وَفَضَّلَ عَلَيْهِمْ عَبْدَ اللَّهِ الأَشَجَّ فَأَعْطَاهُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً وَنَشًّا. وَكَانَ ذَلِكَ أَكْثَرَ مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يجيز به الوفد.
قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَسَدِيُّ عَنْ يُونُسَ قَالَ: زَعَمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ: قَالَ أَشَجُّ بَنِي عَصْرٍ: قَالَ [لِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِنَّ فِيكَ خُلُقَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ. قَالَ قُلْتَ: مَا هُمَا؟ قَالَ: الْحِلْمُ وَالْحَيَاءَ. قُلْتُ: أقديما كانا أَمْ حَدِيثًا؟ فَقَالَ:
بَلْ قَدِيمًا.] قُلْتُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَبَلَنِي عَلَى خُلُقَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ.
قال: و [بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - قَالَ لأَشَجِّ عَبْدِ الْقَيْسِ: إِنَّ فِيكَ لَخُلُقَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ. قَالَ: وَمَا هُمَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: الْحِلْمُ وَالْحَيَاءُ. قَالَ: أَشَيْءٌ اسْتَفَدْتُهُ فِي الإِسْلامِ أَوْ جُبِلْتُ عَلَيْهِ؟ فَقَالَ: بَلْ جُبِلْتَ عَلَيْهِ. قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَبَلَنِي عَلَى مَا يُحِبُّ] .
قَالَ: وَأَمَّا هِشَامُ بْن مُحَمَّد بْن السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ فَذَكَرَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ أَشَجَّ عَبْدِ الْقَيْسِ اسْمُهُ الْمُنْذِرُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زِيَادِ بْنِ عَصْرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ جَذِيمَةَ بْن عَوْفِ بْن بَكْر بْن عَوْفِ بْن أَنْمَارِ بْنِ عَمْرِو بْنِ وَدِيعَةَ بْنِ لُكَيْزِ بْنِ أَفْصَى بْنِ عَبْدِ الْقَيْسِ بْنِ أَفْصَى بْنِ دُعْمِيِّ بْنِ جَدِيلَةَ بْنِ أسد بْنِ رَبِيعَةَ.
قَالَ: وَأَمَّا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَيْفٍ. وَهُوَ الْمَدَائِنِيُّ. فَقَالَ:
اسْمُهُ الْمُنْذِرُ بْنُ عَائِذِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ زِيَادِ بْنِ عَصْرٍ.
قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ عَنْ عَوْفٍ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ لِعَائِذِ بْنِ الْمُنْذِرِ الأَشَجِّ. قَالَ وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْعَبْدِيُّ: سَأَلْتُ شَيْخَنَا الْبُحْتُرِيَّ عَنِ اسْمِ الأَشَجِّ فَقَالَ: اسْمُهُ الْمُنْذِرُ بْنُ عَائِذٍ.
1799- الْجَارُودُ
واسمه بشر بن عمرو بن حنش بن المعلى وهو الحارث بن زيد بن حارثة بن معاوية بن ثعلبة بن جذيمة بْن عَوْفِ بْن بَكْر بْن عَوْفِ بْن أنمار.
قَالَ: وإنما سمي الجارود لأن بلاد عبد القيس أسافت حتى بقيت للجارود شلية. والشلية هي البقية. فبادر بها إلى أخواله من بني هند من بني شيبان فأقام فيهم وإبله جربة فأعدت إبلهم فهلكت. فقال الناس: جردهم بشر. فسمي الجارود فقال الشاعر:
جردناهم بالسيف من كل جانب ... كما جرد الجارود بكر بن وائل(6/81)
وأم الجارود در مكة بنت رؤيم. أخت يزيد بن رؤيم أبي حوشب بن يزيد الشيباني. وكان الجارود شريفًا في الجاهلية. وكان نصرانيًا فَقَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - في الوفد فَدَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلى الإسلام وعرضه عليه فقال الجارود:
إني قد كنت على دين وإني تارك ديني لدينك. أفتضمن لي ديني؟ [فقال رسول الله. ص: أنا ضامن لك أن قد هداك الله إلى ما هو خير منه. ثم أسلم الجارود فحسن إسلامه وكان غير مغموص عليه. وأراد الرجوع إلى بلاده فسأل النبي - صلى الله عليه وسلم -
حملانًا فقال: ما عندي ما أحملك عليه. فقال: يا رسول الله إن بيني وبين بلادي ضوال من الإبل أفأركبها؟ فقال رسول الله. ص: إنما هي حرق النار فلا تقربها] .
وكان الجارود قد أدرك الردة. فلما رجع قومه مع المعرور بن المنذر بن النعمان قام الجارود فشهد شهادة الحق ودعا إلى الإسلام وقال: أيها الناس إِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وأن مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأكفى من لم يشهد. وقال:
رضينا بدين الله من كل حادث ... وبالله والرحمن نرضى به ربا
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي معمر ومحمد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَلَّى قُدَامَةَ بْنَ مَظْعُونٍ الْبَحْرَيْنَ فَخَرَجَ قُدَامَةُ عَلَى عَمِلِهِ فَأَقَامَ فِيهِ لا يُشْتَكَى فِيهِ مَظْلَمَةٍ وَلا فَرْجٍ إِلا أَنَّهُ لا يَحْضُرُ الصَّلاةَ. قَالَ فَقَدِمَ الْجَارُودُ سَيِّدُ عَبْدِ الْقَيْسِ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ قُدَامَةَ قَدْ شَرِبَ وَإِنِّي رَأَيْتُ حَدًّا مِنْ حُدُودِ اللَّهِ كَانَ حَقًّا عَلَيَّ أَنْ أَرْفَعَهُ إِلَيْكَ. فَقَالَ عُمَرُ: مَنْ يَشْهَدُ عَلَى مَا تَقُولُ؟ فَقَالَ الْجَارُودُ:
أَبُو هُرَيْرَةَ يَشْهَدُ. فَكَتَبَ عُمَرُ إِلَى قُدَامَةَ بِالْقُدُومِ عَلَيْهِ. فَقَدِمَ. فَأَقْبَلَ الْجَارُودُ يُكَلِّمُ عُمَرَ وَيَقُولُ: أَقِمْ عَلَى هَذَا كِتَابَ اللَّهِ. فَقَالَ عُمَرُ: أَشَاهِدٌ أَنْتَ أَمْ خَصْمٌ؟ فَقَالَ الْجَارُودُ:
بَلْ أَنَا شَاهِدٌ. فَقَالَ عُمَرُ: قَدْ كُنْتَ أَدَّيْتَ شَهَادَتَكَ. فَسَكَتَ الْجَارُودُ. ثُمَّ غَدَا عَلَيْهِ مِنَ الْغَدِ فَقَالَ: أَقِمِ الْحَدَّ عَلَى هَذَا. فَقَالَ عُمَرُ: مَا أَرَاكَ إِلا خَصْمًا وَمَا يَشْهَدُ عَلَيْهِ إِلا رَجُلٌ وَاحِدٌ. أَمَا وَاللَّهِ لَتَمْلِكَنَّ لِسَانَكَ أَوْ لأَسُوءَنَّكَ. فَقَالَ الْجَارُودُ: أَمَا وَاللَّهِ مَا ذَاكَ بِالْحَقِّ أَنْ يَشْرَبَ ابْنُ عَمِّكَ وَتَسُوءُنِي. فوزعه عمر.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ يَرْبُوعٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ الْجَارُودُ الْعَبْدِيُّ لَقِيَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ فَقَالَ: وَاللَّهِ لَيَجْلِدَنَّكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ. فَقَالَ الْجَارُودُ: يُجْلَدُ وَاللَّهِ خَالُكَ أَوْ يَأْثَمُ(6/82)
أَبُوكَ بِرَبِّهِ. إِيَّايَ تَكْسِرُ بِهَذَا يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ؟ ثُمَّ جَاءَ الْجَارُودُ فَدَخَلَ عَلَى عُمَرَ فَقَالَ: أَقِمْ عَلَى هَذَا كِتَابَ اللَّهِ. فَانْتَهَرَهُ عُمَرُ وَقَالَ: وَاللَّهِ لَوْلا اللَّهُ لَفَعَلْتُ بِكَ وَفَعَلْتُ.
فَقَالَ الْجَارُودُ: وَاللَّهِ لَوْلا اللَّهُ مَا هَمَمْتُ بِذَلِكَ. فَقَالَ عُمَرُ: صَدَقْتَ. وَاللَّهِ إِنَّكَ لَمُتَنَحِّي الدَّارِ. كَثِيرُ الْعَشِيرَةِ. قَالَ ثُمَّ دَعَا عُمَرُ بِقُدَامَةَ فَجَلَدَهُ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ. وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ: فَكَانَ الْجَارُودُ يَقُولُ: لا أَزَالُ أَتَهَيَّبُ الشَّهَادَةَ عَلَى قُرَشِيٍّ بَعْدَ عُمَرَ. قَالَ وَوَجَّهَ الْحَكَمُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ الْجَارُودَ عَلَى الْقِتَالِ يَوْمَ سُهْرَكَ فَقُتِلَ فِي عَقَبَةِ الطِّينِ شَهِيدًا سَنَةَ عِشْرِينَ. وَيُقَالُ لَهَا عَقَبَةُ الْجَارُودِ. وَكَانَ الْجَارُودُ يُكْنَى أَبَا غِيَاثٍ. وَيُقَالُ بَلْ كَانَ يُكْنَى أَبَا الْمُنْذِرِ. وَكَانَ لَهُ مِنَ الْوَلَدِ الْمُنْذِرُ وَحَبِيبٌ وَغِيَاثٌ وَأُمُّهُمْ أُمَامَةُ بِنْتُ النُّعْمَانِ مِنَ الْخَصَفَاتِ مِنْ جَذِيمَةَ. وَعَبْدُ اللَّهِ وَسَلْمٌ وَأُمُّهُمَا ابْنَةُ الْجَدِّ أَحَدُ بَنِي عَائِشٍ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ. وَمُسْلِمٌ وَالْحَكَمُ لا عَقِبَ لَهُ قُتِلَ بِسِجِسْتَانَ. وَكَانَ وَلَدُهُ أَشْرَافًا. كَانَ الْمُنْذِرُ بْنُ الْجَارُودِ سَيِّدًا جَوَادًا وَلاهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ إِصْطَخْرَ فَلَمْ يَأْتِهِ أَحَدٌ إِلا وَصَلَهُ. ثُمَّ وَلاهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ ثَغْرَ الْهِنْدِ فَمَاتَ هُنَاكَ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّينَ أَوْ أَوَّلَ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ. وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ سِتِّينَ سَنَةً.
1800- صُحَارُ بْنُ عَبَّاسٍ
الْعَبْدِيُّ من بني مرة بن ظفر بن الديل. ويكنى أبا عبد الرحمن. وكان في وفد عبد القيس.
قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُلازِمُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: حَدَّثَنَا سِرَاجُ بْنُ عُقْبَةَ عَنْ عَمَّتِهِ خَالِدَةَ بِنْتِ طَلْقٍ قَالَتْ: قَالَ لَنَا أَبِي: جَلَسْنَا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فجاء صحار عَبْدِ الْقَيْسِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا تَرَى فِي شَرَابٍ نَصْنَعُهُ مِنْ ثِمَارِنَا؟ فَأَعْرَضَ عَنْهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَتَّى سَأَلَهُ ثَلاثَ مِرَارٍ. قَالَ فَصَلَّى بِنَا فَلَمَّا قَضَى الصَّلاةَ قَالَ: [مَنِ السَّائِلِ عَنِ الْمُسْكِرِ؟ تَسْأَلُنِي عَنِ الْمُسْكِرِ لا تَشْرَبْهُ وَلا تَسْقِهِ أخاك. فو الذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا شَرِبَهُ رَجُلٌ قَطُّ ابْتِغَاءَ لَذَّةِ سُكْرِهِ فَيَسْقِيَهُ الْخَمْرَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ] . قَالَ وَكَانَ صُحَارٌ فِيمَنْ طُلِبَ بِدَمِ عُثْمَانَ.
1801- سفيان بن خولي
بن عبد عمرو بن خولي بن همام بن العاتك بن جابر بن حدرجان بن عساس بن ليث بن حداد بن ظالم بن ذهل بن عجل بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس. وفد على النبي - صلى الله عليه وسلم -
1802- محارب بن مزيدة
بن مالك بن همام بن معاوية بن شبابة بن عامر بن(6/83)
حطمة بن عمرو بن محارب بن عبد القيس. وفد على النبي - صلى الله عليه وسلم -
1803- عبيدة بن مالك
بن همام بن معاوية بن شبابة. وفد على النبي - صلى الله عليه وسلم -
1804- الزارع بن الوزاع
العبدي وكان في وفد عبد القيس ثم نزل بعد ذلك البصرة.
1805- أبان العبدي
وكان في الوفد. وقال بعضهم في الحديث: هو غسان.
1806- جابر بن عبد الله العبدي.
1807- منقذ بن حيان
العبدي وهو ابن أخت الأشج. وهو الذي مسح النبي - صلى الله عليه وسلم -
وجهه.
1808- عمرو ابن المرجوم
واسم المرجوم عبد قيس بن عمرو بن شهاب بن عبد الله بن عصر بن عوف بن عمرو من عبد القيس. وكان في الوفد وهو الذي أقدم عبد القيس البصرة.
1809- شهاب ابن المتروك
واسم المتروك عباد بن عبيد بن شهاب بن عبد الله بن عصر من عبد القيس. وكان في الوفد.
1810- عمرو بن عبد قيس
من بني عامر بن عصر. وهو ابن أخت الأشج. وكان على ابنته أمامة بنت الأشج ليعلم علم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحمله تمرا كأنه يريد بيعه فضم إليه دليلا من بني عامر بن الحارث يقال له الأريقط وقال له: إنه بلغني أنه يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة. وبين كتفيه علامة. فاعلم لي علم ذلك. فخرج عمرو بن عبد قيس حتى قدم مكة في عام الهجرة فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - وأتاه بتمر فقال: هذا صدقة. فلم يقبله. فبعث إليه بغيره وقال: هذا هدية. فقبله. وتلطف حتى نظر إلى ما بين كتفيه [فدعا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى الإِسْلامِ فأسلم. وعلمه الحمد. «واقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ» وقال له: ادع خالك] . ورجع وأقام دليله بمكة فقدم البحرين فدخل منزله بتحية الإسلام. فخرجت امرأته إلى أبيها نافرة وقالت: صبأ ورب الكعبة عمرو.
فانتهرها أبوها وقال: إني لأبغض المرأة تخالف زوجها. وأتاه الأشج فأخبره الخبر فأسلم الأشج وكتم إسلامه حينا ثم خرج مكتتما بإسلامه في سبعة عشر رجلا وفدا
__________
1804 التقريب (1/ 256) .(6/84)
على النبي - صلى الله عليه وسلم - من أهل هجر. وقال بعضهم: كانوا اثني عشر رجلا فَقَدِمُوا عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فأسلموا.
1811- طريف بن أبان
بن سلمة بن جارية من بني جديلة بن أسد بن ربيعة. وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
1812- عَمْرو بْن شعيث
من بني عصر من عبد القيس. وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
1813- جارية بن جابر
من بني عصر. وكان في الوفد.
1814- همام بن ربيعة
من بني عصر. وكان في الوفد.
1815- خزيمة بن عبد عمرو
من بني عصر. وكان في الوفد.
1816- عامر بن عبد قيس
من بني عامر بن عصر. وكان في الوفد. وهو أخو عمرو بن عبد قيس الذي بعثه الأشج ليعلم علم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
1817- عقبة بن جروة
من بني صباح بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس. كان في الوفد.
1818- مطر
أخ لعقبة بن جروة من أمه. وهو حليف لهم من عنزة.
1819- سفيان بن همام
من بني ظفر بن ظفر بن محارب بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس. وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
1820- وابنه عمرو بن سفيان
الذي نزل ابن الأشعث منزله حين قدم البصرة ثم خرج إلى الزاوية.
1821- الحارث بن جندب
العبدي من بني عائش بن عوف بن الديل. وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
1822- همام بن معاوية
بن شبابة بن عامر بن حطمة من عبد القيس. وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -(6/85)
طَبَقَاتُ الْكُوفِيِّينَ
تسمية من نزل الكوفة مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - ومن كان بها بعدهم من التابعين وغيرهم من أهل الفقه والعلم
قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: بالكوفة وجوه الناس.
قال: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ قَالَ: وَزَادَ يُونُسُ بن أبي إسحاق سمعه من الشَّعْبِيِّ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى أهل الكوفة: إلى رأس أهل الإسلام.
قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ جَابِرٍ عَنْ عَامِرٍ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ: إِلَى رَأْسِ العرب.
قال: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ قَيْسٍ عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ عَنْ شَيْخٍ مِنْ بَنِي عَامِرٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَذَكَرَ أَهْلَ الْكُوفَةِ: رُمْحُ اللَّهِ وَكَنْزُ الإِيمَانِ وَجُمْجُمَةُ العرب يجزون ثغورهم ويمدون الأمصار.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: الْعِرَاقُ بِهَا كَنْزُ الإِيمَانِ وَهُمْ رُمْحُ اللَّهِ يُجَزُّونَ ثغورهم ويمدون الأمصار.
[قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعْدُ بْنُ طَرِيفٍ عَنِ الأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: الْكُوفَةُ جُمْجُمَةُ الإِسْلامِ وَكَنْزُ الإِيمَانِ وَسَيْفُ اللَّهِ وَرُمْحُهُ يَضَعُهُ حَيْثُ يَشَاءُ. وَايْمُ اللَّهِ لَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ بِأَهْلِهَا فِي مشارق الأرض ومغاربها كما انتصر بالحجارة] .
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: الْكُوفَةُ قُبَّةُ الإِسْلامِ وَأَهْلُ الإِسْلامِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا موسى بن قيس الحضرمي عن سلمة(6/86)
ابن كُهَيْلٍ عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: مَا يُدْفَعُ عَنْ أَرْضٍ بُعْدَ أَخْبِيَةٍ مَعَ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَا يُدْفَعُ عَنِ الْكُوفَةِ. وَلا يُرِيدُهَا أَحَدٌ خَارِبًا إِلا أَهْلَكَهُ اللَّهُ. وَلَتَصِيرَنَّ يَوْمًا وَمَا مِنْ مُؤْمِنٍ إِلا بِهَا أَوْ يصير هواه بها.
قال: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ مِسْعَرٍ عَنْ الرُّكَيْنِ الْفَزَارِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ ما من أخبية بعد أَخْبِيَةٍ كَانَتْ مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِبَدْرٍ يُدْفَعُ عَنْهَا مَا يُدْفَعُ عَنْ هذه.
يعني الكوفة.
قال: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ سَالِمٍ عَنْ حُذَيْفَةَ أَنَّهُ قَالَ: مَا يَدْفَعُ اللَّهُ عَنْ أَخْبِيَةٍ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ مَا يَدْفَعُ عَنْ أَخْبِيَةٍ بِالْكُوفَةِ لَيْسَ أَخْبِيَةً كَانَتْ مع مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ مُغِيثٍ الْبَكْرِيِّ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: وَاللَّهِ مَا يُدْفَعُ عَنْ أَهْلِ قَرْيَةٍ مَا يُدْفَعُ عَنْ هَذِهِ. يَعْنِي الْكُوفَةَ.
إِلا أصحاب محمد الذين اتبعوه.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يوسف بن صهيب عن موسى ابن أَبِي الْمُخْتَارِ عَنْ بِلالٍ رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَبْسٍ قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ مَا أَخْبِيَةٌ بَعْدَ أَخْبِيَةٍ كَانَتْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِبَدْرٍ يُدْفَعُ عَنْهُمْ مَا يُدْفَعُ عَنْ أَهْلِ هَذِهِ الأَخْبِيَةِ. وَلا يُرِيدُهُمْ قَوْمٌ بسوء إلا أتاهم ما يشغلهم عَنْهُمْ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عَنْ أَبِي صَادِقٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ إِنِّي لأَعْلَمُ أَوَّلَ أَهْلِ أَبْيَاتٍ يَقْرَعُهُمُ الدَّجَّالُ. قَالُوا: مَنْ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ قَالَ: أَنْتُمْ يا أهل الكوفة.
قال: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ بَيَانٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: قَالَ قَرَظَةُ بْنُ كَعْبٍ الأَنْصَارِيُّ أَرَدْنَا الْكُوفَةَ فَشَيَّعَنَا عُمَرُ إِلَى صِرَارٍ فَتَوَضَّأَ فَغَسَلَ مَرَّتَيْنِ وَقَالَ: تَدْرُونَ لِمَ شَيَّعْتُكُمْ؟ فَقُلْنَا: نَعَمْ. نَحْنُ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: إِنَّكُمْ تَأْتُونَ أَهْلَ قَرْيَةٍ لَهُمْ دَوِيٌّ بِالْقُرْآنِ كَدَوِيٍّ النَّحْلِ فَلا تَصُدُّوهُمْ بِالأَحَادِيثِ فَتَشْغَلُوهُمْ. جَرِّدُوا الْقُرْآنَ وَأَقِلُّوا الرِّوَايَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - امْضُوا وأنا شريككم.
قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ سَمِعَهُ مِنْ حَبَّةَ الْعُرَنِيِّ يَقُولُ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ: يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ(6/87)
أَنْتُمْ رَأْسُ الْعَرَبِ وَجُمْجُمَتُهَا وَسَهْمِي الَّذِي أَرْمِي بِهِ إِنْ أَتَانِي شَيْءٌ مِنْ هَاهُنَا وَهَاهُنَا.
قَدْ بَعَثْتُ إِلَيْكُمْ بِعَبْدِ اللَّهِ وَخِرْتُ لَكُمْ وآثرتكم به على نفسي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ وَيَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالا: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ حَارِثَةَ بْنِ الْمُضَرِّبِ قَالَ: قَرَأْتُ كِتَابَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ إِلَى أَهْلِ الكوفة: أما بعد فإني بعثت إليكم عَمَّارًا أَمِيرًا وَعَبْدَ اللَّهِ مُعَلِّمًا وَوَزِيرًا وَهُمَا مِنَ النُّجَبَاءِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَاسْمَعُوا لَهُمَا وَاقْتَدُوا بِهِمَا وَإِنِّي قَدْ آثَرْتُكُمْ بِعَبْدِ اللَّهِ عَلَى نَفْسِي أَثَرَةً.
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ حَارِثَةَ قَالَ:
قُرِئَ عَلَيْنَا كِتَابُ عُمَرَ: إِنِّي قَدْ بَعَثْتُ إِلَيْكُمْ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ أَمِيرًا وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ مُعَلِّمًا وَوَزِيرًا وَإِنَّهُمَا مِنَ النُّجَبَاءِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ أَصْحَابِ بَدْرٍ وَقَدْ جَعَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ عَلَى بَيْتِ مَالِكُمْ فَتَعَلَّمُوا مِنْهُمَا وَاقْتَدُوا بِهِمَا. وَقَدْ آثَرْتُكُمْ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَلَى نَفْسِي.
قَالَ حَارِثَةُ: وَبَعَثَ حُذَيْفَةَ عَلَى الْمَدَائِنِ وَرَزَقَهُمْ جَمِيعًا شَاةً. لِعَمَّارٍ نِصْفُهَا وَلابْنِ مَسْعُودٍ رُبْعٌ وَلِحُذَيْفَةَ رُبْعٌ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالُوا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عن أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ. قَالَ وَكِيعٌ فِي حَدِيثِهِ فَقُرِئَ عَلَيْنَا كِتَابُ عمر: أما بعد فإني قَدْ بَعَثْتُ إِلَيْكُمْ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ أَمِيرًا وَابْنَ مَسْعُودٍ. قَالَ وَكِيعٌ. مُعَلِّمًا وَوَزِيرًا.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ وَقَبِيصَةُ: مُؤَدِّبًا وَوَزِيرًا. وَهُمَا مِنَ النُّجَبَاءِ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ. فَاقْتَدُوا بِهِمَا وَاسْمَعُوا مِنْ قَوْلِهِمَا. وَقَدْ آثَرْتُكُمْ بِعَبْدِ اللَّهِ عَلَى نَفْسِي.
زَادَ وَكِيعٌ: وَقَدْ جَعَلْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ عَلَى بَيْتِ مَالِكُمْ وَبَعَثْتُ عُثْمَانَ بْنَ حُنَيْفٍ عَلَى السَّوَادِ وَرَزَقْتُهُمْ كُلَّ يَوْمٍ شَاةً فَاجْعَلْ شَطْرَهَا وَبْطَنْهَا لِعَمَّارٍ بْنِ يَاسِرٍ وَالشَّطْرَ الْبَاقِي بين هؤلاء.
قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الأَجْلَحِ أَوْ غَيْرِهِ عَنْ عَبْدِ الله ابن أَبِي الْهُذَيْلِ أَنَّ عُمَرَ رَزَقَ عَمَّارًا وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ وَعُثْمَانَ بْنَ حُنَيْفٍ شَاةً. لِعَمَّارٍ(6/88)
شَطْرَهَا وَبَطْنَهَا وَلِعَبْدِ اللَّهِ رُبْعَهَا وَلِعُثْمَانَ رُبْعَهَا كل يوم.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالا: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ عَنْ دَاوُدَ عَنْ عَامِرٍ أَنَّ مُهَاجَرَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ كَانَ بِحِمْصَ فَحَدَرَهُ عُمَرُ إِلَى الْكُوفَةِ وَكَتَبَ إِلَيْهِمْ: إِنِّي وَاللَّهِ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ آثَرْتُكُمْ بِهِ على نفسي فخذوا عنه.
قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ: آثَرْتُ أَهْلَ الكوفة بعبد الله على نفسي.
قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ عَنْ جُوَيْبِرٍ عَنِ الضَّحَّاكِ قَالَ: قَالَ عُمَرُ لَقَدْ آثَرْتُ أَهْلَ الْكُوفَةِ بِابْنِ أُمِّ عَبْدٍ عَلَى نَفْسِي. إنه من أطولنا فوقا. كنيف مليء علما.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ أَسَدِ بْنِ وَدَاعَةَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ذَكَرَ ابْنَ مَسْعُودٍ فقال: كنيف مليء علما آثرت به أهل القادسية.
قال: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ أَبِي خالد رجل مِنْ أَصْحَابِ عُمَرَ قَالَ: وَفَدْنَا إِلَى عُمَرَ فَأَجَازَنَا فَفَضَّلَ أَهْلَ الشَّامِ عَلَيْنَا فِي الْجَائِزَةِ فَقُلْنَا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينِ أَتُفُضِّلَ أَهْلَ الشَّامِ عَلَيْنَا؟ فَقَالَ: يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ أَجَزِعْتُمْ أَنْ فَضَّلْتُ أَهْلَ الشَّامِ عَلَيْكُمْ لِبُعْدِ شُقَّتِهِمْ؟ لَقَدْ آثرتكم بابن أم عبد.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ عُبَيْدَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: هَبَطَ الْكُوفَةَ ثَلاثُمِائَةٍ مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ وَسَبْعُونَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ لا نَعْلَمُ أَحَدًا مِنْهُمْ قَصَّرَ وَلا صَلَّى الركعتين اللتين قبل المغرب.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ سَالِمٍ فَأَتَتْهُ امْرَأَةٌ لِتَسْتَفْتِيَهُ فَحَدَّثَتْنَا فَقَالَتْ إِنَّ رَأْسَ عَائِشَةَ فِي حِجْرِي أُفَلِّيهَا فَقَالَتْ مَا مِنْ مَسْجِدٍ أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَكُونَ قَدْ صَلَّيْتُ فِيهِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ. من مسجد الكوفة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ خَيْثَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: مَا مِنْ يَوْمٍ إِلا يَنْزِلُ فِي فُرَاتِكُمْ هَذَا مَثَاقِيلُ مِنْ بركة الجنة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا إسرائيل عن عمار الدهني عن سالم ابن أَبِي الْجَعْدِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: إِنَّ أَسْعَدَ النَّاسِ بِالْمَهْدِيِّ أَهْلُ الْكُوفَةِ.
[قال: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَإِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْرَقُ عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ(6/89)
عَنِ الْقَاسِمِ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: أَصْحَابُ عَبْدِ الله سرج هذه القرية] .
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ عَنْ زُبَيْدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ عَبْدِ اللَّهِ سرج هذه القرية.
قَالَ: أَخْبَرَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ الْعَبْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُمَيْدٍ الرُّوَاسِيُّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ عَامِرٍ قَالَ: مَا كَانَ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَفْقَهَ مِنْ صَاحِبِنَا عَبْدِ اللَّهِ. يعني ابن مسعود.
قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ: كَانَ أَصْدَقُ النَّاسِ عِنْدَ الناس على علي أصحاب عبد الله.
قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ قَالَ:
كَانَ فِينَا ستون شيخا من أصحاب عبد الله.
قال: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ عَنْ سُفْيَانَ عَنِ الْعَلاءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي يَعْلَى قَالَ: كَانَ فِي بَنِي ثَوْرٍ ثَلاثُونَ رَجُلا مَا فِيهِمْ رَجُلٌ دون الربيع بن خثيم.
قال: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْرَقُ وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ عَبْدِ اللَّهِ الذين يقرؤون وَيُفْتُونَ سِتَّةً: عَلْقَمَةُ وَالأَسْوَدُ وَمَسْرُوقٌ وَعَبِيدَةُ وَالْحَارِثُ بن قيس وعمرو بن شرحبيل.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حماد بن سلمة عن أيوب عن محمد قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ خَمْسَةً. فَمِنْهُمْ مَنْ يُقَدِّمُ عَبِيدَةَ وَمِنْهُمْ مَنْ يُقَدِّمُ عَلْقَمَةَ. وَلا يَخْتَلِفُونَ أَنَّ شُرَيْحًا آخِرُهُمْ. قِيلَ لِحَمَّادٍ عُدَّهُمْ قَالَ: عَبِيدَةُ وَعَلْقَمَةُ وَمَسْرُوقٌ وَالْهَمْدَانِيُّ وَشُرَيْحٌ.
قَالَ حَمَّادٌ: لا أَدْرِي بَدَأَ بالهمداني أو شريح.
قال: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ عَنْ هِشَامٍ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ الَّذِينَ حَفَظُوا حَدِيثَهُ خَمْسَةً. كَانُوا كُلُّهُمْ يَجْعَلُونَ شُرَيْحًا آخِرَهُمْ. قَالَ وَكَانَ بَعْضُهُمْ يَبْدَأُ بِالْحَارِثِ ثُمَّ عَبِيدَةَ وَبَعْضُهُمْ بِعَبِيدَةَ ثُمَّ الْحَارِثِ ثم علقمة بن مسروق.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عَبَّاسٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
جَالَسْتُ عَطَاءً فَجَعَلْتُ أُسَائِلُهُ فَقَالَ لِي: مِمَّنْ أَنْتَ؟ فَقُلْتُ: مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ. فَقَالَ عَطَاءٌ: مَا يَأْتِينَا الْعِلْمُ إِلا مِنْ عِنْدِكُمْ.(6/90)
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ قال: سمعت شُبْرُمَةَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ حَيًّا أَكْثَرَ مُتَعَبِّدًا فقيها من بني ثور.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنْ محمد قال: ما رأيت قوما سود الرؤوس أَعْلَمَ مِنْ قَوْمٍ خَلَّفْتُهُمْ بِالْكُوفَةِ مِنْ قَوْمٍ فِيهِمْ جُرْأَةٌ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: أُخْبِرْتُ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِلْحَسَنِ: يَا أَبَا سَعِيدٍ أَهْلُ الْبَصْرَةِ أَوْ أَهْلُ الْكُوفَةِ؟ قَالَ: كَانَ عُمَرُ يَبْدَأُ بِأَهْلِ الْكُوفَةِ وَبِهَا بُيُوتَاتُ الْعَرَبِ كُلُّهَا وَلَيْسَتْ بِالْبَصْرَةِ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: أُخْبِرْتُ عَنِ ابْنِ إِدْرِيسَ عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ قَالَ: قَالَ الشَّعْبِيُّ ما دخلها أحد مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْفَعُ عِلْمًا وَلا أَفْقَهُ صَاحِبًا مِنْهُ. يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ.
قَالَ محمد بن سعد. وَقَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: قَالَ الشَّعْبِيُّ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَعْظَمَ حِلْمًا وَلا أَكْثَرَ عِلْمًا وَلا أَكَفَّ عَنِ الدِّمَاءِ مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ إِلا مَا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -
قال محمد بن سعد. وَقَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ مِسْعَرٍ: قُلْتُ لِحَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ هَؤُلاءِ أَعْلَمُ أَمْ أُولَئِكَ؟ قَالَ: أُولَئِكَ.
1823- علي بن أبي طالب
بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي.
ويكنى أبا الْحَسَن وأمه فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مناف بن قصي. وقد شهد بدرا ثم نزل الكوفة في الرحبة التي يقال لها رحبة علي في أخصاص كانت فيها ولم ينزل القصر الذي كانت تنزله الولاة قبله. فقتل. رحمه الله. صبيحة ليلة الجمعة لسبع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان سنة أربعين وهو ابن ثلاث وستين سنة. ودفن بالكوفة عند مسجد الجماعة في قصر الإمارة. والذي ولي قتله عبد الرحمن بن ملجم
__________
1823 تاريخ الطبري (6/ 83) ، والكامل لابن الأثير حوادث سنة (40) ، والبدء والتاريخ (5/ 73) ، وصفة الصفوة (1/ 118) ، وحلية الأولياء (1/ 61) ، ومقاتل الطالبيين (14) ، وتاريخ اليعقوبي (2/ 154) ، ومنهاج السنة (3/ 2) ، (4/ 2) ، إلى آخره. وتاريخ الخميس (2/ 276) ، والمرزباني (279) ، ومروج الذهب (2/ 2: 39) ، والرياض النضرة (2/ 153: 249) ، والإصابة ترجمة رقم (5690) ، والأعلام (4/ 296) .(6/91)
المرادي. وكان خارجيا. لعنة الله عليه وعلى والديه. وقد روى علي. رضي الله عنه.
عن أبي بكر الصديق. رحمه الله. وقد كتبنا خبره فيمن شهد بدرا.
1824- سعد بن أبي وقاص.
واسمه مالك بن أهيب بْن عَبْد مناف بْن زهرة بْن كلاب. ويكنى أَبَا إِسْحَاق وأمه حمنة بِنْت سُفْيَان بن أُمَيَّةُ بْنُ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ ابن قصي. وقد شهد بدرا وهو الذي افتتح القادسية ونزل الكوفة وخطها خططا لقبائل العرب وابتنى بها دارا. ووليها لعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان. ثم عزل عنها ووليها بعده الوليد بن عقبة بن أبي معيط ورجع سعد إلى المدينة فمات فِي قَصْرِهِ بِالْعَقِيقِ عَلَى عَشْرَةِ أَمْيَالٍ مِنَ الْمَدِينَةِ فَحُمِلَ إِلَى الْمَدِينَةِ عَلَى رِقَابِ الرِّجَالِ فدفن بالبقيع. وذلك سنة خمس وخمسين. وَصَلَّى عَلَيْهِ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ وَالِي الْمَدِينَةِ لمعاوية. وكان سعد يَوْمَ مَاتَ ابْنُ بِضْعٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً. وَكَانَ قد ذهب بصره.
هكذا قَالَ محمد بن عمر في وقت وفاته. وقال غيره: توفي سنة خمسين. وقد كتبنا خبره فيمن شهد بدرا.
1825- سعيد بن زيد
بن عمرو بن نُفَيْلَ بْنَ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ رِيَاحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رَزَّاحِ بْنِ عدي بن كعب. ويكنى أبا الأعور وأمه فاطمة ابنة بعجة بْن أمية بْن خويلد بْن خَالِد بْن المعمور بْن حيان بْن غنم بْن مليح من خزاعة. وقد شهد بدرا وقد كان بالكوفة ونزلها ثم رجع إلى المدينة وتوفي بِالْعَقِيقِ فَحُمِلَ عَلَى رِقَابِ الرِّجَالِ فَدُفِنَ بِالْمَدِينَةِ. ونزل في حفرته سعد بن أبي وقاص وابن عمر وذلك في سنة خمسين وهو يومئذ ابن بضع وسبعين سنة. هكذا قَالَ محمد بن عمر في وقت وفاته. وقال غيره:
بل مات بالكوفة في خلافة معاوية وَصَلَّى عَلَيْهِ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ والي الكوفة لمعاوية. وقد كتبنا خبره فيمن شهد بدرا.
__________
1824 الرياض النضرة (2/ 292: 30) ، وتاريخ الخميس (1/ 499) ، والبدء والتاريخ (5/ 84) ، والجمع بين رجال الصحيحين (157) ، وصفة الصفوة (1/ 138) ، وحلية الأولياء (1/ 92) ، وتهذيب ابن عساكر (6/ 93) ، وأشهر مشاهير الإسلام (525) ، ونكت الهميان (155) ، والكنى والأسماء (1/ 11) ، والإصابة ترجمة (3187) ، والأعلام (3/ 87) .
1825 تهذيب تاريخ ابن عساكر (6/ 127) ، وصفة الصفوة (1/ 141) ، وحلية الأولياء (1/ 95) ، وذيل المذيل (14) ، والرياض النضرة (2/ 302: 306) ، والأعلام (3/ 94) .(6/92)
1826- عبد الله بن مسعود
الهذلي حليف بني زهرة بن كلاب. ويكني أبا عبد الرحمن. شهد بدرا وكان مهاجره بحمص فحدره عمر بن الخطاب إلى الكوفة وكتب إلى أهل الكوفة: إني بعثت إليكم بعبد الله بن مسعود معلما ووزيرا وآثرتكم به على نفسي فخذوا عنه. فقدم الكوفة ونزلها وابتنى بها دارا إلى جانب المسجد. ثم قدم المدينة في خلافة عثمان بن عفان فمات بها فدفن بالبقيع سنة اثنتين وثلاثين وهو ابن بضع وستين سنة. وقد كتبنا خبره فيمن شهد بدرا.
1827- عمار بن ياسر
من عنس من اليمن وهو حليف لبني مخزوم. ويكنى أبا اليقظان. نزل الكوفة ولم يزل مع علي بن أبي طالب يشهد معه مشاهده. وقتل بصفين سنة سبع وثلاثين ودفن هناك وهو ابن ثلاث وتسعين سنة. وقد شهد بدرا وقد كتبنا خبره فيمن شهد بدرا.
1828- خباب بن الأرت
مولى لأم أنمار ابنة سباع بن عبد العزى الخزاعية حلفاء بني زهرة بن كلاب. ويكنى خباب أبا عبد الله وقد شهد بدرا.
قَالَ محمد بن سعد: سمعت من يذكر أنه رجل من العرب من بني سعد بْن زَيْد مناة بْن تميم وكان أصابه سباء فاشترته أم أنمار فأعتقته ونزل الكوفة وابتنى بها دارا في جهار سوج خنيس وتوفي بها منصرف علي. رضي الله عنه. من صفين سنة سبع وثلاثين فصلى عليه علي ودفنه بظهر الكوفة. وكان يوم مات ابن ثلاث وسبعين سنة.
وقد كتبنا خبره فيمن شهد بدرا.
1829- سهل بن حنيف
بن واهب بن عكيم من بني جشم بن عوف بن عمرو بن
__________
1826 الإصابة ترجمة (4955) ، وغاية النهاية (1/ 458) ، والبدء والتاريخ (5/ 97) ، وصفة الصفوة (1/ 154) ، وحلية الأولياء (1/ 124) ، وتاريخ الخميس (2/ 257) ، والبيان والتبيين (2/ 56) ، والمحبر (161) ، والأعلام (4/ 137) .
1827 الإصابة ترجمة (5706) ، والمحبر (289) ، (296) ، وتاريخ الطبري (16/ 21) ، وحلية الأولياء (1/ 139) ، وذيل المذيل (11) ، وصفة الصفوة (1/ 175) ، وخلاصة تذهيب الكمال (137) ، والأعلام (5/ 36) .
1828 الإصابة (1/ 416) ، وحلية الأولياء (1/ 143) ، والجمع بين رجال الصحيحين (124) ، وصفة الصفوة (1/ 168) ، والأعلام (2/ 302) .
1829 الإصابة ترجمة (3520) ، وذيل المذيل (14) ، والمحبر (71) ، (290) ، والأعلام (3/ 142) .(6/93)
عوف من الأوس ويكنى أبا عدي. شهد بدرا. وكان عَلِيّ بْن أَبِي طالب. رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. حين خرج من المدينة ولاه المدينة ثم كتب إليه أن يلحق به فلحق به ولم يزل معه. وشهد معه صفين ثم رجع إلى الكوفة فلم يزل بها حتى مات سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاثِينَ وَصَلَّى عَلَيْهِ عَلِيُّ بْنُ أبي طالب وكبر عليه ستا وقال إنه من أهل بدر. وقد كتبنا خبره فيمن شهد بدرا.
1830- حذيفة بن اليمان.
وهو حسيل بن جابر من بني عبس حلفاء بني عبد الأشهل ويكنى أبا عبد الله. شهد أحدا وما بعد ذلك من المشاهد وتوفي بالمدائن سنة ست وثلاثين. وقد كان جاءه نعي عثمان بها. وقد كان نزل الكوفة والمدائن وله عقب بالمدائن. وقد كتبنا خبره فيمن شهد أحدا.
1831- أبو قتادة بن ربعي
الأنصاري ثم أحد بني سلمة من الخزرج. شهد أحدا واسمه فيما قَالَ محمد بن إسحاق: الحارث بن ربعي.
وقال عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري ومحمد بن عمر: اسمه النعمان بن ربعي. وقال غيرهما: عمرو بن ربعي. وكان قد نزل الكوفة ومات بها وعلي بها وهو صلى عليه. وأما محمد بن عمر فأنكر ذلك وقال: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ أن أبا قتادة توفي بالمدينة سنة أربع وخمسين وهو ابن سبعين سنة.
1832- أبو مسعود الأنصاري.
واسمه عقبة بن عمرو من بني خدارة بن عوف بن الحارث بن الخزرج. شهد ليلة العقبة وهو صغير ولم يشهد بدرا وشهد أحدا ونزل الكوفة. فلما خرج علي إلى صفين استخلفه على الكوفة ثم عزله عنها فرجع أبو مسعود إلى المدينة فمات بها فِي آخِرِ خِلافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ وَقَدِ انْقَرَضَ عَقِبُهُ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ.
1833- أبو موسى الأشعري.
من مذحج واسمه عبد الله بن قيس.
__________
1830 تهذيب التهذيب (2/ 219) ، والإصابة (1/ 317) ، وتاريخ ابن عساكر (4/ 93) ، وحلية الأولياء (1/ 270) ، والجمع بين رجال الصحيحين (107) ، وصفة الصفوة (1/ 249) ، وتاريخ الإسلام (2/ 152) ، والأعلام (2/ 171) .
1831 تهذيب التهذيب (12/ 204، 205) .
1832 الإصابة ترجمة (5608) ، والأعلام (4/ 241) .
1833 تهذيب ابن عساكر (6/ 188) ، والإصابة ترجمة (3350) ، وحلية الأولياء (1/ 185) ، وصفة الصفوة (1/ 210) ، ومروج الذهب (1/ 320) ، ومحاسن أصبهان (23) ، والذريعة (1/ 332، 333) ، والأعلام (3/ 112) .(6/94)
قَالَ محمد بن سعد: سمعت من يذكر أنه أسلم بمكة وهاجر إلى أرض الحبشة. وأول مشاهده خيبر. ولاه عمر بن الخطاب البصرة ثم عزله عنها فنزل الكوفة وابتنى بها دارا وله بها عقب. واستعمله عثمان بن عفان على الكوفة فقتل عثمان وأبو موسى عليها. ثم قدم على الكوفة فلم يزل أبو موسى معه وهو احد الحكمين ومات بالكوفة سنة اثنتين وأربعين. وأما محمد بن عمر فأخبرنا عن خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي جهم قَالَ: لَيْسَ أَبُو مُوسَى مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ ومات سنة اثنتين وخمسين.
1834- سلمان الفارسي
ويكنى أبا عبد الله. أسلم عند قَدُومِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْمَدِينَةَ وكان قبل ذلك يقرأ الكتب ويطلب الدين. وكان عبدا لقوم من بني قريظة فكاتبهم فأدى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كتابته. وعتق وهو إلى بني هاشم. وأول مشاهده الخندق. وقد كان نزل الكوفة وتوفي بالمدائن في خلافة عثمان بن عفان.
1835- البراء بن عازب
بن الحارث الأنصاري من بني حارثة بن الحارث من الأوس ويكنى أبا عمارة. نزل الكوفة وابتنى بها دارا.
قَالَ محمد بن عمر: ثم صار إلى المدينة فمات بها.
وقال غيره: توفي في زمن مصعب بن الزبير وله عقب بالكوفة. وقد روى عن أبي بكر الصديق.
1836- وأخوه عبيد بن عازب.
وهو أحد العشرة من الأنصار الذين وجههم عمر بن الخطاب مع عمار بن ياسر إلى الكوفة. وله بقية وعقب بالكوفة.
1837- قرظة بن كعب
الأنصاري أحد بني الحارث بن الخزرج حليف لبني عبد الأشهل من الأوس ويكنى أبا عمرو. وهو أحد العشرة من الأنصار الذين وجههم عمر بن الخطاب إلى الكوفة فنزلها وابتنى بها دارا في الأنصار ومات بها في خلافة عَلِيّ بْن أَبِي طالب. رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وهو صلى عليه بالكوفة.
__________
1835 نكت الهميان (124) ، والأعلام (2/ 47) ، ومعجم البلدان، مادة زنجان.
1837 تاريخ الطبري (4/ 148، 499) ، (5/ 117) .(6/95)
1838- زيد بن أرقم
الأنصاري أحد بني الحارث بن الخزرج.
قَالَ محمد بن عمر: يكنى أبا سعد. وقال غيره: كان يكنى أبا أنيس. وأول مشاهده مع النبي - صلى الله عليه وسلم - المريسيع. ونزل الكوفة وابتنى بها دارا في كندة وتوفي بها أيام المختار سنة ثمان وستين.
1839- الحارث بن زياد
الأنصاري أحد بني ساعدة. نزل الكوفة وابتنى بها دارًا في الأنصار.
1840- عبد الله بن يزيد
بن زيد الخطمي من الأنصار. نزل الكوفة وابتنى بها دارا ومات بها في خلافة عبد الله بن الزبير. وقد كان عبد الله ولاه الكوفة.
1841- النُّعْمَانُ بْنُ عَمْرِو
بْنِ مُقَرِّنِ بْنِ عَائِذِ بْنِ مِيجَا بْنِ هُجَيْرِ بن نصر بن حبشية ابن كعب بن عبد بن ثور بن هذمة بن لاطم بن عثمان بن مزينة ويكنى أبا عمرو. وأول مشاهده الخندق. ونزل الكوفة. واستعمله عمر بن الخطاب على كسكر ثم عزله فوجهه على الناس يوم نَهَاوَنْدَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ. وَكَانَ قَدْ حَضَرَ نَهَاوَنْدَ. قَالَ: كَانَ أَمِيرُ النَّاسِ يَوْمَئِذٍ النُّعْمَانَ بْنَ عَمْرِو بْنِ مُقَرِّنٍ.
فَلَمَّا هَزَمَهُمُ اللَّهُ كَانَ أَوَّلُ قَتِيلٍ قُتِلَ النُّعْمَانَ بْنَ مُقَرِّنٍ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَتْ نَهَاوَنْدُ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ قال: أخبرني أياس ابن مُعَاوِيَةَ قَالَ: قَالَ لِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: رَجُلٌ مِنْ مُزَيْنَةَ. فَقَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ: إِنِّي لأَذْكُرُ يَوْمَ نَعَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ النُّعْمَانَ بْنَ مُقَرِّنٍ عَلَى المنبر.
__________
1838 تهذيب التهذيب (3/ 394) ، و (3/ 56) .
1839 تاريخ البخاري الكبير ترجمة (2388) ، والجرح والتعديل ترجمة (344) ، والاستيعاب (1/ 289) ، وأسد الغابة (1/ 329) ، وتهذيب التهذيب (2/ 141) ، والإصابة ترجمة (1408) ، وتهذيب الكمال ترجمة (1018) .
1840 الإصابة ترجمة (5024) ، وتهذيب التهذيب (6/ 78) ، والأعلام (4/ 146) .
1841 تاريخ الطبري (2/ 568) ، (3/ 346، 347، 496) ، (4/ 23، 84، 86، 92، 114، 116، 118، 120، 126، 132) .(6/96)
1842- وأخوه معقل بن مقرن.
وهو أبو عبد الله بن معقل ولهم بقية بالكوفة.
1843- وأخوهما سنان بن مقرن.
وقد شهد الخندق.
1844- وأخوهم سويد بن مقرن.
ويكنى أبا علي.
1845- وأخوهم عبد الرحمن بن مقرن.
1846- وأخوهم عقيل بن مقرن.
ويكنى أبا حكيم.
1847- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن عقيل
بن مقرن.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ عَنْ مُجَاهِدٍ قال: البكاؤون بَنُو مُقَرِّنٍ وَهُمْ سَبْعَةٌ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: سَمِعْتُ أَنَّهُمْ قَدْ شَهِدُوا الْخَنْدَقَ.
1848- الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ
بْنِ أَبِي عَامِرِ بْنِ مَسْعُودِ بن معتب بن مالك بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ عوف بن ثقيف. ويكنى أبا عبد الله. وأول مشاهده الحديبية. وولاه عمر بن الخطاب البصرة ثم عزله عنها وولاه بعد ذلك الكوفة فقتل عمر وهو على الكوفة. فعزله عثمان بن عفان عنها وولاها سعد بن أبي وقاص. فلما ولي معاوية الخلافة ولى المغيرة بن شعبة الكوفة فمات بها.
قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ مُغِيرَةِ عَنْ سِمَاكِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ سُلِّمَ عَلَيْهِ بالإمرة المغيرة بن شعبة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ عُمَيْرٍ قَالَ: رَأَيْتُ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ يَخْطُبُ النَّاسَ فِي الْعِيدِ على بعير ورأيته يخضب بالصفرة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مُوسَى الثَّقَفِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَاتَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ بِالْكُوفَةِ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ خَمْسِينَ فِي خِلافَةِ مُعَاوِيَةَ. وَهُوَ
__________
1842 تاريخ الطبري (3/ 350) ، (4/ 120) .
1844 تاريخ الطبري (3/ 246، 247، 249، 352، 353، 369، 372) ، (4/ 23) .
1848 الإصابة ترجمة (8181) ، وأسد الغابة (3/ 406) ، والطبري (6/ 131) ، وذيل المذيل (15) ، والكامل لابن الأثير (3/ 182) ، والجمع بين رجال الصحيحين (449) ، والمحبر (184) ، ورغبة الآمل (4/ 202) ، والأعلام (7/ 277) .(6/97)
يَوْمَئِذٍ ابْنُ سَبْعِينَ سَنَةً. وَكَانَ رَجُلا طُوَالا أعور أصيبت عينه يوم اليرموك.
قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ قَالَ: سَمِعْتُ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ حِينَ مَاتَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ يَقُولُ: اسْتَعْفُوا لأَمِيرِكُمْ فَإِنَّهُ كَانَ يُحِبُّ الْعَافِيَةَ.
1849- خالد بن عرفطة
بن أبرهة بن سنان العذري من قضاعة حليف بني زهرة بن كلاب. صحب النَّبِيِّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَرَوَى عَنْهُ. وكان سعد بن أبي وقاص ولاه القتال يوم القادسية. وهو الذي قتل الخوارج يوم النخيلة. ونزل الكوفة بعد ذلك وابتنى بها دارا وله بقية وعقب إلى اليوم.
1850- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى.
واسم أبي أوفى علقمة بن خالد بن الحارث بن أبي أسيد بن رفاعة بن ثعلبة بن هوازن بن أسلم بن أفصى من خزاعة. ويكنى عبد الله أبا معاوية.
قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَبُو الْوَلِيدِ الطيالسي عن شعبة. قال عمرو أنبأني. قال: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى وَكَانَ من أصحاب الشجرة.
__________
1849 تاريخ ابن خياط (203) ، وطبقات ابن خياط (122) ، (126) ، (139) ، والتاريخ الكبير ترجمة (463) ، والجرح والتعديل ترجمة (1522) ، وثقات ابن حبان 3/ 104) ، والاستيعاب (2/ 434، 435) ، وأسد الغابة (2/ 87) ، والكاشف (1/ 272) ، وتهذيب التهذيب (3/ 106) ، والإصابة (1/ 409) ، وخلاصة الخزرجي ترجمة (1782) ، وتاريخ بغداد (1/ 200) ، وتجريد أسماء الصحابة (1/ 152) ، وتهذيب الكمال ترجمة (1633) .
1850 تاريخ الدوري (2/ 297) ، وتاريخ خليفة (292) ، وطبقات خليفة (110) ، (137) ، وعلل ابن المديني (61) ، والمحبر (98) ، والتاريخ الكبير ترجمة (40) ، والتاريخ الصغير (1/ 165، 217) ، وتاريخ واسط (48) ، (49) ، والكنى للدولابي (1/ 59) ، والجرح والتعديل ترجمة (552) ، وثقات ابن حبان (3/ 222) ، والاستيعاب (3/ 870) ، والجمع بين رجال الصحيحين (1/ 242) ، والكامل (1/ 21) ، (3/ 138، 144، 160) ، (4/ 456) ، وأسد الغابة (3/ 121) ، وتهذيب الأسماء (1/ 261) ، وسير أعلام النبلاء (3/ 428) ، والكاشف ترجمة (2661) ، والعبر (1/ 192) ، وتهذيب التهذيب (5/ 151) ، والإصابة ترجمة (4555) ، وشذرات الذهب (1/ 96) ، والتقريب (1/ 402) ، وتهذيب الكمال (14/ 317) .(6/98)
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: لَمْ يَزَلْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى بِالْمَدِينَةِ حَتَّى قُبِضَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَتَحَوَّلَ إِلَى الْكُوفَةِ فَنَزَلَهَا حَيْثُ نَزَلَهَا الْمُسْلِمُونَ وَابْتَنَى بِهَا دَارًا فِي أَسْلَمَ. وَكَانَ قَدْ ذَهَبَ بَصَرُهُ. وتوفي بالكوفة سنة ست وثمانين.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا خُلَيْدُ بْنُ دَعْلَجٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى آخِرُ مَنْ مَاتَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِالْكُوفَةِ.
1851- عدي بن حاتم
الطائي أحد بني ثعل. ويكنى أبا طريف. نزل الكوفة وابتنى بها دارا في طيّئ ولم يزل مع عَلِيّ بْن أَبِي طالب. رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وشهد معه الجمل وصفين. وذهبت عينه يوم الجمل. ومات بالكوفة زمن المختار سنة ثمان وستين.
1852- جرير بن عبد الله
البجلي ويكنى أبا عمرو. أسلم في السنة التي قبض فيها النبي - صلى الله عليه وسلم - ووجهه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى ذي الخلصة فهدمه ونزل الكوفة بعد ذلك وابتنى بها دارا في بجيلة. وتوفي بالسراة فِي وِلايَةِ الضَّحَّاكِ بْنِ قَيْسٍ عَلَى الْكُوفَةِ.
وكانت ولاية الضحاك سنتين ونصفا بعد زياد بن أبي سفيان.
1853- الأَشْعَثُ بْنُ قَيْسِ
بْنِ مَعْدِي كَرِبَ الْكِنْدِيُّ أحد بني الحارث بن معاوية ويكنى أبا محمد. وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثُمَّ رَجَعَ إِلَى اليمن. فَلَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
ارتد فحاصره زياد بن لبيد البياضي بالنجير حتى نزل إليه فأخذه وبعث به إلى أبي بكر الصديق فمن عليه وزوجه أخته. فلما خرج الناس إلى العراق خرج معهم ونزل الكوفة
__________
1851 الإصابة (5477) ، وحسن الصحابة (38) ، والروض الأنف (2/ 343) ، وإمتاع الأسماع (1/ 509) ، ورغبة الآمل (6/ 135) ، والأعلام (4/ 220) .
1852 التاريخ الكبير (2/ 1/ 211) ، والجرح والتعديل (1/ 1/ 502) ، وثقات ابن حبان (3/ 54، 55) ، والاستيعاب (1/ 236: 240) ، والجمع بين رجال الصحيحين (1/ 73، 74) ، وأسد الغابة (1/ 79، 280) ، وتهذيب الأسماء (1/ 147) ، والكاشف (1/ 182) ، وسير أعلام النبلاء (2/ 530، 537) ، وتاريخ الإسلام (2/ 274) ، وتهذيب التهذيب (2/ 73، 74) ، والإصابة (1/ 232) ، وتهذيب الكمال ترجمة (917) .
1853 تاريخ ابن عساكر (3/ 64) ، وتاريخ الخميس (2/ 289) ، وذيل المذيل (34) ، (117) ، وتاريخ بغداد (1/ 196) ، وثمار القلوب (69) ، والأعلام (1/ 332) .(6/99)
وابتنى بها دارا في كندة ومات بها. والحسن بن علي بن أبي طالب يومئذ بالكوفة حين صالح معاوية. وهو صلى عليه.
قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ حَكِيمِ بْنِ جَابِرٍ [قَالَ: لَمَّا مَاتَ الأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ وَكَانَتِ ابْنَتُهُ تَحْتَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ الْحَسَنُ: إِذَا غَسَّلْتُمُوهُ فَلا تُهِيجُوهُ حَتَّى تُؤْذِنُونِي.] فَآذَنُوهُ فَجَاءَ فَوَضَّأَهُ بِالْحَنُوطِ وُضُوءًا.
1854- سعيد بن حريث
بن عمرو بن عثمان بن عبد الله بن عمر بن مخزوم. وهو أخو عمرو بن حريث وهو أقدم من أخيه عمرو. يقولون أنه شهد فتح مكة مع النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ ابْنُ خمس عشرة سنة ثم تحول فنزل الكوفة مع أخيه عمرو بن حريث.
1855- وأخوه عمرو بن حريث
بن عمرو بن عثمان بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ويكنى أبا سعيد.
قَالَ محمد بن عمر: قبض النبي - صلى الله عليه وسلم - وعمرو ابن اثنتي عشرة سنة.
قَالَ: وقال الفضل بن دكين أبو نعيم: نزل عمرو بن حريث الكوفة وابتنى بها دارا إلى جانب المسجد وهي كبيرة مشهورة فيها أصحاب الخز اليوم.
قَالَ محمد بن سعد: وكان زياد بن أبي سفيان إذا خرج إلى البصرة استخلف على الكوفة عمرو بن حريث.
وقال الفضل بن دكين: مات عمرو بن حريث بالكوفة سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ فِي خِلافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بن مروان وله بها عقب.
1856- سمرة بن جنادة
بن جندب بن حجير بن رياب بن حبيب بن سواءة بن عامر
__________
1854 طبقات خليفة بن خياط (20) ، (626) ، والتاريخ الكبير ترجمة (1512) ، والجرح والتعديل ترجمة (37) ، والاستيعاب (2/ 613) ، وأسد الغابة (2/ 304) ، والكامل في التاريخ (2/ 249) ، والتجريد (2305) ، والعقد الثمين (4/ 544) ، وتهذيب التهذيب (4/ 15) ، والإصابة (3253) ، وتهذيب الكمال (10/ 381) ترجمة (2248) .
1855 الإصابة (5810) ، وذيل المذيل (23) ، (44) ، وسمط اللآلئ (552) ، ونسب قريش (333) ، والأعلام (5/ 76) .
1856 التاريخ الكبير ترجمة (2402) ، والجرح والتعديل ترجمة (678) ، والجمع (1/ 203) ، وأسد الغابة (2/ 354) ، والتجريد (2500) ، والكاشف (2166) ، وتهذيب التهذيب (4/ 236) ، والتقريب (1/ 333) ، وتهذيب الكمال (2584) .(6/100)
ابن صعصعة. صحب النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَرَوَى عَنْهُ.
1857- وابنه جابر بن سمرة
السوائي وهم حلفاء بني زهرة بن كلاب. ويكنى جابر أبا عبد الله. نزل الكوفة وابتنى بها دارا في بني سواءة وتوفي بها في أول خلافة عبد الملك بن مروان في ولاية بشر بن مروان على الكوفة.
1858- حذيفة بن أسيد
الغفاري ويكنى أبا سريحة. وأول مشهد شهده مع النبي - صلى الله عليه وسلم - الحديبية. وقد روى عن أبي بكر الصديق ونزل الكوفة بعد ذلك.
1859- الوليد بن عُقْبَة
بْن أبي معيط بْن أبي عَمْرو بن أمية بن عبد شمس. ويكنى أبا وهب وأمه أروى بنت كريز بن حبيب بن عبد شمس. وهو أخو عثمان بن عفان لأمه. وكان عثمان بن عفان قد ولاه الكوفة فابتنى بها دارا كبيرة إلى جنب المسجد.
ثم عزله عثمان عن الكوفة وولاها سعيد بن العاص. فرجع الوليد إلى المدينة فلم يزل بها حتى قتل عثمان. فلما كان من علي ومعاوية ما كان خرج الوليد بن عقبة إلى الرقة معتزلا لهما فلم يكن مع واحد منهما حتى تصرم الأمر. ومات بالرقة وله بها بقية.
وبالكوفة أيضا بعض ولده. وداره بالكوفة الدار الكبيرة دار القصارين.
1860- عَمْرُو بْنُ الْحَمِقِ
بْنِ الْكَاهِنِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْقَيْنِ بن رزاح بن عمرو بن سعد بن كعب بن عمرو من خزاعة. صحب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ونزل الكوفة وشهد مع علي. رضي الله عنه. مشاهده. وكان فيمن سار إلى عثمان وأعان على قتله. ثم قتله عبد الرحمن ابن أم الحكم بالجزيرة.
__________
1857 الإصابة (1/ 212) ، وتهذيب التهذيب (2/ 39) ، والأعلام (2/ 104) .
1858 طبقات خليفة (32) ، (127) ، وعلل أحمد (1/ 152) ، والتاريخ الكبير (333) ، وأخبار القضاة (3/ 42) ، وتاريخ الطبري (4/ 23، 139، 155، 157) ، وكنى الدولابي (1/ 34) ، والجرح والتعديل (1141) ، والجمع (415) ، وأسد الغابة (1/ 389) ، والتجريد (1281) ، والإصابة (1644) .
1859 الإصابة (9149) ، والأغاني (5/ 122: 153) ، والأعلام (8/ 122) .
1860 الإصابة ترجمة (5820) ، وتاريخ الكوفة (268) ، وذيل المذيل (35) ، وتاريخ الإسلام (2/ 234) ، والكامل لابن الأثير (3/ 187: 189) ، والأعلام (5/ 77) .(6/101)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: أَوَّلُ رَأْسٍ حُمِلَ فِي الإِسْلامِ رَأْسُ عَمْرِو بْنِ الْحَمِقِ.
1861- سليمان بن صرد
بن الجون بن أبي الجون. وهو عبد العزى بن منقذ بْن ربيعة بْن أصرم بْن ضبيس بْن حرام بْن حبشية بْن سلول بْن كعب من خزاعة. ويكنى أبا مطرف. وكان اسمه يسارا فَلَمَّا أسلم سَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سليمان. وكان مسنا.
ونزل الكوفة وابتنى بها دارا في خزاعة. وشهد مع علي صفين. وكان فيمن كتب إلى الحسين يسأله القدوم عليهم الكوفة. فلما قدم الحسين الكوفة اعتزله فلم يكن معه.
فلما قتل الحسين ندم من خذله وتابوا من خذلانه وخرجوا فعسكروا بالنخيلة يطلبون بدم الحسين فسموا التوابين. وولوا عليهم سليمان بن صرد ثم خرجوا يريدون الشأم.
فلما كانوا بعين الوردة من أرض الجزيرة لقيتهم خيل أهل الشأم عليهم الحصين بن نمير فقاتلوهم فقتلوا أكثرهم فلم ينفلت منهم إلا اليسير. وقتل سليمان بن صرد يومئذ. وذلك في شهر ربيع الآخر سنة خمس وستين. وكان يوم قتل ابن ثلاث وتسعين سنة.
1862- هَانِئُ بْنُ أَوْسٍ
الأَسْلَمِيُّ. نزل الكوفة وابتنى بها دارا في أسلم تُوُفِّيَ فِي خِلافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ في ولاية المغيرة بن شعبة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ مَجْزَأَةَ عَنْ هَانِئِ بْنِ أَوْسٍ. وَكَانَ مِمَّنْ شَهِدَ الشَّجَرَةَ. أَنَّهُ اشْتَكَى رُكْبَتَهُ فَكَانَ إِذَا سَجَدَ جَعَلَ تَحْتَ رُكْبَتِهِ وِسَادَةً.
1863- حارثة بن وهب
الخزاعي.
1864- وَائِلُ بْنُ حجر
الحضرمي.
__________
1861 الإصابة (3450) ، وتاريخ الإسلام (3/ 17) ، وذيل المذيل (20) ، والمحبر (291) ، والأعلام (3/ 127) .
1863 طبقات ابن خياط (108) ، (137) ، والتاريخ الكبير ترجمة (324) ، والجرح والتعديل (1136) ، والاستيعاب (1/ 308) ، والجمع (445) ، وأسد الغابة (1/ 359، 360) ، والكاشف (1/ 199) ، والتجريد (1066) ، وتاريخ الإسلام (3/ 151) ، والإصابة (1533) ، وتهذيب التهذيب (2/ 167) ، وتهذيب الكمال (1059) .
1864 أسد الغابة (5/ 81) ، والبداية والنهاية (5/ 79) ، والأنساب (429) ، واللباب (1/ 303) ، والأنساب (429) ، والإصابة (9102) ، والاستيعاب (3/ 605) (هامش الإصابة) ، والتاج (8/ 151) ، والأعلام (8/ 106) .(6/102)
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ أَبُو حُذَيْفَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّوْرِيُّ عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَلِي شَعْرٌ فَقَالَ: ذُبَابٌ. فَذَهَبْتُ فَأَخَذْتُ مِنْ شَعْرِي ثُمَّ جِئْتُهُ فَقَالَ: لِمَ أَخَذْتَ مِنْ شَعْرِكَ؟
فَقُلْتُ: سَمِعْتُكَ تَقُولُ ذُبَابٌ فَظَنَنْتُكَ تَعْنِينِي. فَقَالَ: مَا عَنَيْتُكَ. وَهَذَا أَحْسَنُ.
قَالَ: ذُبَابٌ كَلِمَةٌ يَمَانِيَةٌ.
1865- صَفْوَانُ بْنُ عَسَّالٍ
الْمُرَادِيُّ وهو من بني الربض بن زاهر بن عامر بن عوبثان ابن زاهر بن مراد وعداده في جمل.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ قَالَ: لَقِيتُ صَفْوَانَ بْنَ عَسَّالٍ الْمُرَادِيَّ فَقُلْتُ لَهُ: هَلْ رَأَيْتَ رسول الله. ص؟ فَقَالَ: نَعَمْ وَغَزَوْتُ مَعَهُ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ غَزْوَةً.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَكَانَ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنِ عَبْدِ الْوَارِثِ يُحَدِّثُ بِهَذَا الْحَدِيثِ عَنْ هَمَّامٍ وَيَقُولُ فِيهِ عَنْ زِرٍّ قَالَ: وَفَدْتُ فِي خِلافَةِ عُثْمَانَ وَإِنَّمَا حَمَلَنِي عَلَى الْوِفَادَةِ لَقْيُ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ وَأَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَلَقِيتُ صَفْوَانَ بْنَ عَسَّالٍ الْمُرَادِيَّ.
1866- أسامة بن شريك
الثعلبي من قيس عيلان وحديثه: كنت عِنْدِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
حِينَ جاءت الأعراب يسألونه.
1867- مَالِكُ بْنُ عَوْفِ
بْنِ نَضْلَةَ بْنِ خَدِيجِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ حَدِيدِ بن غنم بن كعب
__________
1865 طبقات خليفة (74) ، (134) ، وعلل أحمد (1/ 14) ، والتاريخ الكبير (2921) ، والمعرفة ليعقوب (3/ 400) ، والجرح والتعديل (1845) ، وثقات ابن حبان (3/ 391) ، والغابة (3/ 24) ، والاستيعاب (2/ 724) ، وتهذيب الأسماء (1/ 249) ، والتجريد (2807) ، وتهذيب التهذيب (4/ 428) ، والإصابة (2/ 408) ، والتقريب (1/ 368) ، وتهذيب الكمال (2887) .
1866 التاريخ الكبير (1/ 2/ 20) ، ومشاهير علماء الأمصار (46) ، والمعرفة والتاريخ ليعقوب (1/ 304) ، وتهذيب الكمال (318) .
1867 التقريب (2/ 226) .(6/103)
ابن عصيمة بن جشم بن معاوية بن بكر بن هوازن من قيس عيلان. وهو أبو أبي الأحوص صاحب عبد الله بن مسعود.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ قَالَ:
[سَمِعْتُ أَبَا الأَحْوَصِ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَنَا قَشِفُ الْهَيْئَةِ فَقَالَ:
هَلْ لَكَ مَالٌ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: فَمَا مَالُكَ؟ قُلْتُ: مِنْ كُلِّ الْمَالِ. مِنَ الْخَيْلِ وَالإِبِلِ وَالرَّقِيقِ وَالْغَنَمِ. فَقَالَ: إِذَا آتَاكَ اللَّهُ مَالا فَلْيُرَ عَلَيْكَ.]
1868- عَامِرُ بْنُ شَهْرٍ.
الهمداني.
قال محمد بن سعد. قَالَ أَبُو أُسَامَةَ: حَدَّثَنَا مُجَالِدٌ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ عَامِرِ بْنِ شَهْرٍ قَالَ: كَانَتْ هَمْدَانُ قَدْ تَحَصَّنَتْ فِي جَبَلِ الْحَقْلِ مِنَ الْحَبَشِ قَدْ مَنَعَهُمُ اللَّهُ بِهِ حَتَّى جَاءَتْ هَمْدَانَ أَهْلُ فَارِسٍ فَلَمْ يَزَالُوا لَهُمْ مُحَارِبِينَ حَتَّى هَرَّ الْقَوْمُ الْحَرْبَ وَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمْرُ وَخَرَجَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَتْ لِي هَمْدَانُ: يَا عَامِرُ بْنُ شَهْرٍ إِنَّكَ قَدْ كُنْتَ نَدِيمًا لِلْمُلُوكِ مُذْ كُنْتَ فهل أنت آتي هَذَا الرَّجُلَ وَمُرْتَادًا لَنَا؟ فَإِنْ رَضِيتَ لَنَا شَيْئًا قَبِلْنَاهُ وَإِنْ كَرِهْتَ لَنَا شَيْئًا كَرِهْنَاهُ. قُلْتُ: نَعَمْ. فَجِئْتُ حَتَّى قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
الْمَدِينَةَ فَجَلَسْتُ عِنْدَهُ فَجَاءَهُ رَهْطٌ فَقَالُوا: [يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْصِنَا. قَالَ: أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَأَنْ تَسْمَعُوا مِنْ قَوْلِ قُرَيْشٍ وَتَدَعُوا فِعْلَهُمْ.] قَالَ فَاجْتَزَأْتُ بِذَلِكَ وَاللَّهِ مِنْ مَسْأَلَتِهِ وَرَضِيتُ قَوْلَهُ. ثُمَّ بَدَا لِي أَنْ لا أَرْجِعَ إِلَى قَوْمِي حَتَّى أَمُرَّ بِالنَّجَاشِيِّ وَكَانَ لِي صَدِيقًا.
فَمَرَرْتُ بِهِ. فَبَيْنَا أَنَا جَالِسٌ عِنْدَهُ إِذْ مَرَّ بِهِ ابْنٌ لَهُ صَغِيرٌ فَاسْتَقْرَأَهُ لَوْحًا مَعَهُ فَقَرَأَهُ الْغُلامُ فَضَحِكْتُ. فَقَالَ النَّجَاشِيُّ: مِمَّ ضَحِكْتَ؟ قُلْتُ: مِمَّا قَرَأَ هَذَا الْغُلامُ قَبْلُ. قَالَ: فَإِنَّهُ وَاللَّهِ مِمَّا أُنْزِلَ عَلَى لِسَانِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ. إِنَّ اللَّعْنَةَ تَكُونُ فِي الأَرْضِ إِذَا كَانَ أُمَرَاؤُهَا الصِّبْيَانَ. قَالَ فَرَجَعْتُ وَقَدْ سَمِعْتُ هَذِهِ الْكَلِمَةَ مِنَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهَذَا مِنَ النَّجَاشِيِّ.
وَأَسْلَمَ قَوْمِي وَنَزَلُوا إِلَى السَّهْلِ. وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هَذَا الْكِتَابَ إِلَى عُمَيْرِ ذِي مَرَّانَ. قَالَ: وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَالِكَ بْنَ مِرَارَةَ الرَّهَاوِيَّ إِلَى الْيَمَنِ جَمِيعًا فأسلم
__________
1868 طبقات خليفة (76) ، (135) ، والتاريخ الكبير (2945) ، والجرح والتعديل (1800) ، وثقات ابن حبان (3/ 293) ، والاستيعاب (2/ 792) ، وأسد الغابة (3/ 83) ، والكامل في التاريخ (2/ 336، 338) ، والكاشف (255) ، والتجريد (3011) ، وتهذيب التهذيب (5/ 69) ، والإصابة (4394) ، والتقريب (1/ 377) ، وخلاصة الخزرجي (3265) ، وتهذيب الكمال (3044) .(6/104)
عَكٌّ ذُو خَيْوَانَ. فَقِيلَ لِعَكٍّ: انْطَلِقْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَخُذْ مِنْهُ الأَمَانَ عَلَى قَرْيَتِكَ وَمَالِكَ. وَكَانَتْ لَهُ قَرْيَةٌ فِيهَا رَقِيقٌ وَمَالٌ. فَقَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ مَالِكَ بْنَ مُرَارَةَ الرَّهَاوِيَّ قَدِمَ عَلَيْنَا يَدْعُو إِلَى الإِسْلامِ فَأَسْلَمْنَا. وَلِي أَرْضٌ فِيهَا رَقِيقٌ وَمَالٌ فَاكْتُبْ لِي بِهِ كتابا. فكتب رسول الله. ص: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ لِعَكٍّ ذِي خَيْوَانَ: إِنْ كَانَ صَادِقًا فِي أَرْضِهِ وَمَالِهِ وَرَقِيقِهِ فَلَهُ أَمَانُ اللَّهِ وَذِمَّةُ رَسُولِهِ. وَكَتَبَ خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ.
1869- نُبَيْطُ بْنُ شَرِيطٍ
الأَشْجَعِيُّ من قيس عيلان. وهو أبو سلمة بن نبيط.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ نُبَيْطٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي أَوْ نُعَيْمُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ عَنْ أَبِي قَالَ: حَجَجْتُ مَعَ أَبِي وَعَمِّي فَقَالَ لِي أَبِي: أَتَرَى ذَاكَ صَاحِبَ الْجَمَلِ الأَحْمَرِ الَّذِي يَخْطُبُ؟ ذاك رسول الله.
قال: أخبرنا مالك بن إسماعيل قال: حدثنا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيُّ عَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ عَنْ نُبَيْطِ بْنِ شَرِيطٍ قَالَ: كُنْتُ رِدْفَ أَبِي عَلَى عَجُزِ الرَّاحِلَةِ وَالنَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَخْطُبُ عِنْدَ الْجَمْرَةِ فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ نَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَشْهَدُ أَنْ لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله. أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ. أَيُّ يَوْمٍ أَحْرَمُ؟ قَالُوا: هَذَا.
قَالَ: فَأَيُّ شَهْرٍ أَحْرَمَ؟ قَالُوا: هَذَا الشَّهْرُ. قَالَ: فَأَيُّ بَلَدٍ أَحْرَمَ؟ قَالُوا: هَذَا الْبَلَدُ.
قَالَ: فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ حَرَامٌ عَلَيْكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بلدكم هذا.
قال: أَخْبَرَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ نُبَيْطٍ قَالَ:
قُلْتُ لأَبِي وَكَانَ قَدْ شَهِدَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَرَآهُ وَسَمِعَ مِنْهُ: يَا أَبَهْ لَوْ غَشَيْتَ هَذَا السُّلْطَانَ فَأَصَبْتَ مِنْهُمْ وَأَصَابَ قَوْمُكَ فِي جَنَاحِكَ. قَالَ: أَيْ بُنَيَّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ أَجْلِسَ مِنْهُمْ مَجْلِسًا يُدْخِلُنِي النَّارَ. قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَخْطُبُ يَوْمَ النَّحْرِ عَلَى جَمَلٍ أَحْمَرَ.
1870- سلمة بن يزيد
بن مشجعة بن المجمع بن مالك بن كعب بْن سعد بْن عوف بْن حريم بْن جعفى بن سعد العشيرة من مذحج. وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأسلم.
وروى عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قام إليه وهو يخطب فقال: يا رسول الله أرأيت إن كان علينا
__________
1869 التقريب (2/ 297) .(6/105)
أمراء بعدك يسألونا الحق ويمنعوناه!.
1871- عرفجة بن شريح
الأشجعي. ويقال ابن ضريح.
1872- صَخْرُ بْنُ الْعَيْلَةِ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عامر بن علي بن أسلم ابن أحمس من بجيلة. ويكنى أبا حازم وإليه البيت من أحمس.
قال: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالا: حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيُّ قَالَ:
حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ عَنْ صَخْرِ بْنِ الْعَيْلَةِ قَالَ: أَخَذْتُ عَمَّةَ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ فَقَدِمْتُ بِهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالُوا: وَجَاءَ الْمُغِيرَةُ فَسَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَمَّتَهُ وَأَخْبَرَهُ أَنَّهَا عِنْدِي. [فَدَعَانِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: يَا صَخْرُ إِنَّ الْقَوْمَ إِذَا أَسْلَمُوا أَحْرَزُوا أَمْوَالَهُمْ وَدِمَاءَهُمْ فَادْفَعْهَا إِلَيْهِ. قَالَ وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَعْطَانِي مَاءً لِبَنِي سُلَيْمٍ. قَالَ فَأَتَوْا نَبِيَّ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَسَأَلُوهُ الْمَاءَ. قَالَ فَدَعَانِي نَبِيُّ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: يَا صَخْرُ إِنَّ الْقَوْمَ إِذَا أَسْلَمُوا أَحْرَزُوا أَمْوَالَهُمْ وَدِمَاءَهُمْ فَادْفَعْهُ إِلَيْهِمْ. فَدَفَعْتُهُ إِلَيْهِمْ.]
1873- عُرْوَةَ بْنِ مُضَرِّسِ
بْنِ أَوْسِ بْنِ حَارِثَةَ بن لام الطائي. أَسْلَمَ وَصَحِبَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ونزل الكوفة بعد ذلك. وهو الذي بعث معه خالد بن الوليد بعيينة بن حصن لما أسره يوم البطاح مرتدا إلى أبي بكر الصديق. قَالَ والبطاح ماء لبني تميم.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا زكرياء عَنْ عَامِرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عُرْوَةَ بْنِ مُضَرِّسِ بْنِ أَوْسِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ لأْمٍ أَنَّهُ حَجَّ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَلَمْ يُدْرِكِ النَّاسَ إِلا لَيْلا وَهُمْ بِجَمْعٍ. فَانْطَلَقَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى عَرَفَاتٍ لَيْلا فَأَفَاضَ مِنْهَا ثُمَّ رَجَعَ إِلَى جَمْعٍ. فَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعْمَلْتُ نَفْسِي وَأَنْضَيْتُ رَاحِلَتِي فَهَلْ لِي مِنْ حَجٍّ؟ [فَقَالَ: مَنْ صَلَّى مَعَنَا صَلاةَ الْغَدَاةِ بِجَمْعٍ وَوَقَفَ مَعَنَا حَتَّى نُفِيضَ وَقَدْ أَفَاضَ مِنْ عَرَفَاتٍ قَبْلَ ذَلِكَ لَيْلا أَوْ نَهَارًا فَقَدْ تَمَّ حَجُّهُ وَقَضَى تَفَثَهُ.]
1874- الهلب بن يزيد
بن عدي بن قنافة بن عدي بن عبد شمس بن عدي بن
__________
1871 التقريب (2/ 18) .
1872 طبقات ابن خياط (118) ، والتاريخ الكبير (2943) ، والجرح والتعديل (1871) ، وثقات ابن حبان (3/ 193) ، والكاشف (2398) ، والتجريد (2778) ، وتهذيب التهذيب (4/ 413) ، والإصابة (4049) ، والتقريب (1/ 365) ، وخلاصة الخزرجي (33076) ، وتهذيب الكمال (2858) .
1873 التقريب (2/ 19) .(6/106)
أخزم الطائي وكان اسمه سلامة. فوفد إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ أقرع. فمسح رأسه فنبت شعره فسمي الهلب. وهو أبو قبيصة بن هلب الذي يروى عنه الحديث.
1875- زاهر أبو مجزأة
بن زاهر الأسلمي. وكان ممن بايع تحت الشجرة ونزل الكوفة.
1876- نافع بن عتبة
بن أبي وقاص بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة. وهو ابن أخي سعد بن أبي وقاص.
1877- لبيد بن ربيعة
بن مالك بن جعفر بْنِ كِلابِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ صعصعة الشاعر. ويكنى أبا عقيل. قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - فأسلم ورجع إلى بلاد قومه ثم هاجر إلى الكوفة فنزلها ومعه بنون له. ومات بها لَيْلَةَ نَزَلَ مُعَاوِيَةُ النُّخَيْلَةَ لِمُصَالَحَةِ الْحَسَنِ بْنِ علي. رحمهما الله. ودفن في صحراء بني جعفر بن كلاب. ورجع بنوه إلى البادية أعرابا. ولم يقل لبيد في الإسلام شعرا وقال: أبدلني الله بذلك القرآن.
1878- حبة. و 1878 م- سواء ابنا خالد
الأسديان من أسد بن خزيمة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي الأَعْمَشُ عَنْ سَلامِ بْنِ شُرَحْبِيلَ عَنْ حَبَّةَ بْنِ خَالِدٍ وَسَوَاءِ بْنِ خَالِدٍ قَالا: قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ يَبْنِي بِنَاءً لَهُ فَأَعَنَّاهُ عَلَيْهِ حَتَّى فَرَغَ مِنْهُ. فعلمنا فكان فيما علمنا:
__________
1876 التقريب (2/ 296) .
1877 مطالع البدور (1/ 52) ، وسمط اللآلئ (13) ، وحسن الصحابة (350) ، وآداب اللغة (1/ 111) ، والشعر والشعراء (231: 243) ، وصحيح الأخبار (1/ 9، 170) ، والأعلام (5/ 240) .
1878 طبقات ابن خياط (57) ، (132) ، والتاريخ الكبير (320) ، والجرح والتعديل (1129) ، والاستيعاب (1/ 318) ، والكاشف (1/ 201) ، والتجريد (1095) ، والإصابة (1562) ، وتهذيب الكمال (1077) ، وتهذيب التهذيب (2/ 177) .
1878 م طبقات ابن خياط (57) ، (132) ، والتاريخ الكبير (2495) ، والجرح والتعديل (1402) ، والطبري (4/ 8) ، والاستيعاب (2/ 689) ، وأسد الغابة (2/ 373) ، والكاشف (2206) ، والتجريد (2595) ، وتهذيب التهذيب (4/ 265) ، وتهذيب الكمال (263) ، والتقريب (1/ 338) ، وخلاصة الخزرجي (2814) .(6/107)
لا تَيْأَسَا مِنَ الْخَيْرِ مَا تَهَزْهَزَتْ رُءُوسُكُمَا فَإِنَّ كُلَّ مَوْلُودٍ يُولَدُ أَحْمَرَ لَيْسَ عَلَيْهِ قِشْرَةٌ ثُمَّ يَرْزُقُهُ اللَّهُ وَيُعْطِيهِ.
1879- سلمة بن قيس
الأشجعي. صحب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ونزل الكوفة.
1880- ثعلبة بن الحكم
الليثي. أسلم وَشَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - حنين.
1881- عُرْوَةُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ
البارقي من الأزد.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ أَشْعَثَ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: كَانَ عَلَى قَضَاءِ الْكُوفَةِ قَبْلَ شُرَيْحٍ عروة بن أبي الجعد البارقي وسلمان ابن رَبِيعَةَ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ. وَفِي غَيْرِ هَذَا الْحَدِيثِ: وَكَانَ عُرْوَةُ مُرَابِطًا بِبَرَازِ الرُّوزِ وَكَانَ لَهُ فِيهَا فَرَسٌ أَخَذَهُ بِعِشْرِينَ أَلْفَ درهم.
قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ شَبِيبِ بْنِ غَرْقَدَةَ قَالَ:
رَأَيْتُ عِنْدَ عُرْوَةَ الْبَارِقِيِّ نَحْوًا مِنْ سَبْعِينَ فَرَسًا. وعروة الذي [روى عن النبي. ص:
الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.]
1882- سَمُرَةُ بْنُ جُنْدُبِ
بْنِ هِلالِ بْنِ حَرِيجِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ حَزْنِ بن عمرو بن جابر بن خشين بن لأي بن عصيم بن شمخ بن فزارة. وكان له حلف في الأنصار وصحب
__________
1879 طبقات ابن خياط (47) ، (130) ، والتاريخ الكبير (1989) ، والمعرفة والتاريخ (1/ 334) ، والطبري (4/ 186، 188، 190) ، والجرح والتعديل (741) ، والكاشف (2065) ، والتجريد (2435) ، وتهذيب التهذيب (4/ 1554) ، والإصابة (3392) ، وخلاصة الخزرجي (2643) ، وتهذيب الكمال (2465) .
1880 طبقات ابن خياط (30) ، (127، والتاريخ الكبير (2/ 1/ 173) ، والصغير (87) ، والجرح والتعديل (1/ 1/ 462) ، وثقات ابن حبان (3/ 46) ، والاستيعاب (1/ 212) ، وأسد الغابة (1/ 239) ، والكاشف (1/ 173) ، وتهذيب التهذيب (2/ 22) ، والإصابة (1/ 198، 199) ، وتهذيب التكمال (840) .
1881 التقريب (2/ 18) .
1882 الإصابة ترجمة (3468) ، وتهذيب التهذيب (4/ 236) ، والمجرد (295) ، والجمع بين رجال الصحيحين (202) ، والأعلام (3/ 139) .(6/108)
النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان زياد بن أبي سفيان يستعمله على البصرة إذا قدم الكوفة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ أُرَاهُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا يَزِيدَ الْمَدِينِيَّ قَالَ: لَمَّا مَرِضَ سَمُرَةُ بْنُ جُنْدُبٍ مَرَضَهُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ أَصَابَهُ بَرْدٌ شَدِيدٌ فَأُوقِدَتْ لَهُ نَارٌ فَجَعَلَ كَانُونًا بَيْنَ يَدَيْهِ وَكَانُونًا خَلْفَهُ وَكَانُونًا عَنْ يَمِينِهِ وَكَانُونًا عَنْ يَسَارِهِ. قَالَ فَجَعَلَ لا يَنْتَفِعُ بِذَلِكَ وَيَقُولُ: كَيْفَ أَصْنَعُ بِمَا فِي جَوْفِي؟ فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى مَاتَ.
1883- جندب بن عبد الله
بن سفيان البجلي. وهو العلقي. وعلقة بطن من بجيلة وبعضهم ينسبه إلى أبيه فيقول: جندب بن عبد الله. وبعضهم ينسبه إلى جده فيقول: جندب بن سفيان. وهو واحد.
1884- مخنف بن سليم
بن الحارث بن عوف بن ثعلبة بن عامر بن ذهل بن مازن ابن ذبيان بن ثعلبة بن الدول بن سعد مناة بن غامد من الأزد. وهو بيت الأزد بالكوفة.
أَسْلَمَ وَصَحِبَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ونزل الكوفة بعد ذلك من ولده أبو مخنف لوط بن يحيى.
1885- الْحَارِثُ بن حسان
البكري.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سلام أبو المنذر عن عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَسَّانَ قَالَ: خَرَجْنَا نُرِيدُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَدَخَلْنَا الْمَسْجِدَ فَإِذَا هُوَ غَاصٌّ بِالنَّاسِ. قَالَ وَإِذَا رَايَةٌ سَوْدَاءُ تَخْفِقُ. قَالَ وَأَظُنُّهُ قَالَ: وَإِذَا بِلالٌ مُتَقَلِّدٌ السَّيْفَ. قَالَ قُلْتُ: مَا شَأْنُ النَّاسِ الْيَوْمَ؟ قَالُوا: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يريد أن
__________
1883 علل أحمد (1/ 391) ، وعلل ابن المديني (55) ، وطبقات ابن خياط (117) ، (139) ، (188) ، والتاريخ الكبير (2266) ، والصغير (1/ 151) ، والجرح والتعديل (2102) ، والاستيعاب (1/ 256) ، وتاريخ بغداد (7/ 249) ، وأسد الغابة (1/ 304) ، (305) ، والعبر (1/ 41) ، والتجريد (854) ، واللباب (2/ 353) ، وتاريخ الإسلام (3/ 3) ، وسير أعلام النبلاء (3/ 174، 175) ، وتهذيب التهذيب (2/ 177، 118) ، والإصابة (1223) ، وتهذيب الكمال ترجمة (973) .
1884 الإصابة (7850) ، والكامل (1/ 91، 99) ، وذيل المذيل (36) ، والأعلام (7/ 194) .
1885 طبقات ابن خياط (132) ، والتاريخ الكبير (2392) ، والجرح والتعديل (325) ، والاستيعاب (1/ 285) ، وأسد الغابة (1/ 323: 335) ، والكاشف (1/ 193) ، والتجريد (923) ، وتهذيب التهذيب (2/ 139) ، والإصابة (1395) ، وتهذيب الكمال (1014) .(6/109)
يَبْعَثَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ وَجْهًا.
1886- جابر بن أبي طارق
الأحمسي من بجيلة. وهو أبو حكيم بن جابر. روى عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
1887- أَبُو حَازِمٍ.
واسمه عوف بن عبد الحارث بن عوف بن حشيش بن هلال بن الحارث بن رزاح بن كلب بن عمرو بن لؤي بن رهم بن معاوية بن أسلم بن أحمس من بجيلة. وهو أبو قيس بن أبي حازم.
أخبرنا هشام بن أَبُو الْوَلِيدِ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَأَى أَبَا حَازِمٍ فِي الشَّمْسِ وَهُوَ يَخْطُبُ فَأَمَرَهُ. أَوْ فَأَمَرَ بِهِ. أَنْ يَتَحَوَّلَ.
1888- قطبة بن مالك.
من بني ثعلبة. وهو عم زياد بن علاقة.
1889- مَعْنُ بْنُ يَزِيدَ
بْنِ الأَخْنَسِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ جِرْوِ بْنِ زِعْبِ بن مالك بن خفاف ابن عصية بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم بن منصور.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عوانة عن أبي الجويرية عن معن ابن يَزِيدَ قَالَ: بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - أنا وأبي وجدي وخاصمت إليه فَأَفْلَجَنِي وَخَطَبَ عَلَيَّ فَأَنْكَحَنِي. وَنَزَلَ مَعْنُ بْنُ يَزِيدَ الْكُوفَةَ وَشَهِدَ يَوْمَ مَرْجِ رَاهِطٍ مَعَ الضحاك ابن قَيْسٍ الْفِهْرِيِّ.
1890- طارق بن الأشيم
الأشجعي وهو أبو أبي مالك. واسم أبي مالك سعد.
__________
1886 طبقات ابن خياط (118) ، (139) ، والجرح والتعديل (1/ 1/ 493) ، والثقات (3/ 53) ، والاستيعاب (1/ 255) ، وأسد الغابة (1/ 255) ، والكاشف (1/ 177) ، وتهذيب التهذيب (2/ 41) ، والإصابة (1/ 212) ، وتهذيب الكمال (870) .
1887 التقريب (2/ 127) .
1888 التقريب (2/ 268) .
1890 طبقات ابن خياط (47) ، (129) ، والتاريخ الكبير (3113) ، والجرح والتعديل (2126) ، وثقات ابن حبان (3/ 202) ، وأسد الغابة (3/ 48) ، والاستيعاب (2/ 754) ، والجمع (1/ 234) ، وتهذيب الأسماء (1/ 250) ، والكاشف (2470) ، والتجريد (2888) ، والإصابة (4222) ، والتقريب (1/ 376) ، وتهذيب الكمال (1946) .(6/110)
وروى طارق عن أبي بكر الصديق وعمر وعثمان وعلي. رضي الله عنهم.
1891- أبو مريم السلولي.
واسمه مالك بن ربيعة. وهو أبو بريد بن أبي مريم. روى عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَدِيثًا من حديث عطاء بن السائب.
1892- حُبْشِيُّ بْنُ جُنَادَةَ
بْنِ نَصْرِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مُعَيْطِ بن عمرو بن جندل بن مرة بْنِ صَعْصَعَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ بَكْرِ بْنِ هوازن. وأم جندل بن مرة سلول ابنة ذهل بن شيبان بن ثعلبة. وبها يعرفون. أسلم حبشي وَصَحِبَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَشَهِدَ مع علي مشاهده.
قال: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ قُرَّةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ السَّلُولِيِّ قَالَ:
عَادَ حُبْشِيَّ بْنَ جُنَادَةَ رَجُلٌ فَقَالَ: مَا أَتَخَوَّفُ عَلَيْكَ إِلا مَسِيرَكَ مَعَ عَلِيٍّ. قَالَ: مَا مِنْ عَمَلِي شَيْءٌ أَرْجَى عِنْدِي مِنْهُ.
1893- دكين بن سعيد
الخثعمي. وبعضهم يقول: ابن سعيد. روى عنه قيس بن أبي حازم.
1894- برمة بن معاوية
بن سفيان بن منقذ بن وهب بن عمير بن نصر بن قعين بن الْحَارِثِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ دُودَانَ بْنِ أَسَدِ بن خزيمة. وهو أبو قبيصة بن برمة الذي يروى عنه الحديث.
__________
1891 التقريب (2/ 225) .
1892 علل أحمد (1/ 173) ، والتاريخ الكبير (427) ، والجرح والتعديل (1395) ، وتاريخ ابن معين (2/ 96) ، والكامل (1/ 296 ق) ، والاستيعاب (1/ 407) ، والكامل لابن الأثير (4/ 263) ، وأسد الغابة (1/ 366، 367) ، والكاشف (1/ 201) ، والمغني (1279) ، والتجريد (1091) ، وتاريخ الإسلام (3/ 4، 5) ، وتهذيب التهذيب (2/ 176) ، والإصابة (1558) ، وتهذيب الكمال (1075) .
1893 علل ابن المديني (50) ، وطبقات ابن خياط (128) ، والتاريخ الكبير (881) ، والجرح والتعديل (1994) ، وثقات ابن حبان (1) ورقة (124) ، وحلية الأولياء (1/ 365) ، والاستيعاب (2/ 462) ، وأسد الغابة (2/ 133) ، والكاشف (1/ 294) ، والتجريد (1/ 166) ، وتهذيب التهذيب (3/ 212) ، والإصابة (1/ 476) ، وتهذيب الكمال (1801) .(6/111)
1895- خُرَيْمُ بْنُ الأَخْرَمِ
بْنِ شَدَّادِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْفَاتِكِ بْنِ الْقَلِيبِ بن عمرو بن أسد بن خزيمة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ شِمْرِ ابن عَطِيَّةَ عَنْ خُرَيْمِ بْنِ فَاتِكٍ. وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ ابن أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ شِمْرٍ عَنْ خُرَيْمِ بْنِ فَاتِكٍ أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ لَهُ: [يَا خُرَيْمُ.
لَوْلا خَلَّتَانِ فِيكَ كُنْتَ أَنْتَ الرَّجُلَ. قَالَ: مَا هُمَا بِأَبِي وَأُمِّي؟ تَكْفِينِي وَاحِدَةٌ. قَالَ:
تُوَفِّي شَعْرَكَ وَتُسْبِلُ إِزَارَكَ. قَالَ فَجَزَّ شَعْرَهُ وَرَفَعَ إِزَارَهُ] .
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ. وَقَالَ غَيْرُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنُ مُوسَى فِي غَيْرِ هَذَا الْحَدِيثِ: كَانَ ابْنُهُ أَيْمَنُ بْنُ خُرَيْمٍ شَاعِرًا فَارِسًا شَرِيفًا. وَهُوَ الَّذِي يَقُولُ:
وَلَسْتُ بِقَاتِلٍ رَجُلا يُصَلِّي ... عَلَى سُلْطَانِ آخَرَ مِنْ قُرَيْشِ
لَهُ سُلْطَانُهُ وَعَلَيَّ إِثْمِي ... مَعَاذَ اللَّهِ مِنْ جَهْلٍ وَطَيْشِ
أَأَقْتُلُ مُسْلِمًا فِي غَيْرِ حَقٍّ؟ ... فَلَسْتُ بِنَافِعِي مَا عِشْتُ عَيْشِي
قَالَ: وَرَوَى الشَّعْبِيُّ عَنْ أَيْمَنَ بْنِ خُرَيْمٍ قَالَ: إِنَّ أَبِي وَعَمِّي شَهِدَا بَدْرًا.
قَالَ وَفِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَمُوسَى بْنِ عُقْبَةَ وَأَبِي مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ وَلَمْ يَشْهَدْهَا إِلا قُرَيْشٌ وَالأَنْصَارُ وَحُلَفَاؤُهُمْ وَمَوَالِيهِمْ.
1896- ضرار بن الأزور.
واسم الأزور مالك بن أوس بن جذيمة بن ربيعة بن مالك ابن مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ دُودَانَ بْنِ أَسَدٍ بن خزيمة. وكان فارسا وأسلم. و [روى عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حديث اللقوح: دع داعي اللبن.] وقاتل ضرار بن الأزور يوم اليمامة أشد القتال حتى قطعت ساقاه جميعا فجعل يحبو على ركبتيه ويقاتل وتطؤه الخيل حتى غلبه الموت.
__________
1895 تاريخ ابن معين (2/ 147) ، والتاريخ الكبير (757) ، والجرح والتعديل (1837) ، وتاريخ ابن عساكر (5/ 1311: 135) ، وأسد الغابة (2/ 112) ، وتهذيب الأسماء (1/ 175) ، والكاشف (1/ 279) ، والتجريد (1/ 158) ، وتهذيب التهذيب (3/ 139) ، والإصابة (1/ 424) ، وخلاصة الخزرجي (1893) ، وتهذيب الكمال (1683) .
1896 تهذيب ابن عساكر (7/ 30) ، والأعلام (3/ 216) .(6/112)
قَالَ: قَالَ محمد بن عمر. قَالَ عبد الله بن جعفر: مكث ضرار بن الأزور باليمامة مجروحا قبل أن يرحل خالد بن الوليد بيوم فمات. وقد كان قَالَ قصيدته التي على الميم.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَهَذَا أَثْبَتُ عِنْدَنَا من غيره.
1897- فرات بن حيان
بن ثعلبة بن عبد العزى بن حبيب بن حبة بن ربيعة بن سعد بن عجل. وقد كان حليفا لبني سهم. نزل الكوفة وابتنى بها دارا في بني عجل.
وله عقب بالكوفة.
1898- يَعْلَى بْنُ مُرَّةَ
بْنِ وَهْبِ بْنِ جَابِرِ بْنِ عَتَّابِ بْنِ مالك بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ عوف بن ثقيف. وهو الذي يقال له يعلى ابن سيابة. وهي أمه أو جدته.
قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَفْصِ بْنَ عَمْرٍو أَوْ أَبَا عَمْرِو بْنَ حَفْصٍ الثَّقَفِيَّ قَالَ: سَمِعْتُ يَعْلَى بْنَ مُرَّةَ الثَّقَفِيَّ قَالَ: رَآنِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مُتَخَلِّقًا [فَقَالَ: أَلَكَ امْرَأَةٌ؟ قُلْتُ: لا. قَالَ: اغْسِلْهُ ثُمَّ اغْسِلْهُ ثُمَّ اغْسِلْهُ ثُمَّ لا تَعُدْ] .
قَالَ: وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَشَهِدَ يَعْلَى بْنُ مُرَّةَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ وَخَيْبَرَ وَفَتْحَ مَكَّةَ وَغَزْوَةَ الطَّائِفِ وَحُنَيْنًا.
1899- عمارة بن رؤيبة
الثقفي. روى عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الصلاة قبل غروب الشمس.
1900- عبد الرحمن بن أبي عقيل
الثقفي من رهط الحجاج بن يوسف.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ يَزِيدُ الأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ أَبِي جُحَيْفَةَ السُّوَائِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَلْقَمَةَ الثَّقَفِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَقِيلٍ قَالَ: انْطَلَقْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي وَفْدٍ فَأَنَخْنَا بِالْبَابِ. مَا فِي النَّاسِ أَبْغَضَ إِلَيْنَا مِنْ رَجُلٍ نَلِجُ عَلَيْهِ. فَمَا خَرَجْنَا حَتَّى مَا فِي الناس
__________
1897 المغازي للواقدي (44) ، (198) ، (554) ، وتاريخ الطبري (2/ 492، 493) ، (3/ 187، 355، 358، 359، 475، 476) ، (4/ 35، 36، 56) ، (6/ 106) .
1898 التقريب (2/ 378) .
1899 التقريب (2/ 49) .(6/113)
رَجُلٌ أَحَبُّ إِلَيْنَا مِنْ رَجُلٍ دَخَلْنَا عَلَيْهِ. فِي قِصَّةٍ ذَكَرَهَا.
1901- عُتْبَةُ بْنُ فَرْقَدٍ.
وهو يربوع بن حبيب بن مالك بن أسعد بن رفاعة بن ربيعة ابن رفاعة بن الحارث بن بهثة بن سليم بن منصور. صحب النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان شريفا نزل الكوفة. ويقال لهم الفراقدة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ جَابِرٍ عَنْ عَامِرٍ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ إِلَى عُمَّالِهِ: لا تَجِدُوا خَاتَمًا فِيهِ نَقْشٌ عَرَبِيُّ إِلا كَسَرْتُمُوهُ. قَالَ فَوُجِدَ فِي خَاتَمِ عُتْبَةَ بْنِ فَرْقَدٍ: عتبة العامل. فكسر.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنِ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَأَى عَلَى عُتْبَةَ بْنِ فَرْقَدٍ قَمِيصًا طَوِيلَ الْكُمِّ فَدَعَا بِالشَّفْرَةِ لِيَقْطَعَهُ مِنْ عِنْدِ أَطْرَافِ أَصَابِعِهِ. فقال عتبة: يا أمير المؤمنين إني أستحيي أَنْ تَقْطَعَهُ وَأَنَا أَقْطَعُهُ. فَتَرَكَهُ.
1902- عبيد بن خالد
السلمي. روى [عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ آخى بين رجلين فمات أحدهما قبل صاحبه] .
1903- طَارِقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
المحاربي. [روى عن النبي. ص: إذا بزق احدكم فلا يبزق بين يديه ولا عن يمينه] .
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَنَابٍ عَنْ أَبِي صَخْرَةَ قَالَ:
حدثني رَجُلٌ مِنْ قَوْمِ طَارِقِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْهُ قَالَ: إِنِّي بِسُوقِ ذِي الْمَجَازِ إِذْ مَرَّ عَلَيَّ رَجُلٌ شَابٌّ عَلَيْهِ جُبَّةٌ مِنْ برد أحمر و [هو يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ قُولُوا لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ تُفْلِحُوا.] وَرَجُلٌ خَلْفَهُ يَرْمِيهِ قَدْ أَدْمَى عُرْقُوبَيْهِ وَسَاقَيْهِ يَقُولُ: إِنَّهُ كَذَّابٌ فَلا تُطِيعُوهُ.
فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: غُلامٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ. وَهَذَا عَمُّهُ عَبْدُ الْعُزَّى. فَلَمَّا هَاجَرَ مُحَمَّدٌ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى الْمَدِينَةِ وَأَسْلَمَ الناس ارتحلنا من الربذة
__________
1901 التقريب (2/ 5) .
1902 التقريب (1/ 542) .
1903 طبقات ابن خياط (49) ، (130) ، والتاريخ الكبير (3112) ، والجرح والتعديل (2129) ، والاستيعاب (2/ 756) ، وأسد الغابة (3/ 49) ، والكاشف (2473) ، وتاريخ الإسلام (4/ 259) ، وتهذيب التهذيب (5/ 4) ، والإصاة (4227) ، والتقريب (1/ 376) ، وتهذيب الكمال (2950) .(6/114)
مَعَنَا ظَعِينَةٌ لَنَا. فَلَمَّا أَتَيْنَا الْمَدِينَةَ أَدْنَى حِيطَانِهَا نَزَلْنَا نَلْبَسُ ثِيَابًا غَيْرَ ثِيَابِنَا وَإِذَا بِرَجُلٍ فِي الطَّرِيقِ. فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ أَقْبَلَ الْقَوْمُ؟ قُلْنَا: مِنَ الرَّبَذَةِ. قَالَ: أَيْنَ تُرِيدُونَ؟ قُلْنَا: نُرِيدُ هَذِهِ الْمَدِينَةَ. قَالَ: وَمَا حَاجَتُكُمْ فِيهَا؟ قُلْنَا: نَمِيرُ أَهْلَنَا مِنْ تَمْرِهَا. قَالَ وَلَنَا جَمَلٌ أَحْمَرُ قَائِمٌ مَخْطُومٌ. فَقَالَ: أَتَبِيعُونَ جَمَلَكُمْ؟ قُلْنَا: نَعَمْ. قَالَ: بِكَمْ؟ قُلْنَا: بِكَذَا وَكَذَا صَاعًا مِنْ تَمْرٍ. قَالَ فَمَا اسْتَنْقَصَنَا مِمَّا قُلْنَا لَهُ شَيْئًا. ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ فَأَخَذَ خِطَامَ الْجَمَلِ فَأَدْبَرَ بِهِ. فَلَمَّا تَوَلَّى عَنَّا بِالْخِطَامِ قُلْنَا: وَاللَّهِ مَا صَنَعْنَا شَيْئًا وَمَا بِعْنَا مَنْ لا يُعْرَفُ. قَالَ تَقُولُ الْمَرْأَةُ الْجَالِسَةُ: لَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلا كَأَنَّ وَجْهَهُ شُقَّةُ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ لا يَظْلِمُكُمْ وَلا يَغْدِرُ بِكُمْ وَأَنَا ضَامِنَةٌ لِثَمَنِ جَمَلِكُمْ. [فَأَتَانَا رَجُلٌ فَقَالَ: أَنَا رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَيْكُمْ.
هَذَا تَمْرُكُمْ فَكُلُوا وَاشْبَعُوا وَاكْتَالُوا.] قَالَ فَأَكَلْنَا وَاكْتَلْنَا وَاسْتَوْفَيْنَا وَشَبِعْنَا. ثُمَّ دَخَلْنَا الْمَدِينَةَ فَأَتَيْنَا الْمَسْجِدَ فَإِذَا هُوَ يَخْطُبُ عَلَى الْمِنْبَرِ. فَسَمِعْنَا مِنْ قَوْلِهِ يَقُولُ: [تَصَدَّقُوا فَإِنَّ الصَّدَقَةَ خَيْرٌ لَكُمْ. وَالْيَدُ الْعُلْيَا خير من اليد السفلى.] و [ابد بِمَنْ تَعُولُ أُمِّكَ وَأَبَاكَ وَأُخْتِكَ وَأَخَاكَ ثُمَّ أَدْنَاكَ فَأَدْنَاكَ.] فَدَخَلَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي يَرْبُوعٍ. فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ [فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَؤُلاءِ بَنُو يَرْبُوعٍ قَتَلُوا مِنَّا رَجُلا فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَأَعْدِنَا عَلَيْهِمْ. قَالَ يَقُولُ رَسُولُ الله. ص: أَلا إِنَّ أُمًّا لا تَجْنِي عَلَى وَلَدٍ. أَلا إِنَّ أُمًّا لا تَجْنِي عَلَى وَلَدٍ.
ثلاثا] .
1904- ابن أبي شيخ المحاربي.
قال: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَهِشَامُ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ قَالَ: حَدَّثَنِي امْرُؤُ الْقَيْسِ الْمُحَارِبِيُّ عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَحِيرٍ عَنِ ابْنِ أَبِي شَيْخٍ [قَالَ: أَتَانَا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يَا مَعْشَرَ مُحَارِبٍ. نَصَرَكُمُ اللَّهُ لا تَسْقُونِي حَلْبَ امْرَأَةٍ] .
قَالَ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ. قَالَ قيس بن الربيع: فرأيت امرؤ القيس إذا أتي بشيراز قال: جلاب امْرَأَةٍ هَذَا.
1905- عُبَيْدَةُ بْنُ خَالِدٍ
الْمُحَارِبِيُّ وهو عم عمة الأشعث بن سليم.
قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنِ الأَشْعَثِ بْنِ سُلَيْمٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَمَّتِيَ تُحَدِّثُ عَنْ عَمِّهَا قَالَ: بَيْنَا أَنَا أَمْشِي بِالْمَدِينَةِ إِذَا إِنْسَانٌ يَقُولُ:
[ارْفَعْ إزارك فإنه أبقى لثوبك وأنقى لِرَبِّكَ. قَالَ فَالْتَفَتٌّ فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقُلْتُ: يَا(6/115)
رَسُولَ اللَّهِ إِنَّمَا هِيَ بُرْدَةٌ مَلْحَاءُ. فَقَالَ: أَمَا لَكَ فِيَّ أُسْوَةٌ؟ فَنَظَرْتُ فَإِذَا إِزَارُهُ إِلَى نِصْفِ سَاقِهِ] .
قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ. قَالَ أَبُو الأَحْوَصِ: وَاسْمُهُ عُبَيْدَةُ بْنُ خَالِدٍ. يَعْنِي عَمَّهَا.
1906- سالم بن عبيد الأشجعي.
روى عن أبي بكر الصديق في السحور. ونزل الكوفة بعد ذلك.
1907- نوفل الأشجعي.
[روى عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: إذا أردت أن تنام فاقرأ قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ. فإنها براءة من الشرك. وهو أبو سحيم بن نوفل.]
1908- سلمة بن نعيم
الأشجعي. صحب النبي - صلى الله عليه وسلم - وسمع منه ونزل الكوفة بعد. و [روى عن النبي. ص: من لقي الله ولم يشرك به شيئا دخل الجنة.]
1909- شكل بن حميد
العبسي وهو أبو شتير بن شكل.
و [حديثه: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي ومن شر بصري ومن شر مني] .
1910- الأسود بن ثعلبة
اليربوعي.
[قَالَ: شَهِدْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ يقول: لا يجني جان إلا على نفسه] .
__________
1906 تاريخ ابن معين (2/ 187) ، وطبقات ابن خياط (47) ، (129) ، والتاريخ الكبير (2130) ، والجرح والتعديل (795) ، وحلية الأولياء (1/ 371) ، والاستيعاب (2/ 566) ، وأسد الغابة (2/ 247) ، والكاشف (1796) ، وتهذيب التهذيب (3/ 441) ، وتهذيب الكمال (2154) .
1907 التقريب (2/ 310) .
1908 التاريخ الكبير (1991) ، والطبري (3/ 146) ، والجرح والتعديل (576) ، والاستيعاب (2/ 642) ، وتهذيب التهذيب (4/ 159) ، والإصابة (3399) ، وتهذيب الكمال (2471) .
1909 طبقات ابن خياط (49) ، (130) ، والتاريخ الكبير (2749) ، والجرح والتعديل (1691) ، والاستيعاب (2/ 710) ، وأسد الغابة (3/ 3) ، وتهذيب التهذيب (4/ 364) ، والإصابة (3917) ، والتقريب (1/ 354) ، وتهذيب الكمال (2772) .(6/116)
1911- رُشَيْدُ بْنُ مَالِكٍ
السَّعْدِيُّ ويكنى أبا عميرة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَرِّفُ بْنُ وَاصِلٍ السَّعْدِيُّ قَالَ:
حَدَّثَتْنِي حَفْصَةُ ابنة طَلْقٍ امْرَأَةٌ مِنَ الْحَيِّ سَنَةَ تِسْعِينَ عَنْ جَدِّي أَبِي عَمِيرَةَ رُشَيْدِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ذَاتَ يَوْمٍ فَجَاءَ رَجُلٌ بِطَبَقٍ عَلَيْهِ تَمْرٌ [فَقَالَ: مَا هَذَا. أَصَدَقَةٌ أَمْ هَدِيَّةٌ؟ فَقَالَ الرَّجُلُ: بَلْ صَدَقَةٌ. قَالَ فَقَدِّمْهَا إِلَى الْقَوْمِ. قَالَ وَالْحَسَنُ يَتَعَفَّرُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَأَخَذَ تَمْرَةً فَجَعَلَهَا فِي فِيهِ. فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَدْخَلَ إِصْبَعَهُ فِي فِيهِ فَانْتَزَعَ التَّمْرَةَ ثُمَّ قَذَفَهَا ثُمَّ قَالَ: إِنَّا آلَ مُحَمَّدٍ لا نَأْكُلُ الصَّدَقَةَ] .
1912- الْفُجَيْعُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ حُنْدُجِ بْنِ الْبَكَّاءِ بْن عَامِرِ بْن ربيعة بْن عامر بْن صعصعة العامري.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ وَهْبِ بْنِ عُقْبَةَ الْعَامِرِيُّ الْبَكَّائِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنِ الْفُجَيْعِ الْعَامِرِيِّ أَنَّهُ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
[فَقَالَ: مَا يَحِلُّ لَنَا مِنَ الْمَيْتَةِ؟ قَالَ: مَا طَعَامُكُمْ؟ قُلْنَا: نَغْتَبِقُ وَنَصْطَبِحُ. فَسَّرَهُ لِي عُقْبَةُ: قَدَحٌ غُدْوَةً وَقَدَحٌ عَشِيَّةً. قَالَ: ذَاكَ وَأَبِي الْجُوعُ.] فَأَحَلَّ لَهُمُ الْمَيْتَةَ عَلَى هذه الحال.
1913- عتاب بن شمير.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ جَابِرِ بْنِ رَبِيعَةَ الضَّبِّيُّ عَنْ مُجَمِّعِ بْنِ عَتَّابِ بْنِ شُمَيْرٍ عَنْ أبيه قال: قلت للنبي. ص: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا وَإِخْوَةً فَأَذْهَبُ إِلَيْهِمْ فَعَسَى أَنْ يُسْلِمُوا فَآتِيَكَ بِهِمْ. [قَالَ: إِنْ هُمْ أَسْلَمُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُمْ وَإِنْ هُمْ أَقَامُوا فَالإِسْلامُ وَاسِعٌ. أو عريض] .
1914- ذو الجوشن الضبابي.
قَالَ: قَالَ هِشَامُ بْن مُحَمَّد بْن السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ: اسمه شرحبيل بن الأعور بن عمرو بن معاوية. وهو الضباب بْنِ كِلابِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ صعصعة.
قال: وقال غيره: اسمه جوشن بن ربيعة الكلابي. وهو أبو شمر بن ذي الجوشن الذي شهد قتل الحسين بن علي. وكان شمر يكنى أبا السابغة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ
__________
1912 التقريب (2/ 107) .(6/117)
السَّبِيعِيُّ قَالَ: قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جَوْشَنُ بْنُ رَبِيعَةَ الْكِلابِيُّ وَأَهْدَى إِلَيْهِ فَرَسًا. وَهُوَ يَوْمَئِذٍ مُشْرِكٌ. فَأَبَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يَقْبَلَهُ مِنْهُ. [قَالَ وَقَالَ: إِنْ شِئْتَ بِعْتَنِيهِ بِالْمُخَيَّرَاتِ مِنْ أَدْرَاعِ بَدْرٍ. ثُمَّ قَالَ لَهُ: يَا ذَا الْجَوْشَنِ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَكُونَ مِنْ أَوَائِلِ هَذَا الأَمْرِ؟ قَالَ: لا. قَالَ: فَمَا يَمْنَعُكَ مِنْهُ؟ قَالَ: رَأَيْتُ قَوْمَكَ كَذَّبُوكَ وَأَخْرَجُوكَ وَقَاتَلُوكَ فَأَنْظُرُ فَإِنْ ظَهَرْتَ عَلَيْهِمْ آمَنْتُ بِكَ وَاتَّبَعْتُكَ وَإِنْ ظَهَرُوا عَلَيْكَ لَمْ أَتَّبِعْكَ. فَقَالَ لَهُ رسول الله. ص: يَا ذَا الْجَوْشَنِ لَعَلَّكَ إِنْ بَقِيَتَ قَرِيبًا أن ترى ظهوري عليهم] .
قال: فو الله إِنِّي لَبِضَرِيَّةٍ إِذْ قَدِمَ عَلَيْنَا رَاكِبٌ مِنْ قِبَلِ مَكَّةَ فَقُلْنَا: مَا الْخَبَرُ وَرَاءَكَ؟ قَالَ:
ظَهَرَ مُحَمَّدٌ عَلَى أَهْلِ مَكَّةَ. قَالَ فَكَانَ ذُو الْجَوْشَنِ يَتَوَجَّعُ عَلَى تَرْكِهِ الإِسْلامَ حِينَ دَعَاهُ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ ذِي الْجَوْشَنِ الضِّبَابِيِّ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَعْدَ أَنْ فَرَغَ مِنْ بَدْرٍ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَتَيْتُكَ بِابْنِ الْقَرْحَاءِ فَخُذْهُ. [قال فقال رسول الله. ص: لا.
وَإِنْ شِئْتَ أَنْ أُقِيضَكَ بِهِ الْمُخْتَارَ مِنْ دُرُوعِ بَدْرٍ فَعَلْتُ] . فَقُلْتُ: مَا كُنْتُ لأَقِيضَكَ الْيَوْمَ فَرَسًا بِدِرْعٍ.
وَرَوَى غَيْرُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ هَذَا الْحَدِيثَ أَتَمَّ عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَنْ جَدِّهِ عَنْ ذِي الْجَوْشَنِ الضِّبَابِيِّ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَعْدَ أَنْ فَرَغَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ بِابْنِ فَرَسٍ لِي يُقَالُ لَهَا الْقَرْحَاءُ فَقُلْتُ: يَا مُحَمَّدُ إِنِّي قَدْ جِئْتُكَ بِابْنِ الْقَرْحَاءِ لِتَتَّخِذَهُ. [قَالَ: لا حَاجَةَ لِي فِيهِ. ثُمَّ قَالَ: يَا ذَا الْجَوْشَنِ أَلا تُسْلِمُ فَتَكُونُ مِنْ أَوَّلِ هَذَا الأَمْرِ؟ قَالَ: لا. قَالَ ثُمَّ قُلْتُ: إِنِّي رَأَيْتُ قَوْمَكَ قَدْ وَلِعُوا بِكَ. قَالَ: فَكَيْفَ بَلَغَكَ عَنْ مَصَارِعِهِمْ بِبَدْرٍ؟ قَالَ قُلْتُ: قَدْ بَلَغَنِي. قَالَ:
فَإِنِّي لَكَ بِهَذَا إِنْ تَغْلِبَ عَلَى الْكَعْبَةِ وَقَطَنِهَا. قَالَ: لَعَلَّكَ إِنْ عِشْتَ تَرَى ذَلِكَ. ثُمَّ قَالَ: يَا بِلالُ خُذْ حَقِيبَةَ الرَّجُلِ فَزَوِّدْهُ مِنَ الْعَجْوَةِ.] قَالَ فَلَمَّا أَدْبَرْتُ قَالَ: أَمَا إِنَّهُ خَيْرُ فُرْسَانِ بَنِي عَامِرٍ. قَالَ فو الله إِنِّي بِأَهْلِي بِالْعَوْدِ إِذْ أَقْبَلَ رَاكِبٌ فَقُلْتُ: مَا فَعَلَ النَّاسُ؟
قَالَ: قَدْ وَاللَّهِ غَلَبَ مُحَمَّدٌ عَلَى الْكَعْبَةِ وَقَطَنِهَا. قَالَ قُلْتُ: هَبِلَتْنِي أُمِّي. وَلَوْ أُسْلِمُ يَوْمَئِذٍ ثُمَّ أَسْأَلُهُ الْحِيرَةَ لأقطعنيها.
1915- غالب بن أبجر المزني.
__________
1915 التقريب (2/ 104) .(6/118)
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ غَالِبِ بْنِ أَبْجَرَ قَالَ: أَصَابَتْنَا سَنَةٌ فَلَمْ يَكُنْ فِي مَالِي شَيْءٌ أُطْعِمُ أَهْلِي إِلا سَمِينَ حُمُرِي. وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَرَّمَ لُحُومَ الْحُمُرِ الأَهْلِيَّةِ. فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقلت: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَصَابَتْنَا السَّنَةُ وَلَمْ يَكُنْ فِي مَالِي أَنْ أُطْعِمَ أَهْلِي إِلا سِمَانَ حُمُرِي وَإِنَّكَ حَرَّمْتَ لُحُومَ الْحُمُرِ الأَهْلِيَّةِ. [فَقَالَ: أَطْعِمْ أَهْلَكَ مِنْ سَمِينِ حُمُرِكَ. إِنَّمَا حَرَّمْتُهَا مِنْ أَجْلِ جَوَّالِ الْقَرْيَةِ] .
1916- عامر أبو هلال
بن عامر المزني.
1917- الأغر المزني.
ويقال الجهني.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بُرْدَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلا مِنْ جُهَيْنَةَ يُقَالُ لَهُ الأَغَرُّ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
يَخْطُبُ يَزْعُمُ أَنَّهُ [سَمِعَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إِلَى رَبِّكُمْ فَإِنِّي أَتُوبُ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ] .
1918- هَانِئُ بْنُ يزيد
بن نهيك بن دريد بن سفيان بن الضباب من بني الحارث ابن كعب.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ هَانِئِ بْنِ يَزِيدَ أَنَّهُ قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي وَفْدٍ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ.
قَالَ وَكَانَ يُكْنَى أَبَا الْحَكَمِ. قَالَ فَأَخَذُوا يُكَنُّونَهُ بأبي الحكم. قال فقال. [يعني النبي. ص: لِمَ يُكَنِّيكَ هَؤُلاءِ أَبَا الْحَكَمِ؟ قَالَ: لأَنَّهُ إِذَا كَانَ بَيْنَهُمْ أَمْرُ تَشَاجُرٍ أَتَوْنِي فَحَكَمْتُ بَيْنَهُمْ. فَقَالَ: أَلَكَ وَلَدٌ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: فَأَيُّهُمْ أَكْبَرُ؟ قُلْتُ:
شُرَيْحٌ. قَالَ: فَأَنْتَ أَبُو شُرَيْحٍ] .
1919- أَبُو سَبْرَةَ.
واسمه يَزِيدُ بْنُ مَالِكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الذؤيب بن سلمة بن عمرو ابن ذهل بن مران بن جعفى بن سعد العشيرة من مذحج. وهو جد خَيْثَمَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ خَيْثَمَةَ
__________
1917 الجرح والتعديل (1/ 1/ 308) . وتهذيب الكمال (542) .
1918 التقريب (2/ 315) .(6/119)
قَالَ: قَدِمَ جَدِّي الْمَدِينَةَ فَوُلِدَ أَبِي فَسَمَّاهُ عَزِيزًا. فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: بَلْ هو عبد الرحمن.
قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ:
سَمِعْتُ خَيْثَمَةَ يَقُولُ: لَمَّا وُلِدَ أَبِي سَمَّاهُ جَدِّي عَزِيزًا فَأَتَى جَدِّي النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ: اسْمُهُ عَبْدُ الرحمن.
1920- المسور بن يزيد
الأسدي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ كَثِيرٍ الْكَاهِلِيُّ الأَسَدِيُّ عَنْ مِسْوَرِ بْنِ يَزِيدَ الأَسَدِيِّ قَالَ:
شَهِدْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقْرَأُ فِي الصَّلاةِ فَتَرَكَ شَيْئًا لَمْ يَقْرَأْهُ. فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ تَرَكْتَ آيَةَ كَذَا وَكَذَا. [قَالَ: فهلا أَذْكَرْتَنِيهَا إِذًا!] .
1921- بَشِيرُ بْنُ الْخَصَاصِيَّةِ.
واسمه زحم بن معبد السَّدُوسِيُّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أخبرنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ إِيَادٍ السَّدُوسِيُّ قَالَ:
سَمِعْتُ أَبِي إِيَادِ بْنُ لَقِيطٍ السَّدُوسِيُّ وَهُوَ يُحَدِّثُ قَالَ: سَمِعْتُ لَيْلَى امْرَأَةَ بَشِيرِ بْنِ الْخَصَاصِيَّةِ تَقُولُ: رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سَمَّاهُ بَشِيرًا. وكان اسمه قبل ذلك زحم.
1922- نمير أبو مالك
الخزاعي.
قال: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ عِصَامِ بْنِ قُدَامَةَ عَنْ مَالِكِ بْنِ نُمَيْرٍ الْخُزَاعِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَاضِعًا يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى فَخِذِهِ الْيُمْنَى يُشِيرُ فِي الصَّلاةِ بِإِصْبَعِهِ.
1923- أبو رمثة التيمي.
واسمه حبيب بن حيان.
1924- أَبُو أُمَيَّةَ الفزاري.
__________
1920 التقريب (2/ 248) .
1921 تاريخ ابن معين (2/ 60) ، وطبقات ابن خياط (63) ، (186) ، والتاريخ الكبير (2/ 1/ 97، 98) ، والجرح والتعديل (1/ 1/ 373، 378) ، والاستيعاب (1/ 173) ، 174) ، وأسد الغابة (1/ 193، 194) ، والكاشف (1/ 159) ، وتهذيب التهذيب (1/ 467، 468) ، والإصابة (1/ 159) .
1922 التقريب (2/ 307) .(6/120)
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْفَرَّاءِ قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا أُمَيَّةَ الْفَزَارِيَّ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَحْتَجِمُ.
1925- خزيمة بن ثابت
بن الفاكه الخطمي من الأنصار ويكنى أبا عمارة. وهو ذو الشهادتين. وقدم الكوفة مع علي بن أبي طالب فلم يزل معه حتى قتل بصفين سنة سبع وثلاثين. وله عقب.
1926- مجمع بن جارية
بْن عامر بْن مجمع بْن العطاف بْن ضبيعة بْن زَيْد من بني عَمْرو بْن عوف. وهو الذي روى الكوفيون أنه جَمَعَ الْقُرْآنَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلا سورة أو سورتين منه. وتُوُفِّي فِي خلافة مُعَاوِيَة بْن أبي سُفْيَان وليس له عقب.
1927- ثابت بن وديعة
بن خذام من بني عمرو بن عوف. وَقَدْ رَوَى عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - أحاديث. وكان قد نزل الكوفة بآخره.
1928- سعد بن بجير
بن معاوية. وهو الذي يقال له سعد بن حبتة. وهو من بجيلة حليف لبني عمرو بن عوف. استصغر يوم أحد. ونزل الكوفة. ومات بالكوفة وصلى عليه زيد بن أرقم فكبر عليه خمسا. ومن ولده خنيس بن سعد بن حبتة صاحب شهارسوج خنيس بالكوفة. ومن ولده أيضا أبو يوسف القاضي. اسمه يعقوب ابن إبراهيم بن حبيب بن سعد بن حبتة.
1929- قَيْسُ بْنُ سَعْدِ
بْنِ عُبَادَةَ بْنِ دُلَيْمٍ من بني ساعدة بن كعب بن الخزرج
__________
1925 طبقات ابن خياط (83) ، (135) ، (190) ، وعلل أحمد (77) ، (142) ، والتاريخ الكبير (704) والصغير (1/ 78، 170) ، والطبري (3/ 173) ، (4/ 447) ، والجرح والتعديل (1744) ، ومشاهير علماء الأمصار (277) ، والاستيعاب (2/ 488) ، وأسد الغابة (2/ 114) ، والعبر (1/ 41) ، وتهذيب التهذيب (3/ 140) ، والإصابة (1/ 425) ، وتهذيب الكمال (1685) .
1926 الإصابة (7735) ، وغاية النهاية (2/ 42) ، وتذهيب الكمال (316) (الخلاصة) .
1927 التاريخ الكبير (2/ 1/ 170) ، والجرح والتعديل (1/ 1/ 459) ، وثقات ابن حبان (3/ 43، 44) ، ومشاهير علماء الأمصار (47) ، والاستيعاب (1/ 205، 206) ، وأسد الغابة (2/ 233، 234) ، والكاشف (1/ 172) ، وتهذيب التهذيب (2/ 17، 18) ، والإصابة (1/ 197) ، وتهذيب الكمال (834) .
1929 تهذيب التهذيب (8/ 395) ، والمحبر (155) ، وصفة الصفوة (1/ 300) ، والجرح والتعديل (3/ 99) ، والإصابة (7179) ، والنجوم الزاهرة (1/ 83) ، ورغبة الآمل (5/ 41، 43) ، وتهذيب الأسماء (2/ 62) ، والأعلام (5/ 206) .(6/121)
ويكنى أبا عبد الملك. وكان علي بن أبي طالب قد ولاه مصر ثم عزله عنها. فقدم قيس المدينة ثم لحق بعلي بالكوفة فلم يزل معه. وكان على شرطة الخميس.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الأَجْلَحُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ يَرِيمَ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: رَأَيْتُ قَيْسَ بْنَ سَعْدٍ عَلَى شُرْطَةِ الْخَمِيسِ. قَالَ ثُمَّ أَتَى دِجْلَةَ فَتَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ. قَالَ فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى أَثَرِ الأَصَابِعِ عَلَى الْخُفِّ. ثُمَّ تَقَدَّمَ فَأَمَّ النَّاسَ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَلَمْ يَزَلْ قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ مَعَ عَلِيٍّ حَتَّى قُتِلَ عَلِيٌّ فَصَارَ مَعَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ. رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا. فَوَجَّهَهُ عَلَى مُقَدِّمَتِهِ يُرِيدُ الشَّامَ. ثُمَّ صَالَحَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ مُعَاوِيَةَ فَرَجَعَ قَيْسٌ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى تُوُفِّيَ فِي آخِرِ خِلافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ.
1930- النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرِ
بْنِ سَعْدٍ من بني الحارث بن الخزرج. وأمه عمرة بِنْت رواحة أخت عَبْد الله بْن رواحة من بني الحارث بن الخزرج. ويكنى النعمان أبا عبد الله وكان أول مولود من الأنصار ولد بالمدينة بعد هِجْرَةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ولد في شهر ربيع الآخر على رأس أربعة عشر شهرا مِنْ هِجْرَةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هَذَا في رواية أهل المدينة وأما أهل الكوفة فيروون عنه رواية كثيرة يقول فيها: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فدل على أنه أكبر سنا مما روى أهل المدينة في مولده. وكان ولى الكوفة لمعاوية بن أبي سفيان وأقام بها. وكان عثمانيا ثم عزله معاوية بن أبي سفيان فصار إلى الشأم. فلما مات يزيد بن معاوية دعا النعمان لابن الزبير. وكان عاملا على حمص. فلما قتل الضحاك بن قيس بمرج راهط في ذي الحجة سنة أربع وستين في خلافة مروان بن الحكم هرب النعمان بن بشير من حمص فطلبه أهل حمص فأدركوه فقتلوه واحتزوا رأسه ووضعوه في حجر امرأته الكلبية.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ أَنَّ مُعَاوِيَةَ اسْتَعْمَلَ النُّعْمَانَ بْنَ بشير على الكوفة. وكان والله من
__________
1930 تهذيب التهذيب (10/ 447) ، وجمهرة الأنساب (345) ، وأسد الغابة (5/ 22) ، والإصابة (8730) ، وحسن الصحابة (160) ، والمحبر (276) ، (294) ، والأعلام (8/ 36) .(6/122)
أَخْطَبَ مَنْ سَمِعْتُ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا يَتَكَلَّمُ.
1931- أبو ليلى.
واسمه بِلالِ بْنِ بُلَيْلِ بن أحيحة بن الجلاح من بني عمرو بن عوف. وهو أبو عبد الرحمن بن أبي ليلى. ولأبي ليلى دار بالكوفة في جهينة.
1932- وأخوه عمرو بن بليل
بن أحيحة بن الجلاح من بني عمرو بن عوف.
1933- شَيْبَانُ.
جد أبي هبيرة. وكان من الأنصار.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنْ أَشْعَثَ عَنْ أَبِي هُبَيْرَةَ يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ عَنْ جَدِّهِ شَيْبَانَ قَالَ: جِئْتُ فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَجَلَسْتُ إِلَى حُجْرَةٍ مِنْهَا. [قَالَ فَسَمِعَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَنَحْنُحِي فَقَالَ: أَبُو يَحْيَى؟ فَقُلْتُ: أَبُو يَحْيَى. قَالَ:
هَلُمَّ إِلَى الْغَدَاءِ. فَقُلْتُ: إِنِّي صَائِمٌ. فَقَالَ: وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَصُومَ. إِنَّ مُؤَذِّنَنَا أَذَّنَ قَبْلَ أَنْ يَطْلُعَ الْفَجْرُ وَفِي عَيْنِهِ سُوءٌ أَوْ شَيْءٌ] .
1934- قيس بن أبي غرزة
الأنصاري.
1935- حنظلة بن الربيع
الكاتب من بني تميم ثم من بني أسيد بن عمرو بن تميم.
قَالَ محمد بن عمر: كتب للنبي - صلى الله عليه وسلم - مرة كتابا فسمي بذلك الكاتب. وكانت الكتابة في العرب قليلا.
1936- وأخوه رباح بن الربيع.
روى عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
__________
1931 التقريب (1/ 467) .
1934 التقريب (2/ 129) .
1935 طبقات ابن خياط (43) ، (129) ، والتاريخ الكبير (151) ، والصغير (1/ 116، 117) ، وتاريخ الطبري (3/ 173، 368، 369، 371، 460، 560، 570) ، (4/ 129، 352، 382) ، (6/ 179) ، والجرح والتعديل (1059) ، وأسد الغابة (2/ 58) ، وتاريخ الإسلام (6/ 59) ، وتهذيب التهذيب (3/ 60) ، والكاشف (1/ 260) ، وتهذيب الكمال (1560) .
1936 التاريخ الكبير (1069) ، والصغير (1/ 116، 117) ، والجرح والتعديل (2314) ، والاستيعاب (2/ 486) ، وأسد الغابة (2/ 160) ، والكاشف (1/ 301) ، والتجريد (1/ 175) ، وتهذيب التهذيب (3/ 233) ، والإصابة (1/ 501) ، وخلاصة الخزرجي (2006) ، وتهذيب الكمال (1843) .(6/123)
1937- معقل بن سنان
الأشجعي. قتل يوم الحرة صبرا في ذي الحجة سنة ثلاث وستين.
1938- عدي بن عميرة
الكندي. نزل الكوفة وروى عن النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَرَوَى عَنْهُ قيس بن أبي حازم. وهو أبو عدي بن عدي بن عميرة صاحب عمر بن عبد العزيز.
1939- مرداس بن مالك
الأسلمي. روى عنه قيس بن أبي حازم.
1940- عبد الرحمن بن حسنة
الجهني.
1941- عَبْدُ اللَّهِ أبو المغيرة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: انْتَهَيْتُ إِلَى رَجُلٍ وَهُوَ يُحَدِّثُ النَّاسَ قَالَ: وَقَدْ وُصِفَ لِيَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَلَمْ أَكُنْ رَأَيْتُهُ. قَالَ فَانْطَلَقْتُ حَتَّى وَقَفْتُ عَلَى الطَّرِيقِ بِعَرَفَاتٍ فَجَعَلَتِ الْمَوَاكِبُ تَمُرُّ عَلَيَّ حَتَّى رُفِعَ لِي مَوْكِبٌ كَثِيرُ الأَهْلِ فَنَظَرْتُ فَعَرَفْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَسْطَهُمْ بِالْوَصْفِ. فَلَمَّا دَنَا مِنِّي هَتَفَ بِي رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ. ثُمَّ قَالَ: خَلِّ عَنْ وُجُوهِ الركاب. [فقال رسول الله. ص: دَعُوا الرَّجُلَ فَأَرِبَ مَا لَهُ. قَالَ فَأَقْبَلْتُ حَتَّى أَخَذْتُ بِزِمَامِ نَاقَتِهِ أَوْ بِخِطَامِهَا فَقُلْتُ: نَبِّئْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ وَيُبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ. قَالَ: وَذَلِكَ أَعْمَلَكَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: فَاعْقِلْ إِذًا. تَعْبُدُ اللَّهَ وَلا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا. وَتُقِيمُ الصَّلاةَ وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ وَتَصُومُ رَمَضَانَ وَتَحُجُّ الْبَيْتَ وَتَأْتِي إِلَى النَّاسِ بِمَا تُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْكَ. وَتَكْرَهُ لِلنَّاسِ مَا تَكْرَهُ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْكَ. خَلِّ عَنِ الرَّاحِلَةِ] .
1942- أَبُو شَهْمٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعَلاءُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْعَطَّارُ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَطَاءٍ عَنْ بَيَانٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي شَهْمٍ قَالَ: وَكَانَ رَجُلا بَطَّالا فَمَرَّتْ بِهِ جَارِيَةٌ بالمدينة
__________
1937 الإصابة (7138) ، وتهذيب التهذيب (10/ 233) ، وأسد الغابة (4/ 397) ، والجرح والتعديل (4/ 1/ 284) ، والأعلام (7/ 270) .
1938 الإصابة (5489) ، والأعلام (4/ 221) ، والتقريب (2/ 17) .
1939 التقريب (2/ 237) .
1940 التقريب (1/ 477) .
1942 التقريب (2/ 435) .(6/124)
فَأَهْوَى بِيَدِهِ إِلَى خَاصِرَتِهَا. قَالَ: فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنَ الْغَدِ وَهُوَ يُبَايِعُ النَّاسَ. قَالَ [فَقَبَضَ يَدَهُ وَقَالَ: أَصَاحِبُ الْجُبَيْذَةِ أَمْسِ؟ قَالَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لا أَعُودُ. قَالَ:
فَنَعَمْ إِذًا. قَالَ فَبَايَعَهُ.]
1943- أبو الْخَطَّابِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ قَالَ: حَدَّثَنِي ثُوَيْرٌ قَالَ:
سَمِعْتُ رَجُلا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ - يُقَالُ لَهُ أَبُو الْخَطَّابِ. وَسُئِلُ عَنِ الْوِتْرِ قَالَ: أُحِبُّ أَنْ أُوتِرَ نِصْفَ اللَّيْلِ. إِنَّ اللَّهَ يَهْبِطُ مِنَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ: هَلْ مِنْ مُذْنِبٍ. هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ. هَلْ مِنْ دَاعٍ؟ حَتَّى إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ ارْتَفَعَ.
1944- حَرِيزٌ.
أَوْ أَبُو حَرِيزٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنِي قيس بن الربيع قال: حدثني عثمان ابن الْمُغِيرَةِ عَنْ أَبِي لَيْلَى الْكِنْدِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي رَبُّ هَذِهِ الدَّارِ حَرِيزٌ أَوْ أَبُو حَرِيزٍ قَالَ:
انْتَهَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ وَاقِفٌ بِمِنًى وَهُوَ يَخْطُبُ. فَوَضَعْتُ يَدَيَّ عَلَى مِيثَرَتِهِ فَإِذَا مَسْكُ ضَأْنِيَّةٍ.
1945- الرسيم.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ الْعَبْسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بن سليمان الرازي عن يحيى بن غسان عَنِ ابْنِ الرَّسِيمِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَفَدْنَا عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَسَأَلْنَاهُ عَنِ الأَشْرِبَةِ فِي الظُّرُوفِ فَنَهَانَا عَنْهَا. قَالَ ثُمَّ إِنَّا رَجَعْنَا إِلَيْهِ. قَالَ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَرْضَنَا أَرْضٌ وَخِمَةٌ. [قَالَ فقال رسول الله. ص: اشْرَبُوا فِيمَ شِئْتُمْ. مَنْ شَاءَ أَوْكَأَ سِقَاءَهُ على إثم] .
1946- ابن سيلان.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ الطَّحَّانُ عَنْ بَيَانٍ عَنْ قَيْسٍ عَنِ ابْنِ سِيلانَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ: تَبَارَكْتَ تُرْسِلُ عَلَيْهِمُ الْفِتَنَ] .
__________
1944 الإكمال لابن ماكولا (2/ 85) ، والكاشف (1/ 214) ، وتهذيب التهذيب (1/ 142) ، وخلاصة الخزرجي (1294) ، وتهذيب الكمال (1176) .(6/125)
1947- أبو طيبة.
صاحب منحة رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
1948- أَبُو سَلْمَى.
راعي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
قال: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلاءِ وَابْنُ جَابِرٍ قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو سَلامٍ الأَسْوَدُ عَنْ أَبِي سَلْمَى رَاعِي رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ ابْنُ جَابِرٍ فِي حَدِيثِهِ وَلَقِيتُهُ فِي مَسْجِدٍ بِالْكُوفَةِ. قَالَ:
[سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: بَخٍ بَخٍ مَا أَثْقَلَهُنَّ فِي الْمِيزَانِ. لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَسُبْحَانَ اللَّهِ. وَالْوَلَدُ الصَّالِحُ يُتَوَفَّى لِلْمَرْءِ الْمُسْلِمِ فَيَحْتَسِبُهُ] .
1949- رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَغْلِبَ.
وهو جد حرب بن هلال الثقفي من قبل أمه.
قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ حَرْبِ بْنِ هِلالٍ الثَّقَفِيِّ عَنْ أَبِي أُمِّهِ رَجُلٍ مِنْ بَنِي تَغْلِبَ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَعَلَّمَنِي شَرَائِعَ الإِسْلامِ فَحَفِظْتُ إِلا الْعُشُورَ فَقُلْتُ: أَعْشُرُهُمْ؟
فَقَالَ: [لَيْسَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ عُشُورٌ إِنَّمَا الْعُشُورُ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى. قَالَ يَعْنِي بِالْعُشُورِ الجزية.]
1950- جد طلحة بن مصرف
الإيامي.
قال: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مِقْسَمٍ الْبُرِّيِّ عَنْ لَيْثٍ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ الإِيَامِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - مَسَحَ رَأْسَهُ هَكَذَا.
وَوَصَفَ ذَلِكَ يَزِيدُ بِيَدَيْهِ جَمِيعًا. فَبَدَأَ فَمَسَحَ مُقَدَّمَ رَأْسِهِ. وَجَرَّ يَدَيْهِ إلى قفاه حتى أمرهما على سوالفه على بَطْنِ لِحْيَتِهِ.
قَالَ يَزِيدُ: وَأَنَا آخِذٌ بِهَا.
1951- أبو مرحب.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا الثَّوْرِيُّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ أَبِي مَرْحَبٍ قَالَ: لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَابِعَ أَرْبَعَةٍ فِي قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -
__________
1948 التقريب (2/ 430) .
1951 التقريب (2/ 237) .(6/126)
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَهَذَا الْحَدِيثُ لا يُعْرَفُ عِنْدَنَا وَلا يُعْرَفُ أَبُو مَرْحَبٍ.
وَالثَّبْتُ عِنْدَنَا وَعِنْدَ أَهْلِ بَلَدِنَا مَا حَدَّثَنِي مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ:
هُمْ أَرْبَعَةٌ الَّذِينَ وَلُوا غُسْلَهُ وَإِجْنَانَهُ. صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَسَلامُهُ وَرَحْمَتَهُ: الْعَبَّاسُ وَعَلِيٌّ وَالْفَضْلُ وَشُقْرَانُ. رَحِمَهُمُ اللَّهُ وَرَضِيَ عَنْهُمْ.
1952- قَيْسُ بْنُ الْحَارِثِ
الأَسَدِيُّ وهو جد قيس بن الربيع.
قال: أَخْبَرَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ الْمُخْتَارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ حُمَيْضَةَ بْنِ الشَّمَرْدَلِ عَنْ قَيْسِ بْنِ الْحَارِثِ أَنَّهُ أَسْلَمَ وَعِنْدَهُ ثَمَانِي نِسْوَةٍ فَأَمَرَهُ. يَعْنِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يَخْتَارَ مِنْهُنَّ أَرْبَعًا.
1953- الفلتان بن عاصم
الجرمي وهو خال عاصم بن كلاب الجرمي.
1954- عمرو بن الأحوص.
وهو أبو سليمان. وأم سليمان أم جندب الأزدية التي [روت عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في حصي الجمار مثل حصي الخذف.]
1955- نقادة الأسدي.
وهو ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفِ بْنِ عَمِيرَةَ بْنِ مري بن سعد بن مَالِكِ بْنِ مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ دُودَانَ بن أسد.
روى عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ بعثه إلى رجل يستمنحه ناقة له وأن الرجل رده.
1956- الْمُسْتَوْرِدُ بْنُ شَدَّادِ
بْنِ عَمْرٍو من بني محارب بن فهر.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي الْمُسْتَوْرِدُ أَخُو بَنِي فِهْرٍ قَالَ: [سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: مَا الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلا كَمَا يَجْعَلُ أَحَدُكُمْ إِصْبَعَهُ فِي الْيَمِّ فَلْيَنْظُرْ بِمَ تَرْجِعُ إِلَيْهِ] .
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ: يَعْنِي الَّتِي تَلِي الإِبْهَامَ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَحَدَّثَ الْمُسْتَوْرِدُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أحاديث.
__________
1952 التقريب (2/ 127) .
1954 التقريب (2/ 65) .
1955 التقريب (2/ 306) .
1956 التقريب (2/ 242) .(6/127)
قَالَ: وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: كَانَ الْمُسْتَوْرِدُ غُلامًا يَوْمَ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
وَنَزَلَ الْكُوفَةَ وَرَوَى عَنْهُ الْكُوفِيُّونَ.
1957- محمد بن صفوان.
روى عن النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَرَوَى عَنْهُ من حديث الشعبي حديثا في الأرنب.
1958- محمد بن صيفي.
روى عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَدِيثًا في عاشوراء.
1959- وهب بن خنبش
الطائي.
1960- مَالِكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
الْخُزَاعِيُّ.
وحديثه قَالَ: صليت خلف النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم أصل خلف إمام كان أوجز صلاة مِنْهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْصُورُ ابن حَيَّانَ الأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِشْرٍ الْخُزَاعِيُّ عَنْ خَالِهِ مَالِكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْخُزَاعِيِّ قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَمَا صَلَّيْتُ خَلْفَ إِمَامٍ يَؤُمُّ النَّاسَ أَخَفَّ صَلاةً مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
1961- أبو كامل الأحمسي.
من بجيلة. واسمه قيس بن عائذ.
قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يخطب على ناقة وحبشي ممسك بخطامها.
1962- عمرو بن خارجة
بن المنتفق الأسدي.
1963- الصنابح بن الأعسر
الأحمسي من بجيلة.
1964- مَالِكُ بْنُ عُمَيْرٍ.
ويكنى أبا صفوان.
قال: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَعَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ قَالا: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عن
__________
1957 التقريب (2/ 171) .
1958 التقريب (2/ 172) .
1959 التقريب (2/ 338) .
1961 التقريب (2/ 465) .
1962 التقريب (2/ 69) .
1963 التقريب (1/ 370) .
1964 التقريب (2/ 227) .(6/128)
سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا صَفْوَانَ مَالِكَ بْنَ عُمَيْرٍ الأَسَدِيَّ يَقُولُ: قَدِمْتُ مَكَّةَ قَبْلَ أَنْ يُهَاجِرَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَاشْتَرَى مِنِّي رِجْلَيْ سَرَاوِيلَ فَأَرْجَحَ لِي.
1965- عمير ذو مران.
وهو جد مجالد بن سعيد الهمداني. وهو الذي كتب إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَنَزَلَ الكوفة.
1966- أبو جحيفة السوائي.
واسمه وهب بن عبد الله من بني سواءة بن عامر بن صعصعة. وقد روى عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - أحاديث.
قَالَ محمد بن سعد: وسمعت من يذكر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قبض ولم يبلغ أبو جحيفة الحلم. وقد رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - وسمع منه. وتوفي بالكوفة في ولاية بشر بن مروان.
1967- طَارِقُ بْنُ زِيَادٍ
الجعفي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ عَنْ طَارِقِ بْنِ زِيَادٍ الْجُعْفِيِّ قَالَ: قُلْتُ [يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لَنَا نَخْلا وَكَرْمًا فَنَعْصِرُ؟ قَالَ:
لا. قُلْتُ: مَرْضَانَا. يَعْنِي نُدَاوِي بِهِ. قَالَ: هُوَ دَاءٌ] .
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ بِهَذَا الإِسْنَادِ قَالَ: هُوَ طَارِقُ بْنُ سُوَيْدٍ.
1968- أَبُو الطفيل عامر
بن واثلة الكناني.
قال محمد بن سعد: أُخْبِرْتُ عَنْ ثَابِتِ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الله بن جميع قال:
__________
1966 لتقريب (2/ 338) .
1967 التقريب (1/ 376) ، وطبقات ابن خياط (134) ، والتاريخ الكبير (3111) ، والجرح والتعديل (997) ، (2127) ، وأسد الغابة (3/ 48) ، والاستيعاب (2/ 678) ، والكاشف (2471) ، والتجريد (2890) ، وتهذيب التهذيب (5/ 3) ، والإصابة (4224) ، (4310) ، وتهذيب الكمال (2949) .
1968 التقريب (1/ 389) ، وتاريخ ابن خياط (262) ، 325) ، والتاريخ الكبير (2947) ، والجرح والتعديل (1829) ، وتاريخ بغداد (1/ 198) ، والاستيعاب (2/ 798) ، و (4/ 1696) ، والترجيد (3056) ، والعبر (1/ 118) ، والإصابة (4436) ، وتهذيب التهذيب (5/ 82) ، وتهذيب الكمال (3064) .(6/129)
أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: قَالَ لِي أَبُو الطُّفَيْلِ: أَدْرَكْتُ ثَمَانِي سِنِينَ مِنْ حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
وَوُلِدْتُ عَامَ أُحُدٍ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَقَدْ رَأَى أَبُو الطُّفَيْلِ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ووصفه.
1969- الجحدمة.
قال: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْصُورُ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ عَنْ أَبِي جَنَابٍ عَنْ إِيَادٍ عَنِ الْجُحْدُمَةِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَرَجَ إِلَى الصَّلاةِ وَبِرَأْسِهِ رَدْعُ الْحِنَّاءِ.
1970- يَزِيدُ بْنُ نَعَامَةَ
الضَّبِّيُّ.
قال: أُخْبِرْتُ عَنْ حَاتِمِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَلْمَانَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ نَعَامَةَ الضَّبِّيِّ قَالَ وَقَدْ أَدْرَكَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: [قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
إِذَا آخَى الرَّجُلُ الرَّجُلَ فَلْيَسْأَلْهُ عَنِ اسْمِهِ وَاسْمِ أَبِيهِ وَمِمَّنْ هُوَ. فَإِنَّهُ أَوْصَلُ لِلْمَوَدَّةِ.]
1971- أبو خلاد.
وكانت له صحبة.
قال: أُخْبِرْتُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبَانَ عَنْ أَبِي فَرْوَةَ عَنْ أَبِي خَلادٍ. وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ. ص: [إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّجُلَ الْمُؤْمِنَ قَدْ أُعْطِي زُهْدًا فِي الدُّنْيَا وَقِلَّةَ مَنْطِقٍ فَاقْتَرِبُوا مِنْهُ فَإِنَّهُ يلقي الحكمة] !.
__________
1970 التقريب (2/ 372) .
1971 التقريب (2/ 418) .(6/130)
الطَّبَقَةُ الأُولَى مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ بَعْدَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
ممن روى عن أبي بكر الصديق وعمر بْنِ الْخَطَّابِ وَعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَعَلِيِّ بْنِ أبي طالب وعبد الله بن مسعود وغيرهم. رضي الله عنهم
1972- طَارِقُ بْنُ شِهَابِ
بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ هِلالِ بْنِ عوف بن جشم بن نقر بن عمرو بن لؤي بن رهم بن معاوية بن أسلم بن أحمس بن الغوث بن أنمار ابن بجيلة وهي أمه. وهي ابنة صعب بن سعد العشيرة بها يعرفون.
قال: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ وَسُلَيْمَانُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ قَالا: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ طَارِقَ بْنَ شِهَابٍ يَقُولُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَغَزَوْتُ فِي خِلافَةِ أَبِي بَكْرٍ.
زَادَ يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ فِي الْحَدِيثِ: وَعُمَرَ بِضْعًا وَأَرْبَعِينَ بَيْنَ غَزْوَةٍ وَسَرِيَّةٍ.
وَقَالَ: قَالَ رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ بِهَذَا الإِسْنَادِ: ثَلاثًا وَأَرْبَعِينَ. قَالَ وَقَدْ رَوَى طَارِقٌ عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ وَخَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ وَحُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ وَسَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ وَأَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَعَنْ أَخِيهِ أَبِي عَزْرَةَ. وَكَانَ أَكْبَرَ مِنْهُ. وَكَانَ يُكْثِرُ ذِكْرَ سَلْمَانَ.
1973- قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ.
واسمه عوف بن عبد الحارث بن عوف بن حشيش بن هلال بن الحارث بن رزاح بن كلب بن عمرو بن لؤي من أحمس. وقد روى قيس ابن أبي حازم عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وَطَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ وَسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنُ مسعود وخباب وخالد بن الوليد وحذيفة وأبي هريرة وعقبة بن عامر وجرير ابن عبد الله وعدي بن عميرة وأسماء بنت أبي بكر. وقد شهد القادسية.
__________
1972 الجمع بين رجال الصحيحين (234) ، والإصابة (4219) ، والأعلام (3/ 271) .
1973 التقريب (2/ 127) .(6/131)
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ قَيْسًا يَقُولُ: إِنَّهُ شهد القادسية. قال فخطبنا خالد ابن الْوَلِيدِ بِالْحِيرَةِ وَأَنَا فِيهِمْ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَإِنَّمَا أَرَادَ أَنَّهُ حَضَرَ مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ أَوَّلَ أَمْرِ الْعِرَاقِ حِينَ صَالَحَ خَالِدٌ أَهْلَ الْحِيرَةِ. وَهَذَا كُلُّهُ يُنْسَبُ إِلَى القادسية.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ قَالَ: رَأَيْتُ قيس بن أبي حازم يخضب بالصفرة.
قال: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ أَنَّهُ أَوْصَى أَنْ يُسَلَّ مِنْ قِبَلِ رِجْلَيْهِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: تُوُفِّيَ قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ فِي آخِرِ خِلافَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ.
1974- رافع بن أبي رافع
الطائي. وهو رافع بن عمرو. ويقال ابن عميرة بن جابر ابن حارثة بن عمرو بن محضب بن حزمر بن لبيد بن سنبس بن معاوية بن جرول بن ثعل من طيّئ. وكان يقال له رافع الخير. غزا مع عمرو بن العاص غزوة ذات السلاسل حين بعثه إِلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فغزا مع عمرو هذه الغزاة وفيها صحب أبا بكر الصديق وروى عنه. ورجع إلى بلاد قومه ولم ير النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو كان دليل خالد ابن الوليد حين توجه من العراق إلى الشأم فسلك بهم المفازة فقيل فيه:
لله در رافع أنى اهتدى ... فوز من قراقر إلى سوى
خمسا إذا ما سارها الجبس بكى ... ما سارها قبلك من أنس أرى
ثم صار رافع في آخر زمانه عريف قومه. وقد روى عنه طارق بن شهاب.
1975- سُوَيْدُ بْنُ غَفَلَةَ
بْنَ عَوْسَجَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ وَدَاعِ بْن مُعَاوِيَة بْن الْحَارِث بْن مالك بْن عوف بْن سعد بْن عوف بْن حريم بن جعفى بن سعد العشيرة من مذحج.
__________
1975 علل ابن المديني (101) ، وتاريخ ابن خياط (288) ، والتاريخ الكبير (2255) ، والصغير (1/ 154، 155) ، وتاريخ الطبري (3/ 589) ، (6/ 113) ، والجرح والتعديل (1001) ، وأسد الغابة (2/ 397) ، وتذكرة الحفاظ (1/ 153) ، وتاريخ الإسلام (3/ 252) ، وتهذيب التهذيب (4/ 278) ، والإصابة (3606) ، والتقريب (1/ 141) .(6/132)
أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - ووفد عليه فوجده وقد قبض. فصحب أبا بكر وعمر وعثمان وعليا.
وشهد مع علي صفين. وسمع من عبد الله بن مسعود ولم يسمع من عثمان شيئا.
وكان يكنى أبا أمية.
قال: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَهِشَامُ أَبُو الْوَلِيدِ الطيالسي قَالا: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنْ عُثْمَانَ الثَّقَفِيِّ عَنْ أَبِي لَيْلَى الْكِنْدِيِّ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ قَالَ: أَتَانَا مُصَدِّقُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ فَقَرَأْتُ فِي عَهْدِهِ فَإِذَا فِيهِ أَنْ لا يُفَرَّقَ بَيْنَ مُجْتَمِعٍ. وَلا يُجْمَعُ بَيْنَ مُتَفَرِّقٍ. فَأَتَاهُ رَجُلٌ بِنَاقَةٍ عَظِيمَةٍ مُلَمْلَمَةٍ فَأَبَى أَنْ يَأْخُذَهَا. ثُمَّ أَتَاهُ آخَرُ بِنَاقَةٍ دُونَهَا فَأَبَى أَنْ يَأْخُذَهَا. ثُمَّ قَالَ: أَيُّ سَمَاءٍ تُظِلُّنِي وَأَيُّ أَرْضٍ تُقِلُّنِي إِذَا أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَدْ أَخَذْتُ خِيَارَ إِبِلِ امْرِئٍ مسلم.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ قَالَ: أَخَذَ بِيَدِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَقَالَ: يَا أَبَا أُمَيَّةَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ الْمُزَنِيُّ عَنْ نُفَاعَةَ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: رَأَيْتُ سُوَيْدَ بْنَ غَفَلَةَ يصلي وعليه برنس.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَنَشُ بْنُ الْحَارِثِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُدْرِكٍ أَنَّ سُوَيْدَ بْنَ غَفَلَةَ كَانَ يُؤَذِّنُ بِالْهَاجِرَةِ فَسَمِعَهُ الْحَجَّاجُ وَهُوَ بِالدَّيْرِ فَقَالَ: ائْتُونِي بِهَذَا الْمُؤَذِّنِ. فَأَتَى سُوَيْدُ بْنُ غَفَلَةَ فَقَالَ: مَا حَمَلَكَ عَلَى الصَّلاةِ بِالْهَاجِرَةِ؟ فَقَالَ: صَلَّيْتُهَا مَعَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ. فَقَالَ: لا تُؤَذِّنْ لِقَوْمِكَ وَلا تَؤُمَّهُمْ.
وَكَانَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ يَرْوِي هَذَا الْحَدِيثَ أَيْضًا عَنْ أَبِي حَصِينٍ عَنْ سُوَيْدٍ.
وَيَزِيدُ فِيهِ: وَعُثْمَانُ. قَالَ فَقَالَ الحجاج: اطرحوه عن الأذان وعن الأم.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ أَنَّ سُوَيْدَ ابن غَفَلَةَ كَانَ مُتَوَارِيًا أَيَّامَ الْحَجَّاجِ. فَكَانُوا يُصَلُّونَ الظهر يوم الجمعة في جماعة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَنَشُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ لَقِيطٍ قَالَ: كَانَ سُوَيْدُ بْنُ غَفَلَةَ يَمُرُّ بِنَا فِي الْمَسْجِدِ إِلَى امْرَأَةٍ لَهُ مِنْ بَنِي أَسَدٍ هَاهُنَا وَهُوَ ابْنُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةِ سَنَةٍ. وَرُبَّمَا ركع وربما لم يركع.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ قَالَ: حَدَّثَنَا عُرْوَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُشَيْرٍ أَنَّ سُوَيْدَ بْنَ غَفَلَةَ كَفَّنَ الأُبَيْرِقَ بْنَ مَالِكٍ فِي ثوبين.(6/133)
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ عَنْ لَيْثٍ عَنْ خَيْثَمَةَ قَالَ: أَوْصَى سُوَيْدُ بْنُ غَفَلَةَ قَالَ: إِذَا مِتُّ فَلا تُؤْذِنُوا بِي أَحَدًا وَلا تُقَرِّبُوا قَبْرِي جَصًا وَلا آجُرًّا وَلا عُودًا. وَلا تَصْحَبْنِي امْرَأَةٌ. وَلا تُكَفِّنُونِي إِلا فِي ثَوْبِي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: تُوُفِّيَ سُوَيْدُ بْنُ غَفَلَةَ بِالْكُوفَةِ سَنَةَ إِحْدَى أَوِ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ فِي خِلافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَان.
قَالَ: أخبرنا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: مَاتَ سُوَيْدُ بْنُ غَفَلَةَ وَهُوَ ابْنُ مِائَةٍ وَثَمَانٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً.
1976- الأَسْوَدُ بْنُ يَزِيدَ
بْنِ قَيْسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن مالك بن علقمة بن سلامان بن كهل بن بكر بن عوف بن النخع من مذحج. ويكنى أبا عمرو وهو ابن أخي علقمة بن قيس. وكان الأسود بن يزيد أكبر من علقمة. وذكر أنه ذهب بمهر أم علقمة إليها.
بعث به معه جده. وروى الأسود عن أبي بكر الصديق أنه جرد معه الحج. وروى عن عمر وعلي وعبد الله بن مسعود ومعاذ بن جبل سمع منه باليمن قبل أن يهاجر حِينَ بُعِثَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - معاذا إلى اليمن. وروى عن سلمان وأبي موسى وعائشة ولم يرو عن عثمان شيئا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنِ الْحَكَمِ قَالَ: كَانَ الأَسْوَدُ يصوم الدَّهْرِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ قَالَ: إِنْ كَانَ الأَسْوَدُ لَيَصُومُ فِي الْيَوْمِ الشَّدِيدِ الْحَرِّ الَّذِي إِنَّ الْجَمَلَ الجلد الأحمر ليرنح فيه من الحر.
قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الدَّسْتُوَائِيُّ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ أَنَّ الأَسْوَدَ كَانَ يَصُومُ فِي الْيَوْمِ الشَّدِيدِ الْحَرِّ حَتَّى يَسْوَدَّ لسانه من الحر.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَنَشُ بْنُ الْحَارِثِ عَنْ رِيَاحٍ النَّخَعِيِّ قَالَ: كَانَ الأَسْوَدُ يَصُومُ فِي السَّفَرِ حَتَّى يَتَغَيَّرَ لَوْنُهُ مِنَ الْعَطَشِ فِي الْيَوْمِ الْحَارِّ. وَنَحْنُ يَشْرَبُ أَحَدُنَا مِرَارًا قَبْلَ أَنْ يَفْرُغَ مِنْ راحلته في غير رمضان.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حنش بن الحارث قال: حدثني على
__________
1976 تاريخ ابن معين (2/ 39) ، والجرح والتعديل (1/ 1/ 291) ، وتهذيب الكمال (509) .(6/134)
ابن مدرك أن علقمة كان يقول للأسود: ما تُعَذِّبُ هَذَا الْجَسَدَ. فَيَقُولُ: إِنَّمَا أُرِيدُ لَهُ الراحة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَنَشُ بْنُ الْحَارِثِ قَالَ: رَأَيْتُ الأَسْوَدَ قَدْ ذهبت إحدى عينيه من الصوم.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَنَشُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ لَقِيطٍ عَنْ رِيَاحِ ابن الْحَارِثِ النَّخَعِيِّ قَالَ: سَافَرْتُ مَعَ الأَسْوَدِ إِلَى مَكَّةَ فَكَانَ إِذَا حَضَرَتِ الصَّلاةُ نَزَلَ عَلَى أَيِّ حَالٍ كَانَ. وَإِنْ كَانَ عَلَى حُزُونَةٍ نَزَلَ فَصَلَّى. وَإِنْ كَانَ يَدُ نَاقَتِهِ فِي صُعُودٍ أَوْ هُبُوطٍ أَنَاخَ وَلَمْ يَنْتَظِرْ. قَالَ والحزونة المكان الخشن.
قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الدَّسْتُوَائِيُّ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ أَنَّ الأَسْوَدَ كَانَ إِذَا حَضَرَتِ الصَّلاةُ أَنَاخَ بَعِيرَهُ وَلَوْ عَلَى حجر.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ أَنَّ الأَسْوَدَ طَافَ بِالْبَيْتِ ثَمَانِينَ مَا بَيْنَ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانَ الأَسْوَدُ يُحْرِمُ مِنْ بَيْتِهِ. وَكَانَ عَلْقَمَةُ يَسْتَمْتِعُ مِنْ ثِيَابِهِ.
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَشْعَثَ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ قَالَ:
رَأَيْتُ الأَسْوَدَ وَعَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ أَهَلا مِنَ الْكُوفَةِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الصَّقْعَبُ بْنُ زُهَيْرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَسْوَدِ أَنَّ أَبَاهُ كَانَ يَخْرُجُ مِنَ الْكُوفَةِ مُهِلا مُلَبِّدًا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي الْجُوَيْرِيَةِ قَالَ: رَأَيْتُ الأَسْوَدَ بْنَ يَزِيدَ أَحْرَمَ مِنْ بَاجُمَيْرَا.
أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بن زيد عَنْ عَطَاءٍ. يَعْنِي ابْنَ السَّائِبِ.
قَالَ: رَأَيْتُ الأَسْوَدَ بْنَ يَزِيدَ عَلَى رَحْلٍ وَقَدْ أَدَارُوا حَوْلَهُ قَطِيفَةً عَلَى الرَّحْلِ. فَأَطَفْنَا بِهِ وَهُوَ مُحْرِمٌ فَقَالَ: لا تَأْخُذُوا هَذَا عَنِّي فَإِنِّي شيخ كبير.
قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنْ مُغِيرَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: رُبَّمَا أَحْرَمَ الأَسْوَدُ مِنْ جَبَّانَةِ عرزم.(6/135)
قال: أخبرنا مالك بن إسماعيل قال: حدثنا شَرِيكٌ عَنْ جَابِرٍ عَنِ ابْنِ الأَسْوَدِ قَالَ: ربما دخل الأسود مكة ليلا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ قَالَ: حَدَّثَنَا جَابِرٌ الْجُعْفِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَسْوَدِ قَالَ: مَا سَمِعْتُ الأَسْوَدَ إِذَا أَهَلَّ يُسَمِّي حَجًّا وَلا عُمْرَةً قَطُّ. كَانَ يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ يعلم نيتي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ:
كَانَ الأَسْوَدُ يَزِيدُ فِي تَلْبِيَتِهِ: لَبَّيْكَ غَفَّارَ الذُّنُوبِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ خَيْثَمَةَ قَالَ:
كَانَ الأسود يقول في تلبيته: لبيك وحنانيك.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ حَجَّ مَعَ الأَسْوَدِ فَكَانَ إِذَا حَضَرَتِ الصَّلاةُ أَنَاخَ وَلَوْ عَلَى حَجَرٍ. قال وحج نيفا وسبعين.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مَعْشَرٍ ذَكَرَهُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانَ الأَسْوَدُ لا يُصَلِّي عَلَى أَحَدِهِمْ إِذَا كَانَ مُوسِرًا فَمَاتَ ولم يحج.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ وَعَنْ سُفْيَانَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ عُمَارَةَ قَالَ: كَانَ فِي النَّخَعِ رَجُلٌ مُوسِرٌ يُقَالُ لَهُ مِقْلاصٌ لَمْ يَكُنْ حَجَّ. فَقَالَ الأَسْوَدُ: لَوْ مات لما صليت عليه.
قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الأَسْوَدِ أَنَّهُ حَجَّ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ: إن لقيت عمر فأقره السلام.
قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: أَخْبَرَنَا الأَشْعَثُ بْنُ سُلَيْمٍ قَالَ: حَجَّ الأَسْوَدُ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ: إِنْ لقيت عمر فأقره السلام.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ أَنَّ الأَسْوَدَ كَانَ يَلْزَمُ عُمَرَ. وَكَانَ عَلْقَمَةُ يَلْزَمُ عَبْدَ اللَّهِ. وَكَانَا يَلْتَقِيَانِ فَلا يختلفان.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عبد الله الأسدي وأبو المنذر إسماعيل ابن عمر قَالُوا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الأَسْوَدِ أَنَّهُ كَانَ يَخْتِمُ الْقُرْآنَ(6/136)
فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فِي كُلِّ لَيْلَتَيْنِ. وَكَانَ ينام ما بين المغرب والعشاء.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانَ الأَسْوَدُ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي سِتٍّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا بِالْعِرَاقِ رَجُلٌ أَكْرَمُ عَلَيَّ من الأسود.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مِنْدَلٌ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ فَدَخَلَ الأَسْوَدُ بْنُ يَزِيدَ فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ فَقَالُوا: هَذَا الأسود بن يزيد. فعانقه.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مَنْصُورٍ قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كانت أم الأسود مقعدة.
قال: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: قَالَ عَلْقَمَةُ لِلأَسْوَدِ: يَا أَبَا عَمْرٍو. فَقَالَ لَهُ الأَسْوَدُ: لَبَّيْكَ. فَقَالَ لَهُ عَلْقَمَةُ: لبى يديك.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَالأَسْوَدُ فِي الشُّرْطَةِ مَعَ عمرو بن حريث ليالي مصعب.
قال: أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنِ الشَّيْبَانِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَسْوَدِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ كَانَ يَسْجُدُ فِي بُرْنُسِ طَيَالِسَةٍ وَيَدَاهُ فِيهِ أو في ثيابه.
قَالَ: أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: رَأَيْتُ الأَسْوَدَ بْنَ يزيد يسجد في برنس طيالسة.
قال: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: رَأَيْتُ الأَسْوَدَ بْنَ يزيد وعليه عِمَامَةً سَوْدَاءَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: رَأَيْتُ الأَسْوَدَ بْنَ يَزِيدَ قَدِ اعْتَمَّ بِعِمَامَةٍ وَقَدْ أَرْسَلَهَا مِنْ خَلْفِهِ. قَالَ وَرَأَيْتُهُ يُصَلِّي فِي نعليه.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: رَأَيْتُ الأسود أصفر الرأس واللحية.(6/137)
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ عَنْ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ:
كَانَ الأَسْوَدُ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الأَسْوَدِ أَنَّهُ كَانَ يُهَرْوِلُ إِلَى الصَّلاةِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ أَبِي بَلْجٍ قَالَ: رَأَيْتُ الأَسْوَدَ بْنَ يَزِيدَ وَعَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ الْتَقَيَا فاعتنقا.
قال: أخبرنا مالك بن إسماعيل قال: حدثنا شَرِيكٌ عَنْ يَزِيدَ. يَعْنِي ابْنَ أَبِي زِيَادٍ. عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانَتْ لِلأَسْوَدِ خِرْقَةٌ نَظِيفَةٌ يتنشف بها بعد ما يتوضأ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كُنْتُ أُمْسِكُ الأَسْوَدَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الْقِرَاءَةِ دَعَا.
قَالَ أَبُو قَطَنٍ. قَالَ شُعْبَةُ: هَذَا رَأْسُ مَالِ أَهْلِ الْكُوفَةِ.
أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ وعبد الوهاب بن عطاء قَالُوا: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ أَنَّهُ قَالَ لِرَجُلٍ عِنْدَ الْمَوْتِ: إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تلقني حَتَّى يَكُونَ آخِرُ مَا أَقُولُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ فَافْعَلْ. وَلا تَجْعَلُوا فِي قَبْرِي آجُرًّا.
قَالَ وَكِيعٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ. قَالَ ابْنُ عَوْنٍ فِي الْحديث: وَلا تتبعوني بصوت. أو قال: بنوح.
قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: تُوُفِّيَ الأَسْوَدُ بْنُ يَزِيدَ بِالْكُوفَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ. وَكَانَ ثِقَةً وَلَهُ أَحَادِيثُ صَالِحَةٌ.
1977- مَسْرُوقُ بْنُ الأَجْدَعِ.
وهو عبد الرحمن بن مالك بن أمية بن عبد الله بن مر بن سليمان بن معمر بن الحارث بن سعد بن عبد الله بن وادعة بن عمرو بن عامر بن ناشح من همدان.
قَالَ: قَالَ هشام بن الكلبي عن أبيه: وقد وفد الأجدع إلى عمر بن الخطاب.
__________
1977 الإصابة (8408) ، وتهذيب التهذيب (10/ 109) ، والإكليل (10/ 77) ، والأعلام (7/ 215) .(6/138)
وكان شاعرا. فقال له عمر: من أنت؟ فقال: الأجدع. فقال: إنما الأجدع شيطان.
أنت عبد الرحمن.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا قيس عن جَابِرٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: لَمَّا وَفَدَ مَسْرُوقٌ عَلَى عُمَرَ قَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: مَسْرُوقُ بْنُ الأَجْدَعِ. قَالَ: الأَجْدَعُ شَيْطَانٌ وَلَكِنَّكَ مَسْرُوقُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. فَكَانَ يَكْتُبُ: مِنْ مَسْرُوقِ بن عبد الرحمن.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ اسْمُ أَبِي مَسْرُوقٍ الأَجْدَعَ فسماه عمر عبد الرحمن.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ أَبِي الضُّحَى عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ فَسَلَّمَ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ. فَلَمَّا سَلَّمَ كَانَ كَأَنَّهُ عَلَى الرَّضْفِ حَتَّى قَامَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ عَنْ الشَّيْبَانِيِّ عَنْ أَبِي الضُّحَى أَنَّ مَسْرُوقًا كَانَ يُكْنَى أَبَا أُمَيَّةَ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَهَذَا غَلَطٌ. أَحْسَبُهُ أَرَادَ سُوَيْدَ بْنَ غَفَلَةَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ زكرياء عَنِ الشَّعْبِيِّ أَنَّ مَسْرُوقًا كَانَ يُكْنَى أَبَا عَائِشَةَ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَهَذَا أَصَحُّ مِمَّا رَوَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ الْمُحَارِبِيُّ.
وَقَدْ رَوَى مَسْرُوقٌ أَيْضًا عَنْ عُمَرَ وَعَلِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ وَخَبَّابِ بْنِ الأَرَتِّ وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَعَائِشَةَ وَعُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ. وَلَمْ يَرْوِ عَنْ عُثْمَانَ شَيْئًا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ الْكِلابِيُّ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ نَقْشُ خَاتَمِ مسروق بسم الله الرحمن الرحيم.
قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: كَانَ مَسْرُوقٌ يُصَلِّي فِي بَرَانِسِهِ وَمَسَاتِقِهِ لا يخرج يديه منها.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ صُبَيْحٍ قَالَ: كَانَ مَسْرُوقٌ رَجُلا مَأْمُومًا. يَعْنِي كَانَتْ بِهِ ضَرْبَةٌ فِي رَأْسِهِ. فَقَالَ: مَا يَسُرُّنِي أنه ليس بي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو شِهَابٍ عَنِ الأَعْمَشِ(6/139)
عَنْ مُسْلِمٍ عَنْ مَسْرُوقٍ أَنَّهُ كَانَتْ بِهِ آمَّةٌ فَقَالَ: مَا أُحِبُّ أَنَّهَا لَيْسَتْ بِي لَعَلَّهَا لَوْ لَمْ تَكُنْ بِي كُنْتُ فِي بَعْضِ هَذِهِ.
قَالَ أَبُو شِهَابٍ: أَظُنُّهُ يَعْنِي الجيوش. قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ مَسْرُوقُ بْنُ الأَجْدَعِ قَدْ شَهِدَ الْقَادِسِيَّةَ هُوَ وَثَلاثَةُ إِخْوَةٍ لَهُ: عَبْدُ اللَّهِ وَأَبُو بَكْرٍ وَالْمُنْتَشِرُ بَنُو الأَجْدَعِ.
فَقُتِلُوا يَوْمَئِذٍ بِالْقَادِسِيَّةِ. وَجُرِحَ مَسْرُوقٌ فَشُلَّتْ يَدُهُ وأصابته آمة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ الشَّعْبِيِّ قَالَ: كَانَ مَسْرُوقٌ إِذَا قِيلَ لَهُ أَبْطَأْتَ عَنْ عَلِيٍّ وَعَنْ مَشَاهِدِهِ. وَلَمْ يَكُنْ شَهِدَ مَعَهُ شَيْئًا مِنْ مَشَاهِدِهِ. فأراد أن يناصهم الْحَدِيثَ قَالَ:
أُذَكِّرُكُمْ بِاللَّهِ. أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّهُ حِينَ صُفَّ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ وَأَخَذَ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ السِّلاحَ يَقْتُلُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فُتِحَ بَابٌ مِنَ السَّمَاءِ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ. ثُمَّ نَزَلَ مِنْهُ مَلَكٌ حَتَّى إِذَا كَانَ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ قَالَ: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجارَةً عَنْ تَراضٍ مِنْكُمْ وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كانَ بِكُمْ رَحِيماً» النساء:
29. أَكَانَ ذَلِكَ حَاجِزًا بَعْضَكُمْ عَنْ بعض؟ قالوا: نعم. قال: فو الله لَقَدْ فَتْحَ اللَّهُ لَهَا بَابًا مِنَ السَّمَاءِ. وَلَقَدْ نَزَلَ بِهِا مَلَكٌ كَرِيمٌ عَلَى لِسَانُ نَبِيِّكُمْ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَإِنَّهَا لَمُحْكَمَةٌ في المصاحف ما نسخها شيء.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: سَمِعْتُ مُطَرِّفًا يَذْكُرُ عَنْ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ لِي مَسْرُوقٌ: أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ صَفَّيْنِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اصْطَفَّا لِلْقِتَالِ فَفَرَجَ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكٌ فَنَادَى: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجارَةً عَنْ تَراضٍ مِنْكُمْ وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كانَ بِكُمْ رَحِيماً» النساء: 29. أَتَرَاهُمْ كَانُوا يَنْتَهُونَ؟ قَالَ قُلْتُ: نَعَمْ إِلا أَنْ يَكُونُوا حِجَارَةً صُمًّا. قَالَ: فَقَدَ نَزَلَ بِهِ صَفِيُّهُ مِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ عَلَى صَفِيِّهِ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ فَلَمْ يَنْتَهُوا. وَلأَنْ يُؤْمِنُوا بِهِ غَيْبًا خَيْرٌ مِنْ أَنْ يؤمنوا به معاينة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَاصِمٍ قَالَ: ذُكِرَ أَنَّ مَسْرُوقَ بْنَ الأَجْدَعِ أَتَى صِفِّينَ فَوَقَفَ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ ثُمَّ قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْصِتُوا. ثُمَّ قَالَ: أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ مُنَادِيًا نَادَاكُمْ مِنَ السَّمَاءِ فَسَمِعْتُمْ كَلامَهُ وَرَأَيْتُمُوهُ فَقَالَ: إن الله(6/140)
يَنْهَاكُمْ عَمَّا أَنْتُمْ فِيهِ. أَكُنْتُمْ مُطِيعِيهِ؟ قَالُوا: نعم. قال: فو الله لَقَدْ نَزَلَ بِذَلِكِ جَبْرَائِيلُ عَلَى مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَمَا زَالَ يَأْتِي مِنْ هذا. ثم تلا: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجارَةً عَنْ تَراضٍ مِنْكُمْ وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كانَ بِكُمْ رَحِيماً» النساء: 29. ثُمَّ انْسَابَ فِي النَّاسِ فَذَهَبَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ عَنْ أَبِي السَّفَرِ عَنْ مُرَّةَ قَالَ: مَا وَلَدَتْ هَمْدَانِيَّةٌ مِثْلَ مَسْرُوقٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: حَجَّ مَسْرُوقٌ فَمَا نَامَ إِلا سَاجِدًا عَلَى وجهه.
قال: أَخْبَرَنَا عُبَيْدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ أَبِي الْحَارِثِ يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجَابِرِ عَنْ حِبَالِ بْنِ رُفَيْدَةَ عَنْ مَسْرُوقِ بْنِ الأَجْدَعِ قَالَ: أَتَيْنَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ فَقَالَتْ: خَوِّضُوا لابْنِي عَسَلا. ثُمَّ قَالَتْ: ذُوقُوهُ فَإِنْ رَابَكُمْ مِنْهُ شَيْءٌ فَزِيدُوا فِيهِ عَسَلا فَإِنِّي لَوْ كُنْتُ مُفْطِرَةً لَذُقْتُهُ. قَالَ قُلْنَا: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ نَحْنُ صِيَامٌ. قَالَتْ: وَمَا صَوْمُكُمْ هَذَا؟ قَالُوا:
صُمْنَا هَذَا الْيَوْمَ فَإِنْ كَانَ مِنْ رَمَضَانَ أَدْرَكْنَاهُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مِنْهُ كَانَ تَطَوُّعًا. قَالَ فَقَالَتْ:
إِنَّمَا الصَّوْمُ صَوْمُ النَّاسِ وَالْفِطْرُ فِطْرُ النَّاسِ وَالذَّبْحُ ذَبْحُ النَّاسِ وَلَكِنِّي صُمْتُ هذا الشهر فوافق رمضان.
قال: أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَصْبَحَ مَسْرُوقٌ يَوْمًا وَلَيْسَ لِعِيَالِهِ رِزْقٌ فَجَاءَتْهُ امْرَأَتُهُ قَمِيرُ فَقَالَتْ لَهُ: يَا أَبَا عَائِشَةَ إِنَّهُ مَا أَصْبَحَ لِعِيَالِكَ الْيَوْمَ رِزْقٌ. قَالَ فَتَبَسَّمَ وقال: والله ليأتينهم الله برزق.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر عَنْ أَبِيهِ أَنَّ خَالِدَ بْنَ أُسَيْدٍ بَعَثَ إِلَى مَسْرُوقِ بْنِ الأَجْدَعِ بِثَلاثِينَ أَلْفًا فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهَا. فَقُلْنَا لَهُ. لَوْ أَخَذْتَهَا فَوَصَلْتَ بِهِا رَحِمًا وَتصَدَّقَتَ بِهِا وَصَنَعْتَ وَصَنَعْتَ. فَأَبَى أن يقبلها.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ قَالَ:
كَانَ مَسْرُوقٌ إِذَا خَرَجَ يَخْرُجُ بِلَبِنَةٍ يَسْجُدُ عليها في السفينة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سفيان عن جابر عن الشعبي أن مسروق افتدى يمينه بخمسين درهما.(6/141)
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الأَقْمَرِ قَالَ: كَانَ مَسْرُوقٌ يَؤُمُّنَا في رمضان فيقرأ العنكبوت في ركعة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ وَمُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ النَّهْدِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي الضُّحَى عَنْ مَسْرُوقٍ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ بَيْتِ شِعْرٍ فَقَالَ: إِنِّي أكره أن أجد في صحيفتي شعرا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ مُغِيرَةَ عَنْ عَامِرٍ أَنَّ رَجُلا كَانَ يَجْلِسُ إِلَى مَسْرُوقٍ يَعْرِفُ وَجْهَهُ وَلا يُسَمِّي اسْمَهُ فَشَيَّعَهُ. وَكَانَ آخِرَ مَنْ وَدَّعَهُ فَقَالَ: إِنَّكَ قَرِيعُ الْقُرَّاءِ وَسَيِّدُهُمْ. وَإِنَّ زَيْنَكَ لَهُمْ زَيْنٌ وَشَيْنَكَ لَهُمْ شَيْنٌ فَلا تحدثن نفسك بفقر ولا بطول عمر.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ مَسْرُوقٌ وَامْرَأَتُهُ يَسْتَحِبَّانِ أَنْ يُرْسِلَ أَحَدُهُمَا إِلَى الْفُرَاتِ فَيُسْتَقَى لَهُ رَاوِيَةٌ فيبيعه ويتصدق بثمنه.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصٌ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي الضُّحَى عَنْ مَسْرُوقٍ أَنَّهُ اشْتَرَى كَبْشًا فَضَحَّى بِهِ فَكَانَ صَاحِبُهُ يَأْتِيهِ فَيَقُولُ: تَأْتِينَا بِشَيْءٍ. تَجِيئُنَا بِشَيْءٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: لَقِيَنِي مَسْرُوقٌ فَقَالَ: يَا سَعِيدُ مَا بَقِيَ شَيْءٌ يُرْغَبُ فِيهِ إِلا أَنْ نُعَفِّرَ وجُوهَنَا فِي هَذَا التُّرَابِ. قَالَ وَكَانَ بينه وبين اهله ستر.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ مُسْلِمٍ عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: كَفَى بِالْمَرْءِ عِلْمًا أَنْ يَخْشَى اللَّهَ. وَكَفَى بِالْمَرْءِ جَهْلا أَنْ يُعْجَبَ بِعَمَلِهِ.
وَقَالَ مَسْرُوقٌ: وَالْمَرْءُ حَقِيقٌ أَنْ يَكُونَ لَهُ مَجَالِسُ يَخْلُو فِيهَا فَيَذْكُرُ ذُنُوبَهُ فيستغفر اللَّهَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: بَلَغَنَا بِالْكُوفَةِ أَنَّ مَسْرُوقًا كَانَ يَفِرُّ مِنَ الطَّاعُونِ فَأَنْكَرَ ذَلِكَ مُحَمَّدٌ وَقَالَ: انْطَلِقْ بِنَا إِلَى امْرَأَتِهِ فَلْنَسْأَلْهَا. فَدَخَلْنَا عَلَيْهَا فَسَأَلْنَاهَا عَنْ ذَلِكَ فَقَالَتْ: كَلا وَاللَّهِ مَا كان يفر(6/142)
وَلَكِنَّهُ كَانَ يَقُولُ: أَيَّامُ تَشَاغُلٍ فَأُحِبُّ أَنْ أَخْلُوَ لِلْعِبَادَةِ. فَكَانَ يَتَنَحَّى فَيَخْلُو لِلْعِبَادَةِ.
قَالَتْ فَرُبَّمَا جَلَسْتُ خَلْفَهُ أَبْكِي مِمَّا أَرَاهُ يَصْنَعُ بِنَفْسِهِ. قَالَتْ وَكَانَ يُصَلِّي حَتَّى تَوَرَّمَ قَدَمَاهُ. قَالَتْ وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: الطَّاعُونُ وَالْبَطْنُ وَالنُّفَسَاءُ وَالْغَرَقُ. مَنْ مَاتَ فِيهِنَّ مُسْلِمًا فَهِيَ لَهُ شَهَادَةٌ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الأَحْوَلُ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: سَمِعَ سَائِلا يَذْكُرُ الزَّاهِدِينَ فِي الدُّنْيَا وَالرَّاغِبِينَ فِي الآخِرَةِ. قَالَ فَكَرِهَ مَسْرُوقٌ أَنْ يُعْطِيَهُ عَلَى ذَلِكَ شَيْئًا وَخَافَ أَنْ لا يَكُونَ مِنْهُمْ. قَالَ فَقَالَ لَهُ: سَلْ فَإِنَّهُ يُعْطِيكَ الْبَرُّ والفاجر.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: قَالَ مَسْرُوقٌ: لَوْلا بَعْضُ الأَمْرِ لأقمت على أم المؤمنين مناحة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ عَنْ بُكَيْرِ بْنِ أَبِي بُكَيْرٍ عَنْ أَبِي الضُّحَى أَنَّ مَسْرُوقًا شَفَعَ لِرَجُلٍ بِشَفَاعَةٍ فَأَهْدَى لَهُ جَارِيَةً فَغَضِبَ وَقَالَ: لَوْ عَلِمْتُ أَنَّ هَذَا فِي نَفْسِكَ مَا تَكَلَّمْتُ فِيهَا وَلا أَتَكَلَّمُ فِيمَا بَقِيَ مِنْهَا أَبَدًا! سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: مَنْ شَفَعَ شَفَاعَةً لِيَرُدَّ بِهِا حَقًّا أَوْ يَدْفَعَ بِهِا ظُلْمًا فَأُهْدِيَ لَهُ فَقَبِلَ فَذَلِكَ السُّحْتُ. قَالُوا: مَا كُنَّا نَرَى السُّحْتَ إِلا الأَخْذَ عَلَى الْحُكْمِ. قَالَ: الأَخْذُ عَلَى الْحُكْمِ كُفْرٌ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ مَسْرُوقٍ أَنَّهُ زَوَّجَ ابْنَتَهُ السَّائِبَ بْنَ الأَقْرَعِ وَاشْتَرَطَ لِنَفْسِهِ عشرة آلاف.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ أَنَّ مَسْرُوقًا زَوَّجَ ابْنَتَهُ السَّائِبَ عَلَى عَشْرَةِ آلافٍ اشْتَرَطَهَا لِنَفْسِهِ وَقَالَ: جَهِّزِ امْرَأَتَكَ مِنْ عِنْدِكَ. قَالَ وجعلها مسروق في المجاهدين والمساكين والمكاتبين.
قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ قَالَ:
حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ مَسْرُوقَ بْنَ الأَجْدَعِ أَخَذَ بِيَدِ ابْنِ أَخٍ لَهُ فَارْتَقَى بِهِ عَلَى كُنَاسَةٍ بِالْكُوفَةِ فَقَالَ: أَلا أُرِيَكُمُ الدُّنْيَا؟ هَذِهِ الدُّنْيَا أَكَلُوهَا فَأَفْنَوْهَا. لَبِسُوهَا فَأَبْلَوْهَا. رَكِبُوهَا فَأَنْضَوْهَا. سَفَكُوا فِيهَا دِمَاءَهُمْ وَاسْتَحَلُّوا فِيهَا مَحَارِمَهُمْ وقطعوا فيها أرحامهم.(6/143)
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ الشعبي قال: كان مسروق قاضيا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَعَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ قَالا: حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ عَنِ الْقَاسِمِ قَالَ: كَانَ مَسْرُوقٌ لا يَأْخُذُ عَلَى الْقَضَاءِ رِزْقًا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ عَنْ الأَعْمَشِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ مَسْرُوقًا كَانَ لا يَأْخُذُ عَلَى الْقَضَاءِ جَزَاءً.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ مُجَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ أَنَّ مَسْرُوقًا قَالَ: لأَنْ أَقْضِيَ بِقَضِيَّةٍ فَأُوَافِقَ الْحَقَّ أَوْ أُصِيبَ الْحَقَّ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ رباط سنة فِي سَبِيلِ اللَّهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ ابْنِ أَبْجَرَ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: كَانَ مَسْرُوقٌ أَعْلَمَ بِالْفَتْوَى مِنْ شُرَيْحٍ. وَكَانَ شُرَيْحٌ أَعْلَمَ بالقضاء. وكان شريح يستشير مسروقا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ شَقِيقٍ قَالَ: كَانَ مَسْرُوقٌ عَلَى السِّلْسِلَةِ سَنَتَيْنِ. فَكَانَ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ يبتغي بذلك السنة.
قال: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ شَقِيقٍ قَالَ: قُلْتُ لِمَسْرُوقٍ: مَا حَمَلَكَ عَلَى هَذَا الْعَمَلِ؟ قَالَ: لَمْ يَدَعْنِي ثَلاثَةٌ: زِيَادٌ وشريح والشيطان. حتى أوقعوني فيه.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ عَنْ شَقِيقٍ قَالَ:
كُنْتُ مَعَ مَسْرُوقٍ بِالسِّلْسِلَةِ سَنَتَيْنِ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ يُرِيدُ بِذَلِكَ السُّنَّةَ. قَالَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ:
مَا عَمِلْتُ عَمَلا قَطُّ أَخْوَفَ عَلَيَّ مِنْ أَنْ يُدْخِلَنِي النَّارَ مِنْ عَمَلِي هَذَا. وَمَا بِي أَنْ أَكُونَ أَصَبْتُ دِرْهَمًا وَلا دِينَارًا وَلا ظَلَمْتُ مُسْلِمًا وَلا مُعَاهَدًا وَلَكِنْ لا أَدْرِي مَا هَذَا الْحَبْلُ الَّذِي لَمْ يَسُنَّهُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَلا أَبُو بَكْرٍ وَلا عُمَرُ. قَالَ قُلْتُ: فَمَا رَدُّكَ عَلَيْهِ وَقَدْ كُنْتَ تَرَكْتَهُ؟ قَالَ: اكْتَنَفَنِي زِيَادٌ وَشُرَيْحٌ وَالشَّيْطَانُ فَلَمْ يَزَالُوا يُزَيِّنُونَهُ لِي حَتَّى أَوْقَعُونِي فيه.
قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ حُصَيْنٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ أَنَّ مَسْرُوقًا حِينَ حَضَرَهُ الْمَوْتُ قَالَ: اللَّهُمَّ لا أَمُوتُ عَلَى أَمْرٍ لَمْ يَسُنَّهُ(6/144)
رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَلا أَبُو بَكْرٍ وَلا عُمَرُ. وَاللَّهِ مَا تَرَكْتُ صَفْرَاءَ وَلا بَيْضَاءَ عِنْدَ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ غَيْرَ مَا فِي سَيْفِي هَذَا فَكَفِّنُونِي به.
قال: أَخْبَرَنَا يَعْلَى وَمُحَمَّدٌ ابنا عبيد والفضل بن دكين قَالُوا: حَدَّثَنَا مُطِيعٌ الْبُرْجُمِيُّ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: حَضَرَتْ مَسْرُوقًا الْوَفَاةُ فَلَمْ يَتْرُكْ ثَمَنَ كَفَنٍ فَقَالَ:
اسْتَقْرِضُوا ثَمَنَ كَفَنِي. وَلا تَسْتَقْرِضُوهُ مِنْ زَرَّاعٍ وَلا مُتَقَبِّلٍ. وَلَكِنِ انْظُرُوا صَاحِبَ مَاشِيَةٍ أَوْ رَجُلا يَبِيعُ مَاشِيَةً فَاسْتَقْرِضُوهُ مِنْهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا شِهَابٍ يَذْكُرُ قَالَ: حَدَّثَتْنِي مَلاحَةُ لِي. قَالَ أَحْمَدُ: نَبَطِيَّةٌ مُشْرِكَةٌ كَانَتْ تَحْمِلُ لَهُ الْمِلْحَ. قَالَتْ: كُنَّا إِذَا قَحَطَ الْمَطَرُ نَأْتِي قَبْرَ مَسْرُوقٍ. وَكَانَ مَنْزِلُهَا بِالسِّلْسِلَةِ. فَنَسْتَسْقِي فَنُسْقَى. قَالَتْ فَنَنْضَحُ قَبْرَهُ بِخَمْرٍ. فَأَتَانَا فِي النَّوْمِ فَقَالَ: إِنْ كُنْتُمْ لا بُدَّ فَاعِلِينَ فَبِنَضُوحٍ. وَمَاتَ بِالسِّلْسِلَةِ بِوَاسِطَ.
قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: بَقِيَ مَسْرُوقٌ بَعْدَ عَلْقَمَةَ لا يُفَضَّلُ عَلَيْهِ أَحَدٌ.
قَالَ: وَقَالَ غَيْرُ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ: مَاتَ مَسْرُوقٌ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ. وَكَانَ ثِقَةً وَلَهُ أَحَادِيثُ صَالِحَةٌ.
1978- سَعِيدُ بْنُ نِمْرَانَ
بْنِ نِمْرَانَ الناعطي من همدان.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَامِرِ ابن سَعْدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ نِمْرَانَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ: إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا. * قال لم يشركوا.
قال: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ نِمْرَانَ مِنْ أَصْحَابِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. وَضَمَّهُ إِلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ حِينَ وَلاهُ الْيَمَنَ. وَكَانَ ابْنُهُ مُسَافِرُ بْنُ سَعِيدٍ مِنْ أصحاب المختار.
1979- النزال بن سبرة
الهلالي.
قال: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَخَلادُ بْنُ يَحْيَى قالا: حدثنا مسعر عن
__________
1978 تهذيب ابن عساكر (6/ 177) ، والمحبر (377) ، والإصابة (3679) ، والأعلام (3/ 103) .
1979 التقريب (2/ 98) .(6/145)
عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنِ النَّزَّالِ بْنِ سبرة قال: [قال لنا رسول الله. ص: إِنَّا وَإِيَّاكُمْ كُنَّا نُدْعَى بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ. فَأَنْتُمْ بَنُو عَبْدِ اللَّهِ وَنَحْنُ بَنُو عَبْدِ اللَّهِ] .
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: [قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِقَوْمِ النَّزَّالِ.] وَقَالَ خَلادُ بْنُ يَحْيَى فِي حَدِيثِهِ. قَالَ مِسْعَرٌ: وَنَحْنُ مِنْ بَنِي عَبْدِ مَنَافِ بْنِ هِلالِ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ.
وَالنَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ بَنِي عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ مِنْ قُرَيْشٍ.
قَالَ: وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَقَدْ رَوَى النَّزَّالُ بْنُ سَبْرَةَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَأَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ وَحُذَيْفَةَ بْنِ اليمان.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنِ الضَّحَّاكِ قَالَ: قَالَ لِي النَّزَّالُ: إِذَا أَدْخَلَتْنِي فِي قَبْرِي فَقُلِ: اللَّهُمَّ بَارِكْ فِي هَذَا الْقَبْرِ وَفِي دَاخِلِهِ. وَكَانَ النَّزَّالُ ثِقَةً لَهُ أَحَادِيثُ.
1980- زهرة بن حميضة.
قَالَ زهرة: ردفت أبا بكر الصديق فجعل لا يلقاه أحد إلا سلم عليه. وكان قليل الحديث.
1981- معدي كرب.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي الضُّحَى قَالَ:
اسْتَنْشَدَ أَبُو بَكْرٍ مَعْدِي كَرِبَ وَقَالَ: أَمَا إِنَّكَ أَوَّلُ مَنِ اسْتَنْشَدْتُهُ فِي الإِسْلامِ.
وَمِنْ هَذِهِ الطَّبَقَةِ مِمَّنْ رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي طالب وعبد الله بن مسعود وغيرهم
1982- عَلْقَمَةُ بْنُ قَيْسِ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن مالك بن علقمة بن سلامان بن كهل بن بكر بن عوف بن النخع من مذحج. ويكنى أبا شبل. وهو عم الأسود بن يزيد بن قيس. روى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وعلي وعبد الله بن مسعود وحذيفة وسلمان وأبي مسعود وأبي الدرداء.
__________
1982 تهذيب التهذيب (7/ 276) ، وتذكرة الحفاظ (1/ 45) ، وحلية الأولياء (2/ 98) ، وتاريخ بغداد (12/ 296) ، والأعلام (4/ 248) .(6/146)
قال: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُشَبَّهُ بِالنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي هَدْيِهِ وَدَلِّهِ وَسَمْتِهِ. وَكَانَ عَلْقَمَةُ يُشَبَّهُ بِعَبْدِ اللَّهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ عُمَارَةَ عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ قَالَ:
دَخَلْنَا عَلَى عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ فَقَالَ: انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى أَشْبَهِ النَّاسِ هَدْيًا وَسَمْتًا بِعَبْدِ اللَّهِ.
فدخلنا على علقمة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ عَنْ مُغِيرَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ أَنَّ عَلْقَمَةَ قَرَأَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ: رَتِّلْ فداك أبي وأمي فإنه زين القرآن.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: قِيلَ لِعَلْقَمَةَ: أَمُؤْمِنٌ أَنْتَ يَا أَبَا شبل؟ قال: أرجو.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مُغِيرَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ كَنَّى عَلْقَمَةَ أَبَا شِبْلٍ. وَلَمْ يُولَدْ له.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانَ عَلْقَمَةُ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي خَمْسٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنْ مَنْصُورٍ قَالَ: قُلْتُ لإِبْرَاهِيمَ: شَهِدَ عَلْقَمَةُ صِفِّينَ؟ قَالَ: نَعَمْ وَقَاتَلَ حَتَّى خَضَّبَ سَيْفَهُ دَمًا. وَقُتِلَ أَخُوهُ أُبَيُّ بْنُ قَيْسٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ شَيْخًا كَبِيرًا وَنَحْنُ جُلُوسٌ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ مُنْذُ أَكْثَرَ مِنْ ثَلاثِينَ سَنَةً يَوْمَ جُمُعَةٍ. قَالَ جَاءَ عَلْقَمَةُ بْنُ قَيْسٍ وَالإِمَامُ يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا شِبْلٍ أَلا تدخل؟ قال:
هذا مجلس من احتبس. قال وجلس على باب المسجد.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمَّانِيُّ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: مَا حَفِظْتُ وَأَنَا شَابٌّ فَكَأَنَّمَا أَقْرَأَهُ في ورقة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ أَنَّ عَلْقَمَةَ وَالأَسْوَدَ دعا أحدهما الآخر فقال: لَبَّيْكَ. فَقَالَ الآخَرُ: لَبَّيْ يديك.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ(6/147)
إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ أَنَّهُ كَانَ لا يَغْتَسِلُ فِي السَّفَرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَلا يُصَلِّي الضُّحَى.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ لامْرَأَتِهِ: أَطْعِمِينَا مِنْ ذَلِكَ الْهَنِيءِ الْمَرِيءِ. قَالَ يَتَأَوَّلُ قَوْلَ اللَّهِ. تَبَارَكَ وَتَعَالَى: «فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً» النساء: 4.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كُنَّا مَعَ عَلْقَمَةَ حِينَ وَضَعَ رِجْلَهُ فِي الْغَرْزِ فَقَالَ: بِسْمِ اللَّهِ. فَلَمَّا اسْتَوَى قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ. «سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هَذَا وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ» الزخرف: - 14.
88/ 6 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ عَلْقَمَةَ فَلَمَّا وَضَعَ رِجْلَهُ فِي الْغَرْزِ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أُرِيدُ الْحَجَّ فَإِنْ تَيَسَّرَ وَإِلا فَعُمْرَةً. وَلَمْ أَرَهُ اغْتَسَلَ يَوْمَ جُمُعَةٍ حَتَّى دَخَلَ مَكَّةَ. وَرَأَيْتُهُ أَخَذَ كِسَاءً فَالْتَفَّ بِهِ ثُمَّ جَلَسَ فِيهِ وَهُوَ محرم وغطى طرف أنفه وفمه.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ حُصَيْنٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ أَنَّهُ قَصَرَ بِالنَّجَفِ وَالأَسْوَدُ بِالْقَادِسِيَّةِ حين خرجا إلى مكة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ حُصَيْنٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ أَنَّهُ كَانَ لَهُ بِرْذَوْنٌ يُرَاهِنُ عليه.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ أَنَّهُ قَدِمَ مَكَّةَ لَيْلا فَطَافَ سَبْعًا فَقَرَأَ الطُّوَلَ. ثُمَّ طَافَ سَبْعًا فَقَرَأَ الْمِئِينَ. ثُمَّ طَافَ سَبْعًا فَقَرَأَ الْمَثانِي. ثُمَّ طَافَ سَبْعًا فَقَرَأَ مَا بقي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: قُلْنَا لِعَلْقَمَةَ: لَوْ صَلَّيْتَ فِي الْمَسْجِدِ وَتَجْلِسُ وَنَجْلِسُ مَعَكَ فَنَسْأَلُ. فَقَالَ: أَكْرَهُ أَنْ يُقَالَ هَذَا عَلْقَمَةُ. قَالُوا: لَوْ دَخَلْتَ عَلَى الأُمَرَاءِ فَعَرَفُوا لَكَ شَرَفَكَ. قَالَ: إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَتَنَقَّصُوا مني أكثر مما أتنقص منهم.
قال: أَخْبَرَنَا طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنْ مَنْصُورٍ قَالَ: سَأَلْتُ إِبْرَاهِيمَ:(6/148)
أَشْهِدَ عَلْقَمَةُ صِفِّينَ؟ قَالَ: نَعَمْ وَخَضَّبَ سَيْفَهُ وَعَرَجَتْ رِجْلُهُ وَأُصِيبَ أَخُوهُ أُبَيُّ الصَّلاةِ.
قَالَ طَلْقٌ: وَقِيلَ لَهُ أُبَيُّ الصَّلاةِ لِكَثْرَةِ صَلاتِهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ وَفِي حِجْرِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُصْحَفَ. وَكَانَ عَلْقَمَةُ حَسَنَ الصَّوْتِ فَقَالَ لِعَلْقَمَةَ: رَتِّلْ فداك أبي وأمي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الأَسْوَدِ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ يُعَلِّمُ عَلْقَمَةَ التَّشَهُّدَ كما يعلمه السورة من القرآن.
قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ أَنَّ أَبَا بُرْدَةَ كَتَبَ عَلْقَمَةَ فِي الْوَفْدِ إِلَى مُعَاوِيَةَ فكتب إليه علقمة: امحني امحني.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَزْهَرُ السَّمَّانُ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: قُلْتُ للشعبي: علقمة أَفْضَلُ أَوِ الأَسْوَدُ؟ قَالَ: عَلْقَمَةُ. كَانَ الأَسْوَدُ حَجَّاجًا وَكَانَ عَلْقَمَةُ يُدْرِكُ السَّرِيعَ وَهُوَ مَعَ البطيء.
قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: لَمَّا جُمِعَتْ لابْنِ زِيَادٍ الْبَصْرَةُ وَالْكُوفَةُ قَالَ: اصْحَبْنِي إِذَا انْطَلَقْتُ. قَالَ فَأَتَيْتُ عَلْقَمَةَ فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ: اعْلَمُ أَنَّكَ لا تُصِيبُ مِنْهُمْ شَيْئًا إِلا أَصَابُوا مِنْكَ أَفْضَلَ مِنْهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ أَنَّهُ قِيلَ لَهُ حِينَ مَاتَ عَبْدُ اللَّهِ: لَوْ قَعَدْتَ فَعَلَّمْتَ السُّنَّةَ. قَالَ:
أَتُرِيدُونَ أَنْ يُوطَأَ عَقِبِي؟ فَقِيلَ لَهُ: لو دخلت على الأمير فأمرته بخير. فقال: لَنْ أُصِيبَ مِنْ دُنْيَاهُمْ شَيْئًا إِلا أَصَابُوا من ديني أفضل منه.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ قَالَ: أَمْسِكْ عَلَيَّ سُورَةَ الْبَقَرَةِ. فَلَمَّا قَرَأَهَا قَالَ: هَلْ تَرَكْتُ مِنْهَا شَيْئًا؟ فَقُلْتُ: حَرْفًا واحدا. قال: كذا وكذا؟! فقلت: نعم.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: قَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ: اقْرَأْ. وَكَانَ عَلْقَمَةُ حَسَنَ الصَّوْتِ فَقَرَأَ.
فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: رَتِّلْ فِدَاكَ أَبِي وأمي.(6/149)
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ زَرْبِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: كُنْتُ رَجُلا قَدْ أَعْطَانِي اللَّهُ حُسْنَ صَوْتٍ فِي الْقُرْآنِ فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَسْتَقْرِئُنِي وَيَقُولُ: اقْرَأْ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي فَإِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ:
[حُسْنُ الصَّوْتِ تَزْيِينٌ للقرآن] .
قال: أَخْبَرَنَا عُبَيْدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانَ عَلْقَمَةُ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي سِتٍّ وَكَانَ الأَسْوَدُ يَقْرَأْهُ فِي سَبْعٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ عن فضيل بن عِيَاضٍ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانَ عَلْقَمَةُ إِذَا رَأَى مِنَ الْقَوْمِ أَشَاشًا ذَكَّرَهُمْ في الأيام.
قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ الْكِلابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا فِطْرٌ عَنْ رَجُلٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَلْقَمَةَ يَقُولُ: تذاكروا العلم فإن حياته ذكره.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ ذِي حَمْدَانَ قَالَ: قُلْنَا لِعَلْقَمَةَ: مَا يَقُولُ الرَّجُلُ إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ؟ قَالَ: يَقُولُ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ. وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ. صَلَّى الله وملائكته على محمد. ع.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ عَنِ النَّخَعِيِّ أَنَّ عَلْقَمَةَ بَاعَ بَعِيرًا أَوْ دَابَّةً مِنْ رَجُلٍ فَكَرِهَهَا فَأَرَادَ أَنْ يَرُدَّهَا وَمَعَهَا دَرَاهِمُ. فَقَالَ عَلْقَمَةُ: هَذِهِ دَابَّتُنَا فَمَا حَقُّنَا فِي دَرَاهِمِكَ؟ فَقَبِلَ دابته ورد الدراهم.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي قَيْسٍ قَالَ: رَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ يَأْخُذُ بِرِكَابِ عَلْقَمَةَ وَهُوَ غُلامٌ أَعْوَرُ.
قَالَ سُفْيَانُ: أَرَاهُ قال يوم الجمعة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ مُرَّةَ قال: كان علقمة من الربانيين.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ عَنْ أَبِي السَّفَرِ عَنْ مرة قال: كان علقمة من الربانيين.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ أَنَّ عَلْقَمَةَ خَرَجَ مَعَ عَلِيٍّ.(6/150)
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالا: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ غَالِبٍ أَبِي الْهُذَيْلِ قَالَ: سَأَلْتُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ وَالأَسْوَدِ أيهما كان أفضل قَالَ: عَلْقَمَةُ. وَقَدْ شَهِدَ صفين.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الأَحْوَصِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَسْوَدِ قَالَ: قَالَ عَلْقَمَةُ وَالأَسْوَدُ إِنَّ تَمَامَ التَّحِيَّةِ الْمُصَافَحَةُ. وَمِنْ تَمَامِ الْحَجِّ أن تشهد الصلاتين مع الإمام بعرفة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَنَشُ بْنُ الْحَارِثِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَشْيَاخُنَا قَالَ: كان عبد الله إذا سما عَلْقَمَةَ يَقْرَأُ قَالَ: اقْرَأْ عَلْقَمَ. فِدَاكَ أَبِي وأمي. وكان يأمره أن يقرئ بعده.
قال: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ أَرَاهُ عَنْ حَنَشٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَشْيَاخُنَا قَالَ: قَالَ عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ: كُنْتُ خَبَّازًا لِعَلْقَمَةَ عَشْرَ سِنِينَ فِي الْحَضَرِ.
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ قَالا: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الأَسْوَدِ أَنَّ عَلْقَمَةَ أَوْصَى أَنْ يُلَقِّنَهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنْ لا يُؤْذِنَ بِهِ أَحَدًا.
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ حُصَيْنٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ أَنَّ عَلْقَمَةَ قَالَ: لَقِّنُونِي لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَسْرِعُوا بِي إِلَى حُفْرَتِي وَلا تَنْعَوْنِي فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَكُونَ كَنَعْيِ الجاهلية.
قال: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: قَالَ عَلْقَمَةُ لِلأَسْوَدِ وَعَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ: ذَكِّرَانِي لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ عِنْدَ الْمَوْتِ وَلا تُؤْذِنَا بِي أَحَدًا فإنها نعي الجاهلية. أو دعوى الجاهلية.
قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُدْرِكٍ النَّخَعِيِّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ أَنَّهُ أَوْصَى: إِنِ استطعت أن تلقني آخر ما أقول لا إِلَهَ إِلا اللَّهَ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ فَافْعَلْ. وَلا تُؤْذِنُوا بِي أَحَدًا فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَكُونَ كَنَعْيِ الْجَاهِلِيَّةِ.
فَإِذَا أَخْرَجْتُمُونِي فَعَلَيَّ الْبَابَ. يَعْنِي أَغْلِقُوا الباب. ولا تتبعني امرأة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ جَابِرٍ عَنْ عَامِرٍ قَالَ:
أَقَمْتُ مَعَ عَلْقَمَةَ بِمَرْوَ سَنَتَيْنِ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ وَقَالَ غَيْرُهُ: أَتَى خوارزم فأقام بها سنتين.(6/151)
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ:
كُنْتُ أقوم خلف علقمة حتى ينزل المؤذن.
قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: كَانَ عَلْقَمَةُ يُصَلِّي فِي بَرَانِسِهِ وَمَسَاتِقِهِ لا يُخْرِجُ يَدَهُ مِنْهَا.
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: مَاتَ عَلْقَمَةُ بِالْكُوفَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ. وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ.
1983- عَبِيدَةُ بْنُ قَيْسٍ.
السَّلْمَانِيُّ من مراد.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرِ بْنِ حَبِيبٍ السَّهْمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ عُبَيْدَةَ أَنَّهُ أَسْلَمَ قَبْلَ وَفَاةِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِسَنَتَيْنِ. ولكنه لم يلقه.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ هِشَامٍ عَنْ مُحَمَّدٍ أَنَّ عَبِيدَةَ صَلَّى قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِسَنَتَيْنِ وَلَمْ يَرَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: هَاجَرَ عَبِيدَةُ فِي زَمَنِ عُمَرَ. وَرَوَى عَنْ عُمَرَ وعلي وعبد الله.
قال: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَأَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ ومسلم بن إبراهيم كلهم عن قرة ابن خَالِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: كَانَ عبيدة عريف قومه.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ عَنْ مُحَمَّدٍ بْنِ سِيرِينَ أَنَّ عَبِيدَةَ كَانَ عَرِيفَ قَوْمِهِ فَقَسَمَ بَيْنَهُمْ عَطَاءً لَهُمْ. قَالَ فَفَضَلَ مِنْ ذَلِكَ دِرْهَمٌ فَأَمَرَ أَنْ يُقْرَعَ بَيْنَهُمْ فِي ذَلِكَ الدِّرْهَمِ. قَالَ فَدَنَا إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ: إن هذا لا يصلح. فقال:. أَوَلَيْسَ قَدْ كُنَّا نَفْعَلُ هَذَا فِي مَغَازِينَا؟ قَالَ: فَإِنَّكُمْ كُنْتُمْ إِذَا فَعَلْتُمْ ذَلِكَ قَسَمْتُمْ بَيْنَ الْقَوْمِ ثُمَّ أَقْرَعْتُمْ بَيْنَهُمْ فَلَمْ يَخْرُجْ أَحَدٌ مِنْ أَنْ يُصِيبَهُ سَهْمٌ. وَإِنَّكَ إِنْ قَرَعْتَ بَيْنَهُمْ فِي هَذَا ذَهَبَ بِهِ أَحَدُهُمْ دُونَ أَصْحَابِهِ. قَالَ فَقَالَ لَهُ: صَدَقْتَ. قَالَ فَأَمَرَ بِذَلِكَ الدِّرْهَمِ أَنْ يُشْتَرَى بِهِ شَيْءٌ ثم يقسم بينهم.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ وَهِشَامٌ [عَنْ مُحَمَّدٍ أَنَّ عَلِيًّا قَالَ: يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ أَتَعْجَزُونَ أَنْ تَكُونُوا مِثْلَ السَّلْمَانِيِّ وَالْهَمْدَانِيِّ؟]
__________
1983 التقريب (1/ 547) (عبيدة بن عمرو السلماني) .(6/152)
يَعْنِي الْحَارِثَ بْنَ الأَزْمَعِ وَلَيْسَ بِالأَعْوَرِ. إِنَّمَا هُمَا شَطْرَا رَجُلٍ.
قَالَ حَمَّادٌ: وَكَانَ عَبِيدَةُ أعور.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حماد بن سلمة عن أيوب عن محمد قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ خَمْسَةً فَمِنْهُمْ مَنْ يُقَدِّمُ عَبِيدَةَ. وَمِنْهُمْ مَنْ يُقَدِّمُ عَلْقَمَةَ. وَلا يَخْتَلِفُونَ أَنَّ شُرَيْحًا آخِرُهُمْ. قِيلَ لِحَمَّادٍ عُدَّهُمْ قَالَ: عَبِيدَةُ وَعَلْقَمَةُ وَمَسْرُوقٌ وَالْهَمْدَانِيُّ وَشُرَيْحٌ.
قَالَ حَمَّادٌ: لا أَدْرِي بَدَأَ بِالْهَمْدَانِيِّ أَوْ شُرَيْحٍ.
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَهِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ وَعَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ قَالُوا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: قَالَ عَبِيدَةُ: لا تُخَلِّدُنَّ عَلَيَّ كِتَابًا.
قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ لي عبيدة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: دَعَا عَبِيدَةُ بِكُتُبِهِ عِنْدَ مَوْتِهِ فَمَحَاهَا وَقَالَ: أَخْشَى أَنْ يَلِيَهَا أَحَدٌ بَعْدِي فَيَضَعُوهَا فِي غَيْرِ موضعها.
قال: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: كُنَّ عَجَائِزُ الْحَيِّ إِذَا أَخَذَ الْمُؤَذِّنُ فِي الإِقَامَةِ قُلْنَ إِنَّهَا صَلاةُ عبيدة من السرعة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ قَالَ:
حَدَّثَنَا عَاصِمٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: جَاءَ قَوْمٌ يَخْتَصِمُونَ إِلَى عَبِيدَةَ لِيُصْلِحَ بَيْنَهُمْ فَقَالَ: لا أَقُولُ حَتَّى تُؤَمِّرُونِي. كَأَنَّهُ يَرَى أَنَّ لِلأَمِيرِ فِي هَذَا مَا لَيْسَ لِلْقَاضِي وَلا لغيره.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبِيدَةَ قَالَ: أَتَاهُ غُلامَانِ بِلَوْحَيْنِ فِيهِمَا كِتَابٌ يَتَخَايَرَانِ فَقَالَ: إِنَّهُ حُكْمٌ. وَأَبَى.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَأَلْتُ عَبِيدَةَ عَنْ آيَةٍ فَقَالَ: عَلَيْكَ بِاتِّقَاءِ اللَّهِ وَالسَّدَادِ فَقَدْ ذَهَبَ الَّذِينَ كانوا يعلمون فيما أنزل القرآن.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ هِشَامٍ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبِيدَةَ قَالَ: اخْتَلَفَ النَّاسُ عَلَيَّ فِي الأَشْرِبَةِ. فَمَا لِي شَرَابٌ مُنْذُ ثَلاثِينَ سَنَةً إلا العسل واللبن والماء.(6/153)
قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ وَيَحْيَى بْنِ عَتِيقٍ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَأَلْتُ عَبِيدَةَ عَنِ النَّبِيذِ فَقَالَ: قَدْ أَحْدَثَ النَّاسُ أَشْرِبَةً. فَمَا لِي شَرَابٌ مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةً إِلا الْمَاءُ واللبن والعسل.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ. يَعْنِي عَنْ مُحَمَّدٍ. قَالَ: قُلْتُ لِعَبِيدَةَ: إِنَّ عِنْدَنَا مِنْ شَعْرِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - شَيْئًا مِنْ قِبَلِ أَنَسٍ. فَقَالَ عُبَيْدَةُ: لأَنْ يَكُونَ عِنْدِي مِنْهُ شَعْرَةٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كل صفراء وبيضاء على ظهر الأرض.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا النُّعْمَانُ بْنُ قَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: قُلْتُ لِعَبِيدَةَ: بَلَغَنِي أَنَّكَ تَمُوتُ ثُمَّ تَرْجِعُ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ تَحْمِلُ رَايَةً فَيُفْتَحُ لَكَ فَتْحٌ لَمْ يُفْتَحْ لأَحَدٍ قَبْلَكَ وَلا يُفْتَحُ لأَحَدٍ بَعْدَكَ. قَالَ فَقَالَ عَبِيدَةُ: لَئِنْ أَحْيَانِي اللَّهُ اثْنَتَيْنِ وَأَمَاتَنِي اثْنَتَيْنِ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا أراد بي خيرا.
قال: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ مِسْعَرٍ عَنْ أَبِي حَصِينٍ أَنَّ عَبِيدَةَ أَوْصَى أَنْ يُصَلِّيَ عليه الأسود بن يزيد.
قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي حَصِينٍ قَالَ:
أَوْصَى عَبِيدَةُ السَّلْمَانِيُّ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ الأَسْوَدُ بْنُ يَزِيدَ. فَقَالَ الأَسْوَدُ: اعْجَلُوا بِهِ قَبْلَ أَنْ يَجِيءَ الْكَذَّابُ. يَعْنِي الْمُخْتَارَ. قَالَ فَصَلَّى عَلَيْهِ قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ. وَمَاتَ عَبِيدَةُ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ.
96/ 6
1984- أَبُو وَائِلٍ.
واسمه شقيق بن سلمة الأسدي أحد بني مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ دُودَانَ بْنِ أَسَدٍ بْن خُزَيْمَة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ أَبِي الْعَنْبَسِ عَمْرِو بْنِ مَرْوَانَ قَالَ: قُلْتُ لأَبِي وَائِلٍ هل أدركت النبي. ص؟ قَالَ: نَعَمْ وَأَنَا غُلامٌ أَمْرَدُ. وَلَمْ أَرَهُ.
قال: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ شَقِيقٍ قَالَ: جَاءَنَا كِتَابُ أَبِي بَكْرٍ وَنَحْنُ بالقادسية. وكتب عبد الله بن الأرقم.
قال: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ شَقِيقٍ قال: قال لي يا سليمان لو رأيتني
__________
1984 التقريب (1/ 354) .(6/154)
وَنَحْنُ هُرَّابٌ مِنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ يَوْمَ بُزَاخَةَ فَوَقَعْتُ عَنِ الْبَعِيرِ فَكَادَتْ عُنُقِي تَنْدَقُّ. ولو أني هلكت يومئذ لكانت النار.
قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُغِيرَةُ عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: أَتَانَا مُصَدِّقُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَكَانَ يَأْخُذُ مِنْ كُلِّ خَمْسِينَ نَاقَةً نَاقَةً. فَأَتَيْتُهُ بِكَبْشٍ لِي فَقُلْتُ لَهُ: خُذْ صَدَقَةَ هَذَا. فَقَالَ: لَيْسَ فِي هَذَا صَدَقَةٌ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ أَبِي وَائِلٍ. قِيلَ لَهُ:
أَشَهِدْتَ صِفِّينَ؟ قال: نعم وبئست الصفون كانت.
قال: أُخْبِرْتُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ عَنْ شعبة عن يزيد بن أبي زياد قال:
قُلْتُ لأَبِي وَائِلٍ أَيُّكُمَا أَكْبَرُ أَنْتَ أَوْ مَسْرُوقٌ؟ قَالَ: بَلْ أَنَا أَكْبَرُ مِنْ مَسْرُوقٍ.
قال: أُخْبِرْتُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: قِيلَ لَهُ أَيُّكُمَا أَكْبَرُ أَنْتَ أَوْ رَبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ؟ قَالَ: أَنَا أَكْبَرُ مِنْهُ سِنًّا وَهُوَ أَكْبَرُ مني عقلا.
قال: أَخْبَرَنَا يَعْلَى وَمُحَمَّدٌ ابْنَا عُبَيْدٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ حَيَّانَ عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ: أَعْطَانِي عُمَرُ بِيَدِهِ أَرْبَعَةَ أَعْطِيَةٍ وَقَالَ: لَتَكْبِيرَةٌ واحدة خير من الدنيا وما فيها.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ عَنْ مُسْلِمٍ الأَعْوَرِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الشَّامَ فَقَالَ [سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ:
لا تَلْبَسُوا الْحَرِيرَ وَلا الدِّيبَاجَ وَلا تَشْرَبُوا فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَلا الْفِضَّةِ فَإِنَّهَا لَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَهِيَ لَنَا في الآخرة] .
قال: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُهَاجِرٌ أَبُو الْحَسَنِ قَالَ: انْطَلَقْتُ إِلَى أَبِي بُرْدَةَ وَشَقِيقٍ وَهُمَا عَلَى بَيْتِ الْمَالِ بِزَكَاةٍ فَأَخَذَاهَا.
وَقَالَ سَعِيدٌ فِي حَدِيثِهِ: ثُمَّ جِئْتُ مَرَّةً أُخْرَى فَوَجَدْتُ أَبَا وَائِلٍ وَحْدَهُ فَقَالَ لِي:
رُدَّهَا فَضَعْهَا فِي مَوَاضِعِهَا. قُلْتُ: فَمَا أَصْنَعُ بِنَصِيبِ الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ؟ قَالَ: رُدَّهُ عَلَى الآخَرِينَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: الْحَكَمُ أَخْبَرَنِي قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ قَالَ: كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ زِيَادٍ مَعْرِفَةٌ. قَالَ فَلَمَّا جُمِعَتْ لَهُ الْكُوفَةُ وَالْبَصْرَةُ قَالَ لِي: اصْحَبْنِي كَيْمَا تُصِيبَ مِنِّي. قَالَ فَأَتَيْتُ عَلْقَمَةَ فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ: إِنَّكَ لَنْ تُصِيبَ(6/155)
مِنْهُمْ شَيْئًا إِلا أَصَابُوا مِنْكَ أَفْضَلَ مِنْهُ. قَالَ أَيْ مِنْ دِينِهِ. قَالَ وَلَّى زِيَادٌ أَبَا وَائِلٍ بَيْتَ الْمَالِ ثُمَّ عَزَلَهُ عَنْهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: لَمَّا اسْتَخْلَفَ مُعَاوِيَةُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ قَالَ أَبُو وَائِلٍ: أَتَرَى مُعَاوِيَةَ يَرَى أَنَّهُ يَرْجِعُ إِلَى يَزِيدَ بَعْدَ الْمَوْتِ فَيَرَاهُ فِي مُلْكِهِ؟.
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بن بَهْدَلَةَ عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: أَرْسَلَ إِلَيَّ الْحَجَّاجُ فَأَتَيْتُهُ فَقَالَ: مَا اسْمُكَ؟ قُلْتُ: مَا أَرْسَلَ إِلَيَّ الأَمِيرُ إِلا وَقَدْ عَرَفَ اسْمِي. قَالَ: مَتَى هَبَطْتَ هَذَا الْبَلَدَ؟ قُلْتُ: لَيَالِي هَبَطَهُ أَهْلُهُ. قَالَ:
كَأَيِّنْ تَقْرَأُ مِنَ الْقُرْآنِ؟ قَالَ قُلْتُ: أَقْرَأُ مِنْهُ مَا إِنِ اتَّبَعْتُهُ كَفَانِي. قَالَ: إِنَّا نُرِيدُ أَنْ نَسْتَعْمِلَكَ عَلَى بَعْضِ عَمَلِنَا. قَالَ قُلْتُ: عَلَى أَيِّ عَمَلِ الأَمِيرِ؟ قَالَ: السِّلْسِلَةُ. قَالَ قُلْتُ: إِنَّ السِّلْسِلَةَ لا يُصْلِحُهَا إِلا رِجَالٌ يَقُومُونَ عَلَيْهَا وَيَعْمَلُونَ عَلَيْهَا فَإِنْ تَسْتَعِنْ بِي تَسْتَعِنْ بِشَيْخٍ أَخْرَقَ ضَعِيفٍ يَخَافُ أَعْوَانَ السُّوءِ. وَإِنْ يُعْفِني الأَمِيرُ فَهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ.
وَإِنْ يُقْحِمْنِي الأَمِيرُ أقْتَحِمْ. وَايْمُ اللَّهِ إِنِّي لأَتَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ فَأَذْكُرُ الأَمِيرَ فَمَا يَأْتِينِي النَّوْمُ حَتَّى أُصْبِحَ وَلَسْتُ لِلأَمِيرِ عَلَى عَمَلٍ. فَكَيْفَ إِذَا كُنْتُ لِلأَمِيرِ عَلَى عَمَلٍ؟ وَايْمُ اللَّهِ مَا أَعْلَمُ النَّاسَ هَابُوا أَمِيرًا قَطُّ هَيْبَتَهُمْ إِيَّاكَ أَيُّهَا الأَمِيرُ. قَالَ فَأَعْجَبَهُ مَا قُلْتُ. قَالَ: أَعِدْ عَلَيَّ. فَأَعَدْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ: أَمَّا قَوْلُكَ إِنْ يُعْفِني الأَمِيرُ فَهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ وَإِنْ يُقْحِمْنِي أَقْتَحِمْ. فَإِنَّا إِنْ لا نَجِدْ غَيْرَكَ نُقْحِمْكَ وَإِنْ نَجِدْ غَيْرَكَ لا نُقْحِمْكُ. وَأَمَّا قَوْلُكَ إِنَّ النَّاسَ لَمْ يَهَابُوا أَمِيرًا قَطُّ هَيْبَتَهُمْ إِيَّايَ. فإني والله ما أَعْلَمُ الْيَوْمَ رَجُلا عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ هُوَ أَجْرَى عَلَى دَمٍ مِنِّي. وَلَقَدْ رَكِبْتُ أُمُورًا كَانَ هَابَهَا النَّاسُ فَأُفْرِجَ لِي بِهِا. انْطَلِقْ يَرْحَمْكَ اللَّهُ. قَالَ فَخَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ وَعَدَلْتُ مِنَ الطَّرِيقِ عَمْدًا كَأَنِّي لا أَنْظُرُ. قَالَ:
أَرْشِدُوا الشَّيْخَ أَرْشِدُوا الشَّيْخَ. حَتَّى جَاءَ إِنْسَانٌ فَأَخَذَ بِيَدِي فَأَخْرَجَنِي فَلَمْ أَعُدْ إِلَيْهِ بَعْدُ.
قال: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا رَوْحُ بن القاسم عن عاصم بن بَهْدَلَةَ عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ الحجاج أرسل إلي فأتيته قال: مَا اسْمُكَ؟ قُلْتُ: مَا أَحْسَبُكَ بَعَثْتَ إِلَيَّ حَتَّى عَرَفْتَ اسْمِي. قَالَ: مَتَى قَدِمْتَ هَذَا الْبَلَدَ؟ قُلْتُ: لَيَالِي قَدِمَهُ أَهْلُهُ. قَالَ: مَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ؟ قَالَ قُلْتُ: مَعِي مِنْهُ مَا إِنْ أَخَذْتُ بِهِ كَفَانِي. قَالَ:
إِنِّي بَعَثْتُ إِلَيْكَ لأَسْتَعِينَ بِكَ عَلَى بَعْضِ عَمَلِي. قُلْتُ: عَلَى أَيِّ عَمَلِ الأَمِيرِ؟ قَالَ:(6/156)
السِّلْسِلَةُ. قُلْتُ: إِنَّ السِّلْسِلَةَ لا تَصْلُحُ إِلا بِأَعْوَانٍ وَرِجَالٍ يَقُومُونَ عَلَيْهَا وَإِنْ تَسْتَعِنْ بِي تَسْتَعِنْ بِشَيْخٍ أَخْرَقَ يَخَافُ أَعْوَانَ السُّوءَ. وَإِنْ يُعْفِنِي الأَمِيرُ فَهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ. وَإِنْ تُقْحِمْنِي أَقْتَحِمْ. وَايْمُ اللَّهِ أَيُّهَا الأَمِيرُ إِنِّي لأَذْكُرُكَ مِنَ اللَّيْلِ فَيَمْتَنِعُ مِنِّي النَّوْمُ. وَقَدْ رَأَيْتُ النَّاسَ يَهَابُونَكَ مَهَابَةً مَا هَابُوهَا أَمِيرًا قَطُّ. قَالَ: لِئَنْ قُلْتُ ذَاكَ مَا قَدِمَهَا أَحَدٌ أَجْرَى عَلَى دَمٍ مِنِّي. وَلَقَدْ رَكِبْتُ أُمُورًا كَانَ النَّاسُ يَهَابُونَهَا فَفُرِجَ لِي بِهِا فَإِنْ أَجِدْ عَنْكَ غِنًى نُعْفِكَ وَإِلا نُقْحِمْكَ. انْطَلِقْ. رَحِمَكَ اللَّهُ. فَلَمَّا انْصَرَفْتُ عَدَلْتُ عَنِ الْبَابِ كَأَنِّي لا أُبْصِرُهُ فَقَالَ: وَيْلَكَ أَرْشِدِ الشَّيْخَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ رَجُلٍ قَالَ: قَالَ أَبُو وَائِلٍ اللهم أطعم الحجاج طعامانْ ضَرِيعٍ لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ
إِنْ كَانَ أَحَبَّ إِلَيْكَ. قِيلَ لَهُ: يَا أبا وائل أشككت؟ قال: إن لم أشك ولكني لم أسئ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: ذَهَبَ بِي رَجُلٌ إِلَى أَبِي وَائِلٍ فَقَالَ: يَا أَبَا وَائِلٍ أَيُّ شَيْءٍ تَشْهَدُ عَلَى الْحَجَّاجِ؟ قَالَ: أتأمرني أن أحكم على اللَّهُ؟.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي هَاشِمٍ قَالَ:
رأيت أبا وائل يومىء إيماء في زمن الحجاج.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الأَعْمَشُ قَالَ: قَالَ لِي إِبْرَاهِيمُ عَلَيْكَ بِشَقِيقٍ فَإِنِّي قَدْ أَدْرَكْتُ أَصْحَابَ عَبْدِ اللَّهِ وَهُمْ مُتَوَافِرُونَ وهم يعدونه من خيارهم.
قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ: كَانَ إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ يُذَكِّرُ فِي مَنْزِلِ أَبِي وَائِلٍ فَكَانَ أَبُو وَائِلٍ يَنْتَفِضُ انتفاض الطير.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَاصِمٍ قَالَ:
كَانَ أَبُو وَائِلٍ لا يَلْتَفِتُ فِي صَلاةٍ ولا طريق.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن بكر عن عاصم بن بَهْدَلَةَ قَالَ: سَمِعْتُ شَقِيقَ بْنَ سَلَمَةَ أَبَا وَائِلٍ يَقُولُ وَهُوَ سَاجِدٌ: اللَّهُمَّ اعْفُ عَنِّي وَاغْفِرْ لِي فَإِنَّكَ إِنْ تَعْفُ عَنِّي تَعَفُ عَنِّي طَوِيلا وَإِنْ تُعَذِّبْنِي تُعَذِّبْنِي غَيْرَ ظَالِمٍ ولا مسبوق.
قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الأَعْمَشِ قَالَ: كَانَ أَبُو وَائِلٍ إِذَا سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ مِنَ الْقُرْآنِ قَالَ: قد أصاب الله به الذي أراد.(6/157)
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ أَنَّ أَبَا وَائِلٍ كَرِهَ أَنْ يَقُولَ حَرْفٌ. وَقَالَ اسْمٌ. يَعْنِي فِي القرآن.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ قَالَ:
أدركت أقواما يتخذون هذا الليل جملا. إن كَانُوا لَيَشْرَبُونَ نَبِيذَ الْجَرِّ وَيَلْبَسُونَ الْمُعَصْفَرَ لا يَرَوْنَ بِذَلِكَ بَأْسًا. مِنْهُمْ أَبُو وَائِلٍ وَرَجُلٌ آخر.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَاصِمٍ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ إِذَا رأى أبا وائل قال: التائب.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ مُغِيرَةَ عَنْ أَبِي وَائِلٍ أَنَّهُ كَانَ إِذَا دُعِيَ قَالَ: لَبَّيِ اللَّهِ.
قَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ: وَلا يَقُولُ لَبَّيْكَ.
قَالَ عَارِمٌ: وَلا يَقُولُ لبى يديك.
قال: أَخْبَرَنَا خَلادُ بْنُ يَحْيَى وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَرِّفُ بْنُ وَاصِلٍ قَالَ: كَانَ أَبُو وَائِلٍ يَقُولُ لِغُلامِهِ عِنْدَ غَيْبُوبَةِ الشَّمْسِ: أَيَا غلام آصلنا بَعْدُ؟.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فِي حديثه: وكان شقيق قد ذهب بصره.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَرِّفُ بْنُ وَاصِلٍ قَالَ:
رَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيَّ عِنْدَ أَبِي وَائِلٍ وَيَدُهُ فِي يَدِي فَكَانَ إِبْرَاهِيمُ إِذَا ذَكَّرَ بَكَى أَبُو وَائِلٍ.
كُلَّمَا خَوَّفَ بَكَى أَبُو وَائِلٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ عَنْ الزِّبْرِقَانِ قَالَ: أَمَرَنِي شَقِيقٌ قَالَ: لا تُقَاعِدْ أصحاب أرأيت أرأيت.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ عَاصِمٍ قَالَ: كَانَ لأَبِي وَائِلٍ خُصٌّ يَكُونُ فِيهِ هُوَ وَفَرَسُهُ. فَكَانَ إذا غزا نقضه وإذا رجع أعاده.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مِنْدَلٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَمْرِو ابن قَيْسٍ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: دِرْهَمٌ مِنْ تِجَارَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ عَشَرَةٍ مِنْ عَطَائِي. وَعَنْ قَيْسٍ عَنْ عَاصِمٍ عَنِ أبي وائل مِثْلَهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصٌ عَنِ الأَعْمَشِ قَالَ: رَأَيْتُ إِزَارَ(6/158)
أَبِي وَائِلٍ إِلَى نِصْفِ سَاقَيْهِ. وَقَمِيصُهُ فَوْقَ ذَلِكَ. وَرِدَاؤُهُ فَوْقَ ذَلِكَ. وَمُجَاهِدٌ مِثْلَ ذَلِكَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ صَالِحٍ الأَسَدِيُّ قَالَ: كَانَ أَبُو وائل يلبس مقطعات اليمنة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا شَيْبَانُ عَنِ الأَعْمَشِ قَالَ: رَأَيْتُ شَقِيقًا يصفر لحيته بِالصُّفْرَةِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا فِطْرٌ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا وَائِلٍ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ قَالَ: قُلْتُ لِمُعَرِّفِ بْنِ وَاصِلٍ: رَأَيْتَ أَبَا وَائِلٍ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ كَانَ أَبُو وَائِلٍ يصفر لحيته.
قال: أَخْبَرَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ صَالِحٍ قَالَ: رَأَيْتُ أبا وائل يستمع إلى النوح ويبكي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ الْمُزَنِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ عاصم بن بَهْدَلَةَ قَالَ: أَتَى أَبُو وَائِلٍ الأَسْوَدَ بن هلال يزوره. قَالَ فَقَالَ أَبُو وَائِلٍ: وَاللَّهِ مَا أَتَيْتُكَ حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنْ لا أَلْقَاكَ. قَالَ: وَلِمَ يَا أَبَا وَائِلٍ؟ قَالَ: لأَنِّي أَنْكُفُ لَكَ عَنِ الْحَيَاةِ وَأَخَافُ عَلَيْكَ الْفِتَنَ وَأَعْلَمُ أَنَّ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ. قَالَ: فَلا تَفْعَلْ يَا أَبَا وَائِلٍ فَإِنِّي لَسْتُ أَزْهَدُ فِي خَمْسِينَ صَلاةً كُلَّ يَوْمٍ. إِنِّي إِذَا مِتُّ قَامَ عَمَلِي فَلَمْ أَزِدْ فِي صلاة صلاة ولا في حسنة حسنة ولا في صيام صياما.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ قَالَ: لَمَّا مَاتَ أَبُو وَائِلٍ قَبَّلَ أَبُو بُرْدَةَ جَبْهَتَهُ.
وَقَالَ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَغَيْرُهُ: تُوُفِّيَ أَبُو وَائِلٍ فِي زَمَنِ الْحَجَّاجِ بَعْدَ الْجَمَاجِمِ.
وَقَدْ رَوَى أَبُو وائل عَنْ عُمَرَ وَعَلِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ وَأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ وَحُذَيْفَةَ وَأَبِي مُوسَى وَابْنِ عَبَّاسٍ وَعَزْرَةَ بْنِ قَيْسٍ. وَأَتَى الشَّامَ فَسَمِعَ مِنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ. وَرَوَى عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ وَسَلْمَانَ بْنِ رَبِيعَةَ. وحضر غزوة بلنجر مع سلمان بن ربيعة. وروى عَنِ ابْنِ مُعَيْزٍ السَّعْدِيِّ. وَرَوَى ابْنُ مُعَيْزٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ. وَرَوَى أَبُو وَائِلٍ أَيْضًا عَنْ مَسْرُوقٍ وَكُرْدُوسٍ وعمرو بن شرحبيل ويسار بن نمير وسلمة بن سبرة وعمرو بن الحارث الذي روى عَنْ زَيْنَبَ امْرَأَةِ عَبْدِ اللَّهِ. وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ.(6/159)
قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أبي وائل عن الضبي بْنِ مَعْبَدٍ الْجُهَنِيِّ.
1985- زَيْدُ بْنُ وَهْبٍ.
الْجُهَنِيُّ أحد بني حسل بن نصر بن مالك بن عدي بن الطول بن عوف بن غطفان بن قيس بن جهينة من قضاعة. ويكنى زيد أبا سليمان.
وروى زيد عن عمر وعلي وعبد الله وحذيفة. وشهد مع علي بن أبي طالب مشاهده.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي غَنِيَّةَ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: غَزَوْنَا أَذَرْبَيْجَانَ فِي إِمَارَةِ عُمَرَ. وَفِينَا يَوْمَئِذٍ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ. فَجَاءَنَا كِتَابُ عُمَرَ: بَلَغَنِي أَنَّكُمْ فِي أَرْضٍ يُخَالِطُ طَعَامَهَا الْمَيْتَةُ وَلِبَاسَهَا الْمَيْتَةُ فَلا تَأْكُلُوا إِلا مَا كَانَ ذَكِيًّا وَلا تَلْبَسُوا إِلا مَا كان ذكيا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَوْلَى زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: كَانَ زَيْدٌ يَؤُمُّنَا فِي ثَوْبٍ مُتَوَشِّحًا بِهِ. وَكَانَ يُكَبِّرُ عَلَى الْجَنَائِزِ أَرْبَعًا. وَكَانَ إِذَا سَلَّمَ قَالَ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ وَمَغْفِرَاتُهُ وَطَيِّبُ صلواته.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ قَالَ: رَأَيْتُ زَيْدَ بْنَ وَهْبٍ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ.
قَالَ: وَقَالَ أَصْحَابُنَا: تُوُفِّيَ زَيْدُ بْنُ وَهْبٍ فِي وِلايَةِ الْحَجَّاجِ بَعْدَ الْجَمَاجِمِ.
وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ.
1986- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَخْبَرَةَ.
الأَزْدِيُّ ويكنى أبا معمر. روى عن عمر وعلي وعبد الله وخباب وأبي مسعود وعلقمة. وقد روى من حديث إسرائيل عن أبي معمر أنه سمع أبا بكر الصديق يقول: كفر بالله ادعاء نسب لا يعرف. وليس ذلك عندي بثبت.
__________
1985 تاريخ ابن معين (2/ 184) ، وطبقات ابن خياط (158) ، وتاريخه (288) ، والتاريخ الكبير (1352) ، والجرح والتعديل (260) ، وحلية الأولياء (1/ 159) ، وأسد الغابة (2/ 242) ، والاستيعاب (2/ 559) ، والكاشف (1775) ، والمغني (2287) ، والإصابة (1/ 583) ، وتهذيب الكمال (1231) .
1986 طبقات ابن خياط (150) ، والتاريخ الكبير (280) ، (847) ، والجرح والتعديل (321) ، والجمع بين رجال الصحيحين (1/ 253) ، وسير أعلام النبلاء (4/ 133، 134) ، والكاشف (2767) ، وميزان الاعتدال (4345) ، والتقريب (1/ 418) ، وتهذيب الكمال (3291) .(6/160)
أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ قَالَ: كَانَ عُمَرُ إذا ركع وضع يديه على ركبتيه.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمَّانِيُّ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ بِالْحَدِيثِ فَيَلْحَنْ فِيهِ اقْتِدَاءً بِالَّذِي سَمِعَ.
قَالَ: وَقَالَ أَصْحَابُنَا: تُوُفِّيَ أَبُو مَعْمَرٍ بِالْكُوفَةِ فِي وِلايَةِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ. وَكَانَ ثِقَةً لَهُ أَحَادِيثُ.
1987- يزيد بن شريك
التيمي وهو أبو إبراهيم التيمي. روى عن عمر وعلي وعبد الله بن مسعود وسعد بن أبي وقاص وحذيفة وأبي ذر. وكان عريف قومه. وكان ثقة وله أحاديث.
1988- أَبُو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ.
واسمه سعد بن إياس. شهد القادسية. وروى عن عمر وعلي وعبد الله وحذيفة وأبي مسعود الأنصاري. وكان كبيرا له سن عالية. وكان ثقة وله أحاديث.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو الشَّيْبَانِيَّ يَقُولُ: أَذْكُرُ أَنِّي سَمِعْتُ بِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَنَا أرعى إبلا لأهلي بكاظمة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ:
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو الشَّيْبَانِيَّ. وَكَانَ قَدْ عَاشَ عِشْرِينَ وَمِائَةَ سَنَةٍ. يَقُولُ: تَكَامَلَ شَبَابِي يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ فَكُنْتُ ابْنَ أَرْبَعِينَ سَنَةً.
1989- زِرُّ بْنُ حُبَيْشٍ
الأَسَدِيُّ أحد بني غاضرة بْنِ مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ دُودَانَ بْنِ
__________
1987 التقريب (2/ 366) .
1988 تاريخ ابن معين (2/ 191) ، تاريخ ابن خياط (30) ، وعلل أحمد (1/ 107، 211، 333، 335) ، والتاريخ الكبير (1920) ، والصغير (1/ 229) ، والجرح والتعديل (340) ، والاستيعاب (2/ 583) ، والجمع بين رجال الصحيحين (1/ 159) ، وأسد الغابة (2/ 270) ، وتذكرة الحفاظ (1/ 68) ، والكاشف (1842) ، والإصابة (3669) .
1989 تاريخ ابن معين (2/ 172) ، والتاريخ الكبير (1495) ، والصغير (1/ 154، 179) ، والجرح والتعديل (2817) ، والاستيعاب (2/ 563) ، والجمع (154) ، وتاريخ الإسلام (3/ 249) ، وتذكرة الحفاظ (1/ 57) ، والكاشف (1/ 320) ، والإصابة (1/ 577) ، وتهذيب التهذيب (3/ 321) ، وتهذيب الكمال (1976) .(6/161)
أسد بن خزيمة ويكنى أبا مريم. روى عن عمر وعلي وعبد الله وعبد الرحمن بن عوف وأبي بن كعب وحذيفة وأبي وائل.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بن أبي خالد قال: رأيت زر بن حبيش يختلج لحياه كبرا.
قال: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: قَالَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ لَيْلَةُ القدر ليلة سبع وعشرين.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ قَالَ:
رَأَيْتُ زِرَّ بْنَ حُبَيْشٍ وَقَدْ أَتَى عَلَيْهِ عِشْرُونُ وَمِائَةُ سَنَةٍ وَإِنَّ لَحْيَيْهِ لَيَضْطَرِبَانِ مِنَ الْكِبَرِ.
قَالَ: وَقَالَ يَعْنِي غَيْرَ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيَّ: وَمَاتَ وَهُوَ ابْنُ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ وَمِائَةِ سنة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ عَنْ حُذَيْفَةَ أَنَّهُ قَالَ لَهُ: يا أصلع.
قال: وقال يَحْيَى بْنُ آدَمَ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ عَنْ عَاصِمٍ قَالَ: كَانَ زِرُّ بْنُ حُبَيْشٍ أَعْرَبَ النَّاسِ وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يسأله عن العربية.
قال: وقال يحيى بن آدم عن أبي بكر عَنْ عَاصِمٍ قَالَ: كَانَ زِرُّ بْنُ حُبَيْشٍ أَكْبَرَ مِنْ أَبِي وَائِلٍ فَكَانَا إِذَا اجْتَمَعَا جَمِيعًا لَمْ يُحَدِّثْ أَبُو وَائِلٍ عِنْدَ زِرٍّ. وَكَانَ زِرٌّ يُحِبُّ عَلِيًّا وَكَانَ أَبُو وَائِلٍ يُحِبُّ عُثْمَانَ. وَكَانَا يَتَجَالَسَانِ فَمَا سَمِعْتُهُمَا يَتَنَاثَانِ شيئا قط.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ الثَّقَفِيُّ عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ قَالَ: أَكْثَرُ مَا رَأَيْتُ زِرَّ بْنَ حُبَيْشٍ يَأْتِي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ عَاقِدَهُ عَلَى عُنُقِهِ حَتَّى يَدْخُلَ فِي الصَّفِّ مَعَ القوم.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ قَالَ: مَرَّ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ عَلَى زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ وَهُوَ يُؤَذِّنُ فَقَالَ: يَا أَبَا مَرْيَمَ قَدْ كُنْتُ أُكْرِمُكَ عَنْ ذَا. أو قال عن الأذان. قال: إِذًا لا أُكَلِّمُكَ كَلِمَةً حَتَّى تَلْحَقَ بِاللَّهِ.
وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ.(6/162)
1990- عَمْرُو بْنُ شُرَحْبِيلَ.
وهو أبو ميسرة الهمداني ثم الوادعي. روى عن عمر وعلي وعبد الله.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ عَمْرُو بْنُ شُرَحْبِيلَ إِمَامَ مَسْجِدِ بَنِي وادعة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ قَالَ: حَدَّثَنَا جَابِرٌ عَنْ عَامِرٍ عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ مَسْعُودٍ يَا أَبَا مَيْسَرَةَ مَا تقول في الخنس الْجَوارِ الْكُنَّسِ؟ قَالَ قُلْتُ: لا أَعْلَمُهَا إِلا بَقَرَ الْوَحْشِ. قَالَ: وَأَنَا لا أَعْلَمُ فِيهَا إِلا ما قلت.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: سَمِعْتُ إِسْرَائِيلَ بْنَ يُونُسَ قَالَ: كَانَ أَبُو مَيْسَرَةَ إِذَا أَخَذَ عَطَاءَهُ تَصَدَّقَ مِنْهُ فَإِذَا جَاءَ إِلَى أَهْلِهِ فَعَدُّوهُ وَجَدُوهُ سَوَاءً. فَقَالَ لِبَنِي أَخِيهِ: أَلا تَفْعَلُونَ مِثْلَ هَذَا؟ فَقَالُوا: لَوْ عَلِمْنَا أَنَّهُ لا يَنْقُصُ لَفَعَلْنَا. قَالَ أَبُو مَيْسَرَةَ: إِنِّي لَسْتُ أَشْتَرِطُ هَذَا عَلَى رَبِّي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ شَقِيقٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ هَمْدَانَيًّا قَطُّ أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أَكُونَ فِي مِسْلاخِهِ مِنْ عمرو بن شرحبيل.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ:
مَا اشْتَمَلَتْ هَمْدَانِيَّةٌ عَلَى مِثْلِ أَبِي مَيْسَرَةَ. فَقِيلَ لَهُ: وَلا مَسْرُوقٍ؟ فَقَالَ: وَلا مَسْرُوقٍ.
قال: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ وَالْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالا: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ قَالَ: لَوْ رَأَيْتُ رَجُلا يَرْضَعُ شَاةً. أَوْ مِنْ شَاةٍ. فَسَخِرْتُ مِنْهُ لَخِفْتُ أن أفعل مثل ما فعل.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ أَنَّهُ رَأَى لأَبِي مَيْسَرَةَ وَأَصْحَابِهِ طَيَالِسَةً لَهَا أَزْرَارٌ طِوَالٌ مِنْ دِيبَاجٍ.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ قَالَ:
لا يُذْكَرُ اللَّهُ إِلا فِي مَكَانٍ طَيِّبٍ.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالا: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ عن أبي
__________
1990 التقريب (2/ 72) .(6/163)
إسحاق أن أبا ميسرة كان يطعم بعد ما يُصَلِّي. يَعْنِي زَكَاةَ الْفِطْرِ.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: كَانَ أَبُو مَيْسَرَةَ يُطْعِمُ صَاعًا لا يخرم عن ذلك.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ أَنَّ أَبَا مَيْسَرَةَ أَوْصَى امْرَأَتَهُ قَالَ: إِنْ وَلَدْتِ غُلامًا فَسَمِّيهِ الرَّهِينَ وَإِنْ وَلَدْتِ جَارِيَةً فَسَمِّيهَا أُمَّ الرَّهِينِ. فولدت جارية فسمتها أم الرهين.
قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ قَالَ: قِيلَ لَهُ: مَا يَحْبِسُكَ عِنْدَ الإِقَامَةِ؟ قال: إني أوتر.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ:
أَوْصَى أَبُو مَيْسَرَةَ: لا تُؤْذِنُوا بِجِنَازَتِي أَحَدًا كَدُعَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ. وَلا تُطِيلُوا جَدَثِي.
وَاجْعَلُوا عَلَى لَحْدِي طُنَّ قَصَبٍ فَإِنِّي رَأَيْتُ الْمُهَاجِرِينَ يُحِبُّونَ ذلك.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ:
أَوْصَى أَبُو مَيْسَرَةَ أَنْ يُجْعَلَ عَلَى لَحْدِهِ طُنُّ قَصَبٍ. قَالَ فَضَمُّوا أَرْبَعَةَ حَرَادِيِّ بَعْضَهَا إِلَى بعض فجعلوها على لحده.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: أَمَرَ أَبُو مَيْسَرَةَ أَنْ يَجْعَلُوا فِي لَحْدِهِ طُنُّ قَصَبٍ أَوْ حَرَادِيِّ وَقَالَ: يَطِيبُ بِنَفْسِي أَنِّي لَمْ أترك علي دينا ولم أترك ولدا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حماد بن زيد قال: حدثنا عاصم بن بَهْدَلَةَ عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: قَالَ عَمْرُو بْنُ شُرَحْبِيلَ حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ: إِنِّي ليَسِيرُ لِلْمَوْتِ الآنَ. أَظُنُّهُ قَالَ: وَمَا بِي إِلا هَوْلُ الْمُطَّلَعِ. مَا أَدَعُ مَالا وَمَا أَدَعُ عَلَيَّ مِنْ دَيْنٍ وَمَا أَدَعُ مِنْ عِيَالٍ يُهِمُّونِي مِنْ بَعْدِي. فَإِذَا أَنَا مِتُّ فَلا تَنْعَوْنِي إِلَى أَحَدٍ. وَأَسْرِعُوا الْمَشْيَ.
وَأَلْقُوا عَلَى لَحْدِي مِنَ الْقَصَبِ فَإِنِّي رَأَيْتُ الْمُهَاجِرِينَ يَسْتَحِبُّونَ ذَلِكَ. وَلا تَرْفَعُوا جَدَثِي فَإِنِّي رَأَيْتُ الْمُهَاجِرِينَ يكرهون ذلك.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ عَنْ أَبِي وَائِلٍ أَنَّ عَمْرَو بْنَ شُرَحْبِيلَ قَالَ: لا تُطِيلُوا جَدَثِي. يَعْنِي الْقَبْرَ. فإن المهاجرين كانوا يكرهون ذلك.(6/164)
قال: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ:
أَوْصَى أَبُو مَيْسَرَةَ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ شُرَيْحٌ قَاضِي الْمُسْلِمِينَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: أَوْصَى أَبُو مَيْسَرَةَ أَخَاهُ الأَرْقَمَ: لا تُؤْذِنْ بِي أَحَدًا مِنَ النَّاسِ وَلْيُصَلِّ عَلَيَّ شُرَيْحٌ قَاضِي الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامُهُمْ. وَأَسْرِعْ بِجِنَازَتِي الْمَشْيَ وَلا تَجْعَلْ عَلَى لحدي إلا طن قصب.
قال: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ وَالْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالا: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: أَوْصَى أَبُو مَيْسَرَةَ أَخَاهُ الأَرْقَمَ قَالَ: مَا أُرَانِي إِلا مَقْبُوضًا مِنْ لَيْلَتِي هَذِهِ فَإِذَا أَصْبَحْتُ فَأَخْرِجُونِي وَلا تُؤْذِنُوا بِي أَحَدًا فَإِنَّهَا الْجَاهِلِيَّةُ. أَوْ دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى مِثْلَهُ. وَقَالَ فِي حَدِيثِهِ. قَالَ زُهَيْرٌ: قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: وَكَذَلِكَ قَالَ عَلْقَمَةُ لِلأَسْوَدِ وَعَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ. قَالَ لَهُمَا: ذَكِّرُونِي لا إله إلا الله عند الموت.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ أَنَّهُ أَوْصَى لَمَّا مَاتَ أَنْ لا يؤذن بجنازته أحد. وبذلك وصى علقمة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ أَنَّ عَمْرَو بْنَ شُرَحْبِيلَ أَوْصَى أَخَاهُ أَنْ لا يُؤَذِنَ بِجَنَازَتِهِ أَحَدًا. وبذلك أوصى علقمة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ عن أبي معمر قَالَ: لَمَّا مَاتَ أَبُو مَيْسَرَةَ قَالَ أَصْحَابُ عَبْدِ اللَّهِ: امْشُوا خَلْفَ أَبِي مَيْسَرَةَ فَإِنَّهُ كان يحب أن يمشي خلف الجنازة.
قال: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: رَأَيْتُ شُرَيْحًا راكبا في جنازة أبي ميسرة.
قال: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ وَأَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا جُحَيْفَةَ فِي جَنَازَةِ أَبِي مَيْسَرَةَ آخِذًا بِقَائِمَةِ السَّرِيرِ حَتَّى أُخْرِجَ. ثُمَّ جَعَلَ يَقُولُ: غَفَرَ اللَّهُ لَكَ يَا أَبَا مَيْسَرَةَ. فَلَمْ يُفَارِقْهُ حَتَّى أتى القبرة.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ. قَالُوا: وَتُوُفِّيَ أَبُو مَيْسَرَةَ بِالْكُوفَةِ فِي وِلايَةِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زياد.(6/165)
1991- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى.
واسمه يسار بْنِ بِلالِ بْنِ بُلَيْلِ بن أحيحة بن الجلاح ابن الْحَرِيشِ بْنِ جَحْجَبَا بْنِ كُلْفَةَ بْنِ عَوْفِ بْن عَمْرو بن عوف من الأوس. قَالَ ويكنى عبد الرحمن أبا عيسى. روى عن عمر وعلي وعبد الله وأبي بن كعب وسهل بن حنيف وخوات بن جبير وحذيفة وعبد الله بن زيد وكعب بن عجرة والبراء بن عازب وابي ذر وأبي الدرداء وأبي سعيد الخدري وقيس بن سعد وزيد بن أرقم. وروى أيضا عن أبيه وقال: أدركت عشرين ومائة من الأنصار مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ:
سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى قَالَ: لَقَدْ أدركت عشرين ومائة من الأنصار مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - إذا سُئِلَ أَحَدُهُمْ عَنِ الْمَسْأَلَةِ أَحَبَّ أَنْ يَكْفِيَهُ غيره.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى قَالَ: لَقَدْ أَدْرَكْتُ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ عِشْرِينَ وَمِائَةً مِنَ الأَنْصَارِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - مَا مِنْهُمْ أَحَدٌ يُحَدِّثُ بِحَدِيثٍ إِلا وَدَّ أن أخاه كفاه الفتيا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْحَوْضِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى قَالَ: أَدْرَكْتُ عِشْرِينَ وَمِائَةً مِنَ الأَنْصَارِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - مَا فِيهِمْ أَحَدٌ يُسْأَلُ عَنْ شَيْءٍ إِلا أَحَبَّ أَنْ يَكْفِيَهُ صَاحِبُهُ الْفُتْيَا وَإِنَّهُمْ هَاهُنَا يتوثبون على الأمور توثبا.
قال: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ عَبْدِ الأَعْلَى عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَأَتَاهُ رَاكِبٌ فَزَعَمَ أَنَّهُ رَأَى الْهِلالَ. فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ أَفْطِرُوا. ثُمَّ قام إلى عس مليء مَاءً فَتَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى مُوقَيْنِ لَهُ. ثُمَّ صَلَّى الْمَغْرِبَ. فَقَالَ الرَّاكِبُ: مَا جِئْتُ إِلا لأَسْأَلَكَ عَنْ هَذَا. أَشَيْئًا رَأَيْتَ غَيْرَكَ يَفْعَلُهُ؟ فَقَالَ: نَعَمْ. خَيْرًا مِنِّي وَخَيْرَ الأُمَّةِ. أَبَا الْقَاسِمِ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
يَفْعَلُ كَالَّذِي رَأَيْتَنِي فَعَلْتُهُ. أَوْ قَالَ: يَفْعَلُ ذلك.
قَالَ: أَخْبَرَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: كَانَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى بَيْتٌ فِيهِ مَصَاحِفُ يَجْتَمِعُ إِلَيْهِ فيه القراء
__________
1991 التقريب (1/ 497) .(6/166)
قَلَّمَا تَفَرَّقُوا إِلا عَنْ طَعَامٍ. قَالَ فَأَتَيْتُهُ وَمَعِي تِبْرٌ فَقَالَ: أَتُحَلِّي بِهِ سَيْفًا؟ قَالَ قُلْتُ: لا.
قَالَ: أَفَتُحَلِّي بِهِ مُصْحَفًا؟ قَالَ قُلْتُ: لا. قَالَ: فَلَعَلَّكَ تَجْعَلُهَا أَخْرَاصًا. فَإِنَّهَا تكره.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ قَالَ: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى إِذَا صَلَّى الصُّبْحَ نَشَرَ الْمُصْحَفَ وَقَرَأَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ.
قَالَ هَمَّامٌ: وَكَانَ ثَابِتٌ يَفْعَلُهُ.
قَالَ مُسْلِمٌ: وَكَانَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ يَفْعَلُهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أبي فروة قال: رأيت عبد الرحمن ابن أَبِي لَيْلَى تَوَضَّأَ فَأُتِيَ بِمِنْدِيلٍ فَرَمَى بِهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ مُسْلِمٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى يُشِيرُ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ بِإِصْبَعِهِ: اسْكُتْ فِي الْجُمُعَةِ.
يَعْنِي وَالإِمَامُ يَخْطُبُ.
قال: أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلٍ نَصْرٌ عَنِ الْحَجَّاجِ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: وَكَانَ إِمَامَنَا فَإِذَا سَلَّمَ تَيَامَنَ أَوْ تياسر ويخلف أصحابه فيصلي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كُدَيْنَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو فَرْوَةَ قَالَ:
كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى يَأْمُرُنِي أَنْ أُسَوِّيَ الصُّفُوفَ: فَلا يَتْفُلْ أَحَدٌ مِنْكُمْ بَيْنَ يَدَيْهِ فِي مُصَلاهِ وَلَكِنْ يَتْفُلُ تَحْتَ قَدَمِهِ اليسرى.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كُدَيْنَةَ عَنْ أَبِي فَرْوَةَ قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى يُصَفِّرُ شَعْرَهُ فَإِذَا قام إلى الصلاة نقضه. قال: أخبرنا الفضل ابن دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسٌ عَنْ أَبِي فَرْوَةَ قَالَ: كَانَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَقِيصَتَانِ فَكَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُصَلِّيَ نَشَرَهُمَا.
قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ عَنْ يزيد بن أبي زياد قال: رأيت على عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى مِطْرَفَ خَزٍّ فَلَبِسَهُ حَتَّى تَقَطَّعَ. ثُمَّ نَقَضَهُ مَرَّةً أُخْرَى فَصُنِعَ لَهُ. وَقَالَ لِصَاحِبِهِ: لا تَضَعْ فِيهِ حَرِيرًا وَاجْعَلْ سَدَاهُ كِتَّانًا أَوْ قُطْنًا. فَقِيلَ لَهُ: قَدْ كُنْتَ تَلْبِسُهُ. قَالَ: ذَلِكَ مِنْ صنعة غيري.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ(6/167)
قَالَ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى حَيَاةُ الْحَدِيثِ مُذَاكَرَتُهُ. قَالَ: وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادٍ: يَرْحَمُكُ اللَّهُ. كَمْ مِنْ حَدِيثٍ قَدْ أَحْيَيْتَهُ فِي صَدْرِي قَدْ كَانَ مَاتَ!.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الصَّبَّاحُ بْنُ يَحْيَى الْمُزَنِيُّ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى يَقُولُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُكَيْمٍ:
تَعَالَ حَتَّى نَتَذَاكَرَ الْحَدِيثَ فَإِنَّ حياته ذكره.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ عَبْدِ الأَعْلَى الثَّعْلَبِيِّ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى كَانَ يُكْنَى أَبَا عِيسَى.
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ عَنِ الْحَكَمِ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى كان يكنى أبا عيسى. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسٌ عَنْ أَبِي حَصِينٍ قَالَ: لَمَا قَدِمَ الْحَجَّاجُ أَرَادَ أَنْ يَسْتَعْمِلَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى عَلَى الْقَضَاءِ فَقَالَ لَهُ حَوْشَبٌ: إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ أَنْ تَبْعَثَ عَلِيَّ بْنَ أبي طالب على القضاء فافعل.
قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّيْمِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى مَضْرُوبًا. عَلَيْهِ سَرَاوِيلُ أَفْوَافٍ. ضَرَبَهُ الْحَجَّاجُ. قَالَ وَحَوْشَبٌ كَانَ عَلَى شُرَطِ الْحَجَّاجِ. وَهُوَ أَبُو الْعَوَّامِ بْنُ حوشب.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى وَقَدْ أَوْقَفَهُ الْحَجَّاجُ وَقَالَ لَهُ: الْعَنِ الْكَذَّابِينَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَعَبْدَ اللَّهِ بن الزبير والمختار بن أبي عبيد. قال: فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: لَعَنَ اللَّهُ الْكَذَّابِينَ. ثُمَّ ابْتَدَأَ فَقَالَ: عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَعَبْدُ الله بن الزبير والمختار بن أبي عبيد.
قَالَ الأَعْمَشُ: فَعَلِمْتُ أَنَّهُ حِينَ ابْتَدَأَ فَرَفَعَهُمْ لَمْ يَعْنِهِمْ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى أَنَّهُ كَانَ إِذَا سَمِعَهُمْ يَذْكُرُونَ عَلِيًّا وَمَا يُحَدِّثُونَ عَنْهُ قَالَ: قَدْ جَالَسْنَا عَلِيًّا وَصَحِبْنَاهُ فَلَمْ نَرَهُ يَقُولُ شَيْئًا مِمَّا يَقُولُ هَؤُلاءِ. أَوَلا يَكْفِي عَلِيًّا أَنَّهُ ابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَخَتَنُهُ عَلَى ابْنَتِهِ وَأَبُو حَسَنٍ وَحُسَيْنٍ شَهِدَ بَدْرًا وَالْحُدَيْبِيَةَ؟ قَالَ:
وَأَجْمَعُوا جَمِيعًا أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى خَرَجَ مَعَ مَنْ خَرَجَ عَلَى الْحَجَّاجِ مع عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث. وَأَنَّهُ قُتِلَ بِدُجَيْلٍ.(6/168)
1992- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُكَيْمٍ
الْجُهَنِيُّ ويكنى أبا معبد. روى عن عمر وعثمان وعلي وعبد الله. وكان كبيرا قد أدرك الجاهلية.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الأَجْلَحُ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُكَيْمٍ قَالَ: كَتَبَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ لا تَنْتَفِعُوا مِنَ الميتة بإهاب ولا عصب.
قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ الْحَكَمِ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُكَيْمٍ قَالَ: قُرِئَ عَلَيْنَا كِتَابَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَنَا غُلامٌ شَابٌّ بِأَرْضِ جُهَيْنَةَ. أَنْ لا تنتفعوا من الميتة بإهاب ولا عصب.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ هِلالٍ الْوَزَّانِ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُكَيْمٍ قَالَ: بَايَعْتُ عُمَرَ بِيَدِي هذه على السمع والطاعة فيما استطعت.
[قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْقُرَشِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُكَيْمٍ عَنْ عَلِيٍّ أَنَّهُ كَانَ إِذَا قَالَ الْمُؤَذِّنُ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ قَالَ: وَإِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا مُحَمَّدًا لَجَاحِدُونَ] .
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنْ هِلالٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُكَيْمٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ بَدَأَ بِالْيَمِينِ قَبْلَ الْحَدِيثِ. قَالَ: وَاللَّهِ إِنْ مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلا سَيَخْلُو اللَّهُ بِهِ يوم القيامة. وفي الحديث طول.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مُسْلِمٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُكَيْمٍ. وَكَانَ هَذَا يُحِبُّ عَلِيًّا وَهَذَا يُحِبُّ عُثْمَانَ. فَمَاتَتْ أُمُّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى فَقَدِمَ عَلَيْهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُكَيْمٍ.
وَكَانَ إِمَامَ مَسْجِدِ جُهَيْنَةَ بِالْكُوفَةِ.
قال: وَأَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ عَنْ سُفْيَانَ عَنِ مُوسَى الْجُهَنِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ليلى وعبد الله بن عكيم بمثله.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ عَنِ الْحَكَمِ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى قَدِمَ ابْنَ عُكَيْمٍ عَلَى أمه. وكان إمامهم.
__________
1992 التقريب (1/ 434) .(6/169)
قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ مُوسَى الْجُهَنِيِّ عَنِ ابْنَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُكَيْمٍ قَالَتْ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُكَيْمٍ يُحِبُّ عُثْمَانَ وَكَانَ ابْنُ أَبِي لَيْلَى يُحِبُّ عَلِيًّا. وَكَانَا مُتَوَاخِيَيْنِ. قَالَتْ فَمَا سَمِعْتُهُمَا يَتَذَاكَرَانِ شَيْئًا قَطُّ إِلا أَنِّي سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى: لَوْ أن صاحبك صبر أتاه الناس.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ عَنِ الْحَكَمِ قَالَ:
كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُكَيْمٍ لا يَرْبِطُ كِيسَهُ. قَالَ: سمعت الله يقول: «جَمَعَ فَأَوْعى» المعارج:.
115/ 6 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ عَنْ هِلالِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُكَيْمٍ يَقُولُ: لا أُعِينُ عَلَى دَمِ خَلِيفَةٍ أَبَدًا بَعْدَ عُثْمَانَ.
فَيُقَالُ لَهُ: يَا أَبَا مَعْبَدٍ أَوَ أَعَنْتَ عَلَى دَمِهِ؟ فَيَقُولُ: إِنِّي أَعُدُّ ذِكْرَ مَسَاوِيهِ عونا على دمه.
قال: وَقَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ أَبِي فَرْوَةَ: أَنَا غَسَّلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُكَيْمٍ. قَالَ:
وَقَالَ غَيْرُ سُفْيَانَ: تُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُكَيْمٍ بِالْكُوفَةِ فِي وِلايَةِ الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ.
1993- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْهُذَيْلِ
الْعَنَزِيُّ من ربيعة. ويكنى أبا المغيرة. روى عن عمر وعلي وعبد الله بن مسعود وعمار بن ياسر وابن عباس وعبد الله بن عمرو وأبي زرعة ابن عمرو بن جرير.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الأَجْلَحُ عَنِ ابْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عُمَرَ فَجِيءَ بِشَيْخٍ نَشْوَانَ فِي رَمَضَانَ. قَالَ: وَيْلَكَ وَصِبْيَانُنَا صِيَامٌ؟ فَضَرَبَهُ ثَمَانِينَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا بِهَذَا الْحَدِيثِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ عَنْ ضِرَارِ بْنِ مُرَّةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ قَالَ: أُتِيَ عُمَرُ بسكران.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ عَنِ الأَشْجَعِيِّ عَنْ سُفْيَانُ عَنْ أَبِي سِنَانٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ. سَمِعَ عُمَرَ يَقُولُ: لا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلا إِلَى الْبَيْتِ العتيق.
قال: وَقَالَ شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي
__________
1993 التقريب (1/ 458) .(6/170)
الْهُذَيْلِ قَالَ: دَفَعَ إِلَيَّ أَهْلُ الْكُوفَةِ مَسَائِلَ أَسْأَلُ عَنْهَا ابْنَ عَبَّاسٍ. فَسُئِلَ عَمَّا فِي كِتَابِي كُلِّهِ. وَلَهُ أَحَادِيثُ.
1994- حَارِثَةُ بْنُ مُضَرِّبٍ
الْعَبْدِيُّ. روى عن عمر وعلي وعبد الله وعمار وأبي موسى الأشعري وفرات بن حيان العجلي والوليد بن عقبة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ:
رَأَيْتُ حَارِثَةَ بْنَ مُضَرِّبٍ مَخْضُوبًا بِالْوَرْسِ وَالزَّعْفَرَانِ.
1995- عبد الله بن سلمة
الجملي من مراد. روى عن عمر وعلي وعبد الله وسعد ابن أبي وقاص وعمار بن ياسر وسلمان.
قال: أخبرنا إسحاق بن منصور عن زهير عن أبي إسحاق عن أبي العالية وهو عبد الله بن سلمة.
قال: أخبرنا سليمان بن أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَمَةَ قَدْ كَبِرَ فَكَانَ يُحَدِّثُ فَنَعْرِفُ وَنُنْكِرُ.
1996- مُرَّةُ بْنُ شَرَاحِيلَ
الْهَمْدَانِيُّ. وهو مرة الخير ومرة الطيب. روى عن عمر وعلي وعبد اللَّهَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ عَنِ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: وَاللَّهِ لأرددنها عَلَيْكُمْ حَتَّى يَرُوحَ عَلَى الرَّجُلِ مِنْكُمُ الْمِائَةُ مِنَ الإِبِلِ. يَعْنِي الصَّدَقَةَ. وَكَانَ ثِقَةً.
1997- عبيد بن نضيلة
الخزاعي ويكنى أبا معاوية. روى عن عمر وعبد الله.
وروى عن علي في الفريضة.
وقال يحيى بن آدم عن الحسن بن صالح قَالَ: قرأ يحيى بن وثاب على عبيد
__________
1994 تاريخ ابن معين (234) ، (518) ، وعلل أحمد (1/ 81، 85، 215) ، والتاريخ الكبير (326) ، وأسد الغابة (1/ 358) ، والكاشف (1/ 199) ، وميزان الاعتدال (1/ 446) ، والمغني (1263) ، والإصابة (1940) ، وتهذيب التهذيب (2/ 166، 168) .
1995 التقريب (1/ 420) .
1996 التقريب (2/ 238) .
1997 التقريب (1/ 545) .(6/171)
ابن نُضَيْلَةَ. وَقَرَأَ عُبَيْدُ بْنُ نُضَيْلَةَ عَلَى عَلْقَمَةَ. وَقَرَأَ علقمة على عبد الله. فأي قراءة أصح من هذه؟.
وقال غير يحيى بن آدم: إن عبيد بن نضيلة قد قرأ على عبد الله بن مسعود ثم قرأ على علقمة بعد ذلك. قالوا وتوفي عبيد بن نضيلة بالكوفة في ولاية بشر بن مروان.
وَمِنْ هَذِهِ الطَّبَقَةِ مِمَّنْ رَوَى عَنْ عمر بن الخطاب وعبد الله بن مسعود ولم يرو عن علي بن أبي طالب
1998- عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ
الأَوْدِيُّ أود بْن صعب بْن سعد العشيرة من مذحج. روى عن عمر وعبد الله. وسمع من معاذ باليمن فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - وروى عن أبي مسعود الأنصاري وعبد الله بن عمرو وسلمان بن ربيعة والربيع بن خيثم.
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ أَنَّهُ كَانَ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: مَاتَ عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ أَوْ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ فِي أَوَّلِ خِلافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
كَانَ عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَرُئِيَ ذُكِرَ اللَّهَ.
1999- الْمَعْرُورُ بْنُ سُوَيْدٍ
الأَسَدِيُّ أحد بني سعد بن الحارث بن ثعلبة بن دودان ابن أسد. روى عن عمر وعبد الله وأبي ذر.
قَالَ أبو نعيم: بلغ المعرور بن سويد عشرين ومائة سنة.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ وَاصِلٍ قَالَ: كَانَ الْمَعْرُورُ بْنُ سُوَيْدٍ يَقُولُ لَنَا: يَا بَنِي أَخِي تَعَلَّمُوا مِنِّي. وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ.
2000- هَمَّامُ بْنُ الْحَارِثِ النَّخَعِيُّ.
روى عن عمر وعبد الله وأبي مسعود الأنصاري
__________
1998 التقريب (2/ 80) .
1999 التقريب (2/ 263) .
2000 التقريب (2/ 321) .(6/172)
وأبي الدرداء وعدي بن حاتم وجرير بن عبد الله وعائشة. وتوفي بالكوفة في ولاية الحجاج.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ قَالَ: حَدَّثَنِي حُصَيْنٌ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ هَمَّامٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ اشْفِنِي مِنْ نَوْمِي بِيَسِيرٍ وَاجْعَلْ سَهَرِي فِي طَاعَتِكَ. قَالَ فَكَانَ لا يَنَامُ إِلا هُنَيْهَةً وَهُوَ قَاعِدٌ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصٌ عَنِ الْحَجَّاجِ قَالَ: حدثني مَنْ رَأَى هَمَّامًا مُعْتَكِفًا فِي مَسْجِدِ قَوْمِهِ.
2001- الحارث بن الأزمع
بن أبي بثينة بن عبد الله بن مر بن مالك بن حرب بن الحارث بن سعد بن عبد الله بن وادعة من همدان. وهو الحارث الأعرج. كان هو وأخوه شداد بن الأزمع شريفين بالكوفة. وسمع الحارث بن الأزمع من عمر وعبد الله وعمرو بن العاص. وكان قليل الحديث. وتوفي بالكوفة فِي آخِرِ خِلافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ. والنعمان بن بشير يومئذ على الكوفة.
2002- الأَسْوَدُ بْنُ هِلالٍ
الْمُحَارِبِيُّ محارب بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر.
روى عن عمر وعبد الله ومعاذ بن جبل.
قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا الأَشْعَثُ بْنُ سُلَيْمٍ عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ هِلالٍ قَالَ: هَاجَرْتُ فِي زَمَانِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَدِمْتُ الْمَدِينَةَ بِإِبِلٍ لِي فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا أَنَا بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ يَخْطُبُ النَّاسَ وَهُوَ يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ حُجُّوا وَأَهْدُوا فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْهَدْيَ. قَالَ فَخَرَجْتُ وَقَدْ تَعَلَّقَ بِزِمَامِ كُلِّ رَاحِلَةٍ رَجُلٌ فَسَاوَمُونِي بِهَا فَأَصَبْتُ سُوقًا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ عَنْ أَبِي صَخْرٍ قَالَ: كَانَ عَلَى الأَسْوَدِ بْنِ هِلالٍ طَيْلَسَانٌ مُدَبَّجٌ طَوِيلُ الدِّيبَاجِ. قَالَ وَتُوُفِّيَ الأَسْوَدُ بْنُ هِلالٍ فِي زَمَنِ الْحَجَّاجِ بَعْدَ وَقْعَةِ دَيْرِ الْجَمَاجِمِ.
2003- سليم بن حنظلة
البكري. روى عن عمر وعبد الله وأبي بن كعب.
2004- النُّعْمَانُ بْنُ حُمَيْدٍ
الْبَكْرِيُّ. روى عن عمر وعبد الله. وروى أيضا عن
__________
2002 تهذيب الكمال (508) ، والإصابة (1/ 105) .(6/173)
سلمان قَالَ: دخلت مع خالي عليه بالمدائن فصافحه. ورأيته مقصصا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ سِمَاكٍ فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ حُمَيْدٍ أَنَّهُ يُكْنَى أَبَا قُدَامَةَ. وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ.
2005- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُتْبَةَ
بن مسعود الهذلي حليف بني زهرة بن كلاب. روى عن عمر بن الخطاب وعبد الله بن مسعود.
أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ بْنُ حَسَّانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ:
كُنْتُ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بن عتبة وكان قاضيا لأهل الكوفة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسٌ عَنْ أَبِي حَصِينٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ الْخَزَّ.
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُتْبَةَ قَاضِيًا لِمُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ. وَكَانَ ثِقَةً.
2006- أبو عطية الوادعي.
من همدان. واسمه مالك بن عامر وهو أبو حمرة الهمداني. روى عن عمر وعبد الله. توفي بالكوفة في ولاية مصعب بن الزبير. وكان ثقة له أحاديث.
2007- عامر بن مطر
الشيباني. روى عن عمر وعبد الله وحذيفة. وكان قليل الحديث.
2008- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَلِيفَةَ
الطَّائِيُّ. روى عن عمر وعبد الله.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلِيفَةَ عَنْ عُمَرَ وَعَبْدِ اللَّهِ قَالا: صَلاةُ الْعَصْرِ مَا يَسِيرُ الرَّاكِبُ فَرْسَخَيْنِ وَالْمَاشِي فَرْسَخًا.
قَالَ أَبُو قَطَنٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلِيفَةَ: إِنَّ شِسْعَ عُمَرَ انْقَطَعَ فَاسْتَرْجَعَ. قَالَ قلت: يا أمير المؤمنين.
__________
2005 تاريخ ابن خياط (269) ، (273) ، وعلل أحمد (2/ 56، 78، 287) ، والتاريخ الكبير (485) ، والصغير (1/ 68، 212، 2213) ، والجرح (569) ، والجمع (1/ 256) ، وأسد الغابة (3/ 302) ، والاستيعاب (3/ 945) ، والتقريب (1/ 432) ، والعبر (1/ 85، 116) ، والتجريد (3405) .
2006 التقريب (2/ 225، 451) .(6/174)
2009- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ
بْنِ قَيْسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن مالك بن علقمة بن سلامان ابن كهل بن بكر بن عوف بن النخع من مذحج. وهو أخو الأسود بن قيس. روى عن عمر وعبد اللَّهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَيْنَا عُمَرَ نُرِيدُ أَنْ نَسْأَلَهُ عَنِ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ فَقَامَ فَبَالَ ثُمَّ تَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ. فَقُلْنَا: إِنَّمَا أَتَيْنَاكَ لِنَسْأَلَكَ عَنِ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ.
فقال: إنما صنعت هذا من أجلكم.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ عَنْ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ:
كَانَ عَبْدُ الرحمن بن يزيد يصفر لحيته.
قَالَ: أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بن يزيد يسجد في برنس شامي.
قال: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ قَالا: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ مُسْلِمٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ عِمَامَةً غَلِيظَةَ الْكُوَرِ.
قَالَ يَعْلَى فِي حَدِيثِهِ: فَرَأَيْتُهُ يُصَلِّي فَيَسْجُدُ عَلَى الْكُوَرِ.
وَقَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ فِي حَدِيثِهِ: قَدْ حَالَتْ بَيْنَ جَبْهَتِهِ وَبَيْنَ الأَرْضِ.
قال: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالا: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ عَنْ أَبِي صَخْرَةَ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ عِمَامَةً سَوْدَاءَ. قَالَ وَقَالُوا وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ يُكْنَى أَبَا بَكْرٍ. وَتُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ فِي وِلايَةِ الْحَجَّاجِ قَبْلَ الْجَمَاجِمِ. وَكَانَ ثِقَةً وَلَهُ أَحَادِيثُ.
وَمِنْ هَذِهِ الطَّبَقَةِ مِمَّنْ رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي طالب. رحمهما الله ورضي عنهما
2010- عابس بن ربيعة
النخعي من مذحج. روى عن عمر بن الخطاب وعلي بن
__________
2009 التقريب (1/ 503) .
2010 أسد الغابة (3/ 73) ، والتجريد (2961) ، والإصابة (4336) ، والتقريب (1/ 283) ، وتهذيب التهذيب (5/ 37) ، وتهذيب الكمال (3661) .(6/175)
أبي طالب. وكان ثقة وله أحاديث يسيرة.
2011- كليب بن شهاب
الجرمي من بني قضاعة. وهو أبو عاصم بن كليب. روى عن عمر وعلي. وكان ثقة كثير الحديث.
قَالَ ابن سعد: رأيتهم يستحسنون حديثه ويحتجون به.
2012- زَيْدُ بْنُ صُوحَانَ
بْنِ حُجْرِ بْنِ الْحَارِثِ بن الهجرس بن صبرة بن حدرجان ابن عساس بن ليث بن حداد بن ظالم بن ذهل بن عجل بن عمرو بن وديعة بن أفصى ابن عَبْدِ الْقَيْسِ بْنِ أَفْصَى بْنِ دُعْمِيِّ بْنِ جَدِيلَةَ بْنِ أسد بن ربيعة بن نزار. وكان صعصعة أخاه لأبيه وأمه.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الأَجْلَحُ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ لاحِقٍ قَالَ: [كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي سَفَرٍ فَنَزَلَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ فَسَاقَ بِهِمْ وَرَجَزَ. ثُمَّ نَزَلَ آخِرُ. ثُمَّ بَدَا لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِنَّ يُوَاسِيَ أَصْحَابَهُ فَنَزَلَ فَجَعَلَ يَقُولُ: جُنْدُبٌ وَمَا جُنْدُبٌ. وَالأَقْطَعُ الْخَيْرِ زَيْدٌ. ثُمَّ رَكِبَ فَدَنَا مِنْهُ أَصْحَابُهُ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ سَمِعْنَاكَ اللَّيْلَةَ تَقُولُ: جُنْدُبٌ وَمَا جُنْدُبٌ وَالأَقْطَعُ الْخَيْرِ زَيْدٌ. فَقَالَ: رَجُلانِ يَكُونَانِ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ يَضْرِبُ أَحَدُهُمَا ضَرْبَةً تُفَرِّقُ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ. وَالآخَرُ تُقْطَعُ يَدُهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ يُتْبِعُ اللَّهُ آخِرَ جَسَدِهِ بِأَوَّلِهِ] .
قَالَ يَعْلَى. قَالَ الأَجْلَحُ: أَمَّا جُنْدُبٌ فَقَتَلَ السَّاحِرَ عِنْدِ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ. وَأَمَّا زَيْدٌ فَقُطِعَتْ يَدُهُ يَوْمَ جَلُولاءَ وقتل يوم الجمل.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانَ زَيْدُ بْنُ صُوحَانَ يُحَدِّثُ فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ: إِنَّ حَدِيثَكَ لَيُعْجِبُنِي وَإِنَّ يَدَكَ لَتُرِيبُنِي. فَقَالَ: أَوَمَا تَرَاهَا الشِّمَالَ؟ فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا أَدْرِي الْيَمِينَ يَقْطَعُونَ أَمِ الشِّمَالَ. فَقَالَ زَيْدٌ: صَدَقَ اللَّهُ.
«الْأَعْرابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفاقاً وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ» التوبة: 97.
فَذَكَرَ الأَعْمَشُ أَنَّ يد زيد قطعت يوم نهاوند.
__________
2011 التقريب (2/ 136) .
2012 تاريخ الطبري (4/ 326، 349، 403، 476، 483، 484، 488، 514، 515، 517، 518، 521) ، (9/ 412) .(6/176)
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ أَنَّ وَفْدَ أَهْلِ الْكُوفَةِ قَدِمُوا عَلَى عُمَرَ وَفِيهِمْ زَيْدُ بْنُ صُوحَانَ.
فَجَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ يَسْتَمِدُّ فَقَالَ: يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ إِنَّكُمْ كَنْزُ أهل الإسلام. إن اسْتَمَدَّكُمْ أَهْلُ الْبَصْرَةِ أَمْدَدْتُمُوهُمْ وَإِنِ اسْتَمَدَّكُمْ أَهْلُ الشَّامِ أَمْدَدْتُمُوهُمْ. وَجَعَلَ عُمَرُ يَرْحَلُ لِزَيْدٍ وَقَالَ: يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ هَكَذَا فَاصْنَعُوا بِزَيْدٍ وَإِلا عذبتكم.
قَالَ: أَخْبَرَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ الْعَبْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ عَنِ الأَجْلَحِ عَنِ ابْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ قَالَ: دَعَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ زَيْدَ بْنَ صُوحَانَ فَضَفَنَهُ عَلَى الرَّحْلِ كَمَا تَضْفِنُونَ أُمَرَاءَكُمْ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى النَّاسِ فَقَالَ: اصْنَعُوا هَذَا بِزَيْدٍ وَأَصْحَابِ زيد.
قال: أخبرنا هشام بن أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ وَيَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ قَالا:
أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ سِمَاكٍ عَنِ النُّعْمَانِ أَبِي قُدَامَةَ أَنَّهُ كَانَ فِي جَيْشٍ عَلَيْهِمْ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ. فَكَانَ يَؤُمُّهُمْ زَيْدُ بْنُ صُوحَانَ يَأْمُرُهُ بِذَلِكَ سَلْمَانُ.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ مِلْحَانَ بْنِ ثَرْوَانَ أَنَّ سَلْمَانَ كَانَ يَقُولُ لِزَيْدِ بْنِ صُوحَانَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ: قم فذكر قومك.
قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرِّفَاعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِلالٍ قَالَ: قَامَ زَيْدُ بْنُ صُوحَانَ إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مِلْتَ فَمَالَتْ أُمَّتُكَ. اعْتَدِلْ تَعْتَدِلْ أُمَّتُكَ. ثَلاثَ مِرَارٍ. قَالَ: أَسَامِعٌ مُطِيعٌ أَنْتَ؟ قَالَ:
نَعَمْ. قَالَ: الْحَقْ بِالشَّامِ. قَالَ فَخَرَجَ مِنْ فَوْرِهِ ذَلِكَ فَطَلَّقَ امْرَأَتَهُ ثُمَّ لَحِقَ بِحَيْثُ أَمَرَهُ.
وَكَانُوا يَرَوْنَ الطَّاعَةَ عَلَيْهِمْ حَقًّا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ غَيْلانَ بْنِ جَرِيرٍ قَالَ: ارْتَثَّ زَيْدُ بْنُ صُوحَانَ يَوْمَ الْجَمَلِ. قَالَ فَدَخَلَ عَلَيْهِ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالُوا: أَبْشِرْ أَبَا سَلْمَانَ بِالْجَنَّةِ. فَقَالَ: تَقُولُونَ قَادِرِينَ أَوِ النَّارُ فَلا تَدْرُونَ. إِنَّا غَزَوْنَا الْقَوْمَ فِي بِلادِهِمْ وَقَتَلْنَا أَمِيرَهُمْ فَلَيْتَنَا إذ ظلمنا صبرنا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مَعْشَرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَيُّ الَّذِينَ مَاتَ فِيهِمْ زَيْدُ بْنُ صُوحَانَ حِينَ رُفِعَ مِنَ الْمَعْرَكَةِ وَهُوَ جَرِيحٌ قَالَ: قُلْنَا لَهُ أَبْشِرْ أَبَا عَائِشَةَ. فَقَالَ: تَقُولُونَ قَادِرِينَ. أَتَيْنَاهُمْ فِي دِيَارِهِمْ وَقَتَلْنَا(6/177)
أَمِيرَهُمْ وَعُثْمَانُ عَلَى الطَّرِيقِ. فَيَا لَيْتَنَا إِذِ ابْتُلِينَا صَبَرْنَا. ثُمَّ قَالَ: شُدُّوا عَلَيَّ إِزَارِي فَإِنِّي مُخَاصِمٌ. وَأَفْضُوا بِخَدِّي إِلَى الأَرْضِ. وَأَسْرِعُوا الانكفات عني.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مُخَوَّلٍ عَنِ الْعَيْزَارِ بْنِ حُرَيْثٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ صُوحَانَ قَالَ: لا تَغْسِلُوا عَنِّي دَمًا وَلا تَنْزِعُوا عَنِّي ثَوْبًا إِلا الْخُفَّيْنِ.
وَارْمِسُونِي فِي الأَرْضِ رَمْسًا فَإِنِّي رَجُلٌ مُخَاصِمٌ أُحَاجُّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قال: حدثنا سفيان عَنْ مُصْعَبٍ أَبِي الْمُثَنَّى أَنَّ زَيْدَ بْنَ صُوحَانَ أَمَرَهُمْ أَنْ يَدْفِنُوا دَمَهُ بِثِيَابِهِ.
أَخْبَرَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَمَّارِ الدُّهْنِيِّ قَالَ: قَالَ زَيْدٌ ادْفِنُونِي وَابْنَ أُمِّي فِي قَبْرٍ وَلا تَغْسِلُوا عَنَّا دَمًا فَإِنَّا قَوْمٌ مُخَاصِمُونَ.
قَالَ شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ: وَكَانَ سَيْحَانُ بْنُ صُوحَانَ قُتِلَ يَوْمَ الْجَمَلِ أَيْضًا. وَهُوَ الَّذِي دُفِنَ مَعَ أخيه زيد بن صوحان في قبر.
قَالَ: أَخْبَرَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْكِرْمَانِيُّ عَنْ عَلِيِّ ابن هَاشِمٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ زَيْدَ بْنَ صُوحَانَ أَوْصَى أَنْ يُدْفَنَ مَعَهُ مُصْحَفُهُ. وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ.
2013- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادِ
بْنِ الهاد الليثي. روى عن عمر وعلي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قال: حدثنا ابن عون قال: عبد الله ابن شَدَّادٍ أَخُو ابْنَةِ حَمْزَةَ لأُمِّهَا.
قَالَ: وَقَالَ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ: أُمُّ عَبْد اللَّه بْن شَدَّادِ بْن الْهَادِ سَلْمَى بِنْتُ عُمَيْسٍ الْخَثْعَمِيَّةُ أُخْتُ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ. كَانَتْ عِنْدَ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَوَلَدَتْ لَهُ ابْنَتَهُ عُمَارَةَ. ثُمَّ قُتِلَ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَنْهَا يَوْمَ أُحُدٍ فَتَزَوَّجَهَا شَدَّادُ بْنُ الْهَادِ فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ شَدَّادٍ مِنْ أَصْحَابِ عَلِيٍّ. وَقَدْ رَوَى عَنْ عُمَرَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وقاص
__________
2013 تاريخ ابن خياط (283) ، (87) ، وطبقات ابن خياط (153) ، وعلل أحمد (1/ 26، 28، 119، 187، 303) ، والتاريخ الكبير (342) ، والصغير (1/ 179) ، والجرح (373) ، وتاريخ بغداد (9/ 473) ، والجمع (1/ 263) ، والعبر (1/ 94) ، والكاشف (2801) ، والتريب (1/ 422) ، والإصابة (6176) ، والشذرات (1/ 90) .(6/178)
سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ يَقُولُ: سَمِعْتُ نَشِيجَ عُمَرَ وَأَنَا فِي آخِرِ الصُّفُوفِ وَهُوَ يَقْرَأُ سُورَةَ يُوسُفَ حِينَ بَلَغَ «َّما أَشْكُوا بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ
» يوسف: 86.
قَالَ: وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَغَيْرُهُ: وَخَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادٍ مَعَ مَنْ خَرَجَ مِنَ الْقُرَّاءِ عَلَى الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ أَيَّامَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الأَشْعَثِ فَقُتِلَ يوم دجيل. وكان ثقة فقيها كَثِيرَ الْحَدِيثِ. مَتَشَيِّعًا.
2014- ربعي بن حراش
بن جحش بن عمرو بن عبد الله بن بجاد بن عبد بن مالك ابن غالب بن قطيعة بن عَبْسِ بْنِ بَغِيضِ بْنِ رَيْثِ بْنِ غَطَفَانَ بْن سعد بْن قَيْس بْن عيلان بْن مضر.
قَالَ: قَالَ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ أَبِيهِ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كتب إلى حراش ابن جحش فخرق كتابه. قَالَ وقد روى ربعي بن حراش عن عمر وعلي وخرشة بن الحر.
قَالَ: وقال حجاج: قلت لشعبة: قد أدرك ربعي عليا؟ قَالَ: نعم حدث عن علي. ولم يقل سمع. قَالَ وتوفي ربعي بن حراش في ولاية الحجاج بن يوسف بعد الجماجم. وليس له عقب. والعقب لأخيه مسعود بن حراش. وقد روى مسعود عن عمر أيضا. وأخوهما ربيع بن حراش الذي تكلم بعد موته.
وأما أبو نعيم فقال: توفي ربعي في خلافة عمر بن عبد العزيز. وكان ثقة له أحاديث صالحة. وتوفي ربعي سنة إحدى ومائة.
2015- عباية بن ربعي
الأسدي. روى عن عمر وعلي بن أبي طالب وكان قليل الحديث. رحمة الله عليه وبركاته.
2016- وهب بن الأجدع
الهمداني ثم الخارفي. سمع عمر يقول: إذا قدم الرجل حاجا فليطف بالبيت سبعا. وقد روى عن علي أيضا. وكان قليل الحديث.
__________
2014 التاريخ الكبير (1106) ، والصغير (1/ 88، 212، 242) ، والجرح (2307) ، والحلية (4/ 367) ، والكاشف (1/ 302) ، وتذكرة الحفاظ (1/ 69، 7) ، والعبر (1/ 121) ، والإصابة (1/ 525) ، وشذرات الذهب (1/ 121) ، وتهذيب الكمال (1850) .
2016 التقريب (2/ 337) .(6/179)
2017- نعيم بن دجاجة
الأسدي. روى عن عمر وعلي وأبي مسعود الأنصاري.
وكان قليل الحديث.
2018- شريح بن هانئ
بن يزيد بن نهيك بن دريد بن سفيان بن الضباب من بني الحارث بن كعب. روى عن عمر وعلي وسعد بن أبي وقاص وعائشة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ عَنْ زُهَيْرٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُرِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي شُرَيْحُ بْنُ هَانِئٍ الْحَارِثِيُّ وَمَا رَأَيْتُ حَارِثِيًا أَفْضَلَ مِنْهُ. قَالَ: وَقَالُوا كَانَ شُرَيْحٌ مِنْ أَصْحَابِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. وَشَهِدَ مَعَهُ الْمَشَاهِدَ.
قَالَ وَكَانَ ثِقَةً لَهُ أَحَادِيثُ. وَكَانَ كَبِيرًا وَقُتِلَ بِسِجِسْتَانَ مَعَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ.
2019- أَبُو خَالِدٍ الْوَالِبِيُّ.
ووالبة من بني أسد بن خزيمة. روى عن عمر وعلي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ عَنْ الأَعْمَشُ عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْوَالِبِيِّ قَالَ: خَرَجْتُ وَافِدًا إِلَى عُمَرَ وَمَعِي أَهْلِي فَنَزَلْتُ مَنْزِلا فَرَفَعْتُ صَوْتِي بِالْقُرْآنِ.
قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنْ فِطْرٍ عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْوَالِبِيِّ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَنَحْنُ قِيَامٌ نَنْتَظِرُهُ لِيَتَقَدَّمَ فَقَالَ: مَا لِي أَرَاكُمْ سَامِدِينَ؟.
2020- قيس أبو الأسود
بن قيس العبدي. شهد صلح الحيرة مع خالد بن الوليد وروى عن عمر حديثًا في الجمعة. وروى أيضًا عن علي بن أبي طالب.
2021- الْمُسْتَظِلِ بْنِ الْحُصَيْنِ
الْبَارِقِيِّ من الأزد. روى عن عمر وعلي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ شَبِيبِ بْنِ غَرْقَدَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي الْمُسْتَظِلُ بْنُ الْحُصَيْنِ الْبَارِقِيُّ مِنَ الأَزْدِ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: قَدْ عَلِمْتَ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ مَتَى تُهْلَكُ الْعَرَبُ. إِذَا سَاسَ أَمَرَهُمْ مَنْ لَمْ يصحب الرسول ولم يعالج أمر الجاهلية.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شريك عن شبيب بن غرقدة عن
__________
2017 التقريب (2/ 305) .
2018 التاريخ الكبير (2610) ، والجرح (1459) ، والاستيعاب (2/ 702) ، والجمع (1/ 416) ، وأسد الغابة (2/ 395) ، والتجريد (2705) ، والإصابة (3972) ، والشذرات (1/ 86) .
2019 التقريب (2/ 416) .(6/180)
الْمُسْتَظِلِ. يَعْنِي ابْنَ الْحُصَيْنِ الْبَارِقِيَّ. قَالَ: تُوُفِّيَ رَجُلٌ مِنَّا فَأَرْسَلْنَا إِلَى عَلِيٍّ فَأَبْطَأَ عَلَيْنَا. فصلينا عليه ودفناه. فجاء بعد ما فَرَغْنَا حَتَّى قَامَ عَلَى الْقَبْرِ وَجَعَلَهُ أَمَامَهُ ثُمَّ دَعَا لَهُ. وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ. رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ.
2022- قَيْسٌ الْخَارِفِيُّ.
من همدان. روى عن عمر وعلي.
قال: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ وَمَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالُوا: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ عَنْ قَيْسٍ قَالَ: وَكَانَ سَيِّدَ الْخَارِفِيِّينَ. قَالَ: أَتَيْتُ عُمَرَ فَقُلْتُ: إِنَّ أَهْلِي يُرِيدُونَ الْهِجْرَةَ. فَكَتَبَ إِلَى ابْنِ أَبِي رَبِيعَةَ أَنِ احْمِلْهُمْ وَجَهِّزْهُمْ. قال فحملهم.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الْقَاسِمِ بْنِ كَثِيرٍ عَنْ قَيْسٍ الْخَارِفِيِّ قَالَ: [سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ: سَبَقَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَصَلَّى أَبُو بَكْرٍ. وَثَلَّثَ عُمَرُ. ثُمَّ لَبِسَتْنَا فِتْنَةٌ فَهُوَ مَا شَاءَ اللَّهُ.]
2023- زِيَادُ بْنُ حُدَيْرٍ
الأَسَدِيُّ أحد بني مَالِكِ بْنِ مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ دُودَانَ بن أسد ابن خزيمة. روى عن عمر وعلي وطلحة بن عبيد الله.
قال: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ وَيَحْيَى بْنُ آدَمَ قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُهَاجِرِ قَالَ: سَمِعْتُ زِيَادَ بْنَ حُدَيْرٍ يَقُولُ: أَنَا أَوَّلُ مَنْ عَشَّرَ فِي الإِسْلامِ.
زَادَ قَبِيصَةُ فِي الْحَدِيثِ. قُلْتُ: مَنْ كُنْتُمْ تُعَشِّرُونَ؟ قَالَ: نَصَارَى بَنِي تَغْلِبَ.
قَالَ: وَقَالُوا كَانَ لِزِيَادِ بْنِ حُدَيْرٍ عَقِبٌ بِالْكُوفَةِ مِنْ وَلَدِهِ أَبُو حَوَالَةَ الْقَارِئُ إِمَامُ مَسْجِدِ الْجَمَاعَةِ بِالْكُوفَةِ.
وَمِنْ هَذِهِ الطَّبَقَةِ مِمَّنْ رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَلَمْ يَرْوِ عن علي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود
2024- سَلْمَانُ بْنُ رَبِيعَةَ
بْنِ يَزِيدَ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَهْمِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بن غنم بن قتيبة بن
__________
2023 علل أحمد (1/ 230، 281) ، والتاريخ الكبير (1180) ، والجرح (2390) ، والكاشف (1/ 329) ، وتاريخ الإسلام (3/ 155) ، وتهذيب التهذيب (3/ 361) ، والإصابة (1/ 580) ، وتهذيب الكمال (2033) .
2024 طبقات ابن خليفة (142) ، وعلل أحمد (1/ 79، 81، 127، 388) ، والتاريخ الكبير) (2237) ، والجرح (1290) ، وتاريخ بغداد (9/ 206) ، والاستيعاب (2/ 632) ، والجمع (1/ 194) ، وأسد الغابة (2/ 327) ، والكاشف (2037) ، والتجريد (2397) ، والإصابة (3254) .(6/181)
معن بن مالك بن أعصر. وهو منبه بْن سعد بْن قَيْس بْن عيلان بْن مضر. روى عن عمر بن الخطاب وولاه قضاء الكوفة.
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُهَاجِرِ قَالَ:
سَمِعْتُ أَبِي يَذْكُرُ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: بُعِثَ سَلْمَانُ بْنُ رَبِيعَةَ عَلَى الْقَضَاءِ فَمَكَثْتُ أَرْبَعِينَ يَوْمًا أَعُدُّهَا يَوْمًا مَا يَرُدُّنِي إِلَى أَهْلِي إِلا الظَّهِيرَةُ وَمَا تَقَدَّمَ إِلَيَّ فِيهِ اثْنَانِ. قَالُوا وَغَزَا سَلْمَانُ بْنُ رَبِيعَةَ بَلَنْجَرَ فِي خِلافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فَقُتِلَ بِهَا شَهِيدًا وَذَلِكَ فِي وِلايَةِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ. وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ. رَحِمَهُ اللَّهُ.
2025- شُرَيْحٌ الْقَاضِي
ابن الْحَارِثِ بْنِ قَيْسِ بْنِ الْجَهْمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عامر بن الرائش بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع من كندة. وليس بالكفوة من بني الرائش غيرهم. وسائر بني الرائش بهجر وحضرموت لم يقدم إلى الكوفة منهم أحد غير شريح. قَالَ وكان شريح يكنى أبا أمية.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ أَنَّ شُرَيْحًا كَانَ شَاعِرًا.
وَسَمِعْتُ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ يَقُولُ: كَانَ شريح شاعرا قائفا قاضيا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: سُئِلَ شُرَيْحٌ مِمَّنْ أَنْتَ؟ فَقَالَ: من أهل اليمن وعدادي في كندة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ:
حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: كَانَ شُرَيْحٌ شَاعِرًا وَكَانَ كَوْسَجًا وَكَانَ قَائِفًا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قالا: حدثتنا أم داود الوابشية أنها
__________
2025 تاريخ ابن خياط (155) ، (179) ، (200) ، وعلل أحمد (1/ 98، 105، 177، 183) ، والتاريخ الكبير (2611) ، والصغير (1/ 149، 154، 167، 168) ، والجرح (1458) ، وحلية الأولياء (4/ 132) ، والاستيعاب (2/ 701) ، والكاشف (228) ، وتذكرة الحفاظ (1/ 59) ، والعبر (1/ 89) ، والتجريد (2696) ، والإصابة (3880) ، والتقريب (1/ 349) ، وتهذيب الكمال (2725) .(6/182)
خَاصَمَتْ إِلَى شُرَيْحٍ قَالَتْ: وَلَمْ يَكُنْ لَهُ لحية.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ أَنَّ أَعْرَابِيًّا أَتَى شُرَيْحًا يَوْمًا فَقَالَ لَهُ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا مِمَّنْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ بِالإِسْلامِ. قَالَ فَخَرَجَ الأَعْرَابِيُّ وَهُوَ يَقُولُ: وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ قَاضِيكُمْ هَذَا يَدْرِي ممن هو.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلالٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِلالٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: مَنْ يَدُلُّنِي عَلَى شُرَيْحٍ؟ فَقُلْنَا: ذَاكَ شُرَيْحٌ.
فَانْطَلَقَ إِلَيْهِ فَقَالَ: مِمَّنْ أَنْتَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَ: أَنَا مِمَّنْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ بِالإِسْلامِ وَدِيوَانِي فِي كِنْدَةَ. فَرَجَعَ إِلَيْنَا فَقَالَ: رَحِمَكُمُ اللَّهُ! دَلَلْتُمُونِي عَلَى رَجُلٍ مَوْلًى. قُلْنَا: مَا قَالَ لَكَ؟ قَالَ: قَالَ أَنَا مِمَّنْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ بِالإِسْلامِ وَدِيوَانِي فِي كِنْدَةَ. قُلْنَا: كُلُّنَا مِمَّنْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ بِالإِسْلامِ. وذلك صاحبك الذي أردته.
قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ. يَعْنِي الشَّيْبَانِيَّ. عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: سَاوَمَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِفَرَسٍ فَرَكِبَهُ لِيَشُورَهُ فَعَطِبَ فَقَالَ لِلرَّجُلِ: خُذْ فَرَسَكَ. فَقَالَ الرَّجُلُ: لا. قَالَ: اجْعَلْ بَيْنِي وَبَيْنَكَ حَكَمًا. قَالَ الرَّجُلُ: شُرَيْحٌ.
فَتَحَاكَمَا إِلَيْهِ فَقَالَ شُرَيْحٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ حُزْ مَا ابْتَعْتَ أَوْ رُدَّ كَمَا أَخَذْتَ. فَقَالَ عُمَرُ: وَهَلِ الْقَضَاءُ إِلا هَكَذَا؟ سِرْ إِلَى الْكُوفَةِ. فَبَعَثَهُ قَاضِيًا عَلَيْهَا. قال وإنه لأول يوم عرفة فيه.
قال: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ زِيَادٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ سَأَلَ فِي السِّرِّ شُرَيْحٌ فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا أُمَيَّةَ أَحْدَثْتَ. قَالَ فَقَالَ: إِنَّ النَّاسَ أَحْدَثُوا فَأَحْدَثْتُ. قَالَ وَكَانَ يَقُولُ لِلْبَيِّنَةِ إِذَا اتَّهَمَهُمْ وَقَدْ عَدَلُوا قَالَ:
إِنِّي لَمْ أَدْعُكُمَا وَلَسْتُ أَمْنَعُكُمَا إِنْ قُمْتُمَا وَإِنَّمَا يَقْضِي عَلَى هَذَا أَنْتُمَا. وَإِنِّي إِنَّمَا أَتَّقِي بِكُمَا فَاتَّقِيَا عَلَى أَنْفُسِكُمَا. قَالَ فَإِذَا أَبَوَا إِلا أَنْ يَشْهَدُوا وَقَدْ عَدَلُوا قَالَ لِلَّذِي يَقْضِي لَهُ:
أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لأَقْضِي لَكَ وَإِنِّي لأَرَى أَنَّكَ ظَالِمٌ. وَلَكِنْ لَسْتُ أَقْضِي بِالظَّنِّ إِنَّمَا أَقْضِي بِمَا يَحْضُرْنِي مِنَ الْبَيِّنَةِ. وَمَا يَحِلُّ لَكَ قَضَائِي شيئا حرمه الله عليك. انطلق.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي هَاشِمٍ عَنِ الْبَخْتَرِيِّ أَنَّهُ جَاءَ إِلَى شُرَيْحٍ فَقَالَ: مَا الَّذِي أَحْدَثْتَ فِي الْقَضَاءِ؟ فَقَالَ: إِنَّ النَّاسَ قَدْ أَحْدَثُوا فَأَحْدَثْتُ.(6/183)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ عَنْ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ عَنْ شُرَيْحٍ أَنَّهُ قَالَ: مَا شَدَدْتُ عَلَى لَهَوَاتِ خَصْمٍ قَطُّ كَلِمَةٌ بِالْيَمَانَيَّةِ. قَالَ فَأَتَاهُ السَّرِيُّ بْنُ وَقَّاصٍ مِنْ آلِ الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ فَقَالَ لَهُ: بِمَ تَشْهَدُ يَا فُلانُ؟ قَالَ: حَدَّثَنِي نحن بِكَذَا وَكَذَا.
فَأَعْرَضَ عَنْهُ ثُمَّ قَالَ لَهُ: بِمَ تَشْهَدُ يَا فُلانُ؟ قَالَ: حَدَّثَنِي فُلانٌ بِكَذَا وَكَذَا. قَالَ فَقَالَ لَهُ كَلِمَةً. قَالَ فَاحْتَمِلْ. قَالَ فَقَالَ لَهُ: يَا شُرَيْحُ. أَتُعْلِمُنِي بِكَ؟ يَا شُرَيْحُ أَلَسْتُ أَعْلَمَ النَّاسِ بِكَ؟ قَالَ فَكَانَ لا يَقْبَلُ الْحَدِيثَ وَلا يُلَقَّنُ.
قال: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ محمد القرشي ابن عائشة قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ الْحَبْحَابِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ أَنَّ شُرَيْحًا قَالَ: مَا شَدَدْتُ لَهَوَاتِي عَلَى خَصْمٍ ولا لقنت خصما حجة قَطُّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنْ مُحَمَّدٍ أَنَّ شُرَيْحًا كَانَ يَأْخُذُ يَمِينَ الرَّجُلِ مَعَ بَيِّنَتِهِ.
حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا فُرَاتُ بْنُ أَحْنَفَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: شَهِدْتُ شُرَيْحًا وَقَضَى عَلَى رَجُلٍ. قَالَ: فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: اسْتَمِعْ مِنِّي وَلا تَعْجَلْ عَلَيَّ. قَالَ فَتَرَكَهُ حَتَّى فَرَغَ مِنْ كَلامِهِ ثُمّ قَالَ شُرَيْحٌ: ادْعُهُ وَأَكْثِرْ وَأَبْطِلْ. ائْتِنِي بِبَيِّنَةٍ عَلَى مَا تَقُولُ.
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ قَالَ: حَدَّثَنَا فُرَاتُ بْنُ أَحْنَفَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّهُ شَهِدَ شُرَيْحًا جَاءَهُ رَجُلٌ بِقِصَّةٍ فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهَا وَقَالَ: لا أَقْرَأُ الصُّحُفَ.
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الْجَعْدِ بْنِ ذَكْوَانَ قَالَ: كَانَ شُرَيْحٌ يَقْضِي فِي دَارِهِ إِذَا كَانَ يَوْمًا مَطِيرًا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الْجَعْدِ بْنِ ذَكْوَانَ عَنْ شُرَيْحٍ أَنَّهُ كَانَ إِذَا كَانَ يَوْمُ غَيْمٍ قَضَى فِي دَارِهِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالَ: حدثنا سُفْيَانُ عَنِ الْجَعْدِ بْنِ ذَكْوَانَ أَنَّ ابْنًا لِشُرَيْحٍ سَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الْخُصُومَةِ فَقَالَ: أَتُرِيدُ أَنْ أُغْرِيَكَ بِخَصْمِكَ؟.
أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ عَنْ دَاوُدَ عَنْ عَامِرٍ أَنَّ ابْنًا لِشُرَيْحٍ قَالَ لأَبِيهِ: إِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَ قَوْمٍ خُصُومَةً فَانْظُرْ فَإِنْ كَانَ الْحَقُّ لِي خَاصَمْتُهُمْ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ(6/184)
لي الحق لَمْ أُخَاصِمْ. فَقَصَّ قِصَّتَهُ عَلَيْهِ فَقَالَ: انْطَلِقْ فخاصمهم. فانطلق إليهم فَخَاصَمَهُمْ فَقَضَى عَلَى ابْنِهِ. فَقَالَ لَهُ لَمَّا رَجَعَ إِلَى أَهْلِهِ: وَاللَّهِ لَوْ لَمْ أَتَقَدَّمْ إِلَيْكَ لَمْ أَلُمْكَ. فَضَحْتَنِي. فَقَالَ: يَا بُنَيَّ وَاللَّهِ لأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ مِلْءِ الأَرْضِ مِثْلَهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ هُوَ أَعَزُّ عَلَيَّ مِنْكَ. خَشِيتُ أَنْ أُخْبِرَكَ أَنَّ الْقَضَاءَ عَلَيْكَ فَتُصَالِحُهُمْ فَتَذْهَبُ بِبَعْضِ حَقِّهِمْ.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالا: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ قَالَ:
حَدَّثَنَا جَابِرٌ عَنْ عَامِرٍ قَالَ: تَكَفَّلَ ابْنٌ لِشُرَيْحٍ بِرَجُلٍ بِوَجْهِهِ فَفَرَّ. فَسَجَنَ شُرَيْحٌ ابْنَهُ.
فَكَانَ يَنْقُلُ إِلَيْهِ الطَّعَامَ فِي السِّجْنِ.
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانَ شُرَيْحٌ لا يَكَادُ يَرْجِعُ عَنْ قَضَاءٍ يَقْضِي بِهِ حَتَّى حَدَّثَهُ الأَسْوَدُ أَنَّ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ فِي عَبْدٍ كَانَتْ تَحْتَهُ حُرَّةٌ فَتَلِدُ لَهُ أَوْلادًا ثُمَّ يُعَتَقُ الْعَبْدُ: إِنَّ الْوَلاءَ يَرْجِعُ إِلَى مَوَالِي الْعَبْدِ. قَالَ فَأَخَذَ بِهِ شُرَيْحٌ.
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا واصل مولى أبي عيينة قال: كَانَ نَقْشُ خَاتَمِ شُرَيْحٍ: الْخَاتَمُ خَيْرٌ مِنَ الظَّنِّ.
أَخْبَرَنَا عَارِمٌ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ أَنَّ شُرَيْحًا كَانَ إِذَا خَرَجَ لِلْقَضَاءِ قَالَ: سَيَعْلَمُ الظَّالِمُ حَظَّ مَنْ نَقَصَ. إِنَّ الظَّالِمَ يَنْتَظِرُ الْعِقَابَ وَالْمَظْلُومَ يَنْتَظِرُ النَّصْرَ.
أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بن زيد عَنْ أَيُّوبَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ أَنَّ رَجُلا اسْتَعْدَى عَلَى رَجُلٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ شُرَيْحٍ نَسَبٌ فَأَمَرَ بِهِ شُرَيْحٌ فَحُبِسَ إِلَى سَارِيَةٍ.
فلما قام شريح ذهب بكلمة فَأَعْرَضَ عَنْهُ شُرَيْحٌ فَقَالَ: إِنِّي لَمْ أَحْبِسْكَ إِنَّمَا حَبَسَكَ الْحَقُّ.
أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي حَصِينٍ قَالَ: اخْتَصَمَ إِلَى شُرَيْحٍ رَجُلانِ فَقَضَى عَلَى أَحَدِهِمَا فَقَالَ: قَدْ عَلِمْتُ مِنْ حَيْثُ أُتِيتُ. فَقَالَ لَهُ شُرَيْحٌ:
لَعَنَ اللَّهُ الرَّاشِيَ وَالْمُرْتَشِيَ وَالْكَاذِبَ.
أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ هِشَامٍ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: كَانَ شُرَيْحٌ إِذَا أَتَى فِي أَرْضِ الْخَرَاجِ قَامَ لا يَقْضِي فِي أَرْضِ الْخَرَاجِ. وَأُتِيَ بِخَرَزَةٍ فَقِيلَ إِنَّ هَذِهِ إذا نظرت(6/185)
إِلَيْهَا الْحَامِلُ أَلْقَتْ مَا فِي بَطْنِهَا. فَقَامَ.
أَخْبَرَنَا هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ وَهِشَامٍ عَنْ مُحَمَّدٍ أَنَّ رَجُلا أَقَرَّ عِنْدَ شُرَيْحٍ بِشَيْءٍ ثُمَّ ذَهَبَ لِيُنْكِرَ. فَقَالَ لَهُ شُرَيْحٌ: قَدْ شَهِدَ عَلَيْكَ ابْنُ أُخْتِ خَالَتِكَ. يَعْنِي أَنَّكَ قَدْ أَقْرَرْتَ عَلَى نَفْسِكَ.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَسَدِيُّ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدٍ أَنَّ رَجُلا أَقَامَ شُهُودًا عِنْدَ شُرَيْحٍ فَاسْتَحْلَفَهُ فَتَلَكَّأَ فَقَالَ: سَاءَ مَا تُثْنِي عَلَى شُهُودِكَ.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: كَانَ شُرَيْحٌ يَقُولُ لِلشَّاهِدَيْنِ: إِنِّي لَمْ أَدْعُكُمَا وَإِنْ قُمْتُمَا لَمْ أَمْنَعْكُمَا. وَإِنَّمَا يَقْضِي عَلَى هَذَا الرَّجُلِ أَنْتُمَا. وَإِنِّي لَمُتَّقٍ بِكُمَا فَاتَّقِيَا.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: كَانَ شُرَيْحٌ يَقُولُ: مَنِ ادَّعَى قَضَائِيَ فَهُوَ عَلَيْهِ حَتَّى يُبَيِّنَهُ الْحَقُّ. أَحَقُّ مِنْ قَضَائِي الْحَقُّ.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: كَانَ شُرَيْحٌ يَقُولُ: لا تَجُوزُ عَلَيْكَ شَهَادَةُ الْخَصِمِ وَلا الشَّرِيكِ ولا المريب ولا الدافع مغرم وَأَنْتَ فَاسْأَلْ عَنْهُ. فَإِنْ قَالُوا اللَّهُ أَعْلَمُ فَاللَّهُ أَعْلَمُ وَيُفَرِّقُوا أَنْ يَقُولُوا مَرِيبٌ. وَإِنْ قَالُوا هُوَ مَا عَلِمْنَا عَدْلٌ مُسْلِمٌ فَقَدْ أَجَزْنَا شَهَادَتَهُ. وَلا الْعَبْدِ لِسَيِّدِهِ وَلا الأَجِيرِ لِمَنِ اسْتَأْجَرَهُ.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدٍ أَنَّ نَاسًا مِنَ الْغَزَّالِينَ اخْتَصَمُوا إِلَى شُرَيْحٍ فِي شَيْءٍ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّهُ سُنَّةٌ بَيْنَنَا. فَقَالَ: سُنَّتُكُمْ بَيْنَكُمْ.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدٍ أَنَّ شُرَيْحًا اسْتَحْلَفَ قَوْمًا فِي قَسَامَةٍ فَلَمْ يُتِمُّوا خَمْسِينَ فَرَدَّ الْيَمِينَ عَلَيْهِمْ حَتَّى تَمُّوا خَمْسِينَ يَمِينًا.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: قَالَ شُرَيْحٌ فِي الْقَسَامَةِ: أُوثِمُهُمْ وَأَنَا أَعْلَمُ. أَحْلِفُ مَا قَتَلْتُ وَلا عَلِمْتُ قَاتِلا.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: كَانَ شُرَيْحٌ يَقُولُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى ما لا يريبك. فو الله لا تَجِدُ فَقْدَ شَيْءٍ تَرَكْتَهُ لِوَجْهِ اللَّهِ.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدٍ أَنَّ رَجُلا اسْتَحْلَفَ خَصْمًا لَهُ عِنْدَ شُرَيْحٍ ثُمَّ جَاءَ عَلَيْهِ بِبَيِّنَةٍ بَعْدَ ذَلِكَ. فَقَالَ شُرَيْحٌ: الْبَيِّنَةُ الْعَادِلَةُ أَحَقُّ مِنَ الْيَمِينِ الفاجرة.(6/186)
قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: كَانَ شُرَيْحٌ يَقُولُ:
إِنَّمَا أقتفر الأَثَرَ فَمَا وَجَدْتُهُ قَدْ سَبَقَكُمْ حَدَّثْتُكُمْ بِهِ.
قال: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْكُوفِيُّ عَنْ أَبِي جَرِيرٍ الأَزْدِيِّ عَنْ شُرَيْحٍ أَنَّهُ كَانَ إِذَا جَاعَ أَوْ غَضِبَ قَامَ.
قَالَ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ أَشْعَثَ بْنِ سُلَيْمٍ قَالَ: اخْتَصَمَتْ أم وَجَدَةٌ إِلَى شُرَيْحٍ فَقَالَتِ الْجَدَّةُ:
أَبَا مَيَّةَ أَتَيْنَاكَ ... وَأَنْتَ الْمَرْءُ نَأْتِيهْ
أَتَاكَ ابْنِي وَأُمَّاهُ ... وَكِلْتَانَا نُفَدِّيهْ
تَزَوَّجْتِ فَهَاتِيهِ ... وَلا يَذْهَبْ بِكِ التِّيهْ
فَلَوْ كُنْتِ تَأَيَّمَتِ ... لَمَا نَازَعْتِنِي فِيهْ
أَلا يَا أَيُّهَا الْقَاضِي ... هَذِي قِصَّتِي فِيهْ
قَالَ فَقَالَتِ الأُمُّ:
أَلا يَا أَيُّهَا الْقَاضِي ... قَدْ قَالَتْ لَكَ الْجَدَّهْ
وَقَوْلا فَاسْتَمِعْ مِنِّي ... وَلا تُبْطِرْنِي رَدَّهْ
أُعَزِّي النَّفْسَ عَنِ ابْنِي ... وَكِبْدِي حَمَلَتْ كَبِدَهْ
فَلَمَّا كَانَ فِي حِجْرِي ... يَتِيمًا ضَائِعًا وَحْدَهْ
تَزَوَّجْتُ رَجَاءَ الْخَيْرِ ... مَنْ يَكْفِينِي فَقْدَهْ
وَمَنْ يُظْهِرُ لِي وُدَّهْ ... وَمَنْ يَكْفُلُ لِي رِفْدَهْ
فَقَالَ: شُرَيْحٌ:
قَدْ فَهِمَ الْقَاضِيَ مَا قَدْ قُلْتُمَا ... وَقَضَى بَيْنَكُمَا ثُمَّ فَصَلْ
بِقَضَاءٍ بَيِّنٍ بَيْنَكُمَا ... وَعَلَى الْقَاضِيَ جَهْدٌ أَنْ عَقَلْ
قَالَ للجدة: بيني بالصبي ... وخذي مِنْ ذَاتِ الْعِلَلْ
إِنَّهَا لَوْ صَبَرَتْ كَانَ لها ... قبل دعواها تبغيها البدل
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ قَالَ: مَرَّ عَلَيْنَا شُرَيْحٌ رَاجِلا. قَالَ قُلْتُ: أَفْتِنِي. قَالَ: إِنِّي لا أُفْتِي وَلَكِنِّي أَقْضِي. قَالَ قُلْتُ: إِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ فِيهِ قَضَاءٌ. قَالَ: مَا هُوَ؟ قُلْتُ: رَجُلٌ جعل داره(6/187)
حَبِيسًا عَلَى الآخَرِ مِنْ ذِي قَرَابَتِهِ. قَالَ فَآمَرَ حَبِيبًا فَقَالَ: أَسْمِعِ الرَّجُلَ لا حُبْسَ عن فرائض الله.
قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ الأَسَدِيِّ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ شُرَيْحٍ قَالَ: لا أَجْمَعُ أَنْ أَكُونَ قَاضِيًا وشاهدا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ مُغِيرَةِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ أَنَّ جِلْوَازًا لِشُرَيْحٍ ضَرَبَ رَجُلا بِسَوْطِهِ فَأَقَادَهُ شُرَيْحٌ مِنْهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: بَلَغَنِي. أَوْ بَلَغَنَا. أَنَّ عَلِيًّا رَزَقَ شريحا خمسمائة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ عَنْ حَجَّاجِ عَنْ عُمَيْرِ بْنِ سَعِيدٍ أَنَّ عَلِيًّا أَمَرَ شُرَيْحًا أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ فِي رَمَضَانَ.
قَالَ أبو شهاب: يعني القيام.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرٍو عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: قَدِمَ زِيَادٌ بِشُرَيْحٍ فَقَضَى فِينَا سَنَةً فَلَمْ يَقْضِ فِينَا مِثْلَهُ قَبْلَهُ وَلا بعده. يعني قضى بالبصرة. قال: أخبرنا مالك بن إسماعيل قال: حدثنا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ عَنِ الْجَعْدِ بْنِ ذَكْوَانَ عَنْ شُرَيْحٍ قَالَ: قِيلَ لِرَجُلٍ يَا رَبِيعَةُ. فَلَمْ يُجِبْهُ فَقَالَ: يَا رَبِيعَةُ الْكُوَيْفِرُ.
فَأَجَابَهُ. قال: أقررت بالكفر. لا شهادة لك.
قال: أَخْبَرَنَا بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ عَطِيَّةَ الْعَنْسِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ مَكْحُولا يَقُولُ: اخْتَلَفْتُ إِلَى شُرَيْحٍ سِتَّةَ أَشْهُرٍ لا أَسْأَلُهُ عَنْ شَيْءٍ. أَكْتَفِي بِمَا أَسْمَعُهُ يَقْضِي به.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ:
حدثنا واصل مولى أبي عيينة قال: كان نَقْشُ خَاتَمِ شُرَيْحٍ: الْخَاتَمُ خَيْرٌ مِنَ الظَّنِّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ جَابِرٍ عَنِ الْقَاسِمِ قَالَ: كَانَ نَقْشَ خَاتَمِ شُرَيْحٍ أَسَدَانِ بينهما شجرة.
قال: أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: رَأَيْتُ شُرَيْحًا(6/188)
يقضي وعليه مطرف خز وبرنس.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كُنَاسَةَ الأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ قَالَ:
رأيت شريحا يقضي في برنس من خَزٍّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: رَأَيْتُ شريحا معتما بكور واحد.
قال: أَخْبَرَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُمَيْدٍ الرُّوَاسِيُّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ أَنَّهُ رَأَى شُرَيْحًا يَمْشِي مُخْتَصِرًا وَرَأَيْتُهُ معتما قد أرسل عمامته من خَلْفِهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: رَأَيْتُ شُرَيْحًا عَلَيْهِ بُرْنُسُ خَزٍّ وَرَأَيْتُ عَلَيْهِ عِمَامَةٌ قَدْ أَرْخَاهَا مِنْ خَلْفِهِ. وَرَأَيْتُهُ جَاءَ يوم الجمعة فجلس مكانه ولم يتخطأ.
قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى شُرَيْحٍ مطرف خز وبرنس خز.
قال: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي الضُّحَى قال: رأيت شريحا يسجد في برنسة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا الأَعْمَشُ عَنْ أَبِي الضُّحَى عَنْ شُرَيْحٍ أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي فِي مُسْتُقَةٍ لا يُخْرِجُ يديه منها.
قال: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ مُسْلِمٍ قَالَ:
رَأَيْتُ شُرَيْحًا يَسْجُدُ وَعَلَيْهِ بُرْنُسٌ قَدْ حَالَتْ فُضُولُهُ بَيْنَ جبهته وبين الأرض.
قال: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ وَوَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَهِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ عَنْ شُعْبَةَ عَنِ الْحَكَمِ قَالَ: رَأَيْتُ شُرَيْحًا يُصَلِّي فِي برنسة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَسَدِيُّ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِي الضُّحَى قَالَ: رَأَيْتُ شريحا سجد وعليه العمامة والبرنس.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ شُرَيْحٍ أَنَّهُ كان له برنس من خز أغبر.(6/189)
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسٌ عَنْ أَبِي حَصِينٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى شُرَيْحٍ الْخَزَّ.
أَنْبَأَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زيد عن عاصم قال: رأيت على شريح برنس خز.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: رَأَيْتُ شريحا يقضي في المسجد وعليه برنس خز.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ عَنْ جَابِرٍ عَنْ عَامِرٍ عَنْ شُرَيْحٍ قَالَ: إِيَّايَ وَهَؤُلاءِ الْمُحْلِبِينَ. وَكَانَ يَأْمُرُ بِهِمْ أَنْ يُطْرَدُوا. يَعْنِي الَّذِينَ يَجِيئُونَ مَعَ الْخُصُومِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ: سَمِعْتُ مَيْمُونَ بْنَ مِهْرَانَ يَقُولُ: قَالَ شُرَيْحٌ فِي الْفِتْنَةِ الَّتِي كَانَتْ عَلَى عَهْدِ ابْنِ الزُّبَيْرِ: مَا سَأَلْتُ فِيهَا وَلا أَخْبَرْتُ.
قَالَ جَعْفَرٌ: وَبَلَغَنِي أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: وَأَنَا أَخَافُ أَنْ لا أَكُونَ نجوت.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ عَنْ مَيْمُونٍ قَالَ: لَبِثَ شُرَيْحٌ فِي الْفِتْنَةِ تِسْعَ سِنِينَ لا يُخْبِرُ وَلا يَسْتَخْبِرُ. فَقِيلَ لَهُ: قَدْ سَلِمْتَ. قَالَ: فكيف بالهوى.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ شُرَيْحٍ قال: زعموا كنية الكذب.
قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ قَالَ: كَانَ شُرَيْحٌ إِذَا أَحْرَمَ كَأَنَّهُ حَيَّةٌ صَمَّاءُ.
أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ خَيْثَمَةَ قَالَ: كَانَ شُرَيْحٌ إِذَا سُئِلَ كَيْفَ أَصْبَحْتَ قَالَ: بنعمة من الله.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ أَنَّهُ كَانَ عِنْدَ شُرَيْحٍ. فَكَانَ إِذَا جَاءَهُ الرَّجُلُ فَقَالَ السَّلامُ عَلَيْكُمْ قَالَ شُرَيْحٌ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ. فَإِنْ قَالَ الرَّجُلُ: وَرَحْمَةُ اللَّهِ. قَالَ شُرَيْحٌ: وبركاته.(6/190)
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ عَنِ الْقَاسِمِ قَالَ: كَانَ شُرَيْحٌ لا يَسْبِقُهُ أَحَدٌ بِالسَّلامِ فَكَانَ إِذَا سُلِّمَ عَلَيْهِ رد مثل ما يقال له.
قال: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنْ عِيسَى بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: مَا اسْتَطَعْتُ أَنَّ أَبْدَأَ شُرَيْحًا بِسَلامٍ قَطُّ. كُنْتُ أَسْتَقْبِلُهُ في السكة فأقول: الآن الآنَ. فَإِذَا رَآنِي غَفَلَ. فَإِذَا دَنَا رَفَعَ رأسه وقال: السلام عليكم.
قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ شُرَيْحٍ قَالَ: مَا الْتَقَى رَجُلانِ قَطُّ إِلا كَانَ أَوْلاهُمَا بِاللَّهِ الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلامِ.
قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِمُحَمَّدٍ فَقَالَ: إِنَّمَا تَحَدَّثْنَا أَنَّهُمْ قالوا إذا التقى رجلان فليبدأ خيرهما.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ أَوْ تَمِيمِ ابن سَلَمَةَ أَنَّ شُرَيْحًا مَرَّ بِدِرْهَمٍ فَلَمْ يَعْرِضْ له. وقال مرة: فلم يأخذه.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ شُرَيْحٍ أَنَّهُ مَرَّ بِدِرْهَمٍ فَلَمْ يَعْرِضْ له.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: بَعَثَ شُرَيْحٌ إِلَى الأَسْوَدِ بِنَاقَةٍ فَسَأَلَ عَلْقَمَةَ. فَقَالَ عَلْقَمَةُ:
أَخُوكَ بعث إليك فأقبلها.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حماد بن سلمة عَنْ أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ أَنَّ شُرَيْحًا كَانَ يُصَلِّي الصَّلَوَاتِ بوضوء واحد.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي طَلْحَةَ مَوْلَى شُرَيْحٍ قَالَ: كَانَ شُرَيْحٌ إِذَا رَجَعَ مِنَ الْمُصَلَّى دَخَلَ بَيْتَهُ فَأَغْلَقَ الْبَابَ. قَالَ فَيَكُونُ فِيهِ إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ أَوْ إِلَى قَرِيبٍ مِنْ نِصْفِ النَّهَارِ فظن أنه يصلي.
قال: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: الْحَكَمُ أَنْبَأَنِي قَالَ: رَأَيْتُ شُرَيْحًا يُصَلِّي فِي الْبَرَانِسِ ورأيته يمشي بين يدي الجنازة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَتِيقٍ عَنْ مُحَمَّدٍ أَنَّ رَجُلا كَلَّمَ شُرَيْحًا فِي حَاجَةٍ يَطْلُبُهَا إِلَى ابْنِ زياد فقال:(6/191)
مَنْ يَقْدِرُ عَلَى ابْنِ زِيَادٍ! وَمَرَّ عُصْفُورٌ أَوْ طَائِرٌ فَقَالَ: ذَاكَ الطَّائِرُ أَقْدَرُ عَلَى ابن زياد مني.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ مُجَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ أَنَّ شُرَيْحًا قَالَ:
تَصَوَّبْنَ وَاسْتَصْعَدْنَ حَتَّى كَأَنَّمَا ... يَطِينُ بِرَضْرَاضِ الْحَصَى جَاحِمُ الْجَمْرِ.
قَالَ وَقَالَ:
رَأَيْتُ رِجَالا يَضْرِبُونَ نِسَاءَهُمْ ... فَشَلَّتْ يَمِينِي يَوْمَ أضرب زينبا
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الحارث بن عبيد قال: حدثنا هارون ابن أَبِي سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: كَانَ شُرَيْحٌ يَحْلِفُ بِاللَّهِ لا يَدَعُ إِنْسَانٌ شيئا تحرجا منه فوجد فقده.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ عَنِ الْقَاسِمِ قَالَ: كَانَ شُرَيْحٌ يَجْعَلُ ميازيبه في داره.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ عَنْ مَيْمُونٍ قَالَ: كَانَتْ ميازيب شريح إلى داره.
قال: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ لَيْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ:
مَا رَدَّ شُرَيْحٌ هَدِيَّةً حَتَّى يَرُدَّ مَعَهَا مِثْلَهَا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ الْعُقَيْلِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ: حَدَّثَنِي جَنْدَلٌ السَّدُوسِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ شُرَيْحًا يَقُولُ: إِنَّ اللَّئِيمَ عَيْنَ اللَّئِيمِ الَّذِي يُقَالُ إِنَّ هَذَا فَاحِشٌ فَاتَّقُوهُ.
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ قال: رأيت شريحا أبيض اللحية.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسٌ عَنْ لَيْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: كَانَ شُرَيْحٌ يَقْبَلُ الْهَدِيَّةَ وَيُكَافِئُ بِمِثْلِهَا.
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي حَيَّانَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ شُرَيْحٌ لا يتخذ مثغبا إِلا فِي دَارِهِ وَلا يَدْفِنُ سِنَّوْرًا إِذَا مَاتَ إِلا فِي دَارِهِ.(6/192)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ عَنْ أَبِي حَصِينٍ قَالَ: اطَّلَعَ شُرَيْحٌ عَلَى قَوْمٍ يَتَعَالَجُونَ ثُمَّ قَالُوا قَدْ فَرَغْنَا فَقَالَ: لَيْسَ بِهَذَا أَمْرُ الْفَرَاغِ.
أَخْبَرَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ دَاوُدَ عَنِ الشَّعْبِيِّ أَنَّ شُرَيْحًا دَفَنَ ابْنَهُ لَيْلا.
أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ. يَعْنِي ابْنَ مُهَاجِرٍ.
أَنَّ شُرَيْحًا دَفَنَ ابْنَهُ عَبْدَ اللَّهِ لَيْلا.
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ الأَحْوَلُ عَنْ عَامِرٍ قَالَ: كَانَ شُرَيْحٌ يَدْفِنُ الْمَيِّتَ يَمُوتُ مِنْ أَهْلِهِ لَيْلا. يَغْتَنِمُ ذَاكَ. قَالَ فَكَانَ يُسْأَلُ عَنْهُ وَقَدْ مَاتَ فَيَقُولُ: قَدْ هَدَأَ نَفْسُهُ وَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ قَدِ اسْتَرَاحَ.
أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ شَرِيكٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ قَيْسٍ أَنَّ شُرَيْحًا أَوْصَى أَنْ يُصَلَّى عَلَيْهِ فِي الْجَبَّانَةِ وَأَنْ لا يُغَطُّوا عَلَى قَبْرِهِ ثَوْبًا.
أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ وَشَرِيكٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ قَيْسٍ أَنَّ شُرَيْحًا أَوْصَى أَنْ لا يُمَدَّ الثَّوْبُ عَلَى قَبْرِهِ.
وَقَالَ شَرِيكٌ فِي حَدِيثِهِ: وَأَنْ يُدْفَنَ لَيْلا.
أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ قَيْسٍ قَالَ: شَهِدْتُ جَنَازَةَ شُرَيْحٍ. وَكَانَتْ حَارَّةٌ. يَعْنِي يَوْمًا حَارًّا. فَأَوْصَى أَنْ لا يُمَدَّ عَلَى قَبْرِهِ ثَوْبٌ.
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: بَلَغَ شُرَيْحٌ مِائَةَ وَثَمَانِي سِنِينَ.
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ قَيْسٍ الْكِنْدِيُّ قَالَ:
أَوْصَى شُرَيْحٌ أَنْ يُصَلَّى عَلَيْهِ بِالْجَبَّانَةِ وَأَنْ لا يُؤْذَنَ بِهِ أَحَدٌ وَلا تَتْبَعَهُ صَائِحَةٌ. وَأَنْ لا يُجْعَلَ عَلَى قَبْرِهِ ثَوْبٌ. وَأَنْ يُسْرَعَ بِهِ السَّيْرُ. وَأَنْ يُلْحَدَ لَهُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ عِيسَى عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ:
تُوُفِّيَ شُرَيْحٌ سَنَةَ ثَمَانِينَ أَوْ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: تُوُفِّيَ شُرَيْحٌ سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِينَ.
وَقَالَ غَيْرُهُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ: سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ. وَكَانَ ثِقَةً. رَحِمَهُ اللَّهُ وَرَضِيَ عَنْهُ.(6/193)
بَقِيَّةُ طَبَقَةِ مَنْ رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الخطاب. رضي الله عنه
2026- الصبي بن معبد
الجهني.
روى عن عمر أنه سأله عن القرآن فقال: هديت لسنة نبيك.
2027- قَبِيصَةُ بْنُ جَابِرِ
بْنِ وَهْبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَمِيرَةَ بْنِ حُذَارِ بن مرة بن الحارث ابن سعد بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ دُودَانَ بْنِ أَسَدِ بْنِ خزيمة. روى عن عمر بن الخطاب وعبد الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَاتَ قَبِيصَةُ بْنُ جَابِرٍ قَبْلَ الْجَمَاجِمِ. وَكَانَ ثِقَةً وَلَهُ أَحَادِيثُ.
2028- يسار بن نمير.
مولى عمر بن الخطاب. وكان خازنه. روى عن عمر ونزل الكوفة. روى عنه الكوفيون. وكان ثقة قليل الحديث.
2029- عَفِيفُ بْنُ مَعْدِي كَرِبَ.
روى عن عُمَرَ.
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْغَسِيلِ عَنْ هَارُونَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَفِيفِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ قَالَ: خَرَجْنَا أَنَاسِيَّ نُنْبِئُ بِسَعْدٍ الأَشْعَثِ وَغَيْرِ وَاحِدٍ حَتَّى قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ. فَمَرَّ بِنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي نَاحِيَةِ الطَّرِيقِ وَمَعَهُ دِرَّةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ طُولٌ.
2030- حصين بن حدير.
روى عن عمر بن الخطاب. رضي الله عنه.
2031- قيس بن مروان
الجعفي الذي روى عنه خيثمة بن عبد الرحمن. وروى قيس عن عمر أن رجلا أتاه فقال: يا أمير المؤمنين إني تركت رجلا يملي المصاحف.
قَالَ وكان قيس فيمن خرج إلى الجزيرة أيام علي. وكان شريفا كريما على معاوية.
وهو أول من نزل سورا من جعفى وله يقول الشاعر:
ما زلت أسأل عن جعفى وسيدها ... حتى دللت على قيس بن مروان
2032- يُسَيْرُ بْنُ عَمْرٍو
السَّكُونِيُّ من بني هند. روى عن عمر بن الخطاب وسعد.
__________
2026 علل أحمد (1/ 221) ، والتاريخ الكبير (3004) ، والجرح (2002) ، والكاشف (2391) ، وتهذيب التهذيب (4/ 409) ، وتهذيب الكمال (2851) .
2027 التقريب (2/ 122) .
2028 التقريب (2/ 373) .(6/194)
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ قَيْسِ بْنِ يُسَيْرِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: كَانَ يُسَيْرُ بْنُ عَمْرٍو عَرِيفًا فِي زَمَنِ الْحَجَّاجِ. وَقَالَ يُسَيْرُ بْنُ عَمْرٍو: تُوُفِّيَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَنَا ابْنُ عَشْرِ سِنِينَ. قَالُوا وَمَاتَ يُسَيْرُ بْنُ عَمْرٍو فِي وِلايَةِ الْحَجَّاجِ قَبْلَ الْجَمَاجِمِ. وَكَانَ ثِقَةً لَهُ أَحَادِيثُ.
2033- عَبَايَةُ بْنُ رداد.
قال: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رَدَّادٍ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: لا صَلاةَ إِلا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَشَيْءٍ مَعَهَا. فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: فَإِنُ كُنْتُ خَلْفَ إِمَامٍ؟ قَالَ: فَاقْرَأْ فِي نَفْسِكَ.
2034- خرشة بن الحر
بن قيس بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري. روى عن عمر بن الخطاب. رضي الله عنه. وحذيفة وأبي ذر وعبد الله بن سلام.
2035- حنظلة الشيباني.
أبو علي بن حنظلة. روى عن عمر بن الخطاب. رحمه الله ورضي عنه.
2036- بشر بن قيس.
روى عن عمر بن الخطاب في الصيام.
2037- الحصين بن سبرة.
روى عن عمر بن الخطاب.
قَالَ: صلى بنا عمر الفجر فقرأ في الركعة الأولى يوسف.
2038- سيار بن مغرور.
ويقال ابن معرور.
سمع عمر بن الخطاب. رحمه الله. يقول: إن هذا المسجد أسسه رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
2039- حَسَّانَ بن المخارق.
روى عن عمر بن الخطاب. رحمه الله.
__________
2034 طبقات ابن خياط (143) ، (153) ، والتاريخ الكبير (726) ، والجرح (785) ، والأنساب (2/ 445) ، والجمع (1/ 127) ، وأسد الغابة (2/ 109) ، والعبر (1/ 84) ، وتهذيب التهذيب (1/ 158) ، وتهذيب الكمال (1682) .
2036 التاريخ الكبير (2/ 1/ 82) ، والكاشف (1/ 157) ، وتهذيب التهذيب (1/ 456) ، وتاريخ ابن عساكر (3/ 251) ، وتهذيب الكمال (703) .(6/195)
2040- أبو قرة الكندي.
وكان قاضيا بالكوفة واسمه فلان بن سلمة. روى عن عمر ابن الخطاب وسلمان وحذيفة بن اليمان. وكان معروفا قليل الحديث.
2041- وابنه عمرو بن أبي قرة
الكندي.
قَالَ: جاءنا كتاب عمر بن الخطاب إن أناسا يأخذون من هذا المال ليجاهدوا في سبيل الله ثم يخالفون فلا يجاهدون.
2042- معقل بن أبي بكر
الهلالي. روى عن عمر بن الخطاب.
2043- كَثِيرُ بْنُ شِهَابِ.
بْنِ الْحُصَيْنِ ذِي الْغُصَّةِ. سمي بذلك لغصة كانت في حلقه. ابن يزيد بن شداد بن قنان بن سلمة بن وهب بن عبد الله بن ربيعة بن الحارث ابن كعب من مذحج. وكان أبوه شهاب بن الحصين قتل قاتل أبيه الحصين يوم الرزم.
وكان كثير بن شهاب سيد مذحج بالكوفة. وكان بخيلا وقد روى عن عمر بن الخطاب وولى الري لمعاوية بن أبي سفيان. ومن ولده محمد بن زهرة بن الحارث بن منصور ابن قيس بن كثير بن شهاب الذي ينزل ماسبذان وقد ولي ماسبذان. وكان له قدر ببغداد أيام هارون.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ عَنْ الْحَجَّاجِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ قَرَظَةَ بْنِ أَرْطَأَةَ الْعَبْدِيِّ عَنْ كَثِيرِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ: سَأَلْنَا عُمَرَ عَنِ الْجُبْنِ فَقَالَ: سَمُّوا عَلَيْهِ وَكُلُوا. وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ.
2044- مسعود بن حراش.
وهو أخو ربعي بن حراش العبسي. روى عن عمر بن الخطاب وكان قليل الحديث.
2045- وَأَخُوهُ الرَّبِيعُ بْنُ حِرَاشٍ.
الذي تكلم بعد موته ومات قبل ربعي بن حراش.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بن أبي خالد عن عبد الملك ابن عُمَيْرٍ قَالَ: أُتِيَ رِبْعِيُّ بْنُ حِرَاشٍ فَقِيلَ لَهُ: قَدْ مَاتَ أَخُوكَ. فَذَهَبَ مُسْتَعْجِلا حَتَّى جَلَسَ عِنْدَ رَأْسِهِ يَدْعُو لَهُ وَيَسْتَغْفِرُ لَهُ فَكَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ ثُمَّ قَالَ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ. إِنِّي قَدِمْتُ عَلَى رَبِّي بَعْدَكُمْ فَتُلُقِّيتُ بِرَوْحِ وَرَيْحَانٍ وَرَبٍّ غَيْرِ غَضْبَانَ وَكَسَانِي ثِيَابَ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ. وَإِنِّي وَجَدْتُ الأَمْرَ أَهْوَنَ مِمَّا تَظُنُّونَ. ولكن لا تتكلموا. احملوني
__________
2041 التقريب (2/ 76) .(6/196)
فَإِنِّي قَدْ وَاعَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ لا يَبْرَحَ حَتَّى أَلْقَاهُ.
أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ أَنَّ أَخَاهَ الرَّبِيعَ مَرِضَ مَرَضًا شَدِيدًا فَثَقُلَ.
قَالَ وَقُمْتُ إِلَى حَاجَةٍ لِي ثُمَّ رَجَعْتُ فَقُلْتُ: مَا فَعَلَ أَخِي؟ قَالُوا: قَدْ قُبِضَ أَخُوكَ.
فَقُلْتُ: «إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ» البقرة: 156. قَالَ فَدَخَلْتُ فَإِذَا هُوَ قَدْ سُجِّيَ بِثَوْبٍ وَأُنِيمَ عَلَى ظَهْرِهِ كَمَا يُصْنَعُ بِالْمَيِّتِ. فَأَمَرْتُ بِحَنُوطِهِ وَكَفَنِهِ. فَبَيْنَمَا أَنَا كَذَلِكَ إِذْ قَالَ بِالثَّوْبِ هَكَذَا. فَكَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ ثُمَّ عَادَ كَأَصَحِّ مَا كَانَ. وَقَدْ مَرِضَ قَبْلَ ذَلِكَ مَرَضًا شَدِيدًا. فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ. قَالَ قُلْتُ: وَعَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ. قَالَ قُلْتُ:
سُبْحَانَ اللَّهِ أَبْعَدَ الْمَوْتِ يَا أَخِي؟ فَقَالَ: إِنِّي لَقِيتُ رَبِّي بَعْدَكُمْ فَتَلَقَّانِي بِرَوْحِ وَرَيْحَانٍ وَرَبٍّ غَيْرِ غَضْبَانَ وَكَسَانِي أَثْوَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسِ وَإِسْتَبْرَقٍ. وَوَجَدْتُ الأَمْرَ أَيْسَرَ مِمَّا فِي أَنْفُسِكُمْ. وَلا تَغْتَرُّوا فَإِنِّي اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي لأُبَشِّرَكُمْ فَاحْمِلُونِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
فَإِنَّهُ وعدني أن لا يسبقني حتى أدركه. فو الله مَا شَبَّهْتُ مَوْتَهُ بَعْدَ كَلامِهِ إِلا حَصَاةً قَذَفْتُهَا فِي مَاءٍ فَتَغَيَّبَتْ.
2046- الْحَارِثُ بْنُ لَقِيطٍ
النَّخَعِيُّ. وهو أبو حنش الذي روى عنه أبو نعيم وغيره.
وشهد الحارث بن لقيط القادسية. روى عن عُمَرَ.
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَنَشُ بْنُ الْحَارِثِ قَالَ: رَأَيْتُ أَبِي وَبَعْضَ مَنْ شَهِدَ الْقَادِسِيَّةَ يُصَفِّرُونَ لِحَاهُمْ.
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَنَشٌ بْنُ الْحَارِثِ قَالَ: رَأَيْتُ أَبِي وَبَعْضَ مَنْ شَهِدَ الْقَادِسِيَّةَ يَلْبَسُونَ الطَّيَالِسَةَ.
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَنَشٌ بْنُ الْحَارِثِ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى أَبِي خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ. وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ.
2047- سليك بن مسحل
العبسي. روى عن عمر بن الخطاب حديثا في النبيذ.
وكان قليل الحديث.
2048- زِيَادُ بْنُ عِيَاضٍ
الأَشْعَرِيُّ. روى عن عمر والزبير.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ جَابِرٍ عَنْ عَامِرٍ عَنْ زياد
__________
2046 التقريب (1/ 143) .(6/197)
ابن عِيَاضٍ قَالَ: صَلَّى بِنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ الْعِشَاءَ بِالْجَابِيَةِ فَلَمْ أَسْمَعْهُ قَرَأَ فِيهَا. وَفِي الحديث طول.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ عن ابن عون عن الشعبي قال: قال الأشعري وليس بأبي موسى: صَلَّى بِنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ الْمَغْرِبَ فَلَمْ يَقْرَأْ بِنَا فِيهَا شَيْئًا. فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّكَ لَمْ تَقْرَأْ.
2049- عياض الأشعري.
روى عن عمر بن الخطاب أنه كان يرزق الإماء والحبل.
وكان قليل الحديث.
2050- شُبَيْل بْنُ عَوْفٍ
الأَحْمَسِيُّ من بجيلة. روى عن عمر بن الخطاب.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ شُبَيْلِ بْنِ عَوْفٍ قال: أمرنا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِالصَّدَقَةِ فَقُلْنَا: نَحْنُ نَجْعَلُ عَلَى خُيُولِنَا وَأَرِقَّائِنَا عَشَرَةً عَشَرَةً. فَقَالَ: أَمَّا أَنَا فَلا أَجْعَلُهُ عَلَيْكُمْ. ثُمَّ أَمَرَ لأَرِقَّائِنَا بجريبين جريبين.
قَالَ: أَخْبَرَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ شُبَيْلَ بْنَ عَوْفٍ يَقُولُ: مَا غَبَّرْتُ نَعْلِي فِي طَلَبِ دُنْيَا قَطُّ وَلا جَلَسْتُ فِي مَجْلِسٍ قَطُّ إِلا لِحَاجَةٍ أَوِ انْتِظَارِ جِنَازَةٍ. وَمَا قَبَّحْتُ رَجُلا قَطُّ.
قَالَ شِهَابُ: حَسِبْتُهُ قَالَ مُنْذُ صِرْتُ رَجُلا رَبَّ بَيْتٍ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَفِي الْحَدِيثِ شِبْلٌ. وَشُبَيْلٌ تَصْغِيرُ شِبْلٍ. وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ.
2051- سَعِيدُ بْنُ ذِي لَعْوَةَ
الأَصْغَرُ. وهو أبو كرب بن زيد بن سعيد بن الخصيب بن ذي لعوة الأكبر. وهو عامر بن مالك بن معاوية بن دومان بن بكيل بن جشم بن خيران ابن نوف بن همدان. وكان سعيد بن ذي لعوة يروي عن عمر بن الخطاب. وكان ابنه داود بن سعيد يحدث أيضا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ جَابِرٍ عَنْ عَامِرٍ قَالَ:
أَشْهَدُ عَلَى سَعِيدِ بْنِ ذِي لَعْوَةَ أَنَّهُ حَدَّثَنِي عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يُنْقَعُ لَهُ زبيب من زبيب
__________
2049 التقريب (2/ 96) .
2050 الاستيعاب (2/ 707) ، وأسد الغابة (2/ 386) ، وتهذيب الكمال (2697) ، والإصابة (3961) ، والتقريب (1/ 346) .(6/198)
الطَّائِفِ فَيُجْعَلُ فِي سَطِيحَتَيْنِ فَيُمْخِضُهُ الْبَعِيرُ فَإِذَا أَصْبَحَ شَرِبَ مِنْهُ. وَفِي الْحَدِيثِ طُولٌ.
2052- رِيَاحُ بْنُ الْحَارِثِ.
النَّخَعِيُّ. روى عن عمر وعمار بن ياسر وسعيد بْن زيد بْن عَمْرو بْن نفيل.
قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ الْمُثَنَّى النَّخَعِيُّ قَالَ:
سَمِعْتُ رِيَاحَ بْنَ الْحَارِثِ يَقُولُ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَقْضِي فِيمَا سَبَتِ الْعَرَبُ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ قَبْلَ الإِسْلامِ وَقَبْلَ أَنْ يُبْعَثَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِنَّ مَنْ عَرَفَ أَحَدًا مِنْ أهل بيته مملوك فِي حَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ فَفِدَاهُ الْعَبْدُ بِالْعَبْدَيْنِ وَالأَمَةُ بِالأَمَتَيْنِ.
2053- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شِهَابِ.
الْخَوْلانِيُّ. روى عن عمر بن الخطاب. رضي الله عنه.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ خَيْثَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شِهَابٍ الْخَوْلانِيِّ قَالَ: شَهِدْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَأَتَاهُ رَجُلٌ وَامْرَأَةٌ فِي خُلْعٍ فَأَجَازَهُ وَقَالَ: إِنَّمَا طَلَّقَكِ بِمَالِكِ.
2054- حسان بن فائد.
العبسي.
روى عن عمر بن الخطاب أن الجبن والشجاعة غرائز في الرجال. وكان قليل الحديث. روى عنه أبو إسحاق السبيعي.
2055- وأخوه بكير بن فائد.
العبسي. روى عن عمر بن الخطاب وروى عنه حلام ابن صالح.
2056- حميل أبو جروة.
قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ حَجَّاجٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ جُبَيْرٍ الأَسَدِيِّ عَنْ جَرْوَةَ بْنِ حَمِيلٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: لَيُضْرَبَنَّ أَحَدُكُمْ بِمِثْلِ أَكْلَةِ اللَّحْمِ ثُمَّ يَرَى أَنْ لا قَوَدَ عَلَيْهِ. وَاللَّهِ لا يَفْعَلُ ذَلِكَ أَحَدٌ إِلا أَقَدْتُ مِنْهُ.
2057- نباتة الجعفي.
روى عن عمر بن الخطاب. رضي الله عنه.
__________
2052 التقريب (1/ 254) .
2053 التقريب (1/ 423) .
2057 التقريب (2/ 297) .(6/199)
2058- أَبُو جَرِيرٍ الْبَجَلِيُّ.
روى عن عمر بْن الْخَطَّاب وَعَبْد الرَّحْمَن بْن عوف وسعد.
قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْرَقُ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ أَبِي جَرِيرٍ الْبَجَلِيِّ قَالَ: لَقِيتُ أَعْرَابِيًّا وَمَعَهُ ظَبْيٌ قَدْ قَعَصَهُ. فَابْتَعْتُهُ فَأَخَذْتُهُ فَذَبَحْتُهُ وَأَنَا نَاسٍ لإِهْلالِي. فَأَتَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ: ائْتِ ذَوَيْ عَدْلٍ فَلْيَحْكُمَا عَلَيْكَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ شَقِيقٍ عَنْ أَبِي جَرِيرٍ الْبَجَلِيِّ قَالَ: خَرَجْنَا مُهِلِّينَ فَوَجَدْتُ أَعْرَابِيًّا مَعَهُ ظَبْيٌ فَابْتَعْتُهُ مِنْهُ فَذَبَحْتُهُ وَلا أَذَكَرُ إِهْلالِي. فَأَتَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ: ائْتِ بَعْضَ إِخْوَانِكَ فَلْيَحْكُمُوا عَلَيْكَ. فَأَتَيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفِ وَسَعْدَ بْنَ مَالِكٍ فَحَكَمَا عَلَيَّ تَيْسًا أَعْفَرَ.
2059- سلامة.
رأى عمر بن الخطاب أتى على صاحب الحوض فضربه وقال:
اجعل حوضا للرجال وحوضا للنساء.
2060- هَانِئُ بْنُ حِزَامٍ.
روى عن عمر بن الخطاب.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ مَالِكِ ابن أَنَسٍ عَنْ هَانِئِ بْنِ حِزَامٍ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَذَكَرَ أَنَّهُ وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلا فَقَتَلَهُمَا. قَالَ فَكَتَبَ عُمَرُ إِلَى عَامِلِهِ فِي الْعَلانِيَةِ أَنْ يُقَادَ مِنْهُ.
وَكَتَبَ إِلَيْهِ فِي السِّرِّ أَنْ يَأْخُذُوا الدِّيَةَ.
2061- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَالِكٍ
الأزدي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ الأَزْدِيِّ قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بِجَمْعٍ الْمَغْرِبَ ثَلاثًا وَالْعِشَاءَ رَكْعَتَيْنِ.
2062- مَسْلَمَةُ بْنُ قُحَيْفٍ.
من بكر بن وائل. روى عن عمر.
قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ سِمَاكٍ قَالَ:
سَمِعْتُ عَمَّ أَبِي مَسْلَمَةَ بْنِ قُحَيْفٍ يَقُولُ: شَهِدْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَرَأَى قَوْمًا يُصَلُّونَ الضُّحَى فَقَالَ: أما إذا فعلتم فأضحوا.(6/200)
قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْرَقُ قَالَ: حَدَّثَنَا زكرياء بْنُ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ مَسْلَمَةَ بْنِ قُحَيْفٍ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: عِبَادَ اللَّهِ أَضْحُوا بِصَلاةِ الضُّحَى. فَسَأَلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ.
2063- بِشْرُ بْنُ قُحَيْفٍ.
روى عن عمر.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ بِشْرِ بْنِ قُحَيْفٍ قَالَ: أَتَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَهُوَ يَأْكُلُ وَفِي يَدِهِ عَرْقٌ. فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنِّي أَتَيْتُكَ أُبَايِعُكَ. فَقَالَ: أَلَيْسَ قَدْ بَايَعْتَ أَمِيرِي؟ قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: فَإِذَا بَايَعْتَ أَمِيرِي فَقَدْ بَايَعْتَنِي. وَالْحَدِيثُ فِيهِ طُولٌ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ بِشْرِ بْنِ قُحَيْفٍ عَنْ عُمَرَ قَالَ: أَتَاهُ رَجُلٌ فَبَايَعَهُ فَقَالَ: أُبَايِعُكَ فِيمَا رَضِيتُ وَفِيمَا كَرِهْتُ. فَقَالَ عُمَرُ: لا بَلْ فِيمَا اسْتَطَعْتَ.
2064- نَهِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ.
روى عن عمر بن الخطاب.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ نَهِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنَّهَ أَفَاضَ مِنْ عَرَفَاتٍ وَهُوَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ فَلَمْ يَزِدْ عَلَى سَيْرٍ وَاحِدٍ حَتَّى أَتَى مِنًى. وَفِي الْحَدِيثِ طُولٌ.
2065- مُدْرِكُ بْنُ عَوْفٍ
الأَحْمَسِيُّ من بجيلة. روى عن عمر.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ مُدْرِكِ ابن عَوْفٍ الأَحْمَسِيِّ عَنْ عُمَرَ قَالَ: إِنَّ الأَكْيَاسَ الَّذِينَ يُوتِرُونَ أَوَّلَ اللَّيْلِ. وَإِنَّ الأَقْوِيَاءَ الَّذِينَ يُوتِرُونَ آخِرَ اللَّيْلِ وَهُوَ أَفْضَلُ.
2066- أسيم بن حصين
العبسي. روى عن عمر بن الخطاب وحج معه.
2067- أَبُو الْمَلِيحِ.
روى عن عُمَرَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ: لا إِسْلامَ لِمَنْ لَمْ يُصَلِّ. قِيلَ لِشَرِيكٍ: عَلَى الْمِنْبَرِ؟ قَالَ: نَعَمْ سَمِعْتُهُ عَلَى الْمِنْبَرِ.
2068- دِحْيَةُ بن عمرو.
روى عن عمر.(6/201)
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَطِيَّةُ بْنُ عُقْبَةَ الأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي دِحْيَةُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: أَتَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَقُلْتُ: السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ. فَقَالَ: وَعَلَيْكَ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ وَمَغْفِرَاتُهُ. أَوْ قَالَ وَمَغْفِرَتُهُ.
2069- هِلالُ بْنُ عبد الله.
روى عن عمر.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ يُقَالُ لَهُ هِلالُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَطُوفُ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ فَإِذَا أَتَى بَطْنَ الْمَسِيلِ تَجَوَّزَ. أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا. فَقُلْتُ لِسِمَاكٍ: مَا ذَاكَ؟ قَالَ: يُسْرِعُ.
2070- حملة بن عبد الرحمن.
روى عن عمر بن الخطاب. رضي الله عنه.
2071- أسق.
مولى عمر بن الخطاب.
قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنْ أَبِي هِلالٍ الطَّائِيِّ عَنْ أُسَّقَ قَالَ: كُنْتُ مَمْلُوكًا لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَأَنَا نَصْرَانِيٌّ. فَكَانَ يَعْرِضُ عَلَيَّ الإِسْلامَ وَيَقُولُ: إِنَّكَ لَوْ أَسْلَمْتَ اسْتَعَنْتُ بِكَ عَلَى أَمَانَتِي فَإِنَّهُ لا يَحِلُّ لِي أَنْ أَسْتَعِينَ بِكَ عَلَى أَمَانَةِ الْمُسْلِمِينَ وَلَسْتَ عَلَى دِينِهِمْ. فَأَبَيْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ: لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ.
فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ أَعْتَقَنِي وَأَنَا نَصْرَانِيُّ وَقَالَ: اذْهَبْ حَيْثُ شِئْتَ. قُلْتُ لِشَرِيكٍ:
سَمِعَهُ أَبُو هِلالٍ عن أُسَّقَ. قَالَ: زَعَمَ ذَاكَ.
2072- الرَّبِيعُ بْنُ زِيَادِ
بْنِ أَنَسِ بْنِ الدَّيَّانِ. وهو يزيد بن قطن بن زياد بن الحارث ابن مالك بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ كعب من مذحج. روى عن عمر بن الخطاب. وكان عمر يقول: دلوني على رجل إذا كان في القوم وهو أمير فكأنه ليس بأمير. وإذا كان فيهم وهو غير أمير فكأنه أمير. فقالوا: ما نعلمه إلا الربيع بن زياد بن أنس. وكان متواضعا خيرا وقد ولي خراسان وفتح عامتها. وكان له أخ يقال له المهاجر ابن زياد. وكان صالحا وقتل مع أبي موسى الأشعري شهيدا يوم تستر. وله يقول القائل:
__________
2072 التاريخ الكبير (915) ، والجرح (2073) ، والاستيعاب (2/ 488) ، وأسد الغابة (2/ 164) ، والعبر (1/ 53) ، والتجريد (1/ 177) ، والإصابة (1/ 504) ، وشذرات الذهب (1/ 55) ، وتهذيب الكمال (9/ 87- 80) .(6/202)
ويوم قام أبو موسى بخطبته ... راح المهاجر في حل بإجمال
فالبيت بيت بني الديان نعرفه ... في آل مذحج مثل الجوهر الغالي
قال وكان المهاجر أراد يوم تستر أن يشري نفسه لله. وكان صائما. فجاء أخ له إلى أبي موسى فأخبره بما كان فقال: أعزم على كل من كان صائما أن يفطر. فأفطر المهاجر ثم راح فقتل.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو مَعْمَرٍ الْمِنْقَرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ ذَكْوَانَ الْمُعَلِّمِ عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ وَصَفُ فِيهِ الرَّبِيعَ ابن زِيَادٍ الْحَارِثِيَّ قَالَ: رَجُلٌ أَبْيَضُ خَفِيفُ اللَّحْمِ خَفِيفُ الْجِسْمِ.
2073- سُوَيْدُ بْنُ مَثْعَبَةَ
الْيَرْبُوعِيُّ من بني تميم. وكان من أصحاب الخطط الذين اختطوا بالكوفة أيام عمر بن الخطاب. وكان كبيرا ولم يرو عن عمر شيئا. وكان عابدا مجتهدا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى سُوَيْدِ بْنِ مَثْعَبَةَ. وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْخِطَطِ.
وَعَلَيْهِ ثَوْبٌ. فَلَوْلا أَنِّي سَمِعْتُ امْرَأَتَهُ تَقُولُ: أَهْلِي فِدَاكَ مَا نُطْعِمُكَ مَا نَسْقِيكَ؟ مَا شَعَرْتُ أَنَّ تَحْتَ الثَّوْبِ شَيْئًا. فَإِذَا هُوَ مُنْكَبٌّ عَلَى وَجْهِهِ. فَلَمَّا رَآنِي قَالَ: ابْنَ أَخٍ.
دَبِرَتِ الْحَرَاقِفُ وَالصُّلْبُ فَمَا مِنْ ضجعة غير ما ترى. وو الله إِنِّي مَا أُحِبُّ أَنِّي نَقَصْتُ مِنْهُ قُلامَةَ ظُفُرٍ.
2074- مِعْضَدُ بْنُ يَزِيدَ
الْعِجْلِيُّ ويكنى أبا زياد. وكان أيضا من المجتهدين العباد.
وكان خرج هو وعدة من أصحاب عبد الله إلى الجبانة يتعبدون فأتاهم عبد الله فنهاهم عن ذلك. وغزا أذربيجان فِي خِلافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ. رَضِيَ اللَّهُ عنه. وعليها الأشعث ابن قيس. فقتل بها شهيدا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانَ مِعْضَدٌ يَقُولُ فِي صَلاتِهِ: اللَّهُمَّ اشفني من النوم بقليل. فما رؤي نَاعِسًا فِي صَلاتِهِ بَعْدُ. قَالَ قُلْتُ لإِبْرَاهِيمَ فِي الْمَكْتُوبَةِ قَالَ: أَمَّا فِي الْمَكْتُوبَةِ فَلا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: نَامَ مِعَضَدٌ الْعِجْلِيُّ فِي سُجُودِهِ ثُمَّ قَامَ فَمَشَى ساعة(6/203)
وَقَالَ: اللَّهُمَّ اشْفِنِي مِنَ النَّوْمِ بِيَسِيرٍ. وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ.
2075- وأخوه قيس بن يزيد.
وكان يأتي السواد فيشتري ويبيع فقال معضد: قيس خير مني يبيع ويشتري وينفق علي.
2076- أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ.
من مراد. وهو أويس بن عامر بن جزء بن مالك بن عمرو بن سعد بن عصوان بن قرن بن ردمان بن ناجية بن مراد. وهو يحابر بن مالك بن أدد من مذحج.
قال: أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أُسَيْرِ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: كَانَ مُحَدِّثٌ بِالْكُوفَةِ يُحَدِّثُنَا فَإِذَا فَرَغَ مِنْ حَدِيثِهِ تَفَرَّقُوا وَيَبْقَى رَهْطٌ فِيهِمْ رَجُلٌ يَتَكَلَّمُ بِكَلامٍ لا أَسْمَعُ أَحَدًا يَتَكَلَّمُ كَلامَهُ. فَأَحْبَبْتُهُ فَفَقَدْتُهُ. فَقُلْتُ لأَصْحَابِي: هَلْ تَعْرِفُونَ رَجُلا كَانَ يُجَالِسُنَا كَذَا وَكَذَا؟
فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: نَعَمْ أَنَا أَعْرِفُهُ. ذَاكَ أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ. قَالَ: فَتَعْلَمُ مَنْزِلَهَ؟ قَالَ:
نَعَمْ. فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ حَتَّى ضَرَبْتُ حُجْرَتَهُ فَخَرَجَ إِلَيَّ. قَالَ قُلْتُ: يَا أَخِي مَا حَبَسَكَ عَنَّا؟ قَالَ: الْعُرْيُ. قَالَ وَكَانَ أَصْحَابُهُ يَسْخَرُونَ بِهِ وَيُؤْذُونَهُ. قَالَ قُلْتُ: خُذْ هَذَا الْبُرْدَ فَالْبَسْهُ. قَالَ: لا تَفْعَلْ فَإِنَّهُمْ إِذًا يُؤْذُونَنِي إِنْ رَأَوْهُ عَلَيَّ. قَالَ فَلَمْ أَزَلْ بِهِ حَتَّى لَبِسَهُ فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ فَقَالُوا: مَنْ تَرَوْنَ خُدِعَ عَنْ بُرْدِهِ هَذَا؟ قَالَ فَجَاءَ فَوَضَعَهُ وَقَالَ: أَتَرَى؟.
قَالَ أُسَيْرٌ: فَأَتَيْتُ الْمَجْلِسَ فَقُلْتُ: مَا تُرِيدُونَ مِنْ هَذَا الرَّجُلِ؟ قَدْ آذْيَتُمُوهُ.
الرَّجُلُ يَعْرَى مَرَّةً وَيَكْتَسِي مَرَّةً. فَأَخَذْتُهُمْ بِلِسَانِي أَخْذًا شَدِيدًا. قَالَ فَقُضِيَ أَنَّ أَهْلَ الْكُوفَةِ وَفَدُوا إِلَى عُمَرَ. فَوَفَدَ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ يَسْخَرُ بِهِ. فَقَالَ عُمَرُ: هَلْ هَاهُنَا أَحَدٌ مِنَ الْقَرَنِيِّينَ؟ قَالَ: فَجَاءَ ذَلِكَ الرَّجُلُ فَقَالَ: [إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَدْ قَالَ إِنَّ رَجُلا يَأْتِيكُمْ مِنَ الْيَمَنِ يُقَالُ لَهُ أُوَيْسٌ لا يَدَعُ بِالْيَمَنِ غَيْرَ أُمٍّ لَهُ. وَقَدْ كَانَ بِهِ بَيَاضٌ فَدَعَا اللَّهَ فَأَذْهَبَهُ عَنْهُ إِلا مِثْلُ مَوْضِعِ الدِّرْهَمِ. فَمَنْ لَقِيَهُ مِنْكُمْ فَمُرُوهُ فَلْيَسْتَغْفِرْ لَكُمْ.] قَالَ فَقَدِمَ عَلَيْنَا.
قَالَ قُلْتُ: مِنْ أَيْنَ؟ قَالَ: مِنَ الْيَمَنِ. قَالَ قُلْتُ: مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: أُوَيْسٌ. قَالَ: فَمَنْ تَرَكْتَ بِالْيَمَنِ؟ قَالَ: أُمًّا لِي. قَالَ: أَكَانَ بِكَ بَيَاضٌ فَدَعَوْتَ اللَّهَ فَأَذْهَبَهُ عَنْكَ؟ قَالَ:
نَعَمْ. قَالَ: اسْتَغْفِرْ لِي. قَالَ: أَوَيَسْتَغْفِرُ مَثَلِي لِمِثْلِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ فَاسْتَغْفَرَ لَهُ. قَالَ قُلْتُ لَهُ: أَنْتَ أَخِي لا تُفَارِقْنِي. قَالَ فأملس مني فأنبئت أنه قدم عليكم
__________
2076 التقريب (1/ 86) .(6/204)
الْكُوفَةَ. قَالَ فَجَعَلَ ذَلِكَ الَّذِي كَانَ يَسْخَرُ بِهِ وَيَحْتَقِرُهُ يَقُولُ: مَا هَذَا فِينَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَمَا نَعْرِفُهُ. فَقَالَ عُمَرُ: بَلَى إِنَّهُ رَجُلٌ كَذَا. كَأَنَّهُ يَضَعُ مِنْ شَأْنِهِ. قَالَ: فِينَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ أُوَيْسٌ نَسْخَرُ بِهِ. قَالَ: أَدْرِكْ وَلا أَرَاكَ تُدْرِكُ. قَالَ فَأَقْبَلَ ذَلِكَ الرَّجُلُ حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ أَهْلَهُ. فَقَالَ لَهُ أُوَيْسٌ: مَا هَذِهِ بِعَادَتِكَ فَمَا بَدَا لَكَ؟ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ فِيكَ كَذَا وَكَذَا فَاسْتَغْفِرْ لِي يَا أُوَيْسُ. قَالَ: لا أَفْعَلُ حَتَّى تَجْعَلَ لِي عَلَيْكَ أَنْ لا تَسْخَرَ بِي فِيمَا بَعْدُ وَلا تَذْكُرَ الَّذِي سَمِعْتَهُ مِنْ عُمَرَ لأَحَدٍ. قَالَ فَاسْتَغْفَرَ لَهُ.
قَالَ أُسَيْرٌ: فَمَا لَبِثَ أَنْ فَشَا أَمَرُهُ فِي الْكُوفَةِ.
قَالَ أُسَيْرٌ: فَأَتَيْتُهُ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَخِي أَلا أَرَاكَ الْعَجَبَ وَنَحْنُ لا نَشْعُرُ. قَالَ: مَا كَانَ فِي هَذَا مَا أَتَبَلَّغُ بِهِ فِي النَّاسِ. وَمَا يُجْزَى كُلُّ عَبْدٍ إِلا بِعَمَلِهِ. ثُمَّ امَّلَسَ منهم فذهب.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: نَادَى رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ يَوْمَ صِفِّينَ فَقَالَ: أَفِيكُمْ أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: [إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - يَقُولُ إِنَّ مِنْ خَيْرِ التَّابِعِينَ أُوَيْسًا الْقَرَنِيَّ. ثم ضرب دابته فدخل فيهم] .
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلامُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ [قَالَ: قال رسول الله. ص: خليلي من هذه الأمة أويس القرني] .
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ أبي نضرة عن أسير بن جابر بن عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ لأُوَيْسٍ: اسْتَغْفِرْ لِي. قَالَ: كَيْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكَ وَأَنْتَ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ قَالَ: [سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: إِنَّ خَيْرَ التَّابِعِينَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ أُوَيْسٌ] . وَفِي الْحَدِيثِ طُولٌ كَنَحْوِ حَدِيثِ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ خُلَيْفِ بْنِ عُقْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: أُمِرَ عُمَرُ إِنْ لَقِيَ رَجُلا مِنَ التَّابِعِينَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَهُ.
قَالَ مُحَمَّدٌ: فَأُنْبِئْتُ أَنَّ عُمَرَ كان ينشده في الموسم. يعني أويسا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيُّ قَالَ:(6/205)
حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ قَتَادَةَ عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى عَنْ أُسَيْرِ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ. إِذَا أَتَتْ عَلَيْهِ أَمْدَادُ الْيَمَنِ سَأَلَهُمْ: أَفِيكُمْ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ؟ حَتَّى أَتَى عَلَى أُوَيْسٍ فَقَالَ:
أَنْتَ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: مِنْ مُرَادٍ ثُمَّ مِنْ قَرْنٍ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: كَانَ بِكَ بَرَصٌ فَبَرَأَتْ مِنْهُ إِلا مَوْضِعَ دِرْهَمٍ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَلَكَ وَالِدَةٌ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ:
[سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - يَقُولُ: يَأْتِي عَلَيْكُمْ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ مِنْ مُرَادٍ ثُمَّ مِنْ قَرْنٍ كَانَ بِهِ بَرَصٌ فَبَرَأَ مِنْهُ إِلا مَوْضِعَ دِرْهَمٍ. لَهُ وَالِدَةٌ هُوَ بِهَا بَرٌّ. لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأَبَرَّهُ. فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَكَ فَافْعَلْ. فَاسْتَغْفِرْ لِي] . فَاسْتَغْفَرَ لَهُ. قَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ:
الْكُوفَةَ. قَالَ: أَلا أَكْتُبُ لَكَ إِلَى عَامِلِهَا فَيَسْتَوْصِي بِكَ؟ قَالَ: لا. أَكُونُ فِي غَبَرِ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيَّ.
قَالَ: فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ حَجَّ رَجُلٌ مِنْ أَشْرَافِهِمْ فَوَافَقَ عُمَرَ فَسَأَلَهُ عَنْ أُوَيْسٍ كَيْفَ تَرَكْتَهُ. قَالَ: تَرَكْتُهُ رَثَّ الْبَيْتِ قَلِيلَ الْمَتَاعِ. [قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - يَقُولُ: يَأْتِي عَلَيْكَ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ مِنْ أَمْدَادِ أَهْلِ الْيَمَنِ مِنْ مُرَادٍ ثُمَّ مِنْ قَرْنٍ. كَانَ بِهِ بَرَصٌ فَبَرَأَ مِنْهُ إِلا مَوْضِعَ دِرْهَمٍ. لَهُ وَالِدَةٌ هُوَ بِهَا بَرٌّ. لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأَبَرَّهُ. فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَكَ فَافْعَلْ.] فَلَمَّا قَدِمَ الرَّجُلُ الْكُوفَةَ أَتَى أُوَيْسًا فَقَالَ:
اسْتَغْفِرْ لِي! فَقَالَ: أَنْتَ أَحْدَثُ عَهْدًا بِسَفَرٍ صَالِحٍ فَاسْتَغْفِرْ لِي! قَالَ: لَقِيتَ عُمَرَ؟
قَالَ: نَعَمْ. فَاسْتَغْفَرَ لَهُ. قَالَ فَفَطِنَ لَهُ النَّاسُ فَانْطَلَقَ عَلَى وَجْهِهِ.
قَالَ أُسَيْرٌ: فَكَسَوْتُهُ بُرْدًا كَانَ إِذَا رَآهُ عَلَيْهِ إِنْسَانٌ قَالَ: مِنْ أَيْنَ لأُوَيْسٍ هَذَا البرد؟.
قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ يَسِيرَ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ أَتَى أُوَيْسًا الْقَرَنِيَّ فَوَجَدَهُ لا يتوارى من العري فكساه.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ قَيْسِ بْنِ يُسَيْرِ ابن عَمْرٍو عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ كَسَا أُوَيْسًا الْقَرَنِيَّ ثَوْبَيْنِ مِنَ الْعُرْيِ. قَالَ: فَأَيُّ شَيْءٍ لَقِيَ من ابن عم له؟.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ قَالَ: أَخْبَرَنَاهُ صَاحِبٌ لَنَا قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنْ مُرَادٍ إِلَى أُوَيْسٍ الْقَرَنِيِّ فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ. قَالَ:
وَعَلَيْكُمْ. قَالَ: كَيْفَ أَنْتَ يَا أُوَيْسُ؟ قَالَ: بِخَيْرٍ نَحْمَدُ اللَّهَ. قَالَ: كَيْفَ الزَّمَانُ عَلَيْكُمْ؟(6/206)
قَالَ: مَا تَسْأَلُ رَجُلا إِذَا أَمْسَى لَمْ يَرَ أَنَّهُ يُصْبِحُ. وَإِذَا أَصْبَحَ لَمْ يَرَ أَنَّهُ يُمْسِي. يَا أَخَا مُرَادٍ إِنَّ الْمَوْتَ لَمْ يُبْقِ لِمُؤْمِنٍ فَرَحًا. يَا أَخَا مُرَادٍ إِنَّ مَعْرِفَةَ الْمُؤْمِنِ بِحُقُوقِ اللَّهِ لَمْ تُبْقِ لَهُ فِضَّةً وَلا ذَهَبًا. يَا أَخَا مُرَادٍ إِنَّ قِيَامَ الْمُؤْمِنِ بِأَمْرِ اللَّهِ لَمْ يُبْقِ لَهُ صَدِيقًا. وَاللَّهِ إِنَّا لَنَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَنَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ فَيَتَّخِذُونَا أَعْدَاءَ وَيَجِدُونَ عَلَى ذَلِكَ مِنَ الْفُسَّاقِ أَعْوَانًا حَتَّى وَاللَّهِ لَقَدْ رَمَوْنِي بِالْعَظَائِمِ. وَايْمُ اللَّهِ لا يَمْنَعُنِي ذَلِكَ أَنْ أقوم لله بالحق.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَيْفُ بْنُ هَارُونَ الْبُرْجُمِيُّ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ سَابُورَ قَالَ: حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ بَنِي حَرَامٍ عَنْ هَرِمِ بْنِ حَيَّانَ الْعَبْدِيِّ قَالَ:
قَدِمْتُ مِنَ الْبَصْرَةَ فَلَقِيتُ أُوَيْسًا الْقَرَنِيَّ عَلَى شَطِّ الْفُرَاتِ بِغَيْرِ حِذَاءٍ فَقُلْتُ: كَيْفَ أَنْتَ يَا أَخِي. كَيْفَ أَنْتَ يَا أُوَيْسُ؟ فَقَالَ لِي: كَيْفَ أَنْتَ يَا أَخِي؟ قُلْتُ: حَدِّثْنِي. قَالُ: إِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَفْتَحَ هَذَا الْبَابَ. يَعْنِي عَلَى نَفْسِي. أَنْ أَكُونَ مُحَدِّثًا أَوْ قَاصًّا أَوْ مُفْتِيًا. ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي فَبَكَى. قَالَ قُلْتُ: فَاقْرَأْ عَلَيَّ. قَالَ: أَعُوذُ بِاللَّهِ السَّمِيعِ الْعَلِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ: «حم وَالْكِتابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ» الدخان:
1- 3. حَتَّى بَلَغَ إِنَّهُ هُوَ «السَّمِيعُ الْعَلِيمُ» الدخان: 6. قَالَ فَغُشِيَ عَلَيْهِ ثُمَّ أَفَاقَ.
ثُمَّ قَالَ: الْوَحْدَةُ أَحَبُّ إِلَيَّ. وَكَانَ أُوَيْسٌ ثِقَةً وَلَيْسَ لَهُ حَدِيثٌ عَنْ أَحَدٍ.
2077- عبدة بن هلال
الثقفي. أقسم عليه عمر بن الخطاب أن يفطر يوم الفطر ويوم الأضحى. وكان قَالَ: لا يشهد علي ليلي بنوم ولا نهاري إلا بصوم أبدا. رحمه الله. ورضي عنه.
2078- أَبُو غَدِيرَةَ الضَّبِّيُّ.
واسمه عبد الرحمن بن خصفة.
قال: أَخْبَرَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ: قَالَ أَبُو غَدِيرَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَصَفَةَ: وَفَدْنَا إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِي وَفْدِ بَنِي ضَبَّةَ. قَالَ فَقَضَوْا حَوَائِجَهُمْ غَيْرِي. قَالَ فَمَرَّ بِي عُمَرُ فَوَثَبْتُ فَإِذَا أَنَا خَلْفَ عُمَرَ عَلَى رَاحِلَتِهِ.
فَقَالَ: مَنِ الرَّجُلِ؟ قُلْتُ: ضَبِيٌّ. قَالَ: خَشِنٌ. قُلْتُ: عَلَى الْعَدُوِّ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ.
قَالَ: وَعَلَى الصَّدِيقِ. قَالَ فَقَالَ: هَاتِ حَاجَتَكَ. قَالَ فَقَضَى حَاجَتِي ثُمَّ قَالَ: فَرِّغْ لَنَا ظَهْرَ رَاحِلَتِنَا.
2079- سعد بن مالك
العبسي. روى عن عمر بن الخطاب. رضي الله عنه.
وروى عنه حلام بن صالح العبسي.(6/207)
2080- حبيب بن صهبان.
الأسدي ويكنى أبا مالك. روى عَنْ عُمَر بْن الْخَطَّاب.
وكان ثقة معروفا قليل الحديث.
وَمِنْ هَذِهِ الطَّبَقَةِ مِمَّنْ رَوَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَعَبْدِ الله بن مسعود
2081- الْحَارِثُ بْنُ سُوَيْدٍ التَّيْمِيُّ
تيم الرباب. روى عن علي وعبد الله وحذيفة وسلمان.
قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الأَعْمَشُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ قَالَ: إِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَيَتْبَعُنَا إِلَى عَبْدِ اللَّهِ فَمَا يَقْبَلُهُ. يَرُدُّهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَسَدِيُّ عَنْ أَبِي حَيَّانَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِيهِ فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ سُوَيْدٍ كَانَ يُكْنَى أَبَا عَائِشَةَ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَغَيْرُهُ:
تُوُفِّيَ الْحَارِثُ بْنُ سُوَيْدٍ بِالْكُوفَةِ فِي آخِرِ أَيَّامِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ. وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ.
2082- الْحَارِثُ بْنُ قَيْسٍ
الْجُعْفِيُّ من مذحج. روى عن علي وعبد الله.
قَالَ: أخبرنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُرَادِيِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ خَيْثَمَةَ أَنَّ أَبَا مُوسَى الأَشْعَرِيَّ صَلَّى عَلَى الْحَارِثِ بْنِ قيس بعد ما صُلِّيَ عَلَيْهِ.
قَالَ يَحْيَى بْنُ آدَمَ: سَمِعْتُ شَرِيكًا يَقُولُ: أَمَّ أَبُو مُوسَى عَلَى الْحَارِثِ بن قيس بعد ما صلي عليه.
2083- الحارث الأعور
ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ أَسَدِ بْنِ خالد بن حوث. واسمه
__________
2080 التقريب (1/ 150) .
2081 التقريب (1/ 141) .
2082 التقريب (1/ 143) .
2033 التقريب (1/ 141) ، وعلل أحمد (1/ 36، 84، 147) ، والمحبر (303) ، والتاريخ الكبير (2437) ، والصغير (1/ 149، 155، 156، 204) ، والمجروحين (1/ 222) ، وتاريخ الإسلام (3/ 4) ، والميزان (1/ 435، 437) ، والنجوم الزاهرة (1/ 185) ، وشذرات الذهب (1/ 73) ، وتهذيب الكمال (1025) ، وتهذيب التهذيب (2/ 145: 147) .(6/208)
عبد الله بن سبع بن صعب بن معاوية بن كثير بْن مالك بْن جشم بْن حاشد بْن خيران ابن نوف بن همدان. وحوث هو أخو السبيع رهط أبي إسحاق السبيعي. وقد روى الحارث عن علي وعبد الله بن مسعود. وكان له قول سوء. وهو ضعيف في روايته.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُنْذِرُ بْنُ ثَعْلَبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عِلْبَاءُ بْنُ أَحْمَرَ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ خَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ: مَنْ يَشْتَرِي عِلْمًا بِدِرْهَمٍ؟ فَاشْتَرَى الْحَارِثُ الأَعْوَرُ صُحُفًا بِدِرْهَمٍ ثُمَّ جَاءَ بِهَا عَلِيًّا فَكَتَبَ لَهُ عِلْمًا كَثِيرًا. ثُمَّ إِنَّ عَلِيًّا خَطَبَ النَّاسَ بَعْدُ فَقَالَ: يَا أَهْلَ الكوفة غلبكم نصف رجل.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنْ جَابِرٍ عَنْ عَامِرٍ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ يَسْأَلانِ الْحَارِثَ الأَعْوَرَ عَنْ حَدِيثِ عَلِيٍّ. وَقَدْ رَوَى جَرِيرٌ عَنْ مُغِيرَةَ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَارِثُ الأَعْوَرُ وَكَانَ كذوبا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: كَانَ يُقَالُ لَيْسَ بِالْكُوفَةِ أَحَدٌ أَعْلَمُ بِفَرِيضَةٍ مِنْ عَبِيدَةَ والحارث الأعور.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي خَلْفَ الْحَارِثِ الأَعْوَرِ وَكَانَ إِمَامَ قَوْمِهِ. وَكَانَ يُصَلِّي عَلَى جَنَائِزِهِمْ فَكَانَ يُسَلِّمُ إِذَا صَلَّى عَلَى الْجَنَازَةِ عَنْ يَمِينِهِ مَرَّةً واحدة.
قال: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْحَارِثِ الأَعْوَرِ أَنَّهُ أَوْصَى أَنْ يُصَلِّيَ عليه عبد الله بن يزيد الأنصاري.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ:
أَوْصَى الْحَارِثُ الأَعْوَرُ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الأَنْصَارِيُّ. فَصَلَّى عَلَيْهِ فَكَبَّرَ أَرْبَعًا. ثُمَّ انْطَلَقْنَا بِهِ حَتَّى إِذَا انْتَهَى إِلَى الْقَبْرِ قَالَ: ضَعُوهُ هَاهُنَا عِنْدَ مُؤَخَّرِهِ عِنْدَ رِجْلَيْهِ. قَالَ فَوَضَعْنَاهُ ثُمَّ رَأَيْتُهُ كَشَطَ الثَّوْبَ الَّذِي عَلَيْهِ فَرَأَيْتُ الذَّرِيرَةَ عَلَى كَفَنِهِ. ثُمَّ قال استلوه استلالا فإنما هو رجل.
قال: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ أَنَّهُ جَعَلَ عَلَى نَعْشِ الْحَارِثِ الأَعْوَرِ ذَرِيرَةً.(6/209)
قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: أَوْصَى الْحَارِثُ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ فَأَدْخَلَهُ الْقَبْرَ مِنْ قِبَلِ رِجْلَيِ الْقَبْرِ وَقَالَ: هَذَا سُنَّةٌ. وَقَالَ: اكْشُطُوا عَنْهُ الثَّوْبَ فَإِنَّمَا يُصْنَعُ هذا بالنساء.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ أَنَّهُ خَرَجَ عَلَى الْحَارِثِ الأَعْوَرِ فَصَلَّى عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ ثُمَّ تَقَدَّمَ إِلَى الْقَبْرِ فَدَعَا بِالسَّرِيرِ فَقَالَ: اجْعَلُوهُ عِنْدَ مُؤَخَّرِ الْقَبْرِ. يَعْنِي رِجْلَيْهِ. ثُمَّ أَخَذَ هَكَذَا الثَّوْبَ الَّذِي عَلَيْهِ وَهُوَ فِي السَّرِيرِ فَأَلْقَاهُ عَنْهُ حَتَّى رَأَيْتُ الذَّرِيرَةَ عَلَى أَكْفَانِهِ وَحَسِبْتُهُ قَالَ: إِنَّمَا هُوَ رَجُلٌ.
ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فَسُلَّ سَلا. فَلَمَّا أُدْخِلَ الْقَبْرَ أَبَى أَنْ يَدَعَهُمُ أَنْ يَمُدُّوا عَلَى الْقَبْرِ بِثَوْبٍ ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا السُّنَّةُ.
قال: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: شَهِدْتُ جَنَازَةَ الْحَارِثِ الأَعْوَرِ فَمَدُّوا عَلَى قَبْرِهِ ثَوْبًا فَكَشَطَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الأنصاري وقال: إنما هو رجل.
قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: شَهِدْتُ جَنَازَةَ الْحَارِثِ فَاسْتُلَّ مِنْ قِبَلِ رِجْلَيْهِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَغَيْرُهُ: وَكَانَتْ وَفَاةُ الْحَارِثِ الأَعْوَرِ بِالْكُوفَةِ أَيَّامَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ. وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الأَنْصَارِيُّ الْخَطْمِيُّ عَامِلا يَوْمَئِذٍ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَلَى الْكُوفَةِ.
2084- عمير بن سعيد
النخعي. روى عن علي وعبد الله وعمار وأبي موسى.
وكان قد بقي حتى توفي سنة خمس عشرة ومائة في ولاية خالد بن عبد الله بالكوفة فأدركه محمد بن جابر الحنفي وروى عنه. وكان ثقة له أحاديث.
2085- سَعِيدُ بْنُ وَهْبٍ
الْهَمْدَانِيُّ من بني يحمد بن موهب بن صادق بن يناع بن دومان. وهم اليناعيون من همدان. وروى سعيد عن علي وعبد الله وخباب وسمع من معاذ بن جبل باليمن قبل أن يهاجر فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَكَانَ لزوما لعلي بن أبي طالب فكان يقال له القراد للزومه إياه. وروى عن سلمان وابن عمر وابن الزبير وشريح.
__________
2084 التقريب (2/ 86) .
2085 التقريب (1/ 307) .(6/210)
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ وَهْبٍ يَنْزِلُ مِنْ عُلِّيَّتِهِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِذَا جَاءَ ابْنُهُ. لا يَشْهَدُ الْجُمُعَةَ. وَكَانَ عريف قومه.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ:
رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ وَهْبٍ مَخْضُوبًا بِالصُّفْرَةِ. وَمَاتَ سَعِيدُ بْنُ وَهْبٍ بِالْكُوفَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ فِي خِلافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بن مروان. وكان ثِقَةً وَلَهُ أَحَادِيثُ.
2086- هُبَيْرَةُ بْنُ يَرِيمَ
الشِّبَامِيُّ من همدان. وشبام هو عبد الله بن أسعد بن جشم ابن حاشد وسمي شبام بجبل لهم. وروى هبيرة عن علي وعبد الله وعمار. وكان أبوه يريم أبو العلاء قد روى عنه أيضا. وقد كان من هبيرة هنة يوم المختار.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ هُبَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ يَقُولُ: الصَّوْمُ جُنَّةٌ مِنَ النَّارِ. وَكَانَ مَعْرُوفًا وَلَيْسَ بِذَاكَ.
2087- عمرو بن سلمة
بن عميرة بن مقاتل بن الحارث بن كعب بن علوي بن عليان بن أرحب بن دعام من همدان. روى عن علي وعبد الله وكان شريفا. وهو الذي بعثه الحسن بن علي بن أبي طالب مع محمد بن الأشعث بن قيس في الصلح بينه وبين معاوية فأعجب معاوية ما رأى من جهر عمرو وفصاحته وجسمه فقال:
أمضري أنت؟ قَالَ: لا. ثم قَالَ:
إني لمن قوم بنى الله مجدهم ... على كل باد في الأنام وحاضر
أبوتنا آباء صدق نمى بهم ... إلى المجد آباء كرام العناصر
وأماتنا أكرم بهن عجائزا ... ورثن العلا عن كابر بعد كابر
جناهن كافور ومسك وعنبر ... وليس ابن هند من جناة المغافر
أنا امرؤ من همدان ثم أحد أرحب. وكان ثقة قليل الحديث.
2088- أبو الزعراء.
واسمه عبد الله بن هانئ الحضرمي وعداده في كندة. روى عن علي وعبد الله بن مسعود. وكان ثقة وله أحاديث.
__________
2086 التقريب (2/ 315) .
2087 التقريب (2/ 71) .
2088 التقريب (1/ 458) .(6/211)
2089- أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ.
واسمه عبد الله بن حبيب. روى عن علي وعبد الله وعثمان.
وقال حجاج بن محمد. قال شعبة: لم يسمع أبو عبد الرحمن السلمي من عثمان ولكن سمع من علي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ عَنْ عثمان قال: [قال رسول الله. ص: خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ] .
قَالَ: فَقَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: فَذَاكَ أَجْلَسَنِي هَذَا الْمَجْلِسَ.
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبَانُ الْعَطَّارُ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ قال: أخذت القراءة عن علي.
قال: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ. قَالَ شُعْبَةُ حُدِّثْتُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ تَمِيمِ بْنِ سَلَمَةَ أَنَّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ كَانَ إِمَامَ الْمَسْجِدِ فَكَانَ يُحْمَلُ فِي الطين في اليوم المطير.
قَالَ: أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْحَوْضِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَاءُ بن السائب أن أبا عبد الرحمن السلمي قَالَ: إِنَّا أَخَذْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَنْ قَوْمٍ أَخْبَرُونَا أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا تَعَلَّمُوا عَشْرَ آيَاتٍ لَمْ يُجَاوِزُوهُنَّ إِلَى الْعَشْرِ الأُخَرِ حَتَّى يَعْلَمُوا مَا فِيهِنَّ. فَكُنَّا نَتَعَلَّمُ الْقُرْآنَ وَالْعَمَلَ بِهِ. وَإِنَّهُ سَيَرِثُ الْقُرْآنَ بَعْدَنَا قَوْمٌ لَيَشْرَبُونَهُ شُرْبَ الْمَاء لا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ بَلْ لا يُجَاوِزُ هاهنا. ووضع يده على الحلق.
قَالَ: أَخْبَرَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: كَانَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ يُقْرِئُ عِشْرِينَ آيَةً بِالْغَدَاةِ وَعِشْرِينَ آيَةً بِالْعَشِيِّ.
وَيُخْبِرُهُمْ بِمَوْضِعِ الْعَشْرِ وَالْخَمْسِ. وَيُقْرِئُ خَمْسًا خَمْسًا. يَعْنِي خمس آيات خمس آيات.
قال: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْفَرَّاءُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ قَالَ: جَاءَ وَفِي الدَّارِ جلال وجزر. قَالُوا: بَعَثَ بِهَذَا عَمْرُو بْنُ حُرَيْثٍ. إِنَّكَ عَلَّمْتَ ابْنَهُ الْقُرْآنُ. قَالَ: رُدَّهُ. إِنَّا لا نَأْخُذُ عَلَى كتاب الله أجرا.
__________
2089 التقريب (1/ 408) .(6/212)
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حماد بن زيد عن عاصم بن بَهْدَلَةَ قَالَ: كُنَّا نَأْتِي أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيَّ وَنَحْنُ أُغَيْلِمَةٌ أَيْفَاعٌ فَيَقُولُ: لا تُجَالِسُوا الْقُصَّاصَ غَيْرَ أَبِي الأَحْوَصِ. وَلا تُجَالِسُوا شَقِيقًا. وَلَيْسَ بِأَبِي وَائِلٍ. وَلا سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ.
قال: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى وَمَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالا: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَبِيبٍ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ قَالَ: كَانَ أَبُو الأَحْوَصِ يَقُولُ: خُذْ مِنْهُ فَإِنَّهُ فَقِيهٌ. قَالَ: لا تَأْخُذْ قَفيزًا مِنْ شَعِيرٍ بِقَفِيزٍ مِنْ حِنْطَةٍ فَإِنَّ ذلك يكره.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الله بن حبيب: والدي عَلَّمَنِي الْقُرْآنَ. فَإِنَّ أَبِي كَانَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
شَهِدَ مَعَهُ. مَا تَرَكْتُ أَنْ أَتَصَدَّقَ عَنْ كُلٍّ. أُرَى قَالَ: صَغِيرٍ أَوْ كَبِيرٍ حُرٍّ أَوْ مَمْلُوكٍ مِنْ أَهْلِي بِصَاعٍ مِنْ طَعَامٍ مِنْ أَجْوَدِ حِنْطَتِنَا عَنْ كُلِّ إِنْسَانٍ مِنْ أَهْلِي كُلَّ فطر.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ قَالَ: لَوْ يَعْلَمُ الْمُسْتَقْبِلُ الْمُصَلِّي مَا فِيهِ مَا اسْتَقْبَلَهُ. وَلَوْ يَعْلَمُ الْمُصَلِّي مَا فِيهِ مَا استقبله.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمَّانِيُّ عَنْ مِسْعَرٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عن أبي عبد الرحمن السلمي أَنَّه قَالَ لِرَجُلٍ فِيهِ عُجْمَةٌ: أَمُؤْمِنٌ أَنْتَ أَوْ مُسْلِمٌ أَنْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ. قَالَ: لا تَقُلْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ. قَالَ قُلْتُ لِمِسْعِرٍ: يَا أَبَا سَلَمَةَ أَقُولُ إِنِّي مُؤْمِنٌ حَقًّا؟ قَالَ: نَعَمْ. تَكُونُ مُؤْمِنًا بَاطِلا؟ أَيَحْسُنُ فِي الْكَلامِ أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ هذه سماء إن شاء الله؟
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا مِنْدَلٌ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ قَالَ: صَلَّى أَبُو عَبْدِ الرحمن السلمي في قميص.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ. يَعْنِي سَعْدَ بْنَ عُبَيْدَةَ. أَنَّهُ رَأَى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ يُصَلِّي فِي قَمِيصٍ وَاحِدٍ ليس عليه رداء ولا إزار.
قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ أَبِي(6/213)
عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يَقُولَ أَسْقَطْتُ. ولكن يقول أغفلت.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ أَنَّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيَّ كَانَ إِذَا قِيلَ لَهُ كَيْفَ أَنْتَ قَالَ: بِخَيْرٍ أَحْمَدُ اللَّهَ.
قَالَ عَطَاءٌ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لأَبِي الْبَخْتَرِيِّ فَقَالَ: أَنَّى أَخَذَهَا أَنَّى أَخَذَهَا!.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ حَرْبٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ وَقَدْ كَوَى غُلامًا لَهُ. قَالَ قُلْتُ:
تَكْوِي غُلامَكَ؟ قَالَ: وَمَا يَمْنَعُنِي وَقَدْ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهَ يَقُولُ إِنَّ اللَّهَ لَمْ يُنْزِلْ دَاءً إِلا أنزل له شفاء؟.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَبِيبٍ وَهُوَ يَقْضِي فِي مَسْجِدِهِ فَقُلْتُ: يَرْحَمُكُ اللَّهَ لَوْ تَحَوَّلْتُ إِلَى فِرَاشِكَ. فَقَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ [سَمِعَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: لا يَزَالُ الْعَبْدُ فِي صَلاةٍ مَا كَانَ فِي مُصَلاهُ يَنْتَظِرُ الصَّلاةَ. وَالْمَلائِكَةُ تَقُولُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ. قَالَ] فَأُرِيدُ أَنْ أموت وأنا في مسجدي.
قال: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ وَحَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْحَوْضِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: ذَهَبْنَا نُرْجِي أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ عِنْدَ مَوْتِهِ فَقَالَ: أَنّا لا أرجو وقد صمت ثمانين رمضان.
قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ قَالَ: مَاتَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَمَرُّوا بِهِ عَلَى أَبِي جُحَيْفَةَ فَقَالَ: مُسْتَرِيحٌ وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ.
قَالَ: وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَغَيْرُهُ: وَكَانَتْ وَفَاةُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ بِالْكُوفَةِ فِي وِلايَةِ بِشْرِ بْنِ مَرْوَانَ فِي خِلافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ. وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ.
2090- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَعْقِلِ
بْنِ مُقَرِّنٍ الْمُزَنِيُّ ويكنى أبا الوليد. روى عن علي وعبد اللَّهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ:
جُعِلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَعْقِلِ بْنِ مُقَرِّنٍ في البعث الذي كنت فيه.
__________
2090 التقريب (1/ 453) .(6/214)
قال: وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: شَهِدْتُ جَنَازَةَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْقِلٍ. قَالَ فَقَالَ رَجُلٌ: إِنَّ صَاحِبَ هَذَا الْقَبْرِ قَدْ أَوْصَى أَنْ يُسَلَّ فَسُلُّوهُ. وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ.
2091- وأخوه عبد الرحمن بن معقل
بن مقرن المزني. روى عن علي وعبد الله.
وقد تكلموا في روايته عن أبيه. وقالوا كان صغيرا. رحمه الله.
2092- سعد بن عياض
الثمالي من الأزد. روى عن علي وعبد الله وكان قليل الحديث.
2093- أبو فاختة.
واسمه سعيد بن علاقة مولى جعدة بن هبيرة المخزومي. روى عن علي وعبد الله بن مسعود وعبد الله بن عمر.
2094- الرَّبِيعُ بْنُ عَمِيلَةَ
الْفَزَارِيُّ وهو أبو الركين بن الربيع. روى عن علي وعبد الله.
قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الرُّكَيْنِ بْنِ الرَّبِيعِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ كَانَ مَعَ سَلْمَانَ بْنِ رَبِيعَةَ بِبَلَنْجَرَ. وَكَانَ ثِقَةً لَهُ أَحَادِيثُ.
2095- قيس بن السكن
الأسدي أحد بني سواءة بن الحارث بن سعد بن ثعلبة بن دودان بن أسد. روى عن علي وعبد الله وأبي ذر. وتوفي بالكوفة في زمن مصعب بن الزبير بن العوام. وكان ثقة له أحاديث.
2096- الهزيل بن شرحبيل
الأودي من مذحج. روى عن علي وعبد الله وكان ثقة.
2097- وأخوه الأرقم بن شرحبيل الأودي.
سمع من عبد الله ولا نعلمه روى عن علي شيئا. قَالَ روى عنه أخوه هزيل بن شرحبيل. وكان ثقة قليل الحديث.
2098- أَبُو الْكَنُودِ الأَزْدِيُّ.
واسمه عبد الله بن عوف. وقال بعضهم: عبد الله بن
__________
2091 التقريب (1/ 498) .
2092 التقريب (1/ 288) .
2093 التقريب (1/ 303) .
2095 التقريب (2/ 128) .
2096 التقريب (2/ 317) .
2097 التقريب (1/ 51) .(6/215)
عويمر. روى عن علي وعبد الله.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنِ الْحَكَمِ أَنَّ رَجُلا حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي الْكَنُودِ أَنَّهُ صَلَّى خَلْفَ عَلِيٍّ فَسَلَّمَ تَسْلِيمَتَيْنِ. السَّلامُ عَلَيْكُمُ السَّلامُ عَلَيْكُمْ. وَكَانَ ثِقَةً وَلَهُ أَحَادِيثُ يَسِيرَةٌ.
2099- شداد بن معقل
الأسدي أسد بني خزيمة. روى عن علي وعبد الله. وكان قليل الحديث. رحمه الله.
2100- حبة بن جوين.
العرني من بجيلة. روى عن علي وعبد الله وتوفي سنة ست وسبعين في أول خلافة عبد الملك بن مروان. وله أحاديث وهو ضعيف.
2101- خمير بن مالك
الهمداني. روى عن علي وعبد الله وله حديثان. رحمه الله ورضي عنه.
2102- عمرو بن عبد الله
الأصم الوادعي من همدان. روى عن علي وعبد الله ومسروق. وكان قليل الحديث. رحمه الله.
2103- عبد الله بن سنان
الأسدي أسد بني خزيمة ويكنى أبا سنان. روى عن علي وعبد الله والمغيرة بن شعبة وتوفي أيام الحجاج قبل الجماجم. وكان ثقة وله أحاديث.
2104- زَاذَانُ أَبُو عُمَر.
مولى كندة. روى عن علي وعبد الله وسلمان والبراء بن عازب وعبد الله بن عمر.
قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: سألت الحكم عن زاذان فقال:
أكثر.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَنْتَرَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي زَاذَانُ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ وَقَدْ سَبَقَهُ النَّاسُ بِالْمَجْلِسِ فَقَالَ لَهُ:
أَدْنَيْتَ أَصْحَابَ الْخَزِّ. فَقَالَ: ادْنُهُ. فأجلسني إلى جنبه.
قال: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ زَاذَانَ قَالَ:
لَقَدْ سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ عَنْ أَشْيَاءَ ما سئلت عنها.
__________
2100 التقريب (1/ 148) .
2104 التقريب (1/ 256) .(6/216)
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ عَنْ زُبَيْدٍ عَنْ زَاذَانَ قَالَ: رَزَقَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ النَّاسَ الطِّلاءَ فَأَصَابَ مَوْلايَ مِنْهُ دُنَيْنَةً كنا نأكل به ونشرب مِنْهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ قَالَ: كَانَ زَاذَانُ يَبِيعُ الْكَرَابِيسَ فَإِذَا أَتَاهُ الْبَيْعُ نَشَرَ عَلَيْهِ شَرَّ الطَّرَفَيْنِ.
قَالُوا: وَتُوُفِّيَ زَاذَانُ بِالْكُوفَةِ أَيَّامَ الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ بَعْدَ الْجَمَاجِمِ. وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ.
2105- عباد بن عبد الله
الأسدي. روى عن علي وعبد الله وله أحاديث.
2106- كميل بن زياد
بن نهيك بن هيثم بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ صهبان ابن سعد بن مالك بن النخع من مذحج. روى عن عثمان وعلي وعبد الله وشهد مع علي صفين. وكان شريفا مطاعا في قومه. فلما قدم الحجاج بن يوسف الكوفة دعا به فقتله.
2107- قيس بن عبد الهمداني.
وهو عم عامر بن شراحيل بن عبد الشعبي. روى عن علي وعبد الله وكان قليل الحديث.
2108- حصين بن قبيصة
الأسدي أسد بني خزيمة. روى عن علي وعبد الله وسلمان.
2109- أَبُو الْقَعْقَاعِ الْجَرْمِيَّ.
من قضاعة. روى عن علي وعبد الله.
قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَسَدِيُّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الشَّقَرِيِّ عَنْ أَبِي الْقَعْقَاعِ الْجَرْمِيِّ قَالَ: شَهِدْتُ الْقَادِسِيَّةَ وَأَنَا غُلامٌ يَافِعٌ.
2110- أَبُو رَزِينٍ.
واسمه مسعود مولى أبي وائل.
2111- شقيق بن سلمة
الأسدي. روى عن علي وعبد الله.
__________
2105 التقريب (1/ 393) .
2106 التقريب (2/ 136) .
2110 التقريب (2/ 243) .
2111 التقريب (1/ 354) .(6/217)
قال: قَالَ يَحْيَى بْنُ آدَمَ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشَ عَنْ عَاصِمٍ قَالَ: قَالَ لِي أَبُو وَائِلٍ: أَلا تَعْجَبُ مِنْ أَبِي رَزِينٍ قَدْ هَرِمَ وَإِنَّمَا كَانَ غُلامًا عَلَى عَهْدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَأَنَا رَجُلٌ. وَلَهُ أَحَادِيثُ.
2112- عرفجة.
روى عن علي وعبد الله.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ عَنْ عَرْفَجَةَ قَالَ: صَلَّيْتَ خَلْفَ عَلِيٍّ فَقَنَتَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ كِلْتَيْهِمَا قَبْلَ الرَّكْعَةِ.
2113- معدي كرب
المشرقي من همدان. والمشرق موضع باليمن نسب إليه.
روى عن علي وعبد الله. وله أحاديث.
2114- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ مَسْعُودٍ الْهُذَلِيُّ حليف بني زهرة. روى عن علي وعبد الله.
قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْرَقُ قَالَ: حَدَّثَنَا زكرياء بْنُ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ:
مُحَرِّمُ الْحَلالِ كَمُسْتَحِلِّ الْحَرَامِ. وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ. وَقَدْ تَكَلَّمُوا فِي رِوَايَتِهِ عَنْ أَبِيهِ. وَكَانَ صَغِيرًا.
2115- شتير بن شكل
بن حميد العبسي. روى عن علي وعبد الله وعن أبيه.
وكانت لأبيه صحبة. وعن حفصة. وتوفي بالكوفة زمن مصعب بن الزبير. وكان ثقة قليل الحديث.
ومن هذه الطبقة ممن روى عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ
2116- أَبُو الأَحْوَصِ.
واسمه عوف بن مالك بن نضلة الجشمي من هوازن. روى عن عبد الله وحذيفة وأبي مسعود الأنصاري وأبي موسى الأشعري وعن أبيه وكانت له صحبة. وعن زيد بن صوحان.
__________
2112 التقريب (2/ 18) .
2114 التقريب (1/ 488) .
2115 التقريب (1/ 347) .
2116 التقريب (2/ 90) .(6/218)
قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الأَقْمَرِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الأَحْوَصِ يَقُولُ: كُنَّا ثَلاثَةَ إِخْوَةٍ. أَمَّا أَحَدُهُمْ فَقَتَلَتْهُ الْحَرُورِيَّةُ. وَأَمَّا الثَّانِي فَقُتِلَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا. وَالثَّالِثُ. يَعْنِي نَفْسِهِ. لا يدري ما يصنع الله به.
قال: وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ عَنْ شُعْبَةَ: قُلْتُ لأَبِي إِسْحَاقَ كَيْفَ كَانَ أَبُو الأَحْوَصِ يُحَدِّثُ؟ قَالَ: كَانَ يَسْكُبُهَا عَلَيْنَا فِي الْمَسْجِدِ. يَقُولُ: قَالَ عبد الله قال عبد الله.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ عَاصِمٌ: كُنَّا نَأْتِي أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيَّ وَنَحْنُ غِلْمَةٌ أَيْفَاعٌ. قَالَ فَكَانَ يَقُولُ لَنَا: لا تُجَالِسُوا الْقُصَّاصَ غَيْرَ أَبِي الأَحْوَصِ. وَإِيَّاكُمْ وَشَقِيقًا وَسَعْدَ بْنَ عُبَيْدَةَ.
قَالَ حَمَّادٌ: لَيْسَ بِأَبِي وَائِلٍ. كَانَ هَذَا يَرَى رأي الخوارج.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَاصِمٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى أَبِي الأَحْوَصِ كِسَاءَ خَزٍّ. وَكَانَ ثِقَةً لَهُ أَحَادِيثُ.
2117- الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ
الثَّوْرِيُّ من بني ثعلبة بن عامر بن ملكان بن ثور بن عبد مناة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر. وكان يقال لثور ثور أطحل. وأطحل جبل كان يسكنه. وكان الربيع بن خثيم يكنى أبا يزيد. وقد روى عن عبد اللَّهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: كَانَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ إِذَا دَخَلَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ يَوْمَئِذٍ إِذْنٌ لأَحَدٍ حَتَّى يَقْضِيَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِنْ صَاحِبِهِ حَاجَتَهُ. قَالَ وَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ: يَا أَبَا يَزِيدَ لَوْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَآكَ لأحبك. وما رأيتك إلا ذكرت المخبتين.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَاصِمٍ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ إِذَا رَأَى الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ قَالَ: وبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ.
قال: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَشَدَّ تَلَطُّفًا فِي الْعِبَادَةِ مِنْ ربيع بن خثيم.
قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ قَالا: حدثنا مالك بن مغول عن الشعبي
__________
2117 التقريب (1/ 244) .(6/219)
قَالَ: مَا جَلَسَ رَبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ فِي مَجْلِسٍ. كَانَ يَقُولُ أَكْرَهُ أَنْ أَرَى شَيْئًا اسْتَشْهِدُ عَلَيْهِ فَلا أَشْهَدُ أَوْ أَرَى حَامِلَةً فَلا أُعِينُهَا أَوْ أَرَى مَظْلُومًا فَلا أَنْصُرُهُ.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ فِي حَدِيثِهِ: مَا جَلَسَ عَلَى مَجْلِسٍ وَلا عَلَى ظَهْرِ طريق مذ تأزر بإزار.
وقال آخر: أويفتري رَجُلٌ عَلَى رَجُلٍ فَأُكَلَّفَ عَلَيْهِ الشَّهَادَةَ أَوْ لا أَغَضُّ الْبَصَرَ أَوْ لا أَهْدِي السَّبِيلَ.
قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ عَنْ أَبِي حَيَّانَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَا سَمِعْتُ الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ يَذْكُرُ شَيْئًا قَطُّ مِنَ الدُّنْيَا إِلا إِنَّهُ قَالَ يَوْمًا: كَمْ للتيم مسجد؟.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ عَنْ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ قَالَ: قَلَّمَا كَانَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ يَمُرُّ عَلَى الْمَجْلِسِ وَفِيهِ بَكْرُ بْنُ مَاعِزٍ إِلا قَالَ لَهُ: يَا بَكْرُ بْنَ مَاعِزٍ اخْزِنْ لِسَانَكَ إِلا مِمَّا لَكَ وَلا عَلَيْكَ إني اتهمت الناس على ديني.
قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ عَنْ سَالِمٍ عَنْ مُنْذِرٍ عَنْ رَبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ قُلْ خَيْرًا أَوِ اعْمَلْ خَيْرًا وَدُمْ عَلَى صَالِحَةٍ. لا يَطُولَنَّ عَلَيْكَ الأَمَدُ. وَلا يَقْسُوَنَّ قَلْبُكَ. وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا: «سَمِعْنا وَهُمْ لا يَسْمَعُونَ» الأنفال:
21. يَا عَبْدَ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ عَمِلْتَ خَيْرًا فاتبع خَيْرًا فَإِنَّهُ سَيَأْتِي عَلَيْكَ يَوْمٌ تَوَدُّ لَوِ ازْدَدْتَ وَإِنْ كَانَ مَضَى مِنْكَ لَهُمْ لا مَحَالَةَ فَاعْمَلْ خَيْرًا فَإِنَّهُ يَقُولُ: إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ذلِكَ ذِكْرى لِلذَّاكِرِينَ. يَا عَبْدَ اللَّهِ مَا عَلَّمَكَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ مِنْ عِلْمٍ فَاحْمَدِ اللَّهَ عَلَيْهِ. وَمَا اسْتُؤْثِرَ عَلَيْكَ فِيهِ مِنْ عِلْمٍ فَكِلْهُ إِلَى عَالِمِهِ. وَلا تَكَلَّفْ فَإِنَّهُ يَقُولُ: «قُلْ مَا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ» ص: 86- 88. يَا عَبْدَ اللَّهِ اعْلَمْ أَنَّ الْعَبْدَ إِذَا طَالَتْ غَيْبَتُهُ وَحَانَتْ جِيئَتُهُ فَانْتَظَرَهُ أَهْلُهُ كَأَنْ قَدْ جَاءَ فَأَكْثِرُوا ذِكْرَ هَذَا الْمَوْتِ الَّذِي لَمْ تَذُوقُوا قَبْلَهُ مِثْلَهُ. وَالسَّرَائِرَ السَّرَائِرَ اللاتِي يَخْفَيْنَ مِنَ النَّاسِ وَهُنَّ لله بواد.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ عَنْ الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ يَزُورُ عَلْقَمَةَ. وَكَانَ فِي الْحَيِّ جَمَاعَةٌ وَالطَّرِيقُ فِي الْمَسْجِدِ. فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ نِسَاءٌ فَلَمْ يَطْرِفِ الرَّبِيعُ حَتَّى خَرَجْنَ. فَقِيلَ لَهُ: مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَدْخُلَ عَلَى عَلْقَمَةَ؟ قَالَ:
إِنَّ بابه مصفق وأنا أكره أن أؤذيه.(6/220)
قال: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عِيسَى الرَّمْلِيُّ عَنِ الأَعْمَشِ عن شقيق قال: أتينا الربيع ابن خُثَيْمٍ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ نَعُودُهُ. أَوْ قَالَ نَزُورُهُ. فَمَرَرْنَا بِرَجُلٍ فَقَالَ: أَيْنَ تُرِيدُونَ؟ فَقُلْنَا: نُرِيدُ الرَّبِيعَ. فَقَالَ: إِنَّكُمْ لتأتون رجلا إن حدثكم لم يكذبكم وإن وَعَدَكُمْ لَمْ يُخْلِفْكُمْ وَإِنِ ائْتَمَنْتُمُوهُ لَمْ يَخُنْكُمْ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالا: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: أَتَيْنَا الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ فِي دَارِهِ فَقَالَ رَجُلٌ: إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ رَجُلا إِنْ حَدَّثَكُمْ لَمْ يَكْذِبْكُمْ وَإِنِ ائْتَمَنْتُمُوهُ لَمْ يَخُنْكُمْ. قَالَ فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ فَقَالَ:
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ تَأْتُونِي لأَزْنِي فَتَزْنُونَ مَعِي وَلا لأَسْرِقْ فَتَسْرِقُونَ مَعِي وَلا لأشرب فتشربون معي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ:
قَالَ رَجُلٌ: مَا أَرَى الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ تَكَلَّم بِكَلامٍ مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةً إِلا كَلِمَةً تَصْعَدُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ نُسَيْرِ بْنِ ذُعْلُوقٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ صَحِبَ الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ عِشْرِينَ عَامًا مَا سَمِعَ مِنْهُ كَلِمَةً تعاب.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي قَيْسٍ قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ فَقَالَ: قُولُوا خَيْرًا وَافْعَلُوا خيرا تجزوا خيرا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ رَبِيعٍ أَنَّهُ كَانَ إِذَا قِيلَ لَهُ كَيْفَ أَصْبَحْتَ قَالَ: أَصْبَحْنَا ضُعَفَاءَ مُذْنِبِينَ نأكل أرزاقنا وننتظر آجالنا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. قَالَ أَبُو حَيَّانَ: أَخْبَرَنِي عَنْ أَبِيه عَنْ رَبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ قَالَ: أَقِلُّوا الْكَلامَ إِلا مِنْ تِسْعٍ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَالأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتِلاوَةُ الْقُرْآنِ وَمَسْأَلَةُ الخير والاستعاذة من الشر.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ قَالَ: كَانَ إِذَا أَتَاهُ رَجُلٌ قَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ أَطِعِ اللَّهَ فِيمَا عَلِمْتَ. وَمَا اسْتُؤْثِرَ بِهِ عَلَيْكَ فَكِلْهُ إِلَى عَالِمِهِ. لأَنَا فِي الْعَمْدِ أَخْوَفُ عَلَيْكُمْ مِنِّي(6/221)
فِي الْخَطَأِ. مَا خِيَارُكُمْ بِخَيْرِهِ وَلَكِنْ خَيْرٌ مِنْ آخِرِهِمْ شَرٌّ مِنْهُمْ. مَا تَبْتَغُونَ الْخَيْرَ حَقَّ ابْتِغَائِهِ وَلا تَفِرُّونَ مِنَ الشَّرِّ حَقَّ فِرَارِهِ. مَا كُلُّ مَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ أدركتم ولا كل ما تقرؤون تَدْرُونَ مَا هُوَ. السَّرَائِرَ السَّرَائِرَ اللاتِي يَخْفَيْنَ عَلَى النَّاسِ وَهُنَّ لِلَّه بَوَادٍ.
الْتَمِسُوا دَوَاءَهُنَّ. ثم يقول: وما دواؤهن؟ أن تتوب ثم لا تعود.
قال: أخبرنا مالك بن إسماعيل قال: حدثنا كَامِلٌ أَبُو الْعَلاءِ عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ يَقُولُ: إِنَّ الذُّنُوبَ ذُنُوبُ السَّرَائِرِ اللاتِي يَخْفَيْنَ عَلَى النَّاسِ وَهُنَّ لِلَّهِ بَوَادٍ. وَمَا دَوَاؤُهَا؟ دَوَاؤُهَا أَنْ تَتُوبَ ثم لا تعود. قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ وَطَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ قَالا: حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ مُنْذِرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ: كُلُّ مَا لا يراد به وجه الله يضمحل.
قَالَ: أَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ عَنْ نُسَيْرِ بْنِ ذُعْلُوقٍ قَالَ: قِيلَ لِلرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ: يَا أَبَا يَزِيدَ أَلا تَذُمُّ النَّاسَ؟ فَقَالَ الرَّبِيعُ: وَاللَّهِ مَا أَنَا عَنْ نَفْسِي بِرَاضٍ فَأَذُمَّ النَّاسَ. إِنَّ النَّاسَ خَافُوا اللَّهَ عَلَى ذُنُوبِ النَّاسِ وَأَمِنُوهُ عَلَى ذُنُوبِهِمْ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ النَّخَعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ الْمُنْذِرِ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ قَالَ: إِنَّ مِنَ الْحَدِيثِ حَدِيثًا لَهُ ضَوْءٌ كَضَوْءِ النَّهَارِ تَعْرِفُهُ. وَإِنَّ مِنَ الْحَدِيثِ حَدِيثًا لَهُ ظُلْمَةٌ كَظُلْمَةِ اللَّيْلِ تُنْكِرُهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَاصِمٍ قَالَ: قِيلَ لِلرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ: لَوْ كُنْتَ تَقُولُ الْبَيْتَ مِنَ الشِّعْرِ. فَقَدْ كَانَ أَصْحَابُكَ يَقُولُونَ. قَالَ: إِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ يَتَكَلَّمُ بِهِ أَحَدٌ إِلا وَجَدَهُ فِي إِمَامِهِ. وَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَجِدَ فِي إِمَامِي شِعْرًا.
قال: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ الصُّدَائِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ نُسَيْرِ بْنِ ذُعْلُوقٍ عَنِ الرَّبِيعِ أَنَّهُ كَانَ يَتَهَجَّدُ فِي سَوَادِ اللَّيْلِ فَمَرَّ بِهَذِهِ الآيَةِ: «أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَواءً مَحْياهُمْ وَمَماتُهُمْ ساءَ مَا يَحْكُمُونَ
» الجاثية: 21. فَلَمْ يزل يرددها ليلة حتى أصبح.
قال: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ مُزَاحِمِ بْنِ زُفَرٍ. وَكَانَ مِنْ قَوْمِ رَبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ. قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِلرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ: أَوْصِنِي. قَالَ: ائْتِنِي بِصَحِيفَةٍ. قَالَ فَكَتَبَ(6/222)
فِيهَا: «قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ» الأنعام: 151. إِلَى أَنْ بَلَغَ: «لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ» الأنعام: 153. قَالَ: إنما أتيتك لتوصيني. قال: عليك بهؤلاء.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ أَخْضَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ عَنْ مُسْلِمِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ رَبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ فِي الْمَسْجِدِ وَرَجُلٌ خَلْفَهُ. فَلَمَّا ثَارُوا إِلَى الصَّلاةَ جَعَلَ الرَّجُلُ يَقُولُ لَهُ: تَقَدَّمْ. وَلا يَجِدُ رَبِيعٌ مَسَاغًا بَيْنَ يَدَيْهِ. فَرَفَعَ الرَّجُلُ يَدَهُ فَوَجَأَ بِهَا فِي عُنُقِ الرَّبِيعِ وَلا يَعْرِفُ رَبِيعًا. فَالْتَفَتَ رَبِيعٌ إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُ: رَحِمَك اللَّهُ رَحِمَكَ اللَّهُ! قَالَ فَأَرْسَلَ الرَّجُلُ عَيْنَيْهِ فَبَكَى حِينَ عَرَفَ ربيعا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ أُرَاهُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ. وَسَأَلَهُ رَجُلٌ: أَنْتَ أَكْبَرُ أَوْ رَبِيعٌ؟ فقال: أَنَا أَكْبَرُ مِنْهُ سِنًّا وهو أكبر مني عقلا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ عَنْ مُنْذِرٍ عَنْ رَبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ قَالَ: كَانَ يَقُولُ: قُولُوا خَيْرًا وَافْعَلُوا خَيْرًا وَدُومُوا عَلَى صَالِحِ ذَلِكَ وَاسْتَكْثِرُوا مِنَ الْخَيْرِ. وَاسْتَقِلُّوا مِنَ الشر. لا تَقْسُو قُلُوبُكُمْ وَلا يَطُولُ عَلَيْكُمُ الأَمَدُ. وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا: «سَمِعْنا وَهُمْ لا يَسْمَعُونَ» الأنفال: 21.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَجْلانَ الْبُرْجُمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي نُسَيْرٌ أَبُو طُعْمَةَ مَوْلَى الرَّبِيع بْنِ خُثَيْم أَنَّ الرَّبِيعَ بَاتَ يَتْلُو آيَةً مِنَ الْقُرْآنِ مَرَّ عَلَيْهَا مَا يَتْلُو غَيْرَهَا حَتَّى أَصْبَحَ: «أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ
» الجاثية:
21.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ نُسَيْرِ بْنِ ذُعْلُوقٍ قَالَ: لَمْ يَكُنْ رَبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ يَتَطَوَّعُ فِي الْمَسْجِدِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ نُسَيْرِ بْنِ ذُعْلُوقٍ قَالَ: كَانَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ يَؤُمُّنَا وَهُوَ مُتَّكِئٌ إِلَى سارية وهو يشتكي.
قال: أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَمَّنْ حَدَّثَهُ أَنَّ الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ مَرَّ بِالْحَدَّادِينَ فَنَظَرَ إِلَى الْكِيرِ وَمَا فِيهِ فَخَرَّ.
قَالَ الأَعْمَشُ: فَمَرَرْتُ بِالْحَدَّادِينَ فَنَظَرْتُ إِلَى الْكِيرِ أُرِيدُ أَنْ أَتَشَبَّهَ بِالرَّبِيعِ بْنِ(6/223)
خُثَيْمٍ. يَعْنِي نَفْسَهُ. فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ خَيْرٌ.
قال: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنِ الأعمش عن منذر الثوري عن ربيع ابن خُثَيْمٍ أَنَّهُ كَانَ يَكْنُسُ الْحُشَّ بِنَفْسِهِ فَقِيلَ لَهُ: إِنَّكَ تُكْفَى هَذَا. قَالَ: إِنِّي أُحِبُّ أن آخذ بنصيبي من المهنة.
قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ عَنْ أَبِي حَيَّانَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَتِ الرَّبِيعَ ابن خُثَيْمٍ ابْنَتُهُ فَقَالَتْ: يَا أَبَهْ. أَذْهَبُ أَلْعَبُ؟ فَقَالَ: اذْهَبِي فَقُولِي خَيْرًا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ وَيَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالا: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مَاعِزٍ قَالَ: جَاءَتِ ابْنَةُ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ إِلَيْهِ فَقَالَتْ: يَا أَبَهْ.
أَذْهَبُ أَلْعَبُ؟ فَقَالَ: اذْهَبِي فَقُولِي خَيْرًا. فَلَمَّا أَكْثَرَتْ عَلَيْهِ قَالَ لَهُ بَعْضُ الْقَوْمِ: اتْرُكْهَا تَذْهَبُ تَلْعَبُ. قَالَ: لا أُحِبُّ أَنْ يُكْتَبُ عَلَيَّ اليوم أني أمرت باللعب.
قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ عَنْ أَبِيهِ عن أم الأسود سرية كانت للربيع ابن خُثَيْمٍ قَالَتْ: كَانَ الرَّبِيعُ يُعْجِبُهُ السُّكَّرُ يَأْكُلُهُ. قَالَتْ فَإِذَا جَاءَ السَّائِلُ نَاوَلَهُ. فَقُلْتُ:
مَا يَصْنَعُ بِالسُّكَّرِ؟ الْخُبْزُ خَيْرٌ لَهُ. فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ اللَّهَ يَقُولُ: «وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ» الإنسان: 8.
قال: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالا: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ قَالَ: قَالَ الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ لأَهْلِهِ: اصْنَعُوا لَنَا خَبِيصًا. قَالَ وَكَانَ لا يَكَادُ يَتَشَهَّى عَلَيْهِمْ شَيْئًا. قَالَ فَصَنَعُوهُ. قَالَ وَأَرْسَلَ إِلَى جَارٍ لَهُ مُصَابٍ كَانَ بِهِ خَبْلٌ فَجَعَلَ يُلْقِمُهُ وَلُعَابُهُ يَسِيلُ. فَلَمَّا خَرَجَ قَالَ أَهْلُهُ: تَكَلَّفْنَا وَصَنَعْنَا ثُمَّ أَطْعَمْتَ هَذَا؟ مَا يَدْرِي هَذَا مَا أكل.
فقال الربيع: ولكن الله يدري.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي حَيَّانَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرِّحَالِ قَالَ: كَانَ الرَّبِيعُ يَرُدُّ: وَعَلَيْكُمْ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ نُسَيْرِ بْنِ ذُعْلُوقٍ قَالَ:
كَانَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ يَبْكِي حَتَّى تَبْتَلَّ لِحْيَتُهُ مِنْ دُمُوعِهِ وَيَقُولُ: أَدْرَكْنَا قَوْمًا كُنَّا في جنوبهم لصوصا.
قال: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ نُسَيْرِ بْنِ ذُعْلُوقٍ قَالَ: قَالَ عَزْرَةُ لِلرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ: أَوْصِ لِي بِمُصْحَفِكَ. فَنَظَرَ(6/224)
الربيع إلى ابنه فقال: «وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ» الأنفال:
75.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنْ حُصَيْنٍ عَنْ هِلالِ بْنِ يِسَافٍ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ حُصَيْنٍ عَنْ مُعَاذٍ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ إِذَا أَفْطَرَ: اللَّهُمَّ لَكَ صُمْنَا وَعَلَى رِزْقِكَ أفطرنا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَبِي حَيَّانَ التَّيْمِيِّ قَالَ: خَرَجَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ إِلَى الصَّلاةِ يُهَادَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ. فَقِيلَ لَهُ فَقَالَ: إِذَا سمعتم حي على الفلاح فأجيبوا.
قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي حَيَّانَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
كَانَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ يُقَادُ إِلَى الصَّلاةَ وَبِهِ الْفَالِجُ فَيُقَالُ لَهُ: يَا أَبَا يَزِيدَ قَدْ رُخِّصَ لَكَ.
قَالَ: إِنِّي أَسْمَعُ حَيَّ عَلَى الصَّلاةَ حَيَّ عَلَى الْفَلاحِ. فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أن تأتوها ولو حبوا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي دَاوُدُ الْقَطَّانُ قَالَ: أَصَابَ الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ الْفَالِجُ فَكَانَ بَكْرُ بْنُ مَاعِزٍ يَقُومُ عَلَيْهِ وَيَدْهِنُهُ وَيُفَلِّي رَأْسَهُ وَيَغْسِلُهُ. قَالَ فَبَيْنَا هُوَ ذات يوم يغسل رأس الربيع إذ سَالَ لُعَابُ الرَّبِيعِ فَبَكَى بَكْرٌ فَرَفَعَ الرَّبِيعُ رأسه إليه فقال له: ما يبكيك؟ فو الله مَا أُحِبُّ أَنَّهُ بِأَعْتَى أَهْلِ الدَّيْلَمِ عَلَى الله.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا فِطْرٌ عَنْ مُنْذِرٍ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ أَنَّهُ جَاءَهُ سَائِلٌ فَقَالَ: أَطْعِمُوهُ سُكَّرًا. فَقَالَ لَهُ أَهْلُهُ: مَا يَصْنَعُ هَذَا بِالسُّكَّرِ؟ قَالَ: وَلَكِنِّي أَنَا أَصْنَعُ بِهِ. وَقَالَ الرَّبِيعُ: اتَّقُوا أَنْ يُكَذِّبَ اللَّهَ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقُولَ: قَالَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ كَذَا وَكَذَا. فَيَقُولُ اللَّهُ: كَذَبْتَ لَمْ أَقُلْهُ. وَيَقُولُ: لَمْ يَقُلِ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ كَذَا وَكَذَا. فَيَقُولُ:
كَذَبْتَ قَدْ قُلْتُهُ. وَقَالَ الرَّبِيعُ: مَا يَصْنَعُ أَحَدُكُمْ بِالْكَلامِ بَعْدَ تِسْعٍ: سُبْحَانَ اللَّهِ.
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ. وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ. وَاللَّهُ أَكْبَرُ. وَالأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ. وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ. وَتِلاوَةُ الْقُرْآنِ. وَسُؤَالُ اللَّهِ الخير. والتعوذ به من الشر؟.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ نُسَيْرِ بْنِ ذُعْلُوقٍ عَنْ هُبَيْرَةَ بْنِ حَزِيمَةَ قَالَ: لَمَّا قُتِلَ الْحُسَيْنُ أَتَيْتُ الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ فَأَخْبَرْتُهُ. فَقَرَأَ هذه الآية: «اللَّهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ عالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبادِكَ(6/225)
فِي ما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ» الزمر: 46.
قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سفيان عن العلاء بن المسيب عن أبي يَعْلَى قَالَ: كَانَ فِي بَنِي ثَوْرٍ ثَلاثُونَ رَجُلا مَا مِنْهُمْ رَجُلٌ دُونَ رَبِيعِ بْنِ خثيم.
قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ عَنْ شُبْرُمَةَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ بِالْكُوفَةِ حَيًّا أَكْثَرَ شَيْخًا فقيها متعبدا من بني ثور.
قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الزُّبَيْدِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَا رَأَيْتُ حَيًّا أَكْثَر جُلُوسًا فِي المساجد من الثوريين والعرنيين.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ عَنْ يُوسُفَ بْنِ الْحَجَّاجِ الأَنْمَاطِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ يَقُولُ: لأَنْ أُقَلِّبَ بِيَدِي شَحْمَ خِنْزِيرٍ أَحَبُّ إِلَيَّ من أن أقلب كعبتي النردشير.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى رَبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ نَعُودُهُ. قَالَ فَقُلْنَا لَهُ: ادْعُ اللَّهَ لَنَا. قَالَ: اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كُلُّهُ. وَبِيَدِكَ الْخَيْرُ كُلُّهُ. وَإِلَيْكَ يَرْجِعُ الأَمْرُ كُلُّهُ. وَأَنْتَ إِلَهُ الْخَلْقِ كُلِّهِ. نَسْأَلُكُ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ وَنَعُوذُ بِكَ مِنَ الشر كله.
قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي تَيْمِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: جَالَسْتُ الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ سَنَتَيْنِ فَمَا سَأَلَنِي عَنْ شَيْءٍ مِمَّا فِيهِ النَّاسُ إِلا أَنَّهُ قَالَ لِي مَرَّةً: أُمُّكُ حية؟ كم لكم مسجد؟.
قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي يَعْلَى عَنْ ربيع ابن خُثَيْمٍ قَالَ: مَا أَحَبَّ كُلَّ مُنَاشَدَةِ الْعَبْدِ رَبَّهُ يَقُولُ: يَا رَبِّ قَدْ قَضَيْتَ عَلَيْكَ الرَّحْمَةَ.
يَا رَبِّ قَدْ قَضَيْتَ عَلَيْكَ الرَّحْمَةَ. مَا رَأَيْتُ أَحَدًا بَعْدُ يَقُولُ: قَدْ قَضَيْتُ ما علي فاقض ما عليك.
قال: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَيْفُ بْنُ هَارُونَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَلْعٍ عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ قَالَ: كُنْتُ رَفِيقًا لِلرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمِ فِي غَزَاةٍ فَذَكَرَهَا. قَالَ فَرَجَعَ وَمَعَهُ رَقِيقٌ وَدَوَابٌّ. قَالَ فَمَكَثْتُ أَيَّامًا ثُمَّ أَتَيْتُهُ فَلَمْ أُحِسَّ مِنْ ذَاكَ الرَّقِيقِ وَلا مِنْ تِلْكِ الدَّوَابِّ شَيْئًا. قَالَ فَاسْتَأْذَنْتُ فَلَمْ يُجِبْنِي أَحَدٌ. ثُمَّ دَخَلْتُ. قَالَ فَقُلْتُ: أَيْنَ رَقِيقُكَ وَدَوَابُّكَ؟(6/226)
فَلَمْ يُجِبْنِي. فَأَعَدْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ: «لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ» آل عمران:.
192/ 6 قال: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ عَنْ حَوْشَبٍ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قِيلَ لِلرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ وَقَدْ أصابه الفالج: لو تداويت. فَقَالَ: قَدْ مَضَتْ عَادٌ وَثَمُودُ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَقُرُونٌ بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرٌ. كَانَ فِيهِمُ الْوَاصِفُ وَالْمَوْصُوفُ لَهُ. فَمَا بَقِيَ الْوَاصِفُ وَلا الْمَوْصُوفُ له إلا قد فني.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي حَيَّانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ رَبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ أَنَّهُ قَالَ: لا تُشْعِرُوا بِي أَحَدًا وَسُلُّونِي إِلَى رَبِّي سلا.
قال: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ أَنَّهُ أَوْصَى عِنْدَ مَوْتِهِ فَقَالَ: هَذَا مَا أَقَرَّ بِهِ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ عَلَى نَفْسِهِ وَأَشْهَدَ اللَّهَ عَلَيْهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا وَجَازِيًا لِعِبَادِهِ الصَّالِحِينَ وَمُثِيبًا بِأَنِّي رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا وَبِالإِسْلامِ دِينًا. وَإِنِّي رَضِيتُ لِنَفْسِي وَمَنْ أَطَاعَنِي بِأَنْ أَعْبُدَهُ فِي الْعَابِدِينَ وَأَحْمَدَهُ فِي الْحَامِدِينَ. وأن أنصح لجماعة المسلمين.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالا: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ قَالَ: أَوْصَى رَبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ. قُلْتُ: سَمِعْتَهُ؟ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَشْيَاخُنَا وَالْحَيُّ. قَالَ: هَذَا مَا أَوْصَى بِهِ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ وَأَقَرَّ بِهِ عَلَى نَفْسِهِ وَأَشْهَدَ اللَّهَ عَلَيْهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا وَجَازِيًا لِعِبَادِهِ الصَّالِحِينَ. إِنِّي رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالإِسْلامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا. وَرَضِيتُ لِنَفْسِي وَمَنِ اتْبَعْنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَنْ نَعْبُدَ اللَّهَ فِي الْعَابِدِينَ وَأَنْ نَحْمَدَهُ فِي الحامدين وأن ننصح لجماعة المسلمين.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ وَإِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ قَالَ: أَوْصَى الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ: هَذَا مَا أَوْصَى بِهِ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ وَأَشْهَدَ اللَّهَ عَلَى نَفْسِهِ. أَوْ عَلَيْهِ. شَكَّ شُعْبَةُ. وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا وَجَازِيًا وَمُثِيبًا لِعِبَادِهِ الصَّالِحِينَ. إِنِّي رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبَّا وَبِالإِسْلامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَبِيًّا وَرَسُولا وَبِالْفُرْقَانِ. أَوْ قَالَ وَبَالْقُرْآنِ. إِمَامًا. وَرَضِيتُ لِنَفْسِي وَمَنْ أَطَاعَنِي أَنْ نَعْبُدَ اللَّهَ فِي الْعَابِدِينَ وَنَحْمَدَهُ فِي الْحَامِدِينَ. وَأَنْ نَنْصَحَ لِجَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ.
قَالُوا: وَمَاتَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ بِالْكُوفَةِ فِي وِلايَةِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ عليها.(6/227)
قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ أَبِي حَيَّانَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ أَنَّهُ أَوْصَى: سُلُّونِي إِلَى رَبِّي سَلا. يَعْنِي لا تُؤْذِنُوا بِي أَحَدًا.
2118- أَبُو الْعُبَيْدَيْنِ.
واسمه معاوية بن سبرة بن حصين من بني سواءة بن عامر بن صعصعة. وكان مكفوفا. وكان عبد الله بن مسعود يقربه ويدنيه. وكان من أصحابه وروى عنه.
قال: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ شُعْبَةَ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ أَنَّ أَبَا الْعُبَيْدَيْنِ كَانَ رَجُلا مِنْ بَنِي نُمَيْرٍ ضَرِيرَ الْبَصَرِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: هَكَذَا قَالَ إِسْمَاعِيلُ وَنُمَيْرُ بْنُ عَامِرٍ هُمْ إخوة سواءة بن عامر بن صعصعة.
قال: أَخْبَرَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سِنَانٍ عَنِ ابْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ. قَالَ أَبُو الْعُبَيْدَيْنِ وَهُوَ مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ: يَا عَبْدَ اللَّهِ إِذَا ضَنُّوا عَلَيْكَ بَالْمُفَلْطَحَةِ فَكُلْ رَغِيفَكَ وَاشْرَبْ مِنْ مَاءِ الْفُرَاتِ وَأَمْسِكْ عَلَيْكَ دِينَكَ. وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ.
2119- حريث بن ظهير.
روى عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ.
2120- مُسْلِمٌ أَبُو سعيد.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي الْيَعْفُورِ عَنْ مُسْلِمٍ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ ابْنِ مَسْعُودٍ عَلَى زَيْدِ بْنِ خُلَيْدَةَ فَقَالَ: لَيَأْتِيَنَّ عَلَيْكُمْ يَوْمٌ تَوَدُّ مَا تَمْلِكُهُ بِبَعِيرٍ وَقَتَبِهِ.
2121- قَبِيصَةُ بْنُ بُرْمَةَ
بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ سُفْيَانَ بْنِ مُنْقِذِ بْنِ وَهْبِ بن نمير بن نصر بن قعين بن الْحَارِثِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ دُودَانَ بْنِ أَسَدِ بن خزيمة. وكان قبيصة سيدا شريفا في قومه. وروى عن عبد الله بن مسعود.
قَالَ: أَخْبَرَنَا طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ النَّخَعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي جعفر بن سلام الأسدي قال:
__________
2118 التقريب (2/ 259) .
2119 التقريب (1/ 159) .
2121 التقريب (2/ 122) .(6/228)
كَانَ قَبِيصَةُ بْنُ بُرْمَةَ الأَسَدِيُّ عَرِيفَ قَوْمِهِ. قَالَ وَكَانَ الْعَطَاءُ يُبْعَثُ بِهِ إِلَى الْعَرِيفِ فَيَقْسِمُهُ فِي أَهْلِ الْعَطَاءِ. قَالَ فَرَأَيْتُ الْعَطَاءَ قد حمل إلى قبيصة فدفع إليه.
قَالَ: أَخْبَرَنَا طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ النَّخَعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ سَلامٍ الأَسَدِيُّ قَالَ:
رَأَيْتُ قَبِيصَةَ بْنَ بُرْمَةَ الأَسَدِيَّ يَخْضِبُ بِالصُّفْرَةِ.
2122- صِلَةُ بْنُ زُفَرَ الْعَبْسِيُّ.
روى عن عبد الله وحذيفة وعمار.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ وَمُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: لَقِيتُ صِلَةَ بْنَ زُفَرَ وَكَانَ مَا عَلِمْتُ بَرًّا فَقُلْتُ لَهُ: فِي أَهْلِكَ مِنْ هَذَا الْوَجَعِ شَيْءٌ؟ قَالَ: لا. لأَنَا إِلَى أَنْ يُخْطِئَهُمْ أَخْوَفُ مِنِّي مِنْ أَنْ يُصِيبَهُمْ.
قَالَ مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ فِي حَدِيثِهِ: وَكَانَ يُكْنَى أَبَا الْعَلاءِ.
قَالَ: وَتُوُفِّيَ صِلَةُ بْنُ زُفَرَ بِالْكُوفَةِ فِي زَمَنِ مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ. وَكَانَ ثِقَةً وَلَهُ أَحَادِيثُ.
2123- أبو الشعثاء المحاربي.
واسمه سليم بن الأسود. روى عن عبد الله وتوفي بالكوفة زمن الحجاج بن يوسف.
2124- المستورد بن الأحنف الفهري.
روى عن عبد الله. وكان ثقة وله أحاديث.
2125- عامر بن عبدة.
روى عن عبد الله: هيئت عظام ابن آدم للسجود. وكان عامر يكنى أبا إياس من بجيلة من أنفسهم. شهد القادسية.
2126- ابن معيز السعدي.
روى عن عبد الله سماعا. قَالَ: خرجت أسفد فرسا لي بالسحر. قَالَ فمررت على مسجد بني حنيفة.
2127- شداد بن الأزمع
بن أبي بثينة بن عبد الله بن مر بن مالك بن حرب بن الحارث بن سعد بن عبد الله بن وادعة من همدان. وكان هو وأخوه الحارث بن الأزمع شريفين بالكوفة. وسمع شداد من عبد الله بن مسعود. وتوفي شداد بالكوفة في ولاية
__________
2122 التقريب (1/ 370) .
2123 التقريب (1/ 320) .
2124 التقريب (2/ 242) .
2125 التقريب (1/ 389) .(6/229)
بشر بن مروان. وكان ثقة قليل الحديث.
2128- عبد الله بن ربيعة
السلمي وهو خال عمرو بن عتبة بن فرقد السلمي. روى عبد الله بن ربيعة عن ابن مسعود. وكان ثقة قليل الحديث.
2129- عتريس بن عرقوب الشيباني.
روى عن عبد الله بن مسعود.
2130- عمرو بن الحارث
بن المصطلق. روى عن عبد الله.
2131- ثابت بن قطبة المزني.
روى عن عبد الله. وكان ثقة كثير الحديث.
2132- أبو عقرب الأسدي.
روى عن عبد الله قَالَ: أتيته ذات يوم فوافقته فوق البيت فلم ينزل إلينا حتى طلعت الشمس. قَالَ وغدونا على عبد الله وسمعته يقول عن [النبي. ص: إن ليلة القدر في السبع الأواخر.]
2133- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ الأَسَدِيُّ.
ويكنى أبا مريم.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ عَنْ أَشْعَثَ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ عَنْ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ يَقُولُ وَهُوَ رَاكِعٌ: لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلا بالله.
قال: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَأَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ عَنْ شُعْبَةَ عَنِ الأَشْعَثِ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ فِي حَدِيثِهِ: سَمِعْتُ أَبَا مَرْيَمَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ زِيَادٍ الأَسَدِيَّ.
وَقَالَ أَبُو عَامِرٍ فِي حَدِيثِهِ: سَمِعْتُ أَبَا مَرْيَمَ رَجُلا مِنْ بَنِي أَسَدٍ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ يَقْرَأُ فِي الظُّهْرِ. قَالَ وَقَدْ رَوَى أَبُو مَرْيَمَ أَيْضًا عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ.
2134- خارجة بن الصلت البرجمي.
من بني تميم. روى عن عبد الله بن مسعود وكان قليل الحديث.
2135- سحيم بن نوفل الأشجعي.
روى عن عبد الله بن مسعود. وكانت لأبيه صحبة.
وكان قليل الحديث.
2136- عبد الله بن مرداس المحاربي.
روى عن عبد الله وكان قليل الحديث.
__________
2128 التقريب (1/ 414) .
2130 التقريب (2/ 66) .
2133 التقريب (1/ 417) .
2134 التقريب (1/ 210) .(6/230)
2137- الْهَيْثَمُ بْنُ شِهَابٍ السُّلَمِيُّ.
روى عن عبد الله.
قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ عَنْ الْحُصَيْنِ عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: لأَنْ أَقْعُدَ عَلَى رَضْفَتَيْنِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَقْعُدَ مُتَرَبِّعًا فِي الصَّلاةِ. وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ.
2138- مَرْوَانُ أَبُو عُثْمَانَ العجلي.
روى عن عبد اللَّهَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ أَبُو عُثْمَانَ الْعِجْلِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: الْمَطْلُ ظُلْمُ الْغَنِيِّ وَلَوْ كَانَ الْعَيْبُ رَجُلا لَكَانَ رَجُلَ سُوءٍ.
2139- أَبُو حَيَّانَ.
روى عن عبد اللَّهَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ هِلالِ بْنِ يِسَافٍ عَنْ خَتَنِهِ أَبِي حَيَّانَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: إِذَا رَفَعَ أَحَدُكُمْ رَأْسَهُ مِنَ السُّجُودِ قَبْلَ الإِمَامِ فَسَجَدَ الثَّانِيَةَ فَلْيَتَثَبَّتْ بِقَدْرِ مَا رَفَعَ رَأْسَهُ.
2140- أَبُو يَزِيدَ.
روى عن عبد الله.
قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا لَيْثٌ عَنْ أَشْعَثَ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ عَنْ أَبِي يَزِيدَ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ يَقْرَأُ هَاهُنَا خَلْفَ الإِمَامِ. قَالَ أَظُنُّهُ قَالَ فِي الظُّهْرِ. أَوْ قَالَ فِي الْعَصْرِ.
2141- عُبَيْدَةُ بْنُ رَبِيعَةَ الْعَبْدِيُّ.
روى عن عثمان وعبد الله بن مسعود وسلمان.
قال: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عُبَيْدَةَ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ يَقُولُ: أُعِدَّ لِلَّذِينَ تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ مَا لا عَيْنٌ رَأَتْ وَلا أُذُنٌ سَمِعَتْ.
2142- الأَخْنَسُ أَبُو بُكَيْرِ
بْنُ الأَخْنَسِ وكان يقال لبكير الضخم. روى عن عبد الله.
قال: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ أَبِي جَنَابٍ عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الأَخْنَسِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
بَيْنَا أَنَا جَالِسٌ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ فَسَأَلَهُ عَنِ الرَّجُلِ يَزْنِي بِالْمَرْأَةِ ثُمَّ يَتَزَوَّجُهَا. فَقَرَأَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ: «وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ وَيَعْفُوا عَنِ السَّيِّئاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ» الشورى: 45.(6/231)
2143- أَبُو مَاجِدٍ الْحَنَفِيُّ.
روى عن عبد الله.
2144- أبو الجعد.
وهو أبو سالم بن أبي الجعد الأشجعي مولى لهم. روى عن عبد اللَّهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ فِي الرَّجُلِ يَزْنِي بِالْمَرْأَةِ ثُمَّ يَتَزَوَّجُهَا قَالَ: هُمَا زَانِيَانِ مَا اجْتَمَعَا. قَالَ قُلْتُ لِسَالِمٍ: أَيُّ رَجُلٍ كَانَ أَبُوكَ؟ قَالَ: كَانَ قَارِئًا لِكِتَابِ اللَّهِ. وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ.
2145- سعد بن الأخرم.
روى عن عبد الله.
2146- ضرار الأسدي.
روى عن عبد الله: قسم الشرة عشرة أعشار فجعل بالشأم واحد.
2147- أبو كنف.
روى عن عبد الله.
2148- عم مهاجر بن شماس.
روى عن عبد الله وحذيفة.
2149- أَبُو لَيْلَى الْكِنْدِيُّ.
روى عن عثمان وعبد الله وسلمان.
قال: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِي لَيْلَى الْكِنْدِيُّ قَالَ: شَهِدْتُ عُثْمَانَ وَهُوَ مَحْصُورٌ إِذِ اطَّلَعَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ: لا تَقْتُلُونِي. وَفِي الْحَدِيثِ طُولٌ.
2150- الخشف بن مالك الطائي.
روى عن عبد الله بن مسعود وكان قليل الحديث.
2151- المنهال.
وليس بابن عمرو.
سمع عبد الله يقول: لو أن أحدا هو أعلم بالقرآن مني تبلغه المطي لأتيته.
2152- نُفَيْعٌ.
مولى عبد الله بن مسعود. روى عن عبد الله.
قال: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنِ الْمَسْعُودِيِّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مِينَا عَنْ نُفَيْعٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ مِنْ أَطْيَبِ الناس ريحا وأنقاه ثوبا أبيض.
__________
2145 التقريب (1/ 286) .
2149 التقريب (2/ 467) .
2150 التقريب (1/ 223) .(6/232)
2153- عدسة الطائي.
روى عن عبد الله قَالَ: أتي عبد الله بطير أصيد بشراف فقال: وددت أني بحيث أصيد هذا الطائر.
2154- سليمان بن شهاب العبسي.
روى عن عبد الله وروى عنه حصين وحلام بن صالح.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ قَالَ: حدثنا أبي عن حلام بن صالح عن سليمان بن شهاب العبسي عن عبد الله بن معتم العبسي حديثا في الدجال طويلا.
قَالَ محمد: وقال لي بعض أهله: هو ابن معتم ممن شهد القادسية. ويرون أن له صحبة.
2155- مؤثر بن غفاوة.
روى عن عبد الله قَالَ: لما كان لَيْلَةِ أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -
2156- والان.
روى عن عبد الله أنه سأله عن ذبيحة غلام له.
2157- عميرة بن زياد الكندي.
روى عن عبد الله: إذا أردت الحج فاشترط.
2158- أبو الرضراض.
روى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - في الصلاة.
2159- أبو زيد.
سمع عبد الله يقول: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ليلة الجن.
2160- وائل بن مهانة الحضرمي.
روى عن عبد الله. وكان قليل الحديث.
2161- بلاز بن عصمة.
روى عن عبد الله. وكان قليل الحديث.
2162- وَائِلُ بْنُ رَبِيعَةَ.
روى عن عبد الله: بصر كل سماء وأرض خمسمائة عام.
قال: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ قَالَ: دَخَلَ زِرٌّ عَلَى وَائِلِ بْنِ رَبِيعَةَ وَهُوَ دَنِفٌ فَقَالَ: يَا زِرُّ كَبِّرْ عَلَيَّ كَمَا كَبَّرْتَ عَلَى أَخِيكَ. وَكَانَ كَبَّرَ عَلَيْهِ سبعا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسٌ عَنْ أَبِي حَصِينٍ قَالَ: رَأَيْتُ وَائِلَ ابن رَبِيعَةَ عَلَيْهِ الْخَزُّ. قَالَ وَقَدْ رَوَى الْمُسَيَّبُ بن رافع عن وائل بن ربيعة.
__________
2155 التقريب (2/ 280) .
2160 التقريب (2/ 330) .
2161 التقريب (1/ 108) ، وتهذيب التهذيب (1/ 500) ، وتهذيب الكمال (778) .(6/233)
2163- الوليد بن عبد الله البجلي.
ثم القسري من بني خزيمة. روى عن عبد الله.
2164- عبد الله بن حلام العبسي.
روى عن عبد الله. وكان قليل الحديث.
2165- فلفلة الجعفي.
روى عن عبد الله. وكان قليل الحديث.
2166- يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْعَامِرِيُّ.
روى عن عبد الله.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْعَامِرِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا رَأَيْتُمْ قَوْمًا أَوْ أَتَاكُمْ قَوْمٌ فُطْحُ الْوُجُوهِ؟.
2167- أَرْقَمُ بن يعقوب.
روى عن عبد الله.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَرْقَمَ ابن يَعْقُوبَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا أُخْرِجْتُمْ إِلَى مَنَابِتِ الشِّيحِ وَالْقَيْصُومِ؟
قَالُوا: وَمَنْ يُخْرِجْنَا؟ قَالَ: التُّرْكُ.
2168- حنظلة بن خويلد الشيباني.
روى عن عبد الله قَالَ: أشرف عبد الله على السدة فقال: اللهم أسألك خيرها وخير أهلها.
2169- عبد الرحمن بن بشر الأزرق الأنصاري.
روى عن عبد الله بن مسعود وأبي مسعود. وكان قليل الحديث.
2170- البراء بن ناجية الكاهلي.
روى عن عبد الله: تدور رحا الإسلام.
2171- تَمِيمُ بْنُ حَذْلَمٍ الضَّبِّيُّ.
روى عن عبد الله.
قال: أَخْبَرَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: حدثنا أبو حيان قال: قال تميم
__________
2165 التقريب (2/ 114) .
2168 التقريب (1/ 206) ، والتاريخ الكبير (157) ، (162) ، والجرح (1068) ، والأنساب (9/ 184) ، وتهذيب التهذيب (3/ 59، 60) ، وخلاصة الخزرجي (1680) ، وتهذيب الكمال (1559) .
2170 التاريخ الكبير (2/ 1/ 118) ، والجرح والتعديل (1/ 1/ 399) ، والكاشف (1/ 151) ، والميزان (1/ 302) ، وتهذيب التهذيب (1/ 427، 428) . وتهذيب الكمال (652) .
1271 التاريخ الكبير (2/ 1/ 152) ، والجرح (1/ 1/ 442) ، وإكمال ابن ماكولا (2/ 16) ، وتهذيب التهذيب (1/ 512) ، وتهذيب الكمال (801) وطبقات ابن خياط (143) .(6/234)
ابن حَذْلَمٍ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ: دَعُوهُمْ وَصَمْغَةَ الأَرْضِ وَكُلُوا مِنْ كِسَرِكُمْ وَاشْرَبُوا مِنْ هَذَا الْمَاءِ فَإِنَّهُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا أَذَلُّوكُمْ وَأَكْفَرُوكُمْ. وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ.
2172- حَوْطٌ الْعَبْدِيُّ.
روى عن عبد الله وشريح.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ حَوْطٍ الْعَبْدِيِّ قَالَ: جَعَلَنِي عَبْدُ اللَّهِ عَلَى بَيْتِ الْمَالِ فَكُنْتُ إِذَا وَجَدْتُ زَائِفًا كَسَرْتُهُ. وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ.
2173- عَمْرُو بْنُ عُتْبَةَ.
بْنِ فَرْقَدٍ السُّلَمِيُّ وخاله عبد الله بن ربيعة السلمي. وكانت لأبيه عتبة بن فرقد صحبة. وروى عمرو عن عبد الله. وكان عمرو من المجتهدين في العبادة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: سَمِعْتُ بَعْضَ أَصْحَابِنَا يَذْكُرُ أَنَّ عُتْبَةَ بْنَ فَرْقَدٍ قَالَ لِبَعْضِ أَهْلِهِ: مَا لِعَمْرٍو مُصْفَرًّا؟ وَذُكِرَ لَهُ ضَعْفُهُ فَفَرَشَ لَهُ حَيْثُ يَرَاهُ.
قَالَ فَجَاءَ عَمْرٌو فَقَامَ يُصَلِّي فَقَرَأَ حَتَّى بَلَغَ هَذِهِ الآيَةَ: «وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَناجِرِ كاظِمِينَ» غافر: 18. قَالَ فَبَكَى حَتَّى انْقَطَعَ. قَالَ فَقَعَدَ ثُمَّ قَامَ. قَالَ فَعَادَ فَقَرَأَ: «وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَناجِرِ» غافر: 18. قَالَ فَبَكَى حَتَّى انْقَطَعَ. قَالَ فَفَعَلَ ذَلِكَ حَتَّى أَصْبَحَ. قَالَ فَقَالَ عُتْبَةُ: هَذَا الَّذِي عَمِلَ يَا بُنَيَّ الْعَمَلَ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَفِي غَيْرِ هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّ عَمْرَو بْنَ عُتْبَةَ وَمِعْضَدَ بْنَ يَزِيدَ الْعِجْلِيَّ بَنَيَا مَسْجِدًا بِظَهْرِ الْكُوفَةِ فَأَتَاهُمُ ابْنُ مَسْعُودٍ فَقَالَ: جِئْتُ لأَكْسِرَ مسجد الخبال.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُهَاجِرِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ أَنَّ عَمْرَو بْنَ عُتْبَةَ اسْتُشْهِدَ فَصَلَّى عَلَيْهِ عَلْقَمَةُ. وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ.
2174- قيس بن عبد الهمداني.
وهو عم لعامر بن شراحيل الشعبي. روى عن عبد الله.
2175- قيس بن حبتر.
روى عن عبد الله: حبذا المكروهان.
__________
2173 التقريب (2/ 74) .
2175 التقريب (2/ 128) .(6/235)
2176- الْعَنْبَسُ بْنُ عُقْبَةَ الْحَضْرَمِيُّ.
روى عن عبد الله.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنِي الأَعْمَشُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَيَّانَ قَالَ: إِنْ كَانَ عَنْبَسُ بْنُ عُقْبَةَ لَيَسْجُدُ حَتَّى إِنَّ الْعَصَافِيرَ لَيَقَعْنَ عَلَى ظَهْرِهِ وَيَنْزِلْنَ مَا يَحْسِبْنَهُ إِلا جِذْمَ حَائِطٍ. وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ.
2177- لقيط بن قبيصة الفزاري.
روى عن عبد الله.
2178- حصين بن عقبة الفزاري.
روى عن عبد الله وسلمان الفارسي.
2179- شُبْرُمَةُ بْنُ الطُّفَيْلِ.
روى عن عبد الله.
قال: أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ عَنْ إِيَاسِ بْنِ نَذِيرٍ عَنْ شُبْرُمَةَ بْنِ طُفَيْلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيَدْخُلُ عَلَى السُّلْطَانِ وَمَعَهُ دِينُهُ فَيَخْرُجُ وَمَا مَعَهُ دِينُهُ. فَقَالَ رَجُلٌ: كَيْفَ ذَاكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ قَالَ: يُرْضِيهُ بِمَا يُسْخِطُ اللَّهَ فِيهِ.
2180- عبد الرحمن بن خنيس الأسدي.
روى عن عبد الله قَالَ: رأيت ابن مسعود نظيف الثوب طيب الريح.
2181- عُمَيْرٌ أَبُو عِمْرَانَ
بْنُ عُمَيْرٍ مولى عبد الله بن مسعود عتاقة. روى عن عَبْدِ اللَّهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ عَنْ حَجَّاجٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
خَرَجْتُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ إِلَى مَكَّةَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ بقنطرة الحيرة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ عُمَيْرٍ.
وَكَانَتْ أُمُّهُ سُرِّيَّةَ عَبْدِ اللَّهِ عِنْدَ أَبِيهِ وَهِيَ أُمُّهُ. أَنَّ أَبَاهُ صَلَّى مَعَ عَبْدِ اللَّهِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ.
قَالَ: فَرَكِبَ عَبْدُ اللَّهِ وَذَهَبَ أَبِي مَعَهُ إِلَى ضَيْعَةٍ لَهُ دُونَ الْقَادِسِيَّةِ. فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى نَهْرِ الْحِيرَةِ نَزَلَ فَصَلَّى الْعَصْرَ رَكْعَتَيْنِ.
2182- كردوس بن عباس
الثعلبي من غطفان. روى عن عبد الله. وكان قليل الحديث.
__________
2178 التقريب (1/ 182) .
2182 التقريب (2/ 134) .(6/236)
2183- سلمة بن صهيبة.
روى عنه أبو إسحاق السبيعي قوله. يعني قول سلمة.
وكان من أصحاب عبد الله.
2184- عبدة النهدي.
روى عن عبد الله.
2185- أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ مَسْعُودٍ الْهُذَلِيُّ. روى عن أبيه رواية كثيرة.
قال محمد بن سعد: وذكروا أنه لم يسمع منه شيئا. وقد سمع من أبي موسى وسعيد بن زيد الأنصاري. وكان ثقة كثير الحديث.
قال: أَخْبَرَنَا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ: قُلْتُ لأَبِي عُبَيْدَةَ أَتَذْكُرُ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ شَيْئًا؟ فقال: لا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي عبيدة ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي وَعُمَرُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالا: كَانَ فِي خَاتَمِ أَبِي عُبَيْدَةَ رَأْسُ كُرْكِيَّيَنِ أَوْ نَقْشُ كُرْكِيَّيْنِ بين أجبل ورخمة صعدا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُمَيْدٍ الرُّوَاسِيُّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ شَيْخًا حَسَنَ الْعَيْنَيْنِ. قال: وَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ عن يونس بن عبيدة قَالَ:
رَأَيْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ على راحلة كأن وجهه دينار.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُمَيْعٍ قَالَ:
رَأَيْتُ عَلَى أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ برنس خز.
قال: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَأُخْبِرْتُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ أَنَّهُ قَالَ: كَانُوا يُفَضِّلُونَ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ.
2186- عُبَيْدُ بْنُ نُضَيْلَةَ الْخُزَاعِيُّ.
روى عن عبد الله. ويقال قرأ عليه القرآن وقرأ على علقمة.
__________
2183 التقريب (1/ 317) .
2185 التقريب (2/ 448) .(6/237)
قال: وَقَالَ يَحْيَى بْنُ آدَمَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ صَالِحٍ يَقُولُ: قَرَأَ يَحْيَى بْنُ وَثَّابٍ عَلَى عُبَيْدِ بْنِ نُضَيْلَةَ. وَقَرَأَ عُبَيْدُ بْنُ نُضَيْلَةَ عَلَى عَلْقَمَةَ. وَقَرَأَ علقمة على عبد الله ابن مَسْعُودٍ. فَأَيُّ قِرَاءَةٍ أَثْبَتُ مِنْ هَذِهِ؟.
قَالُوا: وتوفي عبيد بن نضيلة بالكوفة في ولاية بِشْرِ بْنِ مَرْوَانَ. وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ.
وَمِنْ هَذِهِ الطَّبَقَةِ مِمَّنْ رَوَى عَنْ عُثْمَانَ وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ومعاذ بن جبل وطلحة والزبير وحذيفة وأسامة بن زيد وخالد بن الوليد وأبي مسعود الأنصاري وعمرو بن العاص وعبد الله بن عمرو وغيرهم ولم يرو أحد منهم عن عمر وعلي وعبد الله شيئا
2187- مُوسَى بْنُ طَلْحَةُ
بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ ابن مرة. وأمه خولة بِنْت القعقاع بْن معبد بْن زرارة من بني تميم. تحول موسى بن طلحة إلى الكوفة فنزلها وهلك بها سنة ثلاث ومائة وصلى عليه الصقر بن عبد الله المزني. وكان عاملا لعمر بن هبيرة على الكوفة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: تُوُفِّيَ موسى بن طلحة سنة أربع وَمِائَةٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا طُعْمَةُ بْنُ عَمْرٍو الْجَعْفَرِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ مُوسَى بن طلحة قد شد أسنانه بالذهب.
قَالَ: أخبرنا مَعْنُ بْنُ عِيسَى عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ الأَسَدِيِّ أَنَّ مُوسَى بْنَ طَلْحَةَ رَبَطَ أسنانه بالذهب.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: رَأَيْتُ على موسى بن طلحة برنس خَزٍّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ قَالَ: رَأَيْتُ مُوسَى بْنَ طَلْحَةَ يخضب بالسواد.
__________
2187 التقريب (2/ 285) .(6/238)
قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: رَأَيْتُ مَنْ قِبَلَنَا وَأَهْلَ بَيْتِ مُوسَى يُكَنُّونَهُ أَبَا عِيسَى.
وَقَدْ رَوَى مُوسَى بْنُ طَلْحَةَ عَنْ عُثْمَانَ وَطَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ وَأَبِي ذَرٍّ. وَكَانَ ثِقَةً لَهُ أحاديث.
قال وَأَمَّا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ فَأَخْبَرَانِي عَنِ الأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ عَنْ خَالِدِ بْنِ سُمَيْرٍ فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ حِينَ قَدِمَ عَلَيْهِمُ الْبَصْرَةَ أَيَّامَ الْمُخْتَارِ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ فَقَالَ فِي حَدِيثِهِ: وَكَانَ مُوسَى يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ.
2188- سلمة بن سبرة.
قَالَ: خطبنا معاذ. وقد روى سلمة عن سلمان الفارسي. وروى أبو وائل عن سلمة بن سبرة.
2189- عزرة بن قيس.
البجلي من أحمس من بني دهن من أنفسهم. روى عن خالد بن الوليد وكان معه في مغازيه بالشأم. وروى أبو وائل عن عزرة بن قيس.
2190- أوس بن ضمعج الحضرمي.
روى عن سلمان وأبي مسعود الأنصاري. وكانت لأوس سن عالية. وكان ثقة معروفا قليل الحديث. وقد أدرك الجاهلية.
2191- الأشتر.
واسمه مالك بن الحارث بن عبد يغوث بن مسلمة بن ربيعة بن الحارث بن جذيمة بن سعد بن مالك بن النخع من مذحج.
روى عن خالد بن الوليد أنه كان يضرب الناس على الصلاة بعد العصر. وكان الأشتر من أصحاب علي بن أبي طالب وشهد معه الجمل وصفين ومشاهده كلها.
وولاه علي. ع. مصر فخرج إليها. فلما كان بالعريش شرب شربة عسل فمات.
2192- يحيى بن رافع الثقفي.
روى عن عثمان وكان معروفا قليل الحديث.
2193- بلال العبسي.
روى عن عمار أنه صلى بهم الجمعة.
__________
2190 التاريخ الكبير (1/ 2/ 17) ، وتهذيب الكمال (579) ، والتقريب (1/ 85) .
2191 التقريب (2/ 244) .
2193 التاريخ الكبير (2/ 1/ 108، 109) ، والجرح (1/ 1/ 396) ، وأسد الغابة (1/ 209) ، والكاشف (1/ 166) ، والميزان (1/ 352) ، وتهذيب التهذيب (1/ 505) ، والإصابة (1/ 182) ، وتهذيب الكمال (789) .(6/239)
2194- أبو داود.
شهد خطبة حذيفة بالمدائن.
2195- الهيثم بن الأسود.
بن أقيش بن معاوية بن سفيان بن هلال بن عمرو بن جشم بن عوف بن النخع. وكان من رجال مذحج. وكان خطيبا شاعرا وقد روى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ. وكان أبوه الأسود بن أقيش قد شهد القادسية وقتل يومئذ. وكان ابنه العريان بن الهيثم من رجال مذحج وأشرافهم المذكورين. ولي الشرط لخالد بن عبد الله القسري بالكوفة.
2196- أبو عبد الله الفائشي.
من همدان. روى عن حذيفة وقيس بن سعد بن عبادة.
وكان ثقة قليل الحديث.
2197- عبيد بن كرب العبسي.
ويكنى أبا يحيى. روى عن حذيفة. وهو صاحب أبي المقدام.
2198- أبو عمار الفائشي.
من همدان. روى عن حذيفة وقيس بن سعد بن عبادة.
وكان ثقة قليل الحديث.
2199- أبو راشد.
[قَالَ: خطبنا عمار بن ياسر فتجوز في الخطبة وقال: نهانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نطيل الخطب.]
2200- فائد بن بكير العبسي.
روى عن حذيفة.
2201- خالد بن ربيع العبسي.
روى عن حذيفة.
2202- سعد بن حذيفة
بن اليمان. روى عن أبيه.
2203- عبد الله بن أبي بصير
العبدي. روى عن أبي بن كعب.
2204- سليم بن عبد.
روى عن حذيفة.
2205- أبو الحجاج الأزدي.
روى عن سلمان وروى عنه أبو إسحاق السبيعي.
__________
2195 التقريب (2/ 325) .
2201 التقريب (1/ 213) .
2203 التقريب (1/ 404) .(6/240)
2206- مجمع أبو الرواع الأرحبي.
روى عن حذيفة.
2207- شَبَثُ بْنُ رِبْعِيٍّ.
يكنى أبا عبد القدوس بن حصين بن عثيم بن ربيعة بن زيد ابن رياح بن يربوع بن حنظلة من بني تميم.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ قَالَ: سَمِعْتُ الأَعْمَشَ قَالَ: شَهِدْتُ جِنَازَةَ شَبَثٍ فَأَقَامُوا الْعَبِيدَ عَلَى حِدَةٍ وَالْجَوَارِي عَلَى حِدَةٍ وَالْخَيْلَ عَلَى حِدَةٍ وَالْبُخْتَ عَلَى حِدَةٍ وَالنُّوقَ عَلَى حِدَةٍ. وَذَكَرَ الأَصْنَافَ. قال:
ورأيتهم يَنُوحُونَ عَلَيْهِ يَلْتَدِمُونَ.
2208- المسيب بن نجبة
بن ربيعة بن رياح بن عوف بن هلال بن شمخ بن فزارة.
شهد القادسية وشهد مع علي بن أبي طالب مشاهده. وقتل يوم عين الوردة مع التوابين الذين خرجوا وتابوا من خذلان الحسين. فبعث الحصين بن نمير برأس المسيب بن نجبة مع أدهم بن محرز الباهلي إلى عبيد الله بن زياد. وبعث به عبيد الله بن زياد إلى مروان بن الحكم فنصبه بدمشق.
2209- مطر بن عكامس السلمي.
2210- ملحان بن ثروان.
روى عن حذيفة.
2211- الفضيل بن بزوان.
قال: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ عَنْ سُفْيَانَ عَنِ الأَعْمَشِ قَالَ: قِيلَ لِفُضَيْلِ بْنِ بَزَوَانَ إِنَّ فُلانًا يَشْتُمُكَ. قَالَ: لأَغِيظَنَّ مَنْ عَلَّمَهُ. يَعْنِي الشَّيْطَانَ. يَغْفِرُ اللَّهُ لِي وَلَهُ.
وَمِنْ هَذِهِ الطَّبَقَةِ مِمَّنْ رَوَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالب.
ع
2212- حُجْرُ بْنُ عَدِيِّ
بْنِ جَبَلَةَ بْنِ عَدِيِّ بن ربيعة بن معاوية الأكرمين بن الحارث ابن معاوية بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع بن كندي. وهو حجر الخير. وأبوه
__________
2207 التقريب (1/ 345) .
2208 التقريب (2/ 250) .
2209 التقريب (2/ 253) .(6/241)
عدي الأدبر طعن موليا فسمى الأدبر. وكان حجر بن عدي جاهليا إسلاميا. قَالَ وذكر بعض رواة العلم أَنَّهُ وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مع أخيه هانئ بن عدي. وشهد حجر القادسية وهو الذي افتتح مرج عذرى. وكان في ألفين وخمسمائة من العطاء. وكان من أصحاب علي بن أبي طالب وشهد معه الجمل وصفين. فلما قدم زياد بن أبي سفيان واليا على الكوفة دعا بحجر بن عدي فقال: تعلم أني أعرفك. وقد كنت أنا وإياك على ما قد علمت. يعني من حب علي بن أبي طالب. وإنه قد جاء غير ذلك.
وأين أنشدك الله أن تقطر لي من دمك قطرة فأستفرغه كله. املك عليك لسانك وليسعك منزلك. وهذا سريري فهو مجلسك. وحوائجك مقضية لدي فاكفني نفسك فإني أعرف عجلتك. فأنشدك الله يا أبا عبد الرحمن في نفسك. وإياك وهذه السفلة وهؤلاء السفهاء أن يستزلوك عن رأيك فإنك لو هنت علي أو استخففت بحقك لم أخصك بهذا من نفسي. فقال حجر: قد فهمت. ثم انصرف إلى منزله. فأتاه إخوانه من الشيعة فقالوا: ما قَالَ لك الأمير؟ قَالَ: قَالَ لي كذا وكذا. قالوا: ما نصح لك.
فأقام وفيه بعض الاعتراض. وكانت الشيعة يختلفون إليه ويقولون: إنك شيخنا وأحق الناس بإنكار هذا الأمر. وكان إذا جاء إلى المسجد مشوا معه. فأرسل إليه عمرو بن حريث. وهو يومئذ خليفة زياد على الكوفة وزياد بالبصرة: أبا عبد الرحمن ما هذه الجماعة وقد أعطيت الأمير من نفسك ما قد علمت؟ فقال للرسول: تنكرون ما أنتم فيه. إليك وراءك أوسع لك. فكتب عمرو بن حريث بذلك إلى زياد. وكتب إليه: إن كانت لك حاجة بالكوفة فالعجل. فأغذ زياد السير حتى قدم الكوفة فأرسل إلى عدي ابن حاتم وجرير بن عبد الله البجلي وخالد بن عرفطة العذري حليف بني زهرة وإلى عدة من أشراف اهل الكوفة فأرسلهم إلى حجر بن عدي ليعذر إليه وينهاه عن هذه الجماعة وأن يكف لسانه عما يتكلم به. فأتوه فلم يجبهم إلى شيء ولم يكلم أحدا منهم وجعل يقول: يا غلام اعلف البكر. قَالَ وبكر في ناحية الدار. فقال له عدي بن حاتم: أمجنون أنت؟ أكلمك بما أكلمك به وأنت تقول يا غلام اعلف البكر؟ فقال عدي لأصحابه: ما كنت أظن هذا البائس بلغ به الضعف كل ما أرى. فنهض القوم عنه وأتوا زيادا فأخبروه ببعض وخزنوا بعضا. وحسنوا أمره. وسألوا زياد الرفق به فقال: لست إذا لأبي سفيان. فأرسل إليه الشرط والبخارية فقاتلهم بمن معه. ثم انفضوا عنه وأتي به زياد وبأصحابه فقال له: ويلك ما لك؟ فقال: إني على بيعتي(6/242)
لمعاوية لا أقيلها ولا أستقيلها. فجمع زياد سبعين من وجوه أهل الكوفة فقال: اكتبوا شهادتكم على حجر وأصحابه. ففعلوا ثم وفدهم على معاوية. وبعث بحجر وأصحابه إليه. وبلغ عائشة الخبر فبعثت عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي إلى معاوية تسأله أن يخلي سبيلهم. فقال عبد الرحمن بن عثمان الثقفي: يا أمير المؤمنين جدادها جدادها لا تعن بعد العام أبرا. فقال معاوية: لا أحب أن أراهم ولكن اعرضوا علي كتاب زياد.
فقرئ عليه الكتاب. وجاء الشهود فشهدوا. فقال معاوية بن أبي سفيان: أخرجوهم إلى عذرى فاقتلوهم هنالك. قَالَ فحملوا إليها. فقال حجر: ما هذه القرية؟ قالوا:
عذراء. قَالَ: الحمد لله. أما والله إني لأول مسلم نبح كلابها في سبيل الله. ثم أتي بي اليوم إليها مصفودا. ودفع كل رَجُل منهم إلى رَجُل من أهل الشأم ليقتله. ودفع حجر إلى رجل من حمير فقدمه ليقتله فقال: يا هؤلاء دعوني أصلي ركعتين. فتركوه فتوضأ وصلى ركعتين فطول فيهما فقيل له: طولت. أجزعت؟ فانصرف فقال: ما توضأت قط إلا صليت. وما صليت صلاة قط أخف من هذه. ولئن جزعت لقد رأيت سيفا مشهورا وكفنا منشورا وقبرا محفورا. وكانت عشائرهم جاؤوا بالأكفان وحفروا لهم القبور. ويقال بل معاوية الذي حفر لهم القبور وبعث إليهم بالأكفان. وقال حجر: اللهم إنا نستعديك على أمتنا فإن أهل العراق شهدوا علينا وإن أهل الشأم قتلونا. قَالَ فقيل لحجر: مد عنقك. فقال: إن ذاك لدم ما كنت لأعين عليه. فقدم فضربت عنقه. وكان معاوية قد بعث رجلا من بني سلامان بن سعد يقال له هدبة بن فياض فقتلهم. وكان أعور. فنظر إليه رجل منهم من خثعم فقال: إن صدقت الطير قتل نصفنا ونجا نصفنا. قَالَ فلما قتل سبعة أردف معاوية برسول بعافيتهم جميعا.
فقتل سبعة ونجا ستة. أو قتل ستة ونجا سبعة. قَالَ وكانوا ثلاثة عشر رجلا. وقدم عبد الرحمن بن الحارث بن هشام على معاوية برسالة عائشة. وقد قتلوا. فقال: يا أمير المؤمنين أين عزب عنك حلم أبي سفيان؟ فقال: غيبه مثلك عني من قومي. وقد كانت هند بنت زيد بن مخربة الأنصارية. وكانت شيعية. قالت حين سير بحجر إلى معاوية:
ترفع أيها القمر المنير ... ترفع هل ترى حجرا يسير
يسير إلى معاوية بن حرب ... ليقتله كما زعم الخبير
تجبرت الجبابر بعد حجر ... وطاب لها الخورنق والسدير(6/243)
وأصبحت البلاد له محولا ... كأن لم يحيها يوما مطير
ألا يا حجر حجر بني عدي ... تلقتك السلامة والسرور
أخاف عليك ما أردى عديا ... وشيخا في دمشق له زئير
فإن تهلك فكل عميد قوم ... إلى هلك من الدنيا يصير
قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: لَمَّا أُتِيَ بِحُجْرٍ فَأُمِرَ بِقَتْلِهِ قَالَ: ادْفِنُونِي فِي ثِيَابِي فَإِنِّي أُبْعَثُ مخاصما.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَيْرُ ابن قُمَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي غُلامٌ لِحُجْرِ بْنِ عَدِيٍّ الْكِنْدِيِّ قَالَ: قُلْتُ لِحُجْرٍ إِنِّي رَأَيْتُ ابْنَكَ دَخَلَ الْخَلاءَ وَلَمْ يَتَوَضَّأْ. قَالَ: نَاوِلْنِي الصَّحِيفَةَ مِنَ الْكُوَّةِ. فَقَرَأَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. [هَذَا مَا سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ يَذْكُرُ أَنَّ الطُّهُورَ نِصْفُ الإِيمَانِ.] وَكَانَ ثِقَةً مَعْرُوفًا وَلَمْ يَرْوِ عَنْ غَيْرِ عَلِيٍّ شَيْئًا.
2213- صعصعة بن صوحان
بن حجر بن الحارث بن الهجرس بن صبرة بن حدرجان ابن عساس بن ليث بن حداد بن ظالم بن ذهل بن عجل بن عمرو بن وديعة بن أفصى ابن عبد القيس من ربيعة. وكان صعصعة أخا زيد بن صوحان لأبيه وأمه. وكان صعصعة يكنى أبا طلحة. وكان من أصحاب الخطط بالكوفة. وكان خطيبا. وكان من أصحاب علي بن أبي طالب وشهد معه الجمل هو وأخواه زيد وسيحان ابنا صوحان.
وكان سيحان الخطيب قبل صعصعة. وكانت الراية يوم الجمل في يده فقتل. فأخذها زيد فقتل. فأخذها صعصعة. وقد روى صعصعة عن علي بن أبي طالب. قَالَ قلت لعلي انهنا عما نهانا عَنْهُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وروى صعصعة أيضا عن عبد الله بن عباس. وتوفي صعصعة بِالْكُوفَةِ فِي خِلافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ. وَكَانَ ثقة قليل الحديث.
2214- عبد خير بن يزيد
الخيواني من همدان. روى عن علي بن أبي طالب وشهد معه صفين. وبارز وقتل. ويكنى أبا عمارة. وقد روي عنه أحاديث.
__________
2213 التقريب (1/ 366) .
2214 التقريب (1/ 470) .(6/244)
2215- مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدِ
بْنِ أَبِي وَقَّاصِ بْنِ أهيب بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ. تحول إلى الكوفة فنزلها. وخرج مع عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث فشهد دير الجماجم ثم أتي به الحجاج بعد ذلك فقتله.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ ابن حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ سَعْدٍ كَانَ يُكْنَى أَبَا الْقَاسِمِ. وَكَانَ ثِقَةً وَلَهُ أَحَادِيثُ.
2216- مصعب بن سعد
بن أبي وقاص. وقد روى عن علي ونزل الكوفة وتوفي بها سنة ثلاث ومائة. وروى عنه إسماعيل بن أبي خالد وغيره. وكان ثقة كثير الحديث.
2217- عاصم بن ضمرة
السلولي من قيس عيلان روى عن علي وتوفي بالكوفة في ولاية بشر بن مروان. وكان ثقة وله أحاديث.
2218- زيد بن يثيع.
روى عن علي وحذيفة بن اليمان. وكان قليل الحديث.
2219- شريح بن النعمان
الصائدي من همدان. روى عن علي بن أبي طالب.
وكان قليل الحديث.
2220- هانئ بن هانئ
الهمداني. روى عن علي بن أبي طالب. وكان يتشيع.
وكان منكر الحديث.
2221- أبو الهياج الأسدي.
روى عن علي بن أبي طالب.
2222- عبيد بن عمرو
الخارفي من همدان. روى عن علي وروى عنه أبو إسحاق السبيعي. وكان معروفا قليل الحديث.
__________
2215 التقريب (2/ 163) .
2216 التقريب (2/ 250) .
2217 التقريب (1/ 384) .
2218 التقريب (1/ 277) .
2219 علل أحمدعلل أحمد (1/ 32) ، والتاريخ الكبير (2614) ، والكاشف (2287) ، والمغني (2759) ، والعبر (1/ 271) ، والميزان (3689) ، التقريب (1/ 350) ، وشذرات الذهب (3/ 38) ، وتهذيب الكمال (2728) .
2220 التقريب (2/ 315) .(6/245)
2223- ميسرة أبو صالح.
مولى كندة. روى عن علي بن أبي طالب. وله أحاديث.
روى عنه عطاء بن السائب.
2224- مَيْسَرَةُ بْنُ عَزِيزٍ
الكندي. روى عن علي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ عَنْ الأَجْلَحِ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ مَيْسَرَةَ بْنِ عَزِيزٍ الْكِنْدِيِّ قَالَ: تُوُفِّيَ مَوْلًى لِي وَتَرَكَ ابْنَةً فَأَتَيْنَا عَلِيًّا فَأَعْطَانِي النِّصْفَ وَأَعْطَى الابْنَةَ النِّصْفَ.
2225- ميسرة أبو جميلة
الطهوي من بني تميم.
روى عن علي: فجرت جارية لآل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
2226- مَيْسَرَةُ بْنُ حبيب
النهدي.
قال: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ مَرْزُوقٍ عَنْ مَيْسَرَةَ بْنِ حَبِيبٍ النَّهْدِيِّ قَالَ:
مَرَّ عَلِيٌّ بِقَوْمٍ يَلْعَبُونَ بِشِطْرَنْجٍ فَقَالَ: مَا هذِهِ التَّماثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَها عاكِفُونَ!.
2227- أبو ظبيان الجنبي.
واسمه حصين بن جندب بن عمرو بن الحارث بن مالك ابن وحشي بن ربيعة بن منبه بْنُ يَزِيدَ بْنِ حَرْبِ بْنِ عِلَّةَ بْنِ جلد بن مالك بن أدد من مذحج. يقال لستة من ولد يزيد بن حرب جنب. منهم منبه بن يزيد. وقد روى أبو ظبيان عن علي وأبي موسى الأشعري وأسامة بن زيد وعبد الله بن عباس. وتوفي بالكوفة سنة تسعين وله أحاديث. وكان ثقة.
2228- حجية بن عدي
الكندي. روى عن علي بن أبي طالب. وكان معروفا وليس بذاك.
__________
2221 التقريب (2/ 485) .
2223 التقريب (2/ 291) .
2225 التقريب (2/ 291) .
2226 التقريب (291) .
227 التقريب (1/ 182) ، (2/ 442) .
2228 العلل لأحمد (1/ 262) ، والجرح (1400) ، والكاشف (1/ 209) ، والميزان (1/ 466) ، والمغني (1335) ، تهذيب التهذيب (22/ 216، 217) ، وتهذيب الكمال (1141) .(6/246)
2229- هند بن عمرو
الجملي من مراد. روى عن علي بن أبي طالب.
2230- حنش بن المعتمر.
الكناني ويكنى أبا المعتمر. روى عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. رَضِيَ اللَّهُ عنه.
2231- أسماء بن الحكم
الفزاري. روى عن علي بن أبي طالب. وكان قليل الحديث.
2232- الأَصْبَغُ بْنُ نُبَاتَةَ
بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَمْرِو بْنِ فَاتِكِ بْنِ عَامِرِ بن مجاشع بن دارم من بني تميم. روى عن علي وكان من أصحابه.
قال: أَخْبَرَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الفرات قال: سمعت الأصبغ بن نباتة ابن الْحَارِثِ بْنِ عَمْرٍو. وَكَانَ صَاحِبَ شُرَطِ عَلِيٍّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا فِطْرٌ قَالَ: رَأَيْتُ الأَصْبَغَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ.
وَكَانَ شِيعَيًّا. وَكَانَ يُضَعَّفُ فِي رِوَايَتِهِ.
2233- قابوس بن المخارق.
روى عن علي بن أبي طالب.
2234- ربيعة بن ناجذ
الأزدي. روى عن علي.
2235- عَلِيُّ بْنُ رَبِيعَةَ
الأَزْدِيُّ ثم احد بني والبة. روى عن علي وزيد بن أرقم وعبد الله بن عمر.
قال: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُبَيْدٍ الطَّائِيِّ وَمُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ الأَسَدِيِّ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ رَبِيعَةَ كَانَ يُكْنَى أَبَا الْمُغِيرَةِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا فِطْرٌ قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيَّ بْنَ رَبِيعَةَ أَبْيَضَ اللِّحْيَةِ يَمُرُّ عَلَيْنَا وَنَحْنُ غِلْمَانٌ فِي الْحَنَّاطِينِ فيسلم علينا. وكان ثقة معروفا.
__________
2230 التقريب (1/ 205) .
2231 التقريب (1/ 64) .
2232 التقريب (1/ 81) .
2233 التقريب (2/ 115) .
2234 التقريب (1/ 248) ، والتاريخ الكبير (966) ، والجرح والتعديل (2120) ، وتاريخ بغداد (8/ 420) ، والكاشف (1/ 308) ، والمغني (2109) ، وتهذيب الكمال (1888) .(6/247)
2236- أبو صالح السمان.
واسمه ذكوان. وهو أبو سهيل بن أبي صالح مولى جويرية امرأة من قيس. وكان من اهل المدينة. وكان يقدم الكوفة كثيرا فينزل في بني كاهل فيؤمهم. وقد روى عن علي. وقد روى عن أبي صالح هذا من أهل الكوفة الحكم بن عتيبة وعاصم بن أبي النجود والأعمش. ومن أهل المدينة عبد الله بن دينار والقعقاع بن حكيم وزيد بن أسلم.
قال: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُفَضَّلُ بْنُ مُهَلْهَلٍ عَنْ مُغِيرَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ قَالَ: [سَأَلْتُ عَلِيًّا. أَوْ سَأَلَهُ رَجُلٌ. فَقَالَ: الدَّرَاهِمُ تَكُونُ عِنْدِي لا تُنْفَقُ فِي حَاجَتِي. فَأَشْتَرِي بِهَا دَرَاهِمَ تُنْفَقُ فِي حَاجَتِي وَأَهْضِمُ مِنْهَا؟ قَالَ: لا وَلَكِنِ اشْتَرِ بِدَرَاهِمِكَ ذَهَبًا ثُمَّ اشْتَرِ بِالذَّهَبِ دَرَاهِمَ تُنْفَقُ فِي حَاجَتِكَ.] وَكَانَ أَبُو صَالِحٍ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ.
2237- أبو صالح الزيات.
واسمه سميع وكان قليل الحديث.
2238- أبو صالح الحنفي.
واسمه عبد الرحمن بن قيس أخو طليق بن قيس الحنفي من أنفسهم. وكان ثقة قليل الحديث.
2239- عمارة بن ربيعة
الجرمي. روى عن علي بن أبي طالب.
2240- عمارة بن عبد السلولي.
روى عن علي وحذيفة.
2241- أبو صالح الحنفي.
واسمه ماهان.
2242- أبو عبد الله الجدلي.
واسمه عبدة بن عبد بن عبد الله بن أبي يعمر بن حبيب ابن عائذ بن مالك بن وائلة بن عمرو بن ناج بن يشكر بن عدوان. واسمه الْحَارِثُ بْنُ عَمْرِو بْنِ قَيْسِ بْنِ عَيْلانَ بن مضر. وسمي الحارث عدوان لأنه عدا على أخيه فهم بن عمرو فقتله. وأم عدوان وفهم جديلة بنت مر بن طابخة أخت تميم بن مر فنسبوا إليها. ويستضعف في حديثه. وكان شديد التشيع. ويزعمون أنه كان على شرطة المختار فوجهه إلى عبد الله بن الزبير في ثماني مائة من أهل الكوفة ليوقع بهم ويمنع محمد ابن الحنفية مما أراد به ابن الزبير.
__________
2236 التقريب (1/ 238) .
2238 التقريب (1/ 495) .
2241 التقريب (2/ 227) .(6/248)
2243- مسلم بن نذير
السعدي من بني سعد بْن زَيْد مناة بْن تميم. وهو ابن عم عتي ابن ضمرة السعدي الذي روى عن أبي بن كعب. وقد روى مسلم بن نذير عن علي وحذيفة. وكان قليل الحديث. ويذكرون أنه كان يؤمن بالرجعة.
2244- أبو خالد الوالبي.
واسمه هرمز مولى بني والبة من بني أسد. روى عن علي ابن أبي طالب.
2245- ناجية بن كعب.
روى عن علي بن أبي طالب وعمار بن ياسر.
2246- عميرة بن سعد.
قَالَ: كنا مع علي على شاطئ الفرات فمرت سفينة قد رفع شراعها.
2247- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ
بْنِ خَارِفٍ الْفَائِشِيُّ من همدان وكان قليل الحديث.
روى عن علي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن ابن زَيْدِ بْنِ خَارِفٍ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ عَلِيٍّ وهو يريد مسكن فصلى ركعتين بين الجسر والقنطرة.
[قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدٍ الْهَمْدَانِيِّ قَالَ: أَتَيْتُ عَلِيًّا وَهُوَ يَقْسِمُ فَقُلْتُ: أَلا تُعْطِينِي مِمَّا تُقْسِمُ؟ قَالَ وَعَلَيَّ ثِيَابٌ حِسَانٌ. فَرَآنِي حَسَنَ الْهَيْئَةِ فَقَالَ: مَا لَكَ عَنْهُ غِنًى؟ قُلْتُ:
نَعَمْ. قال: إنه لا خير لك فيه] .
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ أَنَّهُ ذَكَرَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدٍ الْفَائِشِيَّ فَقَالَ: كَانَ جَمِيلا كَثِيرَ الشَّعْرِ رَأَيْتُ عَلَيْهِ مُقَطَّعَةَ بُرُودٍ وَثِيَابًا.
2248- ظبيان بن عمارة.
روى عن علي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سُوَيْدُ بْنُ نَجِيحٍ أَبُو قُطْبَةَ عَنْ ظَبْيَانَ بْنِ عُمَارَةَ قَالَ: أَتَى عَلِيًّا نَاسٌ مِنْ عُكْلٍ بِرَجُلٍ وَامْرَأَةٍ وَجَدُوهُمَا فِي لِحَافٍ وَعِنْدَهُمَا شراب
__________
2244 التقريب (2/ 416) .
2245 التقريب (2/ 294) .
2246 التقريب (2/ 87) .(6/249)
وريحان. [فقال علي: خبيثان مخبثان. قال فجلدهما دُونَ الْحَدِّ.]
2249- عبد الرحمن بن عوسجة
النهمي من همدان. روى عن علي بن أبي طالب.
وكان قليل الحديث.
2250- الرَّيَّانُ بْنُ صَبِرَةَ
الحنفي. روى عن علي.
قال: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَرْبِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنِي الرَّيَّانُ بْنُ صَبِرَةَ الْحَنَفِيُّ أَنَّهُ شَهِدَ يَوْمَ النَّهْرَوَانِ فَكُنْتُ فِيمَنِ اسْتَخْرَجَ ذَا الثُّدَيَّةِ فَبُشِّرَ بِهِ عَلِيٌّ قَبْلَ أَنْ يَنْتَهِيَ إِلَيْهِ. فَانْتَهَيْنَا إِلَيْهِ وَهُوَ سَاجِدٌ فَطَرَحْنَاهُ.
2251- عبد الله بن الخليل
الحضرمي. روى عن علي بن أبي طالب. وكان عبد الله قليل الحديث.
2252- يزيد بن حليل
النخعي. روى عن علي. وكان قليل الحديث.
2253- سويد بن جهبل
الأشجعي. روى عن علي بن أبي طالب. وليس بمعروف. وقد رووا عنه.
2254- حجار بن أبجر
بن جابر بن بجير بن عائذ بن شريط بن عمرو بن مالك بن ربيعة من عجل. وكان شريفًا. روى عن علي.
2255- عَدِيُّ بْنُ الْفَرَسِ.
من بني عبيد بن رواس واسمه الحارث بن كلاب بن ربيعة ابن عامر بن صعصعة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أبو وكيع. يعني الجراح بن مليح. عَنِ الْهَزْهَازِ أَنَّ عَدِيَّ بْنَ فَرَسٍ خَيَّرَ امْرَأَتَهُ ثَلاثًا فِي مَجْلِسٍ كُلُّ ذَلِكَ تَخْتَارُ نَفْسَهَا. فَأَبَانَهَا مِنْهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ.
2256- قبيصة بن ضبيعة
العبسي. روى عن علي بن أبي طالب. وكان قليل الحديث.
2257- الْمُغِيرَةُ بن حذف.
روى عن علي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الأَجْلَحُ عَنْ زُهَيْرٍ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ حَذْفٍ قَالَ: [كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عَلِيٍّ فَأَتَاهُ رَجُلٌ مِنْ هَمْدَانَ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنِّي اشْتَرَيْتُ
__________
2249 التقريب (1/ 494) .(6/250)
بَقَرَةً نَتُوجًا لأُضَحِّيَ بِهَا وَإِنَّهَا وَلَدَتْ فَمَا تَرَى فِيهَا وَفِي وَلَدِهَا؟ فَقَالَ: لا تَحْلُبْهَا إِلا فَضْلا عَنْ وَلَدِهَا فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الأَضْحَى فَضَحِّ بِهَا وَبِوَلَدِهَا عَنْ سَبْعَةٍ مِنْ أَهْلِكَ.]
2258- الرِّيَاشُ بْنُ رَبِيعَةَ.
روى عن علي.
[قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ عَامِرٍ عَنْ رِيَاشِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ: سُئِلَ عَلِيٌّ عَنْ رَجُلٍ قَالَ لامْرَأَتِهِ أَنْتِ طَالِقٌ أَلْبَتَّةَ. قَالَ فَجَعَلَهَا ثَلاثًا.]
2259- كَعْبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ.
روى عن علي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ عَنِ الزِّبْرِقَانِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَبْدِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ كَعْبَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: رَأَيْتُ عَلِيًّا قَامَ فَبَالَ ثُمَّ تَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى جَوْرَبَيْهِ وَنَعْلَيْهِ. ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى لَنَا الظُّهْرَ.
2260- خالد بن عرعرة.
روى عن علي بن أبي طالب.
2261- حبيب بن حماز
الأسدي. هكذا قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ سماك. وأما أبو عوانة فقال: حبيب بن حماز. وقد روى حبيب عن علي.
2262- ابْنُ النَّبَّاحِ.
مؤذن علي. وكان مكاتبا. روى عن علي في المكاتبة حديثا.
[قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْفَرَّاءُ عَنْ جَعْفَرِ ابن أَبِي ثَرْوَانَ الْحَارِثِيِّ عَنِ ابْنِ النَّبَّاحِ قَالَ: كَاتَبْتُ فَأَتَيْتُ عَلِيًّا فَقُلْتُ إِنِّي قَدْ كَاتَبْتُ.
فَقَالَ: هَلْ عِنْدَكَ شَيْءٌ؟ فَقُلْتُ: لا. فَقَالَ: اجْمَعُوا لأَخِيكُمْ. قَالَ فَجَمَعُوا لِي مُكَاتَبَتِي وَفَضَلَتْ فَضْلَةٌ فَأَتَيْتُ بِهَا عَلِيًّا فَقَالَ: اجْعَلْهَا فِي الْمُكَاتَبِينَ.]
2263- حريث بن مخش
القيسي. روى عن علي بن أبي طالب.
2264- طَارِقُ بْنُ زِيَادٍ.
روى عن علي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى عَنْ طَارِقِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ عَلِيٍّ إِلَى الْخَوَارِجِ. ثُمَّ ذَكَرَ حَدِيثَ الْخَوَارِجِ.
2265- نجي الحضرمي.
روى عن علي بن أبي طالب. وكان قليل الحديث.
__________
2265 التقريب (2/ 298) .(6/251)
2266- وابنه عبد الله بن نجي
الحضرمي. روى عن علي بن أبي طالب أيضا.
2267- عبد الله بن سبع.
روى عن علي بن أبي طالب.
2268- أبو الخليل.
روى عن علي بن أبي طالب.
2269- يزيد بن عبد الرحمن
الأودي وهو أبو داود وإدريس ابني يزيد.
وحديثه قَالَ: كنا نجمع مع علي ثم نرجع فنقيل.
2270- عنترة.
وهو أبو هارون بن عنترة. روى عن علي بن أبي طالب. ويكنى عنترة أبا وكيع.
2271- الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ
اللَّيْثِيُّ. روى عن عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَصَمُّ قَالَ:
سَمِعْتُ الْوَلِيدَ بْنَ عُتْبَةَ اللَّيْثِيَّ يَقُولُ: صُمْنَا شَهْرَ رَمَضَانَ عَلَى عَهْدِ عَلِيٍّ ثَمَانِيَةً وَعِشْرِينَ فَأَمَرَنَا علي بقضاء يوم.
2272- يزيد بن مذكور
الهمداني. روى عن علي بن أبي طالب.
2273- يزيد بن قيس
الخارفي ويقال أرحبي من همدان. روى عن علي بن أبي طالب. وكان قليل الحديث.
2274- أبو ماوية الشيباني.
روى عن علي بن أبي طالب.
2275- عبد الأعلى. أبو إبراهيم
بن عبد الأعلى. روى عن علي بن أبي طالب.
2276- حيان بن مرثد.
[روى عن علي بن أبي طالب: من أغلق بابا أو أرخى سترا فقد وجب عليه الصداق.] وقد روى حيان عن سلمان.
2277- ابن عبيد بن الأبرص.
الأسدي. روى عن علي بن أبي طالب. ع.
2278- أبو بشير.
روى عن علي في الاستسقاء.
__________
2266 التقريب (1/ 456) .
2267 التقريب (1/ 418) .
2268 التقريب (1/ 412) .
2269 التقريب (2/ 368) .
2270 التقريب (2/ 89) .(6/252)
2279- تميم بن مشيج.
روى عن علي بن أبي طالب في اللقيط.
2280- شريك بن حنبل
العبسي. روى عن علي بن أبي طالب. وكان معروفًا قليل الحديث.
2281- كثير بن نمير
الحضرمي. روى عن علي بن أبي طالب.
2282- أبو حية الوادعي.
من همدان.
[روى عن علي أنه رآه بال بالرحبة ثم توضأ. وروى عنه حديثا آخر: إذا توضأت فانثر.]
2283- ثعلبة بن يزيد.
الحماني من بني تميم. روى عن علي بن أبي طالب. وكان قليل الحديث.
2284- عاصم بن شريب
الزبيدي. روى عن علي بن أبي طالب.
2285- الرياش بن عدي
الكندي. روى عن علي بن أبي طالب.
2286- قنبر.
مولى علي بن أبي طالب.
2287- مُسْلِمٌ.
مولى علي بن أبي طالب. روى عن علي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنْ هَاشِمِ بْنِ الْبَرِيدِ عَنِ الْقَاسِمِ ابن مُسْلِمٍ مَوْلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَعَا عَلِيٌّ بِشَرَابٍ فَأَتَيْتُهُ بِقَدَحٍ مِنْ مَاءٍ فَنَفَخْتُ فِيهِ. فَرَدَّهُ وَأَبَى أَنْ يَشْرَبَهُ وَقَالَ: اشْرَبْهُ أَنْتَ.
2288- أبو رجاء.
روى عن علي قَالَ: خرج علي بسيف له إلى السوق فقال: لو كان عندي ثمن إزار لم أبعه. واسمه يزيد بن محجن الضبي.
2289- خرشة بن حبيب.
روى عن علي في الرجل يجامع امرأته فلا ينزل. قَالَ: لا يغتسل وإن هزها به.
2290- زِيَادُ بن عبد الله.
روى عن علي.
قال: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ سُلَيْمَانَ الشيباني عن أبيه عن العباس بن
__________
2280 التقريب (1/ 350) .
2282 التقريب (2/ 414) .
2283 التقريب (1/ 119) .(6/253)
ذُرَيْحٍ عَنْ زِيَادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّخَعِيِّ قَالَ: كُنَّا قُعُودًا عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَجَاءَهُ ابْنُ النَّبَّاحِ يُؤْذِنُهُ بِصَلاةِ الْعَصْرِ فَقَالَ: الصَّلاةَ الصَّلاةَ. قَالَ ثُمَّ قَامَ بَعْدَ ذَلِكَ فَصَلَّى بِنَا الْعَصْرَ فَجَثَوْنَا لِلرُّكَبِ نَتَبَصَّرُ الشَّمْسَ وَقَدْ وَلَّتْ وَإِنَّ عَامَّةَ الْكُوفَةِ يَوْمَئِذٍ لأخصاص.
2291- أبو نصر.
روى عن علي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَرَجْتُ حَاجًّا فَأَدْرَكْتُ عَلِيًّا بِذِي الْحُلَيْفَةِ وَهُوَ يُلَبِّي لَبَّيْكَ بِعُمْرَةٍ وَحَجَّةٍ. وَفِي الْحَدِيثِ طُولٌ.
2292- مَعْقِلٌ الْجُعْفِيُّ.
روى عن علي بن أبي طالب.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ عَنْ مَعْقِلٍ الْجُعْفِيِّ قَالَ: بَالَ عَلِيٌّ فِي الرَّحَبَةِ ثُمَّ تَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى نَعْلَيْهِ.
2293- أَبُو رَاشِدٍ السَّلْمَانِيُّ.
روى عن علي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ سِيَاهٍ أَبُو يَزِيدَ عَنْ أَبِي رَاشِدٍ السَّلْمَانِيِّ قَالَ: أَتَيْتُ عَلِيًّا فِي دَارِهِ فَنَادَيْتُ: [يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ.
قَالَ: لَبَّيْكَاهُ لَبَّيْكَاهُ. فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنِّي كُنْتُ فِي مَنَائِحَ لأَهْلِي أَرْعَاهَا فَتَرَدَّى بَعِيرٌ مِنْهَا فَخَشِيتُ أَنْ يَسْبِقَنِي بِنَفْسِهِ فَخَرِقْتُ وَبَطِرْتُ فَوَجَأْتُهُ بِحَدِيدَةٍ إِمَّا فِي جَنْبِهِ وَإِمَّا فِي سَنَامِهِ. وَذَكَرْتُ اسْمَ اللَّهِ. وَإِنِّي جِئْتُ بِلَحْمِهِ مُفَرَّقًا عَلَى سَائِرِ إِبِلِي إِلَى أَهْلِي فَأَبَوْا أَنْ يَأْكُلُوهُ. وَقَالُوا: لَمْ تُذَكِّهِ. فَقَالَ: وَيْحَكَ اهْدِ لِي عَجُزَهُ اهْدِ لِي عجزة.]
2294- أبو رملة.
روى عن علي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ صُهَيْبٍ عَنْ حَبِيبِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي رَمْلَةَ أَنَّ عَلِيًّا خَرَجَ إِلَى الرَّحَبَةِ بَعْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَلَيْسَ بِهَا كَبِيرُ أَحَدٍ فَسَأَلَ عَنْهُمْ فَقَالَ: أَيْنَ هُمْ؟ فَقَالُوا: فِي الْمَسْجِدِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ فَدَعَاهُمْ فَسَأَلَ الرَّجُلَ: مَا وَجَدْتَهُمْ يَصْنَعُونَ؟ قَالَ: مِنْ بَيْنِ قَائِمٍ فِي صَلاةٍ أَوْ جَالِسٍ فِي حَدِيثٍ. فَلَمَّا أَتَوْهُ قَالَ [عَلِيٌّ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِيَّاكُمْ وَصَلاةَ الشَّيْطَانِ وَلَكِنْ إِذَا كَانَتِ الشَّمْسُ قِيسَ رُمْحَيْنِ فَلْيَقُمِ الرَّجُلِ فَلْيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ فَتِلْكَ صَلاةُ الأَوَّابِينَ.]
2295- أَبُو سَعِيدٍ الثَّوْرِيُّ.
وهو عقيصا. روى عن علي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدَةُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الثَّوْرِيِّ قَالَ:(6/254)
[سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: التَّاجِرُ فَاجِرٌ إِلا مَنْ أَخَذَ الْحَقَّ وَأَعْطَاهُ.]
2296- أبو الغريف.
واسمه عبيد الله بن خليفة الهمداني. روى عن علي قَالَ:
كنت مع علي في الرحبة فبال ثم دعا بماء فغسل يديه. ثم قرأ صدرا من القرآن. وكان قليل الحديث.
2297- الْمُصَفِّحُ العامري.
روى عن علي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ عَنْ جَبَلَةَ بِنْتِ الْمُصَفِّحِ عَنْ أَبِيهَا قَالَ: قَالَ لِي عَلِيٌّ: يَا أَخَا بَنِي عَامِرٍ سَلْنِي عَمَّا قَالَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ فَإِنَّا نَحْنُ أَهْلَ الْبَيْتِ أَعْلَمُ بِمَا قَالَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ. قَالَ وَالْحَدِيثُ طَوِيلٌ.
2298- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سُوَيْدٍ
الْكَاهِلِيُّ. روى عن عَلِيٍّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حمزة الزيات عن حبيب بن أبي ثابت عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سُوَيْدٍ الْكَاهِلِيِّ قَالَ: قَنَتَ عَلِيٌّ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ وَأَنَا أَسْمَعُ وَهُوَ [يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَلَكَ نُصَلِّي وَنَسْجُدُ. وَإِلَيْكَ نَسْعَى وَنَحْفِدُ. نَرْجُو رَحْمَتَكَ وَنَخْشَى عَذَابَكَ. إِنَّ عَذَابَكَ بِالْكُفَّارِ مُلْحِقٌ. اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْتَعِينُكَ وَنَسْتَغْفِرُكَ وَنُثْنِي عَلَيْكَ وَلا نَكْفُرُكَ وَنَخْلَعُ وَنَتْرُكُ مَنْ يَفْجُرُكَ.]
2299- حُصَيْنُ بْنُ جُنْدُبٍ.
روى عن عَلِيٍّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَنَشُ بْنُ الْحَارِثِ عَنْ قَابُوسَ بْنِ حُصَيْنِ بْنِ جُنْدُبٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا يَبُولُ فِي الرَّحَبَةِ حَتَّى أَرْغَى بَوْلُهُ. ثُمَّ يَمْسَحُ عَلَى نَعْلَيْهِ وَيُصَلِّي.
2300- مَالِكُ بْنُ الْجَوْنِ.
روى عن عَلِيٍّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَسْعُودُ بْنُ سَعْدٍ الْجُعْفِيُّ عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ الْجَوْنِ قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا جَلَسَ فَبَالَ ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى الْجَوْرَبَيْنِ وَالنَّعْلَيْنِ.
2301- الْحَارِثُ بْنُ ثَوْبٍ.
روى عن عَلِيٍّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنْ عَبَّاسِ بْنِ ذُرَيْحٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ ثَوْبٍ قَالَ: صَلَّى [بِنَا عَلِيٌّ الْجُمُعَةَ فَلَمَّا سَلَّمَ قَامَ فَقَالَ: عِبَادَ اللَّهِ أَتِمُّوا الصَّلاةَ. ثُمَّ قَامَ فَدَخَلَ.](6/255)
2302- أبو يحيى
. روى عن علي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي يَحْيَى قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا أَدْخَلَ يَزِيدَ بْنِ مُكَفِّفٍ مُعْتَرِضًا.
2303- السَّائِبُ أَبُو عَطَاءِ
بْنُ السَّائِبِ. روى عن عَلِيٍّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مِنْدَلٌ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: [دَخَلْتُ عَلَى عَلِيٍّ فَقَالَ: يَا سَائِبُ أَلا نَسْقِيكَ شَرْبَةً لا تَزَالُ مِنْهَا شَبْعَانَ بَقِيَّةَ يَوْمِكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: بَلَى يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. فَدَعَا لِي بِشَرْبَةٍ فَشَرِبْتُ. ثُمَّ قَالَ: تَدْرِي مَا هِيَ؟ قُلْتُ: لا. قَالَ: ثُلُثُ لَبَنٍ وَثُلُثُ عَسَلٍ وَثُلُثُ سَمْنٍ.]
2304- عَبْدُ اللَّهِ بن أبي المحل.
روى عن علي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْرَقُ قَالَ: حَدَّثَنَا سفيان الثوري عن عبد الله ابن شَرِيكٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْمُحِلِّ أَنَّ عَلِيًّا مَرَّ بِخَشْفِ بَابِلَ فَلَمْ يُصَلِّ فِيهِ حَتَّى جَاوَزَهُ.
2305- نهيك بن عبد الله
السلولي.
روى عن علي أن الشيطان أتى راهبا في صومعة قد عبد الله ستين سنة.
2306- الأَغَرُّ بْنُ سُلَيْكٍ.
وفي حديث آخر الأغر بن حنظلة. روى عن علي بن أبي طالب.
قَالَ محمد بن سعد: ولعله نسب إلى جده سليك بن حنظلة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ قَالَ: [حَدَّثَنَا شعبة عن سماك قال: سمعت الأغر ابن سُلَيْكٍ يُحَدِّثُ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: ثَلاثَةٌ يُبْغِضُهُمُ اللَّهُ: الشَّيْخُ الزَّانِي وَالْغَنِيُّ الظَّلُومُ وَالْفَقِيرُ الْمُخْتَالُ] .
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ سِمَاكٍ عَنِ الأَغَرِّ بْنِ حَنْظَلَةَ قَالَ: [قَامَ عَلِيٌّ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ مِنْ خَلْقِهِ الأَشْمَطَ الزَّانِي وَالْغَنِيَّ الظَّلُومَ والعائل المستكبر. ويكنى الأغر أبا مسلم] .
__________
2306 التقريب (1/ 81) ، وتاريخ الإسلام (3/ 242) ، والجرح والتعديل (1/ 1/ 308) ، وتهذيب الكمال (540) .(6/256)
2307- عمرو ذي مر.
روى عن علي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا حَسَنُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَمْرٍو ذِي مُرٍّ قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا تَوَضَّأَ ثُمَّ أَخَذَ كَفًّا مِنْ مَاءٍ فَصَبَّهُ عَلَى رَأْسِهِ ثُمَّ دَلَكَهُ.
2308- عبد الله بن أبي الخليل.
الهمداني. روى عن علي ثلاثة أحاديث من حديث أبي إسحاق.
2309- عَمْرُو بْنُ بعجة.
روى عن علي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَمْرِو ابن بَعْجَةَ قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا بِالْمَدَائِنِ أُتِيَ بِبَغْلَةِ دِهْقَانَ فَلَمَّا وَضَعَ يَدَهُ عَلَى قَرَبُوسِ السَّرْجِ زَلَّتْ فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: دِيبَاجٌ. فَأَبَى أَنْ يَرْكَبَهَا.
2310- حميد بن عريب.
روى عن علي وعمار في أمر الرجل الذي وقع في عائشة يوم الجمل.
2311- سَعِيدُ بْنُ ذِي حُدَّانَ.
روى عن علي.
[قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ سَعِيدِ ابن ذِي حُدَّانَ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ الْحَرْبَ خُدْعَةً عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ. وَقَدْ رَوَى أَيْضًا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.]
2312- رافع بن سلمة
البجلي. سمع من علي وروى عنه.
2313- أَكْتَلُ بْنُ شَمَّاخٍ
الْعُكْلِيُّ. روى عن عَلَيَّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ جَابِرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُجَيٍّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: [مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى الْفَصِيحِ الصَّبِيحِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى أَكْتَلَ بْنِ شَمَّاخٍ.]
2314- أَوْسُ بْنُ مِعْلَقٍ
الأَسَدِيُّ. روى عن علي.
قَالَ عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ سِنَانِ بْنِ حَبِيبٍ عَنْ نُبَلَ بِنْتِ بدر عن
__________
2308 التقريب (1/ 412) ، وانظر ترجمة رقم (2251) .
2312 التقريب (1/ 241) .(6/257)
زَوْجِهَا أَوْسِ بْنِ مِعْلَقٍ الأَسَدِيِّ سَمِعَ [عَلِيًّا يَقُولُ: لَيَكُونَنَّ بِهَذِهِ السُّدَّةِ دِمَاءٌ تَبْلُغُ مِنَ الْخَيْلِ إِلَى ثُنَنِهَا.]
2315- طَرِيفٌ.
روى عن علي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شعبة عن سليمان الأعمش عن موسى ابن طَرِيفٍ عَنْ أَبِيهِ. قَالَ: وَكَانَ عَلَى بَيْتِ مَالِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. أَنَّ عَلِيًّا شَرِبَ نَبِيذَ جَرَّةٍ خَضْرَاءَ.(6/258)
الطَّبَقَةُ الثَّانِيَةُ مِمَّنْ رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عباس وعبد الله بن عمرو وجابر بن عبد الله والنعمان بن بشير وأبي هريرة وغيرهم
2316- عَامِرُ بْنُ شَرَاحِيلَ
بْنِ عَبْدٍ الشَّعْبِيُّ وهو من حمير وعداده في همدان.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُرَّةَ الشَّعْبَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَشْيَاخٌ مِنْ شَعْبَانَ مِنْهُمُ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ. وَكَانَ عَالِمًا. أَنَّ مَطَرًا أَصَابَ الْيَمَنَ فَجَعَفَ السَّيْلُ مَوْضِعًا فَأَبْدَى عَنْ أَزَجٍ عَلَيْهِ بَابٌ مِنْ حِجَارَةٍ فَكُسِرَ الْغَلَقُ فَدَخَلَ فَإِذَا بَهْو عَظِيمٍ فِيهِ سَرِيرٌ مِنْ ذَهَبٍ وَإِذَا عَلَيْهِ رَجُلٌ. قَالَ فَشَبَرْنَاهُ فَإِذَا طُولُهُ اثْنَا عَشَرَ شِبْرًا. وَإِذَا عَلَيْهِ جِبَابٌ مِنْ وَشْيٍ مَنْسُوجَةٍ بِالذَّهَبِ وَإِلَى جَنْبِهِ مِحْجَنٌ مِنْ ذَهَبٍ عَلَى رَأْسِهِ يَاقُوتَةٌ حَمْرَاءُ. وَإِذَا رَجُلٌ أَبْيَضُ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ لَهُ ضَفْرَانُ وَإِلَى جَنْبِهِ لَوْحٌ مَكْتُوبٌ فِيهِ بِالْحِمْيَرِيَّةِ: بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ رَبَّ حِمْيَرٍ. أَنَا حَسَّانُ بْنُ عَمْرٍو الْقِيلُ إِذْ لا قِيلَ إِلا اللَّهُ. عِشْتُ بِأَمَلٍ وَمِتُ بِأَجَلٍ أَيَّامَ وَخْزَهِيدَ. وَمَا وَخْزَهِيدُ! هَلَكَ فِيهِ اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ قَيْلٍ فَكُنْتُ آخِرَهُمْ قَتِيلا فَأَتَيْتُ جَبَلَ ذِي شَعْبَيْنِ لِيُجِيرَنِي مِنَ الْمَوْتِ فَأَخْفَرَنِي. وَإِلَى جَنْبِهِ سَيْفٌ مَكْتُوبٌ فِيهِ بِالْحِمْيَرِيَّةِ: أَنَا قُبَارُ بِي يُدْرَكُ الثَّارُ.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُرَّةَ الشَّعْبَانِيُّ: هُوَ حَسَّانُ بْنُ عَمْرِو بْنِ قَيْسِ بن معاوية ابن جُشَمِ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ وَائِلِ بْنِ غَوْثِ بْنِ قَطَنِ بْنِ عُرَيْبِ بْنِ زُهَيْرِ بْنِ أَيْمَنَ بْنِ الْهَمَيْسَعِ بْنِ حِمْيَرٍ. وَحَسَّانُ هُوَ ذُو الشَّعْبَيْنِ وَهُوَ جَبَلٌ بِالْيَمَنِ نَزَلَهُ هُوَ وَوَلَدُهُ وَدُفِنَ بِهِ وَنُسِبَ إِلَيْهِ هُوَ وَوَلَدُهُ. فَمَنْ كَانَ بِالْكُوفَةِ قِيلَ لَهُمْ شَعْبِيُّونَ. منهم عامر الشعبي. ومن
__________
2316 التاريخ الكبير (2503) ، والصغير (1/ 243، 254) ، والجرح (1802) ، وتاريخ بغداد (12/ 227، 233) ، والأنساب (7/ 341) ، والجمع (1/ 377) ، والكاشف (2553) ، وسير أعلام النبلاء (4/ 2094، 319) ، وتذكرة الحفاظ (1/ 79) ، والتقريب (1/ 387) ، وتهذيب التهذيب (5/ 65) ، وتهذيب الكمال (3042) .(6/259)
بِالشَّامِ قِيلَ لَهُمْ شَعْبَانِيُّونَ. وَمَنْ كَانَ بِالْيَمَنِ قِيلَ لَهُمْ آلُ ذِي شَعْبَيْنِ. وَمَنْ كَانَ بِمِصْرَ وَالْمَغْرِبِ قِيلَ لَهُمُ الأُشْعُوبُ. وَهُمْ جَمِيعًا بَنُو حَسَّانَ بْنِ عَمْرٍو ذِي شَعْبَيْنِ. فَبَنُو علي ابن حَسَّانَ بْنِ عَمْرٍو رَهْطُ عَامِرِ بْنِ شَرَاحِيلَ بْنِ عَبْدٍ الشَّعْبِيِّ وَدَخَلُوا فِي أُحْمُورِ هَمْدَانَ بِالْيَمَنِ فَعِدَادُهُمْ فِيهِمْ. وَالأَحْمُورُ خَارِفٌ وَالصَّائِدِيُّونَ وَآلُ ذِي بَارِقٍ وَالسَّبِيعُ وَآلُ ذِي حُدَّانَ وَآلُ ذِي رِضْوَانَ وَآلُ ذِي لَعْوَةَ وَآلُ ذِي مَرَّانَ وَأَعْرَابُ هَمْدَانَ غُدَرُ وَيَامُ وَنِهْمُ وَشَاكِرٌ وَأَرْحَبُ. وَفِي هَمْدَانَ مِنْ حِمْيَرَ قَبَائِلُ كَثِيرَةٌ مِنْهُمْ آلُ ذِي حَوَالٍ وَكَانَ عَلَى مُقَدَّمَةِ تُبَّعٍ. مِنْهُمْ يُعْفِرُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْمُتَغَلِّبُ عَلَى مَخَالِيفِ صَنْعَاءَ الْيَوْمَ. قَالُوا وَكَانَ الشَّعْبِيُّ يُكْنَى أَبَا عَمْرٍو. وَكَانَ ضَئِيلا نَحِيفًا وَكَانَ وُلِدَ هو وأخ له توأما فِي بَطْنٍ. فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا عَمْرٍو مَا لَنَا نَرَاكَ ضَئِيلا؟ قَالَ: إِنِّي زُوحِمْتُ فِي الرَّحِمِ. وَقَدْ رَأَى عَامِرٌ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَوَصَفَهُ. وَرَوَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عُمَرَ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَعَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ وَسَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ وَعَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الأَنْصَارِيِّ وَالْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ وَالْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ وَزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ وَابْنِ أَبِي أَوْفَى وَجَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ وَأَبِي جُحَيْفَةَ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ وَبُرَيْدَةَ الأَسْلَمِيِّ وَجَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَالأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ وَأَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَالنُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَوَهْبِ بْنِ خَنْبَشٍ الطَّائِيِّ وَحُبْشِيِّ بْنِ جُنَادَةَ السَّلُولِيِّ وَعَامِرِ بْنِ شَهْرٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ صَيْفِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَعُرْوَةَ الْبَارِقِيِّ وَفَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى وَعَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ وَفَرْوَةَ بْنِ نَوْفَلٍ الأَشْجَعِيِّ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى وَالْحَارِثِ الأَعْوَرِ وَزُهَيْرِ بْنِ الْقَيْنِ وَعَوْفِ بْنِ عَامِرٍ وَالأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ وَسَعِيدِ بْنِ ذِي لَعْوَةَ وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأَبِي ثَابِتٍ أَيْمَنَ الَّذِي رَوَى عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ.
قَالَ: أخبرنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ عَنِ السَّرِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يَقُولُ وُلِدْتُ سَنَةَ جَلُولاءَ.
قال: وَقَالَ حَجَّاجٌ عَنْ شُعْبَةَ: قُلْتُ لأَبِي إِسْحَاقَ أَنْتَ أَكْبَرُ أَوِ الشَّعْبِيُّ؟ قَالَ: هُوَ أَكْبَرُ مِنِّي بِسَنَتَيْنِ. وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ أَبِي خَيْثَمَةَ بْنِ مَالِكٍ وَالْحَارِثِ بْنِ بَرْصَاءَ وأبي جبيرة بن الضحاك.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: سَمِعْتُ لَيْثًا يَذْكُرُ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: أَقَمْتُ بِالْمَدِينَةِ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ثَمَانِيَةَ أَشْهُرٍ أَوْ عَشْرَةَ أَشْهُرٍ.(6/260)
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَكَانَ سَبَبُ مَقَامِهِ بِالْمَدِينَةِ أَنَّهُ خَافَ مِنَ الْمُخْتَارِ فَهَرَبَ مِنْهُ إلى المدينة فأقام بها.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ أَبِي الْمُسْلِيِّ عَنِ الشَّعْبِيِّ قال: تعلمت الحساب من الحارث الأعور.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ عِيسَى بْنِ أَبِي عَزَّةَ قَالَ: مَكَثْتُ مَعَ عَامِرٍ بِخُرَاسَانَ عَشْرَةَ أَشْهُرٍ لا يَزِيدُ عَلَى رَكْعَتَيْنِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَكَانَ لَهُ دِيوَانٌ. وَكَانَ يَغْزُو عَلَيْهِ. وَكَانَ شِيعَيًا فَرَأَى مِنْهُمُ أُمُورًا وَسَمِعَ كَلامَهُمْ وإفراطهم فترك رأيهم وكان يعيبهم.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: لَوْ كَانَتِ الشِّيعَةُ مِنَ الطَّيْرِ كَانُوا رَخَمًا وَلَوْ كانوا من الدواب كانوا حميرا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمَّانِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْوَصَّافِيُّ عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ قَالَ: أَحِبَّ صَالِحَ الْمُؤْمِنِينَ وَصَالِحَ بَنِي هَاشِمٍ. وَلا تَكُنْ شِيعَيًّا. وَارْجُ مَا لَمْ تَعْلَمْ. وَلا تَكُنْ مُرْجِئًا. وَاعْلَمْ أَنَّ الْحَسَنَةَ مِنَ اللَّهِ وَالسَّيِّئَةَ مِنْ نَفْسِكِ. وَلا تَكُنْ قَدَرِيًّا. وَأَحْبِبْ مَنْ رَأَيْتَهُ يَعْمَلُ بِالْخَيْرِ وَإِنْ كَانَ أَخْرَمَ سِنْدِيًّا.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: قَالَ أَصْحَابُنَا وَكَانَ الشَّعْبِيُّ فِيمَنْ خَرَجَ مَعَ الْقُرَّاءِ عَلَى الْحَجَّاجِ وَشَهِدَ دَيْرَ الْجَمَاجِمِ. وَكَانَ فِيمَنْ أَفْلَتَ فَاخْتَفَى زَمَانًا. وَكَانَ يَكْتُبُ إِلَى يَزِيدَ ابن أَبِي مُسْلِمٍ أَنْ يُكَلِّمَ فِيهِ الْحَجَّاجَ. فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ: إِنِّي وَاللَّهِ مَا أَجْتَرِئُ عَلَى ذَلِكَ وَلَكِنْ تَحَيَّنْ جُلُوسَهُ لِلْعَامَّةِ ثُمَّ ادْخُلْ عَلَيْهِ حَتَّى تَمْثُلَ بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَتَكَلَّمَ بِعُذْرِكَ وَأَقِرَّ بِذَنْبِكَ وَاسْتَشْهِدْنِي عَلَى مَا أَحْبَبْتَ أَشْهَدْ لَكَ. قَالَ فَفَعَلَ الشَّعْبِيُّ. فَلَمْ يَشْعُرِ الْحَجَّاجُ إِلا وَهُوَ قَائِمٌ بَيْنَ يَدَيْهِ. قَالَ لَهُ: الشَّعْبِيُّ؟ قَالَ: نَعَمْ أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ. قَالَ: أَلَمْ أَقْدَمِ الْبَلَدَ وَعَطَاؤُكَ كَذَا وَكَذَا فَزَدْتُكَ فِي عَطَائِكَ وَلا يُزَادُ مِثْلُكَ؟ قَالَ: بَلَى أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ.
قَالَ: أَلَمْ آمُرْ أَنْ تَؤُمَّ قَوْمَكَ وَلا يَؤُمُّ مِثْلُكَ؟ قَالَ: بَلَى أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ. قَالَ: أَلَمْ أُعَرِّفْكَ عَلَى قَوْمِكَ وَلا يُعَرَّفُ مِثْلُكَ؟ قَالَ: بَلَى أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ. قَالَ: أَلَمْ أُوفِدْكَ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَلا يُوفَدُ مِثْلُكَ؟ قَالَ: بَلَى أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ. قَالَ: فَمَا أَخْرَجَكَ مَعَ عَدُوِّ الرَّحْمَنِ؟ قَالَ: أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ. خَبَطَتْنَا فِتْنَةٌ فَمَا كُنَّا فِيهَا بِأَبْرَارٍ أَتْقِيَاءَ وَلا فُجَّارٍ أَقْوِيَاءَ. وَقَدْ كَتَبْتُ إِلَى يَزِيدَ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ أُعْلِمُهُ نَدَامَتِي عَلَى مَا فَرَطَ مِنِّي وَمَعْرَفَتِي(6/261)
بِالْحَقِّ الَّذِي خَرَجْتُ مِنْهُ وَسَأَلْتُهُ أَنْ يُخْبِرَ بِذَلِكَ الأَمِيرَ وَيَأْخُذَ لِي مِنْهُ أَمَانًا فَلَمْ يَفْعَلْ.
فَالْتَفَتَ الْحَجَّاجُ إِلَى يَزِيدَ فَقَالَ: أَكَذَلِكَ يَا يَزِيدُ؟ قَالَ: نَعَمْ أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ. قَالَ:
فَمَا مَنَعَكَ أَنْ تُخْبِرَنِي بِكِتَابِهِ؟ قَالَ: الشُّغْلُ الَّذِي كَانَ فِيهِ الأَمِيرُ. فَقَالَ الْحَجَّاجُ: أَوَّلا.
انْصَرِفْ. فَانْصَرَفَ الشَّعْبِيُّ إِلَى مَنْزِلِهِ آمِنًا.
قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ عَنْ ابْنِ شُبْرُمَةَ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: مَا كَتَبْتُ سَوْدَاءَ فِي بَيْضَاءَ قَطُّ وَمَا حَدَّثَنِي أَحَدٌ بحديث فأحببت أن يعيده علي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ: كَانَ الشَّعْبِيُّ يُؤَبِّدُنَا يَجِيءُ بالأوابد ما كذا وكذا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ الشَّعْبِيَّ يَقُولُ: لَيْتَنِي انْفَلَتُّ مِنْ عِلْمِي كَفَافًا لا عَلَيَّ وَلا لِيَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو الْمِنْقَرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ أَنَّ عَامِرًا الشَّعْبِيَّ سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ فِيهِ شَيْءٌ.
فَقِيلَ لَهُ: قُلْ بِرَأْيِكَ. قَالَ: وَمَا تَصْنَعُ برأيي؟ بل على رأيي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: كَانَ الشَّعْبِيُّ يحدث بالحديث بالمعاني.
قَالَ: أخبرنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْخَطَّابِ الضَّبِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مِنْدَلٌ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُقْبَةَ أَبِي كِبْرَانَ الْمُرَادِيِّ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: اكْتُبُوا ما سمعتم مني ولو في الجدار.
قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي السَّفَرِ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: مَا أَنَا بِعَالِمٍ وَلا أَتْرُكُ عَالِمًا وَإِنَّ أَبَا حَصِينٍ لِرَجُلٌ صَالِحٌ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ عَنْ آدَمَ أَنَّ رَجُلا سَأَلَ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَقَالَ: لا أَدْرِي. فَمَرَّ عَلَيْهِ عَامِرٌ الشَّعْبِيُّ. فَقَالَ لِلرَّجُلِ: سَلْ ذَاكَ الشَّيْخَ ثُمَّ ارْجِعْ فَأَخْبَرْنِي. فَرَجَعَ إِلَيْهِ قَالَ: قَالَ لا أَدْرِي. قَالَ إبراهيم: هذا والله الفقه.
قال: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ عَنِ الصَّلْتِ بْنِ بَهْرَامَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ رَجُلا بَلَغَ مَبْلَغَ الشَّعْبِيِّ أَكْثَرَ يقول لا أدري منه.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ(6/262)
سعيد قال: قلت للشعبي حديثا حدثتنيه اخْتُلِجَ مِنِّي. قَالَ: مَا هُوَ؟ قُلْتُ: لا أَدْرِي.
قَالَ: لَعَلَّهُ كَذَا. قُلْتُ: لا. قَالَ: لَعَلَّهُ كَذَا. قُلْتُ: لا. قَالَ: لَعَلَّهُ.
هَنِيئًا مَرِيئًا غَيْرَ دَاءٍ مُخَامِرٍ ... لِعَزَّةَ مِنْ أَعْرَاضِنَا ما استحلت
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: سَمِعْتُ صَالِحَ بْنَ صَالِحٍ الْهَمْدَانِيَّ يَقُولُ:
وَقَفَ الشَّعْبِيُّ عَلَى قَوْمٍ وَهُمْ يَنَالُونَ مِنْهُ وَلا يَرَوْنَهُ. فَلَمَّا سَمِعَ كَلامَهُمْ قَالَ لَهُمْ:
هَنِيئًا مَرِيئًا غَيْرَ دَاءٍ مُخَامِرٍ ... لِعَزَّةَ مِنْ أَعْرَاضِنَا مَا استحلت
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ:
كُنْتُ مَعَ الشَّعْبِيِّ وَيَدِي فِي يَدِهِ. أَوْ يَدُهُ فِي يَدِي. فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْمَسْجِدِ فَإِذَا حَمَّادٌ فِي الْمَسْجِدِ وَحَوْلَهُ أَصْحَابُهُ وَلَهُمْ ضَوْضَاءٌ وَأَصْوَاتٌ. قَالَ فَقَالَ: وَاللَّهِ لَقَدْ بَغَّضَ إِلَيَّ هَؤُلاءِ هَذَا الْمَسْجِدَ حَتَّى تَرَكُوهُ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ كُنَاسَةِ دَارِي. مَعَاشِرَ الصَّعَافِقَةِ. فَانْصَاعَ رَاجِعًا وَرَجَعْنَا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي السَّفَرِ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: لَقَدْ أَتَى عَلَيَّ زَمَانٌ وَمَا مِنْ مَجْلِسٍ أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَجْلِسَ فِيهِ مِنْ هَذَا الْمَسْجِدِ. فَلَكُنَاسَةُ الْيَوْمِ أَجْلِسُ عَلَيْهَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَجْلِسَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ. قَالَ وَكَانَ يَقُولُ إِذَا مَرَّ عَلَيْهِمْ: مَا يَقُولُ هَؤُلاءِ الصَّعَافِقَةُ؟ أَوْ قَالَ: بَنُو اسْتِهَا. شَكَّ قَبِيصَةُ.
مَا قَالُوا لَكَ بِرَأْيِهِمْ فَبُلْ عَلَيْهِ وَمَا حَدَّثُوكَ عَنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَخُذْ بِهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمَّانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَنِيفَةَ قَالَ:
رَأَيْتُ الشَّعْبِيَّ يَلْبَسُ الْخَزَّ وَيُجَالِسُ الشُّعَرَاءَ فَسَأَلْتُهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَقَالَ: مَا يَقُولُ فِيهَا بَنُو اسْتِهَا. يعني الموالي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي حَصِينٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: لَوَدِدْتُ أَنَّ عَطَائِي فِي بَوْلِ حِمَارٍ. كَمْ من قد قاده عطاؤه إلى النار!.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ عَطِيَّةَ السَّرَّاجِ قَالَ: مَرَرْتُ مَعَ الشَّعْبِيِّ عَلَى مَسْجِدٍ مِنْ مَسَاجِدِ جُهَيْنَةَ فَقَالَ: أَشْهَدُ عَلَى كَذَا وَكَذَا مِنْ أَهْلِ هَذَا الْمَسْجِدِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثَلاثُمِائَةٍ يَشْرَبُونَ نبيذ الدنان في العرائس.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ قَالَ: رَأَيْتُ الشَّعْبِيَّ(6/263)
يَقْضِي فِي الزَّاوِيَةِ الَّتِي عِنْدَ بَابِ الْفِيلِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ قَالَ: قَدَّمْتُ إِلَى الشَّعْبِيِّ غَرِيمًا لِي عَلَيْهِ دَرَاهِمُ فَقَالَ: لِئَنْ لَمْ تُعْطِهِ أَوْ جَاءَ بِكَ مَرَّةً أُخْرَى لأَحْبِسَنَّكَ وَلَوْ كُنْتَ ابْنَ عَبْدِ الْحَمِيدِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَكَانَ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ وَالِي عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَلَى الْعِرَاقِ فَوَلَّى عَامِرًا الشَّعْبِيَّ قضاء الكوفة.
قال: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الشَّعْبِيِّ عِمَامَةً بَيْضَاءَ قَدْ أَرْخَى طَرَفَهَا وَلَمْ يَرُدَّهَا.
قال: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ شَبِيبٍ الْمُسْلِيُّ قَالَ: قَالَ لِي أَبِي: رَأَيْتُ عَلَى الشَّعْبِيِّ مِلْحَفَةً حَمْرَاءَ شديدة الحمرة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: سَمِعْتُ لَيْثًا يَذْكُرُ قَالَ: رَأَيْتُ الشَّعْبِيَّ وَمَا أَدْرِي ملحفته أشد حمرة أو لحيته.
قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ قَالَ: رَأَيْتُ الشَّعْبِيَّ بِالْكُوفَةِ عَلَيْهِ دُرَّاعَةٌ حَمْرَاءُ. لَيْسَ عَلَيْهِ رِدَاءٌ. وَعِمَامَةٌ حَمْرَاءُ قَدْ تَعَجَّرَ بِهَا مِنْ ثِيَابِ الْيَمَنِ. الدُّرَّاعَةُ وَالْعِمَامَةُ. قَالَ وَرَأَيْتُهُ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ قَاضٍ بِالْكُوفَةِ وهو يقضي فِي الْمَسْجِدِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا فطر قال: رأيت الشعبي يصبغ بالحناء.
قال: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ قَالَ: قُلْتُ لِمُعَرِّفِ بْنِ وَاصِلٍ: كَانَ الشَّعْبِيُّ يَخْضِبُ؟ قَالَ: بِالْحِنَّاءِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ الزَّيَّاتُ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الشَّعْبِيِّ مطرف خز أصفر.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: حَدَّثَنَا عُرْوَةُ الْبَزَّازُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: رَأَيْتُ على عامر مطرف خز أخضر.
قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الشَّعْبِيِّ قَلَنْسُوَةَ خز خضراء.(6/264)
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنِ الشَّعْبِيِّ أَنَّهُ كَانَ لَهُ مِطْرَفَا خز يلبسهما مختلفا ألوانهما.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ أَنَّ الشَّعْبِيَّ كَانَ يَلْبَسُ الْمُعَصْفَرَ.
قال: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْرَقُ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ قَالا: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الشَّعْبِيِّ مِلْحَفَةً حَمْرَاءَ.
قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ فِي حَدِيثِهِ: وَإِزَارًا أَصْفَرَ.
قَالَ: وَقَالَ إِسْحَاقُ فِي حَدِيثِهِ: قُلْتُ مُشْبَعَةٌ؟ قَالَ: نعم.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: رَأَيْتُ على الشعبي ملحفة حمراء وإزارا أصفر.
قال: أخبرنا مالك بن إسماعيل قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الشعبي إزارا مفتولا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ: رَأَيْتُ الشَّعْبِيَّ جالسا على جلد أسد.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَبِي شُعَيْبٍ الْعُكْلِيُّ قَالَ:
سَأَلْتُ عَامِرًا عَنْ لُبْسِ الْفِرَاءِ. وَعَلَيْهِ مُسْتُقَةُ فِرَاءٍ. قُلْتُ: مَا تَرَى فِي لُبْسِهَا؟ قَالَ:
حَسَنٌ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ دِبَاغَهَا طهورها.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسٌ عَنْ مُجَالِدٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الشَّعْبِيِّ قباء سمور.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ:
رأيت الشعبي يصلي في مستقة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ الْعَبْسِيُّ قَالَ:
لَقِيتُ الشَّعْبِيَّ فِي يَوْمِ عِيدِ فِطْرٍ أَوْ أَضْحًى وعليه برد عدني.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَبَّانُ عَنْ مُجَالِدٍ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا الشَّعْبِيُّ وَعَلَيْهِ قَبَاءُ سَمُّورٍ كَانَ يُصَلِّي فِيهِ. وَكَانَ يصلي في جلود الثعالب.(6/265)
قال: قَالَ الْحَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: سَأَلْتُ أَبَا إِسْحَاقَ قُلْتُ:
أَنْتَ أَكْبَرُ أَمِ الشَّعْبِيُّ؟ قَالَ: الشَّعْبِيُّ أَكْبَرُ مِنِّي بِسَنَةٍ أَوْ سَنَتَيْنِ.
قَالَ شُعْبَةُ: وَقَدْ رَأَى أَبُو إِسْحَاقَ عَلِيًّا وَكَانَ يَصِفُهُ لَنَا عَظِيمُ الْبَطْنِ أَجْلَحُ.
قَالَ: وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ ابْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ عن مكحول قال: ما رأيت أحدا أعلم بسنة ماضية من الشعبي.
قال: وَقَالَ سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: إِذَا عَظُمَتِ الْحَلْقَةُ فَإِنَّمَا هُوَ نِدَاءٌ أو نجاء.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كِبْرَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي الشَّعْبِيُّ قَالَ:
أَرْسَلَنِي الْحَجَّاجُ إِلَى رُتْبيِلٍ فَأَجَازَنِي وَقَالَ لِي: مَا هَذَا الصِّبْغُ؟ إِنَّمَا الشَّعْرُ أَبْيَضُ وَأَسْوَدُ. قُلْتُ: سنة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ عَنْ طَارِقِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى الشَّعْبِيِّ أَعُودُهُ مِنْ مَرَضٍ كَانَ بِهِ فَقَامَ يُصَلِّي في قميص وإزار وليس عليه رداء.
قال: أَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ تَمِيمِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي أَنَّ الشَّعْبِيَّ كَانَ لا يَقُومُ مِنْ مَجْلِسِهِ حَتَّى يَقُولَ: أَشْهَدُ أَنَّ لا إِلَهَ إِلا اللَّهَ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. وَأَشْهَدُ أَنَّ الدِّينَ كَمَا شَرَعَ. وَأَشْهَدُ أَنَّ الإِسْلامَ كَمَا وَصَفَ. وَأَشْهَدُ أَنَّ الْكِتَابَ كَمَا أَنْزَلَ. وَأَنَّ الْقَوْلَ كَمَا حَدَّثَ. وَأَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ. فَإِذَا ذَهَبَ يَنْهَضُ قَالَ: ذَكَرَ الله محمدا منا بالسلام.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ عِنْدَ الشَّعْبِيِّ: قَالَ اللَّهُ. فَقَالَ الشَّعْبِيُّ: وَمَا عَلَيْكَ أن لا تقول قال اللَّهِ؟.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ قَالَ: سَمِعْتُ عَامِرًا الشَّعْبِيَّ. وَقَالَ لَهُ أَبِي مَا لإِزَارِكَ مُسْتَرْخِيًا يَا أَبَا عَمْرٍو؟
قَالَ وَعَلَيْهِ إِزَارُ كَتَّانٍ مُوَرَّدٌ. قَالَ: فَقَالَ الشَّعْبِيُّ: لَيْسَ هَاهُنَا شَيْءٌ يَحْمِلُهُ. وَضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَى أَلْيَتِهِ. قَالَ فَقَالَ لَهُ أَبِي: كَمْ تَرَاهُ أَتَى لَكَ يَا أَبَا عَمْرٍو؟ فَأَجَابَهُ الشَّعْبِيُّ فَقَالَ:
نَفْسِي تَشَكَّى إِلَيَّ الْمَوْتَ مُزْحِفَةً ... وَقَدْ حَمَلْتُكِ سَبْعًا بَعْدَ سَبْعِينًا
إِنْ تُحْدِثِي أَمَلا يَا نَفْسُ كَاذِبَةً ... إِنَّ الثَّلاثَ يُوَفِّينَ. الثمانينا(6/266)
قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ شُعَيْبٍ: وَكَانَ ابْنَ سبع وسبعين سنة وهو يقرض الشعر.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: تُوُفِّيَ الشَّعْبِيُّ بِالْكُوفَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ وَهُوَ ابْنُ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: تُوُفِّيَ الشَّعْبِيُّ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَةٍ.
قَالَ: وَكَذَلِكَ رَوَى سَعِيدُ بْنُ جَمِيلٍ عَنْ أَبَانَ بْنِ عُمَرَ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: مَاتَ الشَّعْبِيُّ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَةٍ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ وَقَالَ غَيْرُهُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ ومائة وهو وَأَبُو بُرْدَةَ بْنُ أَبِي مُوسَى فِي جُمُعَةٍ.
قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ عَنْ عَاصِمٍ قَالَ: أَخْبَرْتُ الْحَسَنَ بِمَوْتِ الشَّعْبِيِّ فَقَالَ: رَحِمَهُ اللَّهُ. إِنْ كَانَ مِنَ الإِسْلامِ لَبِمَكَانٍ. قال وتوفي الشعبي فجاءه.
2317- سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ.
ويكنى أبا عبد الله مولى لبني والبة بن الحارث من بني أسد ابن خزيمة.
قال: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَأَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالُوا: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ السَّمَّانُ.
جَمِيعًا عَنْ أَبِي بِشْرٍ جَعْفَرِ بْنِ إِيَاسَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ. قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مِنْ بَنِي أَسَدٍ. قَالَ مِنْ عَرَبِهِمْ أَوْ مِنْ مَوَالِيهِمْ؟ قُلْتُ: لا بَلْ مِنْ مَوَالِيهِمْ.
قَالَ: فَقُلْ أَنَا مِمَّنْ أَنْعَمَ اللَّهُ عليه من بني أسد.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ بْنُ يَحْيَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: رَآنِي أَبُو مَسْعُودٍ الْبَدْرِيُّ فِي يَوْمٍ عِيدٍ وَلِي ذُؤَابَةٌ فَقَالَ: يَا غُلامُ. أَوْ يَا غُلَيِّمُ. إِنَّهُ لا صَلاةَ فِي مِثْلِ هَذَا الْيَوْمِ قَبْلَ صَلاةِ الإِمَامِ فَصَلِّ بَعْدَهَا ركعتين وأطل القراءة.
__________
2317 التاريخ الكبير (1533) ، والصغير (1/ 210، 213، 221، 226، 227) ، والجرح (29) ، وحلية الأولياء (4/ 272) ، والأنساب (3/ 188) ، وتهذيب الأسماء (1/ 216) ، والكاشف (1880) ، وتذكرة الحفاظ (1/ 76) ، والعبر (1/ 112) ، والبداية والنهاية (9/ 96، 98) .(6/267)
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَقَدْ رَوَى أَيْضًا سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَابْنِ عباس وغيرهما.
قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ سُلَيْمَانَ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: حَدِّثْ. فَقَالَ: أُحَدِّثُ وَأَنْتَ هَاهُنَا؟ فَقَالَ: أَوَلَيْسَ مِنْ نِعْمَةِ اللَّهِ عَلَيْكَ أَنْ تَتَحَدَّثَ وَأَنَا شَاهِدٌ فَإِنْ أصبت فذاك وإن أخطأت علمتك؟.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَعْدَانَ قَالَ:
حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ أَنَّهُ كَانَ يُسَائِلُ ابْنَ عَبَّاسٍ قَبْلَ أَنْ يَعْمَى فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَكْتُبَ مَعَهُ. فَلَمَّا عَمِيَ ابْنُ عَبَّاسٍ كَتَبَ. فَبَلَغَهُ ذَلِكَ فغضب.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ ابْنَ أَبِي الْمُغِيرَةِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: رُبَّمَا أَتَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ فَكَتَبْتُ فِي صَحِيفَتِي حَتَّى أَمْلأَهَا وَكَتَبْتُ فِي نَعْلِي حَتَّى أَمْلأَهَا وَكَتَبْتُ فِي كَفِّي. وَرُبَّمَا أَتَيْتُهُ فَلَمْ أَكْتُبْ حَدِيثًا حَتَّى أَرْجِعَ. لا يَسْأَلُهُ أَحَدٌ عَنْ شيء.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي الْمِقْدَامِ عَنْ مُؤَذِّنِ بَنِي وادعة قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى مِرْفَقَةٍ مِنْ حَرِيرٍ.
وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ عِنْدَ رِجْلَيْهِ وَهُوَ يَقُولُ لَهُ: انْظُرْ كَيْفَ تُحَدِّثُ عَنِّي فَإِنَّكَ قَدْ حَفِظْتَ عني حديثا كثيرا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ الْقُمِّيُّ عَنْ جَعْفَرِ ابن أبي المغيرة قال: كان ابن عباس بعد ما عَمِيَ إِذَا أَتَاهُ أَهْلُ الْكُوفَةِ يَسْأَلُونَهُ قَالَ:
تَسْأَلُونِي وَفِيكُمُ ابْنُ أُمِّ دَهْمَاءَ؟.
قَالَ يَعْقُوبُ: يعني سعيد بن جبير.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو حَصِينٍ قَالَ: سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ قُلْتُ: أَكُلُّ مَا أَسْمَعُكَ تُحَدِّثُ سَأَلْتَ عَنْهُ ابْنَ عَبَّاسٍ؟ فَقَالَ: لا. كُنْتُ أَجْلِسُ وَلا أَتَكَلَّمُ حَتَّى أَقُومَ. فَيَتَحَدَّثُونَ فَأَحْفَظُ.
قَالَ: أخبرنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْخَطَّابِ الضَّبِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ سَعِيدٍ قَالَ: كُنْتُ آتِي ابْنَ عَبَّاسٍ فَأَكْتُبُ عَنْهُ.(6/268)
قال: أَخْبَرَنَا أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ هُرْمُزَ قَالَ: كَانَ سَعِيدُ بن جبير يكره كتاب الحديث.
قال: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: كُنْتُ أَسْأَلُ ابْنَ عُمَرَ فِي صَحِيفَةٍ وَلَوْ عَلِمَ بِهَا كَانَتِ الْفَيْصَلَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ. قَالَ فَسَأَلْتُهُ عَنِ الإِيلاءِ فَقَالَ: أَتُرِيدُ أَنْ تَقُولَ قَالَ ابْنُ عُمَرَ. وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ؟ قَالَ قُلْتُ: نَعَمْ وَنَرْضَى بِقَوْلِكَ وَنَقْنَعُ. قَالَ يَقُولُ فِي ذَلِكَ الأمراء.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: كُنَّا إِذَا اخْتَلَفْنَا بِالْكُوفَةِ فِي شَيْءٍ كَتَبْتُهُ عِنْدِي حَتَّى أَلْقَى ابْنَ عُمَرَ فأسأله عنه.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَسْلَمَ الْمِنْقَرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عُمَرَ فَسَأَلَهُ عَنْ فَرِيضَةٍ فَقَالَ: ائْتِ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ فَإِنَّهُ أَعْلَمُ بِالْحِسَابِ مِنِّي وَهُوَ يَفْرِضُ مِنْهَا مَا أفرض.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ ثُوَيْرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: كَانَ نَقْشُ خَاتَمِي عَزَّ رَبِّي وَاقْتَدَرَ. قَالَ فَقَرَأَهُ ابْنُ عُمَرَ فَنَهَانِي عَنْهُ فَمَحَوْتُهُ وكتبت: سعيد بن جبير.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عن مسعود بن مالك قال:
[قال لِي عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ: مَا فَعَلَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ؟ قَالَ قُلْتُ: صَالِحٌ. قَالَ: ذَاكَ رَجُلٌ كَانَ يَمُرُّ بِنَا فَنُسَائِلُهُ عَنِ الْفَرَائِضِ وَأَشْيَاءَ مِمَّا يَنْفَعُنَا اللَّهُ بِهَا. إِنَّهُ لَيْسَ عِنْدَنَا مَا يَرْمِينَا بِهِ هَؤُلاءِ. وَأَشَارَ بِيَدِهِ إلى العراق] .
قال: أخبرنا مالك بن إسماعيل قال: حدثنا كَامِلٌ عَنْ حَبِيبٍ قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ يَعْذِلُونَهُ يُحَدِّثُ فَقَالَ: إِنِّي أُحَدِّثُكَ وَأَصْحَابُكَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَذْهَبَ بِهِ معي إلى حفرتي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ مَا يَأْتِينِي أَحَدٌ يَسْأَلُنِي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: حَدَّثَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ بِحَدِيثٍ. قَالَ فَتَبِعْتُهُ أَسْتَعِيدُهُ فقال: ليس كل حين أحلب فأشرب.(6/269)
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: أَتَيْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ فَقَالَ لِي: أَزْهَدُ النَّاسِ؟ كَانَ يَجِيئُنِي إِلَى هَذِهِ السَّاعَةِ كذا وكذا يسألونني.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ قَالَ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ يَقُصُّ لَنَا كُلَّ يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ بَعْدَ صلاة الفجر وبعد العصر.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ أَبِي حَسَّانَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ أَنَّ امْرَأَةً كَتَبَتْ إلى ابن عباس بعد ما ذَهَبَ بَصَرُهُ. قَالَ فَدَفَعَ الْكِتَابَ إِلَى ابْنِهِ فَلَبَّسَ. قَالَ فَدَفَعَ الصَّحِيفَةَ إِلَيَّ فَقَرَأْتُهَا عَلَيْهِ فَقَالَ لابْنِهِ: أَلا هَذْرَمْتَهَا كَمَا هَذْرَمَهَا الْغُلامُ المضري.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ سَعِيدِ ابن جُبَيْرٍ أَنَّهُ كَانَ يَخْتِمُ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ ليلتين.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ حَمَّادٍ قَالَ: قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: قَرَأْتُ الْقُرْآنَ فِي رَكْعَةٍ فِي الْكَعْبَةِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ وَفَاءٍ قَالَ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ يَجِيءُ فِيمَا بَيْنَ الْمَغْرِبِ والعشاء فيقرأ القرآن في رمضان.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ عَنِ الصَّعْبِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: مَا مَضَتْ عَلَيَّ لَيْلَتَانِ مُنْذُ قُتِلَ الْحُسَيْنُ إِلا أَقْرَأُ فيهما القرآن إلا مسافرا أو مريضا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هَاشِمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: إِنِّي لأَقْرَأُ عَامَّةَ حِزْبِي وَإِنَّ الإِمَامَ لَيَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ قَالَ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ يُصَلِّي بِنَا فِي رَمَضَانَ فَكَانَ يَرْجِعُ فَرُبَّمَا أَعَادَ الآية مرتين.
قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ لِرَجُلٍ: مَا الَّذِي أَحْدَثْتُمْ بَعْدِي؟ قَالَ: لَمْ نُحَدِثْ بَعْدَكَ شَيْئًا. قَالَ:(6/270)
بلى. الأعمى وابن الصيقل يغنيانكم بالقرآن.
قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ: رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ يَؤُمُّهُمْ فَسَمِعْتُهُ يُرَدِّدُ هَذِهِ الآيَةَ: «إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ وَالسَّلاسِلُ يُسْحَبُونَ» غافر: 71.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ قَالَ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ يُصَلِّي بِنَا الْعَتَمَةَ فِي رَمَضَانَ ثُمَّ يَرْجِعُ فَيَمْكُثُ هُنَيْهَةً ثُمَّ يَرْجِعُ فَيُصَلِّي بِنَا سِتَّ تَرْوِيحَاتٍ ويوتر بثلاث ويقنت بقدر خمسين آية.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ الْغَرَقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا جُوَيْرِيَةُ بْنُ بَشِيرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ أَنَّهُ كَانَ إِذَا خَتَمَ السُّورَةَ فِي صَلاتِهِ تَطَوُّعًا قَالَ: صَدَقَ الصادق البار.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: لأَنْ أُضْرَبَ عَلَى رَأْسِي أَسْوَاطًا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أتكلم والإمام يخطب يوم الجمعة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ قَالَ:
كَلَّمْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ بَعْدَ مَطْلَعِ الْفَجْرِ فلم يكلمني.
قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: أَنْبَأَنِي مَنْ رَأَى سَعِيدَ بْنَ جبير يقبل ابنه وهو رجل.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ أَنَّهُ كَانَ إِذَا فَرَغَ مِنْ طَعَامِهِ قَالَ: اللَّهُمَّ أَشْبَعْتَ وَأَرْوَيْتَ فهننا ورزقت فأكثرت وأطيبت فزدنا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَمْزَةَ مَوْلَى يَزِيدَ بْنِ الْمُهَلَّبِ قَالَ: كُنْتُ أُصَلِّي إِلَى جَانِبِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ. وَكَانَ إِذَا قَالَ الإِمَامُ: «غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ» الفاتحة: 7 قَالَ سَعِيدٌ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي. آمِينَ. قَالَ وَكَانَ إِذَا قَالَ الإِمَامُ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ قَالَ سَعِيدٌ: اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الحمد ملء السماوات وَمِلْءَ الأَرَضِينَ السَّبْعِ وَمِلْءَ مَا بَيْنَهُمَا وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ. قَالَ فَرُبَّمَا لَمْ يَزَلْ يَتَكَلَّمُ بِهَذَا حَتَّى يَهْوِي إِلَى السجود فيقول: الله أكبر.(6/271)
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ الأَغَرِّ الْمَكِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ بَشِيرٍ عَنْ سَالِمٍ. يَعْنِي الأَفْطَسَ. أَنَّ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ عَقَّ عَنْ نَفْسِهِ بعد ما كان رجلا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْقُرْقُسَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا جَبَلَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَالِبِيُّ الْكُوفِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ يَعْتَكِفُ فِي مَسْجِدِ قَوْمِهِ.
قال: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي الْجَحَّافِ عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ أَنَّهُ كَانَ لا يَدَعُ أَحَدًا يَغْتَابُ عِنْدَهُ أَحَدًا. يَقُولُ: إِنْ أردت ذلك ففي وجهه.
قال: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ عَنْ هَمَّامٍ عَنْ لَيْثٍ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ أَبْصَرَ دُرَّةً فلم يأخذها.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَصَمُّ قَالَ:
سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: قَالَ أَبِي: أَظْهِرِ الْيَأْسَ مِمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ فَإِنَّهُ عَنَاءٌ. وَإِيَّاكَ وَمَا يُعْتَذَرُ مِنْهُ فإنه لا يعتذر مِنْ خَيْرٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مِنْدَلٌ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ قَالَ:
رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ اكْتَحَلَ وَهُوَ صَائِمٌ. قَالَ وَرَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ يُصَلِّي فِي سيف.
ليس عليه رداء غَيْرَهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ: رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ يُصَلِّي فِي الطَّاقِ وَلا يَقْنُتُ فِي الصُّبْحِ. قَالَ وَكَانَ يَعْتَمُّ وَيُرْخِي لَهَا طرفا شبرا من ورائه.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ هِلالِ بْنِ خَبَّابٍ قَالَ: رَأَيْتُ سعيد بن جبير أهل من الكوفة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمْزَةُ الزَّيَّاتُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: رَأَيْتُهُ يَطُوفُ يَمْشِي عَلَى هينته.
قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ قَالَ: قِيلَ لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: الشُّكْرُ أَفْضَلُ أَمِ الصَّبْرُ؟ قَالَ: الصَّبْرُ وَالْعَافِيَةُ أحب إلي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَزْمٌ قَالَ: حَدَّثَنَا هِلالُ بْنُ خَبَّابٍ(6/272)
قَالَ: لَقِيتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ بِمَكَّةَ فَقُلْتُ: مِنْ أَيْنَ هَلاكُ النَّاسِ؟ قَالَ: مِنْ قِبَلِ علمائهم.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ سَعِيدِ بن جبير قوله إِنَّ أَرْضِي واسِعَةٌ.
قال: إذا عمل فيها بالمعاصي فاخرجوا.
قال: أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ عَنْ أَبِي يُونُسَ القزي قال: قلت لسعيد بن جبير قول الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى: «إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ» النساء:
98. قَالَ: كَانَ نَاسٌ بِمَكَّةَ مَظْلُومِينَ. أَوْ قَالَ مَقْهُورِينَ. قَالَ قُلْتُ: لَقَدْ جِئْتُكَ مِنْ عِنْدِ قَوْمٍ هَكَذَا. يَعْنِي زَمَنَ الْحَجَّاجِ. قَالَ: يَا ابْنَ أَخٍ لَقَدْ حَرَصْنَا وَجَهَدْنَا وَأَبَى اللَّهُ أَنْ يَكُونَ إِلا مَا أَرَادَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ.
يَعْنِي ابْنَ سَالِمٍ. عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ اسْتَعْمَلَهُ مَطَرُ بْنُ نَاجِيَةَ فِي فِتْنَةِ ابْنِ الأَشْعَثِ عَلَى مَأْصِرَيِ الْكُوفَةِ عَلَى الصَّدَقَةِ وَالْعُشُورِ.
قَالَ حَبِيبٌ: فَرَكِبَ وَرَكِبْتُ مَعَهُ حَتَّى إِذَا انْتَهَيْنَا إِلَى الْمَأَصِرِ أَتَانَا رَجُلٌ كَانَ يَنْحَتُ السُّفُنَ قَبْلَ ذَلِكَ لِمَنْ كَانَ قَبْلَهُ فَدَخَلَ السَّفِينَةَ وَمَعَهُ مِحَسَّةٌ. فَقَالَ لَهُ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: إِلَيْكَ إِلَيْكَ. فَأَخْرَجَهُ. ثُمَّ نَظَرَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَهُوَ أَوَّلُ مَا رَكِبَ إِلَيْهِ فَمَنْ تَقَدَّمَ لَهُ يَوْمَئِذٍ بِيعَ مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ فَلَمْ يَرْزِهِ شَيْئًا وَلَمْ يَكُنْ يَرَى أَنَّ عَلَيْهِمْ عُشُورًا. وَنَظَرَ مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الإِسْلامِ فَأَخَذَ مِنْهُمُ صَدَقَةَ مَا كَانَ مَعَهُمْ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالُوا: وَكَانَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ فِيمَنْ خَرَجَ مِنَ الْقُرَّاءِ عَلَى الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ. وشهد دير الجماجم.
قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ عَنْ الزِّبْرِقَانِ الأَسَدِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ فِي الْجَمَاجِمِ فَقُلْتُ لَهُ: إِنِّي مَمْلُوكٌ وَمَوْلايَ مَعَ الْحَجَّاجِ. أَفَتَخَافُ عَلَيَّ إِنْ قُتِلْتُ أَنْ يَكُونَ عَلَيَّ وِزْرٌ؟ قَالَ: لا. قَاتِلْ فَإِنَّ مَوْلاكَ لَوْ كَانَ هَاهُنَا قَاتَلَ بِنَفْسِهِ وَبِكَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَارَةُ بْنُ زَاذَانَ عَنْ أَبِي الصَّهْبَاءِ قَالَ: قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ. وَذُكِرَ لَهُ أَنَّ الْحَسَنَ يَقُولُ إِنَّ التَّقِيَّةَ فِي الإِسْلامِ. فَقَالَ سَعِيدٌ: لا تَقِيَّةَ فِي الإِسْلامِ. قَالَ فَظَنَنْتُ أَنَّهُ ابْتُلِيَ وَأُخِذَ مِنْ قَابِلٍ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَكَانَ سَعِيدٌ لَمَّا انْهَزَمَ أَصْحَابُ ابْنِ الأَشْعَثِ مِنْ دَيْرِ(6/273)
الجماجم هرب فلحق بمكة.
قال: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَتِيقٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ حَائِنًا. إِنَّهُ فَعَلَ مَا فَعَلَ ثُمَّ أَتَى مَكَّةَ يُفْتِي النَّاسَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي حَفْصُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: حدثني مَنْ سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ يَقُولُ يَوْمَ أُخِذَ: وَشَى بِي وَاشٍ فِي بَلَدِ اللَّهِ الْحَرَامِ أَكِلُهُ إِلَى اللَّهِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَكَانَ الَّذِي أَخَذَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيُّ.
وَكَانَ وَالِي الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ على مكة. فبعث به إلى الحجاج.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَرْوَانَ عَنْ شَرِيكٍ عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ مُقَيَّدًا وَرَأَيْتُهُ دَخَلَ الْكَعْبَةَ عَاشِرَ عَشَرَةٍ مقيدين.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعَ خَالِدُ ابن عَبْدِ اللَّهِ صَوْتَ الْقُيُودِ فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فَقِيلَ لَهُ: سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَطَلْقُ بْنُ حَبِيبٍ وَأَصْحَابُهُمَا يَطُوفُونَ بِالْبَيْتِ. فَقَالَ: اقْطَعُوا عَلَيْهِمُ الطواف.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ حِينَ جِيءَ بِهِ إِلَى الْحَجَّاجِ. قَالَ فَبَكَى رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ فَقَالَ سَعِيدٌ:
مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: لِمَا أَصَابَكَ. قَالَ: فَلا تَبْكِ. كَانَ فِي عِلْمِ اللَّهِ أَنْ يَكُونَ هَذَا. ثُمَّ قَرَأَ: «مَا أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها» الحديد: 22.
قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ شَيْخًا يَذْكُرُ أَنَّهُ كَانَ جَالِسًا عِنْدَ الْحَجَّاجِ حِينَ أُتِيَ بِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَلَهُ ضَفْرَانِ. فَكَلَّمَهُ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ: يَا حَرَسِيُّ انْطَلِقْ بِهِ فَاضْرِبْ عُنُقَهُ. فَانْطَلَقَ بِهِ فَقَالَ: دَعْنِي أُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ. وَتَوَجَّهْ نَحْوَ الْقِبْلَةِ. فَقَالَ الْحَجَّاجُ: مَا يَقُولُ لَكَ؟ قَالَ: قَالَ دَعْنِي أُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ. قَالَ: لا إِلا إِلَى الْمَشْرِقِ.
فَقَالَ سَعِيدٌ: «أينما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ» البقرة: 115. ثُمَّ مَدَّ عنقه فضربها.
قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ الْفَضْلَ بْنَ(6/274)
سُوَيْدٍ يُحَدِّثُ. وَكَانَ فِي حِجْرِ الْحَجَّاجِ وَكَانَ أَبُوهُ أَوْصَى إِلَى الْحَجَّاجِ. قَالَ: بَعَثَنِي الْحَجَّاجُ فِي حَاجَةٍ فَقِيلَ قَدْ جِيءَ بِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ. فَرَجَعْتُ لأَنْظُرَ مَا يَصْنَعُ بِهِ. فَقُمْتُ عَلَى رَأْسِ الْحَجَّاجِ. فَقَالَ لَهُ الْحَجَّاجُ: يَا سَعِيدُ أَلَمْ أَسْتَعْمِلْكَ؟ أَلَمْ أُشْرِكْكَ فِي أَمَانَتِي؟ قَالَ: بَلَى. قَالَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُخَلِّي سَبِيلَهُ. قَالَ: فَمَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ خَرَجْتَ عَلَيَّ؟ قَالَ: عُزِمَ عَلَيَّ. قَالَ فَطَارَ الْحَجَّاجُ شِقَّتَيْنِ غَضَبًا. قَالَ: هِيهِ أَفَرَأَيْتَ لِعَزِيمَةِ عَدُوِّ الرَّحْمَنِ عَلَيْكَ حَقًّا وَلَمْ تَرَ لِلَّهِ وَلا لأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْكَ حَقًّا؟ اضْرِبَا عُنُقَهُ.
فَضُرِبَتْ عُنُقُهُ. قَالَ فَنَدَرَ رَأْسُهُ فِي قَلَنْسِيَّةٍ بَيْضَاءَ لاطية كانت على رأسه.
قال: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: سَمِعْتُ خَلَفَ بْنَ خَلِيفَةَ يَذْكُرُ عَنْ رَجُلٍ قَالَ: لَمَّا قُتِلَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ فَنَدَرَ رَأْسُهُ هَلَّلَ ثَلاثًا. مَرَّةٌ يُفْصِحُ بِهَا وَفِي الثِّنْتَيْنِ يَقُولُ مثل ذلك فلا يفصح بها.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي الْيَقْظَانِ قَالَ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ يَقُولُ يَوْمَ دَيْرِ الْجَمَاجِمِ وَهُمْ يُقَاتِلُونَ: قَاتِلُوهُمْ عَلَى جَوْرِهِمْ فِي الْحُكْمِ وَخُرُوجِهِمْ مِنَ الدِّينِ وَتَجَبُّرِهِمْ عَلَى عِبَادِ اللَّهِ وَإِمَاتَتِهِمُ الصَّلاةَ وَاسْتِذْلالِهِمُ الْمُسْلِمِينَ. فَلَمَّا انْهَزَمَ أَهْلُ دَيْرِ الْجَمَاجِمِ لَحِقَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ بِمَكَّةَ فَأَخَذَهُ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فَحَمَلَهُ إِلَى الْحَجَّاجِ مَعَ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَوْسَطَ الْبَجَلِيِّ. وَكَانَ كَرِيُّهُمْ زَيْدَ بْنَ مَسْرُوقٍ أحد بني ضبارى بن عبيد بن ثعلبة بْنِ يَرْبُوعٍ. قَالَ فَأَدْخَلَهُ عَلَى الْحَجَّاجِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَوْسَطَ فَقَالَ لَهُ: أَلَمْ أَقْدَمِ الْعِرَاقَ فَأَكْرَمْتُكَ؟ وَذَكَرَ أَشْيَاءَ صَنَعَهَا بِهِ. قَالَ: بَلَى. قَالَ: فَمَا أَخْرَجَكَ عَلَيَّ؟ قَالَ:
كَانَتْ لابْنِ الأَشْعَثِ بَيْعَةٌ فِي عُنُقِي وَعُزِمَ عَلَيَّ. فَغَضِبَ الْحَجَّاجُ وَقَالَ: رَأَيْتَ لِعَدُوِّ اللَّهِ عَزْمَةً لَمْ تَرَهَا لِلَّهِ وَلا لأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَلا لِي. وَاللَّهِ لا أَرْفَعُ قَدَمَيَّ حَتَّى أَقَتُلَكَ وَأُعْجِلَكَ إِلَى النَّارِ! ائْتُونِي بِسَيْفٍ رَغِيبٍ. فَقَامَ مُسْلِمٌ الأَعْوَرُ وَمَعَهُ سَيْفٌ حَنَفِيٌّ عَرِيضٌ فَضَرَبَ عُنُقَهُ. فَكَانَ الْحَسَنُ يَقُولُ: الْعَجَبُ مِنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ. قَاتَلَ الْحَجَّاجَ فِي غَيْرِ مَوْطِنٍ وَأَمَرَ بِقِتَالِهِ. ثُمَّ هَرَبَ فَأَتَى مَكَّةَ فَلَمْ يَمْلِكْ نَفْسِهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: كَانَ قَتْلُ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ وَكَانَ يَوْمَئِذِ ابْنُ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً.
قال: أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ أَبُو خَيْثَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ وَاصِلِ بْنِ سُلَيْمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابن سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: قُتِلَ سَعِيدُ بْنُ جبير وهو ابن تسع وأربعين سنة.(6/275)
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنِ الأَعْمَشِ أَوْ مُغِيرَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ ذُكِرَ لَهُ فَقَالَ: ذَاكَ رَجُلٌ شَهَّرَ نَفْسَهُ.
وَقَالَ أَحَدُهُمَا: قِيلَ لإِبْرَاهِيمَ قُتِلَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ فَقَالَ: يَرْحَمُهُ اللَّهُ ما خلف مثله.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قال: حدثنا سفيان عن عمرو بن ميمون ابن مِهْرَانَ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: لَقَدْ مَاتَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَمَا عَلَى ظَهْرِ الأرض رجل إلا يحتاج إلى سعيد.
قَالَ: وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ عَنْ وِقَاءَ بْنِ إِيَاسَ قَالَ: رَأَيْتُ عَزْرَةَ يَخْتَلِفُ إِلَى سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ مَعَهُ التَّفْسِيرُ فِي كِتَابٍ وَمَعَهُ الدَّوَاةُ يُغَيِّرُ.
قال: أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ هُرْمُزَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ أَنَّهُ كَانَ يُنْكِرُ أَنْ يَتَكَفَّأَ الرَّجُلُ فِي صَلاتِهِ. قَالَ وَمَا رَأَيْتُهُ قَطُّ يُصَلِّي إلا كأنه وتد.
قال: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ قَالَ: لَمَّا أَمَرَ الْحَجَّاجُ بِقَتْلِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: دَعُونِي أُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمَّارٍ الدُّهْنِيُّ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: لَقَدْ رَأَيْتُهُ يُزَاحِمُنِي عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ.
يَعْنِي الحجاج.
قال: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ فِطْرٍ قَالَ: رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ أَبْيَضَ اللِّحْيَةِ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ عَنْ فِطْرٍ قَالَ: رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: كَانَ سعيد بن جبير شديد بياض اللحية.
قال: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ وَمَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ قَالَ: سُئِلَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ عَنِ الْخِضَابِ بِالْوَسْمَةِ فَكَرِهَهُ وَقَالَ: يَكْسُو اللَّهُ الْعَبْدَ النور في وجهه ثم يطفئه بالسواد!.
قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى سَعِيدِ بْنِ جبير عمامة بيضاء.(6/276)
قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ عَنْ أَبِي شِهَابٍ مُوسَى بْنِ نَافِعٍ قَالَ: رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ يُصَلِّي فِي برنسة لا يخرج يديه منه.
قال: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ مُوسَى بن نافع قال: رأيت سعيد بن جبير يَسْدِلُ فِي التَّطَوُّعِ وَعَلَيْهِ مِلْحَفَةٌ شُقَّتَانِ مُلَفَّفَةٌ.
قال: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عِمَامَةً بَيْضَاءَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ إِنَّ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ كَانَ يُحْرِمُ فِي الطَّيْلَسَانِ الْمُدَبَّجِ.
قَالَ عُمَرُ: وَكَانَ أَبِي يُحْرِمُ فِي الطَّيْلَسَانِ الْمُدَبَّجِ.
2318- أَبُو بُرْدَةَ بْنُ أَبِي مُوسَى
الأَشْعَرِيِّ واسمه عامر بن عبد الله بن قيس.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْعَبْدِيُّ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ قَالَ: أَرْسَلَنِي أَبِي إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ أَتَعَلَّمُ مِنْهُ. فَجِئْتُهُ فَسَأَلَنِي: مَنْ أَنْتَ؟
فَأَخْبَرْتُهُ. فَرَحَّبَ بِي فَقُلْتُ: إِنَّ أَبِي أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ لأَسْأَلَكَ وَأَتَعَلَّمَ مِنْكَ. قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي إِنَّكُمْ بِأَرْضِ تُجَّارٍ فَإِذَا كَانَ لَكَ عَلَى أَحَدٍ مَالٌ فَأَهْدَى لَكَ حَمْلَةً من تبن فلا تقبلها فإنها ربا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو بُرْدَةَ قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَلَقِيتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلامٍ فَقَالَ: أَلا تَدْخُلُ بَيْتًا دَخَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَتُصَلِّي فِي بَيْتٍ صَلَّى فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَنُطْعِمُكَ تَمْرًا وَسَوِيقًا؟
قَالَ: وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلامٍ: يَا ابْنَ أَخٍ إِنَّكَ بِأَرْضٍ الرِّبَا بِهَا فَاشٍ خَفِيٌّ. أَلَيْسَ مِنْكُمْ مَنْ إِذَا أَقْرَضَ قَرْضًا فَحَلَّ جَاءَ صَاحِبُهُ مَعَهُ بِالْحَامِلَةِ مِنَ الطَّعَامِ وَالْحَامِلَةِ مِنَ الْعَلَفِ؟
وَذَلِكَ هُوَ الرِّبَا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ مُهَاجِرٍ أَبِي الْحَسَنِ قَالَ: كَانَ أَبُو وَائِلٍ وَأَبُو بُرْدَةَ عَلَى بَيْتِ الْمَالِ.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: قَدْ وَلِي أبو بردة قضاء الكوفة بعد شريح.
__________
2318 التقريب (2/ 394) .(6/277)
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ مُرْدَانَيَّةَ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا بُرْدَةَ رَاكِبًا عَلَى رَاحِلَةٍ. وَمُصْحَفٌ مُعَلَّقٌ مُقَدَّمَ الرَّاحِلَةِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ النَّخَعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي غَنَّامُ بْنُ طَلْقِ بْنِ مُعَاوِيَةَ النَّخَعِيُّ قَالَ: شَهِدْتُ أَبَا بُرْدَةَ بْنَ أَبِي مُوسَى حضر جنازة مولى مات فينا فَقَدَّمَ عَلَيْهِ إِمَامَ الْحَيِّ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَقَدْ رَوَى أبو بردة عَنْ أَبِيهِ. وَقَدْ وَلِيَ قَضَاءَ الْكُوفَةِ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَغَيْرُهُ: تُوُفِّيَ أَبُو بُرْدَةَ بِالْكُوفَةِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَسَعِيدُ بْنُ جَمِيلٍ عَنْ أَبَانَ بْنِ عُمَرَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ: مَاتَ أَبُو بُرْدَةَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَةٍ.
2319- وأخوه موسى بن أبي موسى
الأشعري وأمه أم كلثوم بنت الفضل بن عباس ابن عبد المطلب. وقد روى موسى عن أبيه.
2320- وأخوهما أبو بكر بن أبي موسى
الأشعري وهو اسمه. وروى عن أبيه وغيره.
وكان قليل الحديث يستضعف: ومات في ولاية خالد بن عبد الله. وكان أكبر من أبي بردة.
2321- عُرْوَةُ بْنُ الْمُغِيرَةِ
بْنِ شُعْبَةَ الثَّقَفِيُّ ويكنى أبا يعفور. روى عن أبيه.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلامُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ الْمَازِنِيُّ عَنِ الشَّعْبِيِّ أَنَّ عُرْوَةَ بْنَ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ كَانَ أَمِيرًا عَلَى الْكُوفَةِ وَكَانَ خَيْرَ أَهْلِ ذَلِكَ الْبَيْتِ.
2322- العقار بن المغيرة
بن شعبة الثقفي. وقد روى عن أبيه أيضا.
2323- يعفور بن المغيرة
بن شعبة الثقفي. وقد روى عن أبيه أيضا.
__________
2319 التقريب (2/ 288) .
2320 التقريب (2/ 400) .
2321 التقريب (2/ 19) .
2322 التقريب (2/ 26) .(6/278)
2324- حَمْزَةُ بْنُ الْمُغِيرَةِ
بْنِ شُعْبَةَ الثَّقَفِيُّ. وقد روى عنه أيضا.
2325- إبراهيم النخعي.
وهو إبراهيم بن يزيد بن الأسود بْنِ عَمْرِو بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ سعد بن مالك بن النخع من مذحج. ويكنى أبا عمران وكان أعور.
قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ يَوْمًا:
إِنِّي لأَحْسَبُ إِبْرَاهِيمَ الَّذِي تَذْكُرُونَ فَتًى كَانَ يُجَالِسُنَا فِيمَا أَعْلَمُ عِنْدَ مَسْرُوقٍ كَأَنَّهُ لَيْسَ مَعَنَا وهو معنا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ أَخْضَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: وَصَفْتُ إِبْرَاهِيمَ لِمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ فَقَالَ: لَعَلَّهُ ذَلِكَ الْفَتَى الأَعْوَرُ الَّذِي كَانَ يُجَالِسُنَا عِنْدَ عَلْقَمَةَ هُوَ فِي الْقَوْمِ كَأَنَّهُ لَيْسَ فيهم.
قال: أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَعْوَرُ وَعَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ قَالا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: مَا كَتَبْتُ شَيْئًا قَطُّ.
قَالَ أَبُو قَطَنٍ. وَقَالَ شُعْبَةُ قَالَ مَنْصُورٌ: لأَنْ أَكُونَ كَتَبْتُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كذا وكذا.
قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ قَالَ: رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ يُسْتَفْتَى فَيَقُولُ: أَتَسْتَفْتُونِي وفيكم إبراهيم؟.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رُبَّمَا سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ يعجب يقول: احتيج إلي احتيج إلي!.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: سَمِعْتُ الأَعْمَشَ قَالَ: كُنَّا نَأْتِي شَقِيقًا وَنَأْتِي ذَا وَنَأْتِي ذَا وَلا نَرَى أَنَّ عِنْدَ إبراهيم شيئا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ الأَعْمَشِ قَالَ: مَا ذَكَرْتُ لإِبْرَاهِيمَ حَدِيثًا قَطُّ إلا زادني فيه.
قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ أَبْجَرَ عَنْ زُبَيْدٍ قَالَ: مَا سَأَلْتُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ شَيْءٍ قَطُّ إِلا عرفت فيه الكراهية.
__________
2324 التقريب (1/ 200) .
2325 التقريب (1/ 46) ، التاريخ الكبير (1/ 1/ 333) ، والجرح والتعديل (1/ 1/ 144) ، وتهذيب الكمال (265) .(6/279)
قال: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ: كُنَّا نهاب إبراهيم هيبة الأمير.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ قَالَ: سَمِعْتُ طَلْحَةَ يَقُولُ: مَا بِالْكُوفَةِ أَعْجَبُ إِلَيَّ مِنْ إِبْرَاهِيمَ وَخَيْثَمَةَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ فُضَيْلٍ قَالَ: قُلْتُ لإِبْرَاهِيمَ إِنِّي أَجِيئُكَ وَقَدْ جَمَعْتُ مَسَائِلَ فَكَأَنَّمَا تَخَلَّسَهَا اللَّهُ مِنِّي. وَأَرَاكَ تَكْرَهُ الْكِتَابَ. فَقَالَ: إِنَّهُ قَلَّ مَا كَتَبَ إِنْسَانٌ كِتَابًا إِلا اتَّكَلَ عَلَيْهِ. وَقَلَّ مَا طَلَبَ إِنْسَانٌ عِلْمًا إِلا آتاه الله منه ما يكفيه.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ أَنَّهُ كَانَ يَدْخُلُ عَلَى بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهِيَ عَائِشَةُ فَيَرَى عَلَيْهَنَّ ثِيَابًا حُمُرًا. فَقَالَ أَيُّوبُ لأَبِي مَعْشَرٍ: وَكَيْفَ كَانَ يَدْخُلُ عَلَيْهِنَّ؟ قَالَ: كَانَ يَحُجُّ مَعَ عَمِّهِ وَخَالِهِ عَلْقَمَةَ وَالأَسْوَدِ قَبْلَ أَنْ يَحْتَلِمَ. قَالَ: وَكَانَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ عائشة إخاء وود.
قال: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ عَنْ زُبَيْدٍ قَالَ: سَأَلْتُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَقَالَ: مَا وَجَدْتَ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَحَدًا تَسْأَلُهُ غَيْرِي؟.
قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي حَصِينٍ قَالَ: أَتَيْتُ إِبْرَاهِيمَ لأَسْأَلَهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَقَالَ: مَا وَجَدْتَ فِيمَا بيني وبينك أحدا تسأله غَيْرِي؟.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: كَانَ إِبْرَاهِيمُ يحدث بالحديث بالمعاني.
قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ:
قُلْتُ لإِبْرَاهِيمَ أَلا تُحَدِّثُنَا؟ فَقَالَ: تُرِيدُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ فُلانٍ؟ ائْتِ مَسْجِدَ الْحَيِّ فَإِنْ جاء إنسان يسأل عن شيء فستسمعه.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنِ الأَعْمَشِ قَالَ: قُلْتُ لإِبْرَاهِيمَ: إِذَا حَدَّثْتَنِي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ فَأَسْنِدْ. قَالَ: إِذَا قُلْتُ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ فَقَدْ سَمِعْتُهُ مِنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ أَصْحَابِهِ. وَإِذَا قُلْتُ حدثني فلان فحدثني فُلانٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَبِي هَاشِمٍ قَالَ:
قُلْتُ لإِبْرَاهِيمَ يَا أَبَا عِمْرَانَ أَمَا بَلَغَكَ حَدِيثٌ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تُحَدِّثُنَا؟ قَالَ: بَلَى وَلَكِنْ(6/280)
أَقُولُ قَالَ عُمَرُ وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ وَقَالَ عَلْقَمَةُ وَقَالَ الأَسْوَدُ أَجِدُ ذَاكَ أَهْوَنَ عَلَيَّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ قَالَ:
دَخَلْتُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ. قَالَ فَدَخَلَ عَلَيْهِ حَمَّادٌ. قَالَ فَجَعَلَ يَسْأَلُهُ وَمَعَهُ أَطْرَافٌ فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالَ: إِنَّمَا هِيَ أَطْرَافٌ. قَالَ: أَلَمْ أنهك عن هذا؟.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَاصِمٍ قَالَ: كَانَ أَبُو وَائِلٍ إِذَا جَاءَهُ إِنْسَانٌ يَسْتَفْتِيهِ قَالَ لَهُ: اذْهَبْ فَسَلْ أَبَا رَزِينٍ ثُمَّ ائْتِنِي فَأَخْبِرْنِي مَا رَدَّ عَلَيْكَ. قَالَ وَكَانَ أَبُو رَزِينٍ مَعَهُ فِي الدَّارِ. قَالَ وَكَانَ أَيْضًا إِذَا سُئِلَ يَقُولُ: ائْتِ إِبْرَاهِيمَ فَسَلْهُ ثُمَّ ائْتِنِي فَأَخْبِرْنِي مَا قال لَكَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ مُغِيرَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ أَنَّهُ كره أن يستند إلى السارية.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي قَيْسٍ قَالَ:
رَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ غُلامًا مَحْلُوقًا يُمْسِكُ لِعَلْقَمَةَ بِالرِّكَابِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ قَالَ: سَأَلْتُ الأَعْمَشَ: كَمْ كَانَ يَجْتَمِعُ عِنْدَ إِبْرَاهِيمَ؟ قَالَ: أَرْبَعَةٌ خَمْسَةٌ.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَمَا رَأَيْتُ عِنْدَ حبيب عشرة وما رأيت اثنين يسألانه.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا مِنْدَلٌ عَنِ الأَعْمَشِ قَالَ:
قَالَ لِي خَيْثَمَةُ تَذْهَبُ أَنْتَ وَإِبْرَاهِيمُ فَتَجْلِسُونَ فِي الْمَسْجِدِ الأَعْظَمِ فَيَجْلِسُ إِلَيْكُمُ الْعَرِّيفُ وَالشُّرَطِيُّ. فَذَكَرْتُهُ لإِبْرَاهِيمَ فَقَالَ: نَجْلِسُ فِي الْمَسْجِدِ فَيَجْلِسُ إِلَيْنَا الْعَرِّيفُ وَالشُّرَطِيُّ أَحَبُّ مِنْ أَنْ نَعْتَزِلَ فيرمينا الناس برأي يهوي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالُوا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ إبراهيم: ما خاصمت رجلا قط.
قال: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ:
جَلَسْتُ إِلَى إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ فَذَكَرَ الْمُرْجِئَةَ فَقَالَ فِيهِمْ قولا غيره أحسن منه.
قال: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْحَارِثِ الْعُكْلِيِّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: إِيَّاكُمْ وَأَهْلَ هَذَا الرَّأْيِ الْمُحْدَثِ. يعني المرجئة.(6/281)
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ مُحِلا يَرْوِي عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: الإرجاء بدعة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحِلٌّ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ يُجَالِسُ إِبْرَاهِيمَ يُقَالُ لَهُ مُحَمَّدٌ. فَبَلَغَ إِبْرَاهِيمَ أَنَّهُ يَتَكَلَّمُ فِي الإِرْجَاءِ فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ: لا تُجَالِسْنَا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ الصَّائِغُ عَنْ مُسْلِمٍ الأَعْوَرِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: تَرَكُوا هَذَا الدِّينَ أرق من الثوب السابري.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحِلٌّ قَالَ: قُلْتُ لإِبْرَاهِيمَ إِنَّهُمْ يَقُولُونَ لَنَا مُؤْمِنُونَ أَنْتُمْ؟ قَالَ: إِذَا سَأَلُوكُمْ فَقُولُوا: «آمَنَّا بِاللَّهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا وَما أُنْزِلَ إِلى إِبْراهِيمَ» البقرة: 136. إِلَى آخِرِ الآيَةِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحِلٌّ قَالَ: قَالَ لَنَا إِبْرَاهِيمُ لا تُجَالِسُوهُمْ. يعني المرجئة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ حَكِيمِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: لأَنَا عَلَى هَذِهِ الأُمَّةِ مِنَ الْمُرْجِئَةِ أَخْوَفُ عَلَيْهِمْ مِنْ عِدَّتِهِمْ مِنَ الأَزَارِقَةِ.
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ غَالِبٍ أَبِي الْهُذَيْلِ أَنَّهُ كَانَ عِنْدَ إِبْرَاهِيمَ فَدَخَلَ عَلَيْهِ قَوْمٌ مِنَ الْمُرْجِئَةِ. قَالَ فَكَلَّمُوهُ فَغَضِبَ وَقَالَ: إِنْ كان هذا كلامكم فلا تدخلوا علي.
قال: أخبرنا مالك بن إسماعيل قال: حدثنا جَعْفَرُ بْنُ زِيَادٍ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: لَوْ أَنَّ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمْ يَمْسَحُوا إِلا عَلَى ظُفُرٍ مَا غَسَلْتُهُ الْتِمَاسَ الْفَضْلِ. وَحَسْبُنَا مِنْ إِزْرَاءٍ عَلَى قَوْمٍ أَنْ نَسْأَلَ عَنْ فِقْهِهِمْ ونخالف أمرهم.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ عَنْ الأَعْمَشِ قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَ إِبْرَاهِيمَ الْمُرْجِئَةُ فَقَالَ: وَاللَّهِ إِنَّهُمْ أَبْغَضُ إلي من أهل الكتاب.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ مغيرة عن إبراهيم قال: من رغب عن الْمَسْحِ فَقَدْ رَغِبَ عَنِ السُّنَّةِ. وَلا أَعْلَمُ ذَلِكَ إِلا مِنَ الشَّيْطَانِ.(6/282)
قال فضيل: يعني تركه المسح.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرٌ الأَحْمَرُ عَنْ مُغِيرَةَ عن إبراهيم قال: من رغب عن المسح فَقَدْ رَغِبَ عَنْ سُنَّةِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الأَعْمَشِ قَالَ: قُلْتُ لإِبْرَاهِيمَ: آتِيكَ فَأَعْرِضُ عَلَيْكَ؟ قَالَ: إِنِّي لأَكْرَهُ أَنْ أَقُولَ لشيء كذا وهو كذا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ قَالَ:
كَانَ إِبْرَاهِيمُ وَعَطَاءٌ لا يَتَكَلَّمَانِ حَتَّى يسألا. قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا رَبِيعُ بْنُ أَبِي زَيْنَبَ الْكُوفِيُّ عَنْ أَبِي الْمِنْجَابِ الْبَصْرِيِّ أَنَّ رَجُلا كَانَ يَأْتِي إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيَّ فَيَتَعَلَّمُ مِنْهُ فَيَسْمَعُ قَوْمًا يَذْكُرُونَ أَمْرَ عَلِيٍّ وَعُثْمَانَ فَقَالَ: أَنَا أَتَعَلَّمُ مِنْ هَذَا الرَّجُلِ وَأَرَى النَّاسَ مُخْتَلِفَيْنِ فِي أَمْرِ عَلِيٍّ وَعُثْمَانَ. فَسَأَلَ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيَّ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: مَا أَنَا بسبلي ولا مرجئ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ مُهَلْهَلٍ عَنْ مُغِيرَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لإِبْرَاهِيمَ: عَلِيٌّ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ.
فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ: أَمَا إِنَّ عَلِيًّا لَوْ سَمِعَ كَلامَكَ لأَوْجَعَ ظَهْرَكَ. إِذَا كُنْتُمْ تُجَالِسُونَنَا بهذا فلا تجالسونا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الضَّبِّيُّ عَنِ الشَّيْبَانِيِّ قَالَ: قَالَ إِبْرَاهِيمُ: عَلِيٌّ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ عُثْمَانَ. وَلأَنْ أَخِرَّ مِنَ السَّمَاءِ أَحَبُّ إلي من أن أتناول عثمان بسوء.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا مِنْدَلٌ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا يَحْيَى ابن حَمَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ. جَمِيعًا عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ. قَالَ: كَانَ إِذَا قَامَ سَلَّمَ. فَإِنْ سَأَلْنَاهُ عَنْ شَيْءٍ أَعَادَ السَّلامَ فيختم به.
قال: أَخْبَرَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شعيب بن الحبحاب قال: حدثني هُنَيْدَةُ امْرَأَةُ إِبْرَاهِيمَ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ أَبِي مِسْكِينٍ قَالَ:
كَانَ إِبْرَاهِيمُ يُعْجِبُهُ أَنْ يَكُونَ فِي بَيْتِهِ تَمْرٌ. فَإِذَا دَخَلَ عَلَيْهِ دَاخِلٌ وَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ شيء(6/283)
قَالَ: قَرِّبُوا لَنَا تَمْرًا. وَإِنْ جَاءَ سَائِلٌ أعطاه تمرا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ. يَعْنِي الْيَمَامِيَّ.
قَالَ: حَدَّثَنِي طَلْحَةُ قَالَ: كَانَ إِبْرَاهِيمُ أَوْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ. قَالَ أَبُو الأَشْعَثِ يَعْنِي مُعَاوِيَةَ.
وَأُرَاهُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ: إِذَا أَخَذَ النَّاسُ مَنَامَهُمْ لَبِسَ حُلَّةَ طَرَائِفَ وَتَطَيَّبَ ثُمَّ لا يَبْرَحُ مَسْجِدَهُ حَتَّى يُصْبِحَ أَوْ مَا شَاءَ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ. فَإِذَا أَصْبَحَ نَزَعَ تِلْكَ وَلَبِسَ غَيْرَهَا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الْحَسَنِ ابن عَمْرٍو أَنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ يَجْلِسُ عَنِ الْعِيدَيْنِ والجمعة وهو خائف.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ عَنْ فُضَيْلٍ قَالَ:
اسْتَأْذَنْتُ لِحَمَّادٍ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَهُوَ مُسْتَخْفٍ فِي بَيْتِ أَبِي معشر.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ صَالِحٍ الأَشَجُّ عَنْ حَكِيمِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: مَا بها عريف إلا كافر.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ إِبْرَاهِيمَ فَجَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا عِمْرَانَ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَشْفِيَنِي. فَرَأَيْتُ أَنَّهَ كَرِهَهُ كَرَاهِيَةً شَدِيدَةً حَتَّى رَأَيْتُنَا عَرَفْنَا كَرَاهِيَةَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ. أَوْ حَتَّى عَرَفْتُ كَرَاهِيَةَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ. ثُمَّ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى حُذَيْفَةَ فَقَالَ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَغْفِرَ لِي. قَالَ: لا غَفَرَ اللَّهُ لَكَ. قَالَ فَتَنَحَّى الرَّجُلُ نَاحِيَةً فَجَلَسَ. فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ قَالَ: أَدْخَلَكَ اللَّهُ مَدْخَلَ حُذَيْفَةَ. أَقَدْ رَضِيتَ الآنَ؟ قَالَ وَيَأْتِي أَحَدُكُمُ الرَّجُلَ كَأَنَّهُ قَدْ أَحْصَى شَأْنَهُ. كَأَنَّهُ كَأَنَّهُ.
فَذَكَرَ إِبْرَاهِيمُ السُّنَّةَ فَرَغَّبَ فِيهَا وَذَكَرَ مَا أَحْدَثَ النَّاسُ فَكَرِهَهُ وقال فِيهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَأْتِي السُّلْطَانَ فَيَسْأَلُهُمُ الْجَوَائِزَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سفيان عن منصور وإبراهيم بن مُهَاجِرٍ أو أحدهما أَنَّ إِبْرَاهِيمَ خَرَجَ إِلَى ابن الأشتر فأجازه فقبل.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ الْكِلابِيُّ عَنْ الْعَلاءِ بْنِ زُهَيْرٍ الأَزْدِيِّ قَالَ: قَدِمَ إِبْرَاهِيمُ عَلَى أَبِي وَهُوَ عَلَى حُلْوَانَ فَحَمَلَهُ عَلَى بِرْذَوْنٍ وَكَسَاهُ أَثْوَابًا وَأَعْطَاهُ أَلْفَ دِرْهَمٍ فَقَبِلَهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمَّانِيُّ عَنِ الأَعْمَشِ قَالَ: أَهْدَى(6/284)
نُعَيْمُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ إِلَى إِبْرَاهِيمَ دَنًّا مِنْ طِلاءٍ فَقَبَّلَهُ فَوَجَدَهُ شَدِيدَ الْحَلاوَةِ فَطَبَخَهُ وجعله نبيذا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ الْكِلابِيُّ عَنْ الأَعْمَشِ قَالَ: مَا رَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ يُحَسِّنُ صَوْتَهُ ولا يرجع.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَضْرِبَ خَادِمَهُ قَالَ: أَحْمَدُ اللَّهَ لأَضْرِبَنَّكَ. فَيَدْعُو بِالسَّوْطِ ثُمَّ يقول: ابسط. فيضربه ضربة كذاك.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ إبراهيم قل: كَانُوا يَقُولُونَ إِذَا بَلَغَ الرَّجُلُ أَرْبَعِينَ سَنَةً عَلَى خُلُقٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ عَنْهُ حَتَّى يَمُوتَ. قَالَ وَكَانَ يُقَالُ لِصَاحِبِ الأَرْبَعِينَ احْتَفِظْ بِنَفْسِكَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ فَرْقَدًا السَّبَخِيَّ أَبْصَرَ عِنْدَ إِبْرَاهِيمَ رَجُلا قَدْ حَلَّ زِرَّهُ وَرَجُلا مَضْفُورًا شَعْرُهُ فَقَالَ فَرْقَدٌ: يَا أَبَا عِمْرَانَ أَلا تَنْهَى هَذَا عَنْ حَلِّ أَزْرَارِهِ وَهَذَا عَنْ ضَفْرِ شَعْرِهِ؟ فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ:
مَا أَدْرِي أَجَفَاءُ بَنِي أَسَدٍ غَلَبَ عَلَيْكَ أَوْ غِلَظُ بَنِي تَمِيمٍ. أَمَّا هَذَا فَوَجَدَ الْحَرَّ فَحَلَّ زِرَّهُ وَأَمَّا هَذَا فَيُرْخِي شَعْرَهُ إِذَا أَرَادَ أَنْ يصلي إن شاء الله.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ فَرْقَدٌ: يَا أَبَا عمران أصبحت وأنا متهم لِضَرِيبَتِي وَهِيَ سِتَّةُ دَرَاهِمَ وَقَدْ هَلَّ الْهِلالُ وَلَيْسَتْ عِنْدِي فَدَعَوْتُ. فَبَيْنَا أَنَا أَمْشِي عَلَى شَطِّ الْفُرَاتِ إِذَا أَنَا بِسِتَّةِ دَرَاهِمَ فَأَخَذْتُهَا فَوَزَنْتُهَا فَإِذَا هِيَ سِتَّةٌ لا تَزِيدُ وَلا تَنْقُصُ. فَقَالَ: تَصَدَّقْ بِهَا فَإِنَّهَا لَيْسَتْ لَكَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ إِبْرَاهِيمُ كَانَ يُكْرَهُ لِلرَّجُلِ إِذَا رُزِقَ فِي شَيْءٍ أَنْ يَرْغَبَ عَنْهُ.
أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الأَعْمَشِ قَالَ: رُبَّمَا رَأَيْتُ مَعَ إِبْرَاهِيمَ الشَّيْءَ يَحْمِلُهُ يَقُولُ: إِنِّي لأَرْجُو فِيهِ الأَجْرَ. يَعْنِي فِي حمله.
قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ وَمُجَاهِدٍ أَنَّهُمَا كرها الجماجم.(6/285)
قال: أخبرنا مالك بن إسماعيل قال: حدثنا شَرِيكٌ عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ صَوْتَ جَلاجِلَ في بيت إبراهيم.
قال: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ مُغِيرَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ:
كَانَ يُسْأَلُ كَيْفَ أَصْبَحْتَ أَوْ أَصْبَحْتُمْ؟ قَالَ: بِنِعْمَةٍ من الله.
قال: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ حَرْبٍ عَنْ خَلَفٍ عَمَّنْ يَذْكُرُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: مَا قَرَأْتُ هَذِهِ الآيَةَ قَطُّ إِلا ذَكَرْتُ الْمَاءَ الْبَارِدَ: «وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ ما يَشْتَهُونَ» سبأ: 54.
قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الأَعْمَشِ قَالَ: رُبَّمَا رَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ يُصَلِّي ثُمَّ يَأْتِينَا فَيَمْكُثُ سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ كأنه مريض.
قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: لَوْ كُنْتُ مُسْتَحِلا قِتَالَ أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ لاسْتَحْلَلْتُ قِتَالَ هؤلاء الخشبية.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ قَالَ: رَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ مُعْرِضًا عَنِ الإِمَامِ. قَالَ: وَكَانَ إِذَا لم يسمع الخطبة سبح.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا بَيْهَسٌ أَبُو حَبِيبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي نَهْشَلٌ عَنْ حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ أَنَّ النَّخَعِيَّ مَرَّ بِقَوْمٍ فَلَمْ يُسَلِّمْ عَلَيْهِمْ. فَأَنْكَرَ الْقَوْمُ ذَلِكَ.
فَرَجَعَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: يَا أَبَا عِمْرَانَ مَرَرْتَ بِنَا وَلَمْ تُسَلِّمْ عَلَيْنَا. قَالَ: إِنِّي رأيتكم مشاغيل فكرهت أن أوثمكم.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ قَالَ:
ذَكَرْتُ لإِبْرَاهِيمَ لَعْنَ الْحَجَّاجِ أَوْ بَعْضِ الْجَبَابِرَةِ فَقَالَ: أَلَيْسَ اللَّهُ يَقُولُ أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ؟.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ زَيْدٍ شَيْخٌ يَكُونُ فِي مُحَارِبٍ قال: سمعت إبراهيم يسب الحجاج.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَفَى بِهِ عَمًى أَنْ يَعْمَى الرَّجُلُ عن أمر الحجاج.(6/286)
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ الشَّيْبَانِيِّ قَالَ: ذُكِرَ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيَّ بَعَثَ إِلَى الْخَوَارِجِ يَدْعُوهُمْ. فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ: إلى من تدعوهم؟ إلى الحجاج؟.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمَّانِيُّ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ عَنْ حَمَّادٍ قَالَ: بَشَّرْتُ إِبْرَاهِيمَ بِمَوْتِ الْحَجَّاجِ فَسَجَدَ.
قَالَ: وَقَالَ حَمَّادٌ: مَا كُنْتُ أَرَى أَنَّ أَحَدًا يَبْكِي مِنَ الْفَرَحِ حَتَّى رَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ يَبْكِي مِنَ الفرح.
قال: أَخْبَرَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ قَالَ: كَانَ مَكْتَبُ إِبْرَاهِيمَ بِرَاذَانَ. وَكَانَ عَلَى تِلْكِ النَّاحِيَةِ أَبِي حَوْشَبُ بْنُ يَزِيدَ الشَّيْبَانِيُّ. قَالَ فَاسْتَأْذَنَهُ الْجُنْدُ إِلَى عِيَالِهِمْ فَأَذِنَ لَهُمْ وَأَجَّلَهُمْ أَجَلا وَقَالَ: مَنْ غَابَ أَكْثَرَ مِنَ الأَجَلِ ضَرَبْتُهُ لِكُلِّ يَوْمٍ سَوْطًا. قَالَ فَقُلْتُ لإِبْرَاهِيمَ: أَقِمْ أَنْتَ مَا شِئْتَ فَلَيْسَ عَلَيْكَ مَكْرُوهٌ. فَأَقَامَ بَعْدَ الأَجَلِ عِشْرِينَ يَوْمًا. وَعَرَضَ أَبِي النَّاسَ وَقَدْ وَقَّعَ عَلَى اسْمِ كُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ مَا غَابَ فَجَعَلَ يَضْرِبُهُمْ حَتَّى دَعَا إِبْرَاهِيمَ فَإِذَا هُوَ قَدْ غَابَ عِشْرِينَ يَوْمًا بَعْدَ الأَجَلِ. فَأَمَرَ بِهِ. فَقُمْنَا إِلَيْهِ وَنَحْنُ عَشَرَةُ إِخْوَةٍ. فَقَالَ لَنَا: مَنْ كَانَتْ أُمُّهُ حُرَّةً فَهِيَ طَالِقٌ وَمَنْ كَانَتْ أُمُّهُ أَمَةً فَهِيَ حُرَّةٌ إِنْ لَمْ تَجْلِسُوا وَلا تَكَلَّمُوا حَتَّى أُنْفِذَ فِيهِ أَمْرِي كَمَا أَنْفَذْتُهُ فِي غَيْرِهِ. فَجَلَسْنَا حَتَّى ضَرَبَهُ عِشْرِينَ سوطا.
قَالَ: أخبرنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ قَالَ: رأيت إبراهيم يلبس قلنسوة ثعالب.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ قَالَ:
رأيت على إبراهيم كمة ثعالب.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ الْقَصَّابِ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ قَلَنْسُوَةً مِنْ طيالسة في مقدمها جلد ثعلب.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ قَالَ:
رَأَيْتُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ قَلَنْسُوَةَ ثَعَالِبَ أَوْ مُبَطَّنَةً بثعالب.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ قُلَيْسِيَةَ ثَعَالِبَ.(6/287)
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ قَلَنْسُوَةً مَكْفُوفَةً بِثَعَالِبَ.
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحِلٌّ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ مُسْتُقَةَ فِرَاءٍ.
وَسَأَلْتُهُ عَنِ الْفِرَاءِ فَقَالَ: دِبَاغُهَا طَهُورُهَا.
أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حوشب قال: رأيت على إبراهيم النخعي مِلْحَفَةً حَمْرَاءَ. وَدَخَلْتُ عَلَيْهِ بَيْتَهُ فَرَأَيْتُ ثِيَابًا حُمُرًا والحجال حمر.
قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْرَقُ قَالَ: حَدَّثَنَا بِهِ الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ قَالَ:
رَأَيْتُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ النخعي ملحفة حمراء.
قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْرَقُ قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ فِي صَيْفٍ قَطُّ إِلا وَعَلَيْهِ مِلْحَفَةٌ حَمْرَاءُ وَإِزَارٌ أَصْفَرُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ يُسَيْرَ قَالَ: رَأَيْتُ لإِبْرَاهِيمَ مُلاءَتَيْنِ صَفْرَاوَيْنِ يَخْرُجُ فِيهِمَا إِلَى الْمَسْجِدِ الْجَامِعِ وَيُجَمِّعُ فِيهِمَا. وَحَمْرَاءُ يُصَلِّي بِنَا فِيهَا هَاهُنَا.
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ عَنْ حَنَشِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ قَمِيصًا صفيقا وَثَوْبَيْنِ قَدْ صُبِغَا بِشَيْءٍ من زعفران.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحِلٌّ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ مِلْحَفَةً قَدْ كَانَتْ مَرَّةً حَمْرَاءَ قَدْ غُسِلَتْ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ جُمَيْعٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ مِلْحَفَةً حَمْرَاءَ.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ عَنْ أُكَيْلٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ فِي صَيْفٍ قَطُّ إِلا عَلَيْهِ مِلْحَفَةٌ حَمْرَاءُ وَإِزَارٌ أَصْفَرُ.
أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْنٍ: رَأَيْتُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ مُعَصْفَرَةً؟ قَالَ: نَعَمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَيْسَ لَهَا عَيْنٌ وَلا صِقَالٌ.
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحِلٌّ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ مِلْحَفَةً مُتَوَشِّحًا بِهَا. وَعَلَيْهِ طَيْلَسَانٌ مُتَفَضِّلٌ بِهِ. وَهُوَ يُصَلِّي وَهُوَ إِمَامٌ.(6/288)
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ مَنْصُورٍ أَنَّهُ رَأَى عَلَى إِبْرَاهِيمَ طَيْلَسَانًا مُدَبَّجًا.
أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ شَيْخٍ مِنَ النَّخَعِ قَالَ: رَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ يَفْتَتِحُ الصَّلاةَ فِي الشِّتَاءِ فِي كِسَائِهِ.
أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: أَمَّنَا الْحَكَمُ فِي قَمِيصٍ.
قُلْنَا: الْكِبْرُ يَحْمِلُكَ عَلَى هَذَا؟ قَالَ: إِذَا كَانَ صَفِيقًا فَلَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَؤُمُّنَا فِي قَمِيصٍ وَمِلْحَفَةٍ.
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا بُكَيْرُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ: رَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ يَعْتَمُّ وَيُرْخِي ذَنَبَهَا خَلْفَهُ.
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحِلٌّ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ خاتم حديد في شماله.
قال: أُخْبِرْتُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ أَبِي قَيْسٍ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَرْوَانَ الأَوْدِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ عَلْقَمَةَ. وَإِبْرَاهِيمُ عِنْدَهُ كَأَنَّهُ حزور.
قال: أُخْبِرْتُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَبِي الْحَكَمِ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: لَقِيتُ إِبْرَاهِيمَ فَقُلْتُ: ما هذا المراء الذي بلغني عنك.
قال: وَأُخْبِرْتُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: لَمْ يكن إبراهيم مع ابن الأشعث.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ مِلْحَفَةً حَمْرَاءَ قَدْ ذَهَبَ عَيْنُهَا. يَعْنِي صِقَالَهَا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مُغِيرَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ أنه أرخى العمامة من ورائه.
قال: أَخْبَرَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ. قَالَ الأَعْمَشُ: رَأَيْتُ فِيَ يَدِ إِبْرَاهِيمَ خَاتَمًا من حديد.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ عَنِ الأَعْمَشِ قَالَ: كَانَ خَاتَمُ إبراهيم من حديد في شماله.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ عَنِ الأَعْمَشِ قَالَ:
كان خاتم إبراهيم في شماله.(6/289)
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ قَالَ: كَانَ نَقْشُ خَاتَمِ إبراهيم: ذباب لله ونحن له.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ قَالَ: أَوْصَى إِلَيَّ إِبْرَاهِيمُ. وَكَانَ لامْرَأَتِهِ الأُولَى عِنْدَهُ شَيْءٌ. فَأَمَرَنِي أَنْ أُعْطِيَهُ وَرَثَتَهَا. فَقُلْتُ لَهُ:
أَلَمْ تُخْبِرْنِي أَنَّهَا وَهَبَتْهُ لَكَ؟ قَالَ: إِنَّهَا وَهَبَتْهُ لِي وَهِيَ مَرِيضَةٌ. فَأَمَرَنِي أَنْ أَدْفَعَهُ إِلَى وَرَثَتِهَا فدفعته إليهم.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَهُوَ مَرِيضٌ فَبَكَى فَقُلْتُ: مَا يُبْكِيكَ يَا أَبَا عِمْرَانَ؟ فَقَالَ: مَا أَبْكِي جَزَعًا عَلَى الدُّنْيَا وَلَكِنَّ ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ. قَالَ فَجِئْتُ مِنَ الْغَدِ فَإِذَا هُوَ قَدْ مَاتَ. وَإِذَا امْرَأَتُهُ قَدْ أَخْرَجَتْهُ مِنَ الْبَيْتِ إِلَى الصُّفَّةِ وهي تبكيه.
قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وأبو أسامة وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالُوا: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ إِبْرَاهِيمُ أَتَيْنَا مَنْزِلَهُ فَقُلْنَا: بِأَيِّ شَيْءٍ أَوْصَى؟ قَالُوا: أَوْصَى أَنْ لا تَجْعَلُوا فِي قَبْرِي لَبِنًا عَرْزَمَيًّا وألحدوا لي لحدا ولا تتبعوني بنار.
قال: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ عَنْ أُمَّيٍّ الصَّيْرَفِيِّ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ أَنَّهُ أَوْصَى قَالَ:
إِذَا كنتم أربعة فلا تؤذنوا بي أحدا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قال: دفنا إبراهيم ليلا ونحن خائفون.
قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم بن عُلَيَّةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالا:
حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: أَتَيْتُ الشَّعْبِيَّ بَعْدَ مَوْتِ إِبْرَاهِيمَ فَقَالَ لِي: أَكُنْتَ فِيمَنْ شَهِدَ دَفْنَ إِبْرَاهِيمَ؟ فَالْتَوَيْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا تَرَكَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ. قُلْتُ: بِالْكُوفَةِ؟ قَالَ: لا بِالْكُوفَةِ وَلا بِالْبَصْرَةِ وَلا بِالشَّامِ وَلا بِكَذَا وَلا بِكَذَا.
زَادَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: ولا بالحجاز.
قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ الضَّبِّيُّ عَنِ ابْنِ أَبْجَرَ قَالَ: أَخْبَرْتُ الشَّعْبِيَّ بِمَوْتِ إِبْرَاهِيمَ فَقَالَ: أَحْمَدُ اللَّهَ أَمَا إِنَّهُ لَمْ يَخْلُفْ خَلْفَهُ مِثْلُهُ. قَالَ: وَهُوَ مَيِّتًا أَفْقُهُ منه حيا.(6/290)
قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الضَّبِّيُّ عَنِ مُغِيرَةِ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: إِبْرَاهِيمُ مَيِّتًا أَفْقُهُ منه حيا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ يَقُولُ:
أَتَى عَلَى إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ نَحْوُ الْخَمْسِينَ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ وَقَالَ غَيْرُهُ: وَأَجْمَعُوا عَلَى أَنَّهُ تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَتِسْعِينَ فِي خِلافَةِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بِالْكُوفَةِ. وَهُوَ ابْنُ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً لَمْ يَسْتَكْمِلِ الْخَمْسِينَ. وَبَلَغَنِي أَنَّ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ الْقَطَّانَ كَانَ يَقُولُ: مَاتَ إِبْرَاهِيمُ وَهُوَ ابْنُ نَيِّفٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً.
قَالَ: وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: سَأَلْتُ ابْنَ بِنْتِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مَوْتِهِ فَقَالَ: بَعْدَ الْحَجَّاجِ بِأَشْهُرٍ أَرْبَعَةٍ أَوْ خَمْسَةٍ.
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: كَأَنَّهُ مَاتَ أَوَّلَ سَنَةِ سِتٍّ وَتِسْعِينَ.
2326- إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ.
وهو ابن يزيد بن شريك من تيم الرباب ويكنى أبا أسماء.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ مِلْحَفَةً حَمْرَاءَ. وَدَخَلْتُ عَلَيْهِ بَيْتَهُ فَرَأَيْتُ ثِيَابًا حمرا والحجال الحمر.
قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْرَقُ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ قَالَ:
رَأَيْتُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ مِلْحَفَةً حَمْرَاءَ.
قَالَ: أخبرنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: كَانَ سَبَبُ حَبْسِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ أَنَّ الْحَجَّاجَ طَلَبَ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيَّ فَجَاءَ الَّذِي طَلَبَهُ فَقَالَ: أُرِيدُ إِبْرَاهِيمَ. فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ: أَنَا إِبْرَاهِيمُ. فَأَخَذَهُ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ يُرِيدُ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيَّ. فَلَمْ يَسْتَحِلَّ أَنْ يَدُلَّهُ عَلَيْهِ. فَأَتَى بِهِ الْحَجَّاجَ فَأَمَرَ بِحَبْسِهِ فِي الدِّيمَاسِ. وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ ظِلٌّ مِنَ الشَّمْسِ وَلا كِنٌّ مِنَ الْبَرْدِ. وَكَانَ كُلُّ اثْنَيْنِ فِي سِلْسِلَةٍ. فَتَغَيَّرَ إِبْرَاهِيمُ. فَجَاءَتْهُ أُمُّهُ فِي الْحَبْسِ فَلَمْ تَعْرِفْهُ حَتَّى كَلَّمَهَا. فَمَاتَ فِي السِّجْنِ. فَرَأَى الْحَجَّاجُ فِي مَنَامِهِ قَائِلا يَقُولُ: مَاتَ فِي هَذِهِ الْبَلْدَةِ اللَّيْلَةَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ. فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ: هَلْ مَاتَ اللَّيْلَةَ أَحَدٌ بِوَاسِطَ؟
قَالُوا: نَعَمْ إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ مَاتَ فِي السِّجْنِ. فَقَالَ: حُلْمٌ نَزْغَةٌ مِنْ نَزَغَاتِ الشَّيْطَانِ.
وَأَمَرَ بِهِ فَأُلْقِيَ عَلَى الْكُنَاسَةِ.
__________
2326 تهذيب الكمال (264) .(6/291)
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالُوا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ أَبِي حَيَّانَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ قَالَ: مَا عَرَضْتُ قَوْلِي عَلَى عملي إلا خفت أن أكون مكذبا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: إِنَّمَا حَمَلَ إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ عَلَى الْقَصَصِ أَنَّهُ رَأَى فِي الْمَنَامِ أَنَّهُ يَقْسِمُ رَيْحَانًا. فَبَلَغَ ذَلِكَ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيَّ فَقَالَ: الرَّيْحَانُ رِيحُهُ طَيِّبٌ وَطَعْمُهُ مر.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ أَنَّهُ ذَكَرَ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيَّ فَقَالَ: إِنِّي أَحْسَبُهُ يَطْلُبُ بِقَصَصِهِ وَجْهَ اللَّهِ. لَوَدِدْتُ أَنَّهُ أنفلت كفافا لا عليه ولا له.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ هَمَّامٍ قَالَ: لَمَّا قَصَّ إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ أَخْرَجَهُ أَبُوهُ يَزِيدُ بْنُ شريك.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو مَعْمَرٍ الْمِنْقَرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ قَالَ: كَانَ عَلَى أَبِي قَمِيصٌ مِنْ قُطْنٍ كُمَّاهُ إِلَى كَفَّيْهِ. قَالَ فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَهْ لَوْ لَبِسْتَ. قَالَ فَقَالَ: لَقَدْ قَدِمْتُ الْبَصْرَةَ فَأَصَبْتُ آلافًا فَمَا أَكْبَرْتُ بِهَا فَرَحًا وَلا حَدَّثْتُ نَفْسِي بِالْكَرَّةِ إِلَيْهَا.
وَلَوَدِدْتُ أَنَّ كُلَّ لُقْمَةٍ طَيَّبَةٍ أَكَلْتُهَا فِي فَمِ أَبْغَضِ النَّاسِ إِلَيَّ. سَمِعْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ يَقُولُ:
إِنَّ ذَا الدِّرْهَمَيْنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَشَدُّ حِسَابًا مِنْ ذِي الدِّرْهَمِ.
2327- خَيْثَمَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ أَبِي سَبْرَةَ. واسمه يَزِيدُ بْنُ مَالِكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الذُّؤَيْبِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ ذُهْلِ بن مران بن جعفى بن سعد العشيرة من مذحج.
قال: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنِ عَطَاءٍ قَالا: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ وَيَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ وَوَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالُوا: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ. جَمِيعًا عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ خَيْثَمَةَ. قَالَ: لَمَّا وُلِدَ أَبِي سَمَّاهُ جَدِّي عَزِيزًا. ثُمَّ [ذَكَرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: اسْمُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ] .
قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ فِي حديثه: ولد بالمدينة.
__________
2327 التقريب (1/ 230) .(6/292)
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ خَيْثَمَةَ قَالَ: وُلِدَ لِجَدِّي غُلامٌ فَسَمَّاهُ جَدِّي عَزِيزًا فَأَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[فَقَالَ: وُلِدَ لِي غُلامٌ. فَقَالَ: مَا سَمَّيْتَهُ؟ قَالَ: عَزِيزًا. قَالَ: بَلْ هُوَ عَبْدُ الرحمن] .
قال خيثمة: فهو أبي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ الْعُمَرِيُّ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ أَحَبُّ الأَسْمَاءِ إِلَى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عبد الله وعبد الرحمن.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنِ الأَعْمَشِ قَالَ:
وُلِدَ لِلْمُسَيِّبِ ابْنٌ. قَالَ فَاشْتَرَى لَهُ خَيْثَمَةُ ظِئْرًا فبعث بها إليه.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ قَالَ: حَدَّثَنِي طَلْحَةُ قَالَ: عُدْتُ خَيْثَمَةَ. وَكَانَ أَعْجَبَ أَهْلِ الْكُوفَةِ إِلَيَّ إِبْرَاهِيمَ وَخَيْثَمَةَ. فَقَامُوا وَقُمْتُ فَقَالَ: وَأَنْتَ أَيْضًا. فَأَخَذَ يَدِي فَقَبَّلَهَا فَقَبَّلْتُ يَدَهُ فَقَالَ مَالِكٌ: وفعله بي طلحة وفعلته به.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ قَالَ:
رَأَيْتُ أَبَا وَائِلٍ فِي جِنَازَةِ خَيْثَمَةَ وَهُوَ على حمار وهو يقول: وا حزناه. أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا.
وَرَوَى خَيْثَمَةُ عَنِ ابْنِ عمر سماعا. قال وَرُوِيَ عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ حَكِيمِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ خَيْثَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ أَدْرَكَ ثَلاثَةَ عَشَرَ رَجُلا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَا مِنْهُمْ أَحَدٌ غَيَّرَ شيئا.
2328- تميم بن سلمة
الخزاعي. توفي سنة مائة في خلافة عمر بن عبد العزيز.
وقد روى عنه الأعمش. وكان ثقة وله أحاديث.
2329- عُمَارَةُ بْنُ عُمَيْرٍ
التَّيْمِيُّ من تيم الله بن ثعلبة. روى عنه الأعمش. وتوفي عمارة فِي خِلافَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حفص عن الأعمش قال: لقي عمارة
__________
2328 التاريخ الكبير (2/ 1/ 153) ، والجرح (1/ 1/ 441) ، والجمع بين رجال الصحيحين (1/ 65) ، وتاريخ الإسلام (3/ 346) ، وتهذيب التهذيب (1/ 512، 513) ، والكاشف (1/ 198) ، وتهذيب الكمال (803) .
2329 التقريب (2/ 50) .(6/293)
رَجُلا فِي بَعْضِ الْمَغَازِي فَقَالَ: أَعْرِفُكَ. أَلَيْسَ كُنْتَ تَجْلِسُ مَعَنَا عِنْدَ إِبْرَاهِيمَ؟ قَالَ:
نَعَمْ وَمَعَهُ سِتُّونَ دِينَارًا. قَالَ فَيَحُلُّ فَيُعْطِيهِ مِنْهَا ثَلاثِينَ دِينَارًا.
2330- أبو الضحى
مسلم بن صبيح الهمداني. توفي في خلافة عمر بن عبد العزيز. روى عن مسروق وأصحاب عبد الله. وكان ثقة كثير الحديث.
2331- تميم بن طرفة
الطائي توفى في زمان الحجاج سنة أربع وتسعين. وكان ثقة قليل الحديث.
2332- حكيم بن جابر
بن أبي طارق الأحمسي من بجيلة. توفي في آخر ولاية الحجاج في خلافة الوليد بن عبد الملك. وكان ثقة قليل الحديث.
2333- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الأَسْوَدُ
بْنُ يَزِيدَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن مالك بن علقمة بن سلامان بن كهل بن بكر بن عوف بن النخع من مذحج.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَلاءُ بْنُ زُهَيْرٍ الأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الأَسْوَدِ قَالَ: كُنْتُ أَدْخُلُ عَلَى عَائِشَةَ بِغَيْرِ إِذْنٍ. حَتَّى إِذَا كَانَ عَامَ احْتَلَمْتُ. سَلَّمْتُ وَاسْتَأْذَنْتُ فَعَرَفَتْ صَوْتِي فَقَالَتْ هِيَ: يَا عُدَيَّ نَفْسِهِ. فَعَلْتَهَا؟
قُلْتُ: نَعَمْ يَا أُمَّتَاهُ. قَالَتْ: ادْخُلْ أَيْ بُنَيَّ. قَالَ فَأَقْبَلَتْ عَلَيَّ فَسَأَلَتْنِي عَنْ أَبِي وَأَصْحَابِهِ فَأَخْبَرْتُهَا. ثُمَّ سألتها عما أرسلوني به إليها.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنِ الصَّقْعَبُ بْنُ زُهَيْرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَسْوَدِ قَالَ: بَعَثَنِي أبي إلى عائشة أسألها سنة احتملت. فَأَتَيْتُهَا فَنَادَيْتُهَا مِنْ وَرَاءِ الْحِجَابِ فَقَالَتْ: أَفَعَلْتَهَا أَيْ لُكَعُ؟ قُلْتُ: قَالَ أَبِي مَا يُوجِبُ الغسل؟
قالت: إذا التقت المواسي.
قَالَ: أخبرنا طلق بن غنام قَالَ: سمعت أبا إسرائيل يقول: كنت إذا رأيت
__________
2330 التقريب التقريب (2/ 245) .
2331 التقريب (1/ 112) .
2332 التاريخ الكبير (47) ، والجرح والتعديل (872) ، وتاريخ الطبري (4/ 405، 527) ، وتاريخ الإسلام (3/ 245) ، والكاشف (1/ 248) ، وتهذيب التهذيب (2/ 444) ، وتهذيب الكمال (1451) .
2333 التقريب (1/ 473) .(6/294)
عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الأَسْوَدِ قُلْتُ: إِنَّهُ دِهْقَانٌ مِنْ دَهَاقِينِ الْعَرَبِ فِي لَبُوسِهِ وَتَعَطُّرِهِ وَمَرْكَبِهِ.
قال ورأيته راكبا على برذون.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا فِطْرٌ قَالَ: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الأَسْوَدِ يجيء على برذون.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا فِطْرٌ قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الأَسْوَدِ يَلْبَسُ الْخَزَّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا فِطْرٌ قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الأَسْوَدِ يصبغ بالحناء.
قَالَ: أَخْبَرَنَا طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ النَّخَعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي غَنَّامُ بْنُ طَلْقٍ قَالَ: كَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ وِلادَةٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ. فَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الأَسْوَدِ قَلَّ مَا يَخْرُجُ إِلَى سَفَرٍ أَوْ يَقْدَمُ مِنْ سَفَرٍ إِلا أَتَانَا حَتَّى يُسَلِّمَ عَلَيْنَا حِفَاظًا مِنْهُ لتلك الولادة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ سِنَانِ بْنِ حَبِيبٍ السُّلَمِيِّ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَسْوَدِ إِلَى الْقَنْطَرَةِ فَكَانَ لا يَمُرُّ عَلَى يَهُودِيٍّ وَلا عَلَى نَصْرَانِيٍّ إِلا سَلَّمَ عَلَيْهِ. فَقُلْتُ لَهُ: تُسَلِّمُ عَلَى هَؤُلاءِ وَهُمْ أَهْلُ الشِّرْكِ؟
فَقَالَ: إِنَّ السَّلامَ سِيمَاءُ الْمُسْلِمِ فَأَحْبَبْتُ أن يعلموا أني مسلم.
قَالَ: أَخْبَرَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الأَسْوَدِ يَقُومُ بِنَا لَيْلَةَ الْفِطْرِ وَكَانَ يَنْقَعُ رِجْلَيْهِ في الماء وهو صائم.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ عَنْ زُبَيْدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَسْوَدِ أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي بِقَوْمِهِ فِي رَمَضَانَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ تَرْوِيحَةً.
وَيُصَلِّي لِنَفْسِهِ بَيْنَ كُلِّ تَرْوِيحَتِينَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً. وَيَقْرَأُ بِهِمْ ثُلُثَ الْقُرْآنِ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ. قَالَ وَكَانَ يَقُومُ بِهِمْ لَيْلَةَ الفطر ويقول: إنها ليلة عيد.
قَالَ: أَخْبَرَنَا طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ النَّخَعِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ مِغْوَلٍ يَقُولُ: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ إِذَا نَزَلَ بِئْرَ ميمون قال: أنا الحاج بن الحاج.(6/295)
2334- عبد الله بن مرة
الهمداني توفي في خلافة عمر بن عبد العزيز. وكان ثقة وله أحاديث صالحة.
2335- سَالِمُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ
الغطفاني مولى لهم.
قال: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ قَالَ: كَانَ سَالِمٌ إِذَا حَدَّثَ حَدَّثَ فَأَكْثَرَ. وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ إِذَا حَدَّثَ جَزَمَ.
فَقُلْتُ لإبراهيم فقال: إن سالما كان يكتب.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسٌ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ أَنَّ عَلْقَمَةَ وَالأَسْوَدَ وَابْنَ نُضَيْلَةَ وَابْنَ مَعْقِلٍ رَخَّصُوا لِسَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ أَنْ يَبِيعَ وَلاءَ مَوْلًى لَهُ مِنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ بِعَشَرَةِ آلافٍ يَسْتَعِينُ بِهَا عَلَى عِبَادَتِهِ. قَالُوا وَتُوُفِّيَ سَالِمٌ فِي خِلافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ سَنَةَ مِائَةٍ أَوْ إِحْدَى وَمِائَةٍ.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: بَلْ مَاتَ قَبْلَ ذَلِكَ فِي خِلافَةِ سُلَيْمَانَ بن عبد الملك. وكان ثقة كثير الحديث.
2336- وأخوه عبيد بن أبي الجعد.
وقد روي عنه أيضا. وكان قليل الحديث.
2337- وأخوهما عمران بن أبي الجعد.
وقد روي عنه.
2338- وأخوهم. زياد بن أبي الجعد.
وقد روي عنه.
2339- وأخوهم مسلم بن أبي الجعد.
وقد روي عنه. وقالوا كان ستة بنين لأبي الجعد. فكان اثنان منهم يتشيعان واثنان مرجئان واثنان يريان رأي الخوارج. قَالَ فكان أبوهم يقول لهم: أي بني لقد خالف الله بينكم.
2340- أَبُو البختري الطائي.
واسمه فيما ذكر علي بن عبد الله بن جعفر سعيد بن
__________
2334 التقريب (1/ 449) .
2335 التقريب (1/ 279) .
2336 التقريب (1/ 542) .
2338 التقريب (1/ 266) .
2340 علل أحمد (1/ 83، 156، 212، 231) ، والتاريخ الكبير (1684) ، والجرح والتعديل (241) ، والحلية (4/ 379) ، والجمع (1/ 167) ، وسير أعلام النبلاء (4/ 279) ، والكاشف (1966) ، والعبر (1/ 96) ، وتهذيب التهذيب (4/ 72) ، وشذرات الذهب (1/ 82) ، وتهذيب الكمال (2342) .(6/296)
أبي عمران. وقال غيره: سعيد بن جبير. وهو مولى لبني نبهان من طيّئ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْجَمَاجِمِ أَرَادَ الْقُرَّاءُ أَنْ يُؤَمِّرُوا عَلَيْهِمْ أَبَا الْبَخْتَرِيِّ. فَقَالَ أَبُو الْبَخْتَرِيٍّ: لا تَفْعَلُوا فَإِنِّي رَجُلٌ مِنَ الْمَوَالِي فَأَمِّرُوا عَلَيْكُمْ رَجُلا مِنَ الْعَرَبِ. قَالُوا وَشَهِدَ أَبُو الْبَخْتَرِيِّ مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَشْعَثِ يَوْمَ الدجيل. وقتل يومئذ سنة ثلاث وثمانين. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ أَنَّ أَبَا الْبَخْتَرِيِّ وَأَصْحَابَهُ كَانَ أَحَدُهُمْ إِذَا سَمِعَ ثَنَاءً عَلَيْهِ عَرَضَ لَهُ عُجْبٌ فِي قَلْبِهِ ثَنَى مَنْكِبَيْهِ وَقَالَ: خَشَعْتُ لِلَّهِ. وربما قال حماد: ثني ظهره.
قال: أَخْبَرَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ عَنْ شَرِيكٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: كَانَ أَبُو الْبَخْتَرِيِّ يَسْتَمِعُ النَّوْحَ ويبكي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ حَسَّانَ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا الْبَخْتَرِيِّ يُصَلِّي فِي قَبَاءٍ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ. قَالَ حَجَّاجٌ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: لَمْ يُدْرِكْ أَبُو الْبَخْتَرِيِّ عَلِيًّا وَلَمْ يَرَهُ.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: سَأَلْتُ الْحَكَمَ بْنَ عُتَيْبَةَ عَنْ زَاذَانَ فَقَالَ: أَكْثِرْ. قَالَ وَسَأَلْتُ سَلَمَةَ بْنَ كُهَيْلٍ فَقَالَ: أَبُو الْبَخْتَرِيِّ أَعْجَبُ إِلَيَّ مِنْهُ. وَكَانَ أَبُو الْبَخْتَرِيِّ كَثِيرَ الْحَدِيثِ يُرْسِلُ حَدِيثَهُ وَيَرْوِي عَنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ولم يَسْمَعْ مِنْ كَبِيرِ أَحَدٍ. فَمَا كَانَ مِنْ حَدِيثِهِ سَمَاعًا فَهُوَ حَسَنٌ. وَمَا كَانَ عَنْ فَهُوَ ضَعِيفٌ.
2341- ذَرُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
بْنُ زُرَارَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمِيرَةَ بْنِ منبه بن غالب بن وقش بن قاسم بن مرهبة من همدان. وكان ذر من أبلغ الناس في القصص. وكان مرجئا. وهو
__________
2341 علل أحمد (1/ 181) ، والتاريخ الكبير (913) ، والجرح والتعديل (2049) ، والجمع (1/ 133) ، وتاريخ الإسلام (3/ 247) ، وميزان الاعتدال (2697) ، وتهذيب التهذيب (3/ 218) ، وتهذيب الكمال (1813) .(6/297)
أبو عمر بن ذر. وكان فيمن خرج من القراء مع عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث على الحجاج بن يوسف.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ. يَعْنِي الْمُلائِيَّ. عَنِ الْحَكَمِ قَالَ: سَمِعْتُ ذَرًّا فِي الْجَمَاجِمِ يَقُولُ: هَلْ هِيَ إِلا بَرْدُ حَدِيدَةٍ بِيَدِ كَافِرٍ مَفْتُونٍ؟.
2342- الْمُسَيَّبُ بن رافع
الأسدي.
قال: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ عَنْ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ هُبَيْرَةَ دَعَاهُ لِيُوَلِّيَهُ الْقَضَاءَ فَقَالَ: مَا يَسُرُّنِي أَنِّي وُلِّيتُ الْقَضَاءَ. وَأَنَّ لِي سَوَارِي مَسْجِدِكُمْ هَذَا ذَهَبًا.
قَالُوا: وَتُوُفِّيَ الْمُسَيَّبُ بْنُ رَافِعٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ.
2343- ثابت بن عبيد
الأنصاري. لقي زيد بن ثابت وقال: صليت خلف المغيرة ابن شعبة فقام في الركعتين. وكان ثقة كثير الحديث. روى عنه الأعمش وغيره.
2344- أبو حازم الأشجعي.
واسمه سلمان مولى عزة الأشجعية. روى عن أبي هريرة وتوفي في خلافة عمر بن عبد العزيز. وكان ثقة وله أحاديث صالحة.
2345- مري بن قطري.
روى عن عدي بن حاتم.
2346- مالك بن الحارث
السلمي وكان ثقة وله أحاديث صالحة. روى عنه الأعمش.
2347- يَحْيَى بْنُ الْجَزَّارِ.
مولى بجيلة.
قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ عَنْ شُعْبَةَ عَنِ الْحَكَمِ قَالَ: كَانَ يَحْيَى بْنُ الْجَزَّارِ يَتَشَيَّعُ. وَكَانَ يَغْلُو. يَعْنِي فِي الْقَوْلِ. قَالُوا وَكَانَ ثِقَةً وله أحاديث.
__________
2342 التقريب (2/ 250) .
2343 التقريب (1/ 116) .
2344 التقريب (1/ 315) .
2345 التقريب (2/ 240) .
2346 التقريب (2/ 224) .
2347 التقريب (2/ 344) .(6/298)
2348- الحسن العرني.
من بجيلة. وكان ثقة وله أحاديث.
2349- قبيصة بن هلب
بن يزيد بن عدي بن قنافة بن عدي بن عبد شمس بن عدي بن أخزم. وروى قبيصة عن أبيه. وكان أبوه قد وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وسمع منه.
2350- أبو مالك الغفاري.
صاحب التفسير. وكان قليل الحديث.
2351- أَبُو صَادِقٍ الأَزْدِيُّ.
واسمه عبد الله بن ناجذ. ويقال اسمه مسلم بن يزيد من أزد شنوءة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الصَّائِغُ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا صَادِقٍ أبيض اللحية.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ قَالَ:
رأيت أبا صادق أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا أبو بكر بن شعيب قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا صَادِقٍ يُصَلِّي فِي تُبَّانٍ وقطيفة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا صَادِقٍ يَتَبَرَّزُ فَرَأَيْتُ عَلَيْهِ تُبَّانًا.
أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ.
يَعْنِي ابْنَ الْحَبْحَابِ. قَالَ: كَانَ أَبُو صَادِقٍ لا يَتَطَوَّعُ مِنَ السَّنَةِ بِصَوْمِ يَوْمٍ وَلا يُصَلِّي رَكْعَةً سِوَى الْفَرِيضَةِ قَبْلَهَا وَلا بَعْدَهَا. وَكَانَ بِهِ مِنَ الْوَرَعِ شَيْءٌ عَجِيبٌ. وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ. وَكَانُوا يَتَكَلَّمُونَ فِيهِ.
2352- أَبُو صَالِحٍ.
واسمه باذام. ويقال باذان. مولى أم هانئ بنت أبي طالب.
وهو صاحب التفسير الذي رواه عن ابن عباس ورواه عن أبي صالح الكلبي محمد بن السائب. وروى عن أبي صالح أيضا سماك بن حرب وإسماعيل ابن أبي خالد.
__________
2348 هو الحسن بن عبد الله العرني، التقريب (1/ 167) .
2349 التقريب (2/ 123) .
2350 هو غزوان الغفاري، أبو مالك. التقريب (2/ 105) .
2351 التقريب (2/ 436) .(6/299)
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَاصِمٍ قَالَ:
كَانَ أَبُو صَالِحٍ كَبِيرَ اللِّحْيَةِ وَكَانَ يُخَلِّلُهَا.
2353- يزيد بن البراء
بن عازب بن الحارث الأنصاري من بني حارثة من الأوس.
روى عن أبيه وروى عنه عدي بن ثابت.
2354- سويد بن البراء
بن عازب. روى عن أبيه. وكان أميرا على عمان. وكان كخير الأمراء.
2355- موسى بن عبد الله
بن يزيد بن زيد الخطمي من الأنصار من الأوس.
وأم موسى بنت حذيفة بن اليمان.
2356- رياح بن الحارث.
2357- إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَرِيرِ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيُّ. روى عنه عبد الملك بن عمير.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الأزرقي قال: حدثنا عمرو بن يحيى ابن سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ قَالَ: رَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ وَأَبَانَ ابْنِي جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَجَدِّي يَخْضِبُونَ
بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ. وَكَانَ قَدْ بَقِيَ وَعُمِّرَ. وَوُلِدَ بَعْدَ مَوْتِ جَرِيرٍ وَبَقِيَ حَتَّى لَقِيَهُ شَرِيكٌ وَأَسَدُ بْنُ عَمْرٍو.
2358- أبو زرعة بن عمرو
بن جرير بن عبد الله البجلي. روى عن جده وعن أبي هريرة.
2359- هلال بن يساف
الأشجعي.
قال: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عِيسَى الرَّمْلِيُّ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ: كَانَ هِلالُ بْنُ يِسَافٍ يُكْنَى أَبَا الْحَسَنِ. وَكَانَ ثِقَةً كثير الحديث.
__________
2353 التقريب (2/ 362) .
2355 التقريب (2/ 285) .
2356 التقريب (1/ 254) .
2357 التقريب (1/ 32) .
2358 التقريب (2/ 242) .
2359 التقريب (2/ 324) .(6/300)
2360- سعد بن عبيدة.
السلمي. روى عنه الأعمش وحصين. وتوفي في ولاية عمر بن هبيرة على الكوفة. وكان ثقة كثير الحديث.
2361- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
بْنِ يَزِيدَ النَّخَعِيُّ وهو ابن أخي الأسود بن يزيد النخعي.
قَالَ: سَمِعْتُ حُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ الْجُعْفِيَّ يَقُولُ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ يُكْنَى أَبَا جَعْفَرٍ. وَكَانَ يُقَالُ لَهُ الْكَيِّسُ لِتَلَطُّفِهِ في العبادة.
قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ يُقَالُ لِمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ الْمَرْضِيُّ. وَكَانَ يُقَالُ لَهُ الكيس. وكان يقال له الرفيق.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ. قَالَ مَالِكٌ: كَانَتْ عِنْدَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ امْرَأَةٌ صَالِحَةٌ مَا تَرَاهُ أَصَابَهَا إِلا بِالدُّعَاءِ.
قَالَ سُفْيَانُ: وَكَانَ يُدْعَى الرَّفِيقَ. وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ.
2362- عبد الرحمن بن أبي نعم.
البجلي ويكنى أبا الحكم. وهو الذي كان يحرم من السنة إلى السنة. وكان ثقة وله أحاديث.
2363- أبو السفر سعيد.
بن يحمد الثوري من همدان. توفي في ولاية خالد بن عبد الله القسري على الكوفة. وكان ثقة قليل الحديث.
2364- عبد الله البهي.
قَالَ: أخبرنا وكيع عن سفيان عن السدي عن البهي مولى الزبير قالوا: وكان ثقة معروفا قليل الحديث.
2365- أبو الوداك.
واسمه جبر بن نوف بن ربيعة الهمداني. وكان قليل الحديث.
__________
2360 التقريب (1/ 288) .
2361 التقريب (2/ 185) .
2362 التقريب (1/ 500) .
2363 التقريب (1/ 307، 308) .
2364 التقريب (1/ 463) .
2365 التقريب (1/ 125) ، (2/ 286) .(6/301)
2366- يَحْيَى بْنَ وَثَّابٍ.
مولى لبني كاهل من بني أسد بن خزيمة.
قال: قَالَ يَحْيَى بْنُ آدَمَ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ عَنْ عَاصِمٍ قَالَ: تَعَلَّمَ يَحْيَى بْنُ وَثَّابٍ مِنْ عُبَيْدِ بْنِ نُضَيْلَةَ آيَةً آية فكان والله قارئا.
قال: وَقَالَ وَكِيعٌ عَنِ الأَعْمَشِ: كَانَ يَحْيَى بْنُ وَثَّابٍ إِذَا كَانَ فِي الصَّلاةِ كَأَنَّهُ يُخَاطِبُ رجلا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ قَالَ: رَأَيْتُ يَحْيَى بْنَ وَثَّابٍ يُصَلِّي فِي مُسْتُقَةٍ. قَالَ وَتُوُفِّيَ يَحْيَى بْنَ وَثَّابٍ بِالْكُوفَةِ فِي سَنَةَ ثَلاثٍ وَمِائَةٍ فِي خِلافَةِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ. وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ صَاحِبَ قُرْآنٍ.
2367- أبو هلال عمير.
بن قميم بن يرم التغلبي. وكان معروفا قليل الحديث.
2368- التَّمِيمِيُّ.
الذي روى عنه أبو إسحاق السبيعي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالَ: سَأَلْتُ إِسْرَائِيلَ عَنِ اسْمِ التَّمِيمِيِّ فَقَالَ: أَرْبَدُ.
2369- جروة بن حميل.
بن مالك الطائي. وكان قليل الحديث.
2370- بشر بن غالب.
2371- الضَّحَّاكُ بْنُ مُزَاحِمٍ
الْهِلالِيُّ يكنى أبا القاسم.
قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا جُوَيْبِرٌ عَنِ الضَّحَّاكِ قَالَ: وَلَدَتْنِي أُمِّي فِي سنتين. يعني حمله سنتين.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا جُوَيْبِرٌ أَوْ غَيْرُهُ أَنَّ الضَّحَّاكَ وُلِدَ لِسَنَتَيْنِ وَقَدْ ثُغِرَ.
قَالَ يَزِيدُ: وَأَخْبَرَنَا جُوَيْبِرٌ عَنِ الضحاك قال: تلد المرأة لسنتين.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عام الْعَقَدِيُّ وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالا: حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: كَانَ خَاتَمُ الضَّحَّاكِ فِضَّةً فِيهِ فَصٌّ شِبْهُ الْقَوَارِيرِ. وَكَانَ نَقْشُهُ صُورَةَ طائر.
__________
2366 التقريب (2/ 359) .
2371 التقريب (1/ 373) .(6/302)
قال: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ عَنْ بَشِيرِ بْنِ سَلْمَانَ قَالَ: كُنْتُ فِي كُتَّابِ الضَّحَّاكِ بْنِ مزاحم.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: كَانَ الضَّحَّاكُ يُعَلِّمُ وَلا يَأْخُذُ شيئا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ الْمُزَنِيُّ عَنْ رَجُلٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الضَّحَّاكِ قَلَنْسُوَةَ ثَعَالِبَ.
قَالَ: قَالَ أَبُو دَاوُدَ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ مُشَاشٍ قَالَ: سَأَلْتُ الضَّحَّاكَ: لَقِيتَ ابْنَ عَبَّاسٍ؟ قَالَ: لا.
قال: وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ قَالَ: الضَّحَّاكُ لَمْ يَلْقَ ابْنَ عَبَّاسٍ إِنَّمَا لَقِيَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ بِالرِّيِّ فَأَخَذَ عَنْهُ التَّفْسِيرَ.
أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ رَجُلٍ عَنِ الضَّحَّاكِ قَالَ: لَقَدْ أَدْرَكْتُ أَصْحَابِي وَمَا يَتَعَلَّمُونَ إِلا الْوَرَعَ.
أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ فَضَالَةَ أَبُو عَمِيرَةَ الزَّهْرَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الرَّحَبِيُّ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ عَنْ أَخِي الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ قَالَ: لَمَّا حَضَرَتِ الضَّحَّاكَ الْوَفَاةُ أَرْسَلَ إِلَيَّ فَقَالَ: لا أَحْسَبُنِي إِلا مَيِّتًا فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَ الصُّبْحِ. فَلا أُلْفِيَنَّكَ إِذَا مِتُّ تُنَادِي مَاتَ الضَّحَّاكُ مَاتَ الضَّحَّاكُ.
مَنْ يَسْمَعُ النِّدَاءَ جَاءَ. اضْرِبْ يَدَكَ فِي غُسْلِي وَأَكْثِرْ فِي مَسَاجِدِي مِنَ الطِّيبِ وَكَفِّنِّي فِي الأَكْفَانِ مِنْ هَذِهِ الْبَيَاضِ وَسَطًا مِنْ هَذِهِ الأَكْفَانِ. وَإِيَّاكَ وَمَا أَحْدَثَ النَّاسُ مِنْ هَذَا الضَّرِيحِ. ادْفِنِّي فِي لَحْدٍ. فَإِذَا حَمَلَتْنِي الرِّجَالُ عَلَى عَوَاتِقِهَا فَلا أُلْفِيَنَّكَ تَمْشِي بِي مَشْيَ الْعَرُوسِ. مَشْيًا بَيْنَ الْمَشْيَيْنِ دُونَ الْخَبَبِ وَفَوْقَ الْخُطَى. فَإِنْ وَجَدْتَ لَبِنًا فَلَبِنٌ وَإِلا فَمِنْ خَشَاشِ الأَرْضِ. فَإِذَا وَضَعْتَنِي فِي لَحْدِي فَسَوَّيْتَ عَلَيَّ اللَّبِنَ فَارْفَعْ لَبِنَةً مِنْ عِنْدِ رَأْسِ أَخِيكَ ثُمَّ انْظُرْ إِلَى مَضْجَعِهِ. ثُمَّ شُنْ شَأْنَكَ. فَإِذَا دفنتني وفضت الرِّجَالُ أَيْدِيَهَا عَنِّي فَقُمْ عِنْدَ رَأْسِ قَبْرِي وَاسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ. ثُمَّ نَادِ ثَلاثَةَ أَصْوَاتٍ تُسْمِعُ أَصْحَابَكَ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ قَدْ أَجْلَسْتَ الضَّحَّاكَ فِي قَبْرِهِ تُسَائِلُهُ عَنْ رَبِّهِ وَعَنْ دِينِهِ وَعَنْ نَبِيِّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَثَبِّتْهُ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ. ثُمَّ انْصَرِفْ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قال: سمعت أبا بكر بن عياش عن الأجلح(6/303)
قَالَ: قَالَ لِي الضَّحَّاكُ بْنُ مُزَاحِمٍ: اعْمَلْ قَبْلَ أَنْ لا تَسْتَطِيعَ أَنْ تَعْمَلَ.
قَالَ الأَجْلَحُ: وَيَكُونُ هَذَا؟ قَالَ: فَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أعمل اليوم فما أستطيع.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ طُفَيْلٍ قَالَ: قَالَ الضَّحَّاكُ عِنْدَ مَوْتِهِ لأَخِيهِ: لا يُصَلِّيَنَّ عَلَيَّ غَيْرُكَ. وَلا تَدَعَنَّ الأَمِيرَ يُصَلِّي عَلَيَّ. وَاذْكُرْ مِنِّي مَا علمت.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ أَبِي فَرْوَةَ عَنْ بُدَيْلٍ قَالَ: أَوْصَانَا الضَّحَّاكُ أَلا تُبْطِحُونِي عَلَى وَجْهِي وَلا تَمْسَحُوا بَطْنِي وَاغْسِلُونِي مِنْ وَرَاءِ الثَّوْبِ. أَوْ قَالَ الْقَمِيصِ. قَالُوا وَكَانَ الضَّحَّاكُ قَدْ أَتَى خُرَاسَانَ فَأَقَامَ بِهَا وَسَمِعُوا مِنْهُ.
وَمَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ.
303/ 6
2372- الْقَاسِمُ بْنُ مُخَيْمِرَةَ
الهمداني.
قَالَ: أَخْبَرَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بن حميد الرواسي عن القاسم ابن مُخَيْمِرَةَ أَنَّهُ كَانَ مُؤَذِّنًا. أَوْ قَالَ مُؤَدِّبًا.
قال: أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشُّعَيْثِيُّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ أَنَّهُ كَانَ يَدْعُو بِالْمَوْتِ. فَلَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ قَالَ لأُمِّ وَلَدِهِ: إِنِّي كُنْتُ أَدْعُو بِالْمَوْتِ فَلَمَّا نَزَلَ بِي كَرِهْتُهُ. قَالُوا وَتُوُفِّيَ الْقَاسِمُ بْنُ مُخَيْمِرَةَ فِي خِلافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. وَكَانَ ثِقَةً وَلَهُ أَحَادِيثُ.
2373- الْقَاسِمُ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مسعود الهذلي. ولي قضاء الكوفة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ قَالَ: رَأَيْتُ الْقَاسِمَ بْنَ عَبْدِ الرحمن يقضي على بابه.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ عَنْ الأَعْمَشِ قَالَ: كُنْتُ أَجْلِسُ إِلَى الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرحمن وهو على القضاء.
قال: أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمَسْعُودِيِّ عَنِ الْقَاسِمِ أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ الأَخْذَ عَلَى أَرْبَعٍ: على قراءة القرآن والأذان والقضاء والمقاسم.
قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مِسْعَرٍ عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ
__________
2372 التقريب (2/ 120) .(6/304)
قَالَ: صَحِبْنَا الْقَاسِمَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي سَفَرٍ فَغَلَبَنَا بِثَلاثٍ: بِطُولِ الصَّمْتِ وَكَثْرَةِ الصَّلاةِ وسخاء النفس.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا فِطْرٌ قَالَ: رَأَيْتُ الْقَاسِمَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَصْبُغُ بِالْحِنَّاءِ. قَالَ وَتُوُفِّيَ الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ الرحمن بالكوفة في ولاية خالد ابن عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيِّ.
2374- وأخوه معن بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مسعود الهذلي. وكان أصغر سنا من القاسم. وقد روى عنه أحاديث. وكان ثقة قليل الحديث.
2375- عَطِيَّةُ بْنُ سَعْدِ
بْنِ جُنَادَةَ الْعَوْفِيُّ من جديلة قيس ويكنى أبا الحسن.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا فُضَيْلٌ عَنْ عَطِيَّةَ قَالَ: لَمَّا وُلِدْتُ أَتَى بِي أَبِي عَلِيًّا فَأَخْبَرَهُ فَفَرَضَ لِي فِي مِائَةٍ. ثُمَّ أَعْطَى أَبِي عَطَايَ فَاشْتَرَى أَبِي مِنْهَا سَمْنًا وَعَسَلا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعْدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَطِيَّةَ قَالَ: جَاءَ سَعْدُ بْنُ جُنَادَةَ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَهُوَ بِالْكُوفَةِ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّهُ وُلِدَ لِي غُلامٌ فَسَمِّهِ. قَالَ:
هَذَا عَطِيَّةُ اللَّهِ. فَسُمِّيَ عَطِيَّةَ. وَكَانَتْ أُمُّهُ أُمَّ وَلَدٍ رُومِيَّةُ. وَخَرَجَ عَطِيَّةُ مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ عَلَى الْحَجَّاجِ. فَلَمَّا انْهَزَمَ جَيْشُ ابْنُ الأَشْعَثِ هَرَبَ عَطِيَّةُ إِلَى فَارِسَ. فَكَتَبَ الْحَجَّاجُ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ الثَّقَفِيِّ أَنِ ادْعُ عَطِيَّةَ فَإِنْ لَعَنَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَإِلا فَاضْرِبْهُ أَرْبَعَمِائَةِ سَوْطٍ وَاحْلِقْ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ. فَدَعَاهُ فَأَقْرَأَهُ كِتَابَ الْحَجَّاجِ فَأَبَى عَطِيَّةُ أَنْ يفعل.
فضربه أربعمائة سوط وَحَلَقَ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ. فَلَمَّا وَلِيَ قُتَيْبَةُ خُرَاسَانَ خَرَجَ عَطِيَّةُ إِلَيْهِ فَلَمْ يَزَلْ بِخُرَاسَانَ حَتَّى وَلِيَ عُمَرُ بْنُ هُبَيْرَةَ الْعِرَاقَ. فَكَتَبَ إِلَيْهِ عَطِيَّةُ يَسْأَلُهُ الإِذْنَ لَهُ فِي الْقُدُومِ فَأَذِنَ لَهُ. فَقَدِمَ الْكُوفَةَ فَلَمْ يَزَلْ بِهَا إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَمِائَةٍ. وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَلَهُ أَحَادِيثُ صَالِحَةٌ. وَمِنَ النَّاسِ مَنْ لا يَحْتَجُّ بِهِ.
2376- يزيد بن صهيب.
الفقير ويكنى أبا عثمان. وكان من أهل الكوفة ثم تحول إلى مكة فنزلها. وسمع من جابر بن عبد الله. وروى عنه مسعر والمسعودي والكوفيون.
__________
2374 التقريب (2/ 267) .
2375 التقريب (2/ 24) .
2376 التقريب (2/ 366) .(6/305)
2377- زياد بن أبي مريم.
وقد روي عنه.
2378- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ الشَّيْبَانِيُّ.
روى عنه المنهال بن عمرو.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ مُعَلِّمًا وَلا يَأْخُذُ شَيْئًا.
2379- أبو بكر بن عمرو
بن عتبة. روى عنه المسعودي.
2380- مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْتَشِرِ.
بْنُ الأَجْدَعِ. وهو عبد الرحمن بن مالك بن أمية بن عبد الله بن مر بن سليمان بن معمر بن الحارث بن سعد بن عبد الله بن وادعة من همدان. وهو ابن أخي مسروق بن الأجدع. روى عن عمه.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى بْنُ سَعِيدٍ قَالَ:
كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْتَشِرِ خَلِيفَةَ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ عَلَى وَاسِطَ. وَكَانَ ثِقَةً وَلَهُ أَحَادِيثُ قَلِيلَةٌ.
2381- وأخوه المغيرة بن المنتشر
بن الأجدع. وقد روي عنه.
2382- سليمان بن ميسرة
الأحمسي. روى عنه الأعمش.
2383- سليمان بن مسهر.
روى عنه الأعمش.
2384- نعيم بن أبي هند الأشجعي.
توفي في ولاية خالد بن عبد الله القسري على الكوفة. وكان ثقة وله أحاديث.
__________
2377 التقريب (1/ 270) .
2383 التقريب (1/ 230) .
2384 التقريب (2/ 306) .(6/306)
الطَّبَقَةُ الثَّالِثَةُ
2385- مُحَارِبُ بْنُ دِثَارٍ.
من بني سدوس بن شيبان بن ذهل بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَكَابَةَ بْنِ صَعْبِ بْنِ علي بن بكر بن وائل ويكنى أبا مطرف. ولي قضاء الكوفة. وروي عنه أنه قَالَ: فبكيت وبكى عيالي فلما عزلت عن القضاء بكيت وبكى عيالي.
قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: وَقَدْ رَأَيْتُهُ. قِيلَ لِسُفْيَانَ: أَيْنَ رَأَيْتَهُ؟ قَالَ: فِي الزَّاوِيَةِ يَقْضِي. فَلَمَّا جَاءَ هَؤُلاءِ. يَعْنِي بَنِي هَاشِمٍ. جَلَسَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عِنْدَ أَصْحَابِ مُحَارِبٍ فَتَكَلَّمُوا. وَتُوُفِّيَ مُحَارِبُ بْنُ دِثَارٍ فِي وِلايَةِ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيِّ. وَذَلِكَ فِي خِلافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ. قَالَ وَلَهُ أَحَادِيثُ. ولا يحتجون به. وكان من المرجئة الأُولَى الَّذِينَ كَانُوا يُرْجُونَ عَلِيًّا وَعُثْمَانَ وَلا يَشْهَدُونَ بِإِيمَانٍ وَلا كُفْرٍ.
2386- الْعَيْزَارُ بْنُ حُرَيْثٍ
العبدي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ قَالَ: كَانَ الْعَيْزَارُ ابن حُرَيْثٍ عَرِّيفًا.
2387- مُسْلِمُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ
الْبَطِينُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسٌ عَنْ حَجَّاجٍ قَالَ: رَأَيْتُ لِمُسْلِمٍ الْبَطِينِ سَمَنْجُونَ ثَعَالِبَ يُصَلِّي وَهُوَ عَلَيْهِ.
2388- عدي بن ثابت
الأنصاري.
__________
2385 التقريب (2/ 230) .
2386 التقريب (2/ 96) .
2387 التقريب (2/ 246) .
2388 التقريب (2/ 16) .(6/307)
2389- طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفِ
بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ جُحْدُبِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بن سعد بن الحارث بن ذهل بن سلمة بن ددول بن جشم بن يام من همدان ويكنى أبا عبد الله.
وكان قارئ أهل الكوفة يقرؤون عليه القرآن. فلما رأى كثرتهم عليه كأنه كره ذلك لنفسه فمشى إلى الأعمش فقرأ عليه. فمال الناس إلى الأعمش وتركوا طلحة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: قُلْتُ لابْنِ أَبْجَرَ: مَنْ أَفْضَلُ مَنْ رَأَيْتَ؟ فَسَكَتَ هُنَيَّةً ثم قال: يرحم الله طلحة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ النَّخَعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ عَنْ طَلْحَةَ قَالَ:
انْتَهَيْتُ أَنَا وَهُوَ إِلَى زُقَاقٍ فَتَقَدَّمَنِي فِيهِ. ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ فَقَالَ: لَوْ أَعْلَمُ أَنَّكَ أَكْبَرُ مِنِّي بِسَاعَةٍ. أَوْ قَالَ: بِيَوْمٍ. مَا تَقَدَّمْتُكَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: قُلْتُ لِسُفْيَانَ أَيُّهُمَا كَانَ أَسَنَّ طَلْحَةُ أَوُ زُبَيْدٌ؟ فَقَالَ: مَا أَقْرَبَهُمَا. ثُمَّ قَالَ: عَرَضَ طَلْحَةُ عَلَى زُبَيْدٍ ابْنَتَهُ فَقَالَ زُبَيْدٌ: مَا كَانَ يَمْنَعُنِي أَنْ أَطْلُبَ ذَاكَ مِنْكَ إِلا أَنِّي لَمْ أَدْرِ هَلْ يُوَافِقُكَ ذلك أم لا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنْ طَلْحَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى خَيْثَمَةَ أَعُودُهُ فِي نَفَرٍ أَوْ قَوْمٍ. فَلَمَّا قَامُوا ذَهَبْتُ أَقُومُ فَقَالَ: وَأَنْتَ؟ فَأَخَذَ بِيَدِي فَقَبَّلَهَا فَقَبَّلْتُ يَدَهُ.
قَالَ مَالِكٌ: وَدَخَلْتُ عَلَى طَلْحَةَ أعوده ففعل بي وفعلت بِهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ قَيْسٍ قَالَ: كَانَ الْيَامِيُّونَ يُنَبِّهُونَ صِبْيَانَهُمْ لَيْلَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ. يَعْنِي طَلْحَةَ وَزُبَيْدًا. أي في شهر رمضان.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ: لَوْلا أَنِّي عَلَى وُضُوءٍ أَخْبَرْتُكَ بِمَا تَقُولُ الشِّيعَةُ.
قَالُوا وَخَرَجَ طَلْحَةُ مَعَ مَنْ خَرَجَ مِنْ قُرَّاءِ أَهْلِ الْكُوفَةِ إِلَى الْجَمَاجِمِ أَيَّامَ الحجاج.
وَتُوُفِّيَ بَعْدَ ذَلِكَ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: كُنْتُ فِي جِنَازَةِ طَلْحَةَ فَقَالَ أَبُو مَعْشَرٍ زِيَادُ بْنُ كُلَيْبٍ وَأَثْنَى عَلَيْهِ: مَا تَرَكَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ. وَكَانَ ثِقَةً لَهُ أَحَادِيثُ صالحة.
__________
2389 التقريب (1/ 378) .(6/308)
2390- زُبَيْدُ بْنُ الْحَارِثِ
بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ جُحْدُبِ بْنِ ذُهْلِ بْنِ مالك بن الحارث ابن ذهل بن سلمة بن ددول بن جشم بن يام من همدان ويكنى أَبَا عَبْد اللَّهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ حُصَيْنٍ قَالَ:
جَاءَ زُبَيْدٌ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَيْهِ بُرْنُسٌ فَقَالَ: لَيْسَ هَذَا زَمَانُ الْبَرَانِسِ.
قَالَ يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ عَنْ نُعَيْمِ بْنِ مَيْسَرَةَ قَالَ: قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: لَوْ خَيَّرْتُ عَبْدًا أَلْقَى الله في مسلاخه اخترت زبيدا اليامي.
قال: وَقَالَ أَبُو نَوْحٍ قُرَادٌ سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ بِالْكُوفَةِ شَيْخًا خَيْرًا مِنْ زُبَيْدٍ.
قال شعبة: كنت معه يوما جَالِسًا فِي مَسْجِدٍ فَمَرَّتِ امْرَأَةٌ مَعَهَا كُبَّةُ قُطْنٍ فَوَقَعَتِ الْكُبَّةُ فَلَمْ تَفْطِنْ لَهَا وَفَطِنَ زُبَيْدٌ. فَقَامَ وَتَرَكَنِي جَالِسًا. فَمَا زَالَ يُهَرْوِلُ عَلَى أَثَرِهَا حَتَّى أَدْرَكَهَا فَدَفَعَ الْكُبَّةَ إِلَيْهَا ثُمَّ رَجَعَ إِلَيَّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالا: تُوُفِّيَ زُبَيْدٌ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ أَيَّامَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ. وَكَانَ ثِقَةً لَهُ أَحَادِيثُ.
2391- شمر بن عطية
بن عبد الرحمن الأسدي من بني مرة بن الحارث بن سعد ابن ثعلبة. وكان ثقة وله أحاديث صالحة.
2392- بكر بن ماعز
الثوري. قليل الحديث.
2393- أبو يعلى منذر
الثوري. ثقة قليل الحديث.
2394- عبد الرحمن بن سعيد
بن وهب الهمداني. وكان قليل الحديث.
2395- أبو هبيرة.
واسمه يحيى بن عباد الأنصاري. توفي في ولاية يوسف بن عمر. وكان قليل الحديث.
__________
2390 التقريب (1/ 257) .
2391 التقريب (1/ 354) .
2392 التقريب (1/ 106) .
2393 التقريب (2/ 275) .
2394 التقريب (1/ 482) .
2395 التقريب (2/ 350) .(6/309)
2396- بكير بن الأخنس.
قليل الحديث.
2397- عَلِيُّ بْنُ مدرك
النخعي.
قال: أَخْبَرَنَا طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ قَالَ: حَدَّثَنِي بَكَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقُرَشِيُّ قَالَ: مَاتَ عَلِيُّ بْنُ مُدْرِكٍ النَّخَعِيُّ مَقْدَمَ يُوسُفَ بْنِ عُمَرَ الْعِرَاقَ سَنَةَ عِشْرِينَ وَمِائَةٍ فِي آخِرَ خِلافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ.
قَالَ: وَضَرَبَ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَيُوسُفُ بْنُ عُمَرَ جَمِيعًا الدَّرَاهِمَ فِي تِلْكَ السَّنَةِ.
وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ وَرَوَى عَنْهُ شُعْبَةُ.
2398- موسى بن طريف
الأسدي.
2399- علي بن الأقمر
بن عمرو بن الحارث بن معاوية بن عمرو بن الحارث بن ربيعة بن عبد الله بن وادعة من همدان.
2400- وأخوه كلثوم بن الأقمر
الوادعي من همدان.
2401- جبلة بن سحيم الشيباني.
توفي في فتنة الوليد بن يزيد.
2402- وبرة بن عبد الرحمن.
المسلي من مذحج. توفي في ولاية خالد بن عبد الله الكوفة لهشام بن عبد الملك.
2403- أبو الزنباع.
واسمه صدقة بن صالح.
2404- أبو عون الثقفي.
واسمه محمد بن عبيد الله. توفي في ولاية خالد بن عبد الله القسري. وكان ثقة وله أحاديث. روى عنه سفيان وشعبة.
2405- عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَائِلِ
بْنِ حُجْرٍ الْحَضْرَمِيِّ. وكان ثقة إن شاء الله قليل الحديث. ويتكلمون في روايته عن أبيه ويقولون: لم يلقه.
__________
2396 التقريب (1/ 107) .
9327 التقريب (2/ 44) .
2399 التقريب (2/ 32) .
2401 التقريب (1/ 125) .
2402 التقريب (2/ 330) .
2404 التقريب (2/ 187) .
2405 التقريب (1/ 466) .(6/310)
2406- وأخوه علقمة بن وائل.
وكان ثقة قليل الحديث.
2407- يحيى بن عبيد
البهراني يكنى أبا عمر.
2408- زائدة بن عمير.
2409- عَوْنُ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ الهذلي. قَالَ لَمَّا وَلِيَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الخلافة رحل إليه عون بن عبد الله وأبو الصباح موسى بن أبي كثير وعمر ابن حمزة فكلموه في الإرجاء وناظروه فزعموا أنه وافقهم ولم يخالفهم في شيء منه.
وكان ثقة كثير الإرسال.
2410- عبد الله بن أبي المجالد.
مولى الأزد. وهو ختن مجاهد.
2411- أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ.
واسمه عمرو بن عبد الله بن علي بن أحمد بن ذي يحمد بن السبيع بن سبع بن صعب بن معاوية بن كثير بن مالك بن جشم بن حاشد ابن جشم بن خيران بن نوف بن همدان.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: قَدِمَ جَدِّي الْخِيَارُ عَلَى عُثْمَانَ فَقَالَ: كَمْ مَعَكَ مِنْ عِيَالِكَ يَا شَيْخُ؟ فَقَالَ: إِنَّ مَعِي. فَذَكَرَ.
فَقَالَ: أَمَّا أَنْتَ يَا شَيْخُ فَقَدْ فَرَضْنَا لَكَ خَمْسَ عَشْرَةَ. يَعْنِي أَلْفًا وَخَمْسَمِائَةٍ. وَلِعِيَالِكَ مِائَةُ مِائَةٍ.
وَقَالَ الأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ عَنْ شَرِيكٍ: وُلِدَ أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ فِي سُلْطَانِ عُثْمَانَ.
أَحْسَبُ شَرِيكًا قَالَ لِثَلاثِ سِنِينَ بَقِينَ.
وَقَالَ سُفْيَانُ: قَالَ مَشْيَخَتُنَا: اجْتَمَعَ الشَّعْبِيُّ وَأَبُو إِسْحَاقَ فَقَالَ لَهُ الشَّعْبِيُّ: أَنْتَ خَيْرٌ مِنِّي يَا أَبَا إِسْحَاقَ. قَالَ: لا وَاللَّهِ مَا أَنَا بِخَيْرٍ مِنْكَ بَلْ أَنْتَ خَيْرٌ مِنِّي وأسن مني.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ أَنَّهُ صَلَّى خَلْفَ عَلِيٍّ الْجُمُعَةَ. قَالَ فصلاها بالهاجرة بعد ما زالت الشمس.
__________
2406 التقريب (2/ 31) .
2407 التقريب (2/ 353) .
2409 التقريب (2/ 90) .
2410 التقريب (1/ 445) .
2411 التقريب (2/ 73) .(6/311)
وإنه رآه قائما أبيض اللحية أجلح.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا قَالَ: قَالَ لِي أَبِي: قُمْ يَا عَمْرُو فَانْظُرْ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ. فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ فَلَمْ أَرَهُ يَخْضِبُ لِحْيَتَهُ. ضَخْمُ اللِّحْيَةِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ قَالَ: كُنَّا زمن معاوية بخراسان لا نجمع.
قال: وَقَالَ حَجَّاجٌ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: أَبُو إِسْحَاقَ كان أكبر من أبي البختري الطائي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا إِسْحَاقَ وَهُوَ يُصَلِّي بِنَا يَأْخُذُ قَلَنْسُوَتَهُ مِنَ الأَرْضِ فَيَلْبِسُهَا أَوْ يأخذها عن رأسه فيضعها.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ يَقُولُ:
مَاتَ أَبُو إِسْحَاقَ وَهُوَ ابْنُ مِائَةِ سَنَةٍ أَوْ مِائَةٍ غَيْرَ سَنَةٍ.
قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: بَلَغَ أَبُو إِسْحَاقَ ثَمَانِيًا أَوْ تِسْعًا وَتِسْعِينَ سَنَةً وَمَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ: وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ: مَاتَ أَبُو إِسْحَاقَ يَوْمَ دَخَلَ الضَّحَّاكُ الكوفة سنة تسع وعشرين ومائة.
قال: وَقَالَ مُوسَى بْنُ دَاوُدَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ: لِي إِحْدَى وَسِتُّونَ سَنَةً. وَمَاتَ أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ مُنْذُ ثَلاثِينَ سَنَةً. وَرُبَّمَا سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ يَقُولُ حَدَّثَنَا صِلَةُ مُنْذُ سِتِّينَ سَنَةً.
2412- عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ
الْجَمَلِيُّ من مراد ومراد من مذحج.
قَالَ أَبُو نُوحٍ قُرَادٌ عَنْ شُعْبَةَ: مَا رَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ مُرَّةَ فِي صَلاةٍ إِلا ظَنَنْتُ أَنَّهُ لا يَنْصَرِفُ حَتَّى يُسْتَجَابَ لَهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: مَاتَ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ سَنَةَ ثماني عشرة ومائة.
__________
2412 التقريب (2/ 78) .(6/312)
قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: مات عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ بَشِيرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مِسْعَرٌ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَيْسَرَةَ فِي جِنَازَةِ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ يَقُولُ: إِنِّي لأَحْسَبُهُ خَيْرَ الْبَشَرِ.
2413- عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ
اللَّخْمِيُّ ويكنى أبا عمر. حليف لبني عدي بن كعب من قريش.
قال: أَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ قَالَ: سَأَلْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ عَنْ مَوْلدِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ فَقَالَ: قَدْ سَأَلْتُهُ عَمَّا سَأَلْتَنِي عَنْهُ فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ وُلِدَ فِي ثَلاثِ سنين بقين من خلافة عثمان.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ قَالَ: قَالَ لِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ يَوْمًا وَأَنَا عِنْدَهُ: أَتَى عَلَيَّ مِائَةٌ وَثَلاثُ سِنِينَ.
قَالَ: وَقَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: هُمَا كَبِيرَا أَهْلِ الْكُوفَةِ يَوْمَئِذٍ. هَذَا ابْنُ مِائَةٍ وَهَذَا ابْنُ مِائَةٍ. يَعْنِي عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ عُمَيْرٍ وَزِيَادَ بْنَ عِلاقَةَ.
قَالَ سُفْيَانُ: وَسَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ عُمَيْرٍ يَقُولُ: وَاللَّهِ إِنِّي لأُحَدِّثُ بالحديث فما أدع منه حرفا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ قَالَ: قَالَ لَنَا أَبُو إِسْحَاقَ: سَلُوا عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ عُمَيْرٍ وَسِمِاكَ بْنَ حَرْبٍ. وَلَمْ يَكُنْ عِنْدَ سِمَاكٍ كُلُّ ذَاكَ إِنَّمَا كَانَ صَاحِبَ أَحَادِيثَ. قَالُوا وَوَلِيَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ الْقَضَاءَ بِالْكُوفَةِ قَبْلَ الشَّعْبِيِّ. وَكَانَ يُلَقَّبُ الْقِبْطِيَّ وَتُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ: وَقَالَ الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ: أَنَا رِدْفٌ فِي جِنَازَتِهِ.
قَالَ وَرُوِي لِي عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ عُمَيْرٍ شَيْخًا كَبِيرًا يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيٍّ وَيَدَّهِنُ مِنْ قَرْنِهِ إِلَى قَدَمِهِ.
2414- زياد بن علاقة
الثعلبي من غطفان. ويكنى أبا مالك.
__________
2413 التقريب (1/ 521) .
2414 التقريب (1/ 269) .(6/313)
2415- سلمة بن كهيل
الحضرمي. توفي سنة اثنتين وعشرين ومائة حين قتل زيد ابن علي بالكوفة.
وقال أبو نعيم: قتل زيد يوم عاشوراء في هذه السنة. وكان سلمة كثير الحديث.
2416- ميسرة بن حبيب
النهدي. روى عنه سفيان الثوري.
2417- قَيْسُ بْنُ مُسْلِمٍ
الْجَدَلِيُّ جديلة قيس.
قال: أخبرنا وكيع عن سفيان عن قيس بن مسلم أبي عمرو الجدلي قَالَ:
وَسَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ الْفَضْلَ بْنَ دُكَيْنٍ قَالَ: مَاتَ قَيْسُ بْنُ مُسْلِمٍ فِي سَنَةِ عِشْرِينَ وَمِائَةٍ بِالْكُوفَةِ. وَكَانَ ثِقَةً ثَبْتًا لَهُ حَدِيثٌ صَالِحٌ.
2418- عبد الملك بن سعيد.
بن جبير الأزدي.
2419- نسير بن ذعلوق.
ويكنى أبا طعمة الثوري.
2420- جَوَّابُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ
التَّيْمِيُّ تيم الرباب.
قال: قَالَ سُفْيَانُ عَنْ خَلَفٍ قَالَ: كَانَ جَوَّابٌ يَرْتَعِدُ عِنْدَ الذِّكْرِ فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ: لَئِنْ كُنْتَ تَمْلِكُهُ مَا أُبَالِي أَلا أَعْتَدَّ بِكَ. وَإِنْ كُنْتَ لا تَمْلِكُهُ لَقَدْ خَالَفْتَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ.
2421- إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَجَاءٍ
الزبيدي. روى عنه الأعمش.
قال: وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ أَنَّهُ كَانَ يَجْمَعُ الصِّبْيَانَ فيحدثهم لكي لا ينسى حديثه.
__________
2415 التقريب (1/ 318) .
2416 التقريب (2/ 291) .
2417 التقريب (2/ 130) .
2418 التقريب (1/ 519) .
2419 التقريب (2/ 298) .
2420 التقريب (1/ 135) .
2421 التقريب (1/ 69) .(6/314)
2422- جَامِعُ بْنُ شَدَّادٍ
الْمُحَارِبِيُّ. ويكنى أبا صخرة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ النَّخَعِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ قَيْسَ بْنَ الرَّبِيعِ يَقُولُ: مَاتَ جَامِعُ بْنُ شَدَّادٍ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ لَجُمُعَةٍ بَقِيَتْ مِنْ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَمَانِي عَشْرَةَ وَمِائَةٍ.
2423- مَعْبَدُ بْنُ خَالِدٍ
الجدلي.
قال: أَخْبَرَنَا طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بن عمر الأسدي قال: مات معبد ابن خَالِدٍ الْجَدَلِيُّ فِي سُلْطَانِ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيِّ سَنَةَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ.
2424- وَاصِلُ بْنُ حَيَّانَ
الأَحْدَبُ الأَسَدِيُّ من بني سعد بن الحارث بن ثعلبة بن دودان. وأمه من ولد أبي سمال الشاعر.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: تُوُفِّيَ وَاصِلُ بْنُ حَيَّانَ بِالْكُوفَةِ سَنَةَ عِشْرِينَ وَمِائَةٍ.
2425- عَبْدُ الْمَلِكِ بن ميسرة
الزراد مولى بني هلال بن عامر.
قَالَ: سَمِعْتُ وَكِيعَ بْنَ الْجَرَّاحِ ذَكَرَ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَيْسَرَةَ فَقَالَ: ذَاكَ الزَّرَّادُ.
وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ.
قَالَ وَتُوُفِّيَ عَبْدُ الْمَلِكِ فِي وِلايَةِ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيِّ بِالْكُوفَةِ.
2426- أشعث بن أبي الشعثاء
المحاربي. واسم أبي الشعثاء سليم بن الأسود. توفي الأشعث في ولاية يوسف بن عمر بالكوفة.
2427- عون بن أبي جحيفة
السوائي.
2428- وهب السوائي.
من بني عامر بن صعصعة.
2429- خليفة بن الحصين
بن قيس بن عاصم المنقري. روى عن أبيه عن جده أنه
__________
2422 التقريب (1/ 124) .
2423 التقريب (2/ 261) .
2424 التقريب (2/ 328) .
2425 التقريب (1/ 524) .
2426 التقريب (1/ 79) .
2427 التقريب (2/ 90) .
2429 التقريب (1/ 227) .(6/315)
أسلم عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَمَّرَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن يغتسل بماء وسدر.
2430- حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ
الأَسَدِيُّ مولى لبني كاهل. ويكنى أبا يحيى واسم أبي ثابت قيس بن دينار.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ: طَلَبْتُ الْعِلْمَ وَمَا لِي فِيهِ نِيَّةٌ. ثم رزق الله النية.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ: مَا عِنْدِي كِتَابٌ فِي الأَرْضِ إِلا حَدِيثٌ وَاحِدٌ فِي تَابُوتِي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ قَالَ: سَمِعْتُ حَبِيبَ بْنَ أَبِي ثَابِتٍ يَقُولُ: أَتَى عَلَيَّ ثَلاثٌ وَسَبْعُونَ سنة.
قال: وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ: وَكَانَ بِالْكُوفَةِ ثَلاثَةٌ لَيْسَ لَهُمْ رَابِعٌ: حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ وَالْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ وَحَمَّادُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ. وَكَانَ هَؤُلاءِ الثَّلاثَةُ أَصْحَابَ الْفُتْيَا وَهُمُ الْمَشْهُورُونَ. وَمَا كَانَ بِالْكُوفَةِ أَحَدٌ إِلا يَذِلُّ لِحَبِيبٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالا: مَاتَ حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ.
قَالَ: وَرُوِيَ لِي عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ قَالَ: رَأَيْتُ حَبِيبَ بْنَ أَبِي ثَابِتٍ رَجُلا طَوِيلا أَعْوَرَ.
2431- عَاصِمُ بْنُ أَبِي النَّجُودِ
الأَسَدِيُّ. وهو عاصم بن بهدلة مولى لبني جذيمة بن مالك بن نصر بن قعين بن أسد.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ أَنَّ عَاصِمَ بْنَ أَبِي النَّجُودِ كان يكنى أبا بكر.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ قَالَ: مَا قَدِمْتُ عَلَى أَبِي وَائِلٍ مِنْ سَفَرٍ قط إلا قبل يدي.
__________
2430 التقريب (1/ 148) .
2431 التقريب (1/ 383) ، وهو عاصم بن بهدلة بن أبي النجود الأسدي.(6/316)
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ الْعَطَّارُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ عَنْ أَبِي وَائِلٍ أَنَّهُ كَانَ يَغِيبُ بِالرُّسْتَاقِ فإذا قدم فلقي عاصما أخذ بيده فَقَبَّلَهَا.
قَالُوا وَكَانَ عَاصِمٌ ثِقَةً إِلا أَنَّهُ كَانَ كَثِيرَ الْخَطَأِ فِي حَدِيثِهِ.
2432- أَبُو حَصِينٍ.
واسمه عثمان بن عاصم بن حصين. وهو من بني جشم بن الحارث بن سعد بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ دُودَانَ بْنِ أَسَدِ بْنِ خزيمة. وعداده في بني كبير بن زيد ابن مرة بن الحارث بن سعد.
قال: قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الشَّيْبَانِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ الشَّعْبِيِّ الْمَسْجِدَ.
فَقَالَ: انْظُرْ هَلْ تَرَى أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِنَا نَجْلِسُ إِلَيْهِ؟ هَلْ ترى أبا حصين؟.
قال: وَقَالَ سُفْيَانُ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ: سُئِلَ عَامِرٌ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ: بِمَنْ تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: مَا أَنَا بِعَالِمٍ وَلَمْ أَتْرُكُ عَالِمًا. وَإِنَّ أَبَا حَصِينٍ لِرَجُلٌ صَالِحٌ.
وَقَالَ سُفْيَانُ. قَالَ مِسْعَرٌ عَنْ أَبِي حَصِينٍ قَالَ: لَقِيَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَعْقِلٍ فَقَالَ:
شَغَلَتْكَ التِّجَارَةُ. قَالَ قُلْتُ: وَأَنْتَ شَغَلَتْكَ الإِمَارَةُ.
وَقَالَ سُفْيَانُ: اسْتَعْمَلَهُ فُلانٌ فَبَعَثَ إِلَيْهِ بِأَلْفَيْ دِرْهَمٍ فَرَدَّهَا.
قَالَ سُفْيَانُ: فَقُلْتُ يَا أَبَا حَصِينٍ لِمَ رَدَدْتَهَا؟ قَالَ: الْحَيَاءُ وَالْكَرَمُ.
قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ ابْنُ أَبِي إِسْحَاقَ: مَاتَ عِنْدَنَا. يَعْنِي أَبَا حَصِينٍ. فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ هَذَا مُحْسِنٌ. لا وَاللَّهِ مَا أَطَاقَ صَلاتَهُ أَحَدٌ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: مَاتَ أَبُو حَصِينٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.
2433- آدم بن علي
الشيباني.
2434- أبو الجويرية الجرمي.
واسمه حطان بن خفاف.
2435- أَبُو قَيْسٍ الأَوْدِيُّ.
واسمه عبد الرحمن بن ثروان.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: تُوُفِّيَ أبو قيس سنة عشرين ومائة.
__________
2432 التقريب (2/ 10) .
2433 التقريب (1/ 30) .
2434 التقريب (1/ 185) .
2435 التقريب (1/ 475) .(6/317)
2436- عبد الله بن حنش
الأودي.
2437- عائذ بن نصيب
الكاهلي. من بني أسد.
2438- مجمع التيمي.
2439- عبد الله بن عصيم
الحنفي.
2440- سماك بن حرب
الذهلي.
2441- شبيب بن غرقدة
البارقي.
2442- كليب بن وائل
البكري.
2443- إسماعيل بن عبد الرحمن
السدي صاحب التفسير. مات سنة سبع وعشرين ومائة.
2444- محمد بن قيس
الهمداني.
2445- طارق بن عبد الرحمن
الأحمسي.
2446- مخارق بن عبد الله
الأحمسي.
2447- عبد العزيز بن رفيع.
2448- عبد العزيز بن حكيم
الحضرمي.
2449- أبو المحجل.
واسمه رديني بن مرة.
2450- عبد الله بن شريك
العامري.
__________
2439 التقريب (1/ 433) .
2440 التقريب (1/ 232) .
2442 التقريب (2/ 136) .
2443 التقريب (1/ 71، 72) .
2444 التقريب (2/ 202) .
2445 التقريب (1/ 376) .
2446 وقيل: مخارق بن خليفة. التقريب (2/ 233) .
2448 التقريب (1/ 509) .
2449 التقريب (1/ 433) .
2450 التقريب (1/ 422) .(6/318)
2451- سعيد بن أبي بردة
بن أبي موسى الأشعري.
2452- حصين بن عبد الرحمن
النخعي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ النَّخَعِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ حَفْصَ بْنَ غِيَاثٍ يَقُولُ: ذَكَرَ مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ فَضْلَ طَلْحَةَ. يَعْنِي ابْنَ مُصَرِّفٍ. فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: هَلْ رَأَيْتَ حُصَيْنَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّخَعِيَّ؟ قَالَ: لا. قَالَ: لَوْ رَأَيْتَهُ مَا ذَكَرْتَ طَلْحَةَ. يَعْنِي مِنْ فَضْلِهِ.
قَالَ: أخبرنا طلق بن غنام قَالَ: سمعت حفص بن غياث يقول: كان حصين بن عبد الرحمن النخعي يلبس في الشتاء بالنهار قباء محشوا فيه ثمانون أستارا. وكان دثاره بالليل.
2453- أبو صخرة.
واسمه جامع بن شداد المحاربي. توفي سنة سبع عشرة ومائة.
وقال أبو نعيم: في سنة ثماني عشرة ومائة.
2454- أبو السوداء النهدي.
واسمه عمرو بن عمران.
2455- عثمان بن المغيرة الثقفي
ويكنى أبا المغيرة. وهو عثمان الأعشى. وهو عثمان بن أبي زرعة.
2456- عبد الرحمن بن عائش
النخعي.
2457- عياش بن عمرو
العامري.
2458- الأسود بن قيس
العبدي.
2459- الركين بن الربيع
بن عميلة الفزاري. رأى أسماء بنت أبي بكر الصديق.
وتوفي في فتنة الوليد بن يزيد بن عبد الملك.
__________
2451 التقريب (292) .
2452 التقريب (1/ 182) .
2453 التقريب (1/ 125) .
2454 التقريب (1/ 75) .
2455 التقريب (2/ 14) .
2458 التقريب (1/ 76) .
2459 التقريب (1/ 253) .(6/319)
2460- أبو الزعراء.
واسمه عمرو بن عمرو بن عوف الجشمي. وهو ابن أخي أبي الأحوص الذي روى عن عبد الله بن مسعود.
2461- هِلالٌ الْوَزَّانُ الْجُهَنِيُّ.
ويكنى أبا أمية. وهو هلال الصراف. وهو ابن أبي حميد. وهو ابن مقلاص.
قال: أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ وَأَبُو هِشَامٍ الْمَخْزُومِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ هِلالِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ قَالَ: كَنَّانِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ قَبْلَ أَنْ يُولَدَ لِي.
2462- ثُوَيْرُ بْنُ أَبِي فَاخِتَةَ.
ويكنى أبا الجهم. وهو مولى أم هانئ بنت أبي طالب وله عقب. وكان كبيرا وقد بقي.
قال: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ ثُوَيْرٍ أَنَّهُ شَيَّعَ أَبَاهُ إِلَى مَكَّةَ وَمَعَهُ عَلْقَمَةُ وَالأَسْوَدُ وَعَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ فَلَمْ يُتَزَوَّدْ وَاحِدٌ مِنْهُمْ سَوْطًا وَلَمْ يَزِمُّوا رَوَاحِلَهُمْ.
2463- زياد بن فياض
الخزاعي.
2464- مُوسَى بْنُ أَبِي عائشة
الهمداني.
قال: قال سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ. قَالَ عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ: مَا رَفْعْتُ رَأْسِي إِلا رَأَيْتُهُ يُصَلِّي فِي سَطْحِهِ. يَعْنِي مُوسَى بْنَ أَبِي عَائِشَةَ.
2465- حكيم بن جبير
الأسدي.
2466- حكيم بن الديلم.
2467- سعيد بن مسروق
الثوري وهو أبو سفيان الثوري. توفي سنة ثمان وعشرين
__________
2460 التقريب (2/ 75) .
2461 هو هلال بن أبي حميد، التقريب (2/ 323) .
2462 التقريب (1/ 121) .
2463 التقريب (1/ 269) .
2464 التقريب (1/ 285) .
2465 التقريب (1/ 193) .
2466 التقريب (1/ 194) .
2467 التقريب (1/ 305) .(6/320)
ومائة في ولاية عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ على العراق.
2468- سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو
بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بن سعيد بن العاص بن أمية. روى عنه الأسود بن قيس.
2469- سعيد بن أشوع
الهمداني. ولي قضاء الكوفة وتوفي في ولاية خالد بن عبد الله القسري.
2470- جامع بن أبي راشد.
2471- وأخوه ربيع بن أبي راشد.
قال: أَخْبَرَنَا خَلادُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: كَانَ حبيب ابن أَبِي ثَابِتٍ وَأَصْحَابُهُ إِذَا طَلَعَ الرَّبِيعُ بْنُ أَبِي رَاشِدٍ قَالَ لَهُمْ: كُفُّوا قَدْ جَاءَ الرَّبِيعُ.
2472- أبو الجحاف.
واسمه داود بن أبي عوف. روى عنه سفيان الثوري وسفيان ابن عيينة.
2473- قيس بن وهب
الهمداني.
2474- ثابت بن هرمز.
ويكنى أبا المقدام العجلي. وهو أبو عمرو بن أبي المقدام.
2475- عبدة بن أبي لبابة.
مولى قريش.
قال: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّ عَبْدَةَ بْنَ أَبِي لُبَابَةَ كَانَ يُكْنَى أَبَا الْقَاسِمِ. وَكَانَ مَكْحُولٌ يُكَنِّيهِ بِهَا إِذَا لَقِيَهُ.
2476- المقدام بن شريح
بن هانئ الحارثي.
__________
2468 التقريب (1/ 302) .
2470 التقريب (1/ 124) .
2472 التقريب (1/ 233) .
2473 التقريب (2/ 130) .
2474 التقريب (1/ 117) .
2475 التقريب (1/ 530) .
2476 التقريب (2/ 272) .(6/321)
2477- محل بن خليفة
الطائي.
2478- سنان بن حبيب
السلمي. يكنى أبا حبيب.
2479- زهير بن أبي ثابت
العبسي.
2480- عامر بن شقيق
بن حمزة الأسدي.
2481- المغيرة بن النعمان
النخعي.
2482- أبو نهيك.
واسمه القاسم بن محمد الأسدي.
2483- أبو فروة الهمداني.
واسمه عروة بن الحارث.
2484- أبو فروة الجهني.
واسمه مسلم بن سالم.
2485- أبو نعامة الكوفي.
واسمه شيبة بن نعامة. روى عنه سفيان الثوري وهشيم وجرير.
2486- زيد بن جبير
الجشمي.
2487- بدر بن دثار
بن ربيعة بن عبيد بن الأبرص بن عوف بن جشم بن الحارث ابن سعد بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ دُودَانَ بْنِ أَسَدِ بْنِ خزيمة.
2488- الزبير بن عدي
اليامي من همدان.
2489- أبو جعفر الفراء.
له أحاديث.
2490- الحر بن الصياح
النخعي.
__________
2477 التقريب (2/ 232) .
2480 التقريب (1/ 387) .
2481 التقريب (21/ 270) .
2483 التقريب (2/ 18) .
2484 التقريب (2/ 245) .
2488 التقريب (1/ 258) .
2489 التقريب (2/ 406) ، وقيل اسمه سليمان، وقيل: كيسان، وقيل: زياد.
2490 التقريب (1/ 156) .(6/322)
2491- أبو معشر زياد
بن كليب التيمي. توفي في ولاية يوسف بن عمر على العراق. وكان قليل الحديث.
2492- شباك الضبي.
صاحب إبراهيم النخعي. روى عنه مغيرة. وكان ثقة إن شاء الله قليل الحديث.
2493- بيان بن بشر.
ويكنى أبا بشر. مولى لأحمس بن بجيلة.
2494- علقمة بن مرثد
الحضرمي.
2495- إبراهيم بن المهاجر
بن جابر البجلي من أنفسهم. كان أبوه من كتاب الحجاج بن يوسف. وكان إبراهيم ثقة.
2496- الحكم بن عتيبة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ أَنَّ الْحَكَمَ بْنَ عُتَيْبَةَ كَانَ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بن سَعْدٍ: مَشَيْتُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ في حاجة له. فلما بلغنا شهارسوج كِنْدَةَ وَقَفَ بِي عَلَى بَابِ دَارِ شارعٍ فَقَالَ لِي: تَدْرِي لِمَنْ هَذِهِ الدَّارُ؟ هَذِهِ دَارُ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ. وَكَانَ مَوْلًى لِكِنْدَةَ. وَكَانَ الْحَكَمُ وَإِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ فِي سِنٍّ وَاحِدَةٍ ولدا في سنة.
قال محمد بن سعد. وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: كَانَ الزُّهْرِيُّ فِي أَصْحَابِهِ مِثْلَ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ في أَصْحَابِهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا فِطْرٌ قَالَ: رَأَيْتُ الْحَكَمَ أَبْيَضَ اللِّحْيَةِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ عَنِ الْحَكَمِ أَنَّهُ كَانَ يَعْتَمُّ
__________
2491 التقريب (1/ 270) .
2492 التقريب (1/ 345) .
2493 التقريب (1/ 111) .
2494 التقريب (2/ 31) .
2495 التقريب (1/ 44) .
2496 التقريب (1/ 192) .(6/323)
بِعِمَامَةِ سَابِرِيٍّ. قَالَ وَأَمَّنَّا فِي جُبَّةٍ. قُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ: إِنْ كَانَ الرجل مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَيُصَلِّي أَوْ لَيَؤُمُّ فِي جُبَّةٍ وَاحِدَةٍ ليس عليه غيرها.
قال: وَقَالَ الْحَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْرَائِيلَ يَقُولُ: أَوَّلُ يَوْمٍ عَرَفْتُ فِيهِ الْحَكَمَ بْنَ عُتَيْبَةَ يَوْمَ مَاتَ الشَّعْبِيُّ. قَالَ جَاءَ إِنْسَانٌ يَسْأَلُ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَقَالُوا: عَلَيْكَ بِالْحَكْمِ بْنِ عُتَيْبَةَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ عَنِ ابْنِ إِدْرِيسَ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: وَتُوُفِّيَ الْحَكَمُ بِالْكُوفَةِ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ في خلافة هشام بن عبد الملك.
قال ابْنُ إِدْرِيسَ: وَفِيهَا وُلِدْتُ.
قَالَ: وَكَانَ الْحَكَمُ بن عتيبة ثقة فقيها عَالِمًا عَالِيًا رَفِيعًا كَثِيرَ الْحَدِيثِ.
2497- حَمَّادُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ.
ويكنى أبا إسماعيل مولى إبراهيم بن أبي موسى الأشعري.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ أَنَّ أَبَا سُلَيْمَانَ أَبَا حَمَّادٍ كَانَ اسْمُهُ مُسْلِمًا. وَكَانَ مِمَّنْ أَرْسَلَ بِهِ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ إِلَى أَبِي مُوسَى الأشعري وهو بدومة الجندل.
قال: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ عَنْ شَرِيكٍ عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ قَالَ: رَأَيْتُ حَمَّادًا يَكْتُبُ عِنْدَ إِبْرَاهِيمَ فِي أَلْوَاحٍ وَيَقُولُ: وَاللَّهِ مَا أريد به الدنيا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ: لَمَّا مَاتَ إِبْرَاهِيمُ رَأَيْنَا أَنَّ الَّذِيَ يَخْلُفُهُ الأَعْمَشُ. فَأَتَيْنَاهُ فَسَأَلْنَاهُ عَنِ الْحَلالِ وَالْحَرَامِ فَإِذَا لا شَيْءَ. فَسَأَلْنَاهُ عَنِ الْفَرَائِضِ فَإِذَا هِيَ عِنْدَهُ. قَالَ فَأَتَيْنَا حَمَّادًا فَسَأَلْنَاهُ عَنِ الْفَرَائِضِ فَإِذَا لا شَيْءَ. فَسَأَلْنَاهُ عَنِ الْحَلالِ وَالْحَرَامِ فَإِذَا هُوَ صَاحِبُهُ. قَالَ فَأَخَذْنَا الْفَرَائِضَ عَنِ الأَعْمَشِ وَأَخَذْنَا الْحَلالَ وَالْحَرَامَ عن حماد عن إبراهيم.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ قَالَ: رَأَيْتُ حَمَّادًا يصلي وعليه إزار أصفر وملحفة حمراء.
قال: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: سَمِعْتُ أُمِّي. وهي ابنة إسماعيل بن
__________
2497 التقريب (1/ 197) .(6/324)
حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ. تَقُولُ: رُبَّمَا رَأَيْتُ الْمُصْحَفَ فِي حِجْرِ جَدِّي حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ وَدُمُوعُهُ فِي الْوَرَقِ.
قَالَ: وَأَجْمَعُوا جَمِيعًا عَلَى أَنَّ حَمَّادَ بْنَ أَبِي سُلَيْمَانَ تُوُفِّيَ سنة عشرين ومائة في خلافة هشام بن عَبْدِ الْمَلِكِ.
قَالَ: وَقَدِمَ حَمَّادُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ الْبَصْرَةَ عَلَى بِلالِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ. وَهُوَ وَالِيهَا.
فَسَمِعَ مِنْهُ هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَغَيْرُهُمَا فِي تِلْكِ الْقُدْمَةِ.
قَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: وَلَمْ يَأْتِهِ أَيُّوبُ فَلَمْ نَأْتِهِ. وَكُنَّا إِذَا لَمْ يَأْتِ أَيُّوبُ أَحَدًا لَمْ نَأْتِهْ. فَلَمَّا رَجَعَ حَمَّادٌ إِلَى الْكُوفَةِ سَأَلُوهُ: كَيْفَ رَأَيْتَ أَهْلَ الْبَصْرَةِ؟ فَقَالَ: قِطْعَةٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ نَزَلُوا بَيْنَ أَظْهُرِنَا. يَعْنِي لَيْسَ هُوَ فِي أَمْرِ عَلِيٍّ مِثْلَنَا. قَالُوا وَكَانَ حَمَّادٌ ضَعِيفًا فِي الْحَدِيثِ فَاخْتَلَطَ فِي آخِرِ أَمْرِهِ. وَكَانَ مُرْجِيًا. وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ: قُلْتُ لإِبْرَاهِيمَ: مَنْ نَسْأَلُ بَعْدَكَ؟ قال: حمادا.
قال: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ سَلامٍ أَبِي الْمُنْذِرِ عَنْ عُثْمَانَ الْبَتِّيِّ قَالَ: كَانَ حَمَّادٌ إِذَا قَالَ بِرَأْيٍ أَصَابَ وَإِذَا قَالَ عَنْ غَيْرِ إِبْرَاهِيمَ أَخْطَأَ.
2498- الفضيل بن عمرو
الفقيمي. توفي في ولاية خالد بن عبد الله القسري.
وكان ثقة وله أحاديث.
2499- الْحَارِثُ الْعُكْلِيُّ.
قال: أُخْبِرْتُ عَنْ هُشَيْمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُغِيرَةُ قَالَ: كَانَ الْحَارِثُ الْعُكْلِيُّ وَابْنُ شُبْرُمَةَ يَتَذَاكَرَانِ الْقَضَاءَ بَعْدَ الْعِشَاءِ الآخِرَةِ فَكَانَ يَمُرُّ بِهِمْ أَبُو الْمُغِيرَةِ فَيَقُولُ: بِهَذِهِ السَّاعَةِ! أَمَا يَكْفِيكُمْ مَا يَكُونُ مِنْكُمْ فِي النَّهَارِ حَتَّى تَذْكُرُوهُ بِهَذِهِ السَّاعَةِ أَيْضًا؟ وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ.
2500- الحارث بن حصيرة.
من الأزد من أنفسهم. روى عنه سفيان الثوري.
__________
2498 التقريب (2/ 113) .
2499 التقريب (1/ 145) .
2500 التقريب (1/ 140) .(6/325)
2501- عبد الله بن السائب.
روى عن زاذان وروى عنه سفيان بن سعيد الثوري.
2502- عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ عَامِرٍ
الثَّعْلَبِيُّ. روى عنه سفيان الثوري وإسرائيل.
قال: وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: حَدَّثْتُ سُفْيَانَ بِحَدِيثِ عَبْدِ الأَعْلَى فَقَالَ:
كُنَّا نَرَى أَنَّهَا مِنْ كِتَابٍ. وَكَانَ عَبْدُ الأَعْلَى يَرْوِي عَنِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ عَنْ عَلِيٍّ فَيُكْثِرُ. فَقَالَ سُفْيَانُ: كُنَّا نَرَى أَنَّهُ مِنْ كِتَابٍ. وَكَانَ ضَعِيفًا فِي الْحَدِيثِ.
2503- آدم بن سليمان.
مولى خالد بن خالد بن عمارة بن الوليد بن عقبة بن أبي معيط. قَالَ هكذا كان سفيان الثوري يذكره إذا حدث عنه فيما أخبرني به مؤمل بن إسماعيل. قَالَ وهو أبو يحيى بن آدم المحدث الذي كان بالكوفة. وكان خالد بن خالد رجلا سريا مريا شريفا.
2504- مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ.
مولى لبني أود.
قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ قَالَ: مَاتَ أَبِي فِي طَرِيقِ مَكَّةَ فَجَاءَنَا طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ يُعَزِّينَا فَقَالَ: كَانَ يُقَالُ ثَلاثٌ مَنْ مَاتَ عِنْدَ فَرَاغِ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ: حَجَّةٌ أَوْ عُمْرَةٌ أَوْ غزوة.
2505- عبد الملك بن أبي بشير.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ غَالِبٍ. يَعْنِي الْقَطَّانَ. قَالَ: جِئْتُ إِلَى الْحَسَنِ بِكِتَابِ عَبْدِ الْمَلِكِ بن أبي بشير فقال: اقرأه. فقرأته فإذا فِيهِ دُعَاءٌ. فَقَالَ الْحَسَنُ: رُبَّ أَخٍ لَكَ لَمْ تَلِدْهُ أُمُّكَ.
2506- سالم بن أبي حفصة.
ويكنى أبا يونس.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ قَالَ: كَانَ الشَّعْبِيُّ إِذَا رَآنِي قَالَ:
يَا شُرْطَةَ اللَّهِ قَعِي وَطِيرِي ... كَمَا تطير حبة الشعير
__________
2501 التقريب (1/ 464) .
2504 التقريب (2/ 150) .
2505 التقريب (1/ 517) .
2506 التقريب (1/ 279) .(6/326)
قَالُوا وَكَانَ سَالِمٌ يَتَشَيَّعُ تَشَيُّعًا شَدِيدًا. فَلَمَّا كَانَتْ دَوْلَةُ بَنِي هَاشِمٍ حَجَّ دَاوُدُ بْنُ عَلِيٍّ تِلْكَ السَّنَةَ بِالنَّاسِ. وَهِيَ سَنَةُ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. وَحَجَّ سَالِمُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ تِلْكَ السَّنَةَ. فَدَخَلَ مَكَّةَ وَهُوَ يُلَبِّي يَقُولُ: لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ مُهْلِكَ بَنِي أُمَيَّةَ لَبَّيْكَ. وَكَانَ رَجُلا مُجْهِرًا فَسَمِعَهُ دَاوُدُ بْنُ عَلِيٍّ فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: سَالِمُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ. وَأَخْبَرُوهُ بِأَمْرِهِ وَرَأْيِهِ.
2507- أَبَانُ بْنُ صَالِحِ
بْنِ عُمَيْرِ بْنِ عُبَيْدٍ. يقولون إن أبا عبيد من سبي خزاعة الذين أغار عليهم النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم بني المصطلق. فوقع إلى أسيد بن أبي العيص بن أمية وصار بعد إلى عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية فأعتقه. وقتل صالح بن عمير بالري. بيتتهم الأزارقة. فقتلوا في عسكرهم زمن الحجاج.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبَانَ بْنِ صَالِحٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمِّي أَبَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: دَخَلَ أَبِي. يَعْنِي أَبَانَ بْنَ صَالِحِ بْنِ عُمَيْرٍ.
عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَالَ لَهُ: أَفِي دِيوَانٍ أَنْتَ؟ قَالَ: قَدْ كُنْتُ أَكْرَهُ ذَلِكَ مَعَ غَيْرِكَ فَأَمَّا مَعَكَ فَلا أُبَالِي. فَفَرَضَ لَهُ. وَوُلِدَ أَبَانُ بْنُ صَالِحٍ سَنَةَ سِتِّينَ وَمَاتَ بِعَسْقَلانَ سَنَةَ بِضْعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً. وَكَانَ يكنى أبا بكر.
__________
2507 التقريب (1/ 30) .(6/327)
الطَّبَقَةُ الرَّابِعَةُ
2508- مَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ
السُّلَمِيُّ. ويكنى أبا عتاب.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا مِنْدَلٌ قَالَ: قَالَ مَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ: لَقَدْ طَلَبْنَا الْعِلْمَ وَمَا لَنَا فِيهِ تِلْكَ النِّيَّةُ. ثُمَّ رَزَقَ اللَّهُ فِيهِ بَعْدُ.
قَالَ مِنْدَلٌ: يَقُولُ رَزَقَ اللَّهُ بَعْدُ البصر. يقول كنا أحداثا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ. وَذَكَرَ مَنْصُورَ بْنَ الْمُعْتَمِرِ. فَقَالَ: قَدْ كَانَ عَمِشَ مِنَ الْبُكَاءِ. كَانَتْ لَهُ خِرْقَةٌ يُنَشِّفُ بِهَا الدُّمُوعَ مِنْ عَيْنَيْهِ. قَالَ سُفْيَانُ: وَزَعَمُوا أَنَّهُ صَامَ سِتِّينَ وَقَامَهَا.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ. قَالَ سُفْيَانُ. يَعْنِي الثَّوْرِيَّ: كُنْتُ إِذَا حَدَّثْتُ الأَعْمَشَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ إِبْرَاهِيمَ فَإِذَا قُلْتُ مَنْصُورٌ سَكَتَ.
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: سَمِعْتُ حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ قَالَ: رَأَيْتُ مَنْصُورًا بِمَكَّةَ. قَالَ أَظُنُّهُ مِنْ هَذِهِ الْخَشَبِيَّةِ. قَالَ وَمَا أَظُنُّهُ كَانَ يَكْذِبُ. قَالُوا وَتُوُفِّيَ مَنْصُورٌ فِي آخِرِ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. وَكَانَ ثِقَةً مَأْمُونًا كَثِيرَ الْحَدِيثِ رَفِيعًا عَالِيًا.
2509- المغيرة بن مقسم
الضبي مولى لهم ويكنى أبا هشام. وكان مكفوفا. توفي سنة ست وثلاثين ومائة. وكان ثقة كثير الحديث.
2510- عطاء بن السائب
الثقفي. ويكنى أبا زيد. توفي سنة ست وثلاثين ومائة.
وكان ثقة. وقد روى عنه المتقدمون. وقد كان تغير حفظه بآخره واختلط في آخر عمره.
__________
2508 التقريب (2/ 276، 277) .
2509 التقريب (2/ 270) .
2510 التقريب (2/ 22) .(6/328)
وقال ابن علية: هو أضعف عندي من ليث. والليث ضعيف.
وقال ابن علية: لم أكتب عن عطاء إلا لوحا واحدا فمحوت أحد الجانبين. قَالَ وسألت عنه شعبة فقال: إذا حدثك عن رجل واحد فهو ثقة. وإذا جمع فقال زاذان وميسرة وأبو البختري فاتقه. كان الشيخ قد تغير.
2511- حصين بن عبد الرحمن
السلمي من أنفسهم.
2512- عبد الله بن أبي السفر
الهمداني. توفي في خلافة مروان بن محمد. وكان ثقة وليس بكثير الحديث.
2513- أَبُو سنان ضرار
بن مرة الشيباني.
قَالَ: أَخْبَرَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ الْعَبْدِيُّ قَالَ: قال أصحابنا: كان البكاؤون بِالْكُوفَةِ أَرْبَعَةً: ضِرَارَ بْنَ مُرَّةَ وَعَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ أَبْجَرَ وَمُحَمَّدَ بْنَ سُوقَةَ وَمُطَرِّفَ بْنَ طَرِيفٍ. وَكَانَ ضِرَارُ بْنُ مُرَّةَ قَدْ حَفَرَ قَبْرَهُ قَبْلَ مَوْتِهِ بِخَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً. وَكَانَ يَأْتِيهِ فَيَخْتِمُ فِيهِ الْقُرْآنَ.
وَكَانَ ثِقَةً مَأْمُونًا.
2514- أبو يحيى القتات.
مولى يحيى بن جعدة بن هبيرة. وفيه ضعف.
2515- أبو الهيثم العطار
الأسدي. وكان ثقة.
2516- عمرو بن قيس
الماصر مولى لكندة. وكان يتكلم في الإرجاء وغيره.
2517- موسى بن أبي كثير
الأنصاري ويكنى أبا الصباح. واسم أبي كثير الصباح.
وكان موسى من المتكلمين في الإرجاء وغيره. وكان فيمن وفد إلى عمر بن عبد العزيز فكلمه في الإرجاء. وكان ثقة في الحديث.
2518- معاوية بن إسحاق.
بن طلحة بن عبيد الله التيمي. وكان ثقة.
__________
2511 التقريب (1/ 182) .
2512 التقريب (1/ 420) .
2513 التقريب (1/ 374) .
2514 التقريب (2/ 489) .
2517 التقريب (2/ 287) .
2518 التقريب (2/ 258) .(6/329)
2519- قابوس بن أبي ظبيان
الجني. وفيه ضعف لا يحتج به.
2520- عبيد المكتب
بن مهران مولى لبني ضبة. وكان ثقة قليل الحديث.
2521- مُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ.
مولى بجيلة. وكان تاجرا يبيع الخز. وكان ورعا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: أَتَانِي رَقَبَةُ بْنُ مَصْقَلَةَ فِي بَيْتِي وَكَانَ طَرِيقُهُ إِذَا أَرَادَ مُحَمَّدَ بْنَ سُوقَةَ عَلَيْنَا فَقَالَ: اذْهَبْ بِنَا إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ فَإِنِّي سَمِعْتُ طلحة بالكوفة يقول: رجلان يريدان مُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ وَعَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ وَائِلٍ.
2522- حبيب بن أبي عمرة
القصاب الأزدي. روى عن سعيد بن جبير. وكان ثقة قليل الحديث. روى عنه الثوري.
2523- يزيد بن أبي زياد.
ويكنى أبا عبد الله مولى عبد الله بن الحارث بن نوفل الهاشمي. توفي سنة ست وثلاثين ومائة. وكان ثقة في نفسه إلا أنه اختلط في آخر عمره فجاء بالعجائب.
2524- عمار بن أبي معاوية
الدهني من أحمس مولى لهم. ويكنى أبا عبد الله. وله أحاديث.
2525- الْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو
الْفُقَيْمِيُّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: ذَهَبَ بِي أَبِي إِلَى سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَأَنَا صَغِيرٌ فَقَالَ: تَعَلَّمْ مِنْ مِثْلِ هذا القرآن.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: أوصى لي إبراهيم بثيابه.
__________
2519 التقريب (2/ 115) .
2520 هو عبيد بن مهران الكوفي المكتب، التقريب (2/ 115) .
2521 التقريب (2/ 168) .
2522 التقريب (1/ 150) .
2523 التقريب (2/ 364) .
2524 التقريب (2/ 48) .
2525 التقريب (1/ 169) .(6/330)
قَالُوا وَتُوُفِّيَ الْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو فِي أَوَّلِ خِلافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ.
2526- عاصم بن كليب
بن شهاب الجرمي. توفي في أول خلافة أبي جعفر.
وكان ثقة يحتج به وليس بكثير الحديث.
2527- الربيع بن سحيم
الأسدي من بني كاهل.
2528- أبو مسكين.
صاحب إبراهيم. واسمه الحر مولى لبني أود. وكان قليل الحديث.
2529- أبو إسحاق إبراهيم بن مسلم الهجري
رجل من العرب ممن قدم الكوفة من هجر. وكان ضعيفا في الحديث.
2530- الأَعْمَشُ.
واسمه سليمان بن مهران. ويكنى أبا محمد الأسدي مولى بني كاهل. وكان ينزل في بني عوف من بني سعد. وكان يصلي في مسجد بني حرام من بني سعد.
قال: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ قَالَ: كَانَ أَبِي حَمِيلا فَمَاتَ أَخُوهُ فَوَرَّثَهُ مَسْرُوقٌ مِنْهُ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَقَدْ سَمِعْتُ مَنْ يَذْكُرُ أَنَّ أَبَاهُ شَهِدَ مَقْتَلَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ. وَكَانَ الأَعْمَشُ صَاحِبَ قُرْآنٍ وَفَرَائِضَ وَعِلْمٍ بِالْحَدِيثِ. وَقَرَأَ عَلَيْهِ طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ الْقُرْآنَ. وَكَانَ يُقْرِئُ النَّاسَ ثُمَّ تَرَكَ ذَاكَ فِي آخِرِ عُمُرِهِ. وَكَانَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ شَعْبَانَ عَلَى النَّاسِ فِي كُلِّ يَوْمٍ شَيْئًا مَعْلُومًا حِينَ كَبُرَ وَضَعُفَ. وَيُحْضِرُونَ مَصَاحِفَهُمْ فَيُعَارِضُونَهَا وَيُصْلِحُونَهَا عَلَى قِرَاءَتِهِ. وَكَانَ أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ يُحْضِرُ مُصْحَفًا لَهُ كَانَ أَصَحَّ تِلْكَ الْمَصَاحِفِ فَيُصْلِحُونَ عَلَى مَا فِيهِ أَيْضًا. وَكَانَ الأَعْمَشُ يَقْرَأُ قِرَاءَةَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ. وَكَانَ الأَعْمَشُ قَرَأَ عَلَى يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ. وَقَرَأَ يَحْيَى بْنُ وَثَّابٍ عَلَى عُبَيْدِ بْنِ نُضَيْلَةَ الْخُزَاعِيِّ. وَقَرَأَ عُبَيْدُ بْنُ نُضَيْلَةَ عَلَى عَلْقَمَةَ. وَقَرَأَ علقمة على عبد الله.
__________
2526 التقريب (1/ 385) .
2528 التقريب (1/ 157) .
2529 التقريب (1/ 43) .
2530 التقريب (1/ 331) .(6/331)
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ قَالَ:
سَمِعْتُ الأَعْمَشَ يَقُولُ: وَاللَّهِ لا تَأْتُونَ أَحَدًا إِلا حَمَلْتُمُوهُ عَلَى الْكَذِبِ. وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُ مِنَ النَّاسِ أَحَدًا هُوَ شَرٌّ مِنْهُمْ.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَأَنْكَرْتُ هَذِهِ لأَنَّهُمْ لا يَشْبَعُونَ. قَالَ وَذَكَرَ أَبُو بَكْرٍ حِينَئِذٍ التَّدْلِيسَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: قال لِي إِسْحَاقُ بْنُ رَاشِدٍ: كَانَ الزُّهْرِيُّ إِذَا ذَكَرَ أَهْلَ الْعِرَاقِ ضَعَّفَ عِلْمَهُمْ. قَالَ قُلْتُ: إِنَّ بِالْكُوفَةِ مَوْلًى لِبَنِي أَسَدٍ يَرْوِي أَرْبَعَةَ آلافِ حَدِيثٍ. قَالَ: أَرْبَعَةُ آلافٍ! قَالَ قُلْتُ:
نَعَمْ. إِنْ شِئْتَ جِئْتُكَ بِبَعْضِ عِلْمِهِ. قَالَ: فجيء بِهِ. فَأَتَيْتُهُ بِهِ. قَالَ فَجَعَلَ يَقْرَأُ وَأَعْرِفُ التَّغْيِيرَ فِيهِ وَقَالَ: وَاللَّهِ إِنَّ هَذَا لَعِلْمٌ. ما كنت أرى أحدا يعلم هَذَا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ قَالَ: كَانَتْ لِلأَعْمَشِ عِنْدِي بِضَاعَةٌ فَكُنْتُ أَقُولُ لَهُ: رَبِحْتُ لَكَ كَذَا وكذا. قال وما حركت بضاعته بعد.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقَدَّمِيُّ قَالَ: جَاءَ الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ فَاسْتَأْذَنَ عَلَى الأَعْمَشِ فَقَالَ: قُولُوا لَهُ أَبُو أَرْطَأَةَ بِالْبَابِ. قَالَ فَقَالَ:
أَيَكْتَنِي علي! أيكتني علي! فلم يأذن له.
قال: وَقَالَ وَكِيعٌ. قَالَ الأَعْمَشُ: كُنْتُ إِذَا اجْتَمَعْتُ أَنَا وَأَبُو إِسْحَاقَ جِئْنَا بِحَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ غضا.
قال: وَقَالَ سُفْيَانُ: قِيلَ لِلأَعْمَشِ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ مَا كَانَ أَكْبَرُ الْمَعْرُورِ! قَالَ: قَدْ أَخَذْتَ تَلْقَى الْبَدْرَ.
قَالَ سُفْيَانُ: أَتَيْتُ الأَعْمَشَ فَقُلْتُ إِنِّي أَقُولُ مَا سَأَلْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ عَنْ شَيْءٍ إِلا أَجَابَنِي. فَقَالَ: يَا حَسَنُ بْنَ عَيَّاشٍ أَخْبِرْهُ أَنَّهُ قَدْ حَدَثَ بَعْدَهُ أَمْرٌ. وَقَالَ الأَعْمَشُ: قَالَ لِي رَجُلٌ جَالَسْتُ الزُّهْرِيَّ فَذَكَرْتُكَ لَهُ فَقَالَ: أَمَا مَعَكَ مِنْ حَدِيثِهِ شَيْءٌ؟.
قَالَ سُفْيَانُ: وَكَانَ الأَعْمَشُ يَسْأَلُنِي عَنْ حَدِيثِ عِيَاضٍ وَابْنِ عَجْلانَ. وَكَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ أَعْلَمَ النَّاسِ بِحَدِيثِ الأَعْمَشِ. وَرُبَّمَا غَلَطَ الأَعْمَشُ فَيَرُدُّهُ سُفْيَانَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَوَكِيعٌ قَالا: وُلِدَ الأَعْمَشُ يَوْمَ قُتِلَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَذَلِكَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ سِتِّينَ. وَتُوُفِّيَ سَنَةَ ثمان(6/332)
وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً. وَأَمَّا يَحْيَى بْنُ عِيسَى الرَّمْلِيُّ فَقَالَ: وُلِدَ الأَعْمَشُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ.
قَالَ: وَقَالَ الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ: وَمَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
2531- إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ.
مولى لبني أحمس من بجيلة ويكنى أبا عبد الله. كان أصغر من إبراهيم النخعي بسنتين.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الأَشْيَبُ قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ:
قَالَ عَامِرٌ: إِسْمَاعِيلُ. يَعْنِي ابْنَ أَبِي خَالِدٍ. شَرِبَ العلم شربا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ الْعَبْدِيُّ قَالَ: رَأَى إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ سِتَّةً مِمَّنْ رأى النبي. ص: أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أوفى وأبا كاهل وأبا جحيفة وعمرو ابن حريث وطارق بن شهاب.
قال: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَغَيْرُهُ. قَالُوا: تُوُفِّيَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ بِالْكُوفَةِ سَنَةَ سِتٍّ وأربعين ومائة.
قال: وَأَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ عَلِيَّ بْنَ مُسْهِرٍ يَقُولُ سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: الْحُفَّاظُ عِنْدَنَا أَرْبَعَةٌ: عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ وَعَاصِمٌ الأَحْوَلُ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ.
2532- فراس بن يحيى
الهمداني صاحب الشعبي. وكان ثقة إن شاء الله.
2533- جَابِرُ بْنُ يزيد
الجعفي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ وَذَكَرَ جَابِرَ بْنَ يَزِيدَ الْجُعْفِيَّ قَالَ: إِذَا قَالَ لَكَ حَدَّثَنِي أَوْ سَمِعْتُ. فَذَاكَ. وإذا قال قال فَكَأَنَّهُ يُدَلِّسُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: تُوُفِّيَ جَابِرُ بْنُ يَزِيدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وعشرين ومائة.
__________
2531 التقريب (1/ 68) .
2532 التقريب (2/ 108) .
2533 التقريب (1/ 133) .(6/333)
وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ بِمِثْلِ ذَلِكَ. قَالَ وَكَانَ ضَعِيفًا جِدًّا فِي رَأْيِهِ وَحَدِيثِهِ.
قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: كُنْتُ مَعَهُ فِي بَيْتٍ فَتَكَلَّمَ بِكَلامٍ يَنْقُضُ الْبَيْتَ. أَوْ كَادَ يَنْقُضُ. أَوْ نَحْوَ هَذَا.
2534- أبو إسحاق الشيباني.
واسمه سليمان بن أبي سليمان مولى لهم.
قَالَ محمد بن عمر: توفي سنة تسع وعشرين ومائة.
وقال غيره: توفي لسنتين خلتا من خلافة أبي جعفر.
2535- مطرف بن طريف
الحارثي.
قَالَ: قَالَ سفيان بن عيينة: لقيني مطرف فقال: ما لك لا تأتينا؟ وهو على حمار. فقلت: وليت شيئا من الصدقة. قال فبكى وقال: أتغفلوني؟ قال وكان كأنه يثني عليه.
قَالَ سفيان: وكان مطرف يقول: والله لأنتم أحب إلي من أهلي.
قالوا: وتوفي مطرف بن طريف في خلافة أبي جعفر.
2536- إسماعيل بن سميع الحنفي.
ثقة إن شاء الله.
2537- العلاء بن عبد الكريم
اليامي من همدان. وهو ابن عم زبيد لحّا. توفي في خلافة أبي جعفر.
2538- عيسى بن المسيب
البجلي. وكان قاضيا لخالد بن عبد الله القسري على الكوفة ولكنه عمر. وكان جابر بن يزيد الجعفي يجلس معه إذا جلس للقضاء. وتوفي في خلافة أبي جعفر.
2539- محمد بن أبي إسماعيل
السلمي. واسم أبي إسماعيل راشد. وكانوا إخوة
__________
2534 التقريب (1/ 325) .
2535 التقريب (2/ 253) .
2536 التقريب (1/ 70) .
2537 التقريب (2/ 93) .
2539 التقريب (2/ 146) .(6/334)
ثلاثة يروى عنهم. أسنهم وأقدمهم موتا إسماعيل بن راشد. روى عنه حصين وأخوه محمد بن أبي إسماعيل أيضا. ومات محمد سنة اثنتين وأربعين ومائة في خلافة أبي جعفر. وقد روى الثوري أيضا عن محمد بن أبي إسماعيل والآخر عمر بن راشد روى عنه حفص بن غياث وعبد الله بن نمير ويحيى القطان والثوري.
2540- خالد بن سلمة
بن العاص بن هشام المخزومي. هرب من الكوفة لما ظهرت دعوة بني العباس إلى واسط فقتل مع ابن هبيرة. يقولون إن أبا جعفر قطع لسانه ثم قتله. وله عقب بالكوفة.
2541- بكير بن عتيق.
قال سمعت محمد بن الفضيل بن غزوان الضبي يقول: حج بكير بن عتيق ستين حجة. وكان ثقة.
2542- الجعد بن ذكوان.
مولى لشريح القاضي وداره في شهارسوج كندة. وكان قليل الحديث.
2543- حلام بن صالح
العبسي. روى عن أصحاب عمر بن الخطاب وعبد الله بن مسعود.
2544- أبو الهيثم.
بياع القصب المرادي. وكان قليل الحديث.
2545- الزبرقان بن عبد الله.
العبدي. وكان قليل الحديث.
2546- أَبُو يَعْفُورٍ الْعَبْدِيُّ.
قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: قَالَ لِي أَبُو يَعْفُورٍ: مَا بَقِيَ بِالْكُوفَةِ رَجُلٌ أَكْبَرُ مِنِّي.
قَالَ: وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ العبدي: قَدْ رَأَيْتُ أَبَا يَعْفُورٍ وَكَانَ مُصَلاهُ هَاهُنَا وَاسْمُهُ وَاقِدُ بْنُ وَقْدَانَ. وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ.
2547- عيسى بن أبي عزة.
مولى الهمدان. وكان ثقة وله أحاديث.
__________
2540 التقريب (1/ 214) .
2541 التقريب (1/ 109) .
2544 التقريب (2/ 285) .
2547 التقريب (2/ 100) .(6/335)
2548- العلاء بن المسيب
بن رافع الأسدي. وكان ثقة.
2549- هارون بن عنترة.
وكان ثقة.
2550- الحسن بن عبيد الله
النخعي. وكان ثقة. وتوفي في خلافة أبي جعفر.
2551- مجالد بن سعيد
الهمداني ويكنى أبا عمير. توفي سنة أربع وأربعين ومائة في خلافة أبي جعفر. قَالَ وكان ضعيفا في الحديث.
قَالَ يحيى بن سعيد القطان: ما كنت أشاء أن يقول لي مجالد من حديث من رأى الشعبي عن مسروق إلا فعل. وقد روى عنه يحيى بن سعيد القطان مع هذا.
وروى عنه سفيان الثوري وشعبة وغيرهم.
2552- لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ.
ويكنى أبا بكر مولى عنبسة بن أبي سفيان بن حرب بن أمية.
قال: قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ يَقُولُ لِلَيْثٍ: انْظُرْ مَا سَمِعْتَ مِنْ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ فَاشْدُدْ يَدَيْكَ بِهِ. يَعْنِي طَاوُسًا وَمُجَاهِدًا.
قَالُوا: وَتُوُفِّيَ لَيْثٌ فِي أَوَّلِ خِلافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ. وَكَانَ مَنْزِلُهُ فِي جَبَّانَةِ عَرْزَمٍ. وَكَانَ أَبُوهُ أَبُو سُلَيْمٍ مِنَ الْعُبَّادِ الْمُجْتَهِدِينَ فِي الْمَسْجِدِ الْجَامِعِ بِالْكُوفَةِ. فَلَمَّا دَخَلَ شَبِيبٌ الْخَارِجِيُّ الْكُوفَةَ أَتَى الْمَسْجِدَ فَبَيَّتَ مَنْ فِيهِ فَقَتَلَهُمْ وَقَتَلَ أَبَا سُلَيْمٍ فِيمَنْ قَتَلَ. فَتَرَكَ النَّاسَ التَّهَجُّدَ مِنْ لَيْلَتِئِذٍ فِي الْمَسْجِدِ. وَكَانَ لَيْثٌ رَجُلا صَالِحًا عَابِدًا. وَكَانَ ضَعِيفًا فِي الْحَدِيثِ. يُقَالُ كَانَ يَسْأَلُ عَطَاءً وَطَاوُسًا وَمُجَاهِدًا عَنِ الشَّيْءِ فَيَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَيَرْوِي أَنَّهُمُ اتَّفَقُوا. مِنْ غَيْرِ تَعَمُّدٍ لِذَلِكَ.
2553- الأجلح بن عبد الله
الكندي ويكنى أبا حجية. توفي في خلافة أبي جعفر بعد خروج محمد وإبراهيم ابني عبد الله بن الحسن بن حسن. وخرجا سنة خمس
__________
2548 التقريب (2/ 194) .
2549 التقريب (2/ 312) .
2550 التقريب (1/ 168) .
2551 التقريب (2/ 229) .
2552 التقريب (2/ 138) .
2553 التقريب (1/ 49) .(6/336)
وأربعين ومائة. وكان ضعيفا جدا.
2554- عبد الملك بن أبي سليمان
العرزمي الفزاري مولى لهم. ويكنى أبا عبد الله.
واسم أبي سليمان ميسرة. اجتمعوا على أنه توفي في العاشر من ذي الحجة سنة خمس وأربعين ومائة في خلافة أبي جعفر. وكان ثقة مأمونا ثبتا.
2555- القاسم بن الوليد
الهمداني وكان ثقة.
2556- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شُبْرُمَةَ
الضَّبِّيُّ وكان ثقة فقيها قليل الحديث.
قال: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ شُبْرُمَةَ. وَكَانَ يُكْنَى أَبَا شُبْرُمَةَ. رَجُلا عَرَبِيًّا حَسَنَ الْخُلُقِ. وَرُبَّمَا كَسَا حَتَّى يَبِيتَ فِي ثِيَابِهِ. وَكَانَ عِيسَى بْنُ مُوسَى قَدْ وَلاهُ قَضَاءَ أَرْضِ الْخَرَاجِ.
قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ شُبْرُمَةَ هَاهُنَا عِنْدَنَا وَالِيًا بِالْيَمَنِ. فَلَمَّا عُزِلَ شَيَّعْتُهُ. فلما انْصَرَفَ النَّاسُ وَأَفْرَدَنِي وَإِيَّاهُ الْمَسِيرُ وَلَمْ يَكُنْ مَعَنَا أَحَدٌ نَظَرَ إِلَيَّ فَقَالَ: يَا أَبَا عُرْوَةَ احْمَدِ اللَّهَ. أَمَا إِنِّي لَمْ أَسْتَبْدِلْ بِقَمِيصِي هَذَا قَمِيصًا مُنْذُ دَخَلْتُهَا. قَالَ ثُمَّ سَكَتَ سَاعَةً فَقَالَ: إِنَّمَا أَقُولُ لَكَ حَلالا فَأَمَّا الْحَرَامُ فَلا سَبِيلَ إِلَيْهِ.
قَالُوا: وَتُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شُبْرُمَةَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. وَكَانَ شَاعِرًا. وَكَانَ يَحْضُرُ هُوَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عِيسَى بْنَ مُوسَى كُلَّ لَيْلَةٍ فَيَسْمُرَانِ عِنْدَهُ فَإِذَا جَاءَا وَقَفَا عَلَى دَوَابِّهِمَا حَتَّى يُؤَذْنَ لَهُمَا. وَرُبَّمَا خَرَجَ إِلَيْهِمَا عِيَاضٌ حَاجِبُ عِيسَى بْنِ مُوسَى فَيَقُولُ: انْصَرِفَا. فَأَنْشَأَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شُبْرُمَةَ لَيْلَةً مِنْ تِلْكَ اللَّيَالِي يَقُولُ:
إِذَا نَحْنُ أَعْتَمْنَا وَطَالَ بِنَا الْكَرَى ... أَتَانَا بِإِحْدَى الرَّاحَتَيْنِ عِيَاضُ
وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شُبْرُمَةَ يُسَمِّي الَّذِينَ يَسْأَلُونَ لَهُ عَنِ الشُّهُودِ الْهَدَاهِدَ. فَأَتَاهُ رَجُلٌ سُئِلَ عَنْهُ فَأُسْقِطَ. فَكَلَّمَهُ فِي ذَلِكَ فَأَنْشَأَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شُبْرُمَةَ يَقُولُ:
سَأَلْنَا فَلَمْ يَأْلُوا وَعَمَّ سُؤَالُنَا ... فَكَمْ مِنْ كَرِيمٍ طَحْطَحَتْهُ الْهَدَاهِدُ
2557- عمارة بن القعقاع
بن شبرمة الضبي.
__________
2554 التقريب التقريب (1/ 519) .
2555 التقريب (2/ 121) .
2556 التقريب (1/ 422) .
2557 التقريب (2/ 51) .(6/337)
قَالَ سفيان بن عيينة: عمارة بن القعقاع ابن أخي عبد الله بن شبرمة. وعبد الله ابن عيسى ابن أخي مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى. فكانوا يقولون هما أفضل من عميهما. فقال ابن شبرمة لعمارة: تعمل على شيء بالحيرة فإنها صلح صالح عليها عمر. وكان عمارة ثقة.
2558- يزيد بن القعقاع
بن شبرمة الضبي. وقد روى عنه أيضا.
2559- حسين بن حسن
الكندي. ولي قضاء الكوفة. وكان ثقة.
2560- غيلان بن جامع
المحاربي. ولي قضاء الكوفة. وتوفي في ولاية يزيد بن عمر بن هبيرة على العراق. قتله المسودة في أول ما جاؤوا بين واسط والكوفة. وكان ثقة إن شاء الله.
2561- إبراهيم بن محمد
بن المنتشر الهمداني. وكان ثقة.
2562- مخول بن راشد
بن أبي راشد النهدي مولى لهم. توفي في أول خلافة أبي جعفر. وكان ثقة إن شاء الله.
2563- عمير بن يزيد
بن أبي الغريف الهمداني. توفي في أول خلافة أبي جعفر.
2564- الْحَجَّاجُ بْنُ عاصم
المحاربي. ولي القضاء بالكوفة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ قَالَ: رَأَيْتُهُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَرَأَيْتُهُ الْجُمُعَةَ الأُخْرَى عَلَى سَرِيرٍ قَدْ مَاتَ فِي سُلْطَانِ بَنِي أُمَيَّةَ.
2565- أبو حيان التيمي.
واسمه يحيى بن سعيد. وكان ثقة وله أحاديث صالحة.
2566- موسى الجهني.
ويكنى أبا عبد الله. وكان ثقة قليل الحديث.
__________
2558 التقريب (2/ 406) .
2560 التقريب (2/ 106) .
2561 التقريب (1/ 42) .
2562 التقريب (1/ 236) .
2564 التقريب (1/ 153) .
2565 التقريب (2/ 348) .
2566 التقريب (2/ 285) .(6/338)
2567- الحسن بن الحر.
ويكنى أبا محمد مولى لبني الصيداء من بني أسد بن خزيمة. ومات بمكة سنة ثلاث وثلاثين ومائة. وكان ثقة قليل الحديث.
2568- الوليد بن عبد الله
بن جميع الخزاعي من أنفسهم. وكان ثقة وله أحاديث.
2569- الصلت بن بهرام.
من بني تيم الله بن ثعلبة. وكان ثقة إن شاء الله.
2570- حنش بن الحارث
بن لقيط النخعي. وكان ثقة قليل الحديث.
2571- وقاء بن إياس
الأسدي. ويكنى أبا يزيد. وكان ثقة إن شاء الله.
2572- بدر بن عثمان.
مولى لآل عثمان بن عفان. وكان منزله قرب المسجد عند باب الفيل. وكانت له أحاديث.
2573- سعيد بن المرزبان.
ويكنى أبا سعد البقال مولى حذيفة بن اليمان. وكان قليل الحديث.
2574- سليمان بن يسير.
ويكنى أبا الصباح. مولى الحجاج بن أرطأة النخعي.
2575- عبيدة بن معتب
الضبي ويكنى أبا عبد الكريم. وكان مكفوفا. وكان ضعيفا جدا. وقد روى عنه سفيان الثوري.
2576- زَكَرِيَّاءُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ.
مولى محمد بن المنتشر الهمداني.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ أَنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ. وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ.
2577- أبان بن عبد الله
بن صخر بن العيلة البجلي. ويكنى صخر أبا حازم. وكان
__________
2567 التقريب (1/ 164) .
2568 التقريب (2/ 332) .
2570 التقريب (1/ 205) .
2571 التقريب (2/ 331) .
2572 التقريب (1/ 94) .
2573 التقريب (// 305) .
2574 التقريب (1/ 331) .
2575 التقريب (1/ 548) .
2576 التقريب (1/ 261) .
2577 التقريب (1/ 31) .(6/339)
مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وتوفي أبان في خلافة أبي جعفر بالكوفة.
2578- الصباح بن ثابت
البجلي من أنفسهم. وكان إمام مسجد جرير بن عبد الله.
وكان عاقلا نبيلا وتوفي في خلافة أبي جعفر.
2579- عبد الرحمن بن زبيد
اليامي. ويكنى أبا الأشعث. توفي بعد المبيضة بسنة كأنه توفي سنة ست أو سبع وأربعين ومائة في خلافة أبي جعفر.
2580- سعيد بن عبيد
الطائي ويكنى أبا الهذيل. وأخواله بنو أسد بن خزيمة.
وكانت داره فيهم. وكان يؤمهم. وتوفي في خلافة أبي جعفر.
2581- مُوسَى الصَّغِيرُ
بْنُ مُسْلِمٍ الطَّحَّانُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: سَمِعْتُهُمْ يَذْكُرُونَ أَنَّ مُوسَى الصَّغِيرَ الطَّحَانَ مَاتَ سَاجِدًا عِنْدَ الْمَقَامِ.
2582- مُعَرِّفُ بْنُ وَاصِلٍ.
من بني عمرو بْن سَعْد بْن زيد مناة بْن تميم.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قال: كان معرف إِمَامَ مَسْجِدِ بَنِي عَمْرِو بْنِ سَعْدٍ. وَكَانَ بِهِ فَتْقٌ. وَكَانَ يَخْتِمُ الْقُرْآنَ فِي السَّفَرِ وَالْحَضَرِ فِي ثَلاثٍ. أَمَّ قَوْمَهُ سِتِّينَ سَنَةً لَمْ يَسْهُ فِي صَلاةٍ قَطُّ لأَنَّهَا كَانَتْ تُهِمُّهُ.
2583- عيسى بن المغيرة.
ويكنى أبا شهاب. قَالَ محمد بن عبيد: قد لقيته.
2584- أبو بحر الهلالي.
واسمه أحنف.
2585- أبو بحر.
الذي روى عنه الحسن بن صالح.
قَالَ: قَالَ وكيع: وهو ابن أخت لنا كان معنا وقد رأيته. اسمه بريد بن شداد.
2586- شوذب أبو معاذ.
2587- أبو العدبس.
واسمه منيع.
2588- أبو العنبس.
الذي روى عنه مسعر. اسمه الحارث.
__________
2580 التقريب (1/ 301) .
2581 التقريب (2/ 288) .
2582 التقريب (2/ 263) .
2583 التقريب (2/ 102) .(6/340)
الطَّبَقَةُ الْخَامِسَةُ
2589- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ أَبِي لَيْلَى بْنِ بِلالِ بْنِ بُلَيْلِ بن أحيحة بن الجلاح الأنصاري ثم أحد بني جحجبا بْن كلفة مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ مِنَ الأَوْسِ. أجمعوا لنا على أنه توفي بالكوفة سنة ثمان وأربعين ومائة. وقد كان ولي القضاء لبني أمية ثم وليه لبني العباس وعيسى بن موسى على الكوفة وأعمالها.
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: كَانَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى يَوْمَ مَاتَ قَدْ بَلَغَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ سَنَةً.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى قَالَ: لا أَعْقِلُ شَيْئًا مِنْ شَأْنِ أَبِي غَيْرَ أَنِّي أَعْرِفُ أَنَّهُ كَانَتْ لَهُ امْرَأَتَانِ وَكَانَ لَهُ حُبَّانِ أَخْضَرَانِ يَنْبِذُ عِنْدَ هَذِهِ يَوْمًا وَعِنْدَ هَذِهِ يَوْمًا.
2590- أشعث بن سوار
الثقفي مولى لهم. وكان يعالج الخشب. ومنزله في النخع وداره حذاء مسجد حفص بن غياث. وتوفي في أول خلافة أبي جعفر. وكان ضعيفا في حديثه.
2591- محمد بن السائب
الكلبي بن بشر بن عمرو بن الحارث بن عبد الحارث بْن عَبْد العزى بْن امرئ القيس بْن عامر بْن النُّعمان بن عامر بن عَبْد ود بْن كنانة بن عوف بْن عذرة بْن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب. ويكنى محمد بن السائب الكلبي أبا النضر. وكان جده بشر بن عمرو وبنوه السائب وعبيد وعبد الرحمن شهدوا الجمل مع علي بن أبي طالب. ع. وقتل السائب بن بشر مع مصعب بن الزبير. وله يقول ابن ورقاء النخعي:
__________
2589 التقريب (2/ 184) .
2890 التقريب (1/ 79) .
2591 التقريب (2/ 163) .(6/341)
من مبلغ عني عبيدا بأنني ... علوت أخاه بالحسام المهند
فإن كنت تبغي العلم عنه فإنه ... مقيم لدى الديرين غير موسد
وعمدا علوت الرأس منه بصارم ... فأثكلته سفيان بعد محمد
سفيان ومحمد ابنا السائب. وشهد محمد بن السائب الجماجم مع عبد الرحمن ابن محمد بن الأشعث. وكان محمد بن السائب عالما بالتفسير وأنساب العرب وأحاديثهم. وتوفي بالكوفة سنة ست وأربعين ومائة في خلافة أبي جعفر.
قَالَ محمد بن سعد: أخبرني بذلك كله ابنه هشام بن محمد بن السائب. وكان عالما بالنسب وأحاديث العرب وأيامهم.
قالوا وليس بذاك. في روايته ضعيف جدا.
2592- الحجاج بن أرطأة
بن ثور بن هبيرة بن شراحيل بن كعب بن سلامان بن عامر بن حَارِثَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّخَعِ من مذحج. ويكنى الحجاج أبا أرطأة.
وكان شريفا مريا. وكان في صحابة أبي جعفر فضمه إلى المهدي فلم يزل معه حتى توفي بالري. والمهدي بها يومئذ. في خلافة أبي جعفر. وكان ضعيفا في الحديث.
2593- أبو جناب الكلبي.
واسمه يحيى بن أبي حية. وكان ضعيفا في الحديث.
وتوفي سنة سبع وأربعين ومائة بالكوفة في خلافة أبي جعفر.
2594- أبان بن تغلب
الربعي. توفي بالكوفة في خلافة أبي جعفر. وعيسى بن موسى وال على الكوفة. وكان ثقة روى عنه شعبة.
2595- محمد بن سالم
أبو سهل العبسي صاحب الفرائض. وكان ضعيفا كثير الحديث.
2596- أبو كبران المرادي.
واسمه الحسن بن عقبة.
2597- بشير بن سلمان
النهدي مولى لهم. ويكنى أبا إسماعيل. وكان منزله في همدان. وكان شيخا قليل الحديث.
__________
2592 التقريب (1/ 152) .
2593 التقريب (2/ 346) .
294 التقريب (1/ 103) .(6/342)
2598- بشير بن المهاجر.
كان مولى. وكان منزله في غنى. ليس بمولى لهم.
2599- بكير بن عامر
البجلي. ويكنى أبا إسماعيل. وكان ثقة إن شاء الله.
2600- محل بن محرز
الضبي. ويكنى أبا يحيى. وكان مكفوفا. وكان ضعيفا في الحديث.
2601- محمد بن قيس
الأسدي من بني والبة من أنفسهم. ويكنى أبا نصر. وكان ثقة إن شاء الله.
2602- طلحة بن يحيى
بن طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بن مرة. وكان ثقة وله أحاديث صالحة.
2603- عبد الرحمن بن إسحاق.
ويكنى أبا شيبة. وكان ضعيف الحديث. روى عن الشعبي. وهو الذي روى عنه أبو معاوية الضرير والكوفيون. وعبد الرحمن بن إسحاق المديني أثبت منه في الحديث. وهو الذي روى عنه إسماعيل بن عليه والبصريون.
2604- إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدِ
بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية. كانت عنده أحاديث وقد روي عنه.
2605- عمر بن ذر
بن عبد الله الهمداني أحد بني مرهبة. ويكنى أبا ذر. وكان قاصا.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله الأسدي: توفي عمر بن ذر سنة ثلاث وخمسين ومائة في خلافة أبي جعفر. وكان مرجيا فمات فلم يشهده سفيان الثوري ولا الحسن بن صالح. وكان ثقة إن شاء الله كثير الحديث.
__________
2598 التقريب (1/ 103) .
2599 التقريب (1/ 108) .
2600 التقريب (2/ 232) .
2601 التقريب (2/ 202) .
2602 التقريب (1/ 380) .
2603 التقريب (1/ 472) .
2604 التقريب (1/ 57) .
2605 التقريب (2/ 55) .(6/343)
2606- عقبة بن أبي صالح.
وقد روي عنه.
2607- عقبة بن أبي العيزار.
مولى لبني أود من مذحج. وكان قليل الحديث.
2608- عبد العزيز بن سياه
الأسدي مولى لهم. وكان من خيار الناس وله أحاديث.
وكان منزله مع حبيب بن أبي ثابت في الدار. وتوفي في خلافة أبي جعفر.
2609- يوسف بن صهيب.
قَالَ: قَالَ أبو نعيم: كان في بني بداء من كندة وأحسبه مولى لهم.
2610- يونس بن أبي إسحاق
السبيعي. ويكنى أبا إسرائيل. وكانت له سن عالية.
وقد روى عن عامة رجال أبيه. وتوفي بالكوفة سنة تسع وخمسين ومائة. وكان ثقة إن شاء الله وله أحاديث كثيرة.
2611- داود بن يزيد
بن عبد الرحمن الأودي من مذحج. وكان ضعيفا له أحاديث صالحة.
2612- وأخوه إدريس بن يزيد
بن عبد الرحمن الأودي. وهو أبو عبد الله بن إدريس. وله أحاديث.
2613- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَبِيبِ
بْنِ أَبِي ثَابِتٍ. وكان شيخا. حدث عنه أبو نعيم وقبيصة ابن عقبة.
2614- فطر بن خليفة
الحناط. ويكنى أبا بكر. توفي بالكوفة بعد علي بن حي بقليل كأنه مات سنة خمس وخمسين ومائة في خلافة أبي جعفر. وكان ثقة إن شاء الله. ومن الناس من يستضعفه. وقد حدث عنه
وكيع وأبو نعيم وغيرهما. وكان لا يدع أحدا يكتب عنده. وكانت له سن عالية ولقاء. وروى عن أبي وائل وغيره.
__________
2608 التقريب (2/ 509) .
2609 التقريب (2/ 381) .
2610 التقريب (2/ 384) .
2611 التقريب (1/ 235) .
2612 التقريب (1/ 50) .
2613 التقريب (1/ 408) .
2614 التقريب (2/ 114) .(6/344)
2615- أبو حمزة الثمالي.
واسمه ثابت بن أبي صفية. توفي في خلافة أبي جعفر وكان ضعيفا.
2616- مسعر بن كدام
بن ظهير بن عبيد الله بن الحارث بن عبد الله بن عمرو بن عَبْدِ مَنَافِ بْنِ هِلالِ بْنِ عَامِرِ بْنِ صعصعة ويكنى أبا سلمة.
قَالَ محمد بن عبد الله الأسدي: توفي مسعر بالكوفة سنة اثنتين وخمسين ومائة.
وقال أبو نعيم: سنة خمس وخمسين ومائة في خلافة أبي جعفر.
وأخبرني من سمع سفيان بن عيينة قَالَ: ربما رأيت مسعرا يجيئه الرجل فيحدثه بالشيء وهو أعلم به منه فيستمع له وينصت.
وقال الهيثم: لم يسمع مسعر حديثا قط إلا في المسجد الجامع. وكانت له أم عابدة فكان يحمل معها لبدا ويمشي معها حتى يدخلا المسجد فيبسط لها اللبد فتقوم فتصلي. ويتقدم هو إلى مقدم المسجد فيصلي. ثم يقعد فيجتمع إليه من يريد فيحدثهم. ثم ينصرف إلى أمه فيحمل لبدها وينصرف معها. ولم يكن له مأوى إلا منزله والمسجد. وكان مرجيا فمات فلم يشهده سفيان الثوري ولا الحسن بن صالح ابن حي.
2617- مالك بن مغول
بن عاصم بن مالك بن غزية بن حارثة بن خديج بن جابر ابن عوذ بن الحارث بن صهيبة بن أنمار. وهو بجيلة. ويكنى مالك أبا عبد الله.
وتوفي بالكوفة في آخر ذي الحجة سنة ثمان وخمسين ومائة في الشهر الذي توفي فيه أبو جعفر المنصور أمير المؤمنين.
أخبرني بذلك كله الصقر بن عبد الرحمن بن مالك بن مغول. وكان ثقة مأمونا كثير الحديث فاضلا خيرا.
2618- أبو شهاب الأكبر.
واسمه موسى بن نافع مولى بني أسد. روى عن سعيد بن
__________
2615 التقريب (1/ 116) .
2616 التقريب (2/ 243) .
2617 التقريب (2/ 226) .
2618 التقريب (2/ 289) .(6/345)
جبير وعطاء ومجاهد. وروى عنه الثوري وشريك وحفص ووكيع وابن نمير. وكان ثقة قليل الحديث.
2619- أبو عميس.
واسمه عتبة بن عبد الله بن عتبة بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ الْهُذَلِيُّ حليف بني زهرة. وكان ثقة.
2620- المسعودي.
واسمه عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود. مات ببغداد. وكان ثقة كثير الحديث إلا أنه اختلط في آخر عمره. ورواية المتقدمين عنه.
2621- عبد الجبار بن عباس
الشبامي من همدان. وكان فيه ضعف. وقد روي عنه.
2622- أمي بن ربيعة
الصيرفي.
قَالَ: قَالَ أبو أسامة: كان يكنى أبا عبد الرحمن. وكان ثقة قليل الحديث.
2623- بسام الصيرفي
. روى عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ.
قَالَ أبو نعيم: أحسبه كان عبدا لا أعرف له أبا. وكان ينزل عند حمام عنترة.
وقد روى عن أبي جعفر محمد بن علي وكان يكنى أبا عبد الله.
2624- موسى بن قيس
الحضرمي من أنفسهم. ويكنى أبا محمد. توفي في خلافة أبي جعفر. قَالَ وكان قليل الحديث.
2625- دَاوُدُ بْنُ نُصَيْرٍ
الطَّائِيُّ من أنفسهم. ويكنى أبا سليمان. وكان قد سمع الحديث وفقه وعرف النحو وعلم أيام الناس وأمورهم ثم تعبد. فلم يكن يتكلم في ذلك بشيء.
__________
2619 التقريب (2/ 4) .
2620 التقريب (1/ 487) .
2621 التقريب (1/ 465) .
2622 التقريب (1/ 83) .
2623 التقريب (1/ 96) .
2624 التقريب (2/ 287) .
2625 التقريب (1/ 234) .(6/346)
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ عَنْ جَلِيسٍ لِدَاوُدَ الطَّائِيِّ قَالَ: كُنْتُ آتِيهِ فِي عِشْرِينَ لَيْلَةً فَأُذَاكِرُهُ الْحَدِيثَ. فَقَالَ لِي ذَاتَ يَوْمٍ: ذَاكَ الَّذِي كُنْتَ تُذَاكِرُنِي بِهِ لا تُذَاكِرْنِي بِشَيْءٍ مِنْهُ أَبَدًا.
وَقَالَ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ: سَمِعْتُ زُفَرَ يَقُولُ ذَهَبْتُ أَنَا وَدَاوُدُ الطَّائِيُّ إِلَى الأَعْمَشِ فَقَالَ دَاوُدُ: صَوْتٌ لَمْ تَعْهَدْهُ مُنْذُ حِينٍ. فَقَالَ الأَعْمَشُ: وَاللَّهِ لا أُبَالِي أَلا تَعْهَدَنِي.
فَقَالَ دَاوُدُ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا يُتَقَرَّبُ إِلَيْهِ بِطُولِ الْهِجْرَانِ ثُمَّ لا يَنْفَعُ ذَلِكَ عِنْدَهُ غَيْرَكَ.
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: كُنْتُ إِذَا رَأَيْتُ دَاوُدَ الطَّائِيَّ لا يُشْبِهُ الْقُرَّاءَ. عَلَيْهِ قَلَنْسُوَةٌ سَوْدَاءُ طَوِيلَةٌ مِمَّا يَلْبَسُ التُّجَّارُ. وَجَلَسَ فِي بَيْتِهِ عِشْرِينَ سَنَةً أَوْ أَقَلَّ حَتَّى مَاتَ.
وَحَضَرْتُ جِنَازَتَهُ فَمَا رَأَيْتُهَا مِنْ كَثْرَةِ الْخَلْقِ. مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ فِي خِلافَةِ الْمَهْدِيِّ.
2626- سويد بن نجيح
أبو قطبة. كان ينزل في بني حرام. جار الأعمش. توفي في خلافة أبي جعفر أمير المؤمنين.
368/ 6
2627- محمد بن عبيد الله
العرزمي الفزاري. كان قد سمع سماعا كثيرا وكتب ودفن كتبه. فلما كان بعد ذلك حدث. وقد ذهبت كتبه فضعف الناس حديثه لهذا المعنى. وتوفي في آخر خلافة أبي جعفر.
2628- الحسن بن عمارة
البجلي مولى لهم. ويكنى أبا محمد. توفي في سنة ثلاث وخمسين ومائة في خلافة أبي جعفر. وكان ضعيفا في الحديث. ومنهم من لا يكتب حديثه.
2629- هارون بن أبي إبراهيم
الثقفي وهو هارون البربري. روى عنه عبد الله بن إدريس وغيره. وكانت عنده أحاديث صالحة.
2630- مجمع بن يحيى
الأنصاري من آل جارية بن العطاف. ولكنه نزل الكوفة.
وكان أصله مدينيا. روى عنه الكوفيون. وله أحاديث.
__________
2627 التقريب (1/ 187) .
2628 التقريب (1/ 169) .
2630 التقريب (2/ 230) .(6/347)
2631- أبو حنيفة.
واسمه النعمان بن ثابت مولى لبني تيم الله بن ثعلبة من بكر بن وائل. وهو صاحب الرأي. أجمعوا على أنه توفي ببغداد في رجب أو شعبان سنة خمسين ومائة في خلافة أبي جعفر.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي حَمَّادُ بْنُ أَبِي حَنِيفَةَ قَالَ: مَاتَ أَبُو حَنِيفَةَ وَهُوَ ابْنُ سَبْعِينَ سَنَةً.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكُنْتُ يَوْمَ مَاتَ بِالْكُوفَةِ أَتَوَقَّعُ قُدُومَهُ فَجَاءَنَا نَعْيُهُ. وَكَانَ ضَعِيفًا فِي الْحَدِيثِ.
2632- أبو روق.
واسمه عطية بن الحارث الهمداني من بطن منهم يقال لهم بنو وثن من أنفسهم. وهو صاحب التفسير. وروى عن الضحاك بن مزاحم وغيره.
2633- أبو يعفور الصغير.
الذي روى عنه عبد الله بن نمير وحفص بن غياث ومحمد بن الفضيل بن غزوان ويحيى بن زكرياء بن أبي زائدة. واسمه عبد الرحمن ابن عبيد بن نسطاس البكائي. وقد روى منصور بن المعتمر عن أبيه عبيد بن نسطاس.
2634- السري بن إسماعيل
الهمداني من الصائديين من أنفسهم. وكان كاتبا للشعبي وروى عنه الفرائض وغير ذلك. وولي السري قضاء الكوفة. وكان قليل الحديث.
2635- إسماعيل بن عبد الملك
بن رفيع. ابن أخي عبد العزيز بن رفيع. مولى لبني والبة من بني أسد بن خزيمة. توفي في خلافة أبي جعفر.
2636- سلمة بن نبيط.
2637- دلهم بن صالح
الكندي من أنفسهم. توفي في خلافة أبي جعفر.
2638- محمد بن علي
السلمي وقد رووا عنه.
__________
2631 التقريب (2/ 303) .
2632 التقريب (2/ 24) .
2633 التقريب (1/ 285) .
2636 التقريب (1/ 319) .
2637 التقريب (1/ 236) .(6/348)
2639- عيسى بن عبد الرحمن
السلمي من أنفسهم. وهو قديم الموت. توفي في خلافة أبي جعفر.
2640- سعد بن أوس
العبسي من أنفسهم.
__________
2639 التقريب (2/ 99) .
2640 التقريب (1/ 286) .(6/349)
الطَّبَقَةُ السَّادِسَةُ
2641- سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدِ.
بْنِ مَسْرُوقِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ رَافِعِ بْنِ عَبْدِ الله بن موهبة بن أبي بن عبد الله بن منقذ بن نصر بن الحارث بن ثعلبة بن عامر بن ملكان بن ثور بن عبد مناة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار. ويكنى أبا عبد الله.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عمر: ولد سفيان سنة سبع وتسعين في خلافة سليمان بن عبد الملك. وكان ثقة مأمونًا ثبتًا كثير الحديث حجة. وأجمعوا لنا على أنه توفي بالبصرة وهو مستخف في شعبان سنة إحدى وستين ومائة في خلافة المهدي.
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ:
قَالَ حَمَّادُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ إِنَّ فِي هَذَا الْفَتَى لَمُصْطَنَعًا. يَعْنِي سُفْيَانَ نَفْسَهُ.
أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: كان أبي داراني وَمَا آخُذُ فِيهِ مِنَ الْحَدِيثِ لا يُعْجِبُهُ.
أَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: وَجَدْتُ قَلْبِي يُصْلَحُ بِمَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ مَعَ قَوْمٍ غُرَبَاءَ أَصْحَابِ بُيُوتٍ وَعِبَاءٍ.
أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي رَجُلٌ عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: تَعَلَّمُوا هَذَا الْعِلْمَ فَإِذَا تَعَلَّمْتُمُوهُ فَاحْفَظُوهُ. فَإِذَا حَفِظْتُمُوهُ فَاعْمَلُوا بِهِ. فَإِذَا عَمِلْتُمْ بِهِ فَانْشُرُوهُ.
أَخْبَرَنَا بَكَّارٌ قَالَ: كَانَ سُفْيَانُ الثوري يقول كثيرا: اللهم سلم سلم.
قال: وَقَالَ يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: مَا حَدَّثَنِي سُفْيَانُ عَنِ السُّدِّيِّ بِحَدِيثٍ فَسَأَلْتُهُ عَنْهُ إِلا كَانَ كَمَا حَدَّثَنِي.
قَالُ: وَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ سُفْيَانَ أَخَذَ مَرَّةً مِنْ بَعْضِ الْولاةِ مَالا وَصِلَةً. ثُمَّ تَرَكَ ذَلِكَ
__________
2641 التقريب (1/ 311) .(6/350)
فَلَمْ يَقْبَلْ مِنْ أَحَدٍ شَيْئًا. وَكَانَ يَأْتِي الْيَمَنَ فَيَتَّجِرُ. وَكَانَ يُفَرِّقُ مَا عِنْدَهُ عَلَى قَوْمٍ مِنْ إِخْوَانِهِ يَبْضَعُونَ لَهُ بِهِ وَيُوَافِي الْمَوْسِمَ كُلَّ عَامٍ فَيَلْقَاهُمْ وَيُحَاسِبُهُمْ وَيَأْخُذُ مَا رَبِحُوا.
وَكَانَ مَا بِيَدَيْهِ نَحْوًا مِنْ مِائَتَيْ دِينَارٍ. وَكَانَ لَهُ ابْنٌ لَمْ يَكُنْ لَهُ غَيْرُهُ فَكَانَ سُفْيَانُ يَقُولُ: مَا فِي الدُّنْيَا شَيْءٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ وَإِنِّي لأُحِبُّ أَنْ أُقَدِّمَهُ. قَالَ فَمَاتَ ابْنُهُ ذَاكَ فَجَعَلَ كُلَّ شَيْءٍ لَهُ بَعْدَ مَوْتِ ابْنِهِ لأُخْتِهِ وَوَلَدِهَا. وَكَانَ عَمَّارُ بْنُ مُحَمَّدِ ابْنَ أُخْتِهِ. وَلَمْ يُورِّثْ أَخَاهُ الْمُبَارَكَ بْنَ سَعِيدٍ شَيْئًا.
قَالَ: وَطُلِبَ سُفْيَانُ فَخَرَجَ إِلَى مَكَّةَ. فَكَتَبَ الْمَهْدِيُّ أمير المؤمنين إلى محمد ابن إِبْرَاهِيمَ وَهُوَ عَلَى مَكَّةَ يَطْلُبُهُ. فَبَعَثَ مُحَمَّدُ إِلَى سُفْيَانَ فَأَعْلَمَهُ ذَلِكَ وَقَالَ: إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ إِتْيَانَ الْقَوْمِ فَاظْهَرْ حَتَّى أَبْعَثَ بِكَ إِلَيْهِمْ. وَإِنْ كُنْتَ لا تُرِيدُ ذَلِكَ فَتَوَارَ. قَالَ فَتَوَارَى سُفْيَانُ. وَطَلَبَهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَأَمَرَ مُنَادِيًا فَنَادَى بِمَكَّةَ: مَنْ جَاءَ بِسُفْيَانَ فَلَهُ كَذَا وَكَذَا. فَلَمْ يَزَلْ مُتَوَارِيًا بِمَكَّةَ لا يَظْهَرُ إِلا لأَهْلِ الْعِلْمِ وَمَنْ لا يَخَافُهُ.
فَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِي شِهَابٍ الْحَنَّاطِ قَالَ: بَعَثَتْ أُخْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ مَعِي بِجِرَابٍ إِلَى سُفْيَانَ وَهُوَ بِمَكَّةَ فِيهِ كَعْكٌ وَخُشْكُنَانِجُ. فَقَدِمْتُ مَكَّةَ فَسَأَلْتُ عَنْهُ فَقِيلَ لِي إِنَّهُ رُبَّمَا قَعَدَ دُبُرَ الْكَعْبَةِ مِمَّا يَلِي بَابَ الْحَنَّاطِينَ. قَالَ فَأَتَيْتُهُ هُنَاكَ. وَكَانَ لِي صَدِيقًا. فوجدته مستلقيا فسلمت عليه فلم يسائلني تلك المسائلة وَلَمْ يُسَلِّمْ عَلَيَّ كَمَا كُنْتُ أَعْرِفُ مِنْهُ. فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ أُخْتَكَ بَعْثَتْ إِلَيْكَ مَعِي بِجِرَابٍ فِيهِ كَعْكٌ وَخُشْكُنَانِجُ. قَالَ: فَعَجِّلْ بِهِ عَلَيَّ. وَاسْتَوَى جَالِسًا.
فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَتَيْتُكَ وَأَنَا صَدِيقُكَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْكَ فَلَمْ تُرَدَّ عَلَيَّ ذَاكَ الرَّدَّ. فَلَمَّا أَخْبَرْتُكَ أَنِّي أَتَيْتُكَ بِجِرَابِ كَعْكٍ لا يُسَاوِي شَيْئًا جَلَسْتَ وَكَلَّمْتَنِي. فَقَالَ: يَا أَبَا شِهَابٍ لا تَلُمْنِي فَإِنَّ هَذِهِ لِي ثَلاثَةُ أَيَّامٍ لَمْ أَذُقْ فِيهَا ذَوَاقًا. فَعَذَرْتُهُ.
قَالُوا: فَلَمَّا خَافَ سُفْيَانُ بِمَكَّةَ مِنَ الطَّلَبِ خَرَجَ إِلَى الْبَصْرَةِ فَقَدِمَهَا فنزل قرب منزل يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ. فَقَالَ لِبَعْضِ أَهْلِ الدَّارِ: أَمَا قَرِبَكُمْ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ؟ قَالُوا: بَلَى يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ. قَالَ: جِئْنِي بِهِ. فَأَتَاهُ بِهِ فَقَالَ: أَنَا هَاهُنَا مُنْذُ سِتَّةِ أَيَّامٍ أَوْ سَبْعَةٍ. فَحَوَّلَهُ يَحْيَى إِلَى جِوَارِهِ وَفَتَحَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ بَابًا. وَكَانَ يَأْتِيهِ بِمُحَدِّثِي أَهْلِ الْبَصْرَةِ يُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ وَيَسْمَعُونَ مِنْهُ. فَكَانَ فِيمَنْ أَتَاهُ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ وَالْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَمَرْحُومٌ الْعَطَّارُ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَغَيْرُهُمْ. وَأَتَاهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ وَلَزِمَهُ. فَكَانَ يَحْيَى وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ يَكْتُبَانِ عَنْهُ تِلْكَ الأَيَّامِ. وَكَلَّمَا أَبَا عَوَانَةَ أن(6/351)
يَأْتِيَهُ فَأَبَى وَقَالَ: رَجُلٌ لا يَعْرِفُنِي كَيْفَ آتِيهُ؟ وَذَاكَ أَنَّ أَبَا عَوَانَةَ سَلَّمَ عَلَيْهِ بِمَكَّةَ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ سُفْيَانُ السَّلامَ. وَكُلِّمَ فِي ذَلِكَ فَقَالَ: لا أَعْرِفُهُ. وَلَمَّا تَخَوَّفَ سُفْيَانُ أَنْ يُشَهِّرَ بِمُقَامِهِ بِالْبَصْرَةِ قُرْبَ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ لَهُ: حَوِّلْنِي مِنْ هَذَا الْمَوْضِعِ. فَحَوَّلَهُ إِلَى مَنْزِلِ الْهَيْثَمِ بْنِ مَنْصُورٍ الأَعْرَجِيِّ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْن زَيْد مَنَاةَ بْن تَمِيمٍ. فَلَمْ يَزَلْ فِيهِمْ فَكَلَّمَهُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ فِي تَنَحِّيهِ عَنِ السُّلْطَانِ وَقَالَ: هَذَا فِعْلُ أَهْلِ الْبِدَعِ. وَمَا تَخَافُ مِنْهُمْ؟ فَأَجْمَعَ سُفْيَانُ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَلَى أَنْ يَقْدَمَا بَغْدَادَ. قَالَ وَكَتَبَ سُفْيَانُ إِلَى الْمَهْدِيِّ أَوْ إِلَى يَعْقُوبَ بْنِ دَاوُدَ فَبَدَأَ بِنَفْسِهِ. فَقِيلَ لَهُ إِنَّهُمْ يَغْضَبُونَ مِنْ هَذَا. فَبَدَأَ بِهِمْ فَأَتَاهُ جَوَابُ كِتَابِهِ بِمَا يَجِبُ مِنَ التَّقْرِيبِ وَالْكَرَامَةِ وَالسَّمْعِ مِنْهُ وَالطَّاعَةِ فَكَانَ عَلَى الْخُرُوجِ إِلَيْهِمْ. فَحُمَّ وَمَرِضَ مَرَضًا شَدِيدًا وَحَضَرَهُ الْمَوْتُ فَجَزِعَ. فَقَالَ لَهُ مَرْحُومُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا هَذَا الْجَزَعُ؟ إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى الرَّبِّ الَّذِي كُنْتَ تَعْبُدُهُ.
فَسَكَنَ وَهَدَأَ وَقَالَ: انْظُرُوا مَنْ هَاهُنَا مِنْ أَصْحَابِنَا الْكُوفِيِّينَ. فَأَرْسَلُوا إِلَى عَبَّادَانَ فَقَدِمَ عَلَيْهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبْجَرَ وَالْحَسَنُ بْنُ عَيَّاشٍ أَخُو أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ.
فَأَوْصَى إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَأَوْصَاهُ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ. فَأَقَامَا عِنْدَهُ حَتَّى مَاتَ فَأُخْرِجَ بِجِنَازَتِهِ عَلَى أَهْلِ الْبَصْرَةِ فَجْأَةً وَسَمِعُوا بِمَوْتِهِ. وَشَهِدَهُ الْخَلْقُ وَصَلَّى عَلَيْهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ. وَكَانَ رَجُلا صَالِحًا رَضِيَهُ سُفْيَانُ لِنَفْسِهِ وَنَزَلَ فِي حُفْرَتِهِ وَنَزَلَ مَعَهُ خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ وَغَيْرُهُمَا وَدَفَنُوهُ. ثُمَّ انْصَرَفَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ وَالْحَسَنُ بْنُ عَيَّاشٍ إِلَى الْكُوفَةِ فَأَخْبَرَا أَهْلَهَا بِمَوْتِ سُفْيَانَ. رَحِمَهُ اللَّهُ.
2642- إسرائيل بن يونس
بن أبي إسحاق السبيعي. ويكنى أبا يوسف. توفي بالكوفة سنة اثنتين وستين ومائة.
وقال أبو نعيم: سنة ستين ومائة. وكان ثقة حدث عنه الناس حديثا كثيرا ومنهم من يستضعفه.
2643- يوسف بن إسحاق
بن أبي إسحاق السبيعي. وقد روي عنه. توفي في خلافة أبي جعفر أمير المؤمنين. وكان قليل الحديث.
2644- عَلِيُّ بْنُ صَالِحٍ.
واسم صالح حي بن صالح بن مسلم بن حيان بن شفي بن
__________
2642 التقريب (1/ 64) .
2643 التقريب (2/ 379) .
2644 التقريب (2/ 38) .(6/352)
هني بن رافع بن قملى بن عمرو بن مانع بن صهلان بن زيد بن ثور بن مالك بن معاوية بن دومان بن بكيل بن جشم من همدان. ويكنى أبا محمد.
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: عَلِيٌّ وَحَسَنٌ ابْنَا صَالِحٍ تَوْأَمٌ وُلِدَا فِي بَطْنٍ. وَكَانَ عَلِيٌّ تَقَدَّمَهُ بِسَاعَةٍ. فَلَمْ أَسْمَعْ حَسَنًا يُسَمِّيهِ بِاسْمِهِ قَطُّ. كَانَ يَقُولُ: قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَكَانَ عَلِيٌّ صَاحِبَ قُرْآنٍ.
قَالَ: وَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى: قَرَأْتُ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ. وَتُوُفِّيَ عَلِيٌّ سَنَةَ أَرْبَعٍ وخمسين ومائة في خلافة أبي جعفر. وكان ثِقَةً.
وَقَالَ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ: أُمُّ عَلِيٍّ وَحَسَنٍ ابْنَيْ صَالِحِ بْنِ حَيٍّ أُمُّ الأَيْسَرِ ابْنَةُ الْمِقْدَامِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ حَيَّانَ بْنِ شفي بن هني بن رافع بن قملى. وكان ثقة إن شاء الله قليل الحديث.
2645- وَأَخُوهُ حَسَنُ بْنُ حَيٍّ.
وهو صالح بن صالح. ويكنى حسن أبا عبد الله.
وكان ناسكا عابدا فقيها.
أخبرنا الفضل بن دكين قَالَ: ما رأيت الحسن بن حي متربعا قط.
قَالَ وجاءه يوما سائل فسأله. فنزع جوربيه فأعطاه. قَالَ ورأيته في الجمعة واختفى ليلة الأحد فاختفى سبع سنين حتى مات سنة سبع وستين ومائة مستخفيا بالكوفة. وعليها يومئذ روح بن حاتم بن قبيصة بن المهلب واليا للمهدي. قَالَ وكان حسن بن حي متشيعا. وزوج عيسى بن زيد بن علي ابنه واستخفى معه في مكان واحد بالكوفة حتى مات عيسى بن زيد مستخفيا. وكان المهدي قد طلبهما وجد في طلبهما فلم يقدر عليهما حتى ماتا. ومات حسن بن حي بعد عيسى بن زيد بستة أشهر.
قَالَ وَسَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ الْفَضْلَ بْنَ دُكَيْنٍ يَقُولُ: رَأَيْتُ حَسَنَ بْنَ صَالِحٍ فِي الْجُمُعَةِ قَدْ شَهِدَهَا مَعَ النَّاسِ ثُمَّ اخْتَفَى يَوْمَ الأَحَدِ إِلَى أَنْ مَاتَ وَلَهُ يَوْمَئِذٍ اثْنَتَانِ أَوْ ثَلاثٍ وَسِتُّونَ سَنَةً. وَكَانَ ثِقَةً صَحِيحَ الْحَدِيثِ كَثِيرَهُ. وَكَانَ مُتَشَيِّعًا.
2646- أسباط بن نصر
الهمداني من أنفسهم. وكان راوية السدي. روى عنه
__________
2645 التقريب (1/ 167) ، وهو الحسن بن صالح بن حي.
2646 التقريب (1/ 53) .(6/353)
التفسير. وقد روى أيضا عن منصور وغيره.
2647- يعلى بن الحارث
المحاربي.
2648- محمد بن طلحة
بن مصرف اليامي من همدان. ويكنى أبا عبد الله. وتوفي سنة سبع وستين ومائة في خلافة المهدى. وكانت له أحاديث منكرة.
قَالَ عفان: كان محمد بن طلحة يروي عن أبيه. وأبوه قديم الموت. وكان الناس كأنهم يكذبونه ولكن من كان يجترئ أن يقول لمحمد بن طلحة إنك تكذب؟
كان من فضله وكان.
2649- زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ
بْنُ حُدَيْجِ بْنِ الرُّحَيْلِ بْن زُهَيْر بْن خَيْثَمَةَ بْن أبي حمران.
واسمه الْحَارِث بْن مُعَاوِيَة بْن الْحَارِث بْن مالك بن عوف بن سعد بن حريم بن جعفي ابن سعد العشيرة من مذحج. ويكنى زهير أبا خيثمة. تحول إلى الجزيرة فنزلها حتى توفي بها.
أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ الْمِصْرِيُّ قَالَ: وَسَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ مَنْصُورٍ يُثْنِي عَلَيْهِ خَيْرًا وَيَأْمُرُ بِالْكِتَابِ عَنْهُ.
قَالَ: قَدِمَ زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْجَزِيرَةَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. أَوْ أَوَّلَ سَنَةِ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ. فِي خِلافَةِ هَارُونَ. وَكَانَ ثِقَةً ثَبْتًا مَأْمُونًا كَثِيرَ الْحَدِيثِ.
2650- وأخوه الرحيل بن معاوية
بن حديج بن الرحيل. وقد روى عنه أيضا.
2651- وأخوهما حديج بن معاوية
بن حديج بن الرحيل. وقد روي عنه أيضا.
وكان ضعيفا في الحديث.
2652- شيبان بن عبد الرحمن.
ويكنى أبا معاوية النحوي مولى لبني تميم وأصله بصري. وكان مؤدبا لولد داود بن علي بن عبد الله بن عباس. وتوفي ببغداد سنة أربع
__________
2647 التقريب (2/ 377) .
2648 التقريب (2/ 173) .
2649 التقريب (1/ 265) .
2650 التقريب (1/ 249) .
2651 التقريب (1/ 156) .
2652 التقريب (1/ 356) .(6/354)
وستين ومائة في خلافة المهدي ودفن في مقبرة الخيزران. وكان ثقة كثير الحديث.
2653- قيس بن الربيع.
الأسدي من ولد الحارث بن قيس الذي أسلم وعنده تسع نسوة فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يمسك منهن أربعا ويفارق سائرهن. ويكنى قيس أبا محمد.
قَالَ: وكان يقال لقيس الحوال لكثرة سماعه وعلمه. وتوفي قيس بالكوفة سنة ثمان وستين ومائة في آخر خلافة المهدي.
2654- قبيصة بن جابر
الأسدي وكان كثير الحديث ضعيفا فيه.
2655- زَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ
الثَّقَفِيُّ من أنفسهم ويكنى أبا الصلت.
أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو الأَزْدِيُّ قَالَ: تُوُفِّيَ زَائِدَةُ بِأَرْضِ الرُّومِ عَامَ غزا الحسن ابن قَحْطَبَةَ الصَّائِفَةَ سَنَةَ سِتِّينَ أَوْ إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. وَكَانَ زَائِدَةُ ثِقَةً مَأْمُونًا صَاحِبَ سُنَّةٍ وَجَمَاعَةٍ.
2656- أبو بكر النهشلي.
من بني تميم من أنفسهم. وهو ابن عبد الله بن قطاف.
وكان مرجيا. وكان عابدا ناسكا. وكانت له أحاديث. ومنهم من يستضعفه.
2657- شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ أَبِي شَرِيكٍ وهو الحارث بن أوس بن الحارث بن الأذهل بن وهبيل بن سعد بن مالك بن النخع من مذحج. ويكنى شريك أبا عبد الله.
وكان ولد ببخارى بأرض خراسان. وكان جده قد شهد القادسية.
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ بِأَحَادِيثَ قَبْلَ أَنْ يَلِيَ الْقَضَاءَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمٍ الْعَبْدِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ شَرِيكًا يُحَدِّثُ مَشَايَخَنَا عِنْدَهُ فَقَالَ: أَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي شَرِيكٍ. وَأَبُو شَرِيكٍ جَدِّي شَهِدَ الْقَادِسِيَّةَ. أَرُونِي بِالْكُوفَةِ أَقْعَدُ مِنِّي. قَالَ: وَكَانَ شَرِيكٌ مِنْ رِجَالِ أَهْلِ الْكُوفَةِ فَدَعَاهُ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ فَقَالَ: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُوَلِّيَكَ قَضَاءَ الْكُوفَةِ. فَقَالَ: أَعْفِنِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. فَقَالَ: لَسْتُ أُعْفِيكَ. قَالَ: أَنْصَرِفُ يَوْمِي هَذَا وَأَعُودُ فَيَرَى أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ رَأْيَهُ. قَالَ: إِنَّمَا تُرِيدُ أَنْ تَخْرُجَ فَتَغِيبَ عَنِّي. وَاللَّهِ لَئِنْ فَعَلْتَ لأَقْدَمَنَّ عَلَى خَمْسِينَ مِنْ قَوْمِكَ بِمَا تَكْرَهُ. فَلَمَّا سَمِعَ شَرِيكٌ يَمِينَهُ عَادَ إِلَيْهِ وَلَمْ يَتَغَيَّبْ. فَوَلاهُ قَضَاءَ الْكُوفَةِ فَلَمْ يَزَلْ عليها حتى مات
__________
2653 التقريب (2/ 128) .
2654 التقريب (2/ 122) .
2655 التقريب (1/ 256) .(6/355)
أَبُو جَعْفَرٍ وَوَلِيَ الْمَهْدِيُّ فَأَقَرَّهُ عَلَى الْقَضَاءِ ثُمَّ عَزَلَهُ. وَتُوُفِّيَ شَرِيكٌ بِالْكُوفَةِ يَوْمَ السَّبْتِ مُسْتَهَلَّ ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ. وَهَارُونُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ بِالْحِيرَةِ. وَوَالِيهِ يَوْمَئِذٍ مُوسَى بْنُ عِيسَى بْنِ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ. فَشَهِدَ جِنَازَةَ شَرِيكٍ فَصَلَّى عَلَيْهِ. وَجَاءَ هَارُونُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ مِنَ الْحِيرَةِ لِيُصَلِّيَ عَلَيْهِ فَوَجَدَهُ قَدْ صُلِّيَ عَلَيْهِ فَانْصَرَفَ مِنَ الْقَنْطَرَةِ. قَالَ وَكَانَ شَرِيكٌ ثِقَةً مَأْمُونًا كَثِيرَ الْحَدِيثِ. وَكَانَ يَغْلَطُ كَثِيرًا.
2658- عِيسَى بْنُ الْمُخْتَارِ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي ليلى الأنصاري. وكان قد سمع مصنف مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى وسمعه من عيسى بكر بن عبد الرحمن قاضي الكوفة.
2659- أبو الأحوص.
واسمه سلام بن سليم مولى لبني حنيفة. مات بالكوفة سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلافَةِ هَارُونَ. وكان كثير الحديث صالحا فيه.
2660- كامل بن العلاء
التميمي. ويكنى أبا العلاء. وكان قليل الحديث وليس بذاك.
2661- عمرو بن شمر
الجعفي. وكان إمام مسجد جعفى ستين سنة. وكان قاصا. وكانت عنده أحاديث. وكان ضعيفا جدا متروك الحديث. وتوفي في خلافة أبي جعفر.
2662- محمد بن سلمة
بن كهيل الحضرمي. روى عنه سفيان بن عيينة. وروى محمد بن سلمة عن أبيه. وكان ضعيفا.
2663- وأخوه يحيى بن سلمة
بن كهيل الحضرمي. توفي في خلافة موسى أمير المؤمنين. وكان ضعيفا جدا.
2664- أبو إسرائيل الملائي
العبسي. واسمه إسماعيل بن أبي إسحاق. قَالَ يقولون إنه صدوق. وكان بهز بن أسد يحكي أنه سمع أبا إسرائيل تناول عثمان وأشياء نحو هذا تحكى عنه.
2665- الجراح بن مليح
بن عدي بن الفرس بن سفيان بن الحارث بن عمرو بن
__________
2658 التقريب (2/ 101) .
2659 التقريب (1/ 342) .
2660 التقريب (2/ 131) .
2663 التقريب (2/ 349) .
2665 التقريب (1/ 126) .(6/356)
عبيد بن رؤاس بن كلاب بْن عَامِرِ بْن ربيعة بْن عامر بْن صعصعة. وهو أبو وكيع بن الجراح ولي بيت المال بمدينة السلام في خلافة هارون. وكان عسرا في الحديث ممتنعا به.
2666- مفضل بن يونس.
مات سنة ثمان وسبعين في خلافة هارون أمير المؤمنين.
وهو ثقة.
2667- مفضل بن مهلهل.
وكان ثقة وقد روى عنه أبو أسامة حماد بن أسامة وغيره.
2668- حبان بن علي
العنزي. ويكنى أبا علي. وهو أسن من أخيه مندل. وكان المهدي قد أحب أن يراهما فكتب إلى الكوفة في إشخاصهما إليه. فلما دخلا عليه سلما فقال: أيكما مندل؟ فقال مندل: هذا حبان يا أمير المؤمنين. وتوفي حبان بالكوفة سنة إحدى وسبعين ومائة في خلافة هارون. وكان حبان ضعيفا في الحديث أضعف من مندل.
2669- وأخوه مندل بن علي
العنزي من أنفسهم. ويكنى أبا عبد الله. وكان أنبه وأذكر من حبان. وكان أصغر منه. وتوفي مندل بالكوفة سنة سبع أو ثمان وستين ومائة في خلافة المهدي قبل أخيه حبان. وفيه ضعف. ومنهم من يشتهي حديثه ويوثقه.
وكان خيرا فاضلا من أهل السنة.
2670- أبو زبيد.
واسمه عبثر بن القاسم من بني زبيد من مذحج. مات بالكوفة سنة ثمان وسبعين ومائة في خلافة هارون. وكان ثقة كثير الحديث.
2671- أبو كدينة.
واسمه يحيى بن المهلب البجلي من بني الربعة من أنفسهم.
وكان ثقة إن شاء الله.
2672- هريم بن سفيان
البجلي من أنفسهم. وكان ثقة إن شاء الله.
2673- هانئ بن أيوب
الجعفي. وكانت عنده أحاديث. فيه ضعف.
2674- منصور بن أبي الأسود.
مولى لبني ليث. وكان تاجرا وكان كثير الحديث.
__________
2667 التقريب (2/ 271) .
2669 التقريب (2/ 274) .
2671 التقريب (2/ 359) .
2673 التقريب (2/ 314) .(6/357)
2675- وأخوه صالح بن أبي الأسود.
وكان أيضا يحدث.
2676- عبد الرحمن بن حميد
الرؤاسي وهو أبو حميد بن عبد الرحمن. وكان ثقة وله أحاديث.
2677- وأخوه إبراهيم بن حميد
الرؤاسي صاحب إسماعيل بن أبي خالد. وقد أكثر الرواية عن إسماعيل.
2678- مسلمة بن جعفر.
2679- جعفر بن زياد
الأحمر مولى مزاحم بن زفر من تيم الرباب.
سمعت أبا نعيم قَالَ: مات جعفر بالكوفة سنة سبع وسبعين ومائة في خلافة هارون.
2680- عمرو بن أبي المقدام
العجلي. وتوفي في خلافة هارون. واسم أبي المقدام ثابت. وليس عمرو عندهم في الحديث بشيء ومنهم من لا يكتب حديثه لضعفه ورأيه. وكان متشيعا مفرطا.
2681- سلمة بن صالح
الأحمر الجعفي. ويكنى أبا إسحاق. وكان قد طلب الحديث ثم اضطرب عليه حفظه فضعفه الناس. وولي قضاء واسط ثم عزل. وتوفي ببغداد سنة ثمان وثمانين ومائة في خلافة هارون.
2682- حشرج بن نباتة.
ويكنى أبا مكرم. روى عن سعيد بن جمهان.
2683- القاسم بن معن
بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مسعود الهذلي حليف بني زهرة من قريش. ويكنى القاسم أبا عبد الله. ولي قضاء الكوفة ولم يرتزق عليه شيئا حتى مات. وكان ثقة عالما بالحديث والفقه والشعر وأيام الناس. وكان يقال له شعبي زمانه. وكان سخيا.
2684- أبو شيبة.
واسمه إبراهيم بن عثمان العبسي من ولد أبي سعدة. وقد روى
__________
2676 التقريب (1/ 478) .
2679 التقريب (1/ 130) .
2680 التقريب (2/ 66) .
2682 التقريب (1/ 181) .
2683 التقريب (2/ 120، 121) .(6/358)
عن أبي سعدة الحديث. وروى أبو سعدة عن ابن عباس. وكان أبو شيبة قد ولي قضاء واسط وتوفي في خلافة هارون. وهو ضعيف الحديث. وقد روى عنه يزيد بن هارون.
2685- أبو المحياة.
واسمه يحيى بن يعلى بن حرملة بن الجليد بن عمار بن أرطأة بن زهير بن أمية بن جشم بن عدي بن الحارث بن تيم الله بن ثعلبة. مات بالكوفة سنة ثمان.... «1» ومائة في خلافة هارون وهو ابن ست وتسعين سنة.
2686- المبارك بن سعيد.
بن مسروق أخو سفيان الثوري. توفي بالكوفة في أول سنة ثمانين ومائة. وكانت عنده أحاديث.
2687- إسماعيل بن إبراهيم
بن المهاجر البجلي.
2688- حمزة الزيات
بن عمارة. ويكنى أبا عمارة. مولى لآل عكرمة بن ربعي التيمي. وكان يجلب الزيت من الكوفة إلى حلوان ويجلب من حلوان الجبن والجوز إلى الكوفة. وكان صاحب قراءة القرآن وصاحب فرائض.
قَالَ محمد بن سعد: أخبرت أن سفيان بن سعيد الثوري قال له: يا ابن عمارة أما القراءة والفرائض فلا نعرض لك فيهما. ومات حمزة بحلوان سنة ست وخمسين ومائة في خلافة أبي جعفر. وكان حمزة رجلا صالحا وكانت عنده أحاديث. وكان صدوقا صاحب سنة.
2689- محمد بن أبان
بن صالح بن عمير بن عبيد مولى عبد الله بن خالد بن أسيد ابن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس. ويكنى أبا عمرو. وكانت له رواية للحديث.
ومات يوم الرؤوس يوم الأحد لإحدى عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ خمس وسبعين ومائة في خلافة هارون. وهو ابن إحدى وثمانين سنة. وكانت تحته عصيمة أخت حسين بن علي الجعفي فولدت له عمر وأبان وإبراهيم. وله بقية وعقب بالكوفة في جعفي.
__________
(1) نقص في الأصل.
__________
2685 التقريب (2/ 360) .
2687 التقريب (1/ 66) .(6/359)
الطَّبَقَةُ السَّابِعَةُ
2690- أبو بكر بن عياش.
مولى واصل بن حيان الأحدب الأسدي وهو من الطبقة التي قبل هذه الطبقة ولكنه بقي وعمر حتى كتب عنه الأحداث. وكان من العباد.
قَالَ: وقال وكيع. ونظر إليه يصلي يوم الجمعة حين يسلم الإمام إلى العصر فقال: أعرف هذا الشيخ بهذه الصلاة منذ أربعين سنة. وتوفي أبو بكر بالكوفة في جمادى الأولى سنة ثلاث وتسعين ومائة في الشهر الذي توفي فيه هارون أمير المؤمنين بطوس. وكان أبو بكر ثقة صدوقا عارفا بالحديث والعلم إلا أنه كثير الغلط.
2691- سعير بن الخمس.
من بني عمرو بْن سَعْد بْن زيد مناة بْن تميم. وكان رجلا شريفا يجتمع إليه أصحابه. وكان مألفا. وكان صاحب سنة وجماعة. وكانت عنده أحاديث.
2692- عبد السلام بن حرب
الملائي. ويكنى أبا بكر. توفي بالكوفة سنة سبع وثمانين ومائة في خلافة هارون. وكان به ضعيف في الحديث. وكان عسرا.
2693- المطلب بن زياد
بن أبي زهير القرشي. ويكنى أبا محمد. وكان نازلا في ثقيف وهو مولى جابر بن سمرة السوائي. وجابر حليف لبني زهرة من قريش ولذلك قيل للمطلب بن زياد: القرشي. وكان ضعيفا في الحديث جدا. توفي بالكوفة سنة خمس وثمانين ومائة في خلافة هارون.
2694- سيف بن هارون
البرجمي من بني تميم من أنفسهم. وقد روي عنه.
2695- وأخوه سنان بن هارون.
وقد روي عنه أيضا.
__________
2690 التقريب (2/ 399) .
2691 التقريب (1/ 310) .
2693 التقريب (2/ 254) .
2694 التقريب (1/ 344) .(6/360)
2696- عمر بن عبيد
الطنافسي. ويكنى أبا حفص. مولى لإياد بن نزار بن معد.
توفي بالكوفة سنة خمس وثمانين ومائة في خلافة هارون. وكان شيخا قديما. وكان ثقة إن شاء الله.
2697- زفر بن الهذيل
العنبري من أنفسهم. ويكنى أبا الهذيل. وكان قد سمع الحديث ونظر في الرأي فغلب عليه ونسب إليه. ومات بالبصرة وأوصى إلى خالد بن الحارث وعبد الواحد بن زياد. وكان أبوه الهذيل على أصبهان. وكان أخوه صباح بن الهذيل على صدقة بني تميم. ولم يكن زفر في الحديث بشيء.
2698- عمار بن محمد
بن أخت سفيان الثوري. توفي في المحرم سنة اثنتين وثمانين ومائة في خلافة هارون. وكان ثقة وقد روي عنه.
2699- علي بن مسهر.
ويكنى أبا الحسن من عائذة قريش من أنفسهم. وكان قد ولي القضاء بالموصل. وكان ثقة كثير الحديث.
2700- مسعود بن سعد
الجعفي وقد روي عنه.
2701- عمر بن شبيب
المسلي من مذحج. وقد روي عنه أيضا.
2702- عمار بن سيف
الضبي وإليه أوصى سفيان الثوري. رحمه الله. ووضع كتبه عنده وقال له: ادفنها إذا مت.
2703- مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ
بْنِ غَزْوَانَ الضَّبِّيُّ مولى لهم. ويكنى أبا عبد الرحمن.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمٍ الْعَبْدِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْفُضَيْلِ يَقُولُ شَهِدَ جَدِّي غَزْوَانُ الْقَادِسِيَّةَ مَعَ مَوْلاهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي ضَبَّةَ. قُلْتُ: وَمَا كَانَ غَزْوَانُ؟ قَالَ:
رُومِيًّا.
قَالَ: وَتُوُفِّيَ مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ بِالْكُوفَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ وَشَهِدَ جِنَازَتَهُ وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ. وَكَانَ ثِقَةً صَدُوقًا كَثِيرَ الْحَدِيثِ مُتَشَيِّعًا وبعضهم لا يحتج به.
__________
2696 التقريب (2/ 60) .
2698 التقريب (2/ 48) .
2700 التقريب (2/ 243) .
2702 التقريب (2/ 47) .
2703 التقريب (2/ 200، 201) .(6/361)
2704- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ
بْنِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَوْدِيُّ من مذحج. ويكنى أبا محمد.
أَخْبَرَنَا طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ قَالَ: وُلِدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ بْنِ يَزِيدَ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ فِي خِلافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَتُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ فِي عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ فِي آخِرِ خِلافَةِ هَارُونَ. وَكَانَ ثِقَةً مَأْمُونًا كَثِيرَ الْحَدِيثِ حُجَّةً صَاحِبَ سُنَّةٍ وَجَمَاعَةٍ.
2705- موسى بن محمد
الأنصاري وقد روي عنه.
2706- حَفْصُ بْنُ غِيَاثِ
بن طلق بن معاوية بن مالك بن الحارث بن ثعلبة بن عامر ابن ربيعة بن جشم بن وهبيل بن سعد بن مالك بن النخع من مذحج.
أَخْبَرَنَا طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ قَالَ: وُلِدَ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ فِي خِلافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ. وَكَانَ يُكْنَى أَبَا عُمَرَ. وَوَلاهُ هَارُونُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الْقَضَاءَ بِبَغْدَادَ بِالشَّرْقَيَّةِ. ثُمَّ وَلاهُ قَضَاءَ الْكُوفَةِ فَلَمْ يَزَلْ قَاضِيًا بِهَا إِلَى أَنْ مَرِضَ مَرَضًا شَدِيدًا وَمَاتَ فِي عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وتسعين ومائة في خلافة محمد بن هارون. وَكَانَ ثِقَةً مَأْمُونًا ثَبْتًا إِلا أَنَّهُ كَانَ يُدَلِّسُ.
2707- إبراهيم بن حميد
بن عبد الرحمن الرؤاسي. ويكنى أبا إسحاق. مات سنة ثمان وسبعين ومائة في خلافة هارون.
2708- القاسم بن مالك
المزني. ويكنى أبا جعفر. وكان ثقة صالح الحديث.
2709- عبد الرحمن بن عبد الملك
بن أبجر الكناني من أنفسهم. مات سنة إحدى وثمانين ومائة في خلافة هارون وهو صلى على سفيان الثوري بالبصرة. وكان خيرا فاضلا صاحب سنة.
2710- عبدة بن سليمان.
بن حاجب بن زرارة بن عبد الرحمن بن صرد بن سمير بن مليل بن عبد الله بن أبي بكر بن كلاب. والذي أدرك الإسلام وأسلم صرد. ويكنى
__________
2704 التقريب (1/ 401) .
2706 التقريب (1/ 189) .
2708 التقريب (2/ 119) .
2710 التقريب (1/ 530) .(6/362)
عبدة أبا محمد. وكان اسمه عبد الرحمن فلقب عبدة فغلب عليه. ومات بالكوفة لثلاث خلون من رجب سنة ثمان وثمانين ومائة في خلافة هارون وصلى عليه محمد ابن ربيعة الكلابي. وكان ثقة.
2711- أبو خالد الأحمر
سليمان بن حيان مولى لبني جعفر بن كلاب. توفي بالكوفة في شوال سنة تسع وثمانين ومائة في خلافة هارون. وكان ثقة كثير الحديث.
2712- يحيى بن اليمان
العجلي من أنفسهم. ويكنى أبا زكرياء. توفي بالكوفة في رجب سنة تسع وثمانين وَمِائَةٍ فِي خِلافَةِ هَارُونَ. وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ كثير الغلط لا يحتج به إذا خولف.
2713- أبو شهاب الحناط.
واسمه عبد ربه بن نافع. وكان ثقة كثير الحديث.
2714- عبيد الله بن عبد الرحمن
الأشجعي من أنفسهم. وكان ثقة.
2715- علي بن غراب.
مولى الوليد بن صخر الفزاري الذي روى عنه إسماعيل بن رجاء حديث الأعمش في عثمان. ويكنى أبا الحسن. توفي بالكوفة في أول سنة أربع وثمانين ومائة في خلافة هارون. وكان علي صدوقا وفيه ضعف. وصحب يعقوب بن داود فتركه الناس.
2716- أبو مالك الجبني.
واسمه عمرو بن هاشم. كان صدوقا ولكنه كان يخطئ كثيرا.
2717- علي بن هاشم
بن البريد توفي بالكوفة في رجب أو شعبان سنة إحدى وثمانين ومائة في خلافة هارون. وهو صالح الحديث صدوق.
2718- عبد الرحمن بن محمد
المحاربي. ويكنى أبا محمد. توفي بالكوفة سنة خمس وتسعين ومائة في خلافة محمد بن هارون. وكان شيخا ثقة كثير الغلط.
2719- عثام بن علي.
من بني الوحيد. ويكنى أبا علي. توفي بالكوفة سنة خمس وتسعين ومائة في خلافة محمد بن هارون. وكان ثقة.
__________
2712 التقريب (2/ 361) .
2715 التقريب (2/ 42) .
2717 التقريب (2/ 45) .
1719 التقريب (2/ 6) .(6/363)
2720- أبو معاوية الضرير.
واسمه محمد بن خازم مولى لبني عمرو بْن سَعْد بْن زيد مناة بْن تميم رهط سعير بن الخمس. وكان ثقة كثير الحديث يدلس. وكان مرجيا.
توفي بالكوفة سنة خمس وتسعين ومائة فلم يشهده وكيع.
2721- عبد الرحمن بن سليمان
الداري. وكان أصله من الري ولكنه نشأ بالكوفة وسمع الحديث. ويكنى أبا علي. ومات بالكوفة سنة أربع وثمانين ومائة. وكان مولى لبني كنانة. وكان يعرف بالخلقاني. وقد روي عنه.
2722- يحيى بن عبد الملك
بن أبي غنية. ويكنى أبا زكرياء. وكان نازلا في بني سعد بن همام. توفي بالكوفة سنة ست أو سبع وثمانين ومائة في خلافة هارون. وكان ثقة صالح الحديث.
2723- يحيى بن زكرياء
بن أبي زائدة. ويكنى أبا سعيد. توفي بالمدائن وهو قاضيها سنة ثلاث وثمانين ومائة في خلافة هارون. وكان ثقة إن شاء الله. وكان استقضاه هارون أمير المؤمنين.
2724- أسباط بن محمد
القرشي. ويكنى أبا محمد. توفي بالكوفة في المحرم سنة مائتين في خلافة عبد الله المأمون. وكان ثقة صدوقا إلا أن فيه بعض الضعف.
وقد حدثوا عنه.
2725- محمد بن بشر
بن الفرافصة العبدي. ويكنى أبا عبد الله. توفي بالكوفة في جمادى الأولى سنة ثلاث ومائتين في خلافة المأمون. وكان ثقة كثير الحديث.
2726- عبد الله بن نمير
بن عبد الله بن أبي حية بن سرح بن سلمة بن سعد بن الحكم بن سلمان بن مالك. وهو خارف بن عبد الله بن كثير بن مالك بن جشم بن حاشد من همدان الهمداني ثم الخارفي. ويكنى أبا هشام. توفي بالكوفة في شهر ربيع الأول سنة تسع وتسعين ومائة وصلى عليه محمد بن بشر العبدي. وكان له صديقا. وكانت وفاته في خلافة عبد الله المأمون. وكان ثقة كثير الحديث صدوقا.
__________
2722 التقريب (2/ 353) .
2724 التقريب (1/ 53) .
2726 التقريب (1/ 457) .(6/364)
2727- وكيع بن الجراح
بن مليح بن عدي بن الفرس بن سفيان بن الحارث بن عمرو بن عبيد بْنُ رُؤَاسِ بْنِ كِلابِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عامر بْن صعصعة. ويكنى أبا سفيان.
حج سنة ست وتسعين ومائة ثم انصرف من الحج فمات بفيد في المحرم سنة سبع وتسعين ومائة في خلافة محمد بن هارون. وكان ثقة مأمونا عالما رفيعا كثير الحديث حجة.
2728- أبو أسامة.
واسمه حماد بن أسامة بن زيد بن سليمان بن زياد. وهو المعتق مولى الحسن بن سعد مولى الحسن بن علي بن أبي طالب. ع.
قَالَ: وسمعت من يذكر أن زيادا المعتق مولى الحسن بن علي بن أبي طالب.
ع. نفسه. وكانوا يسكنون مع آل الحسن بن سعد في سكة واحدة فوقع بينهم شر فقال زيد بن سليمان: نحن وأنتم سواء. فانتقلوا عنهم فادعى ولد الحسن ابن سعد أنهم موال لهم فنسبهم الناس إليهم. وأما أبو أسامة فأخبرني ابنه وغيره ممن يخبر أمره أنه لم يسمع يذكر من هذا شيئا قط. وتوفي أبو أسامة بالكوفة يوم الأحد لإحدى عشرة ليلة بقيت من شوال سنة إحدى ومائتين في خلافة المأمون. وكان ابن ثمانين سنة وصلى عليه محمد بن إسماعيل بن علي بن عبد الله بن عباس الهاشمي.
وكان حضر جنازته فقدموه لسنه ومكانه ولم يكن يومئذ بوال. وكان ثقة مأمونا كثير الحديث يدلس وتبين تدليسه. وكان صاحب سنة وجماعة.
2729- الحسن بن ثابت.
من بني تغلب من أنفسهم. وكان يعرف بابن الروزكار.
ويكنى أبا علي وكان من أصحاب عبد الله بن إدريس ونظرائه. روى عن الأعمش وغيره ثم امتنع من الحديث فلم يحدث حتى مات. وكان معروفًا بالحديث.
2730- عقبة بن خالد
السكوني من أنفسهم. روى عن الأعمش وإسماعيل بن أبي خالد وعبد الملك بن أبي سليمان وهشام بن عروة وعبيد الله بن عمر وموسى بن محمد بن إبراهيم. ومات بالكوفة سنة ثمان وثمانين ومائة في خلافة هارون.
2731- زياد بن عبد الله
بن الطفيل البكائي من بني عامر بن صعصعة. ويكنى أبا محمد. سمع من منصور بن المعتمر ومغيرة والأعمش وإسماعيل بن أبي خالد ورجال
__________
2727 التقريب (2/ 331) .
2730 التقريب (2/ 26) .(6/365)
أهل الكوفة. وسمع الفرائض من محمد بن سالم. وسمع المغازي من محمد بن إسحاق وقدم بغداد فحدثهم بها وبالفرائض وغير ذلك ثم رجع إلى الكوفة فمات بها سنة ثلاث وثمانين ومائة في خلافة هارون. وكان عندهم ضعيفا وقد حدثوا عنه.
2732- أحمد بن بشير.
ويكنى أبا بكر مولى لبني شيبان. روى عن الأعمش وهشام ابن عروة وإسماعيل بن أبي خالد وعبد الملك بن أبي سليمان وغيرهم.
2733- جعفر بن عون
بن جعفر بن عمرو بن حريث المخزومي. ويكنى أبا عون.
توفي بالكوفة يوم الإثنين لإحدى عشرة ليلة خلت من شعبان سنة تسع ومائتين في خلافة المأمون. وكان ثقة كثير الحديث.
2734- حسين بن علي
الجعفي ويكنى أبا عبد الله. كان هو وأخ له يقال له محمد توأمين ولدا في بطن. فتزوج محمد وولد له أولاد ولم يتزوج حسين قط ولم يتسر وأذن في مسجد جعفى ستين سنة. وكان عابدا ناسكا له فضل قارئا للقرآن يقرئ الناس.
وقد روى عن ليث بن أبي سليم وموسى الجهني والأعمش وهشام بن عروة وغيرهم.
وكان سفيان بن عيينة يعظمه.
قَالَ: أخبرني من رآه: وقد قدم حسين مكة حاجا ولقيه سفيان بن عيينة فسلم عليه وأخذ يده فقبلها. وكان عبد الله بن إدريس وأبو أسامة ومشايخ أهل الكوفة يعظمونه ويأتونه فيتحدثون إليه. وكان مألفا لأهل القرآن وأهل الخير. وتوفي بالكوفة في ذي القعدة سنة ثلاث ومائتين في خلافة المأمون.
2735- عائذ بن حبيب
بياع الهروي. ويكنى أبا أحمد وهو مولى لبني عبس. وكان جار عبيد الله بن موسى لزيق داره. وكان ثقة إن شاء الله.
2736- يعلى بن عبيد
بن أبي أمية الطنافسي. ويكنى أبا يوسف مولى لإياد.
أخبرنا طلق بن غنام النخعي قَالَ: ولد يعلى بن عبيد سنة سبع عشرة ومائة في خلافة هشام بن عبد الملك وتوفي بالكوفة يوم الأحد لخمس ليال خلون من شوال سنة تسع ومائتين في خلافة المأمون. وكان ثقة كثير الحديث.
__________
2733 التقريب (1/ 131) .
2735 التقريب (1/ 390) .(6/366)
2737- وأخوه محمد بن عبيد
بن أبي أمية الطنافسي. ويكنى أبا عبد الله. وكان قد نزل بغداد دهرا ثم رجع إلى الكوفة فمات بها قبل يعلى في سنة أربع ومائتين في خلافة المأمون. وكان ثقة كثير الحديث. وكان صاحب سنة وجماعة.
2738- عمران بن عيينة. أخو سفيان بن عيينة.
ويكنى أبا إسحاق. توفي سنة تسع وتسعين ومائة في خلافة المأمون. وقد روى عن أبي حيان التيمي وغيره.
2739- يحيى بن سعيد
بن أبان بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية ابن عبد شمس. ويكنى أبا أيوب. روى عن الأعمش وهشام بن عروة ويحيى بن سعيد وإسماعيل بن أبي خالد وغيرهم. وروى المغازي عن محمد بن إسحاق وتحول فنزل بغداد فمات بها.
2740- وأخوه عبد الملك بن سعيد.
وكان أديبا عالما بالنجوم وأيام الناس.
2741- محاضر بن المورع
الهمداني ثم اليامي من أنفسهم. ويكنى أبا المورع.
كان يسكن جبانة كندة. روى عن الأعمش وهشام بن عروة وغيرهما. وكان ثقة صدوقا ممتنعا بالحديث ثم حدث بعد ذلك. وتوفي بالكوفة في شوال سنة ست ومائتين في خلافة المأمون.
2742- حميد بن عبد الرحمن
بن حميد الرؤاسي. ويكنى أبا عوف. وكان إمام مسجد وكيع بن الجراح. وروى عن الأعمش. وروى عن الحسن بن صالح رواية كثيرة. وتوفي بالكوفة سنة سبعين ومائة في خلافة هارون. وكان ثقة كثير الحديث ولم يكتب الناس كل ما عنده.
2743- محمد بن ربيعة.
ويكنى أبا عبد الله. توفي ببغداد وقد روي عنه.
2744- سعيد بن محمد
الثقفي الوراق. ويكنى أبا الحسن. توفي ببغداد وكان ضعيفا وقد كتبوا عنه.
__________
2737 التقريب (2/ 188) .
2739 التقريب (2/ 348) .
2741 التقريب (2/ 230) .
2744 التقريب (1/ 304) .(6/367)
2745- قران بن تمام،
الأسدي ويكنى أبا تمام وكان ... «1» فقدم بغداد فمات بها. وكانت عنده أحاديث. ومنهم من يستضعفه.
2746- يونس بن بكير.
مولى بني شيبان. ويكنى أبا بكر. وهو صاحب محمد بن إسحاق صاحب المغازي. توفي بالكوفة سنة تسع وتسعين ومائة في خلافة المأمون.
2747- عبد الحميد بن عبد الرحمن
الحماني. ويكنى أبا يحيى. وكان ضعيفا.
2748- عبيد الله بن موسى
بن المختار العبسي. ويكنى أبا محمد. قرأ على عيسى ابن عمر وعلى علي بن صالح بن حي وكان يقرئ القرآن في مسجده. وروى عن الأعمش وهشام بن عروة وإسماعيل بن أبي خالد وزكرياء بن أبي زائدة وعثمان بن الأسود ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وغيرهم. وكان من أروى أهل زمانه عن إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق. وتوفي بالكوفة في آخر شوال سنة ثلاث عشرة ومائتين في خلافة المأمون. وكان ثقة صدوقا إن شاء الله كثير الحديث حسن الهيئة.
وكان يتشيع ويروي أحاديث في التشيع منكرة فضعف بذلك عند كثير من الناس.
وكان صاحب قرآن.
2749- أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ
بْنُ دُكَيْنِ بْنِ حَمَّادِ بْنِ زُهَيْرٍ مولى لآل طلحة بن عبيد الله التيمي. روى عن الأعمش وزكرياء بن أبي زائدة ومسعر بن كدام وجعفر بن برقان وغيرهم. وتوفي بالكوفة ليلة الثلاثاء ودفن يوم الثلاثاء لانسلاخ شعبان سنة تسع عشرة ومائتين.
أَخْبَرَنَا عَبْدُوسُ بْنُ كَامِلٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِي نُعَيْمٍ الْفَضْلِ بْنِ دُكَيْنِ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ يَوْمًا بِالْكُوفَةِ فَجَاءَهُ ابْنُ الْمُحَاضِرِ بْنُ الْمُوَرِّعِ فَقَالَ لَهُ أَبُو نُعَيْمٍ: إِنِّي رَأَيْتُ أَبَاكَ الْبَارِحَةَ فِي النَّوْمِ وَكَأَنَّهُ أَعْطَانِي دِرْهَمَيْنِ وَنِصْفًا فَمَا تُؤَوِّلُونَ هَذَا؟
فَقُلْنَا: خَيْرًا رَأَيْتَ. قَالَ: أَمَّا أَنَا فَقَدْ أَوَّلْتُهَا أَنِّي أَعِيشُ يَوْمَيْنِ وَنِصْفًا أَوْ شَهْرَيْنِ وَنِصْفًا أَوْ سَنَتَيْنِ وَنِصْفًا ثُمَّ أَلْحَقُ بِالْعُصْبَةِ. فَتُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ لَيْلَةَ الثُّلاثَاءِ وَدُفِنَ يوم الثلاثاء لانسلاخ
__________
(1) نقص في الأصل.
__________
2746 التقريب (1/ 384) .
2748 التقريب (1/ 539) .
2749 التقريب (2/ 110) .(6/368)
شَعْبَانَ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ وَذَلِكَ بَعْدَ هَذِهِ الرُّؤْيَا بِثَلاثِينَ شَهْرًا تَامَّةً. فَأَخْبَرَنِي مَنْ حَضَرَهُ قَالَ: اشْتَكَى قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِيَوْمٍ وَلَيْلَةَ الاثْنَيْنِ فَمَا تَكَلَّمَ إِلَى الظُّهْرِ. ثُمَّ تَكَلَّمَ فَأَوْصَى ابْنَهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بِبَنِي ابْنٍ لَهُ يُقَالُ لَهُ مَيْثَمٌ كَانَ مَاتَ قَبْلَهُ. فَلَمَّا كَانَ بِالْعَشِيِّ مِنْ يَوْمِ الاثْنَيْنِ طُعِنَ فِي عُنُقِهِ وَظَهَرَ بِهِ وَرْشَكِينُ فِي يَدِهِ فَتُوُفِّيَ لَيْلَةَ الثُّلاثَاءِ وَأُخِذَ فِي جِهَازِهِ بِاللَّيْلِ وَأُخْرِجَ بَاكِرًا وَلَمْ يَعْلَمْ بِهِ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ. وَأُخْرِجَ بِهِ إِلَى الْجَبَّانَةِ وَحَضَرَهُ رَجُلٌ مِنْ آلِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ يُقَالُ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ فَقَدَّمَهُ ابْنُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي نُعَيْمٍ فَصَلَّى عَلَيْهِ. ثُمَّ جَاءَ الْوَالِي وَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عِيسَى بْنِ مُوسَى الْهَاشِمِيُّ فَلامَهُمْ أَلا يَكُونُوا أَخْبَرُوهُ بِمَوْتِهِ. ثُمَّ تَنَحَّى بِهِ عَنِ الْقَبْرِ فَصَلَّى عَلَيْهِ ثَانِيَةً هُوَ وَأَصْحَابُهُ وَمَنْ لَحِقَهُ مِنَ النَّاسِ. وَتُوُفِّيَ فِي خِلافَةِ الْمُعْتَصِمِ أَبِي إِسْحَاقَ. وَكَانَ ثِقَةً مَأْمُونًا كَثِيرَ الْحَدِيثِ حُجَّةً.
2750- محمد بن القاسم
الأسدي. ويكنى أبا إبراهيم. وكان يبيع الحمر والإبل بالكناسة. روى عن الأوزاعي وغيره وتوفي بالكوفة. وكانت عنده أحاديث.
2751- محمد بن عبد الأعلى
بن كناسة الأسدي من أنفسهم. وهو ابن أخت إبراهيم ابن أدهم الزاهد. روى عن الأعمش وهشام بن عروة وغيرهما. وكان عالمًا بالعربية وأيام الناس والشعر. توفي بالكوفة لثلاث ليال خلون من شوال سنة تسع ومائتين في خلافة المأمون.
2752- علي بن ظبيان
العبسي. ويكنى أبا الحسن. ولي قضاء الشرقية ببغداد ثم ولاه هارون أمير المؤمنين القضاء معه في عسكره حيث كان فكان يجلس في المسجد الذي ينسب إلى الخلد للقضاء. وخرج مع هارون حين توجه إلى خراسان فمات بقرماسين سنة اثنتين وتسعين ومائة. وقد روى علي عن عبيد الله بن عمرو وابن أبي ليلى وغيرهما.
__________
2750 التقريب (2/ 201) .
2752 التقريب (2/ 39) .(6/369)
الطَّبَقَةُ الثَّامِنَةُ
2753- يحيى بن آدم
بن سليمان. ويكنى أبا زكرياء مولى لخالد بن خالد بن عمارة بن عقبة بن أبي معيط. توفي بفم الصلح في النصف من شهر ربيع الأول سنة ثلاث ومائتين في خلافة المأمون. وقد روى عن سفيان الثوري وغيره. وكان ثقة.
2754- زيد بن الحباب.
العكلي مولى لهم. ويكنى أبا الحسين. توفي بالكوفة في ذي الحجة سنة ثلاث ومائتين في خلافة المأمون.
2755- أبو أحمد الزبيري.
واسمه محمد بن عبد الله بن الزبير مولى لبني أسد وهو ابن أخي فضيل الرماني. توفي بالأهواز في جمادى الأولى سنة ثلاث ومائتين في خلافة المأمون. وكان صدوقا كثير الحديث.
2756- أبو داود الحفري.
واسمه عمر بن سعد. وكان أبوه مؤدبا. وكان أبو داود عمر بن سعد ناسكا له فضل وتواضع زاهدا. وكان من أصحاب سفيان الثوري توفي بالكوفة في جمادى الآخرة سنة ثلاث ومائتين في خلافة المأمون.
2757- قبيصة بن عقبة.
ويكنى أبا عامر من بني سواءة بن عامر بن صعصعة. توفي بالكوفة في صفر سنة خمس عشرة ومائتين في خلافة المأمون. وكان ثقة صدوقا كثير الحديث عن سفيان الثوري.
2758- عمرو بن محمد
العنقزي. كان يبيع متاعا يقال له العنقز. وكان مولى لآل زياد بن أبي سفيان. وكانت عنده أحاديث الأنبياء وغيرهم. وكان جارا لأبي داود الحفري بالكوفة يصليان في مسجد منزلهما في حفر السبيع.
2759- معاوية بن هشام
القصار مولى بني أسد. ويكنى أبا الحسن. توفي بالكوفة
__________
2755 التقريب (2/ 176) .
2757 التقريب (2/ 122) .
2759 التقريب (2/ 261) .(6/370)
وكان صدوقا كثير الحديث.
2760- عبد العزيز بن أبان
القرشي من ولد سعيد بن العاص. ويكنى أبا خالد وكان قد ولي قضاء واسط ثم عزل فقدم إلى بغداد فنزلها وتوفي بها يوم الأربعاء لأربع عشرة ليلة خلت من رجب سنة سبع ومائتين في خلافة المأمون. وكان كثير الرواية عن سفيان ثم خلط بعد ذلك فأمسكوا عن حديثه.
2761- علي بن قادم.
ويكنى أبا الحسن. وتوفي بالكوفة سنة ثلاث عشرة ومائتين في خلافة المأمون. وكان ممتنعا منكر الحديث شديد التشيع.
2762- ثابت بن محمد
الكناني أبا إسماعيل. وكان عابدا ناسكا روى عن مسعر ابن كدام وغيره وتوفي بالكوفة في ذي الحجة سنة خمس عشرة ومائتين في خلافة المأمون.
2763- هشام بن المقدام.
2763 م- أبو غسان.
واسمه مالك بن إسماعيل بن زياد بن درهم مولى كليب بن عامر النهدي أحد بني خزيمة. وأم أبي غسان ابنة إسماعيل بن حماد بن أبي سليمان.
وحماد بن أبي سليمان خال إسماعيل بن أبي غسان. وتوفي أبو غسان بالكوفة في غرة شهر ربيع الآخر سنة تسع عشرة ومائتين في خلافة أبي إسحاق المعتصم. وكان أبو غسان ثقة صدوقا متشيعا شديد التشيع.
2764- أحمد بن عبد الله
بن يونس. ويكنى أبا عبد الله. مولى لبني يربوع من بني تميم. مات بالكوفة يوم الجمعة لخمس ليال بقين من شهر ربيع الآخر سنة سبع وعشرين ومائتين. وكان ثقة صدوقا صاحب سنة وجماعة.
2765- طَلْقُ بْنُ غَنَّامِ
بْنِ طَلْقِ بْنَ مُعَاوِيَةَ بْنِ مَالِكِ بن الحارث بن ثعلبة بن عامر ابن ربيعة بن عامر بن جشم بن وهبيل بن سعد بن مالك بن النخع من مذحج. ويكنى طلق أبا محمد وهو ابن عم حفص بن غياث القاضي لحا. وكان كاتبه على القضاء.
أَخْبَرَنَا طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ قَالَ: شَهِدَ جَدِّي مَالِكُ بْنُ الْحَارِثِ الْقَادِسِيَّةَ. ومولد جدي
__________
2761 التقريب (2/ 42) .
2763 التقريب (2/ 223) .
2765 التقريب (1/ 380) .(6/371)
طَلْقِ بْنِ مُعَاوِيَةَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ ... «1» فِي آخِرِ خِلافَةِ أَبِي الْعَبَّاسِ. وَتُوُفِّيَ طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ فِي رَجَبٍ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ فِي خِلافَةِ الْمَأْمُونِ. وَكَانَ ثِقَةً صَدُوقًا. وَكَانَتْ عِنْدَهُ أَحَادِيثُ.
2766- إسحاق بن منصور
السلولي مولى لهم. مات سنة خمس ومائتين بالكوفة في خلافة المأمون.
2767- بكر بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى الأَنْصَارِيِّ. سمع من عِيسَى بْنُ الْمُخْتَارِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي ليلى مصنف محمد عبد الرحمن بن أبي ليلى. وكان يحدث به عنه. وولي بكر قضاء الكوفة بضع عشرة سنة ثم عزل. وتوفي بعد ذلك بالكوفة.
2768- خالد بن مخلد
القطواني وينتمي إلى بجيلة. ويكنى أبا الهيثم. وكانت عنده أحاديث عن رجال أهل المدينة. وكان متشيعا. توفي بالكوفة في النصف من المحرم سنة ثلاث عشرة ومائتين في خلافة المأمون. وكان منكر الحديث في التشيع مفرطا. وكتبوا عنه ضرورة.
2769- إسحاق بن منصور
بن حيان بن الحصين بن مالك ابن أخي أبي الهياج الأسدي. وكان خيرا فاضلا روى عن أبي كدينة وشريك وأبي الأحوص.
2770- عبيد بن سعيد.
بن أبان بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية.
روى عن سفيان وغيره.
2771- وأخوه عنبسة بن سعيد
بن أبان بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص.
ويكنى أبا خالد. وكان ثقة كثير الرواية عن عبد الله بن المبارك وغيره.
2772- رباح بن خالد.
ويكنى أبا علي. روى عن زهير وحسن بن صالح وقيس وشريك. وكان كثير الحديث. وتوفي بالكوفة قبل أن يكتب عنه.
2773- نوفل بن.... ويكنى أبا مسعود الضبي من أنفسهم.
روى نوفل عن زهير وأبي الأحوص وشريك وابن المبارك وغيرهم. وكان كثير الحديث. وتوفي بالكوفة قبل أن يكتب عنه.
__________
(1) نقص في الأصل.
__________
2767 التقريب (1/ 106) .(6/372)
2774- عبد الرحيم بن عبد الرحمن
بن محمد المحاربي ويكنى أبا زياد. روى عن زائدة بن قدامة وغيره. توفي بالكوفة في شعبان سنة إحدى عشرة ومائتين في خلافة المأمون. وكان ثقة صدوقا.
2775- زكرياء بن عدي.
ويكنى أبا يحيى مولى لبني تيم الله. وتوفي ببغداد في جمادى الأولى سنة اثنتي عشرة ومائتين في خلافة المأمون. وكان زكرياء رجلا صالحا صدوقا.
2776- عبد الرحمن بن مصعب
المعنى. ويكنى أبا يزيد. وكان عابدا ناسكا.
وكانت عنده أحاديث.
2777- علي بن عبد الحميد
المعني من الأزد. وكان أيضا فاضلا خيرا. وهو ابن عم عبد الرحمن بن مصعب. وكانت عنده أحاديث.
2778- عون بن سلام.
مولى قريش. ويكنى أبا محمد. روى عن إسرائيل وزهير وأسباط بن نصر ومنصور بن أبي الأسود وعيسى بن عبد الرحمن السلمي وغيرهم.
2779- سويد بن عمرو
الكلبي.
2780- يحيى بن يعلى
بن الحارث المحاربي. توفي بالكوفة سنة ست عشرة ومائتين في خلافة المأمون.
2781- عمرو بن حماد
بن طلحة القناد. ويكنى أبا محمد. صاحب تفسير أسباط ابن نصر عن السدي. توفي بالكوفة في شهر ربيع الأول سنة اثنتين وعشرين ومائتين.
قَالَ وكان أصله من أصبهان وصار جده إلى الكوفة ووالى همدان ونزل فيهم عند شهار سوج همدان. توفي في خلافة أبي إسحاق. وكان ثقة إن شاء الله.
2782- محمد بن الصلت.
ويكنى أبا جعفر مولى لبني أسد بن خزيمة.
2783- إسماعيل بن أبان
الوراق. ويكنى أبا إسحاق. مولى لكندة.
__________
2774 التقريب (1/ 504) .
2776 التقريب (1/ 498) .
2779 التقريب (1/ 341) .
27813 التقريب (2/ 68) .
2783 التقريب (1/ 65) .(6/373)
2784- الحسن بن الربيع.
ويكنى أبا علي وهو أخو مطير صاحب البواري. وكان الحسن من أصحاب عبد الله بن المبارك وشهده حين مات بهيت وهو ولي تغميضه.
وتوفي الحسن بالكوفة يوم السبت في غرة شهر رمضان سنة إحدى وعشرين ومائتين في خلافة أبي إسحاق.
2785- عبد الحميد بن صالح.
ويكنى أبا محمد. وكان ينزل في بني شيطان بالكوفة وقد روى عن زهير وهريم.
2786- الحسن بن بشر
بن سلم بن المسيب البجلي. ويكنى أبا علي.
2787- أحمد بن المفضل.
مولى قريش وهو ابن عم عمرو العنقزي. مات في ذي القعدة سنة خمس عشرة ومائتين في خلافة المأمون. وكان راوية عن أسباط بن نصر.
2788- عثمان بن حكيم
الأودي. روى عن شريك وغيره. وكان ثقة.
2789- وأخوه علي بن حكيم
الأودي. ويكنى أبا الحسن. روى عن شريك وغيره.
2790- شهاب بن عباد
العبدي. مات بالكوفة يوم السبت لليلتين خلتا من جمادى الأولى سنة أربع وعشرين ومائتين في خلافة أبي إسحاق بن هارون.
2791- الهيثم بن عبيد الله
المفتي من قريش. ويكنى أبا محمد.
2792- يحيى بن عبد الحميد
بن عبد الرحمن الحماني. ويكنى أبا زكرياء. مات بسامراء في شهر رمضان سنة ثلاثين ومائتين.
2793- يوسف بن البهلول.
ويكنى أبا يعقوب من بني أبان بن دارم من بني تميم من أنفسهم. وهو صاحب المغازي سمعها من عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إسحاق. توفي بالكوفة في شهر ربيع الآخر أو جمادى الأولى سنة ثماني عشرة ومائتين في خلافة المأمون.
__________
2786 التقريب (1/ 163) .
2788 التقريب (2/ 7) .
2790 التقريب (1/ 355) .
2792 التقريب (2/ 352) .(6/374)
2794- سعيد بن شرحبيل
الكندي. ويكنى أبا عثمان. وكان سعيد قد أتى مصر فكتب عن ابن لهيعة وغيره.
2795- عثمان بن زفر
بن الهذيل. مات بالكوفة في شهر ربيع الآخر أو جمادى الأولى سنة ثماني عشرة ومائتين في خلافة المأمون.
2796- يحيى بن بشر
بن كثير. ويكنى أبا زكرياء الأسدي الحريري. ومنزله قرب مسجد سماك. وكان تاجرا قدم دمشق فسمع من سعيد بن عبد العزيز وسعيد بن بشير ومعاوية بن سلام صاحب يحيى بن أبي كثير. وتوفي بالكوفة في جمادى الأولى سنة تسع وعشرين ومائتين في خلافة هارون الواثق.
__________
2794 التقريب (1/ 298) .
2796 التقريب (2/ 343) .(6/375)
الطبقة التاسعة
2797- إسماعيل بن موسى
ابن بنت إسماعيل بن عبد الرحمن السدي. ويكنى أبا محمد. روى عن شريك بن عبد الله وغيره.
2798- حمدان بن محمد
بن سليمان الأصبهاني. روى عن شريك وغيره. وتوفي بالكوفة.
2799- المنجاب بن الحارث
التميمي. ويكنى أبا محمد. روى عن شريك وعلي ابن مسهر وغيرهما.
2800- عثمان بن محمد
بن إبراهيم بن عثمان العبسي. ويكنى أبا الحسن من ولد أبي سعدة. وقد روى عن أبي سعدة الحديث وروى أبو سعدة عن ابن عباس وابن الزبير. وذكر عثمان بن أبي شيبة أنه روى عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وروى عثمان عن شريك وأبي الأحوص وعلي بن مسهر. وكتب كتب جرير. كان رحل إليه الري فسمع كتبه.
2801- وأخوه عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ أَبِي شَيْبَةَ. ويكنى أبا بكر. روى عن شريك وعلي بن مسهر والكوفيين ورحل إلى البصرة فكتب عمن أدرك من مشيختها.
2802- أحمد بن أسد.
بن عاصم بن مغول البجلي. وهو ابن ابنة مالك بن مغول.
ويكنى أبا عاصم. مات بالكوفة في صفر سنة تسع وعشرين ومائتين في خلافة هارون الواثق بالله.
2803- عمر بن حفص
بن غياث النخعي. مات بالكوفة في شهر ربيع الأول سنة اثنتين وعشرين ومائتين في خلافة أبي إسحاق المعتصم بالله.
__________
2799 التقريب (2/ 274) .
2801 التقريب (1/ 445) .
2803 التقريب (2/ 53) .(6/376)
2804- ثابت بن موسى.
ويكنى أبا يزيد. توفي بالكوفة سنة تسع وعشرين ومائتين في خلافة هارون الواثق بالله.
2805- محمد بن عبد الله
بن نمير الهمداني ثم الخارفي. ويكنى أبا عبد الرحمن.
توفي بالكوفة سنة أربع وثلاثين ومائتين.
2806- هارون بن إسحاق
الهمداني. ويكنى أبا القاسم.
2807- محمد بن العلاء.
ويكنى أبا كريب. ينزل بالمطمورة بالكوفة قرب منزل أبي أسامة بالحفر.
2808- عبيد بن يعيش.
ويكنى أبا محمد. مات بالكوفة في شهر رمضان سنة تسع وعشرين ومائتين في خلافة هارون بن أبي إسحاق. وكان ثقة.
2809- يوسف بن يعقوب
الصفار. ويكنى أبا يعقوب.
2810- ليث بن هارون
العكلي من أنفسهم ويكنى أبا عتبة. وكان زيد بن الحباب مولى لهم. توفي بالكوفة في آخر سنة ثمان وعشرين ومائتين في خلافة هارون بن أبي إسحاق.
2811- فروة بن أبي المغراء.
2812- أبو هشام الرفاعي.
واسمه محمد بن يزيد بن كثير بن رفاعة من بني عجل من أنفسهم.
2813- أبو سعيد الأشج.
واسمه عبد الله بن سعيد الكندي.
2814- سعيد بن عمرو.
من ولد الأشعث بن قيس الكندي. ويكنى أبا عثمان.
سمع من أبي عوانة وعبثر وغيرهما وهو ثقة صدوق مأمون. توفي بالكوفة في صفر سنة ثلاثين ومائتين في خلافة هارون بن أبي إسحاق.
__________
2805 التقريب (2/ 180) .
2806 التقريب (2/ 311) .
2809 التقريب (2/ 384) .
2811 التقريب (2/ 108) .
2813 التقريب (1/ 419) .(6/377)
2815- جبارة بن المغلس
المالكي إمام مسجد بني حمان وهو يضعف.
2816- ضرار بن صرد
الطحان ويكنى أبا نعيم. توفي بالكوفة في النصف من ذي الحجة سنة تسع وعشرين ومائتين في خلافة هارون بن أبي إسحاق.
2817- إسماعيل بن محمد
بن أبي الحكم الثقفي من ولد المختار بن أبي عبيد الثقفي. وجده أبو الحكم. روى عن الأعمش.
2818- إسماعيل بن بهرام.
روى عن الأشجعي.
2819- عبد الله بن براد
الأشعري من ولد أبي موسى. ويكنى أبا عامر. مات بالكوفة سنة أربع وثلاثين ومائتين.
2820- العلاء بن عمر الحنفي.
2821- حسين بن عبد الأول
الأحول. ويكنى أبا عبد الله.
2822- يزيد بن مهران.
ويكنى أبا خالد الخباز. روى عن أبي بكر بن عياش ومات بالكوفة في شوال سنة ثمان وعشرين ومائتين في خلافة هارون بن أبي إسحاق.
2823- مروان بن جعفر
بن سعد بن سمرة بن جندب الفزاري. روى عن أبي بكر ابن عياش. وكانت عنده وصية سمرة إلى بنيه.
2824- مسروق بن المرزبان
الكندي. ويكنى أبا سعيد. روى عن يحيى بن زكرياء بن أبي زائدة وغيره.
آخر طبقات الكوفيين
__________
2815 التقريب (1/ 124) .
2816 التقريب (1/ 374) .
2818 التقريب (1/ 403) .
2822 التقريب (2/ 271) .
2824 التقريب (2/ 273) .(6/378)
الجزء السابع
تَسْمِيَةُ مَنْ نَزَلَ الْبَصْرَةَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - ومن كان بها بعدهم من التابعين وأهل العلم والفقه
[السابقين الأولين]
2825- عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ
بْنِ جَابِرِ بْنِ وُهَيْبِ بْنِ نَسِيبِ بْنِ زَيْدِ بْن مالك بْن الحارث ابن عوف بْن مازن بْن مَنْصُور بْن عِكْرِمة بْنِ خَصَفَةَ بْنِ قيس بن عيلان بن مضر.
ويكنى أبا عبد الله.
قال: وسمعت بعضهم يكنيه أَبَا غزوان. وكان رجلًا طوالًا جميلا قديم الإسلام. وهاجر إلى أرض الحبشة وشهد بَدْرًا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي جُبَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مِنْ وَلَدِ عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ قَالا: اسْتَعْمَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عُتْبَةَ بْنَ غَزْوَانَ عَلَى الْبَصْرَةِ فَهُوَ الَّذِي فَتَحَهَا وَبَصَّرَ الْبَصْرَةَ وَاخْتَطَّهَا وَكَانَتْ قَبْلَ ذَلِكَ الأُبُلَّةُ. وَبَنَى مَسْجِدَ الْبَصْرَةِ بِقَصَبٍ وَلَمْ يَبْنِ بِهَا دَارًا.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَقَدْ رُوِيَ لَنَا أَنَّ عُتْبَةَ بْنَ غَزْوَانَ كَانَ مَعَ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ بِالْقَادِسِيَّةِ. فَوَجَّهَهُ إِلَى الْبَصْرَةِ بِكِتَابِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ إِلَيْهِ يَأْمُرُهُ بِذَلِكَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَحْبِيلَ الْعَبْدَرِيُّ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَحْبِيلَ. يَعْنِي ابْنَ حَسَنَةَ. قَالَ: كَانَ عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ قَدْ حَضَرَ مَعَ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ حِينَ هُزِمَ الأَعَاجِمُ. فَكَتَبَ عمر بن الخطاب إلى سعد ابن أَبِي وَقَّاصٍ أَنْ يَضْرِبَ قَيْرَوَانَهُ بِالْكُوفَةِ. وَأَنِ ابْعَثْ عُتْبَةَ بْنَ غَزْوَانَ إِلَى أَرْضِ الْهِنْدِ فَإِنَّ لَهُ مِنَ الإِسْلامِ مَكَانًا. وَقَدْ شَهِدَ بَدْرًا وَقَدْ رَجَوْتُ جَزْءَهُ عَنِ الْمُسْلِمِينَ وَالْبَصْرَةُ تُسَمَّى يَوْمَئِذٍ أَرْضَ الْهِنْدِ فَيَنْزِلَهَا وَيَتَّخِذَ بِهَا لِلْمُسْلِمِينَ قَيْرَوَانًا وَلا يَجْعَلْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ بَحْرًا. فَدَعَا سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ عُتْبَةَ بْنَ غَزْوَانَ وَأَخْبَرَهُ بِكِتَابِ عُمَرَ فَأَجَابَ وَخَرَجَ مِنَ الْكُوفَةِ فِي ثَمَانِي مِائَةِ رَجُلٍ. فَسَارُوا حَتَّى نزلوا البصرة. وإنما سميت البصرة بصرة
__________
2825 التقريب (2/ 5) .(7/3)
لأَنَّهَا كَانَتْ فِيهَا حِجَارَةٌ سُودٌ. فَلَمَّا نَزَلَهَا عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ ضَرَبَ قَيْرَوَانَهُ وَنَزَلَهَا وَضَرَبَ الْمُسْلِمُونَ أَخْبِيَتَهُمْ وَخِيَامَهُمْ. وَضَرَبَ عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ خَيْمَةً لَهُ مِنْ أَكْسِيَةٍ ثُمَّ رَمَى عُمَرُ ابن الْخَطَّابِ بِالرِّجَالِ. فَلَمَّا كَثُرُوا بَنَى رَهْطٌ مِنْهُمْ فِيهَا سَبْعَ دَسَاكِرَ مِنْ لِبْنٍ مِنْهَا فِي الْخُرَيْبَةِ اثْنَتَانِ وَفِي الزَّابُوقَةِ وَاحِدَةٌ وَفِي بَنِيٍ تَمِيمٍ اثْنَتَانِ وَفِي الأَزْدِ اثْنَتَانِ. ثُمَّ إِنَّ عُتْبَةَ خَرَجَ إِلَى فُرَاتِ الْبَصْرَةِ فَفَتَحَهُ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْبَصْرَةِ. وَقَدْ كَانَ أَهْلُ الْبَصْرَةِ يَغْزُونَ جِبَالَ فَارِسَ مِمَّا يَلِيهَا. وَجَاءَ كِتَابُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ إِلَى عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ أَنِ انْزِلْهَا بِالْمُسْلِمِينَ فَيَكُونُوا بِهَا وَلْيَغْزُوا عَدُوَّهُمْ مِنْ قَرِيبٍ. وَكَانَ عُتْبَةُ خَطَبَ النَّاسَ وَهِيَ أَوَّلُ خُطْبَةٍ خَطَبَهَا بِالْبَصْرَةِ فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ. أحمده وأستعينه. وأؤمن بِهِ وَأَتَوَكَّلُ عَلَيْهِ.
وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ. وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. أَمَّا بَعْدُ أَيُّهَا النَّاسُ فَإِنَّ الدُّنْيَا قَدْ وَلَّتْ حَذَّاءً وَآذَنَتْ أَهْلَهَا بِوَدَاعٍ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهَا إِلا صُبَابَةٌ كَصُبَابَةِ الإِنَاءِ. أَلا وَإِنَّكُمْ تَارِكُوهَا لا مَحَالَةَ فَاتْرُكُوهَا بِخَيْرِ مَا بِحَضْرَتِكُمْ. أَلا وَإِنَّ مِنَ الْعَجَبِ أَنْ يُؤْتَى بِالْحَجَرِ الضَّخْمِ فَيُلْقَى مِنْ شَفِيرِ جَهَنَّمَ. فَيَهْوِي سَبْعِينَ عَامًا. حَتَّى يَبْلُغَ قَعْرَهَا. وَاللَّهِ لَتُمْلأَنَّ.
أَلا وَإِنَّ مِنَ الْعَجَبِ أَنَّ لِلْجَنَّةِ سَبْعَةَ أَبْوَابٍ عَرْضُ مَا بَيْنَ جَانِبَيِ الْبَابِ مَسِيرَةُ خَمْسِينَ عَامًا. وَايْمُ اللَّهِ لَتَأْتِيَنَّ عَلَيْهَا سَاعَةٌ وَهِيَ كَظِيظَةٌ مِنَ الزِّحَامِ. وَلَقَدْ رَأَيْتُنِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ.
ص. سَابِعَ سَبْعَةٍ مَا لَنَا طَعَامٌ إِلا وَرَقُ الْبِشَامِ وَشَوْكُ الْقَتَادِ حَتَّى قَرِحَتْ أَشْدَاقُنَا. وَلَقَدِ الْتَقَطْتُ بُرْدَةً يَوْمَئِذٍ فَشَقَقْتُهَا بَيْنِي وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ. وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا بَعْدَ ذَلِكَ وَمَا مِنَّا أَيُّهَا الرَّهْطُ السَّبْعَةُ إِلا أَمِيرٌ عَلَى مِصْرَ مِنَ الأَمْصَارِ. وَأَنَّهُ لَمْ تَكُنْ نُبُوَّةٌ إِلا تَنَاسَخَهَا مُلْكٌ فَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ يُدْرِكَنَا ذَلِكَ الزَّمَانُ الَّذِي يَكُونُ فِيهِ السُّلْطَانُ مَلِكًا وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ فِي نَفْسِي عَظِيمًا وَفِي أَنْفُسِ النَّاسِ صَغِيرًا. وَسَتُجَرِّبُونَ الأُمَرَاءَ بَعْدَنَا وَتُجَرِّبُونَ فَتَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ.
قَالَ: فَبَيْنَا عُتْبَةُ عَلَى خُطْبَتِهِ إِذْ أَقْبَلَ رَجُلٌ مِنْ ثَقِيفَ بِكِتَابٍ مِنْ عُمَرَ إِلَى عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ فِيهِ: أَمَّا بَعْدُ. فَإِنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيَّ ذَكَرَ لِي أَنَّهُ اقْتَنَى بِالْبَصْرَةِ خَيْلا حِينَ لا يَقْتَنِيهَا أَحَدٌ فَإِذَا جَاءَكَ كِتَابِي هَذَا فَأَحْسِنْ جِوَارَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ وَأَعِنْهُ عَلَى مَا اسْتَعَانَكَ عَلَيْهِ. وَكَانَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَوَّلَ مَنِ ارْتَبَطَ فَرَسًا بِالْبَصْرَةِ وَاتَّخَذَهَا. ثُمَّ إِنَّ عُتْبَةَ سَارَ إِلَى مَيْسَانَ وَأَبْزِقِبَاذَ فَافْتَتَحَهَا. وَقَدْ خَرَجَ إِلَيْهِ الْمَرْزُبَانُ صَاحِبُ الْمَذَارِ فِي جَمْعٍ كَثِيرٍ فَقَاتَلَهُمْ فَهَزَمَ اللَّهُ الْمَرْزُبَانَ وَأَخَذَ الْمَرْزُبَانُ سَلَمًا فَضَرَبَ عُنُقَهُ وَأَخَذَ قِبَاءَهُ وَمِنْطِقَتَهُ فِيهَا الذَّهَبُ وَالْجَوْهَرُ. فَبَعَثَ ذَلِكَ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. فَلَمَّا قَدِمَ سَلَبُ الْمَرْزُبَانِ المدينة(7/4)
سَأَلَ النَّاسُ الرَّسُولَ عَنْ حَالِ النَّاسِ. فَقَالَ الْقَادِمُ: يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ عَمَّ تَسْأَلُونَ؟
تَرَكْتُ وَاللَّهِ النَّاسَ يَهْتَالُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ. فَنَشَطَ النَّاسُ. وَأَقْبَلَ عُمَرُ يُرْسِلُ الرِّجَالَ إِلَيْهِ الْمِائَةَ وَالْخَمْسِينَ وَنَحْوَ ذَلِكَ مَدَدًا لِعُتْبَةَ إِلَى الْبَصْرَةِ. وَكَانَ سَعْدٌ يَكْتُبُ إِلَى عُتْبَةَ وَهُوَ عَامِلُهُ. فَوَجَدَ مِنْ ذَلِكَ عُتْبَةُ فَاسْتَأْذَنَ عُمَرَ أَنْ يَقْدَمَ عَلَيْهِ فَأَذِنَ لَهُ وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْبَصْرَةِ الْمُغِيرَةِ بْنَ شُعْبَةَ فَقَدِمَ عُتْبَةُ عَلَى عُمَرَ فَشَكَا إِلَيْهِ تُسَلُّطَ سَعْدٍ عَلَيْهِ فَسَكَتَ عَنْهُ عُمَرُ فَأَعَادَ ذَلِكَ عُتْبَةُ مِرَارًا. فَلَمَّا أَكْثَرَ عَلَى عُمَرَ قَالَ: وَمَا عَلَيْكَ يَا عُتْبَةُ أَنْ تُقِرَّ بِالإِمْرَةِ لِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ لَهُ صُحْبَةٌ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَشَرَفٌ. فَقَالَ لَهُ عُتْبَةُ: أَلَسْتُ مِنْ قُرَيْشٍ؟ [قال رسول الله. ص: حَلِيفُ الْقَوْمِ مِنْهُمْ.] وَلِي صُحْبَةٌ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
قَدِيمَةٌ لا تُنْكَرُ وَلا تُدْفَعُ. فَقَالَ عُمَرُ: لا يُنْكَرُ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِكَ. قَالَ عُتْبَةُ: أَمَا إِذَا صار الأمر إلى هذا فو الله لا أَرْجِعُ إِلَيْهَا أَبَدًا! فَأَبَى عُمَرُ إِلا أَنْ يَرُدَّهُ إِلَيْهَا فَرَدَّهُ فَمَاتَ بِالطَّرِيقِ. وَكَانَ عَمَلُهُ عَلَى الْبَصْرَةِ سِتَّةَ أَشْهُرٍ. أَصَابَهُ بَطْنٌ فَمَاتَ بِمَعْدِنِ بَنِي سُلَيْمٍ فَقَدِمَ سُوَيْدٌ غُلامُهُ بِمَتَاعِهِ وَتَرِكَتِهِ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَذَلِكَ فِي سَنَةِ سَبْعَ عَشْرَةَ.
وَكَانَ عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ يَوْمَ مَاتَ ابْنَ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً.
2826- بُرَيْدَةُ بْنُ الْحُصَيْبِ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الأَعْرَجِ بْنِ سعد بْن رزاح بْن عدي بْن سهم بْن مازن بْن الْحَارِث بْن سلامان بْن أسلم بْن أفصى. ويكنى بريدة أَبَا عَبْد الله.
وأسلم حين مر به النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الهجرة وأقام في بلاد قومه فلم يشهد بدرًا.
ثم هاجر إلى المدينة فلم يزل بِهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وغزا معه مغازيه بعد ذلك حَتَّى قُبِضَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وفتحت البصرة ومصرت فتحول إليها واختط بها وبنى بها دارًا ثم خرج منها غازيًا إلى خراسان فِي خلافة عثمان بْن عَفَّان فلم يزل بها حتى مات بِمَرْوَ فِي خِلافَةِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَبَقِيَ ولده بها وقدم من ولده قوم فنزلوا بغداد فماتوا بها.
قَالَ: أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ أَبُو النَّضْرِ قَالَ: حَدَّثَنَا شعبة قال: حدثنا محمد بن
__________
2826 التقريب (1/ 96) ، والتاريخ الكبير (2/ 1/ 141) ، والصغير (72) ، والجرح (1/ 1/ 424) ، والجمع (1/ 61، 62) ، وأسد الغابة (1/ 175، 176) ، والكاشف (1/ 152) ، وسير أعلام النبلاء (2/ 469) ، وتهذيب التهذيب (1/ 432، 433) ، وتهذيب الكمال (661) .(7/5)
أَبِي يَعْقُوبَ الضَّبِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ بُرَيْدَةَ الأَسْلَمِيَّ وَرَاءِ نَهَرِ بَلْخٍ وَهُوَ يَقُولُ: لا عَيْشَ إِلا طِرَادُ الْخَيْلِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ الأَحْوَلُ قَالَ: قَالَ مُوَرِّقٌ: أَوْصَى بُرَيْدَةُ الأَسْلَمِيُّ أَنْ تُوضَعَ فِي قَبْرِهِ جَرِيدَتَانِ. فَكَانَ مَاتَ بِأَدْنَى خُرَاسَانَ فَلَمْ تُوجَدْ إِلا فِي جَوَالِقِ حَمَّارٍ وَتُوُفِّيَ بُرَيْدَةُ بن الحصين بِخُرَاسَانَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ فِي خِلافَةِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ.
2827- أَبُو بَرْزَةَ الأَسْلَمِيُّ.
واسمه فيما أخبرنا محمد بن عمر وبعض ولد أبي برزة عَبْد الله بْن نضلة. وقال هشام بْن مُحَمَّد بْن السائب الكلبي وغيره من أَهْل العلم اسمه نضلة بْن عبد الله. وقال بعضهم: نضلة بن عبيد بن الحارث بن جيال بْن ربيعة بْن دعبل بْن أَنَس بْن خزيمة بن مالك بن سلامان بن أسلم بن أفصى.
قال: وأسلم أبو برزة قديمًا وَشَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - فتح مكة ولم يزل يَغْزُو مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَتَّى قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَتَحَوَّلَ إِلَى الْبَصْرَةِ فَنَزَلَهَا حِينَ نَزَلَهَا الْمُسْلِمُونَ وبنى بها دارًا وله بها بقية وعقب. ثم غزا خراسان فمات بمرو.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا المبارك بن فضالة قال: حدثنا سيار ابن سَلامَةَ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا بَرْزَةَ أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ أبي مُسْلِمٍ أَبُو عُمَرَ قَالَ:
حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أُمِّهِ أَنَّ أبا بَرْزَةَ وَأَبَا بَكْرَةَ كَانَا مُتَوَاخِيَيْنِ.
2828- عِمْرَانُ بْنُ الْحُصَيْنِ بْنِ عُبَيْدِ
بْنِ خلف بن عبدنهم بن خريبة بن جهمة بن غاضرة بْن حبشية بْن كعب بْن عَمْرو. ويكنى عمران أبا نجيد.
أسلم قديمًا هو وأبوه وأخته وَغَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - غزوات ولم يزل في بلاد قومه وينزل إلى المدينة كثيرًا إِلَى أَنْ قُبِضَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - ومصرت البصرة فتحول إليها فَنَزَلَهَا إِلَى أَنْ مَاتَ بِهَا. وَلَهُ بِهَا بقية من ولده خالد بن طليق بن محمد بن عمران بن الحصين ولي قضاء البصرة.
قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ قَالَ: حدثنا هشام بن سعد عن
__________
2827 التقريب (2/ 394، 303) .
2828 التقريب (2/ 82) .(7/6)
سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلالٍ عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ الدُّؤَلِيِّ قَالَ: قَدِمْتُ الْبَصْرَةَ وَبِهَا عِمْرَانُ بْنُ الْحُصَيْنِ أَبُو النُّجَيْدِ وَكَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بَعَثَهُ يُفَقِّهُ أَهْلَ الْبَصْرَةِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إبراهيم بن عطاء عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عِمْرَانَ بْنَ الْحُصَيْنِ قَضَى عَلَى رَجُلٍ بِقَضِيَّةٍ. فَقَالَ: وَاللَّهِ لَقَدْ قَضَيْتَ علي بجور وما ألوت. قال:
وكيف ذلك؟ فقال: شُهِدَ عَلَيَّ بِزُورٍ. فَقَالَ عِمْرَانُ: مَا قَضَيْتُ عليك فهو في مالي وو الله لا أَجْلِسُ مَجْلِسِي هَذَا أَبَدًا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَطَاءٍ مَوْلَى عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ خَاتَمُ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ نَقْشُهُ تِمْثَالُ رَجُلٍ مُتَقَلِّدٌ السَّيْفَ.
قَالَ: وَرَأَيْتُهُ أَنَا فِي خَاتَمٍ عِنْدَنَا فِي طِينٍ فِي بَيْتِنَا. فَقَالَ أبي هَذَا خَاتَمُ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا مُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ عَنْ أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا عِمْرَانُ بْنُ الْحُصَيْنِ فِي مُطْرَفٍ خَزٍّ لَمْ نَرَهُ عَلَيْهِ قَطُّ قَبْلُ وَلا بَعْدُ. فَقَالَ: [قَالَ رَسُولُ اللَّهِ. ص: إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَنْعَمَ عَلَى عَبْدٍ نِعْمَةً يُحِبُّ أَنْ يَرَى أَثَرَ نِعْمَتِهِ عَلَى عَبْدِهِ] .
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَالْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْعُرْيَانِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ أَنَّهُ رَأَى عَلَى عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ مَطْرَفِ خَزٍّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ هِلالِ بْنِ يَسَافٍ قَالَ: قَدِمْتُ الْبَصْرَةَ فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ. فَإِذَا أَنَا بِشَيْخٍ أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ مُسْتَنِدٍ إِلَى أُسْطُوَانَةٍ فِي حَلْقَةٍ يُحَدِّثُهُمْ. قَالَ: فَسَأَلْتُ مَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: عِمْرَانُ بْنُ الْحُصَيْنِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ حُمَيْدَ بْنَ هِلالٍ يُحَدِّثُ عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ: قُلْتُ لِعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ مَا يَمْنَعُنِي عَنْ عِيَادَتِكَ إِلا مَا أَرَى مِنْ حَالِكِ. قَالَ: فَلا تَفْعَلْ فَإِنَّ أَحَبَّهُ إِلَى اللَّهِ أَحَبُّهُ إِلَيَّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْحَوْضِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدًا. يَعْنِي ابْنَ سِيرِينَ. قَالَ: سُقِيَ بَطْنُ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ ثَلاثِينَ سَنَةً كُلُّ ذَلِكَ يُعْرَضُ عَلَيْهِ الْكَيُّ فَيَأْبَى أَنْ يَكْتَوِيَ حَتَّى إِذَا كَانَ قَبْلَ وَفَاتِهِ بِسَنَتَيْنِ اكْتَوَى.(7/7)
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عمران بن حدير عن لا حق بْنِ حُمَيْدٍ قَالَ: كَانَ عِمْرَانُ بْنُ الْحُصَيْنِ نَهَى عَنِ الْكَيِّ فَابْتُلِيَ فَاكْتَوَى فَكَانَ يَعِجُّ فَيَقُولُ:
لَقَدِ اكْتَوَيْتُ كَيَّةً بِنَارٍ مَا أَبْرَأَتْ مِنْ أَلَمٍ وَلا شَفَتْ مِنْ سَقَمِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ حُمَيْدَ بْنَ هِلالٍ يُحَدِّثُ عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ: قَالَ لِي عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ أَشَعَرْتَ أَنَّهُ كَانَ يُسَلَّمُ عَلَيَّ فَلَمَّا اكْتَوَيْتُ انْقَطَعَ التَّسْلِيمُ؟ فَقُلْتُ: أَمِنْ قِبَلِ رَأْسِكَ كَانَ يَأْتِيكَ التَّسْلِيمُ أَوْ مِنْ قِبَلِ رِجْلَيْكَ؟ قَالَ: لا بَلْ مِنْ قِبَلِ رَأْسِي. فَقُلْتُ لا أَرَى أَنْ يَمُوتَ حَتَّى يَعُودَ ذَلِكَ. فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ قَالَ لِي: أَشَعَرْتَ أَنَّ التَّسْلِيمَ عَادَ لِي؟ قَالَ: ثُمَّ لَمْ يَلْبَثْ إِلا يَسِيرًا حَتَّى مَاتَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَسَدِيُّ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ عَلْقَمَةَ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: أَوْصَى عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ فَقَالَ: إِذَا مُتُّ فَخَرَجْتُمْ بِي فَأَسْرِعُوا الْمَشْيَ وَلا تَهَوَّدُوا بِي كَمَا تَهَوَّدُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى. وَلا تُتْبِعُونِي نَارًا وَلا صَوْتًا. قال: وكان أوصى لأمهات الأولاد له بوصايا. فقال: أيما امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ صَرَخَتْ عَلَيَّ فَلا وَصِيَّةَ لَهَا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ مَوْلَى آلِ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ أَوْصَى أَهْلَهُ إِذَا مَاتَ أَنْ لا يُتْبِعُوهُ صَوْتًا وَلَعَنَ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ. وَأَنْ يَجْعَلُوا قَبْرَهُ مُرَبَّعًا وَأَنْ يَرْفَعُوهُ أَرْبَعَ أَصَابِعَ أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَفْصٍ الْقُرَشِيُّ التَّيْمِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ النَّضْرِ السُّلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمِّي عَنْ أُمِّهَا وَهِيَ بِنْتُ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ أَنَّ عِمْرَانَ بْنَ الْحُصَيْنِ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ: إِذَا أَنَا مُتُّ فَشَدُّوا عَلَيَّ سَرِيرِي بِعِمَامَةٍ وَإِذَا رَجَعْتُمْ فَانْحَرُوا وَاطْعَمُوا.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَغَيْرُهُ: وَكَانَ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ يُكْنَى أبا نُجَيْدٍ. وَقَدْ رَوَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُثْمَانَ. وَتُوُفِّيَ بِالْبَصْرَةِ قَبْلَ وفاة زيد بْنِ أَبِي سُفْيَانَ بِسَنَةٍ. وَتُوُفِّيَ زِيَادٌ سَنَةَ ثَلاثٍ وَخَمْسِينَ فِي خِلافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ.
2829- محجن بن الأدرع
الأسلمي من بني سهم.
__________
2829 التقريب (2/ 231) .(7/8)
قال محمد بن عمر: هو قديم الإسلام وهو خط مسجد أهل البصرة. وهو الذي [مر بِهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وهو مع قوم يرمون. فقال: ارموا وأنا مع ابن الأدرع] . ثم رجع من البصرة إلى المدينة فمات بها في خلافة معاوية.
2830- أُمَيَّةُ بْنُ مَخْشِيٍّ الْخُزَاعِيُّ.
قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ قَالَ: حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ صُبْحٍ قَالَ:
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْخُزَاعِيُّ وَصَحِبْتُهُ إِلَى وَاسِطَ. فَكَانَ يُسَمِّي فِي أَوَّلِ طَعَامِهِ. وَفِي آخِرِ لُقْمَةٍ يَقُولُ: بِسْمِ اللَّهِ أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ. فَقُلْتُ: إِنَّكَ تُسَمِّي فِي أَوَّلِ طَعَامِكَ أَفَرَأَيْتَ قَوْلَكَ فِي آخِرِ لُقْمَةٍ بِسْمِ اللَّهِ أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ؟ فَقَالَ: إِنَّ جَدِّي أُمَيَّةَ بْنَ مَخْشِيٍّ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[سَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَأَى رَجُلا أَكَلَ فَلَمْ يُسَمِّ. فَلَمَّا كَانَ فِي آخِرِ طَعَامِهِ لُقْمَةٌ قَالَ: بِسْمِ الله أوله وآخره. فقال رسول الله. ص: مَا زَالَ الشَّيْطَانُ يَأْكُلُ مَعَهُ حَتَّى قَالَ: بِسْمِ اللَّهِ أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ. فَلَمْ يَبْقَ فِي بَطْنِهِ شَيْءٌ إِلا قَاءَهُ] .
2831- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ المغفل بن عبدنهم
بْنِ عَفِيفِ بْنِ أَسْحَمَ بن ربيعة بن عدي بن ثعلبة بن ذؤيب بن سعد بن عدي بن عثمان بن مزينة.
قال: أخبرنا يحيى بن معين قال: كان عبد الله بن المغفل يكنى أبا زياد. قال:
فذكرت ذلك لرجل من ولده. فقال: كان يكنى أبا سعيد وكان من البكائين. وكان مِمَّنْ بَايَعَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تحت الشجرة يوم الحديبية ولم يزل بالمدينة ثم تحول إلى البصرة فنزلها حتى مات بها.
قَالَ: أَخْبَرَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ عَنْ خُزَاعِيٍّ عَنْ زِيَادِ بْنِ مُحَمَّدِ ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلِ الْمُزَنِيِّ قَالَ: لَمَّا كَانَ الْمَرَضُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُغَفَّلِ أَوْصَى أَهْلَهُ فَقَالَ لَهُمْ: لا يَلِينِي إِلا أَصْحَابِي وَلا يُصَلِّي عَلَيَّ ابْنُ زِيَادٍ. فَلَمَّا مَاتَ أَرْسَلُوا إِلَى أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ وَإِلَى عَائِذِ بْنِ عَمْرٍو وَإِلَى نَفَرٍ من أصحاب رسول الله.
ص. بِالْبَصْرَةِ فَوُلُّوا غُسْلَهُ وَتَكْفِينَهُ. قَالَ: فَمَا زَادُوا عَلَى أَنْ طَوَوْا أَيْدِيَ قُمُصِهِمْ وَدَسُّوا قُمُصَهُمْ فِي حُجَزِهِمْ. ثُمَّ غَسَّلُوهُ وَكَفَّنُوهُ. ثُمَّ لَمْ يزد القوم على أن توضئوا. فلما
__________
2830 التقريب (1/ 84) .
2831 التقريب (1/ 453) .(7/9)
أَخْرَجُوهُ مِنْ دَارِهِ إِذَا ابْنُ زِيَادٍ فِي مَوْكِبِهِ بِالْبَابِ. فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهُ قَدْ أَوْصَى أَنْ لا يُصَلِّيَ عَلَيْهِ. قَالَ: فَسَارَ مَعَهُ حَتَّى بَلَغَ حِذَاءَ الْبَيْضَاءِ فَمَالَ إِلَى الْبَيْضَاءِ وَتَرَكَهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ أَبِي الأَشْهَبِ عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغَفَّلِ أَنَّهُ أَوْصَى أَنْ لا تُتْبِعُونِي بِنَارٍ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَتْ وَفَاتُهُ فِي آخِرِ خِلافَةِ مُعَاوِيَةَ. وَكَانَ قَدِ ابْتَنَى بِالْبَصْرَةٍ دَارًا وَكَانَ أَحَدَ النَّفَرِ الَّذِينَ بَعَثَهُمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى أهل الْبَصْرَةِ يُفَقِّهُونَهُمْ.
2832- معقل بن يسار
بن عبد الله بن معبر بن حراق بن لأي بن كعب بن عبد بن ثور بن هذمة بن لاطم بن عثمان بن مزينة. ويكنى أبا عبد الله.
وهو صاحب نهر معقل أمره عمر بن الخطاب بحفره فحفره وكان قد تحول إلى البصرة فنزلها وبنى بها دارًا. وتوفي بها فِي آخِرِ خِلافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ في ولاية عبيد الله بن زياد.
2833- الحارث بن نوفل بن الحارث
بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف. انتقل إِلَى الْبَصْرَةِ وَاخْتَطَّ بِهَا دَارًا وَنَزَلَهَا فِي وِلايَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كُرَيْزٍ. وَمَاتَ بِالْبَصْرَةِ فِي آخِرِ خِلافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عفان وله بها بقية. وقد روى عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَدِيثًا في الصلاة على الميت.
2834- عَبْد الرَّحْمَن بْن سَمُرَةَ
بْن حَبِيبِ بْنُ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قصي.
تحول إلى البصرة ونزلها ومات بها. وَقَدْ رَوَى عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ عُيَيْنَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَوْشَنٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا بَكْرَةَ فِي جَنَازَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ رَاكِبًا عَلَى بَغْلَةٍ لَهُ.
2835- أَبُو بَكْرَةَ.
واسمه نفيع بن مسروق. وفي بعض الحديث اسمه مسروح.
__________
2832 التقريب (2/ 264) .
2833 التاريخ الكبير (2402) ، (2477) ، والجرح (422) ، والاستيعاب (1/ 291) ، وأسد الغابة (1/ 350) ، والتجريد (1039) ، وتاريخ الإسلام (2/ 26) ، والوافي (11/ 242، 243) ، والإصابة (1500) ، وتهذيب الكمال (1049) .
2834 التقريب (1/ 483) .
2835 التقريب (2/ 306) .(7/10)
وأمه سمية وهو أخو زياد بن أبي سفيان لأمه. وكان عبدًا بالطائف. فلما حَاصَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أهل الطائف قال: [أيما حر نزل إلينا فهو آمن وأيما عبد نزل إلينا فهو حر] . فنزل إليه عدة من عبيد أهل الطائف فِيهِمْ أَبُو بَكْرَةَ فَأَعْتَقَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
وَكَانَ أبو بكرة تدلى إليهم في بكرة فكنوه أبا بكرة. فَكَانَ يَقُولُ: أَنَا مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى الله عليه وسلم -
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ عَنْ خَالِدِ بْنِ سُمَيْرٍ أَنَّ ثَقِيفًا أَرَادَتْ أَنْ تَدَّعِيَ أَبَا بَكْرَةَ فَقَالَ: أَنَا مَسْرُوحٌ مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ عَنْ مُغِيرَةَ عَنْ شِبَاكٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ ثَقِيفٍ قَالَ: سَأَلْنَا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يَرُدَّ عَلَيْنَا أَبَا بَكْرَةَ وَكَانَ عَبْدًا لَنَا وَهُوَ مُحَاصِرٌ ثقيف. فَأَبَى أَنْ يَرُدَّهُ عَلَيْنَا [وَقَالَ: هُوَ طَلِيقُ اللَّهِ. وَطَلِيقُ رَسُولِهِ] .
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنِ الْمُغِيرَةَ عَنْ شِبَاكٍ عَنْ عَامِرٍ أَنَّ ثَقِيفًا سَأَلُوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يَرُدَّ إِلَيْهِمْ أَبَا بَكْرَةَ عَبْدًا [فَقَالَ: لا. هُوَ طَلِيقُ اللَّهِ. وَطَلِيقُ رَسُولِهِ] .
قال محمد بن سعد: وَأَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَسَدِيُّ فِي حَدِيثٍ لَهُ رَوَاهُ عَنْ أبي بَكْرَةَ أَنَّهُ قَالَ لابْنَتِهِ حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ: انْدُبِينِي ابْنَ مَسْرُوحٍ الْحَبَشِيَّ. وَكَانَ رَجُلا صَالِحًا وَرِعًا. وَكَانَ فِيمَنْ شَهِدَ عَلَى الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ بِتِلْكَ الشَّهَادَةِ فَضُرِبَ الْحَدَّ فَحَمَلَ ذَلِكَ عَلَى أَخِيهِ زِيَادٍ فِي نَفْسِهِ. فَلَمَّا ادَّعَى مُعَاوِيَةُ زِيَادًا نَهَاهُ أَبُو بَكْرَةَ عَنْ ذَلِكَ.
فَأَبَى زِيَادٌ. وَأَجَابَ مُعَاوِيَةُ فَحَلَفَ أَبُو بَكْرَةَ أَنْ لا يُكَلِّمَهُ أَبَدًا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُكَلِّمَهُ.
وَكَانَ زِيَادٌ قَدْ قَرَّبَ وَلَدَ أبي بَكْرَةَ وَشَرَّفَهُمْ وَأَقْطَعَهُمْ وَوَلاهُمُ الْوِلايَاتِ فَصَارُوا إِلَى دُنْيَا عَظِيمَةٍ. وَادَّعَوْا أَنَّهُمْ مِنَ الْعَرَبِ. وَأَنَّهُمْ مِنْ وَلَدِ نُفَيْعِ بْنِ الْحَارِثِ الثَّقَفِيِّ. وَمَاتَ أَبُو بَكْرَةَ فِي خِلافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أبي سُفْيَانَ بِالْبَصْرَةِ. فِي وِلايَةِ زِيَادٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالا: أَخْبَرَنَا عُيَيْنَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي أَنَّهُ رَأَى أَبَا بَكْرَةَ عَلَيْهِ مِطْرَفُ خَزٍّ سَدَاهُ حَرِيرٌ.
2836- الْبَرَاءُ بْنُ مَالِكِ بن النضر بن ضمضم
بْن زيد بْنِ حَرَامِ بْنِ جُنْدُبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ غنم بن عدي بن النجار. شهد أحدًا والخندق والمشاهد بعد ذلك مع رسول الله.
ص. وكان شجاعًا في الحرب له نكاية.(7/11)
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلابِيُّ قَالَ: حدثنا محمد بن عمرو عن محمد ابن سِيرِينَ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَنْ لَا تَسْتَعْمِلُوا الْبَرَاءَ بْنَ مَالِكٍ عَلَى جَيْشٍ مِنْ جُيُوشِ الْمُسْلِمِينَ فَإِنَّهٌ مَهْلَكَةٌ مِنَ الْهَلْكِ يَقْدُمُ بِهِمْ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: وَزَعَمَ ثَابِتٌ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى الْبَرَاءِ بْنِ مَالِكٍ وَهُوَ يَتَغَنَّى وَيُرَنِّمُ قَوْسَهُ فَقُلْتُ إِلَى مَتَى هَذَا؟ فَقَالَ: يَا أَنَسُ أَتَرَانِي أَمُوتُ عَلَى فِرَاشِي مَوْتًا؟ وَاللَّهِ لَقَدْ قَتَلْتُ بِضْعَةً وَتِسْعِينَ سِوَى مَنْ شَارَكْتُ فِيهِ. يَعْنِي مِنَ الْمُشْرِكِينَ.
قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْعَقَبَةِ بِفَارِسَ. وَقَدْ زُوِيَ النَّاسُ. قَامَ الْبَرَاءُ بْنُ مَالِكٍ فَرَكِبَ فَرَسَهُ وَهِيَ تَوْجَى. ثُمَّ قَالَ لأَصْحَابِهِ: بِئْسَ مَا دَعَوْتُمْ أَقْرَانَكُمْ عَلَيْكُمْ! فَحَمَلَ عَلَى الْعَدُوِّ فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ بِهِ وَاسْتُشْهِدَ. رَحِمَهُ اللَّهُ. يَوْمَئِذٍ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَإِنَّمَا يَقُولُ إِنَّهُ اسْتُشْهِدَ يَوْمَ تُسْتَرَ. وَتِلْكَ النَّاحِيَةُ كُلُّهَا عِنْدَهُمْ فَارِسُ.
2837- أَنَسُ بْنُ مَالِكِ بن النضر بن ضمضم
بْن زيد بْنِ حَرَامِ بْنِ جُنْدُبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ غنم بن عدي بن النجار. وأمه أم سليم بنت ملحان وهي أم أخيه البراء بن مالك.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعَلاءُ أَبُو مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: خَدَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَنَا ابْنُ ثَمَانِي سِنِينَ.
قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كُنَاسَةَ الأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ عَنْ عِمْرَانَ الْبَصْرِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: خَدَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - عشر سِنِينَ فَمَا أَمَرَنِي بِأَمْرٍ تَوَانَيْتُ عَنْهُ أَوْ صَنَعْتُهُ فَلامَنِي. وَإِنْ لامَنِي أَحَدٌ مِنْ أَهْلِهِ [قَالَ: دَعُوهُ فَلَوْ قُدِّرَ. أَوْ قَالَ:
قُضِيَ أَنْ يَكُونَ لَكَانَ] .
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حماد بن زيد عن هِشَامٍ عَنْ مُوسَى بْنِ أَنَسٍ قَالَ: لَئِنْ لَمْ نَكُنْ مِنَ الأَزْدِ مَا نَحْنُ مِنَ الْعَرَبِ. قَالَ حَمَّادٌ: أَيْ نَحْنُ مِنَ الأَزْدِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو مَعْمَرٍ الْمِنْقَرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو غَالِبٍ الْبَاهِلِيُّ أَنَّهُ تَبِعَ جَنَازَةَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيِّ. قال: فإذا
__________
2837 التقريب (1/ 84) .(7/12)
رَجُلٌ عَلَى بُرَيْذِينِهِ وَعَلَيْهِ كِسَاءٌ أَسْوَدُ رَقِيقٌ وَعَلَى رَأْسِهِ خِرْقَةٌ تَقِيهِ مِنَ الشَّمْسِ وَإِذَا قُطْنَتَانِ قَدْ وَضَعَهُمَا عَلَى مُوقِي عَيْنَيْهِ. قَالَ: قُلْتُ مَنْ هَذَا الدِّهْقَانُ؟ قَالُوا: هَذَا أَنَسُ ابن مَالِكٍ. قَالَ: فَزَحَمْتُ النَّاسَ حَتَّى دَنَوْتُ مِنْهُ. فَلَمَّا وُضِعَتِ الْجَنَازَةُ قَامَ أَنَسٌ عِنْدَ رَأْسِهِ فَصَلَّى عَلَيْهِ. فَكَبَّرَ أَرْبَعَ تَكْبِيرَاتٍ لَمْ يُطِلْ وَلَمْ يُسْرِعْ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ وَرْدَانَ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى أَنَسٍ عِمَامَةً سَوْدَاءُ عَلَى غَيْرِ قَلَنْسُوَةٍ قَدْ أَرْخَاهَا مِنْ خَلْفِهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ عَنْ عَبْدِ السَّلامِ بْنِ شَدَّادٍ أَبِي طَالُوتَ قَالَ: رأيت على أنس ابن مَالِكٍ عِمَامَةَ خَزٍّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: نَهَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَنْ يُكْتَبَ فِي الْخَوَاتِيمِ شَيْءٌ مِنَ الْعَرَبِيَّةِ وَكَانَ فِي خَاتَمِ أَنَسٍ ذِئْبٌ أَوْ ثَعْلَبٌ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: كَانَ نَقْشُ خَاتَمِ أَنَسٍ أَسَدٌ رَابِضٌ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ مِنْ أَحْرَصِ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ عَلَى الْمَالِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ دَخَلَ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ فَرَكَزَ شَيْئًا أَوْ هَيَّأَ شَيْئًا يُصَلِّي عَلَيْهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: عَجَزَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ عَنِ الصَّوْمِ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِسَنَةٍ فَأَفْطَرَ وَأَطْعَمَ ثَلاثِينَ مِسْكِينًا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: لَمَّا حَضَرَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ الْمَوْتُ أَوْصَى أَنْ يُغَسِّلَهُ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ وَيُصَلِّيَ عَلَيْهِ. وَكَانَ محمد محبوسا. فأتوا الأمير وهو يومئذ من رَجُلٌ مِنْ بَنِي أُسَيْدٍ فَأَذِنَ لَهُ فَخَرَجَ فَذَهَبَ فَغَسَّلَهُ وَكَفَّنَهُ وَصَلَّى عَلَيْهِ فِي قَصْرِ أَنَسٍ. بِالطَّفِّ ثُمَّ رَجَعَ فَدَخَلَ كَمَا هُوَ السِّجْنَ. وَلَمْ يَذْهَبْ إِلَى أَهْلِهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْمَدِينَةَ أَخَذَ أَبُو طَلْحَةَ بِيَدِي فَانْطَلَقَ بِي إلى(7/13)
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يَا رَسُولَ اللَّهِ. إِنَّ أَنَسًا غُلامٌ كَيِّسٌ فَلْيَخْدُمْكَ. قَالَ: فَخَدَمْتُهُ فِي السَّفَرِ وَالْحَضَرِ وَاللَّهِ مَا قَالَ لِي لِشَيْءٍ صَنَعْتُهُ لِمَ صَنَعْتَ هَذَا هَكَذَا؟ وَلا لِشَيْءٍ لَمْ أَصْنَعْهُ لِمَ لَمْ تَصْنَعْ هَذَا هَكَذَا؟.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالا: أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: أَخَذَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ بِيَدِي مَقْدِمَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَتَتْ بِي رَسُولَ اللَّهِ.
ص. فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا ابْنِي وَهُوَ غُلامٌ كَاتِبٌ. قَالَ أَنَسٌ: فَخَدَمْتُهُ تِسْعَ سِنِينَ فَمَا قَالَ لِشَيْءٍ صَنَعْتُهُ قَطُّ أَسَأْتَ أَوْ بِئْسَ مَا صَنَعْتَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حماد بن زيد عن سِنَانِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: ذَهَبَتْ بِي أُمِّي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ. خُوَيْدِمُكَ ادْعُ اللَّهَ لَهُ. قَالَ: اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ وَأَطِلْ عُمُرَهُ. وَاغْفِرْ ذَنْبَهُ. قَالَ أَنَسٌ: فَقَدْ دَفَنْتُ مِنْ صُلْبِي مِائَةً غَيْرَ اثْنَيْنِ. أَوْ قَالَ مِائَةً وَاثْنَيْنِ. وَإِنَّ ثَمَرَتِي لَتَحْمِلُ فِي السَّنَةِ مَرَّتَيْنِ. وَلَقَدْ بَقِيتُ حَتَّى سَئِمْتُ الْحَيَاةَ وَأَنَا أَرْجُو الرَّابِعَةَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلامُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي جَمِيلَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: إِنِّي لأَعْرِفُ دَعْوَةَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِيَّ وَفِي مَالِي وَفِي وَلَدِي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قال: حدثنا أبي عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ كَرْمُ أَنَسٍ يَحْمِلُ كُلَّ سَنَةٍ مَرَّتَيْنِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَهِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنِ الْجَعْدِ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[قَالَ لَهُ: يَا بُنَيَّ] .
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: مَا بَقِيَ أَحَدٌ صَلَّى الْقِبْلَتَيْنِ كِلْتَيْهِمَا غَيْرِي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ جَابِرٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَنَّاهُ وَهُوَ غُلامٌ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الزُّهْرِيِّ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَنَا ابْنُ عَشْرِ سِنِينَ وَمَاتَ وَأَنَا ابْنُ عِشْرِينَ سَنَةً وَكُنَّ أُمَّهَاتِي يَحْتَثِثْنَنِي عَلَى خِدْمَتِهِ. فَدَخَلَ دَارَنَا ذَاتَ يَوْمٍ فَحَلَبْنَا لَهُ مِنْ شَاةٍ لَنَا داجن(7/14)
وَشَرِبَ بِمَاءِ بِئْرٍ فِي الدَّارِ. وَأَبُو بَكْرٍ عَنْ شِمَالِهِ وَأَعْرَابِيٌّ عَنْ يَمِينِهِ وَعُمَرُ نَاحِيَتَهُ. فَشَرِبَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ عُمَرُ: أَعْطِ أَبَا بَكْرٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَنَاوَلَهُ الأَعْرَابِيَّ وَقَالَ: الأَيْمَنَ فَالأَيْمَنَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى بْنُ سَعِيدٍ الذَّارِعُ قَالَ:
سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: مَا مِنْ لَيْلَةٍ إِلا وَأَنَا أَرَى فِيهَا حَبِيبِي. ثُمَّ يَبْكِي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشْبَهُ صَلاةً بِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ ابْنِ أُمِّ سُلَيْمٍ. يَعْنِي أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ:
كَانَ أَنَسٌ إِذَا حَدَّثَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: أَوْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الأَشْيَبُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ حَدَّثَ بِحَدِيثٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ لَهُ رجل أنت سمعته من رسول الله. ص؟ فَغَضِبَ غَضَبًا شَدِيدًا وَقَالَ: لا وَاللَّهِ مَا كُلُّ مَا نُحَدِّثُكُمْ سَمِعْنَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَلَكِنَّا لا يَتَّهِمُ بَعْضُنَا بَعْضًا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعَلاءُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْعَطَّارُ وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ وَقَدْ مَاتَ أَبُو بَكْرٍ وَاسْتُخْلِفَ عُمَرُ فَقُلْتُ لعمر: ارفع يديك أُبَايِعْكَ عَلَى مَا بَايَعْتُ عَلَيْهِ صَاحِبَكَ قَبْلَكَ عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ مَا اسْتَطَعْتُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُرَارَةَ قَالَ: قَالَ أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ قَالَ: شَكَا قَيِّمٌ لأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فِي أَرْضِهِ الْعَطَشَ.
قَالَ: فَصَلَّى أَنَسٌ وَدَعَا فَثَارَتْ سَحَابَةٌ حَتَّى غَشِيَتْ أَرْضَهُ حَتَّى مَلأَتْ صِهْرِيجَهُ فَأَرْسَلَ غُلامَهُ فَقَالَ: انْظُرْ أَيْنَ بَلَغَتْ هَذِهِ. فَنَظَرَ فَإِذَا هِيَ لَمْ تَعُدْ أَرْضَهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قال: حدثنا أبي عن ثمامة بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: جَاءَ أَنَسًا أَكَّارُ بُسْتَانِهِ فِي الصَّيْفِ فَشَكَا الْعَطَشَ فَدَعَا بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ وَصَلَّى ثُمَّ قَالَ: هَلْ تَرَى شَيْئًا؟ فَقَالَ: مَا أَرَى شَيْئًا. قَالَ: فَدَخَلَ فَصَلَّى ثُمَّ قَالَ فِي الثَّالِثَةِ أَوْ فِي الرَّابِعَةِ انْظُرْ. قَالَ: أَرَى مِثْلَ جَنَاحِ الطَّيْرِ مِنَ السَّحَابِ. قَالَ: فَجَعَلَ يُصَلِّي وَيَدْعُو(7/15)
حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهِ الْقَيِّمُ فَقَالَ: قَدِ اسْتَوَتِ السَّمَاءُ وَمَطَرَتْ. فَقَالَ: ارْكَبِ الْفَرَسَ الَّذِي بَعَثَ بِهِ بِشْرُ بْنُ شَغَافٍ فَانْظُرْ أَيْنَ بَلَغَ الْمَطَرُ. قَالَ فَرَكِبَهُ فَنَظَرَ. قَالَ: فَإِذَا الْمَطَرُ لَمْ يُجَاوِزْ قُصُورَ الْمُسَيَّرِينَ وَلا قَصْرَ الْغَضْبَانِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ أبي الصَّهْبَاءِ الْعَدَوِيُّ قَالَ:
سَمِعْتُ أبا غَالِبٍ يَقُولُ: لَمْ أَرَ أَحَدًا كَانَ أَضَنَّ بِكَلامِهِ مِنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ خُلَيْفِ بْنِ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ عَنْ عَطَاءٍ الْوَاسِطِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: لا يَتَّقِي اللَّهَ عَبْدٌ حَتَّى يَحْزَنَ مِنْ لِسَانِهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْخٌ لَنَا يُكْنَى أَبَا الْحُبَابِ قَالَ: سَمِعْتُ الْجُرَيْرِيَّ يَقُولُ: أَحْرَمَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ مِنْ ذَاتِ عِرْقٍ. قَالَ: فَمَا سَمِعْنَاهُ مُتَكَلِّمًا إِلا بِذِكْرِ اللَّهِ حَتَّى حَلَّ. قَالَ: فَقَالَ لَهُ: يَا ابْنَ أَخِي هَكَذَا الإِحْرَامُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ عَمِّهِ ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ قَالَ لِبَنِيهِ: يَا بَنِيَّ قَيِّدُوا الْعِلْمَ بِالْكِتَابِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَالْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الأَشْيَبُ قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ أَنَّ بَنِي أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالُوا لأَبِيهِمْ: يَا أَبَانَا أَلا تُحَدِّثُنَا كَمَا تُحَدِّثُ الْغُرَبَاءَ؟ قَالَ: أَيْ بَنِيَّ إِنَّهُ مَنْ يُكْثِرْ يُهْجِرْ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْمَعْنِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَجَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ. فَالْتَفَتَ إِلَيْنَا فَقَالَ: وَاللَّهِ لأَنْتُمْ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ عِدَّتِكُمْ مِنْ وَلَدِ أَنَسٍ إِلا أَنْ يَكُونُوا فِي الْخَيْرِ مِثْلَكُمْ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ نَقَشَ فِي خَاتَمِهِ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ. قَالَ: فَكَانَ إِذَا دَخَلَ الْخَلاءَ نَزَعَهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ طَهْمَانَ قَالَ: رَأَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ دَخَلَ عَلَى الْحَجَّاجِ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ وَقَدْ خَضَبَ لِحْيَتَهُ بِصُفْرَةٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ إِزَارًا أَصْفَرَ وَرَأَيْتُهُ وَاضِعًا إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الأُخْرَى.(7/16)
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ مُطَرَفَ خَزٍّ وَعِمَامَةَ خَزٍّ وَجُبَّةَ خَزٍّ. قَالَ الأَنْصَارِيُّ: قَالَ أَبِي: كَانَ سَدَاهُ كَتَّانٌ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: قَالَ لِي أَبِي:
رَأَيْتُ عَلَى أَنَسٍ مُطْرَفًا أَصْفَرَ مِنْ خَزٍّ مَا أَعْلَمُ أَنِّي رَأَيْتُ ثَوْبًا قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ قال: رأيت أنس بْنَ مَالِكٍ وَعَلَيْهِ مُقَطَّعَةُ يُمْنَةٍ وَعِمَامَةٌ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا بَدْرُ بن عثمان قال: رأيت على أنس ابن مَالِكٍ عِمَامَةً سَوْدَاءَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ إِيَاسَ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَهُوَ مُلْتَحِفٌ بِهِ. يَعْنِي ثَوْبَ خَزٍّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ شَدَّادٍ أَبُو طَالُوتَ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى أَنَسٍ عِمَامَةَ خَزٍّ وَجُبَّةَ خَزٍّ وَمُطْرَفَ خَزٍّ فَقَالُوا لَهُ: مَا لَكَ تنهانا عن الخز وتلبسنه أَنْتَ؟ فَقَالَ: إِنَّ أُمَرَاءَنَا يَكْسُونَاهَا فَنُحِبُّ أَنْ يَرَوْهُ عَلَيْنَا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى أَنَسٍ الَّذِي تُسَمُّونَهُ الْخَزَّ أَصْفَرَ وَأَحْمَرَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كَعْبٍ صَاحِبُ الْحَرِيرِ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ مُطْرَفَ خَزٍّ أَخْضَرَ لَهُ عَلَمٌ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى أَنَسٍ إِزَارًا مُعَصْفَرًا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَيْهِ ثَوْبَيْنِ مُعَصْفَرَيْنِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ: أَخْبَرَنِي خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاسِطِيُّ قَالَ:
أَخْبَرَنِي رَاشِدُ بْنُ مَعْبَدٍ الثَّقَفِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ كُمَّ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَسِعَهُ فَمُهُ عَظْمَ الذِّرَاعِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ وَرْدَانَ قَالَ: رَأَيْتُ على أنس عمامة(7/17)
سَوْدَاءَ عَلَى غَيْرِ قَلَنْسُوَةٍ وَقَدْ أَرْخَاهَا مِنْ خَلْفِهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَلَنْسُوَةً بَيْضَاءَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا شَيْبَانُ عَنِ الأَعْمَشِ قَالَ: رَأَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَصْبُغُ لِحْيَتَهُ بِالصُّفْرَةِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ خُلَيْفِ بْنِ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خلدة قال: رأيت أنس ابن مَالِكٍ يَخْضِبُ بِالصُّفْرَةِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَخِضَابُهُ أَحْمَرُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ أَحْمَرَ اللِّحْيَةِ وَرَأَيْتُهُ مُعْتَمًّا قَدْ أَرْخَاهَا مِنْ خَلْفِهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ عَنْ بَعْضِ آلِ أَنَسٍ أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ فِي الْعَامِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ لَمْ يَسْتَطِعِ الصَّوْمَ فَأَطْعَمَ ثَلاثِينَ مِسْكِينًا خُبْزًا وَلَحْمًا وَزِيَادَةَ جَفْنَةٍ أَوْ جَفْنَتَيْنِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ قال:
سألت عمر بْنَ أَنَسٍ قَالَ: قُلْتُ مَا فَعَلَ أَنَسٌ. مَا صَنَعَ؟ قَالَ: وَضَعُفَ عَنِ الصَّوْمِ قَبْلَ مَوْتِهِ بِسَنَةٍ. قَالَ: جَفَنَ جِفَانًا وَأَطْعَمَ لِكُلِّ يَوْمٍ مِسْكِينًا. قَالَ: فَأَطْعَمَ الْعِدَّةَ وَزِيَادَةً.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ عَنْ مُحَمَّدٍ أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ تُوُفِّيَ وَمُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ مَحْبُوسٌ فِي دَيْنٍ عَلَيْهِ. قَالَ: وَأَوْصَى أَنَسٌ أَنْ يُغَسِّلَهُ مُحَمَّدٌ. قَالَ: فَكُلِّمَ لَهُ عُمَرُ بْنُ يَزِيدَ فَتَكَلَّمَ فِيهِ فَأُخْرِجَ مِنَ السِّجْنِ فَغَسَّلَهُ. قَالَ: ثُمَّ رَجَعَ مُحَمَّدٌ إِلَى السِّجْنِ حَتَّى عَادَ فِيهِ. قَالَ: فَلَمْ يَزَلْ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ يَشْكُرُهَا لآلِ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ حَتَّى مَاتَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: لَمَّا مَاتَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَوْصَى أَنْ يُغَسِّلَهُ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ وَيُصَلِّيَ عَلَيْهِ. قَالَ: وَكَانَ مُحَمَّدٌ مَحْبُوسًا فَأَتَوُا الأَمِيرَ وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي أُسَيْدٍ فَأَذِنَ لَهُ فَخَرَجَ فَغَسَّلَهُ وَكَفَّنَهُ وَصَلَّى عليه في قصر أنس بالطائف ثُمَّ رَجَعَ فَدَخَلَ كَمَا هُوَ السِّجْنَ وَلَمْ يَذْهَبْ إِلَى أَهْلِهِ.(7/18)
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ:
جُعِلَ فِي حَنُوطِهِ صُرَّةُ مِسْكٍ وَشَعْرٌ مِنْ شَعْرِ النبي ص. وَفِيهِ سُكٌّ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: سَأَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيَّ الْقَاضِيَ ابْنَ كَمْ كَانَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ يَوْمَ مَاتَ؟ قَالَ: ابْنَ مِائَةِ سَنَةٍ وَسَبْعِ سِنِينَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْهُذَلِيُّ أَنَّهُ حَضَرَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ مَاتَ بِالْبَصْرَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ وَذَلِكَ فِي خِلافَةِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنِي خُلَيْدُ بْنُ دَعْلَجٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ آخِرُ مَنْ مَاتَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِالْبَصْرَةِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: مَاتَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ سَنَةَ ثَلاثٍ وَتِسْعِينَ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَقَدْ رَوَى أَنَسٌ عَنْ أبي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ.
2838- هِشَامُ بْنُ عَامِرِ بْن أُمَيَّةَ بْن زَيْد
بْن الْحَسْحَاسِ بْن مَالِكِ بْن عدي بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النجار. وأمه من بهراء. وشهد أبوه بدرًا وأحدًا وقتل يومئذ شهيدًا.
وصحب هشام النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَرَوَى عَنْهُ البصرة بعد ذلك. وتوفي بها وليس له عقب.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: أَنَا شِهَابٌ. قَالَ: بَلْ أَنْتَ هِشَامٌ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ أَنَّ هشام بن عامر قال: إنكم تجاوزوني إِلَى رَهْطٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
مَا كَانُوا بِأَلْزَمَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنِّي وَلا أَحْفَظَ مِنِّي. سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[يَقُولُ:
مَا بَيْنَ خَلْقِ آدَمَ وَالْقِيَامَةِ فِتْنَةٌ أَعْظَمُ مِنَ الدَّجَّالِ] .
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ المغيرة قال: حدثنا حميد ابن هلال قال: كان رجال من الحي يتخطؤون هِشَامَ بْنَ عَامِرٍ إِلَى عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ
__________
2838 التقريب (2/ 319) .(7/19)
وَغَيْرُهُ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - فقال: إنكم لتتخطؤوني إِلَى رِجَالٍ لَمْ يَكُونُوا أَحْضَرَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَلا أَوْعَى لِحَدِيثِهِ مِنِّي. [سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: مَا بَيْنَ خَلْقِ آدَمَ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ فِتْنَةٌ أَكْبَرُ مِنَ الدَّجَّالِ] .
2839- ثابت بن زيد بن قيس
بن زيد بن النعمان بْن مالك بْن ثَعْلَبَة بْن كعب بْن الخزرج بْن الْحَارِث بْن الخزرج. ويكنى أَبَا زيد.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو زَيْدٍ الأَنْصَارِيُّ الْبَصْرِيُّ النَّحْوِيُّ وَاسْمُهُ سَعِيدُ بْنُ أَوْسِ بن ثابت ابن بشيرِ بْنِ أَبِي زَيْدٍ قَالَ: وَثَابِتُ بْنُ زَيْدِ بْنِ قَيْسٍ هُوَ جَدِّي. وَقَدْ شَهِدَ أُحُدًا وَهُوَ أَحَدُ السِّتَّةِ الَّذِينَ جَمَعُوا الْقُرْآنَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَكَانَ قَدْ نَزَلَ الْبَصْرَةَ وَاخْتَطَّ بِهَا. ثُمَّ قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَمَاتَ بِهَا فِي خِلافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَوَقَفَ عُمَرُ عَلَى قَبْرِهِ فَقَالَ:
رَحِمَكَ اللَّهُ أَبَا زَيْدٍ. لَقَدْ دُفِنَ الْيَوْمَ أَعْظَمُ أَهْلِ الأَرْضِ أَمَانَةً.
2840- وَابْنُهُ بَشِيرُ بْنُ أبي زَيْدٍ.
قتل يوم الحرة ولهم اليوم بقية بالبصرة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنِ الْحَسَنِ أَبِي مُحَمَّدٍ قَالَ: أَقْبَلْتُ أَنَا وَرَجُلٌ مِنَ الْمَسْجِدِ الْجَامِعِ. فَدَخَلْنَا عَلَى أَبِي زَيْدٍ الأَنْصَارِيِّ. وَقَدْ كَانَتْ رِجْلُهُ أُصِيبَتْ يَوْمَ أُحُدٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَحَضَرَتِ الصَّلاةُ فَأَذَّنَ قَاعِدًا وَأَقَامَ قَاعِدًا ثُمَّ قَالَ لِرَجُلٍ تَقَدَّمْ فَصَلِّ بِنَا.
2841- عَمْرُو بْنُ أَخْطَبَ الأَنْصَارِيُّ.
ويكنى أبا زيد وهو جد عزرة بن ثابت.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا تَمِيمُ بْنُ حُوَيَصٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا زَيْدٍ يَقُولُ: قَاتَلْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثَلاثَ عَشْرَةَ مَرَّةً. قَالَ شُعْبَةُ: وَهُوَ جَدُّ عَزْرَةَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ:
حَدَّثَنِي أَبُو زَيْدِ بْنُ أَخْطَبَ قال: [قال لي رسول الله. ص: جَمَّلَكَ اللَّهُ] . قَالَ أَنَسٌ:
وَكَانَ رَجُلا جَمِيلا حَسَنَ الشَّمَطِ. قَالَ: وَسَمِعْتُ بَعْضَ الْبَصْرِيِّينَ يَقُولُ: عَمْرُو بْنُ أَخْطَبَ هُوَ جَدُّ عَزْرَةَ بْنِ ثَابِتِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أَخْطَبَ. رَوَى عَنْهُ أَنَسُ بْنُ سِيرِينَ وَالْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَبْدِيُّ وَأَبُو نَهِيكٍ وَيَزِيدُ الرِّشْكِ وَعِلْبَاءُ بْنُ أَحْمَرَ وله مسجد ينسب إليه بالبصرة.
__________
2841 التقريب (2/ 65) .(7/20)
2842- الحكم بن عمرو بن مجدع بن حذيم
بن الحارث بن نعيلة بن مليك بن ضمرة ابن بكر بن عبد مناة بن كنانة ونعيلة أخو غفار وصحب الحكم بن عمرو النبي - صلى الله عليه وسلم -
حتى قبض النبي. ع. ثم تحول إلى البصرة فنزلها فولاه زياد بن أبي سفيان خراسان فخرج إليها.
قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْرَقُ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ زِيَادًا بَعَثَ الْحَكَمَ بْنَ عَمْرٍو عَلَى خُرَاسَانَ فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَأَصَابُوا أَمْوَالا عَظِيمَةٍ.
فَكَتَبَ إِلَيْهِ زِيَادٌ: أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ كَتَبَ إِلَيَّ أَنْ أَصْطَفِيَ لَهُ الصَّفْرَاءَ وَالْبَيْضَاءَ فَلا تَقْسِمْ بَيْنَ النَّاسِ ذَهَبًا وَلا فِضَّةً. فَكَتَبَ إِلَيْهِ: سَلامٌ عَلَيْكَ. أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّكَ كَتَبْتَ إِلَيَّ تَذْكُرُ كِتَابَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ. وَإِنِّي وَجَدْتُ كِتَابَ اللَّهِ قَبْلَ كِتَابِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ. وَإِنَّهُ والله لو كانت السماوات وَالأَرْضُ رَتْقًا عَلَى عَبْدٍ فَاتَّقَى اللَّهَ لَجَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْهُمَا مَخْرَجًا.
وَالسَّلامُ عَلَيْكَ. قَالَ: ثُمَّ قَالَ لِلنَّاسِ: اعْدُوا عَلَى فَيْئِكُمْ فَاقْسِمُوهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ بْنُ حَسَّانَ عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ زِيَادًا بَعَثَ الْحَكَمَ بْنَ عَمْرٍو الْغِفَارِيَّ عَلَى خُرَاسَانَ فَغَزَا فَأَصَابَ مَغْنَمًا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ: فَلَمْ يَزَلِ الْحَكَمُ بْنُ عَمْرٍو عَلَى خُرَاسَانَ حَتَّى مَاتَ بِهَا سَنَةَ خَمْسِينَ وَذَلِكَ فِي خِلافَةِ مُعَاوِيَة بْن أَبِي سُفْيَان.
2843- وَأَخُوهُ رَافِعُ بْنُ عَمْرٍو الْغِفَارِيُّ.
صحب النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَرَوَى عَنْهُ عمرو بن سليم وغيره.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْحَكَمِ بْنَ عَمْرٍو الْغِفَارِيَّ قَالَ: حَدَّثَنِي جَدِّي عَنْ عَمِّ أَبِي رَافِعِ بْنِ عَمْرٍو الْغِفَارِيِّ قَالَ: كُنْتُ غُلامًا وَكُنْتُ أَرْمِي النَّخْلَ. قَالَ: فَقِيلَ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - إن هاهنا غُلامًا يَرْمِي نَخْلَنَا. قَالَ: فَأُتِيَ بِي إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: فَقَالَ يَا غُلامُ لِمَ تَرْمِي النَّخْلَ؟ قَالَ: قُلْتُ آكُلُ. فَقَالَ: فَلا تَرْمِ النَّخْلَ. وَكُلْ مِمَّا يَسْقُطُ فِي أَسَافِلِهَا. ثُمَّ مَسَحَ رَأْسَهُ وَقَالَ: اللَّهُمَّ أَشْبِعْ بَطْنَهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِلالٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: [قَالَ رَسُولُ اللَّهِ. ص: إنه
__________
2843 التقريب (1/ 241) .(7/21)
سيكون من بعدي من أمتي قوم يقرؤون الْقُرْآنَ لا يُجَاوِزُ حُلُوقَهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَخْرُجُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ ثُمَّ لا يَعُودُونَ فِيهِ. هُمْ شِرَارُ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ. قَالَ] سُلَيْمَانُ: وَأَكْثَرُ ظَنِّي أَنَّهُ قَالَ: سِيمَاهُمُ التَّخَالُفُ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الصَّامِتِ: فَلَقِيتُ رَافِعَ بْنَ عَمْرٍو الْغِفَارِيَّ أَخَا الْحَكَمِ بْنِ عَمْرٍو فَقُلْتُ: مَا حَدِيثٌ سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي ذَرٍّ يَقُولُ كَذَا وَكَذَا. وَذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ لَهُ. فَقَالَ: وَمَا أَعْجَبَكَ مِنْ هَذَا؟ أَنَا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
2844- مُجَاشِعُ بْنُ مَسْعُودِ
بن ثعلبة بن وهيب بن عائذ بن ربيعة بن يربوع بْن سمال بْن عَوْف بْن امرئ القيس بن بهثة بن سليم.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ مُجَاشِعِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: [أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَا وَأَخِي لِنُبَايِعَهُ عَلَى الْهِجْرَةِ فَقَالَ: إِنَّ الْهِجْرَةَ قَدْ مَضَتْ. فَقُلْنَا: عَلَى مَا نُبَايِعُكَ؟ فَقَالَ: عَلَى الإِسْلامِ وَالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ الله. فقال: فَبَايَعْنَاهُ.] قَالَ: ثُمَّ لَقِيتُ أَخَاهُ فَقَالَ: صَدَّقَكَ مُجَاشِعٌ.
2845- وَأَخُوهُ مُجَالِدُ بْنُ مَسْعُودٍ السُّلَمِيُّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ مُجَاشِعِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. هَذَا مُجَالِدُ بْنُ مَسْعُودٍ فَبَايِعْهُ عَلَى الْهِجْرَةِ. [فَقَالَ: لا هِجْرَةَ بَعْدَ فَتْحِ مَكَّةَ وَلَكِنْ أُبَايِعُهُ عَلَى الإِسْلامِ] .
قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ يُونُسَ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: كَانَ فِي مجالد ابن مَسْعُودٍ قَزَلٌ. وَالْقَزَلُ الْعَرَجُ الْخَفِيفُ.
2846- عَائِذُ بْنُ عَمْرٍو
الْمُزَنِيُّ. قال الحسن: وكان من خيار أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ أن عائذ بن عمرو وكان يلبس الخز.
__________
2844 التقريب (2/ 229) .
2845 التقريب (2/ 229) .
2846 التقريب (1/ 390) .(7/22)
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ قَالَ: خَرَجَ مُحَكَّمٌ فِي زَمَانِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَخَرَجَ عَلَيْهِ بِالسُّيُوفِ رَهْطٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - فِيهِمْ عَائِذُ بْنُ عَمْرٍو.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ أَنَّ عَائِذَ بْنَ عَمْرٍو أَوْصَى أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ أَبُو بَرْزَةَ فَرَكِبَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ لِيُصَلِّيَ عَلَيْهِ فَلَمَّا بَلَغَ دَارَ مُسْلِمٍ قِيلَ لَهُ إِنَّهُ أَوْصَى أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ أَبُو بَرْزَةَ. فَنَكَّبَ دَابَّتَهُ رَاجِعًا.
2847- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو الْمُزَنِيُّ.
وهو أبو بكر بن عبد الله. صحب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ونزل البصرة بعد ذلك وله بها عقب.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ قَالَ: قَالَ لِي عَلْقَمَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ غَسَّلَ أَبَاكَ أَرْبَعَةٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَمَا زَادُوا عَلَى أَنْ طووا أكمامهم وأدخلوا قمصهم في حززهم. فَلَمَّا فَرَغُوا مِنْ غُسْلِهِ تَوَضَّئُوا وُضُوءَهُمْ لِلصَّلاةِ.
2848- عبد الله المزني.
وهو أبو علقمة بن عبد الله الذي روى عنه بكر بن عبد الله المزني وليسا بأخوين.
2849- قُرَّةُ بْنُ إِيَاسِ بْنِ هِلالِ بْنِ رَبَابِ
بْنِ عُبَيْدِ بْنِ سُوَاةَ بن سارية بن ذبيان بن ثعلبة ابن سليم بن أوس بن مزينة وهو أبو معاوية بن قرة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ أَبُو إِيَاسَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَقَدْ كَانَ أَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَدْ صَرَّ وَحَلَبَ لأَهْلِهِ. قَالَ: فَمَسَحَ رَأْسِي وَدَعَا لِي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَسَحَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى رَأْسِي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أبي عيينة المهلبي قَالَ:
سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ قُرَّةَ يَقُولُ: قَتَلْتُ قَاتِلَ أبي يَوْمَ ابْنِ عُبَيْسٍ. قَالَ: وَكَانَ قُرَّةُ قُتِلَ قَتْلا.
2850- أَخُو قُرَّةَ بْنِ إِيَاسَ.
قال محمد بن سعد: ولم يسم لنا.
__________
2847 التقريب (1/ 437) .
2849 التقريب (2/ 125) .(7/23)
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ عَنْ عَمِّهِ أَنَّهُ كَانَ يَأْتِي النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِابْنِهِ فَيُجْلِسُهُ بَيْنَ يديه. [فقال له النبي. ص: تُحِبُّهُ؟ قَالَ: نَعَمْ. حُبًّا شَدِيدًا. قَالَ: ثُمَّ إن الغلام مات فقال له النبي. ص: كَأَنَّكَ حَزِنْتَ عَلَيْهِ. قَالَ: أَجَلْ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: أَفَمَا يَسُرُّكَ إِذَا أَدْخَلَكَ اللَّهُ الْجَنَّةَ أَنْ تَجِدَهُ عَلَى بَابٍ مِنْ أَبْوَابِهَا فَيَفْتَحَهُ لَكَ؟ قَالَ: بَلَى. قَالَ:
فَإِنَّهُ كَذَلِكَ. إِنْ شَاءَ اللَّهُ] .
2851- حمل بن مالك بن النابغة الهذلي.
أسلم ثم رجع إلى بلاد قومه. ثم تحول إلى البصرة فنزلها وابتنى بها دارًا في هذيل. ثم صارت داره بعد لعمرو بن مهران الكاتب.
2852- الْعَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسَ بْنِ أَبِي عَامِرِ
بْنُ جارية بن عبد بن عبس بن رفاعة بن الحارث بن بهثة بن سليم. أسلم قبل فتح مكة ووافى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - في تسع مائة من قومه على الخيول معهم القنا والدروع الطاهرة ليحضروا معه فتح مكة. وقد غَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - ورجع إِلَى بِلادِ قَوْمِهِ وَكَانَ يَنْزِلُ بِوَادِي الْبَصْرَةِ وَكَانَ يَأْتِي الْبَصْرَةَ كَثِيرًا وَرَوَى عَنْهُ الْبَصْرِيُّونَ وبقية ولده ببادية البصرة وقد نزل منهم قوم الْبَصْرَةَ.
2853- جَاهِمَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ مِرْدَاسٍ.
وَقَدْ أَسْلَمَ وَصَحِبَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وروى عَنْهُ أحاديث.
قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ طَلْحَةَ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ جَاهِمَةَ السُّلَمِيِّ أَنَّ جَاهِمَةَ جَاءَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَدْتُ أَنْ أَغْزُوَ وَقَدْ جِئْتُكَ أَسْتَشِيرُكَ. فَقَالَ: هَلْ لَكَ مِنْ أُمٍّ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَالْزَمْهَا فَإِنَّ الْجَنَّةَ عِنْدَ رِجْلِهَا. ثُمَّ الثَّانِيَةَ. ثُمَّ الثَّالِثَةَ. فِي مَقَاعِدَ شَتَّى وَكَمِثْلِ هَذَا الْقَوْلِ.]
2854- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الشِّخِّيرِ
بن عوف بن كعب بن وقدان بن الحريش بن كعب بن ربيعة ابن عامر بن صعصعة وهو أبو مطرف ويزيد ابني عبد الله بن الشخير. صحب النبي.
ص. وروى عنه ونزل البصرة بعد ذلك وولده بها.
__________
2851 التقريب (1/ 201) .
2852 التقريب (1/ 399) .
2854 التقريب (1/ 422) .(7/24)
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ الشِّخِّيرِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
فِي وَفْدٍ مِنْ بَنِي عَامِرٍ. فَقَالَ: أَلا أَحْمِلُكُمْ؟ فَقُلْنَا: إِنَّا نَجِدُ بِالطَّرِيقِ هَوَامِلَ مِنَ الإِبِلِ.
[فَقَالَ رَسُولُ الله. ص: ضواك الْمُسْلِمِ حَرْقُ النَّارِ] .
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا الأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ قَالَ: حدثنا أبو بكر ابن ثُمَامَةَ بْنِ النُّعْمَانِ الرَّاسِبِيُّ عَنْ أَبِي الْعَلاءِ يَزِيدَ قَالَ: وَفَدَ أَبِي فِي وَفْدِ بَنِي عَامِرٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالُوا: يَا رَسُول اللَّهِ أَنْتَ سَيِّدُنَا وَذُو الطَّوْلِ عَلَيْنَا. [قَالَ: مَهْ مَهْ.
قُولُوا بِقَوْلِكُمْ وَلا يَسْتَجْرِيَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ. السَّيِّدُ اللَّهُ. السَّيِّدُ اللَّهُ. السَّيِّدُ اللَّهُ] .
2855- معاوية بن حيدة بن معاوية
بن قُشَيْرِ بْنِ كَعْبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ بن صعصعة.
وفد على النبي - صلى الله عليه وسلم - فأسلم وصحبه وسأله عن أشياء وروى عنه أحاديث وهو جد بهز ابن حكيم بن معاوية بن حيدة.
2856- وأخوه مالك بن حيدة
بن معاوية بن قشير وكان قد أسلم وهو الذي سأل أخاه معاوية بن حيدة أن يذهب مَعَهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - ليطلق له جيرانه وقال إنهم قد أسلموا.
2857- قَبِيصَةُ بْنُ الْمُخَارِقِ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أبي ربيعة بن نهيك ابن هلال بن عامر بن صعصعة. وَفَدَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - فأسلم وروى عنه أحاديث ونزل البصرة وولده بها اليوم من ولده محمد بن حرب بن قطن بن قبيصة بن المخارق وولي شرطة جعفر بن سليمان بن علي الهاشمي على مدينة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وولي شرطة عبد الصمد بن علي على البصرة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ عَنْ حَيَّانَ عَنْ قَطَنِ بْنِ قَبِيصَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: [سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - يقول: إن العناقة وَالطَّرْقَ وَالطِّيَرَةَ مِنَ الْجِبْتِ] .
2858- عياض بن حماد بن محمد بن سفيان
بن مجاشع بْن دارم بْن مالك بْن حنظلة بْن مالك بن زيد مناة بن تميم. وفد على النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يسلم ومعه نجيبة يهديها
__________
2855 التقريب (2/ 259) .
2857 التقريب (2/ 123) .
2858 التقريب 2/ 95 وفيه: عياض بن حمار- بكسر المهملة وتخفيف الميم.(7/25)
إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: أسلمت؟ قال: لا. قال: إن الله نهانا أن نقبل زبد المشركين. قال: فأسلم فقبلها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا نبي الله. الرجل من قومي من أسفل مني يشتمني أفأنتصر منه؟ [فقال: المستبان شيطانان يتكاذبان] . وروى عنه أيضًا غير ذلك. ثم نزل البصرة فروى عنه البصريون.
2859- قَيْسُ بْنُ عَاصِمِ بْنِ سِنَانِ بْنِ خَالِدِ
بْنِ مِنْقَرِ بْنِ عُبَيْدٍ من بني تميم. وكان قيس قد حرم الخمر في الجاهلية ثم وَفَدَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - في وفد بني تميم. فأسلم.
[فقال رسول الله. ص: هذا سيد أهل الوبر. وكان سيدًا جوادًا] .
قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عن الأغر المنقري عن خليفة ابن الْحُصَيْنِ عَنْ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ أَنَّهُ أَسْلَمَ فَأَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَمَرَهُ أَنْ يَغْتَسِلَ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا خَلادُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ. يَعْنِي الثَّوْرِيَّ. قَالَ: أَعْلَمُ عَنْ رَجُلٍ أَنَّ النَّبِيَّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ لِقَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ: هَذَا سَيِّدُ أَهْلِ الْوَبَرِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ مُطَرِّفٍ عَنْ حَكِيمِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ قَالَ: أَوْصَى قَيْسُ بْنُ عَاصِمٍ بَنِيهِ عِنْدَ مَوْتِهِ: يَا بَنِيَّ سَوِّدُوا عَلَيْكُمْ أَكْبَرَكُمْ فَإِنَّ الْقَوْمَ إِذَا سَوَّدُوا عَلَيْهِمْ أَكْبَرَهُمْ خَلَفُوا أَبَاهُمْ وَإِذَا سَوَّدُوا أَصْغَرَهُمْ أَزْرَى بِهِمْ عِنْدَ أَكْفَائِهِمْ. وَعَلَيْكُمْ بِالْمَالِ وَاصْطِنَاعِهِ فَإِنَّهُ مَأْبَهَةٌ لِلْكَرِيمِ وَيُسْتَغْنَى بِهِ عَنِ اللَّئِيمِ. وَإِيَّاكُمْ وَمَسْأَلَةَ النَّاسِ فَإِنَّهَا مِنْ آخِرِ مَكْسَبَةِ الرَّجُلِ. وَلا تَنُوحُوا عَلَيَّ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمْ يُنَحْ عَلَيْهِ. وَلا تَدْفِنُونِي حَتَّى تَشْعُرَ بِي بَكْرُ بْنُ وَائِلٍ فَإِنِّي كُنْتُ أُغَاوِلُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ.
2860- الزبرقان بن بدر بن امرئ القيس
بن خلف بن بهدلة بن عوف بن كعب بْن سَعْد بْن زيد مناة بْن تميم.
وكان اسم الزبرقان حصين. وكان شاعرًا جميلًا وكان يقال له قمر نجد. وكان في وفد بني تميم الذين قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - فأسلم واستعمله رسول الله.
ص. على صدقة قومه بني سعد بْن زَيْد مناة بْن تميم. فَقُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وهو عليها وارتدت العرب ومنعوا الصدقة وثبت الزبرقان بن بدر على الإسلام وأخذ
__________
2859 التقريب (2/ 129) .(7/26)
الصدقة من قومه فأداها إلى أبي بكر الصديق. وكان ينزل أرض بني تميم ببادية البصرة وكان ينزل البصرة كثيرًا.
2861- الأقرع بن حابس بن عقال بن محمد
بن سفيان بن مجاشع بْن دارم بْن مالك بْن حنظلة بْن مالك بن زيد مناة بن تميم. وكان في وفد بني تميم الذين قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - فأسلم وكان ينزل أرض بني تميم ببادية البصرة.
2862- عَمْرُو بْنُ الأَهْتَمِ بْنِ سُمَيِّ بْنِ سنان
بن خالد بن منقر بن عبيد بن مقاعس بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سعد بن زيد مناة بن تميم. وكان في وفد بني تميم الذين قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - وكان أصغرهم فكانوا يكون في رحالهم وأسلم. وكان شاعرًا وكان ينزل أرض بني تميم ببادية البصرة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُرَارَةَ الْجَرْمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِعَمْرِو بْنِ الأَهْتَمِ: أَخْبِرْنِي عَنِ الزِّبْرِقَانِ بْنِ بَدْرٍ؟ فَقَالَ: مُطَاعٌ فِي نَادِيهِ مَانِعٌ لِمَا وَرَاءَ ظَهْرِهِ. وَقَالَ الزِّبْرِقَانُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ لَيَعْلَمُ أَنِّي خَيْرٌ مِمَّا قَالَ وَلَكِنَّهُ حَسَدَنِي. فَقَالَ عَمْرُو: أَنْتَ مَا عَلِمْتُ زَمِرُ الْمُرُوءَةِ ضَيِّقُ الْعَطَنِ أَحْمَقُ الأَبِ لَئِيمُ الْخَالِ. ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا كَذَبْتُ فِي الأُولَى وَلا فِي الآخِرَةِ رَضِيتُ عَنْهُ فَقُلْتُ بِأَحْسَنِ مَا أَعْلَمُ فِيهِ فَأَغْضَبَنِي فَقُلْتُ مَا أَعْلَمُ فِيهِ. [فقال رسول الله. ص: إِنَّ مِنَ الْبَيَانِ سِحْرًا] .
2863- صعصعة بن ناجية بن عقال بن محمد
بن سفيان بن مجاشع بْن دارم بْن مالك بْن حنظلة بْن مالك بن زيد مناة بني تميم. وفد على النبي - صلى الله عليه وسلم - فأسلم. ومن ولده الفرزدق الشاعر ابن غالب بن صعصعة. وقد روى صعصعة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ونزل هو وولده البصرة. وهكذا وجدنا نسبه في كتاب النسب عن هشام بْن مُحَمَّد بن السائب الكلبي.
2864- صَعْصَعَةُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عم الفرزدق الشاعر.
هكذا قال يزيد بن هارون في حديث رواه عن الحسن.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قال: حدثنا الحسن عن
__________
2863 التقريب (1/ 367) .
2864 التقريب (1/ 367) .(7/27)
صَعْصَعَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ عَمِّ الْفَرَزْدَقِ الشَّاعِرِ أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَرَأَ عَلَيْهِ: «فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ. وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ» . الزلزلة: 7- 8. فَقَالَ:
حَسْبِي. لا أُبَالِي أَلا أَسْمَعَ غَيْرَهَا. وَقَدْ رَوَى صَعْصَعَةُ عَنْ أَبِي ذَرٍّ.
2865- النمر بن تولب ابن أقيش.
وأقيش بنت عكل بن عبد بن كعب بن عوف بن الحارث بن عوف بن وائل بن قيس بن عوف بن عبد مناة. حضنت عكل أمة لهم ولد عوف بن وائل فنسبوا إليها. والنمر بن تولب هو الشاعر. وكان وفد على النبي - صلى الله عليه وسلم -
فأسلم ونزل البصرة بعد ذلك وَكَتَبَ لَهُمُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كتابا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلابِيُّ فِي بَعْضِ الْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ لنا إسماعيل بن عُلَيَّةَ مِنْ حَدِيثِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ قَالَ: أَتَانَا رَجُلٌ مِنْ عُكَلَ وَمَعَهُ كِتَابٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي قِطْعَةِ جِرَابٍ كَتَبَهُ لَهُمْ: مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى بَنِي زُهَيْرِ بْنِ أُقَيْشٍ. وَالرَّجُلُ هُوَ النَّمِرُ بْنُ تَوْلَبٍ الشَّاعِرُ. وَبَنُو زُهَيْرِ بْنِ أُقَيْشٍ بَطْنٌ مِنْ عُكَلَ.
2866- عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ
بْنِ بِشْرِ بْنِ عَبْدِ دُهْمَانَ بْنِ عَبْدِ الله بن همام بن أبان ابن يسار بن مالك بن خطيط بن جشم من ثقيف. وكان عثمان بن أبي العاص في وفد ثقيف الذين قاموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة فأسلموا وقاضاهم على القضية.
وكان عثمان من أصغرهم فَجَاءَ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قبلهم فأسلم وأقرأه قرآنًا ولزم أبي بن كعب فكان يقرئه. فلما أراد وفد ثقيف الانصراف إلى الطائف قالوا: يا رسول الله أمر علينا. فأمر عليهم عثمان بن أبي العاص الثقفي. وقال: إنه كيس وقد أخذ من القرآن صدرًا. فقالوا: لا نغير أميرًا أَمَّرَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقدم معهم الطائف. فكان يصلي بهم ويقرئهم القرآن. فلما كان زمن عمر بن الخطاب وخط البصرة ونزلها من نزلها من المسلمين أراد أن يستعمل عليها رجلًا له عقل وقوام وكفاية فقيل له: عليك بعثمان بْنَ أَبِي الْعَاصِ. فَقَالَ: ذَاكَ أَمِيرٌ أَمَّرَهُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَمَا كنت لأنزعه. قالوا له: اكتب إليه يستخلف على الطائف ويقبل إليك. قال: أما هذا فنعم. فكتب إليه بذلك فاستخلف أخاه الحكم بن أبي العاص الثقفي على الطائف وأقبل إلى عمر فوجهه إلى
__________
2865 التقريب (2/ 306) .
2866 التقريب (2/ 10) .(7/28)
البصرة فابتنى بها دارًا واستخرج فيها أموالًا منها شط عثمان الذي ينسب إليه بحذاء الأبلة وأرضها وبقي ولده بها إلى اليوم وشرفوا وكثرت غلاتهم وأموالهم ولهم عدد كثير وبقية حسنة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عثمان عن موسى ابن طَلْحَةَ قَالَ: [بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ عَلَى الطَّائِفِ. وَقَالَ:
صَلِّ بِهِمْ صَلاةَ أَضْعَفِهِمْ وَلا يَأْخُذْ مُؤَذِّنُكَ أَجْرًا] .
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلالٍ قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ مُطَرِّفٍ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ كَانَ يُكْنَى أبا عَبْدِ اللَّهِ.
2867- وأخوه الحكم بن أبي العاص الثقفي.
وقد ذكرنا قصته في قصة أخيه عثمان ولم ينته إلينا أنه كان في وفد ثقيف. وأولاده أشراف أيضًا. منهم يزيد بن الحكم بن أبي العاص الشاعر.
2868- وأخوهما حفص بن أبي العاص الشاعر.
أخو عثمان بن أبي العاص. ولم يبلغنا أنه صحب النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا رآه. وقد روى عنه ولكنا كتبناه مع أخويه وبينا أمره. وفي ولده أشراف بالبصرة أيضًا. وقد روى الحسن البصري عن حفص بن أبي العاص.
2869- مَالِكِ بْنِ عَمْرٍو الْعُقَيْلِيِّ
ثم القشيري.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى عَنْ مَالِكِ بْنِ عَمْرٍو الْقُشَيْرِيِّ قَالَ: [سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ:
مَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً مُسْلِمَةً فَهِيَ فِدَاؤُهُ مِنَ النَّارِ عَظْمٌ مِنْ عِظَامٍ مُحَرَّرَةٍ بِعَظْمٍ مِنْ عِظَامِهِ.
وَمَنْ أَدْرَكَ أَحَدَ وَالِدَيْهِ فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ. وَمَنْ ضَمَّ يَتِيمًا مِنْ أَبَوَيْنِ مُسْلِمَيْنِ إِلَى طَعَامِهِ وَشَرَابِهِ حَتَّى يُغْنِيَهُ اللَّهُ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ] .
2870- الأَسْوَدُ بْنُ سَرِيعِ بْنِ حِمْيَرِيِّ بْنِ عُبَادَةَ
بْنِ نَزَّالِ بْنِ مُرَّةَ أحد بني سعد بن زيد مناة ابن تميم وكان قاصًّا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَسَدِيُّ عَنْ يُونُسَ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ الأَسْوَدُ بْنُ سَرِيعٍ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وغزوت معه.
__________
2870 التقريب (1/ 76) .(7/29)
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنِ يُحَدِّثُ عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ وَكَانَ رَجُلا شَاعِرًا وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ قَصَّ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَرْبَعَ غَزَوَاتٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَشْعَثِ قَالَ: [حَدَّثَنَا الْحَسَنُ أَنَّ الأَسْوَدَ بْنَ سَرِيعٍ كَانَ رَجُلا شَاعِرًا. فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلا أُسْمِعُكَ مَحَامِدَ حَمِدْتُ بِهَا رَبِّي؟ فَقَالُ رسول الله. ص: أَمَا إِنَّ رَبَّكَ يُحِبُّ الْحَمْدَ. أَوْ قَالَ: مَا مِنْ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْحَمْدُ مِنَ اللَّهِ] .
قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ يُونُسَ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: كَانَ الأَسْوَدُ بْنُ سَرِيعٍ يَذْكُرُ فِي مُؤَخَّرِ الْمَسْجِدِ.
2871- التَّلِبُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو
بْنِ عَمِيرَةَ الْعَنْبَرِيُّ من بني تميم. رَوَى عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - أحاديث في العتق وغيره.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا غَالِبُ بْنُ حُجْرَةَ الْعَنْبَرِيُّ قال:
حدثني هلقام بْنُ التَّلِبِ أَنَّ التَّلِبَ حَدَّثَهُ أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: قلت: يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتَغْفِرْ لِي. فَقَالَ لِي: إِذَا أُذِنَ لَكَ. أَوْ حَتَّى يُؤَذَنَ لَكَ. فَغَبَرَ مَا قُضِيَ لَهُ ثُمَّ دَعَاهُ فَمَسَحَ بِيَدِهِ عَلَى وَجْهِهِ ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلتَّلِبِ وَارْحَمْهُ. ثَلاثًا. وَكَانَ التَّلِبُ فِي وَفْدِ بَنِي تَمِيمٍ الَّذِينَ نَادَوْا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ. وَقَدْ روى عن النبي.
ص. أَحَادِيثَ بِهَذَا الإِسْنَادِ وَغَيْرِهِ.
2872- قَتَادَةُ بْنُ مِلْحَانَ السَّدُوسِيُّ
. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ سِيرِينَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قَتَادَةَ بْنِ مِلْحَانَ الْقَيْسِيُّ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
أَمَرَهُمْ بِصَوْمِ اللَّيَالِي الْبِيضِ فَإِنَّهُ كَهَيْئَةِ الدَّهْرِ. يَعْنِي الأَيَّامَ. وَحَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ عَنْ أَنَسٍ عَنْ قَتَادَةَ بْنِ مِلْحَانَ الْقَيْسِيِّ عَنْ أَبِيهِ. ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ عَفَّانَ.
__________
2871 التقريب (1/ 112) ، والإصابة (1/ 183) ، والكاشف (1/ 167) ، وتهذيب التهذيب (1/ 509) ، والاستيعاب (1/ 197) ، والجرح (1/ 1/ 448) ، وتهذيب الكمال (797) .
2872 التقريب (2/ 123) .(7/30)
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَيْضًا سُلَيْمَانُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: [سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مِنْهَالٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَمَرَهُ بِصَوْمِ الْبِيضِ ثَلاثَ عَشْرَةَ مِنَ الشَّهْرِ. وَقَالَ: هُنَّ كَهَيْئَةِ الدَّهْرِ.] وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ.
وَالْحَدِيثُ كَأَنَّهُ وَاحِدٌ وَلَكِنَّ سُلَيْمَانَ أَبَا دَاوُدَ اضْطَرَبَ فِي إِسْنَادِهِ وَفِي الْحَدِيثَيْنِ جَمِيعًا وَالْحَدِيثُ مَا رَوَاهُ عَفَّانُ وَهُوَ الثَّبْتُ.
2873- سليم بن جابر
الهجيمي ويكنى أبا جري. وبعضهم يقول في حديثه جابر بن سليم الهجيمي وقد بينا ذَلِكَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا زِيَادُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ قَالَ: قَالَ سُلَيْمُ بْنُ جَابِرٍ الْهُجَيْمِيُّ. وَفَدْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - مع رَهْطٍ مِنْ قَوْمِي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو الْعَقَدِيُّ وَحَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالا: حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ قُرَّةَ بْنِ مُوسَى الْهُجَيْمِيِّ عَنْ سُلَيْمِ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ قَاعِدٌ مُحْتَبٍ. قَالَ حَمَّادٌ فِي حَدِيثِهِ: قُرَّةُ بْنُ مُوسَى يُكْنَى أَبَا الْهَيْثَمِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ عُبَيْدَةَ الْهُجَيْمِيِّ عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ سُلَيْمٍ الْهُجَيْمِيِّ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ مُحْتَبٍ بِشَمْلَةٍ قَدْ وَقَعَ هُدْبُهَا عَلَى قَدَمَيْهِ فَقُلْتُ: أَيُّكُمْ مُحَمَّدٌ أَوْ رَسُولُ اللَّهِ؟ فَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى نَفْسِهِ. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ وَفِيَّ جَفَاؤُهُمْ فَأَوْصِنِي. [فَقَالَ: لا تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا] .
2874- مَالِكُ بْنُ الْحُوَيْرِثِ اللَّيْثِيُّ
وَيُكْنَى أبا سُلَيْمَانَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قلابة عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ قَالَ: [قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - ونحن شَبَبَةٌ فَأَقَمْنَا عِنْدَهُ نَحْوًا مِنْ عِشْرِينَ لَيْلَةً وَكَانَ رَحِيمًا فَقَالَ: لَوْ رَجَعْتُمْ إِلَى بِلادِكُمْ فَعَلَّمْتُمُوهُمْ وَأَمَرْتُمُوهُمْ مُرُوهُمْ فَلْيُصَلُّوا إِذَا حَضَرَتِ الصَّلاةُ] .
2875- أسامة بن عمير
الهذلي. وهو أبو أبي المليح الهذلي الذي روى عنه أيوب وغيره.
__________
2874 التقريب (2/ 224) .
2875 التقريب (1/ 53) .(7/31)
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ زَرْبَى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ شَهِدَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمَ حُنَيْنٍ فَأَصَابَهُمْ مَطَرٌ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
مُنَادِيًا فَنَادَى الصَّلاةَ فِي الرِّحَالِ.
2876- عَرْفَجَةُ بْنُ أَسْعَدَ بْنِ كَرِبٍ الْعُطَارِدِيُّ.
من بني تميم.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلابِيُّ قَالَ: حدثنا أبو الأشهث قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ طَرَفَةَ بْنِ عَرْفَجَةَ أَنَّ جَدَّهُ عَرْفَجَةَ بْنَ أَسْعَدَ أُصِيبَ أَنْفُهُ يَوْمَ الْكِلابِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَاتَّخَذَ أَنْفًا مِنْ وَرِقٍ فَأَنْتَنَ عَلَيْهِ. قَالَ: فَذَكَرَهُ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَمَرَهُ أَنْ يَتَّخِذَ أنفا من ذهب.
قال أبو الأشهث: وَقَدْ رَأَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ جَدَّهُ عَرْفَجَةَ بْنَ أَسْعَدَ.
2877- أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ.
رجل من بني عبد الله بن كعب. ثم أحد بني الحريش من بني عامر بن صعصعة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي هِلالٍ الرَّاسِبِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابن سَوَّادٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ. [قَالَ: أَغَارَتْ عَلَيْنَا خَيْلِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ يَتَغَدَّى فَقَالَ: ادْنُ فَكُلْ. قَالَ:
قُلْتُ: إِنِّي صَائِمٌ. قَالَ: اجْلِسْ أُحَدِّثْكَ عَنِ الصَّوْمِ أَوِ الصِّيَامِ. قَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ عَنِ الصَّلاةِ وَالصَّوْمِ: إِنَّ اللَّهَ وَضَعَ عَنِ الْمُسَافِرِ وَالْحَامِلِ وَالْمُرْضِعِ الصَّوْمَ أَوِ الصِّيَامَ] .
وَاللَّهِ لَقَدْ قَالَهُمَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كِلْتَيْهِمَا أَوْ إِحْدَاهُمَا. فَيَا لَهْفَ نَفْسِي هَلا كُنْتُ طعمت من طعام رسول الله. ص! قَالَ عَفَّانُ فِي الْحَدِيثِ كُلِّهِ حَدَّثَنَا قَالَ: حَدَّثَنَا إِلَى آخِرِهِ.
2878- كَهْمَسٌ الْهِلالِيُّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ:
[حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ عَنْ كَهْمَسٍ الْهِلالِيِّ قَالَ: أَسْلَمْتُ فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ فَأَخْبَرْتُهُ بِإِسْلامِي ثُمَّ وَلَّيْتُ مِنْ عِنْدِهِ فَمَكَثْتُ سَنَةً ثُمَّ أَتَيْتُهُ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَفَعَ الطَّرْفَ ثُمَّ خَفَضَهُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَأَنَّكُ تُذْكُرُنِي. قَالَ: أَجَلْ فَمَنْ أَنْتَ؟ فَقُلْتُ: أَنَا كَهْمَسٌ الْهِلالِيُّ الَّذِي أَتَيْتُكَ عَامَ أَوَّلَ وَقَدْ نحلت جدا وضمر بطني. قال:
__________
2876 التقريب (2/ 18) .
2887 التقريب (1/ 223) .(7/32)
قال رسول الله. ص: وَمَا الَّذِي بَلَغَ مِنْكَ مَا أَرَى؟ فَقُلْتُ: مَا أَفْطَرْتُ بَعْدَكَ نَهَارًا وَلا نِمْتُ لَيْلا. فقال رسول الله. ص: فَمَنْ أَمَرَكَ أَنْ تُعَذِّبَ نَفْسَكَ؟ صُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ وَمِنْ كُلِّ شَهْرٍ يَوْمًا. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ زِدْنِي. قَالَ: يَوْمَيْنِ. قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَجِدُ قُوَّةً. زِدْنِي. قَالَ: ثَلاثَةً مِنْ كُلِّ شَهْرٍ] .
2879- مَاعِزٌ الْبَكَّائِيُّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: سَمِعْتُ الْجَعْدَ بن عبد الرحمن يقول: إن عبد الله بْنَ مَاعِزٍ حَدَّثَهُ أَنَّ مَاعِزًا أَتَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَكَتَبَ لَهُ كِتَابًا أَنَّ مَاعِزًا الْبَكَّائِيَّ أَسْلَمَ آخِرَ قَوْمِهِ وَأَنَّهُ لا يَجْنِي عَلَيْهِ إِلا يَدَهُ فَبَايَعَهُ عَلَى ذَلِكَ.
2880- قُرَّةُ بْنُ دُعْمُوصٍ النُّمَيْرِيُّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ: رَأَيْتُ فِيَ مَكَانِ أَيُّوبَ رَجُلا أَعْرَابِيًّا وَعَلَيْهِ جُبَّةُ صُوفٍ. فَلَمَّا سَمِعَ الْقَوْمَ يَتَحَدَّثُونَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَوْلاي قُرَّةُ بْنُ دُعْمُوصٍ قَالَ: أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ فَإِذَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَصْحَابُهُ حَوْلَهُ فَأَرَدْتُ أَنْ أَدْنُوَ مِنْهُ فَلَمْ أَسْتَطِعْ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتَغْفِرْ لِلْغُلامِ النُّمَيْرِيِّ. فَقَالَ: غَفَرَ اللَّهُ لَكَ! قَالَ: وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الضَّحَّاكَ سَاعِيًا فَجَاءَ بِإِبِلٍ جِلَّةٍ فَقَالَ له النبي. ص:
أَتَيْتَ هِلالَ بْنَ عَامِرٍ وَنُمَيْرَ بْنَ عَامِرٍ وَعَامِرَ بْنَ رَبِيعَةَ فَأَخَذْتَ جِلَّةَ أَمْوَالِهِمْ. قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي سَمِعْتُكَ تَذْكُرُ الْغَزْوَ فَأَحْبَبْتُ أَنْ آتِيَكَ بِإِبِلٍ تَرْكَبُهَا وَتَحْمِلُ عَلَيْهَا أَصْحَابَكَ. فَقَالَ: [قَالَ: لَقَدْ تَرَكْتَ الَّذِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا جِئْتَ بِهِ. اذْهَبْ فَارْدُدْهَا عَلَيْهِمْ وَخُذْ صَدَقَاتِهِمْ مِنْ حَوَاشِي أَمْوَالِهِمْ] .
2881- الْخَشْخَاشُ بْنُ الْحَارِثِ الْعَنْبَرِيُّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنْ حُصَيْنِ بْنِ أَبِي الْحَرِّ عَنِ الْخَشْخَاشِ الْعَنْبَرِيِّ قَالَ: [أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ومعي ابن لي فقال: أابنك؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: لا يَجْنِي عَلَيْكَ وَلا تَجْنِي عَلَيْهِ] .
2882- أَحْمَرُ بْنُ جَزْءٍ السَّدُوسِيُّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَيَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الحضرمي ومسلم بن إبراهيم
__________
2882 التقريب (1/ 49) .(7/33)
قَالُوا: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ رَاشِدٍ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَرُ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا سَجَدَ نَأْوِي لَهُ مِمَّا يُجَافِي يَدَيْهِ عَنْ جَنْبَيْهِ.
3883- سَوَادَةُ بْنُ رَبِيعٍ الْجَرْمِيُّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْخَثْعَمِيُّ قَالَ:
حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجَرْمِيُّ عَنْ سَوَادَةَ بْنِ رَبِيعٍ الْجَرْمِيِّ [قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِأُمِّي فَأَمَرَ لَنَا بِشِيَاهٍ وَقَالَ لَهَا: مُرِي بَنِيكِ أَنْ يُقَلِّمُوا أَظْفَارَهُمْ أَنْ يُوجِعُوا أَوْ يَعْبِطُوا ضُرُوعَ الْغَنَمِ. وَمُرِي بَنِيكِ أَنْ يُحْسِنُوا غِذَاءَ رِبَاعِهِمْ] .
2884- علاثة بن شجار السليطي.
من بني تميم. روى عنه الحسن أَنَّهُ [سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - يقول: المسلم أخو المسلم. وقال: أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ في أزفلة من الناس.]
2885- عُقْبَةُ بْنُ مَالِكٍ اللَّيْثِيُّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بن المغيرة قال: حدثنا حميد ابن هِلالٍ قَالَ: أَتَانِي وَصَاحِبًا لِي أَبُو الْعَالِيَةِ فَقَالَ: هَلُمَّا فَأَنْتُمَا أَشَبُّ سِنًّا مِنِّي. وَأَوْعَى لِلْحَدِيثِ. قَالَ: فَانْطَلَقَ حَتَّى أَتَى بِنَا أَصْحَابَ السُّرُوجِ فَإِذَا نَصْرُ بْنُ عَاصِمٍ اللَّيْثِيُّ.
قَالَ: فَقَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ حَدِّثْ هَذَيْنِ حَدِيثَكَ. قَالَ: فقال نصر بن عاصم. حدثنا عقبة ابن مَالِكٍ اللَّيْثِيُّ وَكَانَ مِنْ رَهْطِهِ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - سرية فَأَغَارَتْ عَلَى قَوْمٍ فَشَدَّ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ فَأَتْبَعَهُ رَجُلٌ مِنَ السَّرِيَّةِ مَعَهُ السَّيْفُ شَاهِرَهُ فَقَالَ الشَّادُّ: إِنِّي لِمُسْلِمٍ. قَالَ: فَلَمْ يَنْظُرْ إِلَى مَا قَالَ فَضَرَبَهُ فَقَتَلَهُ. فَنُمِيَ الْحَدِيثُ إلى رسول الله.
ص. فَقَالَ فِيهِ قَوْلا شَدِيدًا بَلَغَ الْقَاتِلَ. فَبَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَخْطُبُ إِذْ قَالَ الْقَاتِلُ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا قَالَهَا إِلا تَعَوُّذًا مِنَ الْقَتْلِ. قَالَ: فَأَعْرَضَ عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَعَمَّنْ قَبْلَهُ مِنَ النَّاسِ وَأَخَذَ فِي خُطْبَتِهِ فَأَعَادَهَا الثَّانِيَةَ. فَقَالَ: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا قَالَهَا إِلا تَعَوُّذًا مِنَ الْقَتْلِ. فَأَعْرَضَ عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ وَعَمَّنْ قَبْلَهُ مِنَ النَّاسِ. وَأَخَذَ فِي خُطْبَتِهِ.
قَالَ: فَلَمْ يَصْبِرْ أَنْ قَالَ الثَّالِثَةَ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا قالها إلا تعوذا من القتل. [قال:
فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تُعْرَفُ الْمَسَاءَةُ فِي وَجْهِهِ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ أَبَى عَلَيَّ لِمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا. قَالَهَا ثلاثا] .
__________
2885 التقريب (2/ 28) .(7/34)
2886- خُزَيْمَةُ بْنُ جَزْءٍ الأَسَدِيُّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ حَازِمِ بْنِ حُسَيْنٍ الْبَصْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ أَبُو أُمَيَّةَ عَنْ حِبَّانَ بْنِ جَزْءٍ عَنْ أَخِيهِ خُزَيْمَةَ بْنِ جَزْءٍ قَالَ: [سَأَلْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
عَنْ أَكْلِ الثَّعْلَبِ فَقَالَ: وَمَنْ يَأْكُلُ الثَّعْلَبَ؟ وَسَأَلْتُهُ عَنِ الذِّئْبِ قَالَ: يَأْكُلُ الذِّئْبَ أَحَدٍ فِيهِ خَيْرٌ! وَسَأَلْتُهُ عَنِ الضَّبُعِ فَقَالَ: وَمَنْ يَأْكُلُ الضَّبُعَ؟] .
قَالَ: وَرَوَى أَيْضًا عَبْدُ الْكَرِيمِ عَنْ حِبَّانَ عَنْ خُزَيْمَةَ قَالَ: [سَأَلْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
عَنِ الضَّبِّ فَقَالَ: لا آكُلُهُ وَلا أُحَرِّمُهُ] .
2887- سَمُرَةُ بْنُ جُنْدُبِ بْنِ هِلالِ
بْنِ حَرِيجِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ حَزْنِ بن عمرو بن جابر بن خشين بن لأي بن عصيم بن شمخ بن فزارة. صحب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وغزا معه وله حلف في الأنصار. وكانت أمه عند مري بن سنان عم أبي سعيد الخدري فيرون أن سمرة فيمن شهد أحدًا ونزل البصرة بعد ذلك فاختط بها ثم أتى الكوفة فاشترى بها دورًا في بني أسد بالكناسة فبناها فنزلها ومات بها. وله بقية وعقب. وَرَوَى عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أحاديث كثيرة. وكان زياد يستعمله على البصرة إذا خرج إلى الكوفة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا يَزِيدَ الْمَدَنِيَّ قَالَ: لَمَّا مَرِضَ سَمُرَةُ بْنُ جُنْدُبٍ مَرَضَهُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ. أَصَابَهُ بَرْدٌ شَدِيدٌ فَأَوْقَدْتُ لَهُ نَارٌ. فَجَعَلَ كَانُونًا بَيْنَ يَدَيْهِ. وَكَانُونًا خَلْفَهُ. وَكَانُونًا عَنْ يَمِينِهِ. وَكَانُونًا عَنْ يَسَارِهِ. قَالَ: فَجَعَلَ لا يَنْتَفِعُ بِذَلِكَ وَيَقُولُ: كَيْفَ أَصْنَعُ بِمَا فِي جَوْفِي؟ فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى مَاتَ.
2888- حَرْمَلَةُ الْعَنْبَرِيُّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بن عمر وأبو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ ضِرْغَامَةَ بْنِ عُلَيْبَةَ بْنِ حَرْمَلَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: [أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَصَلَّيْتُ مَعَهُ الْغَدَاةَ. فَلَمَّا قَضَيْنَا الصَّلاةَ نَظَرْتُ فِي وُجُوهِ الْقَوْمِ ما أكاد أستبين وجوههم بعد ما
__________
2886 التقريب (1/ 223) .
2887 التقريب (1/ 333) .
2888 التقريب (1/ 158) .(7/35)
قَضَيْتُ الصَّلاةَ. فَلَمَّا قَرُبْتُ أَرْتَحِلُ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْصِنِي. قَالَ: عَلَيْكَ بِتَقْوَى اللَّهِ. وَإِذَا قُمْتَ مِنْ عِنْدِ الْقَوْمِ فَسَمِعْتَهُمْ يَقُولُونَ لَكَ مَا يُعْجِبُكَ فَأْتِهِ وَإِذَا سَمِعْتَهُمْ يَقُولُونَ لَكَ مَا تَكْرَهُ فَاتْرُكْهُ] .
2889- نُبَيْشَةُ الْهُذَلِيُّ
ويقال له نبيشة الخير.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي الْمُعَلَّى بْنُ رَاشِدٍ الْهُذَلِيُّ قَالَ:
حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي أُمُّ عَاصِمٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ هُذَيْلٍ يُقَالُ لَهُ نُبَيْشَةُ الْخَيْرِ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيْنَا نُبَيْشَةُ وَنَحْنُ نَأْكُلُ فِي قَصْعَةٍ فَقَالَ لَنَا: [حَدَّثَنَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ مَنْ أَكَلَ فِي قَصْعَةٍ ثُمَّ لَحِسَهَا اسْتَغْفَرْتُ لَهُ] .
قَالَ: وَأَمَّا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ فَأَخْبَرَنَا قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ النَّبَّالُ قَالَ: حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيْنَا نُبَيْشَةُ. ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ عَفَّانَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَلا أَحْسَبُ أَبَا الْيَمَانِ إِلا الْمُعَلَّى بْنَ رَاشِدٍ الْهُذَلِيَّ.
2890- طَلْحَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّضْرِيُّ.
أحد بني ليث من كنانة. وبعضهم يقول طلحة بن عمرو وكان من أهل الصفة.
حَدَّثَ مَسْلَمَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْمَازِنِيُّ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عن أبي حرب ابن أَبِي الأَسْوَدِ أَنَّ طَلْحَةَ اللَّيْثِيَّ حَدَّثَهُ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ - قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ وَلَيْسَ لِي بِهَا مَنْزِلٌ فَنَزَلْتُ الصُّفَّةَ.
2891- الْعَدَّاءُ بْنُ خَالِدِ بْنِ هَوْذَةَ بْنِ خَالِدِ
بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عامر بن ربيعة بن صعصعة. وفد على النبي - صلى الله عليه وسلم - وأقطعه مياهًا كانت لبني عمرو بن عامر.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمِنْهَالُ بْنُ بَحْرٍ أَبُو سَلَمَةَ الْقُشَيْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ قَالَ: لَمَّا كَانَ زَمَنُ يَزِيدَ بْنِ الْمُهَلَّبِ خَرَجْتُ أَنَا وَحُجْرُ بْنُ أَبِي نَصْرٍ إِلَى مَكَّةَ.
فَمَرَرْنَا بِمَاءٍ يُقَالُ له الرخيخ فقالوا لنا: هاهنا رَجُلٌ قَدْ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَتَيْنَا شَيْخًا كَبِيرًا قُلْنَا: أَرَأَيْتَ رسول الله. ص؟ قَالَ: نَعَمْ. وَكَتَبَ لِي بِهَذَا الْمَاءِ. قَالَ:
فَأَخْرَجَ لَنَا جِلْدَةً فِيهَا كِتَابَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: قُلْنَا: مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: الْعَدَّاءُ بْنُ خَالِدٍ. قَالَ قُلْنَا: [فَمَا سمعت من رسول الله. ص؟ قال: كنت تحت ناقته يوم عرفة
__________
2889 التقريب (2/ 297) .
2891 التقريب (2/ 16) .(7/36)
وَهِيَ تَقْصَعُ بِجِرَّتِهَا. فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟ وَأَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟ وَأَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟
قَالَ: قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قال: أليس شَهْرٌ حَرَامٌ؟ وَبَلَدٌ حَرَامٌ؟ وَيَوْمٌ حَرَامٌ؟ قَالَ قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: أَلا إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا. فِي شَهْرِكُمْ هَذَا. فِي بَلَدِكُمْ هَذَا. إِلَى يَوْمِ تَلْقَوْنَ رَبَّكُمُ. اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ؟ اللَّهُمَّ اشْهَدْ] .
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَجِيدِ أَبُو عَمْرٍو قَالَ: أَتَيْنَا الرُّخَيْخَ فَدَخَلْنَا عَلَى رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ يُقَالُ لَهُ الْعَدَّاءُ بْنُ خَالِدِ بْنِ هَوْذَةَ. فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ. فَرَدَّ عَلَيْنَا السَّلامَ [وَقَالَ: حَجَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَجَّةَ الْوَدَاعِ فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَائِمًا فِي الرِّكَابَيْنِ يَوْمَ عَرَفَةَ يُنَادِي: أَلا إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا. فِي شَهْرِكُمْ هَذَا. فِي بَلَدِكُمْ هَذَا. إِلَى يَوْمِ تَلْقَوْنَهُ. أَلا هَلْ بَلَّغْتُ أَلا هَلْ بَلَّغْتُ أَلا هَلْ بَلَّغْتُ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: اللَّهُمَّ اشَهَدْ. يَقُولُهَا ثَلاثًا] .
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ رَاشِدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبَّادُ بْنُ لَيْثٍ الْيَشْكُرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي الْعَدَّاءُ بْنُ خَالِدِ بْنِ هَوْذَةَ قَالَ: أَخْرَجَ إِلَيَّ كِتَابًا فَقَالَ لِي هَذَا كَتَبَهُ لِيَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَإِذَا كِتَابٌ فِيهِ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. هَذَا مَا اشْتَرَى الْعَدَّاءُ بْنُ خَالِدِ بْنِ هَوْذَةَ مِن مُحَمَّد رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اشْتَرَى مِنْهُ عَبْدًا أَوْ أَمَةً عَلَى أَنْ لا دَاءَ وَلا غَائِلَةَ وَلا خِبْثَةَ بَيْعَ الْمُسْلِمِ لِلْمُسْلِمِ.
2892- أَعْشَى بَنِي مَازِنٍ من بني تميم.
قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ بْنِ الْبِرِنْدِ الْقُرَشِيُّ قَالَ: أخبرنا يوسف ابن يَزِيدَ أَبُو مَعْشَرٍ الْبَرَاءُ قَالَ: حَدَّثَنِي طَيْسَلَةُ الْمَازِنِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي وَالْحَيُّ عَنْ أَعْشَى بَنِي مَازِنٍ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقُلْتُ:
يَا مَالِكَ النَّاسِ وَدَيَّانَ الْعَرَبِ ... إِنِّي تَزَوَّجْتُ ذِرْبَةً مِنَ الذِّرَبْ
ذَهَبْتُ أَبْغِيهَا الطَّعَامَ فِي رَجَبْ ... فَخَلَّفَتْنِي بِنِزَاعٍ وَحَرَبْ
وَهُنَّ شَرُّ غَالِبٍ لِمَنْ غَلَبْ
[قَالَ: فَجَعَلَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: وَهُنَّ شَرُّ غَالِبٍ لِمَنْ غَلَبْ. وَهُنَّ شَرُّ غَالِبٍ لِمَنْ غَلَبْ] .
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ الصَّيْرَفِيُّ عمرو(7/37)
ابن عَلِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عبيد الحنفي قال: حدثني الجنيد ابن أَمِينِ بْنِ ذِرْوَةَ بْنِ نَضْلَةَ بْنِ طَرِيفِ بْنِ بُهْصُلِ الْحِرْمَازِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ نَضْلَةَ أَنَّ رَجُلا مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ الأَعْشَى وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الأَعْوَرِ كَانَتْ عِنْدَهُ امْرَأَةٌ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهَا مُعَاذَةُ. فَخَرَجَ فِي رَجَبٍ يَمِيرُ أَهْلَهُ مِنْ هَجَرَ فَهَرَبَتِ امْرَأَتُهُ بَعْدَهُ نَاشِزًا عَلَيْهِ.
فَعَاذَتْ بِرَجُلٍ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ مُطَرِّفُ بْنُ بُهْصُلٍ فَجَعَلَهَا خَلْفَ ظَهْرِهِ. فَلَمَّا قَدِمَ لَمْ يَجِدْهَا فِي بَيْتِهِ وَأُخْبِرَ أَنَّهَا نَشَزَتْ عَلَيْهِ وَأَنَّهَا عَاذَتْ بِمُطَرِّفِ بْنِ بُهْصُلٍ. فَأَتَاهُ فَقَالَ:
يَا ابْنَ عَمِّ عِنْدَكَ امْرَأَتِي مُعَاذَةُ فَادْفَعْهَا إِلَيَّ. قَالَ: لَيْسَتْ عِنْدِي. وَلَوْ كَانَتْ عِنْدِي لَمْ أَدْفَعْهَا إِلَيْكَ. قَالَ: وَكَانَ مُطَرِّفٌ أَعَزَّ مِنْهُ فَخَرَجَ حَتَّى أَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَعَاذَ بِهِ وَأَنْشَأَ يَقُولُ:
يَا سَيِّدَ النَّاسِ وَدَيَّانَ الْعَرَبْ ... إِلَيْكَ أَشْكُو ذِرْبَةً مِنَ الذِّرَبْ
كَالذِّئْبَةِ الْغَبْسَاءِ فِي طَلِّ السَّرَبْ ... خَرَجْتُ أَبْغِيهَا الطَّعَامَ فِي رَجَبْ
فَخَلَّفَتْنِي بِنِزَاعٍ وَهَرَبْ ... أَخْلَفَتِ الْعَهْدَ وَلَطَّتِ الذَّنَبْ
تَوَدُّ أَنِّي بَيْنَ غَيْضٍ مُؤْتَشَبْ ... وَهُنَّ شر غالب لمن غلب
فقال النبي. ص: وَهُنَّ شَرُّ غَالِبٍ. فَشَكَا إِلَيْهِ امْرَأَتَهُ وَمَا صَنَعَتْ بِهِ وَأَنَّهَا عِنْدَ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ مطرف بن بهصل فَكَتَبَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كتابًا: انْظُرِ امْرَأَةَ هَذَا مُعَاذَةَ فَادْفَعْهَا إِلَيْهِ. فَأَتَاهُ كِتَابُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقُرِئَ عَلَيْهِ. فَقَالَ لَهَا: يَا مُعَاذَةُ هَذَا كِتَابُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِيكِ وَأَنَا دَافِعُكِ إِلَيْهِ. قَالَتْ: فَخُذْ لِي عَلَيْهِ الْعَهْدَ وَالْمِيثَاقَ وَذِمَّةَ نَبِيِّهِ لا يُعَاقِبُنِي فِيمَا صَنَعْتُ. فَأَخَذَ لَهَا ذَلِكَ عَلَيْهِ وَدَفَعَهَا إِلَيْهِ مُطَرِّفٌ فَأَنْشَأَ يَقُولُ:
لَعَمْرُكَ مَا حُبِّي مُعَاذَةَ بِالَّذِي ... يُغَيِّرُهُ الْوَاشِي وَلا قِدَمُ الْعَهْدِ
وَلا سُوءُ مَا جَاءَتْ بِهِ إِذْ أَزَالَهَا ... غُوَاةُ الرِّجَالِ إِذْ يُنَادُونَهَا بَعْدِي
2893- أبو مريم السلولي.
واسمه مالك بن ربيعة. وهو أبو يزيد بن أبي مريم.
[روى عن النبي. ص: اللهم اغفر للمتخلفين] .
2894- عَبَّادُ بْنُ شُرَحْبِيلَ الْيَشْكُرِيُّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَشْعَثُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ
__________
2893 التقريب (2/ 225) .
2894 التقريب (1/ 392) .(7/38)
عَنْ عَبَّادِ بْنِ شُرَحْبِيلَ قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَدَخَلْتُ حَائِطًا فَأَصَبْتُ مِنْ سُنْبُلِهِ فَجَاءَنِي صَاحِبُ الْحَائِطِ فَضَرَبَنِي وَأَخَذَ كِسَائِي فَانْطَلَقْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَصَاحِبُ الْحَائِطِ يَتْلُونِي. فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ. [فَقَالَ لَهُ رسول الله. ص: وَاللَّهِ مَا عَلَّمْتَهُ إِذْ كَانَ جَاهِلا وَلا أَطْعَمْتَهُ إِذْ كَانَ سَاغِبًا] . ثُمَّ أَمَرَهُ فَرَدَّ عَلَيَّ كِسَائِي وَأَمَرَ لِي بِوَسْقٍ أَوْ نِصْفِ وَسْقٍ مِنْ تَمْرٍ.
2895- بَشِيرُ بْنُ الْخَصَاصِيَّةِ.
واسمه زحم بن معبد السدوسي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ عَنْ خَالِدِ بْنِ سُمَيْرٍ قَالَ: هَاجَرَ زَحْمُ بْنُ مَعْبَدٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - فقال له رسول الله. ص: مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: زَحْمُ بْنُ مَعْبَدٍ. قَالَ: بَلْ أَنْتَ بَشِيرٌ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالا: حَدَّثَنَا الأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ سُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي بَشِيرُ بْنُ نَهِيكٍ قَالَ: حَدَّثَنِي بَشِيرٌ وَكَانَ اسْمُهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ زَحْمٌ فَهَاجَرَ. [قال: فقال لي رسول الله. ص: مَا اسْمُكَ؟ قُلْتُ: زَحْمٌ. قَالَ: بَلْ أَنْتَ بَشِيرٌ] .
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ إِيَادٍ السَّدُوسِيُّ قَالَ:
سَمِعْتُ أَبِي إِيَادِ بْنُ لَقِيطٍ السَّدُوسِيُّ وَهُوَ يُحَدِّثُ قَالَ: سَمِعْتُ لَيْلَى امْرَأَةَ بَشِيرِ بْنِ الْخَصَاصِيَّةِ وَرَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سَمَّاهُ بَشِيرًا وكان اسمه قبل ذلك زحم.
2896- قَبِيصَةُ بْنُ وَقَّاصٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ عُمَارَةَ أَبُو هَاشِمٍ صَاحِبُ الزَّعْفَرَانِ قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ وَقَّاصٍ قَالَ: [قال رسول الله. ص: يَكُونُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ مِنْ بَعْدِي يُؤَخِّرُونَ الصَّلاةَ فَهِيَ لَكُمْ وَهِيَ عَلَيْهِمْ فَصَلُّوا مَعَهُمْ مَا صلوا بكم القبلة] . قال هشام: وكان لِقَبِيصَةَ صُحْبَةٌ. قَالَ:
وَهَذَا حَدِيثُ الْجَمَاعَةِ.
2897- جَارِيَةُ بن قدامة السعدي
بن زُهَيْرِ بْنِ الْحُصَيْنِ بْنِ زِرَاحِ بْنِ أسعد بن بجير
__________
2895 التقريب (1/ 102) .
2896 التقريب (2/ 123) .
2897 التقريب (1/ 124) .(7/39)
ابن ربيعة بن كعب بْن سَعْد بْن زيد مناة بْن تميم.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عن أبيه عن الأحنف ابن قَيْسٍ عَنِ [ابْنِ عَمٍّ لَهُ يُقَالُ لَهُ جَارِيَةُ بْنُ قُدَامَةَ أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال: يا رسول اللَّهِ. قُلْ لِي قَوْلا يَنْفَعُنِي وَأَقْلِلْ لِي لعلي أعيه. فقال رسول الله. ص: لا تَغْضَبْ. ثُمَّ أَعَادَهُ عَلَيْهِ فَقَالَ: لا تَغْضَبْ. حَتَّى أَعَادَهُ عَلَيْهِ مِرَارًا كُلَّ ذَلِكَ يَقُولُ لَهُ: لا تَغْضَبْ.] قَالَ: وَجَارِيَةُ بْنُ قُدَامَةَ فِيمَنْ شَهِدَ قَتْلَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. قَالَ:
وَكُنَّا مِنْ آخِرِ مَنْ دَخَلَ عَلَيْهِ فَسَأَلْنَاهُ وَصِيَّةً وَلَمْ يَسْأَلْهَا إِيَّاهُ أَحَدٌ قَبْلَنَا. وَلِجَارِيَةَ بْنِ قُدَامَةَ أَخْبَارٌ وَمَشَاهِدُ كَانَ عَلِيُّ بن أبي طالب. ع. بَعَثَهُ إِلَى الْبَصْرَةِ وَبِهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ خَلِيفَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كَرُيْزٍ. فَحَاصَرَهُ فِي دَارِ سُنَيْبِلٍ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ وَكَانَ مُعَاوِيَةُ بَعَثَهُ إِلَى الْبَصْرَةِ يُبَايِعُ لَهُ.
2898- سَعْدُ بْنُ الأَطْوَلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ خَالِدِ بْنِ وَاهِبِ بن غياث بن عبد بن شقرة ابن عدي بن عوف بن غطفان بن قيس بن جهينة بن زيد بْن سود بْن أسلم بْن الحاف بْن قضاعة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ أَبُو جَعْفَرٍ عَنْ أَبِي نُصْرَةَ عَنْ سَعْدِ بْنِ الأَطْوَلِ أَنَّ أَخَاهُ مَاتَ وَتَرَكَ دَيْنًا وَتَرَكَ ثَلاثَمِائَةِ دِرْهَمٍ وَتَرَكَ عِيَالا. قَالَ: فَأَرَدْتُ أَنْ أُنْفِقَهَا على عياله. [فقال النبي. ص: إِنَّ أَخَاكَ مَحْبُوسٌ بِدَيْنِهِ. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ أَدَّيْتُ عَنْهُ إِلا دِينَارَيْنِ ادَّعَتْهُمَا امْرَأَةٌ وَلَيْسَ لَهَا بَيِّنَةٌ. قَالَ: فَأَعْطِهَا فَإِنَّهَا مُحِقَّةٌ] .
قَالَ: وَأُخْبِرْتُ عَنْ وَاصِلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَدْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ الأَطْوَلِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ يَخْرُجُ إِلَى أَصْحَابِهِ بِتُسْتُرَ فَيَزُورُهُمْ فَيُقِيمُ يَوْمَ دُخُولِهِ وَالثَّانِيَ وَيَخْرُجُ فِي الثَّالِثِ فَيَقُولُونَ لَهُ: لَوْ أَقَمْتَ. فَيَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ نَهَانِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَوْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَنْهَى عَنِ التِّنَاءَةِ فَمَنْ أَقَامَ بِبِلادِ الْخَرَاجِ ثَلاثًا فَقَدْ تَنَأَ. فَأَنَا أَكْرَهُ أَنْ أُقِيمَ. وَأُخْبِرْتُ عَنْ وَاصِلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: لَمَّا مَاتَ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ خَافَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ أَهْلَ الْبَصْرَةِ عَلَى نَفْسِهِ فَأَرْسَلَ إِلَى سَعْدِ بْنِ الأَطْوَلِ فَسَأَلَهُ أن يجيره من أهل البصرة فقال:
__________
2898 التقريب (1/ 286) .(7/40)
عَشِيرَتِي لَيْسَتْ بِالْبَصْرَةِ. عَشِيرَتِي بِالشَّامِ.
2899- حريث بن حسان الشيباني.
وافد بَكْر بْن وائل عَلَى رَسُول اللَّهِ - صَلَّى الله عليه وسلم - وهو الذي رافقته قيلة بنت مخرمة حين خَرَجْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - فقد ما عليه. فكان بينه وبينها من الكلام في الدهناء بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - ما حكاه لنا عفان بن مسلم عن عبد الله بن حسان أخي بني كعب بلعنبر عن جدتيه صفية بنت عليبة ودحيبة بنت عليبة عن حديث قيلة بنت مخرمة.
2900- حرملة بن عبد الله الكعبي.
من كعب بلعنبر. خَرَجَ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَكَانَ عِنْدَهُ حَتَّى عرفه وسأله وروى عنه - صلى الله عليه وسلم -
2901- عبد الله بن سَبْرَةَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ:
حَدَّثَنَا ابْنُ نَسِيبٍ السُّلَمِيُّ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَبْرَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ سَمِعَ نبي الله.
[ص يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ يَنْهَاكُمْ عَنْ ثَلاثٍ: عَنْ كَثْرَةِ السُّؤَالِ وَإِضَاعَةِ الْمَالِ. وَعَنِ اتِّبَاعِ قِيلَ وَقَالَ] .
2902- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَرْجِسَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَرْجِسٍ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ قَاعِدٌ فَدُرْتُ خَلْفَ ظَهْرِهِ فَعَرَفَ الَّذِي أُرِيدُ فَأَلْقَى رِدَاءَهُ فَنَظَرْتُ إِلَى الْخَاتَمِ عَلَى نُغْضِ كَتِفِهِ الْيُسْرَى. أَوْ قَالَ الْيُمْنَى. فَإِذَا مِثْلُ الْجَمْعِ. يَعْنِي جَمْعَ الْكَفِّ. حَوْلَهُ خِيلانُ كَأَنَّهَا الثَّآلِيلُ. قَالَ:
فَرَجَعْتُ حَتَّى اسْتَقْبَلَتُهُ فَقُلْتُ: غَفَرَ اللَّهُ لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: وَلَكَ. فَقَالَ لَهُ بَعْضُ القوم: أاستغفر لَكَ رَسُولُ اللَّهِ؟ قَالَ: نَعَمْ. وَلَكُمْ. قَالَ: وَتَلا هَذِهِ الآيَةَ:
«وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ» محمد: 19.
__________
2900 التقريب (1/ 158) .
2902 التقريب (1/ 418) ، والتاريخ الكبير (27) ، (282) ، والجرح (289) ، والجمع (1/ 246) ، وأسد الغابة (3/ 171) ، والاستيعاب (3/ 916) ، وسير النبلاء (3/ 426) ، والتجريد (3311) ، والكاشف (2770) ، والإصابة (4705) ، وتهذيب التهذيب (5/ 232) ، وتهذيب الكمال (3294) .(7/41)
2903- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أبي الْحَسْمَاءِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ هَانِئٍ الْبَهْرَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بن طعمان قَالَ:
حَدَّثَنَا بُدَيْلُ بْنُ مَيْسَرَةَ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ [أَبِي الْحَسْمَاءِ قَالَ: بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَبْلَ أَنْ يَبْعَثَ بِبَيْعٍ فَبَقِيَ لَهُ عَلَيَّ شَيْءٌ فَوَاعَدْتُهُ أَنْ آتِيَهُ فِي مَكَانِهِ بِذَلِكَ فَنَسِيتُ يَوْمِي ذَلِكَ وَمِنَ الْغَدِ فَأَتَيْتُهُ يَوْمَ الثَّالِثِ فَوَجَدْتُهُ فِي مَكَانِهِ فَقَالَ لِي: يا فتى لقد شققت علي. أنا هاهنا مُذْ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ أَنْتَظِرُكَ.]
2904- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أبي الْجَذْعَاءِ الْعَبْدِيُّ.
روى عنه عبد الله بن شقيق العقيلي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَعَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلابِيُّ قَالا: [حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ عَنِ ابْنِ أَبِي الْجَذْعَاءِ قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَتَى كُنْتَ نَبِيًّا؟ قَالَ: إِذْ آدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ] .
2905- مَيْسَرَةُ الْفَجْرِ وَهُوَ أَبُو بُدَيْلِ
بْنُ مَيْسَرَةَ الْعُقَيْلِيُّ الذي روى عن عبد الله بن شقيق.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ هَانِئٍ الْبَهْرَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ قَالَ:
حَدَّثَنَا بُدَيْلُ بْنُ مَيْسَرَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ عَنْ مَيْسَرَةَ الْفَجْرِ قَالَ: [سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَتَى كُنْتَ نَبِيًّا؟ قَالَ: كُنْتُ نَبِيًّا وَآدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ] .
2906- طَلْقُ بْنُ خُشَّافٍ الْقَيْسِيُّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَوَادَةُ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ الْقَيْسِيُّ الْقَطَّانُ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّهُمْ دَخَلُوا عَلَى طَلْقِ بْنِ خُشَّافٍ رجل من أصحاب النبي.
ص. يَعُودُونَهُ فَجَعَلُوا يَدْعُونَ لَهُ وَهُوَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ خر ثم اعزم.
__________
2903 التاريخ الكبير (43) ، والجرح (192) ، والكاشف (2717) ، والاستيعاب (3/ 892) ، وأسد الغابة (3/ 146) ، والتجريد (3238) ، والتقريب (1/ 410) ، وتهذيب الكمال (3234) .
2904 التاريخ الكبير (44) ، والجرح (124) ، والاستيعاب (3/ 880) ، وأسد الغابة (3/ 132) ، والكاشف (2685) ، والتجريد (3193) ، وتهذيب التهذيب (5/ 168) ، والتقريب (1/ 406) ، وتهذيب الكمال (3198) .(7/42)
2907- أَبُو صَفِيَّةَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنْ أُمِّهِ قَالَتْ: رَأَيْتُ أَبَا صَفِيَّةَ رَجُلا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
قَالَتْ: كَانَ جَارَنَا هاهنا فَكَانَ إِذَا أَصْبَحَ يُسَبِّحُ بِالْحَصَى وَالنَّوَى وَلا أَرَاهُ إِلا بِالْحَصَى.
2908- أَبُو عَسِيبٍ
مَوْلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -
قال: وفي بعض الرواية يقولون عن أبي عسيم وهو رجل واحد.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ عُبَيْدٍ أَبُو نُصَيْرَةَ قَالَ:
[سَمِعْتُ أَبَا عَسِيبٍ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - يقول: قال رسول الله. ص: أتاني جبريل. ع. بِالْحُمَّى. وَالطَّاعُونِ فَأَمْسَكْتُ الْحُمَّى بِالْمَدِينَةِ وَأَرْسَلْتُ الطَّاعُونَ إِلَى الشَّامِ. فَالطَّاعُونُ شَهَادَةٌ لأُمَّتِي وَرَحْمَةٌ لَهُمْ وَرِجْسٌ عَلَى الْكُفَّارِ] .
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَازِمُ بْنُ الْقَاسِمِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَسِيبٍ يَقُولُ: مَنْ كَانَ مِنْكُمْ صَحِيحًا يَقْدِرُ عَلَى الْمَشْيِ إِلَى الْجُمُعَةِ فَلا يَدَعْهَا فَإِنَّهَا فَرِيضَةٌ كَفَرِيضَةِ الْحَجِّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَازِمُ بْنُ الْقَاسِمِ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا عَسِيبٍ يَشْرَبُ فِي قَدَحٍ غَلِيظٍ لَمْ يُنْجَثْ فَقُلْنَا: لَوْ شَرِبْتَ فِي أَقْدَاحِنَا هَذِهِ الرِّقَاقِ.
قَالَ: وَمَا يَمْنَعُنِي أَنْ آكُلَ وَأَشْرَبَ فِيهِ. وَقَدْ رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَشْرَبُ فِيهِ؟.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَازِمُ بْنُ الْقَاسِمِ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا عَسِيبٍ خَادِمَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُصَفِّرُ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ وَسَبَلَتَهُ. قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا عَسِيبٍ يَقُولُ: مَنْ كَانَ صَحِيحًا يُطِيقُ الْمَشْيَ إِلَى الْجُمُعَةِ فَلا يَدَعْهَا فَإِنَّهَا فَرِيضَةٌ مِثْلُ الْحَجِّ. قَالَ: وَكُنَّا نَجُزُّ مِنْ أَطْرَافِ شَارِبِي أَبِي عَسِيبٍ وَمِنْ أَظْفَارِهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَتْنَا مَسْلَمَةُ بِنْتُ زَبَّانَ الْقُرَيْعِيَّةُ قَالَتْ: سَمِعْتُ مَيْمُونَةَ بِنْتَ أَبِي عَسِيبٍ قَالَتْ: كَانَ أَبُو عَسِيبٍ يُوَاصِلُ مِنْ ثَلاثٍ فِي الصِّيَامِ. وَكَانَ يُصَلِّي الضُّحَى قَائِمًا فَعَجَزَ. فَكَانَ يصلي قاعدا. وكان يصوم
__________
2907 التقريب (2/ 307) .(7/43)
الْبِيضَ. قَالَتْ: وَكَانَ فِي سَرِيرِهِ جُلْجُلٌ فَيَعْجِزُ صَوْتُهُ حَتَّى يُنَادِيَهَا بِهِ فَإِذَا حَرَّكَهُ جَاءَتْ.
2909- نُمَيْرٌ الْخُزَاعِيُّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ قُدَامَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي مالك ابن نُمَيْرٍ الْخُزَاعِيُّ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الصَّلاةِ وَاضِعًا ذِرَاعَهُ الْيُمْنَى عَلَى فَخِذِهِ الْيُمْنَى رَافِعًا إِصْبَعَهُ السَّبَّابَةَ وَهُوَ يَدْعُو قَدْ حَنَاهَا شَيْئًا.
2910- قتادة بن الأعور بن ساعدة
بن عوف بن كعب بن عبد شمس. وهو عبشمس وليس عبد شمس إلا في قريش. ابن سعد بن زيد مناة بن تميم. صحب النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل الوفد. وكتب له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كتابًا بالشبكة موضع بالدهناء بين القنعة والعرمة. وهو أبو الجون بن قتادة.
2911- قتادة بن أوفى بن موالة بن عتبة
بن ملادس بن عبشمس بن سعد بن زيد مناة ابن تميم. وله صحبة. وهو أبو إياس بن قتادة وأم إياس بن قتادة الفارعة بنت حميري بن عبادة بن نزال بن مرة.
2912- قيس بن الحارث بن يزيد بن شبل
بن حيان من بني تميم ابن عم المنقع.
كان أيضًا فيمن وَفَدَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - من بني تميم وسكن البصرة بعد ذلك.
2913- الْمُنَقَّعُ بْنُ الْحُصَيْنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ شِبْلِ
بْنِ حَيَّانَ بن الحارث بن عمرو بن كعب ابن عبد شمس بْن سَعْد بْن زيد مناة بْن تميم. وقد شهد القادسية ثم قدم البصرة فاختط بِهَا. وَكَانَ لَهُ فَرَسٌ يُقَالُ لَهُ جَنَاحٌ شَهِدَ عَلَيْهِ الْقَادِسِيَّةَ فَقَالَ:
لَمَّا رَأَيْتُ الْخَيْلَ زيل بينها ... طعان ونشاب صبرت جَنَاحَا
فَطَاعَنْتُ حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ نَصَرَهُ ... وَوَدَّ جناح لو قضى فأراحا
كَأَنَّ سُيُوفَ الْهِنْدِ فَوْقَ جَبِينِهِ ... مَخَارِيقُ بَرْقٍ في تهامة لاحا
وقد روى المنقع عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حديثًا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سَيْفُ بْنُ هَارُونَ الْبُرْجُمِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عِصْمَةُ بْنُ بَشِيرٍ الْبُرْجُمِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنِي الْفَزْعُ قَالَ سَيْفٌ أَظُنُّهُ قَدْ شَهِدَ الْقَادِسِيَّةَ عَنِ الْمُنَقَّعِ. قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِصَدَقَةِ إِبِلِنَا فَقُلْتُ: هَذِهِ صَدَقَةُ(7/44)
إِبِلِنَا. فَأَمَرَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقُبِضَتْ. فَقُلْتُ: إِنَّ فِيهَا نَاقَتَيْنِ هَدِيَّةً لَكَ. فَعُزِلَتِ الْهَدِيَّةُ عَنِ الصَّدَقَةِ فَمَكَثْتُ أَيَّامًا وَخَاضَ النَّاسُ إِنَّ رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَاعِثٌ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى رَقِيقِ مُضَرَ. أَوْ قَالَ مُضَرَ. فَمُصَدِّقُهُمْ. فَقُلْتُ: وَاللَّهِ إِنَّ لَنَا وَمَا عِنْدَ أَهْلِنَا من مال فلا صدقنهم هَاهُنَا قَبْلَ أَنْ أَقْدَمَ عَلَيْهِمْ. قَالَ: فَأَتَيْتُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ عَلَى نَاقَةٍ لَهُ وَمَعَهُ أَسْوَدُ قَدْ حَاذَى رَأْسَهُ بِرَأْسِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ أَطْوَلَ مِنْهُ فَلَمَّا دَنَوْتُ كَأَنَّهُ أَهْوَى إِلَيَّ. فَكَفَّهُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ النَّاسَ خَاضُوا فِي كَذَا وَكَذَا. فَرَفَعَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَدَيْهِ حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى بَيَاضِ إِبْطَيْهِ. [فَقَالَ: اللَّهُمَّ لا أُحِلُّ لَهُمْ أَنْ يَكْذِبُوا عَلَيَّ] .
قَالَ الْمُنَقَّعُ: فَلَمْ أُحَدِّثْ بِحَدِيثٍ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلا حَدِيثًا نَطَقَ بِهِ كِتَابٌ أَوْ جَرَتْ بِهِ سُنَّةٌ يُكْذَبُ عَلَيْهِ فِي حَيَاتِهِ فَكَيْفَ بَعْدَ مَوْتِهِ؟ قَالَ أَبُو غَسَّانَ: الْمُنَقَّعُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ قَدْ نَسَبُهُ إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ.
2914- الْحَارِثُ بْنُ عَمْرٍو السَّهْمِيُّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَهِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زُرَارَةَ بْنِ سَهْمِ بْنِ الْحَارِثِ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ وَكَانَ يَنْزِلُ الطَّفَّ قَالَ: [حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جده الحارث بن عمرو أنه لَقِيَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ وَهُوَ عَلَى نَاقَتِهِ الْعَضْبَاءِ. قَالَ: فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي. يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتَغْفِرْ لِي. فَقَالَ: غَفَرَ اللَّهُ لَكَ. ثُمَّ اسْتَدَرْتُ مِنَ الشِّقِّ الآخَرِ رَجَاءَ أَنْ يَخُصَّنِي فَقُلْتُ: اسْتَغْفِرْ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ.
فَقَالَ: غَفَرَ اللَّهُ لَكُمْ. فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ الْفَرَائِعُ وَالْعَتَائِرُ؟ فَقَالَ: مَنْ شَاءَ فَرَّعَ وَمَنْ شَاءَ لَمْ يُفَرِّعْ وَمَنْ شَاءَ عَتَرَ وَمَنْ شَاءَ لَمْ يَعْتِرْ. وَفِي الْغَنَمِ أُضْحِيَّتُهَا. ثُمَّ قَالَ: أَلا إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ حَرَامٌ بَيْنَكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا. فِي بَلَدِكُمْ هَذَا] .
قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ: وَكَانَ يَحْيَى بْنُ زُرَارَةَ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ وَكَانَ يَنْزِلُ الطَّفَّ.
2915- عبد الرحمن بن خنبش.
روى عنه أبو عمران الجوني حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -
حيث أتاه الشيطان بشعلة من نار.
__________
2914 التاريخ الكبير (2390) ، والجرح (374) ، والاستيعاب (1/ 294) ، وأسد الغابة (1/ 314) ، والكاشف (1/ 196) ، والتجريد (990) ، والوافي بالوفيات (11/ 244: 245) ، والإصابة (1457) ، وتهذيب الكمال (1032) .(7/45)
2916- سَهْلُ بْنُ صَخْرِ بْنِ وَاقِدِ بْنِ عِصْمَةَ بْنِ أبي عَوْفِ
بْنِ عبد مناة بن شجع بن عامر بْنِ لَيْثِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بن كنانة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الأسود قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ خَالِدٍ السَّمْتِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ لِي مَوْلايَ سَهْلُ بْنُ صخر الليثي وكانت له صحبة اشترى الْعَبِيدَ أَوِ اشْتَرُوا الْعَبِيدَ فَإِنَّهُ رُبَّ عَبْدٍ قُسِمَ لَهُ مِنَ الرِّزْقِ مَا لَمْ يُقْسَمْ لِسَيِّدِهِ.
2917- أَبُو عُبَيْدٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالا: حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ:
حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ شَهْرٍ عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ قَالَ: [طَبَخْتُ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قِدْرًا فَقَالَ: نَاوِلْنِي ذِرَاعًا. قَالَ: فَنَاوَلْتُهُ ذِرَاعًا. قَالَ: ثُمَّ قَالَ: نَاوِلْنِي ذِرَاعًا. قَالَ: فَنَاوَلْتُهُ ذِرَاعًا. قَالَ:
ثُمَّ قَالَ: نَاوِلْنِي ذِرَاعًا. قَالَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَمْ لِلشَّاةِ مِنْ ذِرَاعٍ؟ فَقَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ سَكَتَّ لأُعْطِيتُ أَذْرُعًا مَا دَعَوْتَ به] .
2918- ميمون بن سنباد الأَسْلَعُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ بَدْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ [جَدِّي أَنَّ رَجُلا مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ الأَسْلَعُ قَالَ: كُنْتُ أَخْدُمُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَرْحَلُ لَهُ. قَالَ:
فَقَالَ لِي ذَاتَ لَيْلَةٍ: يَا أَسْلَعُ قُمْ فَارْحَلْ لِي. فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَصَابَتْنِي جَنَابَةٌ.
فَسَكَتَ ساعة وأتاه جبريل. ع. بِآيَةِ الصَّعِيدِ. قَالَ: فَدَعَانِي النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
فَأَرَانِي كَيْفَ أَمْسَحُ فَمَسَحْتُ وَرَحَلْتُ لَهُ وَصَلَّيْتُ. فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى الْمَاءِ قَالَ لِي: قُمْ يَا أَسْلَعُ فَاغْتَسِلْ] .
2919- زَيْدٌ مَوْلَى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عُمَرُ بْنُ مُرَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ بِلالَ بْنَ يَسَارِ بْنِ زَيْدٍ مَوْلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي قَالَ: حَدَّثَنِي جَدِّي أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول: مَنْ قَالَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ. وَأَتُوبُ إِلَيْهِ. غُفِرَ لَهُ وَإِنْ كَانَ فَرَّ مِنَ الزَّحْفِ] .
2920- أَبُو سُودٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ
__________
2917 التقريب (2/ 448) .(7/46)
[شَيْخٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ عَنْ أَبِي سُودٍ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: إِنَّ الْيَمِينَ الْفَاجِرَةَ الَّتِي يَقْتَطِعُ بِهَا الرَّجُلُ مَالَ الْمُسْلِمِ تَعْقِمُ الرَّحِمَ] .
2921- أَبُو حَيَّةَ التميمي.
قال: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍ وأَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ [عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي حَيَّةُ التَّمِيمِيُّ أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
يَقُولُ: لا شَيْءَ فِي الْهَدْمِ وَالْغَبْنِ حَقٌّ وَأَصْدَقُ الطِّيَرَةِ الْفَأْلُ] .
2922- الحارث بن أقيش.
روى [عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من قدم ثلاثة من ولده.] قال:
[وَسَمِعْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: إِنَّ الرجل من أمتي ليشفع لمثل ربيعة ومضر] .
2923- عمرو بن تغلب النمري.
فقال بعضهم هو عبدي.
2924- عبد الله بن الأسود السدوسي.
قال قتادة: وقد أَتَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي وَفْدٍ بني سدوس.
2925- أُسَيْرٌ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى أُسَيْرٍ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - حين اسْتُخْلِفَ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ. قَالَ: يَقُولُونَ إِنَّ يَزِيدَ لَيْسَ بِخَيْرِ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ وَلا أَفْقَهِهَا فِقْهًا وَلا أَعْظَمِهَا فِيهَا شَرَفًا وَأَنَا أَقُولُ ذَلِكَ وَلَكِنْ وَاللَّهِ لأَنْ تَجْتَمِعَ أُمَّةُ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ تَفَرَّقَ. أَرَأَيْتَكُمْ بَابًا لَوْ دَخَلَ فِيهِ أُمَّةُ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَسِعَهُمْ أَكَانَ يَعْجِزُ عَنْ رَجُلٍ وَاحِدٍ لَوْ دَخَلَ فِيهِ؟ قَالَ: قُلْنَا: لا. قَالَ: أَرَأَيْتَكُمْ لَوْ أَنَّ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ:
كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ لا أُهْرِيقُ دَمَ أَخِي وَلا آخُذُ مَالَهُ أَكَانَ هَذَا يَسَعُهُمْ؟ قَالَ: قُلْنَا: نَعَمْ.
قَالَ: فَذَلِكَ مَا أَقُولُ لكم. [ثم قال رسول الله. ص: لا يَأْتِيكَ مِنَ الْحَيَاءِ إِلا خَيْرٌ] .
قَالَ حُمَيْدٌ: فَقَالَ صَاحِبِي إِنَّ فِي قَصَصِ لُقْمَانَ أَنَّ بَعْضَ الْحَيَاءِ ضَعْفٌ وَبَعْضَهُ وَقَارٌ لِلَّهِ. قَالَ: فَأَرْعَدَتْ يَدُ الشَّيْخِ وَقَالَ: اخْرُجَا مِنْ بيتي. اخرجا من داري. ما
__________
2922 التاريخ الكبير (2395) ، والجرح (312) ، والاستيعاب (1/ 282) ، وأسد الغابة (1/ 315) ، والكاشف (1/ 193) ، والتجريد (896) ، وتهذيب التهذيب (2/ 136) ، والإصابة (1362) ، وتهذيب الكمال (1009) .
2923 التقريب (2/ 66) .(7/47)
أَدْخَلَكُمَا عَلَيَّ! قَالَ: فَمَا زِلْتُ أُسَكِّنُهُ حَتَّى سَكَنَ. قَالَ: ثُمَّ خَرَجْنَا أَنَا وَصَاحِبِي.
2926- عُرْوَةُ بْنُ سَمُرَةَ الْعَنْبَرِيُّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بْنُ هِلالٍ عَنْ غَاضِرَةَ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا نَنْتَظِرُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِالصَّلاةِ فَخَرَجَ يَقْطُرُ رَأْسُهُ مِنْ وُضُوءٍ أَوْ غُسْلٍ فَصَلَّى. فَلَمَّا قَضَى الصَّلاةَ جَعَلَ النَّاسُ يَسْأَلُونَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعَلَيْنَا حَرَجٌ فِي كَذَا؟
[فقال رسول الله. ص: أيها الناس إن دين الله في يسير. ثَلاثًا يَقُولُهَا] .
2927- أَبُو رِفَاعَةَ الْعَدَوِيُّ وَاسْمُهُ تَمِيمُ
بْنُ أُسَيْدٍ من بني عدي بن عبد مناة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر. صحب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ونزل البصرة بعد ذلك.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَفْصٍ الْقُرَشِيُّ التيمي قال: حدثنا مهدي ابن مَيْمُونٍ قَالَ: حَدَّثَنَا غَيْلانُ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَدِيٍّ. قَالَ مَهْدِيُّ أَظُنُّهُ أَبَا رِفَاعَةَ. قَالَ: كَانَ لِي زِيٌّ مِنَ الْجِنِّ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَلَمَّا أَسْلَمْتُ فَقَدْتَهُ فَبَيْنَا أَنَا وَاقِفٌ بِعَرَفَةَ سَمِعْتُ حِسَّهُ. فَقَالَ: هَلْ شَعَرْتَ أَنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ بَعْدَكَ؟ قَالَ: فَلَمَّا سَمِعَ أَصْوَاتَ النَّاسِ وَهُمْ يَرْفَعُونَ بِهَا قَالَ: عَلَيْكَ الْحَلْقُ الأَشَدُّ فَإِنَّ الْخَيْرَ لَيْسَ بِالصَّوْتِ الأَشَدِّ. يَعْنِي بِالأَشَدِّ الشِّدَادَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَعَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالا: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ قَالَ: كَانَ أَبُو رِفَاعَةَ الْعَدَوِيُّ يَقُولُ: مَا عَزَبَتْ عَنِّي سُورَةُ الْبَقَرَةِ مُنْذُ عَلَّمَنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَخَذْتُ مَعَهَا مَا أَخَذْتُ مَعَهَا مِنَ الْقُرْآنِ وَمَا وَجَعَتْ ظَهْرِي مِنْ قِيَامِ اللَّيْلِ قَطُّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: رَأَيْتُ فِي النَّوْمِ قِيلَ لِي: قُمْ فَقَدْ قَامَ مُطِيقٌ. فَقُمْتُ فَسَمِعْتُ فَإِذَا صَوْتُ أَبِي رِفَاعَةَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ قَالَ: سَمِعْتُ حُمَيْدَ بْنَ هِلالٍ قَالَ: كَانَ أَبُو رِفَاعَةَ إِذَا صَلَّى فَفَرَغَ مِنْ صَلاتِهِ وَدُعَائِهِ كَانَ آخِرَ مَا يدعوه بِهِ يَقُولُ اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتِ الْحَيَاةُ خَيْرًا لِي فَإِذَا كَانَتِ الْوَفَاةُ فَوَفِّنِي وَفَاةً طَاهِرَةً طَيِّبَةً يَغْبِطُنِي بِهَا مَنْ سَمِعَ بِهَا مِنْ إِخْوَانِي الْمُسْلِمِينَ مِنْ عِفَّتِهَا وَطَهَارَتِهَا وَطِيبِهَا. واجعل
__________
2927 التقريب (2/ 422) .(7/48)
وَفَاتِي قَتْلا فِي سَبِيلِكَ وَاخْدَعْنِي عَنْ نَفْسِي. قَالَ: فَخَرَجَ فِي جَيْشٍ عَلَيْهِمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابن سَمُرَةَ قَالَ: فَخَرَجَتْ مِنْ ذَلِكَ الْجَيْشِ سَرِيَّةٌ عَامَّتُهُمْ مِنْ بَنِي حَنِيفَةَ. قَالَ: فَقَالَ إِنِّي لَمُنْطَلِقٌ مَعَ هَذِهِ السَّرِيَّةِ. قَالَ: فَقَالَ أَبُو قتادة العدوي: ليس هاهنا أَحَدٌ مِنْ بَنِي أَخِيكَ وَلَيْسَ فِي رَحْلِكَ أَحَدٌ. قَالَ: فَقَالَ: إِنَّ هَذَا لِشَيْءٍ لِي عَلَيْهِ عَزْمٌ. إِنِّي لَمُنْطَلِقٌ.
فَانْطَلَقَ مَعَهُمْ فَأَطَافَتِ السَّرِيَّةُ بِقَلْعَةٍ أَوْ بِقَصْرٍ فِيهِ الْعَدُوُّ لَيْلا. وَبَاتَ يُصَلِّي حَتَّى إِذَا كَانَ آخِرُ اللَّيْلِ تَوَسَّدَ تُرْسَهُ فَنَامَ وَأَصْبَحَ أَصْحَابُهُ يَنْظُرُونَ مِنْ أَيْنَ مُقَابَلَتُهَا مِنْ أَيْنَ يَأْتُونَهَا.
وَنَسُوهُ نَائِمًا حَيْثُ كَانَ. قَالَ: فَبَصُرَ بِهِ الْعَدُوُّ فَأَنْزَلُوا إِلَيْهِ ثَلاثَةَ أَعْلاجٍ مِنْهُمْ فَأَتَوْهُ وَإِنَّهُ لَنَائِمٌ فَأَخَذُوا سَيْفَهُ فَذَبَحُوهُ. فَقَالَ أَصْحَابُهُ: أَبُو رِفَاعَةَ نسيناه حيث كنا. قال: فَرَجَعُوا إِلَيْهِ فَوَجَدُوا الأَعْلاجَ يُرِيدُونَ أَنْ يَسْلُبُوهُ فَأَرْحَلُوهُمْ عَنْهُ فَاجْتَرُّوهُ. فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَمُرَةَ: مَا شَعَرَ أَخُو بَنِي عَدِيٍّ بِالشَّهَادَةِ حَتَّى أَتَتْهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ قَالَ: قَالَ صِلَةُ: رَأَيْتُ كَأَنِّيَ أَرَى أبا رِفَاعَةَ قَدْ أُصِيبَ قَبْلَهُ عَلَى نَاقَةٍ سَرِيعَةٍ وَأَنَا عَلَى جَمَلٍ ثُقَالٍ قَطُوفٍ فَأَنَا عَلَى أَثَرِهِ. قَالَ: فَيُعَوِّجُهَا عَلَيَّ حَتَّى أَقُولَ الآنَ أُسْمِعُهُ الصَّوْتَ. ثُمَّ يُسْرَجُهَا فَيَنْطَلِقُ وَأَتْبَعُهُ. قَالَ: فَأَوَّلْتُ رُؤْيَايَ أَنَّهُ طَرِيقُ أبي رِفَاعَةَ أَخَذَهُ وَأَنَا أَكُدُّ الْعَمَلَ بَعْدَهُ كَدًّا.
2928- نَافِعُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ كَلَدَةَ بْنِ عَمْرِو
بْنِ عِلاجٍ واسمه عمير بن أبي سلمة بن عبد العزى بن غيرة بن عوف بن ثقيف. وأم نافع سمية أم أبي بكرة وزياد وكان نافع ادعاه الحارث بن كلدة. وأقرنه فثبت نسبه منه. ونافع هو أبو عبد الله الذي كان أول من افتلى الخيل بالبصرة وسأل عمر بن الخطاب أن يقطعه قطيعة بالبصرة فكتب إلى أبي موسى الأشعري أن يقطعه عشرة أجربة ليس فيها حق مسلم ولا معاهد ونزل البصرة.
وقد روى نافع عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حديثًا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ أَبُو الْوَلِيدِ الأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ عَنْ أَبَانَ بْنِ بَشِيرٍ عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ قَالَ: [حَدَّثَنَا نَافِعٌ أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
فِي زُهَاءِ أربع مائة رَجُلٍ فَنَزَلَ بِنَا عَلَى غَيْرِ مَاءٍ فَكَأَنَّهُ اشْتَدَّ عَلَى النَّاسِ وَرَأَوْا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَزَلَ فَنَزَلُوا إِذْ أَقْبَلَتْ عَنَزَةٌ تَمْشِي حَتَّى أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مُحَلاةُ الْقَرْنَيْنِ. قَالَ: فَحَلَبَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَرْوَى الْجُنْدَ وَرُوِيَ. قَالَ: ثُمَّ قَالَ: يَا نَافِعُ أملكها وما أراك أن تَمْلُكُهَا. قَالَ: فَلَمَّا قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَمَا أَرَاكَ تَمْلِكُهَا(7/49)
أَخَذْتُ عُودًا فَرَكَزْتُهُ فِي الأَرْضِ وَأَخَذْتُ رِبَاطًا فَرَبَطْتُ الشَّاةَ فَاسْتَوْثَقْتُ مِنْهَا. وَنَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَنَامَ النَّاسُ وَنِمْتُ. قَالَ: فَاسْتَيْقَظْتُ فَإِذَا الْحَبْلُ مَحْلُولٌ وَإِذَا لا شَاةَ.
فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَخْبَرْتُهُ. قُلْتُ: الشَّاةُ ذَهَبَتْ. فَقَالَ لِي رسول الله. ص: يَا نَافِعُ أَوَمَا أَخْبَرْتُكَ أَنَّكَ لا تَمْلِكُهَا؟ إِنَّ الَّذِي جَاءَ بِهَا هُوَ الَّذِي ذَهَبَ بِهَا] .
2929- أُبي بن مالك.
روى عنه زرارة بن أوفى الحرشي وهو من قومه.
2930- حِذْيَمُ بْنُ حَنِيفَةَ التَّمِيمِيُّ.
من بني سعد بْن زَيْد مناة بْن تميم. روى عن النبي.
ص. حديثًا في إبل الصدقة.
قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ هَانِئِ بْنِ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا الذَّيَّالُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ حَنْظَلَةَ بْنَ حِذْيَمِ بْنِ حَنِيفَةَ قَالَ: قَالَ حَنِيفَةُ لابْنِهِ حِذْيَمٍ: اجْمَعْ لِي بَنِيكَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُوصِيَ. فَجَمَعَهُمْ وَقَالَ: قَدْ جَمَعْتُهُمْ يَا أَبَتَاهُ. قَالَ: فَإِنَّ أَوَّلَ مَا أُوصِي بِهِ مِائَةٌ مِنَ الإِبِلِ الَّتِي كُنَّا نُسَمِّي الْمُطَيَّبَةَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ صَدَقَةً عَلَى يَتِيمِي هَذَا فِي حُجْرَتِهِ.
قَالَ: وَاسْمُ الْيَتِيمِ ضِرْسُ بْنُ قَطِيفَةَ. قَالَ: قَالَ حِذْيَمٌ لأَبِيهِ حَنِيفَةَ: يَا أَبَتَاهُ إِنِّي لأَسْمَعُ بَنِيكَ يَقُولُونَ: إِنَّمَا تَقَرُّ بِهَذَا عَيْنُ أَبِينَا فَإِذَا مَاتَ اقْتَسَمْنَاهَا وَقَسَمْنَا لَهُ كَنَصِيبِ بَعْضِنَا.
قَالَ: أَوَ سَمِعْتَهُمْ يَقُولُونَ ذَلِكَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: بَيْنِي وَبَيْنَكَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ:
فَانْطَلَقْنَا إِلَيْهِ فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ فَقَالَ: مَنْ هَؤُلاءِ الْمُقْبِلُونَ؟ فَقَالُوا: هَذَا حَنِيفَةُ النَّعَمِ أَكْثَرُ النَّاسِ بَعِيرًا بِالْبَادِيَةِ. قَالَ: فَمَنْ هَذَانِ حَوَالَيْهِ؟ قَالُوا: أَمَّا الَّذِي عَنْ يَمِينِهِ فَابْنُهُ حِذْيَمٌ الأَكْبَرُ وَلا نَعْرِفُ الذي عن يساره. قال: فلما جاؤوا النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سَلَّمَ حَنِيفَةَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - ثم سلم حذيم فقال النبي. ص: مَا رَفَعَكَ إِلَيْنَا يَا أَبَا حِذْيَمٍ؟ قَالَ: هَذَا رَفَعَنِي. وَضَرَبَ فَخْذَ حِذْيَمٍ. فَقَالَ: أَوَلَيْسَ هذا حذيم؟ قَالَ: بَلَى.
قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي رَجُلٌ كَثِيرُ الْمَالِ عَلَيَّ أَلْفُ بَعِيرٍ وَأَرْبَعُونَ مِنَ الْخَيْلِ سِوَى أَمْوَالِي فِي الْبُيُوتِ فَخَشِيتُ أن تفجئني الموت أو أمر اللَّهِ فَأَرَدْتُ أَنْ أُوصِيَ فَأَوْصَيْتُ بِمِائَةٍ مِنَ الإِبِلِ مِنَ الَّتِي كُنَّا نُسَمِّي الْمُطَيَّبَةَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ صَدَقَةً عَلَى يَتِيمِي هَذَا فِي حُجْرَتِهِ. قَالَ: فَرَأَيْتُ الْغَضَبَ فِي وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَتَّى جَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ. ثُمَّ [قَالَ: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ. إِنَّمَا الصَّدَقَةُ خَمْسٌ. فَإِنْ لا فَعَشْرٌ. فَإِنْ لا فَخَمْسَ عَشْرَةَ. فَإِنْ لا فَعِشْرُونَ. فَإِنْ لا فَخَمْسٌ وَعِشْرُونَ. فَإِنْ لا فَثَلاثُونَ. فَإِنْ كَثُرَتْ فَأَرْبَعُونَ] . قَالَ:
فَبَادَرَهُ حَنِيفَةُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَنْشُدُكَ اللَّهَ إِنَّهَا أَرْبَعُونَ مِنَ الَّتِي كُنَّا نُسَمِّي الْمُطَيَّبَةَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ. قال: فودعه حنيفة وقال النبي. ص: فَأَيْنَ يَتِيمُكَ يَا أَبَا(7/50)
حِذْيَمٍ؟ قَالَ: هُوَ ذَاكَ النَّائِمُ. وَكَانَ يُشْبِهُ المحتلم. فقال النبي. ص: لَعَظُمَتْ هَذِهِ هِرَاوَةُ يَتِيمٍ! قَالَ: ثُمَّ إِنَّ حَنِيفَةَ وَبَنِيهِ قَامُوا إِلَى أَبَاعِرِهِمْ. قَالَ: فَقَالَ حِذْيَمٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي بَنِينَ كَثِيرَةً مِنْهُمْ ذُو لِحَى وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ. قَالَ حَنْظَلَةُ: وَأَنَا أَصْغَرُهُمْ فَشَمِّتْ عَلَيْهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ: ادْنُ يَا غُلامُ. فَدَنَا مِنْهُ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ وَقَالَ:
بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ! قَالَ الذَّيَّالُ: فَرَأَيْتُ حَنْظَلَةَ يُؤْتَى بِالرَّجُلِ الْوَارِمِ وَجْهُهُ وَبِالشَّاةِ الْوَارِمِ ضَرْعُهَا فَيَتْفُلُ فِي كَفِّهِ ثُمَّ يَضَعُهَا عَلَى صُلْعَتِهِ. ثُمَّ يَقُولُ: بِسْمِ اللَّهِ عَلَى أَثَرِ يَدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثُمَّ يَمْسَحُ الْوَرَمَ فَيَذْهَبُ.
2931- عُمَارَةُ بْنُ أَحْمَرَ الْمَازِنِيُّ.
قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنِ الْجَرَّاحِ بْنِ مَخْلَدٍ الْبَزَّازِ قَالَ: حَدَّثَتْنِي قُتَيْلَةُ بِنْتُ جُمَيْعٍ الْمَازِنِيَّةُ قَالَتْ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ حُنَيْفٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ سَمِعَ عُمَارَةَ بْنَ أَحْمَرَ الْمَازِنِيَّ.
قَالَتْ قُتَيْلَةُ: وَأَنَا مِنْ وَلَدِهِ. قَالَ: كُنْتُ فِي إِبِلِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَرْعَاهَا فَأَغَارَتْ عَلَيْنَا خَيْلِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَجَمَعْتُ إِبِلِي وَرَكِبْتُ الْفَحْلَ فَحَقِبَ فَتَفَاجَّ يَبُولُ فَنَزَلْتُ عَنْهُ وَرَكِبْتُ نَاقَةً فَنَجَوْتُ عَلَيْهَا وَاسْتَاقُوا الإِبِلَ فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَسْلَمْتُ فَرَدُّوهَا عَلَيَّ وَلَمْ يَكُونُوا اقْتَسَمُوهَا. قَالَ: قَالَ جَوَّابُ بْنُ عُمَارَةَ: فَأَدْرَكْتُ أَنَا وَأَخِي حَسَنٌ النَّاقَةَ الَّتِي رَكِبَهَا يَوْمَئِذٍ عُمَارَةُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
قَالَ الْجَرَّاحُ فَسَمِعْتُ بَعْضَ الْمَازِنِيِّينَ يَقُولُ: الْمَاءُ الَّذِي كَانُوا عَلَيْهِ عَجْلَزٌ فَوْقَ الْقَرْيَتَيْنِ.
2932- أَسْمَرُ بْنُ مُضَرِّسٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ الْبَصْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمِّي جَنُوبُ بِنْتُ نُمَيْلَةَ عَنْ أُمِّهَا سُوَيْدَةَ بِنْتِ جَابِرٍ عَنْ أُمِّهَا عَقِيلَةَ بِنْتِ أَسْمَرَ بْنِ مُضَرِّسٍ. [قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فبايعته. فقال النبي. ص: مَنْ سَبَقَ إِلَى مَا لَمْ يَسْبِقْهُ إِلَيْهِ مُسْلِمٌ فَهُوَ لَهُ. فَخَرَجَ النَّاسُ يَتَعَادَوْنَ يَتَخَاطَؤُونَ.]
2933- عَمْرُو بْنُ عُمَيْرٍ.
صحب النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَرَوَى عَنْهُ حديثا من حديث حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَبِي زَيْدٍ الْمَدَنِيِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُمَيْرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - غَبَرَ عن
__________
2932 أسد الغابة (1/ 80) ، والإصابة (1/ 41) ، والجرح (1/ 1/ 343) ، وتهذيب الكمال (498) .(7/51)
أَصْحَابِهِ ثَلاثًا لا يَرَوْنَهُ إِلا فِي صَلاةٍ. فَقَالُوا لَهُ: لَمْ نَرَكَ مُنْذُ ثَلاثٍ إِلا فِي صَلاةٍ.
[فَقَالَ: وَعَدَنِي رَبِّي أَنْ يُدْخِلَ مِنْ أُمَّتِي الْجَنَّةَ سَبْعِينَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ. فَقِيلَ: وَمَنْ هُمْ؟ قَالَ: هُمُ الَّذِينَ لا يَسْتَرْقُونَ وَلا يَتَطَيَّرُونَ وَلا يَكْتَوُونَ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ.
قُلْتُ: أَيْ رَبِّ زِدْنِي. قَالَ: لَكَ بكل واحد من السبعين سبعين أَلْفًا. قُلْتُ: أَيْ رَبِّ زِدْنِي إِنَّهُمْ لا يُكَمِّلُونَ؟ قَالَ: إِذَا نُكَمِّلُهُمْ مِنَ الأَعْرَابِ.]
2934- عِكْرَاشُ بْنُ ذُؤَيْبِ بْنِ حُرْقُوصِ
بْنِ جَعْدَةَ بْنِ عمرو بن نزال بن مرة بن عبيد من بني تميم.
صحب النبي - صلى الله عليه وسلم - وسمع منه.
قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ الْوَلِيدِ النَّرْسِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَلاءُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سَوِيَّةَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عِكْرَاشٍ عَنْ أَبِيهِ عِكْرَاشِ بْنِ ذُؤَيْبٍ قَالَ:
بَعَثَنِي مُرَّةُ بْنُ عُبَيْدٍ بِصَدَقَاتِ أَمْوَالِهِمْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَوَجَدْتُهُ جَالِسًا وَإِذَا الْمُهَاجِرُونَ وَالأَنْصَارُ فَقَدِمْتُ عَلَيْهِ بِإِبِلٍ كَأَنَّهَا عُرُوقُ الأَرْطَى. فَقَالَ: مَنِ الرَّجُلُ؟ فَقُلْتُ: عِكْرَاشُ بْنُ ذُؤَيْبٍ. فَقَالَ: ارْفَعْ فِي النَّسَبِ. فَقُلْتُ: ابْنُ حُرْقُوصِ بْنِ جَعْدَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ نَزَّالِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ عُبَيْدٍ وَهَذِهِ صَدَقَاتُ بَنِي مُرَّةَ بْنِ عُبَيْدٍ. فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[ثُمَّ قَالَ: هَذِهِ إِبِلُ قَوْمِي هَذِهِ صَدَقَاتُ قَوْمِي] . ثُمَّ أَمَرَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ تُوسَمَ بِمَيْسَمِ إِبِلِ الصَّدَقَةِ وَتُضَمَّ إِلَيْهَا. ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي فَانْطَلَقَ بِي إِلَى مَنْزِلِ زَوْجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: هَلْ مِنْ طَعَامٍ؟ فَأُتِينَا بِجَفْنَةٍ كَثِيرَةِ الثَّرِيدِ وَالْوَذْرِ فَأَقْبَلْنَا نَأْكُلُ مِنْهَا وَجَعَلْتُ أَخْبِطُ بِيَدِي فِي جَوَانِبِهَا فَقُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِيَدِهِ الْيُسْرَى عَلَى يَدِي الْيُمْنَى [ثُمَّ قَالَ: يَا عِكْرَاشُ كُلْ مِنْ مَوْضِعٍ وَاحِدٍ فَإِنَّهُ طَعَامٌ وَاحِدٌ.] ثُمَّ أُتِينَا بِطَبَقٍ مِنْ رِطَبٍ أَوْ مِنْ تَمْرٍ. شَكَّ عُبَيْدُ اللَّهِ. فَجَعَلْتُ آكُلُ مَا بَيْنِ يَدَيَّ وَجَالَتْ يَدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الطَّبَقِ ثُمَّ قَالَ: [يَا عِكْرَاشُ كُلْ مِنْ حَيْثُ شِئْتَ فَإِنَّهُ غَيْرُ لَوْنٍ وَاحِدٍ] . ثُمَّ أَتِينَا بِمَاءٍ فَغُسِّلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَدَهُ. ثُمَّ مَسَحَ يُبَلِّلُ كَفَّيْهِ وَوَجْهَهُ وَذِرَاعَيْهِ وَرَأْسَهُ ثُمَّ [قَالَ: يَا عِكْرَاشُ هَذَا الْوُضُوءُ مِمَّا غَيَّرَتِ النَّارُ] .
2935- بَرْزٌ وهو أبو أبي رجاء العطاردي.
واسم أبي رجاء عطارد بن برز.
قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ سَهْلِ بْنِ بَكَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلامِ أَبُو الْخَلِيلِ قَالَ: دخلنا
__________
2934 التقريب (2/ 29) .(7/52)
عَلَى أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ فَقَالَ: كُنْتُ بَدَوِيًّا وَأَنَا رَجُلٌ فَسَمِعْنَا بِالنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَفَرَرْنَا مِنْهُ وَتَرَكْنَا مَنَازِلِنَا حَتَّى اطْمَأْنَنَّا فَبَلَغَنَا أَنَّ أَمَرَهُ حَقٌّ فَرَجَعْنَا إِلَى مَنَازِلِنَا. وَانْطَلَقَ وَالِدِي وَنَفَرٌ مِنَ الْحَيِّ فَأَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَسَمِعُوا مِنْهُ. فقالوا: لا بأس إنما يدعوكم اللَّهِ.
فَأَسْلَمْنَا.
2936- قُطْبَةُ بْنُ قَتَادَةَ السَّدُوسِيُّ.
قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ خَلِيفَةَ بْنِ خَيَّاطٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ كَهْمَسٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ عَنْ رَجُلٍ مِنَّا يُقَالُ لَهُ مُقَاتِلٌ أَنَّ قُطْبَةَ بْنَ قَتَادَةَ السَّدُوسِيَّ قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ. ابْسُطْ يَدَكَ أُبَايِعْكَ عَلَى نَفْسِي وَعَلَى ابْنَتِي الْحَرْمَلَةِ وَلَوْ كَذَبْتُ عَلَى اللَّهِ لَخَدَعَكَ. وَقَالَ قُطْبَةُ: حَمَلَ عَلَيْنَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فِي خَيْلِهِ. فَقُلْنَا إِنَّا مُسْلِمُونَ. فَتَرَكْنَا فَغَزَوْنَا مَعَهُ الأُبُلَّةَ فَمَشَقْنَاهَا مَشْقَةً فَمَلأْنَا أَيْدِيَنَا حَتَّى إِنَّ كِلابَهُمْ يَرْتَعُونَهَا فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ.
2937- الْحَكَمُ بْنُ الْحَارِثِ السُّلَمِيُّ.
قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ خَلِيفَةَ بْنِ خَيَّاطٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عون بن كهمس قال: حدثنا عطية ابن سَعْدٍ الدَّعَّاءُ [عَنِ الْحَكَمِ بْنِ الْحَارِثِ السُّلَمِيِّ قال: قال نبي الله. ص: مَنْ أَخَذَ شِبْرًا مِنَ الأَرْضِ جَاءَ بِهِ يَوْمُ الْقِيَامَةِ يَحْمِلُهُ فِي سَبْعِ أَرَضِينَ] . قَالَ: وغزوت مع النبي.
ص. سَبْعَ غَزَوَاتٍ آخِرُهُنَّ حُنَيْنٌ وَكُنْتُ أَسِيرُ فِي مُقَدِّمَةِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذْ خَلأَتْ بِي نَاقَتِي فَمَرَّ بِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - وَأَنَا أَضْرِبُهَا فَقَالَ: مَهْ. وَزَجَرَهَا فَقَامَتْ.
2938- الْعَبَّاسُ السُّلَمِيُّ
وليس بابن مرداس.
قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ أَبِي الأَزْهَرِ مُحَمَّدِ بْنِ جَمِيلٍ قَالَ: حَدَّثَنِي نَائِلُ بْنُ مُطَرِّفِ بْنِ الْعَبَّاسِ السُّلَمِيُّ أَحَدُ بَنِي سُلَيْمٍ ثُمَّ أَحَدُ بَنِي رِعْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ الْعَبَّاسِ أَنَّهُ شَخَصَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَاسْتَقْطَعَهُ رَكِيَّةً بِالدَّثِينَةِ وَأَقْطَعَهَا إِيَّاهُ عَلَى أَنْ لَيْسَ لَهُ مِنْهَا إِلا فَضْلُ ابْنِ السَّبِيلِ. قَالَ أَبُو الأَزْهَرِ: وَكَانَ نَائِلٌ هَذَا نَازِلا بِالدَّثِينَةِ وَكَانَ أَمِيرَهُمْ فَأَخْرَجَ إِلَيَّ حُقَّةً فِيهَا كُرَاعٌ مِنْ أَدَمٍ أَحْمَرَ فَكَانَ فِيهِ مَا أَقْطَعَهُ.
2939- الفاكه بن سعد.
__________
2938 التقريب (1/ 399) .
2939 التقريب (2/ 107) .(7/53)
2940- بَشِيرُ بْنُ زَيْدٍ الضُّبَعِيُّ.
قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ خَلِيفَةَ بْنِ خَيَّاطٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَوَاءٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الأَشْهَبُ الضُّبَعِيُّ عَنْ بَشِيرِ بْنِ زَيْدٍ الضُّبَعِيِّ فَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ الْجَاهِلِيَّةَ قَالَ: [قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمَ ذِي قَارٍ: الْيَوْمَ انْتَقَصَتِ الْعَرَبُ مُلْكَ الْعَجَمِ] .
2941- عَلْقَمَةُ بْنُ الْحُوَيْرِثِ الْغِفَارِيُّ.
صَحِبَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ خَلِيفَةَ بْنِ خَيَّاطٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ قَالَ: حَدَّثَنِي جَدِّي عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ الْحُوَيْرِثِ الغفاري من أصحاب النبي ص. [أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: زنا الْعَيْنَيْنِ النَّظَرُ] .
2942- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَرِّضٍ الْبَاهِلِيُّ.
قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ خَلِيفَةَ بْنِ خَيَّاطٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الْبَاهِلِيُّ قَالَ:
حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ ثُمَامَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَمْزَةَ أَبُو أَيْمَنَ الْبَاهِلِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُعَرِّضٍ أَنَّهُ وَفَدَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَجَعَلَ لَهُمْ فَرِيضَةً فِي إِبِلِهِمْ تُؤْخَذُ مِنْهُمْ نَاقَةٌ. قَلِيلَةً كَانَتْ أَوْ كَثِيرَةً. يَعْنِي الإِبِلَ.
2943- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَبَّابِ السُّلَمِيُّ.
قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ خَلِيفَةَ بْنِ خَيَّاطٍ قَالَ: حدثنا أبو داود قال: حدثنا سكين بْنُ الْمُغِيرَةِ قَالَ: حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي هِشَامٍ عَنْ فَرْقَدٍ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ [خَبَّابٍ السُّلَمِيِّ قَالَ: شَهِدْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ يَحُثُّ عَلَى جَيْشِ الْعُسْرَةِ. فَقَالَ عُثْمَانُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ عَلَيَّ مِائَةُ بَعِيرٍ بِأَحْلاسِهَا وَأَقْتَابِهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ. ثُمَّ حَضَّ فَقَالَ عُثْمَانُ: مِائَتَا بَعِيرٍ. ثُمَّ حَضَّ فَقَالَ: ثَلاثُمِائَةِ بَعِيرٍ. قَالَ: فَأَنَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَنْزِلُ مِنَ الْمِنْبَرِ وَهُوَ يَقُولُ: مَا عَلَى عُثْمَانَ مَا عَمِلَ بَعْدَ هَذَا. مَرَّتَيْنِ.]
2944- عَاصِمٌ أَبُو نَصْرِ بْنُ عَاصِمٍ اللَّيْثِيُّ.
قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ أَبِي مَالِكٍ كَثِيرِ بْنِ يَحْيَى الْبَصْرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا غَسَّانُ بْنُ مُضَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ نَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ اللَّيْثِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَخَلْتُ مَسْجِدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَصْحَابُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُونَ: نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ غضب الله وغضب
__________
2943 التقريب (1/ 478) .(7/54)
رَسُولِهِ! قُلْتُ: مَا هَذَا! قَالُوا: مُعَاوِيَةُ مَرَّ قُبَيْلَ أَخَذَ بِيَدِ أَبِيهِ وَرَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى الْمِنْبَرِ يَخْرُجَانِ مِنَ الْمَسْجِدِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِيهِمَا قَوْلا.
2945- أَصْرَمُ.
وَسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - زُرْعَةُ رجل من بني شقرة. قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ بِشْرِ بْنِ الْمُفَضَّلِ قَالَ: [أَخْبَرَنَا بَشِيرُ بْنُ مَيْمُونٍ عَنْ عَمِّهِ أُسَامَةَ بْنِ أَخْدَرِيٍّ أَنَّ رَجُلا مِنْ بَنِي شَقِرَةَ يُقَالُ لَهُ أَصْرَمُ وَكَانَ فِي النَّفَرِ الَّذِينَ أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَتَاهُ بِغُلامٍ حَبَشِيٍّ اشْتَرَاهُ فِي تِلْكَ الْبِلادِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي اشْتَرَيْتُ هَذَا فَأَحْبَبْتُ أَنْ تُسَمِّيَهُ وَتَدْعُوَ لَهُ بِالْبَرَكَةِ. فَقَالَ: مَا اسْمُكَ أَنْتَ؟ قَالَ: أَصْرَمُ. قَالَ: بَلْ أَنْتَ زُرْعَةُ. فَمَا تُرِيدُهُ؟ قَالَ: أُرِيدُهُ رَاعِيًا. قَالَ: فَهُوَ عَاصِمٌ. وَقَبَضَ كَفَّهُ.]
2946- جُرْمُوزُ الْهُجَيْمِيُّ.
قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ أَبِي عَامِرٍ الْعَقَدِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ هَوْذَةَ الْقُزَيْعِيُّ قَالَ:
[حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ بَلْهُجَيْمَ عَنْ جُرْمُوزٍ الْهُجَيْمِيِّ أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: عَمَّ تَنْهَانِي؟
فَقَالَ: أَنْهَاكَ أَلا تَكُونَ لَعَّانًا. فَمَا لَعَنَ شَيْئًا حَتَّى مات.]
2947- سُوَيْدُ بْنُ هُبَيْرَةَ.
قَالَ: قَالَ رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ عَنْ أَبِي نَعَامَةَ الْعَدَوِيِّ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ بُدَيْلٍ عَنْ إِيَاسِ بْنِ زُهَيْرٍ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ هُبَيْرَةَ قَالَ: [سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: خَيْرُ مَالِ الْمَرْءِ لَهُ مُهْرَةٌ مَأْمُورَةٌ أَوْ سِكَّةٌ مَأْبُورَةٌ] .
2948- فَضَالَةُ اللَّيْثِيُّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الأَسْوَدِ عَنْ فَضَالَةَ اللَّيْثِيِّ قَالَ: [أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَسْلَمْتُ وَعَلَّمَنِي حَتَّى عَلَّمَنِي الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ فِي مَوَاقِيتِهِنَّ. فَقُلْتُ: هَذِهِ سَاعَاتٌ أُشْغَلُ فِيهَا فَمُرْنِي بِجَوَامِعَ. قَالَ: فَلا تُشْغَلَنَّ عَنِ الْعَصْرَيْنِ. قَالَ: قُلْتُ: وَمَا الْعَصْرَانِ؟ قَالَ: صَلاةُ الْغَدَاةِ. وَصَلاةُ الْعَصْرِ] .
2949- سليمان بن عامر الضبي.
2950- أبو عزة الهذلي.
واسمه يسار بن عبيد.
__________
2948 التقريب (2/ 109) .
2950 التقريب (2/ 373) .(7/55)
2951- أهبان بن صيفي الغفاري
ويكنى أبا مسلم. أوصى أن يكفن في ثوبين فكفن في ثلاثة أثواب فأصبحوا والثوب الثالث على المشجب.
2592- مضرس بن أسمر.
2953- زهير بن عمرو.
وداره في بني كلاب وليس منهم.
2954- سلمة بن المحبق.
2955- خِدَاشٌ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ بْنُ ثَابِتٍ قَالَ: أَخْبَرَتْنِي بَحْرِيَّةُ قَالَتْ: اسْتَوْهَبَ عَمِّي خِدَاشٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَصْعَةً رَآهُ يَأْكُلُ فِيهَا فَكَانَتْ عِنْدَنَا فَكَانَ عُمَرُ يَقُولُ: أَخْرِجُوهَا إِلَيَّ فَنَمْلأُهَا مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ. فَنَأْتِيهِ بِهَا فَيَشْرَبُ مِنْهَا وَيَصُبُّ عَلَى رَأْسِهِ وَوَجْهِهِ. ثُمَّ إِنَّ سَارِقًا عَدَا عَلَيْنَا فَسَرَقَهَا مَعَ متاع لنا فجاءنا عمر بعد ما سُرِقَتْ فَسَأَلْنَا أَنْ نُخْرِجَهَا لَهُ فَقُلْنَا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ سُرِقَتْ فِي مَتَاعٍ لَنَا. قَالَ: لِلَّهِ أَبُوهُ! سَرَقَ صَحْفَةَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى الله عليه وسلم - قال: فو الله مَا سَبَّهُ وَلا لَعَنَهُ.
2956- أَبُو سَلَمَةَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَسَدِيُّ عَنْ عُثْمَانَ الْبَتِّيِّ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ أَبَوَيْهِ اخْتَصَمَا فِيهِ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَحَدُهُمَا مُسْلِمٌ. وَالآخَرُ كَافِرٌ. فَخَيَّرَهُ فَتَوَجَّهَ إِلَى الْكَافِرِ فَقَالَ: اللَّهُمَّ اهْدِهِ. فَتَوَجَّهَ إِلَى الْمُسْلِمِ. فَقَضَى لَهُ بِهِ.
2957- عَمُّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ سَلَمَةَ الْخُزَاعِيِّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ عَنْ عَمِّهِ قَالَ: [غَدَوْنَا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَقَدْ تَغَدَّيْنَا أَوْ قَالَ قَدْ أَصَبْنَا مِنَ الْغَدَاءِ. فَقَالَ: هَلْ صُمْتُمُ الْيَوْمَ؟ فَقُلْنَا: قَدْ تَغَدَّيْنَا. فَقَالَ: صُومُوا بَقِيَّةَ يَوْمِكُمْ] .
__________
2951 الاستيعاب (1/ 116) ، والإصابة (1/ 78) ، وتهذيب الكمال (573) .
2954 التاريخ الكبير (2011) ، والجرح (746) ، والمجروحين (1/ 337) ، والكاشف (2069) ، والميزان (3411) ، والمغني (2546) ، وتهذيب التهذيب (4/ 158) ، وتهذيب الكمال (2469) .(7/56)
2958- قيس بن الأسلع الأنصاري.
روى عنه نافع مولى حمنة أن عمومته شكوه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه يبذر ماله.
2959- حابس التميمي.
روى عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
2960- أبو بهيشة.
روى عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
2961- عُبَادَةُ بْنُ قُرْصٍ الْعَبْسِيُّ.
ويقال ليثي. ويقال ابن قرط.
قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ حميد بن هلال قال: قال عباده ابن قُرْطٍ: إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ أُمُورًا هِيَ أَدَقُّ فِي أَعْيُنِكُمْ مِنَ الشَّعْرِ. كُنَّا نَعُدُّهَا عَلَى عَهْدِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الْمُوبِقَاتِ. قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِمُحَمَّدٍ. فَقَالَ: صَدَقَ وَأَرَى جَرَّ الإِزَارِ مِنْهُ.
2962- أَبُو مُجِيبَةَ الْبَاهِلِيَّةِ أو عمها.
روى عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ أَبِي السَّلِيلِ عَنِ امْرَأَةٍ مِنْ بَاهِلَةَ يُقَالُ لَهَا مُجِيبَةُ. قَالَتْ: حَدَّثَنِي أَبِي أَوْ عَمِّي قَالَ: [أتيت النبي.
ص. فِي حَاجَةٍ فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ فَقُلْتُ: أَمَا تَعْرِفُنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ أَنَا الْبَاهِلِيُّ الَّذِي أَتَيْتُكَ عَامَ أَوَّلَ. قَالَ: فَإِنَّكَ أَتَيْتَنِي وَلَوْنُكَ وَجِسْمُكَ وَهَيْئَتُكَ حَسَنَةٌ. وَأَرَاكَ قَدْ شَجِبْتَ الْيَوْمَ. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَفْطَرْتُ بَعْدَكَ إِلا لَيْلا. قَالَ: فَمَنْ أَمَرَكَ أَنْ تُعَذِّبَ نَفْسَكَ؟ صُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ رَمَضَانَ. قَالَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَجِدُ قُوَّةً فَزِدْنِي. قَالَ:
صُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ. ثُمَّ يَوْمَيْنِ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ. قَالَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ زِدْنِي فَإِنِّي أَجِدُ قُوَّةً. قَالَ: مَا تَبْغِي عَنْ شَهْرِ الصَّبْرِ يَوْمَيْنِ؟ قَالَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ. إِنِّي أَجِدُ قُوَّةً فَزِدْنِي. قَالَ: صُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ وَثَلاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ومن الجرم وَأَفْطِرْ. وَأَشَارَ بِيَدِهِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ:] وَقَدْ كَتَبْنَا فِي كِتَابِنَا هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ موسى بن إسماعيل
__________
2959 التاريخ الكبير (3/ 364) ، والجرح (1302) ، والاستيعاب (1/ 280) ، والكاشف (1/ 191) ، وأسد الغابة (1/ 313، 314) ، التجريد (886) ، والوافي بالوفيات (11/ 232) ، وتهذيب التهذيب (2/ 127، 128) ، والإصابة (1354) ، وتهذيب الكمال (991) .
2960 التقريب (2/ 402) .
2962 التقريب (2/ 230) .(7/57)
عن حماد بن زيد عن مُسْلِمٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ عَنْ كَهْمَسٍ الْهِلالِيِّ وَهَذَا الْحَدِيثُ مِثْلُهُ عَنْ مُجِيبَةَ الْبَاهِلِيَّةِ عَنْ أَبِيهَا أَوْ عَنْ عَمِّهَا وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
2963- خَالُ أبي السِّوَارِ الْعَدَوِيِّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: حَدَّثَنَا السُّمَيْطُ عَنْ أَبِي السِّوَارِ الْعَدَوِيِّ يُحَدِّثُهُ أَبُو السِّوَارِ عَنْ خَالِهِ قال: [رأيت رسول الله.
ص. وأناس يتبعونه. قال: فاتبعته معهم. قال: ففجئني الْقَوْمُ يَسْعَوْنَ. قَالَ: وَأَبْقَى الْقَوْمُ بِي فَأَتَى على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فَضَرَبَنِي ضَرْبَةً إِمَّا بِعَسِيبٍ أَوْ بِقَضِيبٍ أَوْ سواك أو شيء كان معه. قال: فو الله مَا أَوْجَعَنِي. قَالَ: فَبِتُّ بِلَيْلَةٍ. قَالَ: وَقُلْتُ: مَا ضَرَبَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَلا لِشَيْءٍ عَلِمَهُ اللَّهُ فِيَّ. قَالَ: وحدثتني نفسي أن آتي رسول الله.
ص. إذا أصبحت. فنزل جبريل. ع. عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: إِنَّكَ رَاعٍ فَلا تَكْسِرْ قُرُونَ رَعِيَّتَكَ. وَقَالَ: وَاللَّهِ مَا أَضْرِبُكُمْ فِي مَعْصِيَةٍ وَلا خِلافٍ. وَلَمَّا صَلَّيْنَا الْغَدَاةَ. أَوْ قَالَ أَصْبَحْنَا. قَالَ رسول الله. ص: إِنَّ أُنَاسًا يَتَّبِعُونِي وَإِنِّي لا يُعْجِبُنِي أَنْ يَتَّبِعُونِي. اللَّهُمَّ مَنْ ضَرَبْتُ أَوْ سَبَبْتُ فَاجْعَلْهَا لَهُ كَفَّارَةً وَأَجْرًا. أَوْ قَالَ: مَغْفِرَةً وَرَحْمَةً أَوْ كَمَا قَالَ.]
2964- عَمُّ حَسْنَاءَ بِنْتِ مُعَاوِيَةَ الصُّرَيْمِيَّةِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْرَقُ وَهَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ قَالا: حَدَّثَنَا عَوْفٌ عَنْ [حَسْنَاءَ بِنْتِ مُعَاوِيَةَ الصُّرَيْمِيَّةِ عَنْ عَمِّهَا أَنَّهُ حدثها قال: قلت للنبي. ص: مَنْ فِي الْجَنَّةِ؟ قَالَ: النَّبِيُّ فِي الْجَنَّةِ. والشهيد في الجنة. والموؤودة فِي الْجَنَّةِ] .
2965- عم أبي حرة الرقاشي.
قال: كنت آخذًا بزمام نَاقَةَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في أوسط أيام التشريق إذا ودعته الناس. ثم ذكر خطبة النبي - صلى الله عليه وسلم - يومئذ.
2966- أبو أبي العشراء الدارمي.
واسمه مالك بن قهطم. واسم أبي العشراء أسامة بن مالك.
2967- أَشَجُّ عَبْدِ الْقَيْسِ.
وقد اختلف علينا في اسمه.
فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ قُدَامَةُ بْنُ مُوسَى عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُمَّانَةَ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ عَنْ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ وَعَنْ غَيْرِهِ قَالُوا: عَبْدُ الله بن(7/58)
عَوْفٍ الأَشَجُّ. وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَسَدِيُّ عَنْ يُونُسَ عَنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ: [قَالَ أَشَجُّ بَنِي عَصْرٍ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ. ص: إِنَّ فِيكَ خُلُقَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ. قُلْتُ: مَا هُمَا؟ قَالَ: الْحِلْمُ وَالْحَيَاءَ. قُلْتُ: وَقَدِيمًا كَانَا فِيَّ أَمْ حَدِيثًا؟
قَالَ: بَلْ قَدِيمًا. قُلْتُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَبَلَنِي عَلَى خُلُقَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ] .
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ عَنْ عَوْفٍ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ لِعَائِذِ بْنِ الْمُنْذِرِ الأَشَجِّ.
وَأَمَّا هِشَامُ بْن مُحَمَّد بْن السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ فَذَكَرَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ أَشَجَّ عَبْدِ الْقَيْسِ هُوَ الْمُنْذِرُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زِيَادِ بْنِ عَصْرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ جذيمة ابن عَوْفِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ أَنْمَارِ بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أَفْصَى بْنِ عَبْدِ الْقَيْسِ بْنِ أَفْصَى بْنِ دُعْمِيِّ بْنِ جَدِيلَةَ بْنِ أَسَدِ بْنِ رَبِيعَةَ.
وَأَمَّا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَيْفٍ مَوْلَى عَبْد الرَّحْمَن بْن سَمُرَةَ بْن حَبِيبِ بْن عَبْدِ شَمْسِ الْقُرَشِيُّ فَقَالَ: اسْمُهُ الْمُنْذِرُ بْنُ عَائِذِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ زِيَادِ بْنِ عَصَرٍ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرِ بْنِ الْفُرَافِصَةِ الْعَبْدِيُّ الْكُوفِيُّ: سَأَلْتُ شَيْخَنَا الْبُحْتُرِيَّ عَنِ اسْمِ الأَشَجِّ فَقَالَ: اسْمُهُ الْمُنْذِرُ بْنُ عَائِذٍ وَقَدْ كَانَ فِي وَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ الَّذِينَ وَفَدُوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مِنَ الْبَحْرَيْنِ. ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْبَحْرَيْنِ مَعَ قَوْمِهِ. ثُمَّ نَزَلَ الْبَصْرَةَ بَعْدَ ذَلِكَ.
2968- الْجَارُودُ.
واسمه بشر بن عمرو بن حنش بن المعلى وهو الحارث بن زيد ابن حارثة بن معاوية بن ثعلبة بن جذيمة بْن عَوْفِ بْن بَكْر بْن عَوْفِ بْن أنمار بن عمرو ابن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس ويكنى أبا المنذر. وأمه درمكة بنت رؤيم أخت يزيد بن رؤيم الشيباني. وكان الجارود شريفًا في الجاهلية. وكان نصرانيًا.
[فَقَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - في الوفد فَدَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلى الإسلام وعرضه عليه. فقال الجارود: إني قد كنت على دين وإني تارك ديني لدينك. أتضمن لي ديني؟ فقال رسول الله. ص: أنا ضامن لك. قد هداك الله إلى ما هو خير لك منه.
ثم أسلم الجارود وحسن إسلامه كان غير مغموص عليه. وأراد الرجوع إلى بلاد قومه فسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - حملانًا فقال: ما عندي ما أحملك عليه. فقال: يا رسول الله إن(7/59)
بيني وبين بلادي ضوال من الإبل أفأركبها؟ فقال رسول الله. ص: إنما هن حرق النار فلا تقربها] . وكان الجارود قد أدرك الردة. فلما رجع قومه مع المعرور بن المنذر ابن النعمان قال الجارود فشهد شهادة الحق ودعا إلى الإسلام وقال: أيها الناس إِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وأن محمدا عبده ورسوله وأكفر من لم يشهد. وقال:
رضينا بدين الله من كل حادث ... وبالله والرحمن نرضى به ربّا
ثم سكن الجارود بعد ذلك البصرة وولد له أولاد وكانوا أشرافًا ووجه الحكم ابن أَبِي الْعَاصِ الْجَارُودَ عَلَى الْقِتَالِ يَوْمَ سُهْرَكَ فَقُتِلَ فِي عَقَبَةِ الطِّينِ شَهِيدًا سَنَةَ عِشْرِينَ. قال: ويقال لها عقبة الجارود. كَانَ الْمُنْذِرُ بْنُ الْجَارُودِ سَيِّدًا جَوَادًا وَلاهُ علي بن أبي طالب. ع. إِصْطَخْرَ فَلَمْ يَأْتِهِ أَحَدٌ إِلا وَصَلَهُ ثُمَّ ولاه عبيد الله ابن زِيَادٍ ثَغْرَ الْهِنْدِ فَمَاتَ هُنَاكَ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّينَ أَوْ أَوَّلَ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ سِتِّينَ سَنَةً.
2969- صُحَارُ بْنُ عَبَّاسٍ الْعَبْدِيُّ.
من بني مرة بن ظفر بن الديل. ويكنى أبا عبد الرحمن. وكان في وفد عبد القيس.
قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُلازِمُ بْنُ عمرو قال: حدثنا سراج ابن عُقْبَةَ عَنْ عَمَّتِهِ خَلْدَةَ بِنْتِ طَلْقٍ قَالَتْ: [قَالَ لَنَا أَبِي: جَلَسْنَا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
فَجَاءَ صُحَارُ بْنُ عَبْدِ الْقَيْسِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا تَرَى فِي شَرَابٍ نَصْنَعُهُ مِنْ ثِمَارِنَا؟
فَأَعْرَضَ عَنْهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَتَّى سَأَلَهُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ. قَالَ: فَصَلَّى بِنَا. فَلَمَّا قَضَى الصَّلاةَ قَالَ: مَنِ السَّائِلِ عَنِ الْمُسْكِرِ؟ تَسْأَلُنِي عَنِ الْمُسْكِرِ. لا تَشْرَبْهُ. وَلا تَسْقِهِ أخاك. فو الذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا شَرِبَهُ رَجُلٌ قَطُّ ابتغاء لذة سكر فَيَسْقِيَهُ الْخَمْرَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ] . قَالَ: وَكَانَ صُحَارٌ فِيمَنْ طَلَبَ بِدَمِ عُثْمَانَ.
2970- أَبُو خَيْرَةَ الصُّبَاحِيُّ.
من عبد القيس.
قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ خَلِيفَةَ بْنِ خَيَّاطٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ كَهْمَسٍ قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُسَاوِرِ عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ هَمَّامٍ عَنْ أَبِي خَيْرَةَ الصُّبَاحِيُّ قَالَ: كُنْتُ فِي الْوَفْدِ الَّذِي أَتَى رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ فَزَوَّدَنَا الأَرَاكَ نَسْتَاكُ بِهِ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ عِنْدَنَا الْجَرِيدُ وَلَكِنَّا نَقْبَلُ كَرَامَتَكَ وَعَطِيَّتَكَ. [فَقَالُ رسول الله. ص: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَبْدِ الْقَيْسِ إِذْ أَسْلَمُوا طَائِعِينَ غَيْرَ مُكْرَهِينَ إِذْ بَعْضُ قَوْمٍ لَمْ يُسْلِمُوا إِلا خَزَايَا مَوْتُورِينَ] .(7/60)
2971- أَبَانُ الْمُحَارِبِيُّ.
من عبد القيس.
قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبَانُ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ حَيَّانَ الْمُحَارِبِيِّ عَنْ أَبَانَ الْمُحَارِبِيِّ. وَكَانَ مِنَ الْوَفْدِ الَّذِينَ وَفَدُوا عَلَى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
[من عَبْدِ الْقَيْسِ. أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَقُولُ إِذَا أَصْبَحَ:
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّي لا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ. إِلا ظَلَّ تُغْفَرُ لَهُ ذُنُوبُهُ حَتَّى يُمْسِيَ. وَإِنْ قَالَهَا إِذَا أَمْسَى بَاتَ تُغْفَرُ لَهُ ذُنُوبُهُ حَتَّى يُصْبِحَ] .
2972- الزارع بن الوازع العبدي.
وكان في وفد عبد القيس ثم نزل بعد ذلك البصرة.
2973- جابر بن عبد الله
بن جابر العبدي. وكان في وفد عبد القيس ثم نزل بعد ذلك البصرة.
2974- سَلَمَةُ الْجَرْمِيُّ.
وهو أبو عمرو بن سلمة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ الْغَرَقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مِسْعَرُ بْنُ حَبِيبٍ الْجَرْمِيُّ عَنْ عَمْرِو ابن سَلَمَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: [أَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ يُصَلِّي بِنَا أَوْ يُصَلِّي لَنَا؟ فَقَالَ: يُصَلِّي بِكُمْ أَوْ يُصَلِّي لَكُمْ أَكْثَرُكُمْ أَخْذًا أَوْ جَمْعًا لِلْقُرْآنِ. قَالَ عَمْرٌو: فَكَانَ أَبِي يُصَلِّي بِهِمْ فِي مَسْجِدِهِمْ وَعَلَى جَنَائِزِهِمْ لا يُنَازِعُهُ أَحَدٌ حَتَّى مَاتَ] .
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ مِسْعَرِ بْنِ حَبِيبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ سَلَمَةَ أَنَّ أَبَاهُ وَنَفَرًا مِنْ قَوْمِهِ [وَفَدُوا إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حِينَ أَسْلَمَ النَّاسُ وَتَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ فَقَضَوْا حَوَائِجَهُمْ وَقَالُوا لَهُ: مَنْ يُصَلِّي بِنَا أَوْ لَنَا؟ قَالَ: يُصَلِّي بِكُمْ أَكْثَرُكُمْ جَمْعًا أَوْ أَخْذًا لِلْقُرْآنِ] . قَالَ: فجاؤوا إلى قومهم فسألوه فَلَمْ يَجِدُوا فِيهِمْ أَحَدًا أَخَذَ أَوْ جَمَعَ مِنَ الْقُرْآنِ أَكْثَرَ مِمَّا جَمَعْتُ أَوْ أَخَذْتُ. قَالَ: وَأَنَا يَوْمَئِذٍ غُلامٌ عَلَيَّ شَمْلَةٌ فَقَدَّمُونِي فَصَلَّيْتُ بِهِمْ فَمَا شَهِدْتُ مَجْمَعًا من حرم إِلا وَأَنَا إِمَامُهُمْ إِلَى يَوْمِي هَذَا. قَالَ مِسْعَرٌ:
وَكَانَ يُصَلِّي عَلَى جَنَائِزِهِمْ وَيَؤُمُّهُمْ فِي مَسْجِدِهِمْ حَتَّى مَضَى لِسَبِيلِهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ سَلَمَةَ أَبُو يَزِيدَ الْجَرْمِيُّ قَالَ: كُنَّا بِحَضْرَةِ مَاءٍ مَمَرُّ النَّاسِ. قَالَ: وَكُنَّا نَسْأَلُهُمْ مَا هَذَا الأَمْرُ؟ فَيَقُولُونَ: رَجُلٌ زَعَمَ أَنَّهُ نَبِيٌّ وَأَنَّ اللَّهَ أَرْسَلَهُ وَأَنَّ اللَّهَ أَوْحَى إِلَيْهِ(7/61)
كَذَا وَكَذَا. فَجَعَلْتُ لا أَسْمَعُ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ إِلا حَفِظْتُهُ كَأَنَّمَا تَغَرَّى فِي صَدْرِي حَتَّى جَمَعْتُ مِنْهُ قُرْآنًا كَثِيرًا. قَالَ: وَكَانَتِ الْعَرَبُ تَلَوَّمُ بِإِسْلامِهَا الْفَتْحَ يَقُولُونَ: انْظُرُوا فَإِنْ ظَهَرَ عَلَيْهِمْ فَهُوَ صَادِقٌ وَهُوَ نَبِيٌّ. قَالَ: فَلَمَّا جَاءَتْنَا وَقْعَةُ الْفَتْحِ بَادَرَ كُلُّ قَوْمٍ بِإِسْلامِهِمْ. قَالَ: فَانْطَلَقَ أَبِي بِإِسْلامِ حِوَائِنَا ذَلِكَ. قَالَ: فَأَقَامَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يُقِيمَ. قَالَ: ثُمَّ أَقْبَلَ. فَلَمَّا دَنَا تَلَقَّيْنَاهُ فَلَمَّا رَأَيْنَاهُ قَالَ: جِئْتُكُمْ وَاللَّهِ مِنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَقًّا. ثُمَّ قَالَ: إِنَّهُ يَأْمُرُكُمْ بِكَذَا وَيَنْهَاكُمْ عَنْ كَذَا وَكَذَا وَأَنْ يُصَلُّوا صَلاةَ كَذَا فِي حِينِ كَذَا وَصَلاةَ كَذَا فِي حِينِ كَذَا. فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلاةُ فَلْيُؤَذِّنْ أَحَدُكُمْ وَلْيَؤُمَّكُمْ أَكْثَرُكُمْ قُرْآنًا. قَالَ: فَنَظَرَ أَهْلُ حِوَائِنَا فَمَا وَجَدُوا أَحَدًا أَكْثَرَ مِنِّي قُرْآنًا لِلَّذِي كُنْتُ أَحْفَظُهُ مِنَ الرُّكْبَانِ. قَالَ: فَقَدَّمُونِي بَيْنَ أَيْدِيهِمْ فَكُنْتُ أُصَلِّي بِهِمْ وَأَنَا ابْنُ سِتِّ سِنِينَ. قَالَ: وَكَانَ عَلَيَّ بُرْدَةٌ كُنْتُ إِذَا جَلَسْتُ تَقَلَّصَتْ عَنِّي.
فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الْحَيِّ: أَلا تُغَطُّونَ عَنَّا اسْتَ قَارِئِكُمْ! قَالَ: فَكَسُونِي قَمِيصًا مِنْ مَعْقَدِ الْبَحْرَيْنِ. قَالَ: فَمَا فَرِحْتُ بِشَيْءٍ أَشَدَّ مِنْ فَرَحِي بِذَلِكَ الْقَمِيصِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِي قِلابَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَلَمَةَ الْجَرْمِيِّ قَالَ: كُنْتُ أَتَلَقَّى الرُّكْبَانَ فَيُقْرِئُونِي الآيَةَ. فَكُنْتُ أَؤُمُّ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا شعبة بن أَيُّوبَ قَالَ:
سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ سَلَمَةَ قَالَ: [ذَهَبَ أَبِي بِإِسْلامِ قَوْمِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَكَانَ فِيمَا قَالَ لَهُمْ: يَؤُمُّكُمْ أَكْثَرُكُمْ قُرْآنًا. قَالَ: فَكُنْتُ أَصْغَرَهُمْ فَكُنْتُ أَؤُمُّهُمْ. فَقَالَتِ امْرَأَةٌ: غَطُّوا اسْتَ قَارِئِكُمْ. فَقَطَعُوا لِي قَمِيصًا فَمَا فَرِحْتُ بِشَيْءٍ مَا فَرِحْتُ بِذَلِكَ الْقَمِيصِ] .
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَلَمَةَ قَالَ: [لَمَّا رَجَعَ قَوْمِي مِنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالُوا إِنَّهُ قَالَ: لِيَؤُمَّكُمْ أَكْثَرُكُمْ قِرَاءَةً لِلْقُرْآنِ. قَالَ:
فَدَعَوْنِي فَعَلَّمُونِي الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ. قَالَ: فَكُنْتُ أُصَلِّي بِهِمْ وَعَلَيَّ بُرْدَةٌ مَفْتُوقَةٌ فَكَانُوا يَقُولُونَ لأَبِي: أَلا تُغَطِّي عَنَّا اسْتَ ابْنِكَ!] .(7/62)
الطَّبَقَةُ الأُولَى مِنَ الْفُقَهَاءِ وَالْمُحَدِّثِينَ وَالتَّابِعِينَ مِنْ أهل الْبَصْرَةِ مِنْ أَصْحَابِ عمر بن الخطاب. رضي الله عنه
[المعروفون من هذه الطبقة]
2975- أَبُو مَرْيَمَ الْحَنَفِيُّ.
واسمه إياس بن ضبيح بن المحرش بن عبد عمرو بن عبيد بن مالك بن المعبر بن عبد الله بْن الدول بْن حنيفة بْن لجيم بْنِ صَعْبِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ بَكْرِ بْنِ وائل. وكان من أهل اليمامة وكان من أصحاب مسيلمة وهو قتل زيد بن الخطاب بن نفيل يوم اليمامة ثم تاب وأسلم وحسن إسلامه وولي قضاء البصرة بعد عمران بن الحصين في زمن عمر بن الخطاب.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ بْنُ حَسَّانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي مَرْيَمَ الْحَنَفِيِّ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ دَخَلَ مِرْبَدًا لَهُ ثُمَّ خَرَجَ فَجَعَلَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ. قَالَ لَهُ أَبُو مَرْيَمَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّكَ خَرَجْتَ مِنَ الْخَلاءِ. فَقَالَ:
أَمُسَيْلِمَةُ أَفْتَاكَ بِهَذَا؟ قَالُوا: وَتُوُفِّيَ أَبُو مَرْيَمَ بِسَنْبِيلَ نَاحِيَةَ الأَهْوَازِ وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ.
2976- كَعْبُ بْنُ سُورِ
بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ سُلَيْمِ بن ذهل بن لقيط بن الحارث بن مالك بْن فهم بْن غنم بن دوس بْن عدثان بْن عَبْد الله بْنِ زَهْرَانَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكِ بْنِ نصر من الأزد.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَتْ: أَشْكُو إِلَيْكَ خَيْرَ أَهْلِ الدُّنْيَا إِلا رَجُلا سَبَقَهُ بِعَمَلٍ أَوْ عَمِلَ بِمِثْلِ عَمَلِهِ يَقُومُ اللَّيْلَ حَتَّى يُصْبِحَ وَيَصُومُ النَّهَارَ حَتَّى يُمْسِي. ثُمَّ تَجَلاهَا الْحَيَاءُ فَقَالَتْ: أَقِلْنِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. فَقَالَ: جَزَاكِ اللَّهُ خَيْرًا قَدْ أَحْسَنْتِ الثَّنَاءَ قَدْ أَقَلْتُكِ. فَلَمَّا وَلَّتْ قَالَ كَعْبُ بْنُ سور: يا أمير المؤمنين لقد أبلغت
__________
2975 التقريب (2/ 472) .(7/63)
إِلَيْكَ فِي الشَّكْوَى. فَقَالَ: مَا اشْتَكَتْ؟ قَالَ: زَوْجَهَا. قَالَ: عَلَيَّ الْمَرْأَةَ. فَقَالَ لِكَعْبٍ: اقْضِ بَيْنَهُمَا. قَالَ: أَقْضِي وَأَنْتَ شَاهِدٌ! قَالَ: إِنَّكَ قَدْ فَطِنْتَ إِلَى مَا لَمْ أَفْطِنْ. قَالَ: إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: «فَانْكِحُوا مَا طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ» النساء 3. صُمْ ثلاثة أيام وأفطر عندها يوما وقم عندها ثَلاثَ لَيَالٍ وَبِتْ عِنْدَهَا لَيْلَةً. فَقَالَ عُمَرُ: لَهَذَا أَعْجَبُ إِلَيَّ مِنَ الأَوَّلِ! فَرَحَلَ بِهِ أَوْ بَعَثَهُ قَاضِيًا لأَهْلِ الْبَصْرَةِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْرَقُ وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ عَنْ زَكَرِيَّاءَ بْنِ أبي زَائِدَةَ عَنِ الشَّعْبِيِّ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ بَعَثَ كَعْبَ بْنَ سُورٍ عَلَى قَضَاءِ الْبَصْرَةِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ حُصَيْنٍ عَنْ عُمَرَ بن جاوان عن الأحنف ابن قَيْسٍ قَالَ: لَمَّا الْتَقَوْا يَوْمَ الْجَمَلِ خَرَجَ كَعْبُ بْنُ سُورٍ نَاشِرًا مُصْحَفَهُ يُذَكِّرُ هَؤُلاءِ وَيُذَكِّرُ هَؤُلاءِ حَتَّى أَتَاهُ سَهْمٌ فَقَتَلَهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ:
سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ يَقُولُ لأَبِي مَعْشَرٍ: بَلَغَنِي أَنَّ بَعْضَ أَصْحَابِكُمْ مَرَّ بِكَعْبِ بْنِ سُورٍ وَهُوَ صَرِيعٌ قَتِيلٌ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ. فَوَضَعَ الرُّمْحَ فِي عَيْنِهِ وَقَالَ: مَا رَأَيْتُ كَافِرًا أَقْضَى بِحَقٍّ مِنْكَ.
وَقَالَ بَعْضُ أهل الْعِلْمِ: إِنَّ كَعْبَ بْنَ سُورٍ لَمَّا قَدِمَ طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ وَعَائِشَةُ الْبَصْرَةَ دَخَلَ فِي بَيْتٍ وَطَيَّنَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ فِيهِ كَوَّةً يُنَاوَلُ مِنْهَا طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ اعْتِزَالا لِلْفِتْنَةِ. فَقِيلَ لِعَائِشَةَ: إِنَّ كَعْبَ بْنَ سُورٍ إِنْ خَرَجَ مَعَكِ لَمْ يَتَخَلَّفْ مِنَ الأَزْدِ أَحَدٌ.
فَرَكِبَتْ إِلَيْهِ فَنَادَتْهُ وَكَلَّمَتْهُ فَلَمْ يُجِبْهَا. فَقَالَتْ: يَا كَعْبُ أَلَسْتُ أُمَّكَ وَلِي عَلَيْكَ حَقٌّ؟
فَكَلَّمَهَا فَقَالَتْ: إِنَّمَا أُرِيدُ أَنْ أُصْلِحَ بَيْنَ النَّاسِ. فَذَلِكَ حِينَ خَرَجَ وَأَخَذَ الْمُصْحَفَ فَنَشَرَهُ وَمَشَى بَيْنَ الصَّفَّيْنِ يَدْعُوهُم إِلَى مَا فِيهِ. فَجَاءَهُ سَهْمٌ غَرْبٌ فَقَتَلَهُ وَكَانَ مَعْرُوفًا بِالْخَيْرِ وَالصَّلاحِ وَلَيْسَ لَهُ حَدِيثٌ.
2977- الأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ.
واسمه الضحاك بن قيس بن معاوية بن حصين بن حفص بن عبادة بن النزال بن مرة بن عبيد بن مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد
__________
2977 تهذيب الكمال (285) ، وأسد الغابة (1/ 68) ، والتاريخ الصغير (1/ 156، 157) .(7/64)
ابن زيد مناة بن تميم وأمه من بني قراض من باهلة ولدته وهو أحنف. فقالت وهي ترقصه:
والله لولا حنف في رجله ... ما كان في الحي غلام مثله
ويكنى الأحنف أبا بحر وكان ثقة مأمونًا قليل الحديث. وقد روى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي طالب وأبي ذر.
قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنِ الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: بَيْنَا أَنَا أَطُوفُ بِالْبَيْتِ فِي زَمَنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ إِذْ لَقِيَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي لَيْثٍ فَأَخَذَ بِيَدِي فَقَالَ: أَلا أُبَشِّرُكَ؟ قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: تَذْكُرُ إِذْ بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى قَوْمِكَ بَنِي سَعْدٍ فَجَعَلْتُ أَعْرِضُ عَلَيْهِمُ الإِسْلامَ وَأَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ فَقُلْتَ أَنْتَ إِنَّكَ لَتَدْعُو إِلَى خَيْرٍ وَمَا أَسْمَعُ إِلا حَسَنًا. قَالَ: فَإِنِّي ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلأَحْنَفِ! قَالَ الأَحْنَفُ: فَمَا شَيْءٌ أَرْجَى عِنْدِي مِنْ ذَلِكَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: نُبِّئْتُ أن عمر ذكر بني تميم فذمهم فقال الأَحْنَفُ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ائْذَنْ لِي فَأَتَكَلَّمَ. قَالَ: تَكَلَّمْ.
قَالَ: إِنَّكَ ذَكَرْتَ بَنِي تَمِيمٍ فَعَمَمْتَهُمْ بِالذَّمِّ وَإِنَّمَا هُمْ مِنَ النَّاسِ فَمِنْهُمُ الصَّالِحُ وَالطَّالِحُ. فَقَالَ: صَدَقْتَ. فَعَفَا بِقَوْلٍ حَسَنٍ فَقَامَ الْحُتَاتُ وَكَانَ يُنَاوِئُهُ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ائْذَنْ لِي فَأَتَكَلَّمَ. فَقَالَ: اجْلِسْ قَدْ كَفَاكُمْ سَيِّدِكُمُ الأَحْنَفُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَبِي سُوَيْدٍ الْمُغِيرَةِ عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ الأَحْنَفَ قَدِمَ عَلَى عُمَرَ فَاحْتَبَسَهُ حَوْلا كَامِلا ثُمَّ قَالَ: هَلْ تَدْرِي لِمَ حَبَسْتُكَ؟ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَوَّفَنَا كُلَّ مُنَافِقٍ عَلِيمٍ وَلَسْتَ مِنْهُمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ وَالْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنِ الأَحْنَفِ قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَاحْتَبَسَنِي عِنْدَهُ حَوْلا فَقَالَ: يَا أَحْنَفُ قَدْ بَلَوْتُكَ وَخَبَرْتُكَ فَلَمْ أَرَ إِلا خَيْرًا وَرَأَيْتُ عَلانِيَتَكَ حَسَنَةً وَأَنَا أَرْجُو أَنْ تَكُونَ سَرِيرَتُكَ مِثْلَ عَلانِيَتِكَ. فَإِنَّا كُنَّا نَتَحَدَّثُ إِنَّمَا هَلَكَ هَذِهِ الأُمَّةَ كُلُّ مُنَافِقٍ عَلِيمٍ. وَكَتَبَ عُمَرُ إِلَى أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ: أَمَّا بَعْدُ فَأَدْنِ الأَحْنَفَ بْنَ قَيْسٍ وَشَاوِرْهُ وَاسْمَعْ مِنْهُ.(7/65)
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كَعْبٍ صَاحِبُ الْحَرِيرِ الأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَصْفَرِ أَنَّ الأَحْنَفَ اسْتُعْمِلَ عَلَى خُرَاسَانَ. فَلَمَّا أَتَى فَارِسَ أَصَابَتْهُ جَنَابَةٌ فِي لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ. قَالَ: فَلَمْ يُوقِظْ أَحَدًا مِنْ غِلْمَانِهِ وَلا جُنْدِهِ وَانْطَلَقَ يَطْلُبُ الْمَاءَ.
قَالَ: فَأَتَى عَلَى شَوْكٍ وَشَجَرٍ حَتَّى سَالَتْ قَدَمَاهُ دَمًا فَوَجَدَ الثَّلْجَ. قَالَ: فَكَسَّرَهُ وَاغْتَسَلَ. قَالَ: فَقَامَ فَوَجَدَ عَلَى ثِيَابِهِ نَعْلَيْنِ مَحْذُوَّتَيْنِ جَدِيدَتَيْنِ. قَالَ: فَلَبِسَهُمَا فَلَمَّا أَصْبَحَ أَخْبَرَ أَصْحَابَهُ فَقَالُوا: وَاللَّهِ مَا عَلِمْنَا بِكَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ الْحَسَنِ قَالَ: مَا رَأَيْتُ شَرِيفَ قَوْمٍ كَانَ أَفْضَلَ مِنَ الأَحْنَفِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَالْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ شَيْخٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ عَنِ الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ أَنَّهُ قَالَ: لَيَمْنَعُنِي مِنْ كَثِيرٍ مِنَ الْكَلامِ مَخَافَةُ الْجَوَّابِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْرَقُ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: ذَكَرُوا عِنْدَ مُعَاوِيَةَ شَيْئًا فَتَكَلَّمُوا وَالأَحْنَفُ سَاكِتٌ. فَقَالَ مُعَاوِيَةُ:
تَكَلَّمْ يَا أبا بَحْرٍ. فَقَالَ: أَخَافُ اللَّهَ إِنْ كَذَبْتُ وَأَخَافُكُمْ إِنْ صَدَقْتُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَرْعَرَةُ بْنُ الْبِرِنْدِ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ الأَحْنَفُ: إِنِّي لَسْتُ بِحَلِيمٍ وَلَكِنِّي أَتَحَالَمُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَسَدِيُّ عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَوْلًى لِلأَحْنَفِ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ الأَحْنَفَ كَانَ قَلَّ مَا خَلا إِلا دَعَا بِالْمُصْحَفِ. قَالَ يُونُسُ:
وَكَانَ النَّظَرُ فِي الْمَصَاحِفِ خُلُقًا مِنَ الأَوَّلِينَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي زُرَيْقُ بْنُ رُدَيْحٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ مَنْصُورٍ عَنْ غُلامٍ كَانَ لِلأَحْنَفِ اشْتَرَاهُ أَبُوهُ مَنْصُورٌ قَالَ: كَانَتْ عَامَّةُ صَلاةِ الأَحْنَفِ بِاللَّيْلِ. قَالَ: وَكَانَ يَضَعُ الْمِصْبَاحَ قَرِيبًا مِنْهُ فَيَضَعُ إِصْبَعَهُ عَلَى الْمِصْبَاحِ ثُمَّ يَقُولُ: حَسَنٌ. ثُمَّ يَقُولُ: يَا أَحْنَفُ مَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ صَنَعْتَ كَذَا يَوْمَ كَذَا!؟.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ أَخْضَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: كَانَ الأَحْنَفُ فِي سَرِيَّةٍ فَسَمِعَ صَوْتًا فِي جَوْفِ اللَّيْلِ فَانْطَلَقَ وَهُوَ يَقُولُ:(7/66)
إِنَّ عَلَى كُلِّ رَئِيسٍ حَقَّا ... أَنْ تُخْضَبَ الْقَنَاةُ أَوْ تَنْدَقَّا
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قال: حدثنا سفيان عن دَاوُدَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى الأَحْنَفِ فَسَأَلَهُ فَقَالَ: إِنَّمَا لِي سَهْمٌ وَمَا فِيهِ فَضْلٌ عَنِّي. وَإِنَّمَا لِفَرَسِي سَهْمَانِ وَمَا فِيهِمَا فَضْلٌ عَنْ فَرَسِي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أبي يَقُولُ:
قِيلَ لِلأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ إِنَّكَ شَيْخٌ كَبِيرٌ وَإِنَّ الصِّيَامَ يُضْعِفُكَ. فَقَالَ: إِنِّي أَعُدُّهُ لِشَرٍّ طَوِيلٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بن بكر ابن عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ عَنْ مَرْوَانَ الأَصْفَرِ قَالَ: سَمِعْتُ الأَحْنَفَ بْنَ قَيْسٍ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنْ تَغْفِرْ لِي فَأَنْتَ أهل ذَاكَ وَإِنَّ تُعَذِّبْنِي فَأَنَا أهل ذَاكَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَشْهَبِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ ظَبْيَانَ التَّمِيمِيُّ مِنْ بَنِي عَوْفِ بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ أبي الْمُخَيَّشِ قَالَ: كُنْتُ قَاعِدًا عِنْدَ الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ إِذْ جَاءَ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ الْمَلِكِ يَدْعُوهُ إِلَى نَفْسِهِ. فَقَالَ: يَدْعُونِي ابْنُ الزَّرْقَاءِ إِلَى وِلايَةِ أهل الشَّامِ. وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنَّ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ جَبَلا مِنْ نَارٍ مَنْ أَتَانَا مِنْهُمُ احْتَرَقَ فِيهِ وَمَنْ أَتَاهُمْ مِنَّا احْتَرَقَ فِيهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ قَدِيرٍ الْبَصْرِيِّ قَالَ: قِيلَ لِلأَحْنَفِ يَا أبا بَحْرٍ إِنَّ فِيكَ أَنَاةً شَدِيدَةً. قَالَ: قَدْ عَرَفْتُ مِنْ نَفْسِي عَجَلَةً فِي أُمُورٍ ثَلاثَةٍ: فِي صَلاتِي إِذَا حَضَرَتْ حَتَّى أُصَلِّيَهَا. وَجَنَازَتِي إِذَا حَضَرَتْ حَتَّى أُغَيِّبَهَا فِي حُفْرَتِهَا. وَابْنَتِي إِذَا خطبها كفيئها حَتَّى أُزَوِّجَهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الأزرق بن قيس أن الأحنف بن قيس كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يُصَلِّيَ فِي الْمَقْصُورَةِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنِ الأَزْرَقِ بْنِ قَيْسٍ أَنَّ الأَحْنَفَ بْنَ قَيْسٍ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ قَبْلَ خُرُوجِ الإِمَامِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الأَحْنَفِ مُطْرَفَ خَزٍّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ الْعَبْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُمَيْدٍ الرُّؤَاسِيُّ عَنْ(7/67)
إِسْمَاعِيلَ بْنِ أبي خَالِدٍ أَنَّهُ رَأَى الأَحْنَفَ بْنَ قَيْسٍ عَلَيْهِ مِطْرَفُ خَزٍّ وَمُقَطَّعَةً مِنْ يَمْنَةٍ وَعِمَامَةٌ مِنْ خَزٍّ وَهُوَ عَلَى بَغْلَةٍ. وَكَانَ الأَحْنَفُ صَدِيقًا لِمُصْعَبَ بْنِ الزُّبَيْرِ. فَوَفَدَ عَلَيْهِ بِالْكُوفَةِ وَمُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ يَوْمَئِذٍ وَالٍ عَلَيْهَا فَتُوُفِّيَ الأَحْنَفُ عِنْدَهُ بِالْكُوفَةِ فَرُؤِيَ مُصْعَبٌ فِي جَنَازَتِهِ يَمْشِي بِغَيْرِ رِدَاءٍ.
2978- أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ.
واسمه عبد الرحمن بن مل بن عمرو بن عدي بن وهب ابن ربيعة بن سعد بن جذيمة بن كعب بن رفاعة بن مالك بن نهد بْن زَيْد بْن لَيْثِ بْن سُودِ بْن أسلم بن الحاف بن قضاعة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَسَدِيُّ عَنْ عمران بن حدير في حديث رواه أن أبا عثمان النهدي كان اسمه عبد الرحمن بن مل.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أبي زَيْنَبَ أَبُو يُوسُفَ قَالَ:
سَمِعْتُ أبا عُثْمَانَ النَّهْدِيَّ يَقُولُ: كُنَّا فِي الْجَاهِلِيَّةِ نَعْبُدُ حَجَرًا فَسَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي يَا أهل الرِّجَالِ إِنَّ رَبَّكُمْ قَدْ هَلَكَ فَالْتَمِسُوهُ. قَالَ: فَخَرَجْنَا عَلَى كُلِّ صَعْبٍ وَذَلُولٍ. فَبَيْنَا نحن كذلك نطلب إذ مُنَادٍ يُنَادِي إِنَّا قَدْ وَجَدْنَا رَبَّكُمْ أَوْ شَبَهَهُ. قَالَ: فَجِئْنَا فَإِذَا حَجَرٌ.
قَالَ: فَنَحَرْنَا عَلَيْهِ الْجُزُرَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الأَحْوَلُ قَالَ: سَأَلْتُ أبا عُثْمَانَ رَأَيْتَ النبي. ص؟ قَالَ: لا. قُلْتُ: رَأَيْتَ أبا بَكْرٍ؟ قَالَ:
لا وَلَكِنِ اتَّبَعْتُ عُمَرَ حِينَ قَامَ وَقَدْ صَدَّقَ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثَلاثَ مَرَّاتٍ أَيْ أَخَذَ الصَّدَقَةَ مِنَّا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ عَنْ أبي عُثْمَانَ قَالَ: صَحِبْتُ سَلْمَانَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ قَالَ:
قَالَ أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ: أَتَتْ عَلَيَّ ثَلاثُونَ وَمِائَةُ سَنَةٍ وَمَا مِنِّي شَيْءٌ إِلا قَدْ أَنْكَرْتُهُ إِلا أَمَلِي فَإِنِّي أَجِدُهُ كَمَا هُوَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ عَنْ أبي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ قَالَ: إِنِّي لأَعْلَمُ حِينَ يَذْكُرُنِي اللَّهُ. فَقِيلَ لَهُ: مِنْ أَيْنَ تعلم؟ فقال:
__________
2978 التقريب (1/ 499) .(7/68)
يقول الله تبارك وتعالى: اذكروني أَذْكُرْكُمْ. فَإِذَا ذَكَرْتُ اللَّهَ ذَكَرَنِي. قَالَ: وَكُنَّا إِذَا دعونا قَالَ: وَاللَّهِ لَقَدِ اسْتَجَابَ اللَّهُ لَنَا. ثُمَّ يقول: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو طَالُوتَ عَبْدُ السَّلامِ بْنُ شَدَّادٍ قَالَ:
رَأَيْتُ أبا عُثْمَانَ النَّهْدِيَّ شُرَطِيًّا. قَالَ: يَجِيءُ فَيَأْخُذُ مِنْ أَصْحَابِ الْكُمَاةِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو غَسَّانَ مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ النَّهْدِيُّ قَالَ: كَانَ أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ مِنْ سَاكِنِي الْكُوفَةِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ بِهَا دَارٌ لِبَنِي نَهْدٍ. فَلَمَّا قتل الحسين بن علي. ع. تَحَوَّلَ فَنَزَلَ الْبَصْرَةَ وَقَالَ: لا أَسْكَنُ بَلَدًا قُتِلَ فِيهِ ابْنُ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ النَّبِيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَلَمْ يَرَهُ. وَكَانَ ثِقَةً. وَكَانَ قَدْ رَوَى عَنْ عُمَرَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَأَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ وَسَلْمَانَ وَأُسَامَةَ وَأَبِي هُرَيْرَةَ. وَتُوُفِّيَ أَوَّلَ وِلايَةِ الْحَجَّاجِ ابن يُوسُفَ الْعِرَاقَ بِالْبَصْرَةِ.
2979- أَبُو الأَسْوَدِ الدُّؤَلِيُّ.
واسمه ظالم بن عمرو بن سفيان بن عمرو بن خلس بْنِ يَعْمَرَ بْنِ نُفَاثَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الدئل بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ. وكان شاعرًا متشيعًا.
وكان ثقة في حديثه. إن شاء الله. وكان عبد الله بن عباس لما خرج من البصرة استخلف عليها أبا الأسود الدؤلي فأقره علي بن أبي طالب. ع.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلالٍ قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ قَالَ:
قَالَ أَبُو الأَسْوَدِ الدُّؤَلِيُّ إِنَّ أَبْغَضَ النَّاسِ إِلَيَّ أَنْ أُسَابَّ كُلَّ أَهْوَجَ ذَرِبِ اللِّسَانِ.
2980- زِيَادُ بن أبي سُفْيَان بْن حرب
بْن أمية بْن عَبْدِ شَمْسٍ وأمه سمية جارية الحارث ابن كلدة الثقفي وكان بعضهم يقول: زياد ابن أبيه. وبعضهم يقول: زياد الأمير. وولي البصرة لمعاوية حين ادعاه وضم إليه الكوفة. فكان يشتو البصرة. ويصيف بالكوفة.
ويولي على الكوفة إذا خرج منها عمرو بن حريث ويولي على البصرة إذا خرج منها سمرة بن جندب. ولم يكن زياد من القراء ولا الفقهاء. ولكنه كان معروفًا وكان كاتبًا لأبي موسى الأشعري وقد روى عن عمر ورويت عنه أحاديث.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: كَانَ نَقْشُ خَاتَمِ زِيَادٍ طَاوُسًا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا رَجُلٌ من قريش يقال له محمد بن
__________
2979 التقريب (2/ 391) .(7/69)
الْحَارِثِ أَنَّ مُرَّةَ صَاحِبَ نَهَرِ مُرَّةَ أَتَى عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ وَكَانَ مَوْلاهُمْ فَسَأَلَهُ أَنْ يَكْتُبَ لَهُ إِلَى زِيَادٍ فِي حَاجَةٍ لَهُ. فَكَتَبَ: مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِلَى زِيَادٍ. وَنَسَبَهُ إِلَى غَيْرِ أَبِي سُفْيَانَ فَقَالَ: لا أَذْهَبُ بِكِتَابِكَ هَذَا فَيَضُرَّنِي. قَالَ: فَأَتَى عَائِشَةَ فَكَتَبَتْ لَهُ: مِنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى زِيَادِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ. قَالَ: فَلَمَّا جَاءَهُ بِالْكِتَابِ قَالَ لَهُ:
إِذَا كَانَ غَدًا فَجِئْنِي بِكِتَابِكَ. قَالَ: وَجَمَعَ النَّاسَ فَقَالَ: يا غلام اقرأه. قال: فقرأ: مِنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى زِيَادِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ. قَالَ: فَقَضَى لَهُ حَاجَتَهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ. أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ عَنْ عَامِرٍ قَالَ: أُتِيَ زِيَادٌ فِي رَجُلٍ تَرَكَ عَمَّةً وَخَالَةً فَقَالَ: أَتَدْرُونَ كَيْفَ قَضَى فِيهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ؟ وَاللَّهِ إِنِّي لأَعْلَمُ النَّاسِ بِقَضَاءِ عُمَرَ فِيهَا. جَعَلَ الْخَالَةَ بِمَنْزِلَةِ الأُخْتِ وَالْعَمَّةَ بِمَنْزِلَةِ الأَخِ. فَأَعْطَى الْعَمَّةَ الثُّلُثَيْنِ وَالْخَالَةَ الثُّلُثَ.
وَأَخْبَرَنَا رَجُلٌ قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ عَامِرٍ عن زياد في قوله وفصل الخطاب قَالَ: أَمَّا بَعْدُ. قَالَ: وَوُلِدَ زِيَادُ بْنُ أبي سُفْيَانَ بِالطَّائِفِ عَامَ الْفَتْحِ. وَمَاتَ بِالْكُوفَةِ وَهُوَ عَامِلٌ عَلَيْهَا لِمُعَاوِيَةَ بْنِ أبي سُفْيَانَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَخَمْسِينَ.
2981- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ
بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الحارث بن عبد المطلب بن هاشم ويكنى أبا محمد وأمه هند بِنْت أبي سُفْيَان بْن حرب بْن أمية. ولد عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
وَسَمِعَ مِنَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ خُطْبَتَهُ بِالْجَابِيَةِ وَسَمِعَ مِنَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَمِنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ وَحُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ وَمِنْ أَبِيهِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ. وكان عبد الله ابن الْحَارِثِ قَدْ تَحَوَّلَ إِلَى الْبَصْرَةِ مَعَ أَبِيهِ وابتنى بها دارًا. فلما كان أيام مسعود بن عمرو خرج عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ عَنِ الْبَصْرَةِ وَاخْتَلَفَ الناس بينهم. وتداعت القبائل والعشائر وأجمعوا أَمَرَهُمْ فَوَلُّوا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ نوفل صلاتهم وفيئهم وَكَتَبُوا بِذَلِكَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ إِنَّا قَدْ رَضِينَا بِهِ فَأَقَرَّهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ عَلَى الْبَصْرَةِ.
وَصَعِدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ الْمِنْبَرَ فَلَمْ يَزَلْ يبايع الناس لعبد الله بن الزبير
__________
2981 علل أحمد (1/ 50، 79، 80، 189، 190، 335، 349) ، والتاريخ الكبير (155) ، والقضاة لوكيع (1/ 113) ، والجرح (3/ 137) ، والجمع (1/ 248) ، وأسد الغابة (3/ 137) ، والتجريد (1/ 3213) ، والكاشف (2699) ، والعبر (1/ 98، 121) ، والإصابة (6169) ، والتقريب (1/ 408) ، وشذرات الذهب (1/ 94) ، وتهذيب الكمال (3216) .(7/70)
حتى نعس فجعل يبايعهم وهو نائم مادًا يَدَهُ فَقَالَ سُحَيْمُ بْنُ وَثِيلٍ الْيَرْبُوعِيُّ:
بَايَعْتُ أيقاظًا فأوفيت بَيْعَتِي ... وَبَبَّةُ قَدْ بَايَعْتُهُ وَهُوَ نَائِمٌ
فَلَمْ يَزَلْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ عَامِلا لِعَبْدِ الله بن الزبير على البصرة حتى عَزَلَهُ وَاسْتَعْمَلَ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ الْمَخْزُومِيُّ وَخَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلِ إِلَى عُمَانَ فَمَاتَ بِهَا.
2982- أبو صفرة العتكي.
واسمه ظالم بن سراق بن صبح بن كندي بن عمرو بن عدي بن وائل بن الحارث بن العتيك بن الأسد بن عمران بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرئ القيس بْن ثَعْلَبَة بْن مازن بْن الأزد وكان أبو صفرة من أزد دباء ودباء فيما بين عمان والبحرين. وقد كانوا أسلموا وقدم وفدهم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مقرين بالإسلام فبعث عليهم مصدقًا منهم يقال له حذيفة بن اليمان الأزدي من أهل دباء وكتب له فرائض الصدقات فكان يأخذ صدقات أموالهم ويردها على فقرائهم. فَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ارتدوا ومنعوا الصدقة. فكتب حذيفة إلى أبي بكر بذلك فوجه أبو بكر عكرمة بن أبي جهل إليه فالتقوا فاقتتلوا ثم رزق الله عكرمة عليهم الظفر فهزمهم الله. وأكثر فيهم القتل. ومضى فلهم إلى حصن دباء فتحصنوا فيه وحصرهم المسلمون في حصنهم ثم نزلوا على حكم حذيفة بن اليمان الأزدي فقتل مائة من أشرافهم وسبى ذراريهم وبعث بهم إلى أبي بكر إلى المدينة وفيهم أبو صفرة غلام فلم يبلغ يومئذ فأراد أبو بكر قتله. فقال عمر: يا خليفة رسول الله قوم إنما شحوا على أموالهم. فيأبى أبو بكر أن يدعهم. فلم يزالوا موقوفين في دار رملة بنت الحارث حتى تُوُفّي أبو بكر وولي عمر بن الخطاب فدعاهم فقال: قد أفضى إلي هذا الأمر فانطلقوا إلى أي البلاد شئتم فأنتم قوم أحرار لا فدية عليكم. فخرجوا حتى نزلوا البصرة ورجع بعضهم إلى بلاده فكان أبو صفرة وهو أبو المهلب ممن نزل البصرة وشرف بها هو وولده.
2983- أبو العجفاء السلمي.
واسمه هرم. روى عن عمر بن الخطاب.
2984- السائب بن الأقرع الثقفي.
روى عن عمر بن الخطاب. وكان قليل الحديث.
__________
2983 التقريب (2/ 450) .(7/71)
2985- حجير بن الربيع العدوي.
من بني عدي بن عبد مناة بن أد بن طابخة بن إلياس ابن مضر. روى عن عمر. وكان قليل الحديث.
2986- وأخوه حريث بن الربيع العدوي.
روى عن عمر. وكان قليل الحديث.
2987- الأقرع مؤذن عمر.
روى عن عمر أنه دعا الأسقف فقال: هل تجدون في كتبكم.... «1» روى عنه عبد الله بن شقيق العقيلي.
2988- ضبة بن محصن العنزي.
عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار. روى عن عمر بن الخطاب. وكان قليل الحديث.
2989- عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْقَيْسِ
الْعَنْبَرِيُّ. ويكنى أبا عمرو. ويقال أبا عبد الله.
من بني تميم.... «2» روى عن عُمَرَ.... «3» .
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ قَيْسٍ أَنَّهُ كَانَ يَأْخُذُ عَطَاءَهُ مِنْ عُمَرَ أَلْفَيْنِ فَلا يَمُرُّ بِسَائِلٍ إِلا أَعْطَاهُ. ثُمَّ يَأْتِي أَهْلَهُ فَيُلْقِيهِ إِلَيْهِمْ فَيَعُدُّونَهُ فَيَجِدُونَهُ سِوًى لَمْ يَنْقُصْ مِنْهُ شَيْءٌ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عن هشام ابن حَسَّانَ قَالَ: أَرَاهُ ذَكَرَهُ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: خَرَجَ عَطَاؤُهُ. يَعْنِي عَامِرَ بْنَ عَبْدِ قَيْسٍ.
قَالَ: فَأَمَرَ رَجُلا فَقَسَمَهُ. قَالَ: فَحَسَبَ. قَالَ: فَزَادَ. قَالَ: فَقَالَ هَذَا يَزِيدُ. أَرَى الأَمِيرَ عَرَفَ أَيَّ شَيْءٍ تَصْنَعُ فَزَادَكَ. قَالَ: فَأَلا ظَنَنْتَ بِهِ مَنْ هُوَ أَقْدَرُ مِنَ الأَمِيرِ؟ أَوْ قَالَ: أَحَقُّ مِنَ الأَمِيرِ. قَالَ: وَقِيلَ لَهُ فُلانَةُ امْرَأَتُكَ فِي الْجَنَّةِ. قَالَ: فَذَهَبَ فِي طَلَبِهَا. فَإِذَا هِيَ وَلِيدَةٌ لأَعْرَابِ سُوءٍ تَرْعَى غَنَمًا لَهُمْ فَإِذَا جَاءَتْ سَبُّوهَا وَأَغْلَظُوا لَهَا وَرَمَوْا إِلَيْهَا بِرَغِيفَيْنِ.
قَالَ: فَتَذْهَبُ بِأَحَدِهِمَا إِلَى أهل بَيْتٍ فَتُعْطِيهِمْ إِيَّاهُ. قَالَ: وَإِذَا أَرَادَتْ أَنْ تَغْدُوَ رَمَوْا إِلَيْهَا بِرَغِيفَيْنِ. قَالَ: فَتَذْهَبُ بِهِمَا إِلَى أهل بَيْتٍ فَتَدْفَعُهُمَا كليهما إليهم. وإذا هي
__________
(1) نقص في الأصل.
(2) نقص في الأصل.
(3) نقص في الأصل.
__________
2985 التاريخ الكبير (3/ 362) ، والجرح (1293) ، والجمع (457) ، والكاشف (1/ 209) ، وتهذيب التهذيب (2/ 215، 216) ، وتهذيب الكمال (1138) .
2988 التاريخ الكبير (3061) ، والجرح (2061) ، والجمع (1/ 230) ، والكاشف (2444) ، وتاريخ الإسلام (3/ 254) ، وتهذيب التهذيب (4/ 442) ، والتقريب (1/ 372) ، وتهذيب الكمال (2913) .(7/72)
تَصُومُ فَتُفْطِرُ عَلَى رَغِيفٍ. قَالَ: فَاتَّبَعْتُهَا فَانْتَهَتْ إِلَى مَكَانٍ صَالِحٍ فَتَرَكَتْ غَنَمَهَا فِيهِ وَقَامَتْ تُصَلِّي. فَقَالَ: أَخْبِرِينِي أَلَكِ حَاجَةٌ؟ قَالَتْ: لا. فَلَمَّا أَكْثَرَ عَلَيْهَا قَالَتْ: وَدِدْتُ أَنَّ عِنْدِيَ ثَوْبَيْنِ أَبْيَضَيْنِ يَكُونَانِ كَفَنِي. قَالَ: لِمَ يَسُبُّونَكِ؟ قَالَتْ: إِنِّي أَرْجُو فِي هَذَا الأَجْرَ. قَالَ: فَرَجَعَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ: لِمَ تَسُبُّونَ جَارِيَتَكُمْ هَذِهِ؟ قَالُوا: نَخَافُ أَنْ تَفْسُدَ عَلَيْنَا. قَالَ: وَقَدْ جَاءَتْ جَارِيَةٌ لَهُمْ أُخْرَى لَيْسَ مِثْلَهَا لَمْ يَسُبُّوهَا. قَالَ: تَبِيعُونَهَا؟
قَالُوا: لَوْ أَعْطَيْتَنَا بِهَا كَذَا وَكَذَا مِنَ الْمَالِ مَا بِعْنَاهَا. قَالَ: فَذَهَبَ فَجَاءَ بِثَوْبَيْنِ وَصَادَفَهَا حِينَ مَاتَتْ فَقَالَ: وَلُّونِيهَا. قَالُوا: نَعَمْ. فَدَفَنَهَا وَصَلَّى عَلَيْهَا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بن سليمان قال: حدثني مالك ابن دِينَارٍ قَالَ: حَدَّثَنِي فُلانٌ أَنَّ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ قَيْسٍ مَرَّ فِي الرَّحَبَةِ فَإِذَا ذِمِّيُّ يُظْلَمُ. قَالَ:
فَأَلْقَى عَامِرٌ رِدَاءَهُ ثُمَّ قَالَ: أَلا أَرَى ذِمَّةَ اللَّهِ تُخْفَرُ وَأَنَا حَيٌّ؟ فَاسْتَنْقَذَهُ.
قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ:
أَوَّلُ مَا عَرَفَ مَعْقِلُ بْنُ يَسَارٍ عَامِرًا ذَكَرَ مَكَانًا عِنْدَ الرَّحَبَةِ عِنْدَ الْمَكَانِ بَيْنَ. قَالَ: مَرَّ عَلَى رَجُلٍ مِنْ أهل الذِّمَّةِ قَدْ أُخِذَ فَكَلَّمَهُمْ فِيهِ فَأَبَوْا. فَكَلَّمَهُمْ فِيهِ فَأَبَوْا. قَالَ: كَذَبْتُمْ وَاللَّهِ لا تَظْلِمُونَ ذِمَّةَ اللَّهِ الْيَوْمَ. أَوْ قَالَ: ذِمَّةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَنَا شَاهِدٌ. فَنَزَلَ فَيُخَلِّصُهُ مِنْهُمْ. فَقَالَ النَّاسُ: إِنَّ عَامِرًا لا يَأْكُلُ اللَّحْمَ وَلا السَّمْنَ وَلا يُصَلِّي فِي الْمَسَاجِدِ وَلا يَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ وَلا تَمَسُّ بَشْرَتُهُ بَشْرَةَ أَحَدٍ وَيَقُولُ: إِنِّي مِثْلُ إِبْرَاهِيمَ. فَأَتَيْتُهُ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِ بُرْنُسٌ فَقُلْتُ: إِنَّ النَّاسَ يَزْعُمُونَ أَوْ يَقُولُونَ إِنَّكَ لا تَأْكُلُ اللَّحْمَ.
قَالَ: أَمَّا إِنَّا إِذَا اشْتَهَيْنَا أَمَرْنَا بِالشَّاةِ فَذُبِحَتْ فَأَكَلْنَا مِنْ لَحْمِهَا أَحْدَثَ هَؤُلاءِ شَيْئًا لا أَدْرِي مَا هُوَ. وَأَمَّا السَّمْنُ فَإِنِّي آكُلُ مَا جَاءَ مِنْ هَاهُنَا. وَضَرَبَ ابْنُ عَوْنٍ يَدَهُ نَحْوَ الْبَادِيَةِ وَقَالَ: لا آكُلُ مَا جَاءَ مِنْ هَاهُنَا. يَعْنِي الْجَبَلَ. وَأَمَّا قَوْلُهُمْ إِنِّي لا أُصَلِّي فِي الْمَسَاجِدِ فَإِنِّي إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ صَلَّيْتُ مَعَ النَّاسِ. ثُمَّ أَخْتَارُ الصَّلاةَ بَعْدُ هَاهُنَا.
وَأَمَّا قَوْلُهُمْ إِنِّي لا أَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ فَإِنَّمَا لِي نَفْسٌ وَاحِدَةٌ فَقَدْ خَشِيتُ أَنْ تَغْلِبَنِي. وَأَمَّا قَوْلُهُمْ إِنِّي زَعَمْتُ أَنِّي مِثْلَ إِبْرَاهِيمَ فَلَيْسَ هَكَذَا. قُلْتُ: إِنَّمَا قُلْتُ: إِنِّي لأَرْجُو أَنْ يَجْعَلَنِي اللَّهُ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي جَدِّي الصَّبَّاحُ بْنُ أبي عَبْدَةَ الْعَنَزِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنَ الْحَيِّ كَانَ صَدُوقًا فَأُنْسِيتُ أَنَا اسْمُهُ قَالَ: صَحِبْتُ عَامِرًا فِي غَزَاةٍ فَنَزَلْنَا بِحَضْرَةِ غَيْضَةٍ فَجَمَعَ مَتَاعَهُ وَطَوَّلَ لِفَرَسِهِ وَطَرَحَ لَهُ. قَالَ: ثم دخل(7/73)
الْغَيْضَةَ فَقُلْتُ: لأَنْظُرَنَّ مَا يَصْنَعُ اللَّيْلَةَ. قَالَ: فَانْتَهَى إِلَى رَابِيَةٍ فَجَعَلَ يُصَلِّي حَتَّى إِذَا كَانَ فِي وَجْهِ الصُّبْحِ أَقْبَلَ فِي الدُّعَاءِ. فَكَانَ فِيمَا يَدْعُو: اللَّهُمَّ سَأَلْتُكَ ثَلاثًا فَأَعْطَيْتَنِي اثْنَتَيْنِ وَمَنَعْتَنِي وَاحِدَةً. اللَّهُمَّ فَأَعْطِنِيهَا حَتَّى أعَبُدَكَ كَمَا أُحِبُّ وَكَمَا أُرِيدُ. وَانْفَجَرَ الصُّبْحُ. قَالَ: فَرَآنِي فَقَالَ: أَلا أَرَاكَ كُنْتَ تُرَاعِينِي مُنْذُ اللَّيْلَةِ لَهَمَمْتُ بِكَ. وَرَفَعَ صَوْتَهُ عَلَيَّ. وَلَهَمَمْتُ وَفَعَلْتُ. قُلْتُ: دَعْ هَذَا عَنْكَ وَاللَّهِ لَتُحَدِّثَنِّي بِهَذِهِ الثَّلاثِ الَّتِي سَأَلْتَهَا رَبَّكَ أَوْ لأُخْبِرَنَّ بِمَا تَكْرَهُ مِمَّا كُنْتَ فِيهِ اللَّيْلَةَ. قَالَ: وَيْلَكَ لا تَفْعَلْ! قَالَ: قُلْتُ: هُوَ مَا أَقُولُ لَكَ. فَلَمَّا رَآنِي أَنِّي غَيْرُ مُنْتَهٍ قَالَ: فَلا تُحَدِّثْ بِهِ مَا دُمْتَ حَيًّا. قَالَ: قُلْتُ لَكَ اللَّهُ عَلَيَّ بِذَلِك. قَالَ: إِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي أَنْ يُذْهِبَ عَنِّي حُبَّ النِّسَاءِ. وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ أَخْوَفُ عَلَيَّ فِي ديني منهن. فو الله مَا أُبَالِي امْرَأَةً رَأَيْتُ أَمْ جِدَارًا. وَسَأَلْتُ ربي أن لا أخاف أحدا غيره فو الله مَا أَخَافُ أَحَدًا غَيْرَهُ. وَسَأَلْتُ رَبِّي أَنْ يُذْهِبَ عَنِّي النَّوْمَ حَتَّى أَعْبُدَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ كَمَا أُرِيدُ فَمَنَعَنِي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: سَأَلَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ رَبَّهُ أَنْ يُهَوِّنَ عَلَيْهِ الطَّهُورَ فِي الشِّتَاءِ فَكَانَ يُؤْتَى بِالْمَاءِ لَهُ بُخَارٌ. وَسَأَلَ رَبَّهُ أَنْ يَنْزِعَ شَهْوَةَ النِّسَاءِ مِنْ قَلْبِهِ فَكَانَ لا يُبَالِي أَذَكَرًا لَقِيَ أَمْ أُنْثَى. وَسَأَلَ رَبَّهُ أَنْ يَحُولَ بَيْنَ الشَّيْطَانِ وَبَيْنَ قَلْبِهِ وَهُوَ فِي الصَّلاةِ فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَى ذَلِكَ. قَالَ: وَكَانَ إِذَا غَزَا فَيُقَالُ: إِنَّ هَذِهِ الأَجَمَةَ نَخَافُ عَلَيْكَ فِيهَا الأَسَدَ. قَالَ: إِنِّي لأَسْتَحِي مِنْ رَبِّي أَنْ أَخْشَى غَيْرَهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ قَالَ: قَالَ قَتَادَةُ: قَالَ عَامِرٌ:
لَحَرْفٌ فِي كِتَابِ اللَّهِ أُعْطَاهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا جَمِيعًا. فَقِيلَ لَهُ: وَمَا ذَاكَ يَا أبا عَمْرٍو؟
قَالَ: أَنْ يَجْعَلَنِي اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ فَإِنَّهُ قَالَ: «إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ» .
قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَدِّثٌ عَنِ الحسن أن عامر بن عبد القيس قَالَ: وَاللَّهِ لَئِنِ اسْتَطَعْتُ لأَجْعَلَنَّ الْهَمَّ هَمًّا وَاحِدًا. قَالَ الْحَسَنُ: فَفَعَلَ وَاللَّهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عبيد الله بن محمد القرشي قال: حدثنا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ النَّصْرِ السُّلَمِيُّ يُحَدِّثُ عَنْ شَيْخٍ لَهُ قَالَ: قِيلَ لِعَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ: أَضْرَرْتَ بِنَفْسِكَ. قَالَ:
فَأَخَذَ بِجِلْدَةِ ذِرَاعِهِ فَقَالَ: وَاللَّهِ لَئِنِ اسْتَطَعْتُ لا تَنَالُ الأَرْضُ مِنْ زُهْمِهِ إِلا الْيَسِيرَ. يَعْنِي مِنْ وَدَكِهِ.(7/74)
قال: أخبرنا عبيد الله بن محمد القرشي قَالَ: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ فَضَالَةَ عَنْ شَيْخٍ أحسبه سكين الْهَجَرِيَّ قَالَ: كَانَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ إِذَا مَرَّ بِالْفَاكِهَةِ قَالَ: مَقْطُوعَةٌ مَمْنُوعَةٌ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَعَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالا: قَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ قَالَ: قَالَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ عَفَّانُ لابْنَيْ عَمٍّ لَهُ قَالَ عَمْرٌو لابْنَيْ أَخٍ لَهُ:
فَوِّضَا أَمْرَكُمَا إِلَى اللَّهِ تَسْتَرِيحَا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بن دينار قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ رَأَى عُمَرَ بْنَ عَبْدِ قَيْسٍ دَعَا بِزَيْتٍ فَصَبَّهُ فِي يَدِهِ. كَذَا وَصَفَ جَعْفَرٌ. وَمَسَحَ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى ثُمَّ قَالَ: «وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ» المؤمنون: 20. قَالَ: فَدَهَنَ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: كَانَ بَيْنَ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَنْبَرِيِّ وَبَيْنَ رَجُلٍ مُحَاوَرَةٌ فِي شَيْءٍ. قَالَ: فَعَيَّرَهُ عَامِرٌ بِشَيْءٍ كَانَ فِي أُمِّهِ. فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ قَالَ: قِيلَ لَهُ مَا كُنَّا نَرَاكَ تُحْسِنُ هَذَا. فَقَالَ: كَمْ مِنْ شَيْءٍ تَرَوْنَ أَنِّي لا أُحْسِنُهُ أَنَا أَعْلَمُكُمْ بِهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ قَالَ: سَمِعْتُ أبا بِشْرٍ يُحَدِّثُ عَنْ سَهْمِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ: أَتَيْت عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ.
قَالَ شُعْبَةُ: وَبَعْضُهُمْ يَكْرَهُ أَنْ يَقُولَ عَبْدَ قَيْسٍ. فَقَعَدْتُ عَلَى بَابِهِ فَخَرَجَ وَقَدِ اغْتَسَلَ فَقُلْتُ: إِنِّي أَرَى الْغُسْلَ يُعْجِبُكَ. قَالَ: رُبَّمَا اغْتَسَلْتُ. فَقَالَ: مَا حَاجَتُكَ؟ قُلْتُ:
الْحَدِيثُ. قَالَ: وَعَهِدْتَنِي أُحِبُّ الْحَدِيثَ؟.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلالٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ قَالَ: قِيلَ لِعَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَلا تَتَزَوَّجُ؟ قَالَ: مَا عِنْدِي مِنْ نَشَاطٍ وَمَا عِنْدِي مِنْ مَالٍ فَمَا أَغِرُّ امْرَأَةً مَسْلَمَةً.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قِلابَةَ أَنَّ رَجُلا لَقِيَ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ قَيْسٍ فَقَالَ لَهُ: مَا هَذَا الَّذِي صَنَعْتَ؟ أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ: «وَلَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجاً وَذُرِّيَّةً» الرعد: 38. قَالَ: أَفَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ: «وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ» ؟ الذاريات: 56.(7/75)
قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ أَنَّ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ قَيْسٍ بَعَثَ إِلَيْهِ أَمِيرُ الْبَصْرَةِ فَقَالَ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَمَرَنِي أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَكَ لا تَزَوَّجُ النِّسَاءَ؟ قَالَ: مَا تَرَكْتُهُنَّ وَإِنِّي لَذَائِبُ الْخِطْبَةِ. قَالَ: وَمَا لَكَ لا تَأْكُلُ الْجُبْنَ؟ قَالَ: إِنَّا بِأَرْضٍ بِهَا مَجُوسٌ فَمَا شَهِدَ شَاهِدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ مَيْتَةٌ أكلته. قال: وما يمنعك تَأْتِيَ الأُمَرَاءَ؟ قَالَ: لَدَى أَبْوَابِكُمْ طُلابُ الْحَاجَاتِ فَادْعُوهُمْ فَاقْضُوا حَوَائِجَهُمْ وَدَعُوا مَنْ لا حَاجَةَ لَهُ إِلَيْكُمْ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي بِلالُ بْنُ سَعْدٍ أَنَّ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ قَيْسٍ وُشِيَ بِهِ إِلَى زِيَادٍ. وَقَالَ غَيْرُهُ: إِلَى ابْنِ عَامِرٍ. فَقَالَ لَهُ: إِنَّ هَاهُنَا رَجُلا يُقَالُ لَهُ مَا إِبْرَاهِيمُ خير مِنْكَ فَيَسْكُتُ وَقَدْ تَرَكَ النِّسَاءَ. فَكَتَبَ فِيهِ إِلَى عُثْمَانَ فَكَتَبَ أَنَ انْفِهِ إِلَى الشَّامِ عَلَى قَتَبٍ. فَلَمَّا جَاءَهُ الْكِتَابُ أَرْسَلَ إِلَى عَامِرٍ فَقَالَ: أَنْت الَّذِي قِيلَ لَكَ مَا إبراهيم خير مِنْكَ؟ فَسَكَتَّ. قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ مَا سُكُوتِي إِلا تَعَجُّبًا لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ غُبَارًا عَلَى قَدَمَيْهِ يَدْخُلُ فِي الْجَنَّةِ. قَالَ: وَلِمَ تَرَكْتَ النِّسَاءَ؟ قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ مَا تَرَكْتُهُنَّ إِلا أَنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ مَتَى مَا تَكُنْ لِي امْرَأَةٌ فَعَسَى أَنْ يَكُونَ وَلَدٌ وَمَتَى مَا يَكُونُ وَلَدٌ يَشْعَبُ الدُّنْيَا قَلْبِي فَأَحْبَبْتُ التَّخَلِّيَ مِنْ ذَلِكَ. فَأَجْلاهُ عَلَى قَتَبٍ إِلَى الشَّامِ فَلَمَّا قَدِمَ أَنْزَلَهُ مُعَاوِيَةُ مَعَهُ الْخَضْرَاءَ وَبَعَثَ إِلَيْهِ بِجَارِيَةٍ فَأَمَرَهَا أَنْ تُعْلِمَهُ مَا حَالُهُ فَكَانَ يَخْرُجُ مِنَ السَّحَرِ فَلا تَرَاهُ إِلَى بَعْدَ الْغُمَّةِ وَيَبْعَثُ إِلَيْهِ مُعَاوِيَةُ بِطَعَامِهِ فَلا يَعْرِضُ لِشَيْءٍ مِنْهُ وَيَجِيءُ مَعَهُ بِكِسْرَةٍ يَجْعَلُهَا فِي مَاءٍ ثُمَّ يَأْكُلُ مِنْهَا وَيَشْرَبُ مِنْ ذَلِكَ الْمَاءِ ثُمَّ يَقُومُ فَلا يَزَالُ ذَلِكَ مَقَامُهُ حَتَّى يَسْمَعَ النِّدَاءَ ثُمَّ يَخْرُجُ فَلا تَرَاهُ إِلَى مِثْلِهَا. فَكَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى عُثْمَانَ يَذْكُرُ لَهُ حَالَهُ.
فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَنِ اجْعَلْهُ أَوَّلَ دَاخِلٍ وَآخِرَ خَارِجٍ وَمُرْ لَهُ بِعَشَرَةٍ مِنَ الرَّقِيقِ وَعَشَرَةٍ مِنَ الظَّهْرِ. فَلَمَّا أَتَى مُعَاوِيَةَ الْكِتَابُ أَرْسَلَ إِلَيْهِ فَقَالَ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ كَتَبَ إِلَيَّ أَنْ آمُرَ لَكَ بِعَشَرَةٍ مِنَ الرَّقِيقِ. فَقَالَ: إِنَّ عَلَيَّ شَيْطَانًا فَقَدْ غَلَبَنِي فَكَيْفَ أَجْمَعُ عَلَيَّ عَشَرَةً! قَالَ: وَأَمَرَ لَكَ بِعَشَرَةٍ مِنَ الظَّهْرِ. فَقَالَ: إِنَّ لِي لَبَغْلَةً وَاحِدَةً وَإِنِّي لَمُشْفِقٌ أَنْ يَسْأَلَنِي اللَّهُ عَنْ فَضْلِ ظَهْرِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ. قَالَ: وَأَمَرَنِي أَنْ أَجْعَلَكَ أَوَّلَ دَاخِلٍ وَآخِرَ خَارِجٍ.
قَالَ: لا إِرْبَ لِي فِي ذَلِكَ. قَالَ: فَحَدَّثَنَا بِلالُ بْنُ سَعْدٍ عَمَّنْ رَآهُ بِأَرْضِ الرُّومِ عَلَى بَغْلَتِهِ تِلْك يَرْكَبُهَا عُقْبَةً وَيَحْمِلُ الْمُجَاهِدِينَ عُقْبَةً. قَالَ: وَحَدَّثَنَا بِلالٌ أَنَّهُ كَانَ إِذَا فَصَلَ غَازِيًا وَقَفَ يَتَوَسَّمُ الرِّفَاقَ فَإِذَا رَأَى رُفْقَةً تُوَافِقْهُ قَالَ: يَا هَؤُلاءِ إِنِّي أُرِيدَ أَنْ أَصْحَبَكُمْ(7/76)
عَلَى أَنْ تُعْطُونِي مِنْ أَنْفُسِكُمْ ثَلاثَ خِلالٍ. فَيَقُولُونَ: مَا هُنَّ؟ قَالَ: أَكُونُ لَكُمْ خَادِمًا لا يُنَازِعُنِي أَحَدٌ مِنْكُمُ الْخِدْمَةَ. وَأَكُونُ مُؤَذِّنًا لا يُنَازِعُنِي أَحَدٌ مِنْكُمُ الأَذَانَ. وَأُنْفِقُ عَلَيْكُمْ بِقَدْرِ طَاقَتِي. فَإِذَا قَالُوا نَعَمْ انْضَمَّ إِلَيْهِمْ. فَإِنْ نَازَعَهُ أَحَدٌ مِنْهُم شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ رَحَلَ عَنْهُمْ إِلَى غَيْرِهِمْ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ قَالَ: لَمَّا سُيِّرَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ تَبِعَهُ إِخْوَانُهُ فَكَانَ يَظْهَرُ الْمُرْتَدُّ. فَقَالَ: إِنِّي دَاعٍ فَآمِنُوا. قَالُوا: هَاتِ فَقَدْ كُنَّا نَنْتَظِرُ هَذَا مِنْكَ. قَالَ: اللَّهُمَّ مَنْ وَشَى بِي وَكَذَبَ عَلَيَّ وَأَخْرَجَنِي مِنْ مِصْرِي وَفَرَّقَ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَانِي اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ وَأَصِحَّ جِسْمَهُ وَأَطِلْ عُمْرَهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَعْنٍ النَّهْشَلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ حَسَّانَ الْعَنْبَرِيُّ جَدُّ مُعَاذِ بْنِ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيِّ الْقَاضِي عَنْ حُصَيْنِ بْنِ أبي الْحَرِّ الْعَنْبَرِيِّ جَدِّ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ الْقَاضِي قَالَ: قَدِمْتُ الشَّامَ فَسَأَلْتُ عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ قَيْسٍ قَالَ: فَقِيلَ إِنَّهُ يَأْوِي إِلَى عَجُوزٍ هَاهُنَا. قَالَ: فَأَتَيْتُهَا فَسَأَلْتُهَا فَقَالَتْ: هُوَ فِي سَفْحِ ذَلِكَ الْجَبَلِ يُصَلِّي فيه الليل والنهار. فإن أردته فنحينه فِي وَقْتِ فُطُورِهِ. يَعْنِي إِفْطَارَهُ. قَالَ: فَأَتَيْتُهُ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَسَأَلَنِي مَسْأَلَةَ رَجُلٍ عَهْدُهُ بِي بِالأَمْسِ وَلَمْ يَسْأَلْنِي عَنْ قَوْمِهِ مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ وَمَنْ بَقِيَ. وَلَمْ يُسَمِّنِي الْعَشَاءَ. قَالَ: فَقُلْتُ لِعَامِرٍ: لَقَدْ رَأَيْتُ مِنْكَ عَجَبًا. قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: غِبْتَ عَنَّا مُنْذُ كَذَا وَكَذَا فَسَأَلَتْنِي مَسْأَلَةَ رَجُلٍ عَهْدُهُ بِي بِالأَمْسِ. قَالَ: قَدْ رَأَيْتُك صَالِحًا فَعَنْ أَيِّ شَأْنِكَ أَسْأَلُكَ؟ قَالَ:
وَلَمْ تَسْأَلْنِي عَنْ قَوْمِكَ مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ وَمَنْ بَقِيَ وَقَدْ عَلِمْتَ مَكَانِي مِنْهُمْ. قَالَ: مَا أَسْأَلُكَ عَنْ قَوْمٍ مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ فَقَدْ مَاتَ وَمَنْ لَمْ يَمُتْ فَسَيَمُوتُ. قَالَ: وَلَمْ تُسَمِّنِي الْعَشَاءَ. قَالَ: قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ كُنْتَ تَأْكُلُ طَعَامَ الأُمَرَاءِ وَفِي طَعَامِي هَذَا خُشُونَةٌ أَوْ جُشُوبَةٌ. قَالَ: فَدَخَلْتُ بَعْدَ ذَلِكَ الْمَسْجِدَ فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ إِلَى كَعْبٍ وَبَيْنَهُمَا سِفْرٌ مِنْ أَسْفَارِ التَّوْرَاةِ وَكَعْبٌ يَقْرَأُ فَإِذَا مَرَّ عَلَى الشَّيْءِ يُعْجِبُهُ فَسَّرَهُ لَهُ فَأَتَى عَلَى شَيْءٍ كَهَيْئَةِ الرَّاءِ أَوِ الزَّايِ. قَالَ: فَقَالَ: يَا أبا عَبْدِ اللَّهِ أَتَدْرِي مَا هَذَا؟ قَالَ: لا. قَالَ: هَذِهِ الرِّشْوَةُ أَجِدُهَا فِي كِتَابِ اللَّهِ تَطْمِسُ الْبَصَرَ وَتَطْبَعُ عَلَى الْقَلْبِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ: لَمَّا رَأَى كَعْبٌ عَامِرًا بِالشَّامِ قَالَ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: عَامِرُ بْنُ عَبْدِ قَيْسٍ الْعَنْبَرِيُّ(7/77)
الْبَصْرِيُّ. قَالَ: فَقَالَ كَعْبٌ: هَذَا رَاهِبُ هَذِهِ الأُمَّةِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ قَالَ: لَمَّا سُيِّرَ أُولَئِكَ الرَّهْطُ إِلَى الشَّامِ كَانَ فِيهِمْ مَذْعُورٌ وَعَامِرُ بْنُ عَبْدِ قَيْسٍ وَصَعْصَعَةُ بْنُ صُوحَانَ. فَلَمَّا عَرَفُوا بَرَاءَتَهُمْ أُمِرُوا بِالانْصِرَافِ فَانْصَرَفَ بَعْضُهُمْ وَبَقِيَ بَعْضُهُمْ فَكَانَ فِيمَنْ أَقَامَ مَذْعُورٌ وَعَامِرٌ وَكَانَ فِيمَنِ انْحَازَ صَعْصَعَةُ بْنُ صُوحَانَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الشَّيْبَانِيُّ قَالَ:
حَدَّثَنَا مَخْلَدٌ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَّ وَاصِلا ذَكَرَ أَنَّ عَامِرًا غَزَا مَعَ النَّاسِ فَنَزَلَ الْمُسْلِمُونَ مَنْزِلا وَانْطَلَقَ عَامِرٌ فَنَزَلَ فِي كَنِيسَةٍ وَقَالَ لِرَجُلٍ خِلالِيٍّ بِبَابِ الْكَنِيسَةِ: فَلا يَدْخُلَنَّ عَلَيَّ أَحَدٌ.
قَالَ: فَجَاءَ الرَّجُلُ فَقَالَ: إِنَّ الأَمِيرَ يَسْتَأْذِنُ. فَقَالَ: فَأَذَنْ لَهُ. فَدَخَلَ. فَلَمَّا دَخَلَ وَكَانَ قَرِيبًا قَالَ لَهُ عَامِرٌ: أَنْشُدُكَ اللَّهَ أُذَكِّرُكَ اللَّهَ أَنْ تُرَغِّبَنِي فِي دُنْيَا أَوْ تُزَهِّدَنِي فِي آخِرَةٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ عَنْ أَسْمَاءَ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ: كَانَ عَامِرٌ الْعَنْبَرِيُّ فِي جَيْشٍ فَأَصَابُوا جَارِيَةً مِنْ عُظَمَاءِ الْعَدُوِّ. قَالَ:
فَوُصِفَتْ لِعَامِرٍ فَقَالَ لأَصْحَابِهِ: هَبُوهَا لِي فَإِنِّي رَجُلٌ مِنَ الرِّجَالِ. فَفَعَلُوا وَفَرِحُوا بذلك فجاؤوا بِهَا فَقَالَ: اذْهَبِي فَأَنْتِ حُرَّةٌ لِوَجْهِ اللَّهِ. قَالُوا: يَا عَامِرُ وَاللَّهِ لَوْ شِئْتَ أَنْ يُعْتَقَ بِهَا كَذَا وَكَذَا لأُعْتِقَتْ. قَالَ: أَنَا أُحَاسِبُ رَبِّي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ سَالِمٍ قَالَ: حدثنا حماد بن زيد عن سعيد الجريري أَنَّ رَجُلا رَأَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الْمَنَامِ فَقَالَ: اسْتَغْفِرْ لِي. فَقَالَ: يَسْتَغْفِرُ لَكَ عَامِرٌ. قَالَ: فَأَتَيْتَ عَامِرًا فَحَدَّثْتُهُ. قَالَ: فَبَكَى حَتَّى سَمِعْتُ نَشِيجَهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بن ثور قال: حدثني سعيد ابن زَيْدٍ عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ مُضَارِبِ بْنِ حَزْنٍ التَّمِيمِيِّ قَالَ: قُلْنَا لِمُعَاوِيَةَ: كَيْفَ وَجَدْتُمْ مَنْ أَوْفَدْنَا إِلَيْكُمْ مِنْ قَرَّائِنَا؟ قَالَ: يُثْنُونَ وَيَتَقَفَّعُونَ. يَدْخُلُونَ بِالْكَذِبِ وَيَخْرُجُونَ بِالْغِشِّ. غَيْرَ رَجُلٍ وَاحِدٍ فَإِنَّهُ رَجُلُ نَفْسِهِ. قُلْنَا: مَنْ هُوَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟
قَالَ: عَامِرُ بْنُ عَبْدِ قَيْسٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ مَحْمُودٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ(7/78)
عَنْ أبي مُوسَى قَالَ: لَمَّا أَرَادَ عَامِرٌ الْخُرُوجَ أَتَى مُطَرِّفًا لِيُسَلِّمَ عَلَيْهِ فَدَقَّ الْبَابَ. فَقَالَ مُطَرِّفٌ لِلْخَادِمِ: انْظُرِي مَنْ هَذَا؟ فَقَالَتْ: عَامِرٌ. فَخَرَجَ إِلَيْهِ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ ثُمَّ انْصَرَفَ.
فَلَمَّا مَضَى مِنَ اللَّيْلِ مَا مَضَى رَجَعَ فدق الباب. فقال مطرف لخادمه: انظري من هَذَا! قَالَتْ: عَامِرٌ. فَخَرَجَ إِلَيْهِ فَقَالَ: مَا رَدَّكَ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي! قَالَ: وَاللَّهِ مَا رَدَّنِي إِلا حُبُّكَ.
فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَوَدَّعَهُ ثُمَّ ذَهَبَ. فَلَمَّا مَضَى مِنَ اللَّيْلِ مَا مَضَى رجع فدق الباب. فقال مطرف لخادمه: انظري من هذا؟ قالت: من هذا؟ قال: عَامِرٌ. فَخَرَجَ إِلَيْهِ مُطَرِّفٌ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ قوله. حتى فعل ذلك ثلاث مرار.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا بشير بْنُ عُمَرَ الزَّهْرَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ لَمَّا حضر جعل يبكي فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ فَقَالَ:
مَا أَبْكِي جَزَعًا مِنَ الْمَوْتِ وَلا حِرْصًا عَلَى الدُّنْيَا. وَلَكِنْ أَبْكِي عَلَى ظَمَأِ الْهَوَاجِرِ وَعَلَى قِيَامِ لَيْلِ الشِّتَاءِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو هِلالٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِلالٍ قَالَ: قَالَ عَامِرٌ: الدُّنْيَا أَرْبَعُ خِصَالٍ: النَّوْمُ وَالْمَالُ وَالنِّسَاءُ وَالطَّعَامُ. فَأَمَّا اثْنَتَانِ فقد عرفت نَفْسِي عَنْهُمَا. أَمَّا الْمَالُ فَلا حَاجَةَ لِي فيه. وأما النساء فو الله مَا أُبَالِي امْرَأَةً رَأَيْتُ أَوْ جِدَارًا. وَلا أَجِدُ بُدًّا مِنْ هَذَا الطَّعَامِ وَالنَّوْمِ أَنْ أُصِيبَ مِنْهُمَا. وَاللَّهِ لأَضْرِبُ بِهِمَا جُهْدِي! قَالَ: وَكَانَ إِذَا كَانَ اللَّيْلُ جَعَلَهُ نَهَارًا قَامَ وَإِذَا كَانَ النَّهَارُ جَعَلَهُ لَيْلا صَامَ وَنَامَ.
2990- أَبُو الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيُّ.
واسمه رفيع. اعتقته امرأة من بني رياح سائبة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ قَالَ: قَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ: اشْتَرَتْنِي امْرَأَةٌ فَأَرَادَتْ أَنْ تُعْتِقَنِي. فَقَالَ لها بنو عَمِّهَا:
تُعْتِقِينَهُ فَيَذْهَبُ إِلَى الْكُوفَةِ فَيَنْقَطِعُ. قَالَ: فَأَتَتْ بِي مَكَانًا فِي الْمَسْجِدِ لَوْ شِئْتَ أقمتك
__________
2990 التاريخ الكبير (1103) ، والصغير (1/ 225، 226) ، والجرح (2312) ، وحلية الأولياء (2/ 217) ، وأخبار أصبهان (1/ 314) ، والجمع (1/ 140) ، وأسد الغابة (2/ 186) ، وتاريخ الإسلام (3/ 319) ، (4/ 79) ، وسير أعلام النبلاء (4/ 207) ، والعبر (1/ 109) ، والكاشف (1/ 312) ، والميزان (2790) ، (10344) ، والإصابة (1/ 528) ، (4/ 838) ، وطبقات المفسرين (1/ 172) ، وشذرات الذهب (1/ 102) ، وتهذيب الكمال (1922) .(7/79)
عَلَيْهِ. فَقَالَتْ: أَنْتَ سَائِبَةٌ. قَالَ: فَأَوْصَى أَبُو الْعَالِيَةِ بِمَالِهِ كُلِّهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ عَنْ أبي الْعَالِيَةِ قَالَ: مَا تَرَكْتُ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ فضة أو مال ثلثه فِي سَبِيلِ اللَّهِ. وَثُلُثُهُ فِي أهل النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَثُلُثُهُ فِي فُقَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ. وَأَعْطُوا حَقَّ امْرَأَتِي. قَالَ أَبُو خَلْدَةَ: فَقُلْتُ لَهُ: يَسَعُكَ هَذَا فَأَيْنَ مَوَالِيكَ؟ قَالَ: سَأُحَدِّثُكَ حَدِيثِي. إِنِّي كُنْتُ مَمْلُوكًا لأَعْرَابِيَّةٍ مُذْكَرَةٍ فَاسْتَقْبَلَتْنِي يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَقَالَتْ: أَيْنَ نَنْطَلِقُ يَا لُكَعُ؟ قُلْتُ: أَنْطَلِقُ إِلَى الْمَسْجِدِ. فَقَالَتْ: أَيُّ الْمَسَاجِدِ؟ قُلْتُ: الْمَسْجِدُ الْجَامِعُ. قَالَتْ: انْطَلِقْ يَا لُكَعُ. قَالَ: فَذَهَبْتُ أَتْبَعُهَا حَتَّى دَخَلَتِ الْمَسْجِدَ. فوافقنا الإمام على المنبر فقبض عَلَى يَدِي فَقَالَتْ: اللَّهُمَّ اذْخَرَهُ عِنْدَكَ ذَخِيرَةً. اشْهَدُوا يَا أهل الْمَسْجِدِ إِنَّهُ سَائِبَةٌ لِلَّهِ لَيْسَ لأَحَدٍ عَلَيْهِ سَبِيلٌ إِلا سَبِيلَ مَعْرُوفٍ. قَالَ: فَتَرَكَتْنِي وَذَهَبَتْ. قَالَ: فَمَا تَرَاءَيْنَا بَعْدُ. قَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ: وَالسَّائِبَةُ يَضَعُ نَفْسَهُ حَيْثُ يَشَاءُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ وَيَحْيَى بْنُ خُلَيْفٍ قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ قَالَ:
سَمِعْتُ أبا الْعَالِيَةِ يَقُولُ: كُنَّا عَبِيدًا مَمْلُوكِينَ مِنَّا مَنْ يُؤَدِّي الضَّرَائِبَ وَمِنَّا مَنْ يَخْدُمُ أَهْلَهُ فَكُنَّا نَخْتِمُ كُلَّ لَيْلَةٍ مَرَّةً. فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْنَا فَجَعَلْنَا نَخْتِمُ كُلَّ لَيْلَتَيْنِ مَرَّةً. فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْنَا فَجَعَلْنَا نَخْتِمُ كُلَّ ثَلاثِ لَيَالٍ مَرَّةً. فَشَقَّ عَلَيْنَا حَتَّى شَكَا بَعْضُنَا إِلَى بَعْضٍ فَلَقِيَنَا أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فعلمنا أَنْ نَخْتِمَ كُلَّ جُمُعَةٍ أَوْ قَالَ كُلَّ سَبْعٍ فَصَلَّيْنَا وَنِمْنَا وَلَمْ يَشُقَّ عَلَيْنَا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ أبي الْعَالِيَةِ قَالَ: قَرَأْتُ الْمُحْكَمَ بَعْدَ وَفَاةِ نَبِيِّكُمْ بِعَشْرِ سِنِينَ. فَقَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ بِنِعْمَتَيْنِ لا أَدْرِي أَيَّتَهُمَا أَفْضَلَ. أَنْ هَدَانِيَ لِلإِسْلامِ. أَمْ لَمْ يَجْعَلَنِي حَرُورِيًّا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ خُلَيْفِ بْنِ عُقْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو خَلْدَةَ قَالَ: قَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ: كُنْتُ مَمْلُوكًا أَخْدُمُ أَهْلِي فَتَعَلَّمْتُ الْقُرْآنَ ظَاهِرًا وَالْكِتَابَةَ الْعَرَبِيَّةَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ قَالَ: حدثنا أبو خلدة عن أبي العالية قَالَ:
كُنَّا نَسْمَعُ الرِّوَايَةَ بِالْبَصْرَةِ عَنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فلم نَرْضَ حَتَّى رَكِبْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ فَسَمِعْنَاهَا مِنْ أَفْوَاهِهِمْ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْعَالِيَةِ قال:(7/80)
أكبر مَا سَمِعْتُ مِنْ عُمَرَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ عَافِنَا وَاعْفُ عَنَّا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ خُلَيْفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ قَالَ: أَعْتَقَ أَبُو الْعَالِيَةِ غُلامًا لَهُ فَكَتَبَ: هَذَا مَا أَعْتَقَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ. أَعْتَقَ غُلامًا شَابًّا سَائِبَةً لِوَجْهِ اللَّهِ. فَلَيْسَ لأَحَدٍ عَلَيْهِ سَبِيلٌ إِلا السَّبِيلَ الْمَعْرُوفَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أبو خلدة عن أبي العالية قال: ما مسست ذكري بيميني منذ سِتِّينَ أَوْ سَبْعِينَ سَنَةً.
قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أبي الْعَالِيَةِ قَالَ: مَا أَدْرِي أَيُّ النِّعْمَتَيْنِ أَفْضَلُ عَلَيَّ. أَنْ هَدَانِيَ لِلإِسْلامِ. أَوْ لَمْ يَجْعَلَنِي حَرُورِيًّا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلامُ بْنُ مسكين قال: حدثنا محمد ابن وَاسِعٍ عَنْ أبي الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ قَالَ: مَا أَدْرِي أَيُّ النِّعْمَتَيْنِ عَلَيَّ أَفْضَلُ. إِذْ أَنْقَذَنِي اللَّهُ مِنَ الشَّرِّ وَهَدَانِي إِلَى الإِسْلامِ أَوْ نِعْمَةٌ إِذْ أَنْقَذَنِي مِنَ الْحَرُورِيَّةِ.
قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ خُلَيْفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ قَالَ: قَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ: لَمَّا كَانَ زَمَنُ علي. ع. وَمُعَاوِيَةَ وَإِنِّي لَشَابٌّ الْقِتَالُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الطَّعَامِ الطَّيِّبِ. فَتَجَهَّزْتُ بِجَهَازٍ حَسَنٍ حَتَّى أَتَيْتُهُمْ فَإِذَا صَفَّانِ لا يُرَى طَرَفَاهُمَا إِذَا كَبَّرَ هَؤُلاءِ كَبَّرَ هَؤُلاءِ وَإِذَا هَلَكَ هَؤُلاءِ هَلَكَ هَؤُلاءِ. قَالَ: فَرَاجَعْتُ نَفْسِي فَقُلْتُ: أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَنْزِلُهُ كَافِرًا. وَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَنْزِلُهُ مُؤْمِنًا؟ أَوَمَنْ أَكْرَهَنِي عَلَى هَذَا؟ فَمَا أَمْسَيْتُ حَتَّى رَجَعْتُ وَتَرَكْتُهُمْ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ خُلَيْفٍ قَالَ: حدثنا أبو خلدة عن أبي العالية قال: دَخَلْتُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ وَهُوَ أَمِيرُ الْبَصْرَةِ فَنَاوَلَنِي يَدَهُ حَتَّى اسْتَوَيْتُ مَعَهُ عَلَى السَّرِيرِ. فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ: إِنَّهُ مَوْلًى. قَالَ: وَعَلَيَّ قَمِيصٌ وَرِدَاءٌ وَعِمَامَةٌ بِخَمْسَةَ عَشَرَ دِرْهَمًا.
قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ كُنْتَ تَصْنَعُ؟ قَالَ: كُنْتُ أَشْتَرِي كِرْبَاسَةً رَازِيَّةً بِاثْنَيْ عَشَرَ دِرْهَمًا فَأَجْعَلُ مِنْهَا قَمِيصًا وَعِمَامَةً وَكَانَ يُجْزِينِي إِزَارَ ثَلاثَةِ دَرَاهِمَ أَلْبَسُهُ تَحْتَ الْقَمِيصِ. غَيْرَ أَنِّي كُنْتُ أَسْتَجِيدُ الرِّدَاءَ يَبْلُغُ الْعِشْرِينَ وَالثَّلاثِينَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى أبي الْعَالِيَةِ(7/81)
سَرَاوِيلَ. قَالَ: قُلْتُ: مَا لَكَ وَلِلسَّرَاوِيلِ فِي الْبَيْتِ؟ قَالَ: هُوَ مِنْ ثِيَابِ الرِّجَالِ وَهُوَ لَسِتْرٌ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أبا الْعَالِيَةِ يَقُولُ: لَوْ مَرَرْتُ بِبَابِ صَرَّافً أَوْ عَشَّارٍ مَا شَرِبْتُ مِنْ مَائِهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ قَالَ: كَانَ أَبُو الْعَالِيَةِ يَجِيءُ فَيَقُولُ أَطْعِمُونَا مِنْ طَعَامِ الْبَيْتِ وَلا تَكَلَّفُوا أَنْ تَشْتَرُوا لَنَا شَيْئًا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو خَلْدَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أبا الْعَالِيَةِ يَقُولُ: زَارَنِي عَبْدُ الْكَرِيمِ أَبُو أُمَيَّةَ وَعَلَيْهِ ثِيَابُ صُوفٍ فَقُلْتُ لَهُ: هَذَا زِيُّ الرُّهْبَانِ. إِنَّ الْمُسْلِمِينَ إِذَا تَزَاوَرُوا تَجَمَّلُوا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حماد بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُهَاجِرُ أَبُو مَخْلَدٍ عَنْ أبي الْعَالِيَةِ قَالَ: صَلَّيْتُ أَوَّلَ يَوْمِ فَعْلَةِ الْحَجَّاجِ يَعْنِي بِآخِرِ صَلاةِ الْجُمُعَةِ قَاعِدًا تِلْقَاءَ وَجْهِهِ فَعَمَّاهُ اللَّهُ عَنِّي. وَلَقَدْ صَلَّيْتُ خَلْفَهُ حَتَّى لَقَدْ خِفْتُ اللَّهَ. وَلَقَدْ تَرَكْتُ الصَّلاةَ خَلْفَهُ حَتَّى لَقَدْ خِفْتُ اللَّهَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حماد بْنُ زَيْدٍ عَنِ الْمُهَاجِرِ أبي مَخْلَدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أبا الْعَالِيَةِ يَقُولُ: إِذَا سَمِعْتُمُ الرَّجُلَ يَقُولُ: إِنِّي أُحِبُّ فِي اللَّهِ وَأُبْغِضُ فِي اللَّهِ. فَلا تَقْتَدُوا بِهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمِنْهَالُ بْنُ بَحْرٍ الْقُشَيْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أبي الْعَالِيَةِ قَاعِدًا إِذْ جَاءَ غُلامٌ لَهُ بِمِنْدِيلِ قَنْدٍ سُكَّرٍ مَخْتُومٍ فَفَضَّ الْخَاتَمَ وَأَعْطَاهُ عَشْرَ سُكَّرَاتٍ وَقَالَ: لَوْ خَانَنِي لَمْ يَخُنِّي بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا. أُمِرْنَا أَنْ نَخْتِمَ عَلَى الرَّسُولِ وَالْخَادِمِ لِكَيْ لا نَظُنَّ بِهِمْ ظَنًّا سَيِّئًا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ خُلَيْفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ قَالَ: اشْتَرَيْتُ لأَبِي الْعَالِيَةِ غُلامًا فَلَمْ يَشْتَرِهِ حَتَّى اشْتَرَطَ عَلَيْهِ أَبُو الْعَالِيَةِ أَنْ يَزِيدَ فِي ضَرِيبَتِهِ دِرْهَمَيْنِ فَفَعَلَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ خُلَيْفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ قَالَ: قَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ: كُنَّا نَرَى مِنْ أَعْظَمِ الذَّنْبِ أَنْ يَتَعَلَّمَ الرَّجُلُ الْقُرْآنَ ثُمَّ يَنَامُ حَتَّى يَنْسَاهُ. لا يَقْرَأُ مِنْهُ شَيْئًا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ خُلَيْفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أبي(7/82)
الْعَالِيَةِ فَقَرَّبَ إِلَيَّ طَعَامًا فِيهِ بَقْلٌ فَقَالَ: كُلْ فَإِنَّ هَذَا لَيْسَ مِنَ الْبَقْلِ الَّذِي نَخَافُ أَنْ يَكُونَ فِيهِ شَيْءٌ. هَذَا أَرْسَلَ بِهِ أَخِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ مِنْ بُسْتَانِهِ. قُلْتُ: وَمَا شَأْنُ الْبَقْلِ؟
فَقَالَ: إِنَّ الْبَقْلَ يَنْبُتُ فِي مَنْبَتٍ خَبِيثٍ تَعْلَمُ مَا هُوَ. قَالَ: قُلْتُ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: الْخُرْءُ وَالْبَوْلُ وَالْحَائِضُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ خُلَيْفٍ وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ قَالَ: أَعْتَقَ أَبُو الْعَالِيَةِ جَارِيَةً لَهُ ثُمَّ تَزَوَّجَهَا. قَالَ: فَسَأَلْتُهَا كَيْفَ كَانَ أَبُو الْعَالِيَةِ يُؤَدِّي صَدَقَةَ الْفِطْرِ؟ قَالَتْ: كَانَ يُعْطِي عَنْ نَفْسِهِ قَفِيزًا وَعَنَّا مَكُّوكَيْنِ مَكُّوكَيْنِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ خُلَيْفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ قَالَ: كَانَ أَبُو الْعَالِيَةِ يَبْعَثُ بِصَدَقَةِ مَالِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَيُدْفَعُ إِلَى أهل بَيْتِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَيَضَعُونَهَا مَوَاضِعَهَا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أبو خلدة قال: كَفَنُ أبي الْعَالِيَةِ عِنْدَ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَمِيصٌ مَكْفُوفٌ مَزْرُورٌ وَكَانَ يَلْبَسْهُ كُلَّ لَيْلَةِ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ. وَمِنَ الْغَدِ مِنْ رَمَضَانَ ثُمَّ يَرُدُّهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ خُلَيْفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ قَالَ: رَأَيْتُ أبا الْعَالِيَةِ يَسْجُدُ عَلَى وِسَادَةٍ وَهُوَ جَالِسٌ عَلَى فِرَاشٍ وَهُوَ مَرِيضٌ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ خُلَيْفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ قَالَ: شَهِدْت أبا الْعَالِيَةِ أَوْصَى فِي مَرَضِهِ وَكَانَتْ لَهُ دَرَاهِمُ عِنْدَ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ الْحَسَنُ فَقَالَ: اشْتَرُوا بِهَا جَزِيرَةً.
إِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَدَعَهَا دَرَاهِمَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ خُلَيْفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ قَالَ: أَوْصَى أَبُو الْعَالِيَةِ سَبْعَ عَشْرَةَ مَرَّةً وَهُوَ صَحِيحٌ. وَوَقَّتَ فِيهَا أَجَلا وَكَانَ إِذَا جَاءَ الأَجَلُ كَانَ فَمَا أَوْصَى بِهِ إِنْ شَاءَ أَمْضَاهُ وَإِنْ شَاءَ رَدَّهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ قَالَ: كَانَتْ لأَبِي الْعَالِيَةِ كُمَّةٌ مُبَطَّنَةٌ بِجُلُودِ الثَّعَالِبِ فَكَانَ إِذَا صَلَّى جَعَلَهَا فِي كُمِّهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الأَحْوَلُ أَنَّ أبا الْعَالِيَةِ أَوْصَى مُوَرِّقًا الْعِجْلِيَّ أن تجعل في قبره جَرِيدَتَانِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَفْصٍ التَّيْمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ(7/83)
عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ أَنَّ أبا الْعَالِيَةِ أَوْصَى إِلَى مُوَرِّقٍ الْعِجْلِيِّ وَأَمَرَهُ أَنْ يَضَعَ فِي قَبْرِهِ جَرِيدَتَيْنِ. قَالَ مُوَرِّقٌ: وَأَوْصَى بُرَيْدَةُ الأَسْلَمِيُّ أَنْ تُوضَعَ فِي قَبْرِهِ جَرِيدَتَانِ وَمَاتَ بِأَدْنَى خُرَاسَانَ فَلَمْ تُوجَدَا إِلا فِي جَوَالِقِ حَمَّارٍ فَلَمَّا وَضَعُوهُ فِي قَبْرِهِ وَضَعُوهُمَا فِي قَبْرِهِ.
قَالَ: وَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ أَنَّ أبا الْعَالِيَةِ مَاتَ يَوْمَ الاثْنَيْنِ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ تِسْعِينَ.
قَالَ: وَقَالَ حَجَّاجٌ: قَالَ شُعْبَةُ: قَدْ أَدْرَكَ رُفَيْعٌ عَلِيًّا وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ. وَقَالَ غَيْرُهُ:
قَدْ سَمِعَ مِنَ عُمَرَ وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ وَغَيْرِهِمَا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ.
2991- أَبُو أُمَيَّةَ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ.
كتابة واسمه عبد الرحمن. وهو جد المبارك بن فضالة بن أبي أمية.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَشِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي فَضَالَةُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ عَنْ أَبِيهِ وَكَانَ غُلامًا لِعُمَرَ قَالَ: كَاتَبَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى أَوَاقٍ قَدْ سَمَّاهَا وَنَجَّمَهَا عَلَيَّ نُجُومًا. فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الْكِتَابِ أَرْسَلَ إِلَى حَفْصَةَ فَاسْتَقْرَضَ مِنْهَا مِائَتَيْ دِرْهَمٍ ثُمَّ أَعْطَانِيهَا فَقُلْتُ لَهُ: خُذْهَا مِنْ نُجُومِي. فَأَبَى فَمَكَثْتُ سَنَتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا ثُمَّ أَتَيْتُهُ بِمِرْطٍ فَقُلْتُ: اتَّخِذْ هَذَا فِرَاشًا. فَأَبَى وَقَالَ: اسْتَعِنْ بِهِ فِي نُجُومِكَ. فَسَأَلْتُهُ أَنْ يَكْتُبَ لِي إِلَى عُمَّالِهِ فَأَبَى وَقَالَ: انْطَلِقْ. يَسَعُكَ مَا يَسَعُ النَّاسَ. قَالَ: فَجِئْتُ فَحَدَّثْتُ عِكْرِمَةَ بِهَذَا الْحَدِيثِ. فَقَالَ: هَذَا وَاللَّهِ الَّذِي قَالَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ: «وَآتُوهُمْ مِنْ مالِ اللَّهِ الَّذِي آتاكُمْ» النور: 33.
قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَشِيرٍ قَالَ: فَحَدَّثَنِي فَضَالَةُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَاتَبَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَاسْتَقْرَضَ مِنْ حَفْصَةَ مِائَتَيْ دِرْهَمٍ إِلَى عَطَائِهِ فَأَعَانَنِي بِهَا. قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعِكْرِمَةَ فَقَالَ: هُوَ قَوْلُهُ: «وَآتُوهُمْ مِنْ مالِ اللَّهِ الَّذِي آتاكُمْ» النور: 33.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يَحْيَى الْخُزَاعِيُّ قَالَ:
سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ قَالَ: زُعِمَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَاتَبَ غُلامًا لَهُ يُقَالُ لَهُ أَبُو أُمَيَّةَ: فَلَمَّا حَلَّ النَّجْمُ أَتَاهُ بِهِ فَقَالَ: يَا أَبَا أُمَيَّةَ خُذْ هَذَا النَّجْمَ فَاسْتَنْفِعْ بِهِ فَإِنِّي أَخْشَى أَنْ لا آتِيَ عَلَى نُجُومِكَ. فَأَخَذَ أَبُو أُمَيَّةَ النَّجْمَ وَتَلا عُمَرُ هَذِهِ الآيَةَ: «وَآتُوهُمْ مِنْ مالِ اللَّهِ الَّذِي(7/84)
آتاكُمْ» النور: 33. وَزَعَمَ عِكْرِمَةُ أَنَّهُ أَوَّلُ نَجْمٍ أُدِّيَ فِي الإِسْلامِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمِّي عَنْ أَبِي عَنْ جَدِّي. وَحَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ الْجَحْدَرِيُّ عَنْ أَبِي عَنْ جَدِّي. وحدثني ميمون ابن جَابَانَ عَنْ عَمِّي عَنْ جَدِّي قَالَ: سَأَلْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ الْمُكَاتَبَةَ. قَالَ: فَقَالَ لِي:
كَمْ تَعْرِضُ؟ قُلْتُ: أَعْرِضُ مِائَةَ أُوقِيَّةٍ. قَالَ: فَمَا اسْتَزَادَنِي وَكَاتَبَنِي عَلَيْهَا وَأَرَادَ أَنْ يُعَجِّلَ لِي مِنْ مَالِهِ طَائِفَةً. قَالَ: وَلَيْسَ عِنْدَهُ يَوْمَئِذٍ مَالٌ. قَالَ: فَأَرْسَلَ إِلَى حَفْصَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ إِنِّي كَاتَبْتُ غُلامِي وَأُرِيدُ أَنْ أُعَجِّلَ لَهُ مِنْ مَالِي طَائِفَةً فَأَرْسِلِي إِلَيَّ مِائَتَيْ دِرْهَمٍ إِلَى أَنْ يَأْتِيَنَا شَيْءٌ. فَأَرْسَلَتْ بِهَا إِلَيْهِ. قَالَ: فَأَخَذَهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِيَمِينِهِ.
قَالَ فَقَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ: «وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ فَكاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً وَآتُوهُمْ مِنْ مالِ اللَّهِ الَّذِي آتاكُمْ» النور: 33. فَخُذْهَا بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِيهَا! قَالَ: فَبَارَكَ اللَّهُ لِي فِيهَا. عُتِقْتُ مِنْهَا وَأَصَبْتُ مِنْهَا الْمَالَ الْكَثِيرَ. فَسَأَلْتُهُ أَنْ يَأْذَنَ لِي إِلَى الْعِرَاقِ قَالَ: أَمَّا إِذْ كَاتَبْتُكَ فَانْطَلِقْ حَيْثُ شِئْتَ. قَالَ: فَقَالَ لِي نَاسٌ كَاتَبُوا مَوَالِيَهُمْ: كَلِّمْ لَنَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَكْتُبَ لَنَا كِتَابًا إِلَى أَمِيرِ الْعِرَاقِ نُكْرَمْ بِهِ. قَالَ:
وَعَلِمْتُ أَنَّ ذَلِكَ لا يُوَافِقُهُ فَاسْتَحْيَيْتُ مِنْ أَصْحَابِي. قَالَ: فَكَلَّمْتُهُ فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ اكْتُبْ لَنَا كِتَابًا إِلَى عَامِلِكَ بِالْعِرَاقِ نُكْرَمْ بِهِ. قَالَ: فَغَضِبَ وَانْتَهَرَنِي وَلا وَاللَّهِ مَا سَبَّنِي سُبَّةً قَطُّ وَلا انْتَهَرَنِي قَطُّ قَبْلَهَا. فَقَالَ: أَتُرِيدُ أَنْ تَظْلِمَ النَّاسَ؟ قَالَ: قُلْتُ: لا.
قَالَ: فَإِنَّمَا أَنْتَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَسَعُكَ مَا يَسَعُهُمْ. قَالَ: فَقَدِمْتُ الْعِرَاقَ فَأَصَبْتُ مَالا وَرَبِحْتُ رِبْحًا كَثِيرًا. قَالَ: فَأَهْدَيْتُ لَهُ طُنْفُسَةً وَنَمَطًا. قَالَ: فَجَعَلَ يُطَايِبُنِي وَيَقُولُ: إِنَّ ذَا لَحَسَنٌ. قَالَ فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّمَا هِيَ هَدِيَّةٌ أَهْدَيْتُهَا لَكَ. قَالَ:
إِنَّهُ قَدْ بَقِيَ عَلَيْكَ مِنْ مُكَاتَبَتِكَ شَيْءٌ فَبِعْ هَذَا وَاسْتَعِنْ بِهِ فِي مُكَاتَبَتِكَ. فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَ.
2992- سِيرِينُ مَوْلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.
الأَنْصَارِيُّ كتابة. روى عن عمر بن الخطاب.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ بْنُ حَسَّانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ أَنَّ كُنْيَةَ سِيرِينَ أَبُو عَمْرَةَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أنس ابن مَالِكٍ قَالَ: أَرَادَنِي سِيرِينُ عَلَى الْمُكَاتَبَةِ فَأَبَيْتُ عَلَيْهِ فَأَتَى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَذَكَرَ ذَلِكَ فَأَقْبَلَ عَلَيَّ عُمَرُ. فَقَالَ: كَاتِبْهُ. فَكَاتَبْتُهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْعَبْدِيُّ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: سَأَلَ سِيرِينُ أَبُو(7/85)
مُحَمَّدٍ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ الْكِتَابَةَ فَأَبَى أَنَسٌ فَرَفَعَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَيْهِ الدِّرَّةَ وَقَالَ: بَلَى كَاتِبُوهُمْ. فَكَاتَبَهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: سمعت محمد ابن سِيرِينَ يَقُولُ: كَاتَبَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَبِي عَلَى أَرْبَعِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ فَأَدَّاهَا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ: هَذِهِ مُكَاتَبَةُ سِيرِينَ عِنْدَنَا. هَذَا مَا كَاتَبَ بِهِ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ فَتَاهُ سِيرِينَ عَلَى كَذَا وَكَذَا أَلْفًا وَغُلامَيْنِ يَعْمَلانِ عَمَلَهُ. وَكَانَ قَيْنًا.
أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: مُكَاتَبَةُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ سِيرِينَ الصَّكُّ فِي صَحِيفَةٍ حَمْرَاءَ عِنْدَنَا: هَذَا مَا كَاتَبَ عَلَيْهِ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ فَتَاهُ سِيرِينَ. هَكَذَا فِي الْكِتَابِ كَاتَبَهُ عَلَى عَشَرَةِ آلافِ دِرْهَمٍ وَعَشَرَةِ وُصَفَاءَ فِي كُلِّ سَنَةٍ أَلْفُ دِرْهَمٍ وَوَصِيفٌ. قَالَ بَكَّارٌ:
الطِّينَةُ الَّتِي فِيهَا الْخَاتَمُ وَسَطَ الصَّحِيفَةِ وَالْكِتَابُ حَوْلَهَا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سُوَيْدِ بْنِ مَنْجُوفٍ قَالَ:
حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ سِيرِينَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَاتَبَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ عَلَى عِشْرِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ فَكُنْتُ فِي مَفْتَحِ تُسْتَرَ فَاشْتَرَيْتُ رِثَّةً فَرَبِحْتُ فِيهَا فَأَتَيْتُ أَنَسًا بِجَمِيعِ مُكَاتَبَتِي فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهُ إِلا نُجُومًا. فَأَتَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ. فَقَالَ: أَنْتَ هُوَ؟ وَقَدْ كَانَ رَآنِي وَمَعِي أَثْوَابٌ فَدَعَا لِي بِالْبَرَكَةِ. قُلْتُ: نَعَمْ. أَرَادَ أَنَسٌ الْمِيرَاثَ. قَالَ: ثُمَّ كَتَبَ لِي إِلَى أَنَسٍ أَنِ اقْبَلْهَا مِنَ الرَّجُلِ فَقَبِلَهَا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: كَتَبَ سِيرِينُ إِلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ سِيرِينَ ظَالِعٌ وَكُنَّ عِنْدَهُ ثَلاثُ نِسْوَةٍ. فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنِ اقْدَمْ عَلَيَّ الْمَدِينَةَ حَتَّى أُزَوِّجَكَ بِنْتَ أَخِي الْبَرَاءِ بْنِ مَالِكٍ فَإِنَّهَا عِنْدِي. قَالَ: فَقَالَ لابْنَتِهِ حَفْصَةَ:
يَا بُنَيَّةُ مَا تَرَيْنَ فِيمَا كَتَبَ بِهِ هَذَا الرَّجُلُ؟ قَالَتْ: يَا أَبَتِ أَجِبْهُ فَإِنَّ اللَّهَ يَزِيدُكَ شَرَفًا إِلَى شَرَفِكَ. قَالَ: وَأُمُّهَا قَاعِدَةٌ. قَالَ: فَقَصَعَتْهَا أُمُّهَا وَقَالَتْ لَهَا: لا أَشَبَّ لله قَرْنَكِ. تَقُولِينَ لأَبِيكِ هَذَا!.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ حَفْصَةَ قَالَتْ: لَمَّا بَنَى عَلَيَّ سِيرِينُ دَعَا أهل الْمَدِينَةِ سَبْعَةَ أَيَّامٍ. فَكَانَ فِيمَنْ دَعَا أبي بْنُ كَعْبٍ فَأَتَاهُمْ وَهُوَ صَائِمٌ فَدَعَا لَهُمْ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَيُّوبَ وَهِشَامٍ(7/86)
وَحَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ أَنَّ أَبَاهُ سِيرِينَ أَوْلَمَ بِالْمَدِينَةِ سَبْعَةَ أَيَّامٍ فَدَعَوْا أَصْحَابَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَدَعَا أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ فَأَجَابَهُ وَهُوَ صَائِمٌ وَسَمَّتَ عَلَيْهِمْ وَدَعَا لَهُمْ بِخَيْرٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: وُلِدَ لِسِيرِينَ ثَلاثَةٌ وَعِشْرُونَ وَلَدًا مِنْ أُمَّهَاتِ أَوْلادٍ شَتَّى.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: سَأَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الله الأنصاري من أين كان أصل محمد بن سيرين؟ فقال: من سبي عين التمر. وَكَانَ مَوْلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ مُحَمَّدُ ابن سَعْدٍ: وَسَمِعْتُ مَنْ يَقُولُ: كَانَ مِنْ أَهْلِ جَرْجَرَايَا. وَأَحْسِبُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ قَدْ وَهِمَ إِنَّمَا كَانَتْ لَهُمْ أَرْضٌ بِجَرْجَرَايَا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أبي أَنَّ سِيرِينَ اشْتَرَى هَذِهِ الأَرْضَ بِرُسْتَاقِ جَرْجَرَايَا وَصَارَتْ فِي يَدَيْ مُحَمَّدٍ وَفِي يَدَيْ أَخِيهِ يَحْيَى فأخذه بِخَرَاجِهَا.
وَكَانَ فِيهَا كَرْمٌ فَأَرَادُوا أَنْ يَعْصِرُوهُ. فَقَالَ مُحَمَّدٌ: لا تَعْصِرُوهُ. بِيعُوهُ رَطْبًا. قَالُوا: لا يُنْفِقُ عَنَّا. قَالَ: فَاجْعَلُوهُ زَبِيبًا. قَالُوا: لا يَجِيءُ مِنْهُ الزَّبِيبُ. فَضَرَبَ الْكَرْمَ وَأَلْقَاهُ فِي الْمَاءِ وَانْحَدَرَ.
قَالُوا: وَكَانَ سِيرِينُ مَعْرُوفًا وَرَوَى شَيْئًا يَسِيرًا مِنَ الْحَدِيثِ. وَقَالَ بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ. رَأَيْتُ مَجْلِسَ سِيرِينَ الَّذِي بَنَاهُ بِجُذُوعٍ. بِعْتُ أَنَا مِنْهَا أَرْبَعِينَ جِذْعًا كُلُّ جِذْعٍ بِدِينَارٍ.
2993- أَرْطَبَانُ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ دُرَّةَ بْنِ سَرَّاقِ الْمُزَنِيُّ. وهو جد عبد الله بن عون بن أرطبان. روى عن عمر بن الخطاب.
قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ:
حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي أَرْطَبَانَ قَالَ: لَمَّا عُتِقْتُ اكْتَسَبْتُ مَالا فَأَتَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ بِزَكَاتِهِ فَقَالَ لِي: مَا هَذَا؟ فَقُلْتُ: زَكَاةُ مَالِي. فَقَالَ: وَلَكَ مَالٌ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. فَقَالَ:
بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي مَالِكَ! فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَفِي وَلَدِي؟ قال: ولك ولد؟ قال:
قلت: يكون. قال: بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي مَالِكَ وَوَلَدِكَ!.
2994- أَبُو رَافِعٍ الصَّائِغُ.
وهو من أهل المدينة. وتحول إلى البصرة فروى عنه
__________
2994 التقريب (1/ 306) .(7/87)
أهلها. ولم يرو عنه أهل المدينة شيئًا لأنه خرج من عندهم قديمًا. وقد روى عن عمر ابن الخطاب وغيره وكان ثقة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْرَقُ عَنْ هِشَامٍ عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ أَبَا رَافِعٍ قَالَ:
صَلَّيْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ سَنَتَيْنِ فَقَنَتَ بِهِمْ بَعْدَ الرَّكْعَةِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ أَبُو غَاضِرَةَ الْعَنَزِيُّ قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِذْ مَرَّ شَيْخٌ مُعْتَمٌّ بِعِمَامَةٍ بَيْضَاءَ يَتَوَكَّأُ عَلَى عَصًا أَرَاهَا مِنْ عُرُوقِ الْقِنَاءِ فَقَالَ أَهْلُ الْمَسْجِدِ: هَذَا أَبُو رَافِعٍ الْمَدَنِيُّ. فَلَحِقْتُهُ فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا رَافِعٍ حَدَّثَنِي بَعْضَ أَحَادِيثِكَ الَّتِي تَرْوِي. فَقَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: [قَالَ رَسُولُ الله. ص: إِنَّ اللَّهَ يَصَّدَّقُ بِفِطْرِ رَمَضَانَ عَلَى مَرِيضِ أُمَّتِي وَمُسَافِرِهَا] .
2995- الأقرع مؤذن عمر بن الخطاب.
روى عن عمر أنه دعا الأسقف فقال: هل تجدونا في كتبكم؟ روى عبد الله بن شقيق عن الأقرع.
2996- أبو فراس.
قال: خطبنا عمر بن الخطاب فقال: إنما كنا نعرفكم إذ النبي - صلى الله عليه وسلم - بين أظهرنا وإذ الوحي ينزل علينا. وكان أبو فراس شيخا قليل الحديث.
2997- غُنَيْمُ بْنُ قَيْسٍ الْكَعْبِيُّ.
من بني عمرو بن تميم. ويكنى أبا العنبر.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا زِيَادُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ الْجَصَّاصُ قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو كِنَانَةَ الْقُرَشِيُّ فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ فِي قُدُومِ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ الْبَصْرَةَ بَعْدَ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: فَلَمْ يَأْتِ عَلَيْنَا شَهْرَانِ حَتَّى خَتَمَ سَبْعَةٌ مِنَّا الْقُرْآنَ أَحَدُهُمْ غُنَيْمُ ابن قَيْسٍ فَأَوْفَدَهُمُ الأَشْعَرِيُّ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. فَلَمَّا قَدِمُوا عَلَيْهِ فَرَضَ لَهُمْ أَلْفَيْنِ أَلْفَيْنِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ غُنَيْمِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: إِنِّي لأَحْفَظُ كَلِمَاتٍ قَالَهُنَّ أبي على النبي. ص:
__________
2995 الجرح والتعديل (1/ 1/ 344) ، وتهذيب الكمال (551) ، والتاريخ الكبير (1/ 2/ 63) .
2996 التقريب (2/ 462) .
2997 التقريب (2/ 106) .(7/88)
أَلا لِيَ الْوَيْلُ عَلَى مُحَمَّدِ ... قَدْ كُنْتُ فِي حَيَاتِهِ بِمَقْعَدِ
أَنَامُ لَيْلِي آمِنًا إِلَى الْغَدِ
قَالَ: وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ.
2998- سِنَانُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الْمُحَبِّقِ الْهُذَلِيُّ.
روى عن عمر.
قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ هَارُونَ بْنِ رِئَابٍ الأُسَيِّدِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا سِنَانُ بْنُ سَلَمَةَ. وَكَانَ أَمِيرًا عَلَى الْبَحْرَيْنِ قَالَ: كُنَّا أُغَيْلِمَةً بِالْمَدِينَةِ فِي أُصُولِ النَّخْلِ نَلْتَقِطُ الْبَلَحَ الَّذِي يُسَمُّونَهُ الْخَلالُ. فَخَرَجَ إِلَيْنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ. فَتَفَرَّقَ الْغِلْمَانُ وَثَبَتُّ مَكَانِي. فَلَمَّا غَشِيَنِي قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّمَا هَذَا مَا أَلْقَتِ الرِّيحُ. قَالَ: أَرِنِي أَنْظُرْ فَإِنَّهُ لا يَخْفَى عَلَيَّ. فَنَظَرَ فِي حِجْرِي فَقَالَ:
صَدَقْتَ. فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ تَرَى هَؤُلاءِ الآنَ. وَاللَّهِ لَئِنِ انْطَلَقْتُ لأَغَارُوا عَلَيَّ فَانْتَزَعُوا مَا مَعِي. قَالَ: فَمَشَى حَتَّى بَلَّغَنِي مَأْمَنِي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ السَّمَّانُ عَنْ هَارُونَ بْنِ رِئَابٍ عَنْ سِنَانِ بْنِ سَلَمَةَ الْهُذَلِيِّ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ الْغِلْمَانِ وَنَحْنُ بِالْمَدِينَةِ نَلْتَقِطُ الْبَلَحَ فَإِذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مَعَهُ الدِّرَّةُ. فَلَمَّا رَآهُ الْغِلْمَانُ تَفَرَّقُوا في النخل. قال: وقمت في إِزَارِي شَيْءٌ قَدْ لَقَطْتُهُ فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هَذَا مَا تُلْقِي الرِّيحُ. قَالَ: فَنَظَرَ إِلَيْهِ فِي إِزَارِي فَلَمْ يَضْرِبْنِي. فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ الْغِلْمَانُ الآنَ بَيْنَ يَدَيَّ وَسَيَأْخُذُونَ مَا مَعِي. قَالَ: كَلا امْشِ. قَالَ: فَجَاءَ مَعِي إِلَى أَهْلِي.
2999- عُمَيْرُ بْنُ عَطِيَّةَ اللَّيْثِيُّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ قَالَ:
حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الأَحْوَلُ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَيْرُ بْنُ عَطِيَّةَ اللَّيْثِيُّ قَالَ: أَتَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. ارْفَعْ يَدَكَ. رَفَعَهَا اللَّهُ. أبايعك على سننه الله وسنة رسوله.
__________
2998 التاريخ الكبير (337) ، والصغير (1/ 218) ، والجرح (1079) ، والاستيعاب (2/ 657) ، والجمع (1/ 205) ، وأسد الغابة (2/ 357) ، والكاشف (2/ 357) ، والكاشف (2176) ، والتجريد (2522) ، والعبر (1/ 54) ، وتهذيب الكمال (2594) ، وتاريخ الإسلام (3/ 252) ، وتهذيب التهذيب (4/ 242) ، والإصابة (3848) ، والتقريب (1/ 334) ، وشذرات الذهب (1/ 55) ، وتهذيب الكمال (2594) .(7/89)
قَالَ: فَرَفَعَ يَدَهُ وَضَحِكَ وَقَالَ: هِيَ لَنَا عَلَيْكُمْ وَلَكُمْ عَلَيْنَا.
3000- عَبَّادٌ الْعَصَرِيُّ.
وعصر بطن من عبد القيس روى عن عمر.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ الْوَلِيدِ الشَّنِّيُّ عَنْ شِهَابِ بْنِ عَبَّادٍ الْعَصَرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: وَقَفَ عَلَيْنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَوْمَ عَرَفَةَ وَنَحْنُ بِعَرَفَاتٍ فَقَالَ: لِمَنْ هَذِهِ الأَخْبِيَةُ؟ فَقَالُوا: لِعَبْدِ الْقَيْسِ. فَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ ثُمَّ قَالَ: هَذَا يَوْمُ الْحَجِّ الأَكْبَرِ فَلا يَصُومُهُ أَحَدٌ.
3001- حُصَيْنُ بْنُ أبي الْحُرِّ بْنِ مَالِكِ
بْنِ الْخَشْخَاشِ بْنِ غِيَاثِ بْنِ الحارث بن خليف ابن الحارث بن مجفر بن كعب بن العنبر بن عمرو بن تميم.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلابِيُّ قَالَ: كَانَ حُصَيْنُ بْنُ أبي الْحُرِّ عَامِلا لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ عَلَى مَيْسَانَ وَبَقِيَ حَتَّى أَدْرَكَ الْحَجَّاجَ فَأَتَى بِهِ فَهَمَّ بِقَتْلِهِ. ثُمَّ قَالَ:
لا تُظْهَرُوهُ بِالْقَتْلِ وَلَكِنِ اطْرَحُوهُ فِي السِّجْنِ حَتَّى يَمُوتَ. فَحَبَسَهُ حَتَّى مَاتَ. وَكَانَ حُصَيْنٌ جَدَّ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ قَاضِي أهل الْبَصْرَةِ.
3002- أبو المهلب الجرمي.
واسمه عبد الرحمن بن معاوية وهو عم أبي قلابة الجرمي. روى عن عمر وعثمان وكان ثقة قليل الحديث.
3003- غَاضِرَةُ بْنُ عُرْوَةَ بْنِ سَمُرَةَ
بْنِ عَمْرٍو الْعَنْبَرِيُّ ثم أحد بني عدي بن جندب.
روى عن عمر.
أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: قَرَأْتُ فِي بَعْضِ كُتُبِ أَبِي قِلابَةَ: مِنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ إِلَى أَبِي مُوسَى. إِنِّي قَدْ بَعَثْتُ إِلَيْكَ مَعَ غَاضِرَةَ بْنِ سَمُرَةَ الْعَنْبَرِيِّ بِصُحُفٍ فَإِذَا أَتَاكَ لِكَذَا وَكَذَا فَأَعْطِهِ مِائَتَيْ دِرْهَمٍ وَإِنْ جَاءَكَ بَعْدَ ذَلِكَ فَلا تُعْطِهِ شَيْئًا وَاكْتُبْ إِلَيَّ فِي أَيِّ يَوْمٍ قَدِمَ عَلَيْكُمْ.
3004- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَقِيقٍ الْعُقَيْلِيُّ.
روى عن عمر بن الخطاب قال: كنا جلوسا بباب
__________
3001 التاريخ الكبير (11) ، (30) ، وأخبار القضاة لوكيع (1/ 55) ، وتاريخ ابن عساكر (4/ 374) ، وتاريخ الإسلام (3/ 245) ، (4/ 106) ، والكاشف (1/ 237) ، والميزان (2090) ، وتهذيب التهذيب (2/ 388) ، وتهذيب الكمال (1368) .
3002 التقريب (2/ 478) .
3004 علل أحمد (1/ 80) ، والتاريخ الكبير (345) ، والجرح (376) ، والكامل لابن عدي (2/ 126) ، والجمع (1/ 273) ، والأنساب للسمعاني (22) ، والكاشف (2804) ، والميزان (4380) ، وتهذيب الكمال (333) .(7/90)
عمر ومعنا أبو ذر فقال: إني صائم. ثم أذن عمر فأتى بالعشاء فأكل.
قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَسَدِيُّ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ قَالَ: ذَكَرَ أَبُو قِلابَةَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ شَقِيقٍ فَقَالَ: أَيُّ رَجُلٍ هُوَ لَوْلا أَنَّهُ تَعَرَّبَ!.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ كَثِيرٍ الأَسَدِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ مُطْرَفَ خَزٍّ. قَالُوا: وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَقِيقٍ عُثْمَانَيًّا وَكَانَ ثِقَةً فِي الْحَدِيثِ. وَرَوَى أَحَادِيثَ صَالِحَةً. وَتُوُفِّيَ فِي وِلايَةِ الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ عَلَى الْعِرَاقِ.
3005- الْمُسَيَّبُ بْنُ دَارِمٍ.
روى عن عمر بن الخطاب. وروى عنه البصريون.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو خَلْدَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُسَيَّبُ بْنُ دَارِمٍ قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ وَفِي يَدِهِ دِرَّةٌ فَضَرَبَ رَأْسَ أَمَةٍ حَتَّى سَقَطَ الْقِنَاعُ عَنْ رَأْسِهَا.
قَالَ: فِيمَ الأَمَةُ تَشَبَّهُ بِالْحُرَّةِ؟.
قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو خَلْدَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُسَيَّبُ بْنُ دَارِمٍ قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ضَرَبَ جَمَّالا وَقَالَ: لِمَ تَحْمِلُ عَلَى بَعِيرِكَ مَا لا يُطِيقُ؟.
3006- شُوَيْسُ بْنُ جَبَّاشٍ.
أَبُو الرُّقَادِ الْعَدَوِيُّ من بني عدي بن عبد مناة بن أد بن طابخة. روى عن عمر وغزا في خلافته.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عُثْمَانَ الْقُرَشِيُّ قَالَ:
حَدَّثَنَا شُوَيْسٌ الْعَدَوِيُّ قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الظُّهْرَ ثُمَّ نَرُوحُ إِلَى رِحَالِنَا فَنَقِيلُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا جعفر بن كيسان قال: حدثنا شويس
__________
3006 في تهذيب الكمال «حيّاش» بالحاء المهملة المفتوحة والياء المثناة من تحت المشددة.
كذا قيّده الأمير أبو نصر بن ماكولا.
انظر: التاريخ الكبير (2752) ، والجرح (1071) ، وحلية الأولياء (2/ 255) ، وتهذيب التهذيب (4/ 372) ، والإصابة (3988) ، والتقريب (1/ 356) ، وتهذيب الكمال (2782) .(7/91)
أَبُو الرُّقَادِ الْعَدَوِيُّ قَالَ: غَزَوْتُ مَيْسَانَ فَأَخَذْتُ الدِّرْهَمَيْنِ وَالأَلْفَيْنِ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ وَسَبَيْتُ جَارِيَةً فوطئتها زَمَانًا حَتَّى جَاءَنَا كِتَابُ عُمَرَ: انْظُرُوا مَا فِي أَيْدِيكُمْ مِنْ سَبَايَا مَيْسَانَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُ. فَرَدَدْتُ فِيمَنْ رَدَّ. وَاللَّهِ مَا أَدْرِي عَلَى أَيِّ وَجْهٍ رَدَدْتُهَا أَحَامِلا كَانَتْ أَمْ غَيْرَ حَامِلٍ. وَاللَّهِ مَا أَدْرِي. لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ يَكُونَ مِنْ صُلْبِي بِمَيْسَانَ رِجَالٌ وَنِسَاءٌ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ. أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ الأَحْوَلُ عَنْ شُوَيْسٍ أبي الرُّقَادِ قَالَ:
كُنَّا نُعْطَى الدِّرْهَمَ وَالدِّرْهَمَيْنِ فِي عَهْدِ عُمَرَ فَنَأْخُذُهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مهدي بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدًا الْجُرَيْرِيَّ قَالَ: صَلَّيْتُ صَلاةَ الْعَصْرِ فِي مَسْجِدِ بَنِي عَدِيٍّ إِلَى جَنْبِ شُوَيْسٍ. وَكَانَ مِمَّنْ أَخَذَ الدِّرْهَمَيْنِ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ.
3007- حصين بن جرير.
روى عن عمر بن الخطاب. وكان حصين قليل الحديث.
3008- أَبُو سَعِيدٍ.
مَوْلَى أَبِي أُسَيْدٍ الأنصاري. روى عن عمر وعلي.
3009- حطان بن عبد الله الرقاشي.
روى عن عمر وعلي. وتوفي في خلافة عبد الملك ابن مروان في ولاية بشر بن مروان على العراق. وكان ثقة قليل الحديث.
3010- إياس بن قتادة بن أوفى.
بن موالة بن عتبة بن ملادس بن عبشمس بْن سَعْد بْن زيد مناة بْن تميم. وأمه الفارعة بنت حميري بن عبادة بن نزال بن مرة. وكانت لأبيه قتادة بن أوفى صحبة. وروى إياس عن عمر. وكان ثقة قليل الحديث.
3011- جابر أو جويبر العبدي.
روى عن عمر بن الخطاب. وكان قليل الحديث.
3012- جراد بن شبيط.
وَمِنْ هَذِهِ الطَّبَقَةِ: ممن يقول أتانا كتاب عمر بن الخطاب
ويروي عنه ما أمر به في كتبه إلى أبي
__________
3009 التاريخ الكبير (394) ، والجرح والتعديل (1354) ، والجمع (1/ 112) ، والكاشف (1/ 239) ، وتهذيب التهذيب (2/ 396) ، وتهذيب الكمال (1384) .
3011 الجرح (1/ 1/ 496) ، والميزان (1/ 384) ، وتهذيب التهذيب (2/ 52) ، والإصابة (1/ 258) ، وتهذيب الكمال (881) .(7/92)
موسى الأشعري والمغيرة بن شعبة وغيرهما. وقد غزا عامتهم غزوات في خلافة عمر ابن الخطاب.
3013- الْفُضَيْلُ بْنُ زَيْدٍ الرَّقَاشِيُّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَاصِمٍ قَالَ: كَانَ الْفُضَيْلُ بْنُ زَيْدٍ قَدْ غَزَا مَعَ عُمَرَ سَبْعَ غَزَوَاتٍ. يَعْنِي فِي إِمَارَتِهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ أَبُو زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الأَحْوَلُ عَنْ فُضَيْلِ بْنِ زَيْدٍ الرَّقَاشِيِّ قَالَ: وَقَدْ غَزَا مَعَ عُمَرَ سَبْعَ غَزَوَاتٍ فِي إِمْرَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. وَكَانَ يَقُولُ: كَتَبَ إِلَيْنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ. وَقَدْ رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ وَغَيْرِهِ.
3014- المهلب بن أبي صفرة العتكي.
واسم أبي صفرة ظالم بن سراق ويكنى المهلب أبا سعيد. ادرك عمر ولم يرو عنه شيئًا وقد روى عن سمرة بن جندب وغيره. وولي خراسان ومات بمرو الروذ سنة ثلاث وثمانين في خلافة عبد الملك بن مروان واستخلف على خراسان ابنه يزيد بن المهلب بن أبي صفرة فأقره الحجاج بن يوسف.
3015- بجالة بن عبدة.
وهو كاتب جزء بن معاوية. عم الأحنف بن قيس. قال:
أتانا كتاب عمر أن اقتلوا كل ساحر وساحرة. وكتابه في المجوس.
3016- أبو قتادة العدوي.
واسمه تميم بن نذير. وكان ثقة قليل الحديث.
3017- أبو الدهماء العدوي.
واسمه قرفة بن بيهس. وكان ثقة قليل الحديث. وروى عن عمران بن حصين. وفي بعض الحديث اسمه مالك بن سهم.
3018- أبو زينب.
__________
3014 التقريب (2/ 280) .
3015 التاريخ الكبير (2/ 1/ 146) ، والجرح (1/ 1/ 437) ، والجمع (1/ 63) ، والكاشف (1/ 149) ، وتاريخ الإسلام (3/ 139، 140) ، وتهذيب التهذيب (1/ 417، 418) ، وتهذيب الكمال (637) .
3016 التقريب (2/ 462) .
3017 التقريب (2/ 125) .(7/93)
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عامر الغقدي قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَاصِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ أبا زَيْنَبَ. وَكَانَ قَدْ غَزَا عَلَى عَهْدِ عُمَرَ. قَالَ: غَزَوْنَا وَمَعَنَا أَبُو بَكْرَةَ وَأَبُو بَرْزَةَ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَمُرَةَ فَكُنَّا نَأْكُلُ مِنَ الثِّمَارِ.
3019- أَبُو كِنَانَةَ الْقُرَشِيُّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا زِيَادُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ الْجَصَّاصُ قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو كِنَانَةَ الْقُرَشِيُّ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ مَعَ الأَشْعَرِيِّ إِلَى الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ أَنَّهُ بَلَغَنِي عَنْكَ مَا لَوْ مُتَّ قَبْلَهُ كَانَ خَيْرًا لَكَ. قَالَ: وَكَتَبَ عُمَرُ إِلَى أَبِي مُوسَى أَنِ اكْتُبْ إِلَيَّ بِمَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ ظَاهِرًا.
3020- قَيْسُ بْنُ عَبَّادٍ الْقَيْسِيُّ.
قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ وَعَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ بْنِ سَعِيدٍ عن أياس ابن دَغْفَلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَبَّادٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ أَوْصَى قَالَ: كَفِّنُونِي فِي بُرْدَتَيْ عَصْبٍ وَجَلِّلُوا سَرِيرِي بِكِسَائِيَ الأَبْيَضِ الَّذِي كُنْتُ أُصَلِّي فِيهِ. فَإِذَا وَضَعْتُمُونِي فِي حُفْرَتِي فَجُوبُوا مَا يَلِي جَسَدِي مِنَ الْكَفَنِ حَتَّى تُفْضُوا بِي إِلَى الأَرْضِ. قَالَ وَكِيعٌ:
يَعْنِي يُشَقُّ عَنْهُ مِنَ الْكَفَنِ مَا يَلِي الأَرْضَ. قَالَ: وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ.
3021- هَرِمُ بْنُ حَيَّانَ الْعَبْدِيُّ.
وكان ثقة وله فضل وعبادة. روى عنه الحسن البصري.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ هِشَامٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ هَرِمِ بْنِ حَيَّانَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: أَعُوذُ بِاللَّهِ من زمان يمرد فيه صغيرهم. ويأمل فيه كَبِيرُهُمْ. وَتَقْتَرِبُ فِيهِ آجَالُهُمْ. قَالَ: فَيُقَالُ لَهُ: أَوْصِنَا. فَيَقُولُ: أُوصِيكُمْ بِخَوَاتِيمِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَيْفُ بن هارون البرجمي عن منصور ابن مُسْلِمِ بْنِ سَابُورَ قَالَ: حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ بَنِي حَرَامٍ عَنْ هَرِمِ بْنِ حَيَّانَ الْعَبْدِيِّ قَالَ:
قَدِمْتُ مِنَ الْبَصْرَةَ فَلَقِيتُ أُوَيْسًا الْقَرَنِيَّ عَلَى شَطِّ الْفُرَاتِ بِغَيْرِ حِذَاءٍ. فَقُلْتُ لَهُ: كَيْفَ أَنْتَ يَا أَخِي؟ كَيْفَ أَنْتَ يَا أُوَيْسُ؟ فَقَالَ لِي: كَيْفَ أَنْتَ يَا أَخِي؟ قُلْتُ: حَدِّثْنِي. قَالُ:
إِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَفْتَحَ هَذَا الْبَابَ عَلَى نَفْسِي أَنْ أَكُونَ مُحَدِّثًا أَوْ قَاصًّا أو مفتيا. قال: ثم
__________
3019 التقريب (2/ 466) .(7/94)
أَخَذَ بِيَدِي فَبَكَى. قَالَ: قُلْتُ: فَاقْرَأْ عَلَيَّ. قَالَ: أَعُوذُ بِالسَّمِيعِ الْعَلِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ: «حم وَالْكِتابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ. إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ» الدخان: 1- 3. حَتَّى بَلَغَ: «إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ» الدخان: 42. قَالَ:
فَغُشِيَ عَلَيْهِ ثُمَّ أَفَاقَ وَقَالَ: الْوَحْدَةُ أَحَبُّ إِلَيَّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ الْغَرَقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ بْنُ خُوطٍ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ عَنْ هَرِمِ بْنِ حَيَّانَ قَالَ: ما رأيت مثل النار تأم هاربها ولا مثل الجنة تأم طَالِبُهَا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ أَنَّ هَرِمَ بْنَ حَيَّانَ أَشْرَفَ فِي لَيْلَةٍ قَمْرَاءَ وَإِذَا صَاحِبُ حَرَسِهِ يَلْعَبُ الْخَرَاجَ فَدَعَاهُ فَقَالَ: إِذَا كَانَ غَدًا فَصُمْ. فَصَنَعَ ذَلِكَ بِهِ ثَلاثَ لَيَالٍ. ثُمَّ قَالَ: اذْهَبِ الآنَ فَالْعَبِ الْخَرَاجَ. قَالَ: وَكَانَ هَرِمٌ عَامِلا لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ هَرِمَ بْنَ حَيَّانَ قِيلَ لَهُ: أَوْصِ. قَالَ: مَا أَدْرِي مَا أُوصِي وَلَكِنْ بِيعُوا دِرْعِي فَاقْضُوا عَنِّي دَيْنِي. فَإِنْ لَمْ يُتِمَّ فَبِيعُوا فَرَسِي فَاقْضُوا عَنِّي دَيْنِي. فَإِنْ لَمْ يُتِمَّ فَبِيعُوا غُلامِي. وَأُوصِيكُمْ بِخَوَاتِيمِ سُورَةِ النَّحْلِ: «ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ» النحل: 125. إِلَى آخِرِ السُّورَةِ: «إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ» النحل: 128.
قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَسَدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ:
كَانَ الرَّجُلُ إِذَا كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ وَالإِمَامُ يَخْطُبُ قَامَ فَأَمْسَكَ بِأَنْفِهِ فَأَشَارَ إِلَيْهِ الإِمَامُ أَنْ يَخْرُجَ. قَالَ: فَكَانَ رَجُلٌ قَدْ أَرَادَ الرُّجُوعَ إِلَى أَهْلِهِ. فَقَامَ إِلَى هَرِمِ بْنِ حَيَّانَ وَهُوَ يَخْطُبُ فَأَخَذَ بِأَنْفِهِ فَأَشَارَ إِلَيْهِ هَرِمٌ أَنْ يَذْهَبَ. فَخَرَجَ إِلَى أَهْلِهِ فَأَقَامَ فِيهِمْ. ثُمَّ قَدِمَ فَقَالَ لَهُ هَرِمٌ: أَيْنَ كُنْتَ؟ فَقَالَ: فِي أَهْلِي. فَقَالَ: أَبِإِذْنٍ ذَهَبْتَ؟. قَالَ: نَعَمْ. قُمْتُ إِلَيْكَ وَأَنْتَ تَخْطُبُ فَأَخَذْتُ بِأَنْفِي فَأَشَرْتَ إِلَيَّ أَنِ اذْهَبْ. قَالَ: فَاتَّخَذْتَ هَذَا دَغَلا أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا. ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ أَخِّرْ رِجَالَ السُّوءِ لِزَمَانِ السُّوءِ. قَالَ: وَكَانَ هَرِمٌ يَقُولُ:
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَمَانٍ يَمْرَدُ فِيهِ صغيرهم. ويأمل فيه كبيرهم. وتقترب فيه آجالهم.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْعَبْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي سَهْلُ بْنُ مَحْمُودٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ(7/95)
الْعَزِيزِ الْعَمِّيُّ عَنْ أبي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ عَنْ هَرِمِ بْنِ حَيَّانَ أَنَّهُ قَالَ: إِيَّاكُمْ وَالْعَالِمَ الفاسق. فبلغ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَأَشْفَقَ مِنْهَا مَا الْعَالِمُ الْفَاسِقُ. فَكَتَبَ إِلَيْهِ هَرِمُ بْنُ حَيَّانَ: وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا أَرَدْتُ بِهِ إِلا الْخَيْرَ. يَكُونُ إِمَامٌ يَتَكَلَّمُ بِالْعِلْمِ وَيَعْمَلُ بِالْفِسْقِ فَيُشَبِّهُ عَلَى النَّاسِ فَيَضِلُّوا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْعَبْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سَيَّارٌ عَنْ جعفر بن سليمان عن مالك بن دينار قَالَ: اسْتُعْمِلَ هَرِمُ بْنُ حَيَّانَ. قَالَ: فَظَنَّ أَنَّ قَوْمَهُ سَيَأْتُونَهُ فَأَمَرَ بِنَارٍ فَأُوقِدَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَنْ يَأْتِيهِ مِنَ الْقَوْمِ. فَجَاءَ قَوْمُهُ فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ مِنْ بَعِيدٍ فَقَالَ: مَرْحَبًا بِقَوْمِي. ادْنُوَا. فَقَالُوا: وَاللَّهِ مَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نَدْنُوَ مِنْكَ. لَقَدْ حَالَتِ النَّارُ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ.
قَالَ: فَأَنْتُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَلْقَوْنِي فِي نَارٍ أَعْظَمَ مِنْهَا فِي جَهَنَّمَ. قَالَ: فَرَجَعُوا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أبي إِسْحَاقَ عَنْ مَخْلَدِ بْنِ حُسَيْنٍ قَالَ: سَمِعْتُ هِشَامًا يَذْكُرُ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: مَاتَ هَرِمُ بْنُ حَيَّانَ فِي غَزَاةٍ لَهُ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ. فَلَمَّا فُرِغَ مِنْ دَفْنِهِ جَاءَتْ سَحَابَةٌ فَرَشَّتِ الْقَبْرَ حَتَّى تَرَوَّى لا تُجَاوِزُ الْقَبْرَ مِنْهَا قَطْرَةٌ وَاحِدَةٌ. ثُمَّ عَادَتْ عَوْدَهَا عَلَى بَدْئِهَا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أبي إِسْحَاقَ عَنْ نُوحِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ أبي شَدَّادٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَرَجْنَا فِي جَنَازَةٍ هَرِمِ بْنٍ حَيَّانَ وَنَحْنُ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ.
فَلَمَّا فَرَغْنَا مِنْ قَبْرِهِ جَاءَتْ سَحَابَةٌ فَرَشَّتِ الْقَبْرَ وَمَا حَوْلَهُ. ثُمَّ انْصَرَفَتْ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ رَبِيعَةَ عَنِ السَّرِيِّ بْنِ يَحْيَى عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: أُمْطِرَ قَبْرُ هَرِمِ بْنِ حَيَّانَ مِنْ يَوْمِهِ وَنَبَتَ الْعُشْبُ مِنْ يَوْمِهِ.
3022- صِلَةُ بْنُ أَشْيَمَ الْعَدَوِيُّ.
من بني عدي بن عبد مناة بن أد بن طابخة بن إلياس ابن مضر. ويكنى أبا الصهباء. وكان ثقة له فضل وورع.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ [يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: يَكُونُ فِي أُمَّتِي رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ صِلَةٌ يَدْخُلُ بِشَفَاعَتِهِ الْجَنَّةَ كَذَا وَكَذَا] .
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا زُرَيْكُ بْنُ أبي زُرَيْكٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو السَّلِيلِ الْقَيْسِيُّ قَالَ: أَتَيْتُ صِلَةَ الْعَدَوِيَّ فَقُلْتُ لَهُ: يَا صِلَةُ عَلِّمْنِي مِمَّا عَلَّمَكَ اللَّهُ.
فَقَالَ لِي: أَنْتَ مَثَلِي. أَوْ نَحْوِي. يَوْمَ أَتَيْتُ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَتَعَلَّمُ مِنْهُمْ.(7/96)
قَالَ: فَقُلْتُ: عَلِّمْنِي مِمَّا عَلَّمَكَ اللَّهُ. فَقَالَ: انْتَصِحِ الْقُرْآنَ وَانْصَحْ لِلْمُسْلِمِينَ وَكَثِّرْ فِي دُعَاءِ اللَّهِ مَا اسْتَطَعْتَ وَلا تَكُونَنَّ قَتِيلَ الْعَصَا قَتِيلَ عَمِيَّةٍ جَاهِلِيَّةٍ فَإِنِّي لا أُبَالِي أَبِرِجْلِ خِنْزِيرٍ جَرَرْتُ أَوْ بِرِجْلِهِ. وَإِيَّاكَ وَقَوْمًا يَقُولُونَ نَحْنُ الْمُؤْمِنُونَ وَلَيْسُوا مِنَ الإِيمَانِ عَلَى شَيْءٍ وَهُمُ الْحَرُورِيَّةُ. ثَلاثَ مَرَّاتٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الأَحْوَلُ عَنْ فُضَيْلِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: دَخَلَ عَلَيَّ صِلَةُ بْنُ أَشْيَمَ فَقَالَ: إِنَّ الشَّهَادَةَ فِي النَّاسِ كَثُرَتْ فَإِذَا شَهِدْتَ فَاشْهَدْ شَهَادَةً يُصَدِّقُكَ اللَّهُ بِهَا وَأُولُو الْعِلْمِ مِنَ النَّاسِ. اشْهَدْ أَنَّ اللَّهَ أَحَدٌ صَمَدٌ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ له كفؤا أُحُدٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: قَالَ صِلَةُ: مَا أَدْرِي بِأَيِّ يَوْمَيَّ أَنَا أَشَدُّ فَرَحًا. يَوْمًا أُبَاكِرُ فِيهِ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ أَوْ يَوْمًا خَرَجْتُ فِيهِ لِبَعْضِ حَاجَتِي فَعَرَضَ لِي ذِكْرُ اللَّهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ أَنَّ صِلَةَ بْنَ أَشْيَمَ وَأَصْحَابَهُ مَرَّ بِهِمْ فَتًى يَجُرُّ ذَيْلَهُ فَهَمَّ أَصْحَابُ صِلَةَ أَنْ يَأْخُذُوهُ بِأَلْسِنَتِهِمْ أَخْذًا شَدِيدًا فَقَالَ صِلَةُ: دَعُوهُ أَكْفِكُمْ أَمَرَهُ. فَقَالَ لَهُ: يَا ابْنَ أَخٍ لِي إِلَيْكَ حَاجَةٌ. قَالَ: وَمَا حَاجَتُكَ؟ قَالَ: أُحِبُّ أَنْ تَرْفَعَ مِنْ إِزَارِكَ. قَالَ: نَعَمْ وَنَعْمَةَ عَيْنٍ.
قَالَ: فَرَفَعَ إِزَارَهُ فَقَالَ صِلَةُ لأَصْحَابِهِ: كَانَ هَذَا أَمْثَلَ مِمَّا أَرَدْتُمْ. لَوْ شَتَمْتُمُوهُ وَآذَيْتُمُوهُ شَتَمَكُمْ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو مَعْمَرٍ الْمِنْقَرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُوَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَتْنِي مُعَاذَةُ الْعَدَوِيَّةُ أَنَّ صِلَةَ انْطَلَقَ فِي جَشَرِ الحي برامهرمز وَمَا يَلِيهَا. قَالَتْ: فَفَنِيَ زَادُهُ حَتَّى غَرِثَ غَرَثًا شَدِيدًا. قَالَ: فَلَقِيَ عِلْجًا يَحْمِلُ كَارَةً فَقَالَ: أَمَعَكَ طَعَامٌ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: ضَعْ كَارَتَك فَأَطْعِمْنِي. قَالَ:
يَا عَبْدَ اللَّهِ إِنِّي رَجُلٌ فَارونداه أُرِيدُ قَرْيَةَ كَذَا وَكَذَا وَلَيْسَ مَعِي إِلا مَا يَكْفِينِي. قَالَ:
فَتَحَرَّجَ مِنْهُ فَتَرَكَهُ ثُمَّ نَدِمَ حِينَ تَجَاوَزَهُ. قَالَ: لَوْ كُنْتُ أَصَبْتُ مِنْهُ كَانَ قَدْ حَلَّ لِي.
قَالَتْ: فَلَقِيَ آخَرَ يَحْمِلُ كَارَةً فَقَالَ: أَمَعَكَ طعام؟ قال: نعم. قال: ضع كارتك فأطعمني. فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ إِنِّي رَجُلٌ فَارونداه أُرِيدُ قَرْيَةَ كَذَا وَكَذَا وَلَيْسَ مَعِي إِلا مَا يَكْفِينِي. قَالَ فَقَالَ: مَا يَحِلُّ لِي مِنْ هَذَا إِلا مَا حَلَّ لِي مِنَ الأَوَّلِ. فَخَلا عَنْهُ. قَالَتْ: فَلَقِيَ آخَرَ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ فَتَحَرَّجَ مِنْهُ فَقَالَ: مَا يَحِلُّ لِي مِنْ هَذَا إلا ما(7/97)
حَلَّ لِي مِنَ الأَوَّلَيْنِ. قَالَتْ: فَتَرَكَهُ. فَبَيْنَمَا هُوَ يَسِيرُ عَلَى مُسَنَّاةٍ ضَيِّقَةٍ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ السَّمَاءُ إِذْ سَمِعَ خَوَايَةً احْتَفَزَتْ لَهَا دَابَّتُهُ فَالْتَفَتَ فَإِذَا هُوَ بِسَبٍّ مَلْفُوفٍ لا يَدْرِي عَلَى مَا هُوَ فَنَزَلَ. قَالَتْ: فَأُقَدِّرُ أَنَّهُ لَوْ كَانَ بَيْنَ يَدَيْهِ لأَبْصَرَهُ مِنْ ضِيقِ مَسِيرِهِ. قَالَتْ:
فَنَزَلَ فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَصْرِفَ دَابَّتَهُ مِنْ ضِيقِ مَسِيرِهِ حَتَّى أَخَذَ بِرَأْسِهَا فَتَنَاوَلَهُ عِنْدَ رِجْلِ الدَّابَّةِ. قَالَتْ: فَإِذَا قِطْعَةٌ مِنْ سِبٍّ مَلْفُوفٍ عَلَى دَوْخَلَةٍ فِيهَا رُطَبٌ فَأَكَلَ مِنْهَا حَتَّى شَبِعَ ثُمَّ انْطَلَقَ حَتَّى نَزَلَ عَلَى رَاهِبٍ فَأَتَاهُ الرَّاهِبُ بِقِرَاهُ فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَ مِنْهُ فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ مَا لَكَ لا تَأْكُلُ مِنْ قِرَايَ وَلا أَرَى مَعَكَ ثَقَلا وَلا طَعَامًا؟ قَالَ: بَلَى. إِنِّي قَدْ أَصَبْتُ كَذَا وَكَذَا. قَالَ: هَلْ بَقِيَ مَعَكَ شَيْءٌ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَأَطْعِمْنِي مِنْهُ. فَأَعْطَاهُ الدَّوْخَلَةَ.
فَقَالَ لَهُ الرَّاهِبُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ إِنَّكَ قَدْ أُطْعِمْتَ. أَلا تَرَى النَّخْلَ سَلْبًا لَيْسَ عَلَيْهَا شَيْءٌ وَإِنَّ هَذَا لَيْسَ بِزَمَانٍ الرُّطَبِ. قَالَتْ: فَأَتَانَا بِتِلْكَ الْقِطْعَةِ السِّبِّ فَكَانَ عِنْدَنَا زَمَانًا فَمَا أَدْرِي كَيْفَ ذَهَبَ. قَالَ إِسْحَاقُ: وَالسِّبُّ مِنَ السببية. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو: قَالَ الشَّاعِرُ:
أَلا يَا أُمَّ الأَسْوَدِ إِنَّ رَأْسِي ... تَغَشَّى لَوْنَهُ سِبٌّ جَدِيدُ
فَلَوْ أَنَّ الشَّبَابَ يُبَاعُ بَيْعًا ... لأَعْطَيْتُ الْمُبَايِعَ مَا يُرِيدُ
وَلَكِنَّ الشَّبَابَ إِذَا تَوَلَّى ... عَلَى شَرَفٍ فَمَطْلَبُهُ بَعِيدُ
قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَسَدِيُّ عَنْ يُونُسَ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ أَبُو الصَّهْبَاءِ صِلَةُ بْنُ أَشْيَمَ: طَلَبْتُ الدُّنْيَا مَظَانَّ حَلالِهَا فَجَعَلْتُ لا أُصِيبُ مِنْهَا إِلا قُوتًا. أَمَّا أَنَا فَلا أَعِيلُ فِيهَا. وَأَمَّا هُوَ فَلا يُجَاوِزُنِي. فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ قُلْتُ: أَيْ نَفْسُ جُعِلَ رِزْقُكِ كَفَافًا فَارْبَعِي. فَرَبَعَتْ وَلَمْ تَكُدَّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ وَغَيْرُهُ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ يَزِيدَ الرِّشْكِ عَنْ مُعَاذَةَ قَالَتْ: كَانَ أَبُو الصَّهْبَاءِ يُصَلِّي حَتَّى يَأْتِيَ فِرَاشَهُ زَحْفًا أَوْ مَا يَأْتِي فِرَاشَهُ إِلا زَحْفًا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ أَنَّ أَخًا لِصِلَةَ بْنِ أَشْيَمَ مَاتَ فَأَتَاهُ رَجُلٌ وَهُوَ يَطْعَمُ فَقَالَ: يَا أبا الصَّهْبَاءِ إِنَّ أَخَاكَ مَاتَ.
قَالَ: هَلُمَّ فَكُلْ هَيْهَاتَ قُدْمًا نُعِيَ لَنَا. ادْنُ فَكُلْ هَيْهَاتَ قِدْمًا نُعِيَ لَنَا. ادْنُ فَكُلْ.
فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا سَبَقَنِي إِلَيْكَ أَحَدٌ فَمَنْ نَعَاهُ؟ قَالَ: يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: «إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ» الزمر: 30.(7/98)
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَعَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ قَالَ: قَالَ صِلَةُ بْنُ أَشْيَمَ: رَأَيْتُ فِيَ النَّوْمِ كَأَنِّي فِي رَهْطٍ وَرَجُلٌ خَلْفَنَا مَعَهُ السَّيْفُ شَاهِرُهُ. كُلَّمَا أَتَى عَلَى أَحَدٍ مِنَّا ضَرَبَ رَأْسَهُ فَوَقَعَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَيَعُودُ كَمَا كَانَ. فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ مَتَى يَأْتِي عَلَيَّ فَيَصْنَعُ بِي ذَاكَ. فَأَتَى عَلَيَّ فَضَرَبَ رَأْسِي فَوَقَعَ فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رَأْسِي حِينَ أَخَذْتُهُ أَنْفُضُ عَنْ شَعْرِي التُّرَابَ. ثُمَّ أَعَدْتُهُ فَعَادَ كَمَا كَانَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ المغيرة قال: حدثنا حميد ابن هِلالٍ قَالَ: خَرَجَ صِلَةُ بْنُ أَشْيَمَ فِي جَيْشٍ مَعَهُ ابْنُهُ وَأَعْرَابِيُّ مِنَ الْحَيِّ. فَقَالَ الأَعْرَابِيُّ: يَا أبا الصَّهْبَاءِ رَأَيْتُ كَأَنَّكَ أَتَيْتَ عَلَى شَجَرَةٍ ظَلِيلَةٍ فَأَصَبْتَ تَحْتَهَا ثَلاثَ شَهَدَاتٍ فَأَعْطَيْتَنِي وَاحِدَةً وَأَمْسَكَتَ اثْنَتَيْنِ فَوَجَدْتُ فِي نَفْسِي أَلا تَكُونَ قَاسَمْتَنِي الأُخْرَى. فَلَقُوا الْعَدُوَّ فَقَالَ صِلَةُ لابْنِهِ: تَقَدَّمْ. فَتَقَدَّمَ فَقُتِلَ وَقُتِلَ صِلَةُ وَقُتِلَ الأَعْرَابِيُّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حماد بن سلمة عن ثابت أَنَّ صِلَةَ بْنَ أَشْيَمَ كَانَ فِي مَغْزًى لَهُ وَمَعَهُ ابْنٌ لَهُ فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ تَقَدَّمْ فَقَاتِلْ حَتَّى أَحْتَسِبَكَ. فَحَمَلَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ. ثُمَّ تَقَدَّمَ فَقَاتَلَ فَقُتِلَ. فَاجْتَمَعَتِ النِّسَاءُ عِنْدَ امْرَأَتِهِ مُعَاذَةَ الْعَدَوِيَّةِ فَقَالَتْ: مَرْحَبًا بِكُنَّ إِنْ كُنْتُنَّ جِئْتُنَّ تُهَنِّئْنَنِي. وَإِنْ كُنْتُنَّ جِئْتُنَّ لِغَيْرِ ذَلِكَ فَارْجِعْنَ. قَالُوا:
وَكَانَ صِلَةُ قُتِلَ شَهِيدًا فِي بَعْضِ الْمَغَازِي فِي أَوَّلِ إِمْرَةِ الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ عَلَى الْعِرَاقِ.
3023- أَبُو رَّجَاءِ الْعُطَارِدِيُّ.
من بني تميم. وقد اختلف علينا في اسمه. فقال يزيد ابن هارون: اسمه عمران بن تيم. وقال غيره: اسمه عمران بن ملحان. وقال آخر:
اسمه عطارد بن برز.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قَرِيبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلاءِ قَالَ: قُلْتُ لأَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ مَا تَذْكُرُ؟ قَالَ: قُتِلَ بِسْطَامُ بْنُ قَيْسٍ. ثُمَّ أَنْشَدَ بَيْتًا رَثَى بِهِ:
فَخَرَّ عَلَى الأَلاءَةِ لَمْ يُوَسَّدْ ... كَأَنَّ جَبِينَهُ سَيْفٌ صَقِيلُ
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَارِثِ الْكَرْمَانِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أبا رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيَّ قَالَ: أَدْرَكْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَنَا شاب أمرد.
__________
3023 التقريب (2/ 85) .(7/99)
قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ قَالَ: قُلْتُ لأَبِي رَجَاءٍ مِثْلُ من أنت حين بعث النبي. ص؟ قَالَ: كُنْتُ أَرْعَى الإِبِلَ لأَهْلِي. فَقُلْتُ لأَبِي رَجَاءٍ: فَمَا فَرَّكُمْ مِنْهُ؟ قَالَ: قِيلَ لَنَا بُعِثَ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ يَقْتُلُ. يَعْنِي النَّاسَ. إِلا مَنْ أَطَاعَهُ.
قَالَ: وَلا أَدْرِي مَا طَاعَتُهُ. قَالَ: فَفَرَرْنَا حَتَّى قَطَعْنَا رَمْلَ بَنِي سعد.
قال: أخبرنا وهب بن جزير بْنِ حَازِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ أبا رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيَّ قَالَ: لَمَّا بَلَغَنَا أَمْرُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَنَحْنُ عَلَى مَاءٍ لَنَا يُقَالُ لَهُ سَنَدٌ فَخَرَجْنَا بِعِيَالِنَا هُرَابًا نَحْوَ الشَّجَرِ. وَذُكِرَ أَنَّهُ أَكَلَ الدَّمَ فَقِيلَ لَهُ: كَيْفَ طَعْمُهُ؟ فَقَالَ: حُلْوٌ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ زُرَيْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ أبا رَجَاءٍ يَقُولُ: بُعِثَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَدْ رَعَيْتُ عَلَى أَهْلِي كَفَيْتُ مِهْنَتَهُمْ. فَلَمَّا بُعِثَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَرَجْنَا هُرَابًا فَأَتَيْنَا عَلَى فَلاةٍ مِنَ الأَرْضِ. وَكُنَّا إِذَا أَمْسَيْنَا بِمِثْلِهَا قَالَ شَيْخُنَا: إِنَّا نَعُوذُ بِعَزِيزِ هَذَا الْوَادِي مِنَ الْجِنِّ اللَّيْلَةَ. فَقُلْنَا ذَاكَ. قَالَ: فَذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلا. قَالَ أَبُو رَجَاءٍ: فَقِيلَ لَنَا إِنَّمَا سَبِيلُ هَذَا الرَّجُلِ شَهَادَةُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ. وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. فَمَنْ أَقَرَّ بِهَا أَمِنَ عَلَى دَمِهِ وَمَالِهِ. فَرَجَعْنَا فَدَخَلْنَا فِي الإِسْلامِ.
قَالَ: وَرُبَّمَا قَالَ أَبُو رَجَاءٍ: إِنِّي لأَرَى هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَتْ فِيَّ وَفِي أَصْحَابِي وَأَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزادُوهُمْ رَهَقاً.
قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أبي قَالَ: رَأَيْتُ أبا رَجَاءٍ أبيض الرأس واللحية.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو خَلْدَةَ قَالَ: رَأَيْتُ أبا رَجَاءٍ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الأشهث أَنَّ أبا رَجَاءٍ كَانَ يَخْتِمُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فِي كُلِّ عَشْرِ لَيَالٍ مَرَّةً. قَالُوا: وَقَدْ رَوَى أَبُو رَجَاءٍ عَنْ عُثْمَانَ وَعَلِيٍّ وَغَيْرِهِمَا وَكَانَ ثِقَةً فِي الْحَدِيثِ وَلَهُ رِوَايَةٌ وَعِلْمٌ بِالْقُرْآنِ وَأَمَّ قَوْمَهُ فِي مَسْجِدِهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً فَلَمَّا مَاتَ أَمَّهُمْ بَعْدَهُ أَبُو الأَشْهَبِ جَعْفَرُ بْنُ حَيَّانَ أَرْبَعِينَ سَنَةً. وَتُوُفِّيَ أَبُو رَجَاءٍ فِي بَعْضِ الرِّوَايَةِ فِي خِلافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَأَمَّا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ فَقَالَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ. وَهَذَا عند وَهْلٌ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ وَمُسْلِمُ بن إبراهيم قالا: حدثنا أبو خلدة قال: رأيت(7/100)
الْحَسَنَ يُصَلِّي عَلَى جَنَازَةِ أبي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ عَلَى حِمَارِهِ. قَالَ مُسْلِمٌ: وَالإِمَامُ يُكَبِّرُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ قَالَ: رَأَيْتُ الْحَسَنَ يُصَلِّي عَلَى جَنَازَةِ أبي رَجَاءٍ وَهُوَ رَاكِبٌ عَلَى حِمَارٍ وَابْنُهُ مُحْتَضِنُهُ. قُلْتُ لأَبِي خَلْدَةَ: كَانَ يَشْتَكِي؟ قَالَ: لا. كَانَ كَبِيرًا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا بَكَّارُ بْنُ الصَّقْرِ قَالَ: رَأَيْتُ الْحَسَنَ جَالِسًا عَلَى قَبْرِ أبي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ حِيَالَ اللَّحْدِ وَقَدْ مُدَّ عَلَى الْقَبْرِ ثَوْبٌ أَبْيَضُ فَلَمْ يُغَيِّرْهُ وَلَمْ يُنْكِرْهُ حَتَّى فَرَغَ مِنَ الْقَبْرِ وَالْفَرَزْدَقُ قَاعِدٌ قُبَالَتَهُ. فَقَالَ الْفَرَزْدَقُ: يَا أبا سَعِيدٍ تَدْرِي مَا يَقُولُ هَؤُلاءِ؟ قَالَ: لا. وَمَا يَقُولُونَ يَا أبا فِرَاسٍ؟ قَالَ: يَقُولُونَ: قَعَدَ عَلَى هَذَا الْقَبْرِ الْيَوْمَ خَيْرُ أهل الْبَصْرَةِ وَشَرُّ أهل الْبَصْرَةِ. قال: ومن يعنون بذاك؟ قال: يعنوني وَإِيَّاكَ. فَقَالَ الْحَسَنُ: يَا أبا فِرَاسٍ لَسْتُ بِخَيْرِ أهل الْبَصْرَةِ وَلَسْتَ بَشَرِّهَا وَلَكِنْ أَخْبِرْنِي مَا أَعْدَدْتَ لِهَذَا الْمَضْجَعِ. وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى اللَّحْدِ. قَالَ: الْخَيْرَ الْكَثِيرَ أَعْدَدْتُ يَا أبا سَعِيدٍ. قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: شَهَادَةُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مُنْذُ ثَمَانِينَ سَنَةً. قَالَ الْحَسَنُ:
الْخَيْرُ الْكَثِيرُ أَعْدَدْتَ يَا أبا فِرَاسٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ: لَمَّا مَاتَ أَبُو رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيُّ قَالَ الْفَرَزْدَقُ:
أَلَمْ تَرَ أَنَّ النَّاسَ مَاتَ كَبِيرُهُمْ ... وَقَدْ عَاشَ قَبْلَ الْبَعْثِ بَعْثِ مُحَمَّدِ
3024- دغفل بن حنظلة السدوسي.
أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يسمع منه شيئًا. وفد على معاوية بن أبي سفيان. وكان له علم ورواية للنسب وعلمًا به.
3025- شِهَابٌ الْعَنْبَرِيُّ.
وهو أبو حبيب بن شهاب.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ قَالَ: حَدَّثَنِي حَبِيبُ بْنُ شِهَابٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أبي قَالَ: كُنْتُ أَوَّلَ مَنْ أَوْقَدَ فِي بَابِ تُسْتَرَ.
3026- إِيَاسُ بْنُ قَتَادَةَ بْنِ أَوْفَى.
من بني عبشمس بْن سَعْد بْن زيد مناة بْن تميم. وأمه
__________
3024 التاريخ الكبير (880) ، والصغير (1/ 31) ، والجرح (2004) ، وتاريخ ابن عساكر (5/ 245) ، وأسد الغابة (2/ 133) ، والميزان (2675) ، والمغني (2045) ، والتجريد (1/ 166) ، وتهذيب التهذيب (3/ 210، 211) ، والإصابة (1/ 475) ، وتهذيب الكمال (1799) .(7/101)
الفارعة بنت حميري بن عبادة بن نزال بن مرة. ولقتادة بن أوفى صحبة. وكان إياس شريفًا في قومه.
قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ مُعْتَمِرِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ عَلْقَمَةَ قَالَ: اعْتَمَّ إِيَاسُ بْنُ قَتَادَةَ وَهُوَ يُرِيدُ بشر بن مروان. فنظر الْمِرْآةِ فَإِذَا بِشَيْبَةٍ فِي ذَقْنِهِ. فَقَالَ: افْلِيهَا يَا جَارِيَةُ.
فَفَلَتْهَا فَإِذَا هِيَ بِشَيْبَةٍ أُخْرَى. فَقَالَ: انْظُرُوا مَنْ بِالْبَابِ مِنْ قَوْمِي. فَأُدْخِلُوا عَلَيْهِ.
فَقَالَ: يَا بَنِي تَمِيمٍ إِنِّي قَدْ كُنْتُ وَهَبْتُ لَكُمْ شَبِيبَتِي فَهَبُوا لِي شَيْبَتِي. أَلا أُرَانِي حَمِيرَ الْحَاجَاتِ وَهَذَا الْمَوْتُ يَقْرَبُنِي. ثُمَّ قَالَ: انْقُضِي الْعِمَامَةَ. فَاعْتَزَلَ يُؤَذِّنُ لِقَوْمِهِ وَيَعْبُدُ رَبَّهُ وَلَمْ يَغْشَ سُلْطَانًا حَتَّى مَاتَ. قَالَ: سَمِعْتُ زِيَادَ بْنَ مَلِيحٍ الْجُشَمِيَّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
خَرَجَ إِيَاسُ بْنُ قَتَادَةَ مِنَ الْمَسْجِدِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَقَرَّبُوا إِلَيْهِ أَتَانًا لَهُ ليركبها. فلما اغترر فِي الرِّكَابِ نَظَرَ إِلَى شَيْبَةٍ فَقَالَ: مَرْحَبًا بِكِ طَالَ مَا انْتَظَرْتُكِ! ثُمَّ انْصَرَفَ فَاضْطَجَعَ عَلَى شِقِّهِ الأَيْمَنِ فَمَاتَ فِي خِلافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ.(7/102)
الطَّبَقَةُ الثَّانِيَةُ مِمَّنْ رَوَى عَنْ عُثْمَانَ وَعَلِيٍّ وَطَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ وَأُبَيِّ بْنِ كعب وأبي موسى الأشعري وغيرهم
[الأقدمون من هذه الطبقة]
3027- مطرف بن عبد الله بن الشخير
بن عوف بن كعب بن وقدان بن الحريش بْنِ كَعْبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ صعصعة. ويكنى أبا عبد الله. روى عن عثمان وعلي وأُبي وأبي ذر وأبيه. وكان ثقة له فضل وورع ورواية وعقل وأدب.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مهدي بن ميمون قال: حدثنا غيلان ابن جَرِيرٍ عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ: مَا أَرْمَلَةٌ جَالِسَةٌ عَلَى ذَيْلِهَا بِأَحْوَجَ إِلَى الْجَمَاعَةِ مِنِّي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: قَالَ مُطَرِّفٌ: خَيْرُ الأُمُورِ أَوْسَاطُهَا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَبُكَيْرُ بْنُ أبي السُّمَيْطِ كِلاهُمَا قَالا: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ: فَضْلُ الْعِلْمِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ فَضْلِ الْعِبَادَةِ.
وَخَيْرُ دِينِكُمُ الْوَرَعُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ: إِنَّ الْفِتْنَةَ لا تَجِيءُ حِينَ تَجِيءُ لِتَهْدِيَ وَلَكِنْ لِتُقَارِعَ الْمُؤْمِنَ عَنْ نَفْسِهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى قَالَ:
سَمِعْتُ قَتَادَةَ قَالَ: كَانَ مُطَرِّفٌ إِذَا كَانَتْ. يَعْنِي الْفِتْنَةَ. نَهَى عَنْهَا وَهَرَبَ. وَكَانَ الْحَسَنُ يَنْهَى عَنْهَا وَلا يَبْرَحُ. فَقَالَ مُطَرِّفٌ: مَا أُشَبِّهُ الْحَسَنَ إِلا رَجُلا يُحَذِّرُ النَّاسَ السَّيْلَ وَيَقُومُ بِسِيبِهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ شَدَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ أَنَّ مُطَرِّفَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: لَبِثْتُ فِي فِتْنَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ تِسْعًا أَوْ سبعا ما أخبرت
__________
3027 التقريب (2/ 253) .(7/103)
فِيهَا بِخَبَرٍ وَلا اسْتَخْبَرْتُ فِيهَا عَنْ خَبَرٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ بَشِيرُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: قُلْتُ لِيَزِيدَ بْنِ عَبْد اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ أبي الْعَلاءِ: مَا كَانَ مُطَرِّفٌ يَصْنَعُ إِذَا هاجَ فِي النَّاسِ هَيْجٌ؟ قَالَ: كَانَ يَلْزَمُ قَعْرَ بَيْتِهِ وَلا يَقْرَبُ لَهُمْ جُمُعَةً وَلا جَمَاعَةً حَتَّى تَنْجَلِيَ لَهُمْ عَمَّا انْجَلَتْ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ قَالَ: قَالَ مُطَرِّفٌ: لأَنْ آخُذَ بِالثِّقَةِ فِي الْعُقُودِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَلْتَمِسَ. أَوْ قَالَ أَطْلُبَ فَضْلَ الْجِهَادِ بِالتَّغْرِيرِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ حُمَيْدَ بْنَ هِلالٍ قَالَ: أَتَى مُطَرِّفَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ زَمَانَ ابْنِ الأَشْعَثِ نَاسٌ يَدَعُونَهُ إِلَى قِتَالِ الْحَجَّاجِ.
فَلَمَّا أَكْثَرُوا عَلَيْهِ قَالَ: أَرَأَيْتُمْ هَذَا الذي تدعوني إِلَيْهِ. هَلْ يَزِيدُ عَلَى أَنْ يَكُونَ جِهَادًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالُوا: لا. قَالَ: فَإِنِّي لا أُخَاطِرُ بَيْنَ هَلَكَةٍ أَقَعُ فِيهَا وَبَيْنَ فَضْلٍ أُصِيبُهُ.
قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ حُمَيْدَ بْنَ هِلالٍ قَالَ:
أَتَى مُطَرِّفَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْحَرُورِيَّةُ يَدَعُونَهُ إِلَى رَأْيِهِمْ. قَالَ: فَقَالَ: يَا هَؤُلاءِ إِنَّهُ لَوْ كَانَتْ لِي نَفْسَانِ تَابَعْتُكُمْ بِإِحْدَاهُمَا وَأَمْسَكْتُ الأُخْرَى فَإِنْ كَانَ الَّذِي تَقُولُونَ هُدًى اتَّبَعْتُهَا بِالأُخْرَى وَإِنْ كَانَتْ ضَلالَةٍ هَلَكَتْ نَفْسٌ وَبَقِيَتْ لِي نَفْسٌ وَلَكِنَّهَا نَفْسٌ وَاحِدَةٌ وَأَنَا أَكْرَهُ أَنْ أُغَرِّرَ بِهَا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنِ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ: قَالَ لِي عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ أَلا أُحَدِّثُكَ حَدِيثًا لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَنْفَعَكَ بِهِ فِي الْجَمَاعَةِ إِنِّي أَرَاكَ تُحِبُّ الْجَمَاعَةَ. قَالَ: قُلْتُ: لأَنَا أَحْرَصُ عَلَى الْجَمَاعَةِ مِنَ الأَرْمَلَةِ لأَنِّي إِذَا كَانَتِ الْجَمَاعَةُ عَرَفْتُ وَجْهِي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: قَالَ مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: مَا أُوتِي أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ شَيْئًا أَفْضَلَ مِنْ عَقْلٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: حَدَّثَنَا غَيْلانُ بْنُ جَرِيرٍ عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ: عُقُولُ النَّاسِ عَلَى قَدْرِ زَمَانِهِمْ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: سَمِعْتُ غَيْلانَ(7/104)
يُحَدِّثُ عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ: كَانَ يَقُولُ: كَأَنَّ الْقُلُوبَ لَيْسَ مَعَنَا وَكَأَنَّ الْحَدِيثَ يُعْنَى بِهِ غَيْرُنَا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ عَنْ مُطَرِّفٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: لأَنْ أُعَافَى فَأَشْكُرَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُبْتَلَى فَأَصْبِرُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: سَمِعْتُ غَيْلانَ قَالَ: سَمِعْتُ مُطَرِّفًا يَقُولُ: لَوْ حَمِدَتْ نَفْسِي لَقَلِيَتِ النَّاسَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: دَخَلَ مُطَرِّفٌ عَلَى زِيَادٍ. أَوْ قَالَ عَلَى ابْنِ زِيَادٍ أبي عَوَانَةَ يَشُكُّ. يَعْنِي فَاسْتَبْطَأَهُ. فَقَالَ: مَا رَفَعْتُ جَنْبِي مُنْذُ فَارَقْتُ الأَمِيرَ إِلا مَا رَفَعَنِي اللَّهُ. قَالَ: وَكَانَ مُطَرِّفٌ يَقُولُ: إِنَّ فِي الْمَعَارِيضِ لَمَنْدُوحَةً عَنِ الْكَذِبِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ قَالَ: كَانَ مُطَرِّفٌ يَبْدُو فَإِذَا كَانَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ جَاءَ لِيَشْهَدَ الْجُمُعَةَ. فَبَيْنَمَا هُوَ يَسِيرُ ذَاتَ لَيْلَةٍ. فَلَمَّا كَانَ فِي وَجْهِ الصُّبْحِ سَطَعَ مِنْ رَأْسِ سَوْطِهِ نُورٌ لَهُ شُعْبَتَانِ. فَقَالَ لابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ وَهُوَ خَلْفَهُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ أَتَرَانِي لو أصبحت فحدثت الناس بهذا كانوا يصدقوني؟ قَالَ: فَلَمَّا أَصْبَحَ ذَهَبَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ عَنْ غَيْلانَ أَنَّ مُطَرِّفًا كَانَ يَجْمَعُ مِنَ الرَّحِيلِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ عَنْ غَيْلانَ قَالَ:
كَانَ مُطَرِّفٌ إِذَا وَقَعَ الطَّاعُونُ يَتَنَحَّى.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مهدي بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: حَدَّثَنَا غَيْلانُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ: كَانَ مُطَرِّفٌ يَلْبَسُ الْبَرَانِسَ وَالْمَطَارِفُ وَيَرْكَبُ الْخَيْلَ وَيَغْشَى السُّلْطَانَ.
وَلَكِنَّكَ كُنْتَ إِذَا أَفْضَيْتَ إِلَيْهِ أَفْضَيْتَ إِلَى قُرَّةِ عَيْنٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ. حَدَّثَتْنَا صَافِيَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ مَوْلاةُ مُطَرِّفٍ قَالَتْ:
رَأَيْتُ عَلَى مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بُرْدًا قَطَرِيًّا وَرَأَيْتُهُ يَخْضِبُ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ وَرَأَيْتُهُ تَوَضَّأَ فِي تَوْرٍ صُفْرٍ قَدْرَ الْمَكُّوكِ أَوْ زِيَادَةَ قَلِيلٍ. وَكَانَ يُجَمِّعُ مِنَ الرَّحِيلِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: حَدَّثَنَا غَيْلانُ(7/105)
عَنْ مُطَرِّفٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: لا تُطْعِمْ طَعَامَكَ مَنْ لا يَشْتَهِيهِ. قَالَ مَهْدِيُّ: كَأَنَّهُ يَعْنِي الْحَدِيثَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ كَثِيرٍ أَبُو طَلْحَةَ الأُسَيْدِيُّ قَالَ:
حَدَّثَتْنِي امْرَأَةُ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ أَنَّ مُطَرِّفًا تَزَوَّجَهَا عَلَى ثَلاثِينَ أَلْفًا وَبَغْلَةٍ وَقَطِيفَةٍ وَقَيْنَةٍ وَرَحَّالَةٍ. قَالَ بِشْرٌ: فَقُلْتُ لَهَا: مَا قَيْنَةٌ؟ قَالَتْ: مَاشِطَةٌ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: زَعَمَ غَيْلانُ عَنْ مُطَرِّفٍ أَنَّهُ تَزَوَّج امْرَأَةً كَانَ يُسَمِّيهَا عَلَى عِشْرِينَ أَلْفَ وَافٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَتْنَا حُكَيْمَةُ بِنْتُ مَسْعُودٍ مَوْلاةُ مُطَرِّفِ بْنِ الشِّخِّيرِ قَالَتْ: حَدَّثَتْنِي أُمِّي دُرَّةُ مَوْلاةُ مُطَرِّفٍ أَنَّ مُطَرِّفًا كَانَ يُجَمِّعُ مِنَ الرَّحِيلِ. قَالَ:
فَأَخَذَهُ الْيُسْرُ. وَالْيُسْرُ احْتِبَاسُ الْبَوْلِ. فَقَالَ: ادْعُوا ابْنِي. فَدَعَوْهُ لَهُ فَقَرَأَ عَلَيْهِ آيَةَ الْوَصِيَّةِ ثُمَّ قَالَ: «الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ» البقرة: 147. قَالَ:
فَذَهَبَ ابْنُهُ فَجَاءَهُ بِطَبِيبٍ فَقَالَ: يَا بُنَيَّ مَا هَذَا؟ قَالَ: طَبِيبٌ. فَقَالَ لَهُ: أُحَرِّجُ عَلَيْكَ أَنْ تَحْمِلَنِي عَلَى رُقْيَةٍ أَوْ تُعَلِّقَ عَلَيَّ خَرَزَةً؟ قَالَتْ: وَقَالَ لِبَنِيهِ اذْهَبُوا فَاحْفِرُوا لِي قَبْرِي.
فَذَهَبُوا فَحَفَرُوا لَهُ. ثُمَّ قَالَ: اذْهَبُوا بِي إِلَى قَبْرِي. فَذَهَبُوا بِهِ إِلَى قَبْرِهِ. فَدَعَا فِيهِ ثُمَّ رَدُّوهُ إِلَى أَهْلِهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أبي التَّيَّاحِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْد اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ أَنَّ أَخَاهَ أَوْصَاهُ أَنْ لا يُؤَذِّنَ بِجَنَازَتِهِ أَحَدًا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَعَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ وَيَحْيَى بْنُ خُلَيْفِ بْنُ عُقْبَةَ قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ قَالَ: رَأَيْتُ مُطَرِّفًا يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ. قَالُوا: وَمَاتَ مُطَرِّفٌ فِي وِلايَةِ الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ الْعِرَاقَ بَعْدَ الطَّاعُونِ الْجَارِفِ. وَكَانَ الطَّاعُونُ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ فِي خِلافَةِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أهل الْبَصْرَةِ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ وَرَجُلٍ آخَرَ قَدْ سَمَّاهُ أَنَّهُمَا دَخَلا على مطرف بن عبد الله ابن الشِّخِّيرِ وَهُوَ مُغْمًى عَلَيْهِ. قَالَ: فَسَطَعَتْ مِنْهُ ثَلاثَةُ أَنْوَارٍ. نُورٌ مِنْ رَأْسِهِ. وَنُورٌ مِنْ وَسَطِهِ. وَنُورٌ مِنْ رِجْلَيْهِ. قَالَ: فَهَالَنَا ذَلِكَ. فَأَفَاقَ فَقُلْنَا: كَيْفَ تَجِدُكَ يَا أبا عَبْدِ اللَّهِ؟
قَالَ: صُلْحٌ. قُلْنَا: لَقَدْ رَأَيْنَا شَيْئًا هَالَنَا. قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قُلْنَا: أَنْوَارٌ سَطَعَتْ منك. قال:(7/106)
وَقَدْ رَأَيْتُمْ ذَلِكَ؟ قُلْنَا: نَعَمْ. قَالَ: تِلْكَ الم السَّجْدَةُ. وَهِيَ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ آيَةً. تَسْطَعُ أَوَّلُهَا مِنْ رَأْسِي. وَأَوْسَطُهَا مِنْ وَسَطِي. وَآخِرُهَا مِنْ قَدَمَيَّ. وَقَدْ صَعِدَتْ لِتَشْفَعَ لِي وَهَذِهِ تَبَارَكَ تَحْرُسُنِي.
3028- عتي بن زيد بن ضمرة
بن يزيد بن شبل بن حيان بن الحارث بن عمرو بن كعب بن عبد شمس بن سعيد بن زيد مناة بن تميم. وهو ابن عم المنقع بن الحصين وابن عم مسلم بن نذير بن يزيد بن شبل. وكان عتي ثقة قليل الحديث. وروى عن أبي بن كعب وغيره.
3029- عقبة بن صهبان الراسبي.
راسب من الأزد. تُوُفّي في أول ولاية الحجاج بالعراق. وكان ثقة وله رواية.
3030- حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيُّ.
وكان ثقة وله أحاديث. وقد روى عن علي.
ع.
قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَعْوَرُ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: كَانَ حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَفْقَهَ أهل الْبَصْرَةِ قَبْلَ مَوْتِهِ بِعَشْرِ سِنِينَ.
3031- صَفْوَانُ بْنُ مُحْرِزٍ الْمَازِنِيُّ.
من بني تميم. وكان ثقة وله فضل وورع.
قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: كَانَ لِصَفْوَانَ بْنَ مُحْرِزٍ سَرَبٌ لا يَخْرُجُ مِنْهُ إِلا لِلصَّلاةِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: حَدَّثَنَا غَيْلانُ بْنُ جَرِيرٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ قَالَ: كَانُوا يَجْتَمِعُونَ هُوَ وإخوانه ويتحدثون فلا يرون تلك
__________
3029 التقريب (2/ 27) .
3030 التاريخ الكبير (2697) ، والجرح (990) ، والجمع (1/ 89، 290، 291) ، وتاريخ الإسلام (3/ 246: 360) ، وسير أعلام النبلاء (4/ 293، 294) ، والكاشف (1/ 257) ، وتهذيب التهذيب (3/ 46) ، وتهذيب الكمال (1533) .
3031 التاريخ الكبير (2926) ، والصغير (1/ 151) ، والجرح (1853) ، وحلية الأولياء (2/ 213) ، والجمع (1/ 223) ، وسير أعلام النبلاء (4/ 286) ، والكاشف (2425) ، وتذكرة الحفاظ (1/ 60) ، وتاريخ الإسلام (4/ 14) ، والتقريب (1/ 368) ، وتهذيب الكمال (2891) .(7/107)
الرِّقَّةِ. قَالَ: فَيَقُولُونَ: يَا صَفْوَانُ حَدِّثْ أَصْحَابَكَ. قَالَ: فَيَقُولُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ. فَيَرِقُّ الْقَوْمُ وَتَسِيلُ دُمُوعُهُمْ كَأَنَّهَا أَفْوَاهُ الْمَزَادِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ الْمُعَلَّى بْنَ زِيَادٍ يَقُولُ: كَانَ لِصَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ سَرَبٌ يَبْكِي فِيهِ. قَالَ: وَكَانَ يَقُولُ: قَدْ أَرَى مَكَانَ الشَّهَادَةِ لَوْ تُشَايِعُنِي نَفْسِي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ. حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ. حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ صَفْوَانُ بْنُ مُحْرِزٍ: إِذَا أَكَلْتُ رَغِيفًا أَشُدُّ بِهِ صُلْبِي وَشَرِبْتُ كُوزًا مِنْ مَاءٍ فَعَلَى الدُّنْيَا وَأَهْلِهَا الْعَفَاءُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ أَنَّ صَفْوَانَ بْنَ مُحْرِزٍ كَانَ لَهُ خُصٌّ فِيهِ جِذْعٌ فَانْكَسَرَ الْجِذْعُ فَقِيلَ لَهُ: أَلا تُصْلِحُهُ؟ قَالَ: دَعُوهُ فَأَنَا أَمُوتُ غَدًا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ قَالَ:
ذَهَبْتُ أَنَا وَالْحَسَنُ إِلَى صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ نَعُودُهُ فَخَرَج إِلَيْنَا ابْنُهُ فَقَالَ: هُوَ مَبْطُونٌ لا تَسْتَطْيعُونَ تَدْخُلُونَ عَلَيْهِ. فَقَالَ الْحَسَنُ: إِنَّ أَبَاكَ أَنْ يُؤْخَذَ مِنْ لَحْمِهِ وَدَمِهِ يُكَفِّرُ اللَّهُ بِهِ مِنْ خَطَايَاهُ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَدْخُلَ قَبْرَهُ جَمِيعًا فَتَأْكُلَهُ الأَرْضُ وَلا يُؤْجَرَ فِي ذَلِكَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ أَنَّهُ رَأَى قَوْمًا يَتَخَاصَمُونَ فِي الْمَسْجِدِ فَقَامَ وَنَفَضَ ثِيَابَهُ وَقَالَ: إِنَّمَا أَنْتُمْ حَرْبٌ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَوْفٌ عَنْ خَالِدٍ الأَحْدَبِ قَالَ:
قَالَ صَفْوَانُ بْنُ مُحْرِزٍ عِنْدَ الْمَوْتِ لأَهْلِهِ: تَعْلَمُونَ أَنَّا نَرَى مِمَّا يرى منه رسول الله.
ص. لَيْسَ مِنَّا مَنْ سَلَقَ وَحَلَقَ وَخَرَقَ. قَالُوا: وتوفي صفوان بِالْبَصْرَةِ فِي وِلايَةِ بِشْرِ بْنِ مَرْوَانَ.
3032- حمران بن أبان.
مولى عثمان بن عفان. وكان من سبي عين التمر الذين
__________
3032 التاريخ الكبير (287) ، وعلل أحمد (1/ 80) ، والجرح (1182) ، والجمع (1/ 114) ، وتاريخ الإسلام (3/ 152، 245) ، وسير أعلام النبلاء (4/ 182، 183) ، والعبر (1/ 206) ، وميزان الاعتدال (2291) ، والمغني (1743) ، والكاشف (1/ 253) ، وتهذيب التهذيب (3/ 24، 25) ، والإصابة (1/ 380) ، وتهذيب الكمال (1496) .(7/108)
بعث بهم خالد بن الوليد إلى المدينة. وقد كان انتمى ولده إلى النمر بن قاسط. وقد روى حمران عن عثمان وغيره. وكان سبب نزوله البصرة أنه أفشى على عثمان بعض سره فبلغ ذلك عثمان فقال: لا تساكني في بلد. فرحل عنه ونزل البصرة واتخذ بها أموالًا. وله عقب.
3033- أبو الحلال العتكي.
واسمه زرارة بن ربيعة من الأزد. روى عن عثمان وكان ثقة إن شاء الله.
3034- عَمِيرَةُ بْنُ يَثْرِبِيٍّ.
وكان على قضاء البصرة بعد كعب بن سور الأزدي. وكان معروفًا قليل الحديث.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ سِيرِينَ أَنَّ عَمِيرَةَ بْنَ يَثْرِبِيٍّ كَانَ قَاضِيًا عَلَى الْبَصْرَةِ.
3035- خِلاسُ بن عمرو الهجري.
روى عن علي. ع. وعمار بن ياسر.
وكان قديمًا كثير الحديث كانت له صحيفة يحدث عنها.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُخْتَارِ عَنْ مالك ابن دِينَارٍ عَنْ خِلاسِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّهُ سَأَلَ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ: كَيْفَ يُوتَرُ مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ أَوْ مِنْ آخِرِهِ؟ فَقَالَ عَمَّارٌ: أَمَّا أَنَا فَأَوْتِرُ مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ ثُمَّ أَنَامُ فَإِذَا اسْتَيْقَظْتُ صَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ مَا شَاءَ اللَّهُ.
3036- الهياج بن عمران البرجمي.
من بني تميم. روى عنه الحسن البصري حديث المثلة عن عمران بن حصين. وكان ثقة قليل الحديث.
3037- زُرَارَةُ بْنُ أَوْفَى الْحَرَشِيُّ.
من بني الحريش بْنِ كَعْبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ صعصعة. ويكنى أبا حاجب.
__________
3035 علل أحمد (1/ 223، 367) ، والتاريخ الكبير (764) ، والجرح (1844) ، والجمع (1/ 128) ، وتهذيب الأسماء وتاريخ الإسلام (3/ 364) ، وسير أعلام النبلاء (4/ 491) ، والكاشف (1/ 286) .
3036 التقريب (2/ 325) .
3037 علل أحمد (283) ، والتاريخ الكبير (1461) ، والجرح (2727) ، وأخبار القضاة لوكيع (1/ 292) ، والحلية (2/ 258) ، والجمع (1/ 155) ، والأنساب (4/ 108) ، وتاريخ الإسلام، وسير أعلام النبلاء (4/ 515، 516) ، والعبر (1/ 109) ، والكاشف (1/ 321) ، وتهذيب التهذيب (3/ 322) ، وشذرات الذهب (1/ 102) ، وتهذيب الكمال (1977) .(7/109)
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ زُرَارَةَ بْنَ أَوْفَى كَانَ قَاضِيًا عَلَى الْبَصْرَةِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ ضَمْرَةَ أَنَّ زُرَارَةَ بْنَ أَوْفَى كَانَ يُصَلِّي فِي مَنْزِلِهِ الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ ثُمَّ يَأْتِي الْحَجَّاجَ لِلْجُمُعَةِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ قَالَ: رَأَيْتُ زُرَارَةَ بْنَ أَوْفَى يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: رَأَيْتُ مُحَمَّدًا فِي جَنَازَةِ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى قَائِمًا يَتْبَعُ الظِّلَّ حَتَّى وُضِعَ فِي لَحْدِهِ. قَالَ أَيُّوبُ:
بَلَغَهُ حَدِيثٌ عَلَى غَيْرِ وَجْهِهِ. قَالُوا: وَمَاتَ زُرَارَةُ بْنُ أَوْفَى فُجَاءَةً سَنَةَ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ في خلافة الوليد بن عبد الملك. وكان ثِقَةً لَهُ أَحَادِيثُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ الْمُثَنَّى الْقُشَيْرِيُّ عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ أَنَّ زُرَارَةَ بْنَ أَوْفَى أَمَّهُمُ الْفَجْرَ فِي مَسْجِدِ بَنِي قُشَيْرٍ فَقَرَأَ حَتَّى إِذَا بَلَغَ:
«فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ فَذلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ عَلَى الْكافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ» . خَرَّ مَيِّتًا.
قَالَ بَهْزٌ: فَكُنْتُ فِيمَنْ حَمَلَهُ.
3038- هِشَامُ بْنُ هُبَيْرَةَ الضَّبِّيُّ.
وكان قاضيًا بالبصرة. وكان معروفًا قليل الحديث.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ عَنْ دَاوُدَ عَنْ عَامِرٍ قَالَ:
قَرَأْتُ كِتَابَ هِشَامِ بْنِ هُبَيْرَةَ إِلَى شُرَيْحٍ: إِنِّي اسْتُعْمِلْتُ عَلَى الْقَضَاءِ عَلَى حَدَاثَةِ سِنِّي وَقِلَّةِ عِلْمِي بِكَثِيرٍ مِنْهُ وَإِنَّهُ لا غَنَاءَ بِي عَنْ مُشَاوَرَةِ مِثْلِكَ. قَالَ: وَتُوُفِّيَ هِشَامُ بْنُ هُبَيْرَةَ فِي أَوَّلِ مَا قَدِمَ الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ الْعِرَاقَ وَالِيًا في خلافة عبد الملك بن مروان.
3039- أبو السَّوَّارِ الْعَدَوِيُّ.
من بني عدي بن زيد مناة بن أد بن طابخة بن إلياس بن
__________
3039 التقريب (2/ 432) .(7/110)
مضر. واسم أبي السوار العدوي حسان بن حريث. وكان ثقة روى عن علي. ع. وعمران بن حصين وغيرهما.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: كَانَ أَبُو السَّوَّارِ عَرِيفًا فِي زَمَانِ الْحَجَّاجِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ قُرَّةَ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ قَالَ: قَالَ أَبُو السَّوَّارِ: وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنَّ حَدَقَتِي فِي حِجْرِي مَكَانَ هَذِهِ الْعِرَافَةِ. قَالَ مُسْلِمٌ فِي حَدِيثِهِ: وَذَهَبَ بِامْرَأَةٍ إِلَى بَابِ الأَمِيرِ. ثُمَّ تَرَكَهَا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى أبي السَّوَّارِ خَاتَمَ حَدِيدٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ وَيَحْيَى بْنُ خُلَيْفِ بْنِ عُقْبَةَ وَأَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ قَالَ: رَأَيْتُ أبا السَّوَّارِ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ.
3040- أبو تميمة الهجيمي.
من بني تميم. واسمه طريف بن مجالد. وكان ثقة إن شاء الله وله أحاديث. قال محمد بن عمرو: تُوُفّي في سنة سبع وتسعين في خلافة سليمان بن عبد الملك.
3041- قسامة بن زهير المازني.
من بني تميم. وكان ثقة إن شاء الله. وتوفي في ولاية الحجاج بن يوسف على العراق.
3042- الْقَاسِمُ بْنُ رَبِيعَةَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلالٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ تَمِيمٍ عَنِ الْحَسَنِ أَنَّهُ كَانَ إِذَا سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ مِنْ أَمَرِ النَّسَبِ قَالَ: عَلَيْكُمْ بِالْقَاسِمِ بْنِ رَبِيعَةَ.
3043- مَيْمُونُ بْنُ سِيَاهٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ اليشكري قال: حدثنا يحيى بن
__________
3040 التقريب (2/ 403) .
3041 التقريب (2/ 126) .
3043 التقريب (2/ 291) .(7/111)
سُلَيْمٍ عَنْ كَهْمَسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سَمِعْتُ مَيْمُونَ بْنَ سِيَاهٌ وَكَانَ أَكْبَرَ مِنَ الْحَسَنِ وَأَدْرَكَ مَا لَمْ يُدْرِكِ الْحَسَنُ. قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: تَذَاكَرُوا عِنْدِي رَجُلا مِنْ هَؤُلاءِ السَّلاطِينِ فَوَقَعُوا فِيهِ. قَالَ: وَلَمْ أَذْكُرْ مِنْهُ خَيْرًا وَلا شَرًّا. فَانْقَلَبْتُ إِلَى بَيْتِي فَرَقَدْتُ فَرَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ كَأَنَّ بَيْنَ يَدَيَّ جِيفَةَ زِنْجِيٍّ مَيِّتٍ مُنْتَفِخٍ مُنْتِنٍ وَكَأَنَّ قَائِمًا عَلَى رَأْسِي يَقُولُ لِي: كُلْ. قُلْتُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ وَلِمَ آكُلُ؟ قَالَ: بِمَا اغْتِيبَ عِنْدَكَ فُلانٌ. قَالَ:
قُلْتُ: مَا ذَكَرْتُ مِنْهُ خَيْرًا وَلا شَرًّا. فَقَالَ لِي: وَلَكِنَّكَ اسْتَمَعْتَ وَرَضِيتَ.
3044- أبو غلاب يونس بن جبير الباهلي.
وكان ثقة. تُوُفّي قبل أنس بن مالك. وأوصى أن يصلي عليه أنس.
3045- عَسْعَسُ بْنُ سَلامَةَ.
ويكنى أبا صفرة. وهو من بني الحارث بن كعب.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْخٌ يُكْنَى أبا الْخَلِيلِ أَنَّ عَسْعَسَ بْنَ سَلامَةَ يُكْنَى أبا صُفْرَةَ وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ. خَرَجَ يَوْمًا فَنَظَرَ فِي الْبَيْتِ فَلَمْ يَرَ قَوْمًا مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ: لا أَرَى إِخْوَانِي وَقَدْ كُنْتُ أَعْدَدْتُ لَهُمْ سُورَةَ الواقعة. فقيل له: يا أبا صفرة أولسنا إِخْوَانَكَ؟ قَالَ: بَلَى. وَلَكِنْ إِخْوَانٌ دُونَ إِخْوَانٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الأَشْيَبُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ عَنْ عَسْعَسِ بْنِ سَلامَةَ أَنَّهُ قَالَ: تَعَالَوْا حَتَّى نَجْعَلَ يَوْمَنَا هَذَا ضِرْسًا. يَعْنِي نَابًا.
قال: وَالنَّابُ الشَّيْءُ الْوَاحِدُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتِ الْبُنَانِيِّ أَنَّ عَسْعَسَ بْنَ سَلامَةَ كَانَ جَالِسًا عِنْدَ قَبْرٍ فَقَالَ: إِنِّي قَائِلٌ بَيْتَ شِعْرٍ. فَقِيلَ لَهُ: يَا أبا صُفْرَةَ أَتَقُولُ الشِّعْرَ عِنْدَ الْقَبْرِ؟ وَقَالَ: إِنِّي لَقَائِلُهُ:
إِنْ تَنْجُ مِنْهَا تَنْجُ مِنْ ذِي عَظِيمَةٍ ... وَإِلا فَإِنِّي لا أَخَالُكَ نَاجِيًا
3046- زِيَادُ بْنُ مَطَرِ بْنِ شُرَيْحٍ الْعَدَوِيُّ.
من بني عدي بن عبد مناة بن أد بن طابخة.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ سُوَيْدٍ عَنِ الْعَلاءِ بْنِ زِيَادٍ أَنَّ أَبَاهُ زِيَادَ بْنَ مَطَرٍ أَوْصَى: إِنْ حَدَثَ بِي حَدَثٌ فَانْظُرُوا مَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ فُقَهَاءُ أهل الْبَصْرَةِ فَافْعَلُوهُ. فسألنا فاتفقوا على الخمس.
__________
3044 التقريب (2/ 384) .(7/112)
3047- والان بن قرفة العدوي.
روى عن حذيفة بن اليمان. وروى عنه أبو هنيدة العدوي.
3048- عبد الله بن أبي عتبة.
سافر مع أبي الدرداء وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وناس مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
3049- عقبة بن أوس السدوسي.
روى عنه محمد بن سيرين. وكان ثقة قليل الحديث.
3050- عمرو بن وهب الثقفي.
روى عنه محمد بن سيرين. وكان ثقة قليل الحديث.
3051- أَبُو شَيْخٍ الْهُنَائِيُّ. من الأزد.
وكان اسمه خيوان بن خالد. وكان ثقة وله أحاديث ومات قبل الحسن.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلالٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ أَنَّ ابْنَ زِيَادٍ اعْتَرَاهُ نِسْيَانٌ فَأَمَرَ أبا شَيْخٍ الْهُنَائِيَّ أَنْ يُلَقِّنَهُ. يَعْنِي فِي الصَّلاةِ.
3052- حضين بن المنذر الرقاشي.
3053- عمران بن حطان السدوسي.
وكان شاعرًا وروى عن أبي موسى الأشعري وعائشة وغيرهما.
3054- يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ
بْنِ عوف بن كعب بن وقدان بن الحريش.
ويكنى أبا العلاء.
قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ بْنِ الْبِرِنْدِ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعْدٍ الْقَطَّانِ عَنْ أبي عَقِيلٍ قَالَ: قَالَ أَبُو الْعَلاءِ: أَنَا أَكْبَرُ مِنَ الْحَسَنِ بِعَشْرِ سِنِينَ. وَمُطَرِّفٌ أَكْبَرُ مِنِّي بِعَشْرِ سِنِينَ.
__________
3049 التقريب (2/ 26) .
3050 التقريب (2/ 81) .
3051 التقريب (2/ 435) .
3052 علل أحمد (1/ 79) ، والتاريخ الكبير (431) ، والجرح (1385) ، والجمع (1/ 117) ، والكاشف (1/ 239) ، وتهذيب الكمال (1382) .
3053 التقريب (2/ 82، 83) .
3054 التقريب (2/ 367) .(7/113)
قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلالٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ الْعُقَيْلِيُّ قَالَ: كَانَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ يَقْرَأُ فِي الْمُصْحَفِ حَتَّى يُغْشَى عَلَيْهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حماد بن زيد عن سعد الْجُرَيْرِيِّ قَالَ: كَانَ أَبُو الْعَلاءِ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ يَقْرَأُ فِي الْمُصْحَفِ فَكَانَ مُطَرِّفٌ يَقُولُ: أَغْنِ عَنَّا مُصْحَفَكَ سَائِرَ الْيَوْمِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ ويحيى بن خليف بن عقبة قالا: حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ قَالَ: رَأَيْتُ أبا الْعَلاءِ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالا: حَدَّثَنَا أَعْيَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو حَفْصٍ الْعُقَيْلِيُّ قَالَ: مَرَّ بِي أَبُو الْمَلِيحِ الْهُذَلِيُّ وَأَنَا أَخِيطُ كَفَنَ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ أبي الْعَلاءِ فَقَالَ: اجْعَلْ لَهُ أَزْرَارًا مِثْلَ أَزْرَارِ الأَحْيَاءِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ:
وَتُوُفِّيَ أَبُو الْعَلاءِ بِالْبَصْرَةِ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَمِائَةٍ. وَقَالَ غَيْرُهُ: تُوُفِّيَ فِي وِلايَةِ عُمَرَ بْنِ هُبَيْرَةَ. وَكَانَ ثِقَةً لَهُ أَحَادِيثُ صَالِحَةٌ.
وَمِنَ الطَّبَقَةِ الثَّانِيَةِ وَهُمْ دُونَ مَنْ قَبْلَهُمْ فِي السِّنِّ مِمَّنْ رَوَى عن عمران بن حصين وأبي هريرة وأبي بكرة وأبي برزة ومعقل بن يسار وعبد الله بن المعقل وابن عمر وابن عباس وأنس بن مالك وغيرهم
3055- الْحَسَنُ بْنُ أبي الْحَسَنِ.
واسم أبي الحسن يسار. يقال إنه من سبي ميسان وقع إلى المدينة فاشترته الربيع بنت النضر عمة أنس بن مالك فأعتقته. وذكر عن الحسن أنه قال: كان أبواي لرجل من بني النجار وتزوج امرأة من بني سلمة من الأنصار فساقهما إليها من مهرها فأعتقتهما. ويقال: بل كانت أم الحسن مولاة لأُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وولد الحسن بالمدينة لسنتين بقيتا من خلافة عمر بن الخطاب فيذكرون إن أمه كانت ربما غابت فيبكي الصبي فتعطيه أم سلمة ثديها تعلله به إلى أن تجيء أمه فدر عليها ثديها فشربه فيرون أن تلك الحكمة والفصاحة من بركة ذلك.
ونشأ الحسن بوادي القرى وكان فصيحا.
__________
3055 التقريب (1/ 165) .(7/114)
قَالَ: قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ يُونُسَ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ لِي الْحَجَّاجُ: مَا أَمَدُكَ يَا حَسَنُ؟ قَالَ: قُلْتُ: سَنَتَانِ مِنْ خِلافَةِ عُمَرَ. قَالَ: فَقَالَ: وَاللَّهِ لَعَيْنُكَ أَكْبَرُ مِنْ أَمَدِكَ.
قَالَ: وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ عَنْ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بُكَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ قَالَ: رَأَيْتُ عُثْمَانَ يَخْطُبُ وَأَنَا ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً قَائِمًا وَقَاعِدًا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَسَدِيُّ عَنْ شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ عَنِ الْحَسَنِ أَنَّهُ رَأَى عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ يُصَبُّ عَلَيْهِ مِنْ إِبْرِيقٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو رَجَاءٍ عَنِ الْحَسَنِ فَقُلْتُ لَهُ:
مَتَى عَهْدُكَ بِالْمَدِينَةِ يَا أبا سَعِيدٍ؟ قَالَ: لَيَالِي صِفِّينَ. قَالَ: قُلْتُ: فَمَتَى احْتَلَمْتَ؟
قَالَ. بَعْدَ صِفِّينَ عَامًا. قَالَ: وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَالثَّبْتُ عِنْدَنَا أَنَّهُ كَانَ لِلْحَسَنِ يَوْمَ قُتِلَ عثمان. رضي الله عَنْهُ. أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً وَقَدْ رَآهُ وَسَمِعَ مِنْهُ وَرَوَى عَنْهُ وَرَوَى عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ وَسَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عُمَرَ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَعَمْرِو بْنِ تَغْلِبَ وَالأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ وَجُنْدَبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَصَعْصَعَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَرَوَى صَعْصَعَةُ عَنْ أبي ذَرٍّ وَرَوَى الْحَسَنُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ أَنَّهُ غَزَا مَعَه كَابُلَ وَالأَنْدُقَانَ وَالأَنْدَغَانَ وَزَابُلِسْتَانَ ثَلاثَ سِنِينَ. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ فِي أَحَادِيثِ سَمُرَةَ الَّتِي يَرْوِيهَا الْحَسَنُ عَنْهُ: سَمِعْنَا أَنَّهَا مِنْ كِتَابٍ. قَالُوا: وَكَانَ الْحَسَنُ جامعا عالما عاليا رفيعا فقيها ثِقَةً مَأْمُونًا عَابِدًا نَاسِكًا كَبِيرَ الْعِلْمِ فَصِيحًا جَمِيلا وَسِيمًا. وَكَانَ مَا أَسْنَدَ مِنْ حَدِيثِهِ وَرَوَى عَمَّنْ سَمِعَ مِنْهُ فَحَسُنَ حُجَّةً وَمَا أَرْسَلَ مِنَ الْحَدِيثِ فَلَيْسَ بِحُجَّةٍ. وَقَدِمَ مَكَّةَ فَأَجْلَسُوهُ عَلَى سَرِيرٍ وَاجْتَمَعَ النَّاسُ إِلَيْهِ فَحَدَّثَهُمْ. وكان فيمن أتاه مجاهد وعطاء وطاووس وَعَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ. فَقَالُوا أَوْ قَالَ بَعْضُهُمْ: لَمْ نَرَ مِثْلَ هَذَا قَطُّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ الْحَسَنِ قَالَ: لَوْلا الْمِيثَاقُ الَّذِي أَخَذَهُ اللَّهُ عَلَى أهل الْعِلْمِ مَا حَدَّثْتُكُمْ بِكَثِيرٍ مِمَّا تُسْأَلُونَ عَنْهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: الْوُضُوءُ مِمَّا غَيَّرَتِ النَّارُ. قَالَ: فَقَالَ الْحَسَنُ: لا أَدَعُهُ أبدا.(7/115)
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلالٍ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمٍ قَالَ:
سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: كَانَ مُوسَى نَبِيُّ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لا يَغْتَسِلُ إِلا مُسْتَتِرًا. قَالَ: فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ مِمَّنْ سَمِعْتَ هَذَا؟ قَالَ: سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا رَبِيعَةُ بْنُ كُلْثُومٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلا قَالَ لِلْحَسَنِ: يَا أَبَا سَعِيدٍ يَوْمَ الْجُمُعَةِ لَثَقٌ وَطِينٌ وَمَطَرٌ. فَأَبَى عَلَيْهِ الْحَسَنُ إِلا الْغُسْلَ.
فَلَمَّا أَبَى عَلَيْهِ قَالَ الْحَسَنُ: حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ: عَهِدَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - ثَلاثًا:
الْغُسْلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ. وَالْوَتْرَ قَبْلَ النَّوْمِ. وَصِيَامَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ عَنْ أَيُّوبَ وَحَمَّادٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ وَغَيْرِ وَاحِدٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ يُونُسَ قَالُوا: لَمْ يَسْمَعِ الْحَسَنُ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ يُحَدِّثُ بِالْحَدِيثِ وَالْمَعَانِي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالا: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ يُحَدِّثُنَا الْحَدِيثَ يَخْتَلِفُ فَيَزِيدُ فِي الْحَدِيثِ وَيَنْقُصُ مِنْهُ وَلَكِنَّ الْمَعْنَى واحد.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ. يَعْنِي ابْنَ مَيْمُونٍ. قَالَ: حَدَّثَنَا غَيْلانُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ: قُلْتُ لِلْحَسَنِ: يَا أبا سَعِيدٍ الرَّجُلُ يَسْمَعُ الْحَدِيثَ فَيُحَدِّثُ بِهِ لا يَأْلُو فَيَكُونُ فِيهِ الزِّيَادَةُ وَالنُّقْصَانُ. قَالَ: وَمَنْ يُطِيقُ ذَلِكَ؟.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حماد بن سلمة عن حُمَيْدٍ قَالَ: كَانَ عِلْمُ الْحَسَنِ فِي صَحِيفَةٍ مِثْلِ هَذِهِ. وَعَقَدَ عَفَّانُ بِالإِبْهَامَيْنِ وَالسَّبَّابَتَيْنِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: قُلْتُ لِقَتَادَةَ عَمَّنْ كَانَ يَأْخُذُ الْحَسَنُ أَنَّهُ كَانَ لا يُجِيزُ الْخُلْعَ إِلا عِنْدَ السُّلْطَانِ؟ قَالَ: عَنْ زِيَادٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ يَزِيدَ الرِّشْكِ قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ عَلَى الْقَضَاءِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ قَالَ: جِئْتُ بِكِتَابٍ مِنْ قَاضِي الْكُوفَةِ إِلَى إِيَاسِ بْنِ مُعَاوِيَةَ. قَالَ: فَجِئْتُ بِهِ وَقَدْ عُزِلَ وَاسْتُقْضِيَ الْحَسَنُ فَدَفَعْتُ كِتَابِي إِلَيْهِ فَقَبِلَهُ وَلَمْ يَسْأَلْنِي عليه بينه.(7/116)
قال: وأخبرنا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: لَمْ يُحَدِّثْنَا الْحَسَنُ أَنَّهُ سَاقَهُ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ بَدْرٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: رَأَيْتُ الْحَسَنَ قَامَ إِلَى الصَّلاةِ فَتَكَابُّوا عَلَيْهِ. فَقَالَ: لا بُدَّ لِهَؤُلاءِ النَّاسِ مِنْ وَزَعَةٍ. قَالَ: وَكَانَ يَقْعُدُ عَلَى الْمَنَارَةِ الْعَتْيقَةِ فِي آخِرِ الْمَسْجِدِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ قَالَ: رَأَيْتُ خَاتَمَ الْحَسَنِ فِي يَسَارِهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا معاذ بْنُ مُعَاذٍ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: كَانَ فِي خَاتَمِ الْحَسَنِ خُطُوطٌ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: رَأَيْتُ خَاتَمَ الْحَسَنِ فِي يَسَارِهِ فِضَّةً كُلَّهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ رَاشِدٍ قَالَ: رَأَيْتُ الْحَسَنَ يُصَلِّي فِي نَعْلَيْهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أبي عَرُوبَةَ قَالَ: رَأَيْتُ الْحَسَنَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَعَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ وَيَحْيَى بْنُ خُلَيْفٍ قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ قَالَ: رَأَيْتُ الْحَسَنَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ زَاذَانَ قَالَ: رَأَيْتُ الْحَسَنَ وَلِحْيَتُهُ صَفْرَاءُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبَانُ الْعَطَّارِ قَالَ: رَأَيْتُ الْحَسَنَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: رَأَيْتُ الْحَسَنَ لا يُحْفِي شَارِبَهُ كَمَا يُحْفِي بَعْضُ النَّاسِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلامُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ: رَأَيْتُ الْحَسَنَ يُصَلِّي وَيَدَاهُ فِي طيلسانه.(7/117)
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا قُرَّةُ قَالَ: رَأَيْتُ خَاتَمَ الْحَسَنِ حَلْقَةَ فِضَّةٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الْحَسَنِ ثَوْبًا سَعِيدِيًّا مُصَلَّبًا وَعِمَامَةً سَوْدَاءَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الْحَسَنِ عِمَامَةً سَوْدَاءَ.
قال: أخبرنا أبو عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ قَالَ: رَأَيْتُ الْحَسَنَ يَضَعُ طَيْلَسَانَهُ عَلَى شِقِّهِ الأَيْسَرِ فِي الصَّلاةِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ الْحَسَنَ كَانَ لا يَتَنَوَّرُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمُؤْمِنِ السَّدُوسِيُّ قَالَ: كُنْتُ أَرَى عَلَى الْحَسَنِ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ الطَّيْلَسَانَ الْكُرْدِيَّ الْمُثَنَّى الْغَامِضَ السِّلْكِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: أَنْبَأَنِي مَنْ رَأَى قَمِيصَ الْحَسَنِ إِلَى هَاهُنَا مَوْضِعَ عَقْدِ الشِّرَاكِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: رَأَيْتُ الْحَسَنَ الْبَصْرِيَّ عَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ مَرْخِيَّةٌ مِنْ وَرَائِهِ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ وَبُرْدٌ مُجْفَرٌ صَغِيرٌ مُرْتَدِيًا بِهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا حُرَيْثُ بْنُ السَّائِبِ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ:
كُنْتُ أَدْخُلُ بُيُوتَ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي خِلافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فَأَتَنَاوَلُ سَقْفَ الْبَيْتِ بِيَدِي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ حُمَيْدَ بْنَ هِلالٍ قَالَ: قَالَ لَنَا أَبُو قَتَادَةَ: عَلَيْكُمْ بِهَذَا الشَّيْخِ. يَعْنِي الْحَسَنَ بْنَ أبي الْحَسَنِ. فَإِنِّي وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ رَجُلا قَطُّ أَشْبَهَ رَأَيًا بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ مِنْهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: حَدَّثَنَا محمد ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي يَعْقُوبَ قَالَ: سَمِعْتُ مُوَرِّقًا يَقُولُ: قَالَ لِي أَبُو قَتَادَةَ الْعَدَوِيُّ: الزم هذا الشيخ وخذ عنه فو الله مَا رَأَيْتُ رَجُلا أَشْبَهَ رَأَيًا بِعُمَرَ بْنِ الخطاب منه.(7/118)
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: أَدْرَكْتُ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ وَيَحْيَى بْنَ جَعْدَةَ وَالْقَاسِمَ فَلَمْ أَرَ فِيهِمْ مِثْلَ الْحَسَنِ.
وَلَوْ أَنَّ الْحَسَنَ أَدْرَكَ أَصْحَابَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ رَجُلٌ لاحْتِاجُوا إِلَى رَأْيِهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ أبي ثُبَيْتٍ الرَّاسِيُّ قَالَ: دَخَلَ عَلَيَّ بِلالُ بْنُ أبي بُرْدَةَ فَجَرَى ذِكْرُ الْحَسَنِ. فَقَالَ لِي بِلالٌ:
سَمِعْتُ أبا بُرْدَةَ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ رَجُلا قَطُّ لَمْ يَصْحَبِ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَشْبَهَ بِأَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من هَذَا الشَّيْخِ. يَعْنِي الْحَسَنَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلامُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ قَالَ: لَمَّا بَعَثَ ابْنُ هُبَيْرَةَ إِلَى الْحَسَنِ وَإِلَى الشَّعْبِيِّ قَالَ:
فَالْتَقَيَا. قَالَ: فَجَعَلَ عَامِرٌ يُعَرِّفُ لَهُ. قَالَ: فَقَالَ لَهُ ابْنُهُ: يَا أَبَهْ إِنِّي أَرَاكَ تَفْعَلُ بِهَذَا الشَّيْخِ فِعَالا لَمْ أَرَكَ تَفْعَلُهُ بِأَحَدٍ قَطُّ. فَقَالَ: يَا بُنَيَّ أَدْرَكْتُ سَبْعِينَ مِنْ أَصْحَابِ النبي.
ص. فَلَمْ أَرَ أَحَدًا قَطُّ أَشْبَهَ بِهِمْ مِنْ هَذَا الشَّيْخِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ عَنْ مَنْصُورٍ الْغُدَانِيِّ قَالَ: ذَكَرَ الشَّعْبِيُّ الْحَسَنَ فَقَالَ: مَا رَأَيْتُ مِنَ أهل تِلْكَ الْبِلادِ رَجُلا قَطُّ أَفْضَلَ مِنْهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ: سَمِعْتُ زُهَيْرَ بْنَ مُعَاوِيَةَ أبا خَيْثَمَةَ يَقُولُ:
حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ. يَعْنِي الْبَصْرِيَّ. يُشْبِهُ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ يُونُسَ قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ رَجُلا مَحْزُونًا وَكَانَ ابن سيرين صاحب ضحك ومزاح.
قال: أخبرن الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الأَشْيَبُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ حُمَيْدٍ وَيُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ أَنَّهُمَا قَالا: قَدْ رَأَيْنَا الْفُقَهَاءَ فَمَا رَأَيْنَا مِنْهُمْ أَجْمَعَ مِنَ الْحَسَنِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ قَالَ:
قَالَ الْحَسَنُ احْتِسَابًا وَسَكَتَ مُحَمَّدٌ احْتِسَابًا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ مُرَّةَ يَقُولُ: إِنِّي لأَغْبِطُ أهل الْبَصْرَةِ بِذَيْنِكَ الشَّيْخَيْنِ الْحَسَنِ وَمُحَمَّدٍ.(7/119)
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلامُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يَقُولُ: كَانَ الْحَسَنُ مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ بِالْحَلالِ وَالْحَرَامِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: لَمْ أَرَ أَسْخَى مِنْهُمَا. يَعْنِي الْحَسَنَ وَابْنَ سِيرِينَ. إِلا أَنَّ الْحَسَنَ كَانَ أَشَدَّهُمَا إِلْحَاحًا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ يُونُسَ قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ وَاللَّهِ من رؤوس الْعُلَمَاءِ فِي الْفِتَنِ وَالدِّمَاءِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: قِيلَ لابْنِ الأَشْعَثِ إِنْ سَرَّكَ أَنْ يُقْتَلُوا حَوْلَكَ كَمَا قُتِلُوا حَوْلَ جَمَلِ عَائِشَةَ فَأَخْرِجِ الْحَسَنَ. فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَأَكْرَهَهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ أَخْضَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: اسْتَبْطَأَ النَّاسُ أَيَّامَ ابْنِ الأَشْعَثِ فَقَالُوا لَهُ: أَخْرِجْ هَذَا الشَّيْخَ. يَعْنِي الْحَسَنَ. قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ بَيْنَ الْجِسْرَيْنِ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ. قَالَ: فَغَفَلُوا عَنْهُ. فَأَلْقَى نَفْسَهُ فِي بَعْضِ تِلْكَ الأَنْهَارِ حَتَّى نَجَا مِنْهُمْ وَكَادَ يَهْلِكُ يَوْمَئِذٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلامُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سليمان ابن عَلِيٍّ الرَّبْعِيُّ قَالَ: لَمَّا كَانَتِ الْفِتْنَةُ فِتْنَةُ ابْنِ الأَشْعَثِ إِذْ قَاتَلَ الْحَجَّاجَ بْنَ يُوسُفَ انْطَلَقَ عُقْبَةُ بْنُ عَبْدِ الْغَافِرِ وَأَبُو الْجَوْزَاءِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ غَالِبٍ فِي نَفَرٍ مِنْ نُظَرَائِهِمْ فَدَخَلُوا عَلَى الْحَسَنِ فَقَالُوا: يَا أبا سعيد ما تقول في قتال هذه الطَّاغِيَةِ الَّذِي سَفْكَ الدَّمَ الْحَرَامَ وَأَخَذَ الْمَالَ الْحَرَامَ وَتَرَكَ الصَّلاةَ وَفَعَلَ وَفَعَلَ؟ قَالَ: وَذَكَرُوا مِنْ فِعْلِ الْحَجَّاجِ. قَالَ:
فَقَالَ الْحَسَنُ: أَرَى أَنْ لا تُقَاتِلُوهُ فَإِنَّهَا إِنْ تَكُنْ عُقُوبَةً مِنَ اللَّهِ فَمَا أَنْتُمْ بِرَادِّي عُقُوبَةِ اللَّهِ بِأَسْيَافِكُمْ. وَإِنْ يَكُنْ بَلاءً «فَاصْبِرُوا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ ... وَهُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ» الأعراف: 87. قَالَ: فَخَرَجُوا مِنْ عِنْدِهِ وَهُمْ يَقُولُونَ: نُطِيعُ هذا العلج! قال: وهم قوم عرب. قالوا: وَخَرَجُوا مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ. قَالَ: فَقُتِلُوا جَمِيعًا.
قَالَ سُلَيْمَانُ: فَأَخْبَرَنِي مُرَّةُ بْنُ ذُبَابٍ أَبُو الْمُعَذَّلِ قَالَ: أَتَيْتُ عَلَى عُقْبَةَ بْنِ عَبْدِ الْغَافِرِ وَهُوَ صَرِيعٌ فِي الْخَنْدَقِ فَقَالَ: يَا أبا الْمُعَذَّلِ لا دُنْيَا وَلا آخِرَةَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا شَبِيبُ بْنُ عَجْلانَ الْحَنَفِيُّ قَالَ:
أَخْبَرَنِي سَلْمُ بْنُ أبي الذَّيَّالِ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ الْحَسَنَ وَهُوَ يَسْمَعُ وَأُنَاسٌ مِنْ أهل الشَّامِ(7/120)
فَقَالَ: يَا أبا سَعِيدٍ مَا تَقُولُ فِي الْفِتَنِ مِثْلِ يَزِيدَ بْنِ الْمُهَلَّبِ وَابْنِ الأَشْعَثِ؟ فَقَالَ: لا تَكُنْ مَعَ هَؤُلاءِ وَلا مَعَ هَؤُلاءِ. فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أهل الشَّامِ: وَلا مَعَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ يَا أبا سَعِيدٍ؟ فَغَضِبَ ثُمَّ قَالَ بِيَدِهِ فَخَطَرَ بِهَا ثُمَّ قَالَ: وَلا مَعَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ يَا أبا سَعِيدٍ. نَعَمْ.
وَلا مَعَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أبي التَّيَّاحِ قَالَ:
شَهِدْتُ الْحَسَنَ وَسَعِيدَ بْنَ أبي الْحَسَنِ حِينَ أَقْبَلَ ابْنُ الأَشْعَثِ فَكَانَ الْحَسَنُ يَنْهَى عَنِ الْخُرُوجِ عَلَى الْحَجَّاجِ وَيَأْمُرُ بِالْكَفِّ وَكَانَ سَعِيدُ بْنُ أبي الْحَسَنِ يُحَضِّضُ. ثُمَّ قَالَ سَعِيدٌ فِيمَا يَقُولُ: مَا ظَنُّكَ بِأَهْلِ الشَّامِ إِذَا لَقِينَاهُمْ غَدًا؟ فَقُلْنَا: وَاللَّهِ مَا خَلَعْنَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَلا نُرِيدُ خَلْعَهُ وَلَكِنَّا نَقَمْنَا عَلَيْهِ اسْتِعْمَالَهُ الْحَجَّاجَ فَاعْزِلْهُ عَنَّا. فَلَمَّا فَرَغَ سَعِيدٌ مِنْ كَلامِهِ تَكَلَّمَ الْحَسَنُ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ وَاللَّهِ مَا سَلَّطَ اللَّهُ الْحَجَّاجَ عَلَيْكُمْ إِلا عُقُوبَةً فَلا تُعَارِضُوا عُقُوبَةَ اللَّهِ بِالسَّيْفِ وَلَكِنْ عَلَيْكُمُ السَّكِينَةَ وَالتَّضَرُّعَ. وَأَمَّا مَا ذَكَرْتُ مِنْ ظَنِّي بِأَهْلِ الشام فإن ظني بهم أن لو جاؤوا فَأَلْقَمَهُمُ الْحَجَّاجُ دُنْيَاهُ لَمْ يَحْمِلْهُمْ عَلَى أَمْرٍ إِلا رَكِبُوهُ. هَذَا ظَنِّي بِهِمْ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَزِيدَ الْعَبْدِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: لَوْ أَنَّ النَّاسَ إِذَا ابْتُلُوا مِنْ قِبَلِ سُلْطَانِهِمْ صَبَرُوا مَا لَبِثُوا أَنْ يُفْرَجَ عَنْهُمْ وَلَكِنَّهُمْ يَجْزَعُونَ إِلَى السيف فيوكلون إليه فو الله ما جاؤوا بِيَوْمِ خَيْرٍ قَطُّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ أَخْضَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: كَانَ مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ أَرْفَعَ عِنْدَ أهل الْبَصْرَةِ مِنَ الْحَسَنِ حَتَّى خَفَّ مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ وَكَفَّ الْحَسَنُ فَلَمْ يَزَلْ أَبُو سَعِيدٍ فِي عُلُوٍّ مِنْهَا بَعْدُ. وَسَقَطَ الآخَرُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: رَأَيْتُ الْحَسَنَ بْنَ أبي الْحَسَنِ قَاعِدًا فِي أَصْلِ مِنْبَرِ ابْنِ الأَشْعَثِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ الأَسْوَدُ قَالَ: تَمَنَّى رَجُلٌ فَقَالَ:
لَيْتَنِي بِزُهْدِ الْحَسَنِ وَوَرَعِ ابن سيرين وعباده عامر بن عبد القيس وَفِقْهِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ. وَذَكَرَ مُطَرِّفًا بِشَيْءٍ لا يَحْفَظُهُ رَوْحٌ فَنَظَرُوا ذَلِكَ فَوَجَدُوهُ كَامِلا كُلَّهُ فِي الْحَسَنِ.(7/121)
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ وَرْدَانَ قَالَ: سَأَلَ رَجُلِ أَيُّوبَ وَأَنَا أَسْمَعُ فَقَالَ حَدِيثُ الْحَسَنِ وَضَحِكَ الرَّجُلُ فَغَضِبَ أَيُّوبُ وَاحْمَرَّ وَجْهُهُ وَقَالَ لَهُ: مَا يُضْحِكُكَ؟ قَالَ: لا شَيْءَ. قَالَ: مَا ضَحِكْتَ لَخَيْرٍ. أَمَا وَاللَّهِ مَا رَأَتْ عَيْنَاكَ رَجُلا قَطُّ أَفْقَهَ مِنْهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنِ الْجُرَيْرِيِّ أَنَّ أبا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ لِلْحَسَنِ بْنِ أبي الْحَسَنِ: أَرَأَيْتَ مَا تفتي الناس أشياء سَمِعْتَهُ أَمْ بِرَأْيِكَ؟ فَقَالَ الْحَسَنُ: لا وَاللَّهِ مَا كُلُّ مَا نُفْتِي بِهِ سَمِعْنَاهُ. وَلَكِنْ رَأْيُنَا خَيْرٌ لَهُمْ مِنْ رَأْيِهِمْ لأَنْفُسِهِمْ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ قَالَ:
حَدَّثْتُ الْحَسَنَ بِحَدِيثٍ فَإِذَا هُوَ يُحَدِّثُ بِهِ. قَالَ: قُلْتُ: يَا أبا سَعِيدٍ مَنْ حَدَّثَكُمْ؟ قَالَ:
لا أَدْرِي. قَالَ: قُلْتُ: أَنَا حَدَّثْتُكُمْ بِهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا زُرَيْكُ بْنُ أبي زُرَيْكٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: إِنَّ هَذِهِ الْفِتْنَةَ إِذَا أَقْبَلَتْ عَرَفَهَا كُلُّ عَالِمٍ وَإِذَا أَدْبَرَتْ عَرَفَهَا كُلُّ جَاهل.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: كُنَّا قُعُودًا مَعَ الْحَسَنِ عَلَى سَطْحِهِ إِذْ صَنَعَ الْحَجَّاجُ مَا صَنَعَ. قَالَ سُلَيْمَانُ: وَكَانَ أَخْرَجَ الْمُسْلِمِينَ مِنَ الْبَصْرَةِ. قَالَ: فَجَاءَ سَعِيدُ بْنُ أبي الْحَسَنِ وَنَحْنُ قُعُودٌ مَعَ الْحَسَنِ فَقَالَ:
نَحْنُ نُقِرُّ بِهَذَا لِنَضْفِنُ دُونَ الْحَبْسِ. قَالَ: فَرَدَّ عَلَيْهِ الْحَسَنُ وَكَرِهَ مَا قَالَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ قَالَ:
رَأَيْتُ الْحَسَنَ مُقَيَّدًا فِي الْمَنَامِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنِ الْعَلاءِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: مَا أُحِبُّ أَنْ أُؤَمِّنَ عَلَى دُعَاءِ أَحَدٍ حَتَّى أَسْمَعَ دُعَاءَهُ إِلا الْحَسَنَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بن المغيرة عن ثابت قال: قال مطرف: مَا أُحِبُّ أَنْ أُؤَمِّنَ عَلَى دُعَاءِ أَحَدٍ حَتَّى أَسْمَعَ مَا يَقُولُ إِلا الْحَسَنَ.
قَالَ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ حُمَيْدًا وَيُونُسَ يَقُولانِ: مَا أَدْرَكْنَا أَجْمَعَ مِنَ الْحَسَنِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ أَخْضَرَ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: كَانَ(7/122)
يُشَبَّهُ كَلامُ الْحَسَنِ بِكَلامِ رُؤْبَةَ بْنِ الْعَجَّاجِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِلْحَسَنِ: يَا أَبَا سَعِيدٍ. فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ: أَيْنَ غُذِيتَ؟ قَالَ:
بِالأُبُلَّةِ. قَالَ: مِنْ هُنَاكَ أَتَيْتَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ قَالَ: قَالَ سَعِيدُ بْنُ أبي الْحَسَنِ يَوْمًا: أَنَا أَعْرَبُ النَّاسِ. قَالَ: فَقَالَ الْحَسَنُ: أَنْتَ؟
قَالَ: نَعَمْ. فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَأْخُذَ عَلَيَّ كَلِمَةً وَاحِدَةً. فَقَالَ: هَذِهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الأَشْعَثُ قَالَ: كُنَّا إِذَا أَتَيْنَا الْحَسَنَ لا نَسْأَلُ عَنْ خَبَرٍ وَلا نُخْبِرُ بِشَيْءٍ وَإِنَّمَا كَانَ فِي أَمْرِ الآخِرَةِ. قَالَ: وَكُنَّا نَأْتِي مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ فَيَسْأَلُنَا عَنِ الأَخْبَارِ وَالأَشْعَارِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: رَأَيْتُ الْحَسَنَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي قَصَصِهِ فِي الدُّعَاءِ بِظَهْرِ كَفَّيْهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حماد بن سلمة عن حُمَيْدٍ قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ يَشْتَرِي كُلَّ يَوْمٍ لَحْمًا بِنِصْفِ دِرْهَمٍ. قَالَ: وَمَا شَمِمْتُ مَرَقَةً قَطُّ أَطْيَبَ رِيحًا مِنْ مَرَقَةِ الْحَسَنِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حماد بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: مَا وَجَدْتُ رِيحَ مَرَقَةٍ قَطُّ أَطْيَبَ مِنْ رِيحِ مَرَقَةِ الحسن.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: أَنَا نَازَلْتُ الْحَسَنَ فِي الْقَدَرِ غَيْرَ مَرَّةٍ حَتَّى خَوَّفْتُهُ السُّلْطَانَ فَقَالَ: لا أَعُودُ فِيهِ بَعْدَ الْيَوْمِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: لا أَعْلَمُ أَحَدًا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَعِيبَ الْحَسَنَ إِلا بِهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: أَدْرَكْتُ الْحَسَنَ وَاللَّهِ وَمَا يَقُولُهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلالٍ قَالَ: سَمِعْتُ حُمَيْدًا وَأَيُّوبَ يَتَكَلَّمَانِ فَسَمِعْتُ حُمَيْدًا يَقُولُ لأَيُّوبَ: لَوَدِدْتُ أَنَّهُ قُسِمَ عَلَيْنَا غُرْمٌ وَأَنَّ الْحَسَنَ لَمْ يَتَكَلَّمْ بِالَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ. قَالَ أَيُّوبُ: يَعْنِي فِي الْقَدَرِ.(7/123)
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ قَالَ: كَانَ أبي يَقُولُ:
الْحَسَنُ شَيْخُ الْبَصْرَةِ وَبَكْرٌ فَتَاهَا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلالٍ قَالَ: حَدَّثَنَا غَالِبٌ قَالَ:
حَمَلْتُ الْحَسَنَ عَلَى حِمَارِي مِنَ الْمَسْجِدِ إِلَى مَنْزِلِهِ فَرَأَى نَاسًا يَتَّبِعُونَهُ فَقَالَ: مَا يُبْقِي هَؤُلاءِ مِنْ قَلْبِ رَجُلٍ لَوْلا أَنَّ الْمُؤْمِنَ يَرْجِعُ إِلَى نَفْسِهِ فَيَعْرِفُهَا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُرَجَّى بْنُ رَجَاءٍ قَالَ: حَدَّثَنَا غَالِبٌ قَالَ:
خَرَجَ الحسن مرة في الْمَسْجِدِ وَقَدْ ذُهِبَ بِحِمَارِهِ فَأَتَى حِمَارِي فَرَكِبَهُ. وَكَانَ حِمَارِي يَتَنَاوَلُ سَاقَ صَاحِبِهِ فَخِفْتُهُ عَلَى الْحَسَنِ فَأَخَذْتُ بِلِجَامِهِ. فَقَالَ: أَحِمَارُكَ هَذَا؟ فَقُلْتُ:
نَعَمْ. قَالَ: وَخَلْفَهُ رِجَالٌ يَمْشُونَ؟ فَقَالَ: لا أبا لَكَ! مَا يُبْقِي خَفْقُ نِعَالِ هَؤُلاءِ مِنْ قَلْبِ آدَمَيٍّ ضَعِيفٍ. وَاللَّهِ لَوْلا أَنْ يَرْجِعَ الْمُسْلِمُ. أَوِ الْمُؤْمِنُ شَكَّ مُرَجَّى. إِلَى نَفْسِهِ فَيَعْلَمُ أَنْ لا شَيْءَ عِنْدَهُ لَكَانَ هَذَا فِي فَسَادِ قَلْبِهِ سَرِيعًا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: إِنَّ خَفْقَ النِّعَالِ خَلْفَ الرِّجَالِ قَلَّ مَا تَلْبَثُ الْحَمْقَى.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلامُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: أَهْينُوا هَذِهِ الدنيا فو الله لأَهْنَأُ مَا تَكُونُ إِذَا أَهَنْتُمُوهَا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلالٍ قَالَ: حَدَّثَنَا غَالِبٌ الْقَطَّانُ قَالَ: كُنَّا نَكُونُ عِنْدَ الْحَسَنِ وَعِنْدَهُ إِيَاسُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَيَزِيدُ بْنُ أبي مَرْيَمَ. قَالَ: فَكَانَ الْحَسَنُ إِذَا سُئِلَ عَنِ الْمَسْأَلَةِ يَبْدُرُهُ إِيَاسٌ بِالْجَوَابِ. قَالَ: ثُمَّ يُسْأَلُ الْحَسَنُ فَنَعْرِفُ فَضْلَ الْحَسَنِ عَلَيْهِمْ. قَالَ: فَسُئِلَ الْحَسَنُ هَلْ يُجْزِي الصَّاعُ مِنَ الْعَسَلِ؟ فَقَالَ إِيَاسٌ:
نَعَمْ. فَقَالَ الْحَسَنُ: قَدْ يُجْزِي وَقَدْ لا يُجْزِي. قَدْ يَكُونُ الرَّجُلُ رَفِيقًا فَيُجْزِيهِ وَيَكُونُ أَخْرَقَ فَلا يُجْزِيهِ. قَالَ: وَكَانَ فَضْلُ الْحَسَنِ عَلَيْهِمْ كَفَضْلِ الْبَازِ عَلَى الْعَصَافِيرِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَوَانَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو شَدَّادٍ شَيْخٌ مِنْ بَنِي مُجَاشِعٍ أَحْسَنَ عَلَيْهِ الثَّنَاءَ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ وَذُكِرَ عِنْدَهُ الَّذِينَ يَلْبَسُونَ الصُّوفَ فَقَالَ مَا لَهُمْ تَفَاقَدُوا ثَلاثًا أَكَنُّوا الْكِبْرَ فِي قُلُوبِهِمْ وَأَظْهَرُوا التَّوَاضُعَ فِي لِبَاسِهِمْ.
وَاللَّهِ لأَحَدُهُمْ أَشَدُّ عُجْبًا بِكِسَائِهِ مِنْ صَاحِبِ الْمُطْرَفِ بِمُطْرَفِهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ كُلْثُومِ بْنِ(7/124)
جَوْشَنٍ قَالَ: دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى الْحَسَنِ فَوَجَدَ عِنْدَهُ رِيحُ قِدْرٍ طَيِّبَةٍ فَقَالَ: يَا أبا سَعِيدٍ إِنَّ قِدْرَكَ لَطَيِّبَةٌ. قَالَ: نَعَمْ. لأَنَّ رَغِيفِي مَالِكٌ وَصِحْنَاءَهُ فَرْقَدٌ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله بن عمرو عن كلثوم بن جوشن قَالَ: خَرَجَ الْحَسَنُ وَعَلَيْهِ جُبَّةُ يُمْنَةٍ وَرِدَاءُ يُمْنَةٍ فَنَظَر إِلَيْهِ فَرْقَدٌ فَقَالَ بِالْفَارِسِيَّةِ:
أُسْتَاذُ يَنْبَغِي لِمِثْلِكَ أَنْ يَكُونَ. فَقَالَ الْحَسَنُ: يَا ابْنَ أُمِّ فَرْقَدٍ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ أَكْثَرَ أَصْحَابِ النَّارِ أَصْحَابُ الأَكْسِيَةِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بن عمرو عن كلثوم بن جوشن قال: اسْتَعَانَ رَجُلٌ بِالْحَسَنِ فِي حَاجَةٍ فَخَرَجَ مَعَهُ وَقَالَ: إِنِّي اسْتَعَنْتُ بِابْنِ سِيرِينَ وَفَرْقَدٍ فَقَالا: حَتَّى نَشْهَدَ الْجَنَازَةَ ثُمَّ نَخْرُجُ مَعَكَ. قَالَ: أَمَا إِنَّهُمَا لَوْ مَشَيَا مَعَكَ لَكَانَ خَيْرًا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلالٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُتْبَةُ بْنُ يَقْظَانَ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ الْحَسَنِ جُلُوسًا وَعِنْدَهُ فِتْيَانُ لا يَسْأَلُونَهُ عَنْ شَيْءٍ فَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَنْظُرُ إِلَى بَعْضٍ. فَقَالَ: مَا لَهُمْ حَيَارَى. مَا لَهُمْ حَيَارَى. مَا لَهُمْ تَفَاقَدُوا؟.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا قُرَّةُ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ قَالَ: إِنَّهُ لَيُجَالِسُنَا فِي حَلْقَتِنَا هَذِهِ قَوْمٌ مَا يُرِيدُونَ بِهِ إِلا الدُّنْيَا. وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: رَحِمَ اللَّهُ عَبْدًا لَمْ يَتَقَوَّلْ عَلَيْنَا مَا لَمْ نَقُلْ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ الْحَسَنِ وَقَدِ انْتَصَفَ النَّهَارُ وَزَادَ. فَقَالُ ابْنُهُ: خِفُّوا عَنِ الشَّيْخِ فَإِنَّكُمْ قَدْ شَقَقْتُمْ عَلَيْهِ فَإِنَّهُ لَمْ يَطْعَمْ طَعَامًا ولا شرابا. قال: مه. وانتهره. دعهم فو الله مَا شَيْءٌ أَقَرَّ لِعَيْنِي مِنْ رُؤْيَتِهِمْ. أَوْ مِنْهُمْ. إِنْ كَانَ الرَّجُلُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ لَيَزُورُ أَخَاهُ فَيَتَحَدَّثَانِ وَيَذْكُرَانِ وَيَحْمَدَانِ رَبَّهُمَا حَتَّى يَمْنَعَهُ قَائِلَتَهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ: كُنَّا نَكُونُ عِنْدَ الْحَسَنِ فَكَانَ كُلَّمَا قَدِمَ إِنْسَانٌ قَالَ: سَلامٌ عَلَيْكُمْ. فَيَقُولُ الْحَسَنُ: سَلامٌ عَلَيْكُمْ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ: مَا كُنَّا نَأْخُذُ عِلْمَ الْحَسَنِ إِلا عِنْدَ الْغَضَبِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ مِنْهَالٍ عَنْ غَالِبٍ قَالَ:(7/125)
قَالَ الْحَسَنُ: إِنَّ فَضْلَ الْفِعَالِ عَلَى الْكَلامِ مَكْرُمَةٌ. وَإِنَّ فَضْلَ الْكَلامِ عَلَى الْفِعَالِ عَارٌ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: ضَحِكُ الْمُؤْمِنِ غَفْلَةٌ مِنْ قَلْبِهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ يَقُولُ عَنِ ابْنِ أبي عَرُوبَةَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: أَحْسِبُهُ عَنْ قَتَادَةَ. قَالَ: إِذَا اجْتَمَعَ لِي أَرْبَعَةٌ لَمْ أَلْتَفِتْ إِلَى غَيْرِهِمْ وَلَمْ أُبَالِ مَنْ خَالَفَهُمْ: الْحَسَنُ وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ وَإِبْرَاهِيمُ وَعَطَاءٌ. قَالَ:
هَؤُلاءِ الأَرْبَعَةُ أَئِمَّةُ الأَمْصَارِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حماد بن زيد عن هِشَامٍ أَنَّ عَطَاءً سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ فَقَالَ: لا أَدْرِي. فَقِيلَ: إِنَّ الْحَسَنَ يَقُولُ كَذَا وَكَذَا. قَالَ: إِنَّهُ وَاللَّهِ لَيْسَ بَيْنَ جَنْبَيَّ مِثْلُ قَلْبِ الْحَسَنِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ حُمَيْدٍ قَالَ: قَالَ لِيَ الشَّعْبِيُّ وَنَحْنُ بِمَكَّةَ إِنِّي أُحِبُّ أَنْ تُخَلِّيَ لِي الْحَسَنَ. قَالَ: فَقُلْتُ ذَلِكَ لِلْحَسَنِ وَأَنَا مَعَهُ فِي بَيْتٍ. قَالَ: فَقَالَ: إِذَا شَاءَ. قَالَ: فَجَاءَ الشَّعْبِيُّ وَأَنَا عَلَى الْبَابِ. قَالَ:
فَقُلْتُ: ادْخُلْ عَلَيْهِ فَإِنَّهُ فِي الْبَيْتِ وَحْدَهُ. قَالَ: إِنَّ أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ تَدْخُلَ مَعِي. قَالَ:
فَدَخَلْتُ فَإِذَا الْحَسَنُ قُبَالَةَ الْقِبْلَةِ وَهُوَ يَقُولُ: يَا ابْنَ آدم لم تكن فكونت وسألت فأعطيت وسئلت فَمَنَعْتَ. فَبِئْسَ مَا صَنَعْتَ! قَالَ: ثُمَّ يَذْهَبُ. ثُمَّ يَرْجِعُ. ثُمَّ يَقُولُ: يَا ابْنَ آدَمَ لم تكن فكونت وسألت فأعطيت وسئلت فمنعت. فَبِئْسَ مَا صَنَعْتَ! قَالَ: ثُمَّ يَذْهَبُ.
ثُمَّ يَرْجِعُ. ثُمَّ يَقُولُ: يَا ابْنَ آدَمَ لَمْ تكن فكونت وسألت فأعطيت وسئلت فمنعت.
فبئس مَا صَنَعْتَ! قَالَ: ثُمَّ يَذْهَبُ. قَالَ: فَأَعَادَ ذَلِكَ مِرَارًا. قَالَ: فَأَقْبَلَ عَلَيَّ الشَّعْبِيُّ فَقَالَ لِي: يَا هَذَا انْصَرِفْ فَإِنَّ هَذَا الشَّيْخَ فِي غَيْرِ مَا نَحْنُ فِيهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ المغيرة قال: حدثنا يونس ابن عُبَيْدٍ قَالَ: أَخَذَ الْحَسَنُ عَطَاءَهُ فَجَعَلَ يَقْسِمُهُ. قَالَ: فَذَكَرَ أَهْلُهُ حَاجَةً فَقَالَ لَهُمْ:
دُونَكُمْ بَقِيَّةَ الْعَطَاءِ. أَمَا إِنَّهُ لا خَيْرَ فِيهِ إِلا أَنْ يُصْنَعَ بِهِ هَذَا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ حُمَيْدٍ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: كَثْرَةُ الضَّحِكِ مِمَّا يُمِيتُ الْقَلْبَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَيْرِ(7/126)
قَالَ: سَأَلَنِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ جِسْمِهِ وَعَنْ مَطْعَمِهِ وَمَلْبَسِهِ. قَالَ:
فقال: بلغني أنه يلبس عمامة حرقانية. قُلْتُ: أَجَلْ. قَالَ: أَمَا إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ لِبَاسِ الْقَوْمِ. قَالَ: فَقَالَ: رَأَيْتُهُ يَأْتِي عَدِيًّا. قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: فَسَأَلَنِي عَنْ مَجْلِسِهِ مِنْهُ قَالَ: فَرَأَيْتَهُ يَطْعَمُ عِنْدَهُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. أُتِيَ يَوْمًا بِطَبَقٍ فَتَنَاوَلَ فِرْسِكَةً فَعَضَّ مِنْهَا ثُمَّ رَدَّهَا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا سهل بن حصين بن مسلم الْبَاهِلِيُّ عَنْ أبي قَزْعَةَ الْبَاهِلِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ عِنْدَ الْحَسَنِ. وَذَكَرَ عَدَدًا مِنَ الرَّقِيقِ مِمَّنْ بَعَثَ بِهِمْ إِلَيْهِ أَبُوكَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حُرَّةَ قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ لا يَأْخُذُ عَلَى قَضَائِهِ أَجْرًا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ خَالِدٍ الْعَبْدِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: ذَهَبَ النَّاسُ وَالنَّسْنَاسُ. نَسْمَعُ صَوْتًا وَلا نَرَى أَنِيسًا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا مِنْدَلٌ عَنْ أبي مَالِكٍ قَالَ:
كَانَ الْحَسَنُ إِذَا قِيلَ لَهُ أَلا تَخْرُجُ فَتُغَيِّرُ قَالَ: يَقُولُ إِنَّ اللَّهَ إِنَّمَا يُغَيِّرُ بِالتَّوْبَةِ وَلا يُغَيِّرُ بِالسَّيْفِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ عَنْ هِشَامٍ عَنِ الْحَسَنِ وَمُحَمَّدٍ قَالا: لا تُجَالِسُوا أَصْحَابَ الأَهْوَاءِ وَلا تُجَادِلُوهُمْ وَلا تَسْمَعُوا مِنْهُمْ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: سَمِعْتُ أبا بَكْرِ بْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ:
كَانَ الْحَسَنُ يُكْثِرُ. يَعْنِي يَتَكَلَّمُ. لا أَعْلَمُ إِلا قَالَ كُنَّا نَكُونُ مِلْءَ الْبَيْتِ فَلا نُطِيقُهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: جَاءَهُ ابْنُهُ. قَالَ: فَقَالَ لَهُ: سَأَلْتَ عَنِ الرَّجُلِ؟
فَقَالَ: نَعَمْ. لِرَجُلٍ كَانَ خَطَبَ ابْنَتَهُ. قَالَ: مَوْلَى عَتَاقَةٍ هُوَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَكَانَ أَصْحَابُهُ وَجَدُوا عَلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ: اذْهَبْ فَزَوِّجْهُ. كَمْ أَعْطَاكَ؟ قَالَ: أَعْطَانِي عَشَرَةَ آلافٍ. قَالَ: عَشَرَةُ آلافٍ عِشْرَةُ الإِلْفِ إِذَا أَخَذْتَ مِنْهُ عَشَرَةَ آلافٍ فَأَيُّ شَيْءٍ يَبْقَى؟ دَعْ لَهُ سِتَّةَ آلافٍ وَخُذْ مِنْهُ أَرْبَعَةَ آلافٍ. قَالَ: فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أبا سَعِيدٍ إِنَّ لَهُ مَعِي لَمِائَةَ أَلْفٍ. قَالَ: مِائَةُ أَلْفٍ! قَالَ: مِائَةُ أَلْفٍ. قَالَ: لا وَاللَّهِ مَا فِي هَذَا خَيْرٌ. لا تُزَوِّجْهُ. قال:(7/127)
فَجَاءَتْ أُمُّ الْجَارِيَةِ فَقَالَتْ: أَيْشِ تَحْرِمُنَا رِزْقًا سَاقَهُ اللَّهُ إِلَيْنَا؟ قَالَ: اخْرُجِي أَيَّتُهَا الْعِلْجَةُ. كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهَا عَجُوزٌ طَوِيلَةٌ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ بْنُ حَسَّانَ قَالَ: بَعَثَ مَسْلَمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ إِلَى الْحَسَنِ جُبَّةً وَخَمِيصَةً فَقَبِلَهُمَا فَرُبَّمَا رَأَيْتُهُ فِي الْمَسْجِدِ وَقَدْ سَدَلَ الْخَمِيصَةَ عَلَى الْجُبَّةِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أبي قَالَ: رَأَيْتُ الْحَسَنَ يُصَلِّي وَعَلَيْهِ خَمِيصَةٌ كَثِيرَةُ. الأَعْلامِ فَلا يُخْرِجُ يَدَهُ مِنْهَا إِذَا سَجَدَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ لا يَضَعُ الْعِمَامَةَ صَيْفًا وَلا شِتَاءً إِذَا خَرَجَ إِلَى النَّاسُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ زَاذَانَ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الْحَسَنِ قَمِيصَ كَتَّانٍ شَطَوِيٍّ وَبُرْدًا مُصَلَّبًا وَقَبَاءً مُتَرَّكًا وَطَيْلَسَانًا أَزْرَقِيًّا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا بَدْرُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ أبي الْحَسَنِ عِمَامَةً سَوْدَاءَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ قَالَ: رَأَيْتُ الْحَسَنَ يَلْبَسُ الثِّيَابَ الْيَمَنِيَّةَ وَالطَّيَالِسَةَ وَالْعَمَائِمَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ عَنْ دِينَارِ أبي عُمَرَ قَالَ: رَأَيْتُ الْحَسَنَ عَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو الأَنْصَارِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ الْحَسَنَ مُتَخَتِّمًا فِي يَسَارِهِ.
قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْوَاسِطِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَوْفٌ أَنَّ رَجُلا سَأَلَ الْحَسَنَ فَقَالَ: يَا أبا سَعِيدٍ إِنَّ مَنْزِلِي نَئِيُّ وَالاخْتِلافُ يَشُقُّ عَلَيَّ وَمَعِي أحاديث فإن لم تكن ترى بالقراءة بَأْسًا قَرَأْتُ عَلَيْكَ. فَقَالَ: مَا أُبَالِي قَرَأْتَ عَلَيَّ فَأَخْبَرْتُكَ أَنَّهُ حَدَّثَنِي أَوْ حَدَّثْتُكَ بِهِ. قُلْتُ: يَا أبا سَعِيدٍ فَأَقُولُ حَدَّثَنِي الْحَسَنُ؟ قَالَ: نَعَمْ. قُلْ حَدَّثَنِي الْحَسَنُ. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ أبي بُكَيْرٍ: قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ حُمَيْدٍ أَنَّهُ أَخَذَ كُتُبَ الْحَسَنِ فَنَسَخَهَا ثُمَّ رَدَّهَا عَلَيْهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مِهْرَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو طَارِقٍ السَّعْدِيُّ قَالَ: شَهِدْتُ الْحَسَنَ عِنْدَ مَوْتِهِ يُوصِي فَقَالَ لِكَاتِبٍ: اكْتُبْ هذا ما(7/128)
يَشْهَدُ بِهِ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ. يَشْهَدُ أن لا إله إلا الله. وأن محمدا رَسُولُ اللَّهِ. مَنْ شَهِدَ بِهَا صَادِقًا عِنْدَ مَوْتِهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ. يُرْوَى ذَلِكَ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنَّهُ أَوْصَى بِذَلِكَ عِنْدَ مَوْتِهِ. يُرْوَى ذَلِكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مَيْمُونٍ مَوْلَى عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لابْنِ سِيرِينَ: رَأَيْتُ كَأَنَّ طَائِرًا آخِذًا الْحَسَنُ حَصَاهُ فِي الْمَسْجِدِ.
فَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ: إِنْ صَدَقَتْ رُؤْيَاكَ مَاتَ الْحَسَنُ. قَالَ: فَلَمْ يَلْبَثْ إِلا قَلِيلا حَتَّى مَاتَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ ثَابِتٍ قَالَ:
دَخَلْتُ عَلَى الْحَسَنِ فِي مَرَضِهِ فَإِذَا ابْنُهُ يُفَهِّمُنِي ذَاكَ عَنْهُ وَمَا سَمِعْتُ أَنَا ذَاكَ مِنْهُ. قَالَ:
إِنَّهُ لَيَسْتَرْجِعُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ هَانِئٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلامُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى الْحَسَنِ وَهُوَ مَرِيضٌ فَلَحَظَ إِلَيْنَا لَحْظَةً فَقَالَ: لَوْ أَنَّ ابْنَ آدَمَ أَخَذَ مِنْ صِحَّتِهِ لِيَوْمِ سَقَمِهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلالٍ قَالَ: كُنَّا فِي بَيْتِ قَتَادَةَ فَجَاءَنَا الْخَبَرُ أَنَّ الْحَسَنَ قَدْ تُوُفِّيَ فَقُلْتُ: لَقَدْ كَانَ غُمِسَ فِي الْعِلْمِ غَمْسَةً. فَقَالَ قَتَادَةُ:
لا وَاللَّهِ وَلَكِنَّهُ ثَبَتَ فِيهِ وَتَحَقَّنَهُ وَتَشَرَّبَهُ. وَاللَّهِ لا يُبْغِضُ الْحَسَنَ إِلا حَرُورِيُّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ حُصَيْنِ بْنِ مُسْلِمٍ الْبَاهِلِيُّ قَالَ: بَعَثْتُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ أبي الْحَسَنِ ابْعَثْ لِي بِكُتُبِ أَبِيكَ. فَبَعَثَ إِلَيَّ أَنَّهُ لَمَّا ثَقُلَ قَالَ: اجْمَعْهَا لِي. فَجَمَعْتُهَا لَهُ وَمَا نَدْرِي مَا يَصْنَعُ بِهَا فَأَتَيْتُهُ بِهَا فَقَالَ لِلْخَادِمِ: اسْتَجِرِّي التَّنُّورَ. ثُمَّ أَمَرَ بِهَا فَأُحْرِقَتْ غَيْرَ صَحِيفَةٍ وَاحِدَةٍ. فَبَعَثَ بِهَا إِلَيَّ. ثُمَّ لَقِيتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ فَأَخْبَرَنِيهِ مُشَافَهَةً بِمِثْلِ الَّذِي أَخْبَرَنِي الرَّسُولُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمُؤْمِنِ أَبُو عُبَيْدَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلا سَأَلَ الْحَسَنَ فَقَالَ: يَا أبا سَعِيدٍ هَلْ غَزَوْتَ قَطُّ؟ قَالَ: نَعَمْ. غَزْوَةَ كَابُلَ مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ قَالَ: لَمْ يَحُجَّ الْحَسَنُ إِلا حَجَّتَيْنِ. حَجَّةً فِي أَوَّلِ عُمْرِهِ. وَأُخْرَى فِي آخِرِ عُمْرِهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الأَزْرَقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي(7/129)
الرِّجَالِ عَنْ عُمَرَ مَوْلَى غُفْرَةَ قَالَ: كَانَ أهل الْقَدَرِ يَنْتَحِلُونَ الْحَسَنَ بْنَ أبي الْحَسَنِ.
وَكَانَ قَوْلُهُ مُخَالِفًا لَهُمْ. كَانَ يَقُولُ يَا ابْنَ آدَمَ لا تُرْضِ أَحَدًا بِسَخَطِ اللَّهِ وَلا تُطِيعَنَّ أَحَدًا فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ وَلا تَحْمَدَنَّ أَحَدًا عَلَى فَضْلِ اللَّهِ وَلا تَلُومَنَّ أَحَدًا فِيمَا لَمْ يُؤْتِكَ اللَّهُ. إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْخَلْقَ وَالْخَلائِقَ فَمَضَوْا عَلَى مَا خَلَقَهُمْ عَلَيْهِ. فَمَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنَّهُ مُزْدَادٌ بِحِرْصِهِ فِي رِزْقِهِ فَلْيَزْدَدْ بِحِرْصِهِ فِي عُمْرِهِ. أَوْ يُغَيِّرَ لَوْنَهُ أَوْ يَزِيدَ فِي أَرْكَانِهِ أَوْ بَنَانِهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: سَمِعْتُ شُعَيْبًا صَاحِبَ الطَّيَالِسَةِ قَالَ:
رَأَيْتُ الْحَسَنَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فَيَبْكِي حَتَّى يَتَحَدَّرُ الدَّمْعُ عَلَى لحيته.
قال: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ الْحَسَنَ كَانَ لا يَتَنَوَّرُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيٌّ قَالَ: كُنْتُ عَلَى بَابِ الْحَسَنِ.
فَجَاءَ إِلَى أَهْلِهِ فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ابْنِ أَخِي الْحَسَنِ قَالَ: لَمَّا حَذِقْتُ قُلْتُ: يَا عَمَّاهُ إِنَّ الْمُعَلِّمَ يُرِيدُ شَيْئًا. قَالَ: مَا كَانُوا يَأْخُذُونَ شَيْئًا. ثُمَّ قَالَ: أَعْطِهِ خَمْسَةَ دَرَاهِمَ. قَالَ: فَلَمْ أَزَلْ بِهِ حَتَّى قَالَ: أَعْطِهِ عَشَرَةَ دَرَاهِمَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا زُرَيْقُ بْنُ رُدَيْحٍ قَالَ: كان الحسن يقول: يا ابن آدَمَ لا تَكُونَنَّ كُنْتِيًّا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي مَعَ الْحَسَنِ عَلَى الْبَوَارِي. وَكَانَ الْحَسَنُ يَحْلِقُ رَأْسَهُ كُلَّ عَامٍ يَوْمَ النَّحْرِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلالٍ قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ إِذَا فرغ من حديثه فأراد أن يقول قَالَ: اللَّهُمَّ تَرَى قُلُوبَنَا مِنَ الشِّرْكِ وَالْكِبْرِ وَالنِّفَاقِ وَالرِّيَاءِ وَالسُّمْعَةِ وَالرِّيبَةِ وَالشَّكِّ فِي دِينِكَ. يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قُلُوبَنَا عَلَى دِينِكَ وَاجْعَلْ دِينَنَا الإِسْلامَ الْقَيِّمَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلالٍ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ رِيَاحٍ أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ سُئِلَ عَنْ مَسْأَلَةٍ قَالَ: عَلَيْكُمْ مَوْلانَا الْحَسَنَ فَسَلُوهُ. فَقَالُوا: يَا أَبَا حَمْزَةَ نَسْأَلُكَ وَتَقُولُ سَلُوا مَوْلانَا الْحَسَنَ! فَقَالَ: إِنَّا سَمِعْنَا وَسَمِعَ فَحَفِظَ وَنَسِينَا.(7/130)
قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ مِهْرَانَ قَالَ: قِيلَ لِلْحَسَنِ:
أَلا تَدْخُلُ عَلَى الأُمَرَاءِ فَتَأْمُرَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ؟ قَالَ: لَيْسَ لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يُذِلَّ نَفْسَهُ. إِنَّ سُيُوفَهُمْ لَتَسْبِقُ أَلْسِنَتَنَا إِذَا تَكَلَّمْنَا قَالُوا بِسُيُوفِهِمْ هَكَذَا. وَوَصَفَ لَنَا بِيَدِهِ ضَرْبًا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ عَنْ عُمَارَةَ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: إِنَّمَا الدُّنْيَا لَعْقَةٌ. قَالَ عُمَارَةُ:
وَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا وَافَقَ قَوْلَهُ عَمَلُهُ غَيْرَ الْحَسَنِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَارَةُ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ الْحَسَنِ فَدَخَلَ عَلَيْنَا فَرَقَدَ وَهُوَ يَأْكُلُ خَبِيصًا فَقَالَ: تَعَالَ فَكُلْ. فَقَالَ: أَخَافُ أَنْ لا أُؤَدِّيَ شُكْرَهُ. فَقَالَ الْحَسَنُ:
وَيْحَكَ وَتُؤَدِّي شُكْرَ الْمَاءِ الْبَارِدِ!.
قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ عَنْ عُمَارَةَ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: كَانَ الْفَتَى إِذَا نَسَكَ لَمْ نَعْرِفُهْ بِمَنْطِقِهِ وَإِنَّمَا نَعْرِفُهُ بِعَمَلِهِ وَذَلِكَ الْعِلْمُ النَّافِعُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَارَةُ قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَسَنُ أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ الأَصْوَاتَ بِالْقُرْآنِ هَذَا التَّطْرِيبَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَارَةُ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: احترسوا مِنَ النَّاسِ بِسُوءِ الظَّنِّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ عَنْ الرَّبِيعِ بْنِ صُبَيْحٍ قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ إِذَا أَثْنَى عَلَيْهِ أَحَدٌ فِي وَجْهِهِ كَرِهَ ذَلِكَ وَإِذَا دَعَا لَهُ سَرَّهُ ذَلِكَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا غَالِبٌ الْقَطَّانُ قَالَ: جِئْتُ إِلَى الْحَسَنِ بِكِتَابٍ مِنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أبي بَشِيرٍ فَقَالَ: اقْرَأْهُ.
فَقَرَأْتُهُ فَإِذَا فِيهِ دُعَاءٌ فَقَالَ الْحَسَنُ: رُبَّ أَخٍ لَكَ لَمْ تَلِدْهُ أُمُّكَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْمَعْنِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ خَالِدٍ الْخُزَاعِيُّ عَنْ رَجُلٍ قَدْ سَمَّاهُ قَالَ: سَأَلَ مَطَرٌ الْحَسَنَ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَقَالَ: إِنَّ الْفُقَهَاءَ يُخَالِفُونَكَ.
فَقَالَ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ مَطَرُ وَهَلْ رَأَيْتَ فَقِيهًا قَطُّ؟ تَدْرِي مَا الْفَقِيهُ؟ الْفَقِيهُ الْوَرِعُ الزَّاهِدُ الَّذِي لا يَهُمُّ مَنْ فَوْقَهُ وَلا يَسْخَرُ بِمَنْ هُوَ أَسْفَلُ مِنْهُ. وَلا يَأْخُذُ عَلَى عِلْمٍ عَلَّمَهُ اللَّهُ حُطَامًا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ يَقُولُ:(7/131)
كَانَ الْحَسَنُ إِذَا رَأَى جَنَازَةً يَقُولُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَجْعَلْنِي السَّوَادَ الْمُخْتَطَفَ.
قَالَ: وَلا يُحَدِّثُ يَوْمَئِذٍ شَيْئًا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: تُوُفِّيَ الْحَسَنُ سَنَةَ عَشْرٍ وَمِائَةٍ. قَالَ إسماعيل بن عُلَيَّةَ فِي رَجَبٍ. وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ مِائَةُ يَوْمٍ تَقَدَّمَهُ الْحَسَنُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: مَاتَ الْحَسَنُ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ. قَالَ: وَغَسَّلَهُ أَيُّوبُ وَحُمَيْدٌ الطَّوِيلُ وَأُخْرِجَ بِهِ حِينَ انْصَرَفَ النَّاسُ. قَالَ:
وَذَهَبَ بِي أبي مَعَهُ. وَقَالَ مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ: وَكَانَ الْحَسَنُ أَكْبَرَ مِنْ مُحَمَّدٍ بِعَشْرِ سِنِينَ.
3056- سَعِيدُ بْنُ أبي الْحَسَنِ.
وكان أصغر من الحسن وقد روى وروي عنه.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ ويحيى بن خليف بن عقبة قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو خُلْدَةَ قَالَ: رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ أبي الْحَسَنِ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ عَنْبَسَةَ وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ: لَمَّا مَاتَ سَعِيدُ بْنُ أبي الْحَسَنِ حَزِنَ عَلَيْهِ الْحَسَنُ حُزْنًا شَدِيدًا وَأَمْسَكَ عَنِ الْكَلامِ حَتَّى عُرِفَ ذَلِكَ فِي مَجْلِسِهِ وَحَدِيثِهِ. قَالَ: فَكُلِّمَ فِي ذَلِكَ فَقَالَ:
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَجْعَلِ الْحُزْنَ عَارًا عَلَى يَعْقُوبَ. ثُمَّ قَالَ: بِئْسَتِ الدَّارُ الْمُفَرِّقَةُ!.
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى الْحَسَنِ حِينَ نُعِيَ لَهُ أَخُوهُ وَهُوَ يَبْكِي فَدَخَلَ عَلَيْهِ بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فَعَزَّاهُ وَقَالَ: يَا أبا سَعِيدٍ إِنَّك تُعَلِّمُ النَّاسَ وَإِنَّهُمْ يَرَوْنَكَ تَبْكِي فَيَذْهَبُونَ بِهَذَا إِلَى عَشَائِرِهِمْ فَيَقُولُونَ: رَأَيْنَا الْحَسَنَ يَبْكِي عِنْدَ الْمُصِيبَةِ. فَيَحْتَجُّونَ بِهِ عَلَى النَّاسِ. فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَدْ خَنَقَتْهُ الْعَبْرَةُ. فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ هَذِهِ الرَّحْمَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ فَيَرْحَمُ بِهَا بَعْضُهُمْ بَعْضًا. فَتَدْمَعُ الْعَيْنُ وَيَحْزَنُ الْقَلْبُ وَلَيْسَ ذَلِكَ بِجَزَعٍ إِنَّمَا الْجَزَعُ مَا كَانَ مِنَ اللِّسَانِ أَوِ الْيَدِ. قَالَ: ثُمَّ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَجْعَلْ حُزْنَ يَعْقُوبَ عَلَيْهِ ذَنْبًا إِذْ قَالَ:
«وَابْيَضَّتْ عَيْناهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ» يوسف: 84. وَرَحِمَ اللَّهُ سَعِيدَ بْنَ أبي الْحَسَنِ. دَعَا لَهُ بِدُعَاءٍ كَثِيرٍ. ثُمَّ قَالَ: مَا عَلِمْتُ فِي الأَرْضِ مِنْ شِدَّةٍ كَانَتْ تَنْزِلُ بِي إِلا كَانَ يَوَدُّ أَنَّهُ كَانَ وَقَى ذلك بنفسه.
__________
3056 التقريب (1/ 293) .(7/132)
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: دَفَعَ إِلَيَّ الْحَسَنُ بُرْنُسًا مُطَوَّسًا كَانَ لأَخِيهِ سَعِيدِ بْنِ أبي الْحَسَنِ لَمَّا مَاتَ أَنْ أَبِيعَهُ. وَكَانَ اغتم عليه فما شديدا. قال: فذهبت به لم أُعْطَ بِهِ إِلا أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ دِرْهَمًا. قَالَ:
قُلْتُ لَهُ: أَفَأَشْتَرِيهِ أَنَا؟ قَالَ: أَنْتَ أَعْلَمُ وَلَكِنِّي أُحِبُّ أَنْ لا أَرَاهُ عَلَيْكَ. قَالَ: قُلْتُ: إِذَا جِئْتُكَ لَمْ أَلْبَسْهُ. قَالَ: فَلَبِسْتُهُ وَأَتَيْتُ مَسْجِدَ بَنِي عَدِيٍّ فَصَلَّيْتُ فِيهِ فَأَرْسَلَتْ إِلَيَّ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي عَدِيٍّ فَقَالَتْ: ابْنَ عَوْنٍ أَلا أَرَاكَ تَلْبَسُ مِثْلَ هَذَا. قَالَ: وَقَعَ فِي نَفْسِي مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ فَأَتَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ: أَقْرِئْهَا مِنِّي السَّلامَ. وأَبْلِغْهَا أَنَّ الرَّجُلَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَدْ كَانَ يَشْتَرِي الْحُلَّةَ بِأَلْفِ دِرْهَمٍ فَيَلْبَسُهَا وَلَكِنَّهُ كَانَ لا يَلْبَسُهَا إِلا لِلصَّلاةِ. قَالُوا: وَكَانَ سَعِيدُ بْنُ أبي الْحَسَنِ مَاتَ قَبْلَ سَنَةِ الْمِائَةِ.
3057- جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ الأَزْدِيُّ.
ويكنى أبا الشعثاء.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْهَدَادِيُّ عَنْ حَيَّانَ الأَعْرَجِ أَوْ صَالِحٍ الدَّهَّانِ فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ أَنَّ جَابِرَ بْنَ زَيْدٍ كَانَ أَعْوَرَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حماد بْنُ زَيْدٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ فَضَاءٍ عَنْ إِيَاسَ قَالَ: أَدْرَكْتُ الْبَصْرَةَ وَمُفْتِيهِمْ رَجُلٌ مِنْ أهل عُمَانَ جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ.
قَالَ سُفْيَانُ عَنْ عَمْرٍو قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنْ أبي الشَّعْثَاءِ.
قَالَ: وَقَالَ سُفْيَانُ عَنْ عَمْرٍو عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: لَوْ نَزَلَ أَهْلُ الْبَصْرَةِ عِنْدَ قَوْلِ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ لأَوْسَعَهُمْ عَمَّا فِي كِتَابِ اللَّهِ عِلْمًا.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ أَكْبَرُ عِلْمِي قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ يَغْزُو وَكَانَ مُفْتِي النَّاسِ هَاهُنَا جَابِرَ بْنَ زَيْدٍ. قَالَ: ثُمَّ جَاءَ الْحَسَنُ فَكَانَ يُفْتِي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: ذَكَرَ أَيُّوبُ يَوْمًا جَابِرَ بْنَ زَيْدٍ فَعَجِبَ مِنْ فِقْهِهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: سُئِلَ أَيُّوبُ هَلْ رَأَيْتَ جَابِرَ بْنَ زَيْدٍ؟ قَالَ: نَعَمْ. كَانَ لَبِيبًا لَبِيبًا لَبِيبًا. قَالَ عَارِمٌ فِي حَدِيثِهِ: مِنْ رَجُلٍ فِيهِ حَدٌّ.
__________
3057 التقريب (1/ 122) .(7/133)
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ إِيَاسَ بْنَ مُعَاوِيَةَ قَالَ: أَدْرَكْتُ الْبَصْرَةَ وَمَا لَهُمْ مُفْتٍ يُفْتِيهِمْ غَيْرُ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْحَوْضِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ قَالَ: سُجِنَ جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ فَأَرْسَلُوا إِلَيْهِ يَسْتَفْتُونَهُ فِي الخنثى كيف يورث؟ فقال:
تسجنوني وتستفتوني! قَالَ: انْظُرُوا مِنْ أَيِّهِمَا يَبُولُ فَوَرِّثُوهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حماد بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ أبي عيينة عَنْ هِنْدٍ قَالَتْ: خَرَجْنَا مِنَ الطَّاعُونِ فِرَارًا إِلَى الْعِرَاقِ فَكَانَ جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ يَأْتِينَا عَلَى حِمَارٍ فَكَانَ يَقُولُ: مَا أَقْرَبَكُمْ مِمَّنْ أَرَادَكُمْ!.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بن أبي عيينة عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: مَضَى مِنْ أَجَلِي سِتُّونَ سَنَةً. قَالَ: فَأَصَبْتُ فِيهَا وَنَعِمْتُ فَنَعْلِي الآنَ أَعَزُّ عَلَيَّ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ إلا خيرا قدمه.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: قِيلَ لِجَابِرِ بْنِ زَيْدٍ: إِنَّهُمْ يَكْتُبُونَ عَنْكَ مَا يَسْمَعُونَ. فَقَالَ: إِنَّمَا لِلَّهِ يَكْتُبُونَ. فَقَالَ عَفَّانُ: وَأَنَا أَتَحَوَّلُ عَنْهُ غَدًا. وَقَالَ عَارِمٌ: وَأَنَا أَرْجِعُ عَنْهُ غَدًا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَتِيقٍ قَالَ: ذُكِرَ جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ عِنْدَ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ فَقَالَ: رَحِمَ اللَّهُ جَابِرًا كَانَ مُسْلِمًا عِنْدَ الدَّرَاهِمِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بُرْجَانَ قَالَ: رَأَيْتُ أبا الشَّعْثَاءِ جَابِرَ بْنَ زَيْدٍ يَجِيءُ سَابِقَ الْحَاجِّ يَسِيرُ إِحْدَى عَشْرَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ الْحُدَّانِيُّ قَالَ:
رَأَيْتُ جَابِرَ بْنَ زَيْدٍ أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خُلْدَةَ قَالَ: رَأَيْتُ جَابِرَ بْنَ زَيْدٍ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ عَزْرَةَ قَالَ: قُلْتُ لِجَابِرِ بْنِ زَيْدٍ إِنَّ الإِبَاضِيَّةَ يَزْعُمُونَ أَنَّكَ مِنْهُمْ. قَالَ: أَبْرَأُ إِلَى اللَّهِ مِنْهُمْ. قَالَ سَعِيدٌ فِي حَدِيثِهِ: قُلْتُ لَهُ ذَلِكَ وَهُوَ يَمُوتُ.(7/134)
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ هِشَامٍ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: كَانَ بَرِيئًا مِمَّا يَقُولُونَ. يَعْنِي جَابِرَ بْنَ زَيْدٍ. قَالَ عَارِمٌ: وَكَانَتِ الإِبَاضِيَّةُ يَنْتَحِلُونَهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلالٍ قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أبي الْقَصَّافِ عَنْ عَزْرَةَ الْكُوفِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ فَقُلْتُ: إِنَّ هَؤُلاءِ يَنْتَحِلُونَكَ. فَقَالَ: أَبْرَأُ إِلَى اللَّهِ مِنْ ذَلِكَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ وَقَدْ ثَقُلَ. قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: مَا تَشْتَهِي؟
قَالَ: نَظْرَةٌ مِنَ الْحَسَنِ. قَالَ: فَأَتَيْتُ الْحَسَنَ وَهُوَ فِي مَنْزِلِ أبي خَلِيفَةَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ: اخْرُجْ بِنَا إِلَيْهِ. قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكَ. قَالَ: إِنَّ اللَّهَ سَيَصْرِفُ عَنِّي أَبْصَارَهُمْ. قَالَ: فَانْطَلَقْنَا حَتَّى دَخَلْنَا عَلَيْهِ. قَالَ: فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ: يَا أبا الشَّعْثَاءِ قُلْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ. قَالَ: فقال: يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ. قَالَ: فَتَلا هَذِهِ الآيَةَ. قَالَ: فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ: إِنَّ الإِبَاضِيَّةَ تَتَوَلاكَ. قَالَ: فَقَالَ: أَبْرَأُ إِلَى اللَّهِ مِنْهُمْ. قَالَ: فَمَا تَقُولُ فِي أهل النَّهَرِ؟ قَالَ: فَقَالَ: أَبْرَأُ إِلَى اللَّهِ مِنْهُمْ. قَالَ: ثُمَّ خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حماد بْنُ زَيْدٍ عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: قِيلَ لِجَابِرِ بْنِ زَيْدٍ وَهُوَ يَشْتَكِي: مَا تَشْتَهِي؟ قَالَ: نَظْرَةٌ مِنَ الْحَسَنِ.
قَالَ: فَانْطَلَقَ ثَابِتٌ إِلَى الْحَسَنِ وَهُوَ مُتَوَارٍ فِي مَنْزِلِ أبي خَلِيفَةَ فَجَاءَ بِهِ إِلَيْهِ. فَقَالَ:
أَقْعِدُونِي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ عَنْ عِصْمَةَ بْنِ سَالِمٍ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ قَالَ: أَتَيْتُ الْحَسَنَ وَهُوَ مُخْتَفٍ عِنْدَ أبي خَلِيفَةَ فَقُلْتُ: إِنَّ أَخَاكَ جَابِرَ بْنَ زَيْدٍ بِالْمَوْتِ. قَالَ: رُوَيْدًا نَمْشِي. فَلَمَّا أَمْسَى أَرْسَلَ إِلَى بَغْلَتِهِ فَرَكِبَهَا وَأَرْدَفَنِي خَلْفَهُ وَأَتَى جَابِرَ بْنَ زَيْدٍ فَلَمْ يَزَلْ عِنْدَهُ حَتَّى أَسْحَرَ. فَلَمَّا خَافَ الصُّبْحَ وَلَمْ يَمُتْ قَامَ فَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعًا وَدَعَا لَهُ. ثُمَّ انْصَرَفَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ أَبِي هِلالٍ عَنْ حَيَّانَ الأَعْرَجِ أَوْ أبي الصَّلْتِ الدَّهَّانِ. شَكَّ أَبُو هِلالٍ. أَنَّ جَابِرَ بْنَ زَيْدٍ أَوْصَى أَنْ تُغَسِّلَهُ امْرَأَتُهُ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَغَيْرُهُ: مَاتَ جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ سَنَةَ ثَلاثٍ وَمِائَةٍ. وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ:
مَاتَ جَابِرٌ سَنَةَ ثَلاثٍ وَتِسْعِينَ مَعَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فِي جُمُعَةٍ. قَالَ مُحَمَّدٌ: وَهَذَا خَطَأٌ(7/135)
وَوَهْلٌ مِنْ أبي نُعَيْمٍ فِيهِمَا جَمِيعًا. مَاتَ جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ سَنَةَ ثَلاثٍ وَمِائَةٍ مُجْمَعٌ عَلَيْهِ.
وَمَاتَ أَنَسٌ سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِينَ.
3058- أَبُو قِلابَةَ الْجَرْمِيُّ.
واسمه عبد الله بن زيد. وكان ثقة كثير الحديث وكان ديوانه بالشام.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قِلابَةَ قَالَ: قِيلَ أَيُّ النَّاسِ أَغْنَى؟ قَالَ: الَّذِي يَرْضَى بِمَا يُؤْتَى. قَالَ: فَأَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ؟
قَالَ: الَّذِي يَزْدَادُ مِنْ عِلْمِ النَّاسِ إِلَى عِلْمِهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ وَذَكَرَ أبا قِلابَةَ وَقَالَ: كَانَ وَاللَّهِ مِنَ الْفُقَهَاءِ ذَوِي الأَلْبَابِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالُوا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: قَالَ مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ: لَوْ كَانَ أَبُو قِلابَةَ مِنَ الْعَجَمِ لَكَانَ مُوبِذَ مُوبَذَانَ. يَعْنِي قَاضِي الْقُضَاةِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ عَنْ أبي قِلابَةَ قَالَ: إِذَا كَانَ الرَّجُلُ النَّاسُ أَعْلَمُ بِهِ مِنْ نَفْسِهِ فَذَاكَ قَمِنَ مِنْ أَنْ يَهْلِكَ. وَإِنْ كَانَ هُوَ أَعْلَمَ بِنَفْسِهِ مِنَ النَّاسِ فَذَاكَ قَمِنَ مِنْ أَنْ يَنْجُوَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: وَجَدْتُ أَعْلَمَ النَّاسِ بِالْقَضَاءِ أَشَدَّهُمْ مِنْهُ فِرَارًا وَأَشَدَّهُمْ لَهُ كَرَاهِيَةً. وَمَا أَدْرَكْتُ بِالْبَصْرَةِ رَجُلا كَانَ أَقْضَى مِنْ أبي قِلابَةَ مَا أَدْرِي مَا مُحَمَّدٌ لَوْ خُبِرَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ وَرْدَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ قَالَ:
طُلِبَ أَبُو قِلابَةَ لِلْقَضَاءِ فَفَرَّ فَلَحِقَ بِالشَّامِ فَأَقَامَ زَمَانًا ثُمَّ جَاءَ. قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: لَوْ أَنَّكَ وُلِّيتَ الْقَضَاءَ وعدلت بين الناس رجوت لك في ذلك أجرا. قَالَ لِي: يَا أَيُّوبُ السَّابِحُ إِذَا وَقَعَ فِي الْبَحْرِ كَمْ عَسَى أَنْ يَسْبُحَ؟.
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أبي خُشَيْنَةَ صَاحِبِ الزِّيَادِيِّ قَالَ: ذُكِرَ أَبُو قِلابَةَ عِنْدَ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ فَقَالَ: ذَاكَ أخي حقا.
__________
3058 التقريب (1/ 417) .(7/136)
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ قَالَ:
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ عَنْ أبي قِلابَةَ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: يَا أبا قِلابَةَ حَدِّثْ. قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنِّي لأَكْرَهُ كَثِيرًا مِنَ الْحَدِيثِ وَأَكْرَهُ كَثِيرًا مِنَ السُّكُوتِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْقَرْقَسَائِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ عَنْ مَخْلَدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أبي قِلابَةَ قَالَ: إِذَا حَدَّثْتَ الرَّجُلَ بِالسُّنَّةِ فَقَالَ: دَعْنَا مِنْ هَذَا وَهَاتِ كِتَابَ اللَّهِ. فَاعْلَمْ أَنَّهُ ضَالٌّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو قال: وأخبرنا عفان ابن مُسْلِمٍ وَأَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ وُهَيْبٍ جَمِيعًا عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أبي قِلابَةَ قَالَ: مَا ابْتَدَعَ رَجُلٌ بِدْعَةً إِلا اسْتَحَلَّ السَّيْفَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: قَالَ أَبُو قِلابَةَ: لا تُجَالِسُوا أهل الأَهْوَاءِ وَلا تُجَادِلُوهُمْ فَإِنِّي لا آمَنُ أَنْ يَغْمِسُوكُمْ فِي ضَلالَتِهِمْ أَوْ يَلْبِسُوا عَلَيْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْرِفُونَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: قَالَ أَبُو قِلابَةَ: إِنَّ أهل الأَهْوَاءِ أهل ضَلالَةٍ وَلا أَرَى مَصِيرَهُمْ إِلا إِلَى النَّارِ فَجَرَّتْهُمْ فَلَيْسَ مِنْهُمْ أَحَدٌ يَنْتَحِلُ رَأَيًا وَيَقُولُ قَوْلا فَيَتَنَاهَى بِهِ الأَمْرُ دُونَ السَّيْفِ. وَإِنَّ النِّفَاقَ كَانَ ضُرُوبًا. ثُمَّ تَلا: وَمِنْهُمْ مَنْ عاهَدَ اللَّهَ وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقاتِ.
فَاخْتَلَفَ قَوْلُهُمْ وَاجْتَمَعُوا فِي الشَّكِّ وَالتَّكْذِيبِ. وَإِنَّ هَؤُلاءِ اخْتَلَفَ قَوْلُهُمْ وَاجْتَمَعُوا فِي السَّيْفِ وَلا أَرَى مَصِيرَهُمْ إِلا إِلَى النَّارِ. قَالَ أَيُّوبُ: وَكَانَ وَاللَّهِ مِنَ الْفُقَهَاءِ ذَوِي الأَلْبَابِ. يَعْنِي أبا قِلابَةَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عن أبي قلابة قال: أَقَمْتُ بِالْمَدِينَةِ ثَلاثًا مَا لِي بِهَا مِنْ حَاجَةٍ إِلا حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْ رَجُلٍ أَقَمْتُ عَلَيْهِ حَتَّى قَدِمَ فَسَأَلْتُهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ قَالَ: كُنَّا نَأْتِي أبا قِلابَةَ فَإِذَا حَدَّثَنَا ثَلاثَةَ أَحَادِيثَ قَالَ: قَدْ أَكْثَرْتُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنْ غَيْلانَ بن(7/137)
جَرِيرٍ قَالَ: أَرَدْتُ أَنْ أَخْرُجَ مَعَ أبي قِلابَةَ إِلَى مَكَّةَ فَاسْتَأْذَنْتُ عَلَيْهِ فَقُلْتُ: أأدخل؟
فَقَالَ: نَعَمْ إِنْ لَمْ تَكُنْ حَرُورِيًّا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ حُمَيْدٍ قَالَ: كَانَ أَبُو قِلابَةَ يَأْتِي الْخَزَّازِينَ فَيَقُولُ: اكْتُبُوا لِي فِي مُطْرَفٍ طُولُهُ كَذَا وَعَرْضُهُ كَذَا وَهَيْئَتُهُ كَذَا.
فَإِذَا جَاءَ اشْتَرَاهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ أبي الصَّهْبَاءِ عَنْ أبي قِلابَةَ أَنَّهُ كَانَ يَخْضِبُ بِالسَّوَادِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: مَرِضَ أَبُو قِلابَةَ بِالشَّامِ فَأَتَاهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَعُودُهُ. فَقَالَ: يَا أبا قِلابَةَ تَشَدَّدْ لا يَشْمَتْ بِنَا الْمُنَافِقُونَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ أَنَّ أبا الْعَالِيَةِ لَمَّا دَخَلَ عَلَى أبي قِلابَةَ قَالَ: تَجَلَّدْ لا يَشْمَتْ بِنَا الْمُنَافِقُونَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: أَوْصَى أَبُو قِلابَةَ قَالَ: ادْفَعُوا كُتُبِي إِلَى أَيُّوبَ إِنْ كَانَ حَيًّا وَإِلا فَاحْرِقُوهَا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: مَاتَ أَبُو قِلابَةَ بِالشَّامِ بِدِيرَايَا. وَكَانَ مَكْتَبُهُ بِالشَّامِ. تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ أَوْ خَمْسٍ مائة.
3059- مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ.
ويكنى أبا عبد الله مولى طلحة بن عبيد الله التيمي من قريش.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيْمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ حُمَيْدٍ أَنَّ مُسْلِمَ بْنَ يَسَارٍ كَانَ قَائِمًا يُصَلِّي فِي بَيْتِهِ فَوَقَعَ إِلَى جَنْبِهِ حَرِيقٌ فَمَا شَعَرَ بِهِ حَتَّى طُفِئَتِ النَّارُ.
قَالَ: وقَالَ أَزْهَرُ السَّمَّانُ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: كَانَ مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ لا يَفْضُلُ عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ أَحَدٌ.
قَالَ: وَقَالَ زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الله بن مسلم بن يسار قال:
__________
3059 التقريب (2/ 247) .(7/138)
أَخْبَرَنِي أبي أَنَّ أَبَاهُ كَانَ إِذَا دَخَلَ الْمَنْزِلَ لَمْ يُسْمَعْ لَهُمْ ضَجَّةٌ فَإِذَا قَامَ يُصَلِّي ضَجُّوا وَضَحِكُوا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَتَّابٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ حَيَّانَ قَالَ:
ذُكِرَ لِمُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ قِلَّةُ الْتِفَاتِهِ فِي الصَّلاةِ. فَقَالَ: وَمَا يُدْرِيكُمْ أَيْنَ قَلْبِي؟.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: رَأَيْتُ مُسْلِمَ بْنَ يَسَارٍ يُصَلِّي كَأَنَّهُ وَتِدٌ لا يَتَرَوَّحُ عَلَى رِجْلٍ مَرَّةً وَعَلَى رِجْلٍ مَرَّةً وَلا يُحَرَّكُ له ثوبا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ عَنْ أبي قِلابَةَ قَالَ: سَأَلْتُ مُسْلِمَ بْنَ يَسَارٍ عَنِ الْخُشُوعِ فِي الصَّلاةِ فَقَالَ: تَضَعُ بَصَرَكَ حَيْثُ تَسْجُدُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ:
حَدَّثَنَا ثَابِتٌ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ أَنَّهُ قَالَ: مَا أَدْرِي مَا حُسِبَ إِيمَانُ عَبْدٍ لا يَدَعُ شَيْئًا مِمَّا يَكْرَهُهُ اللَّهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمٍ أَنَّ أَبَاهُ كَانَ يُفْطِرُ عَلَى التَّمْرِ وَبَلَغَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يُفْطِرُ عَلَى التَّمْرِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ أَنَّهُ قَالَ: مَا مِنْ شَيْءٍ مِنْ عَمَلِي إِلا وَأَنَا أَخَافُ أَنْ يَكُونَ قَدْ دَخَلَهُ مَا أَفْسَدَهُ لَيْسَ الْحَبُّ فِي اللَّهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُبَارَكٌ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مسلم ابن يَسَارٍ أَنَّ أَبَاهُ قَالَ: لا يَنْبَغِي لِلصَّدِيقِ أَنْ يَكُونَ لَعَّانًا. لَوْ لَعَنْتُ شَيْئًا مَا تَرَكْتُهُ فِي بَيْتِي. وَكَانَ لا يَسُبُّ أَحَدًا. وَكَانَ أَشَدُّ مَا يَقُولُ إِذَا غَضِبَ: فُرِّقَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ. قَالَ:
فَإِذَا قَالَ ذَلِكَ عَلِمُوا أَنَّهُ لَمْ يَبْقَ بَعْدَ ذَلِكَ شَيْءٌ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ بن فضالة قال: حدثني عبد الله ابن مُسْلِمٍ قَالَ: سُئِلَ مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ عَنِ الصَّلاةِ فِي السَّفِينَةِ قَاعِدًا فَقَالَ: إِنِّي لأَكْرَهُ أَوْ أَبْغَضُ أَنْ يَرَانِي اللَّهُ أَنْ أُصَلِّيَ قَاعِدًا مِنْ غَيْرِ مَرَضٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: إِنِّي لأَكْرَهُ أَنْ أَمَسَّ فَرْجِي بِيَمِينِي وَأَنَا أَرْجُو أَنْ آخُذَ بِهَا كِتَابِي.(7/139)
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدٍ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: إِيَّاكُمْ وَالْمِرَاءَ فَإِنَّهُ سَاعَةُ جَهْلِ الْعَالِمِ وَبِهِ يَبْتَغِي الشَّيْطَانُ زَلَّتَهُ. قَالَ مُحَمَّدٌ: هَذَا الْجِدَالُ هَذَا الْجِدَالُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ حَبِيبٍ. يَعْنِي ابْنَ الشَّهِيدِ. عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ أَنَّ مُسْلِمَ بْنَ يَسَارٍ مَرَّ بِمَسْجِدٍ فَأَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ فَرَجَعَ. فَقَالَ لَهُ الْمُؤَذِّنُ: مَا رَدَّكَ؟ قَالَ: أَنْتَ رَدَدْتَنِي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: كَانَ لأَبِي غُلامٌ لا يُصَلِّي وَكَانَ لا يَضْرِبُهُ يَقُولُ: مَا أَدْرِي مَا أَصْنَعُ بِهِ. قَدْ غَلَبَنِي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: ذَكَرَ أَيُّوبُ الْقُرَّاءَ الَّذِينَ خَرَجُوا مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ فَقَالَ: لا أَعْلَمُ أَحَدًا مِنْهُمْ قُتِلَ إِلا قَدْ رُغِبَ لَهُ عَنْ مَصْرَعِهِ وَلا نَجَا فَلَمْ يُقْتَلْ إِلا قَدْ نَدِمَ عَلَى مَا كَانَ مِنْهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أبي قِلابَةَ أَنَّ مُسْلِمَ بْنَ يَسَارٍ صَحِبَهُ إِلَى مَكَّةَ. قَالَ: فَقَالَ لِي وَذَكَرَ الْفِتْنَةَ:
إِنِّي أَحْمَدُ اللَّهَ إِلَيْكَ أَنِّي لَمْ أَرْمِ فِيهَا بِسَهْمٍ وَلَمْ أَطْعَنْ فِيهَا بِرُمْحٍ وَلَمْ أَضْرِبْ فِيهَا بِسَيْفٍ. قَالَ: قُلْتُ لَهُ: يَا أبا عَبْدِ اللَّهِ فَكَيْفَ بِمَنْ رَآكَ وَاقِفًا فِي الصَّفِّ؟ فَقَالَ هَذَا مُسْلِمُ بن يسار. الله مَا وَقَفْتُ هَذَا الْمَوْقِفَ إِلا وَهُوَ عَلَى الْحَقِّ. فَتَقَدَّمَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ. قَالَ: فَبَكَى وَبَكَى حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ قُلْتُ لَهُ شَيْئًا. قَالُوا: وَكَانَ مُسْلِمٌ ثِقَةً فَاضِلا عَابِدًا وَرِعًا أَرْفَعَ عِنْدَهُمْ مِنَ الْحَسَنِ. حَتَّى خَرَجَ مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الأَشْعَثِ فَوَضَعَهُ ذَلِكَ عِنْدَ النَّاسِ وَارْتَفَعَ الْحَسَنُ عَنْهُ. قَالُوا: وَتُوُفِّيَ مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ فِي خِلافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ سَنَةَ مِائَةٍ أَوْ إِحْدَى وَمِائَةٍ.
3060- جبير بن أبي حية.
وهو أبو زياد بن جبير. روى عن المغيرة بن شعبة.
__________
3060 التقريب (1/ 125) ، والتاريخ الكبير (2/ 1/ 224) ، والجرح (1/ 1/ 513) ، والجمع (1/ 66، 67) ، والكاشف (1/ 180) ، وتهذيب التهذيب (2/ 62، 63) ، والإصابة (1/ 225) ، وتهذيب الكمال (900) .(7/140)
3061- حيان بن عمير القيسي.
ويكنى أبا العلاء. وكان ثقة قليل الحديث. روى عن ابن عباس وعبد الله بن الزبير وعبد الرحمن بن سمرة.
3062- أبو مدينة السدوسي.
واسمه عبد الله بن حصين. وكان قليل الحديث. روى عن عبد اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ.
3063- خالد بن غلاق العبسي.
وكان قليل الحديث.
3064- مضارب بن حزن.
من بني مازن. وكان قليل الحديث. روى عن أبي هريرة.
3065- عبد الله بن أبي بكرة.
وأمه امرأة من بني سعد بْن زَيْد مناة بْن تميم ثم أحد بني صريم. وولد عبد الله بن أبي بكرة بالبحرين قبل أن ينزل البصرة وكان أسن ولد أبي بكرة ولم يل لهم شيئًا. وتوفي أبو بكرة عن أربعين ولدًا من بين ذكر وأنثى.
فأعقب منهم سبعة عبد الله بن أبي بكرة أحدهم.
3066- عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أبي بَكْرَة.
وأمه هولة بنت غليظ من بني عجل. قليل الحديث.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلالٍ عَنْ أبي حَمْزَةَ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ رَأَيْنَاهُ بِالْبَصْرَةِ يَتَوَضَّأُ هَذَا الْوُضُوءَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أبي بَكْرَةَ. قَالَ: قُلْنَا انْظُرُوا إِلَى هَذَا الْحَبَشِيِّ يَلُوطُ اسْتَهُ. يَعْنِي يَسْتَنْجِي بِالْمَاءِ. قَالُوا: وَوَلِيَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أبي بَكْرَةَ سِجِسْتَانَ أَيَّامَ زِيَادِ بْنِ أبي سُفْيَانَ. وَتُوُفِّيَ عُبَيْدُ اللَّهِ وَلَهُ عَقِبٌ.
3067- عبد الرحمن بن أبي بكرة.
وهو أول مولود ولد بالبصرة. فنحروا يومئذ جزورًا وهم بالخريبة فأطعم أهل البصرة فكفتهم وكانوا قدر ثلاثمائة. وكان ثقة له أحاديث ورواية. وأم عبد الرحمن هولة بنت غليظ من بني عجل. وتوفي عبد الرحمن وله عقب.
__________
3061 التاريخ الكبير (205) ، والصغير (1/ 239) ، والجرح (1085) ، والجمع (1/ 113) ، وتاريخ الإسلام (4/ 109) ، والكاشف (1/ 262) ، وتهذيب الكمال (1576) .
3063 التاريخ الكبير (568) ، والجرح (1562) ، والجمع (1/ 123) ، والكاشف (1/ 273) ، وتهذيب التهذيب (3/ 111، 112) ، وتهذيب الكمال (1641) .
3064 التقريب (2/ 252) .
3067 التقريب (1/ 474) .(7/141)
3068- عبد العزيز بن أبي بكرة.
وأمه أم ولد. وقد روي عنه أيضًا. وله أحاديث.
وتوفي عبد العزيز وله عقب.
3069- مسلم بن أبي بكرة.
وقد روي عنه. وتوفي وله عقب.
3070- رواد بن أبي بكرة.
وتوفي وله عقب.
3071- يزيد بن أبي بكرة.
3072- عتبة بن أبي بكرة.
3073- النَّضْرُ بْنُ أَنَسِ بْنِ مَالِكِ
بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب ابن عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ وأمه أم ولد. وكان ثقة وله أحاديث. وقد روي عنه ومات قبل الحسن.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْبُ بْنُ مَيْمُونٍ الأَنْصَارِيُّ قَالَ:
بَيْنَمَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ يُغَسِّلُ النَّضْرَ بْنَ أَنَسٍ وَالْحَسَنُ شَاهِدٌ وَأَنَا أُعَاطِيهِمْ فَقَالَ لِي مُحَمَّدٌ: حَيَّ بِنَمَطٍ. فَجِئْتُهُ بِنَمَطٍ أَحْمَرَ. فَقَالَ مُحَمَّدٌ: يَا أبا سَعْدٍ هَذَا زِينَةُ قَارُونَ.
فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ: نَعَمْ. فَقَالَ لِي مُحَمَّدٌ: حَيَّ بِغَيْرِهِ. قَالَ: فَجِئْتُهُ بِنَمَطٍ آخَرَ أَخْضَرَ فَلَفَّهُ فِيهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الأَسْوَدُ. يَعْنِي ابْنَ شَيْبَانَ. قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ بْنُ أبي الْحَسَنِ فِي جِنَازَةِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ وَكَانَ فِيهَا الأَشْعَثُ بْنُ أَسْلَمَ الْعِجْلِيُّ. فَقَالَ لَهُ: يَا أبا سَعِيدٍ إِنَّهُ يُعْجِبُنِي أَنْ لا أَسْمَعَ فِي الْجِنَازَةِ صَوْتًا. قَالَ: فَقَالَ الْحَسَنُ: إِنَّ لِلْخَيْرِ لأَهْلِينَ إِنَّ لِلْخَيْرِ لأَهْلِينَ. مَرَّتَيْنِ يَقُولُهُ. قَالَ: وَصَلَّى مُوسَى بْنُ أَنَسٍ يَوْمَئِذٍ فِي قَبْرِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ صَلاةَ الْعَصْرِ. قَالَ: وَكَانَ قَبْرًا وَاسِعًا مَضْرُوحًا فِيمَا يَحْسِبُ الأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ. أَخْبَرَنَا الأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ قَالَ: رَأَيْتُ مُوسَى بْنَ أَنَسٍ يَوْمَئِذٍ يُصَلِّي فِي قَبْرِ النَّضْرِ وَعَلَيْهِ دُرَّاعَةٌ حَمْرَاءُ لَيْسَ عَلَيْهَا رِدَاءٌ.
3074- عبد الله بن أنس بن مالك.
وأمه الفارعة بنت المثنى بن حارثة بن سلمة بن
__________
3068 التقريب (1/ 508) .
3069 التقريب (1/ 244) .
3073 التقريب (2/ 301) .(7/142)
ضمضم بن مرة الشيباني. وكان ثقة قليل الحديث.
3075- موسى بن أنس
بن مالك بن النضر. وأمه من أهل اليمن. وكان ثقة قليل الحديث.
3076- مَالِكُ بْنُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ قَالَ: كُنَّا بِالْبَحْرَيْنِ وَمَعَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَأَنَسُ بْنُ سِيرِينَ.
قَالَ: فَمَرِضْتُ فَثَقُلْتُ فَأُغْمِيَ عَلَيَّ سِتَّةَ أَيَّامٍ وَلَيَالِيهِنَّ. قَالَ: فَبَعَثَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ إِلَيَّ كُلَّ طَبِيبٍ بِالْبَحْرَيْنِ وَأَنَا لا أَعْقِلُ فَجَعَلُوا يَنْظُرُونَ إِلَيَّ فَجَعَلُوا يَقُولُونَ: نَحْلِقُ رَأْسَهُ وَنَكْوِيهِ. قَالَ هِشَامٌ: وَكَانَ لَهُ شَعْرٌ حَسَنٌ. فَقَالَ مَالِكٌ: لا أُزَوِّدُهُ نَارًا وَلا أَدْفِنُهُ إِلا جَمِيعًا. قَالَ: وَلَمْ يَذْكُرْ أَعَادَهُ. يَعْنِي أَنَّ مَالِكَ بْنَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَادَ مُحَمَّدًا فِي مَرَضِهِ.
3077- مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ.
ويكنى أبا بكر مولى أنس بن مالك. وكان ثقة مأمونًا عاليًا رفيعًا فقيهًا إمامًا كثير العلم ورعًا. وكان به صمم. قال: سألت محمد بن عبد الله الأنصاري: من أين كان أصل محمد بن سيرين؟ فقال: من سبي عين التمر. وكان مولى أنس بن مالك.
قال: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: وُلِدَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ لِسَنَتَيْنِ بَقِيَتَا مِنْ خِلافَةِ عُثْمَانَ وَوُلِدْتُ أَنَا لِسَنَةٍ بَقِيَتْ مِنْ خِلافَتِهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أبي أَنَّ أُمَّ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ صَفِيَّةَ مَوْلاةَ أبي بَكْرِ بْنِ أبي قُحَافَةَ طَيَّبَهَا ثَلاثَةٌ مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَدَعَوْا لَهَا وَحَضَرَ إِمْلاكَهَا ثَمَانِيَةَ عَشَرَ بَدْرِيًّا فِيهِمْ أبي بْنُ كَعْبٍ يَدْعُو وهم يؤمنون. قال: وَقَالَ بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ: وُلِدَ لِمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ثَلاثُونَ وَلَدًا مِنَ امْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ لَمْ يبق منهم غير عبد الله ابن مُحَمَّدٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ أنس
__________
3075 التقريب (2/ 281) .
3076 التقريب (2/ 223) .
3077 التقريب (2/ 169) .(7/143)
ابن سِيرِينَ قَالَ: دَخَلَ عَلَيْنَا زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَنَحْنُ سِتَّةُ إِخْوَةٍ فِيهِمْ مُحَمَّدٌ قَالَ: إِنْ شِئْتُمْ أَخْبَرْتُكُمْ مَنْ أَخُو كُلِّ وَاحِدٍ لأُمِّهِ. هَذَا وَهَذَا لأُمٍّ. وَهَذَا وَهَذَا لأُمٍّ. وَهَذَا وَهَذَا لأُمٍّ. فَمَا أَخْطَأَ شَيْئًا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: قَالَتْ أُمِّي لِهِشَامِ بْنِ حَسَّانَ:
عَنْ مَنْ يحدث محمد من أصحاب النبي. ص؟ قَالَ: عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَأَبِي هُرَيْرَةَ.
قَالَتْ: وَسَمِعَ مِنْهُمَ؟ قَالَ: نَعَمْ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: قَالَتْ أُمِّي لِهِشَامِ بْنِ حَسَّانَ: عَنْ مَنْ يُحَدِّثُ مُحَمَّدٌ مِنْ أصحاب النبي. ص؟ قَالَ: عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَأَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَتْ: وَسَمِعَ مِنْهُمَ؟ قَالَ: نَعَمْ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ أَخْضَرَ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ:
لَمْ يَكُنْ مُحَمَّدٌ يَرْفَعُ مِنْ حَدِيثِ أبي هُرَيْرَةَ إِلا ثَلاثَةَ أَحَادِيثَ لا يَجِيءُ إِلا بِالرَّفْعِ. أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَلَّى إِحْدَى صَلاتَيِ الْعِشَاءِ. وَقَوْلُهُ: جَاءَ أهل الْيَمَنِ. وَحَدِيثٌ ثَالِثٌ نَسِيَهُ سُلَيْمَانُ.
قَالَ: وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: كُنْتُ أَسْمَعُ الْحَدِيثَ مِنْ عَشَرَةٍ الْمَعْنَى وَاحِدٌ وَاللَّفْظُ مُخْتَلِفٌ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: كَانَ مُحَمَّدٌ يُحَدِّثُ بِالْحَدِيثِ عَلَى حُرُوفِهِ.
قَالَ: وأُخْبِرْتُ عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: قَالَ خَالِدٌ الْحَذَّاءُ: كُلُّ شَيْءٍ قَالَ مُحَمَّدٌ: نُبِّئْتُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ إِنَّمَا سَمِعَهُ مِنْ عِكْرِمَةَ لَقِيَهُ أَيَّامَ الْمُخْتَارِ بِالْكُوفَةِ.
قَالُوا: وَقَدْ رَوَى مُحَمَّدٌ أَيْضًا عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَيَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ وَشُرَيْحٍ وَغَيْرِهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ سِيرِينَ يَقُولُ: يَرْحَمُ اللَّهُ شُرَيْحًا إِنْ كَانَ لَيُدْنِي مَجْلِسِي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: إِنَّ هَذَا الْعِلْمَ دِينٌ فَانْظُرُوا عَنْ مَنْ تَأْخُذُونَهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ(7/144)
إِذَا حَدَّثَ كَأَنَّهُ يَتَّقِي شَيْئًا كَأَنَّهُ يَحْذَرُ شَيْئًا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ:
إِيَّاكُمْ وَالْكُتُبَ فَإِنَّمَا تَاهَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ. أَوْ قَالَ: ضَلَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِالْكُتُبِ. قَالَ بَكَّارٌ: وَلَمْ يَكُنْ لِجَدِّي وَلا لأَبِي وَلا لابْنِ عَوْنٍ كِتَابٌ فِيهِ تَمَامُ حَدِيثٍ وَاحِدٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ أَخْضَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدًا يَقُولُ: لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا كِتَابًا لاتَّخَذْتُ رَسَائِلَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زيد عن يَحْيَى بْنِ عَتِيقٍ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ كَانَ لا يَرَى بَأْسًا أَنْ يَكْتُبَ الْحَدِيثَ فَإِذَا حَفِظَهُ مَحَاهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حماد بن زيد عن شُعَيْبٍ قَالَ: قَالَ لَنَا الشَّعْبِيُّ: عَلَيْكُمْ بِذَاكَ الأَصَمِّ. يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ غَالِبٍ الْقَطَّانِ قَالَ:
خُذُوا بِحِلْمِ مُحَمَّدٍ وَلا تَأْخُذُوا بِغَضَبِ الْحَسَنِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو أَبُو سَهْلٍ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ يَكْرَهُ أَنْ يَكْتُبَ الْبَاءَ ثُمَّ يَمُدَّهَا إِلَى الْمِيمِ حَتَّى يَكْتُبَ السِّينَ. قَالَ: وَيَقُولُ: انْظُرْ مَا كَتَبْتُ: بِسْمِ اللَّهِ. ثُمَّ يَقُولُ فِيهِ قَوْلا شَدِيدًا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قال: سمعت محمد ابن سِيرِينَ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يُكْتَبَ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ لِفُلانٍ وَيَقُولُ: اكْتُبْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مِنْ فُلانٍ إِلَى فُلانٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَتِيقٍ قَالَ: رَأَى مُحَمَّدٌ رَجُلا يَكْتُبُ بِرِيقِهِ فِي نَعْلَيْهِ فَقَالَ مُحَمَّدٌ: يَسُرُّكَ أَنْ تَلْحَسَ نَعْلَكَ؟
فَأَلْقَاهَا مِنْ يَدِهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ احْتِسَابًا وَسَكَتَ مُحَمَّدٌ احْتِسَابًا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الأَشْعَثُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: كُنَّا إِذَا جَلَسْنَا إِلَيْهِ حَدَّثَنَا وَتَحَدَّثْنَا وَضَحِكَ وَسَأَلَ عَنِ الأَخْبَارِ. فَإِذَا سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ مِنَ الْفِقْهِ وَالْحَلالِ وَالْحَرَامِ تَغَيَّرَ لَوْنُهُ وَتَبَدَّلَ حَتَّى كَأَنَّهُ لَيْسَ بِالَّذِي كَانَ.(7/145)
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا مهدي بن ميمون قال: سمعت محمدا وما رآه رَجُلٌ فِي شَيْءٍ فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدٌ: إِنِّي قَدْ أَعْلَمُ مَا تُرِيدُ وَأَنَا أَعْلَمُ بِالْمِرَاءِ مِنْكَ وَلَكِنْ لا أُرِيدُ أَنْ أُمَارِيَكَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الأَحْوَلُ قَالَ: سَمِعْتُ مُوَرِّقًا الْعِجْلِيَّ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ رَجُلا أَفْقَهَ فِي وَرَعِهِ وَلا أَوْرَعَ فِي فِقْهِهِ مِنْ مُحَمَّدٍ.
قَالَ: وَقَالَ أَبُو قِلابَةَ: اصْرِفُوهُ حَيْثُ شِئْتُمْ فَلَتَجِدُنَّهُ أَشَدَّكُمْ وَرَعًا وَأَمْلَكَكُمْ لِنَفْسِهِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ يُحَدِّثُ رَجُلا فَقَالَ: مَا رَأَيْتُ الرَّجُلَ الأَسْوَدَ. ثُمَّ قَالَ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مَا أُرَانِي إِلا قَدِ اغْتَبْتُ الرَّجُلَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا طَلْقُ بْنُ وَهْبٍ الطَّاحِيُّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ وَقَدْ كُنْتُ اشْتَكَيْتُ فَقَالَ: ائْتِ فُلانًا فَاسْتَوْصِفْهُ فَإِنَّهُ حَسَنُ الْعِلْمِ بِالطِّبِّ. ثُمَّ قَالَ: وَلَكِنِ ائْتِ فُلانًا فَإِنَّهُ أَعْلَمُ مِنْهُ. ثُمَّ قَالَ:
أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مَا أُرَانِي إِلا قَدِ اغْتَبْتُهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ هِشَامٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدًا يَقُولُ: مَا حَسَدْتُ أَحَدًا شَيْئًا قَطُّ بَرًّا وَلا فَاجِرًا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدٌ: لَوْ شِئْتُ أَنْ أَزِنَ مَا آكُلُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدٌ: إِنِّي لأَزِنُ طَعَامِي وَزْنًا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عُثْمَانَ الْبَتِّيِّ قَالَ:
لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ بِهَذِهِ النُّقْرَةِ أَعْلَمَ بِالْقَضَاءِ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدٌ فِي شَيْءٍ رَاجَعْتُهُ فِيهِ: إِنِّي لَمْ أَقُلْ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ إِنَّمَا قُلْتُ لا أَعْلَمُ بِهِ بَأْسًا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ مِمَّنْ أَثِقُ بِهِ وَأُصَدِّقُهُ عَنْ(7/146)
سَوَّارِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ مُحَمَّدٌ وَالْحَسَنُ سَيِّدَيْ أهل هَذَا الْمِصْرِ عَرَبِيِّهَا وَمَوْلاهَا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدٌ: لَوْ يَعْلَمُ الَّذِي يَتَكَلَّمُ أَنَّ كَلامَهُ يُكْتَبُ عَلَيْهِ لَقَلَّ كَلامُهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ:
أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ سِيرِينَ مُقَيَّدًا فِي الْمَنَامِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ عَنْ بَعْضِ أَهْلِهِ قَالَ: مَا رَابَهُ شَيْءٌ إِلا تَرَكَهُ مُنْذُ نَشَأَ. يَعْنِي مُحَمَّدًا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَتِيقٍ أَنَّ أَعْرَابِيًّا دَخَلَ عَلَى ابْنِ سِيرِينَ فَجَعَلَ يَسْأَلُهُ عَنْ أَشْيَاءَ مِنْ أَمْرِ دِينِهِ فَجَعَلَ يُجِيبُهُ وَثَمَّ سلم ابن قُتَيْبَةَ فَقَالَ رَجُلٌ: سَلْهُ مَا يَقُولُ فِي الْقَدَرِ. فَقَالَ: يَا أبا بَكْرٍ مَا تَقُولُ فِي الْقَدَرِ؟ قَالَ:
أَيُّ الْقَوْمِ أَمَرَكَ بِهَذَا؟ ثُمَّ سَكَتَ سَاعَةً. ثُمَّ قَالَ مُحَمَّدٌ: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَيْسَ لَهُ عَلَى أَحَدٍ سُلْطَانٌ. وَلَكِنْ مَنْ أَطَاعَهُ أَهْلَكَهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ. وَأَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالا: قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى مُحَمَّدٍ فَذَكَرَ لَهُ شَيْئًا مِنَ الْقَدَرِ. فَقَالَ مُحَمَّدٌ: «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ» النحل: 90. قَالَ: وَوَضَعَ إِصْبَعَيْ يَدَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ وَقَالَ: إِمَّا أَنْ تَخْرُجَ عَنِّي وَإِمَّا أَنْ أَخْرُجَ عَنْكَ! قَالَ: فَخَرَجَ الرَّجُلُ. قَالَ:
فَقَالَ مُحَمَّدٌ: إِنَّ قَلْبِي لَيْسَ بِيَدِي وَإِنِّي خِفْتُ أَنْ يَنْفُثَ فِي قَلْبِي شَيْئًا فَلا أَقْدِرُ عَلَى أَنْ أُخْرِجَهُ مِنْهُ فَكَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ لا أَسْمَعَ كَلامَهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ وَهِشَامٍ قَالا:
مَا رَأَيْنَا أَحَدًا أَعْظَمَ رَجَاءً لأَهْلِ الْقِبْلَةِ مِنِ ابْنِ سِيرِينَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ قال: لم يبلغ محمدا حديثان قط أَحَدُهُمَا أَشَدُّ مِنَ الآخَرِ إِلا أَخَذَ بِأَشَدِّهِمَا. قَالَ:
وَكَانَ لا يَرَى بِالآخَرِ بَأْسًا وَكَانَ قَدْ طُوِّقَ لِذَلِكَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ وَعَفَّانُ قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ:
قَالَ أَبُو قِلابَةَ: وَأَيُّنَا يُطِيقُ مَا يُطِيقُ مُحَمَّدٌ؟ مُحَمَّدٌ يَرْكَبُ مِثْلَ حد السنان.(7/147)
قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: كَانَ مُحَمَّدٌ يَرْكَبُ مِثْلَ حَدِّ السَّيْفِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أبي أَنَّ ابْنَ سِيرِينَ اشْتَرَى هَذِهِ الأَرْضَ الَّتِي بِرُسْتَاقِ جَرْجَرَايَا وَصَارَتْ فِي يَدَيْ مُحَمَّدٍ وَفِي يَدَيْ أَخِيهِ يَحْيَى فَأَخَذَ بِخَرَاجِهَا.
وَكَانَ فِيهَا كَرْمٌ فَأَرَادُوا يَعْصِرُونَهُ فَقَالَ مُحَمَّدٌ: لا تَعْصِرُوهُ بِيعُوهُ رَطْبًا. قَالُوا: لا يُنْفِقُ عَنَّا. قَالَ: فَاجْعَلُوهُ زَبِيبًا. قَالُوا: لا يَجِيءُ مِنْهُ الزَّبِيبُ. فَضَرَبَ الْكَرْمَ وَأَلْقَاهُ فِي الْمَاءِ وَانْحَدَرَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ قَالَ:
حَدَّثَتْنِي حَفْصَةُ بِنْتُ سِيرِينَ قَالَتْ: كَانَتْ أُمُّ مُحَمَّدٍ امْرَأَةً حِجَازِيَّةً. وَكَانَ يُعْجِبُهَا الصِّبْغُ. وَكَانَ مُحَمَّدٌ إِذَا اشْتَرَى لَهَا ثَوْبًا اشْتَرَى أَلْيَنَ مَا يَجِدُ لا يَنْظُرُ فِي بَقَائِهِ فَإِذَا كَانَ كُلَّ يَوْمِ عِيدٍ صَبَغَ لَهَا ثِيَابَهَا. قَالَتْ: وَمَا رَأَيْتُهُ رَافِعًا صَوْتَهُ عَلَيْهَا قَطُّ وَكَانَ إِذَا كَلَّمَهَا كَلَّمَهَا كَالْمُصْغِي إِلَيْهَا بِالشَّيْءِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ أَنَّ مُحَمَّدًا كَانَ إِذَا كَانَ عِنْدَ أُمِّهِ لَوْ رَآهُ رَجُلٌ لا يَعْرِفُهُ ظَنَّ أَنَّ بِهِ مَرَضًا مِنْ خَفْضِهِ كلامه عندها. قال: سألت محمد ابن عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيَّ عَنْ سَبَبِ الدَّيْنِ الَّذِي رَكِبَ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ حِينَ حُبِسَ لَهُ قَالَ: كَانَ اشْتَرَى طَعَامًا بِأَرْبَعِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ فَأُخْبِرَ عَنْ أَصْلِ الطَّعَامِ بِشَيْءٍ كَرِهَهُ فَتَرَكَهُ أَوْ تَصَدَّقَ بِهِ وَبَقِيَ الْمَالُ عَلَيْهِ. فَحُبِسَ بِهِ حَبَسَتْهُ امْرَأَةٌ. وَكَانَ الَّذِي حَبَسَهُ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أبي أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ كَانَ بَاعَ مِنْ أُمِّ مُحَمَّدٍ بِنْتِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ أبي الْعَاصِ الثَّقَفِيِّ جَارِيَةً فَرَجَعَتْ إِلَى مُحَمَّدٍ فَشَكَتْ أَنَّهَا تُعَذِّبُهَا فَأَخَذَهَا مُحَمَّدٌ وَكَانَ قَدْ أَنْفَقَ ثَمَنَهَا فَهِيَ الَّتِي حَبَسَتْهُ وَهِيَ الَّتِي تَزَوَّجَهَا سَلْمُ بْنُ زِيَادٍ وَأَخْرَجَهَا إِلَى خُرَاسَانَ وَكَانَ أَبُوهَا يُلَقَّبُ كِرْكِرَةَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى ابْنِ سِيرِينَ السِّجْنَ وَهُوَ يُكْتِبُ رَجُلا سِعْرًا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنْ محمد ابن سِيرِينَ قَالَ: لَعَمْرِي لَقَدْ شُهِرْتُ.(7/148)
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا حماد بن سلمة عن ثابت البناني قال: قَالَ لِي مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ: يَا أبا مُحَمَّدٍ إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَمْنَعُنِي مِنْ مُجَالَسَتِكُمْ إِلا مَخَافَةُ الشُّهْرَةِ. فَلَمْ يَزَلْ بِي الْبَلاءُ حَتَّى أُخِذَ بِلِحْيَتِي فَأُقِمْتُ عَلَى الْمَصْطَبَةِ فَقِيلَ: هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ أَكَلَ أَمْوَالَ النَّاسِ. وَكَانَ عَلَيْهِ دَيْنٌ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ عَنْ هِشَامٍ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ أَنَّهُ اشْتَرَى طَعَامًا بَيْعًا مَنُونِيًّا فَأَشْرَفَ فِيهِ عَلَى رِبْحِ ثَمَانِينَ أَلْفًا فَعَرَضَ فِي قَلْبِهِ مِنْهُ شَيْءٌ فَتَرَكَهُ. قَالَ هِشَامٌ: وَاللَّهِ مَا هُوَ بِرِبًا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ خُلَيْفِ بْنِ عُقْبَةَ قَالَ: قَالَ لِي أبي خُلَيْفُ بْنُ عُقْبَةَ كَانَ ابْنُ سِيرِينَ يُسَبِّحُ وَحْدَهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُثْمَانُ الْبَتِّيُّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى ابْنِ سِيرِينَ فَقَالَ: يَا عُثْمَانُ مَا يَقُولُ النَّاسُ فِي الْقَدَرِ؟
فَقُلْتُ: مِنْهُمْ مَنْ يُثْبِتُهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ مَا قَدْ بَلَغَكَ. فَقَالَ: لِمَ تَرُدُّ الْقَدَرَ عَلَيَّ؟ إِنَّهُ مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُوَفِّقْهُ لِطَاعَتِهِ وَمَحَابِّهِ مِنَ الأَعْمَالِ. وَمَنْ يُرِدْ بِهِ غَيْرَ ذَلِكَ يُعَذِّبْهُ غَيْرَ ظَالِمٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا. فَإِذَا وَافَقَ صَوْمُهُ الْيَوْمَ الَّذِي يُفْطِرُ يَشُكُّ فِيهِ أَنَّهُ مِنْ شَعْبَانَ أَوْ مِنْ رَمَضَانَ صَامَهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَيُّوبَ وَهِشَامٍ أَنَّ ابْنَ سِيرِينَ كَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ سِيرِينَ قَالَ: كَانَتْ لِمُحَمَّدٍ سَبْعَةُ أَوْرَادٍ فَكَانَ إِذَا فَاتَهُ شَيْءٌ مِنَ اللَّيْلِ قَرَأَهُ بِالنَّهَارِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ أَنَّ مُحَمَّدًا كَانَ يَغْتَسِلُ كُلَّ يَوْمٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدٌ: نَفْسِي تُكَلِّفُنِي أَشْيَاءَ وَدِدْتُ أَنَّهَا لا تُكَلِّفُنِي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنْ محمد(7/149)
قال: أنا في بلاء شديد أَشْتَهِي أَنْ أَشْبَعَ فَلا أَشْبَعَ وَأَشْتَهِي أَنْ أُرْوَى فَلا أُرْوَى.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمٌ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدٍ أَنَّهُ كَانَ إِذَا تَلا هَذِهِ الآيَةَ: «وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكافِرِينَ» آل عمران: 141.
قَالَ: اللَّهُمَّ مَحِّصْنَا وَلا تَجْعَلْنَا كَافِرِينَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَزْهَرُ بْنُ سَعْدٍ السَّمَّانُ عَنِ ابن عون قال: كانا إِذَا ذَكَرُوا عِنْدَ مُحَمَّدٍ رَجُلا بِسَيِّئَةٍ ذَكَرَهُ مُحَمَّدٌ بِأَحْسَنَ مَا يَعْلَمُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَزْهَرُ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: جَاءَ نَاسٌ إِلَى مُحَمَّدٍ فَقَالُوا: إِنَّا قَدْ نِلْنَا مِنْكَ فَاجْعَلْنَا فِي حِلٍّ. فَقَالَ: لا أُحِلُّ لَكُمْ شَيْئًا حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَيْكُمْ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَزْهَرُ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: كَانَ مُحَمَّدٌ إِذَا نَامَ وَجَّهَ نَفْسَهُ. قَالَ: وَرُبَّمَا اسْتَلْقَى عَلَى ظَهْرِهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَزْهَرُ السَّمَّانُ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: مَا أَخْطَأَنِي يَوْمُ عِيدٍ إِلا أَتَيْتُ مُحَمَّدًا فِيهِ فَلا يُعْدِمُنِي أَنْ أُصِيبَ فِيهِ خَبِيصًا أَوْ فَالُوذَقًا. قَالَ: وَكَانَ يُدَارِئُ بِهِ الْبَوْلَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: مَا أَتَيْنَا مُحَمَّدًا فِي يَوْمِ عِيدٍ قَطُّ أَلا أَطْعَمَنَا فِيهِ خَبِيصًا أَوْ فَالُوذَقًا. وَكَانَ لا يَخْرُجُ يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَأْمُرَ بِزَكَاةِ رَمَضَانَ فَتُطَيَّبُ وَيُرْسَلُ بِهَا إِلَى الْمَسْجِدِ الْجَامِعِ. ثُمَّ يَخْرُجُ إِلَى الْعِيدِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ قَالَ:
كَانَ مُحَمَّدٌ يَكْرَهُ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ إِلا كَمَا أُنْزِلَ. يَكْرَهُ أَنْ يَقْرَأَهُ ثُمَّ يَتَكَلَّمَ ثُمَّ يَعُودَ فَيَقْرَأَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: كَانَ إِذَا وَدَّعَ رَجُلا قَالَ: اتَّقِ اللَّهَ وَاطْلَبْ مَا قُدِّرَ لَكَ مِنْ حَلالٍ فَإِنَّكَ إِنْ أَخَذْتَهُ مِنْ حَرَامٍ لَمْ تُصِبْ أَكْثَرَ مِمَّا قُدِّرَ لَكَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: كَانُوا يَقُولُونَ الْمُسْلِمُ الْمُسْلِمُ عِنْدَ الدَّرَاهِمِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ يَأْتِينِي إِلَى الْحَانُوتِ وَيَجِيئُنِي الرِّجَالُ فَأَعْرِضُ عَلَيْهِمُ الْمَتَاعَ فَيَقُولُ لَهُمْ مُحَمَّدٌ: إِنْ شِئْتُمْ أُخْرِجُهُ لَكُمْ إِلَى الدَّارِ. قَالَ: فَأَخْرَجَهُ لَهُمْ إِلَى الدَّارِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ كَانَ إِذَا(7/150)
اسْتَسْلَفَ مَالا وَزَنَهُ بِشَيْءٍ وَخَتَمَهُ. فَإِذَا قَضَاهُ وَزَنَهُ بِذَلِكَ الْوَزْنِ ثُمَّ دَفَعَهُ إِلَيْهِ. قَالَ مُحَمَّدٌ: الْوَزْنُ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كُدَيْنَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْنٍ قَالَ:
كَانَ ابْنَ سِيرِينَ إِذَا وَقَعَ عِنْدَهُ دِرْهَمٌ زَائِفٌ أَوْ سَتُّوقٍ لَمْ يَشْتَرِ بِهِ. فَمَاتَ يَوْمَ مَاتَ وَعِنْدَهُ خَمْسُ مِائَةِ سَتُّوقَةٍ وَزُيُوفٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ قَالَ: قَدِمْتُ الْكُوفَةَ وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَشْتَرِيَ الْبَزَّ. فَأَتَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ بِالْكُوفَةِ فَسَاوَمْتُهُ. فَجَعَلَ إِذَا بَاعَنِي صِنْفًا مِنْ أَصْنَافِ الْبَزِّ قَالَ: هَلْ رَضِيتَ؟ فَأَقُولُ:
نَعَمْ. فَيُعِيدُ ذَلِكَ عَلَيَّ ثَلاثَ مَرَّاتٍ. ثُمَّ يَدْعُو رَجُلَيْنِ فَيُشْهِدُهُمَا عَلَى بَيْعِنَا ثُمَّ يَقُولُ:
انْقُلْ مَتَاعَكَ. وَكَانَ لا يَشْتَرِي وَلا يَبِيعُ بِهَذِهِ الدَّرَاهِمِ الْحَجَّاجِيَّةِ. فَلَمَّا رَأَيْتُ وَرَعَهُ مَا تَرَكْتُ شَيْئًا مِنْ حَاجَتِي أَجِدُهُ عِنْدَهُ إِلا اشْتَرَيْتُهُ حَتَّى لَفَائِفَ الْبَزِّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلالٍ قَالَ: رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ يَخْرُجُ وَهُوَ مُتَوَشِّحٌ عَاقِدٌ ثَوْبَهُ عَلَى عَاتِقِهِ فَيَقْعُدُ فِي الْمَسْجِدِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَتِيقٍ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ خَائِفًا إِنَّهُ فَعَلَ مَا فَعَلَ. ثُمَّ أَتَى مَكَّةَ يُفْتِي النَّاسَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَتِيقٍ عَنْ مُحَمَّدٍ أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يُشَارِطَ الْقَسَّامَ. قَالَ: وَكَانَ يَكْرَهُ الرِّشْوَةَ فِي الْحُكْمِ. وَقَالَ:
حُكْمٌ يَأْخُذُونَ عَلَيْهِ أَجْرًا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا معاذ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ بَعَثَ إِلَى الْحَسَنِ فَقَبِلَ وَبَعَثَ إِلَى ابْنِ سِيرِينَ فَلَمْ يَقْبَلْ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: خَتَنَ هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ بَنِيهِ فَدَعَا حَيَارَى آلِ الْمُهَلَّبِ. قَالَ: فَقِيلَ لِمُحَمَّدٍ: أَلا تَرَى مَا صَنَعَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَ: لا تَنْجُلُوا أبا عَبْدِ اللَّهِ لا تَنْجُلُوا أبا عَبْدِ اللَّهَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ غَالِبٍ قَالَ: أَتَيْتُ مُحَمَّدًا وَذَكَرَ مِزَاجَهُ فَسَأَلْتُهُ عَنْ هِشَامٍ فَقَالَ: تُوُفِّيَ الْبَارِحَةَ أَمَا شَعَرْتَ؟ فَقُلْتُ: «إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ» البقرة: 156! فضحك.(7/151)
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: رَأَيْتُ مُحَمَّدًا إِذَا تَوَضَّأَ فَغَسَلَ رِجْلَيْهِ بَلَغَ الْوُضُوءُ عَضَلَةَ سَاقَيْهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمٌ قَالَ: حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: رَأَيْتُ مُحَمَّدًا يَكْنُسُ مَسْجِدَهُ بِثَوْبِهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَمُسْلِمٌ قَالا: حَدَّثَنَا قُرَّةُ قَالَ: كَانَ نَقْشُ خَاتَمِ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ كُنْيَتَهُ أَبُو بَكْرٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ أَنَّ نَقْشَ خَاتَمِ مُحَمَّدٍ كُنْيَتُهُ أَبُو بَكْرٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حماد بْنُ زَيْدٍ عَنْ هِشَامٍ أَنَّ نَقْشَ خَاتَمِ مُحَمَّدٍ مِثْلَهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى ابْنِ سِيرِينَ حَلْقَةً مِنْ فِضَّةٍ وَيَتَخَتَّمُ فِي الشِّمَالِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ مُحَمَّدٍ لَمَّا خَرَجَ إِلَى ابْنِ هُبَيْرَةَ. فَلَمَّا حَضَرَتِ الصَّلاةُ قَالَ لِي: تَقَدَّمْ فَصَلِّ بنا. فَصَلَّيْتُ.
قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: أَلَيْسَ كُنْتَ تَقُولُ لا يَتَقَدَّمُ إِلا مَنْ جَمَعَ الْقُرْآنَ فَكَيْفَ قَدَّمْتَنِي؟ قَالَ:
وَقُلْتُ صَنَعْتُ شَيْئًا كَرِهَهُ مُحَمَّدٌ لِنَفْسِهِ. قَالَ: فَذَكَرْتُ لَهُ ذَلِكَ فَقَالَ: إِنِّي كَرِهْتُ أَنْ أَتَقَدَّمَ فَيَقُولَ النَّاسُ هَذَا مُحَمَّدٌ يَؤُمُّ النَّاسِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: كَانُوا يَكْرَهُونَ تَخَطِّيَ رِقَابِ النَّاسِ فِي الْجُمُعَةِ. قَالَ: وَقَالَ مُحَمَّدٌ: إِنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّ ابْنَ سِيرِينَ يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ. قَالَ: وَأَنَا لا أَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ وَلَكِنِّي أَجِيءُ فَيَعْرِفُنِي الرَّجُلُ فَيُوَسِّعُ لِي فَأَمْضِي. ثُمْ يَعْرِفُنِي الآخَرُ فَيُوَسِّعُ لِي فَأَمْضِي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: أَدْرَكْتُ مَسْجِدَ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ وَمَسْجِدَ أَنَسٍ وَمَسْجِدَ حَفْصَةَ بِالْعَرَانِيسِ الْمُعَرَّاةِ فِي دَارِ سِيرِينَ لا يَدْخُلُهَا صَبِيُّ وَلا أَحَدٌ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ قَالَ: مَاتَتِ ابْنَةٌ لِلْحَسَنِ وَهُوَ مُتَوَارٍ فَأَتَيْتُهُ فَقَالَ: افْعَلُوا كَذَا. وَافْعَلُوا(7/152)
كَذَا. وَرَجَوْتُ أَنْ يَأْمُرَنِي أَنْ أُصَلِّيَ عَلَيْهَا فَقَالَ: إِذَا أَخْرَجْتُمُوهَا فَمُرُوا مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ يُصَلِّ عَلَيْهَا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: سَمِعْتُ محمد ابن سِيرِينَ يَقُولُ: عَفَفْتُ عَنْ نَفْسِي بَعْدَ أَنْ كُنْتُ رَجُلا بِبُخْتِيَّةٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ مَهْدِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ سِيرِينَ يَلْبَسُ طَيْلَسَانًا. وَكَانَ يَلْبَسُ كِسَاءً أَبْيَضَ فِي الشِّتَاءِ وَعِمَامَةً بَيْضَاءَ وَفَرْوَةً.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ المغيرة قال: رأيت محمد ابن سِيرِينَ يَلْبَسُ الثِّيَابَ الْيُمْنَةَ وَالطَّيَالِسَةَ وَالْعَمَائِمَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ خُلَيْفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ قَالَ: رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ يَتَعَمَّمُ بِعِمَامَةٍ بَيْضَاءَ لاطِيَّةٍ قَدْ أَرْخَى ذُؤَابَتَهَا مِنْ خَلْفِهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَشْهَبِ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى ابْنِ سِيرِينَ ثِيَابَ كَتَّانٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ يَذْكُرُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ خِضَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمْ يكن بلغ ذلك ولكن أبو بَكْرٍ خَضَبَ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ. قَالَ ابْنُ سِيرِينَ: فَخَضَبْتُ يَوْمَئِذٍ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ خُلَيْفِ بْنِ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ سِيرِينَ يَخْضِبُ بِالصُّفْرَةِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كَعْبٍ قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ يَقُولُ لِلْخَرَّازِ إِذَا خَرَزَ لَهُ خُفًّا: لا تَبُلَّ الْخُيُوطَ بِرِيقِكَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ سِيرِينَ لا يُحْفِي شَارِبَهُ كَمَا يُحْفِي بَعْضُ النَّاسَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي حُمَيْدٌ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ أَمَرَ سُوَيْدًا أبا مَحْفُوظٍ أَنْ يَجْعَلَ لَهُ حُلَّةً حِبَرَةً يُكَفَّنُ فِيهَا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: كَانَتْ وَصِيَّةُ ابْنِ(7/153)
سِيرِينَ ذِكْرُ مَا أَوْصَى بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ أبي عَمْرَةَ بَنِيهِ وَأَهْلَهُ أَنْ يَتَّقُوا اللَّهَ وَيُصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِهِمْ وَأَنْ يُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ. وَأَوْصَاهُمْ بِمَا أَوْصَى بِهِ إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ: «يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ» البقرة: 132. وَأَوْصَاهُمْ أَنْ لا يَدَّعُوا أَنْ يَكُونُوا إِخْوَانَ الأَنْصَارِ وَمَوَالِيَهُمْ فِي الدِّينِ فَإِنَّ الْعَفَافَ وَالصِّدْقَ خَيْرٌ وَأَبْقَى وَأَكْرَمُ مِنَ الزِّنَا وَالْكَذِبِ. وَأَوْصَى فِيمَا تَرَكَ: إِنْ حَدَثَ بِي حَدَثٌ قَبْلَ أَنْ أُغَيِّرَ وَصِيَّتِي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أبي عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: لَمَّا ضَمِنْتُ عَنْ أبي دَيْنَهُ قَالَ لِي: بِالْوَفَاءِ؟ قُلْتُ: بِالْوَفَاءِ. فَدَعَا لِي بِخَيْرٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أبي قَالَ: قَضَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِيهِ ثَلاثِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ فَمَا مَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَتَّى قَوَّمْنَا مَالَهُ ثَلاثَ مِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ أَوْ نَحْوًا مِنْ ثَلاثِ مِائَةِ أَلْفٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدٍ أَنَّهُ كَانَ يَأْمُرُ أَنْ يُجْعَلَ لِقَمِيصِ الْمَيِّتِ أَزْرَارٌ وَيُكَفُّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ هِشَامٍ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: تُجْعَلُ لَهُ أَزْرَارٌ وَلا تُزَرُّ عَلَيْهِ. قَالَ أَيُّوبُ: أَنَا زَرَرْتُ عَلَى مُحَمَّدٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حماد بْنُ زَيْدٍ قَالَ: مَاتَ مُحَمَّدٌ يَوْمَ الْجُمُعَةِ. وَغَسَّلَهُ أَيُّوبُ وَابْنُ عَوْنٍ. وَلا أَدْرِي مَنْ حَضَرَ مَعَهُمْ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا محمد بن عمر وقال مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ:
وَأُخْبِرْتُ عَنْ هُشَيْمٍ عَنْ مَنْصُورٍ قَالا: هَلَكَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ بَعْدَ الْحَسَنِ بِمِائَةِ يَوْمٍ وَذَلِك سَنَةَ عَشْرٍ وَمِائَةٍ. وَأَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: تُوُفِّيَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ وَقَدْ بَلَغَ نَيِّفًا وَثَمَانِينَ سَنَةً.
3078- مَعْبَدُ بْنُ سِيرِينَ.
وكان أسن من محمد بن سيرين وأقدم أخوته. وكان ثقة وقد روى أحاديث وسمع ابن أبي سعيد الخدري.
قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أبي قَالَ: مَعْبَدُ بْنُ سِيرِينَ وَأَنَسُ بْنُ
__________
3078 التقريب (2/ 262) .(7/154)
سِيرِينَ وَعَمْرَةُ بِنْتُ سِيرِينَ وَسَوْدَةُ بِنْتُ سِيرِينَ مِنْ أُمِّ وَلَدٍ لأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ نَزَلَ لَهُ عَنْهَا وَزَوَّجَهُ إِيَّاهَا. وَكَانَ لأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ مِنْهَا وَلَدَانِ مَعْبَدٌ وَأُمُّ حَرَامٍ.
3079- يَحْيَى بْنُ سِيرِينَ.
وهو أخو محمد بن سيرين لأمه أمهما صفية.
قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ سِيرِينَ بَعَثَ بِبَنِيهِ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ فَلَمَّا قَدِمُوا كَانَ يَحْيَى ابْنُهُ أَحْفَظَهُمْ. فَكَنَاهُ أَبُو هُرَيْرَةَ لِحِفْظِهِ. وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ. وَمَاتَ بِجَرْجَرَايَا فَقَبْرُهُ هُنَاكَ. وَمَاتَ قَبْلَ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الأَحْوَلُ عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ قَالَتْ: قَالَ لِي أَنَسٌ: فِي أَيِّ مَوْتَةٍ مَاتَ يَحْيَى بْنُ سِيرِينَ؟ قَالَتْ: قُلْتُ: فِي الطَّاعُونِ. قَالَ: أَمَا إِنَّ الطَّاعُونَ شَهَادَةٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ.
3080- أَنَسُ بْنُ سِيرِينَ.
ويكنى أبا حمزة. سمي باسم أنس بن مالك وكني بكنيته. وفي بعض حديث حماد بن زيد أنه يكنى أبا موسى. وكان ثقة قليل الحديث.
قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ عَنْ أَسْمَاءَ بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: لَمَّا وُلِدْتُ انْطُلِقَ بِي إِلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فَسَمَّانِي بِاسْمِهِ وَكَنَانِي بِكُنْيَتِهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: وُلِدْتُ لِسَنَةٍ بَقِيَتْ مِنْ خِلافَةِ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَوَّامِ قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ قَالَ:
اسْتَعْمَلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ عَلَى الْبَصْرَةِ فَأَرْسَلَ إِلَى مَوْلاهُ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ فَاسْتَعْمَلَهُ عَلَى الأُبُلَّةِ. قَالَ: فَقَالَ أَنَسُ بْنُ سِيرِينَ: أَتُرِيدُ أَنْ تَجْعَلَنِي عَاشِرًا؟ قَالَ:
فَقَالَ لَهُ: أَمَا تَرْضَى بِكِتَابِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ؟ قَالَ: فَأَخْرَجَهُ فَإِذَا فِيهِ أَنْ يَأْخُذَ مِنْ تُجَّارِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ أَرْبَعِينَ دِرْهَمًا دِرْهَمًا. وَمِنْ تُجَّارِ أَهْلِ الذِّمَّةِ مِنْ كُلِّ عِشْرِينَ دِرْهَمًا دِرْهَمًا. وَمِنْ تُجَّارِ أَهْلِ الْحَرْبِ مِنْ كُلِّ عَشَرَةِ الدَّرَاهِمِ دِرْهَمًا. قَالَ: وَتُوُفِّيَ أَنَسُ بْنُ سِيرِينَ بَعْدَ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ.
3081- أَبُو نَضْرَةَ.
وَاسْمُهُ الْمُنْذِرُ بْنُ مَالِكِ بْنِ قُطَعَةَ من العوقة. وهو بطن من عبد
__________
3079 التقريب (2/ 349) .
3080 التقريب (1/ 84) .
3081 التقريب (2/ 275) .(7/155)
القيس. وكان ثقة إن شاء الله كثير الحديث وليس كل أحد يحتج به.
قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: أَتَانِي سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ وَابْنُ عَوْنٍ يُعَزِّيَانِي بِأُمِّي فَقَالَ سُلَيْمَانُ: حَدَّثَنَا أَبُو نَضْرَةَ قَالَ: يَقُولُ ابْنُ عَوْنٍ قَدْ رَأَيْتُ أبا نَضْرَةَ قَالَ: يَقُولُ سُلَيْمَانُ فَمَا رَأَيْتُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ. قَالَ خَالِدُ بْنُ حَرْمَلَةَ أَبُو حَرْمَلَةَ ابْنُ عَمِّ أبي نَضْرَةَ قَالَ: حَدَّثَتْنِي الْمُؤَثِّرَةُ بِنْتُ أَرْبَكَ أَنَّ أبا نَضْرَةَ غَزَا بِامْرَأَتِهِ زَيْنَبَ إِلَى خُرَاسَانَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ رَاشِدٍ قَالَ: رَأَيْتُ أبا نَضْرَةَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَشْهَبِ قَالَ: رَأَيْتُ أبا نَضْرَةَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ أَحْيَانًا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ رَاشِدٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى أبي نَضْرَةَ عِمَامَةً سَوْدَاءَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قالا: حدثنا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: شَهِدْتُ الْحَسَنَ حِينَ مَاتَ أَبُو نَضْرَةَ صَلَّى بِنَا عَلَى الْجَنَازَةِ. ثُمَّ حَضَرَتِ الظُّهْرُ فَصَلَّى بِنَا أَيْضًا فِي الْجَبَّانَةِ كَمَا هُوَ لَيْسَ بَيْنَ يَدَيْهِ سُتْرَةٌ وَالْقُبُورُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ.
قَالَ: وَتُوُفِّيَ أَبُو نَضْرَةَ فِي وِلايَةِ عُمَرَ بْنِ هُبَيْرَةَ.
3082- سَعْدُ بْنُ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ الأَنْصَارِيُّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ قَالَ:
سَمِعْتُ زُرَارَةَ بْنَ أَوْفَى وَالْحَسَنَ وَأَبَا نَضْرَةَ يُحَدِّثُونَ عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ:
دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ فَانْتَسَبْتُ لَهَا وَقَالَتْ: ابْنُ قَتِيلٍ يَوْمَ أُحُدٍ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالُوا: وَكَانَ سَعْدُ بْنُ هِشَامٍ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ.
3083- علقمة بن عبد الله المزني.
وكان ثقة قليل الحديث. وتوفي في خلافة عمر بن عبد العزيز.
__________
3082 التاريخ الكبير (1980) ، والجرح (424) ، والجمع (1/ 159) ، والكاشف (1863) ، وتهذيب التهذيب (3/ 483) ، وتهذيب الكمال (2228) .
3083 التقريب (2/ 31) .(7/156)
3084- بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ.
وليس بأخي علقمة. وكان ثقة ثبتًا مأمونًا كثير الحديث حجة. وكان فقيهًا. وكان له أخ من أمه يقال له الخطاب بن جبير بن حية الثقفي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ قَالَ: كَانَ أبي يَقُولُ:
الْحَسَنُ شَيْخُ الْبَصْرَةِ وَبَكْرٌ فَتَاهَا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُخْتِي أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ بَكْرٍ أَنَّهَا سَمِعَتْ أَبَاهَا بِكْرًا يَقُولُ عَزَمْتُ عَلَى نَفْسِي أَنْ لا أَسْمَعَ قَوْمًا يَذْكُرُونَ الْقَدَرَ إِلا قُمْتُ فَصَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أبي أَنَّهُ كَانَ وَاقِفًا بِعَرَفَةَ فَرَقَّ فَقَالَ: لَوْلا أَنِّي وَاقِفٌ فِيهِمْ بِعَرَفَةَ لَقُلْتُ قَدْ غُفِرَ لَهُمْ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُرَجَّى بْنُ وَادِعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا غَالِبٌ الْقَطَّانُ قَالَ: كَانَ بَكْرٌ الْمُزَنِيُّ يَقُولُ: إِيَّاكَ مِنْ كَلامٍ مَا إِنْ أَصَبْتَ فِيهِ لَمْ تُؤْجَرْ وَإِنْ أَخْطَأْتَ وَزَرْتَ. وَذَلِكَ سُوءُ الظَّنِّ بِأَخِيكَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أبي دَاوُدَ قَالَ: سَمِعْتُ بَكْرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيَّ يَقُولُ: إِذَا صَحِبَكَ رَجُلٌ فَانْقَطَعَ شِسْعُهُ فَلَمْ تَقْعُدْ لَهُ حَتَّى يُصْلِحَ شِسْعَهُ فَلَسْتَ لَهُ بِصَاحِبٍ. وَإِذَا قَعَدَ يَبُولُ فَلَمْ تَقْعُدْ لَهُ حَتَّى يَفْرُغَ فَلَسْتَ لَهُ بِصَاحِبٍ. قَالَ: وَكَانَ الْحَسَنُ يُسَمِّي بَكْرًا الْمُكَيَّسَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو هِلالٍ عَنْ غَالِبٍ عَنْ بَكْرٍ قَالَ:
لَمَّا ذُهِبَ بِهِ إِلَى الْقَضَاءِ قَالَ: إِنِّي سَأُخْبِرُكَ عَنِّي الآنَ بِخَبَرٍ فَتَنْظُرُ. وَاللَّهِ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ مَا لِي عِلْمٌ بِالْقَضَاءِ. فَإِنْ كُنْتُ صَادِقًا فَمَا يَنْبَغِي لَكَ أَنْ تَسْتَعْمِلَنِي. وَإِنْ كُنْتُ كَاذِبًا فَمَا يَنْبَغِي لَكَ أَنْ تَسْتَعْمِلَ كَاذِبًا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ عَنْ
__________
3084 التاريخ الكبير (2/ 1/ 90) ، والصغير (120) ، والجرح (1/ 1/ 388) ، والجمع (1/ 57) ، والكاشف (1/ 162) ، وسير أعلام النبلاء (4/ 532: 536) ، وتاريخ الإسلام (4/ 93، 94) ، وتهذيب التهذيب (1/ 484) ، وتهذيب الكمال (747) .(7/157)
بَكْرٍ قَالَ: إِنِّي لأَرْجُو أَنْ أَعِيشَ عَيْشَ الأَغْنِيَاءِ وَأَمُوتَ مَوْتَ الْفُقَرَاءِ. قَالَ: وَكَانَ كَذَلِكَ يَلْبَسُ كِسْوَتَهُ ثُمَّ يَجِيءُ إِلَى الْمَسَاكِينِ فَيَجْلِسُ مَعَهُمْ يُحَدِّثُهُمْ. قَالَ: وَيَقُولُ إِنَّهُمْ يَفْرَحُونَ بِذَاكَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ قَالَ: سَمِعْتُ أبي يَذْكُرُ أَنَّ بَكْرَ ابن عَبْدِ اللَّهِ كَانَتْ قِيمَةُ كِسْوَتِهِ أَرْبَعَةَ آلافٍ وَكَانَتْ أُمُّهُ ذَاتَ مَيْسَرَةٍ. وَكَانَ لَهَا زَوْجٌ كَثِيرُ الْمَالِ. وَكَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَرُدَّ عَلَيْهَا شَيْئًا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو عَنْ كُلْثُومِ بْنِ جَوْشَنٍ قَالَ: اشْتَرَى بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ طَيْلَسَانًا بِأَرْبَعِ مِائَةِ دِرْهَمٍ فَأَرَادَ الْخَيَّاطُ أَنْ يَقْطَعَهُ فَذَهَبَ لِيَذُرَّ عَلَيْهِ تُرَابًا فَقَالَ لَهُ بَكْرٌ: كَمَا أَنْتَ. فَأَمَرَ بِكَافُورٍ فَسُحِقَ ثُمَّ ذَرَّهُ عَلَيْهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُتْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَنْبَرِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ بَكْرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيَّ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: أَصْبَحْتُ لا أَمْلِكُ مَا أَرْجُو وَلا أَدْفَعُ عَنْ نَفْسِي مَا أَكْرَهُ. أَمْرِي بِيَدِ غَيْرِي. وَلا فَقِيرَ أَفْقَرُ مِنِّي. ثُمَّ يَقُولُ: يَا ابْنَ آدَمَ ارْجُ رَجَاءً لا يُؤَمِّنُكَ مَكَرَ اللَّهِ وَاشْفَقْ شَفَقَةً لا تُؤَيِّسُكَ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ.
قَالَ أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَشْهَبِ قَالَ: سَمِعْتُ بَكْرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا مِنْ فَضْلِكَ رِزْقًا تَزِيدُنَا بِهِ لَكَ شُكْرًا وَإِلَيْكَ فَاقَةً وَفَقْرًا وَبِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ غَنَاءً وَتَعَفُّفًا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلالٍ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ دَخَلَ النَّاسُ عَلَى بَكْرٍ يَعُودُونَهُ وَيَجْلِسُونَ فَقَالَ بَكْرٌ: الْمَرِيضُ يُعَادُ وَالصَّحِيحُ يُزَارُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ أبي مُسْلِمٍ أَبُو عُمَرَ قَالَ: رَأَيْتُ بَكْرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَخْضِبُ بِالسَّوَادِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: مَاتَ بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَةٍ.
قَالَ: وَسَمِعْتُ غَيْرَهُ يَقُولُ: مَاتَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَمِائَةٍ. وَهُوَ أَثْبَتُ عِنْدَنَا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ قَالَ: حَضَرَ الحسن جنازة بكر ابن عَبْدِ اللَّهِ وَهُوَ عَلَى حِمَارٍ فَرَأَى النَّاسَ يَزْدَحِمُونَ فَقَالَ: مَا يُوزَرُونَ أَكْثَرَ مِمَّا يُؤْجَرُونَ.
كَانَ الْقَوْمُ يَنْظُرُونَ فَإِنْ قَدَرُوا عَلَى حَمْلِ الْجَنَازَةِ أَعْقَبُوا إِخْوَانَهُمْ.(7/158)
3085- أبو عبد الله الجسري.
حي من عنزة. وكان معروفًا قليل الحديث. روى عن معقل بن يسار.
3086- سنان بن سلمة
بن المحبق الهذلي. وكان معروفًا قليل الحديث. وتوفي في آخر ولاية الحجاج بن يوسف العراق.
3087- وأخوه موسى بن سلمة
بن المحبق الهذلي. قليل الحديث. روى عن ابن عباس وروى عنه قتادة.
3088- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَبَاحٍ الأَنْصَارِيُّ.
وكان ثقة وله أحاديث.
قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ السَّدُوسِيُّ عن خالد ابن سُمَيْرِ السَّدُوسِيِّ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَبَاحٍ الأَنْصَارِيُّ الْبَصْرَةَ. وَكَانَتِ الأَنْصَارُ تُفَقِّهُهُ.
3089- عبد الله بن الصامت
ابن أخي أبي ذر الغفاري. ويكنى أبا النضر. وكان ثقة وله أحاديث.
3090- أبو سعيد الرقاشي.
واسمه قيس مولى أبي ساسان حصين بن المنذر الرقاشي. وكان أبو سعيد قليل الحديث. وروى عن ابن عباس.
3091- الحكم بن الأعرج.
روى عن ابن عباس. وله أحاديث.
3092- أنيس أبو العريان.
كان مع محمد بن علي ابن الحنفية في الشعب.
3093- أبو لبيد.
واسمه لمازة بن زبار الأزدي ثم الجهضمي. سمع من علي.
__________
3085 واسمه حميري كما في التقريب، وتهذيب الكمال.
انظر: التاريخ الكبير (406) ، (413) ، والجرح (1416) ، والكاشف (1/ 259) ، وتهذيب التهذيب (3/ 55) ، وتهذيب الكمال (1549) .
3086 التقريب (1/ 334) .
3087 التقريب (2/ 283) .
3088 التقريب (1/ 414) .
3089 التقريب (1/ 423) .
3091 التقريب (1/ 191) .
3093 التقريب (2/ 138) .(7/159)
ع. وكان ثقة وله أحاديث.
3094- مُوَرِّقُ بْنُ الْمُشَمْرِجِ الْعِجْلِيُّ.
ويكنى أبا المعتمر. وكان ثقة عابدًا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جعفر بن سليمان قال: حدثنا المعلى ابن زِيَادٍ قَالَ: قَالَ مُوَرِّقٌ الْعِجْلِيُّ: أَمْرٌ أَنَا فِي طَلَبِهِ مُنْذُ عَشْرِ سِنِينَ لَمْ أَقْدِرْ عَلَيْهِ وَلَسْتُ بِتَارِكٍ طَلَبَهُ أَبَدًا. قَالَ: وَمَا هُوَ يَا أبا الْمُعْتَمِرِ؟ قَالَ: الصَّمْتُ عَمَّا لا يَعْنِينِي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ خُلَيْفِ بْنِ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ قَالَ: قَالَ مُوَرِّقٌ الْعِجْلِيُّ: وَلَقَدْ تَعَلَّمْتُ الصَّمْتَ عَشْرَ سِنِينَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ الشَّنِّيُّ الأَعْرَجُ قَالَ: سَمِعْتُ مُوَرِّقًا يَقُولُ: إِنِّي لَقَلِيلُ الْغَضَبِ وَرُبَّمَا أَتَتْ عَلَيَّ السَّنَةُ لا أَغْضَبُ وَلَقَلَّ مَا قُلْتُ فِي غَضَبِي شَيْئًا فَأَنْدَمُ عَلَيْهِ إِذَا رَضِيتُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ خُلَيْفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ عَنْ مُوَرِّقٍ الْعِجْلِيِّ قَالَ: مَا قُلْتُ فِي الْغَضَبِ شَيْئًا قَطُّ فَنَدِمْتُ عَلَيْهِ فِي الرِّضَاءِ.
قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ خُلَيْفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ عَنْ مُوَرِّقٍ قَالَ: مَا امْتَلأْتُ غَضَبًا قَطُّ. وَلَقَدْ سَأَلْتُ اللَّهَ حَاجَةً مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةً أَوْ نَيِّفٍ وَعِشْرِينَ سَنَةٍ فَمَا شَفَّعَنِي فِيهَا وَمَا سَئِمْتُ مِنَ الدُّعَاءِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ عَنْ حَفْصَةَ قَالَتْ: كَانَ مُوَرِّقٌ يَأْتِينَا فنقول: كيف أهلك؟ يقول: هُمْ وَاللَّهِ وَافِرُونَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ قَالَتْ: كَانَ مُوَرِّقٌ يَزُورُنَا. فَزَارَنَا يَوْمًا فَسَلَّمَ فَرَدَدْتُ ع.
ثُمَّ سَاءَلَنِي وَسَاءَلْتُهُ قُلْتُ: كَيْفَ أَهْلُكَ وَكَيْفَ وَلَدُكَ؟ قَالَ: إِنَّهُمْ لَمُتَوَافِرُونَ. قُلْتُ:
احْمَدِ اللَّهَ رَبَّكَ. قَالَ: إِنِّي وَاللَّهِ قَدْ خَشِيتُ أَنْ يُحْتَبَسُوا عَلَى هَلَكَةٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ قَالَ: مَرَّ مُوَرِّقٌ الْعِجْلِيُّ عَلَى مَجْلِسِ الحي فسلم عليهم فردوا ع فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْحَيِّ لَهُ: كُلُّ حَالِكَ صَالِحٌ؟ قَالَ: وَدِدْتُ أَنَّ الْعُشْرَ مِنْهُ صَالِحٌ.
__________
3094 التقريب (2/ 280) .(7/160)
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ أَبُو زَيْدٍ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ مُوَرِّقٍ قَالَ: إِنَّمَا كَانَ حَدِيثُهُمْ تَعْرِيضًا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ:
حَدَّثَنَا يَزِيدُ الأَعْرَجُ الشَّنِّيُّ أَنَّ رَجُلا قَالَ لِمُوَرِّقٍ الْعِجْلِيِّ: يَا أبا الْمُعْتَمِرِ أَشْكُو إِلَيْكَ نَفْسِي. إِنِّي لا أَسْتَطِيعُ أَنْ أُصَلِّيَ وَلا أَصُومَ. قَالَ: بِئْسَ مَا تُثْنِي عَلَى نَفْسِكَ! أما إذا ضَعُفْتَ عَنِ الْخَيْرِ فَاضْعُفْ عَنِ الشَّرِّ فَإِنِّي أَفْرَحُ بِالنَّوْمَةِ أَنَامُهَا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ قَالَ:
قَالَ مُوَرِّقٌ: مَا وَجَدْتُ لِلْمُؤْمِنِ فِي الدُّنْيَا مَثَلا إِلا كَمَثَلِ رَجُلٍ عَلَى خَشَبَةٍ فِي الْبَحْرِ وَهُوَ يَقُولُ: يَا رَبِّ يَا رَبِّ. لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُنَجِّيَهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ عَنْ مُوَرِّقٍ الْعِجْلِيِّ قَالَ: الْمُمَسِّكُ بِطَاعَةِ اللَّهِ إِذَا جَنَبَ النَّاسُ عَنْهَا كَالْكَارِّ بَعْدَ الْفَارِّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ خُلَيْفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ قَالَ: قَالَ مُوَرِّقٌ: مَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ أَهْلِي أَجِدُ لِي فِي مَوْتِهِ خَيْرًا إِلا وَدِدْتُ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حماد بْنُ زَيْدٍ عَنْ جَمِيلِ بْنِ مُرَّةَ عَنْ مُوَرِّقٍ قَالَ: مَا فِي الأَرْضِ نَفْسٌ لِي فِي مَوْتِهَا أَجْرٌ إِلا وَدِدْتُ أَنَّهَا مَاتَتْ. قَالَ حَمَّادٌ:
وَكَانَتْ أُمُّهُ حَيَّةً.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ قَالَ: حَدَّثَنِي أبي أَنَّ مُوَرِّقًا كَانَ يَفْلِي أُمَّهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ عَنْ مُوسَى أبي مُحَمَّدٍ قَالَ: كَانَ مُوَرِّقٌ رُبَّمَا دَخَلَ عَلَى بَعْضِ إِخْوَانِهِ فَيَضَعُ عِنْدَهُمُ الدَّرَاهِمَ فَيَقُولُ: أَمْسِكُوهَا حَتَّى أَعُودَ إِلَيْكُمْ. فَإِذَا خَرَجَ قَالَ: أَنْتُمْ مِنْهَا فِي حِلٍّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ جَمِيلِ بْنِ مُرَّةَ قَالَ:
كَانَ مُوَرِّقٌ يَجِيئُنَا إِلَى أَهْلِنَا بِالْبَصْرَةِ بِالصُّرَّةِ فَيَقُولُ: أَمْسِكُوا لَنَا هَذِهِ عِنْدَكُمْ فَإِذَا احْتَجْتُمْ إِلَيْهَا فَأَنْفِقُوهَا. فَيَكُونُ آخِرَ عَهْدِهِ بِهَا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا بَعْضُ أَصْحَابِنَا قَالَ: كَانَ مُوَرِّقٌ الْعِجْلِيُّ يَتَّجِرُ فَيُصِيبُ الْمَالَ فَلا تَأْتِي عَلَيْهِ جُمُعَةٌ وَعِنْدَهُ مِنْهُ شَيْءٌ. قَالَ: وَكَانَ يَلْقَى الأَخَ لَهُ فَيُعْطِيهِ أَرْبَعَ مِائَةٍ خَمْسَ مِائَةٍ ثَلاثَمِائَةٍ فَيَقُولُ: ضعها لنا(7/161)
عِنْدَكَ حَتَّى نَحْتَاجَ إِلَيْهَا. قَالَ: ثُمَّ يَلْقَاهُ بَعْدَ ذَلِكَ فَيَقُولُ: شَأْنُكَ بِهَا. وَيَقُولُ الآخَرُ: لا حَاجَةَ لَنَا فِيهَا. قَالَ: فَيَقُولُ: أَمَا وَاللَّهِ مَا نَحْنُ بِآخِذِيهَا أَبَدًا. شَأْنُكَ بِهَا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا قُرَيْشُ بْنُ حَيَّانَ قَالَ: حَدَّثَتْنِي امْرَأَةٌ يُقَالُ لَهَا مَيْمُونَةُ بِنْتُ مَذْعُورٍ قَالَتْ: مَرَّ بِنَا مُوَرِّقٌ الْعِجْلِيَّ فَطَبَخَ لَهُ غُلامٌ لَنَا بَيْضًا فِي قِدْرٍ صَغِيرَةٍ فَقَالَ لَهُ مُوَرِّقٌ: مَا هَذِهِ الْقِدْرُ؟ قَالَ: رَهْنٌ عِنْدِي. فَقَالَ لَهُ مُوَرِّقٌ:
أَتَسْتَطِيعُ أَنْ تُغْنِيَ عَنِّي بَيْضَكَ هَذَا؟ قَالَتْ: وَكَرِهَ اسْتِعْمَالَهُ الرَّهْنَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: حَدَّثَنَا غَيْلانُ بْنُ جَرِيرٍ عَنْ مُوَرِّقٍ الْعِجْلِيِّ قَالَ: يُكْرَهُ بَيْعُ الْمُرَابَحَةِ ده يازده وده دوازده.
قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ غَيْلانَ بْنِ جَرِيرٍ قَالَ: حَبَسَ الْحَجَّاجُ مُوَرِّقًا الْعِجْلِيَّ فِي السِّجْنِ. قَالَ: فَلَقِيَنِي مُطَرِّفٌ فَقَالَ: مَا صَنَعْتُمْ فِي صَاحِبِكُمْ؟ قَالَ: قُلْتُ: مَحْبُوسٌ. قَالَ: تَعَالَ حَتَّى نَدْعُوَ. قَالَ: فَدَعَا مُطَرِّفٌ وَأَمَّنَّا عَلَى دُعَائِهِ. فَلَمَّا كَانَ الْعَشِيَّ خَرَجَ الْحَجَّاجُ فَجَلَسَ وَأَذِنَ لِلنَّاسِ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَدَخَلَ أَبُو مُوَرِّقٍ فِيمَنْ دَخَلَ فَدَعَا الْحَجَّاجُ حَرَسِيًّا فَقَالَ: اذْهَبْ بِذَاكَ الشَّيْخِ إِلَى السِّجْنِ فَادْفَعْ إِلَيْهِ ابْنَهُ. قَالُوا: وَتُوُفِّيَ مُوَرِّقٌ فِي وِلايَةِ عُمَرَ بْنِ هُبَيْرَةَ عَلَى الْعِرَاقِ.
3095- أبو مجلز.
واسمه لاحق بن حميد السدوسي. وكان ثقة وله أحاديث.
تُوُفّي في خلافة عمر بن عبد العزيز قبل وفاة الحسن البصري.
3096- عبد الملك بن يعلى الليثي.
وكان قاضيًا على البصرة قبل الحسن. وتوفي في خلافة عمر بن عبد العزيز.
3097- غَزْوَانُ بْنُ غَزْوَانَ الرَّقَاشِيُّ.
وكان خيرًا فاضلًا عابدًا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ غَزْوَانَ كَانَ لا يَضْحَكُ. فَقَالَ لَهُ أَبُو مُوسَى: يَا غَزْوَانُ بَلَغَنِي أَنَّكَ لا تَضْحَكُ. قَالَ:
آهًا آهًا مَا أَصْنَعُ بِهَذَا؟.
قَالَ: أَخْبَرَنَا رِبْعِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ سَلامِ بْنِ أبي مُطِيعٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ:
كَانَ غَزْوَانُ الرَّقَاشِيُّ يُكْثِرُ الْقِرَاءَةَ فِي الْمُصْحَفِ. وَكَانَتْ لَهُ أم كبيرة جاهلية فقالت له
__________
3095 التقريب (2/ 340) .
3096 التقريب (1/ 524) .(7/162)
ذَاتَ يَوْمٍ: يَا غَزْوَانُ أَمَا تَجِدُ فِيهِ بَعِيرًا لَنَا ضَلَّ فِي الْجَاهِلِيَّةِ؟ قَالَ: فَمَا كَرِهَهَا وَلا انْتَهَرَهَا. قَالَ: يَا أُمَّهْ أَجِدُ وَاللَّهِ فِيهِ وَعْدًا حَسَنًا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ رَاشِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الرَّقَاشِيُّ قَالَ:
سَمِعْتُ مَشْيَخَتَنَا يَذْكُرُونَ أَنَّ غَزْوَانَ لَمْ يَضْحَكْ مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً. وَكَانَ غَزْوَانُ يَغْزُو فَإِذَا أَقْبَلَتِ الرِّفَاقُ رَاجِعِينَ تَسْتَقْبِلُ أُمُّهُ الرِّفَاقَ فَتَقُولُ لَهُمْ: أَمَا تَعْرِفُونَ غَزْوَانَ؟
فَيَقُولُونَ: وَيْحَكِ يَا عَجُوزُ ذَاكَ سَيِّدُ الْقَوْمِ!.
3098- الْعَلاءُ بْنُ زِيَادِ بْنِ مَطَرِ بْنِ شُرَيْحٍ العدوي.
من بني عدي بن عبد مناة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر. وكان ثقة وله أحاديث.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ سُوَيْدٍ عَنِ الْعَلاءِ بْنِ زِيَادٍ أَنَّ أَبَاهُ زِيَادَ بْنَ مَطَرٍ أَوْصَى قَالَ: إِنْ حَدَثَ بِي حَدَثٌ فَانْظُرُوا مَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ فُقَهَاءُ أهل الْبَصْرَةِ فَافْعَلُوهُ. فَسَأَلْنَا فَاتَّفَقُوا عَلَى الْخُمُسِ. يَعْنِي فِي الْوَصِيَّةِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ قَالَ: رَأَيْتُ الْعَلاءَ بْنَ زِيَادٍ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ. قَالَ: وَتُوُفِّيَ الْعَلاءُ فِي وِلايَةِ الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ عَلَى الْعِرَاقِ.
3099- حنظلة بن سوادة.
رأى عليا. ع. أصفر اللحية.
3100- رفيع أبو كبير.
سمع من علي. رضي الله عنه.
3101- عمر بن جاوان.
أحد بني سعد بْن زَيْد مناة بْن تميم. قال: وكان أبو عوانة يقول في حديثه: عمرو بن جاوان.
3102- أبو نعامة الحنفي.
واسمه قيس بن عباية. روى عنه الجريري وكهمس.
3103- أبو نعامة السعدي.
واسمه عبد ربه. روى عنه أيوب وحماد بن سلمة وشعبة.
3104- أبو نعامة السعدي.
سعد بن زيد مناة بن تميم واسمه عوف بن قيس بن حصين بن يزيد. وهو ابن عم عتي بن ضمرة بن يزيد.
__________
3098 التقريب (2/ 92) .
3101 التقريب (2/ 66) ، وفيه: عمرو بن جاوان.
3102 التقريب (2/ 129) .
3103 التقريب (2/ 481) .(7/163)