِيًا عَلَيْهَا وَذَلِكَ فِي آخِرِ سَنَةِ تِسْعٍ وَثَلاَثِينَ فَوَاللَّهِ مَا مَكَثَ بِهَا إِلاَّ سَنَتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا حَتَّى مَاتَ.(5/79)
5910- قَالَ : أَخْبَرَنا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ أَبُو عَاصِمٍ الشَّيْبَانِيُّ النَّبِيلُ قَالَ : حَدَّثَنا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ قَالَ : حَدَّثَنا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ ، عَنْ ابْنِ شِمَاسَةَ الْمَهْرِيِّ قَالَ : حَضَرْنَا عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ ، وَهُوَ فِي سِيَاقَةِ الْمَوْتِ , فَحَوَّلَ وَجْهَهُ إِلَى الْحَائِطِ يَبْكِي طَوِيلاَّ , وَابْنُهُ يَقُولُ لَهُ : مَا يُبْكِيكَ ، أَمَا بَشَّرَكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم بِكَذَا ، أَمَا بَشَّرَكَ بِكَذَا ؟ قَالَ : وَهُوَ فِي ذَلِكَ يَبْكِي وَوَجْهُهُ إِلَى الْحَائِطِ قَالَ : ثُمَّ أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ إِلَيْنَا , فَقَالَ : إِنَّ أَفْضَلَ مِمَّا تَعُدُّ عَلَيَّ شَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ، وَلَكِنِّي قَدْ كُنْتُ عَلَى أَطْبَاقٍ ثَلاَثٍ قَدْ رَأَيْتُنِي مَا مِنَ النَّاسِ مِنْ أَحَدٍ أَبْغَضُ إِلِيَّ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وَلاَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَسْتَمْكِنَ مِنْهُ فَأَقْتُلَهُ , فَلَوْ مِتُّ عَلَى تِلْكَ الطَّبَقَةِ لَكُنْتُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ ، ثُمَّ جَعَلَ اللَّهُ الإِسْلاَمَ فِي قَلْبِي , فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم لأُبَايِعَهُ , فَقُلْتُ : ابْسُطْ يَمِينَكَ أُبَايِعْكَ يَا رَسُولَ اللهِ , قَالَ : فَبَسَطَ يَدَهُ , ثُمَّ إِنِّي قَبَضْتُ يَدِي ، فَقَالَ : مَا لَكَ يَا عَمْرُو ؟ قَالَ : فَقُلْتُ : أَرَدْتُ أَنْ أَشْتَرِطَ , فَقَالَ : تَشْتَرِطُ مَاذَا ؟ فَقُلْتُ : أَشْتَرِطُ أَنْ يُغْفَرَ لِي ، فَقَالَ : أَمَا عَلِمْتَ يَا عَمْرُو أَنَّ الإِسْلاَمَ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ ، وَأَنُّ الْهِجْرَةُ تَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهَا ، وَأَنَّ الْحَجَّ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ ، فَقَدْ رَأَيْتُنِي مَا مِنَ النَّاسِ أُحُدٌ أَحَبُّ إِلِيَّ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وَلاَ أَجَلُّ فِي عَيْنِي مِنْهُ ، وَلَوْ سُئِلْتُ أَنْ أَنْعَتَهُ مَا أَطَقْتُ لأَنِّي لَمْ أَكُنْ أُطِيقُ أَنْ أَمْلأَ عَيْنِي إِجْلاَلاَّ لَهُ , فَلَوْ مِتُّ عَلَى تِلْكَ الطَّبَقَةِ رَجَوْتُ أَنْ أَكُونَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، ثُمَّ وُلِيِّنَا أَشْيَاءَ بَعْدُ فَلَسْتُ أَدْرِي مَا أَنَا فِيهَا أَوْ مَا حَالِي فِيهَا ، فَإِذَا أَنَا مِتُّ فَلاَ تَصْحَبْنِي نَائِحَةٌ وَلاَ نَارٌ ، فَإِذَا دَفَنْتُمُونِي , فَسُنُّوا عَلَيَّ التُّرَابَ سَنًّا , فَإِذَا فَرَغْتُمْ مِنْ قَبْرِي , فَامْكُثُوا عِنْدَ قَبْرِي قَدْرَ مَا يُنْحَرُ جَزُورٌ ، وَيُقْسَمُ لَحْمُهَا فَإِنِّي أَسْتَأْنِسُ بِكُمْ حَتَّى أَعْلَمَ مَاذَا أُرَاجِعُ بِهِ رُسُلَ رَبِّي.(5/79)
5911- قَالَ : أَخْبَرَنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ : حَدَّثَنا عَوْفٌ ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : بَلَغَنِي أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ لَمَّا كَانَ عِنْدَ الْمَوْتِ دَعَا حَرَسَهُ , فَقَالَ : أَيُّ صَاحِبٍ كُنْتُ لَكُمْ ؟ قَالُوا : كُنْتَ لَنَا صَاحِبَ صِدْقٍ تُكْرِمُنَا وَتُعْطِينَا وَتَفْعَلُ وَتَفْعَلُ ، قَالَ : فَإِنِّي إِنَّمَا كُنْتُ أَفْعَلُ ذَلِكَ لِتَمْنَعُونِي مِنَ الْمَوْتِ ، وَإِنَّ الْمَوْتَ هَا هُوَ ذَا قَدْ نَزَلَ بِي , فَأَغْنُوهُ عَنِّي ، فَنَظَرَ الْقَوْمُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ , فَقَالُوا : وَاللَّهِ مَا كُنَّا نَحْسَبُكَ تَكَلَّمُ بِالْعَوْرَاءِ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ ، قَدْ عَلِمْتَ أَنَّا لاَ نُغْنِي عَنْكَ مِنَ الْمَوْتِ شَيْئًا ، فَقَالَ : أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ قُلْتُهَا , وَإِنِّي لأَعْلَمُ أَنَّكُمْ لاَ تُغْنُونَ عَنِّي مِنَ الْمَوْتِ شَيْئًا وَلَكِنْ وَاللَّهِ لأَنْ أَكُونَ لَمْ أَتَّخِذْ مِنْكُمْ رَجُلاَّ قَطُّ يَمْنَعُنِي مِنَ الْمَوْتِ أَحَبَّ إِلَى مِنْ كَذَا وَكَذَا ، فَيَا وَيْحَ ابْنِ أَبِي طَالِبٍ إِذْ يَقُولُ حَرَسُ امرَءًا أَجَلِهِ , ثُمَّ قَالَ : عَمْرٌو : اللَّهُمَّ لاَ بَرِيءَ فَأَعْتَذِرُ ، وَلاَ عَزِيزَ فَأَنْتَصِرُ ، وَإِلاَّ تُدْرِكُنِي بِرَحْمَةٍ أَكُنْ مِنَ الْهَالِكِينَ.(5/80)
5912- قَالَ : أَخْبَرَنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي مُوسَى ، قَالَ : أَخْبَرَنا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُخْتَارِ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ الْمُزَنِيِّ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو حَرْبِ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَاهُ أَوْصَاهُ قَالَ : يَا بُنَيَّ إِذَا مِتُّ فَاغْسِلْنِي غَسلَةً بِالْمَاءِ ، ثُمَّ جَفِّفْنِي فِي ثَوْبٍ ، ثُمَّ اغْسِلْنِي الثَّانِيَةَ بِمَاءٍ قُرَاحٍ ثُمَّ جَفِّفْنِي فِي ثَوْبٍ ، ثُمَّ اغْسِلْنِي الثَّالِثَةَ بِمَاءٍ فِيهِ شَيْءٌ مِنَ كَافُورٍ ، ثُمَّ جَفِّفْنِي فِي ثَوْبٍ ، ثُمَّ إِذَا أَلْبَسْتَنِي الثِّيَابَ فَأَزِرَّ عَلَيَّ , فَإِنِّي مُخَاصِمٌ ، ثُمَّ إِذَا أَنْتَ حَمَلْتَنِي عَلَى السَّرِيرِ , فَامْشِ بِي مَشْيًا بَيْنَ الْمَشْيَتَيْنِ وَكُنْ خَلْفَ الْجَنَازَةِ , فَإِنَّ مُقَدَّمَهَا لِلْمَلاَئِكَةِ وَخَلْفَهَا لِبَنِي آدَمَ ، فَإِذَا أَنْتَ وَضَعْتَنِي فِي الْقَبْرِ فَسُنَّ عَلَيَّ التُّرَابَ سَنًّا ، ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَمَرْتَنَا فَرَكِبْنَا وَنَهَيْتَنَا فَأَضَعْنَا فَلاَ بَرِيءَ فَأَعْتَذِرُ ، وَلاَ عَزِيزَ فَأَنْتَصِرُ ، وَلَكِنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ . مَا زَالَ يَقُولُهَا حَتَّى مَاتَ.(5/81)
5913- قَالَ : أَخْبَرَنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَمَّادٍ ، وَغَيْرِهِ قَالَ : قَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ حُدَيْجٍ : عُدْتُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ وَقَدْ ثَقُلَ , فَقُلْتُ : كَيْفَ تَجِدُكَ ؟ قَالَ : أَذُوبُ وَلاَ أَثُوبُ ، وَأَجِدُ نَجْوَى أَكْثَرَ مِنْ رُزْئِي فَمَا بَقَاءُ الْكَبِيرِ عَلَى هَذَا.(5/81)
5914- قَالَ : أَخْبَرَنا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ ، عَنْ عَوَانَةَ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ : كان عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ يَقُولُ : عَجَبًا لِمَنْ نَزَلَ بِهِ الْمَوْتُ وَعَقْلُهُ مَعَهُ كَيْفَ لاَ يَصِفُهُ ، فَلَمَّا نَزَلَ بِهِ قَالَ لَهُ ابْنُهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو : يَا أَبَتِ إِنَّكَ كُنْتَ تَقُولُ عَجَبًا لِمَنْ نَزَلَ بِهِ الْمَوْتُ وَعَقْلُهُ مَعَهُ كَيْفَ لاَ يَصِفُهُ , فَصِفْ لَنَا الْمَوْتَ وَعَقْلُكُ مَعَكَ ، فَقَالَ : يَا بُنَيَّ الْمَوْتُ أَجَلُّ مِنْ أَنْ يُوصَفَ ، وَلَكِنِّي سَأَصِفُ لَكَ مِنْهُ شَيْئًا : أَجِدُنِي كَأَنَّ عَلَى عُنُقِي جِبَالُ رَضْوَى ، وَأَجِدُنِي كَأَنَّ فِي جَوْفِي شَوْكَ السِّلاَءِ ، وَأَجِدُنِي كَأَنَّ نَفَسِي يَخْرُجُ مِنْ ثَقْبِ إِبْرَةٍ.(5/81)
5915- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي يَحْيَى ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ قَالَ : تُوُفِّيَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ يَوْمَ الْفِطْرِ بِمِصْرَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ ، وَهُوَ وَالٍ عَلَيْهَا.
قَالَ مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : وَسَمِعْتُ مَنْ يَذْكُرُ أَنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِينَ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ : وَسَمِعْتُ بَعْضَ أَهْلِ الْعِلْمِ يَقُولُ : تُوُفِّيَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِينَ.(5/81)
5916- قَالَ : أَخْبَرَنا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ : حَدَّثَنا زُهَيْرٌ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ : أَعْتَقَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ كُلَّ مَمْلُوكٍ لَهُ.(5/82)
5917- قَالَ : أَخْبَرَنا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ : حَدَّثَنا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ ، عَمَّنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ ؛ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَتَبَ إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ : انْظُرْ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ مِمَّنْ بَايَعَ الْنَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم تَحْتَ الشَّجَرَةِ , فَأَتِمَّ لَهُ مِئَتَيْ دِينَارٍ ، وَأَتِمَّ لِنَفْسِكَ بِإِمَارَتِكَ مِئَتَيْ دِينَارٍ ، وَلِخَارِجَةَ بْنِ حُذَاقَةَ لشَجَاعَتِهِ ، وَلِقَيْسِ بْنِ أبي الْعَاصِ لضِيَافَتِهِ.(5/82)
5918- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمٍ العَبْدِيُّ قَالَ : حَدَّثَنا هُشَيْمٌ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَحْيَى ، عَنْ حِبَّانَ بْنِ أَبِي جَبَلَةَ قَالَ : قِيلَ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ : مَا الْمُرُوءَةُ ؟ فَقَالَ : يُصْلِحُ الرَّجُلُ مَالَهُ وَيُحْسِنُ إِلَى إِخْوَانِهِ.(5/82)
- عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ابْنِ وَائِلِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سَهْمٍ.
وَأُمُّهُ رَيْطَةُ بِنْتُ مُنَبِّهِ بْنِ الْحَجَّاجِ بْنِ عَامِرِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَهْمٍ.
وَكَانَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو مِنَ الْوَلَدِ مُحَمَّدٌ وَبِهِ كَانَ يُكْنَى.
وَأُمُّهُ بِنْتُ مَحْمِيَةَ بْنِ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيِّ ، وَهِشَامٌ , وَهَاشِمٌ , وَعِمْرَانُ . وَأُمُّ إِيَاسٍ , وَأُمُّ عَبْدِ اللهِ , وَأُمُّ سَعِيدٍ , وَأُمُّهُمْ أُمُّ هَاشِمٍ الْكِنْدِيَّةُ مِنْ بَنِي وَهْبِ بْنِ الْحَارِثِ.
قَالَ : وَأَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : أَسْلَمَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو قَبْلَ أَبِيهِ.(5/82)
5919- قَالَ : أَخْبَرَنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلاَلٍ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : اسْتَأْذَنْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فِي كِتَابَةِ مَا سَمِعْتُهُ مِنْهُ قَالَ : فَأَذِنَ لِي ، فَكَتَبْتُهُ , فَكَانَ عَبْدُ اللهِ يُسَمِّي صَحِيفَتَهُ تِلْكَ الصَّادِقَةَ.(5/83)
5920- قَالَ : أَخْبَرَنا مَعَنْ بْنُ عِيسَى قَالَ : حَدَّثَنا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ : رَأَيْتُ عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو صَحِيفَةً , فَسَأَلْتُهُ عَنْهَا , فَقَالَ : هَذِهِ الصَّادِقَةُ , فِيهَا مَا سَمِعْتُ مِنَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم , لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ فِيهَا أُحُدٌ.(5/83)
5921- قَالَ : أَخْبَرَنا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَافِعٍ , عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ الإِسْكَنْدَرَانِيِّ قَالَ : بَلَغَنِي أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي أَسْمَعُ مِنْكَ أَحَادِيثَ أَحَبُّ أَنْ أَعِيَهَا فَأَسْتَعِينُ بِيَدِي مَعَ قَلْبِي . يَعْنِي أَكْتُبُهَا . قَالَ : نَعَمْ.(5/83)
5922- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأَسَدِيُّ قَالَ : حَدَّثَنا مِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ ، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ : قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : أَلَمْ أُنَبَّأْ أَنَّكَ تَقُومُ اللَّيْلَ وَتَصُومُ النَّهَارَ ؟ قَالَ : قُلْتُ : إِنِّي أَقْوَى ، قَالَ : فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ هَجَمَتِ الْعَيْنُ وَتَنْفَهَ النَّفْسُ ، صُمْ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ فَذَلِكَ صَوْمُ الدَّهْرِ أَوْ كَصَوْمِ الدَّهْرِ ، قَالَ : قُلْتُ : إِنِّي أَجِدُ قُوَّةً ، قَالَ : فَصُمْ صَوْمَ دَاوُدَ كَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا ، وَلاَ يَفِرُّ إِذَا لاَقَى.(5/83)
5923- قَالَ : أَخْبَرَنا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنا سَلِيمُ بْنُ حَيَّانَ (1)، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مِينَاءَ ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو ، يَقُولُ : قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو بَلَغَنِي أَنَّكَ تَصُومُ النَّهَارَ وَتَقُومُ اللَّيْلَ ، فَلاَ تَفْعَلْ , فَإِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَظًّا ، وَإِنَّ لِزَوْجِكَ عَلَيْكَ حَظًّا ، وَإِنَّ لِعَيْنَيْكَ عَلَيْكَ حَظًّا ، صُمْ وَأَفْطِرْ ، صُمْ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلاَثَةً , فَذَلِكَ صَوْمُ الدَّهْرِ قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي أَجِدُ بِي قُوَّةً ، قَالَ : صُمْ صَوْمَ دَاوُدَ ، صُمْ يَوْمًا وَأَفْطِرْ يَوْمًا ، قَالَ : فَكَانَ عَبْدُ اللهِ يَقُولُ : فَيَالَيْتَنِي أَخَذْتُ بِالرُّخْصَةِ.
_حاشية__________
(1) تصحف في المطبوع إلى : "سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ" ، والحديث ؛ أخرجه أحمد 2/197(6862) قال : حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا سَلِيمُ بْنُ حَيَّانَ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مِينَاءَ ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو ، يَقُولُ : قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ".(5/84)
5924- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْقُرْقُسَانِيُّ قَالَ : حَدَّثَنا الأَوْزَاعِيُّ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَصُومُ النَّهَارَ وَتَقُومُ اللَّيْلَ ؟ قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ بَلَى ، قَالَ : فَقَالَ : صُمْ وَأَفْطِرْ وَصَلِّ وَنَمْ ، فَإِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ، وَإِنَّ لِزَوْرِكَ عَلَيْكَ حَقًّا , وَإِنَّ لِزَوْجِكَ عَلَيْكَ حَقًّا , وَإِنَّ بِحَسْبِكَ أَنْ تَصُومَ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ ، قَالَ : فَشَدَّدْتُ فَشُدِّدَ عَلَيَّ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي أَجِدُ قُوَّةً ، قَالَ : فَصُمْ مِنْ كُلِّ جُمْعَةٍ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ ، فَقَالَ : فَشَدَدْتُ فَشُدِّدَ عَلَيَّ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ فَإِنِّي أَجِدُ قُوَّةً ، قَالَ : فَقَالَ : فَصُمْ صِيَامِ نَبِيِّ اللهِ دَاوُدَ لاَ تَزِدْ عَلَيْهِ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، وَمَا كَانَ صِيَامُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ؟ قَالَ : كَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا.(5/84)
5925- قَالَ : أَخْبَرَنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ وَأَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَخْبَرَاهُ ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ : أُخْبِرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم أَنِّي أَقُولُ : لأَصُومَنَّ الدَّهْرَ ، وَلأَقُومَنَّ اللَّيْلَ , فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : أَنْتَ الَّذِي تَقُولُ : لأَصُومَنَّ النَّهَارَ وَلأَقُومَنَّ اللَّيْلَ مَا عِشْتُ ؟ قَالَ : قَدْ قُلْتُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : إِنَّكَ لاَ تَسْتَطِيعُ ذَلِكَ فَأَفْطِرْ وَصُمْ وَنَمْ وَقُمْ وَصُمْ مِنَ الشَّهْرِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ , فَإِنَّ الْحَسَنَةَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا ، وَذَلِكَ مِثْلُ صِيَامِ الدَّهْرِ ، قَالَ : قُلْتُ : إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : صُمْ يَوْمًا ، وَأَفْطِرْ يَوْمَيْنِ ، قَالَ : إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ قال : صم يوما وأفطر يوما , كذلك صام داود , وهو أعدل الصيام , قال : قلت : إني أطيق أفضل من ذلك , فَقَالَ : لاَ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ.(5/84)
5926- قَالَ : أَخْبَرَنا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرِ بْنِ حَبِيبٍ السَّهْمِيُّ مِنْ بَاهِلَةَ قَالَ : حَدَّثَنا حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو لَمَّا أَسَنَّ : لَيْتَنِي كُنْتُ أَخَذْتُ بِرُخْصَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم قَالَ : وَكَانَ مِنْ تِلْكَ الأَيَّامِ يَوْمٌ مِنْ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ , فَدَعَاهُ عَمْرٌو , فَقَالَ : هَلُمَّ إِلَى الْغَذَاءِ , قَالَ : إِنِّي صَائِمٌ ، قَالَ : لَيْسَ لَكَ ذَلِكَ لأَنَّهَا أَيَّامُ أَكَلٍ وَشُرْبٍ ، قَالَ : وَسَأَلَهُ كَيْفَ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ ؟ قَالَ : أَقْرَأَهُ كُلَّ لَيْلَةٍ ، قَالَ : أَفَلاَ تَقْرَأُهُ فِي كُلِّ عَشْرٍ ؟ قَالَ : أَنَا أَقْوَى مِنْ ذَلِكَ ، قَالَ : فَاقْرَأْهُ فِي كُلِّ سِتٍّ.(5/85)
5927- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيُّ قَالَ : حَدَّثَنا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ : أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ كَثِيرٍ , أَنَّ جَعْفَرَ بْنَ الْمُطَّلِبِ أَخْبَرَهُ ؛ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ دَخَلَ عَلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فِي أَيَّامٍ مِنًى , فَدَعَاهُ إِلَى الْغَدَاءِ , فَقَالَ : إِنِّي صَائِمٌ ، ثُمَّ الثَّانِيَةَ , فَكَذَلِكَ ، ثُمَّ دَعَاهُ الثَّالِثَةَ ، فَقَالَ : لاَ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم قَالَ : فَإِنِّي سَمِعْتُهُ مِنَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.(5/85)
5928- قَالَ : أَخْبَرَنا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو ، فِي كَمْ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ ؟ قَالَ : قُلْتُ : فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ , قَالَ : فَقَالَ لِيَ : ارْقُدْ وَصَلِّ , وَارْقُدْ , وَاقْرَأَهُ فِي كُلِّ شَهْرٍ ، فَمَا زِلْتُ أُنَاقِضُهُ وَيُنَاقِضُنِي حَتَّى قَالَ : اقْرَأْهُ فِي سَبْعِ لَيَالٍ قَالَ : ثُمَّ قَالَ لِي : كَيْفَ تَصُومُ ؟ قَالَ : قُلْتُ : أَصُومُ وَلاَ أُفْطِرُ ، قَالَ : فَقَالَ لِي : صُمْ وَأَفْطِرْ ، وَصُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ، فَمَا زِلْتُ أُنَاقِضُهُ وَيُنَاقِضُنِي حَتَّى قَالَ لِي : صُمْ أَحَبَّ الصِّيَامِ إِلَى اللهِ صِيَامِ أَخِي دَاوُدَ ، صُمْ يَوْمًا وَأَفْطِرْ يَوْمًا ، قَالَ : فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو : فَلأَنْ أَكُونَ قَبِلْتُ رُخْصَةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِي حُمْرُ النَّعَمِ ، حَسِبْتُهُ.(5/85)
5929- قَالَ : أَخْبَرَنا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ قَالَ : حَدَّثَنا الأَعْمَشُ ، عَنْ خَيْثَمَةَ قَالَ : انْتَهَيْتُ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، وَهُوَ يَقْرَأُ فِي الْمُصْحَفِ , قَالَ : فَقُلْتُ : أَيُّ شَيْءٍ تَقْرَأُ ؟ قَالَ : جُزْئِي الَّذِي أَقُومُ بِهِ اللَّيْلَةَ.(5/86)
5930- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأَسَدِيُّ قَالَ : حَدَّثَنا ابْنُ الْمُبَارَكِ ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ قَالَ : حَدَّثَنا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ : قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو لاَ تَكُنْ مِثْلَ فُلاَنٍ كَانَ يَقُومُ اللَّيْلَ فَتَرَكَ قِيَامَ اللَّيْلِ.(5/86)
5931- قَالَ : أَخْبَرَنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ : حَدَّثَنا هِشَامُ الدَّسْتُوَائِيُّ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم رَأَى عَلَيْهِ ثَوْبَيْنِ مُعَصْفَرَيْنِ , فَقَالَ : إِنَّ هَذِهِ الثِّيَابَ ثِيَابُ الْكُفَّارِ فَلاَ تَلْبِسْهَا.(5/86)
5932- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْعَبْدِيُّ ، قَالَ : أَخْبَرَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ قَالَ : سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ الأَحْوَلَ ، يَذْكُرُ عَنْ طَاوُوسٍ قَالَ : رَأَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ثَوْبَيْنِ مُعَصْفَرَيْنِ , فَقَالَ : أُمُّكَ أَمَرَتْكَ بِهَذَا ؟ فَقَالَ : أَغْسِلُهُمَا يَا رَسُولَ اللهِ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : حَرِّقْهُمَا.(5/86)
5933- قَالَ : أَخْبَرَنا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ ، عَنْ رِشْدِينَ بْنِ كُرَيْبٍ قَالَ : رَأَيْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو يَعْتَمُّ بِعِمَامَةِ حَرْقَانِيَّةٍ , وَيُرْخِيهَا شِبْرًا ، وَأَقَلَّ مِنْ شِبْرٍ.(5/86)
5934- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ ، قَالَ : أَخْبَرَنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ شُوَيْفِعٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي مَنْ رَأَى عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ.(5/86)
5935- قَالَ : أَخْبَرَنا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، وَيَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالاَ : حَدَّثَنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، قَالَ : أَخْبَرَنا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ ، عَنِ الْعُرْيَانِ بْنِ الْهَيْثَمِ قَالَ : وَفَدْتُ مَعَ أَبِي إِلَى يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ , فَجَاءَ رَجُلٌ طُوَالٌ أَحْمَرُ عَظِيمُ الْبَطْنِ , فَسَلَّمَ ، ثُمَّ جَلَسَ , فَقَالَ أَبِي : مَنْ هَذَا ؟ فَقِيلَ : عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو.(5/87)
5936- قَالَ : أَخْبَرَنا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، قَالَ : أَخْبَرَنا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ ، أَنَّهُ وَصَفَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو فَقَالَ : رَجُلٌ أَحْمَرُ عَظِيمُ الْبَطْنِ طُوَالٌ.(5/87)
5937- قَالَ : أَخْبَرَنا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلاَبِيُّ قَالَ : حَدَّثَنا حَوْشَبٌ قَالَ : حَدَّثَنا مُسْلِمٌ مَوْلَى بَنِي مَخْزُومٍ قَالَ : طَافَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو بِالْبَيْتِ بَعْدَ مَا عَمِيَ.(5/87)
5938- قَالَ : أَخْبَرَنا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ : حَدَّثَنا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى قَالَ : حَدَّثَنا قَتَادَةُ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ خَلِيفَةَ قَالَ : رَأَيْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو يَقْرَأُ بِالسُّرْيَانِيَّةِ.(5/87)
5939- قَالَ : أَخْبَرَنا مَعَنْ بْنُ عِيسَى قَالَ : حَدَّثَنا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ : كَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو يَأْتِي الْجُمُعَةَ مِنَ الْمُغَمَّسِ فَيُصَلِّي الصُّبْحَ ، ثُمَّ يَرْتَفِعُ إِلَى الْحِجْرِ فَيَسْبَحُ وَيُكَبِّرُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ، ثُمَّ يَقُومُ فِي جَوْفِ الْحِجْرِ , فَيَجْلِسُ إِلَيْهِ النَّاسُ , فَقَالَ يَوْمًا : مَا أَفْرَقُ عَلَى نَفْسِي إِلاَّ مِنْ ثَلاَثِ مَوَاطِنَ : فِي دَمِ عُثْمَانَ - فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ صَفْوَانَ : إِنْ كُنْتَ رَضِيتَ قَتْلَهُ فَقَدْ شَرَكْتَ فِي دَمِهِ -، وَإِنِّي آخِذٌ الْمَالَ فَأَقُولُ أُقْرِضْهُ اللَّهَ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ فَيُصْبِحُ فِي مَكَانِهِ - فَقَالَ ابْنُ صَفْوَانَ : أَنْتَ امْرُؤٌ لَمْ توقْ شُحَّ نَفْسِكَ -، قَالَ : وَيَوْمَ صِفِّينَ.(5/87)
5940- قَالَ : أَخْبَرَنا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ : حَدَّثَنا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ ، عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو : مَا لِي وَلِصِفِّينَ ، مَا لِي وَلِقِتَالِ الْمُسْلِمِينَ ، لَوَدِدْتُ أَنِّي مِتُّ قَبْلَهُ بِعَشْرِ سِنِينَ ، أَمَا وَاللَّهِ عَلَى ذَلِكَ مَا ضَرَبْتُ بِسَيْفٍ وَلاَ طَعَنْتُ بِرُمْحٍ وَلاَ رَمَيْتُ بِسَهْمٍ ، وَمَا رَجُلٌ أَجْهَدُ مِنِّي مِنْ رَجُلٍ لَمْ يَفْعَلْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ.
قَالَ نَافِعٌ : حَسِبْتُهُ ذَكَرَ أَنَّهُ كَانَتْ بِيَدِهِ الرَّايَةُ , فَقَدِمَ النَّاسَ مَنْزِلَةً ، أَوْ مَنْزِلَتَيْنِ.(5/87)
5941- قَالَ : أَخْبَرَنا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ , وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأَسَدِيُّ ، قَالاَ : حَدَّثَنا مِسْعَرٌ قَالَ : حَدَّثَنا زِيَادُ بْنُ سَلاَمَةَ قَالَ : قَالَ : عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو : لَوَدِدْتُ أَنِّي هَذِهِ السَّارِيَةُ.(5/88)
5942- قَالَ : أَخْبَرَنا مَعَنْ بْنُ عِيسَى قَالَ : حَدَّثَنا السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : رُبَّمَا ارْتَجَزَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ بِسَيْفِهِ فِي الْحَرْبِ.(5/88)
5943- قَالَ : أَخْبَرَنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : حَدَّثَنا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ : حَدَّثَنا طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ كَرِيزٍ الْخُزَاعِيُّ قَالَ : كَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو إِذَا جَلَسَ لَمْ تَنْطِقْ قُرَيْشٌ قَالَ : فَقَالَ يَوْمًا : كَيْفَ أَنْتُمْ بِخَلِيفَةٍ يَمْلِكُكُمْ لَيْسَ هُوَ مِنْكُمْ ؟ قَالُوا : فَأَيْنَ قُرَيْشٌ يَوْمَئِذٍ ؟ قَالَ : يُفْنِيهَا السَّيْفُ.(5/88)
5944- قَالَ : أَخْبَرَنا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى قَالَ : حَدَّثَنا قَتَادَةُ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الرَّبِيعِ قَالَ : انْطَلَقْتُ فِي رَهْطٍ مِنْ نُسَّاكِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ إِلَى مَكَّةَ , فَقُلْنَا : لَوْ نَظَرْنَا رَجُلاَّ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم , فَتَحَدَّثَنا إِلَيْهِ , فَدُلِلْنَا عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ , فَأَتَيْنَا مَنْزِلَهُ , فَإِذَا قَرِيبٌ مِنْ ثَلاَثِمِئَةِ رَاحِلَةٍ قَالَ : فَقُلْنَا : عَلَى كُلِّ هَؤُلاَءِ حَجَّ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو ؟ قَالُوا : نَعَمْ ، هُوَ وَمَوَالِيهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ، قَالَ : فَانْطَلَقْنَا إِلَى الْبَيْتِ , فَإِذَا نَحْنُ بِرَجُلٍ أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ بَيْنَ بُرْدَيْنِ قِطْرِيَّيْنِ , عَلَيْهِ عِمَامَةٌ , لَيْسَ عَلَيْهِ قَمِيصٌ , قَالَ : فَقُلْنَا : أَنْتَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو , وَأَنْتَ صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم , وَرَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ , وَقَدْ قَرَأْتَ الْكِتَابَ الأَوَّلَ , وَلَيْسَ أَحَدٌ نَأْخُذُ عَنْهُ أَحَبُّ إِلَيْنَا ، أَوْ قَالَ : أَعْجَبُ إِلَيْنَا مِنْكَ ، فَحَدَّثَنا بِحَدِيثٍ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَنْفَعَنَا بِهِ ، فَقَالَ لَنَا : مِمَّنْ أَنْتُمْ ؟ فَقُلْنَا : مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ ، فَقَالَ : إِنَّ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ قَوْمًا يَكْذِبُونَ وَيُكَذِّبُونَ وَيَسْخَرُونَ ، قَالَ : قُلْنَا : مَا كُنَّا لِنُكَذِّبُكَ وَلاَ نَكْذِبُ عَلَيْكَ ، وَلاَ نَسْخَرُ مِنْكَ ، حَدَّثَنا بِحَدِيثٍ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَنْفَعَنَا بِهِ , فَحَدَّثْهُمْ بِحَدِيثٍ فِي بَنِي قَنْطُوراء بْنِ كَرْكَرَ.(5/88)
5945- قَالَ : أَخْبَرَنا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ : حَدَّثَنا الْفُرَاتُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ كَانَ يَضْرِبُ فُسْطَاطَهُ فِي الْحِلِّ , وَيَجْعَلُ مُصَلاَّهُ فِي الْحَرَمِ ، فَقِيلَ لَهُ : لَمَ تَفْعَلُ ذَلِكَ ؟ قَالَ : لأَنَّ الأَحْدَاثَ فِي الْحَرَمِ أَشَدُّ مِنْهَا فِي الْحِلِّ.(5/89)
5946- قَالَ : أَخْبَرَنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ : حَدَّثَنا حِبَّانُ بْنُ عَلِيٍّ ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : لَوْ رَأَيْتُ رَجُلاَّ يَشْرَبُ الْخَمْرَ لاَ يَرَانِي إِلاَّ اللَّهُ , فَاسْتَطَعْتُ أَنْ أَقْتُلَهُ لَقَتَلْتُهُ.(5/89)
5947- قَالَ : أَخْبَرَنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ : حَدَّثَنا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ : بَاعَ قَيِّمُ الْوَهْطِ فَضْلَ مَاءِ الْوَهْطِ فَرَدَّهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ.(5/89)
5948- قَالَ : أَخْبَرَنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى ، قَالَ : أَخْبَرَنا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ البَيْلَمَانِيِّ قَالَ : الْتَقَى كَعْبُ الأَحْبَارِ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو فَقَالَ كَعْبٌ : أَتَطَيَّرُ يَا عَبْد اللهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَمَا تَقُولُ ؟ قَالَ : أَقُولُ : اللَّهُمَّ لاَ طَيْرَ إِلاَّ طَيْرُكَ ، وَلاَ خَيْرَ إِلاَّ خَيْرُكَ ، وَلاَ رَبَّ غَيْرُكَ ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِكَ ، فَقَالَ : أَنْتَ أَفْقَهُ الْعَرَبِ ، إِنَّهَا لَمَكْتُوبَةٌ فِي التَّوْرَاةِ كَمَا قُلْتَ.
قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : تُوُفِّيَ عَبْدُ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ بِالشَّأْمِ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ ، وَهُوَ يَوْمَئِذِ ابْنُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ سَنَةً ، وَقَدْ رَوَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ.(5/89)
- وَمِنْ بَنِي جُمَحِ بْنِ عَمْرٍو
733- سَعِيدُ بْنُ عَامِرِ ابْنِ حِذْيَمِ ابْنِ سَلاَمَانَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ جُمَحِ بْنِ عَمْرِو بْنِ هُصَيْصِ بْنِ كَعْبٍ.
وَأُمُّهُ أَرْوَى بِنْتُ أَبِي مُعَيْطِ بْنِ أَبِي عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ . وَلَمْ يَكُنْ لِسَعِيدٍ وَلَدٌ وَلاَ عَقِبٌ ، وَالْعَقِبُ لأَخِيهِ جَمِيلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ حِذْيَمٍ مِنْ وَلَدِهِ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَمِيلٍ وَلِيِّ الْقَضَاءِ بِبَغْدَادَ فِي عَسْكَرِ الْمَهْدِيِّ ، وَأَسْلَمَ سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ قَبْلَ خَيْبَرَ , وَهَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ , وَشَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم خَيْبَرَ وَمَا بَعْدَ ذَلِكَ مِنَ الْمَشَاهِدِ ، وَلاَ نَعْلَمُ لَهُ بِالْمَدِينَةِ دَارًا.(5/90)
5949- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيُّ قَالَ : لَمَّا مَاتَ عِيَاضُ بْنُ غَنْمٍ وَلَّى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ سَعِيدَ بْنَ عَامِرِ بْنِ حِذْيَمٍ عَمَلَهُ ، وَكَانَ عَلَى حِمْصَ وَمَا يَلِيهَا مِنَ الشَّامِ , وَكَتَبَ إِلَيْهِ كِتَابًا يُوصِيهِ فِيهِ بِتَقْوَى اللهِ وَالجِدِّ فِي أَمْرِ اللهِ وَالْقِيَامِ بِالْحَقِّ الَّذِي يَجِبُ عَلَيْهِ ، وَيَأْمُرُهُ بِوَضْعِ الْخَرَاجِ وَالرِّفْقِ بِالرَّعِيَّةِ , فَأَجَابَهُ سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ عَلَى نَحْوٍ مِنْ كِتَابِهِ.(5/90)
5950- قَالَ : أَخْبَرَنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ (1) يونس قَالَ : حَدَّثَنا زهير بن معاوية قَالَ : حَدَّثَنا إسماعيل بن أبي خالد ، عَنْ عامر قَالَ : أمر عمر سعيد بن عامر على جيش ، فقال عمر : اللهم إني لم أسلط سعيد بن عامر على أشعارهم ولا على أبشارهم ، ولكن أمرته أن يجاهد بهم عدوهم ويعدل فيهم ويقسم فيئهم بينهم.
فقال سعيد بن عامر لعمر : يا أمير المؤمنين ، اخش الله في الناس ولا تخش الناس في الله ، وأحب للمسلمين كما تحب لنفسك وأهل بيتك ، واكره لهم ما تكره لنفسك وأهل بيتك ، والزم الأمر ذا الحجة يعنك الله على أمرك ، ويكفك ما همك ، وأقم وجهك وقضاءك لمن استرعاك الله أمره لقريب المسلمين وبعيدهم ، ولا تقض في الأمر قضاءين فيختلف عليك رأيك وتنزع عَنِ الحق ، وخض الغمرات إلى الحق حيث علمته ، ولا تخف في الله لومة لائم ، فإن خير القول ما تبعه الفعل . فقال عمر : ومن يطيق هذا يا سعيد بن عامر ؟ قَالَ : من وضع الله في عنقه ما وضع في عنقك من أمر المسلمين ، إنما عليك أن تقول فيتبع قولك.
_حاشية__________
(1) إلى هنا ينتهي الموجود من ترجمة سعيد بن عامر في طبعة ليدن. وجاء بهامشها : "عبد الله بن : بهذا ينتهي الجزء الثالث عشر من المخطوط ، وقد فقد مما يليه ورقة أو أكثر". والحقيقة أن المفقود يبلغ حوالي 88 صفحة ، وهي موجودة في نسخة أحمد الثالث ، التي اعتمدناها ها هنا.(5/90)
5951- قَالَ : أَخْبَرَنا مالك بن إسماعيل أبو غسان النهدي قَالَ : حَدَّثَنا مسعود بن سعد الجعفي قَالَ : حَدَّثَنا يزيد بن أبي زياد عَنْ عبد الرحمن بن سابط قَالَ : أرسل عمر بن الخطاب إلى سعيد بن عامر الجمحي فقَالَ : إنا مستعملوك على هؤلاء تسير بهم إلى أرض العدو فتجاهد بهم فقَالَ : يا عمر لا تفتني . فقال عمر : والله لا أدعكم جعلتموها في عنقي ثم تخليتم مني ! إنما أبعثك على قوم لست بأفضلهم ولست أبعثك لتضرب أبشارهم ولا تنتهك أعراضهم ولكن تجاهد بهم عدوهم وتقسم بينهم فيئهم . فقَالَ : اتق الله ياعمر . أحب لأهل الإسلام ما تحب لنفسك وأقم وجهك وقضاءك لمن استرعاك الله من قريب المسلمين وبعيدهم ولا تقض في أمر واحد قضاءين فيختلف عليك أمرك وتنزع عَنِ الحق والزم الأمر ذا الحجة يعنك الله على ما ولاك وخض الغمرات إلى الحق حيث علمته ولا تخش في الله لومة لائم. قَالَ : فقال عمر : ويحك يا سعيد من يطيق هذا ؟ قَالَ : من وضع الله في عنقه مثل الذي وضع في عنقك ، إنما عليك أن تأمر فيطاع أمرك ، أو يترك فتكون لك الحجة.(5/91)
قَالَ : فقال عمر : إنا سنجعل لك رزقا . قَالَ : لقد أعطيت ما يكفيني دونه ، يعني عطاءه ، وما أنا بمزداد من مال المسلمين شيئا . قَالَ : فكان إذا خرج عطاؤه نظر إلى قوت أهله من طعامهم وكسوتهم وما يصلحهم فيعزله وينظر إلى بقيته فيتصدق به فيقول أهله : أين بقية المال ؟ فيقول : أقرضته.
قَالَ : فأتاه نفر من قومه فقَالُوا : إن لأهلك عليك حقا وإن لأصهارك عليك حقا وإن لقومك عليك حقا . قَالَ : ما أستأثر عليهم إن يدي لمع أيديهم وما أنا بطالب أو ملتمس رضاء أحد من الناس بطلبي الحور العين لو طلعت منهن واحدة لأشرقت لها الأرض كما تشرق الشمس وما أنا بمتخلف عَنِ العنق الأول بعد إذ سمعت رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم يقول : يجىء فقراء المسلمين يدفون كما يدف الحمام فيقال لهم : قفوا للحساب فيقولون : والله ما تركنا شيئا نحاسب به قَالَ : فيقول الله : صدق عبادى . فيدخلون الجنة قبل الناس بسبعين عاما.(5/92)
5952- قَالَ : أَخْبَرَنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس المدني قَالَ : حَدَّثَنا سليمان بن بلال ، عَنْ يحيى بن سعيد قَالَ : حَدَّثَنِي أبو طوالة عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر بن حزم ، أن مكحولا أخبره ، أن سعيد بن عامر بن حذيم الجمحي من أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم قَالَ لعمر بن الخطاب : إني أريد أن أوصيك يا عمر ، قَالَ : أجل فأوصني قَالَ : أوصيك أن تخشى الله في الناس ، ولا تخش الناس في الله ولا يختلف قولك وفعلك ، فإن خير القول ما صدقه الفعل ولا تقض في أمر واحد بقضاءين فيختلف عليك أمرك وتزيغ عَنِ الحق وخذ بالأمر ذي الحجة تأخذ بالفلج ويعينك الله ويصلح رعيتك على يديك وأقم وجهك وقضاءك لمن ولاك الله أمره من بعيد المسلمين وقريبهم وأحبب لهم ما تحب لنفسك وأهل بيتك واكره لهم ما تكره لنفسك وأهل بيتك وخض الغمرات إلى الحق ولا تخف في الله لومة لائم : فقال عمر : من يستطيع ذلك ؟ فقال سعيد : مثلك من ولاه الله أمر أمة محمد ثم لم يحل بينه وبين أحد.(5/92)
5953- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي عبد الله بن جعفر ، عَنْ عثمان بن محمد الأخنسي ، قَالَ : استعمل عمر بن الخطاب سعيد بن عامر بن حذيم الجمحي على حمص ، وكان يصيبه غشية وهو بين ظهري أصحابه ، فذكر ذلك لعمر بن الخطاب ، فسأله في قدمة قدم عليه من حمص فقَالَ : يا سعيد ما الذي يصيبك ؟ أبك جنة ؟ قَالَ : لا والله يا أمير المؤمنين ، ولكني كنت فيمن حضر خبيبا حين قتل وسمعت دعوته ، فوالله ما خطرتْ على قلبي وأنا في مجلس إلا غشي علي . قَالَ : فزادته عند عمر خيرا.(5/92)
5954- قَالَ : أَخْبَرَنا معَنْ بن عيسى قَالَ : حَدَّثَنا موسى بن علي بن رباح ، عَنْ أبيه ؛ أن عمر بن الخطاب أجاز رجلا بألف دينار ، ابن حذيم الجمحي وكان فاضلا . قَالَ معَنْ : وقد ذكر موسى بن علي من فضل ابن حذيم وصدقته ما هو أهل أن يجاز بألف دينار في حديث طويل لم أحفظه.
قال مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : ومات سعيد بن عامر سنة عشرين في خلافة عمر بن الخطاب.(5/93)
- ومن بني عامر بن لؤي
734- أبو جندل بن سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي وأمه فاختة بنت عامر بن نوفل بن عبد مناف بن قصي.
أسلم قديما بمكة فحبسه أبوه سهيل بن عمرو وأوثقه في الحديد ومنعه الهجرة فلما نزل رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم الحديبية وأتاه سهيل بن عمرو فقاضاه على ما قاضاه عليه أقبل عليه أبو جندل بن سهيل يرسف في قيده إلى رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فلما رآه أبوه قَالَ : يا محمد هذا أول ما أقاضيك عليه فرده رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم على أبيه لأن الصلح قد كان تم بينهم ،
وكان فيه : أن من جاء المسلمين إلى المشركين لم يردوه على المسلمين ، ومن جاء من المشركين إلى المسلمين ردوه عليهم . فقال أبو جندل : يا معشر المسلمين أُرَدُّ إلى المشركين ليفتنوني عَنْ ديني ؟! فقال النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : يا أبا جندل إنا قد قاضيناهم على ما قاضيناهم عليه ولا بد من الوفاء فاصبر فإن الله سيجعل لك فرجا ومخرجا.(5/93)
5955- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : أَخْبَرَنا عمر بن عقبة بن أبي عائشة الليثي ، عَنْ عاصم بن عمر بن قتادة قَالَ : أفلت أبو جندل بن سهيل بعد ذلك فخرج إلى أبي بصير وهو بالعيص وقد تجمع إليه ناس من المسلمين فكانوا كلما مرت عير لقريش اعترضوها فقتلوا من قدروا عليه منهم وأخذوا ما قدروا عليه من متاعهم فلم يزل أبو جندل مع أبي بصير حتى مات أبو بصير فقدم أبو جندل ومن كان معه من المسلمين المدينة على رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فلم يزل يغزو معه حتى قبض رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فخرج إلى الشام في أول من خرج إليها من المسلمين فلم يزل يغزو ويجاهد في سبيل الله حتى مات بالشام في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة في خلافة عمر بن الخطاب ولم يدع أبو جندل عقبا.(5/94)
- ومن بني فهر بن مالك
735- عياض بن غنم بن زهير بن أبي شداد بن ربيعة بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر . أسلم عياض قديما قبل الحديبية وشهد الحديبية مع رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ، وكانت عنده أم الحكم بنت أبي سفيان بن حرب بن أُمَية بن عبد شمس فلما نزل القرآن : {ولا تمسكوا بعصم الكوافر} يعني من غير أهل الكتاب طلق عياض بن غنم الفهري أم الحكم بنت أبي سفيان يومئذ فتزوجها عبد الله بن عثمان الثقفي فولدت له عبد الرحمن بن أم الحكم.(5/94)
5956- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة ، عَنْ إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة ، عَنْ مكحول (ح) قَالَ : وأَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي مصعب بن ثابت ، عَنْ نافع مولى عمر (ح) قَالَ : وأَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنا محمد بن عبد الرحمن بن أبي الزناد ، عَنْ موسى بن عقبة (ح) قَالَ : وأَخْبَرَنا محمد بن عمر , قال : حدثنا محمد بن أبي سبرة ، عَنْ عقيل بن خالد ، عَنِ الزهري ، دخل حديث بعضهم في حديث بعض ، قَالُوا : لما حضرت أبا عبيدة بن الجراح الوفاة وَلِيَ عياض بن غنم عمله الذي كان يليه وكان عياض رجلا صالحا فلما نُعِيَ أبو عبيدة إلى عمر أكثر الاسترجاع والترحم عليه وقَالَ : لا يسد مسدك أحد . وسأل من استخلف على عمله ؟ قَالُوا : عياض بن غنم فأقره وكتب إليه : إني وليتك ما كان أبو عبيدة بن الجراح يليه ، فاعمل بالذي يحق الله عليك وكتب إليه كتابا طويلا يأمره فيه وينهاه.
وكان عياض بن غنم رجلا سمحا وكان يعطي ما يملك لا يعدوه إلى غيره لربما جاءه غلامه فيقول : ليس عندنا ما تتغدون به فيقول : خذ هذا الثوب فبعه الساعة فاشتر به دقيقا فيقَالَ له : سبحان الله ! أفلا تقترض خمسة دراهم من هذا المال الذي في ناحية بيتك إلى غد ولا تبيع ثوبك ؟! فيقول : والله لأن أدخل يدي في جحر أفعى فتنال مني ما نالت أحب إلي من أن أطمع نفسي في هذا الذي تقول فلا يزال يدافع الشيء بالشيء حتى يأتي وقت رزقه فيأخذه فيتوسع فيه ،(5/95)
فمن أدركه حين يأخذ رزقه غنم ومن تركه أياما لم يجد عنده درهما واحدا فكلم عمر بن الخطاب في عياض أشد الكلام وقيل له : إن عياضا رجل يبذر المال لا يمسك في يده شيئا ، وإنما عزلت خالد بن الوليد لأنه كان يعطي الناس دونك ! فقال عمر : إن سماح عياض في ذات يده حتى لا يبقى منه شيئا فإذا بلغ مال الله لم يعط منه شيئا مع أني لم أكن لأعزل أميرا أمره أبو عبيدة بن الجراح وأبى إلا توليته فرأى من عياض كل ما يحب.
فكان على حمص فكان إذا غزا الشام وجها فغنم رجع إلى حمص وكان افتتاح الجزيرة والرها وحران والرقة على يديه سنة ثمان عشرة صالحهم صلحا وكتب بينهم كتابا ووضع الخراج على الأرض فكان ينظر إلى الأرض وما تحمل فيضع عليها ومنها أرض عشر لا يجاوز به غيره . وأبطأ بالخراج عَنْ وقته فكتب إليه عمر بن الخطاب :
إنك قد أبطأت بالخراج عَنْ وقته وقد عرفت موقع الخراج من المسلمين وأنه قوة لهم على عدوهم ، ولفقيرهم وضعيفهم ، وقد عرفت الموضع الذي أنابه ومن معى من المسلمين إنما هو كرش منثور ، فاجدد في أخذ الخراج في غير خرق ولا وهن عنهم.
فلما جاء كتاب عمر أخذهم بالخراج أشد الأخذ حتى أقامهم في الشمس ونال منهم ثم جمع الخراج في أيام فحمله إلى عمر.(5/96)
5957- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة ، عَنْ موسى بن عقبة قَالَ : لما ولي عياض بن غنم ، قدم عليه نفر من أهل بيته يطلبون صلته ومعروفه ، فلقيهم بالبشر وأنزلهم وأكرمهم فأقاموا أياما ثم كلموه في الصلة وأخبروه بما تكلفوا من السفر إليه رجاء معروفه ، فأعطى كل رجل منهم عشرة دنانير وكانوا خمسة فردوها وتسخطوا ونالوا منه فقَالَ : أي بني عم والله ما أنكر قرابتكم ولا حقكم ولا بعد شقتكم ، ولكن والله ما خلصت إلى ما وصلتكم به إلا ببيع خادمي وبيع ما لا غنى بي عنه فاعذروني ، قَالُوا : والله ما عذرك الله إنك والي نصف الشام وتعطي الرجل منا ما جهده أن يبلغه إلى أهله قَالَ : فتأمرني أسرق مال الله ! لأن أشق بالمنشار وأبرى كما يبرى السَّفَن أحب إلي من أخون فلسا أو أتعدى فأحمل على مسلم ظلما أو على معاهد !(5/96)
قَالُوا : قد عذرناك في ذات يدك ومقدرتك فولنا أعمالا من أعمالك نؤدي ما يؤدي الناس إليك ونصيب مما يصيبون من المنفعة ، فأنت تعرف حالنا وأنا ليس نعدو ما جعلت لنا . قَالَ : والله إني أعرفكم بالفضل والخير ولكن يبلغ عمر بن الخطاب أني وليت نفرا من قومي فليومني في ذلك ولست أحتمل أن يلومني في قليل ولا كثير . قَالُوا : فقد ولاك أبو عبيدة بن الجراح وأنت منه في القرابة بحيث أنت ، فأنفذ ذلك عمر ولو وليتنا فبلغ عمر أنفذه . فقال عياض إني لست عند عمر بن الخطاب كأبي عبيدة بن الجراح ، وإنما أنفذ عمر عهدي على عمل لقول أبي عبيدة في ، وقد كنت مستورا عند أبي عبيدة فقال في ، ولو علم ما أعلم من نفسي ما ذكر ذلك عني ، فانصرف القوم لائمين لعياض بن غنم . ومات عياض يوم مات وما له مال ولا عليه دين لأحد ، وتوفى بالشام سنة عشرين وهو ابن ستين سنة.(5/97)
736- كرز بن جابر بن حسيل بن الأحب بن حبيب بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر وأمه أسماء بنت مالك بن وهب بن ثعلبة بن وائلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر . وكان لكرز بن جابر من الولد : عبيد الله وأمه من بني فهر . وعمرو لأم ولد ، وكان كرز بن جابر مشركا له غارات فأغار على سرح المدينة وكانت ترعى بالحمى فاستاقه وبلغ الخبر رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فخرج في طلبه حتى بلغ بدرا وكان لواؤه في هذه الغزاة لواء أبيض يحمله علي بن أبي طالب فلم يلحقه رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ،(5/97)
فرجع رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم إلى المدينة وكانت هذه الغزوة في شهر ربيع الأول في السنة الثانية من الهجرة ، ثم من الله عليه بالإسلام فقدم على رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فأسلم فلما أغار العرنيون على لقاح رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم بذي الجدر فذهبوا بها وقتلوا مولاه يسار فبعث رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم كرز بن جابر في عشرين فارسا سرية في طلبهم فأدركهم فجاء بهم إلى رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فقطع أيديهم وأرجلهم وسمل أعينهم وصلبوا هناك وذلك في شوال سنة ست من الهجرة.
وشهد كرز بن جابر الحديبية وخيبر وفتح مكة وقتل يومئذ شهيدا وذلك أنه أخطأ الطريق فسلك غير طريق رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فلقيه المشركون فقتلوه.(5/98)
5958- قَالَ : أخبرني عمار بن نصر ، شيخ من أهل العلم قَالَ : سمعت رجلا من بني فهر ، ابن تسعين سنة ، يذكر أن كرز بن جابر كان يكنى أبا عبد الرحمن.(5/98)
- ومن موالي رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم
737- ثوبان ، مولى رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم
ويكنى أبا عبد الله وهو من أهل السراة ويذكرون أنه من حمير أصابه سباء فاشتراه رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فأعتقه فلم يزل مع رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم حتى قبض رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فتحول إلى الشام فنزل حمص وله بها دار صدقة ، ومات بها سنة أربع وخمسين في خلافة معاوية بن أبي سفيان.(5/98)
5959- قَالَ : أَخْبَرَنا يزيد بن هارون قَالَ : أَخْبَرَنا محمد بن إسحاق ، عَنِ العباس بن عبد الرحمن بن مينا ، عَنْ عبد الرحمن بن يزيد بن معاوية ، عَنْ ثوبان مولى رسول الله (ح) قَالَ : وأَخْبَرَنا معَنْ بن عيسى قَالَ : حَدَّثَنا ابن أبي ذئب ، عَنْ محمد بن قيس ، عَنْ عبد الرحمن بن يزيد بن معاوية ، عَنْ ثوبان قَالَ : قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : من يضمن لي خلة وأضمن له الجنة ؟ قَالَ ثوبان : فقلت : أنا يا رسول الله ، فقَالَ : لا تسأل أحدا شيئا. قَالَ : فلربما سقط سوط ثوبان فيذهب الرجل فيناوله إياه فما يأخذه منه حتى ينيخ بعيره فينزل فيأخذه.(5/99)
738- عُبَيْد ، مولى رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم
روى عَنِ النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم حديثا من حديث يزيد بن هارون ، عَنْ سليمان التيمي ؛ أن امرأتين صامتا على عهد رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فجلست إحداهما إلى الأخرى ، فجعلتا تأكلان لحوم الناس.(5/99)
739- زيد ، مولى رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم
5960- قال : أَخْبَرَنا موسى بن إسماعيل قَالَ : حَدَّثَنا حفص بن عمر الشَّنَّي قَالَ : حَدَّثَنِي أبي عمر بن مرة ، عَنْ بلال بن يسار بن زيد ، مولى رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم قَالَ : سمعت أبي يحَدَّثَنِي ، عَنْ جدي ، أنه سمع النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم يقول : من قَالَ : أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ، غفر له وإن كان فر من الزحف.(5/99)
740- هشام ، مولى رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم
5961- قَالَ : أَخْبَرَنا سليمان بن عبد الله الرقي قَالَ : حَدَّثَنا محمد بن أيوب الرقي ، عَنْ سفيان ، عَنْ عبد الكريم ، عَنْ أبي الزبير ، عَنْ هشام مولى رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم قَالَ : جاء رجل إلى النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فقَالَ : يا رسول الله إن امرأتي لا تدفع يَدَ لاَمِسٍ ، فقَالَ : طلقها . قَالَ : إنها تعجبني ، قَالَ : فتمتع بها.(5/100)
741- سفينة ، مولى رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم
واسمه مهران ، وكان من مولدى الأعراب.
5962- قَالَ : أَخْبَرَنا عبيد الله بن موسى ، وهشام أبو الوليد الطيالسي ، وعفان بن مسلم ، وكثير بن هشام ، ويعقوب بن إسحاق الحضرمي ، قَالُوا : حَدَّثَنا حماد بن سلمة ، عَنْ سعيد بن جمهان ، عَنْ سفينة قَالَ : اشترتني أم سلمة فأعتقتني واشترطت عليَّ أن أخدم النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ما عاش . قَالَ عفان في حديثه : عَنْ حماد بن سلمة ، عَنْ سعيد بن جمهان قَالَ : حَدَّثَنا سفينة أبو عبد الرحمن.(5/100)
5963- قال أَخْبَرَنا الفضل بن دكين قَالَ : حَدَّثَنا حشرج بن نباتة قَالَ : حَدَّثَنا سعيد بن جمهان قَالَ : سألت سفينة عَنْ اسمه ، فقَالَ : ما أنا مخبرك ، قَالَ : سماني رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم سفينة . قلت : وبم سماك سفينة ؟ قَالَ : خرج معه أصحابه فثقل عليهم متاعهم فقال لي : ابسط كساءك فبسطته قَالَ : فحولوا فيه متاعهم ثم حملوه علي ، فقال لي رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : احمل فما أنت إلا سفينة ، قَالَ : فلو حملت يومئذ وقر بعير أو بعيرين أو ثلاثة أو أربعة أو خمسة أو ستة أو سبعة ما ثقل علي إلا أن يجفو.(5/100)
5964- قَالَ : أَخْبَرَنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي ، عَنْ حماد بن سلمة قَالَ : حَدَّثَنِي سعيد بن جمهان قَالَ : سمعت سفينة قَالَ : كنت مع النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم في غزوة له فجعلوا يلقون علي المتاع بعضه على بعض فقال رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : أنت سفينة.(5/101)
5965- قال : أَخْبَرَنا عبيد الله بن موسى ، عَنْ أسامة بن زيد ، عَنْ محمد بن المنكدر ، عَنْ سفينة ؛ أنه ركب سفينة في البحر فانكسرت بهم السفينة فتعلقت بشيء منها حتى خرجت إلى جزيرة فإذا فيها الأسد فقلت : أبا الحارث أنا سفينة مولى رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فطأطأ رأسه وجعل يدفعني بجنبه يدلني على الطريق فلما خرجت إلى الطريق همهم فظننت أنه يودعني.(5/101)
742- أبو مًوْهِبَة (1)، مولى رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم
شهد المريسيع مع رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ، وهو كان يقود بعائشة بعيرها ، قالت : وكان رجلا صالحا.
5966- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنا إسحاق بن يحيى بن طلحة ، عَنْ عمرو بن شعيب ، عَنْ أبيه ، عَنْ جده ، عَنْ أبي موهبة ، مولى رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم قَالَ : قَالَ لي رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم من جوف الليل : يا أبا موهبة ، إني قد أُمِرْتُ أن أستغفر لأهل البقيع ، فانطلق معي ، فخرج وخرجت معه حتى جاء البقيع فاستغفر لأهله طويلا ، ثم قَالَ : ليهنكم ما أصبحتم فيه مما أصبح الناس فيه ، أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع بعضها بعضا ، يتبع آخرها أولها ، الآخرة شر من الأولى ، ثم قَالَ : يا أبا موهبة ، إني قد أعطيت خزائن الدنيا والخلد ، فخيرت بين ذلك وبين لقاء ربي والجنة . فقلت : بأبي أنت وأمي فخذ خزائن الدنيا والخلد ثم الجنة ، فقَالَ : يا أبا موهبة لقد اخترت لقاء ربي والجنة ، فلما انصرف ابتدأه وجعه فقبضه اللهُ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم.
_حاشية__________
(1) في سائر المصادر التي تناوت ترجمته "أبو مُوَيْهِبَة" عدا الواقدي في مغازيه .وورد لدى ابن حجر في الإصابة "أبو مُوَيْهِبَة ، ويقال أبو موهبة وأبو موهوبة ، وهو قول الواقدي".(5/101)
743- يسار ، مولى رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم
وهو الذي قتله العرنيون الذين أغاروا على لقاح رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم بذي الجدر وقطعوا يده ورجله وغرسوا الشوك في لسانه وعينيه حتى مات وانطلقوا بالسرح وأقبلت امرأة من بني عمرو بن عوف على حمار لها حتى تمر بيسار تحت شجرة فلما رأته وما به وقد مات رجعت إلى قومها فأخبرتهم الخبر فخرجوا نحو يسار حتى جاؤُوا به إلى قباء ميتا وبعث رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم في طلبهم كرز بن جابر الفهري فلحقهم فأتى بهم رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فلقيهم بالزغابة بمجتمع السيول فأمر بهم فقطعت أيديهم وأرجلهم وسملت أعينهم وصلبوا هناك وذلك في شوال سنة ست من الهجرة صلوات الله على صاحبها وسلامه.(5/102)
744- مِدْعَم ، مولى رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم
وكان أسود وهبه لرسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم رفاعة بن زيد بن وهب الجذامي فكان يسافر مع رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ويرحل له فبينا هو يحط رحل رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم بوادي القرى أتاه سهم عائر فأصابه فقتله فقال الناس : هنيئا له الجنة ! فقال رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : كلا والذي نفسي بيده إن الشملة التي أخذها يوم خيبر من الغنائم لم يصبها المقسم لتشعل عليه نارا.(5/102)
745- أبو سلاَّم ، خادم رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم
5967- قَالَ : أَخْبَرَنا محمد بن عبد الله الأسدي قَالَ : حَدَّثَنا مسعر بن كدام عَنْ أبي عقيل عَنْ سابق عَنْ أبي سلام خادم كان لرسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم قَالَ : من قَالَ حين يصبح وحين يمسي ثلاثا رضيت بالله ربا وبمحمد نبيا وبالإسلام دينا ، كان حقا على الله أن يرضيه يوم القيامة.(5/103)
746- أبو ضميرة ، مولى رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم
5968- قَالَ : أَخْبَرَنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس المدني قَالَ : حَدَّثَنِي حسين بن عبد الله بن أبي ضميرة ؛ أن الكتاب الذي كتبه رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم لأبي ضميرة : بسم الله الرحمن الرحيم ، كتاب من محمد رسول الله لأبي ضميرة وأهل بيته إنهم كانوا أهل بيت من العرب وكانوا مما أفاء الله على رسوله فأعتقهم رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ، ثم خير أبا ضميرة إن أحب أن يلحق بقومه فقد أذن له رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ، وإن أحب أن يمكث مع رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فيكونون من أهل بيته فاختار الله ورسوله ، ودخل في الإسلام فلا يعرض لهم أحد إلا بخير ، ومن لقيهم من المسلمين فليستوص بهم خيرا ، وكتب أبي بن كعب.
قال إسماعيل بن أبي أويس : فهو مولى رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ، وهو أحد حمير. وخرج قوم منهم في سفر ومعهم هذا الكتاب فعرض لهم اللصوص فأخذوا ما معهم فأخرجوا هذا الكتاب إليهم وأعلموهم ما فيه فقرؤُوه فردوا عليهم ما أخذوا منهم ولم يعرضوا لهم . ووفد حسين بن عبد الله بن أبي ضميرة إلى المهدي أمير المؤمنين وجاء معه بكتابهم هذا فأخذه المهدي فوضعه على بصره وأعطى حسينا ثلاث مِئة دينار.(5/103)
747- يسار الحبشي
وكان عبدا لعامر اليهودي وكان يرعى عليه غنما له فلما نزل رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم خيبر وقع الإسلام في نفسه فأقبل بغنمه يسوقها إلى رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فقَالَ : يا محمد ! إلام تدعو ؟ فقَالَ : أدعو إلى الإسلام تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله قَالَ : فما لي ؟ قَالَ : الجنة ، إن ثبت على ذلك ، فأسلم وقَالَ : إن غنمي هذه وديعة . فقال النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : أخرجها من العسكر ثم صح بها وارمها بحصيات فإن الله سيؤدي عنك أمانتك ففعل فخرجت الغنم إلى سيدها فعلم اليهودي أن غلامه قد أسلم وخرج علي بالراية يوما وتبعه العبد الأسود فقاتل حتى قتل شهيدا فاحتمل فأدخل خباء من أخبية العسكر فاطلع رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم رأسه في الخباء فقَالَ : لقد أكرم الله هذا العبد الأسود وساقه إلى خير ، وكان الإسلام من نفسه حقا قد رأيت عند رأسه زوجتين من الحور العين.(5/104)
- ومن حلفاء قريش ومواليهم
748- أنيس بن مرثد بن أبي مرثد واسم أبي مرثد كناز بن الحصين بن يربوع بن طريف بن خرشة بن عبيد بن سعد بن عوف بن كعب بن جلان بن غنم بن غني بن يعصر بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر . وكان أبو مرثد حليف حمزة بن عبد المطلب بن هاشم وصحب أبو مرثد وابنه مرثد بن أبي مرثد وابنه أنيس بن مرثد بن أبي مرثد النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وكان أنيس يكنى أبا يزيد وكان بينه وبين أبيه في السن إحدى وعشرون سنة وشهد أنيس مع رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فتح مكة وحنين وكان عين النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم بأوطاس . ومات في شهر ربيع الأول سنة عشرين في خلافة عمر بن الخطاب.
قَالَ محمد بن سعد : أخبرني بذلك كله مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ عَنْ شيخ من غَنِى.(5/105)
749- الحكم بن كيسان
مولى لبني مخزوم صحب النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وقتل يوم بئر معونة شهيدا في صفر على رأس ستة وثلاثين شهرا من الهجرة.(5/105)
750- عبد الله بن أبي أمية بن وهب حليف لبني أسد بن عبد العزى بن قصي وابن أختهم قتل بخيبر شهيدا بالنطاة.(5/106)
751- سعد ، مولى أبي بكر الصديق
5969- قَالَ : أَخْبَرَنا علي بن عبد الله بن جعفر قَالَ : حَدَّثَنا سليمان أبو داود الطيالسي قَالَ : حَدَّثَنا أبو عامر الخزاز ، عَنِ الحسن ، عَنْ سعد مولى أبي بكر ؛ أنه كان يخدم النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ، فقال رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : يا أبا بكر أعتق سعدا ، فقَالَ : يا رسول الله ما لنا مَاهِنٌ غيره ، فقال رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : أتتك الرجال ، أتتك الرجال ، يعني السبي.(5/106)
5970- قَالَ : أَخْبَرَنا علي بن عبد الله بن جعفر قَالَ : حَدَّثَنا سليمان أبو داود الطيالسي قَالَ : حَدَّثَنا أبو عامر الخزاز ، عَنِ الحسن ، عَنْ سعد مولى أبي بكر قَالَ : قدمت بين يدي رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم تمرا فقرنوا ، فقال رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : لا تقرنوا.(5/106)
752- سعد القَرَظ
مولى عمار بن ياسر.
5971- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي محمد بن عبد الله ، عَنِ الزهري ، عَنْ عبد الرحمن بن سعد القرظ ، عَنْ أبيه ؛ أنه كان يؤذن في عهد رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وأبي بكر بقباء ، فلما ولي عمر أنزله المدينة ، فكان يؤذن لعمر في مسجد رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وكان له ولد فكانوا يؤذنون معه ، وهم مؤذنون إلى اليوم في مسجد رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم.(5/106)
5972- قال : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي إبراهيم بن محمد بن عمار بن سعد القرظ ، عَنْ أبيه ، عَنْ جده قَالَ : لما توفي رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم أذن سعد القرظ لأبي بكر وعمر بالمدينة ، وكان يحمل العَنَزَة أمامهما في العيدين.(5/107)
5973- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة ، عَنْ موسى بن عقبة ، عَنْ أبي حبيبة قَالَ : رأيت سعدا القرظ يحمل الحربة بين يدي عثمان بن عفان.(5/107)
5974- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة ، عَنْ أبي سعد ، عَنْ أمه قالت : نظرت إلى عثمان في حصره وعلي يصلي بالناس العيد في الأضحى ، فرأيت سعدا القرظ يحمل أمامه العنزة.(5/107)
- ومن سائر قبائل العرب من مضر ثم من بني غفار بن مليل بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة
753- سباع بن عرفطة الغفاري
استخلفه رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم على المدينة حين سار إلى غزوة دومة الجندل واستخلفه أيضا على المدينة حين سار إلى خيبر.(5/108)
754- أبو سريحة
واسمه حذيفة بن أُمَية بن أسيد بن الأغوس بن واقعة بن حرام بن غفار ، وأول مشاهده مع النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم الحديبية ، وروى عَنْ أبي بكر الصديق رضي الله عنه.(5/108)
755- جهجاه بن سعيد الغفاري.
شهد غزوة المريسيع مع النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وكان من فقراء المهاجرين وكان أجيرا لعمر بن الخطاب وهو الذي نازع سنان بن وبر الجهني حليف الأنصار يوم المريسيع الدلو وهما يستقيان الماء فاختلفا وتقاولا وتنادينا بالقبائل فنادى سنان بن وبر بالأنصار وكان حليفا لبني سالم ونادى جهجاه : يا لقريش فتكلم عبد الله بن أبي بن سلول يومئذ بكلام كثير نافق فيه وقال : {لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل} فنمى زيد بن أرقم ذلك الكلام إلى رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ، فنزل القرآن بتصديق زيد ، وتكذيب عبد الله بن أبي.(5/108)
5975- قال أَخْبَرَنا عبد الله بن عباس بن إدريس ، عَنْ عبيد الله بن عمر ، عَنْ نافع قَالَ : بينا عثمان بن عفان يخطب إذ قام إليه جهجاه الغفاري فأخذ العصا من يده فكسرها على ركبته ، فدخلت منها شظية في ركبته فوقعت فيها الآكلة . قَالَ ابن سعد : وحديث عبد الله بن إدريس هذا لم أسمعه منه وهو عرض عليه.(5/109)
756- أبو بصرة الغفاري
شهد خيبر مع رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وأطعمه رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم مع من أطعم بخيبر عشرين وَسْقًا.(5/109)
757- بصرة بن أبي بصرة الغفاري.
وقد صحب النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ، وروى عنه.(5/109)
758- حُمَيْل (1) بن بصرة بن أبي بصرة الغفاري.
وقد صحب النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم أيضا وروى عنه.
_حاشية__________
(1) في المطبوع : "جَمِيل" ومثله لدى ابن الأثير ، ولديه أيضا ، وقيل "حُمَيْل" بضم الحاء وفتح الميم ، وهو أكثر.(5/109)
759- وهب بن حذيفة الغفاري.
صحب النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وروى عنه.
5976- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنا سليمان بن بلال ، وأبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة ، عَنْ عمرو بن يحيى المازني ، عَنْ محمد بن يحيى بن حبان ، عَنْ عمه ، عَنْ وهب بن حذيفة ، عَنِ النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم أنه قَالَ : إذا قام أحدكم من مجلسه ثم رجع فهو أحق به.(5/110)
760- قيس أبو الصلت الغفاري
وكان ينزل بناحية غيقة وأسلم حين انصرف المشركون عَنِ الخندق وكان صديقا للحارث بن هشام بن المغيرة ونزل به الحارث حين انهزم من بدر وحمله على بعير وبعث غلامه على بعير آخر حتى قدم به مكة واعترض للحارث ابن هشام حين أقبل مع قريش إلى أحد وأهدى له وكانا يتواصلان حتى هداهما الله للإسلام فالتقيا بالسقيا فقالا : الحمد لله الذي هدانا للإسلام ربما أوضعنا في هذا الطريق في الباطل.(5/110)
761- آبي اللحم الغفاري
واسمه الحويرث بن عبد الله بن خلف بن مالك بن عبد الله بن الحارث بن غفار قَالَ : هشام بن محمد بن السائب الكلبي : آبي اللحم جده خلف بن مالك وكان قد أبى أن يأكل لحم ما ذبح على الأصنام فسمى آبي اللحم وقتل الحويرث بن عبد الله مع النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم يوم حنين شهيدا.(5/111)
762- عمير ، مولى آبي اللحم
5977- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة ، عَنْ فطير الحارثي ، عَنْ حرام بن سعد بن محيصة قَالَ : شهد عمير مولى آبي اللحم مع رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم خيبر وهو مملوك فلم يسهم له وأعطاه من خرثي المتاع.(5/111)
5978- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي ، عَنْ أبيه ، عَنْ عمير مولى آبي اللحم قالت : رأيت النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم يدعو عشية عرفة قائلا بيده هكذا ، وجمع بين كفيه ينظر فيهما وقربهما من وجهه.(5/111)
763- عباد بن خالد الغفاري
5979- قَالَ : أخبرني مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي عبد الرحمن بن الحارث بن عبيد ، عَنْ جده عبيد بن أبي عبيد ، من أشياخ كوثَى مولى بني غفار قَالَ : سمعت عباد بن خالد الغفاري يقول : أنا نزلت بالسهم يوم الحديبية في البئر.
قال مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : وكان عباد بن خالد يلزم رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ، وكان محتاجا.(5/111)
5979- قَالَ : أخبرني مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي عبد الرحمن بن الحارث بن عبيد ، عَنْ جده عبيد بن أبي عبيد ، من أشياخ كوثَى مولى بني غفار قَالَ : سمعت عباد بن خالد الغفاري يقول : أنا نزلت بالسهم يوم الحديبية في البئر.
قال مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : وكان عباد بن خالد يلزم رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ، وكان محتاجا.(5/111)
764- عمارة بن عقبة بن عباد بن مليل الغفاري شهد خيبر مع رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وبرز يهودي من أهل خيبر يقال له : الزَّيَّال يدعو للبِرَاز فبرز له عمارة بن عقبة فبدره فضربه على هامته وهو يقول : خذها وأنا الغلام الغفاري فقتله فقال الناس : بطل جهاده فبلغ ذلك رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فقَالَ : ما بأس به يؤجر ويحمد.(5/112)
765- أَيْما بن رَحَضَة بن خربة بن خلاف بن حارثة بن غفار وإليهم البيت من بني غفار.(5/112)
5980- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي عبد الرحمن بن الحارث بن عبيد ، عَنْ جده ، عَنْ أبي رهم الغفاري قَالَ : لما نزلوا الأبواء ، يعني وهم يريدون الحديبية ، أهدى أيما بن رحضة جُزُرًا (و) مائة شاة وبعث بها مع ابنه خفاف بن أيما وبعيرين يحملان لبنا فانتهى به إلى رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فقَالَ : إن أبي أرسلني بهذه الجزر واللبن إليك . فقال رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : متى حللتم ما ها هنا ؟ قَالَ : قريبا كان ماء عندنا قد أجدب فسقنا ماشيتنا إلى ماء ها هنا . فقال رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : فكيف البلاد ها هنا ؟ قَالَ : يتغذى بعيرها وأما الشاة فلا تذكر ، أي في الشبع ، فقبل رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم هديته وأمر بالغنم تفرق في أصحابه وشربوا اللبن عسا عسا حتى ذهب اللبن وقَالَ : بارك الله فيكم !(5/113)
5981- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي سعيد بن عطاء بن أبي مروان الأسلمي ، عَنْ أبيه ، عَنْ جده ؛ أن رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم لما أراد أن يغزو مكة بعث أيما بن رحضة وأبا رهم كلثوم بن الحصين إلى بني غفار وضمرة يأمرانهم أن يقدموا عليه المدينة.
قَالَ مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : وكان إسلام أيما بن رحضة قريبا من الحديبية ، وكان يسكن غيقة ويأتي المدينة كثيرا ويرجع إلى غيقة ، وغيقة : بين الفرع والسقيا.(5/113)
766- وابنه : خُفَاف بن أَيْما بن رَحَضَة.
5982- قَالَ : أَخْبَرَنا معَنْ بن عيسى قَالَ : حَدَّثَنا مالك بن أنس ، عَنْ زيد بن أسلم ، عَنْ أبيه ، عَنْ ابْنَةِ خُفافٍ ؛ أَنَّ خُفافًا شهد الحديبية مع النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ، في حديث بها طويل.
قال مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : وكان خفاف بن أيما فيمن جاء من الأعراب من بني غفار إلى رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وهو يريد تبوك يعتذرون إليه في التخلف عنه فلم يعذرهم الله وقد روى خفاف عَنْ رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم.(5/113)
767- كعب بن عمير الغفاري.
5983- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي محمد بن عبد الله عَنِ الزهري قَالَ : بعث رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم كعب بن عمير الغفاري في شهر ربيع الأول سنة ثمان من الهجرة في خمسة عشر رجلا سرية حتى انتهوا إلى ذات أطلاح من أرض الشام فنذر بهم القوم فاجتمعوا عليهم فقاتلوهم فقتلوا أهل السرية جميعا وأفلت منهم رجل واحد فأتى رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فأخبره فشق ذلك عليه وهم بالبعثة إليهم فبلغه أنهم قد ساروا إلى موضع آخر فتركهم.(5/114)
768- حازم بن حرملة الغفاري
5984- قَالَ : أَخْبَرَنا محمد بن معَنِ الغفاري قَالَ : أَخْبَرَنا خالد بن سعيد ، عَنْ أبي زينب مولى حازم بن حرملة ، عَنْ حازم بن حرملة من بني غفار ؛ أنه مر فناداه رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم أو دعي له قَالَ : فلما جاءه قَالَ : يا حازم أكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله فإنها كنز من كنوز الجنة.(5/114)
769- قهيد الغفاري
5985- قَالَ : أَخْبَرَنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس قَالَ : حَدَّثَنِي عبد العزيز بن المطلب ، عَنْ أخيه الحكم ، عَنْ أبيه ، عَنْ قهيد الغفاري أنه قَالَ : سأل سائل رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فقَالَ : إن عدا عليَّ عاد ؟ فقال رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : ذَكِّرْهُ ، وأمره بتذكيره ثلاث مرات ، فإن أبى فقاتله فإن قتلك فإنك في الجنة وإن قتلته فإنه في النار.(5/115)
770- عبد الله بن طهفة
وبعضهم يقول : طخفة الغفاري.
5986- قَالَ : أَخْبَرَنا يزيد بن هارون ، عَنْ ابن أبي ذئب ، عَنِ الحارث بن عبد الرحمن ، عَنْ أبي سلمة قَالَ : كنت معه فمر به ابن لعبد الله بن طهفة فقال له أبو سلمة : ألا تخبرني خبر أبيك ؟ قَالَ : أخبرني أبي عبد الله بن طهفة أنه أتى النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فاجتمع عنده ضيفان كثير فقَالَ : لينقلب كل رجل مع جليسه وكنت ممن انقلب مع النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فلما دخل قَالَ : يا عائشة هل من عشاء ؟ قالت : حويسة كنت أعددتها لك لإفطارك قَالَ : هاتها فأتت بها فتناول منها شيئا فرفعه إلى فيه كأنه يدعو ثم قَالَ : كلوا فأكلنا حتى ننظر إليها . قَالَ : هل من شراب ؟ قالت : لبينة أعددتها لإفطارك قَالَ : هاتها فجاءت بها فقربها إلى فيه كأنه يدعو فشرب منه ثم ناولنا فشربنا حتى ما ننظر إليه ثم قَالَ : إن شئتم بتم هاهنا وإن شئتم فالمسجد قَالَ : فأتينا المسجد فبتنا فيه فلما كان من آخر الليل إذا رجل يوقظ الناس الصلاة الصلاة فانتهى إلي وأنا مضطجع على بطني فدفعني برجله ، أو حركني برجله ، شك يزيد ، وقَالَ : إِنْ هذه ضجعة يكرهها الله ، فرفعت رأسي ، فإذا رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم.
قال مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : وكان عبد الله بن طهفة من أهل الصفة ، وكان يسكن غيقة والصفراء.(5/115)
771- خالد بن سيار بن عبد عوف بن معشر بن بدر بن أحيمس بن غفار.
وهو سائق بدن رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ومعه حسان الأسلمي وجده معشر بن بدر الذي ضربت رجله يوم الفجار ضربها النصري.(5/116)
772- نضلة بن عمرو الغفاري
وكان ينزل الطلوب بين العرج والسقيا وهي على تسعة أميال من السقيا والبريد بالمنبجس.(5/116)
773- الحكم بن عمرو بن مجدع بن حذيم بن الحارث بن نعيلة بن مليل بن ضمرة بن بكر . ونعيلة أخو غفار بن مليل صحب النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم حتى قبض ثم تحول إلى البصرة فنزلها فولاه زياد بن أبي سفيان خراسان فخرج إليها.(5/116)
5987- قَالَ : أَخْبَرَنا إسحاق بن يوسف الأزرق قَالَ : حَدَّثَنا هشام بن حسان ، عَنِ الحسن ؛ أن زيادا بعث الحكم بن عمرو على خراسان ففتح الله عليهم وأصابوا أموالا عظيمة فكتب إليه زياد : أما بعد فإن أمير المؤمنين كتب إلى أن أصطفي الصفراء والبيضاء فلا تقسم بين الناس ذهبا ولا فضة فكتب إليه : سلام عليك ، أما بعد فإنك كتبت (إلي) تذكر كتاب أمير المؤمنين وإنه والله لو كانت السماوات والأرض رتقا على عبد فاتقى الله لجعل الله له منهما مخرجا والسلام عليك . قَالَ : ثم قَالَ للناس : اغدوا على فيئكم فاقتسموه.
قَالَ : أَخْبَرَنا علي بن محمد القرشي قَالَ : فلم يزل الحكم بن عمرو على خراسان حتى مات بها سنة خمسين.
قال محمد بن سعد : وقال هشام بن محمد بن السائب الكلبي : فما ولي أسلم بن زرعة الكلابي خراسان ذكر له أن قوما كانت تدفن أموالهم معهم فيبعث إلى تلك القبور فتنبش ، فقال بيهس بن صهيب الجرمي :
تجنب لنا قبر الغفاري والتمس ... سوى قبره لا يعل مفرقك الدم
هو النابش القبر المحيل عظامه ... لينظر هل تحت السقائف درهم(5/116)
5988- قَالَ : أَخْبَرَنا يزيد بن هارون قَالَ : أَخْبَرَنا هشام بن حسان ، عَنِ الحسن ؛ أن زيادا بعث الحكم بن عمرو الغفاري على خراسان فغزا فأصاب مغنما.(5/117)
5989- قَالَ : أَخْبَرَنا مسلم بن إبراهيم قَالَ : حَدَّثَنا عبد الصمد الأزدي ، عَنْ أبيه ، عَنِ الحكم بن عمرو الغفاري قَالَ : دخلت أنا وأخي رافع بن عمرو على عمر بن الخطاب ولحيتي مخضوبة بحناء ولحية أخي مخضوبة بورس وزعفران . قَالَ الحكم : فقال عمر لخضابي ! هذا خضاب الإسلام وقال لخضاب رافع : هذا خضاب الإيمان . قَالَ : وسئل عَنْ خضاب السواد ، فكرهه.(5/117)
774- وأخوه : رافع بن عمرو الغفاري
صحب رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وروى عنه عمرو بن سليم وغيره.(5/117)
5990- قَالَ : أَخْبَرَنا عارم بن الفضل قَالَ : حَدَّثَنا معتمر بن سليمان قَالَ : سمعت ابن أبي الحكم بن عمرو الغفاري قَالَ : حَدَّثَنِي جدي ، عَنْ عم أبي رافع بن عمرو الغفاري قَالَ : كنت غلاما وكنت أرمي النخل قَالَ : فقيل للنبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : إن هاهنا غلاما يرمي نخلنا قَالَ : فأتى بي إلى النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم قَالَ : فقَالَ : يا غلام لم ترمي النخل ؟ قَالَ : قلت : آكل قَالَ : فقَالَ : لا ترم النخل وكل مما يسقط في أسافلها ثم مسح رأسه وقَالَ : اللهم أشبع بطنه.(5/118)
5991- قَالَ : أَخْبَرَنا مسلم بن إبراهيم قَالَ : حَدَّثَنا سليمان بن المغيرة قَالَ : حَدَّثَنا حميد بن هلال ، عَنْ عبد الله بن الصامت ، عَنْ أبي ذر قَالَ : قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : إن من بعدي من أمتي ، أو قَالَ : إنه سيكون من أمتي قوم يقرؤُون القرآن لا يجاوز حلوقهم يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية ثم لا يعودون فيه هم شرار الخلق والخليقة . قَالَ سليمان : وأكثر ظني أنه قَالَ : سيماهم التحالق ، قَالَ عبد الله بن الصامت : فلقيت رافع بن عمرو الغفاري أخا الحكم بن عمرو فقلت : ما حديث سمعته من أبي ذر يقول كذا وكذا ، وذكرت هذا الحديث له ، فقَالَ : وما أعجبك من هذا ؟ أنا سمعته من رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم.(5/118)
- ومن بني ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة
775- عمرو بن يثربي الضمري
وافى رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم في الفتح مسلما وكان يسكن خبت الجميش من سيف البحر ولم يسكن المدينة ولا مكة .(5/118)
5992- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي هشام بن عمارة ، عَنْ عبد الرحمن بن أبي سعيد ، عَنْ عمارة بن حارثة ، عَنْ عمرو بن يثربي الضمري قَالَ : رأيت رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم يخطب قبل التروية بيوم بعد الظهر ويوم عرفة بعرفة حين زاغت الشمس على راحلته قبل الصلاة والغد من يوم النحر بمنى بعد الظهر.(5/119)
5993- قال : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنا هشام بن عمارة عَنْ عبد الرحمن بن أبي سعيد ، عَنْ عمارة بن حارثة ، عَنْ عمرو بن يثربي ؛ أنه حفظ خطبة النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم الغد من يوم النحر بعد الظهر وهو على ناقته القصوى وكان يحكي خطبته بطولها.(5/119)
776- أبو الجعد الضمري
بعثه النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم يحشر قومه لغزوة الفتح وبعثه أيضا حين أراد الخروج إلى تبوك يستنفر قومه لغزو عدوهم فخرج إليهم إلى الساحل يستنفرهم فنفروا معه إلى رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وكانت لهم دار بالمدينة في بني ضمرة.(5/119)
777- جندع بن ضمرة الضمري
5994- قال : أَخْبَرَنا عفان بن مسلم قَالَ : حَدَّثَنا حماد بن سلمة قَالَ : أَخْبَرَنا محمد بن إسحاق ، عَنْ يزيد بن عبد الله بن قسيط ؛ أن جندع بن ضمرة الضمري كان بمكة فمرض فقال لبنيه : أخرجوني من مكة فإنه قد قتلني غمها فقَالُوا : إلى أين ؟ فأومأ بيده إلى هاهنا نحو المدينة يريد الهجرة فخرجوا به فلما بلغوا أضاة بني غفار مات فأنزل الله فيه : {ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله}.(5/119)
- ومن بني ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة
778- أبو واقد الليثي
واسمه في رواية مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ الحارث بن مالك وفي رواية هشام بن محمد بن السائب الحارث بن عوف وفي رواية غيرهما : عوف بن الحارث بن أسيد بن جابر بن عويرة بن عبد مناف بن شجع بن عامر بن ليث.
وأسلم أبو واقد قديما وكان يحمل لواء بني ليث وضمرة وسعد بن بكر يوم الفتح وبعثه رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم حين أراد الخروج إلى تبوك إلى بني ليث يستنفرهم لغزو عدوهم.
وقد روى أبو واقد عَنْ رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم أحاديث وبقي بعده زمانا ثم خرج إلى مكة فجاور بها سنة فمات بها.(5/120)
5995- قال : أَخْبَرَنا هشام أبو الوليد الطيالسي قَالَ : حَدَّثَنا زائدة بن قدامة ، عَنْ عبد الله بن عثمان بن خُثَيم قَالَ : حَدَّثَنِي نافع بن سرجس ؛ أنه دخل على أبي واقد الليثي صاحب رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم في مرضه الذي مات فيه بمكة فقَالَ : إن رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم كان أخف الناس صلاة على الناس وأدومه على نفسه.(5/120)
5996- قال : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنا الضحاك بن عثمان قَالَ : سمعت عبد الله بن عبيد بن عمير قَالَ : دخل أبي متكئا على يد أبي واقد الليثي يعوده في مرضه الذي مات فيه بمكة فقال له أبي : أصليت مع رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم صلاة الخوف ؟ قَالَ : نعم ، ثم وصف له كيف صلى.(5/120)
5997- قال : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : أَخْبَرَنا ابن جريج ، عَنْ عبد الله بن عثمان بن خُثَيم ، عَنْ نافع بن سرجس قَالَ : عدنا أبا واقد الليثي في مرضه الذي مات فيه ومات ، فدفناه بمكة في مقبرة المهاجرين التي بفخ.
قال مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : وإنما سميت مقبرة المهاجرين لأنه دفن فيها من مات ممن كان هاجر إلى المدينة ثم حج وجاور بمكة ، فكان يخرج إلى هذه المقبرة فيدفن فيها . منهم : أبو واقد الليثي وعبد الله بن عمر وغيرهما من الأنصار ، ومات أبو واقد سنة ثمان وستين وهو ابن خمس وثمانين سنة . وقد روى عَنْ أبي بكر وعمر.(5/121)
779- شداد بن أسامة بن عمرو
وعمرو هو الهادي بن عبد الله بن جابر بن بر بن عتوارة بن عامر بن ليث وإنما سمي عمرو الهادي : لأنه كان يوقد ناره ليلا للأضياف ولمن سلك الطريق وكانت عند شداد بن الهادي سلمى بنت عميس أخت أسماء بنت عميس الخثعمية فولدت له عبد الله بن شداد وكان فقيها محدثا وهو ابن خالة عبد الله بن عباس بن عبد المطلب وخالد بن الوليد بن المغيرة لأن أم عبد الله وأم خالد أختان لأسماء وسلمى ابنتي عميس لأمهما . وقد روى شداد بن الهادي عَنِ النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم.(5/121)
780- غالب بن عبد الله الليثي
أحد بني كعب بن عوف بعثه رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم سرية إلى الكديد إلى بني الملوح وهم من بني ليث وأمره أن يغير عليهم ففعل وظفره الله بهم . ثم بعثه رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم سرية في مائتي رجل من أصحابه إلى مصاب أصحاب بشير بن سعد بفدك فأصاب بني مرة فقتل فيهم قتلى وأصابوا منهم نعما . ثم بعثه رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم سرية في مائة وثلاثين رجلا إلى بني عوال وثعلبة بالميفعة فقتلوا من أشرف لهم وأصابوا نعما وشاءً.(5/122)
781- الصعب بن جثامة بن قيس بن عبد الله بن يعمر وهو الشداخ بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث وإنما سمي بعمرو الشداخ لأنه شدخ الدماء بين بني أسد وبني خزيمة وخزاعة وكان الصعب بن جثامة ينزل ودَّان.(5/122)
5998- قال : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنا عبد الرحمن بن عبد العزيز ، عَنِ الزهري ، عَنْ عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عَنْ ابن عباس ، عَنِ الصعب بن جثامة ؛ أنه حدثه أنه جاء رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم بالأبواء يومئذ ، يعني وهو موجه إلى الحديبية بحمار وحش فأهداه له فرده رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم قَالَ : الصعب : فلما رأى ما بوجهي من كراهية رد هديتي قَالَ : إنا لم نرد إلا أنا حرم.
قَالَ : وسألت رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم يومئذ فقلت : إنا نصبح الغارة في غبش الصبح فنصيب الولدان تحت بطون الخيل . فقال رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : هو مع الآباء . قَالَ : وسمعته يومئذ يقول : لا حمى إلا لله ورسوله.(5/122)
5999- قَالَ : أَخْبَرَنا سفيان بن عيينة ، عَنِ الزهري ، عَنْ عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عَنْ ابن عباس ، قَالَ : أخبرني الصعب بن جثامة ؛ أنه أهدى إلى النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم لحم حمار وحش فرده عليه فلما رأى في وجهه الكراهية قَالَ : ليس بنا رد عليك ولكننا حرم.
قَالَ : وسمعته سئل عَنْ أهل الدار من المشركين يبيتون ليلا فيصاب من نسائهم وذراريهم فقَالَ : هم منهم . وسمعته يقول : لا حمى إلا لله ورسوله . قَالَ سفيان : وكان الزهري إذا حدث بهذا قَالَ : أخبرني ابْنُ ابْنِ كعب بن مالك الأنصاري ، عَنْ عمه ؛ أن النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم نهى عَنْ قتل النساء والولدان.(5/122)
6000- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي عبد الله بن عامر الأسلمي ، عَنْ أبي عمرو بن حماس قَالَ : مرت بنو ليث يوم الفتح وحدها وهم مائتان وخمسون يحمل لواءهم الصعب بن جثامة.(5/123)
782- محلم بن جثامة بن قيس
6001- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي عبد الله بن يزيد بن قسيط ، عَنْ أبيه ، عَنْ عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي ، عَنْ أبيه قَالَ : لما وجهنا رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم مع أبي قتادة الأنصاري إلى بطن إضم فبينا نحن ببطن إضم مر بنا عامر بن الأضبط الأشجعي فسلم علينا بتحية الإسلام فأمسكنا عنه وحمل عليه محلم بن جثامة وكان معنا فقتله وسلبه بعيره ومتاعا ووطبا من لبن فلما لحقنا النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم نزل فينا القرآن : {يا أيها الذين أمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلم لست مؤمنا} إلى آخر الآية.
قال مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : وحَدَّثَنِي غير عبد الله بن يزيد قَالَ : فلما كان رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم بحنين صلى يوما الظهر ، ثم تنحى إلى شجرة ، فجلس إليها ، فقام إليه عيينة بن بدر ، وهو يومئذ سيد قيس يطلب بدم عامر بن الأضبط الأشجعي ،(5/123)
فقام الأقرع بن حابس يدفع عَنْ محلم بن جثامة لمكان خندف ، فاختصما بين يدي النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ، وعيينة يقول : يا رسول الله ، لا والله لا أدعه حتى أدخل على نسائه من الحرب والحزن ما أدخل على نسائي.
فقال رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : تأخذ الدية ؟ فأبى عيينة حتى ارتفعت الأصوات وكثر اللغط ، إلى أن قام رجل من بني ليث يقال له : مكيتل قصير ، مجتمع عليه شكة (كاملة ودرقة في يده) فقَالَ : يا رسول الله ، إني لم أجد لما فعل هذا شبها في غرة الإسلام إلا غنما وردت فرمى أولها فنفر آخرها فاسنن اليوم وغَيِّرْ غدا.
فرفع رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم يده ، وقَالَ : تقبلون الدية خمسين في قورنا هذا ، وخمسين إذا رجعنا إلى المدينة ! فلم يزل رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم بالقوم حتى قبلوها . ومحلم بن جثامة القاتل في طرف الناس فلم يزالوا يؤزُّونه ويقولون : ايت رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم يستغفر لك.(5/124)
فقام محلم ، رجل طويل آدم محمر بالحناء عليه حلة قد كان تهيأ فيها للقتل للقصاص ، حتى جلس بين يدي رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ، وعيناه تدمعان فقَالَ : يا رسول الله ، قد كان من الأمر الذي بلغك ، وإني أتوب إلى الله ، فاستغفر لي ، فقال رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : ما اسمك ؟ قَالَ : أنا محلم بن جثامة . قَالَ : قتلته بسلاحك غرة الإسلام ! اللهم لا تغفر لمحلم ! بصوت عال أنفذ به الناس. قَالَ : فعاد فقال : يا رسول الله ، قد كان الذي بلغك ، فإني أتوب إلى الله ، فاستغفر لي ، قَالَ : فعاد رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم بصوت عال ينفذ به الناس : اللهم لا تغفر لمحلم ! حتى كانت الثالثة . قَالَ : فعاد رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم لمقالته ، ثم قَالَ له رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : قم ! فقام من بين يدي رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وهو يتلقى دموعه بفضل ردائه ، فكان ضميرة السلمي يحدث وكان قد حضر ذلك اليوم ، قَالَ : كنا نتحدث فيما بيننا أن رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم حرك شفتيه بالاستغفار له ، ولكنه أراد أن يعلم الناس قدر الدم عند الله.(5/125)
6002- قال : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي عبد الله بن أبي الزناد ، عَنْ عبد الرحمن بن الحارث ، عَنِ الحسن البصري قَالَ : لما مات محلم بن جثامة دفنه قومه ، فلفظته الأرض ثم دفنوه ، فلفظته الأرض ، فطرحوه بين صوحين فأكلته السباع.
قال الحسن : أما أنها تقبل من هو شر منه ، ولكن الله أحب أن يريكم.
قال مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : صوحين : حجارتين. وكان قد نزل بأخرة حمص ومات بها ، وكان قد بقى إلى أيام عبد الله بن الزبير.(5/125)
6003- قال : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي محمد بن حرب ، عَنْ محمد بن الوليد ، عَنْ لقمان بن عامر ، عَنْ سويد بن جبلة أنه قَالَ : لما حضر محلم بن جثامة الموت ، أتاه عوف بن مالك الأشجعي فقَالَ : يا محلم إن استطعت أن ترجع إلينا فتخبرنا بما رأيتم ولقيتم . قَالَ : فأتاه في منامه بعد ذلك بعام أو ما شاء الله فقال : كيف أنتم يا محلم ؟ قَالَ : نحن بخير وجدنا ربا رحيما غفر لنا . قَالَ عوف : أكلكم ؟ قَالَ : كلنا غير الأحراض . قَالَ : ومَنْ الأحراض ؟ قَالَ : الذين يشار إليهم بالأصابع ، والله ما من شيء استنفقه الله لي إلا وقد وفيت أجره ، حتى إن قطة لأهلي هلكت فلقد أعطيت أجرها . قَالَ عوف : فقلت : والله إن تصديق رؤياي أن أنطلق إلى أهل محلم فأسألهم عَنْ هذه القطة . فأتاهم فقَالَ : عوف يستأذن ! فقَالُوا : ائذنوا لعوف ، فلما دخل قَالُوا : والله ما كنت لنا بزوار ! قَالَ : كيف أنتم ؟ قَالُوا : بخير وهذه ابنة أخيك أمست ، وليس بها بأس وهي هذه ! لما بها ، ولقد طرقنا أبوها الليلة. قَالَ : قلت : هل هلكت لكم قطة ؟ قَالُوا : نعم . قَالَ : فهل أحسستموها يا عوف ؟ قَالَ : قد أنبئت نبأها فاحتسبوها.(5/125)
783- أبو الرداد الليثي
وكان يسكن المدينة ببني ليث.(5/126)
784- نميلة بن عبد الله بن فقيم بن حزن بن سيار بن عبد الله بن عبد بن كلب بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث شهد مع النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم خيبر وكان سفيرا له وأطعمه رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم مع من أطعم بخيبر ثلاثين وسقا.(5/126)
785- ملكان بن عبدة الليثي
شهد مع رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم خيبر وكان من السفراء وأطعمه رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم مع من أطعم بخيبر ثلاثين وسقا.(5/127)
786- هاشم بن صبابة بن حزن بن سيار بن عبد الله بن عبد بن كلب بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث شهد مع رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم المريسيع فخرج في طلب العدو فرجع في ريح شديدة وعجاج فتلقاه رجل من رهط عبادة بن الصامت يقال له أوس فظن أنه من المشركين فحمل عليه فقتله فعلم بعد أنه مسلم ويقال قتله رجل من بني عمرو بن عوف فأمر رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم أن تخرج ديته فقدم أخوه مقيس بن صبابة على النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فأمر له بالدية فقبضها ثم عدا على قاتل أخيه فقتله ثم خرج إلى قريش بمكة مرتدا وهو يقول :
شفى النفس أن قد بات بالقاع مسندا ... تضرج ثوبيه دماء الأخادع
ثأرت به قهرا وحملت عقله ... سراة بني النجار أرباب فارع
حللت به وترى وأدركت ثأرتي ... وكنت إلى الأوثان أول راجع
قَالَ : فأهدر رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم دمه فقتله نميلة بن عبد الله الكلبي من بني ليث يوم الفتح.(5/127)
787- قباث بن أشيم بن عامر الملوح بن يعمر وهو الشداخ بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث.
شهد بدرا مع المشركين وكان له فيها ذكر ثم أسلم بعد ذلك وشهد مع النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم بعض المشاهد.(5/128)
788- شبيب بن حرام بن مهان بن وهب بن لقيط بن يعمر الشداخ بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث شهد الحديبية مع النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم في رواية هشام بن محمد بن السائب عَنْ أبيه.(5/128)
789- واثلة بن الأسقع بن عبد العزى بن عبد ياليل بن ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث ويكنى أبا قرصافة ، وكان ينزل ناحية المدينة فأتى رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فصلى معه الصبح وكان رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم إذا صلى الصبح وانصرف تصفح وجوه أصحابه ينظر إليهم فلما دنا من واثلة أنكره فقَالَ : من أنت ؟ فأخبره فقَالَ : ما جاء بك ؟ فقَالَ : جئت أبايع . فقال رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم , على ما أحببت وكرهت ؟ فقال واثلة : نعم . فقال رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : فيما أطقت ؟ فقال واثلة : نعم . فأسلم وبايعه.(5/128)
وكان النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم يتجهز يومئذ إلى تبوك فخرج واثلة إلى أهله فلقى أباه الأسقع فلما رأى حاله قَالَ : قد فعلتها ! قَالَ واثلة : قَالَ أبوه : والله لا أكلمك أبدًا . فأتى عمه وهو مولى ظهره إلى الشمس فسلم عليه فقَالَ : قد فعلتها ! قَالَ : نعم . فلامه لائمة أيسر من لائمة أبيه وقَالَ : لم يكن ينبغي لك أن تسبقنا بأمر . فسمعت أخت واثلة كلامه فخرجت إليه فسلمت عليه بتحية الإسلام فقَالَ : أنى لك هذا يا أخيه ؟ قالت : سمعت كلامك وكلام عمك . وكان واثلة ذكر الإسلام ووصفه لعمه فأعجب أخته الإسلام فأسلمت فقال واثلة : لقد أراد الله بك خيرا يا أُخيّه جهزي أخاك جهاز غاز فإن رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم على جناح سفر فأعطته مدا من دقيق فعجن الدقيق في الدلو وأعطته تمرا فأخذه.
وأقبل إلى المدينة فوجد رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم قد تحمل إلى تبوك وبقى غبرات من الناس وهم على الشخوص فجعل ينادى بسوق بني قينقاع : من يحملني وله سهمي ! قَالَ : وكنت رجلا لا رجلة بي ،(5/129)
قَالَ : فدعاني كعب بن عجرة فقَالَ : أنا أحملك عقبة بالليل وعقبة بالنهار ويدك أسوة يدي وسهمك لي ! قَالَ واثلة : نعم . فقال واثلة بعد ذلك : جزاه الله خيرا ! لقد كان يحملني عقبتي ويزيدني وآكل معه ويرفع لي حتى إذا بعث رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم خالد بن الوليد إلى أكيدر بن عبد الملك الكندي بدومة الجندل خرج كعب بن عجرة في جيش خالد وخرجت معه فأصبنا فيئا كثيرا فقسمه خالد بيننا فأصابني ست قلائص وأقبلت أسوقها حتى جئت بها خيمة كعب بن عجرة فقلت : اخرج رحمك الله فانظر إلى قلائصك فاقبضها ! فخرج إلي وهو يبتسم ويقول : بارك الله لك فيها ! ما حملتك وأنا أريد أن آخذ منك شيئا.
وكان واثلة من أهل الصفة فلما قبض رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم خرج إلى الشام وهذا كله حَدَّثَنا به مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ فيما ذكره من غزوة تبوك ما خلا نسب واثلة فإنه أَخْبَرَنا به هشام بن محمد بن السائب الكلبي عَنْ أبيه.(5/130)
6004- قَالَ : وأَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنا معاوية بن صالح ، عَنْ أبي الزاهرية قَالَ : مات واثلة بن الأسقع بالشام سنة خمس وثمانين وهو ابن ثمان وتسعين سنة.(5/130)
790- معاوية بن معاوية الليثي
ويقال مزني
6005- قَالَ : أَخْبَرَنا يزيد بن هارون قَالَ : حَدَّثَنا العلاء أبو محمد الثقفي قَالَ : سمعت أنس بن مالك قَالَ : كنا مع رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم بتبوك فطلعت الشمس بضياء وشعاع ونور لم نرها طلعت فيما مضى ، فأتى جبريل النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فقال له : يا جبريل مالي أرى الشمس اليوم طلعت بضياء ونور وشعاع لم أرها طلعت به فيما مضى ؟ قَالَ : ذلك أن معاوية بن معاوية الليثي مات بالمدينة اليوم فبعث الله سبعين ألف ملك يصلون عليه قَالَ : وفيم ذلك ؟ قَالَ : كان يكثر قراءة : {قل هو الله أحد} بالليل والنهار وفي ممشاه وقيامه وقعوده - قَالَ يزيد : أو قائما أو قاعدا- فهل لك يا رسول الله أن أقبض لك الأرض حتى تصلي عليه ؟ قَالَ : نعم . قَالَ : فصلى عليه ثم رجع.(5/130)
6006- قَالَ : أَخْبَرَنا عثمان بن الهيثم المؤذن البصري قَالَ : حَدَّثَنا محبوب بن هلال المزني عَنْ ابن أبي ميمونة ، عَنْ أنس بن مالك قَالَ : نزل جبريل على النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فقَالَ : يا محمد مات معاوية بن معاوية المزني فتحب أن تصلي عليه ؟ قَالَ : نعم . فضرب بجناحه الأرض فلم تبق شجرة ولا أكمة إلا تضعضعت أو تصعصعت ورفع له سريره فصلى عليه وخلفه صفان من الملائكة في كل صف سبعون ألف ملك فقال النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم لجبريل : ياجبريل أنى أدرك هذا أو قَالَ : هذه المنزلة ؟ قَالَ : بحبه {قل هو الله أحد} وقراءته إياها جائيا وذاهبا وقائما وقاعدا وعلى كل حال.
قال عثمان : فحَدَّثَنِي هذا الحديث رجل فقَالَ : ألا أزيدك فيه ؟ قَالَ له جبريل : ما زلت أتخوف على أمتك حتى نزلت هذه السورة.(5/131)
- ومن بني الديل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة
791- نوفل بن معاوية بن عمرو بن صخر بن يعمر بن نفاثة بن عدي بن الديل وكان معاوية أبو نوفل على بني الديل يوم الفجار وله يقول تأبط شرا :
فلا وأبيها ما نزلنا بعامر ... ولا عامر النفاثي نوفل
وابنه سلمى بن نوفل ، كان أجود العرب وله يقول الشاعر الجعفري :
يسود أقوام وليسوا بسادة ... بل السيد المحمود سلمى بن نوفل(5/131)
6007- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : أَخْبَرَنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة ، عَنْ جوثة بن عبيد الديلي قَالَ : عُمِّرَ نوفلُ بن معاوية الديلي في الجاهلية ستين سنة وفي الإسلام ستين سنة.
قال مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : وكان نوفل بن معاوية قد شهد بدرا مع المشركين من قريش وشهد معهم أحدا والخندق وكان له ذكر ونكاية فأسلم بعد ذلك وشهد مع رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فتح مكة وشهد معه حنينا والطائف ونزل المدينة في بني الديل وحج مع أبي بكر الصديق سنة تسع وحج مع النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم سنة عشر وروى عَنْ رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم أحاديث.(5/132)
6008- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنا مالك بن أبي الرجال ، عَنْ عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ، عَنْ عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، عَنْ أبيه ، عَنْ نوفل بن معاوية الديلي قَالَ : رأيت النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم في سفر وهبت الريح وهو في قبة فكشفت القبة فرأيته يصلي نهارا نافلة.
قال مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : ومات نوفل بن معاوية الديلي بالمدينة في خلافة يزيد بن معاوية.(5/132)
792- عويف بن ربيعة
وهو الأضبط بن أُبَيْر بن نهيك بن جذيمة بن عدي بن الديل وفي أبير النكاية والعدد والخير . وقالت خزاعة حين اعتمر رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم زمن الحديبية : هل لك يا رسول الله إلى أعز بيت بتهامة ؟ فقَالَ : لا تفزع نسوة عويف بن ربيعة الأضبط إنه يأمر بالإسلام.(5/133)
793- محجن الديلي
وهو أبو بسر بن محجن كان مع زيد بن حارثة في السرية التي وجهه فيها رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم إلى حسمى وكانت في جماد الآخرة سنة ست من الهجرة . وقد روى محجن عَنِ النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم.(5/133)
794- ربيعة بن عباد الديلي
6009- قَالَ : أَخْبَرَنا محمد بن عبد الله الأنصاري قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ ، عَنْ محمد بن المنكدر ، عَنْ ربيعة بن عباد قَالَ : رأيت النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم بذي المجاز وهو يتتبع الناس في منازلهم يدعوهم إلى الله ووراءه رجل أحول تقد وجنتاه وهو يقول : أيها الناس لا يغرنكم هذا من دينكم ودين آبائكم . قَالَ : فقلت : من هذا ؟ قَالُوا : عمه أبو لهب.(5/133)
6010- قَالَ : أَخْبَرَنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس قَالَ : حَدَّثَنا عبد العزيز بن محمد ، عَنْ ابن أبي ذئب ، عَنْ سعيد بن خالد القارظي ، عَنْ ربيعة بن عباد الديلي ، أنه قَالَ : رأيت أبا لهب بعكاظ وهو يتبع النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ويقول : أيها الناس هذا قد غوى فلا يغوينكم ملة أبيكم ، ورسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم يلوذ منه وهو على أثره ، ونحن نتبعه ونحن غلمان ، كأني أنظر إليه أحول ذو غديرتين أبيض الناس وأجملهم.(5/133)
6011- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : أَخْبَرَنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عَنْ أبيه قَالَ : سمعت ربيعة بن عباد يقول رأيت رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم هو نفسه بذي المجاز يطوف ويقول : أيها الناس قولوا : لا إله إلا الله تفلحوا قَالَ : ووراءه رجل أحول وضيء ذو غديرتين يقول : إنه صابىء كاذب فسألت عنه فقيل : هذا عمه أبو لهب قلت : ابن كم أنت يومئذ ؟ قَالَ : أزفر لأهلي بالقربة . قَالَ : وكان ينزل بالمدينة في بني الديل إلى أن مات في خلافة الوليد بن عبد الملك بن مروان.(5/134)
6012- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي عبد الله بن يزيد الهذلي قَالَ : سمعت ربيعة بن عباد الديلي قَالَ : دخلنا مكة بعد فتحها بأيام ننظر ونرتاد ، وأنا مع أبي ، فنظرت إلى رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ، فساعة رأيته عرفته ، وذكرت رؤيتي إياه بذي المجاز ، وأبو لهب يتبع أثره يومئذ ورسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم يقول : لا حلف في الإسلام ، ولن يزيد حلف الجاهلية الإسلام إلا شدة.(5/134)
- ومن بني مدلج بن مرة بن عبد مناة بن كنانة
795- علقمة بن مجزز بن الأعور بن جعدة بن معاذ بن عتوارة بن عمرو بن مدلج.
6013- قال : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي ، عَنْ أبيه (ح) قَالَ مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : وحَدَّثَنا إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الرحمن ، عَنْ أبيه ، زاد أحدهما على صاحبه ، قالا : بلغ رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم أن ناسا من الحبشة تراياهم أهل الشُّعيبة ، ساحل بناحية مكة ، في مراكب فبلغ النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فبعث علقمة بن مجزز المدلجي في ثلاث مِئة رجل حتى انتهى إلى جزيرة في البحر فخاض إليهم فهربوا منه . فأقام برأس مغزاته ثم انصرف فلما كان ببعض المنازل استأذنه بعض الجيش في الانصراف حيث لم يلقوا كيدا . فأذن لهم وأمر عليهم عبد الله بن حذافة السهمي وكانت فيه دعابة فنزل ببعض الطريق وأوقد القوم نارا يصطلون عليها ويصطنعون الطعام فقال عبد الله بن حذافة عزمت عليكم ألا تواثبتم في هذه النار! فقام بعض القوم فتحجّزوا حتى ظن أنهم واثبون فيها فقَالَ : اجلسوا إنما كنت أضحك معكم ! فذكر ذلك لرسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فقَالَ : من أمركم بمعصية فلا تطيعوه !(5/135)
6014- قَالَ : أَخْبَرَنا هشام بن محمد بن السائب (1)، عَنْ أبيه ، قَالَ : بعث عمر بن الخطاب علقمة بن مجزز في جيش إلى الحبشة فهلكوا كلهم فرثاه جواس العذري فقَالَ :
إن السلام وحسن كل تحية ... تغدوا على ابن مجزز وتروح
من ولده : عبد الله وعبيد الله ابنا عبد الملك بن عبد الرحمن بن علقمة كانا شريفين ، وفيهما يقول جواس مادحا لهما :
غدا همي علي فقلت لما ... غدا همي علي من اللذان
عبيد الله إذ لغبت ركابي ... وعبد الله لا يتواكلان
كريما خندف حسبا وشبا ... على نمطى مقابلة حصان
_حاشية__________
(1) تحرف في المطبوع إلى : "هشام بن محمد السائب" انظر "التاريخ الكبير" 8/200.(5/135)
796- حرملة المدلجي
أبو عبد الله.
كان ينزل ينبع وسمع من النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وروى عنه ويقولون : إنه سافر مع النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم أسفارا.(5/136)
- ومن بني أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر
797- أبو معقل الأسدي
صحب النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وروى عنه.
798- وابنه : معقل بن أبي معقل ، صحب النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وروى عنه.(5/136)
799- أبو الهيثم الأسدي
6015- قَالَ : أَخْبَرَنا أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي المكي قَالَ : حَدَّثَنا مسلم بن خالد الزنجي قَالَ : حَدَّثَنِي عبد الرحيم بن عمر ، عَنْ عمرو بن يحيى المازني ، عَنْ أبي زيد ، عَنْ معقل ، عَنْ أبي الهيثم الأسدي ، حليف لهم قد صحب النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ؛ أن رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم نهى أن يستقبل القبلتين بغائط أو بول.
قال مسلم : ثم لقيت عمرو بن يحيى فحَدَّثَنِي بهذا الحديث ، عَنْ معقل ، عَنْ أبي الهيثم.(5/137)
- ومن مزينة وهم ولد عثمان بن عمرو بن أُدّ بن طابخة بن إلياس بن مضر . وأم عثمان بن عمرو ، مزينة بنت كلب بن وبرة ، فنسبوا إليها
800- عمرو بن عوف بن زيد بن ملحة المزني ويكنى أبا عبد الله وهو جند كثير بن عبد الله بن عمرو المزني . روى عنه معَنْ بن عيسى . ومحمد بن إسماعيل بن أبي فديك ومُحَمَّد بْنِ عُمَرَ وإسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس . وهو قديم الإسلام.(5/137)
6016- قَالَ : أَخْبَرَنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس قَالَ : حَدَّثَنا كثير بن عبد الله المزني عَنْ أبيه ، عَنْ جده قَالَ : غزونا مع رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم أول غزوة غزاها الأبواء . ثم قص ما كان في تلك الغزاة.
قال مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : وشهد عمرو بن عوف الخندق وهو أحد الثلاثة الذين حملوا ألوية مزينة الثلاثة الذي عقد لهم رسول الله يوم فتح مكة وهو أحد البكائين الذين جاؤُوا رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وهو يريد الخروج إلى تبوك يستحملونه ، فلم يجدوا عنده حملانا ، فتولوا وهم يبكون لما فاتاهم من الغزو مع رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ، فنزل القرآن فيهم : {الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون}.(5/137)
6017- قَالَ : حَدَّثَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي كثير بن عبد الله المزني ، عَنْ أبيه ، عَنْ جده ؛ أنه كان على حرم المدينة استعمله عليه النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم.
قال مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : وكان لعمرو بن عوف منزل بالمدينة بالبقال وكان يبدو كثيرا ولا تعلم حيا من العرب لهم محلتان بالمدينة غير مزينة . وقد أدرك عمرو بن عوف معاوية بن أبي سفيان وتوفى في خلافته.(5/138)
801- ذو البجادين
واسمه عبد الله بن عبد نهم بن عفيف بن أسيحم بن ربيعة بن عدي بن ثعلبة بن ذؤيب بن سعد بن عداء بن عثمان بن مزينة وأمه جهمة بنت الحارث بن اليقظان الهمداني وأمها من بني ملكان بن أفصى إخوة خزاعة.
قال محمد بن سعد : هكذا نسبه لي رجل من ولد عبد الله بن المغفل وهكذا نسبه هشام بن محمد السائب الكلبي ما خلا أسيحم فإنه قَالَ : عفيف بن سحيم.
وأسلم عبد الله ذو البجادين قبل أخويه : خزاعي والمغفل وكان يتيما لا مال له ، مات أبوه ولم يورثه وكان عمه ميلا ، فأخذه وكفله حتى أيسر ، فكانت له إبل وغنم ورقيق ، فلما قدم رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم المدينة جعلت نفسه تتوق إلى الإسلام ، ولا يقدر عليه من عمه ، حتى مضت السنون والمشاهد ، فقال عبد الله لعمه : ياعم ، إني قد انتظرت إسلامك فلا أراك تريد محمدا ، فأذن لي في الإسلام !(5/138)
فقَالَ : والله لئن اتبعت محمدا لا أترك بيدك شيئا كنت أعطيتكه هو إلا نزعته منك ، حتى ثوبيك ، فقال عبد العزى وهو يومئذ اسمه : فأنا والله متبع محمدا ومسلم ، وتارك عبادة الحجر والوثن ، وهذا ما بيدي فخذه ! فأخذ كل ما أعطاه حتى جرده من إزاره ، فأتى أمه فقطعت بجادا لها باثنين ، فأتزر بواحد وارتدى الآخر.
ثم أقبل إلى المدينة وكان بورقان فاضطجع في المسجد في السحر ثم صلى رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم الصبح ، وكان رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم يتصفح الناس إذا انصرف من الصبح فنظر إليه فأنكره ، فقَالَ : من أنت ؟ فانتسب له ، وكان اسمه عبد العزى فقَالَ : أنت عبد الله ذو البجادين ! ثم قَالَ : انزل مني قريبا ، فكان يكون في أضيافه ويعلمه القرآن ، حتى قرأ قرآنا كثيرا ، وكان رجلا صيتا ، فكان يقوم في المسجد فيرفع صوته بالقراءة ، فقال عمر : يا رسول الله ألا تسمع هذا الأعرابي يرفع صوته بالقرآن ، قد منع الناس القراءة ؟! فقال رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : دعه يا عمر ! فإنه خرج مهاجرا إلى الله وإلى رسوله ،(5/139)
فلما خرجوا إلى تبوك قَالَ ذو البجادين : يا رسول الله ادع الله لي بالشهادة قَالَ : أبلغني لحاء سمرة ، فأبلغه لحاء سمرة فربطها رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم على عضده ، وقَالَ : اللهم إني أحرم دمه على الكفار !
فقَالَ : يا رسول الله ليس هذا أردت ، فقَالَ النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : إنك إذا خرجت غازيا في سبيل الله فأخذتك الحمى فقتلتك فأنت شهيد ، أو وقصتك دابتك فأنت شهيد ، لا تبال بأنه كان ، فلما نزلوا تبوكا أقاموا بها أياما ثم توفى عبد الله ذو البجادين .
وكان بلال بن الحارث يقول : حضرت رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ومع بلال المؤذن شعلة من نار عند القبر واقفا بها وإذا رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم في القبر وإذا أبو بكر وعمر يدليانه إلى رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وهو يقول : أدنيا إلي أخاكما ! فلما هيآه لشقه في اللحد قَالَ : اللهم إني قد أمسيت عنه راضيا فارض عنه قَالَ : فقال ابن مسعود : يا ليتني كنت صاحب اللحد ! هذا كله حديث مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ عَنْ رجاله الذين روى عنهم غزوة تبوك.(5/140)
6018- قَالَ : أَخْبَرَنا عفان بن مسلم قَالَ : حَدَّثَنا حماد بن سلمة قَالَ : أَخْبَرَنا أبو جعفر الخطمي ، عَنْ محمد بن كعب القرظي ؛ أن عبد الله ذا البجادين كان امرأ من مزينة ، فوقع في قلبه حب رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وحب الإيمان فتوجه إلى النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فذهبت أمه إلى قومها فقالت : إن عبد الله قد توجه نحو محمد فاتبعوه فردوه فقالت أمه : خذوا ثيابه فإنه أشد الناس حياء وإنكم إن أخذتم ثيابه لم يبرح فأخذوا ثيابه وجردوه فقعد في البيت فأبى أن يأكل ويشرب حتى يلحق بمحمد فلما رأته أمه لا يأكل ولا يشرب أتت قومها فأخبرتهم أنه قد حلف ألا يأكل ويشرب حتى يلحق بمحمد فأعطوه ثيابه فإني أخاف أن يموت فأبوا فأخذت بجادها فقطعته قطعتين ثم زررت أحدهما فأزرته ووضعت الآخر على رأسه وقالت : اذهب . فذهب ترفعه أرض وتخفضه أخرى حتى قدم المدينة فقرأ القرآن وفقه في الدين فكان يأوى هو وأصحابه إلى ظل بيت امرأة من الأنصار تصنع لهم طعامهم وتهيىء لهم أمرهم : فقال له أصحابه ذات يوم لو تزوجت فلانة ؟ فبلغ ذلك المرأة فقالت : ما لكم هجيري إلا ذكرى ! لتمسكن عَنْ ذكرى أو لا يؤويكم ظل بيتي.
فبلغ ذلك أبا بكر فأتاها فقَالَ : يا فلانة ألم يبلغني أن عبد الله خطبك ؟ فتزوجيه ، فإنه في حسب من قومه وقد قرأ القرآن وفقه في الدين . وأتاها عمر فقال لها مثل ذلك ،(5/140)
فبلغ ذاك النبي صلى الله عليه وكان عبد الله إذا طلعت الشمس قام يصلي ما شاء الله أن يصلي ثم يمر بالنبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فيسلم عليه ثم يذهب إلى رحله فصلى ذات يوم فمر بالنبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فقَالَ : يا عبد الله ألم يبلغني أنك تذكر فلانة ؟ قَالَ : بلى قَالَ : فإني قد زوجتكها فأتى أصحابه فقَالَ : إن رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم قد زوجنيها فجاء نسوة من الأنصار فذهبن بها فهيأنها وصنعنها وصنعن لها بردة وصنعن لها وسادة من أدم وقدحا وشيئا من طعام فزففنها عشاء فقام يصلي فلم يعرض لها حتى أذن بلال بالفجر فلما أذن بلال ذهب النسوة إلى أزواجهن فقلن : والله ما لعبد الله فيها من حاجة ما عرض لها ولا أرادها ولا قربها ! فصلى عبد الله مع رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم صلاة الفجر فلما طلعت الشمس قام يصلى نحوا مما كان يصلي فمر بالنبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فسلم عليه فقال له رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : أما لك في أهلك حاجة ؟ قَالَ : بلى رأيت نعمة من نعم الله امرأة جميلة وفراشا وطعاما فلم أجد شيئا أتقرب به إلى الله إلا سلاحي ولم أكن لأوثر بسلاحي على الله ورسوله أحدا فلم أجد إلا أن أصلي وهذا وجهي إلى أهلي يا رسول الله ، فذهب إلى أهله فأصاب منها فتلقت بجارية فأصابته جراحة يوم خيبر ، فأوصى إني لم أكن أعطيت امرأتي شيئا ، فأعطوها من نصيبي من خيبر ، فمات.(5/141)
قال ابن مسعود : وأصابنا جوع شديد فخرجت ذات ليلة فرأيت نويرة تَبِصُّ فقلت : لأدنون منها لعلي أصيب عندها طعاما ، قَالَ : فدنوت فإذا رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم في القبر يحفر يناول أبا بكر وعمر التراب وإذا عبد الله مسجى عليه ، ورسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم يحفر ويناولهما التراب ، فلما دفنوه قَالَ : اللهم إني راض عنه فارض عنه مرتين ، أو ثلاثا.
قَالَ : فَشَبَّت الجارية وجاء بنو عمه يخاصمون امرأته في ابنته ، فقضى بها رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم للعمومة ، فقالت أمها : يا رسول الله تدفع ابنة عبد الله إلى الأعراب ! ألا تخيرها ؟ فخيرها يا رسول الله ، قَالَ : نعم ، فذهبت بها فجعلت تعلمها فقالت لها : إذا قَالَ لك غدا رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم اختاري ، فقولي : أختار الله ورسوله ودار الهجرة ، فلم تزل تعلمها حتى لقنت.
قَالَ : فجاءت بها من الغد فقالت : يا رسول الله ها هي ذه فخيرها فقَالَ : اختاري يا بنية فقالت : أختار الله ورسوله ودار الهجرة والإيمان فقضى بها لأمها ثم جاؤُوا بها إلى أبي بكر فقضى بها لهم . فأخبر أن رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم قضى بها لأمها فردها لأمها ثم أتوا عمر فقضى بها لهم فقيل لعمر : إن رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم قد قضى بها لأمها فقَالَ : لقد هممت أني أفعل بكم وأفعل تغفلتموني ! وقد كان رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم قضى بها لأمها فقضى بها لأمها . قَالَ عفان وقد قَالَ حماد أيضا : دع هذا على رأسك تستظل به من الشمس.(5/142)
6019- قَالَ : أَخْبَرَنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك عَنْ هشام بن سعد ، عَنْ زيد بن أسلم قَالَ : قال ابن الأدرع : خرج علينا رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ذات ليلة لحاجته فوجدني أحرسه فأخذ بيدي فانطلقت معه فمررنا برجل يصلي في المسجد رافعا صوته فقال رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : عسى أن يكون هذا مرائيا ! قَالَ : قلت : يا رسول الله رجل يصلي ويدعو ربه ! قَالَ : فرفض يدي ثم قَالَ : إنكم لن تدركوا هذا الأمر بالمغالبة أو بالشدة قَالَ : أحدهما . قَالَ : ثم خرج ليلة أخرى فوجدني أحرس فانطلقت معه فمررنا برجل يصلي في المسجد رافعا صوته فقلت أنا : عسى يا رسول الله أن يكون هذا مرائيا ؟ فقَالَ : لا ولكنه أواه قَالَ : فذهبت أنظر فإذا الأول أعرابي وإذا الآخر عبد الله ذو البجادين.(5/142)
6020- قَالَ : أَخْبَرَنا محمد بن عبد الله الأنصاري قَالَ : حَدَّثَنِي الحجاج بن الفرافصة الباهلي ، وكان من خيار الناس من العباد ، قَالَ : حَدَّثَنا إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة ، عَنْ عامر بن يحيى الفدكي ؛ أن ذا البجادين لما أن مات دفنه رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ليلا قَالَ : فلما حمل جعل النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم يقول : ارفقوا به رفق الله بكم واستغفروا له غفر الله لكم . قَالَ : فدفنه ليلا وعلى شفير القبر سراج.(5/142)
6021- قَالَ : أَخْبَرَنا يحيى بن عباد قَالَ : حَدَّثَنا حماد بن سلمة ، عَنْ أبي جعفر الخطمي ، عَنْ محمد بن كعب القرظي ؛ أن رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم دفن عبد الله ذا البجادين ليلا.(5/143)
802- وأخوه خزاعي بن عبد نهم بن عفيف بن أسيحم بن ربيعة بن عدي بن ثعلبة بن ذؤيب بن سعد بن عداء بن عثمان بن مزينة وأمه جهمة بنت الحارث بن اليقظان الهمداني . وأمها من بني ملكان بن أفصى إخوة خزاعة وهو من خزاعة فسمي خزاعي على تسمية أخواله.
وكان خزاعي أسلم بعد أخيه عبد الله ذي البجادين فلما أسلم خزاعي كسر صنم مزينة وكان يقال لهم : نهم ، ثم لحق بالنبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فأسلم.(5/143)
803- وأخوهما : المغفل بن عبد نهم بن عفيف بن أسيحم بن ربيعة بن عدي بن ثعلبة بن ذؤيب بن سعد بن عداء بن عثمان بن مزينة . وأمه جهمة بنت الحارث بن اليقظان الهمداني.
أسلم بعد أخويه عبد الله ذي البجادين وخزاعي . ومات المغفل في طريق مكة عام الفتح قبل أن يدخل رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم مكة بقليل.(5/143)
804- وابنه : عبد الله بن المغفل بن عبد نهم وأمه العيلة بنت معاوية بن معاوية بن عمرو بن غيظ بن عبد بن ثور بن هذمة بن لاطم بن عثمان بن مزينة.
قال يحيى بن معين : كان عبد الله بن المغفل يكنى أبا زياد . قَالَ محمد بن سعد : فذكرت ذلك لرجل من ولده فقَالَ : كان يكنى أبا سعيد فقلت له : إن بعضهم يقول : كان يكنى أبا محمد قَالَ : لم يصنع هذا شيئا كان لعبد الله بن المغفل سبعة من الذكور لم يكن أحد منهم اسمه محمد وكان له زياد بن عبد الله بن المغفل , فأما الذي عندنا فكان يكنى أبا سعيد وكان من البكائين.(5/144)
6022- قَالَ : أَخْبَرَنا الفضل بن دكين قَالَ : حَدَّثَنا أبو جعفر الرازي عَنِ الربيع بن أنس عَنْ أبي العالية ، أو غيره ، عَنْ عبد الله بن المغفل قَالَ : أنا من الرهط الذين ذكر الله : {لا أجد ما أحملكم عليه} قَالَ عبد الله : إني لآخذ ببعض أغصان الشجرة التي بايع رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم الناس تحتها أظله . قَالَ : فبايعته على أن لا نفر.
قال مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : ولم يزل عبد الله بن المغفل بالمدينة ثم تحول إلى البصرة فنزلها حتى مات بها.(5/144)
6023- قَالَ : أَخْبَرَنا هوذة بن خليفة قَالَ : حَدَّثَنا عوف عَنْ خزاعي عَنْ زياد بن محمد بن عبد الله بن المغفل المزني قَالَ : أرى عبد الله بن المغفل أن الساعة قد قامت وأن الناس حشروا فجعلوا يعرضون على مكان عليه عارض قد علمت في منامي أنه من جاز ذلك المكان فقد نجا فذهبت أدنو منه لأنجو زعمت فقَالَ : وراءك أتريد أن تنجو وعندك ما عندك ؟! كلا والله فرجعت واستيقظت من الفزع . قَالَ : فأيقظ أهله وعنده تلك الساعة عيبة مملوءة دنانير فقَالَ : يا فلانة أريني تلك العيبة قبحها الله وقبح ما فيها وعرف رؤياه . قَالَ : فما أصبح حتى قسمها جمعا صررا ولم يدع منها دينارا واحدا.
قَالَ : فلما كان المرض الذي مات فيه أوصى أهله فقال لهم : لا يليني إلا أصحابي ولا يصلي علي ابن زياد فلما مات أرسلوا إلى أبي برزة الأسلمي وإلى عائذ بن عمرو وإلى نفر من أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم بالبصرة فولوا غسله وتكفينه قَالَ : فما زادوا على أن طووا أيدي قمصهم ودسوا قمصهم في حجزهم ثم غسلوه وكفنوه ثم لم يزد القوم على أن توضئوا فلما أخرجوه من داره إذا ابن زياد في موكبه بالباب فقيل له : إنه قد أوصى أن لا تصلي عليه ! قَالَ : فسار معه حتى بلغ حد البيضاء فمال إلى البيضاء وتركه.(5/144)
6024- قَالَ : أَخْبَرَنا وكيع بن الجراح ، وعبد الوهاب بن عطاء ، وعمرو بن عاصم ، والفضل بن دكين ، قَالُوا : حَدَّثَنا أبو الأشهب جعفر بن حيان ، عَنْ بكر بن عبد الله المزني قَالَ : أوصى عبد الله بن المغفل عند موته لا تتبعوني صوتا ولا تدنوا مني نارا ولا ترجموني بالحجارة . قَالَ أبو الأشهب : يعني ما يركم على قبره من الحجارة.(5/145)
6025- قَالَ : أَخْبَرَنا عبد الله بن محمد المحاربي قَالَ : حَدَّثَنا محمد بن إسحاق عَنْ طلحة بن عبيد الله بن كريز عَنِ الحسن قَالَ : عبد الله بن المغفل المزني أحد الذين بعثهم عمر بن الخطاب إلى أهل البصرة يفقهونهم فدخل عليه عبيد الله بن زياد يعوده فقَالَ : أعهد إلينا أبا زياد فإن الله كان ينفعنا بك . قَالَ : فهل أنت فاعل ما آمرك به ؟ قَالَ : نعم . قَالَ : فإني أطلب إليك إذا أنا مت أن لا تصلي علي وأن تخلي بيني وبين بقية أصحابي فيكونون هم الذين يلوني ويصلون علي قَالَ : فركب في اليوم الذي مات فيه فإذا كل طريق قد ضاق بأهله . فقَالَ : ما بال الناس ؟ فقَالُوا : صاحب رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم توفي عبد الله بن المغفل . قَالَ : فوقف دابته حتى أخرج به ثم قَالَ : لولا أنه طلب إلينا شيئا فأطلبناه إياه لسرنا معه وصلينا عليه . يقول الحسن : لا أبالك أتراه وفاء من الخبيث.(5/145)
805- النعمان بن عمرو بن مقرن بن عائذ بن ميجا بن هجير بن نصر بن حبشية بن كعب بن عبد بن ثور بن هذمة بن لاطم بن عثمان بن مزينة ويكنى أبا عمرو.
وكان هو وستة أخوة له شهدوا الخندق مع رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وحمل النعمان أحد ألوية مزينة الثلاثة التي كان رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم عقدها لهم يوم فتح مكة وكانت مزينة قد ألفت يومئذ ولم تؤلف من قبائل العرب غيرها ولمزينة محلتان بالمدينة ولا نعلم حيا من العرب لهم محلتان بالمدينة غيرهم.(5/146)
6026- قال : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنا إسحاق بن يحيى بن طلحة ، عَنْ مجاهد ، قَالَ : البكاؤُون بنو مقرن وهم سبعة.(5/146)
6027- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي كثير بن عبد الله المزني ، عَنْ أبيه ، عَنْ جده ، وكان قد حضر نهاوند ، قَالَ : كان أمير الناس يومئذ النعمان بن مقرن فلما هزمهم الله كان أول قتيل قتل النعمان بن مقرن . فأخذ الراية سويد بن مقرن حتى إذا جمعت الغنائم قسمها السائب بن الأقرع الثقفي فأسهم للفرس سهمين ولصاحبه سهما فأصابني اثنا عشر ألف درهم وكنت راجلا.
قال مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : وكان على ميمنة النعمان بن مقرن يوم نهاوند الأشعث بن قيس الكندي وعلى الميسرة المغيرة بن شعبة الثقفي . وكانت نهاوند سنة إحدى وعشرين.(5/146)
806- سويد بن مقرن
ويكنى أبا عدي صحب النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وروى عنه.(5/146)
807- معقل بن مقرن
وهو أبو عبد الله بن معقل الذي روى عنه الكوفيون.
6028- قَالَ : أَخْبَرَنا خلاد بن يحيى قَالَ : حَدَّثَنا مسعر بن كدام عَنْ أبي حصين عَنْ أبي الضحى قَالَ : ذكر عند مسروق اجتهاد عبد الله بن معقل فقَالَ : وما هذا فيما كان أبوه يصنع ؟ بينا نحن عند عبد الله إذا جاء أبو معقل إلى عبد الله فقَالَ : إني حلفت على الفراش واللحم سنة أو أشهرا فقرأ عبد الله : {يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم} إلى آخر الآية ، فقال معقل : مررت بها هذه الليلة . قَالَ : فقال له عبد الله : أنت موسر فحرر رقبة . وأمره بالفراش واللحم.(5/147)
808- سنان بن مقرن
صحب النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم.
809- عقيل بن مقرن
ويكنى أبا حكيم صحب النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم.
810- عبد الرحمن بن مقرن
صحب النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم.(5/147)
811- عبد الرحمن بن عقيل بن مقرن صحب النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم.(5/148)
812- بلال بن الحارث
وهو من بني قرة بن مازن بن خلاوة بن ثعلبة بن ثور بن هدمة بن لاطم بن عثمان بن مزينة.
6029- قال : أَخْبَرَنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس قَالَ : حَدَّثَنِي أبي ، عَنْ ثور بن زيد عَنْ خاله موسى بن ميسرة ، مولى بني الديل ، عَنْ عكرمة ، عَنْ عبد الله بن عباس أنه قَالَ : أعطى النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم بلال بن الحارث المزني معادن القبلية جلسيها وغوريها وحيث يصلح الزرع من قدس.(5/148)
6030- قَالَ : أَخْبَرَنا سعيد بن منصور قَالَ : حَدَّثَنا عبد العزيز بن محمد عَنْ ربيعة قَالَ : سمعت الحارث بن بلال بن الحارث يقول : إن رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم أقطع بلال بن الحارث العقيق فلما كان عمر بن الخطاب قَالَ : ما أقطعكه لتحتجنه فأقطعه الناس.(5/148)
6031- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنا الضحاك بن عثمان ، عَنْ ضمرة بن سعيد ، عَنْ أبي بشير المازني ، عَنِ النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم قَالَ : من وجدتموه يقطع من الحمى شيئا فلكم سلبه.
وكان رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم يستعمل عليه بلال بن الحارث المزني وعهد أبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية . فمات بلال في خلافة معاوية فاستعمل على الحمى بعد ذلك.(5/149)
6032- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي سعيد بن عطاء بن أبي مروان ، عَنْ أبيه قَالَ : بعث رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم إلى مزينة بلال بن الحارث وعمرو بن عوف يستنفرانهم حين أراد أن يغزو مكة . قَالَ مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : حمل بلال أحد ألوية مزينة الثلاثة التي عقد لهم رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم يوم فتح مكة . وكان بلال يكنى أبا عبد الرحمن وكان يسكن جبل مزينة الأشعر والأجرد ويأتي المدينة كثيرا وتوفى سنة ستين وهو يومئذ ابن ثمانين سنة.(5/149)
813- معقل بن يسار بن عبد الله بن معبر بن حراق بن لأي بن كعب بن عبد بن ثور بن هدمة بن لاطم بن عثمان بن مزينة ويكنى أبا عبد الله وهو صاحب نهر معقل بالبصرة.
أمره عمر بن الخطاب فحفره وتحول إلى البصرة فنزلها وبنى بها دارا وتوفى بها في آخر خلافة معاوية بن أبي سفيان في ولاية عبيد الله بن زياد.(5/149)
814- معبد بن خليد بن أثبة بن سليم بن رويح بن كلفة بن كعب بن عبد بن ثور بن هدمة بن لاطم بن عثمان بن مزينة كان فيمن وفد على النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم في وفد مزينة وصحب النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ولم يرو عنه شيئا من الحديث.(5/150)
815- معقل بن سنان بن نبيشة بن سلمة بن سلامان بن النعمان بن صبيح بن مازن بن خلاوة بن ثعلبة بن ثور بن هدمة بن لاطم بن عثمان بن مزينة كان في وفد مزينة وصحب النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وأقطعه رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم قطيعة ولم نسمع أنه روى عَنِ النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم.(5/150)
816- قرة بن إياس بن هلال بن رئاب بن عبيد بن سواءة بن سارية بن ذبيان بن ثعلبة بن سليم بن أوس بن مزينة وهو أبو معاوية بن قرة.(5/150)
6033- قَالَ : أَخْبَرَنا أحمد بن عبد الله بن يونس والحسن بن موسى ، قالا : حَدَّثَنا زهير قَالَ : حَدَّثَنا عروة بن عبد الله بن قشير قَالَ : حَدَّثَنِي معاوية بن قرة قَالَ : حَدَّثَنِي أبي قَالَ : أتيت النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم في رهط من مزينة فبايعناه وإن قميصه لمطلق قَالَ : فبايعته ثم أدخلت يدي من جيب قميصه فمسست الخاتم . قَالَ عروة : فما رأيت معاوية ولا ابنه قط إلا مطلقي إزارهما في شتاء ولا حر ولا يزران إزارهما.(5/151)
6034- قَالَ : أخبرني يحيى بن عباد قَالَ : حَدَّثَنِي شعبة قَالَ : أخبرني معاوية بن قرة أبو إياس عَنْ أبيه قَالَ : وقد كان أتى النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وقد صر وحلب لأهله قَالَ : فمسح رأسي ودعا لي.(5/151)
6035- قَالَ : أَخْبَرَنا وكيع بن الجراح عَنْ شعبة عَنْ معاوية بن قرة عَنْ أبيه قَالَ : مسح النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم على رأسي.(5/151)
6036- قَالَ : أَخْبَرَنا المعلى بن أسد قَالَ : حَدَّثَنا محمد بن أبي عيينة المهلي قَالَ : سمعت معاوية بن قرة يقول : قتلت قاتل أبي يوم ابن عبيس قَالَ : وكان قرة قتل قتلا.(5/151)
817- أخو قرة بن إياس
قال محمد بن سعد : ولم يسم لنا.(5/151)
6037- قَالَ : أَخْبَرَنا عبد الله بن جعفر الرقي قَالَ : حَدَّثَنا عبد الله بن عمرو عَنْ عبد الملك بن عمير عَنْ معاوية بن قرة عَنْ عمه أنه كان يأتي النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم بابنه فيجلسه بين يديه فقال له النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : أتحبه ؟ قَالَ : نعم حبا شديدا . ثم إن الغلام مات فقال له النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : كأنك حزنت عليه ؟ قَالَ : أجل يا رسول الله قَالَ : أفما يسرك إذا أدخلك الله الجنة أن تجده على باب من أبوابها فيفتحه ؟ قَالَ : بلى قَالَ : فإنه كذلك إن شاء الله.(5/152)
818- عصام المزني
6038- قَالَ : أَخْبَرَنا العباس بن الفضل الأزرق البصري قَالَ : حَدَّثَنا سفيان بن عيينة قَالَ : حَدَّثَنا عبد الملك بن نوفل بن مساحق القرشي ، عَنْ عبد الله بن عصام المزني ، عَنْ أبيه قَالَ : بعثنا رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم يوم بطن نخلة فقَالَ : اقتلوا ما لم تسمعوا مؤذنا أو تروا مسجدا إذ لحقنا رجلا فقلنا له : كافر أو مسلم ؟ فقَالَ : إن كنت كافرا فمه ! قلنا : إن كنت كافرا قتلناك ! قَالَ : دعوني اقض إلى النسوان حاجة ! قَالَ : إذ دنا إلى امرأة منهم فقال اسلمي حبيش ! على نفد العيش !
أريتك إذ طالبتكم فوجدتكم ... بحلية أو أدركتكم بالخوانق
أما كان أهلا أن ينول عاشق ... تكلف إدلاج السرى والودائق
فلا ذنب لي قد قلت إذ نحن جيرة ... أثيبي بود قبل إحدى الصفائق
أثيبي بود قبل أن تشحط النوى ... وينأى أميري بالحبيب المفارق
قالت : نعم حييت عشرا وسبعا وترا وثمانيا تترى ! قَالَ : فقربناه فضربنا عنقه . قَالَ : فجاءت ترشفه حتى ماتت عليه ! قَالَ سفيان : فإذا امرأة كثيرة النحص : يعني اللحم.(5/152)
- ومن بني سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر
819- صفوان بن المعطل بن رحضة بن المؤمل بن خزاعي بن محاربي بن هلال بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة بن سليم ويكنى أبا عمرو.(5/153)
6039- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي يعقوب بن يحيى بن عباد ، عَنْ عيسى بن معمر ، عَنْ عباد بن عبد الله بن الزبير ، عَنْ عائشة قالت : أسلم صفوان بن المعطل قبل غزوة المريسيع وشهد المريسيع مع رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وكان على ساقة الناس من ورائهم فادلج فأصبح عند منزلي الذي أقمت به ألتمس عقدي وقد ذهب الناس فأتاني وكان يراني قبل أن ينزل الحجاب وأنا متلفعة فأثبتني فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني فخمرت وجهي بملحفتي ، فوالله إن كلمني كلمة حتى أناخ بعيره ، ثم وطى على يده موليا عني ، فركبت على رحله وانطلق يقود بي حتى جئنا العسكر شد الضحا ، فارتعج العسكر وقال أصحاب الإفك الذي قالوا ، وتولى كبره عبد الله بن أبي بن سلول ، ولا أشعر من ذلك بشيء ، وتكلم ابن أبي في صفوان بن المعطل ورماه بما رماه به.
وذكر جعيل بن سراقة وجهجاه وكانا من فقراء المهاجرين فقَالَ : ومثل هذين يكثران على قومي وقد أنزلنا محمد في ذروة كنانة وعزها ! والله لقد كان جعيل يرضى أن يسكت فلا يتكلم فكان اليوم يتكلم . فقال حسان بن ثابت وكان ممن تكلم مع أبي :
أمسى الجلاليب قد راعوا وقد كثروا ... وابن الفريعة أمسى ببيضة البلد(5/153)
فلما نزل عذر عائشة وتلا رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم القرآن على الناس ، وقد كان رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم صعد المنبر قبل ذلك فحمد الله وأثنى عليه ثم قَالَ : من يعذرني ممن يؤذيني في أهلي ؟ ويقولون لرجل والله ما علمت على ذلك الرجل إلا خيرا ، وما كان يدخل بيتا من بيوتي إلا معي ويقولون عليه غير الحق.
فجاء صفوان بن المعطل إلى جعيل بن سراقة فقَالَ : انطلق بنا نضرب حسان ، فوالله ما أراد غيرك وغيري ، ولنحن أقرب إلى رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم منه ، فأبى جعيل أن يذهب وقَالَ : لا أفعل إلا أن يأمرني به رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ، ولا تفعل أنت حتى تؤامر رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم في ذلك . فأبى صفوان فخرج مصلتا السيف حتى يضرب حسان بن ثابت في نادي قومه ، فوثبت الأنصار إليه فأوثقوه رباطا ، وكان الذي ولي ذلك منه ثابت بن قيس بن شماس ، وأسروه أسرا قبيحا ، فمر بهم عمارة بن حزم فقَالَ : ما تصنعون ؟ أعَنْ أمر رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ورضاه ، أم أمر فعلتموه ؟ قَالُوا : ما علم به رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم . قَالَ : لقد اجترأت ، خَلِّ عنه !(5/154)
ثم جاء به وبثابت إلى رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم يسوقهما ، فأراد ثابت أن ينصرف فأبى عمارة حتى جاء إلى رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فقال حسان : يا رسول الله شهر علي السيف في نادي قومي ، ثم ضربني لأن أموت ، ولا أراني إلا ميتا من جراحتي.
فأقبل رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم على صفوان فقال له : ولم ضربته وحملت السلاح عليه ؟ وتغيظ رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ، فقَالَ : يا رسول الله آذاني وهجاني وسفه علي وحسدني على الإسلام.
ثم أقبل رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم على حسان بن ثابت فقَالَ : أسفهت على قوم أسلموا ؟ ثم قَالَ : احبسوا صفوان ، فإن مات حسان فاقتلوه به . فخرجوا بصفوان فبلغ سعد بن عبادة ما صنع به . فخرج في قومه من الخزرج حتى أتاهم فقَالَ : عمدتم إلى رجل من قوم رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم تؤذونه وتهجونه بالشعر وتشتمونه ، فغضب لما قيل له ، ثم أسرتموه أقبح إسار ورسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم بين أظهركم ! قَالُوا : فإن رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم أمرنا بحبسه وقَالَ : إن مات صاحبكم فاقتلوه به ، قَالَ سعد : والله إن أحب إلى رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم للعفو ، ولكن رسول الله قد قضى لكم بالحق ، وإن رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ليحب أن يترك صفوان ، والله لا أبرح حتى يطلق ! فقال حسان : ما كان لي من حق فهو لك ، فأبى ثابت وأبى قومه ،(5/155)
فغضب قيس بن سعد غضبا شديدا وقَالَ : عجبا لكم ما رأيت كاليوم ! إن حسان قد ترك حقه وتأبون أنتم ! ما ظننت أن أحدا من الخزرج يرد أبا ثابت في أمر يهواه ، فاستحيا القوم وأطلقوا صفوان من الوثاق ، فذهب به سعدا إلى بيته فكساه حلة ، ثم خرج صفوان حتى دخل المسجد ليصلي فيه ، فرآه رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فقَالَ : صفوان ؟ قَالُوا : نعم يا رسول الله ، قَالَ : من كساه ؟ قَالُوا : سعد بن عبادة ، قَالَ : كساه الله من ثياب الجنة.
ثم كلم سعد بن عبادة حسان بن ثابت فقَالَ : لا أكلمك أبدا إن لم تذهب إلى رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فتقول : كل حق هو لي قبل صفوان فهو لك يا رسول الله ، فأقبل حسان بن ثابت في قومه حتى وقف بين يدي رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ، فقال : يا رسول الله ، كل حق لي قبل صفوان بن المعطل فهو لك . فقال : قد أحسنت وقبلت ذلك . وأعطاه رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم أرضا براحا ، وهي بيرحاء وما حولها وسيرين أخت مارية . وأعطاه سعد بن عبادة حائطا يجد مالا كثيرا عوضا له مما عفا عَنْ حقه.(5/156)
6040- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة قَالَ : أخبرني سليمان بن سحيم عَنْ نافع بن جبير بن مطعم أن حسان بن ثابت حبس صفوان فلما برىء حسان أرسل رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فقَالَ : ياحسان أحسن فيما أصابك . فقَالَ : هو لك يا رسول الله . فأعطاه رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم بيرحاء وأعطاه سيرين عوضا.
قال مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : وشهد صفوان مع رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم الخندق ومشاهده كلها وكان مع كرز بن جابر الفهري في طلب العرنيين الذين أغاروا على لقاح رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم بذي الجدر ومات صفوان بسميساط سنة ستين.(5/156)
6041- قَالَ : أَخْبَرَنا وهب بن جرير قَالَ : حَدَّثَنا أبي قَالَ : سمعت الحسن قَالَ : لما قَالَ حسان بن ثابت في شأن عائشة ما قَالَ : حلف صفوان بن المعطل لئن أنزل الله عذره ليضربن حسان ضربة بالسيف فلما أنزل الله عذره ضرب حسان على كفه بالسيف ، فأخذه قومه فأتوا به وبحسان إلى رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ، فدفعه إليهم ليقتصوا منه ، فلما أدبروا به بكى رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ، فقيل لهم : هذا رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم يبكي فارجعوا به ! فتركه حسان لرسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ، فقال رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : دعوا صفوان فإنه يحب الله ورسوله ، أو كما قَالَ.(5/156)
6042- قَالَ : أَخْبَرَنا يحيى بن حماد قَالَ : حَدَّثَنا أبو عوانة عَنْ سليمان قَالَ : حَدَّثَنا أبو صالح ، عَنْ أبي سعيد الخدري قَالَ : جاءت امرأة صفوان بن معطل إلى نبي الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم تشكو زوجها فقالت : إنه يضربني إذا قرأت القرآن وأصلي ، ويفطرني وأنا صائمة ، ولا يصلي الفجر حتى تطلع الشمس ! فدعاه رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فقَالَ : ما تقول هذه ؟ تذكر أنك تضربها على الصلاة وقراءة القرآن ! قَالَ : إنها تقرأ بسورتي ، فقال رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : إن الناس كلهم لو قرؤُوها لكفتهم أو وسعتهم . وتفطرها وهي صائمة ! فقَالَ : إني رجل شاب وإنها تصوم بغير إذني ولا أصبر . فنهى رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم النساء أن يصمن تطوعا إلا بإذن أزواجهن . قَالَ : وتنام عَنْ صلاة الفجر حتى تطلع الشمس ! فقَالَ : إنا أهل بيت نوم وإني لا أستطيع إلاَّ هذا . فقال له رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : إذا استيقظت فصل.(5/157)
820- الْحَجَّاجُ بْنُ عِلاَطٍ بن خالد بن ثويرة بن جبير بن هلال بن عيد بن ظفر بن سعد بن عمرو بن بهز بن امرىء القيس بن بهثة بن سليم.
وكان صاحب غارات في الجاهلية فخرج يغير في بعض غاراته ، فذكر له أن رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم بخيبر فأسلم وحضر مع رسول الله خيبر ، وكان مكثرا له مال معادن الذهب التي بأرض بني سليم.
فقَالَ : يا رسول الله ائذن لي حتى أذهب فآخذ مالي عند امرأتي فإنها إن علمت بإسلامي لم آخذ منه شيئا وكانت امرأته أم شيبة بنت عمير بن هاشم أخت مصعب بن عمير العبدري . فأذن له رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فقَالَ : لا بد لي يا رسول الله من أن أقول ، فأذن له رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم أن يقول ما شاء ،(5/157)
فقدم الحجاج مكة وأهلها يَتَحَسَّبون الأخبار ، وقد بلغهم أن رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم قد سار إلى خيبر ، فقَالُوا : الخبر يا حجاج ؟ فقَالَ : عندي ما يسركم ، لم يلق محمد وأصحابه قوما يحسنون القتال غير أهل خيابر ، قد هزم هزيمة لم يسمع بمثلها قط ، وأسر محمدا أسرا ، فقَالُوا : لَنْ نَقْتُلَهُ حَتَّى نَبْعَثَ بِهِ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ ، قَالَ : فَصَاحُوا بِمَكَّةَ , وَقَالُوا : قَدْ جَاءَكُمُ الْخَبَرُ , فَقُلْتُ : أَعِينُونِي عَلَى جَمْعِ مَا لِي عَلَى غُرَمَائِي ، فَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَقْدَمَ فَأُصِيبَ مِنْ غَنَائِمِ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ قَبْلَ أَنْ يَسْبِقْنِيَ التُّجَّارُ إِلَى مَا هُنَاكَ.
فَقَامُوا , فَجَمَعُوا لِي مَالِي كَأَحَثِّ جَمْعٍ سَمِعْتُ بِهِ وَجِئْتُ صَاحِبَتِي ، وَكَانَ لِي عِنْدَهَا مَالٌ ,
فَقُلْتُ لَهَا : مَالِي لِعَلِّي أَلْحَقُ بِخَيْبَرَ فَأُصِيبُ مِنَ الْبَيْعِ قَبْلَ أَنْ يَسْبِقْنِيَ التُّجَّارُ.
وَسَمِعَ بِذَلِكَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , فَانْخَزَلَ ظَهْرُهُ , فَلَمْ يَسْتَطِعِ الْقِيَامَ , فَدَعَا غُلاَمًا لَهُ يُقَالُ لَهُ : أَبُو زَبِيبَةَ , فَقَالَ : اذْهَبْ إِلَى الْحَجَّاجِ , فَقُلْ : يَقُولُ لَكَ الْعَبَّاسُ : اللَّهُ أَعْلَى وَأَجَلُّ مِنْ أَنْ يَكُونَ الَّذِي تُخْبِرُهُ حَقًّا ، فَجَاءَهُ , فَقَالَ الْحَجَّاجُ : قُلْ لأَبِي الْفَضْلِ أَخِلْنِي فِي بَعْضِ بُيُوتِكَ حَتَّى آتِيَكَ ظَهْرًا بِبَعْضِ مَا تُحِبُّ ، وَاكْتُمْ عَنِّي ، فَأَتَاهُ ظُهْرًا , فَنَاشَدَهُ اللَّهَ لَيَكْتُمَنَّ عَلَيْهِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ , فَوَاثَقَهُ الْعَبَّاسُ عَلَى ذَلِكَ ، قَالَ : فَإِنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ وَلِي مَالٌ عِنْدَ امْرَأَتِي وَدَيْنٌ عَلَى النَّاسِ , وَلَوْ عَلِمُوا بِإِسْلاَمِي لَمْ يَدْفَعُوا إِلَيَّ شَيْئًا ، تَرَكْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم قَدْ فَتَحَ خَيْبَرَ , وَجَرَتْ سِهَامُ اللهِ وَرَسُولِهِ فِيهَا وَتَرَكْتُهُ عَرُوسًا بِابْنَةِ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ ، وَقَتَلَ بَنِي أَبِي الحُقَيْقِ.(5/158)
فَلَمَّا أَمْسَى الحَجَّاجُ مِنْ يَوْمِهِ ذَلِكَ خَرَجَ وَأَقْبَلَ الْعَبَّاسُ بَعْدَ مَا مَضَى الأَجَلُ , وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ , وَقَدْ تَخَلَّقَ بِخَلُوقٍ , وَأَخَذَ فِي يَدِهِ قَضِيبًا , وَأَقْبَلَ يَخْطِرُ حَتَّى وَقَفَ عَلَى بَابِ الْحَجَّاجِ بْنِ عِلاَطٍ , فَقَرَعَهُ ، وَقَالَ : أَيْنَ الْحَجَّاجُ ؟ فَقَالَتِ امْرَأَتُهُ : انْطَلَقَ إِلَى غَنَائِمِ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ لِيَشْتَرِيَ مِنْهَا ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ : فَإِنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ لَكَ بِزَوْجٍ إِلاَّ أَنْ تَتَّبِعِي دِينَهُ , إِنَّهُ قَدْ أَسْلَمَ وَحَضَرَ الْفَتْحَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم.
ثُمَّ انْصَرَفَ الْعَبَّاسُ إِلَى الْمَسْجِدِ , وَقُرَيْشٌ يَتَحَدَّثُونَ بِحَدِيثِ الْحَجَّاجِ بْنِ عِلاَطٍ ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ : كَلاَّ وَالَّذِي حَلَفْتُمْ بِهِ ، لَقَدِ افْتَتَحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم خَيْبَرَ , وَتُرِكَ عَرُوسًا عَلَى ابْنَةِ ملكهم حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ , فَضَرَبَ أَعْنَاقَ بَنِي أَبِي الْحُقَيْقِ الْبِيضَ الْجِعَادَ الَّذِينَ رَأَيْتُمُوهُمْ سَادَةَ النَّضِيرِ مِنْ يَثْرِبَ وَخَيْبَرَ ، وَهَرَبَ الْحَجَّاجُ بِمَالِهِ الَّذِي عِنْدَ امْرَأَتِهِ , قَالُوا : مَنْ أَخْبَرَكَ هَذَا ؟ قَالَ : الصَّادِقُ فِي نَفْسِي الثِّقَةُ فِي صَدْرِي الْحَجَّاجُ , فَابْعَثُوا إِلَى أَهْلِهِ . فَبَعَثُوا , فَوَجَدُوا الْحَجَّاجَ قَدِ انْطَلَقَ بِمَالِهِ , وَوَجَدُوا كُلَّ مَا قَالَ لَهُمُ الْعَبَّاسُ حَقًّا ، فَكُبِتَ الْمُشْرِكُونَ وَفَرِحَ الْمُسْلِمُونَ ، وَلَمْ تَلْبَثْ قُرَيْشٌ خَمْسَةَ أَيَّامٍ حَتَّى جَاءَهُمُ الْخَبَرُ بِذَلِكَ.
هَذَا كُلُّهُ حَدِيثُ مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ ، عَنْ رِجَالِهِ الَّذِينَ رَوَى عَنْهُمْ غَزْوَةَ خَيْبَرَ.(5/159)
6043- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَرْوَانَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَغْزُوَ مَكَّةَ بَعَثَ الْحَجَّاجِ بْنِ عِلاَطٍ وَالْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ السُّلَمِيِّ إلى بني سليم يَأْمُرُهُم بِقُدُومِ الْمَدِينَةِ.
قَالَ مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : وَهَاجَرَ الْحَجَّاجُ بْنُ عِلاَطٍ , وَسَكَنَ الْمَدِينَةَ بِبَنِي أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ , وَبَنَى بِهَا دَارًا وَمَسْجِدًا يُعْرَفُ بِهِ ، وَهُوَ أَبُو نَصْرِ بْنُ الْحَجَّاجِ , وَلَهُ حَدِيثٌ.(5/159)
821- الْعَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسَ ابْنِ أَبِي عَامِرِ بْنُ حَارِثَ بْنِ عَبْدِ بْنِ عِيسَى بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ بُهْثَةَ بْنِ سُلَيْمٍ أَسْلَمَ قَبْلَ فَتْحِ مَكَّةَ , وَوَافَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فِي تِسْعِمِئَةٍ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى الْخُيُولِ وَالْقَنَا وَالدُّرُوعِ الظَّاهِرَةِ لَيَحْضُرُوا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فَتْحَ مَكَّةَ.(5/160)
6044- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي عِكْرِمَةُ بْنُ فَرُّوخَ السُّلَمِيُّ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ جَاهِمَةَ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ مِرْدَاسٍ قَالَ : قَالَ عَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ : لَقِيتُهُ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وَهُوَ يَسِيرُ حِينَ هَبَطَ مِنَ الْمُشَلَّلِ , وَنَحْنُ فِي آلَةِ الْحَرْبِ ، وَالْحَدِيدُ ظَاهَرٌ عَلَيْنَا , وَالْخَيْلُ تُنَازِعُنَا الأَعِنَّةَ ، فَصَفَفْنَا لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم , وَإِلَى جَنْبِهِ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ , فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : يَا عُيَيْنَةَ هَذِهِ بَنُو سُلَيْمٍ قَدْ حَضَرَتْ بِمَا تَرَى مِنَ الْعُدَّةِ وَالْعَدَدِ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ جَاءَهُمْ دَاعِيكَ ، وَلَمْ يَأْتِنِي أَمَا وَاللَّهِ إِنَّ قَوْمِي لَمُعِدُّونَ مُؤَدُّونَ فِي الْكُرَاعِ وَالسِّلاَحِ ، وَإِنَّهُمْ لأَحْلاَسُ الْخَيْلِ وَرِجَالُ الْحَرْبِ ، وَرُمَاةُ الْحَدَقِ . فَقَالَ عَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ : أَقْصِرْ أَيُّهَا الرَّجُلُ ، فَوَاللَّهِ إِنَّكَ لَتَعْلَمُ أَنَّا أَفْرَسُ عَلَى مُتُونِ الْخَيْلِ ، وَأَطْعَنْ بِالْقَنَا , وَأَضْرَبُ بِالْمَشْرَفِيَّةِ مِنْكَ وَمِنْ قَوْمِكَ . فَقَالَ عُيَيْنَةُ : كَذَبْتَ وَخُنْتَ , لَنَحْنُ أَوْلَى بِمَا ذَكَرْتَ مِنْكَ قَدْ عَرَفَتْهُ لَنَا الْعَرَبُ قَاطِبَةً ، فَأَوْمَى إِلَيْهِمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم بِيَدِهِ حَتَّى سَكَتَا.(5/160)
5519- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ قَالَ : أَعْطَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم الْعَبَّاسَ بْنَ مِرْدَاسٍ السلمي مَعَ مَنْ أَعْطَى مِنَ الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ ، فَأَعْطَاهُ أَرْبَعَةَ مِنَ الإِبِلِ ، فَعَاتَبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فِي شِعْرٍ قَالَهُ :
كَانَتْ نِهَابَا تَلاَفَيْتُهَا ... وَكَرِّي عَلَى الْقَوْمِ بِالأَجْرَعِ.
وَحَثِّي الْجُنُودَ لِكَيْ يُدْلِجُوا ... إِذَا هَجَعَ الْقَوْمُ لَمْ أَهْجَعِ.
فَأَصْبَحَ نَهْبِي وَنَهْبُ الْعُبَيْ- ... ـدِ بَيْنَ عُيَيْنَةَ وَالأَقْرَعِ.
إلاَّ أَفَائِلَ أُعْطِيتَهَا ... عَدِيدَ قَوَائِمِهِ الأَرْبَعِ.
وَمَا كَانَ بَدْرٌ وَلاَ حَابِسٌ ... يَفُوقَانِ مِرْدَاسَ فِي المَجْمَعِ.
وَقَدْ كُنْتُ فِي الْحَرْبِ ذَا تُدْرَإٍ ... فَلَمْ أُعْطَ شَيْئًا وَلَمْ أُمْنَعِ.
وَمَا كُنْتُ دُونَ امْرِئٍ مِنْهُمَا ... وَمَنْ تَضَعِ الْيَوْمَ لاَ يُرْفَعِ(5/160)
قَالَ : فَرَفَعَ أَبُو بَكْرٍ أَبْيَاتَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم , فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم لِلْعَبَّاسِ : أَرَأَيْتَ قَوْلَكَ :
أَصْبَحَ نَهْبِي وَنَهْبَ الْعُبَيْدِ ... بَيْنَ الأَقْرَعِ وَعُيَيْنَةَ
فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ لَيْسَ هَكَذَا ، قَالَ : فَقَالَ : كَيْفَ قَالَ ؟ فَأَنْشَدَهُ أَبُو بَكْرٍ كَمَا قَالَ عَبَّاسٌ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : سَوَاءً ، مَا يَضُرُّكَ بَدَأْتَ بِالأَقْرَعِ أَوْ بِعُيَيْنَةَ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : بِأَبِي أَنْتَ ، مَا أَنْتَ بِشَاعِرٍ وَلاَ رَاوِيَةٍ وَلاَ يَنْبَغِي لَكَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : اقْطَعُوا عَنِّي لِسَانَهُ فَفَزِعَ مِنْهَا أُنَاسٌ , وَقَالُوا : أُمِرَ بِعَبَّاسٍ يُمَثَّلُ بِهِ . فَأَعْطَاهُ مِئَةً مِنَ الإِبِلِ , وَيُقَالَ : خَمْسِينَ مِنَ الإِبِلِ.(5/161)
6045- قَالَ : أَخْبَرَنا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ : حَدَّثَنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ عُرْوَةَ ؛ أَنَّ الْعَبَّاسَ بْنَ مِرْدَاسٍ قَالَ أَيَّامَ حنين ، لَمَّا أَعْطَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم أَبَا سُفْيَانَ , وَعُيَيْنَةَ , وَالأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ مَا أَعْطَى :
أَتَجْعَلُ نَهْبِي وَنَهْبَ الْعُبَيْ- ... ـدِ بَيْنَ عُيَيْنَةَ وَالأَقْرَعِ.
وَقَدْ كُنْتُ فِي الْقَوْمِ ذَا ثَرْوَةٍ ... فَلَمْ أُعْطَ شَيْئًا وَلَمْ أُمْنَعِ
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : لأَقْطَعَنْ لِسَانَكَ ، وَقَالَ لِبِلاَلٍ : إِذَا أَمَرْتُكَ أَنْ تَقْطَعَ لِسَانَهُ فَأَعْطِهِ حُلَّةً ثُمَّ قَالَ : يَا بِلاَلُ اذْهَبْ بِهِ فاقَطَعَ لِسَانَهُ فَأَخَذَ بِلاَلٌ بِيَدِهِ لِيُذْهِبَ بِهِ , فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ أَيَقْطَعُ لِسَانِي ؟ يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ أَيَقْطَعُ لِسَانِي ؟ يَا لَلْمُهَاجِرِينَ أَيَقْطَعُ لِسَانِي ؟ وَبِلاَلٌ يَجُرُّهُ ، فَلَمَّا أَكْثَرَ قَالَ : إِنَّمَا أَمَرَنِي أَنْ أَكْسُوَكَ حُلَّةً أَقْطَعُ بِهَا لِسَانَكَ ، فَذَهَبَ بِهِ , فَأَعْطَاهُ حُلَّةً.
قَالَ مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : وَلَمْ يَسْكُنِ الْعَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ مَكَّةَ وَلاَ بِالْمَدِينَةِ ، وَكَانَ يَغْزُو مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وَيَرْجِعُ إِلَى بِلاَدِ قَوْمِهِ ، وَكَانَ يَنْزِلُ بِوَادِي الْبَصْرَةِ ، وَكَانَ يَأْتِي الْبَصْرَةَ كَثِيرًا . وَرَوَى عَنْهُ الْبَصْرِيُّونَ , وَبَقِيَّةُ وَلَدُهُ بِبَادِيَةِ الْبَصْرَةِ , وَقَدْ نَزَلَ قَوْمٌ مِنْهُمُ الْبَصْرَةَ.(5/161)
822- جَاهِمَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ مِرْدَاسٍ
وَقَدْ أَسْلَمَ وَصَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وَرَوَى عَنْهُ أَحَادِيثَ.
6046- قَالَ : أَخْبَرَنا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ : أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِيهِ طَلْحَةَ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ جَاهِمَةَ السُّلَمِيِّ ، أَنَّ جَاهِمَةَ جَاءَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ أَرَدْتُ أَنْ أَغْزُوَ , وَقَدْ جِئْتُكَ أَسْتَشِيرُكَ , فَقَالَ : هَلْ لَكَ مِنْ أُمٍّ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَالْزَمْهَا فَإِنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ رِجْلِهَا ، ثُمَّ الثَّانِيَةَ , ثُمَّ الثَّالِثَةَ فِي مَقَاعِدَ شَتَّى ، وَكَمِثْلِ هَذَا الْقَوْلِ.(5/162)
823- يَزِيدُ بْنُ الأَخْنَسِ بْنِ حَبِيبِ ابْنِ جَرَّةَ بْنِ زُغْبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ خُفَافِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ بُهْثَةَ بْنِ سُلَيْمٍ . وَهُوَ أَبُو مَعَنْ بْنُ يَزِيدَ السُّلَمِيُّ الَّذِي رَوَى عَنْهُ أَبُو الْجُوَيْرِيَّةِ قَالَ : بَايَعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم أَنَا وَأَبِي وَجَدِّي , وَخَاصَمْتُ إِلَيْهِ , فَأَفْلَجَنِي ، وَعَقَدَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم لِيَزِيدَ بْنِ الأَخْنَسِ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ لِوَاءً مِنَ الأَلْوِيَةِ الأَرْبَعَةِ الَّتِي عَقَدَهَا لِبَنِي سُلَيْمٍ ، وَسَكَنَ يَزِيدُ الْكُوفَةَ بَعْدَ ذَلِكَ هُوَ وَوَلَدُهُ ، وَشَهِدَ مَعَنْ بْنُ يَزِيدَ يَوْمَ الْمَرْجِ مَرْجَ رَاهِطٍ.(5/163)
824- الضَّحَّاكُ بْنُ سُفْيَانَ بْنِ الْحَارِثِ ابْنِ زَائِدَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ خُفَافِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ بُهْثَةَ بْنِ سُلَيْمٍ أَسْلَمَ وَصَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وَعَقَدَ لَهُ لِوَاءً يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ.(5/163)
825- عُتْبَةُ بْنُ فَرْقَدٍ
وَهُوَ يَرْبُوعُ بْنُ حَبِيبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَسْعَدَ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ بَهْثَةَ بْنِ سُلَيْمٍ . كَانَ شَرِيفًا بِالْكُوفَةِ , يُقَالُ لَهُمُ : الْفَرَاقِدَةُ.(5/163)
826- خُفَافُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ الْحَارِثِ ابْنِ الشَّرِيدِ وَاسْمُهُ عَمْرُو بْنُ رَبَاحِ بْنِ يَقْظَةَ بْنِ عُصَيَّةَ بْنِ خُفَافِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ بَهْثَةَ بْنِ سُلَيْمٍ ، وَكَانَ شَاعِرًا ، وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ : خُفَافُ ابْنُ نَدْبَةَ ، وَهِيَ أَمَه ، بِهَا يُعْرَفُ , وَهِيَ ابْنَةُ الشَّيْطَانِ بْنِ قَنَانٍ سَبِيَّةٌ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ . وَيُقَالَ : إِنَّ نَدْبَةَ كَانَتْ أَمَةً سَوْدَاءَ ، وَشَهِدَ خُفَافٌ فَتْحَ مَكَّةَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وَكَانَ مَعَهُ لِوَاءُ بَنِي سُلَيْمٍ الآخَرُ.(5/164)
827- ابْنُ أَبِي الْعَوْجَاءِ السُّلَمِيُّ
6047- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، قَالَ : بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ابْنَ أَبِي الْعَوْجَاءِ السُّلَمِيَّ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ سَبْعٍ فِي خَمْسِينَ رَجُلاَّ سَرِيَّةً إِلَى بَنِي سُلَيْمٍ , فَكَثَرَهُمُ الْقَوْمُ , فَقَاتَلُوا قِتَالاَّ شَدِيدًا حَتَّى قُتِلَ عَامَّةُ الْمُسْلِمِينَ ، وَأُصِيبَ صَاحِبُهُمُ ابْنُ أَبِي الْعَوْجَاءِ جَرِيحًا مَعَ الْقَتْلَى ، ثُمَّ تَحَامَلَ حَتَّى بَلَغَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم الْمَدِينَةَ أَوَّلِ يَوْمٍ مِنْ صَفَرٍ سَنَةَ ثَمَانٍ.(5/164)
828- الْوَرْدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ حُذَيْفَةَ ابْنِ عَمْرِو بْنِ خَلَفِ بْنِ مَازِنِ بْنِ مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ بُهْثَةَ بْنِ سُلَيْمٍ أَسْلَمَ وَصَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وَكَانَ عَلَى مَيْمَنَتِهِ يَوْمَ الْفَتْحِ.(5/164)
829- هَوْذَةُ بْنُ الْحَارِثِ ابْنِ عُجْرَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَقَظَةَ بْنِ عُصَيَّةَ بْنِ خُفَافِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ بُهْثَةَ بْنِ سُلَيْمٍ أَسْلَمَ وَشَهِدَ فَتْحَ مَكَّةَ ، وَهُوَ الَّذِي يَقُولُ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , وَخَاصَمَ ابْنَ عَمٍّ لَهُ فِي الرَّايَةِ :
لَقَدْ دَارَ هَذَا الأَمْرُ فِي غَيْرِ أَهْلِهِ ... فَأَبْصِرْ وَلِيَّ الأَمْرِ أَيْنَ تُرِيدُ(5/165)
830- الْعِرْبَاضُ بْنُ سَارِيَةَ السُّلَمِيُّ
وَيُكْنَى أَبَا نَجِيحٍ.
6048- قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ : أُخْبِرْتُ عَنْ أَبِي الْمُغِيرَةِ الْحِمْصِيِّ قَالَ : حَدَّثَنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ : حَدَّثَنِي حَبِيبُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ : قَالَ الْعِرْبَاضُ بْنُ سَارِيَةَ : لَوْلاَ أَنْ يَقُولَ النَّاسُ فَعَلَ أَبُو نَجِيحٍ ، فَعَلَ أَبُو نَجِيحٍ ، يَعْنِي نَفْسِهِ.(5/165)
831- أَبُو حُصَيْنٍ السُّلَمِيُّ
6049- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي يَحْيَى الأَسْلَمِيُّ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ ثَوْبَانَ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ : قَدِمَ أَبُو حُصَيْنٍ السُّلَمِيُّ بِذَهَبٍ مِنْ مَعْدَنِهِمْ , فَقَضَى دَيْنًا كَانَ عَلَيْهِ , رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم تَحَمَّلَ بِهِ عَنْهُ , وَفَضَلَ مَعَهُ مِثْلُ بَيْضَةِ الْحَمَامَةِ ذَهَبٌ , فَأَتَى بِهَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم , فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ضَعْ هَذِهِ حَيْثُ أَرَاكَ اللَّهُ أَوْ حَيْثُ رَأَيْتُ ، قَالَ : فَجَاءَهُ عَنْ يَمِينِهِ , فَأَعْرَضَ عَنْهُ ، ثُمَّ جَاءَهُ عَنْ يَسَارِهِ , فَأَعْرَضَ عَنْهُ ، ثُمَّ جَاءَ بَيْنَ يَدَيْهِ , فَنَكَّسَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ، فَلَمَّا أَكْثَرَ عَلَيْهِ أَخَذَهَا مِنْ يَدِهِ , فَحَذَفَهُ بِهَا لَوْ أَصَابَتْهُ لَعَقَرَتْهُ ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فَقَالَ : يَعْمِدُ أَحَدُكُمْ إِلَى مَالِهِ فَيُتَصَدَّقُ بِهِ ، ثُمَّ يَقْعُدُ يَتَكَفَّفُ النَّاسَ ، وَإِنَّمَا الصَّدَقَةُ عَنْ ظَهْرِ غِنًى وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ.(5/165)
- وَمِنْ بَنِي أَشْجَعَ بْنِ رَيْثِ بْنِ غَطَفَانَ بْنِ سَعْدِ بْنِ قَيْسِ عَيْلاَنَ بْنِ مُضَرَ
832- نُعَيْمُ بْنُ مَسْعُودِ بْنِ عَامِرِ ابْنِ أُنَيْفِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ قُنْفُذِ بْنِ خَلاَوَةَ بْنِ سُبَيْعِ بْنِ بَكْرِ بْنِ أَشْجَعَ.
6050- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَاصِمٍ الأَشْجَعِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ نُعَيْمُ بْنُ مَسْعُودٍ : كُنْتُ أُقْدُمُ عَلَى كَعْبِ بْنِ أَسَدٍ بِبَنِي قُرَيْظَةَ , فَأُقِيمُ عِنْدَهُمُ الأَيَّامَ أَشْرَبُ مِنْ شَرَابِهِمْ وَآكُلُ مِنْ طَعَامِهِمْ ، ثُمَّ يُحَمِّلُونَنِي تَمْرًا عَلَى رِكَابِي مَا كَانَتْ فَأَرْجِعُ بِهِ إِلَى أَهْلِي ، فَلَمَّا سَارَتِ الأَحْزَابُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم سِرْتُ مَعَ قَوْمِي وَأَنَا عَلَى دِينِي ذَلِكَ ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم بِي عَارِفًا , فَقَذَفَ اللَّهُ فِي قَلْبِيَ الإِسْلاَمَ ، فَكَتَمَتُ ذَلِكَ قَوْمِي ، وَأَخْرُجُ حَتَّى آتِيَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ فَأَجِدُهُ يُصَلِّي ، فَلَمَّا رَآنِي جَلَسَ ، ثُمَّ قَالَ : مَا جَاءَ بِكَ يَا نُعَيْمُ ؟ قُلْتُ : إِنِّي جِئْتُ أُصَدِّقُكَ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مَا جِئْتَ بِهِ حَقٌّ ، فَمُرْنِي بِمَا شِئْتَ يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : مَا اسْتَطَعْتَ أَنْ تُخَذِّلَ عَنَّا النَّاسَ فَخَذِّلْ ، قَالَ : قُلْتُ : (أفعل) وَلَكِنْ يَا رَسُولَ اللهِ أَنَّى أَقُولُ ؟ قَالَ : قُلْ : مَا بَدَا لَكَ ، فَأَنْتَ فِي حِلٍّ ، قَالَ : فَذَهَبْتُ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ فَقُلْتُ : اكْتُمُوا عَنِّي اكْتُمُوا عَنِّي ، قَالُوا : نَفْعَلُ ، فَقُلْتُ : إِنَّ قُرَيْشًا وَغَطَفَانَ عَلَى الاِنْصِرَافِ عَنْ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ إِنْ أَصَابُوا فُرْصَةً انْتَهَزُوهَا ، وَإِلاَّ اسْتَمَرُّوا إِلَى بِلاَدِهِمْ ، فَلاَ تُقَاتِلُوا مَعَهُمْ حَتَّى تَأْخُذُوا مِنْهُمْ رَهْنًا ، قَالُوا : أَشَرْتَ بِالرَّأْي عَلَيْنَا وَالنُّصْحِ لَنَا.(5/166)
ثُمَّ خَرَجَ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ فَقَالَ : قَدْ جِئْتُكَ بِنَصِيحَةٍ , فَاكْتُمْ عَنِّي ، قَالَ : أَفْعَلُ ، قَالَ : تَعْلَمُ أَنَّ قُرَيْظَةَ قَدْ نَدِمُوا عَلَى مَا صَنَعُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَأَرَادُوا إِصْلاَحَهُ وَمُرَاجَعَتَهُ أَرْسِلُوا إِلَيْهِ وَأَنَا عِنْدَهُمْ : إِنَّا سَنَأْخُذُ مِنْ قُرَيْشٍ وَغَطَفَانَ سَبْعِينَ رَجُلاَّ مِنْ أَشْرَافِهِمْ نُسَلِّمُهُمْ إِلَيْكَ تَضْرِبُ أَعْنَاقَهُمْ ، وَنَكُونُ مَعَكَ عَلَى قُرَيْشٍ وَغَطَفَانَ حَتَّى نَرُدَّهُمْ عَنْكَ وَتُرَدُّ جُنَاحُنَا الَّذِي كُسِرَتْ إِلَى دِيَارِهِمْ ، يَعْنِي بَنِي النَّضِيرِ ، فَإِنْ بَعَثُوا إِلَيْكُمْ يَسْأَلُونَكُمْ رَهْنًا فَلاَ تَدْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَحَدًا وَاحْذَرُوهُمْ.
ثُمَّ أَتَى غَطَفَانَ فَقَالَ لَهُمْ مِثْلَ مَا قَالَ لِقُرَيْشٍ ، وَكَانَ رَجُلاَّ مِنْهُمْ فَصَدَّقُوهُ . وَأَرْسَلَتْ قُرَيْظَةُ إِلَى قُرَيْشٍ : إِنَّا وَاللَّهِ مَا نَخْرُجُ فَنُقَاتِلُ مَعَكُمْ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم حَتَّى تُعْطُونَا رَهْنًا مِنْكُمْ يَكُونُونَ عِنْدَنَا فَإِنَّا نَتَخَوَّفُ أَنْ تَنْكَشِفُوا وَتَدَعُونَا وَمُحَمَّدًا ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ : هَذَا مَا قَالَهُ نُعَيْمٌ ، وَأَرْسَلُوا إِلَى غَطَفَانَ بِمِثْلِ مَا أَرْسَلُوا إِلَى قُرَيْشٍ , فَقَالُوا لَهُمْ مِثْلَ ذَلِكَ وَقَالُوا جَمِيعًا : إِنَّا وَاللَّهِ مَا نُعْطِيكُمْ رَهْنًا وَلَكِنِ اخْرُجُوا فَقَاتِلُوا مَعَنَا. فَقَالَتْ يَهُودَ : نَحْلِفُ بِالتَّوْرَاةِ أَنَّ الْخَبَرَ الَّذِي قَالَ نُعَيْمٌ لَحَقٌ ، وَجَعَلَتْ قُرَيْشٌ وَغَطَفَانُ يَقُولُونَ : الْخَبَرُ مَا قَالَ نُعَيْمٌ وَيَئِسَ هَؤُلاَءِ مِنْ نَصْرِ هَؤُلاَءِ ، وَهَؤُلاَءِ مِنْ نَصْرِ هَؤُلاَءِ ، وَاخْتَلَفَ أَمَرُهُمْ وَتَفَرَّقُوا فَكَانَ نُعَيْمٌ يَقُولُ : أَنَا خَذَّلْتُ بَيْنَ الأَحْزَابِ حَتَّى تَفَرَّقُوا فِي كُلِّ وَجْهٍ ، وَأَنَا أَمِينُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم عَلَى سِرِّهِ ، وَكَانَ صَحِيحَ الإِسْلاَمِ بَعْدَ ذَلِكَ.
قَالَ مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : وَهَاجَرَ نُعَيْمُ بْنُ مَسْعُودٍ بَعْدَ ذَلِكَ , وَسَكَنَ الْمَدِينَةَ وَوَلَدُهُ بِهَا ، وَكَانَ يَغْزُو مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم إِذَا غَزَا ، وَبَعَثَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم لَمَّا أَرَادَ الْخُرُوجَ إِلَى تَبُوكَ إِلَى قَوْمِهِ لِيَسْتَنْفِرَهُمْ إِلَى غَزْوِ عَدُوِّهِمْ.(5/167)
6051- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَرْوَانَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ : بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم نُعَيْمَ بْنَ مَسْعُودٍ وَمَعْقِلَ بْنَ سِنَانٍ إِلَى أَشْجَعَ يَأْمُرَانِهِمْ بِحُضُورِ الْمَدِينَةِ لِغَزْوِ مَكَّةَ.(5/167)
6052- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ ، عَنْ خَلَفِ بْنِ خَلِيفَةَ ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم نَزَعَ الأَخِلَّةَ بِفِيهِ عَنْ نُعَيْمِ بْنِ مَسْعُودٍ حِينَ مَاتَ.
قَالَ مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : وَهَذَا الْحَدِيثُ وَهْلٌ ، لَمْ يَمُتْ نُعَيْمُ بْنُ مَسْعُودٍ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم , وَبَقِيَ إِلَى زَمَنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ.(5/167)
833- مَسْعُودُ بْنُ رُخَيْلَةَ ابْنِ عَائِذِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ نبِيحِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ قُنْفُذِ بْنِ خَلاَوَةَ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ بَكْرِ بْنِ أَشْجَعَ . ، وَهُوَ قَائِدُ أَشْجَعَ يَوْمَ الأَحْزَابِ مَعَ الْمُشْرِكِينَ ، ثُمَّ أَسْلَمَ بَعْدَ ذَلِكَ , فَحَسُنَ إِسْلاَمُهُ.(5/168)
834- حُسَيْلُ بْنُ نُوَيْرَةَ الأَشْجَعِيُّ
وَهُوَ كَانَ دَلِيلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم إِلَى خَيْبَرَ ، وَهُوَ الَّذِي قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم مِنَ الْجَنَابِ , فَأَخْبَرَهُ أَنَّ جَمْعًا مِنْ غَطَفَانَ بِالْجَنَابِ , فَبَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم حِينَئِذٍ بَشَيرَ بْنَ سَعْدٍ سَرِيَّةً , وَمَعَهُ ثَلاَثُمِئَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلَى الْجَنَابِ , فَلَقُوهُمْ بِيُمْنٍ وَجَبَارٍ.(5/168)
835- عَبْدُ اللهِ بْنُ نُعَيْمٍ الأَشْجَعِيُّ
وَكَانَ أَيْضًا دَلِيلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم إِلَى خَيْبَرَ مَعَ حُسَيْلِ بْنِ نُوَيْرَةَ.(5/168)
836- عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ
6053- قَالَ : أَخْبَرَنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ ، قَالَ : أَخْبَرَنا أَبُو سِنَانٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم آخَى بَيْنَ أَبِي الدَّرْدَاءِ وَبَيْنَ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ.
قَالَ مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : وَشَهِدَ عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ خَيْبَرَ مُسْلِمًا , وَكَانَتْ رَايَةُ أَشْجَعَ مَعَ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ يَوْم فَتْحِ مَكَّةَ.(5/169)
6054- قَالَ : أَخْبَرَنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالاَ : أَخْبَرَنا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ ، عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ : جَاءَ عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , وَعَلَيْهِ خَاتَمٌ مِنْ ذَهَبٍ , فَضَرَبَ عُمَرُ يَدَهُ , وَقَالَ : أَتَلْبَسُ الذَّهَبَ , فَرَمَى بِهِ , فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : مَا أَرَانَا إِلاَّ وَقَدْ أَوْجَعْنَاكَ وَأَهْلَكْنَا خَاتَمَكَ ، فَجَاءَ مِنَ الْغَدِ وَعَلَيْهِ خَاتَمٌ مِنْ حَدِيدٍ , فَقَالَ : حِلْيَةُ أَهْلِ النَّارِ , فَجَاءَ مِنَ الْغَدِ وَعَلَيْهِ خَاتَمٌ مِنْ وَرِقٍ فَسَكَتَ عَنْهُ.
قَالَ مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : وَتَحَوَّلَ عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ إِلَى الشَّأْمِ فِي خِلاَفَةِ أَبِي بَكْرٍ , فَنَزَلَ حِمْصَ , وَبَقِيَ إِلَى أَوَّلِ خِلاَفَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ , وَمَاتَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسَبْعِينَ ، وَكَانَ يُكْنَى أَبَا عَمْرٍو.(5/169)
837- جَارِيَةُ بْنُ حُمَيلِ بْنِ نُشَبَةَ ابْنِ قُرْطِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ نَصْرِ بْنِ دُهْمَانَ بْنِ بِصَارِ بْنِ سُبَيْعِ بْنِ بَكْرِ بْنِ أَشْجَعَ ، أَسْلَمَ , وَصَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم قَدِيمًا.
قَالَ : وَذَكَرَ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ , عَنْ أَبِيهِ أَنَّ جَارِيَةَ بْنَ حَمِيلٍ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ، وَلَمْ يَذْكُرْ ذَلِكَ أَحَدٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ غَيْرُهُ وَلَيْسَ ذَلِكَ بِثَبْتٍ عِنْدَنَا.(5/169)
838- عَامِرُ بْنُ الأَضْبَطِ الأَشْجَعِيُّ
6055- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ قُسَيْطٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي حَدْرَدٍ الأَسْلَمِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : لَمَّا وَجَّهَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم مَعَ أَبِي قَتَادَةَ الأَنْصَارِيِّ إِلَى بَطْنِ إِضَمٍ , إِذْ مَرَّ بِنَا عَامِرُ بْنُ الأَضْبَطِ الأَشْجَعِيُّ , فَسَلَّمَ عَلَيْنَا بِتَحِيَّةِ الإِسْلاَمِ , فَأَمْسَكْنَا عَنْهُ , وَحَمَلَ عَلَيْهِ مُحَلِّمُ بْنُ جَثَّامَةَ ، وَكَانَ مَعَنَا , فَقَتَلَهُ , وَسَلَبُهُ بَعِيرَهُ وَمَتَاعًا وَوَطْبًا مِنْ لَبَنٍ ، فَلَمَّا لَحِقَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم , نَزَلَ فِينَا الْقُرْآنُ : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَتَبَيَّنُوا ، وَلاَ تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا} إِلَى آخِرِ الآيَةِ.
قَالَ مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : وَقَدْ حَكَيْنَا قِصَّةَ مُحَلِّمِ بْنِ جَثَّامَةَ حِينَ أَرَادَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم أَنْ يُقَيِّدَهُ بِعَامِرِ بْنِ الأَضْبَطِ ، وَمَا كَانَ بَيْنَ عُيَيْنَةَ بْنِ بَدْرٍ وَالأَقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ مِنَ الْكَلاَمِ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم بِحُنَيْنٍ ، وَمَا رَأَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم بَعْدَ ذَلِكَ مِنْ إِخْرَاجِ دِيَّتِهِ خَمْسِينَ فِي فَوْرِنا هَذَا وَخَمْسِينَ إِذَا رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ - يَعْنِي مِنَ الإِبِلِ - وَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم بِالْقَوْمِ حَتَّى قَبِلُوهَا فِي قِصَّةِ مُحَلِّمِ بْنِ جَثَّامَةَ.(5/170)
839- مَعْقِلُ بْنُ سِنَانِ بْنِ مُظْهِرِ ابْنِ عَرَكِيِّ بْنِ فَتَيَانِ بْنِ سُبَيْعِ بْنِ بَكْرِ بْنِ أَشْجَعَ شَهِدَ الْفَتْحَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم , وَبَقِيَ إِلَى يَوْمِ الْحَرَّةِ.(5/170)
6056- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ زِيَادٍ الأَشْجَعِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : كَانَ مَعْقِلُ بْنُ سِنَانٍ قَدْ صَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم , وَحَمَلَ لِوَاءَ قَوْمِهِ يَوْمَ الْفَتْحِ ، وَكَانَ شَابًّا طَرِيًّا , وَبَقِيَ بَعْدَ ذَلِكَ , فَبَعَثَهُ الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ ، وَكَانَ عَلَى الْمَدِينَةِ بِبَيْعَةِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ , فَقَدِمَ الشَّامَ فِي وَفْدٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ , فَاجْتَمَعَ مَعْقِلُ بْنُ سِنَانٍ وَمُسْلِمُ بْنُ عُقْبَةَ الَّذِي يُعْرَفُ بِمُسْرِفٍ . قَالَ : فَقَالَ مَعْقِلُ بْنُ سِنَانٍ لِمُسْرِفٍ وَقَدْ كَانَ آنْسَهُ وَحَادَثُهُ إِلَى أَنْ ذَكَرَ مَعْقِلُ بْنُ سِنَانٍ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ , فَقَالَ : إِنِّي خَرَجْتُ كَرْهًا بِبَيْعَةِ هَذَا الرَّجُلِ , وَقَدْ كَانَ مِنَ الْقَضَاءِ وَالْقَدَرِ خُرُوجِي إِلَيْهِ ، رَجُلٌ يَشْرَبُ الْخَمْرَ وَيَنْكِحُ الْحُرُمَ , ثُمَّ نَالَ مِنْهُ , فَلَمْ يَتْرُكْ ، ثُمَّ قَالَ لِمُسْرِفٍ : أَحْبَبْتُ أَنْ أَضَعَ ذَلِكَ عِنْدَكَ , فَقَالَ مُسْرِفٌ : أَمَّا أَنْ أَذَكُرَ ذَلِكَ لأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمِي هَذَا فَلاَ وَاللَّهِ لاَ أَفْعَلُ وَلَكِنْ لِلَّهِ عَلَيَّ عَهْدٌ وَمِيثَاقٌ أَلاَّ تُمْكِنِّي يَدَايَ مِنْكَ وَلِي عَلَيْكَ مَقْدِرَةٌ إِلاَّ ضَرَبْتُ الَّذِي فِيهِ عَيْنَاكَ.
فَلَمَّا قَدِمَ مُسْرِفٌ الْمَدِينَةَ , وَأَوْقَعَ بِهِمْ أَيَّامَ الْحَرَّةِ , كَانَ مَعْقِلٌ يَوْمَئِذٍ صَاحِبَ الْمُهَاجِرِينَ , فَأَتَى بِهِ مُسْرِفٌ مَأْسُورًا , فَقَالَ لَهُ : يَا مَعْقِلُ بْنُ سِنَانٍ أَعَطِشْتَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ , فَقَالَ : خُوضُوا لَهُ شَرْبَةً بِلَوْزٍ , فَخَاضُوهَا لَهُ فَشَرِبَ , فَقَالَ لَهُ : أَشَرِبْتَ وَرَوِيتَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : أَمَا وَاللَّهِ لاَ تَسْتَهْنِي بِهَا يَا مُفَرِّجُ ، قُمْ , فَاضْرِبْ عُنُقَهُ ، قَالَ : ثُمَّ قَالَ : اجْلِسْ , ثُمَّ قَالَ : لِنَوْفَلِ بْنِ مُسَاحِقٍ : قُمْ , فَاضْرِبْ عُنُقَهُ ، قَالَ : فَقَامَ إِلَيْهِ , فَضَرَبَ عُنُقَهُ , ثُمَّ قَالَ : وَاللَّهِ مَا كُنْتُ لأَدَعَكَ بَعْدَ كَلاَمٍ سَمِعْتُهُ مِنْكَ تَطْعَنْ فِيهِ عَلَى إِمَامِكَ ، قَالَ : فَقَتَلَهُ صَبْرًا ، وَكَانَتِ الْحَرَّةُ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ , فَقَالَ الشَّاعِرُ :
أَلاَ تِلْكُمُ الأَنْصَارُ تَنْعَى سَرَاتَهَا ... وَأَشْجَعُ تَنْعَى مَعْقِلَ بْنَ سِنَانِ.(5/171)
840- أَبُو ثَعْلَبَةَ الأَشْجَعِيُّ
6057- قَالَ : أَخْبَرَنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ : حَدَّثَنا مِنْدَلُ بْنُ عَلِيٍّ ، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ عُمَر بْنِ نَبْهَانَ ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الأَشْجَعِيِّ قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ مَاتَ لِي وَلَدَانِ فِي الإِسْلاَمِ , قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : مَنْ مَاتَ لَهُ وَلَدَانِ فِي الإِسْلاَمِ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُمَا.(5/172)
841- أَبُو مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ
6058- قَالَ : أَخْبَرَنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ قَالَ : حَدَّثَنا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ أَعْظَمَ الْغُلُولِ عِنْدَ اللهِ ذِرَاعٌ مِنَ الأَرْضِ , تَجِدُونَ الرَّجُلَيْنِ جَارَيْنِ فِي الأَرْضِ أَوْ فِي الدَّارِ فَيَقْتَطِعُ أَحَدُهُمَا مِنْ حَظِّ أَخِيهِ ذِرَاعًا ، فَإِذَا اقْتَطَعَهُ طُوِّقَهُ فِي سَبْعِ أَرَضِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.(5/172)
- وَمِنْ ثَقِيفٍ ، وَاسْمُهُ قَسِيُّ بْنُ مُنَبِّهِ بْنِ بَكْرِ بْنِ هَوَازِنَ بْنِ عِكْرِمَةَ بْنِ خَصَفَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَيْلاَنَ بْنِ مُضَرَ
842- الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ بْنِ أَبِي عَامِرِ ابْنِ مَسْعُودِ بْنِ مُعَتِّبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ ثَقِيفٍ.
وَأُمُّهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ الأَفْقَمِ بْنِ أَبِي عَمْرِو بْنِ ظُوَيْلِمِ بْنِ جُعَيْلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ دُهْمَانَ بْنِ نَصْرٍ , وَيُكْنَى الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ أَبَا عَبْدِ اللهِ ، وَكَانَ يُقَالُ لَهُ : مُغِيرَةُ الرَّأْيِ ، وَكَانَ دَاهِيَةً لاَ يَشْتَجِرُ فِي صَدْرِهِ أَمْرَانِ إِلاَّ وَجَدَ فِي أَحَدِهِمَا مَخْرَجًا.(5/173)
6059- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الثَّقَفِيُّ , وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عِيسَى الثَّقَفِيُّ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ يَعْلَى بْنِ كَعْبٍ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، وَغَيْرُهُمْ ، قَالُوا : قَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ : كُنَّا قَوْمًا مِنَ الْعَرَبِ مُتَمَسِّكِينَ بِدِينِنَا , وَنَحْنُ سَدَنَةُ اللاَّتِ , فَأَرَانِي لَوْ رَأَيْتُ قَوْمَنَا قَدْ أَسْلَمُوا مَا تَبِعْتُهُمْ , فَأَجْمَعَ نَفَرٌ مِنْ بَنِي مَالِكٍ الْوفُودَ عَلَى الْمُقَوْقِسِ , وَأَهْدَوْا لَهُ هَدَايَا , فَأَجْمَعْتُ الْخُرُوجَ مَعَهُمْ , فَاسْتَشَرْتُ عَمِّي عُرْوَةَ بْنَ مَسْعُودٍ , فَنَهَانِي وَقَالَ : لَيْسَ مَعَكَ مِنْ بَنِي أَبِيكَ أَحَدٌ , فَأَبَيْتُ إِلاَّ الْخُرُوجَ , فَخَرَجْتُ مَعَهُمْ وَلَيْسَ مَعَهُمْ مِنَ الأَحْلاَفِ غَيْرِي حَتَّى دَخَلْنَا الإِسْكَنْدَرِيَّةَ , فَإِذَا الْمُقَوْقِسُ فِي مَجْلِسٍ مُطِلٍّ عَلَى الْبَحْرِ , فَرَكِبْتُ زَوْرَقًا حَتَّى حَاذَيْتُ مَجْلِسَهُ , فَنَظَرَ إِلَيَّ , فَأَنْكَرَنِي , وَأَمَرَ مَنْ يَسْأَلُنِي مَنْ أَنَا ؟ وَمَا أُرِيدُ ؟ فَسَأَلَنِي الْمَأْمُورُ , فَأَخْبَرْتُهُ بِأَمْرِنَا وَقُدُومِنَا عَلَيْهِ , فَأَمَرَ بِنَا أَنْ نَنْزِلَ فِي الْكَنِيسَةِ وَأَجْرَى عَلَيْنَا ضِيَافَةً ، ثُمَّ دَعَا بِنَا , فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ , فَنَظَرَ إِلَى رَأْسِ بَنِي مَالِكٍ , فَأَدْنَاهُ إِلَيْهِ وَأَجْلَسَهُ مَعَهُ ، ثُمَّ سَأَلَهُ : أَكُلُّ الْقَوْمِ مِنْ بَنِي مَالِكٍ ؟ فَقَالَ : نَعَمْ إِلاَّ رَجُلٌ وَاحِدٌ مِنَ الأَحْلاَفِ , فَعَرَّفَهُ إِيَّايَ , فَكُنْتُ أَهْوَنَ الْقَوْمِ عَلَيْهِ ,(5/173)
وَوَضَعُوا هَدَايَاهُمْ بَيْنَ يَدَيْهِ , فَسُرَّ بِهَا , وَأَمَرَ بِقَبْضِهَا , وَأَمَرَ لَهُمْ بِجَوَائِزَ , وَفَضَّلَ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ , وَقَصَّرَ بِي , فَأَعْطَانِي شَيْئًا قَلِيلاَّ لاَ ذِكْرَ لَهُ ، وَخَرَجْنَا فَأَقْبَلَتْ بَنُو مَالِكٍ يَشْتَرُونَ هَدَايَا لأَهْلِيهِمْ وَهُمْ مَسْرُورُونَ وَلَمْ يَعْرِضُ عَلَيَّ رَجُلٌ مِنْهُمْ مُوَاسَاةً , وَخَرَجُوا , وَحَمَلُوا مَعَهُمُ الْخَمْرَ , فَكَانُوا يَشْرَبُونَ وَأَشْرَبُ مَعَهُمْ , وَتَأْبَى نَفْسِي تَدَعُنِي يَنْصَرِفُونَ إِلَى الطَّائِفِ بِمَا أَصَابُوا وَمَا حَبَاهُمُ الْمَلِكُ , وَيُخْبِرُونَ قَوْمِي بِتَقْصِيرِهِ بِي وَازْدِرَائِهِ إِيَّايَ ، فَأَجْمَعْتُ عَلَى قَتَلِهِمْ , فَلَمَّا كُنَّا بِبَسَاقَ تَمَارُضْتُ وَعَصَبْتُ رَأْسِي , فَقَالُوا لِي : مَا لَكَ ؟ قُلْتُ : أُصْدَعُ , فَوَضَعُوا شَرَابَهُمْ , وَدَعُونِي , فَقُلْتُ : رَأْسِي يُصْدَعُ وَلَكِنِّي أَجْلِسُ فَأَسْقِيكُمْ ، فَلَمْ يُنْكِرُوا شَيْئًا ، فَجَلَسْتُ أَسْقِيهِمْ وَأَشْرَبُ الْقَدَحَ بَعْدَ الْقَدَحِ , فَلَمَّا دَبَّتِ الْكَأْسُ فِيهِمُ اشْتَهَوُا الشَّرَابَ , فَجَعَلْتُ أَصْرِفُ لَهُمْ وَأَتْرَعُ الْكَأْسَ فَيَشْرَبُونَ وَلاَ يَدْرُونَ , فَأَهْمَدَتْهُمُ الْكَأْسُ حَتَّى نَامُوا مَا يَعْقِلُونَ ، فَوَثَبْتُ إِلَيْهِمْ , فَقَتَلْتُهُمْ جَمِيعًا ، وَأَخَذْتُ جَمِيعَ مَا كَانَ مَعَهُمْ.
فَقَدِمْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم , فَأَجِدُهُ جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ مَعَ أَصْحَابِهِ وَعَلَيَّ ثِيَابُ سَفَرِي , فَسَلَّمْتُ بِسَلاَمِ الإِسْلاَمِ , فَنَظَرَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي قُحَافَةَ ، وَكَانَ بِي عَارِفًا , فَقَالَ : ابْنُ أَخِي عُرْوَةُ ؟ قَالَ : قُلْتُ : نَعَمْ ، جِئْتُ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَاكَ لِلإِسْلاَمِ ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : أَمِنْ مِصْرَ أَقْبَلْتُمْ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : فَمَا فَعَلَ الْمَالِكِيُّونَ الَّذِينَ كَانُوا مَعَكَ ؟ قُلْتُ : كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ بَعْضُ مَا يَكُونُ بَيْنَ الْعَرَبِ وَنَحْنُ عَلَى دِينِ الشِّرْكِ , فَقَتَلْتُهُمْ , وَأَخَذْتُ أَسْلاَبَهُمْ , وَجِئْتُ بِهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم لِيُخَمِّسْهَا ، أَوْ يَرَى فِيهَا رَأْيَهُ , فَإِنَّمَا هِيَ غَنِيمَةٌ مِنْ مُشْرِكِينَ , وَأَنَا مُسْلِمٌ مُصَدِّقٌ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم . فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : أَمَّا إِسْلاَمُكَ فَقَبِلْتُهُ ، وَلاَ آخُذُ مِنْ أَمْوَالِهِمْ شَيْئًا ، وَلاَ أُخَمِّسْهُ لأَنَّ هَذَا غَدْرٌ ، وَالْغَدْرُ لاَ خَيْرَ فِيهِ. قَالَ : فَأَخَذَنِي مَا قَرُبَ وَمَا بَعُدَ ، وَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّمَا قَتَلَتُهُمْ وَأَنَا عَلَى دِينِ قَوْمِي ، ثُمَّ أَسْلَمْتُ حَيْثُ دَخَلْتُ عَلَيْكَ السَّاعَةَ ، قَالَ : فَإِنَّ الإِسْلاَمَ يَجُبُّ مَا كَانَ قَبْلَهُ.(5/174)
قَالَ : وَكَانَ قَتَلَ مِنْهُمْ ثلاثة عشر إنسانا ، فبلغ ذلك ثقيفا بالطائف فتداعوا للقتال ، ثم اصطلحوا على أن تحمل عني عروة بن مسعود ثلاث عشرة دية ، قال المغيرة : وأقمت مع النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم حتى اعتمر عمرة الحديبية في ذي القعدة سنة ست من الهجرة ، فكانت أول سفرة خرجت معه فيها ، وكنت أكون مع أبي بكر الصديق وألزم النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم فيمن يلزمه.
وبعثت قريش عام الحديبية عروة بن مسعود إلى النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ليكلمه فأتاه وكلمه وجعل يمس لحية رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم والمغيرة قائم على رأس رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم مقنع في الحديد ، فقال لعروة وهو يمس لحية رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم : كف يدك قبل أن لا تصل إليك ، فقال عروة : يا محمد ، من هذا ؟ ما أفظه وأغلظه ! فقال : هذا ابن أخيك المغيرة بن شعبة . فقال عروة : يا غدر ، والله ما غسلت عني سوءتك إلا بالأمس ، وانصرف عروة إلى قريش فأخبرهم بما كلم به رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم.
وشهد المغيرة المشاهد بعد ذلك مع رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم وقدم وفد ثقيف فأنزلهم عليه وأكرمهم وبعثه رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم مع أبي سفيان بن حرب إلى الطائف فهدموا الربة.
قال المغيرة : وكنت أحمل وضوء رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم فرأيته يوما من ذلك توضأ ومسح على خفيه ، وكنت معه في حجة الوداع.(5/175)
6060- قال : أخبرنا عفان بن مسلم قال : حدثنا حماد بن سلمة قال : أخبرنا علي بن زيد ؛ أن عروة بن مسعود أتى النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم بالحديبية وكلمه وجعل يأخذ بلحية النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم والمغيرة بن شعبة قائم شاك في السلاح فقال المغيرة : اكفف يدك قبل أن لا تصل إليك فنظر إليه فقال : أنت هو ! والله إني لفي غدرتك بعد.(5/176)
6061- قال : أخبرنا أبو أسامة حماد بن أسامة قال : أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم قال : أتى النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم عروة بن مسعود الثقفي فبينا هو يحدثه إذ تناول لحية النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم فقال له المغيرة : كف يدك عن لحية رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم قبل والله لا ترجع إليك فقال عروة : من هذا ؟ فقال النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم : هذا ابن أخيك ، هذا المغيرة بن شعبة ، والمغيرة قائم على رأس رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ومعه السيف . فقال عروة : أجل يا غدر ، إني لم أغسل رأسي من غدرك بعد.(5/176)
6062- قال : أخبرنا أبو أسامة حماد بن أسامة ، عن مجالد ، عن عامر ، قال : قال المغيرة بن شعبة : إني لآخر الناس عهدا برسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم إنا حفرنا له ولحدنا له لحدا فلما خرج القوم ألقيت الفأس في القبر وقلت : الفأس الفأس ! فنزلت فأخذت الفأس ومسحت بيدي على رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم فكنت آخر الناس عهدا به.(5/176)
6063- قال : أخبرنا عبيد الله بن حفص التيمي قال : أخبرنا حماد بن سلمة ، عن هشام بن عروة ؛ أنه قال لما وضع رسول الله في لحده ألقى المغيرة بن شعبة خاتمة في القبر ثم قال : خاتمي خاتمي ! فقالوا : ادخل فخذه قال : فدخل ثم قال : أهيلوا علي التراب فأهالوا عليه التراب حتى بلغ أنصاف ساقية فخرج فلما سوى على رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم قال : اخرجوا حتى أغلق الباب فإني أحدثكم عهدا برسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم فقالوا لعمري لئن كنت أردتها لقد أصبتها.(5/176)
6064- قال : أخبرنا عفان بن مسلم قال : حدثنا حماد بن سلمة ، عن أبي عمران الجوني قال : حدثنا أبو عسيم ، شهد ذاك ، قال : لما وضع رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم في لحده قال المغيرة بن شعبة : إنه قد بقي من قبل رجليه شيء لم تصلحوه قالوا : فادخل فأصلحه ، فدخل فمس قدميه ، ثم قال : أهيلوا علي التراب فأهالوا عليه التراب حتى بلغ أنصاف ساقيه ، فخرج فجعل يقول : أنا أحدثكم عهدا برسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم.(5/177)
6065- قال : أخبرنا محمد بن عمر قال : حدثني عبد الله بن محمد بن عمر بن علي ، عن أبيه قال : قال علي بن أبي طالب : لا يتحدث الناس أنك نزلت في قبر رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ، ولا تحدث أنت الناس أن خاتمك في قبره ، فنزل علي وقد رأى موقعه فتناوله فدفعه إليه.
قال محمد بن عمر في حديثه الأول : قال المغيرة : فلما توفى رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم بعثني أبو بكر الصديق إلى أهل النجير ثم شهدت اليمامة ثم شهدت فتوح الشام مع المسلمين ثم شهدت اليرموك وأصيبت عيني يوم اليرموك وشهدت القادسية وكنت رسول سعد إلى رستم ووليت لعمر بن الخطاب فتوحا.
وولى المغيرة لعمر بن الخطاب البصرة ففتح ميسان ودستميسان وابن قباذ ولقى العجم بالمرغاب فهزمهم وفتح سوق الأهواز وغزا نهر تيرى ومناذر الكبرى فهرب من فيها من الأساورة إلى تستر وفتح همذان وشهد نهاوند وكان على ميسرة النعمان بن مقرن وكان عمر قد كتب : إن هلك النعمان فالأمير حذيفة فإن هلك فالأمير المغيرة.
وكان المغيرة أول من وضع ديوان البصرة وجمع الناس ليعطوا وولى الكوفة لعمر بن الخطاب فقتل عمر وهو عليها ثم وليها بعد ذلك لمعاوية بن أبي سفيان فمات بها وهو وال عليها.(5/177)
6066- قال : أخبرنا أبو المنذر إسماعيل بن عمر قال : حدثنا سفيان الثوري ، عن عاصم الأحول ، عن بكر بن عبد الله المزني ، عن المغيرة بن شعبة ؛ أنه خطب امرأة ، فقال له النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم : اذهب فانظر إليها ، فإنه أجدر أن يؤدم بينكما.(5/178)
6067- قال : أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء العجلي ، عن سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ؛ أن المغيرة بن شعبة أحصن مائة امرأة من بين قرشية وثقفية.(5/178)
6068- قال : أخبرنا شهاب بن عباد قال : حدثنا إبراهيم بن حميد الرؤاسي ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم ، عن المغيرة بن شعبة قال : كنت جالسا عند أبي بكر الصديق إذ عرض عليه فرس له فقال له رجل من الأنصار : احملني عليها . فقال أبو بكر : لأن أحمل غلاما قد ركب الخيل على غرلته - يعني الأقلف - أحب إلي من أن أحملك عليها . فقال له الأنصاري : أنا خير منك ومن أبيك قال المغيرة : فغضبت لما قال لأبي بكر ! فقمت إليه فأخذت برأسه فركبته على أنفه فكأنما كان عزلاء مزادة ، فتواعدني الأنصار أن يستقيدوا مني ، فبلغ ذلك أبا بكر فقام فقال : إنه بلغني عن رجال زعموا أني مقيدهم من المغيرة ، ووالله لأن أخرجهم من دارهم أقرب إليهم من أن أقيدهم من وزعة الله الذين يزعون عنه.(5/178)
6069- قال : أخبرنا خليفة بن خياط البصري قال : حدثنا يزيد بن زريع قال : حدثنا الحجاج يعني الصواف قال : حدثنا معاوية بن قرة ، عن أبيه قال : قال المغيرة بن شعبة يوم القادسية لصاحب فارس : كنا نعبد الحجارة والأوثان إذا رأينا حجرا أحسن من حجر ألقيناه وأخذنا غيره لا نعرف ربا حتى بعث الله فينا نبيا من أنفسنا قد دعانا إلى الإسلام فأجبناه وأمرنا بقتال عدونا ممن ترك الإسلام وأخبرنا أنه من قتل منا دخل الجنة.(5/178)
6070- قال : أخبرنا خلف بن تميم قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن المهاجر قال : سمعت عبد الملك بن عمير قال : انبثق بثق في مسهراة ، فركب عمار بن ياسر في أناس من أهل الكوفة قال : ندخل دوابنا مرابطكم فقالوا : لا ، وأبوا عليه ، فبلغ ذلك عمر بن الخطاب فقال : لأبعثن عليهم رجلا لا يمنعونه أن يدخل الدواب مرابطهم . فبعث المغيرة بن شعبة فقال : جلدة المسلمين.(5/179)
6071- قال : أخبرنا محمد بن عمر قال : حدثني معمر ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب قال : شهد أبو بكرة وشبل بن معبد ونافع بن الحارث وزياد على المغيرة بن شعبة بالحدث الذي كان منه بالبصرة عند عمر بن الخطاب ، فضربهم عمر الحد غير زياد لأنه لم يتم الشهادة عليه.
قال محمد بن عمر : وكان ذلك في سنة سبع عشرة ، ثم ولاه عمر بعد ذلك الكوفة.(5/179)
6072- قال : أخبرنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي قال : سمعت عبد الملك بن عمير قال : رأيت المغيرة بن شعبة يخطب في العيد على بعير ، ورأيته يخضب بالصفرة.(5/179)
6073- قال : أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي قال : حدثنا عبيد الله بن عمرو ، عن عبد الملك بن عمير قال : رأيت المغيرة بن شعبة يخضب لحيته بالصفرة.(5/179)
6074- قال : أخبرنا محمد بن معاوية النيسابوري قال : حدثنا داود بن خالد ، عن عباس بن عبد الله بن معبد بن عباس قال : إن أول من خضب بالسواد المغيرة بن شعبة ، خرج على الناس ، وكان عهدهم أنه أبيض الشعر فعجب الناس منه.(5/179)
6075- قال : أخبرنا محمد بن عمر قال : حدثنا محمد بن أبي موسى الثقفي ، عن أبيه قال : مات المغيرة بن شعبة بالكوفة في شعبان سنة خمسين في خلافة معاوية بن أبي سفيان وهو ابن سبعين سنة وكان رجلا طوالا أعور أصيبت عينه يوم اليرموك.(5/179)
6076- قال : أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي قال : حدثنا مسعر ، عن زياد بن علاقة ، قال : سمعت جرير بن عبد الله حين مات المغيرة بن شعبة يقول : استغفروا لأميركم هذا ، فإنه كان يحب العافية.(5/180)
6077- قال : أخبرنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي قال : أخبرنا أبو عوانة ، عن زياد بن علاقة ، عن جرير بن عبد الله ؛ أنه خطب لما مات المغيرة بن شعبة فقال : استغفروا لأميركم فإنه كان يحب العافية. قال : وكان المغيرة أصهب الشعر جعدا أكشف يفرق رأسه فروقا أربعة ، أقلص الشفتين مهتوما ، ضخم القامة عبل الذراعين بعيد ما بين المنكبين.(5/180)
843- أبو بصير ، واسمه عتبة بن أسيد بن جارية بن أسيد بن عبد الله بن أبي سلمة بن عبد العزى بن غيرة بن عوف بن ثقيف وكان حليفا لبني زهرة . وأمه سالمة بنت عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف بن قصي.
وكان ممن أسلم قديما بمكة فحبسه المشركون بمكة عن الهجرة وذلك قبل عام الحديبية فلما نزل رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم الحديبية وقاضى قريشا على ما قاضاهم عليه وقدم رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم المدينة أفلت أبو بصير من قومه فسار على قدميه إلى المدينة سعيا فأتى رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم فكتب الأخنس بن شريق الثقفي حليف بني زهرة وأزهر بن عوف الزهري إلى رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم فيه كتابا وبعثا إليه رجلا من بني عامر بن لؤي وهو خنيس بن جابر استأجراه ببكر ابن لبون ، وسألا رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم أن يرد أبا بصير إليهما على ما اصطلحوا عليه يوم الحديبية أن يرد إليهم من أتاه منهم ،(5/180)
فخرج خنيس بن جابر ومعه مولى له يقال له كوثر فقدما على النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم بكتاب الأخنس بن شريق وأزهر بن عبد عوف فقرأه ودفع أبا بصير إليهما فخرجا به فلما كانوا بذي الحليفة عدا أبو بصير على خنيس بن جابر فقتله بسيفه وهرب منه كوثر حتى قدم المدينة فأخبر رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ورجع أبو بصير فقال : وفت ذمتك يارسول الله دفعتني إليهم فخشيت أن يفتنوني عن ديني فامتنعت . فقال رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم لكوثر : خذه فاذهب به قال : إني أخاف أن يقتلني فتركه ورجع إلى مكة فأخبر قريشا بما كان من أبي بصير.
وجاء بسلب خنيس بن جابر العامري إلى رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم فقال : خمسه فقال رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم : إني إذا خمسته رأوا أني لم أوف لهم بالذي عاهدتهم عليه ولكن شأنك به ! واذهب حيث شئت . وقال رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم : ويل أمه ، محش حرب لو كان معه رجال !
فخرج أبو بصير إلى العيص فنزل ناحية على طريق عير قريش إلى الشام فجعل من بمكة من المسلمين المحبسين يتسللون إلى أبي بصير فاجتمع عنده قريبا من سبعين رجلا فجعلوا لا يظفرون بأحد من قريش إلا قتلوه ولا بعير لهم إلا اقتطعوها حتى أحرقوا قريشا . فكتبت قريش إلى رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم يسألونه بأرحامهم إلا أدخل أبا بصير وأصحابه إليه فلا حاجه لنا بهم ؟
فكتب رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم إلى أبي بصير أن يقدم عليه ويقدم بأصحابه معه فجاءه الكتاب وهو يموت فجعل يقرأه ويقبله ويضعه على عينه وهو في يده . فغسله أصحابه وصلوا عليه ودفنوه هناك وبنوا عند قبره مسجدا ثم قدموا على رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم فأخبروه بخبر أبي بصير وموته ووصول كتاب رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم وما صنع به . فرحم عليه وكان فيمن لحق بأبي بصير الوليد بن الوليد بن المغيرة وأبو جندل بن سهيل بن عمرو.(5/181)
844- يعلى بن مرة بن وهب بن جابر بن عتاب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف أسلم وشهد مع رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم الحديبية وبيعة الرضوان وخيبر وفتح مكة والطائف وحنينا . وكان فاضلا وأمر النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم يوم الطائف بقطع أعناب ثقيف وقال : من قطع حبلة فله كذا وكذا من الأجر ، فقال عيينة بن حصن ليعلى بن مرة : اقطع ولك أجرى ، فقطع خمس حبلات ثم أخبر عيينة فقال : لك النار ، فبلغ ذلك رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم فقال : عيينة أولى بالنار.(5/182)
845- هبيرة بن شبل بن العجلان بن عتاب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف.
6078- قال : أخبرنا أبو بكر بن محمد بن أبي مرة المكي قال : حدثني مسلم بن خالد الزنجي ، عن ابن جريج قال : ما خرج رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم إلى الطائف عام الفتح استخلف على مكة هبيرة بن شبل العجلاني الثقفي ، فلما رجع من الطائف وأراد الخروج إلى المدينة ، استعمل عتاب بن أسيد بن أبي العيص على مكة وعلى الحج سنة ثمان.
قال أبو بكر بن محمد بن أبي مرة : فلم يزل عتاب على مكة حتى قبض رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم وأبو بكر . فعزله عمر واستعمل عليها رافع بن عبد الحارث الخزاعي ، ثم عزله واستعمل طارق بن المرقع الكناني ، وقد استعمل أيضا عمر ميسرة بن أبي خيثم الفهري على مكة ولم ينشب أن عزله.(5/182)
846- ضمام بن ثعلبة السعدي ، ابن سعد بن بكر بن هوازن
6079- قال : أخبرنا محمد بن عمر قال : حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة ، عن شريك بن أبي نمر ، عن كريب ، عن ابن عباس قال : بعثت بنو سعد بن بكر ضمام بن ثعلبة وافدا إلى النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم فقدم عليه فأناخ بعيره على باب المسجد ثم عقله ثم دخل المسجد ورسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم جالس في أصحابه وكان ضمام رجلا جلدا أشعر ذا غديرتين فأقبل حتى وقف على النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم في أصحابه فقال : أيكم ابن عبد المطلب ؟ فقال رسول لله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم : أنا ابن عبد المطلب قال : محمد ؟ قال : نعم . قال : يا بن عبد المطلب إني سائلك ومغلظ لك في المسألة فلا تجدن في نفسك . قال : لا أجد في نفسي ، فسل عما بدا لك . قال : أنشدك الله ، إلهك وإله من كان قبلك وإله من هو كائن بعدك آلله بعثك إلينا رسولا ؟ قال : اللهم نعم . قال : فأنشدك الله ، إلهك وإله من كان قبلك وإله من هو كائن بعدك آلله أمرك أن نعبده وحده ولا نشرك به شيئا وأن نخلع هذه الأنداد التي كان آباؤنا يعبدون معه ؟ قال : اللهم نعم . قال : فأنشدك الله ، إلهك وإله من كان قبلك وإله من هو كائن بعدك آلله أمرك أن تأمرنا أن نصلي هذه الصلوات الخمس ؟ قال : اللهم نعم . قال : ثم جعل يذكر فرائض الإسلام فريضة فريضة : الزكاة والصيام والحج وشرائع الإسلام ، كلها ينشده عند كل فريضة كما ينشده في التي قبلها.(5/183)
حتى إذا فرغ قال : فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ومؤدي هذه الفرائض ثم انصرف راجعا إلى بعيره . فقال النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم حين ولي : إن يصدق ذو العقيصتين يدخل الجنة. فأتى بعيره فأطلق عقاله ثم خرج حتى قدم إلى قومه وكان أول ما تكلم به أن قال : بئست اللات والعزى وبئست مناة وبئست هبل.
فقالوا : مه ياضمام ! اتق البرص اتق الجذام اتق الجنون ! فقال : ويلكم ! إنها والله ما تضر شيئا ولا تنفعه إن الله قد بعث رسولا وأنزل عليه كتابا أستنقذكم به مما كنتم فيه وإني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وقد جئتكم من عنده بما أمركم به ونهاكم عنه فوالله ما أمسى من ذلك اليوم في حاضرهم رجل ولا امرأة إلا مسلما.
فبنوا المساجد وأذنوا بالصلاة فكلما اختلفوا في شيء قالوا : عليكم بوافدنا.
قال ابن عباس : فما سمعنا بوافد قوم أفضل من ضمام بن ثعلبة.
قال محمد بن عمر : وكانت وفادته في رجب سنة خمس.(5/184)
- ومن بني عجل بن لجيم بن كعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط ابن هنب بن أفصى بن دعمى بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار
847- فرات بن حيان بن ثعلبة بن عبد العزى بن حبيب بن حية بن ربيعة بن سعد بن عجل وكان حليفا لبني سهم وكان بمكة فبعثته قريش يخبر أبا سفيان بن حرب بخروجهم إليه في نفير بدر الأولى وكان دليلا هاديا بالطريق قد دوخها وسلكها وهو الذي عنى حسان بن ثابت بقوله :
فإن تلق في تطوافنا والتماسنا ... فرات بن حيان يكن رهن هالك
وخرج صفوان بن أُمَية في عير لقريش إلى الشام في تجارة ومعه بضائع لرجال من قريش وخرج معه عبد الله بن أبي ربيعة وحويطب بن عبد العزى في رجال من قريش فوردوا الشام فباعوا ما معهم واشتروا ما أرادوا وكان دليلهم فرات بن حيان العجلي فنكب بهم عن الطريق وأخذ طريقا غير الساحل مما يلي العراق.
فبلغ النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم رجوعهم ، فأرسل زيد بن حارثة في مائة راكب ، فاعترضوا لهم فأصابوا العير ، وأفلت أعيان القوم وأسروا فرات بن حيان العجلي ورجلين معه ، فقدموا بهم وبالعير على رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ،(5/185)
فخمس العير فبلغ الخمس يومئذ قيمة عشرين ألف درهم ، وقسم ما بقى على أهل السرية ، وأتي بفرات بن حيان أسيرا ، وقد كان أفلت يوم بدر يعدو على قدمه فكان الناس عليه أحنق شيء.
فلما أُتي به إلى رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم وكان الذي بينه وبين أبي بكر حسنا فقال له أبو بكر : أما آن لك أن تقصر ؟ قال : إن أفلت من محمد هذه المرة لم أعد أبدا . فقال أبو بكر : فأسلم تترك . قال فرات : فقد أسلمت لله رب العالمين فتركه رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم من القتل.
ولم يزل يغزو مع المسلمين إلى أن قبض رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم فتحول إلى الكوفة وابتنى بها دارا في بني عجل وله اليوم عقب بالكوفة.
قال : هذا كله أخبرنا به محمد بن عمر ، عن محمد بن الحسن بن أسامة بن زيد ، عن أهله ، ما خلا نسب فرات بن حيان ، فإنه أخبرنا به هشام بن السائب الكلبي ، عن أبيه.
قال محمد بن عمر : وكانت سرية زيد التي أصاب فيها فرات بن حيان تسمى سرية القردة وهي ناحية من نجد ما بين الربذة والغمرة . وكانت في جمادى الآخرة على رأس ثمانية وعشرين شهرا من الهجرة.(5/186)
848- قيس بن المُحَسِّر
لم نعرف نسبه وكان خرج مع زيد بن حارثة في السرية التي بعثه رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم فيها إلى أم قرفة وهي فاطمة بنت ربيعة بن بدر . فكان قيس بن المحسر هو الذي قتلها قتلا عنيفا ربط بين رجليها ثم ربطها بين بعيرين وهى عجوز كبيرة . وقتل قيس بن المحسر أيضا عبد الله بن مسعدة وقتل النعمان بن مسعدة بن حكمة بن مالك بن بدر . وكانت سرية أم قرفة في رمضان سنة ست من الهجرة.(5/186)
- ومن قبائل اليمن من الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان ، ثم من خزاعة . وهم بنو كعب ومليح وعدي بني عمرو بن ربيعة بن حارثة بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء بن حارثة بن الغطريف بن امرىء القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد
849- بسر بن سفيان بن عمرو بن عويمر بن صرمة بن عبد الله بن قمير بن حبشية بن سلول بن كعب . كان شريفا وكتب إليه رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم يدعوه إلى الإسلام فقدم على رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم في ليالٍ بقين من شوال سنة ست من الهجرة مسلما مسلما عليه زائرا له وهو على الرجوع إلى أهله فقال له رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم : يا بسر لا تبرح حتى تخرج معنا فإنا إن شاء الله معتمرون يعني عمرة الحديبية فأقام بسر وأمره رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم أن يبتاع له بدنا فاشتراها لهم وخرج رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم فلما كان بذي الحليفة دعا بسر بن سفيان فبعثه عينا له إلى قريش بمكة وقال : تخبر لي من أخبارهم ثم القنى بما يكون منهم فتقدم بسر أمامه فدخل مكة فسمع كلامهم ورأى منهم ومن استعدادهم ما رأى فرجع إلى رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم فلقيه بغدير ذات الأشطاط من وراء عسفان فأخبره خبرهم.
وشهد مع رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم الحديبية وما بعد ذلك من المشاهد وكان يحمل أحد ألوية بني كعب الثلاثة التي عقدها لهم رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم يوم فتح مكة . وبعثه رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم بعد ذلك على صدقات بني كعب.(5/187)
850- ذؤيب بن حلحلة بن عمرو بن كليب بن أصرم بن عبد الله بن قمير بن حبشية بن سلول بن كعب وهو أبو قبيصة بن ذؤيب الذي كان على خاتم عبد الملك بن مروان . وشهد ذؤيب الفتح مع رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم مسلما وكان يسكن قديدا.(5/188)
851- خراش بن أمية بن ربيعة بن الفضل بن منقذ بن عفيف بن كليب بن حبشية بن سلول بن كعب ويكنى أبا نضلة شهد المريسيع وهو الذي ألقى نفسه على عامر بن أبي ضرار أخي الحارث يومئذ مخافة أن تقتله الأنصار وكان رمى رجلا منهم . وشهد الحديبية مع رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم وهو أول من بعثه رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم يومئذ إلى قريش على جمل له يقال له الثعلب ليبلغ أشرافهم عن رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ما جاء له ويقول إنما جئنا معتمرين معنا الهدى معكوفا فنطوف بالبيت ونحل وننصرف ولم نأت لقتال.
فقدم عليهم فأخبرهم فعقروا جمل رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم وأرادوا قتل خراش فمنعه من هناك من قومه حتى خلوا سبيله.(5/188)
فرجع إلى رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ولم يكد فأخبره بما لقى وقال : يا رسول الله , ابعث إليهم رجلا أمنع مني ، فدعا رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم عمر ليبعثه فقال : يا رسول الله قد عرفت قريش عداوتي لها وليس بها من بني عدي من يمنعني فإن أحببت دخلت عليهم فلم يقل له رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم شيئا فقال عمر : ولكني أدلك على رجل أعز بمكة مني وأكثر عشيرة وأمنع ، عثمان بن عفان ، فدعا رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم عثمان فبعثه إليهم . وخراش بن أُمَية الذي حلق رأس رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم يوم الحديبية . وحلقه أيضا في عمرة الجعرانة . وكان خراش يغزو مع النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم إلى أن قبض وكان يسكن المدينة وله بها دار في سوق الدجاج ومات في آخر خلافة معاوية بن أبي سفيان.
قال : أخبرنا بذلك كله محمد بن عمر ، عن حزام بن هشام بن خالد الكعبي ، عن أبيه ، وعن غيره.(5/189)
852- بُدَيْل بن أم أصرم
وهو بديل بن سلمة بن خلف بن عمرو بن الأحب بن مقباس بن حبتر بن عدي بن سلول بن كعب يعرف بأمه وهي أم أصرم بنت الأجحم بن دندنة بن عمرو بن القين بن رزاح بن عمرو بن سعد بن كعب بن سعد بن ربيعة من خزاعة وأمها حية بنت عبد مناف بن قصي.
أسلم بديل قديما وبعثه رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم مع بسر بن سفيان إلى بني كعب يستنفرهم لغزو مكة.(5/189)
853- عِمْرَانُ بْنُ الحُصَيْنٍ بن عبيد بن خلف بن عبد نهم بن حريبة بن جهمة بن غاضرة بن حبشية بن كعب بن عمرو ويكنى أبا نجيد.
أسلم قديما هو وأبوه وأخته وغزا مع رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم غزوات ولم يزل في بلاد قومه ثم تحول إلى البصرة فنزلها إلى أن مات بها وولده بها . من ولده خالد بن طليق بن محمد بن عمران بن الحصين ولى قضاء البصرة.(5/190)
6080- قال : أخبرنا عبيد الله بن موسى قال : حدثنا إسرائيل ، عن منصور ، عن ربعي بن حراش ، عن عمران بن الحصين ، عن أبيه قال : أتى النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم فقال : يا محمد عبد المطلب خير لقومك منك كان يطعمهم الكبد والسنام وأنت تنحرهم ! فقال له : ما شاء الله فلما أراد أن ينصرف قال : ما أقول ؟ قال قل : اللهم قني شر نفسي واعزم لي على رشد أمري فانطلق ولم يكن أسلم ثم إنه أسلم فجاء فقال : يا رسول الله إني أتيت فقلت علمني . فقلت قل : اللهم قني شر نفسي واعزم لي على رشدي فما أقول الآن حين أسلمت ؟ قال قل : اللهم قني شر نفسي واعزم لي رشد أمري اللهم اغفر لي ما أسررت وما أعلنت وما أخطأت وما عمدت وما علمت وما جهلت.(5/190)
6081- قال : أخبرنا عفان بن مسلم قال : حدثنا همام قال : حدثنا قتادة ، عن مطرف ، عن عمران بن حصين قال : تمتعنا مع رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ونزل فينا القرآن فلم ينهنا رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ولم ينسخها شيء قال فيها رجل برأيه ما شاء.(5/190)
6082- قَالَ : أَخْبَرَنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْحَوْضِيُّ قَالَ أَبُو خُشَيْنَةَ حَاجِبُ ابْنُ عُمَرَ ، عَنِ الْحَكَمِ ، يَعْنِي ابْنَ الأَعْرَجِ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ : مَا مَسَسْتُ ذَكَرِي بِيَمِينِي مُنْذُ بَايَعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم (1).
_حاشية__________
(1) تكرر هذا الحديث في المطبوع بإسناده ومتنه.(5/191)
6084- قَالَ : أَخْبَرَنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْحَوْضِيُّ قَالَ : حَدَّثَنا أَبُو خُشَيْنَةَ حَاجِبُ ابْنُ عُمَرَ ، عَنِ الْحَكَمِ ، يَعْنِي ابْنَ الأَعْرَجِ قَالَ : اسْتَقْضَى عُبَيْدُ اللهِ بْنُ زِيَادٍ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ , فَاخْتَصَمَ إِلَيْهِ رَجُلاَنِ قَامَتْ عَلَى أَحَدِهِمَا الْبَيِّنَةُ , فَقَضَى عَلَيْهِ , فَقَالَ الرَّجُلُ : قَضَيْتَ عَلَيَّ وَلَمْ تَأْلُ ، فَوَاللَّهِ إِنَّهَا لَبَاطِلٌ ، قَالَ : آللَّه ؟ قَالَ : آللَّه الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ , فَوَثَبَ فَدَخَلَ عَلَى عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زِيَادٍ , وَقَالَ : اعْزِلْنِي عَنِ الْقَضَاءِ ، قَالَ : مَهْلاَّ يَا أَبَا النَّجِيدِ ، قَالَ : لاَ وَاللَّهِ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لاَ أَقْضِي بَيْنَ رَجُلَيْنِ مَا عَبَدْتُ اللَّهَ.(5/191)
6085- قَالَ : أَخْبَرَنا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ : حَدَّثَنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ : حَدَّثَنا هِشَامٌ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ : مَا قَدِمَ مِنَ الْبَصْرَةَ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم يُفَضَّلُ عَلَى عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ.(5/191)
6086- قَالَ : أَخْبَرَنا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ : حَدَّثَنا شُعْبَةُ قَالَ : قَتَادَةُ أَخْبَرَنِي قَالَ : سَمِعْتُ مُطَرِّفًا يَقُولُ : خَرَجْتُ مَعَ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ مِنَ الْكُوفَةِ إِلَى الْبَصْرَةِ فَمَا أَتَى عَلَيْنَا يَوْمٌ إِلاَّ يُنْشِدُنَا فِيهِ شِعْرًا وَيَقُولُ : إِنَّ لَكُمْ فِي الْمَعَارِيضِ لَمَنْدُوحَةٌ عَنِ الْكَذِبِ.(5/191)
6087- قَالَ : أَخْبَرَنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ : حَدَّثَنا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ : بَلَغَنِي أَنَّ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ قَالَ : وَدِدْتُ أَنِّي رَمَادٌ تَذْرُونِي الرِّيَاحُ.(5/191)
6088- قَالَ : أَخْبَرَنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ : حَدَّثَنا أَبُو نَعَامَةَ الْعَدَوِيُّ قَالَ : حَدَّثَنا حُمَيْدُ بْنُ هِلاَلٍ ، عَنْ حُجَيْرِ بْنِ الرَّبِيعِ ؛ أَنَّ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ أَرْسَلَهُ إِلَى بَنِي عَدِيٍّ أَنِ ائْتِهِمْ أَجْمَعَ مَا يَكُونُونَ فِي مَسْجِدِهِمْ وَذَلِكَ عِنْدَ الْعَصْرِ فَقُمْ قَائِمًا قَالَ : فَقَامَ قَائِمًا , فَقَالَ : أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم يَقْرَأُ عَلَيْكُمُ السَّلاَمَ وَرَحْمَةَ اللهِ وَيُخْبِرُكُمْ أَنِّي لَكُمْ نَاصِحٌ وَيَحْلِفُ بِاللَّهِ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لأَنْ يَكُونَ عَبْدًا حَبَشِيًّا مُجَدَّعًا يَرْعَى أَعْنُزًا حَضَنِيَّاتٍ فِي رَأْسِ جَبَلٍ حَتَّى يُدْرِكَهُ الْمَوْتُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَرْمِيَ فِي أَحَدٍ مِنَ الْفَرِيقَيْنِ بِسَهْمٍ أَخْطَأَ أَوْ أَصَابَ , فَامْسِكُوا فِدًى لَكُمْ أَبِي وَأُمِّي . قَالَ : فَرَفَعَ الْقَوْمُ رُؤُوسَهُمْ , وَقَالُوا : دَعْنَا مِنْكَ أَيُّهَا الْغُلاَمُ , فَإِنَّا وَاللَّهِ لاَ نَدَعُ ثُفْلَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم لِشَيْءٍ أَبَدًا , فَغَدَوْا يَوْمَ الْجَمَلِ , فَقُتِلَ بَشَرٌ وَاللَّهِ كَثِيرٌ حَوْلَ عَائِشَةَ يَوْمَئِذٍ سَبْعُونَ كُلُّهُمْ قَدْ جَمَعَ الْقُرْآنَ ، قَالَ : وَمَنْ لَمْ يَجْمَعِ الْقُرْآنَ أَكْثَرُ.(5/192)
6089- قَالَ : أَخْبَرَنا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ : حَدَّثَنا أَيُّوبُ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ : قَالَ لِي عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ : الْزَمْ مَسْجِدَكَ ، قُلْتُ : فَإِنْ دُخِلَ عَلَيَّ ؟ قَالَ : فَالْزَمْ بَيْتَكَ ، قَالَ : فَإِنْ دُخِلَ عَلَيَّ بَيْتِي ؟ قَالَ : فَقَالَ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ : لَوْ دَخَلَ عَلَيَّ رَجُلٌ بَيْتِي يُرِيدُ نَفْسِي وَمَالِي لَرَأَيْتُ أَنْ قَدْ حَلَّ لِي قِتَالُهُ.(5/192)
6090- قَالَ : أَخْبَرَنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْحَوْضِيُّ قَالَ : حَدَّثَنا يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : سَمِعْتُ مُحَمَّدًا يَعْنِي ابْنَ سِيرِينَ قَالَ : سُقَا بَطْنُ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ ثَلاَثِينَ سَنَةً ، كُلُّ ذَلِكَ يُعْرَضُ عَلَيْهِ الْكَيُّ , فَيَأْبَى أَنْ يَكْتَوِيَ ، حَتَّى كَانَ قَبْلَ وَفَاتِهِ بِسَنَتَيْنِ فَاكْتَوَى.(5/192)
6091- قَالَ : أَخْبَرَنا الْخَلِيلُ بْنُ عُمَرَ الْعَبْدِيُّ الْبَصْرِيُّ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ : حَدَّثَنا قَتَادَةُ أَنَّ الْمَلاَئِكَةَ كَانَتْ تُصَافِحُ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ حَتَّى اكْتَوَى فَتَنَحَّتْ.(5/193)
6092- قَالَ : أَخْبَرَنا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ : حَدَّثَنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ مُطَرِّفٍ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ : اكْتَوَيْنَا فَمَا أَفْلَحْنَ وَلاَ أَنْجَحْنَ ، يَعْنِي الْمَكَاوِيَ.(5/193)
6093- قَالَ : أَخْبَرَنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ : حَدَّثَنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ : سَمِعَ عَمْرُو بْنُ الْحَجَّاجِ هِشَامَ بْنَ حَسَّانَ , يُحَدِّثُ عَنِ الْحَسَنِ ؛ أَنَّ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ قَالَ : اكْتَوَيْنَا فَمَا أَفْلَحْنَا وَلاَ أَنْجَحْنَا . قَالَ : فَأَنْكَرَهُ عَلَى هِشَامٍ , وَقَالَ : إِنَّمَا قَالَ : فَلاَ أَفْلَحْنَ وَلاَ أَنْجَحْنَ.(5/193)
6094- قَالَ : أَخْبَرَنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنا عِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ ، عَنْ لاَحِقِ بْنِ حُمََيْدٍ ، قَالَ : كَانَ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ يَنْهَى عَنِ الْكَيِّ ، فَابْتُلِيَ فَاكْتَوَى فَكَانَ يَعَجُّ , وَيَقُولُ : لَقَدِ اكْتَوَيْتُ كَيَّةً بِنَارٍ مَا أَبْرَأَتْ مِنْ أَلَمٍ وَلاَ شَفَتْ مِنْ سَقَمِ.(5/193)
6095- قَالَ : أَخْبَرَنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ : حَدَّثَنا أَبِي قَالَ : سَمِعْتُ حُمَيْدَ بْنَ هِلاَلٍ , يُحَدِّثُ عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ : قَالَ لِي عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ : أَشَعَرْتَ أَنَّهُ كَانَ يُسَلَّمُ عَلَيَّ ، فَلَمَّا اكْتَوَيْتُ انْقَطَعَ التَّسْلِيمُ , فَقُلْتُ : أَمِنْ قِبَلِ رَأْسِكَ كَانَ يَأْتِيكَ التَّسْلِيمُ أَوْ مِنْ قِبَلِ رِجْلَيْكَ ؟ قَالَ : لاَ ، بَلْ مِنْ قِبَلِ رَأْسِي ، فَقُلْتُ : لاَ أَرَى أَنْ تَمُوتَ حَتَّى يَعُودَ ذَلِكَ ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدُ قَالَ لِي : أَشَعَرْتَ أَنَّ التَّسْلِيمَ عَادَ لِي ؟ قَالَ : ثُمَّ لَمْ يَلْبَثْ إِلاَّ يَسِيرًا حَتَّى مَاتَ.(5/193)
6096- قَالَ : أَخْبَرَنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : حَدَّثَنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ الْعَبْدِيُّ قَالَ : حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ قَالَ : قَالَ لِي عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ : إِنَّ الَّذِي كَانَ انْقَطَعَ عَنِّي قَدْ رَجَعَ - يَعْنِي تَسْلِيمَ الْمَلاَئِكَةِ - قَالَ : وَقَالَ لِي : اكْتُمْهُ عَلَيَّ.(5/194)
6097- قَالَ : أَخْبَرَنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ ، قَالَ : أَخْبَرَنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ : أَرْسَلَ إِلَيَّ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ فِي مَرَضِهِ , فَقَالَ : إِنَّهُ كَانَ تُسَلِّمُ عَلَيَّ - يَعْنِي الْمَلاَئِكَةَ - فَإِنْ عِشْتَ فَاكْتُمْ عَلَيَّ ، وَإِنَّ مِتُّ فَحَدِّثْ بِهِ إِنْ شِئْتَ.(5/194)
6098- قَالَ : أَخْبَرَنا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى قَالَ : حَدَّثَنا قَتَادَةُ ، عَنْ مُطَرِّفٍ ؛ أَنَّ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ كَانَ يُسَلَّمُ عَلَيْهِ , فَقَالَ : إِنِّي فَقَدْتُ السَّلاَمَ حَتَّى ذَهَبَ عَنِّي أَثَرُ النَّارِ ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : مِنْ أَيْنَ تَسْمَعُ السَّلاَمَ ؟ قَالَ : مِنْ نَوَاحِي الْبَيْتِ ، قَالَ : فَقُلْتُ : أَمَا إِنَّهُ لَوْ قَدْ سُلِّمَ عَلَيْكَ مِنْ عِنْدِ رَأْسِكَ كَانَ عِنْدَ حُضُورِ أَجَلِكَ ، فَسَمِعَ تَسْلِيمًا عِنْدَ رَأْسِهِ قَالَ : فَقُلْتُ : إِنَّمَا قُلْتُهُ بِرَأْيِي ، قَالَ : فَوَافَقَ ذَلِكَ حُضُورَ أَجَلِهِ.(5/194)
6099- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ : حَدَّثَنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ قَالَ : حَدَّثَنا قَتَادَةُ ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ أَنَّهُ قَالَ : بَعَثَ إِلَيَّ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ فِي مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ ، أَوْ فِي وَجَعِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ , فَقَالَ : إِنِّي كُنْتُ أُحَدِّثُكَ أَحَادِيثَ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَنْفَعَكَ بِهَا بَعْدِي فَإِنْ عِشْتُ فَاكْتُمْ عَلَيَّ , وَإِنْ مِتُّ فَحَدِّثْ بِهِ إِنْ شِئْتَ : إِنَّهُ قَدْ سُلِّمَ عَلَيَّ , وَاعْلَمْ أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم جَمَعَ بَيْنَ حَجٍّ وَعُمْرَةٍ , ثُمَّ لَمْ يَنْزَلْ فِيهَا كِتَابٌ وَلَمْ يَنْهَ عَنْهَا نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم قَالَ فِيهَا رَجُلٌ بِرَأْيِهِ مَا شَاءَ.(5/194)
6100- قَالَ : أَخْبَرَنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ : حَدَّثَنا أَبِي قَالَ : سَمِعْتُ حُمَيْدَ بْنَ هِلاَلٍ يُحَدِّثُ عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ : قُلْتُ لِعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ : مَا يَمْنَعُنِي مِنْ عِيَادَتِكَ إِلاَّ مَا أَرَى مِنْ حَالِكِ ، قَالَ : فَلاَ تَفْعَلْ فَإِنَّ أَحَبَّهُ إِلَيَّ أَحَبُّهُ إِلَى اللَّهِ.(5/194)
6101- قَالَ : أَخْبَرَنا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلاَبِيُّ ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ قَالاَ : حَدَّثَنا أَبُو الأَشْهَبَ ، عَنِ الْحَسَنِ ؛ أَنَّ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ اشْتَكَى شَكَاةً شَدِيدَةً حَتَّى جَعَلُوا يَأْوُونَ لَهُ مِنْ ذَلِكَ ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ مَنْ يَأْتِيهِ : لَقَدْ كَانَ يَمْنَعُنَا مَا نَرَى بِكَ مِنْ إِتْيَانِكَ ، قَالَ : فَلاَ تَفْعَلْ فَوَاللَّهِ إِنَّ أَحَبَّهُ إِلَيَّ لأَحَبُّهُ إِلَى اللَّهِ.(5/195)
6102- قَالَ : أَخْبَرَنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، وَعُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَفْصٍ الْقُرَشِيُّ التَّيْمِيُّ قَالاَ : حَدَّثَنا حَفْصُ بْنُ النَّضْرِ السُّلَمِيُّ قَالَ : حَدَّثَتْنِي أُمِّي ، عَنْ أُمِّهَا ، وَهِيَ بِنْتُ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ ؛ أَنَّ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ : إِذَا أَنَا مِتُّ فَشَدُّوا عَلَيَّ سَرِيرِي بِعِمَامَتِي ، فَإِذَا رَجَعْتُمْ فَانْحَرُوا وَأَطْعِمُوا.(5/195)
6103- قَالَ : أَخْبَرَنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ : حَدَّثَنا شُعْبَةُ قَالَ : حَدَّثَنا الْفَضْلُ بْنُ فَضَالَةَ ، رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ قَالَ : خَرَجَ عَلَيْنَا عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ فِي مِطْرَفِ خَزٍّ لَمْ نَرَهُ عَلَيْهِ قَبْلُ وَلاَ بَعْدُ , فَقَالَ : قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَنْعَمَ عَلَى عَبْدٍ نِعْمَةً يُحِبُّ أَنْ يَرَى أَثَرَ نِعْمَتِهِ عَلَى عَبْدِهِ.(5/195)
6104- قَالَ : أَخْبَرَنا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، وَالْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ ، قَالاَ : حَدَّثَنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْعُرْيَانِ قَالَ : حَدَّثَنا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ أَنَّهُ رَأَى عَلَى عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ مَطْرَفِ خَزٍّ.(5/195)
6105- قَالَ : أَخْبَرَنا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلاَبِيُّ قَالَ : حَدَّثَنا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى ، عَنْ قَتَادَةَ ؛ أَنَّ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ كَانَ يَلْبَسُ الْخَزَّ.(5/195)
6106- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ قَالَ : حَدَّثَنا الأَعْمَشُ ، عَنْ هِلاَلِ بْنِ يَسَافٍ قَالَ : قَدِمْتُ الْبَصْرَةَ , فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا أَنَا بِشَيْخٍ أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ مُسْتَنِدٍ إِلَى أُسْطُوَانَةٍ فِي حَلْقَةٍ يُحَدِّثُهُمْ , فَسَأَلْتُ : مَنْ هَذَا ؟ قَالُوا : عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ.
قَالَ مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ وَغَيْرُهُ : وَقَدْ رَوَى عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُثْمَانَ ، وَتُوُفِّيَ بِالْبَصْرَةِ قَبْلَ وَفَاةِ زِيَادِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ بِسَنَةٍ ، وَتُوُفِّيَ زِيَادٌ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَخَمْسِينَ فِي خِلاَفَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ.(5/195)
854- أَكْثَمُ بْنُ أَبِي الْجَوْنِ
وَهُوَ عَبْدُ الْعُزَّى بْنُ مُنْقِذِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ أَصْرَمَ بْنِ ضُبَيْسِ بْنِ حَرَامِ بْنِ حَبَشِيَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرٍو ، وَهُوَ الَّذِي قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : رُفِعَ لِيَ الدَّجَّالُ , فَإِذَا رَجُلٌ آدَمُ جَعْدٌ , وَأَشْبَهُ مَنْ رَأَيْتُ بِهِ أَكْثَمُ بْنُ أَبِي الْجَوْنِ ، فَقَالَ أَكْثَمُ : يَا رَسُولَ اللهِ هَلْ يَضُرُّنِي شَبَهِي إِيَّاهُ ؟ قَالَ : لاَ ، أَنْتَ مُسْلِمٌ ، وَهُوَ كَافِرٌ.(5/196)
855- سُلَيْمَانُ بْنُ صُرَدَ بْنِ الْجَوْنِ ابْنِ أَبِي الْجَوْنِ ، وَهُوَ عَبْدُ الْعُزَّى بْنُ مُنْقِذِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ أَصْرَمَ بْنِ ضُبَيْسِ بْنِ حَرَامِ بْنِ حَبَشِيَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرٍو ، وَيُكْنَى أَبَا مُطَرِّفٍ , أَسْلَمَ وَصَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ، وَكَانَ اسْمُهُ يَسَارٌ ، فَلَمَّا أَسْلَمَ سَمَّاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم سُلَيْمَانَ.
وَكَانَتْ لَهُ سِنٌّ عَالِيَةٌ وَشَرَفٌ فِي قَوْمِهِ ، فَلَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم تَحَوَّلَ , فَنَزَلَ الْكُوفَةَ حِينَ نَزَلَهَا الْمُسْلِمُونَ , وَشَهِدَ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ الْجَمَلَ وَصِفِّينَ ، وَكَانَ فِيمَنْ كَتَبَ إِلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ أَنْ يَقْدَمَ الْكُوفَةَ , فَلَمَّا قَدِمَهَا أَمْسَكَ عَنْهُ وَلَمْ يُقَاتِلْ مَعَهُ . كَانَ كَثِيرَ الشَّكِّ وَالْوُقُوفِ ، فَلَمَّا قُتِلَ الْحُسَيْنُ نَدِمَ هُوَ وَالْمُسَيَّبُ بْنُ نَجَبَةَ الْفَزَارِيُّ وَجَمِيعُ مَنْ خَذَلَ الْحُسَيْنَ وَلَمْ يُقَاتِلْ مَعَهُ فَقَالُوا : مَا الْمَخْرَجُ وَالتَّوْبَةُ مِمَّا صَنَعْنَا ؟ فَخَرَجُوا فَعَسْكَرُوا بِالنُّخَيْلَةِ لِمُسْتَهَلِّ شَهْرِ رَبِيعٍ الآخِرِ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَوَلَّوا أَمْرَهُمْ سُلَيْمَانَ بْنَ صُرَدَ , وَقَالُوا : نَخْرُجُ إِلَى الشَّامِ , فَنَطْلُبُ بِدَمِ الْحُسَيْنِ , فَسَمُّوا التَّوَّابِينَ , وَكَانُوا أَرْبَعَةَ آلاَفٍ , فَخَرَجُوا , فَأَتَوْا عَيْنَ الْوَرْدَةِ وَهِيَ بِنَاحِيَةِ قِرْقِيسَيَاءَ , فَلَقِيَهُمْ جَمْعٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ وَهُمْ عِشْرُونَ أَلْفًا عَلَيْهِمُ الْحُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ , فَقَاتَلُوهُمْ فَتَرَجَّلَ سُلَيْمَانُ بْنُ صُرَدَ , فَقَاتَلَ , فَرَمَاهُ يَزِيدُ بْنُ الْحُصَيْنِ بْنِ نُمَيْرٍ بِسَهْمٍ , فَقَتَلَهُ , فَسَقَطَ , وَقَالَ : فُزْتُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ ، وَقُتِلَ عَامَّةُ أَصْحَابِهِ وَرَجَعَ مَنْ بَقِيَ مِنْهُمْ إِلَى الْكُوفَةِ , وَحَمَلَ رَأْسَ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدَ وَالْمُسَيَّبِ بْنِ نَجَبَةَ إِلَى مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ أَدْهَمُ بْنُ مُحْرِزٍ الْبَاهِلِيُّ ، وَكَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ صُرَدَ يَوْمَ قُتِلَ ابْنَ ثَلاَثٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً.(5/196)
856- خَالِدٌ الأَشْعَرُ بْنُ خُلَيْفِ ابْنِ مُنْقِذِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ أَصْرَمَ بْنِ ضُبَيْسِ بْنِ حَرَامِ بْنِ حَبَشِيَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرٍو ، وَهُوَ جَدُّ حِزَامِ بْنِ هِشَامِ بْنِ خَالِدٍ الْكَعْبِيِّ الَّذِي رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ , وَعَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ , وَأَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ.
وَكَانَ حِزَامٌ يَنْزِلُ قُدَيْدًا . وَأَسْلَمَ خَالِدٌ الأَشْعَرُ قَبْلَ فَتْحِ مَكَّةَ , وَشَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم الْفَتْحَ , فَسَلَكَ هُوَ وَكُرْزُ بْنُ جَابِرٍ غَيْرَ طَرِيقِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم الَّتِي دَخَلَ مِنْهَا مَكَّةَ فَأَخْطَأَ الطَّرِيقَ وَلَقِيَتْهُمَا خَيْلُ الْمُشْرِكِينَ فَقُتِلاَ شَهِيدَيْنِ.
وَكَانَ الَّذِي قَتَلَ خَالِدًا الأَشْعَرَ ابْنُ أَبِي الأَجْدَعِ الْجُمَحِيُّ ، وَكَانَ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ يَقُولُ : هُوَ حُبَيْشُ بْنُ خَالِدٍ الأَشْعَرُ.(5/197)
857- عَمْرُو بْنُ سَالِمِ بْنِ حَصِيرَةَ بْنِ سَالِمٍ
مِنْ بَنِي مَلِيحِ بْنِ عَمْرِو بْنِ رَبِيعَةَ . ، وَكَانَ شَاعِرًا ، وَلَمَّا نَزَلَ رَسُولُ اللَّهَ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم الْحُدَيْبِيَةَ أَهْدَى لَهُ عَمْرُو بْنُ سَالِمٍ غَنَمًا وَجَزُورًا ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : بَارَكَ اللَّهُ فِي عَمْرٍو ، وَأَقْبَلَ عَمْرٌو وَبُدَيْلُ بْنُ وَرْقَاءَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم يَوْمَئِذٍ , فَأَخْبَرَاهُ عَنْ قُرَيْشٍ ، وَكَانَ عَمْرٌو يَحْمِلُ أَحَدَ أَلْوِيَةِ بَنِي كَعْبٍ الثَّلاَثَةِ الَّتِي عَقَدَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم لَهُمْ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ ، وَهُوَ الَّذِي يَقُولُ يَوْمَئِذٍ :
لاَ هَمَّ إِنِّي نَاشِدٌ مُحَمَّدًا ... حِلْفُ أَبِينَا وَأَبِيهِ الأَتْلَدَا(5/198)
858- بُدَيْلُ بْنُ وَرْقَاءَ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى ابْنِ رَبِيعَةَ بْنِ جُرَيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ مَازِنِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ رَبِيعَةَ كَتَبَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وَإِلَى بُسْرِ بْنِ سُفْيَانَ يَدْعُوهُمَا إِلَى الإِسْلاَمِ ، وَابْنُهُ نَافِعُ بْنُ بُدَيْلٍ كَانَ أَقْدَمَ إِسْلاَمًا مِنْ أَبِيهِ , وَشَهِدَ نَافِعٌ بِئْرَ مَعُونَةَ مَعَ الْمُسْلِمِينَ , وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا . وَابْنُهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ بُدَيْلٍ قُتِلَ يَوْمَ صِفِّينَ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَحِمَهُ الله , وَشَهِدَ بُدَيْلُ بْنُ وَرْقَاءَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فَتْحَ مَكَّةَ وَحُنَيْنٍ , وَقَسَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم سَبْيَ هَوَازِنَ مِنْ حُنَيْنٍ إِلَى الْجِعْرَانَةِ , وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ بُدَيْلَ بْنَ وَرْقَاءَ الْخُزَاعِيَّ , وَبَعْثَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وَعَمْرَو بْنَ سَالِمٍ , وَبُسْرَ بْنَ سُفْيَانَ إِلَى بَنِي كَعْبٍ يَسْتَنْفِرُونَهُمْ إِلَى عَدُوِّهِمْ حِينَ أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى تَبُوكَ.
وَشَهِدُوا جَمِيعًا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم تَبُوكَ , وَشَهِدَ بُدَيْلُ بْنُ وَرْقَاءَ حَجَّةَ الْوَدَاعِ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.(5/198)
6107- قَالَ : أَخْبَرَنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى ، قَالَ : أَخْبَرَنا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ جَابِرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ بُدَيْلِ بْنِ وَرْقَاءَ قَالَ : أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم أَيَّامَ التَّشْرِيقِ أَنْ أُنَادِيَ : إِنَّ هَذِهِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ ، فَلاَ تَصُومُوا.(5/199)
859- أَبُو شُرَيْحٍ الْكَعْبِيُّ
وَاسْمُهُ خُوَيْلِدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ صَخْرِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْمُحْتَرِشِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَمَانَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ رَبِيعَةَ . أَسْلَمَ قَبْلَ فَتْحِ مَكَّةَ ، وَكَانَ يَحْمِلُ أَحَدَ أَلْوِيَةِ بَنِي كَعْبٍ مِنْ خُزَاعَةَ الثَّلاَثَةِ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ ، وَمَاتَ أَبُو شُرَيْحٍ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ ، وَقَدْ رَوَى عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم أَحَادِيثَ.(5/199)
860- تَمِيمُ بْنُ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى ابْنِ جَعْوَنَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الضَّرْبِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرٍو أَسْلَمَ وَصَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم قَبْلَ فَتْحِ مَكَّةَ.
6108- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ : حَدَّثَنا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم بَعَثَ عَامَ الْفَتْحِ تَمِيمَ بْنَ أَسَدٍ الْخُزَاعِيَّ , فَجَدَّدَ أَنْصَابَ الْحَرَمِ.(5/199)
861- عَلْقَمَةُ بْنُ الْفَغْوَاءِ بْنِ عُبَيْدِ ابْنِ عَمْرِو بْنِ زَمَانَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ رَبِيعَةَ . كَانَ قَدِيمَ الإِسْلاَمِ ، وَكَانَ يَنْزِلُ بِئَارَ ابْنِ شُرَحْبِيلَ وَهِيَ فِيمَا بَيْنَ ذِي خَشَبٍ وَالْمَدِينَةِ ، وَكَانَ يَأْتِي الْمَدِينَةَ كَثِيرًا ، وَهُوَ دَلِيلُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم إِلَى تَبُوكَ.(5/200)
862- وَأَخُوهُ عَمْرُو بْنُ الْفَغْوَاءِ
6109- قَالَ : أَخْبَرَنا نُوحُ بْنُ يَزِيدَ ، قَالَ : أَخْبَرَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : حَدَّثَنِيه ابْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ عِيسَى بْنِ مَعْمَرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْفَغْوَاءِ الْخُزَاعِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : دَعَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم , وَقَدْ أَرَادَ أَنْ يَبْعَثَنِي بِمَالٍ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ يَقْسِمُهُ فِي قُرَيْشٍ بِمَكَّةَ بَعْدَ الْفَتْحِ , فَقَالَ : الْتَمِسْ صَاحِبًا ، قَالَ : فَجَاءَنِي عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ فَقَالَ : بَلَغَنِي أَنَّكَ تُرِيدُ الْخُرُوجَ وَتَلْتَمِسُ صَاحِبًا ، قَالَ : قُلْتُ : أَجَلْ ، قَالَ : فَأَنَا لَكَ صَاحِبٌ.
قَالَ : فَجِئْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم , فَقُلْتُ : قَدْ وَجَدْتُ صَاحِبًا ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم قَالَ : إِذَا وَجَدْتَ صَاحِبًا فَآذِنِّي ، قَالَ : فَقَالَ : مَنْ ؟ فَقُلْتُ : عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ ، قَالَ : فَقَالَ : إِذَا هَبَطْتَ بِلاَدَ قَوْمِهِ فَاحْذَرْهُ فَإِنَّهُ , قَدْ قَالَ الْقَائِلُ : أَخُوكَ الْبِكْرِيُّ ، وَلاَ تَأْمَنْهُ ، قَالَ : فَخَرَجْنَا حَتَّى إِذَا جِئْتُ الأَبْوَاءَ ، قَالَ : إِنِّي أُرِيدُ حَاجَةً إِلَى قَوْمِي بِوَدَّانَ فَتَلَبَّثَ لِي ، قَالَ : قُلْتُ : رَاشِدًا ، فَلَمَّا وَلَّى ذَكَرْتُ قَوْلَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم , فَشَدَدْتُ عَلَى بَعِيرِي , ثُمَّ خَرَجْتُ أُوضِعُهُ حَتَّى إِذَا كُنْتُ بِالأَصَافِرِ إِذَا هُوَ يُعَارِضُنِي فِي رَهْطٍ , قَالَ : وَأَوْضَعْتُ فَسَبَقْتُهُ , فَلَمَّا رَآنِي قَدْ فُتُّهُ انْصَرَفُوا وَجَاءَنِي , فَقَالَ : كَانَتْ لِي إِلَى قَوْمِي حَاجَةٌ , قُلْتُ : أَجَلْ ، فَمَضَيْنَا حَتَّى قَدِمْنَا مَكَّةَ , فَدَفَعْتُ الْمَالَ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ.(5/200)
863- عَبْدُ اللهِ بْنُ أَقْرَمَ الْخُزَاعِيُّ
6110- قَالَ : أَخْبَرَنا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ الْحَارِثِيُّ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ قَيْسٍ الْفَرَّاءِ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَقْرَمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : كُنْتُ مَعَ أَبِي بِالْقَاعِ مِنْ نَمِرَةَ , فَمَرَّ بِنَا رَكْبٌ , فَأَنَاخُوا بِنَاحِيَةِ الطَّرِيقِ , فَقَالَ لِي أَبِي : أَيْ بُنَيَّ كُنْ فِي بَهْمِكَ حَتَّى آتِيَ هَؤُلاَءِ الْقَوْمَ وَأُسَائِلَهُمْ ، فَخَرَجَ وَخَرَجْتُ يَعْنِي فَدَنَا وَدَنَوْتُ , فَإِذَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم , فَحَضَرَتِ الصَّلاَةُ , فَصَلَّيْتُ مَعَهُ , فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى عُفْرَتَيْ إِبْطَيْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم إِذَا سَجَدَ.(5/201)
864- أَبُو لاَسٍ الْخُزَاعِيُّ
6111- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ قَالَ : حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ ثَوْبَانَ ، عَنْ أَبِي لاَسٍ الْخُزَاعِيِّ قَالَ : حَمَلَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم عَلَى إِبِلٍ مِنْ إِبِلِ الصَّدَقَةِ صِعَابٍ لِلْحَجِّ , فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللهِ مَا نَرَى أَنْ تَحْمِلَنَا هَذِهِ ، فَقَالَ : مَا مِنْ بَعِيرٍ إِلاَّ فِي ذُرْوَتِهِ شَيْطَانٌ ، فَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْهَا إِذَا رَكِبْتُمْ عَلَيْهَا كَمَا آمُرُكُمْ ، ثُمَّ امْتَهِنُوهَا لأَنْفُسِكُمْ فَإِنَّمَا يَحْمِلُ اللَّهُ.(5/201)
- وَمِمَّنِ انْخَزَعَ أَيْضًا من أَسْلَمُ بْنُ أَفْصَى بْنِ حَارِثَةَ ابْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ . مِنْهُمْ :
865- جَرْهَدُ بْنُ رَزَاحِ ابْنِ عَدِيِّ بْنِ سَهْمِ بْنِ مَازِنَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ سَلاَمَانَ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ أَفْصَى ، وَكَانَ شَرِيفًا يُكْنَى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ.
6112- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ : هُوَ جَرْهَدُ بْنُ خُوَيْلِدٍ الأَسْلَمِيُّ.(5/202)
6113- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : أَخْبَرَنِي الثَّوْرِيُّ ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ ، عَنْ زُرْعَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَرْهَدَ الأَسْلَمِيِّ ، عَنْ جَدِّهِ جَرْهَدَ قَالَ : مَرَّ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وَقَدِ انْكَشَفَ فَخِذِي , فَقَالَ : غَطِّ فَخِذَكَ , فَإِنَّ الْفَخِذَ عَوْرَةٌ ، أَوْ مِنَ الْعَوْرَةِ.
قَالَ مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : جَرْهَدُ بْنُ رَزَاحٍ , وَهَكَذَا قَالَ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ ، وَنَسَبَهُ هَذَا النَّسَبُ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ إِلَى أَسْلَمَ . وَكَانَ لِجَرْهَدَ دَارٌ بِالْمَدِينَةِ فِي زُقَاقِ ابْنِ حُنَيْنٍ , وَمَاتَ بِالْمَدِينَةِ فِي آخِرِ خِلاَفَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ , وَأَوَّلِ خِلاَفَةِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ.(5/202)
866- أَبُو بَرْزَةَ الأَسْلَمِيُّ
وَاسْمُهُ فِيمَا ذَكَرَ مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ عَنْ بَعْضِ وَلَدِ أَبِي بَرْزَةَ : عَبْدُ اللهِ بْنُ نَضْلَةَ . وَقَالَ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ وَغَيْرُهُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ : اسْمُهُ نَضْلَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ , وَقَالَ بَعْضُهُمُ ابْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حِبَالِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ دِعْبِلِ بْنِ أَنَسِ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَلاَمَانَ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ أَفْصَى . وَإِلَى دِعْبِلٍ الْبَيْتُ ، أَسْلَمَ قَدِيمًا , وَشَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فَتْحَ مَكَّةَ.(5/202)
6114- قَالَ : أَخْبَرَنا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ الْبَصْرِيُّ قَالَ : حَدَّثَنا شَدَّادُ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ أَبِي الْوَازِعِ ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم - يَعْنِي يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ - يَقُولُ : النَّاسُ آمِنُونَ كُلُّهُمْ غَيْرَ عَبْدِ اللهِ بْنِ خَطَلٍ وَبُنَانَةَ الْفَاسِقَةِ.
قَالَ أَبُو بَرْزَةَ : فَقَتَلْتُهُ وَهُوَ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ ، يَعْنِي عَبْدَ اللهِ بْنَ خَطَلٍ.
قَالَ مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : وَكَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ خَطَلٍ مِنْ بَنِي الأَدْرَمِ بْنِ تَيْمِ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرٍ.(5/202)
6115- قَالَ : أَخْبَرَنا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ قَالَ : حَدَّثَنا شَدَّادُ بْنُ سَعِيدٍ الرَّاسِبِيُّ ، عَنْ أَبِي الْوَازِعِ ، وَهُوَ جَابِرُ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ مُرْنِي بِعَمَلٍ أَعْمَلُهُ ، قَالَ : أَمِطِ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ ، فَإِنَّهُ لَكَ صَدَقَةٌ.
قَالَ : وَقَالَ مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : وَلَمْ يَزَلْ أَبُو بَرْزَةَ يَغْزُو مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم إِلَى أَنْ قُبِضَ , فَتَحَوَّلَ إِلَى الْبَصْرَةِ , فَنَزَلَهَا حِينَ نَزَلَهَا الْمُسْلِمُونَ , وَبَنَى بِهَا دَارًا , وَلَهُ بِهَا بَقِيَّةٌ ، ثُمَّ غَزَا خَرَاسَانَ فَمَاتَ بِهَا.(5/203)
6116- قَالَ : أَخْبَرَنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ : حَدَّثَنا مُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ قَالَ : حَدَّثَنا الْحَسَنُ بْنُ حَكِيمٍ قَالَ : حَدَّثَتْنِي أُمِّي أَنَّهَا كَانَتْ لأَبِي بَرْزَةَ جَفْنَةٌ مِنْ ثَرِيدٍ غُدْوَةً وَجَفْنَةٌ عَشِيَّةً لِلأَرَامِلِ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ.(5/203)
6117- قَالَ : أَخْبَرَنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : حَدَّثَنا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ قَالَ : حَدَّثَنا سَيَّارُ بْنُ سَلاَمَةَ قَالَ : رَأَيْتُ أَبَا بَرْزَةَ أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ.(5/203)
6118- قَالَ : أَخْبَرَنا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ : حَدَّثَنا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ ؛ أَنَّ أَبَا بَرْزَةَ كَانَ يَلْبَسُ الصُّوفَ , فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : إِنَّ أَخَاكَ عَائِذَ بْنَ عَمْرٍو يَلْبَسُ الْخَزَّ ، وَهُوَ يَرْغَبُ عَنْ لِبَاسِكَ ، قَالَ : وَيْحَكَ وَمَنْ مِثْلُ عَائِذٍ لَيْسَ مِثْلُهُ ، ثُمَّ أَتَى عَائِذًا , فَقَالَ : إِنَّ أَخَاكَ أَبَا بَرْزَةَ يَلْبَسُ الصُّوفَ ، وَهُوَ يَرْغَبُ عَنْ لِبَاسِكَ ، قَالَ : وَيْحَكَ وَمَنْ مِثْلُ أَبِي بَرْزَةَ لَيْسَ مِثْلُهُ , فَمَاتَ أَحَدُهُمَا , فَأَوْصَى أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ الآخَرَ.(5/203)
6119- قَالَ : أَخْبَرَنا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، قَالَ : أَخْبَرَنا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ ؛ أَنَّ عَائِذَ بْنَ عَمْرٍو كَانَ يَلْبَسُ الْخَزَّ وَيَرْكَبُ الْخَيْلَ ، وَكَانَ أَبُو بَرْزَةَ لاَ يَلْبَسُ الْخَزَّ , وَلاَ يَرْكَبُ الْخَيْلَ وَيَلْبَسُ ثَوْبَيْنِ مُمَصَّرَيْنِ , فَأَرَادَ رَجُلٌ أَنْ يَشِيَ بَيْنَهُمَا , فَأَتَى عَائِذَ بْنَ عَمْرٍو , فَقَالَ : أَلَمْ تَرَ إِلَى أَبِي بَرْزَةَ يَرْغَبُ عَنْ لُبْسِكَ وَهَيْئَتِكَ , وَنَحْوُكَ لاَ يَلْبَسُ الْخَزَّ وَلاَ يَرْكَبُ الْخَيْلَ ، فَقَالَ عَائِذٌ : يَرْحَمُ اللَّهُ أَبَا بَرْزَةَ ، مَنْ فِينَا مِثْلُ أَبِي بَرْزَةَ ؟ ثُمَّ أَتَى أَبَا بَرْزَةَ فَقَالَ : أَلَمْ تَرَ إِلَى عَائِذٍ يَرْغَبُ عَنْ هَيْئَتِكَ , وَنَحْوُكَ يَرْكَبُ الْخَيْلَ وَيَلْبَسُ الْخَزَّ ، فَقَالَ : يَرْحَمُ اللَّهُ عَائِذًا وَمَنْ فِينَا مِثْلُ عَائِذٍ ؟.(5/204)
6120- قَالَ : أَخْبَرَنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْحَوْضِيُّ قَالَ : حَدَّثَنا الْمُنْذِرُ بْنُ ثَعْلَبَةَ قَالَ : حَدَّثَنا عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ زِيَادٍ : مَنْ يُخْبِرُنَا عَنِ الْحَوْضِ ؟ فَقَالَ : هَاهُنَا أَبُو بَرْزَةَ صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وَكَانَ أَبُو بَرْزَةَ رَجُلاَّ مُسْمِنًا , فَلَمَّا رَآهُ قَالَ : إِنَّ مُحَدِّثكُمْ هَذَا لَدَحْدَاحٌ ، قَالَ : فَغَضِبَ أَبُو بَرْزَةَ وَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ أَمُتْ حَتَّى عُيِّرْتُ بِصُحْبَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم . ثُمَّ جَاءَ مُغْضَبًا حَتَّى قَعَدَ عَلَى سَرِيرِ عُبَيْدِ اللهِ , فَسَأَلَهُ عَنِ الْحَوْضِ , فَقَالَ : نَعَمْ فَمَنْ كَذَّبَ بِهِ فَلاَ أَوْرَدَهُ اللَّهُ إِيَّاهُ ، وَلاَ سَقَاهُ اللَّهُ إِيَّاهُ ، ثُمَّ انْطَلَقَ مُغْضَبًا.(5/204)
6121- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ : حَدَّثَنا عَوْفٌ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو الْمِنْهَالِ سَيَّارُ بْنُ سَلاَمَةَ قَالَ : لَمَّا كَانَ زَمَنُ ابْنِ زِيَادٍ أَخْرَجَ ابْنُ زِيَادٍ فَوَثَبَ ابْنُ مَرْوَانَ بِالشَّامِ حَيْثُ وَثَبَ ، وَوَثَبَ ابْنُ الزُّبَيْرِ بِمَكَّةَ ، وَوَثَبَ الَّذِينَ يُدْعَوْنَ بِالْقُرَّاءِ بِالْبَصْرَةِ قَالَ : اغْتَمَّ أَبِي غَمًّا شَدِيدًا ، وَكَانَ أَبُو الْمِنْهَالِ يُثْنِي عَلَى أَبِيهِ خَيْرًا قَالَ : قَالَ لِي : انْطَلِقْ مَعِي إِلَى هَذَا الرَّجُلِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم إِلَى أَبِي بَرْزَةَ الأسلمي ، قال : فانطلقت معه إليه ، حتى دخلنا في داره ، فإذا هو قاعد في ظل كان له من قصب ، قال : فجلسنا إليه في يوم حار شديد الحر قال : فأنشأ أبي يستطعمه الحديث ، قال : فقال يا أبا برزة ألا ترى ، ألا ترى ؟ قال : فكان أول شيء تكلم به قال : إني أحتسب عبد الله أني أصبحت ساخطا على أحياء قريش إنكم معشر العرب كنتم على الحال التي قد علمتم في جاهليتكم من القلة والذلة والضلالة ، وإن الله قد نعشكم بالإسلام ومحمد صَلى الله عَليهِ وَسلَّم حتى بلغ بكم ما ترونه وإن هذه الدنيا هي التي أفسدت بينكم.(5/204)
إن الذي بالشام ، يعني ابن مروان ، والله إن يقاتل إلا على الدنيا ، وإن الذي بمكة والله إن يقاتل إلا على الدنيا يعني ابن الزبير ، وإن الذين حولكم الذين تدعونهم قراءكم ، والله إن يقاتلون إلا على الدنيا.
قال : فلما لم يدع أحدا قال له أبي : فما تأمر ؟ قال : لا أرى خير الناس اليوم إلا عصابة خماص البطون من أموال الناس خفاف الظهور من دمائهم . قال : قال أبي : حدثنا كيف كانت صلاة رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم المكتوبة ؟ قال : كان يصلي الظهر التي تدعونها الأولى حين تدحض الشمس قال : وكان يصلي العصر حين يرجع أحدنا إلى رحله في أقصى المدينة والشمس حية . قال : ونسيت ما قال في المغرب . قال : وكان يستحب أن يؤخر من صلاة العشاء التي تدعونها العتمة . قال : وكان يكره النوم قبلها والحديث بعدها وكان ينفتل من صلاة الغداة حين يعرف الرجل جليسه قال : وكان يقرأ بالستين إلى المائة.(5/205)
867- عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى
واسم أبي أوفى علقمة بن خالد بن الحارث بن أبي أسيد بن رفاعة بن ثعلبة بن هوازن بن أسلم بن أفصى ويكنى عبد الله أبا معاوية.(5/206)
6122- قال : أخبرنا عبد الله بن بكر السهمي ، عن فائد أبي ورقاء ؛ أن عبد الله بن أبي أوفى كان يكنى أبا معاوية.(5/206)
6123- قال : أخبرنا يزيد بن هارون ، والفضل بن دكين ، وعفان بن مسلم ، وهشام أبو الوليد الطيالسي ، عن شعبة ، عن عمرو بن مرة ، عن عبد الله بن أبي أوفى قال : كان رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم إذا أتاه قوم بصدقتهم قال : اللهم صل عليهم ، قال : فأتاه أبي بصدقته ، فقال : اللهم صل على أبى أوفى.(5/206)
6124- قال أخبرنا محمد بن عبيد قال : حدثنا أبو إدام ، عن عبد الله بن أبي أوفى ، في حديث رواه ؛ أنه شهد مع النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم بني النضير والخندق وقريظة.(5/206)
6125- قَالَ : أَخْبَرَنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ : حَدَّثَنا زُهَيْرٌ قَالَ : حَدَّثَنا أَبُو خَالِدٍ ، عَنْ أَبِي يَعْفُور ، عَنْ ابْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ : غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم سَبْعَ غَزَوَاتٍ ، نَأْكُلُ فِيهِنَّ الْجَرَادَ.(5/206)
6126- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنا الثَّوْرِيُّ ، عَنْ أَبِي يَعْفُور قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى يَقُولُ : غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم سَبْعَ غَزَوَاتٍ نَأْكُلُ مَعَهُ الْجَرَادَ.
قَالَ مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : قَدْ رَوَى الْكُوفِيُّونَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى مَا تَرَى فِي مَشَاهِدِهِ ، وَأَمَّا فِي رِوَايَتِنَا , فَأَوَّلُ مَشْهَدٍ شَهِدَهُ عِنْدَنَا خَيْبَرُ وَمَا بَعْدَ ذَلِكَ.(5/206)
6127- قَالَ : أَخْبَرَنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَخْبَرَنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ : رَأَيْتُ بِيَدِهِ ضَرْبَةً , فَقُلْتُ : مَا هَذِهِ ؟ قَالَ : ضُرِبْتُهَا يَوْمَ حُنَيْنٍ ، قُلْتُ : وَشَهِدْتُ حُنَيْنًا ؟ قَالَ : نَعَمْ ، وَقَبْلَ ذَلِكَ.(5/206)
6128- قَالَ : أَخْبَرَنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَخْبَرَنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ قَالَ : رَأَيْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى خِضَابَهُ أَحْمَرَ.(5/207)
6129- قَالَ : أَخْبَرَنا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنا شَرِيكٌ ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ قَالَ : رَأَيْتُ ابْنَ أَبِي أَوْفَى أَحْمَرَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ.(5/207)
6130- قَالَ : أَخْبَرَنا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمَّانِيُّ ، عَنْ أَبِي سَعْدٍ الْبَقَّالِ قَالَ : رَأَيْتُ ابْنَ أَبِي أَوْفَى عَلَيْهِ بُرْنُسٌ مِنْ خَزٍّ أَدْكَنَ.(5/207)
6131- قَالَ : أَخْبَرَنا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ ، عَنْ شُعْبَةَ , قَالَ : عَمْرٌو أَنْبَأَنِي ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ.(5/207)
6132- قَالَ : أَخْبَرَنا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ : حَدَّثَنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ : حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ قَالَ : كُنَّا نُقَاتِلُ الْخَوَارِجَ مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ : فَلَحِقَ غُلاَمٌ لَهُ بِهِمْ , فَنَادَيْنَاهُ ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ الشَّطِّ يَا فَيْرُوزُ : هَذَا مَوْلاَكَ عَبْدُ اللهِ قَالَ : نِعْمَ الرَّجُلُ هُوَ لَوْ هَاجَرَ ، فَقَالَ ابْنُ أَبِي أَوْفَى : مَا يَقُولُ عَدُوُّ اللهِ ، قُلْنَا يَقُولُ : نِعْمَ الرَّجُلُ لَوْ هَاجَرَ ، فَقَالَ : هِجْرَةٌ بَعْدَ هِجْرَتِي مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ثَلاَثَ مِرَارٍ ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : طُوبَى لِمَنْ قَتَلَهُمْ وَقَتَلُوهُ.
قَالَ مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : وَلَمْ يَزَلْ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى بِالْمَدِينَةِ حَتَّى قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فَتَحَوَّلَ إِلَى الْكُوفَةِ , فَنَزَلَهَا حَيْثُ نَزَلَهَا الْمُسْلِمُونَ ، وَابْتَنَى بِهَا دَارًا فِي أَسْلَمَ ، وَكَانَ قَدْ ذَهَبَ بَصَرُهُ ، وَتُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ.(5/207)
6133- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : أَخْبَرَنا خُلَيْدُ بْنُ دَعْلَجٍ : عَنْ قَتَادَةَ ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى آخِرُ مَنْ مَاتَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم بِالْكُوفَةِ.(5/207)
6134- قَالَ : أَخْبَرَنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ أَعْيَنَ أَبُو الْعَلاَنِيَةِ الْمَرَئِيُّ قَالَ : كُنْتُ بِالْكُوفَةِ فَرَأَيْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أَوَفِي أَحْرَمَ مِنَ الْكُوفَةِ مِنْ مَسْجِدِ الرَّمَادَةِ وَجَعَلَ يُلَبِّي.(5/207)
868- الأَكْوَعُ
وَاسْمُهُ سِنَانُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ قُشَيْرِ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَلاَمَانَ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ أَفْصَى , أَسْلَمَ قَدِيمًا هُوَ وَابْنَاهُ عَامِرٌ , وَسَلَمَةُ ، وَصَحِبُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم جَمِيعًا.(5/208)
869- عَامِرُ بْنُ الأَكْوَعِ
وَكَانَ شَاعِرًا
6135- قَالَ : أَخْبَرَنا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ : حَدَّثَنا الرَّبِيعُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ مَجْزَأَةَ بْنِ زَاهِرٍ أَنَّ عَامِرَ بْنَ الأَكْوَعِ ضَرَبَ رَجُلاَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ - يَعْنِي يَوْمَ خَيْبَرَ - فَقَتَلَهُ وَجَرَحَ نَفْسَهُ , فَأَنْشَأَ يَقُولُ : قَتَلْتُ نَفْسِيِ ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فَقَالَ : لَهُ أَجْرَانِ.(5/208)
6136- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، وَمُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ الزُّهْرِيُّ ، وَغَيْرُهُمْ ، قَالُوا : كَانَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فِي مَسِيرِهِ إِلَى خَيْبَرَ قَالَ لِعَامِرِ بْنِ سِنَانٍ : انْزِلْ يَا ابْنَ الأَكْوَعِ فَخُذْ لَنَا مِنْ هُنَيَّاتِكَ ، فَاقْتَحَمَ عَامِرٌ عَنْ رَاحِلَتِهِ , ثُمَّ ارْتَجِزَ بِرَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وَهُوَ يَقُولُ :
لاَ هُمَّ لَوْلاَ أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا ... وَلاَ تَصَدَّقْنَا وَلاَ صَلَّيْنَا
فَأَلْقِيَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا ... وَثَبِّتِ الأَقْدَامَ إِنْ لاَقَيْنَا
إِنَّا إِذَا صِيحَ بِنَا أَتَيْنَا ... وَبِالصِّيَاحِ عَوَّلُوا عَلَيْنَا
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : يَرْحَمُكَ اللَّهُ ، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ : وَجَبَتْ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللهِ ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ : لَوْلاَ مَتَّعْتَنَا بِهِ يَا رَسُولَ اللهِ , فَاسْتُشْهِدَ عَامِرٌ يَوْمَ خَيْبَرَ ، ذَهَبَ يَضْرِبُ رَجُلاَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ , فَرَجَعَ السَّيْفُ , فَجَرَحَ نَفْسَهُ , فَمَاتَ , فَحُمِلَ إِلَى الرَّجِيعِ , فَقُبِرَ مَعَ مَحْمُودِ بْنِ مَسْلَمَةَ فِي قَبْرٍ فِي غَارٍ , فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ : يَا رَسُولَ اللهِ أَقْطِعْ لِي عِنْدَ قَبْرِ أَخِي ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : لَكَ حُضْرُ الْفَرَسِ فَإِنْ عَمِلْتَ , فَلَكَ حُضْرُ فَرَسَيْنِ . فَقَالَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ : حَبَطَ عَمَلُ عَامِرٍ قَتَلَ نَفْسَهُ ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم , فَقَالَ : كَذَبَ مَنْ قَالَ : ذَلِكَ ، إِنَّ لَهُ لأَجْرَيْنِ , إِنَّهُ قُتِلَ جَاهِدًا مُجَاهِدًا , وَإِنَّهُ لَيَعُومُ فِي الْجَنَّةِ عَوْمَ الدَّعْمُوصِ.(5/208)
6137- قَالَ : أَخْبَرَنا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ أَنَّ رَجُلاَّ قَالَ لِعَامِرٍ : أَسْمِعْنِي مِنْ هُنَيَّاتِكَ ، وَكَانَ عَامِرٌ رَجُلاَّ شَاعِرًا , قَالَ : فَنَزَلَ يَحْدُو وَيَقُولُ :
اللَّهُمَّ لَوْلاَ أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا ... وَلاَ تَصَدَّقْنَا وَلاَ صَلَّيْنَا
فَاغْفِرْ فِدَاءً لَكَ مَا اقْتَنَيْنَا ... وَثَبِّتِ الأَقْدَامَ إِنْ لاَقَيْنَا
وَأَلْقِيَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا ... إِنَّا إِذَا صِيحَ بِنَا أَتَيْنَا
وَبِالصِّيَاحِ عَوَّلُوا عَلَيْنَا
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : مَنْ هَذَا الْحَادِي ؟ قَالُوا : ابْنُ الأَكْوَعِ ، قَالَ : يَرْحَمُهُ اللَّهُ ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ : وَجَبَتْ يَا نَبِيَّ اللهِ ، لَوْلاَ مَتَّعْتَنَا بِهِ.
قَالَ : فَأُصِيبَ يَوْمَ خَيْبَرَ ذَهَبَ يَضْرِبُ رَجُلاَّ مِنَ الْيَهُودِ , فَأَصَابَ ذُبَابُ السَّيْفِ عَيْنَ رُكْبَتِهِ ، فَقَالَ النَّاسُ : حَبِطَ عَمَلُ عَامِرٍ قَتَلَ نَفْسَهُ ، قَالَ : فَجِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم بَعْدَ أَنْ قَدِمَ الْمَدِينَةَ ، وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ , فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ يَزْعُمُونَ أَنَّ عَامِرًا حَبِطَ عَمَلُهُ قَالَ : مَنْ يَقُولُهُ ؟ قُلْتُ : رِجَالٌ مِنَ الأَنْصَارِ مِنْهُمْ فُلاَنٌ وَفُلاَنٌ وَأُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ ، قَالَ : كَذَبَ مَنْ قَالَ ، إِنَّ لَهُ أَجْرَيْنِ , وَقَالَ بِإِصْبَعَيْهِ - أَوْمَأَ حَمَّادٌ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوسْطَى - إِنَّهُ لَجَاهِدٌ مُجَاهِدٌ ، وَقَلَّ عَرَبِيٌّ مَشَى بِهَا مِثْلَهُ.(5/209)
870- سَلَمَةُ بْنُ الأَكْوَعِ
6138- قَالَ : أَخْبَرَنا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ قَالَ : حَدَّثَنا يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ قَالَ : غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم سَبْعَ غَزَوَاتٍ وَمَعَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ تِسْعَ غَزَوَاتٍ , حِينَ أَمَّرَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم عَلَيْنَا.(5/210)
6139- قَالَ : أَخْبَرَنا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ : حَدَّثَنا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : أَمَّرَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم أَبَا بَكْرٍ , فَغَزَوْنَا نَاسًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَبَيَّتْنَاهُمْ فَقَتَلْنَاهُمْ ، وَكَانَ شِعَارُنَا : أَمُتْ أَمُتْ . فَقَتَلْتُ بِيَدِي تِلْكَ اللَّيْلَةَ سَبْعَةً أَهْلَ أَبْيَاتٍ.(5/210)
6140- قَالَ : أَخْبَرَنا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ قَالَ : غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم سَبْعَ غَزَوَاتٍ , فَذَكَرَ الْحُدَيْبِيَةَ وَخَيْبَرَ وَحُنَيْنًا وَيَوْمَ الْقَرَدِ قَالَ : وَنَسِيتُ بَقِيَّتَهُنَّ.(5/210)
6141- قَالَ : أَخْبَرَنا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ قَالَ : خَرَجْتُ أُرِيدُ الْغَابَةَ , فَلَقِيتُ غُلاَمًا لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ , فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : أُخِذَتْ لِقَاحُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم قَالَ : قُلْتُ : مَنْ أَخَذَهَا ؟ قَالَ : غَطَفَانُ . قَالَ : فَانْطَلَقْتُ , فَنَادَيْتُ : يَا صَبَاحَاهُ ، يَا صَبَاحَاه حَتَّى أَسْمَعْتُ مَنْ بَيْنَ لاَبَتَيْهَا ، ثُمَّ مَضَيْتُ , فَاسْتَنْقَذْتُهَا مِنْهُمْ . قَالَ : وَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فِي النَّاسِ , فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ الْقَوْمَ عِطَاشٌ أَعْجَلْنَاهُمْ أَنْ يَسْتَقُوا لِشَفَتِهِمْ ، فَقَالَ : يَا ابْنَ الأَكْوَعِ مَلَكْتَ فَأَسْجِحْ ، إِنَّهُمُ الآنَ فِي غَطَفَانَ يُقْرَوْنَ . قَالَ : وَأَرْدَفَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم خَلْفَهُ.(5/210)
6142- قَالَ : أَخْبَرَنا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ ، قَالَ : بَايَعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ تَحْتَ الشَّجَرَةِ قَالَ : ثُمَّ تَنَحَّيْتُ , فَلَمَّا خَفَّ النَّاسُ قَالَ : يَا سَلَمَةُ مَا لَكَ لاَ تُبَايِعُ ؟ قُلْتُ : قَدْ بَايَعْتُ يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : وَأَيْضًا قَالَ : فَبَايَعْتُهُ قُلْتُ : عَلَى مَا بَايَعْتُمُوهُ يَا أَبَا مُسْلِمٍ ؟ قَالَ : عَلَى الْمَوْتِ.
قَالَ : وَقَالَ مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : قَدْ سَمِعْتُ مَنْ يَذْكُرُ أَنَّ سَلَمَةَ كَانَ يُكْنَى أَبَا إِيَاسَ.(5/211)
6143- قَالَ : أَخْبَرَنا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ : حَدَّثَنا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَدِمْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم الْحُدَيْبِيَةَ ، ثُمَّ خَرَجْنَا رَاجِعِينَ إِلَى الْمَدِينَةِ , فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : خَيْرُ فُرْسَانِنَا الْيَوْمَ أَبُو قَتَادَةَ ، وَخَيْرُ رِجَالَتِنَا سَلَمَةُ ، ثُمَّ أَعْطَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم سَهْمَيْنِ : سَهْمَ الْفَارِسِ , وَسَهْمَ الرَّاجِلِ جَمِيعًا.(5/211)
6144- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ الْكِلاَبِيُّ ، عَنْ أَبِي الْعُمَيْسِ ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَامَ رَجُلٌ مِنْ عِنْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم , فَأُخْبِرَ أَنَّهُ عَيْنٌ لِلْمُشْرِكِينَ , فَقَالَ : مَنْ قَتَلَهُ فَلَهُ سَلَبُهُ ، قَالَ : فَلَحِقْتُهُ فَقَتَلْتُهُ ، فَنَفَّلَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم سَلَبَهُ.(5/211)
6145- قَالَ : أَخْبَرَنا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ ؛ أَنَّهُ اسْتَأْذَنَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فِي الْبَدْوِ , فَأَذِنَ لَهُ.(5/211)
6146- قَالَ : أَخْبَرَنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ : حَدَّثَنا عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ رَزِين قَالَ : أَتَيْنَا سَلَمَةَ بْنَ الأَكْوَعِ بِالرَّبَذَةِ , فَأَخْرَجَ إِلَيْنَا يَدَهُ ضَخْمَةً كَأَنَّهَا خُفُّ الْبَعِيرِ ، قَالَ : بَايَعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم بِيَدِي هَذِهِ , فَأَخَذْنَا يَدَهُ , فَقَبَّلْنَاهَا.(5/212)
6147- قَالَ : أَخْبَرَنا يَعْلَى بْنُ الْحَارِثِ الْمُحَارِبِيُّ الْكُوفِيُّ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ ، عَنْ أَبِيهِ ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ يَعْنِي أَنَّهُ شَهِدَ الْحُدَيْبِيَةَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم , وَبَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ , وَنَزَلَ فِيهِمُ الْقُرْآنُ : {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ}.(5/212)
6148- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : كَانَتِ الْحُدَيْبِيَةُ فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ سِتٍّ ، وَكُنَّا فِيهَا سِتَّ عَشْرَةَ مِئَةً , وَأَهْدَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم جَمَلَ أَبِي جَهْلٍ.(5/212)
6149- قَالَ : أَخْبَرَنا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ ؛ أَنَّهُ كَانَ لاَ يَسْأَلُهُ أَحَدٌ بِوَجْهِ اللهِ إِلاَّ أَعْطَاهُ ، وَكَانَ يَكْرَهُهَا , وَيَقُولُ : هِيَ الإِلْحَافُ.(5/212)
6150- قَالَ : أَخْبَرَنا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى الْبَصْرِيُّ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ قَالَ : كَانَ سَلَمَةُ بْنُ الأَكْوَعِ إِذَا سُئِلَ بِوَجْهِ اللهِ أَفَّفَ , وَيَقُولُ : مَنْ لَمْ يُعْطَ بِوَجْهِ اللهِ , فَبِمَاذَا يُعْطَى ؟ قَالَ : وَكَانَ يَقُولُ : هِيَ مَسْأَلَةُ الإِلْحَافِ.(5/212)
6151- قَالَ : أَخْبَرَنا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ ، عَنْ سَلَمَةَ (1)، أَنَّهُ كَانَ يَتَحَرَّى مَوْضِعَ الْمُصْحَفِ يُسَبِّحُ فِيهِ ، وَذَكَرَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم كَانَ يَتَحَرَّى ذَلِكَ الْمَكَانَ ، قَالَ : وَكَانَ بَيْنَ الْقِبْلَةِ وَالْمِنْبَرِ قَدْرُ مَمَرِّ شَاةٍ.
_حاشية__________
(1) قوله : "عن سلمة" سقط من المطبوع ، والحديث أخرجه أحمد 4/54 ، ومسلم 2/59 ، من طريق حماد بن مسعدة ، على الصواب.(5/212)
6152- قَالَ : أَخْبَرَنا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ قَالَ : لَمَّا ظَهَرَ نَجْدَةُ , وَأَخَذَ الصَّدَقَاتِ , قِيلَ لِسَلَمَةَ : أَلاَ تُبَاعِدُ مِنْهُمْ ؟ قَالَ : فَقَالَ : وَاللَّهِ لاَ أَتَبَاعَدُ وَلاَ أُبَايِعُهُ . قَالَ : وَدَفَعَ صَدَقَتَهُ إِلَيْهِمْ.(5/213)
6153- قَالَ : أَخْبَرَنا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ ؛ أَنَّ سَلَمَةَ بْنَ الأَكْوَعِ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَشْتَرِيَ صَدَقَةَ مَالِهِ.(5/213)
6154- قَالَ : أَخْبَرَنا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ ؛ أَنَّهُ كَانَ يَنْهَى بَنِيهِ عَنْ لِعْبِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ , وَيَقُولُ : هِيَ مَأْثَمَةٌ.(5/213)
6155- قَالَ : أَخْبَرَنا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ ؛ أَنَّهُ تَوَضَّأَ , فَمَسَحَ مُقَدَّمَ رَأْسِهِ , وَغَسَلَ قَدَمَيْهِ , وَنَضَحَ بِيَدِهِ جَسَدَهُ وَثِيَابَهُ.(5/213)
6156- قَالَ : أَخْبَرَنا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ ؛ أَنَّهُ كَانَ يَسْتَنْجِي بِالْمَاءِ.(5/213)
6157- قَالَ : أَخْبَرَنا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ ، عَنْ سَلَمَةَ , أَنَّهُ أَكَلَ حَيْسًا ، ثُمَّ جَاءَتِ الصَّلاَةُ , فَقَامَ إِلَى الصَّلاَةِ , وَلَمْ يَتَوَضَّأْ.(5/213)
6158- قَالَ : أَخْبَرَنا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ قَالَ : أَجَازَ الْحَجَّاجُ سَلَمَةَ بِجَائِزَةٍ , فَقَبِلَهَا.(5/213)
6159- قَالَ : أَخْبَرَنا مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ أَبُو حُذَيْفَةَ النَّهْدِيُّ الْبَصْرِيُّ قَالَ : حَدَّثَنا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : كَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ يَكْتُبُ لَنَا بِجَوَائِزَ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى الْكُوفَةِ , فَنَذْهَبُ فَنَأْخُذُهَا.(5/213)
6160- قَالَ : أَخْبَرَنا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ : حَدَّثَنا سُفْيَانُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلاَنَ عَنْ عُثْمَانِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ قَالَ : رَأَيْتُ سَلَمَةَ بْنَ الأَكْوَعِ يُحْفِي شَارِبَهُ آخِرَ الْحَلْقِ.(5/213)
6161- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُقْبَةَ ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ : تُوُفِّيَ أَبُو سَلَمَةَ بْنُ الأَكْوَعِ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ ، وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِينَ سَنَةً.
قَالَ مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : وَقَدْ رَوَى سَلَمَةُ عَنْ أَبِي بَكْرٍ ، وَعُمَرَ ، وَعُثْمَانَ.(5/214)
871- أُهْبَانُ بْنُ الأَكْوَعِ
وَهُوَ مُكَلِّمُ الذِّئْبِ فِي رِوَايَةِ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ . مِنْ وَلَدِهِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الأشعث بن عُقْبَةَ بْنِ أُهْبَانَ بْنِ الأَكْوَعِ. وَكَانَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ بَعَثَ عُقْبَةَ بْنَ أُهْبَانَ بْنِ الأَكْوَعِ عَلَى صَدَقَاتِ كَلْبٍ وَبَلْقَيْنَ وَغَسَّانَ.
قَالَ هِشَامٌ : هَكَذَا انْتَسَبَ لِي بَعْضُ وَلَدِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ الأَشْعَثِ يَقُولُ : أَنَا أَعْلَمُ بِهَذَا مِنْ غَيْرِي ، فَكَانَ يَقُولُ : عُقْبَةُ بْنُ أُهْبَانَ مُكَلَّمُ الذِّئْبِ بْنِ عَبَّادِ ابْنِ رَبِيعَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ يَقَظَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَلاَمَانَ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ أَفْصَى.
قَالَ : وَكَانَ مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ يَقُولُ : مُكَلَّمُ الذِّئْبِ أُهْبَانُ بْنُ أَوْسٍ الأَسْلَمِيُّ ، وَلَمْ يَرْفَعْ فِي نَسَبَهُ.
قَالَ : وَكَانَ يَسْكُنُ يَيْنَ , وَهِيَ بِلاَدُ أَسْلَمَ , فَبَيْنَا هُوَ يَرْعَى غَنَمًا لَهُ بِحَرَّةِ الْوَبَرَةَ , فَعَدَا الذِّئْبُ عَلَى شَاةٍ مِنْهَا , فَأَخَذَهَا مِنْهُ , فَتَنَحَّى الذِّئْبُ , فَأَقْعَى عَلَى ذَنْبِهِ قَالَ : وَيْحَكَ لِمَ تَمْنَعُ مِنِّي رِزْقًا رَزَقَنِيهِ اللَّهُ ؟ فَجَعَلَ أُهْبَانُ الأَسْلَمِيُّ يُصَفِّقُ بِيَدَيْهِ وَيَقُولُ : تَالَلَّهِ مَا رَأَيْتُ أَعْجَبَ مِنْ هَذَا ، فَقَالَ الذِّئْبُ : إِنَّ أَعْجَبَ مِنْ هَذَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم بَيْنَ هَذِهِ النَّخَلاَتِ ، وَأَوْمَأَ إِلَى الْمَدِينَةِ , فَحَدَرَ أُهْبَانُ غَنَمَهُ إِلَى الْمَدِينَةِ , وَأَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم , فَحَدَّثَهُ , فَعَجِبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم لِذَلِكَ , وَأَمَرَهُ إِذَا صَلَّى الْعَصْرَ أَنْ يُحَدِّثَ بِهِ أَصْحَابَهُ , فَفَعَلَ , فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : صَدَقَ فِي آيَاتٍ تَكُونُ قَبْلَ السَّاعَةِ.
قَالَ : وَأَسْلَمَ أُهْبَانُ , وَصَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وَكَانَ يُكْنَى أَبَا عُقْبَةَ ، ثُمَّ نَزَلَ الْكُوفَةَ , وَابْتَنَى بِهَا دَارًا فِي أَسْلَمَ , وَتُوُفِّيَ بِهَا فِي خِلاَفَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ ، وَوِلاَيَةِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ.(5/214)
872- عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي حَدْرَدٍ
وَاسْمُ أَبِي حَدْرَدٍ سَلاَمَةُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ أَبِي سَلاَمَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ مُسَابِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْسِ بْنِ هَوَازِنَ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ أَفْصَى.
قَالَ بَعْضُهُمُ : اسْمُ أَبِي حَدْرَدٍ عَبْدُ اللهِ ، وَيُكْنَى عَبْدَ اللهِ أَبَا مُحَمَّدٍ ، وَأَوَّلُ مَشْهَدٍ شَهِدَهُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم الْحُدَيْبِيَةُ ، ثُمَّ خَيْبَرُ ، وَمَا بَعْدَ ذَلِكَ مِنَ الْمَشَاهِدِ.(5/215)
6162- قَالَ : أَخْبَرَنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَخْبَرَنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ؛ أَنَّ أَبَا حَدْرَدٍ الأَسْلَمِيَّ اسْتَعَانَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فِي مَهْرِ امْرَأَتِهِ.
قَالَ مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : هَذَا وَهَلٌ ، إِنَّمَا الْحَدِيثُ أَنَّ ابْنَ أَبِي حَدْرَدٍ الأَسْلَمِيَّ اسْتَعَانَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فِي مَهْرِ امْرَأَتِهِ ، فَقَالَ : كَمْ أَصْدَقْتَهَا ؟ قَالَ : مِئَتَيْ دِرْهَمٍ ، قَالَ : لَوْ كُنْتُمْ تَغْرِفُونَهُ مِنْ بُطْحَانَ مَا زِدْتُمْ.
وَتُوُفِّيَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي حَدْرَدٍ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِينَ ، وَهُوَ يَوْمَئِذِ ابْنُ إِحْدَى وَثَمَانِينَ سَنَةً . وَقَدْ رَوَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ.(5/215)
873- أَوْسِ بْنِ حَجَر أَبُو تَمِيمٍ الأَسْلَمِيُّ
أَسْلَمَ بَعْدَ أَنْ قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم الْمَدِينَةَ ، وَهُوَ أَرْسَلَ غُلاَمَهُ مَسْعُودَ بْنَ هُنَيْدَةَ مِنَ الْعَرْجِ عَلَى قَدَمَيْهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم يُخْبِرُهُ بِقُدُومِ قُرَيْشٍ عَلَيْهِ وَمَا مَعَهُمْ مِنَ الْعَدَدِ وَالْعُدَّةِ وَالْخَيْلِ وَالسِّلاَحِ لِيَوْمِ أُحُدٍ.(5/215)
874- مَسْعُودُ بْنُ هُنَيْدَةَ ، مَوْلَى أَوْسِ بْنِ حَجَرٍ أَبِي تَمِيمٍ الأَسْلَمِيِّ
6163- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي أَفْلَحُ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ بُرَيْدَةَ بْنِ سُفْيَانَ الأَسْلَمِيِّ ، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ هُنَيْدَةَ قَالَ : وَحَدَّثَنِي هَاشِمُ بْنُ عَاصِمٍ الأَسْلَمِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ هُنَيْدَةَ قَالَ : إِنِّي بِالْخَذَوَاتِ نِصْفَ النَّهَارِ إِذَا أَنَا بِأَبِي بَكْرٍ يَقُودُ بِآخَرَ , فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ، وَكَانَ ذَا خِلَّةٍ بِأَبِي تَمِيمٍ , فَقَالَ لِيَ : اذْهَبْ إِلَى أَبِي تَمِيمٍ , فَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلاَمَ , وَقُلْ لَهُ : يَبْعَثُ إِلَيَّ بِبَعِيرٍ وَزَادٍ وَدَلِيلٍ . فَخَرَجْتُ حَتَّى أَتَيْتُ مَوْلاَيَ , فَأَعْلَمْتُهُ رِسَالَةَ أَبِي بَكْرٍ , فَأَعْطَانِي جَمَلَ ظَعِينَةٍ لأَهْلِهِ يُقَالُ لَهُ : الذَّيَّالُ وَوَطَبًا مِنْ لَبَنٍ وَصَاعًا مِنْ تَمْرٍ ، وَأَرْسَلَنِي دَلِيلاَّ , وَقَالَ لِي : دُلَّهُ عَلَى الطَّرِيقِ حَتَّى يَسْتَغْنِيَ عَنْكَ , فَسِرْتُ بِهِمْ حَتَّى سَلَكَتْ رَكُوبَةَ , فَلَمَّا عَلَوْنَاهَا حَضْرَتِ الصَّلاَةُ , فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم , وَقَامَ أَبُو بَكْرٍ عَنْ يَمِينِهِ , وَدَخَلَ الإِسْلاَمُ قَلْبِي , فَأَسْلَمْتُ , فَقُمْتُ مِنْ شِقِّهِ الآخَرِ , فَدَفَعَ بِيَدِهِ فِي صَدْرِ أَبِي بَكْرٍ فَصَفَّنَا وَرَاءَهُ قَالَ مَسْعُودٌ : فَلاَ أَعْلَمُ أَحَدًا مِنْ بَنِي سَهْمٍ أَسْلَمَ أَوَّلَ مِنِّي غَيْرَ بُرَيْدَةَ بْنِ الْحُصَيْبِ.(5/216)
6164- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ ، عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ جَهْمٍ ، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ هُنَيْدَةَ قَالَ : لَمَّا نَزَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم قُبَاءَ وَجَدْنَا مَسْجِدًا كَانَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم يُصَلُّونَ فِيهِ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ يُصَلِّي بِهِمْ سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ ، فَزَادَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فِيهِ وَصَلَّى بِهِمْ , فَأَقَمْتُ مَعَهُ بِقُبَاءَ حَتَّى صَلَّيْتُ مَعَهُ خَمْسَ صَلَوَاتٍ ، ثُمَّ جِئْتُ أُوَدِّعُهُ , فَقَالَ لأَبِي بَكْرٍ : أَعْطِهِ شَيْئًا ، فَأَعْطَانِي عِشْرِينَ دِرْهَمًا ، وَكَسَانِي ثَوْبًا ، ثُمَّ انْصَرَفْتُ إِلَى مَوْلاَيَ وَمَعِي حُلَّةُ الظَّعِينَةِ , فَطَلَعَتُ عَلَى الْحَيِّ وَأَنَا مُسْلِمٌ ، فَقَالَ لِي مَوْلاَيَ : عَجِلْتَ ، فَقُلْتُ : يَا مَوْلاَيَ إِنِّي سَمِعْتُ كَلاَمًا لَمْ أَسْمَعْ أَحْسَنَ مِنْهُ ، ثُمَّ أَسْلَمَ مَوْلاَيَ بَعْدُ.(5/216)
6165- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ فُضَيْلٍ قَالَ : حَدَّثَنِي ابْنُ مَسْعُودِ بْنُ هُنَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّهُ شَهِدَ الْمُرَيْسِيعَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم , وَقَدْ أَعْتَقَهُ مَوْلاَهُ , فَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم عَشْرًا مِنَ الإِبِلِ.(5/217)
875- سَعْدٌ مَوْلَى الأَسْلَمِيِّينَ
6166- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي فَائِدٌ مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي رَافِعٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : لَمَّا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم بِالْعَرْجِ وَأَنَا مَعَهُ دَلِيلٌ حَتَّى سَلَكْنَا فِي رَكُوبَةٍ , فَسَلَكْتُ فِي الْجِبَالِ فَلَصِقْتُ بِهَا ، وَمَرَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم بِالْخَذَوَاتِ , وَهِيَ قَرِيبٌ مِنَ الْعَرْجِ , فَأَرْسَلَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى أَبِي تَمِيمٍ ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ بِزَادٍ وَدَلِيلٍ غُلاَمِهِ مَسْعُودٍ . فَخَرَجْنَا جَمِيعًا حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى الْجَثْجَاثَةِ وَهِيَ عَلَى بُرَيْدٍ مِنَ الْمَدِينَةِ , فَصَلَّى بِهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وَمَسْجِدُهُ الْيَوْمَ بِهَا ، وَتَغَدَّيْنَا بِهَا بَقِيَّةً مِنْ سُفْرَتِنَا , وَكُنَّا ذَبَحْنَا بِالأَمْسِ شَاةً , فَجَعَلْنَاهَا إِرَةً , فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : مَنْ يَدُلُّنَا عَلَى طَرِيقِ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ ؟ قَالَ : فَأَنَا نَزَلْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم عَلَى سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ , وَأَسْلَمَ سَعْدٌ مَوْلَى الأَسْلَمِيِّينَ ، وَصَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.(5/217)
876- رَبِيعَةُ بْنُ كَعْبٍ الأَسْلَمِيُّ
أَسْلَمَ , وَصَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم قَدِيمًا ، وَكَانَ يَلْزَمُهُ ، وَكَانَ مُحْتَاجًا مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ ، وَكَانَ يَخْدُمُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.
6167- قَالَ : أَخْبَرَنا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ قَالَ : حَدَّثَنا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ كَعْبٍ الأَسْلَمِيِّ قَالَ : كُنْتُ أَبِيتُ عِنْدَ بَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم أُعْطِيهِ وضُوءَهُ , فَأَسْمَعُ الْهَوِيَّ مِنَ اللَّيْلِ سَمِعَ اللَّهَ لِمَنْ حَمِدَهُ ، وَأَسْمَعُ الْهَوِيَّ مِنَ اللَّيْلِ : {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.(5/218)
6168- قَالَ : أَخْبَرَنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : حَدَّثَنا الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ : حَدَّثَنا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم أَقْطَعَ أَبَا بَكْرٍ وَرَبِيعَةَ الأَسْلَمِيَّ أَرْضًا فِيهَا نَخْلَةٌ مَائِلَةٌ أَصْلُهَا فِي أَرْضِ رَبِيعَةَ ، وَفَرْعُهَا فِي أَرْضِ أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : هِيَ لِي ، وَقَالَ رَبِيعَةُ : هِيَ لِي ، حَتَّى أَسْرَعَ إِلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ فكف ربيعة , فَبَلَغَ ذَلِكَ قَوْمَ رَبِيعَةَ , فَجَاؤُوهُ , فَقَالَ لَهُمْ رَبِيعَةُ : أُحَرِّجُ عَلَى كُلِّ رَجُلٍ مِنْكُمْ أَنْ يَقُولَ لَهُ شَيْئًا , فَيَغْضَبُ , فَيَغْضَبُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم لِغَضَبِهِ , فَيَغْضَبُ اللَّهُ لِغَضَبِ رَسُولِهِ , فَلَمَّا أَنْ ذَهَبَ غَضَبُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ : رُدَّ عَلَيَّ يَا رَبِيعَةُ فَقَالَ : لاَ أَرُدُّ عَلَيْكَ ، فَانْطَلَقَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وَبَدَرَهُ رَبِيعَةُ فَقَالَ : أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ غَضَبِ اللهِ وَغَضَبِ رَسُولِهِ قَالَ : وَمَا ذَاكَ ، فَأَنْبَأَهُ بِالْقَصَّةِ , فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : أَجَلْ فَلاَ تُرَدَّ عَلَيْهِ ، قَالَ : فَحَوَّلَ أَبُو بَكْرٍ وَجْهَهُ إِلَى الْحَائِطِ يَبْكِي قَالَ : وَقَضَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم بِالْفَرْعِ لِمَنْ لَهُ الأَصْلُ.
قَالَ : وَقَالَ مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : وَلَمْ يَزَلْ رَبِيعَةُ بْنُ كَعْبٍ يَلْزَمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم بِالْمَدِينَةِ يَغْزُو مَعَهُ حَتَّى قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم , فَخَرَجَ رَبِيعَةُ مِنَ الْمَدِينَةِ , فَنَزَلَ يَيْنَ وَهِيَ مِنْ بِلاَدِ أَسْلَمَ , وَهِيَ عَلَى بُرَيْدٍ مِنَ الْمَدِينَةِ ، وَبَقِيَ رَبِيعَةُ إِلَى أَيَّامِ الْحَرَّةِ ، وَكَانَتِ الْحَرَّةُ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسِتِّينَ فِي خِلاَفَةِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ.(5/218)
877- نَاجِيَةُ بْنُ جُنْدُبٍ الأَسْلَمِيُّ ، ثم مِنْ بَنِي سَهْمٍ ، بَطْنٍ مِنْ أَسْلَمَ
شَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم الْحُدَيْبِيَةَ , وَاسْتَعْمَلَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم عَلَى هَدْيِهِ حِينَ تَوَجَّهَ إِلَى الْحُدَيْبِيَةِ , وَأَمَرَهُ أَنْ يَقْدَمَهَا إِلَى ذِي الْحُلَيْفَةِ.
6169- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي غَانِمُ بْنُ أَبِي غَانِمٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ نِيَارٍ قَالَ : جَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم نَاجِيَةَ بْنَ جُنْدُبٍ الأَسْلَمِيَّ عَلَى هَدْيِهِ حِينَ تَوَجَّهَ إِلَى عَمْرَةِ الْقَضِيَّةِ , فَجَعَلَ يَسِيرُ بِالْهَدْيَ أَمَامَهُ يَطْلُبُ الرَّعْيَ فِي الشَّجَرِ مَعَهُ أَرْبَعَةُ فَتَيَانٍ مِنْ أَسْلَمَ.
قَالَ مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : وَشَهِدَ ابْنُ جُنْدُبٍ فَتْحَ مَكَّةَ , وَاسْتَعْمَلَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم عَلَى هَدْيِهِ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ . ، وَكَانَ نَاجِيَةُ نَازِلاَّ فِي بَنِي سَلَمَةَ ، وَمَاتَ بِالْمَدِينَةِ فِي خِلاَفَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ.(5/219)
878- نَاجِيَةُ بْنُ الأَعْجَمِ الأَسْلَمِيُّ
شَهِدَ الْحُدَيْبِيَةَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.
6170- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي الْهَيْثَمُ بْنُ وَاقِدٍ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَرْوَانَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَرْبَعَةَ عَشَرَ رَجُلاَّ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم أَنَّ نَاجِيَةَ بْنَ الأَعْجَمِ هُوَ الَّذِي نَزَلَ بِالسَّهْمِ فِي الْبِئْرِ بِالْحُدَيْبِيَةِ , فَجَاشَتْ بِالرَّوَاءِ حَتَّى صَدَرُوا بِعَطَنٍ.
قَالَ : وَقَالَ مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : وَيُقَالَ : الَّذِي نَزَلَ بِالسَّهْمِ نَاجِيَةُ بْنُ جُنْدُبٍ وَيُقَالَ : الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ ، وَيُقَالَ : عَبَّادُ بْنُ خَالِدٍ الْغِفَارِيُّ ، وَالأَوَّلُ أَثْبَتُ أَنَّهُ نَاجِيَةُ بْنُ الأَعْجَمِ . وَعَقَدَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ لأَسْلَمَ لِوَاءَيْنِ , فَحَمَلَ أَحَدَهُمَا نَاجِيَةُ بْنُ الأَعْجَمِ وَالآخَرَ بُرَيْدَةُ بْنُ الْحُصَيْبِ . وَمَاتَ نَاجِيَةُ بْنُ الأَعْجَمِ بِالْمَدِينَةِ فِي آخِرِ خِلاَفَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.(5/219)
879- حَمْزَةُ بْنُ عَمْرٍو الأَسْلَمِيُّ
6171- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ ؛ أَنَّ حَمْزَةَ بْنَ عَمْرٍو كَانَ يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ وَمَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّينَ ، وَهُوَ يَوْمَئِذِ ابْنُ إِحْدَى وَسَبْعِينَ سَنَةً ، وَقَدْ رَوَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ.
قَالَ مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : قَالَ حَمْزَةُ بْنُ عَمْرٍو : لَمَّا كُنَّا بِتَبُوكَ وَأَنْفَرَ الْمُنَافِقُونَ بِنَاقَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فِي الْعَقَبَةِ حَتَّى سَقَطَ بَعْضُ مَتَاعِ رَحْلِهِ.
قَالَ حَمْزَةُ : فَنَوَّرَ لِي فِي أَصَابِعِي الْخَمْسِ فَأُضِيءُ حَتَّى جَعَلْتُ أَلْقُطُ مَا شَذَّ مِنَ الْمَتَاعِ السَّوْطَ وَالْحَبْلَ وَأَشْبَاهَ ذَلِكَ.
قَالَ : وَكَانَ حَمْزَةُ بْنُ عَمْرٍو هُوَ الَّذِي بَشَّرَ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ بِتَوْبَتِهِ وَمَا نَزَلَ فِيهِ مِنَ الْقُرْآنِ ، فَنَزَعَ كَعْبٌ ثَوْبَيْنِ كَانَا عَلَيْهِ فَكَسَاهُمَا إِيَّاهُ.
قَالَ كَعْبٌ : وَاللَّهِ مَا كَانَ لِي غَيْرُهُمَا ، قَالَ : فَاسْتَعَرْتُ ثَوْبَيْنِ مِنْ أَبِي قَتَادَةَ.(5/220)
880- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الأَشْيَمِ الأَسْلَمِيُّ
6172- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ ، قَالَ : أَخْبَرَنا سَلَمَةُ بْنُ وَرْدَانَ قَالَ : رَأَيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الأَشِيمِ الأَسْلَمِيَّ ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ.(5/220)
881- مِحْجَنُ بْنُ الأَدْرَعِ الأَسْلَمِيُّ
وَهُوَ مِنْ بَنِي سَهْمٍ ، وَهُوَ الَّذِي قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : ارْمُوا وَأَنَا مَعَ ابْنِ الأَدْرَعِ ، وَكَانَ يَسْكُنُ الْمَدِينَةَ ، وَمَاتَ بِهَا فِي خِلاَفَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ.
882- عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ الأَسْلَمِيُّ
صَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وَكَانَ بِعُمَانَ حِينَ قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم , فَأَقْبَلَ هُوَ وَحَبِيبُ بْنُ زَيْدٍ الْمَازِنِيُّ إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ مِنْ عُمَانَ حِينَ بَلَغَتْهُمْ وَفَاةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فَعَرَضَ لَهُمْ مُسَيْلِمَةُ , فَأَفْلَتَ الْقَوْمُ جَمِيعًا , وَظَفَرَ بِحَبِيبِ بْنِ زَيْدٍ وَعَبْدِ اللهِ بْنِ وَهْبٍ فَقَالَ : أَتَشْهَدَانِ أَنِّي رَسُولُ اللهِ ؟ فَأَبَى حَبِيبٌ أَنْ يَشْهَدَ لَهُ , فَقَتَلَهُ وَقَطَّعَهُ عُضْوًا عُضْوًا ، وَأَقَرَّ لَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ فَلَمْ يَقْتُلْهُ وَحَبَسَهُ , فَلَمَّا نَزَلَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَالْمُسْلِمُونَ بِالْيَمَامَةِ , وَقَاتَلُوا مُسَيْلِمَةَ أَفْلَتَ عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ , فَأَتَى أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ ، وَكَانَ مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ , فَلَجَأَ إِلَيْهِ وَكَرَّ مَعَ الْمُسْلِمِينَ يُقَاتِلُ مُسَيْلِمَةَ وَأَصْحَابَهُ قِتَالاَّ شَدِيدًا.(5/221)
883- حَرْمَلَةُ بْنُ عَمْرٍو الأَسْلَمِيُّ
وَهُوَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ حَرْمَلَةَ الَّذِي رَوَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ
6173- قَالَ : أَخْبَرَنا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، عَنْ وُهَيْبٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ هِنْدَ ، عَنْ حَرْمَلَةَ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : حَجَجْتُ حَجَّةَ الْوَدَاعِ مُرْدِفِي عَمِّي سِنَانِ بْنِ سَنَّةَ , فَلَمَّا وَقَفْنَا بِعَرَفَاتٍ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وَضَعَ إِحْدَى إِصْبَعَيْهِ عَلَى الأُخْرَى , فَقُلْتُ لِعَمِّي : مَاذَا يَقُولُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ؟ قَالَ : يَقُولُ : ارْمُوا الْجَمْرَةَ بِمِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ.(5/221)
884- سِنَانُ بْنُ سَنَّةَ الأَسْلَمِيُّ
وَهُوَ عَمُّ حَرْمَلَةَ بْنِ عَمْرٍو أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ حَرْمَلَةَ الأَسْلَمِيُّ الَّذِي رَوَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ . أَسْلَمَ سِنَانُ بْنُ سَنَّةَ , وَصَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.(5/222)
885- عَمْرُو بْنُ حَمْزَةَ بْنِ سِنَانٍ الأَسْلَمِيُّ
6174- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عَاصِمٍ ، عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ جَهْمٍ ؛ أَنَّ عَمْرَو بْنَ حَمْزَةَ بْنِ سِنَانٍ كَانَ قَدْ شَهِدَ الْحُدَيْبِيَةَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم . قَدِمَ الْمَدِينَةَ , ثُمَّ اسْتَأْذَنَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم أَنْ يَرْجِعَ إِلَى بَادِيَتِهِ , فَأَذِنَ لَهُ , فَخَرَجَ حَتَّى إِذَا كَانَ بِالضَّبُّوعَةِ عَلَى بَرِيدٍ مِنَ الْمَدِينَةِ عَلَى الْمَحَجَّةِ إِلَى مَكَّةَ , لَقِيَ جَارِيَةً مِنَ الْعَرَبِ وَضِيئَةً فَنَزَغَهُ الشَّيْطَانُ حَتَّى أَصَابَهَا وَلَمْ يَكُنْ أُحْصِنَ . ثُمَّ نَدِمَ , فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم , فَأَخْبَرَهُ , فَأَقَامَ عَلَيْهِ الْحَدَّ ، أَمَرَ رَجُلاَّ أَنْ يَجْلِدَهُ بَيْنَ الْجِلْدَيْنِ بِسَوْطٍ قَدْ رُكِّبَ بِهِ وَلاَنَ.(5/222)
886- حَجَّاجُ بْنُ عَمْرٍو الأَسْلَمِيُّ
وَهُوَ أَبُو حَجَّاجٍ الَّذِي رَوَى عَنْهُ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ ، وَقَدْ رَوَى حَجَّاجُ بْنُ حَجَّاجٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
6175- قَالَ : أَخْبَرَنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَسَدِيُّ ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ : حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ ، أَنَّ عِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ حَدَّثَهُ , أَنَّ الْحَجَّاجَ بْنَ عَمْرٍو حَدَّثَهُ , أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : مَنْ كُسِرَ ، أَوْ عَرَجَ فَقَدْ حَلَّ ، وَعَلَيْهِ حَجَّةٌ أُخْرَى . قَالَ : فَأَخْبَرْتُ بِذَلِكُ ابْنَ عَبَّاسٍ وَأَبَا هُرَيْرَةَ , فَقَالاَ : صَدَقَ.(5/223)
6176- قَالَ : أَخْبَرَنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ : حَدَّثَنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ ، عَمَّنْ سَمِعَ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ يُحَدِّثُ , عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ الْحَجَّاجِ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ مَا يُذْهِبُ عَنِّي مَذَمَّةَ الرَّضَاعِ ؟ فَقَالَ : عَبْدٌ ، أَوْ أَمَةٌ.(5/223)
887- عَمْرُو بْنُ عَبْدِ نُهْمٍ الأَسْلَمِيُّ
خَرَجَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم إِلَى الْحُدَيْبِيَةِ ، وَهُوَ كَانَ دَلِيلَهُ عَلَى طَرِيقِ ثَنِيَّةِ ذَاتِ الْحَنْظَلِ . انْطَلَقَ أَمَامَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم بِأَمْرِهِ حَتَّى وَقَفَ بِهِ عَلَيْهَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا مَثَلُ هَذِهِ الثَّنِيَّةِ اللَّيْلَةَ إِلاَّ مَثَلُ البَابِ الَّذِي قَالَ اللَّهُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ : {ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ} وَقَالَ : لاَ يَجُوزُ هَذِهِ الثَّنِيَّةَ اللَّيْلَةَ أَحَدٌ إِلاَّ غُفِرَ لَهُ.(5/223)
888- زَاهِرُ بْنُ الأَسْوَدِ بْنِ مُخَلَّعٍ
وَاسْمُهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ قَيْسِ بْنِ دِعْبِلٍ وَإِلَيْهِ الْبَيْتُ ابْنُ أَنَسِ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَلاَمَانَ بْنِ أَفْصَى.
6177- قَالَ : أَخْبَرَنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى ، قَالَ : أَخْبَرَنا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ مَجْزَأَةَ بْنِ زَاهِرِ بْنِ الأَسْوَدِ الأَسْلَمِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، وَكَانَ مِمَّنْ شَهِدَ الشَّجَرَةَ قَالَ : إِنِّي لأُوقِدُ بِالْجَمْرِ إِذْ نَادَى مُنَادِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم يَنْهَاكُمْ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ.
قَالَ مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : نَزَلَ زَاهِرٌ الْكُوفَةَ حِينَ نَزَلَهَا الْمُسْلِمُونَ ، وَكَانَ ابْنُهُ مَجْزَأَةُ بْنُ زَاهِرٍ شَرِيفًا بِالْكُوفَةِ ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ عَمْرِو بْنِ الْحَمِقِ.(5/224)
889- هَانِئُ بْنُ أَوْسٍ الأَسْلَمِيُّ
6178- قَالَ : أَخْبَرَنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى قَالَ : حَدَّثَنا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ مَجْزَأَةَ ، عَنْ هَانِئِ بْنِ أَوْسٍ ، وَكَانَ مِمَّنْ شَهِدَ الشَّجَرَةَ أَنَّهُ اشْتَكَى رُكْبَتَهُ , فَكَانَ إِذَا سَجَدَ جَعَلَ تَحْتَ رُكْبَتِهِ وِسَادَةً.(5/224)
890- أَبُو مَرْوَانَ الأَسْلَمِيُّ
وَاسْمُهُ مُعَتِّبُ بْنُ عَمْرٍو , رَوَى عَنْهُ ابْنُهُ عَطَاءُ بْنُ أَبِي مَرْوَانَ ، وَرَوَى النَّاسُ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَرْوَانَ.(5/224)
6179- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنا سَعِيدُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَرْوَانَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ مُعَتِّبِ بْنِ عَمْرٍو الأَسْلَمِيِّ قَالَ : كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم , فَجَاءَهُ مَاعِزُ بْنُ مَالِكٍ فَقَالَ : زَنَيْتُ , فَأَعْرَضَ عَنْهُ ثَلاَثًا ، فَقَالَهَا الرَّابِعَةَ , فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ , فَقَالَ : أَنَكَحْتَهَا ؟ فَقَالَ : نَعَمْ ، حَتَّى غَابَ ذَلِكَ فِي ذَلِكَ مِنْهَا كَمَا يَغِيبُ الْمِرْوَدُ فِي الْمَكْحَلَةِ وَالرِّشَا فِي الْبِئْرِ.(5/225)
891- بَشِيرٌ الأَسْلَمِيُّ
6180- قَالَ : أَخْبَرَنا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ : حَدَّثَنا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ قَالَ : حَدَّثَنِي بِشْرُ بْنُ بَشِيرٍ الأَسْلَمِيُّ قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبِي ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم قَالَ : مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ الْخَبِيثَةِ , فَلاَ يُنَاجِينَا.
وَقَدْ رَوَى حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيُّ عَنْ بَشِيرٍ هَذَا أَيْضًا حَدِيثًا طَوِيلاَّ سَمَاعًا مِنْ أَبِي عَوَانَةَ ، عَنْ دَاوُدَ الأَوْدِيِّ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي بَيْعَةِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ ، وَعَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فِي الْحَيَاءِ.(5/225)
892- الْهَيْثَمُ بْنُ نَصْرِ بْنِ دَهْرٍ الأَسْلَمِيُّ
وَكَانَ مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ يَقُولُ : ابْنُ ذَهْرٍ.
6181- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي عَائِشَةَ الأَسْلَمِيِّ ، عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ جَهْمٍ ، عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ دَهْرٍ قَالَ : رَأَيْتُ شَيْبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فِي عَنْفَقَتِهِ وَنَاصِيَتِهِ ، حَزَرْتُهُ يَكُونُ ثَلاَثِينَ شَيْبَةً عَدَدًا.(5/225)
893- الْحَارِثُ بْنُ حِبَالِ ابْنِ رَبِيعَةَ بْنِ دِعْبِلِ بْنِ أَنَسِ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَلاَمَانَ بْنِ أَسْلَمَ صَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وَشَهِدَ مَعَهُ الْحُدَيْبِيَةَ فِي رِوَايَةِ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدٍ.(5/226)
894- مَالِكُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ حِبَالِ ابْنِ رَبِيعَةَ بْنِ دِعَبِلٍ صَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وَشَهِدَ مَعَهُ الحُدَيْبِيَةَ فِي رِوَايَةِ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الكَلْبِيِّ.
- وَمِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ أَفْصَى إِخْوَةُ أَسْلَمَ ، وَهُوَ مِمَّنِ انْخَزَعَ أَيْضًا(5/226)
895- أَسْمَاءُ بْنُ حَارِثَةَ ابْنِ سَعِيْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ غِيَاثِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَفْصَى وَإِلَى بَنِي حَارِثَةَ الْبَيْتِ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ أَفْصَى . مِنْ وَلَدِ أَسْمَاءَ بْنِ حَارِثَةَ غَيْلاَنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَسْمَاءِ بْنِ حَارِثَةَ ، كَانَ مِنْ قُوَّادِ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ . وَكَانَ لَهُ ذِكْرٌ فِي دَعْوَةِ بَنِي الْعَبَّاسِ.(5/226)
6182- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَرْوَانَ ، عَنْ جَدِّهِ ، عَنْ أَسْمَاءَ بْنِ حَارِثَةَ الأَسْلَمِيُّ ، قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَقَالَ : أَصُمْتَ الْيَوْمَ يَا أَسْمَاءُ ؟ فَقُلْتُ : لاَ ، فَقَالَ : فَصُمْ ، قَالَ : قَدْ تَغَدَّيْتُ يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : صُمْ مَا بَقِيَ مِنْ يَوْمِكَ ، وَمُرْ قَوْمَكَ يَصُومُوهُ.
قَالَ أَسْمَاءُ : فَأَخَذْتُ نَعْلِي بِيَدِي , فَما دَخَلْتُ رَحْلِي حَتَّى وَرَدْتُ يَيْنَ عَلَى قَوْمِي , فَقُلْتُ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَصُومُوا . قَالُوا : قَدْ تَغَدَّيْنَا , فَقَالَ : إِنَّهُ قَدْ أَمَرَكُمْ أَنْ تَصُومُوا بَقِيَّةَ يَوْمِكُمْ.(5/226)
6183- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَرْوَانَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ : أَرْسَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم أَسْمَاءَ وَهِنْدَ ابْنَيْ حَارِثَةَ إِلَى أَسْلَمَ يَقُولاَنِ لَهُمْ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَحْضُرُوا رَمَضَانَ بِالْمَدِينَةِ , وَذَلِكَ حَيْثُ أَرَادَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم أَنْ يَغْزُوَ مَكَّةَ.
قَالَ : وَقَالَ مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : وَتُوُفِّيَ أَسْمَاءُ بْنُ حَارِثَةَ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّينَ ، وَهُوَ يَوْمَئِذِ ابْنُ ثَمَانِينَ سَنَةً . قَالَ : وَكَانَ مُحْتَاجًا مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ : وَسَمِعْتُ غَيْرَهُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ يَقُولُ : تُوُفِّيَ أَسْمَاءُ بِالْبَصْرَةِ فِي خِلاَفَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ فِي وِلاَيَةِ زِيَادٍ عَلَيْهَا.(5/227)
896- وَأَخُوهُ : هِنْدُ بْنُ حَارِثَةَ الأَسْلَمِيُّ
شَهِدَ الْحُدَيْبِيَةَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.
قَالَ : قَالَ مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : مَا كُنْتُ أَرَى أَسْمَاءَ وَهِنْدَ ابْنَيْ حَارِثَةَ إِلاَّ خَادِمَيْنِ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم مِنْ طُولِ لُزُومِهِمَا بَابِهِ وَخَدْمَتِهِمَا إِيَّاهُ . وَكَانَا مُحْتَاجَيْنِ , وَلَهُمَا بَقِيَّةٌ بِيَيْنَ . وَمَاتَ هِنْدُ بْنُ حَارِثَةَ بِالْمَدِينَةِ فِي خِلاَفَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ.
وَذَكَرَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّهُمْ ثَمَانِيَةُ إِخْوَةٍ , صَحِبُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم , وَشَهِدُوا بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ , وَهُمْ أَسْمَاءُ , وَهِنْدُ , وَخِدَاشُ , وَذُؤَيْبُ , وَحُمْرَانُ , وَفَضَالَةُ , وَسَلَمَةُ , وَمَالِكٌ بَنُو حَارِثَةَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ غِيَاثٍ.(5/227)
897- ذُؤَيْبُ بْنُ حَبِيبٍ الأَسْلَمِيُّ
وَهُوَ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ أَفْصَى إِخْوَةُ أَسْلَمَ ، وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ : حَدَّثَنا ذُؤَيْبُ صَاحِبُ هَدْيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم سَأَلَهُ عَمَّا عَطَبَ مِنَ الْهَدْيِ . وَلَهُ دَارٌ بِالْمَدِينَةِ ، وَبَقِيَ إِلَى خِلاَفَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ.(5/228)
898- هَزَّالُ الأَسْلَمِيُّ
وَهُوَ أَبُو نُعَيْمِ بْنُ هَزَّالٍ ، وَهُوَ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ أَفْصَى إِخْوَةُ أَسْلَمَ . ، وَهُوَ صَاحِبُ مَاعِزِ بْنِ مَالِكٍ الَّذِي أَمَرَهُ أَنْ يَأْتِيَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم , فَيُقِرَّ عِنْدَهُ بِمَا صَنَعَ.(5/228)
6184- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عَاصِمٍ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ نُعَيْمِ بْنِ هَزَّالٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ : كَانَ أَبُو مَاعِزٍ قَدْ أَوْصَى إِلَيَّ بِابْنِهِ مَاعِزٍ ، وَكَانَ فِي حِجْرِي أَكْفَلُهُ بِأَحْسَنَ مَا يَكْفُلُ بِهِ أَحَدٌ أَحَدًا , فَجَاءَنِي يَوْمًا , فَقَالَ لِي : إِنِّي كُنْتُ أُطَالِبُ مُهَيْرَةَ امْرَأَةً كُنْتُ أَعْرِفُهَا حَتَّى نِلْتُ مِنْهَا الآنَ مَا كُنْتُ أُرِيدُ ، ثُمَّ نَدِمْتُ عَلَى مَا أَتَيْتُ ، فَمَا رَأْيُكَ ؟ فَأَمَرَهُ أَنْ يَأْتِيَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فَيُخْبِرَهُ . فَأَتَى رَسُولَ اللهِ , فَاعْتَرَفَ عِنْدَهُ بِالزِّنَى ، وَكَانَ مُحْصَنًا , فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم إِلَى الْحَرَّةِ , وَبَعَثَ مَعَهُ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ يَرْجُمُهُ , فَمَسَّتْهُ الْحِجَارَةُ , فَفَرَّ يَعْدُو قِبَلَ الْعَقِيقِ فَأُدْرِكَ بِالْمُكَيْمِنِ ، وَكَانَ الَّذِي أَدْرَكَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُنَيْسٍ بِوَظِيفِ حِمَارٍ , فَلَمْ يَزَلْ يَضْرِبُهُ حَتَّى قَتَلَهُ ، ثُمَّ جَاءَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُنَيْسٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم , فَأَخْبَرَهُ قَالَ : فَهَلاَّ تَرَكْتُمُوهُ لَعَلَّهُ يَتُوبُ فَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : يَا هَزَّالُ بِئْسَ مَا صَنَعْتَ بِيَتِيمِكَ لَوْ سَتَرْتَ عَلَيْهِ بِطَرَفِ رِدَائِكَ لَكَانَ خَيْرًا لَكَ ، قَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ لَمْ أَدْرِ أَنَّ فِي الأَمْرِ سَعَةً . وَدَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم الْمَرْأَةَ الَّتِي أَصَابَهَا , فَقَالَ : اذْهَبِي ، وَلَمْ يَسْأَلْهَا عَنْ شَيْءٍ . فَقَالَ النَّاسُ فِي مَاعِزٍ , فَأَكْثِرُوا ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : لَقَدْ تَابَ تَوْبَةً لَوْ تَابَهَا طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي لأَجْزَأَتْ عَنْهُمْ.(5/228)
899- مَاعِزُ بْنُ مَالِكٍ الأَسْلَمِيُّ
أَسْلَمَ , وَصَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وَهُوَ الَّذِي أَصَابَ الذَّنْبَ , ثُمَّ نَدِمَ , فَأَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم , فَاعْتَرَفَ عِنْدَهُ ، وَكَانَ مُحْصَنًا , فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم , فَرُجِمَ ، وَقَالَ : لَقَدْ تَابَ تَوْبَةً لَوْ تَابَهَا طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي لأَجْزَأَتْ عَنْهُمْ.(5/229)
6185- قَالَ : أَخْبَرَنا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ : حَدَّثَنا ابْنُ الرَّبِيعِ ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ ، عَنْ ابْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : اسْتَغْفِرُوا لِمَاعِزِ بْنِ مَالِكٍ.(5/229)
- وَمِنْ سَائِرِ قَبَائِلِ الأَزْدِ ، ثُمَّ مِنْ دَوْسِ بْنِ عُدْثَانِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْن زَهْرَانَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَالِكِ بْنِ نَصْرِ بْنِ الأَزْدِ.
900- أَبُو هُرَيْرَةَ
قَالَ مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : كَانَ اسْمَهُ عَبْدُ شَمْسٍ فَسُمِّيَ فِي الإِسْلاَمِ عَبْدُ اللهِ . وَقَالَ غَيْرُهُ : اسْمُهُ عَبْدُ نَهِمٍ , وَيُقَالَ : عَبْدُ غَنْمٍ ، وَيُقَالَ : سُكَيْنٌ.
قَالَ : وَقَالَ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ : اسْمُهُ عُمَيْرُ بْنُ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ ذِي الشِّرَى بْنِ طَرِيفِ بْنِ غِيَاثِ بْنِ أَبِي صَعْبِ بْنُ هُنَيَّةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ سُلَيْمِ بْنِ فَهُمْ بْنِ غَنْمِ بْنِ دَوْسٍ.
وَأُمُّهُ ابْنَةُ صُفَيْحِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ شَابِي بْنِ أَبِي صَعْبِ بْنِ هُنَيَّةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ سُلَيْمِ بْنِ فَهُمْ بْنِ غَنْمِ بْنِ دَوْسٍ.
وَكَانَ سَعْدُ بْنُ صُفَيْحٍ خَالَ أَبِي هُرَيْرَةَ مِنْ أَشِدَّاءِ بَنِي دَوْسٍ ، فَكَانَ لاَ يَأْخُذُ أَحَدًا مِنْ قُرَيْشٍ إِلاَّ قَتَلَهُ بِأَبِي أُزَيْهرٍ الدَّوْسِيِّ.(5/230)
6186- قَالَ : أَخْبَرَنا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ : حَدَّثَنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ قَالَ : سَمِعْتُ عراك بْنَ مَالِكٍ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ : قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم بِخَيْبَرَ ، فَوَجَدْتُ رَجُلاَّ مِنْ بَنِي غِفَارَ يَؤُمُّ النَّاسَ فِي صَلاَةِ الْفَجْرِ , فَسَمِعْتُهُ يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَةِ الأُولَى بِسُورَةِ مَرْيَمَ ، وَفِي الثَّانِيَةِ بِ- : {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ}.(5/230)
6187- قَالَ : أَخْبَرَنا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : لَمَّا قَدِمْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ، قُلْتُ فِي الطَّرِيقِ :
يَا لَيْلَةً مِنْ طُولِهَا وَعَنَائِهَا ... عَلَى أَنَّهَا مِنْ دَارَةِ الْكُفْرِ نَجَّتِ
قَالَ : وَأَبَقَ مِنِّي غُلاَمٌ فِي الطَّرِيقِ , فَلَمَّا قَدِمْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم , فَبَايَعْتُهُ , فَبَيْنَا أَنَا عِنْدَهُ إِذْ طَلَعَ الْغُلاَمُ , فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : يَا أَبَا هُرَيْرَةَ ، هَذَا غُلاَمُكَ ؟ فَقُلْتُ : هُوَ لِوَجْهِ اللهِ ، فَأَعْتَقْتُهُ.(5/230)
6188- قَالَ : أَخْبَرَنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، قَالاَ : أَخْبَرَنا سَلِيمُ بْنُ حَيَّانَ قَالَ : سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ : نَشَأْتُ يَتِيمًا , وَهَاجَرْتُ مِسْكِينًا , وَكُنْتُ أَجِيرًا لِبُسْرَةَ بِنْتِ غَزْوَانَ بِطَعَامِ بَطْنِي وَعُقْبَةِ رِجْلِي ، فَكُنْتُ أَخْدُمُ إِذَا نَزَلُوا ، وَأَحْدُو إِذَا رَكِبُوا فَزَوِّجْنِيهَا اللَّهُ , فَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ الدِّينَ قِوَامًا , وَجَعَلَ أَبَا هُرَيْرَةَ إِمَامًا.(5/231)
6189- قَالَ : أَخْبَرَنا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ ، قَالَ : أَخْبَرَنا ابْنُ عَوْنٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : أَكْرَيْتُ نَفْسِي مِنَ ابْنَةِ غَزْوَانَ عَلَى طَعَامِ بَطْنِي وَعُقْبَةِ رِجْلِي قَالَ : فَكَانَتْ تُكَلِّفُنِي أَنْ أَرْكَبَ قَائِمًا وَأَنْ أُرْدِيَ أَوْ أُورَدَ حَافِيًا , فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ زَوَّجَنِيهَا اللَّهُ , فَكَلَّفْتُهَا أَنْ تَرْكَبَ قَائِمَةً وَأَنْ تَرِدَ أَوْ تُرْدِي حَافِيَةً.(5/231)
6190- قَالَ : أَخْبَرَنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ : حَدَّثَنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ : كُنْتُ أَجِيرَ ابْنِ عَفَّانَ وَابْنَةِ غَزْوَانَ بِطَعَامِ بَطْنِي وَعُقْبَةِ رِجْلِي أَسُوقُ بِهِمْ إِذَا رَكِبُوا ، وَأَخْدُمُهُمْ إِذَا نَزَلُوا ، فَقَالَتْ لِي يَوْمًا : لَتَرِدَنَّهُ حَافِيًا ، وَلَتَرْكَبَنَّهُ قَائِمًا . فَزَوَّجَنِيهَا اللَّهُ بَعْدُ , فَقُلْتُ : لَتَرِدِنَّهُ حَافِيَةً ، وَلَتَرْكَبِنَّهُ قَائِمَةً.(5/231)
6191- قَالَ : أَخْبَرَنا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ : حَدَّثَنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ : تَمَخَّطَ أَبُو هُرَيْرَةَ ، وَعَلَيْهِ ثَوْبٌ مِنْ كَتَّانٍ مُمَشَّقٍ , فَتَمَخَّطَ فِيهِ , فَقَالَ : بَخٍ بَخٍ ، يَتَمَخَّطُ أَبُو هُرَيْرَةَ فِي الْكَتَّانِ ، لَقَدْ رَأَيْتُنِي أَخِرُّ فِيمَا بَيْنَ مِنْبَرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وَحُجْرَةِ عَائِشَةَ ، يَجِيءُ الْجَائِي يَرَى أَنَّ بِي جُنُونًا ، وَمَا بِي إِلاَّ الْجُوعُ ، وَلَقَدْ رَأَيْتُنِي وَإِنِّي لأَجِيرٌ لاِبْنِ عَفَّانَ وَابْنَةِ غَزْوَانَ بِطَعَامِ بَطْنِي وَعُقْبَةِ رِجْلِي أَسُوقُ بِهِمْ إِذَا ارْتَحِلُوا وَأَخْدُمُهُمْ إِذَا نَزَلُوا . فَقَالَتْ يَوْمًا : لَتَرِدَنَّهُ حَافِيًا ، وَلَتَرْكَبَنَّهُ قَائِمًا . قَالَ : فَزَوَّجَنِيهَا اللَّهُ بَعْدَ ذَلِكَ ، فَقُلْتُ لَهَا : لَتَرِدِنَّهُ حَافِيَةً ، وَلَتَرْكَبِنَّهُ قَائِمَةً.(5/231)
6192- قَالَ : أَخْبَرَنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ قَالَ : حَدَّثَنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ : مَا شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم مَشْهَدًا قَطُّ إِلاَّ قَسَمَ لِي مِنْهُ ، إِلاَّ مَا كَانَ مِنْ خَيْبَرَ , فَإِنَّهَا كَانَتْ لأَهْلِ الْحُدَيْبِيَةِ خَاصَّةً.
قَالَ : وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ وَأَبُو مُوسَى قَدِمَا بَيْنَ الْحُدَيْبِيَةِ وَخَيْبَرَ.(5/232)
6193- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَدِمَ أَبُو هُرَيْرَةَ سَنَةَ سَبْعٍ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم بِخَيْبَرَ , فَسَارَ إِلَى خَيْبَرَ حَتَّى قَدِمَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم إِلَى الْمَدِينَةِ.(5/232)
6194- قَالَ : أَخْبَرَنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ ، وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ قَالُوا : حَدَّثَنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : صَحِبْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ثَلاَثَ سِنِينَ مَا كُنْتُ سَنَوَاتٍ قَطُّ أَعْقَلَ مِنِّي وَلاَ أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أَعِيَ مَا يَقُولُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم مِنِّي فِيهِنَّ.(5/232)
6195- قَالَ : أَخْبَرَنا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ ، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالاَ : أَخْبَرَنا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الأَوْدِيِّ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ : صَحِبَ أَبُو هُرَيْرَةَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم أَرْبَعَ سِنِينَ.(5/232)
6196- قَالَ : أَخْبَرَنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ قَالَ : حَدَّثَنا وُهَيْبٌ قَالَ : وَحَدَّثَنا خُثَيْمُ بْنُ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ نَفَرٍ مِنْ قَوْمِهِ : أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ فِي نَفَرٍ مِنْ قَوْمِهِ وَافِدِينَ وَقَدْ خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم إِلَى خَيْبَرَ , وَاسْتُخْلِفَ عَلَى الْمَدِينَةِ رَجُلاَّ مِنْ بَنِي غِفَارَ يُقَالُ لَهُ : سِبَاعُ بْنُ عُرْفُطَةَ , فَأَتَيْنَاهُ ، وَهُوَ فِي صَلاَةِ الصُّبْحِ , فَقَرَأَ فِي الرَّكْعَةِ الأُولَى : {كهيعص} ، وَقَرَأَ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : فَأَقُولُ فِي الصَّلاَةِ : وَيْلٌ لأَبِي فُلاَنٍ لَهُ مِكْيَالاَنِ إِذَا اكْتَالَ اكْتَالَ بِالْوَافِي ، وَإِذَا كَالَ كَالَ بِالنَّاقِصِ ، فَلَمَّا فَرَغْنَا مِنْ صَلاَتِنَا أَتَيْنَا سِبَاعًا , فَزَوَّدَنَا شَيْئًا حَتَّى قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وَقَدِ افْتَتَحَ خَيْبَرَ , فَكَلَّمَ الْمُسْلِمِينَ , فَأَشْرَكُونَا فِي سُهْمَانِهِمْ.(5/232)
6197- قَالَ : أَخْبَرَنا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ قَالَ : حَدَّثَنا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو كَثِيرٍ الْغُبَرِيُّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ : وَاللَّهِ لاَ يَسْمَعُ بِي مُؤْمِنٌ وَلاَ مُؤْمِنَةٌ إِلاَّ أَحَبَّنِي ، قَالَ : قُلْتُ : وَمَا يُعَلِّمُكَ ذَاكَ ؟ قَالَ : فَقَالَ : إِنِّي كُنْتُ أَدْعُو أُمِّي إِلَى الإِسْلاَمِ , فَتَأْبَى عَلَيَّ ، قَالَ : فَدَعَوْتُهَا ذَاتَ يَوْمٍ إِلَى الإِسْلاَمِ , فَأَسْمَعَتْنِي فِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم مَا أَكْرَهُ , فَجِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وَأَنَا أَبْكِي , فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي كُنْتُ أَدْعُو أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ إِلَى الإِسْلاَمِ , فَتَأْبَى عَلَيَّ ، وَإِنِّي دَعَوْتُهَا الْيَوْمَ , فَأَسْمَعَتْنِي فِيكَ مَا أَكْرَهُ , فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَهْدِيَ أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ إِلَى الإِسْلاَمِ , فَفَعَلَ ، فَجِئْتُ فَإِذَا الْبَابُ مُجَافٌ , وَسَمِعْتُ خَضْخَضَةَ الْمَاءِ , فَلَبِسَتْ دِرْعَهَا وَعَجِلَتْ عَنْ خِمَارِهَا , ثُمَّ قَالَتْ : ادْخُلْ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ ، فَدَخَلْتُ , فَقَالَتْ : أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، فَجِئْتُ أَسْعَى إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم أَبْكِي مِنَ الْفَرَحِ كَمَا بَكَيْتُ مِنَ الْحُزْنِ ، فَقُلْتُ : أَبْشِرْ يَا رَسُولَ اللهِ , فَقَدْ أَجَابَ اللَّهُ دَعَوْتَكَ ، قَدْ هَدَى اللَّهُ أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ إِلَى الإِسْلاَمِ . ثُمَّ قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يُحَبِّبَنِي وَأُمِّيَ إِلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ، وَإِلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ , فَقَالَ : اللَّهُمَّ حَبِّبْ عُبَيْدَكَ هَذَا وَأُمَّهُ إِلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ ، فَلَيْسَ يَسْمَعُ بِي مُؤْمِنٌ وَلاَ مُؤْمِنَةٌ إِلاَّ أَحَبَّنِي.(5/233)
6198- قَالَ : أَخْبَرَنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ قَالَ : حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ هِلاَلٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّهُ قَالَ : خَرَجْتُ يَوْمًا مِنْ بَيْتِي إِلَى الْمَسْجِدِ لَمْ يُخْرِجْنِي إِلاَّ الْجُوعُ ، فَوَجَدْتُ نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فَقَالُوا : يَا أَبَا هُرَيْرَةَ مَا أَخْرَجَكَ هَذِهِ السَّاعَةَ ؟ فَقُلْتُ : مَا أَخْرَجَنِي إِلاَّ الْجُوعُ ، فَقَالُوا : نَحْنُ وَاللَّهِ مَا أَخْرَجَنَا إِلاَّ الْجُوعُ ، فَقُمْنَا , فَدَخَلْنَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم , فَقَالَ : مَا جَاءَ بِكُمْ هَذِهِ السَّاعَةَ ؟ فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللهِ جَاءَ بِنَا الْجُوعُ ، قَالَ : فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم بِطَبَقٍ فِيهِ تَمْرٌ , فَأَعْطَى كُلَّ رَجُلٍ مِنَّا تَمْرَتَيْنِ , فَقَالَ : كُلُوا هَاتَيْنِ التَّمْرَتَيْنِ وَاشْرَبُوا عَلَيْهِمَا مِنَ الْمَاءِ , فَإِنَّهُمَا سَتَجْزِيَانِكُمْ يَوْمَكُمْ هَذَا.
قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : فَأَكَلْتُ تَمْرَةً وَجَعَلْتُ تَمْرَةً فِي حُجْزَتِي , فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : يَا أَبَا هُرَيْرَةَ لِمَ رَفَعْتَ هَذِهِ التَّمْرَةَ ؟ فَقُلْتُ : رَفَعْتُهَا لأُمِّي ، فَقَالَ : كُلْهَا فَإِنَّا سَنُعْطِيكَ لَهَا تَمْرَتَيْنِ ، فَأَكَلْتُهَا فَأَعْطَانِي لَهَا تَمْرَتَيْنِ.(5/233)
6199- قَالَ : أَخْبَرَنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ : حَدَّثَنا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلاَلٍ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ لَمْ يَكُنْ يَحُجُّ حَتَّى مَاتَتْ أُمُّهُ لِصُحْبَتِهَا.(5/234)
6200- قَالَ : أَخْبَرَنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ : حَدَّثَنا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَافِعٍ قَالَ : قُلْتُ لأَبِي هُرَيْرَةَ : لِمَ كَنَّوْكَ أَبَا هُرَيْرَةَ ؟ قَالَ : أَمَا تَفْرَقَ مِنِّي ؟ قَالَ : قُلْتُ : بَلَى وَاللَّهِ إِنِّي لأَهَابُكَ ، قَالَ : كُنْتُ أَرْعَى غَنَمًا لأَهْلِي وَكَانَتْ لِي هُرَيْرَةٌ صَغِيرَةٌ , فَكُنْتُ إِذَا كَانَ اللَّيْلُ وَضَعْتُهَا فِي شَجَرَةٍ , فَإِذَا أَصْبَحْتُ أَخَذْتُهَا فَلَعِبْتُ بِهَا , فَكَنَّوْنِي أَبَا هُرَيْرَةَ.(5/234)
6201- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ ، عَنْ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قُلْتُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : إِنِّي سَمِعْتُ مِنْكَ حَدِيثًا كَثِيرًا فَأَنْسَاهُ , فَقَالَ : ابْسُطْ رِدَاءَكَ ، فَبَسَطْتُهُ , فَغَرَفَ بِيَدِهِ فِيهِ , ثُمَّ قَالَ : ضُمَّهُ ، فَضَمَمْتُهُ ، فَمَا نَسِيتُ حَدِيثًا بَعْدَهُ.(5/234)
6202- قَالَ : أَخْبَرَنا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ اللَّيْثِيُّ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ اللَّيْثِيُّ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِرْدَاسِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُنْدَعِيِّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم لِي : ابْسُطْ ثَوْبَكَ فَبَسَطْتُهُ ثُمَّ حَدَّثَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم النَّهَارَ , ثُمَّ ضَمَمْتُ ثَوْبِي إِلَى بَطْنِي , فَمَا نَسِيتُ شَيْئًا مِمَّا حَدَّثَنِي.(5/235)
6203- قَالَ : أَخْبَرَنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ الْحَارِثِيُّ قَالَ : حَدَّثَنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ مَنْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ قَالَ : لَقَدْ ظَنَنْتُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَلاَّ يَسْأَلَنِي عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ أَوَّلُ مِنْكَ لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حِرْصِكَ عَلَى الْحَدِيثِ ، إِنَّ أَسْعَدَ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ قَالَ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ مُخْلِصًا مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ.(5/235)
6204- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْعَبْدِيُّ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنِ الأَعْرَجِ ، فِي قَوْلِهِ : {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ} ، قَالَ : قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ : أَكْثَرَ أَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ، وَاللَّهُ الْمَوْعِدُ , وَإِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ : مَا بَالُ الْمُهَاجِرِينَ لاَ يُحَدِّثُونَ (1) عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم هَذِهِ الأَحَادِيثَ ، وَإِنَّ أَصْحَابِي مِنَ الْمُهَاجِرِينَ كَانَتْ تَشْغَلُهُمْ صَفَقَاتُهُمْ بِالسُّوقِ ، وَإِنَّ أَصْحَابِي مِنَ الأَنْصَارِ كَانَتْ تَشْغَلُهُمْ أَرْضُوهُمْ وَالْقِيَامُ عَلَيْهَا ، وَإِنِّي كُنْتُ امْرأً مِسْكِينًا وَكُنْتُ أُكْثِرُ مُجَالَسَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ، أَحْضُرُ إِذَا غَابُوا ، وَأَحْفَظُ إِذَا نَسَوْا ، وإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم حَدَّثَنا يَوْمًا فَقَالَ : مَنْ يَبْسُطُ ثَوْبَهُ حَتَّى أُفْرِغَ فِيهِ مِنْ حَدِيثِي ، ثُمَّ يَقْبِضُهُ إِلَيْهِ فَلاَ يَنْسَى شَيْئًا سَمِعَهُ مِنِّي أَبَدًا ، فَبَسَطْتُ ثَوْبِي ، أَوْ قَالَ : نَمِرَتِي , فَحَدَّثَنِي ، ثُمُّ قَبْضَتُهُ إِلَيَّ ، فَوَاللَّهِ مَا كُنْتُ نَسِيتُ شَيْئًا سَمِعْتُهُ مِنْهُ ، وَايْمُ اللهِ لَوْلاَ آيَةٌ فِي كِتَابِ اللهِ مَا حَدَّثْتُكُمْ بِشَيْءٍ أَبَدًا ثُمَّ تَلاَ : {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ}.
_حاشية__________
(1) قوله : "عَنِ الأَعْرَجِ" سقط من المطبوع ، ووقع فيه : "لِلَّهِ الْمَوْعِدُ ، وَيَقُولُونَ لِلْمُهَاجِرِينَ لاَ يُحَدِّثُونَ" . والحديث أخرجه عَبْد الرَّزَّاق ، في "التفسير" 150 . وأحمد 2/274(7691) والبَيْهَقِي ، في "دلائل النُّبُوَّة" 6/201 ، والبَغَوِي ، في "شَرْح السُّنَّة" 3723
، من طريق مَعْمَر ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنِ الأَعْرَجِ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ , وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ} قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ : ... الحديث.(5/235)
6205- قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ : قَالَ مَعْمَرٌ : وَبَلَغَنِي عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ أُتِيَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلْجَمًا بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ.(5/236)
6206- قَالَ : أَخْبَرَنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ : لَوْلاَ آيَةٌ فِي الْبَقَرَةِ مَا حَدَّثْتُكُمْ بِحَدِيثٍ أَبَدًا : {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ} لَكِنِ الْمَوْعِدُ لِلَّهِ.(5/236)
6207- قَالَ : أَخْبَرَنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ : حَدَّثَنا أَبُو شِهَابٍ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : مَنْ كَتَمَ عِلْمًا يُنْتَفَعُ بِهِ أُلْجِمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ.(5/236)
6208- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ ، عَنْ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ : حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وِعَاءَيْنِ , فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَبَثَثْتُهُ ، وَأَمَّا الآخَرُ فَلَوْ بَثَثْتُهُ لَقُطِعَ هَذَا الْبُلْعُومُ.(5/236)
6209- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ ، وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ ، قَالُوا : حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ هِلاَلٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ : لَوْ أَنْبَأْتُكُمْ بِكُلِّ مَا أَعْلَمُ لَرَمَانِي النَّاسُ بِالْخَزَقِ وَقَالُوا : أَبُو هُرَيْرَةَ مَجْنُونٌ.(5/236)
6210- أَخْبَرَنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ : حَدَّثَنا أَبُو هِلاَلٍ , قَالَ الْحَسَنُ : قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : لَوْ حَدَّثْتُكُمْ بِكُلِّ مَا فِي جَوْفِي لَرَمَيْتُمُونِي بِالْبَعْرِ . قَالَ الْحَسَنُ : صَدَقَ وَاللَّهِ ، لَوْ أَخْبَرَنا أَنَّ بَيْتَ اللهِ يُهْدَمُ أَوْ يُحْرَقُ مَا صَدَّقَهُ النَّاسُ.(5/237)
6211- قَالَ : أَخْبَرَنا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ : حَدَّثَنا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ : سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ , يَقُولُ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : يَقُولُونَ : أَكْثَرْتَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ أَنْ لَوْ حَدَّثْتُكُمْ بِكُلِّ شَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ لَرَمَيْتُمُونِي بِالْقَشْعِ ، يَعْنِي بِالْمَزَابِلِ ثُمَّ مَا نَاظَرْتُمُونِي.(5/237)
6212- قَالَ : أَخْبَرَنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ : حَدَّثَنا كَهْمَسٌ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ : جَاءَ أَبُو هُرَيْرَةَ إِلَى كَعْبٍ يَسْأَلُ عَنْهُ , وَكَعْبٌ فِي الْقَوْمِ , فَقَالَ كَعْبٌ : مَا تُرِيدُ مِنْهُ ؟ فَقَالَ : أمَا إِنِّي لاَ أَعْرِفُ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم أَنْ يَكُونَ أَحْفَظَ لِحَدِيثِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم مِنِّي ، فَقَالَ كَعْبٌ : أَمَا إِنَّكَ لَمْ تَجِدْ طَالِبَ شَيْءٍ إِلاَّ سَيَشْبَعُ مِنْهُ يَوْمًا مِنَ الدَّهْرِ إِلاَّ طَالِبَ عِلْمٍ أَوْ طَالِبَ دُنْيَا . فَقَالَ : أَنْتَ كَعْبٌ ؟ فَقَالَ : نَعَمْ , فَقَالَ : لِمِثْلِ هَذَا جِئْتُكَ.(5/237)
6213- قَالَ : أَخْبَرَنا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، وَيَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ ، قَالاَ : حَدَّثَنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ : أَخْبَرَنِي يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ حَدَّثَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم قَالَ : مَنْ صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ فَلَهُ قِيرَاطٌ ، وَمَنْ صَلَّى عَلَيْهَا وَتَبِعَهَا فَلَهُ قِيرَاطَانِ . فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ : انْظُرْ مَا تُحَدِّثُ , فَإِنَّكَ تُكْثِرُ الْحَدِيثَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فَأَخَذَهُ بِيَدِهِ , فَذَهَبَ بِهِ إِلَى عَائِشَةَ , فَسَأَلَهَا عَنْ ذَلِكَ , فَقَالَتْ : صَدَقَ أَبُو هُرَيْرَةَ ، ثُمَّ قَالَ : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنَّهُ وَاللَّهِ مَا كَانَ يَشْغَلُنِي عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم الصَّفْقُ فِي الأَسْوَاقِ ، إِنَّمَا كَانَ يُهِمُّنِي كَلِمَةٌ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم يُعَلِّمُنِيهَا أَوْ لُقْمَةٌ يُطْعِمُنِيهَا ، قَالَ يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ : يَلْقُمُنِيهَا.(5/237)
6214- قَالَ : أَخْبَرَنا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ : حَدَّثَنا هُشَيْمٌ ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم بِنَحْوِهِ ، إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ : قال أبو هريرة : لم يكن يشغلني عن النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم غرس الودي ولا الصفق بالأسواق ، فقال ابن عمر : أنت أعلمنا يا أبا هريرة برسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ، وأحفظنا لحديثه.(5/237)
6215- قال : أخبرنا معن بن عيسى قال : حدثنا مالك بن أنس ، عن ابن شهاب ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة قال : إن الناس يقولون أكثر أبو هريرة من الحديث : ووالله لولا آيتان في كتاب الله ما حدثت حديثا ثم يقرأ : {إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات} حتى يبلغ : {فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم} ثم يقول لنا على أثرهما : إن إخواننا من المهاجرين كان يشغلهم الصفق في الأسواق ، وإن أخواننا من الأنصار كان يشغلهم العمل في أموالهم ، وكان أبو هريرة يلزم رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم على شبع بطنه ، فيسمع ما لا يسمعون ويحفظ ما لا يحفظون.(5/238)
6216- أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك ، عن ابن أبي ذئب ، عن المقبري ، عن أبي هريرة أنه كان يقول : إن الناس يقولون : أكثر أبو هريرة ، وإني كنت ألزم رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم لشبع بطني ، حين لا آكل الخمير ولا ألبس الحبير ، ولا يخدمني فلان ولا فلانة ، فكنت ألصق بالحصباء من الجوع وأستقرىء الرجل الآية وهي معي كي ينقلب بي فيطعمني ، وكان خير الناس للمساكين جعفر بن أبي طالب ، كان ينقلب بنا فيطعمنا ما كان في بيته ، حتى إن كان ليخرج إلينا العكة ليس فيها شيء ، فنشقها فنلعق ما فيها.(5/238)
6217- قال : أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك ، عن ابن أبي ذئب ، عن المقبري ، عن أبي هريرة أنه قال : إن الناس قد قالوا : قد أكثر أبو هريرة من الأحاديث عن رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ، قال : فلقيت رجلا فقلت : أية سورة قرأ بها رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم البارحة في العتمة ؟ قال : لا أدري . قلت : ألم تشهدها ؟ قال : بلى . قال : قلت : ولكني أدري ، قرأ سورة كذا وكذا.(5/239)
6218- قال : أخبرنا الوليد بن عطاء بن الأغر ، وأحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي المَكِّيَّانِ ، قالا : حدثنا عمرو بن يحيى بن سعيد السعيدي الأموي ، عن جده قال : قالت عائشة لأبي هريرة : إنك لتحدث عن النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم حديثًا ما سمعته منه ، فقال أبو هريرة : يا أمة ! طلبتها وشغلك عنه المرآة والمكحلة ، وما كان يشغلني عنها شيء.(5/239)
6219- قال : أخبرنا الوليد بن مسلم ، حدثنا سعيد بن عبد العزيز ، عن مكحول قال : تواعد الناس وهم بالجابية قبة من قباب معاوية ، فاجتمعوا ، فقام فيهم أبو هريرة يحدثهم عن رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم حتى أصبح.(5/239)
6220- قال : أخبرنا كثير بن هشام قال : حدثنا جعفر بن برقان قال : حدثنا الوليد بن زروان قال : حدثني عبد الوهاب المدني قال : بلغني أن رجلا دخل على معاوية بن أبي سفيان فقال : مررت بالمدينة ، فإذا أبو هريرة جالس في المسجد حوله حلقة يحدثهم فقال : حدثني خليلي أبو القاسم نبي الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ، ثم استعبر فبكى ، ثم عاد فقال : حدثني خليلي أبو القاسم نبي الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ، ثم استعبر فبكى ثم قام.(5/239)
6221- قال أخبرنا مالك بن إسماعيل قال : حدثنا زهير بن معاوية ، عن الأعمش قال : قال أبو هريرة : يزعم علي أني أكذب على رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم قال : ثم يضرب صلعته ! سمعت رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم !(5/239)
6222- قال : أخبرنا عارم بن الفضل قال : حدثنا حماد بن زيد ، عن أبي مخلد مولى أبي بكرة ، عن أبي العالية ، عن أبي هريرة قال : أتيت رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم بتمرات فدعا فيهن بالبركة وقال : اجعلهن في مزودك ، فإذا أردت أن تأخذ منه شيئا فأدخل يدك فخذه ولا تنثره . قال : فجعلته في مزودي . قال : فوجهت منه رواحل في سبيل الله وكنت آكل منه وأطعم ، وكان في حقوي حتى كان يوم قتل عثمان فذهب.(5/240)
6223- قال : أخبرنا عارم بن الفضل وسليمان بن حرب قال : حدثنا حماد بن زيد ، عن عباس الجريري ، عن أبي عثمان النهدي ، عن أبي هريرة قال : قسم رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم يوما بين أصحابه تمرا فأعطى كل إنسان سبع تمرات سبع تمرات فأعطاني سبعا إحداهن حشفة فلم تكن فيهن تمرة أعجب إلي منها شدت لي مضاغي.(5/240)
6224- قال أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال : حدثنا أبو شهاب عن يونس عن الحسن عن أبي هريرة قال : أوصاني خليلي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم بثلاث لست بتاركهن حتى ألقاه : الوتر قبل النوم ، وصيام ثلاث من الشهر ، والغسل يوم الجمعة.(5/240)
6225- قال : أخبرنا موسى بن إسماعيل قال : حدثنا عبد المؤمن السدوسي قال : سمعت أبا يزيد المدني قال : قام أبو هريرة على منبر رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم مقاما دون مقام رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم بعتبة ثم قال : الحمد لله الذي هدى أبا هريرة للإسلام , الحمد لله الذي علم أبا هريرة القرآن , الحمد لله الذي من على أبي هريرة بمحمد صَلى الله عَليهِ وَسلَّم , الحمد لله الذي أطعمني الخمير وألبسني الحبير , الحمد لله الذي زوجني ابنة غزوان بعدما كنت أجيرا لها بطعام بطني وعقبة رجلي أرحلتني فأرحلتها كما أرحلتني.(5/240)
6226- قال : قال الحسن بن موسى ، عن ابن لهيعة ، عن أبي يونس ، عن أبي هريرة ، أنه قال : والله يا أهل الإسلام إن كانت إجارتي إلا على كسرة يابسة أو عقبة في ليلة مظلمة.(5/241)
6227- قال : أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال : حدثنا سلام بن مسكين قال : حدثنا أبو طاهر ، عن أبي هريرة ؛ أن النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم قال له : يا أبا هريرة كن ورعا تكن من أعبد الناس ، وارض بما قسم الله لك تكن من أغنى الناس وأحب للمسلمين والمؤمنين ما تحب لنفسك وأهل بيتك واكره لهم ما تكره لنفسك وأهل بيتك تكن مؤمنا وجاور من جاورت بإحسان تكن مسلما وإياك وكثرة الضحك فإن كثرة الضحك فساد القلب.(5/241)
6228- قال : أخبرنا قبيصة بن عقبة قال : حدثنا سفيان ، عن عاصم بن عبيد الله بن عاصم ، عن زياد بن ثويب ، عن أبي هريرة قال : أتاني النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم يعودني فقال : ألا أرقيك برقية رقاني بها جبريل ، أو ألا أعلمك رقية رقاني بها جبريل ؟ تقول : باسم الله أرقيك ، والله يشفيك من كل داء يأتيك ، من شر النفاثات في العقد ، ومن شر حاسد إذا حسد ، تُرْقى بها ثلاث مرات.(5/241)
6229- قال أخبرنا محمد بن عمر قال : حدثني عبد الله بن يزيد ، عن سالم مولى بني نصر قال : سمعت أبا هريرة يقول : بعثني رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم مع العلاء بن الحضرمي فأوصاه بي خيرا فلما فصلنا قال لي : إن رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم قد أوصاني بك خيرا فانظر ماذا تحب ؟ قال : فقلت : تجعلني أؤذن لك ولا تسبقني بآمين قال : فأعطاه ذلك.
قال محمد بن عمر : وكان رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم بعث العلاء بن الحضرمي إلى المنذر بن ساوى بالبحرين.(5/241)
6230- قال : أخبرنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي قال : حدثنا الوليد بن مسلم قال : حدثنا ابن لهيعة ، عن الحسن بن ثوبان ، عن موسى بن وردان ؛ أن أبا هريرة قال : ودعني رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم فقال : أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه.(5/242)
6231- قال : أخبرنا سعيد بن منصور قال : حدثنا هشيم قال : أخبرنا سيار ، عن جبر بن عبيدة ، عن أبي هريرة قال : وعدنا رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم غزو الهند ، فإن أدركها أنفق فيها مالي ونفسي ، فإن قتلت فأنا من أفضل الشهداء ، وإن رجعت فأنا أبو هريرة المحرر.(5/242)
6232- قال : أخبرنا كثير بن هشام قال : حدثنا جعفر بن برقان قال : حدثنا يزيد ، يعني ابن الأصم ، وثابت بن الحجاج ، قالا : قال رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم : ينزل عيسى بن مريم قبل يوم القيامة فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية . قال أبو هريرة : أفلا تروني شيخا قد كبرت حتى كادت ترقوتاي أن تلتقيا من الكبر ، والله إني لأرجو أن لا أموت حتى ألقى عيسى بن مريم فأحدثه عن نبي الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم فيصدقني ، فإن أنا مت ولم ألقه ولقيتموه من بعدي فاقرؤُوا عليه السلام.(5/242)
6233- قال : أخبرنا سعيد بن محمد الثقفي ، عن إسماعيل بن رافع قال : سمعت سعيد بن أبي سعيد المقبري قال : سمعت أبا هريرة غير مرة ولا مرتين يقول : إني قد كنت أرجو أن ألقى أخي عيسى بن مريم ، فمن لقيه منكم فليقل إن أبا هريرة يقرأ عليك السلام.(5/242)
6234- قال : أخبرنا الفضل بن دكين قال : حدثنا شريك ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال : إني لأرجو أن آكل مع عيسى بن مريم بأصبعي هذه.(5/242)
6235- قال : أخبرنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي قال : حدثني جميل بن عبيد قال : حدثني قدامة بن يزيد قال : قال أبو هريرة : إن لقيت عيسى بن مريم فأقرئه منى السلام.(5/242)
6236- قال : أخبرنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي قال : حدثني حماد بن سلمة ، عن أبي المهزم ، عن أبي هريرة قال : إني لأشحذ سيفي منذ خمس عشرة سنة للمسيح الدجال ، وإن عيسى بن مريم نازل ، فمن أدركه منكم فليقرئه مني السلام.(5/242)
6237- قال : أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال : حدثنا حبيب بن حجر القيسي قال : حدثنا أبو المهزم ، عن أبي هريرة قال : إني لأشحذ سيفي منذ أربع عشرة سنة للدجال.(5/243)
6238- قال : أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس المدني قال : حدثنا سليمان بن بلال ، عن كثير بن زيد ، عن الوليد بن رباح ، عن أبي هريرة قال : إن كان ليغشى عليَّ فيما بين حجرة عائشة وأم سلمة من الجوع.(5/243)
6239- قال : أخبرنا حفص بن عمر الحوضي قال : حدثنا يزيد بن إبراهيم قال : سمعت محمدا قال : تمخط أبو هريرة في ثوبه فقال : بخ بخ ! أبو هريرة يتمخط في الكتان ! لقد رأيتني أصرع بين حجرة عائشة والمنبر يقولون : البائس مجنون ، وما بي بأس إلا الجوع.(5/243)
6240- قال : أخبرنا الحسن بن موسى قال : حدثنا أبو هلال قال : حدثنا محمد بن سيرين ، عن أبي هريرة قال : لقد رأيتني أصرع بين منبر رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم وبين حجرة عائشة فيقال : البائس مجنون ، وما بي إلا الجوع.(5/243)
6241- قال : أخبرنا عفان بن مسلم قال : حدثنا شعبة ، عن داود بن فراهيج ، عن أبي هريرة قال : ما كان لنا طعام على عهد رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم إلا الأسودان : التمر والماء.(5/243)
6242- قال : أخبرنا روح بن عبادة قال : حدثنا عمار بن عمارة قال : حدثني مسلم المكي ، أن أبا هريرة حدثه ؛ أنه أتى عليه ثلاثة أيام ولياليهن صائما لا يقدر على شيء قال : فانصرفت وراء أبي بكر ، فسألني أبو بكر كيف أنت يا أبا هريرة ؟ ثم انصرف قال : فعرفت أن ليس عنده شيء .
قال : ثم انصرفت وراء عمر عشاءً قال : فسألني كيف أنت يا أبا هريرة ؟ وانصرف ، فعرفت أن ليس عنده شيء. قال : ثم انصرفت وراء عليٍّ عشاءً بعد المغرب فقال : ادخل يا أبا هريرة ، فأي فرح فرحت . فقال : يا بنت رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم أطوى بطنك الليلة لله فإن عندنا ضيفا . قال : فجاء بخبزتين مثل هاتين قال : وقام عليٌّ إلى المصباح كأنه يصلحه فأطفأه قال : وحركا أفواههما وليس يأكلان شيئا . قال : يا بنت رسول الله ، هل من شيء ؟ قال : فتخرج من تحت فخذها مزودا مثل تيه وقال بكفه كلها وفيه كف من سويق . فقال بنصف كفه وخمس تمرات أو ست قال فأكلتهن ولم يقعن مني موقعا.(5/243)
6243- قال : أخبرني روح بن عبادة قال : حدثنا أبو عون ، عن عبد الرحمن بن عَبْدٍ ، عن أبي هريرة قال : إن كنت لأتبع الرجل أسأله عن الآية من كتاب الله لأنا أعلم بها منه ومن عشيرته وما أتبعه إلا ليطعمني القبضة من التمر أو السفة من السويق أو الدقيق أسد بها جوعي قال : فأقبلت أمشي مع عمر بن الخطاب ذات يوم أحدثه حتى بلغ بابه قال : فأسند ظهره إلى الباب واستقبلني بوجهه وقال بيده على الباب كلما فرغت من حديث حدثته بآخر حتى إذا لم أر شيئا انطلقت ، فلما كان بعد ذلك لقيني فقال : أبا هر أما إنه لو كان في البيت شيء لأطعمناك.(5/244)
6244- قال : أخبرنا عفان بن مسلم قال : حدثنا حماد بن سلمة قال : أخبرنا ثابت ، عن أبي رافع ، أن أبا هريرة قال : ما أحد من الناس يهدي إلي هدية إلا قبلتها ، فأما أن أسأل فلم أكن لأسأل.(5/244)
6245- قال : أخبرنا الفضل بن دكين قال : حدثنا زهير ، عن ليث ، عن عطاء ، عن أبي هريرة (ح) قال : وأخبرنا عفان قال : حدثنا معتمر ، عن ليث ، عن عطاء ، عن أبي هريرة قال : لا خير في فضول الكلام.(5/245)
6246- قال أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال : حدثنا محمد بن عمرو قال : حدثني معاوية بن عبد الله بن بدر قال : دخلت على أبي هريرة وابنة له تنزو على ظهره وهو يقول : يا بنيه لا أحليك الذهب . إني أخشى عليك اللهب.(5/245)
6247- قال : أخبرنا الفضل بن دكين قال : حدثنا ابن عيينة عن ابن طاوس عن أبيه قال : سمعت أبا هريرة يقول لابنته : أَبَى أَبِي أن يحليني الذهب ، يخشى علي من حر اللهب.(5/245)
6248- قال : أخبرنا الفضل بن دكين ، ومحمد بن عبد الله الأسدي ، قالا : حدثنا سفيان عن أيوب عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة أنه قال لابنته : لا تلبسي الذهب ، فإني أخاف عليك اللهب.(5/245)
6249- قال : أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي قال : حدثنا عمر بن سعيد قال : سمعت عبد الرحمن بن سابط وأبا الزبير يقولان : لقيت أبا هريرة ابنة له فقالت : إن الجواري يعيرنني يقلن : إن أباك لا يحليك الذهب . فقال : قولي لهن : إن أباي لا يحليني الذهب ، يخشى علي حر اللهب.(5/245)
6250- قال : وأخبرنا هوذة بن خليفة قال : حدثنا ابن عون ، عن محمد ، عن أبي هريرة ؛ أنه رأى على ابنةٍ له ذهبا فقال : يا بنية لا تلبسي الذهب ، فإني أخاف عليك اللهب.(5/245)
6251- قال : أخبرنا الفضل بن دكين قال : حدثنا أبو معشر ، عن سعيد عن أبي هريرة قال : ما أحب أن لي سبعين راحلة وأنا بالمدينة لا أشهد الجمعة ، ولأن أصلي بالحرم أحب إلي من أن أتخطى.(5/245)
6252- قال : أخبرنا الفضل بن دكين قال : حدثنا حفص بن غياث عن هشام بن عروة عمن سمع أبا هريرة يقول : درهم يكون من هذا ، وكأنه يمسح العرق عن جبينه أتصدق به أحب إلي من مائة ألف ومائة ألف ومائة ألف من مال فلان.(5/245)
6253- قال : أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي ، وقبيصة بن عقبة ، قالا : حدثنا سفيان ، عن ليث ، عن شيخ ، عن أبي هريرة قال : لأن أدع أربعمائة درهم دينا أحب إلي من أن أدع أربعمائة درهم عينا.(5/246)
6254- قال : أخبرنا سليمان بن حرب قال : حدثنا حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن أبي الزعيزعة كاتب مروان ؛ أن مروان بعث معه إلى أبي هريرة بمائة دينار فلما كان من الغد قال له : اذهب فقل له : إني إنما أخطأت ، ليس إليك بَعَثَ بها ، فإنما أراد مروان أن يعلم أيمسكها أبو هريرة أو يفرقها ، قال : فأتيته فقال : ما عندي منها شيء ، ولكن إذا خرج عطائي فاقبضوها.(5/246)
6255- قال : أخبرنا كثير بن هشام قال : حدثنا جعفر بن برقان ، عن معمر بن راشد قال : بلغني أن أبا هريرة مر على رجل فسلم عليه فقيل له : إنه يهودي ، فرجع إليه فقال : رد علي سلامي وأدعو قال : قد رددته ، قال : اللهم أكثر ماله وولده.(5/246)
6256- قال : أخبرنا كثير بن هشام قال : حدثنا جعفر بن برقان قال : حدثنا غالب بن عبد الرحمن عن أبي هريرة أنه كان يقول إذا ذكر عثمان وعليا : لا يقول للميت إلا خيرا ، ولا يقول للحي إلا خيرا.(5/246)
6257- قال : أخبرنا كثير بن هشام قال : حدثنا جعفر بن برقان قال : حدثنا الزهري عن أبي هريرة ؛ أنه كان إذا صلى على الميت قال اللهم إن كانت هذه النفس زاكية فزكها وإن كانت خاطئة فاغفر لها.(5/246)
6258- قال : أخبرنا كثير بن هشام وعارم بن الفضل ، قالا : حدثنا حماد بن سلمة عن أبي المهزم قال : رأى أبو هريرة رجلا راكبًا على دابة وغلامه يسعى خلفه ، فقال : يا عبد الله احمله ! فإنما هو أخوك روحه مثل روحك.(5/246)
6259- قال : أخبرنا موسى بن إسماعيل قال : حدثنا عبثر قال : حدثني حصين بن عرفطة اليربوعي قال : كانت لأبي هريرة امرأة ، فبقيت زمانا لا تشتكي ، فأراد أبو هريرة أن يطلقها ثم إنها اشتكت ، فقال أبو هريرة : منعتنا هذه طلاقها بشكواها.(5/246)
6260- قال : أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب الحارثي قال حدثنا الحكم بن الصلت عن أبيه عن أبي هريرة أنه قال : لولا الحج والعمرة والغزو لأحببت أن أموت وأنا عبد مملوك لأن المملوك إذا أدى فريضة الله عليه ونصح لمواليه كان له أجران وإن للحر أجرا واحدا.(5/247)
6261- قال : أخبرنا محمد بن سليم العبدي قال حدثنا إسماعيل بن عياش عن أبي بكر بن أبي مريم عن شيخ له قال : سألت أبا هريرة عن المروءة فقال : ثبوته في مجلسه والغداء والعشاء بأفنية البيوت واستصلاح المال ومعونة الإخوان والذب عنهم.(5/247)
6262- قال : أخبرنا سعيد بن منصور قال حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن أبي منبوذة كان لأبي هريرة برذون وبعير وكان من المدينة على خمسة أميال فربما لم يجىء الجمعة كثيرا.(5/247)
6263- قال : أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال حدثني إسحاق بن عثمان القرشي قال حدثنا أبو أيوب قال : كان لأبي هريرة مسجد في مخدعه ومسجد في بيته ومسجد في حجرته ومسجد على باب داره إذا خرج صلى فيها جميعا ، وإذا دخل صلى فيها جميعا.(5/247)
6264- قال : أخبرنا كثير بن هشام قال حدثنا حماد بن سلمة عن أبي المهزم قال : كان لأبي هريرة مكوك يسبح فيه بالنوى.(5/247)
6265- قال : أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال حدثنا شيخ من أهل مكة أنه رأى أبا هريرة يسبح بالنوى المجزع.(5/247)
6266- قال : أخبرنا المعلى بن أسد قال : حدثنا عبد العزيز بن المختار ، عن خالد ، عن عكرمة ؛ أن أبا هريرة كان يسبح كل يوم باثنتي عشرة ألف تسبيحة ، يقول : أسبح بقدر ديتي.(5/247)
6267- قال : أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال حدثنا سعيد بن أبي عروبة قال : حدثنا أبو معشر عن النخعي ؛ أن أبا هريرة دخل الحمام فقال : لا إله إلا الله.(5/247)
6268- قال : أخبرنا روح بن عبادة قال : حدثنا عمران بن حدير ، عن أبي مجلز قال : قال بشير بن نهيك : كنت أكتب بعض ما أسمع من أبي هريرة فلما أردت فراقه أتيته بالكتب فقرأتها عليه فقلت : هذا سمعته منك ؟ قال : نعم.(5/248)
6269- قال أخبرنا محمد بن مصعب القرقساني قال : حدثنا الأوزاعي ، عن أبي كثير الغبري قال : سمعت أبا هريرة يقول : إن أبا هريرة لا يكتم ولا يكتب.(5/248)
6270- قال أخبرنا عفان بن مسلم قال : حدثنا حماد بن سلمة ، عن محمد بن واسع عن معاوية المزني ، أن أبا هريرة قال : لا تكونن أميرا ولا جابيا ولا عريفا ولا نقيبا.(5/248)
6271- قال : أخبرنا عارم بن الفضل قال : حدثنا حماد بن زيد عن العباس الجريري قال سمعت أبا عثمان النهدي قال تضيفت أبا هريرة سبعا . فكانوا يعتقبون الليل أثلاثا ثلثا هو وثلثا امرأته وثلثا خادمه قال : وقلت لأبي هريرة : كيف تصوم يا أبا هريرة ؟ قال : أما أنا فإني أصوم من الشهر ثلاثا فإن حدث حدث كنت قد قضيته.(5/248)
6272- قال : أخبرنا يحيى بن عباد قال : حدثنا حماد بن سلمة ، عن هشام بن سعد بن زيد بن أبي زيد الأنصاري ، عن شراحيل ؛ أن أبا هريرة كان يصوم الاثنين والخميس وقال إنهما يومان ترفع فيهما الأعمال.(5/248)
6273- قال أخبرنا يحيى بن عباد قال حدثنا فليح بن سليمان قال حدثنا ثابت بن مشحل مولى أبي هريرة قال : كنت رديف أبي هريرة على دابته قال فتأتيني الريح بريح المسك من لحيته قال فأدني رأسي منه قال : فيقول : كأنك تحب ريح الطيب أو ريح المسك ؟ قال : فأقول : نعم فيضحك.(5/248)
6274- قال أخبرنا هاشم بن القاسم الكناني قال : حدثنا سليمان بن المغيرة ، عن يونس بن عبيد ، قال : حدثنا سليمان بن أبي سليمان ، عن أبيه قال : رأى أبو هريرة زنجية كأنها شيطان فقال : يا أبا سليمان ، اشتر لي هذه الزنجية فانطلقت فاشتريتها وهو على حمار معه ابن له فقال أبو هريرة لابنه : أردفها خلفي . قال : فكره ابنه ذاك فجعل ابنه يزجيه ليخرجه من السوق . فقال : أردفها خلفي ويحك والله لشعلة من نار أجد مسها خلفي أحب إلي من أن أرغب عن هذه الا أحملها . إني لو انتسبت وانتسبت لم نجاوز إلا قليلا حتى نجتمع أردفها فأردفها خلفه.(5/248)
6275- قال : أخبرنا عفان بن مسلم قال : حدثنا حماد بن سلمة قال : أخبرنا سعيد الجريري عن أبي عطاف ، أن أبا هريرة كان يقول : أي رب ، لا أزنين أي رب لا أسرقن أي رب لا أكفرن قيل له أو تخاف ؟ قال : آمنت بِمُحَرِّفِ القلوب ، ثلاثا.(5/249)
6276- قال : أخبرنا عفان بن مسلم ، وحجاج بن محمد ، قالا : حدثنا شعبة ، عن سماك بن حرب قال : سمعت أبا الربيع ، قال : سمعت أبا هريرة يقول : إن هذه الكناسة مهلكة دنياكم وآخرتكم.(5/249)
6277- قال : أخبرنا عفان بن مسلم ويحيى بن حماد قالا : حدثنا شعبة عن سليمان الأعمش عن ذكوان ؛ أن أبا هريرة كان لا يلبس قميصا ، وأراه قال : ثيابا ، إلا بدأ بميامنه.(5/249)
6278- قال : أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال : أخبرنا سلام بن مسكين قال : حدثنا عمران ومالك بن دينار ؛ أن أبا هريرة لبس الخز.(5/249)
6279- قال : أخبرنا كثير بن هشام ويحيى بن عباد ، قالا : حدثنا حماد بن سلمة قال : أخبرنا عمار بن أبي عمار ؛ أن مروان بن الحكم أتته مطارف مَنْ خَزٍّ ، فَكَسَاهَا أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم , فَكَسَا أَبَا هُرَيْرَةَ مِطْرَفًا أَغْبَرَ , فَكَانَ يُثْنِيهِ عَلَيْهِ ثَلاَثَةَ أَثْنَاءٍ مِنْ سَعَتِهِ , فَأَصَابَهُ شَيْءٌ , فَتَشَبَّكَهُ تَشَبُّكًا ، وَلَمْ يَرْفُه كَمَا يرْفُونَ , فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى طَرَائِفِهِ مِنْ إِبْرِيسَمٍ.(5/249)
6280- قَالَ : أَخْبَرَنا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ : حَدَّثَنا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ قَالَ : رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَلْبَسُ الْخَزَّ.(5/250)
6281- قَالَ : أَخْبَرَنا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ : حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عُمَيْرٍ مَوْلَى بَنِي أَسَدٍ قَالَ : سَمِعْتُ الْمَقْبُرِيَّ يَقُولُ : رَأَيْتُ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ كِسَاءً مِنْ خَزٍّ.(5/250)
6282- قَالَ : أَخْبَرَنا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ : حَدَّثَنا شُعْبَةُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ : رَأَيْتُ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ كِسَاءَ خَزٍّ.(5/250)
5667- قَالَ : أَخْبَرَنا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلاَبِيُّ قَالَ : حَدَّثَنا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى قَالَ : حَدَّثَنا قَتَادَةُ ؛ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ يَلْبَسُ الْخَزَّ.(5/250)
6283- قَالَ : أَخْبَرَنا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ : حَدَّثَنا فُلَيْحٌ قَالَ : حَدَّثَنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ : رَأَيْتُ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ سَاجًا مُزَرَّرًا بِدِيبَاجٍ.(5/250)
6284- قَالَ : أَخْبَرَنا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ : حَدَّثَنا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ ، عَنْ أَبِي الْحُصَيْنِ , عَنْ خَبَّابِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ : رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ عَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ.(5/250)
6285- قَالَ : أَخْبَرَنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ : حَدَّثَنا عَاصِمٌ الأَحْوَلُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ يَلْبَسُ الثِّيَابَ الْمُمَشَّقَةَ.(5/250)
6286- قَالَ : أَخْبَرَنا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ : حَدَّثَنا ابْنُ عَوْنٍ ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ : كَانَتْ رِدْيَةُ أَبِي هُرَيْرَةَ التَّأَبُّطَ.(5/250)
6287- قَالَ : أَخْبَرَنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالُوا : حَدَّثَنا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ : قُلْتُ لِمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ : أَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ مُخْشَوْشِنًا ؟ قَالَ : لاَ ، بَلْ كَانَ لَيِّنًا ، قُلْتُ : فَمَا كَانَ لَوْنُهُ ؟ قَالَ : أَبْيَضُ ، قُلْتُ : هَلْ كَانَ يَخْضِبُ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، نَحْوَ مَا تَرَى ، قَالَ : وَأَهْوَى مُحَمَّدٌ بِيَدِهِ إِلَى لِحْيَتِهِ وَهِيَ حَمْرَاءُ قُلْتُ : فَمَا كَانَ لِبَاسُهُ ؟ قَالَ : نَحْوَ مَا تَرَى ، قَالَ : وَعَلَى مُحَمَّدٌ ثَوْبَانَ مُمَشَّقَانِ مِنْ كَتَّانٍ ، قَالَ : وَتَمَخَّطَ يَوْمًا ؟ فَقَالَ : بَخٍ بَخٍ أَبُو هُرَيْرَةَ يَتَمَخَّطُ فِي الْكَتَّانِ.(5/250)
6288- قَالَ : أَخْبَرَنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ : حَدَّثَنا حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ أَنَّهُ كَانَ يَخْضِبُ بِالْحِنَّاءِ قَالَ : فَقَبَضَ يَوْمًا عَلَى لِحْيَتِهِ , فَقَالَ : كَأَنَّ خِضَابِي خِضَابُ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَلِحْيَتِي مِثْلُ لِحْيَتِهِ ، وَشَعْرِي مِثْلُ شَعْرِهِ ، وَثِيَابِي مِثْلُ ثِيَابِهِ ، وَعَلَيْهِ مُمَصَّرَانِ.(5/251)
6289- قَالَ : أَخْبَرَنا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ : حَدَّثَنا ابْنُ عَوْنٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ : امْتَخَطَ أَبُو هُرَيْرَةَ فِي ثَوْبِهِ فَقَالَ : بَخٍ بَخٍ يَتَمَخَّطُ فِي الْكَتَّانِ.(5/251)
6290- قَالَ : أَخْبَرَنا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنا أَبُو هِلاَلٍ قَالَ : حَدَّثَنا شَيْخٌ أَظُنُّهُ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ قَالَ : رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يُحْفِي عَارِضَيْهِ يَأْخُذُ مِنْهُمَا . قَالَ : وَرَأَيْتُهُ أَصْفَرَ اللِّحْيَةِ.(5/251)
6291- قَالَ : أَخْبَرَنا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ : حَدَّثَنا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى قَالَ : حَدَّثَنا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَنْتَعِلَ قَائِمًا ، وَأَنْ يَأْتَزِرَ فَوْقَ قَمِيصِهِ.(5/251)
6292- قَالَ : أَخْبَرَنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُسَ ، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ، قَالاَ : حَدَّثَنا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَطَّارُ قَالَ : حَدَّثَنا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَبِيَبَةَ الطَّائِفِيِّ (1)، أَنَّهُ قَالَ : رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ ، وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ , قَالَ ابْنُ خَيْثَمٍ : فَقُلْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ : صِفْهُ لِي ، فَقَالَ : رَجُلٌ آدَمُ , بَعِيدٌ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ , ذُو ضَفَرَيْنِ , أَفَرَقُ الثَّنِيَّتَيْنِ.
_حاشية__________
(1) تحرف في المطبوع إلى : "عَبْد الرَّحْمَنِ بْن لُبَيْنةَ الطَّائِفِيِّ " وأثبتناه عن "تهذيب الكمال" 34/377.(5/251)
6293- قَالَ : أَخْبَرَنا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ : حَدَّثَنا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ : حَدَّثَنِي ضَمْضَمُ بْنُ جَوْسٍ قَالَ : دَخَلْتُ مَسْجِدًا لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم , فَإِذَا أَنَا بِشَيْخٍ يُضَفِّرُ رَأْسَهُ بَرَّاقِ الثَّنَايَا . قُلْتُ : مَنْ أَنْتَ رَحِمَكَ اللَّهُ ؟ قَالَ : أَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ.(5/251)
6294- قَالَ : أَخْبَرَنا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ ، عَنْ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ قَالَ : رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ وَنَحْنُ فِي الْكُتَّابِ.(5/252)
6295- قَالَ : أَخْبَرَنا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ، عَنْ قُرَّةَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ : قُلْتُ لِمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ : كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَخْضِبُ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، خِضَابِي هَذَا ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ بِحِنَّاءٍ.(5/252)
6296- قَالَ : أَخْبَرَنا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ قَالَ : حَدَّثَنا أَبُو هِلاَلٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : كُنْتُ عَامِلاَّ بِالْبَحْرَيْنِ , فَقَدِمْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ : عَدُوًّا لِلَّهِ وَلِلإِسْلاَمِ ، أَوْ قَالَ : عَدُوًّا لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ ، سَرَقْتَ مَالَ اللهِ ؟ قُلْتُ : لاَ ، وَلَكِنِّي عَدُوُّ مَنْ عَادَاهُمَا ، خَيْلٌ لِي تَنَاتَجَتْ وَسِهَامٌ لِيَ اجْتَمَعَتْ , فَأَخَذَ مِنِّي اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا , قَالَ : ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيَّ بَعْدُ : أَنْ أَلاَ تَعْمَلُ ، قُلْتُ لاَ ، قَالَ : لِمَ أَلَيْسَ قَدْ عَمِلَ يُوسُفُ ؟ قُلْتُ : يُوسُفُ نَبِيُّ ابْنُ نَبِيٍّ , فَأَخْشَى مِنْ عَمَلِكُمْ ثَلاَثًا ، أَوِ اثْنَتَيْنِ , قَالَ : أَفَلاَ تَقُولُ : خَمْسًا ؟ قُلْتُ : لاَ ، أَخَافُ أَنْ يَشْتُمُوا عِرْضِي وَيَأْخُذُوا مَالِي وَيَضْرِبُوا ظَهْرِي ، وَأَخَافُ أَنْ أَقُولَ بِغَيْرِ حِلْمٍ وَأَقْضِيَ بِغَيْرِ عِلْمٍ.(5/252)
6297- قَالَ : أَخْبَرَنا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ ، وَيَحْيَى بْنُ خُلَيْفِ بْنِ عُقْبَةَ ، وَبَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالُوا : حَدَّثَنا ابْنُ عَوْنٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ لِي عُمَرُ : يَا عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّ كِتَابِهِ أَسَرَقْتَ مَالَ اللهِ ؟ قَالَ : فَقُلْتُ : مَا أَنَا بِعَدُوِّ اللهِ ، وَلاَ عَدُوِّ كِتَابِهِ ، وَلَكِنِّي عَدُوُّ مَنْ عَادَاهُمَا ، وَلاَ سَرَقَتُ مَالَ اللهِ ، قَالَ : فَمِنْ أَيْنَ اجْتَمَعَتْ لَكَ عَشَرَةُ آلاَفٍ ؟ قَالَ : قُلْتُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ خَيْلِي تَنَاسَلَتْ وَسِهَامِي تَلاَحَقَتْ ، وَعَطَائِي تَلاَحَقَ . قَالَ : فَأَمَرَ بِهَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فَقُبِضَتْ . قَالَ : فَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَقُولُ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ.(5/252)
6298- قَالَ : أَخْبَرَنا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلاَبِيُّ قَالَ : حَدَّثَنا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى قَالَ : حَدَّثَنا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللهِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ لأَبِي هُرَيْرَةَ : كَيْفَ وَجَدْتَ الإِمَارَةَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ ؟ قَالَ : بَعَثْتَنِي وَأَنَا كَارِهٌ ، وَنَزَعْتَنِي وَقَدْ أَحْبَبْتُهَا . وَأَتَاهُ بِأَرْبَعِمِئَةِ أَلْفٍ مِنَ الْبَحْرَيْنِ فَقَالَ : أظْلَمَتَ أَحَدًا ؟ قَالَ : لاَ ، قَالَ : أَخَذْتَ شَيْئًا بِغَيْرِ حَقِّهِ ؟ قَالَ : لاَ ، قَالَ : فَمَا جِئْتَ بِهِ لِنَفْسِكَ ؟ قَالَ : عِشْرِينَ أَلْفًا ، قَالَ : مِنْ أَيْنَ أَصَبْتَهَا ؟ قَالَ : كُنْتُ أَتَّجِرُ ، قَالَ : انْظُرْ رَأْسَ مَالِكٍ وَرِزْقَكَ فَخُذْهُ ، وَاجْعَلِ الآخَرَ فِي بَيْتِ الْمَالِ.(5/252)
6299- قَالَ : أَخْبَرَنا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ : حَدَّثَنا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ : كَانَ مَرْوَانُ يَسْتَخْلِفُ أَبَا هُرَيْرَةَ إِذَا حَجَّ ، أَوْ غَابَ.(5/253)
6300- قَالَ : أَخْبَرَنا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ : حَدَّثَنا أَبُو إِسْرَائِيلَ ، عَنِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ : كَانَ يَكُونُ مَرْوَانُ عَلَى الْمَدِينَةَ ، فَإِذَا خَرَجَ مِنْهَا اسْتَخْلَفَ أَبَا هُرَيْرَةَ.(5/253)
6301- قَالَ : أَخْبَرَنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ قَالَ : حَدَّثَنا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلاَلٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ قَالَ : اسْتَخْلَفَ مَرْوَانُ أَبَا هُرَيْرَةَ عَلَى الْمَدِينَةِ , وَخَرَجَ إِلَى مَكَّةَ.(5/253)
6302- قَالَ : أَخْبَرَنا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالاَ : حَدَّثَنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ قَالَ : كَانَ مَرْوَانُ رُبَّمَا اسْتَخْلَفَ أَبَا هُرَيْرَةَ عَلَى الْمَدِينَةِ , فَيَرْكَبُ حِمَارًا قَدْ شَدَّ عَلَيْهِ , قَالَ عَفَّانُ : قُرْطَاطًا . وَقَالَ عَارِمٌ : بَرْذَعَةً ، وَفِي رَأْسِهِ خُلْبَةٌ مِنْ لِيفٍ , فَيَسِيرُ , فَيَلْقَى الرَّجُلَ , فَيَقُولُ : الطَّرِيقُ , قَدْ جَاءَ الأَمِيرُ , وَرُبَّمَا أَتَى الصِّبْيَانَ وَهُمْ يَلْعَبُونَ بِاللَّيْلِ لُعْبَةَ الْغُرَابِ , فَلاَ يَشْعُرُونَ بِشَيْءٍ حَتَّى يُلْقِي نَفْسَهُ بَيْنَهُمْ , وَيَضْرِبُ بِرِجْلَيْهِ , فَيَفْزَعُ الصِّبْيَانُ , فَيَفِرُّونَ , وَرُبَّمَا دَعَانِي إِلَى عَشَائِهِ بِاللَّيْلِ , فَيَقُولُ : دَعِ الْعُرَاقَ لِلأَمِيرِ ، فَأَنْظُرُ , فَإِذَا هُوَ ثَرِيدَةٌ بِزَيْتٍ.(5/253)
6303- قَالَ : أَخْبَرَنا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلاَبِيُّ قَالَ : حَدَّثَنا إِيَاسُ بْنُ أَبِي تَمِيمَةَ قَالَ : حَدَّثَنا عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : مَا وَجَعٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنَ الْحُمَّى , لأَنَّهَا تُعْطِي كُلَّ مَفْصِلٍ قِسْطَهُ مِنَ الْوَجَعِ ، وَإِنَّ اللَّهَ يُعْطِي كُلَّ مَفْصِلٍ قِسْطَهُ مِنَ الأَجْرِ.(5/253)
6304- قَالَ : أَخْبَرَنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلاَلٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَرْوَانَ الأَسْلَمِيِّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّهُ سَمِعَهُ ، وَهُوَ فِي مَجْلِسِ أَسْلَمَ , وَمَجْلِسُهُمْ قَرِيبٌ مِنَ الْمِنْبَرِ ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ يَخْطُبُ النَّاسَ , ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى مَجْلِسِ أَسْلَمَ , فَيَقُولُ : مُوتُوا سَرَوَاتِ أَسْلَمَ ، مُوتُوا ، ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ، يَا مَعْشَرَ أَسْلَمَ مُوتُوا ، وَيَمُوتُ أَبُو هُرَيْرَةَ.(5/253)
6305- قَالَ : أَخْبَرَنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ : حَدَّثَنا ابْنُ عَوْنٍ ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ بَابٍ قَالَ : كُنْتُ أَصُبُّ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ مِنْ إِدَاوَةٍ ، وَهُوَ يَتَوَضَّأُ , فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ , فَقَالَ : أَيْنَ تُرِيدُ ؟ قَالَ : السُّوقُ ، فَقَالَ : إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَشْتَرِيَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَرْجِعَ فَافْعَلْ ، ثُمَّ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : لَقَدْ خِفْتُ اللَّهَ مِمَّا اسْتَعْجَلُ الْقَدَرَ.(5/254)
6306- قَالَ : أَخْبَرَنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ : حَدَّثَنا الرَّبِيعُ بْنُ صُبَيْحٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنا حَبِيبُ بْنُ أَبِي فَضَالَةَ ؛ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ ذَكَرَ الْمَوْتَ , فَكَأَنَّهُ تَمَنَّاهُ , فَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ : وَكَيْفَ تَمَنَّى الْمَوْتَ بَعْدَ قَوْلِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم لَيْسَ لأَحَدٍ أَنْ يَتَمَنَّى الْمَوْتَ , لاَ بَرٌّ وَلاَ فَاجِرٌ , أَمَّا بَرٌّ فَيَزْدَادُ بِرًّا ، وَأَمَّا فَاجِرٌ فَيُسْتَعْتَبُ ؟ فَقَالَ : وَكَيْفَ لاَ أَتَمَنَّى الْمَوْتَ وَأَنَا أَخَافُ أَنْ تُدْرِكَنِي سِتَّةٌ : التَّهَاوُنُ بِالذَّنْبِ ، (وإمرة السفهاء) وَبَيْعُ الْحِكَمِ ، وَتَقَاطُعُ الأَرْحَامِ ، وَكَثْرَةُ الشُّرْطِ ، وَنَشْأٌ يَتَّخِذُونَ الْقُرْآنَ مَزَامِيرَ.(5/254)
6307- قَالَ : أَخْبَرَنا مُعَاذُ بْنُ هَانِىء الْبَهْرَانِيُّ الْبَصْرِيُّ قَالَ : حَدَّثَنا حَرْبُ بْنُ شَدَّادٍ قَالَ : حَدَّثَنا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ : حَدَّثَنا أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَهُوَ مَرِيضٌ , فَقَالَ : اللَّهُمَّ اشْفِ أَبَا هُرَيْرَةَ ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : اللَّهُمَّ لاَ تُرْجِعُنِي ، قَالَ : فَأَعَادَهَا مَرَّتَيْنِ , فَقَالَ لَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ : يَا أَبَا سَلَمَةَ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَمُوتَ فَمُتْ ، فَوَالَّذِي نَفْسُ أَبِي هُرَيْرَةَ بِيَدِهِ لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَأْتِيَ عَلَى الْعُلَمَاءِ زَمَنٌ يَكُونُ الْمَوْتُ أَحَبَّ إِلَى أَحَدِهِمْ مِنَ الذَّهَبِ الأَحْمَرِ ، أَوْ لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَأْتِيَ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَأْتِي الرَّجُلُ قَبْرِ الْمُسْلِمِ , فَيَقُولُ : وَدِدْتُ أَنِّي صَاحِبُ هَذَا الْقَبْرِ.(5/254)
6308- قَالَ : أَخْبَرَنا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ : حَدَّثَنا أَيُّوبُ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ : مَرِضَ أَبُو هُرَيْرَةَ , فَأَتَيْتُهُ أَعُودُهُ , فَقُلْتُ : اللَّهُمَّ اشْفِ أَبَا هُرَيْرَةَ ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ لاَ تُرْجِعْهَا , وَقَالَ : يُوشِكُ يَا أَبَا سَلَمَةَ أَنْ يَأْتِيَ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَكُونُ الْمَوْتُ أَحَبَّ إِلَى أَحَدِهِمْ مِنَ الذَّهَبِ الأَحْمَرِ ، وَيُوشِكُ يَا أَبَا سَلَمَةَ إِنْ بَقِيَتَ إِلَى قَرِيبٍ أَنْ يَأْتِيَ الرَّجُلُ الْقَبْرَ , فَيَقُولَ : يَا لَيْتَنِي مَكَانَهُ أَوْ مَكَانَكَ.(5/255)
6309- قَالَ : أَخْبَرَنا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، وَكَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالاَ : حَدَّثَنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي الْمُهَزِّمِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا مَرَّتْ بِهِ جَنَازَةٌ قَالَ : امْضِي فَأَنَا عَلَى الأَثَرِ.(5/255)
6310- قَالَ : أَخْبَرَنا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ : حَدَّثَنا أَبُو مَعْشَرٍ ، عَنْ سَعِيدٍ قَالَ : لَمَّا نَزَلَ بِأَبِي هُرَيْرَةَ الْمَوْتُ قَالَ : لاَ تَضْرِبُوا عَلَى قَبْرِي فُسْطَاطًا , وَلاَ تَتَّبِعُونِي بِنَارٍ ، فَإِذَا حَمَلْتُمُونِي , فَأَسْرِعُوا , فَإِنْ أَكُنْ صَالِحًا تَأْتُونَ بِيِ إِلَى رَبِّي ، وَإِنْ أَكُنْ غَيْرَ ذَلِكَ , فَإِنَّمَا هُوَ شَيْءٌ تَطْرَحُونَهُ عَنْ رِقَابِكُمْ.(5/255)
6311- قَالَ : أَخْبَرَنا يَزِيدُ بْنُ هارون ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ ، وَمَعَنْ بْنُ عِيسَى ، قَالُوا : حَدَّثَنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مِهْرَانَ مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ ؛ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ : لاَ تَضْرِبُوا عَلَيَّ فُسْطَاطًا وَلاَ تَتَّبِعُونِي بِنَارٍ ، وَأَسْرِعُوا بِي إِسْرَاعًا , فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : إِذَا وُضِعَ الرَّجُلُ الصَّالِحُ ، أَوِ الْمُؤْمِنُ عَلَى سَرِيرِهِ قَالَ : قَدِّمُونِي . وَإِذَا وُضِعَ الْكَافِرُ ، أَوِ الْفَاجِرُ عَلَى سَرِيرِهِ قَالَ : يَا وَيْلَتِي أَيْنَ تَذْهَبُونَ بِي.(5/255)
6312- قَالَ : أَخْبَرَنا مَعَنْ بْنُ عِيسَى ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ ، الاَ : حَدَّثَنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مِهْرَانَ ، أَنَّ مَرْوَانَ جَاءَ يَعُودُ أَبَا هُرَيْرَةَ , فَوَجَدَهُ فِي غَمِيَّةٍ , فَقَالَ : عَافَاكَ اللَّهُ ، فَرَفَعَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَأْسَهُ وَقَالَ : اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَاجْدُدْ . فَخَرَجَ مَرْوَانُ , فَأَدْرَكَهُ إِنْسَانٌ عِنْدَ أَصْحَابِ الْقَطَا فَقَالَ : قَدْ مَضَى أَبُو هُرَيْرَةَ.(5/255)
6313- قَالَ : أَخْبَرَنا مَعَنْ بْنُ عِيسَى قَالَ : حَدَّثَنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ؛ أَنَّ مَرْوَانَ دَخَلَ عَلَيْهِ فِي شَكْوِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ , فَقَالَ : شَفَاكَ اللَّهُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّ لِقَاءَكَ فَأَحِبَّ لِقَائِي . قَالَ : فَمَا بَلَغَ مَرْوَانُ أَصْحَابَ الْقَطَا حَتَّى مَاتَ أَبُو هُرَيْرَةَ.(5/255)
6314- قَالَ : أَخْبَرَنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ : حَدَّثَنا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ وَرَدٍّ ، عَنْ سَلْمِ بْنِ بَشِيرِ بْنِ جَحْلٍ قَالَ : بَكَى أَبُو هُرَيْرَةَ فِي مَرَضِهِ , فَقِيلَ لَهُ : مَا يُبْكِيكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ ؟ قَالَ : أَمَا إِنِّي لاَ أَبْكِي عَلَى دُنْيَاكُمْ هَذِهِ ، وَلَكِنِّي أَبْكِي لِبُعْدِ سَفَرِي وَقِلَّةِ زَادِي ، أَصْبَحْتُ فِي صُعُودٍ مَهْبِطُهُ عَلَى جَنَّةٍ وَنَارٍ ، فَلاَ أَدْرِي إِلَى أَيِّهِمَا يُسْلَكُ بِي.(5/256)
6315- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَهُوَ يَمُوتُ , فَقَالَ لأَهْلِهِ : لاَ تُعَمِّمُونِي وَلاَ تُقَمِّصُونِي كَمَا صُنِعَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.(5/256)
6316- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ مِشْحَلٍ قَالَ : نَزَلَ النَّاسُ مِنَ الْعَوَالِي لأَبِي هُرَيْرَةَ ، وَكَانَ الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ أَمِيرَ الْمَدِينَةِ , فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ : لاَ تَدْفِنُوهُ حَتَّى تُؤْذِنُونِي ، وَنَامَ بَعْدَ الظُّهْرِ . فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ وَأَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ وَقَدْ حَضَرَا : اخْرُجُوا بِهِ ، فَخَرَجُوا بِهِ بَعْدَ الظُّهْرِ , فَانْتَهَوْا بِهِ إِلَى مَوْضِعِ الْجَنَائِزِ وَقَدْ دَنَا أَذَانُ الْعَصْرِ ، فَقَالَ الْقَوْمُ : صَلُّوا عَلَيْهِ ، فَقَالَ رَسُولُ الْوَلِيدِ : لاَ يُصَلَّى عَلَيْهِ حَتَّى يَجِيءَ الأَمِيرُ . فَخَرَجَ لِلْعَصْرِ , فَصَلَّى بِالنَّاسِ , ثُمَّ صَلَّى عَلَيْهِ , وَفِي النَّاسِ ابْنُ عُمَرَ وَأَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ.(5/256)
6317- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ : صَلَّى عَلَيْهِ الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ ، وَهُوَ أَمِيرُ الْمَدِينَةِ وَمَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ يَوْمَ شَهِدَ أَبَا هُرَيْرَةَ مَعْزُولاَّ مِنْ عَمَلِ الْمَدِينَةِ.(5/257)
6318- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ هِلاَلٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : شَهِدْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَوْمَ مَاتَ وَأَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ وَمَرْوَانُ يَمْشِيَانِ أَمَامَ الْجَنَازَةِ.(5/257)
6319- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ نَافِعٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : كُنْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ فِي جَنَازَةِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَهُوَ يَمْشِي أَمَامَهَا , وَيُكْثِرُ التَّرَحُّمَ عَلَيْهِ , وَيَقُولُ : كَانَ مِمَّنْ يَحْفَظُ حَدِيثَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم عَلَى الْمُسْلِمِينَ.(5/257)
6320- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَنْبَسَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ : لَمَّا مَاتَ أَبُو هُرَيْرَةَ كَانَ وَلَدُ عُثْمَانَ يَحْمِلُونَ سَرِيرَهُ حَتَّى بَلَغُوا الْبَقِيعَ حِفْظًا بِمَا كَانَ مِنْ رَأْيِهِ فِي عُثْمَانَ.(5/257)
6321- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ مِشْحَلٍ قَالَ : كَتَبَ الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ إِلَى مُعَاوِيَةَ يُخْبِرُهُ بِمَوْتِ أَبِي هُرَيْرَةَ فَكَتَبَ إِلَيْهِ : انْظُرْ مَنْ تَرَكَ فَادْفَعْ إِلَى وَرَثَتِهِ عَشْرَةَ آلاَفِ دِرْهَمٍ وَأَحْسِنْ جِوَارَهُمْ وَافْعَلْ إِلَيْهِمْ مَعْرُوفًا ، فَإِنَّهُ كَانَ مِمَّنْ نَصْرَ عُثْمَانَ ، وَكَانَ مَعَهُ فِي الدَّارِ , فَرَحِمَهُ اللَّهُ.
قَالَ مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَنْزِلُ ذَا الْحُلَيْفَةِ , وَلَهُ دَارٌ بِالْمَدِينَةِ تَصَدَّقَ بِهَا عَلَى مَوَالِيهِ , فَبَاعُوهَا بَعْدَ ذَلِكَ مِنْ عُمَرَ بْنِ بَزِيعٍ.
وَقَدْ رَوَى أَبُو هُرَيْرَةَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ ، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ فِي آخِرِ خِلاَفَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ ، وَكَانَ لَهُ يَوْمَ تُوُفِّيَ ثَمَانٍ وَسَبْعُونَ سَنَةً ، وَهُوَ صَلَّى عَلَى عَائِشَةِ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ ، وَهُوَ صَلَّى عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فِي شَوَّالٍ سَنَةَ تِسْعِ وَخَمْسِينَ ، وَكَانَ الْوَالِي عَلَى الْمَدِينَةِ الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ , فَرَكِبَ إِلَى الْغَابَةِ , وَأَمَرَ أَبَا هُرَيْرَةَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ , فَصَلَّى عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ فِي شَوَّالٍ ، ثُمَّ تُوُفِّيَ أَبُو هُرَيْرَةَ بَعْدَ ذَلِكَ فِي هَذِهِ السُّنَّةِ.(5/257)
901- أَبُو أَرْوَى الدَّوْسِيُّ ، مِنَ الأَزْدِ
كَانَ يَنْزِلُ ذَا الْحُلَيْفَةِ مِنَ الأَزْدِ ، وَكَانَ عُثْمَانَيًّا ، وَقَدْ رَوَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ، وَمَاتَ قَبْلَ وَفَاةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ.(5/258)
902- سَعْدُ بْنُ أَبِي ذُبَابٍ الدَّوْسِيُّ
6322- قَالَ : أَخْبَرَنا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ ، وَصَفْوَانُ بْنُ عِيسَى ، قَالاَ : حَدَّثَنا الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ الدَّوْسِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ قَالَ : قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم , فَأَسْلَمْتُ , ثُمَّ قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ اجْعَلْ لِقَوْمِي مَا أَسْلَمُوا عَلَيْهِ مِنْ أَمْوَالِهِمْ . قَالَ : فَفَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم , وَاسْتَعْمَلَنِي عَلَيْهِمْ , ثُمَّ اسْتَعْمَلَنِي (أبو بكر من بعده ثم استعملني) عُمَرُ.
قَالَ : وَكَانَ سَعْدٌ مِنْ أَهْلِ السَّرَاةِ ، قَالَ : فَكَلَّمْتُ قَوْمِي فِي الْعَسَلِ , فَقُلْتُ لَهُمْ : زَكُّوهُ , فَإِنَّهُ لاَ خَيْرَ فِي ثَمَرَةٍ لاَ تُزَكَّى , قَالَ : وَقَالَ صَفْوَانُ : فِي مَالٍ لاَ يُزَكَّى ، فَقَالُوا : كَمْ تَرَى ؟ قَالَ : فَقُلْتُ : الْعُشْرَ ، قَالَ : فَأَخَذْتُ مِنْهُمُ الْعُشْرَ ، فَأَتَيْتُ بِهِ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ , وَأَخْبَرْتُهُ بِمَا كَانَ , قَالَ : فَقَبَضَهُ عُمَرُ فَبَاعَهُ. قَالَ أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ فِي حَدِيثِهِ : ثُمَّ جَعَلَ ثَمَنَهُ فِي صَدَقَاتِ الْمُسْلِمِينَ.(5/258)
903- عَبْدُ اللهِ بْنُ بُحَيْنَةَ
وَبُحَيْنَةُ أُمُّهُ , وَهِيَ ابْنَةُ الأَرَتِّ ، وَهُوَ الْحَارِثُ بْنُ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ . وَأَبُوهُ مَالِكُ بْنُ الْقِشْبِ ، وَهُوَ جُنْدُبُ بْنُ نَضْلَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَافِعِ بْنِ مِحْضَبِ بْنِ مُبَشِّرِ بْنِ صَعْبِ بْنِ دُهْمَانِ بْنِ نَصْرِ بْنِ زَهْرَانَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ (كعب بن) عَبْدِ اللهِ بْنِ نَصْرِ بْنِ الأَزْدِ . غَضِبَ عَلَى قَوْمِهِ بَنِي مِحْضَبٍ فِي شَيْءٍ , فَحَلَفَ أَلاَ يَجْمَعَهُ وَإِيَّاهُمْ مَنْزِلٌ , فَلَحِقَ بِمَكَّةَ ، فَحَالَفَ الْمُطَّلِبَ بْنَ عَبْدِ مَنَافٍ ، فَتَزَوَّجَ بُحَيْنَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ بْنِ الْمُطَّلِبِ , فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ اللهِ ، وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ . وَأَسْلَمَ , وَصَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم قَدِيمًا ، وَكَانَ نَاسِكًا فَاضِلاَّ يَصُومُ الدَّهْرَ ، وَكَانَ يَنْزِلُ بَطْنَ رِيمٍ عَلَى ثَلاَثِينَ مِيلاَّ مِنَ الْمَدِينَةِ . وَمَاتَ بِهِ فِي عَمَلِ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ الآخَرِ عَلَى الْمَدِينَةِ فِي خِلاَفَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ.(5/259)
904- وَأَخُوهُ لأَبِيهِ وَأُمِّهِ : جُبَيْرُ بْنُ مَالِكٍ
وَأُمُّهُ بُحَيْنَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ الْمُطَّلِبِ . صَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم , وَقُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ شَهِيدًا سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ فِي خِلاَفَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ.(5/259)
925- الْحَارِثُ بْنُ عُمَيْرٍ الأَزْدِيُّ ، ثُمَّ أَحَدُ بني لِهْبٍ
6323- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ عُثْمَانَ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ : بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم الْحَارِثَ بْنَ عُمَيْرٍ الأَزْدِيَّ إِلَى مَلِكِ بُصْرَى بِكِتَابِهِ , فَلَمَّا نَزَلَ مُؤْتَةَ عَرَضَ لَهُ شُرَحْبِيلُ بْنُ عَمْرٍو الْغَسَّانَيُّ , فَقَالَ : أَيْنَ تُرِيدُ ؟ قَالَ : الشَّامُ ، قَالَ : لَعَلَّكَ مِنْ رُسُلِ مُحَمَّدٍ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، أَنَا رَسُولُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فَأَمَرَ بِهِ , فَأُوثِقَ رِبَاطًا ، ثُمَّ قَدَّمَهُ , فَضَرَبَ عُنُقَهُ صَبْرًا . وَلَمْ يُقْتَلْ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم رَسُولٌ غَيْرُهُ ، وَبَلَغَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم الْخَبَرَ , فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ , وَنَدَبَ النَّاسَ , وَأَخْبَرَهُمْ بِمَقْتَلِ الْحَارِثِ بْنِ عُمَيْرٍ وَمَنْ قَتَلَهُ ، فَأَسْرَعُوا , فَكَانَ ذَلِكَ سَبَبَ خُرُوجِهِمْ إِلَى غَزْوَةِ مُؤْتَةَ.(5/259)
(5/260)
- وَمِنْ قُضَاعَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ مالك بن حِمْيَرَ ثُمَّ مِنْ جُهَيْنَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ لَيْثِ بْنِ سُودِ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ الْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ
906- عُقْبَةُ بْنُ عَامِرِ بْنِ عَبْسٍ الْجُهَنِيُّ ، وَيُكْنَى أَبَا عَمْرٍو
6324- قَالَ : أَخْبَرَنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ : حَدَّثَنِي جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ ، أَمَلَّهُ عَلَيَّ قَالَ : أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ : عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ أَبِي عُشَّانَةَ ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ : بَلَغَنِي قَدُومُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم , وَأَنَا فِي غُنَيْمَةٍ لِي , فَرَفَضْتُهَا ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ , فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ جِئْتُ أُبَايِعُكَ ، فَقَالَ : بَيْعَةً عَرَبِيَّةً تُرِيدُ أَوْ بَيْعَةَ هِجْرَةٍ ؟ فَقُلْتُ : بَيْعَةَ هِجْرَةٍ قَالَ : فَبَايَعْتُهُ , وَأَقَمْتُ , فَقَالَ يَوْمًا : مَنْ كَانَ هُنَا مِنْ مَعْدٍ فَلْيَقُمْ ، فَقَامَ رِجَالٌ , وَقُمْتُ مَعَهُمْ ، فَقَالَ لِي : اجْلِسْ . قَالَ : فَفَعَلَ ذَاكَ بِي مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا . فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ أَلَسْنَا مِنْ مَعْدٍ ؟ قَالَ : لاَ ، قُلْتُ : مِمَّنْ نَحْنُ ؟ قَالَ : أَنْتُمْ مِنْ قُضَاعَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِمْيَرَ.(5/261)
6325- قَالَ : أَخْبَرَنا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ : حَدَّثَنا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو عُشَّانَةَ قَالَ : رَأَيْتُ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ يَصْبُغُ بِالسَّوَادِ ، وَكَانَ يَقُولُ :
نُغَيِّرُ أَعْلاَهَا وَتَأْبَى أُصُولُهَا
قَالَ مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : شَهِدَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ صِفِّينَ مَعَ مُعَاوِيَةَ , وَتَحَوَّلَ إِلَى مِصْرَ , فَنَزَلَهَا , وَبَنَى بِهَا دَارًا , وَتُوُفِّيَ فِي آخِرِ خِلاَفَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ.(5/261)
907- زَيْدُ بْنُ خَالِدٍ الْجُهَنِيُّ
قَالَ مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : يُكْنَى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَقَالَ غَيْرُهُ : يُكْنَى أَبَا طَلْحَةَ.
6326- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ ، قَالَ : أَخْبَرَنا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحِجَازِيِّ الْجُهَنِيُّ ، قَالاَ : مَاتَ زَيْدُ بْنُ خَالِدٍ الْجُهَنِيُّ بِالْمَدِينَةَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ ، وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً . وَقَدْ رَوَى عَنْ أَبِي بَكْرِ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ : وَسَمِعْتُ غَيْرَ مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ يَقُولُ : تُوُفِّيَ زَيْدُ بْنُ خَالِدٍ بِالْكُوفَةِ فِي آخِرِ خِلاَفَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ.(5/262)
908- تَمِيمُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ عَوْفِ ابْنِ جَرَادِ بْنِ يَرْبُوعِ بْنِ طُحَيْلِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الرَّبْعَةِ بْنِ رِشْدَانَ بْنِ قَيْسِ بْنِ جُهَيْنَةَ أَسْلَمَ وَشَهِدَ الْحُدَيْبِيَةَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم , وَبَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ.(5/262)
909- رَافِعُ بْنُ مَكِيثِ بْنِ عَمْرِو ابْنِ جَرَادِ بْنِ يَرْبُوعِ بْنِ طُحَيْلِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الرَّبْعَةِ بْنِ رِشْدَانَ بْنِ قَيْسِ بْنِ جُهَيْنَةَ . أَسْلَمَ , وَشَهِدَ الْحُدَيْبِيَةَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم , وَبَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ ، وَكَانَ مَعَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ فِي السَّرِيَّةِ الَّتِي وَجَّهَهُ فِيهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم إِلَى حِسْمَى ، وَكَانَتْ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ سِتٍّ ، وَبَعْثَهُ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم بَشِيرًا عَلَى نَاقَةٍ مِنْ إِبِلِ الْقَوْمِ , فَأَخَذَهَا مِنْهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فِي الطَّرِيقِ , فَرَدَّهَا عَلَى الْقَوْمِ , وَذَلِكَ حِينَ بَعَثَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم لِيَرُدَّ عَلَيْهِمْ مَا أَخَذَ مِنْهُمْ , لأَنَّهُمْ قَدْ كَانُوا قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم , فَأَسْلَمُوا , وَكَتَبَ لَهُمْ كِتَابًا.(5/262)
وَكَانَ رَافِعُ بْنُ مَكِيثٍ أَيْضًا مَعَ كُرْزِ بْنِ جَابِرٍ الْفِهْرِيِّ حِينَ بَعَثَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم (إلى العرنيين الذين أغاروا على لقاح رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم) بِذِي الْجَدْرِ ، وَكَانَ مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي سَرِيَّتِهِ إِلَى دُومَةِ الْجَنْدَلِ ، وَبَعْثَهُ بِكَاتِبِهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم بَشِيرًا بِمَا فَتْحَ اللَّهُ عَلَيْهِ . وَرَافِعُ بْنُ مَكِيثٍ أَحَدُ الأَرْبَعَةِ الَّذِينَ حَمَلُوا أَلْوِيَةَ جُهَيْنَةَ الأَرْبَعَةَ الَّتِي عَقَدَهَا لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ . وَبَعْثَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم عَلَى صَدَقَاتِ جُهَيْنَةَ يُصْدِقُهُمْ . وَكَانَتْ لَهُ دَارٌ بِالْمَدِينَةِ وَلِجُهَيْنَةُ مَسْجِدٌ بِالْمَدِينَةِ.(5/263)
910- وَأَخُوهُ جُنْدَبُ بْنُ مَكِيثِ بْنِ عَمْرٍو
شَهِدَ الْحُدَيْبِيَةَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم , وَبَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ ، وَكَانَ مَعَ كُرْزِ بْنِ جَابِرٍ الْفِهْرِيِّ حِينَ بَعَثَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم سَرِيَّةً إِلَى الْعِرْنِيِّينِ الَّذِينَ أَغَارُوا عَلَى لِقَاحِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم بِذِي الْجَدْرِ.(5/263)
6327- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَرْوَانَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَغْزُوَ مَكَّةَ ، بَعَثَ جُنْدُبًا وَرَافِعًا ابْنَيْ مَكِيثٍ إِلَى جُهَيْنَةَ يَأْمُرُهُمْ أَنْ يَحْضُرُوا رَمَضَانَ بِالْمَدِينَةِ ، وَبَعَثَهُمَا أَيْضًا حِينَ أَرَادَ الْخُرُوجَ إِلَى تَبُوكَ إِلَى جُهَيْنَةَ يَسْتَنْفِرُهُمْ لِغَزْوِ عَدُوِّهِمْ.(5/263)
6328- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ زُهَيْرٍ ، عَنْ مِحْجَنِ بْنِ وَهْبِ , عَنْ أَبِي بُسْرَةَ الْجُهَنِيِّ ، عَنْ جُنْدُبِ بْنِ مَكِيثٍ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم إِذَا قَدِمَ الْوَفْدُ لَبِسَ أَحْسَنَ ثِيَابِهِ , وَأَمَرَ عِلْيَةَ أَصْحَابِهِ بِذَلِكَ . فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم يَوْمَ قَدِمَ وَفْدُ كِنْدَةَ وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ يَمَانِيَةٌ ، وَعَلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ مِثْلُ ذَلِكَ.(5/263)
911- عَبْدُ اللهِ بْنُ بَدْرِ بْنِ زَيْدِ ابْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ خِشَّانَ بْنِ أَسْعَدَ بْنِ وَدِيعَةَ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ الرَّبْعَةِ بْنِ رِشْدَانَ بْنِ قَيْسِ بْنِ جُهَيْنَةَ ، وَكَانَ اسْمُهُ عَبْدَ الْعُزَّى ، فَلَمَّا أَسْلَمَ غُيِّرَ اسْمُهُ , فَسُمِّيَ عَبْدَ اللهِ ، وَأَبُوهُ بَدْرُ بْنُ زَيْدٍ الَّذِي ذَكَرَهُ الْعَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ فِي شِعْرِهِ . وَكَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ بَدْرٍ مَعَ كُرْزِ بْنِ جَابِرٍ الْفِهْرِيِّ حِينَ بَعَثَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم سَرِيَّةً إِلَى الْعُرَنِيِّينَ الَّذِينَ أَغَارُوا عَلَى لِقَاحِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم بِذِي الْجَدْرِ ، وَهُوَ أَحَدُ الأَرْبَعَةِ الَّذِينَ حَمَلُوا أَلْوِيَةَ جُهَيْنَةَ الَّتِي عَقَدَهَا لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ . وَنَزَلَ عَبْدُ اللهِ بْنُ بَدْرٍ الْمَدِينَةَ وَلَهُ بِهَا دَارٌ ، وَكَانَ يَنْزِلُ أَيْضًا الْبَادِيَةَ بِالْقَبَلِيَّةِ مِنْ جِبَالِ جُهَيْنَةَ (1) . وَقَدْ رَوَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ . وَمَاتَ عَبْدُ اللهِ بْنُ بَدْرٍ فِي خِلاَفَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ.
_حاشية__________
(1) في المطبوع : "يَنْزِلُ أَيْضًا الْبَادِيَةَ بِالْقَبَلِيَّةِ جِبَالِ جُهَيْنَةَ" ، وأثبتناه عن طبعة دار صادر 4/347.(5/264)
912- عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ بْنِ عَبْسِ ابْنِ مَالِكِ بْنِ الْمُحَرِّثِ بْنِ مَازِنَ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ نَصْرِ بْنِ غَطَفَانَ بْنِ قَيْسِ بْنِ جُهَيْنَةَ أَسْلَمَ قَدِيمًا , وَصَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم , وَشَهِدَ مَعَهُ الْمَشَاهِدَ ، وَكَانَ أَوَّلَ مِنْ أَلْحَقَ قُضَاعَةَ بِالْيَمَنِ , فَقَالَ فِي ذَلِكَ بَعْضُ الْبَلَوِيِّينَ :
فَلاَ تَهْلِكُوا فِي لَجَّةٍ قَالَهَا عَمْرُو
يَعْنِي لَجَاجَةٌ ، وَوَلَدُهُ بِدِمَشْقَ.(5/264)
6329- قَالَ : أَخْبَرَنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ : حَدَّثَنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ ، عَنْ ابْنِ لَهِيعَةَ ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ سَبْرَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ الْجُهَنِيِّ قَالَ : قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم يَوْمًا : مَنْ كَانَ مِنْ مَعْدٍ فَلْيَقُمْ ، فَقُمْتُ ، فَقَالَ : اجْلِسْ ثُمَّ قَالَ : مَنْ كَانَ مِنْ مَعْدٍ فَلْيَقُمْ ، فَقُمْتُ ، فَقَالَ : اجْلِسْ ، ثُمَّ قَالَ : مَنْ كَانَ مِنْ مَعْدٍ فَلْيَقُمْ ، فَقُمْتُ ، فَقَالَ : اجْلِسْ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ مِمَّنْ نَحْنُ ؟ فَقَالَ : أَنْتُمْ مِنْ قُضَاعَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِمْيَرَ.(5/265)
913- سَبْرَةُ بْنُ مَعْبَدٍ الْجُهَنِيُّ
وَهُوَ أَبُو الرَّبِيعِ بْنُ سَبْرَةَ الَّذِي رَوَى عَنْهُ الزُّهْرِيُّ ، وَرَوَى الرَّبِيعُ عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ , فَنَهَى عَنِ الْمُتْعَةِ . وَكَانَتْ لِسَبْرَةَ دَارٌ بِالْمَدِينَةِ فِي جُهَيْنَةَ ، وَكَانَ نَزَلَ فِي آخِرِ عُمْرِهِ ذَا الْمَرْوَةِ , فَعَقِبَهُ بِهَا إِلَى الْيَوْمِ ، وَتُوُفِّيَ سَبْرَةُ فِي خِلاَفَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ.(5/265)
914- مَعْبَدُ بْنُ خَالِدٍ
وَهُوَ أَبُو زُرْعَةَ الْجُهَنِيُّ . أَسْلَمَ قَدِيمًا ، وَكَانَ مَعَ كُرْزِ بْنِ جَابِرٍ الْفِهْرِيِّ حِينَ بَعَثَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم سَرِيَّةً إِلَى الْعُرَنِيِّينَ الَّذِينَ أَغَارُوا عَلَى لِقَاحِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم بِذِي الْجَدْرِ . ، وَهُوَ أَحَدُ الأَرْبَعَةِ الَّذِينَ حَمَلُوا أَلْوِيَةَ جُهَيْنَةَ الأَرْبَعَةَ الَّتِي عَقْدَهَا لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ ، وَكَانَ أَلْزَمَهُمْ لِلْبَادِيَةِ . وَقَدْ رَوَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ , وَمَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ ، وَهُوَ ابْنُ بِضْعٍ وَثَمَانِينَ سَنَةٍ.(5/265)
915- أَبُو ضَبِيْسٍ الْجُهَنِيُّ
أَسْلَمَ قَدِيمًا ، وَكَانَ مَعَ كُرْزِ بْنِ جَابِرٍ الْفِهْرِيِّ حِينَ بَعَثَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم سَرِيَّةً إِلَى الْعُرَنِيِّينَ الَّذِينَ أَغَارُوا عَلَى لِقَاحِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم بِذِيِ الْجَدْرِ , وَذَلِكَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ سِتٍّ مِنَ الْهِجْرَةِ ، وَشَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم بَعْدَ ذَلِكَ الْحُدَيْبِيَةَ , وَبَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ , وَشَهِدَ فَتْحَ مَكَّةَ ، وَكَانَ يَلْزَمُ الْبَادِيَةَ , وَمَاتَ فِي آخِرِ خِلاَفَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ.(5/265)
916- كُلَيْبٌ الْجُهَنِيُّ
6330- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الْجَوْسَقُ مَوْلَى بَنِي مَخْزُومٍ ، عَنْ عُثَيْمِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ كُلَيْبٍ الْجُهَنِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ : رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فِي حَجَّتِهِ وَقَدْ رَفَعَ مِنْ عَرَفَةَ إِلَى جَمْعٍ ، وَالنَّارُ تُوقَدُ بِالْمُزْدَلِفَةِ ، وَهُوَ يَؤُمُّهَا حَتَّى نَزَلَ قَرِيبًا مِنْهَا.(5/266)
917- سُوَيْدُ بْنُ صَخْرٍ الْجُهَنِيُّ
أَسْلَمَ قَدِيمًا ، وَكَانَ مَعَ كُرْزِ بْنِ جَابِرٍ الْفِهْرِيِّ حِينَ بَعَثَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم سَرِيَّةً إِلَى الْعُرَنِيِّينَ الَّذِينَ أَغَارُوا عَلَى لِقَاحِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم بِذِي الْجَدْرِ , وَذَلِكَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ سِتٍّ مِنَ الْهِجْرَةِ ، وَشَهِدَ بَعْدَ ذَلِكَ الْحُدَيْبِيَةَ , وَبَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ ، وَهُوَ أَحَدُ الأَرْبَعَةِ الَّذِينَ حَمَلُوا أَلْوِيَةَ جُهَيْنَةَ الأَرْبَعَةِ الَّتِي عَقَدَهَا لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ.(5/266)
918- سِنَانُ بْنُ وَبَرٍّ الْجُهَنِيُّ
وَكَانَ حَلِيفًا فِي بَنِي سَالِمٍ مِنَ الأَنْصَارِ ، شَهِدَ الْمُرَيْسِيعَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وَهُوَ الَّذِي نَازَعَ جَهْجَاهَ بْنَ سَعْدٍ يَوْمَئِذٍ الدَّلْوَ ، وَهُمَا يَسْقِيَانِ الْمَاءَ , فَاخْتَلَفَا , وَتَنَازَعَا , وَتَنَادَيَا بِالْقَبَائِلِ , فَنَادَى سِنَانٌ بِالأَنْصَارِ , وَنَادَى جَهْجَاهُ : يَا آلَ قُرَيْشٍ ، فَتَكَلَّمَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيٍّ بْنِ سَلُولَ , وَقَالَ : {لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ} فِي كَلاَمٍ لَهُ كَثِيرٍ , فَنَمَا زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم , فَأَنْكَرَ ذَلِكَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيٍّ , فَنَزَلَ الْقُرْآنُ بِتَصْدِيقِ زَيْدٍ , وَتَكْذِيبِ ابْنِ أُبَيٍّ.(5/267)
919- خَالِدُ بْنُ عَدِيٍّ الْجُهَنِيُّ
أَسْلَمَ خَالِدٌ , وَصَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وَرَوَى عَنْهُ.
6331- قَالَ : أَخْبَرَنا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ قَالَ : حَدَّثَنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ ، وَحَيْوَةُ ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ بِشْرِ بْنِ سَعِيدٍ أَخْبَرَهُ , عَنْ خَالِدِ بْنِ عَدِيٍّ الْجُهَنِيِّ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم قَالَ : مَنْ جَاءَهُ مِنْ أَخِيهِ مَعْرُوفٌ مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ وَلاَ إِشْرَافِ نَفْسٍ فَلْيَقْبَلْهُ وَلاَ يَرُدَّهُ ، فَإِنَّمَا هُوَ رِزْقٌ سَاقَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ.(5/267)
920- أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُهَنِيُّ
أَسْلَمَ , وَصَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم , وَرَوَى عَنْهُ.(5/267)
6332- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ قَالَ : حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ ، عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْيَزَنِيِّ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُهَنِيِّ قَالَ : بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم إِذْ طَلَعَ رَاكِبَانِ , فَلَمَّا رَآهُمَا قَالَ : كِنْدِيَّانِ مَذْحِجِيَّانِ ، حَتَّى أَتَيَاهُ فَإِذَا رَجُلاَنِ مِنْ مَذْحِجٍ , فَدَنَا أَحَدُهُمَا إِلَيْهِ لِيُبَايِعَهُ , فَلَمَّا أَخَذَ بِيَدِهِ قَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ أَرَأَيْتَ مَنْ رَآكَ فَآمَنَ بِكَ وَصَدَّقَكَ وَاتَّبَعَكَ مَاذَا لَهُ ؟ قَالَ : طُوبَى لَهُ ، فَمَسَحَ عَلَى يَدِهِ , فَانْصَرَفَ.
قَالَ : ثُمَّ أَقْبَلَ الآخَرُ حَتَّى أَخَذَ بِيَدِهِ لِيُبَايِعَهُ قَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ أَرَأَيْتَ مَنْ آمَنَ بِكَ وَصَدَّقَكَ وَاتَّبَعَكَ وَلَمْ يَرَكَ مَاذَا لَهُ ؟ قَالَ : طُوبَى لَهُ ، ثُمَّ طُوبَى لَهُ . قَالَ : ثُمَّ مَسَحَ عَلَى يَدِهِ فَانْصَرَفَ.(5/268)
6333- قَالَ : أَخْبَرَنا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ ، عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُهَنِيِّ قَالَ : قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : أَيُّ رَاكِبٍ غَدَا إِلَى يَهُوَدَ فَلاَ تَبْدَءُوهُمْ بِالسَّلاَمِ ، وَإِذَا سَلَّمُوا عَلَيْكُمْ فَقُولُوا وَعَلَيْكُمْ.(5/268)
921- عَبْدُ اللهِ بْنُ خُبَيْبٍ الْجُهَنِيُّ
أَسْلَمَ , وَصَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم , وَرَوَى عَنْهُ.
6334- قَالَ : أَخْبَرَنا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدِ أَبُو عَاصِمٍ الشَّيْبَانِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ الْمَدَنِيُّ ، عَنْ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ قَالَ أَبُو عَاصِمٍ : عَنْ أُسَيْدِ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ , وَقَالَ ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ : عَنْ أَبِي أُسَيْدٍ الْبَرَّادِ ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ خُبَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَالَ : خَرَجْنَا فِي لَيْلَةِ مَطَرٍ وَظُلْمَةٍ نَطْلُبُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم لِيُصَلِّيَ لَنَا قَالَ : فَأَدْرَكْتُهُ فَقَالَ : قُلْ ، فَلَمْ أَقُلْ شَيْئًا ، ثُمَّ قَالَ : قُلْ ، فَلَمْ أَقُلْ شَيْئًا ، ثُمَّ قَالَ : قُلْ ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ مَا أَقُولُ ؟ قَالَ : {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ، وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ حِينَ تُمْسِي وَحِينَ تُصْبِحُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ كَفَيْنَكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ.(5/268)
922- الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْجُهَنِيُّ
6335- قَالَ : أَخْبَرَنا حَمَّادُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ قَالَ : حَدَّثَنا زَيْدُ بْنُ رُفَيْعٍ ، عَنْ مَعْبَدٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ : بَعَثَنِي الضَّحَّاكُ بْنُ قَيْسٍ إِلَى الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْجُهَنِيِّ بِعِشْرِينَ أَلْفِ دِرْهَمٍ فَقَالَ : قُلْ لَهُ : إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَمَرَنَا أَنْ نُنْفِقَ عَلَيْكَ , فَاسْتَعَنْ بِهَذِهِ . فَانْطَلَقْتُ إِلَيْهِ , فَقُلْتُ لَهُ : أَصْلَحَكَ اللَّهُ إِنَّ الأَمِيرَ بَعَثَنِي إِلَيْكَ بِهَذِهِ الدَّرَاهِمَ - وَأَخْبَرَهُ أَمْرَهَا - فَقَالَ : مَنْ أَنْتَ ؟ قُلْتُ : أَنَا مَعْبَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُوَيْمِرٍ ، فَقَالَ : نَعَمْ ، وَأَمَرَنِي أَنْ أَسْأَلَكَ عَنِ الْكَلِمَاتِ الَّتِي قَالَ لَكَ الْحَبْرُ بِالْيَمَنِ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا ؟ قَالَ : نَعَمْ ، بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم إِلَى الْيَمَنِ , وَلَوْ أُومِنُ أَنَّهُ يَمُوتُ لَمْ أُفَارِقْهُ , فَانْطَلَقْتُ , فَأَتَانِي الْحَبْرُ , فَقَالَ : إِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ , فَقُلْتُ لَهُ : مَتَى ؟ فَقَالَ : الْيَوْمَ ، فَلَوْ أَنَّ عِنْدِيَ سِلاَحًا لَقَاتَلْتُهُ ، فَلَمْ أَمْكُثْ إِلاَّ يَسِيرًا حَتَّى أَتَى كِتَابٌ مِنْ أَبِي بَكْرٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم قَدْ مَاتَ وَبَايَعَ النَّاسُ لِي خَلِيفَةً مِنْ بَعْدَهُ فَبَايِعْ مَنْ قَبَلَكَ ، فَقُلْتُ : إِنَّ رَجُلاَّ أَخْبَرَنِي بِهَذَا مِنْ يَوْمِهِ لَخَلِيقٌ أَنْ يَكُونَ عِنْدَهُ عِلْمٌ ، فَأَرْسَلَتُ إِلَيْهِ , فَقُلْتُ : إِنْ مَا قُلْتَ كَانَ حَقًّا ، قَالَ : مَا كُنْتُ لأَكْذِبَ ، فَقُلْتُ لَهُ : مِنْ أَيْنَ تَعْلَمُ ذَلِكَ ؟ فَقَالَ : إِنَّهُ نَبِيُّ نَجِدُهُ فِي الْكُتُبِ أَنَّهُ يَمُوتُ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا ، قُلْتُ : وَكَيْفَ نَكُونُ بَعْدَهُ ؟ قَالَ : تَسْتَدِيرُ رَحَاكُمْ إِلَى خَمْسٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةٍ مَا زَادَ يَوْمًا.(5/269)
923- عَوْسَجَةُ بْنُ حَرْمَلَةَ بْنِ جَذِيمَةَ ابْنِ سَبْرَةَ بْنِ خُدَيْجِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْمُحَرِّثِ بْنِ مَازِنَ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ نَصْرِ بْنِ غَطَفانَ بْنِ قَيْسِ بْنِ جُهَيْنَةَ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ : هَكَذَا نَسَبَهُ لِي هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ . وَذَكَرَ هِشَامٌ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم عَقَدَ لِعَوْسَجَةَ بْنِ حَرْمَلَةَ عَلَى أَلْفٍ مِنَ النَّاسِ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ ، وَأَقْطَعَهُ ذَا مَرَّ . قَالَ : وَلَمْ أَسْمَعْ ذَلِكَ مِنْ غَيْرِهِ.(5/269)
924- بَنَّةُ الْجُهَنِيُّ
6336- قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ : أُخْبِرْتُ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ ابْنِ لَهِيعَةَ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ بَنَّةَ الْجُهَنِيِّ قَالَ : قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : لاَ يُتَعَاطَى السَّيْفُ مَسْلُولاً.(5/270)
925- ابْنُ حَدِيدَةَ الْجُهَنِيُّ
وَكَانَ لَهُ صُحْبَةٌ ، وَهُوَ الَّذِي أَدْرَكَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ , فَقَالَ : أَيْنَ تُرِيدُ ؟ قَالَ : أَرَدْتُ صَلاَةَ الْعَصْرِ ، فَقَالَ : أَسْرِعْ فَإِنَّكَ قَدْ طَفِقْتَ.(5/270)
926- رِفَاعَةُ بْنُ عَرَادَةَ الْجُهَنِيُّ
قَالَ بَعْضُهُمُ : ابْنُ عَرَابَةَ ، وَابْنُ عُرَابَةَ ، أَسْلَمَ وَصَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.
- وَمِنْ بَلِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَافِّ بْنِ قُضَاعَةَ(5/271)
927- رُوَيْفِعُ بْنُ ثَابِتٍ الْبَلَوِيُّ
وَكَانَ يَنْزِلُ الْجَنَابَ ، أَسْلَمَ , وَصَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم , وَرَوَى عَنْهُ.(5/271)
928- أَبُو الشُّمُوسِ الْبَلَوِيُّ
وَكَانَ يَنْزِلُ جَنَفَا ، أَسْلَمَ , وَصَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.(5/271)
929- طَلْحَةُ بْنُ الْبَرَاءِ بْنِ عُمَيْرِ ابْنِ وَبَرَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ سُرِّيِّ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ أُنَيْفِ بْنِ جُشَمِ بْنِ تَمِيمِ بْنِ عَوَّذِ مَنَاةَ بْنِ نَاجِ بْنِ تَيْمِ بْنِ أَرَاشَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبَيْلَةَ بْنِ قِسْمِيلِ بْنِ فَرَانَ بْنِ بَلِيٍّ . وَلَهُ حَلَفٌ فِي بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ مِنَ الأَنْصَارِ ، وَهُوَ الَّذِي قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : اللَّهُمَّ أَلْقِ طَلْحَةَ وَأَنْتَ تَضْحَكُ إِلَيْهِ ، وَهُوَ يَضْحَكُ إِلَيْكَ.
قَالَ : أَخْبَرَنِي بِنَسَبِ طَلْحَةَ وَقَصَّتِهِ هَذِهِ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيِّ ، عن أبيه.(5/271)
930- أَبُو أُمَامَةَ بْنُ ثَعْلَبَةَ البَلْوِيِّ ابْنِ عَمِّ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ نِيَارٍ ، خَالُ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ.
6337- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُنِيبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أُمَامَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ؛ أَنَّ أَبَا أُمَامَةَ بْنَ ثَعْلَبَةَ , وَلَهُ صُحْبَةٌ ، وَهُوَ ابْنُ عَمِّ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ نِيَارٍ . رُئِيَ يَغْسِلُ يَدَيْهِ مِنْ غُمْرٍ بِطِينٍ , فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ , فَقَالَ : أمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم أَنْ نَتَوَضَّأَ مِنَ الْغَمَرِ لاَ يُؤْذِي بِهِ بَعْضُنَا بَعْضًا.(5/272)
931- عَبْدُ اللهِ بْنُ صَيْفِيِّ بْنِ وَبَرَةَ ابْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ سُرِّيِّ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ أُنَيْفٍ . ، وَهُوَ فِي بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ . وَشَهِدَ الْحُدَيْبِيَةَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم , وَبَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ . قَالَ : أَخْبَرَنِي بِذَلِكُ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ.(5/272)
- وَمِنْ بَنِي عُذْرَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ لَيْثِ بْنِ سُودِ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ الْحَافِّ بْنِ قُضَاعَةَ
932- خَالِدُ بْنُ عُرْفُطَةَ ابْنِ أَبْرَهَةَ بْنِ سِنَانِ بْنِ صُفَيِّ بْنِ الْهَيْلَةِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ غَيْلاَنَ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ حَزَّازِ بْنِ كَاهِلِ بْنِ عُذْرَةَ ، وَهُوَ حَلِيفٌ لِبَنِي زُهْرَةَ بْنِ كِلاَبٍ ، صَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وَرَوَى عَنْهُ ، وَكَانَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ وَلاَّهُ الْقِتَالَ يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ ، وَهُوَ الَّذِي قَتَلَ الْخَوَارِجَ يَوْمَ النُّخَيْلَةِ ، وَنَزَلَ الْكُوفَةَ وَابْتَنَى بِهَا دَارًا ، وَلَهُ بَقِيَّةٌ وَعَقِبٌ الْيَوْمَ.(5/273)
933- جَمْرَةُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ هَوْذَةَ ابْنِ مَالِكِ بْنِ سِنَانِ بْنِ الْبَيَّاعِ بْنِ دُلَيْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ حَزَّازِ بْنِ كَاهِلِ بْنِ عُذْرَةَ . ، وَكَانَ سَيِّدَ عُذْرَةَ ، وَهُوَ أَوَّلُ أَهْلِ الْحِجَازِ , قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم بِصَدَقَةِ بَنِي عُذْرَةَ ، فَأَقْطَعَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم رَمْيَةَ سَوْطِهِ ، وَحُضْرَ فَرَسِهِ مِنْ وَادِي الْقُرَى , فَلَمْ يَزَلْ بِوَادِي الْقُرَى , وَاتْخَذَهَا مَنْزِلاَّ حَتَّى مَاتَ.(5/273)
934- أَبُو خِزَامَةَ الْعُذْرِيُّ
كَانَ يَسْكُنُ الْجَنَابِ , وَهِيَ أَرْضُ عُذْرَةَ وَبَلِيًّ . أَسْلَمَ , وَصَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم , وَرَوَى عَنْهُ.(5/273)
- وَمِنَ الأَشْعَرِيِّينَ ، وَهُمْ بَنُو الأَشْعَرِ , وَاسْمُهُ نَبَتُ بْنُ أُدَد بْنِ زَيْدِ بْنِ يَشْجُبَ بْنِ عُرَيْبِ بْنِ زَيْدِ بْنِ كَهْلاَنَ بْنِ سَبَأَ بْنِ يَشْجُبَ بْنِ يَعْرُبَ بْنِ قَحْطَانَ
935- أَبُو بُرْدَةَ بْنُ قَيْسِ ابْنِ سُلَيْمِ بْنِ حَضَارِ بْنِ حَرْبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَنْزِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عُذْرِ بْنِ وَائِلِ بْنِ نَاجِيَةَ بْنِ الْجُمَاهِرِ بْنِ الأَشْعَرِ ، وَهُوَ أَخُو أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ ، أَسْلَمَ , وَهَاجَرَ مِنْ بِلاَدِ قَوْمِهِ , فَوَافَقَ قُدُومُهُ الْمَدِينَةَ مَعَ مَنْ هَاجَرَ مِنَ الأَشْعَرِيِّينَ ، وَيُقَالَ : كَانُوا خَمْسِينَ رَجُلاَّ قَدُومَ أَهْلِ السَّفِينَتَيْنِ مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ ، وَرَوَى أَبُو بُرْدَةَ بْنُ قَيْسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.(5/274)
936- أَبُو عَامِرٍ الأَشْعَرِيُّ
وَكَانَ مِمَّنْ قَدِمَ مِنَ الأَشْعَرِيِّينَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم , وَشَهِدَ مَعَهُ فَتْحَ مَكَّةَ وَحُنَيْنٍ ، وَبَعْثَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم يَوْمَ حُنَيْنٍ فِي آثَارِ مَنْ تَوَجَّهَ إِلَى أَوْطَاسٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِنْ هَوَازِنَ ، وَعَقَدَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم لِوَاءً ، فَانْتَهَى إِلَى عَسْكَرِهِمْ , فَبَرَزَ مِنْهُمْ رَجُلٌ , فَقَالَ : مَنْ يُبَارِزُ ؟ فَبَرَزَ لَهُ أَبُو عَامِرٍ , فَقَتَلَهُ أَبُو عَامِرٍ حَتَّى قَتَلَ مِنْهُمْ تِسْعَةً مُبَارَزَةً ، فَلَمَّا كَانَ الْعَاشِرُ بَرَزَ لَهُ أَبُو عَامِرٍ , فَضَرَبَ أَبَا عَامِرٍ , فَأَثْبَتَهُ , فَاحْتُمِلَ وَبِهِ رَمَقٌ , وَاسْتُخْلِفَ أَبَا مُوسَى الأَشْعَرِيَّ عَلَى مَكَانِهِ ، وَأَخْبَرَ أَبُو عَامِرٍ أَبَا مُوسَى ؛ أَنَّ قَاتِلَهُ صَاحِبُ الْعِمَامَةِ الصَّفْرَاءِ , وَأَوْصَى أَبُو عَامِرٍ إِلَى أَبِي مُوسَى , وَدَفَعَ إِلَيْهِ الرَّايَةَ , وَقَالَ : ادْفَعْ قَوْسِي وَسِلاَحِي لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم . وَمَاتَ أَبُو عَامِرٍ , فَقَاتَلَهُمْ أَبُو مُوسَى حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ , وَقَتَلَ قَاتِلَ أَبِي عَامِرٍ , وَجَاءَ بِفَرَسِهِ وَسِلاَحِهِ وَتَرِكَتِهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم , فَدَفَعَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم إِلَى ابْنِهِ , ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لأَبِي عَامِرٍ , وَاجْعَلْهُ مِنْ أَعْلَى أُمَّتِي فِي الْجَنَّةِ.(5/274)
937- وَابْنُهُ عَامِرُ بْنُ أَبِي عَامِرٍ
وَقَدْ صَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم , وَغَزَا مَعَهُ , وَرَوَى عَنْهُ.(5/275)
938- أَبُو مَالِكٍ الأَشْعَرِيُّ
أَسْلَمَ , وَصَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم , وَغَزَا مَعَهُ , وَرَوَى عَنْهُ.
6338- قَالَ : أَخْبَرَنا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ : حَدَّثَنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الأَزْدِيُّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُعَيْمٍ الأَزْدِيِّ ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَرْزَبٍ ، عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم عَقَدَ لأَبِي مَالِكٍ الأَشْعَرِيِّ عَلَى خَيْلِ الطَّلَبِ ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَطْلُبَ هَوَازِنَ حِينَ انْهَزَمَتْ.(5/275)
6339- قَالَ : أَخْبَرَنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ أَبَانَ بْنِ يَزِيدَ الْعَطَّارِ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ زَيْدٍ ، عَنْ أَبِي سَلاَّمٍ ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْعَرِيِّ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم قَالَ : الطُّهُوَرُ شَطْرُ الإِيمَانِ.(5/275)
6340- قَالَ : أَخْبَرَنا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنا أَبَانُ قَالَ : حَدَّثَنا قَتَادَةُ ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْعَرِيِّ أَنَّهُ جَمَعَ أَصْحَابَهُ , فَقَالَ : هَلُمَّ أُصَلِّي بِكُمْ صَلاَةَ أُمِّ بِنَا . قَالَ : وَكَانَ رَجُلاَّ مِنَ الأَشْعَرِيِّينَ قَالَ : فَدَعَا بِجَفْنَةٍ مِنْ مَاءٍ , فَغَسَلَ يَدَيْهِ ثَلاَثًا تَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ , وَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاَثًا وَذِرَاعَيْهِ ثَلاَثًا ، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ وَأُذُنَيْهِ , وَغَسَلَ قَدَمَيْهِ ، قَالَ : فَصَلَّى الظُّهْرَ , فَقَرَأَ فِيهَا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ تَكْبِيرَةً.(5/275)
939- الْحَارِثُ الأَشْعَرِيُّ.
أَسْلَمَ , وَصَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم , وَرَوَى عَنْهُ.
6341- قَالَ : أَخْبَرَنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ أَبَانَ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ زَيْدٍ ، عَنْ أَبِي سَلاَّمٍ ، عَنِ الْحَارِثِ الأَشْعَرِيِّ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم قَالَ : إِنَّ اللَّهَ أَمَرَ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّاءَ بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ أَنْ يَعْمَلَ بِهِنَّ وَأَنْ يَأْمُرَ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَعْمَلُوا بِهِنَّ.(5/276)
- وَمِنَ الْحَضَارِمَةِ ، وَهُمْ مِنَ الْيَمَنِ
940- الْعَلاَءُ بْنُ الْحَضْرَمِيِّ
وَاسْمُ الْحَضْرَمِيِّ عَبْدُ اللهِ بْنُ ضِمَادِ بْنِ سَلْمَى بْنِ أَكْبَرَ , مِنْ حَضْرَمَوْتَ مِنَ الْيَمَنِ ، وَكَانَ حَلِيفًا لِبَنِي أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ . وَأَخُوهُ مَيْمُونُ بْنُ الْحَضْرَمِيِّ صَاحِبُ الْبِئْرِ الَّتِي بِأَعْلَى مَكَّةَ بِالأَبْطَحِ يُقَالُ لَهَا : بِئْرُ مَيْمُونٍ مَشْهُوَرَةٍ عَلَى طَرِيقِ أَهْلِ الْعِرَاقِ . ، وَكَانَ حَفْرَهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ . وَأَسْلَمَ الْعَلاَءُ بْنُ الْحَضْرَمِيِّ قَدِيمًا.(5/276)
6342- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنِ الْعَلاَءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم بَعَثَهُ مُنْصَرَفَهُ مِنَ الْجِعْرَانَةِ إِلَى الْمُنْذِرِ بْنِ سَاوَى الْعَبْدِيِّ بِالْبَحْرَيْنِ . وَكَتَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم إِلَى الْمُنْذِرِ بْنِ سَاوَى مَعَهُ كِتَابًا يَدْعُوهُ فِيهِ إِلَى الإِسْلاَمِ , وَخَلَّى بَيْنَ الْعَلاَءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ وَبَيْنَ الصَّدَقَةِ يَجْتَبِيهَا . وَكَتَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم لِلْعَلاَءِ كِتَابًا فِيهِ فَرَائِضُ الصَّدَقَةِ فِي الإِبِلِ وَالْبَقَرِ وَالْغَنَمِ وَالثِّمَارِ وَالأَمْوَالِ يُصَدِّقْهُمْ عَلَى ذَلِكَ , وَأَمَرَهُ أَنْ يَأْخُذَ الصَّدَقَةَ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ , فَيَرُدَّهَا عَلَى فُقَرَائِهِمْ , وَبَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم مَعَهُ نَفَرًا فِيهِمْ أَبُو هُرَيْرَةَ ، وَقَالَ لَهُ : اسْتَوْصِ بِهِ خَيْرًا.(5/276)
6343- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ ، عَنْ سَالِمٍ مَوْلَى بَنِي نَصْرٍ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ : بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم مَعَ الْعَلاَءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ , وَأَوْصَاهُ بِي خَيْرًا . فَلَمَّا فَصَلْنَا قَالَ لِي : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم قَدْ أَوْصَانِي بِكَ خَيْرًا فَانْظُرْ مَاذَا تُحِبُّ ؟ قَالَ : قُلْتُ : تَجْعَلُنِي أُؤَذِّنُ لَكَ ، وَلاَ تَسْبِقْنِي بِآمِينَ , فَأَعْطَاهُ ذَلِكَ.(5/277)
6344- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ , عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ حَلِيفِ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم بَعَثَ الْعَلاَءَ بْنَ الْحَضْرَمِيِّ إِلَى الْبَحْرَيْنِ , ثُمَّ عَزَلَهُ عَنِ الْبَحْرَيْنِ ، وَبَعَثَ أَبَانَ بْنَ سَعْدٍ عَامِلاَّ عَلَيْهَا.
قَالَ مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم قَدْ كَتَبَ إِلَى الْعَلاَءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ أَنْ يَقْدَمَ عَلَيْهِ بِعِشْرِينَ رَجُلاَّ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ ، فَقَدِمَ عَلَيْهِ مِنْهُمْ بِعِشْرِينَ رَجُلاَّ , رَأْسُهُمْ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَوْفٍ الأَشَجُّ ، وَاسْتَخْلَفَ الْعَلاَءُ عَلَى الْبَحْرَيْنِ الْمُنْذِرَ بْنَ سَاوَى , فَشَكَا الْوَفْدُ الْعَلاَءَ بْنَ الْحَضْرَمِيِّ , فَعَزَلَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم , وَوَلَّى أَبَانَ بْنَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ وَقَالَ لَهُ : اسْتَوْصِ بِعَبْدِ الْقَيْسِ خَيْرًا ، وَأَكْرِمْ سَرَاتَهُمْ.(5/277)
6345- قَالَ : أَخْبَرَنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَخْبَرَنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم رَأَى عَلَى الْعَلاَءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ قَمِيصًا سُنْبُلاَنِيًّا طَوِيلَ الْكُمَّيْنِ , فَقَطَعَهُ مِنْ عِنْدِ أَطْرَافِ أَصَابِعِهِ.(5/277)
6346- قَالَ : أَخْبَرَنا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ : سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ سَأَلَ السَّائِبَ بْنَ يَزِيدٍ : مَا سَمِعْتَ فِي سُكْنَى مَكَّةَ ؟ فَقَالَ : قَالَ الْعَلاَءُ بْنُ الْحَضْرَمِيِّ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم قَالَ : ثَلاَثٌ لِلْمُهَاجِرِ بَعْدَ الصَّدْرِ.(5/278)
6347- قَالَ : أَخْبَرَنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدٍ أَنَّهُ , سَمِعَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَسْأَلُ السَّائِبَ بْنَ يَزِيدَ , فَقَالَ السَّائِبُ : سَمِعْتُ الْعَلاَءَ بْنَ الْحَضْرَمِيِّ يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : ثَلاَثُ لَيَالٍ يَمْكُثُهُنَّ الْمُهَاجِرُ بِمَكَّةَ بَعْدَ الصَّدْرِ.
قَالَ : ثُمَّ رَجَعَ الْحَدِيثَ إِلَى الأَوَّلِ , قَالَ : فَلَمْ يَزَلْ أَبَانُ بْنُ سَعِيدٍ عَامِلاَّ عَلَى الْبَحْرَيْنِ حَتَّى قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وَارْتَدَّ رَبِيعَةُ بِالْبَحْرَيْنِ فَأَقْبَلَ أَبَانُ بْنُ سَعِيدٍ إِلَى الْمَدِينَةِ وَتَرَكَ عَمَلَهُ ، فَأَرَادَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ أَنْ يَرُدَّهُ إِلَى الْبَحْرَيْنِ فَأَبَى وَقَالَ : لاَ أَعْمَلُ لأَحَدٍ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم , فَأَجْمَعَ أَبُو بَكْرٍ بِعْثَةَ الْعَلاَءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ فَدَعَاهُ , فَقَالَ : إِنِّي وَجَدْتُكَ مِنْ عُمَّالِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم الَّذِينَ وَلَّى , فَرَأَيْتُ أَنْ أُوَلِّيَكَ مَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وَلاَّكَ , فَعَلَيْكَ بِتَقْوَى اللهِ.(5/278)
فَخَرَجَ الْعَلاَءُ بْنُ الْحَضْرَمِيِّ مِنَ الْمَدِينَةِ فِي سِتَّةَ عَشَرَ رَاكِبًا مَعَهُ فُرَاتُ بْنُ حَيَّانَ الْعِجْلِيُّ دَلِيلاَّ ، وَكَتَبَ أَبُو بَكْرٍ كِتَابًا لِلْعَلاَءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ أَنْ يُنَفَّرَ مَعَهُ كُلُّ مَنْ مَرَّ بِهِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلَى عَدُوِّهِمْ . فَسَارَ الْعَلاَءُ فِيمَنْ تَبِعَهُ مِنْهُمْ حَتَّى نَزَلَ بِحِصْنِ جُوَاثَا , فَقَاتَلَهُمْ , فَلَمْ يُفْلِتْ مِنْهُمْ أَحَدٌ ، ثُمَّ أَتَى الْقَطِيفَ , وَبِهَا جَمْعٌ مِنَ الْعَجَمِ , فَقَاتَلَهُمْ , فَأَصَابَ مِنْهُمْ طَرَفًا , وَانْهَزَمُوا , فَانْضَمَّتِ الأَعَاجِمُ إِلَى الزَّارَةِ , فَأَتَاهُمُ الْعَلاَءُ , فَنَزَلَ الْخَطَّ عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ , فَقَاتَلَهُمْ وَحَاصَرَهُمْ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ , وَوَلِيَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ , وَطَلَبَ أَهْلُ الزَّارَةِ الصُّلْحَ , فَصَالَحَهُمُ الْعَلاَءُ ، ثُمَّ عَبَرَ الْعَلاَءُ إِلَى أَهْلِ دَارِينَ , فَقَاتَلهُمْ , فَقَتَلَ الْمُقَاتِلَةَ , وَحَوَى الذَّرَارِيَّ ، وَبَعَثَ الْعَلاَءُ عَرْفَجَةَ بْنَ هَرْثَمَةَ إِلَى أَسْيَافِ فَارِسٍ , فَقَطَعَ فِي السُّفُنِ , فَكَانَ أَوَّلَ مِنْ فَتْحَ جَزِيرَةً بِأَرْضِ فَارِسٍ ، وَاتَّخَذَ فِيهَا مَسْجِدًا ، وَأَغَارَ عَلَى بَارِنْجَانَ وَالأَسْيَافَ , وَذَلِكَ فِي سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ.(5/279)
6348- قَالَ : أَخْبَرَنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَيْفٍ ، عَنْ أَبِي إِسْمَاعِيلَ الْهَمَذَانِيِّ ، وَغَيْرِهِ ، عَنْ مُجَالِدٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، قَالَ : كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى الْعَلاَءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ ، وَهُوَ بِالْبَحْرَيْنِ أَنْ سِرْ إِلَى عُتْبَةَ بْنَ غَزْوَانَ فَقَدُ وَلَّيْتُكَ عَمَلَهُ ، وَاعْلَمْ أَنَّكَ تَقَدَمُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ الأَوَّلِينَ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَ اللهِ الْحُسْنَى لَمْ أَعْزِلْهُ إِلاَّ يَكُونُ عَفِيفًا صَلِيبًا شَدِيدَ الْبَأْسِ ، وَلَكِنِّي ظَنَنْتُ أَنَّكَ أَغْنَى عَنِ الْمُسْلِمِينَ فِي تِلْكَ النَّاحِيَةِ مِنْهُ ، فَاعْرِفْ لَهُ حَقَّهُ ، وَقَدْ وَلَّيْتُ قَبْلَكَ رَجُلاَّ , فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ , فَإِنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ تَلِيَ وُلِّيتَ , وَإِنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَلِيَ عُتْبَةُ , فَالْخَلْقُ وَالأَمْرُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . وَاعْلَمْ أَنَّ أَمْرَ اللهِ مَحْفُوظٌ بِحِفْظِهِ الَّذِي أَنْزَلَهُ فَانْظُرِ الَّذِي خُلِقْتَ لَهُ فَاكْدَحْ لَهُ , وَدَعْ مَا سِوَاهُ , فَإِنَّ الدُّنْيَا أَمَدٌ وَالآخِرَةَ أَبَدٌ ، فَلاَ يَشْغَلَنَّكَ شَيْءٌ مُدْبِرٌ خَيْرُهُ عَنْ شَيْءٍ باقٍ شَرُّهُ ، وَاهْرَبْ إِلَى اللهِ مِنْ سَخَطِهِ , فَإِنَّ اللَّهَ يَجْمَعُ لِمَنْ شَاءَ الْفَضِيلَةَ فِي حُكْمِهِ وَعِلْمِهِ . نَسْأَلُ اللَّهَ لَنَا وَلَكَ الْعَوْنَ عَلَى طَاعَتِهِ وَالنَّجَاةَ مِنْ عَذَابِهِ.(5/279)
قَالَ : فَخَرَجَ الْعَلاَءُ بْنُ الْحَضْرَمِيِّ مِنَ الْبَحْرَيْنِ فِي رَهْطٍ مِنْهُمْ أَبُو هُرَيْرَةَ وَأَبُو بَكْرَةَ ، وَكَانَ يُقَالُ لأَبِي بَكْرَةَ حِينَ قَدِمَ الْبَصْرَةَ : الْبَحْرَانِيُّ , وَوُلِدَ لَهُ بِالْبَحْرَيْنِ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ.
قَالَ : فَلَمَّا كَانُوا بِتيَاسٍ قَرِيبًا مِنَ الصَّعَابِ ، وَالصِّعَابُ مِنْ أَرْضِ بَنِي تَمِيمٍ , مَاتَ الْعَلاَءُ بْنُ الْحَضْرَمِيِّ فَرَجَعَ أَبُو هُرَيْرَةَ إِلَى الْبَحْرَيْنِ , وَقَدِمَ أَبُو بَكْرَةَ إِلَى الْبَصْرَةِ ، فَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَقُولُ : رَأَيْتُ مِنَ الْعَلاَءِ بْنِ الحَضْرَمِيِّ ثَلاَثَةَ أَشْيَاءَ لاَ أَزَالُ أُحِبُّهُ أَبَدًا ، رَأَيْتُهُ قَطَعَ الْبَحْرَ عَلَى فَرَسِهِ يَوْمَ دَارِينَ ، وَقَدِمَ مِنَ الْمَدِينَةِ يُرِيدُ الْبَحْرَيْنِ , فَلَمَّا كَانَ بِالدَّهْنَاءِ نَفِدَ مَاؤُهُمْ فَدَعَا اللَّهَ , فَنَبَعَ لَهُمْ مِنْ تَحْتِ رَمْلَةٍ , فَارْتَوَوْا , وَارْتَحَلُوا , وَأُنْسِيَ رَجُلٌ مِنْهُمْ بَعْضَ مَتَاعِهِ , فَرَجَعَ فَأَخَذَهُ وَلَمْ يَجِدِ الْمَاءَ ، وَخَرَجْتُ مَعَهُ مِنَ الْبَحْرَيْنِ إِلَى صَفِّ الْبَصْرَةِ , فَلَمَّا كُنَّا بِلَيَاسٍ مَاتَ , وَنَحْنُ عَلَى غَيْرِ مَاءٍ , فَأَبْدَى اللَّهُ لَنَا سَحَابَةً فَمُطِرْنَا , فَغَسَّلْنَاهُ , وَحَفَرْنَا لَهُ بِسُيُوفِنَا , وَلَمْ نُلْحِدْ لَهُ , وَدَفَنَّاهُ , وَمَضَيْنَا , فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : دَفَنَّاهُ وَلَمْ نُلْحِدْ لَهُ , فَرَجَعْنَا لِنُلْحِدَ لَهُ , فَلَمْ نَجِدْ مَوْضِعَ قَبْرِهِ . وَقَدِمَ أَبُو بَكْرَةَ الْبَصْرَةَ بِوَفَاةِ الْعَلاَءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ.(5/280)
941- شُرَيْحٌ الْحَضْرَمِيُّ
6349- قَالَ : أَخْبَرَنا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ , عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ أَنَّ شُرَيْحًا الْحَضْرَمِيَّ ذُكِرَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فَقَالَ : ذَاكَ رَجُلٌ لاَ يَتَوَسَّدُ الْقُرْآنَ.(5/280)
942- عَمْرُو بْنُ عَوْفٍ
قَالَ مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : هُوَ يَمَانٍ حَلِيفٌ لِبَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ . وَأَسْلَمَ قَدِيمًا , وَصَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم , وَرَوَى عَنْهُ.(5/281)
- ومن الطبقة الثالثة أيضا من الأنصار ، ممن شهد الخندق وما بعد ذلك من المشاهد من الأوس ، ثم من بني عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو ، وهو النبيت بن مالك بن الأوس
943- لَبِيدُ بْنُ عُقْبَةَ ابْنِ رَافِعِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الأَشْهَلِ.
وَأُمُّهُ أُمُّ الْبَنِينَ بِنْتُ حُذَيْفَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ سَالِمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ ضِرَارِ بْنِ ذِبْيَانَ ، مِنْ بَنِي سَلاَمَانَ بْنِ سَعْدٍ هُذَيْمٍ مِنْ قُضَاعَةَ ، وَفِي لَبِيدِ بْنِ عُقْبَةَ جَاءَتْ رُخْصَةُ الإِطْعَامِ لِمَنْ لاَ يَقْدِرُ عَلَى الصَّوْمِ , فَوَلَدَ لَبِيدُ بْنُ عُقْبَةَ مَحْمُودَ بْنَ لَبِيدٍ الْفَقِيهَ , وُلِدَ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وَمُنْظُورٌ وَمَيْمُونة ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ مَنْظُورٍ بِنْتُ مَحْمُودِ بْنِ مَسْلَمَةَ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ خَالِدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مجدعةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ مِنَ الأَوْسِ , وَعُثْمَانُ وَآمنة وَأَمَةُ الرَّحْمَنِ , وَأُمُّهُمْ أُمُّ وَلَدٍ . وَكَانَ لِلَبِيدِ بْنِ عُقْبَةَ عَقِبٌ , فَانْقَرَضُوا جَمِيعًا , فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ.(5/281)
944- حَاجِبُ بْنُ بُرَيْدَةَ ، مِنْ أَهْلِ رَاتِج
وَهُمْ بَنُو زَعُورَاءَ بْنِ جُشَمٍ إِخْوَةُ عَبْدِ الأَشْهَلِ بْنِ جُشَمٍ . قُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ شَهِيدًا سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ.
- وَمِنْ بَنِي حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ عَمْرٍو ، وَهُوَ النُّبِيتُ (بن الحارث بن عدي بن جُشَم بن مجدعة بن حارثة)(5/282)
945- الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبِ ابْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ جُشَمِ بْنِ مجدعةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ.
وَأُمُّهُ حَبِيبَةُ بِنْتُ أَبِي حَبِيبَةَ بْنِ الْحُبَابِ بْنِ أَنَسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ بْنِ الْخَزْرَجِ . وَيُقَالَ : بَلْ أُمُّهُ أُمُّ خَالِدِ بِنْتِ ثَابِتِ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ الأَبْجَرِ . وَهُوَ خُدْرَةُ , فَوَلَدَ الْبَرَاءُ يَزِيدَ وَعُبَيْدًا وَيُونُسَ وَعَازِبَ وَيَحْيَى . وَأُمَّ عَبْدِ اللهِ وَلَمْ تُسَمَّ لَنَا أُمُّهُمْ.(5/282)
6350- قَالَ : أَخْبَرَنا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ ، عَنْ إِسْرَائِيلَ ، وَأَبِيهِ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (ح) قَالَ : وَأَخْبَرَنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى ، عَنْ إِسْرَائِيلَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ؛ أَنَّ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ كَانَ يُكْنَى أَبَا عُمَارَةَ.
قَالُوا : وَكَانَ عَازِبٌ قَدْ أَسْلَمَ أَيْضًا ، وَكَانَتْ أُمُّهُ مِنْ بَنِي سُلَيْمِ بْنِ مَنْصُورٍ ، وَكَانَ لَهُ مِنَ الْوَلَدِ الْبَرَاءُ وَعُبَيْدٌ وَأُمُّ عَبْدِ اللهِ مُبَايِعَةٌ , وَأُمُّهُمْ جَمِيعًا حَبِيبَةُ بِنْتُ أَبِي حَبِيبَةَ بْنِ الْحُبَابِ.
وَيُقَالَ : بَلْ أُمُّهُمْ أُمُّ خَالِدٍ بِنْتِ ثَابِتٍ ، وَلَمْ نَسْمَعْ لِعَازِبٍ بِذِكْرٍ فِي شَيْءٍ مِنَ الْمَغَازِي . وَقَدْ سَمِعْنَا بِحَدِيثِهِ فِي الرَّحْلِ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْهُ أَبُو بَكْرٍ.(5/282)
6351- قَالَ : أَخْبَرَنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى ، قَالَ : أَخْبَرَنا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ : اشْتَرَى أَبُو بَكْرٍ مِنْ عَازِبٍ رَحْلاَّ بِثَلاَثَةَ عَشَرَ دِرْهَمًا , فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ لِعَازِبٍ : مُرِ الْبَرَاءَ فَلْيَحْمِلْهُ إِلَى رَحْلِي , فَقَالَ لَهُ عَازِبٌ : لاَ ، حَتَّى تَحَدَّثَنا كَيْفَ صَنَعْتَ أَنْتَ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم حِينَ خَرَجْتُمَا وَالْمُشْرِكُونَ يَطْلُبُونَكُمْ ، قَالَ : أَدْلَجْنَا مِنْ مَكَّةَ فَأَحْيَيْنَا لَيْلَتَنَا وَيَوْمَنَا حَتَّى أَظْهَرْنَا , وَقَامَ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ , فَرَمَيْتُ بِبَصَرِي هَلْ أَرَى مِنْ ظِلٍّ نَأْوِي إِلَيْهِ ؟ فَإِذَا أَنَا بِصَخْرَةٍ , فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهَا , فَإِذَا بَقِيَّةُ ظِلٍّ لَهَا , فَنَظَرْتُ إِلَى بَقِيَّةٍ ظِلِّهَا , فَسَوَّيْتُهُ ، ثُمَّ فَرَشْتُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فِيهِ فَرْوَةً ، ثُمَّ قُلْتُ : اضْطَجِعْ يَا رَسُولَ اللهِ , فَاضْطَجَعَ ، ثُمَّ ذَهَبْتُ أَنْفُضُ مَا حَوْلِي هَلْ أَرَى مِنَ الطَّلَبِ أَحَدًا ؟ فَإِذَا أَنَا بِرَاعٍ يَسُوقُ غَنَمَهُ إِلَى الصَّخْرَةِ يُرِيدُ مِنْهَا مِثْلَ الَّذِي نُرِيدُ - يَعْنِي الظِّلَّ - فَسَأَلْتُهُ لِمَنْ أَنْتَ يَا غُلاَمُ ؟ قَالَ : لِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ , فَسَمَّاهُ لِي , فَعَرَفْتُهُ ، فَقُلْتُ : وَهَلْ فِي غَنَمِكَ مِنْ لَبَنٍ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قُلْتُ : هَلْ أَنْتَ حَالِبٌ لِي ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَأَمَرْتُهُ , فَاعْتَقَلَ شَاةً مِنْ غَنَمِهِ ثَمَّ ، فَأَمَرْتُهُ أَنْ يَنْفُضَ كَفَّيْهِ , فَقَالَ : هَكَذَا , فَضَرَبَ إِحْدَى يَدَيْهِ بِالأُخْرَى , فَحَلَبَ لِي كُثْبَةً مِنْ لَبَنٍ , وَقَدْ رَوَيْتُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم مَعِي إِدَاوَةٌ عَلَى فَمِهَا خِرْقَةٌ , فَصَبَبْتُ عَلَى اللَّبَنِ حَتَّى بَرَدَ أَسْفَلُهُ ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فَوَافَقْتُهُ قَدِ اسْتَيْقَظَ فَقُلْتُ : اشْرَبْ يَا رَسُولَ اللهِ فَشَرِبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم حَتَّى رَضِيتُ.
ثُمَّ قُلْتُ : قَدْ أَنَى الرَّحِيلُ يَا رَسُولَ اللهِ ، فَارْتَحَلْنَا , وَالْقَوْمُ يَطْلُبُونَنَا , فَلَمْ يُدْرِكْنَا أَحَدٌ مِنْهُمْ غَيْرُ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ عَلَى فَرَسٍ لَهُ ، فَقُلْتُ : هَذَا الطَّلَبُ قَدْ لَحِقَنَا يَا رَسُولَ اللهِ ، فَقَالَ : لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ،(5/283)
فَلَمَّا دَنَا فَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَنَا قَيْدَ رُمْحَيْنِ ، أَوْ ثَلاَثَةٍ ، قُلْتُ : هَذَا الطَّلَبُ قَدْ لَحِقَنَا يَا رَسُولَ اللهِ وَبَكَيْتُ ، فَقَالَ : مَا يُبْكِيكَ ؟ قُلْتُ : أَمَا وَاللَّهِ مَا عَلَى نَفْسِي أَبْكِي ، وَلَكِنِّي أَبْكِي عَلَيْكَ قَالَ : فَدَعَا عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم , فَقَالَ : اللَّهُمَّ اكْفِنَاهُ بِمَا شِئْتَ ، قَالَ : فَسَاخَتْ بِهِ فَرَسُهُ فِي الأَرْضِ إِلَى بَطْنِهَا ، فَوَثَبَ عَنْهَا , ثُمَّ قَالَ : يَا مُحَمَّدُ قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ هَذَا عَمَلُكَ , فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يُنَجِّيَنِي مِمَّا أَنَا فِيهُ , فَوَاللَّهِ لأُعَمِّيَنَّ عَلَى مَنْ وَرَائِي مِنَ الطَّلَبِ ، وَهَذِهِ كِنَانَتِي فَخُذْ سَهْمًا مِنْهَا , فَإِنَّكَ سَتَمُرُّ عَلَى إِبِلِي وَغَنَمِي بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا , فَخُذْ مِنْهَا حَاجَتَكَ . فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : لاَ حَاجَةَ لَنَا فِي إِبِلِكَ ، وَدَعَا لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم , فَانْطَلَقَ رَاجِعًا إِلَى أَصْحَابِهِ.
وَمَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وَأَنَا مَعَهُ حَتَّى قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ لَيْلاَّ , فَتَنَازَعَهُ الْقَوْمُ أَيُّهُمْ يَنْزِلُ عَلَيْهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : إِنِّي أَنْزِلُ اللَّيْلَةَ عَلَى بَنِي النَّجَّارِ أَخْوَالِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أُكْرِمُهُمْ بِذَلِكَ . وَخَرَجَ النَّاسُ حِينَ دَخَلْنَا الْمَدِينَةَ فِي الطَّرِيقِ وَعَلَى الْبُيُوتِ ، وَالْغِلْمَانِ وَالْخَدَمِ يقولون : جَاءَ مُحَمَّدٌ ، جَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ، الله أكبر ، جَاءَ مُحَمَّدٌ ، جَاءَ رَسُولُ اللهِ.
فَلَمَّا أَصْبَحَ انْطَلَقَ , فَنَزَلَ حَيْثُ أُمِرَ قَالَ : وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم (قد صلى نحو بيت المقدس ستة عشر أو سبعة عشر شهرا وكان رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم) يُحِبُّ أَنْ يُوَجَّهَ نَحْوَ الْكَعْبَةِ , فَأَنْزَلَ اللَّهُ : {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ}،(5/284)
فَوُجَّهَ نَحْوَ الْكَعْبَةِ ، قَالَ : وَقَالَ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ : مَا وَلاَّهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا , فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى : {قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}.
قَالَ : وَصَلَّى مَعَ النَّبِيِّ رَجُلٌ , ثُمَّ خَرَجَ بَعْدَ مَا صَلَّى , فَمَرَّ عَلَى قَوْمٍ مِنَ الأَنْصَارِ وَهُمْ رُكُوعٌ فِي صَلاَةِ الْعَصْرِ نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ , فَقَالَ : هُوَ يَشْهَدُ أَنَّهُ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم , وَأَنَّهُ وُجِّهَ نَحْوَ الْكَعْبَةِ , فَتَحَرَّفَ الْقَوْمُ حَتَّى وجهوا نَحْوَ الْكَعْبَةِ.
قَالَ الْبَرَاءُ : وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ قَدِمَ عَلَيْنَا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ أَخُو بَنِي عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ , فَقُلْنَا لَهُ : مَا فَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ؟ فَقَالَ : هُوَ مَكَانَهُ ، وَأَصْحَابُهُ عَلَى أَثَرِي ، ثُمَّ أَتَى بَعْدَهُ عَمْرُو ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ أَخُو بَنِي فِهْرٍ الأَعْمَى , فَقُلْنَا لَهُ : مَا فَعَلَ مِنْ وَرَائِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وَأَصْحَابُهُ ؟ قَالَ : هُمْ أَوْلاَءِ عَلَى أَثَرِي ، قَالَ : ثُمَّ أَتَانَا بَعْدَهُ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ وَبِلاَلٌ , ثُمَّ أَتَانَا بَعْدَهُمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي عِشْرِينَ رَاكِبًا ، ثُمَّ أَتَانَا بَعْدَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ، وَأَبُو بَكْرٍ مَعَهُ.
قَالَ الْبَرَاءُ : فَلَمْ يَقْدَمْ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم حَتَّى قَرَأْتُ سُوَرًا مِنَ الْمُفَصَّلِ , ثُمَّ خَرَجْنَا نَتَلَقَّى الْعِيرَ , فَوَجَدْنَاهُمْ قَدْ حَذِرُوا.(5/285)
6352- قَالَ : أَخْبَرَنا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنا الأَعْمَشُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنِ الْبَرَاءِ ، قَالَ : اسْتُصْغِرْتُ أَنَا وَابْنُ عُمَرَ يَوْمَ بَدْرٍ ، فَلَمْ نَشْهَدْهَا.(5/285)
6353- قَالَ : أَخْبَرَنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَخْبَرَنا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ : اسْتَصْغَرَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم أَنَا وَابْنُ عُمَرَ ، فَرَدَّنَا يَوْمَ بَدْرٍ.(5/285)
6354- قَالَ : أَخْبَرَنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ : اسْتُصْغِرْنَا يَوْمَ بَدْرٍ أَنَا وَابْنُ عُمَرَ.(5/285)
6355- قَالَ : أَخْبَرَنا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنا شُعْبَةُ ، قَالَ : أَخْبَرَنا أَبُو إِسْحَاقَ قَالَ : سَمِعْتُ الْبَرَاءَ يَقُولُ : مَا قَدِمَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم حَتَّى قَرَأْتُ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} فِي سُوَرٍ مِنَ الْمُفَصَّلِ.(5/286)
6356- قَالَ : أَخْبَرَنا الْحَسَنُ بْنُ موسى ، قَالَ : حَدَّثَنا زُهَيْرٌ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ : صَغُرْتُ أَنَا وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ يَوْمَ بَدْرٍ.(5/286)
6357- قَالَ : أَخْبَرَنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى ، قَالَ : أَخْبَرَنا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ : سَمِعْتُ الْبَرَاءَ يَقُولُ : غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم خَمْسَ عَشْرَةَ غَزْوَةً وَأَنَا وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ لِدَةٌ.(5/286)
6358- قَالَ : أَخْبَرَنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ : حَدَّثَنا حُدَيْجُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ : سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ يَقُولُ : غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم خَمْسَ عَشْرَةَ غَزْوَةً.(5/286)
6359- قَالَ : أَخْبَرَنا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ : حَدَّثَنا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : حَدَّثَنِي صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ ، عَنْ أَبِي بُسْرَةَ ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ : صَحِبْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ثَمَانِيَةَ عَشَرَ سَفَرًا فَلَمْ أَرَهُ تَرَكَ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ.(5/286)
6360- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ , عَنْ أَبِي بُسْرَةَ الْجُهَنِيِّ قَالَ : سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ يَقُولُ : غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ثَمَانِيَ عَشْرَةَ غَزْوَةً ، مَا رَأَيْتُهُ تَرَكَ رَكْعَتَيْنِ حِينَ تَزِيغُ الشَّمْسُ فِي حَضَرٍ وَلاَ سَفَرٍ.
قَالَ مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : أَجَازَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ يَوْمَ الْخَنْدَقِ ، وَهُوَ ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً وَلَمْ يُجِزْ قَبْلَهَا.(5/286)
6361- قَالَ : أَخْبَرَنا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ : حَدَّثَنا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ ، وَشُعْبَةُ ، وَمَالِكٌ ، عَنْ أَبِي السَّفَرِ قَالَ : رَأَيْتُ عَلَى الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ خَاتَمَ ذَهَبٍ.
قَالَ مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : وَنَزَلَ الْبَرَاءُ الْكُوفَةَ , وَتُوُفِّيَ بِهَا أَيَّامَ مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ . وَلَهُ عَقِبٌ . وَرَوَى الْبَرَاءُ عَنْ أَبِي بَكْرٍ.(5/286)
946- وَأَخُوهُ : عُبَيْدُ بْنُ عَازِبِ ابْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَدِيٍّ ، وَهُوَ لأُمِّهِ أَيْضًا , فَوَلَدَ عُبَيْدُ بْنُ عَازِبٍ لُوطًا وَسُلَيْمَانَ وَنُوَيْرَةَ وَأُمَّ زَيْدٍ , وَهِيَ عَمْرَةُ ، وَلَمْ تُسَمَّ لَنَا أُمُّهُمْ.
وَكَانَ عُبَيْدُ بْنُ عَازِبٍ أَحَدَ الْعَشَرَةِ مِنَ الأَنْصَارِ الَّذِينَ وَجَّهَهُمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مَعَ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ الْكُوفَةَ . وَلَهُ بَقِيَّةٌ وَعَقِبٌ بِالْكُوفَةِ.(5/287)
947- أُسَيْدُ بْنُ ظُهَيْرِ ابْنِ رَافِعِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُشَمِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ عَمْرٍو ، وَهُوَ النَّبِيتُ.
وَأُمُّهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ بِشْرِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ أُبَيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَوْفِ مِنْ بَنِي قَوْقَلٍ مِنَ الْخَزْرَجِ حُلَفَاءَ فِي بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ , فَوَلَدَ أُسَيْدٌ ثَابِتًا وَمُحَمَّدًا وَأُمَّ كُلْثُومٍ وَأُمَّ الْحَسَنِ . وَأُمُّهُمْ أُمَامَةُ بِنْتُ خَدِيجِ بْنِ رَافِعِ بْن عَدِيٍّ مِنْ بَنِي حَارِثَةَ مِنَ الأَوْسِ ، وَسَعْدًا وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ وَعُثْمَانَ وَأُمَّ رَافِعٍ , وَأُمُّهُمْ زَيْنَبُ بِنْتُ وَبَرَةَ بْنِ أَوْسِ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ ، وَعُبَيْدَ اللهِ.
وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ ، وَعَبْدَ اللهِ.
وَأُمُّهُ أُمُّ سَلَمَةَ بِنْتُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مَعْقِلِ بْنِ نَهِيكِ بْنِ إِسَافٍ . ، وَكَانَ أُسَيْدُ بْنُ ظُهَيْرٍ يُكْنَى أَبَا ثَابِتٍ . ، وَكَانَ مِنَ الْمُسْتَصْغَرِينَ يَوْمَ أُحُدٍ ، وَشَهِدَ الْخَنْدَقَ ، وَكَانَ أَبُوهُ ظُهَيْرُ بْنُ رَافِعٍ مِنْ أَهْلِ الْعَقَبَةِ , وَلَهُ بَقِيَّةٌ وَعَقِبٌ.(5/287)
948- عَرَابَةُ بْنُ أَوْسِ ابْنِ قَيْظِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ بْنِ جُشَمِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ.
وَأُمُّهُ نُبَيْتَة بِنْتُ الرَّبِيعِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُشَمٍ . فَوَلَدَ عَرَابَةُ سَعِيدًا وَلَمْ تُسَمَّ لَنَا أُمُّهُ ، وَشَهِدَ أَبُوهُ أَوْسُ بْنُ قَيْظِيٍّ وَأَخَوَاهُ عَبْدُ اللهِ ، وُكُبَاثَةُ ابْنَا أَوْسٍ أُحُدًا , وَاسْتُصْغِرَ عَرَابَةُ يَوْمَ أُحُدٍ , فَرُدَّ وَأُجِيزَ فِي يَوْمِ الْخَنْدَقِ.(5/287)
6362- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنا عُمَرُ بْنُ عُقْبَةَ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ : كَانَ عَرَابَةُ بْنُ أَوْسٍ سِنَّهُ يَوْمَ أُحُدٍ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً وَخَمْسَةَ أَشْهُرٍ , فَرَدَّهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وَأَبَى أَنْ يُجِيزَهُ.
قَالَ مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : وَعَرَابَةُ بْنُ أَوْسٍ هُوَ الَّذِي مَدْحُهُ الشَّمَّاخُ بْنُ ضِرَارٍ الشَّاعِرُ ، وَكَانَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ , فَأَوْقَرَ لَهُ رَاحِلَتَهُ تَمْرًا , فَقَالَ :
رَأَيْتُ عَرَابَةَ الأَوْسِيَّ يَنْمِي ... إِلَى الْخَيْرَاتِ مُنْقَطِعَ الْقَرِينِ
إِذَا مَا رَايَةٌ رُفِعَتْ لِمَجْدٍ ... تَلَقَّاهَا عَرَابَةُ بِالْيَمِينِ(5/288)
949- عُلْبَةُ بْنُ زَيْد الْحَارِثِيُّ
مِنَ الأَنْصَارِ ، وَهُوَ مِنَ الْمَعْرُوفِينَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وَنَظَرْنَا فِي نَسَبِ بَنِي حَارِثَةَ مِنَ الأَنْصَارِ فَلَمْ نَجِدْ نَسَبَهُ.(5/288)
6363- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ ، عَنْ قطيرٍ الْحَارِثِيِّ ، - وَاسْمُهُ يَحْيَى بْنُ زَيْدِ بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ حَرَامِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مُحَيِّصَةَ قَالَ : كَانَ عُلْبَةُ بْنُ زَيْدٍ الْحَارِثِيُّ وَذَوُوهُ أَقْوَامًا لاَ مَالَ لَهُمْ وَلاَ ثِمَارَ , فَلَمَّا جَاءَ الرُّطَبُ , قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّهُ لاَ تَمْرَ لَنَا ، وَلاَ ذَهَبَ عِنْدَنَا ، وَلاَ وَرِقَ ، وَعِنْدَنَا تُمُورٌ مِمَّا تُرْسِلُ بِهِ إِلَيْنَا بَقِيَتْ منذ عَامَ الأَوَّلِ , فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : فَاشْتَرُوا بِهَا رُطَبًا بِخَرْصِهَا ، فَفَعَلُوا وَالْقَوْمُ يُحِبُّونَ أَنْ يَطْعِمُوا عُمَّالَهُمُ التَّمْرَ.
قَالَ مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : هِيَ رُخْصَةٌ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم لَهُمْ وَمَكْرُوهٌ لِغَيْرِهِمْ.
وَكَانَ عُلْبَةُ مِنَ الْفُقَرَاءِ فَجَعَلَ النَّاسُ يَتَصَدَّقُونَ وَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ شَيْءٌ فَتَصَدَّقَ بِعِرْضِهِ وَقَالَ : قَدْ جَعَلْتُهُ حِلاًّ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : قَدْ قَبِلَ اللَّهُ صَدَقَتَكَ.
وَكَانَ عُلْبَةُ أَحَدَ الْبَكَّائِينَ الَّذِينَ أَتَوْا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم حِينَ أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى تَبُوكَ يَسْأَلُونَهُ حُمْلاَنًا فَقَالَ : لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ فَتَوَلَّوْا وَهُمْ يَبْكُونَ غَمًّا أَنْ يَفُوتَهُمْ غَزْوَةٌ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِيهِمْ : {وَلاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلاَّ يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ} ، وَكَانَ عُلْبَةُ بْنُ زيد مِنْهُمْ.(5/288)
950 ، 951- مَالِكٌ وَسُفْيَانُ ابْنَا ثَابِتٍ
وَهُمَا مِنَ النَّبِيتِ مِنَ الأَنْصَارِ ، ذَكَرَهُمَا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ فِي كِتَابِهِ فِيمَنِ اسْتُشْهِدَ يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ ، وَلَمْ يَذْكُرْهُمَا غَيْرُهُ ، وَطَلَبْنَا نَسَبَهُمَا فِي كِتَابِ نَسَبِ النَّبِيتِ فَلَمْ نَجِدْهُ.(5/289)
- وَمِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الأَوْسِ
952- يَزِيدُ بْنُ جَارِيةَ ابْنِ عَامِرِ بْنِ مُجَمِّعِ بْنِ الْعَطَّافِ بْنِ ضُبَيْعَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ.
وَأُمُّهُ نَائِلَةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ عَبْدَةَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ . فَوَلَدَ يَزِيدُ مُجَمِّعًا.
وَأُمُّهُ حَبِيبَةُ بِنْتُ الْجُنَيْدِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ زُهَيْرِ بْنِ جَذِيمَةَ بْنِ رَوَاحَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ مَازِنَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ قَطِيعَةَ بْنِ عَبْسِ بْنِ بَغِيضٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ.
وَأُمُّهُ جَمِيلَةُ بِنْتُ ثَابِتِ بْنِ أَبِي الأَقْلَحِ بْنِ عِصْمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَمَةَ بْنِ ضُبَيْعَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ . وَأَخُوهُ لأُمِّهِ عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ . وَعَامِرُ بْنُ يَزِيدَ.
وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ . وَمَاتَ يَزِيدُ بْنُ حَارِثَةَ بِالْمَدِينَةِ وَلَهُ عَقِبٌ.(5/290)
953- مُجَمِّعُ بْنُ جَارِيةَ ابْنِ عَامِرِ بْنِ مُجَمِّعِ بْنِ الْعَطَّافِ بْنِ ضُبَيْعَةَ بْنِ زِيدٍ.
وَأُمُّهُ نَائِلَةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ عَبْدَةَ بْنِ أُمَيَّةَ . فَوَلَدَ مُجَمِّعُ بْنُ جَارِيةَ : يَحْيَى وَعُبَيْدَ اللهِ , قُتِلاَ يَوْمَ الْحَرَّةِ . وَعَبْدَ اللهِ وَجُمَيْلَةَ , وَأُمُّهُمْ سَلْمَى بِنْتُ ثَابِتِ بْنِ الدَّحْدَاحَةِ بْنِ نُعَيْمِ بْنِ غَنْمِ بْنِ إِيَاسٍ مِنْ بَلِيٍّ.
أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ وَغَيْرُهُ قَالُوا : كَانَ يُقَالُ لِبَنِي عَامِرِ بْنِ الْعَطَّافِ بْنِ ضُبَيْعَةَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ : كِسَرُ الذَّهَبِ لِشَرَفِهِمْ فِي قَوْمِهِمْ.(5/290)
6364- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي مُجَمِّعُ بْنُ يَعْقُوبَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ مُجَمِّعِ بْنِ جَارِيةَ قَالَ : كُنَّا بِضَجْنَانَ رَاجِعِينَ مِنَ الْمَدِينَةِ , فَرَأَيْتُ النَّاسَ يَرْكُضُونَ وَإِذَا هُمْ يَقُولُونَ : أُنْزِلَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ، فَرَكَضْتُ مَعَ النَّاسِ حَتَّى تَوَافَيْنَا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم , فَإِذَا هُوَ يَقْرَأُ : {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} , فَلَمَّا نَزَلَ بِهَا جَبْرَائِيلُ قَالَ : يَهْنيكَ يَا رَسُولَ اللهِ . فَلَمَّا هَنَّأَهُ جِبْريلُ هَنَّأَهُ الْمُسْلِمُونَ.(5/290)
قَالَ مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : كَانَ سَعْدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْقَارِئُ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ إِمَامَ مَسْجِدِ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ , فَلَمَّا قُتِلَ بِالْقَادِسِيَّةِ , اخْتَصَمَ بَنُو عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ فِي الإِمَامَةِ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يُقَدِّمُوا مُجَمِّعَ بْنَ جَارِيةَ ، وَكَانَ يُطْعَنْ عَلَى مُجَمِّعٍ وَيُغْمَصُ عَلَيْهِ , لأَنَّهُ كَانَ إِمَامَ مَسْجِدِ الضِّرَارِ فَأَبَى عُمَرُ أَنْ يُقَدِّمَهُ , ثُمَّ دَعَاهُ بَعْدَ ذَلِكَ , فَقَالَ : يَا مُجَمِّعُ عَهْدِي بِكَ وَالنَّاسُ يَقُولُونَ مَا يَقُولُونَ ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ كُنْتُ شَابًّا وَكَانَتِ الْقَالَةُ لِي سَرِيعَةٌ , فَأَمَّا الْيَوْمَ فَقَدْ أَبْصَرْتُ مَا أَنَا فِيهُ وَعَرَفْتُ الأَشْيَاءَ . فَسَأَلَ عَنْهُ عُمَرُ فَقَالُوا : مَا نَعْلَمُ إِلاَّ خَيْرًا ، وَلَقَدْ جَمَعَ الْقُرْآنَ وَمَا تبَقّى عَلَيْهِ إِلاَّ سُوَرٌ يَسِيرَةٌ , فَقَدَّمَهُ عُمَرُ , فَصَيَّرَهُ إِمَامَهُمْ فِي مَسْجِدِ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ . وَلاَ نَعْلَم مَسْجِدًا يُتَنَافَسُ فِي إِمَامِهِ مِثْلَ مَسْجِدِ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ . وَمَاتَ مُجَمِّعٌ بِالْمَدِينَةِ فِي خِلاَفَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.(5/291)
954- ثَابِتُ بْنُ وَدِيعَةَ ابْنِ خِذَامِ بْنِ خَالِدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ.
وَأُمُّهُ أُمَامَةُ بِنْتُ جحادِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَامِرِ بْنِ مُجَمِّعِ بْنِ الْعَطَّافِ بْنِ ضُبَيْعَةَ بْنِ زَيْدٍ.
فَوَلَدَ ثَابِتُ بْنُ وَدِيعَةَ يَحْيَى وَمَرْيَمَ ، وَأُمُّهُمَا وَهْبَةُ بِنْتُ سُلَيْمَانَ بْنِ رَافِعِ بْنِ سَهْلِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ مَازِنَ بْنِ سَعْدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ الأَيْهَمِ بْنِ غَسَّانَ مِنْ سَاكِنِي رَاتِج حُلَفَاءُ بَنِي زَعُورَاءَ بْنِ جُشَمٍ أَخِي عَبْدِ الأَشْهَلِ بْنِ جُشَمٍ . وَدَعْوَتُهُمْ فِي بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ . وَكَانَ ثَابِتٌ يُكَنَّى أَبَا سَعْدٍ ، وَكَانَ أَبُوهُ وَدِيعَةُ بْنُ خِذَامٍ مِنَ الْمُنَافِقِينَ.(5/291)
6365- قَالَ : أَخْبَرَنا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ ابْنِ أَبِي وَدِيعَةَ صَاحِبِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم قَالَ : قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ كَغُسْلِهِ مِنَ الْجَنَابَةِ , وَمَسَحَ مِنْ دُهْنٍ أَوْ طِيبٍ إِنْ كَانَ عِنْدَهُ ، وَلَبِسَ أَحْسَنَ مَا عِنْدَهُ مِنَ الثِّيَابِ , وَلَمْ يَفِرِّقْ بَيْنَ اثْنَيْنِ , وَأَنْصَتَ لِلإِمَامِ إِذَا جَاءَهُ غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَ الْجُمُعَتَيْنِ.
قَالَ سَعِيدٌ : فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لاِبْنِ حَزْمٍ , فَقَالَ : أَخْطَأَ أَبُوكُ ، غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَ الْجُمُعَتَيْنِ وَزِيَادَةُ أَرْبَعَةٍ.(5/292)
955- عَامِرُ بْنُ ثَابِتِ ابْنِ سَلَمَةَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ.
وَأُمُّهُ قُتَيْلَةُ بِنْتُ مَسْعُودٍ الْخَطْمِيِّ الَّذِي قَتَلَ عَامِرَ بْنَ مُجَمِّعِ بْنِ الْعَطَّافِ ، وَقُتِلَ عَامِرُ بْنُ مُجَمِّعِ بْنِ الْعَطَّافِ يَوْمَ الْيَمَامَةِ شَهِيدًا سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.(5/292)
956- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شِبْلِ ابْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ بْنِ نَجْدَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ . وَبَنُو مَالِكِ بْنِ لَوْذَانَ يُقَالُ لَهُمْ : بَنُو السُّمَيْعَةِ . كَانَ يُقَالُ لَهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ : بَنُو الصَّمَّاءِ ، وَهِيَ امْرَأَةٌ مِنْ مُزَيْنَةَ أَرْضَعَتْ أَبَاهُمْ مَالِكَ بْنَ لَوْذَانَ , فَسَمَّاهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم بَنِي السّمَيْعَةِ.
وَأُمُّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِبْلٍ أُمُّ سَعِيدٍ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَامِرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ لَوْذَانَ . فَوَلَدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَزِيزًا وَمَسْعُودًا وَمُوسَى وَجُمَيْلَةَ , وَلَمْ تُسَمَّ لَنَا أُمُّهُمْ . وَرَوَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شِبْلٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم أَنَّهُ نَهَى عَنْ نَقْرَةِ الْغُرَابِ وَافْتَرَاشِ السَّبْعِ.(5/292)
957- عُمَيْرُ بْنُ سَعْدِ ابْنِ شُهَيْدِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ . ، وَكَانَ أَبُوهُ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا ، وَهُوَ سَعْدٌ الْقَارِئُ ، وَهُوَ الَّذِي يَرْوِي الْكُوفِيُّونَ أَنَّهُ أَبُو زَيْدٍ الَّذِي جَمَعَ الْقُرْآنَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وَقُتِلَ سَعْدٌ بِالْقَادِسِيَّةِ شَهِيدًا , وَصَحِبَ ابْنُهُ عُمَيْرُ بْنُ سَعْدٍ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وَوَلاَّهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى حِمْصَ.(5/293)
6366- قَالَ : أُخْبِرْتُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ سَعْدٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ ، وَهُوَ أَمِيرٌ عَلَى الْمِنْبَرِ عَلَى حِمْصَ ، وَهُوَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : أَلاَ إِنَّ الإِسْلاَمَ حَائِطٌ مَنِيعٌ وَبَابٌ وَثِيقٌ ، فَحَائِطُ الإِسْلاَمِ الْعَدْلُ ، وَبَابُهُ الْحَقُّ ، فَإِذَا نُقِضَ الْحَائِطُ , وَحُطِّمَ الْبَابُ اسْتُفْتِحَ الإِسْلاَمُ . فَلاَ يَزَالُ الإِسْلاَمُ مَنِيعًا مَا اشْتَدَّ السُّلْطَانُ ، وَلَيْسَ شِدَّةُ السُّلْطَانِ قَتْلاَّ بِالسَّيْفِ وَلاَ ضَرْبًا بِالسَّوْطِ وَلَكِنْ قَضَاءً بِالْحَقِّ ، وَأُخِذًا بِالْعَدْلِ.(5/293)
958- عُمَيْرُ بْنُ سَعِيدٍ
وَهُوَ ابْنُ امْرَأَةِ الْجُلاَسِ بْنِ سُوَيْدِ بْنِ الصَّامِتِ . ، وَكَانَ فَقِيرًا لاَ مَالَ لَهُ ، وَكَانَ يَتِيمًا فِي حِجْرِ الْجُلاَسِ ، وَكَانَ يَكْفُلُهُ وَيُنْفِقُ عَلَيْهِ.
6367- قَالَ : أَخْبَرَنا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ : حَدَّثَنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَجُلاَّ مِنَ الأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ : الْجُلاَسُ بْنُ سُوَيْدٍ قَالَ لِبَنِيهِ : وَاللَّهِ لَئِنْ كَانَ مَا يَقُولُ مُحَمَّدٌ حَقًّا لَنَحْنُ شَرٌّ مِنَ الْحَمِيرِ ، قَالَ : فَسَمِعَهُ غُلاَمٌ يُقَالُ لَهُ : عُمَيْرٌ ، وَكَانَ رَبِيبُهُ وَالْجُلاَسُ عَمُّهُ , فَقَالَ لَهُ : أَيْ عَمِّ تُبْ إِلَى اللهِ ، وَجَاءَ الْغُلاَمُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم , فَأَخْبَرَهُ , فَأَرْسَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم إِلَيْهِ , فَجَعَلَ يَحْلِفُ وَيَقُولُ : وَاللَّهِ مَا قُلْتُهُ يَا رَسُولَ اللهِ ، فَقَالَ الْغُلاَمُ : يَا عَمِّ بَلَى وَاللَّهِ وَلَقَدْ قُلْتَهُ , فَتُبْ إِلَى اللهِ , وَلَوْلاَ أَنْ يَنْزِلَ الْقُرْآنُ , فَيَجْعَلَنِي مَعَكَ مَا قُلْتُهُ.
قَالَ : وَنَزَلَ الْقُرْآنُ : {يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلاَمِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا} ، إِلَى آخِرِ الآيَةِ.
قَالَ : وَنَزَلَتْ {فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَهُمْ ، وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا} فَقَالَ : قَدْ قُلْتُهُ , وَقَدْ عَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ التَّوْبَةَ فَأَنَا أَتُوبُ فَقُبِلَ ذَلِكَ مِنْهُ . وَكَانَ لَهُ قَتِيلٌ فِي الإِسْلاَمِ , فَوَدَاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فَأَعْطَاهُ دِيَّتَهُ فَاسْتَغْنَى بِذَلِكَ.(5/294)
قَالَ : وَقَدْ كَانَ هَمَّ أَنْ يَلْحَقَ بِالْمُشْرِكِينَ ، قَالَ : وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم لِلْغُلاَمِ : وَفَتْ أُذُنُكَ.
قَالَ مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : وَكَانَ هَذَا الْكَلاَمُ مِنَ الْجُلاَسِ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ ، وَكَانَ قَدْ خَرَجَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم إِلَى تَبُوكَ , وَخَرَجَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ نَاسٌ كَثِيرٌ مِنَ الْمُنَافِقِينَ لَمْ يَخْرُجُوا فِي غَزْوَةٍ قَطُّ أَكْثَرَ مِنْهُمْ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ ، وَتَكَلَّمُوا بِالنِّفَاقِ , فَقَالَ الْجُلاَسُ مَا قَالَ ، فَرَدَّ عَلَيْهِ عُمَيْرُ بْنُ سَعِيدٍ قَوْلَهُ ، وَكَانَ مَعَهُ فِي هَذِهِ الْغَزَاةِ , وَقَالَ لَهُ عُمَيْرٌ : مَا أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ كَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْكَ وَلاَ أَعْظَمَ عَلَيَّ مِنَّةً مِنْكَ ، وَقَدْ سَمِعْتُ مِنْكَ مَقَالَةً وَاللَّهِ لَئِنْ كَتَمْتُهَا لأَهْلَكَنَّ وَلَئِنْ أَفْشَيْتُهَا لَتُفْتَضَحَنَّ , وَإِحْدَاهُمَا أَهْوَنُ عَلَيَّ مِنَ الأُخْرَى ، ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم , فَأَخْبَرَهُ بِمَا قَالَ الْجُلاَسُ ، فَلَمَّا نَزَلَ الْقُرْآنُ اعْتَرَفَ الْجُلاَسُ بِذَنْبِهِ ، وَحَسُنَتْ تَوْبَتُهُ وَلَمْ يَنْزِعْ عَنْ خَيْرٍ كَانَ يَصْنَعُهُ إِلَى عُمَيْرِ بْنِ سَعِيدٍ ، وَكَانَ ذَلِكَ مِمَّا عُرِفَ بِهِ تَوْبَتُهُ.(5/295)
959- جُدَيُّ بْنُ مُرَّةَ ابْنِ سُرَاقَةَ بْنِ الْحُبَابِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْجَدِّ بْنِ عَجْلاَنَ مِنْ بَلِيِّ قُضَاعَةَ حُلَفَاءِ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ قُتِلَ بِخَيْبَرَ شَهِيدًا طَعَنَهُ أَحَدُهُمْ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ بِالْحَرْبَةِ فَمَاتَ ، وَقُتِلَ أَبُوهُ مُرَّةُ بْنُ سُرَاقَةَ بِحُنَيْنٍ شَهِيدًا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.(5/295)
960- أَوْسُ بْنُ حَبِيبٍ
مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ ، قُتِلَ بِخَيْبَرَ شَهِيدًا ، قُتِلَ عَلَى حِصْنٍ نَاعِمٍ.(5/295)
961- أُنَيْفُ بْنُ وَايِلَةَ
مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ . قُتِلَ شَهِيدًا عَلَى حِصْنٍ نَاعِمٍ بِخَيْبَرَ.(5/296)
962- عُرْوَةُ بْنُ أَسْمَاءَ بْنِ الصَّلْتِ السُّلَمِيُّ
حَلِيفٌ لِبَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ.
6368- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتٍ ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ : حَرَصَ الْمُشْرِكُونَ يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ بِعُرْوَةَ بْنِ الصَّلْتِ أَنْ يُؤَمِّنُوهُ فَأَبَى ، وَكَانَ ذَا خَلَّةٍ بِعَامِرِ بْنِ الطُّفَيْلِ مَعَ أَنَّ قَوْمَهُ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ حَرِصُوا عَلَى ذَلِكَ فَأَبَى وَقَالَ : لاَ أَقْبَلُ لَكُمْ أَمَانًا وَلاَ أَرْغَبُ بِنَفْسِي عَنْ مَصْرَعِ أَصْحَابِي , ثُمَّ تَقَدَّمَ , فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ شَهِيدًا ، وَذَلِكَ فِي صَفَرٍ عَلَى رَأْسِ سِتَّةٍ وَثَلاَثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ.(5/296)
963- جَزْءُ بْنُ عَبَّاسٍ
حَلِيفُ بَنِي جَحْجَبَا بْنِ كُلْفَةَ . مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ ، قُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ شَهِيدًا سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ.(5/296)
- وَمِنْ بَنِي خَطْمَةَ بْنِ جُشَمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الأَوْسِ
964- خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتِ ابْنِ الْفَاكِهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ سَاعِدَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَيَّانَ بْنِ عَامِرِ بْنِ خَطْمَةَ , وَاسْمُ خَطْمَةَ : عَبْدُ اللهِ بْنُ جُشَمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الأَوْسِ . وَأُمُّ خُزَيْمَةَ كُبَيْشَةُ بِنْتُ أَوْسِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ خَطْمَةَ . فَوَلَدَ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ عَبْدَ اللهِ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ . وَأُمُّهُمَا جَمِيلَةُ بِنْتُ زَيْدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ مَالِكٍ مِنْ بَنِي قَوْقَلٍ ، وَعُمَارَةَ بْنَ خُزَيْمَةَ.
وَأُمُّهُ صَفِيَّةُ بِنْتُ عَامِرِ بْنِ طُعْمَةَ بْنِ زَيْدٍ الْخَطْمِيُّ ، وَكَانَ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ وَعُمَيْرُ بْنُ عَدِيِّ بْنِ خَرَشَةَ يُكَسِّرَانِ أَصْنَامَ بَنِي خَطْمَةَ ، وَخُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ هُوَ ذُو الشَّهَادَتَيْنِ.(5/297)
6369- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ ، عَنْ عَمِّهِ ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ابْتَاعَ فَرَسًا مِنْ رَجُلٍ مِنَ الأَعْرَابِ , فَاسْتَتْبَعَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم لِيُعْطِيَهُ ثَمَنَهُ , فَأَسْرَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم الْمَشْيَ , وَأَبْطَأَ الأَعْرَابِيُّ فَطَفِقَ رِجَالٌ يُلْقُونَ الأَعْرَابِيَّ يُسَاوِمُونَهُ الْفَرَسَ وَلاَ يَشْعُرُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم قَدِ ابْتَاعَهُ حَتَّى زَادَ بَعْضُهُمُ الأَعْرَابِيَّ فِي السَّوْمِ عَلَى ثَمَنِ الْفَرَسِ الَّذِي ابْتَاعَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم , فَلَمَّا زَادَهُ نَادَى الأَعْرَابِيُّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم , فَقَالَ : إِنْ كُنْتَ مُبْتَاعًا هَذَا الْفَرَسَ فَابْتَعْهُ وَإِلاَّ بِعْتُهُ ، فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم حِينَ سَمِعَ قَوْلَ الأَعْرَابِيِّ حَتَّى أَتَاهُ الأَعْرَابِيُّ , فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : أَلَسْتُ قَدِ ابْتَعْتُهُ مِنْكَ ؟ فَقَالَ الأَعْرَابِيُّ : لاَ ، وَاللَّهِ مَا بِعْتُكَهُ . فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : بَلَى قَدِ ابْتَعْتُهُ مِنْكَ ،(5/297)
فَطَفِقَ النَّاسُ يَلُوذُونَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وَبِالأَعْرَابِيِّ وَهُمَا يَتَرَاجَعَانِ وَطَفِقَ الأَعْرَابِيُّ يَقُولُ : هَلُمَّ شَهِيدًا يَشْهَدُ أَنِّي بِعْتُكَ ، فَمَنْ جَاءَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَالَ لِلأَعْرَابِيِّ : وَيْلَكَ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم لَمْ يَكُنْ لَيَقُولَ إِلاَّ حَقًّا ، حَتَّى جَاءَ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ , فَاسْتَمَعَ تُرَاجُعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وَتُرَاجُعَ الأَعْرَابِيِّ فَطَفِقَ الأَعْرَابِيُّ يَقُولُ : هَلُمَّ شَهِيدًا يَشْهَدُ أَنِّي بَايَعْتُكَ.
فَقَالَ خُزَيْمَةُ : أَنَا أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَايَعْتَهُ . فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم عَلَى خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ فَقَالَ : بِمَ تَشْهَدُ ؟ فَقَالَ : بِتَصْدِيقِكَ يَا رَسُولَ اللهِ ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم شَهَادَةَ خُزَيْمَةَ شَهَادَةَ رَجُلَيْنِ.
قَالَ مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : لَمْ يُسَمَّ لَنَا أَخُو خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ الَّذِي رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ.
وَكَانَ لَهُ أَخَوَانِ يُقَالُ لأَحَدِهِمَا : وَحْوَحٌ ، وَلاَ عَقِبَ لَهُ ، وَالآخَرُ عَبْدُ اللهِ وَلَهُ عَقِبٌ . وَأُمُّهُمَا أُمُّ خُزَيْمَةَ كُبَيْشَةُ بِنْتُ أَوْسِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ أُمَيَّةَ الْخَطْمِيِّ.(5/298)
6370- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ سُوَيْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ قَالَ : قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : : يَا خُزَيْمَةُ بِمَ تَشْهَدُ ؟ وَلَمْ تَكُنْ مَعَنَا ، قَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ أَنَا أُصَدِّقُكَ بِخَبَرِ السَّمَاءِ وَلاَ أُصَدِّقُكَ بِمَا تَقُولُ . فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم شَهَادَتَهُ شَهَادَةَ رَجُلَيْنِ.(5/298)
6371- قَالَ : أَخْبَرَنا هُشَيْمٌ ، قَالَ : أَخْبَرَنا زَكَرِيَّاء ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، وَجُوَيْبِرٍ ، عَنِ الضَّحَّاكِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم جَعَلَ شَهَادَةَ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ بِشَهَادَةِ رَجُلَيْنِ.(5/298)
6372- قَالَ : أَخْبَرَنا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ : حَدَّثَنا زَكَرِيَّا قَالَ : سَمِعْتُ عَامِرًا يَقُولُ : كَانَ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ الَّذِي أَجَازَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم شَهَادَتَهُ بِشَهَادَةِ رَجُلَيْنِ قَالَ : اشْتَرَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم بَعْضَ الْبَيْعِ مِنْ رَجُلٍ فَقَالَ الرَّجُلُ : هَلُمَّ شُهُودَكَ عَلَى مَا تَقُولُ ، فَقَالَ خُزَيْمَةُ : أَنَا أَشْهَدُ لَكَ يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : وَمَا عِلْمُكَ ؟ قَالَ : أَعْلَمُ أَنَّكَ لاَ تَقُولُ إِلاَّ حَقًّا ، قَدْ آمَنَّاكَ عَلَى أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ عَلَى دِينِنَا . فَأَجَازَ شَهَادَتَهُ.(5/298)
6373- قَالَ : أَخْبَرَنا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلاَبِيُّ قَالَ : حَدَّثَنا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى قَالَ : حَدَّثَنا قَتَادَةُ : أَنَّ رَجُلاَّ طَلَبَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم , فَأَنْكَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم , فَشَهِدَ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم صَادِقٌ عَلَيْهِ ، وَأَنَّهُ لَيْسَ لَهُ عَلَيْهِ حَقٌّ ، فَأَجَازَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم شَهَادَتَهُ . قَالَ : فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم بَعْدَ ذَلِكَ : أَشَهِدْتَنَا ؟ قَالَ : لاَ ، قَدْ عَرَفْتُ أَنَّكَ لَمْ تَكْذِبْ ، قَالَ : فَكَانَتْ شَهَادَةُ خُزَيْمَةَ بَعْدَ ذَلِكَ تُعْدَلُ بِشَهَادَةِ رَجُلَيْنِ.(5/298)
6374- قَالَ : أَخْبَرَنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : أَخْبَرَنا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ , عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ ابْنِ خُزَيْمَةَ ، عَنْ عَمِّهِ أَنَّ خُزَيْمَةَ بْنَ ثَابِتٍ رَأَى فِيمَا يَرَى النَّائِمُ كَأَنَّهُ يَسْجُدُ عَلَى جَبْهَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم , فَأَخْبَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فَاضْطَجَعَ لَهُ وَقَالَ : صَدِّقْ رُؤْيَاكَ ، فَسَجَدَ عَلَى جَبْهَتِهِ.(5/298)
6375- قَالَ : أَخْبَرَنا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْخَطْمِيِّ ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ أَنَّ أَبَاهُ قَالَ : رَأَيْتُ فِيَ الْمَنَامِ كَأَنِّي أَسْجُدُ عَلَى جَبْهَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم , فَأَخْبَرْتُهُ بِذَلِكَ , فَقَالَ : إِنَّ الرُّوحَ لاَ تَلْقَى الرُّوحَ ، وَأَقْنَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم رَأْسَهُ هَكَذَا , فَوَضَعَ جَبْهَتَهُ عَلَى جَبْهَةِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.
قَالَ مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : وَكَانَتْ رَايَةُ بَنِي خَطْمَةَ مَعَ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ فِي غَزْوَةِ الْفَتْحِ ، وَشَهِدَ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ صِفِّينَ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ، وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاَثِينَ ، وَلَهُ عَقِبٌ ، وَكَانَ يُكْنَى أَبَا عُمَارَةَ.(5/299)
965- عُمَيْرُ بْنُ حَبِيبِ ابْنِ حُبَاشَةَ بْنِ جُوَيبْرِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ غَيَّانَ بْنِ عَامِرِ بْنِ خَطْمَةَ.
وَأُمُّهُ أُمُّ عُمَارَةَ , وَهِيَ جَمِيلَةُ بِنْتُ عُمَر بْنِ عُبَيْدِ بْنِ غَيَّانَ بْنِ عَامِرِ بْنِ خَطْمَةَ.
6376- قَالَ : أَخْبَرَنا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْخَطْمِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ عُمَيْرِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ خُمَاشَةَ ، هَكَذَا قَالَ عَفَّانُ فِي الْحَدِيثِ : خُمَاشَةُ ؛ أَنَّهُ قَالَ : إِنَّ الإِيمَانَ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ ، فَقِيلَ لَهُ : وَمَا زِيَادَتُهُ وَمَا نُقْصَانُهُ ؟ قَالَ : إِذَا ذَكَرْنَا اللَّهَ وَخَشَيْنَاهُ فَذَلِكَ زِيَادَتُهُ ، وَإِذَا غَفَلْنَا وَنَسَيْنَا وَضَيَّعْنَا فَذَلِكَ نُقْصَانُهُ.
قَالَ عَفَّانُ : ثُمَّ سَمِعْتُ حَمَّادًا بَعْدُ يَشُكُّ يَقُولُ : عَنْ عُمَيْرِ بْنِ حَبِيبٍ ، فَقُلْتُ : عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ؟ قَالَ : أَحْسَبُ أَنَّهُ عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ.(5/299)
966- عُمَارَةُ بْنُ أَوْسِ ابْنِ خَالِدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ خَطْمَةَ.
وَأُمُّهُ صَفِيَّةُ بِنْتُ كَعْبِ بْنِ مَالِكِ من غَطَفَانَ . ثُمَّ مِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ فَوَلَدَ عُمَارَةُ صَالِحًا يُكَنَّى أَبَا وَاصِلٍ ، وَرَجَاءً وَعَامِرًا . وَأُمُّهُمْ أُمُّ وَلَدٍ وَعَمْرًا وَزِيَادًا ، وَأُمَّ خُزَيْمَةَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ وَلَدٍ.
6377- قَالَ : أَخْبَرَنا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ : حَدَّثَنا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ قَالَ : حَدَّثَنا زِيَادُ بْنُ عِلاَقَةَ ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ أَوْسٍ الأَنْصَارِيِّ قَالَ : صَلَّيْنَا إِحْدَى صَلاَةِ الْعِشَاءِ , فَقَامَ رَجُلٌ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ وَنَحْنُ فِي الصَّلاَةِ , فَنَادَى : إِنَّ الصَّلاَةَ قَدْ وُجِّهَتْ نَحْوَ الْكَعْبَةِ , فَحَوَّلَ أَوْ تَحَرَّفَ إِمَامُنَا نَحْوَ الْكَعْبَةِ وَالرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ وَالصِّبْيَانُ.(5/300)
- وَمِنْ بَنِي السَّلْمِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الأَوْسِ
967- عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعْدِ ابْنِ خَيْثَمَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كَعْبِ بْنِ النَّحَّاطِ وَيُقَالَ : النَّحَّاطُ بْنُ كَعْبِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ السَّلَمِ.
وَأُمُّهُ جَمِيلَةُ بِنْتُ أَبِي عَامِرٍ الرَّاهِبِ ، وَهُوَ عَبْدُ عَمْرِو بْنِ صَيْفِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ ضُبَيْعَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ ، مِنَ الأَوْسِ . فَوَلَدَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعْدٍ عَبْدَ الرَّحْمَنِ ، وَأُمَّ عُبَيْدِ الرَّحْمَنِ ، وَأُمُّهُمَا أُمَامَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُبَيٍّ بْنِ سَلُولَ مِنْ بَلْحُبْلَى بْنِ سَالِمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ.(5/300)
6378- قَالَ : أَخْبَرَنا أَبُو عَامِرٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو الْعَقَدِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأَسَدِيُّ قَالاَ : حَدَّثَنا رَبَاحُ بْنُ أَبِي مَعْرُوفٍ ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ حَكِيمٍ قَالَ : سَأَلْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ : هَلْ شَهِدْتَ بَدْرًا ؟ قَالَ : نَعَمْ ، وَالْعَقَبَةَ مَعَ أَبِي رَدِيفًا.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ : فَذَكَرْتُ هَذَا الْحَدِيثَ لِمُحَمَّد بْنِ عُمَرَ فَقَالَ : قَدْ عَرَفْتُهُ . وَهَذَا وَهْلٌ وَلَمْ يَشْهَدْ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعْدٍ بَدْرًا وَلاَ أُحُدًا.(5/300)
6379- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : أَخْبَرَنِي خَيْثَمَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ ، عَنْ آبَائِهِ قَالُوا : شَهِدَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعْدٍ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم الْحُدَيْبِيَةَ وَحُنَيْنًا ، وَكَانَ يَوْمَ قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم دُونَ ابْنِ عُمَرَ فِي السِّنِّ ، وَمَاتَ بِالْمَدِينَةِ بَعْدَ أَنِ اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ.
قَالَ مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : كَأَنَّهُ يَوْمَ شَهِدَ الْحُدَيْبِيَةَ ابْنُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً.(5/301)
- وَمِنْ بَنِي وَائِلِ بْنِ زَيْدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَامِرِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ الأَوْسِ ، وَوَلَدُ مُرَّةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ الأَوْسِ يُقَالُ لَهُمُ : الْجَعَادِرَةُ
968- مِحْصَنُ بْنُ أَبِي قَيْسِ ابْنِ الأَسْلَتِ وَاسْمُ أَبِي قَيْسٍ : صَيْفِيٌّ ، وَكَانَ شَاعِرًا ، وَاسْمُ الأَسْلَتِ : عَامِرُ بْنُ جُشَمِ بْنِ وَائِلٍ ، وَلَمْ يَكُنْ لِمِحْصَنٍ عَقِبٌ ، وَكَانَ الْعَقِبُ لأَخِيهِ عَامِرِ بْنِ أَبِي قَيْسٍ انْقَرَضُوا , فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ ، وَكَانَ أَبُو قَيْسٍ قَدْ كَادَ أَنْ يُسْلِمَ , وَذَكَرَ الْحَنِيفِيَّةَ فِي شِعْرِهِ ، وَذَكَرَ صِفَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وَكَانَ يُقَالُ لَهُ بِيَثْرِبَ : الْحَنِيفُ.(5/302)
6380- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبِ الْقُرَظِيِّ قَالَ : وَأَخْبَرَنا ابْنُ أَبِي حَبِيبَةَ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ ، عَنْ أَشْيَاخِهِمْ قَالَ : وَحَدَّثَنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : وَأَخْبَرَنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ : فَكُلٌّ قَدْ حَدَّثَنِي مِنْ حَدِيثِ أَبِي قَيْسِ بْنِ الأَسْلَتِ بِطَائِفَةٍ , فَجَمَعْتُ مِمَّا حَدِّثُونِي مِنْ ذَلِكَ , قَالُوا : لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنَ الأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ أَوْصَفَ لِلْحَنِيفِيَّةِ وَلاَ أَكْثَرَ مَسْأَلَةً عَنْهَا مِنْ أَبِي قَيْسِ بْنِ الأَسْلَتِ ، وَكَانَ قَدْ سَأَلَ مَنْ بِيَثْرِبَ مِنَ الْيَهُودِ عَنِ الدِّينِ , فَدَعُوهُ إِلَى الْيَهُودِيَّةِ , فَكَادَ يُقَارِبُهُمْ , ثُمَّ أَبَى ذَلِكَ , وَخَرَجَ إِلَى الشَّامِ إِلَى آلِ جَفْنَةَ , فَتَعَرَّضَهُمْ , فَوَصَلُوهُ , وَسَأَلَ الرُّهْبَانَ وَالأَحْبَارَ , فَدَعُوهُ إِلَى دِينِهِمْ فَلَمْ يُرِدْهُ ، وَقَالَ : لاَ أَدْخَلُ فِي هَذَا أَبَدًا ، فَقَالَ لَهُ رَاهِبٌ بِالشَّامِ : أَنْتَ تُرِيدُ دِينَ الْحَنِيفِيَّةِ ؟ قَالَ أَبُو قَيْسٍ : ذَلِكَ الَّذِي أُرِيدُ ، فَقَالَ الرَّاهِبُ : هَذَا وَرَاءَكَ مِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ دِينُ إِبْرَاهِيمَ ، فَقَالَ أَبُو قَيْسٍ : أَنَا عَلَى دِينِ إِبْرَاهِيمَ وَأَنَا أَدِينُ بِهِ حَتَّى أَمُوتَ عَلَيْهِ.
وَرَجَعَ أَبُو قَيْسٍ إِلَى الْحِجَازِ , فَأَقَامَ , ثُمَّ خَرَجَ إِلَى مَكَّةَ مُعْتَمِرًا , فَلَقِيَ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ , فَقَالَ لَهُ أَبُو قَيْسٍ : خَرَجْتُ إِلَى الشَّامِ أَسْأَلُ عَنْ دِينِ إِبْرَاهِيمَ فَقِيلَ لِي : هُوَ وَرَاءَكَ ، فَقَالَ لَهُ زَيْدُ بْنُ عَمْرٍو : قَدِ اسْتَعْرَضْتَ الشَّامَ وَالْجَزِيرَةَ وَيَهُودَ يَثْرِبَ فَرَأَيْتَ دِينَهَمُ بَاطِلاَّ ، وَإِنَّ الدِّينَ دِينُ إِبْرَاهِيمَ كَانَ لاَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا وَيُصَلِّي إِلَى هَذَا الْبَيْتِ , وَلاَ يَأْكُلُ مَا ذُبِحَ لِغَيْرِ اللهِ ، فَكَانَ أَبُو قَيْسٍ يَقُولُ : لَيْسَ عَلَى دِينِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ أَنَا وَزَيْدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ.(5/302)
فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم الْمَدِينَةَ , وَقَدْ أَسْلَمَتِ الْخَزْرَجُ وَطَوَائِفُ مِنَ الأَوْسِ بَنُو عَبْدِ الأَشْهَلِ كُلُّهَا وَظَفَرُ وَحَارِثَةُ وَمُعَاوِيَةُ وَعَمْرُو بْنُ عَوْفٍ ، إِلاَّ مَا كَانَ مِنْ أَوْسِ اللهِ وَهُمْ وَائِلٌ وَبَنُو خَطْمَةَ وَوَاقَفٌ وَأُمَيَّةُ بْنُ زَيْدٍ مَعَ أَبِي قَيْسِ بْنِ الأَسْلَتِ . ، وَكَانَ رَأْسَهَا وَشَاعِرَهَا وَخَطِيبَهَا ، وَكَانَ يَقُودُهُمْ فِي الْحَرْبِ ، وَكَانَ قَدْ كَادَ أَنْ يُسْلِمَ وَذَكَرَ الْحَنِيفِيَّةَ فِي شَعْرِهِ ، وَكَانَ يَذْكُرُ صِفَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وَمَا تُخْبِرُهُ بِهِ يَهُودُ ، وَإِنَّ مَوْلِدَهُ بِمَكَّةَ وَمُهَاجِرَهُ يَثْرِبُ فَقَالَ بَعْدَ أَنَّ بُعِثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : هَذَا النَّبِيُّ الَّذِي بَقِيَ وَهَذِهِ دَارُ هِجْرَتِهِ ، فَلَمَّا كَانَتْ وَقْعَةُ بُعَاثٍ شَهِدَهَا ، وَكَانَ بَيْنَ قَدُومِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وَوَقْعَةِ بُعَاثٍ خَمْسُ سِنِينَ ,
وَكَانَ يُعْرَفُ بِيَثْرِبَ يُقَالُ لَهُ : الْحَنِيفُ ، فَقَالَ شِعْرًا يَذْكُرُ الدِّينَ :
وَلَوْ شَا رَبُّنَا كُنَّا يَهُودَا ... وَمَا دِينُ الْيَهُودِ بِذِي شُكُولِ
وَلَوْ شَا رَبُّنَا كُنَّا نَصَارَى ... مَعَ الرُّهْبَانِ فِي جَبَلِ الْجَلِيلِ.
وَلَكِنَّا خُلِقْنَا إِذْ خُلِقْنَا ... حَنِيفًا دِينُنَا عَنْ كُلِّ جِيلِ.
نَسُوقُ الْهَدْيَ تَرْسُفُ مُذْعِنَاتٍ ... تُكَشِّفُ عَنْ مَنَاكِبِهَا الْجُلُولِ
فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم الْمَدِينَةَ قِيلَ لَهُ : يَا أَبَا قَيْسٍ هَذَا صَاحِبُكَ الَّذِي كُنْتَ تَصِفُ ، قَالَ : أَجَلْ قَدْ بُعِثَ بِالْحَقِّ . وَجَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم , فَقَالَ لَهُ : إِلامَ تَدْعُو ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : إِلَى شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ ، وَذَكَرَ شَرَائِعَ الإِسْلاَمِ ، فَقَالَ أَبُو قَيْسٍ : مَا أَحْسَنَ هَذَا وَأَجْمَلَهُ , أَنْظُرُ فِي أَمْرِي , ثُمَّ أَعُودُ إِلَيْكَ ، وَكَادَ يُسْلِمُ , فَلَقِيَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيٍّ , فَقَالَ : مِنْ أَيْنَ ؟ فَقَالَ : مِنْ عِنْدِ مُحَمَّدٍ عَرَضَ عَلَيَّ كَلاَمًا مَا أَحْسَنَهُ ، وَهُوَ الَّذِي كُنَّا نَعْرِفُ وَالَّذِي كَانَتْ أَحْبَارُ يَهُودَ تُخْبِرُنَا بِهِ ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيٍّ : كَرِهْتَ وَاللَّهِ حَرْبَ الْخَزْرَجِ ، قَالَ : فَغَضِبَ أَبُو قَيْسٍ وَقَالَ : وَاللَّهِ لاَ أُسْلِمُ سَنَةً ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى مَنْزِلِهِ فَلَمْ يَعُدْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم حَتَّى مَاتَ قَبْلَ الْحَوْلِ , وَذَلِكَ فِي ذِي الْحِجَّةِ عَلَى رَأْسِ عَشْرَةِ أَشْهُرٍ مِنَ الْهِجْرَةِ.(5/303)
6381- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي حَبِيبَةَ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ ، عَنْ أَشْيَاخِهِمْ ؛ أَنَّهُمْ كَانُوا يَقُولُونَ : لَقَدْ سُمِعَ يُوَحِّدُ عِنْدَ الْمَوْتِ (1).
_حاشية__________
(1) تحرف في المطبوع إلى : "عن الموت" ، وأثبتناه عن طبعة دار صادر 3/385.(5/304)
6382- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : وَحَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ قَالَ : كَانَ الرَّجُلُ إِذَا تُوُفِّيَ عَنْ امْرَأَتِهِ كَانَ ابْنُهُ أَحَقَّ بِهَا أَنْ يَنْكِحَهَا إِنْ شَاءَ ، إِنْ لَمْ تَكُنْ أُمَّهُ وينكحها من شاء . فلما مات أبو قيس بن الأسلت قام ابنه مِحصن بن أبي قيس فورث نكاح امرأته ولم يورثها من المال شيئًا ولم ينفق عليها فأتت النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فذكرت ذلك له ، فقَالَ : ارجعي لعل الله يُنزل فيك شيئًا ، فنزلت هذه الآية {ولا تنكحوا ما نكح ءابآؤكم من النسآء} ونزلت {لا يحل لكم أن ترثوا النسآء كرها} إلى آخر الآية.(5/304)
6383- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي معمر بن راشد ، عَنِ الزهري قَالَ : نزلت هذه الآية في ناس من الأنصار كان إذا مات الرجل منهم كان أملك الناس بامرأته وليُّه فََيُمسكها حتى تموت.(5/304)
969- سعد بن بحير بن معاوية بن قُحافة بن نُفيل بن سَدُوس بن عبد مناف بن أبي أسامة بن سَحْمَة بن سعد بن عبد الله بن قُداد (1) بن ثعلبة بن معاوية بن زيد بن الغوث بن بَجِيلَة ، وهي أم الغوث بنت نَبْت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.
وبجيلة بنت صعب بن سعد العشيرة من مذحج بها يعرفون.
وأم سعد بن بحير : حبتة بنت مالك بن عمرو بن عوف ، من الأنصار . وإنما يعرف بأمه ، ويقَالَ : سعد بن حبتة وهم من حلفاء في بني عمرو بن عوف.
_حاشية__________
(1) ث "قذاذ" والضبط من مستدرك تاج العروس ، ووفيات الأعيان وفيهما "قداد بن ثعلبة بن معاوية".(5/304)
6384- قَالَ : أَخْبَرَنا محمد بن سِماعة قَالَ : أَخْبَرَنا أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم القاضي ، عَنْ عثمان بن عبيد الله بن زيد بن جارية ، عَنْ عمه عمر بن زيد بن جارية ، عَنْ أبيه زيد بن جارية قَالَ : استصغر النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم يوم أُحد سبعةً فردهم : عبد الله بن عمر ، وزيد بن أرقم ، والبراء بن عازب ، وأبا سعيد الخدري ، وجابر بن عبد الله ، وليس بالذي يروى عنه الحديث - وزيد بن حارثة ، وسعد بن حبتة.(5/305)
6385- قَالَ : أَخْبَرَنا محمد قَالَ : حَدَّثَنا أبو يوسف قَالَ : حَدَّثَنا أيوب بن النعمان قَالَ : شهدت جنازة سعد بن حبتة فكبر عليه زيد بن أرقم خمساً.(5/305)
6386- قَالَ : وأَخْبَرَنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي ، عَنْ أبيه ، بنسب سعد بن حبتة الذي ذكرناه ، وقَالَ : ومن ولده خُنيس بن سعد بن حبتة وهو الذي ينسب إليه جُهار سُوج (1) خنيس بالكوفة وكان على الموالي مع عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث يوم دير الجماجم فقيل خنيس الموالي ، ومن ولد سعد بن حبتة أيضًا أبو يوسف القاضي ، واسمه يعقوب بن إبراهيم بن حبيب بن سعد بن حبتة.
_حاشية__________
(1) في المطبوع : "شهار سوج" والمثبت عن ابن عبد البر في الاستيعاب.(5/305)
970- عبد الله بن أسلم بن زيد بن بَيحان بن عامر بن مالك بن عامر بن أُنَيف بن جشم بن تميم بن عَوذِ مَناة بن ناج بن تميم بن أراشة بن عامر بن عَبيلة بن قِسميل بن فَران بن بَلِيّ حليف لبني عمرو بن عوف من الأنصار ، وبايع تحت الشجرة.(5/306)
971- عبد الله بن صَيفي بن وبرة بن ثعلبة بن غَنم بن سُرَيّ بن سلمة بن أُنيف بن جشم حليف لبني عمرو بن عوف من الأنصار ، بايع تحت الشجرة.(5/306)
- ومن الخزرج ثم من بني مالك بن النجار بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج وفيهم العدد
972- زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد بن لَوذان (بن عمرو) (1) بن عبد بن عوف (2) بن غنم بن مالك بن النجار.
_حاشية__________
(1) تكملة من ترجمته في أسد الغابة 2/278.
(2) كذا في الأصل ، ومثله لدي ابن عساكر في تاريخه مختصر ابن منظور 9/114 ، وأسد الغابة 2/278 ولدي ابن عبد البر والمزي والذهبي في السير "بن عبد عوف".(5/306)
(*)وأمه النوار بنت مالك بن صِرمة بن مالك بن عدي بن عامر ، من بني عدي بن النجار ، وقتل ثابت بن الضحاك يوم بُعاث.
فولد زيد بن ثابت : سعيدًا وبه كان يكنى.
وأُمُّه أم جميل بنت المُحوّل (1) بن بُجيد بن أبي قيس بن عمرو بن نصر (2) بن مالك بن حِسل بن عامر بن لؤي . وسعدًا ، وخارجة ، وسليمان ، ويحيى ، وعُمارة درج ، وإسماعيل ، وأسعد درج ، وعبادة ، وإسحاق , وأم إسحاق ، وحسنة ، وعَمْرة ، وأم كلثوم ، وأمهم جميلة وهي أم سعد بنت سعد بن الربيع بن عمرو بن أبي زهير بن امرئ القيس بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج . وإبراهيم ، ومحمدًا ، وعبد الرحمن ، وأم حسن ، وأمهم عميرة بنت معاذ بن أنس بن قيس بن عُبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار . وعبد الرحمن ، وزيدًا , وعبيد الله ، وأم كلثوم ، لأم ولدٍ . وسَليطًا ، وعمران , والحارث ، وثابتًا ، وقريبة , وأم محمد ، لأم ولد.(*)
_حاشية__________
(*) من هذه العلامة إلى مثلها أورده المزي نقلاَّ عَنْ ابن سعد
(1) كذا في "ث" بالحاء المهملة وتحتها علامة الإهمال للتأكيد ، ولدي المزي وهو ينقل عَنْ ابن سعد "بن المخول" بالخاء المعجمة.
(2) كذا في "ث" - بصاد مهملة - وتحتها علامة الإهمال للتأكيد ، ولدي المزي وهو ينقل عَنْ ابنسعد "نَضْر" بالضاد المعجمة.(5/307)
6387- قَالَ : أَخْبَرَنا عبد الملك بن عمرو أبو عامر العقدي قَالَ : حَدَّثَنا خارجة بن عبد الله ، عَنْ سعد بن أبي عبد الرحمن ، عَنْ عامر بن سعد بن أبي وقاص في حديث رواه ، أن زيد بن ثابت كان يكنى أبا سعيد.(5/307)
6388- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة ، عَنْ يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة ، قَالَ : قَالَ زيد بن ثابت : كانت وقعةُ بعاث وأنا ابن ست سنين ، وكانت قبل هجرة رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم بخمس سنين ، فقدم رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم المدينة وأنا ابن إحدى عشرة سنة ، وأتي بي إلى رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فقَالُوا : غلام من الخزرج قد قرأ ست عشرة سورة ، فلم أُجز في بدرٍ ولا أُحُدٍ ، وأُجِزْتُ في الخندق.(5/307)
6389- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ ، ومحمد بن معاوية قالا : حَدَّثَنا عبد الرحمن بن أبي الزناد ، عَنْ أبيه ، عَنْ خارجة بن زيد بن ثابت ، عَنْ أبيه قَالَ : لما قدم رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم المدينة أُتي بي إليه فقيل : يا رسول الله ، غلامٌ من بني النجار قد قرأ ست عشرة سورة ، فأمره رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم أن يتعلم كتاب يهود ، وقَالَ : إني لم آمنهم أن يبدلوا كتابي ، قَالَ : فتعلمته في بضع عشرة ليلة.(5/308)
6390- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ ، قَالَ : حَدَّثَنا إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة ، عَنْ عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قَالَ : كان زيد بن ثابت يتعلم في مدارس ماسكة ، فعلم كتابهم في خمس عشرة ليلة حتى كان يعلم ما حرفوا وبدلوا.(5/308)
6391- قَالَ : أَخْبَرَنا يحيى بن عيسى الرملي قَالَ : حَدَّثَنِي الأعمش ، عَنْ ثابت بن عبيد ، عَنْ زيد بن ثابت قَالَ : قَالَ لي رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : إنه تأتيني كتب من أناس لا أحب أن يقرأها كل أحد ، فهل تستطيع أن تعلم كتاب العبرانية ، أو (قال) السُّريانية ؟ قلت : نعم . قَالَ : فتعلمتها في سبع عشرة ليلة (1).
_حاشية__________
(1) أخرجه المصنف في ترجمته لزيد ضمن من جمع القرآن على عهد رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم في القسم الخاص بالسيرة وما بين القوسين منه.(5/308)
6392- قَالَ : أَخْبَرَنا إسماعيل بن أبان الوراق قَالَ : حَدَّثَنا عنبسة بن عبد الرحمن القرشي ، عَنْ محمد بن زاذان ، عَنْ أم سعد ، عَنْ زيد بن ثابت قَالَ : دخلت على رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وهو يُمِلُّ في بعض حوائجه فقَالَ : ضع القلم على أُذُنك فهو أذكر للمُمِلِّ.(5/308)
6393- قَالَ : أَخْبَرَنا محمد بن عبد الله الأسدي قَالَ : حَدَّثَنا سفيان قَالَ : وأَخْبَرَنا عفان بن مسلم ، عَنْ وهيب ، جميعًا عَنْ خالد الحذاء ، عَنْ أبي قلابة ، عَنْ أنس بن مالك قَالَ : قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : أعلمهم بالفرائض زيد.(5/308)
6394- قَالَ : أَخْبَرَنا يحيى بن عباد قَالَ : حَدَّثَنا حماد بن سلمة ، عَنْ قتادة ، عَنْ أنس بن مالك قَالَ : قال لي رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : انظر من ترى في المسجد ، فنظرت فإذا بزيد بن ثابت فدعوته ، فأكلا تمرًا وشربا من الماء ثم خرجا إلى الصلاة.
قال مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : كان زيد بن ثابت يكتب الكتابين جميعًا ، كتاب العربية وكتاب العبرانية ، وأول مشهد شهده زيد بن ثابت مع رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم الخندق وهو ابن خمس عشرة سنة ، وكان ممن ينقل التراب يومئذٍ مع المسلمين ، فقال رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : أما إنه نعم الغلام.(5/308)
وغلبته عيناه يومئذٍ فرقد ، فجاء عمارة بن حزم فأخذ سلاحه وهو لا يشعر ، فقال له رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : يا أبا رقاد ، نمت حتى ذهب سلاحك ، وقال رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : من له عِلْمٌ بسلاح هذا الغلام؟ فقال عمارة بن حزم : يا رسول الله ، أنا أخذته فرده ، فنهى رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم يومئذٍ أن يُرَوَّع المؤمن ، أو أن يُؤخذ متاعة لاعبًا جداً.
قَالَ : وكانت راية بني مالك بن النجار في تبوك مع عمارة بن حزم ، فأدركه رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وأخذها منه فدفعها إلى زيد بن ثابت , فقال عمارة : يا رسول الله , بلغك عني شيء؟ قَالَ : لا ولكن القرآن يُقَدَّم . وكان زيد أكثر أخذًا منك للقرآن.(5/309)
6395- قَالَ : أَخْبَرَنا عفان بن مسلم ، قَالَ : حَدَّثَنا عبد الواحد بن زياد ، قَالَ : حَدَّثَنا الحجاج بن أرطاة ، عَنْ نافع قَالَ : استعمل عمر بن الخطاب زيد بن ثابت على القضاء وفرض له رزقاً.(5/309)
6396- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنا عبد الرحمن بن أبي الزناد ، عَنْ أبيه ، عَنْ خارجة بن زيد ، عَنْ زيد بن ثابت ، أنه كتب إلى معاوية بعد أن بُويع له : لعبد الله معاوية أمير المؤمنين من زيد بن ثابت ، وكتب في آخر ذلك : والسلام عليك أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته.(5/309)
6397- قَالَ : أَخْبَرَنا محمد بن عبد الله الأسدي ، وخلاد بن يحيى قالا : حَدَّثَنا سفيان ، عَنْ إسماعيل بن أبي خالد ، عَنِ الشعبي ، أن مروان دعا زيد بن ثابت وأجلس له قومًا وراء ستر ، فأخذ يسأله ، وهم يكتبون ، ففطن لهم زيد ، فقَالَ : يا مروان ، أَغَدْرًا ! إنما أقول برأيي.(5/310)
6398- قَالَ : أَخْبَرَنا شهاب بن عباد العبدي قَالَ : حَدَّثَنا إبراهيم بن حميد الرؤاسي ، عَنْ إسماعيل ، عَنْ عامر قَالَ : أتى ناسٌ زيد بن ثابت يسألونه ، فجعلوا يكتبون كل شيء قَالَ لهم : فلما كتبوا حاجتهم قَالُوا : والله لو أطلعناه على هذا الذي فعلناه ، فأتوه فأخبروه ، فقَالَ : أَغَدْرًا ! فلعل الذي قلت لكم خطأ ، إنما قلت لكم بجهد رأيي ، قَالَ : فعمدوا فمحوه.(5/310)
6399- قَالَ : أَخْبَرَنا الفضل بن دكين ، والحسن بن موسى ، قالا : حَدَّثَنا زهير بن معاوية ، عَنْ أبي إسحاق ، عَنْ مسروق قَالَ : قدمت المدينة فلقيت بها من الراسخين في العلم زيد بن ثابت.(5/310)
6400- قَالَ : أَخْبَرَنا عفان بن مسلم ، وهشام أبو الوليد الطيالسي قالا : أَخْبَرَنا شعبة ، عَنْ أبي إسحاق ، سمع مسروقًا يقول : أتيت المدينة فسألت عَنْ أصحاب محمد صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فإذا زيد بن ثابت من الراسخين في العلم.(5/310)
6401- قَالَ : أَخْبَرَنا محمد بن عبد الله الأنصاري ، قَالَ : حَدَّثَنا محمد بن عمرو ، عَنْ أبي سلمة ، عَنْ ابن عباس أنه أخذ لزيد بن ثابت بالركاب فقَالَ : تَنَحَّ يا ابن عم رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فقَالَ : هكذا نفعل بعلمائنا وكبرائنا.(5/310)
6402- قَالَ : أَخْبَرَنا الفضل بن دكين ، قَالَ : حَدَّثَنا رَزِين بياع الرمان ، عَنِ الشعبي ، أن زيد بن ثابت كبر على أمه أربعًا وما حسدها خيرًا ، قَالَ : ثم أُتي بدابته فأخذ له ابن عباس بالركاب فقال له زيد : دعه ، قَالَ : :فقال ابن عباس : هكذا نفعل بالعلماء الكبراء.(5/310)
6403- قَالَ : أَخْبَرَنا الفضل بن دكين ، ومحمد بن عبد الله الأنصاري ، قالا : حَدَّثَنا موسى بن علي قَالَ : سمعت أبي قَالَ : إن كان الرجل يأتي زيد بن ثابت فيسأله عَنِ الشيء فيقول : الله أنزل هذا ؟ فإن قَالَ : الله أنزل هذا ، أفتاه ، قَالَ : فإن لم يحلف تركه.(5/310)
6404- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنا الضحاك بن عثمان ، عَنْ عبد الله بن خارجة بن زيد بن ثابت ، عَنْ أبيه ، عَنْ زيد بن ثابت (ح) قَالَ : وأَخْبَرَنا معمر بن راشد ، ومحمد بن عبد الله ، عَنِ الزهري ، عَنْ عبيد بن السباق ، عَنْ زيد بن ثابت قَالَ : أرسل (إليّ) أبو بكر الصديق مقتل أهل اليمامة ، فقَالَ : إن القتل قد استحرّ بقراء الناس ، وإني أخشى أن يذهب كثير من القرآن ، وإني أرى أن تجمع القرآن وأنت رجل شاب عاقل لا نتهمك ، وقد كنت تكتب لرسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم الوحي فَتَتَبَّع القرآن واجمعه ، قَالَ زيد : فوالله لو كلفني نقل جبل أنقله حجرًا حجرًا ما كان أثقل عليّ مما أمرني به ، فقمت فَتَتَبَّعْتُ القرآن أجمعه من الرقاع والعُسُب والأكتاف وصدور الرجال ، فوجدتُ آخر سورة التوبة مع خزيمة بن ثابت {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم} الآية (1).
_حاشية__________
(1) الخبر لدي ابن عساكر في تاريخه مختصر ابن منظور 9/116 وما بين الحاصرتين منه.(5/311)
6405- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي مخرمة بن بكير ، عَنْ أبيه ، عَنْ عمارة بن خزيمة بن ثابت ، عَنْ أبيه قَالَ : جئت بها إلى عمر بن الخطاب وإلى زيد بن ثابت ، فقال زيد : من يشهد معك ؟ قلت : لا والله ما أدري ، فقال عمر : أنا أشهد معه على ذلك.(5/311)
6406- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عبد الرحمن بن أبي الزناد ، عَنْ هشام بن عروة ، عَنْ أبيه قَالَ : لما قُتل أهل اليمامة أمر أبو بكر الصديق عمر بن الخطاب وزيد بن ثابت , فقَالَ : اجلسا على باب المسجد فلا يأتيكما أحد بشيء من القرآن تُنكرانه يشهد عليه رجلان إلا أثبتُّماه ، وذلك أنه قُتل باليمامة ناسٌ من أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم قد جمعوا القرآن.(5/311)
6407- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي معمر بن راشد ، ومحمد بن عبد الله ، عَنِ الزهري ، عَنْ أنس بن مالك قَالَ : أمر عثمان بن عفان زيد بن ثابت وسعيد بن العاص ، وعبد الله بن الزبير ، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، أن يكتبوا المصاحف وقال لهم : إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في عربية منه فاكتبوه بلسان قريش ، فإن القرآن نزل بلسان قريش ، فاختلفوا في التابوت فقال القرشيون : التابوت , وقال زيد بن ثابت : التابوه ، فرفعوه إلى عثمان بن عفان فقَالَ : اكتبوه التَّابُوت كما قالت قريش ، فإن القرآن نزل بلسانهم.(5/311)
6408- قَالَ : وأَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي عمر بن عنبسة بن عبد الله بن عنبسة ، عَنْ محمد بن عبد الله بن عمرو ، عَنْ عطاء ، أن عثمان بن عفان لما نسخ القرآن في المصاحف أرسل إلى أُبي بن كعب ، فكان يُملي على زيد بن ثابت ، وزيد يكتب ومعه سعيد بن العاص يُعربه ، فهذا المصحف على قراءة أُبَيّ وزيد.(5/312)
6409- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي هشيم ، عَنِ المغيرة ، عَنْ مجاهد ، أن عثمان أمر أُبَيَّ بن كعب يُملي ، ويكتب زيد بن ثابت ، ويُعربه سعيد بن العاص ، وعبد الرحمن بن الحارث.(5/312)
6410- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي عبد الرحمن بن أبي الزناد ، عَنْ أبيه ، عَنْ خارجة بن زيد ، عَنْ زيد بن ثابت ، أن عمر بن الخطاب كان يستخلفه على المدينة ، قَالَ : فقَلّ سَفَرٌ يرجع إلا قطع له حَدِيقةً من نخلٍ ، قَالَ أبو الزناد : فكنا نتحدث أن الأساويف مما كان عمرُ قطع له.(5/312)
6411- قَالَ : وأَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي عبد الرحمن بن أبي الزناد ، عَنْ أبيه ، وإبراهيم بن يحيى بن زيد بن ثابت ، قالا : لما حُصِرَ عثمان أتاه زيد بن ثابت ، فدخل عليه الدار ، فقال له عثمان : أنت خارجٌ أَنْفَعُ لي منك ها هنا فَذُبَّ عني ، فخرج ، فكان يَرُدّ الناس ويقول لهم فيه ، حتى رجع لقوله أناس من الأنصار ، وجعل يقول يا للأنصار ! كونوا أنصار الله ، مرتين ، انصروه ، والله إن دمه لحرام ، فجاء أبو حنة المازني مع ناس من الأنصار فقَالَ : ما يصلح لنا معك أمر ، فكان بينهما كلام ثم أخذ بتلبيب (1) زيد بن ثابت هو وأناسٌ معه فمر به ناس من الأنصار فلما رأوه أرسلوه ، وجعل رجل منهم يقول لأبي حنة : أتصنعُ هذا برجل لو مات الليلة ما دريت ما ميراثُك من أبيك؟!
_حاشية__________
(1) "ث" : "يُلَبّب" ولدي ابن عساكر : "تلبيب" ولدي الذهبي : "بتلبيب" والمثبت منه.(5/312)
6412- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي مجمع بن يعقوب ، عَنْ سعيد بن عبد الرحمن بن رقيش قَالَ : كان بنو عمرو بن عوف قد أجلبوا على عثمان ، وكان زيد بن ثابت يدُبُّ عنه ، فقال له قائل منهم : وما يمنعك؟ ما أقل والله من الخزرج من له عِضْدَان العجوة مالك! قَالَ : فقال زيد بن ثابت : اشتريت بمالي ، وقطع لي إمامي عمر بن الخطاب ، وقطع لي إمامي عثمان بن عفان ، قَالَ : فقال له ذلك الرجل : أعطاك عمر بن الخطاب عشرين ألف دينار؟ قَالَ : لا ، ولكن عمر كان يستخلفني على المدينة ، فوالله ما رجع من مغيب قط إلا قطع لي حديقة من نخل.(5/313)
6413- قَالَ : أَخْبَرَنا عبد الله بن إدريس ، عَنْ هشام بن حسان ، عَنْ محمد بن سيرين قَالَ : جاء زيد بن ثابت إلى عثمان وهو محصور معه ثلاث مِئة من الأنصار ، فدخل على عثمان فقَالَ : هذه الأنصار بالباب قَالُوا : جئنا لننصر الله مرتين ، فقال عثمان : أما القتال فلا.(5/313)
6414- قَالَ : أَخْبَرَنا أنس بن عياض الليثي ، عَنْ يونس بن يزيد ، عَنْ ابن شهاب ، عَنْ خارجة بن زيد بن ثابت ، أن زيد بن ثابت كان سَلِسَ منه البول وكان يداريه ، فلما غلبه أرسله فلم يكن يتوضأ منه إلا وضوءه عند الصلاة ، ولا يلتفت إليه وإن خرج منه.(5/313)
6415- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : أَخْبَرَنا زيد بن السائب - مولى زيد بن ثابت - عَنْ إسماعيل بن زيد بن ثابت قَالَ : أخبرني بعض أهلنا قَالَ : ما كان إناء يشرب فيه زيد أحب إليه من قوارير.
قال مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : مات زيد بن ثابت وابنه إسماعيل صغيرٌ لم يسمع منه شيئا.(5/314)
6416- قَالَ : أَخْبَرَنا أبو معاوية الضرير قَالَ : حَدَّثَنِي الأعمش ، عَنْ ثابت بن عبيد قَالَ : كان زيد بن ثابت من أفكه الناس في بيته وأزمته إذا خرج إلى الرجال.(5/314)
6417- قَالَ : أَخْبَرَنا محمد بن عبد الله الأنصاري قَالَ : حَدَّثَنا هشام بن حسان قَالَ : حَدَّثَنا محمد بن سيرين قَالَ : خرج زيد بن ثابت يريد الجمعة فاستقبله الناس راجعين فدخل دارًا ، فقيل له . فقَالَ : إنه من لا يستحيي من الناس لا يستحيي من الله.(5/314)
6418- قَالَ : أَخْبَرَنا محمد بن معاوية النيسابوري قَالَ : حَدَّثَنا ابن أبي الزناد ، عَنْ أبيه ، عَنْ خارجة بن زيد ، أن زيد بن ثابت وجد الناس ركوعًا فَدَبّ حتى دخل في الصف.(5/314)
6419- قَالَ : أَخْبَرَنا محمد بن معاوية النيسابوري قَالَ : حَدَّثَنا ابن أبي الزناد ، عَنْ عبد الملك بن وُهيب - مولى زيد بن ثابت - عَنْ زيد بن ثابت أنه أعتق غلامًا له مجوسيًا يسمى مابورا.(5/314)
6420- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي إسماعيل بن مصعب ، عَنْ إبراهيم بن يحيى ، عَنْ خارجة بن زيد قَالَ : توفي أبي زيد بن ثابت قبل أن تَصْفَرَّ الشمس فكان رأيي دفنه قبل أن أصبح ، فجاءت الأنصار فقالت : لا يُدفن إلا نهارًا يجتمع له الناس . فسمع مروان الأصوات ، فأقبل ، يمشي حتى دخل عَلَيَّ ، فقَالَ : عزيمةً مني أن يدفن حتى نصبح ، فلما أصبحنا غسلناه ثلاثًا : الأولى بالماء ، والثانية بالماء والسدر ، والثالثة بالماء والكافور . وكفناه في ثلاثة أثواب : أحدها بُرد كان كساه إياه معاوية ، وصلينا عليه بعد طلوع الشمس ، صلى عليه مروان بن الحكم . وأرسل مروان بجُزُرٍ فَنُحِرَتْ ، وأطعمنا الناس وغلبنا النساء فبكين ثلاثًا .(5/314)
6421- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : أَخْبَرَنا عبد الرحمن بن أبي الزناد ، عَنْ أبيه قَالَ : نزل نساء العوالي وجاء نساء البلد من الأنصار فجعل خارجة يُذكرهن الله ويقول : لا تبكين عليه . فقلن : لا نسمع كلامك في هذا . وَلَنَبْكِيَنَّ عليه ثلاثًا ، فغلبنه فبكين عليه ثلاثًا قَالَ : وأطعموا.
قال مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : ومات زيد بن ثابت بالمدينة سنة خمس وأربعين وهو ابن ست وخمسين سنة وصلى عليه مروان بن الحكم . قَالَ : وقال غير مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : مات زيد بن ثابت سنة إحدى أو اثنتين وخمسين . وقال آخر : مات سنة خمس وخمسين ، فاختلفوا علينا في وقت موته ، فالله أعلم.(5/315)
6422- قَالَ : أَخْبَرَنا يحيى بن عباد ، وعفان بن مسلم ، وكثير بن هشام ، وموسى بن إسماعيل ، قَالُوا : حَدَّثَنا حماد بن سلمة قَالَ : أَخْبَرَنا عمار بن أبي عمار قَالَ : لما مات زيد بن ثابت جلسنا إلى ابن عباس في ظل قصرٍ فقَالَ : هكذا ذهاب العلم ، لقد مات اليوم عِلْمٌ كثير.(5/315)
6423- قَالَ : أَخْبَرَنا عارم بن الفضل قَالَ : حَدَّثَنا حماد بن زيد ، عَنْ يحيى بن سعيد قَالَ : لما مات زيد بن ثابت قَالَ أبو هريرة : مات حبرُ هذه الأمة ، ولعل الله أن يجعل في ابن عباس منه خلفاً.(5/315)
6424- قَالَ : أَخْبَرَنا هشام أبو الوليد الطيالسي قَالَ : حَدَّثَنا أبو عوانة ، عَنْ قتادة قَالَ : لما مات زيد بن ثابت ودفن قَالَ ابن عباس : هكذا يذهب العلم.(5/315)
6425- قَالَ : أَخْبَرَنا هَوْذَةُ بن خليفة قَالَ : حَدَّثَنا عوف قَالَ : بلغني أن ابن عباس قَالَ : لما دفن زيد بن ثابت : هكذا يذهب العلم وأشار بيده إلى قبره ، يموت الرجل الذي يعلم الشيء لا يعلمه غيره ، فيذهب ما كان معه.
6426- قال مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : وقد روى زيد بن ثابت عَنْ أبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، رضي الله عنهم(4).
_حاشية__________
(1) بالهامش : بعدها في ث "هذا آخر الجزء السادس من الطبقات الكبير لمحمد بن سعد كاتب الواقدي رحمة الله عليه ، يتلوه إن شاء الله تعالى في السابع : قيس بن قهد بن قيس بن ثعلبة".(5/315)
973- قيس بن قَهد بن قيس بن ثعلبة بن عُبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار.
وأُمُّه سلمى بنت رافع بن النعمان بن زيد بن لبيد بن خِداش ، من بني عدي بن النجار.
فولد قيس بن قهد : زرارة ، قتل يوم اليمامة شهيدًا ، وأبا الورد واسمه أسعد ، ومسعودًا ، وسعدًا يقال له المثلّم ، وقيس بن قيس ، وخولة بنت قيس مبايعة ، تزوجها حمزة بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي ، فولدت له يعلي ، وعمارة.(5/316)
974- قيس بن عمرو بن سهل بن ثعلبة بن الحارث بن زيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار.
وأُمُّه أم عامر بنت خالد بن الخشخاش بن مالك بن عدي بن عامر ، من بني عدي بن النجار.
فولد قيس بن عمرو : سعيدًا ، وأسعد ، والشَّمُوسَ ، وأمهم زينب بنت الحباب بن الحارث بن عمرو بن عوف بن مبذول . من بني مازن بن النجار ، ومن ولد سعيد بن قيس : يحيى ، وسعد ، وعبد ربه ، بنو سعيد ، وأمهم أم ولد . وكانوا محدثين فقهاء ، وقد ولي ابن سعيد القضاء لأبي جعفر المنصور بالكوفة ومات بها وهو قاض ودفن بالهاشمية في المنزل الذي كان ابتنى أبو جعفر عند قنطرة الكوفة .(5/316)
975- سعد بن زُرارة بن عُدُس بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار.
وأُمُّه سعاد بنت رافع بن معاوية بن عبيد بن الأبجر بن عوف بن الحارث بن الخزرج . أسلم وكان مغموصًا عليه ، وهو أخو أبي أمامة أسعد بن زرارة نقيب بني النجار ، فولد سعد بن رزراة : عبد الرحمن.
وأُمُّه أُنَيسة بنت الكاتب بن قيس بن عورا بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار . فولد عبد الرحمن بن سعد : عمرة بنت عبد الرحمن ، وأمها سالمة بنت حكيم بن هاشم بن قوالة ، وعمرة التي روت عَنْ عائشة وهي أم أبي الرجال محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن حارثة بن النعمان.(5/317)
976- عمرو بن حزم بن زيد بن لَوْذان بن عمرو بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار . وأمه خالدة بنت أبي أنس بن سنان بن وهب بن لوذان ، من بني ساعدة . فولد عمرو بن حزم : محمدًا قتل يوم الحرة ، وأُمّ (...)(1)، وأمهما عمرة بنت عبد الله بن الحارث بن جمَّاز ، من غسان حليف بني ساعدة ، وعمارة.
وأُمُّه سالمة بنت حكيم بن هشام بن خلف بن قوالة بن طريف ، من بني ليثٍ ، وخالدًا وخالدة ، وأمهما كبشة بنت خُنيس بن شجرة بن الحارث بن معاوية بن ربيعة بن الحارث بن معاوية بن الحارث بن ثور بن مُرَتّع ، من كندة ، وعبد الله.
وأُمُّه أم ولد ، ومعاوية ، وسليمان ، وحارثة ، وحبيبة ، وميمونة ، وأمهم سودة بنت حارثة بن سلمة بن عوف ، من كندة ، وحفصة ، وأمها أم بلال بنت الحارث بن قيس بن هَيْشَة بن الحارث ، من بني عمرو بن عوف ، وعامرًا ، ومعمر ، وحضرمي ، ونائلة ، وجميلة ، وأمهم أم ولد.
وكان عمرو بن حزم يكنى أبا الضحاك ، واستعمله رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم على نجران اليمن وهو ابن سبع عشرة سنة.
_حاشية__________
(1) كلمة غير واضحة ويبدو أن مكانها صدر كنية أحد أولاد عمرو.(5/317)
6427- قَالَ : أَخْبَرَنا عبد الله بن إدريس قَالَ : حَدَّثَنا محمد بن عمارة ، عَنْ أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قَالَ : كان في كتاب رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم الذي كتبه لعمرو بن حزم حين بعثه إلى نجران : ألا يمس القرآن إلا طاهرٌ ، ولا يصلى الرجل وهو مُعتقص ، ولا يحتبي الرجل وليس بين فرجه وبين السماء شيء ، وفي العين خمسون من الإبل ، وفي الأذن خمسون من الإبل ، وفي الأنف إذا استُوعِب مارِنُه الدية ، وفي اليد خمسون من الإبل ، وفي الرجل خمسون من الإبل ، في كل إصبع مما هناك عشر.(5/318)
6428- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي عبد الرحمن بن عبد العزيز قَالَ : سمعت أبا بكر بن محمد بن عمرو بن حزم يقول : استعمل رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم عمرو بن حزم على نجران وبني الحارث وهو يومئذٍ ابن سبع عشرة سنة ، فخرج مع وفدهم ، وهو يُفَقِّههم ويُعلّمهم السُّنة ومعالم الإسلام ويأخذ منهم صدقاتهم . وكتب له كتابًا عَهِدَ إليه فيه ، وأمره بأمره كتابًا مشهورًا عند أهل العلم.(5/318)
6429- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنا محمد بن صالح ، عَنْ موسى بن عِمران بن مَنَّاح قَالَ : توفي رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وعامله على نجران عمرو بن حزم الأنصاري.(5/318)
6430- قَالَ : أَخْبَرَنا معَنْ بن عيسى قَالَ : حَدَّثَنا مالك بن أنس ، عَنْ عبد الله بن أبي بكر بن حزم ، عَنْ أبيه ؛ أن جده ابتاع مِطرفًا بسبعمائة درهم فكان يلبسه.
قال مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : وبقى عمرو بن حزم حتى أدرك بيعة معاوية بن أبي سفيان لابنه يزيد ، ومات بعد ذلك بالمدينة .(5/318)
977- معمر بن حزم بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار.
وأُمُّه خالدة بنت أبي أنس بن سنان بن وهب بن لوذان ، من بني ساعدة . فولد معمر بن حزم : عبد الرحمن.
وأُمُّه نائلة بنت عبيد بن الحر بن عمرو بن الجعد بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار . من ولده أبو طُوَالَةَ واسمه عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر ، كان قاضيًا بالمدينة لأبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ، والي عمر بن عبد العزيز على المدينة.(5/319)
978- أبو أخْزَم
واسمه الحارث بن عتيك بن النعمان بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن مبذول ، وهو عامر بن مالك بن النجار.
وأُمُّه جميلة بنت علقمة بن عمرو بن ثقف ، واسمه كعب بن مالك بن مبذول ، وهو عامر بن مالك بن النجار ، وهو أخو سهل بن عتيك الذي شهد بدرًا ، فولد أبو أخزم : النعمان ، وجميلة ، وأمهما جميلة بنت سويد بن الحارث بن كعب بن عوف ، وقتل أبو أخزم يوم جسر أبي عبيد شهيداً.(5/319)
979- الطفيل بن سعد بن عمرو بن ثقف ، واسمه كعب بن مالك بن مبذول ، وهو عامر بن مالك بن النجار ، قتل يوم بئر معونة شهيدًا ولا عقب له.(5/319)
980- سهل بن عامر بن سعد بن عمرو بن ثقف ، واسمه كعب بن مالك بن مبذول ، وهو عامر بن مالك بن النجار ، قتل يوم بئر معونة شهيدًا في صفر على رأس اثنين وثلاثين شهرا من الهجرة ولا عقب له.(5/320)
981- أبو جُهَيْم بن الحارث بن الصِّمّة بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن مبذول وهو عامر بن مالك بن النجار.
وأُمُّه عُسَيلة بنت كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مبذول بن النجار.
وأبو جهيم الذي روى عَنْ رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم في الرجل يمر بين يدي الرجل وهو يصلي ، فقَالَ : لأن يقف أربعين خيرًا له.(5/320)
6431- قَالَ : وأَخْبَرَنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي قَالَ : حَدَّثَنا ابن لهيعة قَالَ : حَدَّثَنا عبد الرحمن بن الأعرج قَالَ : سمعت عمير مولى ابن عباس قَالَ : أقبلت أنا وعبد الله بن يسار مولى ميمونة زوج النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم حتى دخلنا على أبي الجهيم بن الحارث بن الصمة الأنصاري ، فقَالَ : دخل رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم من نحو بئر جمل فلقيه رجل فسلم عليه ، فلم يرد عليه رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم حتى أقبل إلى الجدار فمسح بوجهه ويديه ، ثم رد عليه السلام.(5/320)
6432- قَالَ : أَخْبَرَنا معَنْ بن عيسى قَالَ : حَدَّثَنا مالك بن أنس ، عَنْ يحيى بن سعيد ، عَنْ أبي جهيم الأنصاري صاحب النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم أنه حلف ألا يكلم عبد الله بن عمرو بن العاص في شأن الفتنة ، ثم قدم عبد الله بن عمرو المدينة فلم يكلمه أبو جهيم .(5/320)
982- وأخوه : سعد (1) بن الحارث بن الصمة بن عمرو.
وأُمُّه أم الحكم وهي خولة بنت عقبة بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل ، فولد سعد بن الحارث : الصلت ، وأم الطفيل ، وأمهما جمال بنت قيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف بن قصي ، وعمرًا.
وأُمُّه أم سعيد بنت سهل بن عتيك بن عمرو بن مبذول ، وهو عامر بن مالك بن النجار.
وقد صحب سعد بن الحارث النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وشهد مع علي بن أبي طالب صفين وقتل يومئذٍ.
_حاشية__________
(1) كذا لدي ابن الأثير ونص على أنه "أخو أبي الجهيم" ومثله لدي ابن حجر وفي ث "سعيد".(5/321)
983- حبيب بن عمرو بن محصن بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن مبذول ، وهو عامر بن مالك بن النجار.
وأُمُّه عمرة بنت هَزَّال بن عمرو بن قَربُوش.(5/321)
984- وأخوه : أبو عمرة
واسمه بَشير بن عمرو بن مِحصن بن عتيك.
وأُمُّه كبشة بنت ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار ، وهي أخت حسان الشاعر.
وهو أبو عبد الرحمن بن أبي عمرة الذي روى عَنْ عثمان بن عفان ، وقتل أبو عمرة بصفين مع علي بن أبي طالب عليه السلام.(5/321)
985- وأخوهما أبو عبيدة بن عمرو بن محصن بن عتيك.
وأُمُّه كبشة بنت ثابت بن المنذر بن حرام ، قتل يوم بئر معونة شهيدًا في صفر على رأس ستة وثلاثين شهرًا من الهجرة.(5/322)
986- شداد بن أوس بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عامر بن عمرو بن مالك بن النجار ، ولم تُسمّ لنا أمه ، فولد شداد : محمدًا ، ويعلي وبه كان يكنى ، وكبشة ، ولم تسمّ لنا أمهم ، وشداد هو ابن أخي حسان بن ثابت الشاعر ، وتحول إلى فلسطين فنزلها ومات بها سنة ثمان وخمسين في خلافة معاوية بن أبي سفيان . وهو ابن خمس وسبعين سنة وله بقيةٌ وعقبٌ ببيت المقدس ، وكانت له عبادة واجتهاد في العمل وروى عَنْ كعب الأحبار.(5/322)
6433- قَالَ : أَخْبَرَنا يزيد بن هارون قَالَ : أَخْبَرَنا فرج بن فضالة ، عَنْ أسد بن وداعة قَالَ : كان شداد بن أوس إذا أوى إلى فراشه كان كأنه حبّة على مِقلى فيقول : اللهم إن النار قد أسهرتني ثم يقوم إلى الصلاة.(5/322)
6434- قَالَ : أَخْبَرَنا روح بن عبادة قَالَ : حَدَّثَنا الأوزاعي ، عَنْ حسان بن عطية قَالَ : كان شداد بن أوس في سفر فقال لغلامه : آتينا بالسُّفرة نَعبَثُ بها ، فأنكرت منه ، فقَالَ : ما تكلمت بكلمة منذ أسلمت إلا وأنا أخطِمُها وأزمُّها غير كلمتي هذه فلا تحفظوها علي ، واحفظوا عني ما أقول لكم ، سمعت رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم يقول : إذا كنز الناس الذهب والفضة فاكنزوا هذه الكلمات : اللهم إني أسألك الثبات في الأمر ، والعزيمة على الرشد ، وأسألك شكر نعمتك ، وحسن عبادتك ، وأسألك قلبًا سليمًا ولسانًا صادقًا ، وأسألك من خير ما تعلم وأعوذ بك من شر ما تعلم وأستغفرك لما تعلم ، إنك أنت علام الغيوب.(5/322)
6435- قال : أَخْبَرَنا يزيد بن هارون ، وعفان بن مسلم قالا : حَدَّثَنا حماد بن سلمة ، عَنْ ثابت البناني ، وأبي العوام بن عبد الله بن بريدة قَالَ : كان شداد بن أوس في سفر ومعه ناس صحبوه من أهل الكوفة ، فقَالَ : يا غلام ، آتينا بسُفرتنا نتعلل منها بشيء حتى يحضر غداؤنا ، ثم قَالَ : استغفر الله ما تكلمت بكلمة - قَالَ يزيد في حديثه - منذ صحبت رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وقال عفان : منذ فارقت رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم حتى أخطِمها وأزمّها قبل هذه ، فقال له أصحابه : من أنت رحمك الله؟ قَالَ : أنا شداد بن أوس ، قَالُوا : ألا أخبرتنا حتى نسألك شيئًا سمعته من رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم؟ فقَالَ : هاتوا صحيفةً ودواةً ، فقَالَ : اكتب سمعت رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم يقول : من قَالَ حين يصبح وحين يمسي : اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ، فإن مات من يومه أو ليلته غفر له أو دخل الجنة.(5/323)
6436- قَالَ : أَخْبَرَنا موسى بن مسعود أبو حذيفة النهدي قَالَ : حَدَّثَنا عكرمة بن عمار ، عَنْ شداد بن عبد الله ، عَنْ شداد بن أوس أنه كان في سفر فقال لغلامه : أَدْنِ هذه السُّفْرَةَ نَعْبَثُ بها ثم قَالَ : مه ، ما تكلمت بكلمة منذ أسلمت إلا وأنا أزمّها وأخطِمها قبل هذه ليس كذلك قَالَ النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ولكن قَالَ : قولوا : اللهم إنا نسألك الثبات في الأمر ، وعزيمة الرشد ، ونسألك شكر نعمتك ، وحسن عبادتك ، ونسألك قلوبًا سليمة ، وألسنًا صادقة ، ونستغفرك لما تعلم ، ونعوذ بك من شر ما تعلم ، ونسألك من خير ما تعلم ، إنك أنت علام الغيوب.(5/323)
6437- قَالَ : أَخْبَرَنا مسلم بن إبراهيم ، قَالَ : حَدَّثَنا سلام بن مسكين قَالَ : حَدَّثَنا قتادة ، أن شداد بن أوس خطب الناس فحمد الله وأثنى عليه وقَالَ : يا أيها الناس ، ألا إن الدنيا أجل حاضر يأكل منها البر والفاجر ، ألا وإن الآخرة أجلٌ مستأخر يقضي فيه ملكٌ قادر ، ألا وإن الخير كله بحذافيره في الجنة ، ألا وإن الشر بحذافيره في النار ، ألا واعلموا أنه من يعمل مثقال ذرةٍ خيرًا يره , ومن يعمل مثقال ذرةٍ شرًا يره.(5/323)
6438- قَالَ : أَخْبَرَنا أحمد بن عبد الله بن يونس ، قَالَ : حَدَّثَنا مُنْدَلُ ، عَنْ أبي رجاء الجزري ، عَنْ عثمان بن خالد ، عَنْ محمد بن مسلم ،قَالَ : قَالَ شداد بن أوس ، وكانت له صحبة ، زوجوني فإن رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم أوصاني أن لا ألقى الله عزباً.(5/324)
6439- قال : أَخْبَرَنا الفضل بن دكين ، قَالَ : حَدَّثَنا ابن عيينة ، قَالَ : سمعت الزهري ، قَالَ : حَدَّثَنا محمود بن الربيع قَالَ : قَالَ شداد بن أوس لما حضرته الوفاة : يا نعايا العرب إن أخوف ما أخاف على هذه الأمة الرياء والشهوة الخفية.(5/324)
987- معاذ بن الحارث بن الحباب بن الأرقم بن عوف بن وهب بن عمرو بن عبد عوف بن مالك بن النجار.
وأُمُّه أم ولد ، وهو معاذ القارئ ويكنى أبا الحارث ، فولد معاذ القارئ : الحارث.
وأُمُّه من العرب ، وعمر ، وعبد الله ، وعثمان لا عقب له ، ومحمدًا لا عقب له ، وحميدًا لا عقب له ، وسودة ، وعائشة ، وحميدة ، وهن لأمهات أولاد شتى ، وقتل معاذ يوم الحرة في ذي الحجة سنة ثلاث وستين في خلافة معاوية ، وقد حفظ عَنْ أبي بكر وعمر وعثمان .(5/324)
- ومن بني عدي بن النجار
988- أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار.
وأُمُّه أم سليم بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار ، فولد أنس بن مالك : عبد الله.
وأُمُّه الفارعة بنت المثنى بن حارثة بن سلمة بن ضمضم بن مرة . وزيدًا ، وعبيد الله قتل يوم الحرة ، وأمهما كريمة بنت وعلة . ويحيى قتل يوم الحرة . وخالدًا ، وموسى ، وأمهم من أهل اليمن ، والنضر ، وأبا بكر ، وأمهما أم ولد ، والعلاء.
وأُمُّه رملة بنت نُعيم بن واقد بن الحارث بن عمرو بن عدي بن جشم ، والبراء ، وأبا عمير ، وأمهما من بني يشكر ، وعمر.
وأُمُّه عمرة بنت الجارود ، من عبد القيس ، ورملة ، وأمها أم ولدٍ ، وأميمة ، وأمها أم ولد ، وأم حرام ، وأمها أم ولد.
قَالَ : فهؤلاء الذين أُحْصوا لنا من ولد أنس بن مالك ، قَالَ : وقد أخبرني بعض أهل العلم أنه ولد لأنس بن مالك من صلبه ثمانون ولدًا ويقَالَ : مائة.(5/325)
6440- قَالَ : أَخْبَرَنا إسماعيل بن إبراهيم , عن عبد العزيز بن صهيب ، عَنْ أنس بن مالك ، قَالَ : لما قدم رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم المدينة أخذ أبو طلحة بيدي فانطلق إلى رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فقَالَ : يا رسول الله ، إن أنسًا غلامٌ كيِّسٌ فليخدمك ، فخدمته في السفر والحضر ، والله ما قَالَ لي لشيء صنعته : لو صنعت هذا هكذا ، ولا لشيء لم أصنعه لِمَ لَمْ تصنع هذا هكذا.(5/325)
6441- قال أَخْبَرَنا يزيد بن هارون ، ومحمد بن عبد الله الأنصاري قالا : أَخْبَرَنا حميد الطويل ، عَنْ أنس بن مالك ، قَالَ : أخذت أم سليم بيدي مقدم النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم المدينة فأتت رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فقالت : يا رسول الله ، هذا ابني وهو غلام كاتب ، قَالَ أنس : فخدمته تسع سنين فما قَالَ لشيء قط صنعته أسأت أو بئس ما صنعت.(5/325)
6442- قَالَ : أَخْبَرَنا إسحاق بن يوسف الأزرق قَالَ : أَخْبَرَنا زكرياء بن أبي زائدة ، عَنْ سعيد بن أبي بردة ، عَنْ أنس بن مالك قَالَ : خدمت رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم تسع سنين فما أعلمه قَالَ لي قط : هلا فعلت كذا وكذا ، ولا عاب عليَّ شيئًا قط.(5/326)
6443- قَالَ : أَخْبَرَنا سليمان بن حرب قَالَ : حَدَّثَنا حماد بن زيد ، عَنْ سنان بن ربيعة قَالَ : سمعت أنس بن مالك يقول : ذهبت بي أمي إلى رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فقالت : يا رسول الله خويدمك ادع الله له ، قَالَ : اللهم أكثر ماله وولده وأطل عمره واغفر ذنبه. قَالَ أنس : فقد دفنت من صلبي مائة غير اثنين أو قَالَ : مائة واثنين ، وإن ثمرتي لتحمل في السنة مرتين ، ولقد بقيت حتى سئمت الحياة وأنا أرجو الرابعة.(5/326)
6444- قَالَ : أَخْبَرَنا سليمان بن حرب قَالَ : حَدَّثَنا حماد بن زيد ، عَنْ ثابت ، عَنْ أنس قَالَ : خدمت النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم عشر سنين فما قَالَ لي أف قط ، ولا قَالَ لشيء لم أفعله ألا كنت فعلت كذا وكذا؟ ولا لشيء فعلته لِم فعلت كذا وكذا؟ لما يصنع الخادم.(5/326)
6445- قَالَ : أَخْبَرَنا الفضل بن دكين قَالَ : حَدَّثَنا جعفر بن بُرقان ، عَنْ رجل ، عَنْ أنس بن مالك قَالَ : خدمت النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم عشر سنين فما أمرني بأمر توانيت فيه ضيّعتُه فلامني ، وإن لامني أحدٌ من أهله قَالَ : دعوه فلو شاء الله أو قضى أن يكون كان.(5/326)
6446- قَالَ : أَخْبَرَنا سليمان بن أبي داود الطيالسي ، أَخْبَرَنا شعبة ، عَنْ قتادة ، عَنْ أنس بن مالك قَالَ : قالت أم سليم : يا رسول الله خادمك ادع الله له ، تعني أنسًا ، فقال رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيما رزقته.(5/326)
6447- قَالَ : أَخْبَرَنا مسلم بن إبراهيم قَالَ : حَدَّثَنا سلام بن مسكين قَالَ : حدثنا عبد العزيز بن أبي جميلة ، عَنْ أنس بن مالك قَالَ : إني لأعرف دعوة النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فيَّ وفي مالي وفي ولدي.(5/326)
6448- قَالَ : أَخْبَرَنا محمد بن عبد الله الأنصاري ، قَالَ : حَدَّثَنِي أبي ، عَنْ ثمامة بن عبد الله بن أنس ، قَالَ : كان كَرْمُ أنس يحمل في كل سنة مرتين.(5/327)
6449- قال : أَخْبَرَنا محمد بن عبد الله الأنصاري قَالَ : حَدَّثَنا أبي ، عَنْ مولىً لأنس بن مالك ، أنه قَالَ لأنس : شهدت بدرًا ؟ قَالَ : لا أُمَّ لك ، وأين غبت عَنْ بدر؟
قال محمد بن عبد الله الأنصاري : خرج أنس مع رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم حين توجه إلى بدر وهو غلام يخدم النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم.(5/327)
6450- قَالَ : أَخْبَرَنا محمد بن عبد الله الأنصاري ، قَالَ : حَدَّثَنا حميد الطويل ، عَنْ أنس بن مالك قَالَ : انتهى إلينا النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وأنا في غلمان فسلم علينا ، ثم أخذ بيدي فأرسلني برسالة وقعد في ظل جدار ، أو في جدار ، حتى رجعت إليه ، فلما أتيت أم سليم قالت : ما حبسك؟ قَالَ : قلت : أرسلني رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم برسالة ، قالت : وما هي؟ قلت : إنها سر ، قالت : احفظ سر رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم , فما أخبرت به أحدًا قط.(5/327)
6451- قَالَ : أَخْبَرَنا الفضل بن دكين ، قَالَ : حَدَّثَنا مُندل ، عَنْ حميد ، عَنْ أنس قَالَ : مر بي رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم في غلمان ، فسلم علينا.(5/327)
6452- قَالَ : أَخْبَرَنا روح بن عبادة قَالَ : حَدَّثَنا جرير بن حازم ، عَنْ سالم العدوي (1)، عَنْ أنس بن مالك قَالَ : كنت أخدم رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فكنت أدخل عليه بغير إذن فجئت ذات يوم فدخلت عليه ، فقَالَ : يا بُنَيَّ إنه قد حدث أمرٌ فلا تدخل عليّ إلا بإذن.
_حاشية__________
(1) العدوي : تحرف في الأصل إلى "العلوي" وصوابه من تهذيب الكمال والتقريب.(5/327)
6453- قَالَ : أَخْبَرَنا سليمان بن حرب قَالَ : حَدَّثَنا حماد بن زيد ، عَنْ سالم العدوي ، عَنْ أنس بن مالك قَالَ : لما نزلت آية الحجاب جئت أدخل كما كنت أدخل فقال لي النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : وراءك يا بُنَيَّ.(5/327)
6454- قَالَ : أَخْبَرَنا يحيى بن عباد قَالَ : حَدَّثَنا الحارث بن عبيد أبو قدامة قَالَ : حَدَّثَنا ثابت البناني ، وأبو عمران الجوني ، عَنْ أنس بن مالك قال : بعثني رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم في حاجة فمررت بصبيان فجلست إليهم فأبطأت على رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فخرج فرآني مع الصبيان فسلم عليهم.(5/327)
6455- قَالَ : أَخْبَرَنا عفان بن مسلم ، وهشام أبو الوليد الطيالسي قَالَ : حَدَّثَنا أبو عوانة ، عَنِ الجعد بن عثمان ، عَنْ أنس بن مالك ، أن النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم قَالَ له : يا بُنَيَّ.(5/328)
6456- قَالَ : أَخْبَرَنا عفان بن مسلم ، قَالَ : حَدَّثَنا شعبة ، عَنْ عطاء بن أبي ميمونة قَالَ : سمعت أنسًا يقول : كان رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم إذا خرج لحاجة أجيء أنا وغلامٌ منا بأداوةٍ من ماء.(5/328)
6457- قَالَ : أَخْبَرَنا محمد بن عبد الله الأنصاري (1)، قَالَ : حَدَّثَنِي أبي ، عَنْ ثمامة بن عبد الله قَالَ : قَالَ أنس : رأيت رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم يشرب في القدح أكثر من مائة مرة.
قال محمد بن عبد الله الأنصاري : يعني هذا القدح الذي عندنا ، ولم تختلف في ذلك أشياخنا.
قال محمد بن سعد : سألت محمد بن عبد الله الأنصاري عَنْ هذا القدح أهو قدح النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ؟ قَالَ : أمّا قدحه نفسه فلا ، ولكنه قدح كان عند أم سليم فكان النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم إذا جاءها سقته فيه . قلت : فهو القدح الذي قَالَ أنس : سقيت رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم به من كل الشراب : الماء والعسل واللبن ؟ فقَالَ : نعم.
_حاشية__________
(1) تحرف في المطبوع إلى : "محمد بن عبد الأنصاري".(5/328)
6458- قَالَ : أَخْبَرَنا عفان بن مسلم ، قَالَ : حَدَّثَنا حماد بن سلمة ، عَنْ ثابت ، عَنْ أنس بن مالك قَالَ : لقد سقيت رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم بقدحي هذا الشراب كله العسل والنبيذ واللبن والماء.(5/328)
6459- قَالَ : أَخْبَرَنا عفان بن مسلم قَالَ : حَدَّثَنا معتمر بن سليمان قَالَ : سمعت أبي يقول : سمعت أنس بن مالك يقول : ما بقي أحدٌ صلى القبلتين كلتيهما غيري.(5/328)
6460- قَالَ : أَخْبَرَنا محمد بن حميد العبدي ، عَنْ معمر ، عَنْ ثابت ، عَنْ أنس بن مالك قَالَ : خدمت رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم عشر سنين ما سبني سبةً قط ، ولا قَالَ لي أف قط ، ولا قَالَ لي لشيء فعلته لم فعلته؟ ولا قَالَ لي لشيء لم أفعله ألا فعلته ؟(5/329)
6461- قَالَ : أَخْبَرَنا قبيصة بن عقبة ، قَالَ : حَدَّثَنا سفيان ، عَنْ جابر ، عَنْ رجل ، عَنْ أنس بن مالك أن رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم كناه وهو غلام.(5/329)
6462- قَالَ : حَدَّثَنا سعيد بن منصور قَالَ : حَدَّثَنا سفيان ، عَنِ الزهري ، سمع أنس بن مالك يقول : قدم رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم المدينة وأنا ابن عشر سنين ، ومات وأنا ابن عشرين سنة ، وكُنَّ أمهاتي يَحْثُثْنَنِي على خدمته ، فدخل دارنا ذات يوم فحلبنا له من شاةٍ لنا داجنٍ وشيب بماء بئر في الدار وأبو بكر عَنْ شماله وأعرابي عَنْ يمنيه وعمر ناحية ، فشرب رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ، فقال (عمر)(1) له : أعط أبا بكر يا رسول الله ، فناوله الأعرابي ، وقَالَ : الأيمن فالأيمن.
_حاشية__________
(1) تكملة مما ذكره المصنف في ترجمة أنس فيمن نزل البصرة من الصحابة.(5/329)
6463- قَالَ : أَخْبَرَنا عبيد الله بن صغرار (1)، قَالَ : حَدَّثَنِي أبي ، عَنْ أبان ، عَنْ أنس بن مالك قَالَ : قدم رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم المدينة وأنا ابن ثماني حجج ، فلم يبق أهل بيت من بيوت المدينة إلا أتحفوا رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم بتحفة غير أمي ، فأخذت بيدي حتى أتته ، فقالت : يا نبي الله ، أتحفك أهل المدينة أجمعون أكتعون إلا ما كان مني ، وهذا ابني خذه فليخدمك ما بدا لك ، فخدمت رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم عشر حجج ، ما ضربني ضربة قط ، ولا سبني سبة ، ولا انتهرني انتهارةً قط ، ولا عبس في وجهي ساعة قط ، وما قدمت وما أخرت وما قَالَ لي : ألا استفعلت ، ألا فعلت ؟ ثم قَالَ : يا بني اكتم سري تكن مؤمنًا ، فكانت أمي تسألني عَنْ سر رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فما أخبرها ، وكان نساء النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم يسألنني عَنْ سر رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فما أخبرهن ، وما أنا بمخبر سر رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم أحدًا أبداً.
_حاشية__________
(1) مكتوبة هكذا بالنسخة المطبوعة.(5/329)
6464- قَالَ : أَخْبَرَنا هشام أبو الوليد الطيالسي قَالَ : حَدَّثَنا شعبة ، عَنْ أبي التياح ، عَنْ أنس بن مالك قَالَ : كان رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم يخالطنا كثيرًا حتى كان يقول لأخ لي صغير : يا أبا عمير ، ما فعل النُغير؟ قَالَ : وحضرت الصلاة فنضحنا بساطًا لنا فصلى عليه وصفنا خلفه.(5/330)
6465- قَالَ : أَخْبَرَنا عفان بن مسلم قَالَ : حَدَّثَنا حماد بن سلمة ، عَنْ ثابت ، عَنْ أنس بن مالك قَالَ : كان رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم يدخل علينا وكان لي أخٌ صغيرٌ وكان له نُغَرٌ يلعب به فمات نُغَرُهُ ، فدخل النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ذات يوم فرآه حزينا ، فقَالَ : ما شأن أبي عمير حزيناً؟ قَالُوا : مات نُغَرُهُ الذي كان يلعب به يا رسول الله ، قَالَ : أبا عمير ، ما فعل النُّغير؟ أبا عمير ، ما فعل النُّغير؟.(5/330)
6466- قَالَ : أَخْبَرَنا مسلم بن إبراهيم قَالَ : حَدَّثَنا المُثَنَّى بن سعيد الذَّارع قَالَ : سمعت أنس بن مالك يقول : ما من ليلة إلا وأنا أرى فيها حبيبي ثم يبكي.(5/330)
6467- قَالَ : أَخْبَرَنا عفان بن مسلم قَالَ : حَدَّثَنا حماد بن سلمة قَالَ : أَخْبَرَنا ثابت ، أن أبا هريرة قَالَ : ما رأيت أحدًا أشبه صلاةً برسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم من ابن أم سُليم ، يعني أنس بن مالك.(5/330)
6468- قَالَ : أَخْبَرَنا محمد بن عبد الله الأنصاري قَالَ : حَدَّثَنا شعبة ، عَنْ ثابت ، عَنْ أبي هريرة قَالَ : ما رأيت أحدًا أشبه بصلاة رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم من ابن أم سليم.(5/330)
6469- قَالَ : أَخْبَرَنا محمد بن عبد الله الأنصاري قَالَ : حَدَّثَنِي أبي ، عَنْ ثمامة بن عبد الله قَالَ : كان أنس يصلي فيطيل القيام حتى تفطر قدماه دماً.(5/330)
6470- قَالَ : أَخْبَرَنا محمد بن عبد الله الأنصاري ، قَالَ : حَدَّثَنا ابن عون ، عَنْ محمد ، قَالَ : كان أنس إذا حدث عَنِ النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم قَالَ : أو كما قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم.(5/330)
6471- قَالَ : أَخْبَرَنا الحسن بن موسى الأشيب قَالَ : حَدَّثَنا حماد بن سلمة ، عَنْ حميد ، أن أنس بن مالك حدث بحديث عَنْ رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فقال له رجل : أنت سمعته من رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم؟ فغضب غضبًا شديدًا وقَالَ : لا والله ما كل ما نحدثكم سمعناه من رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ولكن كان يحدث بعضنا بعضًا ، ولا يتهم بعضنا بعضًا (1).
_حاشية__________
(1) في ث : "والله ما كل ما نحدثكم به سمعناه من رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ولكن لا يتهم بعضنا بعض" وقد اتبعت ما ورد بالمزي 3/370 ، ولدي ابن عساكر في مختصر ابن منظور 5/72.(5/331)
6472- قَالَ : أَخْبَرَنا محمد بن عَرعَرة بن البِرِنْد قَالَ : حَدَّثَنا شعبة بن الحجاج ، عَنْ يونس بن عبيد ، عَنْ ثابت البناني ، عَنْ أنس بن مالك قَالَ : صحبت جرير بن عبد الله فكان يخدمني وهو أكبر من أنس ، وقال جرير : إني رأيت الأنصار يصنعون برسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم شيئًا لا أرى أحدًا منهم إلا أكرمته.(5/331)
6473- قَالَ : أَخْبَرَنا محمد بن عبد الله الأنصاري قَالَ : حَدَّثَنا أبي ، عَنْ جميلة مولاة أنس (2) ، قالت : كان إذا قيل قد جاء ثابت البناني يقول أنس : يا جميلة هاتِ لي طيبًا أمسح به يدي فإن ابن أم ثابت إذا جاء لم يرض حتى يقبل يدي ، قَالَ : يقول : كفٌّ مست يد رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم.
_حاشية__________
(2) السند المثبت هنا عَنِ المزي 3/365 ومثله لدي ابن عساكر مختصر ابن منظور 5/70 ، وفي الأصل : "قال أَخْبَرَنا محمد بن عبد الله الأنصاري ، حدثتني جميلة أم حفصة بنت أنس بن مالك قالت ..".(5/331)
6474- قَالَ : أَخْبَرَنا موسى بن إسماعيل قَالَ : حَدَّثَنا حماد بن سلمة قَالَ : أَخْبَرَنا ثابت ، أن أنس بن مالك دفع إلى أبي العالية الرياحي تُفاحة فجعلها في كفه وجعل يشمها ويقبلها ويمسحها بوجهه ، ثم قَالَ : تفاحة مستها كف مست كف رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم.(5/331)
6475- قَالَ : أَخْبَرَنا عفان بن مسلم ، يحيى بن عباد ، وعارم بن الفضل ، قَالُوا : حَدَّثَنا حماد بن سلمة قَالَ : أَخْبَرَنا عبيد الله بن أبي بكر ، عَنْ أنس بن مالك قَالَ : استعملني أبو بكر على الصدقة فقدمت وقد مات أبو بكر ، فقال عمر : يا أنس ، أجئتنا بظَهْرٍ ؟ قَالَ : قلت : نعم ، قَالَ : جئنا بالظهر ، والمال لك ، قَالَ : قلت : هو أكثر من ذاك ، قَالَ : وإن كان ، هو لك ، قَالَ : فكان المال أربعة آلاف . قَالَ عفان وعارم في حديثهما قَالَ : فكنت أكثر أهل المدينة مالاَّ . وقال يحيى بن عباد في حديثه : قَالَ : أجئتنا بظهر؟ قَالَ : قلت : البيعة ثم الخبر ، فقال عمر : وُفِّقْتَ ، قَالَ : فبايعته.(5/331)
6476- قَالَ : أَخْبَرَنا محمد بن عبد الله الأنصاري ، قَالَ : حَدَّثَنا ابن عون ، عَنْ موسى بن أنس : أن أبا بكر لما استُخلِفَ بعث إلى أنس بن مالك ليوجهه إلى البحرين على السِّعاية ، قَالَ : فدخل عليه عمر ، فقال له أبو بكر : إني أردت أن أبعث هذا إلى البحرين وهو فتىً شابُّ ، وقَالَ : فقال له عمر : ابعثه فإن (1) لبيبٌ كاتبٌ ، قَالَ : فبعثه ، فلما قُبض أبو بكر قدم على عمر ، فقال له عمر : هات هات يا أنس ما جئت به ، قَالَ : قَالَ : يا أمير المؤمنين البيعة أولاَّ ، قَالَ : فقَالَ : نعم ، قَالَ : فبسط يده ، قَالَ : قَالَ : على السمع والطاعة ، قَالَ ابن عون : فما أدري ، قَالَ : ما استطعتَ ، أو قَالَ أنس : ما استطعتُ (2) ، قَالَ : فأخبرته ما جئت به ، قَالَ : فقَالَ : أما ما كان من كذا وكذا فاقبضوه وما كان من المال فهو لك ، قَالَ : فأتيت على زيد بن ثابت وهو جالسٌ على الباب ، فقَالَ : ألقِ عَلَيَّ ما أعطاك أمير المؤمنين . قَالَ : فألقيت عليه ، فَحَسبَ ، قَالَ ابن عون : فلا أدري أَقَصَرَ على بني النجار ، أو قَالَ : أنت أكثر خزرجي فيها مالاً.
_حاشية__________
(1) هكذا بالنسخة المطبوعة ولعلها : "فإنه".
(2) في ث : "ما أدري قَالَ : ما استطعت أو قَالَ : أليس ما استطعت" والمثبت لدي ابن عساكر والزي وهو ينقل عَنْ ابن سعد.(5/332)
6477- قَالَ : أَخْبَرَنا العلاء بن عبد الجبار العطار ، وعارم بن الفضل ، قالا : حَدَّثَنا حماد بن سلمة ، عَنْ علي بن زيد ، عَنْ أنس بن مالك قَالَ : قدمت المدينة وقد مات أبو بكر واستُخلف عمر ، فقلت لعمر : ارفع يدك أبايعك على ما بايعت عليه صاحبيك قبلك على السمع والطاعة ما استطعتُ.(5/332)
6478- قَالَ : أَخْبَرَنا عفان بن مسلم قَالَ : حَدَّثَنا همام بن يحيى ، عَنْ قتادة، عَنْ أنس بن مالك ، قَالَ : شهدت فتح تستر مع الأشعري فلم يصلِّ صلاة الصبح حتى انتصف النهار ، قَالَ : وما يسرني بتأخير الصلاة الدنيا وما فيها.(5/333)
6479- قَالَ : أَخْبَرَنا عبد الوهاب بن عطاء العجلي قَالَ : أَخْبَرَنا ابن عون ، عَنْ محمد بن سيرين قَالَ : بُعث إلى أنس بن مالك بشيء من الغنائم فرده وقَالَ : لا ، حتى يقسم.(5/333)
6480- قَالَ : أَخْبَرَنا إسحاق بن يوسف الأزرق ، قَالَ : حَدَّثَنا سفيان ، عَنْ ابن عون ، عَنْ محمد ، عَنْ أنس ، أن بعض الأمراء بعث إليه بمال ، فقَالَ : أخُمِّسَ ؟ قَالُوا : لا ، فلم يقبله.(5/333)
6481- قَالَ : أَخْبَرَنا محمد بن عبد الله الأنصاري ، قَالَ : حَدَّثَنا ابن عون ، عَنْ محمد ، أن أميرًا من الأمراء أعطى أنس بن مالك شيئًا من الفيء ، فقال أنس : أخُمِّسَ؟ فقَالَ : لا ، فلم يقبله أنس.(5/333)
6482- قال أَخْبَرَنا الفضل بن دكين قَالَ : حَدَّثَنِي عيسى بن طهمان قَالَ : أتينا أنس بن مالك فأطعم القوم خبزًا ولحمًا ، وأتيناه مرة أخرى فأطعم القوم توتًا ، قَالَ عيسى : ولم آكل أنا معهم.(5/333)
6483- قَالَ : أَخْبَرَنا الفضل بن دكين قَالَ : حَدَّثَنا عيسى بن طهمان قَالَ : قَالَ أنس : لا تجيئونا وأنتم صيام . قَالَ : ورأيته راكبًا على رحالةٍ.(5/333)
6484- قَالَ : أَخْبَرَنا محمد بن عبد الله الأنصاري قَالَ : حَدَّثَنِي أبي قَالَ : كان أنس بن مالك لا يتغدى حتى يحضر وَلَدُ وَلَدِه . قَالَ : فجاء هشام بن زيد إلى أنس وفي يده سوادٌ من الكتاب قَالَ : فقال ثمامة : تجيئون وفي أيديكم سوادٌ ، قَالَ : فضرب أنس صدر ثمامة وقَالَ : هم خير منك وأطيب.(5/333)
6485- قَالَ : أَخْبَرَنا محمد بن عبد الله الأنصاري قَالَ : حَدَّثَنِي أبي ، أن أنسًا نحل ابنه عبد الله نحلاَّ قَالَ : فشق ذلك على إخوته ، قَالَ : فجاء عبد الله إلى أبيه فقَالَ : لا حاجة لي في هذا لأنه قد شق على إخوته . قَالَ : فرده إليه ، قَالَ : وكان أكثر ولد أنس.(5/333)
6486- قَالَ : أَخْبَرَنا سليمان بن حرب قَالَ : حَدَّثَنا حماد بن زيد ، عَنْ ثابت وعبد العزيز بن صهيب قَالَ : أكلنا على مائدة أنس بن مالك ما لا يحصى ما رأينا عنده نبيذًا قط ، كنا نؤتى باللبن ، كنا نؤتى بالعسل ، ونؤتى بالماء .(5/333)
6487- قال أَخْبَرَنا محمد بن عبد الله الأنصاري ، قَالَ : حَدَّثَنا ابن عون ، عَنْ محمد قَالَ : كان مالك بن أنس بسابور فأتاه دهقان من الدهاقين بجام ذهب ، أو من فضة فيها خبيص فأبى أن يأكله ، قالوا له : إن هذا فيهم عظيم ، فقال لهم : حولوه على شيء ، فحولوه على رغيف فأتي به فأكله.(5/334)
6488- قَالَ : أَخْبَرَنا عمرو بن عاصم قَالَ : حَدَّثَنا أبو العوام قَالَ : حَدَّثَنا قتادة قَالَ : استعمل ابن الزبير ، أنس بن مالك على البصرة قَالَ : فأرسل إلى مولاه أنس بن سيرين فاستعمله على الأُبُلَّة ، فقال أنس بن سيرين : أتريد أن تجعلني عاشراً؟ أتريد أن تجعلني عاشرًا ؟ فقال له : أَفَتَرْضَى بكتاب عمر بن الخطاب؟ فأخرجه فإذا فيه : أن يأخذ من تجار المسلمين من كل أربعين درهما درهمًا ، ومن تجار أهل الذمة من كل عشرين درهما درهمًا ، ومن تجار أهل الحرب من كل عشرة دراهم درهماً.(5/334)
6489- قَالَ : أَخْبَرَنا إسماعيل بن عبد الله بن زرارة الرقي (1)، قَالَ : حَدَّثَنا جعفر بن سليمان الضبعي قَالَ : حَدَّثَنا ثابت البناني قَالَ : شكا قيِّمٌ لأنس بن مالك في أرضه العطش ، قَالَ : فصلى أنس فدعا فثارت سحابةٌ حتى غشيت أرضه حتى ملأت صهريجه ، فأرسل غلامه فقَالَ : انظر أين بلغت هذه ؟ فنظر ، فإذا هي لم تَعْدُ أرضه.
_حاشية__________
(1) كذا في التاريخ الكبير للبخاري ، وتاريخ بغداد ، وتهذيب الكمال ، وتقريب التهذيب ، وفي : ث "الجَرمي"(5/334)
6490- قَالَ : أَخْبَرَنا محمد بن عبد الله الأنصاري قَالَ : حَدَّثَنا أبي ، عَنْ ثمامة بن عبد الله قَالَ : جاء أنسًا أكَّارُ بُستانه في الصيف فشكا إليه العطش ، فدعا فتوضأ وصلى ثم قَالَ : هل ترى شيئًا ؟ قَالَ : ما أرى شيئًا قَالَ : فدخل فصلى ثم قَالَ في الثالثة أو في الرابعة : انظر ، فقَالَ : أرى مثل جناح الطير من السحاب ، قَالَ : فجعل يصلى ويدعو حتى دخل عليه القَيِّمُ ، فقَالَ : قد استوت السماء ومطرت ، فقَالَ : اركب الفرس الذي بعث به بشرُ بن شَغَاف فانظر أين تبلغ المطر ، قَالَ : فركبه فنظر فإذا المطر لم يجاوز قصور المسيَّرين ولا قصر الغضبان.(5/335)
6491- قَالَ : أَخْبَرَنا محمد بن عبد الله الأنصاري قَالَ : حَدَّثَنا أبي ، عَنْ ثمامة قَالَ : أمر لنا أبي بأصل كرم نحوٍ من جَريب وقد قُطِفَ منه شيء كثير ، قَالَ : فقطفنا منه نحوًا من ثلاث مِئة صاع ، وقد كان قُطف منه شيء كثير.(5/335)
6492- قَالَ : أَخْبَرَنا محمد بن عبد الله الأنصاري قَالَ : حَدَّثَنا أبي ، عَنْ ثمامة قَالَ : كان كَرْمُ أنسٍ يحمل في كل سنة مرتين.(5/335)
6493- قَالَ : أَخْبَرَنا عفان بن مسلم قَالَ : حَدَّثَنا همام بن يحيى قَالَ : حَدَّثَنا أنس بن سيرين قَالَ : تلقينا أنس بن مالك حين قدم من الشام فتلقيناه بعين التمر ، فرأيته يصلي على حمار ووجهه إلى الجانب ، وأومأ همام عَنْ يسار القبلة فقلت له : رأيتك تصلي لغير القبلة ، فقَالَ : لولا أني رأيت رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم يفعله لم أفعله.(5/335)
6494- قَالَ : أَخْبَرَنا محمد بن عبد الله الأنصاري ، قَالَ : حَدَّثَنا أبي ، عَنْ ثمامة بن عبد الله قَالَ : كان أنس بن مالك يصلى فيطيل القيام حتى تفطر قدماه دماً.(5/335)
6495- قَالَ : أَخْبَرَنا محمد بن عبد الله الأنصاري ، قَالَ : أَخْبَرَنا ابن عون ، عَنْ محمد ، قَالَ : كان أنس بن مالك إذا صلى فركع ثم رفع رأسه ، أطال حتى نقول قد نسي.(5/335)
6495م- قَالَ : أَخْبَرَنا عفان بن مسلم قَالَ : حَدَّثَنا شعبة قَالَ : أخبرني أنس بن سيرين ، قَالَ : كان أنس بن مالك أحسن الناس صلاةً في السفر والحضر.
قَالَ : وحَدَّثَنا به عفان في مكان آخر قَالَ : صحبت أنس بن مالك في سفرٍ ، فما رأيت أحسن صلاةً منه.(5/335)
6496- قَالَ : أَخْبَرَنا الفضل بن دكين قَالَ : حَدَّثَنا عيسى بن طهمان قَالَ : سمعت ثابتًا البناني يقول : كان أنس بن مالك إذا قام يصلي قام خلفه غلامٌ معه مصحف ، فإذا تعايا في شيء فتح عليه.(5/336)
6497- قَالَ : أَخْبَرَنا عمرو بن عاصم قَالَ : حَدَّثَنا همام بن يحيى قَالَ : حَدَّثَنِي من صحب أنس بن مالك ؛ فلما أحرم لم أقدر أكلمه حتى حل ، من شدة اتِّقاه على إحرامه.(5/336)
6498- قَالَ : أَخْبَرَنا المعلى بن أسد قَالَ : حَدَّثَنا حفص بن أبي الصهباء العدوي قَالَ : سمعت أبا غالب يقول لم أر أحدًا كان أضن بكلامه من أنس بن مالك.(5/336)
6499- قَالَ : أَخْبَرَنا يحيى بن خليفة بن عقبة قَالَ : حَدَّثَنا ابن عون ، عَنْ عطاء الواسطي ، عَنْ أنس بن مالك قَالَ : لا يتقي الله عبدٌ حتى يَخزُنَ من لسانه.(5/336)
6500- قَالَ : أَخْبَرَنا سعيد بن منصور قَالَ : حَدَّثَنا عبد الرحمن بن أبي الزناد ، عَنْ عبد المجيد بن سهل بن عبد الرحمن بن عوف ، عَنْ صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف قَالَ : دخل علينا أنس بن مالك يوم الجمعة والإمام يخطب ونحن في بعض أبيات أزواج النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم نتحدث ، فقَالَ : مه ، فلما أقيمت الصلاة قَالَ : إني أخاف أن أكون قد أبطلت جمعتي بقولي لكم مه.(5/336)
6501- قَالَ : أَخْبَرَنا يوسف بن الغرق ، وعلي بن عبد الحميد المَعْنِيّ قالا : حَدَّثَنا صالح بن بشير المُرِّي ، عَنْ ثابت البناني قَالَ : كان أنس بن مالك إذا أشفى على ختم القرآن من الليل أبقى منه سورًا حتى يصبح فيختمه عند عياله.(5/336)
6502- قَالَ : أَخْبَرَنا عفان بن مسلم قَالَ : حَدَّثَنا جعفر بن سليمان قَالَ : حَدَّثَنا ثابت البناني قَالَ : كان أنس بن مالك إذا ختم القرآن جمع ولده وأهل بيته فدعا لهم .(5/336)
6503- قَالَ : أَخْبَرَنا محمد بن عبد الله الأنصاري قَالَ : حَدَّثَنا حميد الطويل ، عَنْ أنس بن مالك : أنه كان يصلى على حماره إذا انطلق إلى قصره تطوعًا وإذا رجع من قصره يومئ إيماءً.(5/337)
6504- قَالَ : أَخْبَرَنا محمد بن عبد الله الأنصاري قَالَ : حدثنا شيخٌ لنا يُكنى أبا جناب قَالَ : سمعت الجُريري يقول : أحرم أنس بن مالك من ذات عِرق قَالَ : فما سمعناه متكلمًا إلا بذكر الله حتى أحل ، قَالَ : فقال لي : يا ابن أخي ، هكذا الإحرام.(5/337)
6505- قَالَ : أَخْبَرَنا محمد بن عبد الله الأنصاري قَالَ : حَدَّثَنِي أبي ، عَنْ عمه ثمامة بن عبد الله ، عَنْ أنس بن مالك أنه قَالَ لبَنيه : يا بَنِيَّ قيدوا العلم بالكتاب.(5/337)
6506- قَالَ : أَخْبَرَنا عفان بن مسلم ، والحسن بن موسى قالا : حَدَّثَنا حماد بن سلمة ، عَنْ ثابت البناني ، أن بَنِي أنسٍ قالوا لأنسٍ : يا أبانا ، ألا تحَدَّثَنا كما تُحَدِّث الغرباء ؟ (1) قَالَ : أي بَنِيّ إنه من يُكْثِر : يَهْجُرْ.
_حاشية__________
(1) في الأصل هنا : "كما تحدث الغرباء من الناس" والمثبت مما أورده المصنف في ترجمته لأنس فيمن نزل البصرة من الصحابة.(5/337)
6507- قَالَ : حَدَّثَنا علي بن عبد الحميد المعني قَالَ : حَدَّثَنا عمران بن خالد ، عَنْ ثابت البناني قَالَ : كنا عند أنس بن مالك وجماعة من أصحابه فالتفت إلينا وقَالَ : والله لأنتم أحب إلي من عدتكم من ولد أنس إلا أن يكونوا في الخير أمثالكم.(5/337)
6508- قَالَ : أَخْبَرَنا عفان بن مسلم ، وعمرو بن عاصم الكلابي ، قالا : حَدَّثَنا حماد بن سلمة ، قَالَ عفان ، عَنْ حميد . وقال عمرو : عَنْ ثابت ، عَنْ أنس بن مالك قَالَ : يقولون : لا يجتمع حُب علي وعثمان في قلب مؤمن ،كذبوا والله قد جمع الله حبهما في قلوبنا.(5/337)
6509- قَالَ : أَخْبَرَنا محمد بن عبد الله الأنصاري قَالَ : حَدَّثَنِي أبي قَالَ : حَدَّثَنِي ثمامة قَالَ : حَدَّثَنِي أنس بن مالك قَالَ : إن ناسًا يزعمون أن حب علي وعثمان لا يجتمعا في قلب رجل مؤمن ، وقال مَرَّة : في قلب مسلم ، ألا وإنهما قد اجتمعا في قلبي.(5/337)
6510- قَالَ : أَخْبَرَنا عارم بن الفضل قَالَ : حَدَّثَنا حماد بن زيد ، عَنْ ثابت ، عَنْ أنس بن مالك : أن رجلاَّ سأل النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم متى الساعة ؟ قَالَ : وما أعددت للساعة ؟ قَالَ : لا ، إلا أني أحب الله ورسوله ، قَالَ : فإنك مع من أحببت.
قَالَ أنس : فما فرحت بعد الإسلام بشيء ما فرحت بقول رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم إنك مع من أحببت . قَالَ أنس : وأنا أحب رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وأبا بكر وعمر ، فأنا أرجو أن أكون معهم لحبي لهم ، وإن كان عملي لا يبلغ عملهم.(5/338)
6511- قَالَ : أَخْبَرَنا محمد بن عبد الله الأنصاري قَالَ : حَدَّثَنا هشام ، عَنْ محمد ، عَنْ أنس بن مالك : أنه كان إذا كان صائمًا دعا الحجام فوضع المحاجم ، فإذا غابت الشمس أمره فشرط.(5/338)
6512- وَأَخْبَرَنا مسلم بن إبراهيم قَالَ : حَدَّثَنا المثنى بن سعيد الأزدي الذارع - وكان ذارع الحسن هو ويزيد الرشك - قَالَ : رأيت أنس بن مالك يأتي المسجد من الزاوية يُجَمِّعُ وهو على حمارٍ عليه رحلٌ.(5/338)
6513- قَالَ : أَخْبَرَنا محمد بن عبد الله الأنصاري قَالَ : حَدَّثَنا حميد ، عَنْ أنس بن مالك : أنه كان يصلي على حماره إذا انطلق إلى قصره تطوعًا ، وإذا رجع من قصره يومئ إيماءً.(5/338)
6514- قَالَ : أَخْبَرَنا عفان ، قَالَ : حَدَّثَنا خالد بن أبي عثمان القرشي قَالَ : حَدَّثَنا ثمامة بن عبد الله بن أنس قَالَ : كان لأنس ثوبان على المشجب كل يوم ، فإذا صلى المغرب لبسهما فلم يُقْدَر عليه ما بين المغرب والعشاء قائمًا يصلى.(5/338)
6515- قَالَ : أَخْبَرَنا عفان قَالَ : حَدَّثَنا حماد بن سلمة قَالَ : حَدَّثَنا عبيد الله بن أبي بكر ، أن زيادًا النُّمَيري جاء مع القُرّاءِ إلى أنس بن مالك ، فقيل له : اقرأ ، فرفع صوته وكان رفيع الصوت ، وكشف أنس عَنْ وجهه الخرقة ، وكان على وجهه خرقةٌ سوداء فقَالَ : ما هذا ؟ ما هكذا كانوا يفعلون ! قَالَ : فكان إذا رأى شيئًا ينكره كشف الخرقة عَنْ وجهه.(5/338)
6516- قَالَ : أَخْبَرَنا خالد بن مخلد ، قَالَ : حَدَّثَنِي يزيد بن عبد الملك ، عَنِ المغيرة النوفلي قَالَ : حَدَّثَنِي يزيد بن خُصيفة قَالَ : تنخم أنس بن مالك في المسجد ونسي أن يدفنها ، ثم خرج حتى جاء إلى أهله ، فذكرها فجاء بشعلة من نار وطلبها حتى وجدها ثم حفر لها فأعمق فدفنها.(5/339)
6517- قَالَ : أَخْبَرَنا يحيى بن يعلَى بن الحارث المحاربي قَالَ : حَدَّثَنا أبي قَالَ : حَدَّثَنا غيلان ، عَنْ قيس الهمداني ، أنه سمع أنس بن مالك يقول : أَمَرَنَا كبراؤنا من أصحاب محمد صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم أن لا نَسُبّ أمراءنا ولا نَغُشَّهم ولا نعصيهم ، وأن نتقي الله ونصبر فإن الأمر إلى قريب.(5/339)
6518- قَالَ : أَخْبَرَنا عمرو بن عاصم الكلابي ، قَالَ : حَدَّثَنا سلام بن مسكين قَالَ : سمعت ثابتًا البناني يحَدَّثَنا في بيت الحسن بن أبي الحسن والحسن شاهد ، فقال ثابت : حَدَّثَنا أنس بن مالك ؛ أن الحجاج بن يوسف لما قدم العراق أرسل إليه فقَالَ : يا أبا حمزة إنك قد صحبت رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ورأيت من عمله وسيرته ومنهاجه ، فهذا خاتمي فليكن في يدك فَأَرْتَئِي برأيك فلا أعمل شيئًا إلا بأمرك ، قَالَ : فقال له أنس : أنا شيخٌ كبيرٌ وقد ضعفت ورققت وليس فيّ اليوم ذاك ، قَالَ : قد عملت لفلان وعملت لفلان ، فما بالي ، قَالَ : فانظر أحد بنيك ممن تثق بدينه وأمانته وعقله ، فقَالَ : ما في بَنِيَّ أحدٌ أثق لك به ، قَالَ : حتى كثر الكلام بينهما.(5/339)
6519- قَالَ : أَخْبَرَنا المعلى بن أسد قَالَ : حَدَّثَنا عبد الرحمن بن العريان الحارثي قَالَ : سمعت ثابتًا البناني قَالَ : كنا مع أنس بن مالك يوم الجمعة قَالَ : فأخّر الحجاج الصلاة ، قَالَ : فقام أنسٌ وهو يريد أن يُكلمه فنهاه إخوانه ومن يُشفق عليه ، قَالُوا : إنا نخافه عليك وعلى ولدك ، قَالَ : فما زالوا به حتى صرفوه عَنْ رأيه . قَالَ : فخرج فركب دابته وانطلق نحو الزاوية قَالَ : فقال في مسيره ذاك : والله ما أعرف شيئًا مما كنا عليه على عهد النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم إلا شهادة أن لا إله إلا الله ، فقال له رجلٌ : فالصلاة يا أبا حمزة ؟ قَالَ : قد صليتم الظهر عند المغرب أفَتِلكَ كانت صلاة رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ؟!(5/339)
6520- قَالَ : أَخْبَرَنا محمد بن كثير ، وشهاب بن عباد العبديان ، قالا : حَدَّثَنا جعفر بن سليمان الضبعي ، عَنْ علي بن زيد بن جدعان قَالَ : كنت في دار الإمارة والحجاج يعرضُ الناس أيام ابن الأشعث ، قَالَ : فجاء أنس بن مالك فدخل فلما دنا منه قَالَ له الحجاج : يا خِبْثَةُ جَوَّالٌ في الفتن ، مَرَّةً مع علي بن أبي طالب ، ومَرَّةً مع ابن الزبير ، ومَرَّةً مع ابن الأشعث؟ والله لأَسْتَأْصِلَنَّكَ كما تُسْتَأصَلُ الصَّمغَةُ ، ولأُجَرِّدَنَّك كما يُجَرَّدُ الضَّبُّ قَالَ : فقال أنس : من يعني الأمير أصلحه الله ؟ قَالَ : إياك أعني ، أَصَمَّ الله سمعك ، قَالَ : فقال أنس : إنا لله وإنا إليه راجعون ، قَالَ : وشُغل الحجاج عنه فخرج أنسٌ فَتَبِعتُه ، فقلت : ما منعك أن تجيبه؟ فقَالَ : لولا أني ذكرت كثرة ولدي وخشيته عليهم بعدي لكلمته بكلام في مقامي ، لا يستحييني بعده أبدًا (1).
قال مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : وقد فعل ذلك بغير واحد من أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم يريد أن يذلهم بذلك ، وقد مضت العزة لهم بصحبة رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم.
_حاشية__________
(1) في ث : "لولا أني ذكرت كثرة ولدي وخشيته عليهم لأسمعته في مقامي هذا مالا يُسْتَخْشَنُ لأحدٍ بعدي" وقد اتبعت ما ورد بالمزي 3/373 ، والذهبي في تاريخ الإسلام وسير أعلام النبلاء ، راجع أيضًا مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 5/74 , وقوله "لا يستحييني : أي لا يتركني حياً".(5/340)
6521- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي ابن أبي ذئب ، عَنْ إسحاق بن يزيد قَالَ : رأيت أنس بن مالك مختومًا في عنقه ختمهُ الحجاج ، أراد أن يُذِلَّهُ بذلك.(5/340)
قَالَ : فقال الحجاج ، لقد عبت فما تركت شيئًا ، ولولا خدمتك لرسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وكتاب أمير المؤمنين فيك كان لي ولك شأنٌ ، قَالَ : قَالَ أنس : أيهات أيهات ، إني لما غلظت أرنبتي وأنكر رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم صوتي علمني كلمات لن يضرني معهن عُتُوُّ جبار ولا عُنُوتُه مع تيسير الحوائج ولقاء المؤمنين بالمحبة ، قَالَ : فلما سمع ذلك الحجاج قَالَ : يا عماه ، لو علمتنيهن ؟ قَالَ : لست لذلك بأهل ، قَالَ : فلما رأى أنه لا يظفر بالكلمات دس إليه ابنيه محمدًا وأبان ومعهما مائتي ألف درهم ، وقال لها : الطُفا بالشيخ عسى أن تظفرا بالكلمات وإن أنفذتما فاسْتَهِما ، قَالَ : قَالَ أبان : فمات وماتا قبل أن يظفروا بالكلمات.
قَالَ : فلما كان قبل أن يهلك بثلاث قَالَ : يا أُحيمر عبد القيس ، خدمتنا فأحسنت خدمتنا ، رأيناك أو رأيتك حريصًا على طلب العلم ، دونك هذه الكلمات ، ولا تضع السلعة إلا في موضعها ، قَالَ : فذكر أبان ما أعطاه الله مما أعطاه أنسًا ، قَالَ : مع ذهاب ما أذهبه الله عني مما كنت أجد.(5/341)
الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، بسم الله على نفسي وديني ، بسم الله على أهلي ومالي ، وبسم الله على كل شيء أعطاني ، بسم الله خير الأسماء ، بسم الله ربِّ الأرض والسماء ، بسم الله الذي لا يضر مع اسمه داءٌ ، بسم الله افتتحت وعلى الله توكلت ، الله الله ربي لا أشرك به أحدًا ، أسألك اللهم بخيرك من خيرك الذي لا يعطيه غيرك ، عزّ جارك - قَالَ : وأَخْبَرَنا غير واحد من الثقات أن فيها : وجل ثناؤك . ثم عاد إلى حديث أبي موسى عَنْ أبان - ولا إله إلا أنت ، اجعلني في عياذك وجوارك من كل سوء ، ومن الشيطان الرجيم ، اللهم إني أستجيرك من جميع كل شيء خلقت ، وأحترس بك منهن ، وأُقدِّمُ بي يدي { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} (من أمامي) (1) ومن خلفي ، وعَنْ يميني وعَنْ شمالي ، ومن فوقي ومن تحتي ، يقرأ في هذه السِّت : {قل هو الله أحد} إلى آخر السورة.
_حاشية__________
(1) أخرجه صاحب الكنز برقم 3850 وما بين الحاصرتين منه ، وهو ينقل عَنْ ابن سعد.(5/342)
6527- قَالَ : أَخْبَرَنا محمد بن عبد الله الأنصاري قَالَ : حَدَّثَنا ابن عون قَالَ : رأيت على أنس بن مالك مُطْرَفَ خَزٍّ وعمامةَ خَزٍّ وجُبَّةَ خَزٍّ ، قَالَ الأنصاري : وقال أبي : كان سَداه كتان.(5/343)
6534- قَالَ : أَخْبَرَنا مسلم بن إبراهيم قَالَ : حَدَّثَنا أبو كعب صاحب الحرير قَالَ : رأيت على أنس بن مالك مطرف خز أخضر له عَلَمٌ.(5/344)
6544- قَالَ : أَخْبَرَنا وكيع بن الجراح ، عَنْ سلمة بن وردان قَالَ : رأيت على أنسٍ عمامةً سوداء على غير قلنسوة قد أرخاها من خلفه.(5/345)
6553- قَالَ : أَخْبَرَنا شيخ لنا قَالَ : حَدَّثَنا أبو القاسم قَالَ : رأيت على أنس خاتمًا من ذهبٍ.(5/346)
6563- قَالَ : أَخْبَرَنا عبيدة بن حميد ، عَنْ حميد الطويل قَالَ : ضعف أنس بن مالك عَنِ الصوم في السنة التي مات فيها ، فلما انسلخ رمضان وعرف أنه لا يستطيع أن يصوم أطعم.(5/347)
6569- قَالَ : أَخْبَرَنا عبد الله بن بكر السلمي ، قَالَ : حَدَّثَنا حميد الطويل عَنْ بعض أهل أنس : أنهم جعلوا في حنوطه سُكًّا فيه مسك فيه شعرٌ من شعر النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم.(5/348)
989- أبو بشير المازني
واسمه قيس الأكبر بن عبيد بن الحُرَيْر بن عمرو بن الجعد بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غَنم بن مازن بن النجار.
وأُمُّه رُغَيبة بنت أوس بن خالد بن الجعد بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار.
فولد أبو بشير : بشيرًا ، وأم كلثوم ، وأمهما أسماء بنت مُحرز بن عامر بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار . ونائلة ، وأمها أم ولد . وعبيدًا ، وزيدًا ، وأم عمر ، وأمهم أم ولد . والجعد ، وثعلبة ، وأم نعمان لأمهات أولاد شتى . وكثيرة ، وأم حسن , وأم عمارة ، وأمهم أم ولد.(5/349)
990- أبو حسن المازني
واسمه تميم بن عبد عمرو بن قيس بن مُحَرِّث بن الحارث بن ثعلبة بن مازن بن النجار , وأمه كبشة بنت عمرو بن عطية بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن النجار . فولد أبو حسن بن عبد عمرو : عمارة ، وعمرًا ، وميمونة ، وأمهم عُميرة بنت مُعَوِّذ بن الحارث بن رفاعة بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم بن النجار . فولد عمارة بن أبي حسن : يحيى الذي رُوي عنه الحديث ، وعثمان قُتل يوم الحرة ، وأمهما زينب بنت تميم بن غزية بن عمرو بن عطية بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار ، فولد يحيى بن عمارة ، عَمرَة بن يحيى الذي روى عنه الثوري ، ومالك بن أنس وغيرهما . ومريم ، وأمهما حميدة بنت محمد بن إياس بن أبي البُكير من بني ليث بن بكر حليف بني عدي بن كعب من قريش.(5/350)
6577- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنا سعيد بن أبي زيد ، عَنْ ربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري ، عَنْ أبيه ، عَنْ أبي سعيد الخدري قَالَ : عُرِضتُ يوم أُحدٍ على النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وأنا ابن ثلاث عشرة سنة فجعل أبي يأخذ بيدي فيقول : يا رسول الله ، إنه عَبْلُ العظام وإن كان مُودنًا ، قَالَ : وجعل النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم يُصَعِّدُ فيَّ ويُصَوِّب ثم قَالَ : رُدّه فردّه . قَالَ مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : والمُودَن : القصير.(5/351)
6579- قَالَ : أَخْبَرَنا عبد الوهاب بن عطاء قَالَ : أَخْبَرَنا هشام بن أبي عبد الله ، عَنْ قتادة ، عَنْ هلال بن حصن أخي بني مرة بن عُبَاد ، عَنْ أبي سعيد الخدري قَالَ : أعوذنا مرة فقال لي أهلي : لو أتيت رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فسألته ؟ فانطلقت فكان أول ما واجهني به أنه قَالَ : من استغنى أغناه الله ، وما استعف أعفه الله ، من سألنا لم ندخر عنه شيئًا نجده ، قَالَ : قلت لنفسي : ألا أستغنى فيغنيني الله وأستعف فيعفني الله؟ قَالَ : فما رجعت إلى رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم أسأله شيئًا من فاقةٍ ، فأقبلت علينا الدنيا ففرقتنا إلا من عصم الله.(5/352)
6581- قال أَخْبَرَنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب الحارثي قَالَ : حَدَّثَنا إبراهيم بن عبد الله بن الحارث ، عَنْ محمد بن يحيى بن حبان ، عَنْ أبي سعيد الخدري : أنه أصابته حاجةٌ شديدةٌ فقالت له امرأته : ائت رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فسله ، فجاء فوجده قائمًا يتكلم يقول : من يستغن يغنه الله ، ومن يستعفف يعفه الله ، واليد العليا خيرٌ من اليد السفلى ، ولا يفتح حتى أحدٌ باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقرٍ.(5/353)
6586- قَالَ : أَخْبَرَنا مسلم بن إبراهيم قَالَ : حَدَّثَنا مبارك ، عَنْ أبي هارون العبدي قَالَ : رأيت أبا سعيد الخدري أبيض الرأس واللحية.(5/354)
6592- قَالَ : أَخْبَرَنا عفان بن مسلم ، وموسى بن إسماعيل ، قالا : حَدَّثَنا سعيد بن زيد قَالَ : حَدَّثَنا أبو عبد الله الشقري ، قَالَ : حَدَّثَنِي إسماعيل بن رجاء بن ربيعة ، عَنْ أبيه قَالَ : كنا عند أبي سعيد الخدري في مرضه الذي توفي فيه وهو ثقيلٌ ، قَالَ : فأغمي عليه ، قَالَ : فلما أفاق قلنا : الصلاة يا أبا سعيد ، قَالَ : كفاني يعني كفى ما بي قد صليتُ.(5/355)
993- أبو شيبة الخدري
قَالَ : لم يُسَمَّ لنا ، ولم نجد اسمه ونسبه في كتاب الأنصار ، وقد روى عَنْ رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم حديثاً.
6595- قَالَ : أَخْبَرَنا الضحاك بن مخلد أبو عاصم الشيباني النبيل ، عَنْ يونس بن الحارث قَالَ : حَدَّثَنِي مِشرَس ، عَنْ أبيه قَالَ : سمعت أبا شيبة الخدري (يقول): أنا أبو شيبة الخدري سمعت رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم يقول : من قَالَ : لا إله إلا الله مخلصًا (بها قلبه) دخل الجنة . ومات أبو شيبة فدفناه بالروم (1).
_حاشية__________
(1) الخبر لدي ابن الأثير في أسد الغابة ج 6 ص 168-169 ، وما بين الحاصرتين منه.(5/356)
995- زيد بن أرقم بن زيد بن قيس بن النعمان بن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج ، قَالَ : ولم تُسمّ لنا أمه ، فولد زيد بن أرقم : قيسًا وسويدًا , وأمهما هند بنت يزيد بن عمرو بن شرحبيل بن النعمان بن نميرة بن معاوية بن الحارث بن زيد بن مالك بن معاوية بن ثور بن كندة ، وقد درج ولد قيس بن النعمان فلم يبق لهم عقبٌ.(5/357)
6601- قَالَ : (*)قال مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : حدثت عبد الله بن جعفر الزهري بحديث إسرائيل ، عَنْ أبي إسحاق ، عَنْ زيد بن أرقم فيما ذكرنا أنه غزا مع رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فقَالَ : هذا إسناد العراق ، هكذا يقولون ، وأما في روايتنا ورواية غيرنا من أهل البلد والعلم بالسيرة : فأول غزوة غزاها زيد بن أرقم حين بلغ الحلم مع رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم غزوة المريسيع ، فحضر كلام عبد الله بن أبيّ بن سلول حين غضب من دعاء جهجاه (1) بن سعيد : يا آل قريش . فذكر المهاجرين فقَالَ : قد نافرونا وكاثرونا في بلدنا وأنكروا مِنَّتِنَا ثم أقبل على من حضر من قومه فقَالَ : هذا ما فعلتم بأنفسكم أحللتموهم بلادكم فنزلوا منازلكم وأسيتموهم في أموالكم ، وجعلتم أنفسكم أغراضًا للمنايا ، فقُتِلْتُم دونه ، فَأَيْتَمْتُم أولادكم ، وقللتم (2) وكثروا ، والله لقد ظننت أني سأموت قبل أن أسمع جهجاه يهتف بما هتف به ، أما والله ، لئن رجعنا إلى المدينة ليُخرجن الأعز منها الأذل , في كلام له يومئذٍ كثير.
فقام زيد بن أرقم بهذا الحديث كله إلى رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فأخبره به ، فكره رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم خبره وتغير وجهه ، وقَالَ : يا غلام لعلك غضبت (عليه)، قَالَ : لا والله لقد سمعته منه ، قَالَ : لعله أخطأ سمعك ، قَالَ : لا والله يا نبي الله ، قَالَ : فلعله شبه عليك ، قَالَ : لا والله (لقد سمعته منه يا رسول الله) وشاع الحديث في العسكر ، فأقبل رهطٌ من الأنصار يُؤَنِّبُون زيدًا ويلومونه ويقولون : عمدت إلى سيد قومك تقول عليه ما لم يقل ، وقد ظلمت وقطعت الرحم ، فقال زيد : والله لقد سمعته منه ، ووالله ما كان في الخرزج رجلٌ أحب إلى أبي من عبد الله بن أُبَيّ ، ووالله لو سمعت هذه المقالة من أبي لنقلتها إلى رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وإني لأرجو أن يُنْزِل الله على نبيه تصديق قولي.
_حاشية__________
(*) من هذه العلامة إلى مثلها فيما يلي ، ورد لدي الواقدي في المغازي ص 416-420 ، وما بين الحاصرتين منه.
(1) جهجاه : كما في كتب الصحابة ، وفي الأصل "جهجها".
(2) كذا لدي الواقدي الذي ينقل عنه المصنف ، وفي الأصل "وذللتم".(5/358)
وجعل زيدٌ يقول : اللهم أنزل على نبيك ما يصدق حديثي ، ومشى ابن أُبَيّ إلى رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فجعل يحلف بالله ما قلت ما قَالَ زيد ولا تكلمت به ، وكان في القوم شريفًا فَظَانٌّ يظنُّ أنه قد صدق ، وَظَانٌّ يظنُّ به أسوأ الظن لما كانوا يعرفون من رأيه ونفاقه.
وسار رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم من ساعته راجعًا إلى المدينة ، وجعل زيدٌ يعارض رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم في المسير يريه وجهه ، إذ نزل على رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم الوحي فَسُرِّي عنه ، فأخذ بأذن زيد بن أرقم وهو على راحلته حتى ارتفع من مقعده ويرفع أذنُه إلى السماء وهو يقول : وَفَتْ أُذُنُك يا غلام ، وصدّق الله حديثك ونزلت في ابن أُبَيّ السورة :{ إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ} إلى آخرها(*).(5/359)
قَالَ زيدٌ : كنت ردف عمي قَالَ : فسمعت عبد الله ، وكنا أخواله فأخبرت عمي ، فانطلق فأخبر رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فأرسل إليه رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فحلف وجحد ، قَالَ : فصدقه رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وكذبني ، قَالَ : فجاء إليّ عمي فقَالَ : ما أردت إلى أن مقتك رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وكذبك المسلمون ، قَالَ : فوقع عليّ من الهمّ ما لم يقع على أحدٍ قط.
قَالَ : فبينا أنا أسير مع رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم في سفرٍ قد خفقت برأسي من الهمّ إذ أتاني رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فحرك أذني وضحك في وجهي ، فما يسرني بها الخلد - أو قَالَ : الدنيا - ثم إن أبا بكر لحقني فقَالَ : ما قَالَ لك رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ؟ فقلت : ما قَالَ لي شيئًا إلا أن عرك أذني وضحك في وجهي ، فقَالَ : أبشر ، ثم لحقني عمر فقلت له مثل قولي لأبي بكر ، فلما أصبحنا قرأ رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم سورة المنافقين.(5/360)
6605- قَالَ : أَخْبَرَنا محمد بن عبيد قَالَ : حَدَّثَنا سفيان الثوري ، عَنْ جابر بن حنتمة قَالَ : اشتكى زيدٌ بن أرقم عينه أو عينيه فأتاه النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم يعوده ، فقَالَ : أرأيت لو ذهب بصرُك ما كنت صانعًا ؟ قَالَ : كنت أصبر وأحتسب ، قَالَ : إذًا للقيت الله تعالى ولا ذنب لك.(5/361)
996- السائب بن خلاد بن سويد بن ثعلبة بن عمرو بن حارثة بن امرئ القيس بن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج.
وأُمُّه ليلى بنت عبادة بن دُلَيم ، أخت سعد بن عبادة.
وأبوه خلاد بن سويد الذي طرحت عليه الرحا يوم بني قريظة فقُتل ، واستعمل عمر بن الخطاب السائب بن خلاد على اليمن ، فولد السائب بن خلاد : خلادًا ، وقد رُويَ عنه الحديث . وعبد الله ، وأمة الله ، وأمهم أنيسة بنت ثعلبة بن زيد بن قيس بن النعمان بن مالك . ومندوس , وأمها أم حكيم وهي سُعدى بنت سراقة بن كعب بن عبد العُزى بن غُزية بن عمرو بن عبد بن عوف بن غنم بن مالك بن النجار ، وقد روى السائب بن خلاد عَنِ النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم أحاديث.(5/362)
997- النعمان بن بشير بن سعد بن ثعلبة بن خلاس بن زيد بن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج.
وأُمُّه عمرة بنت رواحة أخت عبد الله بن رواحة بن ثعلبة بن امرئ القيس بن عمرو بن امرئ القيس بن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج.
فولد النعمان بن بشير : عبد الله ، وبه كان يكنى ، درج . ومحمدًا ، وأمة الله ، وحبيبة ، وأمهم أم عبد الله بنت عمرو بن جروة ، من بني الحارث بن الخزرج . ويزيد ، وأبان ، وأم أبان ، تزوجها الحجاج بن يوسف ، وأمهم نائلة بنت بشير بن عمارة بن حسان بن جبار بن قرط ، من كلب ثم من بني ماوية ثم أحد بني جبار . والوليد ، ويحيى ، وبشيرًا ، وأمهم أم ولد . وأم محمد وهي حُميدة ، تزوجها روح بن زِنباع الجُذامي ، وأمها ليلى بنت هانئ بن الأسود ، من كندة ثم من بني الحارث . وعَمرة تزوجها المختار بن أبي عبيد الثقفي ، وهي التي قتلها مصعب بن الزبير ، وأمها ليلى بنت هانئ الكندي.(5/363)
6613- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : أَخْبَرَنا عبد الرحمن بن عبد العزيز ، عَنْ عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حَزْمِ قَالَ : جلسنا عنده فذكرنا أول مولودٍ من الأنصار بعد قدوم رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم المدينة ، فقَالَ : النعمان بن بشير ولد بعد أن قدم رسول الله صلى عليه وسلم بسنةٍ أو أقل من سنةٍ ، قَالَ : فذكروا عبد الله بن أبي طلحة فقَالَ : لقد كانت أم سليم به حُمْلٌ يوم حنين ، فولدت بعد أن قدمت المدينة.(5/364)
6617- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنا مصعب بن ثابت ، عَنْ أبي الأسود قَالَ : ذكر النعمان بن بشير عند ابن الزبير فقَالَ : هو أسن مني بستة أشهر.
قال أبو الأسود : وولد ابن الزبير على رأس عشرين شهرًا من مهاجر رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وولد النعمان بن بشير في شهر ربيع الآخر على رأس أربعة عشر شهراً.
قال أبو الأسود : أرى النعمان يقول : قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ، ولا يقول : سمعت , قَالَ مصعب بن ثابت وابن الزبير : لم يغزُ مع النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ولا يقول : سمعت رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم.(5/365)
6620- منها ما حَدَّثَنا به الثوري ، عَنْ منصور ، عَنْ ذر ، عَنْ يُسيع ، عَنِ النعمان بن بشير قَالَ : سمعت رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم يقول : أفضل العبادة الدعاء. في أحاديث كثيرة رواها النعمان بن بشير عَنْ رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم يقول فيها : سمعت رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم.
قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : كان النعمان بن بشير ممن نصر عثمان بن عفان وهو خرج إلى الشام بقتله.(5/366)
998- هشام بن عامر
من بني الحارث بن الخزرج ، شهد أبوه أحدًا وقتل يومئذٍ شهيدًا ، وصحب هشام النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وروى عنه ، ونزل البصرة حيث نزلها المسلمون ، وله بها عقبٌ.(5/367)
1000- أيمن بن عبيد بن زيد بن عمرو بن بلال بن أبي الجرباء بن قيس ، من بني الحارث بن الخزرج.
وأُمُّه أم أيمن حاضنة رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ومولاته ، وأخوه لأمه أسامة بن زيد بن حارثة ، وكان أيمن فيمن ثبت مع رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم يوم حنين من أهل بيته وأصحابه ، واستشهد أيمن يوم حنين.(5/368)
- ومن بني ساعدة بن كعب بن الخزرج
1003- قيس بن سعد بن عبادة بن دُلَيْم بن حارثة بن أبي حزيمة (1) بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة.
وأُمُّه فُكَيْهة بنت عبيد بن دليم بن حارثة بن أبي حزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة.
6624- قَالَ : أَخْبَرَنا موسى بن إسماعيل قَالَ : حَدَّثَنا جرير بن حازم قَالَ : حَدَّثَنا منصور بن زاذان ، عَنْ ميمون بن أبي شبيب ، عَنْ قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري : أن أباه دفعه (2) إلى النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم يخدمه قَالَ : فخرج علي النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وقد صليت ركعتين واضطجعت فضربني برجله ، وقَالَ : ألا أَدُلُّكَ على باب من أبواب الجنة ؟ قلت : بلى ، قَالَ : لا حول ولا قوة إلا بالله.
_حاشية__________
(1) قيده ابن الأثير في أسد الغابة - في ترجمة أبيه سعد بن عبادة - بفتح الحاء المهملة ، وكسر الزاي ، وبعدها ياء تحتها نقطتان ثم ميم وهاء ، وفي الأصل "أبي خُزَيمة" بضبط الخاء بالضم والزاي بالفتح - ضبط قلم.
(2) كذا لدي ابن الأثير ج 4 ص 425 ومثله لدي المزي ج 24/47 وفي الأصل "رفعه".
(*) من هذه العلامة إلى مثلها في ص 371 أورده الواقدي في المغازي ص 774-776 وما بين الحاصرتين منه ومثله في مختصر تاريخ دمشق لابن منظور ج 21 ص 105- 106(5/369)
فجعل عمر يقول : واعجباه لهذا الغلام ، لا مال له يَدَّانُ (1) في مال غيره ، فوجد رجلاَّ من جُهينة يعطيه ما سأل ، وقَالَ : والله ما أعرفك ، من أنت ؟ قَالَ : أنا قيس بن سعد بن عبادة بن دليم ، فقال الجهني : ما أَعْرَفَنِي بنسبك ، فابتاع منه خمس جزائر كل جزور بوسقين من تمر ، فقال الجهني : أشهد لي ، فقال قيس : أَشْهِدْ من تحب ، فكان فيمن أشهد (2) عمر بن الخطاب ، فقَالَ : لا أشهد ، هذا يَدَّانُ ولا مال له ، إنما المال لأبيه ، فقال الجهني : والله ما كان سعد لَيُخْنِي بابنه في سقةٍ من تمر ، وأرى وجهًا حسنًا ، وفعالاَّ شريفًا (فكان بين عمر وبين قيس كلام حتى أغلظ له قيس الكلام) وأخذ قيس الجُزُر فنحرها في مواطن ثلاثة ، كل يوم جزورًا ، فلما كان اليوم الرابع نهاه أميره ، وقَالَ : تريد أن تخفر (3)ذمتك ولا مال لك ؟ (وأقبل أبو عبيدة بن الجراح ومعه عمر بن الخطاب ، فقَالَ : عزمت عليك ألا تنحر ، أتريد أن تخفر ذمتك ولا مال لك ؟) فقال قيسٌ : يا أبا عبيدة أترى أبا ثابت وهو يقضي ديون الناس ، ويحمل الكَلّ ، ويطعم في المجاعة ، لا يقضي عني سِقَةً من تمر لقومٍ مجاهدين في سبيل الله ، وبلغ سعدًا ما أصاب القوم من المجاعة فقَالَ : إن يكن قيسٌ كما أعرف فسوف ينحر لهم ، فلما قدم قيس لقيه سعدٌ فقَالَ : ما صنعت في مجاعة القوم حيث أصابتهم ؟ فقَالَ : نحرت ، قَالَ : أصبت (انحر)،
_حاشية__________
(1) كذا لدي الواقدي الذي ينقل عنه المصنف ، ومثله في مختصر تاريخ دمشق21/105 وهو ينقل عَنِ الواقدي ، وفي الأصل "يدين".
(2) كذا لدى الواقدي الذي ينقل عنه المصنف ، وفي الأصل "استشهد".
(3) كذا لدي الواقدي الذي ينقل عنه المصنف وفي الأصل "يخرب".(5/370)
ثم ماذا ؟ قَالَ : ثم نحرت قَالَ : أصبت انحر ، قَالَ : ثم ماذا ؟ قَالَ : ثم نحرت ، قَالَ : أصبت انحر ، قَالَ : ثم ماذا ؟ قَالَ : نهيت ، قَالَ : ومن نهاك ؟ قال : أبو عبيدة بن الجراح أميري ، قَالَ : ولِمَ ؟ قَالَ : زعم أنه لا مال لي وإنما لأبيك (1)، فقلت : أبي يقضي عَنِ الأباعد ، ويحمل الكَلَّ ، ويطعم في المجاعة ، ولا يصنع هذا بي ، قَالَ : فلك أربع حوائط ، قَالَ : وكتب له بذلك كتابًا وأتى بالكتاب إلى أبي عبيدة بن الجراح فشهد فيه (وأتى عمر فأَبَى أن يشهد فيه و) أدنى حائط منها يجدُّ خمسين وسقًا (و) قدم البدوي مع قيس ، فأوفاه سِقَتَهُ وحَملَهُ وكساه.
فلما قدم الأعرابي على سعد بن عبادة قَالَ : يا أبا ثابت (2) ، والله ما مثل ابنك صنعت (3)ولا تركت بغير مال ، فابنك سيدٌ من سادة قومه ، نهاني الأمير أن أبيعه ، وقَالَ : لا مال له ، فلما انتسب إليك عرفته فتقدمت عليه لما أعرف أنك تسمو إلى معالي الأخلاق وجسيمها ، وأنك غير مذم بمن لا معرفة له لديك . قَالَ : فأعطى سعد ابنه يومئذ تلك الحوائط الأربع.
وبلغ النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فعل قيس فقَالَ : إنه في بيت جودٍ.
_حاشية__________
(1) كذا في مغازي الواقدي ومختصر تاريخ دمشق ، وفي الأصل "لك"
(2) كذا لدي الواقدي وفي الأصل "وكساه فقال الأعرابي لسعد : يا أبا ثابت والله".
(3) كذا لدى الواقدي الذي ينقل عنه المصنف وفي الأصل "ضيّعت".(5/371)
6629- قَالَ : أَخْبَرَنا الفضل بن دكين ، والحسن بن موسى قالا : حَدَّثَنِي زهير بن معاوية ، عَنْ أبي أسحاق ، عَنْ يريم أبي العلاء ، وكان إمام مسجد حيهم ، قَالَ : كنت مع قيس بن سعد بن عبادة في شرطته وهم عشرة آلاف بعثه عَلِيّ وكان خادم رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ونحن نزول على شط دجلة ، فبال وعليه خفان من أرندج ثم أتى شط دجلة فتوضأ ومسح على خفيه ، قَالَ : فأنا رأيت أثر أصابعه عليهما ، قَالَ أبو إسحاق : وعندي أبو ميسرة ، فقال أبو ميسرة : أنت رأيته يا أبا العلاء؟ قَالَ : نعم.(5/372)
6631- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنا مفضل بن فضالة المعافري ، عَنْ يزيد بن أبي حبيب قَالَ : استعمل علي بن أبي طالب رضي الله عنه قيس بن سعد على مصر ، وكان من ذوي الرأي ، فكان قد ضبط مصر وقام فيها قيامًا مُجزيًا , ووادع أهل خِرِبْتَا وأدرَّ عليهم أرزاقهم وكف عنهم وأحسن جوارهم ، وكان عمرو بن العاص ، ومعاوية بن أبي سفيان قد شق عليهما وعلى أهل الشام ما يصنع قيس من مناصحة عليّ ، وما ضيق على أهل الشام فلا يحمل إليهم طعامًا ، وكان عمرو بن العاص ومعاوية جاهدين أن يخرجا قيسًا من مصر ويغلبا عليها ، وكان قيس قد امتنع منهما بالمكيدة والدهاء ، فمكرا بعلِيِّ في أمره ، فكتب معاوية كتابًا في قيس إليه يذكر فيه ما أتى إلى عثمان من الأمر العظيم ، وأنه على السمع والطاعة ، ثم نادى معاوية : الصلاة جامعةٌ فاجتمع الناس في السلاح ، فحمد الله وأثنى عليه وقَالَ : يا أهل الشام إن الله ينصر خليفته المظلوم ، ويخذل عدوه أبشروا ، هذا قيس بن سعد نابُ العرب قد أبصر الأمر ، وعرفه على نفسه ، ورجع إلى ما عليه من السمع والطاعة ، والطلب بدم خليفتكم ، وكتب إليّ بذلك كتابًا ، وأمر بالكتاب فَقُرِىء ، وقد أمر بحمل الطعام إليكم ، فادعوا الله لقيس بن سعد ، وارفعوا أيديكم ، وابتهلوا له في الدعاء بالبقاء والصلاح ، فعجُّوا وعجّ معاوية وعمرو ، ورفعوا أيديهم ساعةً ثم افترقوا ، فأخذ معاوية بيد عمرو بن العاص وقَالَ : تحين خروج العيون اليوم إلى عليٍّ ، يسير الخبر إليه سبعًا أو ثمانيًا فيكون أول من يعزل قيس بن سعد ، فكلُّ من ولّى أهون علينا من قيس ، فتحينوا خبر عليٍّ ، فما ورد الخبر عليه كان أول من حمله إليه محمد بن أبي بكر ، فأخبره بما صنع قيس ، ورفده الأشتر ، ونالا من قيس , وقالا : ألا استعملت رجلاَّ له جراء ، فجعل عليٌّ لا يقبل هذا القول على قيس بن سعد ، ويقول : إن قيسًا في سَرٍّ وشرف في جاهليةٍ وإسلامٍ ، وقيسٌ رجل العرب ، ويأبى محمد بن أبي بكر أن يقصر عنه ، فعزله عليٌّ عليه السلام.(5/373)
6632- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي يحيى بن عبد العزيز بن سعيد بن سعد بن عبادة ، قَالَ : قدم قيس بن سعد المدينة فأرسلت إليه أم سلمة تلومه وتقول : فارقت صاحبك ، قَالَ : أنا لم أفارقه طائعًا هو عزلني ، فأرسلت إليه : إني سأكتب إلى علي في أمرك ، وراح قيسٌ إليها فأخبرها الخبر ، فكتبت إلى عليّ تخبره بنصيحة قيس وأبيه في القديم والحديث وتلومه على ما صنع ، فكتب عليٌّ إلى قيس يعزم عليه إلا لحق به ، فقَالَ : والله ما أخرج إليه إلا استحياءً وإني لأعلم أنه مقتول , معه جند سوءٍ لا نية لهم ، فقدم عَلَى عَلِيٍّ فأكرمه وحباه.(5/374)
6634- قَالَ : أَخْبَرَنا يعلي بن عبيد ، قَالَ : حَدَّثَنا الأجلح ، عَنْ أبي إسحاق ، عَنْ يريم بن سعد ، قَالَ : رأيت قيس بن سعد على شرطة الخميس قَالَ : ثم أتى دجلة فتوضأ ومسح على الخفين ، فكأني أنظر إلى أثر الأربع أصابع على الخف ، ثم تقدم فأم الناس.
قال مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : وكان قيس يكنى أبا عبد الملك ، ولم يزل مع عليّ حتى قُتل عليٌّ فرجع قيس إلى المدينة ، فلم يزل بها حتى توفي في آخر خلافة معاوية بن أبي سفيان.(5/375)
6636- قال مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : أَخْبَرَنا عبد الله بن يزيد الهذلي قَالَ : مات سهل بن سعد بالمدينة سنة إحدى وتسعين وهو ابن مائة سنة ، وهو آخر من مات من أصحاب النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ليس بيننا في ذلك اختلافٌ ، وقد روى عَنْ أبي بكر وعمر.(5/376)
- ومن خلفاء القواقلة ، وهم بنو غنم وبنو سالم ابني عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج
1007- عبد الله بن سلام
ويكنى أبا يوسف وكان اسمه الحصين ، فلما أسلم سماه رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم عبد الله ، وهو رجلٌ من بني إسرائيل من ولد يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الرحمن صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وهو حليفٌ للقواقلة من بني عوف بن الخزرج.(5/377)
فأرسل نبي الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم إليهم فدخلوا عليه ، فقال لهم نبي الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : يا معشر اليهود ، ويلكم ، اتقوا الله ، فوالذي لا إله إلا هو إنكم تعلمون أني رسول الله حقًّا ، وأني جئتكم بحق أسلِموا ، قَالُوا : ما نعلمه ، قَالَ : يا معشر اليهود ، ويلكم ، اتقوا الله ، فوالله الذي لا إله إلا هو ، إنكم لتعلمون أني رسول الله حقًّا ، وأني جئتكم بحق أسلِموا ، قَالُوا : ما نعلمه ، قَالَ : يا معشر اليهود ، ويلكم ، اتقوا الله ، فوالله الذي لا إله إلا هو ، إنكم لتعلمون أني رسول الله حقًّا ، وأني جئتكم بحق أسلِموا ، قَالُوا : ما نعلمه ، قَالَ : فأيُّ رجل فيكم عبد الله بن سلام ؟ قَالُوا : ذاك سيدنا وابن سيدنا ، وأعلمنا وابن أعلمنا ، قَالَ : أفرأيتم إن أسلم؟ قَالُوا : حاشا لله ، ما كان ليُسلم ، قال (1): أرأيتم إن أسلم ؟ قَالُوا : حاشا لله ، ما كان ليسلم ، قَالَ : أرأيتم إن أسلم؟ قَالُوا : حاشا لله ، ما كان ليسلم ، فقَالَ : يا ابن سلام اخرج عليهم ، فخرج إليهم فقَالَ : يا معشر اليهود ويلكم ، اتقوا الله ، والله الذي لا إله إلا هو إنكم تعلمون أنه رسول الله حقًا وأنه جاء بالحق ، فقَالُوا : كذبت ، فأخرجهم رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم.
_حاشية__________
(1) بالنسخة المطبوعة تصحفت إلى "قالوا".(5/378)
قَالَ : أما الشبه فإذا سبق ماء الرجل ماء المرأة أذهب بالشبه ، وإذا سبق ماء المرأة ماء الرجل ذهب بالشبه ، وأما أول شيء يأكله أهل الجنة فزائدة كبد حوت ، وأما أول شيء يحشر الناس فنارٌ تجيء من قبل المشرق فتحشرهم إلى المغرب ، فآمن ، قَالَ : أشهد أنك رسول الله ، قَالَ عبد الله بن سلام : يا رسول الله إن اليهود قومٌ بهتٌ وإنهم إن سمعوا بإسلامي بهتوني فأخبأني عندك وابعث إليهم فسلهم عني ، فخبأه رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وبعث إليهم فجاؤُوا ، فقَالَ : أي رجل عبد الله بن سلام فيكم ؟ فقَالُوا : هو خيرنا وابن خيرنا وسيدنا وابن سيدنا ، وعالمنا وابن عالمنا ، قَالَ : أرأيتم إن أسلم ، أتسلمون؟ فقَالُوا : أعاذه الله من ذلك ، فقَالَ : يا عبد الله بن سلام اخرج إليهم ، فخرج إليهم ، فقَالَ : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدًا رسول الله ، قَالُوا : بل شرنا وابن شرنا ، وجاهلنا وابن جاهلنا ، فقال ابن سلام : قد أخبرتك يا رسول الله أن اليهود قومٌ بهتٌ.(5/379)
ثم قَالَ : يا رسول الله إن اليهود - قَالَ يزيد ، والأنصاري - قومٌ بهتة ، وقال عبد الله بن بكر : قومٌ بهتٌ - وإنهم إن يعلموا بإسلامي قبل أن تسألهم عني بهتوني ، فأخبأني لهم ثم سلهم عني قبل أن يعلموا بإسلامي ، أي رجلٌ أنا فيهم.
فجاء نفرٌ من اليهود فسألهم رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فقَالَ : أيُّ رجلٍ عبد الله فيكم فقَالُوا : خيرنا وابن خيرنا ، وسيدنا وابن سيدنا ، وأعلمنا وابن أعلمنا ، قَالَ : أرأيتم إن أسلم عبد الله بن سلام ؟ قالوا : معاذ الله من ذلك ، ثم أعاد عليهم ، فقَالَ : أرأيتم إن أسلم عبد الله بن سلام ؟ قالوا أعاذه الله من ذلك ، قَالَ : فخرج عليهم عبد الله فقَالَ : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ، فقَالُوا : شرنا وابن شرنا ونحو ذلك ، قَالَ : يقول عبد الله : يا رسول الله هذا الذي كنت أخاف.(5/380)
فدعاه فخرج عليهم عبد الله ، فقَالَ : يا عبد الله بن سلام ، أما تعلم أني رسول الله ؟ تجدوني مكتوبًا عندكم في التوراة والإنجيل ، أخذ الله ميثاقكم أن تؤمنوا بي وأن يتبعني من أدركني منكم ؟ قَالَ : بلى قَالُوا : ما نعلم أنك رسول الله ، وكفروا به وهم يعلمون أنه رسول الله ، وأن ما قَالَ : حق ، فأنزل الله {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} يعني الكتاب والرسول {وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ} يعني عبد الله بن سلام {فَآَمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } ففي ذلك نزلت هذا الآية (1).
_حاشية__________
(1) مختصر ابن منظور ج 12 ص 249-250 وما بين حاصرتين منه.(5/381)
6645- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنا عبد الجبار بن عمارة ، عَنْ عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قَالَ : لما سمع عبد الله بن سلام ما نزل على رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم من القرآن وعرف صفة رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم عنده وعرف ما نزل عليه من القرآن بما عنده من التوراة ، وكان أعلم بني إسرائيل بالتوارة وأصدقه عندهم فأسلم ، فسأل رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم اليهود قبل أن يعلموا بإسلامه : كيف هو فيكم ؟ قَالُوا : يا أبا القاسم ، ذاك سيدنا وخيرنا وأعلمنا بالتوراة التي أنزل الله على موسى ، وكان اسمه الحصين فسماه رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم عبد الله ، وكان من علية أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم من أهل الدين وكان صحيح الإسلام حتى مات.(5/382)
6652- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ ، عَنْ إبراهيم بن محمد ، عَنْ معاذ بن عبد الله التيمي ، عَنْ يوسف بن عبد الله بن سلام ، عَنْ أبيه قَالَ : أمرني رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم أن أقرأ القرآن ليلةً والتوراة ليلةً.(5/383)
وسأحدثك لِمَ : إني رأيت رؤيا على عهد رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فقصصتها عليه ، رأيت كأني في روضة خضراء - قَالَ ابن عون : فذكر من خضرتها وسعتها - وسطها عمود حديد ، أسفله في الأرض وأعلاه في السماء ، في أعلاه عروة ، فقيل لي : اصعد عليه ، فقلت : لا أستطيع ، فجاءني مُنصف فرفع ثيابي من خلفي ، فقَالَ : اصعد عليه ، قَالَ : فصعدت حتى أخذت بالعروة الوثقى ، فقَالَ : استمسك بالعروة ، قَالَ : فاستيقظت وإنها لفي يدي ، قال : فلما أصبحت أتيت رسول الله , صَلى الله عَليهِ وَسلَّم , فقصصتها عليه فقَالَ : أما الروضة فروضة الإسلام ، وأما العمود فعمود الإسلام ، وأما العروة فهي العروة الوثقى ، أنت على الإسلام حتى تموت ، قَالَ : وهو عبد الله بن سلام . قَالَ إسحاق : وسئل عبد الله بن عون عَنِ المنصف ، فقَالَ : هو الوصيف.(5/384)
6657- قَالَ : أَخْبَرَنا عفان بن مسلم قَالَ : حَدَّثَنا مهدي بن ميمون قَالَ : (ح) وأَخْبَرَنا وهب بن جرير قَالَ : حَدَّثَنا أبي ، جميعًا قالا : حَدَّثَنا محمد بن أبي يعقوب ، عَنْ بشر بن شغاف ، عَنْ عبد الله بن سلام : أنه شهد فتح نهاوند.(5/385)
6661- قَالَ : أَخْبَرَنا حفص بن غياث النخعي ، عَنْ أشعث ، عَنْ أبي بردة بن أبي موسى قَالَ : قدمت المدينة فأتيت عبد الله بن سلام ، فإذا رجلٌ مُتخشعٌ فجلست إليه فقَالَ : يا ابن أخي أنك جلست إلينا وقد حان قيامنا فتأذن ؟(5/386)
6663- وقَالَ : أَخْبَرَنا أنس بن عياض (1) الليثي قَالَ : حَدَّثَنِي سعد بن إسحاق ، عَنْ أبان بن صالح قَالَ : أخبرني الحسن بن أبي الحسن في حديث رواه ، عَنْ كعب بن عجرة : أنه كان يكنى أبا محمد.
قَالَ : وأَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ عَنْ رجاله من أهل المدينة ، قَالُوا : وكان كعب بن عجرة قد استأخر إسلامه ، وكان له صنمٌ في بيته يكرمه ويمسحه من الغبار ويضع عليه ثوبًا ، وكان يُكَلَّمُ في الإسلام فيأباه ، وكان عبادة بن الصامت له خليلاَّ فقعد له يومًا يرصده فلما خرج من بيته دخل عبادة ومعه قدوم ، وزوجته عند أهلها فجعل يفلذه فِلْذَةً فِلْذَةً وهو يقول :
ألا كلُّ ما يُدعى مع الله باطلٌ
ثم خرج وأغلق الباب ، فرجع كعب إلى بيته ، فنظر إلى الصنم قد كُسِرَ فقَالَ : هذا عمل عُبادة ، فخرج مغضبًا وهو يريد أن يُشاتم عُبادة إلى أن فكّر في نفسه . فقَالَ : ما عند هذا الصنم من طائل لو كان عنده طائلٌ حيث جعله جُذاذًا لامتنع ، ومضى حتى دق على عُبادة ، فأشفق عبادة أن يقع به ، فدخل عليه ، فقَالَ : قد رأيت أن لو كان عنده طائلٌ ما تركك تصنع به ما رأيت ، وإني أشهد أن لا إله إلا الله (2) وأن محمدًا رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم قَالَ : ثم شهد كعب بعد ذلك المشاهد مع رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وروى عنه أحاديث
_حاشية__________
(1) في الأصل : أنس بن عياش ، والمثبت بعد مراجعة ترجمة سعد بن إسحاق لدي المزي في تهذيبه 10/248 ومما ذكره المصنف في الخبر التالي في نفس ترجمة أنس بن عياض عَنْ سعد بن إسحاق.
(2) وقفة قبيحة من الناسخ فأتممت الجملة "لا إله إلا الله"(5/387)
6664- قَالَ : أَخْبَرَنا أنس بن عياض الليثي ، عَنْ سعد بن إسحاق ، عَنْ لَقِس بن سَلمان مولى كعب بن عجرة قَالَ : أشهد لرأيت أربعةً أو خمسةً من أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم يلبسون المُعصفر المُشبع فيهم كعب بن عجرة ، قَالَ : وقال مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : مات كعب بالمدينة سنة اثنتين وخمسين ، وهو ابن خمس وسبعين سنة وقد انقرض عقبه.(5/388)
1010- سلمة بن صخر بن سلمان بن حارثة بن الحارث بن زيد مناة بن حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج الأكبر ، ودعوتهم في بني بياضة وهو أحد البكائين الذين أتوا رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وهو يريد الخروج إلى تبوك يستحملونه فقَالَ : لا أجد ما أحملكم عليه فتولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنًا ، ونزل فيهم القرآن ، وتوفي سلمة وليس له عقبٌ.(5/389)
- ومن بني زريق بن عامر بن زريق بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج
1012- مسعود بن سعد بن قيس بن زيد بن خلدة بن عامر بن زريق ، أسلم وصحب النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم , وأمه خولة بنت بشر بن ثعلبة بن عبد عمرو بن عامر بن زريق ، قتل بخيبر شهيدًا ، قتله مرحب اليهودي.
- ومن الأنصار ممن روي لنا عنه الحديث ولم نجد اسمه ونسبه في كتاب نسب الأنصار(5/390)
1014- عبد الرحمن بن أبي قُرَاد الأنصاري ، أسلم وصحب النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وروى عنه حديثًا .(5/390)
6669- قَالَ : أَخْبَرَنا عفان بن مسلم قَالَ : حَدَّثَنا يحيى بن سعيد القطان ، قَالَ : حَدَّثَنا أبو جعفر عمير بن يزيد ، عَنِ الحارث بن الفضيل ، وعمارة بن خزيمة بن ثابت ، عَنْ عبد الرحمن بن أبي قُراد قَالَ : خرجت مع رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم حاجًّا فتبعته بالإداوة والقدح ، ثم ذكر حديث الوضوء إلى آخره.(5/391)
1015- الفاكه بن سعد
أسلم وصحب النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وروى عنه حديثاً.
6670- قَالَ : أَخْبَرَنا عبد الله بن عمر القواريري ، قَالَ : حَدَّثَنا يوسف بن خالد قَالَ : حَدَّثَنا أبو جعفر الخطمي ، عَنْ عبد الله بن عقبة بن الفاكه الأنصاري ، عَنْ جده الفاكه بن سعد وله صحبة ، أن النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم كان يغتسل يوم الجمعة ، ويوم عرفة ، ويوم الفطر , ويوم النحر ، وكان الفاكه يأمر أهله بالغسل في هذه الأيام.(5/391)
1016- سراقة بن الحارث الأنصاري
أسلم وصحب النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم , قتل يوم حنين شهيداً.(5/391)
1017- حزم بن أبي كعب الأنصاري.
أسلم وصحب النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وروى عنه حديثاً.(5/391)
6671- قَالَ : أَخْبَرَنا موسى بن إسماعيل ، قَالَ : حَدَّثَنا طالب بن حبيب ، قَالَ : سمعت عبد الرحمن بن جابر ، يحدث عَنْ ، حزم بن أبي كعب : أنه مرّ بمعاذٍ وهو يصلي بقوم صلاة المغرب ، فطول فصلى ثم انصرف ، فأصبحوا ، فأتوا النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فقال معاذٌ : يا رسول الله لقد ابتدع اللية حزمٌ بدعةً ما أدري ما هي ؟ وجاء حزمٌ فقَالَ : يا رسول الله إني مررت بمعاذٍ وهو يصلي بقومٍ صلاة المغرب ، فافتتح سورةً طويلةً فصليت فأحسنت صلاتي ثم انصرفت ، فقال رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : يا معاذ لا تكن فتانًا ، فإنه يصلي وراءك الكبير والضعيف والمسافر وذو الحاجة.(5/391)
1018- عبد الله بن عثمان
من بني أسد بن خزيمة ، حليف لبني عوف بن الخزرج ، أسلم وصحب النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم قتل يوم اليمامة شهيدًا سنة اثنتي عشرة.(5/392)
1019- أبو سعد بن أبي فضالة
قال مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : أراه من الأنصار ، كانت له صحبةٌ ، وروى عَنْ رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم أحاديث.
6672- قَالَ : أَخْبَرَنا يحيى بن معين قَالَ : حَدَّثَنا محمد بن بكر البُرساني قَالَ : حَدَّثَنا عبد الحميد بن جعفر قَالَ : حَدَّثَنِي أبي ، عَنْ زياد بن ميناء ، عَنْ أبي سعد بن أبي فضالة الأنصاري وكان من الصحابة ، قَالَ : سمعت رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم يقول : إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة ليومٍ لا ريب فيه ، نادى منادٍ : من كان أشرك.(5/392)
6673- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : أَخْبَرَنا عبد الحميد بن جعفر ، عَنْ أبيه ، عَنْ زياد بن ميناء الأشجعي ، عَنْ أبي سعد بن أبي فضالة ، قَالَ : سمعت رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم يقول : إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ : من عمل عملاَّ لغير الله فليطلب ثوابه ممن عمله له.(5/392)
1020- جُلَيْبِيْب
6674- أَخْبَرَنا عارم بن الفضل ، قَالَ : حَدَّثَنا حماد بن سلمة ، قَالَ : حَدَّثَنا ثابت ، عَنْ كنانة بن نعيم العدوي ، عَنْ أبي برزة الأسلميّ : أن جليبيبًا كان امرءًا من الأنصار وكان يدخل على النساء ويتحدث إليهن . قَالَ أبو برزة : فقلت لامرأتي : اتقوا ، لا يدخل عليكن جليبيب . قَالَ : وكان أصحاب النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم إذا كان لأحدهم أَيِّمٌ لم يُزوجها حتى يعلم أَلِرَسول صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فيها حاجة أم لا ؟ فقال رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ذات يوم لرجل من الأنصار : يا فلان ، زوِّجني بنتك . قَالَ : نعم . ونعمة عين قَالَ : إني لست أريدها لنفسي . قَالَ : فلمن ؟ قَالَ : لجليبيب . قَالَ : يا رسول الله حتى أستأمر أمها ، فأتاها فقَالَ : إن رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم يخطب ابنتك . قالت : نعم ، ونُعْمة عين . زَوَّج رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم قَالَ : إنه ليس لنفسه يريدها ، قَالَ : فلمن ؟ قَالَ : لجليبيب ، قالت : حلقا ! أَلِجُليْبيب ؟ أُبنة ! لا ، لَعَمْرُ الله لا أزوج جلبيبا.
فلما قام أبوها ليأتي النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم قالت الفتاة مِن خدرها لأبويها : من خطبني إليكما ؟ قالا : رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم قالت : أفتردون على رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم أمرهُ ؟ ! ادفعوني إلى رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فإنه لن يضيعني ، فذهب أبوها إلى النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فقَالَ : شأنك بها فزوجها جليبيبا .(5/393)
قال إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة لثابت : أتدري ما دعا لها به النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ؟ قَالَ : وما دعا لها به ؟ قَالَ : اللهم صُبَّ عليها الخير صباًّ صباًّ ، ولا تجعل عيشها كَدًّا كدًّا . قَالَ ثابت : فزوجها إياه ، فبينما رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم في مغزى له فأفاء الله عليه ، قَالَ : هل تفقدون من أحد ؟ قَالُوا : نفقد فلانا ونفقد فلانا ثم قَالَ : هل تفقدون (أحدًا) ؟ قَالُوا : نفقد فلانا ونفقد فلانا ، ثم قَالَ : هل تفقدون من أحد ؟ قَالُوا : لا . قَالَ : لكني أفقد جُليبيبا ، فاطلبوه في القتلى ، فنظروا ، فوجدوه إلى جنب سبعة قد قتلهم ثم قتلوه ، فقال له رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم : هذا مني وأنا منه . أقتل سبعة ثم قتلوه ؟! هذا مني وأنا منه ، فوضعه رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم على ساعديه ثم حفروا له ، ما له سرير إلا ساعديْ رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم حتى وضعه في قبره.
قال ثابت : فما رأيت في الأنصار أَيَّما أنفق منها . قَالَ ابن سعد : وقد سمعت من يذكر أن جليبيبا كان رجلاَّ من بني ثعلبة حليفًا في الأنصار ، والمرأة التي زوّجها رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم إيّاه من بني الحارث بن الخزرج.(5/394)
- وممن أسلم من بني النضير وقريظة وهم حلفاء الأنصار
1021- أبو سعد بن وهب النضري.
نزل إلى النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم يوم بني قريظة فأسلم.
6675- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي بكر بن عبد الله النضري ، عَنْ حسين بن عبد الرحمن ، عَنْ أسامة بن أبي سعد بن وهب ، عَنْ أبيه قَالَ : شهدتُ رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم يقضي في سيل مهزور : أن يحبس الأعلى على الأسفل حتى يبلغ الكعبين ثم يرسل .(5/394)
1022- رفاعةُ بنُ سِموال (1)
القرظي ، وهو الذي ذكره الزهري عَنْ عروة عَنْ عائشة : أنه طلق امرأته فتزوجها عبد الرحمن بن الزبير بن باطا.
_حاشية__________
(1) في المطبوع : "سَمَول" بفتح السين والميم وتشديد الواو المفتوحة ، ضبط قلم ، وقد ابتعت ما ورد لدي ابن الأثير وقيده بكسر السين وسكون الميم ومثله لدي النووي في تهذيب الأسماء 1/191 ، وكذا لدي ابن حجر في الإصابة 2/491.(5/395)
1023 ، 1024 - ثعلبة ، وأُسيد
ابنا سعية القرظيان.
6676- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي صالح بن جعفر ، عَنْ محمد بن عقبة ، عَنْ ثعلبة بن أبي مالك قَالَ : قَالَ ثعلبة وأسيد ابنا سعية وأسد بن عبيد ابن عمهم : يا معشر بني قريظة ، والله إنكم لتعلمون أنه رسول الله ، وأن (1) صفته عندنا ، حَدَّثَنا بها علماؤنا (وعلماء) بنو النضير . هذا أوّلهم ، يعني حُيَيّ بن أخطب ، مع خبر ابن الهيبان أصدق الناس عندنا ، هو خَبَّرنا بصفته عند موته.
قَالُوا : لا نفارق التوراة ، فلما رأى هؤلاء النفر آبائهم نزلوا في الليلة التي في صبحها نزلت بنو قريظة فأسلموا وأمنوا على أنفسهم وأهلهم وأموالهم (2) .
_حاشية__________
(1) في المطبوع : "وأنّهُ" والمثبت لدي الواقدي الذي ينقل عنه المصنف.
(2) الخبر لدي الواقدي في المغازي ص 503 وما بين حاصرتين منه.(5/395)
1025- أسد بن عُبيد القُرَظيّ
وهو ابن عم ثعلبة وأسيد ابني سعية . وقصته مثل قصتهما في إسلامه.
6677- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة ، عَنْ داود بن الحصين ، عَنْ أبي سفيان مولى ابن أبي أحمد : أن ثعلبة وأَسيد ابني سعية وأسد بن عبيد ابن عمهم ، كانوا فتيانًا شبابًا ، فلما كان في الليلة التي في صُبحها فتحت قريظة نزلوا فأسلموا ، وأبَى قومهم أن يُسلموا.(5/396)
1026- عمرو بن سُعدَى ، من بني قريظة
6678- قَالَ : أَخْبَرَنا مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي الضحاك بن عثمان ، عَنْ محمد بن يحيى بن حبان قَالَ : قَالَ عمرو بن سُعدى , وهو رجل من بني قريظة : يا معشر يهود ، إنكم قد حالفتم محمدًا على ما حالفتموه عليه ، ألاَّ تنصروا عليه أحدًا من عدُوّه ، وأن تنصروه ممن دهمه ، فنقضتم ذلك العهد الذي كان بينكم وبينه ، فلم أدخل فيه ولم أشرككم في غدركم ، فإن أبيتم أن تدخلوا معه فاثبتوا على اليهودية ، وأعطوا الجزية ، فوالله ما أدري يقبلها أم لا ، قَالُوا : نحن لا نُقرّ للعرب بخَرْجٍ في رقابنا يأخذونا به ، القتل خيرٌ من ذلك ، قَالَ : فإني بريءٌ منكم ، وخرج في تلك الليلة مع ابني سَعْيَة فمرّ بحرس النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وعليهم محمد بن مسلمة ، فقال محمد (بن مسلمة) من هذا ؟ فقَالَ : عمرو بن سُعدى ، قَالَ محمد : مُرّ ، اللهم لا تحرمني إقالة عثرات الكرام ، فخلى سبيله فخرج حتى أتى مسجد رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فبات فيه حتى أصبح ، فلما أصبح غدا فلم يُدرَ أين هو حتى الساعة ، فسُئِل رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم عنه ، فقَالَ : ذاك رجلٌ نجاه الله بوفائه (1).
_حاشية__________
(1) الخبر لدي الواقدي في المغازي ص 503-504 وما بين الحاصرتين منه .(5/396)