3105- أبو مصعب المازني.
واسمه هلال بن يزيد. روى عن أبي هريرة.
3106- أبو حبرة الضبعي.
واسمه شيخة بن عبد الله. روى عن علي بن أبي طالب.
ع. وكان قليل الحديث.
3107- أَبُو الْمَلِيحِ الْهُذَلِيُّ.
واسمه عامر بن أسامة بن عمير. وكان ثقة وله أحاديث.
روى عنه أيوب وغيره. وتوفي في سنة اثنتي عشرة ومائة.
قال: وأخبرني رجل من ولد أبي المليح قال: مات أبو المليح قبل الحسن بسنة أو نحوها. قال: وشهد الحسن جنازته.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ عَنْ أبي الْمَلِيحِ أَنَّهُ كَانَ عَامِلا عَلَى الأُبُلَّةِ وَكَانَ يَشْهَدُ الْجُمُعَةَ بِالْبَصْرَةِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُقْبَةُ بْنُ أبي الصَّهْبَاءِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَالِيَةِ الْقَيْسِيُّ أَنَّ أبا الْمَلِيحِ الْهُذَلِيَّ أَوْصَاهُمْ إِذَا مَاتَ أَنْ يَأْخُذُوا مِنْ شَارِبِهِ وَأَظْفَارِهِ.
3108- يزيد بن هرمز الفارسي.
مولى الدوسيين. وكان أمير الموالي يوم الحرة. وكان ثقة إن شاء الله.
3109- عمير بن إسحاق.
كان من أهل المدينة فتحول إلى البصرة فنزلها فروى عنه البصريون ابن عون وغيره. ولم يرو عنه أحد من أهل المدينة شيئًا. وقد روى عمير بن إسحاق عن أبي هريرة وغيره.
قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنِ عَوْنٍ عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: كَانَ مَنْ أَدْرَكْتُ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَكْثَرَ مِمَّنْ سَبَقَنِي فَمَا رَأَيْتُ قَوْمًا أَهْوَنَ سِيرَةً وَلا أَقَلَّ تَشْدِيدًا مِنْهُمْ.
3110- أبو يزيد المدني.
كان من أهل المدينة فتحول إلى البصرة فروى عنه البصريون عوف وغيره. وروى هو عن ابن عباس وغيره.
__________
3107 التقريب (2/ 476) .
3108 التقريب (2/ 372) .
3109 التقريب (2/ 86) .
3110 التقريب (2/ 490) .(7/164)
3111- معاوية بن قرة بن إياس
بن هلال بن رئاب بن عبيد بن سواءة بن سارية بن ذبيان بن ثعلبة بن سليم بن أوس بن مزينة. ويكنى أبا إياس. وكان ثقة وله أحاديث.
قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ قَالَ: سُئِلَ مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ كَيْفَ ابْنُكَ لَكَ؟ قَالَ: نِعْمَ الابْنُ كَفَانِي أَمْرَ دُنْيَايَ وَفَرَّغَنِي لآخِرَتِي.
3112- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ
بْنِ الْحُصَيْبِ الأَسْلَمِيُّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ الْعَبْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو تُمَيْلَةَ يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ عَنْ رُبَيْحِ بْنِ هِلالٍ الطَّائِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ قَالَ: وُلِدْتُ لِثَلاثِ سِنِينَ خَلَوْنَ مِنْ خِلافَةِ عُمَرَ. قَالَ: وَكَانَ هُوَ وَسُلَيْمَانُ أَخُوهُ تَوْأَمًا وُلِدَا فِي بَطْنٍ. قَالَ: فَجَاءَ غُلامٌ لَنَا إِلَى أَبِي وَهُوَ جَالِسٌ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ: وُلِدَ لَكَ غُلامٌ. يَعْنِي عَبْدَ اللَّهِ. قَالَ:
أَنْتَ حُرٌّ. ثُمَّ جَاءَ غُلامٌ لَنَا آخَرُ فَقَالَ: وُلِدَ لَكَ غُلامٌ. قَالَ: قَدْ سَبَقَكَ بِهَا فُلانٌ. قَالَ:
إِنَّهُ آخَرُ. قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: وَهَذَا يَعْنِي أَعْتِقْهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ حَيَّانَ أَنَّ ابْنَ بُرَيْدَةَ كَانَ يُكْنَى أبا سَهْلٍ. قَالُوا: وَقَدْ رَوَى عَبْدَ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ.
3113- وأخوه سليمان بن بريدة
بن الحصيب الأسلمي. روى عن أبيه. قال وكيع: يقولون إن سليمان بن بريدة كان أصحهما حديثًا وأوثقهما.
3114- يُوسُفُ بْنُ مِهْرَانَ.
روى عن ابن عباس. وكان ثقة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ أَنَّهُ ذَكَرَ يُوسُفَ بْنَ مِهْرَانَ فَقَالَ: كَانَ يُشَبَّهُ حِفْظُهُ بِحِفْظِ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ.
3115- أَبُو الْجَلْدِ الْجَوْنِيُّ.
حي من الأزد واسمه جيلان بن فروة. وكان ثقة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ قال:
كان أبو الجلد يقرأ الكتب.
__________
3111 التقريب (2/ 260) .
3112 التقريب (1/ 403) .
3113 التقريب (1/ 321) .
3114 التقريب (2/ 382) .(7/165)
قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ مَيْمُونَةَ بِنْتِ أبي الْجَلْدِ قَالَتْ: كَانَ أبي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ سَبْعَةِ أَيَّامٍ وَيَخْتِمُ التَّوْرَاةَ فِي سِتَّةٍ يَقْرَؤُهَا نَظَرًا فَإِذَا كَانَ يَوْمَ يَخْتِمُهَا حَشَدَ لِذَلِكَ النَّاسَ. وَكَانَ يَقُولُ: كَانَ يُقَالُ: تَنْزِلُ عِنْدَ خَتْمِهَا الرَّحْمَةُ.
3116- أبو حسان الأعرج.
واسمه مسلم. وكان ثقة إن شاء الله.
3117- أبو السليل القيسي.
واسمه ضريب بن نقير من بني قيس بن ثعلبة. وكان ثقة إن شاء الله.
3118- بشير بن كعب العدوي.
وكان ثقة إن شاء الله.
3119- بَشِيرُ بْنُ نَهِيكٍ السَّدُوسِيُّ.
وكان ثقة. روى عن أبي هريرة وبشير بن الخصاصية.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مِجْلَزٍ عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ بِكِتَابِي الَّذِي كَتَبْتُهُ فَقَرَأْتُهُ عَلَيْهِ فَقُلْتُ: هَذَا سَمِعْتُهُ مِنْكَ. قَالَ: نَعَمْ.
3120- خَالِدُ بْنُ سُمَيْرٍ.
3121- أَبُو الْجَوْزَاءِ الرَّبْعِيُّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ النُّكْرِيِّ قَالَ:
اسْمُ أبي الجوزاء أوس بن خالد الربعي.
__________
3116 التقريب (2/ 411) .
3117 علل أحمد (1/ 146) ، والتاريخ الكبير (3063) ، والصغير (1/ 266) ، والجرح (2066) ، والجمع (1/ 229) ، والكاشف (2/ 2461) ، والتقريب (1/ 374) ، وتهذيب التهذيب (4/ 790) ، وتهذيب الكمال (2934) .
3119 التقريب (1/ 104) .
3120 التاريخ الكبير (528) ، والجرح (1507) ، والكاشف (1/ 270) ، وتهذيب التهذيب (3/ 97) ، وخلاصة الخزرجي (1768) ، والإكمال (4/ 372) ، وتهذيب الكمال (1620) ، والتقريب (1/ 214) .
3121 التاريخ الكبير (1/ 2/ 17) ، والجرح (1/ 1/ 305) ، وتاريخ الإسلام (3/ 316) ، وسير أعلام النبلاء (4/ 471، 472) ، وتهذيب الكمال (580) .(7/166)
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُسْتَمِرُّ بْنُ الرَّيَّانِ قَالَ: رَأَيْتُ أبا الْجَوْزَاءِ الرَّبْعِيَّ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ النُّكْرِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أبي يُحَدِّثُ أَنَّ أبا الْجَوْزَاءِ لَمْ يَلْعَنْ شَيْئًا قَطُّ وَلَمْ يَأْكُلْ شَيْئًا لُعِنَ قَطُّ.
قَالَ: حَتَّى إِنْ كَانَ لَيَرْشُو الْخَادِمَ فِي الشَّهْرِ الدِّرْهَمَ وَالدِّرْهَمَيْنِ حَتَّى لا تَلْعَنَ الطَّعَامَ إِذَا أَصَابَهَا حَرُّ التَّنُّورِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنِ عَمْرٍو قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: كَانَ أَبُو الْجَوْزَاءِ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ تفززا حَتَّى كَانَ لَهُ ثَوْبَانِ لِلصَّلاةِ عَلَى حِدَةٍ وَثَوْبٌ لِلْكَنِيفِ عَلَى حِدَةٍ ثُمَّ رَأَيْتُ عَلَيْهِ بَعْدُ ثَوْبَيْنِ مَرْوِيَّيْنِ فَقُلْتُ: مَا هَذَا يَا أبا الْجَوْزَاءِ؟ قَالَ: ذَهَبْتُ أَنْظُرُ إِلَى الأَمْرِ فَإِذَا هُوَ أَيْسَرُ مِمَّا أَذْهَبُ إِلَيْهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَمْرٍو قَالَ: سَمِعْتُ أبي يَقُولُ: سَمِعْتُ أبا الْجَوْزَاءِ يَقُولُ: لأَنْ تَمْتَلِئَ دَارِي قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُجَاوِرَ رَجُلا مِنْ أَصْحَابِ الأَهْوَاءِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حماد بن زيد عن عَمْرٍو عَنْ أبي الْجَوْزَاءِ وَذَكَرَ أَصْحَابَ الأَهْوَاءِ فَقَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لأَنْ تَمْتَلِئَ دَارِي قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ جِيرَانِي مَعِي فِي دَارِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يُجَاوِرَنِي رَجُلٌ مِنْهُمْ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حماد بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَمْرٍو عَنْ أبي الْجَوْزَاءِ قَالَ: مَا لَعَنْتُ شَيْئًا قَطُّ وَلا أَكَلْتُ مَلْعُونًا قَطُّ وَلا مَارَيْتُ أَحَدًا قَطُّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ أَنَّ أبا الْجَوْزَاءِ لَمْ يَلْعَنْ شَيْئًا قَطُّ وَلَمْ يَأْكُلْ شَيْئًا قَطُّ مَلْعُونًا وَلَمْ يَكْذِبْ رَجُلا قَطُّ وَلَمْ يَجْلِسْ عَلَى دَكَاكِينَ قَطُّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ عَنْ أبي الْجَوْزَاءِ قَالَ: جَاوَرْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ فِي دَارِهِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً مَا فِي الْقُرْآنِ آيَةٌ إِلا وَقَدْ سَأَلْتُهُ عَنْهَا. قَالُوا: وَخَرَجَ أَبُو الْجَوْزَاءِ مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الأَشْعَثِ فَقُتِلَ أَيَّامَ الْجَمَاجِمِ سَنَةَ ثلاث وثمانين.(7/167)
3122- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ غَالِبٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ غَالِبٍ جَاءَ إِلَى ابْنِ الأَشْعَثِ وَابْنُ الأَشْعَثِ عَلَى مِنْبَرٍ لَهُ بِالزَّاوِيَةِ مِنْ حَدِيدٍ فِي أَرْبَعِينَ رَجُلا مُتَكَفِّنِينَ مُتَحَنِّطِينَ مَعَ كُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ سَيْفُهُ وَتُرْسُهُ. فَصَعِدَ إِلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ غَالِبٍ فَقَالَ لَهُ: ابْسُطْ يَدَكَ عَلَى مَا نُبَايِعُكَ. قَالَ: عَلَى كِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ. قَالَ: فَمَسَحَ كَفَّهُ عَلَى كَفِّهِ ثُمَّ رَمَى بِتُرْسِهِ وَقَالَ: لا وَاللَّهِ لا أَجْعَلُ بَيْنِي وَبَيْنَ أهل الشَّامِ جُنَّةً الْيَوْمَ. قَالَ: فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ.
3123- عُقْبَةُ بْنُ عَبْدِ الْغَافِرِ.
ويكنى أبا نهار الأزدي ثم من بني عوذ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ قَالَ:
حَدَّثَنَا ثَابِتٌ قَالَ: مَا كَانَ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ فِي مِسْلاخِهِ إِلا عُقْبَةُ ابن عَبْدِ الْغَافِرِ. فَلَمَّا وَقَعَتِ الْفِتْنَةُ أَتَيْنَاهُ فَقَالَ مَا أَعْرِفُكُمْ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ زِيَادٍ الْقُرْدُوسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُرَّةُ بْنُ الدَّبَّابِ قَالَ: مَرَرْتُ بعُقْبَةَ بْنِ عَبْدِ الْغَافِرِ وَهُوَ صَرِيعٌ فِي الْخَنْدَقِ جَرِيحٌ حِينَ انْهَزَمَ النَّاسُ فَنَادَانِي: يَا أبا الْمُعَذَّلِ يَا أبا الْمُعَذَّلِ. فَالْتَفَتُّ إِلَيْهِ فَقَالَ: ذَهَبْتِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةُ وَذَلِك فِي يَوْمِ ابْنِ الأَشْعَثِ. قَالَ: وَقَالَ غَيْرُ سُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ قُتِلَ عُقْبَةُ بْنُ عَبْدِ الْغَافِرِ أَيَّامَ ابْنِ الأَشْعَثِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَمَانِينَ.
3124- أبو المتوكل الناجي.
واسمه علي بن داود.
3125- أبو الصديق الناجي.
واسمه بكر بن عمرو. قال: ويتكلمون في أحاديثه ويستنكرونها.
3126- أبو هنيدة العدوي.
واسمه البراء بن نوفل. وكان معروفًا قليل الحديث.
3127- أبو أيوب الأزدي.
ثم المراغي. واسمه يحيى بن مالك. وكان ثقة مأمونا روى عنه قتادة.
__________
3122 التقريب (1/ 440) .
3123 التقريب (2/ 27) .
3125 التقريب (2/ 437) .(7/168)
3128- أبو حرب بن أبي الأسود الدؤلي.
وكان معروفًا وله أحاديث.
3129- أبو الورد بن ثمامة
بن حزن القشيري. وكان معروفًا قليل الحديث.
3130- أبو صالح البصري.
واسمه ميزان. كان قليل الحديث. روى عنه سليمان التيمي وخالد الحذاء وأبو خلدة.
3131- أبو صالح.
الذي روى عنه يحيى بن أبي كثير. واسمه قيلويه.
3132- واقع بن سحبان.
روى عنه قتادة. وكان قليل الحديث.
3133- حيان بن عمير القيسي.
ويكنى أبا العلاء. وكان قليل الحديث.
3134- أبو الزنباع.
واسمه صدقة بن صالح.
3135- كنانة بن نعيم العدوي.
وكان معروفًا ثقة إن شاء الله.
3136- طَلْقُ بْنُ حَبِيبٍ الْعَنَزِيُّ.
من أهل البصرة تحول إلى مكة وكان مرجئًا وكان ثقة إن شاء الله. روى عن ابن عباس وجابر بن عبد اللَّهَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ يُوسُفَ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: رَأَيْتُ طَلْقَ بْنَ حَبِيبٍ وَحُمَيْدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيَّ يَقُولُ: أَرَاكَ يَا طَلْقُ قَدْ شَمِطْتَ. قَالَ: أَجَلْ فَبَارَكَ اللَّهُ لِي فِيهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ الْكِلابِيُّ عَنْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ:
كَانَ طَلْقُ بْنُ حَبِيبٍ يَفْلِي أُمَّهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَسَدِيُّ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: قَالَ لِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: لا تُجَالِسْ طَلْقًا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ قَالَ:
رَآنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ جَلَسْتُ إِلَى طَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ فَقَالَ: أَلَمْ أَرَكَ جَلَسْتَ إِلَيْهِ لا تُجَالِسْهُ! قَالَ: وَكَانَ يَنْتَحِلُ الإرجاء.
__________
3128 التقريب (2/ 410) .
3129 التقريب (2/ 486) .
3133 التقريب (1/ 208) .
3135 التقريب (2/ 137) .
3136 التقريب (1/ 380) .(7/169)
3137- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جَوْشَنٍ الْغَطَفَانِيُّ.
وهو أبو عيينة بن عبد الرحمن.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عُيَيْنَةُ بن عبد الرحمن بن جوشن عن أبيه قَالَ: لَقَدْ أَدْرَكْتُ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ رَجُلا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَعْنِي مَسْجِدَ الْبَصْرَةِ.
3138- طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كَرِيزٍ الْخُزَاعِيُّ.
وكان قليل الحديث.
__________
3137 التقريب (1/ 476) .(7/170)
الطَّبَقَةُ الثَّالِثَةُ
3139- قَتَادَةُ بْنُ دِعَامَةَ السَّدُوسِيُّ.
وكان يكنى أبا الخطاب. وكان ثقة مأمونًا حجة في الحديث. وكان يقول بشيء من القدر.
أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلالٍ قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يَقُولُ:
الْحِفْظُ فِي الصِّغَرِ كَالنَّقْشِ فِي الْحَجَرِ.
وَقَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلالٍ قَالَ: سَأَلْتُ قَتَادَةَ عَنْ مَسْأَلَةِ فَقَالَ: لا أَدْرِي. فَقُلْتُ: قُلْ بِرَأْيِكَ. قَالَ: مَا قُلْتُ برأي مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً. فَقُلْتُ: ابْنُ كَمْ هُوَ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: ابْنُ خَمْسِينَ سَنَةً.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ عَنْ شُعْبَةَ: كُنْتُ أَعْرِفُ حَدِيثَ قَتَادَةَ مَا سَمِعَ مِمَّا لَمْ يَسْمَعْ. فَإِذَا جَاءَ مَا سَمِعَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ. وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ. وَحَدَّثَنَا سَعِيدٌ.
وَحَدَّثَنَا مُطَرِّفٌ. وَإِذَا جَاءَ مَا لَمْ يَسْمَعْ كَانَ يَقُولُ: قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَقَالَ أَبُو قِلابَةَ.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: قَالَ قَتَادَةُ: جَالَسْتُ الْحَسَنَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً أُصَلِّي مَعَهُ الصُّبْحَ ثَلاثَ سِنِينَ. قَالَ: وَمِثْلِي أَخَذَ عَنْ مِثْلِهِ.
قَالَ مَعْمَرٌ: وَقَالَ قَتَادَةُ: إِذَا أَعَدْتَ الْحَدِيثَ فِي الْمَجْلِسِ أَذْهَبْتَ نُورَهُ. قَالَ: وَمَا أَعَدْتُ عَلَى أَحَدٍ. يَعْنِي مِمَّنْ أَسْمَعُ مِنْهُ.
قَالَ مَعْمَرٌ: وَقَالَ قَتَادَةُ لِسَعِيدِ بْنِ أبي عَرُوبَةَ: يَا أبا النَّضْرِ خُذِ الْمُصْحَفَ. قَالَ:
فَعَرَضَ عَلَيْهِ سُورَةَ الْبَقَرَةِ فَلَمْ يُخْطِئْ فِيهَا حَرْفًا وَاحِدًا. قَالَ: فَقَالَ يَا أبا النَّضْرِ أَحْكَمْتُ. قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: لا بِالصَّحِيفَةِ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَحْفَظُ مِنِّي لِسُورَةِ الْبَقَرَةِ.
قَالَ: وَكَانَتْ قُرِئَتْ عَلَيْهِ.
قَالَ مَعْمَرٌ: قِيلَ لِلزُّهْرِيِّ: أَقَتَادَةُ أَعْلَمُ عِنْدَكَ أَمْ مَكْحُولٌ؟ قال: لا بل قتادة. ما
__________
3139 التقريب (2/ 123) .(7/171)
كَانَ عِنْدَ مَكْحُولٍ إِلا شَيْءٌ يَسِيرٌ.
قَالَ مَعْمَرٌ: وَكُنَّا نُجَالِسُ قَتَادَةَ وَنَحْنُ أَحْدَاثٌ فَنَسْأَلُ عَنِ السَّنْدِ فَيَقُولُ مَشْيَخَةٌ حَوْلَهُ: مَهْ إِنَّ أبا الْخَطَّابِ سَنَدٌ. فَيَكْسِرُونَا عَنْ ذَلِكَ.
أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلالٍ قَالَ: قِيلَ لِقَتَادَةَ يَا أبا الْخَطَّابِ أَنَكْتُبُ مَا نَسْمَعُ؟ قَالَ: وَمَا يَمْنَعُكَ أَحَدٌ أَنْ تَكْتُبَ وَقَدْ أَنْبَأَكَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ أَنَّهُ قَدْ كَتَبَ وَقَرَأَ فِي كِتابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسى.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلامُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ:
حَدَّثَنِي عِمْرَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ قَتَادَةُ عَلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ جَعَلَ يُسَائِلُهُ أَيَّامًا وَأَكْثَرَ. قَالَ: فَقَالَ لَهُ سَعِيدٌ: أَكُلُّ مَا سَأَلْتَنِي عَنْهُ تَحْفَظُهُ؟ قَالَ: نَعَمْ. سَأَلْتُكَ عَنْ كَذَا فَقُلْتَ فِيهِ كَذَا. وَسَأَلْتُكَ عَنْ كَذَا فَقُلْتَ فِيهِ كَذَا. وَقَالَ فِيهِ الْحَسَنُ كَذَا. قَالَ حَتَّى رَدَّ عَلَيْهِ حَدِيثًا كَثِيرًا. قَالَ: يَقُولُ سَعِيدٌ: مَا كُنْتُ أَظُنُّ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ مِثْلَكَ.
وَقَالَ سَلامُ بْنُ مِسْكِينٍ: فَحَدَّثْتُ بِهِ سَعِيدَ بْنَ أبي عَرُوبَةَ فَكَانَ يُحَدِّثُ بِهِ.
قَالَ سَلامٌ: وَكَانَتْ مَسَائِلَ قَدْ دَرَسَهَا قَبْلَ ذَلِكَ عِنْدَ الْحَسَنِ وَغَيْرِهِ فَسَأَلَهُ عَنْهَا.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ: إِنَّهُ أَقَامَ عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ فَقَالَ لَهُ فِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ: ارْتَحِلْ يَا أَعْمَى فَقَدْ نَزَفْتَنِي.
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: كَانَ قَتَادَةُ يَقِيسُ عَلَى قَوْلِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ثُمَّ يَرْوِيهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ. قَالَ: وَذَاكَ قَلِيلٌ.
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: قَالَ لَنَا هَمَّامٌ: أَعْرِبُوا الْحَدِيثَ فَإِنَّ قَتَادَةَ لَمْ يَكُنْ يَلْحَنُ. وَقَالَ: إِذَا رَأَيْتُمْ فِي حَدِيثِي لَحْنًا فَقَوِّمُوهُ.
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: كُنَّا نَأْتِي قَتَادَةَ فَيَقُولُ:
بَلَغَنَا عن النبي. ع. وَبَلَغَنَا عَنْ عُمَرَ وَبَلَغَنَا عَنْ عَلِيٍّ. وَلا يَكَاد يُسْنِدُ. فَلَمَّا قَدِمَ حَمَّادُ بْنُ أبي سُلَيْمَانَ الْبَصْرَةَ جَعَلَ يَقُولُ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ وَفُلانٌ وَفُلانٌ. فبلغ قتادة ذلك فجعل يَقُولُ: سَأَلْتُ مُطَرِّفًا وَسَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ. وَحَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ فَأَخْبَرَ بِالإِسْنَادِ.
أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: رَأَيْتُ خَاتَمَ قَتَادَةَ فِي يَسَارِهِ.(7/172)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بن عُلَيَّةَ قَالَ: تُوُفِّيَ قَتَادَةُ سَنَةَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ. وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: وَأَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ قَالَ: تُوُفِّيَ قَتَادَةُ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ وَكَذَلِكَ قَالَ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ.
3140- حُمَيْدُ بْنُ هِلالٍ الْعَدَوِيُّ.
ويكنى أبا نصر. وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: سَمِعْتُ أبا هِلالٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يَقُولُ: مَا كَانَ بِالْمِصْرِ رَجُلٌ أَعْلَمَ مِنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ. مَا اسْتَثْنَى مُحَمَّدًا وَلا الْحَسَنَ. غَيْرَ أَنَّ التِّنَاءَةَ أَضَرَّتْ بِهِ. يَعْنِي أَنَّهُ كَانَ تَانِئًا بِدُولابٍ بِالأَهْوَازِ.
أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ قَالَ: رَأَيْتُ حُمَيْدَ بْنَ هِلالٍ يَلْبَسُ ثِيَابَ الْيُمْنَةِ وَالطَّيَالِسَةَ وَالْعَمَائِمَ. قَالُوا: وَتُوُفِّيَ حُمَيْدُ بْنُ هِلالٍ فِي وِلايَةِ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَلَى الْعِرَاقِ.
3141- ثَابِتُ بْنُ أَسْلَمَ الْبُنَانِيُّ.
من أنفسهم. وبنانة إلى قريش. ويكنى أبا محمد.
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ قَالَ:
قَالَ أَنَسٌ. وَلَمْ يَقُلْ شَهِدْتُهُ: إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ مِفْتَاحًا وَإِنَّ ثَابِتًا مِنْ مَفَاتِيحِ الْخَيْرِ.
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي حُمَيْدٌ قَالَ: كُنَّا نَأْتِي أَنَسًا وَمَعَنَا ثَابِتٌ. قَالَ: فَكَانَ ثَابِتٌ كُلَّمَا مَرَّ بِمَسْجِدٍ دَخَلَ فَصَلَّى فِيهِ. قَالَ: فَكُنَّا نَأْتِي أَنَسًا فَيَقُولُ: أَيْنَ ثَابِتٌ؟ إِنَّ ثَابِتًا دُوَيِّبَةٌ أُحِبُّهَا.
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى أَنَسٍ فَقَالَ: وَاللَّهِ لأَنْتُمْ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ عِدَّتِكُمْ مِنْ وَلَدِ أَنَسٍ إِلا مَنْ كَانَ عَلَى مِثْلِ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ.
أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ قَالَ: قَالَ ثَابِتٌ: لأَنْ أُصِيبَ ذَنْبًا وَإِنْ كَانَ كَبِيرًا فَأَسْتَغْفِرَ اللَّهَ مِنْهُ حَتَّى أُقْلِعَ عَنْهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُصِيبَ ذَنْبًا صَغِيرًا لا أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِنْهُ حَتَّى أُقْلِعَ عَنْهُ.
أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ قَالَ: سَمِعْتُ ثَابِتًا
__________
3140 التقريب (1/ 204) .
3141 التقريب (1/ 115) .(7/173)
يَقُولُ: لا يَكُونُ الْعَابِدُ عَابِدًا وَإِنْ كَانَ فِيهِ خَصْلَةُ كُلِّ خَيْرٍ حَتَّى يَكُونَ فِيهِ هَاتَانِ الْخَصْلَتَانِ الصَّلاةُ وَالصَّوْمُ. قَالَ: يَقُولُ ثَابِتٌ لأَنَّهُمَا وَاللَّهِ مِنْ لَحْمِهِ وَدَمِهِ.
أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ قَالَ: سَمِعْتُ ثَابِتًا يَقُولُ: وَاللَّهِ لَلْعِبَادَةُ أَشَدُّ مِنْ نَقْلِ الْكَارَاتِ.
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: كَانَ ثَابِتٌ وَحُمَيْدٌ يَغْتَسِلانِ تِلْكَ اللَّيْلَةَ وَيَتَطَيَّبَانِ وَيُحِبَّانِ أَنْ يُطَيِّبَا الْمَسْجِدَ بِالنُّضُوحِ اللَّيْلَةَ الَّتِي يُرْجَى فِيهَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ. أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ أَنَّ ثَابِتًا كَانَ يَقْرَأُهَا وَيْلَكَ:
«أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ» الكهف: 37. وَهُوَ يُصَلِّي صَلاةَ اللَّيْلِ يَنْتَحِبُ وَيُرَدِّدُهَا.
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: مَا أَكْثَرَ أَحَدٌ ذِكْرَ الْمَوْتِ إِلا رُئِيَ ذَلِكَ فِي عَمَلِهِ.
أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ ثَابِتًا يَقُولُ: لَوْلا أَنْ تَصْنَعُوا بِي مَا صَنَعْتُمْ بِالْحَسَنِ لَحَدَّثْتُكُمْ أَحَادِيثَ مُؤَنَّقَةً. ثُمَّ قَالَ: مَنَعُوهُ الْقَائِلَةَ.
مَنَعُوهُ النَّوْمَ.
أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ قَالَ: رَأَيْتُ ثَابِتًا الْبُنَانِيَّ يَلْبَسُ الثِّيَابَ الْيُمْنَةَ وَالطَّيَالِسَةَ وَالْعَمَائِمَ.
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: إِنْ كُنْتَ أَعْطَيْتَ أَحَدًا الصَّلاةَ فِي قَبْرِهِ فَأَعْطِنِي الصَّلاةَ فِي قَبْرِي.
أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ حُمَيْدٍ قَالَ: قَالَ لِي ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ: اغْسِلْنِي وَلا تَسْلَخَنَّ جِلْدِي. قَالَ: وَكَانَ ثَابِتٌ ثِقَةً فِي الْحَدِيثِ مَأْمُونًا. وَتُوُفِّيَ فِي وِلايَةِ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَلَى الْعِرَاقِ.
3142- بِشْرُ بْنُ حَرْبٍ.
ويكنى أبا عمرو الندبي من الأزد.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زيد عن بشر بن
__________
3142 التقريب (1/ 98) .(7/174)
حَرْبٍ قَالَ: قُلْتُ لابْنِ عُمَرَ أَنْقُشْ فِي خَاتَمِي مِنْ كِتَابِ اللَّهِ شَيْئًا. قَالَ: لا ها الله إِذًا مَا يَصْلُحُ لَكَ ذَلِكَ. قَالَ: فَنَقَشْتُ فِيهِ بِشْرَ بْنَ حَرْبٍ.
قَالُوا: وَقَدْ رَوَى أَيْضًا بِشْرُ بْنُ حَرْبٍ عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَسَمُرَةَ. وَكَانَ ضَعِيفًا فِي الْحَدِيثِ. وَتُوُفِّيَ فِي وِلايَةِ يُوسُفَ بْنِ عُمَرَ عَلَى الْعِرَاقِ.
3143- إِيَاسُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ
بْنِ إِيَاسِ بْنِ هِلالِ بْنِ رِئَابِ بن عبيد بن سواءة بن سارية بن ذبيان بن ثعلبة بن سليم بن أوس بن مزينة. ويكنى أبا واثلة. وكان ثقة.
وكان قاضيًا على البصرة وله أحاديث. وكان عاقلًا من الرجال فطنًا.
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي حُمَيْدٌ قَالَ: لَمَّا اسْتُقْضِيَ إِيَاسٌ أَتَاهُ الْحَسَنُ فَبَكَى إِيَاسُ.
أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: ذَكَرُوا إِيَاسًا عِنْدَ مُحَمَّدٍ فَقَالَ: إِنَّهُ لَفَهِمٌ.
أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ قَالَ: سُئِلَ مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ: كَيْفَ ابْنُكَ؟ قَالَ: نِعْمَ الابْنُ كَفَانِي أَمْرَ دُنْيَايَ وَفَرَّغَنِي لآخِرَتِي.
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلالٍ قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أبي هِنْدٍ قَالَ: قَالَ إِيَاسُ بْنُ مُعَاوِيَةَ: إِنَّ مَنْ لا يَعْرِفُ عَيْبَهُ أَحْمَقُ. قَالُوا: يَا أبا وَاثِلَةَ فَمَا عَيْبُكَ أَنْتَ؟ قَالَ: كَثْرَةُ الْكَلامِ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الأسود وَحَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقَدَّمِيُّ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ إِيَاسُ بْنُ معاوية واسطا جَعَلُوا يَقُولُونَ قَدِمَ الْبَصْرِيُّ قَدِمَ الْبَصْرِيُّ. فَأَتَاهُ ابْنُ شُبْرُمَةَ بِمَسَائِلَ قَدْ أَعَدَّهَا لَهُ فَجَلَسَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ: أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَسْأَلَكَ؟ قَالَ: مَا ارْتَبْتُ بِكَ حَتَّى اسْتَأْذَنْتَنِي. إِنْ كَانَتْ لا تُعَنِّتُ الْقَائِلَ وَلا تُؤْذِي الْجَلِيسَ فَسَلْ. قَالَ: فَسَأَلَهُ عَنْ بِضْعٍ وَسَبْعِينَ مَسْأَلَةً فَمَا اخْتَلَفَا يَوْمَئِذٍ إِلا فِي ثَلاثِ مَسَائِلَ أَوْ أَرْبَعٍ رَدَّهُ فِيهَا إِيَاسٌ إِلَى قَوْلِهِ ثُمَّ قَالَ: يَا ابْنَ شُبْرُمَةَ هَلْ قَرَأْتَ الْقُرْآنَ؟ قَالَ:
نَعَمْ مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى آخِرِهِ. قَالَ: فَهَلْ قَرَأْتَ: «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي» المائدة: 3؟ قَالَ: نَعَمْ. وَمَا قَبْلَهَا وَمَا بَعْدَهَا. قَالَ: فَهَلْ وَجَدْتَهُ بَقِيَ لآلِ شُبْرُمَةَ شَيْءٌ يَنْظُرُونَ فِيهِ؟ فَقَالَ: لا. فَقَالَ لَهُ إِيَاسٌ: إِنَّ لِلنُّسُكِ فُرُوعًا. قَالَ: فذكر
__________
3143 التقريب (1/ 87) .(7/175)
الصَّوْمَ وَالصَّلاةَ وَالْحَجَّ وَالْجِهَادَ. وَإِنِّي لا أَعْلَمُكُ تَعَلَّقْتَ مِنَ النُّسُكِ بِشَيْءٍ أَحْسَنَ مِنْ شَيْءٍ في يدك النَّظَرِ فِي الرَّأْيِ.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ: أَدْرَكَ يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ إِيَاسَ بْنَ مُعَاوِيَةَ وَضَرَبَهُ يُوسُفُ.
3144- الأزرق بن قيس الحارثي.
من بني الحارث بن كعب. وكان ثقة إن شاء الله.
3145- عَاصِمٌ الْجَحْدَرِيُّ.
من بني قيس بن ثعلبة.
أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بن زيد عن خَالِدٍ. يَعْنِي الْحَذَّاءَ أَنَّ.
إِيَاسًا أَجَازَ شَهَادَةَ عَاصِمٍ الْجَحْدَرِيِّ وَحْدَهُ فَقَالَ الرَّجُلُ: تُجِيزُ عَلَيَّ شَهَادَةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ! قَالَ: فَقَالَ إِنَّهُ عَاصِمٌ إِنَّهُ عَاصِمٌ إِنَّهُ عَاصِمٌ.
3146- أبو جمرة الضبعي.
واسمه نصر بن عمران. وكان ثقة. تُوُفّي في ولاية يوسف ابن عمر على العراق.
3147- أبو المنهال.
واسمه سيار بن سلامة من بني قيس بن ثعلبة. وكان ثقة.
3148- أبو القموص.
واسمه زيد بن علي. وكان قليل الحديث.
3149- أبو الهزهاز العجلي.
واسمه نصر بن زياد بن عباد. وكان قليل الحديث.
3150- أبو حاجب.
واسمه سوادة بن عاصم.
3151- أبو مراية العجلي.
واسمه عبد الله بن عمرو. وكان قليل الحديث.
3152- أبو الوازع الراسبي.
واسمه جابر بن عمرو. وكان قليل الحديث.
3153- أبو ماوية.
واسمه حريث بن مالك وقال بعضهم مالك بن حريث الأسيدي.
3154- أبو العالية البراء.
واسمه زياد بن فيروز. وكان قليل الحديث.
__________
3144 التقريب (1/ 51) .
3146 التقريب (2/ 301) .
3147 التقريب (1/ 343) .
3150 التقريب (1/ 239) .
3154 التقريب (2/ 442) .(7/176)
3155- أبو البزري.
واسمه يزيد بن عطارد. وكان قليل الحديث.
3156- أبو بشامة.
واسمه منقر.
3157- أبو الخليل.
واسمه صالح بن أبي مريم. وكان ثقة.
3158- أبو هنيدة المازني.
واسمه حريث بن مالك. وكان قليل الحديث.
3159- أبو غالب الراسبي.
صاحب أبي أمامة الباهلي واسمه سعيد بن الخزور.
قال: وسمعت من يقول: اسمه نافع. وكان ضعيفًا منكر الحديث.
3160- أَبُو نَوْفَلِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ عَمْرِو
بْنِ أبي عَقْرَبٍ الْكِنَانِيُّ من بني عريج بن بكر.
واسم أبي نوفل معاوية. وكان ثقة إن شاء الله.
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ قَالَ: [سَمِعْتُ أَبَا نَوْفَلِ بْنَ أَبِي عَقْرَبٍ قَالَ: سَأَلَ أَبِي رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنِ الصَّوْمِ فَكَانَ آخِرَ مَا أَمَرَهُ بِهِ أَنْ قَالَ:
صُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ.]
3161- أبو عمران الجوني.
واسمه عبد الملك بن حبيب. وكان ثقة وله أحاديث.
3162- أبو التياح الضبعي.
واسمه يزيد بن حميد. وكان ثقة وله أحاديث.
3163- أَبُو الْمُهَزِّمِ.
واسمه يزيد بن سفيان. روى عنه حماد بن سلمة. وكان شعبة يضعفه.
أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ قَالَ: رَأَيْتُ أبا الْمُهَزِّمِ فِي مَسْجِدِ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ مَطْرُوحًا لَوْ أَعْطَاهُ رَجُلٌ فِلْسًا حَدَّثَهُ بِسَبْعِينَ حَدِيثًا.
3164- أبو ريحانة.
واسمه عبد الله بن مطر. روى عن ابن عمر وله أحاديث.
3165- محمد بن زياد.
__________
3155 التقريب (2/ 395) .
3157 التقريب (2/ 362) .
3161 التقريب (1/ 518) .
3162 التقريب (2/ 363) .
3163 التقريب (2/ 478) .(7/177)
3166- ثمامة بن عبد الله
بن انس بن مالك. وأمه كبشة بنت فلان الشيبانية. وكان ثمامة قليل الحديث.
3167- وأخوه. المثنى بن عبد الله
بن انس بن مالك. وأمه أيضًا كبشة. وسمي المثنى لجد أبيه من قبل أمه المثنى بن حارثة الشيباني.
3168- عبد الله بن مسلم بن يسار.
مولى طلحة بن عبيد الله التيمي.
3169- عَبْدُ الله بن محمد بن سيرين.
أخبرنا بكار بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: مَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ بِمَكَّةَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. وَهُوَ ابْنُ سِتٍّ وَسِتِّينَ سَنَةً.
3170- زيد بن الحواري. العمي.
ويكنى أبا الحواري. وكان ضعيفًا في الحديث.
3171- بديل بن ميسرة العقيلي.
وكان ثقة له أحاديث.
3172- غيلان بن جرير العتكي.
وكان ثقة له أحاديث.
3173- عمرو بن سعيد.
مولى لثقيف. وكان ثقة. روى عنه يونس بن عبيد.
3174- عبد الله بن الحارث
بن محمد ختن محمد بن سيرين. وكان قليل الحديث.
قال سليمان بن حرب: وكان ابن عم سيرين نفسه.
3175- تَوْبَةُ الْعَنْبَرِيُّ.
ويكنى أبا المورع.
أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُوَرِّعِ بْنِ تَوْبَةَ الْعَنْبَرِيُّ قَالَ: هُوَ توبة بن كيسان ابن أبي الأَسَدِ وَأَصْلُهُ مِنْ أهل سِجِسْتَانَ. وَمَوْلِدُ تَوْبَةَ الْيَمَامَةُ وَمَنْشَأُهُ بِهَا. ثُمَّ تَحَوَّلَ إِلَى الْبَصْرَةِ. وَهُوَ مَوْلَى أَيُّوبَ بْنِ أَزْهَرَ الْعَدَوِيِّ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ جُنْدُبٍ مِنْ بَنِي الْعَنْبَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ. وَأُمُّ تَوْبَةَ ظَبْيَةُ بِنْتُ يَزِيدَ بْنِ عَقِيلِ بْنِ ضَبَّةَ مِنْ بَنِي نُمَيْرِ بْنِ عَامِرٍ مِنْ أَنْفُسِهِمْ. وَكَانَ تَوْبَةُ قَدْ وَفَدَ إِلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فَسَأَلَهُ عَنْ حَاجَتِهِ فَأَثْبَتَ لَهُ
__________
3166 التقريب (1/ 120) .
3170 التقريب (1/ 274) .
3171 التقريب (1/ 94) .
3173 التقريب (2/ 70) .
3175 التقريب (1/ 114) .(7/178)
عَيْلَيْنِ فِي الْعَطَاءِ وَأَذِنَ لَهُ أَنْ يَتَّخِذَ حَمَّامًا بِالْبَصْرَةِ وَيَحْتَفِرَ بِئْرًا بِالْبَادِيَةِ وَأَجَابَهُ إِلَى ذَلِكَ.
وَكَانَ لا يَفْعَلُ ذَلِكَ أَحَدٌ إِلا بِإِذْنِ الْخَلِيفَةِ. فَاتَّخَذَ حَمَّامًا إِلَى جَانِبِ مَنْزِلِهِ فِي بَنِي الْعَنْبَرِ الرَّابِيَةِ وَحَفَرَ بِئْرًا بِالْبَادِيَةِ بِالْخِرِنْقِ. وَبَيْنَ الْخِرِنْقِ وَالْبَصْرَةِ ثَلاثُ مَرَاحِلَ. ثُمَّ وَفَدَ تَوْبَةُ أَيْضًا إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ خَلِيفَةٌ.
قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنُ الْمُوَرِّعِ: فَحَدَّثَنِي خَبَّابُ بْنُ عَبْدِ الأَكْبَرِ الْعَنْبَرِيُّ عَنْ تَوْبَةَ الْعَنْبَرِيِّ أَنَّهُ لَمَّا وَفَدَ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَأَى بَنَاتِهِ حَوْلَهُ يَلْعَبْنَ وَعَلَيْهِنَّ التَّبَابِينُ.
قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: وَفَدَ تَوْبَةُ إِلَى هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فَوَجَّهَهُ إِلَى خُرَاسَانَ ضَاغِطًا عَلَى أَسَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ثُمَّ صَرَفَهُ إِلَى الْعِرَاقِ فَوَلاهُ يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ سَابُورَ. ثُمَّ وَلاهُ الأَهْوَازَ. فَعُزِلَ يُوسُفُ وَهُوَ وَالِيهِ عَلَى الأَهْوَازِ. قَالَ: وَجَهَدَ قَوْمٌ مِنْ بَنِي الْعَنْبَرِ بِتَوْبَةَ أَنْ يَدَّعِيَ فِيهِمْ فَأَبَى. وَجَهَدَ بِهِ أَخْوَالُهُ بَنُو نُمَيْرٍ أَنْ يَدَّعِيَ فِيهِمْ فَأَبَى. وَكَانَ صَاحِبَ بَدَاوَةٍ. فَمَاتَ بِضَبُعَ وَضَبُعُ مِنَ الْبَصْرَةِ عَلَى يَوْمَيْنِ فَدُفِنَ هُنَاكَ. وَكَانَ يَوْمَ تُوُفِّيَ ابْنَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً.
3176- مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعِ بْنِ جَابِرِ
بْنِ الأَخْنَسِ بْنِ عَابِدِ بْنِ خَارِجَةَ بن زياد بن شمس من ولد عمرو بن نصر بن الأزد. ولبني زياد بن شمس أربع خطط بالبصرة منها خطة في الباطنة تحاذي بنانة. وقد غلب عليها ناس من بني الشعيراء وهم الشعارون قوم يفتلون الشعر ليس لهم نسب. والثانية تحاذي بني غبر. والثالثة تحاذي هداد. والرابعة بالخريبة. قال: أخبرنا بذلك كله مرحوم بن أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن محمد بن واسع. قال: وكان محمد يكنى أبا عبد الله. ومات بعد الحسن بعشر سنين كأنه مات سنة عشرين ومائة.
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَفْصٍ التَّيْمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلامُ بْنُ أبي مُطِيعٍ قَالَ: حَدَّثَ رَجُلٌ أَيُّوبَ يَوْمًا بِحَدِيثٍ قَالَ: فَقَالَ أَيُّوبُ مَنْ حَدَّثَكَ هَذَا؟ قَالَ: حَدَّثَنِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ. قَالَ: بَخٍ! ثُمَّ قَالَ: عَمَّنْ؟ قَالَ: عَنْ فُلانٍ. قَالَ: لا تَرْوِهِ.
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ التَّيْمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ: كَانَ بَيْنَ ابْنِ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ وَبَيْنَ رَجُلٍ شَيْءٌ فَشَكَاهُ إِلَى أَبِيه. قَالَ: فَأَرْسَلَ مُحَمَّدٌ إِلَى ابْنِهِ فَقَالَ لَهُ: وَأَيُّ شَيْءٍ أَنْتَ؟ وَاللَّهِ مَا اشْتَرَيْتُ أُمَّكَ إِلا بِثَلاثِمِائَةِ دِرْهَمٍ وَأَمَّا أَبُوكَ فَلا كثر(7/179)
اللَّهُ فِي الْمُسْلِمِينَ مِثْلَهُ! قَالَ سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ: وَنَحْنُ نَقُولُ بَلَى فَكَثَّرَ اللَّهُ فِي الْمُسْلِمِينَ مِثْلَهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ التَّيْمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ الْجَرَّاحِ ابْنِ ابْنَةِ هَارُونَ بْنِ رِئَابٍ. قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: وَحَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ وَغَيْرُهُ يزيد بعضهم على بعض قَالُوا: لَمَّا ثَقُلَ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ دَخَلَ عَلَيْهِ أَصْحَابُهُ فَجَاءَ هَارُونُ بْنُ رِئَابٍ بَعْدَ ذَلِكَ فَقَالَ الْقَوْمُ: هَارُونُ أَبُو الْحَسَنِ أَوْسِعُوا لَهُ. فَأَوْسَعُوا لَهُ فَجَلَسَ نَاحِيَةً وَالْقَوْمُ فِي تَقْرِيظِ مُحَمَّدٍ وَهُوَ مَغْلُوبٌ فَأَفَاقَ. قَالَ: فَسَمِعَ بَعْضَ قَوْلِهِمْ فَقَالَ: يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيماهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصِي وَالْأَقْدامِ. وَأَنْ يُجْمَعَ بَيْنَ نَاصِيَتِي وَقَدَمَيَّ وَأُقْذَفُ فِي النَّارِ لا يُغْنِي عَنِّي وَاللَّهِ مَا تَقُولُونَ شَيْئًا. يَا إِخْوَتِي يُذْهَبُ بِي وَاللَّهِ عَنْكُمْ إِلَى النَّارِ أَوْ يَعْفُو اللَّهُ.
3177- إسحاق بن سويد العدوي.
وكان ثقة إن شاء الله. تُوُفّي في الطاعون في أول خلافة أبي العباس سنة إحدى وثلاثين ومائة.
3178- فرقد بن يعقوب
السبخي ويكنى أبا يعقوب. وكان ضعيفًا منكر الحديث.
وَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ قال: سألت أيوب عن فرقد فقال:
ليس بصاحب حديث. قالوا: مات فرقد أيام الطاعون بالبصرة سنة إحدى وثلاثين ومائة.
3179- مالك بن دينار.
ويكنى أبا يحيى. مولى لامرأة من بني سامة بن لؤي.
وكان ثقة قليل الحديث. وكان يكتب المصاحف. ومات قبل الطاعون بيسير. وكان الطاعون سنة إحدى وثلاثين ومائة.
3180- كثير بن شنظير
المازني وكان ثقة إن شاء الله وروى عن عطاء.
3181- واصل.
مولى أبي عيينة بن المهلب. له أحاديث.
__________
3177 التقريب (1/ 58) .
3178 التقريب (2/ 108) .
3179 التقريب (2/ 224) .
3180 التقريب (2/ 132) .(7/180)
3182- هارون بن رئاب.
من بني أسيد بن عمرو بن تميم. ويكنى أبا الحسن. كان ثقة قليل الحديث.
قال سفيان بن عيينة: حدّثنا هارون بن رئاب. وكان يخفي الزهد.
3183- كُلْثُومُ بْنُ جَبْرٍ.
وكان معروفًا وله أحاديث. روى عن سعيد بن جبير ومسلم ابن يسار.
أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا رَبِيعَةُ بْنُ كُلْثُومٍ أَنَّ أَبَاهُ كُلْثُومَ بْنَ جَبْرٍ كَانَ يُكْنَى أبا مُحَمَّدٍ.
3184- عَبْدُ اللَّهِ بن مطرف
بن عبد الله بن الشخير بن عوف بن كعب بن وقدان بن الحريش بْنِ كَعْبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ صعصعة.
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ بُكَيْرِ بْنِ أبي السُّمَيْطِ قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ أَنَّ كُنْيَةَ عَبْدِ اللَّهِ بن مطرف بن عبد الله بن الشخير أَبُو جَزْءٍ.
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ ثَابِتًا الْبُنَانِيَّ قَالَ: مَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُطَرِّفٍ. قَالَ فَخَرَجَ مُطَرِّفٌ عَلَى قَوْمِهِ وَهُوَ مُتَرَجِّلٌ فِي ثِيَابٍ حَسَنَةٍ. قَالَ: فَغَضِبُوا وَقَالُوا: يَا أبا عَبْدِ اللَّهِ يَمُوتُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُطَرِّفٍ فَتَخْرُجُ مُدَّهِنًا فِي ثِيَابِكَ هَذِهِ! قَالَ: فَقَالَ مُطَرِّفٌ: أَفَأَسْتَكِينُ لَهَا وَقَدْ وَعَدَنِي اللَّهُ عَلَى مُصِيبَتِي ثَلاثَ خِصَالٍ كُلُّ خَصْلَةٍ مِنْهَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا كُلِّهَا. قَالَ اللَّهُ: «الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ» البقرة: 156- 157. أَفَأَسْتَكِينُ لَهَا بَعْدَ هَذَا؟.
قَالَ ثَابِتٌ: وَقَالَ مُطَرِّفٌ: مَا شَيْءٌ أُعْطَاهُ فِي الآخِرَةِ قَدْرَ كُوزِ مَاءٍ إِلا وَدِدْتُ أَنَّهُ أُخِذَ مِنِّي فِي الدنيا.
3185- يحيى بن سلم البكاء.
وكان ثقة إن شاء الله.
__________
3182 التقريب (2/ 311) .
3183 التقريب (2/ 136) .
3184 التقريب (1/ 451) .
3185 التقريب (2/ 358) .(7/181)
3186- عطاء بن أبي ميمونة.
وكان يرى رأي القدر. مات بعد الطاعون بالبصرة.
وكان الطاعون سنة إحدى وثلاثين ومائة.
3187- يزيد الرشك الضبعي.
وكان ثقة.
3188- يزيد بن أبان الرقاشي.
وكان ضعيفًا قدريًا.
3189- عبد العزيز بن صهيب.
وكان يقال له عبد العزيز بن العبد مولى أنس بن مالك. وكان ثقة.
3190- أبو هارون العبدي.
واسمه عمارة بن جوين. وكان ضعيفًا في الحديث. وقد روى عن أبي سعيد الخدري.
3191- موسى بن سالم.
أبو جهضم مولى بني هاشم. روى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ. وروى عبد الله بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عباس أحاديث.
3192- أبو رجاء.
مولى أبي قلابة اسمه سلمان.
__________
3188 التقريب (2/ 361) .
3190 التقريب (2/ 49) .
3191 التقريب (2/ 282) .(7/182)
الطَّبَقَةُ الرَّابِعَةُ
3193- أَيُّوبُ بْنُ أبي تَمِيمَةَ
السِّخْتِيَانِيُّ. ويكنى أبا بكر مولى لعنزة. واسم أبي تميمة كيسان. وكان أيوب ثقة ثبتًا في الحديث جامعًا عدلًا ورعًا كثير العلم حجة.
أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: وُلِدَ أَيُّوبُ قَبْلَ الْجَارِفِ بِسَنَةٍ. وَقَالَ غَيْرُ عَارِمٍ. وَكَانَ الْجَارِفُ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ.
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَيْمُونٌ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ الْحَسَنِ وَعِنْدَهُ أَيُّوبُ فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ ثُمَّ قَامَ فَاتَّبَعَهُ الْحَسَنُ بَعْدَهُ حَتَّى إِذَا كَانَ حَيْثُ لا يَسْمَعُ أَيُّوبُ قَالَ: هَذَا سَيِّدُ الْفِتْيَانِ.
أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بن زيد عن أبي خُشَيْنَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ يَوْمًا حَدِيثًا فَقَالُوا: عَمَّنْ هَذَا يَا أبا بَكْرٍ؟ فَقَالَ: حَدَّثَنِيهِ أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ فَعَلَيْكَ بِهِ.
أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بن زيد عن أَيُّوبَ قَالَ: لَمَّا قَرَأَ مُحَمَّدٌ وَصِيَّتَهُ فذهبت أتنحى قال أَدْنِهِ فَلَيْسَ دُونَكَ سِرٌّ.
أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَكْثَرَ مِنْ قَوْلِ لا أَدْرِي مِنْ أَيُّوبَ وَيُونُسَ وَأَمَّا ابْنُ عَوْنٍ فَكَانَ شَيْئًا عَجَبًا.
أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ إِذَا سَأَلَ أَيُّوبَ عَنْ شَيْءٍ اسْتَعَادَهُ فَإِنْ أَعَادَ عَلَيْهِ مِثْلَ مَا قَالَ لَهُ أَوَّلا أَجَابَهُ. وَإِنْ خُلِّطَ عَلَيْهِ لَمْ يُجِبْهُ.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُرَارَةَ الْجَرْمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ شَوْذَبٍ قَالَ: كَانَ أَيُّوبُ. يَعْنِي السِّخْتِيَانِيَّ. إِذَا سُئِلَ عَنِ الشَّيْءِ لَيْسَ عِنْدَهُ فيه شيء قال: سل أهل العلم.
__________
3193 التقريب (1/ 89) .(7/183)
أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ أَيُّوبُ: وَمَنْ يَسْلَمُ؟
إِنَّ الرَّجُلَ لَيُحَدِّثُ بِالْحَدِيثِ فَيَرَى أَنَّهُ قَدْ وَقَعَ مِنَ الْقَوْمِ مَوْقِعًا فَيُخَالِطُ قَلْبَهُ مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ.
أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: سُئِلَ أَيُّوبُ عَنْ شَيْءٍ فَقَالَ: لَمْ يَبْلُغْنِي فِيهِ شَيْءٌ. فَقَالَ: قُلْ فِيهِ بِرَأْيِكَ. فَقَالَ: لَمْ يَبْلُغْهُ رَأْيٌ.
أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: مَا أَخَافُ عَلَى أَيُّوبَ وَابْنِ عَوْنٍ إِلا فِي الْحَدِيثِ. قَالَ عَارِمٌ: فَذَكَرْتُهُ لِيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ فَقَالَ: مَا أَخَافُ عَلَى سُفْيَانَ إِلا فِي الْحَدِيثِ.
أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: فُقَهَاؤُنَا أَيُّوبُ وَابْنُ عَوْنٍ ويونس. قَالَ عَارِمٌ: فَذَكَرْتُهُ لابْنِ دَاوُدَ فَقَالَ: قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: فُقَهَاؤُنَا ابْنُ أبي لَيْلَى وَابْنُ شُبْرُمَةَ.
أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: مَا كُنْتَ تَسْقِي أَيُّوبَ شَرْبَةً مِنْ مَاءٍ عَلَى الْقِرَاءَةِ إِلا أَنْ تَعْرِفَهُ. كَانَ شَعْرُهُ وَافِرًا يَحْلِقُهُ مِنَ السَّنَةِ إِلَى السَّنَةِ.
قَالَ: فَكَانَ رُبَّمَا طَالَ فَيَنْسِجُهُ هَكَذَا كَأَنَّهُ يُفَرِّقُهُ.
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: كَانَ أَيُّوبُ يُوَفِّرُ شَعْرَهُ مِنَ السَّنَةِ إِلَى السَّنَةِ.
أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: سَمِعْتُ حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ أَيُّوبُ إِنَّ قَوْمًا يُرِيدُونَ أَنْ يَرْتَفِعُوا فَيَأْبَى اللَّهُ إِلا أَنْ يَضَعَهُمْ وَآخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَوَاضَعُوا فَيَأْبَى اللَّهُ إِلا أَنْ يَرْفَعَهُمْ.
قَالَ: وَكَانَ أَيُّوبُ يَأْخُذُ بِي فِي طَرِيقٍ هِيَ أَبْعَدُ فَأَقُولُ إِنَّ هَذَا أَقْرَبُ فَيَقُولُ: إِنِّي أَتَّقِي هَذِهِ الْمَجَالِسَ. وَكَانَ إِذَا سَلَّمَ يَرُدُّونَ عَلَيْهِ سَلامًا فَوْقَ مَا يُرُدُّ عَلَى غَيْرِهِ فَيَقُولُ:
اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي لا أُرِيدُهُ اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي لا أُرِيدُهُ. وَكَانَ النُّسَّاكُ يَوْمَئِذٍ يُشَمِّرُونَ ثِيَابَهُمْ. يَعْنِي قُمُصَهُمْ. وَكَانَ أَيُّوبُ يَجُرُّ قميصه.
قال: وقال عبد الرزاق عن معمر قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى أَيُّوبَ قَمِيصًا يَجُرُّهُ. قَالَ:
فَقُلْتُ لَهُ فِيهِ فَقَالَ: يَا أبا عُرْوَةَ كَانَتِ الشُّهْرَةُ فِيمَا مَضَى فِي تَذْيِيلِهَا فَالشُّهْرَةُ الْيَوْمَ فِي تَشْمِيرِهَا.(7/184)
أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: تَلَقَّانِي أَيُّوبُ وَأَنَا أَذْهَبُ إِلَى السُّوقِ وَهُوَ فِي جَنَازَةٍ فَرَجَعْتُ مَعَهُ فَقَالَ: اذْهَبْ إِلَى سُوقِكَ.
أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: سَافَرْنَا مَعَ أَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ. فَلَمَّا كُنَّا بِالأَبْطَحِ إِذَا رَجُلٌ غَلِيظٌ ضَخْمٌ عَلَيْهِ ثِيَابٌ غِلاظٌ مِنَ الْقُطْنِ. قَالَ:
فَجَعَلَ يَتْبَعُ رِجَالَ الْبَصْرِيِّينَ يَقُولُ: أَلَكُمْ عِلْمٌ بِأَيُّوبَ بْنِ أبي تَمِيمَةَ؟ قَالَ: فَقُلْتُ لأَيُّوبَ: هَذَا رَجُلٌ يُرِيدُكَ. فَلَمَّا رَآهُ أَيُّوبُ أَسْرَعَ إِلَيْهِ فَتَعَانَقَا. قَالَ: فَسَأَلْتُ عَنِ الرَّجُلِ فَقَالُوا: هَذَا سَالِمُ بْنُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ.
أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ قَالَ: كُنَّا عند حميد بن هلال وعند أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ وَيُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ فَقَامَ حُمَيْدٌ مُتَوَجِّهًا إِلَى أَهْلِهِ فَتَبِعَهُ أَيُّوبُ وَيُونُسُ فَعَرَفْتُ الْمَسَاءَةَ فِي وَجْهِ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ فَأَقْبَلَ عَلَيَّ فَقَالَ: قَدْ كُنْتُ أَرَى أَنَّ هَذَيْنِ الشَّيْخَيْنِ إِذَا حَدَثَ بِهِمَا حَدَثٌ يَسْتَخْلِفَانِهِمَا. يَعْنِي الْحَسَنَ وَابْنَ سِيرِينَ.
وَيَعْنِي أَيُّوبَ وَيُونُسَ. قَالَ قُلْتُ: إِنَّا لَنُؤَمِّلُ ذَلِكَ فِيهِمَا. قَالَ فَقَالَ: أَمَا رَأَيْتَهُمَا اتَّبَعَانِي؟
وَكَرِهَ ذَلِكَ شَدِيدًا.
أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْظَمَ رَجَاءً لأَهْلِ الْقِبْلَةِ مِنْ أَيُّوبَ وَابْنِ عَوْنٍ.
أَخْبَرَنَا عَارِمٌ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشَدَّ تَبَسُّمًا فِي وُجُوهِ الرِّجَالِ مِنْ أَيُّوبَ إِذَا لَقِيَهُمْ. وَهَارُونُ بْنُ رِئَابٍ كَانَ شَيْئًا عَجَبًا.
أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بن زيد عن أَيُّوبَ قَالَ: لا أَعْلَمُ الْقَدَرَ مِنَ الدِّينِ.
أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ أَيُّوبُ لأَنْ يَسْتُرَ الرَّجُلُ زُهْدَهُ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يُظْهِرَهُ.
أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ أَيُّوبَ فَيَأْخُذُ بِي فِي طُرُقٍ إِنِّي لأَعْجَبُ لَهُ كَيْفَ اهْتَدَى لَهَا فِرَارًا مِنَ النَّاسِ أَنْ يُقَالَ هَذَا أَيُّوبُ.
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْفٍ قَالَ:
لَمَّا مَاتَ مُحَمَّدٌ قُلْنَا: مَنْ لَنَا؟ فَقُلْنَا: لَنَا أَيُّوبُ.(7/185)
أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: قَالَ أَيُّوبُ ذُكِرْتُ وَمَا أُحِبُّ أَنْ أُذْكَرَ. قَالَ: وَرُبَّمَا ذَهَبْتُ مَعَهُ فِي الْحَاجَةِ فَأُرِيدُ أَنْ أَمْشِيَ مَعَهُ فَلا يَدَعُنِي فَيَخْرُجُ فَيَأْخُذُ هَاهُنَا وَهَاهُنَا لِكَيْ لا يُفْطَنَ بِهِ.
أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بن زيد عن أيوب قال: ما على ظهر الأرض رجل أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ بَكْرٍ. ابْنُهُ. وَلأَنْ أَدْفِنَهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَأْتِيَنِي. يَعْنِي هِشَامًا أَوْ بَعْضَ الْخُلَفَاءِ.
أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي بَعْضُ جِيرَانِ أَيُّوبَ أَنَّ قِصَاعَ أَيُّوبَ كَانَتْ تَخْتَلِفُ فِي جِيرَانِهِ يَوْمَ الْفِطْرِ قَبْلَ أَنْ يَغْدُوا.
أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ لِي أَيُّوبُ: أشتري لي أما قبيطية أَوْ بَاسِنَةً أَوْ كِسَاءً أَعْلِفُ فِيهِ النَّاقَةَ. حِينَ أَرَادَ الْخُرُوجَ إِلَى مَكَّةَ. قَالَ:
فَلَمَّا قَدِمَ رَأَيْتُهَا عَلَيْهِ تَحْتَ قَمِيصِهِ فَفَطِنَ فَقَالَ: لَوْ خَفِيَتْ لِي لَسَرَّنِي أَنْ أَلْزَمَهَا.
أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: كَانَ لأَيُّوبَ بُرْدٌ أَحْمَرُ.
فَكَانَ يَلْبَسُهُ إِذَا أَحْرَمَ. وَكَانَ يَعُدُّهُ لِلْكَفَنِ. وَكَانَ إِذَا كَانَ لَيْلَةَ ثَلاثٍ وَعِشْرِينَ وَأَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ مِنْ رَمَضَانَ لَبِسَهُ. فَقَالَتِ امْرَأَتُهُ لَيْلَةً: خَرَجَ أَيُّوبُ اللَّيْلَةَ فِي ثَوْبٍ مُعَصْفَرٍ.
قَالَ حَمَّادٌ: فَسُرِقَتْ عَيْبَتُهُ بِمَكَّةَ وَذَلِكَ الْبَرْدُ فِيهَا فَذَهَبَ.
أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ لِيَجْلِسُ إِلَى أَيُّوبَ فَلا يَرَى الرَّجُلُ أَنَّ أَيُّوبَ يَعْرِفُهُ فَإِنْ مَرِضَ أَوْ مَاتَ لَهُ مَيِّتٌ أَتَاهُ حَتَّى يَرَى الرَّجُلُ أَنَّهُ مِنْ أَكْرَمِ النَّاسِ عَلَى أَيُّوبَ.
أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: مَاتَ يَعْلَى بْنُ حَكِيمٍ بِالشَّامِ. وَكَانَ مَوْلًى لِثَقِيفٍ. وَكَانَ مَنْزِلُهُ هَاهُنَا عِنْدَنَا فِي الْحَيِّ وَلَمْ يُخَلِّفْ إِلا أُمَّهُ فَأَتَاهَا أَيُّوبُ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ يَقْعُدُ عَلَى بَابِهَا وَنَأْتِيهِ نَجْتَمِعُ إِلَيْهِ. قَالَ: وَلَمْ نَزَلْ نَخْتَلِفُ إِلَى أَيُّوبَ إِلَى مَنْزِلِهِ وَرُبَّمَا بَاتَتْ حَتَّى مَاتَ.
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: كُنَّا نَقُولُ لأَيُّوبَ: أَيُّ شَيْءٍ سَمِعْتَ مُحَمَّدًا يَقُولُ فِي كَذَا وَكَذَا؟ فَيَقُولُ: كَذَا وَكَذَا. فَنَقُولُ: اذْكُرْهُ. فَيَقُولُ:
أَلَيْسَ قَدْ قَبِلْتُمُوهُ؟ قَالَ: فَقُلْنَا لَهُ أَتُجْزِئُ؟ قَالَ: نَعَمْ.(7/186)
قَالَ: وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ شُعْبَةَ: سَأَلْتُ أَيُّوبَ عَنْ قِرَاءَةِ الْحَدِيثِ فَقَالَ:
جَيِّدٌ.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْيَمَامِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّزَّاقِ ذَكَرَ عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: كَانَ أَيُّوبُ يَقُولُ: إِنَّهُ لِيَعِزَّ عَلَيَّ أَنْ أَسْمَعَ لِمُحَمَّدٍ حَدِيثًا لَمْ أَسْمَعْهُ مِنْهُ. قَالَ مَعْمَرٌ: وَإِنَّهُ لِيَعِزَّ عَلَيَّ أَنْ أَسْمَعَ لأَيُّوبَ حَدِيثًا لَمْ أَسْمَعْهُ مِنْهُ.
وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ قَالَ: أَوْصَى إِلَى أبي قِلابَةَ بِكُتُبِهِ فَأَتَيْتُ بِهَا مِنَ الشَّامِ فَأَعْطَيْتُ كِرَاءَهَا بِضْعَةَ عَشَرَ دِرْهَمًا.
أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: كَانَ أَيُّوبُ تَبْدُو سُرَّتُهُ إِذَا اتَّزَرَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمٌ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: كَانَ أَيُّوبُ رُبَّمَا حَمَّرَ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ.
أَخْبَرَنَا عَارِمٌ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: أَنَا زَرَرْتُ عَلَى أَيُّوبَ. يَعْنِي الْقَمِيصَ الَّذِي كُفِّنَ فِيهِ.
قَالَ: وَقَالَ غَيْرُ عَارِمٍ: وَأَجْمَعُوا عَلَى أَنَّ أَيُّوبَ مَاتَ فِي الطَّاعُونِ بِالْبَصْرَةِ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً.
3194- حُمَيْدُ بْنُ أبي حُمَيْدٍ
الطَّوِيلُ مولى لطلحة الطلحات الخزاعي. ويكنى أبا عبيدة. واسم أبي حميد طرخان. وكان حميد ثقة كثير الحديث إلا أنه ربما دلس عن انس بن مالك.
قَالَ: وأُخْبِرْتُ عَنْ حَمَّادِ بن سلمة عن حميد أنه أخذ كتب الْحَسَنِ فَنَسَخَهَا وَرَدَّهَا عَلَيْهِ. وَمَاتَ حُمَيْدٌ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
3195- علي بن زيد
بن جدعان. من ولد عبد الله بن جدعان القرشي ثم التيمي.
ولد علي بن زيد وهو أعمى. وكان كثير الحديث وفيه ضعف ولا يحتج به.
3196- أبو عبد الله الشقري.
واسمه سلمة بن تمام. وكان ثقة.
__________
3194 التقريب (1/ 202) .
3195 التقريب (2/ 37) .(7/187)
3197- عبد الكريم أبو أمية
بن أبي المخارق.
3198- سليمان بن طرخان
التيمي. ويكنى أبا المعتمر.
قال: سمعت يزيد بن هارون يقول: ليس بتيمي ولكنه مري ومنزله في التيم فنسب إليهم. قال: وكان ثقة كثير الحديث. وكان من العباد المجتهدين. وكان يصلي الليل كله يصلي الغداة بوضوء العشاء الآخرة. وكان هو وابنه المعتمر يدوران بالليل في المساجد فيصليان مرة في هذا المسجد ومرة في هذا المسجد حتى يصبحا. وكان سليمان مائلًا إلى علي بن أبي طالب. ع.
قال سليمان: أخذ فلان وفلان صحيفة جابر فقالوا: خذها. فقلت: لا. وتوفي سليمان بالبصرة سنة ثلاث وأربعين ومائة.
3199- شعيب بن الحبحاب.
ويكنى أبا صالح. مولى لبني زافر بطن من المعاول والمعاول من الأزد. أخبرني بذلك رجل من ولد شعيب. وكان ثقة له أحاديث.
3200- أبو بشر
واسمه جعفر. بن أبي وحشية. واسم أبي وحشية إياس. وكان أبو بشر ثقة كثير الحديث. قال: وقال يحيى بن سعيد القطان: كان شعبة يضعف حديث أبي بشر. قال: ولم يسمع أبو بشر من حبيب بن سالم شيئًا. وتوفي أبو بشر سنة خمس وعشرين ومائة.
3201- ربيعة بن أبي الحلال
العتكي. وكان قليل الحديث.
3202- يحيى بن عتيق.
وكان ثقة وله أحاديث.
3203- يحيى بن أبي إسحاق
الحضرمي. وكان ثقة وله أحاديث. وكان صاحب قرآن وعلم بالعربية والنحو.
3204- أَبَانُ بْنُ أبي عَيَّاشٍ
الشَّنِّيُّ من عبد القيس. وهو متروك الحديث.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ وَيَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زيد قال:
__________
3197 التقريب (1/ 516) .
3198 التقريب (1/ 326) .
3199 التقريب (1/ 352) .
3202 التقريب (2/ 353) .
3204 التقريب (1/ 31) .(7/188)
أخبرنا سلم العلوي قال: رأيت أبانا يَكْتُبُ عِنْدَ أَنَسٍ. قَالَ عَارِمٌ عِنْدَ السَّرَّاجِ. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ فِي سِبَّوْرَجَةٍ.
3205- مَطَرُ بْنُ طَهْمَانَ
الْوَرَّاقُ. وكان من أهل خراسان. وكان فيه ضعف في الحديث.
قَالَ حَجَّاجٌ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ قَالَ: وَقَالَ مَطَرٌ الْوَرَّاقُ: هَؤُلاءِ يُحْسِنُونَ يُحَدِّثُونَ.
حَدَّثَنَا أَبُو التَّيَّاحِ عَنْ أبي الْقَدَّاكِ. وَقَدْ أَخْطَأَ إِنَّمَا أَرَادَ أبا الْوَدَّاكِ.
3206- أبو العشراء الدارمي.
من بني تميم واسمه أسامة بن مالك بن قهطم. وقال بعضهم: اسمه عطارد بن برز. وكان أعرابيًا ينزل الحفر بطريق البصرة. وهو مجهول له حديث. روى عنه حماد بن سلمة.
3207- يَزِيدُ بْنُ حَازِمٍ
الأَزْدِيُّ. ثم الجهضمي. ويكنى أبا بكر. وكان ثقة إن شاء الله.
أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: مَاتَ يَزِيدُ بْنُ حَازِمٍ آخِرَ سَنَةِ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ وَأَوَّلَ سَنَةِ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
3208- دَاوُدُ بْنُ أبي هِنْدٍ.
ويكنى أبا بكر. واسم أبي هند دينار. سمعت عمرو بن عاصم يقول: هو مولى لآل الأعلم القشيريين.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ دَاوُدَ بْنَ أبي هِنْدٍ يَقُولُ: أَصَابَنِي. يَعْنِي الطَّاعُونَ. فَأُغْمِيَ عَلَيَّ فَكَأَنَّ اثْنَيْنِ أَتَيَانِي فَغَمَزَ أَحَدُهُمَا عُكْوَةَ لِسَانِي وَغَمَزَ الآخَرُ أَخْمَصَ قَدَمَيَّ وَقَالَ: أَيُّ شَيْءٍ تَجِدُ؟ فَقَالَ: تَسْبِيحًا وَتَكْبِيرًا وَشَيْئًا مِنْ خَطْو إِلَى الْمَسَاجِدِ وَشَيْئًا مِنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ. قَالَ: وَلَمْ أَكُنْ أَخَذْتُ مِنَ الْقُرْآنِ حِينَئِذٍ. قَالَ: فَكُنْتُ أَذْهَبُ فِي الْحَاجَةِ فَأَقُولُ: لَوْ ذَكَرْتُ اللَّهَ حَتَّى آتِيَ حَاجَتِي. قَالَ:
فَعُوفِيتُ فَأَقْبَلْتُ عَلَى الْقُرْآنِ فَتَعَلَّمْتُهُ.
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سلمة قال: دخلت على داود بن
__________
3205 التقريب (2/ 252) .
3206 التقريب (2/ 451) .
3207 التقريب (2/ 363) .
3208 التقريب (2/ 235) .(7/189)
أبي هِنْدٍ فَرَأَيْتُ فِرَاشًا مُعَصْفَرًا وَحَجَلَةً مُعَصْفَرَةً وثياب يمنه معصفرة. قال: وقال يزيد ابن هَارُونَ: مَرَّ بِنَا دَاوُدُ وَسَعِيدُ بْنُ أبي عَرُوبَةَ فَسَمِعْتُ مِنْهُمَا. وَتُوُفِّيَ دَاوُدُ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. وَكَانَ مِنْ أهل سَرَخْسَ وَبِهَا وُلِدَ. وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ.
3209- علي بن الحكم
البناني. من أنفسهم. ويكنى أبا الحكم. وكان ثقة له أحاديث. تُوُفّي سنة إحدى وثلاثين ومائة.
3210- عاصم بن سليمان
الأحول. ويكنى أبا عبد الرحمن. وكان مولى لبني تميم.
وكان قاضيًا بالمدائن في خلافة أبي جعفر. وكان على الكوفة على الحسبة في المكاييل والأوزان. وكان ثقة كثير الحديث. ومات سنة إحدى أو اثنتين وأربعين ومائة.
3211- حَفْصُ بْنُ سُلَيْمَانَ.
مولى لبني منقر. ويكنى أبا الحسن. وكان أعلمهم بقول الحسن.
قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: قَالَ شُعْبَةُ: أَخَذَ مِنِّي حَفْصُ بْنُ سُلَيْمَانَ كِتَابًا فَلَمْ يَرُدَّهُ عَلَيَّ. وَكَانَ يَأْخُذ كُتُبَ النَّاسَ فَيَنْسَخُهَا. وَمَاتَ قَبْلَ الطَّاعُونِ بِقَلِيلٍ. وَكَانَ الطَّاعُونُ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
3212- أبو نعامة العدوي.
واسمه عمرو بن عيسى. وكان ضعيفا. روى عنه روح بن عبادة.
3213- سعيد بن يزيد
أبو مسلمة. وكان ثقة. روى عنه شعبة وحماد بن زيد وإسماعيل بن علية.
3214- سعيد بن أبي صدقة.
ويكنى أبا قرة. وكان ثقة إن شاء الله.
3215- عمارة بن أبي حفصة
. ويكنى أبا روح. وكان ثقة. روى عنه شعبة وإسماعيل ابن عليه.
__________
3209 التقريب (2/ 35) .
3210 التقريب (1/ 384) .
3212 التقريب (2/ 76) .
3214 التقريب (1/ 299) .(7/190)
3216- عُثْمَانُ الْبَتِّيُّ.
وهو ابن سليمان بن جرموز. وكان ثقة له أحاديث. وكان صاحب رأي وفقه.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: كَانَ عُثْمَانُ الْبَتِّيُّ مِنْ أهل الْكُوفَةِ فَانْتَقَلَ إِلَى الْبَصْرَةِ فَنَزَلَهَا. وَكَانَ مَوْلًى لِبَنِي زُهْرَةَ. وَيُكْنَى أبا عَمْرٍو. وَكَانَ يَبِيعُ الْبُتُوتَ فَقِيلَ الْبَتِّيُّ.
3217- منصور بن عبد الرحمن
العذري الغداني. روى عنه إسماعيل بن علية.
3218- عسل بن سفيان
التميمي. وكان فيه ضعف. وقد روى عنه شعبة.
3219- أبو رجاء الأزدي.
واسمه محمد بن سيف. وكان ثقة. روى عنه حماد بن زيد ويزيد بن زريع وإسماعيل بن علية. وروى أبو رجاء عن الحسن.
3220- عَوْفُ بْنُ أبي جميلة
الأعرابي. ويكنى أبا سهل مولى لطيئ. وكان ثقة كثير الحديث. وقال بعضهم يرفع أمره ويقول: إنه ليجيء عن الحسن بشيء ما يجيء به أحد. وكان يتشيع.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: سَأَلْتُ عَوْفَ بْنَ أبي جَمِيلَةَ فَقُلْتُ: يَا أبا سَهْلٍ مَا لَكَ تَقُولُ: حَدَّثَنِي الْحَسَنُ؟ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ أَصْحَابَكَ يَقُولُونَ: قَالَ الْحَسَنُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال: مَنْ يَقُولُ هَذَا؟ وَاللَّهِ لا أُعَرِّضُ الأَشْعَثَ لَهُ.
فَقُلْتُ: عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ يَقُولُهُ. فَقَالَ: كَذَبَ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ. لَقَدْ سَمِعْتُ مِنْهُ قَبْلَ وَقْعَةِ ابْنِ الأَشْعَثِ. قَالَ الأَنْصَارِيُّ: وَكَانَ عَوْفٌ أَسَنَّهُمْ جَمِيعًا. وَمَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
3221- زياد الأعلم
مولى لامرأة. من باهلة. وكان ثقة إن شاء الله.
3222- خليف بن عقبة
بن ربيعة. بن شيبان بن عبيد بن عمرو بن مخلب بن عوف ابن ثعلبة بن ذبيان بن ربيع بن الحارث. وهو مقاعس بن عمرو بن كعب بن ثعلب بن زيد مناة بن تميم. ويكنى أبا بكر كناه بها محمد بن سيرين. وكان من أصحابه. وكان
__________
3217 التقريب (2/ 276) .
3218 التقريب (2/ 20) .
3220 التقريب (2/ 89) .
3221 التقريب (1/ 266) .(7/191)
يغير شيبه بشيء يسير. هلك قبل مقتل إبراهيم بن عبد الله بن حسن بالبصرة. وهو يومئذ ابن إحدى وستين سنة.
3223- أبو ذبيان.
واسمه خليفة بن كعب.
3224- أبو دلان
واسمه حيان بن يزيد. وكان قليل الحديث.
3225- أبو أيوب.
واسمه عبد الله بن أبي سليمان مولى عثمان بن عفان. روى عنه حماد بن سلمة وإسحاق بن عثمان.
3226- خالد بن مهران
الحذاء. ويكنى أبا المبارك مولى لقريش لآل عبد الله بن عامر بن كريز. ولم يكن بحذاء ولكن كان يجلس إليهم.
قال: وقال فهد بن حيان القيسي: لم يحذ خالد قط وإنما كان يقول: احذوا على هذا النحو. ولقب الحذاء.
قال: وكان خالد ثقة رجلًا مهيبًا لا يجترئ عليه أحد. وكان كثير الحديث.
وقال: ما كتبت شيئًا قط إلا حديثًا طويلًا فإذا حفظته محوته. وكان قد استعمل على القتب ودار العشور بالبصرة. وتوفي خالد سنة إحدى وأربعين ومائة في خلافة أبي جعفر المنصور.
3227- يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ.
ويكنى أبا عبد الله مولى لعبد القيس. وكان ثقة كثير الحديث. وقال يونس: ما كتبت شيئًا قط.
أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: كَانَ يُونُسُ يُحَدِّثُ ثُمَّ يَقُولُ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ. ثَلاثًا. وَأَخْبَرَنَا فَهْدُ بْنُ حَيَّانَ وَغَيْرُهُ قَالُوا: مَاتَ يُونُسُ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ سُلَيْمَانَ وَعَبْدَ اللَّهِ ابني علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب وجعفرا ومحمدا ابني سليمان بن علي يحملون سرير يونس بن عبيد على أعناقهم فقال عبد الله بن علي: هَذَا وَاللَّهِ الشَّرَفُ.
3228- سلمة بن علقمة.
ويكنى أبا بشر التميمي. وكان ثقة.
__________
3223 التقريب (1/ 227) .
3226 التقريب (1/ 219) .
3228 التقريب (1/ 318) .(7/192)
3229- سَوَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ.
بْنِ قُدَامَةَ بْنِ عَنَزَةَ بْنِ نَقْبِ بْنِ عمرو بن الحارث بن خلف ابن الحارث بن مجفر بن كعب بن العنبر بن عمرو بن تميم. وكان قليل الحديث وولي قضاء البصرة لأبي جعفر.
قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: رَأَيْتُ سَوَّارَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ أَرَادَ أَنْ يَحْكُمَ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَتَغَرْغَرَتْ عَيْنَاهُ ثُمَّ حَكَمَ.
3230- أبو مروان الغنوي.
واسمه إبراهيم بن العلاء. وكان ثقة.
3231- سَعِيدُ بْنُ إِيَاسَ
الْجُرَيْرِيُّ. ويكنى أبا مسعود. وكان ثقة إلا أنه اختلط في آخر عمره.
قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ: قَالَ لِي كَهْمَسٌ: أَنْكَرْنَا الْجُرَيْرِيَّ أَيَّامَ الطَّاعُونِ.
وَأَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: سَمِعْتُ مِنَ الْجُرَيْرِيِّ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ وَهِيَ أَوَّلُ سَنَةٍ دَخَلْتُ الْبَصْرَةَ وَلَمْ نُنْكِرْ مِنْهُ شَيْئًا. وَقَدْ كَانَ قِيلَ لَنَا إِنَّهُ قَدِ اخْتَلَطَ. قَالَ:
وَسَمِعَ مِنْهُ إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ بَعْدَنَا.
قَالَ يَزِيدُ: وَسَمِعْتُ مِنَ شُعْبَةَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. وَبَعْدَ ذَلِكَ قَالُوا: وَتُوُفِّيَ الْجُرَيْرِيُّ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
3232- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنِ
بْنِ أَرْطَبَانَ. ويكنى أبا عون مولى عبد الله بن درة بن سراق المزني وكان أكبر من سليمان التميمي. وكان عثمانيًا. وكان ثقة كثير الحديث ورعًا.
أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَوْنٍ يَقُولُ: رَأَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يُقَادُ بِهِ دَابَّتُهُ لا يَلْقَى مَا أَلْقَى أَنَا. لَقَدْ تَرَكُونِي مَا أَقْدِرُ أَنْ أَخْرُجَ إِلَى حَاجَةٍ.
أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: وُلِدَ ابْنُ عَوْنٍ قَبْلَ الْجَارِفِ بِثَلاثِ سِنِينَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: كَانَ ابْنُ عَوْنٍ لا يُسَلِّمُ عَلَى الْقَدَرِيَّةِ إذا مر بهم.
__________
3229 التقريب (1/ 339) .
3231 التقريب (1/ 291) .
3232 التقريب (1/ 439) .(7/193)
أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ عَوْنٍ قَدْ سَمِعَ بِالْكُوفَةِ عِلْمًا كَثِيرًا فَعَرَضَهُ عَلَى مُحَمَّدٍ فَمَا قَالَ مُحَمَّدٌ: مَا أَحْسَنَ هَذَا! حَدَّثَ بِهِ. وَمَا كَانَ سِوَى ذَلِكَ أَمْسَكَ عَنْهُ حَتَّى مَاتَ. وَكَانَ إِذَا حَدَّثَ بِالْحَدِيثِ تَخَشَّعَ عِنْدَهُ حَتَّى تَرْحَمَهُ مَخَافَةَ أَنْ يَزِيدَ أَوْ يَنْقُصَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إسماعيل بن عُلَيَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَوْنٍ يَقُولُ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ عِلْمِ الشُّيُوخِ!.
قَالَ: وَقَالَ أَبُو قَطَنٍ سَمِعْتُ ابْنَ عَوْنٍ يَقُولُ: وَدِدْتُ أَنِّي خَرَجْتُ مِنْهُ كَفَافًا. يَعْنِي الْعِلْمَ.
أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ عَوْنٍ: يَا ابْنَ أَخِي قَدْ قَطَعُوا عَلَيَّ الطَّرِيقَ مَا أَقْدِرُ أَنْ أَخْرُجَ لِحَاجَةٍ. يَعْنِي مِمَّا يَسْأَلُونَهُ عَنِ الْحَدِيثِ.
قَالَ بَكَّارٌ: وَكَانَ لابْنِ عَوْنٍ إِخْوَانٌ يَأْتُونَهُ فَيَأْذَنُ لَهُمْ خَاصَّةً وَلا يَأْذَنُ لِلْجَمَاعَةِ.
أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ عَوْنٍ إِذَا جَاءَهُ إِخْوَانُهُ فَسَلَّمُوا عليه كأن على رؤوسهم الطَّيْرَ لَهُمْ خُشُوعٌ وَخُضُوعٌ لَيْسَ أَرَاهُ لأَحَدٍ. وَكَانَ يَرُدُّ عَلَيْهِمْ: وَعَلَيْكُمُ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ. وَكَانَ لا يَدَعُ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ وَلا غَيْرِهِمْ يَتْبَعُهُ. وَاتَّبَعَ ابْنَ عَوْنٍ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ يَوْمًا فَقَالَ: أَلَكَ حَاجَةٌ؟ قَالَ: لا. قَالَ: فَانْصَرِفْ.
أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ ابْنَ عَوْنٍ يُمَازِحُ أَحَدًا وَلا يُمَارِي أَحَدًا وَلا يُنْشِدُ شِعْرًا. وَكَانَ مَشْغُولا بِنَفْسِهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ عَوْنٍ إِذَا صَلَّى الْغَدَاةَ يَمْكُثُ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ فِي مَجْلِسِهِ يَذْكُرُ اللَّهَ. فَإِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ صَلَّى ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى أَصْحَابِهِ.
قَالَ بَكَّارٌ: وَمَا رَأَيْتُ ابْنَ عَوْنٍ شَاتِمًا أَحَدًا قَطُّ عَبْدًا وَلا أَمَةً وَلا شَاةً وَلا دَجَاجَةً وَلا شَيْئًا وَلا رَأَيْتُ أَحَدًا أَمْلَكَ لِلِسَانِهِ مِنْهُ.
أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: مَا سَمِعْتُ ابْنَ عَوْنٍ ذَاكِرًا بِلالَ بْنَ أبي بُرْدَةَ بِشَيْءٍ قَطُّ. وَلَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ قَوْمًا قَالُوا: يَا أبا عَوْنٍ بِلالٌ فَعَلَ. فَقَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ يَكُونُ مَظْلُومًا فَلا يَزَالُ يَقُولُ حَتَّى يَكُونَ ظَالِمًا. مَا أَظُنُّ أَحَدًا مِنْكُمْ أَشَدَّ عَلَى بِلالٍ مِنِّي. قَالَ: وَكَانَ بِلالٌ قَدْ ضَرَبَهُ بِالسِّيَاطِ لأَنَّهُ كَانَ تَزَوَّجَ امْرَأَةً عَرَبِيَّةً.
أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: صَحِبْتُ ابْنَ عَوْنٍ دَهْرًا مِنَ الدَّهْرِ حَتَّى مَاتَ.(7/194)
وَأَوْصَى إِلَى أبي فَمَا سَمِعْتُهُ حَالِفًا عَلَى يَمِينٍ بَرَّةٍ وَلا فَاجِرَةٍ حَتَّى فَرَّقَ الْمَوْتُ بَيْنَنَا.
قَالَ: وَكَانَ ابْنُ عَوْنٍ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا حَتَّى مَاتَ. قَالَ: وَمَا رَأَيْتُ بِيَدِ ابْنِ عَوْنٍ دِينَارًا وَلا دِرْهَمًا قَطُّ وَلا رَأَيْتُهُ يَزِنُ شَيْئًا قَطُّ. وَكَانَ إِذَا تَوَضَّأَ لِلصَّلاةِ لا يُعِينُهُ عَلَيْهِ أَحَدٌ. وَكَانَ يَمْسَحُ وَجْهَهُ إِذَا تَوَضَّأَ بِالْمِنْدِيلِ أَوْ بِخِرْقَةٍ. قَالَ: وَكَانَ لا يُبَكِّرُ إِلَى الْجُمُعَةِ ذَاكَ التَّبْكِيرَ الَّذِي يُعْرَفُ وَلا يُؤَخِّرُهَا. وَكَانَ أَحَبَّ الأُمُورِ إِلَيْهِ أَوْسَطُهَا وَالاخْتِلاطُ بِالْجَمَاعَةِ. وَكَانَ يَغْتَسِلُ الجمعة والعيدين ويتطيب للجمعة وللعيدين وَيَرَى ذَلِكَ سُنَّةً.
وَكَانَ طَيِّبَ الرِّيحِ فِي سَائِرِ الأَيَّامِ لَيِّنَ الْكِسْوَةِ. وَكَانَ يَلْبَسُ فِي الْجُمُعَةِ وَالْعِيدَيْنِ أَنْظَفَ ثِيَابِهِ. وَكَانَ يَأْتِي الْجُمُعَةَ مَاشِيًا وَرَاكِبًا وَلا يُقِيمُ بَعْدَ صَلاةِ الْجُمُعَةِ. وَكَانَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ لا يَزِيدُ عَلَى الْمَكْتُوبَةِ فِي الْجَمَاعَةِ. ثُمَّ يَخْلُو فِي بَيْتِهِ. وَكَانَ إِذَا خَلا فِي مَنْزِلِهِ إِنَّمَا هُوَ صَامِتٌ لا يَزِيدُ عَلَى الْحَمْدِ لِلَّهِ رَبِّنَا. وَمَا رَأَيْتُ ابْنَ عَوْنٍ دَخَلَ حَمَّامًا قَطُّ. وَكَانَ لَهُ وَكِيلٌ نَصْرَانِيُّ يُحْيِي غَلَّةَ دَارِهِ. وَكَانَ سُكَّانُهُ فِي دَارِهِ الَّتِي هُوَ فِيهَا نَصَارَى وَمُسْلِمِينَ وَالدَّارِ الَّتِي فِي السُّوقِ. وَكَانَ يَقُولُ: يَكُونُ تَحْتِي نَصَارَى لا يَكُونُ تَحْتِي مُسْلِمُونَ.
وَكَانَ يَسْكُنُ أَعْلَى دَارِهِ. وَكَانَ ابْنُ عَوْنٍ يُصَلِّي بِنَا الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ. وَكَانَ لَهُ مَسْجِدٌ فِي دَارِهِ يُصَلِّي فِيهِ الصَّلَوَاتِ كُلَّهَا وَمَنْ حَضَرَهُ مِنْ إِخْوَانِهِ وَسُكَّانِهِ وَوَلَدِهِ. وَكَانَ يُؤَذِّنُ مَوْلًى لَهُ يُقَالُ لَهُ زَيْدٌ. وَيُقِيمُ يُؤَذِّنُ مَثْنَى مَثْنَى. وَيُقِيمُ وَتْرًا وَتْرًا. وَكَانَ رُبَّمَا أَمَّنَا ابْنُ عَوْنٍ وَرُبَّمَا قَدَّمَ بَعْضَ بَنِيهِ. وَكَانَ لا يَدْعُو بِشَيْءٍ إِلا أَنْ يُؤْتَى بِهِ. وَكَانَ إِذَا عَلِمَ أَنَّ فِيَ شَيْءٍ مِنْ طَعَامِهِ ثُومًا لَمْ يَذُقْهُ. وَكَانَ يَأْتِيهِ الْخَادِمُ قَبْلَ الطَّعَامِ فَيَغْسِلُ يَدَيْهِ. ثُمَّ يَأْتِيهِ بِالْمِنْدِيلِ فَيَمْسَحُ بِهَا يَدَيْهِ.
وَقَالَ بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ: حَدَّثَتْنَا مَوْلاةٌ لَنَا يُقَالُ لَهَا عَيْنا أَنَّهَا كَانَتْ تَخْدُمُ ابْنَ عَوْنٍ وَهِيَ يَوْمَئِذٍ مَمْلُوكَةٌ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ. وَكَانَتِ ابْنَةَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عِنْدَ ابنِ عَوْنٍ وأمها عِنْدَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِهِ. قَالَتْ: فَكُنْتُ أَخْدُمُهَا فَطَبَخْتُ لابْنِ عَوْنٍ قِدْرًا فَوَجَدَ مِنْهَا رِيحَ الثُّومِ. قَالَتْ: فَسَأَلَنِي فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: بَارَكَ اللَّهُ فِيكِ بَارَكَ اللَّهُ فِيكِ! ارْفَعِيهِ مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ. قَالَتْ: فَوَقَعَ فِي جَسَدِي مِثْلُ الْحَرِيقِ فَهَرَبْتُ إِلَى دَارِ سِيرِينَ.
أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: ذُكِرَ الْقَدَرُ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْنٍ فَقَالَ لِي: يَا ابْنَ أَخِي إِنِّي أَنَا أَكْبَرُ مِنْهُ قَدْ أَدْرَكْتُ النَّاسَ وَمَا يَذْكُرُ بِهَذَا الْكَلامِ إِلا رَجُلانِ مَعْبَدٌ الْجُهَنِيُّ وَسِنْهَوَيْهِ زَوْجُ أُمِّ مُوسَى وَذَاكَ شَرٌّ.
أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَعَتِ الْمُعْتَزِلَةُ بِابْنِ عَوْنٍ إِلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ(7/195)
حَسَنٍ فَقَالُوا: إِنَّ هَهُنَا رَجُلا يَرْبُثُ النَّاسَ عَنْكَ يُقَالُ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ. فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ أَنْ مَا لِي وَلَكَ. فَخَرَجَ عَنِ الْبَصْرَةِ حَتَّى نَزَلَ الْقُرَيْظِيَّةَ فَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى كَانَ مِنْ أَمْرِ إِبْرَاهِيمَ مَا كَانَ.
قَالَ بَكَّارٌ: وَرَأَيْتُ ابْنَ عَوْنٍ لَمَّا خَرَجَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ أَمَرَ بِأَبْوَابِهِ وَكَانَتْ شَارِعَةً عَلَى سِكَّةِ الْمِرْبَدِ فَغُلِّقَتْ. فَلَمْ يَكُنْ يَدَعُ أَحَدًا يَطْلُعُ وَلا يَنْظُرُ وَلا يَفْتَحُ بَابًا.
أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ عَوْنٍ إِنْ وَصَلَ إِنْسَانًا بِشَيْءٍ وَصَلَهُ سِرًّا وَإِنْ صَنَعَ شَيْئًا صَنَعَهُ سِرًّا يَكْرَهُ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ أَحَدٌ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ كَأَنِّي مَعَ مُحَمَّدٍ فِي بُسْتَانٍ. قَالَ: فَجَعَلَ يَمْشِي فِيهِ فَيَمُرُّ عَلَى الْجَرْوَلِ فَيَبُثُّهُ وَأَنَا خَلْفَهُ أَفْعَلُ ذَلِكَ. قَالَ: فَأَتَيْتُهُ فَقَصَصْتُهَا عَلَيْهِ فَرَأَيْتُ أَنَّهُ عَرَفَهَا فَقَالَ: مَا شَاءَ اللَّهُ مَا شَاءَ اللَّهُ! هَذَا رَجُلٌ يَتْبَعُ رَجُلا يَتَعَلَّمُ مِنْهُ الْخَيْرَ. قَالَ: فَرَأَى أَنِّي كُنْتُ.
أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ ابْنِ عَوْنٍ فِي بَيْتٍ فَقُلْتُ: أَلَيْسَ أَبُو مُحَمَّدٍ عُبَيْدَةُ بِأَطْرَافٍ؟ فَقَالَ: أَيْهَاتَ عِنْدَ مَنْ تَقُولُ هَذَا. لا لا. وَكُنْتُ أَرَدْتُهُ أَنْ يُحَدِّثَنِي فِي كِتَابٍ فَأَبَى عَلَيَّ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ الْبَتِّيَّ يَقُولُ فِي شَهَادَةِ الرَّجُلِ لأَبِيهِ: لا يَجُوزُ إِلا أَنْ يَكُونَ مِثْلَ ابْنِ عَوْنٍ. قَالَ الأَنْصَارِيُّ: وَبِهِ آخُذُ وَقَدْ شَهِدْتُ عِنْدَ سَوَّارِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ لأَبِي عَلِيٍّ شَهَادَةً فَقَبِلَهَا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَيَّ سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ وَهُوَ أَمِيرٌ فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ. قَالَ: فَضَحِكَ وَقَالَ: نَحْمِلُهَا لابْنِ عَوْنٍ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَ هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ مَرَّةً. فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: مَنْ حَدَّثَكَ بِهِ؟ قَالَ: مَنْ لَمْ تَرَ عَيْنَايَ وَاللَّهِ مِثْلَهُ قَطُّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ وَمَا أَسْتَثْنِي الْحَسَنَ وَلا ابْنَ سِيرِينَ.
قَالَ الأَنْصَارِيُّ: وَقَدِمَ هِشَامٌ مَرَّةً مِنْ مَكَّةَ فَأَتَى ابْنَ عَوْنٍ وَنَحْنُ عِنْدَهُ فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا أَتَيْتُ أَهْلِي وَلا أَحَدًا حَتَّى أَتَيْتُكَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: رَأَيْتُ فِي المنام(7/196)
كَأَنِّي كُنْتُ جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ فَنَدَرَتْ حَصَاةٌ فَوَقَعَتْ فِي أُذُنِي فَمِلْتُ بِرَأْسِي فَسَقَطَتْ.
فَسَأَلْتُ عَنْهَا ابْنَ سِيرِينَ فَقَالَ: هَذَا رَجُلٌ سَمِعَ كَلِمَةً تَسُوءُهُ فَلَمْ يَكُنْ لَهَا فِي قَلْبِهِ قَرَارٌ.
أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ عَوْنٍ يَكْرَهُ الْمُصَافَحَةَ. وَكَانَ لا يُصَافِحُ أَحَدًا. وَكَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ لا يَكَادُ يُصَافِحُ إِنَّمَا يَقُولُ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ.
أَخْبَرَنَا بَكَّارٌ قَالَ: لَمْ يَكُنْ لِمَسْجِدِ ابْنِ عَوْنٍ الَّذِي اتَّخَذَهُ فِي دَارِهِ مِحْرَابٌ.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ خُلَيْفِ بْنِ عُقْبَةَ قَالَ: مَرَّ ابْنُ عَوْنٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ فَمَرَّ ابْنُ سِيرِينَ مَوْضِعَ الْمَطَرِ عَلَى جِذْعٍ وَمَرَّ ابْنُ عَوْنٍ فِي مَوْضِعِ الْمَطَرِ. فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَمْشِيَ عَلَى الْجِذْعِ؟ قَالَ: لَمْ أَدْرِ مَا يُوَافِقُ صَاحِبَهُ.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ خُلَيْفٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ عَوْنٍ إِذَا اجْتَهَدَ فِي الدُّعَاءِ قَالَ: يَا أَحَدُ يَا أَحَدُ.
أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: كَانَ لَهُ نَاقَةٌ يَغْزُو عَلَيْهَا وَيَحُجُّ عَلَيْهَا وَكَانَ بِهَا مُعْجَبًا فَأَمَرَ غُلامًا لَهُ يَسْتَقِي عَلَيْهَا فَجَاءَ بِهَا وَقَدْ ضَرَبَهَا عَلَى وَجْهِهَا فَسَالَتْ عَيْنُهَا عَلَى خَدِّهَا فَقُلْنَا: إِنْ كَانَ مِنِ ابْنِ عَوْنٍ شَيْءٌ فَالْيَوْمَ.
قَالَ: فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ نَزَلَ إلينا. فلما نظر إلى النَّاقَةَ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ أَفَلا غَيْرَ الْوَجْهِ؟
بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ! اخْرُجْ عَنِّي. اشْهَدُوا أَنَّهُ حُرٌّ.
أَخْبَرَنَا بَكَّارٌ قَالَ: كَانَ ابْنُ عَوْنٍ يَغْزُو عَلَى نَاقَتِهِ إِلَى الشَّامِ فَإِذَا صَارَ إِلَى الشَّامِ رَكِبَ الْخَيْلَ. قَالَ: وَبَارَزَ ابْنُ عَوْنٍ رُومِيًّا فَقَتَلَهُ.
أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: كَانَ لابْنِ عَوْنٍ سُبْعٌ يَقْرَأُهُ كُلَّ لَيْلَةٍ فَإِذَا لَمْ يَقْرَأْهُ بِاللَّيْلِ أَتَمَّهُ بِالنَّهَارِ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: ثَلاثٌ أُحِبُّهُنَّ لِنَفْسِي وَلأَصْحَابِي. قَالَ: فَذَكَرَهُ فَإِذَا هُوَ قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ وَالثَّالِثَةُ أَقْبَلَ رَجُلٌ عَلَى نَفْسِهِ وَلَهَا مِنَ النَّاسِ إِلا مِنْ خَيْرٍ.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ: وَسَمِعْتُهُم يَذْكُرُونَ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ أَنَّهُ رَأَى دَابَّةَ أبي مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ فَرَكِبَهَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَسْتَأْمِرَهُ. يَعْنِي يَفْعَلُ ذَلِكَ عَلَى الثِّقَةِ بِهِ.
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ قَالَ: كَانَ ابْنُ عَوْنٍ يَقُولُ:
سُلَيْمٌ سُلَيْمٌ أَزْهَرُ أَزْهَرُ. قَالَ: إِنَّهُمْ كَانُوا يَشْتَرُونَ لَهُ حَوَائِجَهُ مِنَ السوق.(7/197)
أَخْبَرَنَا أَزْهَرُ بْنُ بَلْجٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: قُلْتُ لابْنِ عَوْنٍ: إِنِّي أَرَاكَ تُحِبُّ الدَّرَاهِمَ. قَالَ: إِنَّهَا تَنْفَعُنِي.
أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: كَانَ خَاتَمُ ابْنِ عَوْنٍ مِنْ فِضَّةٍ. وَكَانَ فَصُّهُ مِنْهُ وَنَقْشُهُ خَاتَمُ سُلَيْمَانَ.
أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى ابْنِ عَوْنٍ قَلَنْسُوَةً ارْتِفَاعُهَا نَحْوٌ مِنْ شِبْرٍ حِبَرَةً مِنْ هَذِهِ الْيَمَانِيَةِ الْمُسَلْسَلَةِ. وَرَأَيْتُهُ يَلْبَسُ الثِّيَابَ الْبُرُودَ. وَرَأَيْتُهُ يَلْبَسُ إِزَارًا وَرِدَاءً وَيَخْرُجُ إِلَى السُّوقِ. وَكَانَ يَلْبَسُ ثَوْبَيْنِ مُمَشَّقَيْنِ يُصْبَغَانِ بِالْمِشْقِ.
أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ عَوْنٍ لا يُحْفِي شَارِبَهُ. وَكَانَ يَأْخُذُهُ أَخْذًا وَسَطًا. وَكَانَ لَهُ شَعْرٌ إِلَى أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ وَلَوْ رَأَيْتَهُ قُلْتَ لَيْسَ مِنْ تِلْكَ الطَّبَقَةِ شَدِيدُ الاخْتِلاطِ بِالنَّاسِ.
أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ عَوْنٍ تَبْدُو سُرَّتُهُ إِذَا اتَّزَرَ.
أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى ابْنِ عَوْنٍ بُرْنُسًا مِنْ صُوفٍ رَقِيقًا حَسَنًا. فَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا: مَا هَذَا الْبُرْنُسُ يَا أبا عَوْنٍ؟ فَقَالَ: هَذَا بُرْنُسٌ كَانَ لابْنِ عُمَرَ. قَالَ: فَكَسَاهُ أَنَسَ بْنَ سِيرِينَ فَبِيعَ فِي مِيرَاثِ أَنَسٍ فَاشْتَرَيْتُهُ.
أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: كَانَتْ نَعْلُ ابْنِ عَوْنٍ لَهَا زِمَامٌ وَاحِدٌ وَلَمْ تَكُنْ سِبْتِيَّةً.
وَكَانَتْ أَرْدِيَةُ ابْنِ عَوْنٍ مَفْتُولَةً وَكَانَتْ ثِيَابَ ابْنِ عَوْنٍ تَمَسُّ ظَهْرَ قَدَمِهِ.
أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ قَالَ: رَأَيْتُ بَعْضَ أَسْنَانِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْنٍ مَشْدُودَةً بِالذَّهَبِ.
أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ عَوْنٍ يَتَمَنَّى أَنْ يَرَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَلَمْ يَرَهُ إِلا قَبْلَ وَفَاتِهِ بِيَسِيرٍ فَسُرَّ بِذَلِكَ سُرُورًا شَدِيدًا فَنَزَلَ مِنْ دَرَجَتِهِ إِلَى مَسْجِدٍ كَانَ فِي الدَّارِ.
قَالَ: فَسَقَطَ فَأُصِيبَ فِي رِجْلِهِ فَلَمْ يُعَالِجْهَا حتى مات. وكفن في برد شراه مائتي دِرْهَمٍ فَمَاكَسَنَا بَنُوهُ وَقَالُوا: لا نَشْتَرِي إِلا بِدُونِ ذَلِكَ. فَقَالَتْ عَمَّتِي. وَكَانَتِ امْرَأَتَهُ: احْسِبُوا الْبَاقِيَ عَلَيَّ.
قَالَ: وَحَضَرَتْ وَفَاةُ ابْنِ عَوْنٍ فَكَانَ مُوَجَّهًا حَتَّى قُبِضَ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى غَرْغَرَ بِالْمَوْتِ. قَالَ: وَقَالَتْ لِي عَمَّتِي أُمُّ مُحَمَّدٍ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سيرين: اقرأ(7/198)
عِنْدَ ابْنِ عَوْنٍ سُورَةَ يس. فَقَرَأْتُهَا. قَالَ: وَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَشَدَّ عَقْلا عِنْدَ الْمَوْتِ مِنَ ابْنَ عَوْنٍ. وَمَا كَانَ يَزِيدُ أَنْ يَقُولَ بِالثَّوْبِ هَكَذَا يَرْفَعْهُ عَنْ بَطْنِهِ. وَمَاتَ فِي السَّحَرِ فَمَا قَدَرْنَا أَنْ نُصَلِّيَ عَلَيْهِ حَتَّى وَضَعْنَاهُ فِي مِحْرَابِ الْمُصَلَّى. غَلَبَنَا عَلَيْهِ النُّعَاسُ.
أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: مَاتَ ابْنُ عَوْنٍ وَعَلَيْهِ مِنَ الدَّيْنِ بِضْعَةَ عَشَرَ أَلْفًا وَأَوْصَى بِخُمْسِ مَالِهِ بَعْدَ دَيْنِهِ إِلَى أبي فِي قَرَابَتِهِ الْمُحْتَاجِينَ وَغَيْرِ الْمُحْتَاجِينَ.
قَالَ: وَكَانَ ابْنُ عَوْنٍ فِي مَرَضِهِ أَصْبَرَ مِنْ أَسَدٍ أَيْ مَا رَأَيْتُهُ يَشْكُو شَيْئًا مِنْ عِلَّتِهِ حَتَّى مَاتَ وَلَمْ يُخَلِّفْ دِرْهَمًا وَلا دِينَارًا وَإِنَّمَا خَلَّفَ دَارًا فِي الْعَطَّارِينَ وَدَارَهُ الَّتِي كَانَ يَسْكُنُهَا فِي سِكَّةِ الْمِرْبَدِ.
قَالَ: وَمَاتَ. رَحِمَهُ اللَّهُ. فِي رَجَبٍ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلافَةِ أبي جَعْفَرٍ. وَصَلَّى عَلَيْهِ جَمِيلُ بْنُ مَحْفُوظٍ الأَزْدِيُّ صَاحِبُ شُرْطَةِ عُقْبَةَ بْنِ سَلْمٍ.
3233- عمران بن مسلم
القصير. وله أحاديث.
3234- عبد المؤمن بن أبي شراعة.
وقد لقى ابن عمر وروى عنه. وكان قليل الحديث.
3235- غالب بن مهران
التمار. وكان ثقة. روى عنه شعبة وإسماعيل بن علية.
3236- عبد العزيز بن قدير.
وكان منزله في عبد القيس. وكان ثقة إن شاء الله. روى عنه سفيان وعبد الله بن المبارك.
3237- وأخوه عبد الملك بن قدير.
وقد روى عنه أيضًا.
3238- الحجاج الأسود
القسامل من الأزد. وله أحاديث.
3239- الحجاج بن أبي عثمان
الصواف. ويكنى أبا الصلت. وكان ثقة إن شاء الله.
__________
3233 التقريب (2/ 84) .
3235 التقريب (2/ 104) .
3236 التقريب (1/ 511، 512) .
3239 علل أحمد (1/ 64) ، وأخبار القضاة (2/ 374، 379) ، والجرح (710) ، ومشاهير علماء الأمصار (1219) ، والجمع (385) ، وتاريخ الإسلام (6/ 53) ، وتهذيب التهذيب (2/ 203، 204) ، وشذرات الذهب (1/ 211) ، وتهذيب الكمال (1123) .(7/199)
3240- عباد بن منصور
الناجي. وكان قاضيًا بالبصرة وهو ضعيف له أحاديث منكرة.
3241- حوشب بن مسلم.
وكان يبيع الطيالسة. وكان ثقة إن شاء الله. روى عنه هشام بن حسان.
3242- حاتم بن أبي صغيرة.
ويكنى أبا يونس القشيري. وكان ثقة إن شاء الله.
3243- حسين بن ذكوان
المعلم. وكان ثقة.
3244- كهمس بن الحسن
القيسي. وكان ثقة.
3245- حسين الشهيد.
مولى لمزينة. وكان ثقة إن شاء الله.
3246- عمران بن حذير
السدوسي. وكان ثقة كثير الحديث.
3247- أبو المعلى العطار.
واسمه يحيى بن ميمون. وكان ثقة كثير الحديث.
3248- غالب بن خطاف
الراسبي. وكان ثقة.
أخبرنا عبد الأعلى بن سليمان العبدي الزراد قال: كان غالب القطان يكنى أبا سلمة. وكان مكفوفًا. وكان ينزل في عبد القيس. وسمعت أنه غالب بن خطاف.
3249- هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ
الْقُرْدُوسِيُّ. من الأزد. وكان بينه وبين قتادة في السن سبع سنين.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عن سعيد أبي قرة أن
__________
3240 التقريب (1/ 392) .
3241 علل أحمد (1/ 155) ، والتاريخ الكبير (347) ، والجرح (1254) ، والحلية (6/ 197) ، والميزان (2481) ، وتهذيب التهذيب (3/ 66) ، وتهذيب الكمال (1572) .
3243 التقريب (1/ 175) .
3244 التقريب (2/ 137) .
3246 التقريب (2/ 82) .
3247 التقريب (2/ 359) .
3248 التقريب (2/ 104) .
3249 التقريب (2/ 318) .(7/200)
مُحَمَّدًا قَالَ: هِشَامٌ مِنَّا أهل الْبَيْتِ.
قَالَ: وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ: تُوُفِّيَ هِشَامٌ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ كَثِيرَ الْحَدِيثِ.
قَالَ: وَقَالَ مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: مَاتَ هِشَامٌ أَوَّلَ يَوْمٍ مِنْ صَفَرٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
3250- عيينة بن عبد الرحمن
بن جوشن الغطفاني. وكان ثقة إن شاء الله.
أخبرنا وكيع بن الجراح قال: لقيت عيينة بن عبد الرحمن بالبصرة سنة ثمان وأربعين ومائة وأملى علي.
3251- عمر بن عامر.
3252- صَالِحُ بْنُ أبي الأَخْضَرِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: سَأَلْتُ صَالِحَ بْنَ أبي الأَخْضَرِ فَقُلْتُ لَهُ: هَلْ سَمِعْتَ هَذَا الَّذِي تَرْوِيهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ؟ فَقَالَ: مِنْهُ مَا حَدَّثَنِي بِهِ وَمِنْهُ مَا قَرَأْتُ عَلَيْهِ. فَلا أَدْرِي مَا هَذَا مِنْ هَذَا.
3253- جراد بن مجالد.
روى عنه شعبة.
3254- أبو حمزة.
الذي روى عنه شعبة. وكان جاره اسمه عبد الرحمن بن عبد الله.
3255- عمرو بن عبيد
بن باب. مولى لبني تميم. ويكنى أبا عثمان. معتزلي صاحب رأي ليس بشيء في الحديث. وكان كثير الحديث عن الحسن وغيره. وتوفي سنة أربع وأربعين ومائة ودفن بمران على ليال من مكة طريق البصرة.
__________
3250 التقريب (2/ 103) .
3252 التقريب (1/ 358) .
3255 التقريب (2/ 74) .(7/201)
الطَّبَقَةُ الْخَامِسَةُ
3256- سَعِيدُ بْنُ أبي عَرُوبَةَ.
ويكنى أبا النضر. واسم أبي عروبة مهران. وكان ثقة كثير الحديث ثم اختلط بعد في آخر عمره.
قَالَ: وَسَمِعْتُ عَبْدَ الْوَهَّابِ بْنَ عَطَاءٍ قَالَ: جَالَسْتُ سَعِيدَ بْنَ أبي عَرُوبَةَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. وَمَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ. وَقَالَ غَيْرُهُ: سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلافَةِ أبي جَعْفَرٍ.
قَالَ: وَقَالَ قُرَيْشُ بْنُ أَنَسٍ: حَلَفَ لِي سَعِيدُ بْنُ أبي عَرُوبَةَ أَنَّهُ مَا كَتَبَ عَنْ قَتَادَةَ شَيْئًا قَطُّ إِلا أَنَّ أبا مَعْشَرٍ كَتَبَ إِلَيَّ أَنِ اكْتُبْ لَهُ تَفْسِيرَ قَتَادَةَ. قَالَ: فَقَالَ تُرِيدُ أَنْ تَكْتُبَ عَنِّي. قَالَ: فَلَمْ أَزَلْ بِهِ.
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: قَالَ لِي هَمَّامٌ: جَاءَنِي سَعِيدُ بْنُ أبي عَرُوبَةَ فَطَلَبَ مِنِّي عَوَاشِرَ الْقُرْآنِ عَنْ قَتَادَةَ. فَقُلْتُ لَهُ: أَنَا أَنْسَخُهُ لَكَ وَأَرْفَعُهُ إِلَيْكَ. فَقَالَ: لا إِلا كِتَابَكَ. فَأَبَيْتُ عَلَيْهِ وَاخْتَلَفَ إِلَيَّ فَلَمْ أُعِرْهُ.
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ قَالَ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ أبي عَرُوبَةَ يَرْوِي عَنْ قَتَادَةَ مِمَّا لَمْ يَسْمَعْ شَيْئًا كَثِيرًا وَلَمْ يَكُنْ يَقُولُ فِيهِ حَدَّثَنَا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ أبي عَرُوبَةَ مِنْ أَحْفَظِ النَّاسِ فَكَانَ إِذَا حَدَّثَ أَعْجَبَتْهُ نَفْسُهُ فَيَقُولُ: دَقَّكَ بِالْمِنْحَازِ حَبُّ الْفُلْفُلِ. فَذَكَرَ رَوْحٌ عَنْ بَعْضِ مَنْ قَالَ: مَا أَذْكُرُهُ إِلا بِغَيِّهِ.
3257- أَسْمَاءُ بْنُ عُبَيْدٍ.
وكان ينزل ببني ضبيعة. وكان ثقة إن شاء الله.
قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ عَامِرٍ وَهُوَ ابْنُ ابْنَةِ أَسْمَاءَ يَقُولُ: هَلَكَ أَسْمَاءُ بْنُ عُبَيْدٍ سنة إحدى وأربعين ومائة.
__________
3256 التقريب (1/ 302) .
3257 التقريب (1/ 65) .(7/202)
3258- إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ الْمَكِّيُّ.
ويكنى أبا إِسْحَاقَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: كَانَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ بَصْرِيًّا وَلَكِنَّهُ نَزَلَ مَكَّةَ سِنِينَ فَتَعَرَّفَ بِذَلِكَ. فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى الْبَصْرَةِ قِيلَ لَهُ الْمَكِّيُّ. وَكَانَ لَهُ رَأْيٌ وَفَتْوَى وَبَصَرٌ وَحِفْظٌ لِلْحَدِيثِ وَغَيْرِهِ. وَكَانَ النَّاسُ عَلَيْهِ وَعَلَى عُثْمَانَ الْبَتِّيِّ وَكَانَ مَجْلِسُ إِسْمَاعِيلَ وَيُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ وَاحِدًا. فَكُنْتُ أَجِيءُ فَأَجْلِسُ إِلَيْهِمَا فَأَكْتُبُ عَلَى إِسْمَاعِيلَ وَأَدَعُ يُونُسَ لِنَبَاهَةِ إِسْمَاعِيلَ عِنْدَ النَّاسِ لَمَّا كَانَ شُهِرَ بِهِ مِنَ الْفَتْوَى.
3259- أبو الأشهب.
واسمه جعفر بن حيان العطاردي. وكان ثقة إن شاء الله.
وتوفي بالبصرة سنة خمس وستين ومائة في خلافة المهدي.
3260- أبو خلدة.
واسمه خالد بن دينار. وكان ثقة وله سن وقد لقي.
3261- عَلِيُّ بْنُ عَلِيٍّ الرِّفَاعِيُّ.
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالا: كَانَ عَلِيُّ بْنُ عَلِيٍّ الرِّفَاعِيُّ يُشَبَّهُ بِالنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
3262- أبو حرة.
واسمه واصل بن عبد الرحمن. وكان فيه ضعف وقد روي عنه الحديث.
3263- وأخوه سعيد بن عبد الرحمن.
وقد روي عنه أيضًا الحديث.
3264- قرة بن خالد
السدوسي. ويكنى أبا خالد. وكان ثقة.
3265- صخر بن جويرية.
قال: سمعت عمرو بن عاصم قال: كان صخر يكنى أبا نافع مولى لبني تميم.
وكان ثبتًا ثقة.
أخبرنا عفان بن مسلم قال: كان صخر أثبت في الحديث وأعرف به من جويرية.
__________
3258 التقريب (1/ 74) .
3259 التقريب (1/ 130) .
3260 التقريب (1/ 213) .
3261 التقريب (2/ 41) .
3264 التقريب (2/ 125) .
3265 التقريب (1/ 365) .(7/203)
3266- ربيعة بن كلثوم
بن حبر. وكان شيخا عنده أحاديث.
3267- أَشْعَثُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ
الْحُمْرَانِيُّ. ويكنى أبا هانئ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حُرَّةَ قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ إِذَا رَأَى أَشْعَثَ قَالَ: هَاتِ يَا أبا هَانِئٍ هَاتِ مَا عِنْدَكَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: قَالَ شُعْبَةُ: إِنَّمَا فِقْهُ مَسَائِلِ يُونُسَ عَنِ الْحَسَنِ لأَنَّهُ كَانَ يُقَالُ أَخَذَهَا مِنْ أَشْعَثَ وَإِنَّمَا كَثْرَةُ عِلْمِ الأَشْعَثِ أَنَّ أُخْتَهُ كَانَتْ تَحْتَ حَفْصِ بْنِ سُلَيْمَانَ مَوْلَى بَنِي مِنْقَرٍ. وَكَانَ قَدْ نَظَرَ فِي كُتُبِهِ. وَكَانَ حَفْصٌ أَعْلَمَهُمْ بِقَوْلِ الْحَسَنِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الأَشْعَثُ قَالَ: كُنَّا فِي مَجْلِسٍ.
كُنَّا نَجْتَمِعُ وَيَقْعُدُ فِيهِ الْبَتِّيُّ وَسَوَّارٌ وَدَاوُدُ وَعَوْفٌ وَالأَشْعَثُ وَعِدَّةٌ. فَجَرَى بَيْنَ دَاوُدَ وَعَوْفٍ كَلامٌ فِي الْقَدَرِ. وَكَانَ عَوْفٌ يَقُولُ بِالْقَدَرِ. فَوَثَبَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا إِلَى صَاحِبِهِ.
قَالَ الأَشْعَثُ: فَقُمْتُ أَنَا إِلَى دَاوُدَ فَاحْتَضَنْتُهُ وَقَامَ سَوَّارٌ إِلَى عَوْفٍ فَاحْتَضَنَهُ وَفَرَّقْنَا بَيْنَهُمَا. وَتُوُفِّيَ أَشْعَثُ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ قَبْلَ عَوْفٍ.
3268- المبارك بن فضالة
بن أبي أمية. مولى عمر بن الخطاب. رضي الله عنه.
كتابة. تُوُفّي سنة خمس وستين ومائة في خلافة المهدي. وكان فيه ضعف وعفان بن مسلم يرفعه ويوثقه ويحدث عنه.
3269- وأخوه عبد الرحمن بن فضالة.
ويكنى أبا أمية. وقد روي عنه أيضًا الحديث.
3270- الربيع بن صبيح.
ويكنى أبا حفص مولى لبني سعد بن زيد مناة بن تميم.
خرج غازيًا إلى الهند في البحر فمات فدفن في جزيرة من جزائر البحر سنة ستين ومائة
__________
3266 التقريب (1/ 248) .
3267 التقريب (1/ 80) .
3268 التقريب (2/ 227) .
3270 التقريب (1/ 245) ، وعلل أحمد (1/ 135، 222) ، والتاريخ الكبير (952) ، والصغير (2/ 135) ، والجرح (2084) ، والحلية (6/ 304: 310) ، وسير أعلام النبلاء (7/ 287) ، والعبر (1/ 234) ، والكاشف (1/ 304) ، والميزان (2741) ، وتهذيب التهذيب (3/ 247، 248) ، وشذرات الذهب (1/ 247) ، وتهذيب الكمال (1865) .(7/204)
في أول خلافة المهدي. أخبرني بذلك شيخ من أهل البصرة كان معه. وكان ضعيفًا في الحديث وقد روى عنه الثوري وأما عفان فتركه فلم يحدث منه.
3271- السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى
بْنِ إِيَاسِ بْنِ حَرْمَلَةَ بْنِ إِيَاسَ الشَّيْبَانِيُّ. ويكنى أبا الهيثم. وجده حرملة بن أياس الذي روى عن أبي قتادة.
أَخْبَرَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الأَزْرَقُ قَالَ: [حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى عَنْ قَتَادَةَ عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي الْخَلِيلِ عَنْ حَرْمَلَةَ بْنِ إِيَاسَ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ:
صَوْمُ عَرَفَةَ يَعْدِلُ سَنَتَيْنِ وَصَوْمُ عَاشُورَاءَ يَعْدِلُ سَنَةً.]
3272- يزيد بن إبراهيم التستري.
وكان ثقة ثبتًا. وكان عفان يرفع أمره. وكان ينزل في باهلة عند مقبرة بني سهم.
3273- جَرِيرُ بْنُ حَازِمِ
بْنِ زَيْدٍ الْجَهْضَمِيُّ. من الأزد ويكنى أبا النضر. وكان ثقة إلا أنه اختلط في آخر عمره.
أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: وُلِدَ أبي سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ فِي خِلافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ. وَقَالَ وَهْبٌ وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: مَاتَ جَرِيرٌ سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
3274- أَبُو هِلالٍ الرَّاسِبِيُّ.
واسمه محمد بن سليم وفيه ضعف.
أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: كَانَ أَبُو هِلالٍ أَعْمَى فَكَانَ لا يُحَدِّثُ حَتَّى يُنْسَبَ مَنْ عِنْدَهُ. قَالُوا: وَتُوُفِّيَ أَبُو هِلالٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ فِي خِلافَةِ الْمَهْدِيِّ.
3275- هشام بن أبي هشام.
ويكنى أبا المقدام. واسم أبي هشام زياد مولى عثمان بن عفان. وكان هشام ضعيفًا في الحديث.
3276- عقبة بن أبي الصهباء.
__________
3271 التاريخ الكبير (2397) ، والجرح (1217) ، والكاشف (1832) ، والميزان (3093) ، وتهذيب الكمال (2195) .
3272 التقريب (2/ 361) .
3273 التاريخ الصغير (189) ، والكبير (2/ 1/ 213، 214) ، والجرح (1/ 1/ 540، 505) ، والجمع (1/ 74) ، والكاشف (1/ 181) ، وسير أعلام النبلاء (7/ 98: 103) ، والميزان (1/ 392، 393) ، وتهذيب التهذيب (2/ 69: 72) ، وتهذيب الكمال (913) .(7/205)
3277- أبو عقيل الدورقي.
واسمه بشير بن عقبة.
3278- الْحَسَنُ بْنُ دِينَارٍ.
ضعيف في الحديث ليس بشيء. وقد روى عنه محمد بن إسحاق والمعافى بن عمران وغيرهما.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ دِينَارٍ وَاسْتَعَارَ مِنِّي كِتَابًا فَلَمْ أُعْطِهِ فَقَالَ الْحَدِيثُ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ. فَمَنْ بَخِلَ بِمَا عِنْدَهُ تَوَلَّى الْمَلامَةَ وَالْمَأْثَمَ. وَأَصَبْنَاهُ مِنْ عِنْدِ غَيْرِهِ.
3279- الصلت بن دينار.
وهو ضعيف ليس بشيء.
3280- هِشَامُ بْنُ أبي عَبْدِ اللَّهِ
الدَّسْتُوَائِيُّ. واسم أبي عبد الله سنبر مولى لبني سدوس. وكان ثقة ثبتًا في الحديث حجة. إلا أنه يرمي بالقدر.
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَفْصٍ التَّيْمِيُّ قَالَ: كَانَ هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ إِذَا فُقِدَ السِّرَاجُ مِنْ بَيْتِهِ يَتَمَلْمَلُ عَلَى فِرَاشِهِ. وَكَانَتِ امْرَأَتُهُ تَأْتِيَهِ بِالسِّرَاجِ. فَقَالَتْ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ: إِنِّي إِذَا فَقَدْتُ السِّرَاجَ ذَكَرْتُ ظُلْمَةَ الْقَبْرِ. وَقَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ:
مَاتَ هِشَامٌ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ: وَقَالَ زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ أَنَا دَخَلْتُ عَلَيْهِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَخَمْسِينَ. وَمَاتَ بَعْدَ ذَلِكَ.
3281- سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ
الْقَيْسِيُّ. ويكنى أبا سعيد. وكان ثقة ثبتًا.
أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: سَمِعْتُ وُهَيْبًا يَقُولُ: كَانَ أَيُّوبُ يَقُولُ لَنَا: خُذُوا عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ. قَالَ: فَكُنَّا نَأْتِيهِ فِي نَاحِيَةٍ وَأَبُوهُ فِي نَاحِيَةٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ قَالَ: كَانَ أَيُّوبُ يَقُولُ: لَيْسَ أَحَدٌ أَحْفَظُ لِحَدِيثِ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ مِنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ.
3282- مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ
الأَزْدِيُّ. مولى للمعاول. ويكنى أبا يحيى.
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ: كَانَ مَيْمُونٌ كُرْدِيًّا وَهُوَ مَوْلَى يَزِيدَ بن
__________
3279 التقريب (1/ 369) .
3280 التقريب (2/ 319) .
3282 التقريب (2/ 279) .(7/206)
الْمُهَلَّبِ. وَكَانَ مَهْدِيُّ ثِقَةً. وَتُوُفِّيَ فِي خِلافَةِ الْمَهْدِيِّ.
3283- شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ
بْنِ وَرْدٍ من الأزد. مولى للأشاقر عتاقة. ويكنى أبا بسطام. وكان ثقة مأمونًا ثبتًا صاحب حديث حجة. وكان شعبة أكبر من الثوري بعشر سنين.
أخبرنا الْمِنْهَالُ بْنُ عَمْرٍو الْقُشَيْرِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: وَاللَّهِ لأَنَا فِي الشِّعْرِ أَسْلَمُ مِنِّي فِي الْحَدِيثِ. وَقَالَ أَبُو قَطَنٍ عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ: قَالَ شُعْبَةُ: مَا أَنَا مُغْتَمٌّ عَلَى شَيْءٍ أَخَافُ أَنْ يُدْخِلَنِي النَّارَ غَيْرِهِ. يَعْنِي الْحَدِيثَ.
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: قَالَتْ لِي أُمِّي هَاهُنَا امْرَأَةٌ تُحَدِّثُ عَنْ عَائِشَةَ فَاذْهَبْ فَاسْمَعْ مِنْهَا. قَالَ: فَذَهَبْتُ إِلَيْهَا فَسَمِعْتُ مِنْهَا ثُمَّ قُلْتُ لَهَا: قَدْ سَمِعْتُ مِنْهَا. قَالَتْ: لا يَسْأَلُكَ اللَّهُ. قَالُوا: وَتُوُفِّيَ شُعْبَةُ بِالْبَصْرَةِ فِي أَوَّلِ سَنَةِ سِتِّينَ وَمِائَةٍ. وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً.
3284- جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ
بْنِ عُبَيْدٍ. أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: كَانَ جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ صَاحِبَ عِلْمٍ كَثِيرٍ. وَكَانَ يَمْتَنِعُ لا يُمْلِي عَلَيْنَا. فَجَاءَهُ إِنْسَانٌ فَسَأَلَهُ عَنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ عَلَى غَيْرِ طُهْرٍ فَقَالَ: مَا عِنْدِي فِيهِ شَيْءٌ. فَحَدَّثْتُهُ فِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَغَيْرِهِمَا. قَالَ فَقَالَ: لا أَرَاكَ هَاهُنَا. فَحَدَّثَنِي وَأَمْلَى عَلَيَّ. فَلَمَّا أَمْلَى عَلَيَّ تَرَكْتُهُ فَلَمْ آتِهِ.
3285- صَالِحٌ الْمُرِّيُّ.
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: كُنْتُ أَذْكُرُ صَالِحًا الْمُرِّيَّ لِسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ فَيَقُولُ: الْقَصَصَ الْقَصَصَ. كَأَنَّهُ يَكْرَهُهُ. وَكَانَ إِذَا كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ بَكَّرَ فِيهَا. قَالَ: فَبَكَّرَ يَوْمًا وَبَكَّرْتُ مَعَهُ فَجَعَلْتُ طَرِيقَنَا عَلَى مَسْجِدِ صَالِحٍ الْمُرِّيِّ. فَقُلْتُ:
يَا أبا عَبْدِ اللَّهِ نَدْخُلُ نُصَلِّي فِي هَذَا الْمَسْجِدِ. فَدَخَلْنَا فَصَلَّيْنَا. وَكَانَ يَوْمَ مَجْلِسِ صَالِحٍ. فَلَمَّا صَلُّوا ازْدَحَمَ النَّاسُ فَبَقِينَا لا نَقْدِرُ أَنْ نَقُومَ. وَتَكَلَّمَ صَالِحٌ فَرَأَيْتُ سُفْيَانَ يَبْكِي بُكَاءً شَدِيدًا. فَلَمَّا فَرَغَ وَقَامَ قُلْتُ لَهُ: يَا أبا عَبْدِ اللَّهِ كَيْفَ رَأَيْتَ هَذَا الرَّجُلَ؟
قَالَ: هذا ليس بعاص هذا نذير قوم.
__________
3283 التقريب (1/ 351) .
3284 التقريب (1/ 136) .(7/207)
3286- همام بن يحيى.
ويكنى أبا عبد الله. مولى لبني عوذ من الأزد وكان ثقة ربما غلط في الحديث.
3287- سلام بن سليمان.
أبو المنذر مولى مزينة.
3288- حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ.
ويكنى أبا سلمة. وكان أبوه سلمة يكنى أبا صخرة. وهو مولى لبني تميم. وهو ابن أخت حميد الطويل.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: سَمِعْتُ حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ يَقُولُ: مَا كُنَّا نَأْتِي أَحَدًا نَتَعَلَّمُ مِنْهُ شَيْئًا بِنِيَّةٍ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ إِلا حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ وَنَحْنُ نَقُولُ الْيَوْمَ مَا نَأْتِي أَحَدًا يُعَلِّمُ بِنِيَّةٍ غَيْرَهُ. قَالُوا: وَكَانَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ. وَرُبَّمَا حَدَّثَ بِالْحَدِيثِ الْمُنْكَرِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ التَّمِيمِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو خَالِدٍ الرَّازِيُّ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ: أَخَذَ إِيَاسُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بِيَدِي وَأَنَا غُلامٌ فَقَالَ: لا تَمُوتُ أَوْ تَقُصَّ. أَمَا إِنِّي قَدْ قُلْتُ هَذَا لِخَالِكَ. يَعْنِي حُمَيْدًا الطَّوِيلَ. قَالَ: فَمَا مَاتَ حَتَّى قَصَّ. قَالَ أَبُو خَالِدٍ: فَقُلْتُ لِحَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ فَقَصَصْتَ أَنْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ.
3289- قاسم بن الفضل
الحداني. ويكنى أبا المغيرة.
أخبرنا موسى بن إسماعيل قال: لم يكن بحداني ولكنه كان نازلًا في حدان.
وهو رجل من بني لحي من الأزد. وكان ثقة.
3290- سلام بن مسكين.
ويكنى أبا روح. وهو رجل من اليمن حي من أنفسهم.
وكان ثقة. وتوفي قبل حماد بن سلمة.
3291- سليمان الأسود
الناجي. كان نازلًا في بني ناجية لا ندري كان من أنفسهم أو مولى لهم. وكانت عنده أحاديث.
3292- عمارة بن زاذان
الصيدلاني. أخبرنا حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي قال:
كان عمارة يكنى أبا سلمة.
__________
3286 التقريب (2/ 321) .
3288 التقريب (1/ 197) .
3289 التقريب (2/ 119) .
3292 التقريب (2/ 49) .(7/208)
3293- عبد العزيز بن مسلم.
مات سنة سبع وستين ومائة في خلافة المهدي.
3294- بحر بن كنيز.
السقاء الباهلي. ويكنى أبا الفضل. وكان ضعيفًا. تُوُفّي في سنة ستين ومائة في خلافة المهدي.
3295- أبان بن يزيد
العطار. قال عفان: كان يكنى أبا يزيد.
3296- حزم بن أبي حزم
القطعي. تُوُفّي سنة خمس وسبعين ومائة.
3297- حسام بن مصك
بن شيطان من الأزد. وهو ضعيف.
3298- أبو العوام القطان.
واسمه عمران بن داور.
3299- الحسين بن أبي جعفر
الجفري. وهو من بني عوذ من الأزد. تُوُفّي في سنة ستين ومائة.
3300- سلمة بن علقمة.
وكان إمام مسجد داود بن أبي هند.
3301- معاوية بن عبد الكريم
الضال. وإنما سمي بذلك لأنه ضل في طريق مكة.
3302- عثمان بن مقسم
البرسمي. وليس بشيء وقد ترك حديثه. تُوُفّي في خلافة المهدي.
3303- أبو جري نصر
بن طريف. وليس بشيء وقد ترك حديثه.
3304- أبو عبيدة الناجي.
مولى كابس بن ربيعة الناجي. كان نازلًا في بني ناجية.
ثم تحول إلى بني عقيل.
3305- عبيد الله بن الحسن
بن الحصين بن مالك بن الخشخاش بن جناب بن الحارث بن خلف بن الحارث بن مجفر بن كعب بن العنبر بن عمرو بن تميم. وقد ولي قضاء البصرة بعد سوار بن عبد الله. وكان محمودًا ثقة عاقلًا من الرجال.
__________
3295 التقريب (1/ 31) .
3297 التقريب (1/ 161) .
3298 التقريب (2/ 83) .
3301 التقريب (2/ 260) .
3305 التقريب (1/ 531) .(7/209)
الطَّبَقَةُ السَّادِسَةُ
3306- حَمَّادُ بْنُ زَيْدِ
بْنِ دِرْهَمٍ. ويكنى أبا إسماعيل. وكان عثمانيًا. وكان ثقة ثبتًا حجة كثير الحديث.
أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: مَاتَ حَازِمٌ أَبُو جَرِيرِ بْنُ حَازِمٍ وَزَيْدٌ أَبُو حَمَّادِ بْنُ زَيْدٍ مَمْلُوكٌ لَهُ فَأَعْتَقَهُ يَزِيدُ وَجَرِيرٌ ابْنَا حَازِمٍ.
أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ قَالَ: وُلِدَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ.
أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: زَعَمَتْ أُمِّي أَنِّي وُلِدْتُ فِي عَمَلِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ!. قَالَ: وَقَالَتْ عَمَّتِي فِي آخِرِ عَمَلِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ.
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا الْبَصْرَةَ حَمَّادُ بْنُ أبي سُلَيْمَانَ فَلَمْ يَأْتِهِ أَيُّوبُ فَلَمْ نَأْتِهِ. قَالَ: وَكَانَ إِذَا لَمْ يَأْتِ أَيُّوبُ أَحَدًا لَمْ نَأْتِهِ. قَالَ:
وَقَدِمَ عَلَيْنَا لَيْثُ بْنُ أبي سُلَيْمٍ فَأَتَاهُ أَيُّوبُ فَأَتَيْنَاهُ. قَالَ: وَقَالَ غيره: مات أيوب ولحماد ابن زَيْدٍ أَرْبَعٌ وَثَلاثُونَ سَنَةً.
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ.
قَالَ: فَجَاءَ أَيُّوبُ وَأَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلاءِ فَسَأَلاهُ فِي كِتَابٍ فَكَانَا إِذَا أَتَيَا عَلَى حَدِيثٍ قَدْ سَمِعَاهُ تَرَكَاهُ. قَالَ: فَأَقُولُ أَنَا: حُدِّثْتُ كَذَا وَكَذَا. فَأُسْأَلُ عَنِ الَّذِي تَرَكُوا.
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: كَانَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ يَلْبَسُ قَلَنْسُوَةً بَيْضَاءَ طَوِيلَةً لَطِيفَةً.
أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: تُوُفِّيَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِعَشْرِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ. وَهُوَ ابْنُ إحدى وثمانين سنة. وصلى عليه
__________
3306 التقريب (1/ 197) .(7/210)
إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيُّ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ وَالٍ عَلَى الْبَصْرَةِ لِهَارُونَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ.
3307- وأخوه سعيد بن زيد.
بن درهم. وكان ثقة. وقد روي عنه. ومات قبل أخيه حماد بن زيد.
3308- وهيب بن خالد
بن عجلان. قال عفان: هو مولى باهلة و. يكنى أبا بكر.
ويكنى خالد أبا غبطة. وكان وهيب قد سجن فذهب بصره. وكان ثقة كثير الحديث حجة. وكان أحفظ من أبي عوانة. وكان يملي حفظًا. ومات وهو ابن ثمان وخمسين سنة.
3309- أَبُو عَوَانَةَ.
واسمه الوضاح مولى يزيد بن عطاء. وكان ثقة صدوقًا.
أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: رَأَيْتُ أبا عَوَانَةَ وَهُوَ غُلامٌ زَمَانَ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ يَقْرَأُ بِالأَصْوَاتِ.
أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ قَالَ: رَأَيْتُ الْحَسَنَ بْنَ أبي الْحَسَنِ يَوْمَ عَرَفَةَ خَرَجَ مِنَ الْمَقْصُورَةِ فَجَلَسَ فِي صَحْنِ الْمَسْجِدِ وَجَلَسَ النَّاسُ حَوْلَهُ.
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ: كَانَ الْجُرَيْرِيُّ إِذَا حَدَّثَ يَقُولُ: مَنْ أَحْسَنَ لِي الْوَاسِطِيَّ. مَنْ أَحْسَنَ لِي الْوَاسِطِيَّ. يَعْنِي أبا عَوَانَةَ. قَالَ يَزِيدُ:
وَكَانَ يُهْدِي لَهُ جِلالَ التَّمْرِ.
أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ أبي عَوَانَةَ قَالَ: أَعْطَيْتُ امْرَأَةَ الأَعْمَشِ حِمَارًا فَكُنْتُ إِذَا جِئْتُ أَخَذَتْ بِيَدِهِ فَأَخْرَجَتْهُ إِلَيَّ.
أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ أبي عَوَانَةَ: قُلْتُ لِلأَعْمَشِ إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً.
قَالَ: وَمَا حَاجَتُكَ؟ قَالَ قُلْتُ: حَاجَتِي إِنْ أَنْتَ لَمْ تَقْضِهَا فَلا تَغْضَبْ عَلَيَّ. قَالَ: لَيْسَ قَلْبِي فِي يَدِي فَأَغْضَبَ عَلَيْكَ أَوْ لا. فَإِمَّا أَنْ يَضُرَّكَ غَضَبِي سِرًّا أَوْ عَلانِيَةً. قَالَ قُلْتُ:
أَمْلِ عَلَيَّ. قال: لا أفعل.
__________
3308 التقريب (2/ 339) .
3309 التقريب (2/ 331) .(7/211)
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: كَانَ أَبُو عَوَانَةَ يَتَحَفَّظُ وَيُمْلِي عَلَيْنَا وَيُخْرِجُ الْحَدِيثَ الطَّوِيلَ فيقرأه أَوْ يُمْلِيهِ.
أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ أبي عُبَيْدَةَ الْحَدَّادِ قَالَ: قَالَ لِي أَبُو عَوَانَةَ: مَا يَقُولُ النَّاسُ فِيَّ؟ قُلْتُ: يَقُولُونَ كُلُّ شَيْءٍ تُحَدِّثُ بِهِ مِنْ كِتَابٍ فَهُوَ محفوظ. وما لم تجيء بِهِ مِنْ كِتَابٍ فَلَيْسَ بِمَحْفُوظٍ. قَالَ: لا يدعوني.
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: كَانَ أَبُو عَوَانَةَ يَلْبَسُ قَلَنْسُوَةً.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ قَالَ: تُوُفِّيَ أَبُو عَوَانَةَ سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلافَةِ هَارُونَ وَعَلَيْنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ. وَكَانَ أَصْلُهُ مِنْ أهل وَاسِطَ. ثُمَّ انْتَقَلَ إِلَى الْبَصْرَةِ فَنَزَلَهَا حَتَّى مَاتَ بِهَا.
3310- جعفر بن سليمان
الضبعي. وهو مولى لبني الحريش. ويكنى أبا سليمان.
وكان ثقة وبه ضعف. وكان يتشيع. ومات في رجب سنة ثمان وسبعين ومائة. ذكر ذلك عبيد الله بن محمد القرشي وغيره.
3311- نوح بن قيس
الطاحي. وكان ينزل سويقة طاحية.
3312- عبد الواحد بن زياد.
ويكنى أبا بشر. وكان يعرف بالثقفي. وهو مولى لعبد القيس. وكان ثقة كثير الحديث. مات سنة سبع وسبعين ومائة في خلافة هارون.
3313- عبد الوارث بن سعيد.
ويكنى أبا عبيدة. مولى لبني العنبر من بني تميم.
وكان ثقة حجة. تُوُفّي أول المحرم سنة ثمانين ومائة في خلافة هارون.
3314- يزيد بن زريع.
ويكنى أبا معاوية. وكان ثقة حجة كثير الحديث. وتوفي بالبصرة في شوال سنة اثنتين وثمانين ومائة وكان عثمانيًا.
3315- عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ
الثَّقَفِيُّ. ويكنى أبا محمد. وكان ثقة وفيه ضعف.
وولد عبد الوهاب سنة ثمان ومائة.
__________
3310 التقريب (1/ 131) .
3312 التقريب (1/ 526) .
3313 التقريب (1/ 527) .
3314 التقريب (2/ 364) .
3315 التقريب (1/ 528) .(7/212)
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ قَالَ: قَالَ لَنَا أَيُّوبُ لَمَّا مَاتَ عَبْدُ الْمَجِيدِ: أَلْزَمُوا هَذَا الْفَتَى. يَعْنِي عَبْدَ الْوَهَّابِ. قَالُوا: وَتُوُفِّيَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بِالْبَصْرَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وتسعين ومائة في خلافة محمد بن هارون.
3316- بشر بن المفضل.
ويكنى أبا إسماعيل. مولى لبني رقاش. وكان ثقة كثير الحديث. وكان عثمانيًا. وتوفي سنة ست وثمانين ومائة.
3317- عبد الأعلى بن عبد الأعلى
القرشي. من بني سامة بن لؤي. ويكنى أبا همام.
ولم يكن بالقوي في الحديث. وتوفي سنة تسع وثمانين ومائة.
3318- عباد بن عباد
بن حبيب. بن المهلب بن أبي صفرة العتكي من الأزد.
ويكنى أبا معاوية. وكان معروفا بالطب حسن الهيئة. ولم يكن بالقوي في الحديث.
وتوفي في سنة إحدى وثمانين ومائة في خلافة هارون.
3319- الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ
التَّيْمِيُّ. ويكنى أبا محمد. وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ الْعَبْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ نَصْرٍ الْبَصْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قَرِيبٍ الأَصْمَعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: قَالَ لِي أبي: عُدَّ لِنَفْسِكَ مِنْ سَنَةِ سِتٍّ وَمِائَةٍ. يَعْنِي أَنَّهُ وُلِدَ فِيهَا. قَالُوا:
وَتُوُفِّيَ الْمُعْتَمِرُ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ بِالْبَصْرَةِ فِي خِلافَةِ هَارُونَ.
3320- سفيان بن حبيب.
3321- سُلَيْمُ بْنُ أَحْضَرَ.
وكان ألزمهم لعبد الله بن عون. وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ قَالَ: كَانَ ابْنُ عَوْنٍ يَقُولُ:
سُلَيْمٌ سُلَيْمٌ أَزْهَرُ أَزْهَرُ. قَالَ: إِنَّهُمْ كَانُوا يَشْتَرُونَ لَهُ حَوَائِجَهُ مِنَ السُّوقِ.
3322- عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ
الْمُقَدَّمِيُّ. ويكنى أبا حفص. وكان ثقة. وكان يدلس تدليسًا شديدًا. وكان يقول: سمعت وحدثنا. ثم يسكت. ثم يقول: هشام بن عروة الأعمش. وقد حدث عنه عفان بن مسلم وسليمان بن حرب وغيرهما.
__________
3317 التقريب (1/ 465) .
3318 التقريب (1/ 392) .
3319 التقريب (2/ 263) .(7/213)
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ رَجُلا صَالِحًا. وَلَمْ يَكُونُوا يَنْقِمُونَ عَلَيْهِ شَيْئًا غَيْرَ أَنَّهُ كَانَ مُدَلِّسًا. وَأَمَّا غَيْرُ ذَلِكَ فَلا. وَلَمْ أَكُنْ أَقْبَلُ مِنْهُ حَتَّى يَقُولَ:
حَدَّثَنَا.
3323- خالد بن الحارث
الهجيمي. ويكنى أبا عثمان. وكان ثقة. وتوفي بالبصرة سنة ست وثمانين ومائة في خلافة هارون.
3324- عرعرة بن البرند
بن النعمان بن علجة بن الأفقع بن كزمان بن الحارث بن حارثة بن مالك بن سعد بن عبيدة بن الحارث بن سامة بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرِ بْنِ مالك. وكان عرعرة يكنى أبا محمد. وتوفي في جُمَادى الآخرة أو رجب سنة اثنتين وتسعين ومائة في خلافة هارون وهو ابن اثنتين وثمانين سنة.
3325- الحكم بن سنان.
وكان ضعيفًا في الحديث. مات سنة تسعين ومائة في خلافة هارون.
3326- محمد بن أبي عدي.
ويكنى أبا عمرو. واسم أبي عدي إبراهيم. مولى لبني سليم. وكان ثقة. ومات بالبصرة سنة أربع وتسعين ومائة في خلافة محمد بن هارون.
3327- يوسف بن خالد
بن عمير السمتي. ويكنى أبا خالد. مولى سهل بن صخر الليثي من بني كنانة وله صحبة. وقد ذكرناه في أول الكتاب في أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -
وهو أعتق عميرًا. وولد يوسف بن خالد بن عمير سنة عشرين ومائة في ولاية يوسف بن عمر الثقفي وسمي باسمه. وكان قد طلب العلم ولقي خالدًا الحذاء ويونس وابن عون وهشامًا وطبقتهم ولقي الأعمش وإسماعيل بن أبي خالد وعبد الملك بن أبي سليمان وغيرهم من أهل الكوفة ولقي موسى بن عقبة ومحمد بن عجلان ونظراءهم. وكان له بصر بالرأي والفتوى والكتب والشروط. وكان الناس يتقون حديثه لرأيه. وكان ضعيفًا في الحديث. وقيل له السمتي للحيته وهيئته وسمته. والدار التي كان فيها يوسف بالبصرة هي دار سهل بن صخر. وتوفي يوسف بالبصرة في رجب سنة تسع وثمانين ومائة وهو ابن تسع وستين سنة.
__________
3323 التقريب (1/ 211) .
3324 التقريب (2/ 18) .
3325 التقريب (1/ 190) .
3327 التقريب (2/ 380) .(7/214)
3328- يحيى بن سعيد
القطان. ويكنى أبا سعيد. وكان ثقة مأمونًا رفيعًا حجة.
قال يحيى: شهدت جنازة الأعمش بالكوفة. قال: وحدثني سفيان بالكوفة في جنازة الأعمش عنه عن إبراهيم عن عمر في بيض النعام وقال: ليس هذا من حديثه العتيق. قال: وتوفي يحيى بن سعيد القطان بالبصرة في صفر سنة ثمان وتسعين ومائة في خلافة عبد الله بن هارون.
3329- معاذ بن معاذ
بن نصر بن حسان بن الحر بن مالك بن الخشخاش بن جناب بن الحارث بن خلف بن الحارث بن مجفر بن كعب بن العنبر بن عمرو بن تميم. ويكنى أبا المثنى. وكان ثقة. وولد سنة تسع عشرة ومائة في خلافة هشام بن عبد الملك. وولي قضاء البصرة لهارون أمير المؤمنين. ثم عزل. وتوفي بالبصرة في شهر ربيع الآخر سنة ست وتسعين ومائة في خلافة محمد بن هارون وهو ابن سبع وسبعين سنة وصلى عليه محمد بن عباد بن عباد المهلبي. وكان يومئذ على صلاة البصرة والإمرة.
3330- صفوان بن عيسى
الزهري. ويكنى أبا محمد. وكان ثقة صالحًا. وتوفي بالبصرة في جمادي سنة مائتين في خلافة عبد الله بن هارون.
3331- حماد بن مسعدة.
ويكنى أبا سعيد. وكان ثقة إن شاء الله. وتوفي بالبصرة في جمادي سنة اثنتين ومائتين في خلافة عبد الله بن هارون.
3332- أزهر بن سعد
السمان. ويكنى أبا بكر. مولى لباهلة. وكان ثقة أوصى إليه عبد الله بن عون. وتوفي أزهر وهو ابن أربع وتسعين سنة.
3333- محمد بن سواء
بن العنبر. روى عن سعيد بن أبي عروبة.
3334- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْد اللَّهِ
بْنِ الْمُثَنَّى. بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أنس بن مالك الأنصاري.
__________
3328 التقريب (2/ 348) .
3329 التقريب (2/ 257) .
3330 التقريب (1/ 368) .
3331 التقريب (1/ 197) .
3333 التقريب (2/ 168) .
3334 التقريب (1/ 180) .(7/215)
يكنى أبا عبد الله. وكان صدوقًا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنِي أبي قَالَ: وُلِدْتَ يَا بُنَيَّ فِي شَوَّالٍ سنة ثماني عشرة ومائة في خلافة هشام بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ. وَقَدْ وَلِيَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَضَاءَ الْبَصْرَةِ بَعْدَ مُعَاذِ بْنِ مُعَاذٍ ثُمَّ نُقِلَ إِلَى بَغْدَادَ فَوَلِيَ عَسْكَرَ الْمَهْدِيِّ بَعْدَ الْعَوْفِيِّ آخِرَ خِلافَةِ هَارُونَ. فَلَمَّا وَلِيَ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الْخِلافَةَ عَزَلَهُ عَنِ الْقَضَاءِ وَوَلَّى مَكَانَهُ عَوْنَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْمَسْعُودِيَّ. وَوَلِيَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأنصاري المظالم بعد إسماعيل بن عُلَيَّةَ ثُمَّ وَلاهُ قَضَاءَ الْبَصْرَةِ ثَانِيَةً ثُمَّ عَزَلَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَارُونَ وَوَلَّى مَكَانَهُ يَحْيَى بْنَ أَكْثَمَ وَلَمْ يَزَلِ الأَنْصَارِيُّ بِالْبَصْرَةِ يُحَدِّثُ إِلَى أَنْ مَاتَ بِهَا فِي رَجَبٍ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ.
3335- عبد الله بن داود
الهمداني. من أنفسهم. تحول من الكوفة فنزل الخريبة بناحية البصرة. وكان ثقة ناسكًا. ومات في شوال سنة ثلاث عشرة ومائتين في خلافة عبد الله بن هارون.
3336- أبو عاصم النبيل.
واسمه الضحاك بن مخلد الشيباني. وكان ثقة فقيهًا.
مات بالبصرة ليلة الخميس لأربع عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ اثنتي عشرة ومائتين في خلافة عبد الله بن هارون.
3337- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرِ.
بْنِ حَبِيبٍ السَّهْمِيُّ من باهلة. ويكنى أبا وهب. وكان ثقة صدوقًا. مات ببغداد في المحرم سنة ثمان ومائتين.
3338- محمد بن بكر.
بن عثمان البرساني من الأزد. ويكنى أبا عبد الله. وكان ثقة. مات بالبصرة في ذي الحجة سنة ثلاث ومائتين في خلافة عبد الله بن هارون.
3339- غندر
واسمه محمد بن جعفر. ويكنى أبا عبد الله. مولى لهذيل. وكان ثقة إن شاء الله. مات بالبصرة سنة أربع وتسعين ومائة في خلافة محمد بن هارون.
3340- سعيد بن عامر
العجيفي. وكان ينزل في بني ضبيعة. ويكنى أبا محمد.
__________
3335 التقريب (1/ 412) .
3336 التقريب (1/ 373) .
3337 التقريب (1/ 404) .
3338 التقريب (2/ 147) .(7/216)
وكان ثقة صالحًا. وقال عفان: أكتب عنه الزهد. ومات بالبصرة في شوال سنة ثمان ومائتين.
3341- روح بن عبادة
القيسي. من بني قيس بن ثعلبة من أنفسهم. ويكنى أبا محمد. وكان ثقة إن شاء الله.
3342- عثمان بن عمر.
بن فارس. وكان ثقة.
3343- بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ.
أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: وُلِدْتُ فِي رَجَبٍ سَنَةَ ثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. قَالَ: وَحَدَّثَنِي أبي قَالَ: سَمَّانِي مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ بِاسْمِهِ وَكَنَانِي بِكُنْيَتِهِ. وَكَانُوا يَقُولُونَ: كَانَ ابْنَ سِتِّ سِنِينَ.
3344- عباد بن صهيب
الكليبي. ويكنى أبا بكر. وقد كان طلب العلم وسمع من الناس. وكان قديمًا ولكنه كان قدريًّا داعية فترك حديثه. وتوفي بالبصرة في شوال سنة اثنتي عشرة ومائتين في خلافة عبد الله بن هارون وصلى عليه طاهر بن علي بن سليمان بن علي الهاشمي وهو يومئذ والي البصرة.
__________
3341 التقريب (1/ 253) .(7/217)
الطبقة السابعة
3345- عبد الرحمن بن مهدي.
ويكنى أبا سعيد. وكان ثقة كثير الحديث. ولد سنة خمس وثلاثين ومائة. وتوفي بالبصرة في جُمَادى الآخرة سنة ثمان وتسعين ومائة وهو ابن ثلاث وستين سنة.
3346- وهب بن جرير
بن حازم الجهضمي من الأزد. ويكنى أبا العباس. وكان ثقة. وكان عفان يتكلم فيه. مات بالمنجشانية على ستة أميال من البصرة منصرفًا من الحج فحمل فدفن بالبصرة.
3347- أبو داود الطيالسي.
واسمه سليمان بن داود. وكان كثير الحديث ثقة وربما غلط. تُوُفّي بالبصرة سنة ثلاث ومائتين وهو يومئذ ابن اثنتين وتسعين سنة لم يستكملها وصلى عليه يحيى بن عبد الله بن عمر بن الحسن بن سهل وهو يومئذ والي البصرة.
3348- بهز بن أسد.
ويكنى أبا الأسود من بلعم من أنفسهم. وكان ثقة كثير الحديث حجة.
3349- عفان بن مسلم
الصفار. ويكنى أبا عثمان مولى عزرة بن ثابت الأنصاري.
وَكَانَ ثِقَةً ثَبَتًا كَثِيرَ الْحَدِيثِ حُجَّةً. قَالَ: سمعت عفان يوم الخميس لثماني عشرة ليلة خلت من جُمَادى الآخرة سنة عشر ومائتين يقول: أنا في ست وسبعين سنة. كأنه ولد سنة أربع وثلاثين ومائة. وتوفي ببغداد سنة عشرين ومائتين وصلى عليه عاصم بن علي ابن عاصم.
__________
3345 التقريب (1/ 499) .
3346 التقريب (2/ 338) .
3347 التقريب (1/ 323) .
3348 التقريب (1/ 109) .
3349 التقريب (2/ 25) .(7/218)
3350- حبان بن هلال الباهلي.
ويكنى أبا حبيب. وكان ثقة ثبتًا حجة. وكان قد امتنع من الحديث قبل موته. ومات بالبصرة في شهر رمضان سنة ست عشرة ومائتين.
3351- ريحان بن سعيد.
بن المثنى بن ليث بن صفدان بن زيد بن كزمان بن الحارث بن حارثة بن مالك بن سعد بن عبيدة بن الحارث بن سامة بن لؤي. ويكنى أبا عصمة. تُوُفّي بالبصرة سنة ثلاث أو أربع ومائتين في خلافة عبد الله بن هارون.
3352- أبو بكر الحنفي.
واسمه عبد الكبير بن عبد المجيد. وكان ثقة. تُوُفّي بالبصرة سنة أربع ومائتين في خلافة عبد الله بن هارون.
3353- وأخوه عبيد الله بن عبد المجيد.
وقد روي عنه. وهو ثقة إن شاء الله.
3354- أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ.
وَاسْمُهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عمرو. مولى لبني قيس بن ثعلبة.
وكان ثقة. تُوُفّي بالبصرة سنة أربع وعشرين ومائتين.
3355- عبد الصمد بن عبد الوارث
بن سعيد التنوري. ويكنى أبا سهل. وكان ثقة إن شاء الله ... «1» كذا في كتاب ابن معروف. تُوُفّي سنة أربع وعشرين ومائتين.
3356- سليمان بن حرب الواشحي.
من الأزد من أنفسهم ويكنى أبا أيوب. وكان ثقة كثير الحديث. وقد ولي قضاء مكة ثم عزل فرجع إلى البصرة. فلم يزل بها حتى تُوُفّي بها لأربع ليال بقين من شهر ربيع الآخر سنة أربع وعشرين ومائتين وهو ابن أربع وثمانين سنة.
3357- بشر بن عمر
الزهراني. ويكنى أبا محمد. وكان ثقة راوية مالك بن أنس.
وتوفي بالبصرة في شعبان سنة تسع ومائتين. وصلى عليه يحيى بن أكثم وهو يومئذ يلي القضاء بالبصرة.
3358- أبو الوليد الطيالسي.
واسمه هشام بن عبد الملك. وكان ثقة حجة ثبتا. توفي
__________
(1) نقص في الأصل.
__________
3351 التقريب (1/ 255) .
3352 التقريب (1/ 515) .
3354 التقريب (1/ 511) .
3356 التقريب (1/ 322) .
3357 التقريب (1/ 100) .(7/219)
بالبصرة في غرة شهر ربيع الأول سنة سبع وعشرين ومائتين. وهو يومئذ ابن أربع وتسعين سنة.
3359- الحجاج بن المنهال
الأنماطي. ويكنى أبا محمد. وكان ثقة كثير الحديث.
تُوُفّي بالبصرة يوم السبت لخمس ليال بقين من شوال سنة سبع عشرة ومائتين.
3360- إبراهيم بن أبي سويد.
كانت عنده أصناف حماد بن سلمة. مات بالبصرة سنة أربع وعشرين ومائتين.
3361- أمية بن خالد
القيسي. وهو أمية الأسود.
3362- هدبة بن خالد
القيسي. ويكنى أبا خالد. وهو أخو أمية بن خالد الأسود.
3363- عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ حَفْصٍ. التَّيْمِيُّ. من قريش و. هو ابن عائشة. ويكنى أبا عبد الرحمن. وقد سمع أصناف حماد بن سلمة. تُوُفّي بالبصرة في شهر رمضان سنة ثمان وعشرين ومائتين.
3364- سهل بن بكار.
3365- إسحاق بن عمر.
بن سليط. روى عن حماد بن سلمة.
3366- عبد الله بن سلمة.
بن قعنب الحارثي. ويكنى أبا عبد الرحمن. وكان عابدًا فاضلًا. روى عن مالك بن أنس كتبه. وروى عن عبد العزيز الدراوردي وغيره من مشيخة المدينة.
3367- مسلم بن قتيبة.
أبو قتيبة. وكان يحدث عن شعبة وغيره.
3368- روح بن أسلم.
مولى باهلة و. يكنى أبا حاتم. وكان يروي عن حماد بن سلمة وشعبة.
__________
3359 التقريب (1/ 154) .
3360 التقريب (1/ 41) .
3361 التقريب (1/ 83) .
3362 التقريب (2/ 315) .
3363 التقريب (1/ 538) .
3364 التقريب (1/ 335) .(7/220)
3369- محمد بن سنان
العوفي. روى عن همام بن يحيى.
3370- عبد الله بن سنان
العوفي.
3371- حرمي بن عمارة
بن أبي حفصة.
3372- حرمي بن حفص.
كان ينزل القسامل. روى عن شعبة وحماد بن سلمة.
3373- إبراهيم بن حبيب
بن الشهيد.
3374- إبراهيم بن يحيى
بن حميد الطويل.
3375- عبد الله بن يونس
بن عبيد. وكانت عنده أحاديث يسيرة.
3376- داود بن شبيب.
روى عن حماد بن سلمة.
3377- علي بن عثمان
بن عبد الحميد بن لاحق. وهو ابن عم بشر بن المفضل.
تُوُفّي بالبصرة في منزله في بني العنبر في سنة سبع وعشرين ومائتين.
3378- عبد الرحمن بن المبارك
أبو بكر الطفاوي. ينزل بني عبس.
3379- مسلم بن إبراهيم.
ويكنى أبا عمرو. مولى للأزد وكان يعرف بالشحام.
وكان ثقة كثير الحديث. مات بالبصرة في صفر سنة اثنتين وعشرين ومائتين.
3380- أبو حذيفة موسى
بن مسعود النهدي. وكان كثير الحديث ثقة إن شاء الله.
وكان حسن الرواية عن عكرمة بن عمار وزهير بن محمد وسفيان الثوري. ويذكرون أن سفيان كان تزوج أمه حين قدم البصرة. وتوفي أبو حذيفة بالبصرة في جُمَادى الآخرة سنة عشرين ومائتين.
3381- يعقوب بن إسحاق
الحضرمي المقرئ. ويكنى أبا محمد. وليس هو عندهم بذاك الثبت. يذكرون أنه حدث عن رجال لقيهم وهو صغير قبل أن يدرك.
3382- وأخوه أحمد بن إسحاق
الحضرمي. ويكنى أبا إسحاق. وكان ثقة. وهو
__________
3369 التقريب (1/ 253) .
3371 التقريب (1/ 159) .
3373 التقريب (1/ 33) .
3376 التقريب (1/ 232) .
3381 التقريب (1/ 375) .(7/221)
أكبر من أخيه. مات بالبصرة في شهر رمضان سنة إحدى عشرة ومائتين.
3383- عمرو بن مرزوق الباهلي.
وكان ثقة كثير الحديث عن شعبة. مات بالبصرة في صفر سنة أربع وعشرين ومائتين.
3384- محمد بن عرعرة
بن البرند. ويكنى أبا عمر. وكانت عنده أحاديث عن شعبة وغيره. وتوفي في شوال سنة ثلاث عشرة ومائتين وهو يومئذ ابن ست وسبعين سنة.
3385- عارم بن الفضل
السدوسي. ويكنى أبا النعمان. وعارم لقب واسمه محمد ابن الفضل. تُوُفّي بالبصرة في شهر ربيع الأول سنة أربع وعشرين ومائتين.
3386- الحجاج بن نصير
الفساطيطي. وكان ضعيفًا.
3387- عمرو بن عاصم
الكلابي. ويكنى أبا عثمان. وكان ثقة.
3388- محمد بن كثير
العبدي. وهو أخو سليمان بن كثير.
3389- أبو عمر الحوضي.
واسمه حفص بن عمر. مات بالبصرة يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من جُمَادى الآخرة سنة خمس وعشرين ومائتين.
3390- موسى بن إسماعيل
التبوذكي. ويكنى أبا سلمة. وكان ثقة كثير الحديث.
مات بالبصرة ليلة الثلاثاء لثلاث عشرة ليلة خلت من رجب سنة ثلاث وعشرين ومائتين ودفن يوم الثلاثاء.
3391- محمد بن عبد الله
الرقاشي.
3392- المعلى بن أسد
العمي أخو بهز بن أسد. ويكنى أبا الهيثم. وكان معلمًا.
مات بالبصرة في شهر رمضان سنة ثماني عشرة ومائتين.
__________
3383 التقريب (2/ 78) .
3384 التقريب (2/ 191) .
3386 التقريب (1/ 154) .
3387 التقريب (2/ 72) .
3388 التقريب (2/ 203) .
3390 التقريب (2/ 280) .
3392 التقريب (2/ 265) .(7/222)
3393- يحيى بن حماد
بن أبي زياد. ويكنى أبا محمد. وكان ثقة كثير الحديث.
روى عن أبي عوانة. وقد روى عن أبيه حماد بن أبي زياد. وروى أبوه عن الحسن وابن سيرين وعطاء الخراساني أنه سألهم عبد الأعلى بن حماد النرسي عن السلم في القوارير.
3394- عياش بن الوليد
الترسي.
3395- عبد الله بن سوار
بن عبد الله القاضي. توفي بالبصرة سنة ثمان وعشرين ومائتين.
__________
3393 التقريب (2/ 346) .
3395 التقريب (1/ 421) .(7/223)
الطبقة الثامنة
3396- مسدد بن مسرهد
بن مسربل بن شريك الأسدي. ويكنى أبا الحسن. تُوُفّي بالبصرة في شهر رمضان سنة ثمان وعشرين ومائتين.
3397- عبد الله بن عبد الوهاب
الحجني. روى عن حماد بن زيد وغيره.
3398- سليمان بن داود.
أبو الربيع الزهراني. تُوُفّي بالبصرة في آخر سنة أربع وثلاثين.
3399- عبد الله بن محمد
بن أسماء بن عبيد. روى عن عمه جويرية بن أسماء.
3400- محمد بن أبي بكر
بن علي بن عطاء بن مقدم مولى ثقيف. تُوُفّي بالبصرة سنة أربع وثلاثين ومائتين.
3401- وأخوه عبد الله بن أبي بكر
بن علي بن عطاء.
3402- ابن معمر المنقري.
واسمه عبد الله بن عمرو. وكان كثير الرواية عن عبد الوارث التنوري.
3403- أبو ظفر.
واسمه عبد السلام بن مطهر بن حسام من مصك.
3404- علي بن عبد الله
بن جعفر بن نجيح المدني. ويكنى أبا الحسن. مات بعسكر أمير المؤمنين بسر من رأى يوم الإثنين لليلتين بقيتا من ذي القعدة سنة أربع وثلاثين ومائتين.
__________
3396 التقريب (2/ 242) .
3398 التقريب (1/ 323) .
3399 التقريب (1/ 446) .
3400 التقريب (2/ 148) .
3404 التقريب (2/ 39. 40) .(7/224)
3405- إبراهيم بن بشار
الرمادي. ويكنى أبا إسحاق. صاحب ابن عيينة. تُوُفّي بالبصرة.
3406- إبراهيم بن محمد
بن عرعرة بن البرند. تُوُفّي ببغداد في شهر رمضان سنة إحدى وثلاثين ومائتين. وكان مرض بعسكر الخليفة بسامراء فقدم به إلى بغداد فتوفي بها.
3407- علي بن بري.
وقد كتب عنه الحديث. وتوفي بالبصرة سنة أربع وثلاثين ومائتين.
3408- سليمان بن الشاذكوني.
وكان حافظًا للحديث. وتوفي بالبصرة سنة أربع وثلاثين ومائتين.
آخر البصريين
__________
3406 التقريب (2/ 42) .(7/225)
تسمية من كان بواسط من الفقهاء والمحدثين
3409- أبو هاشم الرماني.
واسمه يحيى بن دينار. وكان ثقة.
3410- يعلى بن عطاء.
مولى عبد الله بن عمرو بن العاص. وكان ثقة. وكان من أهل الطائف. وكان قدم واسط وأقام بها في آخر سلطان بني أمية. سمع منه شعبة بن الحجاج وأبو عوانة وهشيم وأصحابهم.
3411- أبو عقيل.
الذي روى عنه شعبة واسمه هاشم بن سلال. ويقال سلام.
وكان ثقة إن شاء الله. وكان من أهل الشام. فقدم واسط وكان قاضيًا بها.
3412- أبو خالد الدالاني.
واسمه يزيد بن عبد الرحمن. وكان منكر الحديث.
3413- القاسم بن أبي أيوب.
وكان ثقة قليل الحديث.
3414- أَبُو بَلْجٍ
وَاسْمُهُ يَحْيَى. بْنُ أبي سليم الْفَزَارِيِّ. وكان ثقة إن شاء الله.
روى عنه شعبة وهشيم وأبو عوانة. وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: قَدْ رَأَيْتُ أبا بَلْجٍ وَكَانَ جَارًا لَنَا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ حَاجَةٌ فِي النِّسَاءِ. وَكَانَ يَتَّخِذُ الْحَمَامَ فِي بَيْتِهِ يَسْتَأْنِسُ بِهِنَّ. وَكَانَ يَذْكُرُ اللَّهَ كَثِيرًا فَقَالَ: لَوْ قَامَتِ الْقِيَامَةُ لَدَخَلْنَا الْجَنَّةَ. يَقُولُ: لِذِكْرِنَا اللَّهَ.
3415- منصور بن زاذان.
صاحب الحسن وهو الذي روى عنه هشيم وأصحابه.
وكان ثقة ثبتًا سريع القراءة. وكان يريد يترسل فلا يستطيع. وكان يختم في الضحى.
وكان يعرف ذلك منه بسجود القرآن. وكان قد تحول فنزل المبارك على تسعة فراسخ من واسط. قال يزيد بن هارون: ومات منصور سنة الوباء في الطاعون سنة إحدى وثلاثين ومائة.
__________
3409 التقريب (2/ 483) .
3412 التقريب (2/ 416) .
3413 التقريب (2/ 115) .
3415 التقريب (2/ 275) .(7/226)
3416- العوام بن حوشب.
بن يزيد بن رؤيم. وكان ثقة. قال يزيد بن هارون: وكان يكنى أبا عيسى. وكان صاحب أمر بالمعروف ونهي عن المنكر. مات سنة ثمان وأربعين ومائة.
3417- سفيان بن حسين.
السلمي مولى لهم. قال يزيد بن هارون: ويكنى سفيان أبا الحسن. وقال غيره: يكنى أبا محمد. وكان ثقة يخطئ في حديثه كثيرًا. وكان مؤدبًا مع المهدي أمير المؤمنين. ومات بالري في خلافة المهدي.
3418- أبو العلاء القصاب.
واسمه أيوب بن أبي مسكين. وكان ثقة. قال: سمعت يزيد بن هارون يقول: مات سنة أربعين ومائة.
3419- يزيد بن عطاء
البزاز. مولى أبي عوانة من فوق. وكان ضعيف الحديث.
3420- أصبغ بن زيد
الوراق مولى لجهينة. وكان يكتب المصاحف. وكان ضعيفًا في الحديث. ويكنى أصبغ أبا عبد الله. مات سنة تسع وخمسين ومائة في خلافة المهدي.
3421- خلف بن خليفة.
ويكنى أبا أحمد مولى لأشجع. كان من أهل واسط فتحول إلى بغداد. وكان ثقة ثم أصابه الفالج قبل أن يموت حتى ضعف وتغير لونه واختلط.
ومات ببغداد قبل هشيم في سنة إحدى وثمانين ومائة. وهو يومئذ ابن تسعين سنة أو نحوها.
3422- هشيم بن بشير.
ويكنى أبا معاوية. مولى لبني سليم. وكان ثقة كثير الحديث ثبتًا يدلس كثيرًا. فما قال في حديثه أخبرنا فهو حجة وما لم يقل فيه أخبرنا فليس بشيء.
أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ هُشَيْمٍ قَالَ: وُلِدَ أبي فِي أَوَّلِ سَنَةِ خَمْسٍ وَمِائَةٍ. وَتُوُفِّيَ بِبَغْدَادَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلافَةِ هَارُونَ. وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابن تسع وسبعين
__________
3416 التقريب (2/ 89) .
3418 التقريب (1/ 91) .
3419 التقريب (2/ 369) .
3420 التقريب (1/ 81) .
3422 التقريب (2/ 320) .(7/227)
سَنَةً وَدُفِنَ فِي مَقَابِرِ الْخَيْزُرَانِ.
3423- خالد بن عبد الله
الطحان. مولى لمزينة و. كان ثقة. تُوُفّي بواسط سنة اثنتين وثمانين ومائة.
3424- علي بن عاصم.
بن صهيب مولى بني تميم. ويكنى أبا الحسن. ولد سنة تسع ومائة. وتوفي بواسط في جُمَادى الأولى سنة إحدى ومائتين. وهو ابن اثنتين وتسعين سنة وأشهر.
3425- عبد الحكيم بن منصور.
مولى لخزاعة و. كان ضعيفًا في الحديث.
3426- محمد بن يزيد
الكلاعي. ويكنى أبا سعيد. وكان ثقة. تُوُفّي بواسط سنة ثمان وثمانين ومائة في خلافة هارون.
3427- أبو سفيان الحميري
الحذاء. وكان شيخًا ضعيفًا عنده أحاديث قليلة. تُوُفّي بواسط يوم الأربعاء لسبع ليال بقين من شعبان سنة اثنتين ومائتين.
3428- قرة بن عيسى.
وقد روى عن الأعمش.
3429- يزيد بن هارون.
ويكنى أبا خالد مولى لبني سليم و. كان ثقة كثير الحديث.
ولد سنة ثماني عشرة ومائة. وقال: طلبت الحديث وحصين حي كان بالمبارك وكان يقرأ عليه وكان قد نسي. قال: وربما ابتدأني الجريري بالحديث. وكان قد أنكر. قال يزيد في شوال سنة تسع وتسعين ومائة قال: أنا ابن إحدى أو اثنتين وثمانين. وتوفي وهو ابن سبع أو ثمان وثمانين سنة وأشهر في خلافة المأمون.
3430- إسحاق بن يوسف
الأزرق. ويكنى أبا محمد. وكان ثقة وربما خلط. مات بواسط سنة خمس وتسعين ومائة في خلافة محمد بن هارون.
3431- محمد بن الحسن.
وكان من أهل الشام. وولي القضاء بواسط. وكان ثقة.
3432- الفضل بن عنبسة.
الخزاز ويكنى أبا الحسن. وكان ثقة معروفا. روى عن
__________
3424 التقريب (2/ 39) .
3429 التقريب (2/ 372) .
3430 التقريب (1/ 63) .
3432 التقريب (2/ 111) .(7/228)
يزيد بن إبراهيم التستري وحماد بن سلمة وغيرهما.
3433- صلة بن سليمان.
وكان معروفًا.
3434- سرور بن المغيرة.
بن زاذان ابن أخي منصور بن زاذان. وكان يروي التفسير عن عباد بن منصور عن الحسن. وكان معروفًا.
3435- رحمة بن مصعب.
3436- بشر بن مبشر.
3437- عاصم بن علي
بن عاصم. كان يروي عن شعبة وسليمان بن المغيرة وليث ابن سعد والمسعودي وغيرهم. وكان ثقة وليس بالمعروف بالحديث ويكثر الخطأ فيما حدث به. وتوفي بواسط يوم الإثنين للنصف من رجب سنة إحدى وعشرين ومائتين في خلافة أبي إسحاق وصلى عليه المطلب بن فهم بن أبي القاسم الخراساني. وكان على واسط يومئذ.
3438- عمرو بن عون
بن أوس. ويكنى أبا عثمان. تُوُفّي بواسط سنة خمس وعشرين ومائتين في خلافة أبي إسحاق بن هارون.
__________
3438 التقريب (2/ 76) .(7/229)
[المدائن]
وَكَانَ بِالْمَدَائِنِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
3439- حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ.
رضي الله عنه. وهو ابن حسيل بن جابر بن ربيعة بن عمرو بن جروة وهو اليمان بن الحارث بن قطيعة بن عبس. وأمه الرباب بنت كعب ابن عدي بن كعب بن عبد الأشهل.
أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ قَالا: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ أبي وَائِلٍ فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ قَالَ: كَانَ حُذَيْفَةُ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: لَمْ يَشْهَدْ حُذَيْفَةُ بَدْرًا وَشَهِدَ أُحُدًا هُوَ وَأَبُوهُ وأخوه صفوان ابن الْيَمَانِ. وَقُتِلَ أَبُوهُ يَوْمَئِذٍ. وَشَهِدَ حُذَيْفَةُ الْخَنْدَقَ وَمَا بَعْدَ ذَلِكَ مِنَ الْمَشَاهِدِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَاسْتَعْمَلَهُ عُمَرُ بن الخطاب. رضي الله عَنْهُ. عَلَى الْمَدَائِنِ.
أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ عَنْ طَلْحَةَ قَالَ:
قَدِمَ حُذَيْفَةُ الْمَدَائِنَ عَلَى حِمَارٍ بِإِكَافِهِ عَلَى إِكَافٍ سَادِلا رِجْلَيْهِ وَمَعَهُ عِرْقٌ وَرَغِيفٌ وَهُوَ يَأْكُلُ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: مَاتَ حُذَيْفَةُ بِالْمَدَائِنِ بَعْدَ قَتْلِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَجَاءَهُ نَعْيُهُ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ بِالْمَدَائِنِ. وَمَاتَ بَعْدَ ذَلِكَ بِأَشْهُرٍ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ. وَلَهُ عَقِبٌ بِالْمَدَائِنِ.
3440- سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ أبي ظَبْيَانَ عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَالأَعْمَشِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ أَشْيَاخِهِ أَنَّ سَلْمَانَ كَانَ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَوْفٍ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ قَالَ: قَالَ لِي سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ: أَتَعْلَمُ مَكَانَ رَامَهُرْمُزَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: فَإِنِّي مِنْ أهلها.
__________
3439 التقريب (1/ 156) .
3440 التقريب (1/ 315) .(7/230)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عُبَيْدٍ أَبِي الْعَلاءِ عَنْ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: أَنَا مِنْ أَهْلِ جِيٍّ.
أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ الْبُهْلُولِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ قَالَ: كُنْتُ رَجُلا مِنْ أَهْلِ أَصْبَهَانَ مِنْ أَهْلِ قَرْيَةٍ يُقَالُ لَهَا جِيُّ. وَكَانَ أَبِي دِهْقَانَ أَرْضِهِ فَخَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ أَلْتَمِسُ الدِّينَ فَأَخَذَنِي قَوْمٌ مِنْ كَلْبٍ فَبَاعُونِي مِنْ رَجُلٍ يَهُودِيٍّ. ثُمَّ بَاعَنِي ذَلِكَ الرَّجُلُ مِنْ رَجُلٍ يَهُودِيٍّ مِنْ يَهُودِ بَنِي قُرَيْظَةَ فَقَدِمَ بِيَ الْمَدِينَةَ. وَهَاجَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَشُغِلْتُ عَنْهُ بِالرِّقِّ حَتَّى فَاتَنِي بَدْرٌ وَأُحُدٌ. ثُمَّ قَالَ لِي رسول الله. ص: كَاتِبْ. فَكَاتَبْتُ وَأَعَانَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي كِتَابِي بِمِثْلِ الْبَيْضَةِ مِنْ ذَهَبٍ فَأَدَّيْتُ مَا عَلَيَّ مِنَ الْمَالِ وَعُتِقْتُ وشهدت الخندق وبقية مشاهد رسول الله ص. حُرًّا مُسْلِمًا.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ يُونُسَ عَنِ الْحَسَنِ [قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
سَلْمَانُ سَابِقُ فَارِسٍ] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ قَالَ: حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: [اخْتَصَمَ الْمُهَاجِرُونَ وَالأَنْصَارُ فِي سَلْمَانَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ فَقَالَ رَسُولُ الله. ص: سَلْمَانُ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ] .
أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلامُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ قُطْبَةَ قَالَ: كَانَ سَلْمَانُ أَمِيرًا عَلَى الْمَدَائِنِ. قَالَ: وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: تُوُفِّيَ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ فِي خِلافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ بِالْمَدَائِنِ.
وكان بالمدائن من المحدثين والفقهاء
3441- أبو جعفر المدائني.
واسمه عبد الله بن المسور بن محمد بن جعفر بن أبي طالب. وكان معروفًا قليل الحديث.
3442- عاصم الأحول
ابن سليمان ويكنى أبا عبد الرحمن مولى لبني تميم. وكان ثقة وكان من أهل البصرة وكان يتولى الولايات فكان بالكوفة على الحسبة في المكايل
__________
3442 التقريب (1/ 384) .(7/231)
والأوزان. فكان قاضيًا بالمدائن في خلافة أبي جعفر. ومات سنة إحدى أو اثنتين وأربعين ومائة.
3443- هلال بن خباب.
كان أصله من أهل البصرة. ثم نزل المدائن ومات بها في آخر سنة أربع وأربعين ومائة.
3444- الهذيل بن بلال
الفزاري. وكان ضعيفًا في الحديث.
3445- نعيم بن حكيم.
ولم يكن بذلك في الحديث.
3446- نصر بن حاجب
القرشي. من بني الحارث بن لؤي ويكنى أبا يحيى.
أصله من خراسان ونزل المدائن ومات بها سنة خمس واربعين ومائة وهو ابن بضع وخمسين سنة.
3447- شبابة بن سوار
الفزاري. مولى لهم. ويكنى أبا عمرو. وكان ثقة صالح الأمر في الحديث. وكان مرجيًا.
3448- شعيب بن حرب.
ويكنى أبا صالح. وكان من أبناء خراسان من أهل بغداد فتحول إلى المدائن فنزلها واعتزل بها. وكان ثقة له فضل. ثم خرج إلى مكة فنزلها إلى أن مات بها.
3449- علي بن حفص.
__________
3443 التقريب (2/ 323) .
3445 التقريب (2/ 305) .
3447 التقريب (1/ 345) .
3448 التقريب (1/ 352) .(7/232)
وكان ببغداد من الفقهاء والمحدثين ممن نزلها وقدمها فمات بها
3450- إسماعيل بن سالم
الأسدي. الذي روى عنه هشيم وأصحابه. كان ثقة ثبتًا.
وكان أصله من أهل الكوفة ثم تحول فسكن بغداد قبل أن تبنى وتسكن. وكان ببغداد لهشام بن عبد الملك وغيره من الخلفاء خمس مائة فارس رابطة يغيرون على الخوارج إذا خرجوا في ناحيتهم قبل أن يضعف أمرهم.
3451- هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ
بْنِ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ. ويكنى أبا المنذر.
وأمه أم ولد. وكان ثقة ثبتًا كثير الحديث حجة. وقد سمع من عبد الله بن الزبير ووفد على أبي جعفر المنصور بالكوفة ولحق به ببغداد فمات بها في سنة ست وأربعين ومائة ودفن في مقبرة الخيزران.
3452- محمد بن إسحاق
بن يسار. مولى قَيْسِ بْن مَخْرَمَةَ بْن الْمُطَّلِبِ بْن عَبْد مناف ابن قصي. ويكنى محمد أبا عبد الله. وكان جده يسار من سبي عين التمر. وكان محمد ثقة. وقد روى الناس عنه. روى عنه الثوري وشعبة وسفيان بن عيينة ويزيد بن زريع وإبراهيم بن سعد وإسماعيل بن علية ويزيد بن هارون ويعلى ومحمد ابنا عبيد وعبد الله بن نمير وغيرهم. ومن الناس من تكلم فيه. وكان خرج من المدينة قديمًا فأتى الكوفة والجزيرة والري وبغداد فأقام بها حتى مات في سنة إحدى وخمسين ومائة ودفن في مقابر الخيزران.
3453- أبو حنيفة
واسمه النعمان بن ثابت مولى بني تيم الله بن ثعلبة. وهو ضعيف في الحديث. وكان صاحب رأي. وقدم بغداد فمات بها في رجب أو شعبان سنة خمسين ومائة وهو ابن سبعين سنة ودفن في مقابر الخيزران.
__________
3450 التقريب (1/ 70) .
3451 التقريب (2/ 319) .
3452 التقريب (2/ 144) .(7/233)
3454- أبو معاوية النحوي.
واسمه شيبان بن عبد الرحمن مولى لبني تميم. وكان مؤدبا لولد داود بن علي وغيرهم. وكان ثقة في الحديث. ومات ببغداد سنة أربع وستين ومائة في خلافة المهدي ودفن في مقابر قريش بباب التبن.
3455- إبراهيم بن سَعْدِ
بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عوف الزهري. ويكنى أبا إسحاق. وكان ثقة كثير الحديث وربما أخطأ في الحديث. وقدم بغداد فنزلها هو وعياله وولده وولي بها بيت المال لهارون أمير المؤمنين. ومات ببغداد سنة ثلاث وثمانين ومائة ودفن في مقابر باب التبن.
3456- عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ أَبِي سلمة الماجشون. ويكنى أبا عبد الله. مولى لآل الهدير التيميين. وكان ثقة كثير الحديث. وأهل العراق أروى عنه من أهل المدينة. وكان قد قدم بغداد فأقام بها إلى أن تُوُفّي في خلافة المهدي فحضره المهدي وصلى عليه ودفنه في مقابر قريش. وكانت وفاته سنة أربع وستين ومائة.
3457- عبد الملك بن محمد
بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بن حزم بْن زَيْد بْن لوذان بْن عَمْرو بن عبيد بن عوف بن مالك بن النجار وأمه أمة الوهاب بنت عبد الله بن عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر الغسيل. وكان قدم بغداد فأقام بها واستقضاه هارون أمير المؤمنين على عسكر المهدي. فمات وصلى عليه هارون ودفن في مقبرة العباسة بنت المهدي. وكان قليل الحديث. ويكنى أبا طاهر.
3458- محمد بن عبد الله
بن علاثة الكلابي. ويكنى أبا اليسير. وكان ثقة إن شاء الله. وكان من أهل حران. فقدم بغداد فولاه المهدي القضاء بعسكر المهدي. ثم ولى عافية بن يزيد الأودي أيضًا القضاء معه.
فأخبرني علي بن الجعد قال: رأيتهما جميعًا يقضيان في المسجد الجامع بالرصافة هذا في أدناه وهذا في أقصاه. وكان عافية أكثرهما دخولًا على المهدي.
3459- زياد بن عبد الله
بن علاثة الكلابي. فكان خليفة أخيه محمد بن عبد الله ابن علاثة على القضاء مع المهدى.
__________
3454 التقريب (1/ 356) .
3456 التقريب (1/ 510) .
3458 التقريب (2/ 179) .(7/234)
3460- إسماعيل بن عمر.
ويكنى أبا المنذر. روى عن سفيان الثوري ومالك بن أنس.
3461- عبيد بن أبي قرة.
3462- محمد بن سابق.
ويكنى أبا جعفر مولى بني تميم. وكان من أهل الكوفة ونزل بغداد في قطيعة الربيع وتجر بها. ومات ببغداد.
3463- سعيد بن عبد الرحمن
بن جهبل الجمحي. ولي القضاء ببغداد في عسكر المهدي ومات بها.
3464- عبد الرحمن بن أبي الزناد.
ويكنى أبا محمد. قدم بغداد في حاجة له فسمع منه البغداديون. وكان كثير الحديث. وكان يضعف لروايته عن أبيه. ومات ببغداد سنة أربع وسبعين ومائة في خلافة هارون ودفن في مقابر باب التبن.
3465- وابنه مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ أَبِي الزِّنَادِ. ويكنى أبا عبد الله. وكان لقى عامة رجال أبيه. وكان ثقة عنده علم كثير. فمات قبل أن يسمع الناس منه. مات ببغداد بعد أبيه بإحدى وعشرين ليلة في سنة أربع وسبعين ومائة وهو ابن أربع وخمسين سنة ودفن في مقابر الخيزران.
3466- هشيم بن بشير
الواسطي. ويكنى أبا معاوية. نزل بغداد ومات بها يوم الثلاثاء فِي شَعْبَانَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ فِي خلافة هارون. وكان ثقة يدلس.
3467- إسماعيل بن إبراهيم
بن مقسم. مولى عبد الرحمن بن قطبة الأسدي أسد خزيمة من أهل الكوفة. وكان مقسم من سبي القيقانية ما بين خراسان وزابلستان.
وكان إبراهيم بن مقسم تاجرًا من أهل الكوفة. وكان يقدم البصرة بتجارته فيبيع ويرجع. فتخلف فتزوج علية بنت حسان مولاة لبني شيبان. وكانت امرأة نبيلة عاقلة برزة لها دار بالعوقة بالبصرة تعرف بها. وكان صالح المري وغيره من وجوه أهل البصرة وفقهائها يدخلون عليها فتبرز لهم وتحادثهم وتسائلهم. فولدت لإبراهيم بن
__________
3463 التقريب (1/ 300) .
3464 التقريب (1/ 479) .
3466 التقريب (2/ 320) .
3467 التقريب (1/ 65. 66) .(7/235)
إسماعيل سنة عشر ومائة فنسب إليها وأقام بالبصرة. وولدت لإبراهيم بعد إسماعيل ربعي بن إبراهيم. وكان إسماعيل يكنى أبا بشر. وكان ثقة ثبتًا في الحديث حجة وقد ولي صدقات البصرة وولي المظالم ببغداد في آخر خلافة هارون ونزل بغداد هو وولده واشترى بها دارًا. وتوفي ببغداد يوم الثلاثاء لثلاث عشرة خلت من ذي القعدة سنة ثلاث وتسعين ومائة ودفن من الغد يوم الأربعاء في مقابر عبد الله بن مالك وصلى عليه ابنه إبراهيم بن إسماعيل. وكان وكيع بن الجراح ببغداد يوم مات إسماعيل.
3468- إسماعيل بن زكرياء
بن مرة مولى لبني سواءة بن الحارث بن ثعلبة بن دودان ابن أسد بن خزيمة. ويكنى أبا زياد. وكان تاجرًا في الطعام وغيره. وهو من أهل الكوفة ونزل بغداد في ربض حميد بن قحطبة. ومات بها في أول سنة ثلاث وسبعين ومائة وهو ابن خمس وسبعين سنة.
3469- عنبسة بن عبد الواحد
القرشي.
3470- أبو سعيد المؤدب.
واسمه محمد بن مسلم بن أبي الوضاح. كان من حي من قضاعة من أنفسهم. وكان أصله جزريًّا. فلما تولى أبو جعفر المنصور على الجزيرة ضم أبا سعيد إلى المهدي والمهدي يومئذ ابن عشر سنين أو نحوها فقدم معه إلى بغداد. ثم ضم أبو جعفر المنصور إلى المهدي سفيان بن حسين فضم المهدي أبا سعيد المؤدب إلى علي بن المهدي فلم يزل معه إلى أن مات أبو سعيد ببغداد في خلافة موسى أمير المؤمنين فدفن في مقابر الخيزران. وكان منزله في الرصافة.
وكان أبو سعيد يروي عن سالم الأفطس وخصيف وعبد الكريم الجزري وعلي ابن بديمة وإبراهيم بن أبي حرة وهشام بن عروة ويحيى بن سعيد ومحمد بن عمرو بن علقمة والأعمش وإسماعيل بن أبي خالد ومسعر والأجلح الكندي وسليمان التيمي وغيرهم. وكان ثقة.
3471- أبو إسماعيل المؤدب.
واسمه إبراهيم بن سليمان.
3472- عباد بن عباد
بن حبيب. بن المهلب بن أبي صفرة العتكي. ويكنى أبا معاوية. وكان ثقة وربما غلط. روى عن أبي حمزة وعن واصل مولى أبي عيينة. وكان
__________
3469 التقريب (2/ 88) .
3472 التقريب (1/ 392) .(7/236)
من أهل البصرة فقدم بغداد فنزلها ومات بها.
3473- الفرج بن فضالة.
ويكنى أبا فضالة. وكان من أهل الشام من أهل حمص فقدم بغداد وولي بيت المال في أول خلافة هارون. وكان يسكن مدينة أبي جعفر المنصور. ومات بها سنة ست وسبعين ومائة. وكان ضعيفا في الحديث وقد روى عنه.
3474- إسماعيل بن جعفر
بن أبي كثير المدني. وكان ثقة وهو صاحب الخمسمائة الحديث التي سمعها منه الناس. وكان من أهل المدينة فقدم بغداد فلم يزل بها حتى مات.
3475- عبيد الله بن عبيد الرحمن
الأشجعي. ويكنى أبا عبد الرحمن. روى كتب الثوري على وجهها وروى عنه الجامع. وكان من أهل الكوفة فقدم بغداد فلم يزل بها حتى مات.
3476- عمار بن محمد.
ويكنى أبا اليقظان وهو ابن أخت سفيان بن سعيد الثوري.
وكان ثقة. روى عن عطاء بن السائب وغيره من الكوفيين. وكان من أهل الكوفة فقدم بغداد فلم يزل بها حتى مات.
3477- طلحة بن يحيى
الأنصاري. وكان ينزل ربض الأنصار. روى عن يونس بن يزيد الأيلي وسمع منه عباد بن موسى سماعًا كثيرًا.
3478- مروان بن شجاع.
وكان يقال له الخصيفي. وكان من أهل الجزيرة من أهل حران. وكان راوية لخصيف فقدم بغداد فكان مؤدبًا لولد موسى أمير المؤمنين. فلم يزل ببغداد حتى مات.
3479- عبيدة بن حميد
التيمي. ويكنى أبا عبد الرحمن. وكان ثقة صالح
__________
3473 التقريب (2/ 108) .
3474 التقريب (1/ 68) .
3476 التقريب (2/ 48) .
3477 التقريب (1/ 380) .
3478 التقريب (2/ 239) .
3479 التقريب (1/ 547) .(7/237)
الحديث. وكان من أهل الكوفة صاحب نحو وعربية وقراءة للقرآن. فقدم بغداد أيام هارون أمير المؤمنين فصيره مع ابنه محمد بن هارون فلم يزل معه حتى مات ببغداد.
3480- أبو حفص الأبار
واسمه عمر بن عبد الرحمن الأسدي. وكان ثقة. روى عن منصور بن المعتمر وغيره. وكان من أهل الكوفة فقدم بغداد فلم يزل بها حتى مات.
3481- أبو عبيدة الحداد
واسمه عبد الواحد.
3482- مروان بن معاوية
بن الحارث بن أسماء بن خارجة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري. ويكنى أبا عبد الله. كان من أهل الكوفة ثم أتى الثغر فأقام به ثم قدم بغداد فأقام بها ونزلها وسمع منه البغداديون. وكان ثقة. ثم خرج إلى مكة فأقام بها فمات بها في عشر ذي الحجة قبل التروية بيوم سنة ثلاث وتسعين ومائة. وكان يوم مات ابن إحدى وثمانين سنة.
348- عباد بن العوام.
ويكنى أبا سهل. كان من أهل واسط. وكان يتشيع فأخذه هارون أمير المؤمنين فحبسه زمانًا ثم خلى عنه. وأقام ببغداد وسمع منه البغداديون وكان ثقة. وكان ينزل بالكرخ على نهر البزارين. وتوفي سنة خمس وثمانين ومائة في خلافة هارون أمير المؤمنين.
3484- علي بن ثابت.
ويكنى أبا الحسن مولي العباس بن محمد الهاشمي. وكان أصله من أهل الجزيرة وقدم بغداد فنزلها إلى أن مات بها. وكان ثقة صدوقًا.
3485- أبو يوسف القاضي.
واسمه يعقوب بن إبراهيم بن حبيب بن سعد بن بجير ابن معاوية بن قحافة بن نفيل بن سدوس بن عبد مناف بن أبي أسامة بن سحمة بن سعد بن عبد الله بن قرادة بن ثعلبة بن معاوية بن زيد بن الغوث بن بجيلة. وأم سعد ابن بجير حبتة بنت مالك من بني عَمْرو بْن عَوْف من الأنصار و. إنما يعرف سعد بأمه يقال له سعد ابن حبتة. وهم حلفاء في بني عمرو بن عوف. وكان عند أبي يوسف حديث كثير عن أبي خصيف والمغيرة وحصين ومطرف وهشام بن عروة والأعمش
__________
3482 التقريب (2/ 239) .
3483 التقريب (1/ 393) .
3485 التقريب (2/ 374) .(7/238)
وغيرهم من الكوفيين. وكان يعرف بالحفظ للحديث. وكان يحضر المحدث فيحفظ خمسين وستين حديثًا فيقوم فيمليها على الناس. ثم لزم أبا حنيفة النعمان بن ثابت فتفقه وغلب عليه الرأي وجفا الحديث. وكان صيره المهدي مع ابنه موسى وهو ولي عهده على قضائه. وكان معه بجرجان حين أتته الخلافة ثم قدم معه بغداد فولاه قضاءها فلم يزل هو وولده إلى أن مات لخمس ليال خلون من ربيع الآخر سنة اثنتين وثمانين ومائة في خلافة هارون.
3486- الحسين بن حسن
بن عطية بن سعد بن جنادة العوفي. ويكنى أبا عبد الله.
وكان من أهل الكوفة. وقد سمع سماعًا كثيرًا. وكان ضعيفًا في الحديث. ثم قدم به بغداد فولوه قضاء الشرقية بعد حفص بن غياث ثم نقل من الشرقية فولي قضاء عسكر المهدي في خلافة هارون ثم عزل فلم يزل ببغداد إلى أن تُوُفّي بها سنة إحدى أو اثنتين ومائتين.
3487- أسد بن عمرو
البجلي. من أنفسهم. ويكنى أبا المنذر. وكان عنده حديث كثير. وهو ثقة إن شاء الله. وكان قد صحب أبا حنيفة وتفقه. وكان من أهل الكوفة فقدم به بغداد فولي قضاء مدينة الشرقية بعد العوفي.
3488- عافية بن يزيد
الأودي. وكان من أصحاب أبي حنيفة أيضًا وولي القضاء للمهدي ببغداد في عسكر المهدي.
3489- عصمة بن محمد
الأنصاري. وكان إمام مسجد الأنصار الكبير ببغداد. روى عن سهل بن أبي أفلح ويحيى بن سعيد وعبيد الله بن عمر. وكان عندهم ضعيفًا في الحديث.
3490- المسيب بن شريك.
ويكنى أبا سعيد. وهو من بني شقرة تميم وولد بخراسان ونشأ بالكوفة. وسمع الحديث من الأعمش وإسماعيل بن أبي خالد وعبد الملك بن أبي سليمان وغيرهم. وكان ضعيفًا في الحديث لا يحتج به. ثم قدم بغداد فنزلها وولي بيت المال لهارون أمير المؤمنين. وكان منزله في مدينة أبي جعفر المنصور. وله عقب. وتوفي ببغداد سنة ست وثمانين.
3491- أبو البختري القاضي.
واسمه وهب بن وهب بن كثير بن عبد الله بن
__________
3488 التقريب (1/ 386) .(7/239)
زمعة بْن الأسود بْن المطلب بْن أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ. كان من أهل المدينة ثم خرج منها فنزل الشام. ثم قدم بغداد فولاه هارون أمير المؤمنين القضاء بعسكر المهدي. ثم عزله فولاه مدينة الرسول - صلى الله عليه وسلم - بعد بكار بن عبد الله الزبيري وجعل إليه صلاتها وحربها وقضاءها. وكان شيخا مريئا من رجال قريش. ولم يكن في الحديث بذاك. روى منكرات فترك حديثه ثم عزل عن المدينة فقدم بغداد فلم يزل بها حتى مات بها سنة مائتين.
3492- الحجاج بن محمد
الأعور. ويكنى أبا محمد مولى سليمان بن مجالد مولى أبي جعفر المنصور. ولم يزل ببغداد من أهلها ثم تحول إلى المصيصة بولده وعياله فأقام بها سنتين ثم قدم بغداد في حاجة فلم يزل بها حتى مات بها في شهر ربيع الأول سنة ست ومائتين. وكان ثقة صدوقًا إن شاء الله. وكان قد تغير في آخر عمره حين رجع إلى بغداد.
3493- عبد الوهاب بن عطاء
العجلي. الخفاف. ويكنى أبا نصر. وهو من أهل البصرة. ولزم سعيد بن أبي عروبة وعرف بصحبته وكتب كتبه. وقد روى عن يونس بن عبيد وخالد الحذاء وحميد الطويل وعوف الأعرابي وابن عون وداود بن أبي هند وعمران بن حدير وغيرهم. وكان كثير الحديث معروفًا صدوقًا إن شاء الله. ثم قدم بغداد فنزلها وأوطنها ولزم السوق بالكرخ. ولم يزل بها حتى مات.
3494- أبو بدر
واسمه شجاع بن الوليد. بن قيس السكوني. روى عن الأعمش وهشام بن عروة وخصيف وغيرهم. وكانت له سن قد جاوز التسعين. وكان كثير الصلاة ورعًا. وتوفي ببغداد سنة أربع ومائتين وذلك في شهر رمضان في خلافة المأمون.
3495- وابنه أبو همام
واسمه الوليد بن شجاع بن الوليد. روى عن بقية وإسماعيل ابن عياش والوليد بن مسلم وغيرهم.
3496- عبد الله بن بكر
السهمي. بطن من باهلة وهو من أهل البصرة. وكان ثقة
__________
3492 التقريب (1/ 154) .
3493 التقريب (1/ 528) .
3494 التقريب (1/ 347) .
3496 التقريب (1/ 404) .(7/240)
صدوقًا. نزل بغداد فنزل على سعيد بن مسلم وسمع منه البغداديون. ولم يزل بها حتى مات بها ليلة الثلاثاء لثلاث عشرة ليلة بقيت من المحرم سنة ثمان ومائتين في خلافة المأمون.
3497- كثير بن هشام.
ويكنى أبا سهل. وهو صاحب جعفر بن برقان. نزل بغداد باب الكرخ في السوق فكان يجهز على التجار إلى الرقة وغيرها من الجزيرة والشام.
وكان ثقة صدوقًا. ثم خرج إلى الحسن بن سهل وهو بفم الصلح فمات هناك في شعبان سنة سبع ومائتين.
3498- بكر بن الطويل.
3499- محمد بن عمر
بن واقد الأسلمي. مولى عبد الله بن بريدة الأسلمي.
ويكنى أبا عبد الله. وكان من أهل المدينة فقدم بغداد في سنة ثمانين ومائة في دين لحقه فلم يزل بها. وخرج إلى الشام والرقة. ثم رجع إلى بغداد فلم يزل بها إلى أن قدم المأمون من خراسان فولاه القضاء بعسكر المهدي. فلم يزل قاضيًا حتى مات ببغداد ليلة الثلاثاء لإحدى عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ سبع ومائتين. ودفن يوم الثلاثاء في مقابر الخيزران وهو ابن ثمان وسبعين سنة. وذكر أنه ولد سنة ثلاثين ومائة في آخر خلافة مروان بن محمد. وقد روى عن محمد بن عجلان وربيعة والضحاك بن عثمان ومعمر وابن جريج وثور بن يزيد ومعاوية بن صالح والوليد بن كثير وعبد الحميد بن جعفر وأسامة بن زيد ومخرمة بن بكير وأفلح بن سعيد وأفلح بن حميد وَيَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ وابن أبي ذيب. وكان عالمًا بالمغازي واختلاف الناس وأحاديثهم.
3500- هاشم بن القاسم
الكناني. ويكنى أبا النضر. وكان من بني ليث من أنفسهم. وهو من أهل خراسان ونزل بغداد. وكان ثقة. روى عن سليمان بن المغيرة وشعبة والمسعودي وابن أبي ذيب وحريز بن عثمان وزهير بن معاوية ومحمد بن طلحة ابن مصرف وأبي جعفر الرازي وشريك وغيرهم. وتوفي ببغداد لغرة ذي القعدة سنة
__________
3497 التقريب (2/ 134) .
3499 التقريب (2/ 194) .
3500 التقريب (2/ 314) .(7/241)
سبع ومائتين في خلافة المأمون ودفن في مقابر عبد الله بن مالك.
3501- قراد أبو نوح.
مولى عبد الله بن مالك. وكان ثقة. روى عن شعبة والحجاج رواية كثيرة.
3502- أبو قطن.
واسمه عمرو بن الهيثم بن قطن بن كعب القطعي.
3503- شاذان.
واسمه الأسود بن عامر. وكان أصله من الشام. وكان صالح الحديث. ونزل بغداد فلم يزل بها حتى مات سنة ثمان ومائتين.
3504- عفان بن مسلم بن عبد الله.
مولى عزرة بن ثابت الأنصاري. ويكنى أبا عثمان. وكان ثقة كثير الحديث صحيح الكتاب. وكان من أهل البصرة فقدم بغداد فلم يزل بها حتى تُوُفّي سنة عشرين ومائتين. وصلى عليه عاصم بن علي بن عاصم.
وامتحن وسئل عن القرآن فأبى أن يقول القرآن مخلوق.
3505- محمد بن الحسن.
ويكنى أبا عبد الله. مولى لبني شيبان. وكان أصله من أهل الجزيرة. وكان أبوه في جند أهل الشام فقدم واسط فولد محمد بها في سنة اثنتين وثلاثين ومائة. ونشأ بالكوفة وطلب الحديث وسمع سماعًا كثيرًا من مسعر ومالك بن مغول وعمر بن ذر وسفيان الثوري والأوزاعي وابن جريج ومحل الضبي وبكر بن ماعز وأبي حرة وعيسى الخياط وغيرهم. وجالس أبا حنيفة وسمع منه ونظر في الرأي فغلب عليه وعرف به ونفذ فيه. وقدم بغداد فنزلها واختلف إليه الناس وسمعوا منه الحديث والرأي. وخرج إلى الرقة وهارون أمير المؤمنين بها فولاه قضاء الرقة. ثم عزله فقدم بغداد. فلما خرج هارون إلى الري الخرجة الأولى أمره فخرج معه فمات بالري سنة تسع وثمانين ومائة وهو ابن ثمان وخمسين سنة.
3506- يوسف بن يعقوب
بن إبراهيم القاضي. وكان قد سمع الحديث وروى الرأي عن أبيه أبي يوسف وولي قضاء بغداد في الجانب الغربي في حياة أبيه وصلى بالناس الجمعة في مدينة أبي جعفر بأمر هارون أمير المؤمنين. ولم يزل قاضيًا له بها إلى أن تُوُفّي في رجب سنة اثنتين وتسعين ومائة.
__________
3502 التقريب (2/ 80) .
3503 التقريب (1/ 76) .(7/242)
3507- أبو كامل مظفر
بن مدرك. وكان من أبناء أهل خراسان. وكان ثقة. روى عن حماد بن سلمة وغيره.
3508- يونس بن محمد
المؤدب. ويكنى أبا محمد. وكان ثقة صدوقًا. تُوُفّي ببغداد يوم السبت لسبع ليال خلون من صفر سنة ثمان ومائتين.
3509- الحسن بن موسى
الأشيب. من أبناء أهل خراسان. ويكنى أبا علي. ولي قضاء حمص والموصل لهارون أمير المؤمنين. ثم قدم بغداد في خلافة المأمون. فلم يزل ببغداد إلى أن ولاه المأمون قضاء طبرستان. فتوجه إليها فمات بالطريق بالري في شهر ربيع سنة تسع ومائتين. وكان ثقة صدوقًا في الحديث. روى عن شعبة وحماد بن سلمة وورقاء بن عمر وزهير بن معاوية وابن لهيعة وأبي هلال وجرير بن حازم وغيرهم.
3510- حسين بن محمد
بن بهرام المروزي. ويكنى أبا أحمد. وكان ثقة. روى عن شعبة وجرير بن حازم. وذكر أنه سمع منه بجرجان أيام سليمان بن راشد. وروى عن أبن أبي ذيب وشيبان بن عبد الرحمن التفسير وغيره. وروى عن أبي معشر المغازي. ومات ببغداد في آخر خلافة المأمون.
3511- حجير بن المثنى.
ويكنى أبا عمرو. وكان أصله من أهل اليمامة. وقدم بغداد فنزلها. وكان صاحب لؤلؤ وجوهر. لزم السوق ببغداد. وكان ثقة. روى عن ليث بن سعد وعبد العزيز بن عبد الله الماجشون فأكثر. ومات ببغداد.
3512- علي بن الجعد.
مولى أم سلمة المخزومية امرأة أبي العباس أمير المؤمنين.
أخبرني عبد الرحمن بن إسحاق القاضي قال: جاءني علي بن الجعد بسجل أبيه بعتقه من أم سلمة فيه شهادة جدي إبراهيم بن سلمة ورجل أخر معه ممن كان يدخل عليها.
قال علي بن الجعد: ولدت سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ فِي آخِرِ خِلافَةِ أبي
__________
3507 التقريب (2/ 255) .
3509 التقريب (1/ 171) .
3510 التقريب (1/ 179) .
3512 التقريب (2/ 33) .(7/243)
العباس. وقد روى علي عن شعبة وزهير بن معاوية وصخر بن جويرية وليث بن سعد وحماد بن سلمة وسفيان الثوري وأبي جعفر الرازي وغيرهم. وتوفي ببغداد في سنة ثلاثين ومائتين لخمس بقين من رجب ودفن في مقبرة باب حرب. وكان له يوم تُوُفّي ست وتسعون سنة وأشهر.
3513- هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. بْنِ أبي بكرة. ويكنى أبا الأشهب. وأمه الزهرة بنت عبد الرحمن بن يزيد بن أبي بكرة. وأمها هولة بنت عبد الرحمن بن يزيد بن أبي بكرة. وولد هوذة سنة خمس وعشرين ومائة. وطلب الحديث. وكتب عن يونس وهشام وعوف وابن عون وابن جريج وسليمان التيمي وغيرهم فذهبت كتبه فلم يبق عندهم إلا كتاب عوف وشيء يسير لابن عون وابن جريج وأشعث والتيمي. ومات هوذة ببغداد ليلة الثلاثاء لعشر ليال خلون من شوال سنة ست عشرة ومائتين في خلافة المأمون ودفن خارج باب خراسان وصلى عليه ابنه. وكان رجلًا طويلًا أسمر يخضب بالحناء.
3514- يحيى بن سعيد
بن أبان بن سعيد. بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية ابن عبد شمس. ويكنى أبا أيوب. وكان من أهل الكوفة فقدم بغداد فنزلها. وكان ثقة كثير الحديث. روى عن هشام بن عروة ويحيى بن سعيد الأنصاري والأعمش وإسماعيل بن أبي خالد وعبد الملك بن أبي سليمان وغيرهم. وروى المغازي عن محمد بن إسحاق. وكان ينزل بغداد في عسكر المهدي على السيب عند رحي عبد الملك. وتوفي بها سنة أربع وتسعين ومائة في خلافة محمد وقد بلغ من السن ثمانين سنة.
3515- أبو زكرياء السيلحيني.
واسمه يحيى بن إسحاق البجلي ذكر أنه من أنفسهم. وكان ثقة. روى عن يحيى بن أيوب وابن لهيعة وغيرهما. وقد كتب الناس عنه. وكان حافظًا لحديثه. وكان ينزل بغداد في دار الرقيق. ومات بها في سنة عشر ومائتين في خلافة المأمون.
3516- سعيد بن سليمان
الواسطي. يكنى أبا عثمان. وهو سعدويه. وكان ثقة كثير
__________
3513 التقريب (2/ 322) .
3514 التقريب (2/ 348) .
3516 التقريب (1/ 298) .(7/244)
الحديث. روى عن سليمان بن المغيرة والمبارك بن فضالة وليث بن سعد وأبي معشر وغيرهم. ونزل بغداد وتجر بها. وكان منزله بالكرخ نحو درب أصحاب القراطيس.
وتوفي بها يوم الثلاثاء بالعشي ودفن من الغد يوم الأربعاء في أول النهار سنة خمس وعشرين ومائتين وصلى عليه ابن أخيه علي بن حنين التاجر لأربع ليال خلون من ذي الحجة.
3517- أبو نصر التمار.
واسمه عبد الملك بن عبد العزيز من أبناء أهل خراسان من أهل نسا. ذكر أنه ولد بعد قتل أبي مسلم الداعية بستة أشهر. ونزل بغداد في ربض أبي العباس الطوسي. ثم في درب النسابية وتجر بها في التمر وغيره. وكان ثقة فاضلًا خيرًا ورعًا. وقد روى عن حماد بن سلمة وسعيد بن عبد العزيز التنوخي وكوثر بن حكيم وغيرهم. وتوفي ببغداد يوم الثلاثاء أول يوم من المحرم سنة ثمان وعشرين ومائتين ودفن بباب حرب. وهو يومئذ ابن إحدى وتسعين سنة. وكان بصره قد ذهب.
3518- شريح بن النعمان.
ويكنى أبا الحسين صاحب اللؤلؤ. وكان ثقة. روى عن حماد بن سلمة وفليح بن سليمان وأبي عوانة. وكان منزله بعسكر المهدي على سيب القاضي. وتوفي يوم الأضحى سنة سبع عشرة في خلافة المأمون.
3519- يحيى بن غيلان.
بْن عَبْد الله بْن أسماء بْن حارثة من خزاعة. وكان ثقة.
نزل بغداد ثم خرج إلى البصرة في حاجة له فمات هناك سنة عشر ومائتين. وقد روى عن البصريين.
3520- معاوية بن عمرو
الأزدي. ويكنى أبا عمرو. روى عن زائدة بن قدامة كتبه ومصنفه. وروى عن أبي إسحاق الفزاري كتاب السيرة في دار الحرب. ونزل بغداد فسمع منه أهل بغداد. وتوفي ببغداد في سنة خمس عشرة أو أربع عشرة ومائة في خلافة المأمون.
3521- المعلى بن منصور
الرازي. ويكنى أبا يعلى. نزل بغداد وطلب الحديث.
__________
3517 التقريب (1/ 520) .
3519 التقريب (2/ 355) .
3520 التقريب (2/ 260) .
3521 التقريب (2/ 265) .(7/245)
وكان صدوقًا صاحب حديث ورأي وفقه. فمن أصحاب الحديث من يروي عنه ومنهم من لا يروي عنه الرأي. وكان ينزل الكرخ في قطيعة الربيع. وتوفي سنة إحدى عشرة ومائتين.
3522- محمد بن الصباح
البزاز. وهو الدولابي. ويكنى أبا جعفر. كان ينزل باب الكرخ. ومات في آخر المحرم سنة سبع وعشرين ومائتين.
3523- بشر بن الحارث.
رضي الله عنه. ويكنى أبا نصر. وكان من أبناء أهل خراسان من أهل مرو. ونزل بغداد وطلب الحديث وسمع من حماد بن زيد وشريك وعبد الله بن المبارك وهشيم وغيرهم سماعًا كثيرًا. ثم أقبل على العبادة واعتزل الناس فلم يحدث. ومات ببغداد يوم الأربعاء لإحدى عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ سنة سبع وعشرين ومائتين. وشهده خلق كثير من أهل بغداد وغيرها. ودفن بباب حرب وهو يومئذ ابن ست وسبعين سنة.
3524- الهيثم بن خارجة.
ويكنى أبا أحمد. من أبناء أهل خراسان من أهل مرو الروذ. نزل بغداد وكان أتى الشام فكتب من الشاميين وليث بن سعد. ثم رجع إلى بغداد فلم يزل بها إلى أن مات يوم الإثنين لثماني ليال بقين من ذي الحجة سنة سبع وعشرين ومائتين.
3525- إسحاق بن عيسى
الطباع.
3526 سعد بن إبراهيم
بن سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ. بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عوف الزهري.
ويكنى أبا إسحاق. وولي قضاء واسط في خلافة هارون. ثم ولي قضاء عسكر المهدي في أول خلافة المأمون وهو بخراسان. وكان يروي كتب أبيه. وسمع منه بعض البغداديين. ثم عزل عن القضاء ببغداد فلحق بالحسن بن سهل وهو بفم الصلح فولاه قضاء عسكره. وتوفي بالمبارك وهو ابن ثلاث وستين سنة في سنة إحدى ومائتين.
__________
3522 التقريب (2/ 171) .
3523 التقريب (1/ 98) .
3524 التقريب (2/ 326) .
3526 التقريب (1/ 286) .(7/246)
3527- وأخوه يعقوب بن إبراهيم.
بن سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عوف الزهري. ويكنى أبا يوسف. وكان ثقة مأمونًا. وكان يروي عن أبيه المغازي وغيرها.
وسمع منه البغداديون. وكان يقدم على أخيه في الفضل والورع والحديث. ولم يزل ببغداد. ثم خرج إلى الحسن بن سهل وهو بفم الصلح فلم يزل معه حتى تُوُفّي هناك في شوال سنة ثمان ومائتين. وكان أصغر من أخيه سعد بأربع سنين.
3528- سليمان بن داود
بن علي بن عبد الله. بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ ابن عبد مناف بن قصي. ويكنى أبا أيوب. وكان ثقة. سمع من إبراهيم بن سعد وعبد الرحمن بن أبي الزناد وغيرهما. وكتب عنه البغداديون ورووا عنه. تُوُفّي ببغداد سنة تسع عشرة ومائتين.
3529- قران بن تمام
الأسدي. ويكنى أبا تمام. وكان من أهل الكوفة. وقدم فنزل بغداد. وكان يتنخس في الدواب. وقد سمع منه وكان ضعيفًا.
3530- عمر بن حفص.
ويكنى أبا حفص العبدي. روى عن ثابت البناني ويزيد الرقاشي وأبان بن أبي عياش وأم شبيب العبدية ومالك بن أنس وغيرهم. وكان ضعيفًا عندهم في الحديث. كتبوا عنه ثم تركوه. ومات ببغداد سنة ثمان وتسعين ومائة في أول خلافة المأمون.
3531- مصعب بن عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ مُصْعَبُ. بْنُ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزبير بن العوام.
ويكنى أبا عبد الله. نزل بغداد وروى عن مالك بن أنس الموطأ وروى عن الدراوردي وإبراهيم بن سعد وعبد العزيز بن أبي حازم وعن أبيه وغيرهم. وكان إذا سئل عن القرآن يقف ويعيب من لا يقف. وتوفي ببغداد سنة ست وثلاثين ومائتين في شوال.
3532- نصر بن زيد
بن المجدر. ويكنى أبا الحسن. وكان ثقة صاحب حديث.
سمع من جرير بن حازم ومن أبي هلال ووهيب وغيرهم. ومات قديمًا قبل أن يحدث.
وكان أصله من سجستان. وهو مولى جعفر الأكبر بن أبي جعفر المنصور.
__________
3527 التقريب (2/ 374) .
3528 التقريب (1/ 323) .
3531 التقريب (2/ 252) .
3532 التقريب (2/ 299) .(7/247)
3533- عنبسة بن سعيد
بن أبان بن سعيد بن العاص. ويكنى أبا خالد. وكان ثقة صاحب حديث. وكان قدم بغداد فأقام بها وسمع منه البغداديون.
3534- منصور بن سلمة.
ويكنى أبا سلمة. وكان ثقة. سمع من غير واحد وكان يتمنع بالحديث. ثم حدث أيامًا. ثم خرج إلى الثغر فمات هناك بالمصيصة سنة عشر ومائتين في خلافة عبد الله المأمون.
3535- نصر بن باب
الخراساني. ويكنى أبا سهل. سمع من داود بن أبي هند وعوف الأعرابي والحجاج بن أرطأة وغيرهم. ونزل بغداد فسمعوا منه ورووا عنه. ثم حدث عن إبراهيم الصائغ فاتهموه فتركوا حديثه. وتوفي ببغداد في عسكر المهدي.
3536- موسى بن داود الضبي.
ويكنى أبا عبد الله. وكان ثقة صاحب حديث.
سمع من سفيان الثوري وزهير وغيرهما. وكان قد نزل بغداد. ثم ولي قضاء طرسوس فخرج إلى ما هناك. فلم يزل قاضيًا بها إلى أن مات بها.
3537- إبراهيم بن العباس.
ويكنى أبا إسحاق. ويعرف بالسامري. روى عن أبي أويس وشريك وغيرهما. وكان قد اختلط في آخر عمره فحجبه أهله في منزله حتى مات.
3538- الحكم بن موسى البزاز.
ويكنى أبا صالح. ثقة كثير الحديث. وكان من أهل خراسان من أهل نسا. وروى عن الشاميين عن يحيى بن حمزة وفضل بن زياد وغيرهما من أهل الشام. وكان رجلًا صالحًا ثبتًا في الحديث. وتوفي ببغداد في شوال سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.
3539- هشام بن سعيد البزاز.
ويكنى أبا أحمد. وكان راوية لابن لهيعة وحماد بن زيد. وكان ثقة فمات قبل أن يسمع منه الناس.
3540- محمد بن الحجاج المصفر.
ويكنى أبا جعفر. وكان قد سمع من شعبة وابن أبي ذيب وغيرهما. وهو ضعيف عندهم في الحديث.
__________
3534 التقريب (2/ 276) .
3536 التقريب (2/ 282) .
3537 التقريب (1/ 37) .
3539 التقريب (2/ 318) .(7/248)
3541- سعد بن عبد الحميد
بن جعفر بن الحكم بن أبي الحكم حلفاء الأنصار.
ويكنى أبا معاذ. ذكر أنه سمع من مالك بن أنس وغيره.
3542- خالد بن خداش
بن عجلان. ويكنى أبا الهيثم مولى آل المهلب بن أبي صفرة و. كان ثقة. روى عن حماد بن زيد وأبي عوانة وغيرهما. وتوفي في سنة ثلاث أو أربع وعشرين ومائتين.
3543- منصور بن بشير.
وهو ابن أبي مزاحم. ويكنى أبا نصر مولى الأزد. وكان من سبي الترك. وكان له ديوان فتركه وقد كتبوا عنه. وكان ثقة صاحب سنة. وتوفي ببغداد في ذي القعدة سنة خمس وثلاثين ومائتين وهو ابن ثمانين سنة أو أكثر.
3544- محمد بن بكار.
ويكنى أبا عبد الله. روى عن أبي معشر ومحمد بن طلحة وقيس بن الربيع وعنبسة بن عبد الواحد وغيرهم. وتوفي ببغداد في ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثين ومائتين.
3545- محمد بن جعفر
الوركاني. ويكنى أبا عمران. روى عن إبراهيم بن سعد وأبي معشر وشريك والمعافى بن عمران وابن أبي الزناد وأبي عقيل صاحب بهية وغيرهم. وتوفي ببغداد في شهر رمضان سنة ثمان وعشرين ومائتين.
3546- يحيى بن يوسف
الرقي. ويكنى أبا زكرياء. وكان يروي عن عبيد الله بن عمرو الرقي وغيره. وتوفي ببغداد في خلافة هارون الواثق.
3547- خلف بن هشام
البزاز. ويكنى أبا محمد. سمع من شريك وأبي عوانة وحماد بن زيد وغيرهم. وهو صاحب قرآن وحروف. وقرأ على سليم صاحب حمزة.
ومات ببغداد يوم السبت لسبع ليال خلون من جُمَادى الآخرة سنة تسع وعشرين ومائتين ودفن في مقابر الكناسة.
3548- الحسين بن إبراهيم
بن الحر بن زعلان. ويكنى أبا علي ويلقب أشكاب.
__________
3541 التقريب (1/ 288) .
3542 التقريب (1/ 212) .
3545 التقريب (2/ 150) .
3547 التقريب (1/ 226) .
3548 التقريب (1/ 173) .(7/249)
وهو من أبناء أهل خراسان من أهل نسا. وكان أبوه ممن خرج في دعوة آل العباس مع أسيد بن عبد الرحمن الذي ظهر بنسا وسود وولي أسيد أصبهان فكان إبراهيم بن الحر معه في أصحابه فولد له الحسين بأصبهان سنة خمس وأربعين ومائة. ونشأ الحسين ببغداد وطلب الحديث ولقي محمد بن راشد وشريك بن عبد الله وفليح وحماد بن زيد وغيرهم ولزم أبا يوسف القاضي فأبصر الرأي. ثم قعد عندهم فلم يدخل في شيء من القضاء ولا غيره. ولم يزل ببغداد يؤتى في الحديث والفقه إلى أن مات سنة ست عشرة ومائتين في خلافة المأمون وهو ابن إحدى وسبعين سنة.
3549- ثَابِتِ بْنِ الْوَلِيدِ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جميع.
3550- غسان بن المفضل
الغلابي. ويكنى أبا معاوية.
3551- داود بن عمرو
بن زهير بن عمرو بن جميل بن الأعرج بن ربيعة بن مسعود ابن منقذ بن كوز بن كعب بن بجالة بن دهل بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة بن أد ابن طابخة بن إلياس بن مضر. ويكنى أبا سليمان. مات ببغداد في ربيع الأول سنة ثمان وعشرين ومائتين.
3552- داود بن رشيد.
نزل مدينة أبي جعفر وهو من أبناء أهل خراسان من أهل خوارزم. روى عن الوليد بن مسلم وبقية بن الوليد وإسماعيل بن عباس وغيرهم من الشاميين. وكتب عنه أهل بغداد. وهو ثقة كثير الحديث.
3553- فضيل بن عبد الوهاب
القناد. وهو أخو محمد بن عبد الوهاب الذي روى عنه هارون بن إسحاق الهمداني.
3554- عبد الجبار بن عاصم.
ويكنى أبا طالب. من أبناء أهل خراسان الذين كانوا بالجزيرة. وكان قد كتب عن عبيد الله بن عمرو وإسماعيل بن عياش وأبي المليح وبقية وغيرهم. وتوفي ببغداد في عسكر المهدي في ربيع الآخر سنة ثلاث وثلاثين ومائتين.
__________
3551 التقريب (1/ 233) .
3552 التقريب (1/ 231) .
3553 التقريب (2/ 113) .(7/250)
3555- عبيد الله بن عمر
بن ميسرة القواريري. ويكنى أبا سعيد. وهو من أهل البصرة. وقدم بغداد فنزلها. وقد روى عن حماد بن زيد ويزيد بن زريع وعبد الرحمن ابن مهدي وغيرهم. وكان كثير الحديث ثقة. وتوفي ببغداد لثلاث عشرة ليلة خلت من ذي الحجة في أيام التشريق سنة خمس وثلاثين ومائتين. وحضره خلق كثير. ودفن بعسكر المهدي خارج الثلاثة الأبواب. وهو يوم تُوُفّي ابن أربع وثمانين سنة.
3556- محمد بن أبي حفص المعيطي.
مولى لهم ويكنى أبا عبد الله. واسم أبي حفص عمر. وكان ثقة صاحب حديث. روى عن بقية وعبد الله بن المبارك وأبي الأحوص وشريك وهشيم وغيرهم. وكان من أهل بغداد. وصلى الجمعة وانصرف إلى منزله وأوى إلى فراشه ليلة السبت فطرقه الفالج في ليلته فعاش بقية ليلته ويوم السبت إلى العصر ثم تُوُفّي فدفن في مقابر الخيزران يوم الأحد لست ليال خلون من شعبان سنة اثنتين وعشرين ومائتين في خلافة أبي إسحاق بن هارون. وصلي عليه خارج الطاقات الثلاثة. وشهده قوم كثير.
3557- عيسى بن هشام النخاس.
سمع سماعًا كثيرًا. وكان صاحب حديث. وتوفي قبل أن يحدث.
3558- سلم بن قادم.
ويكنى أبا الليث. روى عن بقية ومحمد بن حرب وغيرهما.
وتوفي ببغداد في ذي القعدة سنة ثمان وعشرين ومائتين.
3559- نعيم بن هيصم.
ويكنى أبا محمد. من أبناء أهل خراسان. روى عن حماد ابن زيد وغيره. تُوُفّي ببغداد في شوال سنة ثمان وعشرين ومائتين.
3560- يحيى بن عثمان.
ويكنى أبا زكرياء. من أبناء أهل خراسان. كان ينزل درب أبي الجهم. وروى عن الشاميين رشيد بن سعد وهقل بن زياد وبقية وإسماعيل بن عياش وغيرهم. وتوفي في ربيع الأول من سنة ثمان وثلاثين ومائتين.
3561- إبراهيم بن زياد سبلان.
ويكنى أبا إسحاق. تُوُفّي ببغداد ودفن يوم الأربعاء لست ليال خلون من ذي الحجة سنة ثمان وعشرين ومائتين.
__________
3555 التقريب (1/ 537) .
3561 التقريب (1/ 35) .(7/251)
3562- بشار بن موسى الخفاف.
ويكنى أبا عثمان. تُوُفّي ببغداد في شهر رمضان سنة ثمان وعشرين ومائتين. ودفن يوم الجمعة بعد العصر.
3563- أبو الأحوص.
واسمه محمد بن حيان البغي. وقد سمع سماعًا كثيرًا وكان ثقة. وتوفي في ذي الحجة سنة تسع وعشرين ومائتين.
3564- شجاع بن مخلد.
ويكنى أبا الفضل. من أبناء أهل خراسان من البغيين.
روى عن هشيم عامة كتبه وعن إسماعيل بن علية وغيرهما. وهو ثقة ثبت. وتوفي ببغداد لعشر خلون من صفر سنة خمس وثلاثين ومائتين. وحضره بشر كثير. ودفن في مقبرة باب التبن.
3565- مهدي بن حفص.
ويكنى أبا أحمد. كان ينزل باب الكوفة.
3566- عباد بن موسى الختلي.
ويكنى أبا محمد. روى عن إبراهيم بن سعد وطلحة بن يحيى الزرقي وإسماعيل بن جعفر. وخرج إلى طرسوس فمات بها في أول سنة ثلاثين ومائتين.
3567- أحمد بن محمد بن أيوب.
ويكنى أبا جعفر. وكان وراقًا يكتب للفضل بن يحيى بن جعفر بن برمك فذكر أنه سمع المغازي من إبراهيم بن سعد مع الفضل بن يحيى وذكر أنه سمع من أبي بكر بن عياش ما حدث به الفضل بن يحيى. ومات ببغداد ليلة الثلاثاء لأَرْبَعِ لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثمان وعشرين ومائتين.
3568- سهل بن نصر.
وكان ينزل المطبخية.
3569- إسحاق بن إبراهيم بن كامجار.
ويكنى أبا يعقوب. وهو ابن أبي إسرائيل من أبناء خراسان من أهل مرو. وكان مخلطًا متنقلًا. وقف في القرآن ورجع مرارًا. روى عن إبراهيم بن سعد وحماد بن زيد وعبد الرحمن بن أبي الزناد وجعفر بن سليمان وسليمان بن أخضر وسمع سماعًا كثيرًا. وكان رحل إلى محمد بن جابر باليمامة فكتب كتبه. وقدم البصرة من اليمامة بعد موت أبي عوانة بيومين أو ثلاثة فلم يلحقه.
__________
3562 التقريب (1/ 97) .
3564 التقريب (1/ 393) .
3569 التقريب (1/ 55) .(7/252)
3570- يحيى بن معين.
ويكنى أبا زكرياء. وقد كان أكثر من كتاب الحديث وعرف به وكان لا يكاد يحدث. وتوفي بمدينة الرسول - صلى الله علية وسلم - وهو متوجه إلى الحج.
3571- زهير بن حرب بن أشتال.
من أهل نسا. ثم عربت أشتال فجعلت شداد.
ويكنى أبا خيثمة. وهو مولى لبني حريش بن كعب بن عامر بن صعصعة العامري.
روى عن جرير بن عبد الحميد وهشيم وسفيان بن عيينة وابن علية وعبد الله بن وهب والوليد بن مسلم وغيرهم من الكوفيين والبصريين والحجازيين وصنف المسند وكتب صنفها. وتوفي ببغداد في شعبان سنة أربع وثلاثين ومائتين. وحضره خلق كثير. وهو ثقة ثبت.
3572- خلف بن سالم المخرمي.
ويكنى أبا محمد مولى المهالبة. وقد كان صنف المسند عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وكان كثير الحديث. وقد كتب الناس عنه. وتوفي ببغداد في شهر رمضان سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
3573- أحمد بن محمد بن حنبل.
رضي الله عنه. ويكنى أبا عبد الله. وهو ثقة ثبت صدوق كثير الحديث. وقد كان امتحن وضرب بالسياط. أمر بضربه أبو إسحاق أمير المؤمنين على أن يقول القرآن مخلوق فأبى أن يقول. وقد كان حبس قبل ذلك فثبت على قوله ولم يجبهم إلى شيء. ثم دعي ليخرج إلى الخليفة المتوكل على الله. ثم أعطي مالًا فأبى أن يقبل ذلك المال. وتوفي يوم الجمعة ارتفاع النهار. ودفن بعد العصر. وحضره خلق كثير من أهل بغداد وغيرهم.
3574- هارون بن معروف.
ويكنى أبا علي. تُوُفّي ببغداد في شهر رمضان سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
3575- القاسم بن سلام.
ويكنى أبا عبيد. وهو من أبناء أهل خراسان. وكان مؤدبًا صاحب نحو وعربية. وطلب الحديث والفقه. وولي قضاء طرسوس أيام ثابت بن نصر ابن مالك ولم يزل معه ومع ولده. وقدم بغداد ففسر بها غريب الحديث وصنف كتبًا
__________
3571 التقريب (1/ 264) .
3573 التقريب (1/ 24) .
3574 التقريب (2/ 313) .
3575 التقريب (2/ 117) .(7/253)
وسمع الناس منه. وحج فتوفي بمكة سنة أربع وعشرين ومائتين.
3576- بشر بن الوليد الكندي.
روى عن أبي يوسف القاضي كتبه وإملاءه. وروى عن شريك وحماد بن زيد ومالك بن أنس وصالح المري وغيرهم. وروى عن محمد ابن طلحة. وولي القضاء ببغداد في الجانبين جميعًا. وكان يحدث ويفتي الناس ببغداد. وسعى به رجل فقال: إنه لا يقول القرآن مخلوق. فأمر به أمير المؤمنين أبو إسحاق أن يحبس في منزله. فحبس في منزله ووكل ببابه الشرط ونهي أن يفتي أحدًا بشيء. فلما ولي جعفر بن أبي إسحاق الخلافة أمر بإطلاقه وأن يفتي الناس ويحدثهم. فبقي حتى كبرت سنه وتكلم بالوقف فأمسك أصحاب الحديث عنه وتركوه.
3577- سهل بن محمد.
ويكنى أبا السري مولى العباس بن عبد الله بن مالك.
وكان ثقة.
3578- محمد بن سليم.
ويكنى أبا عبد الله العبدي. وقد سمع سماعا كثيرا وولي القضاء ببادرايا وباكسايا أيام المأمون. ورأيت أصحاب الحديث يتقون حديثه والرواية عنه.
3579- بشر بن آدم.
سمع سماعًا كثيرًا. ورأيت اصحاب الحديث يتقون حديثه والكتابة عنه.
3580- عبد الرحمن بن يونس.
ويكنى أبا مسلم. من موالي أبي جعفر المنصور.
أخبرنا أنه ولد سنة أربع وستين ومائة. وطلب الحديث ورحل فيه وسمع سماعًا كثيرًا واستملى لسفيان بن عيينة ويزيد بن هارون وغيرهما. ومات يوم الأربعاء مع طلوع الشمس فجاءة في مسجد أسد بن المرزبان لعشر ليال خلون من رجب سنة أربع وعشرين ومائتين.
3581- يحيى بن أيوب.
ويكنى أبا زكريا مولى لأبي القاسم محرر.
3582- أبو القاسم زوج بنت أبي مسلم.
وهو جد حسين بن الفهم لأبيه. وكان ينزل عسكر المهدى و. كان ثقة ورعًا عالمًا يقول بالسنة ويعيب من يقول بقول جهم
__________
3579 التقريب (1/ 98) .
3580 التقريب (1/ 503) .(7/254)
وبخلاف السنة. وتوفي يوم الأحد لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول سنة أربع وعشرين ومائتين.
3583- إبراهيم بن حاتم بن عبد الله.
الهروي. ويكنى أبا إسحاق.
3584- عبد الله بن عون الخراز.
ويكنى أبا محمد. تُوُفّي ببغداد في خلافة هارون الواثق بالله أمير المؤمنين.
3585- شريح بن يونس المروروذي.
ويكنى أبا الحارث. وهو زوج بنت قريش المستملي. وكان قد صنف كتبًا وأخرجها وحدث بها. وكان ثقة. تُوُفّي في يوم الثلاثاء لسبع بقين من ربيع الأول سنة خمس وثلاثين ومائتين.
3586- أحمد بن داود.
ويكنى أبا سعيد الحداد الواسطي. وقد كان نزل بغداد.
وكان ثقة. ومات قبل أن يحدث ويكتب عنه.
3587- إسماعيل بن إبراهيم
بن بسام الترجماني. ويكنى أبا إبراهيم. من أبناء أهل خراسان ومنزله نحو صحراء أبي السري. روى عن هشيم وعن العطاف بن خالد وعبد العزيز الماجشون وخلف بن خليفة وصالح المري وغيرهم. وقد روى عن شريك أيضًا. وتوفي ببغداد لخمس ليال خلون من المحرم سنة ست وثلاثين ومائتين. وشهده ناس كثير. وكان صاحب سنة وفضل وخير.
3588- عمرو الناقد
ابن محمد بن بكير. ويكنى أبا عثمان. وهو ثقة صاحب حديث ثبت. وقد كتب عنه أهل بغداد كتبًا كثيرة. وكان من الحفاظ المعدودين. وكان فقيهًا. وتوفي ببغداد وذلك يوم الخميس لأربع ليال خلون من ذي الحجة سنة اثنتين ومائتين.
3589- محمد بن عباد المكي.
صاحب سفيان بن عيينة. وتوفي بعسكر الخليفة بسامرا في سنة أربع وثلاثين ومائتين.
3590- حاجب بن الوليد الأعور المعلم.
ويكنى أبا أحمد. توفي ببغداد في شهر
__________
3584 التقريب (1/ 439) .
3587 التقريب (1/ 65) .
3588 التقريب (2/ 78) .
3589 التقريب (2/ 174) .(7/255)
رمضان سنة ثمان وعشرين ومائتين.
3591- أبو معمر واسمه إسماعيل.
بن إبراهيم بن معمر الهروي من هذيل من أنفسهم. صاحب سنة وفضل وخير. وهو ثقة ثبت. وتوفي ببغداد في جُمَادى الأولى سنة ست وثلاثين ومائتين. وشهده خلق كثير.
3592- محمد بن حاتم بن ميمون المروزي.
ويكنى أبا عبد الله. أستخرج كتاباً في تفسير القرآن كتبه الناس ببغداد. وكان ينزل قطيعة الربيع بالكرخ. وتوفي ببغداد يوم الخميس لأربع بقين من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين ومائتين.
3593- أحمد بن حاتم الطويل.
3594- إبراهيم بن محمد بن عرعرة.
بن البرند من بني سامة بن لؤي. يكنى أبا إسحاق. وتوفي ببغداد في شهر رمضان سنة إحدى وثلاثين ومائتين بعد انصرافه من العسكر عسكر الخليفة بسامرا.
3595- أحمد بن محمد الصفار.
ويكنى أبا حفص.
3596- عبد الرحمن بن صالح الأزدي.
ويكنى أبا محمد. وهو من أهل الكوفة ونزل بغداد. وكان يحدث عن شريك وابن أبي زائدة وابي بكر بن عياش وغيرهم وعن ملازم بن عمرو. وتوفي ببغداد يوم الإثنين انسلاخ ذي الحجة سنة خمس وثلاثين ومائتين.
3597- أحمد بن إبراهيم.
ويكنى أبا علي. ويعرف بالموصلي. روى عن حماد بن زيد وشريك وأبي عوامة وغيرهم. وتوفي ببغداد في شهر ربيع الأول سنة ست وثلاثين ومائتين.
3598- إبراهيم بن أبي الليث.
ويكنى أبا إسحاق. وهو صاحب الأشجعي. ونزل بغداد في عسكر المهدي. وكان صاحب سنة. ويضعف في الحديث.
3599- يعقوب بن إبراهيم.
بن كثير العبدي. ويكنى أبا يوسف. وهو ابن الدورقي.
3600- وأخوه أحمد بن إبراهيم.
بن كثير. ويكنى أبا عبد الله.
__________
3591 التقريب (1/ 65) .
3594 التقريب (1/ 42) .
3596 التقريب (1/ 484) .
3599 التقريب (2/ 374) .
3600 التقريب (1/ 9) .(7/256)
3601- عبد المنعم بن إدريس بن سنان.
ويكنى أبا عبد الله. وهو ابن ابنة وهب بن منبه. وروى كتب وهب من أحاديث الأنبياء والعباد وأحاديث بني إسرائيل عن أبيه عن وهب بن منبه وذكر أنه قد لقي معمر بن راشد باليمن وسمع منه. وكان قارئا لكتب وهب بن منبه وحكمته. مات ببغداد في شهر رمضان سنة ثمان وعشرين ومائتين وقد قارب مائة سنة.
3602- محمد بن مصعب.
ويكنى أبا جعفر. كان قارئا لكتاب الله. وقد سمع الحديث وجالس الناس. وكان ثقة إن شاء الله. مات ببغداد في ذي القعدة سنة ثمان وعشرين ومائتين.
3603- محرز بن عون بن أبي عون.
ويكنى أبا الفضل. قال: أخبرني أبي قال:
ولدت سنة أربع وأربعين ومائة. قال: وفي هذه السنة حج أبو جعفر المنصور بالناس.
وتوفي ببغداد سنة إحدى وثلاثين ومائتين وهو ابن ثمان وثمانين سنة. وقد كان حدث وكتب الناس عنه كتابًا كبيرًا. وكان ثقة ثبتًا.
3604- الوليد بن صالح
النحاس. ويكنى أبا محمد. روى عن عبيد الله بن عمرو وأبي معشر وبقية بن الوليد وحماد بن سلمة وعيسى بن يونس.
3605- العباس بن غالب الوراق.
روى مصنف وكيع وغير ذلك. وتوفي ببغداد في صفر سنة ثلاث وثلاثين ومائتين.
3606- رباح بن الجراح.
ويكنى أبا الوليد. من أهل الموصل وقدم بغداد وروى عن المعافى بن عمران وعفيف بن سالم.
3607- الوليد بن شجاع.
بن الوليد. ويكنى أبا همام السكوني. روى عن بقية بن الوليد وغيره من الشاميين والعراقيين.
3608- نوح بن يزيد المؤدب.
ويكنى أبا محمد. وكان صاحب إبراهيم بن سعد.
وكان ثقة فيه عشر.
__________
3603 التقريب (2/ 231) .
3604 التقريب (2/ 333) ، وفيه: «النّخاس» بالخاء المعجمة كما ضبطه ابن حجر.
3607 التقريب (2/ 333) .
3608 التقريب (2/ 309) .(7/257)
3609- عبد العزيز بن بحر المؤدب.
روى عن إسماعيل بن جعفر وغيره.
3610- كامل بن طلحة.
الجحدري. من أهل البصرة. ويكنى أبا يحيى. وتوفي بالبصرة سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.
3611- يوسف بن موسى القطان.
وكان من أهل الكوفة ونزل الري وتجربها وسمع من جرير بن عبد الحميد وغيره وقدم بغداد فنزل دار القطن.
3612- مردويه الصائغ.
واسمه عبد الصمد بن يزيد ولقبه مردويه. ويكنى أبا عبد الله. روى عن الفضيل بن عياض وابن عيينة وغيرهما. وكان ثقة من أهل السنة والورع. وقد كتب الناس عنه. وتوفي في أخر يوم من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين ومائتين.
3613- يحيى بن إسماعيل الواسطي.
ويكنى أبا زكرياء.
3614- أبو عمرو المقرئ.
وهو حفص بن عمر بن عبد العزيز بن صهبان الأزدي.
وقد قرأ عليه الناس القرآن. وكان عالمًا بالقرآن وتفسيره. وقد كتب عن شريك وغيره من أهل العراق وأهل المدينة وأهل الشام.
3615- محمد بن سعد
صاحب الواقدي. وهو مولى الحسين بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي. وتوفي ببغداد يوم الأحد لأربع خلون من جُمَادى الآخرة سنة ثلاثين ومائتين ودفن في مقبرة باب الشام وهو ابن اثنتين وستين سنة. وهو الذي ألف هذا الكتاب كتاب الطبقات واستخرجه وصنفه وروى عنه. وكان كثير العلم كثير الحديث والرواية كثير الكتب كتب الحديث وغيره من كتب الغريب والفقه.
__________
3610 التقريب (2/ 131) .
3613 التقريب (2/ 342) .
3614 التقريب (1/ 187) .
3615 التقريب (2/ 163) .(7/258)
[الخراسان]
تَسْمِيَةُ مَنْ كَانَ بِخُرَاسَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - ممن غزاها ومات بها
3616- بُرَيْدَةُ بْنُ الْحُصَيْبِ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الأَعْرَجِ بْنِ سعد بْن رزاح بْن عدي بْن سهم بْن مازن بْن الْحَارِث بْن سلامان بْن أسلم بْن أفصى. ويكنى أَبَا عَبْد الله. وأسلم حين مر بِهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلى الهجرة وأقرأه صدرًا من سورة مريم. ثم قدم عليه المدينة مهاجرًا بعد أحد فتعلم بقية سورة مريم وَغَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - مغازيه بعد ذلك وسكن المدينة إلى أن تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فلما فتحت البصرة ومصرت تحول إليها بريدة فاختط بها دارًا ثُمَّ خَرَجَ مِنْهَا غَازِيًا إِلَى خُرَاسَانَ فَمَاتُ بِمَرْوَ فِي خِلافَةِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَبَقِيَ وَلَدُهُ بِهَا. وَقَدِمَ مِنْهُمْ قَوْمٌ فَنَزَلُوا بَغْدَادَ فَمَاتُوا بِهَا.
أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ أَبُو النَّضْرِ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَعْقُوبَ الضَّبِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ بُرَيْدَةَ وَرَاءِ نَهَرِ بَلْخٍ وَهُوَ يَقُولُ: لا عَيْشَ إِلا طِرَادُ الْخَيْلِ.
3617- أبو برزة الأسلمي.
واسمه فيما ذكر محمد بن عمر وبعض ولد أبي برزة عَبْد الله بْن نضلة. وقال غيرهم من العلماء: اسمه نضلة بن عبد الله. وقال آخرون.
نضلة بن عبيد بن الحارث بن جناد بْن ربيعة بْن دعبل بْن أَنَس بْن خزيمة بن مالك بن سلامان بن أسلم بن أفصى. اسلم أبو برزة قديمًا وَشَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - فتح مكة وقتل عبد العزى بن خطل وهو متعلق بأستار الكعبة. وَلَمْ يَزَلْ أَبُو بَرْزَةَ يَغْزُو مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى أَنْ قُبِضَ فَتَحَوَّلَ إِلَى الْبَصْرَةِ فَنَزَلَهَا حِينَ نَزَلَهَا الْمُسْلِمُونَ وَبَنَى بِهَا دَارًا. وَلَهُ بِهَا بَقِيَّةٌ وعقب. ثم غزا خراسان فمات بها.
__________
3616 التقريب (1/ 96) .
3617 التقريب (2/ 303) .(7/259)
3618- الحكم بن عمرو بن مجدع بن جذيم
بن الحارث بن نعليه بْن مليك بْن ضمرة بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ. ونعيلة ثعلبة هو أخو غفار بن مليك. فقيل للحكم ابن عمرو الغفاري. وهو من ولد نعليه. أخي غفار. وقد صحب الحكم النبي - صلى الله عليه وسلم -
حتى قبض. ثم تحول إلى البصرة فنزلها فولاه زياد بن أبي سفيان خراسان. فخرج إليها فلم يزل بها واليًا حتى مات بها سنة خمسين فِي خلافة مُعَاوِيَة بْن أبي سُفْيَان.
3619- عَبْد الرَّحْمَن بْن سمرة.
بْن حبيب بْنُ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قصي.
وأمه أروى بنت أبي الفرعة. واسم أبي الفرعة حارثة بن كعب بن مطرف بن ضريس من بني فراس بن غنم. تحول عبد الرحمن إلى البصرة ونزلها وَرَوَى عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أحاديث. وكان اسمه عَبْدَ الْكَعْبَةِ فَسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حين أسلم عبد الرحمن. [وقال له: يا عبد الرحمن لا تسأل الإمارة.] واستعمله عبد الله بن عامر على سجستان وغزا خراسان ففتح بها فتوحًا ثم رجع إلى البصرة فمات بها سنة خمسين. وصلى عليه زياد بن أبي سفيان.
3620- قثم بْنُ الْعَبَّاسِ. بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ
بْنِ هَاشِمِ بن عبد مناف. وأمه أم الفضل وهي لبابة الكبرى بِنْت الحارث الهلالية. وكان قثم يشبه برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وغزا قثم خراسان وكان عليها سعيد بن عثمان فقال له: اضرب لك بألف سهم. فقال: لا بل أخمس ثم أعط الناس حقوقهم ثم أعطني بعد ما شئت. وكان قثم ورعًا فاضلًا.
وتوفي بسمرقند.
3621- عبد الرحمن بن يعمر الدئلي.
روى عنه بكير بن عَطَاءٍ [عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قال: الحج عرفة. من أدرك عرفة قبل الصبح فقد أدرك الحج] .
وَكَانَ بِخُرَاسَانَ بَعْدَ هَؤُلاءِ مِنَ الْفُقَهَاءِ وَالْمُحَدِّثِينَ
3622- يَحْيَى بْنُ يَعْمَرَ اللَّيْثِيُّ.
من بني كنانة. وكان من أهل البصرة. وكان نحويا صاحب علم بالعربية والقرآن. ثم أتى خراسان فنزل مور وولي القضاء بها. فكان
__________
3619 التقريب (1/ 483) .
3621 التقريب (1/ 503) .
3622 التقريب (2/ 361) .(7/260)
يقضي باليمين مع الشاهد. وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الطِّيبِ مُوسَى بْنُ يَسَارٍ قَالَ: رَأَيْتُ يَحْيَى بْنَ يَعْمَرَ عَلَى الْقَضَاءِ بِمَرْوَ فَرُبَّمَا رَأَيْتُهُ يَقْضِي فِي السُّوقِ وَفِي الطَّرِيقِ. وَرُبَّمَا جَاءَهُ الْخَصْمَانِ وَهُوَ عَلَى حِمَارٍ فَيَقِفُ عَلَى الْحِمَارِ حَتَّى يَقْضِيَ بَيْنَهُمَا.
3623- أبو مجلز لاحق بن حميد السدوسي.
وكان ثقة له أحاديث. وكان قد أتى مرو فنزلها وابتنى بها دارا وولي بيت المال بها. وكان أعور. تُوُفّي في خلافة عمر بن عبد العزيز.
3624- يزيد بن أبي سعيد. النحوي
من أهل مرو وله أحاديث.
3625- محمد النخعي. ويكنى أبا يوسف.
وكان ثقة إن شاء الله. وروى عن سعيد ابن جبير وولي القضاء بمرو.
3626- الضحاك بن مزاحم.
يكنى أبا القاسم من أهل بلخ.
3627- عطاء الخراساني.
وكان ثقة وأتى الشام فروى عنه الشاميون. وروى عنه مالك بن أنس وغيره.
3628- أبو المنيب واسمه عيسى بن عبيد.
وله أحاديث وقد روى عن عكرمة.
3629- أبو جرير.
قاضي سجستان واسمه عبد الرحمن بن حسين.
3630- الربيع بن أنس.
أخبرنا عمار بن نصر الخراساني قال: كان الربيع بن أنس من بكر بن وائل من أنفسهم. وكان من أهل البصرة وقد لقي ابن عمر وجابر بن عبد الله وأنس بن مالك. وكان هرب من الحجاج فأتى مرو فسكن قرية منها يقال لها برز ثم تحول إلى قرية أخرى منها يقال لها سذور. فكان فيها إلى أن مات. وقد كان طلب أيضًا بخراسان حين ظهرت دعوة ولد العباس فتغيب فتخلص إليه عبد الله بن المبارك وهو مختف فسمع منه أربعين حديثًا. وكان عبد الله يقول: ما يسرني بها كذا وكذا لشيء سماه. ومات الربيع بن أنس في خلافة أبي جعفر المنصور.
__________
3624 التقريب (2/ 365) .
3626 التقريب (1/ 373) .
3630 التقريب (1/ 243) .(7/261)
3631- إبراهيم بن ميمون الصائغ.
كان هو ومحمد بن ثابت العبدي صديقين لأبي مسلم الداعية بخراسان يجلسان إليه ويسمعان كلامه. فلما أظهر الدعوة بخراسان وقام بهذا الأمر دس إليهما من يسألهما عن نفسه وعن الفتك به. فقال محمد بن ثابت: لا أرى أن يفتك به لأن الأيمان قيد الفتك. وقال إبراهيم الصائغ: أرى أن يفتك به ويقتل. فولى أبو مسلم محمد بن ثابت العبدي قضاء مرو وبعث إلى إبراهيم الصائغ فقتل. وقد روي أن إبراهيم الصائغ كان أتى أبا مسلم فوعظه. فقال له: انصرف إلى منزلك فقد عرفنا رأيك. فرجع ثم تحنط بعد ذلك وتكفن وأتاه وهو في مجمع من الناس فوعظه وكلمه بكلام شديد فأمر به فقتل وطرح في بئر.
3632- محمد بن ثابت العبدي.
وكان أصله من أهل البصرة. روى عن أبي المتوكل وقد ولي قضاء مرو وروى عنه عبد الله بن المبارك وغيره.
3633- يعقوب بن القعقاع.
وكان من أهل مرو وكان قاضياً بها. وروى عن عطاء بن أبي رباح وروى عنه الثوري وعبد الله بن المبارك.
3634- منصور بن أبي سريرة.
روى عنه عبد الله بن المبارك.
3635- حسين بن واقد.
روى عن عبد الله بن بريدة. وكان حسن الحديث.
3636- خارجة بن مصعب السرخسي.
اتقى الناس حديثه فتركوه.
3637- نوح بن أبي مريم.
ويكنى أبا عصمة.
3638- أبو حمزة السكري.
من أهل مرو. وكان قديمًا.
3639- حفص بن عبد الرحمن البلخي.
ويكنى أبا عمرو. وكان ينزل نيسابور.
3640- عبيد الله السجزي.
وهو من أهل سجستان. وروى لسفيان الثوري وغيره.
وكان متجره إلى نيسابور.
__________
3631 التقريب (1/ 44) .
3633 التقريب (2/ 376) .
3635 التقريب (1/ 180) .
3636 التقريب (1/ 211) .
3637 التقريب (2/ 309) .
3639 التقريب (1/ 186) .(7/262)
3641- نهشل بن سعيد بن وردان.
يروي عن الضحاك بن مزاحم.
3642- الفضل بن موسى السيناني.
وسينان قرية من قرى مرو من ربع السقاذم.
وكان الفضل ثقة روى عنه وكيع بن الجراح وغيره.
3643- عبد الله بن المبارك.
ويكنى أبا عبد الرحمن. ولد سنة ثماني عشرة ومائة وطلب العلم فروى رواية كثيرة وصنف كتبًا كثيرة في أبواب العلم وصنوفه حملها عنه قوم وكتبها الناس عنهم. وقال الشعر في الزهد والحث على الجهاد. وقدم العراق والحجاز والشام ومصر واليمن وسمع علمًا كثيرًا. وكان ثقة مأمونًا إمامًا حجة كثير الحديث. ومات بهيت منصرفًا من الغزو سنة إحدى وثمانين ومائة وله ثلاث وستون سنة.
3644- النضر بن محمد المروزي.
وكان مقدمًا عندهم في العلم والفقه والعقل والفضل. وكان صديقًا لعبد الله بن المبارك. وكان من أصحاب أبي حنيفة.
3645- مكي بن إبراهيم البلخي.
ويكنى أبا السكن. تُوُفّي ببلخ سنة خمس عشرة ومائتين. وكان ثقة وقدم بغداد يريد الحج فحج ورجع وحدث الناس في ذهابه ورجوعه فكتبوا عنه. وكان ثبتًا في الحديث.
3646- النضر بن شميل المروزي.
وهو من أهل البصرة من بني مازن و. كان ثقة إن شاء الله صاحب حديث ورواية للشعر ومعرفة بالنحو وبأيام الناس. وتوفي بخراسان سنة ثلاث ومائتين في خلافة المأمون. وذلك قبل خروج المأمون من خراسان.
3647- مقاتل بن سليمان البلخي
صاحب التفسير. روى عن الضحاك بن مزاحم وعطاء وأصحاب الحديث يتقون حديثه وينكرونه.
3648- أبو مطيع البلخي.
واسمه الحكم بن عبد الله. وكان على قضاء بلخ. وكان مرجئًا وقد لقي عبد الرحمن بن حرملة وغيره وهو ضعيف عندهم في الحديث. وكان مكفوفا.
__________
3641 التقريب (2/ 307) .
3643 التقريب (1/ 445) .
3645 التقريب (2/ 273) .
3647 التقريب (2/ 272) .(7/263)
3649- عمرو بن هاون. البلخي.
روى عن ابن جريج وغيره. وقد كتب الناس عنه كتاباً كبيراً وتركوا حديثه.
3650- سلم بن سالم البلخي.
ويكنى أبا محمد. وكان مرجئًا ضعيفًا في الحديث ولكنه كان صارمًا يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر. وكانت له رئاسة بخراسان فبعث إليه هارون أمير المؤمنين فأقدمه عليه فحبسه فلم يزل محبوسًا إلى أن مات هارون. ثم أخرجه محمد بن هارون حين ولي الخلافة من سجن الرقة فقدم بغداد فأقام بها قليلًا.
ثم خرج إلى خراسان فمات بها.
3651- مقاتل بن حيان.
أبو معان البلخي. وقد روي عنه.
3652- خلف بن أيوب.
ويكنى أبا سعيد من أهل بلخ. وقد روي عنه.
3653- شداد بن حكيم.
ويكنى أبا عثمان البلخي. وقد روي عنه.
3654- أبو تميلة المروزي.
واسمه يحيى بن واضح. وكان مولى للأنصار. لقي محمد بن إسحاق وروى عنه وكان ثقة يحدث عنه.
3655- الحسن بن سوار.
ويكنى أبا العلاء المروروذي. وكان ثقة قدم بغداد يريد الحج فروى عنه الناس وكتبوا عنه. ثم رجع إلى خراسان فمات بها في آخر خلافة المأمون.
3656- عبد الصمد بن حسان المروروذي.
وكان قاضيًا بها وبنيسابور وهراة. وكان ثقة. وتوفي في خلافة المأمون.
3657- علي بن الحسن.
بن شقيق من أصحاب عبد الله بن المبارك. وقد لقي الحسين بن واقد وروى عنه. وهو من أهل مرو وتوفي بمرو.
3658- عبد العزيز بن أبي رزمة.
المروزي. روى عن حماد بن سلمة وحماد بن زيد وغيرهما. وكان ثقة.
__________
3651 التقريب (2/ 272) .
3652 التقريب (1/ 225) .
3655 التقريب (1/ 167) .
3657 التقريب (2/ 34) .
3658 التقريب (1/ 509) .(7/264)
3659- نصر بن باب.
ويكنى أبا سهل من أهل مرو. سمع من داود بن أبي هند وعوف الأعرابي والحجاج وغيرهم. وقدم بغداد فسمعوا منه وروي عنه. ثم حدث عن إبراهيم الصائغ فاتهموه فتركوا حديثه.
3660- علي بن إسحاق، الداركاني.
وهي قرية بمرو. وكان ينزلها الحجاج إذا خرجوا من مرو. وكان من اصحاب عبد الله بن المبارك معروفًا بصحبته. وكان ثقة وقدم بغداد فسمعوا منه.
3661- الحسين بن الوليد.
ويكنى أبا عبد الله مولى لقريش.
3662- سهل بن مزاحم.
من أهل مرو. وكان فقيهًا مفتيًا عابدًا ويكنى أبا بشر.
3663- وأخوه محمد بن مزاحم.
ويكنى أبا وهب. وكان خبيرًا فاضلًا. مات سنة إحدى عشرة ومائتين. وكان يروي عن عبد الله بن المبارك.
3664- عتاب بن زياد، المروزي.
من أصحاب عبد الله بن المبارك. وكان ثقة.
3665- إبراهيم بن رسيم،
من أهل مرو.
3666- سفيان بن عبد الملك،
من أهل مرو. وكان عبد الله بن المبارك يثق به ويرفع إليه كتبه.
3667- سلمة بن سليمان،
من أهل مرو وهو صاحب عبد الله بن المبارك معروف به.
3668- عياذ بن عثمان،
واسمه عبد الله وهو ابن ابنة عبد العزيز بن أبي رواد. وقد لقي شعبة وعنده كتب عن عبد الله بن المبارك.
3669- محمد بن الفضل.
من أهل مرو متروك الحديث.
3670- عمارة بن المغيرة.
من أهل سرخس.
3671- وأخوه القاسم بن المغيرة.
من أهل سرخس.
3672- أبو سعيد الصاغاني،
وكان ثقة واسمه محمد بن ميسر. وكان مكفوفًا.
3673- عصام بن يوسف.
من أهل بلخ.
__________
3661 التقريب (1/ 181) .
3664 التقريب (2/ 3) .
3666 التقريب (1/ 311) .(7/265)
3674- أبو إسحاق الزيات.
من أهل بلخ. واسمه إبراهيم بن سليمان. وكان مرجئًا.
3675- قتيبة بن سعيد.
ويكنى أبا رجاء البلخي. روى عن ليث بن سعد وابن لهيعة.
3676- أبو معاذ النحوي.
من أهل مرو. روى عن عبد الله بن المبارك.
3677- يعمر بن بشر.
ويكنى أبا عمرو. صاحب عبد الله بن المبارك.
__________
3675 التقريب (2/ 123) .(7/266)
وكان بالري من الفقهاء والمحدثين
3678- أبو جعفر الرازي
واسمه عيسى. بن ماهان. وكان أصله من أهل مرو من قرية يقال لها برز. وهي القرية التي نزلها الربيع بن أنس أولًا وبها سمع أبو جعفر من الربيع بن أنس. ثم تحول أبو جعفر بعد ذلك إلى الري فمات بها فقيل له الرازي.
وكان ثقة وكان يقدم بغداد والكوفة للحج فيسمعون منه.
3679- يحيى بن ضريس.
كان قاضيًا بالري ومات بها.
3680- سعيد بن سنان
الشيباني. من أنفسهم. وكان أصله من أهل الكوفة ولكنه سكن الري بعد ذلك. وكان يحج كل سنة وكان سيئ الخلق.
3681- جرير بن عبد الحميد.
ويكنى أبا عبد الله. ولد سنة سبع ومائة بالكوفة ونشأ بها. وطلب الحديث وسمع فأكثر. ثم نزل الري فمات بها. وكان ثقة كثير العلم ترحل إليه.
3682- حكام بن سلم الرازي.
وكان ثقة إن شاء الله.
3683- سلمة الأبرش بن الفضل.
ويكنى أبا عبد الله. وكان ثقة صدوقًا. وهو صاحب محمد بن إسحاق. روى عنه المغازي والمبتدأ وتوفي بالري. وقد أتى عليه مائة وعشر سنين. وكان مؤدبًا. وكان يقال إنه من أخشع الناس في صلاته.
3684- إسحاق بن سليمان.
ويكنى أبا يحيى مولى لعبد القيس. وكان ثقة له فضل
__________
3678 التقريب (2/ 406) .
3679 التقريب (2/ 350) .
3680 التقريب (1/ 298) .
3682 التقريب (1/ 189. 190) .
3683 التقريب (1/ 318) .(7/267)
في نفسه وورع. وانتقل إلى الكوفة فأقام بها سنين. ثم رجع إلى الري فمات بها سنة تسع وتسعين ومائة.
3685- إسحاق بن إسماعيل الرازي.
ويلقب حيوية. توفي بالري. وكان قد حدث وروي عنه.
وكان بهمدان من الفقهاء
3686- أصرم بن حوشب الهمداني.
وكان قدم بغداد فكتب عنه أهل بغداد. ثم رجع إلى همدان فمات بها.
وكان بقم من المحدثين
3687- أشعث بن إسحاق.
3688- ويعقوب بن عبد الله الأشعري.
وكان بالأنبار من المحدثين
3689- محمد بن عبد الله الحذاء.
ويكنى أبا جعفر. وكانت عنده أحاديث وكان ثقة.
3690- سويد بن سعيد.
ويكنى أبا محمد الأنباري. وكان ينزل الحديثة حديثة النورة على فراسخ من الأنبار.
3691- إسحاق بن البهلول.
ويكنى أبا يعقوب.
__________
3687 التقريب (1/ 79) .
3688 التقريب (2/ 376) .
3690 التقريب (1/ 340) .(7/268)
تَسْمِيَةُ مَنْ نَزَلَ الشَّامَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -
[الأقدمون]
3692- أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ.
رضي الله عنه. وَاسْمُهُ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجَرَّاحِ بْن هلال بْن أهيب بْن ضبة بْن الْحَارِث بْن فهر. وأمه أميمة بِنْت غنم بن جابر بن عبد العزى بن عامر بن عميرة. أسلم أبو عبيدة قَبْلَ دُخُولِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - دار الأرقم وهاجر إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية. ثم قدم فشهد بدرًا وأحدًا والخندق والمشاهد كلها مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَبَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سَرِيَّةً فِي ثَلاثِمِائَةٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ إِلَى حَيٍّ مِنْ جهينة بساحل البحر وهي غزوة الخبط.
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ وَوُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ قَالا: حَدَّثَنَا خَالِدٌ [الحذاء عن أبي قلابة عن أنس بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: أَلا إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينًا وَأَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ.] وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: لَمَّا وَلِيَ عُمَرُ بْنُ الخطاب. رضي الله عَنْهُ. وَلَّى أَبَا عُبَيْدَةَ الشَّامَ فَشَهِدَ الْيَرْمُوكَ وَهُوَ أَمِيرُ النَّاسِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ مَالِكِ بْنِ يُخَامِرَ أَنَّهُ وَصَفَ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ فَقَالَ: كَانَ رَجُلا نَحِيفًا مَعْرُوقَ الْوَجْهِ خَفِيفَ اللِّحْيَةِ طُوَالا أَجْنَأَ أَثْرَمَ الثَّنِيَّتَيْنِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ رِجَالٍ مِنْ قَوْمِ أَبِي عُبَيْدَةَ أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ شَهِدَ بَدْرًا وَهُوَ ابْنُ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ سَنَةً. وَمَاتَ فِي طَاعُونِ عَمَوَاسَ سَنَةَ ثَمَانِي عَشْرَةَ فِي خِلافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
وَأَبُو عُبَيْدَةَ يَوْمَ مَاتَ ابْنُ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً. وَقَبْرُهُ بِعَمَوَاسَ وَهُوَ مِنَ الرَّمْلَةِ عَلَى أَرْبَعَةِ أَمْيَالٍ مِمَّا يَلِي بَيْتَ الْمَقْدِسِ. وَكَانَ أَبُو عُبَيْدَةَ يَصْبُغُ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ. وَقَدْ رَوَى أَبُو عُبَيْدَةَ عَنْ عُمَرَ. رضي الله عنه.
__________
3692 التقريب (1/ 388) .(7/269)
3693- بِلالُ بْنُ رَبَاحٍ مولى أبي بكر الصديق.
رضي الله عنه. ويكنى أبا عبد الله.
وكان من مولدي السراة. واسم أمه حمامة. وكانت أمه لبعض بني جمح.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَسَدِيُّ عَنْ يُونُسَ عَنِ الْحَسَنِ [قال: قال رسول الله. ص: بِلالٌ سَابِقُ الْحَبَشَةِ] .
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: اشْتَرَى أَبُو بَكْرٍ بِلالا بِخَمْسِ أَوَاقٍ.
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو الْعَقَدِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالُوا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ: أَبُو بَكْرٍ سَيِّدُنَا وَأَعْتَقَ سَيِّدَنَا. يَعْنِي بِلالا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالا: حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ أَذَّنَ بِلالٌ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: كَانَ بِلالٌ يَحْمِلُ الْعَنَزَةَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يوم الْعِيدِ وَالاسْتِسْقَاءِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَشَهِدَ بِلالٌ بَدْرًا وَأُحُدًا وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جَاءَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَاسْتَأْذَنَهُ فِي الْخُرُوجِ إِلَى الشَّامِ لِيُرَابِطَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنْشُدُكَ اللَّهَ يَا بِلالُ وَحُرْمَتِي وَحَقِّي قَدْ كَبِرَتْ سِنِّي وَضَعُفْتُ وَاقْتَرَبَ أَجَلِي. فَأَقَامَ بِلالٌ مَعَ أَبِي بَكْرٍ حَتَّى تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ. ثُمَّ جَاءَ إِلَى عُمَرَ فَقَالَ مِثْلَ مَا قَالَ لأَبِي بَكْرٍ فَأَذِنَ لَهُ فَخَرَجَ إِلَى الشَّامِ فَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى تُوُفِّيَ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسٍ قَالَ: قَالَ بِلالٌ لأَبِي بَكْرٍ حِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ الله. ص: إِنْ كُنْتَ إِنَّمَا اشْتَرَيْتَنِي لِنَفْسِكَ فَأَمْسِكْنِي. وَإِنْ كُنْتَ إِنَّمَا اشْتَرَيْتَنِي لِلَّهِ فَذَرْنِي وَعَمَلَ اللَّهِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: تُوُفِّيَ بِلالٌ بِدِمَشْقَ سَنَةَ عِشْرِينَ وَدُفِنَ عِنْدَ بَابِ الصَّغِيرِ فِي مَقْبَرَةِ دِمَشْقَ وَهُوَ ابْنُ بِضْعٍ وَسِتِّينَ سَنَةً وَذَلِكَ فِي خِلافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. رَضِيَ اللَّهُ عنه.
__________
3693 التقريب (1/ 110) .(7/270)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ شُعَيْبَ بْنَ طَلْحَةَ مِنْ وَلَدِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ.
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. يَقُولُ: كَانَ بِلالٌ تِرْبَ أَبِي بَكْرٍ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَإِنْ كَانَ هَذَا هَكَذَا وَقَدْ تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ سَنَةَ ثَلاثَ عَشْرَةَ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً فَبَيْنَ هَذَا وَبَيْنَ مَا رُوِيَ لَنَا فِي بِلالٍ سَبْعُ سِنِينَ. وَشُعَيْبُ بْنُ طَلْحَةَ أَعْلَمُ بِمِيلادِ بِلالٍ حِينَ يَقُولُ: تِرْبَ أبي بَكْرٍ. فَاللَّهُ أَعْلَمُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ:
حَدَّثَنِي مَنْ رَأَى بِلالا رَجُلا آدَمَ شَدِيدَ الأُدْمَةِ نَحِيفًا طُوَالا أَجْنَأَ لَهُ شَعْرٌ كَثِيرٌ خَفِيفُ الْعَارِضَيْنِ بِهِ شَمَطٌ كَثِيرٌ لا يُغَيِّرُهُ.
3694- عُبَادَةُ بْن الصَّامِتِ
بْن قَيْسِ. بْن أصرم بْن فهر بْن ثعلبة بْن غنم بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ الخزرج من القواقلة. ويكنى أبا الوليد وأمه قرة العين بنت عباده ابن نضلة بن مالك بن العجلان بن زيد بن غنم بْن سالم بْن عَمْرو بْن عوف بْن الخزرج. شهد عبادة العقبة مع السبعين من الأَنْصَار. وهو أحد النقباء الاثني عشر.
وشهد بدْرًا وأحدًا والخندق والمشاهد كلها مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثم خرج إلى الشام حين غزاها المسلمون فلم يزل بالشام إلى أن تُوُفّي.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَزْرَةَ يَعْقُوبُ بْنُ مُجَاهِدٍ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ رَجُلا طُوَالا جَسِيمًا جَمِيلا. وَمَاتَ بِالرَّمْلَةِ مِنْ أَرْضِ الشَّامِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاثِينَ فِي خِلافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَهُوَ ابْنُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ سَنَةً. وَلَهُ عَقِبٌ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَسَمِعْتُ مَنْ يَقُولُ: إِنَّهُ بَقِيَ حَتَّى تُوُفِّيَ فِي خِلافَةِ مُعَاوِيَةَ ابن أبي سُفْيَانَ بِالشَّامِ.
3695- مُعَاذُ بْنُ جَبَلِ
بْنِ عَمْرِو بْنِ أَوْسِ. بْنِ عَائِذِ بْنِ عَدِيِّ بْن كعب بْن عَمْرو بْن أدي بْن سعد أخي سَلَمَة بن سعد بن علي بن أسد بن شاردة بن يزيد بن جشم بن الخزرج. قال: ويكنى معاذ أبا عبد الرحمن. وأمه هند بنت سهل من جهينة. وأخوه لأمه عَبْد الله بْن الجد بْن قيس من أهل بدر. وشهد معاذ العقبة مع السبعين من
__________
3694 التقريب (1/ 395) .
3695 التقريب (2/ 255) .(7/271)
الأنصار وشهد بَدْرًا وَهُوَ ابْنُ عِشْرِينَ أَوْ إِحْدَى وَعِشْرِينَ سنة. وشهد أحدًا والخندق والمشاهد كلها مَعَ رَسُولِ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَبَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلى اليمن عاملًا ومعلمًا وقبض رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وهو باليمن واستخلف أبو بكر وهو عليها على الجند. ثم قدم مكة فوافى عمر عامئذ على الْحَجِّ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَفَّانُ ابن مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ جَمِيعًا عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِي قِلابَةَ عَنْ أنس ابن مالك قال: [قال رسول الله. ص: أَعْلَمُ أُمَّتِي بِالْحَلالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ] .
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: ثُمَّ خَرَجَ مُعَاذٌ إِلَى الشَّامِ مُجَاهِدًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ.
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ قَالَ: لَمَّا أُصِيبَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ فِي طَاعُونِ عَمَوَاسَ اسْتَخْلَفَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ وَاشْتَدَّ الْوَجَعُ فَقَالَ النَّاسُ لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ: ادْعُ اللَّهَ يَرْفَعْ عَنَّا هَذَا الرِّجْزَ.
قَالَ: إِنَّهُ لَيْسَ بِرِجْزٍ وَلَكِنَّهُ دَعْوَةُ نَبِيِّكُمْ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَمَوْتُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ وَشَهَادَةٌ يَخْتَصُّ اللَّهُ بِهَا مَنْ شَاءَ مِنْكُمْ. اللَّهُمَّ أَدِّ آلَ مُعَاذٍ نَصِيبَهُمُ الأَوْفَى مِنْ هَذِهِ الرَّحْمَةِ. فَطُعِنَ ابْنَاهُ فَقَالَ: كَيْفَ تَجِدَانِكُمَا؟ قَالا: يَا أَبَانَا الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ. * فَقَالَ:
وَأَنَا سَتَجِدَانِي إِنْ شاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ثُمَّ. طُعِنَتِ امْرَأَتَاهُ فَهَلَكَتَا. وَطُعِنَ هُوَ فِي إِبْهَامِهِ فَجَعَلَ يَمُصُّهَا بِفِيهِ وَيَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنَّهَا صَغِيرَةٌ فَبَارِكْ فِيهَا فَإِنَّكَ تُبَارِكُ فِي الصَّغِيرِ. حَتَّى هَلَكَ.
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ شَيْبَانَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ شَهْرٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَمِيرَةَ الزُّبَيْدِيِّ قَالَ: إِنِّي لَجَالِسٌ عِنْدَ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ وَهُوَ يَمُوتُ فَهُوَ يُغْمَى مَرَّةً وَيُفِيقُ مَرَّةً. فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ عِنْدَ إِفَاقَتِهِ: اخْنُقْ خَنِقَكَ فَوَعَدْتُكَ أَنِّي لأُحِبُّكَ.
أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي مَرْزُوقٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلانِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ مَسْجِدَ حِمْصَ فَإِذَا فِيهِ نَحْوٌ مِنْ ثَلاثِينَ كَهْلا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَإِذَا فِيهِمْ شَابٌّ أَكْحَلُ الْعَيْنَيْنِ بَرَّاقُ الثَّنَايَا سَاكِتٌ لا يَتَكَلَّمُ فَإِذَا امْتَرَى الْقَوْمُ فِي شَيْءٍ أَقْبَلُوا عَلَيْهِ فَسَأَلُوهُ. فَقُلْتُ لِجَلِيسٍ لِي: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ بْنُ النُّعْمَانِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ قَوْمِهِ قَالَ:(7/272)
وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ خَارِجَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالُوا: كَانَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رَجُلا طَوِيلا أَبْيَضَ حَسَنَ الثَّغْرِ عَظِيمَ الْعَيْنَيْنِ مَجْمُوعَ الْحَاجِبَيْنِ جَعْدًا قَطَطًا. شَهِدَ بَدْرًا وَهُوَ ابْنُ عِشْرِينَ سنة أو إحدى وعشرين سنة و. خرج إِلَى الْيَمَنِ بَعْدَ أَنْ غَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَبُوكًا وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً. وَتُوُفِّيَ فِي طَاعُونِ عَمَوَاسَ بِالشَّامِ فِي نَاحِيَةِ الأُرْدُنِّ سَنَةَ ثَمَانِي عَشْرَةَ فِي خِلافَةِ عُمَرَ بْنِ الخطاب وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَثَلاثِينَ سَنَةً. وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.
أَخْبَرَنَا ابْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: رُفِعَ عِيسَى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ سَنَةً وَمَاتَ مُعَاذٌ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ سَنَةً.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ ضَمْرَةَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قبر معاذ.
رضي الله عَنْهُ. بِقُصَيْرِ خَالِدٍ مِنْ عَمَلِ دِمَشْقَ.
3696- سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ بْن دليم بْن حارثة
بن أبي حزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة من الأنصار. ويكنى أبا ثابت. وأمه عمرة بنت مسعود بن قيس بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار. وهو ابن خالة مسعود بْن زَيْد الأشهلي من أَهْل بدْر. وكان سعد بن عبادة في الجاهلية يكتب بالعربية ويحسن العوم والرمي. وكان من أحسن ذلك سمي الكامل. وَشَهِدَ سَعْدٌ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الأَنْصَارِ. وكان أحد النقباء الاثني عشر. وكان سيدًا جوادًا. ولم يشهد بدرًا. وكان تهيأ لِلْخُرُوجِ إِلَى بَدْرٍ وَيَأْتِي دُورَ الأَنْصَارِ يَحُضُّهُمْ على الخروج فنهش [فقال رسول الله. ص: لَئِنْ كَانَ سَعْدٌ لَمْ يَشْهَدْهَا لَقَدْ كَانَ عليها حريصا.] وشهد بعد ذلك أحدًا والخندق والمشاهد كلها مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
اجتمعت الأنصار فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ وَمَعَهُمْ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ فَتَشَاوَرُوا فِي الْبَيْعَةِ لَهُ وَبَلَغَ الْخَبَرُ أبا بكر وعمر فَخَرَجَا حَتَّى أَتَيَاهُمْ وَمَعَهُمَا نَاسٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ فجرى بينهم كلام ومحاورة. فقال عمر لأبي بكر: ابسط يدك. فبايعه وبايعه المهاجرون والأنصار ولم يبايعه سعد بن عبادة. فتركه فلم يعرض له حتى تُوُفّي أبو بكر وولي عمر فلم يبايع له أيضًا. فلقيه عمر ذات يوم في طريق من طرق المدينة فقال له عمر: إيه يا سعد إيه
__________
3696 التقريب (1/ 288) .(7/273)
يَا سَعْدُ! فَقَالَ سَعْدٌ: إِيهِ يَا عُمَرُ! فقال عمر: أنت صاحب ما أنت عليه؟ فقال سعد:
نعم أنا ذلك. وقد أفضى الله إليك هذا الأمر. وكان واليه صَاحِبُكَ أَحَبَّ إِلَيْنَا مِنْكَ وَقَدْ وَاللَّهِ أَصْبَحْتُ كارهًا لجوارك. فقال عمر. رضي الله عنه: إن من كره جارًا جاوره تَحَوَّلَ عَنْهُ. فَقَالَ سَعْدٌ: أَمَا أَنِّي غَيْرُ مستسر بِذَلِكَ وَأَنَا مُتَحَوِّلٌ إِلَى جِوَارِ مَنْ هُوَ خير من جوارك. قَالَ: فَلَمْ يَلْبَثْ إِلا قَلِيلا حَتَّى خَرَجَ مُهَاجِرًا إِلَى الشَّامِ فِي أَوَّلِ خِلافَةِ عُمَرَ. رحمه اللَّهُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: تُوُفِّيَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ بِحَوْرَانَ مِنْ أَرْضِ الشَّامِ لِسَنَتَيْنِ وَنِصْفٍ مِنْ خِلافَةِ عُمَرَ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرُ: كَأَنَّهُ مَاتَ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ. قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ: فَمَا عُلِمَ بِمَوْتِهِ بِالْمَدِينَةِ حَتَّى سَمِعَ غِلْمَانٌ فِي بِئْرِ مُنَبِّهٍ أَوْ بِئْرِ سَكَنٍ وَهُمْ يَمْتَحُونَ نِصْفَ النَّهَارِ فِي حَرٍّ شَدِيدٍ قَائِلا يَقُولُ:
قَتَلْنَا سَيِّدَ الْخَزْرَجِ سعد بن عبادة ... رميناه بسهمين فلم نخط فُؤَادَهْ
فَذُعِرَ الْغِلْمَانُ فَحُفِظَ ذَلِكَ الْيَوْمُ فَوَجَدُوهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ الَّذِي مَاتَ فِيهِ سَعْدٌ. وَإِنَّمَا جَلَسَ يَبُولُ فِي نَفَقٍ فَاغْتَسَلَ فَمَاتَ مِنْ سَاعَتِهِ. وَجَدُوهُ قَدِ اخْضَرَّ جِلْدُهُ.
أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ يُحَدِّثُ أَنَّ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ بَالَ قَائِمًا. فَلَمَّا رَجَعَ قَالَ لأَصْحَابِهِ: إِنِّي لأَجِدُ دَبِيبًا.
فَمَاتَ. فَسَمِعُوا الْجِنَّ تَقُولُ:
قَتَلْنَا سَيِّدَ الْخَزْرَجِ سَعْدَ بن عبادة ... رميناه بسهمين فلم نخط فؤاده
3697- أَبُو الدَّرْدَاءِ واسمه عويمر.
بْن زيد بْن قيس بْن عَائِشَة بن أمية بن مالك ابن عامر بْن عَديّ بْن كعب بْن الخزرج بْن الحارث بن الخزرج. وأمه محبة بنت واقد ابن عَمْرو بْن الإطنابة بْن عامر بْن زَيْد مناة بن مالك بن ثعلبة بن كعب. وكان أبو الدرداء آخر أهل داره إسلامًا فجاء عبد الله بن رواحة. وكان أخًا له في الجاهلية والإسلام. فأخذ قدومًا فجعل يضرب صنم أبي الدرداء وهو يقول:
__________
3697 التقريب (2/ 91) .(7/274)
تبرأ من أسماء الشياطين كلها ... ألا كل ما يدعى مع الله باطل
وجاء أبو الدرداء فأخبرته امرأته بما صنع عبد الله بن رواحة ففكر في نفسه فقال: لو كان عند هذا خير لدفع عن نفسه. فانطلق حَتَّى أَتَى رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - ومعه عبد الله بن رواحة فأسلم.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ حَثِيمَةَ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ:
كُنْتُ تَاجِرًا قَبْلَ أَنْ يُبْعَثَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَلَمَّا بُعِثَ مُحَمَّدٌ زَاوَلْتُ التِّجَارَةَ وَالْعِبَادَةَ فَلَمْ تَجْتَمِعَا فَأَخَذْتُ الْعِبَادَةَ وَتَرَكْتُ التِّجَارَةَ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: [وَرَوَى بَعْضُهُمْ أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ شَهِدَ أُحُدًا. وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَظَرَ إِلَيْهِ يَوْمَئِذٍ وَالنَّاسُ مُنْهَزِمُونَ فِي كُلِّ وَجْهٍ فَقَالَ: نِعْمَ الْفَارِسُ عُوَيْمِرٌ غَيْرَ أُفَّةٍ. يَعْنِي غَيْرَ ثَقِيلٍ.] وَكَانَ أَبُو الدَّرْدَاءِ مِنْ عِلْيَةِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
وَأَهْلِ النِّيَّةِ مِنْهُمْ. وَقَدْ حَدَّثَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَحَادِيثَ كَثِيرَةً. وَشَهِدَ مَعَهُ مَشَاهِدَ كَثِيرَةٍ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ أَنَّهُ كَانَ إِذَا حَدَّثَ الْحَدِيثَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنْ لَمْ يَكُنْ هَكَذَا فَشِبْهُهُ فَشَكْلُهُ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَخَرَجَ أَبُو الدَّرْدَاءِ إِلَى الشَّامِ فَنَزَلَ بِهَا إِلَى أَنْ مَاتَ.
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ:
اسْتُعْمِلَ أَبُو الدَّرْدَاءِ عَلَى القضاء فأصبح يهنئونه. فقال: أتهنئوني بِالْقَضَاءِ وَقَدْ جُعِلْتُ عَلَى رَأْسِ مَهْوَاةٍ مَزَلَّتُهَا أَبْعَدُ مِنْ عَدَنِ أَبْيَنَ وَلَوْ عَلِمَ النَّاسُ مَا فِي الْقَضَاءِ لأَخَذُوهُ بِالدُّوَلِ رَغْبَةً عَنْهُ وَكَرَاهِيَةً لَهُ. وَلَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي الأَذَانِ لأَخَذُوهُ بِالدُّوَلِ رَغْبَةً فِيهِ وَحِرْصًا عَلَيْهِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: تَفَكُّرُ سَاعَةٍ خَيْرٌ مِنْ قِيَامِ لَيْلَةٍ.
أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ وَهِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ قَالا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ شَيْخًا يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ أَنَّهُ قَالَ: أُحِبُّ الْفَقْرَ تَوَاضُعًا لِرَبِّي وَأُحِبُّ الْمَوْتَ اشْتِيَاقًا إِلَى رَبِّي وَأُحِبُّ الْمَرَضَ تكفيرا لخطيئتي.(7/275)
أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عن غيلان بن بشير عَنْ يَعْلَى بْنِ الْوَلِيدِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قِيلَ لَهُ مَا تُحِبُّ لِمَنْ تُحِبُّ؟ قَالَ: الْمَوْتُ. قَالُوا: فَإِنْ لَمْ يَمُتْ؟ قَالَ: يَقِلُّ مَالُهُ وَوَلَدُهُ.
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو هِلالٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ اشْتَكَى فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَصْحَابُهُ فَقَالُوا: يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ مَا تَشْتَكِي؟ قَالَ: أَشْتَكِي ذُنُوبِي. قَالُوا: فَمَا تَشْتَهِي؟ قَالَ: أَشْتَهِي الْجَنَّةَ. قَالُوا: أَفَلا تَدْعُو لَكَ طَبِيبًا؟ قَالَ: هُوَ الَّذِي أَضْجَعَنِي.
أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ قَالَ:
لَمَّا حَضَرَ أَبَا الدَّرْدَاءِ الْمَوْتُ جَاءَهُ حَبِيبُ بْنُ مَسْلَمَةَ فَقَالَ: كَيْفَ تَجِدُكَ يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ؟
قَالَ: أَجِدُنِي ثَقِيلا. قَالَ: مَا أَرَاهُ إِلا الْمَوْتَ. قَالَ: أَجَلْ. قَالَ: جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: تُوُفِّيَ أَبُو الدَّرْدَاءِ بِدِمَشْقَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ فِي خِلافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَلَهُ عَقِبٌ بِالشَّامِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَأَخْبَرَنِي غَيْرُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ عَنْ ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ قَالَ: تُوُفِّيَ أَبُو الدرداء بالشام سنة إحدى وثلاثين.
3698- شرحبيل ابن حسنة.
وهي أمه. وهي عدوية. وهو ابن عبد الله بن المطاع بن عمرو من كندة حليف لبني زهرة. ويكنى أَبَا عَبْد الله. وأسلم قديماً بمكة. وهو من مهاجرة الحبشة فِي الهجرة الثانية. وكان من علية أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وغزا معه غزوات. وهو أحد الأمراء الذين عهد لهم أبو بكر الصديق. رضي الله عنه. إلى الشام. ومات شرحبيل ابن حسنة فِي طاعون عمواس بالشام سَنَةَ ثَمَانِي عَشْرَةَ فِي خِلافَةِ عُمَر بْن الخطاب وهو ابن سبع وستين سنة.
3699- خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ
بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَيْرِ بْنِ مخزوم. ويكنى أبا سليمان. وأمه عصماء وهي لبابة الصغرى بنت الحارث بن حرب بن بجير بن الهزم ابن رُؤَيْبَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِلالِ بْنِ عامر بن صعصعة وهي أخت أم الفضل بن الْحَارِث أم بني الْعَبَّاس بْن عَبْد المطلب. وكان خالد من فرسان قريش وأشدائهم. وشهد مع
__________
3698 التقريب (1/ 349) .
3699 التقريب (1/ 219) .(7/276)
المشركين بدرًا وأحدًا والخندق. ثم قذف الله في قلبه حب الإسلام لما أراد الله به من الخير. وَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عام القضية مكة فتغيب خالد فسأل عَنْهُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أخاه فقال: أين خالد؟ قال فقلت: يأتي الله به. [فقال رسول الله. ص: ما مثل خالد من جهل الإسلام ولو كان جعل نكايته وجده مع المسلمين على المشركين لكان خيرًا له ولقدمناه على غيره.] فبلغ ذلك خالد بن الوليد فزاده رغبة في الإسلام ونشطه للخروج فأجمع الخروج إلى رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - قال خالد: فطلبت من أصاحب فلقيت عُثْمَان بْن طَلْحَة فَذَكَرَت له الذي أريد فأسرع الإجابة. قال: فخرجنا جميعًا. فلما كنا بالهدة إذا عمرو بن العاص قال: مرحبًا بالقوم! قُلْنَا: وبك. قَالَ: أين مسيركم؟ فأخبرناه وأخبرنا أيضًا أنه يريد النبي - صلى الله عليه وسلم -
فاصطحبنا جميعًا حَتَّى قدمنا المدينة على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أول يوم من صفر سنة ثمان. فلما طلعت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سلمت عليه بالنبوة فرد علي السلام بوجه طلق فأسلمت وشهدت شهادة الحق. [فقال رسول الله. ص: قد كنت أرى لك عقلًا رجوت أن لا يسلمك إلا إلى خير وبايعت رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقُلْتُ: استغفر لي كل ما أوضعت فِيهِ من صد عن سبيل الله. فقال: إن الْإِسْلَام يجب ما كان قبله.] قلت: يا رسول الله علي ذلك. قال: اللَّهُمَّ اغفر لخالد بْن الْوَلِيد كل ما أوضع فيه من صد عن سبيلك. قال خالد: وتقدم خَالِد وتقدم عَمْرو بْن العاص وعثمان بْن طلحة فاسلما وبايعا رسول الله ص. فو الله مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يوم أسلمت يعدل بي أحدًا من أصحابه فيما يجزئه.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍ وأَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا الأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ عَنْ خَالِدِ بْنِ سُمَيْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ الأَنْصَارِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو قَتَادَةَ الأَنْصَارِيُّ فَارِسُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمَّا ذَكَرَ جَيْشَ الأُمَرَاءِ وَنَعَاهُمْ وَاحِدًا وَاحِدًا وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ فَقَالَ: ثُمَّ أَخَذَ اللِّوَاءَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ سَيْفُ اللَّهِ. قَالَ: وَلَمْ يَكُنْ مِنَ الأُمَرَاءِ. قَالَ: [فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِصْبَعَيْهِ وَقَالَ: اللَّهُمَّ هُوَ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِكَ فَانْتَصِرْ بِهِ.] قَالَ: فَيَوْمَئِذٍ سُمِّيَ خَالِدٌ سَيْفَ اللَّهِ.
أَخْبَرَنَا يَعْلَى وَمُحَمَّدٌ ابْنَا عُبَيْدٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ قَالُوا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي [خَالِدٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ أبي حازم قال: قال رسول الله. ص: إِنَّمَا خَالِدٌ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ صَبَّهُ اللَّهُ عَلَى الْكُفَّارِ] .(7/277)
قَالَ يَعْلَى وَمُحَمَّدٌ فِي حَدِيثِهِمَا: [لا تُؤْذُوا خَالِدًا فَإِنَّهُ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ] .
أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ عَنْ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ بِالْحِيرَةِ يَقُولُ: لَقَدِ انْقَطَعَ فِي يَدِي يَوْمَ مُؤْتَةَ تِسْعَةُ أَسْيَافٍ وَصَبَرَتْ فِي يَدِي صَفِيحَةٌ لِي يَمَانِيَّةٌ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَأَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ أَنْ يَدْخُلَ مِنَ اللِّيطِ فَدَخَلَ فَوَجَدَ جَمْعًا مِنْ قُرَيْشٍ وَأَحَابِيشِهَا فِيهِمْ صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ وَعِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ وَسُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو فَمَنَعُوهُ الدُّخُولَ وَشَهَرُوا السِّلاحَ وَرَمَوْهُ بِالنَّبْلِ. فَصَاحَ خَالِدٌ فِي أَصْحَابِهِ وَقَاتَلَهُمْ. فَقَتَلَ مِنْهُمْ أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ رَجُلا. وَلَمَّا فَتْحَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَكَّةَ بَعَثَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى الْعُزَّى فَهَدَمَهَا ثُمَّ رَجَعَ إِلَى رَسُول اللَّهِ - صَلَّى الله عليه وسلم - وهو مُقِيمٌ بِمَكَّةَ. فَبَعَثَهُ إِلَى بَنِي جَذِيمَةَ وَهُمْ مِنْ بَنِي كِنَانَةَ. وَكَانُوا أَسْفَلَ مَكَّةَ عَلَى لَيْلَةٍ بِمَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ الْغُمَيْصَاءُ. فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ فَأَوْقَعَ بِهِمْ. وَلَمَّا ارْتَدَّتِ الْعَرَبُ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بعث أبو بكر. رضي الله عَنْهُ. خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ يَسْتَعْرِضُهُمْ وَيَدْعُوهُمْ إِلَى الإِسْلامِ فَخَرَجَ فَأَوْقَعَ بِأَهْلِ الرِّدَّةِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَتْ فِي بَنِي سُلَيْمٍ ردة فبعث أبو بكر. رضي الله عَنْهُ. خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ فَجَمَعَ مِنْهُمْ رِجَالا فِي حَضَائِرَ ثُمَّ أَحْرَقَهُمْ بِالنَّارِ. فَجَاءَ عُمَرُ إلى أبي بكر. رضي الله عَنْهُ. فَقَالَ: انْزِعْ رَجُلا عَذَّبَ بِعَذَابِ اللَّهِ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: لا وَاللَّهِ لا أَشِيمُ سَيْفًا سَلَّهُ اللَّهُ عَلَى الْكُفَّارِ حَتَّى يَكُونَ هُوَ الَّذِي يَشِيمُهُ. ثُمَّ أَمَرَهُ فَمَضَى لِوَجْهِهِ مِنْ وَجْهِهِ ذَلِكَ إِلَى مُسَيْلِمَةَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ عَامِرٍ عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: وَحَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالا: كَتَبَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ. رَضِيَ الله عَنْهُ. إِلَى خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ حِينَ فَرَغَ مِنْ أَهْلِ الْيَمَامَةِ يَسِيرُ إِلَى الْعِرَاقِ. فَخَرَجَ خَالِدٌ مِنَ الْيَمَامَةِ فَسَارَ حَتَّى أَتَى الْحِيرَةَ فَنَزَلَ بِخِفَّانَ.
وَالْمَرْزُبَانُ بِالْحِيرَةِ مَلِكٌ كَانَ لِكِسْرَى مَلَّكَهُ حِينَ مَاتَ النُّعْمَانُ بْنُ الْمُنْذِرِ. فَتَلَقَّاهُ بَنُو قَبِيصَةَ وَبَنُو ثَعْلَبَةَ وَعَبْدُ الْمَسِيحِ بْنُ حَيَّانَ بْنِ بُقَيْلَةَ فَصَالَحُوهُ عَنِ الْحِيرَةِ وَأَعْطَوُا الْجِزْيَةَ مِائَةَ أَلْفٍ عَلَى أَنْ يَتَنَحَّى إِلَى السَّوَادِ. فَفَعَلَ وَصَالَحَهُمْ وَكَتَبَ لَهُمْ كِتَابًا. فَكَانَتْ أَوَّلَ جِزْيَةٍ فِي الإِسْلامِ. ثُمَّ سَارَ خَالِدٌ إِلَى عَيْنِ التَّمْرِ فَدَعَاهُمْ إِلَى الإِسْلامِ فَأَبَوْا فَقَاتَلَهُمْ قِتَالا شَدِيدًا فَظَفَّرَهُ اللَّهُ بِهِمْ وَقَتَلَ وَسَبَى وَبَعَثَ بِالسَّبْيِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ. رحمه(7/278)
اللَّهُ. ثُمَّ نَزَلَ بِأَهْلِ أُلَّيْسَ قَرْيَةٌ أَسْفَلَ الفرات فصالحهم و. كان الذي ولي صلحه هانئ ابن جَابِرٍ الطَّائِيُّ عَلَى مِائَتَيْ أَلْفِ دِرْهَمٍ. ثُمَّ سَارَ فَنَزَلَ بِبَانِقْيَا عَلَى شَاطِئِ الْفُرَاتِ.
فَقَاتَلُوهُ لَيْلَةً حَتَّى الصَّبَّاحِ ثُمَّ طَلَبُوا الصُّلْحَ. فَصَالَحَهُمْ وكتب لهم كتابا. وصالح صلوبا ابن بَصِيهَرَا. وَمَنْزِلُهُ بِشَاطِئِ الْفُرَاتِ. عَلَى جِزْيَةٍ أَلْفِ دِرْهَمٍ. ثُمَّ كَتَبَ إِلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ. رَحِمَهُ اللَّهُ. يَأْمُرُهُ بِالْمَسِيرِ إِلَى الشَّامِ وَكَتَبَ إِلَيْهِ: إِنِّي قَدِ اسْتَعْمَلْتُكَ عَلَى جُنْدِكَ وَعَهِدْتُ إِلَيْكَ عَهْدًا تَقْرَأُهُ وَتَعْمَلُ بِمَا فِيهِ. فَسِرْ إِلَى الشَّامِ حَتَّى يُوَافِيَكَ كِتَابِي.
فَقَالَ خَالِدٌ: هَذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ حَسَدَنِي أَنْ يَكُونَ فَتْحُ الْعِرَاقِ عَلَى يَدَيَّ.
فَاسْتَخْلَفَ الْمُثَنَّى بْنَ حَارِثَةَ الشَّيْبَانِيَّ مَكَانَهُ وَسَارَ بِالأَدِلاءِ حَتَّى نَزَلَ دُومَةَ الْجَنْدَلِ.
فَوَافَاهُ بِهَا كِتَابُ أَبِي بَكْرٍ وَعَهْدِهِ مَعَ شَرِيكِ بْنِ عَبْدَةَ الْعَجْلانِيِّ. فَكَانَ خَالِدٌ أَحَدَ الأُمَرَاءِ بِالشَّامِ فِي خِلافَةِ أَبِي بَكْرٍ. وَفَتَحَ بِهَا فُتُوحًا كَثِيرَةً. وَهُوَ وَلِيَ صُلْحَ أَهْلِ دِمَشْقَ وَكَتَبَ لَهُمْ كِتَابًا فَأَنْفَذُوا ذَلِكَ لَهُ. فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ وَوَلِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَزَلَ خَالِدًا عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ وَوَلَّى أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ. فَلَمْ يَزَلْ خَالِدٌ مَعَ أَبِي عُبَيْدَةَ فِي جُنْدِهِ يَغْزُو.
وَكَانَ لَهُ بَلاءٌ وَغَنَاءٌ وَإِقْدَامٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى تُوُفِّيَ. رَحِمَهُ اللَّهُ. بِحِمْصَ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَأَوْصَى إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. وَدُفِنَ فِي قَرْيَةٍ عَلَى مِيلٍ مِنْ حِمْصَ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: سَأَلْتُ عَنْ تِلْكَ الْقَرْيَةِ فَقَالُوا قَدْ دَثَرَتْ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ قَيْسَ بْنَ أَبِي حَازِمٍ يَقُولُ: لَمَّا مَاتَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ عُمَرُ: يَرْحَمُ اللَّهُ أَبَا سُلَيْمَانَ. لَقَدْ كُنَّا نَظُنُّ بِهِ أُمُورًا مَا كَانَتْ.
أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ عَنْ نَافِعٍ قَالَ: لَمَّا مَاتَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ لَمْ يَدَعْ إِلا فَرَسَهُ وَسِلاحَهُ وَغُلامَهُ. فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ. رَحِمَهُ اللَّهُ. فَقَالَ: يَرْحَمُ اللَّهُ أَبَا سُلَيْمَانَ. كَانَ عَلَى غَيْرِ مَا ظَنَنَّا بِهِ.
3700- عِيَاضُ بْنُ غَنْمِ بْن زُهَير بْن أبي شَدَّادِ.
بْن رَبِيعَةُ بن هلال بن أهيب بن ضبة ابن الحارث بن فهر. أسلم قديمًا قبل الحديبية وشهد الْحُدَيْبِيَةَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
وكان رجلًا صالحًا سمحًا. وكان مع أبي عبيدة بن الجراح بالشام. فلما حضرت أبا عبيدة الوفاة ولي عياض بن غنم الذي كان يليه. فسأل عمر بن الخطاب: من استخلف أبو عبيدة على عمله؟ قالوا: عياض بن غنم. فأقره وكتب إليه: إني قد وليتك ما كان أبو عبيدة يليه فاعمل بالذي يحق الله عليك.(7/279)
قَالَ أَبُو الْيَمَانِ الْحِمْصِيُّ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَشْيَاخٍ: إِنَّ عُمَرَ رَزَقَ عِيَاضَ ابن غَنْمٍ حِينَ وَلاهُ جُنْدَ حِمْصَ كُلَّ يَوْمٍ دِينَارًا وَشَاةً وَمُدًّا.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَلَمْ يَزَلْ عِيَاضٌ وَالِيًا لِعُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ عَلَى حِمْصَ حَتَّى مَاتَ بِالشَّامِ سَنَةَ عِشْرِينَ فِي خِلافَةِ عُمَرَ وَهُوَ ابْنُ سِتِّينَ سَنَةً. وَمَاتَ وَمَا لَهُ مَالٌ وَلا عَلَيْهِ دَيْنٌ لأحد.
3701- سعيد بن عامر بن جذيم بْنِ سَلامَانَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ سَعْدِ بْن جمح بن عمرو ابن هصيص.
أسلم قبل خيبر وهاجر إِلَى المدينة. وشهد مع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خيبرًا وما بعد ذلك من المشاهد. ولا نعلم له بالمدينة دارًا. وولاه عمر بن الخطاب عمل عياض بن غنم حين مات عياض. وَكَانَ عَلَى حِمْصَ وَمَا يَلِيهَا مِنَ الشَّامِ. وكانت تصيبه غشية وهو بين ظهري أصحابه فذكر ذلك لعمر. قال: فسأله. فقال: كنت فيمن حضر خبيبًا. رحمه الله. حين قتل. وسمعت دعوته فو الله ما خطرت على قلبي وأنا في مجلس إلا غشي علي. قال: فزاده عند عمر خيرا.
قَالَ محمد بن سعد: وَأُخْبِرْتُ عَنْ أَبِي الْيَمَانِ الْحِمْصِيِّ عَنْ جَرِيرِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ حَبِيبِ بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ سعيد بن عامر بن جذيم. وَكَانَ قُرَشِيًّا. وَكَانَ أَمِيرًا عَلَى حِمْصَ أَوَّلَ مَا فُتِحَتْ فَوَثَبَ عَلَى فَرَسٍ لَهُ فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ: لَقَدْ أَجَدْتَ الْوَثْبَةَ يَا قَرْحَا. فقال سعيد:
مَنْ هَذَا الَّذِي سَمَّانِي بِغَيْرِ الاسْمِ الَّذِي سَمَّانِي وَالِدِي؟ إِنْ كَانَ لَغَنِيًّا أَنْ تَلْعَنَهُ الْمَلائِكَةُ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَمَاتَ سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ سَنَةَ عِشْرِينَ فِي خِلافَةِ عُمَرَ. رَحِمَهُ اللَّهُ.
3702- الْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ
بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْن قصي.
ويكنى أبا محمد. وكان أسن ولد العباس. وَغَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - مكة وحنينًا.
وثبت يومئذ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حين ولي الناس وشهد معه حجة الوداع وأردفه رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَكَانَ فيمن غُسْلَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَوَلَّى دَفْنَهُ. ثُمَّ خَرَجَ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى الشَّامِ فَمَاتَ بِنَاحِيَةِ الأُرْدُنِّ فِي طَاعُونِ عَمَوَاسٍ سَنَةَ ثماني عَشْرَةَ مِنَ الْهِجْرَةِ فِي خِلافَةِ عُمَرَ بْنِ الخطاب.
__________
3702 التقريب (2/ 110) .(7/280)
3703- أَبُو مَالِكٍ الأَشْعَرِيُّ.
أَسْلَمَ وَصَحِبَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وغزا معه وروى عَنْهُ.
أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ:
حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الأَزْدِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُعَيْمٍ الأَزْدِيِّ عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَرْزَبٍ عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عَقَدَ لأَبِي مَالِكٍ الأَشْعَرِيِّ عَلَى خَيْلِ الطَّلَبِ وَأَمَرَهُ أَنْ يَطْلُبَ هَوَازِنَ حَيْثُ انْهَزَمَتْ.
3704- عوف بن مالك الأشجعي.
أسلم قبل حنين وشهد حنينا. وكانت راية أشجع معه يوم فتح مكة. وتحول إِلَى الشَّامِ فِي خِلافَةِ أَبِي بَكْرٍ فَنَزَلَ حِمْصَ وَبَقِيَ إِلَى أَوَّلِ خِلافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ. وَمَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ. وَكَانَ يكنى أبا عمرو.
3705- ثوبان مولى رسول الله، ص.
ويكنى أبا عبد الله. وهو من أهل السراة.
قال: يذكرون أنه من حمير أصابه سبا فاشتراه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأعتقه فلم يزل مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَتَّى قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فتحول إلى الشام فنزل حمص وله بها دار صدقة. ومات بها سنة أربع وخمسين في خلافة معاوية.
3706- سهل بن الحنظلية.
وهو سهل بن عمرو بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة. وأمه من بني تميم ثم من بني حنظلة فنسب إلى أمه فقيل ابن الحنظلية. شهد احدًا والخندق والمشاهد مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثم تحول إلى الشام فنزل دمشق حتى مات بها.
3707- شداد بن أَوْسُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ الْمُنْذِرِ
بْنِ حَرَامِ بن عمرو بن زيد مناة بن عامر ابن عمرو بن مالك بن النجار. وهو ابن أخي حسان بن ثابت الشاعر. وتحول إلى فلسطين فنزلها ومات بها سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ فِي آخِرِ خِلافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ.
وكان يوم مات ابن خمس وتسعين سنة. وله بقية وعقب في بيت المقدس. وكانت له عبادة واجتهاد في العمل. وقد روى عن كعب الأحبار.
3708- فضالة بن عبيد بن نافذ بن قيس
بن صهبيه بن الأصرم بن جحجبا بن كلفة
__________
3703 التقريب (2/ 468) .
3704 التقريب (2/ 90) .
3705 التقريب (1/ 120) .
3707 التقريب (1/ 347) .
3708 التقريب (2/ 190) .(7/281)
ابن عَوْف بْن عَمْرو بْن عَوْف من الأنصار. شَهِدَ أُحُدًا وَالْخَنْدَقَ وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثُمَّ خَرَجَ إلى الشام فنزل دمشق وبنى بها دارًا. وكان قاضيًا بها في زمن معاوية بن أبي سفيان. ومات بدمشق فِي خِلافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ. وَلَهُ عقب.
3709- أَبُو أبي ابْنُ امْرَأَةِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ.
واسمه عبد الله بن عمرو بن قيس ابن زيد بْن سواد بْن مالك بْن غنم بْن مالك بن النجار من الأنصار من الخزرج شهد أبوه وأخوه قيس بن عمرو بدرًا ولم يشهدها أبو أبي. وأمه أم حرام بنت ملحان خالة أنس بن مالك. وتحول أبو أبي إلى الشام فنزل ببيت المقدس. وله عقب هناك. وَقَدْ رَوَى عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ هِلالِ بْنِ يَسَافٍ عَنْ أَبِي المثنى الحمصي عن أبي أُبَيِّ ابْنِ امْرَأَةِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: [كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: إِنَّهُ سَتَجِيءُ أُمَرَاءُ تَشْغَلُهُمْ أَشْيَاءُ يُؤَخِّرُونَ الصَّلاةَ حَتَّى لا يُصَلُّوا الصَّلاةَ لِوَقْتِهَا. فَصَلُّوا الصَّلاةَ لِوَقْتِهَا. فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ثُمَّ نُصَلِّي مَعَهُمْ؟ قَالَ: نَعَمْ.]
3710- عَبْد الرَّحْمَن بْن شبل.
بْن عَمْرو بْن زيد بن نجدة من بني عَمْرو بْن عَوْف من الأنصار. نزل الشام وَرَوَى [عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إنه نهى عن نقرة الغراب وافتراش السبع.]
3711- عُمَيْرُ بْنُ سَعْدِ بْن عُبَيْد بْن النُّعمان.
بْن قَيْس بْن عَمْرو بن زيد بن أمية من بني عمرو بن عوف. وأبوه ممن شهد بدرًا وهو سعد القارئ. وصحب عمير بْن سعد النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَرَوَى عَنْهُ. وولاه عمر بن الخطاب حمص بعد سعيد بن عامر بن حذيم.
3712- عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ بْنِ خَالِدِ،
بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ خَلَفِ بْن مازن بْن مالك ابن ثعلبة بن بهثة بن سُلَيْمِ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ عِكْرِمَةَ بْنِ خَصَفَةَ بن قيس بن عيلان بن مضر يكنى أبا نجيح.
__________
3710 التقريب (1/ 483) .
3712 التقريب (2/ 74) .(7/282)
أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ أَبِي يَحْيَى سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ وَضَمْرَةَ وَأَبِي طَلْحَةَ أَنَّهُمْ سَمِعُوا أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ نَازِلٌ بِعُكَاظٍ. قَالَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ مَعَكَ فِي هَذَا الأَمْرِ؟ قَالَ: مَعِي رَجُلانِ أَبُو بَكْرٍ وَبِلالٌ. قَالَ: فَأَسْلَمْتُ عِنْدَ ذَلِكَ. قَالَ: وَلَقَدْ رَأَيْتُنِي رُبْعَ الإِسْلامِ. قَالَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمْكُثُ مَعَكَ أَوْ أَلْحَقُ بِقَوْمِي؟ قَالَ:
الْحَقْ بِقَوْمِكَ فَيُوشِكُ أَنْ تَفِيءَ بِمَنْ تَرَى وَتُحْيِيَ الإِسْلامَ. قَالَ: ثُمَّ أَتَيْتُهُ قَبْلَ فَتْحِ مَكَّةَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ قَالَ وَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ السُّلَمِيُّ أُحِبُّ أَنْ أَسْأَلَكَ عَمَّا تَعْلَمُ وَأَجْهَلُ وَيَنْفَعُنِي وَلا يَضُرُّكَ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: لَمَّا أَسْلَمَ عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ بِمَكَّةَ رَجَعَ إِلَى بِلادِ قَوْمِهِ بَنِي سُلَيْمٍ. وَكَانَ يَنْزِلُ بِصَفْنَةَ وَحَاذَةٍ وَهِيَ مِنْ أَرْضِ بَنِي سُلَيْمٍ. فَلَمْ يَزَلْ مُقِيمًا هُنَاكَ حَتَّى مَضَتْ بَدْرٌ وَأُحُدٌ وَالْخَنْدَقُ وَالْحُدَيْبِيَةُ وَحُنَيْنِ. ثُمَّ قَدِمَ عَلَى رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَعْدَ ذَلِكَ الْمَدِينَةَ فَصَحِبَهُ وَسَمِعَ مِنْهُ وَرَوَى عَنْهُ. ثُمَّ خَرَجَ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلى الشَّامِ فَنَزَلَهَا إِلَى أَنْ مَاتَ بِهَا.
3713- الْحَارِث بْن هشام بْن المغيرة بْن عَبْد الله بن عمر بن مخزوم.
أسلم يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ وَشَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حُنَيْنًا وَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ غَنَائِمِ حنين مائة من الإبل. ولم يزل مُقِيمًا بِمَكَّةَ بَعْدَ أَنْ أَسْلَمَ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
فَلَمَّا جَاءَ كِتَابُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ يَسْتَنْفِرُ الْمُسْلِمِينَ إلى غزاة الرُّومِ قَدِمَ الْحَارِثُ بْنُ هِشَامٍ وَعِكْرِمَةُ بْنُ أبي جهل وسهيل بن عمرو جميعًا على أبي بكر المدينة. فأتاهم أبو بكر في منازلهم فسلم عليهم ورحب بهم وَسُرَّ بِمَكَانِهِمْ. ثُمَّ خَرَجُوا مَعَ الْمُسْلِمِينَ غُزَاةً إلى الشام. فشهدوا وشهد الحارث بن هشام فحلا وَأَجْنَادَيْنِ. وَمَاتَ بِالشَّامِ فِي طَاعُونِ عَمَوَاسَ سَنَةَ ثَمَانِي عَشْرَةَ فِي خِلافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ.
3714- عكرمة بن أبي جهل،
واسم أبي جهل عمرو بن هشام بن المغيرة بن عبد الله ابن عمرو بن مخزوم. أسلم يوم فَتْحَ مَكَّةَ وَاسْتَعْمَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عام حج على صدقات هوازن. فَقُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَعِكْرِمَةُ بتبالة واليا على هوازن. وخرج
__________
3713 التقريب (1/ 145) .
3714 التقريب (2/ 29) .(7/283)
عكرمة إلى الشام مجاهدًا في خلافة أبي بكر الصديق. رحمه الله. فقتل يوم أجنادين شهيدًا. وليس له عقب.
3715- سُهَيْل بْن عَمْرو بْن شمس.
بْن عَبْد ود بْن نصر بْن مالك بن حسل بن عامر ابن لؤي. ويكنى أبا يزيد. وَخَرَجَ إِلَى حُنَيْنٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ عَلَى شِرْكِهِ حَتَّى أسلم بالجعرانة مُنْصَرَفَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من حنين فَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يومئذ مائة من الإبل من غنائم حنين.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ زِيَادِ بْنِ مِينَا عَنْ أَبِي سَعِيدِ بْنِ أَبِي فَضَالَةَ الأَنْصَارِيِّ. وكانت له صحبة. قَالَ: اصْطَحَبْتُ أَنَا وَسُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو إِلَى الشَّامِ لَيَالِيَ أَغْزَانَا أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ. [فَسَمِعْتُ سُهَيْلا يَقُولُ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: مَقَامُ أَحَدِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ سَاعَةً خَيْرٌ مِنْ عَمَلِهِ عُمْرَهُ فِي أَهْلِهِ.] قَالَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو: فَأَنَا أُرَابِطُ حَتَّى أَمُوتَ وَلا أَرْجِعُ إِلَى مَكَّةَ أَبَدًا. فَلَمْ يَزَلْ بِالشَّامِ حَتَّى مَاتَ بِهَا فِي طَاعُونِ عَمَوَاسَ سَنَةَ ثَمَانِي عَشْرَةَ فِي خلافة عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ.
3716- أبو جندل بْنُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرِو.
بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بن عبد ود بن نصر بن مالك ابن حسل بن عامر بن لؤي. أسلم قديمًا بمكة فحبسه أبوه وأوثقه في الحديد ومنعه الهجرة. ثم أفلت بعد الحديبية فخرج إلى أبي بصير بالعيص فلم يزل معه حتى مات أبو بصير. فقدم أبو جندل ومن كان معه من المسلمين المدينة على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -
فلم يزل يَغْزُو مَعَهُ حَتَّى قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فخرج إلى الشام في أول من خرج إليها من المسلمين. فلم يزل يغزو ويجاهد في سبيل الله حتى مات بِالشَّامِ فِي طَاعُونِ عَمَوَاسَ سَنَةَ ثَمَانِي عَشْرَةَ فِي خلافة عمر بن الخطاب. ولم يدع أبو جندل عقبًا.
3717- يزيد بن أبي سُفْيَان بْن حرب بْن أُمَيَّةُ.
بْنُ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بن قصي. وأمه زينب بنت نوفل بن حلف بن قوالة من بني كنانة. أسلم يزيد يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ وَشَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حُنَيْنًا. وَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ غَنَائِمِ حنين مائة من الإبل وأربعين أوقية. ولم يزل يذكر بخير. وعقد له أبو بكر الصديق. رضي الله عنه.
مع أمراء الجيوش إلى الشام. وقال: إن اجتمعتم في كيد فيزيد على الناس وإن
__________
3717 التقريب (2/ 365) .(7/284)
تفرقتم فمن كانت الوقعة مما يلي عسكره فهو على أصحابه. وشيعه أبو بكر الصديق راجلًا وقال: إني أحتسب خطاي هذه في سبيل الله. وجعل أبو بكر يوصيه. فتوفي أبو بكر. رضي الله عنه. وهو واليه فولاه عمر بن الخطاب دمشق. فلم يزل واليًا بها حتى مات فِي طَاعُونِ عَمَوَاسَ سَنَةَ ثَمَانِي عَشْرَةَ. وَلَيْسَ له عقب.
3718- معاوية بن أبي سُفْيَان بْن حرب.
بْن أُمَيَّةُ بْنُ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بن قصي. وأمه هند بِنْت عُتْبة بْن ربيعة بْنُ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قصي. ويكنى معاوية أبا عبد الرحمن. وله عقب. وكان يذكر أنه أسلم عام الحديبية. وكان يكتم إسلامه من أبي سفيان. قال: فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَكَّةَ عام الفتح فأظهرت إسلامي ولقيته فرحب بي. وكتب له. وشهد معاوية مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حُنَيْنًا وَالطَّائِفَ وَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من غنائم حنين مائة من الإبل وأربعين أوقية وزنها له بلال. وَرَوَى عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أحاديث وولاه عمر بن الخطاب دمشق عمل أخيه يزيد بن أبي سفيان حين مات يزيد فلم يزل واليا لعمر حتى قتل عمر. رضي الله عنه. ثم ولاه عثمان بن عفان ذلك العمل وجمع له الشام كلها حتى قتل عثمان.
رضي الله عنه. فكانت ولايته على الشام عشرين سنة أميرًا. ثم بويع له بالخلافة واجتمع عليه بعد علي بن أبي طالب. ع. فلم يزل خليفة عشرين سنة حتى مات ليلة الخميس للنصف من رجب سنة ستين وهو يومئذ ابن ثمان وسبعين سنة.
3719- أبو هاشم بن عتبة.
بن ربيعة بْنُ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قصي. أسلم يوم فتح مكة وخرج إلى الشام فنزلها إلى أن مات بها. وكان ينزل دمشق.
3720- عبد الله بن السعدي.
واسم السعدي عمرو بْن وقدان بْن عَبْد شمس بْن عَبْد ود بْن نصر بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لؤي. أسلم يوم فتح مكة وصحب النبي.
ص. وروى عنه وقدم إلى الشام فنزل دمشق فمات هناك.
3721- ضرار بن الخطاب بن مرداس بن كبير بن عمرو بن حبيب
بْنِ عَمْرِو بْنِ شَيْبَانَ بْنِ مُحَارِبِ بْنِ فهر. وكان شاعرًا. أسلم يوم فتح مكة. وكان فارسا. وصحب
__________
3718 التقريب (2/ 259) .
3719 التقريب (2/ 483) .
3720 التقريب (1/ 419) .(7/285)
النبي - صلى الله عليه وسلم - وحسن إسلامه. وخرج إلى الشام مجاهدًا فمات هناك.
3722- وَاثِلَةُ بْنُ الأَسْقَعِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى
بْنِ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ نَاشِبِ بن عنزة بن سعد بن ليث بن بكر من بني كنانة. ويكنى أبا قرصافة. كان ينزل ناحية المدينة. ثم وقع الإسلام في قلبه فَقَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - وهو يتجهز إلى تبوك فاسلم وخرج مَعَ رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلى تبوك. وكان من أهل الصفة. قال: كنت في عشرين رَجُلا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - من أهل الصفة أنا أصغرهم. وسمع مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خرج إلى الشام.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ أبي الزَّاهِرِيَّةِ قَالَ:
مَاتَ وَاثِلَةُ بْنُ الأَسْقَعِ بِالشَّامِ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً.
قَالَ: وَقَالَ أَبُو الْمُغِيرَةِ الْحِمْصِيُّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ عَنِ ابْنِ خَالِدٍ قَالَ:
تُوُفِّيَ وَاثِلَةُ بْنُ الأَسْقَعِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَمَانِينَ وَهُوَ ابْنُ مِائَةٍ وَخَمْسِ سِنِينَ. وَكَانَ يَنْزِلُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ وَمَاتَ بِهَا. وَكَانَ يَشْهَدُ الْمَغَازِيَ فَيَمُرُّ بِدِمَشْقَ وَحِمْصَ.
قَالَ: وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بن صالح عن معاوية بن صالح عن الْعَلاءِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَأَبُو الأَزْهَرِ عَلَى وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ فَقُلْنَا لَهُ: يَا أبا الأَسْقَعِ حَدِّثْنَا بِحَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
قَالَ: وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمُصْعَبِ مَوْلَى بَنِي يَزِيدَ قَالَ: رَأَيْتُ وَاثِلَةَ بْنَ الأَسْقَعِ يَتَغَدَّى أَوْ يَتَعَشَّى بِفِنَاءِ مَنْزِلِهِ وَيَدْعُو النَّاسَ إِلَى طَعَامِهِ.
3723- تميم الداري.
وهو تميم بن أوس بن خارجة بن سود بن جذيمة بن دارع بْنِ عَدِيِّ بْنِ الدَّارِ بْنِ هَانِئِ بْنِ حبيب بن نمارة بن لخم بن كعب. وَفَدَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - ومعه أخوه نعيم بن أوس فأسلما وأقطعهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حبرى وبيت عينون بالشام. وَلَيْسَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قطيعة بالشام غيرها. وصحب تميم رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وغزا معه وَرَوَى عَنْهُ وَلَمْ يَزَلْ بِالْمَدِينَةِ حَتَّى تَحَوَّلَ إِلَى الشَّامِ بَعْدَ قَتْلِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ. وكان تميم الداري يكنى أبا رقية.
__________
3722 التقريب (2/ 328) .
3723 التقريب (1/ 113) .(7/286)
3724- بسر بن أبي أرطأة.
واسمه عمير بن عويمر بن عمران بن الجليس بن سيار ابن نزار بن معيص بن عامر بن لؤي.
قال محمد بن عمر: قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وبسر بن أبي أرطأة صغير ولم يرو عنه أحد من المدنيين أنه سَمِعَ مِنَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تحول فنزل الشام. وفي رواية غير محمد بن عمر عن الشاميين وغيرهم أنه أدرك النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَرَوَى عَنْهُ أحاديث. وكان قد صحب معاوية. وكان عثمانيًا. وبقي إلى خلافة عبد الملك بن مروان.
3725- حَبِيبُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْفِهْرِيُّ.
بن مالك الأكبر بْنِ وَهْبِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ وَاثِلَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ شَيْبَانَ بْنِ مُحَارِبِ بْنِ فهر.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الأَزْرَقِيُّ الْمَكِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ حَبِيبِ بْنِ مَسْلَمَةَ الْفِهْرِيِّ أَنَّهُ [أَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ بِالْمَدِينَةِ فَأَدْرَكَهُ أَبُوهُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله يدي ورجلي. فقال له النبي. ص: ارْجِعْ مَعَهُ فَإِنَّهُ يُوشِكُ أَنْ يَهْلِكَ. قَالَ: فَهَلَكَ فِي تِلْكِ السَّنَةِ] .
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَالَّذِي عِنْدَ أَصْحَابِنَا فِي رِوَايَتِنَا أَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبض وَلِحَبِيبِ بْنِ مَسْلَمَةَ اثْنَتَا عَشْرَةَ سَنَةً. وَأَنَّهُ لَمْ يَغْزُ مَعَهُ شَيْئًا وَفِي رِوَايَةِ غَيْرِنَا أَنَّهُ قَدْ غَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَحَفِظَ عَنْهُ أَحَادِيثِ وَرَوَاهَا. وَتَحَوَّلَ حَبِيبُ بْنُ مَسْلَمَةَ فَنَزَلَ الشَّامَ وَلَمْ يَزَلْ مَعَ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ فِي حُرُوبِهِ فِي صِفِّينَ وَغَيْرِهَا. وَكَانَ مُعَاوِيَةُ يُغْزِيهِ الرُّومَ فَيَكُونُ لَهُ فِيهِمْ نِكَايَةٌ وَأَثَرٌ. ثُمَّ وَجَّهَهُ إِلَى أَرْمِينِيَةَ وَالِيًا عَلَيْهَا. فَمَاتَ بِهَا سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَلَمْ يَبْلُغْ خَمْسِينَ سَنَةً.
3726- الضحاك بن قيس
بن خالد الأكبر بْنِ وَهْبِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ وَاثِلَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ شَيْبَانَ بْنِ مُحَارِبِ بْنِ فهر.
قال محمد بن عمر: في روايتنا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبض والضحاك بن قيس غلام لم يبلغ. وفي رواية غيره أنه أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - وسمع مِنْهُ.
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زيد عن
__________
3724 التقريب (1/ 96) .
3725 التقريب (1/ 150) .
3726 التقريب (1/ 373) .(7/287)
الْحَسَنِ أَنَّ الضَّحَّاكَ بْنَ قَيْسٍ كَتَبَ إِلَى قَيْسِ بْنِ الْهَيْثَمِ حِينَ مَاتَ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ:
سَلامٌ عَلَيْكَ. [أَمَا بَعْدُ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - يقول: إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ فِتَنٌ كَقِطَعِ الدُّخَانِ يَمُوتُ فِيهَا قَلْبُ الرَّجُلِ كَمَا يَمُوتُ بَدَنُهُ. يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا. وَيُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا. يَبِيعُ أَقْوَامٌ خَلاقَهُمْ وَدِينَهُمْ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا. وَإِنَّ] يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ مَاتَ وَأَنْتُمْ إِخْوَانُنَا وَأَشِقَّاؤُنَا فَلا تَسْبِقُونَا حَتَّى نَخْتَارَ لأَنْفُسِنَا.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: لَمَّا مَاتَ مُعَاوِيَةُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَاخْتَلَفَ النَّاسُ بِالشَّامِ دَعَا الضَّحَّاكُ بْنُ قَيْسٍ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ. وَكَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ بِوِلايَتِهِ عَلَى الشَّأْمِ. وَبُويِعَ لِمَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ فَسَارَ إِلَيْهِ فَالْتَقَوْا بِمَرْجِ رَاهِطَ فَاقْتَتَلُوا فَقُتِلَ الضَّحَّاكُ بْنُ قَيْسٍ بِمَرْجِ رَاهِطَ لِلنِّصْفِ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ.
3727- قُبَاثُ بْنُ أَشْيَمَ بْنِ عَامِرِ بْنِ الْمُلَوِّحِ بْنِ يَعْمَرَ وهو الشداخ بن عوف
بن كعب عامر بْنِ لَيْثِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بن كنانة. شهد بدرًا مع المشركين. وكان له فيها ذكر. ثم أسلم بعد ذلك وشهد مع النبي - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - بعض المشاهد. وكان على مجنبة أبي عبيدة بن الجراح يوم اليرموك. ونزل الشام بعد ذلك. وروي عنه.
أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ قَالَ:
أَخْبَرَنِي أَبُو خَالِدٍ الرَّحَبِيُّ. يَعْنِي ثَوْرَ بْنَ يَزِيدَ. عَنِ ابْنِ سَيْفٍ الْكَلاعِيِّ عَنْ [عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ قُبَاثِ بْنِ أَشْيَمَ اللَّيْثِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: صَلاةُ رَجُلَيْنِ يَؤُمُّ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ أَزْكَى عِنْدَ اللَّهِ مِنْ صَلاةِ ثَمَانِيَةٍ تَتْرَى. وَصَلاةُ أَرْبَعَةٍ يَؤُمُّهُمْ أَحَدُهُمْ أَزْكَى عِنْدَ اللَّهِ مِنْ صَلاةِ مِائَةٍ تَتْرَى] . قَالَ ابْنُ شُعَيْبٍ: فَقُلْتُ لأَبِي خَالِدٍ: مَا تَتْرَى؟ قَالَ: مُتَفَرِّقِينَ.
3728- أَبُو أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ.
واسمه الصدي بن عجلان. وروى عن سليمان.
أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَيْمُونٌ. يَعْنِي ابْنَ مِهْرَانَ. عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: شَهِدْتُ صِفِّينَ فَكَانُوا لا يُجْهِزُونَ عَلَى جَرِيحٍ وَلا يَطْلُبُونَ مُوَلِّيًا وَلا يسلبون قتيلا.
__________
3727 التقريب (2/ 122) .
3728 التقريب (1/ 366) .(7/288)
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ أَبِي غَالِبٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا أُمَامَةَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ.
قَالَ: وَأُخْبِرْتُ عَنْ أَبِي الْيَمَانِ الْحِمْصِيِّ عَنْ جَرِيرِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ حَبِيبِ بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ الْحَدِيثَ كَالرَّجُلِ الَّذِي عَلَيْهِ يُؤَدِّي مَا سَمِعَ. قَالَ:
وَأُخْبِرْتُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بن صالح عَنِ الْحَسَنِ بْنِ جَابِرٍ أَنَّهُ سَأَلَ أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ عَنْ كِتَابِ الْعِلْمِ فَقَالَ: لا بَأْسَ بِذَلِكَ أَوْ مَا أَدْرِي بِهِ بَأْسًا.
قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ بْنُ مُسْلِمٍ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاتِكَةِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَبِيبٍ أَنَّ أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ قَالَ لَهُمْ: إِنَّ هَذِهِ الْمَجَالِسَ مِنْ بَلاغِ اللَّهِ إِيَّاكُمْ. وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قد بَلَّغَ مَا أُرْسِلَ بِهِ إِلَيْنَا فَبَلِّغُوا عَنَّا أَحْسَنَ مَا تَسْمَعُونَ. قَالُوا: وَتُوُفِّيَ أَبُو أُمَامَةَ بِالشَّامِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ فِي خِلافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ وَهُوَ ابْنُ إِحْدَى وَسِتِّينَ سَنَةً.
3729- العرباض بْن سَارِيَة السُّلَميّ.
ويكنى أَبَا نجيح.
قال محمد بن عمر: تُوُفّي بالشام سنة خَمْسٍ وَسَبْعِينَ فِي أَوَّلِ خِلافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ ابن مروان.
3730- عمرو بن مرة، الجهني.
وكان شيخًا فِي عَهْدِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
3731- عتبة بن الندر السلمي.
وكان ينزل دمشق. ومات سنة أربع وثمانين.
3732- عتبة بن عبد السلمي.
وكان ينزل بالشام.
قال الهيثم بن عدي: تُوُفّي سنة إحدى أو اثنتين وتسعين. وقال محمد بن عمر:
تُوُفّي سنة سبع. وثمانين وهو ابن أربع وتسعين سنة.
3733- عَبْدُ الله بن بسر المازني.
مازن بن منصور أخي سليم بن منصور. ويكنى أبا صفوان.
قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ أَبِي الْيَمَانِ الْحِمْصِيِّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ عَنْ جَرِيرِ بْنِ
__________
3730 التقريب (2/ 79) .
3731 التقريب (2/ 5) .
3732 التقريب (2/ 5) .
3733 التقريب (1/ 404) .(7/289)
عُثْمَانَ وَصَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو أَنَّهُمَا رَأَيَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ صَاحِبُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُصَفِّرُ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ وَهُوَ حَاسِرٌ عَنْ رَأْسِهِ.
قَالَ أَبُو الْيَمَانِ: وَحَدَّثَنِي جَرِيرُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: رَأَيْتُ ثِيَابَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ مُشَمَّرَةً وَرِدَاءَهُ فَوْقَ الْقَمِيصِ وَكَانَ إِذَا مَرَّ بِحَجَرٍ عَلَى الطَّرِيقِ نَحَّاهُ.
قَالَ: وَحَدَّثَنِي صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: رَأَيْتُ فِيَ جَبْهَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ أَثَرَ السُّجُودِ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: تُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ. وَهُوَ آخِرُ مَنْ مَاتَ بِالشَّامِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَكَانَ يَوْمَ مَاتَ ابن أربع وتسعين سنة.
3734- عبد الله بن حوالة.
ويكنى أبا حوالة. قال الهيثم بن عدي: هو من الأزد.
وقال محمد بن عمر: هو من بني معيص بْن عامر بْن لؤي. ويكنى أَبَا مُحَمَّد. وكان يسكن الأردن. ومات سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ فِي آخِرِ خِلافَةِ مُعَاوِيَةَ وهو ابن اثنتين وسبعين سَنَةً.
أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا كهمس بن الحسن عن عبد الله بن شقيق عن رجل من عنزة يقال له زائدة أو مزيدة بن حوالة قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في سفر. ثم ذكر الحديث في عثمان كله.
3735- كعب بن مرة البهزي.
وبهز من بني سليم. وكان يسكن الأردن. وهو الَّذِي رَوَى عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي عثمان مثل ما روى عبد الله بن حوالة. ومات كعب سنة سبع وخمسين.
3736- كعب بن عاصم الأشعري.
3737- كَعْبُ بْنُ عِيَاضٍ، صحب النبي، ص.
وروى عنه حديثًا من حديث عبد الله ابن صالح عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ كَعْبِ بْنِ عِيَاضٍ قَالَ: [سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ فِتْنَةٌ وإن فتنة أمتي المال] .
3738- المقدام بن معديكرب الكندي.
ويكنى أبا يحيى. تُوُفّي بالشام سنة سبع
__________
3734 التقريب (1/ 411) .
3736 التقريب (2/ 134) .
3737 التقريب (2/ 134) .
3738 التقريب (2/ 272) .(7/290)
وثمانين في خلافة عبد الملك بن مروان وهو ابن إحدى وتسعين سنة.
3739- عبد الله بن قرط الأزدي
ثم الثمالي.
3740- الْحَكَمُ بْنُ عُمَيْرٍ الثُّمَالِيُّ،
من الأزد. وكان يسكن حمص.
أَخْبَرَنَا عَمَّارُ بْنُ نَصْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ عِيسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي حَبِيبٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَكَمَ بْنَ عُمَيْرٍ الثُّمَالِيَّ. وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: [قَالَ رَسُولُ الله. ص: اثْنَانِ فَمَا فَوْقَ ذَلِكَ جَمَاعَةٌ] .
3741- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَائِذٍ الثُّمَالِيُّ،
صحب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ونزل بالشام. قَالَ أَبُو الْيَمَانِ الْحِمْصِيُّ: حَدَّثَنِي صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سُفْيَانَ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الأَلْهَانِيِّ أَنَّ خُصَيْفَ بْنَ الْحَارِثِ قَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَائِذٍ الثُّمَالِيِّ حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ: إن استطعت أن تلقانا فتخبرنا من لَقِيتُمْ مِنَ الْمَوْتِ. فَلَقِيَهُ فِي مَنَامِهِ بَعْدَ حِينٍ فَقَالَ لَهُ: أَلا تُخْبِرُنَا؟ فَقَالَ:
نَجَوْنَا وَلَمْ نَكَدْ نَنْجُو. نَجَوْنَا بَعْدَ الْمُشَيِّبَاتِ فَوَجَدْنَا رَبَّنَا خَيْرَ رَبٍّ غَفَرَ الذُّنُوبَ. وَتَجَوَّزَ عَنِ السَّيِّئَةِ إِلا مَا كَانَ مِنَ الأَحْرَاضِ. فَقُلْتُ: وَمَا الأَحْرَاضُ؟ قَالَ: الَّذِينَ يُشَارُ إِلَيْهِمْ بِالأَصَابِعِ.
3742- أَبُو ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيُّ،
وخشين من قضاعة. واسم أبي ثعلبة فيما أخبرنا أصحابه جرهم بن ناش. قال: وأخبرت عن أبي مسهر الدمشقي أنه قال: اسمه جرثومة بن عبد الكريم. حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ قَالَ: حَدَّثَنَا النُّعْمَانُ بْنُ رَاشِدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ عَنْ [أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَأَى فِي إِصْبَعِهِ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ. فَجَعَلَ يَقْرَعُ يَدَهُ بِعُودٍ مَعَهُ فَعَقَلَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَخَذَ الْخَاتَمَ فَرَمَى بِهِ فَنَظَرَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَلَمْ يَرَهُ فِي يَدِهِ. فَقَالَ: مَا أُرَانَا إِلا وَقَدْ أَوْجَعْنَاكَ وَأَغْرَمْنَاكَ] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ عَنْ مِحْجَنِ بْنِ وُهَيْبٍ قَالَ: كَانَ أَبُو ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيُّ قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - وهو يتجهز إلى خَيْبَرَ. فَشَهِدَ خَيْبَرَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثُمَّ قَدِمَ عَلَى رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَفْدُ خُشَيْنٍ وَهُمْ سَبْعَةٌ فَنَزَلُوا عَلَى أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ.
__________
3739 التقريب (1/ 441) .
3742 التقريب (2/ 404) .(7/291)
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَتُوُفِّيَ أَبُو ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيُّ بِالشَّامِ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ فِي أَوَّلِ خِلافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ.
3743- أبو كبشة الأنماري.
قال الهيثم بن عدي: شَهِدَ مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تبوك.
3744- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ قَتَادَةَ السُّلَمِيُّ،
صحب النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَرَوَى عَنْهُ ونزل الشام.
أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ قَتَادَةَ السُّلَمِيُّ. وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ -[قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ. تَبَارَكَ وَتَعَالَى. خَلَقَ آدَمَ وَأَخَذَ الْخَلْقَ مِنْ ظَهْرِهِ فَقَالَ هَؤُلاءِ فِي الْجَنَّةِ وَلا أُبَالِي. وَهَؤُلاءِ فِي النَّارِ وَلا أُبَالِي. فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَعَلَى مَاذَا نَعْمَلُ؟ قَالَ: عَلَى مَوَاقِعِ الْقَدَرِ.]
3745- نعيم بن هبار الغطفاني.
هكذا أخبرنا معن بن عيسى عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ عَنْ أبي الزَّاهِرِيَّةِ عن كثير بن مرة عن نعيم بن هبار قال: وكان الوليد بن مسلم يقول فيما يحدث به نعيم بن هبار. وقال غيرهم: نعيم بن حمار. وكان نعيم قَدْ صَحِبَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَرَوَى عَنْهُ ونزل بعد ذلك دمشق.
3746- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي عَمِيرَةَ الْمُزَنِيُّ.
وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - نزل الشام. وهو الذي روى في معاوية ما روي من حديث الوليد بن مسلم قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ دِمَشْقَ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مَيْسَرَةَ بْنِ جَلِيسٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرحمن ابن أَبِي عَمِيرَةَ الْمُزَنِيَّ يَقُولُ: [سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: يَكُونُ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ بَيْعَةُ هُدًى] .
قَالَ: وَحَدَّثَ أَبُو مُسْهِرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمِيرَةَ. وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ فِي مُعَاوِيَةَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا اهْدِهِ وَاهْدِ بِهِ.
3747- أَبُو سَيَّارَةَ الْمُتُعِيُّ،
وكان حليفًا لبني بجالة.
__________
3743 التقريب (2/ 465) .
3745 التقريب (2/ 306) .
3746 التقريب (1/ 493) .
3747 التقريب (2/ 433) .(7/292)
أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى [عَنْ أَبِي سَيَّارَةَ الْمُتُعِيِّ قَالَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي نَحْلا. قَالَ: أَدِّ زَكَاتَهَا. قُلْتُ:
احْمِ لِي جَبَلَهَا. قَالَ: فَحَمَاهُ لِي] .
3748- وَحْشِيُّ بْنُ حَرْبٍ الْحَبَشِيُّ.
قاتل حمزة بْن عَبْد المطلب. رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
أسلم بعد ذلك وصحب النبي - صلى الله عليه وسلم - وسمع منه أحاديث وشرك في قتل مسيلمة الكذاب. فكان يقول: قلت خير الناس وقتلت شر الناس. ونزل حمص حتى مات بها وولده بها إلى اليوم.
وكان الوليد بن مسلم يحدث عن رجل من ولده يقال له وحشي بن حرب أحاديث عن أبيه عن جده عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: وقال الوليد بْنُ مُسْلِمٍ: حَدَّثَنِي وَحْشِيُّ بْنُ حَرْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ وَحْشِيِّ بْنِ حَرْبٍ قَالَ: لما عقد أبو بكر. رضي الله عَنْهُ. لِخَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ عَلَى أَهْلِ الرِّدَّةِ قَالَ لِي: يَا وَحْشِيُّ اخْرُجْ مَعَ خَالِدٍ فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَا كُنْتَ تُقَاتِلُ لِتَصُدَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ. فَخَرَجْتُ مَعَهُ فَلَقِينَا بَنِي حَنِيفَةَ فَهَزَمُوا الْمُسْلِمِينَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا. ثُمَّ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ فَصَبَرُوا لِوَقْعِ السُّيُوفِ على رؤوسهم حَتَّى رَأَيْتُ شُهُبَ النَّارِ تَخْرُجُ مِنْ خِلالِ السُّيُوفِ حَتَّى سَمِعْتُ لَهَا أَصْوَاتًا كَأَصْوَاتِ الأَجْرَاسِ فَضَرَبْتُ بِسَيْفِي حَتَّى غَرِيَ قَائِمُهُ بِيَدِي مِنَ الدَّمِ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ. تَبَارَكَ وَتَعَالَى. نَصَرَهُ فَهَزَمَ اللَّهُ بَنِي حَنِيفَةَ وَقَتْلَ اللَّهُ مُسَيْلِمَةَ. ثُمَّ قال: قال أبو بكر. رضي الله عَنْهُ. فَسَمِعْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: خَالِدٌ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ صَبَّهُ اللَّهُ. تَبَارَكَ وَتَعَالَى. عَلَى الْمُشْرِكِينَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْقُرْقُسَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بن أبي مريم عن راشد ابن سَعْدٍ قَالَ: إِنَّ أَوَّلَ مَنْ لَبِسَ الثِّيَابَ الْمُدَلَّكَةِ وَضُرِبَ فِي الْخَمْرِ بِحِمْصَ وَحْشِيُّ.
3749- عُثْمَانُ بن عثمان الثقفي،
صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
أُخْبِرْتُ عَنْ أَبِي الْيَمَانِ الْحِمْصِيِّ عَنْ جَرِيرِ بْنِ عُثْمَانَ عَنِ ابْنِ أَبِي عَوْفٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُثْمَانَ الثَّقَفِيِّ [صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ. تَبَارَكَ وَتَعَالَى.
يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عَبْدِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ بِسَنَةٍ. وَإِنَّ اللَّهَ لَيَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عَبْدِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ بشهر.
__________
3748 التقريب (2/ 330) .(7/293)
وَإِنَّ اللَّهَ لَيَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عَبْدِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ بِفَوَاقِ نَاقَةٍ. فَقِيلَ لَهُ: مَا الْفَوَاقُ قَالَ: مَا بَيْنَ الْحَلْبَتَيْنِ.]
3750- مُسْلِمُ بْنُ حَارِثٍ،
صحب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ونزل الشام.
وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَّانَ الْكِنَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ الْحَارِثِ التَّمِيمِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي سَرِيَّةٍ فَلَمَّا دَنَوْنَا مِنَ الْحِصْنِ سَمِعْنَا ضَوْضَاءَ أَهْلِهِ فَاسْتَحْثَثْتُ فَرَسِي فَأَتَيْتُهُمْ فَقُلْتُ: قُولُوا لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ تَحْتَرِزُوا. فَقَالُوا: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ. فَقَالَ أَصْحَابُنَا: حَرَمْتَنَا الْغَنِيمَةَ بَعْدَ أَنْ بَرَدَتْ فِي أَيْدِينَا. فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أُخْبِرَ بِذَلِكَ فَحَسَّنَ لِي مَا صَنَعْتُ وَقَالَ لِي: إِنَّ لَكَ مِنَ الأَجْرِ بِعَدَدِ كُلِّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ كَذَا وَكَذَا. ثُمَّ قَالَ: أَكْتُبُ لَكَ كِتَابًا أُوصِي بِكَ أَئِمَّةَ الْمُسْلِمِينَ بَعْدِي. قَالَ: فَكَتَبَ لِي كِتَابًا وَخَتَمَهُ. فَلَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَتَيْتُ أَبَا بَكْرٍ بِالْكِتَابِ فَفَضِّهُ وَأَعْطَانِي شَيْئًا ثُمَّ خَتَمَهُ. فَلَمَّا قُبِضَ أَبُو بَكْرٍ أَتَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ بِالْكِتَابِ فَفَضَّهُ وَأَعْطَانِي شَيْئًا ثُمَّ خَتَمَهُ. فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ عُثْمَانُ أَتَيْتُهُ بِالْكِتَابِ فَفَضَّهُ وَقَرَأَهُ فَأَعْطَانِي شَيْئًا ثُمَّ خَتَمَهُ. فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بَعَثَ إِلَى الْحَارِثِ بْنِ مُسْلِمٍ فَأَتَاهُ فَأَعْطَاهُ شَيْئًا وَقَالَ: لَوْ أَرَدْتُ لَوَصَلْتُ إِلَيْكَ. وَلَكِنِّي أَرَدْتُ أَنْ تُحَدِّثَنِي بِحَدِيثِكَ عَنْ أَبِيكَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَحَدَّثْتُهُ بِهِ.
3751- مَالِكُ بْنُ هُبَيْرَةَ السُّلَمِيُّ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْيَزَنِيِّ عَنْ مَالِكِ بْنِ هُبَيْرَةَ السُّلَمِيِّ. وَكَانَتْ لَهُ [صُحْبَةٌ. أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: مَا صُفَّتْ صُفُوفٌ ثَلاثَةٌ عَلَى مَيِّتٍ إِلا وَجَبَ] .
3752- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْغَاضِرِيُّ.
أُخْبِرْتُ عَنْ عَوْفٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ زِبْرِيقٍ الشَّامِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الحارث الزبيري قال: حدثني عبد الله بن سالم الزبيري قَالَ: [حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ جَابِرٍ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُعَاوِيَةَ الْغَاضِرِيَّ حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: ثَلاثَةٌ مَنْ فَعَلَهُنَّ فَقَدْ طَعِمَ طَعْمَ الإِيمَانِ: مَنْ عَبَدَ اللَّهَ وَحْدَهُ. وَأَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ. وَأَعْطَى زَكَاةَ ماله طيبة بها نفسه] .
__________
3750 التقريب (2/ 244) .
3751 التقريب (2/ 227) .(7/294)
3753- عَمْرٌو الْبِكَالِيُّ،
أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْجُرَيْرِيُّ عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيِّ قَالَ: قَدِمْتُ الشَّامَ فَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ مُجْتَمَعٍ عَلَيْهِ يُحَدِّثُ مَجْذُوذِ الأَصَابِعِ. وَفِي حَدِيثِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ مُجْذَمَ الْيَدَيْنِ. فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: إِنَّ هَذَا أَفْقَهُ مَنْ بَقِيَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هَذَا عَمْرٌو الْبِكَالِيُّ. فَقُلْتُ: مَا شَأْنُ أَصَابِعِهِ؟ قَالُوا: أُصِيبَتْ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ.
3754- سنان بن غرفة،
مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - سكن الشام وروى عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي المرأة تموت مع الرجال أو الرجل يموت مع النساء ييممان. يعني ولا يغسلان.
3755- أَبُو هِنْدٍ الدَّارِيُّ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ قَالَ:
حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو صَخْرٍ حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَكْحُولٌ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هِنْدٍ الدَّارِيَّ يَقُولُ: [سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: مَنْ قام مقام رياء وَسُمْعَةٍ رَاءَى اللَّهُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. وَسَمِعَ] وَرَوَى هَذَا الْحَدِيثَ أَيْضًا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ أَبِي صَخْرٍ عَنْ مَكْحُولٍ وَقَالَ: أَبُو هِنْدٍ الدَّارِيُّ أَخُو تَمِيمٍ الدَّارِيِّ.
3756- مُعَاوِيَةُ الْهُذَلِيُّ.
أُخْبِرْتُ عَنْ أَبِي الْيَمَانِ الْحِمْصِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عُثْمَانَ عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ الْهُذَلِيِّ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[قَالَ: إِنَّ الْمُنَافِقَ لَيُصَلِّي فَيُكَذِّبُهُ اللَّهُ وَيَتَصَدَّقُ فَيُكَذِّبُهُ اللَّهُ وَيُقَاتِلُ فَيُكَذِّبُهُ اللَّهُ. وَيُقْتَلُ فَيَجْعَلُهُ اللَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ.]
3757- نَهِيكُ بْنُ صُرَيْمٍ السَّكُونِيُّ.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبَانَ الْقُرَشِيِّ عَنْ يَزِيدَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ عَنْ بُسْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيِّ عَنْ نَهِيكِ بْنِ صُرَيْمٍ السَّكُونِيِّ قَالَ: [قال رسول الله. ص: يُقَاتِلُ بَقِيَّتُكُمُ الدَّجَّالَ عَلَى نَهْرِ الأُرْدُنِّ أَنْتُمْ شَرْقِيَّ النَّهْرِ وَهُمْ غَرْبِيَّهُ. وَمَا أَدْرِي أَيْنَ الأُرْدُنُّ] .
3758- سُفْيَانُ بْنُ أُسَيْدٍ الْحَضْرَمِيُّ.
أُخْبِرْتُ عَنْ بَقِيَّةَ بْنِ الْوَلِيدِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شُرَيْحٍ الحضرمي صبارة بْنُ مَالِكٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ أُسَيْدٍ الْحَضْرَمِيِّ أَنَّهُ [سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - يَقُولُ:
كَبُرَتْ خِيَانَةً أَنْ تُحَدِّثَ أَخَاكَ بِحَدِيثٍ هُوَ لَكَ بِهِ مُصَدِّقٌ وَأَنْتَ لَهُ بِهِ كاذب] .
__________
3758 التقريب (1/ 310) .(7/295)
3759- أَبُو الْبُجَيْرِ،
صَاحِبُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ ابْنُ بَقِيَّةَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سِنَانٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الزَّاهِرِيَّةِ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْ أَبِي الْبُجَيْرِ. وَكَانَ مِنْ أصحاب النبي. ع. [قَالَ: أَصَابَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جُوعٌ يَوْمًا فَوَضَعَ حَجَرًا عَلَى بَطْنِهِ ثُمَّ قَالَ: أَلا يَا رُبَّ نَفْسٍ طَاعِمَةٍ نَاعِمَةٍ فِي الدُّنْيَا جَائِعَةٍ عَارِيَةٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. أَلا يَا رُبَّ مُكْرِمٍ لِنَفْسِهِ وَهُوَ لَهَا مُهِينٌ. أَلا يَا رُبَّ مُهِينٍ لِنَفْسِهِ وَهُوَ لَهَا مُكْرِمٌ. أَلا يَا رُبَّ مُتَخَوِّضٍ وَمُتَنَعِّمٍ فِيمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مَا لَهُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ خَلاقٍ. أَلا وَإِنَّ عَمَلَ الْجَنَّةِ حَزْنَةٌ بِرَبْوَةٍ. أَلا وَإِنَّ عَمَلَ الآخِرَةِ سَهْلَةٌ بِشَقْوَةٍ. أَلا رُبَّ شَهْوَةِ سَاعَةٍ قَدْ أَوْرَثَتْ حُزْنًا طَوِيلا.]
3760- جَدُّ أبي الأَسَدِ السُّلَمِيِّ.
أُخْبِرْتُ عَنْ بَقِيَّةَ بْنِ الْوَلِيدِ قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ زُفَرٍ الْجُهَنِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الأَسْوَدِ السُّلَمِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: كُنْتُ سَابِعَ سَبْعَةٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَجَمَعَ كُلُّ رَجُلٍ مِنَّا دِرْهَمًا فَاشْتَرَيْنَا أُضْحِيَّةً بِسَبْعَةِ دَرَاهِمَ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ. وَاللَّهِ لَقَدْ أَغْلَيْنَا بِهَا. [فَقَالَ النبي. ص: إِنَّ أَفْضَلَ الضَّحَايَا أَغْلاهَا وَأَسْمَنُهَا فَأَمَرَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَجُلا فَأَخَذَ بِيَدٍ وَرَجُلا بِيَدٍ وَرَجُلا بِرِجْلٍ وَرَجُلا بِرِجْلٍ وَرَجُلا بِقَرْنٍ وَرَجُلا بِقَرْنٍ. وَذَبَحَ الرَّجُلُ السَّابِعُ. وَكَبَّرْنَا جَمِيعًا.]
3761- ثَوْبَانُ بْنُ يَمْرَدَ،
صاحب النبي - صلى الله عليه وسلم - ذو الأصابع رجل من أهل اليمن من المدد الذين نزلوا الشام ببيت المقدس.
قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي عِمْرَانَ [عَنْ ذِي الأَصَابِعِ قَالَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِ ابْتُلِينَا بِالْبَقَاءِ بَعْدَكَ فَأَيْنَ تَأْمُرُنِي أَنْ أَنْزِلَ؟ قَالَ:
انْزِلْ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَلَعَلَّ اللَّهَ يَرْزُقُكَ ذُرِّيَّةً يَعْمُرُونَ ذَلِكَ الْمَسْجِدَ يَغْدُونَ إِلَيْهِ وَيَرُوحُونَ.]
3762- مَازِنُ بْنُ خَيْثَمَةَ.
أُخْبِرْتُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسِ بْنِ ثَوْرِ بْنِ مَازِنِ بْنِ خَيْثَمَةَ أَنَّ جَدَّهُ مَازِنَ بْنَ خَيْثَمَةَ وَهَنْبَلَ جَدَّ زَمِلَ بَعَثَهُمَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ يَوْمَ نَزَلَ بَيْنَ السَّكُونِ وَالسَّكَاسِكِ وَقَاتَلَ حَتَّى أَسْلَمَ النَّاسُ فَبَعَثَهُمَا وَافِدَيْنِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَآخَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَيْنَ السَّكُونِ وَالسَّكَاسِكِ.
3763- أبو حنش الأنصاري،
الَّذِي [قَالَ لَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لا تسأل الإمارة] .
3764- أَبُو رَيْحَانَةَ الأَنْصَارِيُّ،
صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أُخْبِرْتُ عَنْ أبي اليمان
__________
3761 التقريب (1/ 120) .(7/296)
الْحِمْصِيِّ عَنْ جَرِيرِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ سَعِيدِ بن مرشد قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ حَوْشَبٍ يُحَدِّثُ عَنْ ثَوْبَانَ بْنِ شَهْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ كُرَيْبَ بْنَ أَبْرَهَةَ وَهُوَ جَالِسٌ مَعَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ فِي سَطْحٍ بِدَيْرِ مَرَّانَ وَذَكَرَ الْكِبْرَ فَقَالَ كُرَيْبٌ: سَمِعْتُ أَبَا رَيْحَانَةَ يَقُولُ: [سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - يَقُولُ: لا يَدْخُلُ شَيْءٌ مِنَ الْكِبْرِ الْجَنَّةَ. فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي لأُحِبُّ أن أتجمل بعلاق سَوْطِي وَشِسْعِ نَعْلِي. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ. ص: إِنَّ ذَلِكَ لَيْسَ مِنَ الْكِبْرِ. إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ. إِنَّ الْكِبْرَ مَنْ سَفِهَ الْحَقَّ وَغَمَصَ النَّاسَ بِعَيْنَيْهِ] .
3765- ذُو مِخْمَرِ ابْنِ أَخِي النَّجَاشِيِّ،
ويقال في بعض الحديث ذو مخبر ومخمر أصوب وأكثر. وهو من أهل اليمن ونزل الشام بعد. وروى عنه الناس وصحب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ قَالا: حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْ ذِي مِخْبَرٍ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: سَتُصَالِحُكُمُ الرُّومُ صُلْحًا آمِنًا] .
3766- أَبُو خَيْرَةَ الصُّبَاحِيُّ،
صحب النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَرَوَى عَنْهُ حديثا من حديث محمد ابن حمران قَالَ: حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ مُسَاوِرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْقِلُ بْنُ هَمَّامٍ عَنْ أَبِي خَيْرَةِ الصُّبَاحِيِّ قَالَ: [قَدِمْنَا عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَلَمَّا أَرَدْنَا أَنْ نَرْجِعَ أَعْطَانَا أَرَاكًا فَقَالَ: اسْتَاكُوا بِهَذَا.]
3767- عَبْدُ اللَّهِ الصُّنَابِحِيُّ.
أَخْبَرَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: [سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ الصُّنَابِحِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: إِنَّ الشَّمْسَ تَطْلُعُ مِنْ قَرْنِ شَيْطَانٍ فَإِذَا طَلَعَتْ قَارَنَهَا. فَإِذَا ارْتَفَعَتْ فَارَقَهَا. وَيُقَارِنُهَا حِينَ تَسْتَوِي. فَإِذَا نَزَلَتْ لِلْغُرُوبِ فَارَقَهَا. فَلا تُصَلُّوا هَذِهِ السَّاعَاتِ الثَّلاثَ] .
3768- قَيْسٌ الْجُذَامِيُّ،
أَخْبَرَنَا زَيْدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدٍ الله الدِّمَشْقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْبَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ عَنْ قيس الجذامي. وكانت له صحبة.
__________
3767 التقريب (1/ 463) .
3768 التقريب (2/ 130) .(7/297)
[قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُعْطَى الشَّهِيدُ سِتَّ خِصَالٍ عِنْدَ أَوَّلِ قَطْرَةٍ مِنْ دَمِهِ يُكَفَّرُ عَنْهُ كُلُّ خَطِيئَةٍ وَيَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ وَيُزَوَّجُ مِنْ حُورِ الْعَيْنِ وَيُؤَمَّنُ مِنَ الْفَزَعِ الأَكْبَرِ وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَيُحَلَّى حُلَّةَ الإِيمَانِ] .
3769- بُسْرُ بْنُ جَحَّاشٍ الْقُرَشِيُّ.
أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْ بُسْرِ بْنِ جَحَّاشٍ [أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَصَقَ يَوْمًا عَلَى كَفِّهِ وَوَضَعَ عَلَيْهَا إِصْبَعَهُ ثُمَّ قَالَ: يَقُولُ اللَّهُ: يَا ابْنَ آدَمَ أَنَّى تُعْجِزُنِي وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ مِثْلِ هَذِهِ حَتَّى إِذَا سَوَّيْتُكَ وَعَدَلْتُكَ مَشَيْتَ بَيْنَ بُرْدَيْنِ وَلِلأَرْضِ مِنْكَ وَئِيدٌ فَجَمَعْتَ وَمَنَعْتَ حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ نَفْسُكَ هَذِهِ. وَأَشَارَ إِلَى حَلْقِهِ. قُلْتَ أَتَصَدَّقُ وَأَنَّى أَوَانُ الصَّدَقَةِ] . قَالَ يزيد بن هارون: يقولون: أنه بسر ابن جَحَّاشٍ فَصَيَّرُوهُ عَنِ ابْنِ جَحَّاشٍ.
3770- سَلَمَةُ بْنُ نُفَيْلٍ الْحَضْرَمِيُّ،
وقال بعضهم السكوني. أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ الأَنْصَارِيُّ أَنَّ الْوَلِيدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُرَشِيَّ حَدَّثَهُ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ نُفَيْلٍ الْحَضْرَمِيِّ قَالَ: فَتَحَ اللَّهُ عَلَى رسول الله فَتْحًا فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَدَنَوْتُ مِنْهُ حَتَّى كَادَتْ ثِيَابِي تَمَسُّ ثِيَابَهُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ سُيِّبَتِ الْخَيْلُ وَعَطَّلُوا السِّلاحَ وَقَالُوا:
قَدْ وَضَعَتِ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا. [فقال رسول الله. ص: كَذَبُوا. الآنَ جَاءَ الْقِتَالُ. الآنَ جَاءَ الْقِتَالُ. لا يَزَالُ اللَّهُ يُزِيغُ قُلُوبَ أَقْوَامٍ تُقَاتِلُونَهُمْ وَيَرْزُقُكُمُ اللَّهُ. عَزَّ وَجَلَّ. مِنْهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمَرُ اللَّهِ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ وَعُقْرُ دَارِ الإِسْلامِ بِالشَّامِ] .
قَالَ: وَرُوِيَ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ نُفَيْلٍ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ أَشْعَثَ بْنِ شُعْبَةَ عَنْ أَرْطَأَةَ بْنِ الْمُنْذِرِ عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ حَبِيبٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ نُفَيْلٍ قَالَ:
[سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقُلْتُ: أُتِيتَ بِطَعَامٍ مِنَ السَّمَاءِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: فَهَلْ فَضَلَ مِنْهُ شَيْءٌ؟ قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: فَمَا صُنِعَ بِهِ؟ قَالَ: رُفِعَ إِلَى السَّمَاءِ] .
3771- يَزِيدُ بْنُ أَسَدِ بْنِ كُرْزِ،
بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عبد شمس بن غمغمة بن جرير بن شق الكاهن بن صعب بن يشكر بن رهم بن أفرك بن نذير بن قسر بن عبقر
__________
3769 التقريب (1/ 96) .
3770 التقريب (1/ 319) .(7/298)
ابن أنمار. وهو بجيلة. وفد على النبي - صلى الله عليه وسلم - وروى عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَدِيثًا.
أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَسَارٌ أَبُو الْحَكَمِ قَالَ: سَمِعْتُ خَالِدًا الْقَسْرِيَّ قَالَ: [حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي قال: قال لي رسول الله. ص: يَا يَزِيدُ بْنَ أَسَدٍ أَحِبَّ لِلنَّاسِ الَّذِي تُحِبُّ لِنَفْسِكَ] .
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَغَيْرُهُ: لَمْ يَكُنْ يَزِيدُ بْنُ أَسَدٍ مِمَّنِ اخْتَطَّ بِالْكُوفَةِ فِي خِلافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَلا نَزَلَهَا وَنَزَلَ الشَّامَ مِنْ وَلَدِهِ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْقَسْرِيُّ وَوَلِيَ مَكَّةَ لِلْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَوَلِيَ الْعِرَاقَ لِهِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَاشْتَرَى بِالْكُوفَةِ خِطَطًا وَابْتَنَى بِهَا دَارًا وَلَهُ بِهَا عَقِبٌ وَعَدَدٌ كَثِيرٌ.
3772- غُطَيْفُ بْنُ الْحَارِثِ الْكِنْدِيُّ.
أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ سَيْفٍ عَنْ غُطَيْفِ بْنِ الْحَارِثِ الْكِنْدِيِّ أَنَّهُ قَالَ: مَا نَسِيتُ فِيمَا نَسِيتُ مِنَ الأَشْيَاءِ إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُصَلِّي وَيَدُهُ الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى فِي الصَّلاةِ.
أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ حَرْبٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ عن مكحول عن عائذ الله بن أَبِي إِدْرِيسَ عَنْ غُطَيْفٍ أَبِي غُطَيْفٍ صَاحِبِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[قال: قال رسول الله. ص: مَنْ أَحْدَثَ حَدَثًا فِي الإِسْلامِ فَاقْطَعُوا لِسَانَهُ] .
3773- بَشِيرُ بْنُ عَقْرَبَةَ الْجُهَنِيُّ.
ويكنى أبا اليمان. أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ:
حَدَّثَنَا حُجْرُ بْنُ الْحَارِثِ الْغَسَّانَيُّ مِنْ أَهْلِ الرَّمْلَةِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ الْكِنَانِيِّ. وَكَانَ عَامِلا لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَلَى الرَّمْلَةِ. أَنَّهُ شَهِدَ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ قَالَ لِبَشِيرِ بْنِ عَقْرَبَةَ الْجُهَنِيِّ يَوْمَ قُتِلَ عَمْرُو بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ: يَا أَبَا الْيَمَانِ إِنِّي قَدِ احْتَجْتُ الْيَوْمَ إِلَى كَلامِكَ. قُمْ فَتَكَلَّمْ! فَقَالَ: [إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: مَنْ قَامَ بِخُطْبَةٍ لا يلتمس بها إلا رياء وسمعة وقفه الله يوم القيامة موقف رياء وَسُمْعَةٍ] .
3774- الْجُلاحُ.
قال: وأظنه ابن الأشد: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّصْرِيُّ عَنْ مَسْلَمَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْجُهَنِيِّ عَنْ خَالِدِ بْنِ الْجُلاحِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: [كُنَّا نَعْمَلُ فِي السُّوقِ فَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِرَجُلٍ(7/299)
فَرُجِمَ. فَجَاءَ رَجُلٌ فَسَأَلَنَا أَنْ نَدُلَّهُ عَلَى مَكَانِهِ. فَلَمْ نَدُلَّهُ عَلَى مَكَانِهِ حَتَّى أَتَيْنَا بِهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ هَذَا جَاءَ يَسْأَلُنَا عَنْ ذَلِكَ الْخَبِيثِ الَّذِي رَجَمْتَهُ الْيَوْمَ. فقال رسول الله. ص: لا تَقُولُوا الْخَبِيثَ. وَاللَّهِ لَهُوَ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الْمِسْكِ] .
3775- عَطِيَّةُ بْنُ عَمْرٍو السَّعْدِيُّ.
من بني سعد. قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ جَابِرٍ. حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَطِيَّةَ السَّعْدِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: [وَفَدْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي نَفَرٍ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ لَيْثٍ فَقَالَ لِي: مَا أَنْطَاكَ اللَّهُ فَخُذْ وَلا تَسْأَلِ النَّاسَ شَيْئًا فَإِنَّ الْيَدَ الْعُلْيَا هِيَ الْمُنْطِيَةُ وَالْيَدَ السُّفْلَى هِيَ الْمُنْطَاةُ. وإن مال الله مسؤول وَمُنْطًى. يُكَلِّمُنِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِلُغَتِنَا.]
3776- عُتْبَةُ بْنُ عَمْرٍو السُّلَمِيُّ.
قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو السَّكْسَكِيِّ عَنْ أَبِي الْمُثَنَّى الأُمْلُوكِيِّ عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَمْرٍو السُّلَمِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ [رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: الْجَنَّةُ لَهَا ثَمَانِيَةُ أَبْوَابٍ وَالنَّارُ لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ] .
3777- النواس بن سمعان الكلابي.
3778- عِصْمَةُ. صاحب رسول الله،
ص. أُخْبِرْتُ عَنْ أَبِي الْيَمَانِ الْحِمْصِيِّ عَنْ جَرِيرِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ أَزْهَرَ الْهَوْزَنِيِّ عَنْ عِصْمَةَ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ كَانَ يَتَعَوَّذُ فِي صَلاتِهِ مِنْ فِتْنَةِ الْمَغْرِبِ.
3779- غَرَفَةُ بْنُ الْحَارِثِ الْكِنْدِيُّ.
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيِّ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ حَرْمَلَةَ بْنِ عِمْرَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ الأَزْدِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ غَرَفَةَ بْنَ الْحَارِثِ الْكِنْدِيَّ قَالَ: شَهِدْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - في حجة الوداع وَأَتَى بِالْبُدْنِ فَقَالَ: ادْعُوا لِي أَبَا حَسَنٍ. فَدُعِيَ فَقَالَ: خُذْ أَسْفَلَ الْحَرْبَةِ. وَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِأَعْلاهَا. ثُمَّ طَعَنَا بِهَا الْبُدْنَ. فَلَمَّا فَرَغَ رَكِبَ بَغْلَتَهُ وأردف عليا. رضي الله عَنْهُ.
3780- شُرَحْبِيلُ بْنُ أَوْسٍ،
أُخْبِرْتُ عَنْ أَبِي الْيَمَانِ الْحِمْصِيِّ عَنْ جَرِيرِ بن عثمان عن أَبِي الْحَسَنِ عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ أَوْسٍ. وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - عن
__________
3777 التقريب (2/ 308) .
3779 التقريب (2/ 104) .
3780 التقريب (1/ 137) .(7/300)
[رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إنه قَالَ: مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فَاجْلِدُوهُ. مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فَاجْلِدُوهُ.
ثَلاثًا. فَإِنْ عَادُ فَاقْتُلُوهُ.]
3781- حَابِسُ بْنُ سَعْدٍ الطَّائِيُّ،
أُخْبِرْتُ عَنْ أَبِي الْيَمَانِ الْحِمْصِيِّ عَنْ جَرِيرِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَابِرٍ قَالَ: دَخَلَ حَابِسُ بْنُ سعد من السحر المسجد وَقَدْ أَدْرَكَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَرَأَى النَّاسَ يُصَلُّونَ فِي صَدْرِ الْمَسْجِدِ فَقَالَ الْمُرَاءُونَ: وَكَعْبَةِ اللَّهِ أَرْعِبُوهُمْ فَمَنْ رَعَبَهُمْ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ. فَأَقْبَلَ الرَّجُلُ إِلَى الرَّجُلِ مِنْ خَلْفِهِ يُؤَخِّرُهُ عَنْ صَدْرِ الْمَسْجِدِ. قَالَ وَيُقَالُ: الْمَلائِكَةُ فِي السَّحَرِ فِي مُقَدَّمِ الْمَسْجِدِ.
3782- جَبَلَةُ بن الأزرق،
صاحب النبي، ص. قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ جَبَلَةَ بْنِ الأَزْرَقِ. وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - صلى إِلَى جَانِبِ جِدَارٍ كَثِيرِ الْحِجَارَةِ. صَلَّى ظُهْرًا أَوْ عَصْرًا. فَلَمَّا صَلَّى الرَّكْعَتَيْنِ خَرَجَتْ عَقْرَبٌ فَلَدَغَتْهُ فَرَقَاهُ النَّاسُ. فَلَمَّا أَفَاقَ [قَالَ: إِنَّ اللَّهَ شَفَانِي وَلَيْسَ بِرُقْيَتِكُمْ] .
3783- ابْنُ مَسْعَدَةَ، صاحب الجيوش.
قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنِ ابْنِ مَسْعَدَةَ صَاحِبِ الْجُيُوشِ قَالَ: [سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: إِنِّي قَدْ بَدَنْتُ فَلا تُبَادِرُونِي الرُّكُوعَ وَلا تُبَادِرُونِي السُّجُودَ. فَمَنْ فَاتَهُ رُكُوعِي أَدْرَكَهُ فِي بُطْئِي قِيَامِي] .
3784- عُمَارَةُ بْنُ زَعْكَرَةَ.
قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: أَخْبَرَنِي عُفَيْرُ بْنُ مَعْدَانَ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا دَوْسٍ الْيَحْصِبِيَّ يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَائِذٍ الْيَحْصِبِيِّ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ زَعْكَرَةَ قَالَ: [سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - يقول: قَالَ اللَّهُ إِنَّ عَبْدِي كُلَّ عَبْدِي الَّذِي يَذْكُرُنِي وَإِنْ كَانَ مُلاقِيًا قِرْنَهُ] .
3785- أَبُو سَلْمَى.
راعي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَلاءِ بْنِ زَبْرٍ قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو سَلامٍ الأَسْوَدُ قَالَ: [سَمِعْتُ أَبَا سَلْمَى راعي رسول الله - صلى الله عليه وَسَلَّمَ - قَالَ ابْنُ جَابِرٍ فِي حَدِيثِهِ: وَلَقِيتُهُ فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: بَخٍ بَخٍ لِخَمْسٍ ما أثقلهن في الميزان. سبحان الله.
__________
3784 التقريب (2/ 50) .(7/301)
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ. وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ. وَاللَّهُ أَكْبَرُ. وَالْوَلَدُ الصَّالِحُ يُتَوَفَّى لِلْمَرْءِ الْمُسْلِمِ فَيَحْتَسِبُهُ] .
3786- عُرَيْبٌ.
أُخْبِرْتُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبِ بْنِ سَابُورَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ [سِنَانٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عُرَيْبٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ: «وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ» الأنفال: 60. قَالَ:
الْجِنُّ] .
[قَالَ: وَبِهَذَا الإِسْنَادِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: الْجِنُّ لا يَخْبُلُ أَحَدًا فِي بَيْتِهِ عَتِيقٌ مِنَ الْخَيْلِ] .
[وَبِهَذَا الإِسْنَادِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سُئِلَ عَنْ قوله: «الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ ...
سِرًّا وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ» البقرة:
274. قَالَ: هُمْ أَصْحَابُ الْخَيْلِ] .
[قَالَ: وَبِهَذَا الإِسْنَادِ قَالَ رسول الله. ص: الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَأَهْلُهَا مُعَانُونَ عَلَيْهَا] .
[وَبِهَذَا الإِسْنَادِ قَالَ: قال رسول الله. ص: الْمُنْفِقُ عَلَى الْخَيْلِ كَبَاسِطِ يَدِهِ بِالصَّدَقَةِ وَلا يَقْبِضُهَا. وَأَبْوَالُهَا وَأَرْوَاثُهَا عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَكِيِّ الْمِسْكِ] .
3787- أبو رهم بن قيس الأشعري.
وكان ممن قدم مع أبي موسى الأشعري مِنَ الأَشْعَرِيِّينَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - وهو بخيبر. وكانوا أربعة وخمسين رجلًا فيهم من إخوتهم من عك ستة نفر فأسلموا وَصَحِبُوا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وخرج أبو رهم إلى الشام بعد ما قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فنزلها.
3788- سهم بن عمرو الأشعري.
وكان ممن قدم مع أبي موسى الأشعري على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو بخيبر. فأسلم وصحب النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم خرج إلى الشام بعد ذلك فنزلها.
3789- عمرو بن مالك العكي.
وأخواله الأشعريون. كان فيمن قدم مع أبي موسى الأشعري على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأسلم وصحب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وهو أبو مالك بن عمرو. وكان مطهر بن حي العكي يزعم أنه خال أمه.
3790- رفاعة بن زيد الجذامي.
قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - وافدًا فأسلم وأجازه النبي - صلى الله عليه وسلم - وأقام بالمدينة أيامًا يتعلم القرآن ثم سَأَلَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يكتب معه كتابًا(7/302)
إلى قومه يدعوهم إلى الإسلام. فأجابوا وأسرعوا. وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - بعث زيد بن حارثة إلى ناحيته فأغار عليهم فقتل وسبى. فرجع رفاعة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ومعه من قومه أبو يزيد بن عمرو وأبو أسماء بن عمرو وسويد بن زيد وأخوه برذع بن زيد وثعلبة بن عدي. فرفع رفاعة كتابه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقرأة وأخبره بما فعل زيد بن حارثة فقال: كيف أصنع بالقتلى؟ فقال أبو يزيد: أطلق لنا مِن كَانَ حيًّا ومن قتل فهو تحت قدمي هاتين. [فقال رسول الله. ص: صدق أبو يزيد] . فبعث النبي - صلى الله عليه وسلم -
عليا. ع. إلى زيد فأطلق لهم من أسره ورد عليهم ما أخذ منهم.
3791- فَرْوَةُ بْنُ عَمْرٍو الْجُذَامِيُّ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بكر عَنْ زَامِلِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: كَانَ فَرْوَةُ بْنُ عَمْرٍو الْجُذَامِيُّ عَامِلا لِقَيْصَرَ عَلَى عُمَانَ مِنْ أَرْضِ الْبَلْقَاءِ. وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَدْ كَتَبَ إِلَى هِرَقْلَ وَالْحَارِثِ بْنِ أَبِي شَمَّرَ وَلَمْ يَكْتُبْ إِلَيْهِ. فَأَسْلَمَ فَرْوَةُ وَكَتَبَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِإِسْلامِهِ وَبَعَثَ مِنْ عِنْدِهِ رَسُولا يُقَالُ لَهُ مَسْعُودُ بْنُ سَعْدٍ مِنْ قَوْمِهِ وَأَهْدَى لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَغْلَةٌ يُقَالُ لَهَا فِضَّةُ وَحِمَارَةٌ يَعْفُورُ وَفَرَسًا يُقَالُ لَهُ الظَّرِبُ وَأَثْوَابًا مِنْ كَتَنٍ وَقَبَاءً مِنْ سُنْدُسٍ مُحَرَّضًا بِالذَّهَبِ. فَقَبِلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كِتَابَهُ وَهَدِيَّتَهُ وكتب إليه جواب كتابه وأجاز رسوله مسعودا بِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً وَنَشٍّ. وَبَلَغَ قَيْصَرَ إِسْلامُ فَرْوَةَ بْنِ عَمْرٍو فَبَعَثَ إِلَيْهِ فَحَبَسَهُ حَتَّى مَاتَ فِي السِّجْنِ. فَلَمَّا مَاتَ صَلَبُوهُ.
3792- عبد الله بن سفيان الأزدي.
3793- أَبُو عِنَبَةَ الْخَوْلانِيُّ.
أُخْبِرْتُ عَنْ أَبِي الْيَمَانِ الْحِمْصِيِّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَبِي عِنَبَةَ الْخَوْلانِيِّ قَالَ: أَسْبَلْتُ شَعْرِي لأَجُزَّهُ لِصَنَمٍ كَانَ لَنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَأَخَّرَ اللَّهُ ذلك حتى جزرته فِي الإِسْلامِ.
3794- أَبُو سُفْيَانَ مَدْلُوكٌ.
أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مَطَرُ ابن الْعَلاءِ الْفَزَارِيُّ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ: حَدَّثَتْنِي عَمَّتِي أَمَةُ أَوْ أُمَيَّةُ بِنْتُ أَبِي الشَّعْثَاءِ وَقُطْبَةُ مَوْلاةٌ لَنَا قَالَتَا: سَمِعْنَا أَبَا سُفْيَانَ مَدْلُوكًا يَقُولُ: ذَهَبْتُ مَعَ مَوَالِيَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
فَأَسْلَمْتُ مَعَهُمْ فَدَعَانِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَمَسَحَ رَأْسِي بِيَدِهِ وَدَعَا فِيَّ بِالْبَرَكَةِ. قَالَتَا:
فَكَانَ مُقَدَّمُ رَأْسِ أَبِي سُفْيَانَ أَسْوَدَ مَا مَسَّتْهُ يَدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَسَائِرُ ذلك أبيض.
__________
3793 التقريب (2/ 457) .(7/303)
3795- هَانِئٌ الْهَمْدَانِيُّ.
أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ: حدثنا خالد ابن يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي مَالِكٍ الْهَمْدَانِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ هَانِئٍ أَنَّهُ قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنَ الْيَمَنِ فَأَسْلَمَ فَمَسَحَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى رَأْسِهِ وَدَعَا لَهُ بِالْبَرَكَةِ وَأَنْزَلَهُ عَلَى يَزِيدَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ حَتَّى خَرَجَ مَعَهُ إِلَى الشَّامِ حِينَ وجهه أبو بكر. رضي الله عَنْهُ.
3796- أَبُو مَرْيَمَ الْغَسَّانَيُّ.
وهو جد أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مريم الذي روى عنه الوليد بن مسلم وغيره.
أُخْبِرْتُ عَنْ بَقِيَّةَ بْنِ الْوَلِيدِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي مريم قال: حدثني أبي عن أبيه أنه رَمَى بِالْجَنْدَلِ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَعْجَبَهُ ذَلِكَ وَدَعَا لَهُ.
3797- أَبُو مَرْيَمَ.
رجل من الأسد صَحِبَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
قَالَ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ: حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ: حَدَّثَنَا القاسم بن أبي مُخَيْمِرَةَ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ فِلَسْطِينَ مِنَ الأَسَدِ. يُكْنَى أَبَا مَرْيَمَ. قَدِمَ عَلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ فَقَالَ: مَا أُنْعِمْنَا بِكَ؟ [قَالَ: حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سَمِعْتُهُ يَقُولُ: مَنْ وَلاهُ اللَّهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ شَيْئًا فَاحْتَجَبَ عَنْ حَاجَتِهِمْ وَدَائِهِمْ وَفَاقَتِهِمُ احْتَجَبَ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَنْ حَاجَتِهِ وَخَلَّتِهِ وَفَاقَتِهِ] .
3798- عبد الرحمن بن عائش الحضرمي.
الذي روى [أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول:
رأيت ربي في أحسن صورة] .
3799- أبو رهم البيماعي.
3800- ربيعة بن عمرو الجرشي.
وفي بعض الحديث أنه صحب النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
وَرَوَى عَنْهُ. قال: وكان ثقة وقتل يوم مرج راهط في ذي الحجة سنة أربع وستين.
3801- عبد الله بن سيدان السلمي.
ذكروا أنه قد رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - وروى عن أبي بكر الصديق. رضي الله عنه. أنه صلى خلفه الجمعة فكانت خطبته وصلاته قبل نصف النهار.
__________
3795 التقريب (2/ 315) .
3798 التقريب (1/ 486) .
3800 التقريب (2/ 247) .(7/304)
قال: وصليت خلف عمر. رضي الله عنه. فكانت خطبته وصلاته قبل نصف النهار.
قال: وصليت مع عثمان. رضي الله عنه. فكانت خطبته وصلاته قبل الزوال.
3802- خالد بن الحواتري.
رجل من الحبشة. وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
3803- عمير بن جابر بن غاضرة.
بن أشرس الكندي. وكانت له صحبة. يخضب بالحناء.
3804- خشرج.
وضعه النبي - صلى الله عليه وسلم - في حجره ومسح برأسه ودعا له.
مائة رجل وسبعة نفر(7/305)
الطبقة الأولى من أهل الشام بَعْدَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
3805- جنادة بن أبي أمية الأزدي.
لقي أبا بكر وعمر ومعاذًا وحفظ عنهم. وكان ثقة صاحب غزو.
قال محمد بن عمر: تُوُفّي في سَنَة ثمانين فِي خلافة عَبْد الملك بْن مروان.
3806- أبو العفيف.
قال: شهدت أبا بكر الصديق وهو يبايع الناس.
3807- جُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ الْحَضْرَمِيُّ.
ويكنى أبا عبد الرحمن. وكان جاهليًا أسلم فِي خِلافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ. رَضِيَ اللَّهُ عنه. وكان ثقة فيما روى من الحديث. ومات سَنَة ثمانين فِي خلافة عَبْد الملك بْن مروان. وروى عن عمر ومعاذ وأبي الدرداء وأبي ثعلبة. رضي الله عنهم.
أُخْبِرْتُ عَنْ أبي الْيَمَانِ عَنْ جَرِيرِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ سليم بن عامر قال: قال جبير ابن نُفَيْرٍ: اسْتَقْبَلْتُ الإِسْلامَ مِنْ أَوَّلِهِ وَلَمْ أَزَلْ أَرَى فِي النَّاسِ صَالِحًا وَطَالِحًا. قَالَ:
أُخْبِرْتُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ عَنْ أبي الزَّاهِرِيَّةِ وَابْنِ جُبَيْرٍ قَالا:
مَا رَأَيْنَا جُبَيْرًا يَجْلِسُ مَجْلِسَ قَوْمِهِ قَطُّ.
3808- سفيان بن وهب.
الخولاني لقي عمر بن الخطاب.
3809- ذو الكلاع.
واسمه سميفع بن حوشب.
3810- يزيد بن عميرة الزبيدي.
__________
3805 التقريب (1/ 134) .
3807 التقريب (1/ 126) .
3810 التقريب (2/ 369) .(7/306)
قال: وقال بعضهم هو كلبي. وهو صاحب معاذ. وقد لقي أبا بكر وعمر. وكان ثقة إن شاء الله.
3811- عبد الرحمن بن غنم بن سعد الأشعري.
وكان ثقة إن شاء الله. بعثه عمر بن الخطاب إلى الشام يفقه الناس. وكان قد لقي معاذ بن جبل وروى عنه. وأبوه.
3812- غنم بن سعد.
ممن قدم مع أبي موسى الأشعري مِنَ الأَشْعَرِيِّينَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وصحب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وقتل في بعض المغازي بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
3813- مالك بن يخامر الألهاني.
ويقال سكسكي. من أصحاب معاذ. رضي الله عنه. وكان ثقة إن شاء الله. وتُوُفّي فِي خلافة عَبْد الملك بْن مروان.
3814- أوسط بن عمرو البجلي.
وهو أبو إسماعيل بن أوسط. لقي أبا بكر وروى عنه. وكان قليل الحديث.
3815- أَبُو عَذْبَةَ الحضرمي.
قال: قدمت على عمر بن الخطاب رابع أربعة من أهل الشام ونحن حجاج. ثم حدث عنه حديثًا في أهل العراق حين قدموا عليه وهم حضور ما قال لهم.
قَالَ أَبُو الْيَمَانِ عَنْ جَرِيرِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ أَبِي عَذْبَةَ الْحَضْرَمِيِّ قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى عُمَرَ بن الخطاب رابع أربعة من أهل الشام وَنَحْنُ حُجَّاجٌ. فَبَيْنَا نَحْنُ عِنْدَهُ إِذْ أَتَاهُ خَبَرٌ بِأَنَّ أَهْلِ الْعِرَاقِ قَدْ حَصَبُوا إِمَامَهُمْ. وَقَدْ كَانَ عَوَّضَهُمْ إِمَامًا مَكَانَ إِمَامٍ كَانَ قَبْلَهُ فَحَصَبُوهُ. فَخَرَجَ إِلَى الصَّلاةِ مُغْضَبًا فَسَهَا فِي صَلاتِهِ. ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: مَنْ هَاهُنَا مِنْ أَهْلِ الشَّامِ؟ فَقُمْتُ أَنَا وأصحابي.
فقال: يا أهل الشَّامِ تَجَهَّزُوا لأَهْلِ الْعِرَاقِ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ بَاضَ فِيهِمْ وَفَرَّخَ. ثُمَّ قَالَ:
اللَّهُمَّ إِنَّهُمْ قَدْ أَلْبَسُوا عَلَيَّ فَأَلْبِسْ عَلَيْهِمْ. اللَّهُمَّ عَجِّلْ لَهُمُ الْغُلامَ الثَّقَفِيَّ الَّذِي يَحْكُمُ فِيهِمْ بِحُكْمِ الْجَاهِلِيَّةِ لا يَقْبَلُ مِنْ مُحْسِنِهِمْ وَلا يَتَجَاوَزُ عَنْ مُسِيئِهِمْ.
3816- عمير بن الأسود.
سأل أبا الدرداء عن طعام أهل الكتاب. وروى عن معاذ
__________
3811 التقريب (1/ 494) .
3813 التقريب (2/ 227) .
3816 التقريب (2/ 65) .(7/307)
ابن جبل. وكان قليل الحديث ثقة.
3817- أبو بحرية الكندي.
واسمه عبد الله بن قيس. قال: قدمت الشام على معاذ.
3818- عمرو بن الأسود السكوني.
روى عن عمر ومعاذ وله أحاديث.
3819- عاصم بن حميد السكوني.
صاحب معاذ بن جبل. روى عن معاذ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي تأخير صلاة العتمة.
3820- غُضَيْفُ بْنُ الْحَارِثِ الْكِنْدِيُّ.
وكان ثقة. قَالَ أَبُو الْيَمَانِ الْحِمْصِيُّ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: حَضَرَ غُضَيْفًا أَشْيَاخٌ مِنَ الْجُنْدِ حِينَ اشْتَدَّ مَرَضُهُ فَقَالَ: مَا مِنْكُمْ أَحَدٌ يَقْرَأُ يس؟ فَقَرَأَهَا صَالِحُ بْنُ شُرَيْحٍ السَّكُونِيُّ. فَمَا عَدَا أَنْ قَرَأَ أَرْبَعِينَ آيَةً مِنْهَا.
فَمَاتَ. فَقَالَ الأَشْيَاخُ: إِذَا قُرِئَتْ عِنْدَ الْمَيِّتِ خَفَّفَ اللَّهُ بِهَا عَنْهُ.
قَالَ أَبُو الْيَمَانِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ الْكَلاعِيِّ أَنَّ خَالِدَ بْنَ يَزِيدَ كَانَ إِذَا غَابَ أَوْ مَرِضَ أَمَرَ غُضَيْفُ بْنُ الْحَارِثِ أبا أَسْمَاءَ الثُّمَالِيّ أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ فَإِذَا سَمِعَ بِهِ الْجُنْدُ حَضَرُوا فَهِيَ جُمُعَةٌ لَيْسَتْ بِخَرْسَاءَ يَسْمَعُ أَقْصَى أهل الْمَسْجِدِ مَوْعِظَتَهُ يَقُولُ: أَيُّهَا النَّاسُ هَلْ تَدْرُونَ أَيُّ رِهَانٍ رِهَانُكُمْ؟ أَلا إِنَّهَا لَيْسَتْ بِرِهَانِ الذَّهَبِ وَلا الْفِضَّةِ. وَلَوْ كَانَتْ ذَهَبًا وَفِضَّةً لأَحْبَبْتُمْ أَنْ لا تَعَلَّقَ بِلَذَّاتِهَا رِقَابُكُمْ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
«كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ» المدثر: 38. أَنْتُمْ أُنَاسٌ سَفْرٌ مَنْ جَاءَتْهُ دَوَابُّهُ ارْتَحَلَ غَيْرَ أَنَّ الإِيَابَ فِي ذَلِكَ إِلَى اللَّهِ. قَالَ: وَتُوُفِّيَ غُضَيْفٌ فِي خِلافَةِ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ.
3821- أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصُّنَابِحِيُّ.
صاحب عبادة بن الصامت. أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ بَهْرَامَ أَنَّ الصُّنَابِحِيَّ قَالَ لَهُ: يَا يَزِيدُ بْنَ بَهْرَامَ إِنْ مَكَثْتُ فِي بَيْتِي ثَلاثًا فَلا تَدْفِنِّي حَتَّى تَجِدَ لِي قَبْرًا سَلِيمًا. يَقُولُ: لَمْ يُنْبَشْ عَنْهُ.
3822- معدان بن أبي طلحة.
اليعمري. روى عَنْ عُمَر بْن الْخَطَّاب. وكان ثقة.
3823- عمرو بن الحارث العنسي.
سأل عمر: من أين يهل من حج منا؟ قال: من ذي الحليفة.
__________
3820 التقريب (2/ 105) .
3822 التقريب (2/ 263) .(7/308)
3824- الحارث بن معاوية الكندي.
رحل إلى عمر بن الخطاب وسمع منه وساءله عمر عن الشام وأهله فجعل يخبره. وسمع من عمر وروى عنه.
3825- يَزِيدُ بْنُ الأَسْوَدِ الْجُرَشِيُّ.
أُخْبِرْتُ عَنْ أَبِي الْيَمَانِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ الْخَبَائِرِيِّ أَنَّ السَّمَاءَ قَحِطَتْ مَخْرَجَ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ وَأَهْلُ دِمَشْقَ يَسْتَسْقُونَ. فَلَمَّا قَعَدَ مُعَاوِيَةُ عَلَى الْمِنْبَرِ قَالَ: أَيْنَ يَزِيدُ بْنُ الأَسْوَدِ الْجُرَشِيُّ؟ قَالَ:
فَنَادَاهُ النَّاسُ فَأَقْبَلَ يَتَخَطَّى فَأَمَرَهُ مُعَاوِيَةُ فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَقَعَدَ عِنْدَ رِجْلَيْهِ. فَقَالَ مُعَاوِيَةُ:
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْتَشْفِعُ إِلَيْكَ الْيَوْمَ بِخَيْرِنَا وَأَفْضَلِنَا. اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْتَشْفِعُ إِلَيْكَ بِيَزِيدَ بْنِ الأَسْوَدِ الْجُرَشِيِّ. يَا يَزِيدُ ارْفَعْ يَدَيْكَ إِلَى اللَّهِ. فَرَفَعَ يَزِيدُ يَدَيْهِ وَرَفَعَ النَّاسُ أَيْدِيَهُمْ فَمَا كَانَ أَوْشَكَ أَنْ ثَارَتْ سَحَابَةٌ فِي الْمَغْرِبِ وَهَبَّتْ لَهَا رِيحٌ فَسُقِينَا حَتَّى كَادَ النَّاسُ لا يَصِلُونَ إِلَى مَنَازِلِهِمْ.
3826- شُرَحْبِيلُ بْنُ السِّمْطِ.
أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ عُثْمَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَوْفٍ الْجُرَشِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَحْيَى الْهَوْزَنِيِّ قَالَ: حَضَرْتُ مَعَ حَبِيبِ بْنِ مَسْلَمَةَ جِنَازَةَ شُرَحْبِيلَ بْنِ السِّمْطِ وَهُوَ الَّذِي قَسَمَ حِمْصَ الْقِسْمَةَ الآخِرَةَ. أَوْ قَالَ الثَّانِيَةَ. فِي زَمَنِ عُثْمَانَ فَتَقَدَّمَ حَبِيبُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْفِهْرِيُّ فَأَقْبَلَ عَلَيْنَا حَبِيبٌ بِوَجْهِهِ كَالْمُشْرِفِ عَلَى دَابَّةٍ لِطُولِهِ يَقُولُ: صَلُّوا عَلَى أَخِيكُمْ وَاجْتَهِدُوا لَهُ فِي الدُّعَاءِ وَلْيَكُنْ مِنْ دُعَائِكُمْ لَهُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِهَذِهِ النَّفْسِ الْحَنِيفَةِ الْمُسْلِمَةِ وَاجْعَلْهَا مِنَ الَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهَا عَذَابَ الْجَحِيمِ. وَاسْتَنْصِرُوا اللَّهَ عَلَى عَدُوِّكُمْ.
3827- أبو سلام الأسود.
انتقل من حمص إلى دمشق. وقال: البركة تضعف فيها مرتين.
3828- كَعْبُ الأَحْبَارِ بْنُ مَاتِعٍ،
ويكنى أبا إسحاق وهو من حمير من آل ذي رعين.
وكان على دين يهود فأسلم وقدم المدينة ثم خرج إلى الشام فسكن حمص حتى تُوُفّي بها سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ فِي خِلافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عفان.
أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: قَالَ الْعَبَّاسُ لِكَعْبٍ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تُسْلِمَ عَلَى عَهْدِ
__________
3826 التقريب (1/ 348) .
3828 التقريب (2/ 135) .(7/309)
رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَبِي بَكْرٍ حَتَّى أَسْلَمْتَ الآنَ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ؟ فَقَالَ كَعْبٌ: إِنَّ أَبِي كَتَبَ لِي كِتَابًا مِنَ التَّوْرَاةِ وَدَفَعَهُ إِلَيَّ وَقَالَ: اعْمَلْ بِهَذَا. وَخَتَمَ عَلَى سَائِرِ كُتُبِهِ وَأَخَذَ عَلَيَّ بِحَقِّ الْوَالِدِ عَلَى وَلَدِهِ أَنْ لا أَفُضَّ الْخَاتَمَ. فَلَمَّا كَانَ الآنَ وَرَأَيْتُ الإِسْلامَ يَظْهَرُ وَلَمْ أَرَ بَأْسًا قَالَتْ لِي نَفْسِي: لَعَلَّ أَبَاكَ غَيَّبَ عَنْكَ عِلْمًا كَتَمَكَ فَلَوْ قَرَأْتَهُ. فَفَضَضْتُ الْخَاتَمَ فَقَرَأْتُهُ فَوَجَدْتُ فِيهِ صِفَةَ مُحَمَّدٍ وَأُمَّتِهِ فَجِئْتُ الآنَ مُسْلِمًا. فَوَالَى الْعَبَّاسَ.
أَخْبَرَنَا الْخَلِيلُ بْنُ عُمَرَ الْعَبْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ أَنَّ كَعْبًا أَسْلَمَ فِي إِمْرَةِ عُمَرَ.
قَالَ: وَذَكَرَ أَبُو الدَّرْدَاءِ كَعْبًا فَقَالَ: إِنَّ عِنْدَ ابْنِ الْحِمْيَرِيَّةِ لَعِلْمًا كَثِيرًا.
3829- يزيد بن شجرة الرهاوي.
قتل هو وأصحابه في البحر سنة ثمان وَخَمْسِينَ فِي خِلافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ.
3830- الحارث بن عبد الأزدي.
السلوكي صاحب معاذ له أحاديث.(7/310)
الطَّبَقَةُ الثَّانِيَةُ مِنَ التَّابِعِينَ بِالشَّامِ
3831- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَيْرِيزٍ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ يَقُولُ: لَقِيَ ابْنُ مُحَيْرِيزٍ قَبِيصَةَ بْنَ ذُؤَيْبٍ فَقَالَ: يَا أبا إِسْحَاقَ عَطَّلْتُمِ الثُّغُورَ وَأَغْزَيْتُمُ الْجُيُوشَ إِلَى الْحَرَمِ وَإِلَى مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ. فَقَالَ لَهُ قبيصة: احذر من لسانك فو الله مَا فُعِلَ. فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ فَأُتِيَ بِهِ مُتَقَنِّعًا فَأُوقِفَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ: مَا كَلِمَةٌ قُلْتَهَا نُغِضَ لَهَا مَا بَيْنَ الْفُرَاتِ إِلَى الْعَرِيشِ؟ يَعْنِي عَرِيشَ مِصْرَ. ثُمَّ لانَ لَهُ فَقَالَ: الْزَمِ الصَّمْتَ فَإِنَّ مَنْ رَأَى الْبَقِيَّةَ فِي قُرَيْشٍ وَالْحِلْمَ عَنْهَا. قَالَ: فَرَأَى ابْنُ مُحَيْرِيزٍ أَنَّهُ قَدْ غَنِمَ نَفْسَهُ يَوْمَئِذٍ.
3832- قبيصة بن ذؤيب بن حلحلة.
الخزاعي من بني قمير. ويكنى أبا إسحاق.
وكان ثقة. روى عنه الزهري. وكان على خاتم عبد الملك بن مروان وهو أدخل الزهري على عبد الملك بن مروان ففرض له ووصله وصار من أصحابه. وتوفي قبيصة بالشام سنة ست أو سبع وثمانين فِي آخر خلافة عَبْد الملك بْن مروان.
3833- كَثِيرُ بْنُ مُرَّةَ الْحَضْرَمِيُّ
ويكنى أبا شجرة. وكان ثقة. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سعد قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب أَنَّ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ مَرْوَانَ كَتَبَ إِلَى كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ الْحَضْرَمِيِّ. وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ بِحِمْصَ سَبْعِينَ بَدْرِيًّا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ لَيْثٌ: وَكَانَ يُسَمِّي الْجُنْدَ الْمُقَدَّمَ. قَالَ: فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَنْ يَكْتُبَ إِلَيْهِ بِمَا سَمِعَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ أَحَادِيثِهِمْ إلا حديث أبي هريرة فإنه عندنا.
__________
3831 التقريب (1/ 449) .
3832 التقريب (2/ 122) .
3833 التقريب (2/ 133) .(7/311)
3834- أَبُو مُسْلِمٍ الْخَوْلانِيُّ.
واسمه عبد الله بن ثوب. وكان ثقة. وتوفي في خلافة يزيد بن معاوية.
أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ أَنَّ كَعْبًا لَقِيَ أبا مُسْلِمٍ الْخَوْلانِيَّ فَقَالَ لَهُ: مِنْ أَيْنَ أَنْتَ يَا أبا مُسْلِمٍ؟ قَالَ: مِنْ أهل الْعِرَاقِ.
قَالَ: مِنْ أَيِّ الْعِرَاقِ؟ قَالَ: مِنْ أهل الْبَصْرَةِ.
3835- أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيُّ.
واسمه عائذ الله بن عبد الله. أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ قَالَ: وُلِدَ أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيُّ عَامَ حُنَيْنٍ. فَقُلْتُ: مَنْ أَخْبِرَكَ؟ قَالَ: مِنْ حَدِيثِ الشَّامِيِّينَ مُبِينٌ. وَكَانَ ثِقَةً. وَقَدْ رَوَى عَنْهُ الزُّهْرِيُّ.
3836- يعلى بن شداد بن أوس،
بن ثابت الأنصاري. وهو ابن أخي حسان بن ثابت الشاعر. وكان يعلى ثقة إن شاء الله. وقد روي عنه.
3837- عبد الرحمن بن عمرو السلمي.
مات سنة عشر ومائة في خلافة هشام بن عبد الملك.
3838- شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ الأَشْعَرِيُّ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: مَاتَ شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ. وَكَانَ ضَعِيفًا فِي الْحَدِيثِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الشَّامِيُّ قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ بَهْرَامَ: مَتَى مَاتَ شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ؟ قَالَ: سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ.
3839- عبد الله بن عامر اليحصبي.
وكان قليل الحديث. مات سنة ثماني عشرة ومائة.
3840- الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
ويكنى أبا عبد الرحمن مولى جويرية بنت أبي سفيان ابن حرب. وقيل مولى معاوية. وله حديث كثير في بعض حديث الشاميين أنه كان أدرك أربعين بدريًا. ومات سنة اثنتي عشرة ومائة في خلافة هشام بن عبد الملك.
قَالَ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ عَنْ صَدَقَةَ بْنِ خَالِدٍ عَنِ ابْنِ جَابِرٍ قَالَ: رَأَيْتُ الْقَاسِمَ أبا عبد الرحمن لا يغير شيبة.
__________
3835 التقريب (1/ 390) .
3838 التقريب (1/ 355) .
3840 التقريب (2/ 118) .(7/312)
3841- مسلم بن مشكم.
كان كاتب أبي الدرداء. وروى عن أبي الدرداء ومعاوية.
وروى عنه عبد الله بن العلاء بن زيد.
3842- مسلم بن قرظة الأشجعي.
روى عن عمه عوف بن مالك الأشجعي.
3843- سعيد بن هانئ الخولاني.
ويكنى أبا عثمان. وكان ثقة إن شاء الله. مات سنة سبع وعشرين ومائة.
3844- أبو الزاهرية الحضرمي.
وقال بعضهم الحميري. واسمه حدير بن كريب.
وكان ثقة إن شاء الله كثير الحديث. تُوُفّي سنة تسع وعشرين ومائة في خلافة مروان ابن محمد.
3845- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مِخْمَرٍ.
قَالَ أَبُو الْيَمَانِ عَنْ جَرِيرِ بْنِ عُثْمَانَ عَنِ ابْنِ أبي عَوْفٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِخْمَرٍ إِنَّهُ قَالَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ. وَقَدْ رَأَى الناس وقد تلبسوا: وا حسناه وا جمالاه! بَعْدَ الْعَدَمِ وَالسَّدَمِ مِنَ الأُدْمِ وَالْحَوْتَكِيَّةِ وَالْبُرُودِ أَصْبَحْتُمْ زُهْرًا وَأَصْبَحَ النَّاسُ غُبْرًا. وَأَصْبَحَ النَّاسُ يُعْطُونَ وَأَنْتُمْ تَأْخُذُونَ. وَأَصْبَحَ النَّاسُ يَنْتِجُونَ وَأَنْتُمْ تَرْكَبُونَ.
وَأَصْبَحَ النَّاسُ يَنْسِجُونَ وَأَنْتُمْ تَلْبَسُونَ. وَأَصْبَحَ النَّاسُ يَزْرَعُونَ وَأَنْتُمْ تَأْكُلُونَ.
3846- الحجاج بن عبد الثمالي.
توفي في خلافة عبد الملك بن مروان.
3847- كُلْثُومُ بْنُ هَانِئٍ الْكِنْدِيُّ.
روى من حديث رديح بن سعيد بن عبد العزيز عَنْ أبي زُرْعَةَ الشَّيْبَانِيِّ عَنْ كُلْثُومِ بْنِ هَانِئٍ قَالَ: قِيلَ لَهُ يَا أبا سَهْلٍ حَدِّثْنَا. قَالَ:
فَأَشْفَقَ مِنَ الْعَجَبِ حِينَ نَصَبُوهُ. فَقَالَ: إِنَّ قَلْبِي لا خَيْرَ فِيهِ. مَا أَكْثَرَ مَا سَمِعَ وَنَسِيَ.
قَالَ الشَّيْبَانِيُّ: وَلَوْ شَاءَ أَنْ يُحَدِّثَهُمْ لَفَعَلَ. قَالَ: وَحَدَّثَ ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ عَنِ الشَّيْبَانِيِّ قَالَ: قَالَ كُلْثُومُ بْنُ هَانِئٍ: إِذَا الأَخُ مِنْ إِخْوَانِكَ اسْتُعْمِلَ فَقُلْ لَهُ: عَلَيْكَ السَّلامُ.
3848- حَكِيمُ بْنُ عُمَيْرٍ.
وكان معروفًا قليل الحديث. وهو أبو الأحوص بن حكيم الشامي. قَالَ أَبُو الْيَمَانِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: رَأَيْتُ فِيَ جبهة حكيم بن عمير أثر السجود.
__________
3841 التقريب (2/ 247) .
3842 التقريب (2/ 246) .
3844 التقريب (1/ 156) .
3848 التقريب (1/ 194) .(7/313)
3849- نوف البكالي.
أخبرنا موسى بن إسماعيل عن جعفر بن سليمان عن أبي عمران عن نوف البكالي وهو ابن امرأة كعب.
3850- تبيع ابن امرأة كعب الأحبار.
وكان عالمًا قد قرأ الكتب وسمع من كعب علمًا كثيرًا. ويكنى أبا عبيد. وفي بعض الحديث يكنى أبا عامر.
3851- مسلم بن كبيس
أو كُبيس. ويكنى أبا حسنة. روى عنه صفوان بن عمرو أنه كان يكتب المصاحف للناس متطوعا لا يشرط على ذلك أجرًا فإذا فرغ فإن أعطي شيئًا أخذه وإلا لم يسأل أحدًا شيئًا.
__________
3849 التقريب (2/ 309) .(7/314)
الطَّبَقَةُ الثَّالِثَةُ
3852- مَكْحُولٌ الدِّمَشْقِيُّ.
أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلاءِ قَالَ: سَمِعْتُ مَكْحُولا يَقُولُ: كُنْتُ لِعَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ فَوَهَبَنِي لِرَجُلٍ مِنْ هُذَيْلٍ بِمِصْرَ فَأَنْعَمَ عَلَيَّ بِهَا فَمَا خَرَجْتُ مِنْهَا حتى ظننت أنه ليس بها علم إلا وَقَدْ سَمِعْتُهُ. ثُمَّ قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَمَا خَرَجْتُ منها حتى ظننت أنه ليس بها علم إِلا وَقَدْ سَمِعْتُهُ. ثُمَّ لَقِيتُ الشَّعْبِيَّ فَلَمْ أَرَ مِثْلَهُ.
أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي نُمَيْرُ بْنُ عُقْبَةَ الْعَبْسِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ مَكْحُولا يَقُولُ: اخْتَلَفْتُ إِلَى شُرَيْحٍ سنة أَشْهُرٍ لَمْ أَسْأَلُهُ عَنْ شَيْءٍ أَكْتَفِي بِمَا أَسْمَعُهُ يَقْضِي بِهِ.
أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ سَعِيدٍ وَابْنِ جَابِرٍ أَنَّهُمَا سَمِعَا مَكْحُولا يَقُولُ: رَأَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ فَقُلْتُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لا أُسَلِّمُ عَلَيْهِ وَلا أَسْأَلُهُ! فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ وَسَأَلْتُهُ عَنِ الْوُضُوءِ مِنْ حَمْلِ الْجَنَازَةِ أَوْ مِنْ شُهُودِ الْجَنَازَةِ.
فَقَالَ: كُنَّا فِي صَلاةٍ وَرَجَعْنَا إِلَى صَلاةٍ. فَمَا بَالُ الْوُضُوءِ فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ؟.
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهُ رَأَى عَلَى مَكْحُولٍ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ قَدْ لَوَى عَلَيْهِ فِضَّةً حَتَّى لَمْ يَكُنْ يُرَى مِنَ الْحَدِيدِ شَيْءٌ نَقْشُهُ: رَبِّ بَاعِدْ مَكْحُولا مِنَ النَّارِ.
أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَاشِدٍ الشَّامِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ مَكْحُولا مُتَخَتِّمًا فِي يَسَارِهِ.
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ قَالَ: كَانَ مَكْحُولٌ إِذَا صَلَّى يُسْدِلُ عَلَيْهِ الطَّيْلَسَانَ كَثِيرًا.
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّ مَكْحُولا كَانَ فِيمَنِ افْتَرَضَ فِي الْعَطَاءِ. وَكَانَ يَأْخُذُهُ وَيَتَقَوَّى بِهِ عَلَى جِهَادِ عَدُوِّ الله.(7/315)
وَقَالَ أَبُو الْيَمَانِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: زَارَ مَكْحُولٌ ابْنَ هِشَامٍ فَلَمَّا أَقْبَلَ حَمَلَهُ عَلَى الْبَرِيدِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْقُرْقُسَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْقِلُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى الْقُرَشِيُّ مِنْ بَنِي أبي مُعَيْطٍ قَالَ: سَمِعْتُ مَكْحُولا يَقُولُ لِرَجُلٍ: مَا فَعَلَتْ تِلْكَ الْهَاجَةُ؟.
وَقَالَ غَيْرُهُ مِنْ أهل الْعِلْمِ: كَانَ مَكْحُولٌ مِنْ أهل كَابُلَ وَكَانَتْ فِيهِ لُكْنَةٌ. وَكَانَ يَقُولُ بِالْقَدَرِ. وَكَانَ ضَعِيفًا فِي حَدِيثِهِ وَرِوَايَتِهِ.
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: مَاتَ مَكْحُولٌ سَنَةَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ. وَقَالَ غَيْرُهُ:
مَاتَ سَنَةَ ثَلاثَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ الْحَرِيشُ بْنُ قَاسِمٍ: أَخْبَرَنِي خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ أبي مَالِكٍ قَالَ: أَرْدَفَنِي أبي لِمَوْتِ مَكْحُولٍ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ.
3853- رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ.
كان ينزل الأردن. وكان ثقة عالمًا فاضلًا كثير العلم.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: كَانَ رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ يُحَدِّثُ بِالْحَدِيثِ عَلَى حُرُوفِهِ.
أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ أَنَّ رَجُلا قَالَ: رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ يُكْنَى أبا نَصْرٍ.
أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ: رَأَيْتُ رَجَاءَ بْنَ حَيْوَةَ وَرَأْسُهُ أَحْمَرُ وَلِحْيَتُهُ بَيْضَاءُ.
3854- خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ الْكَلاعِيُّ.
وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ ثَوْرٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ قَالَ: مَا دَابَّةٌ فِي بَرٍّ وَلا بَحْرٍ تَفْدِينِي مِنَ الْمَوْتِ. وَلَوْ كَانَ الْمَوْتُ عَلَمًا يُسْتَبَقُ إِلَيْهِ لَكُنْتُ أَوَّلَ مَنْ يَسْبِقُ إِلَيْهِ إِلا أَنْ يَسْبِقَنِي رَجُلٌ بِفَضْلِ قُوَّةٍ.
قَالَ أَبُو الْيَمَانِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: رَأَيْتُ فِيَ جَبْهَةِ خَالِدِ بْنِ معدان أثر السجود.
__________
3853 التقريب (1/ 248) .
3854 التقريب (1/ 218) .(7/316)
قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ أَنَّهُ كَانَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ.
قَالَ: وَأَجْمَعُوا عَلَى أَنَّ خَالِدَ بْنَ مَعْدَانَ تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَمِائَةٍ فِي خِلافَةِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ.
أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: مَاتَ خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ وَهُوَ صَائِمٌ.
3855- عبد الرحمن بن جبير بن نفير الحضرمي.
وكان ثقة. وبعض الناس يستنكر حديثه. ومات سنة ثماني عشرة ومائة في خلافة هشام بن عبد الملك.
3856- راشد بن سعد الحميري
من أهل حمص. وكان ثقة ومات سنة ثمان ومائة في خلافة هشام بن عبد الملك.
3857- عبادة بن نسي الكندي.
وكان ثقة. مات سنة ثماني عشرة ومائة في خلافة هشام بن عبد الملك.
3858- سعيد بن مرثد.
روى عنه جرير بن عثمان. وكان ممن أدرك صفين.
3859- نمير بن أوس الأشعري.
وكان قاضيًا بدمشق. وكان قليل الحديث. تُوُفّي سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلافَةِ هِشَامِ بن عبد الملك.
3860- سليمان بن حبيب المحاربي.
وكان قليل الحديث. تُوُفّي سنة ست وعشرين ومائة.
3861- عَبْدُ اللَّهِ بن أبي زكرياء الْخُزَاعِيُّ.
وكان ثقة قليل الحديث صاحب غزو. وكان من أهل دمشق. وتوفي سنة سبع عشرة ومائة في خلافة هشام بن عبد الملك.
قَالَ: وَقَالَ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ عَنْ صَدَقَةَ بْنِ خَالِدٍ عَنِ ابْنِ جَابِرٍ قَالَ: رأيت ابن أبي زكرياء لا يُغَيِّرُ شَيْبَهُ.
3862- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَيْسَرَةَ الْحَضْرَمِيُّ.
قَالَ: رَوَى إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ جَرِيرِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن ميسرة
__________
3855 التقريب (1/ 475) .
3859 التقريب (2/ 307) .
3862 التقريب (1/ 500) .(7/317)
أَنَّهُ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي مَنَامِي فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ لِي أَنْ أَكُونَ عَقُولا لِلْحَدِيثِ وِعَاءً لَهُ. قَالَ: فَدَعَا لِي فَلَسْتُ أَسْمَعُ شَيْئًا إِلا عَقَلْتُ عَلَيْهِ.
3863- أَبُو مَخْرَمَةَ السَّعْدِيُّ.
قَالَ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ عَنْ صَدَقَةَ بْنِ خَالِدٍ عَنِ ابْنِ جَابِرٍ قَالَ: رَأَيْتُ أبا مَخْرَمَةَ لا يُغَيِّرُ شَيْبَهُ.
3864- سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى الأَشْدَقُ.
ويكنى أبا أيوب. وكان ثقة أثنى عليه ابن جريج قَالَ: وَقَالَ مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ بُرْدٍ قَالَ: كَانُوا يَجْتَمِعُونَ عَلَى عَطَاءٍ فِي الْمَوَاسِمِ فَكَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى هُوَ الَّذِي يَسْأَلُ لَهُمْ. وَمَاتَ سُلَيْمَانُ سَنَةَ تسع عشرة ومائة في خلافة هشام بن عَبْدِ الْمَلِكِ.
3865- أَبُو رَاشِدٍ الْحُبْرَانِيُّ
من حمير. إسماعيل بن عياش عن صفوان بن عمرو عَنْ أبي رَاشِدٍ الْحُبْرَانِيِّ إِنَّهُ كَانَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ.
3866- عبد الله بن قيس اللخمي.
مات سنة أربع وعشرين ومائة.
3867- يحيى بن أبي عمرو الشيباني.
يكنى أبا زرعة.
3868- علي بن أبي طلحة.
روى التفسير عن ابن عباس. رواه عنه معاوية بن صالح.
3869- يحيى بن جابر الطائي.
وله أحاديث. مات سنة ست وعشرين ومائة في خلافة الوليد بن يزيد بن عبد الملك.
3870- ضَمْضَمٌ أَبُو الْمُثَنَّى الأُمْلُوكِيُّ.
قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو عَنْ ضَمْضَمٍ أبي الْمُثَنَّى الأُمْلُوكِيُّ إِنَّهُ كَانَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ.
3871- يونس بن سيف.
وكان معروفًا. له أحاديث. مات سنة عشرين ومائة في خلافة هشام بن عبد الملك.
3872- عبد الرَّحْمَنِ بْنُ عُرَيْبٍ الْحِمْيَرِيُّ.
قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُرَيْبٍ الْحِمْيَرِيِّ إِنَّهُ كَانَ يُصَفِّرُ لحيته.
__________
3864 التقريب (1/ 331) .
3867 التقريب (2/ 355) ، وفيه السيباني بالسين المهملة.
3870 التقريب (1/ 375) .(7/318)
3873- عمرو بن قيس الكندي.
وكان صالح الحديث. قال محمد بن عمر: تُوُفّي سنة خمس وعشرين ومائة في خلافة الوليد بن يزيد بن عبد الملك.
3874- أبو طلحة.
له أحاديث. قَالَ محمد بن عمر: تُوُفّي سنة أربع وعشرين ومائة.
3875- أبو عنبسة.
له أحاديث. قَالَ محمد بن عمر: تُوُفّي سنة أربع وعشرين ومائة.
3876- أبو عتبة الكندي.
وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: تُوُفّي سنة ثماني عشرة ومائة في خلافة هشام بن عبد الملك بن مروان.
3877- يزيد بن سمي.
وكان ثقة. قال محمد بن عمر: تُوُفّي سنة خمس وعشرين ومائة في خلافة هشام بن عبد الملك.
3878- مهاصر بن حبيب.
وكان معروفًا. مات سنة ثمان وعشرين ومائة في خلافة مروان بن محمد.
__________
3873 التقريب (2/ 77) .(7/319)
الطَّبَقَةُ الرَّابِعَةُ
3879- عروة بن رؤيم اللخمي.
كان كثير الحديث. مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
3880- عَطِيَّةُ بْنُ قَيْسٍ.
وكان معروفًا وله أحاديث. قَالَ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ عَنْ صَدَقَةَ بْنِ خَالِدٍ عَنِ ابْنِ جَابِرٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَطِيَّةَ بْنَ قَيْسٍ لا يُغَيِّرُ شَيْبَهُ.
3881- أزهر بن سعيد الحرازي من حمير.
كان قليل الحديث. مات سنة تسع وعشرين ومائة في خلافة مروان بن محمد.
3882- سعيد بن هانئ.
مات سنة تسع وعشرين ومائة في خلافة مروان بن محمد.
3883- أسد بن وداعة الطائي
من أهل حمص. كان قديمًا روى عن أبي الدرداء وبقي حتى مات سنة سبع وثلاثين ومائة في أول خلافة أبي جعفر المنصور.
3884- بِلالُ بْنُ سَعْدٍ.
وكان ثقة. قَالَ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ عَنْ صَدَقَةَ بْنِ خَالِدٍ عَنِ ابْنِ جَابِرٍ قَالَ: رَأَيْتُ بِلالَ بْنَ سَعْدٍ لا يُغَيِّرُ شَيْبَهُ.
3885- الوليد بن أبي مالك الهمداني.
ويكنى أبا العباس. وله أحاديث. فكان مكتبه بالكوفة ومات بها سنة خمس أو ست وعشرين ومائة في خلافة الوليد بن يزيد بن عبد الملك. وكان يوم مات ابن اثنتين وسبعين سنة.
3886- وأخوه يزيد بن أبي مالك الهمداني.
وله أحاديث. تُوُفّي بدمشق سنة ثلاثين ومائة في خلافة مروان بن محمد آخر سلطان بني أمية. وكان يوم مات ابن اثنتين وسبعين سنة.
__________
3879 التقريب (2/ 19) .
3880 التقريب (2/ 25) .
3884 التقريب (1/ 110) .
3886 التقريب (2/ 368) .(7/320)
3887- خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُسَيْنٍ.
قَالَ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ عَنْ صَدَقَةَ بْنِ خَالِدٍ عَنِ ابْنِ جَابِرٍ قَالَ: رَأَيْتُ خَالِدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُسَيْنٍ لا يُغَيِّرُ شَيْبَهُ.
3888- النعمان بن المنذر.
الغساني من أهل دمشق. وكان كثير الحديث. مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة في أول خلافة بني هاشم.
3889- عَمْرُو بْنُ الْمُهَاجِرِ.
مولى أسماء بنت يزيد بن السكن الأنصارية عتاقة. وكان صاحب حرس عمر بن عبد العزيز.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْمُهَاجِرَ أَبَا عَمْرٍو يَقُولُ: سَمِعْتُ مَوْلاتِي أَسْمَاءَ بِنْتَ يَزِيدَ بْنِ السَّكَنِ تَقُولُ: [سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: لا تقتلوا أولادكم سرا. يعني الغيلة. فو الذي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُ لَيُدْرِكُ الْفَارِسَ فَيُدَعْثِرُهُ] .
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: يَعْنِي بِذَلِكَ الْوَطْءَ عَلَى الرَّضَاعِ.
وَكَانَ عَمْرُو بْنُ الْمُهَاجِرِ ثِقَةً لَهُ حَدِيثٌ كَثِيرٌ. وَمَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً.
3890- هجير بن سعد.
وكان ثقة.
3891- أبو لقمان الحضرمي.
وكان معروفًا. قال محمد بن عمر: مات سنة ثلاثين ومائة في آخر خلافة مروان بن محمد.
3892- عارم بن أبي الجشيب.
كان قليل الحديث.
3893- العلاء بن الحارث.
وكان قليل الحديث. ولكنه أعلم أصحاب مكحول واقدمهم. وكان يفتي حتى خولط. مات سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ فِي آخِرِ خِلافَةِ أبي العباس.
3894- يحيى بن الحارث الذماري.
وكان قليل الحديث. وكان عالمًا بالقراءة في دهره يقرأ عليه القرآن. مات سنة خمس وأربعين ومائة في خلافة أبي جعفر وهو ابن سبعين سنة.
__________
3889 التقريب (2/ 79) .
3892 التقريب (1/ 386) .
3894 التقريب (2/ 344) .(7/321)
3895- الحسين بن جابر.
وكان قديمًا. سمع من أبي أمامة وعبد الله بن بسر المازني وبقي حتى روى عنه معاوية بن صالح.
3896- الصقر بن نسير.
وكان معروفًا. مات سنة ثلاث وثلاثين ومائة.
3897- سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ.
وكان ثقة. وكان قديمًا معروفًا. قَالَ أَبُو الْيَمَانِ عَنْ جَرِيرِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: انْطَلَقْتُ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَمَرَرْتُ بِأُمِّ الدَّرْدَاءِ بِدِمَشْقَ فَأَمَرَتْ لِي بِدِينَارٍ وَسَقَتْنِي طِلاءٍ. يَعْنِي الرُّبَّ. قَالُوا: وَتُوُفِّيَ سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ سَنَةَ ثَلاثِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلافَةِ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ.
3898- أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ.
قَالَ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ عَنْ صَدَقَةَ بْنِ خَالِدٍ عَنِ ابْنِ جَابِرٍ قَالَ:
رَأَيْتُ أبا عُبَيْدِ اللَّهِ لا يُغَيِّرُ شَيْبَهُ.
3899- حاتم بن حريث الحمصي.
كان معروفًا. مات سنة ثمان وثلاثين ومائة في أول خلافة أبي جعفر.
3900- ضمرة بن حبيب.
كان ثقة إن شاء الله.
3901- ربيعة بن يزيد.
وكان ثقة.
3902- أَبُو عَبْدِ رَبٍّ.
قَالَ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ عَنْ صَدَقَةَ بْنِ خَالِدٍ عَنِ ابْنِ جَابِرٍ قَالَ:
رَأَيْتُ أبا عَبْدِ رَبٍّ لا يُغَيِّرُ شَيْبَهُ.
3903- أبو بشر.
مؤذن مسجد دمشق. مات سنة ثلاثين ومائة في خلافة مروان بن محمد.
__________
3900 التقريب (1/ 374) .(7/322)
الطَّبَقَةُ الْخَامِسَةُ
3904- محمد بن الوليد الزبيدي.
وكان ثقة إن شاء الله. وكان أعلم أهل الشام بالفتوى والحديث. وكان قد لقي الزهري وكتب عنه. مات سنة ثمان وأربعين في خلافة أبي جعفر وهو ابن سبعين سنة.
3905- يحيى بن يحيى الغساني.
وكان بدمشق. عالم بالفتوى والقضاء. وله أحاديث. مات سنة خمس وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ فِي آخِرِ خِلافَةِ أَبِي الْعَبَّاسِ.
3906- الوضين بن عطاء.
من كنانة. يكنى أبا كنانة. وكان ضعيفًا في الحديث.
مات بدمشق في عشر ذي الحجة سنة تسع وأربعين ومائة في خلافة أبي جعفر.
3907- عبد الرحمن بن يزيد.
بن جابر الأزدي. وكان أكبر من أخيه يزيد بن يزيد بن جابر. ومات عبد الرحمن سنة أربع وخمسين ومائة في خلافة أبي جعفر وهو ابن بضع وثمانين سنة. وكان ثقة.
3908- وأخوه يزيد بن يزيد بن جابر الأزدي.
وكان ثقة إن شاء الله. وكان أصغر من أخيه عبد الرحمن بن يزيد ولكنه تقدم موته قبله. فمات يزيد بن يزيد سنة أربع وثلاثين ومائة ولم يبلغ ستين سنة.
3909- يونس بن ميسرة بن حلبس.
وكان ثقة. لما دخل المسودة في أول سلطان بني هاشم دمشق دخلوا مسجدها فقتلوا من وجدوا فيه. فقتل يومئذ يونس بن ميسرة بن حلبس وقتل يومئذ جد أبي مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغساني الدمشقي وذلك في سنة اثنتين وثلاثين ومائة في أول خلافة أبي العباس.
__________
3905 التقريب (2/ 347) .
3906 التقريب (2/ 331) .
3908 التقريب (2/ 372) .
3909 التقريب (2/ 386) .(7/323)
3910- ثور بن يزيد الكلاعي.
من أهل حمص. ويكنى أبا خالد. وكان ثقة في الحديث. ويقال إنه كان قدريًا. مات ببيت المقدس سنة ثلاث وخمسين ومائة في خلافة أبي جعفر وهو ابن بضع وستين سنة.
وكان جد ثور بن يزيد قد شهد صفين مع معاوية وقتل يومئذ فكان ثور إذا ذكر عليا. ع. قال: لا أحب رجلًا قتل جدي.
3911- أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مريم الغساني.
كان كثير الحديث ضعيفا. وقد روي عنه رواية كثيرة.
أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: كَانَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ مِنَ الْعُبَّادِ الْمُجْتَهِدِينَ فَحَضَرَهُ الْمَوْتُ وَهُوَ صَائِمٌ فَلَمْ يَزَلْ يَجْهَدُ بِهِ حَتَّى قَشَرُوا لَهُ تُفَّاحَةً فَأَفْطَرَ عَلَيْهَا.
قَالَ: وَقِيلَ لامْرَأَتِهِ: أَلا تَفْلِينَ ثِيَابَهُ؟ قَالَتْ: أَيْنَ سَاعَةٌ أَفْلِيهَا؟ مَا يُلْقِيهَا عَنْهُ لَيْلا وَلا نَهَارًا. تَقُولُ لاشْتِغَالِهِ بِالصَّلاةِ.
3912- صفوان بن عمرو السكسكي.
وكان ثقة مأمونًا.
3913- سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّنُوخِيُّ.
وكان ثقة إن شاء الله.
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يُكْنَى أبا مُحَمَّدٍ. وَمَاتَ بِدِمَشْقَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ فِي خِلافَةِ الْمَهْدِيِّ وَهُوَ ابْنُ بِضْعٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً.
3914- سعيد بن بشير الأزدي.
ويكنى أبا عبد الرحمن. كان من أهل البصرة فتحول إلى الشام فنزل دمشق. وكان قدريًا. ومات بدمشق سنة سبعين ومائة أول ما استخلف هارون أمير المؤمنين.
3915- هشام بن الغازي.
بن ربيعة بن عمرو الجرشي. ويكنى أبا العباس. وقد رووا عنه. وكان ثقة.
3916- عبد الله بن العلاء بن زبر.
وكان ثقة إن شاء الله.
__________
3912 التقريب (1/ 368) .
3914 التقريب (1/ 292) .
3916 التقريب (1/ 439) .(7/324)
3917- شعيب بن أبي حمزة.
واسم أبي حمزة دينار. وكان من أهل حمص
3918- يحيى بن حمزة.
ويكنى أبا عبد الرحمن. وكان كثير الحديث صالحه.
وكان قاضيًا بدمشق. تُوُفّي سنة ثلاث وثمانين ومائة في خلافة هارون.
3919- صدقة بن خالد السمين.
وكان ثقة.
3920- سليمان بن سليم الكندي.
3921- الفرج بن فضالة الحمصي.
ويكنى أبا فضالة. وكان ضعيفًا. وكان على بيت مال بغداد. وتوفي بها سنة ست وسبعين ومائة في خلافة هارون.
__________
3921 التقريب (2/ 108) .(7/325)
الطَّبَقَةُ السَّادِسَةُ
3922- بقية بن الوليد الحمصي.
ويكنى أبا يحمد. وكان ثقة في روايته عن الثقات. وكان ضعيف الرواية عن غير الثقات. ومات سنة سبع وتسعين ومائة في آخر خلافة محمد بن هارون.
3923- سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
مولى بني سليم. ويكنى أبا محمد. وكان يروي أحاديث منكرة. ولد سنة تسعين في آخر خلافة الوليد بن عبد الملك. وتوفي سنة سبع وستين. يعني في خلافة المهدي.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الشَّامِيُّ قَالَ: وَلِيَ سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَضَاءَ بَعْلَبَكَّ. وَكَانَ مُحْتَاجًا. فَلَقِيَهُ دَاوُدُ بْنُ أبي شَيْبَانَ الدِّمَشْقِيُّ فَقَالَ لَهُ: يَا أبا مُحَمَّدٍ وُلِّيتَ القضاء بعد العلم والحديث؟ قال: نعم. نشدتك اللَّهَ أَتَحْتَ جُبَّتِكَ شِعَارٌ؟ فَقَالَ دَاوُدُ: نَعَمْ. فَرَفَعَ سُوَيْدٌ جُبَّتَهُ وَقَالَ: لَكِنَّ جُبَّتِي لَيْسَ تَحْتَهَا شِعَارٌ. ثُمَّ قَالَ: أَنْشُدُكَ اللَّهَ هَلْ هَذَا الطَّيْلَسَانُ لَكَ؟ قَالَ دَاوُدُ: نَعَمْ. قَالَ سويد: فو الله مَا هَذَا الطَّيْلَسَانُ الَّذِي تَرَى عَلَيَّ لِي وَإِنَّهُ لَعَارِيَةٌ. أَفَلا أَلِي الْقَضَاءَ بَعْدَ هَذَا؟ فو الله لَوْ وَلَّوْنِي بَيْتَ الْمَالِ فَإِنَّهُ شَرٌّ مِنَ الْقَضَاءِ لَوَلِيتُهُ.
3924- عبد الملك بن محمد البرسمي.
من حمير و. هو أبو الزرقاء.
3925- محمد بن حرب الأبرش الخولاني.
ويكنى أبا عبد الله. وقد ولي قضاء دمشق.
3926- الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ.
ويكنى أبا العباس. أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الشَّامِيُّ قَالَ: كَانَ
__________
3922 التقريب (1/ 105) .
3924 التقريب (1/ 522) .
3926 التقريب (2/ 336) .(7/326)
الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ مِنَ الأَخْمَاسِ فَصَارَ لآلِ مَسْلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ. فَلَمَّا قَدِمَ بَنُو هَاشِمٍ فِي دَوْلَتِهِمْ فَصَارُوا إِلَى الشَّامِ قَبَضُوا رَقِيقَهُمْ مِنَ الأَخْمَاسِ وَغَيْرِهِمْ فَصَارَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَأهل بَيْتِهِ لِصَالِحِ بْنِ عَلِيٍّ فَوَهَبَهُمُ الْفَضْلَ بْنَ صَالِحٍ ابْنَهُ فَأَعْتَقَهُمُ الْفَضْلُ فَرَكِبَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ إِلَى آلِ مَسْلَمَةَ فَاشْتَرَى نَفْسَهُ مِنْهُمْ.
فَأَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ: جَاءَنِي الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ فَأَقَرَّ لِي بِالرِّقِّ فَأَعْتَقْتُهُ. وَكَانَ لِلْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ أَخٌ يُقَالُ لَهُ جَبَلَةُ. كَانَ لَهُ قَدْرٌ وَجَاهٌ بِالشَّامِ. وَكَانَ الْوَلِيدُ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ وَالْعِلْمِ. حَجَّ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلافَةِ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ. ثُمَّ انْصَرَفَ فَمَاتَ بِالطَّرِيقِ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ إِلَى دِمَشْقَ.
3927- عمر بن عبد الواحد.
وكان ثقة. وقد روي عنه.
3928- ضمرة بن ربيعة.
ويكنى أبا عبد الله. وكان مولى. وكان ثقة مأمونًا خبيرا لم يكن هناك أفضل منه لا الوليد ولا غيره. مات في أول شهر رمضان سنة اثنتين ومائتين في خلافة عبد الله بن هارون.
3929- مبشر بن إسماعيل الحلبي.
ويكنى أبا إسماعيل. مولى لكلب. كان يسكن حلب. وكان ثقة مأمونًا. ومات بحلب سنة مائتين في خلافة عبد الله بن هارون.
3930- شعيب بن إسحاق.
مولى رملة بنت عثمان بن عفان. كان ثقة. مات بدمشق سنة تسع وثمانين ومائة في خلافة هارون.
__________
3928 التقريب (1/ 374) .(7/327)
الطبقة السابعة
3931- أبو المغيرة الحمصي.
واسمه عبد القدوس بن الحجاج.
3932- أبو اليمان الحمصي.
واسمه الحكم بن نافع. مات بحمص في ذي الحجة سنة اثنتين وعشرين ومائتين في خلافة أبي إسحاق بن هارون.
3933- الحسن بن واقع.
راوية ضمرة. مات بالرملة سنة عشرين ومائتين في خلافة أبي إسحاق بن هارون.
أخبرني من سأله فقال: ممن أنت؟ فقال: من ربيعة.
3934- أبو مسهر
واسمه عبد الأعلى. بن مسهر الغساني من أهل دمشق. وكان راوية لسعيد بن عبد العزيز التنوخي وغيره من الشاميين و. كان أشخص من دمشق إلى عبد الله بن هارون وهو بالرقة. فسأله عن القرآن فقال: هو كلام الله. وأبي أن يقول مخلوق. فدعا له بالسيف والنطع ليضرب عنقه. فلما رأى ذلك قال مخلوق. فتركه من القتل وقال: أما إنك لو قلت ذلك قبل أن أدعو لك بالسيف لقبلت منك ورددتك إلى بلادك وأهلك. ولكنك تخرج الآن فتقول: قلت ذلك فرقًا من القتل. أشخصوه إلى بغداد فاحبسوه بها حتى يموت. فأشخص من الرقة إلى بغداد في شهر ربيع الآخر سنة ثماني عشرة ومائتين فحبس قبل إسحاق بن إبراهيم فلم يلبث في الحبس إلا يسيرًا حتى مات فيه في غرة رجب سنة ثماني عشرة ومائتين. فأخرج ليدفن فشهده قوم كثير من أهل بغداد.
3935- هشام بن عمار.
من أهل دمشق. راوية للوليد بن مسلم.
__________
3933 التقريب (1/ 171) .
3934 التقريب (1/ 465) .(7/328)
3936- علي بن عياش الحمصي.
ويكنى أبا الحسن. روى عن جرير بن عثمان وشعيب بن أبي حمزة.
3937- يحيى بن صالح الوحاظي الحمصي.
ويكنى أبا زكرياء. روى عن سعيد بن عبد العزيز ويحيى بن حمزة.
3938- الحجاج بن أبي منيع.
واسم أبي منيع يوسف بن عبيد الله بن أبي زياد مولى عبدة بنت عبد الله بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان. وكان عبيد الله بن أبي زياد أخا امرأة هشام بن عبد الملك من الرضاعة. وهي عبدة بنت عبد الله بن يزيد بن معاوية.
وكان الزهري لما قدم على هشام بالرصافة وقبل ذلك كان نازلًا عندهم عشرين عامًا غير أشهر فلزمه عبيد الله بن أبي زياد فسمع علمه وكتبه فسمعها منه ابنه يوسف بن عبيد الله وسمعها منه ابن ابنه الحجاج بن يوسف وسمعها منه ابن ابنه الحجاج بن أبي منيع في آخر خلافة أبي جعفر وقال: أنا كنت أحمل الكتب إليه فيقرأها على الناس.
قال الحجاج: ومات عبيد الله بن أبي زياد سنة ثمان أو تسع وخمسين ومائة وهو يومئذ ابن نيف وثمانين سنة أسود الشعر الرأس أبيض اللحية. وكان ذا جمة. وكان الحجاج يكنى أبا محمد. وقال الحجاج في جُمَادى الأولى سنة ست عشرة ومائتين: أنا اليوم ابن ست وسبعين سنة.
__________
3936 التقريب (2/ 42) .
3938 التقريب (1/ 154) .(7/329)
الطبقة الثامنة
3939- أبو عمرو واسمه الخطاب.
بن عثمان بن سليم بن مهاجر الفوزي الحمصي. إمام مسجد المحررين. وكان سليم بن مهاجر يكنى أبا فوره وهو مولى لطيئ. روى عن إسماعيل بن عياش ومحمد بن حميد.
3940- يزيد بن عبد ربه الجرجسي الحمصي.
ويكنى أبا الفضل. روى عن بقية وغيره.
3941- أبو عبد الملك العطار.
هشام بن إسماعيل الخزاعي. روى عن محمد بن شعيب بن شابور وغيره.
3942- بشر بن شعيب.
بن أبي حمزة. من أهل حمص. وقد كتبوا عنه. وتوفي عند ابن معروف قبل أبي اليمان الحمصي.
__________
3940 التقريب (2/ 367) .
3942 التقريب (1/ 99) .(7/330)
تَسْمِيَةُ مَنْ نَزَلَ الْجَزِيرَةَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -
[الطبقة الأولى]
3943- عدي بن عميرة.
وهو الذي روى عنه قيس بن أبي حازم أَنَّهُ [سَمِعَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول: من استعملناه على عمل فكتمنا مخيطًا فهو غل يوم القيامة] .
وكان عدي هرب من علي بن أبي طالب. ع. من الكوفة فنزل الجزيرة ومات بها. وهو أبو عدي بن عدي الجزري صاحب عمر بن عبد العزيز.
3944- وابصة بن معبد الأسدي.
روى عَنِ النَّبِيِّ. - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ صلى خلف الصفوف وحده فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يعيد.
من ولده عبد الرحمن بن صخر الذي كان على قضاء الرقة أيام هارون الرشيد أمير المؤمنين.
3945- الوليد بن عُقْبَة بْن أبي معيط.
بْن أبي عَمْرو بن أُمَيَّةُ بْنُ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ. ويكنى أبا وهب. وأمه أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف. وهي أم عثمان بن عفان. رضي الله عنه. ورحمة الله على عثمان. كان الوليد بن عقبة خرج من الكوفة معتزلًا لعلي. ع. ومعاوية فنزل الجزيرة بالرقة ومات بها. وله بها اليوم عقب.
3946- أَبُو عُذْرَةَ
أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلابِيُّ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادٍ عَنْ أبي عُذْرَةَ الْجَزَرِيِّ. وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ النَّبِيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
3947- جَدُّ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ السُّلَمِيُّ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ الرَّقِّيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ السُّلَمِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جده. وكانت له صحبة. [قال:
__________
3944 التقريب (2/ 328) .
3945 التقريب (2/ 334) .(7/331)
سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: إِذَا سَبَقَتْ لِلْعَبْدِ مِنَ اللَّهِ مَنْزِلَةٌ لَمْ يَنَلْهَا بِعَمَلِهِ ابْتَلاهُ فِي جَسَدِهِ وَفِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ ثُمَّ صَبَّرَهُ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى يَنَالَ الْمَنْزِلَةَ الَّتِي سَبَقَتْ لَهُ مِنَ اللَّهِ. عَزَّ وَجَلَّ.]
وَكَانَ بِالْجَزِيرَةِ بَعْدَ هَؤُلاءِ مِنَ الْفُقَهَاءِ وَالْمُحَدِّثِينَ مِنَ التَّابِعِينَ وَغَيْرِهِمْ
3948- مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ.
ويكنى أبا أيوب. كان ثقة كثير الحديث.
أَخْبَرَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: قُلْتُ لأَبِي:
مِمَّنْ أَنْتَ؟ فَقَالَ: كَانَ أبي مُكَاتَبًا لِبَنِي نَصْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ فَعَتَقَ. وَكُنْتُ مَمْلُوكًا لامْرَأَةٍ مِنَ الأَزْدِ مِنْ ثُمَالَةَ يُقَالُ لَهَا أُمُّ نَمِرٍ فَأَعْتَقَتْنِي فَلَمْ أَزَلْ بِالْكُوفَةِ حَتَّى كَانَ هَيْجُ الْجَمَاجِمِ فَتَحَوَّلْتُ إِلَى الْجَزِيرَةِ. قَالَ الْهَيْثَمُ: وَكَانَ أَوَّلُ أَمَرِ الْجَمَاجِمِ فِي سَنَةِ ثَمَانِينَ وَكَانَتْ وَقْعَةُ دُجَيْلٍ فِي آخِرِ سَنَةِ إِحْدَى وَثَمَانِينَ. وَكَانَ آخِرُ أَمَرِ الْجَمَاجِمِ فِي أَوَّلِ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ قَالَ: سَمِعْتُ مَيْمُونَ بْنَ مِهْرَانَ يَقُولُ: وُلِدْتُ سَنَةَ الْجَمَاعَةِ سَنَةَ أَرْبَعِينَ.
قَالُوا: وَكَانَ مَيْمُونٌ وَالِيًا لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَلَى خَرَاجِ الْجَزِيرَةِ وَابْنُهُ عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ عَلَى الدِّيوَانِ.
قَالُوا: وَكَانَ مَيْمُونٌ بَزَّازًا وَكَانَ عَلَى الْخَرَاجِ وَهُوَ جَالِسٌ فِي حَانُوتِهِ فَكَتَبَ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَسْتَعْفِيهِ مِنَ الْخَرَاجِ. فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ: إِنَّمَا هُوَ دِرْهَمٌ تَأْخُذُهُ مِنْ حَقِّهِ وَتَضَعُهُ فِي حَقِّهِ فَمَا اسْتِعْفَاؤُكَ مِنْ هَذَا؟ فَلَمْ يَزَلْ عَلَى الْخَرَاجِ أَيَّامَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ حَتَّى مَاتَ عُمَرُ وَاسْتُخْلِفَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ. فَكَانَ مَيْمُونٌ وَالِيَهُ عَلَى الْخَرَاجِ أَشْهُرًا. وَقَدْ كَانَ مَيْمُونٌ وَلِيَ قَبْلَ ذَلِكَ بَيْتَ الْمَالِ بِحَرَّانَ لِمُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ قَبْلَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. فَكَتَبَ إِلَيْهِ غَيْلانُ الْقَدَرِيُّ يَعِظُهُ فِي ذَلِكَ بِرِسَالَةٍ. فَقَالَ مَيْمُونٌ:
وَدِدْتُ أَنَّ حَدَقَتِي سَقَطَتْ وَأَنِّي لَمْ أَلِ عَمَلا قَبْلُ لَهُ وَلا لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. قَالَ: وَلا لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ العزيز!.
__________
3948 التقريب (2/ 292) .(7/332)
قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ الرَّقِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ قَالَ:
كَانَ مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ لا يَخْضِبُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنِي خَالِدُ بْنُ حَيَّانَ عَنْ عِيسَى بْنِ كَثِيرٍ قَالَ: مَاتَ مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ فِي خِلافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ.
وَكَانَ الْغَالِبَ عَلَى أهل الْجَزِيرَةِ فِي الْفَتْوَى وَالْفِقْهِ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ قَالَ: مَاتَ مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ.
3949- يَزِيدُ بْنُ الأَصَمِّ.
واسمه عبد عمرو بن عدس بن عبادة بن البكاء بن عامر بن صعصعة. وأمه برزة بنت الحارث بن حزن بْنِ بُجَيْرِ بْنِ الْهُزَمِ بْنِ رُؤَيْبَةَ بْنِ عبد الله بن هلال بن عامر. وبرزة هي أخت مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ زَوْجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - وأخت لبابة بِنْت الْحَارِث أم بني الْعَبَّاس بْن عبد المطلب وأخت لبابة الصغرى وهي عصماء بنت الحارث أم خالد بن الوليد بن المغيرة. وكان ثقة كثير الحديث. وروى عن أبي هريرة وابن عباس وخالته مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وغيرهم. وكان ينزل الرقة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ عَنْ أَبِي فَزَارَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ قَالَ: بِتُّ عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ فَأُتِيتُ بِالسَّحُورِ فَرَأَيْتُ الْفَجْرَ فَهِبْتُهُ فَقُلْتُ لَهَا. فَقَالَتْ: مَا يُدْرِيكَ؟ وَلِّ وَاشْرَبْ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَصَمِّ قَالَ: مَاتَ يَزِيدُ بْنُ الأَصَمِّ سَنَةَ ثَلاثٍ وَمِائَةٍ فِي خِلافَةِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ.
3950- ثابت بن الحجاج الكلابي.
وكان ثقة إن شاء الله. روى عنه جعفر بن برقان وغيره.
3951- عَدِيُّ بْنُ عَدِيِّ بْنِ عَمِيرَةَ الْكِنْدِيُّ.
وكان ثقة إن شاء الله.
قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ أَنَّ عَدِيَّ بْنَ عَدِيٍّ كَانَ عَلَى قَضَاءِ الْجَزِيرَةِ فِي خِلافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
3952- عبد الرحمن بن السائب.
الهلالي ابن أخي ميمونة بنت الحارث الهلالية زوج
__________
3950 التقريب (1/ 115) .
3952 التقريب (1/ 481) .(7/333)
رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وروى عنها. وكان قليل الحديث.
3953- أبو فزارة.
من أهل الرقة ليس بذاك.
3954- إبراهيم بن أبي حرة.
وكان قليل الحديث.
3955- زيد بن رفيع.
من أهل نصيبين. وله أحاديث. مات سنة ثلاثين ومائة في آخر خلافة مروان بن محمد.
3956- سالم الأفطس بن عجلان.
مولى محمد بن مروان بن الحكم بن أبي العاص.
قتله عبد الله بن علي أول ما دخلت المسودة الشام سنة اثنتين وثلاثين ومائة. وكان منزله حران. وكان ثقة كثير الحديث.
3957- عبد الله بن مالك الجزري.
ويكنى أبا سعيد. مولى محمد بن مروان بن الحكم من أهل حران. وكان من أهل إصطخر صار إلى حران. وهو ابن عم خصيف لحًّا. وكان ثقة كثير الحديث.
3958- زيد بن أبي أنيسة.
كان يسكن الرها ومات بها. وهو مولى لغني. وكان ثقة كثير الحديث فقيهًا راوية للعلم.
قال محمد بن عمر: مات سنة خمس وعشرين ومائة. قال محمد بن سعيد:
وسمعت رجلًا من أهل حران يقول: مات. يعني زيدًا. سنة تسع عشرة ومائة.
3959- عَلِيُّ بْنُ نَدِيمَةَ.
وكان ثقة. أَخْبَرَنَا أَبُو رَبَابٍ الْحَكَمُ بْنُ جُنَادَةَ السُّوَائِيُّ قَالَ:
لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْمَدَائِنِ وَهَبَ سَعْدُ بْنُ أبي وَقَّاصٍ لِجَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ السُّوَائِيِّ غُلامَيْنِ مِنْ أَبْنَاءِ الأَكَاسِرَةِ أحد هما نُدَيْمَةُ أَبُو عَلِيِّ بْنُ نُدَيْمَةَ وَالآخَرُ أَبُو زهير جد المطلب بن زياد ابن أبي زُهَيْرٍ. فَأَعْتَقَهُمَا جَابِرُ بْنُ سَمُرَةَ. قَالَ: وَمَاتَ عَلِيُّ بْنُ نُدَيْمَةَ بِحَرَّانَ سَنَةَ سِتٍّ وثلاثين ومائة في أول خلافة أبي جعفر. وَكَانَ عَلِيُّ يُكْنَى أبا عَبْدِ اللَّهِ.
3960- خصيف بن عبد الرحمن.
ويكنى أبا عون من أهل حران. مولى لعثمان بن عفان أو لمعاوية بن أبي سفيان. وكان ثقة. مات سنة سبع وثلاثين ومائة في أول خلافة أبي جعفر.
__________
3956 التقريب (1/ 281) .
3958 التقريب (1/ 272) .(7/334)
3961- وأخوه خصاف بن عبد الرحمن.
وقد روى عنه أيضًا. وكان هو وخصيف يوم ولدا في بطن واحد.
3962- عمرو بن ميمون بن مطران.
وكان ثقة إن شاء الله. وكان ينزل الرقة. قال محمد بن عمر: مات سنة خمس وأربعين ومائة في خلافة أبي جعفر المنصور.
3963- جعفر بن برقان الكلابي.
وكان ثقة صدوقا. له رواية وفقه وفتوى في دهره.
وكان كثير الخطأ في حديثه. وكان ينزل الرقة. ومات بها سنة أربع وخمسين ومائة في خلافة أبي جعفر.
3964- النضر بن عربي العامري.
وكان ضعيف الحديث. تُوُفّي في خلافة المهدي.
3965- غالب بن عبيد الله
الجزري العقيلي. كان ضعيفًا ليس بذاك. تُوُفّي في خلافة أبي جعفر.
3966- عبد الله بن محرر العامري.
كان ضعيفًا ليس بذاك. تُوُفّي في خلافة أبي جعفر.
3967- موسى بن أعين.
ويكنى أبا سعيد. مولى لبني أمية. وكان صدوقًا. مات بحران سنة سبع وسبعين ومائة في خلافة هارون.
3968- سليمان بن عبد الله بن علاثة الكلابي.
وكان قليل الحديث. وكان ينزل حران. وكان على قضائها.
3969- محمد بن عبد الله بن علاثة الكلابي.
ويكنى أبا اليسر. وكان ثقة إن شاء الله. وكان على قضاء المهدي.
3970- زياد بن عبد الله بن علاثة الكلابي.
وكان على خلافة أخيه على القضاء مع المهدي.
__________
3962 التقريب (2/ 80) .
3964 التقريب (2/ 302) .
3967 التقريب (2/ 281) .
3969 التقريب (2/ 179) .
3970 التقريب (1/ 269) .(7/335)
3971- بجير بن أبي أنيسة.
كان يسكن الرها ومات بها. وكان أحدث من أخيه زيد.
وكان ضعيفًا وأصحاب الحديث لا يكتبون حديثه.
3972- أَبُو الْمَلِيحِ.
واسمه الحسن بْنُ عُمَرَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ قَالَ: كَانَ مَوْلِدُ أبي الْمَلِيحِ بِالرَّقَّةِ. وَهُوَ مَوْلًى لِعُمَرَ بْنِ هُبَيْرَةَ الْفَزَارِيِّ. وَكَانَ رَاوِيَةً لِمَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ. وَلَمْ يَزَلْ يُصَلِّي بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ إِلَى جَانِبِ الْمِنْبَرِ يَصِلُ إِلَى ذَلِكَ رَكْعَةً. وَمَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ فِي خلافة هارون وهو ابن خمس وتسعين ستة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ الرَّقِّيُّ قَالَ: رَأَيْتُ أبا الْمَلِيحِ يَخْضِبُ بِالْحِنَّاءِ.
3973- عبيد الله بن عمرو
بن أبي الوليد الأسدي مولى لهم. ويكنى أبا وهب. وكان ثقة صدوقاً كثير الحديث وربما أخطأ. وكان أحفظ من روى عن عبد الكريم الجزري. ولم يكن أحد ينازعه في الفتوى في دهره. ومات بالرقة سنة ثمانين ومائة في خلافة هارون.
3974- أبو العطوف
و. اسمه الجراح بن المنهال. وكان ضعيفًا في الحديث.
3975- مروان بن شجاع.
ويكنى أبا عمرو. مولى مروان بن محمد بن مروان بن الحكم. وكان من أهل حران. وكان ثقة صدوقًا راوية لخصيف وهو الذي كان يقال له الخصيفي. وكان قدم بغداد مؤدبًا مع موسى أمير المؤمنين وولده. ومات ببغداد سنة أربع وثمانين ومائة في خلافة هارون.
3976- عتاب بن بشير
و. يكنى أبا الحسن. مولى لبني أمية. وكان يسكن حران.
وكان صدوقًا ثقة إن شاء الله راوية لخصيف وليس هو بذاك في الحديث. ومات بحران سنة تسعين ومائة في خلافة هارون.
3977- محمد بن سلمة
و. يكنى أبا عبد الله. مولى لباهلة. وكان يسكن حران.
__________
3972 التقريب (1/ 169) .
3975 التقريب (2/ 239) .
3977 التقريب (2/ 166) .(7/336)
وكان صدوقا ثقة إن شاء الله. وكان له فضل ورواية وفتوى. مات في آخر سنة إحدى وتسعين ومائة في خلافة هارون.
3978- أبو قتادة الحراني.
واسمه عبد الله بن واقد. مولى لبني حمان. وكان له فضل وعبادة ولم يكن في الحديث بذاك.
3979- الفيض بن إسحاق.
ويكنى أبا يزيد. من أهل الرقة. وكان صاحب حديث وخير وغزو. مات بالرقة سنة ست عشرة ومائتين في خلافة عبد الله بن هارون.
3980- معمر بن سليمان الرقي النخعي.
مات في شعبان سنة إحدى وتسعين ومائة في خلافة هارون.
3981- خالد بن حيان.
ويكنى أبا يزيد الخزاز. وكان ثقة ثبتًا. مات بالرقة في ذي القعدة سنة إحدى وتسعين ومائة في خلافة هارون. وكان يوم مات قد دخل في سبعين سنة ولم يستكملها.
3982- عبد الله بن جعفر بن غيلان.
يكنى أبا عبد الرحمن. مولى آل أبي معيط.
وكان راوية لأبي المليح وعبيد الله بن عمرو. وكان ضعيف البصر يخضب بالحناء.
ومات بالرقة لتسع ليال بقين من شعبان سنة عشرين ومائتين في خلافة أبي إسحاق بن هارون.
3983- يحيى بن عبد الله بن الضحاك
بن باب لت الحراني. ويكنى أبا سعيد.
وكان باب لت من أهل طخارستان من الملوك الكبار. روى عن أبي بكر بن أبي مريم وصفوان بن عمرو.
3984- عبد الله بن محمد
بن علي بن نفيل الحراني صاحب زهير بن معاوية.
ويكنى أبا جعفر. وكان بالموصل.
3985- المغيرة بن زياد.
3986- الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ بْنِ مُحَمَّدِ.
بْنِ عِمْرَانَ بْنِ نُفَيْلِ بْنِ جَابِرِ بن وهب بن
__________
3981 التقريب (1/ 212) .
3983 التقريب (2/ 351) .
3986 التقريب (2/ 258) .(7/337)
عبيد الله بن لبيد بن جبلة بن غنم بن دوس بن محاسن بن سلمة بن فهم من الأزد.
قال: وكان ثقة فاضلًا خيرًا صاحب سنة.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: كَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ يُسَمِّي الْمُعَافَى بْنَ عِمْرَانَ الْيَاقُوتَةَ. وَكَانَ يَفْتَخِرُ أهل الْمَوْصِلِ بِهِ.(7/338)
وَكَانَ بِالْعَوَاصِمِ وَالثُّغُورِ
3987- أبو عمرو الأوزاعي.
واسمه عبد الرحمن بن عمرو. والأوزاع بطن من همدان و. هو من أنفسهم. ولد سنة ثمان وثمانين. وكان ثقة مأمونًا صدوقًا فاضلًا خيرًا كثير الحديث والعلم والفقه حجة. وكان مكتبه باليمامة فلذلك سمع من يحيى بن أبي كثير وغيره من مشايخ أهل اليمامة و. كان يسكن بيروت. وبها مات سنة سبع وخمسين ومائة في آخر خلافة أبي جعفر وهو ابن سبعين سنة.
3988- أبو إسحاق الفزاري.
واسمه إبراهيم بن محمد الحارث بن أسماء بن خارجة ابن حصن بن حذيفة بن بدر. وكان ثقة فاضلًا صاحب سنة وغزو كثير الخطأ في حديثه. ومات بالمصيصة سنة ثمان وثمانين ومائة في خلافة هارون.
3989- عيسى بن يونس
بن أبي إسحاق السبيعي من همدان. ويكنى أبا عمرو.
وهو من أهل الكوفة تحول إلى الثغر فنزل بالحدث. وكان ثقة ثبتًا. ومات بالحدث في أول سنة إحدى وتسعين ومائة في خلافة هارون.
3990- مخلد بن الحسين.
ويكنى أبا محمد. وكان من أهل البصرة. وهو ابن امرأة هشام بن حسان. وكان راوية عنه. وكان ثقة فاضلا. فتحول فنزل بالمصيصة ومات بها سنة إحدى وتسعين ومائة في خلافة هارون.
3991- محمد بن كثير.
ويكنى أبا يوسف. وكان من أهل صنعاء ونشأ بالشام ونزل المصيصة. وكان ثقة. روى عن معمر والأوزاعي وغيرهما. ويذكرون أنه اختلط في آخر عمره. ومات في آخر سنة ست عشرة ومائتين في خلافة عبد الله بن هارون.
3992- الحجاج بن محمد الأعور.
ويكنى أبا محمد. مولى لسليمان بن مجالد
__________
3989 التقريب (2/ 103) .
3990 التقريب (2/ 235) .
3992 التقريب (1/ 154) .(7/339)
مولى أبي جعفر المنصور أمير المؤمنين. من أهل بغداد. فتحول إلى المصيصة بعياله فنزلها سنين كثيرة. ثم رجع إلى بغداد فمات بها سنة ست ومائتين في خلافة عبد الله ابن هارون. وكان ثقة كثير الحديث عن ابن جريج وغيره. وقد كان تغير حين قدم بغداد فمات على ذلك.
3993- محمد بن يوسف الفريابي.
ويكنى أبا عبد الله. وهو صاحب سفيان الثوري. رحمه الله.
3994- الحنيني المدني.
واسمه إسحاق بن إبراهيم.
3995- آدم بن أبي إياس.
ويكنى أبا الحسن. وكان من أبناء أهل خراسان من أهل مرو الروذ. طلب الحديث ببغداد وسمع من شعبة سماعا كثيرا صحيحًا. ثم انتقل فنزل عسقلان فلم يزل هناك حتى مات بها في جُمَادى الآخرة سنة عشرين ومائتين في خلافة أبي إسحاق بن هارون وهو ابن ثمان وثمانين سنة. وكان قصيرًا وكان وراقًا.
3996- الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ.
قَالَ: سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ دَاوُدَ يَقُولُ: أَفْلَسَ الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ فِي طَلَبِ الْحَدِيثِ مَرَّتَيْنِ. وَكَانَ مِنْ أهل بَغْدَادَ تَحَوَّلَ فَنَزَلَ أَنْطَاكِيَّةَ حَتَّى مَاتَ بِهَا. وَكَانَ ثِقَةً.
3997- علي بن بكار البصري.
ويكنى أبا الحسن. وكان عالمًا فقيهًا. تُوُفّي بالمصيصة سنة ثمان ومائتين في خلافة عبد الله بن هارون.
3998- حارث بن عطية البصري.
ويكنى أبا عبد الله. تُوُفّي في المصيصة سنة تسع وتسعين ومائة في خلافة المأمون و. كان عالمًا.
3999- خلف بن تميم الكوفي.
وكان عالمًا. تُوُفّي بالمصيصة سنة ثلاث عشرة ومائتين في خلافة عبد الله بن هارون.
4000- محمد بن عيينة الفزاري.
ويكنى أبا عبد الله. وكان عالما. توفي بالمصيصة سنة سبع عشرة ومائتين في خلافة عبد الله بن هارون.
__________
3995 التقريب (1/ 30) .
3997 التقريب (2/ 32) .
3999 التقريب (1/ 225) .
4000 التقريب (2/ 199) .(7/340)
4001- أبو عثمان سعيد القارئ الصياد.
وكان من أهل خراسان. سكن الثغر.
وكان فقيهًا عالمًا زاهدًا. تُوُفّي بالمصيصة سنة إحدى وعشرين ومائتين في خلافة أبي إسحاق بن هارون.
4002- أبو الموفق.
وكان فقيهًا. وكان ينزل كفربيا. تُوُفّي بالمصيصة في سنة عشرين ومائتين في خلافة أبي إسحاق أمير المؤمنين.
4003- أبو المنذر.
وكان قاضيًا بالمصيصة. وكان عالمًا فقيهًا. تُوُفّي بالمصيصة سنة اثنتين وعشرين ومائتين في خلافة المعتصم أبي إسحاق بن هارون.
4004- منصور بن هارون.
ويكنى أبا الحسن. وكان عالمًا فقيهًا. تُوُفّي بالمصيصة سنة اثنتين وعشرين ومائتين في خلافة أبي إسحاق.
4005- أبو زكرياء الطحان.
وكان عالمًا. تُوُفّي بالمصيصة سنة خمس وعشرين ومائتين في خلافة أبي إسحاق بن هارون.(7/341)
تَسْمِيَةُ مَنْ نَزَلَ مِصْرَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -
[السابقون الأولون]
4006- عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ بْنِ وَائِلِ.
بْنِ هَاشِمِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سَهْمٍ. ويكنى أبا عبد الله. أسلم بأرض الحبشة عند النجاشي ثم قدم المدينة على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -
مهاجرًا في هلال صفر سنة ثمان من الهجرة. وصحب رسول الله ص. واستعمله على غزوة ذات السلاسل. وبعثه يوم فتح مكة إلى سواع صنم هذيل فهدمه. وبعثة أيضًا إلى جيفر وعبد ابني الجلندا وكانا من الأزد بعمان يدعوهما إلى الإسلام فقبض رسول الله ص. وعمرو بعمان فخرج منها فقدم المدينة فبعثه أبو بكر الصديق أحد الأمراء إلى الشام فتولى ما تولى من فتحها وشهد اليرموك. وولاه عمر بن الخطاب فلسطين وما والاها. ثم كتب إليه أن يسير إلى مصر فسار إليها في المسلمين وهم ثلاثة آلاف وخمس مائة ففتح مصر و. ولاه عمر بن الخطاب مصر إلى أن مات. وولاه عثمان بن عفان مصر سنين ثم عزله واستعمل عليها عبد الله بن سعد بن أبي سرح.
فقدم عمرو المدينة فأقام بها. فلما نشب الناس في أمر عثمان خرج إلى الشام فنزل بها في أرض له بالسبع من أرض فلسطين حتى قتل عثمان. رحمه الله. فصار إلى معاوية فلم يزل معه يظهر الطلب بدم عثمان. وشهد معه صفين. ثم ولاه معاوية مصر فخرج إليها فلم يزل بها واليًا وابتنى بها دارًا ونزلها إلى أن مات بها يوم الفطر سنة ثلاث وأربعين في خلافة معاوية. ودفن بالمقطم مقبرة أهل مصر وهو سفح الجبل.
وقال حين حضرته الوفاة: أجلسوني. فأجلسوه. فأوصى: إذا رأيتموني قد قبضت فخذوا في جهازي وكفنوني في ثلاثة أثواب وشدوا إزاري فإني مخاصم وألحدوا لي وشنوا علي التراب وأسرعوا بي إلى حفرتي. ثم قال: اللهم إنك أمرت عمرو بن العاص بأشياء فتركها ونهيته عن أشياء فارتكبها. فلا إله إلا أنت. لا إله إلا أنت.
ثلاثًا. جامعًا يديه معتصما بهما حتى قبض.
__________
4006 التقريب (2/ 72) .(7/342)
قال عبد الله بن صلح الْبِصْرِيُّ عَنْ حَرْمَلَةَ بْنِ عِمْرَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو فِرَاسٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ تُوُفِّيَ فِي لَيْلَةِ الْفِطْرِ فَغَدَا بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو حَتَّى إِذَا بَرَزَ بِهِ وَضَعَهُ فِي الْجَبَّانَةِ حَتَّى انْقَطَعَتِ الأَزِقَّةُ مِنَ النَّاسِ ثُمَّ صَلَّى عَلَيْهِ وَدَفَنَهُ.
ثُمَّ صَلَّى بِالنَّاسِ صَلاةَ الْعِيدِ. قَالَ: أَحْسَبُ أَنَّهُ لَمْ يَبْقَ أَحَدٌ شَهِدَ الْعِيدَ إِلا صَلَّى عَلَيْهِ وَدَفَنَهُ.
4007- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ.
بْنِ وَائِلِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ سعيد بن سهم.
قال محمد بن عمر: أسلم عَبْد الله بن عَمْرو قبل أَبِيهِ وصحب النبي - صلى الله عليه وسلم -
وكان خيرًا فاضلًا.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلالٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: اسْتَأْذَنْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي كِتَابِ مَا سَمِعْتُ مِنْهُ فَأَذِنَ لِي فَكَتَبْتُهُ. فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُسَمِّي صَحِيفَتَهُ تِلْكَ الصَّادِقَةَ.
أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: رَأَيْتُ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو صَحِيفَةً فَسَأَلْتُهُ عَنْهَا فَقَالَ: هَذِهِ الصَّادِقَةُ فِيهَا مَا سَمِعْتُ مِنَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَيْسَ بَيْنِي وبينه أَحَدٌ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أبي ذيب قال: أخبرنا عمر بن عبد الله ابن سُوَيْفِعٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ رَأَى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ.
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَيَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ:
أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ عَنِ الْعُرْيَانِ بْنِ الْهَيْثَمِ قَالَ: وَفَدْتُ مَعَ أَبِي إِلَى يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ فَجَاءَ رَجُلٌ طُوَالٌ أَحْمَرُ عَظِيمُ الْبَطْنِ فَسَلَّمَ ثُمَّ جَلَسَ. فَقَالَ أَبِي: مَنْ هَذَا؟ فَقِيلَ:
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو.
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ أَنَّهُ وَصَفَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو فَقَالَ رَجُلٌ أَحْمَرُ عَظِيمُ الْبَطْنِ طَوِيلٌ.
أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ شَرِيكِ بْنِ خَلِيفَةَ قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو يَقْرَأُ بالسريانية.
__________
4007 التقريب (1/ 436) .(7/343)
أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَوْشَبٌ قَالَ: حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ مَوْلَى بَنِي مَخْزُومٍ قَالَ: طَافَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو بِالْبَيْتِ بعد ما عَمِيَ.
قَالَ: وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو مَعَ أَبِيهِ مُعْتَزِلا لأَمْرِ عُثْمَانَ. رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. فَلَمَّا خَرَجَ أَبُوهُ إِلَى مُعَاوِيَةَ خَرَجَ مَعَهُ فَشَهِدَ صِفِّينَ. ثُمَّ نَدِمَ بَعْدَ ذَلِكَ فَقَالَ: مَا لِي وَلِصِفِّينَ.
مَا لِي وَلِقِتَالِ الْمُسْلِمِينَ! وَخَرَجَ مَعَ أَبِيهِ إِلَى مِصْرَ. فَلَمَّا حَضَرَتْ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ الْوَفَاةُ اسْتَعْمَلَهُ عَلَى مِصْرَ فَأَقَرَّهُ مُعَاوِيَةُ ثُمَّ عَزَلَهُ. وَكَانَ يَحُجُّ وَيَعْتَمِرُ وَيَأْتِي الشَّامَ. ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مِصْرَ وَقَدْ كَانَ ابْتَنَى بِهَا دَارًا. فَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى مَاتَ فَدُفِنَ فِي دَارِهِ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ فِي خِلافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ. هَكَذَا رَوَى أَبُو الْيَمَانِ الْحِمْصِيُّ عَنْ صفوان ابن عَمْرٍو عَنِ الأَشْيَاخِ فِي مَوْتِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو.
وَأَمَّا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ فَقَالَ: تُوُفِّيَ بِالشَّامِ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَهُوَ ابْنُ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ سَنَةً. وَقَدْ رَوَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ.
4008- خَارِجَةُ بْنُ حُذَافَةَ بْنِ غَانِمِ
بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْد بْن عويج بن عدي ابن كعب. أسلم قديمًا وصحب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - ثم خرج فنزل مصر. وكان قاضيًا بها لعمرو بْن العاص. فَلَمَّا كان صبيحة يومٍ وافى الخارجي ليضرب عمرو بن العاص.
ولم يخرج عمرو يومئذ وأمر خارجة أن يصلي بالناس. فتقدم الخارجي فضرب خارجة بالسيف وهو يظن أنه عمرو بن العاص فقتله. فأخذ فأدخل على عَمْرو. وقالوا: والله ما قتلت عمرًا. وإنما ضربت خارجة. فقال: أردت عمرًا وأراد الله خارجة. فذهبت مثلًا.
قَالَ: وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ عَنْ لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حبيب أن عمر ابن الْخَطَّابِ كَتَبَ إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنِ افْرِضْ لِكُلِّ مَنْ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فِي مِائَتَيْنِ مِنَ الْعَطَاءِ. وَأَبْلِغْ ذَلِكَ لِنَفْسِكَ بِإِمَارَتِكَ. وَافْرِضْ لِخَارِجَةَ بْنِ حُذَافَةَ فِي الشَّرَفِ لِشَجَاعَتِهِ. وَافْرِضْ لِعُثْمَانَ بْنِ قَيْسٍ السَّهْمِيِّ فِي الشَّرَفِ لِضِيَافَتِهِ.
4009- عبد الله بْنُ سَعْدِ
بْنِ أَبِي سَرْحِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ جَذِيمَةَ بْنِ مالك ابن حسل بن عامر بن لؤي. وكان قد أسلم قديمًا وكتب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - الوحي. ثم افتتن وخرج من المدينة إلى مكة مرتدًا فأهدر رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دَمَهُ يوم الفتح. فجاء عثمان بن عفان إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فاستأمن له فآمنه. وكان أخاه من الرضاعة. وقال: يا(7/344)
رسول الله تبايعه؟ فَبَايَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[يومئذ على الإسلام وقال: الإسلام يجب ما كان قبله.] وولاه عثمان بن عفان مصر بعد عمرو بن العاص. فنزلها وابتنى بها دارًا.
فلم يزل واليًا بها حتى قتل عثمان. رحمه الله.
4010- مَحْمِيَّةُ بْنُ جَزْءِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ.
بْنِ عويج بن عمرو بن زبيد بن مذحج.
وكان حليفًا لبني سهم. وأسلم محمية بمكة قديمًا وهاجر إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية. وأول مشاهده المريسيع وهي غزوة بلمصطلق وَاسْتَعْمَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على الخمس وسهمان المسلمين يومئذ. واستعمله على الأخماس بعد ذلك. ثم تحول إلى مصر فنزلها.
4011- عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيَّ.
صحب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ونزل بمصر وروى عنه المصريون.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ. قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ عمامة حرقانية. فسألت ابن لهيعة عن عَنِ الْحَرْقَانِيَّةِ فَقَالَ السَّوْدَاءُ.
4012- عُقْبَةُ بْنُ عَامِرِ بْنِ عَبْسٍ الْجُهَنِيُّ.
ويكنى أبا عمرو. صحب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وندب أبو بكر الناس إلى الشام خرج عقبة بن عامر فشهد فتوح الشام ومصر وشهد مع معاوية صفين ثم تحول إلى مصر فنزلها وابتنى بها دارًا وتوفي بها فِي آخِرِ خِلافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ ودفن بالمقطم مقبرة أهل مصر.
أخبرنا الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عُشَّانَةَ قَالَ:
رَأَيْتُ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ يَصْبُغُ بِالسَّوَادِ. وَكَانَ يَقُولُ: نُغَيِّرُ أَعْلاهَا وَتَأْبَى أُصُولُهَا.
4013- نُبَيْهُ بْنُ صَوَابٍ الْمَهْرِيُّ.
أَخْبَرَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرحمن ابن زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ نُبَيْهَ بْنَ صَوَابِ الْمَهْرِيَّ. وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: [قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَجُلٌ مِنْ حمير فأسلم فمات. فقال النبي. ص: اطْلُبُوا لَهُ وَارِثًا مُسْلِمًا. فَطَلَبُوا فَلَمْ يَجِدُوا.
فَقَالَ: ادْفَعُوهُ إِلَى أَقْعَدِ قُضَاعَةَ فِي النَّسَبِ] . فَإِذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُنَيْسٍ أَقْعَدُ قُضَاعَةَ في
__________
4011 التقريب (1/ 407) .(7/345)
النَّسَبِ وَهُوَ مِنْ بَنِي الْبُرَكِ بْنِ وَبَرَةَ أَخِي كَلْبِ بْنِ وَبَرَةَ. وَكَانَ حَلِيفًا لِبَنِي سَلَمَةَ مِنَ الأَنْصَارِ.
4014- عَلْقَمَةُ بْنُ رِمْثَةَ الْبَلَوِيُّ.
من قضاعة. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ عَنْ لَيْثِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ قَيْسٍ التُّجِيبِيِّ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ قَيْسٍ الْبَلَوِيِّ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ رِمْثَةَ الْبَلَوِيِّ أَنَّهُ قَالَ: [بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ إِلَى الْبَحْرَيْنِ ثُمَّ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي سَرِيَّةٍ وَخَرَجْنَا مَعَهُ فَنَعَسَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
ثُمَّ اسْتَيْقَظَ فَقَالَ: رَحِمَ اللَّهُ عَمْرًا. قَالَ: فَتَذَاكَرْنَا كُلَّ إِنْسَانٍ اسْمُهُ عَمْرٌو. ثُمَّ نَعَسَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثَانِيَةً فَاسْتَيْقَظَ فَقَالَ: رَحِمَ اللَّهُ عَمْرًا. ثُمَّ نَعَسَ ثَالِثَةً فَاسْتَيْقَظَ فَقَالَ:
رَحِمَ اللَّهُ عَمْرًا. فَقُلْنَا: مَنْ عَمْرٌو يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ. قَالُوا: مَا لَهُ؟ قَالَ: ذَكَرْتُهُ أَنِّي كُنْتُ إِذَا نَدَبْتُ النَّاسَ لِلصَّدَقَةِ جَاءَ مِنَ الصَّدَقَةِ فَأَجْزَلَ. فَأَقُولُ:
مِنْ أَيْنَ لَكَ هَذَا يَا عَمْرٌو؟ فَيَقُولُ: مِنْ عِنْدِ اللَّهِ. وَصَدَقَ عَمْرٌو. إِنَّ لِعَمْرٍو عِنْدَ اللَّهِ خَيْرًا كَثِيرًا. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: قَالَ زُهَيْرٌ: فَلَمَّا كَانَتِ الْفِتْنَةُ قُلْتُ: أَتَّبِعُ هَذَا الَّذِي قَالَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَا قَالَ. فَلَمْ أُفَارِقْهُ.]
4015- أَبُو زَمْعَةَ الْبَلَوِيُّ.
أُخْبِرْتُ عَنْ حَسَّانَ بْنِ غَالِبٍ الْمِصْرِيِّ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مُلَيْلٍ أَنَّ أَبَا زَمْعَةَ الْبَلَوِيَّ. وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ بِإِفْرِيقِيَّةَ قَالَ لَهُمْ: إِذَا دَفَنْتُمُونِي فَسَوُّوا قَبْرِي.
4016- أَبُو خِرَاشٍ السُّلَمِيُّ.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ: حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عُثْمَانَ الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي الْوَلِيدِ أَنَّ عِمْرَانَ. يَعْنِي ابْنَ أَبِي أَنَسٍ. حَدَّثَهُ [عَنْ أَبِي خِرَاشٍ السُّلَمِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: مَنْ هَجَرَ أَخَاهُ سَنَةً فَهُوَ كَسَفْكِ دَمِهِ] .
4017- أبو بصرة الغفاري.
صحب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ونزل مصر ومات بها ودفن بالمقطم مقبرة أهل مصر.
4018- وابنه بصرة بن أبي بصرة.
صحب النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَرَوَى عَنْهُ.
4019- وابنه جميل بن بصرة
بن أبي بصرة الغفاري. صحب النبي - صلى الله عليه وسلم - أيضًا مع أبيه وجده وروى عنه.
__________
4016 التقريب (1/ 156) .(7/346)
4020- أَبُو بُرْدَةَ.
صحب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ونزل مصر.
أُخْبِرْتُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ نَافِعِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو صَخْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُعَتِّبٍ أَوْ مُغِيثِ بْنُ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: [سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: سَيَخْرُجُ مِنَ الْكَاهِنَيْنِ رَجُلٌ يَدْرُسُ الْقُرْآنَ دِرَاسَةً لا يَدْرُسُهُ أَحَدٌ بَعْدَهُ] .
قَالَ نَافِعٌ: قَالَ رَبِيعَةُ: فَكُنَّا نَقُولُ هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ وَالْكَاهِنَانِ قُرَيْظَةُ وَالنَّضِيرُ.
4021- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ.
رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - سكن مصر.
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ عَنِ الْعَلاءِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ [حِزَامِ بْنِ مُعَاوِيَةَ عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن مؤاكلة الحائض. فقال: واكلها] .
[قَالَ: وَسَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنِ الصَّلاةِ فِي بَيْتِي وَعَنِ الصَّلاةِ فِي الْمَسْجِدِ.
فَقَالَ: مَا تَرَى مَا أَقْرَبَ بَيْتِي مِنَ الْمَسْجِدِ. فَلأَنْ أُصَلِّيَ فِي بَيْتِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُصَلِّيَ فِي الْمَسْجِدِ إِلا أَنْ تَكُونَ صَلاةً مَكْتُوبَةً.]
4022- خَرَشَةُ بْنُ الْحَارِثِ.
قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ خَرَشَةَ بْنِ الْحَارِثِ صَاحِبُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: [قَالَ رَسُولُ اللَّهِ. ص:
إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّجُلَ يُقْتَلُ صَبْرًا فَلا تَحْضُرُوهُ فَإِنَّهُ لَعَلَّهُ يُقْتَلُ مَظْلُومًا فَتَنْزِلُ السُّخْطَةُ فَتُصِيبُكُمْ] .
4023- جُنَادَةُ الأَزْدِيُّ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْيَزَنِيِّ عَنْ حُذَيْفَةَ الأَزْدِيِّ عَنْ جُنَادَةَ الأَزْدِيِّ قَالَ:
دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي سَبْعَةِ نَفَرٍ مِنَ الأَزْدِ إِنَاثًا مِنْهُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَنَحْنُ صِيَامٌ فَدَعَانَا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الطَّعَامِ بَيْنَ يَدَيْهِ. فَقُلْنَا: إِنَّا صِيَامٌ. فَقَالَ: هَلْ صُمْتُمْ أَمْسِ؟ قَالَ: قُلْنَا لا. قَالَ: فَهَلْ تَصُومُونَ غَدًا؟ قُلْنَا لا. قَالَ: أَفْطِرُوا. فأفطرنا ثم خرج رسول الله إِلَى الْجُمُعَةِ. فَلَمَّا جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ دَعَا بِإِنَاءٍ فِيهِ مَاءٌ فَشَرِبَ وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ لِيُعْلِمَهُمْ أنه لا يصوم يوم الجمعة.
__________
4020 التقريب (2/ 394) .(7/347)
4024- سعيد بن يزيد الأزدي.
4025- أَبُو سَعْدِ الْخَيْرِ الأَنْمَارِيُّ.
أُخْبِرْتُ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ زُرَيْقٍ قَالَ: أخبرني عمرو ابن الْحَارِثِ الزُّبَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ الْجُهَنِيُّ أَنَّ قَيْسَ بْنَ [الْحَارِثِ الْعَامِرِيَّ حَدَّثَهُمْ أَنَّ أَبَا سَعْدِ الْخَيْرِ حَدَّثَهُمْ بِقَرْطَسَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ:
يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا مَعَ كُلِّ أَلْفٍ سَبْعُونَ أَلْفًا يَعُمَّ ذَلِكَ مُهَاجِرَتَنَا وَيُوفِي ذَلِكَ طَائِفَةً مِنْ أَعْرَابِنَا.]
4026- معاذ بن أنس الجهني.
صحب النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَرَوَى عَنْهُ أحاديث وسكن مصر. وهو أبو سهل بن معاذ الذي روى عنه زبان بن فائد وغيره من الشاميين والمصريين.
4027- أَبُو الْيَقْظَانِ.
صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُشَّانَةَ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا الْيَقْظَانِ صَاحِبَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: أَبْشِرُوا فو الله لأَنْتُمْ أَشَدُّ حُبًّا لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَلَمْ تَرَوْهُ مِنْ عَامَّةِ مَنْ رَآهُ.
4028- مُعَاوِيَةُ بْنُ حُدَيْجٍ.
صحب النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَرَوَى عَنْهُ. وقد لقي عمر بن الخطاب وروى عنه حديثًا في المسح. وكان عثمانيًا.
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ عَنْ صالح ابن حُجَيْرٍ وَهُوَ أَبُو حُجَيْرٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُدَيْجٍ. قَالَ وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ. قَالَ: مَنْ غَسَّلَ مَيِّتًا وَكَفَّنَهُ وَاتَّبَعَهُ وَوَلِيَ جَنَنَهُ رَجَعَ مَغْفُورًا لَهُ.
4029- زياد بن الحارث الصدائي.
وهو الذي كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في بعض أسفاره. فسار مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ولزم غرزة. فلما كان في السحر [قال النبي. ص:
أذن يا أخا صداء. فأذن ثُمَّ جَاءَ بِلالٌ يُقِيمُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ. ص: إِنَّ أَخَا صُدَاءٍ قَدْ أَذَّنَ وَمَنْ أَذَّنَ فهو يقيم] . قال: فأقام وتقدم رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَصَلَّى بالناس ونزل زياد ابن الحارث مصر وروى عنه المصريون.
4030- مَسْلَمَةُ بْنُ مَخْلَدِ بْنِ الصَّامِتِ.
بْنِ نِيَارِ بْنِ لَوْذَانَ بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة
__________
4024 التقريب (1/ 308) .
4028 التقريب (2/ 258) .
4030 التقريب (2/ 249) .(7/348)
ابن الخزرج بن ساعدة من الأنصار. ويكنى أبا معمر.
حَدَّثَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ عَنْ أَبِيهِ عن مسلمة ابن مَخْلَدٍ قَالَ: أَسْلَمْتُ وَأَنَا ابْنُ أَرْبَعِ سِنِينَ. وَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَنَا ابْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَقَدْ رُوِيَ مَسْلَمَةُ بْنُ مَخْلَدٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَتَحَوَّلَ إِلَى مِصْرَ فَنَزَلَهَا. وَكَانَ مَعَ أَهْلِ خَرِبْتَا وَكَانُوا أَشَدَّ أَهْلِ الْمَغْرِبِ وَأَعَدَّهُ. وَكَانَ لَهُ بِهَا ذِكْرٌ وَنَبَاهَةٌ. ثُمَّ صَارَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَمَاتَ بِهَا فِي خِلافَةِ مُعَاوِيَة بْن أَبِي سُفْيَان.
4031- سُرَّقٌ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الأَزْرَقِيُّ الْمَكِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْبَيْلَمَانِيِّ قَالَ: كُنْتُ بِمِصْرَ فَقَالَ لِي رَجُلٌ: أَلا أَدُلُّكَ عَلَى رَجُلٍ من أصحاب النبي. ص؟ قَالَ قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: فَأَشَارَ إِلَى رَجُلٍ فَجِئْتُهُ فَقُلْتُ: مَنْ أَنْتَ. يَرْحَمُكَ اللَّهُ؟ فَقَالَ: أَنَا سُرَّقٌ. قَالَ قُلْتُ: سُبْحَانَ اللَّهِ! يَنْبَغِي لَكَ أَنْ تُسَمَّى بِهَذَا الاسْمِ وَأَنْتَ رَجُلٌ من أصحاب رسول الله. ص؟ قَالَ:
إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - سماني سرق فَلَنْ أَدَعَ ذَاكَ أَبَدًا. قَالَ قُلْتُ: وَلِمَ سماك سرق؟
قَالَ: قَدِمَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ بِبَعِيرَيْنِ لَهُ يَبِيعُهُمَا فَابْتَعْتُهُمَا مِنْهُ فَقُلْتُ لَهُ: انْطَلِقْ حَتَّى أُعْطِيَكَ. فَدَخَلْتُ بَيْتِي ثُمَّ خَرَجْتُ مِنْ خَلْفٍ لِي وَقَضَيْتُ بِثَمَنِ الْبَعِيرَيْنِ حَاجَةً لِي وَتَغَيَّبْتُ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّ الأَعْرَابِيَّ قَدْ خَرَجَ. قَالَ: فَخَرَجْتُ وَالأَعْرَابِيُّ مُقِيمٌ فَأَخَذَنِي وَقَدَّمَنِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَخْبَرَهُ الخبر فقال النبي. ص: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ قُلْتُ: قَضَيْتُ بِثَمَنِهِمَا حَاجَتِي يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: فَاقْضِهِ. قُلْتُ: لَيْسَ عِنْدِي. قَالَ: أَنْتَ سُرَّقٌ. اذْهَبْ بِهِ يَا أَعْرَابِيُّ فَبِعْهُ حَتَّى تَسْتَوْفِيَ حَقَّكَ. قَالَ:
فَجَعَلَ النَّاسُ يَسُومُونَهُ بِي وَيَلْتَفِتُ إِلَيْهِمْ فَيَقُولُ: مَا تُرِيدُونَ؟ قَالُوا: وَمَاذَا تُرِيدُ؟ نُرِيدُ أن نفتديه منك. قال: فو الله إِنْ مِنْكُمْ أَحَدٌ أَحْوَجَ إِلَى اللَّهِ مِنِّي. اذْهَبْ فَقَدْ أَعْتَقْتُكَ.
أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَيَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ عَنْ جُوَيْرِيَةَ بْنِ أَسْمَاءٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ مَوْلَى الْمُنْبَعِثِ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ عَنْ سُرَّقٍ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قَضَى. قَالَ يَزِيدُ: بِشَهَادَةِ شَاهِدٍ وَيَمِينِ الْمُطَالِبِ. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ: بِيَمِينٍ وَشَاهِدٍ.
4032- سَنْدَرٌ.
مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال بعضهم هو ابن سندر.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ(7/349)
أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: كَانَ لِزِنْبَاعٍ الْجُذَامِيِّ أَبِي رَوْحٍ عَبْدٌ لَهُ يُدْعَى سَنْدَرٌ فَرَآهُ يُقَبِّلُ جَارِيَةً لَهُ فَجَبَّهُ وَخَرَمَ أَنْفَهُ وَأُذُنَيْهِ. [فَأَتَى الْعَبْدُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَرْسَلَ إِلَى سَيِّدِهِ فَوَعَظَهُ فَقَالَ: مَنْ مُثِّلَ بِهِ أَوْ حُرِقَ بِالنَّارِ فَهُوَ حُرٌّ وَهُوَ مَوْلَى اللَّهِ وَمَوْلَى رَسُولِهِ. قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْصِ بِيَ الْوُلاةَ. قَالَ: أُوصِي بِكَ كُلَّ مُسْلِمٍ] . فَلَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَتَى أَبَا بَكْرٍ فَقَالَ:
احْفَظْ فِيَّ وَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَجْرَى عَلَيْهِ الْقُوتَ حَتَّى مَاتَ وَوَلِيَ عُمَرُ فَقَالَ:
احْفَظْ فِيَّ وَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: اخْتَرْ إِنْ شِئْتَ أَنْ أُجْرِيَ عَلَيْكَ مَا أَجْرَى أَبُو بَكْرٍ وَإِنْ شِئْتَ أَكْتُبُ لَكَ إِلَى الأَمْصَارِ. قَالَ: اكْتُبْ لِي إِلَى مِصْرَ فَإِنَّهَا أَرْضُ رِيفٍ.
فَكَتَبَ لَهُ عُمَرُ إِلَى عَمْرِو بْنِ العاص: أما بعد فإن سندر قَدْ تَوَجَّهَ إِلَيْكَ فَاحْفَظْ فِيهِ وَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَطَعَ لَهُ عَمْرٌو بِأَرْضِ مِصْرَ مَعَاشًا. فَعَاشَ فِيهَا مَا عَاشَ. فَلَمَّا مَاتَ قُبِضَتْ فِي مَالِ اللَّهِ. ثُمَّ أَقْطَعَهَا الأَصْبَغَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَمَا كَانَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ مَالٌ خَيْرٌ مِنْهَا.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَمُنْيَةُ الأَصْبَغِ الْيَوْمَ معروفة بمصر. والمنا مثل البساتين هاهنا.
أَخْبَرَنَا كَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: كَانَ لِزِنْبَاعٍ الْجُذَامِيِّ غُلامٌ يُقَالُ لَهُ سَنْدَرٌ. فَوَجَدَهُ يُقَبِّلُ جَارِيَةً لَهُ فَجَبَّهُ وَجَدَعَ أَنْفَهُ فَأَتَى سَنْدَرٌ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[فَأَرْسَلَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى زِنْبَاعٍ فَقَالَ: لا تُحَمِّلُوهُمْ مَا لا يُطِيقُونَ وَأَطْعِمُوهُمْ مِمَّا تَأْكُلُونَ وَاكْسُوهُمْ مِمَّا تَلْبَسُونَ. فَإِنْ رَضِيتُمْ فَأَمْسِكُوا. وَإِنْ كَرِهْتُمْ فَبِيعُوا. وَلا تُعَذِّبُوا خَلْقَ اللَّهِ. وَمَنْ مُثِّلَ بِهِ أَوْ حُرِقَ بِالنَّارِ فَهُوَ حُرٌّ وهو مولى الله ومولى رسوله.] فأعتق سندر فَقَالَ: أَوْصِ بِي يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: أُوصِي بِكَ كُلَّ مُسْلِمٍ. فَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَتَى أَبَا بَكْرٍ فَقَالَ: احْفَظْ فِيَّ وَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَجْرَى عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ حَتَّى تُوُفِّيَ. ثُمَّ أَتَى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَقَالَ:
احْفَظْ فِيَّ وَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: نَعَمْ. إِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ تُقِيمَ عِنْدِي أَجْرَيْتُ عَلَيْكَ مَا كَانَ يُجْرِي عَلَيْكَ أَبُو بَكْرٍ وَإِلا فَانْظُرْ مَكَانًا تُحِبُّهُ أَكْتُبُ لَكَ كِتَابًا. فَقَالَ سَنْدَرٌ:
مصر فإنها أرض ريف. فكتب له عمر إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنِ احْفَظْ فِيهِ وَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَلَمَّا قَدِمَ عَلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَطَعَ لَهُ أَرْضًا وَاسِعَةً وَدَارًا وَجَعَلَ يَعِيشُ فِيهَا سَنْدَرٌ فِي مَالِ اللَّهِ. فَلَمَّا مَاتَ قُبِضَتْ.
قَالَ عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ: ثُمَّ قَطَعَ بِهَا لِلأَصْبَغِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بَعْدُ. قَالَ عَمْرٌو:(7/350)
فَهِيَ مِنْ أَفْضَلِ مَالٍ لَهُمُ الْيَوْمَ.
أَخْبَرَنَا كَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ عَنِ ربيعة بن لقيط التحيبي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَنْدَرٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ كَانَ عَبْدًا لِزِنْبَاعِ بْنِ سَلامَةَ فَغَضِبَ عَلَيْهِ فَخَصَاهُ وَجَدَعَهُ فَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَغْلَظَ الْقَوْلَ لِزِنْبَاعٍ وَأَعْتَقَهُ مِنْهُ [وَقَالَ: مَنْ مَثَّلَ بِعَبْدِهِ فَهُوَ حُرٌّ. فَقَالَ: أَوْصِ بِي يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ: أُوصِي بِكَ كُلَّ مُسْلِمٍ. قَالَ يَزِيدُ: وَكَانَ سَنْدَرٌ كَافِرًا] .
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ الْمِصْرِيُّ عَنْ حَرْمَلَةَ بْنِ عِمْرَانَ عَمَّنْ حَدَّثَهُمْ عَنِ ابْنِ سَنْدَرٍ مَوْلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - قَالَ: أَقْبَلَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ يَوْمًا يَسِيرُ وَابْنُ سَنْدَرِ مَعَهُمْ.
فَكَانَ ابْنُ سَنْدَرٍ وَنَفَرٌ مَعَهُ يَسِيرُونَ بَيْنَ يَدَيْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فَأَثَارُوا الْغُبَارَ فَجَعَلَ عَمْرٌو طَرَفَ عِمَامَتِهِ عَلَى أَنْفِهِ. ثُمَّ قَالَ: اتَّقُوا الْغُبَارَ فَإِنَّهُ أَوْشَكُ شَيْءٍ دُخُولا وَأَبْعَدُهُ خُرُوجًا وَإِذَا وَقَعَ عَلَى الرَّيَّةِ صَارَ نَسَمَةً. فَقَالَ بَعْضُنَا لأُولَئِكَ النَّفَرِ: تَنَحَّوْا. فَفَعَلُوا إِلا ابْنَ سَنْدَرٍ فَقِيلَ لَهُ: أَلا تَتَنَحَّى يَا ابْنَ سَنْدَرٍ؟ فَقَالَ عَمْرٌو: دَعُوهُ فَإِنَّ غُبَارَ الْخَصِيِّ لا يَضُرُّ.
فَسَمِعَهَا ابْنُ سَنْدَرٍ فَغَضِبَ فَقَالَ: يَا عَمْرُو أَمَا وَاللَّهِ لَوْ كُنْتَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ مَا آذَيْتَنِي.
فَقَالَ عَمْرٌو: يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ. أَنَا بِحَمْدِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ. [فَقَالَ ابْنُ سَنْدَرٍ: لَقَدْ عَلِمْتَ أَنِّي سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يُوصِيَ بِي فَقَالَ: أُوصِي بِكَ كُلَّ مُؤْمِنٍ.]
4033- أَبُو فَاطِمَةَ الأَزْدِيُّ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ الزُّرَقِيُّ عَنْ أَبِي عَقِيلٍ مَوْلَى الزُّرَقِيِّينَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِيَاسِ بْنِ أَبِي فَاطِمَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: [كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جَالِسًا فَقَالَ رَسُولُ الله. ص:
مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَصِحَّ وَلا يَسْقُمَ؟ قُلْنَا: نَحْنُ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ. ص: مَهْ! وَعَرَفْنَاهَا فِي وَجْهِهِ. فَقَالَ: أَتُحِبُّونَ أَنْ تَكُونُوا كَالْحَمِيرِ الصَّيَّالَةِ؟ قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ لا. قَالَ: أَلا تُحِبُّونَ أَنْ تَكُونُوا أَصْحَابَ بَلاءٍ وَأَصْحَابَ كَفَّارَاتٍ؟ قَالُوا:
بَلَى يَا رسول الله. قال: فقال رسول الله. ص: فو الله إِنَّ اللَّهَ لَيَبْتَلِي الْمُؤْمِنَ وَمَا يَبْتَلِيهِ إِلا لِكَرَامَتِهِ عَلَيْهِ. وَإِنَّ لَهُ عِنْدَهُ مَنْزِلَةً مَا يَبْلُغُهَا بِشَيْءٍ مِنْ عَمَلِهِ دُونَ أَنْ يَنْزِلَ بِهِ مِنَ الْبَلاءِ مَا يَبْلُغُ بِهِ تِلْكَ الْمَنْزِلَةَ] .
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ الْحَضْرَمِيِّ عَنْ كَثِيرٍ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي فَاطِمَةَ. وَهُوَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -[قال لي رسول الله. ص: أَكْثِرْ بَعْدِي مِنَ السُّجُودِ فَإِنَّهُ مَا أَحَدٌ يسجد(7/351)
لِلَّهِ سَجْدَةً إِلا رَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً فِي الْجَنَّةِ وَحَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً] .
4034- أَبُو جُمُعَةَ.
صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان بالشام. ثم تحول إلى مصر فنزلها. وَرَوَى عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أحاديث.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْقُرْقُسَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ عَنْ أُسَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ خَالِدِ بْنِ دُرَيْكٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَيْرِيزٍ قَالَ: قُلْتُ لِرَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ: [يُكْنَى أَبَا جُمُعَةَ. حَدِّثْنَا حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: لأُحَدِّثَنَّكَ حَدِيثًا جَيِّدًا. تَغَدَّيْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمًا وَمَعَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ أَحَدٌ خَيْرٌ مِنَّا؟ أَسْلَمْنَا مَعَكَ وَهَاجَرْنَا مَعَكَ. قَالَ: بَلَى. قَوْمٌ مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ مِنْ بَعْدِي يُؤْمِنُونَ بِي.]
4035- أبو سعاد.
صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سكن مصر.
4036- عبد الرحمن بن عديس.
البلوي. صحب النبي - صلى الله عليه وسلم - وسمع منه. وكان فيمن رحل إلى عثمان حين حصر حتى قتل. وكان رأسًا فيهم.
4037- أبو الشموس البلوي.
صحب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ونزل مصر.(7/352)
الطَّبَقَةُ الأُولَى مِنْ أهل مِصْرَ بَعْدَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
4038- عبد الرَّحْمَنِ بْنُ عُسَيْلَةَ الصُّنَابِحِيُّ.
من حمير. ويكنى أبا عبد الله. وكان ثقة قليل الحديث. روى عن أبي بكر وعمر وبلال.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ مرثد ابن عَبْدِ اللَّهِ الْيَزَنِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُسَيْلَةَ الصُّنَابِحِيِّ قَالَ: مَا فَاتَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَلا بِخَمْسِ لَيَالٍ. تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ وَأَنَا بِالْجُحْفَةِ فَقَدِمْتُ عَلَى أَصْحَابِهِ مُتَوَافِرِينَ فَسَأَلْتُ بِلالا عَنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ فَقَالَ: لَيْلَةُ ثَلاثٍ وَعِشْرِينَ لَمْ تُعْتِمْ.
4039- أبو تميم الجيشاني.
وكان ثقة. روى عن عمر وعلي. رضي الله عنهما.
ومات قديمًا سنة سبع أو ثمان وسبعين فِي خلافة عَبْد الملك بْن مروان.
4040- عَبْد الله بن زرير الغافقي.
وكان ثقة له أحاديث. روى عن عمر وعلي.
رضي الله عنهما. وشهد مع علي. ع. صفين ومات سنة إحدى وثمانين في خلافة عبد الملك بن مروان.
4041- أخو وهب الجيشاني.
وجيشان من قضاعة. واسم أبي وهب ديلم بن الهوشع. وكان ثقة قليل الحديث.
4042- عبد الرحمن بن شماسة.
وكان صالح الحديث.
__________
4038 التقريب (1/ 491) .
4040 التقريب (1/ 415) .
4042 التقريب (1/ 484) .(7/353)
الطبقة الثانية
4043- أبو الخير واسمه مرثد.
بن عبد الله اليزني من حمير. وكان ثقة له فضل وعبادة. مات سنة تسعين في خلافة الوليد بن عبد الملك.
4044- أبو عبد الرحمن الجبلي.
من حمير. واسمه عبد الله بن يزيد. وكان ثقة. وقد روى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ.
4045- أبو قيس.
مولى عمرو بن العاص. وكان ثقة إن شاء الله. وقد روى عن عمرو بن العاص.
4046- وردان مولى عمرو بن العاص.
ويكنى أبا عبيد الله. وقد روي عنه أيضًا وبه سميت السوق التي بمصر سوق وردان.
4047- قنبر. مولى عمرو بن العاص.
وقد روي عنه أيضًا.
4048- علي بن رباح اللخمي.
أما أهل مصر فيقولون علي بن رباح. وأما أهل العراق فيقولون علي بن رباح. وكان ثقة. وقد روى عن عمرو بن العاص وغيره.
4049- أبو عشانة المعافري.
واسمه حي بن يؤمن. له أحاديث. وقد روي عنه.
مات سنة ثماني عشرة ومائة في خلافة هشام بن عبد الملك بن مروان.
4050- أبو قبيل المعافري.
واسمه حي بن هانئ. قال: اذكر قتل عثمان بن عفان.
وله أحاديث. وقد روي عنه وبقي حتى مات سنة سبع وعشرين ومائة في خلافة مروان ابن محمد.
4051- عبد الله بن هبيرة. السبائي.
له أحاديث. وتوفي في خلافة يزيد بن عبد الملك.
__________
4046 التقريب (2/ 36، 37) .
4051 التقريب (1/ 458) .(7/354)
4052- شفي بن ماتع الأصمعي.
من حمير وله أحاديث. تُوُفّي في خلافة هشام بن عبد الملك.
4053- شييم بن بيتان.
له أحاديث.
4054- مشرح بن هاعان.
ويكنى أبا مصعب. له أحاديث.
4055- أبو الهيثم.
صاحب أبي سعيد الخدري واسمه سليمان بن عمرو بن عبد العتواري.
__________
4052 التقريب (1/ 353) .
4054 التقريب (2/ 250) .(7/355)
الطبقة الثالثة
4056- يزيد بن أبي حبيب.
يكنى أبا رجاء. مولى لبني عامر بن لؤي من قريش.
وكان ثقة كثير الحديث. مات سنة ثمان وعشرين ومائة في خلافة مروان بن محمد.
4057- جعفر بن ربيعة.
بن عبد الله بن شرحبيل بن حسنة الأزدي حليف بني زهرة ابن كلاب. وشرحبيل بن حسنة أحد أمراء الأجناد على الجيوش لأبي بكر إلى الشام.
ومات جعفر بمصر سنة اثنتين وثلاثين ومائة. وكان ثقة.
4058- عبيد الله بن أبي جعفر.
مولى بني أمية. وكان ثقة بقية في زمانة. مات سنة خمس أو ست وثلاثين ومائة.
4059- بكر بن سوادة الجذامي.
وكان ثقة إن شاء الله. تُوُفّي في خلافة هشام بن عبد الملك.
4060- عبد الله بن رافع الغافقي.
من حمير. له أحاديث. وتوفي في خلافة هشام ابن عبد الملك.
4061- الوليد بن أبي عبدة.
مولى عمرو بن العاص. له أحاديث.
4062- سعيد بن أبي هلال.
وكان ثقة إن شاء الله.
4063- زهرة بن معبد
ويكنى أبا عقيل.
__________
4056 التقريب (2/ 363) .
4059 التقريب (1/ 106) .
4063 التقريب (1/ 263) .(7/356)
الطبقة الرابعة
4064- عمرو بن الحارث.
بن يعقوب. مولى للأنصار. وكان ثقة إن شاء الله. مات سنة سبع أو ثمان وأربعين ومائة في خلافة أبي جعفر.
4065- حيوة بن شريح.
ويكنى أبا يزيد التجيبي من كندة وكان ثقة. تُوُفّي في خلافة أبي جعفر.
4066- موسى بن علي.
بن رباح اللخمي. وكان ثقة إن شاء الله.
قال مكي بن إبراهيم: قدمت مصر سنة أربع وستين ومائة فقيل لي: مات موسى ابن علي بالإسكندرية.
وقال محمد بن عمر: مات موسى بن علي سنة ثلاث وستين ومائة في خلافة المهدي.
4067- سعيد بن أبي أيوب.
وكان ثقة ثبتًا. واسم أبي أيوب مقلاص.
4068- عبد الرحمن بن شريح.
كان منكر الحديث. مات سنة سبع وستين ومائة في خلافة المهدي.
4069- عياش بن عباس القتباني.
4070- يحيى بن أيوب الغافقي.
كان منكر الحديث.
__________
4065 التقريب (1/ 208) .
4067 التقريب (1/ 292) .(7/357)
الطبقة الخامسة
4071- عبد الله بن عقبة بن لهيعة. الحضرمي
من أنفسهم. ويكنى أبا عبد الرحمن. وكان ضعيفًا وعنده حديث كثير. ومن سمع منه في أول أمره أحسن حالًا في روايته ممن سمع منه بآخره. وأما أهل مصر فيذكرون أنه لم يختلط ولم يزل أول أمره وآخره واحدًا ولكن كان يقرأ عليه ما ليس من حديثه فيسكت عليه. فقيل له في ذلك فقال: وما ذنبي؟ إنما يجيئون بكتاب يقرؤونه ويقومون ولو سألوني لأخبرتهم أنه ليس من حديثي.
قال: ومات ابن لهيعة بمصر يوم الأحد للنصف من شهر ربيع الأول سنة أربع وسبعين ومائة في خلافة هارون.
4072- الليث بن سعد.
ويكنى أبا الحارث. مولى لقيس. ولد سنة ثلاث أو أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ فِي خِلافَةِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الملك. وكان ثقة كثير الحديث صحيحه. وكان قد استقل بالفتوى في زمانه بمصر. وكان سريًا من الرجال نبيلًا سخيًا له ضيافة. ومات يوم الجمعة لأربع عشرة ليلة بقيت من شعبان سنة خمس وستين ومائة في خلافة المهدي.
4073- المفضل بن فضالة القيني.
وكان قاضيًا عليهم بمصر. وكان منكر الحديث.
4074- رشدين بن سعد القيني.
وهو رشدين بن أبي رشدين. وكان ضعيفًا. ومات سنة ثمان وثمانين ومائة في خلافة هارون.
4075- غوث بن سليمان الحضرمي.
تُوُفّي في خلافة المهدي.
4076- بكر بن مضر.
4077- نافع بن يزيد.
__________
4072 التقريب (2/ 138) .
4074 التقريب (1/ 251) .(7/358)
الطبقة السادسة
4078- عبد الله بن وهب.
مولى لقريش. وكان كثير العلم ثقة فيما قال: حدثنا.
وكان يدلس.
4079- عبد الله بن صالح الجهني.
ويكنى أبا صالح. وكان كاتبًا لليث بن سعد وراويته. ومات بمصر يوم عاشوراء في المحرم سنة ثلاث وعشرين ومائتين في خلافة أبي إسحاق.
4080- سعيد بن عفير.
4081- سعيد بن أبي مريم.
4082- يحيى بن بكير.
4083- عبد الله بن عبد الحكم.
4084- عمرو بن خالد.
صاحب زهير بن معاوية.
4085- نعيم بن حماد.
وكان من أهل خراسان من أهل مرو. وطلب الحديث طلبًا كثيرًا بالعراق والحجاز. ثم نزل مصر فلم يزل بها حتى أشخص منها في خلافة أبي إسحاق بن هارون فسئل عن القرآن فأبى أن يجيب فيه بشيء مما أرادوه عليه فحبس بسامرا فلم يزل محبوسا بها حتى مات في السجن في سنة ثمان وعشرين ومائتين.
آخر طبقات أهل مصر.
__________
4078 التقريب (1/ 460) .
4079 التقريب (1/ 423) .(7/359)
وَمَنْ كَانَ بِأَيْلَةَ
4086- طلحة بن عبد الملك الأيلي.
وكان ثقة. روى عنه مالك بن أنس وغيره.
4087- عقيل بن خالد.
صاحب الزهري. وكان ثقة.
4088- أَبُو صَخْرٍ الأَيْلِيُّ.
واسمه يزيد بن أبي سمية. وكان صالح الحديث.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: كَانَ أَبُو صَخْرٍ مِنَ الْعُبَّادِ وَكَانَ يُصَلِّي لَيْلَهُ أَجْمَعَ وَيَبْكِي. وَكَانَتْ مَعَهُ فِي الدَّارِ امْرَأَةٌ يَهُودِيَّةٌ سَاكِنَةٌ تَبْكِي رَحْمَةً لَهُ. فَقَالَ لَيْلَةً فِي دُعَائِهِ:
اللَّهُمَّ إِنَّ هَذِهِ الْيَهُودِيَّةَ قَدْ بَكَتْ رَحْمَةً لِي وَدِينُهَا مُخَالِفٌ لَدِينِي فَأَنْتَ أَوْلَى بِرَحْمَتِي.
قَالَ: وَكَانَ أَبُو صَخْرٍ الأَيْلِيُّ يُوَافِيَ الْمَوَاسِمَ كُلَّ عَامٍ مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ وَصَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ وَيَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ وَسُلَيْمَانَ بْنِ سُحَيْمٍ وَأَبِي حَازِمٍ فَيَلْقَوْنَ عُمَرَ بْنَ ذَرٍّ فَيَقُصُّ عَلَيْهِمْ وَيُذَكِّرُهُمْ أَمْرَ الآخِرَةِ. فَلا يَزَالُونَ كَذَلِكَ حَتَّى يَنْقَضِيَ الْمَوْسِمُ. ثُمَّ لا يَلْتَقُونَ بَعْدَ إِلا فِي كُلِّ مَوْسِمٍ.
4089- زريق بن حكم.
وكان ثقة.
4090- حسين بن رستم.
4091- يونس بن يزيد الأيلي.
وكان حلو الحديث كثيره وليس بحجة وربما جاء بالشيء المنكر.
4092- عبد الجبار بن عمر الأيلي.
ويكنى أبا الصباح. وكان ثقة. روى عن يزيد بن أبي سمية عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قال في جر القميص ما قال في جر الإزار.
وروى عن عبد الجبار.
__________
4086 التقريب (1/ 379) .
4088 التقريب (2/ 365) .
4091 التقريب (2/ 386) .
4092 التقريب (1/ 466) .(7/360)
4093- عبد الله بن المبارك وأبو عبد الرحمن المقرئ.
وغيرهما.
وكان بإفريقية
4094- خالد بن أبي عمران.
من أهل تونس من إفريقية. وكان ثقة إن شاء الله. وكان لا يدلس.
وكان بالأندلس
4095- معاوية بن صالح الحضرمي.
وكان قاضيًا لهم. وكان ثقة كثير الحديث.
حج من دهره حجة واحدة ومر بالمدينة فلقيه من لقيه بها من أهل العراق. وفي تلك الحجة لقيه عبد الرحمن بن مهدي وزيد بن الحباب العكلي ومحمد بن عمر الواقدي وحماد بن خالد الخياط ومعن بن عيسى.
آخر الجزء التاسع من كتاب الطبقات وهو آخر الجزء الثاني والعشرين من أصل ابن حيويه والحمد لله رب العالمين.
وصلى الله على سيدنا محمد النبي وآله الطاهرين. وسلم تسليما كثيرا ويتلوه في الجزء العاشر إن شاء الله تعالى طبقات النساء.
__________
4094 التقريب (1/ 217) .
4095 التقريب (2/ 259) .(7/361)
الجزء الثامن
ذِكْرُ مَا بَايَعَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - النِّسَاءَ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ الأَوْدِيُّ عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ قَالَ: بَايَعَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - النِّسَاءَ وَعَلَى يَدِهِ ثَوْبٌ.
أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَايَعَ النِّسَاءَ مِنْ وَرَاءِ الثَّوْبِ.
أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ. حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مُغِيرَةَ عَنِ الشَّعْبِيِّ. أَنَّ النبي.
ص. حِينَ بَايَعَ النِّسَاءَ وَضَعَ عَلَى يَدِهِ بُرْدًا قَطَرِيًّا فَبَايَعَهُنَّ. قَالَ وَالأَكْثَرُ عَلَى أَنَّهُ قَالَ:
[إِنِّي لا أُصَافِحُ النِّسَاءَ] .
أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ لا يُصَافِحُ النِّسَاءَ فِي الْبَيْعَةِ.
أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى. أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ أُمَيْمَةَ بِنْتِ رُقَيْقَةَ قَالَتْ: [أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في نِسْوَةٍ نُبَايِعُهُ فَقُلْنَا: نُبَايِعُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلَى أَنْ لا نُشْرِكَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلا نَسْرِقَ وَلا نَزْنِيَ وَلا نَقْتُلَ أَوْلادَنَا وَلا نَأْتِيَ بِبُهْتَانٍ نَفْتَرِيهِ بَيْنَ أَيْدِينَا وَأَرْجُلِنَا وَلا نَعْصِيَكَ فِي مَعْرُوفٍ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: فِيمَا اسْتَطَعْتُنَّ وَأَطَقْتُنَّ.
قَالَ فَقُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَرْحَمُ بِنَا مِنْ أَنْفُسِنَا. هَلُمَّ نُبَايِعْكَ يَا رَسُولَ الله. فقال رسول الله. ص: إِنِّي لا أُصَافِحُ النِّسَاءَ إِنَّمَا قَوْلِي لِمِائَةِ امْرَأَةٍ كَقَوْلِي لامْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ] .
أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالُوا:
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: [أَخْبَرَتْنِي أُمَيْمَةُ بِنْتُ رُقَيْقَةَ قَالَتْ:
أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي نِسْوَةٍ نُبَايِعُهُ فَاشْتَرَطَ عَلَيْنَا مَا فِي الْقُرْآنِ أَنْ لا تَسْرِقْنَ وَلا تَزْنِينَ وَلا تَقْتُلْنَ أَوْلادَكُنَّ وَلا تَأْتِينَ بِبُهْتانٍ. ثُمَّ قَالَ: فِيمَا اسْتَطَعْتُنَّ وَأَطَقْتُنَّ. فَقُلْتُ:
اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَرْحَمُ بِنَا مِنْ أَنْفُسِنَا. فَقُلْنَا: أَلا تُصَافِحُنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: إِنِّي لا أصافح النساء إنما قولي لامرأة كقولي لمائة امرأة.](8/3)
أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى. أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمْ يُصَافِحِ امْرَأَةً قَطُّ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى. أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يُصَافِحُ النِّسَاءَ وَعَلَى يَدِهِ ثَوْبٌ.
أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ وَابْنُ نُمَيْرٍ قَالُوا: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ [عَنِ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ أَنَّ النِّسْوَةَ لَمَّا جِئْنَ يُبَايِعْنَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَسَطَ رِدَاءَهُ فَوْقَ يَدِهِ فَبَايَعَهُنَّ مِنْ وَرَاءِ الرِّدَاءِ. وَرَجَعَ نِسْوَةٌ لَمْ يُبَايِعْهُنَّ وَخَشِينَ الشَّرْطَ. وَبَايَعَ أُخَرَ مِنْ وَرَاءِ الرِّدَاءِ. وقال. ص: إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مِنْكُنَّ. وَقَبَضَ أَصَابِعَهُ كَأَنَّهُ يُقَلِّلُ] .
أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ بَهْرَامَ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ [أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ الله. ص: إِنِّي لَسْتُ أُصَافِحُ النِّسَاءَ] .
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ. أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ نَشِيطٍ الْعَامِرِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ شَهْرَ بْنَ حَوْشَبٍ قَالَ: [قَالَتْ أَسْمَاءُ: جِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِنُبَايِعَهُ فِي نِسْوَةٍ فَعَرَضَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَخْرَجَتِ ابْنَةُ عَمٍّ لِي يَدَهَا لِتُصَافِحَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَعَلَيْهَا سِوَارٌ مِنْ ذَهَبٍ وَخَوَاتِيمُ مِنْ ذَهَبٍ. فَقُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَدَهُ وَقَالَ: إِنِّي لا أُصَافِحُ النِّسَاءَ] .
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ. حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ جَابِرٍ عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَحْمَسَ عَنْ طَارِقٍ التَّيْمِيِّ قَالَ: جِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ قَاعِدٌ فِي الشَّمْسِ وعليه ثوب أصفر قد قنع بِهِ رَأْسَهُ. فَلَمَّا قَامَ انْتَهَى إِلَى بَعْضِ الْحُجَرِ فَإِذَا سِتُّ نِسْوَةٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِنَّ وَبَايَعَهُنَّ وَعَلَى يَدِهِ ثَوْبٌ أَصْفَرُ.
أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ وَيَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ قَالا: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عُثْمَانَ أَبُو يَعْقُوبَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَطِيَّةَ عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْمَدِينَةَ جَمَعَ نِسَاءَ الأَنْصَارِ فِي بَيْتٍ ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيْهِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ. فَجَاءَ حَتَّى قَامَ عَلَى الْبَابِ فَسَلَّمَ عَلَيْنَا فَقَالَ: السلام عليكن. فرددنا ع فقال: أنا رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُنَّ. فَقُلْنَا: مَرْحَبًا بِرَسُولِ اللَّهِ وَرَسُولِ رَسُولِ اللَّهِ. فَقَالَ: تُبَايِعْنَ عَلَى أَنْ لا تُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلا تَسْرِقْنَ وَلا تَزْنِينَ وَلا تَقْتُلْنَ أَوْلادَكُنَّ وَلا تَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ تَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيكُنَّ وَأَرْجُلِكُنَّ. فَقُلْنَا: نَعَمْ. قَالَتْ:(8/4)
فَمَدَّ يَدَهُ مِنْ خَارِجِ الْبَيْتِ وَمَدَدْنَا أَيْدِيَنَا مِنْ دَاخِلِ الْبَيْتِ ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اشْهَدْ. قَالَتْ:
وَأَمَرَنَا بِالْعِيدَيْنِ أَنْ نَخْرُجَ فِيهِمَا الْعُتَّقُ وَالْحُيَّضُ وَلا جُمُعَةَ عَلَيْنَا. وَنَهَانَا عَنِ اتِّبَاعِ الْجِنَازَةِ. قَالَ إِسْمَاعِيلُ: فَسَأَلْتُ جَدَّتِي عَنْ قَوْلِهِ «وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ» الممتحنة: 12. قَالَتْ: نَهَانَا عَنِ النِّيَاحَةِ.
وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ. أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ صَفْوَانَ الْمَدِينِيُّ عَنْ أَسِيدِ بْنِ أَبِي أَسِيدٍ الْبَرَّادِ عَنِ امْرَأَةٍ مِنَ الْمُبَايِعَاتِ قَالَتْ: فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن لا نَعْصِيَهُ فِيهِ مِنَ الْمَعْرُوفِ أَنْ لا نُخَمِّشَ وَجْهًا وَلا نَشُقَّ جَيْبًا وَلا نَنْشُرَ شَعْرًا وَلا نَدْعُوَ وَيْلا.
أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْفُضَيْلِ الأَنْصَارِيِّ صَلْبِيَّةَ أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ حَدَّثَهُ أَنَّ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ قَالَ:
[إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ لَنَا: أَلا تُبَايِعُونِي عَلَى مَا بَايَعَ عَلَيْهِ النِّسَاءُ؟ أَنْ لا تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا وَلا تَسْرِقُوا وَلا تَزْنُوا وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ وَلا تَأْتُوا بِبُهْتَانٍ تَفْتَرُونَهُ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَأَرْجُلِكُمْ وَلا تَعْصُونِي فِي مَعْرُوفٍ. قُلْنَا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَبَايَعْنَاهُ على ذلك. فقال رسول الله. ص: فَمَنْ أَصَابَ بَعْدَهُ ذَنْبًا فَنَالَتْهُ عُقُوبَةٌ فَهِيَ كَفَّارَةٌ لَهُ. وَمَنْ لَمْ تَنَلْهُ بِهِ عُقُوبَةٌ فَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ إِنْ شَاءَ غَفَرَهُ وَإِنْ شَاءَ عَاقَبَهُ] .
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ الشَّيْبَانِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ شَهْرَ بْنَ حَوْشَبٍ قَالَ: [حَدَّثَتْنَا أُمُّ سَلَمَةَ الأَنْصَارِيَّةُ أَنَّهَا كَانَتْ فِي النِّسْوَةِ اللاتِي أَخَذَ عَلَيْهِنَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَا أَخَذَ. وَكَانَتْ مَعَهَا خَالَتُهَا. وَرَوَتْ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - غَيْرَ حَدِيثٍ. قَالَتْ:
وَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنَ النِّسْوَةِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا هَذَا الْمَعْرُوفُ الَّذِي لا يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَعْصِيَكَ فِيهِ؟ قَالَ: لا تَنُحْنَ] .
أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ. أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: أَخَذَ عَلَيْنَا فِي الْبَيْعَةِ أَوْ عِنْدَ الْبَيْعَةِ أَنْ لا نَنُوحَ. فَمَا وَفَّى مِنْهُنَّ غَيْرُ خَمْسٍ: أُمُّ سُلَيْمٍ وَأُمُّ الْعَلاءِ بِنْتُ أَبِي سَبْرَةَ وَامْرَأَةُ مُعَاذٍ وَأُمُّ مُعَاذٍ وَامْرَأَةٌ أُخْرَى.
وَأَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ. أَخْبَرَنَا عمرو بْنُ فَرُّوخَ. أَخْبَرَنَا مُصْعَبُ بْنُ نُوحٍ قَالَ:
[أَدْرَكْتُ عَجُوزًا لَنَا مِمَّنْ بَايَعَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَتَتْهُ تُبَايِعُهُ. قَالَتْ فَأَخَذَ عَلَيْنَا فِيمَا أَخَذَ أَنْ لا تَنُحْنَ. قَالَتْ عَجُوزٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ نَاسًا أَسْعَدُونِي عَلَى مُصَابَةٍ أَصَابَتْنِي وَإِنَّهُمْ(8/5)
أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ فَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُسْعِدَهُمُ. قَالَ: انْطَلِقِي فَأَسْعِدِيهِمْ. فَانْطَلَقْتُ ثُمَّ أَتَيْتُهُ فَبَايَعْتُهُ. وَقَالَتْ: هُوَ الْمَعْرُوفُ الَّذِي قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: «وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ» الممتحنة: 12] .
أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ. أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ الْهُذَلِيِّ قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تُبَايِعُهُ فَقَرَأَ عَلَيْهَا هَذِهِ الآيَةَ. فَلَمَّا قَالَ: «وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ» الممتحنة: 12. قَالَ: لا تَنُوحِي.
قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ امْرَأَةً أَسْعَدَتْنِي أَفَأُسْعِدُهَا؟ فَأَمْسَكَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَتَّى قَالَتْ ذَلِكَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا. فَلَمْ يُرَخِّصْ لَهَا. ثُمَّ أَقَرَّتْ فَبَايَعَهَا.
أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ الْعَمِّيُّ. حَدَّثَنِي وُهَيْبٌ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الْبَيْعَةِ عَلَى النِّسَاءِ أَنْ لا يَشْقُقْنَ جَيْبًا وَلا يَدْعِينَ وَيْلا وَلا يُخَمِّشْنَ وَجْهًا وَلا يَقُلْنَ هَجْرًا.
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى. أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي زَائِدَةَ قَالَ: [سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يَذْكُرُ أن النساء حين بايعن فقال رسول الله. ص: تُبَايِعْنَ عَلَى أَنْ لا تُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا.
فَقَالَتْ هِنْدٌ: إِنَّا لَقَائِلُوهَا. وَلا تَسْرِقْنَ. قَالَتْ هِنْدٌ: قَدْ كُنْتُ أُصِيبُ مِنْ مَالِ أَبِي سُفْيَانَ. قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: فَمَا أَصَبْتِ مِنْ مَالِي فَهُوَ حَلالٌ لَكِ. وَلا تَزْنِينَ. قَالَتْ هِنْدٌ:
وَهَلْ تَزْنِي الْحُرَّةُ؟ وَلا تَقْتُلْنَ أَوْلادَكُنَّ. قَالَتْ هِنْدٌ: أَنْتَ قَتَلْتَهُمْ] .
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ. أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَلِيحِ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ أَنَّ [نِسْوَةً أَتَيْنَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِيهِنَّ هِنْدُ ابْنَةُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ. وَهِيَ أُمُّ مُعَاوِيَةَ. يُبَايِعْنَهُ. فَلَمَّا أَنْ قَالَ: وَلا تُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلا تَسْرِقْنَ. قَالَتْ هِنْدٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ مِسِّيكٌ فَهَلْ عَلَيَّ حَرَجٌ أَنْ أُصِيبَ مِنْ طَعَامِهِ مِنْ غَيْرِ إِذْنِهِ؟ قَالَ فَرَخَّصَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الرُّطَبِ وَلَمْ يُرَخِّصْ لَهَا فِي الْيَابِسِ. قَالَ: وَلا تَزْنِينَ. قَالَتْ: وَهَلْ تَزْنِي الْحُرَّةُ؟ قَالَ: وَلا تَقْتُلْنَ أَوْلادَكُنَّ. قَالَتْ: وَهَلْ تَرَكْتَ لَنَا وَلَدًا إِلا قَتَلْتَهُ يَوْمَ بَدْرٍ؟ قَالَ:
وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ. قَالَ مَيْمُونٌ: وَلَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لِنَبِيِّهِ عَلَيْهِنَّ الطَّاعَةَ إِلا فِي الْمَعْرُوفِ وَالْمَعْرُوفُ طَاعَةُ اللَّهِ تَعَالَى] .
أَخْبَرَنَا يَعْلَى وَمُحَمَّدٌ ابْنَا عُبَيْدِ اللَّهِ الشَّيْبَانِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ عَنْ أُمِّهِ سَلْمَى بِنْتِ قَيْسٍ قَالَتْ: [أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أُبَايِعُهُ فِي نِسْوَةٍ(8/6)
مِنَ الأَنْصَارِ. وَكَانَ مِمَّا أَخَذَ عَلَيْنَا أَنْ لا تَغْشُشْنَ أَزْوَاجَكُنَّ. قَالَتْ فَلَمَّا انْصَرَفْنَا قُلْنَا:
وَاللَّهِ لَوْ رَجَعْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ فَسَأَلْنَاهُ مَا غِشُّ أَزْوَاجِنَا. فَرَجَعْنَا فَسَأَلْنَاهُ فَقَالَ: أَنْ تُحَابِينَ أَوْ تُهَادِينَ بِمَالِهِ غَيْرَهُ] .
أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ. أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَخَذَ عَلَى النِّسَاءِ فِيمَا أَخَذَ أَنْ لا يَنُحْنَ وَلا يَقْعُدْنَ مَعَ الرِّجَالِ فِي خَلاءٍ.
أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ أَبِي الأَشْهَبِ وَمُبَارَكٌ عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ [النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
لَمَّا بَايَعَ النِّسَاءَ أَخَذَ عَلَيْهِنَّ أَنْ لا يُحَدِّثْنَ مِنَ الرِّجَالِ إِلا مَحْرَمًا] .
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ. حَدَّثَنَا ضَابِئُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى الْحَسَنِ نَعُودُهُ فِي وَجَعٍ فَقَالَ: [إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمَّا نَزَلَتْ بَيْعَةُ النِّسَاءِ بَايَعَهُنَّ وَاشْتَرَطَ عَلَيْهِنَّ أَنْ لا يَتَحَدَّثْنَ مَعَ الرِّجَالِ. وَهُوَ الَّذِي فِي كِتَابِ اللَّهِ] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ جُمَيْعٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: كَانَ عُمَرُ وَعَائِشَةُ إِذَا أَتَيَا مَكَّةَ نَزَلا عَلَى ابْنَةِ ثَابِتٍ. وَكَانَتْ مِنَ النِّسْوَةِ السَّبْعِ اللاتِي بَايَعْنَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِمَكَّةَ.
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ. حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ حَرْبٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ زِيَادِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ سعد قَالَ: [لَمَّا بَايَعَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - النِّسَاءَ قَامَتْ إِلَيْهِ امْرَأَةٌ كَأَنَّهَا مِنْ نِسَاءِ مُضَرَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا كَلٌّ عَلَى آبَائِنَا وَأَزْوَاجِنَا وَأَبْنَائِنَا فَمَا يحل لنا من أَمْوَالِهِمْ؟ قَالَ: الرُّطَبُ تَأْكُلْنَهُ وَتُهْدِينَهُ] .
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ. حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ قَالَتْ: مَرَّ بِيَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَنَا فِي نِسْوَةٍ فَسَلَّمَ عَلَيْنَا فَرَدَدْنَا عَلَيْهِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ قَالَ: قَالَتْ أُمُّ عُمَارَةَ: كَانَتِ الرِّجَالُ تُصَفِّقُ عَلَى يَدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَيْلَةَ بَيْعَةِ الْعَقَبَةِ وَالْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ آخِذٌ بِيَدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَلَمَّا بَقِيتُ أَنَا وَأُمُّ مَنِيعٍ نَادَى زَوْجِي عَرَفَةُ بْنُ عَمْرٍو: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَاتَانِ امْرَأَتَانِ حَضَرَتَا مَعَنَا تبايعانك. [فقال رسول الله. ص: قَدْ بَايَعْتُهُمَا عَلَى مَا بَايَعْتُكُمْ(8/7)
عَلَيْهِ. إِنِّي لا أُصَافِحُ النِّسَاءَ. قَالَتْ:] فَرَجَعْنَا إِلَى رِجَالِنَا فَلَقِينَا رَجُلَيْنِ مِنْ قَوْمِنَا.
سَلِيطَ بْنَ عَمْرٍو وَأَبَا دَاوُدَ الْمَازِنِيُّ. يُرِيدَانِ أَنْ يَحْضُرَا الْبَيْعَةَ فَوَجَدَا الْقَوْمَ قَدْ بَايَعُوا.
فَلَمَّا كَانَ بَعْدُ بَايَعَا أَسْعَدَ بْنَ زُرَارَةَ وَكَانَ رَأْسُ النُّقَبَاءِ فِي السَّبْعِينَ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ: حَدَّثَتْنَا نَائِلَةُ الْكُوفِيَّةُ مَوْلاةُ أَبِي الْعَيْزَارِ عَنْ أُمِّ عَاصِمٍ عَنِ السَّوْدَاءِ قَالَتْ: [أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أُبَايِعُهُ فَقَالَ: اخْتَضِبِي. فَاخْتَضَبْتُ ثُمَّ جِئْتُ فَبَايَعْتُهُ] .
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ الْوَرَّاقُ قَالَ: حَدَّثَتْنِي نَائِلَةُ عَنْ [أُمِّ عَاصِمٍ عَنِ السَّوْدَاءِ قَالَتْ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لأُبَايِعَهُ فَقَالَ: انْطَلِقِي فَاخْتَضِبِي ثُمَّ تَعَالَيْ أُبَايِعْكِ] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ جَدِّهِ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْمَدِينَةَ لِلْهِجْرَةِ كَانَ نِسَاءٌ قَدْ أَسْلَمْنَ فَدَخَلْنَ عَلَيْهِ فَقُلْنَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ رِجَالَنَا قَدْ بَايَعُوكَ وَإِنَّا نُحِبُّ أَنْ نُبَايِعَكَ. قَالَ فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بقدح من ماء فأدخل يده فيه ثُمَّ أَعْطَاهُنَّ امْرَأَةً امْرَأَةً. فَكَانَتْ هَذِهِ بَيْعَتَهُنَّ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ قَالَتْ: بَايَعْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَخَذَ علينا «لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً وَلا يَسْرِقْنَ وَلا يَزْنِينَ وَلا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ» الممتحنة: 12. الآيَةَ. [وَقَالَ:
إِنِّي لا أُصَافِحُكُنَّ وَلَكِنْ آخُذُ عَلَيْكُنَّ مَا أَخَذَ اللَّهُ عَلَيْكُنَّ] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ مَوْلَى ابْنِ أَبِي أَحْمَدَ قَالَ: [سَمِعْتُ أُمَّ عَامِرٍ الأَشْهَلِيَّةَ تَقُولُ: جِئْتُ أَنَا وَلَيْلَى بِنْتُ الْخُطَيْمِ وَحَوَّاءُ بِنْتُ يَزِيدَ بْنِ السَّكَنِ بْنِ كُرْزِ بْنِ زَعُورَاءَ فدخلنا عليه ونحن متلففات بِمُرُوطِنَا بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ. فَسَلَّمْتُ وَنَسَبَنِي فَانْتَسَبْتُ وَنَسَبَ صَاحِبَتَيَّ فَانْتَسَبَتَا.
فَرَحَّبَ بِنَا ثُمَّ قَالَ: مَا حَاجَتُكُنَّ؟ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ جِئْنَا نُبَايِعُكَ عَلَى الإِسْلامِ فَإِنَّا قَدْ صَدَّقْنَا بِكَ وَشَهِدْنَا أَنَّ مَا جِئْتَ بِهِ حَقٌّ. فَقَالَ رسول الله. ص: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَاكُنَّ لِلإِسْلامِ. ثُمَّ قَالَ: قَدْ بَايَعْتُكُنَّ. قَالَتْ أُمُّ عَامِرٍ: فَدَنَوْتُ مِنْهُ. فقال رسول الله. ص: إِنِّي لا أُصَافِحُ النِّسَاءَ. قَوْلِي لأَلْفِ امْرَأَةٍ كَقَوْلِي لامْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ. وَكَانَتْ أُمُّ عَامِرٍ تَقُولُ: إِنَّا أَوَّلُ مَنْ بَايَعَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -](8/8)
أخبرنا محمد بن عمر. حدثنا ابن أبي حَبِيبَةَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ:
أَوَّلَ مَنْ بَايَعَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أُمُّ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ كَبْشَةُ بِنْتُ رَافِعِ بْنِ عُبَيْدٍ وَأُمُّ عَامِرٍ بِنْتٌ يَزِيدَ بْنِ السَّكَنِ وَحَوَّاءُ بِنْتُ يَزِيدَ بْنِ السَّكَنِ. وَمِنْ بَنِي ظُفَرَ لَيْلَى بِنْتُ الْخُطَيْمِ. وَمِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ لَيْلَى وَمَرْيَمُ وَتَمِيمَةُ بَنَاتُ أَبِي سُفْيَانَ أَبِي الْبَنَاتِ قُتِلَ بِأُحُدٍ.
وَالشُّمُوسُ بِنْتُ أَبِي عَامِرٍ الرَّاهِبِ وَابْنَتُهَا جَمِيلَةُ بِنْتُ ثَابِتِ بْنِ أَبِي الأَقْلَحِ وَطَيْبَةُ بِنْتُ النُّعْمَانِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ أَبِي الأَقْلَحِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ابْنُ أَخِي الزُّهْرِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ وَهُوَ يَكْتُبُ إِلَى هُبَيْرَةَ صَاحِبِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ.
وَكَانَ كَتَبَ إِلَيْهِ يَسْأَلُهُ عَنْ قَوْلِ الله عز وجل: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا جاءَكُمُ الْمُؤْمِناتُ مُهاجِراتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمانِهِنَّ» الممتحنة: 10. فَكَتَبَ إِلَيْهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَالَحَ قُرَيْشًا يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ عَلَى أَنْ يَرُدَّ عَلَيْهِمْ مَنْ جَاءَ بِغَيْرِ إِذْنِ وَلِيٍّ. فَكَانَ يَرُدُّ الرِّجَالَ. فَلَمَّا هَاجَرَ النِّسَاءُ أَبَى اللَّهُ ذَلِكَ أَنْ يَرُدَّهُنَّ إِذَا امْتُحِنَّ بِمِحْنَةِ الإِسْلامِ وَزَعَمَتْ أَنَّهَا جَاءَتْ رَاغِبَةً فِيهِ. وَأَمَرَهُ أَنْ يَرُدَّ صَدُقَاتِهِنَّ إِلَيْهِمْ إِذَا احْتَبَسُوا عَنْهُمْ وَأَنْ يَرُدُّوا عَلَيْهِ مِثْلَ الَّذِي يَرُدُّ عَلَيْهِمْ إِنْ فَعَلُوا. فقال: واسألوا ما أنفقتم. وَصَبَّحَهَا أَخَوَاهَا مِنَ الْغَدِ فَطَلَبَاهَا فَأَبَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يَرُدَّهَا إِلَيْهِمَا. فَرَجَعَا إِلَى مَكَّةَ فَأَخْبَرَا قُرَيْشًا فَلَمْ يَبْعَثُوا فِي ذَلِكَ أَحَدًا وَرَضُوا بِأَنْ يُحْبَسَ النساء. «وَلْيَسْئَلُوا مَا أَنْفَقُوا ذلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ. وَإِنْ فاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْواجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعاقَبْتُمْ فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْواجُهُمْ مِثْلَ مَا أَنْفَقُوا» الممتحنة: 10- 11. فَإِنْ فَاتَ أحدا مِنْكُمْ أَهْلَهُ إِلَى الْكُفَّارِ فَإِنْ أَتَتْكُمُ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ فَأَصَبْتُمْ غَنِيمَةً أَوْ فَيْئًا فَعَوِّضُوهُمْ مِمَّا أَصَبْتُمْ صَدَاقَ الْمَرْأَةِ الَّتِي أَتَتْكُمْ. فَأَمَّا الْمُؤْمِنُونَ فَأَقَرُّوا بِحُكْمِ اللَّهِ تَعَالَى وَأَبَى الْمُشْرِكُونَ أَنْ يُقِرُّوا بِذَلِكَ. وَأَنَّ مَا فَاتَ لِلْمُشْرِكِينَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ مِنْ صَدَاقِ مَنْ هَاجَرَ مِنْ أَزْوَاجِ الْمُشْرِكِينَ فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ مِثْلَ مَا أَنْفَقُوا مِنْ مَالِ الْمُشْرِكِينَ فِي أَيْدِيكُمْ.
وَلَسْنَا نَعْلَمُ امْرَأَةً مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَاتَتْ زَوْجَهَا بِلُحُوقِ الْمُشْرِكِينَ بَعْدَ إِيمَانِهَا. وَلَكِنَّهُ حَكَمَ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ لأَمْرٍ إِنْ كَانَ. وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ. «وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ» الممتحنة: 10. يَعْنِي مِنْ غَيْرِ أَهْلِ الْكِتَابِ. فَطَلَّقَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مُلَيْكَةَ بِنْتَ أَبِي أُمَيَّةَ وَهِيَ أُمُّ عُبَيْدِ الله بن عمر. فتزوجها أبو جهم بن حذيفة. وطلق عمر أيضا بنت جرول الخزاعية أُمَّ الْحَكَمِ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ يَوْمَئِذٍ فَتَزَوَّجَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ(8/9)
عثمان الثقفي فولدت له عبد الرحمن ابن أُمِّ الْحَكَمِ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ. أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عِكْرِمَةَ فِي قوله فَامْتَحِنُوهُنَّ قَالَ: مَا جَاءَ بِكَ إِلا حُبُّ اللَّهِ وَرَسُولِهُ وَلا حُبُّ رَجُلٍ مِنَّا وَلا فِرَارٌ من زوجك.(8/10)
تَسْمِيَةُ النِّسَاءِ الْمُسْلِمَاتِ وَالْمُهَاجِرَاتِ مِنْ قُرَيْشٍ وَالأَنْصَارِيَّاتِ الْمُبَايِعَاتِ وَغَرَائِبِ نِسَاءِ الْعَرَبِ وغيرهم
4096- ذِكْرُ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدِ
بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ. ونسبها وتزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إياها وإسلامها.
أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: هِيَ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيِّ بْنُ كِلابِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لؤي بن غالب بْنِ فِهْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كنانة. وَأُمُّهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ زَائِدَةَ بْنِ الأَصَمِّ بْنِ الْهَرِمِ بْنِ رَوَاحَةَ بْنِ حُجْرِ بْنِ عَبْدِ بْنِ مَعِيصِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فَهْمِ بْنِ مَالِكٍ. وَأُمُّهَا هَالَةُ بِنْتُ عَبْد مَنَافِ بْن الْحَارِثِ بْنِ مُنْقِذِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَعِيصِ بْن عامر بْن لؤي. وأمها العرقة وهي قلابة بنت سعيد بن سَهْمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ هُصَيْصِ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ. وَأُمُّهَا عَاتِكَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيِّ بْنُ كِلابِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبٍ. وَأُمُّهَا الْخَطِيَّا وَهِيَ رَيْطَةُ بِنْتُ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبٍ. وَأُمُّهَا نَائِلَةُ بِنْتُ حُذَافَةَ بْن جُمَحِ بْن عَمْرِو بْنِ هُصَيْصِ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ بن غالب بن فهر بن مالك. وَكَانَتْ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ قَبْلَ أَنْ يَتَزَوَّجَهَا أَحَدٌ قَدْ ذُكِرَتْ لِوَرَقَةَ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ فَلَمْ يَقْضِ بَيْنَهُمَا نِكَاحٌ فَتَزَوَّجَهَا أَبُو هَالَةَ وَاسْمُهُ هِنْدُ بْنُ النَّبَّاشِ بْنِ زُرَارَةَ بْنِ وَقْدَانَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ سَلامَةَ بْنِ غَوِيِّ بْنِ جِرْوَةَ بْنِ أُسَيِّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ. وَكَانَ أَبُوهَا ذَا شَرَفٍ فِي قَوْمِهِ وَنَزَلَ مَكَّةَ وَحَالَفَ بِهَا بَنِي عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ. وَكَانَتْ قُرَيْشٌ تُزَوِّجُ حَلِيفَهُمْ. فَوَلَدَتْ خَدِيجَةُ لأَبِي هَالَةَ رَجُلًا يُقَالُ لَهُ هِنْدٌ وَهَالَةُ رَجُلٌ أَيْضًا. ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا بَعْدَ أَبِي هَالَةَ عَتِيقُ بْنُ عَابِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ فَوَلَدَتْ لَهُ جَارِيَةً يقال لها هند فتزوجها
__________
4096 الإصابة ترجمة (333) ، وصفة الصفوة (2/ 2) ، وتاريخ الخميس (1/ 301) ، والسمط الثمين (17) ، والدر المنثور، 180) ، والمحبر (11) ، (77) ، (452) ، والأعلام (2/ 302) .(8/11)
صَيْفِيُّ بْنُ أُمَيَّةَ بْنِ عَابِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ. وَهُوَ ابْنُ عَمِّهَا. فَوَلَدَتْ لَهُ مُحَمَّدًا. وَيُقَالُ لِبَنِي مُحَمَّدٍ هَذَا بَنُو الطَّاهِرَةِ لِمَكَانِ خَدِيجَةَ. وَكَانَ لَهُ بَقِيَّةٌ بِالْمَدِينَةِ وَعَقِبٌ فَانْقَرَضُوا. وَكَانَتْ خَدِيجَةُ تُدْعَى أُمَّ هِنْدٍ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ خَدِيجَةَ كَانَتْ تُكَنَّى أُمَّ هِنْدٍ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. أَخْبَرَنَا مُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَسَدِيُّ عَنْ أَهْلِهِ قَالُوا:
سَأَلْنَا حَكِيمَ بْنَ حِزَامٍ أَيُّهُمَا كَانَ أَسَنَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَوْ خَدِيجَةُ. فَقَالَ: كَانَتْ خَدِيجَةُ أَسَنَّ مِنْهُ بِخَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً. لَقَدْ حُرِّمَتْ عَلَى عَمَّتِي الصَّلاةُ قَبْلَ أَنْ يُولَدَ رَسُولُ اللَّهِ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: قَوْلُ حَكِيمٍ حُرِّمَتِ عليها الصلاة يعني حاضت. ولكنه تكلم بما يتكلم بِهِ أَهْلُ الإِسْلامِ.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقُرَشِيُّ عَنْ أَبِي عَمْرٍو الْمَدِينِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنَا طَلْحَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّيْمِيُّ عَنْ أَبِي الْبُحْتُرِيِّ الْخُزَاعِيِّ وَعَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ نِسَاءَ أَهْلِ مَكَّةَ احْتَفَلْنَ فِي عِيدٍ كَانَ لَهُنَّ فِي رَجَبٍ فَلَمْ يَتْرُكْنَ شَيْئًا مِنْ إِكْبَارِ ذَلِكَ الْعِيدِ إِلا أَتَيْنَهُ. فَبَيْنَا هُنَّ عُكُوفٌ عِنْدَ وَثَنٍ مُثِّلَ لَهُنَّ كَرَجُلٍ فِي هَيْئَةِ رَجُلٍ حَتَّى صَارَ مِنْهُنَّ قَرِيبًا ثُمَّ نَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ: يَا نِسَاءَ تيماء إنه سيكون في بلدكن نَبِيُّ يُقَالُ لَهُ أَحْمَدُ يُبْعَثُ بِرِسَالَةِ اللَّهِ فَأَيُّمَا امْرَأَةٍ اسْتَطَاعَتْ أَنْ تَكُونَ لَهُ زَوْجًا فَلْتَفْعَلْ.
فَحَصَبَتْهُ النِّسَاءُ وَقَبَّحْنَهُ وَأَغْلَظْنَ لَهُ وَأَغَضَّتْ خديجة على قوله ولم تعرض لَهُ فِيمَا عَرَضَ فِيهِ النِّسَاءُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ مُوسَى بْنِ شَيْبَةَ عَنْ عَمِيرَةَ بِنْتِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أُمِّ سَعْدِ بِنْتِ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ عَنْ نَفِيسَةَ بِنْتِ أُمَيَّةَ أُخْتِ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ سَمِعْتُهَا تَقُولُ: كَانَتْ خَدِيجَةُ ذَاتَ شَرَفٍ وَمَالٍ كَثِيرٍ وَتِجَارَةٍ تَبْعَثُ إِلَى الشَّامِ فَيَكُونُ عِيرُهَا كَعَامَّةِ عِيرِ قُرَيْشٍ. وَكَانَتْ تَسْتَأْجِرُ الرِّجَالَ وَتَدْفَعُ الْمَالَ مُضَارَبَةً. فَلَمَّا بَلَغَ رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
خَمْسًا وَعِشْرِينَ سَنَةً وَلَيْسَ لَهُ اسْمٌ بِمَكَّةَ إِلا الأَمِينُ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ تَسْأَلُهُ الْخُرُوجَ إِلَى الشَّامِ فِي تِجَارَتِهَا مَعَ غُلامِهَا مَيْسَرَةَ وَقَالَتْ: أَنَا أُعْطِيكَ ضِعْفَ مَا أُعْطِي قَوْمَكَ. فَفَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَخَرَجَ إِلَى سُوقِ بُصْرَى فَبَاعَ سِلْعَتَهُ الَّتِي أَخْرَجَ وَاشْتَرَى غَيْرَهَا وَقَدِمَ بِهَا فَرَبِحَتْ ضِعْفَ مَا كَانَتْ تَرْبَحُ. فَأَضْعَفَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -(8/12)
ضِعْفَ مَا سَمَّتْ لَهُ. قَالَتْ نَفِيسَةُ: فَأَرْسَلَتْنِي إِلَيْهِ دَسِيسًا أَعْرِضُ عَلَيْهِ نِكَاحَهَا فَفَعَلَ.
وَأَرْسَلَتْ إِلَى عَمِّهَا عَمْرُو بْنُ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ فَحَضَرَ. وَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي عُمُومَتِهِ فَزَوَّجَهُ أَحَدُهُمْ. وَقَالَ عَمْرُو بْنُ أَسَدٍ فِي هَذَا: الْبُضْعِ لا يُقْرَعُ أَنْفُهُ. فَتَزَوَّجَهَا رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَرْجِعَهُ مِنَ الشَّامِ وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً فَوَلَدَتِ الْقَاسِمَ وَعَبْدَ اللَّهِ. وَهُوَ الطَّاهِرُ. وَالطَّيِّبُ. سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنَّهُ وُلِدَ فِي الإِسْلامِ.
وَزَيْنَبَ وَرُقَيَّةَ وَأُمَّ كلثوم وفاطمة. وكانت سلمى مَوْلاةُ عُقْبَةَ تُقْبِلُهَا. وَكَانَ بَيْنَ كُلِّ وَلَدَيْنِ سَنَةٌ. وَكَانَتْ تَسْتَرْضِعُ لَهُمْ وَتُعِدُّ ذَلِكَ قَبْلَ وِلادِهَا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ: وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَ:
وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي حَبِيبَةَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ عَمَّ خَدِيجَةَ عَمْرَو بْنَ أَسَدٍ زَوَّجَهَا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَإِنَّ أَبَاهَا مَاتَ يَوْمَ الْفُجَّارِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَهَذَا الْمُجْمَعُ عَلَيْهِ عِنْدَ أَصْحَابِنَا لَيْسَ بَيْنَهُمْ فِيهِ اخْتِلافٌ.
أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:
كَانَتْ خَدِيجَةُ يَوْمَ تَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ابْنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً ومهرها اثنتي عَشْرَةَ أُوقِيَّةً. وَكَذَلِكَ كَانَتْ مُهُورُ نِسَائِهِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَنَحْنُ نَقُولُ وَمَنْ عِنْدَنَا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ إِنَّ خَدِيجَةَ وُلِدَتْ قَبْلَ الْفِيلِ بِخَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً. وَإِنَّهَا كَانَتْ يَوْمَ تزوجها رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِنْتَ أَرْبَعِينَ سَنَةً.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. أَخْبَرَنَا الْمُنْذِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحِزَامِيُّ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ أَبِي حَبِيبَةَ مَوْلَى الزُّبَيْرِ قَالَ: سَمِعْتُ حَكِيمَ بْنَ حِزَامٍ يَقُولُ: تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَدِيجَةَ وَهِيَ ابْنَةُ أَرْبَعِينَ سَنَةً وَرَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ابْنُ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ سنة. وكانت خديجة أسن مني بسنتين. وولدت قَبْلَ الْفِيلِ بِخَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً وَوُلِدْتُ أَنَا قبل الفيل بثلاث عَشْرَةَ سَنَةً.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: إِنَّ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ خَدِيجَةُ.(8/13)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ: أول من أسلم خديجة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: مَكَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَخَدِيجَةُ يُصَلِّيَانِ سِرًّا مَا شَاءَ اللَّهُ.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ الْفُرَاتِ الْقَزَّازُ. حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ خُثَيْمٍ الْهِلالِيُّ عَنْ أَسَدِ بْنِ عُبَيْدَةَ البجلي عن ابن يَحْيَى بْنِ عَفِيفٍ عَنْ جَدِّهِ عَفِيفٍ الْكِنْدِيِّ قَالَ: جِئْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِلَى مَكَّةَ وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَبْتَاعَ لأَهْلِي مِنْ ثِيَابِهَا وَعِطْرِهَا. فَنَزَلْتُ عَلَى الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. قَالَ: فَأَنَا عِنْدَهُ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَى الْكَعْبَةِ وَقَدْ حَلَّقَتِ الشَّمْسُ فَارْتَفَعَتْ إِذْ أَقْبَلَ شَابٌّ حَتَّى دَنَا مِنَ الْكَعْبَةِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَنَظَرَ ثُمَّ اسْتَقْبَلَ الْكَعْبَةَ قَائِمًا مُسْتَقْبِلَهَا. إِذْ جَاءَ غُلامٌ حَتَّى قَامَ عَنْ يَمِينِهِ. ثُمَّ لم يَلْبَثْ إِلا يَسِيرًا حَتَّى جَاءَتِ امْرَأَةٌ فَقَامَتْ خَلْفَهُمَا. ثُمَّ رَكَعَ الشَّابُّ فَرَكَعَ الْغُلامُ وَرَكَعَتِ الْمَرْأَةُ. ثُمَّ رَفَعَ الشَّابُّ رَأْسَهُ وَرَفَعَ الْغُلامُ رَأْسَهُ وَرَفَعَتِ الْمَرْأَةُ رَأْسَهَا. ثُمَّ خَرَّ الشَّابُّ سَاجِدًا وَخَرَّ الْغُلامُ سَاجِدًا وَخَرَّتِ الْمَرْأَةُ. قَالَ فَقُلْتُ: يَا عَبَّاسُ إِنِّي أَرَى أَمْرًا عَظِيمًا. فَقَالَ الْعَبَّاسُ: أَمْرٌ عَظِيمٌ. هَلْ تَدْرِي مَنْ هَذَا الشَّابُّ؟ قُلْتُ: لا. مَا أَدْرِي. قَالَ: هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ابْنِ أَخِي. هَلْ تَدْرِي مَنْ هَذَا الْغُلامُ؟ قُلْتُ: لا. مَا أَدْرِي.
قَالَ: علي بن أبي طالب بن عبد المطلب ابْنِ أَخِي. هَلْ تَدْرِي مَنْ هَذِهِ الْمَرْأَةُ؟ قُلْتُ:
لا. مَا أَدْرِي. قَالَ: هَذِهِ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ زَوْجَةُ ابْنِ أَخِي هَذَا. إِنَّ ابْنَ أَخِي هَذَا الَّذِي تَرَى حَدَّثَنَا أَنَّ ربه رب السماوات وَالأَرْضِ أَمَرَهُ بِهَذَا الدِّينِ الَّذِي هُوَ عَلَيْهِ.
فَهُوَ عَلَيْهِ. وَلا وَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ كُلِّهَا عَلَى هَذَا الدِّينِ غَيْرَ هَؤُلاءِ الثَّلاثَةِ. قَالَ عَفِيفٌ: فَتَمَنَّيْتُ بَعْدُ أَنِّي كُنْتُ رَابِعَهُمْ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالا:
تُوُفِّيَتْ خَدِيجَةُ لِعَشْرٍ خَلَوْنَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ وَذَلِكَ قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِثَلاثِ سِنِينَ وَهِيَ يَوْمَئِذٍ بِنْتُ خَمْسٍ وَسِتِّينَ سَنَةً.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: تُوُفِّيَتْ خَدِيجَةُ قَبْلَ أَنْ تُفْرَضَ الصَّلاةُ. وَذَلِكَ قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِثَلاثِ سِنِينَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. أَخْبَرَنَا الْمُنْذِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحِزَامِيُّ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ(8/14)
عَنْ أَبِي حَبِيبَةَ مَوْلَى الزُّبَيْرِ قَالَ: سَمِعْتُ حَكِيمَ بْنَ حِزَامٍ يَقُولُ: تُوُفِّيَتْ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ عَشْرٍ مِنَ النُّبُوَّةِ وَهِيَ يَوْمَئِذٍ بِنْتُ خَمْسٍ وَسِتِّينَ سَنَةً.
فخرجنا بِهَا مِنْ مَنْزِلِهَا حَتَّى دَفَنَّاهَا بِالْحَجُونِ. وَنَزَلَ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في حُفْرَتِهَا. وَلَمْ تَكُنْ يَوْمَئِذٍ سُنَّةُ الْجِنَازَةِ الصَّلاةَ عَلَيْهَا. قِيلَ: وَمَتَى ذَلِكَ يَا أَبَا خَالِدٍ؟ قَالَ: قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِسَنَوَاتٍ ثَلاثٍ أَوْ نَحْوِهَا وَبَعْدَ خُرُوجِ بَنِي هَاشِمٍ مِنَ الشِّعْبِ بِيَسِيرٍ. قَالَ: وَكَانَتْ أَوَّلَ امْرَأَةٍ تَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَوْلادُهُ كُلُّهُمْ مِنْهَا غَيْرَ إِبْرَاهِيمَ ابْنِ مَارِيَةَ. وَكَانَتْ تُكَنَّى أُمَّ هِنْدٍ بِوَلَدِهَا مِنْ زَوْجِهَا أَبِي هَالَةَ التَّمِيمِيِّ.(8/15)
ذِكْرُ بَنَاتِ رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
4097- فَاطِمَةَ بِنْت رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
وأمها خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قصي. ولدتها وقريش تبني البيت وذلك قبل النبوة بخمس سنين.
[وَأَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ. حَدَّثَنَا الْمُنْذِرُ بن ثعلبة عن علباء بن أحمر اليشكري أَنَّ أَبَا بَكْرٍ خَطَبَ فَاطِمَةَ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ انْتَظِرْ بِهَا الْقَضَاءَ. فَذَكَرَ ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ لِعُمَرَ. فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: رَدَّكَ يَا أَبَا بَكْرٍ. ثُمَّ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ قَالَ لِعُمَرَ: اخْطُبْ فَاطِمَةَ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَخَطَبَهَا فَقَالَ لَهُ مِثْلَ مَا قَالَ لأَبِي بَكْرٍ: انْتَظِرْ بِهَا الْقَضَاءَ. فَجَاءَ عُمَرُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَأَخْبَرَهُ. فَقَالَ لَهُ: رَدَّكَ يَا عُمَرُ. ثُمَّ إِنَّ أَهْلَ عَلِيٍّ قَالُوا لِعَلِيٍّ: اخْطُبْ فَاطِمَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَخَطَبَهَا فَزَوَّجَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَبَاعَ عَلِيٌّ بَعِيرًا لَهُ وَبَعْضَ مَتَاعِهِ فَبَلَغَ أَرْبَعَمِائَةٍ وَثَمَانِينَ. فَقَالَ له النبي. ص: اجْعَلُ ثُلُثَيْنِ فِي الطِّيبِ وَثُلُثًا فِي الْمَتَاعِ] .
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ. حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ قَيْسٍ الْحَضْرَمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ حُجْرَ بْنَ عَنْبَسٍ قَالَ: وَقَدْ كَانَ أَكَلَ الدَّمَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَشَهِدَ مَعَ عَلِيٍّ الْجَمَلَ وَصِفِّينَ:
[قَالَ خَطَبَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فَاطِمَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فقال النبي. ص: هِيَ لَكَ يَا عَلِيُّ لَسْتُ بِدَجَّالٍ. يَعْنِي لست بكذاب. وذلك أنه قد كان وَعَدَ عَلِيًّا بِهَا قَبْلَ أَنْ يَخْطُبَ إِلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ] .
أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ عَبَّادِ بْنِ مَنْصُورٍ قَالَ: [سَمِعْتُ عَطَاءً يَقُولُ: خَطَبَ عَلِيٌّ فَاطِمَةَ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ الله. ص: إِنَّ عَلِيًّا يَذْكُرُكِ. فَسَكَتَتْ فَزَوَّجَهَا] .
أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ أبيه [عن رجل سمع عليا يقول:
__________
4097 الإصابة ترجمة (830) ، وصفة الصفوة (2/ 3) ، والدر المنثور (359) ، وحلية الأولياء (2/ 39) ، وذيل المذيب (68) ، والسمط الثمين (146) ، وأعلام النساء (3/ 1199) ، وتاريخ الخميس (1/ 277) ، وإمتاع الأسماع (1/ 547) ، والأعلام (5/ 132) .(8/16)
أَرَدْتُ أَنْ أَخْطُبَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى الله عليه وسلم - بنته فقلت: والله ما لي مِنْ شَيْءٍ. قَالَ:
وَكَيْفَ؟ قَالَ: ثُمَّ ذَكَرْتُ صِلَتَهُ وَعَائِدَتَهُ فَخَطَبْتُهَا إِلَيْهِ فَقَالَ: وَهَلْ عِنْدَكَ شَيْءٌ؟ قُلْتُ: لا. قَالَ: وَأَيْنَ دِرْعُكَ الْحُطَمِيَّةُ الَّتِي أَعْطَيْتُكَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا؟ قَالَ: هِيَ عِنْدِي. قَالَ: فَأَعْطِهَا إِيَّاهَا. قَالَ: فَأَعْطَاهَا إِيَّاهَا] .
أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ. أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ عَنْ عِكْرِمَةَ [أَنَّ عليا خطب فاطمة فقال له النبي. ص: مَا تُصْدِقُهَا؟ قَالَ: مَا عِنْدِي مَا أَصْدُقُهَا.
قَالَ: فَأَيْنَ دِرْعُكَ الْحُطَمِيَّةُ الَّتِي كُنْتُ مَنَحْتُكَ؟ قَالَ: عِنْدِي. قَالَ: أَصْدِقْهَا إِيَّاهَا.
قَالَ: فَأَصْدَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا. قَالَ عِكْرِمَةُ: كَانَ ثَمَنُهَا أَرْبَعَةَ دَرَاهِمَ] .
أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى. حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: أَمْهَرَ عَلِيٌّ فَاطِمَةَ بُدْنًا قِيمَتُهُ أَرْبَعَةُ دَرَاهِمَ.
أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: تَزَوَّجَتْ فَاطِمَةُ عَلَى بُدْنٍ مِنْ حَدِيدٍ.
أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ عِكْرِمَةَ [أَنَّ عَلِيًّا لَمَّا تَزَوَّجَ فَاطِمَةَ فَأَرَادَ أَنْ يبني بها قال له النبي. ص: قَدِّمْ شَيْئًا. قَالَ: مَا أَجِدُ شَيْئًا. قَالَ: فَأَيْنَ دِرْعُكَ الْحُطَمِيَّةُ؟] .
أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حُمَيْدٍ الرُّؤَاسِيُّ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ سَلِيطٍ عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: [قَالَ نَفَرٌ مِنَ الأَنْصَارِ لِعَلِيٍّ: عِنْدَكَ فَاطِمَةُ. فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ. فَقَالَ: مَا حَاجَةُ ابْنِ أَبِي طَالِبٍ؟ قَالَ: ذَكَرْتُ فَاطِمَةَ بِنْت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - قال: مَرْحَبًا وَأَهْلا. لَمْ يَزِدْهُ عَلَيْهِمَا. فَخَرَجَ عَلِيٌّ عَلَى أُولَئِكَ الرَّهْطِ مِنَ الأَنْصَارِ يَنْظُرُونَهُ. قَالُوا: مَا وَرَاءَكَ؟
قَالَ: مَا أَدْرِي غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ لِي مَرْحَبًا وَأَهْلا. قَالُوا: يَكْفِيكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ إِحْدَاهُمَا.
أَعْطَاكَ الأَهْلَ أَعْطَاكَ الْمَرْحَبَ. فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ مَا زَوَّجَهُ قَالَ: يَا عَلِيُّ إِنَّهُ لا بُدَّ لِلْعَرُوسِ مِنْ وَلِيمَةٍ. فَقَالَ سَعْدٌ: عِنْدِي كَبْشٌ. وَجَمَعَ لَهُ رَهْطٌ مِنَ الأَنْصَارِ آصُعًا مِنْ ذُرَةٍ. فَلَمَّا كَانَ لَيْلَةَ الْبِنَاءِ قَالَ: لا تُحْدِثْ شَيْئًا حَتَّى تَلْقَانِي. قَالَ: فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ بِإِنَاءٍ فَتَوَضَّأَ فِيهِ ثُمَّ أَفْرَغَهُ عَلَى عَلِيٍّ ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ بَارِكْ فِيهِمَا وَبَارِكْ عَلَيْهِمَا وَبَارِكْ لَهُمَا فِي نَسْلِهِمَا. قَالَ مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: شَيْءٌ مِنَ النَّسَبِ عِنْدِي.](8/17)
أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ. حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ. [حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
أَصْدَقَ عَلِيٌّ فَاطِمَةَ دِرْعًا مِنْ حَدِيدٍ وَجَرْدَ بُرْدٍ] .
أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ. حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ عِكْرِمَةَ [أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ لِعَلِيٍّ حِينَ زَوَّجَهُ فَاطِمَةَ: أَعْطِهَا دِرْعَكَ الْحُطَمِيَّةَ] .
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى. حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ عَنْ جَابِرٍ [عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: تَزَوَّجَ عَلِيٌّ فَاطِمَةَ عَلَى إِهَابِ شَاةٍ وَسُحُقِ حِبَرَةٍ] .
أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ [جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ أَنَّ عَلِيًّا تَزَوَّجَ فَاطِمَةَ عَلَى إِهَابِ كَبْشٍ وَجَرْدِ حِبَرَةٍ] .
أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ عَنْ عِلْبَاءَ بْنِ أَحْمَرَ الْيَشْكُرِيِّ أَنَّ [عَلِيًّا تَزَوَّجَ فَاطِمَةَ فَبَاعَ بَعِيرًا لَهُ بِثَمَانِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةِ دِرْهَمٍ. فقال النبي. ص: اجْعَلُوا ثُلُثَيْنِ فِي الطِّيبِ وَثُلُثًا فِي الثِّيَابِ] .
أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ مُجَالِدٍ عَنْ عَامِرٍ قَالَ: [قَالَ عَلِيٌّ: لَقَدْ تَزَوَّجْتُ فَاطِمَةَ وَمَا لِي وَلَهَا فِرَاشٌ غَيْرُ جِلْدِ كَبْشٍ نَنَامُ عَلَيْهِ بِاللَّيْلِ وَنَعْلِفُ عَلَيْهِ النَّاضِحَ بِالنَّهَارِ. وَمَا لِي وَلَهَا خَادِمٌ غَيْرُهَا] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: [كَانَ صَدَاقُ بَنَاتِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَنِسَائِهِ خَمْسَ مِائَةِ دِرْهَمٍ. اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً وَنِصْفًا] .
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: [لَمَّا زَوَّجَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلِيًّا فَاطِمَةَ قَالَ: أَعْطِهَا شَيْئًا. قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَيْسَ عِنْدِي شَيْءٌ. قَالَ: فَأَيْنَ دِرْعُكَ الْحُطَمِيَّةُ؟] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: تَزَوَّجَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَاطِمَةَ بِنْت رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي رَجَبٍ بَعْدَ مَقْدَمَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْمَدِينَةَ بِخَمْسَةِ أَشْهُرٍ وَبَنَى بِهَا مَرْجِعَهُ مِنْ بَدْرٍ. وَفَاطِمَةُ يَوْمَ بَنَى بِهَا عَلِيٌّ بِنْتُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ شُعَيْبٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ شِبْلٍ [عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْمَدِينَةَ نَزَلَ عَلَى أَبِي أَيُّوبَ سَنَةً أَوْ نَحْوَهَا.
فَلَمَّا تَزَوَّجَ عَلِيٌّ فَاطِمَةَ قَالَ لِعَلِيٍّ: اطْلُبْ مَنْزِلا. فَطَلَبَ عَلِيٌّ مَنْزِلا فَأَصَابَهُ مُسْتَأْخِرًا عَنِ(8/18)
النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَلِيلا. فَبَنَى بِهَا فِيهِ فَجَاءَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَيْهَا فَقَالَ: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُحَوِّلَكِ إِلَيَّ. فَقَالَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ: فَكَلِّمْ حَارِثَةَ بْنَ النُّعْمَانِ أَنْ يَتَحَوَّلَ عَنِّي. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ:
قَدْ تَحَوَّلَ حَارِثَةُ عَنَّا حَتَّى قَدِ اسْتَحْيَيْتُ مِنْهُ. فَبَلَغَ ذَلِكَ حَارِثَةَ فَتَحَوَّلَ وَجَاءَ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّكَ تُحَوِّلُ فَاطِمَةَ إِلَيْكَ وَهَذِهِ مَنَازِلِي وَهِيَ أَسْقَبُ بُيُوتِ بَنِي النجار بك. وإنما أنا وما لي لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ. وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ الْمَالُ الَّذِي تَأْخُذُ مِنِّي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الَّذِي تدع. فقال رسول الله. ص: صَدَقْتَ. بَارَكَ اللَّهُ عَلَيْكَ. فَحَوَّلَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى بَيْتِ حَارِثَةَ] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى عَنْ عَوْنِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَنْ أُمِّهِ أُمِّ جَعْفَرٍ عَنْ جَدَّتِهَا أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ قَالَ:
جَهَّزْتُ جَدَّتَكَ فَاطِمَةَ إِلَى جَدِّكَ عَلِيٍّ وَمَا كَانَ حَشْوُ فِرَاشِهِمَا وَوَسَائِدِهِمَا إِلا اللِّيفُ.
وَلَقَدْ أَوَلَمَ عَلِيٌّ عَلَى فَاطِمَةَ فَمَا كَانَتْ وَلِيمَةٌ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ أَفْضَلَ مِنْ وَلِيمَتِهِ. رَهَنَ دِرْعَهُ عِنْدَ يَهُودِيٍّ بِشَطْرِ شَعِيرٍ.
أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ [عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عَلِيًّا حِينَ دَخَلَ بِفَاطِمَةَ كَانَ فِرَاشُهُمَا إِهَابَ كَبْشٍ إِذَا أَرَادَا أَنْ يَنَامَا قَلَبَاهُ عَلَى صُوفَةٍ وَوِسَادَتُهُمَا مِنْ أَدَمٍ حَشْوُهَا لِيفٌ] .
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى. أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ [جَابِرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ:
كَانَ صَدَاقُ فَاطِمَةَ جُرْدٌ حِبَرَةٌ وَإِهَابُ شَاةٍ] .
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ أَبِي يَزِيدَ الْمَدِينِيِّ.
وَأَظُنُّهُ ذَكَرَهُ عَنْ عِكْرِمَةَ. قَالَ: [لَمَّا زَوْجِ رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلِيًّا فَاطِمَةَ كَانَ فِيمَا جُهِّزَتْ بِهِ سَرِيرٌ مَشْرُوطٌ وَوِسَادَةٌ مِنْ أَدَمٍ حَشْوُهَا لِيفٌ وَتَوْرٌ مِنْ أَدَمٍ وقربة. قال: وجاؤوا بِبَطْحَاءَ فَطَرَحُوهَا فِي الْبَيْتِ. قَالَ: وَكَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ لِعَلِيٍّ: إِذَا أَتَيْتَ بِهَا فَلا تَقْرَبَنَّهَا حَتَّى آتِيَكَ. قَالَ: وَكَانَتِ الْيَهُودُ يُؤَخِّرُونَ الرَّجُلَ عَنِ امْرَأَتِهِ. قَالَ: فَلَمَّا أُتِيَ بِهَا قَعَدَا حِينًا فِي نَاحِيَةِ الْبَيْتِ. قَالَ: فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَاسْتَفْتَحَ فَخَرَجَتْ إِلَيْهِ أُمُّ أَيْمَنَ فَقَالَ: أَثَمَّ أَخِي؟ قَالَتْ: وَكَيْفَ يَكُونُ أَخُوكَ وَقَدْ أَنْكَحْتَهُ ابْنَتَكَ؟ قَالَ: فَإِنَّهُ كَذَلِكَ. ثُمَّ قَالَ: أَأَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ؟ قَالَتْ: نَعَمْ. قَالَ: جِئْتِ تُكْرِمِينَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ؟ قَالَتْ: نَعَمْ. فَقَالَ لَهَا خَيْرًا وَدَعَا لَهَا. وَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ بِمَاءٍ فَأُتِيَ بِهِ إِمَّا فِي تَوْرٍ وَإِمَّا فِي سِوَاهُ. قَالَ: فَمَجَّ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ وَمَسَكَ بِيَدِهِ ثُمَّ دَعَا عَلِيًّا فَنَضَحَ من ذلك(8/19)
الْمَاءِ عَلَى كَتِفَيْهِ وَصَدْرِهِ وَذِرَاعَيْهِ. ثُمَّ دَعَا فَاطِمَةَ فَأَقْبَلَتْ تَعَثَّرُ فِي ثَوْبِهَا حَيَاءً مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثم فَعَلَ بِهَا مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ قَالَ لَهَا: يَا فَاطِمَةُ أَمَا إِنِّي مَا آلَيْتُ أَنْ أَنْكَحْتُكِ خَيْرَ أَهْلِي] .
أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ. حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ صَالِحٍ. حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ [أُمِّ أَيْمَنَ قَالَتْ: زَوْجِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ابْنَتَهُ فَاطِمَةَ مِنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَأَمَرَهُ أَنْ لا يَدْخُلَ عَلَى فَاطِمَةَ حَتَّى يَجِيئَهُ. وَكَانَتِ الْيَهُودُ يُؤَخِّرُونَ الرَّجُلَ عَنْ أَهْلِهِ. فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ حَتَّى وَقَفَ بِالْبَابِ وَسَلَّمَ. فَاسْتَأْذَنَ فَأُذِنَ لَهُ فَقَالَ: أَثَمَّ أَخِي؟ فَقَالَتْ أُمُّ أَيْمَنَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَخُوكَ؟ قَالَ: عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ. قَالَتْ: وَكَيْفَ يَكُونُ أَخَاكَ وَقَدْ زَوَّجْتَهُ ابْنَتَكَ؟
قَالَ: هُوَ ذَاكَ يَا أُمَّ أَيْمَنَ. فَدَعَا بِمَاءٍ فِي إِنَاءٍ فَغَسَلَ فِيهِ يَدَيْهِ ثُمَّ دَعَا عَلِيًّا فَجَلَسَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَنَضَحَ عَلَى صَدْرِهِ مِنْ ذَلِكَ الْمَاءِ وَبَيْنَ كَتِفَيْهِ. ثُمَّ دَعَا فَاطِمَةَ فَجَاءَتْ بِغَيْرِ خِمَارٍ تَعَثَّرُ فِي ثَوْبِهَا. ثُمَّ نَضَحَ عَلَيْهَا مِنْ ذَلِكَ الْمَاءِ ثُمَّ قَالَ: وَاللَّهِ مَا أَلَوْتُ أَنْ زَوَّجْتُكِ خَيْرَ أَهْلِي. وَقَالَتْ أُمُّ أَيْمَنَ: وُلِّيتُ جَهَازَهَا فَكَانَ فِيمَا جَهَّزْتُهَا بِهِ مِرْفَقَةٌ مِنْ أَدَمٍ حَشْوُهَا لِيفٌ وَبَطْحَاءُ مَفْرُوشٌ فِي بَيْتِهَا] .
أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ. حَدَّثَنَا دَارِمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَعْلَبَةَ الْحَنَفِيُّ قَالَ:
حَدَّثَنِي رَجُلٌ أَخْوَالُهُ الأَنْصَارُ قَالَ: أَخْبَرَتْنِي جَدَّتِي أَنَّهَا كَانَتْ مَعَ النِّسْوَةِ اللاتِي أَهْدَيْنَ فَاطِمَةَ إِلَى عَلِيٍّ. قَالَتْ: أُهْدِيَتْ فِي بُرْدَيْنِ مِنْ بُرُودِ الأُوَلِ عَلَيْهَا دُمْلُوجَانِ مِنْ فِضَّةٍ مُصَفَّرَانِ بِزَعْفَرَانٍ. فَدَخَلْنَا بَيْتَ عَلِيٍّ فَإِذَا إِهَابُ شَاةٍ عَلَى دُكَّانٍ وَوِسَادَةٍ فِيهَا لِيفٌ وَقِرْبَةٌ وَمُنْخُلٌ وَمِنْشَفَةٌ وَقَدَحٌ.
أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرٍو عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: اسْتَحَلَّ عَلِيٌّ فَاطِمَةَ بِبُدْنٍ مِنْ حَدِيدٍ.
أَخْبَرَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ. حَدَّثَنَا عَوْفٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ هِنْدٍ قَالَ: [لَمَّا كَانَتْ لَيْلَةُ أُهْدِيَتْ فَاطِمَةُ إلى علي قال له رَسُولُ اللَّهِ: لا تُحْدِثْ شَيْئًا حَتَّى آتِيَكَ.
فلم يلبث رسول الله أن اتبعهما فَقَامَ عَلَى الْبَابِ فَاسْتَأْذَنَ فَدَخَلَ. فَإِذَا عَلِيٌّ مُنْتَبِذٌ مِنْهَا.
فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ: إِنِّي قد عَلِمْتُ أَنَّكَ تَهَابُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ. فَدَعَا بِمَاءٍ فَمَضْمَضَ ثُمَّ أَعَادَهُ فِي الإِنَاءِ ثُمَّ نَضَحَ بِهِ صَدْرَهَا وَصَدْرَهُ] .
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ. حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ. أَخْبَرَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ عَنْ أَبِيهِ(8/20)
[عَنْ عَلِيٍّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمَّا زَوَّجَهُ فَاطِمَةَ بَعَثَ مَعَهَا بِخَمْلَةٍ وَوِسَادَةِ أَدَمٍ حَشْوُهَا لِيفٌ وَرَحَائَيْنِ وَسِقَاءٍ وَجَرَّتَيْنِ. قَالَ: فَقَالَ عَلِيٌّ لِفَاطِمَةَ ذَاتَ يَوْمٍ: وَاللَّهِ لَقَدْ سَنَوْتُ حَتَّى قَدِ اشْتَكَيْتُ صَدْرِي وَقَدْ جَاءَ اللَّهُ أَبَاكِ بِسَبْيٍ فَاذْهَبِي فَاسْتَخْدِمِيهِ. فَقَالَتْ: وَأَنَا وَاللَّهِ قَدْ طَحَنْتُ حَتَّى مَجَلَتْ يَدَايَ. فَأَتَتِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: مَا جَاءَ بِكِ يَا بُنَيَّةُ؟ قَالَتْ:
جِئْتُ لأُسَلِّمَ عَلَيْكَ. وَاسْتَحْيَتْ أَنْ تَسْأَلَهُ وَرَجَعَتْ. فَقَالَ: مَا فَعَلْتِ؟ قَالَتْ: اسْتَحْيَيْتُ أَنْ أَسْأَلَهُ. فَأَتَيَاهُ جَمِيعًا فَقَالَ عَلِيٌّ: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ سَنَوْتُ حَتَّى اشْتَكَيْتُ صَدْرِي. وَقَالَتْ فَاطِمَةُ: قَدْ طَحَنْتُ حَتَّى مَجَلَتْ يَدَايَ وَقَدْ أَتَى اللَّهُ بِسَبْيٍ وَسَعَةٍ فَاخْدُمْنَا. قَالَ: وَاللَّهِ لا أُعْطِيكُمَا وَأَدَعُ أَهْلَ الصُّفَّةِ تُطْوَى بُطُونُهُمْ لا أَجِدُ مَا أُنْفِقُ عَلَيْهِمْ وَلَكِنِّي أَبِيعُهُمْ وَأُنْفِقُ عَلَيْهِمْ أَثْمَانَهُمْ. فَرَجَعَا فَأَتَاهُمَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَدْ دَخَلا فِي قَطِيفَتِهِمَا إِذَا غَطَّيَا رُءُوسَهُمَا تَكَشَّفَتْ أَقْدَامُهُمَا وَإِذَا غَطَّيَا أَقْدَامَهُمَا تَكَشَّفَتْ رُءُوسُهُمَا فَثَارَا فَقَالَ: مَكَانَكُمَا. أَلا أُخْبِرُكُمَا بِخَيْرِ مِمَّا سَأَلْتُمَانِي؟ فَقَالا: بَلَى. فَقَالَ: كَلِمَاتٌ عَلَّمَنِيهُنَّ جِبْرِيلُ تُسَبِّحَانِ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ عَشْرًا وَتَحْمَدَانِ عَشْرًا وَتُكَبِّرَانِ عَشْرًا وَإِذَا أَوَيْتُمَا إِلَى فِرَاشِكُمَا فَسَبِّحَا ثَلاثًا وَثَلاثِينَ وَاحْمَدَا ثلاثا وثلاثين وكبرا أربعا وثلاثين.
قال: فو الله مَا تَرَكْتُهُنَّ مُنْذُ عَلَّمَنِيهُنَّ رَسُولُ اللَّهِ. فَقَالَ لَهُ ابْنُ الْكَوَّاءِ: وَلا لَيْلَةَ صِفِّينَ؟
فَقَالَ: قَاتَلَكُمُ اللَّهُ يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ. وَلا لَيْلَةَ صِفِّينَ] .
أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ. أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ. حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: [كَانَ فِي عَلِيٍّ عَلَى فَاطِمَةَ شِدَّةٌ. فَقَالَتْ: وَاللَّهِ لأَشْكُوَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ! فَانْطَلَقَتْ وَانْطَلَقَ عَلِيٌّ بِأَثَرِهَا. فَقَامَ حَيْثُ يَسْمَعُ كَلامَهُمَا. فَشَكَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ غِلَظَ عَلِيٍّ وَشِدَّتَهُ عَلَيْهَا. فَقَالَ: يَا بُنَيَّةُ اسْمَعِي وَاسْتَمِعِي وَاعْقِلِي. إِنَّهُ لا إِمْرَةَ بِامْرَأَةٍ لا تَأْتِي هَوَى زَوْجِهَا وَهُوَ سَاكِتٌ. قَالَ عَلِيٌّ: فَكَفَفْتُ عَمَّا كُنْتُ أَصْنَعُ وَقُلْتُ: وَاللَّهِ لا آتِي شَيْئًا تَكْرَهِينَهُ أَبَدًا] .
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ سِيَاهٍ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ [قَالَ: كَانَ بَيْنَ عَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ كَلامٌ. فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ فَأَلْقَى لَهُ مِثَالا فَاضْطَجَعَ عَلَيْهِ.
فَجَاءَتْ فَاطِمَةُ فَاضْطَجَعَتْ مِنْ جَانِبٍ. وَجَاءَ عَلِيٌّ فَاضْطَجَعَ مِنْ جَانِبٍ. فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ بِيَدِ عَلِيٍّ فَوَضَعَهَا عَلَى سُرَّتِهِ وَأَخَذَ بِيَدِ فَاطِمَةَ فَوَضَعَهَا عَلَى سُرَّتِهِ وَلَمْ يَزَلْ حَتَّى أَصْلَحَ بَيْنَهُمَا. ثُمَّ خَرَجَ. قَالَ فَقِيلَ لَهُ: دَخَلْتَ وَأَنْتَ عَلَى حَالٍ وَخَرَجْتَ وَنَحْنُ نَرَى الْبِشَرَ فِي وَجْهِكَ. فَقَالَ: وَمَا يَمْنَعُنِي وَقَدْ أَصْلَحْتُ بَيْنَ أَحَبِّ اثْنَيْنِ إِلَيَّ؟] .(8/21)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ شِبْلٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: دَخَلَ الْعَبَّاسُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَفَاطِمَةَ وَهِيَ تَقُولُ:
أَنَا أَسَنُّ مِنْكَ. فَقَالَ الْعَبَّاسُ: أَمَّا أَنْتِ يَا فَاطِمَةُ فَوُلِدْتِ وَقُرَيْشٌ تَبْنِي الْكَعْبَةَ وَالنَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ابْنُ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ سَنَةً. وَأَمَّا أَنْتَ يَا عَلِيُّ فَوُلِدْتَ قَبْلَ ذَلِكَ بِسَنَوَاتٍ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَوَلَدَتْ فَاطِمَةُ لِعَلِيٍّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ وَأُمَّ كُلْثُومٍ وَزَيْنَبَ بَنِي عَلِيٍّ.
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ. حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ فِرَاسٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: [كُنْتُ جَالِسَةً عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَجَاءَتْ فَاطِمَةُ تَمْشِي كَأَنَّ مِشْيَتَهَا مِشْيَةُ رَسُولِ اللَّهِ. فَقَالَ: مرحبا يا بنتي. فَأَجْلَسَهَا عَنْ يَمِينِهِ أَوْ عَنْ يَسَارِهِ. فَأَسَرَّ إِلَيْهَا شَيْئًا فَبَكَتْ. ثُمَّ أَسَرَّ إِلَيْهَا شَيْئًا فَضَحِكَتْ. قَالَتْ قُلْتُ: مَا رَأَيْتُ ضَحِكًا أَقْرَبَ مِنْ بُكَاءٍ. اسْتَخَصَّكِ رَسُولُ اللَّهِ بِحَدِيثٍ ثُمَّ تَبْكِينَ؟ قُلْتُ: أَيُّ شَيْءٍ أَسَرَّ إِلَيْكِ رَسُولُ اللَّهِ؟ قَالَتْ: مَا كُنْتُ لأُفْشِي سِرَّهُ. قَالَتْ: فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
سَأَلْتُهَا فَقَالَتْ: قَالَ: إِنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يَأْتِينِي كُلَّ عَامٍ فَيُعَارِضَنِي بِالْقُرْآنِ مَرَّةً. وَإِنَّهُ أَتَانِي الْعَامَ فَعَارَضَنِي مَرَّتَيْنِ وَلا أَظُنُّ أَجْلِي إِلا قَدْ حَضَرَ. وَنِعْمَ السَّلَفُ أَنَا لَكِ. وَقَالَ:
أَنْتِ أَسْرَعُ أَهْلِي بِي لُحُوقًا قَالَتْ: فَبَكَيْتُ لِذَلِكَ. ثُمَّ قَالَ: أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِيَ سَيِّدَةُ نِسَاءِ هَذِهِ الأُمَّةِ أَوْ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ؟ قَالَتْ: فَضَحِكْتُ] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ عَبْدُ الْحَكِيمِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجَ يُحَدِّثُ فِي مَجْلِسِهِ بِالْمَدِينَةِ يَقُولُ أَطْعَمَ رَسُولُ الله فَاطِمَةَ وَعَلِيًّا بِخَيْبَرَ مِنَ الشَّعِيرِ وَالتَّمْرِ ثَلاثَمِائَةِ وَسْقٍ. الشَّعِيرُ مِنْ ذَلِكَ خَمْسَةٌ وَثَمَانُونَ وَسْقًا. لِفَاطِمَةَ مِنْ ذَلِكَ مِائَتَا وَسْقٍ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ. حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ عَنْ عَامِرٍ قَالَ: جَاءَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى فَاطِمَةَ حِينَ مَرِضَتْ فَاسْتَأْذَنَ فَقَالَ عَلِيٌّ: هَذَا أَبُو بَكْرٍ عَلَى الْبَابِ فَإِنْ شِئْتِ أَنْ تَأْذَنِي لَهُ. قَالَتْ:
وَذَلِكَ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَدَخَلَ عَلَيْهَا وَاعْتَذَرَ إِلَيْهَا وَكَلَّمَهَا فَرَضِيَتْ عَنْهُ.
أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ. أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ فُلانِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ [سلمى قَالَتْ: مَرِضَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ عِنْدَنَا. فلما كان اليوم الَّذِي تُوُفِّيَتْ فِيهِ خَرَجَ عَلِيٌّ. قَالَتْ لِي: يَا أُمَّهْ اسْكُبِي لِي غُسْلا.(8/22)
فَسَكَبْتُ لَهَا فَاغْتَسَلَتْ كَأَحْسَنِ مَا كَانَتْ تَغْتَسِلُ. ثُمَّ قَالَتْ: ائْتِينِي بِثِيَابِي الْجُدُدِ. فَأَتَيْتُهَا بِهَا فَلَبِسَتْهَا ثُمَّ قَالَتْ: اجْعَلِي فِرَاشِي وَسَطَ الْبَيْتِ. فَجَعَلْتُهُ فَاضْطَجَعَتْ عَلَيْهِ وَاسْتَقَبْلَتِ الْقِبْلَةَ ثُمَّ قَالَتْ لِي: يَا أُمَّهْ إِنِّي مَقْبُوضَةٌ السَّاعَةَ وَقَدِ اغْتَسَلْتُ فَلا يَكْشِفْنَ أَحَدٌ لِي كَتِفًا.
قَالَتْ: فَمَاتَتْ. فَجَاءَ عَلِيٌّ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: لا وَاللَّهِ لا يَكْشِفُ لَهَا أَحَدٌ كَتِفًا. فَاحْتَمَلَهَا فَدَفَنَهَا بِغُسْلِهَا ذَلِكَ] .
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ غَسَّلَ فَاطِمَةَ.
[أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّ عَائِشَةُ زَوْجُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَخْبَرَتْهُ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ سَأَلَتْ أَبَا بَكْرٍ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ أَنْ يَقْسِمَ لَهَا مِيرَاثَهَا مِمَّا تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْهِ. فَقَالَ لَهَا أَبُو بَكْرٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - قَالَ: لا نُوَّرَثُ. مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ. فَغَضِبَتْ فَاطِمَةُ وَعَاشَتْ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سِتَّةَ أَشْهُرٍ] .
أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرٍو عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: عَاشَتْ فَاطِمَةُ بَعْدَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثَلاثَةَ أَشْهُرٍ.
أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرٍو عَنْ [أبي جَعْفَرٍ قَالَ: سِتَّةَ أَشْهُرٍ] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي ابْنُ جُرَيْج عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ [أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ:
تُوُفِّيَتْ فَاطِمَةُ بَعْدَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِثَلاثَةِ أَشْهُرٍ] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ أَنَّ فَاطِمَةَ تُوُفِّيَتْ بَعْدَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِسِتَّةِ أَشْهُرٍ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَهُوَ الثَّبْتُ عِنْدَنَا: وَتُوُفِّيَتْ لَيْلَةَ الثُّلاثَاءِ لِثَلاثٍ خَلَوْنَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَهِيَ ابْنَةُ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً أَوْ نَحْوِهَا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: فَاطِمَةُ أَوَّلُ مَنْ جُعِلَ لَهَا النَّعْشُ. عَمِلَتْهُ لَهَا أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ. وَكَانَتْ قَدْ رَأَتْهُ يُصْنَعُ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَتْ: صَلَّى الْعَبَّاسُ بْنُ(8/23)
عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَلَى فَاطِمَةَ بِنْت رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَنَزَلَ فِي حُفْرَتِهَا هُوَ وَعَلِيٌّ وَالْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: نَزَلَ فِي حُفْرَةِ فَاطِمَةَ الْعَبَّاسُ وَعَلِيٌّ وَالْفَضْلُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ أَنَّ عَلِيًّا صَلَّى عَلَى فَاطِمَةَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنِ الرَّبِيعِ عَنْ مُجَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: صَلَّى عَلَيْهَا أَبُو بكر. رضي الله عَنْهُ وَعَنْهَا.
أَخْبَرَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ أَبِي الْمُسَاوِرِ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: صَلَّى أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ عَلَى فَاطِمَةَ بِنْت رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَكَبَّرَ عَلَيْهَا أَرْبَعًا.
أَخْبَرَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَسَارِيُّ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: دُفِنَتْ فَاطِمَةُ بِنْت رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَيْلا وَدَفَنَهَا عَلِيٌّ.
أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ. حَدَّثَنَا يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ الأَيْلِيِّ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: دُفِنَتْ فَاطِمَةُ لَيْلا. دَفَنَهَا عَلِيٌّ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ. حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ أَنَّ عَلِيًّا دَفَنَ فَاطِمَةَ لَيْلا.
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَوَكِيعٌ قَالا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ [جَابِرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: دُفِنَتْ فَاطِمَةُ لَيْلا] .
أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ عَنْ مُوسَى بْنِ عَلِيٍّ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ أَنَّ فَاطِمَةَ دُفِنَتْ لَيْلا.
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ عَلِيًّا دَفَنَ فَاطِمَةَ لَيْلا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ. حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ أَنَّ فَاطِمَةَ دُفِنَتْ لَيْلا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ [عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ مَتَى دَفَنْتُمْ فَاطِمَةَ؟ فَقَالَ: دَفَنَّاهَا بِلَيْلٍ بَعْدَ هَدْأَةٍ(8/24)
قَالَ: قُلْتُ: فَمَنْ صَلَّى عَلَيْهَا؟ قَالَ: عَلِيُّ] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي الْمَوَالِي قَالَ: قُلْتُ: إِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ إِنَّ قَبْرَ فَاطِمَةَ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الَّذِي يُصَلُّونَ عَلَى جَنَائِزِهِمْ بِالْبَقِيعِ. فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا ذَاكَ إِلا مَسْجِدُ رُقَيَّةَ. يَعْنِي امْرَأَةً عَمَرَتْهُ. وَمَا دُفِنَتْ فَاطِمَةُ إِلا فِي زَاوِيَةِ دَارِ عَقِيلٍ مِمَّا يَلِي دَارَ الْجَحْشِيِّينَ مُسْتَقْبِلَ خَرْجَةِ بَنِي نَبِيهٍ مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ بِالْبَقِيعِ وَبَيْنَ قَبْرِهَا وَبَيْنَ الطَّرِيقِ سَبْعَةُ أَذْرُعٍ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ. حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَنٍ قَالَ:
وَجَدْتُ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ وَاقِفًا يَنْتَظِرُنِي بِالْبَقِيعِ نِصْفَ النَّهَارِ فِي حَرٍّ شَدِيدٍ فَقُلْتُ: مَا يُوقِفُكَ يَا أبا هَاشِمٍ هَاهُنَا؟ قَالَ: انْتَظَرْتُكَ. بَلَغَنِي أَنَّ فَاطِمَةَ دُفِنَتْ فِي هَذَا الْبَيْتِ فِي دَارِ عَقِيلٍ مِمَّا يَلِي دَارَ الْجَحْشِيِّينَ فَأُحِبّ أَنْ تَبْتَاعَهُ لِي بِمَا بَلَغَ.
أُدْفَنُ فِيهَا. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَاللَّهِ لأَفْعَلَنَّ. فَجَهَدَ بِالْعَقِيلِيِّينَ فَأَبَوْا. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ:
وَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا يَشُكّ أَنَّ قَبْرَهَا فِي ذَلِكَ الْمَوْضِعِ.
4098- زَيْنَبَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
وأمها خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قصي. وكانت أكبر بنات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تزوجها ابن خالتها أبو العاص بْن الرَّبِيع بْن عَبْد الْعُزَّى بْنُ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قصي قبل النبوة.
وكانت أول بنات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تزوج. وأم أبي العاص هالة بِنْتُ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قصي خالة زينب بنت رسول الله. وولدت زينب لأبي العاص عليًّا وأمامة امرأة. فتوفي علي وهو صغير وبقيت أمامة فتزوجها علي بن أبي طالب بعد موت فاطمة بِنْت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ أَنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَتْ تَحْتَ أَبِي الْعَاصِ بْنِ الرَّبِيعِ فَأَسْلَمَتْ وَهَاجَرَتْ مَعَ أَبِيهَا. وَأَبَى أَبُو الْعَاصِ أَنْ يُسْلِمَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي الْمُنْذِرُ بْنُ سَعْدٍ مَوْلًى لِبَنِي أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى عَنْ عِيسَى بْنِ مَعْمَرٍ عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ أَبَا الْعَاصِ بْنَ الربيع كان
__________
4098 الإصابة ترجمة (464) ، وذيل المذيل (66) ، وتاريخ الخميس (1/ 273) ، والسمط الثمين (157) ، والأعلام (3/ 67) .(8/25)
فِيمَنْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ الْمُشْرِكِينَ فَأَسَرَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ النُّعْمَانِ الأَنْصَارِيُّ. فَلَمَّا بَعَثَ أَهْلُ مَكَّةَ فِي فِدَاءِ أُسَارَاهُمْ قُدِّمَ فِي فِدَاءِ أَبِي الْعَاصِ أَخُوهُ عَمْرُو بْنُ الرَّبِيعِ وَبَعَثَتْ مَعَهُ زَيْنَبُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ. وَهِيَ يَوْمَئِذٍ بِمَكَّةَ. بِقِلادَةٍ لَهَا كَانَتْ لِخَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ مِنْ جَزْعِ ظَفَارٍ. وَظَفَارٌ جَبَلٌ بِالْيَمَنِ. وَكَانَتْ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ أَدْخَلَتْهَا بِتِلْكَ الْقِلادَةِ عَلَى أَبِي الْعَاصِ بْنِ الرَّبِيعِ حِينَ بَنَى بِهَا. فَبَعَثَتْ بِهَا فِي فِدَاءَ زَوْجِهَا أَبِي الْعَاصِ. فَلَمَّا رَأَى رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْقِلادَةَ عَرَفَهَا وَرَقَّ لَهَا وَذَكَرَ خَدِيجَةَ وَتَرَحَّمَ عَلَيْهَا وَقَالَ: [إِنْ رَأَيْتُمْ أَنْ تُطْلِقُوا لَهَا أَسِيرَهَا وَتَرُدُّوا إِلَيْهَا مَتَاعَهَا فَعَلْتُمْ] . قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَأَطْلَقُوا أَبَا الْعَاصِ بْنَ الرَّبِيعِ وَرُدُّوا عَلَى زَيْنَبَ قِلادَتَهَا وَأَخَذَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى أَبِي الْعَاصِ أَنْ يُخَلِّيَ سَبِيلَهَا إِلَيْهِ فَوَعَدَهُ ذَلِكَ فَفَعَلَ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَهَذَا أَثْبَتُ عِنْدَنَا مِنْ رِوَايَةِ مَنْ رَوَى أَنَّ زَيْنَبَ هَاجَرَتْ مَعَ أَبِيهَا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ الْخَرَّبُوذِ الْمَكِّيِّ قَالَ: خَرَجَ أَبُو الْعَاصِ بْنُ الرَّبِيعِ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ الشَّامِ فَذَكَرَ امْرَأَتَهُ زَيْنَبَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَنْشَأَ يَقُولُ:
ذَكَرْتُ زَيْنَبَ لَمَّا وَرَّكَتْ إِرَمًا ... فَقُلْتُ سُقْيًا لِشَخْصٍ يَسْكُنُ الْحَرَمَا
بِنْتُ الأَمِينِ جَزَاهَا اللَّهُ صَالِحَةً ... وَكُلُّ بَعْلٍ سَيُثْنِي بِالَّذِي عَلِمَا
[قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: مَا ذَمَمْنَا صِهْرَ أَبِي العاص] .
أخبرنا يعلى بن عبيد الطَّنَافِسِيُّ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ [قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِالنَّاسِ الصُّبْحَ. فَلَمَّا قَامَ فِي الصَّلاةِ نَادَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ: إِنِّي قَدْ أَجَرْتُ أَبَا الْعَاصِ بْنَ الرَّبِيعِ. فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: هَلْ سَمِعْتُمْ مَا سَمِعْتُ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: أَمَا وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا عَلِمْتُ بِشَيْءٍ مِمَّا كَانَ حَتَّى سَمِعْتُ مِنْهُ الَّذِي سَمِعْتُمْ. أَنَّهُ يُجِيرُ عَلَى النَّاسِ أَدْنَاهُمْ] .
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ. حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ عَنْ عَامِرٍ قَالَ: قَدِمَ أَبُو الْعَاصِ بْنُ الرَّبِيعِ مِنَ الشَّامِ وَقَدْ أسلمت امْرَأَتُهُ زَيْنَبُ مَعَ أَبِيهَا وَهَاجَرَتْ. ثُمَّ أَسْلَمَ بَعْدَ ذَلِكَ. وَمَا فَرَّقَ بَيْنَهُمَا.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بن عطاء عن سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ(8/26)
رَسُولِ اللَّهِ كَانَتْ تَحْتَ أَبِي الْعَاصِ بْنِ الرَّبِيعِ فَهَاجَرَتْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ثُمَّ أَسْلَمَ زَوْجُهَا فَهَاجَرَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ فَرَدَّهَا عَلَيْهِ.
قَالَ قَتَادَةُ: ثُمَّ أُنْزِلَتْ سُورَةُ بَرَاءَةَ بَعْدَ ذَلِكَ فَإِذَا أَسْلَمَتِ الْمَرْأَةُ قَبْلَ زَوْجِهَا فَلا سبيل عَلَيْهَا إِلا بِخِطْبَةٍ. وَإِسْلامُهَا تَطْلِيقَةٌ بَائِنَةٌ.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ حَجَّاجٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَدَّ ابْنَتَهُ عَلَى أَبِي الْعَاصِ بْنِ الرَّبِيعِ بِنِكَاحٍ جَدِيدٍ. قَالَ يَزِيدُ:
وَمَهْرٍ جَدِيدٍ.
أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَدَّ ابْنَتَهُ إِلَى أَبِي الْعَاصِ بَعْدَ سَنَتَيْنِ بِنِكَاحِهَا الأَوَّلِ وَلَمْ يُحْدِثْ صَدَاقًا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَرَجَ أَبُو الْعَاصِ بْنُ الرَّبِيعِ إِلَى الشَّامِ فِي عِيرٍ لِقُرَيْشٍ وَبَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن تِلْكَ الْعِيرَ قَدْ أَقْبَلَتْ مِن الشَّامِ فَبَعَثَ زَيْدُ بْن حَارِثَةَ فِي سَبْعِينَ وَمِائَةِ رَاكِبٍ فَلَقُوا الْعِيرَ بِنَاحِيَةِ الْعِيصِ فِي جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ سِتٍّ مِنَ الْهِجْرَةِ فَأَخَذُوهَا وَمَا فِيهَا مِنَ الأَثْقَالِ وَأَسَرُوا نَاسًا مِمَّنْ كَانَ فِي الْعِيرِ. مِنْهُمْ أَبُو الْعَاصِ بْنُ الرَّبِيعِ. فَلَمْ يَعُدْ أَنْ جَاءَ الْمَدِينَةَ فَدَخَلَ عَلَى زَيْنَبَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ بِسَحَرٍ وَهِيَ امْرَأَتُهُ فَاسْتَجَارَهَا فَأَجَارَتْهُ. فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ الْفَجْرَ قَامَتْ عَلَى بَابِهَا فَنَادَتْ بِأَعْلَى صَوْتِهَا: إِنِّي قَدْ أَجَرْتُ أَبَا الْعَاصِ بْنَ الرَّبِيعِ. [فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: أَيُّهَا النَّاسُ هَلْ سَمِعْتُمْ مَا سَمِعْتُ؟ قالوا:
نعم. قال: فو الذي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا عَلِمْتُ بِشَيْءٍ مِمَّا كَانَ حَتَّى سَمِعْتُ الَّذِيَ سَمِعْتُمْ.
الْمُؤْمِنُونَ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ يُجِيرُ عَلَيْهِمْ أَدْنَاهُمْ وَقَدْ أَجَرْنَا مَنْ أَجَارَتْ] . فَلَمَّا انْصَرَفَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى مَنْزِلِهِ دَخَلَتْ عَلَيْهِ زَيْنَبُ فَسَأَلَتْهُ أَنْ يَرُدَّ عَلَى أَبِي الْعَاصِ مَا أَخَذَ مِنْهُ فَفَعَلَ. وَأَمَرَهَا أَنْ لا يَقْرَبَهَا فَإِنَّهَا لا تَحِلُّ لَهُ مَا دَامَ مُشْرِكًا. وَرَجَعَ أَبُو الْعَاصِ إِلَى مَكَّةَ فَأَدَّى إِلَى كُلِّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ ثُمَّ أَسْلَمَ وَرَجَعَ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مُسْلِمًا مُهَاجِرًا فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ سَبْعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ. فَرَدَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - زَيْنَبَ بِذَلِكَ النِّكَاحِ الأَوَّلِ.
أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى زَيْنَبَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بُرْدَ سِيَرَاءَ من حرير.(8/27)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ: توفيت بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فِي أَوَّلِ سَنَةِ ثَمَانٍ مِنَ الْهِجْرَةِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: كَانَتْ أُمُّ أَيْمَنَ مِمَّنْ غَسَّلَ زَيْنَبَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - وسودة بنت زمعة وَأُمُّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
أخبرنا أبو مُعَاوِيَةُ الضَّرِيرُ. حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الأَحْوَلُ عَنْ حَفْصَةَ عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ:
[لَمَّا مَاتَتْ زَيْنَبَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - قال النبي. ص: اغْسِلْنَهَا وِتْرًا ثَلاثًا أَوْ خَمْسًا وَاجْعَلْنَ فِي الْخَامِسَةِ كَافُورًا أَوْ شَيْئًا مِنْ كَافُورٍ وَإِذَا غسلتنها فأعلمنني. فلما غسلناها أعلمناه فأعطانا حقوه فَقَالَ: أَشْعِرْنَهَا إِيَّاهُ] .
أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَإِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْرَقُ وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ قَالَتْ: [حَدَّثَتْنِي أُمُّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: تُوُفِّيَتْ إِحْدَى بَنَاتِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ فَقَالَ: اغْسِلْنَهَا وِتْرًا ثَلاثًا أَوْ خَمْسًا أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ إِنْ رأيتن ذلك. وغسلنها بِمَاءٍ وَسِدْرٍ وَاجْعَلْنَ فِي الآخِرَةِ كَافُورًا أَوْ شَيْئًا مِنْ كَافُورٍ. فَإِنْ فَرَغْتُنَّ فَآذِنَّنِي. قَالَتْ: فَآذَنَّاهُ فَأَلْقَى إِلَيْنَا حَقْوَهُ. أَوْ قَالَتْ: حَقْوًا. وَقَالَ: أَشْعِرْنَهَا هَذَا] .
قَالَ يَزِيدُ فِي حَدِيثِهِ: قَالَتْ: فَضَفَرْنَا شَعْرَهَا ثَلاثَةَ أَثْلاثٍ. قَرْنَيْهَا وَنَاصِيَتَهَا. وَأَلْقَيْنَا خَلْفَهَا مُقَدَّمَهَا. قَالَ إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ: وَحَقْوَهُ إِزَارُهُ.
أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى. حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ أَنَّ [أُمَّ عَطِيَّةَ الأَنْصَارِيَّةَ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حِينَ تُوُفِّيَتِ ابْنَتُهُ فَقَالَ: اغْسِلْنَهَا ثَلاثًا أَوْ خَمْسًا أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ إِنْ رَأَيْتُنَّ ذَلِكَ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ. وَاجْعَلْنَ فِي الآخِرَةِ كَافُورًا أَوْ شَيْئًا مِنْ كَافُورٍ. فَإِذَا فَرَغْتُنَّ فَآذِنَّنِي. قَالَتْ: فَلَمَّا فَرَغْنَا آذَنَّاهُ فَأَعْطَانَا حَقْوَهُ فَقَالَ:
أَشْعِرْنَهَا إِيَّاهُ. يَعْنِي إِزَارَهُ] .
أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ [أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ:
لَمَّا غَسَّلْنَا بنت النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لَنَا رَسُولُ اللَّهِ: اغْسِلْنَهَا ثَلاثًا أَوْ خَمْسًا أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ إِنْ رَأَيْتُنَّ ذَلِكَ. وَاجْعَلْنَ فِي الآخِرَةِ شَيْئًا مِنْ كَافُورٍ وَسِدْرٍ] .
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ خُلَيْفِ بْنِ عُقْبَةَ. حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنِ امْرَأَةٍ أَوِ امرأتين(8/28)
[عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: تُوُفِّيَتْ إِحْدَى بَنَاتِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال لَنَا رَسُولُ اللَّهِ: اغْسِلْنَهَا ثَلاثًا أَوْ خَمْسًا أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ إِنْ رَأَيْتُنَّ ذَلِكَ. وَاغْسِلْنَهَا بِسِدْرٍ وَاجْعَلْنَ فِي الآخِرَةِ شَيْئًا مِنْ كَافُورٍ. فَإِذَا فَرَغْتُنَّ فَآذِنَّنِي. قَالَتْ: فَلَمَّا فَرَغْنَا آذَنَّاهُ فَأَلْقَى إِلَيْنَا حَقْوَهُ. أَوْ قَالَتْ: حَقْوًا.
وَقَالَ: أَشْعِرْنَهَا إِيَّاهُ] .
أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ. حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ [أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: تُوُفِّيَتْ إِحْدَى بَنَاتِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَخَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ فَقَالَ: اغْسِلْنَهَا ثَلاثًا أَوْ خَمْسًا أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ إِنْ رَأَيْتُنَّ ذَلِكَ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ. وَاجْعَلْنَ فِي الآخِرَةِ مِنْهُنَّ كَافُورًا.
أَوْ قَالَ شَيْئًا مِنْ كَافُورٍ. فَإِذَا فَرَغْتُنَّ فَآذِنَّنِي. فَلَمَّا فَرَغْنَا آذَنَّاهُ فَأَلْقَى إِلَيْنَا حَقْوَهُ وَقَالَ:
أَشْعِرْنَهَا إِيَّاهُ] .
أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ. حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ حَفْصَةَ عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ [قَالَتْ: قَالَ رسول الله. ص: اغْسِلْنَهَا ثَلاثًا أَوْ خَمْسًا أَوْ سَبْعًا أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ إِنْ رَأَيْتُنَّ] .
قَالَتْ أُمُّ عَطِيَّةَ: وَجَعَلْنَا رَأْسَهَا ثَلاثَةَ قُرُونٍ.
أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ هِشَامٍ عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: لَمَّا غَسَّلْنَا بِنْتَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ضَفَرْنَا شَعْرَهَا ثَلاثَةَ قُرُونٍ. نَاصِيَتَهَا وَقَرْنَيْهَا. وَأَلْقَيْنَاهُ خَلْفَهَا.
أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ عَنْ [أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: لَمَّا غَسَّلْنَا بنت النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لنا رسول الله وَنَحْنُ نَغْسِلُهَا: ابْدَءُوا بِمَيَامِنِهَا وَمَوَاضِعِ الْوُضُوءِ] .
4099- رُقْيَةُ بنت رسول الله - صلى الله عليه وَسَلَّمَ -
وأمها خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قصي. كان تزوجها عتبة بن أبي لهب بن عبد المطلب قبل النبوة. فلما بعث رسول الله وأنزل الله «تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ» المسد: قال له أبوه أبو لهب: رأسي من رأسك حرام إن لم تطلق ابنته. ففارقها ولم يكن دخل بها. وأسلمت حين أسلمت أمها خديجة بنت خويلد وبايعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هي وأخواتها حين بايعه النساء. وتزوجها عثمان بن عفان وهاجرت معه إلى أرض الحبشة الهجرتين جميعًا. [قال رسول الله. ص: إنهما لأول من
__________
4099 الإصابة ترجمة (8/ 83) ، وتاريخ الخميس (1/ 274) ، وذيل المذيل (65) ، والأعلام (3/ 31) .(8/29)
هاجر إلى الله تبارك وتعالى بعد لوط. وكانت] في الهجرة الأولى قد أسقطت من عثمان سقطًا ثم ولدت له بعد ذلك ابنًا فسماه عبد الله. وكان عثمان يكنى به في الإسلام وبلغ سنه سنتين فنقره ديك في وجهه فطمر وجهه فمات. ولم تلد له شيئًا بعد ذلك. وهاجرت إلى المدينة بعد زوجها عثمان حين هاجر رسول الله. ومرضت ورسول الله يتجهز إلى بدر فخلف عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عُثْمَانَ بن عفان فتوفيت ورسول الله ببدر في شهر رمضان عَلَى رأس سبعة عشر شهرا مِن مهاجر رسول الله. وقدم زيد بن حارثة من بدر بشيرًا فدخل المدينة حين سوي التراب عَلَى رقية بِنْت رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم -
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ. حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ. أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: [لَمَّا مَاتَتْ رُقْيَةُ بِنْتُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - قال النبي. ص: الْحَقِي بِسَلَفِنَا عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ. فَبَكَتِ النِّسَاءُ عَلَى رُقَيَّةَ فَجَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَجَعَلَ يضربهن بسوطه. فَأَخَذَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِيَدِهِ ثُمَّ قَالَ: دَعْهُنَّ يَا عُمَرُ يَبْكِينَ. ثُمَّ قَالَ:
ابْكِينَ وَإِيَّاكُنَّ وَنَعِيقَ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ مَهْمَا يَكُنْ مِنَ الْقَلْبِ وَالْعَيْنِ فَمِنَ اللَّهِ وَالرَّحْمَةِ وَمَهْمَا يَكُنْ مِنَ الْيَدِ وَاللِّسَانِ فَمِنَ الشَّيْطَانِ. فَقَعَدَتْ فَاطِمَةُ عَلَى شَفِيرِ الْقَبْرِ إِلَى جَنْبِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَجَعَلَتْ تَبْكِي فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ يَمْسَحُ الدَّمْعَ عَنْ عَيْنِهَا بِطَرَفِ ثَوْبِهِ] .
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: فَذَكَرْتُ هَذَا الْحَدِيثَ لِمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ فَقَالَ: الثَّبْتُ عِنْدَنَا مِنْ جَمِيعِ الرِّوَايَةِ أَنَّ رُقَيَّةَ تُوُفِّيَتْ وَرَسُولُ اللَّهِ بِبَدْرٍ وَلَمْ يَشْهَدْ دَفْنَهَا. وَلَعَلَّ هَذَا الْحَدِيثَ فِي غَيْرِهَا مِنْ بَنَاتِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اللاتِي شَهِدَ دَفْنَهُنَّ. فَإِنْ كَانَ فِي رُقَيَّةَ وَكَانَ ثَبْتًا فَلَعَلَّهُ أَتَى قَبْرَهَا بَعْدَ قُدُومِهِ الْمَدِينَةَ. وَبُكَاءُ النِّسَاءِ عَلَيْهَا بَعْدَ ذَلِكَ.
4100- أُمَّ كُلْثُومِ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
وأمها خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ العزى ابن قصي. تزوجها عتيبة بن أبي لهب بن عبد المطلب قبل النبوة. فلما بعث رسول الله وأنزل الله «تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ» المسد: 1 قال له أبوه أبو لهب: رأسي من رأسك حرام إن لم تطلق ابنته. ففارقها ولم يكن دخل بها. فلم تزل بمكة مع رسول الله وأسلمت حين أسلمت أمها وبايعت رسول الله مع أخواتها حين بايعه النساء وهاجرت إلى المدينة حين هاجر رسول الله. وخرجت مع عِيَالِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلى المدينة فلم تزل بها. فلما
__________
4100 الإصابة ترجمة (1470) ، وأسد الغابة (5/ 612) ، وذيل المذيل (66) ، وتاريخ الخميس (1/ 275) ، والأعلام (5/ 231) .(8/30)
توفيت رقية بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خلف عثمان بن عفان على أم كلثوم بنت رسول الله.
وكانت بكرًا. وذلك في شهر ربيع الأول سنة ثلاث من الهجرة. وأدخلت عليه في هذه السنة في جُمَادى الآخرة فلم تزل عنده إلى أن ماتت ولم تلد له شيئًا. وماتت في شعبان سنة تسع من الهجرة [فقال رسول الله: لو كن عشرًا لزوجتهن عثمان] .
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ الْمَدَنِيُّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلالٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ رَأَى عَلَى أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ بُرْدَ حَرِيرٍ سِيَرَاءَ.
أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي الأَخْضَرِ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حُلَّةً سِيَرَاءَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَنْسِيِّ عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ عَنْ فَاطِمَةَ الْخُزَاعِيَّةِ عَنْ أَسْمَاءِ بِنْتِ عُمَيْسٍ قَالَتْ: أَنَا غَسَّلْتُ أُمَّ كُلْثُومِ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَصَفِيَّةَ بِنْتَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. وَجَعَلْتُ عَلَيْهَا نَعْشًا أُمِّرَتْ بِجَرَائِدَ رَطْبَةٍ فَوَارَيْتُهَا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ أَبِي الرِّجَالِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أُمِّهِ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَتْ: غَسَلَهَا نِسَاءٌ مِنَ الأَنْصَارِ فِيهِنَّ أُمُّ عَطِيَّةَ وَنَزَلَ فِي حُفْرَتِهَا أَبُو طَلْحَةَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ هِلالِ بْنِ أُسَامَةَ عَنْ [أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جَالِسًا عَلَى قَبْرِهَا فَرَأَيْتُ عَيْنَيْهَ تَدْمَعَانِ فَقَالَ:
فِيكُمْ أَحَدٌ لم يقارف الليلة؟ فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: انْزِلْ] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ قَالَ: صَلَّى عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَجَلَسَ عَلَى حُفْرَتِهَا. وَنَزَلَ فِي حُفْرَتِهَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَالْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ.
4101- أُمَامَةُ بِنْت أبي الْعَاصِ
بْن الرَّبِيع بْن عَبْد الْعُزَّى بْنُ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قصي. وأمها زَيْنَبَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -
أَخْبَرَنَا هِشَامُ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ. حَدَّثَنَا الليث بن سعد بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الزُّرَقِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا قَتَادَةَ يَقُولُ: بَيْنَا نَحْنُ عَلَى بَابِ رَسُولِ(8/31)
الله - صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جُلُوسٌ إِذْ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَحْمِلُ أُمَامَةَ بِنْتَ أَبِي الْعَاصِ بْنِ الرَّبِيعِ. وَأُمُّهَا زَيْنَبُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ. وَهِيَ صَبِيَّةٌ. قَالَ: فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ وَهِيَ عَلَى عَاتِقِهِ يَضَعُهَا إِذَا رَكَعَ وَيُعِيدُهَا عَلَى عَاتِقِهِ إِذَا قَامَ حَتَّى قَضَى صَلاتَهُ. يَفْعَلُ ذَلِكَ بِهَا.
حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ أَبُو عَاصِمٍ الشَّيْبَانِيُّ عَنْ ابْنِ عَجْلانَ عَنِ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الزُّرَقِيِّ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يُصَلِّي وَأُمَامَةُ بِنْتُ أَبِي الْعَاصِ عَلَى عَاتِقِهِ فَإِذَا رَكَعَ وَضَعَهَا وَإِذَا قَامَ حَمَلَهَا.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ. حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ. حَدَّثَنَا عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عمرو بْنِ سُلَيْمٍ الزُّرَقِيِّ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
يُصَلِّي وَهُوَ يَحْمِلُ أُمَامَةَ بِنْتَ أَبِي الْعَاصِ ابْنَةَ ابْنَتِهِ عَلَى عَاتِقِهِ. فَإِذَا رَكَعَ وَضَعَهَا وَإِذَا قَامَ حَمَلَهَا.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْوَلِيدِ بْنُ عَطَاءِ بْنِ الأَغَرِّ الْمَكِّيُّ. حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُصَلِّي وَأُمَامَةُ بِنْتُ أَبِي الْعَاصِ عَلَى عَاتِقِهِ. فَإِذَا رَكَعَ وَضَعَهَا وَإِذَا قَامَ حَمَلَهَا.
أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ. حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ [عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ بْنِ جُدْعَانَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دَخَلَ عَلَى أَهْلِهِ وَمَعَهُ قِلادَةُ جَزْعٍ فَقَالَ: لأُعْطِيَنَّهَا أَحَبَّكُنَّ إِلَيَّ. فَقُلْنَ يَدْفَعُهَا إِلَى ابنة أَبِي بَكْرٍ. فَدَعَا بِابْنَةِ أَبِي الْعَاصِ مِنْ زَيْنَبَ فَعَقَدَهَا بِيَدِهِ. وَكَانَ عَلَى عَيْنِهَا رَمَصٌ فمسحه بيده. ص] .
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ أمه [عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّجَاشِيَّ أَهْدَى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حِلْيَةً فِيهَا خَاتَمٌ مِنْ ذَهَبٍ فَأَخَذَهُ وَإِنَّهُ لَمُعْرِضٌ عَنْهُ. فَأَرْسَلَ بِهِ إِلَى ابْنَةِ ابْنَتِهِ زَيْنَبَ فَقَالَ: تَحَلَّيْ بِهَذَا يَا بُنَيَّةُ] .
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ. حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الزُّرَقِيِّ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يُصَلِّي وَهُوَ حَامِلٌ أُمَامَةَ بِنْتَ زَيْنَبَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَإِذَا قَامَ حَمَلَهَا وَإِذَا سَجَدَ وَضَعَهَا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ الْمَدِينِيُّ عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ أَنَّ أمامة(8/32)
بنت أبي العاص قالت للمغيرة بن نوفل بْنِ الْحَارِثِ: إِنَّ مُعَاوِيَةَ قَدْ خَطَبَنِي. فَقَالَ لَهَا:
تَزَوَّجِينَ ابْنَ آكِلَةِ الأَكْبَادِ! فَلَوْ جَعَلْتِ ذَلِكَ إِلَيَّ. قَالَتْ: نَعَمْ. قَالَ: قَدْ تَزَوَّجْتُكِ. قَالَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ: فَجَازَ نِكَاحُهُ.(8/33)
ذِكْرُ عَمَّاتِ رَسُول اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
4102- صَفِيَّةَ بِنْت عَبْد الْمُطَّلِبِ
بْن هَاشِمِ بْن عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ. وأمها هالة بنت وهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب. وهي أخت حمزة بن عبد المطلب لأمه. كان تزوجها في الجاهلية الحارث بْن حرب بْن أُمَيَّةُ بْنُ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بن قصي فولدت له صفيا رجلا. ثم خلف عليها الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قصي فولدت له الزبير والسائب وعبد الكعبة. وأسلمت صفية وبايعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وهاجرت إلى المدينة وأطعمها رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَرْبَعِينَ وسقا بخيبر.
أخبرنا أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ. حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
كَانَ إِذَا خَرَجَ لِقِتَالِ عَدُوِّهِ مِنَ الْمَدِينَةِ رَفَعَ أَزْوَاجَهُ وَنِسَاءَهُ فِي أُطُمِ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ لأَنَّهُ كَانَ مِنْ أَحْصَنِ آطَامِ الْمَدِينَةِ. وَتَخَلَّفَ حَسَّانُ يَوْمَ أُحُدٍ فَجَاءَ يَهُودِيُّ فَلَصِقَ بِالأُطُمِ يَسْتَمِعُ وَيَتَخَبَّرُ. فَقَالَتْ صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لِحَسَّانَ: انْزِلْ إِلَى هَذَا الْيَهُودِيِّ فَاقْتُلْهُ. فَكَأَنَّهُ هَابَ ذَلِكَ. فَأَخَذَتْ عَمُودًا فَنَزَلَتْ فَخَتَلَتْهُ حَتَّى فَتَحَتِ الْبَابَ قَلِيلا قَلِيلا.
ثُمَّ حَمَلَتْ عَلَيْهِ فَضَرَبَتْهُ بِالْعَمُودِ فَقَتَلَتْهُ.
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ. حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ أَنَّ صَفِيَّةَ بِنْتَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ جَاءَتْ يَوْمَ أُحُدٍ وَقَدِ انْهَزَمَ النَّاسُ وَبِيَدِهَا رُمْحٌ تَضْرِبُ فِي وُجُوهِ النَّاسِ وَتَقُولُ: انْهَزَمْتُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ! فَلَمَّا رَآهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: يَا زُبَيْرُ الْمَرْأَةَ. وَكَانَ حَمْزَةُ قَدْ بُقِرَ بَطْنُهُ فَكَرِهَ رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ تَرَاهُ. وَكَانَتْ أُخْتَهُ. فَقَالَ الزُّبَيْرُ: يَا أُمَّهْ إِلَيْكِ إِلَيْكِ. فَقَالَتْ: تَنَحَّ لا أُمَّ لَكَ. فَجَاءَتْ فَنَظَرَتْ إِلَى حَمْزَةَ.
وَقَبْرُ صَفِيَّةَ بِنْتِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بِالْبَقِيعِ بِفِنَاءِ دَارِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ عِنْدَ الْوُضُوءِ.
وَتُوُفِّيَتْ صَفِيَّةُ فِي خِلافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَقَدْ روت عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
__________
4102 الإصابة ترجمة (651) ، وذيل المذيل (69) ، والتبريزي (4/ 147) ، والمحبر (172) ، وسمط اللآلئ (118) ، ورغبة الآمل (7/ 96) ، والدر المنثور (261) ، والأعلام 3/ 206) .(8/34)
4103- أروى بِنْت عَبْد المطلب بْن هشام
بْن عَبْد مناف بن قصي وأمها فَاطِمَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ عَائِذِ بْنِ عِمْرَانَ بن مخزوم. تزوجها في الجاهلية عمير بن وهب بن عبد مناف بن قصي فولدت له طليبًا. ثم خلف عليها أرطأة بْن شُرَحْبيل بْن هاشم بْن عَبْد مناف بْن عبد الدار بن قصي فولدت له فاطمة. ثم أسلمت أروى بنت عبد المطلب بمكة وهاجرت إِلَى الْمَدِينَةِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَسْلَمَ طُلَيْبُ بْنُ عُمَيْرٍ فِي دَارِ الأَرْقَمِ بْنِ أَبِي الأَرْقَمِ الْمَخْزُومِيِّ ثُمَّ خَرَجَ فَدَخَلَ عَلَى أُمِّهِ أَرْوَى بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالَ: تَبِعْتُ مُحَمَّدًا وَأَسْلَمْتُ لِلَّهِ.
فَقَالَتْ لَهُ أُمُّهُ: إِنَّ أَحَقُّ مَنْ وَازَرْتَ وَعَضَدْتَ خَالِكَ. وَاللَّهِ لَوْ كُنَّا نَقْدِرُ عَلَى مَا يقدر عليه الرجال لتبعناه وذببنا عَنْهُ. فَقَالَ طُلَيْبٌ: فَمَا يَمْنَعُكِ يَا أُمِّي مِنْ أَنْ تُسْلِمِي وَتَتْبَعِيهِ؟ فَقَدْ أَسْلَمَ أَخُوكِ حَمْزَةُ. ثُمَّ قَالَتْ: أَنْظُرُ مَا يَصْنَعُ أَخَوَاتِي ثُمَّ أَكُونُ إِحْدَاهُنَّ. فَقَالَ طُلَيْبٌ:
فَإِنِّي أَسْأَلُكَ بِاللَّهِ إِلا أَتَيْتِهِ فَسَلَّمْتِ عَلَيْهِ وصدقته وَشَهِدْتِ أَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ. ثُمَّ كَانَتْ تَعْضُدُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِلِسَانِهَا وَتَحُضُّ ابْنَهَا عَلَى نُصْرَتِهِ وَالْقِيَامِ بِأَمْرِهِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ بُخْتٍ عَنْ عَمِيرَةَ بِنْتِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أُمِّ دُرَّةَ عَنْ بَرَّةَ بِنْتِ أَبِي تِجْرَاةَ قَالَتْ: عَرَضَ أَبُو جَهْلٍ وَعِدَّةٌ مِنْ كُفَّارِ قُرَيْشٍ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَآذَوْهُ فَعَمِدَ طُلَيْبُ بْنُ عُمَيْرٍ إِلَى أَبِي جَهْلٍ فَضَرَبَهُ ضَرْبَةً شَجَّهُ فَأَخَذُوهُ وَأَوْثَقُوهُ. فَقَامَ دُونَهُ أَبُو لَهَبٍ حَتَّى خَلاهُ. فَقِيلَ لأَرْوَى: أَلا تَرَيْنَ ابْنَكِ طُلَيْبًا قَدْ صَيَّرَ نَفْسَهُ غَرَضًا دُونَ مُحَمَّدٍ؟ فَقَالَتْ: خَيْرُ أَيَّامِهِ يَوْمَ يَذُبُّ عَنِ ابْنِ خَالِهِ وَقَدْ جَاءَ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ. فقالوا: وقد تَبِعْتِ مُحَمَّدًا؟ قَالَتْ: نَعَمْ. فَخَرَجَ بَعْضُهُمْ إِلَى أَبِي لَهَبٍ فَأَخْبَرَهُ فَأَقْبَلَ حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهَا فَقَالَ: عَجَبًا لَكِ وَلاتِّبَاعِكِ مُحَمَّدًا وَتَرْكِكِ دِينَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. فَقَالَتْ: قَدْ كَانَ ذَلِكَ فَقُمْ دُونَ ابْنِ أَخِيكَ وَاعْضُدْهُ وَامْنَعْهُ فَإِنْ يَظْهَرْ أمره فأنت بالخيار أن تدخل مَعَهُ أَوْ تَكُونَ عَلَى دِينِكَ. فَإِنْ يُصِبْ كُنْتَ قَدْ أُعْذِرْتَ فِي ابْنِ أَخِيكَ. فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ: وَلَنَا طَاقَةٌ بِالْعَرَبِ قَاطِبَةً؟ جَاءَ بِدِينٍ مُحْدَثٍ. قَالَ ثُمَّ انْصَرَفَ أَبُو لَهَبٍ.
__________
4103 الإصابة (8/ 5) ، والدر المنثور (25) ، والأعلام (1/ 290) .(8/35)
قَالَ مُحَمَّدٌ: وَسَمِعْتُ غَيْرَ مَحُمَّدَ بْنَ عُمَرَ يَذْكُرُ أَنَّ أَرْوَى قَالَتْ يَوْمَئِذٍ إِنَّ طُلَيْبًا نَصَرَ ابْنَ خَالِهِ. آسَاهُ فِي ذِي ذِمَّةٍ وَمَالِهِ.
4104- عاتكة بنت عبد المطلب
بن هاشم بن عبد مناف بن قصي. وأمها فَاطِمَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ عَائِذِ بْنِ عِمْرَانَ بن مخزوم. تزوجها في الجاهلية أبو أمية بْن المغيرة بْن عَبْد الله بْن عمر بن مخزوم فولدت له عبد الله وزهيرًا وقريبة. ثم أسلمت عاتكة بنت عبد المطلب بمكة وهاجرت إلى المدينة. وكانت قد رأت رؤيا أفزعتها وعظمت في صدرها فأخبرت بها أخاها العباس بن عبد المطلب وقالت: اكتم علي ما أحدثك فإني أتخوف أن يدخل على قومك منها شر ومصيبة. وكانت رأت في المنام قبل خروج قريش إلى بدر راكبًا أقبل على بعير حتى وقف بالأبطح ثم صرخ بأعلى صوته: يال عذر انفروا مصارعكم. في ثلاث صرخ بها ثلاث مرات. قالت: فأرى الناس اجتمعوا إليه ثم دخل المسجد والناس يتبعونه إذ مثل به بعيره على ظهر الكعبة فصرخ بمثلها ثلاثًا.
ثم مثل به بعيره على أبي قبيس فصرخ بمثلها ثلاثًا. ثم أخذ صخرة من أبي قبيس فأرسلها فأقبلت تهوي حتى إذا كانت بأسفل الجبل انفضت فما بقى بيت من بيوت مكة ولا دار من دور مكة إلا دخلته منها فلذة. ولم يدخل دارًا ولا بيتًا من بيوت بني هاشم ولا بني زهرة من تلك الصخرة شيء. فقال أخوها العباس: إن هذه لرؤيا.
فخرج مغتمًا حتى لقي الوليد بن عتبة بن ربيعة. وكان له صديقًا. فذكرها له واستكتمه ففشا الحديث في الناس فتحدثوا برؤيا عاتكة فقال أبو جهل: يا بني عبد المطلب أما رضيتم أن تنبأ رجالكم حتى تنبأ نساؤكم؟ زعمت عاتكة أنها رأت في المنام كذا وكذا فسنتربص بكم ثلاثًا فإن يكن ما قالت حقًا وإلا كتبنا عليكم أنكم أكذب أهل بيت في العرب. فقال له العباس: يا مصفر استه أنت أولى بالكذب واللؤم منا. فلما كان في اليوم الثالث من رؤيا عاتكة قدم ضمضم بن عمرو وقد بعثه أبو سفيان بن حرب يستنفر قريشًا إلى العير فدخل مكة فجدع أذني بعيره وشق قميصه قبلًا ودبرًا وحول رحله وهو يصيح: يا معشر قريش. اللطيمة اللطيمة. قد عرض لها محمد وأصحابه. الغوث الغوث. والله ما أرى أن تدركوها. فنفروا إلى عيرهم ومشوا إلى أبي لهب ليخرج معهم فقال: واللات والعزى لا أخرج ولا أبعث أحدًا. وما منعه من ذلك إلا إشفاقا
__________
4104 الإصابة ترجمة (695) ، والمحبر (166) ، (406) ، والتبريزي (2/ 130) ، والدر المنثور (319) ، وتاريخ العيني (3/ 11) ، والأعلام (3/ 242) .(8/36)
من رؤيا عاتكة وإنه كان يقول: رؤيا عاتكة أخذ باليد.
وكان من عمات رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِمَّنِ لم تدرك الإسلام:
4105- أُمُّ حَكِيمٍ
وَهِيَ الْبَيْضَاءُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب. وأمها فَاطِمَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ عَائِذِ بْنِ عِمْرَانَ بن مخزوم. تزوجها في الجاهلية كريز بن ربيعة بن حبيب بْنُ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قصي فولدت له عامرًا وأروى وطلحة وأم طلحة. فتزوج أروى بنت كريز عفان بْن أبي العاص بْن أمية بْن عَبْد شمس فولدت له عثمان بن عفان. ثم خلف عليها عقبة بن أبي معيط فولدت له الوليد وخالدًا وأم كلثوم بني عقبة.
4106- برة بنت عبد المطلب بن هاشم
بن عبد مناف بن قصي. وأمها فَاطِمَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ عَائِذِ بْنِ عِمْرَانَ بن مخزوم. تزوجها في الجاهلية عَبْدِ الأَسَدِ بْنِ هِلالِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن عمر بن مخزوم فولدت له أبا سلمة بن عبد الأسد وشهد بدرًا وهو زوج أُمُّ سَلَمَةَ بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ قَبْلَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثُمَّ خلف على برة بعد عبد الأسد بن هلال أبو رُهْمِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ أَبِي قَيْسِ بن عبد ود بن نصر بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لؤي فولدت له أبا سبرة بن أبي رهم. شهد بدرًا.
4107- أميمة بِنْت عَبْد المُطَّلِب بْن هاشم
بْن عبد مناف بن قصي. وأمها فَاطِمَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ عَائِذِ بْنِ عِمْرَانَ بن مخزوم وتزوجها في الجاهلية جحش بن رياب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة حليف حرب بن أمية بن عبد شمس. فولدت له عبد الله. شهد بدرًا. وعبيد الله وعبدًا.
وهو أبو أحمد. وزينب بنت جحش زَوْجِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وحمنة بنت جحش.
وأطعم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أميمة بنت عبد المطلب أربعين وسقًا من تمر خيبر.(8/37)
ذِكْرُ بَنَاتِ عُمُومَةِ رَسُولِ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
4108- ضباعة بِنْت الزُّبَيْر
بْن عَبْد المطلب بْن هاشم بن عبد مناف بن قصي.
وأمها عاتكة بنت أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم. زَوَّجَهَا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - المقداد بن عمر بن ثعلبة من بهراء. وكان حليفًا للأسود بن عبد يغوث الزهري فتبناه. وكان يقال له المقداد بن الأسود. فولدت ضباعة للمقداد عبد الله وكريمة. وقتل عبد الله يوم الجمل فمر به علي بن أبي طالب قتيلًا [فقال: بئس ابن الأخت أنت!] وكان مع عائشة. قال: وأطعم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضباعة بنت الزبير في خيبر أربعين وسقًا.
4109- أم الحكم بِنْت الزُّبَيْر
بْن عَبْد المطلب. وأمها عاتكة بنت أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم. تزوجها رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هاشم فولدت محمدًا وعبد الله وعباسًا والحارث وعبد شمس وعبد المطلب وأمية.
رجلًا. وأروى الكبرى. وأطعم رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أُمَّ الحكم في خيبر ثلاثين وسقًا.
وروت أم الحكم عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
4110- صفية بنت الزبير بن عبد المطلب.
وأمها عاتكة بنت أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم. أطعمها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في خيبر أربعين وسقًا.
4111- أم الزبير بِنْت الزُّبَيْر
بْن عَبْد المطلب بْن هاشم بن عبد مناف بن قصي. وأمها عاتكة بنت أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم. أطعمها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في خيبر أربعين وسقًا.
4112- أم هانئ واسمها فاختة
ابنة أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن
__________
4108 تهذيب الأسماء واللغات ترجمة رقم (751) (2/ 350) .
4109 تهذيب التهذيب (12/ 463، 464) .
4112 الإصابة ترجمة (1102) ، (1532) ، والاستيعاب (4/ 479) (هامش الإصابة) ، وخلاصة تذهيب الكمال (430) ، ونسب قريش (39) ، وأعلام النساء (3/ 1122) ، والأعلام (5/ 126) .(8/38)
عبد مناف بن قصي. وأمها فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مناف بن قصي. تزوجها هبيرة بن أبي وهب المخزومي. ولدت له جعدة بن هبيرة. وأطعمها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
بخيبر أربعين وسقًا.
4113- أم طالب بنت أبي طالب
بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي.
لم يذكرها هشام بن الكلبي في كتاب النسب في أولاد أبي طالب وذكر أنه كان لأبي طالب من البنات أم هانئ وجمانة وريطة. ولعل ريطة هي أم طالب كما سماها محمد بن عمر في كتاب طعم النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه أطعم أم طالب بنت أبي طالب في خيبر أربعين وسقًا. وأم ولد أبي طالب كلهم. الرجال والنساء. فاطمة بنت أسد ما خلا طليق بن أبي طالب.
4114- جمانة بِنْت أَبِي طَالِب بْن عَبْد المُطَّلِب.
وأمها فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مناف بن قصي. تزوجها أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بن هاشم بن عبد مناف بن قصي فولدت له جعفر بن أبي سفيان. وأطعمها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في خيبر ثلاثين وسقًا.
4115- أمامة بنت حمزة بن عبد المطلب بن هاشم
بن عبد مناف بن قصي. وأمها سلمى بِنْت عميس بْن معد بْن تيم بْن مالك بن قحافة بن خثعم. وأمامة التي اختصم فيها علي وجعفر ابنا أبي طالب بن عبد المطلب وزيد بن حارثة.
4116- أم حبيب بنت العباس بن عبد المطلب بن هاشم.
وأمها أم الفضل لبابة بنت الحارث الهلالية. تزوجها الأسود بْن سُفْيَان بْنُ عَبْدِ الأَسَدِ بْنِ هِلالِ بْنِ عَبْدِ الله من مخزوم فولدت له زرقاء ولبابة. وهم يسكنون بمكة.
4117- هند بنت المقوم بن عبد المطلب.
وأمها قلابة بنت عمرو بن جعونة بن غزية بن حذيم بْنِ سَعْدِ بْنِ سهم بْن عَمْرو بن هصيص. تزوجها أبو عمرة واسمه بشير بْن عَمْرو بْن محصن بْن عَمْرو بْن عتيك بن عمرو بن الحارث بن مالك بن النجار من الأنصار فولدت له عبد الله وعبد الرحمن.
4118- أروى بِنْت المقوم
بْن عَبْد المُطَّلِب بْن هاشم بن عبد مناف. وأمها قلابة بنت(8/39)
عمرو بن جعونة بن غزية بن حذيم بْنِ سَعْدِ بْنِ سهم بْن عَمْرو بن هصيص. تزوجها أبو مسروح وهو الحارث بن يعمر بن حيان بن عميرة بن ملان بن ناصرة بن قصية بن سعد بن بكر بن هوازن. وكان حليفًا للعباس بن عبد المطلب. فولدت له عبد الله بن أبي مسروح.
4119- أم عمرو بِنْت المقوم بْن عَبْد المُطَّلِب
بْن هاشم. وأمها قلابة بنت عمرو بن جعونة. تزوجها مسعود بن معتب الثقفي فولدت له عبد الله بن مسعود. ثم تزوجها أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بن هاشم. فولدت له عاتكة بنت أبي سفيان.
4120- أروى بنت الحارث بن الْمُطَّلِبِ
بْنُ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قصي. وأمها غزية بنت قيس بن طريق بن عبد العزى بن عامر بْنِ عَمِيرَةَ بْنِ وَدِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ فهر. تزوجها أبو وداعة بْنِ صَبِرَةَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ سهم فولدت له المطلب وأبا سفيان وأم جميل وأم حكيم والربعة بني أبي وداعة.
4121- درة بنت أبي لهب
بْن عَبْد المطلب بْن هاشم بْن عَبْد مناف بْن قصي. وأمها أم جميل بِنْت حرب بْن أمية بْن عَبْد شمس. تزوجها الْحَارِثِ بْن عَامِرِ بْن نَوْفَلِ بْن عَبْد مناف بْن قصي فولدت له الوليد وأبا الحسن ومسلمًا. ثم قتل يوم بدر كافرًا فخلف عليها دحية بن خليفة بن فروة الكلبي.
4122- عزة بنت أبي لهب بْن عَبْد المطلب بْن هاشم.
وأمها أم جميل بِنْت حرب بْن أمية بْن عبد شمس. تزوجها أوفى بن حكيم بْن أمية بْن حارثة بْن الأوقص السلمي فولدت له عبيدة وسعيدًا وإبراهيم بني أوفى.
4123- خالدة بنت أبي لهب بْن عَبْد المطلب بْن هاشم.
وأمها أم جميل بنت حرب بن أمية. تزوجها عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ بْنِ بِشْرِ بْنِ عبد بن دهمان الثقفي فولدت له.
4124- فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مناف بن قصي.
وأمها فاطمة بنت هرم بن
__________
4120 الإصابة (8/ 4) والدر المنثور (25) ، والأعلام (1/ 290) .
4121 الإصابة (8/ 76) ، والمحبر (65) ، (450) ، وأعلام النساء (1/ 350) ، التاج (3/ 204) ، والأعلام (2/ 338) .
4124 الإصابة ترجمة (731) ، والاستيعاب (4/ 381) (هامش الإصابة) ، والأعلام (5/ 130) .(8/40)
رَوَاحَةَ بْنِ حُجْرِ بْنِ عَبْدِ بْنِ معيص بن عامر بن لؤي. تزوجها أبو طالب بن عبد المطلب بن هاشم فولدت له عليًا وجعفرًا وعقيلًا وطالبًا. وهو أسنهم. وأم هانئ وجمانة وريطة بني أبي طالب.
4125- رقيقة بنت صيفي بن هاشم بن عبد مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ.
وأمها هالة بنت كلدة بن عبد الدار بن قصي. تزوجها نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة فولدت له مخرمة بن نوفل.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ أُمِّ بَكْرِ بِنْتِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ عَنْ أَبِيهَا عَنْ مَخْرَمَةَ بْنِ نَوْفَلٍ عَنْ أُمِّهِ رُقَيْقَةَ بِنْتِ صَيْفِيِّ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ قَالَتْ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى عَمِّي شَيْبَةَ. تَعْنِي عَبْدَ الْمُطَّلِبِ. وَأَنَا يَوْمَئِذٍ جَارِيَةٌ يَوْمَ دَخَلَ بِهِ عَلَيْنَا الْمُطَّلِبُ بْنُ عَبْدِ مَنَافٍ. فَكُنْتُ أَوَّلَ مَنْ سَبَقَ إِلَيْهِ فَالْتَزَمْتُهُ وَخَبَّرْتُ بِهِ أَهْلَنَا.
وَهِيَ يَوْمَئِذٍ أَسَنُّ مِنْ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. وَقَدْ أَسْلَمَتْ وَأَدْرَكَتْ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَدْ كَانَتْ أَشَدَّ النَّاسِ عَلَى ابْنِهَا مَخْرَمَةَ.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عمر. حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ أُمِّ بَكْرٍ بنت المسور عن أبيها أن رقيقة بنت صيفي بن هاشم بن عبد مَنَافٍ. وَهِيَ أُمُّ مَخْرَمَةَ بْنِ نَوْفَلٍ. حَذَّرَتْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَتْ: قُرَيْشًا قَدِ اجْتَمَعَتْ تُرِيدُ بَيَاتَكَ اللَّيْلَةَ. قَالَ الْمِسْوَرُ: فَتَحَوَّلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ فِرَاشِهِ وَبَاتَ عَلَيْهِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طالب. ع.(8/41)
ذِكْرُ أَزْوَاجِ رَسُولِ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
4126- خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدِ
بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قصي. وهي أول امرأة تزوجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد حكينا أمرها وكتبنا نسبها وخبرها وتزويج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إياها قبل النبوة وإسلامها وولدها ووفاتها في أول الكتاب.
وتزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعدها:
4127- سَوْدَةُ بِنْت زَمْعَةَ بْن قَيْس
بْن عَبْد شمس بْن عَبْد ود بْن نصر بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لؤي. وأمها الشموس بنت قيس بن عَمْرِو بْنِ زَيْدِ بْنِ لَبِيدِ بْنِ خِدَاشِ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النجار من الأنصار. تزوجها السكران بْن عَمْرو بْن عَبْد شمس بْن عَبْد ود بْن نصر بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لؤي وأسلمت بمكة قديمًا وبايعت. وأسلم زوجها السكران بن عمرو. وخرجا جميعًا مهاجرين إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: [قَدِمَ السَّكْرَانُ بْنُ عَمْرٍو مَكَّةَ مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ وَمَعَهُ امْرَأَتُهُ سَوْدَةُ بِنْت زَمْعَةَ فَتُوُفِّيَ عَنْهَا بِمَكَّةَ. فَلَمَّا حَلَّتْ أَرْسَلَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَخَطَبَهَا فَقَالَتْ: أَمْرِي إِلَيْكَ يَا رسول الله. فقال رسول الله. ص: مُرِي رَجُلا مِنْ قَوْمِكِ يُزَوِّجُكِ. فَأَمَرَتْ حَاطِبَ بن عمرو بن عبد شمس بن عبد وُدٍّ فَزَوَّجَهَا فَكَانَتْ أَوَّلَ امْرَأَةٍ تَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
بَعْدَ خَدِيجَةَ] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سَوْدَةَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ عَشْرٍ مِنَ النبوة بعد وفاة
__________
4126 انظر ترجمة رقم (4114) .
4127 ذيل المذيل للطبري (69) ، والسمط الثمين (101) ، والجمع بين رجال الصحيحين (607) ، والإصابة ترجمة (603) ، والأعلام (3/ 145) .(8/42)
خَدِيجَةَ وَقَبْلَ تَزَوُّجِ عَائِشَةَ. وَدَخَلَ بِهَا بِمَكَّةَ وَهَاجَرَ بِهَا إِلَى الْمَدِينَةِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَ: وَحَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَتْ سَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ قَدْ أَسَنَّتْ. وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص. لا يَسْتَكْثِرُ مِنْهَا وَقَدْ عَلِمَتْ مَكَانِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَنَّهُ يَسْتَكْثِرُ مِنِّي. فَخَافَتْ أَنْ يُفَارِقَهَا وَضَنَّتْ بِمَكَانِهَا عِنْدَهُ فَقَالَتْ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ يَوْمِي الَّذِي يُصِيبُنِي لِعَائِشَةَ وَأَنْتَ مِنْهُ فِي حِلٍّ. فَقَبِلَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَفِي ذَلِكَ نَزَلَتْ: «وَإِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ مِنْ بَعْلِها نُشُوزاً أَوْ إِعْراضاً» النساء: 128.
الآيَةِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ سَوْدَةَ وَهَبَتْ يَوْمَهَا وَلَيْلَتَهَا لِعَائِشَةَ تَبْتَغِي بِذَلِكَ رَضِيَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ ثَابِتٍ التَّيْمِيِّ [قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِسَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ: اعْتَدِّي] . فَقَعَدَتْ لَهُ عَلَى طَرِيقِهِ لَيْلَةً فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا بِي حُبُّ الرِّجَالِ وَلَكِنِّي أُحِبُّ أَنْ أُبْعَثَ فِي أَزْوَاجِكَ فَارْجِعْنِي.
قَالَ: فَرَجَعَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ. حَدَّثَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ. حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي بَزَّةَ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَعَثَ إِلَى سَوْدَةَ بِطَلاقِهَا فَلَمَّا أَتَاهَا جَلَسَتْ على طريقه بَيْتِ عَائِشَةَ. فَلَمَّا رَأَتْهُ قَالَتْ: أَنْشُدُكَ بِالَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ كِتَابَهُ وَاصْطَفَاكَ عَلَى خَلْقِهِ لِمَ طَلَّقْتَنِي. أَلِمَوْجِدَةِ وَجَدْتَهَا فِيَّ؟ قَالَ: لا. قَالَتْ: فَإِنِّي أَنْشُدُكَ بِمِثْلِ الأُولَى أَمَا رَاجَعْتَنِي وَقَدْ كَبِرْتُ وَلا حَاجَةَ لِي فِي الرِّجَالِ وَلَكِنِّي أُحِبُّ أَنْ أُبْعَثَ فِي نِسَائِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. فَرَاجَعَهَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَتْ: فَإِنِّي قَدْ جَعَلْتُ يَوْمِي وَلَيْلَتِي لِعَائِشَةَ حَبَّةَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْعَبْدِيُّ. أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ أَرَادَ فِرَاقَ سَوْدَةَ فَكَلَّمَتْهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا بِي عَلَى الأَزْوَاجِ حِرْصٌ وَلَكِنِّي أُحِبُّ أَنْ يَبْعَثَنِيَ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ زَوْجًا لَكَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْعَبْدِيُّ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ سَوْدَةَ كَانَتْ وَهَبَتْ يومها لعائشة. ع.
أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ. أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ عن سمية(8/43)
عَائِشَةَ أَنَّهَا كَانَتْ تَقُولُ: مَا مِنَ النَّاسِ امْرَأَةٌ أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَكُونَ فِي مِسْلاخِهَا مِنْ سَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ إِلا أَنَّهَا امْرَأَةٌ فِيهَا حَسَدٌ.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ. أَخْبَرَنَا الأَعْمَشُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: قَالَتْ سَوْدَةُ لِرَسُولِ الله. ص: صَلَّيْتُ خَلْفَكَ الْبَارِحَةَ فَرَكَعْتَ بِي حَتَّى أَمْسَكْتُ بِأَنْفِي مَخَافَةَ أَنْ يَقْطُرَ الدَّمُ. قَالَ: فَضَحِكَ. وَكَانَتْ تُضْحِكُهُ الأَحْيَانَ بِالشَّيْءِ.
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ. أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ فِرَاسٍ عَنْ عَامِرٍ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ [عَائِشَةَ قَالَتِ: اجْتَمَعَ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ذَاتَ يَوْمٍ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّنَا أَسْرَعُ لَحَاقًا بِكَ؟ قَالَ: أَطْوَلُكُنَّ يَدَا. فَأَخَذْنَا قَصَبَةً نذرعها فكانت سودة بنت زمعة بن قَيْسٍ أَطْوَلَنَا ذِرَاعًا. قَالَتْ: وَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَكَانَتْ سَوْدَةُ أَسْرَعَنَا بِهِ لَحَاقًا فَعَرَفْنَا بَعْدَ ذَلِكَ أَنَّمَا كَانَ طُولُ يَدِهَا الصَّدَقَةَ. وَكَانَتِ امْرَأَةٌ تُحِبُّ الصَّدَقَةَ] .
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: هَذَا الْحَدِيثُ وَهْلٌ فِي سَوْدَةَ وَإِنَّمَا هُوَ فِي زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ وَهِيَ كَانَتْ أَوَّلَ نِسَاءِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لُحُوقًا بِهِ. وَتُوُفِّيَتْ فِي خِلافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. وَبَقِيَتْ سَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ فِيمَا حَدَّثَنَا بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ أَبِيهِ أَنَّ سَوْدَةَ تُوُفِّيَتْ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ بِالْمَدِينَةِ فِي خِلافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَهَذَا الثَّبْتُ عِنْدَنَا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذئب عن صالح مولى التؤامة قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: [حَجَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِنِسَائِهِ عَامَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ ثُمَّ قَالَ: هَذِهِ الْحَجَّةُ ثُمَّ ظُهُورَ الْحُصُرِ.] قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَكَانَ كُلُّ نِسَاءِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَحْجُجْنَ إِلا سَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ وَزَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ. قَالَتَا: لا تُحَرِّكُنَا دَابَّةٌ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ هِشَامٍ عَنْ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ:
قَالَتْ سَوْدَةُ حَجَجْتُ وَاعْتَمَرْتُ فَأَنَا أَقَرُّ فِي بَيْتِي كَمَا أَمَرَنِي اللَّهُ. عَزَّ وَجَلَّ.
وَحَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ عَنِ صالح بن نبهان مولى التؤامة أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: [قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. حِينَ رَجَعَ مِنْ حِجَّةِ الْوَدَاعِ: هَذِهِ فِي ظُهُورَ الْحُصْرِ] . قَالَ صَالِحٌ: وَكَانَتْ سَوْدَةُ تَقُولُ لا أَحُجُّ بعدها أبدا.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ. حَدَّثَنَا أَفْلَحُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتِ: اسْتَأْذَنَتْ سَوْدَةُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَيْلَةَ الْمُزْدَلِفَةِ أَنْ تَدْفَعَ قَبْلَهُ(8/44)
وَقَبْلَ حَطْمَةِ النَّاسِ. وَكَانَتِ امْرَأَةً ثَبِطَةً. يَقُولُ الْقَاسِمُ: وَالثَّبِطَةُ الثَّقِيلَةُ. قَالَ: فَأَذِنَ لَهَا فَخَرَجَتْ قَبْلَ دَفْعَةِ النَّاسِ أَوْ حُبِسْنَا حَتَّى أَصْبَحْنَا فدفعنا بدفعة. ولأن أَكُونُ اسْتَأْذَنْتُ رَسُولَ اللَّهِ كَمَا اسْتَأْذَنَتْهُ سَوْدَةُ فَأَكُونُ أَدْفَعُ بِإِذْنِهِ قَبْلَ النَّاسِ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ مَفْرُوحٍ بِهِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ. حَدَّثَنَا عُبَيْدِ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: وَدِدْتُ أَنْ كُنْتُ اسْتَأْذَنْتُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَمَا اسْتَأْذَنَتْهُ سَوْدَةُ فَأُصَلِّيَ الصُّبْحَ بِمِنًى قَبْلَ أَنْ يَجِيءَ النَّاسُ. فَقَالُوا لِعَائِشَةَ: اسْتَأْذَنَتْهُ سَوْدَةُ؟ فَقَالَتْ: نَعَمْ. إِنَّهَا كَانَتِ امْرَأَةً ثَقِيلَةً ثَبِطَةً فَأَذِنَ لَهَا.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ الْمِصْرِيُّ عَنْ أَفْلَحُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّ سَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ اسْتَأْذَنَتْ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي أَنْ تَتَقَدَّمَ مِنْ جَمْعٍ إِلَى مِنًى. وَكَانَتِ امْرَأَةً ثَقِيلَةً ثَبِطَةً. فَأَذِنَ لَهَا.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ عَبْدُ الْحَكِيمِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجَ يُحَدِّثُنَا فِي مَجْلِسِهِ فِي الْمَدِينَةِ يَقُولُ: أَطْعَمَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
سَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ بِخَيْبَرَ ثَمَانِينَ وَسْقًا تَمْرًا وَعِشْرِينَ وَسْقًا شَعِيرًا. قَالَ: وَيُقَالُ قَمْحٌ.
أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ. حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عمر أن عمر بن الْخَطَّابِ بَعَثَ إِلَى سَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ بِغَرَارَةٍ من دراهم فقالت: مَا هَذَهِ؟
قَالُوا: دَرَاهِمُ. قَالَتْ: فِي الْغِرَارَةِ مغل التَّمْرِ. يَا جَارِيَةُ بَلِّغِينِي الْقِنْعَ. قَالَ: فَفَرَقَتْهَا.
أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَتْ سَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ عِنْدَ السَّكْرَانِ بْنِ عَمْرٍو أَخِي سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو فَرَأَتْ فِي الْمَنَامِ كَأَنَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - أقبل يمشي حتى وطيء عَلَى عُنُقِهَا. فَأَخْبَرَتْ زَوْجَهَا بِذَلِكَ فَقَالَ: وَأَبِيكَ لَئِنْ صَدَقَتْ رُؤْيَاكِ لأَمُوتَنَّ وَلَيَتَزَوَّجَنَّكِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
فَقَالَتْ: حِجْرًا وَسِتْرًا. وقال هشام: احجر تَنْفِي عَنْ نَفْسِهَا ذَاكَ. ثُمَّ رَأَتْ فِي الْمَنَامِ لَيْلَةً أُخْرَى أَنَّ قَمَرًا انْقَضَّ عَلَيْهَا مِنَ السَّمَاءِ وَهِيَ مُضْطَجِعَةٌ. فَأَخْبَرَتْ زَوْجَهَا فَقَالَ:
وَأَبِيكِ لَئِنْ صَدَقَتْ رُؤْيَاكِ لَمْ أَلْبَثْ إِلا يسيرا حتى أموت وتزوجين مِنْ بَعْدِي. فَاشْتَكَى السَّكْرَانُ مِنْ يَوْمِهِ ذَلِكَ فَلَمْ يَلْبَثْ إِلا قَلِيلا حَتَّى مَاتَ. وَتَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَيَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ قَالا: جَاءَتْ [خَوْلَةُ بِنْتُ حَكِيمِ بْنِ(8/45)
الأَوْقَصِ السُّلَمِيَّةُ امْرَأَةُ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ إِلَى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَأَنِّي أَرَاكَ قَدْ دَخَلَتْكَ خَلَّةٌ لِفَقْدِ خَدِيجَةَ. فَقَالَ: أَجَلْ. كَانَتْ أُمَّ الْعِيَالِ وَرَبَّةَ الْبَيْتِ.
قَالَتْ: أَفَلا أَخْطِبُ عَلَيْكَ؟ قَالَ: بَلَى فَإِنَّكُنَّ مَعْشَرَ النِّسَاءِ أَرْفَقُ بِذَلِكَ. فَخَطَبْتُ عَلَيْهِ سَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ وَخَطَبْتُ عَلَيْهِ عَائِشَةَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ فَتَزَوَّجَهَا.
فَبَنَى بِسَوْدَةَ بِمَكَّةَ وَعَائِشَةُ يومئذ بِنْتَ سِتِّ سِنِينَ. حَتَّى بَنَى بِهَا بَعْدَ ذَلِكَ حِينَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: تُوُفِّيَتْ سَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ بِالْمَدِينَةِ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ فِي خِلافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ.
4128- عَائِشَةُ بِنْتُ أبي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ
بْنِ أبي قُحَافَةَ بْن عَامِرِ بْن عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بن مرة بن كعب بن لؤي. وأمها أم رومان بنت عمير بن عامر بْن دهمان بْن الْحَارِث بْن غنم بْن مالك بن كنانة.
أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ عَائِشَةَ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ كُنْتُ وَعَدْتُ بِهَا أَوْ ذَكَرْتُهَا لِمُطْعَمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ لابْنِهِ جُبَيْرٍ فَدَعْنِي حَتَّى أَسُلَّهَا مِنْهُمْ. فَفَعَلَ. ثُمَّ تَزَوَّجَهَا رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَكَانَتِ بكرا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الرِّجَالِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أُمِّهِ عَمْرَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ: تَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي شَوَّالٍ سَنَةَ عَشْرٍ مِنَ النُّبُوَّةِ قَبْلَ الْهِجْرَةِ لِثَلاثِ سِنِينَ وَأَنَا ابْنَةُ سِتِّ سِنِينَ.
وَهَاجَرَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فقدم الْمَدِينَةِ يَوْمَ الاثْنَيْنِ لاثْنَتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ. وَأَعْرَسَ بِي فِي شوال عَلَى رأس ثمانية أشهر مِن المهاجر. وَكُنْتُ يَوْمَ دَخَلَ بِي ابْنَةَ تِسْعِ سِنِينَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي أَبُو حَمْزَةَ مَيْمُونٌ مَوْلَى عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عُرْوَةَ عن عائشة قالت: تزوجني رسول الله وَإِنِّي لأَلْعَبُ مَعَ الْجَوَارِي. فَمَا دَرَيْتُ أَنَّ رسول
__________
4128 الإصابة ترجمة (701) ، والسمط الثمين (29) ، والطبري (3/ 67) ، وذيل المذيل (2/ 43) ، وتاريخ الخميس (1/ 475) ، والدر المنثور (280) ، وصبح الأعشى (5/ 435) ، ومنهاج السنة (2/ 182، 186، 192، 198) ، والأعلام (3/ 240) .(8/46)
اللَّهِ تَزَوَّجَنِي حَتَّى أَخَذَتْنِي أُمِّي فَحَبَسَتْنِي فِي الْبَيْتِ عَنِ الْخُرُوجِ فَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنِّي تَزَوَّجْتُ. فَمَا سَأَلْتُهَا حَتَّى كَانَتْ أُمِّي هِيَ الَّتِي أَخْبَرَتْنِي.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عن أبيه عن عائشة قالت: تَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَنَا بِنْتُ سِتِّ سِنِينَ وَدَخَلَ عَلَيَّ وَأَنَا بنت تسع سنين. ولقد دَخَلْتُ عَلَيْهِ وَإِنِّي لأَلْعَبُ بِالْبَنَاتِ مَعَ الْجَوَارِي فَيَدْخُلُ فَيَنْقَمِعُ مِنْهُ صَوَاحِبِي فَيَخْرُجْنَ فَيَخْرُجُ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فيسر بهن علي.
أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: تَزَوَّجَنِي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في شَوَّالٍ وَبَنَى بِي فِي شَوَّالٍ. فَأَيُّ نِسَاءِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان أَحْظَى عِنْدَهُ مِنِّي؟ وَكَانَتْ عَائِشَةُ تَسْتَحِبُّ أَنْ تَدْخُلَ نِسَاؤُهَا فِي شَوَّالٍ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ عَنِ الأَجْلَحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَائِشَةَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي كُنْتُ أَعْطَيْتُهَا مُطْعِمًا لابْنِهِ جُبَيْرٍ فَدَعْنِي حَتَّى أَسُلَّهَا مِنْهُمْ. فَاسْتَسَلَّهَا مِنْهُمْ فَطَلَّقَهَا فَتَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
أَخْبَرَنَا يزيد بْنُ هَارُونَ. حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ عَنْ عَطِيَّةَ قَالَ: [خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَائِشَةَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ وَهِيَ صَبِيَّةٌ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَيْ رَسُولَ اللَّهِ. أَيَتَزَوَّجُ الرَّجُلُ ابْنَةَ أَخِيهِ؟ فَقَالَ: إِنَّكَ أَخِي فِي دِينِي] . قَالَ: فَزَوَّجَهَا إِيَّاهُ عَلَى مَتَاعِ بَيْتٍ قِيمَتُهُ خَمْسُونَ أَوْ نَحْوٌ مِنْ خَمْسِينَ فَأَتَتْهَا حَاضِنَتُهَا وَهِيَ تَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ فَأَخَذَتْ بِيَدِهَا فَانْطَلَقَتْ بِهَا إِلَى الْبَيْتِ فَأَصْلَحَتْهَا وَأَخَذَتْ مَعَهَا حِجَابًا فَأَدْخَلَتْهَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ.
أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ. أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عن عَائِشَةَ قَالَتْ: تَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَنَا بِنْتُ سِتِّ سِنِينَ وَأُدْخِلْتُ عَلَيْهِ وَأَنَا بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ. وَكُنْتُ أَلْعَبُ عَلَى الْمَرْجُوحَةِ وَلِي جُمَّةٌ. فَأُتِيتُ وَأَنَا أَلْعَبُ عَلَيْهَا فَأُخِذْتُ فَهُيِّئْتُ ثُمَّ أُدْخِلْتُ عَلَيْهِ وَأُرِيَ صُورَتِي فِي حَرِيرَةٍ.
أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ. أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: وَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى خَدِيجَةَ حَتَّى خُشِيَ عَلَيْهِ حَتَّى تَزَوَّجَ عَائِشَةَ.
أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ الْكِلابِيُّ عَنِ(8/47)
الْفُضَيْلِ بْنِ مَرْزُوقٍ عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَزَوَّجَ عَائِشَةَ عَلَى بَيْتٍ قِيمَتُهُ خَمْسُونَ أَوْ نَحْوٌ مِنْ خَمْسِينَ دِرْهَمًا.
أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَزَوَّجَ عَائِشَةَ وَهِيَ ابْنَةُ سَبْعِ سِنِينَ وَبَنَى بِهَا وَهِيَ ابْنَةُ تسع وَمَاتَ عَنْهَا وَهِيَ ابْنَةُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ.
أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَزَوَّجَ عَائِشَةَ وَهِيَ ابْنَةُ سِتِّ سِنِينَ أَوْ سَبْعِ وَبَنَى بِهَا وَهِيَ ابْنَةُ تِسْعٍ.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ. حَدَّثَنَا الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: تَزَوَّجَهَا رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهِيَ بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ وَمَاتَ عَنْهَا وَهِيَ ابْنَةُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ.
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ. حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ:
تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عائشة وَهِيَ بِنْتُ سِتِّ سِنِينَ وَدَخَلَ بِهَا وَهِيَ بنت تسع سنين ومات عنها - صلى الله عليه وسلم - وهي ابنة ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ. أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ مِثْلَهُ.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالُوا: حَدَّثَنَا سفيان عن إسماعيل بن أمية عن عبد اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: تَزَوَّجَنِي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في شَوَّالٍ وَأُدْخِلْتُ عَلَيْهِ فِي شَوَّالٍ. فَأَيُّ نِسَائِهِ كَانَ أَحْظَى عِنْدَهُ مِنِّي؟ وَكَانَتْ تَسْتَحِبُّ أَنْ تدخل نسائها فِي شَوَّالٍ. وَقَالَ أَبُو عَاصِمٍ: إِنَّمَا كَرِهَ النَّاسُ أَنْ يُدْخِلُوا النِّسَاءَ فِي شَوَّالٍ لِطَاعُونٍ وَقَعَ فِي شَوَّالٍ فِي الزَّمَنِ الأَوَّلِ. قَالَ أَبُو عَاصِمٍ: وَأَخْبَرَنَا سُفْيَانُ هَذَا الْحَدِيثَ سَنَةَ ست وأربعن ومائة بمكة في دار الْحَسَنِ بْنِ وَهْبٍ الْجُمَحِيِّ.
أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ. أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ. أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عائشة قالت: تَزَوَّجَ بِيَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَنَا ابْنَةُ سَبْعِ سِنِينَ وَدَخَلَ بِي وَأَنَا ابْنَةُ تِسْعِ سِنِينَ. وَكُنْتُ أَلْعَبُ بِالْبَنَاتِ مَعَ صَوَاحِبِي فَإِذَا جَاءَ وَهُنَّ بَيْنَ أَيْدِينَا يَقُولُ لنا النبي. ص: مَكَانَكُنَّ.
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ. أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ. أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عائشة(8/48)
قَالَتْ: كُنْتُ أَلْعَبُ بِالْبَنَاتِ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وكن يأتينني صَوَاحِبِي يَنْقَمِعْنَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وكان رسول الله يسر بهن إِلَيَّ فَيَلْعَبْنَ مَعِي.
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ. أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ. أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - تزوجها وهي ابنة سِتِّ سِنِينَ وَبَنَى بِهَا وَهِيَ ابْنَةُ تِسْعِ سِنِينَ.
وَكَانَتْ عِنْدَهُ تِسْعَ سِنِينَ.
أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ. أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عائشة قَالَتْ: تَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَنَا ابْنَةُ سَبْعِ سِنِينَ وَبَنَى بِي وَأَنَا ابْنَةُ تِسْعٍ.
أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ. حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: ملك رسول الله عُقْدَةَ عَائِشَةَ وَهِيَ ابْنَةُ سِتِّ سِنِينَ. وَجَمَعَهَا وَهِيَ ابْنَةُ تِسْعِ سِنِينَ. وَتُوُفِّيَ عَنْهَا وَهِيَ ابْنَةُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْعَبْدِيُّ. حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالا:
نَكَحَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - عائشة وهي ابنة تِسْعِ سَنَوَاتٍ أَوْ سَبْعٍ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ. أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كُنْتُ أَلْعَبُ بِالْبَنَاتِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. أَخْبَرَنَا خَارِجَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمًا وَأَنَا أَلْعَبُ بِالْبَنَاتِ فَقَالَ: مَا هَذَا يَا عَائِشَةُ؟ فَقُلْتُ خَيْلُ سُلَيْمَانَ. فَضَحِكَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: تَزَوَّجَ بِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَنَا ابْنَةُ سِتِّ سِنِينَ. وَبَنَى بِي وَأَنَا ابْنَةُ تِسْعِ سِنِينَ. وَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَنَا ابْنَةُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ رَيْطَةَ عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا سئلت: متى بنى بك رسول الله. ص؟ فَقَالَتْ:
لَمَّا هَاجَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى الْمَدِينَةِ خَلَّفَنَا وَخَلَّفَ بَنَاتِهِ. فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ بَعَثَ إِلَيْنَا زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ وَبَعَثَ مَعَهُ أَبَا رَافِعٍ مَوْلاهُ وَأَعْطَاهُمَا بعيرين وخمسمائة درهم أخذها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أَبِي بَكْرٍ يَشْتَرِيَانِ بِهَا مَا يَحْتَاجَانِ إِلَيْهِ مِنَ الظَّهْرِ وَبَعَثَ أَبُو بَكْرٍ مَعَهُمَا عَبْدَ الله بن أريقط الديلي بِبَعِيرَيْنِ أَوْ ثَلاثَةٍ. وَكَتَبَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ يَأْمُرُهُ(8/49)
أَنْ يَحْمِلَ أَهْلَهُ أُمِّيَ أُمَّ رُومَانَ وَأَنَا وَأُخْتِيَ أَسْمَاءَ امْرَأَةَ الزُّبَيْرِ. فَخَرَجُوا مُصْطَحِبِينَ.
فَلَمَّا انْتَهَوْا إِلَى قُدَيْدٍ اشْتَرَى زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ بِتِلْكَ الْخَمْسِمِائَةِ ثَلاثَةَ أَبْعِرَةٍ ثُمَّ رَحَلُوا مِنْ مَكَّةَ جَمِيعًا وَصَادَفُوا طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ يُرِيدُ الْهِجْرَةَ بِآلِ أَبِي بَكْرٍ فَخَرَجْنَا جَمِيعًا وَخَرَجَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ وَأَبُو رَافِعٍ بِفَاطِمَةَ وَأُمِّ كُلْثُومٍ وَسَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ. وَحَمَلَ زَيْدٌ أُمَّ أَيْمَنَ وَأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ. وَخَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ بِأُمِّ رُومَانَ وَأُخْتَيْهِ. وَخَرَجَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ وَاصْطَحَبْنَا جَمِيعًا حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْبِيضِ مِنْ مِنًى نَفَرَ بَعِيرِي وَأَنَا فِي مِحَفَّةٍ مَعِي فِيهَا أُمِّي. فجعلت أمي تقول: وا بنتاه! وا عروساه! حَتَّى أَدْرَكَ بَعِيرُنَا وَقَدْ هَبَطَ مِنْ لِفْتٍ فَسَلَّمَ اللَّهُ. عَزَّ وَجَلَّ. ثُمَّ إِنَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فَنَزَلْتُ مَعَ عِيَالِ أَبِي بَكْرٍ. وَنَزَلَ آل رسول الله وَرَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمَئِذٍ يُبْنَى الْمَسْجِدَ وَأَبْيَاتَا حَوْلَ الْمَسْجِدِ فَأَنْزَلَ فِيهَا أَهْلَهُ. وَمَكَثْنَا أَيَّامًا فِي مَنْزِلِ أَبِي بَكْرٍ. ثُمَّ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا يَمْنَعُكَ مِنْ أَنْ تَبْنِيَ بِأَهْلِكَ؟
قَالَ رسول الله. ص: الصَّدَاقُ. فَأَعْطَاهُ أَبُو بَكْرٍ الصَّدَاقَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً وَنَشًّا فَبَعَثَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَيْنَا. وَبَنَى بِي رَسُولُ اللَّهِ فِي بَيْتِي هَذَا الَّذِي أَنَا فِيهِ وَهُوَ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ لِنَفْسِهِ بابا في المسجد وِجَاهَ بَابِ عَائِشَةَ.
قَالَتْ: وَبَنَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِسَوْدَةَ فِي أَحَدِ تِلْكَ الْبُيُوتِ الَّتِي إِلَى جَنْبِي فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَكُونُ عِنْدَهَا.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ. أَخْبَرَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ. أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ سَوْدَةَ وَهَبَتْ يَوْمَهَا لِعَائِشَةَ فَقَالَتْ: يَوْمِي لِعَائِشَةَ. وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقْسِمُ لِعَائِشَةَ يَوْمَهَا وَيَوْمَ سَوْدَةَ.
أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ. أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سلمة عن هشام. يَعْنِي ابْنَ عُرْوَةَ. عَنْ عَبَّادِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ النِّسَاءَ قَدِ اكْتَنِينَ فَكَنِّنِي. قَالَ: تَكَنَّيْ بِابْنِكِ عَبْدِ الله.
أخبرنا حجاج بن نصر. أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ مَيْمُونٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: فُضِّلَتْ عَلَى نِسَاءِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِعَشْرٍ. قِيلَ: ما هن يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَتْ:
لَمْ يَنْكِحْ بِكْرًا قَطُّ غَيْرِي. وَلَمْ يَنْكِحِ امْرَأَةً أَبَوَاهَا مُهَاجِرَانِ غَيْرِي. وَأَنْزَلَ اللَّهُ. عَزَّ وَجَلَّ.
بَرَاءَتِي مِنَ السَّمَاءِ. وَجَاءَهُ جِبْرِيلُ بِصُورَتِي مِنَ السَّمَاءِ فِي حريرة وقال: تَزَوَّجْهَا فَإِنَّهَا امْرَأَتُكَ. فَكُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَهُوَ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ. وَلَمْ يَكُنْ يَصْنَعُ ذَلِكَ بِأَحَدٍ مِنْ نِسَائِهِ غَيْرِي. وَكَانَ يُصَلِّي وَأَنَا مُعْتَرِضَةٌ بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ بِأَحَدٍ مِنْ نِسَائِهِ غَيْرِي.(8/50)
وَكَانَ يَنْزِلُ عَلَيْهِ الْوَحْيُ وَهُوَ مَعِي وَلَمْ يَكُنْ يَنْزِلُ عَلَيْهِ وَهُوَ مَعَ أَحَدٍ مِنْ نِسَائِهِ غَيْرِي.
وَقَبَضَ اللَّهُ نَفْسَهُ وَهُوَ بَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي. وَمَاتَ فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي كَانَ يَدُورُ عَلَيَّ فِيهَا وَدُفِنَ فِي بَيْتِي.
أَخْبَرَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ. حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: قَالَ عَمَّارٌ وَذَكَرَ عَائِشَةَ فَقَالَ: أَمَا إِنَّا نَعْلَمُ أَنَّهَا زَوْجَةُ رَسُولِ اللَّهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ.
أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ. حَدَّثَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ قَالا:
أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ لَهَا: رَأَيْتُكِ فِي الْمَنَامِ مَرَّتَيْنِ. أَرَى رَجُلا يَحْمِلُكِ فِي سَرَقَةٍ مِنْ حَرِيرٍ فَيَقُولُ هَذِهِ امْرَأَتُكَ فَأَكْشِفُ عَنْهَا فَإِذَا هِيَ أَنْتِ فَأَقُولُ إِنْ يَكُ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ يُمْضِهِ.
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ. حَدَّثَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ. حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ عَبَّادِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَلا تُكَنِّينِي؟ فقال النبي. ص: اكْتَنِي بِابْنِكِ عَبْدِ اللَّهِ. فَكَانَتْ تُكَنَّى بِأُمِّ عَبْدِ اللَّهِ.
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ. أَخْبَرَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ. حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ الْحَبْحَابِ قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: كَانَ إِذَا حَدَّثَ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ يَقُولُ: حَدَّثَتْنِي الصَّادِقَةُ بِنْتُ الصِّدِّيقِ الْمُبَرَّأَةُ كَذَا وَكَذَا. وَقَالَ غَيْرُهُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: حَبِيبَةُ حَبِيبِ اللَّهِ.
حَدَّثَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ. حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ فِرَاسٍ عَنْ عَامِرٍ عَنْ مَسْرُوقٍ أَنَّ امْرَأَةً قَالَتْ لِعَائِشَةَ: يَا أُمَّهْ. فَقَالَتْ: لَسْتُ بِأُمِّكِ. أَنَا أُمُّ رِجَالِكُمْ.
أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ. حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهُ كَانَ لَهَا بَنَاتٌ. تَعْنِي اللُّعَبَ. فَكَانَ إِذَا دَخَلَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اسْتَتَرَ بِثَوْبِهِ مِنْهَا. قَالَ أَبُو عَوَانَةَ: لِكَيْ لا تَمْتَنِعَ.
أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ. حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: أُعْطِيتُ خلالا ما أعطيتها امْرَأَةٌ. مَلَكَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَنَا بِنْتُ سَبْعِ سِنِينَ.
وَأَتَاهُ الْمَلَكُ بِصُورَتِي فِي كَفِّهِ فَنَظَرَ إِلَيْهَا وَبَنَى بِي لِتِسْعِ سِنِينَ. وَرَأَيْتُ جِبْرِيلَ وَلَمْ تَرَهُ امْرَأَةٌ غيري. وكنت أحب نسائه إِلَيْهِ. وَكَانَ أَبِي أَحَبَّ أَصْحَابِهِ إِلَيْهِ. وَمَرِضَ رَسُولُ اللَّهِ فِي بَيْتِي فَمَرَّضْتُهُ فَقُبِضَ وَلَمْ يَشْهَدْهُ غَيْرِي وَالْمَلائِكَةُ.(8/51)
أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي. حدثنا شريك عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ سَوْدَةَ لَمَّا كَبِرَتْ وَهَبَتْ يَوْمَهَا لِي فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقْسِمُ لِي يَوْمِيَ وَيَوْمَهَا.
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عُرَيْبٍ قَالَ: وَقَعَ رَجُلٌ فِي عَائِشَةَ يَوْمَ الْجَمَلِ وَاجْتَمَعَ عَلَيْهِ النَّاسُ. فَقَالَ عَمَّارٌ: مَا هَذَا؟
قَالُوا: رَجُلٌ يَقَعُ فِي عَائِشَةَ. فَقَالَ لَهُ عَمَّارٌ: اسْكُتْ مَقْبُوحًا مَنْبُوحًا. أَتَقَعُ فِي حَبِيبَةِ رَسُولِ اللَّهِ. ص؟ إِنَّهَا لَزَوْجَتُهُ فِي الْجَنَّةِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ. حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ اللَّيْثِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُونِ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ مَوْلَى [الْغِفَارِيِّينَ أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ لِلنَّبِيِّ. ص: مَنْ أَزْوَاجُكَ فِي الْجَنَّةِ؟ قَالَ: أَنْتِ مِنْهُنَّ] .
أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ. أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: أُخْبِرْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: لَقَدْ أُرِيتُهَا فِي الْجَنَّةِ لِيُهَوَّنُ بِذَلِكَ عَلَيَّ مَوْتِي كَأَنِّي أَرَى كَفَّيْهَا. يَعْنِي عَائِشَةَ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ. أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كُنْتُ أَلْعَبُ بِالْبَنَاتِ وَيَجِئْنَ صَوَاحِبَاتٌ لِي فَيَلْعَبْنَ مَعِي فَإِذَا رَأَيْنَ رَسُولَ اللَّهِ انْقَمَعْنَ مِنْهُ.
فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ يُدْخِلُهُنَّ فَيَلْعَبْنَ مَعِي.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سُمَيْعٍ عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ قَالَ: [قال رسول الله. ص: عَائِشَةُ زَوْجِي فِي الْجَنَّةِ] .
أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ عَبَّادِ بْنِ حَمْزَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله كنيت نساءك فاكنني. قَالَ: اكْتَنِي بِابْنِ أُخْتِكِ عَبْدِ اللَّهِ.
أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ اللَّيْثِيُّ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ عَبَّادِ بْنِ حَمْزَةَ أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَلا تُكَنِّينِي؟ فَقَالَ النبي. ص: اكْتَنِي بِابْنِكِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ.
فَكَانَتْ تُكَنَّى بِأُمِّ عَبْدِ اللَّهِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ. حَدَّثَنَا الأَعْمَشِ عَنْ مُسْلِمٍ عَنْ مَسْرُوقٍ أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: هَلْ كَانَتْ عَائِشَةُ تُحْسِنُ الْفَرَائِضَ؟ فَقَالَ: إِي وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ رَأَيْتُ مَشْيَخَةَ(8/52)
أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الأَكَابِرَ يَسْأَلُونَهَا عَنِ الْفَرَائِضِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ اللَّهِ الطَّنَافِسِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ مُسْلِمٍ عَنْ مَسْرُوقٍ أَنَّهُ كَانَ إِذَا حَدَّثَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَ: حَدَّثَتْنِي الصِّدِّيقَةُ بِنْتُ الصِّدِّيقِ حَبِيبَةُ حَبِيبِ اللَّهِ الْمُبَرَّأَةُ.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ تَمِيمِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَ: رَأَيْتُهَا تَصَدَّقُ بِسَبْعِينَ أَلْفًا وَإِنَّهَا لَتَرْفَعُ جَانِبَ دِرْعِهَا.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ. حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَ: رَأَيْتُهَا تَصَدَّقُ بِسَبْعِينَ أَلْفًا وَإِنَّهَا لَتَرْفَعُ جَانِبَ دِرْعِهَا.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ. حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ أُمِّ ذَرَّةَ قَالَتْ: بَعَثَ ابْنُ الزُّبَيْرِ إِلَى عَائِشَةَ بِمَالٍ فِي غِرَارَتَيْنِ يَكُونُ مِائَةَ أَلْفٍ فَدَعَتْ بِطَبَقٍ.
وَهِيَ يَوْمَئِذٍ صَائِمَةٌ. فَجَعَلَتْ تَقْسِمُ فِي النَّاسِ. قال فلما أمست قالت: يا جارية هاتي فِطْرِي. فَقَالَتْ أُمُّ ذَرَّةَ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ أَمَا اسْتَطَعْتِ فِيمَا أَنْفَقْتِ أَنْ تَشْتَرِيَ بِدِرْهَمٍ لَحْمًا تُفْطِرِينَ عَلَيْهِ؟ فَقَالَتْ: لا تُعَنِّفِينِي. لَوْ كُنْتِ أَذْكَرْتِنِي لَفَعَلْتُ.
أَخْبَرَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُطَرِّفٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ:
فَرَضَ عُمَرُ لأُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ عَشْرَةَ آلافٍ وَزَادَ عَائِشَةَ أَلْفَيْنِ وَقَالَ: إِنَّهَا حبيبة رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ [قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ أَنَّ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيْكَ؟
قَالَ: عَائِشَةُ. قَالَ: إِنَّمَا أَقُولُ مِنَ الرِّجَالِ. قَالَ: أَبُوهَا] .
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ. حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ فِرَاسٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ:
قَالَتِ امْرَأَةٌ لِعَائِشَةَ: يَا أُمَّهْ. قَالَتْ: إِنِّي لَسْتُ بِأُمِّكِ إِنَّمَا أَنَا أُمُّ رِجَالِكُمْ.
أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ. أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ. ص: أُرِيتُكِ فِي الْمَنَامِ مَرَّتَيْنِ. أُتِيتُ بِكِ فِي سَرَقَةِ حَرِيرٍ فَأَكْشِفُهَا فَإِذَا هِيَ أَنْتِ. قَالَ: فَيُقَالُ هَذِهِ امْرَأَتُكَ. قَالَ: فَأَقُولُ إِنْ كَانَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ يُمْضِهْ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدٍ الْوَاسِطِيُّ. أَخْبَرَنَا مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: قَالَتْ لِي عَائِشَةُ: لَقَدْ رَأَيْتُ جِبْرِيلَ وَاقِفًا فِي حُجْرَتِي هَذِهِ عَلَى فَرَسٍ(8/53)
وَرَسُولُ اللَّهِ يُنَاجِيهِ. فَلَمَّا دَخَلَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هَذَا الَّذِي رَأَيْتُكَ تُنَاجِيهِ؟ قَالَ:
وَهَلْ رَأَيْتِهِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: فَبِمَنْ شَبَّهْتِهِ؟ قُلْتُ: بِدِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ. قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتِ خَيْرًا كَثِيرًا. ذَاكَ جِبْرِيلُ. قَالَتْ فَمَا لَبِثْتُ إِلا يَسِيرًا حَتَّى قَالَ: يَا عَائِشَةُ هَذَا جِبْرِيلُ يَقْرَأُ عَلَيْكِ السَّلامَ. قُلْتُ: وَعَلَيْهِ السَّلامُ. جَزَاهُ اللَّهُ مِنْ دَخِيلٍ خَيْرًا.
أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَوَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ وَالْفَضْلُ بْنُ دكين قالوا: حدثنا زكرياء بْنُ أَبِي زَائِدَةَ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ [عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ الله. ص: إِنَّ جِبْرِيلَ يَقْرَأُ عَلَيْكِ السَّلامَ فَقُلْتُ: وَعَلَيْهِ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ] .
قَالَ وَكِيعٌ: وَزَادَ فِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَبِيبٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: بَخٍ بَخٍ. وَزَادَ فِيهِ مُطِيعُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الشَّعْبِيِّ سَمِعَهُ مِنْهُ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ مَرْحَبًا بِهِ زَائِرًا وَدَخِيلا.
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ. حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ أَخْبَرَنِي عَنِ الْقَاسِمِ أَنَّ عَائِشَةَ كَانَتْ تَصُومُ الدَّهْرَ.
أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: قَالَ عَطَاءٌ: كُنْتُ آتِي عَائِشَةَ أَنَا وَعُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ وَهِيَ مُجَاوِرَةٌ فِي جَوْفِ ثَبِيرٍ. قَالَ: قُلْتُ: وَمَا حِجَابُهَا يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: هِيَ حِينَئِذٍ فِي قُبَّةٍ لَهَا تُرْكِيَّةٍ عَلَيْهَا غِشَاؤُهَا بَيْنَنَا وَبَيْنَهَا. وَلَكِنْ قَدْ رَأَيْتُ عَلَيْهَا دِرْعًا مُعَصْفَرًا وَأَنَا صَبِيٌّ.
أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ. حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ: سَأَلْتُ الزُّهْرِيَّ عَنِ الرَّجُلِ يُخَيِّرُ امْرَأَتَهُ فَتَخْتَارُهُ قَالَ: حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَتَانِي نَبِيُّ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: إِنِّي سَأَعْرِضُ عَلَيْكِ أَمْرًا فَلا عَلَيْكِ أَنْ لا تَعْجَلِي بِهِ حَتَّى تشاوري أبويك. فقلت: وما هذا الأمر؟ قالت فتلا علي: «يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها» الأحزاب: 28. إِلَى قَوْلِهِ: «فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِناتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً» الأحزاب: 29. قَالَتْ عَائِشَةُ: فِي أَيِّ ذَلِكَ تَأْمُرُنِي أَنْ أُشَاوِرَ أَبَوَيَّ! بَلْ أُرِيدُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ. قَالَ: فَسُرَّ بِذَلِكَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَعْجَبَهُ وَقَالَ: سَأَعْرِضُ عَلَى صَوَاحِبِكِ مَا عَرَضْتُ عَلَيْكِ. قَالَتْ:
فَلا تُخْبِرْهُنَّ بِالَّذِي اخْتَرْتُ. فَلَمْ يَفْعَلْ. كَانَ يَقُولُ لَهُنَّ كَمَا قَالَ لِعَائِشَةَ. ثُمَّ يَقُولُ قَدِ اخْتَارَتْ عَائِشَةُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ. قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقَدْ خَيَّرَنَا رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
فَلَمْ نَرَ ذَلِكَ طَلاقًا.(8/54)
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مُرَّةَ الْمَكِّيُّ. حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ إِذَا حَدَّثَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَ: وَاللَّهِ لا تَكْذِبُ عَائِشَةُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَبَدًا.
أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَتْ لِي عَائِشَةُ: يَا ابْنَ أُخْتِي. قَالَ لِي رَسُولُ الله. ص: [مَا يَخْفَى عَلَيَّ حِينَ تَغْضَبِينَ وَلا حِينَ تَرْضَيْنَ. فَقُلْتُ: بِمَ تَعْرِفُ ذَاكَ بِأَبِي أَنْتِ وَأُمِّي؟ قَالَ: أَمَّا حِينَ تَرْضَيْنَ فَتَقُولِينَ حِينَ تَحْلِفِينَ لا وَرَبِّ مُحَمَّدٍ. وَأَمَّا حِينَ تَغْضَبِينَ فَتَقُولِينَ لا وَرَبِّ إِبْرَاهِيمَ. فَقُلْتُ: صَدَقْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ الْكِلابِيُّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَافِعٍ عَنْ إِسْحَاقَ الأَعْمَى قَالَ:
دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ فَاحْتَجَبَتْ مِنِّي فَقُلْتُ: تَحْتَجِبِينَ مِنِّي وَلَسْتُ أَرَاكِ؟ قَالَتْ: إِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَانِي فَإِنِّي أَرَاكَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ عَبْدُ الْحَكِيمِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ قَالَ:
سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجَ يُحَدِّثُ فِي مَجْلِسِهِ بِالْمَدِينَةِ يَقُولُ: أَطْعَمَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
عائشة بِخَيْبَرَ ثَمَانِينَ وَسْقًا تَمْرًا وَعِشْرِينَ وَسْقًا شَعِيرًا. وَيُقَالُ قَمْحٌ.
أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ قَالا: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ لِعَائِشَةَ كِسَاءُ خَزٍّ تَلْبَسُهُ فَكَسَتْهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ.
أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ. أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ عَنْ شُمَيْسَةَ أَنَّهَا دَخَلَتْ عَلَى عَائِشَةَ وعليها ثياب من هذه السيد الصفاق ودرع وخمار ونقبة قد لُوِّنَتْ بِشَيْءٍ مِنْ عُصْفُرٍ.
أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْرَقُ. حَدَّثَنَا مَالِكٌ قَالَ: حَدَّثَتْنِي امْرَأَةٌ عَنْ عَمَّتِهَا قَالَتْ: كَانَتْ عَائِشَةُ تَلْبَسُ الْمُعَصْفَرَ.
أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْقَاسِمِ يَقُولُ: إِنَّ عَائِشَةَ كَانَتْ تَلْبَسُ الْمُعَصْفَرَ وَهِيَ مُحْرِمَةٌ.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلالٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ يُحَدِّثُ أَنَّ عَائِشَةَ كَانَتْ تَلْبَسُ الأَحْمَرَيْنِ الْمُذَهَّبَ وَالْمُعَصْفَرَ وَهِيَ مُحْرِمَةٌ.
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ. حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ(8/55)
عَائِشَةَ أَنَّهَا كَانَتْ تَلْبَسُ الْمُعَصْفَرَ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو قَالَ: سَأَلْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ قُلْتُ: إِنَّ نَاسًا يَزْعُمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، نَهَى عَنِ الأَحْمَرَيْنِ الْعُصْفُرَ وَالذَّهَبَ، فَقَالَ لا كَذَبُوا، وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُ عَائِشَةَ تَلْبَسُ الْمُعَصْفَرَاتِ وَتَلْبَسُ خَوَاتِمَ الذَّهَبِ.
أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ أَنَّ الْقَاسِمَ قَالَ: كَانَتْ عَائِشَةُ تُحْرِمُ فِي الدِّرْعِ الْمُعَصْفَرِ.
حَدَّثَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى عَائِشَةَ دِرْعًا مُضَرَّجًا.
أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ زِيَادٍ الْقُطَعِيُّ، حَدَّثَتْنَا بَكْرَةُ بِنْتُ عُقْبَةَ أَنَّهَا دَخَلَتْ عَلَى عَائِشَةَ وَهِيَ جَالِسَةٌ فِي مُعَصْفَرَةٍ فَسَأَلَتْهَا عَنِ الْحِنَّاءِ فَقَالَتْ: شَجَرَةٌ طَيِّبَةٌ وَمَاءٌ طَهُورٌ. وَسَأَلَتْهَا عَنِ الْحُفَافِ فَقَالَتْ لَهَا: إِنْ كَانَ لَكِ زَوْجٌ فَاسْتَطَعْتِ أَنَّ تَنْزِعِي مُقْلَتَيْكِ فتضعيهما أَحْسَنَ مِمَّا هُمَا فَافْعَلِي.
أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: حَدَّثَتْنَا أُمُّ شَيْبَةَ قَالَتْ:
رَأَيْتُ عَلَى عَائِشَةَ ثَوْبًا مُعَصْفَرًا.
أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَمْرَةَ عَنْ عائشة أنّها قالت: لا بدّ لِلْمَرْأَةِ مِنْ ثَلاثَةِ أَثْوَابٍ تُصَلِّي فِيهِنَّ: دِرْعٌ وَجِلْبَابٌ وَخِمَارٌ. وَكَانَتْ عَائِشَةُ تَحُلُّ إِزَارَهَا فَتَجَلْبَبُ بِهِ.
أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ عَنْ أُمِّهِ قَالَتْ:
دَخَلَتْ حَفْصَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَلَى عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ وَعَلَى حَفْصَةَ خِمَارٌ رَقِيقٌ فَشَقَّتْهُ عَائِشَةُ عَلَيْهَا وَكَسَتْهَا خِمَارًا كَثِيفًا.
أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَتْنَا أُمُّ نَصْرٍ قالت: حدّثنا مُعَاذَةُ قَالَتْ:
رَأَيْتُ عَلَى عَائِشَةَ مِلْحَفًا مُعَصْفَرًا.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ صَفِيَّةَ قَالَتْ: رَأَيْتُ عَائِشَةَ طَافَتْ بالبيت وهي منتقبة.
أخبرنا حجّاج بن نصر، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْخَزَّازُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ:
رَأَيْتُ عَلَى عَائِشَةَ ثَوْبًا مُضَرَّجًا، فَقُلْتُ: وَمَا الْمُضَرَّجُ؟ فَقَالَ: هَذَا الَّذِي تُسَمُّونَهُ الْمُوَرَّدَ.(8/56)
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَتْنَا حَبِيبَةُ بِنْتُ عَبَّادٍ الْبَارِقِيَّةُ عَنْ أُمِّهَا قَالَتْ: رَأَيْتُ عَلَى عَائِشَةَ دِرْعًا أَحْمَرَ وَخِمَارًا أَسْوَدَ.
أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالا: حَدَّثَنَا الأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ الْمُغِيرَةِ مَوْلاةُ الأَنْصَارِ قَالَتْ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنِ الْحَرِيرِ، قَالَتْ: قَدْ كُنَّا نُكْسَى ثِيَابًا عَلَى عَهْدِ رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، يُقَالُ لَهَا السِّيَرَاءُ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ حَرِيرٍ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الأَزْرَقِيُّ الْمَكِّيُّ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ يُحَدِّثُ أَنَّهُ كَانَ عَلَيْهِ كِسَاءُ خَزٍّ فِي يَوْمٍ بَارِدٍ وَأَنَّهُ أَلْبَسَهُ عَائِشَةَ فَلَمْ تُؤَخِّرْهُ.
أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عَائِشَةَ كَسَتْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ مِطْرَفَ خَزٍّ كَانَتْ تَلْبَسُهُ.
أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى وَمُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالا: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ نَافِعٍ مَوْلَى ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ الأَشْعَثِ قَالَ لِعَائِشَةَ: أَلا نَجْعَلُ لَكِ فَرْوًا نُهْدِيهِ إِلَيْكِ فَإِنَّهُ أَدْفَأُ تَلْبِسِينَهُ. فَقَالَتْ: إِنِّي لأَكْرَهُ جُلُودَ الْمَيْتَةِ. فَقَالَ:
إِنِّي سَأَقُومُ عَلَيْهِ وَلا أَجْعَلُهُ لَكِ إِلا ذَكِيًّا. فَجَعَلَهُ لَهَا فَأَرْسَلَ بِهِ إِلَيْهَا فَكَانَتْ تَلْبَسُهُ.
أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ عَنْ أُمِّهِ قَالَتْ: رَأَيْتُ حَفْصَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ دَخَلَتْ عَلَى عَائِشَةَ وَعَلَيْهَا خِمَارٌ رَقِيقٌ يَشِفُّ عَنْ جَيْبِهَا فَشَقَّتْهُ عَائِشَةُ عَلَيْهَا وَقَالَتْ: أَمَا تَعْلَمِينَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِي سُورَةِ النُّورِ؟ ثُمَّ دَعَتْ بخمار فسكتها.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ:
كَانَتْ عائشة وأزواج النبيّ، صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، يَخْتَضِبْنَ بِالْحِنَّاءِ وَهُنَّ حُرُمٌ وَذَلِكَ بَعْدَ وفاة النبيّ، صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، وَيَحْجُجْنَ فِي الْمُعَصْفَرَاتِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَبِيهِ عن عائشة بنت طحلة عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، قَالَتْ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْقَاحَةِ سَالَ عَلَى وَجْهِي مِنْ رَأْسِي صُفْرَةٌ مِمَّا جَعَلْتُ فِي رَأْسِي مِنَ الطِّيبِ حِينَ خَرَجْتُ، فَقَالَ النَّبِيُّ، صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: «إِنَّ لَوْنَكِ الآنَ يَا شُقَيْرَاءُ لَحَسَنٌ» .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا الثَّوْرِيُّ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ(8/57)
طَلْحَةَ عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، قَالَتْ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلّم، عن الجهاد قال:
«جهاد كنّ الْحَجُّ» .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
رُبَّمَا رَوَتْ عَائِشَةُ الْقَصِيدَةَ سِتِّينَ بَيْتًا وَالْمِائَةَ بَيْتٍ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ سُهَيْلٍ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: كَانَتْ عَائِشَةُ تَحْتَجِبُ مِنْ حَسَنٍ وَحُسَيْنٍ. قَالَ: فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّ دُخُولَهُمَا عَلَيْهَا لَحِلٌّ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ أَبِي جعفر قال: كَانَ حَسَنٌ وَحُسَيْنٌ لا يَدْخُلانِ عَلَى أَزْوَاجِ النبيّ، صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَمَا إِنَّ دُخُولَهُمَا على أزواج النبيّ، صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، لَحِلٌّ لَهُمَا.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: لأَنَّهُمَا وَلَدُ وَلَدِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، وَقَدْ قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ: الرَّجُلُ يَتَزَوَّجُ الْمَرْأَةَ فَلا تَحِلُّ لِوَلَدِهِ وَلا لِوَلَدِ وَلَدِهِ مِنَ الذُّكُورِ أَنْ يَتَزَوَّجَهَا أَبَدًا وَلا هُمْ وَلا أَوْلادِهِمْ وَلا أَوْلادِ بَنَاتِهِمْ وَهَذَا مُجْمَعٌ عَلَيْهِ.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إبراهيم الأسدي عن شعيب بن الحبحاب عن أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ دَاخِلا دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ وَهِيَ تَخِيطُ نُقْبَةً لَهَا فَقَالَ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ أَلَيْسَ قَدْ أَكْثَرَ اللَّهُ الْخَيْرَ؟ قَالَتْ: دَعْنَا مِنْكَ، لا جَدِيدَ لِمَنْ لا خَلَقَ لَهُ.
أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ عَنِ الْقَاسِمِ قَالَ: كَانَتْ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا تَعَوَّدَتْ خُلُقًا لَمْ تُحِبَّ أَنْ تَدَعَهُ.
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن القاسم عَنْ أُمِّهِ قَالَتْ: رَأَيْتُ عَلَى عَائِشَةَ ثِيَابًا حمرا كأنّها شرر، وهي محرمة.
أخبرنا الفضيل بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَصَمُّ عَنْ أُمِّهِ قَالَتْ: رَأَيْتُ عَلَى عَائِشَةَ خِمَارًا أَسْوَدَ جَيْشَانِيًّا.
أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَتْنَا أُمُّ نَهَارٍ قَالَتْ: حَدَّثَتْنَا أَمِينَةُ قَالَتْ: رَأَيْتُ عَلَى عَائِشَةَ مِلْحَفَةً مُوَرَّسَةً وَخِمَارًا جَيْشَانِيًّا إِلَى السَّوَادِ مَا هُوَ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: وَدِدْتُ أَنِّي إِذَا مُتُّ كُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا.(8/58)
أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ وَوَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالُوا حَدَّثَنَا هَارُونُ الْبَرْبَرِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: أوصت عائشة أن لا تتبعوا سريري بِنَارٍ وَلا تَجْعَلُوا تَحْتِي قَطِيفَةً حَمْرَاءَ.
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ حِينَ حَضَرَتْهَا الْوَفَاةُ: يَا لَيْتَنِي لَمْ أُخْلَقْ، يَا لَيْتَنِي كُنْتُ شَجَرَةً أُسَبِّحُ وَأَقْضِي مَا عَلَيَّ.
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَمْرٍو عَنْ أَبِيهِ عَمْرِو بْنِ سَلَمَةَ أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ شَجَرَةً، وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ مَدَرَةً، وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُنْ خَلَقَنِي شَيْئًا قَطُّ.
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ دِينَارٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَنْ عَائِشَةَ فَقَالَ: استغتفر اللَّهَ لَهَا، أَمَا عَلِمْتَ مَا كَانَتْ تَقُولُ: يَا لَيْتَنِي كُنْتُ شَجَرَةً، يَا لَيْتَنِي كُنْتُ حَجَرًا، يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَدَرَةً؟ قُلْتُ: وَمَا ذَاكَ مِنْهَا؟ قَالَ: تَوْبَةٌ.
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنْ قَيْسٍ قَالَ:
قَالَتْ عَائِشَةُ عِنْدَ وَفَاتِهَا: إِنِّي قَدْ أَحْدَثْتُ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، فَادْفِنُونِي مَعَ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ قَبْلَ مَوْتِهَا فَأَثْنَى عَلَيْهَا قَالَ: أَبْشِرِي زَوْجَةَ رَسُولِ اللَّهِ وَلَمْ يَنْكِحْ بِكْرًا غَيْرَكِ وَنَزَلَ عُذْرُكِ مِنَ السَّمَاءِ. فَدَخَلَ عَلَيْهَا ابْنُ الزُّبَيْرِ خِلافَهُ فَقَالَتْ: أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ وَلَمْ أَكُنْ أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَ أَحَدًا الْيَوْمَ يُثْنِي عَلَيَّ، لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ:
قَالَتْ عَائِشَةُ: يَا لَيْتَنِي كُنْتُ وَرَقَةً مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ.
أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ سُفْيَانُ: أَخْبَرَنَا عَنْ عَبْدِ الرحمن بن القاسم بن الْقَاسِمِ أَنَّ عَائِشَةَ كَانَتْ تَسْرِدُ الصَّوْمَ.
أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ خَيْثَمَةَ قَالَ: كَانَتْ عَائِشَةُ إِذَا سُئِلَتْ: كَيْفَ أَصْبَحْتِ؟ قَالَتْ: صَالِحَةً وَالْحَمْدُ لِلَّهِ.(8/59)
أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ أَنَّهُ حَدَّثَهُ ذَكْوَانُ حَاجِبُ عَائِشَةَ أَنَّهُ جَاءَ يَسْتَأْذِنُ عَلَى عَائِشَةَ فَجِئْتُ وَعِنْدَ رَأْسِهَا ابْنُ أَخِيهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَقُلْتُ: هَذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ يَسْتَأْذِنُ عَلَيْكِ. فَأَكَبَّ عَلَيْهَا ابْنُ أَخِيهَا فَقَالَ: هَذَا ابْنُ عَبَّاسٍ يَسْتَأْذِنُ عَلَيْكِ.
وَهِيَ تَمُوتُ، فَقَالَتْ: دَعْنِي مِنَ ابْنِ عَبَّاسٍ فَإِنَّهُ لا حَاجَةَ لِي بِهِ وَلا بِتَزْكِيَتِهِ. فَقَالَ:
يَا أُمَّتَاهُ إِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ مِنْ صَالِحِي بَنِيكِ يُسَلِّمُ عَلَيْكِ وَيُوَدِّعُكِ. قَالَتْ: فَأْذَنْ لَهُ إِنْ شِئْتَ. فَأَدْخَلْتُهُ فَلَمَّا أَنْ سَلَّمَ وَجَلَسَ قَالَ: أَبْشِرِي. قَالَتْ: بما؟ قَالَ: مَا بَيْنَكِ وَبَيْنَ أَنْ تَلْقَيْ مُحَمَّدًا، صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، وَالأَحِبَّةَ إِلا أَنْ تَخْرُجَ الرُّوحُ مِنَ الْجَسَدِ. كُنْتِ أَحَبَّ نِسَاءِ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ، وَلَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ يُحِبُّ إِلا طَيِّبًا، وَسَقَطَتْ قِلادَتُكِ لَيْلَةَ الأَبْوَاءِ فَأَصْبَحَ رسول الله لطلبها حِينَ يُصْبِحُ فِي الْمَنْزِلِ، فَأَصْبَحَ النَّاسُ لَيْسَ مَعَهُمْ مَاءٌ فَأَنْزَلَ اللَّهُ أَنْ تَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَكَانَ ذَلِكَ مِنْ سَبَبِكِ وَمَا أَذِنَ اللَّهُ لِهَذِهِ الأُمَّةِ مِنَ الرُّخْصَةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ براءتك من فوق سبع سموات جَاءَ بِهَا الرُّوحُ الأَمِينُ فَأَصْبَحَ لَيْسَ مَسْجِدٌ مِنْ مَسَاجِدِ اللَّهِ يُذْكَرُ فِيهِ إِلا هِيَ تُتْلَى فِيهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ. فَقَالَتْ: دَعْنِي منك يابن عبّاس فو الذّي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، حدّثنا زهير، أخبرنا ليس بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَابِطٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ أَتَى عَائِشَةَ فِي شَيْءٍ وَجَدَتْ عَلَيْهِ فِيهِ فَقَالَ: أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، مَا سُمِّيتِ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ إِلا لِتَسْعَدِي، وَإِنَّهُ لاسْمُكِ قَبْلَ أَنْ تُولَدِي.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ عَنْ نَافِعٍ أَنَّ عَائِشَةَ أَوْصَتْ إِنْ حَدَثَ بِي حَدَثٌ فِي مَرَضِي هَذَا.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، حَدَّثَنَا النَّهَّاشُ بْنُ فَهْمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ عِنْدَ مَوْتِهَا: لا تُدْفِئُوا مِنِّيَ النَّارَ وَلا تَحْمِلُونِي عَلَى قَطِيفَةٍ حَمْرَاءَ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الأَزْرَقِيُّ الْمَكِّيُّ، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنِي زِيَادُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: يَا لَيْتَنِي كُنْتُ نَبَاتًا مِنْ نَبَاتِ الأَرْضِ وَلَمْ أَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا.(8/60)
أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ الثَّقَفِيُّ عَنْ صَالِحِ بْنِ حَيَّانَ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «يَا عَائِشَةُ إِنْ أَرَدْتِ اللُّحُوقَ بِي فليكفيك مِنَ الدُّنْيَا كَزَادِ الرَّاكِبِ، وَإِيَّاكِ وَمُجَالَسَةَ الأَغْنِيَاءِ، وَلا تَسْتَخْلِقِي ثَوْبًا حَتَّى تُرَقِّعِيهِ» .
أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: إِذَا كُفِّنْتُ وَحُنِّطْتُ ثمّ دلّاني ذكوان في حفرتي وسوّاها لعيّ فَهُوَ حُرٌّ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَخَلَ ابْنُ أَبِي عَتِيقٍ عَلَى عَائِشَةَ وَهِيَ ثَقِيلَةٌ فَقَالَ: يَا أُمَّهْ كَيْفَ تَجِدِينَكِ جُعِلْتُ فِدَاكِ؟
قَالَتْ: هُوَ وَاللَّهِ الْمَوْتُ. قَالَ: فَلا إِذًا. فَقَالَتْ: لا تَدَعْ هَذَا عَلَى حَالٍ، تَعْنِي الْمِزَاحَ.
أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا هَارُونُ الْبَرْبَرِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: أَوْصَتْ عَائِشَةُ أَنْ لا تتبعوا سريري بنار ولا تجعلوا تحتي قطيفة حَمْرَاءَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ مُوسَى بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ سَالِمِ سَبَلانَ قَالَ: مَاتَتْ عَائِشَةُ لَيْلَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ بَعْدَ الْوِتْرِ فَأَمَرَتْ أَنَّ تُدْفَنَ مِنْ لَيْلَتِهَا فَاجْتَمَعَ النَّاسُ وَحَضَرُوا فَلَمْ نَرَ لَيْلَةً أَكْثَرَ نَاسًا مِنْهَا نَزَلَ أهل الْعَوَالِي فَدُفِنَتْ بِالْبَقِيعِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أبي عَتِيقٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ لَيْلَةَ مَاتَتْ عَائِشَةُ حُمِلَ مَعَهَا جَرِيدٌ فِي الْخِرَقِ فِيهِ النَّارُ لَيْلا وَرَأَيْتُ النِّسَاءَ بِالْبَقِيعِ كَأَنَّهُ عِيدٌ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ نَافِعٍ قَالَ: شَهِدْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ صَلَّى عَلَى عَائِشَةَ بِالْبَقِيعِ وَابْنُ عَمْرٍو فِي النَّاسِ لا يُنْكِرْهُ، وَكَانَ مَرْوَانُ اعْتَمَرَ تِلْكَ السَّنَةَ فَاسْتَخْلَفَ أَبَا هُرَيْرَةَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ: صَلَّى أَبُو هُرَيْرَةَ عَلَى عَائِشَةَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ وَدُفِنَتْ بَعْدَ الإِيتَارِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْوَلِيدِ عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: كُنْتُ خَامِسَ خَمْسَةٍ فِي قَبْرِ عَائِشَةَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ وَالْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بكر وعبد الله بن(8/61)
عَبْدِ الرَّحْمَنِ. وَصَلَّى عَلَيْهَا أَبُو هُرَيْرَةَ بَعْدَ الْوِتْرِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا ابْنُ أبي سَبْرَةَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أبي عَتِيقٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: نَزَلْتُ فِي قَبْرِ عَائِشَةَ أَنَا وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ وَعَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بكر وعبد اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أبي عَتِيقٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ لَيْلَةَ ماتت عائشة. ع. حُمِلَ مَعَهَا جَرِيدٌ أَلْقَوْا عَلَيْهَا الْخِرَقَ وَغَمَسُوهَا فِي زَيْتٍ وَأَشْعَلُوا فِيهَا نَارًا فَحَمَلُوهَا مَعَهَا.
أخبرنا محمد بن عمر. حدثنا معمر عن الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: دُفِنَتْ عَائِشَةُ لَيْلا.
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ. حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ. أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ عُرْوَةَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ دَفَنَ عَائِشَةَ لَيْلا.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: تُوُفِّيَتْ عَائِشَةُ لَيْلَةَ الثُّلاثَاءِ لِسَبْعَ عَشْرَةَ مَضَتْ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ وَدُفِنَتْ مِنْ لَيْلَتِهَا بَعْدَ الْوِتْرِ وَهِيَ يَوْمَئِذٍ بِنْتُ سِتٍّ وَسِتِّينَ سَنَةً.
أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ. حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: قَالَ مَسْرُوقٌ:
لَوْلا بَعْضُ الأَمْرِ لأَقَمْتُ الْمَنَاحَةَ عَلَى أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ.
أَخْبَرَنَا يَعْلَى وَمُحَمَّدٌ ابْنَا عُبَيْدٍ قَالا: حَدَّثَنَا هَارُونُ الْبَرْبَرِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: قَدِمَ رَجُلٌ فَسَأَلَهُ أبي: كَيْفَ كَانَ وَجْدُ النَّاسِ عَلَى عَائِشَةَ؟ فَقَالَ:
كَانَ فِيهِمْ وَكَانَ. قَالَ: أَمَا إِنَّهُ لا يَحْزَنُ عَلَيْهَا إِلا مَنْ كَانَتْ أُمَّهُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مَيْمُونٍ مَوْلَى عُرْوَةَ عَنْ حَبِيبٍ مَوْلَى عُرْوَةَ قَالَ: لَمَّا مَاتَتْ خَدِيجَةُ حَزِنَ عَلَيْهَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حُزْنًا شَدِيدًا فَبَعَثَ اللَّهُ جِبْرِيلَ فَأَتَاهُ بِعَائِشَةَ فِي مَهْدٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذِهِ تُذْهِبُ بَعْضَ حُزْنِكَ وَإِنَّ فِي هَذِهِ خَلَفًا مِنْ خَدِيجَةَ. ثُمَّ رَدَّهَا فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ يَخْتَلِفُ إِلَى بَيْتِ أَبِي بَكْرٍ وَيَقُولُ: يَا أُمَّ رُومَانَ اسْتَوْصِي بِعَائِشَةَ خَيْرًا وَاحْفَظِينِي فِيهَا. فَكَانَ لِعَائِشَةَ بِذَلِكَ مَنْزِلَةٌ عِنْدَ أَهْلِهَا وَلا يَشْعُرُونَ بِأَمْرِ اللَّهِ فِيهَا. فَأَتَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمًا فِي بَعْضِ مَا كَانَ يَأْتِيهِمْ.(8/62)
وَكَانَ لا يُخْطِئُهُ يَوْمًا وَاحِدًا أَنْ يَأْتِيَ إِلَى بَيْتِ أَبِي بَكْرٍ مُنْذُ أَسْلَمَ إِلَى أَنْ هَاجَرَ. فَيَجِدُ عَائِشَةَ مُتَسَتِّرَةً بِبَابِ دَارِ أَبِي بَكْرٍ تَبْكِي بُكَاءً حَزِينًا. فَسَأَلَهَا فَشَكَتْ أُمَّهَا فَذَكَرَتْ أَنَّهَا تُولَعُ بِهَا. فَدَمَعَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللَّهِ وَدَخَلَ عَلَى أُمِّ رُومَانَ فَقَالَ: يا أم رومان ألم أوصك بعائشة أن تَحْفَظِينِي فِيهَا؟ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهَا بَلَّغَتِ الصِّدِّيقَ عَنِّي وَأَغْضَبَتْهُ عَلَيْنَا. فَقَالَ النَّبِيُّ. ص: وَإِنْ فَعَلَتْ. قَالَتْ أُمُّ رُومَانَ: لا جَرَمَ لا سُؤْتُهَا أَبَدًا.
وَكَانَتْ عَائِشَةُ وُلِدَتِ السَّنَةَ الرَّابِعَةَ مِنَ النُّبُوَّةِ فِي أَوَّلِهَا وَتَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ فِي السَّنَةِ الْعَاشِرَةِ فِي شَوَّالٍ وَهِيَ يَوْمَئِذٍ بِنْتُ سِتِّ سِنِينَ وَتَزَوَّجَهَا بَعْدَ سَوْدَةَ بِشَهْرٍ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عائشة [قالت: قال لي رسول الله. ص: يَا عَائِشَةُ مَا يَخْفَى عَلَيَّ حِينَ تَغْضَبِينَ عَلَيَّ وَحِينَ تَرْضَيْنَ. قُلْتُ: بِمَ تَعْرِفُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: أَمَّا حِينَ تَرْضَيْنَ فَتَقُولِينَ لا وَرَبِّ مُحَمَّدٍ. وَأَمَّا حِينَ تَغْضَبِينَ فَتَقُولِينَ لا وَرَبِّ إِبْرَاهِيمَ. قَالَتْ: قُلْتُ: صَدَقْتَ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ. إِنِّي إِنَّمَا أَهَجُرُ اسْمَكَ] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ عن عائشة قالت: [قال رسول الله. ص: فَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى الطَّعَامِ] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي طُوَالَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ [النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: فَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ. فَذَكَرَ مِثْلَهُ] .
أخبرنا محمد بن عمر. حدثنا معمر عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ يَوْمًا: يَا عَائِشَةُ هَذَا جِبْرِيلُ وَهُوَ يُقْرِئُكِ السَّلامَ.
قَالَتْ: وَعَلَيْهِ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ. وَلَمْ أَرَهُ. كَانَ يَرَى مَا لا أَرَى] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ قَالَ:
عَائِشَةُ زَوْجُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الْجَنَّةِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ عن ربيعة بن عثمان قال:
أسرى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَيْلَةَ ثُمَّ قَالَ لِعَائِشَةَ: لأَنْتِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ زُبْدٍ بِتَمْرٍ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَتْنِي فَاطِمَةُ بِنْتُ مُسْلِمٍ عَنْ فَاطِمَةَ الْخُزَاعِيَّةِ قَالَتْ:
سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ يَوْمًا: دَخَلَ عَلَيَّ يَوْمًا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: أَيْنَ كُنْتَ مُنْذُ(8/63)
الْيَوْمِ؟ قَالَ: يَا حُمَيْرَاءُ كُنْتُ عِنْدَ أُمِّ سَلَمَةَ. فَقُلْتُ: مَا تَشْبَعُ مِنْ أُمِّ سَلَمَةَ؟ قَالَتْ:
فَتَبَسَّمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلا تُخْبِرُنِي عَنْكَ لَوْ أَنَّكَ نَزَلْتَ بِعُدْوَتَيْنِ إِحْدَاهُمَا لَمْ تُرْعَ وَالأُخْرَى قَدْ رُعِيَتَ أَيُّهُمَا كُنْتَ تَرْعَى؟ قَالَ: الَّتِي لَمْ تُرْعَ. قُلْتُ: فَأَنَا ليس كَأَحَدٍ مِنْ نِسَائِكَ. كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِكَ قَدْ كَانَتْ عِنْدَ رَجُلٍ غَيْرِي. قَالَتْ: فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ مُوسَى بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْقَرَّاظِ قَالَ: كَانَتْ يَدُ أَبِي هُرَيْرَةَ في يدي. يعني ليلة ماتت عائشة. ع.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
تُوُفِّيَتْ عَائِشَةُ لَيْلَةَ الثُّلاثَاءِ لِتِسْعَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ وَصَلَّى عَلَيْهَا أَبُو هُرَيْرَةَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ عِيسَى بْنِ مَعْمَرٍ عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: مَدَدْنَا عَلَى قَبْرِ عَائِشَةَ ثَوْبًا وَحَمَلْنَا جَرِيدًا فِيهِ خِرَقٌ وَدَفَنَّاهَا لَيْلا بَعْدَ الْوِتْرِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: حَضَرْتُ قَبْرَ عَائِشَةَ دَفَنَّاهَا لَيْلا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنِ ابْنِ أَبِي عَوْنٍ قَالَ: [قَالَتْ عَائِشَةُ كُنْتُ أَسْتَبُّ أَنَا وَصَفِيَّةُ فَسَبَبْتُ أَبَاهَا فَسَبَّتْ أَبِي. وَسَمِعَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: يَا صَفِيَّةُ تَسُبِّينَ أَبَا بَكْرٍ! يَا صَفِيَّةُ تَسُبِّينَ أَبَا بَكْرٍ!] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: [قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - لأَبِي بَكْرٍ: يَا أَبَا بَكْرٍ أَلا تَعْذِرُنِي مِنْ عَائِشَةَ؟ قَالَ: فَرَفَعَ أَبُو بَكْرٍ يَدَهُ فضرب صدرها ضربا شَدِيدَةً. فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ يَقُولُ: غَفَرَ اللَّهُ لَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ مَا أَرَدْتُ هَذَا] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: حدثني من سمع عائشة. ع. إِذَا قَرَأَتْ هَذِهِ الآيَةَ: «وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ» الأحزاب: 33. بَكَتْ حَتَّى تَبُلَّ خِمَارَهَا.(8/64)
4129- حَفْصَةُ بِنْتُ عُمَرَ
بْنِ الْخَطَّابِ بْنِ نُفَيْلَ بْنَ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ رِيَاحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رَزَّاحِ بْنِ عدي بن كعب بن لؤي.
وأمها زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح أخت عثمان بن مظعون.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عُمَرَ قَالَ: وُلِدَتْ حَفْصَةُ وَقُرَيْشٌ تَبْنِي الْبَيْتَ قَبْلَ مَبْعَثِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِخَمْسِ سِنِينَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنِ ابْنِ أَبِي عَوْنٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَأَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ قَالَ: تَزَوَّجَ خُنَيْسُ بْنُ حُذَافَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَهْمٍ حَفْصَةَ بِنْتَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَكَانَتْ عِنْدَهُ وَهَاجَرَتْ مَعَهُ إِلَى الْمَدِينَةِ فَمَاتَ عَنْهَا بَعْدَ الْهِجْرَةِ مَقْدَمَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ بَدْرٍ.
أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ. أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: لَمَّا تَأَيَّمَتْ حَفْصَةُ لَقِيَ عُمَرُ عُثْمَانَ فَعَرَضَهَا عَلَيْهِ فَقَالَ عُثْمَانُ: مَا لِي فِي النِّسَاءِ حَاجَةٌ. فَلَقِيَ أَبَا بَكْرٍ فَعَرَضَهَا عَلَيْهِ فَسَكَتَ. فَغَضِبَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ. فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ قَدْ خَطَبَهَا فَتَزَوَّجَهَا. فَلَقِيَ عُمَرُ أَبَا بَكْرٍ فَقَالَ: إِنِّي عَرَضْتُ عَلَى عُثْمَانَ ابْنَتِي فَرَدَّنِي وَعَرَضْتُ عَلَيْكَ فَسَكَتَّ. فَلأَنَا كُنْتُ أَشَدَّ غَضَبًا حِينَ سَكَتَّ مِنِّي عَلَى عُثْمَانَ وَقَدْ ردني. فقال أَبُو بَكْرٍ: إِنَّهُ قَدْ كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ذَكَرَ مِنْهَا شَيْئًا وَكَانَ سِرًّا فَكَرِهْتُ أَنْ أُفْشِيَ السِّرَّ.
أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يُحَدِّثُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ حِينَ تَأَيَّمَتْ حَفْصَةُ بِنْتُ عُمَرَ مِنْ خُنَيْسِ بْنِ حُذَافَةَ السَّهْمِيِّ. وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ فَتُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ. قَالَ عُمَرُ: فَأَتَيْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ حَفْصَةَ. قَالَ: قُلْتُ: إِنْ شِئْتَ أَنْكَحْتُكَ حَفْصَةَ. فَقَالَ: سَأَنْظُرُ فِي أَمْرِي. فَمَكَثْتُ لَيَالِيَ ثُمَّ لَقِيَنِي فَقَالَ: قَدْ بَدَا لِي أَنْ لا أَتَزَوَّجَ يَوْمِي هَذَا. قَالَ عُمَرُ: فَلَقِيتُ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ فَقُلْتُ: إِنْ شِئْتَ زَوَّجْتُكَ حَفْصَةَ. قَالَ عُمَرُ: فَصَمَتَ أَبُو بَكْرٍ فَلَمْ يرجع إلى
__________
4129 الإصابة (4/ 273) ، وصفة الصفوة (2/ 19) ، وحلية الأولياء (2/ 50) ، وذيل المذيل (71) ، والسمط الثمين (83) ، والأعلام (2/ 265) .(8/65)
شَيْئًا فَكُنْتُ عَلَيْهِ أَوْجَدَ مِنِّي عَلَى عُثْمَانَ. فَمَكَثْتُ لَيَالِيَ ثُمَّ خَطَبَهَا رَسُولُ اللَّهِ فَأَنْكَحْتُهَا إِيَّاهُ فَلَقِيَنِي أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: لَعَلَّكَ وَجَدْتَ عَلَيَّ حِينَ عَرَضْتَ عَلَيَّ حَفْصَةَ فَلَمْ أَرْجِعْ إِلَيْكَ شَيْئًا. قَالَ عُمَرُ: فَقُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّهُ لَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أَرْجِعَ إِلَيْكَ فِيمَا عَرَضْتَ إِلا أَنِّي قَدْ كُنْتُ عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَدْ ذَكَرَهَا فَلَمْ أَكُنْ لأُفْشِي سِرَّ رَسُولِ اللَّهِ. وَلَوْ تَرَكَهَا رَسُولُ اللَّهِ قَبِلْتُهَا.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ يُونُسَ عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَتْ بَعْضُ بَنَاتِهِ عِنْدَ عُثْمَانَ فَتُوُفِّيَتْ فَلَقِيَهُ عُمَرُ فَرَآهُ حَزِينًا وَرَأَى مِنْ جَزَعِهِ فَقَالَ لَهُ. وَعَرَضَ عَلَيْهِ حَفْصَةَ. فَأَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: لَقِيتُ عُثْمَانَ فَرَأَيْتُ مِنْ جَزَعِهِ فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ حَفْصَةَ. [فَقَالَ لَهُ النبي. ص: أَلا أَدُلُّكَ عَلَى خَتَنٍ هُوَ خَيْرٌ مِنْ عُثْمَانَ وَأَدُلُّ عُثْمَانَ عَلَى خَتَنٍ هُوَ خَيْرٌ لَهُ مِنْكَ؟؟] قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَتَزَوَّجَ النَّبِيُّ حَفْصَةَ وَزَوَّجَ بِنْتًا لَهُ عُثْمَانَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنِ ابْنِ أَبِي عَوْنٍ قَالَ:
وَحَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالا: قَالَ عُمَرُ: لَمَّا تُوُفِّيَ خُنَيْسُ بْنُ حُذَافَةَ عَرَضْتُ حَفْصَةَ عَلَى عُثْمَانَ فَأَعْرَضَ عَنِّي فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلا تَعْجَبُ مِنْ عُثْمَانَ! إِنِّي عَرَضْتُ عَلَيْهِ حَفْصَةَ فَأَعْرَضَ عَنِّي. [فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: قَدْ زَوَّجَ اللَّهُ عُثْمَانَ خَيْرًا مِنَ ابْنَتِكَ وَزَوَّجَ ابْنَتَكَ خَيْرًا مِنْ عُثْمَانَ] . قَالا: وَكَانَ عُمَرُ عَرَضَ حَفْصَةَ عَلَى عُثْمَانَ مُتَوَفَّى رُقَيَّةَ بِنْتِ النَّبِيِّ وَعُثْمَانُ يَوْمَئِذٍ يُرِيدُ أم كلثوم بنت النبي - صلى الله عليه وَسَلَّمَ - فَأَعْرَضَ عُثْمَانُ عَنْ عُمَرَ لِذَلِكَ. فَتَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ حَفْصَةَ وَزَوَّجَ أُمَّ كُلْثُومٍ مِنْ عثمان بن عفان.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ حُسَيْنِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ قَالَ: تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَفْصَةَ فِي شَعْبَانَ عَلَى رَأْسِ ثَلاثِينَ شَهْرًا قَبْلَ أُحُدٍ.
أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ. حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: أَيِمَتْ حَفْصَةُ مِنْ زَوْجِهَا وَأَيِمَ عُثْمَانُ مِنْ رُقَيَّةَ. قَالَ: فَمَرَّ عُمَرُ بِعُثْمَانَ وَهُوَ كَئِيبٌ حَزِينٌ فَقَالَ: هَلْ لَكَ فِي حَفْصَةَ فَقَدْ فَرَطَتْ عِدَّتُهَا مِنْ فُلانٍ؟ فَلَمْ يُحْرِ إِلَيْهِ شَيْئًا. قَالَ: فَذَهَبَ عُمَرُ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ: خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ. زَوِّجْنِي حَفْصَةَ وَأُزَوِّجُهُ أُمَّ كُلْثُومٍ أُخْتَهَا] . قَالَ: فَتَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ حَفْصَةَ وَزَوَّجَ عُثْمَانَ أُمَّ كُلْثُومٍ.(8/66)
أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ. حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ بِنَحْوِهِ.
قَالَ: قَالَ سَعِيدٌ: فَخَارَ اللَّهُ لَهُمَا جَمِيعًا. كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِحَفْصَةَ خَيْرًا مِنْ عُثْمَانَ وَكَانَتْ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِعُثْمَانَ خَيْرًا مِنْ حَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ.
أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَعَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ عَنْ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ عَنْ قَيْسِ بْنِ زَيْدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - طَلَّقَ حَفْصَةَ بِنْتَ عُمَرَ فَأَتَاهَا خَالاهَا عُثْمَانُ وَقُدَامَةُ ابْنَا مَظْعُونٍ فَبَكَتْ وَقَالَتْ: وَاللَّهِ مَا طَلَّقَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ شِبَعٍ. فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ فَدَخَلَ عَلَيْهَا فَتَجَلْبَبَتْ [فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: إِنَّ جِبْرِيلَ. صَلَّى الله عليه. أَتَانِي فَقَالَ لِي أَرْجِعْ حَفْصَةَ فَإِنَّهَا صَوَّامَةٌ قَوَّامَةٌ وَهِيَ زَوْجَتُكَ فِي الْجَنَّةِ] .
أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: طَلَّقَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَفْصَةَ فَجَاءَ جِبْرِيلُ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ. إِمَّا قَالَ رَاجَعَ حَفْصَةَ. وَإِمَّا قال:
لا تطلق حفصة. فإنها صؤوم قؤوم وَإِنَّهَا مِنْ نِسَائِكَ فِي الْجَنَّةِ.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بن أبان الوراق. أخبرنا يحيى بن زكرياء بْنِ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ صَالِحِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - طَلَّقَ حَفْصَةَ ثُمَّ رَاجَعَهَا.
أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ. أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ. أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمَّا طَلَّقَ حَفْصَةَ أُمِرَ أَنْ يُرَاجِعَهَا فَرَاجَعَهَا.
أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ. حَدَّثَنَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَوْصَى إِلَى حَفْصَةَ.
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ. حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى حَفْصَةَ وَعِنْدَهَا امْرَأَةٌ يُقَالُ لَهَا الشِّفَاءُ تَرْقِي مِنَ النَّمْلَةِ فَقَالَ: عَلِّمِيهَا حَفْصَةَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - قد هَمَّ بِطَلاقِ حَفْصَةَ حَتَّى ذَكَرَ بَعْضَ ذَلِكَ فَنَزَلَ عَلَيْهِ جِبْرِيلُ وَقَالَ: إِنَّ حَفْصَةَ صَوَّامَةٌ قَوَّامَةٌ. وَكَانَتِ امْرَأَةً صَالِحَةً.(8/67)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنِ ابْنِ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: طَلَّقَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَفْصَةَ فَنَزَلَ جِبْرِيلُ فَقَالَ: إِنَّ حَفْصَةَ صَوَّامَةٌ قَوَّامَةٌ. فَرَاجَعَهَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ. أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُحِبُّ الْحَلْوَاءَ وَالْعَسَلَ فَكَانَ إِذَا صَلَّى الْعَصْرَ دَارَ عَلَى نِسَائِهِ فَيَدْنُو مِنْهُنَّ. فَدَخَلَ عَلَى حَفْصَةَ فَاحْتَبَسَ عِنْدَهَا أَكْثَرَ مِمَّا كَانَ يَحْتَبِسُ. فَسَأَلْتُ عَنْ ذَلِكَ فَقِيلَ لِي أَهْدَتْ لَهَا امْرَأَةٌ مِنْ قَوْمِهَا عُكَّةً مِنْ عَسَلٍ فَسَقَتْ رَسُولَ اللَّهِ مِنْهُ شَرْبَةً. فَقُلْتُ: أَمَا وَاللَّهِ لأَحْتَالَنَّ لَهُ. فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِسَوْدَةَ وَقُلْتُ إِذَا دَخَلَ عَلَيْكِ فَإِنَّهُ سَيَدْنُو مِنْكِ فَقُولِي لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَكَلْتَ مَغَافِيرَ. فَإِنَّهُ سَيَقُولُ لَكِ: لا. فَقُولِي لَهُ:
مَا هَذَا الرِّيحُ؟ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ يَشْتَدُّ عَلَيْهِ أَنْ يُوجَدَ مِنْهُ الرِّيحُ. فَإِنَّهُ سَيَقُولُ لَكِ:
سَقَتْنِي حَفْصَةُ شَرْبَةَ عَسَلٍ. فَقُولِي جَرَسَتْ نَحْلُهُ الْعُرْفُطَ. وَسَأَقُولُ ذَلِكَ. وَقُولِيهِ أَنْتِ يَا صَفِيَّةُ. فَلَمَّا دَخَلَ عَلَى سَوْدَةَ. قَالَ تَقُولُ سَوْدَةُ وَاللَّهِ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ لَقَدْ كِدْتُ أَنْ أُبَادِيَهُ بِالَّذِي قُلْتِ لِي وَإِنَّهُ لَعَلَى الْبَابِ فَرَقًا مِنْكِ. فَلَمَّا دَنَا رَسُولُ اللَّهِ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَكَلْتَ مَغَافِيرَ؟ قَالَ: لا. قُلْتُ: فَمَا هَذَا الرِّيحُ؟ قَالَ: سَقَتْنِي حَفْصَةُ شَرْبَةَ عَسَلٍ.
قَالَتْ: جَرَسَتْ نَحْلُهُ الْعُرْفُطَ. فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيَّ قُلْتُ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ. ثُمَّ دَخَلَ عَلَى صَفِيَّةَ فَقَالَتْ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ. فَلَمَّا دَخَلَ عَلَى حَفْصَةَ قَالَتْ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلا أَسْقِيكَ مِنْهُ؟
قَالَ: لا حَاجَةَ لِي بِهِ. قَالَتْ: تَقُولُ سَوْدَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَاللَّهِ لَقَدْ حَرَّمْنَاهُ. قَالَتْ: قُلْتُ لَهَا اسْكُتِي.
أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ. حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءٍ عَنْ نَافِعٍ قَالَ: مَا مَاتَتْ حَفْصَةُ حَتَّى مَا تُفْطِرُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: وَأَطْعَمَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَفْصَةَ ثَمَانِينَ وَسْقًا شَعِيرًا.
وَيُقَالُ قَمْحٌ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: تُوُفِّيَتْ حَفْصَةُ فَصَلَّى عَلَيْهَا مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ عَامِلُ الْمَدِينَةِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مَوْلاةٍ لآلِ عُمَرَ قَالَتْ: رَأَيْتُ نَعْشًا عَلَى سَرِيرِ حَفْصَةَ وَصَلَّى عَلَيْهَا مَرْوَانُ فِي مَوْضِعِ الْجَنَائِزِ. وَتَبِعَهَا(8/68)
مَرْوَانُ إِلَى الْبَقِيعِ وَجَلَسَ حَتَّى فَرَغَ مِنْ دَفْنِهَا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ عَنِ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ مَرْوَانَ بَيْنَ أَبِي هُرَيْرَةَ وَبَيْنَ أَبِي سعيد أمام جنازة حفصة. قال: رأيت مَرْوَانَ حَمَلَ بَيْنَ عَمُودَيْ سَرِيرِهَا مِنْ عِنْدِ دَارِ بَنِي حَزْمٍ إِلَى دَارِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ وَحَمَلَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ مِنْ دَارِ الْمُغِيرَةِ إِلَى قَبْرِهَا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: نَزَلَ فِي قَبْرِ حَفْصَةَ عَبْدُ اللَّهِ وَعَاصِمٌ ابْنَا عُمَرَ وَسَالِمٌ وَعَبْدُ اللَّهِ وَحَمْزَةُ بَنُو عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: تُوُفِّيَتْ حَفْصَةُ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ فِي خِلافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ وَهِيَ يَوْمَئِذٍ ابْنَةُ سِتِّينَ سَنَةً.
4130- أُمُّ سَلَمَة
واسمها هند بِنْت أبي أمية واسمه سهيل زاد الركب ابن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم. وأمها عاتكة بنت عامر بن ربيعة بن مالك بن جذيمة بن علقمة جذل الطعان ابن فراس بن غنم بن مالك بن كنانة. تزوجها أبو سلمة واسمه عبد الله بْنُ عَبْدِ الأَسَدِ بْنِ هِلالِ بْنِ عَبْدِ الله بن عمر بن مخزوم وهاجر بها إلى أرض الحبشة في الهجرتين جميعًا فولدت له هناك زينب بنت أبي سلمة. وولدت له بعد ذلك سلمة وعمر ودرة بني أبي سلمة.
أخبرنا محمد بن عمر. حدثنا عمر بن عثمان عن عبد الملك بن عبيد عن سعيد بن عبد الرحمن بْنِ يَرْبُوعٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ قال: خرج أبي إلى أحد فرماه أبو سلمة الجشمي في عضده بسهم فمكث شهرا يداوي جرحه ثم برئ الجرح. وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أبي إلى قطن فِي الْمُحَرَّمِ عَلَى رَأْسِ خَمْسَةٍ وَثَلاثِينَ شَهْرًا فغاب تسعا وعشرين ليلة ثم رجع فدخل المدينة لثمان خلون من صفر سنة أربع. والجرح منتقض.
فمات منه لثمان خلون من جمادى الآخرة سنة أربع من الهجرة. فاعتدت أمي وحلت لعشر بقين من شوال سنة أربع فتزوجها رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في ليال بقين من شوال سنة أربع. وتوفيت في ذي القعدة سنة تسع وخمسين.
__________
4130 نهاية الأرب (18/ 179) ، والسمط الثمين (86) ، وذيل المذيل (71) ، والجمع بين رجال الصحيحين (613) ، وصفة الصفوة (2/ 70) ، والإصابة ترجمة (1309) ، ومرآة الجنان (1/ 137) ، والأعلام (8/ 98) .(8/69)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا مُجَمِّعُ بْنُ يَعْقُوبَ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ [عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ لَهَا: إِذَا أَصَابَتْكِ مُصِيبَةٌ فَقُولِي اللَّهُمَّ أَعْطِنِي أَجْرَ مُصِيبَتِي وَاخْلُفْنِي خَيْرًا مِنْهَا. فَعَجَّلَ فَقُلْتُهَا يَوْمَ تُوُفِّيَ أَبُو سَلَمَةَ. ثُمَّ قُلْتُ: وَمَنْ لِي مِثْلُ أَبِي سَلَمَةَ؟ فَعَجَّلَ اللَّهُ لِيَ الْخُلْفَ خَيْرًا مِنْ أَبِي سَلَمَةَ] .
أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ قُدَامَةَ الْجُمَحِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[عَنْ أَبِي سَلَمَةَ أَنَّهُ حَدَّثَهَا أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ:
مَا مِنْ عَبْدٍ يُصَابُ بِمُصِيبَةٍ فَيَفْزَعُ إِلَى مَا أَمَرَهُ اللَّهُ بِهِ مِنْ قول «إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ» البقرة: 156. اللَّهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي هَذِهِ وَعَوِّضْنِي مِنْهَا خَيْرًا مِنْهَا. إِلا آجَرَهُ فِي مُصِيبَتِهِ وَكَانَ قَمِنَا أَنْ يُعَوِّضَهُ اللَّهُ خَيْرًا مِنْهَا. فَلَمَّا هَلَكَ أَبُو سَلَمَةَ ذَكَرْتُ الَّذِي حَدَّثَنِي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقلت: «إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ» البقرة: 156. اللَّهُمَّ آجِرْنِي فِي مُصِيبَتِي وَعُضْنِي مِنْهَا خَيْرًا مِنْهَا. ثُمَّ قُلْتُ إِنِّي أُعَاضُ خَيْرًا مِنْ أَبِي سَلَمَةَ؟
قَالَتْ: فَقَدْ عَاضَنِي خَيْرًا مِنْ أَبِي سَلَمَةَ وَأَنَا أَرْجُو أَنْ يَكُونَ اللَّهُ قَدْ آجَرَنِي فِي مُصِيبَتِي] .
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ. حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الأَحْوَلُ عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ: قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ لأَبِي سَلَمَةَ بَلَغَنِي أَنَّهُ لَيْسَ امْرَأَةٌ يَمُوتُ زَوْجُهَا وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَهِيَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ثُمَّ لَمْ تَزَوَّجْ بَعْدَهُ إِلا جَمَعَ اللَّهُ بَيْنَهُمَا فِي الْجَنَّةِ. وَكَذَلِكَ إِذَا مَاتَتِ الْمَرْأَةُ وبقي الرجل بعدها. فتعال أعاهدك ألا تزوج بَعْدِي وَلا أَتَزَوَّجَ بَعْدَكَ. قَالَ: أَتُطِيعِينِي؟ قُلْتُ: مَا اسْتَأْمَرْتُكَ إِلا وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُطِيعَكَ. قَالَ:
فَإِذَا مُتُّ فَتَزَوَّجِي. ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ ارْزُقْ أُمَّ سَلَمَةَ بَعْدِي رَجُلا خَيْرًا مِنِّي لا يُحْزِنُهَا وَلا يُؤْذِيهَا. قَالَ: فَلَمَّا مَاتَ أَبُو سَلَمَةَ قُلْتُ: مَنْ هَذَا الْفَتَى الَّذِي هُوَ خَيْرٌ لِي مِنْ أَبِي سَلَمَةَ؟ فَلَبِثْتُ مَا لَبِثْتُ ثُمَّ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَامَ عَلَى الْبَابِ فَذَكَرَ الْخِطْبَةَ إِلَى ابْنِ أَخِيهَا أَوْ إِلَى ابْنِهَا وَإِلَى وَلِيِّهَا. فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: أَرُدُّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ أَوْ أَتَقَدَّمُ عَلَيْهِ بِعِيَالِي. قُلْتُ: ثُمَّ جَاءَ الْغَدَ فَذَكَرَ الْخِطْبَةَ فَقُلْتُ مِثْلَ ذَلِكَ. ثُمَّ قَالَتْ لِوَلِيِّهَا: إِنْ عَادَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَزَوِّجْ. فَعَادَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَتَزَوَّجَهَا.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالا: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ شَقِيقٍ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: [قَالَ رَسُولُ اللَّهِ. ص: إِذَا حَضَرْتُمْ فَقُولُوا خَيْرًا فَإِنَّ الْمَلائِكَةَ يُؤَمِّنُونَ عَلَى مَا تَقُولُونَ. فَلَمَّا مَاتَ أَبُو سَلَمَةَ أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَبَا سَلَمَةَ قَدْ مَاتَ فَكَيْفَ أَقُولُ؟ قَالَ: قُولِي اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَلَهُ وَأَعْقِبْنِي خَيْرًا مِنْهُ. قَالَ أَبُو(8/70)
مُعَاوِيَةَ: عُقْبَى حَسَنَةٌ. وَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: عُقْبَى صَالِحَةٌ. قَالَ: قُلْتُ: فَأَعْقَبَنِي اللَّهُ خَيْرًا مِنْهُ. رسول الله ص] .
أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى. حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ [أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: مَنْ أُصِيبِ بِمُصِيبَةٍ فَقَالَ كَمَا أَمَرَهُ اللَّهُ «إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ» البقرة: 156. اللَّهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي وَأَعْقِبْنِي خَيْرًا مِنْهَا. فَعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ بِهِ. قَالَتْ: فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو سَلَمَةَ قُلْتُ: وَمَنْ خَيْرٌ مِنْ أَبِي سَلَمَةَ؟ ثُمَّ قُلْتُهَا. فَأَعْقَبَهَا اللَّهُ رَسُولَهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَتَزَوَّجَهَا] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْقَرْقَسَانِيُّ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ [ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دَخَلَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ يُعَزِّيهَا بِأَبِي سَلَمَةَ فَقَالَ: اللَّهُمَّ عُزَّ حُزْنَهَا وَاجْبُرْ مُصِيبَتَهَا وَأَبْدِلْهَا بِهَا خَيْرًا مِنْهَا. قَالَ: فَعَزَّى اللَّهُ حُزْنَهَا وَجَبَرَ مُصِيبَتَهَا وَأَبْدَلَهَا خَيْرًا مِنْهَا وَتَزَوَّجَهَا رسول الله. ص] .
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ. حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ. أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ بِمِنًى عَنْ أَبِيهِ أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ قَالَتْ: [قَالَ أَبُو سَلَمَةَ. قال رسول الله. ص: إِذَا أَصَابَ أَحَدَكُمْ مُصِيبَةٌ فَلْيَقُلْ «إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ» البقرة: 156. اللَّهُمَّ عِنْدَكَ احْتَسَبْتُ مُصِيبَتِي فَآجِرْنِي فِيهَا. وَأَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ وَأَبْدِلْنِي بِهَا خَيْرًا مِنْهَا فَقُلْتُ: مَنْ خَيْرٌ مِنْ أَبِي سَلَمَةَ؟ فَمَا زِلْتُ حَتَّى قُلْتُهَا. فَلَمَّا انْقَضَتْ عِدَّتُهَا خَطَبَهَا أَبُو بَكْرٍ فَرَدَّتْهُ. ثُمَّ خَطَبَهَا عُمَرُ فَرَدَّتْهُ. فَبَعَثَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
فَقَالَتْ: مَرْحَبًا بِرَسُولِ اللَّهِ وَبِرَسُولِهِ. أَخْبِرْ رَسُولَ اللَّهِ أَنِّي امْرَأَةٌ غَيْرَى وَأَنِّي مُصْبِيَةٌ وَأَنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَوْلِيَائِي شَاهِدٌ. فَبَعَثَ إِلَيْهَا رسول الله. ص: أَمَّا قَوْلُكِ إِنِّي مُصْبِيَةٌ فَإِنَّ اللَّهَ سَيَكْفِيكِ صِبْيَانَكِ. وَأَمَّا قَوْلُكِ إِنِّي غَيْرَى فَسَأَدْعُو اللَّهَ أَنْ يُذْهِبَ غَيْرَتَكِ. وَأَمَّا الأَوْلِيَاءُ فَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْهُمْ شَاهِدٌ وَلا غَائِبٌ إِلا سَيَرْضَانِي. قَالَ: قَالَتْ: يَا عُمَرُ قُمْ فَزَوِّجْ رَسُولَ اللَّهِ.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: أَمَا إِنِّي لا أَنْقُصُكِ مِمَّا أَعْطَيْتُ أُخْتَكِ فُلانَةَ. رَحْيَيْنِ وَجَرَّتَيْنِ وَوِسَادَةً مِنْ أَدَمٍ حَشْوُهَا لِيفٌ. قَالَ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ يَأْتِيهَا فَإِذَا جَاءَ أَخَذَتْ زَيْنَبَ فَوَضَعَتْهَا فِي حِجْرِهَا لِتُرْضِعَهَا. وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَيِيًّا كَرِيمًا يَسْتَحْيِي فَيَرْجِعُ. فَعَلَ ذَلِكَ مِرَارًا. فَفَطِنَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ لِمَا تَصْنَعُ. قَالَ: فَأَقْبَلَ ذَاتَ يَوْمٍ وَجَاءَ عَمَّارٌ. وَكَانَ أَخَاهَا لأُمِّهَا. فَدَخَلَ عَلَيْهَا فَانْتَشَطَهَا مِنْ حِجْرِهَا وَقَالَ: دَعِي هَذِهِ الْمَقْبُوحَةَ الْمَشْقُوحَةَ الَّتِي آذَيْتِ بِهَا رَسُولَ اللَّهِ. فَدَخَلَ فَجَعَلَ يُقَلِّبُ بَصَرَهُ فِي الْبَيْتِ يَقُولُ: أَيْنَ زُنَابُ؟ مَا فَعَلَتْ زُنَابُ؟ قَالَتْ: جَاءَ(8/71)
عَمَّارٌ فَذَهَبَ بِهَا. قَالَ: فَبَنَى رَسُولُ اللَّهِ بِأَهْلِهِ ثُمَّ قَالَ: إِنْ شِئْتِ أَنْ أُسَبِّعَ لَكِ سَبَّعْتُ لِلنِّسَاءِ] .
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ. حَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ:
[قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: لَمَّا انْقَضَتْ عِدَّتِي مِنْ أَبِي سَلَمَةَ أَتَانِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَكَلَّمَنِي بَيْنِي وَبَيْنَهُ حِجَابٌ فَخَطَبَ إِلَيَّ نَفْسِي فَقُلْتُ: أَيْ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا تُرِيدُ إِلَيَّ. مَا أَقُولُ هَذَا إِلا رَغْبَةً لَكَ عَنْ نَفْسِي. إِنِّي امْرَأَةٌ قَدْ أَدْبَرَ مِنِّي سِنِّي وَإِنِّي أُمُّ أَيْتَامٍ وَأَنَا امْرَأَةٌ شَدِيدَةُ الْغَيْرَةِ وَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ تَجْمَعُ النِّسَاءَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: فَلا يَمْنَعُكِ ذَلِكَ. أَمَّا مَا ذَكَرْتِ مِنْ غَيْرَتِكِ فَيُذْهِبُهَا اللَّهُ. وَأَمَّا مَا ذَكَرْتِ مِنْ سِنِّكِ فَأَنَا أَكْبَرُ مِنْكِ سِنًّا. وَأَمَّا مَا ذَكَرْتِ مِنْ أَيْتَامِكِ فَعَلَى اللَّهِ وَعَلَى رَسُولِهِ. فَأَذِنْتُ لَهُ فِي نَفْسِي فَتَزَوَّجَنِي. فَلَمَّا كَانَتْ لَيْلَةُ وَاعَدْنَا الْبِنَاءَ قُمْتُ مِنَ النَّهَارِ إِلَى رَحَايَ وَثَفَالِي فَوَضَعْتُهُمَا وَقُمْتُ إِلَى فَضْلَةِ شَعِيرٍ لأَهْلِي فَطَحَنْتُهَا وَفَضْلَةٍ مِنْ شَحْمٍ فَعَصَدْتُهَا لِرَسُولِ اللَّهِ. فَلَمَّا أَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ قُدِّمَ إِلَيْهِ الطَّعَامُ فَأَصَابَ مِنْهُ.
وَبَاتَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ. فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ: قَدْ أَصْبَحَ بِكِ عَلَى أَهْلِكِ كَرَامَةٌ وَلَكِ عِنْدَهُمْ مَنْزِلَةٌ فَإِنْ أَحْبَبْتِ أَنْ تَكُونَ لَيْلَتُكِ هَذِهِ وَيَوْمُكِ هَذَا كَانَ. وَإِنْ أَحْبَبْتِ أَنْ أُسَبِّعَ لَكِ سَبَّعْتُ. وَإِنْ سَبَّعْتُ لَكِ سَبَّعْتُ لِصَوَاحِبِكِ. قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ افْعَلْ مَا أَحْبَبْتَ] .
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
خَطَبَ أُمَّ سَلَمَةَ فَقَالَ لَهَا فِيمَا يَقُولُ: فَمَا يَمْنَعُكِ يَا أُمَّ سَلَمَةَ؟ قَالَتْ: فِيَّ خِصَالٌ ثَلاثٌ.
أَمَّا أَنَا فَكَبِيرَةٌ وأنا مطفل وغيور. فَقَالَ: أَمَّا مَا ذَكَرْتِ مِنَ الْغَيْرَةِ فَنَدْعُو اللَّهَ حَتَّى يُذْهِبَهُ عَنْكِ. وَأَمَّا مَا ذَكَرْتِ مِنَ الْكِبَرِ فَأَنَا أَكْبَرُ مِنْكِ وَالطِّفْلُ إِلَى اللَّهِ وَإِلَى رَسُولِهِ. فَنَكَحْتُهُ فَكَانَ يَخْتَلِفُ إِلَيْهَا وَلا يَمَسُّهَا لأَنَّهَا تُرْضِعُ حَتَّى جَاءَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ يَوْمًا فَقَالَ: هَاتِ هَذِهِ الْجَارِيَةَ الَّتِي شَغَلَتْ أَهْلَ رَسُولِ اللَّهِ. فَذَهَبَ بِهَا فَاسْتَرْضَعَهَا بِقُبَاءَ. فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَسَأَلَ عَنِ الصِّبْيَةِ أَيْنَ زُنَابُ؟ قَالَتِ امْرَأَةٌ مَعَ أُمِّ سَلَمَةَ قَاعِدَةٌ. فَأَخْبَرْتُهُ أَنَّ عَمَّارًا ذَهَبَ بِهَا فَاسْتَرْضَعَهَا. قَالَ: فَإِنَّا قَاسِمُونَ غَدًا. فَجَاءَ الْغَدَ وَكَانَ عِنْدَ أَهْلِهِ. فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ قَالَ: [يَا أُمَّ سَلَمَةَ إِنَّ بِكِ عَلَى أَهْلِكِ كَرَامَةً وَإِنِّي إِنْ سَبَّعْتُ لَكِ وَإِنِّي لَمْ أُسَبِّعْ لامْرَأَةٍ لِي قَبْلَكِ. وَإِنْ سَبَّعْتُ لَكِ سَبَّعْتُ لَهُنَّ] .
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْغَسِيلِ قَالَ: حَدَّثَتْنِي خَالَتِي سَكِينَةُ بِنْتُ حَنْظَلَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دَخَلَ عَلَى أُمِّ(8/72)
سَلَمَةَ حِينَ تُوُفِّيَ أَبُو سَلَمَةَ فَذَكَرَ مَا أَعْطَاهُ اللَّهُ وَمَا قَسَمَ لَهُ وَمَا فَضَّلَهُ. فَمَا زَالَ يَذْكُرُ ذَلِكَ وَيَتَحَامَلُ عَلَى يَدِهِ حَتَّى أَثَّرَ الْحَصِيرُ فِي يَدِهِ مِمَّا يُحَدِّثُهَا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَخْنَسِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ يَرْبُوعٍ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: لَمَّا خَطَبَنِي رَسُولُ الله قلت:
إني في خلال لا يَنْبَغِي لِي أَنْ أَتَزَوَّجَ رَسُولَ اللَّهِ. إِنِّي امْرَأَةٌ مُسِنَّةٌ. وَإِنِّي أُمُّ أَيْتَامٍ. وَإِنِّي شَدِيدَةُ الْغَيْرَةِ. قَالَتْ: فَأَرْسَلَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ: أَمَّا قَوْلُكِ إِنِّي امْرَأَةٌ مُسِنَّةٌ فَأَنَا أَسَنُّ مِنْكِ وَلا يُعَابُ عَلَى الْمَرْأَةِ أَنْ تَتَزَوَّجَ أَسَنَّ مِنْهَا. وَأَمَّا قَوْلُكِ إِنِّي أُمُّ أَيْتَامٍ فَإِنَّ كُلَّهُمْ عَلَى اللَّهِ وَعَلَى رَسُولِهِ. وَأَمَّا قَوْلُكِ إِنِّي شَدِيدَةُ الْغَيْرَةِ فَإِنِّي أَدْعُو اللَّهَ أَنْ يُذْهِبَ ذَلِكَ عَنْكِ. قَالَتْ:
فَتَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ فَانْتَقَلَنِي فَأَدْخَلَنِي بَيْتَ زَيْنَبَ بِنْتِ خُزَيْمَةَ أُمِّ الْمَسَاكِينِ بَعْدَ أَنْ مَاتَتْ فَإِذَا جَرَّةٌ فَاطَّلَعْتُ فِيهَا فَإِذَا فِيهَا شَيْءٌ مِنْ شَعِيرٍ وَإِذَا رَحًى وَبُرْمَةٌ وَقِدْرٌ. فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِيهَا كَعْبٌ مِنْ إِهَالَةٍ. قَالَتْ: فَأَخَذْتُ ذَلِكَ الشَّعِيرَ فَطَحَنْتُهُ ثُمَّ عَصَدْتُهُ فِي الْبُرْمَةِ. وَأَخَذْتُ الْكَعْبَ مِنَ الإِهَالَةِ فَأَدَمْتُهُ بِهِ. قَالَتْ: فَكَانَ ذَلِكَ طَعَامَ رَسُولِ اللَّهِ وَطَعَامَ أَهْلِهِ لَيْلَةَ عُرْسِهِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ قَالَ: دَخَلَتْ أَيِّمُ الْعَرَبِ عَلَى سَيِّدِ الْمُسْلِمِينَ أَوَّلَ الْعِشَاءِ عَرُوسًا وَقَامَتْ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ تَطْحَنُ. يَعْنِي أُمَّ سَلَمَةَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي مُجَمِّعُ بْنُ يَعْقُوبَ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَطَبَ أُمَّ سَلَمَةَ إِلَى ابْنِهَا عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ فَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ. وَهُوَ يَوْمَئِذٍ غُلامٌ صَغِيرٌ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَمَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالا: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ عَنْ [أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا بَنَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِأُمِّ سَلَمَةَ قَالَ لَهَا حِينَ أصبح: لَيْسَ بِكِ عَلَى أَهْلِكِ هَوَانٌ. إِنْ شِئْتِ سَبَّعْتُ لَكِ وَسَبَّعْتُ عِنْدَهُنَّ. يَعْنِي نِسَاءَهُ. وَإِنْ شِئْتِ ثَلاثًا عِنْدَكِ وَدُرْتُ. قَالَتْ: ثَلاثًا] .
[أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ الْحَكَمِ قَالَ: لَمَّا تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ أُمَّ سَلَمَةَ أَقَامَ عِنْدَهَا ثَلاثًا وَقَالَ: إِنْ شِئْتِ سَبَّعْتُ لَكِ وَإِنْ سَبَّعْتُ لَكِ سَبَّعْتُ لِسَائِرِ نِسَائِي. قَالَ:
قُلْتُ لِلْحَكَمِ: مِمَّنْ سَمِعْتَ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا حَدِيثٌ عِنْدَ أَهْلِ الْحِجَازِ مَعْرُوفٌ] .(8/73)
أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: [لَمَّا تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أُمَّ سَلَمَةَ أَقَامَ عِنْدَهَا ثَلاثًا وَقَالَ: لَيْسَ بِكِ عَلَى أَهْلِكِ هَوَانٌ. إِنْ شِئْتِ سَبَّعْتُ لَكِ وَإِنْ سَبَّعْتُ لَكِ سَبَّعْتُ لِسَائِرِ نِسَائِي وَإِلا فَإِنَّمَا هِيَ ثَلاثٌ ثُمَّ أَدُورُ] .
أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ اللَّيْثِيُّ. حَدَّثَنِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ [عَوْفٍ عَنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ قَالَ: لَمَّا تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
أُمَّ سلمة بنت أَبِي أُمَيَّةَ أَقَامَ عِنْدَهَا ثَلاثًا ثُمَّ أَرَادَ أَنْ يَدُورَ فَأَخَذَتْ بِثَوْبِهِ فَقَالَ: مَا شِئْتِ. إِنْ شِئْتِ أَنْ أَزِيدَكِ زِدْتُكِ ثُمَّ قَاصَصْتُكِ بِهِ بَعْدَ الْيَوْمِ. ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: ثَلاثٌ لِلثَّيِّبِ وَسَبْعٌ لِلْبِكْرِ] .
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَبِي عَوْنٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: لَمَّا دَخَلَتْ أُمُّ سَلَمَةَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهِيَ تُرْضِعُ بِنْتُ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ: هَذِهِ الشَّقْرَاءُ تَمْنَعُ رَسُولَ اللَّهِ أَهْلَهُ. فَأَخَذَهَا فَأَرْضَعَهَا.
أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ. حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ. أَخْبَرَنِي حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ أَنَّ عَبْدَ الْحَمِيدِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عَمْرٍو وَالْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ أَخْبَرَاهُ أَنَّهُمَا سَمِعَا أَبَا بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ [هِشَامٍ يُخْبِرُ أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا لَمَّا قَدِمَتِ الْمَدِينَةَ أَخْبَرَتْهُمْ أَنَّهَا بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ فَكَذَّبُوهَا وَيَقُولُونَ: مَا أَكْذَبَ الْغَرَائِبَ! حَتَّى أَنْشَأَ نَاسٌ مِنْهُمْ لِلْحَجِّ فَقَالُوا: أَتَكْتُبِينَ إِلَى أَهْلِكِ؟ فَكَتَبَتْ مَعَهُمْ فَرَجَعُوا إِلَى الْمَدِينَةِ فَصَدَّقُوهَا وَازْدَادَتْ عَلَيْهِمْ كَرَامَةً. قَالَتْ: فَلَمَّا وَضَعْتُ زَيْنَبَ جَاءَنِي رَسُولُ اللَّهِ فَخَطَبَنِي فَقُلْتُ: مَا مِثْلِي يُنْكَحُ. أَمَّا أَنَا فَلا وَلَدَ فِيَّ وَأَنَا غَيُورٌ ذَاتَ عِيَالٍ. قَالَ: أَنَا أَكْبَرُ مِنْكِ. وَأَمَّا الْغَيْرَةُ فَيُذْهِبُهَا اللَّهُ عَنْكِ. وَأَمَّا الْعِيَالُ فَإِلَى اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ وَرَسُولِهِ. فَتَزَوَّجَهَا فَجَعَلَ يَأْتِيهَا فَيَقُولُ: أَيْنَ زُنَابُ؟ حَتَّى جَاءَ عَمَّارٌ فَاخْتَلَجَهَا وَقَالَ: هَذِهِ تَمْنَعُ رَسُولَ اللَّهِ. وَكَانَتْ تُرْضِعُهَا. فَجَاءَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: أَيْنَ زُنَابُ؟ فَقَالَتْ: قُرَيْبَةُ بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ وَافَقَهَا عِنْدَهَا: أَخَذَهَا عَمَّارُ بن ياسر. فقال النبي. ص: إني آتيكم الليلة. قالت: فوضعت ثفالي وَأَخْرَجْتُ حَبَّاتٍ مِنْ شَعِيرٍ كَانَتْ فِي جَرَّتِي وَأَخْرَجْتُ شَحْمًا فَعَصَدْتُهُ لَهُ. ثُمَّ بَاتَ ثُمَّ أَصْبَحَ وَقَالَ حِينَ أَصْبَحَ: إِنَّ بِكِ عَلَى أَهْلِكِ كَرَامَةً فَإِنْ شِئْتِ سَبَّعْتُ لَكِ وَإِنْ أُسَبِّعْ لَكِ أُسَبِّعْ لِنِسَائِي] .(8/74)
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ. حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ. حَدَّثَنَا سُفْيَانُ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ [الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمَّا تَزَوَّجَ أُمَّ سَلَمَةَ أَقَامَ عِنْدَهَا ثَلاثًا ثُمَّ قَالَ: مَا بِكِ عَلَى أَهْلِكِ هَوَانٌ. إِنْ شِئْتِ سَبَّعْتُ لَكِ وَإِنْ سَبَّعْتُ لَكِ سَبَّعْتُ لِنِسَائِي] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ هِنْدِ بِنْتِ الْحَارِثِ الْفِرَاسِيَّةِ قَالَتْ: قَالَ رسول الله: إِنَّ لِعَائِشَةَ مِنِّي شُعْبَةٌ مَا نَزَلَهَا مِنِّي أَحَدٌ. فَلَمَّا تَزَوَّجَ أُمَّ سَلَمَةَ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا فَعَلَتِ الشُّعْبَةُ؟ فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ. فَعُرِفَ أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ قَدْ نَزَلَتْ عِنْدَهُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أُمَّ سَلَمَةَ حَزِنْتُ حُزْنًا شَدِيدًا لِمَا ذَكَرُوا لَنَا مِنْ جَمَالِهَا. قَالَتْ: فَتَلَطَّفْتُ لَهَا حَتَّى رَأَيْتُهَا فَرَأَيْتُهَا وَاللَّهِ أَضْعَافَ مَا وُصِفَتْ لِي فِي الْحُسْنِ وَالْجَمَالِ. قَالَتْ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِحَفْصَةَ. وَكَانَتَا يَدًا وَاحِدَةً. فَقَالَتْ: لا وَاللَّهِ إِنْ هَذِهِ إِلا الْغَيْرَةُ. مَا هِيَ كَمَا يَقُولُونَ. فَتَلَطَّفَتْ لَهَا حَفْصَةُ حَتَّى رَأَتْهَا فَقَالَتْ: قَدْ رَأَيْتُهَا وَلا وَاللَّهِ مَا هِيَ كَمَا تَقُولِينَ وَلا قَرِيبٌ وَإِنَّهَا لَجَمِيلَةٌ. قَالَتْ: فَرَأَيْتُهَا بَعْدُ فَكَانَتْ لَعَمْرِي كَمَا قَالَتْ حَفْصَةُ وَلَكِنِّي كُنْتُ غَيْرَى.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ. حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ.
حَدَّثَنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ الْمَخْزُومِيِّ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - تَزَوَّجَ أُمَّ سَلَمَةَ فِي شَوَّالٍ وَجَمَعَهَا إِلَيْهِ فِي شَوَّالٍ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عثمان عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَعْرَسَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِأُمِّ سَلَمَةَ فِي شَوَّالٍ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الأَزْرَقِيُّ الْمَكِّيُّ. حَدَّثَنِي مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ أُمِّهِ عَنْ أُمِّ كُلْثُومٍ قَالَتْ: لَمَّا تَزَوَّجَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أُمَّ سَلَمَةَ قَالَ لَهَا: إِنِّي قَدْ أَهْدَيْتُ إِلَى النَّجَاشِيِّ أَوَاقِيَّ مِنْ مِسْكٍ وَحُلَّةً وَإِنِّي لا أَرَاهُ إِلا قَدْ مَاتَ وَلا أَرَى الْهَدِيَّةَ الَّتِي أُهْدِيَتْ إِلَيْهِ إِلا سَتُرَدُّ إِلَيَّ. فَإِذَا رُدَّتْ إِلَيَّ فَهِيَ لَكِ. قَالَ: فَكَانَ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَاتَ النَّجَاشِيُّ وَرُدَّتْ إِلَيْهِ هَدِيَّتُهُ. فَأَعْطَى كُلَّ امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِهِ أُوقِيَّةً أوقية من(8/75)
مِسْكٍ. وَأَعْطَى سَائِرَهُ أُمَّ سَلَمَةَ وَأَعْطَاهَا الْحُلَّةَ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ الْحَارِثِيُّ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الزُّهْرِيُّ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَمَرَ أُمَّ سَلَمَةَ أَنْ تُصَلِّيَ الصُّبْحَ بِمَكَّةَ يَوْمَ النَّحْرِ. وَكَانَ يَوْمُهَا. فَأَحَبَّ أَنْ تُوَافِقَهُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ وَمَعَهُ فِي ذَلِكَ السَّفَرِ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ وَأُمُّ سَلَمَةَ. فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلى هَوْدَجِ صَفِيَّةَ وَهُوَ يَظُنُّ أَنَّهُ هَوْدَجُ أُمِّ سَلَمَةَ. وَكَانَ ذَلِكَ الْيَوْمُ يَوْمَ أُمِّ سَلَمَةَ. فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ يَتَحَدَّثُ مَعَ صَفِيَّةَ فَغَارَتْ أُمُّ سَلَمَةَ. وَعَلِمَ رَسُولُ اللَّهِ بَعْدُ أَنَّهَا صَفِيَّةُ فَجَاءَ إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ فَقَالَتْ: تَتَحَدَّثُ مَعَ ابْنَةِ الْيَهُودِيِّ فِي يَوْمِي وَأَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ؟ قَالَتْ: ثُمَّ نَدِمَتْ عَلَى تِلْكَ الْمَقَالَةِ. فَكَانَتْ تَسْتَغْفِرُ مِنْهَا. قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتَغْفِرْ لِي فَإِنَّمَا حَمَلَنِي عَلَى هَذَا الْغَيْرَةُ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: أَطْعَمَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أُمَّ سَلَمَةَ بِخَيْبَرَ ثَمَانِينَ وَسْقًا تَمْرًا وَعِشْرِينَ وَسْقًا شَعِيرًا. أَوْ قَالَ قَمْحٌ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَاتَتْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ فَصَلَّى عَلَيْهَا أَبُو هُرَيْرَةَ بِالْبَقِيعِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ نَافِعٍ قَالَ: صَلَّى أَبُو هُرَيْرَةَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ بِالْبَقِيعِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ مُوسَى عَنْ مُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: نَزَلْتُ فِي قَبْرِ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَا وَأَخِي سَلَمَةُ وَعَبْدُ اللَّهِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي أُمَيَّةَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبِ بْنِ زَمْعَةَ الأَسَدِيُّ. فَكَانَ لَهَا يَوْمَ مَاتَتْ أَرْبَعٌ وَثَمَانُونَ سَنَةً.
4131- أُمُّ حَبِيبَةَ
واسمها رملة بِنْت أبي سُفْيَان بْن حرب بْن أمية بن عبد شمس.
وأمها صفية بنت أبي العاص بْن أمية بْن عَبْد شمس عمة عثمان بن عفان. تزوجها عبيد الله بن جحش بن رياب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة حليف حرب بن أمية. فولدت له حبيبة فكنيت بها. فتزوج حبيبة داود بن
__________
4131 ذيل المذيل (72) ، والجمع بين رجال الصحيحين (605) ، وصفة الصفوة (2/ 22) ، والإصابة (8/ 48) .(8/76)
عروة بن مسعود الثقفي. وكان عبيد الله بن جحش هاجر بأم حبيبة معه إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية فتنصر وارتد عن الإسلام وتوفي بأرض الحبشة. وثبتت أم حبيبة على دينها الإسلام وهجرتها. وكانت قد خرجت بابنتها حبيبة بنت عبيد الله بن جحش معها في الهجرة إلى أرض الحبشة ورجعت بها معها إلى مكة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ محمد الأَخْنَسِيِّ أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ وَلَدَتْ حَبِيبَةَ ابْنَتَهَا مِنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ بِمَكَّةَ قَبْلَ أَنْ تُهَاجِرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ: وَسَمِعْتُ إسماعيل بن محمد بن سعد يَقُولُ:
وَلَدَتْهَا بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَأَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَرَجَتْ من مكة وهي حامل بها فَوَلَدَتْهَا بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ زُهَيْرٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ قَالَ: قَالَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ: رَأَيْتُ فِيَ النَّوْمِ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ جَحْشٍ زَوْجِي بَأَسْوَأِ صُورَةٍ وَأَشْوَهِهِ فَفَزِعْتُ. فَقُلْتُ: تَغَيَّرَتْ وَاللَّهِ حَالُهُ. فإذا هو يقول حَيْثُ أَصْبَحَ: يَا أُمَّ حَبِيبَةَ إِنِّي نَظَرْتُ فِي الدِّينِ فَلَمْ أَرَ دِينًا خَيْرًا مِنَ النَّصْرَانِيَّةِ وَكُنْتُ قَدْ دِنْتُ بِهَا. ثُمَّ دَخَلْتُ فِي دِينِ مُحَمَّدٍ ثُمَّ قَدْ رَجَعْتُ إِلَى النَّصْرَانِيَّةِ. فَقُلْتُ: وَاللَّهِ مَا خَيْرٌ لَكَ.
وَأَخْبَرْتُهُ بِالرُّؤْيَا الَّتِي رَأَيْتُ لَهُ فَلَمْ يَحْفَلْ بِهَا وَأَكَبَّ عَلَى الْخَمْرِ حَتَّى مَاتَ فَأَرَى فِي النَّوْمِ كَأَنَّ آتِيًا يَقُولُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ. فَفَزِعْتُ فَأَوَّلْتُهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ يَتَزَوَّجُنِي. قَالَتْ: فَمَا هُوَ إِلا أَنِ انْقَضَتْ عِدَّتِي فَمَا شَعَرْتُ إِلا بِرَسُولِ النَّجَاشِيِّ عَلَى بَابِي يَسْتَأْذِنُ فَإِذَا جَارِيَةٌ لَهُ يُقَالُ لَهَا أَبْرَهَةُ كَانَتْ تَقُومُ عَلَى ثِيَابِهِ وَدَهْنِهِ فَدَخَلَتْ عَلَيَّ فَقَالَتْ: إِنَّ الْمَلِكَ يَقُولُ لَكِ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَتَبَ إِلَيَّ أَنْ أُزَوِّجَكَهُ. فَقَالَتْ: بَشَّرَكِ اللَّهُ بِخَيْرٍ. قَالَتْ: يَقُولُ لَكِ الْمَلِكُ وَكِّلِي مَنْ يُزَوِّجُكِ. فَأَرْسَلَتْ إِلَى خالد بن سعيد بن العاص فوكلته وعطت أَبْرَهَةَ سِوَارَيْنِ مِنْ فِضَّةٍ وَخَدَمَتَيْنِ كَانَتَا فِي رِجْلَيْهَا وَخَوَاتِيمَ فِضَّةً كَانَتْ فِي أَصَابِعِ رِجْلَيْهَا سُرُورًا بِمَا بَشَّرَتْهَا. فَلَمَّا كَانَ الْعَشِيُّ أَمَرَ النَّجَاشِيُّ جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَمَنْ هُنَاكَ من المسلمين فحضروا فخطب النجاشي فقال: أحمد لِلَّهِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ السَّلامِ الْمُؤْمِنِ الْمُهَيْمِنِ الْعَزِيزِ الْجَبَّارِ. أَشْهَدُ أَنَّ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَأَنَّهُ الَّذِي بَشَّرَ بِهِ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ كَتَبَ إِلَيَّ أَنْ أُزَوِّجَهُ أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ فَأَجَبْتُ إِلَى مَا دَعَا إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ وَقَدْ أَصْدَقْتُهَا أَرْبَعَ مِائَةِ دِينَارٍ. ثُمَّ سَكَبَ الدَّنَانِيرَ بَيْنَ يَدَيِ(8/77)
الْقَوْمِ فَتَكَلَّمَ خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ أَحْمَدُهُ وَأَسْتَعِينُهُ وَأَسْتَنْصِرُهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله أَرْسَلَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ. أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ أَجَبْتُ إِلَى مَا دَعَا إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ وَزَوَّجْتُهُ أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ فَبَارَكَ اللَّهُ رَسُولَ اللَّهِ. وَدَفَعَ الدَّنَانِيرَ إِلَى خَالِدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ فَقَبَضَهَا ثُمَّ أَرَادُوا أَنْ يَقُومُوا فَقَالَ: اجْلِسُوا فَإِنَّ سُنَّةَ الأَنْبِيَاءِ إِذَا تَزَوَّجُوا أَنْ يُؤْكَلَ طَعَامٌ عَلَى التَّزْوِيجِ. فَدَعَا بِطَعَامٍ فَأَكَلُوا ثُمَّ تَفَرَّقُوا. قَالَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ: فَلَمَّا وَصَلَ إِلَيَّ الْمَالُ أَرْسَلْتُ إِلَى أَبْرَهَةَ الَّتِي بَشَّرَتْنِي فَقُلْتُ لَهَا: إِنِّي كُنْتُ أَعْطَيْتُكِ مَا أَعْطَيْتُكِ يَوْمَئِذٍ وَلا مَالَ بِيَدِي فَهَذِهِ خَمْسُونَ مِثْقَالا فَخُذِيهَا فَاسْتَعِينِي بِهَا. فَأَبَتْ. فَأَخْرَجَتْ حُقًّا فِيهِ كُلُّ مَا كُنْتُ أَعْطَيْتُهَا فَرَدَّتْهُ عَلَيَّ وَقَالَتْ: عَزَمَ عَلَيَّ الْمَلِكُ أَنْ لا أَرْزَأَكِ شَيْئًا وَأَنَا الَّتِي أَقُومُ عَلَى ثِيَابِهِ وَدَهْنِهِ. وَقَدِ اتَّبَعْتُ دِينَ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَسْلَمْتُ لِلَّهِ. وَقَدْ أَمَرَ الْمَلِكُ نِسَاءَهُ أَنْ يَبْعَثْنَ إِلَيْكِ بِكُلِّ مَا عِنْدَهُنَّ مِنَ الْعِطْرِ. قَالَتْ: فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ جَاءَتْنِي بِعُودٍ وَوَرْسٍ وَعَنْبَرٍ وَزَبَادٍ كَثِيرٍ فَقَدِمْتُ بِذَلِكَ كُلِّهِ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَكَانَ يَرَاهُ عَلَيَّ وَعِنْدِي فَلا يُنْكِرُهُ. ثُمَّ قَالَتْ أَبْرَهَةُ:
فَحَاجَتِي إِلَيْكِ أَنْ تُقْرِئِي رَسُولَ اللَّهِ مِنِّي السَّلامَ وَتُعْلِمِيهِ أَنِّي قَدِ اتَّبَعْتُ دِينَهُ. قَالَتْ: ثُمَّ لَطَفَتْ بِي وَكَانَتِ الَّتِي جَهَّزَتْنِي فَكَانَتْ كُلَّمَا دَخَلَتْ عَلَيَّ تَقُولُ: لا تَنْسَيْ حَاجَتِي إِلَيْكِ.
قَالَتْ: فَلَمَّا قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ أَخْبَرْتُهُ كَيْفَ كَانَتِ الْخِطْبَةُ وَمَا فَعَلَتْ بِي أَبْرَهَةُ.
فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ. وَأَقْرَأَتْهُ مِنْهَا السَّلامَ فَقَالَ: وَعَلَيْهَا السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ إِلَى النَّجَاشِيِّ فَخَطَبَ عَلَيْهِ أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ. وَكَانَتْ تَحْتَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ. فَزَوَّجَهَا إِيَّاهُ وَأَصْدَقَهَا النَّجَاشِيُّ مِنْ عِنْدِهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَرْبَعَ مِائَةِ دِينَارٍ.
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: فَمَا نَرَى عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ وَقَّتَ صَدَاقِ النِّسَاءِ أَرْبَعَ مِائَةِ دِينَارٍ إِلا لِذَلِكَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. فَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ قَالا: كَانَ الَّذِي زَوَّجَهَا وَخَطَبَ إِلَيْهِ النَّجَاشِيُّ خَالِدَ بْنَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ وَذَلِكَ سَنَةَ سَبْعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ. وَكَانَ لَهَا يَوْمَ قَدِمَ بِهَا الْمَدِينَةَ بِضْعٌ وَثَلاثُونَ سَنَةً.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ:(8/78)
وَجَهَّزَهَا إِلَيْهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. النَّجَاشِيُّ وبعث بها مع شرحبيل بن حَسَنَةَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَبِي عَوْنٍ قَالَ: لَمَّا بَلَغَ أَبَا سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ نِكَاحُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ابْنَتَهُ قَالَ: ذَلِكَ الْفَحْلُ لا يُقْرَعُ أَنْفُهُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي أَبُو سُهَيْلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: «عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً» الممتحنة: 7. قَالَ: حِينَ تَزَوَّجَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ الْمَدِينَةَ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ يُرِيدُ غَزْوَ مَكَّةَ فَكَلَّمَهُ أَنْ يَزِيدَ فِي هُدْنَةِ الْحُدَيْبِيَةِ فَلَمْ يُقْبِلْ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ. فَقَامَ فَدَخَلَ عَلَى ابْنَتِهِ أُمِّ حَبِيبَةَ. فَلَمَّا ذَهَبَ لِيَجْلِسَ عَلَى فِرَاشِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - طَوَتْهُ دُونَهُ فَقَالَ: يَا بُنَيَّةُ أَرَغِبْتِ بِهَذَا الْفِرَاشِ عَنِّي أَمْ بِي عَنْهُ؟ فَقَالَتْ: بَلْ هُوَ فِرَاشُ رَسُولِ اللَّهِ وَأَنْتَ امْرُؤٌ نَجِسٌ مُشْرِكٌ. فَقَالَ: يَا بُنَيَّةُ لَقَدْ أَصَابَكِ بَعْدِي شَرٌّ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ. حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ نَافِعٍ عَنْ صَفِيَّةَ أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمَّا مَاتَ أَبُوهَا أَبُو سُفْيَانَ دَعَتْ بِطِيبٍ فَطَلَتْ بِهِ ذِرَاعَيْهَا وَعَارِضَيْهَا ثُمَّ [قَالَتْ: إِنِّي كُنْتُ عَنْ هَذَا لَغَنِيَّةٌ لَوْلا إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
يَقُولُ: لا يَحِلُّ لامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أَنْ تُحِدَّ عَلَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلاثٍ إِلا عَلَى زَوْجٍ فَإِنَّهَا تُحِدُّ عَلَيْهِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا] .
أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ الشَّيْبَانِيُّ أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ شَوَّالٍ أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
أَمَرَهَا أَنْ تَنْفِرَ مِنْ جَمْعٍ بِلَيْلٍ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَأَطْعَمَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ بِخَيْبَرَ ثَمَانِينَ وَسْقًا تَمْرًا وَعِشْرِينَ وَسْقًا شَعِيرًا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ سُهَيْلٍ عَنْ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ: دَعَتْنِي أُمَّ حَبِيبَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عِنْدَ مَوْتِهَا فَقَالَتْ: قَدْ كَانَ يَكُونُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الضَّرَائِرِ فَغَفَرَ اللَّهُ لي ولك(8/79)
مَا كَانَ مِنْ ذَلِكَ. فَقُلْتُ: غَفَرَ اللَّهُ لَكِ ذَلِكَ كُلَّهُ وَتَجَاوَزَ وَحَلَّلَكِ مِنْ ذَلِكَ. فَقَالَتْ:
سَرَرْتِنِي سَرَّكِ اللَّهُ. وَأَرْسَلَتْ إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ فَقَالَتْ لَهَا مِثْلَ ذَلِكَ. وَتُوُفِّيَتْ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ فِي خِلافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ.
4132- زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشِ
بْنِ رِيَابِ بْنِ يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بْنِ دُودَانَ بْنِ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ. وَأُمُّهَا أميمة بِنْت عَبْد المُطَّلِب بْن هاشم بن عبد مناف بن قصي.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ الْجَحْشِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْمَدِينَةَ وَكَانَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ مِمَّنْ هَاجَرَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى الْمَدِينَةِ. وَكَانَتِ امْرَأَةً جَمِيلَةً فَخَطَبَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ فَقَالَتْ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ لا أَرْضَاهُ لِنَفْسِي وَأَنَا أَيِّمُ قُرَيْشٍ. قَالَ: فَإِنِّي قَدْ رَضِيتُهُ لَكِ. فَتَزَوَّجَهَا زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ الأَسْلَمِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ قَالَ: [جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَيْتَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ يَطْلُبُهُ وَكَانَ زَيْدٌ إِنَّمَا يُقَالُ لَهُ زَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ. فَرُبَّمَا فَقْدَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - السَّاعَةَ فَيَقُولُ: أَيْنَ زَيْدٌ؟ فَجَاءَ مَنْزِلَهُ يَطْلُبُهُ فَلَمْ يَجِدْهُ وَتَقُومُ إِلَيْهِ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ زَوْجَتُهُ فَضْلا فَأَعْرَضَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
عَنْهَا فَقَالَتْ: لَيْسَ هُوَ هَاهُنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَادْخُلْ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي. فَأَبَى رَسُولُ اللَّهِ أَنْ يَدْخُلَ وَإِنَّمَا عَجَّلَتْ زَيْنَبُ أَنْ تَلْبَسَ لَمَّا قِيلَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى الْبَابِ فَوَثَبَتْ عَجْلَى فَأَعْجَبَتْ رَسُولَ اللَّهِ. فَوَلَّى وَهُوَ يُهَمْهِمُ بِشَيْءٍ لا يَكَادُ يُفْهَمُ مِنْهُ إِلا رُبَّمَا أَعْلَنَ:
سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ سُبْحَانَ مُصَرِّفِ الْقُلُوبِ. فَجَاءَ زَيْدٌ إِلَى مَنْزِلِهِ فَأَخْبَرَتْهُ امْرَأَتُهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ أَتَى مَنْزِلَهُ. فَقَالَ زَيْدٌ: أَلا قُلْتِ لَهُ أَنْ يَدْخُلَ؟ قَالَتْ: قَدْ عَرَضْتُ ذَلِكَ عَلَيْهِ فَأَبَى. قَالَ: فَسَمِعْتِ شَيْئًا؟ قَالَتْ: سَمِعْتُهُ حِينَ وَلَّى تَكَلَّمَ بِكَلامٍ وَلا أَفْهَمُهُ. وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ سُبْحَانَ مُصَرِّفِ الْقُلُوبِ. فَجَاءَ زَيْدٌ حَتَّى أَتَى رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ بَلَغَنِي أَنَّكَ جِئْتَ مَنْزِلِي فَهَلا دَخَلْتَ؟ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يا رسول الله
__________
4132 ذيل المذيل (74) ، والجمع بين رجال الصحيحين (606) ، وصفة الصفوة (2/ 24) ، وحلية الأولياء (2/ 51) ، والسمط الثمين (205) ، والأعلاق النفيسة (193) ، والأعلام 3/ 66) .(8/80)
لَعَلَّ زَيْنَبَ أَعْجَبَتْكَ فَأُفَارِقُهَا. فَيَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ: أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ. فَمَا اسْتَطَاعَ زَيْدٌ إِلَيْهَا سَبِيلا بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمِ فَيَأْتِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ فَيُخْبِرُهُ فَيَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ: أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ. فَيَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أُفَارِقُهَا. فَيَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ: احْبِسْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ. فَفَارَقَهَا زَيْدٌ وَاعْتَزَلَهَا وَحَلَّتْ. يَعْنِي انْقَضَتْ عِدَّتُهَا. قَالَ: فَبَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ جَالِسٌ يَتَحَدَّثُ مَعَ عَائِشَةَ إِلَى أَنْ أَخَذَتْ رَسُولَ اللَّهِ غَشْيَةٌ فَسُرِّيَ عَنْهُ وَهُوَ يَتَبَسَّمُ وَهُوَ يَقُولُ: مَنْ يَذْهَبُ إِلَى زَيْنَبَ يُبَشِّرُهَا أَنَّ اللَّهَ قَدْ زَوَّجَنِيهَا مِنَ السماء؟] وتلا رسول الله. ص: «وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ» الأحزاب: 37. الْقِصَّةَ كُلَّهَا. قَالَتْ عَائِشَةُ: فَأَخَذَنِي مَا قَرُبَ وَمَا بَعُدَ لِمَا يَبْلُغُنَا مِنْ جَمَالِهَا. وَأُخْرَى هِيَ أَعْظَمُ الأُمُورِ وَأَشْرَفُهَا مَا صُنِعَ لَهَا زَوَّجَهَا اللَّهُ من السماء. وقلت: هل تَفْخَرُ عَلَيْنَا بِهَذَا. قَالَتْ عَائِشَةُ: فَخَرَجَتْ سَلْمَى خادم رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَشْتَدُّ فَتُحَدِّثُهَا بِذَلِكَ فَأَعْطَتْهَا أَوْضَاحًا عَلَيْهَا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا أُخْبِرَتْ زَيْنَبُ بِتَزْوِيجِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَهَا سَجَدَتْ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ زُهَيْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جحش يقول: قالت زينب بن جَحْشٍ: لَمَّا جَاءَنِي الرَّسُولُ بِتَزْوِيجِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِيَّايَ جَعَلْتُ لِلَّهِ عَلَيَّ صَوْمَ شَهْرَيْنِ. فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ كُنْتُ لا أَقْدِرُ أَنْ أَصُومَهُمَا فِي حَضَرٍ وَلا سَفَرٍ تُصِيبُنِي فِيهِ الْقُرْعَةُ. فَلَمَّا أَصَابَتْنِي الْقُرْعَةُ فِي الْمُقَامِ صُمْتُهُمَا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنِ ابْنِ أَبِي عَوْنٍ قَالَ: قَالَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ يَوْمًا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي وَاللَّهِ مَا أَنَا كَأَحَدٍ مِنْ نِسَائِكَ. لَيْسَتِ امْرَأَةٌ مِنْ نِسَائِكَ إِلا زَوَّجَهَا أَبُوهَا أَوْ أَخُوهَا وَأَهْلُهَا غَيْرِي. زَوَّجَنِيكَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ أُمِّي أُمَّ سَلَمَةَ تَقُولُ: وَذَكَرَتْ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ فَرَحَّمَتْ عَلَيْهَا وَذَكَرَتْ بَعْضَ مَا كَانَ يَكُونُ بَيْنَهَا وَبَيْنَ عَائِشَةَ فَقَالَتْ زَيْنَبُ: إِنِّي وَاللَّهِ مَا أَنَا كَأَحَدٍ مِنْ نِسَاءِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِنَّهُنَّ زَوَّجَهُنَّ بِالْمُهُورِ وَزَوَّجَهُنَّ الأَوْلِيَاءُ وَزَوَّجَنِي اللَّهُ رَسُولَهُ وَأَنْزَلَ فِي الْكِتَابِ يَقْرَأُ بِهِ الْمُسْلِمُونَ لا يُبَدَّلُ وَلا يُغَيَّرُ: «وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ» الأحزاب: 37. الآيَةَ. قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: وَكَانَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ(8/81)
مُعْجَبَةٌ وَكَانَ يَسْتَكْثِرُ مِنْهَا. وَكَانَتِ امْرَأَةً صَالِحَةً صَوَّامَةً قَوَّامَةً صَنْعًا تَتَصَدَّقُ بِذَلِكَ كُلِّهِ عَلَى الْمَسَاكِينِ.
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: جَاءَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ يَشْكُو زَيْنَبَ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
يَقُولُ: أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ. فَنَزَلَتْ: «وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ» الأحزاب: 37. قَالَ عَارِمٌ فِي حَدِيثِهِ: فَتَزَوَّجَهَا رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَمَا أَوْلَمَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِهِ مَا أَوْلَمَ عَلَيْهَا. ذَبَحَ شَاةً.
أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ. أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: نَزَلَتْ فِي زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ: «فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها» الأحزاب: 37.
قَالَ: فَكَانَتْ تَفْخَرُ عَلَى نِسَاءِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَقُولُ: زَوَّجَكُنَّ أَهْلُكُنَّ وَزَوَّجَنِي اللَّهُ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَوَاتٍ.
أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ. حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ أَنَّ رَجُلا مِنْ بَنِي أَسَدٍ فَاخَرَ رَجُلا فَقَالَ الأَسَدِيُّ: هَلْ مِنْكُمُ امْرَأَةٌ زَوَّجَهَا اللَّهُ مِنْ فوق سبع سموات؟
يَعْنِي زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ.
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَعَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلابِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: لَمَّا انْقَضَتْ عِدَّةُ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِزَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ: مَا أَجِدُ أَحَدًا آمَنَ عِنْدِي أَوْ أَوْثَقَ فِي نَفْسِي مِنْكَ.
ائْتِ إِلَى زَيْنَبَ فَاخْطُبْهَا عَلَيَّ. قَالَ: فَانْطَلَقَ زَيْدٌ فَأَتَاهَا وَهِيَ تُخَمِّرُ عَجِينَهَا. فَلَمَّا رَأَيْتُهَا عَظُمَتْ فِي صَدْرِي فَلَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أَنْظُرَ إِلَيْهَا حِينَ عَرَفْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَدْ ذَكَرَهَا. فَوَلَّيْتُهَا ظَهْرِي وَنَكَصْتُ عَلَى عَقِبِي وَقُلْتُ: يَا زَيْنَبُ أَبْشِرِي. إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ يَذْكُرُكِ. قَالَتْ: مَا أَنَا بِصَانِعَةٍ شَيْئًا حَتَّى أُؤَامِرَ رَبِّي. فَقَامَتْ إِلَى مَسْجِدِهَا. وَنَزَلَ الْقُرْآنُ: «فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها» الأحزاب: 37. قَالَ: فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ فَدَخَلَ عَلَيْهَا بِغَيْرِ إِذْنٍ.
أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الْعَبْدِيُّ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ قَالَ:
قُلْتُ لأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: كَمْ خَدَمْتَ رَسُولَ الله. ص؟ قَالَ: عَشْرَ سِنِينَ فَلَمْ يُغَيِّرْ عَلَيَّ فِي شَيْءٍ أَسَأْتُ وَلا أَحْسَنْتُ. قُلْتُ: فَأَخْبِرْنِي بِأَعْجَبَ شَيْءٍ رَأَيْتَ مِنْهُ فِي هَذِهِ الْعَشْرِ(8/82)
سِنِينَ مَا هُوَ؟ قَالَ: لَمَّا تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - زينب بنت جَحْشٍ وَكَانَتْ تَحْتَ مَوْلاهُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ قَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: يَا أَنَسُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ أَصْبَحَ الْيَوْمَ عَرُوسًا وَمَا أَرَى عِنْدَهُ مِنْ غَدَاءٍ. فَهَلُمَّ تِلْكَ الْعُكَّةَ. فَنَاوَلْتُهَا فَعَمِلْتُ لَهُ حَيْسًا مِنْ عَجْوَةٍ فِي تَوْرٍ مِنْ فَخَارٍ قَدْرَ مَا يَكْفِيهِ وَصَاحِبَتَهُ وَقَالَتْ: اذْهَبْ بِهِ إِلَيْهِ. فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ تَنْزِلَ آيَةُ الْحِجَابِ. فَقَالَ: ضَعْهُ. فَوَضَعْتُهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِدَارِ. فَقَالَ لِي: ادْعُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيًّا. وَذَكَرَ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِهِ سَمَّاهُمْ. فَجَعَلْتُ أَعْجَبُ مِنْ كَثْرَةِ مَنْ أَمَرَنِي أَنْ أَدْعُوَهُ وَقِلَّةِ الطَّعَامِ. إِنَّمَا هُوَ طَعَامٌ يَسِيرٌ وَكَرِهْتُ أَنْ أَعْصِيَهُ. فَدَعَوْتُهُمْ فَقَالَ: انْظُرْ مَنْ كَانَ فِي الْمَسْجِدِ فَادْعُهُ. فَجَعَلْتُ آتِي الرَّجُلَ وَهُوَ يُصَلِّي أَوْ هُوَ نَائِمٌ فَأَقُولُ: أَجِبْ رَسُولَ اللَّهِ فَإِنَّهُ أَصْبَحَ الْيَوْمَ عَرُوسًا. حَتَّى امْتَلأَ الْبَيْتُ. فَقَالَ لِي: هَلْ بَقِيَ فِي الْمَسْجِدِ أَحَدٌ؟ قُلْتُ: لا. قَالَ: فَانْظُرْ مَنْ كَانَ فِي الطَّرِيقِ فَادْعُهُمْ. قَالَ: فَدَعَوْتُ حَتَّى امْتَلأَتِ الْحُجْرَةُ. فَقَالَ: هَلْ بَقِيَ مِنْ أَحَدٍ؟ قُلْتُ: لا يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: هَلُمَّ التَّوْرَ.
فَوَضَعْتُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَوَضَعَ أَصَابِعَهُ الثَّلاثَ فِيهِ وَغَمَزَهُ وَقَالَ لِلنَّاسِ: كُلُوا بِسْمِ اللَّهِ.
فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَى التَّمْرِ يَرْبُو أَوْ إِلَى السَّمْنِ كَأَنَّهُ عُيُونٌ تَنْبُعُ حَتَّى أَكَلَ كُلُّ مَنْ فِي الْبَيْتِ وَمَنْ فِي الْحُجْرَةِ وَبَقِيَ فِي التَّوْرِ قَدْرُ مَا جِئْتُ بِهِ. فَوَضَعْتُهُ عِنْدَ زَوْجَتِهِ ثُمَّ خَرَجْتُ إِلَى أُمِّي لأُعْجِبَهَا مِمَّا رَأَيْتُ. فَقَالَتْ: لا تَعْجَبْ. لَوْ شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَأْكُلَ مِنْهُ أَهْلُ الْمَدِينَةِ كُلُّهُمْ لأَكَلُوا. فَقُلْتُ لأَنَسٍ: كَمْ تَرَاهُمْ بَلَغُوا؟ قَالَ: أَحَدًا وَسَبْعِينَ رَجُلا. وَأَنَا أَشُكُّ فِي اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ.
أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ. أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أنس قَالَ: لَمَّا تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ أَطْعَمَنَا عَلَيْهَا الْخُبْزَ وَاللَّحْمَ حَتَّى امْتَدَّ النَّهَارُ وَخَرَجَ النَّاسُ وَبَقِيَ رَهْطٌ يَتَحَدَّثُونَ فِي الْبَيْتِ. وَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَتَبِعْتُهُ فَجَعَلَ يَتَتَبَّعُ حُجَرَ نِسَائِهِ لِيُسَلِّمَ عَلَيْهِنَّ. فَقُلْنَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ وَجَدْتَ أَهْلَكَ؟ قَالَ: فَمَا أَدْرِي أَنَا أَخْبَرْتُهُ أَنَّ الْقَوْمَ قَدْ خَرَجُوا أَوْ أُخْبِرَ. فَانْطَلَقَ حَتَّى دَخَلَ الْبَيْتَ. فَذَهَبْتُ أَدْخُلُ.
فَقَالَ: بِالْبَابِ بَيْنِي وَبَيْنَهُ. وَنَزَلَ الْحِجَابُ وَوَعَظَ الْقَوْمَ بِمَا وُعِظُوا بِهِ.
أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ. أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قِلابَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: أَنَا أَعْلَمُ النَّاسِ بِهَذِهِ الآيَةِ آيَةِ الْحِجَابِ. لَمَّا أُهْدِيَتْ زَيْنَبُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - صنع طعاما ودعا القوم فجاؤوا وَدَخَلُوا. وَزَيْنَبُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الْبَيْتِ. فَجَعَلُوا يَتَحَدَّثُونَ. فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ يَخْرُجُ ثُمَّ يَرْجِعُ وَهُمْ(8/83)
قعود. قال: فنزلت: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلى طَعامٍ غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ وَلكِنْ إِذا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذلِكُمْ كانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ. وَإِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَراءِ حِجابٍ» الأحزاب: 53. فَقَامَ الْقَوْمُ وَضُرِبَ الْحِجَابُ.
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ. حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ طَهْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: كَانَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ تَفْخَرُ عَلَى نِسَاءِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ أَنْكَحَنِي مِنَ السَّمَاءِ. وَفِيهَا نَزَلَتْ آيَةُ الْحِجَابِ. قَالَ: فَكَانَ الْقَوْمُ فِي بَيْتِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثُمَّ قَامَ فَجَاءَ وَالْقَوْمُ كَمَا هُمْ. ثُمَّ جَاءَ وَالْقَوْمُ كَمَا هُمْ فَرُئِيَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ. فَنَزَلَتْ آية الحجاب: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ» الأحزاب: 53.
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ. حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ طَهْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: أَطْعَمَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى زَيْنَبَ خُبْزًا وَلَحْمًا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ. أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: أَوْلَمَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذْ بَنَى بِزَيْنَبَ فَأَشْبَعَ الْمُسْلِمِينَ خُبْزًا وَلَحْمًا ثُمَّ خَرَجَ إِلَى حُجَرِ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ يُسَلِّمُ عَلَيْهِنَّ وَيَدْعُو لَهُنَّ فَيُسَلِّمْنَ عَلَيْهِ وَيَدْعُونَ لَهُ. وَكَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ صَبِيحَةَ مَبْنَاهُ. فَرَجَعَ وَأَنَا مَعَهُ. فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى بَيْتِ زَيْنَبَ إِذَا رَجُلانِ فِي نَاحِيَةِ الْبَيْتِ قَدْ جَرَى بِهِمَا الْحَدِيثُ. فَلَمَّا أَبْصَرَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَجَعَ عَنْ بَيْتِهِ. فَلَمَّا رَأَى الرَّجُلانِ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - انْصَرَفَ عَنْ بَيْتِهِ وَثَبَا مُسْرِعَيْنِ. قَالَ أَنَسٌ: مَا أَدْرِي أَنَا أَخْبَرْتُهُ بِخُرُوجِهِمَا أَوْ أَخْبَرَ. فَرَجَعَ حَتَّى دَخَلَ الْبَيْتَ وَأَرْخَى السِّتْرَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ. وَأَنْزَلَ اللَّهُ آيَةَ الْحِجَابِ.
أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الزُّهْرِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: أَنَا أَعْلَمُ النَّاسِ بِالْحِجَابِ. لَقَدْ كَانَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ يَسْأَلُنِي عَنْهُ. قَالَ أَنَسٌ: أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ عَرُوسًا بِزَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ. قَالَ: وَكَانَ تَزَوَّجَهَا بِالْمَدِينَةِ فَدَعَا النَّاسَ لِلطَّعَامِ بَعْدَ ارْتِفَاعِ النَّهَارِ. فَجَلَسَ رَسُولُ الله وجلس معه رجال بعد ما قَامَ الْقَوْمُ. ثُمَّ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ يَمْشِي وَمَشَيْتُ مَعَهُ حَتَّى بَلَغَ حُجْرَةَ عَائِشَةَ.
ثُمَّ ظَنَّ أَنَّهُمْ قَدْ خَرَجُوا فَرَجَعَ وَرَجَعْتُ مَعَهُ فَإِذَا هُمْ جُلُوسٌ مَكَانَهُمْ. فَرَجَعَ وَرَجَعْتُ مَعَهُ الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ حُجْرَةَ عَائِشَةَ. فَرَجَعَ وَرَجَعْتُ مَعَهُ فَإِذَا هُمْ قَدْ قَامُوا. فَضَرَبَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ بِالسِّتْرِ وَأُنْزِلَ الْحِجَابُ.(8/84)
أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ. أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: أَوْلَمَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى زَيْنَبَ فَأَشْبَعَ الْمُسْلِمِينَ خُبْزًا وَلَحْمًا ثُمَّ خَرَجَ فَصَنَعَ كَمَا كَانَ يَصْنَعُ إِذَا تَزَوَّجَ. يَأْتِي بُيُوتَ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ يُسَلِّمُ عَلَيْهِنَّ وَيُسَلِّمْنَ عَلَيْهِ وَيَدْعُونَ لَهُ.
أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ. حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: مَا أَوْلَمَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى شَيْءٍ مِنْ نِسَائِهِ مَا أَوْلَمَ عَلَى زَيْنَبَ. أَوْلَمَ بِشَاةٍ.
أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: زَعَمَ عَطَاءٌ أَنَّهُ سَمِعَ عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ يَقُولُ سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَزْعُمُ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَمْكُثُ عِنْدَ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ وَيَشْرَبُ عِنْدَهَا عَسَلا. قَالَتْ: فَتَوَاصَيْتُ أَنَا وَحَفْصَةُ أَيَّتُنَا مَا دَخَلَ عَلَيْهَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَلْتَقُلْ إِنِّي أَجِدُ مِنْكَ رِيحَ مَغَافِيرَ. فَدَخَلَ عَلَى إِحْدَاهُمَا فَقَالَتْ ذَلِكَ لَهُ. فَقَالَ: بَلْ شَرِبْتُ عَسَلا عِنْدَ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ لن أعود له. فنزل: «يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ» التحريم: 1. إِلَى قَوْلِهِ: «إِنْ تَتُوبا إِلَى اللَّهِ» التحريم: 4. يَعْنِي عَائِشَةَ وَحَفْصَةَ. وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بعض أزواجه حديثا. قَوْلُهُ: بَلْ شَرِبْتُ عَسَلا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَكِيمِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ قَالَ:
سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجَ يُحَدِّثُ فِي مَجْلِسِهِ بِالْمَدِينَةِ يَقُولُ: أَطْعَمَ رَسُولُ اللَّهِ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ بِخَيْبَرَ ثَمَانِينَ وَسْقًا تَمْرًا وَعِشْرِينَ وَسْقًا قَمْحًا. وَيُقَالُ شَعِيرًا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الزُّهْرِيُّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: [قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمًا وَهُوَ جَالِسٌ مَعَ نِسَائِهِ: أَطْوَلُكُنَّ بَاعًا أَسْرَعُكُنَّ لُحُوقًا بِي. فَكُنَّ يَتَطَاوَلْنَ إِلَى الشَّيْءِ. وَإِنَّمَا عَنَى رَسُولُ اللَّهِ بِذَلِكَ الصَّدَقَةَ. وَكَانَتْ زَيْنَبُ امْرَأَةً صَنْعًا فَكَانَتْ تَتَصَدَّقُ بِهِ فَكَانَتْ أَسْرَعَ نِسَائِهِ لُحُوقًا بِهِ] .
أَخْبَرَنَا محمد بن عمر. حدثنا موسى بن محمد بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أُمِّهِ عَمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: يَرْحَمُ اللَّهُ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ. لَقَدْ نَالَتْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا الشَّرَفَ الَّذِي لا يَبْلُغُهُ شَرَفٌ. إِنَّ اللَّهَ زَوَّجَهَا نَبِيَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الدُّنْيَا وَنَطَقَ بِهِ الْقُرْآنُ. [وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ لَنَا وَنَحْنُ حَوْلَهُ: أَسْرَعُكُنَّ بِي لُحُوقًا أَطْوَلُكُنَّ بَاعًا] . فَبَشَّرَهَا رَسُولُ اللَّهِ بِسُرْعَةِ لُحُوقِهَا بِهِ. وَهِيَ زَوْجَتُهُ فِي الْجَنَّةِ.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ. حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَنْصَارِيَّةِ عَنْ عَائِشَةَ [قَالَتْ: قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لأَزْوَاجِهِ:(8/85)
يَتَّبِعُنِي أَطْوَلُكُنَّ يَدًا. قَالَتْ عَائِشَةُ: فَكُنَّا إِذَا اجْتَمَعْنَا فِي بَيْتِ إِحْدَانَا بَعْدَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَمُدُّ أَيْدِينَا فِي الْجِدَارِ نَتَطَاوَلُ. فَلَمْ نَزَلْ نَفْعَلُ ذَلِكَ حَتَّى تُوُفِّيَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ وَكَانَتِ امْرَأَةً قَصِيرَةً. يَرْحَمُهَا اللَّهُ. وَلَمْ تَكُنْ أَطْوَلَنَا. فَعَرَفْنَا حِينَئِذٍ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِنَّمَا أَرَادَ بِطُولِ الْيَدِ الصَّدَقَةَ. قَالَتْ: وَكَانَتْ زَيْنَبُ امْرَأَةً صَنَاعَ الْيَدِ فَكَانَتْ تَدْبَغُ وَتُخَرِّزُ وَتَتَصَدَّقُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ] .
أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَوَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ قَالُوا: [أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: سَأَلَ النِّسْوَةُ رَسُولَ الله. ص: أَيُّنَا أَسْرَعُ بِكَ لُحُوقًا؟ قَالَ: أَطْوَلُكُنَّ يَدًا. فَتَذَارَعْنَ. فَلَمَّا تُوُفِّيَتْ زَيْنَبُ عَلِمْنَ أَنَّهَا كَانَتْ أَطْوَلَهُنَّ يَدًا فِي الْخَيْرِ وَالصَّدَقَةِ] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: قَالَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ حِينَ حَضَرَتْهَا الْوَفَاةُ: إِنِّي قَدْ أَعْدَدْتُ كَفَنِي وَلَعَلَّ عمر سيبعث إلي بكفن. فإن بَعَثَ بِكَفَنٍ فَتَصَدَّقُوا بِأَحَدِهِمَا. إِنِ اسْتَطَعْتُمْ إِذَا دَلَّيْتُمُونِي أَنْ تَصَدَّقُوا بَحَقْوِي فَافْعَلُوا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ قَالَ: أَوْصَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ أَنْ تُحْمَلَ عَلَى سَرِيرِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَيُجْعَلَ عَلَيْهِ نَعْشٌ. وَقَبْلَ ذَلِكَ حُمِلَ عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ. وَكَانَتِ الْمَرْأَةُ إِذَا مَاتَتْ حُمِلَتْ عَلَيْهِ حَتَّى كَانَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ فَمَنَعَ أَنْ يُحْمَلَ عَلَيْهِ إِلا الرَّجُلُ الشَّرِيفُ. وَفَرَّقَ سُرُرًا فِي الْمَدِينَةِ تُحْمَلُ عَلَيْهَا الْمَوْتَى.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى عَنِ ابْنِ كَعْبٍ أَنَّ زَيْنَبَ أَوْصَتْ أَنْ لا تُتْبَعَ بِنَارٍ. وَحُفِرَ لَهَا بِالْبَقِيعِ عِنْدَ دَارِ عَقِيلٍ فِيمَا بَيْنَ دَارِ عَقِيلٍ وَدَارِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ. وَنُقِلَ اللَّبَنُ مِنَ السَّمِينَةِ فَوُضِعَ عِنْدَ الْقَبْرِ. وَكَانَ يَوْمًا صَائِفًا.
أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ خُصَيْفَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ عَنْ بَرْزَةَ بِنْتِ رَافِعٍ قَالَتْ: لَمَّا خَرَجَ الْعَطَاءُ أَرْسَلَ عُمَرُ إِلَى زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ بِالَّذِي لَهَا. فَلَمَّا أُدْخِلَ عَلَيْهَا قَالَتْ: غَفَرَ اللَّهُ لِعُمَرَ. غَيْرِي(8/86)
مِنْ أَخَوَاتِي كَانَ أَقْوَى عَلَى قَسْمِ هَذَا مِنِّي. قَالُوا: هَذَا كُلُّهُ لَكِ. قَالَتْ: سُبْحَانَ اللَّهِ! وَاسْتَتَرَتْ مِنْهُ بِثَوْبٍ وَقَالَتْ: صُبُّوهُ وَاطْرَحُوا عَلَيْهِ ثَوْبًا. ثُمَّ قَالَتْ لِي: أَدْخِلِي يَدَكِ فَاقْبِضِي مِنْهُ قَبْضَةً فَاذْهَبِي بِهَا إِلَى بَنِي فُلانٍ وَبَنِي فُلانٍ. مِنْ أَهْلِ رَحِمِهَا وَأَيْتَامِهَا.
حَتَّى بَقِيَتْ بَقِيَّةٌ تَحْتَ الثَّوْبِ. فَقَالَتْ لَهَا بَرْزَةُ بِنْتُ رَافِعٍ: غَفَرَ اللَّهُ لَكِ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ! وَاللَّهِ لَقَدْ كَانَ لَنَا فِي هَذَا حَقٌّ. فَقَالَتْ: فَلَكُمْ مَا تَحْتَ الثَّوْبِ. فَوَجَدْنَا تَحْتَهُ خَمْسَةً وَثَمَانِينَ دِرْهَمًا. ثُمَّ رَفَعَتْ يَدَهَا إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَتِ: اللَّهُمَّ لا يُدْرِكُنِي عَطَاءٌ لِعُمَرَ بَعْدَ عَامِي هَذَا. فَمَاتَتْ. قَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ فِي حَدِيثِهِ: فَكَانَتْ أَوَّلَ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
لُحُوقًا بِهِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ خَوَّاتٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: كَانَ عَطَاءُ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفِ دِرْهَمٍ. وَلَمْ تَأْخُذُهُ إِلا عَامًا وَاحِدًا. حُمِلَ إِلَيْهَا اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ دِرْهَمٍ فَجَعَلَتْ تَقُولُ: اللَّهُمَّ لا يُدْرِكُنِي قَابِلُ هَذَا الْمَالِ فَإِنَّهُ فِتْنَةٌ. ثُمَّ قَسَمَتْهُ فِي أَهْلِ رَحِمِهَا وَفِي أَهْلِ الْحَاجَةِ حَتَّى أَتَتْ عَلَيْهِ. فَبَلَغَ عُمَرَ فَقَالَ: هَذِهِ امْرَأَةٌ يُرَادُ بِهَا خَيْرٌ. فَوَقَفَ عَلَى بَابِهَا وَأَرْسَلَ بِالسَّلامِ وَقَالَ: قَدْ بَلَغَنِي مَا فَرَّقْتِ. فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا بِأَلْفِ دِرْهَمٍ يَسْتَنْفِقُهَا فَسَلَكَتْ بِهَا طَرِيقَ ذَلِكَ الْمَالِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَتْ: لَمَّا حَضَرَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ أَرْسَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَيْهَا بِخَمْسَةِ أَثْوَابٍ مِنَ الْخَزَائِنِ يَتَخَيَّرُهَا ثَوْبًا ثَوْبًا. فَكُفِّنَتْ فِيهَا وَتَصَدَّقَتْ عَنْهَا أُخْتُهَا حَمْنَةُ بِكَفَنِهَا الَّذِي أَعَدَّتْهُ تُكَفَّنُ فِيهِ. قَالَتْ عَمْرَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: فَسَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ ذَهَبَتْ حَمِيدَةً فَقِيدَةً مفزع الْيَتَامَى وَالأَرَامِلِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي الثَّوْرِيُّ وَمَنْصُورُ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى قَالَ: كَانَتْ زَيْنَبُ أَوَّلَ نِسَاءِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لُحُوقًا بِهِ. مَاتَتْ فِي زَمَانِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالُوا لِعُمَرَ: مَنْ يَنْزِلُ فِي قَبْرِهَا؟ قال: من كان يدخل عليها فِي حَيَاتِهَا. وَصَلَّى عَلَيْهَا عُمَرُ وَكَبَّرَ أَرْبَعًا.
أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالُوا: حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالُوا: لَمَّا تُوُفِّيَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ وَكَانَتْ أَوَّلَ نِسَاءِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لُحُوقًا بِهِ. فَلَمَّا حُمِلَتْ إِلَى قَبْرِهَا قَامَ عُمَرُ إِلَى قَبْرِهَا فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: إِنِّي أَرْسَلْتُ إِلَى النِّسْوَةِ. يَعْنِي أَزْوَاجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حِينَ مَرِضِتْ(8/87)
هذه المرأة أن من يمرضها وقوم عَلَيْهَا. فَأَرْسَلْنَ: نَحْنُ. فَرَأَيْتُ أَنْ قَدْ صَدَقْنَ.
ثُمَّ أَرْسَلْتُ إِلَيْهِنَّ حِينَ قُبِضَتْ: مَنْ يُغَسِّلُهَا وَيُحَنِّطُهَا وَيُكَفِّنُهَا؟ فَأَرْسَلْنَ: نَحْنُ. فَرَأَيْتُ أَنْ قَدْ صَدَقْنَ. ثُمَّ أَرْسَلْتُ إِلَيْهِنَّ: مَنْ يُدْخِلُهَا قَبْرَهَا؟ فَأَرْسَلْنَ: مَنْ كَانَ يَحِلُّ لَهُ الْوُلُوجُ عَلَيْهَا فِي حَيَاتِهَا. فَرَأَيْتُ أَنْ قَدْ صَدَقْنَ. فَاعْتَزِلُوا أَيُّهَا النَّاسُ. فَنَحَّاهُمْ عَنْ قَبْرِهَا ثُمَّ أَدْخَلَهَا رَجُلانِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهَا.
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ. حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ فِرَاسٍ عَنْ عَامِرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى قَالَ: صَلَّى عُمَرُ عَلَى زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ فَكَبَّرَ عَلَيْهَا أَرْبَعَ تَكْبِيرَاتٍ. قَالَ: فَأَرَادَ أَنْ يَدْخُلَ القبر فَأَرْسَلَ إِلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقُلْنَ: إِنَّهُ لا يَحِلُّ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ الْقَبْرَ وَإِنَّمَا يَدْخُلُ الْقَبْرَ مَنْ كَانَ يَحِلُّ لَهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهَا وَهِيَ حَيَّةٌ.
أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ. حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ. حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنْ نَافِعٍ وَغَيْرِهِ أَنَّ الرِّجَالَ وَالنِّسَاءَ كَانُوا يَخْرُجُونَ بِهِمْ سَوَاءً. فَلَمَّا مَاتَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ أَمَرَ عُمَرُ مُنَادِيًا فَنَادَى: ألا لا يَخْرُجُ عَلَى زَيْنَبَ إِلا ذُو رَحِمٍ مِنْ أَهْلِهَا. فَقَالَتْ بِنْتُ عُمَيْسٍ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَلا أُرِيكَ شَيْئًا رَأَيْتُ الْحَبَشَةَ تَصْنَعُهُ لِنِسَائِهِمْ؟ فَجَعَلَتْ نَعْشًا وَغَشَّتْهُ ثَوْبًا.
فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ قَالَ: مَا أَحْسَنَ هَذَا! مَا أَسْتَرَ هَذَا! فَأَمَرَ مُنَادِيًا فَنَادَى أَنِ اخْرُجُوا عَلَى أُمِّكُمْ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ. حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ. حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابن أَبِي خَالِدٍ أَنَّ عَامِرًا أَخْبَرَهُ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبْزَى أَخْبَرَهُ أَنَّهُ صَلَّى مَعَ عُمَرَ عَلَى زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ فَكَانَتْ أَوَّلَ نِسَاءِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَوْتًا بَعْدَهُ. فَكَبَّرَ عَلَيْهَا أَرْبَعًا ثُمَّ أَرْسَلَ إلى أزواج النبي. ص: مَنْ تَأْمُرْنَنِي أَنْ يُدْخِلَهَا قَبْرَهَا؟ قَالَ: وَكَانَ يُعْجِبُهُ أَنْ يَكُونَ هُوَ يَلِي ذَلِكَ. فَأَرْسَلْنَ إِلَيْهِ: مَنْ كَانَ يَرَاهَا فِي حَيَاتِهَا فَيُدْخِلُهَا فِي قَبْرِهَا. فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: صَدَقْنَ.
أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ عَامِرٍ عَنْ عَبْدِ الرحمن بن أبزى قال: شهدت جنازة زينب بِنْتِ جَحْشٍ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ فَتَقَدَّمَ عَلَيْهَا عُمَرُ فَكَبَّرَ أَرْبَعًا. وَكَانَ يُحِبُّ أَنْ يَلِيَهَا. فَأَرْسَلَ إِلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَنْ يُدْخِلُهَا قَبْرَهَا؟ فَقُلْنَ: مَنْ كَانَ يَرَاهَا فِي حَيَاتِهَا. فَقَالَ: صَدَقْنَ.
وَزَادَ ابْنُ نُمَيْرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ فِي حَدِيثِهِمَا بِهَذَا الإِسْنَادِ: فَكَانَتْ أَوَّلَ نِسَاءِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَوْتًا بَعْدَهُ. وَقَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ فِي حَدِيثِهِ: فَكَانَ عُمَرُ يُعْجِبُهُ أَنْ يَكُونَ هُوَ يدخلها قبرها.(8/88)
أَخْبَرَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ. أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: كَبَّرَ عُمَرُ عَلَى زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ أَرْبَعًا.
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى. حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ جَابِرٍ عَنْ عَامِرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ عَلَى زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ فَكَبَّرَ عَلَيْهَا أَرْبَعًا ثُمَّ إِنَّهُ مَكَثَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ: مَنْ يُدْخِلُهَا قَبْرَهَا؟ قَالُوا: يُدْخِلُهَا قَبْرَهَا مَنْ كَانَ يَرَاهَا فِي حَيَاتِهَا. بَنُو أَخِيهَا وَبَنُو أُخْتِهَا.
أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: كَبَّرَ عُمَرُ عَلَى زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ أَرْبَعًا.
أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ أَنَّهُ سَمِعَ رَبِيعَةَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هُدَيْرٍ يَقُولُ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقْدُمُ النَّاسَ أَمَامَ جِنَازَةِ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ.
حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ. حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: قَامَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي الْمَقْبَرَةِ وَالنَّاسُ يَحْفِرُونَ لِزَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ فِي يَوْمٍ حَارٍّ فَقَالَ:
لَوْ أَنِّي ضَرَبْتُ عَلَيْهِمْ فُسْطَاطًا. فَضَرَبَ عَلَيْهِمْ فُسْطَاطًا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: مَرَّ عُمَرُ عَلَى حَفَّارِينَ يَحْفِرُونَ قَبْرَ زَيْنَبَ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ فَقَالَ: لَوْ أَنِّي ضَرَبْتُ عَلَيْهِمْ فُسْطَاطًا. فَكَانَ أَوَّلَ فُسْطَاطٍ ضُرِبَ عَلَى قَبْرٍ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَمَرَ عُمَرُ بِفُسْطَاطٍ فَضُرِبَ بِالْبَقِيعِ عَلَى قَبْرِهَا لِشِدَّةِ الْحَرِّ يَوْمَئِذٍ فَكَانَ أَوَّلَ فُسْطَاطٍ ضُرِبَ عَلَى قَبْرٍ بِالْبَقِيعِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ قَالَ: رَأَيْتُ يَوْمَ مَاتَ الْحَكَمُ بْن أَبِي الْعَاصِ فِي خِلافَةِ عُثْمَانَ ضُرِبَ عَلَى قَبْرِهِ فُسْطَاطٌ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ. فَتَكَلَّمَ النَّاسُ فَأَكْثَرُوا فِي الْفُسْطَاطِ. فَقَالَ عُثْمَانُ:
مَا أَسْرَعَ النَّاسِ إِلَى الشَّرِّ وَأَشْبَهَ بَعْضِهِمْ بِبَعْضٍ. أَنْشَدَ اللَّهُ مَنْ حَضَرَ نَشْدَتِي هَلْ عَلِمْتُمْ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ضَرَبَ عَلَى قَبْرِ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ فُسْطَاطًا؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: فَهَلْ سَمِعْتُمْ عَائِبًا؟ قَالُوا: لا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي سبرة عن(8/89)
أَبِي مُوسَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلِيطٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا أَحْمَدَ بْنَ جَحْشٍ يَحْمِلُ سَرِيرَ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ وَهُوَ مَكْفُوفٌ وَهُوَ يَبْكِي. فَأَسْمَعُ عُمَرَ وَهُوَ يَقُولُ: يَا أَبَا أَحْمَدَ تَنَحَّ عَنِ السَّرِيرِ لا يَعِنْكَ النَّاسُ. وَازْدَحَمُوا عَلَى سَرِيرِهَا. فَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ: يَا عُمَرُ هَذِهِ الَّتِي نِلْنَا بِهَا كُلَّ خَيْرٍ وَإِنَّ هَذَا يُبَرِّدُ حَرَّ مَا أَجِدُ. فَقَالَ عُمَرُ: الْزَمْ الْزَمْ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابن أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ صَلَّى عَلَى زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ سَنَةَ عِشْرِينَ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ وَرَأَيْتُ ثَوْبًا مُدَّ عَلَى قَبْرِهَا وَعُمَرُ جَالِسٌ عَلَى شَفِيرِ الْقَبْرِ مَعَهُ أَبُو أَحْمَدَ ذَاهِبَ الْبَصَرِ جَالِسٌ عَلَى شَفِيرِ الْقَبْرِ وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَائِمٌ عَلَى رِجْلَيْهِ وَالأَكَابِرُ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ قِيَامٌ عَلَى أَرْجُلِهِمْ. فَأَمَّا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ وَأُسَامَةَ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَحْمَدَ بْنِ جَحْشٍ وَمُحَمَّدَ بْنَ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ. وَهُوَ ابْنُ أُخْتِهَا حَمْنَةُ بِنْتُ جَحْشٍ. فَنَزَلُوا فِي قَبْرِ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْجَحْشِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ لِهِلالِ ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ خَمْسٍ مِنَ الْهِجْرَةِ وَهِيَ يَوْمَئِذٍ بِنْتُ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ سَنَةً.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ أَبِيهِ أَبِي الرِّجَالِ قَالَ: سَمِعْتُ أُمِّي عَمْرَةَ بِنْتَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ تَقُولُ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ مَتَى تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ؟ قَالَتْ: مَرْجِعَنَا مِنْ غَزْوَةِ الْمُرَيْسِيعِ أَوْ بَعْدَهُ بِيَسِيرٍ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَهَذَا يُوَافِقُ قَوْلَ عُمَرَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْجَحْشِيِّ حَيْثُ يَقُولُ: تَزَوَّجَهَا لِهِلالِ ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ خَمْسٍ مِنَ الْهِجْرَةِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْجَحْشِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَا تَرَكَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ دِرْهَمًا وَلا دِينَارًا. كَانَتْ تَصَدَّقُ بِكُلِّ مَا قَدَرَتْ عَلَيْهِ. وَكَانَتْ مَأْوَى الْمَسَاكِينِ. وَتَرَكَتْ مَنْزِلَهَا فَبَاعُوهُ مِنَ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ حِينَ هُدِمَ الْمَسْجِدُ بِخَمْسِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ.(8/90)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينِ قَالَتْ: لَمَّا تُوُفِّيَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ جَعَلَتْ تَبْكِي وَتَذْكُرُ زَيْنَبَ وَتَرَحَّمُ عَلَيْهَا. فَقِيلَ لِعَائِشَةَ فِي بَعْضِ ذَلِكَ فَقَالَتْ: كَانَتِ امْرَأَةً صَالِحَةً. قُلْتُ: يَا خَالَةُ أَيُّ نِسَاءِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَتْ آثَرَ عِنْدَهُ؟ فَقَالَتْ: مَا كُنْتُ أَسْتَكْثِرُهُ وَلَقَدْ كَانَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ وَأُمُّ سَلَمَةَ لَهُمَا عِنْدَهُ مَكَانٌ. وَكَانَتَا أَحَبَّ نِسَائِهِ إِلَيْهِ فِيمَا أَحْسِبُ بَعْدِي.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ الْجَحْشِيُّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سُئِلَتْ أُمُّ عُكَّاشَةَ بْنِ مِحْصَنٍ: كَمْ بَلَغَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ يَوْمَ تُوُفِّيَتْ؟ فَقَالَتْ: قَدِمْنَا المدينة للهجرة وهي بنت ببضع وَثَلاثِينَ سَنَةً وَتُوُفِّيَتْ سَنَةَ عِشْرِينَ.
قَالَ عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ: كَانَ أَبِي يَقُولُ: تُوُفِّيَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ وَهِيَ ابْنَةُ ثَلاثٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً.
4133- زَيْنَبُ بِنْتُ خُزَيْمَةَ
بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الله بن عمرو بن عبد مَنَافِ بْنِ هِلالِ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ. وهي أم المساكين كانت تسمى بذلك في الجاهلية.
أخبرنا محمد بن عمر. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كانت زينب بنت خزيمة الهلالية تدعى أم المساكين. وكانت عند الطفيل بْن الْحَارِث بْن المطلب بْن عَبْد مناف فطلقها.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: فَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أبي عون قال: فتزوجها عبيدة بن الحارث فقتل عنها يوم بدر شهيدًا.
أخبرنا محمد بن عمر. حدثنا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ الله بن حنطب قال: كانت زينب أم المساكين تحت عبيدة بن الحارث فقتل عنها ببدر.
أخبرنا محمد بن عمر. حدثنا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ الله بن حَنْطَبٍ قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالا: خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - زَيْنَبَ بِنْتَ خُزَيْمَةَ الْهِلالِيَّةَ أُمَّ الْمَسَاكِينِ فَجَعَلَتْ أَمْرَهَا إِلَيْهِ فَتَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَشْهَدَ وَأَصْدَقَهَا اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً وَنَشًّا. وَكَانَ تَزْوِيجُهُ إِيَّاهَا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ عَلَى رَأْسِ أَحَدٍ وَثَلاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ. فَمَكَثَتْ عِنْدَهُ ثَمَانِيَةَ أَشْهُرٍ وَتُوُفِّيَتْ في آخر شهر ربيع الآخر على
__________
4133 تاريخ الخميس (1/ 463) ، والأعلام (3/ 66) .(8/91)
رَأْسِ تِسْعَةٍ وَثَلاثِينَ شَهْرًا. وَصَلَّى عَلَيْهَا رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَدَفَنَهَا بِالْبَقِيعِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ: مَنْ نَزَلَ فِي حُفْرَتِهَا؟
فَقَالَ: إِخْوَةٌ لَهَا ثَلاثَةٌ. قُلْتُ: كَمْ كَانَ سِنُّهَا يَوْمَ مَاتَتْ؟ قَالَ: ثَلاثِينَ سَنَةً أَوْ نَحْوَهَا.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ. حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنِ [الْهِلالِيَّةِ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهَا كَانَتْ لَهَا جَارِيَةٌ سَوْدَاءُ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَرَدْتُ أَنْ أَعْتِقَ هَذِهِ.
فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ: أَلا تَفْدِينَ بِهَا بَنِي أَخِيكِ أَوْ بَنِي أُخْتِكِ مِنْ رِعَايَةِ الْغَنَمِ؟] .
4134- جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ
بْنِ أبي ضِرَارِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَائِذِ بْنِ مالك بن جذيمة بن المصطلق من خزاعة. تزوجها مسافع بن صفوان ذي الشفر ابن سرح بن مالك بن جذيمة فقتل يوم المريسيع.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بن زيد بْنِ قُسَيْطٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَصَابَ رَسُولُ اللَّهِ نِسَاءَ بَنِي الْمُصْطَلِقِ فَأَخْرَجَ الْخُمُسَ مِنْهُ ثُمَّ قَسَمَهُ بَيْنَ النَّاسِ فَأَعْطَى الْفَرَسَ سَهْمَيْنِ وَالرَّجُلَ سَهْمًا. فَوَقَعَتْ جُوَيْرِيَةُ بِنْت الْحَارِثِ بْن أَبِي ضِرَارٍ فِي سَهْمِ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ الأَنْصَارِيِّ. وَكَانَتْ تَحْتَ ابْنِ عَمٍّ لَهَا يُقَالُ لَهُ صَفْوَانُ بْنُ مَالِكِ بْنِ جَذِيمَةَ ذُو الشَّفَرِ فَقُتِلَ عَنْهَا. فَكَاتَبَهَا ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ عَلَى نَفْسِهَا عَلَى تِسْعِ أَوَاقٍ. وَكَانَتِ امْرَأَةً حُلْوَةً لا يَكَادُ يَرَاهَا أَحَدٌ إِلا أَخَذَتْ بِنَفْسِهِ. فَبَيْنَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عِنْدِي إِذْ دَخَلَتْ عليه جويرية تسأله في كتابتها. فو الله مَا هُوَ إِلا أَنْ رَأَيْتُهَا فَكَرِهْتُ دُخُولَهَا عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَعَرَفْتُ أَنَّهُ سَيَرَى مِنْهَا مِثْلَ الَّذِي رَأَيْتُ. فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ سَيِّدِ قَوْمِهِ وَقَدْ أَصَابَنِي مِنَ الأَمْرِ مَا قَدْ عَلِمْتَ فَوَقَعْتُ فِي سَهْمِ ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ فَكَاتَبَنِي عَلَى تِسْعِ أَوَاقٍ. فَأَعِنِّي فِي فِكَاكِي. [فَقَالَ: أَوَ خَيْرٌ مِنْ ذَلِكَ؟ فَقَالَتْ: مَا هُوَ؟ فَقَالَ: أُؤَدِّي عَنْكِ كِتَابَتَكِ وَأَتَزَوَّجُكِ.
قَالَتْ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: قَدْ فَعَلْتُ] . وَخَرَجَ الْخَبَرُ إِلَى النَّاسِ فَقَالُوا: أَصْهَارُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُسْتَرَقُّونَ! فَأَعْتَقُوا مَا كَانَ فِي أَيْدِيهِمْ من سبي بلمصطلق فَبَلَغَ عِتْقُهُمْ مِائَةَ أَهْلِ بَيْتٍ بِتَزْوِيجِهِ إِيَّاهَا. فلا أعلم امرأة أعظم بركة على
__________
4134 الإصابة (1/ 265) ، وصفة الصفوة (2/ 26) ، والجمع بين رجال الصحيحين (603) ، والسمط الثمين (116) ، وذيل المذيل (75) ، والأعلام (2/ 148) .(8/92)
قَوْمِهَا مِنْهَا. وَذَلِكَ مُنْصَرَفَهُ مِنْ غَزْوَةِ الْمُرَيْسِيعِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ زَكَرِيَّاءُ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: كَانَتْ جُوَيْرِيَةُ مِنْ مِلْكِ الْيَمِينِ فَأَعْتَقَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
وَتَزَوَّجَهَا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. أَخْبَرَنَا أَبُو حَاتِمٍ عَدِيُّ بْنُ الْفَضْلِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: مَنَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى جُوَيْرِيَةَ وَتَزَوَّجَهَا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: [قَالَتْ جُوَيْرِيَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ نِسَاءَكَ يَفْخَرْنَ عَلَيَّ يَقُلْنَ لَمْ يَتَزَوَّجْكِ رَسُولُ اللَّهِ.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: أَلَمْ أُعَظِّمْ صَدَاقَكِ. أَلَمْ أَعْتِقْ أَرْبَعِينَ مِنْ قَوْمِكِ؟] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الأَبْيَضِ مَوْلَى جُوَيْرِيَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَبَى رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَنِي الْمُصْطَلِقِ فَوَقَعَتْ جُوَيْرِيَةُ فِي السَّبْيِ فَجَاءَ أَبُوهَا فَافْتَدَاهَا ثُمَّ أَنْكَحَهَا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَعْدُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدٍ مَوْلَى آلِ الأَرْقَمَ عَنْ جَدَّتِهِ مَوْلاةِ بَنِي الْمُصْطَلِقِ عَنْ جُوَيْرِيَةَ مِثْلَهُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا عمر بن عثمان عن عبد الملك بن عُمَيْرٍ عَنْ خَرْنِيقِ بِنْتِ الْحُصَيْنِ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ قَالَ: افْتَدَى يَوْمَ الْمُرَيْسِيعِ نِسَاءُ بَنِي الْمُصْطَلِقِ وَكَانُوا يُعَاقِلُونَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ قَالَ: حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قِلابَةَ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سَبَى جُوَيْرِيَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ فَجَاءَ أَبُوهَا إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
فَقَالَ: إِنَّ ابْنَتِي لا يُسْبَى مِثْلُهَا فَأَنَا أَكْرَمُ مِنْ ذَاكَ فَخَلِّ سَبِيلَهَا. قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ خَيَّرْنَاهَا أَلَيْسَ قَدْ أَحْسَنَّا؟ قَالَ: بَلَى وَأَدَّيْتَ مَا عَلَيْكَ. قَالَ: فَأَتَاهَا أَبُوهَا فَقَالَ: إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ قَدْ خَيَّرَكِ فَلا تَفْضَحِينَا. فَقَالَتْ: فَإِنِّي قَدِ اخْتَرْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: قَدْ وَاللَّهِ فَضَحَتْنَا.
أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ والفضل بن دكين عن زكرياء عن عامر قَالَ: أَعْتَقَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جُوَيْرِيَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ وَاسْتَنْكَحَهَا وَجَعَلَ صَدَاقَهَا عِتْقَ كُلِّ مَمْلُوكٍ مِنْ بَنِي الْمُصْطَلِقِ. وَكَانَتْ مِنْ مِلْكِ يَمِينِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -(8/93)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا مَالِكٌ وَمُحَمَّدُ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذِئْبٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كَانَتْ جُوَيْرِيَةُ مِنْ أَزْوَاجِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَكَانَ قَدْ ضَرَبَ عَلَيْهَا الْحِجَابَ وَكَانَ يَقْسِمُ لَهَا كَمَا يَقْسِمُ لِنِسَائِهِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسٍ عَنْ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ضَرَبَ عَلَى جُوَيْرِيَةَ الْحِجَابَ وَكَانَ يَقْسِمُ لَهَا كَمَا يَقْسِمُ لِنِسَائِهِ.
أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ كُرَيْبٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَتْ جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ اسْمُهَا بَرَّةُ فَحَوَّلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اسْمَهَا فَسَمَّاهَا جُوَيْرِيَةَ. كَرِهَ أَنْ يُقَالَ خَرَجَ مِنْ عِنْدِ بَرَّةَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي عَتَّابٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ أَنَّ اسْمَهَا كَانَ بَرَّةَ فَغَيَّرَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَسَمَّاهَا جُوَيْرِيَةَ. وَكَانَ يَكْرَهُ أَنْ يُقَالَ خَرَجَ مِنْ عِنْدِ بَرَّةَ.
أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ. حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى آلِ طَلْحَةَ عَنْ كُرَيْبٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ اسْمُ جُوَيْرِيَةَ بَرَّةَ فَسَمَّاهَا رَسُولُ اللَّهِ جُوَيْرِيَةَ.
قَالَ: فَصَلَّى الْفَجْرَ ثُمَّ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا حِينَ صَلَّى الْفَجْرَ فَجَلَسَ حَتَّى ارْتَفَعَ الضُّحَى.
ثُمَّ جَاءَ وَهِيَ فِي مُصَلاهَا فَقَالَتْ: مَا زِلْتُ بَعْدَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ دَائِبَةً. [فقال النبي. ص:
لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ كَلِمَاتٍ لَوْ وُزِنَّ لَرَجَحْنَ بِمَا قُلْتِ. قُلْتُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ مَا خَلَقَ.
سُبْحَانَ اللَّهِ رِضَا نَفْسِهِ. سُبْحَانَ اللَّهِ زِنَةَ عَرْشِهِ. سُبْحَانَ اللَّهِ مِدَادَ كَلِمَاتِهِ] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ سعيد بن المسبب [عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دَخَلَ عَلَى جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ يَوْمَ جُمُعَةٍ وَهِيَ صَائِمَةٌ فَقَالَ لَهَا: أَصُمْتِ أَمْسِ؟ قَالَتْ: لا. قَالَ: أَفَتُرِيدِينَ الصَّوْمَ غَدًا؟ قَالَتْ: لا. قَالَ: فَأَفْطِرِي إِذًا] .
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ. حَدَّثَنَا هَمَّامٌ. حَدَّثَنَا قَتَادَةُ قَالَ: [حَدَّثَنِي أَبُو أَيُّوبَ الْعَتَكِيُّ عَنْ جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دَخَلَ عَلَيْهَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَهِيَ صَائِمَةٌ فَقَالَ لَهَا: أَصُمْتِ أَمْسِ؟ قَالَتْ: لا. قَالَ: أَفَتُرِيدِينَ أَنْ تَصُومِيَ غَدًا؟ قَالَتْ: لا. قَالَ:
فَأَفْطِرِي.](8/94)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَكِيمِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ قَالَ:
سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجَ يُحَدِّثُ فِي مَجْلِسِهِ بِالْمَدِينَةِ يَقُولُ: أَطْعَمَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جُوَيْرِيَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ بِخَيْبَرَ ثَمَانِينَ وَسْقًا تَمْرًا وَعِشْرِينَ وَسْقًا شَعِيرًا. وَيُقَالُ قَمْحًا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أبي الأَبْيَضِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: تُوُفِّيَتْ جُوَيْرِيَةُ بِنْتِ الْحَارِثِ زَوْجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِينَ فِي خِلافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ وَصَلَّى عَلَيْهَا مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ وَالِي الْمَدِينَةِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ جَدَّتِهِ. وَكَانَتْ مَوْلاةَ جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ. عَنْ جُوَيْرِيَةَ قَالَتْ: تَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ وَأَنَا بِنْتُ عِشْرِينَ سَنَةً. قَالَتْ:
وَتُوُفِّيَتْ جُوَيْرِيَةُ سَنَةَ خَمْسِينَ وَهِيَ يَوْمَئِذٍ ابْنَةُ خَمْسٍ وَسِتِّينَ سَنَةً. وَصَلَّى عَلَيْهَا مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ.
4135- صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيِّ
بْنِ أَخْطَبَ بْنِ سَعْيَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ عُبَيْدِ بن كعب بن الخزرج بن أبي حبيب بن النضير بن النحام بن ينحوم من بني إسرائيل من سبط هارون بن عمران - صلى الله عليه وسلم - وأمها برة بنت سموال أخت رفاعة بن سموال من بني قريظة إخوة النضير. وكانت صفية تزوجها سلام بن مشكم القرظي ثم فارقها فتزوجها كنانة بن الربيع بن أبي الحقيق النضري فقتل عنها يوم خيبر.
أَخْبَرَنَا محمد بن عمر. حدثنا أسامة بن زيد بْنِ أَسْلَمَ عَنْ هِلالِ بْنِ أُسَامَةَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: وحدثنا عمر بن عثمان بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ الْعَدَوِيِّ عَنْ أَبِي غَطَفَانَ بْنِ طَرِيفٍ الْمُرِّيُّ قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَحْيَى عَنْ ثُبَيْتَةَ بِنْتِ حَنْظَلَةَ عَنْ أُمِّهَا أُمِّ سِنَانٍ الأَسْلَمِيَّةِ. دَخَلَ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ فِي حَدِيثِ بَعْضٍ. قَالَ: لَمَّا غَزَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَيْبَرَ وَغَنَّمَهُ اللَّهُ أَمْوَالَهُمْ سَبَى صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ وَبِنْتَ عَمٍّ لَهَا مِنَ الْقَمُوصِ فَأَمَرَ بِلالا يَذْهَبُ بِهِمَا إِلَى رَحْلِهِ. فَكَانَ لرسول
__________
4135 الإصابة ترجمة (647) وصفة الفصفوة (2/ 27) ، وحلية الأولياء (2/ 54) ، وذيل المذيل (76) ، والسمط الثمين (118) ، والجمع بين رجال الصحيحين (608) ، والدر المنثور (263) ، والأعلام (3/ 206) .(8/95)
اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَفِيُّ مِنْ كُلِّ غَنِيمَةٍ. فَكَانَتْ صَفِيَّةُ مِمَّا اصْطَفَى يَوْمَ خَيْبَرَ. وَعَرَضَ عَلَيْهَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يُعْتِقَهَا إِنِ اخْتَارَتِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ. فَقَالَتْ: أَخْتَارُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ. وَأَسْلَمَتْ فَأَعْتَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا وَجَعَلَ عِتْقَهَا مَهْرَهَا. وَرَأَى بِوَجْهِهَا أَثَرَ خُضْرَةٍ قَرِيبًا مِنْ عَيْنِهَا فَقَالَ:
مَا هَذَا؟ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيْتُ فِيَ الْمَنَامِ قَمَرًا أَقْبَلَ مِنْ يَثْرِبَ حَتَّى وَقَعَ فِي حِجْرِي فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِزَوْجِي كِنَانَةَ فَقَالَ: تُحِبِّينَ أَنْ تَكُونِيَ تَحْتَ هَذَا الْمَلِكِ الَّذِي يَأْتِي مِنَ الْمَدِينَةِ؟ فَضَرَبَ وَجْهِي وَاعْتَدَتْ حَيْضَةً. وَلَمْ يَخْرُجْ رَسُولُ اللَّهِ مِنْ خَيْبَرَ حَتَّى طَهُرَتْ مِنْ حَيْضَتِهَا. فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ مِنْ خَيْبَرَ وَلَمْ يُعَرِّسْ بِهَا. فَلَمَّا قُرِّبَ الْبَعِيرُ لِرَسُولِ اللَّهِ لِيَخْرُجَ وَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ رِجْلَهُ لِصَفِيَّةَ لِتَضَعَ قَدَمَهَا عَلَى فَخِذِهِ فَأَبَتْ وَوَضَعَتْ رُكْبَتَهَا عَلَى فَخِذِهِ وَسَتَرَهَا رَسُولُ اللَّهِ وَحَمَلَهَا وَرَاءَهُ. وَجَعَلَ رِدَاءَهُ عَلَى ظَهْرِهَا وَوَجْهِهَا ثُمَّ شَدَّهُ مِنْ تَحْتِ رِجْلِهَا وَتَحَمَّلَ بِهَا وَجَعَلَهَا بِمَنْزِلَةِ نِسَائِهِ. فَلَمَّا صَارَ إِلَى مَنْزِلٍ يُقَالُ لَهُ تَبَارُ عَلَى سِتَّةِ أَمْيَالٍ مِنْ خَيْبَرَ مَالَ يُرِيدُ أَنْ يُعَرِّسَ بِهَا فَأَبَتْ عَلَيْهِ فَوَجَدَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي نَفْسِهِ مِنْ ذَلِكَ. فَلَمَّا كَانَ بِالصَّهْبَاءِ وَهِيَ عَلَى بَرِيدٍ [مِنْ خَيْبَرَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لأُمِّ سُلَيْمٍ: عَلَيْكُنَّ صَاحِبَتَكُنَّ فَامْشِطْنَهَا] . وَأَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ أَنْ يُعَرِّسَ بِهَا هُنَاكَ. قَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: وَلَيْسَ مَعَنَا فُسْطَاطٌ وَلا سُرَادِقَاتٌ فَأَخَذَتْ كِسَائَيْنِ أَوْ عَبَاءَتَيْنِ فَسَتَرَتْ بَيْنَهُمَا إِلَى شَجَرَةٍ فَمَشَّطَتْهَا وَعَطَّرَتْهَا. قَالَتْ أُمُّ سِنَانٍ الأَسْلَمِيَّةُ: وَكُنْتُ فِيمَنْ حَضَرُ عُرْسَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِصَفِيَّةَ مَشَّطْنَاهَا وَعَطَّرْنَاهَا. وَكَانَتْ جَارِيَةً تَأْخُذُ الزِّينَةَ مِنْ أَوْضَإِ مَا يَكُونُ مِنَ النِّسَاءِ وَمَا وَجَدْتُ رَائِحَةَ طِيبٍ كَانَ أَطْيَبَ مِنْ لَيْلَتِئِذٍ. وَمَا شَعُرْنَا حَتَّى قِيلَ رَسُولُ اللَّهِ يَدْخُلُ عَلَى أَهْلِهِ وَقَدْ نَمَّصْنَاهَا وَنَحْنُ تَحْتَ دُومَةٍ. وَأَقْبَلَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَمْشِي إِلَيْهَا فَقَامَتْ إليه. وبذلك أمرناها. فخرجنا من عندهما وَأَعْرَسَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ هُنَاكَ وَبَاتَ عِنْدَهَا. وَغَدَوْنَا عَلَيْهَا وَهِيَ تُرِيدُ أَنْ تَغْتَسِلَ. فَذَهَبْنَا بِهَا حَتَّى تَوَارَيْنَا مِنَ الْعَسْكَرِ فَقَضَتْ حَاجَتَهَا وَاغْتَسَلَتْ. فَسَأَلْتُهَا عَمَّا رَأَتْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَذَكَرَتْ أَنَّهُ سُرَّ بِهَا وَلَمْ يَنَمْ تِلْكَ اللَّيْلَةَ وَلَمْ يَزَلْ يَتَحَدَّثُ مَعَهَا. [وَقَالَ لَهَا: مَا حَمَلَكِ عَلَى الَّذِي صَنَعْتِ حِينَ أَرَدْتُ أَنْ أَنْزِلَ الْمَنْزِلَ الأَوَّلَ فَأَدْخُلَ بِكِ؟] فَقَالَتْ: خَشِيتُ عَلَيْكَ قُرْبَ يَهُودَ. فَزَادَهَا ذَلِكَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ. وَأَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ فَأَوْلَمَ عَلَيْهَا هُنَاكَ وَمَا كَانَتْ وليمته إلا الحيس. وما كانت قصاعهم إِلا الأَنْطَاعَ. فَتَغَدَّى الْقَوْمُ يَوْمَئِذٍ ثُمَّ رَاحَ رَسُولُ اللَّهِ فَنَزَلَ بِالْقُصَيْبَةِ وَهِيَ عَلَى سِتَّةَ عَشَرَ مِيلا.
أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلابِيُّ. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ(8/96)
قَالَ: قَالَتْ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ: رَأَيْتُ كَأَنِّي وَهَذَا الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ أَرْسَلَهُ وَمَلَكٌ يَسْتُرُنَا بِجَنَاحِهِ. قَالَ: فَرَدُّوا عَلَيْهَا رُؤْيَاهَا وَقَالُوا لَهَا فِي ذَلِكَ قَوْلا شَدِيدًا.
أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَهِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ وَقَعَتْ فِي سَهْمِ دِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ.
فَقِيلَ لرسول الله. ص: إِنَّهُ قَدْ وَقَعَ فِي سَهْمِ دِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ جَارِيَةٌ جَمِيلَةٌ. فَاشْتَرَاهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِسَبْعَةِ آرُسٍ وَدَفَعَهَا إِلَى أُمِّ سُلَيْمٍ حَتَّى تُهَيِّئَهَا وَتَصْنَعَهَا وَتَعْتَدَّ عِنْدَهَا.
قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ فِي حَدِيثِهِ: فَكَانَتْ وَلِيمَةُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - السَّمْنَ وَالأَقِطَ وَالتَّمْرَ. قَالَ: فَفَحَصْتُ الأَرْضَ أَفَاحِيصَ فَجَعَلَ فِيهَا الأَنْطَاعَ ثُمَّ جَعَلَ فِيهَا السَّمْنَ وَالأَقِطَ وَالتَّمْرَ.
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ فِي حَدِيثِهِ: فَقَالَ النَّاسُ وَاللَّهِ مَا نَدْرِي أَتَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ أَمْ تَسَرَّى بِهَا. فَلَمَّا حَمَلَهَا سَتَرَهَا وَأَرْدَفَهَا خَلْفَهُ فَعَرَفَ النَّاسُ أَنَّهُ قَدْ تَزَوَّجَهَا. فَلَمَّا دَنَوْا مِنَ الْمَدِينَةِ أَوْضَعَ النَّاسُ وَأَوْضَعَ رَسُولُ اللَّهِ. كَذَلِكَ كَانُوا يَصْنَعُونَ. فَعَثَرَتِ النَّاقَةُ فَخَرَّ رَسُولُ اللَّهِ وَخَرَّتْ مَعَهُ. وَأَزْوَاجُ رَسُولِ اللَّهِ يَنْظُرْنَ فَقُلْنَ: أَبْعَدَ اللَّهُ الْيَهُودِيَّةَ وَفَعَلَ بِهَا وَفَعَلَ. فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ فَسَتَرَهَا وَأَرْدَفَهَا خَلْفَهُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: [لَمَّا دَخَلَتْ صَفِيَّةُ عَلَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ لَهَا: لَمْ يَزَلْ أَبُوكِ مِنْ أَشَدِّ يَهُودَ لِي عَدَاوَةً حَتَّى قَتَلَهُ اللَّهُ.
فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ: «ولا تزر وازرة وزر أخرى» . فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ: اخْتَارِي. فَإِنِ اخْتَرْتِ الإِسْلامَ أَمْسَكْتُكِ لِنَفْسِي وَإِنِ اخْتَرْتِ الْيَهُودِيَّةَ فَعَسَى أَنْ أُعْتِقَكِ فَتَلْحَقِي بِقَوْمِكِ] . فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ هَوَيْتُ الإِسْلامَ وَصَدَّقْتُ بِكَ قَبْلَ أَنْ تَدْعُوَنِي حَيْثُ صِرْتُ إِلَى رَحْلِكَ وَمَا لِي فِي الْيَهُودِيَّةِ أَرَبٌ وَمَا لِي فِيهَا وَالِدٌ وَلا أَخٌ. وَخَيَّرْتَنِي الْكُفْرَ وَالإِسْلامَ فَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الْعِتْقِ وَأَنْ أَرْجِعَ إِلَى قَوْمِي. قَالَ: فَأَمْسَكَهَا رَسُولُ اللَّهِ لِنَفْسِهِ. وَكَانَتْ أُمُّهَا إِحْدَى نِسَاءِ بَنِي قَيْنُقَاعٍ أَحَدِ بَنِي عَمْرٍو فَلَمْ يُسْمَعِ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ذَاكِرًا أَبَاهَا بِحَرْفٍ مِمَّا تَكْرَهُ. وَكَانَتْ تَحْتَ سَلامِ بْنِ مِشْكَمٍ فَفَارَقَهَا فَتَزَوَّجَهَا كِنَانَةُ بْنُ أَبِي الْحُقَيْقِ.
أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلابِيُّ. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ. حَدَّثَنَا ثَابِتٌ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: صَارَتْ صَفِيَّةُ لِدِحْيَةَ فِي مَقْسَمِهِ. قَالَ: فَجَعَلُوا يَمْدَحُونَهَا عند(8/97)
رَسُولِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ: رَأَيْنَا فِي السَّبْيِ امْرَأَةً مَا رَأَيْنَا ضَرْبَهَا. قَالَ: فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْهَا فَأَعْطَى بِهَا دِحْيَةَ مَا رَضِيَ ثُمَّ دَفَعَهَا إِلَى أُمِّي وَقَالَ: أَصْلِحِيهَا. [وَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ مِنْ خَيْبَرَ حَتَّى إِذَا جَعَلَهَا فِي ظَهْرِهِ نَزَلَ ثُمَّ ضَرَبَ عَلَيْهَا الْقُبَّةَ ثُمَّ أَصْبَحَ فَقَالَ: مَنْ كَانَ عِنْدَهُ فَضْلُ زَادٍ فَلْيَأْتِنَا بِهِ] . قَالَ: فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَأْتِي بِفَضْلِ السَّوِيقِ وَالتَّمْرِ وَالسَّمْنِ حَتَّى جَمَعُوا مِنْ ذَلِكَ سَوَادًا فَجَعَلُوا حَيْسًا فَجَعَلُوا يَأْكُلُونَ مَعَهُ وَيَشْرَبُونَ من سماء إِلَى جَنْبِهِمْ. فَكَانَتْ تِلْكَ وَلِيمَةَ رَسُولِ اللَّهِ عَلَيْهَا. وَكُنَّا إِذَا رَأَيْنَا جُدُرَ الْمَدِينَةِ مِمَّا نَهَشُّ إِلَيْهِ فَنَرْفَعُ مَطَايَانَا فَرَأَيْنَا جُدُرَهَا فَرَفَعْنَا مَطَايَانَا. وَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ مَطِيَّتَهُ وَهِيَ خَلْفَهُ فَعَثَرَتْ مَطِيَّتُهُ فَصُرِعَ رَسُولُ اللَّهِ وَصُرِعَتْ. قَالَ: فَمَا أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ يَنْظُرُ إِلَيْهِ وَلا إِلَيْهَا. قَالَ:
فَسَتَرَهَا رَسُولُ اللَّهِ فَأَتَوْهُ فَقَالَ: لَمْ أُضَرَّ. قَالَ: فَدَخَلْنَا الْمَدِينَةَ فَخَرَجَ جَوَارِي نِسَائِهِ يَتَرَاءَيْنَهَا وَيَشْمَتْنَ بِصَرْعَتِهَا.
أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: قَالَ لِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ أَنَا وَأَبُو طَلْحَةَ وَصَفِيَّةُ رَدِيفَتُهُ عَلَى نَاقَتِهِ. فَبَيْنَا نَحْنُ نَسِيرُ عَثَرَتْ نَاقَةُ رَسُولِ اللَّهِ فَصُرِعَ وَصُرِعَتِ الْمَرْأَةُ. فَاقْتَحَمَ أَبُو طَلْحَةَ عَنْ رَاحِلَتِهِ فَأَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ هَلْ ضَارَّكَ شَيْءٌ؟ قَالَ: لا. عَلَيْكَ بِالْمَرْأَةِ. قَالَ: فَأَلْقَى أَبُو طَلْحَةَ ثَوْبَهُ عَلَى وَجْهِهِ ثُمَّ قَصَدَ الْمَرْأَةَ فَنَبَذَ الثَّوْبَ عَلَيْهَا فَقَامَتْ فَشَدَّهَا عَلَى رَاحِلَتِهِ فَرَكِبَ وَرَكِبْنَا نَسِيرُ حَتَّى إِذَا كُنَّا بِظَهْرِ الْمَدِينَةِ. أَوْ أَشْرَفْنَا عَلَى الْمَدِينَةِ. قَالَ: آئِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ] . فَلَمْ نَزَلْ نَقُولُهَا حَتَّى قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ.
أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ زِيَادِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَتِيقٍ [عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ لَمَّا أُدْخِلَتْ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فُسْطَاطَهُ حضرنا فقال رسول الله. ص: قُومُوا عَنْ أُمِّكُمْ.
فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْعَشِيِّ حَضَرْنَا وَنَحْنُ نَرَى أَنَّ ثَمَّ قَسْمًا. فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَفِي طَرَفِ رِدَائِهِ نَحْوٌ مِنْ مُدٍّ وَنِصْفٌ مِنْ تَمْرِ عَجْوَةٍ فَقَالَ: كُلُوا مِنْ وَلِيمَةِ أُمِّكُمْ] .
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَسَدِيُّ. حَدَّثَنَا عَبْدُ العزيز بن صهيب عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - أَعْتَقَ صَفِيَّةَ وَتَزَوَّجَهَا فَقَالَ لَهُ ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ: مَا أَصْدَقَهَا؟
قَالَ: [نَفْسَهَا. أَعْتَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا] .
أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ. حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ ثَابِتٍ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ(8/98)
وَشُعَيْبُ بْنُ الْحَبْحَابِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَعْتَقَ صَفِيَّةَ وَجَعَلَ عِتْقَهَا صَدَاقَهَا. قَالَ: فَسَمِعْتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ سَأَلَ ثَابِتًا فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ أَنْتَ سَأَلْتَ أَنَسًا عَنْ [هَذَا الْحَدِيثِ. مَا مَهْرُهَا؟ قَالَ: نَفْسُهَا] .
أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ. حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ. حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ الْحَبْحَابِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَعْتَقَ صَفِيَّةَ وَجَعَلَ عِتْقَهَا صَدَاقَهَا.
أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ مَهْدِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: أَعْتَقَ رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَفِيَّةَ وَجَعَلَ عِتْقَهَا صَدَاقَهَا.
أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَسَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَعْتَقَ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ وَتَزَوَّجَهَا وَجَعَلَ عِتْقَهَا صَدَاقَهَا.
أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ الأَغَرِّ الْمَكِّيُّ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَوْلَمَ حِينَ دَخَلَتْ عَلَيْهِ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ. قَالَ: قُلْتُ: فَمَاذَا كَانَ في وَلِيمَتُهُ؟ قَالَ: التَّمْرُ وَالسَّوِيقُ. قَالَ: وَرَأَيْتُ صَفِيَّةَ يَوْمَئِذٍ تَسْقِي النَّاسَ النَّبِيذَ. قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: وَأَيُّ شَيْءٍ كَانَ ذَلِكَ النَّبِيذُ الَّذِي تَسْقِيهِمُ؟
قَالَ: تَمَرَاتٌ نَقَعْتُهُنَّ فِي تَوْرٍ مِنْ حِجَارَةٍ. أَوْ قَالَ بُرْمَةٌ. مِنَ الْعَشِيِّ أَوْ مِنَ اللَّيْلِ. فَلَمَّا أَصْبَحَتْ صَفِيَّةُ سَقَتْهُ النَّاسَ.
أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ. حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ عِكْرِمَةَ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَعْتَقَ صَفِيَّةَ وَجَعَلَ صَدَاقَهَا عِتْقَهَا.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الأَزْرَقِيُّ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الرِّجَالِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: [لَمَّا اجْتَلَى النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَفِيَّةَ رَأَى عَائِشَةَ مُتْنَقِبَةً فِي وَسَطِ النَّاسِ فَعَرَفَهَا فَأَدْرَكَهَا فَأَخَذَ بِثَوْبِهَا فَقَالَ: يَا شُقَيْرَاءُ كَيْفَ رَأَيْتِ؟ قَالَتْ: رَأَيْتُ يَهُودِيَّةً بَيْنَ يَهُودِيَّاتٍ] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ رَبَاحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: لَمَّا دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِصَفِيَّةَ بَاتَ أَبُو أَيُّوبَ عَلَى بَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَلَمَّا أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ كَبَّرَ وَمَعَ أَبِي أَيُّوبَ السَّيْفُ. فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَانَتْ جَارِيَةً حديثة(8/99)
عَهْدٍ بِعُرْسٍ وَكُنْتُ قَتَلْتُ أَبَاهَا وَأَخَاهَا وَزَوْجَهَا فَلَمْ آمَنْهَا عَلَيْكَ. فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ وَقَالَ لَهُ خَيْرًا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من خَيْبَرَ وَمَعَهُ صَفِيَّةُ أَنْزَلَهَا فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ فَسَمِعَ بِهَا نِسَاءُ الأَنْصَارِ وَبِجَمَالِهَا فَجِئْنَ يَنْظُرْنَ إِلَيْهَا وَجَاءَتْ عَائِشَةُ مُتَنَقِّبَةً حَتَّى دَخَلَتْ عَلَيْهَا فَعَرَفَهَا. [فَلَمَّا خَرَجَتْ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَى أَثَرِهَا فَقَالَ: كَيْفَ رَأَيْتِهَا يَا عَائِشَةُ؟ قَالَتْ: رَأَيْتُ يَهُودِيَّةً. قَالَ: لا تَقُولِي هَذَا يَا عَائِشَةُ فَإِنَّهَا قَدْ أَسْلَمَتْ فَحَسُنَ إِسْلامُهَا] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَحْيَى عَنْ ثُبَيْتَةَ بِنْتِ حَنْظَلَةَ عَنْ أُمِّهَا أُمِّ سِنَانٍ الأَسْلَمِيَّةِ قَالَتْ: لَمَّا نَزَلْنَا الْمَدِينَةَ لَمْ نَدْخُلْ مَنَازِلَنَا حَتَّى دَخَلْنَا مَعَ صَفِيَّةَ مَنْزِلَهَا. وَسَمِعَ بِهَا نِسَاءُ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ فَدَخَلْنَ عَلَيْهَا مُتَنَكِّرَاتٍ فَرَأَيْتُ أَرْبَعًا مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مُتَنَقِّبَاتٍ: زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ وَحَفْصَةَ وَعَائِشَةَ وَجُوَيْرِيَةَ. فَأَسْمَعُ زَيْنَبَ تَقُولُ لِجُوَيْرِيَةَ: يَا بِنْتَ الْحَارِثِ مَا أَرَى هَذِهِ الْجَارِيَةَ إِلا سَتَغْلِبُنَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَتْ جُوَيْرِيَةُ: كَلا. إِنَّهَا مِنْ نِسَاءٍ قَلَّ مَا يُحْظَيْنَ عِنْدَ الأَزْوَاجِ.
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ. حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ. حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ عَنْ شُمَيْسَةَ [عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - كَانَ فِي سَفَرٍ فَاعْتَلَّ بَعِيرٌ لِصَفِيَّةَ وَفِي إِبِلِ زَيْنَبَ فَضْلٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: إِنَّ بَعِيرًا لِصَفِيَّةَ اعْتَلَّ فَلَوْ أَعْطَيْتِهَا بَعِيرًا مِنْ إِبِلِكِ] . فَقَالَتْ: أَنَا أُعْطِي تِلْكَ الْيَهُودِيَّةَ! فَتَرَكَهَا رَسُولُ اللَّهِ ذَا الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمَ شَهْرَيْنِ أَوْ ثَلاثَةً لا يَأْتِيهَا. قَالَتْ:
حَتَّى يَئِسْتُ مِنْهُ وحولت سريري. قال: فبينما أنا يوما منصف النَّهَارِ إِذَا أَنَا بِظِلِّ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مُقْبِلا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنِ ابْنِ أَبِي عَوْنٍ قَالَ: [اسْتَبَّتْ عَائِشَةُ وَصَفِيَّةُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ لِصَفِيَّةَ: أَلا قُلْتِ أَبِي هَارُونَ وَعَمِّي مُوسَى؟ وَذَلِكَ أَنَّ عَائِشَةَ فَخَرَتْ عَلَيْهَا] .
أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى. حَدَّثَنَا مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: قَدِمَتْ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ فِي أُذُنَيْهَا خُرْصَةً مِنْ ذَهَبٍ فَوَهَبَتْ مِنْهُ لِفَاطِمَةَ ولنساء معها.(8/100)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
لا يَقْسِمُ لِصَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كَانَتْ صَفِيَّةُ مِنْ أَزْوَاجِهِ وَكَانَ يَقْسِمُ لَهَا كَمَا يَقْسِمُ لِنِسَائِهِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ عَنْ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ضَرَبَ عَلَيْهَا الْحِجَابَ فَكَانَ يَقْسِمُ لَهَا كَمَا يَقْسِمُ لِنِسَائِهِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ هِلالِ بْنِ أُسَامَةَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ضَرَبَ عَلَى صَفِيَّةَ الْحِجَابَ وَكَانَ يَقْسِمُ لَهَا كَمَا يَقْسِمُ لِنِسَائِهِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. وَأَطْعَمَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِخَيْبَرَ ثَمَانِينَ وَسْقًا تَمْرًا وَعِشْرِينَ وَسْقًا شَعِيرًا. وَيُقَالُ قَمْحًا.
أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى. حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ [أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الْوَجَعِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ اجْتَمَعَ إِلَيْهِ نِسَاؤُهُ. فَقَالَتْ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ: أَمَا وَاللَّهِ يَا نَبِيَّ اللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنَّ الَّذِي بِكَ بِي. فَغَمَزْنَهَا أَزْوَاجُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَبْصَرَهُنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: مَضْمِضْنَ. فَيَقُلْنَ: مِنْ أَيِّ شَيْءٍ يَا نَبِيَّ اللَّهِ؟ قَالَ: مِنْ تَغَامُزِكُنَّ بِصَاحِبَتِكُنَّ. وَاللَّهِ إِنَّهَا لَصَادِقَةٌ] .
أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَالْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالا: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ قَالَ: حَدَّثَنَا كِنَانَةُ قَالَ: كُنْتُ أَقُودُ بِصَفِيَّةَ لِتَرُدَّ عَنْ عُثْمَانَ فَلَقِيَهَا الأَشْتَرُ فَضَرَبَ وَجْهَ بَغْلَتِهَا حَتَّى مَالَتْ فَقَالَتْ: رُدُّونِي لا يَفْضَحُنِي هَذَا. قَالَ الْحَسَنُ فِي حَدِيثِهِ: ثُمَّ وَضَعَتْ خَشَبًا مِنْ مَنْزِلِهَا وَمَنْزِلِ عُثْمَانَ تَنْقُلُ عَلَيْهِ الْمَاءَ وَالطَّعَامَ.
أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ. حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ أَنَّ صَفِيَّةَ أَوْصَتْ لِقَرَابَةٍ لَهَا مِنَ الْيَهُودِ.
أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ وَهِشَامٌ أَبُو الوليد الطيالسي عَنْ شُعْبَةَ عَنِ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: رَأَيْتُ شَيْخًا فَقَالُوا هَذَا وَارِثُ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ. فأسلم بعد ما مَاتَتْ فَلَمْ يَرِثْهَا.(8/101)
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَمَاتَتْ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ سَنَةَ خَمْسِينَ فِي خِلافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أبي سُفْيَانَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ محمد بن سالم مولى حويطب بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: وَرِثَتْ صَفِيَّةُ مِائَةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ بِقِيمَةِ أَرْضٍ وَعَرَضٍ فَأَوْصَتْ لابْنِ أُخْتِهَا. وَهُوَ يَهُودِيُّ. بِثُلَثِهَا. قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: فَأَبَوْا يُعْطَوْنَهُ حَتَّى كَلَّمَتْ عَائِشَةُ زَوْجُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِمُ: اتَّقُوا اللَّهَ وَأَعْطُوهُ وَصِيَّتَهُ. فَأَخَذَ ثُلُثَهَا وَهُوَ ثَلاثَةٌ وَثَلاثُونَ أَلْفَ دِرْهَمٍ وَنَيِّفٌ. وَكَانَتْ لَهَا دَارٌ تَصَدَّقَتْ بِهَا فِي حَيَاتِهَا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْمُهَاجِرِ عَنْ آمِنَةَ بِنْتِ أَبِي قَيْسٍ الْغِفَارِيَّةِ قَالَتْ: أَنَا إِحْدَى النِّسَاءِ اللاتِي زَفَفْنَ صَفِيَّةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَسَمِعْتُهَا تَقُولُ: مَا بَلَغَتْ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً يَوْمَ دَخَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
قَالَ: وَتُوُفِّيَتْ صَفِيَّةُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِينَ فِي خِلافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ وَقُبِرَتْ بِالْبَقِيعِ.
4136- رَيْحَانَةُ بِنْتُ زَيْدِ
بْنِ عَمْرِو بْنِ خَنَافَةَ بْنِ سَمْعُونَ بْنِ زَيْدٍ من بني النضير.
وكانت متزوجه رجلًا من بني قريظة يقال له الحكم فنسبها بعض الرواة إلى بني قريظة لذلك.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ قَالَ: كَانَتْ رَيْحَانَةُ بِنْتُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ خَنَافَةَ مِنْ بَنِي النَّضِيرِ مُتَزَوِّجَةً رَجُلا مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ الْحَكَمُ. فَلَمَّا وَقَعَ السَّبْيُ عَلَى بَنِي قُرَيْظَةَ سَبَاهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَعْتَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا وَمَاتَتْ عِنْدَهُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ: أَعْتَقَ رَسُولُ اللَّهِ رَيْحَانَةَ بِنْتَ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ خَنَافَةَ. وَكَانَتْ عِنْدَ زَوْجٍ لَهَا مُحِبٌّ لَهَا مُكْرَمٌ. فَقَالَتْ: لا أَسْتَخْلِفُ بَعْدَهُ أَبَدًا. وَكَانَتْ ذَاتَ جَمَالٍ. فَلَمَّا سُبِيَتْ بَنُو قُرَيْظَةَ عُرِضَ السَّبْيُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ فَكُنْتُ فِيمَنْ عُرِضَ عَلَيْهِ فَأَمَرَ بِي فَعُزِلْتُ. وَكَانَ يَكُونُ لَهُ صَفِيُّ مِنْ كُلِّ غَنِيمَةٍ. فَلَمَّا عُزِلَتْ خَارَ اللَّهُ لِي فَأَرْسَلَ بِي إِلَى مَنْزِلِ أُمِّ المنذر بنت قيس
__________
4136 إمتاع الأسماع (1/ 249) ، والإصابة (8/ 87) ، والأعلام (3/ 38) .(8/102)
أَيَّامًا حَتَّى قَتَلَ الأَسْرَى وَفَرَّقَ السَّبْيَ. ثُمَّ دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ فَتَحَيَّيْتُ مِنْهُ حَيَاءً فَدَعَانِي فَأَجْلَسَنِي بَيْنَ يَدَيْهِ [فَقَالَ: إِنِ اخْتَرْتِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ اخْتَارَكِ رَسُولُ اللَّهِ لِنَفْسِهِ] .
فَقُلْتُ: إِنِّي أَخْتَارُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ. فَلَمَّا أَسْلَمْتُ أَعْتَقَنِي رَسُولُ اللَّهِ وَتَزَوَّجَنِي وَأَصْدَقَنِي اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً وَنَشًّا كَمَا كَانَ يُصْدِقُ نِسَاءَهُ. وَأَعْرَسَ بِي فِي بَيْتِ أُمِّ الْمُنْذِرِ. وَكَانَ يَقْسِمُ لِي كَمَا كَانَ يَقْسِمُ لِنِسَائِهِ. وَضَرَبَ عَلَيَّ الْحِجَابَ. وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ مُعْجَبًا بِهَا.
وَكَانَتْ لا تَسْأَلُهُ إِلا أَعْطَاهَا ذَلِكَ. وَلَقَدْ قِيلَ لَهَا: لَوْ كُنْتِ سَأَلْتِ رَسُولَ اللَّهِ بَنِي قُرَيْظَةَ لأَعْتَقَهُمْ. وَكَانَتْ تَقُولُ: لَمْ يَخْلُ بِي حَتَّى فَرَّقَ السَّبْيَ. وَلَقَدْ كَانَ يَخْلُو بِهَا وَيَسْتَكْثِرُ مِنْهَا. فَلَمْ تَزَلْ عِنْدَهُ حَتَّى مَاتَتْ مَرْجِعَهُ مِنْ حَجَّةِ الْوَدَاعِ فَدَفَنَهَا بِالْبَقِيعِ. وَكَانَ تَزْوِيجُهُ إِيَّاهَا فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ سِتٍّ مِنَ الْهِجْرَةِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: كَانَتْ رَيْحَانَةُ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْهِ فَكَانَتِ امْرَأَةً جَمِيلَةً وَسِيمَةً. فَلَمَّا قُتِلَ زَوْجُهَا وَقَعَتْ فِي السَّبْيِ فَكَانَتْ صَفِيَّ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمَ بَنِي قُرَيْظَةَ. فَخَيَّرَهَا رَسُولُ اللَّهِ بَيْنَ الإِسْلامِ وَبَيْنَ دِينِهَا فَاخْتَارَتِ الإِسْلامَ. فَأَعْتَقَهَا رَسُولُ اللَّهِ وَتَزَوَّجَهَا وَضَرَبَ عَلَيْهَا الْحِجَابَ. فَغَارَتْ عَلَيْهِ غَيْرَةً شَدِيدَةً فَطَلَّقَهَا تَطْلِيقَةً وَهِيَ فِي مَوْضِعِهَا لَمْ تَبْرَحْ فَشَقَّ عَلَيْهَا وَأَكْثَرَتِ الْبُكَاءَ.
فَدَخَلَ عَلَيْهَا رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهِيَ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ فَرَاجَعَهَا. فَكَانَتْ عِنْدَهُ حَتَّى مَاتَتْ عِنْدَهُ قَبْلَ أَنْ تُوُفِّيَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّصْرِيُّ عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي سَعِيدِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَتْ رَيْحَانَةُ مِنْ بَنِي النَّضِيرِ وَكَانَتْ مُتَزَوِّجَةً فِي بَنِي قُرَيْظَةَ رَجُلا يُقَالُ لَهُ حَكِيمٌ فَأَعْتَقَهَا رَسُولُ اللَّهِ وَتَزَوَّجَهَا. وَكَانَتْ مِنْ نِسَائِهِ يَقْسِمُ لَهَا كَمَا يَقْسِمُ لِنِسَائِهِ. وَضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهَا الْحِجَابَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كَانَتْ رَيْحَانَةُ بِنْتُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ خَنَافَةَ قُرَظَيَّةً. وَكَانَتْ مِنْ مِلْكِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِيَمِينِهِ فَأَعْتَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا ثُمَّ طَلَّقَهَا. فَكَانَتْ فِي أَهْلِهَا تَقُولُ: لا يَرَانِي أَحَدٌ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فِي هَذَا الْحَدِيثِ وَهَلْ مِنْ وَجْهَيْنِ: هِيَ نَضَرِيَّةٌ وَتُوُفِّيَتْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهَذَا مَا رُوِيَ لَنَا فِي عِتْقِهَا وَتَزْوِيجِهَا وَهُوَ أَثْبَتُ الأَقَاوِيلِ عِنْدَنَا وَهُوَ الأَمْرُ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ. وَقَدْ سَمِعْتُ مَنْ يَرْوِي أَنَّهَا كَانَتْ عِنْدَ رَسُولِ الله لم يعتقها.
وكان يطأها بِمِلْكِ الْيَمِينِ حَتَّى مَاتَتْ.(8/103)
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ بَشِيرٍ الْمُعَاوِيِّ قَالَ: لَمَّا سُبِيَتْ قُرَيْظَةُ أَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِرَيْحَانَةَ إِلَى بَيْتِ سَلْمَى بِنْتِ قَيْسٍ أُمِّ الْمُنْذِرِ فَكَانَتْ عِنْدَهَا حَتَّى حَاضَتْ حَيْضَةً ثُمَّ طَهُرَتْ مِنْ حَيْضَتِهَا. فَجَاءَتْ أُمُّ الْمُنْذِرِ فَأَخْبَرَتْ رَسُولَ اللَّهِ فَجَاءَهَا رَسُولُ اللَّهِ فِي بَيْتِ أُمِّ الْمُنْذِرِ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ:
[إِنْ أَحْبَبْتِ أَنْ أُعْتِقَكِ وَأَتَزَوَّجَكِ فَعَلْتُ وَإِنْ أَحْبَبْتِ أَنْ تَكُونِي فِي مِلْكِي. فَقَالَتْ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ أَكُونُ فِي مِلْكِكَ أَخَفُّ عَلَيَّ وَعَلَيْكَ. فَكَانَتْ فِي مِلْكِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى الله عليه وسلم -
يطأها حَتَّى مَاتَتْ] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي جهم قال: لَمَّا سَبَى رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَيْحَانَةَ عَرَضَ عَلَيْهَا الإِسْلامَ فَأَبَتْ وَقَالَتْ:
أَنَا عَلَى دِينِ قَوْمِي. [فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: إِنْ أَسْلَمْتِ اخْتَارَكِ رَسُولُ اللَّهِ لِنَفْسِهِ. فَأَبَتْ فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ. فَبَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ جَالِسٌ فِي أَصْحَابِهِ إِذْ سَمِعَ خَفْقَ نَعْلَيْنِ فَقَالَ: هَذَا ابْنُ سَعْيَةَ يُبَشِّرُنِي بِإِسْلامِ رَيْحَانَةَ] . فَجَاءَهُ فَأَخْبَرَهُ أَنَّهَا قَدْ أَسْلَمَتْ. فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يطأها بِالْمِلْكِ حَتَّى تُوُفِّيَ عَنْهَا.
4137- مَيْمُونَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ
بن حزن بْنِ بُجَيْرِ بْنِ الْهُزَمِ بْنِ رُؤَيْبَةَ بْنِ عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة.
وأمها هند بِنْت عوف بْن زُهَير بْن الْحَارِث بْن حماطة بن جرش. ويقال ابن جريش. كان مسعود بن عمرو بن عمير الثقفي تزوج ميمونة في الجاهلية ثم فارقها فخلف عليها أبو رُهْمِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ أَبِي قَيْسِ من بني مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ فتوفي عنها فتزوجها رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - زوجه إياها العباس بن عبد المطلب وكان يلي أمرها وهي أخت أم الفضل بنت الحارث الهلالية لأبيها وأمها. وتزوجها رسول الله بسرف على عشرة أميال من مكة. وكانت آخر امرأة تزوجها رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وذلك سنة سبع في عمرة القضية.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: تزوج
__________
4137 ذيل المذيل (77) والسمط الثمين (113) ، وأسد الغابة (5/ 550) ، والإصابة ترجمة (1026) ، والمحبر (91) ، ومسالك الأبصار (1/ 121) ، والنويري (نهاية الأرب) (18/ 188: 190) ، والأعلام (7/ 342) .(8/104)
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مَيْمُونَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ سَبْعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْخُرُوجَ إِلَى مَكَّةَ عَامَ الْقَضِيَّةِ بَعَثَ أَوْسَ بْنَ خَوْلِيٍّ وَأَبَا رَافِعٍ إِلَى الْعَبَّاسِ فَزَوَّجَهُ مَيْمُونَةَ. فَأَضَلا بَعِيرَيْهِمَا فَأَقَامَا أَيَّامًا بِبَطْنِ رَابِغٍ حَتَّى أَدْرَكَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ بِقُدَيْدٍ وَقَدْ ضَمَّا بَعِيرَيْهِمَا.
فَسَارَا مَعَهُ حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ فَأَرْسَلَ إِلَى الْعَبَّاسِ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ. وَجَعَلَتْ مَيْمُونَةُ أَمْرَهَا إِلَى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجاء رَسُولُ اللَّهِ مَنْزِلَ الْعَبَّاسِ فَخَطَبَهَا إِلَى الْعَبَّاسِ فَزَوَّجَهَا إِيَّاهُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ مَيْمُونَةَ جَعَلَتْ أَمْرَهَا إِلَى الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَمَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالا: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أبي عبد الرحمن عن سليمان بْنِ يَسَارٍ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَعَثَ أَبَا رَافِعٍ وَرَجُلا مِنَ الأَنْصَارِ فَزَوَّجَاهُ مَيْمُونَةَ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ مِنَ الْمَدِينَةِ.
أَخْبَرَنَا محمد بن عمر. حدثنا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: تَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ فِي شَوَّالٍ وَهُوَ حَلالٌ عَامَ الْقَضِيَّةِ وَأَعْرَسَ بِهَا بِسَرِفَ وَتُوُفِّيَتْ بِسَرِفَ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ عَنْ مَيْمُونِ بن مهران أن قَالَ: دَخَلَتْ عَلَى صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ عَجُوزٌ كَبِيرَةٌ فَسَأَلَتْهَا: أَتَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ مَيْمُونَةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ؟ فَقَالَتْ: لا وَاللَّهِ لَقَدْ تَزَوَّجَهَا وَإِنَّهُمَا لَحَلالانِ.
أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى أَبِي أَنْ سَلْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ أَحَرَامًا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حِينَ تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ أَمْ حَلالا. فَدَعَاهُ أَبِي فَأَقْرَأَهُ الْكِتَابَ فَقَالَ: خَطَبَهَا وَهُوَ حَلالٌ وَبَنَى بِهَا وَهُوَ حَلالٌ.
وَأَنَا أَسْمَعُ يَزِيدَ يَقُولُ ذَلِكَ.
أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ. أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ. حَدَّثَنَا أَبُو فَزَارَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ عَنْ أَبِي رَافِعٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ حَلالا وَبَنَى بِهَا حَلالا بِسَرِفَ.
أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ. حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا فَزَارَةَ يحدث عن(8/105)
يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ عَنْ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَزَوَّجَهَا حَلالا وَبَنَى بِهَا حَلالا.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ. حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنْ سَلْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ عَنْ تَزْوِيجِ رَسُولِ اللَّهِ مَيْمُونَةَ هَلْ تَزَوَّجَهَا وَهُوَ مُحْرِمٌ؟ فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ: تَزَوَّجَهَا وَهُمَا حَلالانِ وَدَخَلَ بِهَا وَهُوَ حَلالٌ.
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ. حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عَطَاءٍ فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: هَلْ يَتَزَوَّجُ الْمُحْرِمُ؟ فَقَالَ عَطَاءٌ: مَا حَرَّمَ اللَّهُ النِّكَاحَ مُنْذُ أَحَلَّهُ. قَالَ مَيْمُونٌ: فَقُلْتُ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَتَبَ إِلَى. وَمَيْمُونٌ يَوْمَئِذٍ عَلَى أَرْضِ الْجَزِيرَةِ. أَنْ سَلْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ أَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ يوم تزوج ميمونة حلالا أو حَرَامًا. قَالَ:
فَقَالَ مَيْمُونٌ. فَقَالَ يَزِيدُ بْنُ الأَصَمِّ: تَزَوَّجَهَا وَهُوَ حَلالٌ. وَكَانَتْ مَيْمُونَةُ خَالَةَ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ. قَالَ عَطَاءٌ: مَا كُنَّا نَأْخُذُ هَذَا إِلا عَنْ مَيْمُونَةَ وَكُنَّا نَسْمَعُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ تَزَوَّجَهَا وَهُوَ مُحْرِمٌ.
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ مُطَرِّفٍ عَنْ رَبِيعَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي رَافِعٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ حَلالا وَكُنْتُ الرَّسُولَ بَيْنَهُمَا.
أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ أَبُو ضَمْرَةَ. حَدَّثَنِي ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن سليمان بْنِ يَسَارٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَعَثَ أَبَا رَافِعٍ وَرَجُلا مِنَ الأَنْصَارِ فَأَنْكَحَاهُ مَيْمُونَةَ وَهُوَ بِالْمَدِينَةِ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ.
أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ. حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ:
كَتَبَ إِلَيَّ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنْ سَلْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ عَنْ تَزْوِيجِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَيْمُونَةَ فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ: تَزَوَّجَهَا حَلالا وَبَنَى بِهَا حَلالا وَبَنَى بِهَا بِسَرِفَ وَذَاكَ قَبْرُهَا تَحْتَ السَّقِيفَةِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: تَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ حَلالٌ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالا: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ قَالَ: قُلْتُ لابْنِ الْمُسَيِّبِ إِنَّ عِكْرِمَةَ يَزْعُمُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ(8/106)
وَهُوَ مُحْرِمٌ فَقَالَ: كَذَبَ مُخْبِثَانٌ. اذْهَبْ إِلَيْهِ فَسُبَّهُ. سَأُحَدِّثُكَ. قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ وَهُوَ مُحْرِمٌ فَلَمَّا حَلَّ تَزَوَّجَهَا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ عَنْ لَيْثٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَيْمُونَةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ. حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ مِقْسَمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ مَيْمُونَةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ وَاحْتَجَمَ بِالْقَاحَةِ وَهُوَ مُحْرِمٌ.
أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ. أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ بِسَرِفَ وَهُوَ مُحْرِمٌ ثُمَّ دَخَلَ بِهَا بِسَرِفَ بعد ما رَجَعَ. وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: مَاتَتْ بِسَرِفَ وَقَبْرُهَا ثَمَّ.
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ.
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ جَابِرٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ. حَدَّثَنَا رَبَاحُ بْنُ أَبِي مَعْرُوفٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ خَالَتَهُ بِسَرِفَ وَهُوَ مُحْرِمٌ. وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ لا يَرَى بِهِ بَأْسًا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ. حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ أَنَّهُ سَمِعَ مَيْمُونَ بْنَ مِهْرَانَ يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ.
أَخْبَرَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ. حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ جَابِرِ أَبِي الشَّعْثَاءِ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَيْمُونَةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ.
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ. حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: نَكَحَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَالَتِي مَيْمُونَةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ.
أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ. أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ. حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ وهو محرم.(8/107)
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ عَنْ عَطَاءٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنْ زَكَرِيَّاءَ بْنِ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ.
قَالَ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ فِي حَدِيثِهِ: وَاحْتَجَمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالُوا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي السَّفَرِ عَنْ عَامِرٍ قَالَ: مَلَكَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَيْمُونَةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ وَاحْتَجَمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ.
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى. أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ عن جَابِرٍ عَنْ عَامِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ وَهُوَ مُحْرِمٌ وَاحْتَجَمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ.
أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
مَيْمُونَةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ.
أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ. حَدَّثَنَا أَبُو يَزِيدَ الْمَدِينِيُّ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ عِكْرِمَةَ أَنَّ مَيْمُونَةَ بِنْتَ الحرث وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَمْرَةَ قَالَ: قِيلَ لَهَا إِنَّ مَيْمُونَةَ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَتْ: تَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى مَهْرِ خَمْسِ مِائَةِ دِرْهَمٍ وَوَلِيَ نِكَاحَهُ إِيَّاهَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ.
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: كَانَ اسْمُ مَيْمُونَةَ بَرَّةَ فَسَمَّاهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَيْمُونَةَ.
أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرٍو عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَخْبَرَتْهُ مَيْمُونَةُ أَنَّهَا كَانَتْ تَغْتَسِلُ هِيَ وَالنَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَامِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ أُمِّ هَانِئٍ قَالَتْ: اغْتَسَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَمَيْمُونَةُ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ.(8/108)
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَامِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ أُمِّ هَانِئٍ قَالَتْ: اغْتَسَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَمَيْمُونَةُ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ قَصْعَةٍ فِيهَا أَثَرُ الْعَجِينِ.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ. حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ عَنِ الشَّيْبَانِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ عَنْ مَيْمُونَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُصَلِّي فِي مَسْجِدِهِ عَلَى خُمْرَةٍ وَأَنَا نَائِمَةٌ إِلَى جَنْبِهِ فَيُصِيبُنِي ثَوْبُهُ وَأَنَا حَائِضٌ.
أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ. أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ مَيْمُونَةَ قَالَتْ: أَجْنَبْتُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَاغْتَسَلْتُ مِنْ جَفْنَةٍ فَفَضَلَتْ فَضْلَةٌ فَجَاءَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَاغْتَسَلَ مِنْهَا فَقُلْتُ: إِنِّي قَدِ اغْتَسَلْتُ مِنْهَا. [فَقَالَ: لَيْسَ عَلَى الْمَاءِ جَنَابَةٌ] .
أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ كُرَيْبٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: [قَالَ رَسُولُ اللَّهِ. ص: الأَخَوَاتُ مُؤْمِنَاتٌ. مَيْمُونَةُ وَأُمُّ الْفَضْلِ وَأَسْمَاءُ] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ محمد مَوْلَى خُزَاعَةَ عَنْ صَالِحِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أُمِّ ذَرَّةَ عَنْ مَيْمُونَةَ قَالَتْ: [خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ذَاتَ لَيْلَةٍ مِنْ عِنْدِي فَأَغْلَقْتُ دُونَهُ الْبَابَ فَجَاءَ يَسْتَفْتِحُ الْبَابَ فَأَبَيْتُ أَنْ أَفْتَحَ لَهُ فَقَالَ: أَقْسَمْتُ إِلا فَتَحْتِهِ لِي. فَقُلْتُ لَهُ:
تَذْهَبَ إِلَى أَزْوَاجِكَ فِي لَيْلَتِي هَذِهِ. قَالَ: مَا فَعَلْتُ وَلَكِنْ وَجَدْتُ حَقْنًا مِنْ بَوْلِي] .
أَخْبَرَنَا هِشَامُ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ. حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ بُكَيْرٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ الْخَوْلانِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تُصَلِّي فِي دِرْعٍ سَابِغٍ لا إِزَارَ عَلَيْهَا.
أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ. حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَبِي فَزَارَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ أَنَّ مَيْمُونَةَ حَلَقَتْ رَأْسَهَا فِي إِحْرَامِهَا فَمَاتَتْ وَرَأْسُهَا مُجَمَّمٌ.
أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ. حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: [سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَيْمُونَةَ عَنْ جَارِيَةٍ لَهَا قَالَتْ: أَعْتَقْتُهَا. فَقَالَ: قَدْ كَانَتْ جَلْدَةً وَلَوْ كُنْتِ وَضَعْتِهَا فِي ذِي قَرَابَتِكِ كَانَ أَمْثَلَ] .
أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ. حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ الأَصَمِّ قَالَ:
تَلَقَّيْتُ عَائِشَةَ وَهِيَ مُقْبِلَةٌ مِنْ مَكَّةَ أَنَا وَابْنُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ. وَهُوَ ابْنُ أُخْتِهَا. وَقَدْ كُنَّا وَقَعْنَا فِي حَائِطٍ مِنْ حِيطَانِ الْمَدِينَةِ فَأَصَبْنَا مِنْهُ فَبَلَغَهَا ذَلِكَ فَأَقْبَلَتْ عَلَى ابْنِ أُخْتِهَا تَلُومُهُ(8/109)
وَتَعْذِلُهُ. ثُمَّ أَقْبَلَتْ عَلَيَّ فَوَعَظَتْنِي مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ثُمَّ قَالَتْ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى سَاقَكَ حَتَّى جَعَلَكَ فِي بَيْتِ نَبِيِّهِ؟ ذَهَبَتْ وَاللَّهِ مَيْمُونَةُ وَرَمَى بِحَبْلِكَ عَلَى غَارِبِكَ. أَمَا إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ أَتْقَانَا لِلَّهِ وَأَوْصَلِنَا لِلرَّحِمِ.
أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ. حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ. حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ الأَصَمِّ قَالَ: كَانَ مِسْوَاكُ مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ زَوْجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مُنْقَعًا فِي مَاءٍ فَإِنْ شَغَلَهَا عَمَلٌ أَوْ صَلاةٌ وَإِلا أَخَذَتْهُ فَاسْتَاكَتْ بِهِ.
أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ. حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ. حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ الأَصَمِّ أن ذا قَرَابَةٍ لِمَيْمُونَةَ دَخَلَ عَلَيْهَا وَجَدَتْ مِنْهُ رِيحَ شَرَابٍ فَقَالَتْ: لَئِنْ لَمْ تَخْرُجْ إِلَى الْمُسْلِمِينَ فَيَجْلِدُوكَ. أَوْ قَالَتْ يُطَهِّرُوكَ. لا تَدْخُلْ عَلَى بَيْتِي أَبَدًا.
أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ. حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ عَنْ رَجُلٍ عَنْ مَيْمُونَةَ أَنَّهَا أَبْصَرَتْ حَبَّةَ رُمَّانٍ فِي الأَرْضِ فَأَخَذَتْهَا وَقَالَتْ: إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَسادَ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ. حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ. حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُقْبَةَ عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: بَعَثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ أَقُودُ بَعِيرَ مَيْمُونَةَ فَلَمْ أَزَلْ أَسْمَعُهَا تُهِلُّ حَتَّى رَمَتْ جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ.
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ. حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ وَهْبٍ الْعَامِرِيُّ الْبَكَّائِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ الأَصَمِّ قَالَ: رَأَيْتُ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ مَيْمُونَةَ تَحْلِقُ رَأْسَهَا بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَسَأَلْتُ عُقْبَةَ لِمَ؟ فَقَالَ: أَرَاهُ تَبَتَّلَ.
أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى. حَدَّثَنَا مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ الْخَوْلانِيِّ وَكَانَ يَكُونُ فِي حَجْرِ مَيْمُونَةَ أَنَّهُ كَانَ يَرَى مَيْمُونَةَ تُصَلِّي فِي الدِّرْعِ وَالْخِمَارِ وَلَيْسَ عَلَيْهَا إِزَارٌ.
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ. حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ. أَخْبَرَنِي مَيْمُونٌ قَالَ: سَأَلْتُ صَفِيَّةَ بِنْتَ شَيْبَةَ فَقَالَتْ: تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ مَيْمُونَةَ بِسَرِفَ وَبَنَى بِهَا ثُمَّ فِي قُبَّةٍ لَهَا. وَمَاتَتْ بِسَرِفَ ثُمَّ دُفِنَتْ فِي مَوْضِعِ قُبَّتِهَا الَّتِي بَنَى بِهَا فِيهَا.
أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَوَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ بْنِ حَازِمٍ قَالا: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ عَنْ أَبِي فَزَارَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ قَالَ: دَفَنَّا مَيْمُونَةَ بِسَرِفَ فِي الظُّلَّةِ الَّتِي بَنَى بِهَا فِيهَا رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَكَانَتْ يَوْمَ مَاتَتْ مَحْلُوقَةً قَدْ حَلَقَتْ فِي الْحَجِّ. فَنَزَلْنَا فِي قَبْرِهَا أَنَا وابن(8/110)
عَبَّاسٍ فَلَمَّا وَضَعْنَاهَا مَالَ رَأْسُهَا فَأَخَذْتُ رِدَائِي فَوَضَعْتُهُ تَحْتَ رَأْسِهَا فَانْتَزَعَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ فَأَلْقَاهُ وَوَضَعَ تَحْتَ رَأْسِهَا كَذَّانَةً. يَعْنِي حَجَرًا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: تُوُفِّيَتْ مَيْمُونَةُ بِسَرِفَ فَخَرَجْنَا مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ إِلَيْهَا فَقَالَ: إِذَا رَفَعْتُمْ نَعْشَهَا فَلا تُزَعْزِعُوهَا وَلا تُزَلْزِلُوهَا فَإِنَّهُ كَانَ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تِسْعُ نِسْوَةٍ كَانَ يَقْسِمُ لِثَمَانٍ وَلا يَقْسِمُ لِوَاحِدَةٍ. وَقَالَ غَيْرُ ابْنِ جُرَيْجٍ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: تُوُفِّيَتْ بِمَكَّةَ فَحَمَلَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ وَجَعَلَ يَقُولُ لِلَّذِينَ يَحْمِلُونَهَا: ارْفُقُوا بِهَا فَإِنَّهَا أُمُّكُمْ. حَتَّى دَفَنَهَا بِسَرِفَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُحَرَّرِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ قَالَ:
حَضَرْتُ قَبْرَ مَيْمُونَةَ فَنَزَلَ فِيهِ ابْنُ عَبَّاسٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ وَأَنَا وَعُبَيْدُ اللَّهِ الْخَوْلانِيُّ. وَصَلَّى عَلَيْهَا ابْنُ عَبَّاسٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: تُوُفِّيَتْ سَنَةِ إِحْدَى وَسِتِّينَ فِي خِلافَةِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَهِيَ آخِرُ مَنْ مَاتَ مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَكَانَ لَهَا يَوْمَ تُوُفِّيَتْ ثَمَانُونَ أَوْ إِحْدَى وَثَمَانُونَ سَنَةً. وَكَانَتْ جَلِدَةً.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَكِيمِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ قَالَ:
سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجَ يُحَدِّثُ فِي مَجْلِسِهِ بِالْمَدِينَةِ يَقُولُ: أَطْعَمَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
مَيْمُونَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ بِخَيْبَرَ ثَمَانِينَ وَسْقًا تَمْرًا وَعِشْرِينَ وَسْقًا شَعِيرًا. وَيُقَالُ قَمْحًا.(8/111)
ذكر من تزوج رسول الله ص. مِنَ النِّسَاءِ فلم يجمعهن ومن فارق منهن وسبب مفارقته إياهن
4138- الْكِلابِيَّةُ.
وقد اختلف علينا باسمها فقال قائل هي فاطمة بنت الضحاك بن سفيان الكلابي. وقال قائل عمرة بنت يزيد بن عبيد بن رواس بن كلاب بن ربيعة بن عامر. وقال قائل العالية بنت ظبيان بن عمرو بن عوف بن كعب بن عبد بن أبي بكر بن كلاب. وقال قائل: هي سبا بنت سفيان بن عوف بن كعب بن عبد بن أبي بكر بن كلاب. وقد كتبنا كل ما سمعنا من ذلك. وقال بعضهم: لم تكن إلا كلابية واحدة واختلفوا في اسمها. وقال بعضهم: بل كن جميعًا ولكل واحدة منهن قصة غير قصة صاحبتها وقد بينا ذلك وكتبنا كل ما سمعناه من ذلك.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمر. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: هِيَ فَاطِمَةُ بِنْتُ الضَّحَّاكِ بْنِ سُفْيَانَ فَاسْتَعَاذَتْ مِنْهُ فَطَلَّقَهَا فَكَانَتْ تَلْقُطُ الْبَعْرَ وتقول: أنا الشقية.
وتزوجها رَسُولُ اللَّهِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ مِنَ الْهِجْرَةِ وَتُوُفِّيَتْ سَنَةَ سِتِّينَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ [قَالَتْ: تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ الْكِلابِيَّةَ فَلَمَّا دَخَلَتْ عَلَيْهِ فدنا منها فقالت: إِنِّي أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: لَقَدْ عُذْتِ بِعَظِيمٍ. الْحَقِي بِأَهْلِكِ] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بن أبي عون عن ابْنِ مَنَّاحٍ قَالَ: اسْتَعَاذَتْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَكَانَتْ قَدْ دُلِهَتْ وَذَهَبَ عَقْلُهَا وَتَقُولُ إِذَا اسْتَأْذَنَتْ عَلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ: أَنَا الشَّقِيَّةُ. وَتَقُولُ: إِنَّمَا خُدِعْتُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَدْ دَخَلَ بِهَا وَلَكِنَّهُ لما خير نساءه اختارت قومها ففارقها كانت تَلْتَقِطُ الْبَعْرَ وَتَقُولُ: أَنَا الشَّقِيَّةُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ مُوسَى بْنِ سَعِيدٍ وَابْنِ أَبِي عَوْنٍ قَالا: إِنَّمَا طَلَّقَهَا رَسُولُ اللَّهِ لِبَيَاضٍ كَانَ بها.(8/112)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ وَابْنِ أَبِي سَبْرَةَ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ عَنْ ثعلبة بن أبي مالك عن حسين بن عَلِيٍّ قَالَ: تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - امْرَأَةً مِنْ بَنِي عَامِرٍ فَكَانَ إِذَا خَرَجَ تَطَلَّعَتْ إِلَى أَهْلِ الْمَسْجِدِ. فَأُخْبِرَ بِذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ أَزْوَاجُهُ فَقَالَ: إِنَّكُنَّ تَبْغَيْنَ عَلَيْهَا. فَقُلْنَ: نَحْنُ نُرِيكَهَا وَهِيَ تَطَّلِعُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: نَعَمْ. فَأَرَيْنَهُ إِيَّاهَا وَهِيَ تَطَّلِعُ. فَفَارَقَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ:
فَحَدَّثْتُ بِهَذَا الْحَدِيثِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدَ فَأَخْبَرَنِي عَنْ أَبِيهِ قَالَ: إِنَّمَا اسْتَعَاذَتْ مِنْهُ فَأَعَاذَهَا. وَلَمْ يَتَزَوَّجْ رَسُولُ اللَّهِ مِنْ بَنِي عَامِرٍ غَيْرَهَا. وَلَمْ يَتَزَوَّجْ مِنْ كِنْدَةَ غَيْرَ الْجُونِيَّةِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ وَثِيمَةَ عَنْ أَبِي وَجْزَةَ قَالَ: تَزَوَّجَهَا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في ذي القعدة سنة ثمان منصرفه من الجعرانة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مُصْعَبٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُصْعَبٍ عَنْ شَيْخٍ مِنْ رَهْطِهَا أَنَّهَا تُوُفِّيَتْ سَنَةَ سِتِّينَ.
أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي الْعَرْزَمِيُّ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ فِي نِسَاءِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سَبَّا بِنْتَ سُفْيَان بْن عَوْفِ بْن كَعْبِ بْن أَبِي بَكْرِ بْنِ كِلابٍ. قَالَ وَقَالَ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَعَثَ أَبَا أُسَيْدٍ السَّاعِدِيَّ يَخْطُبُ عَلَيْهِ امْرَأَةً مِنْ بَنِي عَامِرٍ يُقَالُ لَهَا عَمْرَةُ بِنْتُ يَزِيدَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رُوَاسِ بْنِ كِلابٍ فَتَزَوَّجَهَا فَبَلَغَهُ أَنَّ بِهَا بَيَاضًا فَطَلَّقَهَا.
أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي أَبِي بَكْرِ بْنِ كِلابٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَزَوَّجَ الْعَالِيَةَ بِنْتَ ظَبْيَانَ بن عمرو بن عوف بن كعب بن عَبْدِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ كِلابٍ فَمَكَثَتْ عِنْدَهُ دَهْرًا ثُمَّ طَلَّقَهَا.
4139- أَسْمَاءُ بِنْتُ النُّعْمَانِ
بْنِ أبي الْجَوْنِ بْنِ الأَسْوَدِ بْنِ الْحَارِثِ بن شراحيل بن الجون بن آكل المرار الكندي.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَبِي عَوْنٍ الدَّوْسِيِّ قَالَ: قَدِمَ النُّعْمَانُ بْنُ أَبِي الْجَوْنِ الْكِنْدِيُّ. وَكَانَ يَنْزِلُ وَبَنِي أَبِيهِ نَجْدًا مِمَّا يَلِي الشُّرَّبَةَ. فَقَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مُسْلِمًا فَقَالَ: يَا رسول الله ألا أزوجك
__________
4139 الإصابة (8/ 11) ، والأعلام (1/ 306) .(8/113)
أَجْمَلَ أَيِّمٍ فِي الْعَرَبِ كَانَتْ تَحْتَ ابْنِ عَمٍّ لَهَا فَتُوُفِّيَ عَنْهَا فَتَأَيَّمَتْ وَقَدْ رَغِبَتْ فِيكَ وَحَطَّتْ إِلَيْكَ. فَتَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً وَنَشٍّ. فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لا تُقَصِّرْ بِهَا فِي الْمَهْرِ. [فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: مَا أَصْدَقْتُ أَحَدًا مِنْ نِسَائِي فَوْقَ هَذَا وَلا أُصْدِقُ أَحَدًا مِنْ بَنَاتِي فَوْقَ هَذَا] . فَقَالَ نعمان: فَفِيكَ الأَسَى. قَالَ: فَابْعَثْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِلَى أَهْلِكَ مَنْ يَحْمِلُهُمْ إِلَيْكَ فَأَنَا خَارِجٌ مَعَ رَسُولِكَ فَمُرْسِلٌ أَهْلَكَ مَعَهُ. فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ مَعَهُ أَبَا أُسَيْدٍ السَّاعِدِيَّ. فَلَمَّا قَدِمَا عَلَيْهَا جَلَسَتْ فِي بَيْتِهَا وَأَذِنَتْ لَهُ أَنْ يَدْخُلَ. فَقَالَ أَبُو أُسَيْدٍ: إِنَّ نِسَاءَ رَسُولِ اللَّهِ لا يَرَاهُنَّ أَحَدٌ مِنَ الرِّجَالِ. فَقَالَ أَبُو أُسَيْدٍ: وَذَلِكَ بَعْدَ أَنْ نَزَلَ الْحِجَابُ. فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ فَيَسِّرْنِي لأَمْرِي. قَالَ: حِجَابٌ بَيْنَكِ وَبَيْنَ مَنْ تُكَلَّمِينَ مِنَ الرِّجَالِ إِلا ذَا مَحْرَمٍ مِنْكِ. فَفَعَلَتْ. قَالَ أَبُو أُسَيْدٍ: فَأَقَمْتُ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ ثُمَّ تَحَمَّلْتُ مَعِي عَلَى جَمَلٍ ظَعِينَةً فِي مِحَفَّةٍ فَأَقْبَلْتُ بِهَا حَتَّى قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَأَنْزَلْتُهَا فِي بَنِي سَاعِدَةَ فَدَخَلَ عَلَيْهَا نِسَاءُ الْحَيِّ فَرَحَّبْنَ بِهَا وَسَهَّلْنَ وَخَرَجْنَ مِنْ عِنْدِهَا فَذَكَرْنَ مِنْ جَمَالِهَا. وَشَاعَ بِالْمَدِينَةِ قُدُومُهَا.
قَالَ أَبُو أُسَيْدٍ: وَوَجَّهْتُ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ فِي بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ فَأَخْبَرْتُهُ. وَدَخَلَ عَلَيْهَا دَاخِلٌ مِنَ النِّسَاءِ فَدَأَيْنَ لَهَا لَمَّا بَلَغَهُنَّ مِنْ جَمَالِهَا وَكَانَتْ مِنْ أَجْمَلِ النِّسَاءِ. فَقَالَتْ:
إِنَّكِ مِنَ الْمُلُوكِ فَإِنْ كُنْتِ تُرِيدِينَ أَنْ تَحْظَيْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَإِذَا جَاءَكِ فَاسْتَعِيذِي مِنْهُ فَإِنَّكِ تَحْظَيْنَ عِنْدَهُ وَيَرْغَبُ فِيكِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: فَحَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبِي أُسَيْدٍ السَّاعِدِيِّ قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى الْجُونِيَّةِ فحملتها. وكانوا يكونون بناحية نجد. حين نَزَلْتُ بِهَا فِي أُطُمِ بَنِي سَاعِدَةَ ثُمَّ جِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ فَأَخْبَرْتُهُ بِهَا فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْهِ حَتَّى جَاءَهَا فَأَقْعَى عَلَى رُكْبَتَيْهِ ثُمَّ أَهْوَى إِلَيْهَا لِيُقَبِّلَهَا.
وَكَذَلِكَ كَانَ يَصْنَعُ إِذَا اجْتَلَى النِّسَاءَ فَقَالَتْ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ. فَانْحَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ عَنْهَا [وَقَالَ لَهَا: لَقَدِ اسْتَعَذْتِ مُعَاذًا] . وَوَثَبَ عَنْهَا وَأَمَرَنِي فَرَدَّدْتُهَا إِلَى قَوْمِهَا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بن جعفر عن عَمْرِو بْنِ صَالِحٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى قَالَ: الْجُونِيَّةُ اسْتَعَاذَتْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقِيلَ لَهَا هُوَ أَحْظَى لَكِ عِنْدَهُ. وَلَمْ تَسْتَعِذْ منه امرأة غيرها وإنما خدعت لما رؤي مِنْ جَمَالِهَا وَهَيْئَتِهَا. وَلَقَدْ ذُكِرَ لِرَسُولِ اللَّهِ مَنْ حَمَلَهَا عَلَى مَا قَالَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ [فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ:
إِنَّهُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ وَكَيْدُهُنَّ عَظِيمٌ] . قَالَ وَهِيَ أَسْمَاءُ بِنْتُ النُّعْمَانِ بْنِ أبي الجون.(8/114)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: وَهِيَ أُمَيَّةُ بِنْتُ النُّعْمَانِ بْنِ أَبِي الْجَوْنِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنِ ابْنِ أَبِي عَوْنٍ قَالَ: تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْكِنْدِيَّةَ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ تِسْعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ الْوَلِيدَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ كَتَبَ إِلَيْهِ يَسْأَلُهُ هَلْ تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أُخْتَ الأَشْعَثَ بْنِ قَيْسٍ قُتَيْلَةَ؟ فَقَالَ: مَا تَزَوَّجَهَا رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَطُّ وَلا تَزَوَّجَ كِنْدِيَّةً إِلا أُخْتَ بَنِي الْجَوْنِ فَمَلَكَهَا. فَلَمَّا أُتِيَ بِهَا وَقَدِمَتِ الْمَدِينَةَ نَظَرَ إِلَيْهَا فَطَلَّقَهَا وَلَمْ يَبْنِ بِهَا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: لَمْ يَتَزَوَّجْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كِنْدِيَّةً إِلا أُخْتَ بَنِي الْجَوْنِ وَلَمْ يَبْنِ بِهَا حَتَّى فَارَقَهَا.
أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:
تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَسْمَاءَ بِنْتَ النُّعْمَانِ وَكَانَتْ مِنْ أَجْمَلِ أَهْلِ زَمَانِهَا وَأَشَبِّهِ. قَالَ:
فَلَمَّا جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ يَتَزَوَّجُ الْغَرَائِبَ قَالَتْ عَائِشَةُ: قَدْ وَضَعَ يَدَهُ فِي الْغَرَائِبِ يُوشِكْنَ أَنْ يَصْرِفْنَ وَجْهَهُ عَنَّا. وَكَانَ خَطَبَهَا حِينَ وَفَدَتْ كِنْدَةَ عَلَيْهِ إِلَى أَبِيهَا. فَلَمَّا رَآهَا نِسَاءُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَسَدْنَهَا فَقُلْنَ لَهَا: إِنْ أَرَدْتِ أَنْ تَحْظَيْ عِنْدَهُ فَتَعَوَّذِي بِاللَّهِ مِنْهُ إِذَا دَخَلَ عَلَيْكِ. فَلَمَّا دَخَلَ وَأَلْقَى السِّتْرَ مَدَّ يَدَهُ إِلَيْهَا فَقَالَتْ: أَعُوذُ بِاللَّهِ منك. [فقال: أمن عائذ بالله! الْحَقِي بِأَهْلِكِ] .
أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ. حَدَّثَنِي ابْنُ الْغَسِيلِ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ السَّاعِدِيِّ عَنْ أَبِيهِ وَكَانَ بَدْرِيًّا قَالَ: تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ أَسْمَاءَ بِنْتَ النُّعْمَانِ الْجُونِيَّةَ فَأَرْسَلَنِي فَجِئْتُ بِهَا فَقَالَتْ حَفْصَةُ لِعَائِشَةَ أَوْ عَائِشَةُ لِحَفْصَةَ: اخْضِبِيهَا أَنْتِ وَأَنَا أُمَشِّطُهَا. فَفَعَلْنَ ثُمَّ قَالَتْ لَهَا إِحْدَاهُمَا: إِنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُعْجِبُهُ مِنَ الْمَرْأَةِ إِذَا دَخَلَتْ عَلَيْهِ أَنْ تَقُولَ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ. فَلَمَّا دَخَلَتْ عَلَيْهِ وَأَغْلَقَ الْبَابَ وَأَرْخَى السِّتْرَ مَدَّ يَدَهُ إِلَيْهَا فَقَالَتْ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ. فَتَالَ بِكُمِّهِ عَلَى وَجْهِهِ فَاسْتَتَرَ بِهِ [وَقَالَ: عُذْتِ مُعَاذًا. ثَلاثَ مَرَّاتٍ. قَالَ أَبُو أُسَيْدٍ: ثُمَّ خَرَجَ عَلَيَّ فَقَالَ: يَا أَبَا أُسَيْدٍ أَلْحِقْهَا بِأَهْلِهَا وَمَتِّعْهَا بِرَازِقِيَّتَيْنِ] . يَعْنِي كِرْبَاسَتَيْنِ. فَكَانَتْ تَقُولُ:
دَعُونِي الشَّقِيَّةَ.
أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ الشَّيْبَانِيُّ. أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ. حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ الْحَكَمِ. حَدَّثَنِي أَبُو أُسَيْدٍ قَالَ: تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - امْرَأَةً مِنْ بَلْجُونٍ فَأَمَرَنِي أَنْ آتِيَهُ(8/115)
بِهَا فَأَتَيْتُهُ بِهَا فَأَنْزَلْتُهَا بِالشَّوْطِ مِنْ وَرَاءِ ذُبَابٍ فِي أُطُمٍ ثُمَّ أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقُلْتُ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ جِئْتُكَ بِأَهْلِكَ. فَخَرَجَ يَمْشِي وَأَنَا مَعَهُ. فَلَمَّا أَتَاهَا أَقْعَى وَأَهْوَى لِيُقَبِّلَهَا.
وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا اجْتَلَى لِنِسَاءٍ أَقْعَى وَقَبَّلَ. فَقَالَتْ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ. [فَقَالَ:
لَقَدْ عُذْتِ مُعَاذًا] . فَأَمَرَنِي أَنْ أَرُدَّهَا إِلَى أَهْلِهَا فَفَعَلْتُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَارِثِ عَنْ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلٍ قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا أُسَيْدٍ السَّاعِدِيَّ يَقُولُ: لَمَّا طَلَعْتُ بِهَا عَلَى الصِّرْمِ تَصَايَحُوا وَقَالُوا: إِنَّكِ لَغَيْرُ مُبَارَكَةٍ. مَا دَهَاكِ؟ فَقَالَتْ: خُدِعْتُ. فَقِيلَ لِي كَيْتُ وَكَيْتُ. لِلَّذِي قِيلَ لَهَا. فَقَالَ أَهْلُهَا:
لَقَدْ جَعَلْتَنَا فِي الْعَرَبِ شُهْرَةً. فَبَادَرَتْ أَبَا أُسَيْدٍ السَّاعِدِيَّ فَقَالَتْ: قَدْ كَانَ مَا كَانَ فَالَّذِي أَصْنَعُ مَا هُوَ؟ فَقَالَ: أَقِيمِي فِي بَيْتِكِ وَاحْتَجِبِي إِلا مِنْ ذِي مَحْرَمٍ وَلا يَطْمَعُ فِيكِ طَامِعٌ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ فَإِنَّكِ مِنْ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ. فَأَقَامَتْ لا يَطْمَعُ فِيهَا طَامِعٌ وَلا تُرَى إِلا لِذِي مَحْرَمٍ حَتَّى تُوُفِّيَتْ فِي خِلافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ عِنْدَ أَهْلِهَا بِنَجْدٍ.
أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ. حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْجُعْفِيُّ أَنَّهَا مَاتَتْ كَمَدًا.
أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:
خَلَفَ عَلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ النُّعْمَانِ الْمُهَاجِرُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ فَأَرَادَ عُمَرُ أَنْ يُعَاقِبَهُمَا فَقَالَتْ: وَاللَّهِ مَا ضُرِبَ عَلَيَّ الْحِجَابُ وَلا سُمِّيتُ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ. فَكَفَّ عَنْهَا.
قَالَ مُحَمَّد بْن عُمَر: وَقَدْ سَمِعْتُ مَنْ يَقُولُ تَزَوَّجَهَا عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ فِي الرِّدَّةِ وَلَمْ يَكُنْ وَقَعَ عَلَيْهَا حِجَابُ رَسُولِ اللَّهِ. وَلَيْسَ ذَلِكَ بِثَبْتٍ.
4140- قُتَيْلَةُ بِنْتُ قَيْسٍ
أخت الأشعث بن قيس بن معدي كرب بن معاوية بْن جبلة بْن عَديّ بْن ربيعة بن معاوية الأكرمين ابن الحارث بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع بن كندة.
أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا اسْتَعَاذَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ النُّعْمَانِ مِنَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَرَجَ وَالْغَضَبُ يُعْرَفُ فِي وَجْهِهِ. فَقَالَ لَهُ الأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ: لا يَسُؤْكَ اللَّهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ. أَلا أُزَوِّجُكَ مَنْ لَيْسَ دُونَهَا فِي الْجَمَالِ وَالْحَسَبِ؟ قَالَ: مَنْ؟ قَالَ: أُخْتِي قُتَيْلَةُ. قَالَ: قَدْ تَزَوَّجْتُهَا. قَالَ: فَانْصَرَفَ الأَشْعَثُ إِلَى حَضْرَمَوْتَ ثُمَّ حَمَلَهَا حَتَّى إِذَا فَصَلَ مِنَ الْيَمَنِ بَلَغَهُ وَفَاةُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَرَدَّهَا إلى بلاده(8/116)
وَارْتَدَّ وَارْتَدَّتْ مَعَهُ فِيمَنِ ارْتَدَّ. فَلِذَلِكَ تَزَوَّجَتْ لِفَسَادِ النِّكَاحِ بِالارْتِدَادِ. وَكَانَ تَزَوَّجَهَا قَيْسُ بْنُ مَكْشُوحٍ الْمُرَادِيُّ.
أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ عَنْ وُهَيْبٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تُوُفِّيَ وَقَدْ مَلَكَ امْرَأَةً مِنْ كِنْدَةَ يُقَالُ لَهَا قُتَيْلَةُ فَارْتَدَّتْ مَعَ قَوْمِهَا فَتَزَوَّجَهَا بَعْدَ ذَلِكَ عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ فَوَجَدَ أَبُو بَكْرٍ مِنْ ذَلِكَ وَجْدًا شَدِيدًا. فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ إِنَّهَا وَاللَّهِ مَا هِيَ مِنْ أَزْوَاجِهِ مَا خَيَّرَهَا وَلا حَجَبَهَا وَلَقَدْ بَرَّأَهَا اللَّهُ مِنْهُ بِالارْتِدَادِ الَّذِي ارْتَدَّتْ مَعَ قَوْمِهَا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ يَحْيَى بْنِ النُّعْمَانِ الْغِفَارِيِّ عَنْ يَزِيدَ بْنِ قُسَيْطٍ أَنَّ قُتَيْلَةَ بِنْتَ قَيْسٍ أُخْتَ الأَشْعَثَ كَانَتْ مِمَّنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمر. حدثني ابن أَبِي الزِّنَادِ وَأَبُو الْخَصِيبِ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ كَانَ يُنْكِرُ ذَلِكَ وَيَقُولُ: لَمْ يَتَزَوَّجْ رَسُولُ اللَّهِ قُتَيْلَةَ بِنْتَ قَيْسٍ وَلا تَزَوَّجَ كِنْدِيَّةً إِلا أُخْتَ بَنِي الْجَوْنِ. مَلَكَهَا وَأُتِيَ بِهَا فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهَا طَلَّقَهَا وَلَمْ يَبْنِ بِهَا.
4141- مُلَيْكَةُ بِنْتُ كَعْبٍ اللَّيْثِيُّ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي أَبُو مَعْشَرٍ قَالَ: تَزَوَّجَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مُلَيْكَةَ بِنْتَ كَعْبٍ وَكَانَتْ تُذْكَرُ بِجَمَالٍ بَارِعٍ. فَدَخَلَتْ عَلَيْهَا عَائِشَةُ فَقَالَتْ لَهَا: أَمَا تَسْتَحْيِينَ أَنْ تَنْكِحِي قَاتَلَ أَبِيكِ؟ فَاسْتَعَاذَتْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ فَطَلَّقَهَا. فَجَاءَ قَوْمُهَا إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهَا صَغِيرَةٌ وَإِنَّهَا لا رَأْيَ لَهَا وَإِنَّهَا خُدِعَتْ. فَارْتَجَعَهَا. فَأَبَى رَسُولُ اللَّهِ. فَاسْتَأْذَنُوهُ أَنْ يَتَزَوَّجَهَا قَرِيبٌ لَهَا مِنْ بَنِي عُذْرَةَ فَأَذِنَ لَهُمْ فَتَزَوَّجَهَا الْعُذْرِيُّ. وَكَانَ أَبُوهَا قُتِلَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ. قَتَلَهُ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ بالخندمة.
قال محمد بن عمر: مما يضع هَذَا الْحَدِيثَ ذِكْرُ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ لَهَا أَلا تَسْتَحْيِينَ. وَعَائِشَةُ لَمْ تَكُنْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ فِي ذَلِكَ السَّفَرِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ الْجُنْدَعِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ الْجُنْدَعِيِّ قَالَ: تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ مُلَيْكَةَ بِنْتَ كَعْبٍ اللَّيْثِيِّ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَدَخَلَ بِهَا فَمَاتَتْ عِنْدَهُ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَأَصْحَابُنَا يُنْكِرُونَ ذَلِكَ وَيَقُولُونَ لَمْ يَتَزَوَّجْ كِنَانِيَّةً قَطُّ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ مِثْلَ ذَلِكَ.(8/117)
4142- بِنْتُ جُنْدُبِ بْنِ ضَمْرَةَ الْجُنْدَعِيِّ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ بَكْرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَزَوَّجَ بِنْتَ جُنْدُبِ بْنِ ضَمْرَةَ الْجُنْدَعِيِّ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَأَصْحَابُنَا يُنْكِرُونَ ذَلِكَ وَيَقُولُونَ لَمْ يَتَزَوَّجْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
كِنَانِيَّةً قَطُّ.
4143- سَبَّا
ويقال سنا بنت الصَّلْت بْن حبيب بْن حارثة بْن هلال بن حرام بن سماك بن عوف السلمي.
أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ رَهْطِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَازِمٍ السُّلَمِيِّ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تَزَوَّجَ سَنَّا بِنْتَ الصَّلْتِ بْنِ حَبِيبٍ السُّلَمِيَّةَ فَمَاتَتْ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ إِلَيْهَا.
أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ الْوَصَّافِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيِّ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي ابْنَةً مِنْ جَمَالِهَا وَعَقْلِهَا مَا إِنِّي لأَحْسُدُ النَّاسَ عَلَيْهَا غَيْرَكَ. فَهَمَّ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يَتَزَوَّجَهَا ثُمَّ قَالَ: وَأُخْرَى يَا رَسُولَ اللَّهِ لا وَاللَّهِ مَا أَصَابَهَا عِنْدِي مرض قط. [فقال له النبي. ص: لا حَاجَةَ لَنَا فِي ابْنَتِكَ تَجِيئَنَا تَحْمِلُ خَطَايَاهَا. لا خَيْرَ فِي مَالٍ لا يُرْزَأُ مِنْهُ.
وَجَسَدٍ لا يُنَالُ مِنْهُ] .(8/118)
ذِكْرُ مَنْ خَطَبَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنَ النِّسَاءِ فَلَمْ يتم نكاحه ومن وهبت نفسها من النساء لرسول الله- صلى الله عليه وسلم -
4144- لَيْلَى بِنْتُ الْخَطِيمِ.
وهي أخت قيس بن الخطيم بن عدي بن عمرو بن سواد بن ظفر بن الحارث بن الخزرج بن عمرو. وهو النبيت بن مالك بن الأوس.
أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ [قَالَ:
أَقْبَلَتْ لَيْلَى بِنْتُ الْخَطِيمِ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ مولي ظَهْرَهُ الشَّمْسَ فَضَرَبْتُ عَلَى مَنْكِبِهِ فَقَالَ: مَنْ هَذَا أَكَلَهُ الأَسَدُ؟ وَكَانَ كَثِيرًا مَا يَقُولُهَا. فَقَالَتْ: أَنَا ابْنَةُ مُطْعِمِ الطَّيْرِ وَمُبَارِي الرِّيحِ. أَنَا لَيْلَى بِنْتُ الْخَطِيمِ جِئْتُكَ لأَعْرِضَ عَلَيْكَ نَفْسِي تَزَوَّجْنِي. قَالَ: قَدْ فَعَلْتُ.
فَرَجَعَتْ إِلَى قَوْمِهَا فَقَالَتْ: قَدْ تَزَوَّجَنِي النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالُوا: بِئْسَ مَا صَنَعْتِ! أَنْتِ امْرَأَةٌ غَيْرَى وَالنَّبِيُّ صَاحِبُ نِسَاءٍ تَغَارِينَ عَلَيْهِ فَيَدْعُو اللَّهَ عَلَيْكِ فَاسْتَقِيلِيهِ نَفْسَكِ. فَرَجَعَتْ فَقَالَتْ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ أَقِلْنِي. قَالَ: قَدْ أَقَلْتُكِ] . قَالَ: فَتَزَوَّجَهَا مَسْعُودُ بْنُ أَوْسِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ ظُفَرَ فَوَلَدَتْ لَهُ. فَبَيْنَا هِيَ فِي حَائِطٍ مِنْ حِيطَانِ الْمَدِينَةِ تَغْتَسِلُ إِذْ وَثَبَ عَلَيْهَا ذِئْبٌ لِقَوْلِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَكَلَ بَعْضَهَا فَأَدْرَكَتْ فَمَاتَتْ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنِ ابْنِ أَبِي عَوْنٍ أَنَّ لَيْلَى بِنْتَ الْخَطِيمِ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَوَهَبْنَ نِسَاءٌ أَنْفُسَهُنَّ. فَلَمْ يُسْمَعْ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَبِلَ مِنْهُنَّ أَحَدًا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: كَانَتْ لَيْلَى بِنْتُ الْخَطِيمِ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَبِلَهَا. وَكَانَتْ تَرْكَبُ بُغُولَتَهَا رُكُوبًا مُنْكَرًا. وَكَانَتْ سَيِّئَةَ الْخُلُقِ فَقَالَتْ: لا وَاللَّهِ لأَجْعَلَنَّ مُحَمَّدًا لا يَتَزَوَّجُ فِي هَذَا الْحَيِّ مِنَ الأَنْصَارِ وَاللَّهِ لآتِيَنَّهُ وَلأَهَبَنَّ نَفْسِي لَهُ. فَأَتَتِ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ قَائِمٌ مَعَ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ. فَمَا رَاعَهُ إِلا بِهَا وَاضِعَةً يَدَهَا عَلَيْهِ. [فَقَالَ: مَنْ هَذَا أَكَلَهُ الأَسَدُ؟ فَقَالَتْ: أَنَا لَيْلَى بِنْتُ سَيِّدِ قَوْمِهَا قَدْ وَهَبْتُ نَفْسِي لَكَ. قَالَ: قَدْ قَبِلْتُكِ. ارْجِعِي حَتَّى(8/119)
يَأْتِيَكِ أَمْرِي. فَأَتَتْ قَوْمَهَا فَقَالُوا: أَنْتِ امْرَأَةٌ لَيْسَ لَكِ صَبْرٌ عَلَى الضَّرَائِرِ. وَقَدْ أَحَلَّ اللَّهُ لِرَسُولِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يَنْكِحَ مَا شَاءَ. فَرَجَعَتْ فَقَالَتْ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَلَّ لَكَ النِّسَاءَ وَأَنَا امْرَأَةٌ طَوِيلَةُ اللِّسَانِ وَلا صَبْرَ لِي عَلَى الضَّرَائِرِ. وَاسْتَقَالَتْهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: قَدْ أَقَلْتُكِ] .
4145- أُمُّ هَانِئِ بنت أبي طالب
بن عبد المطلب بن هَاشِمِ بْنِ عبد مناف بن قصي.
واسمها فاختة. وكان هشام بن الكلبي يقول: اسمها هند. وفاختة عندنا أكثر. وأمها فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مناف بن قصي.
أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: خَطَبَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى أَبِي طَالِبٍ ابْنَتَهُ أُمَّ هَانِئٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ. وَخَطَبَهَا هُبَيْرَةُ بْنُ أَبِي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم. فتزوجها هبيرة فقال النبي. ص:
يا عم زوجت هبيرة وتركتني؟ فقال: يا ابن أَخِي إِنَّا قَدْ صَاهَرْنَا إِلَيْهِمْ وَالْكَرِيمُ يُكَافِئُ الْكَرِيمَ. ثُمَّ أَسْلَمَتْ فَفَرَّقَ الإِسْلامُ بَيْنَهَا وَبَيْنَ هُبَيْرَةَ فَخَطَبَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى نَفْسِهَا فَقَالَتْ: وَاللَّهِ إِنْ كُنْتُ لأُحِبُّكَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَكَيْفَ فِي الإِسْلامِ؟ وَلَكِنِّي امرأة مصيبة وَأَكْرَهُ أَنْ يُؤْذُوكَ. [فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: خَيْرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ الْمَطَايَا نِسَاءُ قُرَيْشٍ. أَحْنَاهُ عَلَى وَلَدٍ فِي صِغَرِهِ وَأَرْعَاهُ عَلَى زَوْجٍ فِي ذَاتِ يَدِهِ] .
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ. حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ عَامِرٍ قَالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أُمَّ هَانِئٍ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ سَمْعِي وَبَصَرِي. وَحَقُّ الزَّوْجِ عَظِيمٌ فَأَخْشَى إِنْ أَقْبَلْتُ عَلَى زَوْجِي أَنْ أُضَيِّعَ بَعْضَ شَأْنِي وَوَلَدِي وَإِنْ أَقْبَلْتُ عَلَى وَلَدِي أَنْ أُضَيِّعَ حَقَّ الزَّوْجِ. [فَقَالَ رسول الله. ص: إِنَّ خَيْرَ نِسَاءٍ رَكِبْنَ الإِبِلَ نِسَاءُ قُرَيْشٍ. أَحْنَاهُ عَلَى وَلَدٍ فِي صِغَرِهِ وَأَرْعَاهُ عَلَى بَعْلٍ فِي ذَاتِ يَدِهِ] .
أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ. حَدَّثَنَا الأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ عَنْ أَبِي نَوْفَلِ بْنِ أَبِي عَقْرَبٍ قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى أُمِّ هَانِئٍ فَخَطَبَهَا إِلَى نَفْسِهَا قَالَتْ: كَيْفَ بِهَذَا ضجيعا وَهَذَا رَضِيعًا؟ لِوَلَدَيْنِ بَيْنَ يَدَيْهَا. فَاسْتَسْقَى فَأُتِيَ بِلَبَنٍ فَشَرِبَ ثُمَّ نَاوَلَهَا فَشَرِبَتْ سُؤْرَهُ فَقَالَتْ: لَقَدْ شَرِبْتُ وَأَنَا صَائِمَةٌ. قَالَ: فَمَا حَمَلَكِ عَلَى ذَلِكَ؟ قَالَتْ: مِنْ أَجْلِ سُؤْرِكَ.
لَمْ أَكُنْ لأَدَعُهُ لِشَيْءٍ لَمْ أَكُنْ أَقْدِرُ عَلَيْهِ. فَلَمَّا قَدَرْتُ عَلَيْهِ شَرِبْتُهُ. [فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: نساء
__________
4145 الإصابة ترجمة (1102) ، (1532) ، والاستيعاب (4/ 479) (هامش الإصابة) ونسب قريش (39) ، وأعلام النساء (3/ 1122) ، والأعلام (5/ 126) .(8/120)
قُرَيْشٍ خَيْرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ الإِبِلَ. أَحْنَاهُ عَلَى وَلَدٍ فِي صِغَرِهِ وَأَرْعَاهُ عَلَى زَوْجٍ فِي ذَاتِ يَدِهِ.
وَلَوْ أَنَّ مَرْيَمَ بِنْتَ عِمْرَانَ رَكِبَتِ الإِبِلَ مَا فَضَّلْتُ عَلَيْهَا أَحَدًا] .
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن موسى. حدثنا إسرائيل عن السُّدِّيِّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أُمِّ هَانِئِ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ قَالَتْ: خَطَبَنِي رَسُولُ اللَّهِ فَاعْتَذَرْتُ إِلَيْهِ فَعَذَرَنِي. ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ:
«إِنَّا أَحْلَلْنا لَكَ أَزْواجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ» حَتَّى بَلَغَ «اللَّاتِي هاجَرْنَ مَعَكَ» الأحزاب: 50. قَالَتْ: فَلَمْ أَكُنْ أَحِلُّ لَهُ. لَمْ أُهَاجِرْ مَعَهُ. كُنْتُ مَعَ الطُّلَقَاءِ.
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ. حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ حَرْبٍ الْمُلائِيُّ. حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو صَالِحٍ. أَوْ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ قَالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ أُمَّ هَانِئِ بِنْتَ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي مُوتِمَةٌ وَبَنِيَّ صِغَارٌ. قَالَ: فَلَمَّا أَدْرَكَ بَنُوهَا عَرَضَتْ نَفْسَهَا عَلَيْهِ فَقَالَ: [أَمَّا الآنَ فلا. لأن الله أنزل عليه: «يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنا لَكَ أَزْواجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ» الأحزاب: 50. إِلَى قَوْلِهِ: «اللَّاتِي هاجَرْنَ مَعَكَ» الأحزاب: 50.
وَلَمْ تَكُنْ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ.] وَقَالَ غَيْرُهُ: فَوَلَدَتْ لِهُبَيْرَةَ بْنِ أَبِي وَهْبٍ جَعْدَةَ وَعَمْرًا وَيُوسُفَ وَهَانِئًا بَنِي هُبَيْرَةَ.
4146- ضُبَاعَةُ بِنْت عَامِرِ
بْن قُرْطِ بْن سَلَمَة بْنِ قُشَيْرِ بْنِ كَعْبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ بن صعصعة.
أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَتْ ضُبَاعَةُ بِنْتُ عَامِرٍ عِنْدَ هَوْذَةَ بْنِ عَلِيٍّ الْحَنَفِيِّ فَهَلَكَ عَنْهَا فَوَرَّثَتْهُ مَالا كَثِيرًا فَتَزَوَّجَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنِ جُدْعَانَ التَّيْمِيُّ وَكَانَ لا يُولَدُ لَهُ. فَسَأَلَتْهُ الطَّلاقَ فَطَلَّقَهَا فَتَزَوَّجَهَا هِشَامُ بْنُ الْمُغِيرَةِ فَوَلَدَتْ لَهُ سَلَمَةَ. فَكَانَ مِنْ خِيَارِ الْمُسْلِمِينَ. فَتُوُفِّيَ عَنْهَا هِشَامٌ. وَكَانَتْ مِنْ أَجْمَلِ نِسَاءِ الْعَرَبِ وَأَعْظَمِهِ خُلُقًا. وَكَانَتْ إِذَا جَلَسَتْ أَخَذَتْ مِنَ الأَرْضِ شَيْئًا كَثِيرًا.
وَكَانَ يُغَطَّى جَسَدُهَا بِشَعْرِهَا. فَذُكِرَ جَمَالُهَا عِنْدَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَخَطَبَهَا إِلَى ابْنِهَا سَلَمَةَ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ فَقَالَ: حَتَّى أَسْتَأْمِرَهَا. وَقِيلَ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - إنها قد كبرت.
__________
4146 الإصابة ترجمة (670) ، والتاج (5/ 426) ، وبلاغات النساء لابن أبي طاهر (178) ، والأعلام (3/ 213) .(8/121)
فَأَتَاهَا ابْنُهَا فَقَالَ لَهَا: إِنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَطَبَكِ إِلَيَّ. فَقَالَتْ: مَا قُلْتَ لَهُ؟ قَالَ: قُلْتُ حَتَّى أَسْتَأْمِرَهَا. فَقَالَتْ: وَفِي النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُسْتَأْمَرُ؟ ارْجِعْ فَزَوِّجْهُ. فَرَجَعَ إِلَى النَّبِيِّ فَسَكَتَ عَنْهُ.
4147- صَفِيَّةُ بِنْتُ بِشَّامَةَ
بْنِ نَضْلَةَ أخت الأعور بن بشامة العنبري.
أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ [قَالَ: خَطَبَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَفِيَّةَ بِنْتَ بِشَّامَةَ بْنِ نَضْلَةَ الْعَنْبَرِيِّ. وَكَانَ أَصَابَهَا سِبَاءٌ. فَخَيَّرَهَا رَسُولُ اللَّهِ فَقَالَ: إِنْ شِئْتِ أَنَا وَإِنْ شِئْتِ زَوْجَكِ. فَقَالَتْ: بَلْ زَوْجِي. فَأَرْسَلَهَا. فَلَعَنَتْهَا بَنُو تَمِيمٍ.]
4148- أُمُّ شريك
واسمها غزية بنت جابر بن حكيم.
كان محمد بن عمر يقول: هي من بني معيص بن عامر بن لؤي. وكان غيره يقول: هي دوسية من الأزد.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
كَانَتْ أُمُّ شَرِيكٍ امْرَأَةً مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ معيصية. وَأَنَّهَا وهبت نفسها لرسول الله فلم يقبلها رسول اللَّهِ. فَلَمْ تَتَزَوَّجْ حَتَّى مَاتَتْ.
أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ زَكَرِيَّاءَ بْنِ أبي زَائِدَةَ عَنْ عَامِرٍ فِي قَوْلِهِ: «تُرْجِي مَنْ تَشاءُ مِنْهُنَّ» الأحزاب: 51 قَالَ: كُلُّ نِسَاءٍ وَهَبْنَ أَنْفُسَهُنَّ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَدَخَلَ بَعْضُهُنَّ وَأَرْجَأَ بَعْضًا فَلَمْ يَنْكِحْنَ بَعْدَهُ. مِنْهُنَّ أُمُّ شَرِيكٍ.
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى. أَخْبَرَنَا شَيْبَانُ عَنْ فِرَاسٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: الْمَرْأَةُ الَّتِي عَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ أُمُّ شَرِيكٍ الأَنْصَارِيَّةُ.
أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ شَرِيكٍ عَنْ جَابِرٍ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ [عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَزَوَّجَ أُمَّ شَرِيكٍ الدَّوْسِيَّةَ] .
أَخْبَرَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ. أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنِ [الْحَكَمِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ أَنَّ الْمَرْأَةَ الَّتِي وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أُمُّ شَرِيكٍ امْرَأَةٌ مِنَ الأَزْدِ] .
أَخْبَرَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ. أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: لَمْ تَهَبْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -(8/122)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ عِكْرِمَةَ فِي هَذِهِ الآيَةِ:
«وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَها خالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ» الأحزاب: 50. قَالَ: هِيَ أُمُّ شَرِيكٍ الدَّوْسِيَّةُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنِ ابْنِ أبي عَوْنٍ مِثْلَهُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ مُنِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدَّوْسِيِّ قَالَ: أَسْلَمَ زَوْجُ أُمِّ شَرِيكٍ. وَهِيَ غَزِيَّةُ بِنْتُ جَابِرٍ الدَّوْسِيَّةُ مِنَ الأَزْدِ. وَهُوَ أَبُو الْعَكَرِ.
فَهَاجَرَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ مَعَ دَوْسٍ حِينَ هَاجَرُوا. قَالَتْ أُمُّ شَرِيكٍ: فَجَاءَنِي أَهْلُ أَبِي الْعَكَرِ فَقَالُوا: لَعَلَّكِ عَلَى دِينِهِ؟ قُلْتُ: أَيْ وَاللَّهِ إِنِّي لَعَلَى دِينِهِ. قَالُوا: لا جَرَمَ وَاللَّهِ لَنُعَذِّبَنَّكِ عَذَابًا شَدِيدًا. فَارْتَحِلُوا بِنَا مِنْ دَارِنَا وَنَحْنُ كُنَّا بِذِي الْخَلَصَةِ وَهُوَ مَوْضِعُنَا. فَسَارُوا يُرِيدُونَ مَنْزِلا وَحَمَلُونِي عَلَى جَمَلٍ ثِفَالٍ شَرِّ رِكَابِهِمْ وَأَغْلَظِهِ.
يُطْعِمُونِي الْخُبْزَ بِالْعَسَلِ وَلا يَسْقُونِي قَطْرَةً مِنْ مَاءٍ. حَتَّى إِذَا انْتَصَفَ النَّهَارُ وَسَخِنَتِ الشَّمْسُ وَنَحْنُ قَائِظُونَ فَنَزَلُوا فَضَرَبُوا أَخْبِيَتَهُمْ وَتَرَكُونِي فِي الشَّمْسِ حَتَّى ذَهَبَ عَقْلِي وَسَمْعِي وَبَصَرِي. فَفَعَلُوا ذَلِكَ بِي ثَلاثَةَ أَيَّامٍ. فَقَالُوا لِي فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ: اتْرُكِي مَا أَنْتِ عَلَيْهِ. قَالَتْ فَمَا دَرَيْتُ مَا يَقُولُونَ إِلا الْكَلِمَةَ بَعْدَ الْكَلِمَةِ. فَأُشِيرُ بِإِصْبَعِي إِلَى السماء بالتوحيد. قالت فو الله إِنِّي لَعَلَى ذَلِكَ وَقَدْ بَلَغَنِي الْجَهْدُ إِذْ وَجَدْتُ بَرْدَ دَلْو عَلَى صَدْرِي فَأَخَذْتُهُ فَشَرِبْتُ مِنْهُ نَفَسًا وَاحِدًا ثُمَّ انْتُزِعَ مِنِّي. فَذَهَبْتُ أَنْظُرُ فَإِذَا هُوَ مُعَلَّقٌ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ فَلَمْ أَقْدِرْ عَلَيْهِ. ثُمَّ دُلِّيَ إِلَيَّ ثَانِيَةً فَشَرِبْتُ مِنْهُ نَفَسًا ثُمَّ رُفِعَ. فَذَهَبْتُ أَنْظُرُ فَإِذَا هُوَ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ. ثُمَّ دُلِّيَ إِلَيَّ الثَّالِثَةَ فَشَرِبْتُ مِنْهُ حَتَّى رُوِّيتُ وَأَهْرَقْتُ عَلَى رَأْسِي وَوَجْهِي وَثِيَابِي. قَالَتْ: فَخَرَجُوا فَنَظَرُوا فَقَالُوا: مِنْ أَيْنَ لَكِ هَذَا يَا عَدُوَّةَ اللَّهِ؟ قَالَتْ: فَقُلْتُ لَهُمْ إِنَّ عَدُوَّةَ اللَّهِ غَيْرِي مَنْ خَالَفَ دِينَهُ. وَأَمَّا قَوْلُكُمْ مِنْ أَيْنَ هَذَا.
فَمِنْ عِنْدِ اللَّهِ رِزْقًا رَزَقَنِيهِ الله. قالت: فانطلقوا سراعا إلى قربهم وأداواهم فَوَجَدُوهَا مُوكَأَةً لَمْ تُحَلَّ. فَقَالُوا: نَشْهَدُ أَنَّ رَبَّكِ هُوَ رَبُّنَا وَأَنَّ الَّذِي رَزَقَكِ مَا رَزَقَكِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ بَعْدَ أَنْ فَعَلْنَا بِكِ مَا فَعَلْنَا هُوَ الَّذِي شَرَعَ الإِسْلامَ. فَأَسْلَمُوا وَهَاجَرُوا جَمِيعًا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ. وَكَانُوا يَعْرِفُونَ فَضْلِي عَلَيْهِمْ وَمَا صَنَعَ اللَّهُ إِلَيَّ. وَهِيَ الَّتِي وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهِيَ مِنَ الأَزْدِ. فَعَرَضَتْ نَفْسَهَا عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَكَانَتْ جَمِيلَةً وَقَدْ أَسَنَّتْ فَقَالَتْ: إِنِّي أَهَبُ نَفْسِي لَكِ وَأَتَصَدَّقُ بِهَا عَلَيْكَ. فَقَبِلَهَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
فَقَالَتْ عَائِشَةُ: مَا فِي امْرَأَةٍ حِينَ تَهَبُ نَفْسَهَا لِرَجُلٍ خَيْرٌ. قَالَتْ أُمُّ شَرِيكٍ: فَأَنَا تِلْكَ.(8/123)
فَسَمَّاهَا اللَّهُ مُؤْمِنَةً. فَقَالَ: «وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ» الأحزاب: 50.
فَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ قَالَتْ عَائِشَةُ: إِنَّ اللَّهَ لَيُسْرِعُ لَكِ فِي هَوَاكِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: رَأَيْتُ مَنْ عِنْدَنَا يَقُولُونَ: إِنَّ هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَتْ فِي أُمِّ شَرِيكٍ وَإِنَّ الثَّبْتَ عِنْدَنَا أَنَّهَا امْرَأَةٌ مِنْ دَوْسٍ مِنَ الأَزْدِ إِلا فِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ. وَقَالَ: رَوَتْ أُمُّ شَرِيكٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ أَحَادِيثَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أُمِّ شَرِيكٍ سَمِعَهَا تَقُولُ: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِقَتْلِ الْوِزْغَانِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بن عمر عَنِ ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرِ قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ شَرِيكٍ [أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ وَهُوَ يَذْكُرُ الدَّجَّالَ: يَفِرُّ النَّاسُ مِنْهُ فِي الْجِبَالِ. قَالَتْ: فَقُلْتُ. أَوْ قِيلَ. يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَيْنَ الْعَرَبُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: هُمْ قَلِيلٌ] .
أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ. حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: هَاجَرَتْ أُمُّ شَرِيكٍ الدَّوْسِيَّةُ فَصَحِبَتْ يَهُودِيًّا فِي الطَّرِيقِ فَأَمْسَتْ صَائِمَةً. فَقَالَ الْيَهُودِيُّ لامْرَأَتِهِ:
لَئِنْ سَقَيْتِهَا لأَفْعَلَنَّ. فَبَاتَتْ كَذَلِكَ حَتَّى إِذَا كَانَ فِي آخِرِ اللَّيْلِ إِذَا عَلَى صَدْرِهَا دَلْوٌ مَوْضُوعٌ وَصَفْنٌ فَشَرِبَتْ ثُمَّ بَعَثَتْهُمْ لِلدُّلْجَةِ. فَقَالَ الْيَهُودِيُّ: إِنِّي لأَسْمَعُ صَوْتَ امْرَأَةٍ.
لَقَدْ شَرِبَتْ. فَقَالَتْ: لا وَاللَّهِ أَنْ سَقَتْنِي. قَالَ: وَكَانَتْ لَهَا عُكَّةٌ تُعِيرُهَا مَنْ أَتَاهَا فَاسْتَامَهَا رَجُلٌ فَقَالَتْ: مَا فِيهَا رُبٌّ. فَنَفَخَتْهَا فَعَلَّقَتْهَا فِي الشَّمْسِ فَإِذَا هِيَ مَمْلُوءَةٌ سَمْنًا. قَالَ فَكَانَ يُقَالُ: وَمِنْ آيَاتِ اللَّهِ عُكَّةُ أُمِّ شَرِيكٍ. قَالَ: وَالصَّفْنُ مِثْلُ الْجِرَابِ أَوِ الْمِزْوَدِ.
أَخْبَرَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ الْمُخْتَارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أُمِّ شَرِيكٍ أَنَّهَا كَانَتْ عِنْدَهَا عُكَّةٌ تَهْدِي فِيهَا سَمْنًا لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: فَطَلَبَهَا صِبْيَانُهَا ذَاتَ يَوْمٍ سَمْنًا فَلَمْ يَكُنْ فَقَامَتْ إِلَى الْعُكَّةِ لِتَنْظُرَ فَإِذَا هِيَ تَسِيلُ. قَالَ: فَصَبَّتْ لَهُمْ مِنْهُ فَأَكَلُوا مِنْهُ حِينًا ثُمَّ ذَهَبَتْ تَنْظُرُ مَا بَقِيَ فَصَبَّتْهُ كُلَّهُ فَفَنِيَ.
[ثُمَّ أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ لَهَا: أَصَبَبْتِهِ؟ أَمَا إِنَّكِ لَوْ لَمْ تَصُبِّيهِ لَقَامَ لَكِ زَمَانًا] .
4149- خَوْلَةُ بِنْت حَكِيمِ
بْن أمية بْن حارثة بْن الأوقص بن مُرَّةَ بْنِ هِلالِ بْنِ فَالِجِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بن ذكوان بن امرئ القيس بن بهتة بن سليم. وأمها ضعيفة بنت العاص بن
__________
4149 تهذيب التهذيب (12/ 415) .(8/124)
أمية بن عبد شمس. وكان مرة بن هلال قدم مكة فحالف عبد مناف بن قصي نفسه وتزوج عبد مناف ابنته عاتكة بنت مرة. فهي أم هاشم وعبد شمس والمطلب بني عبد مناف.
أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كانت خولة بنت حكيم من اللاتي وهبن أنفسهن للنبي - صلى الله عليه وسلم - فأرجأها. وكانت تخدم النبي - صلى الله عليه وسلم - وتزوجها عثمان بن مظعون فمات عنها.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ وَأَبُو الْخَصِيبِ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ. وَحَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: خَوْلَةُ بِنْتُ حَكِيمٍ مِمَّنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ خَوْلَةَ بِنْتِ حَكِيمٍ أَنَّهَا سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنِ الْمَرْأَةِ تَرَى فِي الْمَنَامِ مَا يَرَى الرَّجُلُ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
4150- أُمَامَةُ بنت حمزة
بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي. وأمها سلمى بِنْت عميس بْن معد بْن تيم بْن مالك بن قحافة من خثعم أخت أسماء بنت عميس. هكذا سماها هشام بن محمد بن السائب الكلبي وقال غيره: هي عمارة بنت حمزة. وقال هشام: عمارة رجل وهو ابن حمزة وبه كان يكنى وأمه خولة بنت قيس بن فهد من بني مالك بن النجار.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالا: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ [عَلِيٍّ قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لَكَ تَتَوَقَّ فِي قُرَيْشٍ وَلا تَتَزَوَّجُ إِلَيْنَا؟ قَالَ: عِنْدَكَ شَيْءٌ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ. ابْنَةُ حَمْزَةَ. قَالَ: تِلْكَ بِنْتُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ. حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: [أُرِيدَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى ابْنَةِ حَمْزَةَ فَقَالَ: إِنَّهَا ابْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ. وَإِنَّهُ يَحْرُمُ مِنَ الرَّضَاعِ مَا يَحْرُمُ مِنَ النَّسَبِ] .
أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَسَدِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: [قَالَ عَلِيٌّ لِرَسُولِ اللَّهِ: أَلا تَزَوَّجَ ابْنَةَ عَمِّكَ حَمْزَةَ(8/125)
فَإِنَّهَا. قَالَ سُفْيَانُ: أَجْمَلُ. وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ: أَحْسَنُ فَتَاةٍ فِي قُرَيْشٍ؟ فَقَالَ: يَا عَلِيُّ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ حَمْزَةَ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ وَأَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ مِنَ الرَّضَاعَةِ مَا حَرَّمَ مِنَ النَّسَبِ؟] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي حَبِيبَةَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إِنَّ عُمَارَةَ بِنْتَ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَأُمُّهَا سَلْمَى بِنْتُ عُمَيْسٍ كَانَتْ بِمَكَّةَ. فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ الله كلم علي النبي فقال: علا م تَتْرُكُ ابْنَةَ عَمِّنَا يَتِيمَةً بَيْنَ ظَهْرَيِ الْمُشْرِكِينَ؟ فَلَمْ يَنْهَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ إِخْرَاجِهَا فَخَرَجَ بِهَا. فَتَكَلَّمَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ. وَكَانَ وَصِيُّ حَمْزَةَ وَكَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - آخَى بَيْنَهُمَا حِينَ آخَى بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ.
فَقَالَ: أَنَا أَحَقُّ بِهَا ابْنَةُ أَخِي. فَلَمَّا سَمِعَ بِذَلِكَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: الْخَالَةُ وَالِدَةٌ وَأَنَا أَحَقُّ بِهَا لِمَكَانِ خَالَتِهَا عِنْدِي أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ. فَقَالَ علي: ألا أراكم تختصمون في ابنة عم وَأَنَا أَخْرَجْتُهَا مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِ الْمُشْرِكِينَ وَلَيْسَ لَكُمْ إِلَيْهَا نَسَبٌ دُونِي وَأَنَا أَحَقُّ بِهَا منكم. [فقال رسول الله. ص: أَنَا أَحْكُمُ بَيْنَكُمْ. أَمَّا أَنْتَ يَا زَيْدُ فمولى الله ومولى رسوله. وَأَمَّا أَنْتَ يَا عَلِيُّ فَأَخِي وَصَاحِبِي. وَأَمَّا أَنْتَ يَا جَعْفَرُ فَشَبِيهُ خَلْقِي وَخُلُقِي. وَأَنْتَ يَا جَعْفَرُ أَوْلَى بِهَا تَحْتَكَ خَالَتُهَا وَلا تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ عَلَى خَالَتِهَا وَلا عَلَى عَمَّتِهَا. فَقَضَى بِهَا لِجَعْفَرٍ] .
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَقَامَ جَعْفَرٌ فَحَجَلَ حَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ. فَقَالَ النبي ص:
مَا هَذَا يَا جَعْفَرُ؟ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَانَ النَّجَاشِيُّ إِذَا أَرْضَى أَحَدًا قَامَ فحجل حوله. [فقيل للنبي. ص: تَزَوَّجْهَا. فَقَالَ: ابْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ. فَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ سَلَمَةَ بْنَ أَبِي سَلَمَةَ. فَكَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: هَلْ جَزَيْتَ سَلَمَةَ؟] .
4151- خولة بنت الهذيل
بن هبيرة بن قبيصة بن الحارث بن حبيب بن حرفة بن ثعلبة بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب. وأمها ابنة خَلِيفَةَ بْنِ فَرْوَةَ بْنِ فَضَالَةَ بْنِ زَيْدِ بن امرئ القيس بن الخزرج الكلبي أخت دحية بن خليفة.
أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ. حَدَّثَنِي الشَّرْقِيُّ بْنُ الْقُطَامِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَزَوَّجَ خَوْلَةَ بِنْتَ الْهُذَيْلِ فَهَلَكَتْ فِي الطَّرِيقِ قَبْلَ أَنْ تصل إليه. وكانت رَبِيبَتَهَا خَالَتُهَا خِرْنِقُ بِنْتُ خَلِيفَةَ أُخْتُ دِحْيَةَ بْنِ خَلِيفَةَ.
4152- شَرَافُ بِنْتُ خَلِيفَةَ
بْنِ فَرْوَةَ أُخْتُ دِحْيَةَ بْنِ خَلِيفَةَ الْكَلْبِيِّ.
أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: حَدَّثَنَا الشَّرْقِيُّ بْنُ الْقُطَامِيِّ قَالَ: لَمَّا(8/126)
هَلَكَتْ خَوْلَةُ بِنْتُ الْهُذَيْلِ تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - شَرَافَ بِنْتَ خَلِيفَةَ أُخْتَ دِحْيَةَ وَلَمْ يَدْخُلْ بِهَا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي الثَّوْرِيُّ عَنْ جَابِرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ قَالَ: [خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ امْرَأَةً مِنْ كَلْبٍ فَبَعَثَ عَائِشَةَ تَنْظُرُ إِلَيْهَا. فَذَهَبَتْ ثُمَّ رَجَعَتْ. فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ: مَا رَأَيْتِ؟ فَقَالَتْ: مَا رَأَيْتُ طَائِلا. فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ: لَقَدْ رَأَيْتِ طَائِلا. لَقَدْ رَأَيْتِ خَالا بِخَدِّهَا اقْشَعَرَّتْ كُلُّ شَعْرَةٍ مِنْكِ. فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا دُونَكَ سِرٌّ] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي الثَّوْرِيُّ عَنْ جَابِرٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: [كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا خَطَبَ فَرُدَّ لَمْ يَعُدْ. فَخَطَبَ امْرَأَةً فَقَالَتْ: أَسْتَأْمِرُ أَبِي. فَلَقِيَتْ أَبَاهَا فَأَذِنَ لَهَا. فَلَقِيَتْ رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَتْ لَهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: لَقَدِ الْتَحَفْنَا لِحَافًا غَيْرَكِ] .(8/127)
ذِكْرُ مُهُورِ نِسَاءِ النَّبِيِّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ صَدَاقُ رَسُولِ اللَّهِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً وَنَشًّا. فَذَلِكَ خَمْسُ مِائَةِ دِرْهَمٍ. قَالَتْ عَائِشَةُ: الأُوقِيَّةُ أَرْبَعُونَ وَالنَّشُّ عِشْرُونَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَائِشَةَ مِثْلَهُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كَانَ صَدَاقُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَشْرَ أَوَاقٍ مِنْ ذَهَبٍ.
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ. حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: لا تُغَالُوا فِي صَدَقَاتِ النِّسَاءِ فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ تَقْوَى اللَّهِ أَوْ مَكْرُمَةً فِي الدُّنْيَا كَانَ نَبِيِّكُمْ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَوْلاكُمْ بِذَلِكَ. مَا أَصْدَقَ نِسَاءَهُ وَلا بَنَاتِهِ أَكْثَرَ مِنَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً وَهِيَ ثَمَانُونَ وَأَرْبَعُ مِائَةِ دِرْهَمٍ.
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ أَيُّوبَ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي الْعَجْفَاءِ السُّلَمِيِّ عَنْ عُمَرَ قَالَ: مَا عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - نَكَحَ شَيْئًا مِنْ نِسَائِهِ وَلا أَنْكَحَ شَيْئًا مِنْ بَنَاتِهِ فَوْقَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ عَنِ أَيُّوبَ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي الْعَجْفَاءِ عَنْ عُمَرَ مِثْلَهُ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ عَنْ عَوْفٍ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي الْعَجْفَاءِ السُّلَمِيِّ عَنْ عُمَرَ قَالَ: مَا نَعْلَمُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَكَحَ شَيْئًا مِنْ نِسَائِهِ وَلا أَنْكَحَ شَيْئًا مِنْ بَنَاتِهِ عَلَى أَكْثَرَ مِنَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً وَهِيَ ثَمَانُونَ وَأَرْبَعُ مِائَةِ دِرْهَمٍ.
أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ. حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ. حَدَّثَنِي [جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كان صَدَاقُ نِسَاءِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَمْسَ مِائَةٍ.](8/128)
ذِكْرُ جَفْنَةِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ لِمَنْ خَطَبَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من النساء
أخبرنا محمد بن عمر. حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنِ ابْنِ أَبِي عون عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ: [كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا خَطَبَ الْمَرْأَةَ قَالَ: اذْكُرُوا لَهَا جَفْنَةَ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ] .
أَخْبَرَنَا محمد بن عمر. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِثْلَهُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أبي زَيْدٍ قَالَ: سَأَلْتُ عُمَارَةَ بْنَ غَزِيَّةَ وَعَمْرَو بْنَ يَحْيَى عَنْ جَفْنَةِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ فَقَالا: كَانَتْ مَرَّةً بِلَحْمٍ وَمَرَّةً بِسَمْنٍ وَمَرَّةً بِلَبَنٍ يَبْعَثُ بِهَا إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كُلَّمَا دَارَ دَارَتْ مَعَهُ الْجَفْنَةُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ اللَّيْثِيُّ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّهُ أَنْكَرَ أَنْ يَكُونَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: لِلَّذِي يَخْطُبُ عَلَيْهِ اذْكُرْ جَفْنَةَ سَعْدٍ. وَلا يُنْكِرُ جَفْنَةَ سَعْدٍ أَنَّهَا كَانَتْ تَدُورُ مَعَهُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا قُدَامَةُ بْنُ مُوسَى قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زُرَارَةَ يَذْكُرُ الْجَفْنَةَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ عَنْ عَمَّتِهِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ:
كَانَتِ الأَنْصَارُ الَّذِينَ يُكْثِرُونَ إِلْطَافَ رَسُولِ اللَّهِ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ وَسَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ وَعُمَارَةَ بْنَ حَزْمٍ وَأَبُو أَيُّوبَ وَذَلِكَ لِقُرْبِ جِوَارِهِمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ. وَكَانَ لا يَمُرُّ يَوْمٌ إِلا وَلِبَعْضِهِمْ هَدِيَّةٌ تَدُورُ مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَيْثُ دَارَ. وَجَفْنَةُ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ تَدُورُ حَيْثُ دَارَ لا يُغِبْهَا كُلَّ لَيْلَةٍ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَحْيَى عَنْ عَوْنِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: حَدَّثَتْنِي رُمَيْثَةُ قَالَتْ: سَمِعْتُ أُمَّ سَلَمَةَ تَقُولُ: كَلَّمَنِي صَوَاحِبِي أَنْ أُكَلِّمَ رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَكَانَتِ أُمُّ سَلَمَةَ وَأُمُّ حَبِيبَةَ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ وَزَيْنَبُ بِنْتُ خُزَيْمَةَ وَجُوَيْرِيَةُ بِنْتُ(8/129)
الْحَارِثِ وَمَيْمُونَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ وَزَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ فِي الْجَانِبِ الشَّأْمِيِّ. وَكَانَتْ عَائِشَةُ وَصَفِيَّةُ وَسَوْدَةُ فِي الشِّقِّ الآخَرِ. قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: فَكَلَّمَنِي صَوَاحِبِي فَقُلْنَ كَلِّمِي رَسُولَ اللَّهِ فَإِنَّ النَّاسَ يُهْدُونَ إِلَيْهِ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ وَنَحْنُ نُحِبُّ مَا تُحِبُّ فَيَصْرِفُونَ إِلَيْهِ هَدِيَّتَهُمْ حَيْثُ كَانَ. قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ صَوَاحِبِي قَدْ أَمَرْنَنِي أَنْ أُكَلِّمَكَ تَأْمُرُ النَّاسَ أَنْ يُهْدُوا لَكَ حَيْثُ كُنْتَ وَقُلْنَ إِنَّا نُحِبُّ مَا تُحِبُّ عَائِشَةُ. قَالَتْ: فَلَمْ يُجِبْنِي. فَسَأَلْنَنِي فَقُلْتُ: لَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ شَيْئًا. قُلْنَ فَعَاوِدِيهِ.
قَالَتْ: فَعَاوَدْتُهُ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ شَيْئًا. فَلَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الثَّالِثَةُ عُدْتُ لَهُ [فَقَالَ: لا تُؤْذِينِي فِي عَائِشَةَ فَإِنَّ الْوَحْيَ لَمْ يَنْزِلْ عَلَيَّ فِي لِحَافِ وَاحِدَةٍ مِنْكُنَّ غَيْرَ عَائِشَةَ] .
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَأَخْبَرْتُ هَذَا مَالِكَ بْنَ أَبِي الرِّجَالِ فَقَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي عَنْ عَمْرَةَ قَالَ: كَانَ عَامَّةُ النَّاسِ يَتَحَرَّوْنَ يَوْمَ يَصِيرُ رَسُولُ اللَّهِ إِلَى عَائِشَةَ فَيُهْدُونَ إِلَيْهِ وَيُسَرُّ الأَضْيَافُ بِيَوْمٍ يَكُونَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي بَيْتِ عَائِشَةَ لِلْهَدَايَا الَّتِي تَصِيرُ إِلَيْهَا.(8/130)
ذِكْرُ مَنَازِلِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمر قال: سألت مالك بن أبي الرجال: أين كان منازل أزواج النبي. ص؟ فأخبرني عن أبيه عن أمه أنها كانت كلها في الشق الأيسر إذا قمت إلى الصلاة إلى وجه الإمام في وجه المنبر. هذا أبعده. وأنه لم يجتمع هؤلاء النسوة اللاتي ذكر عوف بن الحارث جميعًا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - كان زينب بنت خزيمة قبل أم سلمة. فتوفيت زينب فأدخل أم سلمة في بيتها. وفي تلك السنة تزوج زينب بنت جحش. وكانت سودة قبل عائشة في النكاح وقبل هؤلاء جميعًا. وقدم بها وبعائشة المدينة بعد قدوم رسول الله المدينة. وأم حبيبة بنت أبي سفيان قدمت في السفينتين في سنة سبع. وصفية كانت في تلك السنة. وكانت حفصة قبل أم سلمة وقبل زينب بنت خزيمة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سبرة عن محمد بن عبد الله العبسي عن محمد بن عمرو بن عطاء العامري قال: كانت بُيُوتُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الَّتِي فيها أزواجه.
وأن سودة بنت زمعة أوصت ببيتها لعائشة. وأن أولياء صفية بنت حيي باعوا بيتها من معاوية بن أبي سفيان بمائة وثمانين ألف درهم.
قال ابن أبي سبرة: فأخبرني بعض أهل الشام أن معاوية أرسل إلى عائشة: أنت أحق بالشفعة. وبعث إليها بالشراء. واشترى من عائشة منزلها. يقولون بمائة وثمانين ألف درهم. ويقال: بمائتي ألف درهم. وشرط لها سكناها حياتها. وحمل إلى عائشة المال فما رامت من مجلسها حتى قسمته. ويقال اشتراه ابن الزبير من عائشة. بعث إليها يقال: خمسة أجمال بخت تحمل المال فشرط لها سكناها حياتها فما برحت حتى قسمت ذلك. فقيل لها: لو خبأت لنا منه درهمًا. فقالت عائشة: لو ذكرتموني لفعلت.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنِ ابْنِ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَمْرٍو إِنَّ سَالِمًا أَخْبَرَهُ أَنَّ(8/131)
حَفْصَةَ تَرَكَتْ بَيْتَهَا فَوَرِثَهُ ابْنُ عُمَرَ فَلَمْ يَأْخُذْ لَهُ ثَمَنًا. وَهُدِمَ وَأُدْخِلَ فِي الْمَسْجِدِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنِ ابْنِ أَبِي سبرة عن ثور بن زيد عن عكرمة أن ورثة أم سلمة باعوا بيتها بمال.
قال محمد بن عمر: يقال إنه لم يبع.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ وَمُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالا: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْمَدِينَةَ وَنَزَلَ فِي مَنْزِلِ أَبِي أَيُّوبَ بَعَثَ أَبَا رَافِعٍ وَزَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ وَأَعْطَاهُمَا بَعِيرَيْنِ وَخَمْسَ مِائَةِ دِرْهَمٍ أَخَذَهَا مِنْ أَبِي بَكْرٍ يَشْتَرِيَانِ بِهَا مَا يَحْتَاجَانِ إِلَيْهِ مِنَ الظُّهْرِ وَأَمَرَهُمَا أَنْ يَقْدَمَا عَلَيْهِ بِعِيَالِهِ. وبعث أبو بكر معهما عبد الله بن أريقط الدئلي بِبَعِيرَيْنِ أَوْ ثَلاثَةٍ. وَكَتَبَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ يَأْمُرُهُ أَنْ يَحْمِلَ إِلَيْهِ أَهْلَهُ فَخَرَجَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ بِأَهْلِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَفَاطِمَةَ وَأُمِّ كُلْثُومٍ ابْنَتَيِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَسَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَرَادَ الْخُرُوجَ بِزَيْنَبَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ فَحَبَسَهَا زَوْجُهَا أَبُو الْعَاصِ بْنُ الرَّبِيعِ. وَكَانَتْ رُقْيَةُ قَدْ هَاجَرَ بِهَا زَوْجُهَا عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ قَبْلَ ذَلِكَ إِلَى الْمَدِينَةِ. وَحَمَلَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ امْرَأَتَهُ أُمَّ أَيْمَنَ وَأُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ وَكَانُوا مَعَ عِيَالِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَهْلِهِ. وَخَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ بِأُمِّ رُومَانَ وَأُخْتَيْهِ عَائِشَةَ وَأَسْمَاءَ ابْنَتَيْ أَبِي بَكْرٍ حَتَّى قَدِمُوا جَمِيعًا الْمَدِينَةَ وَرَسُولُ اللَّهِ يَبْنِي الْمَسْجِدَ وَأَبْيَاتًا حَوْلَ الْمَسْجِدِ. فَأَنْزَلَهُمْ فِي بَيْتٍ لِحَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ. وَبَنَى رَسُولُ اللَّهِ لِعَائِشَةَ بَيْتَهَا الَّذِي دُفِنَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَجَعَلَ بَابًا فِي الْمَسْجِدِ وِجَاهَ بَابِ عَائِشَةَ يَخْرُجُ مِنْهُ إِلَى الصَّلاةِ. وَكَانَ إِذَا اعْتَكَفَ يُخْرِجُ رَأْسَهُ مِنَ الْمَسْجِدِ إِلَى عَتَبَةِ عَائِشَةَ فَتَغْسِلُ رَأْسَهُ وَهِيَ حَائِضٌ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ شُعَيْبٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ شِبْلٍ عَنْ [أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْمَدِينَةَ وَتَزَوَّجَ عَلِيٌّ فَاطِمَةَ وَأَرَادَ أَنْ يَبْنِيَ بِهَا قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ. ص: اطْلُبْ مَنْزِلا. فَطَلَبَ عَلِيٌّ مَنْزِلا فَأَصَابَهُ مُسْتَأْخِرًا عَنِ النَّبِيِّ قَلِيلا. فَبَنَى بِهَا فِيهِ فَجَاءَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَيْهَا قَالَ: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُحَوِّلَكِ إِلَيَّ. فَقَالَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ: فَكَلِّمْ حَارِثَةَ بْنَ النُّعْمَانِ أَنْ يَتَحَوَّلَ عَنِّي. تُرِيدُ أَنْ يَتَحَوَّلَ لِي عَنْ مَنْزِلِهِ.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: قَدْ تَحَوَّلَ حَارِثَةُ عَنَّا حَتَّى قَدِ اسْتَحْيَيْتُ. فَبَلَغَ حَارِثَةَ فَتَحَوَّلَ وَجَاءَ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّكَ تُحَوِّلُ فَاطِمَةَ إِلَيْكَ وَهَذِهِ مَنَازِلِي وَهِيَ أَسْقَبُ بُيُوتِ بَنِي النَّجَّارِ بِكَ. وَإِنَّمَا أَنَا وَمَالِي لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ. وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ(8/132)
لَلَّذِي تَأْخُذُ مِنِّي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الَّذِي تَدَعُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: صَدَقْتَ بَارَكَ اللَّهُ عَلَيْكَ! فَحَوَّلَهَا إِلَى بَيْتِ حَارِثَةَ] .
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَتْ لِحَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ مَنَازِلُ قُرْبَ مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَحَوْلَهُ. وَكُلَّمَا أَحْدَثَ رَسُولُ اللَّهِ أَهْلا تَحَوَّلَ لَهُ حَارِثَةُ بْنُ النُّعْمَانِ عَنْ مَنْزِلِهِ حَتَّى صَارَتْ مَنَازِلُهُ كُلُّهَا لِرَسُولِ اللَّهِ وَأَزْوَاجِهِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْهُذَلِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ مَنَازِلَ أَزْوَاجِ رَسُولِ اللَّهِ حِينَ هَدَمَهَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ أَمِيرُ الْمَدِينَةِ فِي خِلافَةِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَزَادَهَا فِي الْمَسْجِدِ كَانَتْ بُيُوتًا بِاللَّبِنِ وَلَهَا حُجَرٌ مِنْ جَرِيدٍ مَطْرُورٍ بِالطِّينِ.
عَدَدْتُ تِسْعَةَ أَبْيَاتٍ بِحُجَرِهَا وَهِيَ مَا بَيْنَ بَيْتِ عَائِشَةَ إِلَى الْبَابِ الَّذِي يَلِي بَابَ النَّبِيِّ إِلَى مَنْزِلِ أَسْمَاءَ بِنْتِ حَسَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ. وَرَأَيْتُ بَيْتَ أُمِّ سَلَمَةَ وُحُجْرَتَهَا مِنْ لَبَنٍ. فَسَأَلْتُ ابْنَ ابْنِهَا فَقَالَ: لَمَّا غَزَا رَسُولُ اللَّهِ دُومَةَ الْجَنْدَلِ بَنَتْ أُمُّ سَلَمَةَ حُجْرَتَهَا بِلَبِنٍ. فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ فَنَظَرَ إِلَى اللَّبِنِ دَخَلَ عَلَيْهَا أَوَّلَ نِسَائِهِ فَقَالَ: مَا هَذَا الْبِنَاءُ؟ فَقَالَتْ: أَرَدْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ أَكُفَّ أَبْصَارَ النَّاسِ. [فَقَالَ: يَا أُمَّ سَلَمَةَ إِنَّ شَرَّ مَا ذَهَبَ فِيهِ مَالُ الْمُسْلِمِ الْبُنْيَانُ] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ جَابِرٍ عَنْ عَامِرٍ قَالَ: لَمْ يُوصِ رَسُولُ اللَّهِ إِلا بِمَسَاكِنِ أَزْوَاجِهِ وَأَرْضٍ تَرَكَهَا صَدَقَةً.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاذُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءً الْخُرَاسَانِيَّ فِي مَجْلِسٍ فِيهِ عِمْرَانُ بْنُ أَبِي أَنَسٍ يَقُولُ: وَهُوَ فِيمَا بَيْنَ الْقَبْرِ وَالْمِنْبَرِ: أَدْرَكْتُ حُجَرَ أَزْوَاجِ رَسُولِ اللَّهِ مِنْ جَرِيدِ النَّخْلِ عَلَى أَبْوَابِهَا الْمُسُوحُ مِنْ شَعْرٍ أَسْوَدَ. فَحَضَرْتُ كِتَابَ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ يُقْرَأُ يَأْمُرُ بِإِدْخَالِ حُجَرِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ. فَمَا رَأَيْتُ يَوْمًا أَكْثَرَ بَاكِيًا مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ. قَالَ عَطَاءٌ: فَسَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ يَقُولُ يَوْمَئِذٍ: وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنَّهُمْ تَرَكُوهَا عَلَى حَالِهَا. يَنْشَأُ نَاشِئٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَيَقْدَمُ الْقَادِمُ مِنَ الأُفُقِ فَيَرَى مَا اكْتَفَى بِهِ رَسُولُ اللَّهِ فِي حَيَاتِهِ فَيَكُونُ ذَلِكَ مِمَّا يُزَهِّدُ النَّاسَ فِي التَّكَاثُرِ وَالتَّفَاخُرِ فِيهَا. يَعْنِي الدُّنْيَا.
قَالَ مُعَاذٌ: فَلَمَّا فَرَغَ عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ مِنْ حَدِيثِهِ قَالَ عِمْرَانُ بْنُ أَبِي أَنَسٍ: كَانَ مِنْهَا أَرْبَعَةُ أَبْيَاتٍ بِلَبِنٍ لَهَا حُجَرٌ مِنْ جَرِيدٍ. وَكَانَتْ خَمْسَةُ أَبْيَاتٍ مِنْ جَرِيدٍ مَطِينَةٍ(8/133)
لا حُجَرَ لَهَا عَلَى أَبْوَابِهَا مُسُوحُ الشَّعْرِ. ذَرَعْتُ السِّتْرَ فَوَجَدْتُهُ ثَلاثَ أَذْرُعٍ فِي ذِرَاعٍ وَالْعَظْمِ أَوْ أَدْنَى مِنَ الْعَظْمِ. فَأَمَّا مَا ذَكَرْتُ مِنْ كَثْرَةِ الْبُكَاءِ فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي مَجْلِسٍ فِيهِ نَفَرٌ مِنْ أَبْنَاءِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْهُمْ أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ وَخَارِجَةُ بْنُ زَيْدٍ وَإِنَّهُمْ لَيَبْكُونَ حَتَّى أَخْضَلَ لِحَاهُمُ الدَّمْعُ. وَقَالَ يَوْمَئِذٍ أَبُو أُمَامَةَ: لَيْتَهَا تُرِكَتْ فَلَمْ تُهْدَمْ حَتَّى يَقْصُرَ النَّاسُ عَنِ الْبِنَاءِ وَيَرَوْا مَا رَضِيَ اللَّهُ لِنَبِيِّهِ وَمَفَاتِيحُ خَزَائِنِ الدُّنْيَا بِيَدِهِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ الأَسْلَمِيِّ قَالَ: قَالَ لِي أَبُو بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ وهو فِي مُصَلاهُ فِيمَا بَيْنَ الأُسْطُوَانِ الَّتِي تَلِي حَرْفَ الْقَبْرِ الَّتِي تَلِي الأُخْرَى إِلَى طَرِيقِ بَابِ رَسُولِ اللَّهِ: هَذَا بَيْتُ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ يُصَلِّي فِيهِ. وَهَذَا الصَّفُّ كُلُّهُ إِلَى بَابِ أَسْمَاءَ بِنْتِ حَسَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ الْيَوْمَ إِلَى رَحَبَةِ الْمَسْجِدِ. فَهَذِهِ بُيُوتُهُ رَأَيْتُهَا بِالْجَرِيدِ قَدْ طُرَّتْ بِالطِّينِ عَلَيْهَا مُسُوحُ الشعر.(8/134)
ذِكْرُ قَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَيْنَ نِسَائِهِ
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قِلابَةَ أَنَّ [رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَقْسِمُ بَيْنَ نِسَائِهِ فَيَعْدِلُ ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُمَّ هَذَا قَسْمِي فِيمَا أَمْلِكُ فَلا تَلُمْنِي فِيمَا تَمْلِكُ وَلا أَمْلِكُ. يَعْنِي الْحُبَّ بِالْقَلْبِ] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ عَنْ [جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُطَافُ بِهِ عَلَى نِسَائِهِ فِي كِسَاءٍ] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا مَرِضَ رَسُولُ اللَّهِ مَرَضَهُ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ طَافَتْ فَاطِمَةُ عَلَى نِسَائِهِ تَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ يَشُقُّ عَلَيْهِ أَنْ يَطُوفَ عَلَيْكُنَّ. فَقُلْنَ: هُوَ فِي حِلٍّ. فَكَانَ يَكُونُ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا ثَقُلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - في مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ قَالَ: أَيْنَ أَنَا غَدًا؟ قَالُوا: عِنْدَ فُلانَةَ. قَالَ: أَيْنَ أَنَا بَعْدَ غَدٍ؟ قَالُوا: عِنْدَ فُلانَةَ. فَعَرَفَ أَزْوَاجُهُ أَنَّهُ يُرِيدُ عَائِشَةَ فَقُلْنَ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ وَهَبْنَا أَيَّامَنَا لأُخْتِنَا عَائِشَةَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أُمِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جَعَلَهُ نِسَاؤُهُ فِي حِلٍّ يُؤْثِرُ مَنْ يَشَاءُ مِنْهُنَّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ. فَكَانَ يُؤْثِرُ عَائِشَةَ وَزَيْنَبَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَقَيْسٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِي رَزِينٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَدْ هَمَّ أَنْ يُطَلِّقَ مِنْ نِسَائِهِ. فَلَمَّا رَأَيْنَ ذَلِكَ جَعَلْنَهُ فِي حِلٍّ يُؤْثِرُ مَنْ يَشَاءُ مِنْهُنَّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا خَرَجَ سَفَرًا أَقْرَعَ بَيْنَ نِسَائِهِ فَأَيَّتُهُنَّ خَرَجَ سَهْمُهَا خَرَجَ بِهَا مَعَهُ. وَكَانَ يَقْسِمُ لِكُلِّ امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِهِ يَوْمَهَا وَلَيْلَتَهَا غَيْرَ أَنَّ سَوْدَةَ وَهَبَتْ يَوْمَهَا وَلَيْلَتَهَا(8/135)
لعائشة تبتغي بذلك رضا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَتْ سَوْدَةُ قَدْ أَسَنَّتْ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ لا يَسْتَكْثِرُ مِنْهَا وَقَدْ عَلِمَتْ مَكَانَ عَائِشَةَ مِنْهُ فَخَافَتْ أَنْ يُفَارِقَهَا. وَضَنَّتْ بِمَكَانِهَا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَتْ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ يَوْمِي الَّذِي يُصِيبُنِي مِنْكَ لعائشة وأنت منه حِلٍّ. فَقَبِلَهُ النَّبِيُّ. وَفِي ذَلِكَ نَزَلَتْ: «وَإِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ مِنْ بَعْلِها نُشُوزاً أَوْ إِعْراضاً» النساء: 128. الآية.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مُوسَى عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ إِذَا سَافَرَ يُسْهِمُ بَيْنَ نِسَائِهِ فَكَانَ إِذَا خَرَجَ سَهْمُ غَيْرِي عُرِفَ فِيهِ الْكَرَاهِيَةُ. وَمَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ قَطُّ فَدَخَلَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَزْوَاجِهِ أَوَّلَ مِنِّي. يَبْتَدِئُ الْقَسْمَ فِيمَا يَسْتَقْبِلُ مِنْ عِنْدِي.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ قَلَّ يَوْمٌ إِلا وَهُوَ يَطُوفُ عَلَى نِسَائِهِ فَيَدْنُو مِنْ أَهْلِهِ فَيَضَعُ يَدَهُ وَيُقَبِّلُ كُلَّ امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِهِ حَتَّى يَأْتِيَ عَلَى آخِرِهِنَّ فَإِنْ كَانَ يَوْمُهَا قَعَدَ عِنْدَهَا وَإِلا قَامَ. فَكَانَ إِذَا دَخَلَ بَيْتَ أُمِّ سَلَمَةَ يَحْتَبِسُ عِنْدَهَا. فقلت: أنا وحفصة. وكانت جَمِيعًا يَدًا وَاحِدَةً: مَا نَرَى رَسُولَ اللَّهِ يَمْكُثُ عِنْدَهَا إِلا أَنَّهُ يَخْلُو مَعَهَا. تَعْنِيَانِ الْجِمَاعَ.
قَالَتْ: وَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَيْنَا حَتَّى بَعَثْنَا مَنْ يَطَّلِعُ لَنَا مَا يَحْبِسُهُ عِنْدَهَا فَإِذَا هُوَ إِذَا صَارَ إِلَيْهَا أَخْرَجَتْ لَهُ عُكَّةً مِنْ عَسَلٍ فَتَحَتْ لَهُ فَمَهَا فَيَلْعَقُ مِنْهُ لَعْقًا. وَكَانَ الْعَسَلُ يُعْجِبُهُ. فَقَالَتَا:
مَا مِنْ شَيْءٍ نُكَرِّهُهُ إِلَيْهِ حَتَّى لا يَلْبَثُ فِي بَيْتِ أُمِّ سَلَمَةَ. فَقَالَتَا: لَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَهُ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يُقَالَ لَهُ نَجِدُ مِنْكَ رِيحَ شَيْءٍ. فَإِذَا جَاءَكِ فَدَنَا مِنْكِ فَقُولِي إِنِّي أَجِدُ مِنْكَ رِيحَ شَيْءٍ فَإِنَّهُ يَقُولُ: مِنْ عَسَلٍ أَصَبْتُهُ عِنْدَ أُمِّ سَلَمَةَ. فَقُولِي لَهُ: أَرَى نَحْلَهُ جَرَسَ عُرْفُطًا. فَلَمَّا دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ فَدَنَا مِنْهَا قَالَتْ: إِنِّي لأَجِدُ مِنْكَ شَيْئًا. مَا أَصَبْتَ؟ [فَقَالَ: عَسَلٌ مِنْ بَيْتِ أُمِّ سَلَمَةَ. فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَى نَحْلَهُ جَرَسَ عُرْفُطًا. ثُمَّ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا فَدَخَلَ عَلَى حَفْصَةَ فَدَنَا مِنْهَا فَقَالَتْ: مثل الذي قالت عائشة. فلما قالتاه جَمِيعًا اشْتَدَّ عَلَيْهِ فَدَخَلَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأَخْرَجَتْ لَهُ الْعَسَلَ فَقَالَ: أَخِّرِيهِ عَنِّي لا حَاجَةَ لِي فِيهِ] . فَقَالَتْ: فَكُنْتُ وَاللَّهِ أَرَى أَنْ قَدْ أَتَيْنَا أَمْرًا عَظِيمًا. مَنَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ شَيْئًا كَانَ يَشْتَهِيهِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مُوسَى عَنْ دَاوُدَ بْنِ(8/136)
الْحُصَيْنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ قَالَ: سألت أم سلمة عن هذه الآية: «يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ» التحريم: 1. قَالَتْ: كَانَتْ عِنْدِي عُكَّةٌ مِنْ عَسَلٍ أَبْيَضَ يَجْرُسُ نَحْلُهُ الضُّرْوَ فَكَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَلْعَقُ مِنْهَا وَكَانَ يُحِبُّهُ. فَقَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ: نَحْلُهَا تَجْرُسُ عُرْفُطًا. فَحَرَّمَهَا. فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ مَا حَرَّمَ رَسُولُ اللَّهِ؟ فَقَالَ: عُكَّةً مِنْ عَسَلٍ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَمْرَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ أُمَّ سَلَمَةَ. وَهِيَ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ وَعَائِشَةُ تَمُوتُ. تَقُولُ: رَحِمَكَ اللَّهُ وَغَفَرَ لَكَ كُلَّ ذَنْبٍ وَعَرَّفَنِيكَ فِي الْجَنَّةِ. فَقُلْتُ: يَا أُمَّهْ فَكَيْفَ كَانَ حَدِيثُ الْعَسَلِ؟
فَإِنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْنِي بِهِ. فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: فَهُوَ عَلَى مَا أَخْبَرَتْكِ. فَذَكَرَتْ مِثْلَ حَدِيثِ ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: [أَرْسَلَ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فاطمة بنت رسول اللَّهِ فَاسْتَأْذَنَتْ. وَرَسُولُ اللَّهِ مَعَ عَائِشَةَ فِي مِرْطِهَا. فَأَذِنَ لَهَا فَدَخَلَتْ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَزْوَاجَكَ أَرْسَلْنَنِي إِلَيْكَ يَسْأَلْنَكَ الْعَدْلَ فِي بِنْتِ أَبِي قُحَافَةَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: أَيْ بُنَيَّةُ أَلَيْسَ تُحِبِّينَ مَا أُحِبُّ؟ قَالَتْ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ: فَأَحِبِّي هَذِهِ لِعَائِشَةَ.
قَالَتْ فَاطِمَةُ: فَخَرَجْتُ فَجِئْتُ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَحَدَّثْتُهُنَّ فَقُلْنَ: مَا أَغْنَيْتِ عَنَّا شَيْئًا فَارْجِعِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ. فَقَالَتْ فَاطِمَةُ: وَاللَّهِ لا أُكَلِّمُهُ فِيهَا أَبَدًا. فَأَرْسَلْنَ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ فَاسْتَأْذَنَتْ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَذِنَ لَهَا فَدَخَلَتْ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرْسَلَنِي أَزْوَاجُكَ يَسْأَلْنَكَ الْعَدْلَ فِي بِنْتِ أَبِي قُحَافَةَ. قَالَتْ عَائِشَةُ: ثُمَّ وَقَعَتْ بِي زَيْنَبُ تَسُبُّنِي وَطَفِقْتُ أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ مَتَى يَأْذَنُ لِي فِيهَا فَلَمْ أَزَلْ أَنْظُرُ إِلَيْهِ حَتَّى عَرَفْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ لا يَكْرَهُ أَنْ أَنْتَصِرَ مِنْهَا. فَوَقَعْتُ بِزَيْنَبَ فَلَمْ أَنْشَبْهَا أَنْ أَفْحَمْتُهَا. فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ ثُمَّ قَالَ: إِنَّهَا بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ وَمُحَمَّدٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ قَالَ: أَرْسَلَ أَزْوَاجِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى فَاطِمَةَ بِنْت رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَكَلَّمْنَهَا أَنْ تَأْتِيَ رَسُولَ اللَّهِ فَتَقُولَ: إِنَّ أَزْوَاجَكَ يَسْأَلْنَكَ الْعَدْلَ فِي بِنْتِ أَبِي قُحَافَةَ. فَمَكَثَتْ فَاطِمَةُ أَيَّامًا لا تَفْعَلُ ذَلِكَ حَتَّى جَاءَتْهَا زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ. قَالَ: وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يُنَاصِي عَائِشَةَ إلا(8/137)
زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ. فَكَلَّمَتْ فَاطِمَةَ. فَقَالَتْ فَاطِمَةُ: أَنَا أَفْعَلُ. قَالَ: فَدَخَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَتْ: إِنَّ نِسَاءَكَ أَرْسَلْنَنِي يَسْأَلْنَكَ الْعَدْلَ فِي بِنْتِ أَبِي قُحَافَةَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: زَيْنَبُ أَرْسَلَتْكِ؟ قَالَتْ فَاطِمَةُ: زَيْنَبُ وَغَيْرُهَا. فَقَالَ: أَقْسَمْتُ هِيَ الَّتِي وُلِّيَتْ ذَلِكَ! قَالَتْ: نَعَمْ. فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ. فَرَجَعَتْ فَاطِمَةُ إِلَيْهِنَّ فَأَخْبَرَتْهُنَّ فَقَالَتْ زَيْنَبُ:
يَا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ مَا أَغْنَيْتِ عَنَّا شَيْئًا. فَقَالَ النِّسَاءُ لِزَيْنَبَ: اذْهَبِي أَنْتِ. قَالَ: وَذَهَبَتْ زَيْنَبُ حَتَّى اسْتَأْذَنَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: هَذِهِ زَيْنَبُ فَأْذَنُوا لَهَا.
فَقَالَتْ: حَسْبُكَ إِذَا بَرَّقَتْ لَكَ بِنْتُ أَبِي قُحَافَةَ ذِرَاعَيْهَا. اعْدِلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَهَا. وَوَقَعَتْ زَيْنَبُ بِعَائِشَةَ فَنَالَتْ مِنْهَا. [قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَقُلْتُ لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ: كُنَّ عَائِشَةَ وَزَيْنَبَ هُمَا. قَالَ: إِنَّ أُمِّ سَلَمَةَ قَدْ كَانَ لَهَا عند رسول الله منزلة وَمَحَبَّةٌ. رَحِمَهُنَّ اللَّهُ] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنِ ابْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - مُوَسَّعًا لَهُ فِي قَسْمِ أَزْوَاجِهِ يَقْسِمُ بَيْنَهُنَّ كَيْفَ شَاءَ وَذَلِكَ لِقَوْلِ اللَّهِ: «ذلِكَ أَدْنى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ» الأحزاب: 51. إِذَا عَلِمْنَ أَنَّ ذَلِكَ مِنَ اللَّهِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنْ قَتَادَةَ مِثْلَهُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ عَنِ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كُنْتُ أَصُبُّ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - غُسْلَهُ مِنْ نِسَائِهِ جَمِيعًا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي سَالِمٌ مَوْلَى ثَابِتٍ عَنْ سَالِمٍ مَوْلَى أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مِثْلَهُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدَّتِهِ [سَلْمَى مَوْلاةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَتْ: طَافَ رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى نِسَائِهِ لَيْلَةَ التِّسْعِ اللاتِي تُوُفِّيَ عَنْهُنَّ وَهُنَّ عِنْدَهُ. كُلَّمَا خَرَجَ مِنْ عِنْدِ امْرَأَةٍ قَالَ لِسَلْمَى: صبي لي غسلا. فيغتسل قبل أن يأتي الأُخْرَى. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَا يَكْفِيكَ غسل واحد؟ فقال النبي. ص: هَذَا أَطْيَبُ وَأَطْهَرُ] .(8/138)
ذِكْرُ حِجَابِ رَسُولِ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نِسَاءَهُ
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ أَوَّلُ مَا نَزَلَ الْحِجَابُ مُبْتَنَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِزَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ. قَالَ أَنَسٌ: كَانَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ يَسْأَلُنِي عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ. قَالَ: لَمَّا أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ عَرُوسًا بِزَيْنَبَ دَعَا الْقَوْمَ فَأَصَابُوا مِنَ الطَّعَامِ ثُمَّ خَرَجُوا وَبَقِيَ مِنْهُمْ رَهْطٌ عِنْدَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَطَالُوا عِنْدَهُ الْقُعُودَ. فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ فَخَرَجَ وَخَرَجْتُ مَعَهُ حَتَّى جِئْنَا عَتَبَةَ حُجْرَةِ عَائِشَةَ. ثُمَّ ظَنَّ أَنَّهُمْ قَدْ خَرَجُوا فَرَجَعَ وَرَجَعْتُ مَعَهُ حَتَّى دَخَلَ بَيْتَ زَيْنَبَ. فَإِذَا هُمْ قُعُودٌ فَرَجَعَ وَرَجَعْتُ مَعَهُ حَتَّى بَلَغَ عَتَبَةَ حُجْرَةِ عَائِشَةَ. ثُمَّ ظَنَّ أَنَّهُمْ قَدْ خَرَجُوا فَرَجَعَ وَرَجَعْتُ مَعَهُ. فَإِذَا هُمْ قَدْ خَرَجُوا. فَضَرَبَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ سِتْرًا وَنَزَلَ الْحِجَابُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: نَزَلَ الْحِجَابُ مُبْتَنَى رَسُولِ اللَّهِ بِزَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ وَذَلِكَ سَنَةَ خَمْسٍ مِنَ الْهِجْرَةِ. وَحَجَبَ نِسَاءَهُ مِنِّي يَوْمَئِذٍ وَأَنَا ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طلحة عن أنس بْنِ مَالِكٍ قَالَ: نَزَلَ الْحِجَابُ مُبْتَنَى رَسُولِ اللَّهِ بِزَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ. قَالَ: أَهْدَتْ لَهُ أُمُّ سُلَيْمٍ حَيْسًا فِي تَوْرٍ مِنْ حِجَارَةٍ فَقَالَ: اذْهَبْ فَادْعُ لِي مَنْ لَقِيتَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ. قَالَ: فَخَرَجْتُ فَدَعَوْتُ مَنْ لَقِيتُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَجَعَلُوا يَدْخُلُونَ فَيَأْكُلُونَ وَيَخْرُجُونَ. وَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ يَدَهُ عَلَى الطَّعَامِ فَدَعَا فِيهِ وَبَقِيَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ فَجَعَلُوا يَتَحَدَّثُونَ. فَاسْتَحْيَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يَقُولَ لَهُمْ شَيْئًا فَخَرَجَ وَتَرَكَهُمْ فِي الْبَيْتِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ» الأحزاب: 53.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
مِثْلَهُ.(8/139)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ عَنِ ابْنِ كَعْبٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - إِذَا نَهَضَ إِلَى بَيْتِهِ بَادَرُوهُ فَأَخَذُوا الْمَجَالِسَ فَلا يُعْرَفُ ذَلِكَ فِي وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ وَلا يَبْسُطُ يَدَهُ إِلَى الطَّعَامِ اسْتِحْيَاءً مِنْهُمْ. فعوتبوا في ذلك فأنزل الله: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلى طَعامٍ غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ وَلكِنْ إِذا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذلِكُمْ كانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ» الأحزاب: 53. قَوْلُهُ نَاظِرِينَ إِنَاهُ. يَعْنِي إِنَاةَ الطَّعَامِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ وَمُحَمَّدٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ أَزْوَاجِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَخْرُجْنَ بِاللَّيْلِ إِلَى حَوَائِجِهِنَّ بِالْمَنَاصِعِ. فَكَانَ عُمَرُ يَقُولُ لِرَسُولِ اللَّهِ: احْجُبْ نِسَاءَكَ. فَلَمْ يَكُنْ يَفْعَلُ. فَخَرَجَتْ سَوْدَةُ لَيْلَةً مِنَ اللَّيَالِي. وَكَانَتِ امْرَأَةً طَوِيلَةً. فَنَادَاهَا عُمَرُ بِصَوْتِهِ الأَعْلَى: قَدْ عَرَفْنَاكِ يَا سَوْدَةُ. حِرْصًا عَلَى أَنْ يَنْزِلَ الْحِجَابُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ وَنَافِعٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كُنْتُ أَنَا وسودة بعد ما ضُرِبَ الْحِجَابُ خَرَجْنَا لِحَاجَتِنَا عِشَاءً فَرَآهَا عُمَرُ فَعَرَفَهَا. قَالَتْ عَائِشَةُ: وَكَانَتِ امْرَأَةً طَوِيلَةً بَائِنَةَ الطُّوَلِ فَنَادَاهَا عُمَرُ إِنَّكِ وَاللَّهِ مَا تَخْفَيْنَ عَلَيْنَا يَا سَوْدَةُ. فَرَجَعَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ فَذَكَرَتْ لَهُ ذَلِكَ. وَفِي يَدِ رَسُولِ اللَّهِ عَرْقٌ يَأْكُلُ مِنْهُ. قَالَتْ: [قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: قَدْ أَذِنَ اللَّهُ لَكُنَّ أَنْ تَخْرُجْنَ لِحَاجَتِكُنَّ] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:
نَزَلَ حِجَابُ نِسَاءِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي عُمَرَ أَكَلَ مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - طَعَامًا فَأَصَابَتْ يَدُهُ بَعْضَ أَيْدِي نِسَاءِ النَّبِيِّ. فَأَمَرَ بِالْحِجَابِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عِمْرَانَ عَنْ أَبِي الصَّبَّاحِ مُوسَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ مُجَاهِدٍ مِثْلَهُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي شَيْخٍ الْهُنَائِيِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِثْلَهُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قِيلَ مَنْ كَانَ يَدْخُلُ عَلَيْهِنَّ؟ يَعْنِي أَزْوَاجَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - فقال: كل ذي رحم محرم من نَسَبٍ أَوْ رَضَاعٍ.(8/140)
قِيلَ: فَسَائِرُ النَّاسِ؟ قَالَ: كُنَّ يُحْجَبْنَ مِنْهُمْ حَتَّى إِنَّهُنَّ لَيُكَلِّمْنَهُمْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ وَإِنَّمَا كَانَ سِتْرًا وَاحِدًا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ وَمُحَمَّدُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ نَبْهَانَ [عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّهَا كَانَتْ عِنْدَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هِيَ وَمَيْمُونَةُ. قَالَتْ: فَبَيْنَا نَحْنُ عِنْدَهُ أَقْبَلَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ فَدَخَلَ عَلَيْهِ وَذَلِكَ بَعْدَ أَنْ أَمَرَ بِالْحِجَابِ. فقال النبي. ص: احْتَجِبَا مِنْهُ.
قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَيْسَ هُوَ أَعْمَى لا يُبْصِرُ وَلا يَعْرِفُنَا؟ قَالَ: أَفَعَمْيَاوَانِ أَنْتُمَا. أَلَسْتُمَا تُبْصِرَانِهِ؟] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: سَمِعْتُ صَالِحَ بْنَ كَيْسَانَ يَقُولُ: نَزَلَ حِجَابُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على نِسَائِهِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ خَمْسٍ مِنَ الْهِجْرَةِ.
ذِكْرُ مَا كَانَ قَبْلَ الْحِجَابِ
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ وهشيم عن حسين عَنْ أَبِي مَالِكٍ قَالَ: كَانَ نِسَاءُ نَبِيِّ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَخْرُجْنَ بِاللَّيْلِ لِحَاجَتِهِنَّ وَكَانَ نَاسٌ مِنَ الْمُنَافِقِينَ يَتَعَرَّضُونَ لَهُنَّ فَيُؤْذَيْنَ. فَشَكَوْا ذَلِكَ. فَقِيلَ ذَلِكَ لِلْمُنَافِقِينَ فَقَالُوا: إنما نفعله بالإماء.
فنزلت هذه الآية: «يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ وَبَناتِكَ وَنِساءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذلِكَ أَدْنى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ» الأحزاب: 59.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ الْحَسَنِ في قوله:
«يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ وَبَناتِكَ وَنِساءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذلِكَ أَدْنى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ» الأحزاب: 59. قال: إماءكن بِالْمَدِينَةِ يَتَعَرَّضُ لَهُنَّ السُّفَهَاءُ فَيُؤْذَيْنَ. فَكَانَتِ الْحُرَّةُ تَخْرُجُ فَتُحْسَبُ أَنَّهَا أَمَةٌ فَتُؤْذَى.
فَأَمَرَهُنَّ اللَّهُ أَنْ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنِ ابْنِ أَبِي سبرة عن أبي صَخْرٍ عَنِ ابْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنَ الْمُنَافِقِينَ يَتَعَرَّضُ لِنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُؤْذِيهِنَّ. فَإِذَا قِيلَ لَهُ قَالَ: كُنْتُ أَحْسَبُهَا أَمَةً. فَأَمَرَهُنَّ اللَّهُ أَنْ يُخَالِفْنَ زِيَّ الإِمَاءِ وَيُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ. تُخَمِّرُ وَجْهَهَا إِلا إِحْدَى عَيْنَيْهَا. يَقُولُ: «ذلِكَ أَدْنى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ» الأحزاب: 59.
يَقُولُ: ذَلِكَ أَحْرَى أَنْ يعرفن.(8/141)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ: «وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا» الأحزاب: 58.
يَقُولُ بِغَيْرِ مَا عَمِلُوا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ عُمَرَ بْنِ حَبِيبٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ أبي حَسَّانَ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ فِي قَوْلِهِ: «لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ» الأحزاب: 60. إِلَى قَوْلِهِ: «وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا» الأحزاب: 62. قَالَ: عُرِفَ الْمُنَافِقُونَ بِأَعْيَانِهِمْ فِي هَذِهِ الآيَةِ: «وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ» الأحزاب: 62. قَالَ: هُمُ الْمُنَافِقُونَ جَمِيعًا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ بْنِ أَسْلَمَ عَنِ ابْنِ كَعْبٍ فِي قَوْلِهِ: «لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنافِقُونَ» الأحزاب: 60. يَعْنِي الْمُنَافِقِينَ بِأَعْيَانِهِمْ. «وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ» الأحزاب: 62. شَكٌّ. يَعْنِي الْمُنَافِقِينَ أَيْضًا.(8/142)
ذِكْرُ مَنْ كَانَ يَصْلُحُ لَهُ الدُّخُولُ عَلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قِيلَ لَهُ مَنْ كَانَ يَدْخُلُ عَلَى أزواج النبي. ص؟ فقال: كل ذي رحم محرم من نسب أَوْ رَضَاعٍ. قِيلَ: فَسَائِرُ النَّاسِ؟ قَالَ: كُنَّ يَحْتَجِبْنَ مِنْهُ حَتَّى إِنَّهُنَّ لَيُكَلِّمْنَهُ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ وَرُبَّمَا كَانَ سِتْرًا وَاحِدًا إِلا الْمَمْلُوكِينَ وَالْمُكَاتَبِينَ فَإِنَّهُنَّ كُنَّ لا يَحْتَجِبْنَ مِنْهُمْ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ زَيْدٍ الْمَكِّيُّ وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ [عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ لا يَرَيَانِ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ] .
فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّ رُؤْيَتَهُنَّ لَهُمَا لَحِلٌّ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنِ ابْنِ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ سُهَيْلٍ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ. وَبَلَغَهُ أَنَّ عَائِشَةَ احْتَجَبَتْ مِنَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ. فَقَالَ:
إِنَّ رُؤْيَتَهُ لَهَا لَحِلٌّ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ مَعْمَرٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ نَبْهَانَ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ قَالَتْ لَهُ. وَهُوَ مُكَاتَبٌ لَهَا:
يَا أَبَا يَحْيَى عِنْدَكَ مَا فَضَلَ عَلَيْكَ مِنْ كِتَابَتِكَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَتْ: فَادْفَعْهُ إِلَى ابْنِ أَخِي فَقَدْ أَعَنْتُهُ بِهِ فِي نِكَاحِهِ. فَبَكَى وَقَالَ: لا أَدْفَعُهُ إِلَيْهِ أَبَدًا. فَقَالَتْ: إِنْ كَانَ بِكَ أَنْ تَرَانِي فَلا تَرَانِي. [قَالَ رَسُولُ الله. ص: إِذَا كَانَ عَبْدٌ مُكَاتَبٌ إِحْدَاكُنَّ مَا بَقِيَ عَلَيْهِ مِنْ كِتَابَتِهِ فَاحْتَجِبْنَ مِنْهُ] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ وَعُثَيْمِ بْنِ نِسْطَاسٍ وَسَعِيدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ بَابَكَ أَنَّ سَالِمَ سَبَلانَ أَخْبَرَهُمْ أَنَّهُ كَانَ مُكَاتَبًا لِرَجُلٍ مِنْ بَنِي نَصْرٍ وَأَنَّهُ كَانَ يَرْحَلُ بِأَزْوَاجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَلا يَحْتَجِبْنَ مِنْهُ. وَكُنَّ لا يَحْتَجِبْنَ مِنَ الْمَمْلُوكِينَ وَالْمُكَاتَبِينَ فَإِذَا أُعْتِقْنَ احْتَجَبْنَ مِنْهُمْ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ نَبْهَانَ(8/143)
[عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّهَا كَانَتْ عِنْدَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هِيَ وَمَيْمُونَةُ. قَالَتْ: فبينا نحن عنده إذا أَقْبَلَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ فَدَخَلَ عَلَيْهِ وَذَلِكَ بَعْدَ أَنْ أَمَرَ بِالْحِجَابِ. فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - احْتَجِبَا مِنْهُ. فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ هُوَ أَعْمَى لا يُبْصِرُ. قَالَ: أَفَعَمْيَاوَانِ أَنْتُمَا. أَلَسْتُمَا تُبْصِرَانِهِ؟] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا الثَّوْرِيُّ عَنْ فِرَاسٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ فِي قَوْلِهِ: «النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ» الأحزاب: 6. قَالَ: فَقَالَتْ لَهَا امْرَأَةٌ: يَا أُمَّهُ. فَقَالَتْ عَائِشَةُ: أَنَا أُمُّ رِجَالِكُمْ وَلَسْتُ أُمَّ نِسَائِكُمْ. قَالَ: فَذَكَرْتُ هَذَا الْحَدِيثَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى الْمَخْزُومِيِّ فَقَالَ: أَخْبَرَنِي مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: أَنَا أُمُّ الرِّجَالِ مِنْكُمْ وَالنِّسَاءِ.(8/144)
ذِكْرُ مَا هَجَرَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نِسَاءَهُ وتخييره إياهن
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا جَارِيَةُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ الْحَضْرَمِيَّ يَقُولُ: جَلَسْتُ مَعَ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَهُمَا يَتَحَدَّثَانِ وَقَدْ ذَهَبَ بَصَرُ جَابِرٍ فَجَاءَ رَجُلٌ فَسَلَّمَ ثُمَّ جَلَسَ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَسْأَلُكَ فِيمَ هَجَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نِسَاءَهُ. فَقَالَ جَابِرٌ: تَرَكْنَا رَسُولَ اللَّهِ يَوْمًا وَلَيْلَةً لَمْ يَخْرُجْ إِلَى الصَّلاةِ فَأَخَذْنَا مَا تَقَدَّمَ وَمَا تَأَخَّرَ. فَاجْتَمَعْنَا بِبَابِهِ نَتَكَلَّمُ لَيَسْمَعَ كَلامَنَا وَيَعْلَمَ مَكَانَنَا. فَأَطَلْنَا الْوُقُوفَ فَلَمْ يَأْذَنْ لَنَا وَلَمْ يَخْرُجْ إِلَيْنَا. قَالَ: فَقُلْنَا: قَدْ عَلِمَ رَسُولُ اللَّهِ مَكَانَكُمْ وَلَوْ أَرَادَ أَنْ يَأْذَنَ لَكُمْ لأَذِنَ. فَتَفَرَّقُوا لا تُؤْذُوهُ. فَتَفَرَّقَ النَّاسُ غَيْرَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ يَتَنَحْنَحُ وَيَتَكَلَّمُ وَيَسْتَأْذِنُ حَتَّى أَذِنَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ. قَالَ عُمَرُ: فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ وَهُوَ وَاضِعٌ يَدَهُ عَلَى خَدِّهِ أَعْرِفُ بِهِ الْكَآبَةَ. فَقُلْتُ: أَيْ نَبِيَّ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي مَا الَّذِي رَابَكَ وَمَا لَقِيَ النَّاسُ بَعْدَكَ مِنْ فَقْدِهِمْ لِرُؤْيَتِكَ! [فَقَالَ: يَا عُمَرُ يَسْأَلْنَنِي أُولاءِ مَا لَيْسَ عِنْدِي. يَعْنِي نِسَاءَهُ. فَذَاكَ الَّذِي بَلَغَ مِنِّي مَا تَرَى] . فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ قَدْ صَكَكْتُ جَمِيلَةَ بِنْتَ ثَابِتٍ صَكَّةً أَلْصَقْتُ خَدَّهَا مِنْهَا بِالأَرْضِ لأَنَّهَا سَأَلَتْنِي مَا لا أَقْدِرُ عَلَيْهِ. وَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلَى مَوْعِدٍ مِنْ رَبِّكَ وَهُوَ جَاعِلٌ بَعْدَ الْعُسْرِ يَسْرًا. قَالَ: فَلَمْ أَزَلْ أُكَلِّمُهُ حَتَّى رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ قَدْ تَحَلَّلَ عَنْهُ بَعْضُ ذَلِكَ. قَالَ: فَخَرَجْتُ فَلَقِيتُ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ فَحَدَّثْتُهُ الْحَدِيثَ فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى عَائِشَةَ فَقَالَ: قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ لا يَدَّخِرُ عَنْكُنَّ شَيْئًا فَلا تَسْأَلْنَهُ مَا لا يَجِدُ. انْظُرِي حَاجَتَكِ فَاطْلُبِيهَا إِلَيَّ. وَانْطَلَقَ عُمَرُ إِلَى حَفْصَةَ فَذَكَرَ لَهَا مِثْلَ ذَلِكَ. ثُمَّ اتَّبَعَا أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ فَجَعَلا يَذْكُرَانِ لَهُنَّ مِثْلَ ذَلِكَ حَتَّى دَخَلا عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ فَذَكَرَا لَهَا مِثْلَ ذَلِكَ فَقَالَتْ لَهُمَا أم سلمة: ما لكما ولما هاهنا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَعْلَى بِأَمْرِنَا عَيْنَا وَلَوْ أَرَادَ أَنْ يَنْهَانَا لَنَهَانَا. فَمَنْ نَسْأَلُ إِذَا لَمْ نَسْأَلْ رَسُولَ اللَّهِ؟ هَلْ يَدْخُلُ بَيْنَكُمَا وَبَيْنَ أَهْلِيكُمَا أَحَدٌ؟ فَمَا نُكَلِّفُكُمَا هَذَا. فَخَرَجَا مِنْ عِنْدِهَا. فَقَالَ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لأُمِّ سَلَمَةَ: جَزَاكِ اللَّهُ خَيْرًا حِينَ فَعَلْتِ مَا فَعَلْتِ.
مَا قَدَرْنَا أَنْ نَرُدَّ عَلَيْهِمَا شَيْئًا. ثُمَّ قَالَ جَابِرٌ لأَبِي سَعِيدٍ: أَلَمْ يَكُنِ الْحَدِيثُ هكذا؟ قال:(8/145)
بَلَى وَقَدْ بَقِيَتْ مِنْهُ بَقِيَّةٌ. قَالَ جَابِرٌ: فَأَنَا آتِي عَلَى ذَلِكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ. ثم قال: فأنزل الله في ذلك: «يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها فَتَعالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَراحاً جَمِيلًا» الأحزاب: 28. يَعْنِي مُتْعَةَ الطَّلاقِ.
وَيَعْنِي بِتَسْرِيحِهِنَّ تَطْلِيقَهُنَّ طَلاقًا جَمِيلا. «وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ تَخْتَرْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَلا تَنْكِحْنَ بَعْدَهُ أَحَدًا» الأحزاب: 29. [فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ فَبَدَأَ بِعَائِشَةَ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَمَرَنِي أَنْ أُخَيِّرَكُنَّ بَيْنَ أَنْ تَخْتَرْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ وَبَيْنَ أَنْ تَخْتَرْنَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا. وَقَدْ بَدَأْتُ بِكِ فَأَنَا أُخَيِّرُكِ. قَالَتْ: أَيْ نَبِيَّ اللَّهِ وَهَلْ بَدَأْتَ بِأَحَدٍ مِنْهُنَّ قَبْلِي؟ قَالَ: لا. قَالَتْ: فَإِنِّي أَخْتَارُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ فَاكْتُمْ عَلَيَّ وَلا تُخْبِرْ بِذَاكَ نِسَاءَكَ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: بَلْ أُخْبِرُهُنَّ] . فَأَخْبَرَهُنَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جَمِيعًا فَاخْتَرْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ. وَكَانَ خِيَارُهُ بَيْنَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ أَنْ يَخْتَرْنَ الآخِرَةَ أَوِ الدُّنْيَا. قَالَ: «وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِناتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً» الأحزاب: 29. فَاخْتَرْنَ أَنْ لا يَتَزَوَّجَنَّ بَعْدَهُ. ثُمَّ قَالَ: «يَا نِساءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ» . يعني الزنا. «يُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ ضِعْفَيْنِ» . يَعْنِي فِي الآخِرَةِ. «وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً. وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ» . يَعْنِي تُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ. «وَتَعْمَلْ صالِحاً نُؤْتِها أَجْرَها مَرَّتَيْنِ» .
مُضَاعَفًا لَهَا فِي الآخِرَةِ. وَكَذَلِكَ الْعَذَابُ. «وَأَعْتَدْنا لَها رِزْقاً كَرِيماً. يَا نِساءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ» .
يَقُولُ فُجُورٌ. «وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفاً وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى» الأحزاب: 29- 33. يَقُولُ لا تَخْرُجْنَ مِنْ بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ. يَعْنِي إِلْقَاءَ الْقِنَاعِ فِعْلَ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى. فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: هَذَا الْحَدِيثُ عَلَى وَجْهِهِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ [قَالَ: اسْتَأْذَنَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَعِنْدَهُ نِسَاءٌ مِنْ قُرَيْشٍ يُكَلِّمْنَهُ وَيَسْتَكْسِينَهُ عَالِيَةٌ أَصْوَاتُهُنَّ. فَلَمَّا اسْتَأْذَنَ عُمَرُ تَبَادَرْنَ الْحِجَابَ فَدَخَلَ عُمَرُ وَرَسُولُ اللَّهِ يَضْحَكُ. فَقَالَ عُمَرُ: أَضْحَكَ اللَّهُ سِنَّكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ:
ضَحِكْتُ مِنْ هَؤُلاءِ اللاتِي كُنَّ عِنْدِي. فَلَمَّا سَمِعْنَ صَوْتَكَ بَادَرْنَ الْحِجَابَ. فَقَالَ عُمَرُ: يَا عَدُوَّاتِ أَنْفُسِهِنَّ أَتَهَبْنَنِي وَلا تَهَبْنَ رَسُولَ اللَّهِ؟ قُلْنَ: أَنْتَ أَغْلَظُ وَأَفَظُّ مِنْ(8/146)
رَسُولِ اللَّهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا لَقِيَكَ الشَّيْطَانُ قَطُّ سَالِكًا فَجًّا إِلا سَلَكَ فَجًّا غَيْرَ فَجِّكَ] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: كُنَّ عِنْدَهُ نِسَاءُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَسْتَكْسِينَهُ فَدَخَلَ عُمَرُ عَلَى ذَلِكَ فَذَكَرَ كَذَلِكَ.
ذِكْرُ الْمَرْأَتَيْنِ اللَّتَيْنِ تَظَاهَرَتَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وتخييره نساءه
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي ثَوْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمْ أَزَلْ حَرِيصًا أَنْ أَسْأَلَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ عَنِ الْمَرْأَتَيْنِ مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اللَّتَيْنِ قَالَ اللَّهُ لَهُمَا: «إِنْ تَتُوبا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما» التحريم: 4. حَتَّى حَجَّ فَحَجَجْتُ مَعَهُ وَعَدَلَ فعدلت معه بالإداوة فبرز ثُمَّ جَاءَ فَسَكَبْتُ عَلَى يَدِهِ مِنَ الإِدَاوَةِ فَتَوَضَّأَ. ثُمَّ قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَنِ الْمَرْأَتَانِ مِنْ أَزْوَاجِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اللَّتَانِ قَالَ اللَّهُ لَهُمَا: «إِنْ تَتُوبا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما» التحريم: 4؟ فقال عمر: وا عجبا لك يا بن عَبَّاسٍ! هُمَا عَائِشَةُ وَحَفْصَةُ.
ثُمَّ اسْتَقْبَلَ عُمَرُ يَسُوقُ الْحَدِيثَ فَقَالَ: إِنِّي كُنْتُ أَنَا وَجَارٌ لِي مِنَ الأَنْصَارِ فِي بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ وَكُنَّا نَتَنَاوَبُ النُّزُولَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ فَيَنْزِلُ يَوْمًا وَأَنْزِلُ يَوْمًا. فَإِذَا نَزَلْتُ جِئْتُهُ بِمَا يَحْدُثُ مِنْ خَبَرِ ذَلِكَ الْيَوْمِ مِنَ الْوَحْيِ وَغَيْرِهِ. وَإِذَا نَزَلَ فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ. وَكُنَّا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ نَغْلِبُ النِّسَاءَ. فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى الأَنْصَارِ إِذَا قَوْمٌ تَغْلِبُهُمْ نِسَاؤُهُمْ فَطَفِقَ نِسَاؤُنَا يَأْخُذْنَ مِنْ أَدَبِ الأَنْصَارِ فَصِحْتُ عَلَى امْرَأَتِي فَرَاجَعَتْنِي فَأَنْكَرْتُ أَنْ تُرَاجِعَنِي.
فَقَالَتْ: وَلِمَ تنكر أن أراجعك؟ فو الله إِنَّ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَيُرَاجِعْنَهُ وَإِنَّ إِحْدَاهُنَّ لَتَهْجُرُهُ الْيَوْمَ حَتَّى اللَّيْلِ. فَأَفْزَعَنِي ذَلِكَ فَقُلْتُ: قَدْ خَابَ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ مِنْهُنَّ. ثُمَّ جَمَعْتُ عَلَيَّ ثِيَابِي فَنَزَلْتُ فَدَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ فَقُلْتُ: يَا حَفْصَةُ أَتُغَاضِبُ إِحْدَاكُنَّ رَسُولَ اللَّهِ يَوْمًا إِلَى اللَّيْلِ؟ قَالَتْ: نَعَمْ. قُلْتُ: خِبْتِ وَخَسِرْتِ. أَفَتَأْمَنِينَ أَنْ يَغْضَبَ اللَّهُ لِغَضَبِ رَسُولِهِ فَيُهْلِكَكِ؟ لا تَسْتَكْثِرِي عَلَى رَسُولِ اللَّهِ وَلا تُرَاجِعِيهِ فِي شَيْءٍ وَلا تَهْجُرِيهِ وَسَلِينِي مَا بَدَا لَكِ. وَلا يَغُرَّكِ أَنْ كَانَتْ جَارَتُكِ هِيَ أَوْضَأُ مِنْكِ وَأَحَبُّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ. يُرِيدُ عَائِشَةَ. قَالَ عُمَرُ: وَكُنَّا قَدْ تَحَدَّثْنَا أَنَّ غَسَّانَ تَنَعَّلَ الْخَيْلَ لِتَغْزُوَنَا. قَالَ:
فَنَزَلَ صَاحِبِي الأَنْصَارِيُّ يَوْمَ نَوْبَتِهِ فَرَجَعَ إِلَيَّ عِشَاءً فَضَرَبَ بَابِي ضَرْبًا شَدِيدًا وَقَالَ:(8/147)
أَنَائِمٌ هُوَ؟ فَفَزِعْتُ فَخَرَجْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ: قَدْ حَدَّثَ الْيَوْمَ أَمْرٌ عَظِيمٌ. قَالَ: قُلْتُ: مَا هُوَ.
أَجَاءَتْ غَسَّانُ؟ قَالَ: لا بَلْ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ وَأَطْوَلُ. طَلَّقَ رَسُولُ اللَّهِ نِسَاءَهُ. فَقُلْتُ:
خَابَتْ حَفْصَةُ وَخَسِرَتْ. قَدْ كُنْتُ أَظُنُّ هَذَا يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ. فَجَمَعْتُ عَلَيَّ ثِيَابِي فَصَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ الْفَجْرَ فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ مَشْرُبَةً لَهُ فَاعْتَزَلَ فِيهَا. قَالَ: وَدَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ فَإِذَا هِيَ تَبْكِي فَقُلْتُ: مَا يُبْكِيكِ؟ أَلَمْ أَكُنْ قَدْ حَدَّثْتُكِ هَذَا؟ طَلَّقَكُنَّ رَسُولُ اللَّهِ؟ فَقَالَتْ: لا أَدْرِي مَا أَقُولُ. هُوَ ذَا مُعْتَزِلٌ فِي هَذِهِ الْمَشْرُبَةِ. قَالَ: فَخَرَجْتُ فَجِئْتُ الْمِنْبَرَ فَإِذَا حَوْلَهُ رَهْطٌ يَبْكِي بعضهم. قال: فجلست معهم ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أَجِدُ فَجِئْتُ الْمَشْرُبَةَ الَّتِي فِيهَا رَسُولُ اللَّهِ فَقُلْتُ لِغُلامٍ أَسْوَدَ: اسْتَأْذِنْ لِعُمَرَ. قَالَ: فَدَخَلَ الْغُلامُ فَكَلَّمَ رَسُولَ اللَّهِ ثُمَّ خَرَجَ إِلَيَّ فَقَالَ: قَدْ ذَكَرْتُكَ لَهُ فَصَمَتَ. قَالَ: فَانْصَرَفْتُ حَتَّى جَلَسْتُ مَعَ الرَّهْطِ الَّذِينَ عِنْدَ الْمِنْبَرِ. قَالَ: ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أَجِدُ فَجِئْتُ فَقُلْتُ لِلْغُلامِ اسْتَأْذِنْ لِعُمَرَ. فَدَخَلَ ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ: قَدْ ذَكَرْتُكَ لَهُ فَصَمَتَ. قَالَ: فَرَجَعْتُ فَجَلَسْتُ مَعَ الرَّهْطِ الَّذِينَ عِنْدَ الْمِنْبَرِ ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أَجِدُ فَجِئْتُ فَقُلْتُ لِلْغُلامِ: اسْتَأْذِنْ لِعُمَرَ. فَدَخَلَ ثُمَّ خَرَجَ إِلَيَّ فَقَالَ: قَدْ ذَكَرْتُكَ لَهُ فَصَمَتَ. فَلَمَّا وَلَّيْتُ مُنْصَرِفًا إِذَا الْغُلامُ يَدْعُونِي قَالَ:
قَدْ أَذِنَ لَكَ رَسُولُ اللَّهِ. فَدَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ فَإِذَا هُوَ مُضْطَجِعٌ عَلَى رِمَالِ حَصِيرٍ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ فِرَاشٌ. قَدْ أَثَّرَ الرِّمَالُ بِجَنْبِهِ متكئا عَلَى وِسَادَةِ أَدَمٍ حَشْوُهَا لِيفٌ.
فَسَلَّمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ثُمَّ قُلْتُ وَأَنَا قَائِمٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَطَلَّقْتَ نِسَاءَكَ؟ قَالَ: فَرَفَعَ بَصَرَهُ إِلَيَّ فَقَالَ: لا. فَقُلْتُ: اللَّهُ أَكْبَرُ. ثُمَّ قُلْتُ وَأَنَا قَائِمٌ اسْتِئْنَاسًا بِأَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ:
لَوْ رَأَيْتُنِي وَكُنَّا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ نَغْلِبُ النِّسَاءَ فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ قَدِمْنَا عَلَى قَوْمٍ تَغْلِبُهُمْ نِسَاؤُهُمْ فَتَغَيَّظَتْ عَلَيَّ امْرَأَتِي فَإِذَا هِيَ تُرَاجِعُنِي. فَأَنْكَرْتُ ذَاكَ عَلَيْهَا فَقَالَتْ: أَتُنْكِرُ أَنْ أُرَاجِعَكَ! إِنَّ أَزْوَاجَ رَسُولِ اللَّهِ لَيُرَاجِعْنَهُ وَيَهْجُرْنَهُ. وَتَهْجُرُهُ إِحْدَاهُنَّ الْيَوْمَ إِلَى اللَّيْلِ.
فَقُلْتُ: قَدْ خَابَتْ حَفْصَةُ وَخَسِرَتْ. أَفَتَأْمَنُ إِحْدَاهُنَّ أَنْ يَغْضَبَ اللَّهُ لِغَضَبِ رَسُولِ اللَّهِ فَإِذَا هِيَ قَدْ هَلَكَتْ؟ فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ. ثُمَّ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ رَأَيْتُنِي وَدَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ فَقُلْتُ لَهَا: لا يَغُرَّنَّكِ أَنْ كَانَتْ صَاحِبَتُكِ أَوْضَأَ مِنْكِ وَأَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ مِنْكِ. فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ تَبَسُّمَةً أُخْرَى. قَالَ: فَجَلَسْتُ حِينَ رَأَيْتُهُ تَبَسَّمَ. قَالَ: فَرَفَعْتُ بَصَرِي فِي بَيْتِهِ فو الله مَا رَأَيْتُ فِيهِ شَيْئًا يَرُدُّ الْبَصَرَ غَيْرَ أُهُبٍ ثَلاثَةٍ. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يُوَسِّعَ عَلَى أُمَّتِكَ فَإِنَّ فَارِسَ وَالرُّومَ قَدْ وَسَّعَ عَلَيْهِمْ وَأُعْطُوا الدُّنْيَا وَهُمْ لا يَعْبُدُونَ اللَّهَ. [قَالَ: فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَانَ مُتَّكِئًا فَقَالَ: أَوَفِي شَكٍّ أَنْتَ(8/148)
يا بن الْخَطَّابِ؟ عَجَّلُوا طَيِّبَاتِهِمْ فِي حَيَاتِهِمُ الدُّنْيَا] . قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتَغْفِرْ لِي. قَالَ: فَاعْتَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ نِسَاءَهُ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ الحديث حين أفشته حفصة إلى عائشة تسعة وَعِشْرِينَ لَيْلَةً. وَكَانَ قَالَ: مَا أَنَا بِدَاخِلٍ عليهن شهرا. من شِدَّةِ مَوْجِدَتِهِ عَلَيْهِنَّ. حَتَّى عَاتَبَهُ اللَّهُ. فَلَمَّا مَضَتْ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ لَيْلَةً دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ فَبَدَأَ بِهَا. قَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَا كُنْتَ أَقْسَمْتَ أَلا تَدْخُلَ عَلَيْنَا شَهْرًا؟ وَإِنَّمَا أَصْبَحْتَ مِنْ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ أَعُدُّهَا لَكَ عدا. فقال رسول الله. ص: الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ لَيْلَةً. وَكَانَ ذَلِكَ الشَّهْرُ تِسْعًا وَعِشْرِينَ. قَالَتْ عَائِشَةُ: ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ التَّخْيِيرَ فَبَدَأَ بِي أَوَّلَ مِنْ نِسَائِهِ فَقَالَ: إِنِّي ذَاكِرٌ لَكِ أَمْرًا فَلا عَلَيْكِ أَلا تَعْجَلِي حَتَّى تَسْتَأْمِرِي أَبَوَيْكِ. قَالَتْ عَائِشَةُ: فَأَعْلَمُ أَنَّ أَبَوَيَّ لَمْ يَكُونَا لِيَأْمُرَانِي بِفِرَاقِهِ. قَالَ الله: «يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها فَتَعالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَراحاً جَمِيلًا. وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِناتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً
» الأحزاب: 28- 29. فَقُلْتُ لَهُ: فَفِي هَذَا أَسْتَأْمِرُ أَبَوَيَّ! فإنني أُرِيدُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ. ثُمَّ خَيَّرَ نِسَاءَهُ فَقُلْنَ مِثْلَ مَا قَالَتْ عَائِشَةُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ هِنْدِ بِنْتِ الْحَارِثِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: [لَمَّا اعْتَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ نِسَاءَهُ فِي مَشْرُبَةٍ جَعَلْتُ أَبْكِي وَيَدْخُلُ عَلَيَّ مَنْ يَدْخُلُ فَيَقُولُ: أَطَلَّقَكِ رَسُولُ اللَّهِ؟ فَأَقُولُ: لا أَدْرِي وَاللَّهِ. حَتَّى جَاءَ عُمَرُ فَدَخَلَ عَلَيْهِ فَسَأَلَهُ:
أَطَلَّقْتَ نِسَاءَكَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: لا. فَكَبَّرَ عُمَرُ تَكْبِيرَةً سَمِعْنَاهَا وَنَحْنُ فِي بُيُوتِنَا فَعَلِمْنَا أَنَّ عُمَرَ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: لا. فَكَبَّرَ حَتَّى جَاءَنَا الْخَبَرُ بَعْدُ] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ وَسُفْيَانُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سَأَلْتُ عُمَرَ عَنِ الْمَرْأَتَيْنِ اللَّتَيْنِ تَظَاهَرَتَا قَالَ: عَائِشَةُ وَحَفْصَةُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ عَنْ أبي هَاشِمٍ الرُّمَّانِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِهِ: «وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ» التحريم: 4 قَالَ: عَنَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عُقْبَةَ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ [يَقُولُ: خَرَجَتْ حَفْصَةُ مِنْ بَيْتِهَا. وَكَانَ يَوْمَ عَائِشَةَ. فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ بِجَارِيَتِهِ وَهِيَ مُخَمَّرٌ وَجْهُهَا فَقَالَتْ حَفْصَةُ لِرَسُولِ اللَّهِ: أَمَا إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ مَا صَنَعْتَ. فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ:(8/149)
فَاكْتُمِي عَنِّي وَهِيَ حَرَامٌ] . فَانْطَلَقَتْ حَفْصَةُ إِلَى عَائِشَةَ فَأَخْبَرَتْهَا وَبَشَّرَتْهَا بِتَحْرِيمِ الْقِبْطِيَّةِ فَقَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ: أَمَّا يَوْمِي فَتُعَرِّسُ فِيهِ بِالْقِبْطِيَّةِ وَأَمَّا سائر نساءك فَتُسَلِّمُ لَهُنَّ أَيَّامَهُنَّ! فَأَنْزَلَ اللَّهُ: «وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حَدِيثاً» . لِحَفْصَةَ. «فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ. فَلَمَّا نَبَّأَها بِهِ قالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ. إِنْ تَتُوبا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما» . يعني عائشة وحفصة. «وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ» . يَعْنِي حَفْصَةَ وَعَائِشَةَ. «فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ. عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ» التحريم: 3- 4 الآية. فَتَرَكَهُنَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تسعا وعشرين ليلة ثم نزل: «يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضاتَ أَزْواجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ» التحريم: 1. فَأُمِرَ فَكَفَّرَ يَمِينَهُ وَحَبَسَ نِسَاءَهُ عَلَيْهِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: فَأَخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَرَّمَ أُمَّ إِبْرَاهِيمَ فَقَالَ: هِيَ عَلَيَّ حَرَامٌ. قَالَ: وَاللَّهِ لا أَقْرَبُهَا. قَالَ: فَنَزَلَ:
«قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمانِكُمْ» التحريم: 2. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ: فَالْحَرَامُ حَلالٌ فِي الإِمَاءِ. إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِجَارِيَتِهِ أَنْتِ عَلَيَّ حَرَامٌ فَلَيْسَ بِشَيْءٍ. وَإِذَا قَالَ: وَاللَّهِ لا أَقْرَبُكِ فَعَلَيْهِ الْكَفَّارَةُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَاتِمٍ عَنْ جُوَيْبِرٌ عَنِ الضَّحَّاكِ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَرَّمَ جَارِيَتَهُ فَأَبَى اللَّهُ ذَلِكَ عَلَيْهِ فَرَدَّهَا عَلَيْهِ وَكَفَّرَ يَمِينَهُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: حَرَّمَهَا تَحْرِيمَةً فَكَانَتْ يَمِينًا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا الثَّوْرِيُّ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: آلَى رَسُولُ اللَّهِ مِنْ أَمَتِهِ وَحَرَّمَهَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِي الإِيلاءِ: «قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمانِكُمْ» التحريم: 2 وأنزل الله: «يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضاتَ أَزْواجِكَ» التحريم: 1. فالحرام هاهنا حَلالٌ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ: [خَرَجَتْ حَفْصَةُ مِنْ بَيْتِهَا فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ إِلَى جَارِيَتِهِ فَجَاءَتْهُ فِي بَيْتِ حَفْصَةَ. فَدَخَلَتْ عَلَيْهِ حَفْصَةُ وَهِيَ مَعَهُ فِي بَيْتِهَا فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فِي بَيْتِي وَفِي يَوْمِي وَعَلَى فِرَاشِي! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: اسْكُتِي فَلَكِ اللَّهُ لا أقربها(8/150)
أَبَدًا. وَلا تَذْكُرِيهِ.] فَذَهَبَتْ حَفْصَةُ فَأَخْبَرَتْ عَائِشَةَ فأنزل الله: «يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ» التحريم: 1. فَكَانَ ذَلِكَ التَّحْرِيمُ حَلالا. ثُمَّ قَالَ: «قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمانِكُمْ» التحريم: 2. فَكَفَّرَ رَسُولُ اللَّهِ عَنْ يَمِينِهِ حِينَ آلَى.
ثُمَّ قَالَ: «وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حَدِيثاً» . يعني حفصة. «فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ» .
حِينَ أَخْبَرَتْ عَائِشَةَ. «وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ. فَلَمَّا نَبَّأَها بِهِ» . يعني حفصة لما أخبره الله. «قالَتْ» . حَفْصَةُ. «مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا؟ قالَ: نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ. إِنْ تَتُوبا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما» . يعني حفصة وعائشة. «وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ» . لِعَائِشَةَ وَحَفْصَةَ. «فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ» التحريم: 3- 4. الآية. [فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: مَا أَنَا بِدَاخِلٍ عَلَيْكُنَّ شَهْرًا] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ مُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِثْلَهُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: حَدَّثَنَا عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ قَالَ: انْطَلَقَتْ حَفْصَةُ إِلَى أَبِيهَا تُحَدِّثُ عِنْدَهُ وَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ إِلَى مَارِيَةَ فَظَلَّ مَعَهَا فِي بَيْتِ حَفْصَةَ وَضَاجَعَهَا. فَرَجَعَتْ حَفْصَةُ مِنْ عِنْدِ أَبِيهَا وَأَبْصَرَتْهُمَا فَغَارَتْ غَيْرَةً شَدِيدَةً. ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ أَخْرَجَ سُرِّيَّتَهُ فَدَخَلَتْ حَفْصَةُ فَقَالَتْ: قَدْ رَأَيْتُ مَا كَانَ عِنْدَكَ وَقَدْ وَاللَّهِ سُؤْتَنِي. فَقَالَ النَّبِيُّ: فَإِنِّي وَاللَّهِ لأُرْضِيَنَّكِ. إِنِّي مُسِرٌّ إِلَيْكِ سِرًّا فَأَخْفِيهِ لِي. فَقَالَتْ: مَا هُوَ؟ قَالَ: أُشْهِدُكِ أَنَّ سُرِّيَّتِي عَلَيَّ حَرَامٌ. يُرِيدُ بِذَلِكَ رِضَا حَفْصَةَ. وَكَانَتْ حَفْصَةُ وَعَائِشَةُ قَدْ تَظَاهَرَتَا عَلَى نِسَاءِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: فَانْطَلَقَتْ حَفْصَةُ فَحَدَّثَتْ عَائِشَةَ فَقَالَتْ لَهَا: أَبْشِرِي فَإِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَى رَسُولِهِ وَلِيدَتَهُ. فَلَمَّا أَخْبَرَتْ بِسِرِّ رَسُولِ اللَّهِ أنزل الله: «يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضاتَ أَزْواجِكَ» التحريم: 1. إِلَى قَوْلِهِ: «ثَيِّباتٍ وَأَبْكاراً» التحريم: 5.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي سُوَيْدٌ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: [خَلا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِجَارِيَتِهِ مَارِيَةَ فِي بَيْتِ حَفْصَةَ فَخَرَجَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
وَهِيَ قَاعِدَةٌ عَلَى بَابِهِ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فِي بَيْتِي وَفِي يَوْمِي! فَقَالَ النَّبِيُّ: هِيَ عَلَيَّ حَرَامٌ فَأَمْسِكِي عَنِّي. قَالَتْ: لا أَقْبَلُ دُونَ أَنْ تَحْلِفَ لِي. قَالَ: وَاللَّهِ لا أَمَسُّهَا أَبَدًا.
فَكَانَ الْقَاسِمُ يَرَى قَوْلَهُ حَرَامٌ لَيْسَ بِشَيْءٍ] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي أَبُو مَعْشَرٍ. حَدَّثَنِي حَارِثَةُ بْنِ أَبِي الرِّجَالِ قَالَ:(8/151)
دَخَلْتُ مَعَ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَى عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَقَالَ الْقَاسِمُ: يَا أُمَّ مُحَمَّدٍ فِي أَيِّ شَيْءٍ هَجَرَ رَسُولُ اللَّهِ نِسَاءَهُ؟ فَقَالَتْ عَمْرَةُ: أَخْبَرَتْنِي عَائِشَةُ أَنَّهُ أُهْدِيَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ هَدِيَّةٌ فِي بَيْتِهَا فَأَرْسَلَ إِلَى كُلِّ امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِهِ بِنَصِيبِهَا وَأَرْسَلَ إِلَى زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ فَلَمْ تَرْضَ.
ثُمَّ زَادُوهَا مَرَّةً أُخْرَى فَلَمْ تَرَضْ. فَقَالَتْ عَائِشَةُ: لَقَدْ أَقْمَأَتْ وَجْهَكَ أَنْ تَرُدَّ عَلَيْكَ الْهَدِيَّةَ. [فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: لأَنْتُنَّ أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ أَنْ تُقْمِئْنَنِي. لا أَدْخُلُ عَلَيْكُنَّ شَهْرًا.] قَالَتْ: فَدَخَلَ فِي مَشْرُبَةٍ. وَكَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ آخَى رَجُلا مِنَ الأَنْصَارِ لا يَسْمَعُ شَيْئًا إِلا أَخْبَرَهُ بِهِ وَلا يَسْمَعُ عُمَرُ شَيْئًا إِلا حَدَّثَهُ. قَالَ: فَلَقِيَهُ عُمَرُ ذَلِكَ الْيَوْمَ فَقَالَ: هَلْ كَانَ خَبَرٌ؟ فَقَالَ الأَنْصَارِيُّ: نَعَمْ عَظِيمٌ. فَقَالَ عُمَرُ: لَعَلَّ الْحَارِثَ بْنَ أَبِي شِمْرٍ سَارَ إِلَيْنَا. قَالَ الأَنْصَارِيُّ: أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ عُمَرُ: مَا هُوَ؟ قَالَ: مَا أَرَى رَسُولَ اللَّهِ إِلا قَدْ طَلَّقَ نِسَاءَهُ. فَقَالَ عُمَرُ: رَغِمَ أَنْفُ حَفْصَةَ. قَدْ كُنْتُ أَنْهَاهَا أَنْ تُرَاجِعَ رَسُولَ اللَّهِ بِمَا تُرَاجِعُهُ بِهِ عَائِشَةُ. قَالَتْ: فَجَاءَ عُمَرُ إِلَى المسجد فإذا الناس كأن على رؤوسهم الطَّيْرَ. فَارْتَقَى دَرَجَةً كَانَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ مِنْ خَشَبٍ وَإِذَا عَلَى الْبَابِ غُلامٌ حَبَشِيُّ فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ. أأدخل؟ قَالَتْ: فَقَالَ الْحَبَشِيُّ بِرَأْسِهِ إِلَى الْبَيْتِ فَأَدْخَلَهُ. ثم أشار إلى عمر أن لا. قالت: فَلَبِثَ سَاعَةً ثُمَّ لَمْ تَقَرَّ نَفْسُهُ فَارْتَقَى مِنَ الدَّرَجَةِ اثْنَتَيْنِ ثُمَّ قَالَ: السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ. أأدخل؟ فَأَدْخَلَ الْحَبَشِيُّ رَأْسَهُ فِي الْبَيْتِ ثُمَّ قَالَ: ادْخُلْ. قَالَتْ: فَدَخَلَ عُمَرُ فَإِذَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ رَاقِدًا تَحْتَ رَأْسِهِ وِسَادَةٌ مِنْ أَدَمٍ مَحْشُوَّةٌ لِيفًا وَلَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الأَرْضِ إِلا الْحَصِيرُ. قَالَتْ: وَأَثَّرَ الْحَصِيرُ فِي جَنْبِهِ فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ عُمَرُ ذَرِفَتْ عيناه فقال رسول الله. ص: مَا يُبْكِيكَ يَا عُمَرُ؟ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كِسْرَى وَقَيْصَرُ عَدُوَّا اللَّهِ يَفْتَرِشَانِ الدِّيبَاجَ وَالْحَرِيرَ وَأَنْتَ نَبِيُّهُ وَصَفِيُّهُ وَلَيْسَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ الأَرْضِ إِلا الْحَصِيرُ وَوِسَادَةٌ مَحْشُوَّةٌ لِيفًا! وَعِنْدَ رَأْسِهِ أُهْبَةٌ فِيهَا رِيحٌ. [فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: أُولَئِكَ عُجِّلَتْ لَهُمْ طَيِّبَاتُهُمْ] . ثُمَّ قَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَطَلَّقْتَ نِسَاءَكَ؟ قَالَ: لا. فَكَبَّرَ عُمَرُ تَكْبِيرَةً سَمِعَهَا أَهْلُ الْمَسْجِدِ. ثُمَّ قَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ قُلْتُ لِحَفْصَةَ لا يَغُرَّنَّكِ حُبُّ رَسُولِ اللَّهِ عَائِشَةَ وَحُسْنُهَا أَنْ تُرَاجِعِيهِ بِمَا تُرَاجِعُهُ بِهِ عَائِشَةُ. فَلَمَّا ذَكَرَ حُسْنَهَا تَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ. ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ كَرِهْتَ مِنْ حَفْصَةَ شَيْئًا فَطَلِّقْهَا فَأَنْتَ وَاللَّهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ مَالِي وَأَهْلِي. [فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: يَا عُمَرُ لا يُؤْمِنُ عَبْدٌ أَبَدًا حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ نَفْسِهِ] . فَقَالَ: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ لأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي. فَلَمَّا مَضَى تِسْعٌ(8/152)
وَعِشْرُونَ لَيْلَةً نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ مِنْ مَشْرُبَتِهِ. قَالَتْ: فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا نَبِيَّ اللَّهِ! قُلْتُ كَلِمَةً لَمْ أُلْقِ لَهَا بَالا فَغَضِبْتَ عَلَيَّ. أَلَيْسَ قُلْتَ شَهْرًا؟ فَقَالَ: يَا عَائِشَةُ إِنَّمَا الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا. وَعَطَفَ بِإِبْهَامِهِ فِي الثَّالِثَةِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنِ ابْنِ أَبِي عَوْنٍ عَنِ ابْنِ مَنَّاحٍ عَنْ عَائِشَةَ نَحْوَ حَدِيثِ عَمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ إِلا أَنَّهُ قَالَ حِينَ لَقِيَهُ الأَنْصَارِيُّ:
يَا وَيْحَ حَفْصَةَ! ثُمَّ دَخَلَ عَلَى حَفْصَةَ. قَالَ: لَعَلَّكِ تُرَاجِعِينَ النَّبِيَّ بِمِثْلِ مَا تُرَاجِعُهُ بِهِ عَائِشَةُ. إِنَّهُ لَيْسَ لَكِ مِثْلُ حَظْوَةِ عَائِشَةَ وَلا حُسْنُ زَيْنَبَ. ثُمَّ دَخَلَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ فَقَالَ:
يَا أُمَّ سَلَمَةَ وَتُكَلِّمِنَ رَسُولَ اللَّهِ وتراجعنه في شيء! فقالت أم سلمة: وا عجباه! وَمَا لَكَ وَلِلدُّخُولِ فِي أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ وَنِسَائِهِ! أَيْ وَاللَّهِ إِنَّا لَنُكَلِّمَهُ فَإِنْ حَمَلَ ذَلِكَ كَانَ أَوْلَى بِهِ وَإِنْ نَهَانَا كَانَ أطول عِنْدَنَا مِنْكَ. قَالَ عُمَرُ: فَنَدِمْتُ عَلَى كَلامِي لِنِسَاءِ النَّبِيِّ بِمَا قُلْتُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا مَالِكٌ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنَا أَبِي الرِّجَالِ عَنْ أَبِيهِمَا عَنْ عَمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ [قَالَتْ: أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللَّهِ لَحْمٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: أَهْدِي لِزَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ. قَالَتْ فَأَهْدَيْتُ لَهَا فَرَدَّتْهُ فَقَالَ: أَقْسَمْتُ عَلَيْكِ أَلا زِدْتِهَا. قَالَتْ: فَزِدْتُهَا حَتَّى زِدْتَهَا ثَلاثًا فَقُلْتُ: لَقَدْ أَقْمَأَتْكَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: لأَنْتُنَّ أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ أَنْ تُقْمِئْنَنِي. لا أَدْخُلُ عَلَيْكُنَّ إِلَى تِسْعٍ وَعِشْرِينَ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: إِنَّ شَهْرَنَا هَكَذَا.
بِيَدَيْهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ صَنَعَ فِي الثَّالِثَةِ مِثْلَهُ وَقَبَضَ إِحْدَى أَصَابِعَهُ] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: [ذَبَحَ رَسُولُ اللَّهِ ذَبْحًا فَأَمَرَنِي فَقَسَمْتُهُ بَيْنَ أَزْوَاجِهِ فَأَرْسَلَ إِلَى زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ بِنَصِيبِهَا فَرَدَّتْهُ فَقَالَ: زِيدُوهَا ثَلاثًا. كُلَّ ذَلِكَ تَرُدُّهُ. فَقُلْتُ لَهُ: قَدْ أَقْمَأَتْ وَجْهَكَ حِينَ تَرُدُّ عَلَيْكَ الْهَدِيَّةَ. فَقَالَ: أَنْتُنَّ أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ أَنْ تُقْمِئْنَنِي. وَاللَّهِ لا أَدْخُلُ عَلَيْكُنَّ شَهْرًا] . فَاعْتَزَلَ فِي مَشْرُبَةٍ. وَكَانَ عُمَرُ مُؤَاخِيًا أَوْسَ بْنَ خَوْلِيٍّ لا يَسْمَعُ شَيْئًا إِلا حَدَّثَهُ وَلا يَسْمَعُ عُمَرُ شَيْئًا إِلا حَدَّثَهُ. فَلَقِيَهُ عُمَرُ ذَلِكَ الْيَوْمَ فَقَالَ: هَلْ كَانَ مِنْ خَبَرٍ؟
فَقَالَ أَوْسٌ: نَعَمْ عَظِيمٌ. قَالَ عُمَرُ: لَعَلَّ الْحَارِثَ بْنَ أَبِي شِمْرٍ سَارَ إِلَيْنَا فَإِنَّهُ قَدْ بَلَغَنَا أَنَّهُ قَدْ أَنْعَلَ الْخَيْلَ. قَالَ أَوْسٌ: أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ عُمَرُ: مَا هُوَ؟ قَالَ: مَا أَرَى رَسُولَ اللَّهِ إِلا طَلَّقَ نِسَاءَهُ. فَقَالَ عُمَرُ: وَيْحَ حَفْصَةَ قَدْ كُنْتُ أَنْهَاهَا أَنْ تُرَاجِعَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
بِمِثْلِ مَا تُرَاجِعُهُ بِهِ عَائِشَةُ. ثُمَّ دَخَلَ عَلَى حَفْصَةَ فَقَالَ: لَعَلَّكِ تُرَاجِعِينَ رَسُولَ اللَّهِ بِمِثْلِ مَا تُرَاجِعُهُ بِهِ عَائِشَةُ. إِنَّهُ لَيْسَ لَكِ مِثْلُ حَظْوَةِ عَائِشَةَ وَحُسْنُ زَيْنَبَ. ثُمَّ دَخَلَ على أم(8/153)
سَلَمَةَ فَقَصَّ مِثْلَ حَدِيثِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنِ ابْنِ أَبِي عون عن ابن مَنَّاحٍ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: [سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: اعْتَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي مَشْرُبَةٍ شَهْرًا حِينَ أَفْشَتْ حَفْصَةُ إِلَى عَائِشَةَ الَّذِي أَسَرَّ إِلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَكَانَ قَالَ: مَا أَنَا بِدَاخِلٍ عَلَيْكُنَّ شَهْرًا. مَوْجِدَةً عَلَيْهِنَّ. فَلَمَّا مَضَتْ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ دَخَلَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ وَقَالَ: الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ. قَالَ: وَكَانَ ذَلِكَ الشَّهْرُ تِسْعًا وَعِشْرِينَ] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جده قال: لَمَّا خَيَّرَ رَسُولُ اللَّهِ نِسَاءَهُ بَدَأَ بِعَائِشَةَ وَقَالَ لأَبِي بَكْرٍ: أَعِنِّي عَلَيْهَا.
فَقَالَتْ عَائِشَةُ: لا وَاللَّهِ لا يُعِينُكَ عَلَيَّ أَحَدٌ فَأَخْبِرْنِي مَا ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ خَيَّرَكِ. فَقَالَتِ: اخْتَرْتُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ. وَقَالَتْ: هِيَ عِنْدَكَ أَمَانَةٌ لا تُخْبِرِ امْرَأَةً مِنْهُنَّ. [فقال رسول الله. ص: إِنِّي لَمْ أُرْسَلْ مُتَعَنِّتًا وَلَكِنِّي أُرْسِلْتُ مُبَشِّرًا فَإِنْ سَأَلْنَنِي أَخْبَرْتُهُنَّ] . ثُمَّ خَيَّرَ حَفْصَةَ فَقَالَتْ: مَاذَا قَالَتْ عَائِشَةُ؟ فَأَخْبَرَهَا فَقَبِلْنَ جَمِيعًا وَاخْتَرْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ غَيْرَ الْعَامِرِيَّةِ اخْتَارَتْ قَوْمَهَا فَكَانَتْ بَعْدُ تَقُولُ: أَنَا الشَّقِيَّةُ. وَكَانَتْ تَلْقُطُ الْبَعْرَ وَتَبِيعُهُ وَتَسْتَأْذِنُ عَلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَتَسْأَلُهُنَّ وَتَقُولُ: أَنَا الشَّقِيَّةُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنِ ابْنِ أَبِي عَوْنٍ عَنِ ابن مَنَّاحٍ قَالَ: اخْتَرْنَهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جَمِيعًا غَيْرَ الْعَامِرِيَّةِ اخْتَارَتْ قَوْمَهَا. فَكَانَتْ ذَاهِبَةَ الْعَقْلِ حَتَّى مَاتَتْ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: خُيِّرَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نساءه فَاخْتَرْنَهُ فَلَمْ يَكُنْ ذَلِكَ طَلاقًا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: خَيَّرَنَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَلَمْ يُعِدَّ ذَلِكَ طَلاقًا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي مَنْصُورُ بْنُ أبي الأَسْوَدِ عَنْ زِيَادِ بْنِ أبي زِيَادٍ عَنْ [أبي جَعْفَرٍ قَالَ: قَالَ نِسَاءُ رَسُولِ اللَّهِ مَا نِسَاءٌ بَعْدَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَغْلَى مُهُورًا مِنَّا. قَالَ:
فَغَارَ اللَّهُ لِنَبِيِّهِ فَأَمَرَهُ أَنْ يَعْتَزِلَهُنَّ فَاعْتَزَلَهُنَّ تِسْعَةً وَعِشْرِينَ يَوْمًا ثُمَّ أَمَرَهُ أَنْ يُخَيِّرَهُنَّ فَخَيَّرَهُنَّ. فَلَمْ يَرَ ذلك طلاقا.](8/154)
ذِكْرُ مَا أَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنَ الْقُوَّةِ عَلَى الْجِمَاعِ
أَخْبَرَنَا محمد بن عمر. حدثنا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: [قَالَ رَسُولُ الله. ص: كُنْتُ مِنْ أَقَلِّ النَّاسِ فِي الْجِمَاعِ حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيَّ الْكَفِيتَ فَمَا أُرِيدُهُ مِنْ سَاعَةٍ إِلا وَجَدْتُهُ. وَهُوَ قِدْرٌ فِيهَا لَحْمٌ] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ مِثْلَهُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زيد الليثي عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ قَالَ:
[قَالَ رَسُولُ اللَّهِ. ص: لَقِيَنِي جِبْرِيلُ بِقِدْرٍ فَأَكَلْتُ مِنْهَا وَأُعْطِيتُ الْكَفِيتُ قُوَّةَ أَرْبَعِينَ رَجُلا فِي الْجِمَاعِ] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بن عمر. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
قَالَ: رَأَيْتُ كَأَنِّيَ أُتِيتُ بِقِدْرٍ فَأَكَلْتُ مِنْهَا حَتَّى تَضَلَّعْتُ فَمَا أُرِيدُ أَنْ آتِيَ النِّسَاءَ سَاعَةً إِلا فَعَلْتُ مُنْذُ أَكَلْتُ مِنْهَا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ عَنْ [أَبِيهِ عَنْ جَدَّتِهِ سَلْمَى مَوْلاةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - قالت: طَافَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَيْلَةً عَلَى نِسَائِهِ التِّسْعِ اللاتِي تُوُفِّيَ وَهُنَّ عِنْدَهُ. كُلَّمَا خَرَجَ مِنْ عِنْدِ امْرَأَةٍ قَالَ لِسَلْمَى: صبي لي غسلا.
فيغتسل قبل أن يأتي الأُخْرَى. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَا يَكْفِيكَ غسل واحد؟ فقال النبي. ص: هَذَا أَطْهَرُ وَأَطْيَبُ] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ عَنِ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كُنْتُ أَصُبُّ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - غُسْلَهُ مِنْ نِسَائِهِ أَجْمَعَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا سَالِمٌ مَوْلَى ثَابِتٍ عَنْ سَالِمٍ مَوْلَى أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مِثْلَهُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ ابن طاووس عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أُعْطِيَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قُوَّةَ أَرْبَعِينَ رَجُلا فِي الْجِمَاعِ.
بَابُ الاسْتِتَارِ وَغَيْرِهِ
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي الثَّوْرِيُّ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ(8/155)
يَزِيدَ عَنْ مَوْلًى لِعَائِشَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا نَظَرْتُ إِلَى فَرْجِ رَسُولِ اللَّهِ قَطُّ. أَوْ قَالَتْ:
مَا رَأَيْتُ فَرْجَ رَسُولِ اللَّهِ قَطُّ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي أَفْلَحُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ مِنَ الْجَنَابَةِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَبُو حَمْزَةَ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ مِثْلَهُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: وَحَدَّثَنِي ابْنُ جُرَيْج عَنْ عَمْرو بْن دِينَارٍ عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ مَيْمُونَةَ قَالَتْ: كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: وَهَذَا الثَّبْتُ. وَإِذَا كَانَ هَذَا مِنْ هَذِهِ الْوُجُوهِ الْبَيِّنَةِ الثَّابِتَةِ فَلا بُدَّ مِنْ أَنْ يُرَى فَإِنْ كَانَتْ تَعْنِي أَنَّهَا لَمْ تَأْمُلْ ذَلِكَ فَهَذَا أَوْجَهُ. وَقَدْ يَرَى الإِنْسَانُ مَا لا يُرِيدُ النَّظَرَ إِلَيْهِ. وَقَدْ رَأَيْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ وَابْنَ أَبِي ذِئْبٍ لا يَرَيَانِ بَأْسًا يَرَاهُ مِنْهَا وَتَرَاهُ مِنْهُ. وَقَالَ الثَّوْرِيُّ: أَنَا أَكْرَهُ أَنْ يَرَاهُ وَإِنْ رَآهُ فَلا بَأْسَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي الثَّوْرِيُّ عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ عَنْ أَبِي قِلابَةَ عَنِ [النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: إِذَا جَامَعَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَتِرْ وَلا يَتَجَرَّدَ تَجَرُّدَ الْعِيرَيْنِ] .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ إِنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمْ يمت حتى أحل له جميع النساء
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: لَمْ يَمُتْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَتَّى أُحِلَّ لَهُ أَنْ يَتَزَوَّجَ مِنَ النِّسَاءِ مَا شَاءَ وَهُوَ قَوْلُهُ: «تُرْجِي مَنْ تَشاءُ مِنْهُنَّ» الأحزاب: 51.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا الثَّوْرِيُّ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمْ يَمُتْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَتَّى أُحِلَّ لَهُ أَنْ يَتَزَوَّجَ مِنَ النِّسَاءِ مَا شَاءَ إِلا ذَاتَ مَحْرَمٍ لِقَوْلِهِ:
«تُرْجِي مَنْ تَشاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشاءُ» الأحزاب: 51.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي بُرْدَانُ بْنُ أَبِي النَّضْرِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبِ بْنِ زَمْعَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِثْلَهُ.
أخبرنا محمد بن عمر. حدثنا ابن أبي سَبْرَةَ وَسَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ(8/156)
عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ مِثْلَهُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَسُفْيَانُ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ عَائِشَةَ مِثْلَهُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بن عمر. حدثنا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ مِثْلَهُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا نَزَلَ «تُرْجِي مَنْ تَشاءُ مِنْهُنَّ» الأحزاب: 51. قَالَتْ عَائِشَةُ: إِنَّ اللَّهَ يُسَارِعُ لَكَ فِيمَا تُرِيدُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: وَهَذَا الأَمْرُ الَّذِي رَأَيْتُ أَهْلُ بَلَدِنَا عَلَيْهِ.
أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ. حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ عَنِ ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَتَّى أَحَلَّ اللَّهُ لَهُ أَنْ يَتَزَوَّجَ مِنَ النِّسَاءِ مَا شَاءَ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ إِنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حُبَسَ عَلَى نسائه
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَمَا نَعْلَمُهُ يَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمر. حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنِ ابْنِ أَبِي عَوْنٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مَنَّاحٍ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الحارث بن هشام في قوله: «لا تحل لَكَ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ» الأحزاب: 52. قَالَ: فَحُبِسَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على نِسَائِهِ. فَلَمْ يَتَزَوَّجْ بَعْدَهُنَّ. وَحُبِسْنَ عَلَيْهِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ عَنِ الْحَسَنِ مِثْلَهُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ أبي حَفْصَةَ عَنْ أبي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ مِثْلَهُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ وَسَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ عَنْ أبي الصَّبَّاحِ عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ: «تُرْجِي مَنْ تَشاءُ مِنْهُنَّ» الأحزاب: 51. قَالَ: تَعْزِلُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ طَلاقٍ مِنْ أَزْوَاجِكَ «وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشاءُ» الأحزاب: 51 ترده إليك(8/157)
و «لا تحل لَكَ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ» الأحزاب: 52. فَحُبِسَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَى نِسَائِهِ فَلَمْ يَتَزَوَّجْ بَعْدَهُنَّ. يَقُولُ لا نَصْرَانِيَّةً وَلا يَهُودِيَّةً وَلا كَافِرَةً وَلا كل امرأة «وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ» الأحزاب: 52. يَعْنِي الْمُسْلِمَاتِ. غَيْرَهُنَّ مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَالْمُشْرِكَاتِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَلَمْ أَرَ مَالِكًا يُعْجِبُهُ هَذَا التَّفْسِيرُ مِنْ قَوْلِ مُجَاهِدٍ وَالْقَوْلُ الأَوَّلُ أَعْجَبُ إِلَيْهِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ وَشَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِي رَزِينٍ قَالَ: هُم رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يُطَلِّقَ مِنْ نِسَائِهِ فَلَمَّا رَأَيْنَ ذَلِكَ جَعَلْنَهُ فِي حِلٍّ مِنْ أَنْفُسِهِنَّ يُؤْثِرُ مَنْ يَشَاءُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ: «إِنَّا أَحْلَلْنا لَكَ أَزْواجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ» الأحزاب: 50. حَتَّى بَلَغَ: «تُرْجِي مَنْ تَشاءُ مِنْهُنَّ» الأحزاب: 51. يَقُولُ تَعْزِلُ مَنْ تَشَاءُ. فَعَزَلَ زَيْنَبَ وَأُمَّ حَبِيبَةَ وَصَفِيَّةَ وَجُوَيْرِيَةَ وَمَيْمُونَةَ وَجَعَلَ يَأْتِي حَفْصَةَ وَعَائِشَةَ وَأُمَّ سَلَمَةَ. قَالَ: «تُرْجِي مَنْ تَشاءُ» الأحزاب: 51. قال: تعزل مَنْ تَشَاءُ «وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلا جُناحَ عَلَيْكَ» الأحزاب: 51. ثم ذكر لا تحل لك النساء من بعد يَعْنِي الْمُشْرِكَاتِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ. حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِي رَزِينٍ قَالَ: لَمَّا خَشِيَ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يفارقهن قلن: أرض لَنَا مِنْ نَفْسِكَ وَمَالِكَ مَا شِئْتَ. فَأَمَرَهُ اللَّهُ فَأَرْجَأَ خَمْسًا وَآوَى أَرْبَعًا.
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ. حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ مُغِيرَةَ عَنْ أَبِي رَزِينٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ:
«وَبَناتِ عَمِّكَ وَبَناتِ عَمَّاتِكَ وَبَناتِ خالِكَ وَبَناتِ خالاتِكَ» الأحزاب: 50. قَالَ:
لا تَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ بَعْدَ هَذِهِ الصِّفَةِ.
أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ عَنْ وُهَيْبٍ عَنْ دَاوُدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مُوسَى عَنْ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ يُسَمَّى زِيَادًا قَالَ: قُلْتُ لأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ أَزْوَاجِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
مُتْنَ أَكَانَ يَحِلُّ لَهُ أَنْ يَتَزَوَّجَ؟ قَالَ: نَعَمْ إِنَّمَا أَحَلَّ اللَّهُ لَهُ ضَرْبًا مِنَ النِّسَاءِ وَوَصَفَ لَهُ صِفَةً فَقَالَ لا تَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدِ هَذِهِ الصِّفَةِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي مَعْقِلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ خُصَيْفٍ عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قوله: «لا تحل لَكَ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْواجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ» الأحزاب: 52. يَقُولُ: مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنْتُ لَكَ مِنْ هَذِهِ الأَصْنَافِ مِنْ(8/158)
بَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالاتِكَ اللاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةٍ مُؤْمِنَةٍ إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ فَأَحَلَّ لَهُ مِنْ هَذِهِ الأَصْنَافِ أَنْ يَتَزَوَّجَ مِنْهُنَّ. قَوْلُهُ:
«تُرْجِي مَنْ تَشاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشاءُ» الأحزاب: 51. جَعَلَهُ مُحَلِّلا فِي ذَلِكَ يَصْنَعُ مَا يَشَاءُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: وَحَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ مِثْلَ ذَلِكَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: لَمَّا تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْكِنْدِيَّةَ وَبَعَثَ فِي الْعَامِرِيَّاتِ وَوَهَبَتْ لَهُ أُمُّ شَرِيكٍ غَزِيَّةَ بِنْتَ جَابِرٍ نَفْسَهَا قَالَ أَزْوَاجُهُ: لَئِنْ تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ الْغَرَائِبَ مَا لَهُ فِينَا مِنْ حَاجَةٍ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ حَبْسَ النَّبِيِّ عَلَى نِسَائِهِ وَأَحَلَّ لَهُ مِنْ بَنَاتِ الْعَمِّ وَالْعَمَّةِ وَالْخَالِ وَالْخَالَةِ مِمَّنْ هَاجَرَ مَا شَاءَ وَحَرَّمَ عَلَيْهِ مَا سِوَى ذَلِكَ إِلا مَا مَلَكَتِ الْيَمِينُ غَيْرَ الْمَرْأَةِ الْمُؤْمِنَةِ الَّتِي وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهِيَ أُمُّ شَرِيكٍ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ رِفَاعَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: إِنَّمَا هَمَّ رَسُولُ اللَّهِ أَنْ يُطَلِّقَ بَعْضَهُنَّ فَجَعَلْنَهُ فِي حِلٍّ فَكَانَ يَأْتِي زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ وَعَائِشَةَ وَأُمَّ سَلَمَةَ. وَعَزَلَ سَائِرَ نِسَائِهِ. قَالَ: «وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلا جُناحَ عَلَيْكَ» الأحزاب: 51. يَعْنِي نِسَاءَهُ اللاتِي عَزَلَ لا تَسْتَكْثِرْ منهن. ثم قال: «لا تحل لَكَ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ» الأحزاب: 52. يَعْنِي بَعْدَ هَؤُلاءِ التِّسْعِ وَأَنْكَرَ أَنْ يَكُنَّ الْمُشْرِكَاتِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَقَوْلُ ثَعْلَبَةَ هَذَا أَحْسَنُ مِنْ قَوْلِ أَبِي رَزِينٍ لأَنَّ الثَّبْتَ عِنْدَنَا أَنَّ آثَرَ نِسَاءِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عِنْدَهُ عَائِشَةُ وَأُمُّ سَلَمَةَ وَزَيْنَبُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أبي حَرْمَلَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ فِي قَوْلِهِ: «يَا نِساءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ ضِعْفَيْنِ» الأحزاب: 30. يَعْنِي فِي الآخِرَةِ. «وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ» الأحزاب: 31. تصوم يَعْنِي تُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ. «وَتَعْمَلْ صالِحاً» الأحزاب: 31. تَصُومُ وَتُصَلِّي. «نُؤْتِها أَجْرَها مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنا لَها رِزْقاً كَرِيماً. يَا نِساءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ(8/159)
الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ» الأحزاب: 31- 32. يَعْنِي الزِّنَا. «وَقُلْنَ قَوْلا مَعْرُوفًا» الأحزاب: 32. يَعْنِي كَلامًا ظَاهِرًا لَيْسَ فِيهِ طَمَعٌ لأَحَدٍ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ التَّمَّارِ أَنَّهُ سَمِعَ عِكْرِمَةَ يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: «فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ» الأحزاب: 32. قَالَ: يَعْنِي الزِّنَا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَحَدَّثَنَا قَيْسٌ عَنْ مُسْلِمٍ الأَعْوَرِ عَنْ مُجَاهِدٍ مِثْلَهُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنِ ابْنِ كَعْبٍ فِي قَوْلِهِ:
«وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفاً» الأحزاب: 32. يَعْنِي كَلامًا لَيْسَ فِيهِ طَمَعٌ لأَحَدٍ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: يَعْنِي كَلامًا يُعْرَفُ ظَاهِرًا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: كَانَتِ الْمَرْأَةُ تَخْرُجُ فَتَمْشِي بَيْنَ الرِّجَالِ فَذَلِكَ تَبَرُّجُ الْجَاهِلِيَّةِ فِي قَوْلِهِ: «وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى» الأحزاب: 33.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنِ ابْنِ كَعْبٍ قَالَ: الْجَاهِلِيَّةُ الأُولَى بَيْنَ عِيسَى وَمُحَمَّدٍ. صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمَا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَحْيَى عَنِ ابْنِ أبي نَجِيحٍ فِي قَوْلِهِ:
«وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى» الأحزاب: 33. يَعْنِي التَّبَخْتُرَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنِ ابْنِ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ سُهَيْلٍ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: الْجَاهِلِيَّةُ الأُولَى الَّتِي وُلِدَ فِيهَا إِبْرَاهِيمُ وَالْجَاهِلِيَّةُ الأخرى التي ولد فيها محمد.
ع.
بَابُ تَفْسِيرِ الآيَاتِ الَّتِي فِي ذِكْرِ أَزْوَاجِ رَسُولِ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتٍ عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ عَنْ عُرْوَةَ: «لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً» الأحزاب: 33. قَالَ: يعني أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - نَزَلَتْ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ عَبْدِ السَّلامِ بْنِ مُوسَى بْنِ جبير عن أبيه عن(8/160)
أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ فِي قَوْلِهِ: «وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آياتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ» الأحزاب: 34. قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُصَلِّي فِي بُيُوتِ أَزْوَاجِهِ النَّوَافِلَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنِ ابْنِ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ صَالِحِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ يُصَلِّي فِي بُيُوتِ أَزْوَاجِهِ كُلِّهِنَّ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنِ الثَّوْرِيِّ عَنْ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا يَذْكُرُ النِّسَاءُ. فَأَنْزَلَ الله: «إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ» الأحزاب: 35. إِلَى قَوْلِهِ: «وَأَجْراً عَظِيماً» الأحزاب: 35.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ: «مَا يُتْلى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آياتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ» الأحزاب: 34. قَالَ الْقُرْآنُ وَالسُّنَّةُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ قَتَادَةَ قَالَ: لَمَّا ذُكِرَ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - قال النِّسَاءُ: لَوْ كَانَ فِينَا خَيْرٌ لَذُكِرْنَا. فَأَنْزَلَ اللَّهُ: «إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ» الآيَةَ. إِلَى قَوْلِهِ: «مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً»
الأحزاب: 35.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنِ الثَّوْرِيِّ عَنْ فِرَاسٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ مَسْرُوقٍ فِي قَوْلِهِ:
«النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ» الأحزاب: 6. قَالَ: قَالَتِ امْرَأَةٌ لِعَائِشَةَ: يَا أُمَّهْ. فَقَالَتْ لَهَا عَائِشَةُ: أَنَا أُمُّ رِجَالِكُمْ وَلَسْتُ أُمَّ نِسَائِكُمْ.
قَالَ الْوَاقِدِيُّ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى الْمَخْزُومِيِّ فَقَالَ: أَخْبَرَنِي مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - أنها قالت: أَنَا أُمُّ الرِّجَالِ مِنْكُمْ وَالنِّسَاءِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أبي سَبْرَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: الْجَاهِلِيَّةُ الأُولَى الَّتِي وُلِدَ فِيهَا إِبْرَاهِيمُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَكُنَّ النِّسَاءُ يَتَزَيَّنَّ وَيَلْبَسْنَ مَا لا يُوَارِيهُنَّ. وَأَمَّا الآخِرَةُ فَالَّتِي وُلِدَ فِيهَا مُحَمَّدٌ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَكَانُوا أهل ضِيقٍ فِي مَعَايِشِهِمْ فِي مَطْعَمِهِمْ وَلِبَاسِهِمْ فَوَعَدَ اللَّهُ نَبِيَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يَفْتَحَ عَلَيْهِ الأَرْضَ فَقَالَ: قُلْ لنسائك إن أردنك ألا يتبرجن تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى. «إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً. وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آياتِ اللَّهِ(8/161)
وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كانَ لَطِيفاً خَبِيراً» الأحزاب: 33- 34. يقول ما يتلى في بيوتكن الْقُرْآنُ. فَقَالَ النِّسَاءُ لِلرِّجَالِ: أَسْلَمْنَا كَمَا أَسْلَمْتُمْ وَفَعَلْنَا كَمَا فَعَلْتُمْ فَتُذْكَرُونَ فِي الْقُرْآنِ وَلا نُذَكَرُ! وَكَانَ النَّاسُ يُسَمَّوْنَ الْمُسْلِمِينَ فَلَمَّا هَاجَرُوا سُمُّوا الْمُؤْمِنِينَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ: «إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَالْقانِتِينَ وَالْقانِتاتِ» الأحزاب: 35. يَعْنِي الْمُطِيعِينَ والمطيعات «وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقاتِ» الأحزاب: 35 «وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِماتِ» الأحزاب: 35 شَهْرَ رَمَضَانَ. «وَالْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحافِظاتِ» الأحزاب: 35. يَعْنِي مِنَ النِّسَاءِ.
«وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِراتِ» الأحزاب: 35. يَعْنِي ذِكْرَ آلاءِ اللَّهِ وَذِكْرَ نِعَمِهِ.
«أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً» الأحزاب: 35. فَلَمَّا خَيَّرَهُنَّ رَسُولُ اللَّهِ اخْتَرْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ: «لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْواجٍ» الأحزاب: 52. قَالَ مِنْ بَعْدِ هَؤُلاءِ التِّسْعِ اللاتِي اخْتَرْنَكَ فَقَدْ حُرِّمَ عَلَيْكَ تَزَوُّجُ غَيْرِهِنَّ «وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْواجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ» الأحزاب: 52 إِلا التِّسْعَ اللاتِي كُنَّ عِنْدَكَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنِ ابْنِ أَبِي عَوْنٍ عَنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ فِي قَوْلِهِ: «وَما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً» الأحزاب: 53. قَالَ: نَزَلَتْ فِي طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ لأَنَّهُ قَالَ: إِذَا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ تَزَوَّجْتُ عَائِشَةَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ قَالَ:
وَحَدَّثَنِي عَبْدُ السَّلامِ بن موسى بن جبير عن أبيه عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ قَالا فِي قَوْلِهِ: «إِنْ تُبْدُوا شَيْئاً أَوْ تُخْفُوهُ» الأحزاب: 54. قَالَ: أَنْ تَكَلَّمُوا بِهِ فَتَقُولُوا نَتَزَوَّجُ فُلانَةَ. لِبَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَوْ تُخْفُوا ذَلِكَ فِي أَنْفُسِكُمْ فَلا تَنْطِقُوا بِهِ يَعْلَمْهُ اللَّهُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ فِي قَوْلِهِ: «وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَها خالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ» الأحزاب: 50. قَالَ: لا تَحِلُّ الْهِبَةُ لأَحَدٍ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
أخبرنا محمد بن عمر. حَدَّثَنِي الثَّوْرِيُّ عَنْ أبي عَبْدِ الْكَرِيمِ عَنْ إبراهيم مثله.(8/162)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ سُفْيَانَ وَمَنْصُورِ بْنِ أبي الأَسْوَدِ عَنْ زَكَرِيَّاءَ بْنِ أبي زَائِدَةَ عَنِ الشَّعْبِيِّ فِي قَوْلِهِ: «وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ» الأحزاب: 51.
قَالَ: كُنَّ نِسَاءٌ وَهَبْنَ أَنْفُسَهُنَّ لِرَسُولِ اللَّهِ لَمْ يَدْخُلْ بِهِنَّ وَلَمْ يَضْرِبْ عَلَيْهِنَّ الْحِجَابَ وَلَمْ يَتَزَوَّجْهُنَّ أَحَدٌ بَعْدَهُ. مِنْهُنَّ أُمُّ شَرِيكٍ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَبْسِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ مِثْلَهُ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَهُوَ الأَمْرُ الْمَعْرُوفُ عِنْدَنَا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ ابْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ فِي قَوْلِهِ: «مَا كانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيما فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ» الأحزاب: 38. الآيَةَ. قَالَ: يَعْنِي يَتَزَوَّجُ مَا يَشَاءُ مِنَ النِّسَاءِ هَذَا فَرِيضَةٌ وَكَانَ مَنْ كَانَ مِنَ الأَنْبِيَاءِ هَذَا سُنَّتُهُمْ. قَدْ كَانَ لِسُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ أَلْفُ امْرَأَةٍ. سَبْعُ مِائَةِ مَهِيرَةٍ وَثَلاثُمِائَةِ سُرِّيَّةٍ. وَكَانَ لِدَاوُدَ مِائَةُ امْرَأَةٍ فِيهِنَّ أُمُّ سُلَيْمَانَ امْرَأَةٌ أُورِيَا تَزَوَّجَهَا دَاوُدُ بَعْدَ الْفِتْنَةِ. فَهَذَا أَكْثَرُ مِمَّا كَانَ لِمُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنَ النِّسَاءِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ عُمَرَ مَوْلَى غُفْرَةَ قَالَ: قَالَتْ يَهُودُ: لَمَّا رَأَتْ رَسُولَ اللَّهِ يَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ: انْظُرُوا إِلَى هَذَا الَّذِي لا يَشْبَعُ مِنَ الطَّعَامِ وَلا وَاللَّهِ مَا لَهُ هِمَّةٌ إِلا النِّسَاءُ. وَحَسَدُوهُ لِكَثْرَةِ نِسَائِهِ وَعَابُوهُ بِذَلِكَ وَقَالُوا: لَوْ كَانَ نَبِيًّا مَا رَغِبَ فِي النِّسَاءِ. وَكَانَ أَشَدَّهُمْ فِي ذَلِكَ حُيَيُّ بْنُ أَخْطَبَ. فَأَكْذَبَهُمُ اللَّهُ وَأَخْبَرَهُمْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَسَعَتِهِ عَلَى نَبِيِّهِ فَقَالَ: «أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى مَا آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ» النساء: 54. يَعْنِي بِالنَّاسِ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - «فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً» النساء: 54. مَا آتَى اللَّهُ سُلَيْمَانَ بن داود. ع. كَانَتْ لَهُ أَلْفُ امْرَأَةٍ. سَبْعُ مِائَةِ مَهِيرَةٍ وَثَلاثُ مِائَةِ سُرِّيَّةٍ. وَكَانَتْ لِدَاوُدَ مِائَةُ امْرَأَةٍ منهن امرأة أُورِيَا أُمُّ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ النَّبِيِّ تَزَوَّجَهَا بَعْدَ الْفِتْنَةِ. فَهَذَا أَكْثَرُ مِمَّا لِمُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمر. حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ الْمَكِّيُّ عَنْ سُلَيْمَانَ الأحول وهشام بن حجير عن طاووس قَالَ: وَحَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ [عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ لأَطُوفَنَّ عَلَى سَبْعِينَ(8/163)
امْرَأَةً. يَعْنِي فِي لَيْلَةٍ. كُلُّ وَاحِدَةٍ تَأْتِي بِغُلامٍ يُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ. فَقَالَ لَهُ صَاحِبُهُ:
قُلْ: إِنْ شَاءَ اللَّهُ. فَلَمْ يَقُلْ وَنَسِيَ فَلَمْ تَأْتِ وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ بِشَيْءٍ إِلا وَاحِدَةً جَاءَتْ بِشِقِّ غُلامٍ. وَلَوْ قَالَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمْ يَحْنَثْ وَكَانَ دَرَكًا لَهُ فِي حَاجَتِهِ وَلَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فُرْسَانًا أَجْمَعِينَ] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي أَبُو مَعْشَرٍ عَنِ الْمَقْبُرِيِّ أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ قَالَ:
لأَطُوفَنَّ اللَّيْلَةَ بِمِائَةِ امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِي فَتَأْتِي كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ بِفَارِسٍ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ.
وَلَمْ يَسْتَثْنِ. وَلَوِ اسْتَثْنَى لَكَانَ. فَطَافَ عَلَى مِائَةِ امْرَأَةٍ فَلَمْ تَحْمَلْ مِنْهُنَّ إِلا امْرَأَةٌ وَاحِدَةٌ حَمَلَتْ شِقَّ إِنْسَانٍ. قَالَ: وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ أَحَبُّ إِلَى سُلَيْمَانَ مِنْ تِلْكِ الشِّقَّةِ. قَالَ:
وَكَانَ أَوْلادُهُ يَمُوتُونَ فَجَاءَهُ مَلَكُ الْمَوْتِ فِي صُورَةِ رَجُلٍ فَقَالَ لَهُ سُلَيْمَانُ: إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تُؤَخِّرَ ابْنِي هَذَا ثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُ. فَقَالَ: لا وَلَكِنْ أُخْبِرُكَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِثَلاثَةِ أَيَّامٍ. فَجَاءَهُ مَلَكُ الْمَوْتِ فِي ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فَقَالَ: لِمَنْ عنده من الجن: أيكم يخبأ لي ابني هذا؟ قال أحدهم: أنا أخبأه لك في المشرق. قال: ممن تخبأه؟ قَالَ: مِنْ مَلَكِ الْمَوْتِ. قَالَ: قَدْ نَفَذَ بصره. ثم قال آخر: أنا أخبأه في المغرب. قال: وممن تخبأه؟
قَالَ: مِنْ مَلَكِ الْمَوْتِ. قَالَ: قَدْ نَفَذَ بصره. قال آخر: أنا أخبأه لك في الأرض السابعة. قال: ممن تخبأه؟ قَالَ: مِنْ مَلَكِ الْمَوْتِ. قَالَ: قَدْ نَفَذَ بصره. قال آخر: أنا أخبأه لَكَ بَيْنَ مُزْنَتَيْنِ لا تُرَيَانِ. قَالَ سُلَيْمَانُ: إِنْ كَانَ شَيْءٌ فَهَذَا. فَلَمَّا جَاءَ أَجَلُهُ نَظَرَ مَلَكُ الْمَوْتِ فِي الأَرْضِ فَلَمْ يَرَهُ فِي مَشْرِقِهَا وَلا فِي مَغْرِبِهَا وَلا فِي شَيْءٍ مِنَ الْبِحَارِ وَرَآهُ بَيْنَ مُزْنَتَيْنِ فَجَاءَهُ فَأَخَذَهُ فَقَبَضَ رُوحَهُ عَلَى كُرْسِيِّ سُلَيْمَانَ. فَذَلِكَ قَوْلُهُ: «وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا» ص: 34.
ذِكْرُ ضَرْبِ النِّسَاءُ
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِيَدِهِ امْرَأَةً قَطُّ وَلا خَادِمًا وَلا ضَرَبَ شَيْئًا قَطُّ إِلا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ. وَلا نِيلَ مِنْهُ شَيْءٌ قَطُّ فَيَكُونُ هُوَ الَّذِي يَنْتَقِمُ مِنْ صَاحِبِهِ حَتَّى يُنْتَهَكَ حُرُمَاتُ اللَّهِ فَيَنْتَقِمُ لِلَّهِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ مِثْلَهُ.(8/164)
أخبرنا محمد بن عمر. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ علي [ابن حُسَيْنٍ قَالَ: مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِيَدِهِ امْرَأَةً قَطُّ وَلا خَادِمًا إِلا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ مَخْرَمَةَ بْنِ بُكَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ [أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنْ ضَرْبِ النِّسَاءِ. فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُنَّ قَدْ فَسَدْنَ. قَالَ:
اضْرِبُوهُنَّ وَلا يُضْرَبُ إِلا شِرَارُكُمْ] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ أَفْلَحَ بْنِ حُمَيْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أُمِّ كُلْثُومِ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ: كَانَ قَدْ نُهِيَ الرِّجَالُ عَنْ ضَرْبِ النِّسَاءِ ثُمَّ شَكَاهُنَّ الرِّجَالُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ فَخَلَّى بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ ضَرْبِهِنَّ. [ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: لَقَدْ طَافَ بِآلِ مُحَمَّدٍ اللَّيْلَةَ سَبْعُونَ امْرَأَةً كُلُّهُنَّ قَدْ ضُرِبَتْ. مَا أُحِبُّ أَنْ أَرَى الرَّجُلَ ثائر فَرِيصٌ عَصَبُ رَقَبَتِهِ عَلَى مُرَيْئَتِهِ يُقَاتِلُهَا] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلالٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ نَافِعٍ عَنْ أُمِّ كُلْثُومِ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ [عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: ما أحب أن أرى الرجل ثائر فَرِيصٌ عَصَبُ رَقَبَتِهِ عَلَى مُرَيْئَتِهِ يُقَاتِلُهَا] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنِ ابْنِ أَبِي حَبِيبَةَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: [جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ قَدْ ضَرَبَهَا زَوْجُهَا ضَرْبًا شَدِيدًا. فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ فَأَنْكَرَ ذَلِكَ وَقَالَ: يَظَلُّ أَحَدُكُمْ يَضْرِبُ امْرَأَتَهُ ضَرْبَ الْعَبْدِ ثُمَّ يَظَلُّ يُعَانِقُهَا وَلا يَسْتَحْيِي] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي ذِئَابٍ عَنِ [النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ:
لا تَضْرِبُوا النِّسَاءَ. قَالَ: فَتَرَكُوا ضَرْبَهُنَّ فَجَاءَ عُمَرُ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ أَبَرَّ النِّسَاءُ عَلَى أزواجهن فأذن في ضربهن. فقال النبي. ص: لَقَدْ طَافَ بِآلِ مُحَمَّدٍ اللَّيْلَةَ سَبْعُونَ امْرَأَةً كُلُّهُنَّ تَشْكُو زَوْجَهَا وَلا يَجِدُونَ أُولَئِكَ خِيَارَكُمْ] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ سُفْيَانَ وَإِسْرَائِيلُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ أَنَّ [النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِي] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنِ ابْنِ أَبِي حَبِيبَةَ عَنْ دَاوُدَ بن الحصين عن عكرمة عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِثْلَهُ.(8/165)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيُّ عَنْ رَيْطَةَ عَنْ [عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَتْ: قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ أَلا تَتَزَوَّجُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فِي نِسَاءِ الأَنْصَارِ فَإِنَّ فِيهِنَّ جَمَالا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: هُنَّ نِسَاءٌ فِيهِنَّ غَيْرَةٌ شَدِيدَةٌ وَلا يَصْبِرْنَ عَلَى الضَّرَائِرِ وَأَنَا صَاحِبُ ضرائر وأكره أن أسوأ قَوْمَهَا فِيهَا] .
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ مُعَاذِ بْنِ مُعَاذٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: كَانَ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَأْخُذْنَ مِنْ شُعُورِهِنَّ حَتَّى تَكُونَ كَهَيْئَةِ الْوَفْرَةَ.
ذِكْرُ حَجَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِأَزْوَاجِهِ
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: لَمَّا حَجَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
حَجَّةَ الْوَدَاعِ حَجَّ بِنِسَائِهِ جَمِيعًا فِي حَجَّتِهِ تِلْكَ فِي الْهَوَادِجِ. قَالَتْ: فَانْتَهَيْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ بِذِي الْحُلَيْفَةِ لَيْلا وَمَعَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ عَنْ عِيسَى بْنِ مَعْمَرٍ عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمَّا نَزَلَ بِالْعَرْجِ جَلَسَ بِفِنَاءِ مَنْزِلِهِ فَجَاءَتْهُ عَائِشَةُ فَجَلَسَتْ إِلَى جَنْبِهِ فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَجَلَسَ إِلَى جَنْبِهِ الآخَرِ. وَجَاءَتْ أَسْمَاءُ فَجَلَسَتْ إِلَى جَنْبِ أَبِي بَكْرٍ. فَأَقْبَلَ غُلامُ أَبِي بَكْرٍ مُتَسَرْبِلا فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ: أَيْنَ بَعِيرُكَ؟ فَقَالَ: أَضَلَّنِي. فَقَامَ إِلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ فَجَعَلَ يَضْرِبُهُ وَيَقُولُ: بَعِيرٌ وَاحِدٌ يَضِلُّ مِنْكَ! [فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ يَتَبَسَّمُ وَيَقُولُ: أَلا تَرَوْنَ إِلَى الْمُحْرِمِ مَا يَصْنَعُ وَمَا يَنْهَاهُ] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا ابن أبي ذئب عن صالح مولى التؤمة عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ نَاسًا اخْتَلَفُوا فِي صِيَامِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمَ عَرَفَةَ فَقَالَتْ أُمُّ الْفَضْلِ: أَنَا أَعْلَمُ لَكُمْ عَلَى ذَلِكَ. فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ بِعُسٍّ مِنْ لَبَنٍ فَشَرِبَ وَهُوَ يَخْطُبُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي أَفْلَحُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ سَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ استأذنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فِي التَّقَدُّمِ مِنْ جَمْعٍ قَبْلَ حَطْمَةِ النَّاسِ.
وَكَانَتِ امْرَأَةً ثَبِطَةً. فَأَذِنَ لَهَا وَحَبَسَ نِسَاءَهُ حَتَّى دَفَعْنَ بِدَفْعَتِهِ حِينَ أَصْبَحَ. قَالَتْ(8/166)
عَائِشَةُ: فَلأَنْ أَكُونَ اسْتَأْذَنْتُ رَسُولَ اللَّهِ فِي التَّقَدُّمِ مِنْ جَمْعٍ كَمَا اسْتَأْذَنَتْهُ سَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ مَفْرُوحٍ بِهِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ عَنْ أُمِّهِ قَالَتْ: لَقَدْ تَقَدَّمْتُ مَعَ سَوْدَةَ زَوْجِ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي حَجَّتِهِ. تَعْنِي النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَرَمَيْنَا قَبْلَ الْفَجْرِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَعَ أَهْلِهِ فَرَمَوُا الْجَمْرَةَ قَبْلَ الْفَجْرِ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ الْمِصْرِيُّ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كُنْتُ فِيمَنْ قَدَّمَ رَسُولُ اللَّهِ مَعَ ضَعَفَةِ أَهْلِهِ مِنَ الْمُزْدَلِفَةِ إِلَى مِنًى.
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: كُنْتُ أَنَا وَأُمِّي مِنَ الْمُسْتَضْعَفِينَ وَأَنَا مِمَّنْ قَدَّمَ رَسُولُ اللَّهِ لَيْلَةَ الْمُزْدَلِفَةِ فِي ضَعَفَةِ أَهْلِهِ.
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ. حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عَنِ الْحَسَنِ الْعُرَنِيِّ [عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَدَّمَنَا رَسُولُ اللَّهِ لَيْلَةَ الْمُزْدَلِفَةِ أُغَيْلِمَةَ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَلَى حُمُرَاتٍ يَلْطَحُ أَفْخَاذَنَا وَيَقُولُ: أَيْ بَنِيَّ لا تَرْمُوا حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَفْلَحُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ [عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ذَكَرَ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ فَقِيلَ قد حَاضَتْ فَقَالَ: أَحَابِسَتُنَا هِيَ؟ فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهَا قَدْ أَفَاضَتْ. قَالَ: فَلا إِذًا] .
أخبرنا محمد بن عمر. حدثنا ابن أبي ذئب عن صالح مولى التؤمة عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: [قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِنِسَائِهِ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ: هَذِهِ ثُمَّ ظُهُورُ الْحُصْرِ. قَالَ: وَكُنَّ يَحْجُجْنَ كُلُّهُنَّ إِلا سَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ وَزَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ. قَالَتَا:
لا تُحَرِّكُنَا دَابَّةٌ بَعْدَ رسول الله. ص] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَخْنَسِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ يَرْبُوعٍ [أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ لِنِسَائِهِ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ: هَذِهِ الْحِجَّةُ ثُمَّ ظُهُورُ الْحُصُرِ] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بن جعفر عن مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حَرْمَلَةَ عَنْ(8/167)
عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ أَنَّ [النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ لأَزْوَاجِهِ: أَيِّكُنَّ اتَّقَتِ اللَّهَ وَلَمْ تَأْتِ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَلَزِمَتْ ظَهْرَ حَصِيرِهَا فَهِيَ زَوْجَتِي فِي الآخِرَةِ] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَعَدِيُّ بْنُ الْفَضْلِ عَنْ هِشَامٍ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: قَالَتْ سَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ: قَدْ حَجَجْتُ وَاعْتَمَرْتُ فَأَنَا أَقْعُدُ فِي بَيْتِي كَمَا أَمَرَنِي اللَّهُ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَتِ امْرَأَةً صَالِحَةً وَكَانَتْ قَدْ أَخَذَتْ بِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ عَامَ [قَالَ: هَذِهِ الْحِجَّةُ ثُمَّ ظُهُورُ الْحُصُرِ] . فَلَمْ تَحُجَّ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى تُوُفِّيَتْ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ الزَّمْعِيُّ عَنْ عَمَّتِهِ عَنْ أُمِّهَا قَالَتْ: لَمْ تَحُجَّ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ بَعْدَ حَجَّةِ رَسُولِ اللَّهِ الَّتِي حَجَّتْهَا مَعَهُ حَتَّى تُوُفِّيَتْ فِي خِلافَةِ عُمَرَ سَنَةَ عِشْرِينَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عبد الرحمن عن أبي جعفر أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ مَنَعَ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: لَمَّا كَانَتِ الْحِجَّةُ الَّتِي حَجَّ فِيهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَعِشْرِينَ. وَهِيَ آخِرُ حَجَّةٍ حَجَّهَا عُمَرُ. أَرْسَلَ إِلَيْهِ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَسْتَأْذِنَّهُ فِي الْخُرُوجِ فَأَذِنَ لَهُنَّ وَأَمَرَ بِجَهَازِهِنَّ فَحُمِلْنَ فِي الْهَوَادِجِ عَلَيْهِنَّ الأَكْسِيَةُ الْخُضْرُ وَبَعَثَ مَعَهُنَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ. فَكَانَ عُثْمَانُ يَسِيرُ عَلَى رَاحِلَتِهِ أَمَامَهُنَّ فَلا يَدَعُ أَحَدًا يَدْنُو مِنْهُنَّ.
وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَسِيرُ عَلَى رَاحِلَتِهِ مِنْ وَرَائِهِنَّ فَلا يَدَعُ أَحَدًا يَدْنُو مِنْهُنَّ. يَنْزِلْنَ مَعَ عُمَرَ كُلَّ مَنْزِلٍ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: أَرْسَلَنِي عُمَرُ وَعُثْمَانُ بِأَزْوَاجِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - السَّنَةَ الَّتِي تُوُفِّيَ فِيهَا عُمَرُ يحجهن فَكَانَ عُثْمَانُ يَسِيرُ أَمَامَهُنَّ فَلا يَتْرُكُ أَحَدًا يَدْنُو مِنْهُنَّ وَلا يَرَاهُنَّ إِلا مِنْ مُدِّ الْبَصَرِ. وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ خَلْفَهُنَّ يَفْعَلُ مِثْلَ ذَلِكَ وَهُنَّ فِي الْهَوَادِجِ. وَكَانَا يَنْزِلانِ بِهِنَّ فِي الشِّعَابِ فَيُقِيلانِهِنَّ فِي الشِّعَبِ وَيَنْزِلانِ فِي فَيْءِ الشِّعَبِ وَلا يَتْرُكَانِ أَحَدًا يَمُرُّ عليهن.(8/168)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا فَرْوَةُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ عَنْ أُمِّ ذَرَّةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ: لَمَّا كَانَ عُمَرُ مَنَعَنَا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ حَتَّى إِذَا كَانَ آخِرَ عَامٍ فَأَذِنَ لَنَا فَحَجَجْنَا مَعَهُ. فَلَمَّا تُوُفِّيَ عُمَرُ وَوَلِيَ عُثْمَانُ اجْتَمَعْتُ أَنَا وَأُمُّ سَلَمَةَ وَمَيْمُونَةُ وَأُمُّ حَبِيبَةَ فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِ نَسْتَأْذِنَهُ فِي الْحَجِّ فَقَالَ: قَدْ كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَعَلَ مَا رَأَيْتُنَّ وَأَنَا أَحُجُّ بِكُنَّ كَمَا فَعَلَ عُمَرُ فَمَنْ أَرَادَ مِنْكُنَّ تَحُجُّ فَأَنَا أَحُجُّ بِهَا. فَحَجَّ بِنَا عُثْمَانُ جَمِيعًا إِلا امْرَأَتَيْنِ مِنَّا. زَيْنَبَ تُوُفِّيَتْ فِي خِلافَةِ عُمَرَ وَلَمْ يَحُجَّ بِهَا عُمَرُ. وَسَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ لَمْ تَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهَا بَعْدَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَكُنَّا نُسْتَرُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَمَّتِهِ عَنْ أُمِّ مَعْبَدِ بِنْتِ خَالِدِ بْنِ خُلَيْفٍ قَالَتْ: رَأَيْتُ عُثْمَانَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ فِي خِلافَةِ عُمَرَ حَجًّا بِنِسَاءِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَرَأَيْتُ عَلَى هَوَادِجِهِنَّ الطَّيَالِسَةَ الْخُضْرَ وَهُنَّ حِجْرَةٌ مِنَ النَّاسِ يَسِيرُ أَمَامَهُنَّ ابْنُ عَفَّانَ عَلَى رَاحِلَتِهِ يَصِيحُ إِذَا دَنَا مِنْهُنَّ أَحَدٌ: إِلَيْكَ إِلَيْكَ. وَابْنُ عَوْفٍ مِنْ وَرَائِهِنَّ يَفْعَلُ مِثْلَ ذَلِكَ. فَنَزَلْنَ بِقُدَيْدٍ قَرِيبًا مِنْ مَنْزِلِي اعْتَزَلْنَ النَّاسَ وَقَدْ سَتَرُوا عَلَيْهِنَّ الشَّجَرَ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ. فَدَخَلْتُ عَلَيْهِنَّ وَهُنَّ ثَمَانٍ جَمِيعًا. فَلَمَّا رَأَيْتُهُنَّ نَشَجْتُ فَقُلْنَ:
مَا يُبْكِيكِ؟ فَقُلْتُ: ذَكَرْتُ رَسُولَ اللَّهِ. فَبَكَيْنَ. قُلْتُ: هَذَا مَنْزِلُهُ عَلَيَّ. فَعَرَفْنَنِي وَرَحَّبْنَ بِي وَأَجْزَرْتُهُنَّ جَزُورًا وَلَبَنًا فَقَبَضْنَ ذَلِكَ كُلَّهُ مِنِّي فَوَصَلَتْنِي كُلُّ امْرَأَةٍ بِصِلَةٍ وَقُلْنَ لِي:
إِذَا قَدِمْنَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَأَخْرَجَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الْعَطَاءَ فَاقْدَمِي عَلَيْنَا. قَالَتْ: فَقَدِمْتُ عَلَيْهِنَّ فَأَعْطَتْنِي كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ خَمْسِينَ دِينَارًا. وَكَانَ عُثْمَانُ أَخْرَجَ الدِّيوَانَ بِقَدْرِ مَا كَانَ عُمَرُ يُخْرِجُهُ.
أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ الأَغَرِّ الْمَكِّيُّ. أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَذِنَ لأَزْوَاجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الْحَجِّ فِي آخِرِ حَجَّةٍ حَجَّهَا وَبَعَثَ مَعَهُنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عوف. قال: كان عثمان ينادي ألا لا يَدْنُو إِلَيْهِنَّ أَحَدٌ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِنَّ أَحَدٌ. وَهُنَّ فِي الْهَوَادِجِ عَلَى الإِبِلِ. فَإِذَا نَزَلْنَ أَنْزَلَهُنَّ بِصَدْرِ الشِّعَبِ. وَكَانَ عُثْمَانُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بِذَنَبِ الشِّعَبِ فَلَمْ يَصْعَدْ إِلَيْهِنَّ أَحَدٌ.
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ خَالِدٍ الْمِصْرِيُّ. حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ:
رَأَيْتُ نِسَاءَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَجَجْنَ فِي هَوَادِجَ زَمَنَ الْمُغِيرَةِ عَلَيْهَا الطَّيَالِسَةُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بن عمر. حَدَّثَنَا سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ قَالَ: [قَالَ رَسُولُ اللَّهِ. ص: الَّذِي يُحَافِظُ عَلَى أَزْوَاجِي الصَّادِقُ الْبَارُّ] . فَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ(8/169)
عَوْفٍ يُسَافَرُ بِهِنَّ وَيُنْزِلُهُنَّ الشِّعَبَ الَّذِي لَيْسَ لَهُ مَنْفَذٌ وَيَجْعَلُ عَلَى هَوَادِجِهِنَّ الطَّيَالِسَةَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنِ ابْنِ أَبِي عَوْنٍ عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَ: رُبَّمَا رَأَيْتُ الرَّجُلَ يُنِيخُ عَلَى الطَّرِيقِ لإِصْلاحِ رَحْلٍ أَوْ بَعْضِ مَا يُصْلِحُهُ مِنْ جِهَازِهِ فَيَلْحَقُهُ عُثْمَانُ وَهُوَ أَمَامَ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَإِنْ كَانَ الطَّرِيقُ سَعَةً أَخَذَ يَمِينَ الطَّرِيقِ أَوْ يَسَارَهُ فَيَبْعَدُ عَنْهُ وَإِنْ لَمْ يَجِدْ سَعَةً وَقَفَ نَاحِيَةً حَتَّى يَرْحَلَ الرَّجُلُ أَوْ يَقْضِيَ حَاجَتَهُ. وَقَدْ رَأَيْتُهُ يَلْقَى النَّاسَ مُقْبِلِينَ فِي وَجْهِهِ مِنْ مَكَّةَ عَلَى الطَّرِيقِ فَيَقُولُ لَهُمْ يُمْنَةً أَوْ يُسْرَةً. فَيُنَحِّيهِمْ حَتَّى يَكُونُوا مَدَّ الْبَصَرِ حَتَّى يَمْضِينَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ أُمِّ بَكْرِ بِنْتِ الْمِسْوَرِ عَنْ أَبِيهَا قَالَ: بَاعَ عبد الرحمن بن عوف ماله كَيْدَمَةً مِنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ بِأَرْبَعِينَ أَلْفَ دِينَارٍ. فَلَمَّا وَصَلَ إِلَيْهِ الْمَالُ دَعَانِي وَدَعَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الأَسْوَدِ وَفُلانًا فَقَالَ: قَدِ اجْتَمَعَ هَذَا الْمَالُ كَمَا تَرَيَانِ وَأَنَا بَادِئٌ بِأَزْوَاجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَوَزَنَ لِكُلِّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ أَلْفَ دِينَارٍ. فَلَمَّا وَصَلَ إِلَيْهِنَّ جَزَيْنَهُ خَيْرًا وَقُلْنَ: [قَالَ رَسُولُ اللَّهِ. ص: لا يُحَافِظُ عَلَيْكُنَّ بَعْدِي إِلا الصَّادِقُ الْبَارُّ] . يَعْنِي عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ. ثُمَّ قَسَمَ مَا بَقِيَ فِي أَهْلِ رَحِمِهِ فَمَا قَامَ وَبَيْنَ يَدَيْهِ شَيْءٌ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ هَارُونَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ: إِنَّمَا فَاقَنَا عُرْوَةُ بِدُخُولِهِ عَلَيْكِ كُلَّمَا أَرَادَ. قَالَتْ:
وَأَنْتَ إِذَا أَرَدْتَ فَاجْلِسْ مِنْ وَرَاءِ الْحِجَابِ فَسَلْنِي عَمَّا أَحْبَبْتَ فَإِنَّا لَمْ نَجِدْ أَحَدًا بَعْدَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَوْصَلَ لَنَا مِنْ أَبِيكَ. [وَقَالَ رَسُولُ الله. ص: لا يَحْنِي عَلَيْكُنَّ إِلا الصَّادِقُ الْبَارُّ وَهُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ] .
ذِكْرُ مَارِيَةَ أُمِّ إبراهيم ابن رسول الله ص
4153- مارية أم إبراهيم ابن رسول الله ص.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ قَالَ: بَعَثَ الْمُقَوْقَسُ صَاحِبُ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي سَنَةِ سَبْعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ بِمَارِيَةَ وَبِأُخْتِهَا سِيرِينَ وَأَلْفِ مثقال
__________
4153 السمط الثمين (139) ، والمحبر (76) ، وذيل المذيل (9) ، (80) ، وأسد الغابة (5/ 543) ، والإصابة ترجمة (984) ، والأعلام (5/ 255) .(8/170)
ذَهَبًا وَعِشْرِينَ ثَوْبًا لَيِّنًا وَبَغْلَتِهِ الدُّلْدُلِ وَحِمَارِهِ عُفَيْرٍ. وَيُقَالُ يَعْفُورٌ. وَمَعَهُمْ خَصِيٌّ يُقَالُ لَهُ. مَابُورُ شَيْخٌ كَبِيرٌ كَانَ أَخَا مَارِيَةَ. وَبَعَثَ بِذَلِكَ كُلِّهِ مَعَ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ.
فَعَرَضَ حَاطِبُ بْنُ أَبِي بَلْتَعَةَ عَلَى مَارِيَةَ الإِسْلامَ وَرَغَّبَهَا فِيهِ فَأَسْلَمَتْ وَأَسْلَمَتْ أُخْتُهَا وَأَقَامَ الْخَصِيُّ عَلَى دِينِهِ حَتَّى أَسْلَمَ بِالْمَدِينَةِ بَعْدُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ. وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ مُعْجَبًا بِأُمِّ إِبْرَاهِيمَ. وَكَانَتْ بَيْضَاءَ جَمِيلَةً. فَأَنْزَلَهَا رَسُولُ اللَّهِ فِي الْعَالِيَةِ فِي الْمَالِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْيَوْمَ مَشْرُبَةُ أُمِّ إِبْرَاهِيمَ. وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ يَخْتَلِفُ إِلَيْهَا هُنَاكَ وَضَرَبَ عَلَيْهَا الْحِجَابَ. وَكَانَ يَطَأَهَا بِمِلْكِ الْيَمِينِ. فَلَمَّا حَمَلَتْ وَضَعَتْ هُنَاكَ وَقَبِلَتْهَا سَلْمَى مَوْلاةُ رَسُولِ اللَّهِ فَجَاءَ أَبُو رَافِعٍ زَوْجُ سَلْمَى فَبَشَّرَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِإِبْرَاهِيمَ فَوَهَبَ لَهُ عَبْدًا.
وَذَلِكَ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَمَانٍ. وَتَنَافَسَتِ الأَنْصَارُ فِي إِبْرَاهِيمَ وَأَحَبُّوا أَنْ يُفْرِغُوا مَارِيَةَ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِمَا يَعْلَمُونَ مِنْ هَوَاهُ فِيهَا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا غِرْتُ عَلَى امْرَأَةٍ إِلا دُونَ مَا غِرْتُ عَلَى مَارِيَةَ. وَذَلِكَ أَنَّهَا كَانَتْ جَمِيلَةً مِنَ النِّسَاءِ جَعْدَةً. وَأُعْجِبَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَكَانَ أَنْزَلَهَا أَوَّلَ مَا قُدِمَ بِهَا فِي بَيْتٍ لِحَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ فَكَانَتْ جَارَتَنَا فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ عَامَّةَ النَّهَارِ وَاللَّيْلِ عِنْدَهَا حَتَّى فَرَغْنَا لَهَا فَجَزِعْتُ فَحَوَّلَهَا إِلَى الْعَالِيَةِ فَكَانَ يَخْتَلِفُ إِلَيْهَا هُنَاكَ. فَكَانَ ذَلِكَ أَشَدَّ عَلَيْنَا. ثُمَّ رَزَقَ اللَّهُ مِنْهَا الْوَلَدَ وَحَرَمَنَا مِنْهُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَتْ أُمُّ إِبْرَاهِيمَ سُرِّيَّةَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي مَشْرُبَتِهَا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَرَّمَ أُمَّ إِبْرَاهِيمَ فَقَالَ: هِيَ عَلَيَّ حَرَامٌ. وَقَالَ: وَاللَّهِ لا أَقْرَبُهَا. قَالَ فَنَزَلَتْ: «قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمانِكُمْ» التحريم: 2.
قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ: فَالْحَرَامُ حَلالٌ فِي الإِمَاءِ. إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِجَارِيَتِهِ أَنْتِ عَلَيَّ حَرَامٌ فليس بشيء. وإذ قَالَ: وَاللَّهِ لا أَقْرَبُكِ فَعَلَيْهِ الْكَفَّارَةُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي أَبُو حَاتِمٍ عَنْ جُوَيْبِرٍ عَنِ الضَّحَّاكِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَرَّمَ جَارِيَتَهُ فَأَبَى اللَّهُ ذَلِكَ عَلَيْهِ فَرَدَّهَا عَلَيْهِ وَكَفَّرَ يَمِينَهُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: حَرَّمَهَا تَحْرِيمًا فَكَانَتْ يَمِينًا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا الثَّوْرِيُّ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ(8/171)
مَسْرُوقٍ قَالَ: آلَى رَسُولُ اللَّهِ مِنْ أَمَتِهِ وَحَرَّمَهَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِي الإِيلاءِ: «قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمانِكُمْ» التحريم: 21. وَأَنْزَلَ اللَّهُ: «يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ» التحريم: 1. الآيَةَ. فَالْحَرَامُ حَلالٌ. يَعْنِي فِي الإِمَاءِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: [خَلا رَسُولُ اللَّهِ بِجَارِيَتِهِ مَارِيَةَ فِي بَيْتِ حَفْصَةَ فَخَرَجَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهِيَ قَاعِدَةٌ عَلَى بَابِهِ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفِي بَيْتِي وَفِي يَوْمِي! فَقَالَ النبي. ص: هِيَ عَلَيَّ حَرَامٌ فَأَمْسِكِي عَنِّي. قَالَتْ: لا أَقْبَلُ دُونَ أَنْ تَحْلِفَ لِي. فَقَالَ: وَاللَّهِ لا أَمَسُّهَا أَبَدًا. وَكَانَ الْقَاسِمُ يَرَى قَوْلَهُ حَرَامٌ لَيْسَ بِشَيْءٍ] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كَانَتْ مَارِيَةُ أُمُّ إِبْرَاهِيمَ أَهْدَاهَا الْمُقَوْقَسُ وَأُخْتَهَا سِيرِينَ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَاتَّخَذَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أُمَّ إِبْرَاهِيمَ وَوَهَبَ سِيرِينَ لِحَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَتْ مَارِيَةُ مِنْ حَفْنَ مِنْ كَوْرَةِ أَنْصَا أَوْ أَنْصِنَا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنِ ابْنِ كَعْبِ عن مالك قال: [قال رسول الله. ص: اسْتَوْصُوا بِالْقِبْطِ خَيْرًا فَإِنَّ لَهُمْ ذِمَّةً وَرَحِمًا] قَالَ: وَرَحِمُهُمْ أَنَّ أُمَّ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مِنْهُمْ وَأُمَّ إِبْرَاهِيمُ ابْنُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
مِنْهُمْ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَتْ أُمُّ إِبْرَاهِيمَ سُرِّيَّةً لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي مَشْرُبَتِهَا وَكَانَ قِبْطِيُّ يَأْوِي إِلَيْهَا وَيَأْتِيهَا بِالْمَاءِ وَالْحَطَبِ فَقَالَ النَّاسُ فِي ذَلِكَ: عِلْجٌ يَدْخُلُ عَلَى عِلْجَةٍ. فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَرْسَلَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فَوَجَدَهُ عَلِيٌّ عَلَى نَخْلَةٍ فَلَمَّا رَأَى السَّيْفَ وَقَعَ فِي نَفْسِهِ فَأَلْقَى الْكِسَاءَ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ وَتَكَشَّفَ فَإِذَا هُوَ مَجْبُوبٌ. فرجع علي إلى النبي: ص. فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِذَا أَمَرْتَ أَحَدَنَا بِالأَمْرِ ثُمَّ رَأَى فِي غَيْرِ ذَلِكَ أَيُرَاجِعُكَ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَأَخْبَرَهُ بِمَا رَأَى مِنَ الْقِبْطِيِّ. قَالَ: وَوَلَدَتْ مَارِيَةُ إِبْرَاهِيمَ فَجَاءَ جبريل. ع. إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا إِبْرَاهِيمَ.
فَاطْمَأَنَّ رَسُولُ اللَّهِ إِلَى ذَلِكَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ مِثْلَ(8/172)
ذَلِكَ غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: خَرَجَ عَلِيٌّ فَلَقِيَهُ عَلَى رَأْسِهِ قِدْرَةً مُسْتَعْذِبًا لَهَا مِنَ الْمَاءِ. فَلَمَّا رَآهُ عَلِيٌّ شَهَرَ السَّيْفَ وَعَمَدَ لَهُ فَلَمَّا رَآهُ الْقِبْطِيُّ طَرَحَ الْقِرْبَةَ وَرَقَى فِي نَخْلَةٍ وَتَعَرَّى فَإِذَا هُوَ مَجْبُوبٌ. فَأَغْمَدَ عَلِيٌّ سَيْفَهُ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَخْبَرَهُ الْخَبَرَ [فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ. ص: أَصَبْتَ. إِنَّ الشَّاهِدَ يَرَى مَا لا يَرَى الْغَائِبُ] .
أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى. حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ كُلَيْبٍ قَاضِي عَدْنٍ عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنُ قَعْنَبٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ. حَدَّثَنَا يُونُسُ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ [ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا وَلَدَتْ أُمُّ إِبْرَاهِيمَ قال رسول الله. ص: أَعْتَقَهَا وَلَدُهَا] .
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ. حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[قَالَ: أَيُّمَا أَمَةٍ وَلَدَتْ مِنْ سَيِّدِهَا فَإِنَّهَا حُرَّةٌ إِذَا مَاتَ إِلا أَنْ يُعْتِقَهَا قَبْلَ مَوْتِهِ] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ أُمِّهِ. وَكَانَتْ أُخْتَ مَارِيَةَ يُقَالُ لَهَا سِيرِينُ فَوَهَبَهَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِحَسَّانَ فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ. قَالَتْ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمَّا حَضَرَ إِبْرَاهِيمُ وَأَنَا أَصِيحُ وَأُخْتِي مَا يَنْهَانَا. فَلَمَّا مَاتَ نَهَانَا عَنِ الصِّيَاحِ وَغَسَّلَهُ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ وَرَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جَالِسٌ. ثُمَّ رَأَيْتُهُ عَلَى شَفِيرِ الْقَبْرِ وَمَعَهُ الْعَبَّاسُ إِلَى جَنْبِهِ.
وَنَزَلَ فِي حُفْرَتِهِ الْفَضْلُ وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ وَكَسَفَتِ الشَّمْسُ يَوْمَئِذٍ فَقَالَ النَّاسُ: لِمَوْتِ إِبْرَاهِيمَ. [فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ. ص: إِنَّهَا لا تَكْسِفُ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلا لِحَيَاتِهِ. وَرَأَى رَسُولُ اللَّهِ فُرْجَةً فِي اللَّبِنِ فَأَمَرَ بِهَا تُسَدُّ فَقِيلَ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: أَمَا أَنَّهَا لا تَضُرُّ وَلا تَنْفَعُ وَلَكِنَّهَا تُقِرُّ عَيْنَ الْحَيِّ وَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا عَمِلَ عَمَلا أَحَبَّ اللَّهُ أَنْ يُتْقِنَهُ] .
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عُبَيْدٍ الدِّمَشْقِيُّ. حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ عَطَاءٍ قَالَ:
أُمِرَتْ أُمُّ وَلَدِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَارِيَةُ أَنْ تَعْتَدَّ ثَلاثَ حِيَضٍ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ عَطَاءٍ أَنَّ(8/173)
مَارِيَةَ لَمَّا أَنْ تُوُفِّيَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اعْتَدَّتْ ثَلاثَ حِيَضٍ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ أَبُو بَكْرٍ يُنْفِقُ عَلَى مَارِيَةَ حَتَّى تُوُفِّيَ. ثُمَّ كَانَ عُمَرُ يُنْفِقُ عَلَيْهَا حَتَّى تُوُفِّيَتْ فِي خِلافَتِهِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: تُوُفِّيَتْ مَارِيَةُ أُمُّ إبراهيم ابن رَسُولِ اللَّهِ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ من الهجرة فرؤي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَحْشُرُ النَّاسَ لِشُهُودِهَا وَصَلَّى عَلَيْهَا.
وَقَبْرُهَا بِالْبَقِيعِ.
ذِكْرُ عَدَدِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمر. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: وَحَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ قَالا: كَانَتْ أَوَّلَ امْرَأَةٍ تَزَوَّجَهَا رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَبْلَ النُّبُوَّةِ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ. وَكَانَتْ قَبْلَهُ عِنْدَ عَتِيقِ بْنِ عَابِدٍ الْمَخْزُومِيِّ فَوَلَدَتْ لَهُ جَارِيَةً فَسَمَّتْهَا هِنْدًا. ثُمَّ خَلَفَ عَلَى خَدِيجَةَ بَعْدَ عَتِيقٍ أَبُو هَالَةَ بْنُ النَّبَّاشِ بْنِ زُرَارَةَ التَّمِيمِيُّ حَلِيفُ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ فَوَلَدَتْ لَهُ رَجُلًا يُدْعَى هِنْدًا. ثُمَّ تَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً وَخَدِيجَةُ ابْنَةُ أَرْبَعِينَ سَنَةً فَوَلَدَتْ لَهُ الْقَاسِمَ وَالطَّاهِرَ وَهُوَ الْمُطَهَّرُ فَمَاتَا قَبْلَ النُّبُوَّةِ. وَوَلَدَتْ لَهُ مِنَ النِّسَاءِ زَيْنَبَ الَّتِي كَانَتْ تَحْتَ أَبِي الْعَاصِ بْنِ الرَّبِيعِ. وَكَانَتْ أَكْبَرَ بَنَاتِ النبي. ثُمَّ رُقَيَّةَ تَزَوَّجَهَا عُتَيْبَةُ بْنُ أَبِي لَهَبٍ فَطَلَّقَهَا قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا فَتَزَوَّجَهَا عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ بَعْدَ النُّبُوَّةِ. ثُمَّ وَلَدَتْ أُمَّ كُلْثُومٍ فَتَزَوَّجَهَا عُثْمَانُ بَعْدَ رُقَيَّةَ. ثُمَّ وَلَدَتْ فَاطِمَةَ فَتَزَوَّجَهَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ. وَتُوُفِّيَتْ خَدِيجَةُ لِعَشْرٍ خَلَوْنَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ فِي السَّنَةِ الْعَاشِرَةِ مِنَ النُّبُوَّةِ قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِثَلاثِ سِنِينَ وَهِيَ بِنْتُ خَمْسٍ وَسِتِّينَ سَنَةً. فَتَزَوَّجَ رسول الله بَعْدَهَا سَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ الْعَامِرِيَّةَ وَكَانَتْ قَبْلَهُ تَحْتَ السَّكْرَانِ بْنِ عَمْرٍو أَخِي سُهَيْلِ بْنِ عمرو. وكان قد هَاجَرَ بِهَا إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مَكَّةَ فَمَاتَ بِهَا. فَتَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
سَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ عَشْرٍ مِنَ النُّبُوَّةِ قَبْلَ أَنْ يَقْدَمَ الْمَدِينَةِ. ثُمَّ قَدِمَ بِهَا الْمَدِينَةَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ عَشْرٍ مِنَ النُّبُوَّةِ. ثُمَّ تَزَوَّجَ عَلَى إِثْرِهَا عَائِشَةَ بِنْتَ أَبِي بكر الصديق بمكة وَهِيَ ابْنَةُ سِتِّ سِنِينَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ عَشْرٍ مِنَ النُّبُوَّةِ وَبَنَى بِهَا بِالْمَدِينَةِ وَهِيَ ابنة تِسْعِ سِنِينَ فِي شَوَّالٍ عَلَى رَأْسِ ثَمَانِيَةِ أَشْهُرٍ مِن الْمُهَاجِرِ وَتُوُفِّيَ عَنْهَا وَهِيَ ابْنَةُ ثماني عَشْرَةَ سَنَةً. ثُمَّ تَزَوَّجَ حَفْصَةَ بِنْتَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَكَانَتْ قَبْلَهُ تَحْتَ(8/174)
خُنَيْسِ بْنِ حُذَافَةَ السَّهْمِيِّ فَتُوُفِّيَ عَنْهَا مَرْجِعَهُ مِنْ بَدْرٍ وَلَمْ تَلِدْ لَهُ شَيْئًا. فَتَزَوَّجَهَا رسول الله فِي شَعْبَانَ عَلَى رَأْسِ ثَلاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ قَبْلَ أُحُدٍ بِشَهْرَيْنِ. ثُمَّ تَزَوَّجَ أُمَّ سَلَمَةَ ابْنَةَ أَبِي أُمَيَّةَ بْن الْمُغِيرَةِ بْن عَبْد اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَخْزُومٍ وَكَانَتْ قَبْلَهُ تَحْتَ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الأَسَدِ وَلَهَا مِنْهُ عُمَرُ وَسَلَمَةُ وَزَيْنَبُ وَبَرَّةُ فَتُوُفِّيَ أَبُو سَلَمَةَ عَنْهَا بِالْمَدِينَةِ بَعْدَ أُحُدٍ. وَكَانَ تزوج رسول الله إِيَّاهَا فِي لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ شَوَّالَ سَنَةَ أَرْبَعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ. ثُمَّ تَزَوَّجَ جُوَيْرِيَةَ بِنْتَ الحارث بن أبي ضرار من بلمصطلق وَكَانَتْ قَبْلَهُ تَحْتَ ابْنٍ عَمٍّ لَهَا يُقَالُ له صفوان ذو الشفر ابن مَالِكِ بْنِ جُذَيْمَةَ فَقُتِلَ عَنْهَا يَوْمَ الْمُرَيْسِيعِ فَكَانَتْ جُوَيْرِيَةُ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ. عَلَى رَسُولِهِ فَأَعْتَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا. وَكَانَتِ الْمُرَيْسِيعِ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ خمس من الهجرة. ثم تزوج زينب ابنة جَحْشِ بْن رِئَابٍ الأَسَدِيَّةَ وَأُمُّهَا أُمَيْمَةُ بِنْت عَبْد المُطَّلِب بْن هَاشِمٍ.
وَكَانَتْ قَبْلَهُ تَحْتَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ مِنْهَا ولد. وتزوجها رسول الله فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ خَمْسٍ مِنَ الْهِجْرَةِ. ثُمَّ تَزَوَّجَ زَيْنَبَ بِنْتَ خُزَيْمَةَ الْهِلالِيَّةَ وَهِيَ أُمُّ الْمَسَاكِينِ فَتُوُفِّيَتْ عِنْدَهُ. وَكَانَتْ قَبْلَهُ تَحْتَ الطُّفَيْلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُطَّلِبِ. ثُمَّ تَزَوَّجَ ريحانة بنت زيد بن عمرو بن خنافة النَّضْرِيَّةَ وَكَانَتْ قَبْلَهُ تَحْتَ رَجُلٍ مِنْ بَنِي النَّضِيرِ يُقَالُ لَهُ الْحَكَمُ. فَتُوُفِّيَ الْحَكَمُ. فَتُوُفِّيَتْ رَيْحَانَةُ وَرَسُولُ اللَّهِ حَيٌّ. وَكَانَتْ غَزْوَةُ بَنِي قُرَيْظَةَ فِي لَيَالٍ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ أَوْ لَيَالٍ مِنْ ذِي الْحَجَّةِ سَنَةَ خَمْسٍ. ثُمَّ تَزَوَّجَ أُمَّ حَبِيبَةَ ابْنَةَ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ فِي الْهُدْنَةِ وَهِيَ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ. بَعَثَ إلى النجاشي يزوجه فزوجها إياه وَوَلِيَ يَوْمَئِذٍ تَزْوِيجَهَا خَالِدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ. وَكَانَتْ قَبْلَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عِنْدَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ. وَكَانَ قَدْ أَسْلَمَ وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ مَعَ مَنْ هَاجَرَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ثُمَّ ارْتَدَّ وَتَنَصَّرَ فَمَاتَ هُنَاكَ عَلَى النَّصْرَانِيَّةِ. ثُمَّ تَزَوَّجَ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ وَكَانَتْ مِنْ مِلْكِ يَمِينِهِ فَأَعْتَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا. وَكَانَتْ قَبْلَهُ تَحْتَ سَلامِ بْنِ مِشْكَمٍ فَفَارَقَهَا فَتَزَوَّجَهَا كِنَانَةُ بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ أَبِي الْحُقَيْقِ فَقُتِلَ عَنْهَا يَوْمَ خَيْبَرَ وَلَمْ تَكُنْ وَلَدَتْ لأَحَدٍ مِنْهُمْ شَيْئًا. وَكَانَتْ سُبِيَتْ مِنَ الْقَمُوصِ. وَبَنَى بِهَا رَسُولُ الله بِالصَّهْبَاءِ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ سَبْعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ. ثُمَّ تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ الْهِلالِيَّةَ سَنَةَ سَبْعٍ فِي ذِي الْقَعْدَةِ. وَهِيَ سَنَةُ الْقَضِيَّةِ. وَكَانَتْ قَبْلَهُ تَحْتَ أَبِي رُهْمِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى الْعَامِرِيِّ فَتُوُفِّيَ عَنْهَا وَلَمْ تَلِدْ لَهُ شَيْئًا. وَتَزَوَّجَ فَاطِمَةَ بِنْتَ الضَّحَّاكِ بْنِ سُفْيَانَ الْكِلابِيَّةَ فَاسْتَعَاذَتْ مِنْهُ فَفَارَقَهَا فَكَانَتْ تَدْخُلُ عَلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَتَقُولُ: أَنَا الشَّقِيَّةُ. وَيُقَالُ: إِنَّمَا فَارَقَهَا لِبَيَاضٍ كَانَ بِهَا وَكَانَ تَزَوُّجُهُ إِيَّاهَا فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ مُنْصَرَفِهِ مِنَ(8/175)
الْجِعْرَانَةِ. وَتُوُفِّيَتْ سَنَةَ سِتِّينَ. وَتَزَوَّجَ أَسْمَاءَ بِنْتَ النُّعْمَانِ الْجَوْنِيَّةَ وَلَمْ يَدْخُلْ بِهَا وَهِيَ الَّتِي اسْتَعَاذَتْ مِنْهُ. وَكَانَ تَزَوُّجُهُ إِيَّاهَا فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ تِسْعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ وَتُوُفِّيَتْ في خلافة عثمان بن عفان عند أهلها بِنَجْدٍ. وَيُنْكِرُونَ كُلَّ مَنْ ذَكَرَ سِوَى هَؤُلاءِ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تَزَوَّجَ غَيْرَهُنَّ. يُنْكِرُونَ قُتَيْلَةَ بِنْتَ قَيْسٍ أُخْتَ الأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ.
وَيُنْكِرُونَ الْكِنَانِيَّةَ وَغَيْرَهَا مِمَّنْ ذُكِرَ أَنَّهُ تَزَوَّجَهَا سِوَى مَنْ سَمَّيْنَا فِي صَدْرِ هَذَا الْحَدِيثِ.
وَقَالُوا: إِنَّمَا تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَرْبَعَ عَشْرَةَ امْرَأَةً. سِتٌّ مِنْهُنَّ قُرَشِيَّاتٌ لا شَكَّ فِيهِنَّ: خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى. وَعَائِشَةُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقُ مِنْ بني تيم. وَسَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ. وَأُمُّ سَلَمَةَ بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ. وَأُمُّ حَبِيبَةَ بِنْت أَبِي سُفْيَان بْن حَرْبِ بْن أُمَيَّةَ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ. وَحَفْصَةُ بِنْتُ عُمَر بْن الْخَطَّابِ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْن كَعْبٍ. وَمِنَ الْعَرَبِ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشِ بْنِ رِئَابٍ الأَسَدِيَّةُ. وَمَيْمُونَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ الْهِلالِيَّةُ. وَجُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي ضِرَارٍ الْمُصْطَلِقِيَّةُ. وَأَسْمَاءُ بِنْتُ النُّعْمَانُ الْجَوْنِيَّةُ وَلَمْ يَدْخُلْ بِهَا. وَفَاطِمَةُ بِنْتُ الضَّحَّاكِ بْنِ سُفْيَانَ الْكِلابِيَّةُ. وَزَيْنَبُ بِنْتُ خُزَيْمَةَ الْهِلالِيَّةُ أُمُّ الْمَسَاكِينِ. وَتَزَوَّجَ رَيْحَانَةَ بِنْتَ زَيْدٍ مِنْ بَنِي النَّضِيرِ وَكَانَتْ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْهِ. وَتَزَوَّجَ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ وَكَانَتْ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْهِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ جَابِرٍ عَنْ عَامِرٍ قَالَ: تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ امْرَأَةً.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ وَعُمَرُ بْنُ الْحَكَمِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ: تَزَوَّجَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثَلاثَ عَشْرَةَ امْرَأَةً. ثُمَّ سَمَّوْا جَمِيعَ مَنْ سَمَّيْنَا فِي الْحَدِيثِ الأَوَّلِ مِنْ أَزْوَاجِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَلا رَيْحَانَةَ بِنْتَ زَيْدٍ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي نُبَيْطُ بْنُ جَابِرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ قَالَ: تَزَوَّجَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَمْسَ عَشْرَةَ امْرَأَةً فَسَمَّى الأَرْبَعَ عَشْرَةَ اللَّوَاتِي فِي الْحَدِيثِ. قَالَ: وَتَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْ بَنِي لَيْثٍ يُقَالُ لَهَا مُلَيْكَةُ بِنْتُ كَعْبٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَذَكَرَ أَبُو مَعْشَرٍ أَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تزوج مُلَيْكَةَ بِنْتَ كَعْبٍ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ الْجُنْدَعِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ(8/176)
الْجُنْدَعِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَزَوَّجَ مُلَيْكَةَ بِنْتَ كَعْبٍ فِي رَمَضَانَ وَدَخَلَ بِهَا وَمَاتَتْ عِنْدَهُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّهُ كَانَ يُنْكِرُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَزَوَّجَ اللَّيْثِيَّةَ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: الْمُجْتَمَعُ عَلَيْهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ تَزَوَّجَ الأَرْبَعَ عَشْرَةَ الْمَرْأَةَ اللاتِي سَمَّيْنَا فِي الْحَدِيثِ الأَوَّلِ فَفَارَقَ مِنْهُنَّ الْجُونِيَّةَ وَالْكِلابِيَّةَ وَمَاتَتْ عِنْدَهُ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ وَزَيْنَبُ بِنْتُ خُزَيْمَةَ الْهِلالِيَّةُ وَرَيْحَانَةُ بِنْتُ زَيْدٍ النَّضْرِيَّةِ. وَقَبَضَ رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ تِسْعٍ لا اخْتِلافَ فِيهِنَّ وَهُنَّ عَائِشَةُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ. وَحَفْصَةُ بِنْتُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. وَأُمُّ سَلَمَةَ بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ. وَأُمُّ حَبِيبَةَ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ. وَسَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ. وَزَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ. وَمَيْمُونَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ الْهِلالِيَّةُ. وَجُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ الْمُصْطَلَقِيَّةُ. وَصَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ النَّضْرِيَّةُ.
ذكر عدد أزواج النَّبِيِّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَأَلَهُ هَلِ اعْتَدَّ نِسَاءُ رَسُولِ اللَّهِ بَعْدَ وَفَاتِهِ؟ فَقَالَ: نَعَمْ اعْتَدَدْنَ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا. فَقُلْتُ: يَا أبا عَبْدِ اللَّهِ وَلِمَ يَعْتَدِدْنَ وَهُنَّ لا يَحْلُلْنَ لأَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ وَإِنَّمَا تَكُونُ الْعِدَّةُ لِلاسْتِبْرَاءِ؟ فَغَضِبَ عُرْوَةُ وَقَالَ: لَعَلَّكَ ذَهَبْتَ إِلَى قَوْلِهِ: «يَا نِساءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ؟» أَمَّا الْعِدَّةُ فَإِنَّمَا عَمِلْنَ بِالْكِتَابِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَنْسِيِّ قَالَ:
حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي الْحَكَمِ قَالَ: حَدُّ نِسَاءِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَرْبَعَةٌ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا وَكُنَّ يَزُورُ بَعْضُهُنَّ بَعْضًا وَلا يَبِتْنَ عَنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَقَدْ تَعَطَّلْنَ حَتَّى كَأَنَّهُنَّ رَوَاهِبُ.
وَمَا كَانَ يَمُرُّ بِهِنَّ يَوْمٌ أَوِ اثْنَانِ أَوْ ثَلاثَةٌ إِلا وَكُلُّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ يُسْمَعُ نَشِيجُهَا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنِ ابْنِ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَنْسِيِّ قَالَ:
سَأَلْتُ عِكْرِمَةَ عَنْ نِسَاءِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هَلِ اعْتَدَدْنَ فَقَالَ: مَا طَلَّقَ امْرَأَةً مِنْهُنَّ مَدْخُولا بِهَا إِلا اعْتَدَّتْ ثَلاثَ حيض. ثُمَّ يَقُولُ: اعْتَدَّتِ الْكِلابِيَّةُ ثَلاثَ حِيَضٍ وَاعْتَدَّتْ سَوْدَةُ حِينَ رَاجَعَهَا فِي أَوَّلِ حَيْضَةٍ قَبْلَ أَنْ تَطْهُرَ. وَاعْتَدَّ نِسَاؤُهُ فِي الْوَفَاةِ بَعْدَهُ أربعة أشهر وعشرا.(8/177)
تسمية النساء الْمُبَايِعَاتِ مِنْ قُرَيْشٍ وَحُلَفَائِهِمْ وَمَوَالِيهِمْ وَغَرَائِبِ نِسَاءِ الْعَرَبِ
4154- فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدِ
بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مناف بن قصي. وأمها فاطمة بنت قيس بْنِ هَرِمِ بْنِ رَوَاحَةَ بْنِ حُجْرِ بْنِ عَبْد بْن بغيض بن عامر بن لؤي. وهي ابنة عم زَائِدَةَ بْنِ الأَصَمِّ بْنِ هَرِمِ بْنِ رَوَاحَةَ جد خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قصي زَوْجِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من قبل أمها. وكانت فاطمة بنت أسد زوج أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي فولدت له طالبًا وعقيلًا وجعفرًا وعليًا وأم هانئ وجمانة وريطة بني أبي طالب. وأسلمت فاطمة بنت أسد. وكانت امرأة صالحة. وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يزورها ويقيل في بيتها.
4155- رُقَيْقَةَ بِنْتَ أَبِي صَيْفِيِّ
بْنِ هَاشِمِ بْنِ عبد مناف بن قصي. وأمها هالة ويقال تماضر بنت كلدة بنت عَبْدِ مَنَافِ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ. وكانت عند نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن قصي بن زهرة بن كلاب فولدت له مخرمة وصفوان وأمية.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ أُمِّ بَكْرِ بِنْتِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ عَنْ أَبِيهَا عَنْ مَخْرَمَةَ بْنِ نَوْفَلٍ عَنْ أُمِّهِ رُقَيْقَةَ بِنْتَ أَبِي صَيْفِيِّ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ قَالَتْ: لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى عَمِّي شَيْبَةَ. تَعْنِي عَبْدَ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ. وَأَنَا يَوْمَئِذٍ جَارِيَةٌ يَوْمَ دَخَلَ بِهِ عَلَيْنَا الْمُطَّلِبُ بْنُ عَبْدِ مَنَافٍ فَكُنْتُ أَوَّلَ مَنْ سَبَقَ إِلَيْهِ فَالْتَزَمْتُهُ وَخَبَّرْتُ بِهِ أَهْلَنَا وَهِيَ يَوْمَئِذٍ أَسَنُّ مِنْ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. وَقَدْ أَدْرَكَتْ رَسُولَ اللَّهِ وَكَانَتْ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَلَى ابْنِهَا مَخْرَمَةَ. يَعْنِي قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ أُمِّ بَكْرٍ بنت الْمِسْوَرِ عَنْ أَبِيهَا أَنَّ رُقَيْقَةَ بِنْتَ أَبِي صَيْفِيِّ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ وَهِيَ أُمُّ مَخْرَمَةَ بْنِ نَوْفَلٍ حَذَّرَتْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَتْ: إِنَّ قُرَيْشًا قَدِ اجْتَمَعَتْ تُرِيدُ بَيَاتَكَ اللَّيْلَةَ. قَالَ الْمِسْوَرُ:
__________
4154 الإصابة ترجمة (731) ، والاستيعاب (4/ 381) ، (هامش الإصابة) ، والأعلام (5/ 130) .(8/178)
فَتَحَوَّلَ رَسُولُ اللَّهِ عَنْ فِرَاشِهِ وَبَاتَ عَلَيْهِ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ. رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
4156- أُمُّ أَيْمَنَ
واسمها بركة مولاة رسول الله وحاضنته.
قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - ورثها من أبيه وخمسة أجمال أوارك وقطعة غنم فَأَعْتَقَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أُمَّ أيمن حين تزوج خديجة بنت خويلد فتزوج عبيد بن زيد من بني الحارث بن الخزرج أم أيمن فولدت له أيمن. صحب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وقتل يوم حنين شهيدًا. وكان زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي مولى خديجة بنت خويلد فوهبته لرسول الله فأعتقه وزوجه أم أيمن بعد النبوة فولدت له أسامة بن زيد.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ شَيْخٍ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ قَالَ: [كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ لأُمِّ أَيْمَنَ: يَا أُمَّهْ. وَكَانَ إِذَا نَظَرَ إِلَيْهَا قَالَ:
هَذِهِ بَقِيَّةُ أَهْلِ بَيْتِي] .
أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ. يَعْنِي حَمَّادَ بْنَ أُسَامَةَ. عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ الْقَاسِمِ يُحَدِّثُ قَالَ: لَمَّا هَاجَرَتْ أُمُّ أَيْمَنَ أَمْسَتْ بِالْمُنْصَرَفِ دُونَ الرَّوْحَاءِ فَعَطِشَتْ وَلَيْسَ مَعَهَا مَاءٌ وَهِيَ صَائِمَةٌ فَجَهَدَهَا الْعَطَشُ فَدُلِّيَ عَلَيْهَا مِنَ السَّمَاءِ دَلْوٌ مِنْ مَاءٍ بِرِشَاءٍ أَبْيَضَ فَأَخَذَتْهُ فَشَرِبَتْ مِنْهُ حَتَّى رَوِيَتْ فَكَانَتْ تَقُولُ: مَا أَصَابَنِي بَعْدَ ذَلِكَ عَطَشٌ وَلَقَدْ تَعَرَّضْتُ لِلْعَطَشِ بِالصَّوْمِ فِي الْهَوَاجِرِ فَمَا عَطِشْتُ بَعْدَ تِلْكَ الشَّرْبَةِ وَإِنْ كُنْتُ لأَصُومُ فِي الْيَوْمِ الْحَارِّ فَمَا أَعْطَشُ.
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى. أَخْبَرَنَا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُقْبَةَ قَالَ:
[كَانَتْ أُمُّ أَيْمَنَ تُلَطِّفُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وتقوم عليه. فقال رسول الله. ص: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَتَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَلْيَتَزَوَّجْ أُمَّ أَيْمَنَ. فَتَزَوَّجَهَا زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ فَوَلَدَتْ لَهُ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ] .
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ. حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[قَالَ: غَطِّي قِنَاعَكِ يَا أُمَّ أَيْمَنَ] .
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ. حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: [جَاءَتْ أُمُّ أَيْمَنَ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَتِ: احْمِلْنِي. قَالَ: أَحْمِلُكِ عَلَى وَلَدِ النَّاقَةِ. فَقَالَتْ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ لا يُطِيقُنِي وَلا أُرِيدُهُ. فَقَالَ: لا أَحْمِلُكِ إِلا عَلَى وَلَدِ النَّاقَةِ. يَعْنِي أَنَّهُ كَانَ يُمَازِحُهَا. وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ يَمْزَحُ وَلا يَقُولُ إِلا حَقًّا. وَالإِبِلُ كُلُّهَا وَلَدُ النُّوقِ.](8/179)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ. حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَتْ أُمُّ أَيْمَنَ تَجِيءُ فَتَقُولُ: لا سَلامَ. فَأَحَلَّ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ أَنْ تَقُولَ سَلامٌ.
أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ. حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَتْ أُمُّ أَيْمَنَ إِذَا دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَتْ: سَلامٌ لا عَلَيْكُمُ. فَرَخَّصَ لَهَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ تَقُولَ السَّلامَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ عَائِذِ بْنِ يَحْيَى عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ أَنَّ أُمَّ أَيْمَنَ قالت يوم حنين: ثبت الله أقدامكم. [فقال النبي. ص: اسْكُتِي يَا أُمَّ أَيْمَنَ فَإِنَّكِ عَسْرَاءُ اللِّسَانِ] .
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ. حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ:
حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ عَنْ نَبِيِّ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّ الرَّجُلَ كَانَ يُجْعَلُ لَهُ مِنْ مَالِهِ النَّخَلاتُ أَوْ كَمَا شَاءَ اللَّهُ حَتَّى فُتِحَتْ قُرَيْظَةُ وَالنَّضِيرُ فَجَعَلَ يُرَدُّ بَعْدَ ذَلِكَ. قَالَ: وَإِنَّ أَهْلِي أَمَرَتْنِي أَنْ آتِيَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَسْأَلَهُ الَّذِي كَانَ أَهْلُهُ أَعْطَوْهُ أَوْ بَعْضَهُ. وَكَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
أَعْطَاهُ أُمَّ أَيْمَنَ أَوْ كَمَا شَاءَ اللَّهُ. قَالَتْ: فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ فَأَعْطَانِيهِنَّ. فَجَاءَتْ أُمُّ أَيْمَنَ فَجَعَلَتِ الثَّوْبَ فِي عُنُقِي وَجَعَلَتْ تَقُولُ: كَلا وَالَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ لا يُعْطِيكَهُنَّ وَقَدْ أَعْطَانِيهِنَّ. أَوْ كما قالت. فقال نبي الله. ص: لَكِ كَذَا. وَتَقُولُ: كَلا وَاللَّهِ أَوْ كَالَّذِي قَالَتْ. وَيَقُولُ لَكِ كَذَا الَّذِي أَعْطَاهَا. حَسِبَتْ أَنَّهُ قَالَ عَشْرَةَ أَمْثَالِهِ أَوْ قَرِيبًا مِنْ عَشْرَةِ أَمْثَالِهِ أَوْ كَمَا قَالَ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَقَدْ حَضَرَتْ أُمُّ أَيْمَنَ أُحُدًا وَكَانَتْ تَسْقِي الْمَاءَ وَتُدَاوِي الْجَرْحَى وَشَهِدَتْ خَيْبَرَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ. حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ نَمِرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ مَوْلَى أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ أَنَّهُ بَيْنَا هُوَ جَالِسٌ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ دَخَلَ الْحَجَّاجُ بْنُ أَيْمَنَ فَصَلَّى صَلاةً لَمْ يُتِمَّ رُكُوعَهُ وَلا سُجُودَهُ. فَدَعَاهُ ابْنُ عُمَرَ حِينَ سَلَّمَ فَقَالَ: أَيْ أُخَيَّ أَتَحْسَبُ أَنَّكَ قَدْ صَلَّيْتَ؟ إنك لم تصل فعد لصلاتك. قَالَ: فَلَمَّا وُلِّيَ الْحَجَّاجُ قَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: مَنْ هَذَا؟
قُلْتُ: الْحَجَّاجُ بن أيمن ابن أُمِّ أَيْمَنَ. فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: لَوْ رَأَى هَذَا رَسُولُ اللَّهِ لأَحَبَّهُ.
فَذَكَرَ حُبَّهُ مَا وَلَدَتْ أُمُّ أَيْمَنَ. وَكَانَتْ حَاضِنَةَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -(8/180)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ. حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ: لَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَكَتْ أُمُّ أَيْمَنَ فَقِيلَ لَهَا: مَا يُبْكِيكِ؟
فَقَالَتْ: أَبْكِي عَلَى خَبَرِ السَّمَاءِ.
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ. حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ أُمَّ أَيْمَنَ بَكَتْ حِينَ مَاتَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقِيلَ لَهَا: أَتَبْكِينَ؟ فَقَالَتْ: أَيْ وَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - سيموت ولكني إنما أبكي على الوحي إذ انْقَطَعَ عَنَّا مِنَ السَّمَاءِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عُمَرُ بَكَتْ أُمُّ أَيْمَنَ قَالَتْ: الْيَوْمَ وَهِيَ الإِسْلامُ. قَالَ قَبِيصَةُ فِي حَدِيثِهِ: وَبَكَتْ أُمُّ أَيْمَنَ حِينَ قُبِضَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقِيلَ لَهَا فَقَالَتْ: إِنَّمَا أَبْكِي عَلَى خَبَرِ السَّمَاءِ.
قَالَ قَبِيصَةُ: كَانَ سُفْيَانُ إِذَا جَاءَ بِحَدِيثِ جَعْفَرٍ ذَكَرَ هَذَا فِيهِ وَإِذَا جَاءَ بِحَدِيثِ طَارِقٍ ذَكَرَ هَذَا فِيهِ فَكُنَّا نَقُولُ: سُفْيَانُ لا يَحْفَظُ هَذَا فِي أَيِّ حَدِيثٍ هُوَ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: تُوُفِّيَتْ أُمُّ أَيْمَنَ فِي أَوَّلِ خِلافَةِ عُثْمَانَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: خَاصَمَ ابْنُ أَبِي الْفُرَاتِ مَوْلَى أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ الْحَسَنَ بْنَ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ وَنَازَعَهُ فَقَالَ لَهُ ابْنُ أَبِي الفرات في كلامه: يا بن بَرَكَةَ. يُرِيدُ أُمَّ أَيْمَنَ. فَقَالَ الْحَسَنُ: اشْهَدُوا. وَرَفَعَهُ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ قَاضِي الْمَدِينَةِ. أَوْ وَالٍ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. وَقَصَّ عليه قصته. قال أَبُو بَكْرٍ لابْنِ أَبِي الْفُرَاتِ: مَا أَرَدْتَ إلى قولك يا بن بَرَكَةَ؟ قَالَ: سَمَّيْتُهَا بِاسْمِهَا. قَالَ أَبُو بَكْرٍ:
إِنَّمَا أَرَدْتَ بِهَذَا التَّصْغِيرَ بِهَا وَحَالُهَا مِنَ الإِسْلامِ حَالُهَا وَرَسُولُ اللَّهِ يَقُولُ لَهَا يَا أُمَّهْ وَيَا أُمَّ أَيْمَنَ. لا أَقَالَنِي اللَّهُ إِنْ أَقَلْتُكَ. فَضَرَبَهُ سَبْعِينَ سَوْطًا.
4157- سَلْمَى
مَوْلاةُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - وقد سمعت من يقول إنها مولاة صفية بنت عبد المطلب. وكانت سلمى امرأة أبي رافع مولى رسول الله وأم أولاده وهي التي كانت تقبل خديجة بنت خويلد بن أسد في ولادتها إذا ولدت من رسول الله وتعد قبل ذلك ما تحتاج إليه. وهي قبلت مارية أم إبراهيم بإبراهيم ابن رسول الله وخرجت إلى زوجها أبي رافع فأعلمته أن مارية ولدت غلامًا فجاء أبو رافع فبشر رسول الله به فوهب له رسول الله غلامًا. وقد شهدت سلمى خَيْبَرَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -(8/181)
4158- خديجة بنت الحصين
بْن الْحَارِث بْن المطلب بْن عَبْد مناف بن قصي.
أسلمت وبايعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأطعمها رسول الله وأختها هندا بخيبر مائة وسق.
4159- هند بنت الحصين
بْن الْحَارِث بْن المطلب بْن عَبْد مناف بن قصي. أسلمت وبايعت رسول الله. وأطعمها رسول الله وأختها خديجة بخيبر مائة وسق.
4160- أم رمثة
ويقال أم رميثة بنت عمرو بْن هاشم بْنُ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ. أسلمت وبايعت رسول الله. وأطعمها رسول الله بخيبر أربعين وسقا تمرا وخمسة أوسق شعير. وهي أم حكيم أبي القعقاع بن حكيم وهو من الأزد حليف لبني المطلب بن عبد مناف بن قصي.
4161- بحينة
واسمها عبده بنت الحارث. وهو الأرت بْنُ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ. وأمها أم صيفي بنت الأسود بْن المطلب بْن أَسَدِ بْن عَبْد الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ. تزوجها مالك رجل من الأزد حليف لهم فولدت له عبد الله ابن بحينة وجبير ابن بحينة. وقد صحبها النبي - صلى الله عليه وسلم - وأسلمت بحينة وبايعت رسول الله.
وأطعمها رسول الله ثلاثين وسقًا.
4162- هِنْدُ بِنْتُ أُثَاثَةَ
بْنِ عَبَّادِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بن عبد مناف بن قصي. وأمها أم مسطح بِنْت أبي رهم بْنُ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ. أسلمت هند وبايعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأطعمها رسول الله مع أخيها مسطح بن أثاثة بخيبر ثلاثين وسقًا. واغتربت هند عند أبي جندب فولدت له ريطة.
4163- أم مسطح بِنْت أبي رهم
بْنُ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ. وأمها ريطة بنت صخر بْن عامر بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مرة. تزوجها أُثَاثَةَ بْنِ عَبَّادِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مناف فولدت له مسطحًا من أهل بدر وهندًا. وأسلمت أم مسطح فحسن إسلامها وكانت من أشد الناس على مسطح حين تكلم مع أهل الإفك في عائشة. رضي الله عنها.
4164- أروى بنت كريز
بن ربيعة بن حبيب بْنُ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قصي.
وأمها أم حكيم البيضاء بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي. تزوجها
__________
4162 الإصابة ترجمة (1086) ، ونهاية الأرب (17/ 101) ، ومعجم ما استعجم (839) ، وسيرة ابن هشام (3/ 43، 97) ، والأعلام (8/ 96) .(8/182)
عفان بن أبي العاص بن أمية فولدت له عثمان وآمنة ابني عفان ثم تزوجها عقبة بن أبي معيط فولدت له الوليد وعمارة وخالدًا وأم كلثوم وأم حكيم وهندًا. وأسلمت أروى بنت كريز وهاجرت إلى المدينة بعد ابنتها أم كلثوم بنت عقبة وبايعت رسول الله ولم تزل بالمدينة حتى ماتت في خلافة عثمان بن عفان.
أخبرنا محمد بن عمر. أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ بَكْرِ بْنِ أَبِي الْفُرَاتِ الأَشْجَعِيُّ قَالَ:
سَمِعْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ مَوْلَى آلِ عُثْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ بْنِ الرَّاهِبِ قَالَ: شَهِدْنَا أُمَّ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ يَوْمَ مَاتَتْ فَدَفَنَّاهَا بِالْبَقِيعِ فَرَجَعَ وَقَدْ صَلَّى النَّاسُ فِي الْمَسْجِدِ فَصَلَّى عُثْمَانُ وَحْدَهُ فِي الْمَسْجِدِ وَصَلَّيْتُ إِلَى جَانِبِهِ. قَالَ: فَسَمِعْتُهُ وَهُوَ سَاجِدٌ يَقُولُ: اللَّهُمَّ ارْحَمْ أُمِّي. أَوِ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لأُمِّي. وَذَلِكَ فِي خِلافَتِهِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى. أَخْبَرَنِي عَمِّي عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: رَأَيْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ حَمَلَ سَرِيرَ أُمِّهِ بَيْنَ الْعَمُودَيْنِ مِنْ دَارِ غَطِيشٍ فَلَمْ يَزَلْ يَحْمِلُهَا كَذَلِكَ حَتَّى وَضَعَهَا بِمَوْضِعِ الْجَنَائِزِ. قَالَ: وَرَأَيْتُهُ بَعْدَ أَنْ دَفَنَهَا قَائِمًا عَلَى قَبْرِهَا يَدْعُو لَهَا.
4165- أُمُّ كُلْثُومِ بِنْتُ عُقْبَةَ
بن أبي معيط بْن أبي عَمْرو بْن أُمَيَّةُ بْنُ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْن قصي. وأمها أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بْنُ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قصي. أسلمت بمكة وبايعت قبل الهجرة. وهي أول من هاجر من النساء بعد أن هَاجَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلى المدينة. ولم نعلم قرشية خرجت من بين أبويها مسلمة مهاجرة إلى الله ورسوله إلا أم كلثوم بنت عقبة. خرجت من مكة وحدها وصاحبت رجلًا من خزاعة حتى قدمت المدينة في الهدنة هدنة الحديبية. فخرج في إثرها أخواها الوليد وعمارة ابنا عقبة فقدما المدينة من الغد يوم قدمت فقالا: يا محمد فِ لنا بشرطنا وما عاهدتنا عليه. وقالت أم كلثوم: يا رسول الله أنا امرأة وحال النساء إلى الضعفاء ما قد علمت. فتردني إلى الكفار يفتنوني في ديني ولا صبر لي؟ فقبض الله العهد في النساء في صلح الحديبية وأنزل فيهن المحنة وحكم في ذلك بحكم رضوه كلهم. وفي أم كلثوم نزل: «فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ
__________
4165 الإصابة ترجمة (1475) ، والاستيعاب (4/ 488) (هامش الإصابة) ، والأعلام (5/ 231) .(8/183)
بِإِيمانِهِنَّ» الممتحنة: 10. فامتحنها رسول الله وامتحن النساء بعدها يقول: والله ما أخرجكن إلا حب الله ورسوله والإسلام وما خرجتن لزوج ولا مال. فإذا قلن ذلك تركن وحبسن فلم يرددن إلى أهليهن. [فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - للوليد وعمارة ابني عقبة: قد نقض الله العهد في النساء بما قد علمتماه فانصرفا.] ولم يكن لأم كلثوم بنت عقبة بمكة زوج. فلما قدمت المدينة تزوجها زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي فولدت له. وقتل عنها يوم مؤتة. فتزوجها الزبير بن العوام بن خويلد فولدت له زينب.
أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَتْ أُمُّ كُلْثُومِ بِنْتُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ تَحْتَ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ. وَكَانَتْ فِيهِ شِدَّةٌ عَلَى النِّسَاءِ وَكَانَتْ لَهُ كَارِهَةٌ فَكَانَتْ تَسْأَلُهُ الطَّلاقَ فَيَأْبَى عَلَيْهَا حَتَّى ضَرَبَهَا الطَّلْقَ وَهُوَ لا يَعْلَمُ. فَأَلَحَّتْ عَلَيْهِ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ لِلصَّلاةِ فَطَلَّقَهَا تَطْلِيقَةً ثُمَّ خَرَجَتْ فَوَضَعَتْ فَأَدْرَكَهُ إِنْسَانٌ مِنْ أَهْلِهِ فَأَخْبَرَهُ أَنَّهَا قَدْ وَضَعَتْ. فَقَالَ: خَدَعَتْنِي خَدَعَهَا اللَّهُ! فَأَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ [فَقَالَ:
سَبَقَ فِيهَا كِتَابُ اللَّهِ فَاخْطُبْهَا. قَالَ: لا تَرْجِعُ إِلَيَّ أَبَدًا] .
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: ثُمَّ تَزَوَّجَهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فَوَلَدَتْ لَهُ إِبْرَاهِيمَ وَحُمَيْدًا. وَمَاتَ عَنْهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَتَزَوَّجَهَا عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ فَمَاتَتْ عِنْدَهُ.
أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ. حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ قَالَ: كَانَ الْمُشْرِكُونَ قَدْ شَرَطُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ: أَنَّهُ مَنْ جَاءَ مِنْ قِبَلِنَا وَإِنْ كَانَ عَلَى دِينِكَ رَدَدْتَهُ إِلَيْنَا وَمَنْ جَاءَنَا مِنْ قِبَلِكَ رَدَدْنَاهُ إِلَيْكَ. فَكَانَ يَرُدُّ إِلَيْهِمْ مَنْ جَاءَ مِنْ قِبَلِهِمْ يَدْخُلُ فِي دِينِهِ. فَلَمَّا جَاءَتْ أُمُّ كُلْثُومِ بِنْتُ عُقْبَةَ بْنِ أبي مُعَيْطٍ مُهَاجِرَةً جَاءَ أَخَوَاهَا يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاهَا وَيَرُدَّاهَا إِلَيْهِمْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وتعالى:
«يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا جاءَكُمُ الْمُؤْمِناتُ مُهاجِراتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِناتٍ فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ وَسْئَلُوا ما أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْئَلُوا ما أَنْفَقُوا ذلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ» الممتحنة: 11. قَالَ: هُوَ الصَّدَاقُ. «وَإِنْ فاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْواجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعاقَبْتُمْ فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْواجُهُمْ مِثْلَ مَا أَنْفَقُوا» الممتحنة: 11. قَالَ:
هِيَ الْمَرْأَةُ تُسْلِمُ فَيَرُدُّ الْمُسْلِمُونَ صَدَاقَهَا إِلَى الْكُفَّارِ. وَمَا طَلَّقَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ نِسَاءَ الْكُفَّارِ عِنْدَهُمْ فَعَلَيْهِمْ أَنْ يَرُدُّوا صَدَاقَهُنَّ إِلَى الْمُشْرِكِينَ. فَإِنْ أَمْسَكُوا صَدَاقًا مِنْ(8/184)
صَدَاقِ الْمُسْلِمِينَ مِمَّا فَارَقُوا مِنْ نِسَاءِ الْكُفَّارِ أَمْسَكَ الْمُسْلِمُونَ صَدَاقَ الْمُسْلِمَاتِ اللاتِي جِئْنَ مِنْ قِبَلِهِمْ.
4166- أُمَامَةُ بِنْت أبي الْعَاصِ
بْن الرَّبِيع بْن عَبْد الْعُزَّى بْنُ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قصي. وأمها زَيْنَبَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -
أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ عن ابْنِ عَجْلانَ عَنِ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الزُّرَقِيِّ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يُصَلِّي وَأُمَامَةُ بِنْتُ أَبِي الْعَاصِ عَلَى عَاتِقِهِ فَإِذَا رَكَعَ وَضَعَهَا وَإِذَا قَامَ حَمَلَهَا.
أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ. حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ. حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الزُّرَقِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا قَتَادَةَ يَقُولُ: بَيْنَا نَحْنُ عَلَى بَابِ رَسُولِ اللَّهِ إِذْ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ يَحْمِلُ أُمَامَةَ بِنْتَ أَبِي الْعَاصِ بْنِ الرَّبِيعِ وَأُمُّهَا زَيْنَبُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ وَهِيَ صَبِيَّةٌ. قَالَ: فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ وَهِيَ عَلَى عَاتِقِهِ يَضَعُهَا إِذَا رَكَعَ وَيُعِيدُهَا عَلَى عَاتِقِهِ إِذَا قَامَ حَتَّى قَضَى صَلاتَهُ. يَفْعَلُ ذَلِكَ بِهَا.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ. حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الزُّرَقِيِّ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يُصَلِّي وَهُوَ حَامِلٌ أُمَامَةَ بِنْتَ زَيْنَبَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ. فَإِذَا قَامَ حَمَلَهَا وَإِذَا سَجَدَ وَضَعَهَا.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ. حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ. حَدَّثَنَا عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ وَهُوَ يَحْمِلُ أُمَامَةَ بِنْتَ أَبِي الْعَاصِ ابْنَةَ ابْنَتِهِ عَلَى عَاتِقِهِ. فَإِذَا رَكَعَ وَضَعَهَا وَإِذَا قَامَ حَمَلَهَا.
أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ الْعَطَاءِ بْنِ الأَغَرِّ الْمَكِّيُّ. حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ يُصَلِّي وَأُمَامَةُ بِنْتُ أَبِي الْعَاصِ عَلَى عَاتِقِهِ. فَإِذَا رَكَعَ وَضَعَهَا وَإِذَا قَامَ حَمَلَهَا.
أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ. حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دَخَلَ عَلَى أَهْلِهِ وَمَعَهُ قِلادَةُ جَزْعٍ فَقَالَ: [لأُعْطِيَنَّهَا أَرْحَمَكُنَّ. فَقُلْنَ يَدْفَعُهَا إِلَى بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ. فَدَعَا بِابْنَةِ أَبِي الْعَاصِ مِنْ زَيْنَبَ فَعَقَدَهَا بِيَدِهِ وَكَانَ عَلَى عَيْنِهَا غَمَصٌ فَمَسَحَهُ بِيَدِهِ. هَكَذَا قَالَ غَمَصٌ] .
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ(8/185)
إِسْحَاقَ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ أبيه عن عائشة أَنَّ النَّجَاشِيَّ أَهْدَى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حِلْيَةً فِيهَا خَاتَمٌ مِنْ ذَهَبٍ فَأَخَذَهُ وَإِنَّهُ لَمُعْرِضٌ عَنْهُ فَأَرْسَلَ بِهِ إِلَى [ابْنَةِ ابْنَتِهِ زَيْنَبَ فَقَالَ: تَحَلَّيْ بِهَذَا يَا بُنَيَّةُ] .
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ قَدْ تَزَوَّجَ أُمَامَةَ بِنْتَ أَبِي الْعَاصِ بْنِ الرَّبِيعِ بَعْدَ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ فَقُتِلَ عَنْهَا وَلَمْ تَلِدْ لَهُ شَيْئًا فَخَلَفَ عَلَيْهَا الْمُغِيرَةِ بْنَ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ عن ابن أبي ذئب أن أمامة بنت أبي العاص قَالَتْ لِلْمُغِيرَةِ بْنِ نَوْفَلٍ: إِنَّ مُعَاوِيَةَ قَدْ خَطَبَنِي. فَقَالَ لَهَا الْمُغِيرَةُ: أَتُزَوِّجِينَ ابْنُ آكِلَةِ الأَكْبَادِ؟ فَلَوْ جَعَلْتِ ذَلِكَ إِلَيَّ. قَالَتْ: نَعَمْ. قال: قد تزوجتك. قال ابن أبي ذئب: فجاز نكاحه.
4167- أُمُّ خَالِدٍ
وَهِيَ أَمَةُ بِنْتُ خَالِدِ بْنِ سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس.
وأمها همينة بِنْت خَلَفِ بْن أَسْعَدَ بْن عَامِرِ بْن بَيَاضَةَ بْن سُبَيْعِ بْن جعثمة بْنِ سَعْدِ بْنِ مَلِيحِ بْنِ عَمْرٍو مِنْ خزاعة. وكان خالد بن سعيد قد هاجر إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ وَمَعَهُ امْرَأَتُهُ هُمَيْنَةُ بِنْتُ خلف فولدت له هناك أمة بنت خالد فلم تزل بأرض الحبشة حتى قدموا في السفينتين. وقد بلغت أمة وعقلت.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ عَنْ أُمِّ خَالِدٍ بِنْتِ خَالِدٍ قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّجَاشِيَّ يَوْمَ خَرَجْنَا يَقُولُ لأَصْحَابِ السفينتين: أقرءوا جميعا رسول الله مِنِّي السَّلامَ. قَالَتْ أَمَةُ: وَكُنْتُ فِيمَنْ أَقْرَأَ رسول الله مِنَ النَّجَاشِيَّ السَّلامَ. وَرَوَتْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَحَادِيثَ.
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَهِشَامُ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: [حَدَّثَتْنِي أُمُّ خَالِدِ بِنْتُ خَالِدٍ قَالَتْ: أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ بِثِيَابٍ فِيهَا خَمِيصَةٌ سَوْدَاءُ صَغِيرَةٌ فَقَالَ: مَنْ تَرَوْنَ أَكْسُو هَذِهِ الْخَمِيصَةَ؟ قَالَتْ: فَأَسْكَتَ الْقَوْمُ فَقَالَ: ائْتُونِي بِأُمِّ خَالِدٍ. قَالَتْ: فَأُتِيَ بِي رَسُولَ اللَّهِ أُحْمَلُ فَأَلْبَسَنِيهَا بِيَدِهِ وَقَالَ:
أَبْلِي وَأَخْلِقِي بِقَبُولِهَا. مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا. وَجَعَلَ يَنْظُرُ إِلَى عَلَمٍ فِي الْخَمِيصَةِ أَصْفَرَ أَوْ أَحْمَرَ فَقَالَ: هَذَا سَنَا يَا أُمَّ خَالِدٍ هَذَا سَنَا يَا أُمَّ خَالِدٍ. وَيُشِيرُ بِإِصْبَعِهِ إِلَى الْعِلْمِ.
قَالَتْ: وَالسَّنَا بِلِسَانِ الحبش الحسن.](8/186)
قَالَ إِسْحَاقُ: فَحَدَّثَتْنِي امْرَأَةٌ مِنْ أَهْلِي أَنَّهَا رَأَتِ الْخَمِيصَةَ عِنْدَ أُمِّ خَالِدٍ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ قَالَ: [سَمِعْتُ أُمَّ خَالِدِ بِنْتَ خَالِدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ. وَهِيَ عَجُوزٌ كَبِيرَةٌ وَلَدَتْ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ. فَقُلْتُ لَهَا: أَسَمِعْتِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ شَيْئًا؟ فَقَالَتْ: سَمِعْتُ مِنَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَسْتَعِيذُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ] .
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَتَزَوَّجَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ أَمَةَ بِنْتَ خَالِدٍ فَوَلَدَتْ لَهُ عَمْرًا وَخَالِدًا ابْنَيِ الزُّبَيْرِ فَكَانَ يُقَالُ لأَمَةَ أُمُّ خَالِدٍ.
4168- هِنْدُ بِنْت عُتْبة
بْن رَبِيعَةَ بْن عَبْد شمس بن عبد مناف. وأمها صفية بنت أمية بن حارثة بن الأوقص بن مُرَّةَ بْنِ هِلالِ بْنِ فَالِجِ بْنِ ذَكْوَانَ بن ثعلبة بن بهتة بن سليم. تزوج هندًا حفص بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم فولدت له أبانا.
أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ. حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ زِيَادٍ الْهِلالِيُّ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ مُسَاحِقٍ شَيْخٍ مِنْ أهل الْمَدِينَةِ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ قَالَ:
قَالَتْ هِنْدٌ لأَبِيهَا: إِنِّي امْرَأَةٌ قَدْ مَلَكْتُ أَمْرِي فَلا تُزَوِّجْنِي رَجُلا حَتَّى تَعْرِضَهُ عَلَيَّ.
فَقَالَ لَهَا: ذَلِكَ لَكِ. ثُمَّ قَالَ لَهَا يَوْمًا: إِنَّهُ قَدْ خَطَبَكِ رَجُلانِ مِنْ قَوْمِكِ وَلَسْتُ مُسَمِّيًا لَكِ وَاحِدًا مِنْهُمَا حَتَّى أَصِفَهُ لَكِ. أَمَّا الأَوَّلُ فَفِي الشَّرَفِ الصَّمِيمِ وَالْحَسَبِ الْكَرِيمِ تَخَالِينَ بِهِ هَوْجًا مِنْ غَفْلَتِهِ وَذَلِكَ إِسْجَاحٌ مِنْ شِيمَتِهِ. حَسَنُ الصَّحَابَةِ حَسَنُ الإِجَابَةِ.
إِنْ تَابَعْتِهِ تَابَعَكِ وَإِنْ مِلْتِ كَانَ مَعَكِ. تَقْضِينَ عَلَيْهِ فِي مَالِهِ وَتَكْتَفِينَ بِرَأْيِكِ فِي ضَعْفِهِ.
وَأَمَّا الآخَرُ فَفِي الْحَسَبِ الْحَسِيبِ وَالرَّأْيِ الأَرِيبِ بَدْرُ أَرُومَتِهِ وَعِزُّ عَشِيرَتِهِ يُؤَدِّبُ أَهْلَهُ وَلا يُؤَدِّبُونَهُ. إِنِ اتَّبَعُوهُ أَسْهَلَ بِهِمْ وَإِنْ جَانَبُوهُ تَوَعَّرَ بِهِمْ. شَدِيدُ الْغَيْرَةِ سَرِيعُ الطِّيَرَةِ شَدِيدُ حِجَابِ الْقُبَّةِ إِنْ جَاعَ فَغَيْرُ مَنْزُورٍ وَإِنْ نُوزِعَ فَغَيْرُ مَقْهُورٍ. قَدْ بَيَّنْتُ لَكِ حَالَهُمَا.
قَالَتْ: أَمَّا الأَوَّلُ فَسَيِّدٌ مِضْيَاعٌ لِكَرِيمَتِهِ مُؤَاتٍ لَهَا فِيمَا عَسَى إِنْ لَمْ تُعْصَمْ أَنْ تَلِينَ بَعْدَ إِبَائِهَا وَتَضِيعُ تَحْتَ جَنَائِهَا. إِنْ جَاءَتْ لَهُ بِوَلَدٍ أَحْمَقَتْ وإن أنجبت فعن خطأ
__________
4168 الروض الأنف (2/ 277) ، ونهاية الأرب (17/ 100، 307، 310) ، وخزانة البغدادي (1/ 556) ، وأسد الغابة (5/ 562) ، والإصابة ترجمة (1103) ، والاستيعاب (3/ 409) (بهامش الإصابة) ، والدر المنثور (357) ، ورغبة الآمل (3/ 78) ، والأعلام (8/ 98) .(8/187)
مَا أَنْجَبَتِ. اطْوِ ذِكْرَ هَذَا عَنِّي فَلا تُسَمِّهِ لِي. وَأَمَّا الآخَرُ فبعل الحرة الكريمة. إني لأخلاق هذا لوامقة وإني له لموافقة. وإني لآخذة بأدب البعل مع لزومي قبتي وقلة تلفتي. وإن السليل بيني وبينه لحري أَنْ يَكُونَ الْمُدَافِعَ عَنْ حَرِيمِ عَشِيرَتِهِ الذَّائِدَ عَنْ كَتِيبَتِهَا الْمُحَامِيَ عَنْ حَقِيقَتِهَا الزَّائِنَ لأَرُومَتِهَا غَيْرَ مُوَاكِلٍ وَلا زُمَيْلٍ عِنْدَ ضَعْضَعَةِ الْحَوَادِثِ. فَمَنْ هُوَ؟ قَالَ: ذَاكَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ. قَالَتْ: فَزَوِّجْهُ وَلا تُلْقِنِي إِلَيْهِ إِلْقَاءَ الْمُتَسَلِّسِ السَّلِسِ وَلا تُسِمْهُ سَوْمَ الْمُوَاطِسِ الضَّرِسِ. اسْتَخِرِ اللَّهَ فِي السَّمَاءِ يُخِرْ لَكَ بِعِلْمِهِ فِي الْقَضَاءِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَحْبِيلَ الْعَبْدَرِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا بَنَى أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ بِهِنْدِ بِنْتِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بَعَثَ عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ بِابْنِهِ الْوَلِيدِ إِلَى بَنِي أبي الْحُقَيْقِ فَاسْتَعَارَ حُلِيَّهُمْ وَرَهَنَهُمُ الْوَلِيدُ نَفْسَهُ فِي نَفَرٍ مِنْ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ وَذَهَبَ بِالْحُلِيِّ فَغَابَ شَهْرًا ثُمَّ رَدُّوهُ وَافِرًا وَفَكُّوا الرَّهْنَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ أَبِي حَبِيبَةَ مَوْلَى الزُّبَيْرِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: [لَمَّا كَانَ يَوْمُ الفتح أَسْلَمَتْ هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ وَنِسَاءٌ مَعَهَا وَأَتَيْنَ رَسُولَ اللَّهِ وَهُوَ بِالأَبْطَحِ فَبَايَعْنَهُ. فَتَكَلَّمَتْ هِنْدٌ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَظْهَرَ الدِّينَ. الَّذِي اخْتَارَهُ لِنَفْسِهِ لِتَنْفَعَنِي رَحِمُكَ. يَا مُحَمَّدُ إِنِّي امْرَأَةٌ مُؤْمِنَةٌ بِاللَّهِ مُصَدِّقَةٌ بِرَسُولِهِ. ثُمَّ كَشَفَتْ عَنْ نِقَابِهَا وَقَالَتْ: أَنَا هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: مَرْحَبًا بِكِ. فَقَالَتْ: وَاللَّهِ مَا كَانَ عَلَى الأَرْضِ أَهْلُ خِبَاءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَذِلُّوا مِنْ خِبَائِكَ وَلَقَدْ أَصْبَحْتُ وَمَا عَلَى الأَرْضِ أَهْلُ خِبَاءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَعِزُّوا مِنْ خِبَائِكَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: وَزِيَادَةً. وَقَرَأَ عَلَيْهِنَّ الْقُرْآنَ وَبَايَعَهُنَّ فَقَالَتْ هِنْدٌ مِنْ بَيْنِهُنَّ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ نُمَاسِحُكَ؟ فَقَالَ: إِنِّي لا أُصَافِحُ النِّسَاءَ. إِنَّ قَوْلِي لِمِائَةِ امْرَأَةٍ مِثْلُ قُولِي لامْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ] . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: لَمَّا أَسْلَمَتْ هِنْدٌ جَعَلَتْ تَضْرِبُ صَنَمًا فِي بَيْتِهَا بِالْقَدُومِ حَتَّى فَلَّذَتْهُ فَلْذَةً فَلْذَةً وَهِيَ تَقُولُ: كُنَّا مِنْكَ فِي غُرُورٍ.
أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: [جَاءَتْ هِنْدٌ إِلَى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ شَحِيحٌ لا يُعْطِينِي وَوَلَدِي مَا يَكْفِينِي إِلا مَا أَخَذْتُ مِنْ مَالِهِ وَهُوَ لا يَعْلَمُ. فَقَالَ: خُذِي مَا يَكْفِيكِ وَوَلَدَكِ بِالْمَعْرُوفِ] .
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ. حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ أَنَّ نِسْوَةً(8/188)
أَتَيْنَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِيهِنَّ هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ وَهِيَ أُمُّ مُعَاوِيَةَ يُبَايِعْنَهُ. فَلَمَّا أَنْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلا يَسْرِقْنَ. قَالَتْ هِنْدٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ مِسِّيكٌ فَهَلْ عَلَيَّ حَرَجٌ أَنْ أُصِيبَ مِنْ طَعَامِهِ مِنْ غَيْرِ إِذْنِهِ؟ قَالَ: فَرَخَّصَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ فِي الرُّطَبِ وَلَمْ يُرَخِّصْ لها فِي الْيَابِسِ. قَالَ: وَلا يَزْنِينَ. قَالَتْ: وَهَلْ تَزْنِي الْحُرَّةُ؟ قَالَ: وَلا يُقْتَلْنَ أَوْلادَهُنَّ. قَالَتْ: وَهَلْ تَرَكْتَ لَنَا وَلَدًا إِلا قَتَلْتَهُ يَوْمَ بَدْرٍ؟
قَالَ: وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ. وَقَالَ مَيْمُونٌ: فَلَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لِنَبِيِّهِ عَلَيْهِنَّ الطَّاعَةَ إِلا فِي الْمَعْرُوفِ وَالْمَعْرُوفُ طَاعَةُ اللَّهِ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى. أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يَذْكُرُ أَنَّ النساء جئن يبايعن فقال النبي. ص: تُبَايِعْنَ عَلَى أَنْ لا تُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا. فَقَالَتْ هِنْدٌ: إِنَّا لَقَائِلُوهَا. قَالَ: فَلا تَسْرِقْنَ. فَقَالَتْ هِنْدٌ: كُنْتُ أُصِيبُ مِنْ مَالِ أَبِي سُفْيَانَ. قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: فَمَا أَصَبْتِ مِنْ مَالِي فَهُوَ حَلالٌ لَكِ.
قَالَ: وَلا تَزْنِينَ. فَقَالَتْ هِنْدٌ: وَهَلْ تَزْنِي الْحُرَّةُ؟ قَالَ: وَلا تَقْتُلْنَ أَوْلادَكُنَّ. قَالَتْ هِنْدٌ: أَنْتَ قَتَلْتَهُمْ.
4169- أم كلثوم بِنْت عُتْبة
بْن ربيعة بْن عَبْد شمس. وأمها بنت حارثة بن الأوقص.
تزوجها عبد الرحمن بن عوف فولدت له سالمًا الأكبر قبل الإسلام.
4170- فَاطِمَةُ بِنْت عُتْبة
بْن ربيعة بْن عَبْد شمس بن عَبْدِ مَنَافٍ. وأمها صفية بنت أمية بن حارثة بن الأوقص بن مُرَّةَ بْنِ هِلالِ بْنِ فَالِجِ بْنِ ذَكْوَانَ بْن ثَعْلَبَة بْن بهثة بْن سليم بْن منصور. تزوجها قرظة بن عبد عمرو بْن نَوْفَلِ بْن عَبْد مَنَافِ بْن قصي فولدت له الوليد وهشامًا وأبيًا وآمنة وعتبة ومسلمًا قتل يوم الجمل وفاختة ولدت لمعاوية بن أبي سفيان. ثم خلف عليها عبد الله بن عامر بن كريز. قالوا: ثم زوج أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة فاطمة بنت عتبة من سالم مولى أبي حذيفة. أسلمت وبايعت.
أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: تَزَوَّجَ عَقِيلُ بْنُ أبي طَالِبٍ فَاطِمَةَ بِنْتَ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ. وَكَانَتْ كَبِيرَةَ الْمَالِ فَقَالَتْ:
أَتَزَوَّجُ بِكَ عَلَى أَنْ تَضْمَنَ لِي وَأُنْفِقَ عَلَيْكَ. قَالَ: فَتَزَوَّجَهَا فَكَانَ إِذَا دَخَلَ عَلَيْهَا قَالَتْ: أَيْنَ عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ أَيْنَ شَيْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ؟ قَالَ: فَدَخَلَ يَوْمًا وَهُوَ بَرِمٌ فَقَالَتْ: أَيْنَ عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ أَيْنَ شَيْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ؟ قَالَ: عَلَى يَسَارِكِ إِذَا دَخَلْتِ النَّارَ. قَالَ: فَشَدَّتْ عَلَيْهَا ثِيَابَهَا وَقَالَتْ: لا يَجْمَعُ رَأْسِي وَرَأْسَكَ شَيْءٌ. فَأَتَتْ عُثْمَانَ فَبَعَثَ معاوية(8/189)
وَابْنَ عَبَّاسٍ. فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَاللَّهِ لأُفَرِّقَنَّ بينهما. وقال معاوية: ما كنت لا فرق بَيْنَ شَيْخَيْنِ مِنْ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ. قَالَ: فَأَتَيَا وَقَدْ شَدَّا عَلَيْهِمَا أَثْوَابَهُمَا فَأَصْلَحَا أَمْرَهُمَا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ. أَخْبَرَنَا ابن طاووس عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَمُعَاوِيَةَ قَالَ: بَعْثُهُمَا لا أَعْلَمُهُ إِلا قَالَ عُثْمَانُ فَقَالَ: إِنْ رَأَيْتُمَا أَنْ تَجْمَعَا فَاجْمَعَا وَأَنْ تُفَرِّقَا فَفَرِّقَا. قَالَ: وَذَلِكَ فِي فَاطِمَةَ بِنْتِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ وَعَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. قَالَ: وَكَانَتْ قَدْ نَشَزَتْ عَلَى عَقِيلٍ.
4171- رملة بِنْت شَيْبَة
بْن ربيعة بْن عَبْد شمس بن عبد مناف وأمها أم شراك بنت وقدان بْن عَبْد شمس بْن عَبْد ود من بني عامر بن لؤي. تزوج رملة عثمان بن عفان فولدت له عائشة وأم أبان وأم عمرو بنات عثمان. وكان أبو الزناد واسمه عبد الله بن ذكوان مولى رملة بنت شيبة بن ربيعة. أسلمت رملة وبايعت.
4172- أمينة بِنْت أبي سُفْيَان
بْن حرب بْن أُمَيَّةُ بْنُ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ. وأمها صفيا بنت أبي العاص بْن أمية بْن عَبْد شمس. تزوجها حويطب بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ود بن نضر بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لؤي فولدت له أبا سفيان. ثم خلف عليها صفوان بن أمية بن خلف فولدت له عبد الرحمن.
4173- جويرية بِنْت أبي سُفْيَان
بْن حرب بْن أُمَيَّةُ بْنُ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ. وأمها هند بنت عتبة بن ربيعة. تزوجها السائب بن أبي حبيش بْن المطلب بْن أَسَدِ بْن عَبْد الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ ثم خلف عليها عبد الرحمن بن الحارث بن أمية الأصغر بن عبد شمس.
4174- أم حكم بِنْت أبي سُفْيَان
بْن حرب بْن أمية. وأمها هند بنت عتبة بن ربيعة.
تزوجها عبد الله بن عثمان بن عبد الله بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حُطَيْطِ بْنِ جُشَمِ الثقفي فولدت له عبد الرحمن. فكان يقال له ابن أم الحكم.
4175- هند بِنْت أبي سُفْيَان
بْن حرب بْن أمية. وأمها صفية بنت أبي عَمْرو بْن أمية بْن عَبْد شمس. تزوجها الحارث بن نوفل بن الحارث فولدت له عبد الله ومحمدًا الأكبر وربيعة وعبد الرَّحْمَن ورملة وأم الزُّبَير. وهي أم المغيرة وظريبة.
4176- صخرة بِنْت أبي سُفْيَان
بْن حرب بْن أمية. وأمها صفية بنت أبي عمرو بن أمية.(8/190)
تزوجها سعيد بن الأخنس بن شريق الثقفي فولدت له.
4177- ميمونة بِنْت أبي سُفْيَان
بْن حرب بْن أمية. وأمها لبابة بنت أبي العاص بن أمية. تزوجها عروة بن مسعود الثقفي فولدت له ثم خلف عليها المغيرة بن شعبة الثقفي.
4178- حَمْنَةُ بِنْت جَحْشِ
بْن رئاب بْن يعمر بْن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد. وأمها أميمة بِنْت عَبْد المُطَّلِب بْن هاشم بن عبد مناف بن قصي. وكان جحش بن رئاب حليف حرب بن أمية بن عبد شمس. وكانت حمنة عند مصعب بْنُ عُمَيْرِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بن عبد الدار فولدت له ابنه وقتل عنها يوم أحد.
أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ قَالَ: [قُمْنَ النِّسَاءُ حِينَ رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ مِنْ أُحُدٍ يَسْأَلْنَ النَّاسَ عَنْ أَهْلِيهِنَّ فَلَمْ يُخْبَرْنَ حَتَّى أَتَيْنَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
فَلا تَسْأَلُهُ امْرَأَةٌ إِلا أَخْبَرَهَا. فَجَاءَتْهُ حَمْنَةُ بِنْتُ جَحْشٍ فَقَالَ: يَا حَمْنَةُ احْتَسِبِي أَخَاكِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَحْشٍ. قالت: «إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ» البقرة: 156. رَحِمَهُ اللَّهُ وَغَفَرَ لَهُ. ثُمَّ قَالَ: يَا حَمْنَةُ احْتَسِبِي خَالَكِ حَمْزَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. قالت: «إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ» البقرة: 156. رَحِمَهُ اللَّهُ وَغَفَرَ لَهُ. ثُمَّ قَالَ: يَا حَمْنَةُ احْتَسِبِي زَوْجَكِ مُصْعَبَ بْنَ عُمَيْرٍ. فَقَالَتْ: يا حرباه! فقال النبي. ص: إِنَّ لِلرَّجُلِ لَشُعْبَةٌ مِنَ الْمَرْأَةِ مَا هِيَ لَهُ شَيْءٌ] .
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ فِي حديثه: وقال لها النبي. ص: كَيْفَ قُلْتِ عَلَى مُصْعَبٍ مَا لَمْ تَقُولِي عَلَى غَيْرِهِ؟ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ذَكَرْتُ يُتْمَ وَلَدِهِ. قَالَ: وَقَدْ كَانَتْ حَضَرَتْ أُحُدًا تَسْقِي الْعَطْشَى وَتُدَاوِي الْجَرْحَى. قَالَ: قَدْ أَطْعَمَهَا رَسُولُ اللَّهِ فِي خَيْبَرَ ثَلاثِينَ وَسْقًا. قَالَ: وَتَزَوَّجَهَا بَعْدَ ذَلِكَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ فَوَلَدَتْ لَهُ مُحَمَّدَ بْنَ طَلْحَةَ السَّجَّادَ. وَبِهِ يُكَنَّى طَلْحَةُ. وَعِمْرَانَ بْنَ طَلْحَةَ.
4179- حَبِيبَةُ وهي أم حبيب
بِنْت جحش بْن رئاب بْن يعمر بْن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد. وأمها أميمة بِنْت عَبْد المُطَّلِب بْن هاشم بن عبد مناف. وحبيبة وهي المستحاضة وبعض اصحاب الحديث يقلب اسمها فيقول أم حبيبة وإنما هي أم حبيب واسمها حبيبة.(8/191)
أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ. أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ [عَائِشَةَ أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ جَحْشٍ اسْتُحِيضَتْ سَبْعَ سِنِينَ وَكَانَتْ تَحْتَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فَسَأَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: إِنَّمَا هَذَا عَرَقٌ وَلَيْسَتْ بِحَيْضَةٍ فَاغْتَسِلِي وَصَلِّي. قَالَتْ: فَكَانَتْ تَغْتَسِلُ عِنْدَ كُلِّ صَلاةٍ] .
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَبَعْضُهُمْ يَغْلَطُ فَيَرْوِي أَنَّ الْمُسْتَحَاضَةَ حَمْنَةُ بِنْتُ جَحْشٍ وَيَظُنُّ أَنَّ كُنْيَتَهَا أُمُّ حَبِيبَةَ. وَالأَمْرُ عَلَى مَا ذَكَرْنَا هِيَ حَبِيبَةُ أُمُّ حَبِيبِ بِنْتُ جَحْشٍ الْمُسْتَحَاضَةُ. وَلَمْ تَلِدْ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ شَيْئًا.
4180- أُمُّ قَيْسِ بِنْتُ مِحْصَنِ
بْنِ حَرْثَانَ بْنِ قَيْسِ بْنِ مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد. وهي أخت عكاشة بن محصن من أهل بدر حلفاء حرب بن أمية. وقد روت عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأسلمت قديمًا بمكة وهاجرت إلى المدينة مع أهل بيتها.
أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ أَخْبَرَهُ عَنْ أُمِّ قَيْسِ بِنْتِ مِحْصَنٍ أُخْتِ عُكَّاشَةَ بْنِ مِحْصَنٍ أَنَّهَا قَالَتْ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِابْنٍ لِي لَمْ يَأْكُلِ الطَّعَامَ فَجَعَلَهُ فِي حِجْرِهِ فَبَالَ عَلَى ثَوْبَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَدَعَا بِمَاءٍ فَنَضَحَ عَلَيْهِ وَلَمْ يَغْسِلْهُ.
4181- آمنة بنت رقيش
بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد. وهي أخت يزيد بن رقيش من أهل بدر. أسلمت قديمًا بمكة وهاجرت إلى المدينة مع أهل بيتها.
4182- جُذَامَةُ بِنْتُ جَنْدَلٍ الأَسَدِيَّةُ.
أسلمت قديمًا بمكة وبايعت وهاجرت إلى المدينة مع أهلها.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ الْجَحْشِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ بَنُو غنم بن دودان بن أسد وهم حلفاء حرب بن أمية أهل إسلام. أسلموا بمكة وأوعبوا في الهجرة رجالهم ونساءهم حتى غلقت أبوابهم. فخرج من النساء في الهجرة زينب وحبيبة وحمنة بنات جحش وجذامة بنت جندل وأم قيس بنت محصن وآمنة بنت رقيش وأم حبيب بنت نباتة.
قال محمد بن عمر: وكانت جذامة بنت جندل تحت أنيس بْن قتادة بْن ربيعة بْن خَالِد بن الحارث بن عبيد بن زيد بن مالك بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ عيوق بن(8/192)
الأوس قد شهد بدرًا وقتل يوم أحد شهيدًا. وقد روت جذامة عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
حديثًا.
أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَوْفَلٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ زَوْجُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ جُذَامَةَ الأَسَدِيَّةِ قَالَتْ: [أَخْبَرَتْنِي أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَنْهَى عَنِ الْغِيلَةِ حَتَّى ذَكَرْتُ أَنَّ الرُّومَ وَفَارِسَ يصنعون ذلك فلا يضرهم أَوْلادَهُمْ] .
قَالَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ: الْغِيلَةُ أَنْ يَمَسَّ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ وَهِيَ تُرْضِعُ.
4183- أم حبيبة بنت نباتة الأسدية.
أسلمت وبايعت رسول الله وهاجرت إلى المدينة مع من هاجر من قومها.
4184- نفيسة بنت أمية
بن أبي بن عبيد بْنِ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ بن بكر بن زيد بْن مالك بْن حنظلة بْن مالك بْن زيد مناة بن تميم. وأمها منية بنت جَابِرِ بْنِ وَهْبِ بْنِ نَسِيبِ بْنِ زَيْدِ بْن مالك بْن الْحَارِث بْن عوف بْن مازن بن منصور. ومنية عمة عتبة بن غزوان بن جابر. وهم جميعًا حلفاء الحارث بْن نَوْفَلِ بْن عَبْد مَنَافِ بْن قصي. وقد أسلمت نفيسة بنت منية. وهي التي كانت سعت فيما بين رسول الله وخديجة بنت خويلد حتى تزوجها رسول الله. فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يعرف لها ذلك.
4185- الحولاء بنت تويت
بن حبيب بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ. أسلمت وبايعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بعد الهجرة.
4186- فَاطِمَةُ بِنْتُ أبي حبيش
بْن المطلب بْن أَسَدِ بْن عَبْد الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ. تزوجها عبد الله بن جحش بن رئاب فولدت له محمد بن عبد الله بن جحش.
أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ. حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:
[جَاءَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَبِي حُبَيْشٍ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي امْرَأَةٌ أُسْتَحَاضُ فَلا أَطْهُرُ أَفَأَدَعُ الصَّلاةَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: إِنَّمَا ذَلِكَ عَرَقٌ وَلَيْسَتْ بِالْحَيْضَةِ فَإِذَا أَقْبَلَتِ الْحَيْضَةُ فَدَعِي الصَّلاةَ فَإِذَا أَدْبَرَتْ عَنْكِ الْحَيْضَةُ فَاغْسِلِي عَنْكِ الدَّمَ فَصَلِّي] .
4187- بُسْرَةُ بِنْتُ صَفْوَانَ
بْنِ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ. وأمها سالمة بنت أمية بن حارثة بن الأوقص بن مُرَّةَ بْنِ هِلالِ بْنِ فَالِجِ بْنِ ذَكْوَانَ بن ثعلبة بن بهثة بن(8/193)
سليم. وأخوها لأمها عُقْبَة بْن أبي معيط بْن أبي عَمْرو بن أمية. وكانت بسرة عند المغيرة بن أبي العاص فولدت له معاوية بن المغيرة. وهو الذي قتل منصرف رسول الله من أحد. وهو جد عبد الملك بن مروان. وأم عبد الملك عائشة بنت معاوية بن المغيرة بن أبي العاص بن أمية. وقد روت بسرة عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حديثًا في مس الذكر.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ. أَخْبَرَنَا الزُّهْرِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ قَالَ: سَمِعْتُ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ يَقُولُ: سَمِعْتُ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ يَقُولُ:
[سَمِعْتُ بُسْرَةَ بِنْتَ صَفْوَانَ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: إِذَا مَسَّ أَحَدُكُمْ ذَكَرَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ] .
4188- بركة بنت يسار
وهي أخت أبي تجراة مولى بني عبد الدار. وهم يقولون نحن من أهل اليمن من الأزد حلفاء لبني عبد الدار. أسلمت بركة بمكة قديمًا وبايعت وهاجرت إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية مع زوجها قيس بن عبد الله الأسدي. وكان يسار يكنى أبا فكيهة.
4189- وأختها فكيهة بنت يسار
ويكنى أبا فكيهة. أسلمت بمكة قديمًا وبايعت وهاجرت إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية مع زوجها حطاب بن الحارث بن معمر بن حبيب الجمحي.
4190- بَرَّةُ بِنْتُ أبي تِجْرَاةَ
بْنِ أبي فُكَيْهَةَ واسمه يسار. ويقولون إنهم من الأزد حلفاء بني عبد الدار ولهم فيهم ولادات. وقد روت برة عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعُمَرِيُّ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أُمِّهِ عَنْ بَرَّةَ بِنْتِ أَبِي تَجْرَاةَ قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حِينَ أَرَادَ اللَّهُ بِهِ كَرَامَتَهُ وَابْتَدَأَهُ بِالنُّبُوَّةِ كَانَ إِذَا خَرَجَ لِحَاجَةٍ أَبْعَدَ حَتَّى لا يَرَى بَيْتًا وَيُفْضِيَ إِلَى الشِّعَابِ وَبُطُونِ الأَوْدِيَةِ فَلا يَمُرُّ بِحَجَرٍ وَلا شَجَرَةٍ إِلا قَالَتْ: السَّلامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ.
فَكَانَ يَلْتَفِتُ عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ وَخَلْفَهُ فَلا يَرَى شَيْئًا.
4191- وَأُخْتَهَا حَبِيبَةُ بِنْتُ أبي تِجْرَاةَ
وقد روت عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حديثًا.
أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ هَانِئٍ الْبَهْرَانِيُّ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ الْمَكِّيُّ. حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَيْصِنٍ السَّهْمِيُّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ: حَدَّثَتْنِي صَفِيَّةُ(8/194)
بِنْتُ شَيْبَةَ عَنِ امْرَأَةٍ يُقَالُ لَهَا حَبِيبَةُ بِنْتُ أَبِي تِجْرَاةَ قَالَتْ: [دَخَلْنَا دَارَ أَبِي حُسَيْنٍ وَمَعِي نِسْوَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ وَالنَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَطُوفُ حَتَّى إِنْ ثَوْبَهُ لَيَدُورُ بِهِ. وَهُوَ يَقُولُ لأَصْحَابِهِ:
اسْعَوْا فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى كَتَبَ عَلَيْكُمُ السَّعْيَ.]
4192- عاتكة بنت عَوْفِ
بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ بْنِ الحارث بن زهرة بن كلاب أخت عبد الرحمن بن عوف لأبيه وأمه. وأمهما الشفاء بِنْت عَوْفِ بْنِ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ. تزوجها مخرمة بن نوفل بن أهيب بْن عَبْد مناف بْن زهرة بْن كلاب فولدت له المسور وصفوان الأكبر والصلت الأكبر وأم صفوان بني مخرمة. أسلمت عاتكة بنت عوف وأمها الشفاء بنت عوف. وبايعتا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
4193- الشفاء بِنْت عَوْفِ
بْنِ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ بن كلاب. وأمها سلمى بنت عَامِرِ بْن بَيَاضَةَ بْن سُبَيْعِ بْن جعثمة بن سعد بن مليح بن خزاعة. تزوجها عَوْفِ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ بْنِ الحارث بن زهرة فولدت له عبد الرحمن. شهد بدرًا. والأسود أسلم وهاجر قبل الفتح. وعاتكة وأمة بني عوف. وأسلمت الشفاء بنت عوف وابنتها عاتكة بنت عوف بن عبد عوف وبايعتا رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَكَانَتِ الشفاء أم [عبد الرحمن بن عوف من المهاجرات وجاءت فيها سنة العتاقة عن الميت. وتوفيت في حياة رسول الله. فقال عبد الرحمن بن عوف: يا رسول الله أعتق عن أمي؟ فقال رسول الله: نعم. فأعتق عنها.]
4194- خَالِدَةُ بِنْتُ الأَسْوَدِ
بْن عَبْد يَغُوثَ بْن وَهْب بْن عَبْدِ مَنَافِ بن زهرة. وأمها آمنة بنت نوفل بن وهيب بن عبد مناف بن زهرة. أسلمت خالدة بنت الأسود بالمدينة وبايعت رسول الله وتزوجها عبد الله بن الأرقم بن عبد يغوث بن عبد مناف بن زهرة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ فِي قَوْلِهِ: «يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ» يونس: 31. [قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَى بَعْضِ نِسَائِهِ فَإِذَا هُوَ بِامْرَأَةٍ حَسَنَةِ الْهَيْئَةِ فَقَالَ: مَنْ هَذِهِ؟ قَالَتْ: إِحْدَى خَالاتِكَ. فَقَالَ:
إِنَّ خَالاتِي بِهَذِهِ الأَرْضِ لَغَرَائِبُ. وَأَيُّ خَالاتِي هَذِهِ؟ قَالُوا: خَالِدَةُ بِنْتُ الأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ. فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ. وَكَانَتِ امْرَأَةً صَالِحَةً وَمَاتَ أَبُوهَا كَافِرًا] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ(8/195)
أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِثْلَهُ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَدَخَلَ هَذَا فِي التَّفْسِيرِ فِي قَوْلِهِ: «يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ» . يَعْنِي الْمُؤْمِنَ مِنَ الْكَافِرِ.
4195- أم فروة بنت أبي قُحَافَةَ.
وَاسْمُهُ عُثْمَان بْن عَامِرِ بْن عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بن مرة. وأمها هند بنت نقيد بن بجير بن عبد بن قصي. زوجها أبو بكر الصديق من الأشعث بن قيس الكندي فولدت له محمدًا وإسحاق وإسماعيل وحبابة وقريبة.
4196- قريبة بنت أبي قحافة
عُثْمَان بْن عَامِرِ بْن عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ.
وأمها هند بنت نقيد بن بجير بن عبد بن قصي. تزوجها قَيْسُ بْنُ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ دُلَيْمٍ الساعدي فلم تلد له شيئًا.
4197- أم عامر بنت أبي قحافة
عُثْمَان بْن عَامِرِ بْن عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ.
وأمها هند بنت نقيد بن بجير بن عبد بن قصي تزوجها عامر بن أبي وقاص فولدت له ضعيفة.
4198- أَسْمَاءُ بِنْتُ أبي بَكْرٍ
الصِّدِّيقِ ابن أبي قحافة عُثْمَان بْن عَامِرِ بْن عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ. وأمها قتيلة بنت عبد العزى بن أسعد بن جابر بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لؤي. وهي أخت عبد الله بن أبي بكر الصديق لأبيه وأمه. أسلمت قديمًا بمكة وبايعت رسول الله. وهي ذات النطاقين. أخذت نطاقها فشقته باثنين فجعلت واحدا لسفره رسول الله والآخر عصامًا لقربته ليلة خرج رسول الله وأبو بكر إلى الغار. فسميت ذات النطاقين. تزوجها الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قصي فولدت له عبد الله وعروة والمنذر وعاصمًا والمهاجر وخديجة الكبرى وأم الحسن وعائشة.
أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ. حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ وَفَاطِمَةُ عَنْ أَسْمَاءَ قَالَتْ: صَنَعْتُ سُفْرَةَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي بَيْتِ أَبِي بَكْرٍ حِينَ أَرَادَ أَنْ يهاجر إلى
__________
4198 حلية الأولياء (2/ 55) ، وتاريخ الإسلام (3/ 133) ، والجمع بين رجال الصحيحين (602) ، وتذهيب الكمال (420) ، والسمط الثمين (173) ، وصفة الصفوة (2/ 31) ، والدر المنثور (33) ، والأعلام (1/ 305) .(8/196)
الْمَدِينَةِ. قَالَتْ: فَلَمْ نَجِدْ لِسُفْرَتِهِ وَلا لِسِقَائِهِ مَا نَرْبِطُهُمَا بِهِ فَقُلْتُ لأَبِي بَكْرٍ وَاللَّهِ مَا أَجِدُ شَيْئًا أَرْبِطُهُ بِهِ إِلا نِطَاقِي. قَالَ: فَشُقِّيهِ بِاثْنَيْنِ فَارْبِطِي بِوَاحِدٍ السِّقَاءَ وَبِالآخَرِ السُّفَرَةَ.
فَفَعَلَتْ فَلِذَلِكَ سُمِّيَتْ ذَاتَ النِّطَاقَيْنِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ. حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ أَهْلَ الشَّامِ كَانُوا يُقَاتِلُونَ ابْنَ الزبير ويصيحون به يا بن ذَاتِ النِّطَاقَيْنِ. فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: تِلْكَ شَكَاةٌ ظَاهِرٌ عَنْكَ عَارُهَا. فَقَالَتْ لَهُ أَسْمَاءُ: عَيَّرُوكَ بِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَتْ: فَهُوَ وَاللَّهِ حَقٌّ.
أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ. حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَسْمَاءِ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ:
تَزَوَّجَنِي الزُّبَيْرُ وَمَا لَهُ فِي الأَرْضِ مَالٌ وَلا مَمْلُوكٌ وَلا شَيْءٌ غَيْرَ فَرَسِهِ. قالت: فكنت أعلف فرسه وأكفيه مؤونته وأسوسه وأدق النوى الناضحة وَأَعْلِفُهُ وَأَسْقِيهِ الْمَاءَ وَأَخْرُزُ غَرْبَهُ وَأَعْجِنُ وَلَمْ أكن أحسن أخبز فَكَانَ يَخْبِزُ جَارَاتٌ لِي مِنَ الأَنْصَارِ وَكُنَّ نِسْوَةَ صِدْقٍ. قَالَتْ: وَكُنْتُ أَنْقُلُ النَّوَى مِنْ أَرْضِ الزُّبَيْرِ الَّتِي أَقْطَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ عَلَى رَأْسِي وَهِيَ عَلَى ثُلُثَيْ فَرْسَخٍ. قَالَتْ: فَجِئْتُ يَوْمًا وَالنَّوَى عَلَى رَأْسِي فَلَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ وَمَعَهُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَدَعَا لِي ثُمَّ قَالَ: إِخْ إِخْ. لِيَحْمِلَنِي خَلْفَهُ. فَاسْتَحْيَيْتُ أَنْ أَسِيرَ مَعَ الرِّجَالِ وَذَكَرْتُ الزُّبَيْرَ وَغَيْرَتَهُ. قَالَتْ: وَكَانَ مِنْ أَغْيَرِ النَّاسِ. قَالَتْ فَعَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ أَنِّي قَدِ اسْتَحْيَيْتُ فَمَضَى. فَجِئْتُ الزُّبَيْرَ فَقُلْتُ: لَقِيَنِي رَسُولُ اللَّهِ وَعَلَى رَأْسِي النَّوَى وَمَعَهُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَأَنَاخَ لأَرْكَبَ مَعَهُ فَاسْتَحْيَيْتُ وَعَرَفْتُ غَيْرَتَكَ. فَقَالَ: وَاللَّهِ لَحَمْلُكِ النَّوَى كَانَ أَشَدَّ عَلَيَّ مِنْ رُكُوبِكِ مَعَهُ. قَالَتْ: حَتَّى أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ بَعْدَ ذَلِكَ بِخَادِمٍ فَكَفَتْنِي سِيَاسَةُ الْفَرَسِ فَكَأَنَّمَا أَعْتَقَنِي.
أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ. حَدَّثَنَا الْفُرَاتُ بْنُ سَلْمَانَ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ عَنْ عِكْرِمَةَ وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ عَنْ عِكْرِمَةَ أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ كَانَتْ تَحْتَ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ. وَكَانَ شَدِيدًا عَلَيْهَا فَأَتَتْ أَبَاهَا فَشَكَتْ ذَلِكَ إِلَيْهِ فَقَالَ: يَا بُنَيَّةُ اصْبِرِي فَإِنَّ الْمَرْأَةَ إِذَا كَانَ لَهَا زَوْجٌ صَالِحٌ ثُمَّ مَاتَ عَنْهَا فَلَمْ تَزَوَّجْ بَعْدَهُ جُمِعَ بَيْنَهُمَا فِي الْجَنَّةِ.
أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَأَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ أَخْبَرَهُ عَنْ [أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ أَنَّهَا جَاءَتِ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ لَيْسَ فِي بَيْتِي شَيْءٌ إِلا(8/197)
مَا أَدْخُلُ عَلَى الزُّبَيْرِ فَهَلْ عَلَيَّ جُنَاحٌ أَنْ أَرْضَخَ مِمَّا أَدْخَلَ عَلَيَّ؟ فَقَالَ: ارْضَخِي مَا اسْتَطَعْتِ وَلا تُوكِي فَيُوكِيَ اللَّهُ عَلَيْكِ] .
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ. حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ عُبَيْدٍ عَنْ عُمَيْرٍ أَنَّ أَسْمَاءَ كَانَ فِي عُنُقِهَا وَرَمٌ فَجَعَلَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَمْسَحَهَا وَيَقُولُ: اللَّهُمَّ عَافِهَا مِنْ فُحْشِهِ وَأَذَاهُ.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ. حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي عَامِرٍ الْخَزَّازِ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ كَانَتْ تَصَدَّعُ فَتَضَعُ يَدَهَا عَلَى رَأْسِهَا وَتَقُولُ: بَدَنِي وَمَا يَغْفِرُ اللَّهُ أَكْثَرَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ أَنَّهَا كَانَتْ تَمْرَضُ الْمَرْضَةَ فَتَعْتِقُ كُلَّ مَمْلُوكٍ لَهَا.
أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ هِشَامٍ عَنْ فَاطِمَةَ عَنْ أَسْمَاءَ قَالَتْ: كَانَتْ تَقُولُ لِبَنَاتِهَا وَلأَهْلِهَا: أَنْفِقُوا أَوْ أَنْفِقْنَ وَتَصَدَّقْنَ وَلا تَنْتَظِرْنَ الْفَضْلَ فَإِنَّكُنَّ إِنِ انْتَظَرْتُنَّ الْفَضْلَ لَمْ تُفْضِلْنَ شَيْئًا وَإِنْ تَصَدَّقْتُنَّ لَمْ تَجِدْنَ فَقْدَهُ.
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى. حَدَّثَنَا أُسَامَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[قَالَ لأَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ: لا تُوكِي فَيُوكِيَ اللَّهُ عَلَيْكِ. وَكَانَتِ امْرَأَةً سَخِيَّةَ النَّفْسِ] .
أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ. حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ. أَخْبَرَنَا مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتٍ عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَدِمَتْ قُتَيْلَةُ بِنْت عَبْد الْعُزَّى بْن عَبْد أَسْعَدَ أَحَدِ بَنِي مَالِكِ بْنِ حَسَلٍ عَلَى ابْنَتِهَا أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ. وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ طَلَّقَهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ. بِهَدَايَا زَبِيبٍ وَسَمْنٍ وَقَرَظٍ فَأَبَتْ أَنْ تَقْبَلَ هَدِيَّتَهَا أَوْ تُدْخِلَهَا إِلَى بَيْتِهَا [وَأَرْسَلَتْ إِلَى عَائِشَةَ: سَلِي رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: لِتُدْخِلْهَا وَلْتَقْبَلْ هَدِيَّتَهَا] . قَالَ:
وَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: «لا يَنْهاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ» الممتحنة: 8. إلى قوله: «أولئك هُمُ الظَّالِمُونَ» الممتحنة: 9.
أَخْبَرَنَا هِشَامُ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ. حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنِ الرُّكَيْنِ بْنِ الرَّبِيعِ قَالَ:
دَخَلْتُ عَلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ وَهِيَ عَجُوزٌ كَبِيرَةٌ عَمْيَاءُ فَوَجَدْتُهَا تُصَلِّي وَعِنْدَهَا إِنْسَانٌ يُلَقِّنُهَا: قُومِي. اقْعُدِي. افْعَلِي.(8/198)
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ. حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ أَنَّ الْمُنْذِرَ بْنَ الزُّبَيْرِ قَدِمَ مِنَ الْعِرَاقِ فَأَرْسَلَ إِلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ بِكِسْوَةٍ من ثياب مروية وقوهية رقاق عتاق بعد ما كُفَّ بَصَرُهَا. قَالَ: فَلَمَسَتْهَا بِيَدِهَا ثُمَّ قَالَتْ: أُفٍّ! رُدُّوا عَلَيْهِ كِسْوَتَهُ. قَالَ: فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ وَقَالَ: يَا أُمَّهْ إِنَّهُ لا يَشِفُّ. قَالَتْ: إِنَّهَا إِنْ لَمْ تَشِفَّ فَإِنَّهَا تَصِفُ. قال: فَاشْتَرَى لَهَا ثِيَابًا مَرْوِيَّةً وَقَوْهِيَّةً فَقَبِلَتْهَا وَقَالَتْ: مِثْلَ هَذَا فَاكْسُنِي.
أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَحْيَى عَنْ إِسْحَاقَ مَوْلَى مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ صَاحِبِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَخْبَرَهُ فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ أَنَّهُ شَهِدَ الْيَرْمُوكَ. قَالَ: وَكَانَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ مَعَ الزُّبَيْرِ. قَالَ: فَسَمِعْتُهَا وَهِيَ تَقُولُ لِلزُّبَيْرِ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَاللَّهِ إِنْ كَانَ الرَّجُلُ مِنَ الْعَدُوِّ لَيَمُرُّ يَسْعَى فَتُصِيبُ قَدَمَهُ عُرْوَةُ أَطْنَابِ خِبَائِي فَيَسْقُطُ عَلَى وَجْهِهِ مَيِّتًا مَا أَصَابَهُ السِّلاحُ.
أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ. أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ أَوْ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ اتَّخَذَتْ خِنْجَرًا زَمَنَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ لِلُّصُوصِ.
وَكَانُوا قَدِ اسْتَعَرُوا بِالْمَدِينَةِ. فَكَانَتْ تَجْعَلُهُ تَحْتَ رَأْسِهَا.
أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ. حَدَّثَنَا الْفُرَاتُ بْنُ سَلْمَانَ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: سُئِلَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ هَلْ كَانَ أَحَدٌ مِنَ السَّلَفِ يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْخَوْفِ؟
قَالَتْ: لا وَلَكِنَّهُمُ كَانُوا يَبْكُونَ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ. حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: فَرَضَ عُمَرُ الأَعْطِيَةَ فَفَرَضَ لأَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ أَلْفَ دِرْهَمٍ.
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ. حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ. حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ أَنَّ الزُّبَيْرَ طَلَّقَ أَسْمَاءَ فَأَخَذَ عُرْوَةَ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ صَغِيرٌ.
أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ أَنَّ أَسْمَاءَ لَبِسَتِ الْمُعَصْفَرَاتِ الْمُشَبَّعَاتِ وَهِيَ مُحْرِمَةٌ لَيْسَ فِيهَا زَعْفَرَانٌ.
أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ أَنَّهَا قَالَتْ:
مَا رَأَيْتُ أَسْمَاءَ لَبِسَتْ إِلا مُعَصْفَرًا حَتَّى لَقِيَتِ اللَّهَ وَإِنْ كَانَتْ لَتَلْبَسُ الدِّرْعَ يَقُومُ قياما من العصفر.
أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ. حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ هِشَامٍ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ(8/199)
أَنَّ أَسْمَاءَ كَانَتْ تُحْرِمُ فِي الدِّرْعِ الْمُعَصْفَرِ الْمُشْبَعِ يَقُومُ قِيَامًا.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ. حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ الأَحْنَفِ النَّخَعِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ أَنَّ أَسْمَاءَ أتت الحجاج بعد ما ذَهَبَ بَصَرُهَا وَمَعَهَا جَوَارِيهَا فَقَالَتْ: أَيْنَ الْحَجَّاجُ؟ قَالُوا: لَيْسَ هُوَ هَاهُنَا. قَالَتْ:
فَإِذَا جَاءَ فقولوا له يأمره بِهَذِهِ الْعِظَامِ أَنْ تَنْزِلَ وَأَخْبِرُوهُ [إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -
يقول: إِنَّ فِي ثَقِيفٍ رَجُلَيْنِ كَذَّابٌ وَمُبِيرٌ] .
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ عَنْ عَوْفٍ الأَعْرَابِيِّ عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ أَنَّ الْحَجَّاجَ دَخَلَ عَلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ لَهَا: إِنَّ ابْنَكِ أَلْحَدَ فِي هَذَا الْبَيْتِ وَإِنَّ اللَّهَ أَذَاقَهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ وَفَعَلَ بِهِ وَفَعَلَ. فَقَالَتْ لَهُ: كَذَبْتَ. كَانَ بَرًّا بِالْوَالِدَيْنِ صَوَّامًا قَوَّامًا وَلَكِنَّ [وَاللَّهِ لَقَدْ أَخْبَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ أَنَّهُ سَيَخْرُجُ مِنْ ثَقِيفٍ كَذَّابَانِ. الآخَرُ مِنْهُمَا شَرٌّ مِنَ الأَوَّلِ وَهُوَ مُبِيرٌ] .
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ. حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: أَوْصَتْ: إِذَا أَنَا مِتُّ فَاغْسِلُونِي وَكَفِّنُونِي وَحَنِّطُونِي وَلا تَذَرُوا عَلَى كَفَنِي حَنُوطًا وَلا تَتَّبِعُونِي بِنَارٍ.
أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ أَنَّهَا أَوْصَتْ: لا تَجْعَلُوا عَلَى كَفَنِي حَنُوطًا.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ هَكَذَا. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ: إِنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ لأَهْلِهَا: إِذَا أَنَا مِتُّ فَأَجْمِرُوا ثِيَابِي وَحَنِّطُونِي وَلا تَجْعَلُوا عَلَى كَفَنِي حَنُوطًا وَلا تَتَّبِعُونِي بِنَارٍ.
أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بن هاون. أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ: جَمِّرُوا ثِيَابِي وَحَنِّطُونِي وَلا تُحَنِّطُونِي فَوْقَ أَكْفَانِي.
أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى. حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَسْمَاءِ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ أَنَّهَا قَالَتْ لأَهْلِهَا: أَجْمِرُوا ثِيَابِي إِذَا مِتُّ ثُمَّ حَنِّطُونِي وَلا تَذَرُوا عَلَى كَفَنِي حَنُوطًا وَلا تَتَّبِعُونِي بِنَارٍ.
أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ. حَدَّثَنَا هَمَّامٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ: جَمِّرُوا ثِيَابِي عَلَى الْمِشْجَبِ وَحَنِّطُونِي وَلا تَذَرُوا عَلَى(8/200)
ثِيَابِي شَيْئًا. قَالُوا: وَمَاتَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ بَعْدَ قَتْلِ ابْنِهَا عَبْدِ اللَّهِ بن الزبير بليال. وكان قتله يوم الثلثاء لِسَبْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ.
4199- ريطة بنت الْحَارِث
بْن جبيلة بْن عامر بْن كعب بن سعد بن تيم. وأمها زينب بنت عبد الله بن ساعدة بن مشنوء بن عبد بن حبتر من خزاعة. وهي أخت صبيحة بن الحارث وأسلمت بمكة قديمًا وبايعت وهاجرت إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية مع زوجها الْحَارِث بْن خَالِد بْن صخر بْن عامر بن كعب بن سعد بن تيم فولدت له هناك موسى وعائشة وزينب. فتوفي موسى بأرض الحبشة وهلكت ريطة بنت الحارث بالطريق وهي راجعة.
4200- أميمة بنت رقيقة
وهي التي روى عنها محمد بن المنكدر وروت عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حديثًا في بيعته النساء. وهي أميمة بنت عبد الله بن بجاد بن عمير بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ تيم بن مرة. وأمها رقيقة بِنْتُ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قصي أخت خديجة بنت خويلد زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - واغتربت أميمة وتزوجها حبيب بن كعيب بن عتير الثقفي فولدت له النهدية وابنتها وأم عبيس وزنيرة أسلمن بمكة قديمًا وكن ممن يعذب في الله فاشتراهن أبو بكر الصديق فأعتقهن فقال له أبوه أبو قحافة: يا بني انقطعت إلى هذا الرجل وفارقت قومك وتشتري هؤلاء الضعفاء؟ فقال له: يا أبه أنا اعلم بما أصنع. وكان مع النهدية يوم اشتراها طحين لسيدتها تطحنه أو تدق لها نوى. فقال لها أبو بكر: ردي إليها طحينها أو نواها.
فقالت: لا حتى أعمله لها. وذلك بعد أن باعتها. وأعتقها أبو بكر. وأصيبت زنيرة في بصرها فعميت فقيل لها: أصابتك اللات والعزى. فقالت: لا والله ما أصابتني وهذا من الله. فكشف الله عن بصرها ورده إليها فقالت قريش: هذا بعض سحر محمد.
4201- جارية بنت عمرو
بن مؤمل. أسلمت بمكة قديمًا. وكانت ممن يعذب في الله. وكان عمر بن الخطاب قبل أن يسلم هو الذي يعذبها ليردها عن الإسلام فيعذبها حتى يفتر ثم يدعها ويقول: والله ما أدعك إلا سآمة. فتقول: كذلك يفعل بك ربك.
4202- بَرِيرَةُ مَوْلاةُ عَائِشَةَ
بِنْتِ أبي بكر الصديق.
__________
4202 تهذيب التهذيب (12/ 403) .(8/201)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ. حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ فَقُلْتُ لَهَا: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ إِنِّي كُنْتُ لِعُتْبَةَ بْنِ أَبِي لَهَبٍ وَإِنَّ بَنِيهِ وَامْرَأَتَهُ بَاعُونِي وَاشْتَرَطُوا هُمْ وَأُمُّهُمُ الْوَلاءَ. فَمَوْلَى مَنْ أَنَا؟ فَقَالَتْ: يَا بُنَيَّ دَخَلَتْ عَلَيَّ بَرِيرَةُ وَهِيَ مُكَاتَبَةٌ فَقَالَتِ: اشْتَرِينِي. فَقُلْتُ: نَعَمْ. فَقَالَتْ: إِنَّ أَهْلِي لا يَبِيعُونِي حَتَّى يَشْتَرِطُوا وَلائِي. فَقُلْتُ: لا حَاجَةَ لِي فِيكَ. [فَسَمِعَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ أَوْ بَلَغَهُ فَقَالَ: مَا بَالُ بَرِيرَةَ؟ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: اشْتَرِيهَا وَأَعْتِقِيهَا وَدَعِيهِمْ فَيَشْتَرِطُونَ مَا شَاءُوا. فَاشْتَرَيْتُهَا فَأَعْتَقْتُهَا. وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: الْوَلاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ وَلَوِ اشْتَرَطُوا مِائَةَ مَرَّةٍ] .
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ. حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: سَمِعْتُ نَافِعًا يَرْوِيهِ يَزْعُمُ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ حَدَّثَهُ أَنَّ [عَائِشَةَ سَاوَمَتْ بِبَرِيرَةَ فَخَرَجَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى الصَّلاةِ فَلَمَّا رَجَعَ قَالَتْ: إِنَّهُمْ أَبَوْا أَنْ يَبِيعُونِي إِلا أَنْ يَشْتَرِطُوا الولاء. فقال النبي. ص: إِنَّمَا الْوَلاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ] . قَالَ هَمَّامٌ: فَسَأَلْتُ نَافِعًا أَحُرًّا كَانَ زَوْجُهَا أَمْ عَبْدًا؟ فَقَالَ: مَا يُدْرِينِي؟
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الْحَنَفِيُّ. حَدَّثَنَا أَبُو حَرَّةَ عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ عَائِشَةَ [قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَشْتَرِيَ بَرِيرَةَ فَأُعْتِقَهَا وَإِنَّهُمْ يَشْتَرِطُونَ الولاء. فقال رسول الله. ص: الْوَلاءُ لِمَنْ أَعْطَى الثَّمَنَ] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْعَبْدِيُّ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: [قَامَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَطِيبًا فِي شَأْنِ بَرِيرَةَ حِينَ أَعْتَقَتْهَا عَائِشَةُ وَاشْتَرَطَ أَهْلُهَا الْوَلاءَ فَقَالَ: مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَشْتَرِطُونَ شُرُوطَا لَيْسَتْ فِي كِتَابِ اللَّهِ! مَنِ اشْتَرَطَ شَرْطًا لَيْسَ فِي كِتَابِ اللَّهِ فَشَرْطُهُ بَاطِلٌ. وَإِنِ اشْتَرَطَ مِائَةَ مَرَّةٍ فَشَرْطُ اللَّهِ أَحَقُّ وَأَوْثَقُ] .
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَعَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ. حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ زَوْجَ بَرِيرَةَ كَانَ عَبْدًا أَسْوَدَ يُسَمَّى مُغِيثًا فَقَضَى النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
فِيهَا أَرْبَعَ قَضِيَّاتٍ: إِنْ مَوَالِيهَا اشْتَرَطُوا الْوَلاءَ فَقَضَى أَنَّ الْوَلاءَ لِمَنْ أَعْتَقَ. وَخُيِّرَتْ فَاخْتَارَتْ نَفْسَهَا فَأَمَرَهَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ تَعْتَدَّ. قَالَ: فَكُنْتُ أَرَاهُ. يَعْنِي زَوْجَهَا. يَتْبَعُهَا فِي سِكَكِ الْمَدِينَةِ يَعْصِرُ عَيْنَيْهِ عَلَيْهَا. قَالَ: وَتُصُدِّقَ عَلَيْهَا بِصَدَقَةٍ فَأَهْدَتْ مِنْهَا إِلَى عَائِشَةَ فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: هُوَ عَلَيْهَا صَدَقَةٌ وَلَنَا هَدِيَّةٌ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ عَنْ رَبِيعَةَ عن(8/202)
الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ بَرِيرَةَ أُعْتِقَتْ وَلَهَا زَوْجٌ فَخَيَّرَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ تَقَرَّ عِنْدَهُ أَوْ تُفَارِقَهُ. وَإِنَّ بَرِيرَةَ تُصُدِّقَ عَلَيْهَا بِلَحْمٍ فَقَصَبُوهُ فَقَدَّمُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ طَعَامًا بِأُدْمٍ غَيْرِ اللَّحْمِ فَقَالَ: أَلَمْ أَرَ عِنْدَكُمْ لَحْمًا؟ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّمَا هُوَ لَحْمٌ تُصُدِّقَ به على بريرة. [فقال رسول الله. ص: هُوَ صَدَقَةٌ عَلَى بَرِيرَةَ وَهَدِيَّةٌ لَنَا] . وَإِنَّ بَرِيرَةَ جَاءَتْ إِلَى عَائِشَةَ تَسْتَعِينُهَا فِي كِتَابَةِ أَهْلِهَا فَقَالَتْ عَائِشَةُ: إِنْ شَاءَ أَهْلُكِ اشْتَرَيْتُكِ وَنَقَدْتُهُمْ ثَمَنَكِ صَبَّةً وَاحِدَةً. فَذَهَبَتْ بَرِيرَةُ إِلَى أَهْلِهَا فَقَالَتْ لَهُمْ ذَلِكَ فَقَالُوا: وَلَنَا وَلاؤُكِ. فَجَاءَتْ بَرِيرَةُ إِلَى عَائِشَةَ فَقَالَتْ: إِنَّهُمْ يَقُولُونَ لنا ولاؤها. [فقال رسول الله. ص: اشْتَرِيهَا وَلا يَضُرُّكِ مَا قَالُوا فَإِنَّمَا الْوَلاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ] .
أَخْبَرَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ. حَدَّثَنَا عَوْفٌ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: قُضِيَ فِي بَرِيرَةَ ثَلاثُ قَضَايَا إِحْدَاهُنَّ أَنَّ عَائِشَةَ اشْتَرَتْهَا فَأَعْتَقَتْهَا وَكَانَ أَهْلُهَا الَّذِينَ بَاعُوهَا اشْتَرَطُوا وَلاءَهَا فَقَضَى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن الْوَلاءَ لِمَنْ أَعْطَى الثَّمَنَ. وَأُخْرَى أَنَّهُ كَانَ لَهَا زَوْجٌ وَهِيَ مَمْلُوكَةٌ فَخَيَّرَهَا رَسُولُ اللَّهِ حِينَ أُعْتِقَتْ بَيْنَ أَنْ تَكُونَ عِنْدَهُ أَوْ تَبْرَأَ مِنْهُ فَاخْتَارَتْ نَفْسَهَا فَبَرِئَتْ مِنْهُ. قَالَ مُحَمَّدٌ: وَالثَّالِثَةُ لا أَدْرِي مَا هِيَ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ عَنْ أُسَامَةَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قالت: [كَانَ فِي بَرِيرَةَ ثَلاثُ سُنَنٍ: أَرَدْتُ أَنْ أَشْتَرِيَهَا فَأُعْتِقَهَا فَقَالَ مَوَالِيهَا: لا نَبِيعُهَا حَتَّى نَشْتَرِطَ وَلاءَهَا. فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: مَا بَالُ أُنَاسٍ يَشْتَرِطُونَ شُرُوطًا لَيْسَتْ فِي كِتَابِ اللَّهِ وَلا فِي سُنَّةِ نَبِيِّهِ فَهُوَ بَاطِلٌ الْوَلاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ. قَالَ: فَلَمَّا أُعْتِقَتْ قَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ. ص: اخْتَارِي. قَالَ: وَكَانَ لَهَا زَوْجٌ. قَالَتْ: وَتُصُدِّقَ عَلَيْهَا بِصَدَقَةٍ فَأَهْدَتْ لَنَا مِنْهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: هُوَ لَهَا صَدَقَةٌ وَهُوَ لَنَا مِنْهَا هَدِيَّةٌ] .
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أبي عَرُوبَةَ عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ وَعَنْ [قَتَادَةَ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَضَى فِي بَرِيرَةَ أَرْبَعَ قَضِيَّاتٍ. أَوَّلُهُنّ أَنَّ عَائِشَةَ أَرَادَتْ أَنْ تَشْتَرِيَهَا لِلْعِتْقِ فَأَبَى مَوَالِيهَا إِلا أَنْ يَشْتَرِطُوا وَلاءَهَا. فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال:
مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَشْتَرِطُونَ الْوَلاءَ؟ إِنَّمَا الْوَلاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ. وَخَيَّرَهَا فَاخْتَارَتْ نَفْسَهَا. وَتَعْتَدُّ عِدَّةَ الْحُرَّةِ. ثُمَّ دَخَلَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى عَائِشَةَ فَوَجَدَ عِنْدَهَا لَحْمًا فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ هَذَا؟ فَقَالَتْ: بَعَثَتْ بِهِ إِلَيْنَا بَرِيرَةُ مِنْ شَاةٍ تُصُدِّقَ بِهَا عَلَيْهَا. فَقَالَ النبي. ص: هُوَ لَهَا صَدَقَةٌ وَهُوَ لَنَا مِنْهَا هَدِيَّةٌ] .(8/203)
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[قَالَ لِبَرِيرَةَ لَمَّا أُعْتِقَتْ: قَدْ أُعْتِقَ بِضْعُكِ مَعَكِ فَاخْتَارِي] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنِ الثَّوْرِيِّ عَنْ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: كَانَ زَوْجُ بَرِيرَةَ عَبْدًا مَمْلُوكًا لِبَنِي الْمُغِيرَةِ يُدْعَى مُغِيثًا. فَلَمَّا أُعْتِقَتْ خَيَّرَهَا رَسُولُ اللَّهِ. قَالَ:
وَكَانَ ابْنُ أَبِي لَيْلَى يَرَى الْخِيَارَ لَهَا مِنَ الْمَمْلُوكِ وَلا يَرَاهُ لَهَا مِنَ الْحُرِّ.
أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ. حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَيَّرَ بَرِيرَةَ فَكَلَّمَهَا رَسُولُ اللَّهِ فِيهِ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَشَيْءٌ وَاجِبٌ عَلَيَّ؟
قَالَ: لا إنما أشفع له. قالت: فلا حَاجَةَ لِي فِيهِ.
أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ. حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: [أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِلَحْمٍ فَقَالُوا هَذَا شَيْءٌ تُصُدِّقَ بِهِ عَلَى بَرِيرَةَ. فَقَالَ: هُوَ لَهَا صَدَقَةٌ وَلَنَا هَدِيَّةٌ] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْعَبْدِيُّ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: [أُعْطِيَتْ بَرِيرَةُ شَاةً مِنَ الصَّدَقَةِ فَأَهْدَتْهَا إِلَى عَائِشَةَ فَكَأَنَّ عَائِشَةَ كَرِهَتْ أَنْ تَأْكُلَ مِنْهَا فَقَالَ النَّبِيُّ. ص:
هُوَ لِبَرِيرَةَ صَدَقَةٌ وَلَنَا هَدِيَّةٌ] .
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ. حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ زَوْجَ بَرِيرَةَ يَوْمَ أُعْتِقَتْ كَانَ عَبْدًا لِبَنِي الْمُغِيرَةِ أَسْوَدَ يُقَالُ لَهُ مُغِيثٌ. وَاللَّهِ لَكَأَنِّي بِهِ فِي طُرُقِ الْمَدِينَةِ يَتْبَعُهَا وَدُمُوعُهُ تَتَحَدَّرُ يَتَرَضَّاهَا فَأَبَتْ.
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: ذَكَرُوا زَوْجَ بَرِيرَةَ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ: ذَاكَ مُغِيثٌ عَبْدُ بَنِي فُلانٍ قَدْ رَأَيْتُهُ يَبْكِي خَلْفَهَا يَتْبَعُهَا فِي الطُّرُقِ.
أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: رَأَيْتُهُ عَبْدًا. يَعْنِي زَوْجَ بَرِيرَةَ.
أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ زَوْجَ بَرِيرَةَ كَانَ عَبْدًا. قَالَ: فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ يَتْبَعُهَا يَبْكِي خَلْفَهَا فِي طُرُقِ الْمَدِينَةِ.
أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: لا أَعْلَمُ أهل(8/204)
الْمَدِينَةِ وَمَكَّةَ يَخْتَلِفُونَ أَنَّهُ عَبْدٌ. يَعْنِي زَوْجَ بَرِيرَةَ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ عَنْ سعيد عن أيوب عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ زَوْجُ بَرِيرَةَ يَوْمَ خُيِّرَتْ مَمْلُوكًا لِبَنِي الْمُغِيرَةِ يُقَالُ لَهُ مُغِيثٌ أَسْوَدُ. كأني به في طرق المدينة يتبعها ويترصاها وَأَنَّ دُمُوعَ عَيْنَيْهِ لَتَتَحَادَرُ عَلَى لِحْيَتِهِ. وَهِيَ تَقُولُ:
لا حَاجَةَ لِي فِيكَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ. حَدَّثَنَا سَعِيدٌ قَالَ: زَعَمَ أَبُو مَعْشَرٍ عَنِ النَّخَعِيِّ عَنِ الأَسْوَدِ أَنَّ زَوْجَ بَرِيرَةَ كَانَ حُرًّا.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ زَوْجُ بَرِيرَةَ يَوْمَ خُيِّرَتْ حُرًّا.
أَخْبَرَنَا هِشَامُ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ. حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ:
كَانَ زَوْجُ بَرِيرَةَ حُرًّا.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ قَالَ: أخبرتني صفية بنت أبي عبيد أَنَّ زَوْجَ بَرِيرَةَ كَانَ حُرًّا.
4203- فاطمة بِنْت الْوَلِيدِ
بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمر بن مخزوم. وأمها حنتمة بنت شيطان وهو عبد الله بن عمرو بن كعب بن وائلة بن الأحمر بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ. تزوجها الحارث بن هشام بن المغيرة فولدت له عبد الرحمن بن الحارث وأم حكيم.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ أَبِي حَبِيبَةَ مَوْلَى الزُّبَيْرِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْفَتْحِ أسلمت فاطمة بنت الوليد بن المغيرة وأتت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبايعته.
4204- أُمُّ حَكِيمٍ بِنْت الْحَارِث
بْن هِشَامٍ بْن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم.
وأمها فاطمة بِنْت الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمر بن مخزوم.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ أبي حبيبة مولى آلِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: لَمَّا كان يوم الفتح
__________
4204 الإصابة ترجمة (1228) ، والأعلام (2/ 269) .(8/205)
أسلمت أُمُّ حَكِيمٍ بِنْتِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ امْرَأَةً عكرمة بن أبي جهل وَأَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَبَايَعَتْهُ.
4205- جويرية بنت أبي جهل
بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم.
وأمها أروى بنت أبي العيص بن أمية بن عبد شمس. أسلمت وبايعت وتزوجها عتاب بن أسيد بن أبي العيص بن أمية. ثم تزوجها أبان بن سعيد بن العاص بن أمية فلم تلد له شيئًا. وجويرية هي التي خطبها علي بن أبي طالب فجاء بنو المغيرة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستأمرونه في ذلك فلم يأذن لهم أن يزوجوه [وقال: إنما فاطمة بضعة مني يسوءني ما ساءها.]
4206- الحنفاء بِنْت أَبِي جهل
بْن هشام بْن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم.
وأمها أروى بنت أبي العيص بن أمية بن عبد شمس. أسلمت وبايعت وتزوجها سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عَبْد ود بْن نصر بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لؤي فولدت له هندًا. ويذكرون أن أسامة بن زيد بن حارثة قد تزوجها أيضًا.
4207- قُرَيْبَةُ الصُّغْرَى بِنْت أبي أُمَيَّةَ
بْن المغيرة بْن عَبْد الله بن عمر بن مخزوم. وأمها عاتكة بِنْت عُتْبة بْن ربيعة بْن عَبْد شمس. وهي أخت أم سلمة بنت أبي أمية زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبيها. أسلمت وبايعت وتزوجها عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق فولدت له عبد الله وأم حكيم وحفصة.
أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ. حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنِ ابْنِ أبي مُلَيْكَةَ قَالَ:
تَزَوَّجَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ قُرَيْبَةَ بِنْتَ أبي أُمَيَّةَ أُخْتَ أُمِّ سَلَمَةَ. وَكَانَ فِي خُلُقِهِ شِدَّةٌ فَقَالَتْ لَهُ يَوْمًا: أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ حَذَّرْتُكَ. قَالَ: فَأَمْرُكِ بِيَدِكِ. فَقَالَتْ: لا أَخْتَارُ عَلَى ابْنِ الصِّدِّيقِ أَحَدًا. فَأَقَامَ عَلَيْهَا فَلَمْ يَكُنْ طَلاقًا.
4208- فَاطِمَةُ بِنْتُ الأَسْوَدِ
بْنُ عَبْدِ الأَسَدِ بْنِ هِلالِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن عمر بن مخزوم.
أسلمت وبايعت. وهي التي سرقت فقطع النبي - صلى الله عليه وسلم - يدها.
[أَخْبَرَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ عَنِ الأَجْلَحَ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ يَرْفَعُ الْحَدِيثَ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ الأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ الأَسَدِ سَرَقَتْ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حُلِيًّا فَاسْتَشْفَعُوا عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِغَيْرِ وَاحِدٍ وَكَلَّمُوا أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ لِيُكَلِّمَ رَسُولَ اللَّهِ. وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ يُشَفِّعْهُ. فَلَمَّا أَقْبَلَ أُسَامَةُ وَرَآهُ النَّبِيُّ قَالَ: لا تُكَلِّمْنِي يَا أُسَامَةُ فَإِنَّ الْحُدُودَ إِذَا انْتَهَتْ(8/206)
إِلَيَّ فَلَيْسَ لَهَا مَتْرُوكٌ. لَوْ كَانَتِ ابْنَةُ مُحَمَّدٍ فَاطِمَةُ لَقَطَعْتُهَا] .
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: فَهَذِهِ رِوَايَةٌ فِي فَاطِمَةَ بِنْتِ الأَسْوَدِ. وَفِي رِوَايَةِ أهل الْمَدِينَةِ وَغَيْرِهِمْ مِنْ أهل مَكَّةَ أَنَّ الَّتِي سَرَقَتْ فَقَطَعَ رَسُولُ اللَّهِ يَدَهَا أُمُّ عَمْرِو بِنْتُ سُفْيَان بْنُ عَبْدِ الأَسَدِ بْنِ هِلالِ بْنِ عَبْدِ الله بن عمر بْنِ مَخْزُومٍ. وأمها بِنْتُ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ أبي قيس بن عبد ود بْن نصر بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ أُخْتُ حُوَيْطِبِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى. وَأَنَّهَا خَرَجَتْ مِنَ اللَّيْلِ وَذَلِكَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ فَوَقَفَتْ بِرَكْبِ نُزُولٍ فَأَخَذَتْ عَيْبَةً لَهُمْ فَأَخَذَهَا الْقَوْمُ فَأَوْثَقُوهَا. فَلَمَّا أَصْبَحُوا أَتَوْا بِهَا النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَعَاذَتْ بِحَقْوَيْ أُمِّ سلمة بنت أبي أمية زوج النبي - صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَمَرَ بِهَا فَافْتَكَّتْ يَدَاهَا مِنْ حَقْوَيْهَا [وَقَالَ: وَاللَّهِ لَوْ كَانَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ لَقَطَعْتُهَا.] ثُمَّ أَمَرَ بِهَا فَقُطِعَتْ يَدُهَا فَخَرَجَتْ تَقْطُرُ يَدُهَا دَمًا حَتَّى دَخَلَتْ عَلَى امْرَأَةِ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ أَخِي بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ فَعَرَفَتْهَا فَآوَتْهَا إِلَيْهَا وَصَنَعَتْ لَهَا طَعَامًا سُخْنًا فَأَقْبَلَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ مِنْ عِنْدِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَنَادَى امْرَأَتَهُ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ الْبَيْتَ: يَا فُلانَةُ هَلْ عَلِمْتِ مَا لَقِيَتْ أُمُّ عَمْرِو بِنْتُ سُفْيَانَ؟ قَالَتْ:
هَا هِيَ هَذِهِ عِنْدِي. فَرَجَعَ أُسَيْدٌ أَدْرَاجَهُ فَأُخْبِرَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: رَحِمْتَهَا رَحِمَكَ اللَّهُ. فَلَمَّا رَجَعَتْ إِلَى أَبِيهَا قَالَ: اذْهَبُوا بِهَا إِلَى بَنِي عَبْدِ الْعُزَّى فَإِنَّهَا أَشْبَهَتْهُمْ. فَزَعَمُوا أَنَّ حُوَيْطِبَ بْنَ عَبْدِ الْعُزَّى قَبَضَهَا إِلَيْهِ وَهُوَ خَالُهَا.
قَالَ: وَقَدْ كَانَ الْحُسَيْنُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ التَّمِيمِيُّ غَضِبَ عَلَى عَبْد اللَّهِ بْن سُفْيَان بْن عَبْد الأَسَدِ. وَأُمُّ عَمْرٍو هِيَ أُخْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُفْيَانَ. فَقَالَ:
رُبَّ ابْنَةٍ لأَبِي سُلَيْمَى جَعْدَةٍ ... سَرَّاقَةٍ لِحَقَائِبِ الرُّكْبَانِ
بَاتَتْ تَحُوسُ عِيَابِهِمْ بِيَمِينِهَا ... حَتَّى أَقَرَّتْ غَيْرَ ذَاتِ بَنَانِ
4209- سُمَيَّةُ بِنْتُ خُبَّاطٍ
مولاة أبي حُذَيْفة بْن المغيرة بْن عَبْد الله بْن عمر بن مخزوم.
وهي أم عمار بن ياسر. أسلمت قديمًا بمكة وكانت ممن يعذب في الله لترجع عن دينها فلم تفعل وصبرت حتى مر بها أبو جهل يومًا فطعنها بحربة في قبلها فماتت.
وهي أول شهيد في الإسلام. وكانت عجوزا كبيرة ضعيفة. [فلما قتل أبو جهل يوم بدر قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لعمار بن ياسر: قد قتل الله قاتل أمك] .
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ أَبُو الْمُنْذِرِ. حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ مَنْصُورٍ عن
__________
4209 الإصابة ترجمة (582) ، والروض الأنف (1/ 203) ، والأعلام (3/ 141) .(8/207)
مُجَاهِدٍ قَالَ: أَوَّلُ شَهِيدٍ اسْتُشْهِدَ فِي الإِسْلامِ سُمَيَّةُ أُمُّ عَمَّارٍ أَتَاهَا أَبُو جَهْلٍ فَطَعَنَهَا بِحَرْبَةٍ فِي قُبُلِهَا.
4210- عَاتِكَةُ بِنْتُ زَيْدِ
بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ بْنَ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ رِيَاحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رَزَّاحِ بْنِ عَدِيِّ بن كعب. وأمها أم كرز بنت الحضرمي بن عمار بن مالك بن ربيعة بن لكيز بن مالك بن عوف. أسلمت فبايعت وهاجرت.
أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ قَالَ: كَانَتْ عَاتِكَةُ بِنْتُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ تَحْتَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ فَجَعَلَ لَهَا طَائِفَةً مِنْ مَالِهِ عَلَى أَنْ لا تَتَزَوَّجَ بَعْدَهُ. وَمَاتَ فَأَرْسَلَ عُمَرُ إِلَى عَاتِكَةَ: إِنَّكِ قَدْ حَرَّمْتِ عَلَيْكِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكِ فَرُدِّي إِلَى أَهْلِهِ الْمَالَ الَّذِي أَخَذْتِهِ وَتَزَوَّجِي. فَفَعَلَتْ. فَخَطَبَهَا عُمَرُ فَنَكَحَهَا.
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ. حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ. أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ أَنَّ عَاتِكَةَ بِنْتَ زَيْدٍ كَانَتْ تَحْتَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ فَمَاتَ عَنْهَا وَاشْتَرَطَ عَلَيْهَا أَنْ لا تَزَوَّجَ بَعْدَهُ.
فَتَبَتَّلَتْ وَجَعَلَتْ لا تَزَوَّجُ. وَجَعَلَ الرِّجَالُ يَخْطُبُونَهَا وَجَعَلَتْ تَأْبَى. فَقَالَ عُمَرُ لِوَلِيِّهَا:
اذْكُرْنِي لَهَا. فَذَكَرَهُ لَهَا فَأَبَتْ عُمَرَ أَيْضًا. فَقَالَ عُمَرُ: زَوِّجْنِيهَا. فَزَوَّجَهُ إِيَّاهَا فَأَتَاهَا عُمَرُ فَدَخَلَ عَلَيْهَا فَعَارَكَهَا حَتَّى غَلَبَهَا عَلَى نَفْسِهَا فَنَكَحَهَا. فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: أُفٍّ أُفٍّ أُفٍّ أَفَّفَ بِهَا. ثُمَّ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا وَتَرَكَهَا لا يَأْتِيهَا فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ مَوْلاةً لَهَا أَنْ تَعَالَ فَإِنِّي سَأَتَهَيَّأُ لَكَ.
أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ. حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ خَالِدِ بْنِ سَلَمَةَ أَنَّ عَاتِكَةَ بِنْتَ زَيْدٍ كَانَتْ تَحْتَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ وَكَانَ يُحِبُّهَا فَجَعَلَ لَهَا بَعْضَ أَرْضَيْهِ عَلَى أَنْ لا تَزَوَّجَ بَعْدَهُ. فَتَزَوَّجَهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهَا عَائِشَةُ أَنْ رُدِّي عَلَيْنَا أَرْضَنَا.
وَكَانَتْ عَاتِكَةُ قَدْ قَالَتْ حِينَ مَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ:
آلَيْتُ لا تَنْفَكُّ نَفْسِي حَزِينَةً ... عَلَيْكَ وَلا يَنْفَكُّ جِلْدِي أَغْبَرَا
قَالَ فَتَزَوَّجَهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ. فَقَالَتْ عَائِشَةُ:
آلَيْتُ لا تَنْفَكُّ عَيْنِي قَرِيرَةً ... عَلَيْكِ وَلا ينفك جلدي أصفرا
__________
4210 الإصابة ترجمة (695) ، وحسن الصحابة (104) ، (294) ، (295) ، وتاريخ العيني (2/ 278) ، والأعلام (3/ 242) .(8/208)
رُدِّي عَلَيْنَا أَرْضَنَا.
أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ قَالَ: جَاءَ رَبِيعَةُ بْنُ أُمَيَّةَ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ: رَأَيْتُ فِيَ الْمَنَامِ كَأَنَّ أَبَا بَكْرٍ هَلَكَ فَكُنْتَ بَعْدَهُ فَبَعَثْتَ إِلَى هَذِهِ الْمَرْأَةِ الْمُتَبَتِّلَةِ فَنَكَحْتَهَا فَدَخَلَتْ عَلَيْكَ عَرُوسًا بِهَا عَلَى بَابِكَ جُلَّةُ قُرْطٍ. وَهِيَ عَاتِكَةُ بِنْتُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ وَكَانَتْ تَحْتَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ فَأُصِيبَ يَوْمَ الطَّائِفِ فَجَعَلَ لَهَا طَائِفَةً مِنْ مَالِهِ عَلَى أَنْ لا تَنْكِحَ بَعْدَهُ. فَقَالَ عُمَرُ: بِفِيكَ الْحَجَرُ. بَلْ يُبْقِيهِ اللَّهُ وَيُمَتِّعُنَا بِهِ وَلا سَبِيلَ إِلَى هَذِهِ الْمَرْأَةِ.
فَتُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ وَكَانَ عُمَرُ مَكَانَهُ فَأَرْسَلَ إِلَى عَاتِكَةَ: إِنَّكِ قَدْ حَرَّمْتِ عَلَى نَفْسِكِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكِ فَرُدِّي الْمَالَ إِلَى أَهْلِهِ وَانْكِحِي. فَفَعَلَتْ فَخَطَبَهَا عُمَرُ فَنَكَحَهَا. فَجَاءَ رَبِيعَةُ بْنُ أُمَيَّةَ يَسْتَأْذِنُ عَلَى عُمَرَ وَهُوَ عَرُوسٌ بِهَا فَقَالَ: اللَّهُمَّ لا تُنْعِمْ بِهِ عَيْنًا. فَأَذِنَ لَهُ فَدَخَلَ فَجَعَلَ يَنْظُرُ إِلَى جُلَّةِ الْقُرْطِ عَلَى بَابِهِ.
أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ. أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ عَاتِكَةُ بِنْتُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ امْرَأَةَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. وَأَنَّهَا قَبَّلَتْهُ وَهُوَ صَائِمٌ فَلَمْ يَنْهَهَا.
أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى. حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ أَنَّ عَاتِكَةُ بِنْتُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ امْرَأَةَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ كَانَتْ تُقَبِّلُ رَأْسَ عُمَرَ وَهُوَ صَائِمٌ فَلَمْ يَنْهَهَا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَنَّ عَاتِكَةَ بِنْتَ زَيْدٍ امْرَأَةَ عُمَرَ كَانَتْ تَسْتَأْذِنُهُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَكَانَ عُمَرُ يَقُولُ لَهَا إِذَا اسْتَأْذَنْتُهُ إِلَى الْمَسْجِدِ: قَدْ عَرَفْتِ هَوَايَ فِي الْجُلُوسِ. فَتَقُولُ: لا أَدَعُ اسْتِئْذَانَكَ.
وَكَانَ عُمَرُ لا يَحْبِسُهَا إِذَا اسْتَأْذَنْتُهُ. فَلَقَدْ طُعِنَ عُمَرُ وَهِيَ فِي الْمَسْجِدِ.
4211- فاطمة بِنْت الخطاب
بْن نُفَيْلَ بْنَ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ رِيَاحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رَزَّاحِ بْنِ عدي بن كعب. وهي أخت عمر بن الخطاب. وأمها حنتمة بِنْت هاشم بْن المغيرة بْن عَبْد الله بن عمر بن مخزوم. تزوجها سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل وأسلمت هي وزوجها قبل عمر بن الخطاب وقبل دُخُولِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دار الأرقم.
__________
4211 السيرة النبوية (1/ 271، 367، 368) ، والأنساب (142) ، والإصابة ترجمة (837) ، والأعلام (5/ 131) .(8/209)
هكذا جاء الحديث: فاطمة بنت الخطاب. وفي النسب: إن التي تزوجها سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل رملة. وهي أم جميل بنت الخطاب.
4212- ليلى بنت أبي حثمة
بن حذيفة بْنِ غَانِمِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبِيدِ بْنِ عَوِيجِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كعب. وأمها أم ولد من تنوخ من سبايا العرب. أسلمت قديمًا وبايعت وهاجرت إلى أرض الحبشة الهجرتين جميعًا مع زوجها عامر بن ربيعة العنزي حليف الخطاب بن نفيل. وولدت لعامر بن ربيعة. وتزوج ولد عامر بن ربيعة في بني عدي.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ ابن رَبِيعَةَ قَالَ: مَا قَدِمَتْ ظَعِينَةٌ الْمَدِينَةَ أَوَّلَ مِنْ لَيْلَى بِنْتِ أَبِي حَثْمَةَ. قَدِمَتْ مَعِي فِي الْهِجْرَةِ.
4213- الشفاء بِنْت عَبْد اللَّه
بْن عَبْد شمس بْن خَلَف بْن صداد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رَزَّاحِ بن عدي بن كعب. وأمها فاطمة بنت وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم. أسلمت الشفاء قبل الهجرة قديمًا وبايعت النبي - صلى الله عليه وسلم - وتزوجها أبو حثمة بن حذيفة بْنِ غَانِمِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبِيدِ بْنِ عَوِيجِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كعب فولدت له سليمان بن أبي حثمة. وولدت أيضًا لمرزوق بن حذيفة بْنِ غَانِمِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبِيدِ بْنِ عَوِيجِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كعب أبا حكيم بن مرزوق. وكان شريفًا.
وهاجرت الشفاء إلى المدينة.
4214- رملة بنت أبي عوف
بن صبيرة بن سعيد بن سعد بن سهم. وأمها أم عبد الله وهي صرماء بنت الحارث بن عوف بن عمرو بن يربوع بن ناضرة بن غاضرة بن حطيط وهو راعي الشمس. أسلمت رملة بمكة قَدِيمًا قَبْلَ دُخُولِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم -
دار الأرقم وبايعت وهاجرت إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية مع زوجها المطلب بْن أزهر بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بن زهرة فولدت له هناك عبد الله بن المطلب.
4215- رَيْطَةَ بِنْت مُنَبِّهِ
بْن الْحَجَّاجِ بْن عَامِرِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ سَعْدِ بن سهم. وأمها من خثعم. وتزوجها عمرو بن العاص بن وائل السهمي فولدت له عبد الله بن عمرو.
__________
4213 الإصابة ترجمة (619) ، وتذهيب الكمال (424) ، وتهذيب التهذيب (12/ 428) ، والتارج (10/ 201) ، والأعلام (3/ 168) .(8/210)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ أَبِي حَبِيبَةَ مَوْلَى الزُّبَيْرِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْفَتْحِ أَسْلَمَتْ رَيْطَةُ بِنْتُ مُنَبِّهِ بْنِ الْحَجَّاجِ. وَهِيَ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ. وَأَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَبَايَعَتْهُ.
4216- زَيْنَبُ بِنْتُ عُثْمَانَ
بْنِ مَظْعُونِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بن جمح.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُطَّلِبِ عَنْ عُمَرَ بْنِ حُسَيْنٍ عَنْ نَافِعٍ أَنَّهُ قَالَ: تَزَوَّجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ زَيْنَبَ بِنْتَ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ بَعْدَ وَفَاةِ أَبِيهَا. زَوَّجَهُ إِيَّاهَا عَمُّهَا قُدَامَةُ بْنُ مَظْعُونٍ فَأَرْغَبَهُمُ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ فِي الصَّدَاقِ فَقَالَتْ أُمُّ الْجَارِيَةِ لِلْجَارِيَةِ: لا تُجِيزِي. فَكَرِهَتِ الْجَارِيَةُ النِّكَاحَ وَأَعْلَمَتْ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ذَلِكَ هِيَ وَأُمُّهَا فَرَدَّ نِكَاحَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فنكحها المغيرة ابن شُعْبَةَ.
قَالَ مُحَمَّدٌ: وَحَدَّثَ الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجُ قَالَ: الْمَرْأَةُ الَّتِي طَلَّقَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَهِيَ حَائِضٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - آمنة بنت عَفَّانَ.
4217- التَّوْءَمَةُ بِنْتُ أُمَيَّةَ
بْنِ خَلَفِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحٍ. وأمها ليلى بنت حبيب بن عمرو بن الحارث من بني تميم من البراجم. اغتربت التوءمة عند عاصم بن الجعد الفزاري وولدت له. وكانت التوءمة ولدت هي وأخت لها في بطن فسميت تلك باسم وسميت هذه التوءمة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْج عَنْ عَمْرو بْن دِينَارٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ أَنَّ التَّوْءَمَةَ بِنْتَ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ طُلِّقَتِ الْبَتَّةَ فَسَأَلَتْ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَجَعَلَهَا وَاحِدَةً.
4218- سَهْلَةُ بِنْت سُهَيْل
بْن عَمْرو بْن عَبْد شمس بْن عَبْد ود بْن نصر بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لؤي. وأمها فاطمة بنت عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ود بْن نصر بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لؤي. أسلمت قديمًا بمكة وبايعت وهاجرت إلى أرض الحبشة الهجرتين جميعًا مع زوجها أَبِي حُذَيْفَةَ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْن عبد شمس وولدت له هناك محمد بن أبي حذيفة. وتزوجها بعد أبي حذيفة عبد الله بن الأسود بن(8/211)
عمرو من بني مالك بن حسل فولدت له سليط بن عبد الله. ثم خلف عليها شماخ بن سعيد بن قانف بن الأوقص بن مُرَّةَ بْنِ هِلالِ بْنِ فَالِجِ بْنِ ذَكْوَانَ بْن ثَعْلَبَة بْن بهثة بْن سليم بْن منصور فولدت له عامر بن شماخ. ثم خلف عليها عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ الحارث بن زهرة فولدت له سالم بن عبد الرحمن. وقد كانت سهلة بنت سهيل قد تبنت سالما مولى أبي حذيفة وكان يدخل عليها فرخص لَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
أن ترضعه خمس رضعات.
أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي سَلَمَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ [أَنَّ سَهْلَةَ بِنْتَ سُهَيْلٍ امْرَأَةَ أَبِي حُذَيْفَةَ سَأَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا نَعُدُّ سَالِمًا وَلَدًا وَإِنَّهُ يَدْخُلُ عَلَيَّ وَأَنَا فَضْلٌ وَيَرَى مِنِّي. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: أَرْضِعِيهِ خَمْسَ رَضَعَاتٍ وَلْيَدْخُلْ عَلَيْكِ. قَالَ] الزُّهْرِيُّ: وَكَانَتْ عَائِشَةُ تُفْتِي بِهَذِهِ الْفُتْيَا. وَأَخْبَرَنِي سَالِمٌ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى أُمِّ كُلْثُومِ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ لِتُرْضِعَهُ خَمْسَ رَضَعَاتٍ لِيَدْخُلَ عَلَى عَائِشَةَ فَيَسْمَعَ مِنْهَا فَأَرْضَعَتْهُ رَضْعَتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا ثُمَّ مَرِضَتْ فَلَمْ يَدْخُلْ عَلَيْهَا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ عَنْ أُمِّهِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: أَبَى أَزْوَاجُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
أَنْ يَأْخُذْنَ بِهَذَا وَقُلْنَ إِنَّمَا هَذِهِ رُخْصَةٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِسَهْلَةَ بِنْتِ سُهَيْلٍ.
أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَتْنِي عَمْرَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ امْرَأَةَ أَبِي حُذَيْفَةَ بْنِ عُتْبَةَ ذَكَرَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سَالِمًا مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ وَدُخُولَهُ عَلَيْهَا فَأَمَرَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ تُرْضِعَهُ فَأَرْضَعَتْهُ وهو رجل كبير بعد ما شَهِدَ بَدْرًا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ أَخِي الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
كَانَ يَحْلُبُ فِي مِسْعَطٍ أَوْ إِنَاءٍ قَدْرَ رَضْعَةٍ فَيَشْرَبُهُ سَالِمٌ كُلَّ يَوْمٍ. خَمْسَةَ أَيَّامٍ. وَكَانَ بَعْدُ يَدْخُلُ عَلَيْهَا وَهِيَ حَاسِرٌ. رُخْصَةً مِنْ رَسُولِ اللَّهِ لِسَهْلَةَ بنت سهيل.
4219- أم كلثوم بِنْت سُهَيْل
بْن عَمْرو بْن عَبْد شَمْسِ بْن عَبْد ود بْن نصر بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لؤي. وأمها فاختة بِنْت عَامِرِ بْن نَوْفَلِ بْن عَبْد مَنَافِ بْنِ قصي.
أسلمت قديمًا بمكة وبايعت وهاجرت إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية مع زوجها أبي سَبْرَةَ بْنُ أَبِي رُهْمِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بْنِ مَالِكِ بْنِ(8/212)
حسل بن عامر بن لؤي. وقد ولدت أم كلثوم لأبي سبرة محمدًا وعبد الله.
4220- فاطمة وهي أم جميل
بنت المجلل بن عَبْد بْن أبي قَيْس بْن عَبْد ود بن نصر بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لؤي. وأمها أم حبيب بِنْت العاص بْن أمية بْن عَبْد شمس أخت أَبِي أُحَيْحَةَ سَعِيد بْن العاص بْن أمية. أسلمت فاطمة قديمًا بمكة وبايعت وهاجرت إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية مع زوجها حاطب بْن الْحَارِث بن مُعَمَّر بْن حبيب الجمحي. وكان معهما في الهجرة ابناهما محمد والحارث ابنا حاطب.
4221- فاطمه وهي أم قهطم
بِنْت علقمة بْن عَبْد الله بْن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لؤي. وأمها عاتكة بنت أَسْعَدَ بْن عَامِرِ بْن بَيَاضَةَ بْن سُبَيْعِ بْن جعثمة بْن سعد بْن مليح من خزاعة. أسلمت قديمًا بمكة وبايعت وهاجرت إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية مع زوجها سليط بْن عَمْرو بْن عَبْد شمس بْن عَبْد ود بْن نصر بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لؤي وولدت له سليط بن سليط.
4222- عميرة بنت السعدي
واسمه عمرو بْن وقدان بْن عَبْد شمس بْن عَبْد ود بْن نصر بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لؤي. أسلمت قديمًا بمكة وبايعت وهاجرت إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية مع زوجها مالك بن زمعة بن قيس من بني عامر بن لؤي.
وهو أخو سودة بنت زمعة زَوْجِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
4223- فَاطِمَةَ بِنْتَ قَيْسٍ
أُخْتَ الضَّحَّاكِ بْنِ قَيْسٍ بن خالد الأكبر ابن وهب بْن ثَعْلَبَةَ بْنِ وَائِلَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ شَيْبَانَ بن محارب بن فهر. وأمها أميمة بنت ربيعة بن حذيم بن عامر بن مبذول بن الأحمر بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ.
وكانت فاطمة بنت قيس تحت أبي عمرو بن حفص بن المغيرة بن عبد الله بن [عمر بن مخزوم فطلقها فخطبها معاوية بن أبي سفيان بن حرب وأبو جهم بن حذيفة بن غانم العدوي فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال: أما معاوية فصعلوك لا مال له.
وأما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عنقه. ولكن انكحي أسامة بن زيد. فنكحته فقالت: لقد اغتبطت بنكاحي إياه] .
أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ مَوْلَى الأَسْوَدِ بن
__________
4223 تهذيب التهذيب (12/ 443) ، والجمع بين رجال الصحيحين (2/ 611) ، والأعلام (5/ 132) .(8/213)
سُفْيَانَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ أَنَّ [أَبَا عَمْرِو بْنَ حَفْصٍ طَلَّقَهَا الْبَتَّةَ وَهُوَ غَائِبٌ فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا وَكِيلَهُ بِشَعِيرٍ فَتَسَخَّطَتْهُ فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا لَكِ عَلَيْنَا مِنْ شَيْءٍ. فَجَاءَتْ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: لَيْسَ لَكِ عَلَيْهِ نَفَقَةٌ. وَأَمَرَهَا أَنْ تَعْتَدَّ فِي بَيْتِ أُمِّ شَرِيكٍ. ثُمَّ قَالَ: تِلْكَ الْمَرْأَةُ يَغْشَاهَا أَصْحَابِي. اعْتَدِّي عِنْدَ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ فَإِنَّهُ رَجُلٌ أَعْمَى. تَضَعِينَ ثِيَابَكِ فَإِذَا حَلَلْتِ فَآذِنِينِي. قَالَتْ: فَلَمَّا حَلَلْتُ ذَكَرْتُ لَهُ أَنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ وَأَبَا جَهْمِ بْنَ حذيفة خطباني فقال رسول الله. ص: أَمَّا أَبُو جَهْمٍ فَلا يَضَعُ عَصَاهُ عَنْ عَاتِقِهِ. وَأَمَّا مُعَاوِيَةُ فَصُعْلُوكٌ لا مَالَ لَهُ. وَلَكِنِ انْكِحِي أُسَامَةَ. فَكَرِهْتُهُ فَقَالَ: انْكِحِي أُسَامَةَ. فَنَكَحَتْهُ فَجَعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا وَاغْتَبَطْتُ بِهِ] .
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى. حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ زَيْدٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدَةَ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ قَيْسٍ أُخْتَ الضَّحَّاكِ بْنِ قَيْسٍ كَانَتْ تَحْتَ أبي عَمْرِو بْنِ حَفْصٍ فَطَلَّقَهَا الْبَتَّةَ. وَكَانَ وَكِيلُهُ عَيَّاشُ بْنُ أبي رَبِيعَةَ فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ تَلْتَمِسُ مِنْهُ النَّفَقَةَ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: دَخَلَتْ عَلَيَّ فَاطِمَةُ بِنْتُ قَيْسٍ. [قَالَتْ أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَنَا أُرِيدُ السُّكْنَى وَالنَّفَقَةَ فَقَالَ: يَا فَاطِمَةُ إِنَّمَا السُّكْنَى وَالنَّفَقَةُ الَّتِي لِزَوْجِهَا عَلَيْهَا رَجْعَةٌ. انْتَقِلِي إِلَى أُمِّ شَرِيكٍ وَلا تُفَوِّتِينَا بِنَفْسِكِ. ثُمَّ قَالَ: إِنَّ أُمَّ شَرِيكٍ يَدْخُلُ عَلَيْهَا إِخْوَتُهَا مِنَ الْمُهَاجِرِينِ فَانْتَقِلِي إِلَى ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ فَإِنَّهُ رَجُلٌ ضَرِيرُ الْبَصَرِ. فَلَمَّا حَلَّ أَجَلُهَا خَطَبَهَا مُعَاوِيَةُ وَأَبُو جَهْمِ بْنُ حُذَيْفَةَ وَأُسَامَةُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: أَمَّا مُعَاوِيَةُ فَعَائِلٌ لا مال له. وأما أبو جهم فلا يَضَعُ عَصَاهُ عَنْ عَاتِقِهِ. أَيْنَ أَنْتُمْ مِنْ أُسَامَةَ؟ قَالَ: فَكَأَنَّ أَهْلَهَا كَرِهُوا ذَلِكَ فَقَالَتْ: لا أَنْكَحُ إِلا الَّذِي قَالَ رَسُولُ اللَّهِ. ص] .
أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ قَالَتْ: [كُنْتُ عِنْدَ رَجُلٍ مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ فَطَلَّقَنِي الْبَتَّةَ فَأَرْسَلْتُ إِلَى أَهْلِهِ أَبْتَغِي النَّفَقَةَ فَقَالُوا: لَيْسَ لَكِ عَلَيْنَا نَفَقَةٌ. ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوًا مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ إِلَى آخِرِهِ. إِلا أَنَّهُ قَالَ: يَدْخُلُ عَلَيْهَا إِخْوَانُهَا مِنَ الْمُهَاجِرِينِ الأَوَّلِينَ. وَقَالَ فِي ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ فَإِنَّهُ رَجُلٌ قَدْ ذَهَبَ بَصَرُهُ فَإِنْ وَضَعْتِ شَيْئًا مِنْ ثِيَابَكِ لَمْ يَرَ شَيْئًا. وَلَمْ يَقُلْ فِيمَنْ خَطَبَهَا وَأُسَامَةُ. فقال النبي. ص: فَأَيْنَ أَنْتُمْ مِنْ أُسَامَةَ؟ وَقَالَ فِي آخِرِ الحديث فنكحته.](8/214)
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ. حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ الأَحْمَسِيُّ. حَدَّثَنَا الشَّعْبِيُّ قَالَ:
حَدَّثَتْنِي فَاطِمَةُ بِنْتُ قَيْسٍ أَنَّهَا كَانَتْ تَحْتَ فُلانِ بْنِ الْمُغِيرَةِ أَوِ الْمُغِيرَةِ بْنِ فُلانٍ مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ وَأَنَّهُ أَرْسَلَ إِلَيْهَا بِطَلاقِهَا مِنَ الطَّرِيقِ مِنْ غَزْوَةٍ غَزَاهَا إِلَى الْيَمَنِ. فَسَأَلَتْ أَهْلَهُ النَّفَقَةَ وَالسُّكْنَى فَأَبَوْا وَقَالُوا: لَمْ يُرْسِلْ إِلَيْنَا مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ. قَالَتْ: فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقُلْتُ: أَنَا ابْنَةُ آلِ خَالِدٍ وَإِنَّ زَوْجِي أَرْسَلَ إِلَيَّ بِطَلاقِي وَإِنِّي سَأَلْتُ أَهْلَهُ النَّفَقَةَ وَالسُّكْنَى فَأَبَوْا عَلَيَّ. فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ أَرْسَلَ إِلَيْهَا بثلاث تطليقات. قال:
[فقال رسول الله. ص: إِنَّمَا النَّفَقَةُ وَالسُّكْنَى لِلْمَرْأَةِ إِذَا كَانَ لِزَوْجِهَا عَلَيْهَا رَجْعَةٌ] .
أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ أَنَّهَا حَدَّثَتْهُ وَكَتَبُوا مِنْهَا كِتَابًا أَنَّهَا كَانَتْ تَحْتَ رَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ فَطَلَّقَهَا الْبَتَّةَ. فَلَمَّا حَلَّتْ ذَكَرَتْ أَنَّ مُعَاوِيَةَ وَأَبَا جَهْمٍ خَطَبَاهَا فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ.
[فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: أَمَّا مُعَاوِيَةُ فَرَجُلٌ لا مَالَ لَهُ. وَأَمَّا أَبُو جَهْمٍ فَلا يَضَعُ عَصَاهُ عَنْ أَهْلِهِ.
فَأَيْنَ أَنْتُمْ مِنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ؟ فَكَأَنَّ أَهْلَهَا كَرِهُوا ذَلِكَ فَقَالَتْ: لا أَتَزَوَّجُ إِلا مَنْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَتَزَوَّجْتُ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ] .
أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ. أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّاءُ عَنْ عَامِرٍ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ قَالَتْ:
طَلَّقَنِي زَوْجِي ثَلاثًا فَأَمَرَنِي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أَعْتَدَّ عِنْدَ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ وَلَمْ يَجْعَلْ لِي نَفَقَةً.
أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: يَا فَاطِمَةُ اتَّقِي اللَّهَ فَقَدْ عَلِمْتِ فِي أَيِّ شَيْءٍ كَانَ هَذَا.(8/215)
تَسْمِيَةُ غَرَائِبِ نِسَاءِ الْعَرَبِ الْمُسْلِمَاتِ الْمُهَاجِرَاتِ الْمُبَايِعَاتِ
4224- أُمُّ رُومَانَ بِنْت عَامِرِ
بْن عُوَيْمِرِ بْن عَبْد شَمْسِ بْن عَتَّابِ بْن أذينة بْن سبيع بْن دهمان بْن الْحَارِث بْن غنم بن مالك بن كنانة.
قال محمد بن سعد: وسمعت من ينسبها غير هذا فيقول أم رومان بنت عامر بن عميرة بن ذهل بْن دهمان بْن الْحَارِث بْن غنم بْن مالك بن كنانة.
وكانت أم رومان امرأة الحارث بن سخبرة بن جرثومة بن عادية بن مرة بن جشم بن الأوس بن عامر بن حفير بن النمر بن عثمان بن نصر بن زهران بن كعب من الأزد فولدت له الطفيل. وقدم الحارث بن سخبرة من السراة إلى مكة ومعه امرأته أم رومان وولده منها فحالف أبا بكر الصديق ثم مات الحارث بمكة فتزوج أبو بكر أم رومان فولدت له عبد الرحمن وعائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - وأسلمت أم رومان بمكة قديمًا وبايعت وهاجرت إلى المدينة مع أهل رسول الله وولده وأهل أبي بكر حين قدم بهم في الهجرة. وكانت أم رومان امرأة صالحة وتوفيت فِي عَهْدِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بالمدينة في ذي الحجة سنة ست من الهجرة.
أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَلِيِّ بن زيد عن الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: [لَمَّا دُلِّيَتْ أُمُّ رومان في قبرها قال رسول الله. ص:
مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى امْرَأَةٍ مِنَ الْحُورِ الْعَيْنِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى أُمِّ رُومَانَ. وَفِي حَدِيثِ عَفَّانَ:
وَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ فِي قَبْرِهَا.]
4225- أُمُّ الْفَضْلِ
وهي لبابة الكبرى ابنة الحارث بن حزن بن البجير بن الهزم بن
__________
4224 الإصابة (8/ 232) ، والأعلام (3/ 36) .
4225 الإصابة ترجمة (942) ، (1448) ، وذيل المذيل (84) ، والجمع بين رجال الصحيحين (612) ، والسيرة النبوية (2/ 301، 302) ، (3/ 58) ، والروض الأنف (2/ 78) ، والأعلام (5/ 239) .(8/216)
رُؤَيْبَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِلالِ بْنِ عامر بْنِ صَعْصَعَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ بَكْرِ بْنِ هَوَازِنَ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ عِكْرِمَةَ بْنِ خَصَفَةَ بْنِ قيس بن عيلان بن مضر. وأمها هند وهي خولة بِنْت عوف بْن زُهَير بن الحارث بن حماطة بن ذي حليل من جرش. وهم إلى حمير. وأمها عائشة بنت المحزم بن كعب بن مالك بن قحافة من خثعم. وكانت أم الفضل أول امرأة أسلمت بمكة بعد خديجة بنت خويلد. وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يزورها ويقيل في بيتها. وأخوات أم الفضل ميمونة بنت الحارث بن حزن زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - وهي لأبيها وأمها. ولبابة الصغرى وهي العصماء بنت الحارث بن حزن وهي أم خالد بن الوليد بن المغيرة. وكانت أختها لأبيها. وعزة بنت الحارث بن حزن أختها لأبيها. وهزيلة بنت الحارث بن حزن أختها لأبيها. وإخوتها وأخواتها لأمها محمية بن جزء الزبيدي صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعون وأسماء وسلمى بنو عميس بن معد بن الحارث بن خثعم. فتزوج أم الفضل بنت الحارث العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي فولدت له الفضل وعبد الله وعبيد الله ومعبدًا وقثم وعبد الرحمن وأم حبيب. وقال عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْهِلالِيُّ:
مَا وَلَدَتْ نجيبة من فحل ... كَسِتَّةٍ مِنْ بَطْنِ أُمِّ الْفَضْلِ
أَكْرِمْ بِهَا من كهلة وكهل
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ أَبِيهِ عن كريب قال: [قال رسول الله. ص: وَذُكِرَتْ مَيْمُونَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ وَأُمُّ الْفَضْلِ بِنْتُ الْحَارِثِ وَأَخَوَاتُهَا لُبَابَةُ الصُّغْرَى وَهُزَيْلَةُ وَعَزَّةُ وَأَسْمَاءُ وسلمى ابنتا عميس. فقال رسول الله. ص: إِنَّ الأَخَوَاتِ لَمُؤْمِنَاتٌ] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ سُهَيْلٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: عَلَّقَتْ أُمِّي وَهِيَ تَصُومُ الاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسَ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَهَاجَرَتْ أُمُّ الْفَضْلِ بِنْتُ الْحَارِثِ إِلَى الْمَدِينَةِ بَعْدَ إِسْلامِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَزُورُهَا وَيَأْتِي بَيْتِهَا كَثِيرًا.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ عَنِ الأَجْلَحِ قَالَ: [سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ يَقُولُ:
مَا وَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ رَأْسَهُ فِي حِجْرِ امْرَأَةٍ وَلا تَحِلُّ لَهُ بَعْدَ النُّبُوَّةِ إِلا أُمَّ الْفَضْلِ فَإِنَّهَا كَانَتْ تُفَلِّيهِ وَتُكَحِّلُهُ. فَبَيْنَا هِيَ ذات يوم تكحله إذ قَطَرَتْ قَطْرَةٌ مِنْ عَيْنِهَا عَلَى خَدِّهِ فَرَفَعَ رأسه(8/217)
إِلَيْهَا فَقَالَ: مَا لَكِ؟ فَقَالَتْ: إِنَّ اللَّهَ نَعَاكَ لَنَا فَلَوْ أَوْصَيْتَ بِنَا مَنْ يَكُونُ بَعْدَكَ إِنْ كَانَ الأَمْرُ فِينَا أَوْ فِي غَيْرِنَا. قَالَ: إِنَّكُمْ مَقْهُورُونَ مُسْتَضْعَفُونَ بَعْدِي] .
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرِ بْنِ حَبِيبٍ السهمي. حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ عَنْ [سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ أَنَّ أُمَّ الْفَضْلِ امْرَأَةَ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ كَأَنَّ عُضْوًا مِنْ أَعْضَائِكَ فِي بَيْتِي. قَالَ: خَيْرًا رَأَيْتِ. تَلِدُ فَاطِمَةُ غُلامًا وَتُرْضِعِينَهُ بِلَبَانِ ابْنِكِ قُثَمٍ. قَالَ: فَوَلَدَتِ الْحُسَيْنَ فَكَفَلَتْهُ أُمُّ الْفَضْلِ. قَالَتْ:
فَأَتَيْتُ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فهو ينزيه ويقبله إذ بَالَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ: يَا أُمَّ الْفَضْلِ أَمْسِكِي ابْنِي فَقَدْ بَالَ عَلَيَّ. قَالَتْ: فَأَخَذْتُهُ فَقَرَصْتُهُ قَرْصَةً بَكَى مِنْهَا وَقُلْتُ: آذَيْتَ رَسُولَ اللَّهِ بُلْتَ عَلَيْهِ. فَلَمَّا بَكَى الصَّبِيُّ قال: يا أم الفضل آذيتيني فِي بَنِيَّ أَبْكَيْتِهِ. ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ فَحَدَرَهُ عَلَيْهِ حَدْرًا ثُمَّ قَالَ: إِذَا كَانَ غُلامًا فَاحْدُرُوهُ حَدْرًا وَإِذَا كَانَ جَارِيَةً فَاغْسِلُوهُ غَسْلا] .
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى. حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ قَابُوسَ بْنِ الْمُخَارِقِ [قَالَ: رأيت أُمَّ الْفَضْلِ أَنَّ فِيَ بَيْتِهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ طَائِفَةً فَأَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ فَأَخْبَرَتْهُ فَقَالَ:
هُوَ خَيْرٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ. تَلِدُ فَاطِمَةُ غُلامًا تُرْضِعِينَهُ بِلَبَنِ قُثَمٍ ابْنِكِ. فَوَلَدَتْ حُسَيْنًا فَأَعْطَتْنِيهِ فَأَرْضَعْتُهُ حَتَّى تَحَرَّكَ فَجَاءَتْ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَجْلَسَهُ فِي حِجْرِهِ فَبَالَ.
فَضَرَبَتْ بِيَدِهَا بَيْنَ كَتِفَيْهِ. فَقَالَ: أَوْجَعْتِ ابْنِي أَصْلَحَكِ اللَّهُ. أَوْ رَحِمَكِ اللَّهُ.
فَقُلْتُ: اخْلَعْ إِزَارَكَ وَالْبَسْ ثَوْبًا غَيْرَهُ كَيْمَا أَغْسِلُهُ. فَقَالَ: إِنَّمَا يُنْضَحُ بَوْلُ الْغُلامِ وَيُغْسَلُ بَوْلُ الْجَارِيَةِ] .
أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَنْ سَالِمِ أَبِي النَّضْرِ عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ بِنْتِ الْحَارِثِ أَنَّهَا بَعَثَتْ إِلَى النَّبِيِّ يَوْمَ عَرَفَةَ بِقَدَحٍ مِنْ لَبَنٍ وَهُوَ وَاقِفٌ عَلَى بَعِيرِهِ فَشَرِبَهُ.
4226- لبابة الصغرى
وهي العصماء بنت الحارث بن حزن بن البجير بن الهزم بن رؤيبة بن عبيد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة. وأمها فاختة بنت عامر بن معتب بن مالك الثقفي. تزوجها الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمر بن مخزوم بمكة فولدت له خالد بن الوليد سيف الله ثم أسلمت بعد الهجرة وبايعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
4227- هزيلة بنت الحارث
بن حزن بن بجير بن الهزم بن رؤيبة. أسلمت بعد الهجرة وبايعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
4228- عزة بنت الحارث
بن حزن بْنِ بُجَيْرِ بْنِ الْهُزَمِ بْنِ رُؤَيْبَةَ بْنِ عبد الله بن(8/218)
هلال بن عامر بن صعصعة. تزوجها عبد الله بن مالك بن الهزم بن رؤيبة فولدت له زيادًا وعبد الرحمن وبرزة. فولدت برزة للأصم البكائي يزيد بن الأصم صاحب عبد الله بن العباس بن عبد المطلب. وفي رواية أخرى أن برزة أم يزيد بن الأصم هي أخت عزة بنت الحارث لأبيها. وأمها بنت عامر بن معتب الثقفي. وأن عزة بنت الحارث كانت عند رجل من بني كلاب فولدت فيهم.
4229- أَسْمَاءُ بِنْت عُمَيْسِ
بْن مَعْدِ بْن تَيْمِ بْن الْحَارِث بْن كَعْبِ بْن مالك بْن قحافة بْن عَامِرِ بْن ربيعة بْن عامر بْن مُعَاوِيَة بن زَيْد بْن مالك بْن نسر بن وهب الله بن شهران بن عفرس بن أفتل. وهو جماع خثعم. وأمها هند وهي خولة بِنْت عوف بْن زُهَير بن الحارث بن حماطة من جرش.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ قَالَ: أَسْلَمَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ قَبْلَ دُخُولِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دَارَ الأَرْقَمِ بِمَكَّةَ وَبَايَعَتْ وَهَاجَرَتْ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ مَعَ زَوْجِهَا جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَوَلَدَتْ لَهُ هُنَاكَ عَبْدَ اللَّهِ وَمُحَمَّدًا وَعَوْنًا.
ثُمَّ قُتِلَ عَنْهَا جَعْفَرٌ بِمُؤْتَةَ شَهِيدًا فِي جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ ثَمَانٍ مِنَ الْهِجْرَةِ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحُمَيْدِيُّ. حَدَّثَنَا سُفْيَانُ. حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ عَنِ الشَّعْبِيِّ وَأَبُو حَمْزَةَ أَسْنَدَهُ قَالا: لَمَّا قَدِمَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ قَالَ لَهَا عُمَرُ:
يَا حَبَشِيَّةُ سَبَقْنَاكُمْ بِالْهِجْرَةَ. فَقَالَتْ: أَيْ لَعَمْرِي لَقَدْ صَدَقْتَ. كُنْتُمْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ يُطْعِمُ جَائِعَكُمْ وَيُعَلِّمُ جَاهِلَكُمْ وَكُنَّا الْبُعَدَاءَ الطُّرَدَاءَ. أَمَا وَاللَّهِ لآتِيَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
فَلأَذْكُرَنَّ ذَلِكَ لَهُ. فَأَتَتِ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ [فَقَالَ: لِلنَّاسِ هِجْرَةٌ وَاحِدَةٌ وَلَكُمْ هِجْرَتَانِ] . قَالَ سُفْيَانُ: زَادَ أَبُو حَمْزَةَ يَا حَبَشِيَّةُ لَيْسَ فِي حَدِيثِ إِسْمَاعِيلَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالا: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ عَامِرٍ قَالَ: [قَالَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ رِجَالا يَفْخَرُونَ عَلَيْنَا وَيَزْعُمُونَ أَنَّا لَسْنَا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ الأولين. فقال رسول الله. ص: بَلْ لَكُمْ هِجْرَتَانِ. هَاجَرْتُمْ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ ونحن مرهنون بِمَكَّةَ ثُمَّ هَاجَرْتُمْ بَعْدَ ذَلِكَ. قَالَ عَامِرٌ: قَدِمُوا مِنَ الْحَبَشَةِ لَيَالِي خَيْبَرَ] .
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ عَنِ الأَجْلَحِ عَنْ عَامِرٍ قال: قالت أسماء بنت عميس
__________
4229 حلية الأولياء (2/ 74) ، وخلاصة تذهيب الكمال (420) ، وصفة الصفوة (2/ 33) ، والدر المنثور (35) ، وذيل المذيل (85) ، والأعلام (1/ 306) .(8/219)
[يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ هَؤُلاءِ يَزْعُمُونَ أَنَّا لَسْنَا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ. فَقَالَ: كَذَبَ مَنْ يَقُولُ ذلك.
لكم هجرتين. هَاجَرْتُمْ إِلَى النَّجَاشِيِّ وَهَاجَرْتُمْ إِلَيَّ] .
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ. حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ عَنْ عَامِرٍ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ أَشَارَ بِالنَّعْشِ نَعْشِ الْمَرْأَةِ. يَقُولُ رَفَعَهُ. أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ حِينَ جَاءَتْ مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ رَأَتِ النَّصَارَى يَصْنَعُونَهُ ثَمَّ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ أَبِي الرِّجَالِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ محمد بن عمرو بن حزم عَنْ أُمِّ عِيسَى بِنْتِ الْجَزَّارِ عَنْ أُمِّ جَعْفَرِ بِنْتِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ جَدَّتِهَا أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ قَالَتْ: أَصْبَحْتُ فِي الْيَوْمِ الَّذِي أُصِيبَ فِيهِ جَعْفَرٌ وَأَصْحَابُهُ فَأَتَانِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَلَقَدْ هَنَّأْتُ. يَعْنِي دَبَغْتُ. أَرْبَعِينَ إِهَابًا مِنْ أُدْمٍ وَعَجَنْتُ عَجِينِي وَأَخَذْتُ بَنِيَّ فَغَسَلْتُ وُجُوهَهُمْ وَدَهَنْتُهُمْ. فَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ فَقَالَ: يَا أَسْمَاءُ أَيْنَ بَنُو جَعْفَرٍ؟ فَجِئْتُ بِهِمْ إِلَيْهِ فَضَمَّهُمْ وَشَمَّهُمْ ثُمَّ ذَرِفَتْ عَيْنَاهُ فَبَكَى فَقُلْتُ: أَيْ رَسُولَ اللَّهِ لَعَلَّهُ بَلَغَكَ عَنْ جَعْفَرٍ شَيْءٌ. قَالَ: نَعَمْ قُتِلَ الْيَوْمَ. قَالَتْ:
فَقُمْتُ أَصِيحُ فَاجْتَمَعَ إِلَيَّ النِّسَاءُ. قَالَتْ: فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ يَقُولُ: [يَا أَسْمَاءُ لا تَقُولِي هَجْرًا وَلا تَضْرِبِي صَدْرًا. قَالَتْ: فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ حَتَّى دَخَلَ على ابنته فاطمة وهي تقول: وا عماه! فقال رسول الله. ص: عَلَى مِثْلِ جَعْفَرٍ فَلْتَبْكِ الْبَاكِيَةُ. ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: اصْنَعُوا لآلِ جَعْفَرٍ طَعَامًا فَقَدْ شُغِلُوا عَنْ أَنْفُسِهِمُ الْيَوْمَ] .
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَإِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ قَالَ:
سَمِعْتُ الْحَكَمَ بْنَ عُيَيْنَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ عَنْ أَسْمَاءِ بِنْتِ عُمَيْسٍ [قَالَتْ:
لَمَّا أُصِيبَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ فَقَالَ: تَسَلَّمِي ثَلاثًا ثُمَّ اصْنَعِي مَا شِئْتِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَتَزَوَّجَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَيْسٍ بَعْدَ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَوَلَدَتْ لَهُ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ ثُمَّ تُوُفِّيَ عَنْهَا أَبُو بَكْرٍ] .
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَيْسٍ نُفِسَتْ بِمُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ بِذِي الْحُلَيْفَةِ وَهُمْ يُرِيدُونَ حَجَّةَ الْوَدَاعِ وَأَنَّ أَبَا بَكْرٍ أَمَرَهَا أَنْ تَغْتَسِلَ ثُمَّ تُهِلَّ بِالْحَجِّ.
أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: [نُفِسَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ بِمُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ بِذِي الْحُلَيْفَةِ فَهَمَّ أَبُو بَكْرٍ بِرَدِّهَا فَسَأَلَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: مُرْهَا فَلْتَغْتَسِلْ ثُمَّ تُحْرِمْ] .(8/220)
أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ. حَدَّثَنَا الْفُرَاتُ بْنُ سَلْمَانَ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَيْسٍ أُمِرَتْ أَنْ تُحْرِمَ وَهِيَ نُفَسَاءُ.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ. حَدَّثَنَا مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ أَنَّهَا وَلَدَتْ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ بِالْبَيْدَاءِ فَذَكَرَ ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ لِرَسُولِ اللَّهِ. [فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: فَلْتَغْتَسِلْ ثُمَّ لِتُهِلَّ] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ. حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرِ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ لَمَّا أَتَى ذَا الْحُلَيْفَةِ صَلَّى بِهَا فَوَلَدَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ فَأَرْسَلَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ فَأَمَرَهَا أَنْ تَسْتَذْفِرَ بِثَوْبٍ ثُمَّ تَغْتَسِلَ وَتُهِلَّ.
أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ. أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ أَبِي عَلَى أبي بَكْرٍ. وَكَانَ رَجُلا خَفِيفَ اللَّحْمِ أَبْيَضَ. فَرَأَيْتُ يَدَيْ أَسْمَاءَ مَوْشُومَةً. قَالَ: وَزَادَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنْ قَيْسٍ: تَذُبُّ عَنْ أبي بَكْرٍ.
أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ أَوْصَى أَنْ تُغَسِّلَهُ امْرَأَتُهُ أَسْمَاءُ.
أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شَرِيكٍ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ أَوْصَى أَنْ تَغْسِلَهُ أَسْمَاءُ.
أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ غَسَّلَتْهُ امْرَأَتُهُ أَسْمَاءُ.
أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلابِيُّ. حَدَّثَنَا هَمَّامٌ عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ غَسَّلَتْهُ امْرَأَتُهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ أَوْصَى أَنْ تُغَسِّلَّهُ أَسْمَاءُ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ. حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ أَوْصَى أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَيْسٍ أَنْ تَغْسِلَهُ إِذَا مَاتَ وَعَزَمَ عَلَيْهَا لَمَا أَفْطَرْتِ لأَنَّهُ أَقْوَى لَكِ. فَذَكَرَتْ يَمِينَهُ مِنْ آخِرِ النَّهَارِ فَدَعَتْ بِمَاءٍ فَشَرِبَتْ وَقَالَتْ: وَاللَّهِ لا أُتْبِعُهُ الْيَوْمَ حنثا.(8/221)
أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا الأَشْعَثُ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ صَبِرَةَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ أَوْصَى أَنْ تَغْسِلَهُ امْرَأَتُهُ أَسْمَاءُ فَإِنْ عَجَزَتْ أَعَانَهَا ابْنُهَا مِنْهُ مُحَمَّدٌ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَهَذَا وَهْلٌ.
أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: أَوْصَى أَبُو بَكْرٍ أَنْ تَغْسِلَهُ امْرَأَتُهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعِ اسْتَعَانَتْ بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَهَذَا الثَّبْتُ. وَكَيْفَ يُعِينُهَا مُحَمَّدٌ ابْنُهَا وَإِنَّمَا وَلَدَتْهُ بِذِي الْحُلَيْفَةِ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ سَنَةَ عَشْرٍ وَكَانَ لَهُ يَوْمَ تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ ثَلاثُ سِنِينَ أَوْ نَحْوُهَا؟
أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى. حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ غَسَّلَتْهُ أَسْمَاءُ.
أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى. حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَيْسٍ امْرَأَةُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ غَسَلَتْ أَبَا بَكْرٍ حِينَ تُوُفِّيَ ثُمَّ خَرَجَتْ فَسَأَلَتْ مَنْ حَضَرَهَا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ فَقَالَتْ: إِنِّي صَائِمَةٌ وَهَذَا يَوْمٌ شَدِيدُ الْبَرْدِ فَهَلْ عَلَيَّ مِنْ غُسْلٍ؟ فَقَالُوا: لا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ حَاجِبِ سُلَيْمَانَ عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: غَسَّلْتُهُ فِي غَدَاةٍ بَارِدَةٍ فَسَأَلَتْ عُثْمَانَ هَلْ عَلَيْهَا غُسْلٌ؟ فَقَالَ: لا. وَعُمَرُ يَسْمَعُ ذَلِكَ فَلا يُنْكِرُهُ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ. حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ أَنَّ عُمَرَ فَرَضَ الأَعْطِيَةَ فَفَرَضَ لأَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ أَلْفَ دِرْهَمٍ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: ثُمَّ تَزَوَّجَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ بَعْدَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فَوَلَدَتْ لَهُ يَحْيَى وَعَوْنًا.
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ. حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَامِرًا يَقُولُ تَزَوَّجَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَيْسٍ فَتَفَاخَرَ ابْنُهَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا: أَنَا أَكْرَمُ مِنْكَ وَأَبِي خَيْرٌ مِنْ أَبِيكَ. فَقَالَ لَهَا عَلِيٌّ:
اقْضِي بَيْنَهُمَا يَا أَسْمَاءُ. قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ شَابًّا مِنْ الْعَرَبِ خَيْرًا مِنْ جَعْفَرٍ وَلا رَأَيْتُ كَهْلا خَيْرًا مِنْ أَبِي بَكْرٍ. فَقَالَ عَلِيٌّ: مَا تَرَكْتِ لَنَا شَيْئًا وَلَوْ قُلْتِ غَيْرَ الَّذِي قُلْتِ لَمَقَتُّكِ.
فَقَالَتْ أَسْمَاءُ: إِنَّ ثَلاثَةً أَنْتَ أَخَسُّهُمْ لَخِيَارٌ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحُمَيْدِيُّ. حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنْ(8/222)
قَيْسٍ قَالَ: [قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: كَذَّبَتْكُمْ مِنَ النِّسَاءِ الْحَارِقَةُ فَمَا ثَبَتَتْ مِنْهُمُ امْرَأَةٌ إِلا أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ.]
4230- سلمى بنت عميس
بن معد بن تميم بْن الْحَارِث بْن كعب بْن مالك بْن قحافة بْن عَامِرِ بْن ربيعة بْن عامر بْن مُعَاوِيَة بن زَيْد بْن مالك بْن نسر بن وهب الله بن شهران بن عفرس بن أفتل. وهو جماع خثعم. وأمها هند وهي خولة بِنْت عوف بْن زُهَير بن الحارث بن حماطة بن جرش. أسلمت قديمًا مع أختها أسماء بنت عميس وتزوجها حمزة بن عبد المطلب بن هاشم فولدت له ابنته عمارة. وهي التي كانت بمكة فأخرجها علي بن أبي طالب في عمرة القضية فاختصم فيها علي وزيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب وأراد كل واحد أخذها إليه فقضى بها رسول الله لجعفر بن أبي طالب من أجل أن خالتها أسماء بِنْت عميس كانت عنده. [وقال رسول الله. ص:
إن المرأة لا تنكح على عمتها ولا على خالتها.] وقتل حمزة بن عبد المطلب بأحد شهيدًا فتأيمت سلمى بنت عميس فتزوجها شداد بن الهاد الليثي فولدت له عبد الله بن شداد فهو أخو ابنة حمزة لأمها وهو ابن خالة ولد العباس بن عبد المطلب لأم الفضل بنت الحارث وهو ابن خالة خالد بن الوليد بن المغيرة.
4231- همينة بِنْت خَلَفِ
بْن أَسْعَدَ بْن عَامِرِ بْن بَيَاضَةَ بْن سُبَيْعِ بْن جعثمة بْنِ سَعْدِ بْنِ مَلِيحِ بْنِ عَمْرٍو مِنْ خزاعة. أسلمه بمكة قديمًا وهاجرت إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية مع زوجها خالد بن سعيد بن العاص بن أمية فولدت له هناك سعيد بن خالد وأمه بنت خالد. فتزوج أمه بنت خالد الزُّبَيْر بْن الْعَوَّام فولدت له عمرًا وخالدًا ابني الزبير.
4232- حرملة بنت عبد
بن الأسود بن جذيمة بن أقيش بن عامر بن بياضة بن سبيع ابن جعثمة بْنِ سَعْدِ بْنِ مَلِيحِ بْنِ عَمْرٍو مِنْ خزاعة. أسلمت بمكة قديمًا وبايعت وهاجرت إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية مع زوجها جهم بن قيس بْن عَبْد شُرَحْبيل بْن هاشم بْن عَبْد مناف بْن عبد الدار بن قصي. فهلكت حرملة هناك بأرض الحبشة وولدت لجهم بن قيس حريملة وعبد الله وعمرًا. وكان يقال أم حريملة. وأمها أمة لعمرو بْن عَبْد شمس بْن عَبْد ود بْن نصر بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لؤي.
4233- فاطمة بنت صفوان
بن محرث بن خمل بن شق. أسلمت بمكة قديما(8/223)
وبايعت وهاجرت إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية مع زوجها عَمْرُو بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ.
4234- حسنة أم شرحبيل
بن حسنة وهو ابن عبد الله بن المطاع بن عمرو الكندي.
أسلمت بمكة قديمًا وبايعت وهاجرت إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية مع ابنها شرحبيل بن حسنة.
4235- خرنيق بنت الحصين
بن عبيد بن خلف بن عبدنهم بن جريبة بن جهمة بن غاضرة بن حبشية بن كعب بن عمرو من خزاعة. أسلمت فبايعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
وروت عنه.
4236- سُبَيْعَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ الأَسْلَمِيَّةُ.
كانت تحت سعد بن خولة فتوفي عنها.
أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى. حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ أَنَّ سُبَيْعَةَ الأَسْلَمِيَّةَ نُفِسَتْ بَعْدَ وَفَاةِ زَوْجِهَا بِلَيَالٍ فَجَاءَتْ رَسُولَ اللَّهِ فَاسْتَأْذَنَتْهُ أَنْ تَنْكِحَ فَأَذِنَ لَهَا فَنَكَحَتْ.
أخبرنا قبيصة بن عقبة. حدثنا سفيان عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي جَهْمٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: عَابَ أَبُو السَّنَابِلِ بْنُ بَعْكَكٍ عَلَى سُبَيْعَةَ ابْنَةِ الْحَارِثِ فَأَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ فَأَمَرَهَا أَنْ تَزَوَّجَ.
أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ. حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ. حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حِينَ تَمَارَى هُوَ وَابْنُ عَبَّاسٍ فِي حَدِيثِ سُبَيْعَةَ الأَسْلَمِيَّةِ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ لِغُلامِهِ كُرَيْبٍ: اذْهَبْ إِلَى أُمِّ سَلْمَى فَسَلْهَا. فَقَالَتْ: إِنَّ سُبَيْعَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ الأَسْلَمِيَّةَ وَلَدَتْ بَعْدَ وَفَاةِ زَوْجِهَا بِعِشْرِينَ لَيْلَةً فَأَمَرَهَا رَسُولُ اللَّهِ أَنْ تَزَوَّجَ. وَكَانَ أَبُو السَّنَابِلِ فِيمَنْ خَطَبَهَا.
4237- أُمُّ مَعْبَدٍ
واسمها عاتكة بنت خالد بْن خليف بْن منقذ بْن ربيعة بْن أصرم بْن ضبيس بْن حرام بْنِ حُبْشِيَّةَ بْنِ سَلُولِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عمرو من خزاعة. كانت تحت ابن عمها ويقال له تميم بن عبد العزى بن منقذ بْن ربيعة بْن أصرم بْن ضبيس بْن حرام بْنِ حُبْشِيَّةَ بْنِ سَلُولِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عمرو من خزاعة. وكان منزلها بقديد. وهي التي نزل عندها رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حِينَ هاجر إلى المدينة.
__________
4237 تهذيب الأسماء واللغات (2/ 366) .(8/224)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ مَوْلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: وَحَدَّثَنِي حِزَامُ بْنُ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ وَغَيْرِهِ قَالُوا:
مَا شَعَرَتْ قُرَيْشٌ أَيْنَ وَجَّهَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حِينَ خَرَجَ مِنْ الْغَارِ فِي آخِرِ لَيْلَةِ الاثْنَيْنِ فِي السَّحَرِ. وَقَالَ يَوْمَ الثُّلاثَاءِ. بِقُدَيْدٍ فَسَمِعُوا صَوْتًا مِنْ أَسْفَلِ مَكَّةَ يَتْبَعُهُ الْعَبِيدُ وَالصِّبْيَانُ وَالنِّسَاءُ حَتَّى انْتَهَى إِلَى أَعْلَى مَكَّةَ وَلا يُرَى شخصه:
جز اللَّهُ رَبُّ النَّاسِ خَيْرَ جَزَائِهِ ... رَفِيقَيْنِ قَالا خَيْمَتِي أُمُّ مَعْبَدِ
هُمَا نَزَلا بِالْبِرِّ وَاعْتَدَيَا بِهِ ... فَقَدْ فَازَ مَنْ أَمْسَى رَفِيقَ مُحَمَّدِ
لِيَهْنِ بَنِي كَعْبٍ مَقَامُ فَتَاتِهِمْ ... وَمَقْعَدُهَا لِلْمُسْلِمِينَ بِمَرْصَدِ
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ حِزَامِ بْنِ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أُمِّ مَعْبَدٍ قَالَتْ: طَلَعَ عَلَيْنَا أَرْبَعَةٌ عَلَى رَاحِلَتَيْنِ فَنَزَلُوا بِي فَجِئْتُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِشَاةٍ أُرِيدُ أَنْ أَذْبَحَهَا فَإِذَا هِيَ ذَاتُ دُرٍّ فَأَدْنَيْتُهَا مِنْهُ فَلَمَسَ ضَرْعَهَا فَقَالَ: لا تَذْبَحِيهَا. فَأَرْسَلْتُهَا. قَالَتْ: وَجِئْتُ بِأُخْرَى فَذَبَحْتُهَا فَطَحَنَتْ لَهُمْ فَأَكَلَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ. قُلْتُ: وَمَنْ مَعَهُ؟ قَالَتْ:
ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ وَمَوْلَى ابْنِ أَبِي قُحَافَةَ وَابْنُ أُرَيْقِطٍ وَهُوَ عَلَى شِرْكِهِ. قَالَتْ: فَتَغَدَّى رَسُولُ اللَّهِ مِنْهَا وَأَصْحَابُهُ وَسُفْرَتُهُمْ مِنْهَا مَا وَسِعَتْ سُفْرَتَهُمْ وَبَقِيَ عِنْدَنَا لَحْمُهَا أَوْ أَكْثَرُهُ فَبَقِيَتِ الشَّاةُ الَّتِي لَمَسَ رَسُولُ اللَّهِ ضَرْعَهَا عِنْدَنَا حَتَّى كَانَ زَمَانُ الرَّمَادَةِ. زَمَانُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. وَهِيَ سَنَةُ ثَمَانِي عَشْرَةَ مِنَ الْهِجْرَةِ. قَالَتْ: وَكُنَّا نَحْلُبُهَا صُبُوحًا وَغُبُوقًا وَمَا فِي الأَرْضِ قَلِيلٌ وَلا كَثِيرٌ. وَكَانَتْ أُمُّ مَعْبَدٍ يَوْمَئِذٍ مُسْلَمَةً.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. وَقَالَ غَيْرُهُ: بَلْ قَدِمَتْ بَعْدَ ذَلِكَ وَأَسْلَمَتْ وَبَايَعَتْ.
4238- أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ.
وهي أم عَبْد بِنْت عَبْد ود بْن سوي بْن قريم بْن صاهلة بْن كاهل بْنِ الْحَارِثِ بْنِ تَمِيمِ بْنِ سَعْدِ بْنِ هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر. وأمها هند بِنْت عَبْد بْن الْحَارِث بْن زهرة بْن كلاب. أسلمت وبايعت رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ. حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ أَنَّ عُمَرَ فَرَضَ الأَعْطِيَةَ فَفَرَضَ لأُمِّ عَبْدٍ أَلْفَ دِرْهَمٍ.
4239- ريطة بنت عبد الله
امرأة عبد الله بن مسعود وأم ولده. وكانت امرأة صناعًا [فقالت:
يا رسول الله إني امرأة ذات صنعة أبيع منها وليس لي ولا لزوجي ولا لولدي شيء.(8/225)
وسألته عن النفقة عليهم فقال: لك في ذلك أجر ما أنفقت عليهم] .
4240- زَيْنَبُ بِنْتُ أبي مُعَاوِيَةَ
الثَّقَفِيَّةُ امرأة عبد الله بن مسعود. أسلمت وبايعت وروت عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حديثًا.
أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ عَنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ هِشَامٍ عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَشَجِّ عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: [أَخْبَرَتْنِي زَيْنَبُ الثَّقَفِيَّةُ امْرَأَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ لَهَا: إِذَا خَرَجْتِ إِلَى الْعِشَاءِ الآخِرَةِ فَلا تَمَسِّي طِيبًا] .
4241- بِنْتُ خَبَّابُ بْنُ الأَرَتِّ
بْنِ جَنْدَلَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ كعب بن سعد من بني سعد بْن زَيْد مناة بْن تميم. أسلمت وأدركت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وروت عنه.
أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ. حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ الْفَائِشِيِّ عَنْ بِنْتِ خَبَّابٍ قَالَتْ: خَرَجَ خَبَّابٌ فِي سَرِيَّةٍ فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
يَتَعَاهَدُنَا حَتَّى يَحْلُبَ عَنْزًا لَنَا فِي جَفْنَةٍ لَنَا. قَالَتْ: وَكَانَ يَحْلُبُهَا حَتَّى تَطْفَحَ وَتَفِيضَ.
فَلَمَّا رَجَعَ خَبَّابٌ حَلَبَهَا فَرَجَعَ حِلابُهَا. قَالَ وَكِيعٌ: نَقَصَ. قَالَتْ: فَقُلْنَا لَهُ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَحْلُبُهَا حَتَّى تَفِيضَ فَلَمَّا حَلَبْتَهَا رَجَعَ حِلابُهَا.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ الْبَصْرِيُّ. أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُدْرِكٍ عَنْ بِنْتِ خَبَّابِ بْنِ الأَرَتِّ قَالَتْ: خَرَجَ أَبِي فِي غَزْوَةٍ وَلَمْ يَتْرُكْ لَنَا إِلا شَاةً وَقَالَ: إِذَا أَرَدْتُمْ أَنْ تَحْلِبُوهَا فَأْتُوا بِهَا أَهْلَ الصُّفَّةِ. قَالَتْ: فَانْطَلَقْنَا بِهَا فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جَالِسٌ فَأَخَذَهَا فَاعْتَقَلَهَا فَحَلَبَ ثُمَّ قَالَ: ائْتُونِي بِأَعْظَمِ إِنَاءٍ عِنْدَكُمْ. فَذَهَبْتُ فَلَمْ أَجِدْ إِلا الْجَفْنَةَ الَّتِي نَعْجِنُ فِيهَا فَأَتَيْتُهُ بِهَا فَحَلَبَ حَتَّى مَلأَهَا.
قَالَ: اذْهَبُوا فَاشْرَبُوا وَأَمِيهُوا جِيرَانَكُمْ فَإِذَا أَرَدْتُمْ أَنْ تَحْلِبُوا فَأْتُونِي بِهَا. فَكُنَّا نَخْتَلِفُ بِهَا إِلَيْهِ فَأَخْصَبْنَا حَتَّى قَدِمَ أَبِي فَأَخَذَهَا فَاعْتَقَلَهَا فَصَارَتْ إلى لبنها. فقالت أمي:
أسدت عَلَيْنَا شَاتَنَا. قَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَتْ: إِنْ كَانَتْ لَتَحْلِبُ مِلْءَ هَذِهِ الْجَفْنَةِ. قَالَ:
وَمَنْ كَانَ يَحْلُبُهَا؟ قَالَتْ: رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: وَقَدْ عَدَلْتِنِي بِهِ! هُوَ والله أعظم بركة يدا مني.
4242- كعيبة بنت سعد
الأسلمية. بايعت بعد الهجرة وهي التي كانت تكون في المسجد لها خيمة تداوي المرضى والجرحى. وكان سعد بن معاذ حين رمي يوم(8/226)
الخندق عندها تداوي جرحه حتى مات. وقد شهدت كعيبة يوم خَيْبَرَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
4243- أم مطاع الأسلمية.
أسلمت بعد الهجرة وبايعت وشهدت خَيْبَرَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
4244- أُمُّ سِنَانٍ الأَسْلَمِيَّةُ.
أسلمت وبايعت بعد الهجرة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَحْيَى عَنْ ثبيتة ابْنَةِ حَنْظَلَةَ الأَسْلَمِيَّةِ عَنْ أُمِّهَا [أُمِّ سِنَانٍ الأَسْلَمِيَّةِ قَالَتْ: لَمَّا أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْخُرُوجَ إِلَى خَيْبَرَ جِئْتُهُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْرُجُ مَعَكَ فِي وَجْهِكَ هَذَا أَخْرُزُ السِّقَاءَ وَأُدَاوِي الْمَرِيضَ وَالْجَرِيحَ إِنْ كَانَتْ جِرَاحٌ وَلا تَكُونُ وَأَبْصُرُ الرَّحْلَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: اخْرُجِي عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ فَإِنَّ لَكِ صَوَاحِبَ قَدْ كَلَّمْنَنِي وَأَذِنْتُ لَهُنَّ مِنْ قَوْمَكِ وَمِنْ غَيْرِهِمْ فَإِنْ شِئْتِ فَمَعَ قَوْمِكِ وَإِنْ شِئْتِ فَمَعَنَا. قُلْتُ: مَعَكَ. قَالَ: فَكُونِي مَعَ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجَتِي. قَالَتْ: فَكُنْتُ مَعَهَا] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ صَالِحٍ الْحَوْطِيُّ عَنْ حُرَيْثِ بْنِ زَيْدٍ الأسلمي قال: [حدثتنا ثُبَيْتَةَ بِنْتِ حَنْظَلَةَ عَنْ أُمِّهَا أُمِّ سِنَانٍ الأَسْلَمِيَّةِ وَكَانَتْ مِنَ الْمُبَايِعَاتِ وَشَهِدَتْ مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَتْحَ خَيْبَرَ. قَالَتْ: مَا كُنَّا نَخْرُجُ إِلَى الْجُمُعَةِ وَالْعِيدَيْنِ حَتَّى نُؤْيِسَ مِنَ الْبُعُولَةِ. قَالَتْ: وَجِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَبَايَعْتُهُ فَنَظَرَ إِلَى يَدَيَّ فَقَالَ: مَا عَلَى إِحْدَاكُنَّ أَنْ تُغَيِّرَ أَظْفَارَهَا وَتَعْضُدَ يَدَهَا وَلَوْ بِسَيْرٍ] .
4245- أُمَيَّةُ بِنْتُ قَيْسٍ
أبي الصَّلْتِ الْغِفَارِيَّةُ. أسلمت وبايعت بعد الهجرة وشهدت مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خيبر.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سُحَيْمٍ عَنْ أُمِّ عَلِيٍّ بِنْتِ أَبِي الْحَكَمِ عَنْ أُمَيَّةَ بِنْتِ قَيْسٍ أَبِي الصَّلْتِ الْغِفَارِيَّةِ قَالَتْ:
جِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في نِسْوَةٍ مِنْ بَنِي غِفَارٍ فَقُلْنَا: إِنَّا نُرِيدُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ نَخْرُجَ مَعَكَ إِلَى وَجْهِكَ هَذَا. تَعْنِي خَيْبَرَ. فَنُدَاوِيَ الْجَرْحَى وَنُعِينَ المسلمين بما استطعنا.
[فقال رسول الله. ص: عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ. قَالَتْ: فَخَرَجْنَا مَعَهُ وَكُنْتُ جَارِيَةً حَدِيثًا سِنِّي فَأَرْدَفَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَقِيبَةَ رَحْلِهِ فَنَزَلَ إِلَى الصُّبْحِ فَأَنَاخَ وَإِذَا أَنَا بِالْحَقِيبَةِ عَلَيْهَا أَثَرُ دَمٍ مِنِّي. وَكَانَتْ أَوَّلَ حَيْضَةٍ حِضْتُهَا. فَتَقَبَّضْتُ إِلَى النَّاقَةِ وَاسْتَحْيَيْتُ. فَلَمَّا رَأَى(8/227)
رَسُولُ اللَّهِ مَا بِي وَرَأَى الدَّمَ قَالَ: لَعَلَّكِ نُفِسْتِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: فَأَصْلِحِي مِنْ نَفْسِكِ ثُمَّ خُذِي إِنَاءً مِنْ مَاءٍ ثُمَّ اطْرَحِي فِيهِ مِلْحًا ثُمَّ اغْسِلِي مَا أَصَابَ الْحَقِيبَةَ مِنَ الدَّمِ ثُمَّ عُودِي. فَفَعَلْتُ. فَلَمَّا فَتَحَ اللَّهُ لَنَا خَيْبَرَ رَضَخَ لَنَا مِنَ الْفَيْءِ وَلَمْ يُسْهِمْ لَنَا وَأَخَذَ هَذِهِ الْقِلادَةَ الَّتِي تَرَيْنَ فِي عُنُقِي فَأَعْطَانِيهَا وَعَلَّقَهَا بِيَدِهِ في عنقي. فو الله لا تُفَارِقُنِي أَبَدًا. فَكَانَتْ فِي عُنُقِهَا حَتَّى مَاتَتْ وَأَوْصَتْ أَنْ تُدْفَنَ مَعَهَا. وَكَانَتْ لا تَطْهُرُ إِلا جَعَلَتْ فِي طُهْرِهَا مِلْحًا. وَأَوْصَتْ أَنْ يُجْعَلَ فِي غُسْلِهَا مِلْحٌ حِينَ غُسِّلَتْ.]
4246- أم حفيد الهلالية.
أسلمت وبايعت رسول الله بعد الهجرة. وهي التي أهدت الضباب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -
4247- أُمُّ سُنْبُلَةَ الْمَالِكِيَّةُ
أخوة أسلم من خزاعة. أسلمت وبايعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
بعد الهجرة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن دينار عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[قَالَتْ: لَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ نَهَانَا رَسُولُ اللَّهِ أَنْ نَقْبَلَ هَدِيَّةً مِنْ أَعْرَابِيٍّ. فَجَاءَتْ أُمُّ سُنْبُلَةَ الأَسْلَمِيَّةُ بِلَبَنٍ فَدَخَلَتْ بِهِ عَلَيْنَا فَأَبَيْنَا أَنْ نَقْبَلَهُ. فَنَحْنُ عَلَى ذَلِكَ إِلَى أَنْ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ مَعَهُ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فَقُلْتُ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذِهِ أُمُّ سُنْبُلَةَ أَهْدَتْ لَنَا لَبَنًا وَكُنْتَ نَهَيْتَنَا أَنْ نَقْبَلَ مِنْ أَحَدٍ مِنَ الأَعْرَابِ شَيْئًا. فَقَالَ رَسُولُ الله. ص: خُذُوهَا فَإِنَّ أَسْلَمَ لَيْسُوا بِأَعْرَابٍ. هُمْ أَهْلُ بَادِيَتِنَا وَنَحْنُ أَهْلُ قَارِيَتِهِمْ إِذَا دَعَوْنَاهُمْ أَجَابُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرْنَاهُمْ نَصَرُونَا. صُبِّي يَا أُمَّ سُنْبُلَةَ. فَصَبَّتْ فَقَالَ: نَاوِلِي أَبَا بَكْرٍ. فَشَرِبَ ثُمَّ قَالَ: صُبِّي. فَصَبَّتْ فَشَرِبَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثُمَّ قَالَ:
صُبِّي. فَصَبَّتْ فَنَاوَلَهُ عَائِشَةَ فَشَرِبَتْ. فَقَالَتْ عَائِشَةُ: وَابَرْدَهَا عَلَى الْكَبِدِ! كُنْتَ نَهَيْتَنَا أَنْ نَأْخُذَ مِنْ أَعْرَابِيٍّ هدية. فقال رسول الله. ص: إِنَّ أَسْلَمَ لَيْسُوا بِأَعْرَابٍ. هُمْ أَهْلُ بَادِيَتِنَا وَنَحْنُ أَهْلُ قَارِيَتِهِمْ إِنْ دَعَوْنَاهُمْ أَجَابُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرْنَاهُمْ نَصَرُونَا] .
4248- أُمُّ كُرْزٍ الْخُزَاعِيَّةُ.
أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يوم الحديبية وهو يقسم لحوم بدنة فأسلمت وروت عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ عَنْ حَبِيبَةَ بِنْتِ مَيْسَرَةَ عَنْ [أُمِّ كُرْزٍ الْخُزَاعِيَّةِ قَالَتْ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنِ الْعَقِيقَةِ فَقَالَ: عَنِ الْغُلامِ شَاتَانِ وَعَنِ الجارية شاة] .(8/228)
4249- أُمُّ مَعْقِلٍ الأَسَدِيَّةُ.
أسلمت وبايعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وروت عنه.
أَخْبَرَنَا محمد بن مصعب القرقساني. حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أُمِّ مَعْقِلٍ أَنَّهَا [قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُرِيدُ الْحَجَّ وَإِنَّ جَمَلِي عَجُفَ فَمَا تَأْمُرُنِي؟ قَالَ: اعْتَمِرِي فِي رَمَضَانَ فَإِنَّ عَمْرَةً فِي رَمَضَانَ تَعْدِلُ حَجَّةً.]
4250- أُمُّ صُبَيَّةَ خَوْلَةُ
بِنْتُ قَيْسٍ الْجُهَنِيَّةُ. أسلمت وبايعت بعد الهجرة وروت عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أحاديث.
أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ اللَّيْثِيُّ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ عَنْ سَالِمٍ أَبِي النُّعْمَانِ بْنِ خَرَّبُوذَ عَنْ أُمِّ صبية الجهنية قالت: اختلفت يدي ويد رسول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ مِنَ الْوُضُوءِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلالٍ عَنْ أُسَامَةَ عَنْ سَالِمٍ أَبِي النُّعْمَانِ بْنِ خَرَّبُوذَ عَنْ أُمِّ صُبَيَّةَ مِثْلَ ذَلِكَ.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي خَارِجَةُ بْنُ الْحَارِثِ عَنْ سَالِمِ بْنِ سَرْجٍ مَوْلَى أُمِّ صُبَيَّةَ. وَهِيَ خَوْلَةُ بِنْتُ قَيْسٍ وَهِيَ جَدَّةُ خَارِجَةَ بْنِ الْحَارِثِ.
أَنَّهُ سَمِعَهَا تَقُولُ: قَدِ اخْتَلَفَتْ يَدِي وَيَدُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَهُوَ خَارِجَةُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ رَافِعِ بْنِ مَكِيثٍ الْجُهَنِيُّ ثُمَّ الرَّبْعِيُّ.
أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ. حَدَّثَنِي خَارِجَةُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ رَافِعِ بْنِ مَكِيثِ الْجُهَنِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي سَالِمٌ وَنَافِعٌ ابْنَا سِرْجٍ مَوْلَى أُمِّ صُبَيَّةِ عَنْ خَوْلَةَ بِنْتِ قَيْسٍ قَالَتْ: اخْتَلَفَتْ يَدِي وَيَدُ رَسُولِ اللَّهِ فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ اللَّيْثِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ سَرْجٍ أَبُو النُّعْمَانِ قَالَ: سَمِعْتُ خَوْلَةَ بِنْتَ قَيْسٍ أُمَّ صبية الجهنية قالت: اختلفت يدي ويد رسول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ فِي الْوُضُوءِ. قَالَ وَالْقَوْلُ قَوْلُ مَنْ قَالَ سَالِمُ بْنُ سَرْجٍ أَبُو النُّعْمَانِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ يَحْيَى بْنِ النَّضْرِ عَنْ سَالِمٍ أَبِي النُّعْمَانِ عَنْ أُمِّ صُبَيَّةَ خَوْلَةَ بِنْتِ قَيْسٍ الْجُهَنِيَّةِ قَالَتْ: كُنْتُ أَسْمَعُ خِطْبَةَ رَسُولِ اللَّهِ يَوْمَ الجمعة
__________
4250 تهذيب التهذيب (12/ 472) .(8/229)
وَأَنَا فِي مُؤَخَّرِ النِّسَاءِ وَأَسْمَعُ قِرَاءَتَهُ «ق. وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ» ق: 1 عَلَى الْمِنْبَرِ وَأَنَا فِي مُؤَخَّرِ الْمَسْجِدِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ صَالِحِ بْنِ نَافِعٍ قَالَ: حَدَّثَتْنِي سَوْدَةُ بِنْتُ أَبِي ضُبَيْسٍ الْجُهَنِيُّ وَقَدْ أَدْرَكَتْ وَبَايَعَتْ. وَكَانَتْ لأَبِي ضُبَيْسٍ صُحْبَةٌ. عَنْ أُمِّ صُبَيَّةَ خَوْلَةَ بِنْتِ قَيْسٍ قَالَتْ: كُنَّا نَكُونُ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ وَأَبِي بَكْرٍ وَصَدْرٍ مِنْ خِلافَةِ عُمَرَ فِي الْمَسْجِدِ نِسْوَةً قَدْ تَخَالَلْنَ وَرُبَّمَا غَزَلْنَا وَرُبَّمَا عَالَجَ بَعْضُنَا فِيهِ الْخُوصَ. فَقَالَ عُمَرُ:
لأَرُدَّنَّكُنَّ حَرَائِرَ. فَأَخْرَجَنَا مِنْهُ إِلا أَنَّا كُنَّا نَشْهَدُ الصَّلَوَاتِ فِي الْوَقْتِ. وَكَانَ عُمَرُ يَخْرُجُ إِذَا صَلَّى الْعِشَاءَ الآخِرَةَ فَيَطُوفُ بِدِرَّتِهِ عَلَى مَنْ فِي الْمَسْجِدِ فَيَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَيَعْرِفُ وُجُوهَهُمْ وَيَتَفَقَّدُهُمْ وَيَسْأَلُهُمْ هَلْ أَصَابُوا عَشَاءً وَإِلا خَرَجَ بِهِمْ فَعَشَّاهُمْ.
4251- سودة بنت أبي ضبيس الجهنية.
أسلمت وبايعت بعد الهجرة وكانت لأبيها صحبة.
4252- أميمة ويقال أمامة
بنت سفيان بن وهب بن الأشيم من بني الْحَارِث بْن عَبْد مناة بْن كنانة. وأمها أم عبد الله. وكانت أميمة امرأة أبي سفيان بن حرب بن أمية فأسلمت يوم الفتح وبايعت. ويقال بعد ذلك بقليل.
4253- برزة بنت مسعود
بن عمرو بن عمير الثقفي. وأمها أمة بنت خلف بن وهب بن حذافة بن جمح. تزوجها صفوان بن أمية بن خلف الجمحي فولدت له عبد الله الأكبر وهو الطويل قتل مع عبد الله بن الزبير يوم قتل. وولدت أيضًا لصفوان هشامًا الأكبر وأمية وأم حبيب. أسلمت برزة وبايعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في حجة الوداع.
4254- الْبَغُومُ بِنْتُ الْمُعَذَّلِ
وهو خالد بن عمرو بن سفيان بن الحارث بن زبان بن عبد ياليل من بني الْحَارِث بْن عَبْد مناة بْن كنانة. وهي أم عبد الله الأصغر ابن صفوان بن أمية وصفوان بن صفوان وعمرو بن صفوان. أسلمت البغوم وبايعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في حجة الوداع. قال: وقد روى لنا أنها أسلمت قبل ذلك يوم الفتح.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ أَبِي حَبِيبَةَ مَوْلَى الزُّبَيْرِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْفَتْحِ أَسْلَمَتِ الْبَغُومُ بِنْتُ الْمُعَذَّلِ مِنْ كِنَانَةَ امْرَأَةُ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ وَأَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ فَبَايَعَتْهُ.(8/230)
4255- أم حكيم بنت طارق
الكنانية. أسلمت وبايعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في حجة الوداع.
4256- قتيلة بنت عمرو
بن هلال الكنانية. أسلمت وبايعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في حجة الوداع.
4257- تُمَاضِرُ بِنْت الأَصْبَغِ
بْن عَمْرو بْن ثَعْلَبَة بْنِ حَضَرِ بْنِ ضَمْضَمِ بن عدي بن جناب بن هبل من كلب. وأمها جويرية بنت وبرة بن رومانس من بني كنانة بن عوف بْن عذرة بْن زَيْد اللات بن رفيدة من كلب.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنِ ابْنِ أَبِي عَوْنٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَعَثَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ إِلَى كَلْبٍ وَقَالَ:
إِنِ اسْتَجَابُوا لَكَ فَتَزَوَّجِ ابْنَة مَلِكِهِمْ أَوِ ابْنَةَ سَيِّدِهِمْ. فَلَمَّا قَدِمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ دَعَاهُمْ إِلَى الإِسْلامِ فَاسْتَجَابُوا. وَأَقَامَ مَنْ أَقَامَ عَلَى إِعْطَاءِ الْجِزْيَةِ. فَتَزَوَّجَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ تُمَاضِرَ بِنْتَ الأَصْبَغِ بْنِ عَمْرٍو مَلِكِهِمْ ثُمَّ قَدِمَ بِهَا إِلَى الْمَدِينَةِ. وَهِيَ أُمُّ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ] .
أخبرنا محمد بن عُمَرَ: وَهِيَ أَوَّلُ كَلْبِيَّةٍ نَكَحَهَا قُرَشِيُّ وَلَمْ تَلِدْ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ غَيْرَ أَبِي سَلَمَةَ.
أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ. أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: كَانَ فِي تماضر سوء خلق وكانت على تطليقين. فَلَمَّا مَرِضَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ جَرَى بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا شَيْءٌ فَقَالَ لَهَا: وَاللَّهِ لَئِنْ سَأَلْتِنِي الطَّلاقَ لأُطَلِّقَنَّكِ. فَقَالَتْ: وَاللَّهِ لأَسْأَلَنَّكَ. فَقَالَ: إِمَّا لا فَأَعْلِمِينِي إِذَا حِضْتِ وَطَهُرْتِ. قَالَ: فَلَمَّا حَاضَتْ وَطَهُرَتْ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِ تُعْلِمُهُ.
قَالَ: فَمَرَّ رَسُولُهَا بِبَعْضِ أَهْلِهِ فَظَنَّ أَنَّهُ لِذَلِكَ فَدَعَاهُ فَقَالَ: أَيْنَ تَذْهَبُ؟ قَالَ: أَرْسَلَتْنِي تُمَاضِرُ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ أُعْلِمُهُ أَنَّهَا قَدْ حَاضَتْ ثُمَّ طَهُرَتْ. قَالَ: ارْجِعْ إِلَيْهَا فَقُلْ لَهَا لا تَفْعَلِي فو الله مَا كَانَ لِيَرُدَّ قَسَمَهُ. فَرَجَعْتُ إِلَيْهَا فَقَالَتْ لَهَا فَقَالَتْ: أَنَا وَاللَّهِ لا أَرُدُّ قَسَمِي أَبَدًا. اذْهَبِي إِلَيْهِ فَأَعْلِمِيهِ. قَالَ: فَذَهَبْتُ إِلَيْهِ فَأَعْلَمْتُهُ فَطَلَّقَهَا.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أُمِّ كُلْثُومٍ جَدَّتِهِ قَالَتْ: لَمَّا طَلَّقَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفِ امرأته الكلبية تماضر حممها
__________
4257 تهذيب الأسماء واللغات (2/ 333، 334) .(8/231)
جَارِيَةً سَوْدَاءَ. يَقُولُ مَتِّعْهَا إِيَّاهَا.
أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُونِ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ كَثِيفٍ السُّلَمِيِّ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ طَلَّقَ تُمَاضِرَ بِنْتَ الأَصْبَغِ الْكَلْبِيَّةَ فَحَمَّمَهَا بِجَارِيَةٍ.
أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أُمِّهِ قَالَتْ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى جَارِيَةٍ سَوْدَاءَ حَمَّمَهَا إِيَّاهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْقَرْقَسَانِيُّ. حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ وَرَّثَ تُمَاضِرَ بِنْتَ الأَصْبَغِ الْكَلْبِيَّةَ مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَكَانَ طَلَّقَهَا فِي مَرَضِهِ تَطْلِيقَةً. وَكَانَتْ آخِرَ طَلاقِهَا.
أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ. حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ وَسَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ أَنَّهُ طَلَّقَهَا ثَلاثًا. يَعْنِي عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ لِتُمَاضِرَ. فَوَرَّثَهَا عُثْمَانُ مِنْهُ بَعْدَ انْقِضَاءِ الْعِدَّةِ. قَالَ سَعْدٌ: وَكَانَ أَبُو سَلَمَةَ أُمُّهُ تُمَاضِرُ بِنْتُ الأَصْبَغِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: ثُمَّ تَزَوَّجَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدٍ تُمَاضِرَ بِنْتَ الأَصْبَغِ الْكَلْبِيَّةَ بَعْدَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فَلَمْ تَلْبَثْ عِنْدَهُ إِلا يَسِيرًا حَتَّى طَلَّقَهَا.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ. حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدَّتِهِ تُمَاضِرَ بِنْتِ الأَصْبَغِ الْكَلْبِيَّةِ حِينَ طَلَّقَهَا الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ وَكَانَ أَقَامَ عِنْدَهَا سَبْعَ لَيَالٍ ثُمَّ لَمْ تَنْشَبْ حَتَّى طَلَّقَهَا فَكَانَتْ تَقُولُ لِلنِّسَاءِ: إِذَا تَزَوَّجَتْ إِحْدَاكُنَّ فَلا يَغُرَّنَّكُنَّ السَّبْعُ بَعْدَ مَا صَنَعَ بِيَ الزُّبَيْرُ.
4258- أَسْمَاءُ بِنْت مخربة
بْن جندل بْن أبير بْن نهشل بْن دَارِمٍ من بني تميم. وأمها العناق بنت الجبار بن عوف بن أبي حارثة بن زيد بْن عَمْرو بْن غنم بْن تغلب بْن وائل. تزوجها هشام بن المغيرة بن عبد الله بن مخزوم فولدت له أبا جهل والحارث ابني هشام. ثم مات عنها هشام بن المغيرة فخلف عليها بعده أخوه أبو ربيعة بن المغيرة فولدت له عياشًا وعبد الله وأم حجير بني أبي ربيعة. أسلمت أسماء وبايعت وقدمت المدينة وبقيت إلى خلافة عمر بن الخطاب أو بعدها.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ عَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ بْنِ عَفْرَاءَ قَالَتْ:(8/232)
دَخَلْتُ فِي نِسْوَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ عَلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ مُخَرَّبَةَ أُمِّ أَبِي جَهْلٍ فِي زَمَنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. وَكَانَ ابْنُهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ يَبْعَثُ إِلَيْهَا بِعِطْرٍ مِنَ الْيَمَنِ وَكَانَتْ تَبِيعُهُ إِلَى الأَعْطِيَةِ. فَكُنَّا نَشْتَرِي مِنْهَا. فَلَمَّا جَعَلَتْ لِي فِي قَوَارِيرِي وَوَزَنَتْ لِي كَمَا وَزَنَتْ لِصَوَاحِبِي قَالَتْ: اكْتُبْنَ لِي عَلَيْكُنَّ حَقِّي. فَقُلْتُ: نَعَمْ أَكْتُبُ لَهَا عَلَى الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ. فَقَالَتْ أَسْمَاءُ: خَلِّفِي وَإِنَّكِ لابْنَةُ قَاتِلِ سَيِّدِهِ. قَالَتْ: قُلْتُ: لا وَلَكِنَّ ابْنَةُ قَاتُلِ عَبْدِهِ. قَالَتْ: وَاللَّهِ لا أَبِيعُكِ شَيْئًا أَبَدًا. فَقُلْتُ: وَأَنَا وَاللَّهِ لا أَشْتَرِي منك شيئا أبدا.
فو الله ما هو بطيب ولا عرف. وو الله يَا بُنَيَّ مَا شَمِمْتُ عِطْرًا قَطُّ كَانَ أَطْيَبَ مِنْهُ وَلَكِنِّي غَضِبْتُ.
4259- أسماء بِنْت سلامة
بْن مخربة بْن جندل بْن أبير بْن نهشل بْن دارم من بني تميم. وأمها سلمى بنت زهير بْن أبير بْن نهشل بْن دارم من بني تميم. أسلمت قديمًا بمكة وبايعت وهاجرت إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية مع زوجها عَيَّاشُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ الله بن عمر بن مخزوم فولدت له هنالك عبد الله بن عياش.
4260- أُمُّ سِبَاعٍ
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ. أَخْبَرَنَا أَسْلَمُ الْمِنْقَرِيُّ عَنْ عَطَاءٍ أَنَّ أُمَّ سِبَاعٍ سَأَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَتْ: [يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَعُقُّ عَنْ أَوْلادِنَا؟ فَقَالَ: نَعَمْ. عَنِ الْغُلامِ شَاتَيْنِ وَعَنِ الجارية شاة.]
4261- ماوية مولاة حجير
بن أبي إهاب. وهي التي كان خبيب بن عدي محبوسًا في بيتها بمكة حتى تخرج الأشهر الحرم فيقتلوه. وكانت تحدث بقصته بعد ثم أسلمت فحسن إسلامها فكانت تقول: والله ما رأيت أحدًا خيرًا من خبيب. لقد اطلعت عليه من صير الباب وإنه لفي الحديد ما أعلم في الأرض حبة عنب تؤكل وإن في يده لقطف عنب مثل رأس الرجل يأكل منه وما هو إلا رزق الله. وكان خبيب يتهجد بالقرآن فكان يسمعه النساء فيبكين ويرققن عليه. قالت: فقلت له: يا خبيب هل لك من حاجة؟ فقال: لا إلا أن تسقيني العذب ولا تطعميني ما ذبح على النصب وتخبريني إذا أرادوا قتلي. فلما انسلخت الأشهر الحرم وأجمعوا على قتله أتيته فأخبرته. فو الله ما رأيته اكترث لذلك وقال: ابعثي إلى بحديدة استصلح بها. قالت: فبعثت إليه بموسى مع ابني أبي حسين. قال: وكانت تحضنه ولم يكن ابنها ولادة. قالت: فلما ولى الغلام قلت: أدرك والله الرجل ثأره. أي شيء صنعت؟ بعثت هذا الغلام بهذه(8/233)
الحديدة فيقتله ويقول رجل برجل. فلما أتاه ابني بالحديدة تناولها منه ثم قال ممازحًا له: وأبيك إنك لجريء. أما خشيت أمك غدري حين بعثت معك بحديدة وأنتم تريدون قتلي؟ قالت ماوية: وأنا أسمع ذلك. فقلت: يا خبيب إنما ائتمنتك بأمان الله وأعطيتك بإلهك ولم أعطك لتقتل ابني. فقال خبيب: ما كنت لأقتله وما نستحل في ديننا الغدر. قالت: ثم أخبرته أنهم مخرجوه فقاتلوه بالغداة. قالت: فأخرجوه في الحديد حتى انتهوا به إلى التنعيم وخرج معه الصبيان والنساء والعبيد وجماعة أهل مكة فلم يتخلف أحد إما موتور فهو يريد أن يتشافى بالنظر من وتره وإما غير موتور فهو مخالف للإسلام وأهله. فلما انتهوا به إلى التنعيم ومعه زيد بن الدثنة أمروا بخشبة طويلة فحفر لها. فلما انتهوا بخبيب إلى خشبته قال: هل أنتم تاركي فأصلي ركعتين؟
قالوا: نعم. فركع ركعتين أتمهما من غير أن يطول فيهما. أخبرنا بهذا كله مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ رِجَالِهِ مِنْ أَهْلِ العلم.
4262- أُمُّ طَارِقٍ مَوْلاةُ سَعْدٍ.
أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ. حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَنْصَارِيِّ عَنْ أُمِّ طَارِقٍ مَوْلاةِ سَعْدٍ قَالَتْ: [جَاءَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى سَعْدٍ فَاسْتَأْذَنَ. فَسَكَتَ سَعْدٌ ثَلاثًا.
فَانْصَرَفَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَرْسَلَنِي سَعْدٌ إِلَيْهِ أَنَّهُ لَمْ يَمْنَعْنَا أَنْ نَأْذَنَ لَكَ إِلا أَنَا أَرَدْنَا أَنْ تَزِيدَنَا. قَالَتْ: فَسَمِعْتُ صَوْتًا عَلَى الْبَابِ يَسْتَأْذِنُ وَلا أَرَى شَيْئًا. فَقَالَ النبي. ص:
مَنْ أَنْتِ؟ قَالَتْ: أَنَا أُمُّ مِلْدَمٍ. قَالَ: لا مَرْحَبًا بِكِ وَلا أَهْلا! أَتُهْدِينَ إِلَى أَهْلِ قُبَاءَ؟ قَالَتْ: نَعَمْ. قَالَ: فَاذْهَبِي إِلَيْهِمْ] .
4263- أُمُّ فَرْوَةَ جَدَّةُ الْقَاسِمِ بْنِ غَنَّامٍ.
أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالا: أخبرنا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ غَنَّامٍ عَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ. وَقَالَ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي بَعْضُ أُمَّهَاتِي عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ فَرْوَةَ وَكَانَتْ قَدْ بَايَعَتِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهَا [سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ أَفْضَلِ الأَعْمَالِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: الصَّلاةُ لأَوَّلِ وقتها] .
4264- ميمونة بنت كردم.
__________
4263 تهذيب التهذيب (12/ 476) ، وفيه: «أم فروة عمة القاسم بن غنام الأنصارية» .
4264 تهذيب التهذيب (12/ 454) .(8/234)
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْلَى بْنِ كَعْبٍ قَالَ: أخبرنا يَزِيدُ بْنُ مِقْسَمٍ عَنْ مَوْلاتِهِ مَيْمُونَةَ بِنْتِ كَرْدَمٍ قَالَتْ: [كُنْتُ رِدْفَ أَبِي فَسَمِعْتُهُ يَسْأَلُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي نَذَرْتُ أَنْ أَنْحَرَ بِبُوَانَةَ. فَقَالَ: إِنَّهَا وَثَنٌ أَوْ طَاغِيَةٌ تُعْبَدُ. قَالَ: لا. قَالَ: أَوْفِ بِنَذْرِكَ.
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ. حَيْثُ نَذَرْتَ] .
أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مِقْسَمٍ وَهُوَ ابْنُ ضَبَّةَ قَالَ:
حَدَّثَتْنِي عَمَّتِي سَارَةُ بِنْتُ مِقْسَمٍ عَنْ مَيْمُونَةَ بِنْتِ كَرْدَمٍ قَالَتْ: [رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ بِمَكَّةَ وَهُوَ عَلَى نَاقَةٍ لَهُ وَأَنَا مَعَ أَبِي وَبِيَدِ رَسُولِ اللَّهِ دِرَّةٌ كَدِرَّةِ الْكِتَابِ فَسَمِعْتُ الأَعْرَابَ وَالنَّاسَ يَقُولُونَ: الطَّبْطَبِيَّةَ الطَّبْطَبِيَّةَ. فَدَنَا مِنْهُ أَبِي فَأَخَذَ بِقَدَمِهِ فَأَقَرَّ له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
قَالَتْ: فَمَا نَسِيتُ طُولَ إِصْبَعِ قَدَمِهِ السَّبَّابَةِ عَلَى سَائِرِ أَصَابِعِهِ. قَالَتْ: فَقَالَ لَهُ أَبِي:
إِنِّي شَهِدْتُ جَيْشَ عِثْرَانَ. قَالَ: فَعَرَفَ رَسُولُ الله ذلك الجيش. فقال طارق بن المر:
مَنْ يُعْطِينِي رُمْحًا بِثَوَابِهِ؟ قَالَ: فَقُلْتُ: فَمَا ثَوَابُهُ؟ قَالَ: أُزَوِّجُهُ أَوَّلَ بِنْتٍ تَكُونُ لِي. قَالَ:
فَأَعْطَيْتُهُ رُمْحِي ثُمَّ تَرَكْتُهُ حَتَّى وُلِدَتْ لَهُ ابْنَةٌ وَبَلَغَتْ فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: جَهِّزْ لِي أَهْلِي. قَالَ:
لا وَاللَّهِ لا أُجَهِّزُهَا حَتَّى تُجَدِّدَ لِي صَدَاقًا غَيْرَ ذَلِكَ. فَحَلَفْتُ أَنْ لا أفعل. فقال رسول الله. ص: وَبِقَرْنِ أَيِّ النِّسَاءِ هِيَ؟ قَالَ: قَدْ رَأَتِ القتير. قال: فقال لي رسول الله. ص: دَعْهَا عَنْكَ لا خَيْرَ لَكَ فِيهَا. قَالَ: فَرَاعَنِي ذَلِكَ وَنَظَرْتُ إِلَيْهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: لا تَأْثَمُ وَلا يَأْثَمُ صَاحِبُكَ. قَالَتْ: فَقَالَ لَهُ أَبِي فِي ذَلِكَ الْمَقَامِ: إِنِّي قَدْ نَذَرْتُ أَنْ أَذْبَحَ عِدَّةً مِنَ الْغَنَمِ. قَالَتْ: لا أَعْلَمُهُ قَالَ إِلا خَمْسِينَ شَاةً عَلَى رَأْسِ بُوَانَةَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: هَلْ عَلَيْهَا مِنْ هَذِهِ الأَوْثَانِ شَيْءٌ؟ قَالَ: لا. قَالَ: فَأَوْفِ لِلَّهِ بِمَا نَذَرْتَ لَهُ. قَالَتْ: فَجَمَعَهَا أَبِي فَجَعَلَ يَنْحَرُهَا فَانْفَلَتَتْ مِنْهُ شَاةٌ فَطَلَبَهَا وَهُوَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ أَوْفِ عَنِّي نَذْرِي. حَتَّى أَخَذَهَا فَذَبَحَهَا.]
4265- مَيْمُونَةُ بِنْتُ سَعِيدٍ
مَوْلاةُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالا: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ زَيْدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ أَبِي زَيْدٍ الضَّبِّيِّ عَنْ مَيْمُونَةَ بِنْتِ سَعِيدٍ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ قَبَّلَ امْرَأَتَهُ وَهُمَا صَائِمَانِ. قَالَ: قَدْ أَفْطَرَ. وَسُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ ولد الزنا. فقال:
__________
4265 تهذيب التهذيب (12/ 454) .(8/235)
لا خَيْرَ فِيهِ. إِنَّ نَعْلَيْنِ أُجَاهِدُ بِهِمَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ وَلَدَ زِنًا] .
أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ. حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ عَنْ طَارِقِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ مَيْمُونَةَ مَوْلاةِ النَّبِيِّ قَالَتْ: [قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: يَا مَيْمُونَةُ تَعَوَّذِي بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَإِنَّهُ لَحَقٌّ؟ قَالَ: نَعَمْ يَا مَيْمُونَةُ إِنَّ مِنْ أَشَدِّ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْغِيبَةُ وَالْبَوْلُ] .
4266- أُمُّ الْحُصَيْنِ الأَحْمَسِيَّةُ.
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى. أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ يَحْيَى ابن أُمِّ الْحُصَيْنِ عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ الْحُصَيْنِ قَالَتْ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ بِمِنًى قَدِ الْتَحَفَ بِثَوْبِهِ وَإِنَّ عَضَلَةَ عَضُدِهِ تَرْتَجُّ وَهُوَ يَقُولُ: أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا اللَّهَ وَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا وَإِنْ أُمِّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيُّ فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا مَا أَقَامَ كِتَابَ اللَّهِ.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى. أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ. أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ عَنْ يَحْيَى بْنِ حُصَيْنٍ عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ الْحُصَيْنِ قَالَتْ: [رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ عَلَى رَحْلِهِ وَرَاحِلَتِهِ وَحُصَيْنٌ فِي حِجْرِي وَهُوَ يَقُولُ: أَيُّهَا النَّاسُ. وَقَدْ أَدْخَلَ ثَوْبَهُ مِنْ تَحْتِ إِبْطِهِ. وَأَشَارَ زُهَيْرٌ بِيَدِهِ فَمَدَّهَا: اتَّقُوا اللَّهَ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا لِمَنْ كَانَ عَلَيْكُمْ وَإِنْ كَانَ حَبَشِيًّا وَإِنْ كَانَ عَبْدًا حَبَشِيًّا مُجَدَّعًا فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا مَا أَقَامَ فِيكُمْ كِتَابَ اللَّهِ] .
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ وَعَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ قَالُوا: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْعَيْزَارِ بْنِ الْحُرَيْثِ قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ الْحُصَيْنِ الأَحْمَسِيَّةَ قَالَتْ: [رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - في حجة الْوَدَاعِ عَلَيْهِ بُرْدٌ قَدِ الْتَفَعَ بِهِ مِنْ تَحْتِ إِبْطِهِ فَأَنَا أَنْظُرُ إِلَى عَضَلَةِ عَضُدِهِ تَرْتَجُّ وَهُوَ يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا اللَّهَ وَإِنْ أُمِّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيُّ مُجَدَّعٌ فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا مَا أَقَامَ لَكُمْ كِتَابَ اللَّهِ] .
4267- أُمُّ جُنْدُبٍ الأَزْدِيَّةُ
وهي ام سليم بن عمرو بن الأحوص. أسلمت وبايعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وروت عنه.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ يَذْكُرُ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الأَحْوَصِ عَنْ أُمِّهِ أَنَّهَا [رَأَتِ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَرْمِي جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ من بطن الوادي
__________
4266 تهذيب التهذيب (12/ 463) .
4267 تهذيب التهذيب (12/ 461) .(8/236)
فَرَمَى بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ مِثْلَ حَصَى الْخَذْفِ وَهُوَ يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ لا يَقْتُلْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا] . قَالَ: وَخَلْفَهُ رَجُلٌ يَقِيهِ حِجَارَةَ النَّاسِ. قَالَ: فَسَأَلْتُ عَنْهُ فَقِيلَ: الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. فَرَمَى بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ ثُمَّ انْصَرَفَ. فَأَتَتْهُ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ابْنِي وَوَاحِدِي. فَقَالَ: ائْتِينِي بِمَاءٍ مِنْ هَذِهِ الأَخْبِيَةِ. فَجَاءَتْهُ بِمَاءٍ فِي تَوْرٍ مِنْ حِجَارَةٍ.
قَالَتْ: فَشَرِبَ مِنْهُ وَمَجَّ فِيهِ وَقَالَ: اسْقِي ابْنَكِ وَاسْتَشْفِي اللَّهَ. فَسَقَتْهُ فَبَرَأَ ابْنُهَا.
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ. حَدَّثَنَا مِنْدَلٌ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الأَحْوَصِ عَنْ أُمِّهِ أُمِّ جُنْدُبٍ قَالَتْ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَرْمِي جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ عَلَى بَغْلَتِهِ وَخَلْفَهُ رَجُلٌ يَقِيهِ الْحَصَى رِدْفُهُ. فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ. ص؟ فَقِيلَ: هَذَا الْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ. [فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: أَيُّهَا النَّاسُ تَكُونُ عَلَيْكُمُ السَّكِينَةُ إِذَا رَمَيْتُمْ فَارْمُوا بِمِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ] .
أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ. أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ عَنْ يَزِيدَ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ أُمِّ جُنْدُبٍ الأَزْدِيَّةِ قَالَتْ: [قَالَ رَسُولُ الله. ص: يَا أَيُّهَا النَّاسُ لا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ عِنْدَ جَمْرَةِ الْعَقَبَةِ وَعَلَيْكُمْ بِمِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ] .
4268- أُمُّ حَكِيمِ بِنْتُ وَدَاعٍ الْخُزَاعِيَّةُ.
أسلمت وروت عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أحاديث عدة.
أخبرنا موسى بن إسماعيل. حدثتنا حُبَابَةُ بِنْتُ عَجْلانَ الْخُزَاعِيَّةُ عَنْ أُمِّهَا عَنْ أُمِّ حَفْصِ بِنْتِ جَرِيرٍ عَنْ أُمِّ حَكِيمِ بِنْتِ وَدَاعٍ قَالَتْ: [قُلْتُ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَا جَزَاءُ الْغَنِيِّ مِنَ الْفَقِيرِ؟ قَالَ: النَّصِيحَةُ وَالدُّعَاءُ] .
وَقَدْ رَوَتْ أَيْضًا أُمُّ حكيم عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَحَادِيثَ بِهَذَا الإِسْنَادِ.
4269- أُمُّ مُسْلِمٍ الأَشْجَعِيَّةُ.
أسلمت وروت عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حديثًا.
أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ. أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ حَبِيبٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أُمِّ مُسْلِمٍ الأَشْجَعِيَّةِ قَالَتْ: [أَتَانِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَنَا فِي قُبَّةٍ لِي مِنْ أَدَمٍ فَقَالَ: مَا أَحْسَنَهَا إِنْ لَمْ تَكُنْ مَيْتَةً! فَجَعَلْتُ أَتَتَبَّعُهَا.]
4270- أُمُّ كَبْشَةَ
امرأة من قضاعة. أسلمت وروت عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حديثا.
__________
4268 تهذيب التهذيب (12/ 465) .(8/237)
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ. حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرُّؤَاسِيُّ عَنْ حَسَنِ بْنِ صَالِحٍ عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَمْرٍو [عَنْ أُمِّ كَبْشَةَ امْرَأَةٍ مِنْ قُضَاعَةَ أَنَّهَا اسْتَأْذَنَتِ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ تَغْزُوَ مَعَهُ فَقَالَ: لا. فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُدَاوِي الْجَرِيحَ وَأَقُومُ عَلَى الْمَرِيضِ. قَالَتْ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: اجْلِسِي. لا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّ مُحَمَّدًا يَغْزُو بِامْرَأَةٍ] .
4271- أُمُّ السَّائِبِ
أدركت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأسلمت.
أَخْبَرَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ. حَدَّثَنِي الْمُغِيرَةُ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ:
دَخَلَ النَّبِيُّ عَلَى أُمِّ السَّائِبِ وَهِيَ تُزَفْزِفُ. قَالَ: فَقَالَ: مَا لَكَ؟ قَالَتْ: الْحُمَّى أَخْزَاهَا اللَّهُ. [فقال النبي. ص: مَهْ لا تُسْبِيهَا فَإِنَّهَا تُذْهِبُ خَطَايَا الْمُسْلِمِينَ كَمَا يُذْهِبُ الْكِيرَ خَبَثَ الْحَدِيدِ] .
4272- قُتَيْلَةُ بِنْتُ صَيْفِيٍّ الْجُهَنِيَّةُ.
أسلمت وروت عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حديثًا.
أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنِ الْمَسْعُودِيِّ عَنْ مَعْبَدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ قُتَيْلَةَ بِنْتِ صَيْفِيٍّ [قَالَتْ: جَاءَ حَبْرٌ مِنَ الأَحْبَارِ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ نِعْمَ الْقَوْمُ أَنْتُمْ لَوْلا أَنَّكُمْ تُشْرِكُونَ. فَقَالَ لَهُ النبي. ص: وَكَيْفَ؟ قَالَ: يَقُولُ أَحَدُكُمْ لا وَالْكَعْبَةِ. فَقَالَ النبي. ص: إِنَّهُ قَدْ قَالَ فَمَنْ حَلَفَ فَلْيَحْلِفْ بِرَبِّ الْكَعْبَةِ. فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ نِعْمَ الْقَوْمُ أَنْتُمْ لَوْلا أَنَّكُمْ تَجْعَلُونَ لِلَّهِ نِدًّا. قَالَ: وَكَيْفَ ذاك؟ قال: يقول أحدكم ما شاء وشئت. فقال النبي. ص: إِنَّهُ قَدْ قَالَ فَمَنْ قَالَ مِنْكُمْ فَلْيَقُلْ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ شِئْتُ] .
4273- سَلامَةُ بِنْتُ الْحُرِّ.
أسلمت وروت عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حديثًا.
أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ أُمِّ غُرَابٍ عَنِ امْرَأَةٍ يُقَالُ لَهَا عَقِيلَةُ عَنْ سَلامَةَ بِنْتِ الْحُرِّ قَالَتْ: [سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَقُومُونَ سَاعَةً لا يَجِدُونَ إِمَامًا يُصَلِّي بِهِمْ] .
4274- بُسَيْرَةُ جَدَّةُ حُمَيْضَةَ
بِنْتِ يَاسِرٍ. أسلمت وبايعت وروت عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
حديثًا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْعَبْدِيُّ. حَدَّثَنِي هَانِئُ بن عثمان عن أمه حميضة بنت
__________
4272 تهذيب التهذيب (12/ 445، 446) .(8/238)
يَاسِرٍ عَنْ جَدَّتِهَا بُسَيْرَةَ. وَكَانَتْ إِحْدَى الْمُهَاجِرَاتِ. قالت: [قال لنا رسول الله. ص:
يَا نِسَاءَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْكُنَّ بِالتَّهْلِيلِ وَالتَّسْبِيحِ وَالتَّقْدِيسِ وَلا تَغْفُلْنَ فَتَنْسَيْنَ الرَّحْمَةَ وَاعْقِدْنَ بِالأَنَامِلِ فَإِنَّهُنَّ مَسْئُولاتٌ مُسْتَنْطَقَاتٌ] .
4275- سَرَّاءُ بِنْتُ نَبْهَانَ الْغَنَوِيَّةُ.
أسلمت وروت عن رسول الله أحاديث.
أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ أَبُو عَاصِمٍ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْغَنَوِيِّ قَالَ:
حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي سَرَّاءُ بِنْتُ نَبْهَانَ. وَكَانَتْ رَبَّةَ بَيْتٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ. [أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ فِي الْيَوْمِ الَّذِي يدعون الرؤوس الَّذِي يَلِي يَوْمَ النَّحْرِ: أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: هَذَا أَوْسَطُ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ. قَالَ: أَتَدْرُونَ أَيَّ بَلَدٍ هَذَا؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: هَذَا الْمَشْعَرُ الْحَرَامُ. ثُمَّ قَالَ لَعَلِّي: لا أَلْقَاكُمُ بَعْدَ عَامِي هَذَا. أَلا إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ حَرَامٌ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا. فَلْيُبْلِغْ أَدْنَاكُمْ أَقْصَاكُمْ حَتَّى تَلْقَوْا رَبَّكُمْ فَيَسْأَلَكُمْ عَنْ أَعْمَالِكُمْ] . قَالَتْ: ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلَمْ يَمْكُثْ إِلا أَيَّامًا حَتَّى مَاتَ. صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَرَحْمَتُهُ وَبَرَكَاتُهُ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَارِثِ الْغَسَّانَيُّ الْبَصْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَتْنَا سَاكِنَةُ بِنْتُ الْجَعْدِ الْغَنَوِيَّةُ قَالَتْ: سَمِعْتُ سَرَّاءَ بِنْتَ نَبْهَانَ الْغَنَوِيَّةَ تَقُولُ: كُنْتُ رَبَّةَ بَيْتٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ.
قَالَ: وَقَدْ رَوَتْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - غَيْرَ حَدِيثٍ بِهَذَا الإِسْنَادِ.
4276- رزينة خادم رسول الله.
ص. أسلمت وروت عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
أحاديث.
أخبرنا مسلم بن إبراهيم عن عليلة بنت الكميت العتكية عن أمها أمينة عن أمة الله بنت رزينة عن رزينة وكانت خادم رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وروت عنه أحاديث في صوم عاشوراء. في الدجال. وغير ذلك.
4277- قَيْلَةُ أُمُّ بَنِي أَنْمَارٍ.
روت عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حديثا.
أخبرنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ خَالِدٍ السُّكَّرِيُّ. حَدَّثَنِي يَعْلَى بْنُ شَبِيبٍ الْمَكِّيُّ الأَسَدِيُّ مَوْلَى بَنِي أَسَدِ قُرَيْشٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خثيم القارئ عن قيلة أم بني
__________
4275 تهذيب التهذيب (12/ 424) .
4277 تهذيب التهذيب (12/ 447) .(8/239)
أَنْمَارٍ [قَالَتْ: جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى الْمَرْوَةِ لِيَحِلَّ فِي عُمْرَةٍ مِنْ عُمْرَةٍ فَجِئْتُ أَتَوَكَّأُ عَلَى عَصًا حَتَّى جَلَسْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي امْرَأَةٌ أَبِيعُ وَأَشْتَرِي فَرُبَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أَشْتَرِيَ السِّلْعَةَ فَأُعْطِيَ بِهَا أَقَلَّ مِمَّا أُرِيدُ أَنْ آخُذَهَا بِهِ ثُمَّ زِدْتُ ثُمَّ زِدْتُ حَتَّى آخُذَهَا بِالَّذِي أُرِيدُ أَنْ آخُذَهَا بِهِ. وَرُبَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أَبِيعَ السِّلْعَةَ فَاسْتَمْتُ بِهَا أَكْثَرَ مِمَّا أُرِيدُ أَنْ أَبِيعَهَا بِهِ ثُمَّ نَقَصْتُ ثُمَّ نَقَصْتُ حَتَّى أَبِيعَهَا بِالَّذِي أُرِيدُ أَنْ أَبِيعَهَا بِهِ. فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ: لا تَفْعَلِي هَكَذَا يَا قَيْلَةُ وَلَكِنْ إِذَا أَرَدْتِ أَنْ تَشْتَرِيَ شَيْئًا فَأَعْطِي بِهِ الَّذِي تُرِيدِينَ أَنْ تَأْخُذِيهِ بِهِ. أَعْطَيْتِ أَوْ مَنَعْتِ. وَإِذَا أَرَدْتِ أَنْ تَبِيعِي شَيْئًا فَاسْتَامِي الَّذِي تُرِيدِينَ أَنْ تَبِيعِيهِ بِهِ. أَعْطَيْتِ أَوْ مَنَعْتِ] .
4278- قيلة بنت مخرمة التميمية.
وكانت تَحْتَ حَبِيبِ بْنِ أَزْهَرَ أَخِي بَنِي جَنَابٍ فولدت لَهُ النِّسَاءَ ثُمَّ تُوُفِّيَ فِي أَوَّلِ الإِسْلامِ فَانْتَزَعَ بَنَاتِهَا مِنْهَا عَمُّهُنَّ أَثْؤُبُ بْنُ أَزْهَرَ فخرجت تبتغي الصحابة إلى رسول الله في أول الإسلام. فرافقت حريث بن حسان الشيباني وَافِدَ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فقدمت معه على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
فسألته وسمعت منه وصلت معه ما حكاه عبد الله بن حسان العنبري في حديث قيلة.
وكان لقيلة ابن يدعى حزامًا ذكرت أنه قاتل مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمَ الربذة ثم ذهب يمتار من خيبر فأصابته حماها فمات وخلف النساء. يعني البنات.
4279- عَمَّةُ الْعَاصِ بْنِ عَمْرٍو الطُّفَاوِيِّ.
روت عن رسول الله حديثًا.
أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ الْعَمِّيُّ. حَدَّثَنَا تَمَامُ بْنُ بَزِيعٍ أَبُو سَهْلٍ. حَدَّثَنِي الْعَاصُ بْنُ عَمْرٍو الطُّفَاوِيُّ قَالَ: [سَمِعْتُ عَمَّتِي أَنَّهَا أَتَتِ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي أُنَاسٍ مِنْ قَوْمِهَا فَقَالَتْ لَهُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ حَدِّثْنِي بِحَدِيثٍ يَنْفَعُنِي اللَّهُ بِهِ. فَقَالَ لَهَا: إِيَّاكِ وَمَا يَسُوءُ الأُذُنَ. إِيَّاكِ وَمَا يَسُوءُ الأُذُنَ. ثَلاثَ مَرَّاتٍ.]
4280- أُمُّ وَلَدِ شَيْبَةَ.
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ. حَدَّثَنَا هِشَامٌ. يَعْنِي الدَّسْتُوَائِيَّ. عَنْ بُدَيْلٍ عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ عَنْ [أُمِّ وَلَدِ شَيْبَةَ أَنَّهَا رَأَتْ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَسْعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَهُوَ يَقُولُ: لا تُقْطَعُ الأَبْطَحُ إِلا شَدًّا] .
أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ ذَكْوَانَ الْجَهْضَمِيُّ أَبُو الْحَسَنِ عَنْ بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ الْعُقَيْلِيِّ عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ عُثْمَانَ أَنَّهَا قَالَتْ: [نَظَرْتُ إِلَى رَسُولِ الله
__________
4278 تهذيب التهذيب (12/ 446، 447) .(8/240)
وَأَنَا فِي خَوْخَةِ أَبِي حُسَيْنٍ يَسْعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَقَدْ رَفَعَ إِزَارَهُ حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى رُكْبَتَيْهِ وَهُوَ يَقُولُ: لا يُقْطَعُ الْوَادِي إِلا شَدًّا. السَّعْيُ فِي بَطْنِ الْمَسِيلِ.]
4281- خُلَيْدَةُ بِنْت قَيْس
بْن ثَابِتِ بْن خَالِد بْنِ أَشْجَعَ من بني دهمان. تزوجها البراء بن معرور من بني سلمة. وهو أحد النقباء. فولدت له بشر بن البراء شهد بدرا وهو الذي أكل من الشاة المسمومة مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أسلمت خليدة أم بشر بن البراء وبايعت رسول الله وروت عنه.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا أفلح بن سعيد المزني. حَدَّثَنِي عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ عَنْ أُمِّ بِشْرِ بْنِ الْبَرَاءِ أَنَّهَا [قَالَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ يَتَعَارَفُ الْمَوْتَى؟ فَقَالَ: تَرِبَتْ يَدَاكِ. وَرُبَّمَا قَالَ: تَرِبَ جَبِينُكِ. النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ طَيْرٌ خَضِرٌ فِي الْجَنَّةِ. فَإِنْ كَانَ الطَّيْرُ يَتَعَارَفُونَ في رؤوس الشَّجَرِ فَإِنَّهُمْ يَتَعَارَفُونَ] .
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ السُّكَّرِيُّ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ أُمِّ بِشْرِ بْنِ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ قَالَتْ: [سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ لأَصْحَابِهِ: أَلا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ النَّاسِ رَجُلا؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَتْ: وَرَمَى بِيَدِهِ نَحْوَ الْمَغْرِبِ فَقَالَ: رَجُلٌ آخِذٌ بِعِنَانِ فَرَسِهِ يَنْتَظِرُ أَنْ يُغِيرَ أَوْ يُغَارَ عَلَيْهِ. أَلا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ النَّاسِ رَجُلا بَعْدَهُ؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَتْ: وَرَمَى بِيَدِهِ نَحْوَ الْحِجَازِ فَقَالَ: رَجُلٌ فِي غَنَمِهِ يُقِيمُ الصَّلاةَ وَيُؤْتِي الزَّكَاةَ وَيَعْلَمُ حَقَّ اللَّهِ عَلَيْهِ فِي مَالِهِ. قَدِ اعْتَزَلَ شُرُورَ النَّاسُ] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: فَحَدَّثَنِي مَعْمَرٌ وَمَالِكٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: [دَخَلَتْ أُمُّ بِشْرِ بْنِ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ وَهُوَ مَحْمُومٌ فَمَسَّتْهُ فَقَالَتْ: مَا وَجَدْتُ مِثْلَ وَعْكٍ عَلَيْكَ عَلَى أَحَدٍ. فقال رسول الله. ص: كَمَا يُضَاعَفُ لَنَا الأَجْرُ كَذَلِكَ يُضَاعَفُ عَلَيْنَا الْبَلاءُ. مَا يَقُولُ النَّاسُ؟ قَالَتْ: قُلْتُ: زَعَمَ النَّاسُ أَنَّ بِرَسُولِ اللَّهِ ذَاتُ الْجَنْبِ. فَقَالَ: مَا كَانَ اللَّهُ لِيُسَلِّطُهَا عَلَيَّ إِنَّمَا هِيَ هُمَزَةٌ مِنَ الشَّيْطَانِ. وَلَكِنَّهُ مِنَ الأُكْلَةِ الَّتِي أَكَلْتُ أَنَا وَابْنُكِ يَوْمَ خَيْبَرَ. مَا زَالَ يُصِيبُنِي مِنْهَا عِدَادٌ حَتَّى كَانَ هَذَا وَآنَ انْقِطَاعُ أَبْهَرِيٍّ. فَمَاتَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - شَهِيدًا.](8/241)
تَسْمِيَةُ نِسَاءِ الأَنْصَارِ الْمُسْلِمَاتِ الْمُبَايِعَاتِ مِنَ الأَوْسِ مِنْ بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ بن جشم بن الحارث ابن الخزرج بن عمرو وهو النبيت بن مالك بن الأوس
4282- الرباب بِنْت النُّعمان
بْن امرئ القيس بْن زيد بن عبد الأشهل. وأمها معاذة بنت أنس بْن قيس بْن عُبَيْد بْن زيد بْن معاوية بن مالك بن النجار. وهم بنو حديلة.
والرباب بنت النعمان هي عمة سعد بن معاذ. وتزوجت الرباب بنت النعمان زرارة بن عَمْرُو بْن عَدِيِّ بْن الْحَارِث بْن مُرَّة بْن كعب. وهو ظفر بن الخزرج بن عمرو.
وهو النبيت بن مالك بن الأوس. فولدت له معاذ بن زرارة. وهو أبو أبي نملة صاحب رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثُمَّ خلف على الرباب ومعرور بن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة من الخزرج فولدت له البراء بن معرور وهو أحد النقباء الاثني عشر. ومات البراء قبل أن يقدم رسول الله المدينة في الهجرة.
فأتى رسول الله قبره فصلى عليه. وأسلمت الرباب بنت النعمان وبايعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
4283- عقرب بِنْت مُعَاذ بْن النُّعمان
بْن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل. وأمها كبشة بِنْت رافع بْن مُعَاوِيَة بْن عُبَيْد بن الأبجر. وهو خدرة بن عوف بن الحارث بن الخزرج. وهي أخت سعد بن معاذ لأبيه وأمه. تزوجت عقرب يزيد بن كرز بْن زعوراء بْن عَبْد الأشهل فولدت له رافعًا وحواء ابني يزيد بن كرز. ثم خلف على عقرب قيس بن الخطيم بن عدي بن عمرو بن سواد بن ظفر فولدت له يزيد. وبه كان يكنى قيس وقتل يوم جسر أبي عبيد. وثابتًا ابني قيس. وأسلمت عقرب وبايعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
4284- هند بنت سماك بن عتيك
بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل. وأمها أم جندب بنت رفاعة بن زنبر بْن زَيْد بْن مالك بْن عوف بْن عمرو بن عوف من الأوس.
وهي عمة أسيد بْن حضير بْن سماك بن عتيك. وتزوجت هند سَعْدُ بْنُ مُعَاذِ بْنِ(8/242)
النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل فولدت له عمرًا وعبد الله ابني سعد.
وكانت هند أيضًا عند أوس بن معاذ بن النعمان أخي سعد بن معاذ فولدت له الحارث بن أوس. شهد بدرا. وأسلمت هند وبايعت رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
4285- أمامة بنت سماك بن عتيك بن امرئ القيس
بن زيد بن عبد الأشهل. وأمها أم جندب بنت رفاعة بن زنبر بْن زَيْد بْن مالك بْن عوف بْن عمرو بن عوف من الأوس.
وهي أيضًا عمة أسيد بن حضير. تزوجت أمامة شريك بن أنس بن نافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل فولدت له عبد الله وأم صخر وأم سليمان وجيبة.
وأسلمت أمامة بنت سماك وبايعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
4286- حواء بنت رافع
بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل. هكذا نسبها محمد بن عمر وسماها في المبايعات. ولم نجد لرافع بن امرئ القيس في نسب الأنصار إلا ابنة واحدة اسمها الصعبة وأمها خزيمة بنت عدي بن عبس بْن حرام بْن جندب من بني عدي بن النجار. والصعبة هي أخت أبي الحيسر أنس بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل.
4287- أم إياس بنت أنس بن رافع
بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل. وأمها أم شريك بِنْت خَالِد بْن خنيس بْن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة. تزوجت أم إياس أبا سعد بن طلحة بن أبي طلحة من بني عبد الدار بن قصي. وأسلمت أم إياس وبايعت رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
4288- أُمَّ الحكيم
وهي ودة بِنْت عُقْبَة بْن رافع بْن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل. وأمها أم البنين بِنْت حُذَيْفة بْن ربيعة بْن سالم بْن مُعَاوِيَة بْن ضرار بْن ذبيان من بني سلامان بْن سعد هذيم من قضاعة. وهي عمة محمود بن لبيد بن عقبة.
تزوجت أم الحكم قَيْسِ بْن مَخْرَمَةُ بْنُ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قصي فولدت له.
وأسلمت وبايعت رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
4289- أُمَّ سعد بِنْت عُقْبَة
بْن رافع بْن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل. وأمها سلمى بنت عمرو بن خنيس بن لوذان بن عبد ود بن زيد من بني ساعدة. وهي عمة محمود بن لبيد أيضًا. خلف عليها قَيْسِ بْن مَخْرَمَةُ بْنُ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قصي
__________
4286 تهذيب التهذيب (12/ 413) .(8/243)
بعد أختها ودة بنت عقبة. وأسلمت أم سعد بنت عقبة وبايعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
4290- خولة بِنْت عُقْبَة بْن رافع
بْن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل. وأمها سلمى بنت عمرو بن خنيس بن لوذان بن عبد ود بن زيد من بني ساعدة. وهي عمة محمود بن لبيد بن عقبة. تزوجت خولة الحارث بن الصمة بن عتيك من بني عمرو بن مبذول من بني مالك بْن النجار فولدت له سعدًا. ثم خلف عليها عبد الله بن قَتَادَةُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَامِرِ بن سواد بن ظفر من الأوس فولدت له عمرًا. أسلمت خولة بنت عقبة وبايعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
4291- عميرة بنت يزيد بن السكن بن رافع
بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل. وأمها أم سعد بنت خزيم بن مسعود بن قلع بن حريش بن عبد الأشهل.
تزوجت عميرة منظور بْن لبيد بْن عُقْبَة بْن رافع بْن امرئ القيس بْن زيد بن عبد الأشهل فولدت له الحارث وعثيرة. وأسلمت عميرة بنت يزيد وبايعت رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
4292- أُمَّ عامر الأَشْهَلِيَّةُ.
واسمها فكيهة ويقال أسماء بنت يزيد بن السكن بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل. وأمها أم سعد بنت خزيم بن مسعود بن قلع بن حريش بن عبد الأشهل. أسلمت أم عامر وبايعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
وروت عنه أحاديث وشهدت معه بعض المشاهد.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ. حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ صَامِتٍ الأَنْصَارِيِّ عَنْ أُمِّ عَامِرِ بِنْتِ يَزِيدَ بْنِ السَّكَنِ. قَالَ: وَكَانَتْ مِنَ الْمُبَايِعَاتِ. أَنَّهَا أَتَتِ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِعَرْقٍ فَتَعَرَّقَهُ وَهُوَ فِي مسجد بني عَبْدِ الأَشْهَلِ ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: [سَمِعْتُ أُمَّ عَامِرٍ الأَشْهَلِيَّةَ. وَكَانَتْ قَدْ بَايَعَتْ.
تَقُولُ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا أَشْرَفَ عَلَى بُيُوتِنَا يَقُولُ: مَاذَا فِي هَذِهِ الدُّورِ مِنَ الْخَيْرِ! هَذِهِ خَيْرُ دُورِ الأَنْصَارِ] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ أُمِّ عَامِرٍ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ بْنِ السَّكَنِ قَالَتْ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَلَّى فِي مَسْجِدِنَا الْمَغْرِبَ فَجِئْتُ مَنْزِلِي فَجِئْتُهُ بِعَرْقٍ وَأَرْغِفَةٍ فَقُلْتُ: بِأَبِي(8/244)
وَأُمِّي تَعِشْ. فَقَالَ لأَصْحَابِهِ: كُلُوا بِسْمِ اللَّهِ. فأكل هو وأصحابه الذين جاؤوا مَعَهُ وَمَنْ كَانَ حَاضِرًا مِنْ أَهْلِ الدَّارِ. فو الذي نَفْسِي بِيَدِهِ لَرَأَيْتُ بَعْضَ الْعَرْقِ لَمْ يَتَعَرَّقْهُ وَعَامَّةُ الْخُبْزِ وَإِنَّ الْقَوْمَ أَرْبَعُونَ رَجُلا. ثُمَّ شَرِبَ مِنْ مَاءٍ عِنْدِي فِي شَجْبٍ ثُمَّ انْصَرَفَ.
فَأَخَذْتُ ذَلِكَ الشَّجْبَ فَدَهَنْتُهُ وَطَوَيْتُهُ. فَكُنَّا نَسْقِي مِنْهُ الْمَرِيضَ وَنَشْرَبُ مِنْهُ فِي الْحِينِ رَجَاءَ الْبَرَكَةِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَالشَّجْبُ الْقِرْبَةُ تُخْرَزُ مِنْ أَسْفَلِهَا وَيُقْطَعُ رَأْسُهَا إِذَا خَلَقَتْ. شَبَهَ الدَّلْوِ الْعَظِيمِ. قَالَ: وَقَدْ شَهِدَتْ أُمُّ عَامِرٍ الأَشْهَلِيَّةُ خَيْبَرَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ. حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ قَالَتْ: مَرَّ بِيَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَنَا فِي نِسْوَةٍ فَسَلَّمَ عَلَيْنَا فرددنا ع.
أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيِّ قالت: أَتَتْ أُمُّ عَامِرِ بِنْتُ يَزِيدَ. وَكَانَتْ مِنَ الْمُبَايِعَاتِ. النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِعَرْقٍ فَتَعَرَّقَهُ ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ.
4293- الرباب بنت كعب بن عدي
بن عبد الأشهل. تزوجت اليمان بن جابر العبسي حليفهم فولدت له حذيفة وسعدًا وصفوان ومدلجًا وليلى بنت اليمان. أسلمت الرباب بنت كعب وبايعت رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
4294- أُمَّ نيار بنت زيد
بن مالك بن عدي بن كعب بن عبد الأشهل. وهي أخت سعد بن زيد الأشهلي. شهد سعد العقبة وبدرًا. وهكذا نسب محمد بن عمر أم نيار وسماها في المبايعات ولم نجد لها ذكرًا في كتاب نسب الأنصار.
4295- أم عَمْرو بنت سلامة
بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل. وأمها سلمى بنت سلمة بن خالد بن عدي بن مجدعة بن حارثة. وهي أخت سلمة بن سلامة بن وقش لأبيه وأمه. شهد العقبة وبدرًا. وتزوجت أم عمرو بنت سلامة محمد بن مسلمة بن سلمة بن خالد بن عدي بن مجدعة بن حارثة. فولدت له.
وأسلمت أم عمرو بنت سلامة وبايعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
4296- نائلة بِنْت سلامة
بْن وقش بْن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل. وأمها أم(8/245)
عمرو بِنْت عتيك بْن عَمْرو بْن عَبْد الأعلم بن عامر بن زعوراء بْن جشم أخي عَبْد الأشهل بْن جشم. وهي أخت سلمة بن سلامة لأبيه. تزوجت نائلة عبد الله بن سماك بن عمرو بن غزية من غسان حليف بني معاوية بن مالك من الأوس فولدت له.
ثم خلف عليها قيس بن كعب بْن القين بْن كعب بْن سواد من بني سلمة فولدت له سهلًا الشهيد يوم أحد. أسلمت نائلة وبايعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
4297- عقرب بِنْت سلامة
بْن وقش بْن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل. وأمها سهيمة بنت عبد الله بن رفاعة بن نجدة بن نمير من بني واقف من الأوس. وهي أخت سلمة بن سلامة بن وقش لأبيه. وتزوجت عقرب رافع بْن يزيد بن كرز بْن زعوراء بن عبد الأشهل فولدت له أسيدا. وأسلمت عقرب وبايعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
4298- المحياة بنت سلكان
بْنُ سَلامَةَ بْنِ وَقْشِ بْنِ زُغْبَةَ بْنِ زعوراء بن عبد الأشهل.
وأمها أم سهل بنت رومي بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل. أسلمت وبايعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في رِوَايَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الأنصاري.
قال محمد بن عمر: هي عبادة بنت أبي نائلة سلكان بن سلامة. ولم يكن لسلكان بن سلامة إلا ابنة واحدة. واختلفوا في اسمها.
4299- أم حنظلة بنت رومي بن وقش
بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل. وأمها سهيمة بنت عبد الله بن رفاعة بن نجدة من بني نمير من الأوس. تزوجها ثعلبة بن أنس بن عدي بن زعوراء بن عبد الأشهل فولدت له. وأسلمت ام حنظلة وبايعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في رواية محمد بن عمر.
4300- أم سهل بنت رومي
بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل. وأمها سهيمة بنت عبد الله بن رفاعة بن نجدة بن نمير من بني واقف من الأوس. تزوجت سلكان بْنُ سَلامَةَ بْنِ وَقْشِ بْنِ زُغْبَةَ بْنِ زعوراء بن عبد الأشهل فولدت له. وأسلمت أم سهل وبايعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في رواية محمد بن عمر.
4301- أمامة بنت بِشْرِ بْنِ وَقْشِ
بْنِ زُغْبَةَ بْنِ زَعُورَاءَ بن عبد الأشهل. وأمها فاطمة بِنْت بِشْر بْن عدي بْن أبي غنم بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ الخزرج. وهي أخت عباد بن بشر. شهد بدرًا والمشاهد كلها مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وقتل يوم اليمامة شهيدًا.
وتزوج أمامة بنت بشر محمود بن مسلمة بن سلمة بن خالد بن عدي بْن مجدعة بْن(8/246)
حارثة من الأوس فولدت له. وذكر محمد بن عمر أن أمامة بنت بشر هي أم علي بن أسد بن عبيد بن سعية الهذلي والهدل إخوة قريظة ودعوتهم في بني قريظة. وقال عبد الله بن محمد بن عمارة: أم علي بن أسد بن عبيد بن سعية الهذلي أم علي بنت سلامة بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل. أسلمت أمامة وبايعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في قول محمد بن عمر.
4302- حواء بنت زيد بن سَكَنِ بْنِ كُرْزِ
بْنِ زَعُورَاءَ بْنِ عَبْدِ الأشهل. وأمها عقرب بِنْت مُعَاذ بْن النُّعمان بْن امرئ القيس بْن زَيْد بْن عَبْد الأشهل. وهي أخت رافع بن يزيد. شهد بدرًا. وتزوجها قيس بن الخطيم بن عدي بن عمرو بن سواد بن ظفر فولدت له ثابتًا. أسلمت وبايعت رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وهي التي أوصى بها رسول الله قيس بن الخطيم. وكانت أسلمت قديمًا ورسول الله بمكة قبل الهجرة فحسن إسلامها وبلغ ذَلِكَ رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ووافى قيس بن الخطيم ذا المجاز. سوقًا من أسواق مكة. فأتاه رسول الله فدعاه إلى الإسلام وحرص عليه فقال قيس: ما أحسن ما تدعو إليه! وإن الذي تدعو إليه لحسن ولكن الحرب شغلتني عن هذا الحديث.
وجعل رسول الله يلح عليه ويكنيه ويقول: يا أبا يزيد أدعوك إلى الله. ويرد عليه قيس كلامه الأول. [فقال رسول الله: يا أبا يزيد إن صاحبتك حواء قد بلغني أنك تسيء صحبتها مذ فارقت دينك فاتق الله واحفظني فيها ولا تعرض لها] . قال: نعم وكرامة. أفعل ما أحببت لا أعرض لها إلا بخير. وكان قيس يسيء إليها قبل ذلك كل الإساءة. ثم قدم قيس المدينة فقال: يا حواء لقيت صاحبك محمدًا فسألني أن أحفظك فيه وأنا والله وأف له بما أعطيته فعليك بشأنك. فو الله لا ينالك مني أذى أبدًا. فأظهرت حواء ما كانت تخفي من الإسلام فلا يعرض لها قيس. فيكلم في ذلك. ويقال له: يا أبا يزيد امرأتك تتبع دين محمد. فيقول قيس: قد جعلت لمحمد أن لا أسوأها وأحفظه فيها.
4303- أميمة بنت عمرو
بن سهل بن معبد بن مخرمة بن قلع بن حريش بن عبد الأشهل. أسلمت وبايعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في رواية محمد بن عمر.
4304- هند بنت سهل بْن زَيْد
بْن عامر بْن عَمْرو بن جشم من أهل راتج.
وعمرو بن جشم هو أخو عبد الأشهل بن جشم. أسلمت وبايعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في رواية محمد بن عمر.(8/247)
4305- مليكة بنت سهل بْن زَيْد
بْن عامر بْن عَمْرو بن جشم. أسلمت وبايعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في رواية محمد بن عمر. وهي امرأة أبي الهيثم بن التيهان وولدت له.
4306- الصعبة بنت سهل بْن زَيْد
بْن عامر بْن عَمْرو بن جشم. أسلمت وبايعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في رواية محمد بن عمر.
4307- أميمة بنت أبي الهيثم
مالك بن التيهان بن مالك بن بلي قضاعة حليف بني عبد الأشهل بن جشم. وأمها مليكة بنت سهل بْن زَيْد بْن عامر بْن عَمْرو بن جشم.
أسلمت وبايعت رسول الله في رواية محمد بن عمر.
4308- فَاطِمَةُ بِنْتُ الْيَمَانِ
أخت حذيفة بن اليمان العبسي وهم حلفاء بني عبد الأشهل. أسلمت وبايعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وروت عنه.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ حُذَيْفَةَ يُحَدِّثُهُ عَنْ عَمَّتِهِ فَاطِمَةَ قَالَتْ: عُدْتُ رَسُولَ اللَّهِ فِي نِسْوَةٍ وَإِذَا سِقَاءٌ مُعَلَّقٌ وَمَاؤُهُ يَقْطُرُ عَلَيْهِ مِنْ شِدَّةِ مَا يَجِدُ مِنْ حَرِّ الْحُمَّى.
فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ دَعَوْتَ اللَّهَ فَأَذْهَبَ عَنْكَ هَذَا. [فَقَالَ: إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ بَلاءً الأَنْبِيَاءُ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ خِرَاشٍ عَنِ امْرَأَةَ عَنْ أُخْتِ حُذَيْفَةَ. وَكَانَ لَهُ أَخَوَاتٌ قَدْ أَدْرَكْنَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَتْ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ أَلَيْسَ لَكُنَّ فِي الْفِضَّةِ مَا تَحَلَّيْنَ؟ أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ مِنْكُنَّ امْرَأَةٌ تَحَلَّى ذَهَبًا تُظْهِرُهُ إِلا عُذِّبَتْ بِهِ. قَالَ مَنْصُورٌ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِمُجَاهِدٍ فَقَالَ: قَدْ أَدْرَكْتُهُنَّ وَإِنَّ إِحْدَاهُنَّ لَتَتَّخِذُ لكمها زرا تواري خاتمها.
__________
4308 تهذيب التهذيب (12/ 445) .(8/248)
ومن نساء بني حارثة ابن الخزرج وهو النبيت بن مالك بن الأوس
4309- أمامة بِنْت خديج
بْن رافع بْن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة أخت رافع بن خديج. هكذا قال: محمد بن عمر.
4310- أمامة بنت رافع.
أسلمت وبايعت رسول الله. وأمها حليمة بنت عروة بن مسعود بْنِ سِنَانِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَدِيِّ بْن أمية بن بياضة من الخزرج. تزوجها أسيد بن ظهير بن رافع بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة من الأوس فولدت له ثابتًا ومحمدًا وأم كلثوم وأم الحسن.
4311- عميرة بنت ظهير
بن رافع بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة. وأمها فاطمة بِنْت بِشْر بْن عدي بْن أبي بْن غنم بْن عَوْف بْن عَمْرو بْن عوف من بني قوقل من الخزرج حلفاء بني عبد الأشهل. تزوجها مربع بْن قيظي بْن عَمْرو بْن زَيْد بْن جشم بْن حارثة من الأوس فولدت له زيدًا وصرارة وعبد الرحمن وعبد الله قتلا يوم الجسر شهيدين لا عقب لهما. أسلمت عميرة وبايعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
4312- ليلى بنت نهيك
بن يساف بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة. وأمها أم عبد الله بنت أسلم بن حري بن مجدعة بن حارثة بن الحارث. تزوج ليلى سهل بن الربيع بن عمرو بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة. وأسلمت ليلى وبايعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
4313- ثبيتة بنت الربيع
بن عمرو بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة. وأمها سهلة بنت امرئ القيس بن كعب بن عامر بن عدي بن مجدعة بن حارثة. تزوجها أَوْسِ بْن قيظي بْن عَمْرو بْن زَيْد بْن جشم بْن حارثة فولدت له عبد الله وكباثة وعرابة. أسلمت ثبيتة بنت الربيع وبايعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
4314- جميلة بِنْت صيفي
بْن عَمْرو بْن زَيْد بْن جشم بن حارثة. وأمها النوار بنت قيس بن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث. وجميلة هي أخت(8/249)
غلبة بن زيد بْن عَمْرو بْن زَيْد بْن جشم بْن حارثة لأمه. وتزوج جميلة عَتِيكِ بْنِ قَيْسِ بْنِ هَيْشَةَ بْنِ الْحَارِثِ بن أمية بن معاوية من بني عمرو بن عوف. أسلمت جميلة وبايعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
4315- أميمة بنت عقبة
بن عمرو بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة. وأمها أم عمير بنت عمرو بن عدي من بني حنظلة من بني تميم. وتزوج أميمة سهل بْن عتيك بْن النُّعمان بْن عَمْرو من ولد مبذول وهُوَ عامر بْن مالك بْن النجار. أسلمت أميمة وبايعت رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
4316- أُمَّ عامر بنت سليم
بن ضبع بن عامر بن مجدعة بن جشم بن حارثة واسمها حبابة. وأمها سعاد بنت عامر بن عدي بن جشم بن مجدعة بن حارثة. تزوجها أسيد بن ساعدة بن عامر بن عدي بن جشم بن مجدعة بن حارثة فولدت له يزيد.
أسلمت أم عامر وبايعت رسول الله في رِوَايَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الأنصاري.
4317- جميلة بنت سنان
بن ثعلبة بن عامر بن مجدعة بن جشم بن حارثة. تزوجها عبيد السهام ابن سليم بن ضبع بن عامر بن مجدعة بن جشم بن حارثة فولدت له ثابتًا.
أسلمت جميلة وبايعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
4318- عميرة بنت أبي حثمة
واسمه عبد الله بن ساعدة بن عامر بن عدي بن جشم بن مجدعة بن حارثة. وأمها أم الربيع بنت أسلم بن حريش بن عدي بن مجدعة بن حارثة. تزوجها يزيد بن أسيد بن ساعدة بن عامر بن عدي بن جشم بن مجدعة بن حارثة ثم خلف عليها يزيد بن برذع بن زيد بن عامر بن سواد بن ظفر. أسلمت عميرة وبايعت رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
4319- أُمَّ سهيل بنت أبي حثمة
واسمه عبد الله بن ساعدة بن عامر بن عدي بن جشم بن مجدعة بن حارثة. وأمها حجة بنت عمير بن عقبة بن عمرو بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة. تزوجها يزيد بن الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَدِيِّ بن جشم بن مجدعة فولدت له مخلدًا. أسلمت أم سهيل وبايعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
4320- أميمة بنت أبي حثمة
واسمه عبد الله بن ساعدة بن عامر بن عدي بن جشم بن مجدعة بن حارثة. وأمها حجة بنت عمير بن عقبة بن عمرو بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة. تزوجها هلال بن الحارث بن ربيعة بن منقذ بن عفيف. ثم خلف(8/250)
عليها أبو سندر بن الحصين بن بجاد الأسلمي. وأسلمت أميمة وبايعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
4321- عميرة بنت سعد
بن عامر بن عدي بن جشم بن مجدعة بن حارثة. وأمها أم عامر بنت سليم بن ضبع بن عامر بن مجدعة بن جشم بن حارثة. تزوجها كباثة بْنُ أَوْسِ بْن قيظي بْن عَمْرو بْن زَيْد بْن جشم بْن حارثة. وأسلمت عميرة وبايعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
4322- الوقصاء بنت مسعود
بن عامر بن عدي بن جشم بن مجدعة بن حارثة. وأمها كبشة بِنْت أوس بْن عدي بْن أمية بْن عامر بن خطمة. وهو عبد الله بن جشم بن مالك بن الأوس. تزوجها النعمان بن مالك بن عامر بن مجدعة بن جشم بن حارثة.
وأسلمت الوقصاء وبايعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
4323- النوار بنت قيس بْنِ الْحَارِثِ
بْنِ عَدِيِّ بْنِ جُشَمِ بْنِ مجدعة بن حارثة وبها كان يكنى قيس. تزوجها زيد بن نويرة بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ جُشَمِ بْنِ مجدعة بن حارثة فولدت له عازبًا. وأسلمت النوار وبايعت رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
4324- أُمَّ عبد الله بنت عازب
بن الحارث بن عامر بن جشم بن مجدعة بن حارثة وهي أخت البراء بن عازب لأبيه وأمه. وأمهما أم حبيبة بِنْت أبي حبيبة بْن الْحُبَاب بْن أنس بْن زَيْد من بني مالك بْن النجار. ويقال: بل أمهما أم خَالِد بِنْت ثابت بْن سِنَان بْن عبيد بن الأبجر. وهو خدرة. أسلمت أم عبد الله وبايعت رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
4325- أُمَّ عبس بِنْت مسلمة
بْن سَلَمَة بْن خَالِد بْن عدي بن مجدعة بن حارثة. وأمها أم سهم واسمها خليدة بنت أبي عُبَيْد بن وهب بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة. وهي أخت محمد ومحمود ابني مسلمة لأبيهما وأمهما.
وتزوجها أَبُو عَبْسِ بْن جبر بْن عَمْرو بْن زيد بن جشم بن حارثة فولدت له. وأسلمت أم عبس وبايعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
4326- هند بنت محمود
بن مسلمة بن سلمة بن خالد بن عدي بن مجدعة بن حارثة. وأمها الشموس بنت عمرو بن حرام بن ثعلبة من بني سلمة. تزوجها عمرو بن
__________
4325 أعلام النساء (2/ 980) .(8/251)